القدر للفريابي محققا

الفريابي

المقدمة

المقدمة مقدمة المحقق ... بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هادي له، وأشهد أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} 1. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} 2. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} 3. أما بعد: فهذا كتاب جديد يطبع لأول مرة -فيما أعلم- من تصنيف الإمام الحافظ أبي بَكْرٍ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ المستفاض الفريابي، قمت بتحقيقه على نسختين خطيتين -سيرد وصفهما- موضوعه في باب من أبواب العقيدة، ألا وهو القدر, ويحتوي الكتاب على 448 نصاً، ما بين حديث

_ 1 سورة آل عمران: الآية 102. 2 سورة النساء: الآية 1. 3 سورة الأحزاب: الآيتان 70، 71.

مرفوع, أو أثر موقوف، كما احتوى الكتاب في آخره على جملة طيبة من الآثار في الرد على أهل الأهواء والبدع. ولأهمية المصنَّف، وجلالة المصنِّف، عملت جهدي في ظهور الكتاب إلي المسلمين, بعد أن كان أسيرًا لخزائن المخطوطات، عسى أن يرفع شبهة, أو يدفع فرية. كما أشير إلى أهمية تزويدي بالملاحظات على الكتاب وتحقيقه، قيامًا بواجب التناصح، والله من وراء القصد. وفي الختام أسأل الله عز وجل أن يجزي مؤلف الكتاب خير الجزاء، وأن يغفر لي ولوالديَّ ولجميع المسلمين، وأن يجمع كلمتهم على الحق، إنه على كل شيء قدير. عبد الله بن حمد المنصور 1417/2/28 هـ الرياض

التعريف بالمصنف

التعريف بالمصنِّف 1: جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ الفريابي، الإمام الحافظ الثبت، قاضي الدينور، أحد أوعية العلم، ومن أهل المعرفة والفهم. ولد سنة سبع ومائتين، وقال: أول ما كتبت الحديث سنة أربع وعشرين ومائتين. قال أبو علي بن الصواف: سمعت الفريابي يقول: كل من لقيته لم أسمع منه إلا من لفظه، إلا ما كان من شيخين: أبي مصعب، فإنه ثقل لسانه، والمعلى بن مهدي، بالموصل. قال أبو الفضل الزهري: لما سمعت من الفريابي كان في مجلسه من أصحاب المحابر، من يكتب حدود عشرة آلاف إنسان، ما بقي منهم غيري، هذا سوى من لا يكتب، ثم جعل يبكي. قال الذهبي: سماعه منه كان في سنة ثمان وتسعين ومائتين. وقال ابن عدي: كنا نشهد مجلس الفريابي, وفيه عشرة آلاف أو أكثر. قال الدارقطني: قطع الفريابي الحديث في شوال، سنة ثلاث مائة.

_ 1 مراجع الترجمة: 1- تاريخ بغداد: جـ 199/7. 2- تذكرة الحفاظ: جـ 692/2. 3- سير أعلام البنلاء: جـ 96/14.

وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: دخلت بغداد, والفريابي حي، وقد أمسك عن التحديث، ودخلت عليه غير مرة، ونكتب بين يديه، كنا نراه حسرة. قال الذهبي: نعم ما صنع، فإنه أنس من نفسه تغيرًا، فتورع وترك الرواية. قال الدارقطني: مات الفريابي من المحرم، سنة إحدى وثلاث مائة. وقال أبو حفص ابن شاهين: توفي ليلة الأربعاء في محرم، وهو ابن أربع وتسعين سنة، قال: وكان قد حفر لنفسه قبرًا في مقابر أبي أيوب، قبل موته بخمس سنين، ولم يقضَ أن يدفن فيه. قال عيسى الرخجي: مات لأربع بقين من المحرم. أشهر شيوخ الفريابي: إسحاق بن راهويه، وقتيبة بن سعيد، وهشام بن عمار، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعثمان بن أبي شيبة، وعلي بن المديني، وعبد الأعلى بن حماد، وهدبة بن خالد، وعمرو بن علي الفلاس، وعبد الله بن جعفر البرمكي، والهيثم بن أيوب الطالقاني، وأبو كامل الجحدري، وعبد الله بن معاذ، وأبو كريب محمد بن العلاء, ومنجاب بن الحارث، ومحمد بن مصفى، وخلق كثير، وللمزي مشيخة على المعجم للفريابي، أوردها تلميذه الذهبي في: سير أعلام النبلاء: جـ 101/14. أشهر تلاميذ الفريابي: أبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف، وأبو القاسم الطبراني, وأبو الطاهر الذهلي، وأبو بكر القطيعي، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو حفص عمر بن الزيات، وأبو بكر الآجُرِّي، وعبد الباقي بن قانع، وأبو الحسين محمد بن عبد الله, والد تمام الرازي، والحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي.

وصف النسختين الخطيتين للكتاب

وصف النسختين الخطيتين للكتاب اعتمدت على مصورتين كاملتين للكتاب، وظهر لي من خلال العمل أن إحداهما منقولة من الأخرى، ووصفهما كما يلي: 1 نسخة الأصل: وهي موجودة في مكتبة الأسكوريال بأسبانيا, وتتكون من تسع وستين صفحة، في كل صفحة 25 سطرًا تقريبًا، وقد كتبت بخط نسخي مقروء، ومنقوط غالبًا، وتوجد استدراكات على الهامش، وقسمت إلى ثلاثة أجزاء، كتب سماع من بداية الجزء الثاني، وبداية الثالث، وتمكنت1 من قراءة السماع في بداية الجزء الثاني، وصورته: بلغ السماع في الأول على شيخنا العلامة عبد الحق السنباطي, بقراءة محمد العلامة الفتوحي ... مسمعه الفاضل كمال الدين ولد المسمع, وحسن بن ... محمد ... , وأحمد بن محمد الجمالي, ومن ... محب الدين ... المسمع, ومحمد بن الطنبغاني ... البرديغي, وأجازني المسمع مرويه, وكتب أحد من سمع محمد بن أحمد المظفري, وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. والسماع في بداية قول المصنف: باب ما روي من أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ, وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "الله أعلم بما كانوا عاملين".

_ 1 استفدت من تحقيق أحد طلاب الدراسات العليا لكتاب القدرة للفريابي, في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وذلك في قراءة سماعات الكتاب، ولم أثبت إلا ما تأكدت من صحته, إن شاء الله تعالى.

أما السماع المثبت في بداية الجزء الثالث، فلم يتبين لي؛ لرداءة التصوير, وعدم وضوح أكثر كلماته، وهو مثبت عند بداية نص 354. والسنباطي هذا له ترجمة في: شذرات الذهب, طبع دار ابن كثير: جـ 248/10. والفتوحي له ترجمة في: السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة: جـ 156/1. كما كتب المظفري له ترجمة في: الضوء اللامع: جـ 76/7 سماعان في أول الكتاب وفي آخره، صورة الأول: الحمد الله وحده: سمع الحافظ أبو بكر محمد بن الشيخ تقي الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن المحب المقدسي, كتاب القدر على إسحاق بن يحيى الآمدي، ومحمد بن أحمد الزراد، وأبي عبد الله محمد بن المحب عبد الله بن أحمد المقدسي, بسماع الأول من الحافظ يوسف بن خليل الدمشقي, وبسماع الثاني, وحضور الثالث من نور الدين عبد الرحمن بن أبي الفهم اليلداني، بسماعهما من أبي القاسم يحيى بن أسعد بن بوش بسنده، فقرأه, وكتب محمد المظفري, وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. وأبو بكر المقدسي له ترجمة في: شذرات الذهب: جـ 529/8، ومحمد بن أحمد الزراد له ترجمة في شذرات الذهب: جـ 130/8، وأبو عبد الله محمد بن المحب عبد الله بن أحمد المقدسي، لم أتبين من هو، ونور الدين اليلداني له ترجمة في: شذرات الذهب: جـ 465/7، ويحيي بن أسعد بن بوش له ترجمة في: شذرات الذهب: جـ 516/6، وصورة السماع الثاني في آخر الكتاب: الحمد لله وحده، سمعت كتاب القدر للفريابي, بقراءة العلامة شهاب الدين الفتوحي, على شيخنا الإمام العلامة أبي الفضل شرف الدين

عبد الحق السنباطي, عن شيخ الإسلام أحمد بن حجر الحافظ, والبرهان ابن مفلح بسندهما، وكانت قراءته في مجالس ستة, آخرها ثالث عشر شهر شوال سنة ثلاث عشرة وتستعمائة، وسمع المجلس الثالث ولدا القاسم بن تقي الدين, وسمع الأول من أحمد بن محمد الجمالي1, وأجاز المسمع مرويه، وكانت القراءة من نسخة غالبها بخط الحافظ أبي الحجاج الدمشقي يوسف بن الخليل، وكتب محمد بن أحمد المظفري, وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، الحمد لله صحيح ذلك، وكتبه عبد الحق بن محمد السنباطي الشافعى, حامداً مصلياً مسلِّماً. وهذ النسخة واقعة ضمن مجموع، حيث يلي كتاب القدر: للفريابي، كتاب القدر: لابن وهب، وللأسف فقدت ورقة أو ورقتان من آخر المصورة، وفقد معها اسم الناسخ، غير أني وجدت الشيخ العثيم في تحقيقه لكتاب القدر: لابن وهب يذكر اسم الناسخ وسنة النسخ، حيث اعتمد على نفس المجموع في تحقيقه لكتاب: القدر: لابن وهب، وذكر اسم الناسخ وهو: شهاب الدين أحمد بن عثمان بن محمد بن عبد الله الكلوتاتي الحنفي، له ترجمة في كتاب: شذرات الذهبك جـ 309/9. وذكر كذلك أن تاريخ نسخها هو سنة 786 هـ, حيث قال في آخر الكتاب: قد فرغ من نسخها في ثامن عشر من شهر جمادى الأولى سنة ست وثمانين وسبعمائة. وهذا الناسخ نقل لنا الإسناد إلى ناسخ النسخة التي نقل عنها، حيث كتب في أول النسخة ما يلي: كتاب القدر: وهو ثلاثة أجزاء، تأليف أبي بَكْرٍ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ المستفاض الفريابي, رواية أبي محمد عبد الله بن محمد بن سليمان بن بابويه المخرمي عنه،

_ 1 لعله المترجم في: الضوء اللامع: جـ 215/2.

رواية أبي القاسم, عبد العزيز بن أحمد الفضلي القرميسي عنه، رواية أبي طالب, عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن أحمد عنه، رواية أبي القاسم, يحيي بن أسعد بن محمد بن بوش عنه، رواية أبي الحجاج, يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي عنه، رواية أبي العباس بن محمد بن عبد الله الظاهري عنه، قال1: المنقول هذه النسخة من خطه, وهو ابن القماح، رواية كاتبه محمد بن أحمد بن إبراهيم القرشي الشافعي عنه إجازة. فتبين من هذه السماعات أن الناسخ شهاب الدين أحمد الكلوتاتي الحنفي نقل هذه النسخة من نسخة أخرى أقدم منها, بخط محمد بن أحمد القرشي الشافعي المعروف بابن القماح, له ترجمة في: شذرات الذهب: جـ 230/8. وقد نقل الكلوتاتي أيضًا سماعًا مكتوبًا على النسخة التي بخط محمد الشافعي المعروف بابن القماح، وهذه صورته: على الأصل المكتوب منه هذه النسخة ما صورته: قرأت جميع هذا الجزء الأول والثاني بعده, وهو معلم عليهما بعد مقابلتهما بالأصل الذي قرأت منه, وهو بخط الحافظ أبي الحجاج يوسف بن خليل رحمه الله, على الشيخ الإمام العالم العلامة جمال الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الله الظاهري بسماعه فيه، نقلًا من يوسف بن خليل, وسمع الشيخ علم الدين على بن أحمد بن الناصح المقدسي2، وصح ذلك في رابع شهر رجب الفرد سنة أربع عشرة وسبعمائة، وكتب عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي3، نقله من خطه كما شاهده بع: محمد بن أحمد بن إبراهيم القرشي الشافعي صح.

_ 1 كاتب هذا هو الناسخ: شهاب الدين الكلوتاتي الحنفي. 2 له ترجمة في: الضوء اللامع: جـ 168/5. 3 له ترجمة في: شذرات الذهب: جـ 193/8.

ويتبين مما سبق أن الكلوتاتي نقل من نسخة بخط محمد2 الشافعي المعروف بابن القماح، وابن القماح نقل من نسخة أقدم كتب عليها عبد الكريم الحلبي, أنها مقابلة على نسخة الحافظ أبي الحجاج يوسف بن خليل، ومن هنا يتبين لنا قيمة هذه النسخة, وأهميتها. وقد رمزت لهذه النسخة بالأصل. 2 قام زين العابدين بنسخ الكتاب في سنة 1319هـ، وقام كذلك بنسخ كتاب القدر: لابن وهب؛ لأنه موجود في هذا المجموع, خلف كتاب القدر للفريابي. وزين العابدين لعله المترجم في كتاب: نزهة الخواطر: جـ 497/8- 501. والملاحَظ أن زين العابدين نقل الكتاب من النسخة السابقة كما سبق، وقد استفدت من نسخه لهذا الكتاب عدة أمور: أسقطت الصفحة الثانية من النسخة الأصلية عند التصوير، واستدركتها كاملة من نسخة زين العابدين. ب بعض الهوامش لم تظهر في النسخة الأصلية، وقد نقلها بوضوح زين العابدين في نسخته. ونسخ زين العابدين تقع في 75 صفحة، في كل صفحة سبعة وعشرون سطرًا تقريبًا، وكتبت بخط جميل واضح معجم، وهي موجودة في المكتبة المركزية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. وبعد، فإني أشكر كل من ساعد في تحقيق الكتاب، كما أنبه على من يجد خطأ أو خللًا أن يبادرني النصيحة، وفق الله الجميع للخير، والله أعلم.

عمل المحقق في الكتاب

عمل المحقق في الكتاب ... عملي في الكتاب 1 كان الاهتمام الكبير عندي إخراج النص سليمًا، ولذلك قمت بمراجعة الكتاب بعد تحقيقه على النسخ الخطية لاستدراك ما فات. 2 قمت بدراسة أسانيد المصنف، والحكم على بعضها بما يليق بحالها, حسب القواعد المتبعة في ذلك، مراعيًا في ذلك اتصال الأسانيد من انقطاعها، وغير ذلك من القواعد الحديثية المعروفة، كما أني لا أخلي المقام من أحكام العلماء السابقين على الأحاديث. 3 اعتمدت النسخة الأصلية للكتاب، وما زادته النسخة الثانية نبهت عليه مع إثباته، حيث لم تظهر بعض الحواشي في مصورتي النسخة الأصلية، وحفظها لنا ناسخ النسخة الثانية. 4 نقل الآَجُرِّيُّ في: الشريعة, الكثير من نصوص الكتاب، فكان بمثابة نسخة ثالثة، ولذلك تجد المقارنة بينهما في الهامش. 5 خرجت الأحاديث في الكتاب، وكذلك الآثار من دواوين السنة، على أني اكتفيت بالعزو للصحيحين أو أحدهما, إذا كان الحديث فيهما, أو في أحدهما. 6 إعداد الكتاب من حيث ترقيم نصوصه, ووضع علامات الترقيم لما في ذلك من أثر في تقريب مادة الكتاب, وضبطت بالشكل الأحاديث الواردة في الكتاب.

7 وضعت الفهارس في آخر الكتاب، وهى تشمل فهرسًا للآيات الواردة في نصوص الكتاب، وفهرسًا آخر لأطراف الأحاديث والآثار مع ذكر رواتها أو قائليها. 8 قد تختلف النسختان في مثل: قال تعالى, وقال الله تعالى, وقال عز وجل, أو الترضي عن الصحابي، لم أشر إلى هذا الاختلاف، فليعلم ذلك، ثم إن ناسخ النسخة الثانية أخطأ في نسخه لبعض الكلمات، فمثلًا في الأصل: إسحاق بن سيار, فيكتب هو إسحاق بن يسار, فإني أهمل التنبيه على مثل هذا ما دام الأصل صحيحًا. 9 اختصر الناسخ حدثنا إلي نا، فكتبتها على الأصل حدثنا ومثلها أخبرنا. 10 حذفت قول راوي الكتاب: حدثنا جعفر, يعني المصنف، حيث كتبها قبل كثير من الأحاديث، فحذفتها فليعلم.

نسبة كتاب القدر

نسبة كتاب القدر ... كتاب القدر تأليف أبي بَكْرٍ, جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ المستفاض الفريابي, رواية أبي مُحَمَّدٍ, عُبَيْدُ اللَّهِ1 بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بن بابويه المخرمي عنه, رواية أبي القاسم, عبد العزيز بن أحمد الفضلي القرميسي عنه, رواية أبي طالب, عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن أحمد عنه, رواية أبي القاسم, يحيى بن أسعد بن يحيى بن يونس عنه, رواية أبي الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي, رواية أبي العباس محمد بن عبد الله الظاهري عنه, وهذه ترجمة موجزة لرجال إسناد النسخة: 1 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ بابويه بن فهرويه بن عبد الله بن مرزوق، أبو محمد الدقاق المخرمي، يعرف بابن جغوما، حدث عن أبيه، وعن جعفر بن محمد الفريابي, والحسين بن محمد بن عفير، وإبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، وعلي بن الحسن بن العبد, قال الخطيب:

_ 1 في: تاريخ بغداد: عبيد الله، وهكذا أيضًا في أول الكتاب، وعلى الغلاف الخارجي: عبد الله.

حدثنا عنه أحمد بن علي بن عثمان الخطبي، وبشرى بن عبد الله الرومي، وعبد العزيز الأزجي، وعبيد الله بن محمد بن عبيد الله النجار، وأبو القاسم التنوخي، وأحاديثه مستقيمة. وكان قد عَمِي في آخر عمره، قال الخطيب: أخبرني الأزهرى أن ابن فهرويه المخرمي، مات في سنة ست وسبعين وثلاثمائة, تاريخ بغداد: جـ363/10. 2 الشيخ الإمام، المحدث المفيد، أبو القاسم، عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل بن شكر البغدادي الأزجي. سمع الكثير من ابن كيسان، وأبي عبد الله العسكري، وأبي الحسن بن لؤلؤ، وأبي سعيد الحرفي، وعبد العزيز الخرقي، ومحمد بن أحمد الجرجرائي المفيد، وابن المظفر، والدارقطني، وخلق، وعني بالحديث. روى عنه الخطيب، والقاضي أبو يعلى، وعبد الله بن سبعون القيرواني، والحسين بن علي الكاشغري، وحمد بن إسماعيل الهمذاني، والمبارك بن الطيوري، وخلق. له مصنف في الصفات لم يهذبه. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا كثير الكتاب، مولده في سنة ست وخمسين وثلاث مائة، وتوفي في شعبان سنة أربع وأربعين وأربع مائة. سير أعلام النبلاء: جـ 18/18. 3 الشيخ الأمين، الثقة, العالم المسند، أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف البغدادي اليوسفي ابن أبي بكر, ولد سنة نيف وثلاثين وأربع مائة. وسمع المصنفات الكبار من أبي علي بن المذهب، وأبي إسحاق البرمكي، وأبي بكر بن بشران، وأبي محمد الجوهري، وعدة، وتفرد في وقته.

حدث عنه السلفي، وأبو العلاء العطار، وهبة الله الصائن، وأبو بكر ابن النقور، والشيخ عبد القادر، وعبد الحق اليوسفي، وأبو منصور محمد بن أحمد الدقاق، ويحيي بن بوش، وعدد كثير. قال السمعاني: شيخ صالح ثقة دين، متحرٍ في الرواية، كثير السماع، انتشرت عنه الرواية في البلدان، وحُمِل عنه الكثير. وقال السلفي: تربي أبو طالب على طريقة والده في الاحتياط التام في الدين في التدين من غير تكلف، وكان كامل الفضل، حسن الجملة، ثقة متحريًا، إلى غاية ما عليها مزيد، قلَّ من رأيت مثله، وكان أبوه أبو بكر أزهد خلق الله، قال محمد بن عطاف: توفي أبو طالب في آخر يوم الجمعة ثامن عشر ذي الحجة، سنة ست عشرة وخمس مائة. سير أعلام النبلاء: جـ 386/19. 4 الشيخ المعمر، الرحلة، أبوالقاسم يحيى بن أسعد بن يحيى بن محمد بن بوش، البغدادي, الأزجي, الخباز. سمع بإفادة خاله من أبي طالب بن يوسف، وأبي الغنائم محمد بن محمد، وعدة. وأجاز له أبو القاسم بن بيان، وأبو علي الحداد، وأبو الغنائم النرسي، وجماعة. وقال ابن الدبيثي: كان سماعه صحيحًا. حدث عنه: الشيخ موفق الدين، والبهاء عبد الرحمن، وعدة. مات في ثالث ذي القعدة فجاءةً، غص بلقمة، سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة وله بضع وثمانون سنة. 5 يوسف بن خليل بن قراجا عبد الله, الإمام, المحدث, الصادق، الرحال النقال، شيخ المحدثين، راوية الإسلام، أبو الحجاج شمس الدين, الدمشقي الأدمي، الإسكاف، نزيل حلب, وشيخها.

ولد في سنة خمس وخمسين وخمسمائة. مشيخته نحو الخمس مائة، وصحب الحافظ عبد الغني، وتخرج به مدة. قال الذهبي: روى لنا عنه الحافظ أبو محمد الدمياطي، والحافظ أبو العباس ابن الظاهري. توفي إلى رحمة الله في عاشر جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وست مائة وله ثلاث وتسعون سنة. سير أعلام النبلاء: جـ151/23. 6 أحمد بن محمد بن عبد الله، الحافظ, القدوة, جمال الدين أبو العباس, الحلبي, الظاهري, شيخ الذهبي رحمهما الله، مولده في شوال سنة ست وعشرين وستمائة. قال الذهبي: اشتغل وقرأ بالسبع على أبي عبد الله الفاسي، وسمع من ابن اللتي, والأربلي, والموفق يعيش, وابن رواحة, وأكثر عنه, وعن ابن خليل. شيوخه أزيد من سبعمائة شيخ. مات في ربيع سنة ست وتسعين وستمائة، وله سبعون سنة. معجم شيوخ الذهبي: 84.

النص المحقق

النص المحقق الأحاديث والآثار في خلق آدم عليه السلام ... بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد سيد المرسلين, وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ بَالَوَيْهِ بْنِ فَهْرَوَيْهِ الْمَخْرَمِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ الْفِرْيَابِيُّ: 1 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سعيد، حدثنا الليث بن سعد عن

_ 1- أخرجه الآجُرِّي في: الشريعة: صـ191، أخبرنا الفريابي, وساقه، وأخرجه مختصراً من قول عبد الله بن سلام النسائي في: عمل اليوم والليلة: صـ 219 بمثل إسناد المصنف، وتابع ابن عجلان عليه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب, كما عند المصنف برقم 2، وابن منده في: التوحيد:61، والبيهقي في: الأسماء والصفات برقم811، وتابعه كذلك أبو معشر نجيح, وهو ضعيف، اختلط، فرواه عن سعيد، عن عبد الله بن سلام بإسقاط أبي سعيد، وهذا عند ابن جرير في تاريخه: جـ 47/1، وأبي الشيخ في: العظمة برقم 885. والأثر لبعض أجزائه شواهد موفوعة إلي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج ابن حبان في: صحيحه 6167-الإحسان, عن أبي هريرة مرفوعاً: "لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس.." الحديث، وإسناده صحيح.

مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ أَنَّهُ قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأَرْضَ يَوْمَ الْأَحَدِ وَالِاثْنَيْنِ، وقدَّر فِيهَا أَقْوَاتَهَا, وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مَنْ فَوْقِهَا يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَالْأَرْبِعَاءِ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ, وَهِيَ دُخَانٌ, فَخَلَقَهَا1 يَوْمَ الْخَمِيسِ وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ, وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا, وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ عَلَى عَجَلٍ, ثُمَّ تَرَكَهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا2 يَنْظُرُ إِلَيْهِ, وَيَقُولُ: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} ، ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ مَنْ3 رُوحِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ فِي بَعْضِهِ الرُّوحُ, وَذَهَبَ لِيَجْلِسَ، قَالَ اللَّهُ عز وجل: {خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ} 4، فَلَمَّا تَتَابَعَ فِيهِ الرُّوحُ عَطَسَ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّه} فَقَالَ:5 الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَرْحَمُكَ رَبُّكَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: اذْهَبْ إِلَى أَهْلِ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ, وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ, فَفَعَلَ، فَقَالَ: هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَدَيْهِ, فَأَخْرَجَ مِنْهَا مَنْ هُوَ خَالِقٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ, ثُمَّ قَبَضَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: اخْتَرْ يَا آدَمُ، فَقَالَ: اخْتَرْتُ يمينك

_ 1 وأيضًا في كتاب: الشريعة: صـ191: فخلقها، أما النسخة الثانية: فجعلها. 2 من كتاب: الشريعة: صـ191، وليست في الأصل. 3 النسخة الثانية ليس فيها: فيه من. 4 سورة الأنبياء: الآية 37. 5 سقطت من الأصل، واستدركت على الهامش, وهي غير واضحة، ونقلتها من النسخة الثانية.

يَا رَبِّ وَكِلْتَا يَدَيْكَ يَمِينٌ، فَبَسَطَهَا فَإِذَا فِيهَا ذُرِّيَّتُهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ: مَا هَؤُلَاءِ يَا رَبِّ؟، قَالَ: هُمْ مَنْ قَضَيْتُ أَنْ أَخْلُقَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ, فَإِذَا فِيهِمْ مَنْ لَهُ وَبِيصٌ، فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَبِّ؟، قَالَ هُمُ الْأَنْبِيَاءُ، قَالَ: فَمَنْ هَذَا الَّذِي كَانَ لَهُ فَضْلٌ وَبِيصٌ؟، قَالَ: هُوَ ابْنُكَ دَاوُدُ، قَالَ: فَكَمْ جَعَلْتَ عُمُرَهُ؟، قَالَ: سِتِّينَ سَنَةً، قَالَ: فَكَمْ عُمُرِي، قَالَ: أَلْفُ سَنَةٍ، قَالَ: فَزِدْهُ يَا رَبِّ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: إِنْ شِئْتَ، قَالَ: فَقَدْ شِئْتُ، قَالَ: إِذَنْ يُكْتَبُ ثُمَّ يُخْتَمُ ثُمَّ لَا يُبَدَّلُ، ثُمَّ رَأَى مِنْ آخِرِ كَفِّ الرَّحْمَنِ مِنْهُمْ، آخرَ لَهُ فَضْلٌ وَبِيصٌ، قَالَ: فَمَنْ هذا يارب؟، قَالَ: هَذَا مُحَمَّدٌ، هُوَ آخِرُهُمْ, وَأَوَّلُهُمْ أُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ، فَلَمَّا أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ؛ لِيَقْبِضَ نَفْسَهُ1، قَالَ: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً، قَالَ: أَوَلَمْ تَكُنْ وَهَبْتَهَا لِابْنِكَ دَاوُدَ، قَالَ: لَا، قَالَ: فَنَسِيَ آدَمُ, فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَجَحَدَ آدَمُ, فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَعَصَى آدَمُ فَعَصَتْ ذُرِّيَّتُهُ, وَذَلِكَ أَوَّلُ يَوْمٍ أُمِرَ بِالشُّهَدَاءِ. 2 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ2 عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن

_ 1 سقطت الورقة الثانية من الأصل، وهي تبدأ بقوله: قال:....، واستدركتها من النسخة الثانية. 2- انظر النص السابق. 2 كانت في الأصل: سعيد بن أبي ذئب, وهو خطأ, ولعل الناسخ انتقل بصره إلي شيخ ابن أبي ذئب.

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَدَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلْقَ الْأَرْضِ, فَخَلَقَ سَبْعَ أَرَاضِينَ فِي يَوْمَيْنِ: يَوْمِ الْأَحَدِ وَيَوْمِ الِاثْنَيْنِ، وقدَّر فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي يَوْمَيْنِ: يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ وَيَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ, فَخَلَقَهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ, فَقَضَاهُنَّ آخِرَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَهِيَ السَّاعَةُ الَّتِي خَلَقَ فِيهَا آدَمَ عَلَى عَجَلٍ، وَالسَّاعَةُ الَّتِي تَقُومُ فِيهَا السَّاعَةُ، مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ تَفْزَعُ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ, إِلَّا الْإِنْسَانَ وَالشَّيْطَانَ. 3 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ, عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَلَقَ الله آدم وطوله ستون ذراعًا، لما خَلَقَهُ، قَالَ: اذْهَبْ, فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ، وَإِذَا نَفَرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْمَعْ مَا يُحَيُّونَكَ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ, فَذَهَبَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ". 4 حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة, عن علي بن

_ 3- أخرجه البخاري: 6227، ومسلم: 2831 وغيرهما، وعندهما زيادة: "فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، زاد مسلم: وطوله ستون ذراعًا, فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن". 4- فيه علي بن زيد بن جدعان, ضعيف، وأخرجه الطيالسي: 2692، وابن سعد في: الطبقات: جـ 28/1، وأحمد في مسنده: 2270 دار الفكر، وابن أبي عاصم في: السنة 204، وفي كتاب: الأوائل 4، وابن جرير في تاريخه: جـ 146/1, من طرق عن حماد بن سلمة به. ولكن الحديث له شاهد من حديث أبي هريرة سيأتي عند المصنف برقم: 19 يرتقي به إلى درجة الصحيح.

زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, وَغَيْرِ وَاحِدٍ, عَنِ الْحَسَنِ1، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الدَّيْنِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَوَّلَ مَنْ جَحَدَ آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَهُ مَسَحَ ظَهْرَهُ, وَأَخْرَجَ مِنْهُ مَا هُوَ ذَرَارِيُّ، فَجَعَلَ يَعْرِضُهُمْ عَلَيْهِ, فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلًا أَزْهَرَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَيُّ شَيْءٍ هَذَا؟، قَالَ: ابْنُكَ دَاوُدُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ: كَمْ عُمُرُهُ؟ قَالَ: سِتُّونَ سَنَةً، قَالَ: أَيْ رَبِّ زِدْهُ، قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تزيده أَنْتَ مَنْ عُمُرِكَ، قَالَ: وَكَانَ عُمُرُهُ أَلْفَ سَنَةٍ، فَوَهَبَ لَهُ مِنْ عُمُرِهِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَكَتَبَ عَلَيْهِ كِتَابًا وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةَ، فَلَمَّا احْتُضِرَ آدَمُ أَتَتْهُ الْمَلَائِكَةُ؛ لِيَقْبِضُوهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً، قَالُوا: قَدْ وَهَبْتَهَا لِابْنِكَ دَاوُدَ، قَالَ: مَا فَعَلْتُ. فَأَظْهَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْكِتَابَ, وَشَهِدَتِ الْمَلَائِكَةُ, وَأُكْمِلَ لِآدَمَ أَلْفُ عَامٍ، وَأُكْمِلَ لِدَاوُدَ مِائَةُ سنة".

_ 1 هكذا بالأصل، وليست في مصادر التخريج.

5 حَدَّثَنَا خَالِدُ1 بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ, عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ, قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ السَّاعَةُ الَّتِي تُذْكَرُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ، خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ بَعْدَ الْعَصْرِ فِي آخِرِ سَاعَاتِ النَّهَارِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ كُلِّهَا مِنْ أَسْوَدِهَا وَأَحْمَرِهَا وَطَيِّبِهَا وَخَبِيثِهَا؛ فَلِذَلِكَ مِنْ وَلَدِهِ الْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ وَالطَّيِّبُ وَالْخَبِيثُ، ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ, وَأَسْجَدَ لَهُ مَلَائِكَتَهُ، وَعَهِدَ إِلَيْهِ عَهْدًا فَنَسِيَ؛ فَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْإِنْسَانُ، وَاللَّهِ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى أُخرج مِنْهَا، وَقَالَ مَرَّةً: وَاللَّهِ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ حتى أُخرِجَ من الجنة.

_ 5- إن كان شيخ الفرياني هو زكريا بن يحيى البلخي, ووهم الناسخ في كتابته، فالإسناد صحيح، وأخرجه ابن منده في: التوحيد 76. وأخرجه من طريق عطاء عن ابن عباس ابن منده في: التوحيد 75، والبيهقي في: الأسماء والصفات برقم 817، وإسناده صحيح، وكذلك الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة برقم 213. ولبعض أجزائه شاهد مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي موسى الأشعري, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود، وبين ذلك، والسهل والحزن، وبين ذلك والخبيث والطيب وبين ذلك". أخرجه ابن سعد في: الطبقات, بسند صحيح، كما قال الشيخ ناصر الدين الألباني في: الصحيحة: 1630. 1 هكذا بالأصل، ولم أتبين من هو، إلا أن يكون زكريا بن يحيى البلخي.

6 حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ خَصِيْف1، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى آدَمَ, فَجَرَى فِيهِ الرُّوحُ عَطَسَ, فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ. 7 حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: لما خلق الله تعالى آدم ونفح فِيهِ الرُّوحَ عَطَسَ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: رَحِمَكَ رَبُّكَ، فَذَهَبَ يَنْهَضُ قَبْلَ أَنْ تَمُورَ الرُّوحُ فِي رِجْلَيْهِ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ} 2. 8 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ نَحْوَهُ. 9 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جريج

_ 6- صح مرفوعاً من حديث أبي هريرة، كما عند ابن حبان وغيره برقم 6167-الإحسان، وراجع النص رقم1. 1 هكذا بالأصل، ولعله حصين عن عكرمة. 7- إسناده صحيح، وراجع تخريج النص السابق. 2 سورة الأنبياء: الآية37. 8- إسناده صحيح. 9- عبيد بن عمير هو ابن قتادة الليثي، أبو عاصم المكي، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، قاله مسلم، وعده غيره من كبار التابعين، وكان قاص أهل مكة، مجمع على ثقته، مات قبل ابن عمر، انظر: التقريب.

قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ عَطَسَ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: رَحِمَكَ رَبُّكَ. 10 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ أَنَّهُ سَمِعَ، عَبْدَ اللَّهِ، أَوْ سَلْمَانَ -قَالَ: وَلَا أُرَاهُ إِلَّا سَلْمَانَ- قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَمَّرَ طِينَةَ آدَمَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً أَوْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدَيْهِ فِيهِ، فَخَرَجَ كُلُّ طَيِّبٍ فِي يَمِينِهِ، وَكُلُّ خَبِيثٍ فِي يَدِهِ الْأُخْرَى، ثُمَّ خَلَطَ بَيْنَهُمَا، قَالَ: فَمِنْ ثَمَّ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ، وَالْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ، أَوْ كَمَا قَالَ. 11 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ فَذَكَرَ مِثْلَهُ. 12 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ سليمان بن أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ أَوِ ابْنِ مَسْعُودٍ فذكر مثله.

_ 10- أخرجه ابن سعد في الطبقات: جـ 27/1، من طريق سلمان أن ابن مسعود قال: فذكره، والدرامي في الرد على بشر المريسي: صـ36 بالشك، وابن جرير في التاريخ: جـ 89/1، عن سلمان الفارسي من دون شك، وأبو الشيخ في كتاب العظمة: 1021 بالشك كذلك، والبيهقي في الأسماء والصفات: 716 بالشك أيضاً. 11- انظر النص السابق. 12- انظر نص 10.

13 حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ الْمِصِّيصِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ1 الْفَزَارِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَمَّرَ طِينَةَ آدَمَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِيهِ عَنْ سَلْمَانَ وَحْدَهُ. 14 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مسلم، حدثنا الأوزاعي، حدثني يحيي بن

_ 13- في إسناده شيخ المصنف عبد الملك بن حبيب، مقبول، وانظر النصوص السابقة. 1 في الأصل: إسحاق الفزاري، ولعل الصواب ما أثبت، ثم وجدت الآجري في الشريعة ساق الأثر: صـ 190، من طريق الفريابي وفيه أبو إسحاق الفزاري، والحمد لله. 14- رجاله ثقات، إلا شيخ المصنف فهو صدوق، فقد ترجم له ابن أبي حاتم: جـ 103/6، وقال عمر بن حفص بن شليلة الدمشقي، روى عن الوليد بن مسلم، روى عنه أبي وأبو زرعة، سئل أبي عنه، فقال: دمشقي صدوق، والحديث فيه يحيى بن أبي كثير يدلس، وقد عنعن. وأخرجه من حديث أبي هريرة الترمذي: 3609، وقال: حسن صحيح غريب من حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والحاكم في: المستدرك: جـ 609/2، وأبو نعيم في: دلائل النبوة برقم 8، وفي أخبار أصبهان: جـ 2/ 226، والبيهقي في: دلائل النبوة: جـ 130/2، والخطيب في: تاريخ بغداد: جـ 70/3، من طرق عن الوليد بن مسلم به. وله شاهد يصح الحديث به، فانظر تخريج الحديث التالي.

أَبِي كَثِيرٍ, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى وَجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ؟ قَالَ: "فِيمَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ، وَنَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ". 15 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ لَهُ النَّاسُ: مَهْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دَعُوهُ، كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ".

_ 15- سيأتي موصولاً عند المصنف برقم 17، وهذا الأعرابي جاء في بعض الطرق أنه ميسرة الفجر، وفي بعضها ابن أبي الجدعاء، كما سيأتي في التخريج، ولذلك قال ابن الأثير في أسد الغابة: قال ابن الفرضي: اسم ميسرة الفجر عبد الله بن أبي الجدعاء، وميسرة لقب له، ويشبه أن يكون كذلك، فإن عبد الله بن شقيق يروى عنهما: "متى كنت نبياً؟ ". وأشار إلي هذا ابن حجر في الإصابة: جـ 470/3، فقال: قيل إنه عبد الله بن أبي الجدعاء الماضي في العبادلة، وميسرة لقب. والحديث أخرجه ابن سعد في: الطبقات: جـ 148/1, 59/7, 60/7، وأحمد في: المسند: 20619، والبخاري في: التاريخ الكبير: جـ 374/1/4، وابن أبي عاصم في: السنة: 410، 411، وعبد الله بن الإمام أحمد في: السنة: 864، والحاكم في: المستدرك: جـ 608/2، وأبو نعيم في: الحلية: جـ 53/9، وابن الأثير في: أسد الغابة: جـ 285/5، من طرق عن عبد الله بن شقيق، وفي بعضها التصريح بأنه عبد الله بن أبي الجدعاء، وفي بعضها ميسرة الفجر وفي بعضها عن رجل، ولا ضير من هذا الاختلاف كما سبق.

16 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ, عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ, قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: "وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ". 17 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَعْدٍ, عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: "وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ". 18 حدثنا أبو مروان

_ 16- انظر النص التالي. 17- انظر نص 15 لتخريج الحديث. 18- في إسناده الحسن بن يحيى الخشني، صدوق كثير الغلط، وباقي رجاله موثقون، واسم أبي عبد الله مولى بني أمية، ناصح، ثقة. وأخرجه من هذا الوجه الحكيم الترمذي في: نوادر الأصول, في: الأصل السادس بعد المائتين, فقال: حدثنا الفضل بن محمد, حدثنا هشام بن خالد الدمشقي, وساقه، كما في: إتحاف السادة المتقين: جـ 454/1. كما أخرجه ابن أبي حاتم، فقال: حدثنا أبي، حدثنا هشام بن خالد, وساقه، وهذا عند ابن كثير في تفسيره: جـ 362/4, ط المنار، والآجري في: الشريعة: صـ167 من طريق المصنف, وأخرجه ابن عساكر في: تاريخ دمشق، فقال: وأخبرنا أبو العز أحمد بن عبد الله, أخبرنا محمد بن أحمد بن حسنون، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، حدثنا القاضي أبو طاهر محمد بن أحمد بن نصر، حدثنا جعفر بن محمد الفريابي, وساقه، وهذا في: إتحاف السادة المتقين: جـ 454/1. وقد رواه عن أبي صالح أيضاً سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أخرجه ابن عدي في الكامل: جـ 269/6، والدارقطني في الغرائب، كما في إتحاف السادة المتقين: جـ 454/1، وفي إسناد محمد بن وهب، ضعيف كما في التقريب. ولبعضه شاهد من حديث ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أول شيء خلقه الله القلم وأمره فكتب كل شيء"، أخرجه أبو يعلى: 2329، وغيره بإسناد صحيح.

هِشَامُ1 بْنُ خَالِدٍ الْأَزْرَقُ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخُشَنِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "أول شيء خلقه الله عز وجل القلم، ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ، وَهِيَ الدَّوَاةُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: اكْتُبْ، قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ، قَالَ: اكْتُبْ مَا يَكُونُ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ عَمَلٍ، أَوْ أَثَرٍ، أَوْ رِزْقٍ، أَوْ أَجَلٍ، فَكَتَبَ مَا يَكُونُ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} 2، ثُمَّ خُتِمَ عَلَى فيِّ الْقَلَمِ فَلَمْ يَنْطِقْ، وَلَا يَنْطِقُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ خَلَقَ الْعَقْلَ، فَقَالَ: وَعِزَّتِي لَأُكْمِلَنَّكَ فِيمِنْ أَحْبَبْتُ، وَلَأُنْقِصَنَّكَ فِيمِنْ أَبْغَضْتُ". 19 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة، حدثنا الفضل بن دكين،

_ 1 من هنا تبدأ نسخة الأصل، وينتهي السقط الذي وقع فيها بسبب الورقة التي سقطت من التصوير. 2 سورة القلم: الآية1. 19- أخرجه من هذا الوجه ابن سعد في الطبقات: جـ 27/1، والترمذي 3076، وقال: حسن صحيح، وأبو يعلى: 6654، والحاكم: جـ325/2، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. والحديث روي عن أبي هريرة رضي الله عنه من غير طريق أبي صالح فقد رواه عطاء بن يسار عند ابن وهب في القدر: 8، وسعيد المقبري وحفص بن عاصم، وهذان عند ابن أبي عاصم في السنة: 205, 206، وقد اختلف فيه على هشام بن سعد، فانظر التعليق على النص الآتي.

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَسَحَ ظَهْرَهَ، فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصًا مِنْ نُورٍ ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، مَنْ هَؤُلَاءِ؟ , قَالَ: هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ، قَالَ: فَرَأَى رَجُلًا يُقَالَ لَهُ دَاوُدُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، كَمْ جَعَلْتَ عُمُرَهُ؟، قَالَ: سِتِّينَ سَنَةً، قَالَ: أَيْ رَبِّ فَزِدْهُ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ فَلَمَّا انْقَضَى عُمُرُ آدَمَ جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَقَالَ: أَوَلَمْ يَبْقَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سنة، قال: أو لم تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ، قَالَ فَجَحَدَ، فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنَسِيَ، فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ وَخَطِئَ، فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ". 20 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بن سعد عن زيد بن أسلم، عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، قال: "لما

_ 20- انظر التخريج السابق، وقد سئل أبو زرعة عن هذا الاختلاف على هشام بن سعد، فقال: حديث أبي نعيم أصح، وهم ابن وهب في حديثه، العلل: جـ 87/2.

خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ, مَسَحَ ظَهْرَهَ, فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ تَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَعَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ، فَرَأَى فِي وَجْهِ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ وَبِيصًا مِنْ نُورٍ, فَرَأَى رَجُلًا مِنْهُمْ لَهُ وَبِيصٌ أَعْجَبَهُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا رَبِّ؟، قَالَ: هَذَا مِنْ وَلَدِكَ, اسْمُهُ دَاوُدُ, قَالَ: كَمْ عُمُرُهُ يَا رَبِّ، قَالَ: سِتُّونَ سَنَةً، قَالَ: زِدْهُ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: إِذَنْ يُكْتَبُ, وَيُخْتَمُ, وَلَا يُبَدَّلُ، قَالَ: فَلَمَّا نَفِدَ عُمُرُ آدَمَ إِلَّا الْأَرْبَعِينَ الَّتِي وَهَبَهَا لِدَاوُدَ، أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَقَالَ آدَمُ: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً، فَقَالَ: أَلَمْ تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ، قَالَ: فَجَحَدَ آدَمُ, فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ, وَنَسِيَ, فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَخَطِئَ, فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ، فَرَأَى فِيهِمُ الْقَوِيَّ وَالضَّعِيفَ وَالْغَنِيَّ وَالْفَقِيرَ وَالصَّحِيحَ وَالْمُبْتَلَى، قَالَ: يَا رَبِّ، أَلَا سَوَّيْتَ بَيْنَهُمْ، قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُشْكَرَ". 21 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ, عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ, قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الْخَلْقَ, فَجَعَلَهُمْ نِصْفَيْنِ, فَقَالَ لِهَؤُلَاءِ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ هَنِيئًا, وقال لهؤلاء: ادخلوا النار ولا أبالي.

_ 21- إسناده ضعيف، لجهالة الراوي عن عبد الله بن شداد، وأخرجه الآَجُرِّي في: الشريعة من طريق المصنف: صـ 186، وأخرجه عبد الرزاق 20094، والدارمي في: الرد على بشر المريسي: صـ 36، واللالكائي 1204، والبيهقي في: القضاء والقدر, مخطوط, ق20 من وجه آخر عن أبي بكر رضي الله عنه من رواية عبد الرحمن بن سابط عنه، وعبد الرحمن لم يسمع من كثير من الصحابة, كما في ترجمته من: التهذيب, ومعناه صحيح، فانظر نص 36.

22 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَمْرِو1 بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْدِيُّ, حَدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَتَادَةَ النُّصَيْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَبْتَدِأُ الْأَعْمَالَ أَمْ قُضِيَ الْقَضَاءُ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَخَذَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ مِنْ ظَهْرِهِ، وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أنفسهم، ثم أفاض بهم في كفيه،

_ 22- إسناده مضطرب، فهو ضعيف من هذا الوجه، غير أن معناه صح عن عدد من الصحابة ستأتي رواياتهم عند المصنف، أما اضطراب إسناده فقد نص على ذلك الحافظ ابن السكن نقله عنه الحافظ ابن حجر في: الإصابة, في ترجمة عبد الرحمن بن قتادة, ونص على ذلك أيضاً الحافظ ابن عبد البر في كتابه: الاستيعاب, وقال الحافظ ابن حجر في: تعجيل المنفعة: صـ 809: واختلف فيه على راشد بن سعد, فقيل هكذا, قلت: يعني راشد, عن عبد الرحمن بن قتادة, قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم, كما سيأتي عند المصنف, وقيل عن راشد, عن عبد الرحمن بن قتادة، عن هشام بن حكيم، وقيل عن عبد الرحمن، عن أبيه, وهشام، وقيل عن أبيه, عن هشام، وأخرجه ابن شاهين من طريق معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة, وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, وذكر البخاري أن هذه الزيادة خطأ، وأن الصواب عن راشد، عن عبد الرحمن, عن هشام انتهى. قلت وستأتي هذه الطرق للحديث عن المصنف، وانظر ما كتبه الشيخ أحمد شاكر حول الحديث في تعليقه على تفسير الطبري: جـ244/13. 1 هكذا بالأصل، وفي: الشريعة للآجري: عمرو بن عثمان بن كثير, وهو عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي مولاهم، أبو حفص، الحمصي، صدوق.

فَقَالَ: هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ وَهَؤُلَاءِ لِلنَّارِ، فَأَهْلُ الْجَنَّةِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ. 23 حَدَّثَنِي أَبُو أَنَسٍ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ, عَنِ الزُّبَيْدِيِّ, حَدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ. 24 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ النَّصِيبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله: أنبتدأ الأعمال، أم قد قضي القضا؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَخَذَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ, ثُمَّ أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ أَفَاضَ بِهِمْ فِي كَفَّيْهِ، فَقَالَ لِهَؤُلَاءِ: فِي الْجَنَّةِ وَلِهَؤُلَاءِ: فِي النَّارِ، فَأَهْلُ الْجَنَّةِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ". 25 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ, عَنْ رَاشِدٍ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ الْحِمْصِيَّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَتَادَةَ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ عز وجل

_ 23- راجع الكلام عليه في النص السابق، وشيخ المصنف له ترجمة في تاريخ بغداد: جـ 159/13. 24- راجع الكلام عليه في نص 22. 25- راجع الكلام عليه في نص 22.

خَلَقَ آدَمَ، وَأَخَذَ الْخَلْقَ مِنْ ظَهْرِهِ، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي، وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ وَلَا أُبَالِي", فَقَالَ رَجُلٌ، يَا رَسُولَ اللَّهِ: عَلَى مَاذَا الْعَمَلُ، قَالَ: "عَلَى مَوَاقِعِ الْقَدَرِ". 26 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ رَاشِدِ بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ، ثُمَّ أَخَذَ الْخَلْقَ مِنْ ظَهْرِهِ، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي, وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ وَلَا أُبَالِي" فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, فَعَلَى مَاذَا الْعَمَلُ؟، قَالَ: "عَلَى مَوَاقِعِ الْقَدَرِ". 27 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ, عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ, عَنْ زَيْدِ بن

_ 26- راجع الكلام عليه في نص 22. 27- مسلم بن يسار الجهني لم يسمع من عمر رضي الله عنه، وهكذا رواه مالك في: الموطأ "كتاب القدر: جـ 898/2", ورواه عن مالك جمع منهم قتيبة بن سعيد عند المصنف, وغيره، ومعن بن عيسى عند المصنف كذلك في النص الآتي, وعبد الله بن وهب في: كتاب القدر له برقم 9, والقعنبي عند أبي داود: 4703, وغيرهم. وقد خولف مالك في هذا، قال الدارقطني في كتابه: الأحاديث التي خولف فيها مالك, مخطوط. روى مالك في الموطأ عن زيد بن أبي أنيسة، عن عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بن الخطاب، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ, أَنَّ عُمَرَ بن الخطاب سئل عن قوله: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم سئل عنها, الحديث. ....=

أَبِي أُنَيْسَةَ, أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ أَخْبَرَهُ, عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ, أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} 1, فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُسأل

_ = خالفه: قلت يعني مالكًا رحمه الله: يزيد بن سنان وغيره، رووه عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الحميد، عن مسلم بن يسار، عن نعيم بن ربيعة، عن عمر، زادوا في إسناده نعيم بن ربيعة, ومسلم بن يسار لم يدرك عمر ولا زمانه, والله أعلم". انتهي. قلت: خالف مالكًا في هذا الحديث عمر بن جعثم بن زيد عند أبي داود:4704, وأبو فروة الرهاوي: يزيد بن سنان عند ابن أبي عاصم في السنة: 201, وخالد بن أبي يزيد عند ابن عساكر في: تاريخ دمشق" في ترجمة عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد: 9/ 298 /2, كما قال الألباني في كتاب: ظلال الجنة في تخريج السنة, ومسلم بن يسار الجهني، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال العجلي: بصري تابعي ثقة، كما في ترجمته في التهذيب، وقال في التقريب مقبول. ونعيم بن ربيعة مجهول، كما قال الترمذي في سننه: 3075. فالحديث لا يسلم من إحدى علتين: 1- جهالة نعيم بن ربيعة. 2- الانقطاع بين مسلم بن يسار, وعمر رضي الله عنه. قال ابن عبد البر في: التمهيد: جـ 6/6: ولكن معنى هذا الحديث, قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه كثيرة ثابتة. 1 سورة الأعراف: الآية 172.

عَنْهَا, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ, فَمَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَمِينِهِ، فَاسْتَخْرَجَ ذُرِّيَّةً, فَقَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ, وَبِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَعْمَلُونَ 1، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً, فَقَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلَاءِ لِلنَّارِ, وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْمَلُونَ" فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَفِيمَ الْعَمَلُ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلْجَنَّةِ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ, فَيُدْخِلَهُ بِهِ الْجَنَّةَ، وَإِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلنَّارِ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى يَمُوتَ, وَهُوَ عَلَى عَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيُدْخِلَهُ فِي النَّارِ". 28 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مَعْنٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ, مِثْلَهُ. 29 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مصفى الحمصي، حدثنا بقية بن

_ 1 سقطت من الأصل, وهي في النسخة الثانية. 28- راجع تخريج النص السابق. 29- شيخ المصنف صدوق له أوهام, كما في: التقريب، وسعيد بن المسيب اختلف في سماعه من عمر رضي الله عنه، ولكن الحديث صحيح، وهو مروي عن عمر رضي الله عنه من طرق: 1 الطريق السابق، وقد سئل الدارقطني عن هذه الطريق, فقال: يرويه أبو ضمرة ابن عياض عن الأوزاعي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أبي هريرة، عن عمر. وخالفه يحيى القطان، رواه عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب أن عمر, لم يذكر أبا هريرة. ..=

..........................................................

_ = وكذلك رواه يونس بن يزيد، عن الزهري. ورواه الزبيدي, عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر. وخالفهم صالح بن أبي الأخضر, رواه عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن عمر. ورواه عقيل, عن الزهري مرسلًا، عن عمر. والمرسل أصح انتهى من: العلل: س 134. 2 سالم عن ابن عمر, عن عمر، وقد سئل الدارقطني عن هذه الطريق فقال: يرويه عاصم بن عبيد الله، واختلف عنه: فرواه شعبة, عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم، عن أبيه، عن عمر. قال ذلك غندر، والنضر بن شميل، ويعقوب الحضرمي. وقال قيس بن الربيع, وشبابة، وعمرو بن مرزوق: عن شعبة، أن عمر قال. ورواه عبد الله العمري, عن عاصم بن عبيد الله, وسالم أبي النضر, أن عمر قال: يا رسول الله مرسلًا، والصحيح حديث شعبة الأول انتهى من: العلل س 107. 3 سليمان بن سفيان, عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر، قال الدارقطني حين سئل عن هذه الطريق: يرويه أبو سفيان سليمان بن سفيان واختلف عنه: فرواه معتمر وأبو عامر العقدي، عن سليمان بن سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر، وقيل: عن معتمر، عن سليمان بن سفيان، عن عمرو بن دينار. والصحيح عبد الله بن دينار. انتهى من: العلل: س 112. 4 أسامة بن زيد, عن عمرو بن شعيب, عن أبيه, عن جده, أن عمر سأل.... الحديث. انظر كتاب: القدر لابن وهب: 19.

الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْدِيُّ, عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, أَرَأَيْتَ عَمَلَنَا هَذَا عَلَى أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟، أَمْ عَلَى أَمْرٍ نَسْتَقْبِلُهُ؟، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل عَلَى أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ" فَقَالَ عُمَرُ: فَفِيمَ الْعَمَلُ إِذَنْ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلٌّ لَا يُنَالُ إِلَّا بِالْعَمَلِ" فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذَنْ نَجْتَهِدُ. 30 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ, أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرَأَيْتَ عَمَلَنَا أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟ أَمْ عَلَى أَمْرٍ نَسْتَقْبِلُهُ؟، فَذَكَرَ مِثْلَهُ. 31 حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ, أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, الْعَمَلُ فِي شَيْءٍ نَأْتَنِفُهُ؟، أَوْ فِي شَيْءٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟، قَالَ: "بَلْ فِي شَيْءٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ"، قَالَ: فَفِيمَ الْعَمَلُ؟، قَالَ: "يَا عُمَرُ، لَا يُدْرَكُ ذَاكَ إِلَّا بِالْعَمَلِ"، قَالَ: إذًا نجتهد يا رسول الله.

_ 30- راجع النص السابق, وتخريجه. 31- راجع نص 29, وتخريجه.

32 حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ, عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ, عَنْ جَابِرٍ-يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, الْعَمَلُ لِأَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟، أَمْ لِأَمْرٍ نَأْتَنِفُهُ؟، قَالَ: "لِأَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ" 1, قَالَ سُرَاقَةُ رضي الله عنه: ففيم العمل إذًا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ عَامِلٍ مُيَسَّرٌ لِعَمَلِهِ". 33 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, أَرَأَيْتَ مَا نَعْمَلُ فِيهِ أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟، أَمْ فِي أَمْرٍ مُبْتَدَعٍ؟، أَوْ مُبْتَدَأٍ؟، فَقَالَ: "بَلْ فِي أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ"، فَقَالَ عُمَرُ: أَفَلَا نَتَّكِلُ؟ , قَالَ: "اعْمَلْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ، فَإِنَّهُ يَعْمَلُ لِلسَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ، فَإِنَّهُ يَعْمَلُ لِلشَّقَاوَةِ". 34 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرَأَيْتَ مَا نَعْمَلُ فِيهِ، أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟، فَذَكَرَ مثله.

_ 32- صحيح، وأخرجه مسلم: 2648, وغيره. 1 ساقط من الأصل، وهو عند ابن وهب في كتاب: القدر. 33- صحيح، سبق الكلام عليه في تخريج نص 29. 34- صحيح، وسبق الكلام عليه في تخريج نص 29.

35 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَبُو رَجَاءٍ الْكَلْبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ غُنَيْمَ بْنَ قَيْسٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يعلمنا القرآن في هذا المسجد, وهو يؤمئذ مُتَعَزِّزٌ فِي الْقَضْبِ1 وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى رِجْلَيْهِ, يُعَلِّمُنَا آيَةً آيَةً، قَالَ: فَقَالَ أَبُو مُوسَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ خَلَقَ آدَمَ، قَبَضَ مِنْ صُلْبِهِ قَبْضَتَيْنِ، فَوَقَعَ كُلُّ طَيِّبٍ بِيَمِينِهِ, وَكُلُّ خَبِيثٍ بِشِمَالِهِ، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أَصْحَابُ الْيَمِينِ وَلَا أُبَالِي، هَؤُلَاءِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ، وَهَؤُلَاءِ أَصْحَابُ الشِّمَالِ وَلَا أُبَالِي, هَؤُلَاءِ أَصْحَابُ النَّارِ، قَالَ: ثُمَّ أَعَادَهُمْ فِي صُلْبِ آدَمَ فَهُمْ ينسلون 2 على

_ 35- إسناده ضعيف جدًا، روح بن المسيب، قال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة، وقال ابن معين: صويلح، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات، لا تحل الرواية عنه. ويزيد الرقاشي: ضعيف. وأخرج الحديث ابن أبي عاصم في: السنة: 203، والبراز: جـ 21/3 - كشف، والطبراني في: الأوسط: جـ 362/5, مجمع البحرين، وزاد في: مجمع الزوائد: جـ 186/7، الطبراني في: الكبير, وقال: فيه روح بن المسيب، وأخرجه كذلك الآَجُرِّي في: الشريعة: صـ 163 من طريق المصنف. والحديث له شواهد كثيرة بمعناه، فانظر: مجمع الزوائد: جـ 185/7، وانظر الحديث التالي. 1 هكذا في الأصل ولم أتبين معناها، والآَجُرِّي في: الشريعة: صـ 163, لم يثبت ذلك، مع أنه أخرج الحديث من طريق المصنف، فالله أعلم. 2 في: الشريعة: يتناسلون.

ذَلِكَ الْآنَ". 36 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ, عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء رضي اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: "خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى آدَمَ حِينَ خَلَقَهُ, فَضَرَبَ كَفَّهُ الْيُمْنَى، فَأَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً بَيْضَاءَ, كَأَنَّهُمُ الذَّرُّ، وَضَرَبَ كَفَّهُ الْيُسْرَى، فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّةً سَوْدَاءَ, كَأَنَّهُمُ الْحُمَمُ، فَقَالَ لِلَّذِينَ فِي يَمِينِهِ: لِلْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي، وَقَالَ لِلَّذِينَ فِي يَسَارِهِ: إِلَى النَّارِ وَلَا أُبَالِي". 37 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيَّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَنْبَأَ صَخْرٌ أَبُو الْمُعَلَّى, عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, نَحْوَ حَدِيثِ هَيْثَمِ بْنِ خَارِجَةَ, وَلَمْ يُجَاوِزْ أَبَا إِدْرِيسَ.

_ 36- أخرجه أحمد في مسنده: 27558، والبزار: 2144/ كشف، وقال البزار: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، وإسناده حسن، كما عزاه الهيثمي للطبراني، انظر: مجمع الزوائد: 1جـ 85/7. 37- عبد الله هو ابن المبارك، وصخر هو ابن جندل أبو المعلى الشامي البيروتي، ويقال صخر بن جندلة، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه, فقال: ليس به بأس، وهو من ثقات أهل الشام، انظر: الجرح والتعديل: جـ 427/4. قلت: تابع هيثم بن خارجة هشام بن عمار عند الطبراني في مسند الشاميين: 2213 فهو الصواب إن شاء الله تعالى.

38 حدثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ, يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء رضي الله عَنْهُ, عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: أَرَأَيْتَ مَا نَعْمَلُ؟ , أَشَيْءٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟، أَمْ شَيْءٌ نَسْتَأْنِفُهُ؟، قال: "كل امرىءٍ مُهَيَّأٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ", ثُمَّ أَقْبَلَ يُونُسُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ تَصْدِيقَ هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: أَبِنْ لِي يَا حَلْبَسُ، قَالَ: أَمَا تَسْمَعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} 2 أَرَأَيْتَ يَا سَعِيدُ، لَوْ أَنَّ هَؤُلَاءِ أَهْمَلُوا كَمَا يَقُولُ الْأَخَابِثُ، أَيْنَ كَانُوا يَذْهَبُونَ؟ , حَيْثُ حُبِّبَ إِلَيْهِمْ وَزُيِّنَ لَهُمْ، أَمْ حَيْثُ كُرِّهَ إليهم وبغض إليهم؟.

_ 38- إسناده حسن، وأخرج المرفوع منه أحمد في: المسند: 27557، وأخرجه بمثل لفظ المؤلف الحاكم في: المستدرك: جـ 462/2، وحسن بن حجر في: الفتح: جـ 493/11, إسناد أحمد، وزاد نسبته في: كنز العمال, إلي الطبراني في: الكبير. 1 هكذا في الأصل، وأخطأ ناسخ النسخة الثانية, وزاد: عز وجل يقول في كتابه فقال له سعيد، ولعله وقع نظره على السطر الآتي، ثم وجدت الحديث عند الحاكم موافقاً لما أثبت، والله أعلم. 2 سورة الحجرات: الآيتان 7، 8، وأسقط من الأصل قوله تعالى في الآية: {أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} وكتب على الهامش: كذا وقع في الأصل. وجاءت الآية على الصواب في النسخة الثانية.

39 حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ, وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ مِنْجَابٌ: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ, عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن علي أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ قَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، فَأَخَذَ عُودًا فَنَكَتَ بِهِ الْأَرْضَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا قَدْ عُلِمَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، شَقِيَّةٌ أَمْ سَعِيدَةٌ"، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نَدَعُ الْعَمَلَ، وَنُقْبِلُ عَلَى كِتَابِنَا؟، فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ صَارَ إِلَى السَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشِّقْوَةِ صَارَ إِلَى الشِّقْوَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَلِ اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشِّقْوَةِ يُسِّرَ لِعَمَلِهَا، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ يُسِّرَ لِعَمَلِهَا"، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى 1 فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} 2. 40 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ, عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ

_ 39- أخرجه البخاري: 1362، ومسلم: 2647, وغيرهما من طرق كثيرة, عن منصور به، كما تابعه الأعمش كذلك عند البخاري: 4945, ومسلم. 1 سورة الليل: الآيتان 5، 6. 2 سورة الليل: الآية 10. 40- صحيح، وسبق تخريجه.

اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، قَالَ: فَأَتَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَعَدَ, وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ, وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ، فَنَكَّسَ رَأْسَهُ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلَّا قَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةٌ أَوْ سَعِيدَةٌ"، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ؟، فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ، فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ, فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ, فَقَالَ: "اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ, فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ, فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ"، ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} 2. 41 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ, عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عند عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنه, قال: كنا في جنارة فِيهَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. 42 حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بن الحارث، أخبرنا ابن مسهر, عن

_ 1 سورة الليل: الآية 5. 2 سورة الليل: الآية 10. 41- صحيح، وسبق تخريجه في نص 39، وعبد الله بن حبيب هو: أبو عبد الرحمن السلمي. 42- صحيح، وسبق تخريجه في نص 39.

الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَهُوَ يَنْكُتُ بِشَيْءٍ فِي يَدِهِ فِي الْأَرْضِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ, فَقَالَ: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ, إِلَّا قَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ, أَوْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ"، فَقَالَ الْقَوْمُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَتَّكِلُ؟ قَالَ: "لَا، اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ"، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} 1. 43 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ, عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ, إِلَّا قَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَقْعَدُهُ مِنِ النَّارِ"، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 44 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ. 45 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ, عن

_ 1 سورة الليل: الآيات 5-10. 43- صحيح، وسبق الكلام عليه في نص 39. 44- صحيح، وسبق الكلام عليه في نص 39. 45- أخرجه ابن وهب في كتاب: القدر: 13، وأحمد في: المسند: 6574، والترمذي: 2141، والدارمي في: الرد على الجهمية: رقم 263، والنسائي في: الكبرى 11473، والطبري في: تفسيره: جـ 9/25, وغيرهم.

أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ شُفَيِّ بْنِ مَاتِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَفِي يَدِهِ كِتَابَانِ، فَقَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا هَذَانِ الْكِتَابَانِ؟ "، فَقَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنَا، فَقَالَ لِلَّذِي فِي يَدِهِ الْيُمْنَى: "هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ, فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ, وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ, وَقَبَائِلِهِمْ, ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ، فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ, وَلَا يُنْقُصُ مِنْهُمْ"، وَقَالَ لِلَّذِي فِي شِمَالِهِ: "هَذَا كِتَابٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ 1 بِأَسْمَائِهِمْ، وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ, وَقَبَائِلِهِمْ, ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخرهم فلا يزاد فيهم, ولا ينقص منهم أَبَدًا"، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ كَانَ أَمْرٌ2 قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟ , فَقَالَ: "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، فَإِنَّ صَاحِبَ الْجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ، وَإِنَّ صَاحِبَ النَّارِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ"، ثُمَّ قَالَ بِيَدَيْهِ فَنَبَذَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: "فَرَغَ رَبُّكُمْ مِنَ الْعِبَادِ"، {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} 3. 46 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مضر4, عن أبي قبيل، عن شفي، عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما, قال:

_ 1 في النسخة الثانية: "هذا كتاب من رب العالمين فيه أهل النار بأسمائهم" وكتب على الهامش: "كتاب من أهل النار". 2 من الترمذي: 2141, وليس في الأصل. 3 سورة الشورى: الآية 7. 46 انظر تخريجه في الكلام على النص السابق. 4 في الأصل: "نضر", والتصويب من كتب الرجال.

خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "هَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ, فِيهِ تَسْمِيَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ, وَتَسْمِيَةُ آبَائِهِمْ، ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ، فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ, وَلَا يُنْقَصُ، وَهَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ, فِيهِ تَسْمِيَةُ أَهْلِ النَّارِ، وَتَسْمِيَةُ آبَائِهِمْ, ثُمَّ أُجْمِلَ على آخرهم، فلا يزاد فيهم، ولا ينقص"، فَقَالُوا: فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: "إِنَّ عَامِلَ الْجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ، وَإِنَّ عَامِلَ النَّارِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ النَّارِ وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ. فَرَغَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ خَلْقِهِ", ثُمَّ قَرَأَ: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} 1. 47 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ, عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَمَّتِهِ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: دُعِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَنَازَةِ صَبِيٍّ2، يُصَلِّي عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، طُوبَى لِهَذَا، عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ لَمْ3 يَعْمَلِ السُّوءَ، وَلَمْ يَدْرِ بِهِ4، فَقَالَ: "أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ يَا عَائِشَةُ؟ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ لِلْجَنَّةِ أَهْلًا، , وَخَلَقَهُمْ لَهَا, وَهُمْ فِي أصلابٍ آبَائِهِمْ، وَخَلَقَ لِلنَّارِ أَهْلًا، وَخَلَقَهُمْ لَهَا, وهم في أصلاب آبائهم".

_ 1 سورة الشورى: الآية 7. 47- أخرجه مسلم: 2662، وأبو داود: 4713، والنسائي: 1946، وابن ماجه: 82، وأحمد: 25800, وغيرهم من طرق عن طلحة بن يحيي. 2 عند مسلم: من الأنصار. 3 سقطت من الأصل، وهي موجودة في النسخة الثانية. 4 عند مسلم: ولم يدركه.

48 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ, عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رضي الله عنهما, قال: قال سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, أَخْبِرْنَا عَنْ أَعْمَالِنَا كَأَنَّا خُلِقْنَا السَّاعَةَ، أَشَيْءٌ ثَبَتَ بِهِ الْكِتَابُ، وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ، أَمْ شَيْءٌ نَسْتَأْنِفُهُ؟ قَالَ: "لَا، بَلْ شَيْءٌ ثَبَتَ بِهِ الْكِتَابُ, وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ قَالَ: "اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِعَمَلِهِ". 49 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدثنا إسماعيل بن عُلَيَّةَ, عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أهل النار؟ قال: "نعم" قال: ففيم الْعَامِلُونَ؟ قَالَ: "اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ" أَوْ كَمَا قَالَ. 50 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرِّشْكِ, عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: "نَعَمْ" قَالَ: فَفِيمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟ قَالَ: "اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ" أَوْ كما قال.

_ 48- أخرجه مسلم: 2648, من طريق زهير بن معاوية، حدثنا أبو الزبير. 49- صحيح، أخرجه البخارى: 6596، ومسلم: 2649, وغيرهما. 50- صحيح، سبق تخريجه في النص السابق.

51 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ, قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، فَحَمِدْنَا اللَّهَ تَعَالَى, وَذَكَرْنَاهُ، فَقُلْتُ: لَأَنَا بِأَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ أَشَدُّ فَرَحًا مِنِّي بِآخِرِهِ، فَقَالَ: ثبتك الله، كنا عن سَلْمَانَ، فَحَمِدْنَا اللَّهَ تَعَالَى, وَذَكَرْنَاهُ، فَقُلْتُ: لَأَنَا بِأَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ أَشَدُّ فَرَحًا مِنِّي بِآخِرِهِ، قَالَ سَلْمَانُ: ثَبَّتَكَ اللَّهُ تَعَالَى، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ, مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَأَخْرَجَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى، وَالشَّقَاوَةَ وَالسَّعَادَةَ، وَالْأَرْزَاقَ, وَالْآجَالَ، وَالْأَلْوَانَ، فمن علم السعادة فعل الخير، ومجالس الخير، وَمَنْ عَلِمَ الشَّقَاوَةَ فَعَلَ الشَّرَّ، وَمَجَالِسَ الشَّرِّ. 52 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، حَدَّثَنَا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الربيع بن أنس، عن أبي العالية،

_ 51- أخرجه الآجري في: الشريعة: صـ190, من طريق المصنف، كما أخرجه اللالكائي: 1241، وابن بطة في: الإبانة: 1652، كما عزاه السيوطي في: الدر المنثور, إلى عبد بن حميد، انظر: تفسير سورة الأعراف، الآية 172. 52- أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على: المسند: 21290، والطبري في: تفسيره: 15363، والآجري في: الشريعة: صـ 192, من طريق المصنف, وابن منده في: الرد على الجهمية: 33، والحاكم في: المستدرك: جـ 323/2، واللاكائي: 991, والبيهقي مختصراً في: الأسماء والصفات: 785. وزاد السيوطي نسبته في: الدر المنثور: إلى عبد بن حميد, وابن أبي حاتم, وأبو الشيخ, وابن مردويه, وابن عساكر في: تاريخه، وانظر الإسناد الآتي.

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ, فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} 1، قال: جمعهم له يؤمئذ جَمِيعًا مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ أَزْوَاجًا, ثُمَّ صَوَّرَهُمْ وَاسْتَنْطَقَهُمْ، فَتَكَلَّمُوا, وَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ: {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} , قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِيَنَ السَّبْعَ، وَأُشْهِدُ عَلَيْكُمْ أَبَاكُمْ آدَمَ, أَنْ تَقُولُوا: إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ، فَلَا تُشْرِكُوا بِي شَيْئًا، فَإِنِّي أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ رُسُلِي يُذَكِّرُونَكُمْ عَهْدِي وَمِيثَاقِي، وَأُنْزِلُ عَلَيْكُمْ كُتُبِي، فَقَالُوا: شَهِدْنَا أنك ربنا وإلهنا، لا رب لنا غيرك، وَلَا إِلَهَ لَنَا غَيْرُكَ، وَرُفِعَ لَهُمْ أَبُوهُمْ آدَمُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ , فَرَأَى فِيهِمُ الْغَنِيَّ, وَالْفَقِيرَ, وَحَسَنَ الصُّورَةِ, وَغَيْرَ ذَلِكَ, فَقَالَ: يَا رَبِّ: لَوْ سَوَّيْتَ بَيْنَ عِبَادِكَ؟، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُشْكَرَ، وَرَأَى فِيهِمُ الْأَنْبِيَاءَ مِثْلَ السُّرُجِ، وَخُصُّوا بِمِيثَاقٍ آخَرَ فِي الرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّةِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} 2 الْآيَةَ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} 3 وذلك قوله

_ 1 سورة الأعراف: الآيتان 172، 173. 2 سورة الأحزاب: الآية 7. 3 سورة الروم: الآية 30.

عَزَّ وَجَلَّ: {هَذَا نَذِيرٌ مِنْ النُّذُرِ الأُولَى} 1، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} 2، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ} 3، كَانَ فِي عِلْمِهِ يَوْمَ أَقَرُّوا مَا أَقَرُّوا بِهِ، وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهِ وَمَنْ يُصَدِّقُ بِهِ، فكان روح عيسى بن مَرْيمَ مِنْ تِلْكَ الْأَرْوَاحِ, الَّتِي أَخَذَ عَلَيْهَا الْمِيثَاقَ وَالْعَهْدَ فِي زَمَنِ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَأَرْسَلَ ذَلِكَ الرُّوحَ إِلَى مَرْيمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ, حَتَّى انْتَبَذَتْ بِهِ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا: {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً} , إلى قوله: {مَقْضِيّاً فَحَمَلَتْهُ} 4، قَالَ: حَمَلَتِ الرُّوحَ الَّذِي خَاطَبَهَا، وَهُوَ رُوحُ عِيسَى، قَالَ إِسْحَاقُ: قَالَ حَكَّامٌ: وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: دَخَلَ مِنْ فِيهَا. 53 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ, قَالَ: قَالَ أَبِي, عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ رُفَيْعٍ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, في قوله اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ

_ 1 سورة النجم: الآية 56. 2 سورة الأعراف: الآية 102. 3 سورة يونس: الآية 74. 4 سورة مريم: الآيات 17 إلى 22. 53- سبق تخريجه في الذي قبله.

وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} 1، قَالَ: جَمَعَهُمْ, ثُمَّ جَعَلَهُمْ أَرْوَاحًا, فَاسْتَنْطَقَهُمْ, فَتَكَلَّمُوا, وَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ, وَالْمِيثَاقَ: {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} إلى قوله: {الْمُبْطِلُونَ} , قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ, وَالْأَرَضِيَنَ السَّبْعَ, وَأُشْهِدُ عَلَيْكُمْ أَبَاكُمْ آدَمَ, أَنْ تَقُولُوا يوم القيامة: لم نعلم بهذا، اعملوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ غَيْرِي وَلَا رَبِّ غَيْرِي، فَلَا تُشْرِكُوا بِي شَيْئًا، فَإِنِّي سَأُرْسِلُ إِلَيْكُمْ رُسُلًا يُذَكِّرُونَكُمْ عَهْدِي وَمِيثَاقِي، وَأُنْزِلُ عَلَيْكُمْ كِتَابِي، قَالُوا: نَشْهَدُ إِنَّكَ رَبُّنَا وَإِلَهُنَا, لَا رَبَّ لَنَا غَيْرُكَ, وَلَا إِلَهَ لَنَا غَيْرُكَ، فَأَقَرُّوا يَوْمَئِذٍ بِالطَّاعَةِ، وَرُفِعَ عَلَيْهِمْ أَبَاهُمْ آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَرَأَى فِيهِمُ الْغَنِيَّ, وَالْفَقِيرَ, وَحَسَنَ الصُّورَةِ, وَدُونَ ذَلِكَ فَقَالَ: رَبِّ لَوْ سَوَّيْتَ بَيْنَ عِبَادِكَ، قَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُشْكَرَ، فَرَأَى فِيهِمُ الْأَنْبِيَاءَ مِثْلَ السُّرُجِ عَلَيْهِمُ النُّورُ، وَخُصُّوا بِمِيثَاقٍ آخَرَ بِالرِّسَالَةَ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً} 2، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ

_ 1 سورة الأعراف: الآيتان 172، 173. 2 سورة الأحزاب: الآية 7.

لِخَلْقِ اللَّه} 1، وَكَانَ رُوحُ عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي تِلْكَ الْأَرْوَاحِ الَّتِي أَخَذَ عَلَيْهَا الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ، فَأَرْسَلَ تِلْكَ الرُّوحَ إِلَى مَرْيمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، قَالَ: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيّاً قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً} ر حَتَّى بَلَغَ: {وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْراً مَقْضِيّاً} 2 قَالَ: حَمَلَتْ بِالَّذِي خَاطَبَهَا, وَهُوَ رُوحُ عِيسَى قَالَ، فَسَأَلْتُ مُقَاتِلَ بْنَ حَيَّانَ: مِنْ أَيْنَ دَخَلَ الرُّوحُ, فَذَكَرَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ, عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ دَخَلَ مِنْ فِيهَا. 54 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ, عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: خَطَبَنَا عمر بن

_ 1 سورة الروم: الآية 30. 2 سورة مريم: الآيات 17-21. 54- في إسناده عبد الأعلى بن عبد الله، لم يوثقه إلا ابن حبان: جـ 129/7, وقال عنه ابن حجر: مقبول, يعني حديث توبع، وإلا فهو لين، وأخرجه من هذا الوجه أبو داود في كتابه: القدر, كما في تهذيب الكمال: جـ 358/16, والدارمي في: الرد على الجهمية: 257, وعبد الله بن أحمد في: السنة: 929, والآجري في: الشريعة: صـ 168, من طريق المصنف، واللالكائي: 1198, والأصبهاني في: الحجة في بيان المحجة: جـ 61/2. وأخرجه عبد الله بن وهب في كتاب: القدر: 22, 23, من طريقين منقطعين.

الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْجَابِيَةِ1, وَالْجَاثَلِيقُ2 مَاثِلٌ3 بَيْنَ يَدَيْهِ, وَالتُّرْجُمَانُ يُتَرْجِمُ، فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ يهدِ اللَّهُ فَلَا مضلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، فَقَالَ الْجَاثَلِيقُ: إِنَّ اللَّهَ تعالى لا يضل أحدًا، ومن يضلل فلا هادي له، فَقَالَ عُمَرُ: مَا تَقُولُ؟ , فَقَالَ التُّرْجُمَانُ: لَا شَيْءَ، ثُمَّ عَادَ فِي خُطْبَتِهِ، فَلَمَّا بَلَغَ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، قَالَ الْجَاثَلِيقُ: إِنَّ الله تعالى لا يضل أحدا, فقال عمر: مَا تَقُولُ؟، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، وَلَوْلَا وَلْتُ4 عَهْدٍ لَكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ، بَلِ اللَّهُ خَلَقَكَ, وَاللَّهُ أَضَلَّكَ، ثُمَّ يُمِيتُكَ، ثم يدخلك النار إن شاء الله، ثم قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ, نَثَرَ ذُرِّيَّتَهُ، فَكَتَبَ أَهْلَ الْجَنَّةِ, وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، وَأَهْلَ النَّارِ, وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، ثُمَّ قَالَ: هَؤُلَاءِ لِهَذِهِ, وَهَؤُلَاءِ لِهَذِهِ. وَقَدْ كَانَ النَّاسُ تَذَاكَرُوا الْقَدَرَ، فَافْتَرَقَ النَّاسُ, وَمَا يُنْكِرُهُ أَحَدٌ. 55 حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ, وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الله, عن

_ 1 قرية من أعمال دمشق، انظر معجم البلدان: جـ 91/2. 2 لقب عظيم عظماء النصارى، كما عند ابن وهب في كتاب: القدر: 23. 3 في النسخة الثانية "ينظر مقابل بين يديه" فأثبت ما ترى من الأصل ,والشريعة: لأخراجه القصة من طريق المصنف. 4 ولت معناها النقصان، فالمعنى لولا نقصان عهد لك، انظر: النهاية لابن الأثير: جـ 223/5، وفيه أيضاً "ولث": العهد غير المحكم، وانظر: معجم مقاييس اللغة: جـ 142/6. 55- راجع تخريجه في النص السابق.

خَالِدٍ: هُوَ ابْنُ مِهْرَانَ الْحَذَّاءُ أَبُو الْمُنَازِلِ, عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْجَابِيَةَ, وَالْجَاثَلِيقُ بَيْنَ يَدَيْهِ, وَالتُّرْجُمَانُ يُتَرْجِمُ، فَقَالَ عُمَرُ1: مَنْ يهدِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، فَقَالَ الْجَاثَلِيقُ: لَيْسَ كَذَلِكَ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ؟، قَالَ التُّرْجُمَانُ: لَا شَيْءَ، ثُمَّ عَادَ فِي خُطْبَتِهِ، فَلَمَّا بَلَغَ: مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَمَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا تَقُولُ؟، وَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَوْلَا وَلْتٌ عُقِدَ لَكَ، لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ، بَلِ اللَّهُ خَلَقَكَ, وَاللَّهُ أَضَلَّكَ, ثُمَّ يُمِيتُكَ, ثُمَّ يدخلك النار إن شاء الله، ثم قال: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ, نَثْرَ ذُرِّيَّتَهُ فِي كَفَّهِ, فَكَتَبَ أَهْلَ الْجَنَّةِ, وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، وَأَهْلَ النَّارِ, وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، ثُمَّ قَالَ: هَؤُلَاءِ لِهَذِهِ، وَهَؤُلَاءِ لِهَذِهِ، وَقَدْ كَانَ النَّاسُ تَذَاكَرُوا الْقَدَرَ, فَافْتَرَقُوا وَمَا يُنْكِرُهُ أَحَدٌ. 56 حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ, عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن

_ 1 سقط من النسخة الثانية، وهو في الأصل. 56- رجاله ثقات، وأخرجه من طريق حبيب بن أبي ثابت, عن سعيد، عن ابن عباس, عبد الله بن أحمد في: السنة: 876، وابن جرير في: تفسيره15344, وفي: تاريخه: جـ 127/1، الآجري في: الشريعة: 195, من طريق المصنف، وأخرجه ابن منده في: الرد على الجهمية: 34. وله شواهد مرفوعة عن عدد من الصحابة منها ما سبق من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه عند المصنف برقم 36.

عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} 1، قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ, أَخَذَ ذُرِّيَّتَهَ مِنْ ظَهْرِهِ, كَهَيْئَةِ الذَّرِّ, ثُمَّ سَمَّاهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَقَالَ: هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ, يَعْمَلُ كَذَا وَكَذَا, وَهَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ, يَعْمَلُ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ أَخَذَهُمْ بِيَدِهِ قَبْضَتَيْنِ, فَقَالَ: هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ, وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ. 57 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, أَنَّهُ قَرَأَ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} 2, قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ, وَأَخَذَ مِيثَاقَهُ, أَنَّهُ رَبُّهُ, فَكَتَبَ رِزْقَهَ, وَأَجَلَهُ, وَمُصِيبَاتِهِ، ثُمَّ أَخْرَجَ وَلَدَهُ مِنْ ظَهْرِهِ كَهَيْئَةِ الذَّرِّ, فَأَخَذَ مِيثَاقَهُمْ, وَكَتَبَ أَرْزَاقُهُمْ, وَآجَالَهُمْ, وَمُصِيبَاتِهِمْ. 58 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بن

_ 1 سورة الأعراف: الآية 172. 57- شيخ المصنف عبيد الله بن معاذ: ثقة حافظ، وأبوه هو: معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبري, ثقة متقن، بصري، سمع من المسعودي قبل اختلاطه. وأخرجه من طريق علي بن بذيمة, ابن جرير في: التفسير: 15348. 2 سورة الأعراف: الآية 172. 58- الزبير بن موسى، لم يوثقه إلا ابن حبان, وهو متساهل، ولذلك قال الحافظ ابن حجر في التقريب: مقبول, يعني حيث توبع, وإلا فلين، وقد تابعه الحكم بن عتيبة عند ابن منده في: الرد على الجهمية 36. وفيه كذلك عنعنة ابن جريج, وهو مدلس. وأخرجه من هذا الوجه ابن جرير في: التفسير: 15362, والآجري في: الشريعة: صـ 195, وابن منده في: الرد على الجهمية: 35، ولبعضه شواهد فانظر النص السابق, والذي قبله, وانظر النص التالي كذلك.

شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ, عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ مُوسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ضَرَبَ مَنْكِبَهُ الْأَيْمَنَ -أَيْ آدَمُ- فَخَرَجَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَخْلُوقَةٍ لِلْجَنَّةِ بَيْضَاءَ نَقِيَّةً, فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أَهْلُ الْجَنَّةِ، ثُمَّ ضَرَبَ مَنْكِبَهُ الْأَيْسَرَ فَخَرَجَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَخْلُوقَةٍ لِلنَّارِ سَوْدَاءَ، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أَهْلُ النَّارِ، ثُمَّ أَخَذَ عَهْدَهُمْ عَلَى الْإِيمَانِ بِهِ, وَالْمَعْرِفَةِ لَهُ, وَلِأَمْرِهِ, وَالتَّصْدِيقِ بِهِ, وَبِأَمْرِهِ، بَنِي آدَمَ كُلِّهِمْ، وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ: آمَنُوا وَصَدَّقُوا وَعَرَفُوا وَأَقَرُّوا. 59 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ, عن ابن عباس رضي الله عنهما

_ 59- إسناده حسن، للكلام الذي في كلثوم بن جبر، وقد اختلف فيه عليه، فرواه عنه: 1 حماد بن زيد, كما عند المصنف, وابن سعد في: الطبقات: جـ29/1. 2 عبد الوارث بن سعيد, كما عند ابن جرير في: تفسيره: 15339. 3 ابن علية, كما عند ابن سعد في: الطبقات: جـ 29/1, وابن جرير في: تفسيره: 15340. 4 ربيعة بن كلثوم بن جبر, كما عند المصنف في النص الآتي, وكذلك عند ابن جرير في: تفسيره: 15350, أقول: رواه هؤلاء موقوفًا على ابن عباس، وخالفهم جرير بن جازم, كما عند أحمد: 2455، وكما عند ابن أبي عاصم في: السنة: 202، وعند ابن جرير في: التفسير: 15338, وغيرهم, فرواه مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن رواية من وقفه أكثر وأثبت ممن رفعه، كما قال ابن كثير في تفسيره.

قَالَ: مَسَحَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ ظَهْرَ آدَمَ بِنَعْمَانَ هَذِهِ, وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنْ عَرَفَاتٍ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ كُلَّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ، ثُمَّ تَلَا: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ} 1. 60 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ, عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ} 2، قَالَ: مَسَحَ رَبُّكَ ظَهْرَ آدَمَ, فَخَرَّجَ كُلَّ [مسهر إلى يوم القيامة ينظر نعمان السحاب, وذكر عزته] 3 وَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} 4 قرأها إلى قوله تعالى: {الْمُبْطِلُونَ} ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: يَا ابن

_ 1 سورة الأعراف: الآيتان 172، 173. 60- إسناده حسن، للكلام الذي في كلثوم, وابنه ربيعة، وأخرجه ابن سعد في: الطبقات: جـ29/1 دون ذكر القصة، وابن جرير في: التفسير: 15350, كذلك مختصراً دون القصة, والنسائي في: الكبرى, "كتاب التفسير, باب 150". وأخرج ابن جرير في: التفسير: 13620, 13621, تفسير ابن عباس لقوله تعالى: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَع} . 2 سورة الأعراف: الآية 172. 3 هكذا في الأصل, ولعل الصواب: "فَخَرَّجَ كُلَّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ القيامة بنعمان هذا الذى وراء عرفة" والله أعلم. 4 سورة الأعراف: الآية 173.

جُبَيْرٍ1: وَاللَّهِ لَيَخْرُجَنَّ مَا فِي ظَهْرِكَ مِنَ الْمُسْتَوْدَعِينَ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَع} 2, فَالْمُسْتَوْدَعُ3 مَا كَانَ فِي الْأَصْلَابُ، فَاسْتَقَرُّوا فِي الْأَرْحَامِ, وَعَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ, وَبَطْنِهَا, فَذَلِكَ الْمُسْتَقَرُّ. 61 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو لَيْلَى, عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حُرَّةَ, قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} 4 قَالَ: الَّذِينَ لَا يَخْتَلِفُونَ خَلَقَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلرَّحْمَةِ. 62 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ, عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنَ الْكُوفَةِ, وَكَانَ مُجَانِبًا لِلْحَسَنِ؛ لِمَا كَانَ يَبْلُغُهُ عَنْهُ فِي الْقَدَرِ, حَتَّى لَقِيَهُ, فَسَأَلَهُ رَجُلٌ, أَوْ سُئِلَ عَنْ هذه الآية: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} 5، قال: [لا يختلف

_ 1 في الأصل: جبير. 2 سورة الأنعام: الآية 98. 3 زيادة مني, وهي عند ابن جرير. 61- أبو ليلي هو: عبد الله بن مسيرة الحارثي، ضعيف, كما في: التقريب. 4 سورة هود: الآيتان 118, 119. 62- أخرجه من هذا الوجه: أبو داود: 4615، وابن جرير في: التفسير: 18724, كلاهما مختصراً، وأخرجه الآجري من طريق المصنف في: الشريعة: صـ 198، وأخرجه كذلك ابن بطة في: الإبانة: 1696. 5 سورة هود: الآيتان 118, 119.

أهل رحمه الله، قال: {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} قَالَ:] 1 خَلَقَ اللَّهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ لِلْجَنَّةِ, وَأَهْلَ النَّارِ لِلنَّارِ، قَالَ: فَكَانَ الرَّجُلُ بَعْدَ ذَلِكَ يَكْذِبُ2 عَنِ الْحَسَنِ. 63 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي شيبة، حدثنا إسماعيل بن عُلَيَّةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, قَالَ: قلت للحسن: قوله عز وجل: {لا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} 3 قَالَ: النَّاسُ يَخْتَلِفُونَ عَلَى أَدْيَانٍ شَتَّى، إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ، وَمَنْ رَحِمَ رَبُّكَ غَيْرُ مختلف. قلت: {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} قَالَ: نَعَمْ، خَلَقَ هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ، وَهَؤُلَاءِ لِلنَّارِ، وَخَلَقَ هَؤُلَاءِ لِرَحْمَتِهِ, وَهَؤُلَاءِ لِعَذَابِهِ. 64 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ, عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً

_ 1 ساقط من النسخة الثانية, وموجود بالأصل. 2 هكذا في الأصل, وفي النسخة الثانية: "يذب"، وكتب على الهامش "يكذب", والله أعلم. 63- أخرجه من هذا الوجه: عبد الله بن أحمد في: السنة: 950، وابن جرير في: التفسير: 18721، واللالكائي: 967. 3 سورة هود: الآيتان 118, 119. 64- شيخ المصنف عبد الله بن محمد بن خلاد, ذكره الحاكم في كتابه: الأسامي والكني: جـ 352/1، ويذكره بحشل في: تاريخ واسط: صـ191، وذكره ابن حبان في: الثقات: جـ 368/8، ومبارك هو: ابن فضالة مشهور بالتدليس, وقد عنعن، وانظر النص السابق. وأخرجه مختصراً ابن جرير في: التفسير: 18720.

وَاحِدَةً} 1، قَالَ: عَلَى الْهُدَى {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} 2 قَالَ: أَهْلُ رَحْمَةِ اللَّهِ لَا يَخْتَلِفُونَ. {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} 3، قَالَ: لِلِاخْتِلَافِ خَلَقَهُمْ. 65 حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، حَدَّثَنَا يَعْمُرُ بْنُ بِشْرٍ, عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ, عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ, قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْقَلَمَ فأمره أن يكتب كل شيء يكون.

_ 1 سورة هود: الآية 118. 2 سورة هود: الآية 119. 3 سورة هود: الآية 119. 65- إسناده صحيح، يعمر بن بشر, وثقه جمع من الأئمة، فانظر ترجمته في: تاريخ بغداد: جـ 357/14، والحديث روى موقوفاً ومرفوعاً، ولا ضير في ذلك إذ الموقوف له حكم المرفوع؛ لأنه مما لا مجال للرأي فيه. وأعلم أن شيخ المصنف أحمد بن الفرات رواه عن يعمر بن بشر موقوفاً على ابن عباس، وخالفه محمد بن المثنى عند ابن أبي عاصم في: الأوائل: 3، فرواه عنه مرفوعاً إلى النبى صلى الله عليه وسلم، ولا ضير من ذلك كما سبق، لكني لم أجد من تابع أحمد بن الفرات على ذلك، بينما رواه جمع عن ابن المبارك, بما فيهم يعمر بن بشر, مما يؤكد أن الوهم ليس منه، مرفوعاً إلى النبى صلى الله عليه وسلم, كما عند الدرامي في: الرد على الجهمية: 253، وابن أبي عاصم في: الأوائل: 3، وفي: السنة: 108، وعبد الله بن أحمد في: السنة: 854، وأبي يعلى: 2329، وابن جرير في: التفسير: جـ 16/29، والبيهقي في: الأسماء والصفات: 803.

66 حدثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو زَرْعَةَ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ، فَأَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ، فَمَنْ أَصَابَهُ اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ". فَلِذَلِكَ أَقُولُ1: جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى. 67 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن إبراهيم، حدثنا الوليد بن مسلم،

_ 66- حديث حسن, كما قال الترمذي، وهذا الإسناد فيه أيوب بن سويد, صدوق يخطىء، ورواه عن عبد الله بن الديلمي: 1 يحيى السيباني، ورواه عنه أيوب بن سويد, كما هاهنا، والأوزاعي, كما عند المصنف: 68, والحاكم: جـ 3/1، وضمرة بن ربيعة, كما عند ابن أبي عاصم في: السنة: 242، وإسماعيل بن عياش, كما عند الترمذي: 2642، وابن أبي عاصم في: السنة: 241، والآجري في: الشريعة: صـ165. 2 ربيعة بن يزيد، ورواه عن معاوية بن صالح, كما عند المصنف:70، وابن حبان: 6170- الإحسان) ، والأوزاعي, كما عند أحمدك جـ 176/2، والمصنف: 67, 68، وابن أبي عاصم في: السنة: 243, 244، وابن حبان: 6169، والآجري: 164، والحاكم: جـ 30/1، والبيهقي في: الأسماء والصفات: 229، واللالكائي: 1079. 3 عروة بن رويم, عند أحمد: جـ2/ 197, والمصنف: 71. 1 هذا من كلام عبد الله بن عمرو, كما جاء مصرحًا به في بعض الروايات. 67- انظر تخريجه في النص السابق.

حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ, حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، [عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ] 1، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقَهَ فِي ظُلْمَةٍ، وَأَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ، فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ يَوْمَئِذٍ شَيْءٌ اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: وَلِذَلِكَ أَقُولُ: جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ. 68 حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْمِصِّيصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ, عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ, وَيَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ, قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَائِطًا لَهُ بِالطَّائِفِ، فَذَكَرَ قِصَّةَ شَارِبِ الْخَمْرِ، ثُمَّ قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ، فَمَنْ أَصَابَهُ مِنَ النور يؤمئذ اهْتَدَى, وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ"، فَلِذَلِكَ أَقُولُ: جَفَّ الْقَلَمُ عَلَى عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. 69 حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ, عَنْ ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ يَحْيَى بْنَ أَبِي عَمْرٍو. 70 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، حدثنا معن بن عيسى، حدثنا

_ 1 سقط من الأصل، وهو عند الآجري في: الشريعة: صـ 164، من طريق المصنف هذه. 68- شيخ المصنف توبع عند الحاكم: جـ30/1، وانظر تخريجه تحت نص: 66. 69- الحمل فيه -والله أعلم- على شيخ المصنف، فإنه صاحب أوهام كما في ترجمته. 70- سبق تخريجه في نص: 66.

مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ, عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ, قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الدَّيْلَمِيِّ يَقُولُ: بَلَغَنِي حَدِيثٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَرَكِبْتُ إِلَيْهِ إِلَى الطَّائِفِ؛ أَسْأَلُهُ عَنْهُ، وَكَانَ ابْنُ الدَّيْلَمِيِّ بِفِلَسْطِينَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ, وَهُوَ فِي حَدِيقَةٍ لَهُ، فَوَجَدْتُهُ مُخْتَصَرًا بِيَدِ1 رَجُلٍ، كُنَّا نَتَحَدَّثُ بِالشَّامِ: أَنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ مِنْ شَرَبَةِ الْخَمْرِ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي شَارِبِ الْخَمْرِ شَيْئًا، فَاخْتَلَجَ الرَّجُلُ يَدَهُ مِنْ يَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ، لَمْ يُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا". قُلْتُ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ تَقُولُهُ؟: إِنَّ صَلَاةً فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ، وَإِنَّ الْقَلَمَ قَدْ جَفَّ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَقُولُوا عَنِّي إِلَّا مَا سَمِعُوا مِنِّي، قَالَهَا ثَلَاثًا، قَالَ: لَا, وَلَكَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا: سَأَلَهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَأَعْطَاهُ، وَسَأَلَهُ حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ, فَأَعْطَاهُ, وَسَأَلَهُ مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ، أَنْ يَغْفِرَ له" قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ النَّاسَ فِي ظُلْمَةٍ، وَأَخَذَ نُورًا مِنْ نُورِهِ, فَأَلْقَاهُ عَلَيْهِمْ، فَأَصَابَ مَنْ شَاءَ، وَأَخْطَأَ مَنْ شَاءَ، فَقَدْ عَرَفَ مَنْ يُخْطِئُهُ مِمَّنْ يُصِيبُهُ، من أصابه من نوره اهتدى، ومن أخطأ ضل".

_ 1 هكذا في الأصل، وفي النسخة الثانية: "مختصرا بعد رجل"، وكتب على هامشها "بيد".

فَلِذَلِكَ [ ... ] 1 أَقُولُ: إِنَّ الْقَلَمَ قَدْ جَفَّ. 71 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبِي, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ, قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بَلَغَنَا أَنَّكَ تَقُولُ: صَلَاةٌ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَكْثَرُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهَا, إِلَّا الْكَعْبَةَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَقُولُوا عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، أَمَّا قَوْلُكَ: إِنِّي أَقُولُ: جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ, فَإِنِّي سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ خَلْقَهَ, ثُمَّ جَعَلَهُمْ فِي ظُلْمَةٍ، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ نُورِهِ, فَأَلْقَاهُ عَلَيْهِمْ، فَأَصَابَ النُّورُ مَنْ شَاءَ أَنْ يُصِيبَهُ، وَأَخْطَأَ مَنْ شَاءَ، فَمَنْ أَصَابَهُ النُّورُ يومئذٍ اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ". فَلِذَلِكَ قُلْتُ: جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنْ أَمْرِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَإِنَّ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ فَرَغَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قرَّب قرباناً فتقبل، ودعى اللَّهَ تَعَالَى بِدَعَوَاتٍ, مِنْهُنَّ: أَيُّمَا عَبْدٍ مُؤْمِنٍ زَارَكَ فِي هَذَا الْبَيْتِ، تَائِبٍ إِلَيْكَ, حَتَّى يَنْتَصِلَ مِنْ خَطَايَاهُ وَذُنُوبِهِ، أَنْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُ، وَيَنْزَعَهُ مِنْ خَطَايَاهُ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. 72 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بن الحباب،

_ 1 كلمتان لم أتمكن من قراءتهما في الأصل، وهي غير موجودة في النسخة الثانية. 71- انظر تخريج النص: 66. 72- أيوب هو ابن زياد الحمصي، قال ابن القطان: لا يُعرَف، وحسن ابن المديني حديثه، وذكره ابن حبان في: الثقات: جـ 58/6، وانظر: لسان الميزان: جـ 481/1، وأخرجه أحمد: 22768، وابن أبي عاصم في: السنة 107، والبزار في: مسنده: 2687، وابن جرير في: تفسيره: جـ 17/29، وابن بطة في: الإبانة: 1362, 1448، من طرق, عن معاوية بن صالح.

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ, حَدَّثَنِي أَيُّوبُ أَبُو زَيْدٍ الْحِمْصِيُّ, عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ, أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُبَادَةَ, وَهُوَ مَرِيضٌ, يُرى فِيهِ [أَثَرُ] 1 الْمَوْتِ، فَقَالَ: يَا أَبَتِ, أَوْصِنِي وَاجْتَهِدْ، قَالَ: اجْلِسْ، قَالَ: إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ, وَلَنْ تَبْلُغَ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ, حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، قُلْتُ: كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ خَيْرَهُ وَشَرَّهُ، قَالَ: تَعْلَمُ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ, وَأَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَوَّلُ شَيْءٍ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْقَلَمُ، فَقَالَ لَهُ: اجْرِ، فَجَرَى تِلْكَ السَّاعَةَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ", فَإِنْ مُتَّ, وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ دَخَلْتَ النَّارِ. 73 حَدَّثَنِي أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ, عَنْ أَيُّوبَ بْنِ زَيْدٍ, أَوْ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ, فَذَكَرَ مِثْلَهُ. 74 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ زِيَادٍ, عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ2بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ, أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي, قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عبادة بن الصامت, فذكر مثله.

_ 1زيادة من: الشريعة للآجري. 73- انظر تخريج النص السابق. 74- عبد الله بن صالح فيه ضعف من قبل حفظه، وانظر تخريجه في نص: 72. 2 هكذا بالأصل.

75 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ, عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ, أَنَّ أَبَاهُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, لَمَّا احْتُضِرَ, سَأَلَهُ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ, فَقَالَ: يَا أَبَتِ أَوْصِنِي، فَقَالَ: أَجْلِسُونِي، فَلَمَّا أَجْلَسُوهُ قَالَ: يَا بُنَيَّ، اتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَنْ تَتَّقِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى تُؤْمِنَ بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ، وَلَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ تَعَالَى حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "الْقَدَرُ عَلَى هَذَا, مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا دَخَلَ النَّارَ". 76 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا بقية بن الوليد, عن

_ 75- عثمان بن أبي العاتكة: ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد، وأما في غيره فهو مقارب, يكتب حديثه. والحديث أخرجه ابن أبي عاصم في: السنة: 111، والشاشي في: مسنده: جـ 125/3، رقم: 1193، كلاهما من طريق الوليد بن مسلم به. 76- بقية بن الوليد يدلس. وأخرجه أبو الشيخ في: العظمة: 216، وأخرجه ابن جرير في: تفسيره: 17987, من كلام ضمرة, وفيه زيادة، وإسناده إلى ضمرة ضعيف. وأخرج البخاري: 3191, من حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم في قدوم وفد بني تميم، قالوا: جئنا نسألك عن هذا الأمر، قال: "كان الله, ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء"، وسيأتي عند المصنف برقم: 82. وأخرج المصنف: 72, من حديث عبادة بن الصامت: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول: "أول شيء خلق الله تعالى القلم، فقال له: اجر، فجرى تلك الساعة إلى يوم القيامة بما هو كائن"، وانظر طريقًا أخرى للأثر برقم: 104, عند المصنف.

أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ, قَالَ: سَمِعْتُ ضَمْرَةَ بْنَ حَبِيبٍ، عَنْ جُبَيْرِ1 بْنِ نُفَيْرٍ, أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَإِنَّهُ خَلَقَ الْقَلَمَ, وَكَتَبَ مَا هُوَ خَالِقٌ, وَمَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ. 77 حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ, [عَنِ الْأَعْمَشِ] 2، عَنْ أَبِي ظَبِيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ, فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، فقال يارب: وَمَا أَكْتُبُ؟ [قَالَ: اكْتُبِ] 3 الْقَدَرَ، فَجَرَى بِمَا هُوَ كَائِنٌ فِي ذَلِكَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ رُفِعَ بُخَارُ الْمَاءِ، فَتَفَتَّقَتْ مِنْهُ السَّمَوَاتُ، ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ، فَتَحَرَّكَ النُّونُ, فَمَادَتِ الْأَرْضُ، فَأُثْبِتَتْ بِالْجِبَالِ، فَإِنَّهَا لَتَفْخَرُ عَلَيْهَا. 78 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي شيبة، حدثنا وكيع بن الجراح

_ 1 كان بالأصل: "عمير"، ولعل الصواب ما أثبت إن شاء الله. 77- صح بعضه مرفوعاً، فانظر تخريج النص السابق، وأخرجه موقوفاً مختصراً ابن أبي شيبة في كتاب: العرش: 4, بمثل إسناد المصنف، وأخرجه كذلك الآجري في: الشريعة: صـ 168، من طريق المصنف، وابن جرير في: التفسير: جـ 14/29، وابن بطة في: الإبانة:1372, مختصراً كذلك، وأخرجه البيهقي في: الأسماء والصفات: 804. 2 زيادة عن الأصل، وهو عند الآجري من طريق المؤلف، وهو كذلك في كتاب العرش. 3 ما بين القوسين سقط من الأصل, وهو موجود في النسخة الثانية. 78- أبو هاشم هو الواسطي, ثقة، ورواه عنه سفيان الثوري, كما هنا, وعند المصنف 79، ومن طريقه الآجري في الشريعة: صـ 168، وابن جرير في التفسير: جـ 17/29، وابن بطة في الإبانة: 1371، واللالكائي: 1223، وشعبة بالشك، كما عند المصنف:80، 81، وابن جرير في التفسير: جـ 17/29، وابن بطة في الإبانة: 1370.

عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: ذُكِرَ لَهُ قَوْمٌ يَتَكَلَّمُونَ فِي الْقَدَرِ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اسْتَوَى عَلَى عَرْشِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا، وَكَانَ أَوَّلُ مَا خَلَقَ الْقَلَمَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَكْتُبَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. 79 حَدَّثَنَا أَبُو مروان عبد الملك بن حبيب المصيصي، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّ هَاهُنَا قَوْمًا يَقُولُونَ فِي الْقَدَرِ، فَقَالَ: إِنَّهُمْ يُكَذِّبُونَ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَآخُذَنَّ بِشَعْرِ أَحَدِهِمْ فَلَأَنْصُوَنَّهُ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا، ثُمَّ خَلَقَ، فَكَانَ أَوَّلَ مَا خَلَقَ الْقَلَمُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَقَالَ: اكْتُبْ، فَكَتَبَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، فَإِنَّمَا يَجْرِي النَّاسُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ. 80 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَاشِمٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: ذُكِرَ الْقَدَرِيُّونَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قال:

_ 79- شيخ المصنف، قال عنه ابن حجر في التقريب: مقبول، والأثر عن ابن عباس سبق تخريجه في النص: 78. 80- انظر تخريج النص: 78.

لَوْ رَأَيْتُ وَاحِدًا مِنْهُمْ لَأَخَذْتُ بِشَعَرِهِ، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَا نَدْرِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَوِ ابْنُ عُمَرَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ قِصَّةَ أَبِي بِشْرٍ. 81 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَوْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمْ لَأَخَذْتُ بِشَعَرِهِ -يَعْنِي الْقَدَرِيَّةَ- قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ شُعْبَةُ: لَا أَدْرِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ أَوَّلَ مَا خُلِقَ مِنْ شَيْءٍ الْقَلَمُ، فَجَرَى بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَإِنَّمَا يَعْمَلُ النَّاسُ فِيمَا قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، وقال شُعْبَةُ1: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا بِشْرٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: ذُكِرُوا [عِنْدَ] 2 عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَاحْتَقَنَ3، وَقَالَ: لَوْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمْ لَعَضَضْتُ أَنْفَهُ. 82 حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حبيب، حدثنا

_ 81- انظر تخريجه في نص: 78. 1 في الأصل: قال سعيد، والمثبت من الشريعة: صـ 197. 2 زيادة من الشريعة للآجري. 3 في الأصل: فاحتقر، والمثبت من الشريعة كذلك وسيأتي 267، قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة: جـ 88/2: الحاء والقاف والنون، أصل واحد، وهو جمع الشيء. 82- صحيح، شيخ المصنف مقبول، وقد توبع عند البيهقي في الأسماء والصفات: 800، تابعه معاوية بن عمرو، وهو ثقة. وأخرجه أحمد: 19931، والبخاري: 3190, 3191، والترمذي: 3951، والنسائي في التفسير من الكبرى: 11240، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتاب العرش: الحديث الأول، وابن جرير في: التفسير: جـ 4/12، والآجري في الشريعة من طريق المصنف: صـ 166، والبيهقي في الأسماء والصفات: 489، 800، من طرق عن جامع بن شداد به.

أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ1، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالُوا: أَتَيْنَاكَ يا رسول الله؛ لنتقفه فِي الدِّينِ، وَنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ كَيْفَ كَانَ، فَقَالَ: "كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ كَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ". 83 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقْبَلْوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ"، قَالُوا: قَبِلْنَا، فَأَخْبِرْنَا عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ كَيْفَ كَانَ، قَالَ: "كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، فَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ". 84 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا

_ 1 في الأصل: عن أبي عثمان، والمثبت من الشريعة للآجرى، ومن مصادر التخريج الأخرى. 83- صحيح، وسبق تخريجه في النص السابق. 84- صحيح، وسبق تخريجه في نص: 82.

أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمِنِ، قَالُوا: جِئْنَاكَ؛ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ، وَنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ كَيْفَ كَانَ؟ فَقَالَ: "كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ كَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ". 85 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وهب، حدثنا أبو هانىء، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: "فَرَغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ مَقَادِيرِ الْخَلَائِقِ كُلِّهَا قَبْلَ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ". 86 حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ،

_ 85- أخرجه ابن وهب في كتاب القدر: 17، وأخرجه مسلم: 2653، والآجري في الشريعة: صـ 166، من طريق ابن وهب، عن أبي هانئ. كما أخرجه مسلم، والبيهقي في الأسماء والصفات: 799، من طريق نافع بن يزيد، عن أبي هانئ. وأخرجه أحمد: 6588، ومسلم, والترمذي: 2156، والمصنف: 87, وغيرهم, من طريق حيوة بن شريح، عن أبي هانئ. وأخرجه أحمد: 6588، والمصنف: 86، والبيهقي في: الأسماء والصفات: 98, وغيرهم من طريق ابن لهيعة, عن أبي هانئ. 86- ابن لهيعة تابعه جمع من الثقات, كما سبق في تخريج النص السابق، فارجع إليه.

حدثنا ابن لهيعة عن أبي هانىء، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَقَادِيرَ الْخَلْقِ, وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ, قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ ألفَ سَنَةٍ". 87 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ, عَنْ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ, قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قَدَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمَقَادِيرَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ". 88 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ, عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرْمِيِّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ كتابًا قبل أن يخلق السماء

_ 87- انظر تخريجه في نص: 85. 88- أخرجه أحمد: 18442، والترمذي: 2882، والنسائي في: الكبرى:10803، وابن الضريس في: فضائل القرآن: 167، وأبو عبيد في: فضائل القرآن: صـ 124، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة به. وأخرجه النسائي في: الكبرى: 10802، والطبراني في: الصغير: جـ 55/1، وابن عدى: جـ 24/7، وغيرهم من طريق أبي قلابة، عن أبي صالح الحارثي, عن النعمان به. وقد رجح أبو زُرعة طريق حماد بن سلمة، انظر: العلل: جـ 63/2.

وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ". 89 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ, عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ, بِإِسْنَادِهِ, مِثْلَهُ. 90 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ, قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي قِلَابَةَ, وَلَا أَعْلَمُنِي إِلَّا أَنِّي قَدْ سَمِعْتُ مِنْهُ, عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ". 91 حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ, عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ الْجَرْمِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيِّ, نحوه.

_ 89- انظر النص السابق. 90- قال أبو حاتم: أبو قلابة, عن النعمان بن بشير، قال يحيى بن معين: هو مرسل, ثم قال أبو حاتم: قد أدرك أبو قلابة النعمان بن بشير، لا أعلمه سمع منه. انظر: المراسيل لابن أبي حاتم: صـ 96. والحديث ثابت كما سبق, فانظر نص: 88. 91- سبق الكلام عليه في النص السابق، وقتادة قيل لم يسمع من أبي قلابة.

92 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما قَضَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَلْقَ كَتَبَ كِتَابًا، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي". 93 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ1 بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مَعْنٌ, عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَمَّا قَضَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابٍ, فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي". 94 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بن سعيد، حدثنا الليث بن سعد, عن ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ كَتَبَ بِيَدِهِ عَلَى نفسه: إن رحمتي تغلب غضبي".

_ 92- أخرجه البخاري: 3194، ومسلم: 2751, بمثل إسناد المصنف. 93- إسناده صحيح إن كان شيخ المصنف هو عبد الله بن جعفر، فإنه كان في الأصل: عبد الرحمن بن جعفر, ولم أعرفه، والمصنف من شيوخه عبد الله بن جعفر, وهو معدود في الرواة, عن معن بن عيسى، والله أعلم. والحديث سبق تخريجه في النص السابق. 1 كان بالأصل: عبد الرحمن, ولعل الصواب ما أثبت إن شاء الله. 94- صحيح, وإسناده حسن، للكلام الذي في ابن عجلان, وأبيه، وأخرجه من هذا الوجه الترمذي: 3543، وابن ماجه: 189، والبيهقي في: الأسماء والصفات: 623, وغيرهم.

95 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ, عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ, بِإِسْنَادِهِ, مِثْلَهُ. 96 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَلْقَ كَتَبَ كِتَابًا عَلَى نَفْسِهِ, فَهُوَ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي". 97 حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ, عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ, بِإِسْنَادِهِ, مِثْلَهُ. 98 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ, عَنِ الْأَشْعَثِ، عَنْ جَابِرٍ الْحُدَّانِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ كَتَبَ بِيَدِهِ فِي عَرْشِهِ عَلَى نَفْسِهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ, كُلُّ رَحْمَةٍ طِبَاقُهَا السَّمَوَاتُ والأرض.

_ 95- أبو خالد الأحمر: وهو سليمان بن حيان, صدوق يخطىء، والحديث صحيح كما سبق. 96- صحيح، أخرجه البخاري: 7404. 97- صحيح، وسبق تخريجه. 98- جابر الحداني: ترجم له ابن أبي حاتم في: الجرح والتعديل: جـ 497/2، وقال: لا أعلم أحدًا روى عنه، سمعت أبي يقول ذلك. والحديث أخرجه مسلم: "كتاب التوبة:21" مرفوعاً, وعنده زيادة.

99 حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ, عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ, قَالَ: وَلَا أَعْلَمُنِي إِلَّا وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ ثَابِتٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قُضِيَ1 الْقَضَاءُ, وَجَفَّ الْقَلَمُ, وَأُمُورٌ تُقْضَى فِي كِتَابٍ قَدْ خَلَا. 100 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ, عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ, قَالَ: جَفَّ الْقَلَمُ, وَمَضَى الْقَضَاءُ, وَتَمَّ الْقَدَرُ, بِتَحْقِيقِ الْكِتَابِ, وَتَصْدِيقِ الرُّسُلِ, وَبِسَعَادَةِ مَنْ عَمِلَ2 وَاتَّقَى, وَبِشَقَاوَةِ مَنْ ظَلَمَ وَاعْتَدَى، وَبِالْوِلَايَةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَبِالتَّبْرِئَةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُشْرِكِينَ. 101 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سفيان, عن عمرو بن

_ 99- أخرجه عبد الله بن أحمد في: السنة: 881، والآجرى في: الشريعة: صـ 224، وابن بطة في: الإبانة: 1830, 1946, من طريق حميد به، وسيأتي 102. 1 في هامش النسخة الثانية: "مضى"، والمثبت موافق لما في: الشريعة, والإبانة. 100- بقية مدلس وقد عنعن، وأخرجه الآجرى في: الشريعة: صـ 198 من طريق المصنف، كما أخرجه ابن بطة في: الإبانة: 1705. 2 في النسخة الثانية: علم. 101- صححه الحافظ في: الفتح: جـ 497/11، وبشير من كبار التابعين، وأخرجه كذلك ابن بطة في: الإبانة: 1358، وأخرجه موصولًا البيهقي في: القضاء والقدر: ق8, وفي إسناده مؤمل بن إسماعيل, صدوق سيِّء الحفظ.

دِينَارٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ الْعَدَوِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: سَأَلَ غُلَامَانِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِيمَ الْعَمَلُ؟، فِيمَا جَفَّتْ بِهِ الْأَقْلَامُ؟ , وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ؟ أَمْ شَيْءٌ نَسْتَأْنِفُهُ؟، قَالَ: "بَلْ فِيمَا جَفَّتْ بِهِ الْأَقْلَامُ، وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ"، قَالَا1: فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: "اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا هُوَ عَامِلٌ", قَالَا2: فَالْجِدُّ الْآنَ. 102 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ, عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي جُحَادَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: رُفِعَ الْكِتَابُ, وَجَفَّ الْقَلَمُ, وَأُمُورٌ تُقْضَى فِي كِتَابٍ قَدْ سَبَقَ. 103 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ, أَنَّهُ قَالَ: مَا يُنْكِرُ قَوْمٌ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلِمَ شيئًا فكتبه.

_ 1 في الأصل: قال، والتصويب من الفتح. 2 في الأصل: قال، والتصويب من الفتح. 102- أخرجه عبد الله بن أحمد في: السنة: 875، والطبراني في: الكبير, وتمام في الفوائد: 34، واللالكائي: 1234، والبيهقي في: القدر: مخطوط/ ق82، وابن عبد البر في: التمهيد: جـ 12/6، وانظر نص: 99. 103- إسناده صحيح إلى ابن سيرين، وأخرجه الآجرى في: الشريعة: صـ200, من طريق المصنف، وأخرجه ابن بطة في: الإبانة: 1723, من وجه آخر عن ابن سيرين.

104 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ, عَنْ ضمرة بن حبيب، عن جبير بن نفير, أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ, وَإِنَّهُ خَلَقَ الْقَلَمَ, فَكَتَبَ مَا هُوَ خَالِقٌ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ الْكِتَابَ سَبَّحَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ, وَمَجَّدَهُ أَلْفَ عَامٍ قَبْلَ أَنْ يَبْدَأَ اللَّهُ خَلْقَ شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ. 105 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ, عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} 1 قَالَ: بِمَا جُبِلُوا عَلَيْهِ مِنْ شِقْوَةٍ أَوْ سَعَادَةٍ. 106 حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ, عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ, فِي قوله عز وجل: {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} 2 قَالَ: عَلِمَ أَسْرَارَ الْعِبَادِ, فَأَخْفَى سِرَّهُ فَلَمْ يُعلَم.

_ 104- أخرجه الآجرى: صـ 204, من طريق المصنف، وأبو الشيخ في: العظمة: 85, وتقدم الكلام عليه في نص: 76. 105- ابن جريج مدلس, وقد عنعن، وأخرجه ابن جرير في: التفسير جـ 11/27، والآجري في: الشريعة: صـ 202، وابن بطة في: الإبانة: 1806 من طرق عن ابن جريج به. 1 سورة الذاريات: الآية 56. 106- في إسناده شيخ المصنف، صدوق في نفسه، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، فأفحش فيه ابن معين القول, وأخرجه الآجرى في: الشريعة: صـ 202، وابن بطة في: الإبانة: 1814, من طريق سويد بن سعيد به. وأخرجه أبو الشيخ في: العظمة, بإسناد صحيح, إلى زيد بن أسلم: 170. 2 سورة طه: الآية 7.

باب ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "احتج آدم وموسى عليهما الصلاة والسلام"

بَابُ مَا رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ". 107 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ1 خَالِدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ, [عَنِ ابْنِ شِهَابٍ] 2، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الْجَنَّةِ، فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِرِسَالَتِهِ, وَبِكَلَامِهِ, لِمَ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ". قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى". 108 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُزَيْزٍ، حَدَّثَنِي سلامة, عن عَقِيلٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ, أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرحمن بن عوف, أخبره عن

_ 107- الحديث من طريق محمد بن شهاب الزهري, أخرجه البخاري: 3409, 7515، ومسلم: "كتاب القدر: حديث 15". 1 في الأصل: عن، ولعل الصواب ما أثبت إن شاء الله. 2 ساقط من الأصل، والتصويب من: صحيح البخاري. 108- الحديث صحيح كما سبق في النص السابق.

أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِرِسَالَتِهِ, وَكَلَامِهِ, ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِّر عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ، قَالَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى". 109 حَدَّثَنِي أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى ... "، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ عَقِيلٍ حَرْفًا بِحَرْفٍ. 110 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ, عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "تحاجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ الَّذِي أَغْوَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، قَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِلْمَ كُلِّ شَيْءٍ، وَاصْطَفَاكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَتِهِ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ". 111 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مَعْنٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ, مثله.

_ 109- صحيح، وسبق تخريجه في نص: 107. 110- الحديث من طريق الأعرج، عن أبي هريرة عند البخاري: القدر: "باب 11"، ومسلم: القدر, ح 13. 111- صحيح، وراجع النص السابق.

112 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ, عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: يَا آدَمُ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، ثُمَّ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ, فَسَجَدُوا لَكَ، ثُمَّ أَمَرَكَ أَنِ: اسْكُنِ الْجَنَّةَ، فَتَأْكُلَ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتَ رَغَدًا، وَنَهَاكَ عَنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَعَصَيْتَ رَبَّكَ، فَأَكَلْتَ مِنْهَا، فَقَالَ، يَا مُوسَى: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدَّر ذَلِكَ عَلَيَّ 1 قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقَدْ حجَّ آدَمُ مُوسَى، [لَقَدْ حَجَّ آدَمُ مُوسَى] 2". 113 حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ, عَنْ محمد بن عمرو2، عن أبي سلمة، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ, وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ, فَسَجَدُوا لَكَ، ثم أخرجك منها، قال آدَمُ لِمُوسَى: أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِرِسَالَتِهِ, وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا، وَكَلَّمَكَ تَكْلِيمًا، وَأَنْزَلَ

_ 112- سبق الكلام على الحديث من طريق الأعرج, عن أبي هريرة في نص:110. 1 ساقطة من النسخة الثانية. 2 ساقطة من النسخة الثانية. 113- الحديث من طريق أبي سلمة, عن أبي هريرة، أخرجه البخاري: 4838، ومسلم: القدر: ح 15. 2 في الأصل: محمد بن أبي عمرو، ولعل الصواب ما كتبت إن شاء الله.

عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ، فَبِكَمْ تَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّهُ كُتِبَ عَلَيَّ الْعَمَلُ الَّذِي عَمِلْتُهُ؟، قَالَ: بِأَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ آدَمُ: فَكَيْفَ تَلُومُنِي عَلَى عَمَلٍ كَتَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى [عليَّ] 1 قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ "، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى" 2. 114 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ, وَهُوَ ابْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو. \, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ, فَسَجَدُوا لَكَ، ثُمَّ أَخْرَجْتَنَا مِنْهَا، قَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ تَعَالَى بِرِسَالَتِهِ, وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا، وَكَلَّمَكَ تَكْلِيمًا، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ، فَبِكَمْ تَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّهُ كُتِبَ عليَّ العمل الذي علمت قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟، فَقَالَ مُوسَى: بِأَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ آدَمُ: فَكَيْفَ تَلُومُنِي فِي عَمَلٍ عَمِلْتُهُ قَدْ كُتِبَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أَعْمَلَهُ بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ ". 115 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا محمد بن بشر،

_ 1 ساقطة من النسخة الثانية. 2 وقع تكرار لقوله: "قال آدم ... بأربعين سنة" في نسخة الأصل، وحذفه ناسخ النسخة الثانية. 114- سبق تخريجه في النص السابق. 115- سبق تخريجه في نص: 113.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ. 116 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ, وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ, قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ, عَنْ عمرو بن دينار، عن طاووس, سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "احْتَجَّ آدَمُ, وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُونَا, خَيَّبْتَنَا, وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ, فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكَلَامِهِ، وَخَطَّ لَكَ التَّوْرَاةَ، فَهَلْ تَجِدُ فِيهَا أَنَّهُ قَضَى عليَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟، قَالَ: نَعَمْ، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى". قَالَ ابْنُ عَبْدَةَ: وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: "وَخَطَّ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أمرٍ قَدَّرَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ ". وَقَالَ ابْنُ كَاسِبٍ فِي حَدِيثِهِ: "خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ". 117 حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ, عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زيد بن

_ 116- الحديث من طريق طاووس, عن أبي هريرة، أخرجه البخاري: 6614، ومسلم: 2652. 117- أخرجه أبو داود: 4702، والدارمي في: الرد على الجهمية: 294، وابن أبي عاصم في: السنة: 137، وابن خزيمة: صـ 143، والآجرى في: الشريعة: صـ 169، والبيهقي في: الأسماء والصفات: 421, من طرق عن ابن وهب به.

أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "قال موسى: يارب أَرِنِي آدَمَ الَّذِي أَخْرَجَنَا وَنَفْسَهَ مِنَ الْجَنَّةِ، فَأَرَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ، فَقَالَ: أَنْتَ آدَمُ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَنْتَ الَّذِي نَفَخَ اللَّهُ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَعَلَّمَكَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَلِمَ أَخْرَجْتَنَا وَنَفْسَكَ مِنَ الْجَنَّةِ؟، قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟، قَالَ: أَنَا مُوسَى، قَالَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟! قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَنْتَ الَّذِي كَلَّمَكَ اللَّهُ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَلَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ رَسُولًا مِنْ خَلْقِهِ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ وَجَدْتَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَلِمَ تَلُومُنِي عَلَى شَيْءٍ سَبَقَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ الْقَضَاءُ؟ "، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فحجَّ آدَمُ وَمُوسَى" مَرَّتَيْنِ. 118 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ، عَنْ عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يَعْمُرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ, قَالَ2: وحدثني عمر رضي الله عنه قال:

_ 1 في الأصل: احتج، ولعل الصواب ما أثبت إن شاء الله. 118- ساق مسلم هذا الإسناد بدون متن الحديث: الإيمان: "ح 2"، وأخرجه كذلك ابن منده في: الإيمان: جـ 140/1، والهروي في: الأربعين في دلائل التوحيد: 22. ورواه عن يحيى بن يعمر، سليمان بن طرخان, كما عند ابن منده في: الإيمان: جـ143/1, جـ 145/1، والضياء في: المختارة: 216، وإسناده صحيح. 2 كأن المصنف اختصر الحديث، والله أعلم.

رَوَاهُ1: "إِنَّ آدَمَ وَمُوسَى احْتَجَّا فِي ذَلِكَ، يَعْنِي الْقَدَرَ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ الَّذِي أَشْقَيْتَ النَّاسَ، وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَوَجَدْتُهُ قدَّره لِي قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟، قَالَ: نَعَمْ, [قَالَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى] 2، فحجَّ آدَمُ مُوسَى، فحجَّ آدَمُ مُوسَى". 119 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنِ الرُّدَيْنِيِّ, يَعْنِي ابْنَ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ, وَأَكْبَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَدْ رَفَعَهُ، قَالَ: "الْتَقَى آدَمُ وَمُوسَى عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَقَالَ مُوسَى لِآدَمَ: أَنْتَ أَبُو النَّاسِ، أَسَكَنَكَ اللَّهُ تَعَالَى جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، قَالَ آدَمُ لِمُوسَى: أَمَا تَجِدُهُ مَكْتُوبًا عَلَيَّ، قَالَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى". 120 حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بن

_ 1 هكذا بالأصل، وكأنه يشير إلى أن الحديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. 2 ساقط من النسخة الثانية. 119- في إسناده الرديني ابن أبي مجلز، لم يوثقه إلا ابن حبان: جـ 309/6، والحديث أخرجه من هذا الوجه: أبو يعلى: 244، والضياء في: المختارة "215، والحديث صحيح كما سبق. 120- رجاله ثقات، والحسن يدلس, وقد عنعن، والحديث صحيح كما سبق، وأخرجه من هذا الوجه أحمد: 9997، وابن أبي عاصم في: السنة 143، والنسائي في: الكبرى: 11318، وأبو يعلى في: المسند 1521، والطبراني في: الكبير: 1663، والآجري في: الشريعة: صـ 169, من طريق المصنف, والخطيب في: تاريخ بغداد: جـ 349/4, وعنده عن أنس، عن جندب، وهذا غير محفوظ.

إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ تَعَالَى بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وَفَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ، وَأَخْرَجْتَ وَلَدَكَ مِنَ الْجَنَّةِ، فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي بَعَثَكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ، وَكَلَّمَكَ, وَآتَاكَ التَّوْرَاةَ، وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا، أَنَا أَقْدَمُ أَمِ الذِّكْرُ؟، قَالَ: الذِّكْرُ"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى". 121 حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع, عن سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ, عَمَّنْ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ, قَالَ: قَالَ آدَمُ: يَا رَبِّ أَرَأَيْتَ مَا أَتَيْتُهُ، ابْتَدَعْتُهُ أَنَا مِنْ قِبَلِ نَفْسِي؟ , أَوْ شَيْءٌ قَدَّرْتَهُ عَلَيَّ قبل أن

_ 121- اختلف فيه على سفيان, فرواه عنه وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ومؤمل بن إسماعيل، وأبو نعيم، بإثبات الواسطة بين عبد العزيز بن رفيع, وعبيد بن عمير، وخالفهم عبد الرزاق، فقال: عن عبد العزيز، عن عبيد بن عمير، وروايتهم أرجح, فلا يثبت الأثر، وقد أشار ابن كثير إلى أن الرجل المجهول في الإسناد هو مجاهد، وانظر مصادر التخريج التالية: تفسير الطبري: جـ 544/1، العظمة: لأبي الشيخ: 1011، والحلية: لأبي نعيم: جـ 273/3، والآجري في: الشريعة: صـ158، وتفسير عبد الرزاق.

تَخْلُقَنِي، قَالَ: لَا, بَلْ شَيْءٌ قَدَّرْتُهُ عَلَيْكَ قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَكَ، قَالَ: فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وجل: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} 1. 122 حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ2 بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ, عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} 3. قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أن نبرء النَّسَمَةَ. 123 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ, عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: إِنَّ الْمَنِيَّ يَمْكُثُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فيَأْتِيهِ مَلَكُ النُّفُوسِ, فَيَعْرُجُ بِهِ إِلَى الْجَبَّارِ فِي رَاحَتِهِ, فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، عَبْدُكَ أذكر أم أنثي؟، فيقضي الله

_ 1 سورة البقرة: الآية 37. 122- أخرجه ابن جرير في: تفسيره: جـ 234/27، وابن بطة في: الإبانة: 1668. 2 في الأصل: بشير، ولعل الصواب ما أثبت إن شاء الله. 3 سورة الحديد: الآية 22. 123- إسناده ضعيف، مداره على ابن لهيعة، لا يحتج بما انفرد به، ورواية العبادلة عنه يحتج بها في: المتابعات والشواهد، أما إذا انفرد بإسناد فهو ضعيف. وروي موقوفًا على أبي ذر, كما هنا, وعند الطبري في: تفسيره: جـ 119/28، وابن بطة في: الإبانة: 1417، وروي مرفوعًا من حديث أبي ذر, كما عند ابن وهب في: القدر: صـ 149، والدرامي في: الرد على الجهمية: 94.

تعالى ما هُوَ قَاضٍ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ، فَيَكْتُبُ مَا هُوَ لَاقٍ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَتَلَا أَبُو ذَرٍّ مِنْ فَاتِحْةِ سُورَةِ التَّغَابُنِ خَمْسَ آيَاتٍ. 124 حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: "إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ، فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلَمَّاتٍ: فَيَقُولُ اكْتُبْ رِزْقَهُ وَعَمَلَهُ وَأَجَلَهُ، وَاكْتُبْ شَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ غَيْرَ ذِرَاعٍ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيُخْتَمُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ ذِرَاعٍ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا". 125 حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الله بن مسعود رضي الله عنه، يقول: حَدَّثَنَا الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: "إِنَّ خَلْقَ ابْنِ آدَمَ

_ 124- رواية الأعمش عن زيد بن وهب، عن عبد اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي البخاري: 6594، ومسلم: 2643. 125- إسناده صحيح، وعبد الواحد هو ابن زياد، وهو وإن كان في حديثه عن الأعمش وحده مقال، إلا أنه وافق الثقات في روايته عن الأعمش، وسبق تخريجه في النص السابق.

يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُبْعَثُ إِلَيْهِ مَلَكٌ بِأَرْبَعِ كَلَمَاتٍ"، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. 126 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: "إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ 1 أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلَمَّاتٍ، فَيَكْتُبُ عَمَلَهُ 2 وَرِزْقَهُ وشقيٌّ هُوَ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ"، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. 127 حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى3، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ يَقُولُ: "يُجْمَعُ خَلْقُ أَحَدِكُمْ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ مضغة أربعين يوماً، ثم يبعث الله

_ 126- سبق تخريجه في: نص: 124. 1 هكذا في النسخة الثانية، وزادت نسخة الأصل: "أمه في أربعين". 2 في النسخة الثانية كتب على الهامش: "وأجله". 127- الحديث صحيح كما سبق، وأخرجه من طريق سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ أحمد: 3934، والنسائي في الكبرى في التفسير كما في تحفة الأشراف، وابن بطة في الإبانة: 1396، 1397. في الأصل عبد الله بن موسى، ولعل الصواب ما كتبته إن شاء الله.

عَزَّ وَجَلَّ لَهُ مَلَكًا، فَيَقُولُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ وَأَجَلَهُ وَرِزْقَهُ، وَاكْتُبْ شَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ"، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ ذِرَاعٍ، ثُمَّ يُدْرِكَهُ الشَّقَاءُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ أَوْ بِالشَّقَاءِ، فَيَدْخُلُ النَّارَ. 128 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُخَارِقِ، عَنْ أَبِيهِ مُخَارِقِ بْنِ سُلَيْمٍ1، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ النُّطْفَةَ تَكُونُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ تَكُونُ2 عَلَقَةً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ تَكُونُ مُضْغَةً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ أَنْزَلَ مَلَكًا، فَيُقَالُ: اكْتُبْ، فَيَقُولُ: مَا أَكْتُبُ يَا رَبِّ؟، فَيُقَالُ: اكْتُبْ، شَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ، ذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى، وَمَا أَجَلُهُ، وَمَا رِزْقُهُ، وَيُوحِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا يَشَاءُ، فَيَكْتُبُ الْمَلَكُ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ: {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً} 3، قال عبد الله: وأمشاجها عروقها.

_ 128- مخارق بن سليم مختلف في صحبته، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وابنه عبد الله سئل عنه يحيي بن معين، فقال: مشهور، الجرح والتعديل: جـ 179/5، والحديث صحيح كما سبق. 1 في الأصل: سليمان، ولعل الصواب ما كتبت إن شاء الله، ثم وجدته في الفتح: جـ 478/11، على الصواب، والحمد الله. 2 حصل سقط في الأصل، واستدرك على الهامش ولم أستطع قراءته، وهو موجود في النسخة الثانية، فنقلت النص منها. 3 سورة الإنسان: الآية2.

129 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ, عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ. 130 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيَّ، يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: الشَّقِيُّ مِنْ شَقِيَ فِي بطن أمه, وأن السعيد من وُعِظَ بغيره. 131 حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ, عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, فَذَكَرَ الْقَوْمُ رَجُلًا سَيِّئَ الْخُلُقِ، فَقَالَ بعضهم: أما له مَنْ يَنْهَاهُ؟، أَمَالَهُ مَنْ يَأْخُذُ عَلَى يَدَيْهِ؟، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَتَقُولُونَ ذَاكَ، أَرَأَيْتُمْ لَوْ قُطِعَ رَأْسُهُ، أَكُنْتُمْ تَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ تَجْعَلُوا له رأسا أخر؟،

_ 129- أخرجه ابن بطة في: الإبانة: 1423، واللالكائي: 1215, موقوفًا هكذا, وبلفظ أطول مما هنا. 130- أخرجه عبد الرزاق: 20076، وابن بطة في: الإبانة: 1420, 1421، والطبراني في: الكبير: جـ 96/9. 131- رواه عن عبد الله بن ربيعة ابن أبي ليلى, كما عند المصنف, وعند الطبراني فيك الكبير: جـ 178/9, ومالك بن الحارث كما عند الطبراني في: الكبير: جـ 178/9 وابن بطة في: الإبانة: 1425, والبيهقي في: القضاء والقدر: ق 82, مخطوط.

قَالُوا: لَا، قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ قُطِعَتْ يَدُهُ، أَكُنْتُمْ تَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ تَجْعَلُوا لَهُ يَدًا أُخْرَى؟، قَالُوا: لَا، قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ قُطِعَتْ رِجْلُهُ، أَكُنْتُمْ تَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ تَجْعَلُوا لَهُ رِجْلًا أُخْرَى؟، قَالُوا: لَا، قَالَ: فَإِنَّكُمْ لَنْ تُغَيِّرُوا خُلُقَهُ, كَمَا لَمْ تُغَيِّرُوا خَلْقَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ النُّطْفَةَ إِذَا وَقَعَتْ فِي الرَّحِمِ, الَّتِي يُقْضَى فِيهَا النَّفْسُ, كَانَتْ فِي الْجَسَدِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ تَحَادَرَتْ دَمًا, فَكَانَتْ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ الْمَلَكَ، فَيَقُولُ: اكْتُبْ رِزْقَهُ, وَأَثَرَهُ, وَخُلُقَهُ, وَأَجَلَهُ, وَاكْتُبْ شَقِيُّ أَوْ سَعِيدٌ, ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ. 132 حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ, عَنْ عَزْرَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ الْمَكِّيُّ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ, قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْمَسْجِدِ: إن الشقي من شقي في بطن أمه, وَإِنَّ السَّعِيدَ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ أَسِيدٍ الْغِفَارِيَّ، فَقُلْتُ: الْعَجَبُ، هَذَا ابْنُ مَسْعُودٍ يحدِّث فِي الْمَسْجِدِ: أَنَّ الشَّقِيَّ من شقي في بطن أمه, وأن السعيد مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ1، فَمَا بَالُ هَذَا الطِّفْلِ الصَّغِيرِ؟، قَالَ: لِمَ تَعْجَبُ؟، أَوْ: لَا تَعْجَبْ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم مِرَارًا ذَوَاتِ عَدَدٍ, يَقُولُ: "إِنَّ النُّطْفَةَ إِذَا وَقَعَتْ فِي الرَّحِمِ, ثُمَّ اسْتَقَرَّتْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، قَالَ: فَيَجِيءُ مَلَكُ الرَّحِمِ, فَيَدْخُلُ, فَيُصَوِّرُ لَهُ عظمه, ولحمه.

_ 132- أخرجه مسلم: 2645, وغيره. 1 حصل تكرار في الأصل من قوله: فأتيت حذيفة، إلي قوله: وعظ بغيره, وحذفها ناسخ النسخة الثانية.

وَدَمَهُ, وَشَعْرَهُ, وَبَشَرَهُ, وَسَمْعَهُ, وَبَصَرَهُ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ, أذكرٌ أَمْ أُنْثَى؟، قَالَ: فَيَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ, وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ, قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ؟، قَالَ: فَيَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ, وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ, أَثَرُهُ؟، قَالَ: فَيَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى مَا شَاءَ, وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ, أَجَلُهُ؟، قَالَ: فَيَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى مَا شَاءَ, وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ، قَالَ: ثُمَّ يَطْوِي تِلْكَ الصَّحِيفَةَ, فَلَا تُنْشَرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". 133 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَدْخُلُ الْمَلَكُ عَلَى النُّطْفَةِ, بَعْدَمَا يَصِيرُ 1 فِي الرَّحِمِ بِأَرْبَعِينَ, أَوْ بِخَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ, مَاذَا؟، أَشَقِيُّ, أَمْ سَعِيدٌ؟، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ, فَيَكْتُبُ، ثُمَّ يَقُولُ: أَذَكَرٌ, أَمْ أُنْثَى؟، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى، فَيَكْتُبُ 2 رِزْقَهُ, وَعَمَلَهُ, وَمُصِيبَتَهُ، ثُمَّ يَطْوِي الصَّحِيفَةَ، فَلَا يُزَادُ فِيهَا وَلَا يُنْقَصُ". 134 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ, سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ أَسِيدٍ الْغِفَارِيَّ أَبَا سَرِيحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَذَكَرَ مِثْلَهُ.

_ 133- أخرجه مسلم: 2644. 1 عند مسلم: "تستقر". 2 حصل تكرار في الأصل: "فيكتب من يكتب", وحذفها ناسخ النسخة الثانية. 134- سبق تخريجه في النص السابق.

135 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ [الْغِفَارِيِّ] 1 رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم يقول: "إن النظفة إِذَا مَكَثَتْ فِي الرَّحِمِ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً, قال الملك: يارب, شَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ؟، فَيَقْضِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟، فَيَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى, وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ، ثُمَّ تُطْوَى الصَّحِيفَةُ، فَلَا يُزَادُ فِيهَا وَلَا يُنْقَصُ". 136 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ, قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: إِنَّ الشَّقِيَّ مِنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَالسَّعِيدَ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، فَذَكَرْتُ2 لِحُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, فَقَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ النُّطْفَةَ إِذَا مَكَثَتْ فِي الرَّحِمِ خَمْسًا 3 وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، قَالَ الْمَلَكُ: يَا رَبِّ، أشقي أم سعيد؟

_ 135- محمد بن مسلم هو: الطائفي-والله أعلم-, صدوق يخطئ من حفظه، وتابعه سفيان بن عيينة, عند مسلم: 2644، ثم وجدت ابن حجر في: الفتح: جـ 480/11 يشير إلى رواية المصنف, ويذكر أن محمد بن مسلم هو الطائفي. 1 ساقط من نسخة الأصل, وموجود في النسخة الثانية. 136- سبق تخريجه في النص السابق. 2 في نسخة الأصل, وعلى الهامش في النسخة الثانية: فذكرتم، والمثبت من النسخة الثانية، وهو الصواب إن شاء الله تعالى. 3 في الأصل: "خمسة".

فَيَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى، وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ، ثُمَّ يَقُولُ: يارب، أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى, وَيَكْتُبُ الملك، فيقول: يارب، أَجَلُهُ, وَرِزْقُهُ, وَعَمَلُهُ؟، فَيَقْضِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ, ثُمَّ تُطْوَى الصَّحِيفَةُ، فَلَا يُزَادُ فِيهَا وَلَا يُنْقَصُ". 137 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إبراهيم، حدثنا محمد بن

_ 137- محمد بن شعيب هو: ابن شابور, صدوق, صحيح الكتاب، والزهري سمعه من عبد الرحمن بن هنيدة, كما في الروايات الآتية: والحديث رواه عن الزهري جمع، واختلف عليه فيه، فبعضهم يرفعه, والبعض يوقفه، فرواه: 1- الأوزاعي، كما عند المصنف هنا موقوفًا. 2- معمر، كما عند عبد الرزاق: 20066، وابن أبي عاصم في: السنة, 183, 184, 185، والمصنف: 138 موقوفًا، لكن خالف عبد الرزاق عبيد الله بن معاذ, فرواه عن معمر مرفوعًا عند ابن أبي عاصم, ولعله من أوهام يعقوب بن حميد شيخ ابن أبي عاصم. 3- عقيل، كما عند المصنف: 139 موقوفًا. 4- يونس بن يزيد، كما عند ابن وهب في: كتاب القدر: صـ 137، والدرامي في: الرد على الجهمية: 268، وأبو يعلى: 5775، وابن حبان: 6178, الإحسان وغيرهم، وسيأتي عند المصنف كذلك: 141, 142 مرفوعًا. 5- عمرو بن دينار، كما عند ابن أبي عاصم في: السنة: 184 مرفوعًا. 6- عمر بن سعيد، كما عند ابن أبي عاصم في: السنة: 182 مرفوعًا. وأخرج الحديث مرفوعًا ابن أبي عاصم: 186، والبزار: 2149/ كشف من طريق صالح بن أبي الأخضر, عن الزهري، عن سالم، عن عبد الله بن عمر، وقال البزار: لا نعلم رواه عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، إلا صالح. وصالح ضعيف. وأخرجه مرفوعًا من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، ابن عدي في: الكامل: جـ 290/4 في ترجمة عبد الرحمن بن يحيى المدني، وهو مجهول, فإما أن يقال: إن الزهري ينشط, فيرفعه أحيانًا, ويكسل, فيوقفه أحيانًا أخرى, وهذا هو الأقرب، والله أعلم، أو يقال: إنه اضطرب في هذا الحديث.

شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ, عَمَّنْ سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ النُّطْفَةَ, قَالَ مَلَكُ الْأَرْحَامِ مُعْرِضًا: أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟، فَيَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى أَمْرَهُ، ثُمَّ يَقُولُ الْمَلَكُ: أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ؟، فَيَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى أَمْرَهُ، ثُمَّ يَكْتُبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَا هُوَ لاقٍ، حَتَّى النَّكْبَةَ يُنْكَبُهَا". 138 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ, عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي ابْنُ هُنَيْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, يَقُولُ: إِذَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى النَّسَمَةَ فِي الرَّحِمِ، قَالَ مَلَكُ الْأَرْحَامِ مُعْرِضًا: أَيْ رَبِّ, أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟، فَيَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَمْرَهُ فِي ذَلِكَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ, أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ؟، فَيَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى أَمْرَهُ فِي ذَلِكَ. 139 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُزَيْزٍ الأيلي, حدثنا سلامة, عن

_ 138- سبق الكلام عليه في النص السابق. 139- هو صحيح كما سبق في نص: 137، وشيخ المصنف فيه ضعف.

عُقَيْلٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُنَيْدَةَ مَوْلَى عُمَرَ, أَخْبَرَهُ أَنَّ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قَالَ: إِذَا خَلَقَ اللَّهُ النَّسَمَةَ، قَالَ مَلَكُ الْأَرْحَامِ مُعْرِضًا: تَبَارَكَ اللَّهُ، أَيْ رَبِّ: أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟، فَيَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى أَمْرَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ, أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ؟، قَالَ: فَيَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى أَمْرَهُ، قَالَ: ثُمَّ يَكْتُبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَا هُوَ لاقٍ, حَتَّى النَّكْبَةَ يُنْكَبُهَا. 140 حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ, عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ, قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, يَقُولُ: الشَّقِيُّ مِنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، فَقُلْتُ: خِزْيًا لِلشَّيْطَانِ، يَسْعَدُ الْإِنْسَانُ, وَيَشْقَى مِنْ قَبْلِ أَنْ يَعْمَلَ، فَأَتَيْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ أَسِيدٍ الْغِفَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَحَدَّثْتُهُ بِمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قلت: بَلَى، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِذَا اسْتَقَرَّتِ النُّطْفَةُ فِي الرَّحِمِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ صَبَاحًا، أَتَى مَلَكُ الْأَرْحَامِ، فَخَلَقَ لَحْمَهَا, وَعَظْمَهَا, وَسَمْعَهَا, وَبَصَرَهَا، ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ, أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ؟ , فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا يَشَاءُ فِيهَا, وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ, أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟، فَيَقْضِي رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ مَا يَشَاءُ, وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ، ثُمَّ يَذْكُرُ رِزْقَهُ, وَأَجَلَهُ, وَعَمَلَهُ، مِثْلَ هَذِهِ الْقِصَّةِ، ثُمَّ يَخْرُجُ الْمَلَكُ بِصَحِيفَةٍ مَا زَادَ فِيهَا, ولا نقص".

_ 140- إسناده صحيح، وابن جريج صرح بالسماع عند مسلم، وكذلك أبو الزبير، انظر صحيح مسلم: "كتاب القدر: باب 1".

141 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي يُونُسُ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُنَيْدَةَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, يَقُولُ: "إِذَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ النَّسَمَةَ, قَالَ مَلَكُ الْأَرْحَامِ مُعْرِضًا: أَيْ رَبِّ, أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟، قَالَ: فَيَقْضِي اللَّهُ إِلَيْهِ أَمْرَهُ، قَالَ ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ, أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ؟، قَالَ: فَيَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَمْرَهُ، ثُمَّ يَكْتُبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَا هُوَ لاقٍ، حَتَّى النَّكْبَةَ يُنْكَبُهَا". 142 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ, وَمُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ, قَالَا: حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ, أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ, أَخْبَرَنِي يُونُسُ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُنَيْدَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ النَّسَمَةَ, قَالَ مَلَكُ الْأَرْحَامِ مُعْرِضًا", فَذَكَرَ مِثْلَهُ. 143 حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَتَّابُ بن بشير, عن

_ 141- عبد الله بن صالح فيه ضعف، والحديث صحيح، انظر نص: 137. 142- إسناده صحيح، وسبق الكلام عليه, وتخريجه في نص: 137. 143- خصيف فيه ضعف، وعتاب بن بشير: قال أحمد بن حنبل: أحاديث عتاب عن خصيف منكرة. تهذيب الكمال: جـ 287/19، فالحديث ضعيف من هذا الوجه، ويشهد له حديث حذيفة المتقدم: 132, وشيخ المصنف هو: عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل، ثقة حافظ. والحديث أخرجه أحمد: جـ 397/3، والطحاوي في: شرح مشكل الآثار: 2665, 2666، وابن بطة في: الإبانة: 1405.

خُصَيْفٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, أُرَاهُ قَدْ رَفَعَهُ, قَالَ: "إِنَّ النُّطْفَةَ إِذَا اسْتَقَرَّتْ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا, أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً, أَذِنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي خَلْقِهَا، فَيَقُولُ الْمَلَكُ: أَيْ رَبِّ, أَجَلُهُ؟، فَيُقَالُ لَهُ: كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ, رِزْقُهُ؟ فَيُقَالُ لَهُ: كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ, مُصِيبَتُهُ؟ , فَيُقَالُ لَهُ: كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ يَقُولُ: رَبِّ, أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ؟ , فَيُقَالُ لَهُ: كَذَا وَكَذَا". 144 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ, عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ جَدِّهِ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ وكَّل بِالرَّحِمِ مَلَكًا فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ, أَنُطْفَةٌ؟، [أَيْ رَبِّ, أَعَلَقَةٌ؟، أَيْ رَبِّ, أَمُضْغَةٌ؟، فَإِذَا أَرَادَ] 1 اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهَا, قَالَ: يَقُولُ الْمَلَكُ: أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟، شَقِيُّ [أَمْ سَعِيدٌ؟] 2، فَمَا الْأَجَلُ؟، فَمَا الرِّزْقُ؟، فَيَكْتُبُ كُلَّ ذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ". 145 حَدَّثَنَا أَبُو أمية الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون،

_ 144- أخرجه البخاري: 318, ومسلم: 2646. 1 ما بين القوسين غير واضح في الأصل، واستدركته من النسخة الثانية. 2 ساقطة من الأصل, وموجود في النسخة الثانية. 145- شيخ المصنف، سبق الكلام عليه في نص: 64، ومبارك بن فضالة مشهور بالتدليس, وقد عنعن، ويشهد لبعض ألفاظه حديث حذيفة السابق برقم: 132، وأصل الحديث كما سبق في النص السابق عند البخاري: 318، ومسلم:2644.

أَخْبَرَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ, عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن النطقة تَكُونُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً, وَتَقَبَّلَهَا1 الْمَلَكُ فَيَقُولُ: تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَهَا، قَالَ الْمَلَكُ: يَا رَبِّ، أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟، أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ؟، مَا أَجَلُهُ؟، مَا رِزْقُهُ؟، قَالَ: فَيَقْضِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذَلِكَ مَا أَحَبَّ, وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ". 146 حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيمَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ, عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ, [عَنْ] 2 عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, أَنَّهُ قَالَ: إِذَا مَكَثَتِ النُّطْفَةُ فِي رَحِمِ الْمَرْأَةِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاءَهَا مَلَكٌ، فَاخْتَلَجَهَا، ثُمَّ عَرَجَ بِهَا إِلَى الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَبَارَكَ, فَقَالَ: اخْلُقْ يَا أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ، فَيَقْضِي اللَّهُ فِيهَا مَا شَاءَ مِنْ أَمْرِهِ، ثُمَّ يُدْفَعُ إِلَى الْمَلَكِ, فَيَسْأَلُ الْمَلَكُ

_ 1 لم أتمكن من قراءتها جيدًا، وهي قريبة من المثبت. 146- إسناده ضعيف، ويشهد له الحديث السابق، أما ضعف إسناده؛ فلأجل ابن لهيعة، وقد رواه عنه ابن وهب, مع سعيد بن أبي مريم، ورواية ابن وهب عن ابن لهيعة أعدل من غيرها، ولكن ابن لهيعة معدود في المدلسين, وقد عنعن. ورواه ابن وهب في كتاب القدر: 45، وابن بطة في: الإبانة: 1418,واللالكائي: 1236، وأشار ابن حجر في: الفتح: جـ 479/11 إلى أن الطبراني أخرج الحديث في الكبير بسند حسن. 2 سقطت من الأصل, وهي في النسخة الثانية.

عِنْدَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَسَقْطٌ أَمْ تَمَامٌ؟ , فَيُبَيِّنُ لَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ, أَوَاحِدٌ أَمْ تَوْأَمٌ؟ , فَيُبَيِّنُ لَهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ , فَيُبَيِّنَ لَهُ، فَيَقُولُ: أَنَاقِصُ الْأَجَلِ أَمْ تَامُّ الْأَجَلِ؟، فَيُبَيِّنُ لَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ؟ , فَيُبَيِّنَ لَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ اقْطَعْ رِزْقَهُ، فَيُقْطَعُ لَهُ رِزْقُهُ مَعَ خَلْقِهِ، فَيَهْبِطُ بِهِمَا جَمِيعًا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ: لَا يَنَالُ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُسِمَ لَهُ، فَإِذَا أَكَلَ رِزْقَهُ قُبِضَ. 147 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ, عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ1 عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه, قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَبَأَبِي أَبِي سُفْيَانَ, وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّكِ قَدْ سَأَلْتِ اللَّهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ مَقْسُومَةٍ، لَنْ يُعَجَّلَ شَيْءٌ قَبْلَ حِلِّهِ، أَوْ يُؤَخَّرَ شَيْءٌ عَنْ حِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ اللَّهَ أَنْ يُعِيذَكِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ, أَوْ عَذَابِ الْقَبْرِ كَانَ خَيْرًا لَكِ وَأَفْضَلَ". 148 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَائِشَةَ بنت طلحة، عن عائشة

_ 134- أخرجه مسلم: 2663, وغيره. 1 في الأصل: عن، والتصويب من مسلم: "كتاب القدر: ح 2663. 148- هو في: مسند إسحاق بن راهويه: جـ 447/2، وأخرجه كذلك مسلم: 2662.

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: تُوُفِّيَ صَبِيُّ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقُلْتُ: عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَهْ يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ له أَهْلًا، وَخَلَقَ النَّارَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا". 149 حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير, عن الْعَلَاءِ, بِإِسْنَادِهِ, مِثْلَهُ. 150 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ1، قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ الْيَوْمَ, وَيَكْدَحُونَ فِيهِ، أَشَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ, وَمَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ قَدَرٍ سَبَقَ؟، أَوْ فِيمَا يُسْتَقْبَلْونَ بِهِ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَيُثْبِتُ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ؟، فَقُلْتُ: شَيْءٌ قضي عليهم ومضى عليهم، قال: [أ] 2 فلا يَكُونُ ظُلْمًا؟، قَالَ: فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ فَزَعًا شَدِيدًا، وَقُلْتُ: كُلُّ شيءٍ خَلْقُ اللَّهِ, وَمِلْكُ يَدِهِ، فَلَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ, وَهُمْ يُسألون، فَقَالَ: يَرْحَمُكُ اللَّهُ، إِنِّي3 لَمْ أُرِدْ بِمَا سَأَلْتُكَ إِلَّا لِأُحْرِزَ4 عَقْلَكَ، إِنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ مُزَيْنَةَ أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم, فقالا: يا

_ 149- سبق الكلام عليه في النص السابق. 150- أخرجه مسلم: 2650. 1 ويقال الدؤلي، انظر: تقريب التهذيب. 2 زيادة من صحيح مسلم. 3 في الأصل: "إن". 4 عند مسلم: "لأحزر".

رَسُولَ [اللَّهِ] 1، أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ الْيَوْمَ, وَيَكْدَحُونَ فِيهِ, أَشَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ, وَمَضَى فِيهِمْ من قدر قدر عليهم؟ , أَمْ فِيمَا يُسْتَقْبَلْونَ بِهِ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَيُثْبِتُ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ؟، فَقَالَ: "لَا، بَلْ شَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى فِيهِمْ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} 2". 151 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ, قَالَ: قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ, وَبِهَا عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَجَلَسْتُ فِي مَجْلِسِي, فَذَكَرُوا الْقَدَرَ، فَأَمْرَضُوا قَلْبِي، فَأَتَيْتُ عِمْرَانَ بْنَ الْحُصَيْنِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا نُجَيْدٍ، إِنِّي جَلَسْتُ مَجْلِسًا, فَذَكَرُوا الْقَدَرَ, فَأَمْرَضُوا قَلْبِي، فَهَلْ أَنْتَ مُحَدِّثِي عَنْهُ؟، قَالَ: نَعَمْ، تَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَوْ عذَّب أَهْلَ السَّمَوَاتِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ، لَعَذَّبَهُمْ حِينَ يُعَذِّبُهُمْ, وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ أَوْسَعَ لَهُمْ، وَلَوْ كَانَ لَكَ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا، فَأَنْفَقْتَهُ, مَا يُقْبَلُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، وَسَتَقْدُمُ الْمَدِينَةَ, فَتَلْقَى بِهَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ

_ 1 لفظ الجلالة ساقط من الأصل، وموجود في النسخة الثانية. 2 سورة الشمس: الآيتان 7، 8. 151- في إسناده هشام بن سعد، صدوق له أوهام، وقد أخرج القصة الطبراني في: الكبير: جـ 223/18، وأخرجها ابن بطة كذلك في: الإبانة: تحت الحديث: 1445، وفيها أن عمران رضي الله عنه سمع الكلام الذي قاله لأبي الأسود من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَجَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ, وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَقُلْتُ لِأُبَيٍّ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، إِنِّي قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ, فَجَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ, فَذَكَرُوا الْقَدَرَ, فَأَمْرَضُوا قَلْبِي، فَهَلْ أَنْتَ مُحَدِّثِي عَنْهُ؟، فَقَالَ: نَعَمْ, لَوْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عذَّب أَهْلَ السَّمَوَاتِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ, لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ, وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ أَوْسَعَ لَهُمْ، وَلَوْ كَانَ لَكَ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا, فَأَنْفَقْتَهُ, مَا يُقْبَلُ مِنْكَ, حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ, حَدِّثْ أَخَاكَ، فَحَدَّثَنِي بِمَا حَدَّثَنِي أَُبَيٌّ. 152 حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْأَصْبَغِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُرِّيُّ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا, عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "فَرَغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى كُلِّ عَبْدٍ مِنْ خَمْسٍ، مِنْ عَمَلِهِ, وَأَجَلِهِ, وَرِزْقِهِ, وَأَثَرِهِ, وَمَضْجَعِهِ". 153 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مروان الرقي، حدثنا المعافى بن

_ 152- أخرجه الطيالسي: جـ 31/1: منحة المعبود، وأحمد: جـ 197/5، وابن أبي عاصم في: السنة: 303, 308، وعبد الله بن أحمد في: السنة: 859، والبزار: 2152-كشف، وابن حبان: 6150-الإحسان، والطبراني في: الأوسط: 3239- مجمع البحرين, وتمام الرازي في: الفوائد 33, الروض البسام، وصححه الشيخ الألباني في تخريجه لكتاب: السنة. 153- شيخ المصنف قال عنه ابن أبي حاتم: جـ 165/8: سئل أبي عنه فقال:.....=

عِمْرَانَ, عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ الْمِصْرِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ, أَنَّ حَنَشًا الصَّنْعَانِيَّ أَخْبَرَهُ, أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رَكِبَ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ: "يَا غُلَامُ، إِنِّي مُعَلِّمُكَ كَلَمَّاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يحفظْك، احْفَظِ اللَّهَ تجدْه تُجَاهَكَ، وَإِذَا سَأَلْتَ, فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ, فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ إِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ, لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ كَتَبَ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ 1 اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ كَتَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَكَ". 154 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بن عمران, عن

_ = صدوق، والحديث من رواية حنش, عن ابن عباس, أخرجه ابن وهب في: كتاب القدر: 28، وأحمد: 2669, 2763, 2804، والترمذي: 2516، وأبو يعلى: 2556، والطبراني في: الكبير: 12988، وفي: الدعاء: 42، والآجري في: الشريعة: صـ 184، وابن السني في: عمل اليوم والليلة: 425، وابن بطة في: الإبانة: 1505، وابن منده في: كتاب التوحيد: 251، وقال: ولهذا الحديث طرق عن ابن عباس، وهذا أصحها، والبيهقي في: الاعتقاد: صـ 110. 1 في الأصل: "فَلَوْ". 154- في إسناده عيسى بن محمد القرشي، قال عنه أبو حاتم: ليس بقوي، انظر: الجرح والتعديل: جـ 286/6، وانظر كلام ابن منده -رحمه الله- في تخريج النص السابق. وأخرجه من طريق ابن أبي مليكة عن ابن عباس: العقيلي في "الضعفاء الكبير: جـ 397/3، والطبراني في: الكبير: 11243، وفي: الدعاء: 41، والحاكم في: المستدرك: جـ 542/3، والقضاعي في: مسند الشهاب: 745، والبيهقي في: شعب الإيمان: 10001.

أَبِي شِهَابٍ الْحَنَّاطِ، عَنْ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, نَحْوَهُ فِي الْمَعْنَى, وَزَادَ فِيهِ: "وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ, وَالْفَرْجَ مَعَ الْكَرْبِ, وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا". 155 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ1 مَوْلَى غُفْرَةَ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: "يَا غُلَامُ، أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَمَّاتٍ لَعَلَّ اللَّهَ 2 تَعَالَى أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِنَّ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، اعْرِفِ اللَّهَ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَإِذَا سَأَلْتَ, فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ, فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، فَقَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوِ اجْتَمَعَ الْخَلْقُ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ, لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَلَوِ اجْتَمَعَ الْخَلْقُ عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ, لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ تَعَالَى بِالرِّضَا فِي النَّفْسِ فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ, فَإِنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا". سَمِعْتُ إِسْحَاقَ يَقُولُ: قَالَ عِيسَى، قُلْتُ لِعُمَرَ: أَسَمِعْتَهُ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما؟، قال: قد أدركته.

_ 155- في إسناده عمر مولى غفرة، ضعيف, كما أنه حديثه عن ابن عباس مرسل، وأخرجه البيهقي في: شعب الإيمان: 10000، وانظر النص: 153. 1 في الأصل: عمرو. 2 في الأصل: "لعل الله كفاك أن ينفعك"، ولعلها: "لعل الله تعالى".

156 حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ أَسْنَدَهُ إِلَى أَنَّ ابن عباس, [و] 1, قال: أَنْبَأَ ابْنُ لَهِيعَةَ, وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: لَا أَحْفَظُ حَدِيثَ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ: "يَا غُلَامُ، أَوْ يَا غُلَيِّمُ, أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَمَّاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ؟ "، فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: "احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تعرَّف إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، إِذَا سَأَلْتَ, فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ, فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، فقد جف القلم بما هو كائن, فلو أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ, لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ, وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ, لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، اعْمَلْ لِلَّهِ بِالشُّكْرِ وَالْيقِينِ، وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا". 157 حَدَّثَنِي أَبُو وَهْبٍ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَرَّانِيُّ،

_ 156- أبو عبد الرحمن المقرئ يروي الحديث بإسنادين: الأول: كهمس, أسنده إلى ابن عباس، وهذا ضعيف لجهالة الرواة بين كهمس, وابن عباس، والثاني: ابن لهيعة, ونافع بن يزيد، وابن لهيعة فيه ضعف, ولكنه متابع, فصح الحديث. 1 زيادة عن الأصل؛ للإشارة إلى أبا عبد الرحمن المقرئ هو القائل. 157- لم أعرف من هو أبو عبد السلام الشامي، لكني رأيت الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله ووفقه يصحح إسناد الآجري في: الشريعة، والآجري رواه من طريق المصنف، فالله أعلم، وانظر: السنة لابن أبي عاصم: جـ 138/1. والحديث صحيح كما سبق، فانظر الروايات السابقة وتخريجها.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ السَّلَامِ الشَّامِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, قَالَ: أَهْدَتْ فَارِسُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَةً شَهْبَاءَ1 مُلَمْلَمَةً2، فَكَأَنَّهَا أَعْجَبَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَدَعَا بِصُوفٍ وَلِيفٍ, فَمَحَلْنَا لَهَا رَسَنًا3 وَعِذَارًا4، ثُمَّ دَعَا بِعَبَاءَةٍ خَلِقٍ, فَثَنَّاهَا، ثُمَّ رَبَّعَهَا, وَوَضَعَهَا عَلَيْهَا، ثُمَّ رَكِبَ, فَقَالَ: "ارْكَبْ يَا غُلَامُ" يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، فَرَكِبْتُ خَلْفَهُ، فَسِرْنَا حَتَّى حَاذَيْنَا بَقِيعَ الْغَرْقَدِ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى مَنْكِبِي الْأَيْسَرِ، وَقَالَ: "يَا غُلَامُ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، وَلَا تَسْأَلْ غَيْرَ اللَّهِ تَعَالَى، وَلَا تَحْلِفْ إِلَّا بِاللَّهِ تَعَالَى، جَفَّتِ الْأَقْلَامُ, وُطُوِيَتِ الصُّحُفُ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِغَيْرِ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكَ, مَا اسْتَطَاعُوا ذَلِكَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, وَكَيْفَ لِي بِمِثْلِ هَذَا مِنَ الْيقِينِ حَتَّى أَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا؟، قَالَ: "تَعْلَمُ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ, وَمَا أَخْطَأَكَ لم يكن ليصيبك".

_ 1 الشهب، محركة: بياض يصدعه سواد: القاموس. 2 الململم، بفتح لاميه: المجتمع المدور المضموم: القاموس. 3 الرسن، محركة: الحبل، وما كان من زمام على أنف: القاموس. 4 العذار من اللجام: ما سال على خد الفرس: القاموس.

158 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءٍ, [عَنِ] 1 ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ لِي: "احْفَظِ اللَّهَ يَا غُلَامُ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ, فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ, فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ, وَجَفَّتِ الصُّحُفُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ جَاءَتِ الْأُمَّةُ لِتَنْفَعَكَ بِغَيْرِ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكَ مَا اسْتَطَاعَتْ ذَلِكَ، وَلَوْ أَرَادَتْ أَنْ تَضُرَّكَ بِغَيْرِ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكَ مَا اسْتَطَاعَتْ ذَلِكَ، أَوْ قَالَ: ما قدرت".

_ 158- إسناده ضعيف، فيه عبد الواحد بن سليم: ضعيف، والحديث صحيح كما سبق، وأخرجه من هذا الوجه العقيلي في: الضعفاء: جـ 53/3، والآجري في: الشريعة من طريق المصنف: صـ 184، والطبراني في: الكبير: جـ 178/11. وله إسناد آخر عن عطاء، عن ابن عباس, أخرجه عبد بن حميد كما في: المنتخب: 635, وإسناده ضعيف. 1 سقطت من الأصل, وهي في النسخة الثانية.

باب ما روي في أولاد المشركين, وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الله أعلم بما كانوا عاملين"

بَابُ مَا رُوِيَ فِي أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ, وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ". 159 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ1، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ, عَنْ قَيْسِ بن سعد، عن طاووس, وَمُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ أَطْفَالَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَيْنَ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ". 160 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ, عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "كُلُّ بَنِي آدَمَ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ, وَيُنَصِّرَانِهِ, كَمَا تُنْتَجُ مِنْ بَهِيمَةٍ جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّ مِنْ جَدْعَاءَ"، فَقِيلَ: أَفَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتُ صَغِيرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عاملين".

_ 159- الحديث عن البخاري: 1384، ومسلم: 2658, من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. 1 في الأصل: الشامي، والتصويب من كتب الرجال. 160- ابن لهيعة فيه ضعف, ويدلس، ولكن الحديث في الصحيحين: البخاري: 6599، ومسلم: 2658.

161 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ, عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ, وَيُنَصِّرَانِهِ كَمَا نَتَائِجُ 1 الْإِبِلِ مِنْ بَهِيمَةٍ جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّ مِنْ جَدْعَاءَ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ؟، قَالَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ". 162 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سعيد، حدثنا سفيان، عن ابن طاووس، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عن أبي هريرة رضي الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ مَنْ يَمُوتُ مِنْهُمْ وَهُمْ صِغَارٌ، فَقَالَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ". 163 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كانوا عاملين".

_ 161- إسناده صحيح، وهو في الموطأ: الجنائز: 52، باب جامع الجنائز، وهو في الصحيحين كذلك كما سبق. 1 في هامش النسخة الثانية: "لعله تنتج". 162- هو في الصحيحين كما سبق. 163- هو في الصحيحين.

164 حدثنا محمد بن عزيز الأيلي، حدثنا سلامة، عَنْ1 عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: "اللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ". 165 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ". 166 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ". 167 حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابن أبي ذئب, بإسناده, مثله.

_ 164- إسناده فيه ضعف، والحديث صحيح كما سبق. 1 في الأصل: سلامة بن عقيل، والصواب ما أثبت إن شاء الله. 165- هو في الصحيحين كما سبق. 166- سبق تخريجه. 167- انظر ما سبق.

168 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ, وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسئل عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ". 169 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ الْحَنَّاطُ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ اللَّاهِينَ، فَقَالَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ". 170 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ, وَهُوَ الْأَلْهَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَيْسٍ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُشْرِكِينَ، فَقَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "هُمْ مع

_ 168- صحيح, وشيخ المؤلف هو الصاغاني، وسبق الكلام عليه. 169- صحيح، شيخ المصنف, لم أجد من وثقه سوى ابن حبان، انظر: الثقات: جـ 181/8, وعنده الخياط، والصواب ما كتبت، انظر: الإكمال لابن ماكولا: جـ 276/3، وتوضيح المشتبه: جـ 345/3، والحديث من هذا الوجه أخرجه أحمد: جـ 471/2، وابن أبي عاصم في: السنة: 209، وأبو يعلى في: مسنده: 6120، بإسناد جيد. 170- هو عند إسحاق في: مسنده: جـ 958/3، وأخرجه كذلك أبو داود: 4712، واللالكائي: 1091.

آبَائِهِمْ"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, بِلَا عَمَلٍ؟، فَقَالَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ". 171 حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا هشيِّم, عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ, فَقَالَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ". 172 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ1 بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, عَنْ أَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ [أَبِي] 2 وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ". 173 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ3 بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ, عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, مِثْلَهُ. 174 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الملك، حدثنا أبو عوانة, عن

_ 171- صحيح، أخرجه البخاري: 6597، ومسلم: 2660. 172- هو في الصحيحين, كما سبق. 1 في الأصل: عبد الله، والتصويب من كتب الرجال. 2 زيادة عن الأصل. 173- صحيح، سبق الكلام عليه. 3 في الأصل: عبد الله. 174- سبق الكلام عليه في نص: 171.

أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ, فَقَالَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ, إِذْ خَلَقَهُمْ". 175 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ, قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ, وَأَنَا أَقُولُ: أَوْلَادُ الْمُسْلِمِينَ1 مَعَ الْمُسْلِمِينَ, وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ, [حَتَّى] حَدَّثَنِي فُلَانٌ, عَنْ فُلَانٍ: أَنَّ

_ 175- أخرجه الطيالسي: جـ 233/2: منحة المعبود، حدثنا حماد بن سلمة به, إلا أنه قال: حدثنا عمار بن أبي عمار, عن أبي بن كعب, قال: سمعت ابن عباس ... فأدخل أبيًا في إسناده، وهذا غير محفوظ، كما أشار إلي ذلك الشيخ ناصر الدين الألباني في تخريجه لكتاب السنة لابن أبي عاصم: 214. وأخرجه كذلك أحمد: جـ 177/24: الفتح الرباني، وابن أبي عاصم في: السنة: 214, كما سبق. وتابع حماد بن سلمة، خالد الحذاء, كما سيأتي عند المصنف في النص التالي، وروح بن عبادة، أخرجه يونس بن حبيب في زياداته على مسند الطيالسي: جـ 234/2، ولكن الراوي عنه هو موسى بن عبد الرحمن بن مهدي, لم يوثقه إلا ابن حبان، على أن رواية روح قد بينت الصحابي الذي أخذ عنه ابن عباس الحديث, وهو أبي بن كعب رضي الله عنه. وما بين القوسين زيادة عن الأصل لتمام المعنى. 1 في الأصل: "المشركين مع المسلمين"، وهي على الصواب في النسخة الثانية.

رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, سُئِلَ عَنْهُمْ، فَقَالَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ", فَلَقِيتُ فُلَانًا1 فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمْسَكْتُ. 176 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حدثنا إسماعيل بن عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ, وَهُوَ الْحَذَّاءُ, عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: كُنْتُ أَقُولُ فِي أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ هُمْ مِنْهُمْ، فَحَدَّثَنِي رَجُلٌ, عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [فَلَقِيتُهُ] 2، فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أَنَّهُ قَالَ: "رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ، هُوَ خَلَقَهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ، وَبِمَا كَانُوا عَامِلِينَ". 177 حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ, عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, قَالَ: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه، فسأله رجل، فقال: يار سول اللَّهِ, مَا تَقُولُ فِي اللَّاهِينَ؟، فَسَكَتَ, فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم

_ 1 يعني الصحابي، وهي ساقطة من النسخة الثانية. 176- أخرجه أحمد: جـ 177/24: الفتح الرباني، وابنه عبد الله في: السنة: 869. 2 زيادة عند أحمد، انظر: الفتح الرباني: جـ 177/24. 177- فيه هلال بن خباب: صدوق، تغير بأخرة، وأخرجه البزار: 2173: كشف الأستار، وقال بعده: لا نعلمه عن ابن عباس إلا من هذا الوجه، ولا حدث به عن هلال إلا أبو عوانة. وأخرجه كذلك الطبراني في: الأوسط: 3253: مجمع البحرين، وفي الكبير: جـ 330/11.

من غزوه, أو عدوه [و] ظهر عَلَيْهِمْ، طَافَ، فَإِذَا هُوَ بِصَبِيٍّ قَدْ سَقَطَ مِنْ مِحَفَّةٍ1، فَإِذَا هُوَ يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ، فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ اللَّاهِينَ؟، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ الْأَطْفَالِ، فَقَالَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ". 178 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى غُفْرَةَ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ, قَالَ: لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَنَعَ أَحَدًا، لَمَنَعَ إِبْلِيسَ مَسْأَلَتَهُ حِينَ عَصَاهُ وَزَجَرَهُ مِنْ جَنَّتِهِ، وَآيَسَهُ مِنْ رَحْمَتِهِ، وَجَعَلَهُ دَاعِيًا إِلَى الْغَيِّ، فَسَأَلَهُ أَنْ يُنْظِرَهُ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، فَأَنْظَرَهُ، وَلَوْ كَانَ اللَّهُ مُشَفِّعًا أَحَدًا فِي شَيْءٍ لَيْسَ فِي أَمِّ 2 الْكِتَابِ, لَشَفَّعَ إِبْرَاهِيمَ فِي أَبِيهِ حِينَ اتَّخَذَهُ خَلِيلًا، وَشَفَّعَ مُحَمَّدًا فِي عَمِّهِ. 179 حَدَّثَنَا أَبُو أَنَسٍ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي عُمَرُ مَوْلَى غُفْرَةَ, عَنْ محمد بن كعب القرظي, فذكر مثله.

_ 1 في الأصل: حفصة، ولعل الصواب ما أثبت إن شاء الله. والمحفة، بالكسر: مركب للنساء كالهودج، إلا أنها لا تقبب: القاموس. 178- إسناده ضعيف، فيه عمر بن عبد الله مولى غفرة، وأخرجه الآجري في: الشريعة: صـ 203 من طريق المصنف، وأخرجه ابن بطة في: الإبانة: 1765 من طريق الآجري. 2 في الأصل: "أمر"، والمثبت من مصادر التخريج. 179- إسناده ضعيف كسابقه.

180 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ, عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ, عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ 1، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ, أَنَّهُ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ: أَيُّهَا النَّاسُ, إِنَّهُ لَا مَانِعَ لِمَا أعطى اللَّهُ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ، مِنْهُ الْجَدُّ، مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ هَؤُلَاءِ الْكَلَمَّاتِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَذِهِ الْأَعْوَادِ. 181 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ, عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ الْكِلَابِيِّ، عَنْ قَزَعَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمِنْ حَمِدَهُ", قَالَ "اللَّهُمَّ

_ 180- هو في: الموطأ: القدر- "باب جامع ما جاء في أهل القدر"، وأخرجه ابن منده في كتاب: التوحيد: 331، وقال: إسناد صحيح، ولهذا الحديث طرق عن معاوية، ورواه المسور بن رفاعة, عن القرظي، وروى هذا الحديث المغيرة بن شعبة. انتهى. قلت: حديث المغيرة في الصحيحين، وفيه أن معاوية كتب إلى المغيرة: اكتب إلى ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خلف الصلاة، فكتب الحديث، بدون قوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدين"، وسيأتي عند المصنف: 185. وأخرجه أحمد في: المسند: جـ 97/4-98 من طريقين, عن محمد بن كعب القرظي سمعت معاوية، وذكر الحديث. 1 في الأصل: يزيد بن أبي زياد، والتصويب من مصادر التخريج. 181- أخرجه مسلم: 477

ربنا لك الحمد، ملء السموات, وملء الأرض، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ, وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ". 182 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ, عَنْ أَبِي عُمَرَ1، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: تَذَاكَرُوا الْجُدُودَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: جَدِّي فِي الْإِبِلِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: جَدِّي فِي الْخَيْلِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: جَدِّي فِي الْغَنَمِ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى بِهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمِنْ حَمِدَهُ, رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ, مِلْءَ السَّمَوَاتِ, وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ", يُمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ. 183 حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ ميسرة, عن

_ 182- إسناده ضعيف، أبو عمر هو المنبهي, مجهول, كما في: التقريب، وشريك فيه ضعف، وأخرجه ابن أبي شيبة: جـ 222/1: دار التاج، وابن ماجه: 879، وأبو يعلى في: مسنده: جـ 185/2: دار الثقافة العربية، والطبراني في: الدعاء: 567، والمزي في: تهذيب الكمال في ترجمة المنبهي المذكور. والحديث يشهد له حديث أبي سعيد الخدري السابق. 1 في الأصل: "ابن"، والتصويب من مصادر التخريج. 183- أبو مروان ليس بالمعروف, كما قال النسائي, انظر: تحفة الأشراف: 4971، وأخرجه ابن أبي عاصم: 371، والنسائي: 1345، وفي عمل اليوم والليلة: 9965: السنن الكبرى، وابن خزيمة: 745، وابن حبان: 2026: الإحسان، والطبراني في: الدعاء: 653، وأبو نعيم في: حلية الأولياء: جـ 46/6، والحديث لبعضه شواهد، فقد أخرج مسلم: 2720 المقطع الأول, دون تقييده بالانصراف من الصلاة، وأخرج أبو داود: 1427، قوله صلى الله عليه وسلم في آخر وتره: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك, وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك". والمقطع الأخير يشهد له حديث المغيرة التالي، والله أعلم.

مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ كَعْبًا حَلَفَ لَهُ بِالَّذِي فَلَقَ الْبَحْرَ لِمُوسَى صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ, أَنَّا نَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ, أَنَّ دَاوُدَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الْكَلَمَّاتِ عِنْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِيَ الَّذِي جَعَلْتَهُ عِصْمَةَ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي جَعَلْتَ فِيهَا مَعَاشِي، اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِعَفْوِكَ مِنْ نِقْمَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، اللَّهُمَّ لَا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ. قَالَ كَعْبٌ: وَحَدَّثَنِي صُهَيْبٌ, أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُهُنَّ عِنْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الصَّلَاةِ. 184 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُجَاهِدٍ النَّسَائِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بن] 1 أبي الزناد, عن موسى بن

_ 184- شيخ المصنف, أظنه المترجم في الجرح والتعديل: جـ 106/8، وراجع تخريج النص السابق والكلام عليه. 1 في الأصل: عن أبي الزناد، والمثبت من النسخة الثانية وكتبت: "عن" على هامشها.

عُقْبَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ: إِنَّا نَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ. 185 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ, عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ وَرَّادٍ كَاتَبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ, قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ: اكْتُبْ إِلَيَّ بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ صَلَاتِهِ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ, وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ" وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى عَنْ قِيلَ وَقَالَ, وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ, وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَكَانَ يَنْهَى عَنْ عُقُوقِ الْأُمَّهَاتِ، وَوَأْدِ الْبَنَاتِ، وَمَنْعٍ, وَهَاتِ. 186 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ, عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ وَرَّادٍ كَاتَبِ الْمُغِيرَةِ, قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَيَّ, أُخْبِرُهُ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ. 187 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأعلى، حدثنا خالد بن

_ 185- إسناده صحيح، وقد صرح عبد الملك بن عمير بالسماع عند مسلم، والحديث أخرجه البخاري: 844، ومسلم: 593، وبقية الحديث وردت عند الطبراني: جـ 383/20. 186- انظر الحديث السابق. 187- الحديث صحيح كما سبق، وأبو سعيد هذا اختلف فيه على خمسة أقوال تجدها في: تهذيب التهذيب: في ترجمة أبي سعيد الشامي من: الكنى.

الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنْبَأَنِي وَرَّادٌ كَاتَبُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ إِلَى الْمُغِيرَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنِ اكْتُبْ إِلَيَّ بِشَيْءٍ حَفِظْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْمُغِيرَةُ أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى وَفَرَغَ، قَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ". قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَبُو سَعِيدٍ هُوَ عِنْدِي عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ. 188 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ وَرَّادٍ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ، قَالَ: كَتَبَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ صَلَاتِهِ إِذَا سَلَّمَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ". 189 حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ1، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن عمرو بن

_ 188- سبق تخريجه. 189- حديث صحيح بما سبق، وإسناده ضعيف، يحيى بن عمرو هو النكري، ضعيف كما في: التقريب، وأخرجه من هذا الوجه البزار: 3099، كشف الأستار، والطبراني في الكبير: جـ 173/12، وفي: الدعاء: 679. 1 في الأصل: حدثنا نبيح، حدثنا مسلم بن إبراهيم، ولا أظنه إلا وهماً من الناسخ مع أني لم أعثر على من ذكر مسلم بن إبراهيم في عداد شيوخ الفريابي، ولكن طبقته تماثل طبقة شيوخ الفريابي، كذلك لم أعثر على ترجمة نبيح المذكور في أول السند، ثم إن ابن حجر، قال في: نتائج الأفكار: جـ 247/2: وأخرجه الفريابي في كتاب الذكر من طريق مسلم بن إبراهيم عن يحيى، انتهى. ثم ظهر لي أن راوي الكتاب، عن المصنف، قال: حدثنا الشيخ، حدثنا مسلم، فالرسم محتمل لذلك.

مَالِكٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ، قَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ". قَالَ يَحْيَى: فَسَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ لِأَبِي: مَا الْجَدُّ؟، قَالَ: قَوْلُ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ: مَا أَعْظَمَ جدك، ما أَعْظَمَ بَخْتَكَ1. 190 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المقدمي، حدثنا يحيى بن

_ 1 تحتمل في الرسم غير ذلك، وهي واضحة في النسخة الثانية، لكن نسخة الأصل غير واضحة. 190- أخرجه أحمد: جـ 182/5، وأبو داود: 4699، وعبد الله بن أحمد في: السنة: 844، وابن حبان: 727: الإحسان، من طريق سفيان، عن سعيد بن سنان، به. وأخرجه ابن ماجه: 77، في المقدمة، وابن أبي عاصم في: السنة: 245، وعبد الله بن أحمد في: السنة: 843، والبيهقي في: السنن: جـ 204/10، من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، عن سعيد بن سنان به، وسيأتي عند المصنف في النص التالي.

سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ1، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ خَالِدٍ الْحِمْصِيُّ، عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، وَقَعَ فِي قَلْبِي شَيْءٌ فِي الْقَدَرِ، فَحَدِّثْنِي بِشَيْءٍ لَعَلَّهُ يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِي، فَقَالَ: لَوْ أَنَّ الله تعالى عذب أهل سماواته وأرضه، عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ جَبَلَ أُحُدٍ، أَوْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لَمْ يُقْبَلْ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَلَوْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ دَخَلْتَ النَّارَ، وَأَتَيْتُ حُذَيْفَةَ فَحَدَّثَنِي بِمِثْلِ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَحَدَّثَنِي بِمِثْلِ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَحَدَّثَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِثْلِ ذَلِكَ. 191 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ خَالِدٍ الْحِمْيرِيِّ، عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ، قَالَ: لَقِيتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: "لَوْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَرْضِهِ، لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ

_ 1 كان في الأصل: سعيد بن سنان الحمصي، وهو وهم من الناسخ، والله أعلم، والتصويب من مصادر التخريج. 191- سبق الكلام عليه في النص السابق.

أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ كَانَ لَكَ أُحُدٌ، أَوْ مِثْلَ أُحُدٍ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا قُبِلَ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، فَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا دَخَلْتَ النَّارَ". 192 حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْأَصْبَغِ النَّصِيبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، أَنَّ أَبَا الزَّاهِرِيَّةِ، حَدَّثَهُ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ أَنَّهُ لَقِيَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي شَكَكْتُ فِي بَعْضِ أَمْرِ الْقَدَرِ، فَحَدِّثْنِي لَعَلَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَجْعَلَ لِي عِنْدَكَ فَرَجًا، قَالَ: نَعَمْ يَا ابْنَ أَخِي، أن الله عز وجل لو عذب أهل السَّمَاوَاتِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ، عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ إِيَّاهُمْ خَيْرًا لهم من أعمالهم، ولو أن لامرىءٍ مِثْلَ أحدٍ ذَهَبًا يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يُنْفِدَهُ، لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، مَا يُقْبَلُ مِنْهُ، وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَذَهَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَقَالَتِهِ لسعدٍ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لَهُ سَعْدٌ، قَالَ لَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ: وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَلْقَى أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَذَهَبَ ابْنُ الدَّيْلَمِيِّ إلى أبي بن

_ 192- فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث فيه ضعف، لكن لا بأس به في الشواهد والمتابعات، كما قال الشيخ ناصر الدين الألباني في كلامه على هذا السند، انظر: السنة لابن أبي عاصم: جـ 110/1. وأخرجه الآجري من طريق المصنف في: الشريعة: صـ 175 مختصراً، - 188، مثل رواية المصنف، وأخرجه كذلك ابن بطة في: الإبانة: 1444، 1588، والحديث صحيح كما سبق.

كَعْبٍ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَقَالَتِهِ لِابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ لَهُ أُبَيُّ مِثْلَ مَقَالَةِ صَاحِبَيْهِ، فَقَالَ أُبَيُّ: وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَلْقَى زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَذَهَبَ ابْنُ الدَّيْلَمِيِّ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَقَالَ لَهُ أَمَا إِنِّي شَكَكْتُ فِي بَعْضِ الْقَدَرِ، فَحَدِّثْنِي؛ لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَ لِي عِنْدَكَ فِيهِ فَرَجًا، قَالَ زَيْدٌ: نَعَمْ يَا ابْنَ أَخِي، إِنِّي سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "أن الله عز وجل لو عذب أهل السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ إِيَّاهُمْ خَيْرًا لهم من أعمالهم، ولو أن لامرىء مِثْلَ أحدٍ ذَهَبًا يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يُنْفِدَهُ، وَلَا يُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ خَيْرَهِ وَشَرِّهِ دَخَلَ النَّارَ". 193 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، فَذَكَرَ، بِإِسْنَادِهِ، مِثْلَهُ. 194 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أبو الأحوص عن

_ 193- سبق الكلام عليه في النص السابق. 194- هذا الإسناد ضعيف، فيه رجل مبهم، قال الدارقطني في: العلل: جـ 196/3: حدث به شريك، وورقاء، وجرير، وعمرو بن أبي قيس، عن منصور، عن ربعي، عن علي، وخالفهم: سفيان الثوري، وزائدة، وأبو الأحوص، وسليمان التيمي، فرووه عن منصور، عن ربعي، عن رجل من راش [ن, أسد] عن علي، وهو الصواب. قلت: وخالفه الترمذي كما في سننه، فرجح الطريق الأول، وقال الضياء المقدسي في: المختارة: جـ 68/2، بعد نقله كلام الدارقطني السابق: ويحتمل أن يكون ربعي سمعه من علي، وسمعه من رجل عنه، فكان يرويه مرة عن علي، ومرة عن رجل عنه، والله أعلم. وإلي هذا مال الشيخ ناصر الدين الألباني -حفظه الله ووفقه- في تخريج أحاديث كتاب: السنة: لابن أبي عاصم: جـ 59/1. وأخرجه بإثبات الرجل المبهم الطيالسي: 107، وأحمد: جـ133/1، وابنه عبد الله في: السنة: 846، والترمذي: 2146، وعبد بن حميد في: المنتخب: 75، وأبو يعلى في: مسنده: 376، وغيرهم. وأخرجه بإسقاط الرجل الطيالسي: 107، وأحمد: جـ 97/1، وابنه عبد الله في: السنة: 845، وابن ماجه: 81، وابن حبان: 178، الإحسان، وغيرهم.

مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْبَعٌ لَنْ يَجِدَ رَجُلٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُؤْمِنَ بِهِنَّ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، وَأَنَّهُ مَيِّتٌ، وَمَبْعُوثٌ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ، وَيُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ". 195 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يُؤْمِنُ رَجُلٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ، حَتَّى يَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، وَيُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَيُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ". 196 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ.

_ 195- انظر الكلام عليه في التعليق السابق. 196- انظر التعليق على النص: 194.

197 حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا يَذُوقُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ، وَأَنَّهُ مَيِّتٌ، وَمَبْعُوثٌ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ. 198 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: لَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، لَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ طَعْمَ حَلَاوَةِ الْإِيمَانِ، وَهُوَ يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ إِلَى فِيهِ وَيَبُلُّ طَرَفَهَا، حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَيَعْلَمَ أَنَّهُ مَيِّتٌ، وَمَبْعُوثٌ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ. 199 حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الجحدري، حدثنا عبد الواحد،

_ 197- إسناده ضعيف؛ لضعف الحارث، ويغني عنه حديث علي المرفوع في النص السابق. وأخرجه من هذا الوجه عبد الرزاق: جـ 118/11، وابن بطة في: الإبانة: 1455، 1600، واللالكائي: 1218. 198- إسناده ضعيف، وسبق الكلام عليه في النص السابق. 199- أبو الحجاج الأزدي، أورده الإمام مسلم في المنفردات والوحدان، فيمن تفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي، ممن لم يرو عنه أحد سواه. وذكره أبو أحمد الحاكم في كتابه، الأسامي والكنى، فيمن عرفه بكنيته، ولم يقف على اسمه: جـ 94/4. وانظر نص: 190، ففيه شاهد لهذا الأثر. وأخرجه من هذا الوجه عبد الرزاق: جـ 118/11، وعبد الله بن أحمد في: السنة: 923، والآجري في: الشريعة: صـ 191، من طريق المصنف، وابن بطة في: الإبانة: 1653، واللالكائي: 1240، وعزاه الهيثمي: جـ 199/7 للطبراني، ثم قال: وأبو الحجاج لم أعرفه.

حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي1 الْحَجَّاجِ الْأَزْدِيِّ, قَالَ: قُلْتُ لِسَلْمَانَ: مَا قَوْلُ النَّاسِ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ؟، قَالَ: حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لم يكن ليصبيك، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَلَا تَقُولَ: لَوْ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا, لَكَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَوْ لَمْ أَفْعَلْ, فَلَمْ يَكُنْ كَذَا وَكَذَا. 200 حدثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ مَيْسَرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أبي الدرداء رضي الله عنه، عن رسول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: "لَا يَسْتَكْمِلُ [عَبْدٌ] 2 حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ, حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ وَمَا أَخْطَأَهُ لم يكن ليصيبه".

_ 1 في الأصل ابن، والتصويب من كتب الرجال ومصادر التخريج. 200 -أخرجه أحمد وابنه عبد الله في: المسند: جـ 441/6، وابن أبي عاصم في: السنة: 246، والبزار: 33، -كشف الأستار، وقال البزار بعده: إسناده حسن. وعزاه الهيثمي: جـ 197/7: للطبراني أيضاً. وشيخ المصنف متابع. 2 ليست في الأصل، وهي من مصادر التخريج.

201 حدثنا [أبو] 1 أيوب سليمان بن عبد الرحمن، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ2 السُّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ الْجُبْلَانِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ, يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عاقٌّ، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا مُكَذِّبٌ بِقَدَرٍ". 202 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ, عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ". 203 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أبيه، عن جده أن

_ 201- أخرجه أحمد: جـ 441/6، وأخرجه مختصرًا ابن ماجه: 3376, وحسَّن إسناده البوصيري. وأخرجه أحمد بن منيع، ثنا الهيثم بن خارجة، ثنا سليمان بن عتبة به انظر: مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه: 1173، وحسنه الألباني في: الصحيحة: 675. 1 ليست في الأصل، وهي في النسخة الثانية. 2 في الأصل: عبد، والتصويب من مصادر التخريج. 202- ابن لهيعة معدود في المدلسين, وقد عنعن، وقد توبع كما سيأتي. وأخرجه أحمد: جـ 181/2، وابنه عبد الله في: السنة: 916، وأبو يعلى: 7340 من طرق, عن عمرو بن شعيب, وإسناده حسن, كما قال الشيخ الألباني في: الصحيحة: جـ 566/5، وسيأتي عند المصنف في النصوص التالية. 203- إسناده حسن، وسبق تخريجه في النص السابق.

رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: "لَنْ يُؤْمِنَ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرَهِ وَشَرِّهِ". 204 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ, عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَنْ يُؤْمِنَ الْمَرْءُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ". 205 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ1، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ, وَالْقَاسِمُ بْنُ هِزَّانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, قَالَ: الْقَدَرُ نِظَامُ التَّوْحِيدِ, فَمَنْ وَحَّدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ, وَآمَنَ بِالْقَدَرِ, فَهِيَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى الَّتِي لَا انْفِصَامَ لَهَا, وَمَنْ وَحَّدَ اللَّهَ تَعَالَى, وَكَذَّبَ بِالْقَدَرِ, نَقْضَ التَّوْحِيدَ. 206 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سعد، عن

_ 204- إسناده حسن، وانظر النص: 202. 205- لم أجد من ذكر رواية الزهري, عن ابن عباس، والزهري معدود في المدلسين رحمه الله, والوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية. ويروى عن ابن عباس بأسانيد فيها مجاهيل, وانقطاع، فانظر السنة: لعبد الله بن الإمام أحمد: 925, 928, والآجري في: الشريعة: صـ 197, وابن بطة في: الإبانة: 1618, 1619، واللالكائي: 1112 ,1224. ويروى مرفوعًا في حديث ابن عباس, أخرجه الطبراني في: الأوسط: مجمع البحرين: 3262, وإسناده ضعيف, فيه هانىء بن المتوكل. 1 في الأصل: إبراهيم بن عبد الله الدمشقي, والتصويب من الشريعة, وكتب الرجال. 206- إبراهيم هو ابن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر على ما ظهر لي, ويبدو لي-والله أعلم- من صنيع البخاري في: التاريخ الكبير: في ترجمة إبراهيم هذا: جـ 318/1 أن الإسناد إلى ابن عباس مضطرب. وعلى كل حال يشهد للأثر قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} القمر: 49. وحديث ابن عمر رضي الله عنهما عند مسلم: 2655, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل شيء بقدر, حتى العجز والكيس". وانظر لتخريج الأثر التاريخ الكبير: جـ 318/1, والآجري في: الشريعة: صـ 195 من طريق المصنف, وابن بطة في: الإبانة: 1639 من طريق الآجري.

هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ, حَتَّى وَضْعَكَ يَدَكَ عَلَى خَدِّكَ. 207 حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ, عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ, قَالَ: الْقَدَرُ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ, فَقَدْ جَحَدَ قُدْرَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. 208 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أبو غسان

_ 207- شيخ المصنف, صدوق في نفسه، إلا أنه عمي, فصار يتلقن ما ليس من حديثه, والأثر أخرجه الآجري في: الشريعة: صـ 202 من طريق المصنف، وابن بطة في: الإبانة:1805، وأخرجه ابن بطة في: الإبانة: 1562 من قول عمر بن الخطاب، وفي إسناده من لم أتمكن من معرفته بعد البحث الطويل، والله أعلم. 208- إسناده حسن إلى زيد بن أسلم، وأخرجه الآجري في: الشريعة: صـ 202، وابن بطة في: الإبانة: 1804.

قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ يَقُولُ: مَا أَعْلَمُ قَوْمًا أَبْعَدَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, مِنْ قومٍ يُخْرِجُونَهُ مِنْ مَشِيئَتِهِ, وَيُتْلِفُونَهُ عَمَّا لَمْ يَتْلِفْ"1. 209 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيَدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ, قَالَ: لَمَّا تَكَلَّمَ مَعْبَدٌ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ فِي شَأْنِ الْقَدَرِ، أَنَّكَرْنَا ذَلِكَ، قَالَ: فَحَجَجْتُ, أَنَا, وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيرِيُّ حَجَّةً، فَلَمَّا قَضَيْنَا نُسُكَنَا, قَالَ: لَوْ مِلْتَ بِنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَقِينَا مَنْ بَقِيَ بِهَا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا جَاءَ بِهِ مَعْبَدٌ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ, فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ يَوْمًا, وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَاعِدٌ، فَاكْتَنَفْنَاهُ، وَقَدَّمَنِي حُمَيْدٌ الْمِنْطَقَ، وَكُنْتُ أَجْرَأَ عَلَى الْمِنْطَقِ مِنْهُ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ قَوْمًا نَشَأُوا بِالْعِرَاقِ، فَقَرَأُوا الْقُرْآنَ، وَفَقِهُوا فِي الْإِسْلَامِ, يَقُولُونَ: لَا قَدَرَ، قَالَ: فَإِذَا لَقِيتَهُمْ, فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بَرِيءٌ مِنْهُمْ، وَأَنَّهُمْ مِنْهُ بُرَآءٌ، وَاللَّهِ لَوْ أَنْفَقُوا جِبَالَ الْأَرْضِ ذَهَبًا مَا قَبِلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُمْ, حَتَّى يُؤْمِنُوا بِالْقَدَرِ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُمَرُ, قَالَ: رَوَاهُ: أن آدم, وموسى اختصما في

_ 1 هكذا بالأصل، وعند الآجري: وينكرونه من قدرته, وعند ابن بطة: ويبرئونه من قدرته، وينكفونه عما لم ينكف عنه نفسه. 209- أخرجه مسلم، "كتاب الإيمان: ح 2"، وسبق هذا الإسناد في النص: 118, عند حديث احتجاج آدم وموسى. وأخرجه بمثل رواية المؤلف, عبد الله بن أحمد في: السنة: 901, وعنده زيادة كذلك.

ذَلِكَ: فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَشْقَيْتَ النَّاسَ, وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِرِسَالَتِهِ؟ , وَكَلَامِهِ؟ , وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ؟ قَالَ: فَوَجَدْتَهُ قَدَّرَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟، قَالَ: فحجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ثَلَاثًا. قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُمَرُ, قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ هَيْئَتُهُ هَيْئَةُ مُسَافِرٍ, وَثِيَابُهُ ثِيَابُ مُقِيمٍ, أَوْ قَالَ: ثِيَابُهُ ثِيَابُ مُسَافِرٍ, وَهَيْئَتُهُ هَيْئَةُ مُقِيمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْنُو مِنْكَ؟، فَدَنَا مِنْهُ, حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا الْإِسْلَامُ؟، قَالَ: "الْإِسْلَامُ أَنْ تُسْلِمَ وَجْهَكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ, وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ, وَتَصُومَ رَمَضَانَ, وَتَحُجَّ الْبَيْتَ", قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ, فَأَنَا مُسْلِمٌ؟ , قَالَ: "نَعَمْ", قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: قُلْنَا: انْظُرُوا, كَيْفَ يَسْأَلُهُ, وَكَيْفَ يُصَدِّقُهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, فَمَا الْإِيمَانُ؟، قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَمَلَائِكَتِهِ, وَكُتُبِهِ, وَرُسُلِهِ, وَبِالْمَوْتِ, وَبِالْبَعْثِ, وَالْجَنَّةِ, وَالنَّارِ, وَالْقَدَرِ كُلِّهِ" قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ؟، قَالَ: "نَعَمْ", قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَقُلْنَا: انْظُرُوا كَيْفَ يَسْأَلُهُ, وَانْظُرُوا كَيْفَ يُصَدِّقُهُ1. قَالَ مَطَرٌ: وَحَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "وَبِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: فمتى الساعة؟، قال: "ما المسؤول عنها

_ 1 عند عبد الله بن أحمد في: السنة: السؤال عن الإحسان بعد السؤال عن الإسلام.

بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ"، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَقُلْنَا: انْظُرُوا كَيْفَ يَسْأَلُهُ، وَكَيْفَ يُصَدِّقُهُ. قَالَ: ثُمَّ ولى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عليَّ بِالرَّجُلِ"، فَطُلِبَ فَمَا وَجَدُوهُ قَالَ، فَقَالَ: "إِنَّهُ 1 جِبْرِيلُ جَاءَ؛ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ". 210 حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيَدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ بِالْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَلَقِينَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقُلْنَا: إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن، وَيَتَّبِعُونَ الْعِلْمَ، وَيَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ، قَالَ: فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي مِنْهُمْ بَرِيءٌ، وَهُمْ مِنِّي بَرَآءٌ، وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ ابْنُ عُمَرَ لَوْ أَنَّ لِأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا, فَأَنْفَقَهُ, مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي, عُمَرُ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السفر, حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم, فأسند ركبتيه إلى ركبتيه, وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ, فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الإسلام, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أن تشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول الله، وتقيم الصلاة, وتؤتي الزكاة, وتصوم رمضان, وتحج البيت إن استطعت

_ 1 من: السنة. 210- أخرجه مسلم: "كتاب الإيمان: ح 1".

إِلَيْهِ سَبِيلًا"، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ، يَسْأَلُهُ, وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ, [وَمَلَائِكَتِهِ] 1 وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ" قَالَ: صَدَقْتَ، قال: أخبرني عَنِ الْإِحْسَانِ، قَالَ: "أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَتَبَارَكَ وَتَعَالَى, كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ, فَإِنَّهُ يَرَاكَ" قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الساعة، قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السَّائِلِ", قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا, قَالَ: "أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ، الْعَالَةَ، رِعَاءَ الشَّاةِ، يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ", قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْتُ, فَلَبِثَ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي: "يَا عُمَرُ، تَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "إِنَّهُ جِبْرِيلُ، أَتَاكُمْ؛ يُعَلِّمُكُمْ دِينِكُمْ". 211 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عبد الله بن بريدة, عن يحيى بن يَعْمُرَ، ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ كَهْمَسًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ بُرَيَدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ, قَالَا جَمِيعًا: كَانَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ فِي هَذَا الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا, وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيرِيُّ حَاجِّينَ أَوْ مُعْتَمِرِينَ, قَالَ: فَقُلْنَا: لَوْ أَتَيْنَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم, فسألناه عما يقول

_ 1 زيادة من صحيح مسلم، سقطت من الناسخ، وهي عند الآجري في: الشريعة. 211- أخرجه مسلم كما سبق في النص السابق.

هَؤُلَاءِ فِي الْقَدَرِ، فَوَافَقْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, دَاخِلًا الْمَسْجِدَ, فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي, أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ, وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ, إِنَّهُ قَدْ ظَهْرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ, وَيتَفَقَّرُونَ الْعِلْمَ. وَقَالَ الْمُعْتَمِرُ فِي حَدِيثِهِ: وَيتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ, وَيَقُولُونَ أَنْ لَا قَدَرَ, وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ. قَالَ: فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ, فَأَخْبِرُوهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ, وَأَنَّهُمْ مِنِّي بَرَآءٌ، وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: لَوْ كَانَ لِأَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ، مَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ, مِثْلَ حَدِيثِ مُعَاذٍ. 212 حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ1 بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ, عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يَعْمُرَ, وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, قَالَا: لَقِينَا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما, فذكر [نا] 2، القدر, وما يقولون فيه،

_ 212- إسناده صحيح، وأشار مسلم في صحيحه إلى هذه الرواية، وحديث جبريل أخرجه مسلم كما سبق، وأما سؤال الرجل من جهينة أو مزينة, فأخرجه أبو داود: 4696, وعبد الله بن أحمد في: السنة 873. 1 في الأصل: عبد الله, والتصويب من كتب الرجال. 2 زيادة من صحيح مسلم.

فَقَالَ: إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ, فَقُولُوا: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مِنْكُمْ بَرِيءٌ, وَأَنْتُمْ مِنْهُ بَرَآءٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, أَنَّهُمْ بَيْنَمَا هُمْ جُلُوسٌ, أَوْ قُعُودٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ يَمْشِي, حَسَنُ الْوَجْهِ, حَسَنُ الشَّعْرِ, عَلَيْهِ ثِيَابُ سَفَرٍ، فَنَظَرَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِلَى بَعْضٍ: مَا يُعْرَفُ هَذَا, وَلَا هَذَا بِصَاحِبِ سَفَرٍ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: آتِيكَ، قَالَ: "نَعَمْ"، فَجَاءَ فَوَضَعَ رُكْبَتَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ, وَيَدَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ, فَقَالَ: مَا الْإِسْلَامُ؟، قَالَ: "شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ" قَالَ: فَمَا الْإِيمَانُ؟، قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَالْجَنَّةِ, وَالنَّارِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ" قَالَ: فَمَا الْإِحْسَانُ؟، قَالَ: "أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ" قَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟، قَالَ: "مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ"، قَالَ: فَمَا أَشْرَاطُهَا؟، قَالَ: "إِذَا رَأَيْتَ الْحُفَاةَ, الْعُرَاةَ, الْعَالَةَ, رِعَاءَ الشَّاةِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ, وَوَلَدَتِ الْإِمَاءُ أَرْبَابَهُنَّ". ثُمَّ قَالَ: "عَلَيَّ الرَّجُلُ" فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا. فَمَكَثَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، فَقَالَ: "يَا ابْنَ الْخَطَّابِ: تَدْرِي مَنْ ذَاكَ السَّائِلُ عَنْ كَذَا وَكَذَا؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "ذَاكَ جِبْرِيلُ؛ جَاءَ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ". قَالَ: وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ أَوْ مُزَيْنَةَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِيمَ الْعَمَلْ؟ , أَفِي شَيْءٍ قَدْ خَلَا أَوْ مَضَى؟ , أَوْ فِي شَيْءٍ يُسْتَأْنَفُ الْآنَ؟، قَالَ: "فِي شَيْءٍ قَدْ خَلَا, وَمَضَى" قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ أَوْ بَعْضُ الْقَوْمِ:

يَا رَسُولَ اللَّهِ, فَفِيمَ أَعْمَلُ؟، قَالَ: "إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ, وَأَهْلُ النَّارِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ النَّارِ". 213 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ, عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زَرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: "سَلُونِي" قَالَ: فَهَابُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ, فَجَلَسَ عِنْدَ رُكْبَتَيْهِ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِسْلَامُ؟ , قَالَ: "لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ", قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, مَا الْإِيمَانُ؟، قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكِتَابِهِ، وَلِقَائِهِ، وَرُسُلِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ" قَالَ: صَدَقْتَ. فَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ, نَحْوَ حَدِيثِ عُمَرَ. 214 حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ, عَنْ أَبِي زرعة بن عمرو بن جرير1، عن

_ 213- أخرجه مسلم: "كتاب الإيمان: ح 7". 214- إسناده جيد، وأخرجه أبو عبيد: جـ 319/1 في: غريب الحديث، وأحمد: 8351، والطبري في: تهذيب الآثار: 8, في مسند علي رضي الله عنه, والطحاوي في: شرح معاني الآثار: جـ 308/4، وابن حبان: 6119: من الإحسان، والبغوي في: شرح السنة:3249، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة: للشيخ الألباني: 1152. 1 في الأصل: حزم, والتصويب من مصادر التخريج, وكتب الرجال.

أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا" قَالَ: فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: "لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا" فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: "لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا" فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: "لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا" فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَاللَّهِ إِنَّ النُّقْبَةَ2 مِنَ الْجَرَبِ, لَتَكُونُ بِعُجْبِ الْبَعِيرِ, أَوْ بِمِشْفَرِهِ، فَتَجْرَبُ الْإِبِلُ كُلُّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟ " ثُمَّ قَالَ: "خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَلْقَ, وَكَتَبَ أَعْمَالَهُمْ, وَآجَالَهُمْ, وَأَرْزَاقَهُمْ". 215 حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ, عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: مَا غَلَا أَحَدٌ فِي الْقَدَرِ إِلَّا خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ. 216 حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يونس، حدثنا زكريا بن منظور, عن

_ 1 قال الأصمعي: النقبة أول الجرب حين يبدو. انظر غريب الحديث: 319/1 لأبي عبيد القاسم بن سلام. 215- أخرجه الخلال في: السنة: 918، والآجري في: الشريعة: صـ 195 من طريق المصنف، كما أخرجه ابن بطة في: الإبانة: 1641، واللالكائي: 1131. 216- إسناده ضعيف، زكريا بن منظور, ضعفوه، وقد روي الحديث موقوفًا ومرفوعًا من طرق كثيرة، ومن أمثل ما رأيت من أسانيده, ما أخرجه ابن بطة في: الإبانة: 1512 من طريق ابن أبي حازم عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا، ولكني لا آمن وجود التصحيف فيه. وانظر: تنزيه الشريعة: لابن عراق: جـ 316/1، وظلال الجنة في تخريج السنة: للشيخ الألباني: جـ 149/1، وانظر كذلك: تهذيب السنن: لابن القيم: جـ 60/7، وأجوبة الحافظ ابن حجر عن أحاديث المصابيح: الحديث الثاني.

أَبِي حَازِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, قَالَ: الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، إِنْ مَرِضُوا, فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا, فَلَا تَشْهَدُوهُمْ. 217 حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ أَبُو الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى أَبُو مُطِيعٍ الْأَطْرَابُلُسِيُّ، حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي خَسْفٌ, وَمَسْخٌ, وَذَلِكَ فِي الْقَدَرِيَّةِ, وَالزَّنْدَقِيَّةِ". 218 حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَنْطَاكِيُّ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ, عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسٌ، وَالْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ أَهْلِ 1 هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَإِنْ مَرِضُوا, فَلَا تعودوهم, وإن ماتوا, فلا تشهدوهم".

_ 217- شداد بن داود، لم أعرفه، إلا أن يكون محرفًا، والحديث أخرجه أحمد: جـ 127/2، وأبو داود: 4613، والترمذي: 2152، وقال: حسن صحيح غريب، وعبد الله بن أحمد في: السنة: 917، والحاكم, وصححه: جـ 84/1، وابن بطة في: الإبانة: 1607, 1885، واللالكائي: 1135 من طرق, عن حميد بن زياد، وله شواهد سيأتي عند المصنف بعضها، وانظر: اللآلي المصنوعة: جـ 257/1. 218- إسناده ضعيف؛ لضعف زكريا, كما سبق في نص: 216، وانظر الكلام عليه هناك، وشيخ المصنف لين الحديث, كما في: التقريب. 1 كتب عليها في النسخة الثانية إشارة، وفي الهامش كلام لم أتبينه.

219 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ1 بْنُ الْوَلِيدِ, عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مَجُوسَ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْمُكَذِّبُونَ بِأَقْدَارِ اللَّهِ، فَإِنْ مَرِضُوا, فَلَا تَعُودُوهُمْ, وَإِنْ مَاتُوا, فَلَا تَشْهَدُوهُمْ". 220 حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سَعِيدٍ السَعِيديُّ -مِنْ وَلَدِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ-, عَنِ الْجُعَيَدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رضي الله عنهما, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنه يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ، أَلَا أُولَئِكَ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَإِنْ مَرِضُوا, فلا تعودوهم, وإن ماتوا, فلا تشهدوهم".

_ 219- رجاله ثقات، غير أن أكثرهم مشهور بالتدليس, وقد عنعن, وأخرجه بمثل إسناد المصنف ابن ماجه: 92، وابن أبي عاصم في: السنة: 328، والآجري في: الشريعة من طريق المصنف: صـ 178، وانظر نص: 216. 1 في الأصل: نفير, وهو تصحيف، والمثبت من الشريعة: صـ 178، فقد أخرجه من طريق المصنف. 220- إسناده ضعيف جدًا، الحكم بن سعيد, قال عنه البخاري: منكر الحديث: 341/2. وأخرجه ابن أبي عاصم في: السنة: 340، والعقيلي في: الضعفاء: جـ 260/1، وابن عدي في: الكامل: جـ 208/2، وانظر نص: 216, 219.

221 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ, قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: لَا يُصَلَّى خَلْفَ الْقَدَرِيَّةِ. 222 حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ, الْمَعْرُوفُ بِكُرْدُوسَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ حَبِيبٍ, عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمٍ, قَالَ: وَاللَّهِ مَا قَالَتِ الْقَدَرِيَّةُ, كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ, وَلَا كَمَا قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ، وَلَا كَمَا قَالَ النَّبِيُّونَ، وَلَا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَلَا كَمَا قَالَ أَهْلُ النَّارِ، وَلَا كَمَا قَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} 1، وَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: {سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا} 2، وَقَالَ شُعَيْبٌ: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} 3، وَقَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} 4، وَقَالَ أَهْلُ النَّارِ: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} 5، وقال أخوهم إبليس: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} 6.

_ 221- إسناده صحيح. 222- لم أتبين من هو الزبير بن حبيب، وأخرجه الآجري في: الشريعة في موضعين: صـ 155, صـ 202 من طريق المصنف، كما أخرجه ابن بطة: 1303, 1807 في: الإبانة, واللالكائي: 1012. 1 سورة التكوير: الآية 29. 2 سورة البقرة: الآية 32. 3 سورة الأعراف: الآية 89. 4 سورة الأعراف: الآية 43. 5 سورة المؤمنون: الآية 106. 6 سورة الحجر: الآية 39.

223 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ سَعِيدُ1 بْنُ يَعْقُوبَ الطَّالْقَانِيُّ، حدثنا المقرئ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عمرو بن شعيب، قال: كنت جالسا عند سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا [أ] 2 با مُحَمَّدٍ, إِنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ: قَدَّرَ اللَّهُ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا الْأَعْمَالَ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ غَضِبَ قَطُّ, مِثْلَ مَا غضب يؤمئذٍ، حَتَّى همَّ بِالْقِيَامِ، قَالَ: فَعَلُوهَا، فَعَلُوهَا، وَيْحَهُمْ لَوْ يَعْلَمُونَ. أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ فِيهِمْ3 حَدِيثًا كَفَاهُمْ بِهِ شَرًّا. فَقُلْتُ: وَمَا ذَاكَ أَبَا مُحَمَّدٍ؟ رَحِمَكَ اللَّهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يَكُونُ فِي أُمَّتِي قَوْمٌ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ, وَبِالْقُرْآنِ, وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ"، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا رسول الله، يقولون كيف؟

_ 223- خبر لا يثبت، قال ابن أبي حاتم في: العلل: سمعت أبي يقول: هذا حديث عندي موضوع. وقال العقيلي: لم يأت به عن ابن لهيعة غير المقرئ، ولعل ابن لهيعة أخذه عن بعض هؤلاء، عن عمرو بن شعيب, الضعفاء: جـ 358/3. وأخرجه من هذا الوجه أبو يعلى كما في المطالب العالية, النسخة المسندة، والطبراني: جـ 246/4، والعقيلي: جـ 358/3، وابن بطة في: الإبانة: 1517، واللالكائي: 1100، والبيهقي في: القضاء والقدر: ق88: مخطوط. 1 في الأصل: أبو بكر بن سعيد، والصحيح ما أثبت. 2 ليست في الأصل. 3 في الأصل: منهم"، والتصويب من السنة: للَّالكائي.

قَالَ: "يَقُولُونَ الْخَيْرُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَالشَّرُّ مِنْ إِبْلِيسَ، ثُمَّ يَقْرَؤُونَ عَلَى ذَلِكَ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَكْفُرُونَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَبِالْقُرْآنِ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ, [فَمَا يَلْقَى أُمَّتِي مِنْهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ, وَالْبَغْضَاءِ, وَالْجِدَالِ فِي زَمَانِهِمْ ظُلْمُ الْأَئِمَّةِ, فَيَنَالُهُمْ ظُلْمَةٌ وَحَيْفٌ وَأَثَرَةٌ] 1، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ طَاعُونًا فَيُفْنِي عَامَّتَهُمْ، ثُمَّ يَكُونُ الْخَسْفُ، فَقَلَّ مَنْ يَنْجُو مِنْهُ، وَالْمُؤْمِنُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ فَرَحُهُ، شَدِيدٌ غَمُّهُ، ثُمَّ يَكُونُ الْمَسْخُ، فَيُمْسَخُ عَامَّةُ أُولَئِكَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ"، ثُمَّ بَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, حَتَّى بَكَيْنَا لِبُكَائِهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا الْبُكَاءُ؟، قَالَ: "رَحْمَةً لَهُمُ الْأَشْقِيَاءُ، لِأَنَّ فِيهِمُ الْمُتَعَبِّدُ, وَفِيهِمُ الْمُجْتَهِدُ، أَمَا إنهم ليسوا بأول من سبق إلى هذا الْقَوْلِ، وَضَاقَ 2 بِحَمْلِهِ ذَرْعًا، إِنَّ عَامَّةَ مَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ التَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ؟ قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، وَتَعْلَمَ أَنَّهُ لَا يَمْلِكُ أَحَدٌ مَعَهُ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَتُؤْمِنَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ, وَتَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَهُمَا قَبْلَ الْخَلْقِ, ثُمَّ خَلَقَ الْخَلْقَ لَهُمَا, وَجَعَلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ, وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ إِلَى النَّارِ عَدْلٌ مِنْهُ، فَكُلٌّ يَعْمَلُ لِمَا فُرِغَ مِنْهُ, وَصَائِرٌ إِلَى مَا خُلِقَ لَهُ"، فَقُلْتُ: صَدَقَ اللَّهُ, وَرَسُولُهُ صَلَّى الله عليه وسلم.

_ 1 هكذا بالأصل، وفي: المطالب العالية: جـ 80/3: "فماذا تلقى أُمَّتِي مِنْهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَالْجِدَالِ، أُولَئِكَ زَنَادِقَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَفِي زَمَانِهِمْ يَكُونُ ظُلْمُ السُّلْطَانِ، فَيَا لَهُ مِنْ ظُلْمٍ, وَحَيْفٍ, وَأَثَرَةٍ". 2 في الأصل: وصدق، والمثبت من النسخة الثانية.

224 [حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ -يَعْنِي الْبَزَّارَ-] 1، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ, فَذَكَرَ مِثْلَهُ. 225 حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ, قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ, فَذَكَرُوا أَنَّ رِجَالًا يَقُولُونَ: قَدَّرَ اللَّهُ كُلَّ شَيْءٍ مَا خَلَا الْأَعْمَالَ، فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ سَعِيدًا قط غضب غضبًا أشد منه يؤمئذ، حَتَّى هَمَّ بِالْقِيَامِ، ثُمَّ إِنَّهُ سَكَنَ, ثُمَّ قَالَ: قَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ فِيهِمْ حَدِيثًا كَفَاهُمْ بِهِ شَرَّهُمْ، وَيْحَهُمْ لَوْ يَعْلَمُونَ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ, مَا هُوَ؟، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ, وَقَدْ سَكَنَ بَعْضُ غَضَبِهِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, أَنَّهُ سَمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم

_ 224- انظر تخريج النص السابق. 1 ساقط من الأصل، وهو موجود عند الآجري في: الشريعة: صـ 180 من طريق المصنف. 225- في إسناده عطية بن عطية، قال العقيلي: مجهول بالنقل، وفي حديثه اضطراب, ولا يتابع عليه: الضعفاء: جـ 357/3. وقال الذهبي في: الميزان: جـ 80/3: لا يعرف، وأتى بخبر موضوع طويل. وأخرجه من هذا الوجه الطبراني: جـ 245/4، والعقيلي في: الضعفاء: جـ 357/3، وابن بطة في: الإبانة: 1517، واللالكائي: 1099، والبيهقي في: القضاء والقدر: ق 38: مخطوط. وانظر تخريج نص: 223.

يَقُولُ: "يَكُونُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَبِالْقُرْآنِ, وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، كَمَا كَفَرَتِ الْيَهُوَدُ وَالنَّصَارَى"، قَالَ: فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ ذَلِكَ؟، قَالَ: "يُقِرُّونَ ببعض القدر, ويكفرون ببعضه"، وقال: كيف يَقُولُونَ؟، قَالَ: "يَجْعَلُونَ إِبْلِيسَ عَدْلًا لِلَّهِ فِي خَلْقِهِ, وَقَوْلِهِ, وَقُدْرَتِهِ, وَرِزْقِهِ، وَيَقُولُونَ: الْخَيْرُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَالشَّرُّ مِنْ إِبْلِيسَ، فَيَكْفُرُونَ بِالْقُرْآنِ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ، فَمَا يَلْقَى أُمَّتِي مِنْهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَالْجِدَالِ، أُولَئِكَ زَنَادِقَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَفِي زَمَانِهِمْ يَكُونُ ظُلْمُ السُّلْطَانِ فيا له 1 من ظلم, وجنف, وَأَثَرَةٍ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ طَاعُونًا, فَيُفْنِي عَامَّتَهُمْ، ثُمَّ يَكُونُ الْخَسْفُ فَمَا أَقَلَّ مَنْ يَنْجُوِ مِنْهُ، الْمُؤْمِنُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ فَرَحُهُ، شَدِيدٌ غمُّه، ثُمَّ يَكُونُ الْمَسْخُ، فَيَمْسَخُ اللَّهُ تَعَالَى عَامَّةَ أُولَئِكَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ, ثُمَّ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ"، قَالَ: ثُمَّ بَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَكَيْنَا لِبُكَائِهِ، قَالَ: ثُمَّ قُلْنَا: مَا هَذَا الْبُكَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: "رَحْمَةً لَهُمُ الْأَشْقِيَاءُ، لِأَنَّ مِنْهُمُ الْمُتَعَبِّدُ, وَمِنْهُمُ الْمُجْتَهِدُ، مَعَ إنهم ليسوا بأول من سبق إلى هذا الْقَوْلِ، وَضَاقَ بِهِ ذَرْعًا، إِنَّ عَامَّةَ مَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَبِالتَّكْذِيبِ بِالْقَدَرِ"، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ؟، قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ، وَأَنَّهُ لَا يَمْلِكُ أَحَدٌ مَعَهُ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا، وَتُؤْمِنَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَهُمَا قَبْلَ الْخَلْقِ، ثُمَّ خَلَقَ خَلْقَهُ، فَجَعَلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ،

_ 1 في الأصل: فقال، والتصويب من كتاب: الضعفاء: للعقيلي: جـ 357/3.

وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ إِلَى النَّارِ، عَدْلٌ ذَلِكَ مِنْهُ، كُلٌّ يَعْمَلُ فِيمَا قَدْ فَرَغَ مِنْهُ لَهُ، وَهُوَ صَائِرٌ إِلَى مَا خُلِقَ لَهُ"، قَالَ: قُلْتُ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. 226 حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ1، عَنْ خصيف، قال: انطلقت أنا ومجاهداً إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، نَسْأَلَهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ} 2، [قَالَ: قَدْ رَقَمَ اللَّهُ عَلَى الْفُجَّارِ مَا هُمْ عَامِلُونَ فِي سِجِّينٍ، فَهُوَ أَسْفَلُ، وَالْفُجَّارُ مُنْتَهُوَنَ إِلَى مَا قَدْ رَقَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَرَقَمَ عَلَى الْأَبْرَارِ مَا هُمْ عَامِلُونَ فِي عِلِّيِّينَ، وَهُمْ فَوْقَ، فَهُمْ مُنْتَهُوَنَ إِلَى مَا قد رقم الله عليهم] 3.

_ 226- في إسناده خصيف، صدوق سيئ الحفظ، خلط بأخرة، ورمي بالإرجاء، وعزاه في: الدر المنثور، إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر. قلت: وأخرجه البيهقي في: القضاء والقدر: ق 89، -مخطوط، من طريق سعيد بن منصور، عن عتاب، به، وأخرجه كذلك اللالكائي: 985، مختصراً، وأخرج الجملة الأخيرة من كلام محمد بن كعب، عبد الله بن أحمد في: السنة: 919، وفي إسناده خصيف، وللجملة الأخيرة شاهد سيأتي عند المصنف، في نص: 245، فانظره هناك. 1 في الأصل: عتاب بن يسار، والتصويب من: تهذيب الكمال: ترجمة خصيف، والبيهقي في: القضاء والقدر: ق 89. 2 سورة المطففين: الآية7. 3 تحريف واضح في الأصل: "وهو أسفل، فالفجار منتهون إلى ما قد رقم الله عز وجل عليهم ما هم عاملون، والأبرار وهم ينتهون إلى ما قد رقم الله عز وجل عليهم في عليين"، والتصويب من: الدر المنثور، والقضاء والقدر: للبيهقي: مخطوط: ق 89.

وَقَالَ الْقُرَظِيُّ: وَجَدْتُ فِي الْقُرْآنِ آيَةً أُنْزِلَتْ فِي أَهْلِ الْقَدَرِ: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} 1 الْآيَةَ. 227 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِيءُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ [أَبِي] 2 أَيُّوبَ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ [شَرِيكٍ] 3 الْهُذَلِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "لَا تُجَالِسُوا أهل القدر، ولاتفاتحوهم" 4. 228 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عبد الرحمن المقرئ، عن سعيد بن

_ 1 سورة القمر: الآية 48. 227- إسناده ضعيف، حكيم بن شريك: مجهول كما قال أبو حاتم، نقله عنه الذهبي في: الميزان: جـ 586/1، ووثقه ابن حبان. وأخرجه أحمد: جـ 30/1، وأبو داود: 4710، وابن عاصم في: السنة: 330، وابن حبان: 79/ الإحسان، والآجري في: الشريعة: صـ 217، والحاكم: جـ 85/1، والبيهقي في: السنن الكبرى: جـ 204/10، والضياء في: المختارة: 301، وغيرهم. 2 زيادة من كتب التراجم، ومصادر الحديث. 3 في الأصل: "مسروق"، والتصويب من كتب التراجم، ومصادر الحديث. 4 في الأصل: "ولا تناكحوهم"، والمثبت من الشريعة: للآجرى، فقد ساقه من طريق المصنف، وكذلك جميع مصادر التخريج اتفقت على ذلك، إلا ما كان عند ابن أبي عاصم في: السنة: "ولا تقاعدوهم". 228- إسناده، كسابقه.

أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْقَدَرِ، وَلَا تُفَاتِحُوهُمْ" 1. 229 حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، وَهُوَ أَبُو مُطِيعٍ الطَّرَابُلُسِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاتجالسوا أَهْلَ الْقَدَرِ، وَلَا تُفَاتِحُوهُمْ" 2. 230 حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، أَوْ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَا بريء ممن لم يؤمن بالقدر.

_ 1 في الأصل: "ولا تناكحوهم"، وانظر هامش3، في النص السابق. 229- هكذا هو في الكتاب، من مسند أبي هريرة، والعلة لا زالت قائمة، وهي جهالة حكيم بن شريك. 2 سبق الإشارة إلى أنه في الأصل: "ولا تناكحوهم"، فانظر نص: 227. 230- الشعبي لم يسمع من ابن عمر، قاله أبو حاتم في: المراسيل، وأخرجه كذلك ابن بطة في: الإبانة: 1606، واللالكائي: 1164، وهو صحيح، عن ابن عمر، انظر نص: 209.

231 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ نِزَارٍ عَلِيُّ، أَوْ مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَيْسَ لَهُمَا فِي الْإِسْلَامِ نَصِيبٌ، الْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ". 232 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسًا، وَإِنَّ مَجُوسَ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْقَدَرِيَّةُ، فَإِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا، فَلَا تَشْهَدُوهُمْ". 233 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ مَكْحُولٍ، عن أبي هريرة

_ 231- المشهور أن الحديث من رواية عكرمة، عن ابن عباس، وأظن-والله أعلم- أن الوهم من شيخ المصنف، فإنه كانت له أوهام، والحديث رواه الآجري من طريق المصنف على هذا الوجه الذي أمامك. والحديث ضعيف، فهذا الإسناد فيه نزار بن حيان ضعيف، كما في: التقريب. وانظر: تنزيه الشريعة: لابن عراق: جـ 318/1، وفيض القدير: للمناوي: جـ 207/4-208، وأجوبة الحافظ ابن حجر، عن أحاديث المصابيح: الحديث الأول. 232- مكحول لم يلقَ أبا هريرة، قاله أبو زرعة، انظر: المراسيل، لابن أبي حاتم، وقال الدارقطني في: العلل: 8: 289: مكحول لم يسمع من أبي هريرة، وانظر نص: 216. 233- انظر النص السابق.

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسًا، وَإِنَّ مَجُوسَ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْقَدَرِيَّةُ، فَلَا تَعُودُوهُمْ إِذَا مَرِضُوا، وَلَا تُصَلُّوا عَلَيْهِمْ إِذَا مَاتُوا". 234 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بِإِسْنَادِهِ، مِثْلَهُ سَوَاءً. 235 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا [الْحَسَنِ] 1، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَيْسَرَةَ الشَّامِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسًا، وَإِنَّ مَجُوسَ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْقَدَرِيَّةُ، فَإِنْ مَرِضُوا، فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا، فَلَا تَشْهَدُوهُمْ". 236 حَدَّثَنَا 1 أَبُو بَكْرِ بن أبي شيبة، حدثنا عيسى بن

_ 234- انظر النص السابق. 235- فيه نفس العلة السابقة، وهي الانقطاع بين مكحول، وأبي هريرة، وانظر نص: 232. 1 في الأصل: سمعت أبا الحر، والمثبت من: الشريعة للآجري، والسنة: لابن أبي عاصم: جـ 151/1، وابن عدي في: الكامل: جـ 137/2، والسيوطي في: اللآلئ المصنوعة: جـ 257/1، وورد في كثير من المصادر أبا الحر، فالله أعلم، فإني لم أتبين من هو. 236- إسناده ضعيف، لجهالة الرجل، وعمر مولى غفرة ضعيف، وقد اضطرب في إسناده، قاله الألباني في تخريج كتاب: السنة: لابن أبي عاصم: جـ 145/1. وانظر تخريج نص: 216. 1 حصل تكرار في الأصل للنصوص: 233، 234، 235، وكتبت على الهامش، وكتب عليها: معاد، فحذفتها، فلزم التنبيه.

يونس بن عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسًا، وَإِنَّ مَجُوسَ أُمَّتِي الْقَدَرِيَّةُ الَّذِينَ يَقُولُونَ: لَا قَدَرَ، إِنْ مَرِضُوا، فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَمَنْ مَاتَ مِنْهُمْ، فَلَا تَشْهَدُوهُ، أُولَئِكَ شِيعَةُ الدَّجَّالِ، وَحُقَّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُلْحِقَهُمْ بِهِ. 237 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى غُفْرَةَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليهم وَسَلَّمَ: "إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسًا، وَمَجُوسُ أُمَّتِي الَّذِينَ يَقُولُونَ: لَا قَدَرَ، إِنْ مَرِضُوا، فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا، فَلَا تَشْهَدُوهُمْ". 238 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ [أَبِي] كَثِيرٍ، قال: الكلام في القدر أبو جاد الزندقة. 239 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، قال: سمعت القاسم وسالماً يلعنان القدرية.

_ 237- عمر، ضعيف كما سبق، وانظر تخريج نص: 216. 238- إسناده صحيح، وأخرجه ابن بطة في: الإبانة: 1797، والبيهقي في: القضاء والقدر: ق 91، وما بين القوسين من مصادر التخريج. 239- أخرجه عبد الله بن أحمد في: السنة: 848، 851، والآجري في: الشريعة: صـ 204، من طريق المصنف، ابن بطة في: الإبانة: 1552، واللالكائي: 1167.

240 حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ رَجَاءٍ الْمَكِّيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَيَهُودُهَا، فَإِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا، فَلَا تَشْهَدُوهُمْ. 241 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن

_ 240- رجاء ضعفه ابن معين، وغيره: لسان الميزان: جـ 455/2، وانظر نص: 216. وأخرجه من هذا الوجه الآجري في: الشريعة: صـ 205، من طريق المصنف، وابن بطة في: الإبانة: 1752، من طريق الآجري. 241- إسماعيل بن عياش صدوق في روايته، عن أهل بلده، وهذه منها، ويحيى بن القاسم، وأبوه ذكرهما: البخاري: جـ 163/7, جـ 300/8، ولم يذر فيهما جرحاً ولا تعديلاً، ووثقهما ابن حبان: الثقات: جـ 607/7، جـ 303/5، وبيض لهما ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل: جـ 182/9، جـ 111/7، فهما علة الحديث. والحديث له شواهد منها حديث ابن عمر، عند ابن أبي عاصم في: السنة: جـ 143/1، بسند ضعيف كما قال الشيخ الألباني، والثاني من حديث أبي أمامة، أخرجه الطبراني في: الأوسط: مجمع البحرين/ 3267، وفيه سلم بن سالم، ضعيف، ومن حديث أبي هريرة عند المصنف: 430, وفيه بحر السقا, وهو ضعيف, ومن حديث سهل بن سعد عند الطبراني: 186/6, وفيه بحر أيضًا. والحديث أخرجه الفسوي: جـ 252/1، وابن أبي عاصم في: السنة: جـ 141/1، والطبراني في: الصغير: جـ 104/2، والأوسط: مجمع البحرين: 3266، والكبير: مجمع الزوائد: جـ204/7, ومسند الشاميين: جـ 327/2، والآجري في: الشريعة: صـ 179، وابن بطة في: الإبانة: 1524، وتمام في: الفوائد: 38- الروض البسام، واللالكائي: 1113, كلهم من رواية عمر بن يزيد النصري, عن عمرو بن مهاجر، والآجري في: الشريعة ساق الحديث من طريق الفريابي، حدثنا صفوان بن صالح، حدثنا محمد شعيب، أخبرنا عمر بن يزيد الدمشقي, وساقه. فالله أعلم، هل وهم الناسخ في كتابته، أم أن إسماعيل متابع لعمر بن يزيد، ويؤيد الأول قول الطبراني: لم يروه عن عمر بن عبد العزيز إلا عمرو، ولا عنه إلا عمر بن يزيد، تفرد به محمد بن شعيب. انظر: مجمع البحرين: جـ 394/5.

عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ, عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا هَلَكَتْ 1 أُمَّةٌ قَطُّ إِلَّا بِالشِّرْكِ، وَمَا أَشْرَكَتْ أُمَّةٌ قَطُّ, إِلَّا كَانَ بُدُوَّ إِشْرَاكِهَا التَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ". 242 حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ أَيُّوبَ أَبُو عِمْرَانَ الطَّالْقَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَخْزُومٍ2 يحدِّث عَنْ سَيَّارٍ, وَأَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ كَانَا يَقُولَانِ: التَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ شِرْكٌ. 243 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وكيع, عن

_ 1 في الأصل: "ما أشركت"، والتصويب من مصادر الحديث. 242- أبو مخزوم لم أعرف حاله، وأشار إليه الدولابي في الكنى، والأثر أخرجه الآجري في: الشريعة: صـ 205 من طريق المصنف. 2 في الأصل: "أبا محروم" والتصويب من: الشريعة، والمصنف: ق33 حيث سيعيد الأثر. 243- معن هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، لم أجد من نص على روايته عن جده, ووكيع ممن روى عن المسعودي قبل الاختلاط, كما تابع وكيعًا معاذ بن معاذ عند ابن بطة في: الإبانة: 1544, ولكنه قال: عن معن، عن رجل، عن عبد الله بن مسعود، ومرة قال معاذ، حدثنا المسعودي، حدثنا معن, قال: كان ابن مسعود يقول، وذكره 1592، وأخرجه الآجري: صـ 189 من طريق المصنف، وابن بطة: 1545.

الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ مَعْنٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا كَانَ كُفْرٌ بَعْدَ نُبُوَّةٍ1، إِلَّا كَانَ مَعَهُ2 التَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ. 244 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ, عَنْ [يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ, عَنْ] 3 أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: بَلَغَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَقُولُ: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُكْفَأُ الْإِسْلَامُ كَمَا يُكْفَأُ الْإِنَاءُ، بِقَوْلِ النَّاسِ فِي الْقَدَرِ. 245 حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع, عن سُفْيَانَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ4، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ, يُخَاصِمُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقَدَرِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ

_ 1 في الأصل: "كير بعد سوه"، ثم كتبت على هامش النسخة الثانية غير واضحة أيضًا، والمثبت من مصادر التخريج. 2 في الأصل: "معها"، والتصويب من: الشريعة للآجري. 244- هذا منقطع بين أبي بكر بن المنكدر, وعبد الله بن عمرو، وأخرجه ابن بطة في: الإبانة: 1645، وعزاه في: كنز العمال إلى ابن أبي شيبة: جـ 355/1. 245- أخرجه مسلم: 2656 بمثل إسناد المصنف، فهو صحيح. 4 في الأصل: المخرمي، والتصويب من: تقريب التهذيب.

سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} 1. 246 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ, عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} 2، قَالَ: نَزَلَتْ تَعْيِيرًا لِأَهْلِ الْقَدَرِ. 247 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ, عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ, أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَشَفَ سِتْرًا فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ مِنْ بَيْتِ رَجُلٍ قَبْلَ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ، فَرَأَى عَوْرَةَ أَهْلِهِ، فَقَدْ أَتَى حَدًّا لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ، لَوْ أَنَّهُ حِينَ أَدْخَلَ بَصَرَهُ, اسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ, فَفَقَأَ عَيْنَهُ، مَا عَيَّرْتُ عَلَيْهِ، وَإِنْ مَرَّ رَجُلٌ عَلَى بَابٍ لَا سِتْرَ لَهُ, غَيْرِ مُغْلَقٍ، فَيَنْظُرُ، لَا خَطِيئَةَ عَلَيْهِ، إنما الخطيئة على أهل البيت".

_ 1 سورة القمر: الآيتان 48, 49. 246- سالم: صدوق في الحديث، إلا أنه شيعي غالٍ، وتابعه عاصٍ بن محمد العمري, عند ابن بطة: 1535، وأخرجه سفيان بن عيينة في جامعه، كما قال السيوطي في: الدر المنثور: جـ 674/7، وعبد الله بن أحمد في: السنة: 941، وابن جرير في: تفسيره: جـ 111/27، وابن بطة في: الإبانة: 1535، فالأثر صحيح. 2 سورة القمر: الآية 49. 247- ابن لهيعة فيه ضعف, وهو مدلس, وقد عنعن، وهكذا أخرجه الترمذي: 2707، وأحمد: جـ 181/5، ولم أعرف وجه إيراد هذا الحديث في الكتاب إلى الآن -والله أعلم-, وكذلك الحديث الذي بعده.

248 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَحْصِبِيُّ, أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْتَأْذِنَ مَشَى مَعَ الْجِدَارِ مَشْيًا, وَلَا يَسْتَقْبِلُ الْبَابَ اسْتِقْبَالًا. 249 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَخْزُومٍ1 عَنْ سَيَّارٍ أَبِي2 الْحَكَمِ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ وَفْدَ نَجْرَانَ قَالُوا: أمَّا الْأَرْزَاقُ, وَالْآجَالُ, فَبِقَدَرٍ3، وَأَمَّا الْأَعْمَالُ فَلَيْسَتْ بِقَدَرٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ} 4 إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. 250 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حماد، حدثنا معتمر بن سليمان

_ 248- إسناده حسن، وأخرجه أحمد: جـ 189/4، وأبو داود: 5186، والبخاري في: الأدب المفرد: 1078، والمزي في: تهذيب الكمال: في ترجمة محمد اليحصبي, وصححه الألباني في: صحيح الأدب المفرد: 822. 249- أبو مخزوم: سبق أن ذكرت أني لم أعرف حاله، انظر نص: 242, وأخرجه الآجري من طريق المصنف: الشريعة: صـ 205، وابن بطة في: الإبانة: 1826 من طريق الآجري. 1 في الأصل: "محروم"، والتصويب من: الشريعة, والإبانة. 2 في الأصل: عن الحكم. 3 في الأصل: "والآجال, قال: فبقدر", فحذفت قال، وفاقًا لما في: الشريعة. 4 سورة القمر: الآية 47. 250 - محمد بن أبي حميد، ضعيف، وأخرجه الآجري في: الشريعة: صـ 203، وابن بطة في: الإبانة: 1768.

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ, قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَقَدْ سَمَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُكَذِّبِينَ بِالْقَدَرِ باسمٍ, نَسَبَهُمْ إِلَيْهِ فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} 1 فَقَالَ: هُمُ الْمُجْرِمُونَ. 251 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَرَّادُ2, حَدَّثَنَا أَبُو مَوْدُودٍ, أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ قَالَ لهم: لا تخاصموا هؤلاء3 القدرية, ولا تجسالوهم، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُجَالِسُهُمْ4 رَجُلٌ، ثُمَّ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ فِقْهًا فِي دِينِهِ, وعلمًا في

_ 1 سورة القمر: الآيات 47-49. 251- أبو مودود هو: عبد العزيز بن أبي سليمان، وثقه أحمد, ويحيى بن معين، وأبو داود، والحسن بن علي البراد ذكره البخاري في: التاريخ الكبير: جـ 298/2,, ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا, وذكره ابن أبي حاتم في: الجرح والتعديل, وقال: سألت أبي عن الحسن بن علي البراد, فقال: شيخ مديني حدثنا عنه إبراهيم بن المنذر، الجرح: جـ 20/3، وذكره ابن حبان في: الثقات: جـ 168/8, وروى عن جمع، فالإسناد لا بأس به إن شاء الله، وأخرجه الآجري في: الشريعة: صـ 203، وابن بطة في: الإبانة: 1765. 2 في الأصل: النزاد، والتصويب في كتاب الرجال، وما في: الشريعة, والإبانة خطأ. 3 في الأصل: "هذه". 4 في الأصل: "لا يجالسها".

كِتَابِهِ، إِلَّا أَمْرَضُوهُ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنَّ يَمِينِي هَذِهِ تُقْطَعُ عَلَى كِبَرِ سِنِّي، وَأَنَّهُمْ أَتَوْا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ آيَةً، وَلَكَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ بِآخِرِهَا, وَيتْرُكُونَ أَوَّلهَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَإِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ أَعْلَمُ بِاللَّهِ مِنْهُمْ، إِنَّ ابْلِيسَ لَعَنَهُ اللَّهُ يَعْلَمُ مَنْ أَغْوَاهُ، وَهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يُغْوُونَ أَنْفُسَهُمْ, وَيُرْشِدُونَهَا. 252 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَرْطَاةَ بْنَ الْمُنْذِرِ, قُلْتُ1: أَرَأَيْتَ مَنَ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ؟، قَالَ: هَذَا لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقُرْآنِ، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ مَنْ فَسَّرَهُ عَلَى الْجُذَامِ وَالْبَرَصِ، وَالطَّوِيلِ وَالْقَصِيرِ، وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ؟ , قَالَ: هَذَا لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقُرْآنِ، قُلْتُ: فَشَهَادَتُهُ؟ قَالَ: إِذَا اسْتَقَرَّ أَنَّهُ كَذَلِكَ، لَمْ تَجُزْ شَهَادَتُهُ؛ لِأَنَّهُ عَدُوٌّ، وَلَا تَجُوزُ شَهَادَةُ عَدُوٍّ. 253 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الوليد, قال:

_ 252- في إسناده محمد بن مصفى, شيخ المصنف، صدوق, له أوهام، وأخرجه الآجري في: الشريعة: صـ 206، وابن بطة: 1825. 1 في الأصل: من أقرَّ بالفرائض, وقال: لا أؤدي من زكاة مالي، قال: لا يترك هذا على هذه الصفة، أوشك إن يترك هذا, أن يكون فيه يدعون إليه حتى يكون الْجُذَامِ وَالْبَرَصِ، وَالطَّوِيلِ وَالْقَصِيرِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ, قَالَ: هذا لم يؤمن بالقرآن، قلت فشهادتهم؟، قال: إذا استقر أنهم كذلك لم يجز شهادتهم؛ لأنه عدو, ولا تجوز شهادة عدو, وهذا غير واضح، وأثبت ما في مصادر التخريج. 253- بقية: مدلس, ولم يصرح بالسماع، وأخرج البيهقي في: القضاء والقدر: ق 88: مخطوط، نحوه عن عطاء, وفيه ابن جريج، وهو مدلس, وقد عنعن.

قَالَ أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ: سَمِعْتُ أَنَّهُ يُقَالُ: مَا فَتَّشْتُ قَدَرِيًّا إِلَّا وَجَدْتُهُ مَنْظُومًا1 بِحُمْقِهِ. 254 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنِي الْمُعَلَّى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, قَالَ: سَمِعْتُ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ: فِيهِمْ نَزَلَتْ: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ} 2، إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. 255 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ, عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ, قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: إِنَّ آفَةَ كُلِّ دِينٍ الْقَدَرُ. 256 حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ, عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ, عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ, قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: لَعَنَ اللَّهُ أهل القدر الذين يصدقون3 بالقدر, ويكذبون وبالقدر.

_ 1 تحتمل في الرسم: ملطومًا. 254- شيخ المصنف, صدوق, له أوهام، وانظر نص: 245. 2 سورة القمر: الآية 47. 255- إسناده صحيح، وإبراهيم هو: النخعي, وأخرجه عبد الله بن أحمد في: السنة: 895, والآجري: صـ 204، وابن بطة في: الإبانة: 1801. 256- إسناده ضعيف، موسى بن وردان, صدوق ربما أخطأ, وابن لهيعة مدلس, وقد عنعن, وهو مع ذلك قد اختلط، ولكنه متابع عند عبد الله بن أحمد في: السنة: 920, والحديث هنا موقوف على أبي هريرة، والرواية التالية فيها رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فانظر تخريجه هناك. 3 على الهامش: "يصدون".

257 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ, عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ, أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَعَنَ اللَّهُ أَهْلَ الْقَدَرِ الَّذِينَ يُؤْمِنَونَ بِقَدَرٍ وَيُكَذِّبُونَ بقدرٍ". 258 حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَنْطَاكِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ, قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حازم يقول: لعن الله دينًا أَكْبَرُ مِنْهُ1، يَعْنِي الْقَدَرِيَّةَ. 259 حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ عبد الرحمن بن عمرو الحراني،

_ 257- إسناده ضعيف، للعلة التي سبقت في الإسناد الماضي، وأخرجه مرفوعًا الآجري: صـ 180، والطبراني في: الأوسط: 3270: مجمع البحرين, وقال: لم يروه عن موسى, إلا ابن لهيعة، وكذلك أخرجه ابن بطة في: الإبانة: 1542. 258- شيخ المصنف متابع، فالأثر صحيح، وأخرجه أحمد: جـ 181/2، وابنه عبد الله في: السنة: 916، واللالكائي: 1387 بعد رواية حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: "لا يؤمن المرء حتى يؤمن بالقدر خيره وشره" مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ذكروا كلام أبي حازم, بعده، حيث إنه أحد الرواة في المسند. 1 في الأصل كأنها: "أنا لزمته"، والتصويب من مصادر التخريج. 259- شيخ المصنف, لم أعرفه، وهو متابع, فالأثر صحيح، وأخرجه عبد الله بن أحمد في: السنة: 870، والبزار: 2180 مرفوعًا, ثم قال: قد رواه جماعة، فوقفوه على ابن عباس، انظر: كشف الأستار: جـ 35/3، وأخرجه كذلك الطبراني: 3285: مجمع البحرين، والحاكم: جـ 33/1، واللالكائي: 1126.

حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ, عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ, قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَلَى الْمِنْبَرِ, بِالْبَصْرَةِ, يَقُولُ: لَا يَزَالُ أَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مُوَازِيًا أَوْ مُوَاتِيًا, مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا1 فِي الْوِلْدَانِ وَالْقَدَرِ. 260 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ, وَيَزِيدُ, عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ, وَقَالَ يَزِيدُ أَبُو رَجَاءٍ, قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ, قَالَ: لَا يَزَالُ أَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أمَمًا, أَوْ قَالَ مُقَارَبًا, أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهُ مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا فِي الْوِلْدَانِ وَالْقَدَرِ. 261 حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ2 إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: مَا فِي الْأَرْضِ قَوْمٌ أَبْغَضُ إليَّ مِنْ أَنْ يَجْيئُونِي, فَيُخَاصِمُونِي, مِنَ الْقَدَرِيَّةَ؛ وَمَا ذَاكَ إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ قُدْرَةَ اللَّهِ, إِنَّ اللَّهَ: {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} 3.

_ 1 في الأصل: "يتعلموا"، والمثبت من مصادر التخريج. 260- إسناده صحيح، وانظر تخريجه فيما سبق. 261- عطاء اختلط، وأبو عوانة سمع منه في الصحة, والاختلاط، فلا يحتج بحديثه: الكواكب النيرات: صـ 62. والأثر أخرجه عبد الله بن أحمد في: السنة: 912, وابن بطة في: الإبانة: 1637, وعزاه في: الدر المنثور إلى سعيد بن منصور, وابن المنذر. 2 في الأصل: أبو مسعود, وإسماعيل. 3 سورة الأنبياء: الآية 23.

262 حدثنا أبو بكر بن أبي شبية، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ, عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ, أَنَّهُ كَانَ مَعَ طاووس يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَمَرَّ بِمَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، فَقَالَ قَائِلٌ لطاووس: هَذَا مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، فَعَدَلَ إِلَيْهِ, فَقَالَ: أَنْتَ الْمُفْتَرِي عَلَى اللَّهِ؟ , الْقَائِلُ مَا لَا يَعْلَمُ؟، قَالَ: إِنَّهُ يَكْذِبُ عَلَيَّ، قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: فعدلت مع طاووس, حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ لَهُ طاووس: يَا أَبَا عَبَّاسٍ, الَّذِينَ يَقُولُونَ فِي الْقَدَرِ؟، قَالَ: أَرُونِي بَعْضُهُمْ، قُلْتُ: تَصْنَعُ مَاذَا؟، قَالَ: إِذًا أَضَعُ يَدِي فِي رَأْسِهِ, وَأَدُقُّ عُنُقَهُ. 263 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ, عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ, قَالَ: كُنْتُ أطوف بالبيت مع طاووس, فَمَرَرْنَا بِمَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ, فَذَكَرَ مِثْلَهُ. 264 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْثَدٍ1, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ, أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ, قال: كنت أنا, وطاووس نطوف بالبيت مع

_ 262- إسناده صحيح، وأخرجه عبد الله بن أحمد في: السنة: 911، والآجري: الشريعة: 218، وابن بطة في: الإبانة: 1611، واللالكائي: 1322. 263- إسناده صحيح، وانظر النص السابق. 264- صحيح، انظر ما سبق من النصوص. 1 هكذا بالأصل، ولعله ابن أبي فروة.

طاووس1، فَذَكَرَ أَنَّ مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ تَكَلَّمَ فِي الْقَدَرِ, وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْقَدَرِ، فَعَدَلْتُ إليه, فقال له طاووس: أَنْتَ الْمُفْتَرِي عَلَى اللَّهِ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ يَكْذِبُ عَلَيَّ، قَالَ: فَانْصَرَفْنَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ, فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَرُونِي مِنْهُمْ إِنْسَانًا، فَوَاللَّهِ لَا تُرُونِيهِ إِلَّا جَعَلْتُ يَدِي فِي رَأْسِهِ، فَلَا أُفَارِقَهُ حَتَّى أَدُقَّ عُنُقَهُ. 265 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ, عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عبد الملك بن ميسرة، عن طاووس, قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي حَلْقَةٍ، فَذَكَرُوا أَهْلَ الْقَدَرِ، قَالَ: مِنْهُمْ هَاهُنَا أَحَدٌ؟، فَأَخَذَ بِرَأْسِهِ وَأَقْرَأَ عَلَيْهِ: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً} 4، ثُمَّ أَقْرَأَ عَلَيْهِ آيَةَ كَذَا، وَآيَةَ كَذَا، آيٍ فِي الْقُرْآنِ. 266 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ, عَنْ عَمْرٍو هُوَ ابن دينار, قال: قال لنا طاووس: أَخَّرُوا3 مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ, فَإِنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ فِي القدر.

_ 1 هكذا الجملة بالأصل. 265- رجاله ثقات، لكن فيه تدليس الأعمش، وأخرجه عبد الله بن أحمد في: السنة: 922، والآجري: الشريعة: صـ 196 وابن بطة:1630 في: الإبانة. 2 سورة الإسراء: الآية 4. 266- إسناده إلى طاووس صحيح، وأخرجه الآجري في: الشريعة: 218، وعبد الله في: السنة: 847. 3 جاءت في بعض المصادر: "اخزوا".

267 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, قَالَ: ذَكَرْتُ لِأَبِي بِشْرٍ حَدِيثًا عَنْ أَبِي هَاشِمٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْقَدَرِ, فَقَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: ذَكَرُوا لِابْنِ عَبَّاسٍ, فَاحْتَفَزَ, وَقَالَ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ عِنْدِي لَعَضَضَتُ أَنْفَهُ. 268 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا شعبة، حدثنا أبو هاشم, عن مجاهد، عن ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: لَوْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمْ لَأَخَذْتُ بِشَعَرِهِ، يَعْنِي الْقَدَرِيَّةَ، قَالَ شُعْبَةُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا بِشْرٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: ذُكِرُوا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ, فَاحْتَفَزَ, وَقَالَ: لَوْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمْ لَعَضَضَتُ أَنْفَهُ. 269 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ, عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ, قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ آتِيكَ بِرَجُلٍ يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ، فَقَالَ: لَوْ أَتَيْتَنِي بِهِ لَأَسَبْتُ لَهُ وَجْهَهُ، وَلَأَوْجَعْتُ رَأْسَهُ لَا تُجَالِسْهُمْ, وَلَا تُكَلِّمْهُمْ. 270 حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا معاذ بن معاذ،

_ 267- إسناده صحيح، وسبق في نص: 81. 268- إسناده صحيح، وسبق في نص: 81. 269- في إسناده شريك وهو ابن عبد الله النخعي، صدوق يخطئ كثيراً، وأخرجه الآجري في: الشريعة: صـ 197. 270- رجاله ثقات، لكن فيه تدليس الأعمش، وأخرجه عبد الله في: السنة: 847ب، وأخرجه ابن بطة في: الإبانة: 1829.

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ, عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الصحي, قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ: لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْقَدَرِ. 271 حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ, عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, أَنَّهُمْ ذَكَرُوا الْقَدَرِيَّةَ عِنْدَهُ, فَقَالَ: لَعَلَّ فِي الْبَيْتِ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَمَدَّ يَدَهُ، أَيْنَ هُوَ؟، أَرِنِيهُ حَتَّى آخُذَ بِرَأْسِهِ، وذلك بعد ما ذَهَبَ بَصَرُهُ. 272 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة، مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ, عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ1, قَالَ: قِيلَ لِنَافِعٍ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ، فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصَى, فَضَرَبَ بِهِ وَجْهَهُ. 273 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ, عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلٍ نَافِعِ بْنِ مَالِكٍ, قَالَ: كُنْتُ أَسِيرُ مَعَ عمر بن عبد العزيز, فاستشارني في القدرية، فَقُلْتُ: أَرَى أَنْ تَسْتَتِيبَهُمْ، فَإِنْ تَابُوا, وَإِلَّا عَرَضْتُهُمْ عَلَى السَّيْفِ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّ ذَاكَ رأيي، قال مالك: وذلك رأيي.

_ 271- شيخ المصنف, تُكُلِّمَ فيه، وهو متابع, عند ابن بطة في: الإبانة 1612, فالأثر صحيح. 272- معاوية, وهشام, صدوقان, لهما أوهام, وأخرجه الآجري في: الشريعة: صـ 204. 1 في الأصل: معاوية بن هشام بن سعد، والتصويب من: الشريعة. 273- إسناده صحيح، وأخرجه مالك: كتاب القدر: جـ 900/2 وغيره.

274 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مَعْنٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ, مِثْلَهُ. 275 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ, وَالِدُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سُهَيْلٍ نَافِعُ بْنُ مَالِكٍ, قال: سايرت عمر بن الْعَزِيزِ, فَاسْتَشَارَنِي فِي الْقَدَرِيَّةِ, فَقُلْتُ: أَرَى أَنْ تَسْتَتِيبَهُمْ، فَإِنْ تَابُوا, وَإِلَّا ضَرَبْتُ أَعْنَاقَهُمْ، قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَا إِنَّ تِلْكَ سِيرَةُ الْحَقِّ فِيهِمْ. 276 قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُصْعَبٍ الزُّهْرِيِّ, وَكَتَبْتُ مِنْ كِتَابِهِ، قُلْتُ: حَدَّثَكُمْ عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو سُهَيْلِ بْنُ مَالِكٍ, قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ, فَتَلَى هَذِهِ الْآيَةَ: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ} 1، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا سُهَيْلٍ: مَا تَرَكَتْ لَهُمْ هَذِهِ الْآيَةُ حُجَّةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، وَإِنِّي لَأَتَأَلَّى فِيهِمْ، قُلْتُ: يُسْتَتَابُونَ، فَإِنْ تَابُوا, وَإِلَّا ضُرِبَتْ رِقَابُهُمْ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: ذَلِكَ الرَّأْيَ فِيهِمْ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. 277 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو ضمرة

_ 274- إسناده صحيح. 275- عبد الله بن جعفر, ضعيف، ولكنه متابَعٌ, كما في النص: 273 276- إسناده حسن، الدراوردي: متابع في النص القادم. 1 سورة الصافات: الآيات 161-163. 277- إسناده صحيح.

أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سُهَيْلٍ نَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنُ أَبِي عَامِرٍ, قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ, مِنْ فِيهِ إِلَى أُذُنِي: مَا تَقُولُ فِي الَّذِينَ يَقُولُونَ: لَا قَدَرَ؟، قَالَ: أَرَى أَنْ يُسْتَتَابُوا, فَإِنْ تابوا، وإلا ضربت أعناقهم، قال عمر بن عَبْدِ الْعَزِيزِ: ذَلِكَ الرَّأْي فِيهِمْ، وَاللَّهِ لَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا هَذِهِ الْآيَةَ, لَكَفَى بِهَا: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ} 1. 278 حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ, عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ, قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا تَرَى فِي هَذِهِ الْقَدَرِيَّةِ؟، قَالَ: قُلْتُ: أَرَى أَنْ تَعْرِضَهُمْ عَلَى السَّيْفِ، قَالَ: وَأَنَا أَرَى ذَلِكَ, قُلْتُ لِمَالِكٍ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمِّكَ بِكَذَا وَكَذَا، قَالَ: صَدَقَكَ. 279 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيرٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَخِيهِ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ, قَالَ: بَلَغَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ غَيْلَانَ يَقُولُ فِي الْقَدَرِ2، قَالَ: فَبَعَثَ

_ 1 سورة الصافات: الآيات 161-163. 278- يحيى بن عبد الله: ذكره ابن حبان في: الثقات جـ 594/7 وهو متابَع، فالأثر صحيح. 279- إسناده حسن، وأخرج القصة الآجري في: الشريعة: صـ 208، من طريق المصنف، وابن بطة في: الإبانة: 1840، من طريق الآجري. 2 في الأصل: في القدرية، والتصويب من مصادر التخريج.

إِلَيْهِ, فَحَجَبَهُ أَيَّامًا, ثُمَّ أَدْخَلَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا غَيْلَانُ, مَا هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكَ؟، قَالَ عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ: فَأَشَرْتُ إِلَيْهِ أَنْ لَا يَقُولَ شَيْئًا، قَالَ: فَقَالَ نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} 1، قَالَ: اقْرَأْ مِنْ آخِرِ السُّورَةِ: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} 2، ثُمَّ قَالَ: مَا تَقُولُ يَا غَيْلَانُ؟، قَالَ: أَقُولُ: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَبَصَّرْتَنِي, وَأَصَمَّ, فَأَسْمَعَتْنِي, وَضَالًّا فَهَدَيْتَنِي، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ غَيْلَانُ صَادِقًا, وَإِلَّا فَاصْلُبْهُ، فَأَمْسَكَ عَنِ الْكَلَامِ فِي الْقَدَرِ، فَوَلَّاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ دَارَ الضَّرْبِ بِدِمَشْقَ، فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ, وَأَفْضَتِ الْخِلَافَةُ إِلَى هِشَامٍ, تَكَلَّمَ فِي الْقَدَرِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ هِشَامٌ, فَقَطَعَ يَدَهُ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ, وَالذُّبَابِ عَلَى يَدِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا غَيْلَانُ, هَذَا قَضَاءٌ وَقَدَرٌ، قَالَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ، مَا هَذَا قَضَاءٌ وَلَا قَدَرٌ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ هِشَامٌ, فَصَلَبَهُ. 280 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ معاذ، حدثنا أبي، حدثنا

_ 1 سورة الإنسان: الآيات: 1-3، وكانت في الأصل مكتوبة إلى قوله تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} وبعدها الآية، فآثرت إكمال الآية، كما عند الآجري في: الشريعة. 2 سورة الإنسان: الآيتان: 30، 31. 280- في إسناده محمد بن عمرو الليثي، صدوق, له أوهام، وأخرجه الآجري: صـ 209، وابن بطة: 1838، واللالكائي: 1323.

مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو اللَّيْثِيُّ, أَنَّ الزُّهْرِيَّ حَدَّثَهُمْ، قال: دعى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ غَيْلَانَ, فَقَالَ: يَا غَيْلَانُ, بَلَغَنِي أَنَّكَ تَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, إِنَّهُمْ يَكْذِبُونَ عَلَيَّ، قَالَ: يَا غَيْلَانُ, اقْرَأْ أَوَّلَ يس، فَقَرَأَ: {يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} 1، حَتَّى أَتَى عَلَى قَوْلِهِ: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} 2، فَقَالَ غَيْلَانُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, وَاللَّهِ لَكَأَنِّي لَمْ أَقْرَأْهَا قَطُّ قَبْلَ الْيَوْمِ، أُشْهِدُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنِّي تَائِبٌ مِمَّا كُنْتُ أَقُولُ فِي الْقَدَرِ، فَقَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ صَادِقًا فَثَبِّتْهُ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَاجْعَلْهُ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ. 281 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي, عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ, قَالَ: حَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو بِهَذَا الْحَدِيثِ ابْنَ عَوْنٍ، فَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: أَنَا رَأَيْتُهُ مَصْلُوبًا عَلَى بَابِ دِمَشْقَ. 282 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ, فَقَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِغَيْلَانَ, فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَى قَوْلِهِ: فَاجْعَلْهُ آيَةً للمؤمنين.

_ 1 سورة يس: الآيتان: 1-2. 2 سورة يس: الآيتان: 8-10. 281- فيه جهالة أصحاب معاذ، وأخرجه عبد الله بن أحمد في: السنة بسند صحيح: 949، وأخرجه ابن بطة: 1839، واللالكائي: 1324. 282- سبق الكلام عليه في نص: 280.

283 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو الْحَسَنِ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو, حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ, قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ, وَغَيْلَانَ قَاعِدٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ مُعَاذٍ. 284 حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ1 بْنِ أَبِي السَّائِبِ أَنَّ رَجَاءَ بْنَ حَيْوَةَ كَتَبَ إِلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ: بَلَغَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ وَقَعَ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ بِأَمْرِ قَتَلِ غَيْلَانَ, وَصَالِحٍ، فَوَاللَّهِ لَقَتْلُهُمَا أَفْضَلُ مِنْ قَتَلِ ألْفَيْنِ مِنَ الرُّومِ وَالتُّرْكِ. قَالَ هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ: صَالِحٌ, هُوَ مَوْلَى ثَقِيفٍ2. 285 حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ النَّصْرِيُّ كَاتِبٌ لِنُمَيْرِ بْنِ أَوْسٍ قَاضِي دِمَشْقَ، قَالَ: بَلَغَ نُمَيْرًا أَنَّهُ وَقَرَ فِي صَدْرِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الملك من قتله غيلان شيء،

_ 283- محمد بن عمرو: صدوق, له أوهام، ودرست: ضعيف، وسبق تخريجه في نص: 280. 284- لم أعرف عون بن حكيم، وأخرجه الآجري: صـ 209، وابن بطة: 1850، واللالكائي: 1327. 1 في الأصل: مسلم، والتصويب من: الشريعة. 2 هكذا بالأصل. 285- الهيثم بن عمران، وثقه ابن حبان: جـ 577/7، وذكره ابن أبي حاتم: جـ 82/2/4، ولم يذكر فيه جرحاً أو تعديلاً.

فَكَتَبَ إِلَيْهِ نُمَيْرٌ: لَا تَفْعَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ قَتْلَ غَيْلَانَ مِنْ فُتُوحِ اللَّهِ الْعِظَامِ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ. قَالَ الْهَيْثَمُ: وَبَلَغَنِي أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ نُسَيٍّ الْكِنْدِيَّ كَتَبَ إِلَى هِشَامٍ بِمِثْلِ كِتَابِ نُمَيْرٍ. 286 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ1، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الْأَشْعَرِيُّ -حِمْصِيُّ-, عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ, فَأَخْبَرَهُ أن أمير المؤمنين هشام قَدْ قَطَعَ يَدَ غَيْلَانَ, وَلِسَانَهُ, وَصَلَبَهُ، فَقَالَ لَهُ: حَقًّا مَا تَقُولُ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَصَابَ, وَاللَّهِ, السُّنَّةَ وَالْقَضِيَّةَ، وَلَآتِينَّ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فلأُحَسِنَنَّ لَهُ مَا صَنَعَ. 287 سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي سَعْدٍ, قَالَ: قَالَ الْهَيْثَمُ: قال يحيى بن حسان: ما رأيت هشام شَيْخًا أَصْلُهُ "أَهْلُهُ" مَنْ ذَا، يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ. 288 سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْغَنَوِيُّ يَقُولُ: سَأَلْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ, وَحَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ, وَيَزِيدَ بن زريع

_ 286- شيخ المصنف لم أعرفه, وتابعه عبد الله بن أحمد بن حنبل عند الطبراني في: مسند الشاميين: 2228، وأخرجه الآجري: صـ 209، وابن بطة: 1851، واللالكائي: 1328. 1 وفي ترجمة المصنف في: سير أعلام النبلاء: جـ 103/14: عبد الله بن عمرو بن أبي سعد الوراق. 287- هكذا بالأصل، ولم أتبين معناه، وما بين القوسين مكتوب على الهامش. 288- أخرجه الآجري: صـ 206، وابن بطة: 1870.

وَبِشْرَ بْنَ الْمُفَضَّلِ, وَالْمُعْتَمِرَ بْنَ سُلَيْمَانَ, عَنْ رَجُلٌ زَعَمَ أَنَّهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَشَاءَ فِي مُلْكِ اللَّهِ مَا لَا شَاءَ، فَكُلُّهُمْ قَالَ: كَافِرٌ, مُشْرِكٌ, حَلَالُ الدَّمِ، إِلَّا مُعْتَمِرٌ, فَإِنَّهُ قَالَ: إِنْ أَحْسَنَ السُّلْطَانُ اسْتَتَابَهُ. 289 سَمِعْتُ نَصْرَ بْنَ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: مَنْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَرْزُقُ الْحَرَامَ, فَهُوَ كَافِرٌ. 290 سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ عَمْرَو بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ, وَذَكَرَ قِصَّةَ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ: إِنْ كَانَ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} 1 فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ، فَمَا عَلَى أَبِي لَهَبٍ مِنْ لَوْمٍ. قَالَ أَبُو حَفْصٍ: فَذَكَرْتُهُ لِوَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ, فَقَالَ: مَنْ قَالَ بِهَذَا الْقَوْلِ يُسْتَتَابُ, فَإِنْ تَابَ, وَإِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقَهُ. 291 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ, قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: مَا أضلَّ مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ، لَوْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِمْ فِيهِ حُجَّةٌ إِلَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} 2 لكفى بها حجة.

_ 289- سند صحيح، وأخرجه الآجري: صـ 206، وابن بطة: 1902. 290- سند صحيح، وأخرجه الآجري: صـ 207، وابن بطة: 1977، والخطيب في: تاريخ بغداد: جـ 172/12، واللالكائي: 1369. 1 سورة المسد: الآية: 1. 291- إسناد صحيح، وأخرجه الآجري: صـ 206، وابن بطة: 1858. 2 سورة التغابن: الآية: 2، وابتدأت الآية في المخطوط من قوله تعالى: {خَلَقَكُمْ} , فأكملتها.

292 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: قِيلَ لِعُمَرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ أُنَاسًا يَقُولُونَ فِي الْقَدَرِ: كَذَا وَكَذَا1، قَالَ: تَرَفَّقُوا بِهِمْ، فَقَالَ رَجُلٌ: هَيْهَاتَ, يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَاللَّهِ لَقَدْ نَصَبُوهُ دِينًا يَدْعُونَ النَّاسَ إِلَيْهِ، فَغَضِبَ عُمَرُ عِنْدَ ذَلِكَ, وَقَالَ: وَاللَّهِ إِنْ كَانَ حَقًّا، أُولَئِكَ تُسَلُّ أَلْسِنَتُهُمْ مِنْ أَقْفِيَتِهِمْ سَلًّا، وَهَلْ طَارَ ذُبَابٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا بِمِقْدَارٍ؟. 293 حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ, عَنْ حَكِيمٍ, قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّ قَوْمًا يَذْكُرُونَ مِنَ الْقَدَرِ شَيْئًا, فَقَالَ عُمَرُ: بَيِّنُوا لَهُمْ, وَارْفُقُوا بِهِمْ حَتَّى يَرْجِعُوا، قَالَ قَائِلٌ: هَيْهَاتَ, هَيْهَاتَ, يَا أَمِيرَ المؤمنين، لقد اتخذوه ديناص يَدْعُونَ إِلَيْهِ النَّاسَ، فَفَزِعَ لَهَا عُمَرُ2, فَقَالَ: إِنْ كَانَ حَقًّا، أُولَئِكَ أهلٌ أَنْ تُسَلُّ أَلْسِنَتُهُمْ مِنْ أَقْفِيَتِهِمْ سَلًّا، هَلْ طَارَ ذُبَابٌ بين السماء والأرض إلا بمقدار؟.

_ 292- أخرجه الآجري: صـ 210، ويشهد لهذا الإسناد، الإسناد التالي. 1 في الأصل: "في القدر, وكذا"، والمثبت من هامش النسخة الثانية. 293- معاوية، وعبد الله: فيهما كلام، ويشهد لهذا الإسناد الإسناد السابق كما سبق، وأخرجه من هذا الوجه الآجري: صـ 210، وابن بطة: 1849. 2 غير واضحة في الأصل، وفي النسخة الثانية: "لها ففزع عمر"، فكتبت ما ترى.

294 حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ أَبُو سفيان البزاز, قال: سألت أبا جعفر بن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ, فَقَالَ: أَشَامِيُّ أَنْتَ؟ , فَقُلْتُ: لَا، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّهُ مَوْلَاكَ، فَقَالَ: مَرْحَبًا، وَأَلْقَى لِي وِسَادَةً مِنْ أدَمٍ، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: لَا قَدَرَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قُدِّرَ الْخَيْرُ, وَلَمْ يُقَدَّرِ الشَّرُّ، ومنهم من يقول: ليس شيءكائن, وَلَا يَكُونُ إِلَّا جَرَى بِهِ الْقَلَمُ. قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ قَبْلَكَمْ أَئِمَّةً يُضِلُّونَ النَّاسَ, مَقَالَتُهُمُ الْمقَالَتَانِ الْأُولَيَانِ, فَمَنْ رَأَيْتُمْ مِنْهُمْ إِمَامًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَلَا تُصَلُّوا وَرَاءَهُ، ثُمَّ سَكَتَ هُنَيْهَةً، فَقَالَ: وَمَنْ مَاتَ مِنْهُمْ, فَلَا تُصَلُّوا عَلَيْهِ، قَاتَلَهُمُ اللَّهُ, إِخْوَانَ الْيَهُوَدِ، قُلْتُ: فَقَدْ صَلَّيْتُ خَلْفَهُمْ، قَالَ: مَنْ صَلَّى خَلْفَ أُولَئِكَ, فَلْيُعِدِ الصَّلَاةَ. 295 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ, عَنْ عَوْفٍ, قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: مَنْ كَفَرَ بِالْقَدَرِ، فَقَدْ كَفَرَ بِالْإِسْلَامِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقًا, فَخَلَقَهُمْ بِقَدَرٍ، وَقَسَمَ الْآجَالَ بِقَدَرٍ، وَقَسَمَ أَرْزَاقَهُمْ بِقَدَرٍ، وَالْبَلْاءُ بِقَدَرٍ، وَالْعَافِيةُ بِقَدَرِ. 296 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا سويد بن عبد العزيز

_ 294- شيخ المصنف, ووثقه الدارقطني: تاريخ بغداد: جـ 135/6، وابن حبان في: الثقات، وحرب بن سريج: يخطئ، وأخرجه الأجري: صـ 204، وابن بطة: 1824. 295- إسناد صحيح, وأخرجه الآجري: صـ 199، وابن بطة: 1708. 296- سويد بن عبد العزيز: ضعيف.

قَالَ: رَأَيْتُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ آخِذٌ بِرِجْلِ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، يجرُّه، يُخْرِجُهُ مِنَ الْمَسْجِدِ, فَقَامَ إِلَيْهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ, وَطَلَبَهُ إِلَيْهِ حَتَّى تَرَكَهُ؛ لَكَلَامِهِ فِي الْقَدَرِ. 297 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ, عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ, عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ, عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ, أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْهَادِي وَالْفَاتِنُ. 298 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مَعْنٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ مِثْلَهُ. 299 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ, عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طاووس الْيَمَانِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أَدْرَكْتُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ: كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ، وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ، حَتَّى الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ بقدرٍ، أَوِ الْكَيْسُ وَالْعَجْزُ". 300 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنِ حَمَّادٍ, قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ

_ 297- إسناد صحيح، وأخرجه ابن وهب في كتاب: القدر: 46، ومالك في: الموطأ: جـ 900/2, واللالكائي: 1201. 298- إسناده صحيح، وسبق تخريجه في النص السابق. 299- أخرجه مسلم في: صحيحه: 2655، ومالك في: الموطأ: جـ 899/2. 300- صحيح، وسبق الكلام عليه في النص السابق.

عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مسلم، عن طاووس مِثْلَهُ. 301 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مَعْنٌ, [حَدَّثَنَا] 1 مَالِكٌ مِثْلَهُ. 302 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طاووس, قَالَ: قَالَ عُمَرُ: كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ, حَتَّى الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ. 303 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنِ ابن طاووس، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ, حَتَّى الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ. قَالَ قُتَيْبَةُ: قَالَ سُفْيَانُ: حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ هُوَ عندي وهم، ابن طاووس أَحْفَظُ مِنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمِ. 304 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غياث, عن ليث، عن طاووس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ مِنَ القدر.

_ 301- إسناده صحيح. 1 ساقط من الأصل: والمثبت من النسخة الثانية. 302- طاووس, عن عمر، مرسل، ويشهد للأثر النصوص السابقة، وانظر كلام المصنف في النص التالي. 303- إسناده صحيح، وأخرجه معمر في: الجامع, المصنف لعبد الرزاق: جـ 117/11. 304- ليث متكلم فيه، ويشهد لهذا ما سبق.

305 حدثنا عمرو بن علي، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا ابن جريج، أخبرني ابن طاووس, عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ بِقَدَرٍ. 306 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ, عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ, حَتَّى وَضْعَكَ يَدَكَ عَلَى خَدِّكَ. 307 حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع, عن حنظلة، عن طاووس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: الْحَذَرُ لَا يُغْنِي مِنَ الْقَدَرِ, وَلَكَنَّ الدُّعَاءَ يَدْفَعُ الْقَدَرَ. 308 حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى, عَنْ سَعِيدٍ، وَهُوَ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ, عَنْ مُطَرِّفٍ, قَالَ: لَمْ يُوكِلُوا إِلَى القدر, وإليه يصيرون.

_ 305- إسناده صحيح. 306- تقدم بإسناده, ومتنه, في نص: 206 307- إسناد صحيح، وأخرجه الآجري من طريق المصنف: الشريعة: صـ 196. 308- إسناد صحيح، وعبد الأعلى روى عن الجريري قبل الاختلاط، وأخرجه معمر في: الجامع: مصنف عبد الرزاق: جـ 121/11، وعبد الله بن أحمد في: السنة: 899، والآجري في: الشريعة: صـ201، وابن بطة في: الإبانة: 1716 من طرق عن مطرف رحمه الله.

309 حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ, قَالَ: ذُكِرَ الْقَدَرُ, فَقَالَ مُطَرِّفٌ: لَمْ نُوكِلْ إِلَيْهِ، وَوَجَدْنَا إِلَيْهِ نَصِيرُ1. 310 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ, عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ, قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لَا يُعْصَى, مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ، وَهُوَ رَأْسُ الْخَطِيئَةِ. 311 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ, عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ, فَذَكَرَ مِثْلَهُ. 312 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ, عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ, قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لَا يُعْصَى مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ، قَالَ: فَقَدْ فُسِّرَ ذَلِكَ فِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَقَلَهَا مَنْ عَقَلَهَا, وَجَهِلَهَا مَنْ جَهِلَهَا: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ} 2.

_ 309- إسناده صحيح، وسبق تخريجه في النص السابق. 1 في الأصل: "لم يوكل إليه", وكتب على الهامش بعد كلمة: "يوكل"، كتب: "الأمة"، والتصويب من: الشريعة، فقد ساقه من طريق المصنف. 310- إسناده صحيح، وأخرجه الآجري: صـ 210، وابن بطة: 1746. 311- إسناد صحيح. 312- إسناد صحيح، وأخرجه عبد الرزاق: جـ 158/2 في: التفسير، والبيهقي في: الأسماء والصفات: 327. 2 سورة الصافات: الآيتان: 162، 163.

313 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ, عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ, قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ خَمْسَةً: مُوسَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ, وَدِثَارٌ النَّهْدِيُّ, وَيَزِيدُ الْفَقِيرُ, وَالصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامَ, وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ, فَقَالَ: إِنْ كَانَ أَمْرُكُمْ وَاحِدًا, فَلْيتَكَلَّمْ مُتَكَلِّمٌ، فَتَكَلَّمَ مُوسَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ, وَكَانَ أَخْوَفَ مَا نَتَخَوَّفُ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ عَرَّضَ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْقَدَرِ، قَالَ: فَعَرَّضَ لَهُ عُمَرُ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لَا يُعْصَى, لَمْ يَخْلُقْ إِبْلِيسَ, وَهُوَ رَأْسُ الْخَطِيئَةِ, 314 حَدَّثَنَا 1 أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ, عَنْ عُمَرَ2 بْنِ ذَرٍّ, قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْ أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ لَا يُعْصَى, مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ وَهُوَ رَأْسُ الْخَطِيئَةِ، وَإِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِلْمًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ, عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ, وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ} 3. ثُمَّ قَالَ: لَوْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَمَّلَ خَلْقَهُ مِنْ حَقِّهِ عَلَى قَدْرِ عَظَمَتِهِ, لَمْ يُطِقْ ذَلِكَ أَرْضٌ وَلَا سَمَاءٌ وَلَا جَبَلٌ, ولكنه رضي من عباده بالتخفيف.

_ 313- إسناده صحيح، وأخرجه الآجري: صـ 211. 314- إسناده صحيح، وأخرجه الآجري: صـ 211. 1 تكرر في الأصل نص: 311, 312 فحذفتهما، فلزم التنبيه. 2 في الأصل: عمرو. 3 سورة الصافات: الآيات: 161-163.

315 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ1، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ, عَنْ عُمَرَ2 بْنِ ذَرٍّ, قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَتَكَلَّمَ مِنَّا مُتَكَلِّمٌ، فَعَظَّمَ اللَّهَ، وَذَكَّرَ بِآيَاتِهِ, فَلَمَّا فَرَغَ, تَكَلَّمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ, فَحَمِدَ اللَّهَ, وَأَثْنَى عَلَيْهِ, وَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ، وَقَالَ لِلْمُتَكَلِّمِ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا عَظَّمْتَ, وَكَمَا ذَكَرْتَ، وَلَكَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَوْ أَرَادَ أَنْ لَا يُعْصَى, لَمْ يَخْلُقْ إِبْلِيسَ، وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ فِي آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ, عَلِمَهَا مَنْ عَلِمَهَا, وَجَهِلَهَا مَنْ جَهِلَهَا، ثُمَّ قَالَ: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ} 3، ومنَّا رَجُلٌ يَرَى رَأْيَ الْقَدَرِ, فَنَفَعَهُ اللَّهُ بِقَوْلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ, وَرَجَعَ عَمَّا كَانَ يَقُولُ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْقَدَرِيَّةِ. 316 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ, قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لَا يُعْصَى, مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ. 317 حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا أبو ضمرة

_ 315- إسناده صحيح، وأخرجه الآجري: صـ 211 من طريق المصنف. 1 في الأصل: عبيد الله، والتصويب من: الشريعة. 2 في الأصل: عمرو. 3 سورة الصافات: الآيات: 161-163. 316- ابن جريج: مدلس، ولم يصرح بالسماع، والأثر صحيح, كما سبق، وأخرجه الآجري: صـ 211 من طريق المصنف. 317- إسناده صحيح، وأخرجه ابن بطة: 1872 من وجه آخر.

قَالَ: وَقَفَ غَيْلَانُ, عَلَى رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: يَا رَبِيعَةُ، أَيْنَ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُعْصَى؟، فَقَالَ له ربيعة: ويلك يا غيلان, أو يعصى اللَّهُ قَسْرًا، قَالَ: فَكَأَنَّمَا أَلْقَمَهُ حَجَرًا. 318 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ, عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ} : مضلين, {إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ} 1: إِلَّا مَنْ قُدِّرَ لَهُ. أَنْ يَصْلَى الْجَحِيمَ. 319 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ, عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ الْحَسَنِ: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ} 2، قَالَ: الشَّيَاطِينُ لَا يَفْتِنُونَ بِضَلَالَتِهِمْ, إِلَّا مَنْ قَدْ أَوْجَبَ3 اللَّهُ لَهُ أَنْ يَصْلَى الْجَحِيمَ. 320 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إسماعيل بن

_ 318- سماك: روايته عن عكرمة مضطربة، ويروى من وجه آخر مرسل، وآخر ضعيف، كلاهما عند ابن جرير في: جامع البيان: جـ 109/33، وأخرجه من هذا الوجه عبد الرزاق في: تفسيره: جـ 158/2، وابن بطة في: الإبانة: 1285، وابن أبي حاتم: الدر المنثور. 1 سورة الصافات: الآيتان: 162، 163. 319- إسناده صحيح، وأخرجه الآجري: صـ 199 والتصويب من الشريعة. 2 سورة الصافات: الآيتان: 162، 163. 3 في الأصل: "من ضل أوجب الله"، والتصويب من: الشريعة. 320- إسناده صحيح، وأخرجه الآجري: صـ 199.

إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الحَذَّاء, عَنِ الْحَسَنِ, قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ، إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ} 1، قال: إلا من كتب عليه أنه صالي الْجَحِيمِ. 321 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ, عَنِ الْحَسَنِ, وَجُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَوْلُهُ، فَقَالَ: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ} 2، قَالَ: لَسْتُمْ عَلَيْهِ بِمُضِلِّينَ, إِلَّا مَنْ هُوَ صَالي الْجَحِيمِ، مَنْ سَبَقَ لَهُ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنَّهُ يَصْلَى الْجَحِيمِ. 322 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ, عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ, عَنْ مجاهد: {إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ} 3 إلا من كتب عليه أنه صالي الْجَحِيمِ. 323 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ, عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ, قَالَ: سُئِلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ القدر،

_ 1 سورة الصافات: الآيتان: 162، 163. 321- إسناد الحسن صحيح، وإسناد الضحاك ضعيف؛ لضعف جويبر، وأخرجه الآجري مفرقاً: صـ 199, صـ 205. 2 سورة الصافات: الآيتان: 162، 163. 322- ابن جريج مدلس، ولم يصرح بالسماع، قال ابن الجنيد: سألت يحيى بن معين: سمع ابن جريج من مجاهد؟ , قال: في حرف أو حرفين في القراءة، لم يسمع غير ذلك جامع التحصيل: للعلائي، وأخرجه الآجري: صـ 205. 3 سورة الصافات: الآية: 163. 323- إسناده صحيح.

فَقَالَ: مَا طَارَ ذُبَابٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا بِقَدَرٍ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: لَا تَعُدْ تَسْأَلْ عَنِ الْقَدَرِ. 324 حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْقَدَرِ, [فَقَالَ] 1: مَا جَرَى ذُبَابٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ إِلَّا بِقَدَرٍ، ثُمَّ قَالَ لِلسَّائِلِ: لَا تَعُودَنَّ تَسْأَلُنِي عَنْ مِثْلِ هَذَا. 325 حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ, قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مُهَاجِرٍ يَقُولُ: أَقْبَلَ غَيْلَانُ, وَهُوَ مَوْلَى لِآلِ عُثْمَانَ, وَصَالِحُ بْنُ سُوَيْدٍ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَبَلَغَهُ أَنَّهُمَا يَنْطِقَانِ فِي الْقَدَرِ، فَدَعَاهُمَا, فَقَالَ: هَلْ عِلْمُ اللَّهِ نَافِذٌ فِي عِبَادِهِ أَمْ مُنْتَقِضٌ؟، فَقَالَ: بَلْ نَافِذٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, قَالَ: فَفِيمَ الْكَلَامُ؟، فَخَرَجَا، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ مَرَضِهِ بَلَغَهُ أَنَّهُمَا قَدْ أَسْرَفَا2، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا, وَهُوَ مُغْضَبٌ، فَقَالَ: أَلَمْ يَكُنْ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ حِينَ أَمَرَ إِبْلِيسَ بِالسُّجُودِ، أَلَّا يَسْجُدَ؟، قَالَ عَمْرٌو: فَأَوْمَأَتُ إِلَيْهِمَا بِرَأْسِي, قَوْلًا: نَعَمْ، فَقَالَا: نَعَمْ، فَأَمَرَ بِإِخْرَاجِهِمَا وَبِالْكِتَابِ إِلَى الْأَجْنَادِ بِخِلَافِ مَا قَالَا، فَمَاتَ عُمَرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفُذَ تِلْكَ الكتب.

_ 324- إسناده صحيح. 1 من النسخة الثانية. 325- الهيثم: سبق الكلام عليه في نص: 285، وأخرجه الآجري: صـ 211 من طريق المصنف. 2 في الأصل: "أشرفا"، وفي: الشريعة: "أشرف"، ولعل الصواب ما كتبت.

326 حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ غَيْلَانُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَذِنَ لَهُ, فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا غَيْلَانُ، مَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ تَقُولُ؟، قَالَ: إِنَّمَا أَقُولُ بِقَوْلِ اللَّهِ: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً} , إلى قوله: {وَإِمَّا كَفُوراً} 1، فَقَالَ عُمَرُ: أَتِمَّ السُّورَةَ، وَيْحَكَ، أَمَا تَسْمَعُ اللَّهَ يَقُولُ: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} 2، وَيْحَكَ يَا غَيْلَانُ، أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ قَالَ: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} , إلى قوله تعالى: {الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} 3، فَقَالَ غَيْلَانُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَقَدْ جِئْتُكَ جَاهِلًا فَعَلَّمْتَنِي، وَأَعْمَى فَبَصَّرْتَنِي، وَضَالًّا فَهَدَيْتَنِي، فَقَالَ: اخْرُجْ, فَلَا يَبْلُغْنِي أَنَّكَ تَتَكَلَّمُ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا. 327 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ, عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: يقول الله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} 4, فَالتَّقِيُّ أَلْهَمَهُ اللَّهُ التَّقْوَى، وَالْفَاجِرُ أَلْهَمَهُ الْفُجُورَ.

_ 326- معاوية بن يحيى، صدوق له أوهام، وتقدم في نص: 279 نحوه بإسناد حسن. 1 سورة الإنسان: الآيات: 1-3. 2 سورة الإنسان: الآية: 30. 2 سورة البقرة: الآيات: 30-32. 327- إسناد صحيح، وأخرجه الآجري: صـ 206، وابن بطة: 1296. 4 سورة الشمس: الآية 8.

328 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بن الوليد, عن أرطاة بن المنذر, قال: ذَكَرْتُ لِأَبِي عَوْنٍ شَيْئًا مِنْ قَوْلِ أَهْلِ التَّكْذِيبِ بِالْقَدَرِ، فَقَالَ: أَمَا تَقْرَؤُونَ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} 1. 329 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ, عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَبْغَضَ أَوْ أَكْرَهَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْقَدَرِيَّةِ. 330 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي, عَنِ ابْنِ عَوْنٍ, قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَبْغَضَ إِلَى مُحَمَّدٍ، أَوْ قَالَ: أَكْرَهَ, مِنْ قَوْمٍ أَحْدَثُوا فِي هَذَا الْقَدَرِ مَا أَحْدَثُوا. 331 حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو مُقَاتِلٍ الْبَلْخِيُّ, قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ لَا يَقْبِضُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ لِأَحَدٍ، فَإِذَا حَاجَّهُ الْقَدَرِيُّ, أَوِ الْمُرْجِئُ, صَرْفَ وَجْهَهُ, أَوْ قَالَ: حَوَّلَ وجهه, عنه.

_ 328- بقية: يدلس, وقد عنعن، وأخرجه الآجري: صـ 206، وابن بطة: 1803. 1 سورة القصص: الآية: 68. 329- إسناده صحيح إلى ابن سيرين رحمه الله، وأخرجه الآجري: صـ 200. 330- إسناده صحيح إلى محمد وهو ابن سيرين، وأخرجه الآجري: صـ 200. 331- إسناده صحيح.

332 حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُقَاتِلٍ, قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَقُولُ: كَانَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ إِذَا جَاءَهُ مَنْ لَا يَعْرِفُهُ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ, قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ, وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، فَإِنْ أَقَرَّ، وَإِلَّا لَمْ يُحَدِّثْهُ, قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَوْنٍ, فَقَالَ: مَا هَذَا الْمُمْتَحِنُ النَّاسَ. 333 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ, عَنْ سُفْيَانَ, عَنْ دَاوُدَ بْنِ [أَبِي] هِنْدَ: أَنَّ عُزَيْرًا سَأَلَ رَبَّهُ عَنِ الْقَدَرِ، فَقَالَ: سَأَلْتَنِي عَنْ عِلْمِي، عُقُوبَتُكَ أَنْ لَا أُسَمِّيكَ فِي الْأَنْبِيَاءِ. 334 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ, عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ نَوْفٍ, قَالَ: قَالَ عُزَيْرٌ فِيمَا يُنَاجِي رَبَّهُ: يَا رَبِّ, تَخْلُقُ خَلْقًا فَتُضِلُّ مَنْ تَشَاءُ, وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ؟، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ يَا عُزَيْرُ: أَعْرِضْ عَنْ هَذَا، قَالَ: فَعَادَ، فَقَالَ: رَبِّ, تَخْلُقُ خَلْقًا فَتُضِلُّ مَنْ تَشَاءُ, وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ؟، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ يَا عُزَيْرُ: أَعْرِضْ عَنْ هَذَا، وَإِلَّا مَحَوْتُكَ من النبوة، إني لا أسئل عما أفعل, وهم يسألون.

_ 332- إسناده صحيح. 333- إسناده صحيح إلى داود رحمه الله، وأخرجه الآجري: صـ 214، وابن بطة: 1990، وانظر لزاماً تعليق الدكتور أحمد سعد حمدان على كتاب: السنة للالكائي: جـ 728/2. 334- إسناده حسن إلي نوف: وهو ابن فضالة البكالي ابن امرأة كعب الأحبار، وأخرجه الآجري: صـ 214، والبيهقي في: الأسماء والصفات: 369.

335 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ1، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ: لَمْ أُخَاصِمْ بِعَقْلِي كُلِّهِ مِنْ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ غَيْرَ أَهْلِ الْقَدَرِ، قُلْتُ: أَخْبِرُونِي عَنِ الظُّلْمِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مَا هُوَ؟ قَالُوا: أَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلُ مَا لَيْسَ لَهُ، قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ اللَّهَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ. 336 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو2 يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طاووس، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ: إِنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ: لَيْسَ الشَّرُّ3 بِقَدَرٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} 4. 337 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن سلمة،

_ 335- إسناده صحيح إلى إياس، وأخرجه عبد الله بن أحمد في: السنة: 946، والآجري: صـ 201، وابن بطة: 1899، واللالكائي: 1280، والبيهقي في: القضاء والقدر: ق62. 1 في الأصل حسان، والتصويب من: الشريعة. 336- إسناده صحيح، وأخرجه معمر في: جامعه: المصنف لعبد الرزاق: جـ 114/11، وابن بطة: 1616. 2 في الأصل أبو عمر يعمر، والتصويب من: تاريخ بغداد: جـ357/14. 3 في الأصل الشرك، والتصويب من مصادر التخريج. 4 سورة الأنعام: الآيتان: 148، 149. 337- كلثوم بن جبر، صدوق يخطئ، وأخرجه الآجري: صـ 215، وابن بطة: 1769.

أخبرنا كلثوم بن جبير، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ، أَوْ فِي الْكِتَابِ: أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا أَنَا، خَالِقُ الْخَلْقِ، خَلَقْتُ الْخَيْرَ، وَخَلَقْتُ مِنْ يَكُونُ الْخَيْرُ عَلَى يَدَيْهِ، فَطُوبَى لِمَنْ خَلَقْتَهُ لِيَكُونُ الْخَيْرُ عَلَى يَدَيْهِ، أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا خَلَقْتُ الشَّرَّ، وَخَلَقْتُ مَنْ يَكُونُ الشَّرُّ عَلَى يَدَيْهِ، فَوَيْلٌ لِمَنْ خَلَقْتَهُ لِيَكُونَ الشَّرُّ عَلَى يَدَيْهِ. 338 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ هُوَ ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُسَافِعِ بْنِ الْحَاجِبِ، أَنَّهُ قَالَ: وَجَدُوا حَجَرًا حين نقضو الْبَيْتَ فِيهِ ثَلَاثُ صُفُوحٍ، فِيهَا كِتَابٌ مِنْ كُتُبِ الْأُوَلِ، فَدُعِيَ لَهَا رَجُلٌ فَقَرَأَهَا، فَإِذَا فِي صَفْحٍ مِنْهَا: أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ صَنَعْتُهَا يَوْمَ صَنَعْتُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ، وَحَفَفْتُهَا بِسَبْعَةِ أَفْلَاكٍ، وَبَارَكْتُ لِأَهْلِهَا فِي اللَّحْمِ وَالْمَاءِ، وَفِي الصَّفْحِ الْآخَرِ، أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَاشْتَقَقْتُهَا مِنِ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ، وَفِي الصَّفْحِ الْآخَرِ: أَنَا الله ذو بكة، خلقت الخير والشر، فطوبى لِمَنْ كَانَ الْخَيْرُ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ كَانَ الشَّرُّ عَلَى يَدَيْهِ. 339 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيةُ بْنُ أَسْمَاءَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ

_ 338- إسناده صحيح إلى مسافع، وأخرجه معمر في: الجامع: المصنف لعبد الرزاق: جـ 114/11، عن الزهري، قال: بلغني أنهم وجدوا ... وذكره، وابن بطة في: الإبانة: 1905، وأخرجه الآجري: صـ 215، من طريق المصنف. 339- إسناده حسن إلى علي بن زيد، وأخرجه الآجري: صـ 206.

شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} 1، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: انْقَطَعَ -وَاللَّهِ- هَهُنَا أَهْلُ الْقَدَرِ. 340 حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَنْطَاكِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خُصَيْفٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِغَيْلَانَ: أَلَسْتَ تُقِرُّ بِالْعِلْمِ، قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَمَا تُرِيدُ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ} 2. 341 حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَنْطَاكِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جِدَارٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ3، قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: وَيْحَكَ يَا غَيْلَانُ، رَكِبْتَ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِضْمَارَ الْحَرُورِيَّةِ، غَيْرَ أَنَّكَ لَا تَخْرُجُ عَلَيْهِمْ بِالسَّيْفِ. 342 حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مسلم، عن

_ 1 سورة الأنعام: الآية: 149. 340- في إسناده خصيف، صدوق سيئ الحفظ خلط بآخره، ورمي بالإرجاء، وأخرجه عبد الله بن أحمد في: السنة. 2 سورة الصافات: الآيات: 161، 163. 341- إبراهيم بن جدار، ترجم له ابن أبي حاتم، ولم يذكر جرحاً ولا تعديلاً: جـ 91/2، والوليد مدلس، وقد عنعن، وشيخ المصنف فيه ضعف. والأثر أخرجه ابن بطة: 1962. 3 في الأصل إبراهيم بن جدار بن ثابت، عن ثوبان، والتصويب من: كتب التراجم، والإبانة: لابن بطة. 342- الوليد مدلس، وقد عنعن، وشيخ المصنف فيه ضعف، وأخرجه الآجري: صـ 219، وابن بطة: 1961.

سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّهُ قَالَ: حَسْبُ غَيْلَانَ اللَّهُ، لَقَدْ تَرَكَ هَذِهِ الْأُمَّةَ فِي لُجَجٍ مِثْلَ لُجَجِ الْبِحَارِ. 343 حَدَّثَنَا نَصْرٌ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: وَيْحَكَ يَا غَيْلَانُ مَا تَمُوتُ إِلَّا مَفْتُونًا. 344 حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، قَالَ: قَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: مَا اسْتَزَلَّ الْحَسَنُ إِلَّا عَطَاءَ بْنَ أَبِي مَيْمُونَةَ، وَأَبُو طَلْحَةَ صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ، فَقَالَا لِلْحَسَنِ: إِنَّ الْحَجَّاجَ يَقُولُ: تَجْرِي أَقْلَامُنَا عَلَى أَقْلَامِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: كَذَبْتَ وَفَسَقْتَ. 345 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ سَمِعَهُمَا يَقُولَانِ: سَمِعْنَا1 الْحَسَنَ، وَهُوَ يَنْهَى عَنْ مُجَالَسَةِ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، يَقُولُ: لَا تُجَالِسُوهُ؛ فَإِنَّهُ ضَالٌّ مضل.

_ 343- الوليد مدلس، وقد عنعن، وأخرجه الآجري: صـ 219. 344- إسناده جيد. 345- عبد العزيز بن مهران والد مرحوم، مقبول، وتابعه أخوه عبد الحميد، فالنفس تطمئن إلى هذا إن شاء الله، مع أني لم أجد من ذكر عبد الحميد هذا بجرح أو تعديل، وأخرجه الترمذي في: العلل: جـ 755/5، والنسائي في كتاب: الإخوة، كما في: تهذيب الكمال: جـ 213/18، وعبد الله بن أحمد في: السنة: 849، والآجري: صـ 220، وابن بطة: 2003، والمزي في: تهذيب الكمال: جـ213/18. 1 في الأصل: سمعت، والتصويب في: الشريعة.

346 حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، حدثنا أنس بْنُ عِيَاضٍ قَالَ: أَرْسَلَ إليَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنَ هُرْمُزٍ1، فَقَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ وَمَا بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ يُتَّهَمُ بِالْقَدَرِ، إِلَّا رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ يُقَالُ لَهُ مَعْبَدٌ، فَعَلَيْكُمْ بِدِينِ الْعَوَاتِقِ اللَّاتِي لَا يَعْرِفْنَ إِلَّا اللَّهَ. 347 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ، يَقُولُ: أَوَّلُ مَا تَكَلَّمَ مِنَ النَّاسِ فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ، مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، وَأَبُو يُونُسَ الْأُسْوَارِيِّ. قَالَ مُعَاذٌ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: قَالَ هَذَا الْقَوْلَ يَوْمًا، وَصَعِدَ إِلَيْنَا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ، وَكَانَ أَكْبَرَ مِنِ ابْنِ عَوْنٍ، فَلَمَّا رَآهُ ابْنُ عَوْنٍ أَجْلَسَهُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا نَعَامَةَ: مَتَى تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي الْقَدَرِ، قَالَ: إِنَّمَا تَكَلَّمُوا فِيهِ حَيْثُ تَكَلَّمَ سَنْسَوَيْهُ، وَتَابَعَهُ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ. قَالَ مُعَاذٌ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: يَا هَؤُلَاءِ أَرْضُوا2 اللَّهَ، وَاشْهَدُوا عَلَى شَهَادَتِنَا. 348 حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بن صالح، حدثنا محمد بن شعيب

_ 346- إسناده صحيح إلى عبد الله بن هرمز، وأخرجه الآجري: صـ 220، وابن بطة: 1960. 1 هكذا بالأصل. 347- إسناده صحيح، وأخرجه الآجري: صـ 220، مختصراً. 2 كتب على الهامش: اتقوا. 348- إسناده صحيح، وأخرجه الآجري: صـ 220، وابن بطة: 1954، واللالكائي: 1398.

قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ نَطَقَ فِي الْقَدَرِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، يُقَالُ لَهُ: سَوْسَنُ كَانَ نَصْرَانِيًّا، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ تَنَصَّرَ وَأَخَذَ عَنْهُ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، وَأَخَذَ غَيْلَانُ عَنْ مَعْبَدٍ. 349 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ أَبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَدِيٍّ، فَدَخَلَ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ أَبُو السَّوَّارِ: مَا يُدْخِلُ هَذَا مَسْجِدِنَا؟ لَا تَدَعُوهُ يَجْلِسْ إِلَيْنَا، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: إِنَّمَا جَاءَ إِلَى قَرِيبَةٍ لَهُ مُعْتَكِفَةٍ فِي هَذِهِ الْقُبَّةِ، فَدَخَلَ مَعْبَدٌ الْقُبَّةَ، ثُمَّ خَرَجَ فَذَهَبَ. 350 حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيُّ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا فِي مَسْجِدِ حِمْصٍ إِذَا1 جَفَلَ النَّاسُ، قُلْنَا مَا هَذَا؟: قَالُوا: هَذَا مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، قَدْ حُمِلَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلَكِ فِي الْقَدَرِ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلْاءُ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ: إِنَّمَا الْبَلْاءُ، كُلُّ الْبَلْاءِ، إِذَا كَانَتِ الْأَئِمَّةُ مِنْهُمْ. 351 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بن عيينة، عن

_ 349- إسناده صحيح. 350- هشام بن عمار، صدوق مقرئ، كبر فصار يتلقن كما في: التقريب. 1 هكذا بالأصل. 351- إسناده صحيح، وأخرجه اللالكائي: 1392، بدون كلام ابن عباس، وهو الآتي.

عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا تُكُلِّمَ فِي الْقَدَرِ، أَنْ طَارَتْ شَرَارَةٌ, فَأَحْرَقَتِ الْبَيْتَ، فَقَالَ رَجُلٌ: كَانَ هَذَا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ، وَقَالَ آخَرٌ: لَمْ يَكُنْ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ، قَالَ عَمْرٌو: فَذُكِرَ ذَلِكَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَهُنَا مِنْهُمْ؟، فَآخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ. 352 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ, عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَوَّلُ مَا تُكُلِّمَ فِي الْقَدَرِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ, وَلَمْ يَذْكُرْ كَلَامَ ابْنَ عَبَّاسٍ. 353 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ-يَعْنِي الْقَوَارِيرِيَّ-، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، قَالَ: خَرَجْتُ, أَوْ غِبْتُ غَيْبَةً لِي، وَالْحَسَنُ لَا يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ، وَقَدِمْتُ, وَإِذَا هُمْ يَقُولُونَ: قَالَ الْحَسَنُ، وَقَالَ الْحَسَنُ، فَأَتَيْتُهُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ مَنْزِلَهُ, قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، أَخْبِرْنِي عَنُ آدَمَ, أَلِلسَّمَاءِ خُلِقَ, أَمْ لِلْأَرْضِ؟، قَالَ: مَا هَذَا يَا أَبَا مِنَازِلَ؟ , قَالَ حَمَّادٌ: يَقُولُ لِي خَالِدٌ: وَلَمْ تَكُنْ هَذِهِ مِنْ مَسَائِلِنَا، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ: إِنِّي أحبُّ أَنْ أَعْلَمَ، قَالَ: بَلْ لِلْأَرْضِ خُلِقَ، قَالَ: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوِ اعْتَصَمَ، فَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الشَّجَرَةَ؟، قَالَ: لَمْ يَكُنْ لَهُ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا؛ لِأَنَّهُ لِلْأَرْضِ خُلِقَ.

_ 352- إسناده صحيح. 353- إسناده صحيح، وأخرجه أبو داود: 4614, وعبد الله بن أحمد في: السنة: 945، والآجري: صـ 199، وابن بطة: 1683، واللالكائي: 1006.

354 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: نَازَلْتُ الْحَسَنَ فِي الْقَدَرِ، وَمَا عِنْدِي وَعِنْدَهُ أَحَدٌ، إِلَّا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، فَقَالَ: أَوَلَسْتُمَا تَرَيَانِ ذَلِكَ؟، قَالَ: فَمَا زِلْتُ، حَتَّى خَوَّفْتُهُ بِالسُّلْطَانِ، فَقَالَ: مَا أَنَا بِعَائِدٍ إِلَيْهِ. 355 حَدَّثَنِي أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أَتَيْتُ عَوْفًا الْأَعْرَابِيَّ, فَقَالَ لِي: يَا مُعْتَمِرُ، مُرَّ بِنَا إِلَى مُوسَى الْأُسْوَارِيِّ, فَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّ ابْنَهُ قُتِلَ بِغَيْرِ أَجَلِهِ، وَيَرْوِي عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ الْمَقْتُولَ يُقْتَلُ بِغَيْرِ أَجَلِهِ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ إِلَيْهِ, فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ، أَوْ وَيْلَكَ، لِمَ تَكْذِبُ عَلَى الْحَسَنِ؟ , وَأَنَا أَطْوَلُ مُجَالَسَةً لَهُ مِنْكَ، قَالَ: هَاهْ. 356 حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرٌ, مَرَّ بِنَا إِلَى عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: فَافْتَرَقْنَا يَوْمًا، فَجِئْتُ إِلَى أَبِي سُلَيْمَانَ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا كَانَ مِنْ عَوْفٍ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، الْزَمْ عَوْفًا، فَإِنَّهُ رَجُلٌ صَدُوقٌ، اذْهَبْ مَعَهُ إِلَى عَبْدِ الْوَاحِدِ، فَجِئْتُ مَعَهُ إِلَى عَبْدِ الْوَاحِدِ، فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ، أَوْ وَيْلَكَ، لم تكذب على الحسن؟، وتروي عَنْهُ أَنَّ الْمَقْتُولَ بِغَيْرِ أَجَلِهِ، قَالَ: فَمَا قُمْنَا حَتَّى عَلِمْنَا أَنَّهُ كَذَبَ عَلَى الْحَسَنِ.

_ 354- إسناده صحيح, وأخرجه أبو داود: 4625 مختصراً. 355- إسناده حسن. 356- هكذا بالأصل، ولم أتبينه.

357 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ1، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ, عَنْ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا فِي الْقَدَرِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَرَأَيْتَ الزِّنَا بِقَدَرٍ هُوَ؟، قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: وَافَقَ رَجُلًا حَيًّا. 358 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، أَخْبَرَنِي ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ, عَنْ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا فِي الْقَدَرِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَرَأَيْتَ الزِّنَا بِقَدَرٍ هُوَ؟، فَقَالَ الْآخَرُ: نَعَمْ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: وَافَقَ رَجُلًا حَيًّا. 359 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ أَبُو حَفْصٍ2، قَالَ: سَمِعْتُ

_ 357- إسناده صحيح إلى محمد, وهو ابن سيرين. 1 في الأصل: عبد الله، والتصويب من كتب الرجال. 358- في إسناده من لا يعرف, وهكذا رواه عبد الله بن الإمام أحمد في: السنة: 889، حدثني أبي، نا معاذ, وساقه، إلا أن الظاهر -والله أعلم- أن السياق هكذا: أخبرني ابن عون, قال: أخبر رجل محمد بن سيرين عن رجلين ... وأن ابن عون كان حاضراً عند ابن سيرين عند قدوم هذا الرجل, وسؤاله، ويؤيد هذا سياق عبد الله في: السنة، والآجري في: الشريعة من طريق المصنف، فيكون ما هنا تحريفاً, وهو قول ابن عون: أخبرني رجل عن محمد. 359- أخرجه الآجري: 221، ولم أعرف عمرو بن الهيثم, حيث جاء في النص التالي عمر بن الهيثم الرقاشي، وهو كذلك في: الشريعة، فالله أعلم. 2 كان في الأصل: عمر بن على ابن حفص، والصواب ما أثبت.

مُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ, يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: خَرَجْتُ فِي سَفِينَةٍ إِلَى الْأُبُلَّةِ, أَنَا وَقَاضِيهَا هُبَيْرَةُ بْنُ الْعُدَيْسِ، قَالَ: وَصَحِبَنَا فِي السَّفِينَةِ مَجُوسِيُّ وَقَدَرِيُّ، فَقَالَ الْقَدَرِيُّ لِلْمَجُوسِيِّ بِالْفَارِسِيَّةِ: أسلِمْ، قَالَ: حَتَّى ايزد خواهد، يَعْنِي: حَتَّى يُرِيدَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ الْقَدَرِيَّ: ايزد من خواهد, وداود نماهلد، يَعْنِي: إِنَّ اللَّهَ يُرِيدُ, وَالشَّيْطَانُ لَا يَدَعُكَ، قَالَ: فَقَالَ المجوسي: والله كن ابن اسبيت1، مَعْنَاهُ يَقُولُ: هَذَا شَيْطَانٌ قَوِيُّ. 360 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: صَلَّيْتُ أَنَا, وَعُمَرُ2 بْنُ الْهَيْثَمِ الرَّقَاشِيُّ خَلْفَ الرَّبِيعِ بْنِ بَرَّةَ, قَالَ مُعَاذٌ: فَأَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْهَيْثَمِ, أَنَّهُ حَضَرَتْهُ الصَّلَاةُ مَرَّةً أُخْرَى، فَصَلَّى خَلْفَهُ، قَالَ: فَقَعَدْتُ أَدْعُو، فَقَالَ: لَعَلَّكَ مِمَّنْ يَقُولُ:3 اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي، قَالَ مُعَاذٌ: فَأَعَدْتُ تِلْكَ الصَّلَاةَ بَعْدَ عِشْرِينَ سَنَةً. 361 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي, قَالَ: كنا عند

_ 1 اختلف رسم الأحرف الفارسية في النسختين عن بعضهما البعض. 360- أخرجه الآجري في: الشريعة: صـ 220، وابن بطة: 1931، وانظر كتاب السنة: لعبد الله بن الإمام أحمد: 839. 2 هكذا بالأصل. 3 في الأصل: "ممن تقول". 361- إسناده صحيح، وأخرجه الفسوي: جـ 262/2، وابن بطة: 1969 في: الإبانة، والخطيب في: تاريخ بغداد: جـ 170/12-171، وابن عدي في: الكامل: جـ 104/5، والدارقطني في: أخبار عمرو بن عبيد: ق3، وعنده: "جاء به كفر، ورجع به دين يدين به".

عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، فَجَاءَ عُثْمَانُ بْنُ خَاشٍ1، فَقَالَ: يَا أَبَا عُثْمَانَ، سَمِعْتُ قَبْلِيَ الْكُفْرَ، قَالَ: مَا هُوَ، لَا تَعْجَلْ بِالْكُفْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ هَاشِمًا الْأَوْقَصَ يَقُولُ: إِنَّ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} 2, وَأَمْرُ الْوَحِيدِ لَيْسَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ، وَاللَّهُ يَقُولُ: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} 3 فَنَكَّسَ عَمْرٌو رَأْسَهُ هُنَيْهَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} 4 وَأَمْرُ الْوَحِيدِ فِي أُمِّ الْكِتَابِ، مَا عَلَى أَبِي لَهَبٍ مِنْ لَوْمٍ، وَلَا عَلَى الْوَحِيدِ مِنْ لَوْمٍ، قَالَ: هَذَا وَاللَّهِ يَا أَبَا عُثْمَانَ الدِّينُ. قَالَ أَبِي: فَجَاءَ بِهِ يَحْمِلُهُ، الْكُفْرُ5، ثُمَّ رَجَعَ بِهِ فِي الدِّينِ6. 362 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ يَرَى أن أسرع الناس ردة أهل الأهواء. 363 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا معاذ بن معاذ،

_ 1 في الأصل: حاس، والتصويب من: الإبانة, والكامل. 2 سورة المسد: الآية1. 3 سورة الزخرف: الآية 4. 4 سورة المسد: الآية 1. 5 كلمة غير واضحة. 6 في: تاريخ بغداد: قال معاذ: فدخل بالإسلام, وخرج بالكفر. 362- إسناده صحيح إلى محمد, وهو ابن سيرين، وأخرجه الآجري: صـ 201. 363- إسناده صحيح.

حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ, عَنْ مُحَمَّدٍ, أَنَّهُ كَانَ يرى أن أسرع الناس ردة، أهل الأهواء. 364 حَدَّثَنَا 1 أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ أَيُّوبَ: كَانَ مُحَمَّدٌ يَرَى أَنَّ الرِّدَّةَ الَّتِي تَكُونُ فِي أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ. 365 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ, عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ, أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ أَهْلَ الْأَهْوَاءِ أَهْلُ الضَّلَالَةِ، وَلَا أَرَى مَصِيرَهُمْ إِلَّا إِلَى النَّارِ. 366 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ, عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: كَانَ أَبُو قِلَابَةَ يَقُولُ: لَا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الْأَهْوَاءِ، ولا تجادلهوهم، فَإِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَغْمِسُوكُمْ فِي الضَّلَالَةِ, أَوْ يَلْبِسُوا عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ بَعْضَ مَا لَبَسَ عَلَيْهِمْ. 367 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ, عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الْأَهْوَاءِ أهل الضلالة، ولا

_ 364- إسناده صحيح. 1 تكرر نص: 363, فحذفت المكرر، فلزم التنبيه، وقد أشار الناسخ لذلك. 365- إسناده صحيح. 366- إسناده صحيح. 367- إسناده صحيح، وأخرجه الدارمي في: السنن: 100، والهروي في: ذم الكلام: ق84-أ.

أَرَى مَصِيرَهُمْ إِلَّا إِلَى النَّارِ, فَجَرِّبْهُمْ1 فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَنْتَحِلُ قَوْلًا, أَوْ قَالَ رَأْيًا, فَيَتَنَاهَى بِهِ الْأَمْرُ دُونَ السَّيْفِ، وَإِنَّ النِّفَاقَ كَانَ ضَرُوبًا، قَالَ: وَتَلَا: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ} 2، {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ} 3، {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} 4، قَالَ: وَاخْتَلَفَ قَوْلُهُمْ, وَاجْتَمَعُوا فِي الشَّكِّ وَالتَّكْذِيبِ، وَإِلَى هَؤُلَاءِ5 اخْتَلَفَ قَوْلُهُمْ, وَاجْتَمَعُوا فِي السَّيْفِ. 368 حدثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثنا وهيب، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ, عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: مَا ابْتَدَعَ رَجُلٌ بِدْعَةً قَطُّ، إِلَّا اسْتَحَلَّ السَّيْفَ. 369 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ, عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: مَا ابْتَدَعَ رَجُلٌ بِدْعَةً قَطُّ، إِلَّا اسْتَحَلَّ السَّيْفَ. 370 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ, عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: لَا تُجَالِسُوا أهل الأهواء، فإني لا آمن أن

_ 1 هكذا بالأصل، وفي النسخة الثانية, وعند الهروي: مجراهم. 2 سورة التوبة: الآية 75. 3 سورة التوبة: الآية 61. 4 سورة التوبة: الآية 58. 5 هكذا بالأصل، وعند الدارمي والهروي: وإن. 368- إسناده صحيح، وأخرجه الدارمي في السنن: 99. 369- إسناده صحيح. 370- إسناده صحيح، وانظر نص: 366.

يَغْمِسُوكُمْ فِي ضَلَالَتِهِمْ، أَوْ يَلْبِسُوا عَلَيْكُمْ بَعْضَ مَا يَعْرِفُونَ. 371 حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ, عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ, وذكر أصحاب الأهواء، فقال: والذي نفسي أَبِي الْجَوْزَاءِ بِيَدِهِ، لَأَنْ يَمْتَلِئَ دَارِي قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ، أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ يُجَاوِرَنِي رَجُلٌ منهم، ولقد دخلوا في هذه الآية: {هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا} 1. 372 حَدَّثَنَا أَبُو الْأَصْبَغِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ, عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: إِذَا لَقِيتَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فِي طَرِيقٍ, فَخُذْ فِي غَيْرُهُ. 373 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عامر،

_ 371- في إسناده عمرو بن مالك النكري، صدوق له أوهام، وأخرجه ابن بطة: 466-469، وابن أبي زمنين في: أصول السنة: 238، واللالكائي: 231. 1 سورة آل عمران: الآيتان: 119, 120. 372- إسناده جيد، شيخ المصنف متابع عند ابن بطة: 490, 492، وعند الهروي في: ذم الكلام: ق 84-ب. 373- إسناده صحيح، أسماء هو ابن عبيد، ثقة، وأخرجه الدارمي في: السنن: جـ 120/1، والآجري: صـ 62، وابن بطة: 398، واللالكائي: 242.

قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي [أَسْمَاءَ] 1 يُحَدِّثُ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلَانِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ، فَقَالَا: يَا أَبَا بَكْرٍ نُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ، قَالَ: لَا، قَالَا: فَنَقْرَأُ عَلَيْكَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: لَا، لَتَقُومَانِ عَنِّي، أَوْ لَأَقُومَنَّ، فَقَامَ الرَّجُلَانِ, فَخَرَجَا. 374 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْبِدَعِ أيوب، فقال: يا أباكر أَسْأَلُكَ عَنْ كَلِمَةٍ، قَالَ: فَوَلَّى أَيُّوبُ، وَهُوَ يَقُولُ: وَلَا نِصْفُ كَلِمَةٍ، وَلَا نِصْفُ كَلِمَةٍ. 375 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ, حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ, قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يُسَمِّي أَصْحَابَ الْبِدَعِ كُلَّهَمْ خَوَارِجَ، وَيَقُولُ: إِنَّ الْخَوَارِجَ اخْتَلَفُوا فِي الِاسْمِ, وَاجْتَمَعُوا عَلَى السَّيْفِ. 376 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الْمِصِّيصِيُّ، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ, عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ, قَالَ: صاحب البدعة لا يقبل له صلاة

_ 1 في الأصل: اما، والمثبت من: سنن الدارمي: جـ 120/1, وهو الصحيح، وما في مصادر التخريج الأخرى يصحح. 374- إسناده صحيح، وأخرجه الدارمي في: السنن: جـ 121/1، والآجري: صـ 62. 375- إسناده صحيح، وأخرجه اللالكائي: 290. 376- هشام: في روايته عن الحسن مقال، لأنه قيل: كان يرسل عنه، والأثر أخرجه الآجري: صـ 68، واللالكائي: 270.

وَلَا صِيَامٌ, وَلَا حَجٌّ, وَلَا عُمْرَةٌ, وَلَا جِهَادٌ, وَلَا صَرْفٌ, وَلَا عَدْلٌ. 377 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ, قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ يَرَى أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي أَهْلِ الْأَهْوَاءِ: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} 1، وَقَرَأَ ابْنُ عَوْنٍ حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ. 378 حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا معاذ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ مِثْلَهُ. 379 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ, قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا, وَمَاراهُ رَجُلٌ فِي شَيْءٍ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: إِنِّي قَدْ أَعْلَمُ مَا تُرِيدُ، وَأَنَا أَعْلَمُ بِالْمِرَاءِ مِنْكَ، وَلَكَنْ لَا أُمَارِيكَ. 380 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ2, عَنْ هِشَامٍ, قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْحَسَنِ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، تعالَ حَتَّى أُخَاصِمَكَ فِي الدِّينِ، فَقَالَ الْحَسَنُ: أَمَّا أَنَا فقد أبصرت ديني، فإن كنت أضللك دينك, فالتمسه.

_ 377-- إسناده صحيح إلى محمد وهو ابن سيرين، وأخرجه ابن بطة: 253. 1 سورة الأنعام: الآية 68. 378- إسناده صحيح. 379- إسناده صحيح، وأخرجه الآجري: صـ 65-66. 380- هشام بن حسان في روايته عن الحسن مقال, كما سبق في النص: 376. 2 هكذا بالأصل، وفي: الشريعة: مخلد.

381 حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَيْفٍ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْمَانِيُّ, قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيَّ يَقُولُ: مَنْ وَقَّرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ، فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الْإِسْلَامِ. 382 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ, عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ, قَالَ: رَأَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ مُحْرِزٍ1 الْمَازِنِيِّ, وَإِلَى جَنْبِهِ قَوْمٌ يَتَجَادَلُونَ، فَقَامَ, وَنَفَضَ ثِيَابَهُ، وَقَالَ: إِنَّمَا أَنْتُمْ جَرَبٌ. 383 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ, أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِيَّاكُمْ, وَالْمِرَاءَ، فَإِنَّهَا سَاعَةُ جَهْلِ الْعَالِمِ، وَبِهَا يَبْتَغِي الشَّيْطَانُ زَلَّتَهُ. 384 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة، حدثنا معاوية بن هشام،

_ 381- شيخ المصنف أظنه المترجم في: ميزان الاعتدال: جـ 233/1, وهو ضعيف، وحسان بن إبراهيم صدوق يخطئ. وهذا الأثر يروى مرفوعاً، انظر: تنزيه الشريعة: لابن عراق: جـ 314/1. 382- إسناده صحيح، وأخرجه ابن وضاح في: البدع والنهي عنها: صـ 60، وابن بطة: 595. 383- إسناده صحيح، وأخرجه الدارمي في: السنن: جـ 120/1، وابن بطة: 547. 384- عبد العزيز بن عمر، صدوق يخطئ، وهو متابع كما في الإسناد الآتي.

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ, عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ, قَالَ: مَنْ جَعَلَ الدِّينَ غَرَضًا لِلْخُصُومَاتِ أَكْثَرَ التَّنَقُّلَ. 385 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ, عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ, أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَنْ جَعَلَ دِينَهُ غَرَضًا لِلْخُصُومَاتِ أَكْثَرَ التَّنَقُّلَ. 386 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ, عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ, قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ عبد العزيز, فسأله بن بَعْضِ الْأَهْوَاءِ, فَقَالَ: انْظُرْ دِينَ الْأَعْرَابِيِّ, وَالْغُلَامِ فِي الْكُتَّابِ، فَاتَّبِعْهُ، وَالْهُ عَمَّا سِوَى ذَلِكَ. 387 حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْأَهْوَاءِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَلَا أَبِي بَكْرٍ, وَلَا عُمَرَ, وَلَا عُثْمَانَ، وَكَانَ مَالِكٌ يُسَمِّي الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَى عُثْمَانَ: الْخَوَارِجَ. 388 حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ عبد الرحمن، حدثنا

_ 385- إسناده صحيح، وأخرجه الترمذي في: السنن: جـ 102/1، والآجري: صـ 62، وابن بطة: 566- 566، واللالكائي: 216، من طرق عن عمر رحمه الله. 386- إسناده حسن، معاوية بن هشام متابع عند الدارمي في: السنن: جـ 103/1. وأخرجه كذلك ابن بطة: جـ 334/1، واللالكائي: 250. 387- إسناده صحيح. 388- هارون ضعيف، وانظر: تنزيه الشريعة: جـ 317/1، وتعليق الشيخ ناصر الدين الألباني في كتاب: السنة، وذكر ابن عدي في: الكامل: جـ 142/1 طرقه، ثم قال: رواة هذا الحديث شوشوا الإسناد، وبلاء هذه الأحاديث من هارون بن هارون.

مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ, عَنْ هَارُونَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَلَاكُ أُمَّتِي فِي الْقَدَرِيَّةِ, وَالْعَصَبِيَّةِ, وَالرِّوَايَةِ عَنْ غَيْرِ ثَبْتٍ". 389 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ, أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَانَ يَقُولُ: أَخَافُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ: الْعَصَبِيَّةَ, وَالْقَدَرِيَّةَ, وَالرِّوَايَةَ. 390 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ1 قَالَ: كُنَّا نُجَالِسُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، فَيَسْرُدُ كَلَامًا مِثْلَ اللُّؤْلُؤِ، فَإِذَا طَلَعَ رَبِيعَةُ قَطَعَ يَحْيَى الْحَدِيثُ، إِعْظَامًا لِرَبِيعَةَ، وَبَيْنَا نَحْنُ يَوْمًا يُحَدِّثُنَا، تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} 2، فَقَالَ لَهُ جَمِيلُ بْنُ نُبَاتَةَ الْعِرَاقِيُّ، وَهُوَ جَالِسٌ مَعَنَا: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ, أَرَأَيْتَ السِّحْرَ مِنْ تِلْكَ الْخَزَائِنِ؟، فَقَالَ يَحْيَى: سُبْحَانَ اللَّهِ، ما هذا من

_ 389- عبد الله بن صالح كاتب الليث، صدوق كثير الغلط, وهو متابع عند اللالكائي: 1266، ورواه الحارث كما في: المطالب العالية: جـ 78/3 عن ربيعة مرفوعاً، وقال المحقق: قال البوصيري: رواه الحارث مرسلاً. 390- إسناده صحيح، وأخرجه الآجري: صـ 217، والهروي في: ذم الكلام: ق85. 1 في الأصل: عبيد الله بن عثمان، والتصويب من: الشريعة. 2 سورة الحجر: الآية 21.

مَسَائِلِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ1: إِنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ لَيْسَ بِصَاحِبِ خُصُومَةٍ، وَلَكَنْ عَلَيَّ, فَأَقْبِلْ، أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ: السِّحْرَ لَا يَضُرُّ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ، أَفَتَقُولُ أَنْتَ ذَاكَ؟، فَسَكَتَ، فَكَأَنَّمَا سَقَطَ عَنَّا جَبَلٌ. 391 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ, عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ, قَالَ: لَمَّا انْتَحَلَتِ الْمُعْتَزِلَةُ مَا انْتَحَلَتْ، دَعَوْنَا إِلَيْهِ، فَقُلْنَا: لَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَقْطَعَ أَمْرًا, وَالْحَسَنُ بَيْنَ أَظْهُرِنَا حَتَّى نُشَاوِرَهُ، فَأَتَيْتُهُ, فَقُلْتُ: إِنَّ أُنَاسًا مِمَّنْ يَغْشَاكَ, وَيَأْخُذُ عَنْكَ انْتَحَلُوا رَأْيًا مِنْ قِبَلِهِمْ, وَدَعَوْنَا إِلَيْهِ، وَقَالُوا: إِنَّمَا نَشْهَدُ عَلَى مَنْ عَمِلَ كَبِيرَةً فِي الْإِسْلَامِ، وَمَا نَشْهَدُ عَلَى الْحَجَّاجِ, وَعَلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ, وَعَلَى مَالِكِ بْنِ الْمُنْذِرِ، فَقَالَ الْحَسَنُ: رُوَيْدَكَ "لَا شِهَادَ نَعْصِي عَنْكَ الْمَعْرَفَةَ"2، قَالَ: قُلْتُ: وَأَشْهَدُ، قَالَ: لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ، قَالَ: وَأَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ, فَقُلْتُ لَهُ نَحْوًا مِمَّا ذَكَرْتَ لِلْحَسَنِ، "فَقَالَ النَّاسُ الْحَجَّاجُ"3 أَبُو مُحَمَّدٍ عَمِلَ بِالْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ، فَإِنْ يُعَذَّبْ, فَبِذَنْبِهِ, وَإِنْ يُغْفَرْ لَهُ فَهَنِيئًا لَهُ، قَالَ: فَلَمَّا ذَكَرْتُ يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ، قَالَ: "أَمَا تَعْرِفُ إلا زود [للها الولا] 3 يأخذونك, فيركبونك"5،

_ 1 في الهامش في النسخة الثانية: "حسنة". 391- إسناده صحيح. 2 هكذا بالأصل، ولم أتبين المعنى. 3 هذا بالأصل، ولم أتبين المعنى. 4 في النسخة الثانية ما بين القوسين وضع عليه خط، ولم أستطع فهم المعنى من النسختين، فالله أعلم. 5 هذا بالأصل، ولم أتبين المعنى.

فَلَمَّا ذَكَرْتُ مَالِكَ بْنَ الْمُنْذِرِ، قَالَ: طُوَالَ دَهْرِهِ كَانَ بِخُرَاسَانَ لَمْ تَأْتِنِي وَلَمْ تَسْأَلْنِي عَنْهُ، حَتَّى إِذَا جَاءَكَ وَجَاوَرَكَ، وَوَجَبَ عَلَيْكَ حَقُّهُ، جِئْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُنِي بِمَا أَشْهَدُ عَلَيْهِ، فَأَتَيْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ، فَذَكَرْتُ لَهُ نَحْوًا مِمَّا ذَكَرْتُ لَهُمَا، قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ مِنَ الْأُمُورِ أُمُورًا إِنْ صَدَقْتَ فِيهَا لَمْ يَكُنْ لَكَ فِيهَا أَجْرٌ، وَإِنْ كَذَبْتَ كُنْتَ كَذَّابًا، إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ هَذَا حِمَارٌ، وَهَذَا فَرَسٌ، وَنَحْوَ هَذَا لَمْ يَكُنْ لَكَ فِيهِ أَجْرٌ، وَلَوْ ذَهَبْتَ تَقُولُ لِلْحَصَى هَذَا طَيْرٌ، وَسَمَّيْتَهُ بِغَيْرِ اسْمِهِ كُنْتَ كَذَّابًا، فَإِيَاكَ أَنْ تَقُولَ لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ كَافِرٌ، أَوْ لِرَجُلٍ كَافِرٍ مُسْلِمٌ. 392 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، بِنَحْوِهِ. 393 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ بَعْدَ وَفَاةِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَقَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ بِنِعْمَتَيْنِ، مَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَفْضَلُ: أَنْ هَدَانِي لِلْإِسْلَامِ، أو لم يجعلني حرورياً.

_ 392- إسناده صحيح. 393- قتادة مشهور بالتدليس، وقد عنعن، وهكذا أخرجه ابن سعد في: الطبقات الكبري: جـ 113/7-114، ثم أخرجه أيضاً بإسناد صحيح، عنه من طريق سلام بن مسكين، حدثنا محمد بن واسع، عن أبي العالية به. كما أخرجه أبو نعيم في: الحلية: جـ 218/2، واللالكائي: 230، وابن أبي زمنين في: أصول السنة: 240، من طرق، عن أبي العالية رحمه الله.

394 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ قَائِمًا، وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنَ آلِ السَّائِبِ -قَالَ أَبُو مُعَاذٍ: أَهْلَ بَيْتٍ سَنَةً- قَائِمًا يُحَدِّثُهُ، قَالَ: ومرَّ1 ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: فَمَرَّ بَيْنَهُمَا رَاكِبًا، قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَى الَّذِي مِنَ الِ السَّائِبِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، مَا أُحِبُّ لَكَ أَنْ تَقُومَ هَذَا الْمَقَامَ، انْصَرَفَ إِلَى أَهْلِكَ. 395 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، فَمَرَّ بِنَا أَشْعَثُ، فَأَلْقَيْتُ نَفْسِي فِي بَابٍ، يَعْنِي: فَاسْتَتَرْتُ، فَمَرَّ أَشْعَثُ فَلَمْ يُسَلِّمْ، فَلَمَّا مَضَى قَالَ لِي عَمْرٌو: مَا مَنَعَ صَاحِبَكَ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْنَا، قُلْتُ: هُوَ أَعْلَمُ. 396 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي مَخْزُومٍ، عَنْ سَيَّارٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: يُسْتَتَابُوا، فَإِنْ تَابُوا، وَإِلَّا نُفُوا مِنْ دَارِ الْإِسْلَامِ. 397 حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ أَيُّوبَ أَبُو عِمْرَانَ الطَّالْقَانِيُّ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ

_ 394- إسناده صحيح. 1 في الأصل: ومن، ولعل الصواب ما أثبت إن شاء الله. 395- إسناده صحيح. 396- سبق أن ذكرت أني لم أعرف أبا مخزوم، ورأي عمر بن عبد العزيز معروف في القدرية، انظر النص: 273، وأخرجه اللالكائي: 1318. 397- انظر الكلام على النص السابق.

أَبَا مَخْزُومٍ يُحَدِّثُ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: يَنْبَغِي لِلْقَدَرِيَّةِ أَنْ يُسْتَتَابُوا، فَإِنْ تَابُوا وَإِلَّا نُفُوا مِنْ بِلَادِ الْإِسْلَامِ، وَقَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: مِنْ دِيَارِ الْمُسْلِمِينَ. 398 حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ نَسِيرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ، قَالَ: اجْتَمَعَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ، وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ بِمَكَّةَ، فَقَالَ لَهُ عَطَاءٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا كُتُبٌ بَلَغَنِي أَنَّهَا كُتِبَتْ عَنْكَ فِي الْقَدَرِ، فَقَالَ وَهْبٌ: مَا كَتَبْتُ كُتُبًا وَلَا تَكَلَّمَتُ فِي الْقَدَرِ بِشَيْءٍ، ثُمَّ قَالَ وَهْبٌ: قَرَأْتُ نَيِّفًا وَسَبْعِينَ كِتَابًا مِنْ كُتُبِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْهَا نَيِّفٌ وَأَرْبَعُونَ ظَاهِرَةً فِي الْكَنَائِسِ، وَمِنْهَا نَيِّفٌ وَعِشْرُونَ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا قَلِيلٌ مِنَ النَّاسِ، فَوَجَدْتُ فِيهَا كُلَّهَا أَنَّ مَنْ وَكَلَ إِلَى نَفْسِهِ شَيْئًا مِنَ الْمَشِيئَةَ، فَقَدْ كَفَرَ. 399 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ مُوسَى بْنِ أَبِي كثير، قال: [الكلام في] القدر أبو جاد الزندقة.

_ 398- أبو سنان: هو عيسى بن سنان الحنفي، لين الحديث، والأثر له طرق، عن وهب تبين أن له أصلاً، فانظر: الطبقات الكبري: لابن سعد: جـ 543/5، وأبو نعيم في: حلية الأولياء: جـ 24/4، والأسماء والصفات: للبيهقي: 374-375. 399- تقدم بإسناده، ومتنه: 238، وما بين القوسين ساقط، وهو في مصادر التخريج.

400 حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ مِثْلَهُ. 401 حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، قَالَ: مَا أَهْلَكَ اللَّهُ أَهْلَ دِينٍ حَتَّى تُخَلَّفَ1 فِيهِمُ الْمَنَانِيَّةُ، قُلْتُ: وَمَا الْمَنَانِيَّةُ؟، قَالَ: الزَّنَادِقَةُ. 402 حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَهْلٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَجَجْتُ، فَسَمِعْتُ رَجُلًا يُلَبِّي، يَقُولُ فِي تَلْبِيَتِهِ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، فَلَمَّا دَخَلْتُ مَكَّةَ، لَقِيتُ سُفْيَانَ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي سَمِعْتُ، فَمَا زَادَنِي عَلَى أَنْ قَالَ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} 2. 403 حدثنا سويد، حدثنا مسلم بن خالد، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ قَائِمًا فِي الْمَنَارَةِ، قَالَ: مَا لَقِيتُ شَيْئًا، ما لقيت من القدر.

_ 400- سويد: هو ابن سعيد الحدثاني، متكلم فيه، ولكنه متابع كما سبق في النص السابق. 401- إسناده ضعيف، شيخ المصنف متابع، ولكن خلفاً اختلط قبل موته، وأخرجه الدرامي في: الرد على الجهمية: 21، والهروي في: ذم الكلام: 58، ويروى نحوه، عن الحكم، عند ابن بطة في: الإبانة: 654. 1 كتب على الهامش في النسخة الثانية: لعله، يخلق. 402- شيخ المصنف صدوق في نفسه، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، فأفحش فيه ابن معين القول، ولم أعرف يوسف بن سهل الواسطي. 2 سورة الفلق: الآيتان: 1-2. 403- مسلم بن خالد الزنجي، فقيه صدوق كثير الأوهام، وشيخ المصنف سبق الكلام عليه في النص السابق، والأثر أخرجه كذلك اللالكائي: 1382.

404 حدثنا سويد، حدثنا يحيي بن سليمان1، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، قال: كنا جلوساً عند طاووس، فَجَاءَ قَتَادَةُ يُرِيدُ الْجُلُوسَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا أَعْمَى الْقَلْبِ، وَاللَّهِ لَئِنْ جَلَسَ لَأَقُومِنَّ عَنْهُ، فَقَامَ بَعْضُنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا فُلَانٍ -لِقَتَادَةَ- إِنَّ هَذَا، قَالَ: لَئِنْ جَلَسَ لَأَقُومَنَّ، وَإِنَّا نُحِبُّ أَنْ تَعْتَزِلَهُ، فَاعْتَزَلَهُ قَتَادَةُ. 405 حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قُلْتُ: لِمُجَاهِدٍ، يَا أَبَا الْحَجَّاجِ: أَشَعَرْتَ أَنَّ وَهْبًا مَوْلَى سَلَامَةَ قَدَرِيُّ، قَالَ: ثُمَّ رَآنِي بَعْدَ ذَلِكَ مَعَهُ، قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُ مُجَاهِدًا، فَإِذَا هُوَ كَالْمُعْرِضِ عَنِّي، قَالَ: أَلَيْسَ قُلْتَ وَهْبٌ قَدَرِيُّ، ثُمَّ رَأَيْتُكَ مَعَهُ. 406 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مَخْزُومٍ، يَقُولُ: كَانَ سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ، وَأَبُو هَاشِمٍ صَاحِبُ الرُّمَّانِ، يَقُولَانِ: التَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ شِرْكٌ. 407 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا معتمر بن سليمان

_ 404- إسناده ضعيف، وانظر كتاب: السنة: للالكائي: 1143، والإبانة: 403. 1 هكذا بالأصل، ولا أظنه إلا يحيى بن سليم. 405- مسلم بن خالد: هو الزنجي فقيه صدوق كثير الأوهام، وشيخ المصنف، سبق الكلام عليه في: نص: 242. 406- سبق الكلام عليه في تخريج: نص: 242. 407- إسناده ضعيف؛ لجهالة الرجل، وانظر الكلام عليه فيما سبق، النص: 216.

قَالَ: سَمِعْتُ [أَبِي بَحَلَبَ] 1 عَنْ رَجُلٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْقَدَرِيَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَقُولُ: "هُمْ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ". 408 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ، يَقُولُ: أَمْرانِ أَدْرَكْتُ النَّاسَ، وَلَيْسَ فِيهِمْ مِنْهَا شَيْءٌ، كَلَامُ هَذِهِ الْمُعْتَزِلَةِ، وَالْقَدَرِيَّةِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْقَدَرِ سَنْسَوَيْهِ بْنُ يُونُسَ2 الْأُسْوَارِيُّ، وَكَانَ حَقِيرًا صَغِيرَ الشَّأْنِ، ثُمَّ تَكَلَّمَ مَعْبَدٌ، وَتَكَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ كَذَا فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَ الْقَائِلُ يَقُولُ: إِنَّ مَعْبَدًا لَيتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ مَا نَدْرِي مَا هُوَ ثُمَّ رَفَضَ. 409 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بن كعب القرطبي، يَقُولُ: لَمَّا تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي الْقَدَرِ، نَظَرْتُ فَإِذَا هَذِهِ الْآيَةُ أُنْزِلَتْ فِيهِمْ: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ

_ 1 هكذا بالأصل، وعلى الهامش في النسخة الثانية: لعله مجلز، وأقول لعله سمعت أبي يحدث، والله أعلم. 408- إسناده جيد، وانظر: النص: 347. 2 كتب على الهامش في النسخة الثانية: شويس. 409- خصيف صدوق سيئ الحفظ، وأخرجه عبد الله بن أحمد في: السنة: 919، وتقدم نحوه: 246، وهذا ليس سبباً لنزول الآية، فالسبب ما ورد عند مسلم والمصنف، فانظر: النص: 245.

خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} 1. 410 حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ الْمِصِّيصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى ابْنٍ لَهُ كُتُبًا، وَكَانَ فِي أَوَّلِ مَا كَتَبَ: إِنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي بِيَدِهِ الْقُلُوبُ؛ يَصْنَعُ فِيهَا مَا شَاءَ، مِنْ هُدًى أَوْ ضَلَالَةٍ. 411 حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطٍ2، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ، فَقَالَ لِي: مَا يَقُولُ3 النَّاسُ فِي الْقَدَرِ؟، قَالَ: فَلَمْ أَدْرِ مَا رَدَدْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَرَفَعَ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ، وَقَالَ: مَا أُرِيدُ4 عَلَى مَا أَقُولُ مِثْلَ هَذَا، إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بعبدٍ خَيْرًا، وفقه لمحابه

_ 1 سورة القمر: الآيات: 47-49. 410- شيخ المصنف، قال في التقريب: مقبول، وهو من شيوخ أبي داود، وهو لا يروي إلا، عن ثقة عنده، ذكر ذلك الحافظ في: تهذيب التهذيب: جـ 344/2، والفزاري ثقة صاحب تصانيف، والخطب في هذا سهل، فهو أثر، وليس بحديث. ثم رأيت اللالكائي أخرج الأثر: 1246، وفيه متابعة لشيخ المصنف. 411- إسناده حسن، وأخرجه الآجري: صـ 200، وابن بطة: 1725. 2 في الأصل: عبيد الله بن حسن، والتصويب من مصادر التخريج، وكتب الرجال. 3 في الأصل، ما يقولون. 4 في: الشريعة: مايزيد.

وَطَاعَتِهِ، وَمَا يَرْضَى بِهِ عَنْهُ، وَمَنْ أَرَادَ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ، اتَّخَذَ عَلَيْهِ الْحُجَّةَ، ثُمَّ عَذَّبَهُ، غَيْرَ ظَالِمٍ لَهُ. 412 سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَأَلْتُ يَحْيَى، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ: "كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ"، مَا مَعْنَى بِقَدَرٍ؟، فَقَالَا: كتب وعلم.

_ 412- علي بن عبد الله: هو ابن المديني، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، ويحيى: يحتمل أنه ابن آدم، ويحتمل أنه ابن سعيد القطان، والإسناد صحيح.

باب ما روي في الأهواء وتكذيب أهل القدر

بَابُ مَا رُوِيَ فِي الْأَهْوَاءِ, وَتَكْذِيبِ أَهْلِ الْقَدَرِ 413 حَدَّثَنَا أَبُو تَقِيٍّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحِمْصِيِّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ1، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: ثَلَاثَةُ مَجَالِسٍ لَا تُمَكِّنِ الشَّيْطَانَ فِيهِنَّ مِنْ نَفْسِكِ: الْقُرْآنَ، وَلَا امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَكَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُكُمَا، وَلَا تُجَالِسْ أَهْلَ الْأَهْوَاءِ، فَإِنَّ مُجَالَسَتَهُمْ مُمْرِضَةُ الْقُلُوبِ. 414 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ سليم2, عن أبي حصين الكوفي،

_ 413- إسناده ضعيف، ومعناه صحيح، فإن لأجزائه شواهد عديدة. 1 في الأصل: سليمان بن سليمان، والتصويب من كتب الرجال. 414- إسناده ضعيف، وأخرجه الطبراني في: مسند الشاميين: 1385، وأخرج نحوه, عن ابن عباس ابن جرير الطبري: 71, مرفوعاً من طريق الكلبي, عن أبي صالح، عن ابن عباس، وهذا سند لا يصح. 2 في الأصل: سليمان بن سليمان، والتصويب من كتب الرجال.

عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ: حَلَالٍ وَحَرَامٍ، لَا يَسَعُ أَحَدًا جَهْلُهُمَا، وَوَجْهٍ عَرَبِيٍّ تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ، وَوَجْهِ تَأْوِيلٍ يَعْلَمُهُ الْعُلَمَاءُ، وَوَجْهِ تَأْوِيلٍ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنِ انْتَحَلَ فِيهِ عِلْمًا, فَقَدْ كذب. 415 حدثني أبو حفص عمر بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو, يَعْنِي الْأَوْزَاعِيَّ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْحَجَّاجِ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْمَكِّيُّ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ1 إِنَّ رَجُلًا قَدِمَ عَلَيْنَا مُكَذِّبٌ بِالْقَدَرِ، فَقَالَ: دلوني عليه, وهو يؤمنذ أَعْمَى، فَقَالُوا: وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟، قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنْ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ لَأَعَضَّنَّ أَنْفَهُ, حَتَّى أَقْطَعَهُ، وَلَئِنْ وَقَعَتْ رَقَبَتُهُ فِي يَدِي لَأَدُقَّنَّهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "كَأَنِّي بِنِسَاءِ بَنِي فَهْمٍ يَطُفْنَ 2 بِالْخَزْرَجِ 3 تَصْطَكُّ أَلْيَاتُهُنَّ مُشْرِكَاتٍ. ", فَهَذَا أَوَّلُ شِرْكٍ فِي الْإِسْلَامِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا ينتهي بهم سوء رأيهم4 حتى

_ 415- إسناده ضعيف، العلاء بن الحجاج مجهول، ومحمد بن عبيد المكي ضعيف، وأخرجه إسحاق بن راهويه: المطالب العالية المسندة: -487-أ، وأحمد: 3055، وابن أبي عاصم في: السنة: 79، والآجري في: الشريعة: صـ 216، واللالكائي: 1116. 1 هكذا بالأصل، وهو كذلك عند أحمد في: المسند. 2 في الأصل: "يطعن". 3 في الأصل: "بالحررع". 4 في الأصل: "سواريهم".

يُخْرِجُوا اللَّهَ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الْخَيْرَ، كَمَا أَخْرَجُوهُ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الشَّرَ. 416 حَدَّثَنَا أَبُو أَنَسٍ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَلْهَانِيُّ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بقية بن الوليد, عن أرطاة بن المنذر، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ, أَنَّهُ بَلَغَهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: "إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقَلَمُ 1, وَأَخَذَهُ 2 بِيَمِينِهِ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، قَالَ: فَكَتَبَ الدُّنْيَا, وَمَا يَكُونُ فِيهَا مِنْ عَمَلٍ مَعْمُولٍ، بِرٍّ أَوْ فُجُورٍ، رَطْبٍ أَوْ يَابِسٍ، فَأَحْصَاهُ عِنْدَهُ فِي الذِّكْرِ"، ثُمَّ قَالَ: "اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} 3 فَهَلْ تَكُونُ النُّسْخَةُ إِلَّا مِنْ أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ". 417 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ, عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ, أَنَّهُ قَالَ: عَلِمَ اللَّهُ مَا هُوَ خَالِقٌ، وَمَا الْخَلْقُ عَامِلُونَ, ثُمَّ كَتَبَهُ، ثُمَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَم

_ 416- إسناده حسن، شيخ المصنف متابع عند ابن أبي عاصم في: السنة: 106، كما صرح عنده بقية بالتحديث، وأخرجه الطبراني في: مسند الشاميين: 673، والآجري: صـ 165، وابن بطة في: الإبانة: 1265. 1 في الأصل: "إن الله عز وجل أول شيء خلقه القلم"، والمثبت من الشريعة, فقد أخرجه من طريق المصنف. 2 في الأصل: "وأخذ". 3 سورة الجاثية: الآية 29. 417- إسناده حسن، إلى عبدة بن أبي لبابة رحمه الله، وأخرجه الآجري: صـ 216، وابن بطة: 1996.

مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} 1. 418 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ, وَأَنَا أَخَافُ الْعَنَتَ عَلَى نَفْسِي، وَلَسْتُ أَجِدُ طَوْلًا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَأْذَنْ لِي أَنْ أَخْتَصِيَ، قَالَ: فَسَكَتَ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ، وَإِنِّي أَخَافُ الْعَنَتَ عَلَى نَفْسِي وَلَسْتُ أَجِدُ طَوْلًا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَأْذَنْ لِي أَنْ أَخْتَصِيَ، قَالَ: ثُمَّ عُدْتُ, فَقُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، جَفَّ الْقَلَمُ عَلَى مَا أَنْتَ لاقٍ، فاختصِ عَلَى ذَلِكَ, أَوْ دَعْ". 419 حَدَّثَنِي أَبُو أَنَسٍ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ, عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْعَنْسِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حبيب, ومحمد بن يزيد

_ 1 سورة الحج: الآية 70. 418- حديث صحيح بغير هذا الإسناد؛ فإن الأوزاعي لم يسمعه من الزهري، وقد ذكر ذلك النسائي: 3215، ثم قال: وهذا حديث صحيح, قد رواه يونس, عن الزهري، وقلت: رواية يونس علقها البخاري بصيغة الجزم: 5076، وأخرجها ابن وهب في كتاب: القدر: 16، وابن أبي عاصم في: السنة: 1110، والمصنف كما سيأتي: 437، ومن -طريقه الآجري: صـ 224، والقضاعي: 604، والبيهقي في: السنن الكبرى: جـ 97/7، وإسنادها صحيح. 419- إسناده ضعيف؛ لضعف أبي بكر العنسي، وأخرجه ابن ماجه: 3546، واللالكائي: 1098.

الْمِصْرِيِّينَ, قَالَا: حَدَّثَنَا نَافِعٌ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ, قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا زَالَ يُصِيبُكَ فِي كُلِّ عَامٍ وَجَعٌ مِنْ تِلْكِ الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ الَّتِي أَكَلْتَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَصَابَنِي شَيْءٌ مِنْهَا، إِلَّا وَهُوَ مَكْتُوبٌ عَلَيَّ, وَآدَمُ فِي طِينَتِهِ" 1. 420 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرٍ, قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ سَيْفٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْقَلَمَ, فَكَتَبَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. 421 حَدَّثَنَا أَبُو أنس مالك بن سليمان، حدثنا بقية, عن مُبَشِّرِ2 بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ} 3، وكذلك خلقهم حين خلقهم, فجعلهم مؤمنًا

_ 1 في الأصل: "ما أصابني منها, إلا أنه إِلَّا وَهُوَ مَكْتُوبٌ عَلَيَّ, وَآدَمُ فِي طِينَتِهِ, يعني إنه الاس"، والمثبت من: سنن ابن ماجه. 420- إسناده جيد، وقول الذهبي في: الكاشف أولى من قول ابن حجر في: التقريب في منزلة يونس بن سيف، فهو ثقة, لا مقبول. وسبق نحوه عن ابن عباس: 65، فانظره هناك, والتعليق عليه. 421- إسناده ضعيف، وأخرجه الآجري من طريق المصنف: صـ 194, وروى ابن جرير: 14478, واللالكائي: 961 نحوه عن ابن عباس بإسناد ضعيف أيضًا، ولابن كثير رحمه الله بحث ممتع حول معنى الآية، فانظره لزامًا. 2 في الأصل: ميسرة، والتصويب من: الشريعة. 3 سورة الأعراف: الآيتان: 29، 30.

وَكَافِرًا, وَسِعِيدًا, وَشَقِيًّا، وَكَذَلِكَ يَعُودُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُهْتَدِيًا, وَضَالًّا. 422 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ1, عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى آدَمَ، ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى شِقِّ آدَمَ الْأَيْمِنِ، فَأَخْرَجَ ذَرْوًا كَالذَّرِّ، قَالَ: يَا آدَمُ, هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى شِقِّ آدَمَ الْأَيْسَرِ, فَأَخْرَجَ ذَرْوًا كَالْحِمَمِ، ثُمَّ قَالَ: هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ". 423 حَدَّثَنَا أَبُو أَنَسٍ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا بقية, عن

_ 422- إسناده ضعيف؛ لضعف مبشر بن عبيد، وقد رماه أحمد بالوضع، وحديث القبضتين ثابت من غير هذا الوجه. وأخرجه من هذا الوجه الآجري: صـ 163، وابن عدي في: الكامل: جـ 4208/6، وزاد نسبته في: الإتحافات السنية إلى الحكيم الترمذي. 1 في الأصل: ميسرة بن عبيد، والتصويب من كتب الرجال. 423- بقية: مدلس, وقد عنعن، وهكذا أخرجه ابن أبي حاتم, انظر أسباب النزول للسيوطي, وزاد نسبته في: الدر المنثور إلى ابن مردويه، وانظر النص الآتي. وله إسناد آخر إلى القاسم بن مخيمره -وهو من التابعين- أخرجه عبد الرزاق في: تفسيره: من طريق المبارك, عن الأوزاعي، عن سليمان بن موسى، عن القاسم نحوه، وفيه أن القائل: الأمر إلينا هو أبو جهل، وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر في: أسباب النزول، وبعضهم وقفه على سليمان بن موسى كما عند الواحدي في: الوسيط: جـ 432/4، وأسباب النزول، وابن جرير في: تفسيره: جـ84/30، وابن بطة في: الإبانة: 1897. 2 في الأصل: أبو أنس بن مالك.

عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِهِ: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} 1، قَالُوا: الْأَمْرُ إِلَيْنَا، إِنْ شِئْنَا اسْتَقَمْنَا, وَإِنْ شِئْنَا لَمْ نَسْتَقِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} 2. 424 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ, عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} 3، قَالُوا: الْأَمْرُ إِلَيْنَا إِنْ شِئْنَا اسْتَقَمْنَا، وَإِنْ شِئْنَا لَمْ نَسْتَقِمْ، قَالَ: فَأَهْبَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ جِبْرِيلَ, يَقُولُ: كَذَبُوا يَا مُحَمَّدُ: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} 4، فَفَرَّجَ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 425 حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ 5 بْنُ مصفى، حدثنا بقية،

_ 1 سورة التكوير: الآية 28. 2 سورة التكوير: الآية 29. 424- زيد بن أسلم: لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه. 3 سورة التكوير: الآية 28. 4 سورة التكوير: الآية 29. 425- إسناده حسن، وأخرجه ابن أبي عاصم في: السنة: 104 بمثل إسناد المصنف، وأخرجه من طريق المصنف الآجري: صـ 194، وانظر نص: 72, وما بعده. 5 في الأصل: أحمد بن مصفى، والتصويب من كتب الرجال, ومصادر التخريج.

حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: كَيْفَ كَانَتْ وَصِيَّةُ أَبِيكَ إِلَيْكَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ؟، فَقَالَ: دَعَانِي, فَقَالَ: يَا بُنَيَّ, أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَتَّقِي اللَّهَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ, وَلَنْ تَطْعَمَ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ, وَلَنْ تَبْلُغَ الْعِلْمَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَتِ, وَكَيْفَ لي أن أؤمن بِالْقَدَرِ كُلِّهِ، خَيْرِهِ وَشَرِّهِ؟، قَالَ: تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، أَيْ بُنَيَّ، إِنِّي سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ، قَالَ: اكْتُبْ، قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ يَا رَبِّ؟، قَالَ: اكْتُبِ الْقَدَرَ 1، فَجَرَى الْقَلَمُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا كَانَ, وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الْأَبَدِ". 426 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ الْأَزْرَقِ مر َّ

_ 1 كان بالأصل: "اكتب مرتين القدر"، والمثبت من: الشريعة، فقد أخرجه من طريق المصنف. 426- إسناده ضعيف، وأخرجه بمثل إسناد المؤلف ابن أبي عاصم في: السنة: 239، ثم أخرجه بإسناد حسن كما قال الشيخ ناصر الدين الألباني، والطبراني في: مسند الشاميين: 1490، وانظر: تفسير الطبري: جـ 144/19، والسنة لعبد الله بن الإمام أحمد: 900، والواحدي في: الوسيط: جـ 373/3، والحاكم في: المستدرك: جـ 405/2، فقد أخرجوا القصة بأسانيد مختلفة عن ابن عباس رضي الله عنهما.

بِابْنِ عَبَّاسٍ, وَهُوَ يُحَدِّثُ, يَقُولُ: كَانَ سُلَيْمَانُ بن داود إذا ما نزل دعى الْهُدْهُدَ، فَبَحَثَ الْأَرْضَ، فَدَلَّهُ عَلَى الْمَاءِ، وَكَانَتْ مَعْرِفَتُهُ إِذَا كَانَتِ الْأَرْضُ [تَرْبِدُ] 1 عَلِمَ أَنَّ الْمَاءَ قَرِيبٌ مِنْهَا، فَأَمَرَهُمْ, فَحَفَرُوا, فَاسْتَخْرَجُوا الْمَاءَ، فَقَالَ لَهُ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ: أَلَا تَخَافُ اللَّهَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، إِنَّ الْهُدْهُدَ [لَصِلَالَةٌ] 2 بِالْحَبَّةِ فَوْقَ الْأَرْضِ، فَلَا يَعْلَمُ حَتَّى [لوحد] 3 فِي رَقَبَتِهِ, وَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّهُ يُخْبِرُهُمْ بِمَا تَحْتَ الْأَرْضِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم, قَالَ: "قَدْ يَنْفَعُ الْحَذَرُ مَا لَمْ يَبْلُغِ الْقَدَرُ، فَإِذَا بَلَغَ الْقَدَرُ لَمْ يَنْفَعِ الْحَذَرُ، وَحَالَ الْقَدَرُ دُونَ النَّظَرِ". فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا ابْنَ الْأَزْرَقِ أَرَدْتَ أَنْ تَقُولَ: مَرَرْتُ بِابْنِ عَبَّاسٍ, فَرَدَدْتُ قَوْلَهُ فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ. 427 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ, وَبَلَغَهُ عَنْ رَجُلٍ لَهُ سَرَقَ: إِنَّهُ قَارَفَ السَّرِقَةَ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: مِنْ خَلَقَهُ اللَّهُ لأمرٍ, فَهُوَ أَهْلٌ لَمَّا خَلَقَهُ اللَّهُ لَهُ.

_ 1 هكذا بالأصل ولم أتبين معناها. 2 عند الطبراني: توضع له الجنة فوق الأرض، فلا يعلم حتى يؤخذ برقبته، وأقول: لعلها الحبة. 3 هكذا في الأصل، وانظر الهامش السابق. 427- لم أجد من نص على رواية المسعودي, عن عمر بن عبد العزيز, ولا رواية بقية عن المسعودي، ثم إن المسعودي اختلط, ولم أتمكن من معرفة رواية بقية عنه. هل هي قبل الاختلاط, أم بعده.

428 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعٍ الثَّقَفِيُّ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: لَقِيتُ غَيْلَانَ بِدِمَشْقَ مَعَ نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ, فَسَأَلُونِي1 أَنْ أُكَلِّمَهُ، فَقُلْتُ: اجْعَلْ لِي عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ, أَنْ لَا تَغْضَبَ, وَلَا تَجْحَدَ, وَلَا تَكْتُمَ، قَالَ: ذَلِكَ لَكَ، فَقُلْتُ: نَشَدْتُكَ اللَّهَ, هَلْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ شَيْءٌ قَطُّ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ لَمْ يَشَأْهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ, وَلَمْ يَعْلَمْهُ حَتَّى كَانَ؟، قَالَ غَيْلَانُ: اللَّهُمَّ لَا، قَالَ: قُلْتُ: فَعِلْمُ اللَّهِ بِالْعِبَادِ كَانَ قَبْلُ أَوْ أَعْمَالُهُمْ؟، فَقَالَ غَيْلَانُ: بَلْ عِلْمُهُ كَانَ قَبْلَ أَعْمَالِهِمْ، قُلْتُ: فَمِنْ أَيْنَ كَانَ عِلْمُهُ بِهِمْ؟، مِنْ دَارٍ كَانُوا فِيهَا قَبْلَهُ، جَبَلَهُمْ فِي تِلْكَ الدَّارِ غَيْرُهُ، وَأَخْبَرَهُ الَّذِي جَبَلَهُمْ فِي الدَّارِ عَنْهُمْ غَيْرُهُ؟، أَمْ مِنْ دَارٍ جَبَلَهُمْ هُوَ فِيهَا, وَخَلَقَ لَهُمُ الْقُلُوبَ الَّتِي يَهْوَونَ بِهَا الْمَعَاصِي؟، قَالَ غَيْلَانُ: بَلْ مِنْ دارٍ جَبَلَهُمْ هُوَ فِيهَا, وَخَلَقَ لَهُمُ الْقُلُوبَ الَّتِي يَهْوَونَ بِهَا الْمَعَاصِي، قُلْتُ: فَهَلْ كَانَ اللَّهُ يُحِبُّ أَنْ يُطِيعَهُ جَمِيعُ خَلْقِهِ؟، قَالَ غَيْلَانُ: نَعَمْ، قُلْتُ: انْظُرْ مَا تَقُولُ، قَالَ: هَلْ مَعَهَا غَيْرُهَا؟، قُلْتُ: نَعَمْ, فَهَلْ كَانَ إِبْلِيسُ يُحِبُّ أَنْ يَعْصِي اللَّهَ جَمِيعُ خَلْقِهِ؟، فَلَمَّا عَرَفَ الَّذِي أَرَدْتُ، سَكَتَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عَامِرٍ، هَلْ لهؤلاء الكلمات من أصل؟،

_ 428- لم أعرف بعض رجاله, وأخرج القصة الآجري: صـ 219، وابن بطة في: الإبانة: 2007. 1 في الأصل: يسألوني.

قُلْتُ: نَعَمْ، حَسْبُكَ بِهِنَّ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ جَمِيعَ خَلْقِهِ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ, لَمْ يَخْلُقْ شَيْئَيْنِ مِنْ شَيْءٍ وَاحِدٍ، فَجَعَلَ الطَّاعَةَ فِي اثْنَيْنِ، وَجَعَلَ الْمَعْصِيَةَ فِي اثْنَيْنِ، وَاللَّذَيْنِ فِيهِمَا الطَّاعَةُ هِيَ فِيهِمَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَاللَّذَانِ فِيهِمَا الْمَعْصِيَةُ هِيَ فِيهِمَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ مِنْ نُورٍ, وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ نَارٍ وَخَلَقَ الْبَهَائِمَ مِنْ مَاءٍ وَخَلَقَ آدَمَ مِنْ طِينٍ, فَجَعَلَ الطَّاعَةَ فِي الْمَلَائِكَةِ, وَالْبَهَائِمِ, وَجَعَلَ الْمَعْصِيَةَ فِي الْجِنِّ, وَالْإِنْسِ، قَالَ غَيْلَانُ: صَدَقْتَ. 429 حَدَّثَنَا أَبُو تَقِيٍّ1 هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي أَبُو عتَّاب2 قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَغْسِلُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْقَدَرِ، قَالَ: فَتَفَرَّقُوا3 عَنِّي، وَبَقِيتُ، فَقُلْتُ: وَيْلٌ لِلْمُكَذِّبِينَ بِأَقْدَارِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَانْتَفَضَ حَتَّى سَقَطَ عَنْ دَفِّهِ، قَالَ: فَلَمَّا دَفَنَّاهُ عِنْدَ بَابِ الشَّرْقِيِّ، فَرَأَيْتُهُ فِي مَنَامِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ, كَأَنِّي مُنْصَرَفٌ مِنَ الْمَسْجِدِ إِذِ الْجَنَازَةُ [بِقُرْبٍ] 4 فِي السُّوقِ, يَحْمِلُهَا حَبَشِيَّانِ, رِجْلَاهَا بَيْنَ يَدَيْهَا، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا فُلَانٌ، قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ, أَلَيْسَ قَدْ دَفَنَّاهُ عِنْدَ بَابِ الشَّرْقِيِّ؟، فَقَالَ: دَفَنْتُمُوهُ فِي غَيْرِ موضعه، فقلت: والله

_ 429- لم أعرف أبا عتاب، والإسناد إليه حسن، وأخرجه الآجري: صـ 221، وعنده: أبو غياث. 1 في الأصل: أبو بقي، والتصويب من كتب الرجال. 2 في الشريعة: أبوغياث. 3 في الأصل: فتفرق، والتصويب من: الشريعة. 4 هكذا بالأصل, ولم أتبين الكلمة. د

لَأَتَّبِعَنَّهُ, حَتَّى أَنْظُرَ مَا يُصْنَعُ بِهِ، فَلَمَّا أَنْ خَرَجُوا بِهِ مِنْ بَابِ الْيَهُوَدِ, مَالُوا بِهِ إِلَى نَوَاوِيسِ النَّصَارَى، فَأَتَوْا قَبْرًا مِنْهَا, فَدَفَنُوهُ فِيهِ، فَبَدَتْ لِي رِجْلَاهُ، فَإِذَا هُوَ أَشَدُّ سَوَادًا مِنَ اللَّيْلِ. 430 حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو أَنَسٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ, عَنْ يَحْيَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ بَحْرٍ السَّقَّا، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا كَانَتْ زَنْدَقَةٌ، إِلَّا كَانَ أَصْلُهَا التَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ". 431 حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ, عَنْ أَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أَنَّهُ قَالَ: "فِي الْمَنْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةٌ، لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هم؟،

_ 430- إسناده ضعيف، وأخرجه من هذا الوجه الآجري: صـ 180، وابن بطة في: الإبانة: 1543، وابن الجوزي في: الموضوعات جـ 274/1، وانظر نص: 241. 431- إسناده ضعيف، بقية يكثر التدليس عن الضعفاء وقد عنعن، وأخرجه الطبراني في: مسند الشاميين: 696 وابن أبي عاصم في: السنة: 333، وابن بطة في: الإبانة: 1525. ملاحظة: عند ابن أبي عاصم زيادة رجل في الإسناد هو: أبو بسر, وعند الطبراني: أبو بشر, فيصبح الإسناد أرطأة عن أبي بسر مسعود، وهو عند ابن بطة: أرطأة, عن بشير بن أبي مسعود, عن أبي هريرة، والله أعلم.

جَلِّهِمْ1 لَنَا، قَالَ: "الْمُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ، وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ، وَالْمُتَبَرِّئُ مِنْ وَلَدِهِ". قُلْتُ: وَمَا الْمَنْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: "جُبٌّ فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ, وَأَسْفَلِ طِينَتِهَا". 432 حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ, عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَعَنَ اللَّهُ أَهْلَ الْقَدَرِ, الَّذِينَ يكذِّبون بِقَدَرٍ, وَيُؤْمِنَونَ بِقَدَرٍ. 433 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ, عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، الْقَدَرِيَّةُ وَالْحَرُورِيَّةُ". 434 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حدثنا عثمان بن سعيد،

_ 1 في الأصل: "خلهم". 432- إسناده ضعيف، وتقدم الكلام عليه في نص: 256-257، وشيخ المصنف له ترجمة في: الكامل: لابن عدي: جـ 464/6، ولسان الميزان: جـ 50/6. 433- إسناده ضعيف جدًا، محمد هو: ابن عبد الرحمن القشيري، كذَّبه الأزدي, والدارقطني، وقال ابن عدي: جـ 257/6: منكر الحديث، وأخرج له الحديث السابق. 434- إسناده ضعيف، والحديث له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري: 5210، ومسلم: النكاح, باب 22. وأخرجه من هذا الوجه الطبراني في: الكبير: جـ 170/3، وفيه متابعة, وفيه متابعة المثنَّى بن الصباح لابن لهيعة، ولكنه -أعني المثنى- ضعيف، وعلى كل حال فالحديث صحيح بشاهده كما سبق عند البخاري من حديث أبي سعيد الخدري.

حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ, عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ حُذَيْفَةَ, أَنَّهُمْ كَانُوا يتَحَدَّثُونَ فِي الْعَزْلِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْمَعُهُمْ فَقَالَ: "إنكم لتفعلونه"، قالوا: نعم، قال: "أو لم تَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ نَسَمَةً هُوَ بَارِئُهَا, إِلَّا وَهِيَ كَائِنَةٌ". 435 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْدِيُّ, عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ, أَنَّهُ غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ غَشْيَةً، ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ فَاضَ مِنْهَا، حَتَّى قَامُوا مِنْ عِنْدِهِ، وَجَلَّلُوهُ ثَوْبًا، وَخَرَجْتْ أُمُّ كُلْثُومٍ ابْنَةُ عُقْبَةَ امْرَأَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى الْمَسْجِدِ، تَسْتَعِينُ بِمَا أُمِرْتْ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ، فَلَبِثُوا سَاعَةً, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي غَشْيَتِهِ، ثُمَّ أَفَاقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ كبَّر، وكبَّر أَهْلُ الْبَيْتِ, وَمَنْ يَلِيهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَغُشِيَ عَلَيَّ آنِفًا؟، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: صَدَقْتُمْ, فَإِنَّهُ انْطَلَقَ بِي فِي غَشْيَتِي رَجُلَانِ، أَجِدُ مِنْهُمَا شِدَّةً، وَغِلْظَةً، فَقَالَا: انْطَلِقْ نُحَاكِمْكَ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ، فَانْطَلَقَا بِي حَتَّى لَقِيَا رَجُلًا، فَقَالَ: أَيْنَ تَذْهَبَانِ بِهَذَا؟، قَالَا: نُحَاكِمُهُ إلى العزيز الأمين، قال:

_ 435- إسناده جيد، والزهري صرح بالتحديث عند الحاكم في: المستدرك: جـ 307/3، وأخرج القصة ابن سعد: جـ 134/3، ومعمر في: الجامع: 20065-جـ 12/11, المصنف لعبد الرزاق، والآجري: 193، وأبو نعيم في: معرفة الصحابة: جـ 383/1، وابن بطة في: الإبانة: 1586, 1587 واللالكائي في: السنة: 1220.

فَارْجِعَا، فَإِنَّهُ مِمَّنْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُمُ السَّعَادَةَ, وَالْمَغْفِرَةَ, وَهُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَإِنَّهُ يَسْتَمْتِعُ بِهِ بَنُوهُ مَا شَاءَ اللَّهُ. قَالَ: فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْرًا, ثُمَّ مَاتَ. 436 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُزَيْزٍ، حَدَّثَنَا سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ, عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ, أَنَّهُ قَالَ: غَشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي وَجَعِهِ غَشْيَةً, ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ فَاضَ مِنْهَا، حَتَّى قَامُوا مِنْ عِنْدِهِ, وَجَلَّلُوهُ ثَوْبًا، وَخَرَجَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ امْرَأَةُ عبد الرحمن إلى المسجد تستعين بما أمرت "أَنْ"1 تَسْتَعِينَ بِهِ، الرَّغْبَةُ وَالصَّلَاةُ، فَمَكَثُوا سَاعَةً وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي غَشْيَةٍ2، ثُمَّ أَفَاقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ كبَّر، وكبَّر أَهْلُ الْبَيْتِ, وَمَنْ يَلِيهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: غُشِيَ عَلَيَّ آنِفًا؟، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: صَدَقْتُمْ، فَإِنَّهُ انْطَلَقَ بِي فِي غَشْيَتِي رَجُلَانِ, أَجِدُ مِنْهُمَا غِلْظَةً, وَفَظَاظَةً، فَقَالَا: انْطَلِقْ نُخَاصِمْكَ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ، فَانْطَلَقَا بِي حَتَّى لَقِيَا رَجُلًا، فَقَالَ: أَيْنَ تَذْهَبَانِ بِهَذَا؟، قَالَا: نُخَاصِمُهُ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ، قَالَ: فَأَرْجِعَاهُ، فَإِنَّهُ مِنَ الَّذِينَ كُتِبَتْ لَهُمُ الْمَغْفِرَةُ وَالسَّعَادَةُ، وَهُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ يَسْتَمْتِعُ بِهِ بنوه ما شاء الله.

_ 436- القصة ثابتة كما سبق في النص السابق، وهذا الإسناد متكلم فيه، وانظر مصادر التخريج للقصة في التعليق الماضي. 1 في الأصل: أمر. 2 حصل تكرار للكلام في الأصل، فلزم التنبيه بعد حذفه.

فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ, ثُمَّ تُوُفِّيَ. 437 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو بَكْرٍ، أَخْبَرَنِي أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقُلْتُ: إِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ، وَأَنَا أَخَافُ عَلَى نَفْسِيَ الْعَنَتَ، وَلَا أَجِدُ مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ النِّسَاءَ، فَائْذَنْ لِي أَخْتَصِي، قَالَ: فَسَكَتُّ، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَسَكَتَ عَنِّي، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَسَكَتَ عَنِّي، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا أَنْتَ لاقٍ، فَاخْتَصِ عَلَى 1 ذَلِكَ، أَوْ ذرْ". 438 حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ هُبَيْرَةَ, وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ السَّبَائِيُّ2، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ مُوسَى لِرَبِّهِ: أَيْ رَبِّ خَلَقْتَ خَلْقَكَ، فَمَلَأْتَ الْبَرَّ وَالْبَحْرَ، فَمَاذَا مَعَايِشُهُمْ؟، قَالَ: أَهْلُ الْبَرِّ مِنَ الْبَرِّ، وَأَهْلُ الْبَحْرِ مِنَ الْبَحْرِ، وَرَضَّيْتُ كُلًّا بِمَسْكَنِهِ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، لِمَ تُعَذِّبُ الطَّائِفَةَ مِنْ خَلْقِكَ بِذَنْبِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ؟، فَأَمَرَ الرَّبُّ نَمْلَةً، فَلَدَغَتْهُ، وَكَانَ رَجُلًا أَشْعَرَ السَّاقَيْنِ، فَضَرَبَ

_ 437- إسناده صحيح، وسبق تخريجه في: نص: 418. 1 في الأصل: "عن". 438- إسناده ضعيف، ابن لهيعة اختلط. 2 في الأصل: النسائي.

بِرِجْلِهِ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ كَثِيرًا، قَالَ: يَا مُوسَى إِنَّمَا لَدَغَتْكَ وَاحِدَةٌ، فَقَتَلْتَ مِنْهُمْ كَثِيرًا، فَكَذَلِكَ أُعَذِّبُ الطَّائِفَةَ مِنْ خَلْقِي بِذَنْبِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ، بِادِّهَانِهِمْ لَهُ، قَالَ: أيْ رَبِّ، خَلَقْتَ خَلَقَكَ فَلِمَ تُعَذِّبُهُمْ، قَالَ: يَا مُوسَى، ازْرَعَ زَرْعًا، فَفَعَلَ، ثُمَّ قَالَ: احْصُدْهُ، فَحَصَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: ذَرْهُ، فَذَرَاهُ، قَالَ مُوسَى: أَيْ رَبِّ مَا انْتَقَيْتُ إِلَّا الطَّيِّبَ، قَالَ: كَذَلِكَ يَا مُوسَى أَنْتَقِي الطَّيِّبَ مِنْ عِبَادِي، وَأُعَذِّبُ الْخَبِيثَ مِنْ عِبَادِي. 439 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ إِمْلَاءً عَلَيَّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ: مَنْ أَرَادَ الْحُظْوَةَ، فَلْيَتَوَاضَعْ فِي الطَّاعَةِ، فَقَالَ لِي: ويحك، وأي شيء التَّوَاضُعِ، إِنَّمَا التَّوَاضُعُ أَنْ لَا تُعْجَبَ بِعَمَلِكَ، وَكَيْفَ يُعْجَبُ عَامَلٌ بِعَمَلِهِ، وَإِنَّمَا يُعَدُّ الْعَمَلُ نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ، يَنْبَغِي أَنْ يَشْكُرَ [اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا] 1 وَيَتَوَاضَعَ، إِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ يُعْجَبُ بِعَمَلِهِ الْقَدَرِيُّ؛ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ يَعْمَلُ، وَأَمَّا مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مُسْتَعْمَلٌ، فَكَيْفَ يُعْجَبُ؟. 440 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُوهِبٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "فرج

_ 439- إسناده صحيح إلى أبي سليمان الداراني، وأخرجه الآجري في: الشريعة: صـ 221. 1 من كتاب: الشريعة. 440- أخرجه البخاري: 349، ومسلم: 263، ورواية المصنف مختصرة.

سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مملوءٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأُفْرِغَتَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ، قَالَ: قُلْتُ، يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا؟، قَالَ: هَذَا آدَمُ، وَهَذِهِ الْأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالْأَسْوِدَةُ عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى". 441 حدثنا محمد بن عزيز الأيلي، حدثنا سلامة بْنُ رَوْحٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي، وَأَنَا بِمَكَّةَ، قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيلُ، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بطستٍ مِنْ ذَهَبٍ مملوءٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، إِذَا رَجُلٌ، عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ، وَعَنْ شِمَالِهِ أَسْوِدَةٌ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ تَبَسَّمَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، قَالَ: فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هَذَا؟، قَالَ: هَذَا آدَمُ، وَهَذِهِ الْأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ بَنُوهُ، فأهل اليمين منهم

_ 441- حديث صحيح، تقدم الكلام عليه في: النص السابق.

أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالْأَسْوِدَةُ الَّذِينَ عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى". 442 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ كَعْبٌ: لَوْ دَعَى اللَّهَ عُمَرُ، لَأَخَّرَ فِي أَجَلِهِ، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} 1، قَالَ كَعْبٌ: وَقَدْ قَالَ: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ} 2، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَنَرَى أَنَّهُ إِذَا حَضَرَ أَجَلُهُ، فَلَا يُؤَخَّرُ سَاعَةً وَلَا يُقَدَّمُ، وَمَا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يُؤَخِّرُ مَا شَاءَ وَيقَدِّمُ مَا شَاءَ، وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَيْسَ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَلَهُ عُمَرُ مَكْتُوبٌ. 443 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذ

_ 442- إسناده صحيح، وقد تابع ابن أبي مليكة سعيد بن المسيب في روايته هذا الأثر، وذلك عند ابن سعد في: الطبقات: جـ 361/3. وأخرجه من هذا الوجه عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر كما في: الدر المنثور: جـ 448/3. 1 سورة الأعراف: الآية: 34. 2 سورة فاطر: الآية: 11. 443- إسناده صحيح، رجاله كلهم أئمة أثبات، وعزاه في: الدار المنثور: إلى ابن أبي شيبة وحده، وهو كذلك عند ابن بطة في: الإبانة: 1681.

أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} 1، قَالَ: عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ كُلِّ نَفْسٍ مَا هِيَ عَامِلَةٌ، وَمَا هِيَ صَانِعَةٌ، وَإِلَى مَا هِيَ صَائِرَةٌ. 444 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ2: "وَتَفْعَلُونَ ذَلِكَ، لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ نَسَمَةٌ قَضَاهَا اللَّهُ إِلَّا وَهِيَ كَائِنَةٌ". 445 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي نعامة السعدي، قال: كنا عن أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَذَكَرْنَاهُ، فَقُلْتُ: لَأَنَا بِأَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ أَشَدُّ فَرَحًا مِنِّي

_ 1 سورة النجم: الآية: 32. 444- حديث صحيح، أخرجه البخاري: 5210، ومسلم: 1438، غير أن رواية المصنف فيها مخالفة إبراهيم بن سعد لمالك، وشعيب ويونس وعقيل والزبيدي، حيث قال، عن ابن شهاب، أن عبيد الله أخبره، بينما قالوا: عن الزهري، عن ابن محيريز، عن أبي سعيد، وبين ذلك النسائي في: السنن الكبرى: جـ 342/5، "كتاب عشرة النساء باب: 45"، ونقله عنه ابن حجر في: الفتح: جـ 306/9، ثم نقل قول النسائي: رواية مالك، ومن وافقه أولى بالصواب. 2 في الأصل: قال. 445- تقدم بإسناده، ومتنه: 51.

بِآخِرِهِ، فَقَالَ: ثَبَّتَكَ اللَّهُ، كُنَّا عِنْدَ سَلْمَانَ، فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَذَكَرْنَاهُ، فَقُلْتُ: لَأَنَا بِأَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ أَشَدُّ فَرَحًا مِنِّي بِآخِرِهِ، قَالَ سَلْمَانُ: ثَبَّتَكَ اللَّهُ، إِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَخَرَجَ مَا هُوَ ذَارِيُّ إِلَيَّ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَخَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى، وَالشِّقْوَةَ وَالسَّعَادَةَ، والأرزاق والآجال والألوان، فمن علم السعادة، فعل الْخَيْرَ، وَمَجَالِسَ الْخَيْرَ، وَمَنْ عَلِمَ الشَّرَّ، فَعَلَ الشَّرَّ، وَمَجَالِسَ الشَّرِّ. 446 حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ عَنْبَسَةُ1 بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ بِالشَّاشِ2 سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو3 دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: كَتَبَ عَامَلٌ بِالشَّاشِ، لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَيْهِ، يَسْأَلُهُ عَنِ الْقَدَرِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، واتباع سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالِاقْتِصَادِ فِي أَمْرِهِ، وَتَرْكِ مَا أَحْدَثَ الْمُحْدِثُونَ بَعْدَمَا4 جَرَتْ سُنَّتُهُ، وَكُفُوا مُؤْنَتَهُ، ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ بدعة إلا وقد مضى

_ 446- شيخ المصنف، وثقه ابن حبان: جـ 515/8، ولكن أبا رجاء يروي هذا الأثر، عن أبي الصلت، ولم يذكر في هذا الإسناد. وعلى كل حال فالأثر ثابت أخرجه أبو داود: 4612، وصححه الألباني في: صحيح سنن أبي داود، وأخرجه كذلك الآجري في: الشريعة: صـ 212- 213، وابن بطة في: الإبانة: 1831-1833. 1 في الأصل: عبد الله، والمثبت من الهامش. 2 في الأصل: بالشاس. 3 في الأصل: ثنا داود الحفري، والتصويب من: الشريعة. 4 في الأصل: بعده ما جرت، والتصويب من مصادر التخريج.

قَبْلَهَا مَا هُوَ دَلِيلٌ عَلَيْهَا، فَعَلَيْكَ بِلُزُومِ السُّنَّةِ، إِنَّمَا سَنَّهَا مَنْ قَدْ عَلِمَ بِمَا فِي خِلَافِهَا مِنَ الزَّلَلِ, وَالْخَطَأِ, وَالْحُمْقِ, وَالتَّعَمُّقِ، وَلَهُمْ كَانُوا عَلَى كَشَفِ الْأُمُورِ أَقْوَى، وَتَفْصِيلٍ فِيهِ لَوْ كَانَ أَحْرَى؛ لِأَنَّهُمُ السَّابِقُونَ، وَلَئِنْ قُلْتُ: قَدْ وَجَدْتُ بَعْدَهُمْ حَدِيثًا مَا أُحَدِّثُهُ إِلَّا مَنْ قَدِ اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِهِمْ، وَرَغِبَ بِنَفْسِهِ عَنْهُمْ، وَلَقَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِ بِمَا يَكْفِي، وَوَصَفُوا مِنْهُ مَا يَشْفِي، فَمَا دُونَهُمْ, وَلَا فَوْقَهُمْ أَحْسَنُ، وَلَقَدْ قَصَّرَ أَقْوَامٌ دُونَهُمْ, فَجَفَوْا, وَطَمَحَ عَنْهُمْ آخَرُونَ, فَغَلَوْا. كَتَبَتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْقَدَرِ، فَمَا أَعْلَمُ النَّاسَ أَحْدَثُوا مُحْدَثًا، وَلَا ابْتَدَعُوا بِدْعَةً أَبْيَنَ أَمْرًا, وَلَا أَثْبَتَ أَمْرًا مِنَ الْقَدَرِ1، وَلَقَدْ ذَكَرُوهُ فِي الْجَاهِلَيَّةِ فِي أَشْعَارِهِمْ؛ يُعَزُّونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ عَلَى مَا فِيهِمْ، فَمَا زَادَهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَقَدْ ذَكَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ. 447 حَدَّثَنِي أَبُو الْمُنْذِرِ عَنْبَسَةُ بْنُ يَحْيَى، حدثنا أبو المغيرة عند الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيمَ2، حَدَّثَنَا ابْنُ مَالِكٍ الطَّائِيُّ, عَنْ أبي إدريس الخولاني, أنه

_ 1 في الأصل: بالقدر. 447- إسناده ضعيف، والأثر صحيح، فقد أخرجه ابن وضاح في: البدع والنهي عنها: صـ 43، والمروزي في: السنة: 99، وابن بطة: 599، من طرق عن أبي إدريس الخولاني بعضها بأسانيد صحيحة، إلا أن المقطع الأخير لم يرد في مصادر التخريج. 2 في الأصل: أبو بكر بن أبي مرثد، ولعل الصواب ما أثبت.

قَالَ: لَأَنْ أَسْمَعَ فِي نَاحِيةٍ الْمَسْجِدِ بِنَارٍ تُحْرِقُ، أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أَسْمَعَ بِبِدْعَةٍ لَيْسَ لَهَا مُغَيِّرٌ، أَلَا أَنَّ أَبَا جَمِيلٍ لَا يُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ, فَلَا تُجَالِسُوهُ. 448 حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ, عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ, قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ، يَحْمَدُ اللَّهَ, وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ, ثُمَّ يَقُولُ: "مَنْ يهدِ اللَّهُ, فَلَا مضلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ, فَلَا هاديَ لَهُ، أَصْدَقُ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٍ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ"، ثُمَّ يَقُولُ: "بُعِثْتُ 1 أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ", وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ, وَعَلَا صَوْتَهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ، ثُمَّ يَقُولُ: "مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضِيَاعًا فإلي, وعلي، وأنا وليُّ المؤمنين". آخر كتاب القدر والحمد لله رب العالمين. وقع3 الفراغ من نسخ هذه النسخة يوم الأربعاء لإحدى عشرة

_ 448- إسناده صحيح، وهو في: الزهد: لابن المبارك: 1596، وأخرجه مسلم: 867, وغيره، والحمد الله رب العالمين, وصلى الله عليه وسلم على أشرف المرسلين. 1 ساقطة من الأصل. 2 هذا مكتوب على هامش النسخة الثانية.

ليلة خلت من شوال سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية, في البلد حيدر آباد النظامي الجنوبي حين إقامتي به؛ لدرس العربية في المدرسة النظامية الفوقانية، وأنا أبو محمد زين العابدين المدعو بنظير حسن الآروي البهاري، غفر الله له ولوالديه، ويرحم الله عبدًا قال: آمين، المرجو من الناظرين إلى هذا الكتاب, والمستفيدين منه أن يدعوا لي بحسن الخاتمة, والمغفرة. والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد, وآله, وصحبه أجمعين.

الفهارس

الفهارس: 1 فهرس الآيات القرآنية. 2 فهرس الأحاديث والآثار1.

_ 1 الآثار التي اشتملت على آيات قرآنية، اكتفيت بفهرستها, بما ورد في فهرس الآيات القرآنية, فليتنبه لذلك. وقد رتبت الأحاديث والآثار على الحروف، مع مراعاة الحرف الثاني في الترتيب, وأهملت الحرف الثالث دون ترتيب، فليتنبه لذلك أيضًا.

1 فهرس الآيات القرآنية: اسم السورة ... رقم الآية ... رقم النص في الكتاب البقرة ... 30، 32 ... 222، 326 ... 37 ... 121 آل عمران ... 119، 120 ... 371 الأنعام ... 68 ... 377 ... 98 ... 60 ... 148، 149 ... 336، 339 الأعراف ... 29، 30 ... 421 ... 34 ... 442 ... 43 ... 222 ... 89 ... 222 ... 102، 103 ... 52 ... 172، 173 ... 27، 52، 53، 56، 57، 60 التوبة ... 58 ... 367 ... 61 ... 367 ... 75 ... 367 هود ... 118، 119 ... 61، 62، 63، 64 الحجر ... 21 ... 390

اسم السورة ... رقم الآية ... رقم النص في الكتاب الحجر ... 39 ... 222 الإسراء ... 4 ... 265 مريم ... 17، 22 ... 52، 53 طه ... 7 ... 106 الأنبياء ... 23 ... 261 ... 37 ... 1، 7 الحج ... 70 ... 417 المؤمنون ... 106 ... 222 القصص ... 68 ... 328 الروم ... 30 ... 52، 53 الأحزاب ... 7 ... 52، 53 فاطر ... 11 ... 442 يس ... 1، 10 ... 280 الصافات ... 161، 163 ... 277، 312، 314، 315، 340,319 الشورى ... 7 ... 45، 46 الزخرف ... 4 ... 361 الجاثية ... 29 ... 416 الحجرات ... 7، 8 ... 38 الذاريات ... 56 ... 105 النجم ... 32 ... 443 ... 56 ... 52 القمر ... 47، 48، 49 ... 245، 246، 249, 250، 254، 409 الحديد ... 22 ... 122 التغابن ... 2 ... 291 القلم ... 1 ... 18

اسم السورة ... رقم الآية ... رقم النص في الكتاب الإنسان ... 1، 3 ... 128، 279، 326 ... 30، 31 ... 279، 326 التكوير ... 28، 29 ... 222، 423، 424 المطففين ... 7 ... 226 الشمس ... 7، 8 ... 150، 327 الليل ... 5، 10 ... 39، 42 المسد ... 1 ... 290، 361

فهرس الأحاديث والآثار

2 فهرس الأحاديث والآثار: طرف الحديث أو الأثر ... الراوي/ القائل ... رقم النص أ ... ... الإسلام أن تسلم وجهك ... عمر بن الخطاب ... 209 أتيت عوفاً الأعرابي ... المعتمر بن سليمان ... 355 أتيت أبي بن كعب ... ابن الديلمي ... 190 أتقولون ذاك ... عبد الله بن مسعود ... 131 أتدرون ما هذان الكتابان ... عبد الله بن عمرو ... 45 أجد في التوراة ... وهب بن منبه ... 337 اجتمع وهب بن منبه, وعطاء ... أبو سنان ... 398 احفظ الله يا غلام, يحفظك ... ابن عباس ... 158 احتج آدم, وموسى ... أبو هريرة ... 107، 108، 109 112، 113، 114، 116 احتج آدم, وموسى ... جندب ... 120 اخروا "اخزوا" معبداً ... طاووس ... 266 أخاف على هذه الأمة ثلاثة أشياء ... ربيعة بن أبي عبد الرحمن ... 389 إذا لقيت صاحب بدعة ... يحيى بن أبي كثير ... 372 إذا خلق الله عز وجل النسمة ... عبد الله بن عمر ... 141

طرف الحديث, أو الأثر ... الراوي/ القائل ... رقم النص إذ أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ النَّسَمَةَ ... عبد الله بن عمر ... 142 إذا مكثت النطفة في رحم المرأة ... عبد الله بن عمرو ... 146 إذا خلق الله تعالى النسمة ... عبد الله بن عمر ... 138، 139 إذا استقرت النطفة في الرحم ... حذيفة بن أسيد ... 140 اركب يا غلام ... ابن عباس ... 157 أربع لن يجد رجل طعم الإيمان ... علي بن أبي طالب ... 194 أرأيت الزنا، بقدر هو ... رجل لصاحبه ... 357، 358 أرأيت من كذب بالقدر ... بقية بن الوليد ... 252 أرى أن تستيبهم ... نافع بن مالك ... 273، 275 اسْتَأْذَنَ غَيْلَانُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ... عمرو بن مهاجر ... 326 أشعرت أن وهبًا مولى سلامة قدري ... عثمان بن الأسود ... 405 أقبل غيلان, وصالح بن سويد إلى عمر ... عمرو بن مهاجر ... 325 التقى آدم, وموسى ... عمر بن الخطاب ... 119 الله أعلم بما كانوا عاملين ... أبو هريرة ... 159، 162، 163 164، 165، 166 167، 168، 169 الله أعلم بما كانوا عاملين ... عائشة ... 170 الله أعلم بما كانوا عاملين ... ابن عباس ... 171، 172، 173 174، 175، 177 اللهم ربنا لك الحمد ... أبو سعيد الخدري ... 181 اللهم أصلح لي ديني ... داود عليه السلام ... 183 أمران أدركت الناس, وليس فيهم ... ابن عون ... 408 أن عزيرًا سأل ربه عن القدر ... داود بن أبي هند ... 333 إن قومًا يقولون: ليس الشر بقدر ... طاووس ... 336 إن أول ما تكلم في القدر ... الحسن بن محمد ... 351 إن أهل الأهواء أهل الضلالة ... أبو قلابة ... 365، 367 انظر دين الأعرابي والغلام ... عمر بن عبد العزيز ... 386

طرف الحديث, أو الأثر ... الراوي/ القائل ... رقم النص إن أول شيء خلق الله عز وجل القلم ... ابن عمر ... 416 إني رجل شاب ... أبو هريرة ... 418 إن الله تعالى خلق القلم ... أبو إدريس ... 420 أن تشهد أن لا إله إلا الله ... عمر بن الخطاب ... 210 إنه سيكون في أمتي خسف ومسخ ... ابن عمر ... 217 إن مجوس هذه الأمة ... جابر بن عبد الله ... 219 إنه يكون في آخر الزمان ... ابن عمر ... 220 إنا بريء ممن لم يؤمن بالقدر ... ابن عمر ... 230 إن لكل أمة مجوساً ... أبو هريرة ... 232، 233، 235 236، 237 إن أول ما يكفأ الإسلام ... عبد الله بن عمرو ... 244 إن آفة كل دين القدر ... إبراهيم النخعي ... 255 إني أردت أن آتيك برجل ... مجاهد ... 269 إن هذا الرجل يتكلم في القدر ... قيل لنافع ... 272 أنا رأيته مصلوباً ... ابن عون ... 281 إن الله هو الهادي ... عبد الله بن الزبير ... 297 إن أناساً يقولون في القدر ... حكيم بن عمير ... 292 إن قوماً يذكرون من القدر ... حكيم بن عمير ... 293 إن كان أمركم واحداً ... عمر بن العزيز ... 313 إن أول ما خلق الله القلم ... عبادة بن الصامت ... 425 أَنَّ نَافِعَ بْنَ الْأَزْرَقِ مَرَّ بِابْنِ عَبَّاسٍ ... علي بن أبي طلحة ... 426 إنكم لتفعلونه, العزل ... حذيفة ... 434 أَنَّهُ غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ... إبراهيم بن عبد الرحمن ... 435 إني رجل شاب ... أبو هريرة ... 437 إن أول من جحد ... الحسن ... 4 إن الله تعالى لما خلق آدم ... عبيد بن عمير ... 9 إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَمَّرَ طِينَةَ آدم ... عبد الله, أو سلمان ... 10

طرف الحديث أو الأثر ... الراوي/ القائل ... رقم النص إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَمَّرَ طِينَةَ آدَمَ ... سلمان الفارسي ... 13 إن الله عز وجل خلق الخلق ... أبو بكر ... 21 إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَخَذَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ ... هشام بن حكيم ... 22، 24 إن الله عز وجل خلق آدم ... عبد الرحمن بن قتادة ... 25، 26 إن الله خلق آدم, فمسح ظهره ... عمر بن الخطاب ... 27 إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ خَلَقَ آدَمَ ... أبو موسى ... 35 إن الله عز وجل ضرب منكبه ... ابن عباس ... 58 إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْقَلَمَ ... ابن عباس ... 65 إن الله عز وجل خلق خلقه ... عبد الله بن عمرو ... 66، 67، 68، 71 إن الله عز وجل خلق الناس ... عبد الله بن عمرو ... 70 إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا ... عبد الله بن عمرو ... 70 إنك لن تجد طعم الإيمان ... عبادة بن الصامت ... 72 إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الماء ... جبير بن نفير ... 76، 104 إن أول ما خلق الله القلم ... ابن عباس ... 77 إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اسْتَوَى عَلَى عَرْشِهِ ... ابن عباس ... 78 إنهم يكذبون بكتاب الله عز وجل ... ابن عباس ... 79 إن الله عز وجل كتب كتاباً ... النعمان بن بشير ... 88، 90 إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ ... أبو هريرة ... 94 إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ ... سلمان الفارسي ... 98 إن آدم, وموسى احتجا ... عمر بن الخطاب ... 118 إن المني يمكث في الرحم ... أبو ذر ... 123 إن خلق أحدكم يجمع ... عبد الله بن مسعود ... 124، 126 إن خلق ابن آدم ... عبد الله بن مسعود ... 125 إن النطفة تكون في الرحم ... عبد الله بن مسعود ... 128 إن النطفة إذا مكثت في الرحم ... حذيفة بن أسيد ... 135، 136 إن الله تعالى إذ أراد أن يخلق النطفة ... عبد الله بن عمر ... 137 إن النطفة إذا استقرت في الرحم ... جابر بن عبد الله ... 143

طرف الحديث, أو الأثر ... الراوي/ القائل ... رقم النص إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ ملكاً ... أنس بن مالك ... 144 إن النطفة تكون في الرحم ... أنس بن مالك ... 145 إنك قد سألت الله لآجال مضروبة ... أم حبيبة ... 147 إنه لا مانع لما أعطى الله ... معاوية بن أبي سفيان ... 180 إني شككت في بعض أمر القدر ... ابن الديلمي ... 192 أَوَّلُ مَا تَكَلَّمَ مِنَ النَّاسِ فِي الْقَدَرِ ... ابن عون ... 347 أول من نطق في القدر ... الأوزاعي ... 348 أول ما تكلم في القدر ... الحسن بن محمد ... 352 أول شيء خلقه الله عز وجل القلم ... أبو هريرة ... 18 أو غير ذلك يا عائشة ... عائشة ... 47 إياكم, والمراء ... مسلم بن يسار ... 383 ب ... ... بدء الله عز وجل خلق الأرض ... عبد الله بن سلام ... 2 بل على أمر قد فرغ منه ... عمر بن الخطاب ... 29 بل في شيء قد فرغ منه ... عمر بن الخطاب ... 31 بل في أمر قد فرغ منه ... عمر بن الخطاب ... 33 بل فيما جفت به الأقلام ... بشير بن كعب ... 101 بلغنا أن وفد نجران ... سيار أبو الحكم ... 249 بَلَغَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ غَيْلَانَ ... عمرو بن مهاجر ... 279 بلغني, يا أمير المؤمنين, أنه وقع ... رجاء بن حيوة ... 284 بَلَغَ نُمَيْرًا أَنَّهُ وَقَرَ فِي صَدْرِ هِشَامِ ... عمر بن يزيد ... 285 بما جبلوا عليه ... زيد بن أسلم ... 105 بَيْنَا أَنَا أَغْسِلُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْقَدَرِ ... أبو عتاب ... 429 ت ... ... تحاج آدم وموسى ... أبو هريرة ... 110

طرف الحديث, أو الأثر ... الراوي/ القائل ... رقم النص التكذيب بالقدر شرك ... سيار, وأبو هاشم الرماني ... 242، 406 ث ... ... ثلاثة مجالس لا تمكن الشيطان ... ابن عباس ... 413 ج ... ... جاء رجل إلى الحسن ... هشام بن حسان ... 380 جَاءَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ يُخَاصِمُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم ... أبو هريرة ... 245 جاء رجل إلى ابن عمر ... نافع ... 407 جف القلم, ومضي القضاء ... الحسن ... 100 جلسنا إلى عمر بن عبد العزيز ... عمر بن ذر ... 315 جمعهم له يؤمئذ جميعاً ... أبي بن كعب ... 52 جمعهم, ثم جعلهم أرواحاً ... أبي بن كعب ... 53 ح ... ... حججت، فسمعت رجلاً يلبي ... يوسف بن سهل ... 402 الحذر لا يغني من القدر ... ابن عباس ... 307 حسب غيلان الله ... مكحول ... 342 خ ... ... خرجت, أو غبت غيبة لي ... خالد الحذاء ... 353 خرجت في سفينة ... عمرو بن الهيثم ... 359 خطبنا عمر بن الخطاب ... عبد الله بن الحارث ... 54، 55 خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأَرْضَ يَوْمَ الْأَحَدِ ... عبد الله بن سلام ... 1 خلق الله آدم, وطوله ... أبو هريرة ... 3 خلق الله تعالى آدم ... أبو الدرداء ... 36 خلق الله عز وجل آدم ... ابن عباس ... 57

طرف الحديث, أو الأثر ... الراوي/ القائل ... رقم النص خلق الله أهل الجنة للجنة ... الحسن ... 62 د ... ... دخلت على ابن سيرين ... عثمان البتي ... 411 دخل رجلان على محمد بن سيرين ... أسماء بن عبيد ... 373 دخلت على عمر بن عبد العزيز ... الزهري ... 283 دعى عمر بن عبد العزيز غيلان ... الزهري ... 280 دعوه، كنت نبياً, وآدم ... عبد الله بن شقيق ... 15 ر ... ... رأيت عطاء الخراساني آخذ برجل ثور ... سويد بن عبد العزيز ... 296 رَأَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ, وَإِلَى جَنْبِهِ ... محمد بن واسع ... 382 رأيت ابن أبي نجيح قائمًا ... ابن جريج ... 403 ربهم أعلم بهم ... ابن عباس ... 176 رفع الكتاب, وجف القلم ... الحسن بن علي ... 102 س ... ... سأل رجل من أصحاب البدع أيوب ... سلام بن أبي مطيع ... 374 سألت أبا جعفر ... أبو سفيان البزاز ... 294 سبحان الله، في كتاب ... الحسن ... 122 سَمِعَ اللَّهُ لِمِنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ ... أبو جحيفة ... 182 سمعت محمدًا وما راه رجل ... مهدي بن ميمون ... 379 سَمِعْنَا الْحَسَنَ, وَهُوَ يَنْهَى عَنْ مُجَالَسَةِ ... مَعْبَدٍ مرحوم, عن أبيه, وعمه ... 345 سمعت القاسم, وسالماً يلعنان القدرية ... عكرمة بن عمار ... 239 ش ... ... الشقي من شقي في بطن أمه ... عبد الله بن مسعود ... 129، 130، 140

طرف الحديث, أو الأثر ... الراوي/ القائل ... رقم النص شهادة أن لا إله إلا الله ... عمر بن الخطاب ... 212 ص ... ... صاحب البدعة لا يقبل له ... الحسن ... 376 صليت, أنا وعمر بن الهيثم ... معاذ بن معاذ ... 360 صنفان من أمتي ... أبو هريرة ... 231 صنفان من أمتي ... أنس ... 433 ع ... ... العجز والكيس من القدر بقدر ... ابن عباس ... 304، 305 على الهدى ... الحسن ... 64 علم أسرار العباد ... زيد بن أسلم ... 106 غ ... ... غشي على عبد الرحمن بن عوف ... إبراهيم بن عبد الرحمن ... 436 ف ... ... فرج سقف بيتي ... أبو ذر الغفاري ... 440، 441 فرغ الله عز وجل من مقادير ... عبد الله بن عمرو ... 87 فَرَغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى كُلِّ عَبْدٍ ... أبو الدرداء ... 152 في المنسى يوم القيامة ثلاثة ... أبو هريرة ... 431 فيهم نزلت ... محمد بن كعب ... 254 فيما بين خلق آدم ... أبو هريرة ... 14 ق ... ... قال آدم يا رب ... عبيد بن عمير ... 121 قال عزيز فيما يناجي ربه ... نوف ... 334

طرف الحديث أو الأثر ... الراوي/ القائل ... رقم النص قال موسى لربه ... أبو ذر ... 438 قال موسى يا رب أرني آدم ... عمر بن الخطاب ... 117 قدر الله عز وجل المقادير ... عبد الله بن عمرو ... 87 قدمت البصرة، وبها عمران ... أبو الأسود الديلي ... 151 القدر نظام التوحيد ... ابن عباس ... 205 القدر قدرة الله ... زيد بن أسلم ... 207 القدرية مجوس ... ابن عمر ... 216 قد رقم الله على الفجار ... محمد بن كعب ... 226 القدرية مجوس ... مجاهد ... 240 قرأت القرآن ... أبو العالية ... 393 قضي القضاء، وجف القلم ... الحسن بن علي ... 99 قيل لابن عباس: إن رجلاً ... محمد بن عبيد ... 415 قيل لعمر بن عبد العزيز، وبلغه ... المسعودي ... 427 ك ... ... كان ابن عون لا يقبض ... النضر بن شميل ... 331 كان سليمان التيمي ... النضر بن شميل ... 332 كَانَ مُحَمَّدٌ يَرَى أَنَّ أَسْرَعَ النَّاسِ رِدَّةً ... ابن عون ... 362، 363 كان محمد يرى أن الردة ... أيوب ... 364 كان أيوب يسمي أصحاب البدع ... سلام بن أبي مطيع ... 375 كان عمرو بن عبيد ... معاذ بن معاذ ... 394 كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في خطبته ... جابر بن عبد الله ... 448 كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ ... عمران بن حصين ... 82 كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ... عمران بن حصين ... 83 كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَا شَرِيكَ لَهُ ... عمران بن حصين ... 84 كان أول من قال بالقدر ... يحيى بن يعمر ... 210، 211 كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أراد أن يستأذن ... عبد الله بن بسر ... 248

طرف الحديث أو الأثر ... الراوي/ القائل ... رقم النص كافر مشرك حلال الدم ... قاله جماعة ... 288 كتب عامل بالشاش ... أبو رجاء ... 446 كتب الله عز وجل مقادير ... عبد الله بن عمرو ... 86 كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى ابْنٍ له ... الأوزاعي ... 410 كتب وعلم ... يحيى وعبد الرحمن ... 412 كل بني آدم يولد ... أبو هريرة ... 160 كل مولود يولد ... أبو هريرة ... 161 كل شيء بقدر ... طاووس ... 299 كل شيء بقدر ... عبد الله بن عمر ... 299 كل شيء بقدر ... عمر ... 302 كل شيء بقدر ... ابن عباس ... 206، 303، 306 كل امرئ مهيأ ... أبو الدرداء ... 38 الكلام في القدر أبو جاد الزندقة ... موسى بن أبي كثير ... 238، 399 كنا جلوساً مع أبي السوار ... ابن عون ... 349 كنا جلوساً في مسجد حمص ... محمد بن زياد ... 350 كنا نجالس يحيى بن سعيد ... عبد الله بن عمر ... 390 كنا جلوساً عند طاووس ... الحسن بن مسلم ... 404 كنت عند عمرو بن عبيد ... معاذ بن معاذ ... 395 كنت أطوف بالبيت ... أبو الزبير ... 263، 264 كنت جالساً مع ابن عباس ... طاووس ... 265 كنت عند عبادة بن نسي ... إبراهيم بن أبي عبلة ... 286 كيف كانت وصية أبيك ... الوليد بن عبادة ... 425 ل ... ... لا إله إلا الله ... المغيرة بن شعبة ... 185، 186، 187 188، 189 لا، بل شيء قضي عليهم ... عمران بن حصين ... 150

طرف الحديث أو الأثر ... الراوي/ القائل ... رقم النص لا يؤمن رجل حتى ... علي بن أبي طالب ... 195 لا يذوق عبد طعم الإيمان ... عبد الله بن مسعود ... 197 لا، والذي لا إله غيره ... عبد الله بن مسعود ... 198 لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان ... أبو الدرداء ... 200 لا، بل شيء ثبت به الكتاب ... سراقة بن جعشم ... 48 لأمر قد فرغ منه ... جابر بن عبد الله ... 32 لأنا بأول هذا الأمر ... أبو نعامة السعدي ... 51، 445 لا تخاصموا هؤلاء القدرية ... محمد بن كعب ... 251 لا يزال أمر هذه الأمة ... ابن عباس ... 259، 260 لا تجالسوا أهل القدر ... الحسن بن محمد ... 270 لا تجالسوا أهل الأهواء ... أبو قلابة ... 366, 370 لأن أسمع في ناحية المسجد بنار ... أبو إدريس الخولاني ... 447 لا يدخل الجنة عاق ... أبو الدرداء ... 201 لا يؤمن عبد حتى ... عبد الله بن عمرو ... 202 لا تشرك بالله شيئاً ... أبو هريرة ... 213 لا يعدي شيء شيئاً ... أبو هريرة ... 214 لا يصلى خلف القدرية ... مالك بن أنس ... 221 لا تجالسوا أهل القدر ... عمر بن الخطاب ... 227، 228، 229 لعن الله أهل القدر ... أبو هريرة ... 256، 257, 432 لعن الله ديناً أنا أكبر منه ... أبو حازم ... 258 لعل في البيت منهم أحد ... ابن عباس ... 271 لقد سمى الله عز وجل المكذبين ... محمد بن كعب ... 250 لقد أدركت وما بالمدينة ... عبد الله بن هرمز ... 346 لقيت غيلان بدمشق ... أبو عامر المكي ... 428 لكل أمة مجوس ... ابن عمر ... 218 الذين لا يختلفون خلقهم ... عمر بن عبد العزيز ... 61 لما تعجب، أو لا تعجب ... حذيفة بن أسيد ... 132

طرف الحديث أو الأثر ... الراوي/ القائل ... رقم النص لم نوكل إلى القدر ... مطرف ... 308 لم نوكل إليه ... مطرف ... 309 لم يكن أبغض إلى محمد ... ابن عون ... 329، 330 لم أخاصم بعقلي ... إياس بن معاوية ... 335 لم يكن شيء من هذه الأهواء ... مالك بن أنس ... 387 لما انتحلت المعتزلة ما انتحلت ... غالب القطان ... 391 لما خلق الله تعالى آدم ... أبو هريرة ... 422 لما طعن عمر ... سعيد بن المسيب ... 442 لما نزلت آية الدين ... الحسن ... 4 لما خلق الله تعالى آدم ... ابن عباس ... 6، 7 لما خلق الله تعالى آدم ... أبو هريرة ... 19 لما خلق الله عز وجل الخلق ... أبو هريرة ... 96 لما خلق الله عز وجل آدم ... أبو هريرة ... 20 لما خلق الله عز وجل آدم ... ابن عباس ... 56 لما قضى الله عز وجل الخلق ... أبو هريرة ... 92، 93 لن يؤمن المرء حتى ... عبد الله بن عمرو ... 203 لن يؤمن المرء حتى ... عبد الله بن عمرو ... 204 لو أن أحدهم عندي لعضضت أنفه ... ابن عباس ... 267 لو رأيت أحدهم لأخذت بشعره ... ابن عباس ... 268 لو أراد الله أن لا يعصى ... عمر بن عبد العزيز ... 310، 312 لو رأيت واحداً منهم ... ابن عباس ... 80، 81 لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَنَعَ أَحَدًا ... محمد بن كعب ... 178 لَوْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وأرضه ... زيد بن ثابت ... 191 م ... ... مَا أَعْلَمُ قَوْمًا أَبْعَدَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وجل ... زيد بن أسلم ... 208 ما غلا أحد في القدر ... ابن عباس ... 215

طرف الحديث أو الأثر ... الراوي/ القائل ... رقم النص ما هلكت أمة قط ... عبد الله بن عمرو ... 241 ما كان كفر بعد نبوة ... عبد الله بن مسعود ... 243 ما فتشت قدرياً إلا وجدته ... أرطاة بن المنذر ... 253 ما في الأرض قوم أبغض ... ابن عباس ... 261 مَا تَقُولُ فِي الَّذِينَ يَقُولُونَ: لَا قَدَرَ ... عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ... 277 مَا تَرَى فِي هذه القدرية ... عمر بن عبد العزيز ... 278 ما رأيت هشام شيخاً ... يحيى بن حسان ... 287 ما منكم من أحد ... علي بن أبي طالب ... 39، 40، 42، 43 مَا يُنْكِرُ قَوْمٌ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ علم ... محمد بن سيرين ... 103 ما قول الناس حتى تؤمن بالقدر ... سلمان ... 199 ما أضل من كذب بالقدر ... أنس بن مالك ... 291 ما طار ذباب ... عمر بن عبد العزيز ... 323 ما جرى ذباب ... عمر بن عبد العزيز ... 324 ما استزل الحسن إلا ... إياس بن معاوية ... 344 ما ابتدع رجل بدعة ... أبو قلابة ... 368، 369 ما أهلك الله أهل دين ... منصور بن المعتمر ... 401 ما كانت زندقة إلا كان أصلها ... أبو هريرة ... 430 مسح ربك عز وجل ظهر آدم ... ابن عباس ... 59، 60 مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ يُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ ... عبد الله بن عمرو ... 70 من كشف ستراً ... أبو ذر ... 247 مَنْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَرْزُقُ الْحَرَامَ ... الأصمعي ... 289 من كفر بالقدر ... الحسن ... 295 من وقر صاحب بدعة ... أبو إسحاق الهمداني ... 381 من جعل الدين غرضاً ... عمر بن عبد العزيز ... 384، 385 من أراد الحظوة فليتواضع ... أبو سليمان الداراني ... 439 مه يا عائشة، إن الله خلق ... عائشة ... 148

طرف الحديث أو الأثر ... الراوي/ القائل ... رقم النص ن ... ... نازلت الحسن في القدر ... أيوب ... 354 الناس يختلفون على أديان شتى ... الحسن ... 63 نزل القرآن على أربعة أوجه ... ابن عباس ... 414 نزلت تعبيراً لأهل القدر ... محمد بن كعب ... 246 نعم، اعملوا فكل ميسر ... عمران بن حصين ... 49، 50 هـ ... ... هذا كتاب كتبه رب العالمين ... عبد الله بن عمرو ... 46 هذا معبد الجهني، فعدل إليه ... طاووس ... 262 هلاك أمتي في القدرية ... ابن عباس ... 388 هم مع آبائهم ... عائشة ... 170 و ... ... وآدم بين الروح والجسد ... عبد الله بن شقيق ... 16 وآدم بين الروح والجسد ... ميسرة الفجر ... 17 والله ما قالت القدرية ... زيد بن أسلم ... 222 والذي نفس أبي الجوزاء بيده ... أبو الجوزاء ... 371 وتفعلون ذلك، يعني العزل ... أبو سعيد الخدري ... 444 وجدوا حجراً حين نقضوا البيت ... مسافع بن الحاجب ... 338 ويحك يا غيلان ... مكحول ... 341، 343 ي ... ... يَا أَبَا سُهَيْلٍ، مَا تَرَكَتْ لَهُمْ هَذِهِ الآية حجة ... عمر بن عبد العزيز ... 276 يَا رَبِيعَةُ، أَيْنَ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ يحب أن يعصى ... غيلان ... 317 يا بني، الزم عوفاً ... أبو سليمان ... 356 يا أبا عثمان، سمعت قبلي الكفر ... عثمان بن خاش ... 361

طرف الحديث أو الأثر ... الراوي/ القائل ... رقم النص يا رسول الله، لا زال يصيبك ... أم سلمة ... 419 يا أبا عباس، الساعة ... ابن عباس ... 5 يا بني، اتق الله عز وجل ... عبادة بن الصامت ... 75 يا غلام ... ابن عباس ... 153، 154، 155, 156، 157 يجمع خلق أحدكم ... عبد الله بن مسعود ... 127 يدخل الملك على النطفة ... حذيفة بن أسيد ... 133 يستتابوا ... عمر بن عبد العزيز ... 396 يكون في أمتي قوم يكفرون بالله ... رافع بن خديج ... 223 يكون قوم من أمتي يكفرون بالله ... رافع بن خديج ... 225 ينبغي للقدرية أن يستتابوا ... عمر بن عبد العزيز ... 397 تم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

§1/1