الفصل للوصل المدرج في النقل

الخطيب البغدادي

مقدمة

المجلد الأول مقدمة ... بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحده لا شريك له، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم، أما بعد: فإن من أعظم نعم الله عليّ – وهي كثيرة – بعد نعمة الإسلام أن يسر لي طلب العلم، ومن جميل فضله – سبحانه وتعالى – أن وفقني للتخصص في قسم السنة بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية – حرسها الله -. وقد كان عملي في رسالة الماجستير هو تحقيق ودراسة كتاب السابق واللاحق للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، وكنت أثناء تحقيق هذا الكتاب ازداد كل يوم إعجابًا بالمؤلف – رحمه الله – وبشخصيته الناقدة الفذة، وكنت كل لحظة ازداد يقينًا بقول الحافظ ابن نقطة ومن بعده الحافظ ابن حجر – في مقدمة النزهة -: " كل من أنصف علم أن المحدثين بعد الخطيب عيال على كتبه في الحديث وعلومه ". ولهذا كنت حريصًا كل الحرص على أن أستمر مع الخطيب البغدادي في مرحلة الدكتوراه فما إن انتهيت من الماجستير حتى بادرت بالبحث والتفتيش بين مؤلفات الخطيب لعلي أن أظفر بما يتناسب ومرحلة

الدكتوراه من حيث الحجم، ولم يطل بي البحث كثيرًا، فقد قدم فضيلة شيخي المشرف الدكتور/ أكرم العمري - جزاه الله خيرًا – خدمة جليلة لطلبة العلم، وذلك بما كتبه عن الخطيب ومصنفاته في مقدمة كتابه موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد. وقد وقع اختياري على كتاب " الفصل للوصل المدرج في النقل " وذلك للأسباب التالية: 1- مكانة المؤلف رحمه الله العلمية. 2- الأهمية العلمية لهذا السفر العظيم لما يتضمنه من المعلومات الغزيرة في فنه. 3- ولأنه الكتاب الوحيد في فنه فيما أعلم باستثناء كتاب الحافظ ابن حجر ((تقريب المنهج)) وهو مفقود، وكتاب السيوطي وهو مختصر جدا. لهذا الأسباب كلها وقع اختياري على هذا الكتاب لهذا العالم الجهبذ، وقد بذلت جهدي في خدمة هذا الكتاب تحقيقًا ودراسة، وإنني لأرجو أن أكون قد وفيت أو قاربت بالصورة التي يجب أن يكون إخراجه عليها. هذا وقد قدمت لهذا الكتاب بمقدمة اشتملت على قسمين: الأول: عن المدرج وأنواعه وحكمه ومهدت لذلك بدعوة إلى إحياء المنهج النقدي عند المحدثين. الثاني: تضمن ترجمة موجزة جدا عن المؤلف، ودراسة عن الكتاب وموضوعه، ثم أعقبت ذلك ببيان منهجي في

وفي الختام أتقدم بخالص الشكر والتقدير لشيخي وأستاذي الجليل الدكتور/ أكرم ضياء العُمَري – حفظه الله ووفقه – فقد كان مربيًا وموجهًا منذ عرفته في السنة المنهجية في الماجستير، ثم إشرافه عليّ في الماجستير والدكتوراه، فجزاه الله عني خير الجزاء. كما أتقدم بالشكر والدعاء لكل من ساعدني أو قدم لي خدمة في أثناء عملي في هذا الكتاب وعلى رأس هؤلاء فضيلة شيخنا الجليل أبي عبد الباري حماد بن محمد الأنصاري – حفظه الله -. والحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

دعوة إلى إحياء المنهج النقدي عند المحدثين قد ختم الله رسله وأنبياءه بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ختم برسالته جميع الرسالات السماوية، وأنزل عليه القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وجعله منهج حياة ومشعل هدى للناس منذ أُنزِل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. كما أتاه مع القرآن مثله من السنة المطهرة التي هي المبينة للقرآن والمفصلة لما أجمل فيه. وقد تكفل الله تعالى بحفظ كتابه فقال عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] . كما وفق بمنه وفضله أئمة الهدى وقدوة الأنام من الصحابة الكرام وتابعيهم بإحسان ممن جاء بعدهم من أهل السنة والجماعة لخدمة السنة النبوية الشريفة وذب الكذب عنها، فبذلوا جهدهم وكل ما في وسعهم لذب الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان الصحيح من السقيم مما ينسب إليه من الأحاديث. وقعدوا لذلك قواعد لنقد الأسانيد والمتون وفق منهج علمي دقيق لا مثيل له عند الأمم الأخرى. إن هذا المنهج المتفرد الذي لم يكن لأمة من الأمم قبل أمة مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

صار ميزة لها بين الأمم كما مُيّزت من قبل بعقيدة وشريعة لم تكن في كمالها وصفائها وسماحتها لأمة من الأمم. هذا المنهج العلمي الدقيق قد شرق به أعداء هذه الأمة من اليهود والنصارى والمجوس كما شرقوا من قبل بعقيدتها وشريعتها. فذهبوا يطعنون على هذه الأمة في دينها وفي عقيدتها وأخيرا في منهج خير القرون في تلقي السنة النبوية المطهرة قاصدين بذلك النيل من هذا الدين. فقالوا: "إن المحدثين صبوا جُلَّ اهتمامهم في النقد الخارجي للحديث – يعني الأسانيد – وهذا أمر شكلي "، وقالوا: " إن المحدثين لم يكن لهم منهج محدد دقيق في نقد متون الحديث إذ نجدهم يروون أحاديث في كتبهم ويتناقلونها فيما بينهم وهي إما تتعارض مع الواقع وتتعارض مع العقل أو تتعارض مع نصوص أخرى ... إلى غير ذلك من الاعتراضات التي سودوا بها كتبهم ... وهذه المقالة التي رددها في هذا العصر المستشرقون من اليهود والنصارى وعلى رأسهم شيخهم وإمامهم جولد تسهير المستشرق المجري اليهودي. وقلدهم في ذلك أذنابهم من أبناء جلدتنا الذين تربوا في أحضان أولئك المستشرقين ثم جاءوا إلينا ليدسوا السم في العسل، فيطعنوا في عقيدتنا ويطعنوا في منهج خير القرون. وعلى رأس هؤلاء: طه حسين، وأحمد أمين، ومحمود أبو رية1

_ 1. انظر ما سطره طه حسين في كتابه الشعر الجاهلي، وأحمد أمين في فجر الإسلام، وضحى الإسلام، وأبو رية في كتابه أضواء على السنة المحمدية.

وغيرهم من أضرابهم. وهذه المقولة ليست وليدة فكر جولد تسهير وأمثاله من المستشرقين بل هي دسيسة يهودية قديمة قدم الصراع بين هذه الرسالة الخاتمة وأعدائها من اليهود والنصارى والمجوس، فاليهود حملوا راية العداء لهذا الدين منذ فجره الأول فشككوا في رسالة مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأثاروا الشبه الباطلة حول رسالته. ولما انتشر الإسلام وتوسعت الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين شرق اليهود والمجوس بهذه الانتصارات العظيمة التي حققها هذا الدين الحنيف فأخذوا يحيكون الدسائس والفتن للإسلام وأهله وعلى أيديهم نشأت الرافضة والخوارج والجهمية والمعتزلة وغيرهم من الفرق الكلامية. فالروافض والخوارج من نتاج فتنة ابن سبأ اليهودي إذ هو مؤسس مذهب الرفض وكانت فتنته سبب في ظهور الخوارج المعارضين له ولأتباعه، والجهمية والمعتزلة وغيرهم من الفرق الكلامية وليدة سلسلة التعطيل الجهم بن صفوان عن الجعد بن درهم عن طالوت اليهودي عن خاله لبيد بن الأعصم اليهودي السامري. فهذه الفرق يجمعها قاسم مشترك ألا وهو تحكيم عقولهم في دين الله وعبادتها من دون الله عز وجل. حكموا عقولهم في تلقي السنة المطهرة، فردوا نصوصا صحيحة كثيرة بدعوى تعارضها مع عقولهم والحقيقة تعارضها مع أهوائهم.

هؤلاء حكموا عقولهم في دين الله فضلوا وأضلوا، وعين ما فعله أولئك فعله المستشرقون وأذنابهم من فلول المعتزلة المعاصرين. ومنهج خير القرون في النقد – سندا ومتنا – مرتبط ارتباطا وثيقا بمنهجهم في العقيدة. ومن أصول منهجهم في العقيدة الإيمان بأن القرآن كلام الله – عز وجل – نزل به الروح الأمين على رسول الله مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومن أصولهم الاعتقاد بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوم في أقواله وأفعاله، لأنه لا ينطق عن الهوى، وتجب طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر. ويعتقدون أن الله قد أجرى على يدي نبيه صلى الله عليه وسلم بعض المعجزات وخوارق العادات، بل ومن أصول اعتقاد خير القرون أن العقل ليس له الوصاية على شرع الله بل هو تبع للشرع خاضع له. ولا يمكن أن يعارض الشرع الصحيح الثابت عن الله ورسوله العقل السليم1 من الهوى والزيغ. أما المستشرقون من اليهود والنصارى فهم ابتداءًا ينكرون نبوة مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبالتالي ينكرون كل ما يترتب على ذلك من وحي ومعجزات. ومن هنا جاء نقد المستشرقين لمناهج أئمة الحديث، وقولهم لقد توسع علماء الحديث في نقد أسانيد الأحاديث وأهملوا متونها. ومن ثم جاء اعتقاد المستشرقين بأن كل حديث يخالف عقولهم غير

_ 1. انظر ما كتبه ابن تيمية – رحمه الله – في كتابه درء تعارض العقل والنقل.

صحيح، مع أن عقولهم ليست عقلا واحدا فيحتكم إليه بل إنها متناقضة ولا يضبطها ضابط والغريب أن هؤلاء المستشرقين – يهود ونصارى – يؤمنون بخرافات وأوهام لا يقبلها دين ولا عقل. وليس هذا مجال الحديث عن تناقضات المستشرقين، فقد كفانا في ذلك وفصله جيداً الدكتور مصطفى السباعي في كتابه السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي وكتاب الاستشراق والمستشرقون، وكذلك الدكتور مصطفى الأعظمي في كتابه، دراسات في الحديث النبوي، وكتاب منهج النقد عند المحدثين، وغير ذلك من الكتب التي كتبت في هذا المجال. ومن هذا أيضا انطلق فلول المعتزلة وتلامذة المستشرقين يرددون قولهم، يجب تقديم العقل على النقل – أي الحديث النبوي الذي ثبتت صحته – عند التعارض وبشكل أكثر وضوحا، يجب تقديم أهوائهم وبدعهم على ما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. والقضية من أساسها ليست قضية توسع في نقد أسانيد الأحاديث وإهمال لنقد متونها. وإنما هي قضية العقيدة الإسلامية التي شرق بها أعداؤها من يهود ونصارى ومجوس ومن أستن بسنتهم من أبناء جلدتنا. القضية تكمن في تقديس المستشرقين وفلول المعتزلة المعاصرين للعقل وعبادتهم له من دون الله، وتقديمه على وحي الله إلى رسوله. أما خير القرون من أهل السنة والجماعة فلم يجعلوا لعقولهم الوصاية على وحي الله بل عرفوا للعقل حقه ومهمته التي خلقه الله لها. فاعملوه

في مهمته تلك ولم يهملوه وبلغوه كما فعلت الصوفية، ولم يقدسوه كما فعل أهل الكلام من جهمية ومعتزلة وغيرهم. منهج النقد عند المحدثين: لقد توسع علماء الحديث في نقد الأسانيد حقاً، وهذه مفخرة من مفاخر ديننا، وميزة امتاز بها المسلمون عن غيرهم من الأمم حتى شهد بذلك الأعداء قبل الأصدقاء، ولكن دعوى تقصيرهم في نقد المتون أو عدم التوسع فيها، هذه دعوى يعوزها الدليل، ولعلي آتي بعد قليل على ذكر إشارات ونمازج لجهود المحدثين وغيرهم في هذا المجال على قدر ما يسمح به المجال في هذه العجالة، وإلا فالموضوع أوسع من ذلك1. وقد كتب في منهج نقد المتون عند المحدثين كل من: 1. الدكتور نور الدين عتر في كتابه ((منهج النقد في علوم الحديث)) . 2. الدكتور مصطفى الأعظمي في كتابه ((منهج النقد عند المحدثين)) . 3. الدكتور مسفر غرام الله الدميني في كتابه ((مقاييس نقد متون السنة)) . 4. الدكتور محمود الطحان في رسالة صغيرة بعنوان ((عناية المحدثين بمتن الحديث كعنايتهم بإسناده)) .

_ 1. انظر ما كتبه الدكتور أكرم العمري في مقدمة كتابه المجتمع المدني – الجهاد ضد المشركين – ص 9-12 – ففيه أمثلة لعناية المحدثين بنقد المتون.

وغيرهم كتب في هذا الموضوع، ولم يتيسر لي الإطلاع عليه. وليس هذا مجال عرض ما كتب في هذه الكتب لبيان إيجابيات أو سلبيات كل كتاب منها لكنني لاحظت أمورا مشتركة عند هؤلاء المؤلفين، قد تكون عند بعضهم أوضح منها عند البعض الآخر ومن هذه الأمور. أولا: عدم ربط هذا النقد الموجه إلى منهج المحدثين بدافعه الحقيقي عند هؤلاء المنتقدين، وهو الطعن على عقيدة خير القرون – أهل السنة والجماعة – والمراد من ذلك الطعن في هذا الدين الذي اختاره الله أن يكون دين البشرية إلى يوم الدين. فالقضية ليست في قصور المنهج العلمي عند المحدثين أو عدم وضوحه ومعرفة هذا الدافع لا يكلف اكتشافه أكثر من الإطلاع على ما كتبوه في هذا المجال أو غيره، وخصوصا كتابتهم في السيرة والتاريخ الإسلامي وعلى وجه أخص تاريخ الفرق والطوائف. ثانيا: عدم ربط هذا النقد بجذوره التاريخية، فهذه الشبه التي يثيرها المستشرقون وغيرهم ليست جديدة، وليسوا هم أول من اتخذها مطية للطعن في عقيدة المسلمين ومن أراد الإطلاع على هذه الجذور التاريخية فعليه بالإطلاع على كتاب ((الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم)) لأبي عبد الله محمد بن إبراهيم الوزير اليماني المتوفى سنة 840 هـ، بل عليه بالإطلاع على أصله الكبير ((العواصم والقواصم)) وكذلك كتابه ((إيثار الحق على الخلق)) . فما أثاره المستشرقون وأتباعهم من فلول المعتزلة المعاصرين حول روايات

الزهري وأبي هريرة وعائشة وسائر الصحابة وما قيل في ذلك، كل ذلك قد أثاره من قبل، الروافض والمعتزلة والجهمية والزنادقة وغيرهم، وقد رد عليهم علماء أهل السنة والجماعة في ذلك الوقت ومن هؤلاء العلماء ((ابن الوزير)) . وكذلك ما قاله هؤلاء المنتقدون حديثا من انتقاد المحدثين في إهمال العقل في نقل الروايات، وغفلتهم وجمودهم على الظاهر، وانشغالهم بالأسانيد عن إمعان النظر في المتون، كل هذه الطعون وغيرها قد وجدت قديما، وقد ردّ عليها في حينها، ومن أعظم هذه الردود ما ذكره ((ابن الوزير)) في كتبه الآنفة الذكر. بل قد سبقه علماء في ذلك منهم ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث، وشيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من كتابه وفتاواه، منها درء تعارض العقل والنقل، ومنهاج السنة وغيرها، إذًا القضية جديدة قديمة لها جذورها التاريخية والعقدية. وما اعتناء المستشرقين ومقلديهم من فلول المعتزلة بطبع كتب الفرق والطوائف المنحرفة كالمعتزلة، والصوفية وسائر الفرق الباطنية المنحرفة عن عقيدة أهل السنة والجماعة إلا دليل على هذه الجذور التاريخية التي تربطها جميعا. ثالثا: إن جميع ما كتبه هؤلاء الأساتذة الكرام وغيرهم في هذا الموضوع بل وفي كثير من المواضيع المماثلة له، اتخذوها فيه موقف الدفاع، وهذا موقف ضعيف وخصوصا أمام عدو كاسر له جذوره التاريخية في العداء لهذا الدين.

إن هؤلاء المنتقدين لمنهج المحدثين ليس هدفهم الحقيقي البحث العلمي بل وليس غايتهم نقد المنهج المحدثين في نقد المتون كما هو ظاهر كلامهم، إنما ذلك وسيلة إلى الغاية الحقيقية وهي الطعن على الدين الإسلامي الحنيف، وبالتالي أشغالنا بالردود، والأخذ والرد معهم، لننشغل بالمعارك الجانبية عن مهمتنا الأساسية وهي حمل رسالة الإسلام إلى البشرية جمعاء والتي أصبحت تتخبط اليوم تبحث عن منقذ ولا منقذ لها سوى الإسلام، فإذا انشغلنا بالمعارك الجانبية – وهذا ما يريده أعداؤنا – فمن يبلغ رسالة الإسلام إلى الناس ويجاهد في سبيل تبليغها؟ ما مدى صحة دعوى تقصير المحدثين في نقد المتون؟ هذا السؤال لا يكفي في الإجابة عليه ما سأشير إليه هنا من الأمثلة والأدلة على بطلان هذه الدعوى، وبيان ضخامة جهود علماء المسلمين في هذا الميدان. إن ما كتبه علماء الحديث في كتب المصطلح وبينوا فيه الأنواع المتعلقة بالإسناد والاتصال والانقطاع وضبط الراوي وعدالته ونحو ذلك، والأنواع المتعلقة بالمتن كالناسخ والمنسوخ ومشكل الحديث ومحكمه والمعلل وغير ذلك، وكذلك الأنواع المشتركة بين السند والمتن كالإدراج والاضطراب والشذوذ والنكارة وغيرها، وكذلك ما كتبه هؤلاء في كتب العلل ومعرفة الرجال، وكتب الموضوعات، وشروح الحديث وغيرها، كل ذلك دليل على تكامل مناهج المحدثين في نقدهم للروايات سندا ومتنا. كذلك لا ينسى في هذا المجال ما سطره علماء الفقه وأصول الفقه، فكتب الفقه قد ركزت على المتون تفسيرا وإعرابا وتوضيحا واستنباطا، وفق

قواعد علمية. " وتتضح في كتب أصول الفقه المحاكمات الدقيقة للمتون التي تكشف عن عقلية نقدية فذة "1 وجهود علماء المسلمين يكمل بعضها بعضا ما قصر فيه هذا يكمله ذاك، ومن هنا رأينا تكامل أعمال المحدثين والفقهاء في عنايتهم بالسنة النبوية. هذه إشارات قصيرة لتلك الجهود الضخمة التي بذلها علماء الإسلام – محدثين وفقهاء – في العناية بالسنة المطهرة سندا ومتنا. وبعد: فليس معنى رفضي للانشغال بالرد على مثيري الشكوك والشبهات حول منهج المحدثين، أنني أرفض الكتابة في مجال بيان مناهج المحدثين. بل أرفض فقط أن يكون دافعنا في الكتابة في هذه الموضوعات هو ((رد الفعل)) إذ يجب أن يكون دافعنا في ذلك هو إحياء المنهج العلمي الإسلامي عند المسلمين – محدثين وفقهاء ومفسرين ومؤرخين وغيرهم – كما يجب أن ننتبه إلى أن المنهج العلمي عند المسلمين يحكمه عقيدة تقوم على الإيمان بالله واليوم الآخر، والإيمان بالغيب، والإيمان بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وبما جاء به من كتاب الله والسنة المطهرة بما في ذلك المعجزات التي جاءت بها السنة الصحيحة، وأن هذه العقيدة تقوم على التوازن في حياة الإنسان بين روحه وعقله وعواطفه وتفكيره وما فطره الله عليه.

_ 1. الدكتور أكرم العمري: المجتمع المدني – الجهاد ضد المشركين ص 11.

هذا ويجب أن تتسم كتابتنا في هذا الموضوع بالإبداع والتجديد وخصوصا في مناهج التفكير التي اتسمت في العصور المتأخرة بالجمود والتقليد والتعصب إلا من النزر اليسير من العلماء الأفذاذ المبدعين الذين كانوا في أوقات متفاوتة من هذه العصور كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه ابن القيم والمزي والذهبي وابن كثير ثم تلاهم الحافظ ابن حجر ثم خلت الساحة حتى جاء شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ورحم هؤلاء الأئمة جميعًا. وعلوم الحديث من العلوم التي قد نضجت كثيرا والإضافات تكون فيها قليلة جدا إلا ممن يسلك مسلك التجديد والإبداع والدقة في الاستنباط ولا أنسى هنا أن أنوه بما كتبه الحافظان الجليلان الإمام ابن القيم، والحافظ ابن رجب في كتابيهما ((المنار المنيف وشرح علل الترمذي)) . إذ أضافا في هذين الكتابين إضافة قيمة وجددا نوعا ما في طريقة تنازل علوم الحديث ولم يكونا ناقلين مقلدين لمن سبقهما بل كانا ناقدين مبدعين كما يبرز أيضا من المعاصرين الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني – رحمه الله – في كتابه ((التنكيل)) وخاصة ما سطره في طليعته. هذا وقد كنت أريد أن يكون جزءًا من مقدمة بحثي هذا عن مناهج المحدثين في نقد المتون ولكن لم يتيسر لي جمع المادة الكافية في الموضوع، وأهم من ذلك أن هذا الموضوع أوسع من أن يكتب فيه فصلاً من مقدمة، ولعل الله أن يعينني على تحقيق طموحي في المستقبل القريب إن شاء الله. وسأقتصر في هذه المقدمة على دراسة المدرج وأنواعه لأنه موضوع الكتاب الذي أقدم له، ثم دراسة عن الكتاب نفسه.

المدرج وأنواعه تعريفه: لغة: بضم الميم وفتح الراء اسم مفعول فعله أدرج، تقول: أدرجتُ الكتاب إذا طويتَه، وتقول: أدرجتُ الميتَ في القبر إذا أدخلتَه فيه، وأدرجتُ الشيء في الشيء إذا أدخلتَه فيه وضمنته إياه.1 واصطلاحا: الحديث المدرج ما كان فيه زيادة ليست منه في الإسناد أو المتون. أنواع المدرج: المدرج نوعان: 1. مدرج في المتن. 2. مدرج في الإسناد2. ولكل نوع منهما أقسام. أولا مدرج المتن: وهو أن يدرج الراوي فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم شيئا من كلام غيره مع

_ 1. انظر تاج العروس 2/39 – 41 مادة درج – بمهملتين وجيم. وتوضيح الأفكار للصنعاني 2/50. 2. النكت لابن حجر 2/811.

مع إيهام كونه من كلامه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ثلاث مراتب:1 مراتب الإدراج في المتن: الأول: أن يكون ذلك في أول المتن وهو نادر جدا: ومثاله حديث أبي هريرة: " أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النار "2 فقد رواه شبابة بن سوار وَأَبُو قَطَنٍ عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زياد عن أبي هريرة مرفوعا كامل المتن، وإنما المرفوع منه قوله: " ويل للأعقاب من النار " حسب، وأما قوله: " أسبغوا الوضوء " فهو من قول أبي هريرة3 كما فصله جمهور الرواة عن شعبة.2 قال الحافظ ابن حجر: " وهذا النوع نادر جدا، لم أجد له مثالا غير حديث أبي هريرة هذا ".4 الثاني: أن يكون في الوسط – وسط المتن – وهو قليل: مثاله حديث بسرة بنت صفوان: " مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ أَوْ أُنْثَيَيْهِ أو رفغيه فليتوضأ " رواه عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ هشام ابن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بُسْرَةَ مرفوعا، وكذلك رواه أبو كامل الجحدري عن يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ أَيُّوبَ عن هشام ... به ...

_ 1. المصدر نفسه. 2. انظر تخريج طرقه في الحديث الثامن من الفصل للوصل المدرج في النقل للخطيب. 3. هذه الجملة من الحديث وإن كانت هنا من قول أبي هريرة إلا أنها قد جاءت مرفوعة صحيحة من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم وغيره. 4. النكت (2/844) .

والمرفوع قوله: " من مس ذكره فليتوضأ " وذكر الأنثيين والرفغ إنما هو من قول عروة بن الزبير بيّن ذلك جمهور الرواة عن هشام1. الثالث: أن يكون الإدراج في آخر المتن وهو الأكثر: مثاله حديث ابن مسعود في التشهد: " أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بيدي وعلمني التشهد، التحيات لله.. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَإِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ قَضَيْتَ صَلاتَكَ إِنْ شِئْتَ أَنْ تَقُومَ فَقُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقْعُدَ فاقعد "2 فقد رواه زهير بن معاوية عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ عن ابن مسعود مرفوعا كله. وقوله: " فَإِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ قَضَيْتَ صلاتك..إلخ " لَيْسَ مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ هُوَ قول ابن مسعود أدرجه بعض الرواة، وقد رواه الجمهور على الفصل والتمييز بين المرفوع منه والموقوف، ورواه أكثر من راوٍ على الاقتصار على المرفوع3. وهذا النوع من الإدراج – مرج المتن – قسمه الخطيب ثلاثة أقسام: الأول: ما كان من قول الصحابي ووصل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم4. الثاني: ما كان من قول التابعي ووصل بحديث رسول الله صلى الله عليه سلم5.

_ 1. انظر تخريج طرقه كلها في كتاب الفصل للوصول للخطيب حديث رقم (32) . 2. انظر طرقه وتخريجها في الحديث الأول من كتاب الخطيب الذي تقدم له بهذه المقدمة. 3. راجع روايات هؤلاء في كتاب الخطيب الحديث الأول. وسنن الدارقطني 1/350-353. 4. انظر أمثلة في الباب الأول من كتاب الخطيب ق 2/أوما بعدها. 5. راجع أمثلة في (ق 24/أ) وما بعدها.

والثالث: ما كان من قول من بعد التابعين ووصل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ساق لكل قسم عدة أمثلة. وحديث أبي هريرة وابن مسعود المذكوران آنفًا من أمثلة القسم الأول. وحديث بسرة بنت صفوان من أمثلة القسم الثاني وراجع أمثلة القسم الثالث في كتاب الخطيب (ق89/ب) وما بعدها. ثانيا مدرج الإسناد: اختلف المؤلفون في علوم الحديث في عدد أقسام هذا النوع، فالخطيب البغدادي – رحمه الله – أول من حرر مسائل المدرج – بل أبواب المصطلح كلها – جعل هذا النوع أربعة أقسام1 ووافقه ابن الصلاح2 ثم الحافظ ابن حجر على ثلاثة أقسام، وتفرد الخطيب بالقسم الرابع كما أضاف الحافظ ابن حجر على الخطيب وابن صلاح قسمين3: وفيما يلي سرد تلك الأقوال: القسم الأول:4 ما كان متن الحديث عند راويه بإسناد غير لفظة أو ألفاظ فإنها عنده بإسناد آخر فلم يبين ذلك بل أدرج الحديث وجعل جميعه بإسناد واحد.

_ 1. انظر مقدمة الفصل للوصل المدرج في النقل (ق/2أ) . 2. علوم الحديث لابن الصلاح 87 – 88. 3. انظر النكت على ابن الصلاح (2/823 – 837، نزهة النظر/ 46) . 4. جعلت الأساس هنا هو تقسيم الخطيب كما أني اكتفيت بمقارنته مع ابن الصلاح، والحافظ ابن حجر، لأنني لم أجد عند غيرهما إضافات فيما وقفت عليه من كتب المصطلح، بل إن ابن الصلاح حقيقة لم يكن له إضافة على الخطيب.

وهذا هو القسم الأول عند ابن الصلاح والثاني عند الحافظ ابن حجر. القسم القاني: ما ألحق بمتنه لفظة أو ألفاظ ليست منه وإنما هي من متن آخر. زاد الحافظ ابن حجر: " ولا تكون تلك الألفاظ من رواية ذلك الراوي، ومن هذه الحيثية فارق القسم الذي قبله " أ. هـ. وهذا هو القسم الثاني أيضا عند ابن الصلاح والثالث عند ابن حجر. القسم الثالث: ما كان يرويه المحدث عن جماعة اشتركوا في روايته، فاتفقوا غير واحد منهم خالفهم في إسناده فأدرج الإسناد وحمل على الاتفاق. وهذا هو القسم الثالث عند ابن الصلاح،والأول عند ابن حجر في النكت. القسم الرابع: ما كان بعض الصحابة يروي متنه عن صحابي آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوصل بمتن يرويه الصحابي الأول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا القسم لم يذكره أحد غير الخطيب، وانظر أمثلته عنده في الفصل للوصل (ق 122/أ) وما بعدها. القسم الخامس: أن لا يذكر المحدث متن الحديث بل يسوق إسناده فقط، ثم يقطعه قاطع، فيذكر كلاما، فيظن بعض من سمعه أن ذلك الكلام هو متن ذلك

الإسناد1. مثاله حديث: رواه ثابت بن موسى الزاهد عن شريك عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ". وهذا قول شريك قاله في عقب حديث الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جابر: " يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد " فأدرجه ثابت في الخبر وجعل قول شريك مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ثم شرق هذا جماعة من الضعفاء من ثابت وحدثوا به عن شريك2. القسم السادس: أن يكون المتن عند الراوي إلا طرفا منه، فإنه لم يسمعه من شيخه فيه، وإنما سمعه من واسطة بينه وبين شيخه، فيدرجه بعض الرواة عنه بلا تفصيل3. ومثاله حديث إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ حُمَيْدٍ عن أنس في قصة العرنيين وأن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لو خرجتم إلى إبلنا فشربتم من ألبانها

_ 1. هذا القسم من زيادات الحافظ ابن حجر على من قبله، وهذا سماه الحافظ ابن الصلاح شبه الوضع وذكره في الموضوع ومثل له بالحديث المذكور هنا. انظر (علوم الحديث له / 90) . 2. نقلت الحديث بهذا الإسناد والسياق من كتاب المجروحين لابن حبان (1/207) ترجمة ثابت، والحديث رواه ابن ماجة (1/422 ح 1333) كتاب إقامة الصلاة باب ما جاء في قيام الليل. 3. هذا مما زاده ابن حجر على ابن صلاح، ذكره في النكت وقال بعده: " وهذا مما يشترك فيه الإدراج والتدليس.

وأبوالها " ولفظه: " أبوالها ". قال قتادة: " عن أنس بينة يزيد بن هارون وابن أبي عدي وغيرهم فقالوا فيه " فَشَرِبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا "، قَالَ حُمَيْدٌ قال قتادة عن أنس..به1. أسباب الإدراج:2 أسباب ودواعيه الحاملة عليه كثيرة منها: 1- أن يقصد الراوي أن يبين حكما أو نحو ذلك ثم يستدل عليه بقوله النبي صلى الله عليه وسلم وغالبا يكون هذا في الإدراج في أول المتن. 2- ومنها أن يريد الراوي بيان حكم يستنبط مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وهذا قد يكون في الإدراج في وسط المتن وقد يكون في آخر المتن وهو الأكثر. 3- ومنها أن يريد الراوي تفسير بعض الألفاظ الغريبة في الحديث النبوي. بم يعرف الإدراج في الحديث؟ يعرف الإدراج في الحديث بأحد ثلاثة أمور3 هي: الأول: أن يكون في الحديث كلام يستحيل إضافته إلى النبي صلى الله عليه وسلم. مثاله: حديث أبي هريرة: " لِلْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ الصَّالِحِ أَجْرَانِ، وَالَّذِي نفسي

_ 1. انظر تخريج طرق هذا الحديث في كتاب الخطيب (ق88/أ) حديث رقم 67، وهذا الحديث ساقه الخطيب في أحاديث القسم الأول من مدرج الإسناد أي في الباب الثاني من الكتاب. 2. ذكره هذه الأسباب الأستاذ محيي الدين عبد الحميد في تعليقه على توضيح الأفكار للصنعاني 2/50-51 حاشية رقم 1، ولم أجدها عند غيره. 3. انظر (النكت لابن حجر 2/812، فتح المغيث للسخاوي 1/242) .

بيده لولا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْحَجُّ وبر أمي لأحببت أموت وأنا مملوك " 1 فهذا الكلام الأخير – والذي نفسي بيده – يستحيل أضافته إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم لأمرين: 1- أنه يمتنع أن يتمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصير مملوكا. 2- أن أمه صلى لله عليه وسلم توفيت وهو صغير، فلم يكن له أم يبرها، فتعين أن يكون هذا من كلام أبي هريرة، وقد جاء ذلك موضحًا في الطريق الآخر للحديث 1. الثاني: أن يصرح الصحابي بأنه لم يسمع تلك الجملة مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. مثاله: حديث ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال من مَاتَ وَهُوَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل الجنة، ومن مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النار ". هكذا رواه أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ بإسناده ووهم فيه، فقد رواه الأسود بن عامر وغيره عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ بلفظ: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: من جعل لله عز وجل ندا دخل النار، وأخرى أقولها ولم أسمعها منه صلى الله عليه وسلم – من مَاتَ لا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا أدخله الجنة " 2. قال الحافظ ابن حجر: " فهذا كالذي قبله في الجزم بكونه مدرجا "3. الثالث: أن يصرح بعض الرواة بفصل الجملة المدرجة فيه عن المتن المرفوع بأن يضيف الكلام إلى قائله.

_ 1. انظر تخريجه في كتاب الفصل للوصل المدرج في النقل (ق 10/أ) حديث رقم 9. 2. انظر تفصيل رواياته في الفصل للوصل حديث رقم: 16 ق 18/ب وما بعدها. 3. النكت على ابن الصلاح (2/814) .

قال السخاوي: " أو باقتصار بعض الرواة على الأصل المرفوع1 فقط ". مثاله: حديث ابن مسعود في التشهد الذي مر الكلام عليه في مثال مدرج المتن مثالا للمدرج في آخر المتن. قال الحافظ ابن حجر: " والحكم على هذا القسم بالإدراج يكون بحسب غلبة ظن المحدث الحافظ الناقد ولا يوجب القطع بذلك بخلاف القسمين الأولين. وأكثر هذا الثالث يقع تفسيرا لبعض الألفاظ الغريبة الواردة في الحديث2. حكم الإدراج: قال الحافظ زين الدين العراقي3: " واعلم أنه لا يجوز تعمد شيء من الإدراج ". أما الحافظ ابن حجر فإنه يرى التفصيل في ذلك4. فقال: إذا كان الإدراج فيه إثبات حكم شرعي وإيهام أنه مرفوع فذلك هو الذي يحرم. أما إذا كان الإدراج وقع تفسيرا لبعض الألفاظ الواقعة في الحديث مثل تفسير لفظة التحنث بالتعبد، وكذلك تفسير الشغار والمحاقلة والمزابنة

_ 1. فتح المغيث للسخاوي (1/342) . 2. النكت (2/816) . 3. انظر: ((التبصرة والتذكرة 1/260، وعلوم الحديث لابن الصلاح /89)) . 4. انظر: النكت 2/817 – 819، نزهة النظر 46، فتح المغيث 243، 247.

والزعيم ونحو ذلك، من فالأمر في ذلك سهل ولا يحرم؛ لأنه إن أثبت الراوي رفعه فذاك وإلا فإن الراوي أعرف بتفسير ما روى، ثم قال: " وفي الجملة إذا قال الدليل على إدراج جملة معينة بحيث يغلب على الظن ذلك فسواء كان في الأول أو الوسط أو الأخير، فإن سبب ذلك الاختصار من بعض الرواة بحذف أداة التفسير أو التفصيل فيجيء مَن بعده فيرويه مدمجًا من غير تفصيل ثم ذكر عن الإمام أحمد أنه قال: " كان وكيع يقول في الحديث: " يعني كذا وكذا، وربما حذف ((يعني)) وذكر التفسير في الحديث ". وكذلك كان الزهري يفسر الأحاديث كثيرا وربما أسقط أداة التفسير فكان بعض أقرانه ربما يقول له: أفضل كلامك من كلام النبي صلى الله عليه وسلم1. المؤلفات في المدرج: أول من ألف في هذا الموضوع الحافظ أحمد بن علي الخطيب البغدادي حيث ألف كتابه: ((الفصل للوصل المدرج في النقل)) ، وهو الذي أقدم له بهذه المقدمة. قال الحافظ ابن الصلاح: " وهذا النوع قد صنف فيه الخطيب البغدادي في كتابه الموسوم بالفصل للوصل المدرج في النقل " فشفى وكفى2. وقد احتوى كتاب الخطيب على مائة وأحد عشر حديثا، وسيأتي مزيد تفصيل عنه في قسم الدراسة عن كتابه إن شاء الله.

_ 1. النكت (2/829) . 2. علوم الحديث/ 89.

ثم عمد1 الحافظ ابن حجر إلى كتاب الخطيب هذا – كما فعل مع غيره من كتب الخطيب – فرتبه على الأبواب ثم اختصر أسانيده ثم استدرك عليه ما فاته من الأحاديث المدرجة وبلغت قدره مرتين أو أكثر.2 قال ابن حجر: " ... وقد لخصته ورتبته على الأبواب والمسانيد، وزدت على ما ذكره الخطيب أكثر من القدر الذي ذكره3، ثم قال: واسمه تقريب المنهج بترتيب المدرج أعان الله على تكميله وتبيضه إنه على كل شيء قدير "4. وقال السخاوي عن كتاب ابن حجر: " وسماه ((تقريب المنهج بترتيب المدرج)) ، وقال فيه: إنه وقعت له جملة أحاديث على شرط الخطيب، وإنه عزم على جمعها وتحريرها، وإلحاقها بهذا المختصر أو في آخره مفردة كالذيل، وكأنه لم يبيضها فما رأيتها بعد "5. وكتاب الحافظ ابن حجر لم أقف عليه ولا أعلم أنه موجود. ثم جاء الحافظ السيوطي فلخص كتاب الحافظ ابن حجر مقتصرا على

_ 1. ذكر خير الدين الزركلي في الإعلام (1/217) في ترجمة أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بن واجب (ت/614 هـ) الأندلسي أنه اختصر كتابي ((الفصل للوصل المدرج في النقل والمكمل في بيان المهمل)) للخطيب البغدادي. أ. هـ ولم أقف عليه ولا من ذكره غير الزركلي، والله أعلم. 2. نص على ذلك السخاوي في الفتح (1/247) ، والسيوطي في التدريب (1/274) . 3. النكت على ابن الصلاح (2/811) . 4. المصدر السابق (2/829) . 5. فتح المغيث للسخاوي (1/247) .

مدرج المتن، وحذف الأسانيد قال في مقدمة كتابه: " هذا جزء لطيف سميته المدرج بفتح الميم – إلى المدرج – بضم الميم – لخصته من تقريب المنهج بترتيب المدرج لشيخ الإسلام الحافظ ابن حجر إلا أنني اقتصرت فيه على مدرج المتن دون مدرج الإسناد زوائد مهمة من مدرجات المتون خلا عنها كتابه وهي مسطورة في كتب النقاد، والله الموفق " 1. وقد طبع كتاب المدرج إلى المدرج للسيوطي بتحقيق السيد صبحي السامرائي في حوالي ثلاثين صفحة طباعة الدار السلفية بالكويت وقد تضمن كتاب السيوطي سبعين حديثا كلها في مدرج المتن، وقد جاءت هذه الطبعة كثيرة الخطأ والتصحيف وفيما يلي بعض هذه الأغلاط والتصحيفات: 1- في الحديث السادس عشر: حديث ابن عمر في النهي عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صلاحها " ... بين ذلك غندر أخرجه مسلم عن إبراهيم "2 المدرج إلى المدرج ص 26 – والصواب " بين ذلك غندر ومسلم بن إبراهيم " وهو الفراهيدي من رجال التهذيب. 2- وفي الحديث السابع والعشرون ص 31 من المدرج إلى المدرج السطر العاشر لكن رواية أحمد من طريق عبد الملك بن أبي عتبة – بالعين المهملة والمثناة الفوقية والباء الموحدة – عن..، والصواب " عبد الملك بن حميد بن حميد ابن أبي غنية – بالغين المعجمة المفتوحة والنون المكسورة ثم التحتانية

_ 1. انظر: مقدمة المدرج إلى المدرج ص 17. 2. انظر الفصل للوصول المدرج في النقل حديث رقم 2.

المشددة.. "1 انظر التقريب (218) . 3- وفي الحديث الثامن والثلاثين: حديث أبي جحيفة " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. وَأَتَى بِثَوْبٍ مِنَ القصاب أو يذهب به إلى القصاب ... " المدرج إلى المدرج ص 352. والصواب: " القصار بالراء وليس بالباء الموحدة "، وغير ذلك كثير مما قد يدخل تحت الأخطاء المطبعية وغيها. كتاب تسهيل المدرج إلى المدرج: قصد السيد عبد العزيز الغماري إلى كتاب المدرج إلى المدرج فرتبه على المسانيد ورتب المسانيد على حروف المعجم، واعتمد على النسخة المطبوعة فجاء كتابه مليئًا بالأخطاء إذ ضم إلى كثير من أخطاء المطبوعة أخطاء أخرى وإليك بعض النماذج: في مسند سهل بن سعد حديث رقم 25 – حديث اللعان عزاء السيوطي إلى الدارقطني ... ، قال صاحب التسهيل ص 26: " في سنن الدارقطني (3/274) ، وقد سبق إلى هذا العزو السيد صبحي السامرائي في المطبوعة ولكن هذا خطأ فالحديث الموجود في هذا الموضع من السنن ليس بهذا الإسناد ولا بهذا السياق وهو بهذا الإسناد والسياق في مسند سهل بن سعد في العلل3.

_ 1. المصدر السابق حديث رقم (4) . 2. المصدر السابق حديث رقم (12) . 3. انظر الفصل للوصول المدرج في النقل حديث رقم 25.

وفي مسند ابن عمر حديث رقم (16) ص 30 قال: " بيّن ذلك غندر..ومسلمة بن إبراهيم. والصواب مسلم بن إبراهيم وهو الفراهيدي نص عليه الخطيب في المدرج1. وفي مسند ابن عمر أيضا حديث 27 في النهي عن القرآن قال في ص 34 " عن الثوري عن جدلة – بالجيم والدال - والصواب جيلة – وهو ابن سحيم – بالجيم والباء الموحدة2. وفي مسند أبي سعيد الخدري حديث رقم 20 في النهي عن بيع الذهب بالذهب ... قال: " ولا يشق بعضها على بعض " – هكذا بالقاف – وهو في نفس المطبوعة أيضا بالقاف وهو خطأ بين إذ صوابه " لا يشف بالفاء أي لا يزيد بعضها على بعض "3 هذه نماذج للأخطاء وإلا فهناك أخطاء كثيرة، والله المستعان.

_ 1. المصدر السابق حديث رقم (2) . 2. المصدر السابق حديث رقم (4) . 3. المصدر السابق حديث رقم (13) .

التعريف بالمؤلف والكتاب

التعريف بالمؤلف والكتاب ... 1- التعريف بمؤلف الكتاب1: هو أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد البغدادي – من أصل عربي – ولد سنة 392هـ ونشأ في بيت من بيوت العلم والصلاح، إذ كان والده رجلا صالحا محبا للعلم والعلماء؛ ولذا حرص على تنشئة ابنه تنشئة علمية مبنية على تقوى الله – عز وجل – وطلب العلم لوجه الله تعالى، فأخذه من الصغر إلى مؤدب يؤدبه ويقرئه القرآن ثم وجهه بعد ذلك إلى حلقات العلم ومجالس العلماء2. طلب للعلم ورحلته: بدأ الخطيب – رحمه الله – بالجلوس إلى حلقات العلم في وقت مبكر وأخذ يتنقل من حلقة إلى حلقة يسمع من هذا الشيخ ويقرأ على ذاك، فسمع الحديث وأخذ الفقه والنحو وغير ذلك على كبار علماء بغداد في وقته حتى إذا صلب عوده أخذ يتطلع إلى طلب العلم على العلماء المقيمين خارج بغداد وخاصة المحدثين منهم فرحل في سبيل ذلك إلى الحجاز والشام ومصر والمشرق، وبعض هذه البلدان كرر الرحلة إليها رغبة في سماع العلم من علمائها، واهتم الخطيب كثيرا بالرحلة ولذلك أكثر من الرحلة في طلب العلم بل وألّف في ذلك كتابا سماه ((الرحلة في طلب الحديث)) 3.

_ 1. قد درس الخطيب دراسة وافية من الأستاذ يوسف العش، والأستاذ الدكتور أكرم العمري، وكذلك الدكتور محمود الطحان، فذلك اكتفيت بهذه الترجمة الموجزة جدا تلافيا للتكرار بدون فائدة. 2. انظر موارد الخطيب البغدادي /29. 3. طبع أكثر من مرة بتحقيق الأستاذ العش، بتحقيق صبحي السامرائي.

مكانته العلمية:1 وثقه الكثير من العلماء من معاصريه كعبد العزيز الكتاني وابن ماكولا وابن الأكفاني ومن بعدهم كالسمعاني وابن النجار والحافظ ابن عساكر والسبكي وغيرهم. وقد أثنى عليه هؤلاء العلماء جميعا ونوهوا بفضله وعلمه كثيرا، حتى اعتبره كثير منهم خاتمة الحفاظ. قال الحافظ ابن حجر: قال الحافظ ابن نقطة2: " من أنصف علم أن أهل الحديث بعد الخطيب عيال على كتبه. عقيدته ومذهبه: كان رحمه الله تعالى حسن المعتقد يذهب في معتقده مذهب السلف من أهل السنة والجماعة، وقد نص على ذلك الحافظ الذهبي في كتاب العلو للعلي الغفار، والإمام ابن القيم في كتاب اجتماع لجيوش الإسلامية. وله رسالة صغيرة في بيان عقيدته في الأسماء والصفات ووهي على صغر حجمها من أنفس ما كتب في هذا الموضوع3. أما مذهبه في الفقه فكان يذهب مذهب الشافعي – رحمه الله – إلا

_ 1. لمزيد التفصيل في ذلك انظر (تذكرة الحفاظ 3/1135، وموارد الخطيب البغدادي (49) . 2. انظر (نزهة النظر) ونص عبارة ابن نقطة في التقييد 1/170: " ولا شبهة عند كل لبيب أن المتأخرين من أصحاب الحديث عيال على أبي بكر الخطيب ". 3. انظر (مختصر العلو للعلي الغفار) للألباني 373.

أنه كان من العلماء المجتهدين الذين يدورون مع الدليل حيث دار، يعينه على ذلك ما رزقه الله من سعة الإطلاع على الأحاديث والآثار، وتمييز الصحيح من السقيم. آثاره العلمية1: الخطيب – رحمه الله – ممن أكثر التآليف في فنون كثيرة إلا أنه ألف في الحديث وعلومه أكثر من أي فن آخر حتى إنه أفرد كل باب من أبواب المصطلح في كتاب مستقل كالمتفق والمفترق والمشتبه والسابق واللاحق والمدرج والمراسيل وغيرها. وقد اشتهرت كتبه وانتشرت وخاصة تاريخ بغداد، والكافية في علم الرواية والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع وغير ذلك. وكان بحق الناس بعد الخطيب عيال عليه في هذا الفن كما قال ابن نقطة هذا وقد توفي الحافظ الخطيب – رحمه الله – سنة 463هـ.

_ 1. انظر موارد الخطيب 55-84.

2- دراسة الكتاب: توثيق نسبة كتاب الفصل للوصل المدرج في النقل للخطيب: نسبة هذا الكتاب إلى الخطيب البغدادي مشهورة شهرة تغني عن البحث عن أدلة تثبت ذلك، ولكن من باب وليطمئن قلبي نسوق بعض الأدلة على نسبته إلى مؤلفه. 1- كتب على غلاف النسخة الموجود – وهي فريدة – العنوان التالي: (كتاب الفصل للوصل المدرج في النقل) تصنيف الشيخ الإمام العالم الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المؤرخ رضي الله عنه ورحمه بمنه وكرمه. ثم ذكر سند النسخة إليه. وهذه النسخة محفوظة في تركيا في مكتبة أحمد الثالث باستنبول تحت رقم 612. 2- ينتهي سند هذه النسخة إلى الخطيب البغدادي. ثم تبدأ بعد ذلك أسانيد الكتاب بشيوخ الخطيب البغدادي المعروفين كما أشرت إلى ذلك عند ذكر شيوخه في هذا الكتاب في آخر هذه الدراسة. 3- الكتب التي نصت على نسبة هذا الكتاب إلى الخطيب البغدادي: وهي على ثلاث فئات:

أ- كتب المصطلح: كل من كتب في المصطلح ممن جاء بعد الخطيب وذكر بابا للمدرج، نص في ذلك الباب على كتاب ((الفصل للوصول المدرج في النقل)) منسوبا إلى الخطيب البغدادي. انظر مثلا الكتب التالية: 1- علوم الحديث لابن الصلاح 89. 2- تقريب النووي مع تدريب السيوطي 1/271. 3- التبصرة والتذكرة للعراقي 1/260. 4- النكت للحافظ ابن حجر 2/811. 5- نزهة النظر لابن حجر /46. 6- فتح المغيث للسخاوي 1/247. 7- توضيح الأفكار للصغاني 2/66. ب- كل من ترجم للخطيب وذكر مصنفاته، أورد الفصل للوصل من جملة كتب الخطيب – رحمه الله تعالى – انظر مثلا من ذلك: 1- المنتظم لابن الجوزي 8/266. 2- تذكرة الحفاظ للذهبي 3/1139. 3- الخطيب البغدادي ليوسف العش 131. 4- موارد الخطيب البغدادي 61/62.

جـ- كتب أخرى: 1- فهرسة محمد بن أحمد المالكي، انظر كتاب العش أعلاه. 2- فهرسة ابن خير الأشبيلي 182. 3- تطابق النصوص التي نقلتها الكتب اللاحقة به منه ونصب على نسبتها إليه منها. أ- نصوص نقلتها كتب المصطلح كأمثلة لأقسام المدرج، انظر مثلا: التبصرة والتذكرة للعراقي، والنكت للحافظ ابن حجر، وتدريب الراوي للسيوطي، وفتح المغيث للسخاوي وغيرها. ب- نصوص نقلتها كتب أخرى، انظر مثلا: بغية الرائد للقاضي عياض 21 حيث نقل كلام الخطيب عن حديث أم زرع، العلل المتناهية لابن الجوزي 1/125. الوقف على الموقوف لضياء الدين عمر بن بدر الكردي مخطوط ق 5. فتح الباري للحافظ ابن حجر في مواضع كثيرة جدا انظر مثلا 3/112 وقد ذكرت جميع المواضع في مظانها عند التحقيق، التلخيص الحبير للحافظ ابن حجر في مواضع منه كثيرة انظر مثلا 1/118، 155، 246 وغير ذلك من الكتب التي نقلت منه، وعزت إليه. منهج الخطيب في الكتاب: لم يسبق الخطيب – رحمه الله – إلى التأليف في هذا الموضوع، ومن هنا جاءت أهمية هذا الكتاب الفريد في بابه ولا سيما أنه لا يوجد في هذا

الموضوع سواه؛ لأن كتاب تقريب المنهج في ترتيب المدرج للحافظ ابن حجر في حكم المفقود إلى هذه الساعة، وكتاب السيوطي مختصر جدا، وفائدته في هذا الباب قليلة جدا. وبهذا يتبين نفاسة كتاب الخطيب وما حواه من المتون والأسانيد، وبيان عللها الذي لا يوجد عند غيره أو هو مفرق في عدة كتب عند من سبقه رحمه الله. وهذا بيان لبعض ملامح منهجه في هذا الكتاب: - بدأ الخطيب كتابه بمقدمة قال فيها: هذا كتاب ذكرت فيه أحاديث يشكل شأنها على جماعة من أصحاب الحديث والأثر، ويخفى مكانها على غير واحد من أهل المعرفة والبصر. فمنها ما يلتبس على العالم الجليل القدر فضلًا عن المتعلم القليل الخبر: 1- منها أحاديث وصلت متونها بقول رواتها وسيق الجميع سياقة واحدة، فصار الكل مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. 2- ومنها ما كان متن الحديث عند راويه بإسناد غير لفظة منه أو ألفاظ فإنها عنده بإسناد آخر، فلم يبين ذلك بل أدرج الحديث وجعل جميعه بإسناد واحد. 3- ومنها ما ألحق بمتنه لفظة أو ألفاظ ليست منه، وإنما هي من متن آخر. 4- ومنها ما كان بعض الصحابة يروي متنه عن صحابي آخر عن

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوصل بمتن يرويه الصحابي الأول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. 1- ومنها ما كان يرويه المحدث عن جماعة اشتركوا في روايته فاتفقوا غير واحد منهم خالفهم في إسناده، فأدرج الإسناد وحمل على الاتفاق. فذكرت جميع ذلك، وشرحته وبينته وأوضحته ... أ. هـ. هذه أقسام المدرج عند الخطيب في هذا الكتاب وهي خمسة أقسام. تنبيه: ذكر الحافظ ابن حجر في النكت: 2/812: أن الخطيب قسم المدرج في كتابه سبعة أقسام، والذي في كتاب الخطيب خمسة أقسام، وهذا مشكل!! فالجواب عن هذا الإشكال بما يلي: أن الخطيب – رحمه الله – لما ذكر الباب الأول وهو الأحاديث التي وصلت متونها بقول رواتها وسيق الجميع سياقة واحدة فصار الكل مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسمه إلى ثلاثة أقسام: الأول: ما أُدرج فيه كلام من قول الصحابي – رحمه الله – وذكر في هذا النوع 19 حديثا، انظر (ق 2 أ – 24 أ) . الثاني: ما أدرج فيه كلام من قول التابعي حيث قال – ق 24 أ: " ذكر الأحاديث المسندة المرفوعة التي وصلت بها ألفاظ التابعين وأُدرجت فيها " وذكر في هذا النوع 22 حديثا انظر (ق 24أ – 49أ) . الثالث: ما أدرج فيه كلام من بعد التابعين حيث قال – ق 89ب:

" ذكر أخبار من وصل المرسل المقطوع بالمتصل المرفوع وأدرجه في الأحاديث. وذكر في هذا النوع ستة أحاديث فقط انظر (ق89ب – 102ب) . فالحافظ ابن حجر اعتبر هذين النوعين الأخيرين أقساما مستقلة، وقوى ذلك لديه أن النوع الثالث وهو كلام من بعد التابعين ورد ذكره في الكتاب بعد الباب الثاني. القسم الأول من مدرج الإسناد فجاء مفصولا عن النوعين الأولين من الباب الأول – مدرج المتن – وهو تابع لهما وحقه أن يأتي بعدهما مباشرة ولا أدري ما سبب تأخيره إلى هذا المكان وليس في هذه النسخة أية خلل أو إشارة توحي بوجود تقديم أو تأخير فيها، وخاصة أن أحاديث كل باب أو نوع متتابعة مستقلة عن غيرها. ومما يقوى ما يذهب إليه أن النوع الثالث هو جزء من الباب الأول ما يلي: أ- أن الإدراج فيه في المتن. ب- جرت عادة المؤلفة أن يعنون لكل قسم بقوله: " باب كذا وكذا " ولما بدأ بالقسم الأول قال: " باب ذكر الأحاديث التي وصلت ألفاظ رواتها بمتونها.." فبدأ من ذلك بما أدرج قول الصحابي فيه ... ثم ذكر النوعين الآخرين قال: " ذكر الأحاديث.. ولم يسبقه بقوله باب.. وبهذا الجواب يزول في نظري الإشكال أو ما ظاهره التناقض والعلم عند الله.

- اشتمل كتال الخطيب على مائة وأحد عشر حديثا موزعة على الأقسام كما يلي: الباب الأول: مدرج المتن ذكر فيه سبعة وأربعين حديثا وقد ذكرت آنفا عدد أحاديث كل نوع منه. كما اشتمل الباب الثاني – القسم الأول من مدرج الإسناد – على ستة وعشرين حديثا ثم ذكر في الباب الثالث – القسم الثاني من مدرج الإسناد – ستة عشر حديثا. ولم يورد في الباب الرابع – القسم الثالث من مدرج الإستاد – إلا حديثين فقط. كما حوى الباب الخامس والأخير – القسم الرابع من مدرج الإسناد – عشرين حديثا. بدأ الخطيب كتابه بمدرج المتن كما سبق الإشارة إلى ذلك وقسمه كما قلنا إلى ثلاثة أنواع. وفي كل نوع كان – رحمه الله – يسوق الحديث بإسناده باللفظ الذي فيه إدراج وقد يسوقه بأكثر من إسناد. ثم يعقبه بقوله: " هكذا روى هذا الحديث فلان، ووافقه عليه فلان وفلان..فرووه جميعهم عن فلان كرواية فلان.. ". ثم يقول: " وقوله " كذا وكذا " لَيْسَ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا هو من قول فلان بينه فلان وفلان..فرووه مفصلا مبينا وميزوا المرفوع من غيره ... ". ثم يقول: " وقد روى فلان وفلان اللفظ المرفوع حسب ". ويعود مرة أخرى ليسوق الروايات التي ذكرها مجملة سابقا.

فيقول: " وأما حديث الجماعة الذين ذكرنا أنهم وافقوا فلانا على روايته فأخبرنا فلان..ثم يسوق رواية أحدهم. وهكذا بقية الروايات تباعا، وإذا انتهى منها ساق روايات الجماعة الذين فصلوا المرفوع من المدرج وبينوه على النهج السابق ثم يعقب بعد ذلك بروايات الجماعة الذين اقتصروا على المرفوع فقط وهكذا، وهذه الروايات الأخيرة يستفاد – منها تقوية الحكم بالإدراج – ". هذا في الأكثر، وإلا قد يذكر أحاديث بالرواية المدرجة ثم يعقبها بذكر رواية من رواه مفصلا مبينا فقط ... هذا وعدد طرق الأحاديث في مدرج المتن ما بين 2-13 طريقا وعدد الصفحات من صفحة إلى 7 صفحات تقريبا. - وفي مدرج الإسناد: يسوق الرواية بإسناد وأحيانا بعده أسانيد ثم يعقب عليها بقوله: " هكذا رواه فلان عن فلان وفلان ووافقهم فلان وفلان..، وخالفهم فلان وفلان، فرووه عن فلان عن فلان ثم يسوق رواياتهم جميعا على النهج الذي سلكه في مدرج المتن ". وهذا أيضا في الأغلب وإلا قد يختلف أحيانا أسلوبه بحسب الروايات وتوافرها له رحمه الله. وعدد الطرق في هذا النوع وجدتها عند الخطيب فيما أورده تتراوح ما بين 2-9 طرق تقريبا، وعدد الصفحات للحديث الواحد في هذا الكتاب أيضا ما بين صفحة -9 صفحات تقريبا.

مصادر الكشف عن الإدراج في هذا الكتاب: يمكن أن نقسم ذلك إلى ثلاثة أقسام: الأول: ما نقله الخطيب عمن سبقه: اعتمد الخطيب في كشف الإدراج على من قبله اعتمادا كبيرا، أولا: أصحاب الروايات الذين رووا الحديث مفصلا مبينا. ثانيا: أصحاب المصنفات سواء بالنص على كتبهم التي نقل منها أو بذكره أصحاب المصنفات في أسانيده أو إسناد القول إليهم مباشرة كقوله " قال فلان " وبالمقابلة وجدت هذه النصوص في كتبهم المعروفة. فمن أمثلة التصريح بالمؤلفات التي نقل منها: 1- حديث رقم 21 حيث قال: " فَرَّقَهُ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ فِي أَبْوَابٍ من كتاب الكذب، فكذلك حَدَّدَ لِكُلِّ فَصْلٍ مِنْهُ إِسْنَادًا ". 2- حديث 29 قال: " ذكر ذلك أبو جعفر الطحاوي عن النسائي في مشكل الحديث ". 3- حديث 44 قال: " ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ هذا الحديث في كتاب رَفْعِ الْيَدَيْنِ فَسَاقَ مِنْهُ مَا يتعلق بالرفع خاصة ". 4- كتاب الموطأ لمالك بن أنس هذا ذكره كثيرا حيث يقول: " هكذا رواه جماعة الرواة عن مالك في الموطأ ... " انظر مثلا حديث 25، وغيره ... 5- كتاب الغريب لأبي عبيد القاسم بن سلام انظر حديث 31. وغير ذلك من الكتب.

ومن أمثلة ذكر المصنفين في أسانيده أو إسناد القول إليهم بدون إسناد، ولم يصرح بأسماء المصنفات التي ذكروا فيها هذا الكلام: انظر حديث رقم 21، 44: حيث قال: " قال موسى بن هارون الحمّال: ... وبالمقارنة ظهر لي أن هذا الكلام لموسى بن هارون في كتابه الفوائد وهو مفقود لا يوجد منه إلا الجزء الخامس في المكتبة الظاهرية بدمشق ". وحديث رقم 25: حيث ذكر في إسناده أبا الحسن الدارقطني وبالمقارنة وجدت كلامه في كتاب غرائب مالك، وهو يكثر من النقل عن الدارقطني من كتاب الغرائب والأفراد أو غريب مالك وكتاب السنن والعلل وغيرها، وقد بينت ذلك في مواضعه في التحقيق. الثاني: قسم ذكره الخطيب وكشف فيه الإدراج ولم يعزه لأحد، وقد وجدته عند غيره. انظر مثلا حديث رقم 24 عن أبي هريرة " انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته جهر فيها بالقراءة ... فانتهى الناس عن القراءة ... ". قال الخطيب: " والصحيح أن جملة " فانتهى الناس.. " من قول الزهري هذا الحكم وجدت البخاري قد سبق فيه الخطيب في كتابه جزء القراءة خلف الإمام وغير ذلك كثير وخاصة الدارقطني في السنن وفي العلل. الثالث: قسم كشفه الخطيب بنفسه ولم أجد أحدا سبقه إليه وكل من جاء بعده ونقله عن كتابه عزاه إلى الخطيب. وهذا القسم غطى مساحة كبيرة من الكتاب، ولقد ظهر فيها مدى معرفة الخطيب بعلل الأحاديث وسعة باعه في تخريج الطرق وجمعها من

مظانها، وتفننه في استنباط الحكم أو العلة. ويمكن أن يدخل في هذا القسم ما استفاده من شيوخه مباشرة أو من كتبهم لأنني وجدته كثيرا ما يرد عليهم أو يصحح ما في كتبهم إذا تبين له أن ذلك خطأ. وانظر أمثلة هذا القسم في الأرقام 16، 44، 75، 90، 94، 100، 107، 108، وغيرها، ففي حديث 16 قال: " هكذا في أصل التنوخي والجوهري – كلاهما شيخه – جَمِيعًا، وَلا أَشُكُّ أَنَّهُ سَقَطَ مِنَ الْحَدِيثِ الْفَصْلُ الأَوَّلُ الْمَرْفُوعُ..". وفي الحديث رقم (90) قال: " دفع إلي أبو حاتم أحمد بن الحسن بن محمد بن خاموش الواعظ بالرأي كتابه بخط يده فنقلت منه وأذن لي في روايته قال: " حدثنا عبيد الله بن محمد ... " ثم ساق الحديث وعقب عليه بقوله: " هذا الحديث باطل لا نَحْفَظُهُ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ساق الأدلة على تخليط بين حديثين وإسنادين.. " ثم ذكر بعد هذا الحديث، حديثين باطلين ". الأول: قال عنه أنه وهم وفيه شيخه أحمد بن علي التوزي، والثاني قال عنه: " لا يَثْبُتُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، وَرِجَالُ إِسْنَادِهِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ " أ. هـ. وفي الحديث رقم (44) قال الخطيب: "..روى قِصَّةَ رَفْعِ الأَيْدِي فِي الْبَرَانِسِ والأكسية ... وزيرة بن محمد الغساني عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الهروي عن شريك، فوهم وَهْمًا فَظِيعًا وَأَخْطَأَ خَطَأً شَنِيعًا.. ".

وفي حديث رقم (100) حديث البراء وابن أَبِي أَوْفَى أَنَّهُمْ أَصَابُوا حُمُرًا يوم خيبر ... قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: " لَمْ يصنع أبو محمد – يعني ابن صاعد – رَحِمَهُ اللَّهُ شَيْئًا لأَنَّ الْهَجَرِيَّ لا يُحَدِّثُ عَنِ الْبَرَاءِ ". قَالَ الْخَطِيبُ: " لَعَمْرِي إِنَّ أَبَا إِسْحَاقَ الْهَجَرِيَّ لا يُحَدِّثُ عَنِ الْبَرَاءِ، ولكنه يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى. وَأَبُو إِسْحَاقَ الْمَذْكُورُ فِي حَدِيثِ عَفَّانَ هُوَ السَّبِيعِيُّ إِلا أَنَّ عَفَّانَ خَلَطَ فِي رِوَايَةِ هَذَا الحديث عن شعبة.. " أ. هـ. وهذا الجانب أعني تضلع الخطيب في معرفة الحديث، رجاله وعلله ومعرفة طرقه المعرفة التامة قد شهد له به فحول العلماء من معاصريه كابن ماكولا ومن بعده كابن الجوزي رغم عداءه له، ثم ابن نقطة والذهبي وابن حجر وغيرهم. وقد اشتهر عن الخطيب أنه أول من فتق علوم الحديث وألف في كل نوع منها كتابا مستقلا، وما ذاك إلا عرف عنه من الإبداع والابتكار في كل مصنفاته – رحمه الله -، وقد رأينا فيما سقته من الأمثلة وهو غيض من فيض أن الخطيب لم يكن مجرد ناقل بل كان ينقد ويحلل ويستنبط رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله عن خدمته لسنة المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ الكرام.

موارد الخطيب في هذا الكتاب: تنقسم موارد الخطيب البغدادي في هذا الكتاب ثلاثة أقسام: الأول: كتب الحديث وهي أكثر. الثاني: كتب الرجال. الثالث: كتب متنوعة. وبما أن مادة كتابه هي في الحديث ومتونه وأسانيده لذا نلحظ أن كتب الحديث أعني المتون هي الموارد الرئيسة عنده ثم تليها كتب الرجال. كما لاحظت أن كثيرا من موارده يكون إما من أجزاء حديثية – أو من كتب شيوخه، أما مصادره من الكتب المعروفة، مما وفقت عليه عند التخريج أو نص هو عليه فإنها لا تتجاوز في جملتها أربعة وثلاثين مصدرا منها ثلاثة من كتب الرجال، والباقي في الحديث والعلل. 1- مالك بن أنس ت 179هـ: كتاب الموطأ – مطبوع، يرويه الخطيب عن كافة الرواة عن مالك بإسناده إلى كل منهم وقد أكثر من الرواية عن موطآت مالك وذلك في أكثر من ثلاثين حديثا، وفي كل حديث يسوق عن كل رواة الموطأ بأسانيده إليهم. 2- عبد الله بن مبارك ت 181هـ: اقتبس منه الخطيب عدة نصوص، وجدت نصا واحدا منها في كتاب الزهد – مطبوع – برواية الخطيب من طريق:

الحسن بن علي الجوهري عن مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ وَمُحَمَّدُ بن إسماعيل الوراق عن يحيى بن صاعد عن الحسين بن الحسن المروزي عنه. وباقي النصوص لعله في باقي كتبه الأخرى أو رواها الخطيب من كتب غيره بواسطة والله أعلم. 3- وكيع بن الجراح ت 197هـ: اقتبس فيه الخطيب نصا واحدا من كتاب الزهد – مطبوع من رواية: علي بن القاسم البصري عن علي بن إسحاق المادرائي عن علي بن حرب عنه وباقي النصوص لم أستطيع تحديد مصدرها من كتب وكيع ولعل كثيرا منها من كتب غير وكيع يرويها الخطيب من طريق وكيع والعلم عند الله. 4- أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطيالسي ت 204هـ: اقتبس منه الخطيب أكثر من 30 نصا كلها من المسند وهو مطبوع، وهناك نص واحد لم أجده فيه، وكل هذه النصوص أوردها الخطيب من طريق: أبي نعيم الأصبهاني عن عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس عن يونس بن حبيب عَنْهُ. 5- عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصنعاني ت 211هـ: له كتاب المصنف مطبوع، كتاب التفسير مطبوع بالإستنسل. اقتبس منه الخطيب أكثر من 60 نصا أغلبها بواسطة أبي نعيم

الأصبهاني عن أبي القاسم الطبراني عن إسحاق الدبري عنه. وجدت منها نصا واحدا في التفسير، وأكثر من 30 نصا في المصنف والباقي لم أقف عليها فيما وقفت عليه من كتبه. 6- أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزبير الحميدي ت 219هـ: له كتاب المسند – مطبوع – اقتبس منه الخطيب نصين وجدتهما في المسند وهما من طريق: أبي نعيم الأصبهاني عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحسن الصواف عن بشر بن موسى عنه. 7- أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ ت 224هـ: اقتبس منه الخطيب أربعة نصوص منها اثنين من كتاب الأموال يرويها الخطيب من طريق: الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شاذان عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ عن علي بن عبد العزيز عنه. ونقل منه نصين من كتاب الغريب وذلك بواسطة أبي الحسن أحمد بن علي النقاد والحسن بن أبي بكر عن دعلج بن أحمد عن علي بن عبد العزيز عنه. 8- علي بن الجعد الجوهري 224هـ: اقتبس منه الخطيب أكثر من ثمانية نصوص، بعضها بواسطة أبي طاهر حمزة بن محمد طاهر الدقاق عن عبيد الله بن محمد بن إسحاق عن أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد البغوي عنه وتدل المقارنة أنها من مسند علي بن الجعد المسمى بالجعديات أيضا أما بقية النصوص فهي بأسانيد مختلفة.

9- يحيى بن معين ت 233هـ: نقل عنه الخطيب أربعة نصوص أسند إلى ابن معين مباشرة بلفظ قال ابن معين وطبيعة هذه النصوص تتعلق بالرجال، وبعد المقارنة وجدت 3 نصوص منها في كتاب التاريخ مطبوع. 10- الإمام أحمد بن محمد بن حنبل 241هـ: اقتبس منه الخطيب أكثر من 82 نصا كلها كان يرويها الخطيب من طريق: الحسن بن علي التميمي عن أحمد بن جعفر القطيعي عن عبد الله بن أحمد عنه. وبعد المراجعة لكتب الإمام أحمد وجدت نصا واحدا في كتاب الزهد، ونصين من كتاب فضائل الصحابة، والباقي وهي قريبا من ثمانين نصا هي مخرجة من المسند. 11- هناد بن السري بن مصعب التميمي الكوفي 243هـ: اقتبس منه الخطيب نصا واحدا من كتاب الزهد – مطبوع وذلك من طريق إبراهيم بن عمر البرمكي عن محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق عن مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذُرَيْحٍ العكبري عنه. 12- محمد بن إسماعيل البخاري ت 256هـ: اقتبس منه الخطيب أكثر من سبعة نصوص صرح الخطيب بأنها من:

_ 1- الجامع الصحيح: من ثلاث طرق: أ- الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخُو الْخَلالِ عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن حاجب الكشاني عن محمد بن يوسف الفربري عنه. ب- إسماعيل بن أحمد الحيري عن محمد مكي الكشميهني

عن الفربري عنه. جـ- أبو بكر البرقاني عن أبي العباس بن حمدان عن الفربري عنه. 2- كتاب رفع اليدين في الصلاة من طريق: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ النَّرْسِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ محمد الملاحي البخاري عن محمد بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَحْمُودٍ الْخُزَاعِيُّ عنه. 3- كتاب التاريخ الكبير: حيث أسند إليه مباشرة بقوله: " ذكر البخاري في التاريخ الكبير.. " والنص يتعلق بترجمة محمد بن أبي سفيان الثقفي. 13- مسلم بن الحجاج النيسابوري ت 261هـ: اقتبس منه الخطيب نصا واحدا وصرح أنه من الصحيح فقال: " رواه مسلم في صحيحه ثم ساق إسناده فالتقى مع مسلم في شيخه.. حرملة بن يحيى المصري على طريقة الاستخراج ". 14- يعقوب بن شيبة السدوسي ت 262هـ: اقتبس منه الخطيب أكثر من أربعة نصوص من الطريقين التاليين:

_ 1- أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد بن علي الصيرفي عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلَّالُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب بن شيبة عن جده. 2- أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الملك القطان عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلَّالُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب عن جده.

ولعل هذه النصوص من كتاب المسند لأن طبيعة مادتها توحي بذلك، فكلها روايات أحاديث، وهذا المسند مفقود1 سوى قطعة صغيرة من مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه. 15- أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ السجستاني ت 275هـ: اقتبس منه الخطيب 40 نصا بعد المقابلة وجدتها كلها من السنن وكلها يرويها الخطيب عن القاضي أبي بكر القاسم ابن جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ عن أبي علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي عنه. 16- إبراهيم بن إسحاق الحربي ت 285هـ: اقتبس منه الخطيب عدة نصوص، أحدها صرح بأنه من كتاب الكذب له حيث قال في حديث: "..لم يُرَخِّصُ فِي الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثلاث.. فرقه إبراهيم الحربي في كتاب الكذب وذكر لكل فصل إسنادا.." وهذا الكتاب فيما أعلم مفقود2. 17-أبو موسى بن هارون الحمّال ت 294هـ: اقتبس منه الخطيب 20 نصا أكثرها من طريق: محمد بن سلامي القضاعي عن محمد بن الحسين النيسابوري عن أبي طاهر القاضي وبعضها بأسانيد أخرى مختلفة، وأحيانا يسند إليه مباشرة بلفظ " قال موسى.. "وطبيعة المادة التي اقتبسها منه الخطيب تتعلق بروايات أحاديث وبعضها تتعلق بالعلل والكلام في الرجال، وبالمقارنة وجدت أن

_ 1. انظر موارد الخطيب البغدادي في تاريخه للدكتور أكرم العمري /349. 2. انظر مقدمة الدكتور سليمان بن إبراهيم العايد للمجلدة الخامسة من كتاب الغريب للحربي طبعة مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى.

كثيرا من هذه النصوص مقتبسة من كتاب فوائد موسى بن هارون عن شيوخه وهو مفقود ولم يبقى إلا الجزء الخامس1 المحفوظ في المكتبة الظاهرية بدمشق. 18- أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شعيب النسائي ت 303هـ: اقتبس منه الخطيب أربعة نصوص وكلها بلفظ " رواه النسائي عن فلان " وبالمقارنة وجدتها في السنن المطبوع سوى نصا واحدا هو من الكبرى. 19- أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الموصلي ت 307هـ: اقتبس منه الخطيب 8 نصوص بأسانيد مختلفة بروايات أحاديث، والمسند طبع بعضه فقط. 20- مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ت 113هـ: اقتبس منه الخطيب أكثر من 8 نصوص بعضها من طريق: الحسن بن أبي بكر عن دعلج بن أحمد عنه، وبعضها بأسانيد مختلفة وكلها تتعلق بروايات أحاديث. 21- محمد بن إسحاق أبو العباس السراج ت 313هـ: اقتبس منه الخطيب 10 نصوص أكثرها من طريق أبو بكر البرقاني عن محمد بن محمد الحجاجي عنه. والبرقاني عن أبي العباس أحمد بن حمدان عنه، والباقي بأسانيد مختلفة، ولعلها من كتاب المسند له2 محفوظ.

_ 1. انظر موارد الخطيب البغدادي 413. 2. يوجد منه ثلاث نسخ مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية بعضها باسم المسند وبعضها حديث السراج وأخرى باسم فوائد السراج.

22- أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ جَوْصَاءَ ت 320هـ: اقتبس منه الخطيب 6 نصوص بواسطة: الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الحنائي – بالمهملة والنون – عن عبد الوهاب بن حسن الكلابي عنه، فلعلها من حديث ابن جوصاء عن شيوخه، يوجد منه نسخة بالظاهرية1. ونص واحد أسنده إليه مباشرة بقوله: " قال ابن جوصاء.. ". 23- أبو جعفر محمد بن أحمد بن سلامة الطحاوي ت 321هـ: اقتبس منه الخطيب نصا واحدا حيث قال: "..ذكر ذلك أبو جعفر الطحاوي عن النسائي في كتاب مشكل الحديث " أ. هـ. ولم أقف على هذا النص فيما طبع من مشكل الآثار للطحاوي والله أعلم. 24- أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بن موسى العقيلي ت 322هـ: نصا واحدا ذكر فيه عدم سماع عبد الله بن لَهِيعَةَ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وإنما هو كتاب وجده، وهذا النص أخرجه الخطيب من طريق شيخه أحمد بن أبي جعفر محمد العتقي القطيعي عن يوسف بن أحمد الصياد عنه..ووجدت هذا النص في ترجمة ابن لهيعة في الضعفاء – مطبوع -. 25- أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطبراني ت 360هـ: اقتبس منه الخطيب عدة نصوص بأسانيد مختلفة منها نص واحد من المعجم الصغير وثلاثة من الأوسط وأكثر من 8 من المعجم الكبير. وأغلب مروياته من طريق أبي نعيم الأصبهاني.

_ 1. مصورة بمكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة.

26- محمد بن المظفر بن موسى الحافظ ت 379هـ: اقتبس منه الخطيب كثيرا، ولكن خمسة مواضع ذكر أنها من غرائب مالك له وهو محفوظة في المكتبة الجامعة الإسلامية ولم أقف على هذه النصوص المقتبسة في الجزء الموجود ... 27- أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدارقطني الحافظ ت 385هـ: اقتبس منه الخطيب روايات كثيرة بواسطة عدة من شيوخه ولكن أكثرها بواسطة: 1- أبي بكر البرقاني وبواسطته اقتبس من كتاب العلل1، وغرائب2 مالك – محفوظ. 2- أبي الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الأزهري وأكثرها من كتاب السنن – مطبوع – هذا وبعض النصوص لم أجدها في العلل ولا في السنن فلعلها من كتب الدارقطني الأخرى. 1. حقق منه مسند الخلفاء الراشدين بتحقيق محفوظ الرحمن. 2. يوجد منه قطعة في مكتبة الظاهرية بدمشق منه صورة عند الشيخ حماد الأنصاري بالمدينة المنورة.

رابعا: هذه جريدة بأسماء شيوخ الخطيب في هذا الكتاب 1- إبراهيم بن عمر البرمكي. 2- أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بن جعفر المعدل الفارسي. 3- أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بن أحمد الحرشي الحيري. 4- أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بن الفضل الهاشمي. 5- أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله الأنماطي. 6- أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الحافظ. 7- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عبد اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ المحاملي. 8- أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَاذَانَ القاضي. 9- أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ البادا. 10- أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ بن الحسين التوزي. 11- أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الملك القطان. 12- أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّمَشْقِيُّ. 13- أبو بكر أحمد بن علي بن محمد الأصبهاني الحافظ. 14- أبو بكر أحمد بن عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْيَزْدِيُّ الْحَافِظُ.

15- أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بن علي القاضي. 16- أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ. 17- أحمد بن محمد بن أحمد الروياني. 18- أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي القطيعي. 19- أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هارون بن الصلت الأهوازي. 20- الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن الحسين البخاري. 21- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ. 22- أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الواحد المروزي. 23- أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن غالب الفقيه الخوارزمي البرقاني. 24- أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عروة البندار. 25- أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحِيرِيُّ النيسابوري. 26- بشرى بن عبد الله بن مسيسي الرومي الفاطمي. 27- أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذان البزار. 28- أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَلْخِيُّ الخطيب.

29- الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النعالي. 30- أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بن الحسن الشافعي. 31- أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بن أحمد بن بشار. 32- أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بن عبد الله المقرئ. 33- الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ التميمي الواعظ. 34- الحسن بن أبي الحسن المعدل. 35- الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الجوهري. 36- الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بن الوليد البلخي. 37- أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ بن الحسن الخلال. 38- أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الكاتب الأصبهاني. 39- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ المخزومي. 40- الحسين بن عثمان الشيرازي. 41- الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الله الطناجيري. 42- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عمر بن البرهان الغزال. 43- الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الحنائي. 44- الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ أخو الخلال. 45- الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدقاق.

46- حمدان بْنُ سَلْمَانَ بْنِ حَمْدَانَ الطَّحَّانُ. 47- أَبُو طَاهِرٍ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بن طاهر الدقاق. 48- الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عبد الله الطبراني. 49- أبو الْحَسَنِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن عيسى الدعا. 50- أبو محمد بن عبد الله بن أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الصيرفي. 51- أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ علي بن محمد بن عبد الله المعدل. 52- أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ علي بن محمد القرشي. 53- أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ. 54- أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أحمد بن إبراهيم القزويني. 55- أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عبد الله بن محمد بن حسين الحربي. 56- عبد العزيز بن الطاهر الصوفي. 57- أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ علي بن أحمد الوراق. 58- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزَجِيُّ. 59- عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ المحاملي. 60- أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عمر بن خلف الرزاز. 61- أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ محمد بن عبد الله بن بشران الواعظ.

62- أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عبد الله بن مهدي البزاز. 63- أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الغزال البغدادي. 64- أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد بن عثمان الأزهري الصيرفي. 65- أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد بن علي الغزالي. 66- أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَالِكِيُّ. 67- عتيق بن سلامة القيرواني. 68- أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بن يوسف العلاف. 69- أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّازُ. 70- أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بن عمر المقرئ. 71- أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ. 72- أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الدقاق. 73- الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ. 74- أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بن محمد الحربي الزاهد. 75- أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بن الحسن بن القاسم الشاهد. 76- الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أبي علي البصري. 77- عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ السمسار. 78- أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ المعدل.

79- أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ الْحَذَّاءُ. 80- أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى الْبَزَّازُ. 81- أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الطِّرَازِيُّ. 82- عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى السلمي. 83- أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ التنوخي الْقَاضِي. 84- أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ إِمَامُ الْمَسْجِدِ الجامع بأصبهان. 85- أَبُو الْفَضْلِ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن إسماعيل محمد الهروي. 86- أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن سعد الفقيه. 87- أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بن إبراهيم الحافظ العبدوي. 88- أبو الخطاب العلاء بن حزم الأندلسي. 89- أَبُو الْقَاسِمِ غَيْلانُ بْنُ مُحَمَّدِ بن إبراهيم السمسار. 90- الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ. 91- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن إبراهيم العبقسي. 92- أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن الشافعي. 93- أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الأرزق البزاز. 94- أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن أبي الفوارس الحافظ. 95- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن حسنون النرسي.

96- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي طاهر. 97- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حمدان الضرير. 98- أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن يوسف الصياد. 99- أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ محمد بن إبراهيم البجلي. 100- أَبُو الْمُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بن أحمد المروزي. 101- أبو العين مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بن الفضل القطان. 102- أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بن محمد الوراق. 103- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سلامة بن جعفر القضاعي. 104- أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانٍ التَّغْلِبِيُّ الْهِيتِيُّ. 105- أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن أحمد بن الشهرايار التاجر. 106- أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بن محمد بن جعفر. 107- أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العزيز إسماعيل التككي. 108- أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الملك القرشي. 109- أبو الطاهر مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ محمد بن البيع. 110- أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ.

111- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر الثاني. 112- أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الله بن محمد الحنائي. 113- أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بن إبراهيم البيضاوي. 114- الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الواسطي. 115- أبو الطالب مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ بن محمد العشاري الحربي. 116- أبو الطاهر مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بن يوسف الواعظ. 117- محمد بن علي المقرئ. 118- أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عِيسَى بْنِ يَحْيَى الْبَلَدِيُّ. 119- أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بن علي البزار. 120- أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن علي النيسابوري. 121- محمد بن محمد المتوني. 122- أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيُّ. 123- أَبُو سَهْلٍ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ بن جعفر العكبري. 124- أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بن جعفر الحفار. 125- أَبُو أَحْمَدَ الْهَيْثَمُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله الخراط. 126- أَبُو الصَّهْبَاءِ وَلادُ بْنُ عَلِيِّ بن سهل التيمي الكوفي.

استدراك ما فاته من الأحاديث مما وقفت عليه هذه أحاديث وقع فيها إدراج ولم يخرجها الخطيب – رحمه الله – في كتاب الفصل للوصل المدرج في النقل. وهذه الأحاديث بعضها ذكره الحافظ ابن حجر في باب المدرج في النكت1 على ابن الصلاح وبعضها ذكرها في التلخيص الحبير وأشار عند ذكر هذه الأحاديث أنه خرجها في كتابه ((تقريب المنهج بترتيب المدرج)) . وبعض هذه الأحاديث وجدته في كتب الحديث وليس موجودا فيما وقفت عليه عند ابن حجر ولا عند السيوطي وقد رتبت هذه الأحاديث على المسانيد ورتبت أصحاب المسانيد على حروف المعجم، وقد اكتفيت بذكر الحديث مختصرا وذكر موضع الإدراج فيه دون توسع في جميع الطرق وأرجأت ذلك إلى أن أتمكن من جميع أكبر عدد ممكن من هذه الأحاديث التي فاتت المؤلف – رحمه الله – وأجعلها كالذيل عليه وأخرجها على منهج الخطيب بإذن الله:

_ 1. النكت على ابن الصلاح 2/811-837 النوع العشرون المدرج.

1- مسند أنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه: 1- حديث إبراهيم بن علي التميمي عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر وهو غير محرم فقيل له أن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اقتلوه " ". قال ابن حجر قوله " وهو غير محرم " من كلام الزهري أدرجه هذا الراوي في الخبر1. 2- حديث أنس " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يصلي العصر والشمس مرتفعة حية، فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتيهم والشمس مرتفعة وبعد العوالي من المدينة أربعة أميال أو نحوه ". قال السيوطي أخرجه البخاري وقوله " بُعْدُ العوالي إلى آخر " مدرج من كلام الزهري بينه عبد الرزاق في رواية البيهقي2. 3- حديث أَنَسٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم إذا اشتد البرد بكر بالصلاة، وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة يعني الجمعة ". قال الجد ابن تيمية رواه البخاري هكذا3. قال الشوكاني قوله: " " يعني الجمعة " يحتمل أن يكون من كلام التابعي أو من دونه أخذه قائله مما فهمه من التسوية بين الجمعة والظهر عند أنس، ويؤيده ما عند الإسماعيلي عن أنس من طريق أخرى وليس فيه قوله " يعني الجمعة " 4".

_ 1. انظر النكت (2/825-826) . 2. المدرج إلى المدرج /46 ح 68. 3. نيل الأوطار 3/275. 4. نيل الأوطار 3/276.

2- مسند جابر بن عبدا الأنصاري: 4- قال الحافظ ابن حجر: ومنها حديث جابر في المحاقلة والمزابنة1 ... أ. هـ. والحديث عند مسلم2 عَنْ جَابِرٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة ... والمحاقلة أن يباع الحقل بكيل من الطعام معلوم والمزابنة ... ". فقوله المحاقلة: " أن يباع الحقل ... " إلى آخر الحديث من كلام جابر أدرجه بعض الرواة. 5- حديث جابر: " كنا نعزل والقرآن ينزل لو كان حراما لنزل فيه ". قال السيوطي وقوله:" " ولو كان حراما.. " إلخ مدرج من قول سفيان كما صرح به في رواية مسلم قاله في الفتح3 ". 3- مسند سعد بن أبي وقاص مالك: 6- حديث سعد في قصة مرضه بمكة واستئذان النبي صلى الله عليه وسلم في الوصية وفيه لكن البأس سعد بن خولة يرثي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. قال ابن حجر: " قوله " يرثي له " من كلام الزهري أدرج في الخبر إذ رواه عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أبيه "4.

_ 1. النكت 2/817-818. 2. صحيح مسلم 3/1175 ح 83 من كتاب البيوع وفي الحديث الذي قبله 82 صرح فيه الراوي أن جابر هو الذي فسر لهم تلك الألفاظ. 3. انظر المدرج إلى المدرج /43 ح 59. 4. النكت 2/821.

4- مسند أبي سعيد الخدري سعد بن مالك: 7- حديث أبي سعيد: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم نهى عن المنابذة وهي طرح الرجل ثوبه بالبيع إلى الرجل قبل أن يقلبه أو ينظر إليه..". قال السيوطي: " أخرجه الشيخان "، قال في الفتح: " التفسير من قول الصحابي "1. 8- حديثه: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم نهى عن المزابنة والمحاقلة، والمزابنة اشتراء الثمرة بالثمرة في رؤوس النخل، والمحاقلة كراء الأرض ". قال السيوطي: " أخرجه الشيخان والتفسير من قول الصحابي " 1. 5- مسند الصعب بن جثامة2 الليثي: 9- عن عبد الله بن عباس عن الصعب بن جثامة أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: " لا حمى إلا لله ولرسوله ". قال: " وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمى النقيع – بالنون والقاف آخره – مهملة وأن عمر حمى السرف3 والربذة.

_ 1. المدرج إلى المدرج 39 ح 46 – 48. 2. قال في التقريب (153) بفتح أوله وسكون المهملة ابن جثامة بفتح الجيم وتشديد المثلة. 3. قال القاضي عياض في مشارق الأنوار 233: سرف بفتح السين المهملة وكسر الراء قرية على ستة أميال من مكة.. وأما الذي في حمى عمر التي جاء فيها أن عمر حمى السرف والربذة فهي التي بالمدينة كذا عند البخاري بالسين المهملة، وفي موطأ ابن وهب بالشين المعجمة وفتح الراء وكذا رواه بعض رواة البخاري أو أصلحه، وهو الصواب، وقال الحربي في تفسير الحديث: " ما أحب أن أنفخ في الصلاة وأن لي حر الشرف كذا ضبطه، وقال: " خصه لجودة نعمه.. أ. هـ ملخصا.

قال الحافظ ابن حجر: " هكذا أخرجه البخاري عقب حديث لا حمى إلا لله ولرسوله وهو المتصل منه والباقي من مراسيل الزهري ". قال البيهقي: " قوله حمى النقيع.. هو من قول الزهري، وهكذا رواه ابن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن ابن شهاب مفصلا. ورواه أحمد وأبو داود والحاكم من طريق عبد العزيز الداروردي عن عبد الرحمن بن الحارث فأدرجوه كله، وحكم البخاري أن حديث من أدرجه وهم. ورواه النسائي من حديث مالك عن الزهري فذكر الموصول فقط1. 6- مسند عبد الله بن الزبير: 10- حديث ابن الزبير: " أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير في شراج الحرة.. " الحديث إلى أن قال: فأمره بالمعروف واسترعى له حقه ". قال السيوطي: " أخرجه البخاري "، وقال في فتح الباري: " كان هذا الكلام من قول الزهري فإنه كانت عادته أن يصل بالحديث ما هو من كلامه ما يظهر له من معنى الشرح والاحتمال "2. 7- مسند عبد الله بن عباس: 11- حديث أيمن بن نابل – بالنون والموحدة – عن أبي الزبير عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يعلمنا التشهد ... بسم الله وبالله التحيات لله ... " الحديث. قال الحافظ: " أنكر النسائي والدارقطني وغيرهما على ابن نابل هذه

_ 1. انظر التلخيص الحبير (2/300 – 301) . 2. المدرج إلى المدرج 40 ح 51.

الزيادة – بسم الله وبالله – في أول التشهد ... وقد رواه الليث وعمرو بن الحارث وغيرهما عن أبي الزبير بدونها ... 1. 8- مسند عبد الله بن عمر: 12- عن عبد الله بن عمر عن عمر بن نافع عن نافع عن ابن عمر قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم عن القزع، قال: وما القزع؟ قال: أن يحلق من رأس الصبي مكان ويترك مكان " رواه ابن ماجة2 هكذا. وقد جاء في البخاري3 أن الذي فسر القزع هو عبيد الله، وجاء عند مسلم4 إسناد التفسير إلى نافع. وأشار الحافظ في النكت إلى هذا الحديث وأنه ذكره في تقريب المنهج5. 13- عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: وهو على المنبر، وذكر الصدقة والتعفف عن المسألة: " اليد العليا خير من اليد السفلى "، واليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة ". قال السيوطي: " أخرجه الشيخان، قال أبو العباس الداني في أطراف الموطأ: " هذا التفسير أي اليد العليا.. إلى آخره، مدرج في الحديث.. "6.

_ 1. انظر هدي الساري /392، وتهذيب التهذيب 1/393. 2. سنن ابن ماجه 2/1201 ح 3637 كتاب اللباس باب النهي عن القزع. 3. انظر: ((الفتح 10/363 ح 5920 كتاب اللباس باب القزع. 4. صحيح مسلم (3/1675 ح 113 من كتاب اللباس والزينة. 5. النكت 2/818. 6. المدرج إلى المدرج 38 ح 45.

14- عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المزابنة والمزابنة اشتراء التمر بالثمر كيلا، وبيع الكرم بالزيت كيلا ". قال السيوطي: " أخرجه الشيخان قال في الفتح: " التفسير من قول الصحابي " "1. 15- عن الحسين بن عيسى عن ابن أبي فديك عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زيد بن قنفذ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: أن كان الشؤم في شيء ففي المسكن، والمرأة، والفرس، والسيف ". قال النسائي في الكبرى: " – عشرة النساء – أدخل ابن أبي ذئب بين الزهري وسالم ((محمد بن زيد قنفذ)) وأرسل الحديث وزاد فيه والسيف "2. قال الحافظ ابن حجر: " قلت قوله " والسيف " مدرج ... "2. 16- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزبير أن عليا الأزدي أخبره أن ابن عمر علمه: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم كان استوى علي بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ... وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم – وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا وإذا هبطوا – سبحوا ... "3.

_ 1. المدرج إلى المدرج 39 ح 47، وقد تقدم هذا التفسير من قول جابر في المزابنة والمحاقلة. 2. انظر تحفة الأشراف 5/338 وكلام ابن حجر في النكت الظراف بهامش التحفة. 3. انظر السنن لأبي داود 3/75 ح 2599 كتاب الجهاد باب ما يقول الرجل إذا سافر.

قال الشيخ ناصر الألباني: " هو في سنن أبي داود من حديث ابن جريج معضلا أدرج في حديث ابن عمر..، وهو من أدق ما وجد من المدرج كما قال1 الحافظ. 9- مسند أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس: 17- عن مسدد عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ الأعمش عن شقيق قال: " كنت مع عبد الله وأبي موسى رضي الله عنهما فقال أبو موسى: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أن بين يدي الساعة أياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج، والهرج القتل "2. فقوله " الهرج " القتل من كلام أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. جاء ذلك في رواية شُعْبَةُ عَنْ وَاصِلٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أبي موسى ... به مرفوعا ... وفي آخره..قال أبو موسى: " الهرج القتل بلسان الحبشة "2. 10- مسند عبد الله بن مسعود: 18- عن سلمة بن كهيل عن عيسى بن عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: الطيرة من الشرك، وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل "3.

_ 1. انظر تعليق الشيخ ناصر الألباني على الكلم الطيب /96 ح 174، ولم يعزو كلام الحافظ إلى مصدره ولم أعثر عليه في مظانه من الفتح. 2. رواه البخاري انظر: الفتح 13/13-14 ح 63-7، 7066 كتاب الفتن باب ظهور الفتن، وانظر النكت 2/819. 3. سنن الترمذي 4/160-161 ح 1614 كتاب السير باب ما جاء في الطيرة، وانظر النكت 2/836.

قال الترمذي: قال سليمان بن حرب: " هذا عندي قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وما منا إلا "1. 11- مسند فضالة بن عبيد الأنصاري: 19- عن فضالة بن عبيد أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: " أنا زعيم – والزعيم الحميل – لمن آمن بي وأسلم وهاجر في سبيل الله ببيت في ربض الجنة ". قال السيوطي: " أخرجه النسائي وابن حبان ". قوله " والزعيم الحميل "، مدرج من تفسير ابن وهب، قاله ابن حبان2 ". 12- مسند كعب بن مالك: 20- حديث كعب بن مالك في قصة تخلفه عن غزوة تبوك وفيه: " والمسلمون مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ، يريد الديوان ". قال السيوطي: " أخرجه الشيخان، وقوله " يزيد الديوان " مدرج من كلام الزهري قاله في الفتح3. 13- مسند لقيط بن صبرة: 21- حديث لقيط – بالمهملة - بن صبرة - بفتح المهملة وكسر الموحدة – في قصة وفادته عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم هو وقومه قال: " فلما قدمنا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فلم نصادفه في منزله وصادفنا عائشة أم المؤمنين، قال:

_ 1. المصدر السابق. 2. المدرج إلى المدرج /45 ح 64، وانظر النكت 2/827. 3. المدرج إلى المدرج /42 ح 56.

فأمرت لنا بخزيرة، فصنعت لنا، وأتينا بقناع والقناع: الطبق فيه التمر.. " الحديث. قال الحافظ ابن حجر: " فقوله " والقناع الطبق " مدرج في الخبر "1. 14- مسند أبي أمامة الباهلي: 22- قال الترمذي حدثنا قتيبة عن حماد بن زيد عن سنان بن ربيعة عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة قَالَ: " تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فغسل وجهه ثلاثا ويديه ثلاثا، ومسح رأسه، وقال: الأذنان من الرأس ". قال أبو عيسى: قال قتيبة قال حماد: " لا أدري هذا مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أو من قول أبي أمامة "2. قال الحافظ ابن حجر: " رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وقد بينت أنه مدرج في كتابي في ذلك "3. 14- مسند أبي ذر الغفاري: ط 23- حديث أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا ملك واضع جبهته ساجدا لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفراش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله، والله لوددت أني كنت شجرة تعضد ".

_ 1. النكت 2/828. 2. انظر سنن الترمذي 1/53 ح 37 كتاب الطهارة باب ما جاء أن الأذنين من الرأس. 3. التلخيص الحبير 1/103.

قال السيوطي: " أخرجه الترمذي والحاكم وقوله: " والله لوددت..إلى آخره " مدرج من قول أبي ذر أشار إليه الترمذي، فقال: "ويروى من غير وجه أن أبا ذر قال: " لوددت أني شجرة تعضد ... " "1. 15- مسند أبي هريرة: 24- حديث عكرمة عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه في صفة نزول الوحي: " تتنزل الملائكة في العنان – العنان: السحاب ... " الحديث. قال الحافظ قوله: " والعنان: السحاب " مندرج2. 25- روى الترمذي من طريق الوليد بن مسلم عن شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِلَّهِ تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة،..ثم ذكر الأسماء "3. قال ابن حجر: " الحديث في الصحيح عن أبي هريرة دون ذكر الأسماء ". أما سياق الأسماء فيقال أنها مدرجة في الخبر من كلام الوليد بن مسلم، كما ذكرت ذلك بشواهده في الكتاب الذي جمعته فيه4. 16- مسند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: 30- روى مسلم في صحيحه5 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري

_ 1. المدرج إلى المدرج 45 ح 65. 2. النكت 2/828، وذكره السيوطي في المدرج إلى المدرج 41/52، عن عائشة. 3. سنن الترمذي 5/530 ح 3057 كتاب الدعوات باب 83. 4. النكت 2/820-821. 5. في كتاب الصيام باب قضاء الصيام عن الميت ح 151.

عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان يكون على الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان للشغل بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ". قال الحافظ: " قوله " للشغل " إلى آخره من كلام يحيى بن سعيد، كذا رواه عبد الرزاق في المصنف "1. 31- حديثها في بدأ الوحي: " وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يخلو بغار حراء فيتحنث فيه – وهو التعبد – الليالي ذوات العدد ". قال السيوطي: " أخرجه البخاري وقوله " وهو التعبد " مدرج من تفسير الزهري ذكره شيخ الإسلام في الفتح الباري "2. 32- وعنها قالت: " لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قتل زيد بن حارثة وجعفر وابن رواحة جلس يعرف فيه الحزن وأنا أنظر من صائر الباب – شق الباب – فأتاه رجل الحديث ... ". قال السيوطي: " أخرجه الشيخان، وقوله: " شق الباب " تفسير لقوله صائر الباب ". فقال الحافظ في الفتح: " الظاهر أنه قول عائشة ويحتمل أن يكون قول من بعدها " قلت: " فعلى هذا الاحتمال هو مدرج "3. 33- وعنها أيضا: " استأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلا من بني الديل هديًا خريتًا ... الحديث والخريت الماهر في الهداية ".

_ 1. النكت 2/821-822، وانظر المصنف 4/246 ح 2677، وانظر الفتح للحافظ 4/191، باب متى يقضي قضاء رمضان من كتاب الصوم، ففيه زيادة تفصيل وبيان. 2. المدرج إلى المدرج /38 ح 43، انظر النكت 2/826. 3. المدرج إلى المدرج /38 ح 44.

قال السيوطي: " أخرجه الشيخان، وقوله: " والخريت الماهر بالهداية " مدرج من قول الزهري قال في الفتح "1. 17- مسند ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها: 34- عن ابن عباس عن ميمونة قالت: " تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وضوءه للصلاة غير رجليه وغسل فرجه وما أصاب من الأذى، ثم أفاض عليه الماء ثم نحى رجليه فغسلهما، هذا غسله من الجنابة ". قال السيوطي: " أخرجه البخاري، وقوله: " هذا غسله.. " قيل إنه مدرج من قول سالم بن أبي الجعد، بين ذلك زائدة بن قدامة في روايته عن الأعمش "2. 18- مسند أم قيس بنت محصن: 35- عن أم قيس بنت محصن: " أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فأجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره، فبال على ثوبه فدعا بماء فنضحه ولم يغسله..". قال السيوطي: " أخرجه الشيخان، وقوله: " ولم يغسله.. " ادّعى الأصيلي أنه مدرج من قول ابن شهاب، قاله في فتح الباري "3. 36- وعنها رضي الله عنها: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: " على ما تدغرن أولادكن بهذا العلاق، عليكن بهذا العود الهندي.. فيسعط من العذرة ويلد

_ 1. المصدر السابق 40/ ح 49. 2. المدرج إلى المدرج 46 ح 67. 3. المصدر السابق 45 ح 66.

من ذوات الجنب.. " " الحديث. قال السيوطي: " أخرجه البخاري، وقوله: " فيسعط من العذرة.. " مدرج من كلام الزهري1 2 نتائج وملحوظات: لا شك أن الخطيب البغدادي له قصب السبق في التأليف في المدرج، وأنه أول من ابتكر التأليف فيه – رحمه الله – ولا شك أنه أبدع فيه بما ساقه من الطرق والروايات الكثيرة التي توجها ببيان عللها، لا شك أن هذا منه عمل جليل وعظيم، ولكنه عمل بشرن وعمل البشر قد يعتريه النقص والخطأ، وكفى بالمرء شرفا أن تعدّ معايبه، ومن هذا المنطلق سأذكر هنا كلام العلماء في كتاب الخطيب من حيث استدراكهم عليه أو ملاحظاتهم عليه: أولا: قال الذهبي3 رحمه الله: " وقد صنف فيه الخطيب تصنيفا، وكثير منه غير مسلم له إدراجه ".

_ 1. المصدر السابق 469 ح 69. 2. هناك أحاديث أخرى في كتاب السيوطي وفي غيره لم أذكرها هنا لعدم صراحة الإدراج فيها أو لوجود تصحيف فيها لم يتضح لي فيها الإدراج أيضا. وأرجو من الله العلي القدير أن يعينني على استكمال ما يمكن استكماله من هذه الأحاديث لإخراجه مع كتاب الخطيب إن شاء الله تعالى. 3. الموقظة للذهبي (45) ، وكلامه هذا فيه نظر، إذ وجدت من خلال بحثي في تحقيق هذا الكتاب أن العلماء موافقون للخطيب في حكمه إلا في النزر اليسير، وقد بينته في موضعه والله تعالى أعلم.

ثانيا: قال الحافظ زين الدين العراقي:1 " وقال الخطيب: تفرد عبد الحميد بذكر الأنثيين والرفغ وليس مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ". قلت: لم يتفرد به عبد الحميد فقد رواه الطبراني في المعجم الكبير من رواية أبي كامل الجحدري عن يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ أَيُّوبَ عن هشام..، ورواه الدارقطني أيضا من رواية ابن جريج عن هشام.. أ. هـ ملخصا. ثالثا: ساق الحافظ ابن حجر في النكت2 استدراك شيخه العراقي على الحافظ الخطيب ثم قال: وهو كما قال إلا أنه مدرج أيضا من كلا الطريقين.. ثم قال: وله طريقان – يعني حديث بسرة – آخران عن هشام بن عروة مدرجان يستدرك بهما على الخطيب أيضا، ثم ساقهما. وقد تقدم أن أشرت إلى أن الحافظ ابن حجر استدرك في كتابه في المدرج على الخطيب أحاديث كثيرة تبلغ ضعف ما ذكره الخطيب أو أكثر. رابعا: قال السيوطي3 بعد ذكره لكتاب الخطيب في المدرج: " ... على ما فيه من أعواز ". خامسا: لاحظت على الخطيب، وجود بعض النصوص في بيان الإدراج ولم يعزها لأحد وقد سبقه إليها أحد الحفاظ وخاصة الدارقطني وغيره مع أنه غالبا اطلع على كلامهم بدليل نقله عنهم في مواضع أخرى

_ 1. شرح التبصرة والتذكرة 1/251 – 252. 2. النكت على ابن الصلاح 2/829 – 830. 3. تدريب الراوي 1/274.

كثيرة، وقد أشرت إلى بعض ذلك في التحقيق وفي الدراسة عن منهجه أيضا. سادسا: ترك أحاديث كثيرة فيها إدراج ولم يذكرها في كتابه وهو الذي حدى بالحافظ ابن حجر أن يستدرك عليه كثيرا، وقد أشرت إلى جملة من تلك الأحاديث التي يمكن أن تستدرك عليه. سابعا: قد يذكر الحديث ويبين الإدراج فيه ويكون في الحديث إدراج آخر لا ينبه عليه انظر مثلا حديث زكاة الفطر الذي ساق فيه جميع الطرق عن مالك وذكر الإدراج فيه إدراج آخر وهو زيادة لفظه – من المسلمين -. في رواية مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر، وقد جاءت من طريق آخر ليس فيه هذه الزيادة كما جاءت من طريق أخرى مبينة أنها من كلام ابن عمر، والله أعلم. ثامنا: قال الحافظ في النكت1: " وربما وقع الإدراج ويكون ذلك اللفظ المدرج ثابتا مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ولكن من رواية أخرى.. " ثم ذكر حديث أبي موسى.. " الهرج: القتل " ثم ذكره من طرق مرفوعا صحيحا. وقد ذكر الخطيب: أحاديث من هذا القبيل ولم يشر أو ينبه إلى أنها جاءت من طرق صحيحة مرفوعة انظر مثلا حديث ابن مسعود قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ "، وأقول أَنَا: " مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ دخل النار.." الحديث، وقد جاء هذا من حديث جابر عند مسلم مرفوعا.

_ 1. 2/819.

وكذلك حديث أبي هريرة: " أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النار..". جاء في صحيح مسلم مرفوعا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وكذلك من حديث عائشة بنحوه، وغير ذلك من الأمثلة. تاسعا: هناك أحاديث ذكرها وبين فيها الإدراج ولها علل أخرى غير الإدراج ولم يبين ذلك، وأحيانا العكس أن تكون لها طرق صحيحة بينت أن الإدراج غير ثابت والصواب صحة الرفع والسلامة من الإدراج، فلم يشر – رحمه الله – إلى ذلك انظر مثلا حديث أبي سعيد الخدري " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم عن بيع الذهب بالذهب.. ". وحديث عثمان بن عفان: " خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ..". وبعد: فهذه ملحوظات في الحقيقة ليست بشيء أمام ما قدمه لنا الخطيب – رحمه الله – في هذا السفر العظيم فضلا عن جهوده في سائر كتبه – رحمه الله – وأجزل مثوبته يوم لقائه سبحانه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

دراسة سند النسخة: هذه النسخة التي قمت بتحقيقها هي برواية مالكها الإمام الأوحد العلامة زين الدين أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مروان بن عبد الله الفارقي – بالفاء والراء والقاف – الشافعي. قال ابن العماد:1 ".. خطيب دمشق وشيخ دار الحديث ولد سنة 633 هـ وسمع الحديث من جماعة، واشتغل وأفتى ودرس وولي مشيخة دار الحديث بعد النووي وهو الذي عمرها بعد خرابها في فتنة غازان ". وقال الذهبي في معجم شيوخه: " كان عارفا بالمذهب وبجملة حسنة من الحديث ذا اقتصاد في ملبسه وتصون في نفسه وفيه تعبد وحسن معتقد. أ. هـ وتوفي سنة 703 هـ. بروايته عن: الحافظ أبي الحسن محمد بن الإمام أبي جعفر أحمد بن علي القطبي قال ابن العماد:2 ".. تاج الدين أبو الحسن.. إمام الكلاسة وابن إمامها ولد بدمشق في أول سنة 575 هـ وسمع بمكة ودمشق وطلب وتعب ونسخ الكثير، وكان حافظا ذا دين ووقار "، وقال ابن ناصر الدين: " كان حافظا مشهورا وإماما مكثرا، توفي سنة 643 هـ. بروايته عن:

_ 1- أبي محمد عبد الرزاق بن نصر النجار – بالنون والجيم – سماعا 1. شذرات الذهب 6/98، وانظر العبر 4/8، والبداية والنهاية 14/30. 2. شذرات الذهب 5/226، العبر 3/248، والبداية والنهاية 13/171.

قال الذهبي:1 " عبد الرزاق بن نصر بن المسلم الدمشقي، روى عن أبي طاهر بن الحنائي – بالمهملة والنون – وأبي الحسن بن الموازيني وجماعة توفي في ربيع الآخر من سنة 581 هـ عن أربع وثمانين سنة. 2- وعن الحافظ أبو الطاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي2 - كتابة -. قال السمعاني:2 " كان فاضلا مكثرا رحالا، عني بجمع الحديث وسماعه وصار من الحفاظ المشهورين. وقال الذهبي3: " الحافظ العلامة شيخ الإسلام له تصانيف كثيرة، وكان جيد الضبط، كثير البحث عما يشكل، أوحد زمانه في علم الحديث، وأعرفهم بقوانين الرواية والتحديث، جمع بين علو الإسناد وعلو الانتقاد، وكان مع ذلك كله ثقة ورعا متقنا ثبتا حافظا له حظ من العروبة كثير الحديث حسن البصيرة، توفي سنة 576 هـ وله أكثر من مائة سنة. 3- وعن: أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن صابر السلمي – كتابة – قال الذهبي:4 " ولد سنة 499 هـ وعني به أبوه وأسمعه الكثير، ولعب في شبابه، فباع أصول أبيه بالهوان، توفي في رجب 576 هـ على طريقة حسنة.

_ 1. العبر 3/82، تذكرة الحفاظ 4/1336، والنجوم الزاهرة 6/101. 2. بكسر المهملة وفتح اللام وفي آخرها الفاء الأنساب للسمعاني (7/171) . 3. تذكرة الحفاظ (4/1298) ، العبر (3/71) ، شذرات الذهب (4/355) . 4. العبر (3/72) ، التذكرة (4/1304) ، شذرات الذهب (4/256) .

- ثلاثتهم بروايتهم عن: الشيخ أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي – رحمه الله – حدث عنه ابن عساكر بدمشق، وذكره ابن عساكر والذهبي وابن نقطة وابن قاضي شهبة في تلاميذ الخطيب1. بروايته عن الخطيب سماعا. وقد وجدت لكتاب الخطيب إسنادا آخر وهو إسناد أبي بكر محمد بن خير الأشبيلي في الفهرست2 فأحببت أن أدرس هذا الإسناد في هذه المقدمة. 1- أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة الأموي الأشبيلي المقرئ الحافظ قال الذهبي:3 " قال الأقران في ضبط القراءات، وسمع الكثير من أبي مروان الباجي وابن العربي وخلق، وبرع أيضا في الحديث واشتهر بالإتقان وسعة المعرفة بالعربية، توفي في ربيع الأول من سنة 575 عن ثلاث وسبعين سنة. بروايته عن: 3- أبي الحسن الجذامي – بالجيم والذال المعجمة والميم – عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد بن سعيد بن موهب الأندلسي. قال الذهبي: " أحد

_ 1. الخطيب البغدادي ليوسف العشي 88. ولم أجد ترجمته فيما وقفت عليه من المصادر. 2. انظر ص (182) وقد طبع هذا الفهرست عدة طبعات وهذه الطبعة التي تقلت منها الإسناد طبعت في القاهرة في مكتبة الخانجي بالتعاون مع مكتبة المثنى بالعراق. 3. العبر (3/69) ، شذرات الذهب (4/252) .

الأئمة، أجاز له ابن عبد البر، وأكثر عن أبي العباس بن دلهاث – بالمثلثة – العذري وصنف ((تفسيرا)) وكتابا في الأصول وعمّر إحدى وتسعين سنة مات 532 هـ1. بروايته عن: 3- أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي التجيبي القرطبي. قال الذهبي:2 رحل إلى بغداد وإلى دمشق وأخذ علم الكلام بالموصل، وسع الكثير وبرع في الحديث والفقه والأصول والنظر، وصنف التصانيف الكثيرة مات سنة 474هـ عن إحدى وسبعين سنة. دراسة السماع: جاء في آخر النسخة التي حققت عليها كتاب الفصل للوصل المدرج في النقل ما نصه: " هذا آخر الكتاب، والحمد لله وحده وصلواته على خير حلقه محمد وأله وصحبه عارضت جميع هذا الكتاب وقابلته على الأصل حسب الإمكان والله المستعان في شهور سنة اثنين وثمانين وستمائة ". كتبه مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ النجيب الشافعي. الحمد لله، والله أهله وشاهدت على الأصل المقابل به وهو مجزء أمثال ما على الأخير منه حرفا بحرف.

_ 1. العبر (2/442) ، شذرات الذهب (4/99) . 2. العبر (2/332) ، وفيات الأعيان (2/142-143) ، شذرات الذهب (3/344) .

سمع جميع هذا الجزء وما قبله على الشيخ أبي محمد عبد الرزاق بن نصر النجار أثابه الله بحق سماعه فيه من ابن أبي العلاء عن مصنفه الخطيب، بقراءة أبي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جميل المعافري أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ المرزبان الخُوَيّ وأبو الحسن محمد بن أحمد وولده كاتب الأسماء أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي. وذلك في العشر الأخير من جمادى الأولى سنة ثمانين وخمسمائة بمنزل الشيخ بمدينة دمشق حرسها الله بناحية باب الجابية والحمد لله وحده. كتبه ناقله محمد بن أحمد الشافعي:1 1- كاتبه وناقله والذي عارضه هو: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ النجيب الشافعي، قال الذهبي: " سبط إمام الكلاسة المحدث المفيد..شاب ذكي مليح الخط صحيح النقل حريص على الطلب عالي الهمة سمع من ابن عبد الدائم وابن أبي يسر، توفي في صغر سنة 689هـ "2. 2- بقراءة أبي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جميل المعافري: قال المنذري:3 " الشيخ الأجل أبو الحسن..المعافري الأندلسي المالقي الخطيب بالمسجد الأقصى. وتولى الخطابة والإمامة بالمسجد الأقصى مدة

_ 1. آخر ورقة من كتاب الفصل للوصل المدرج في النقل للخطيب (ق 153/أ) . 2. العبر (3/370) ، شذرات الذهب (5/410) . 3. التكملة (2/167) ، العبر (3/139) ، النجوم الزاهرة (6/196) .

طويلة، وحصلت له دنيا متسعة، وكان محمود الطريقة متواضعا، وحدث بجملة من مسموعاته لقيته بالمسجد الأقصى – شرفه الله تعالى في الدفعة الثانية وسمعت منه ". وقال الذهبي: " ... كتب وحصل ونال رئاسة وثروة مع الدين والخير، توفي سنة 605 ". 3- سمعه..أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ المرزبان الخُوَيّ1: قال المنذري: " القاضي الفقيه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ محمود بن عبد الله الخوبي قاضي البصرة تفقه على الفقيه أبي المحاسن يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي بالمدرسة النظامية ببغداد – وحدث بالبصرة، وكان حصل طرفا حسنا من معرفة مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه، توفي سنة 605هـ. 4- وسمعه أيضا..أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن علي بن أبي بكر ابن إسماعيل القرطبي2.

_ 1. قال المنذري في التكملة (2/149) : " وخوي: بضم الخاء المعجمة وفتح الواو، وتشديد الياء آخر الحروف، إحدى مدن أذربيجان، خرج منها جماعة من العلماء، وخوي أيضا: واد من وراء حفر أبي موسى وبه كان يوم خوي من أيام العرب بين تميم وبكر بن وائل – وحفر أبي موسى ركايا احتفرها أبو موسى الأشعري على جادة البصرة إلى مكة، وماؤها عذب " أ. هـ. وانظر أيضا معجم البلدان لياقوت الحموي 2/408-409. 2. وبقية الأسماء المذكورة في السماع تقدم التعريف بها في سند النسخة.

سابعا – وصف النسخة: حققت كتاب الفصل للوصل المدرج في النقل للخطيب البغدادي على نسخة فريدة محفوظة في مكتبة أحمد الثالث بأستنبول في تركيا تحت رقم: 612 في مجلد كبير تقع في 305 ثلاثمائة وخمس صفحات1 وقد ذهبت إلى تركيا V / K: 2243 ووقفت عليها وتصفحتها بكاملها ورقة ورقة. ورقة من جلد الغزال قوي يميل إلى النعومة واللمعان. وخطها خط نسخ قديم حبره أسود أصبح يميل إلى اللون البني لطول الزمن عدد الأسطر بكل صفحة 23 سطر تتراوح كلمات كل سطر من 15 – 18 كلمة. ومُسَطرتها من الخارج 20 × 27،3 ومن الداخل 19،5 × 27،2 سم. مساحة الكتاب ما بين 14،3 – 14،8 × 14،9 سم. هذا وقد كتب في الورقة الأولى منها في أعلى الصفحة من اليسار: ((أنها مطالعة ونقل منه نسخة مرتبة مختصرة الفقير إلى عون ربه أحمد بن علي بن حجر الشافعي عفا الله تعالى عنه)) .

_ 1. ذكر محمد بن أحمد المالكي وابن طولون أن: ((الفصل للوصل المدرج في النقل)) يقع في تسعة أجزاء، وذكر الذهبي في التذكرة وابن القاضي شهبة أنه يقع في مجلد واحد (الخطيب البغدادي ليوسف العش / 123) . والنسخة التي حققتها وهي فريدة تقع في مجلد واحد وغير مميز الأجزاء من حيث البداية والنهاية، والله أعلم.

ومعنى ذلك أن هذه النسخة هي التي وقعت لابن حجر وهي التي رتب كتابه – واختصر فيه كتاب الخطيب – عليها وسماه ((تقريب المنهج بترتيب المدرج)) . وهذه النسخة كاملة جميلة الخط واضحة الصحة والضبط وعليها آثار المقابلة أكثر من مرة. وقد نُسِخت هذه النسخة سنة 682 هـ، ثم عورضت وقوبلت على الأصل المنقولة منه المنسوخ قبل أكثر من قرن على الأقل بدليل السماع المثبت في آخر النسخة الذي تم سنة 580 هـ بقراءة أبي الحسن علي بن محمد المعافري.. وناسخ هذه النسخة والذي قابلها وعارضها على الأصل هو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ النجيب قد وصفه الذهبي بحسن الخط وجودة الضبط – راجع دراسة السماع – هذا وقد امتلك هذه النسخة أبو محمد زين الدين عبد الله بن مروان ابن عبد الله الفارقي المتوفى سنة 703 هـ كما هو مثبت عند اسمه في سند النسخة. ولعلها صارت بعد ذلك إلى ملك الحافظ ابن حجر بدليل ما جاء في أعلا الصفحة الأولى من اليسار كما أشرت إلى ذلك أعلاه. تنبيه: ذكر الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تعليقه على الموقظة للذهبي ص 54-55 حاشية (3) أنه وقف على نسخة المدرج في مكتبة أحمد الثالث، فوصف النسخة فقال: " تقع في 243 ورقة.. وعليها آثار القراءة

والمقابلة والمطالعة من العلماء الكبار ومنهم الحفظ ابن حجر..وجاء في آخر النسخة: " وافق الفراغ من نسخة صبيحة يوم الإثنين ثامن ذي الحجة سنة ست وسبعين وستمائة على يد الفقير إلى اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عمر الكردي – عفا الله عنه -: " بعدها قوبل على نسخة شيخنا شمس الدين..مخرجه التي بخط يده.. " ثم قال: " وعلى النسخة تعليقات بخط بعض الحفاظ والعلماء.. " أ. هـ ملخصا. أولا: كتاب المدرج يقع في 152،5 فقط وليس 243 ق والسبب الذي أوهم أنها 243 ق واضح وهو أن المجلد الذي يضم هذه النسخة من الفصل للوصل يضم معها نسخة من معجم شيوخ ابن النجار1 والسبب الموهم أكثر أن بينهما تداخل وليسا مفصولين عن بعضهما جاء بعد الوجه الأولى من ورقة 142 من المدرج مباشرة الوجه الثاني من الورقة 165 من المعجم، والوجه الثاني من الورقة 185 من المعجم بعد الوجه الأول من ورقة 152 من المدرج ثم صار آخر المجلد بقية المعجم.. وقد تتبعت النسخة المصورة لديّ وفصلت كلا منهما عن الآخر وأعدت كل ورقة إلى مكانها وتأكدت من ذلك عندما وقفت على الأصل في مكتبة أحمد الثالث في آخر شوال من عام 1403هـ. ثانيا: لم يكن على نسخة المدرج من التعليقات سوى حواشي نقلت من كتاب الأنساب للسمعاني في نسبة: الجَنَدي – بفتح الجيم والنون -،

_ 1. ليس في نسخة المعجم ما يدل على نسبته إلى ابن النجار صريحا ولكن أفادني الدكتور محمود ميره أنه راجعه ودرسه وتأكد أنه لابن النجار المتوفى سنة 643 صاحب ذيل تاريخ بغداد والله أعلم.

والدبري، والعقيلي، والصالحي، والبصلاني، فقط علمًا بأن هذه النسب سبقت مرارا قبل الموضع الذي علق عليها فيه المعلق بما نقله مختصرا من الأنساب ولا أدري ما هو سبب ذلك التصرف منه ولم يفعل ذلك في نسب أخرى أكثر إشكالاً!!. وهذه التعليقات كانت بخط مغاير لخط النسخة وأقل جودة منه ولكنها ليست بخط ابن حجر ولا هذا من صنيعه. ثالثا: ما جاء في وصف الشيخ لها أن أخرها كتب فيه " وافق الفراغ من نسخة..إلى آخر كلامه " هذا هو آخر المعجم وليس آخر المدرج، راجع آخر هذه النسخة المحققة، ودراسة السماع وقارن. منهجي في تحقيق هذا الكتاب: 1- قرأت النص قراءة صحيحة حسب الإمكان، ولأنها نسخة فريدة فقد قمت بالرجوع إلى كتب الرجال للتأكد من صحة الأسماء وبالرجوع لكتب الحديث والعلل وغيرها للتأكد من صحة المتن وقد أخذ مني هذا جهدا كبيرا ووقتتا طويلا. 2- خرجت الروايات والطرق التي ساق الخطيب منها مروياته من مظانها، وقد وجدت أكثرها إلا أن هناك طائفة من تلك الروايات والطرق لم أهتد لموضعها ولم أجد من خرجها ولعل ذلك مما امتاز به الخطيب من سعة الإطلاع والمعرفة وسعة الحفظ. 3- أكملت الأسماء المهملة وأوضحت المبهم منها وأكملت اسم من ذكر بكنيته ونحو ذلك حسب الإمكان.

4- اقتصرت في التراجم على تراجم الضعفاء وخاصة إذا كان من أهل القرون الثلاثة الأولى عصر الرواية هذا في الغالب وإلا فقد عرّفت ببعض الثقات لنكته أو سبب من الأسباب، واعتمدت في ذلك على تهذيب التهذيب وتقريبه والثقات والمجروحين لابن حبان والجرح والتعديل لابن أبي حاتم وتواريخ البخاري وغيرها. 5- شرحت الألفاظ الغريبة والأماكن غير المشهورة. 6- حاولت جهدي أن أذكر من وافق الخطيب أو خالفه في الحكم بالإدراج وذلك حسب ما وقفت عليه في المصادر. وختاما أحمد الله حمدا كثيرا على ما أنعم عليّ به من تمام هذا العمل وأسأله أن يجعله خالصا لوجهه وأن يتقبله مني. وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كتاب (الفصل للوصل المدرج في النقل) تصنيف الشيخ الإمام العالم الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المؤرخ رضي الله عنه ورحمه بمنه وكرمه. رواية الشيخ أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء رحمة الله عنه سماعًا. رواية المشايخ الثلاثة – الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي، وأبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد ابن صابر السلمي، وأبي محمد عبد الرزاق بن نصر النجار – ثلاثتهم عنه. رواية الحافظ أبي الحسن محمد بن الإمام أبي جعفر أحمد بن علي القرطبي عن النجار – سماعًا، وعن السلفي والسلمي – كتابة -. رواية مالكه شيخنا الإمام الأوحد العلامة زين الدين أبي محمد عبد الله الفارقي فسح الله في مدته عن القرطبي – كتابة -1.

_ 1. انظر التعريف برجال هذا الإسناد عند الكلام على سند النسخة في المقدمة.

مقدمة المؤلف بسم الله الرحمن الرحيم عونك يا رب يسر الحمد لله على سوابغ نعمائه وتتابع إياديه وآلائه وصلى الله على خيرته من عباده وأصفيائه وأجزل النصيب من ذلك لسيدنا محمد خاتم أنبيائه وسلم عليه وعليهم تسليمًا وزاده وإياهم تشريفًا وتعظيمًا. قال الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب رضي الله عنه: " هذا كتاب ذكرت فيه أحاديث يشكل شأنها على جماعة من أصحاب الحديث والأثر ويخفى مكانها على غير واحد من أهل المعرفة والبصر. فمنها ما يلتبس على العالم الجليل القدر فضلًا عن المتعلم القليل الخبر، فمنها أحاديث وصلت متونها بقول رواتها وسيق الجميع سياقة واحدة، فصار الكل مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ومنها ما كان متن الحديث عند رواية بإسناد غير لفظة منه أو ألفاظ فإنها عنده بإسناد آخر فلم يبين ذلك بل أدرج الحديث، وجعل جميعه بإسناد واحد. ومنها ما ألحق بمتنه لفظة أو ألفاظ ليست منه وإنما هي من متن آخر.

ومنها ما كان بعض الصحابة يروي متنه عن صحابي آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوصل بمتن يرويه الصحابي الأول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنها ما كان يرويه المحدث عن جماعة اشتركوا في روايته فاتفقوا غير واحد منهم خالفهم في إسناده فأدرج الإسناد وحمل على الاتفاق. فذكرت جميع ذلك وشرحته وبينته وأوضحته1. والله تعالى أسأل المنفعة به والسلامة فيه إنه على كل شيء قدير ".

_ 1. تقدم الكلام على ذلك عند الكلام عن منهج المؤلف في دراستي للكتاب، وكذلك في الكلام عن أقسام المدرج.

باب: ذكر الأحاديث التي وصلت ألفاظ رواتها بمتونها وأدرجت فيها

باب ذكر الأحاديث التي وصلت ألفاظ رواتها بمتونها وأدرجت فيها نبدأ من ذلك بما أدرج قول الصحابة فيه، فمنها: 1- حديث: أخبرناه أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الحافظ – بأصبهان – نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا يونس بن حبيب1 ثنا أبو داود ثنا زُهَيْرٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ2 عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ3 قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي وَذَكَرَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أَخَذَ بِيَدِهِ وَذَكَرَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ4 فعلمه التشهد:

_ 1. ابن عبد القاهر العجلي مولاهم الأصبهاني جامع مسند الطيالسي كان ثقة ذا صلاح وجلالة مات سنة 267هـ (انظر أخبار أصبهان 2/345، وشذرات الذهب 2/152-153) . 2. بضم الحاء المهملة بعدها راء ابن الحكم النخعي (التهذيب 2/261) . 3. بالخاء المعجمة مصغرا (التهذيب 8/337) . 4. تسمى هذه الصفة في الإسناد عند المحدثين بالمسلسل، وهو ما تتابع رجال إسناده على صفة أو حالة للرواة تارة آخر. انظر تدريب الراوي 2/187.

" التحيات لله والصلوات والطيبات، والسلام عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَإِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلاتُكَ فَإِنْ شِئْتَ فَقُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَاقْعُدْ " 1. كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْجُعْفِيِّ. وَوَافَقَهُ عَلَيْهِ مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ وَأَبُو النَّضْرِ هاشم بن القاسم الكناني ويحى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ الْكَرْمَانِيُّ وَأَبُو غسان مالك ابن إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْبَغْدَادِيُّ، فَرَوَوْهُ سَبَعَتُهُمْ2 عَنْ زُهَيْرٍ كَرِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ عَنْهُ. وقوله في المتن /2أ/: " فَإِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلاتُكَ " وَمَا بَعْدَهُ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ، لَيْسَ مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا هو من قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ أُدْرِجَ فِي الحديث3.

_ 1. انظر مسند الطيالسي 26 ح 275، ورجال إسناده كلهم ثقات. 2. ووافقهم على هذه الرواية عبد الله بن محمد النفيلي فِي رِوَايَتِهِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ زهير (انظر سنن أبي داود 1/593 ح 970) ، وعاصم بن علي عن زهير أيضا مثل هذه الرواية (انظر المحلى 3/361) . 3. قد سبق الخطيب إلى الحكم بالإدراج (ابن حبان في صحيحه 3/321، وأبو القاسم الطبراني في الأوسط انظر: مجمع البحرين ق 75 ب، مجمع الوائد 2/142، والحافظ أبو الحسن الدارقطني في السنن 1/353، والحافظ أبو علي الحسين بن علي النيسابوري، انظر سنن البيهقي 2/175، وابن حزم في المحلى 3/361) .

وَقَدْ بَيَّنَهُ شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَفَصَلَ كَلامَ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن الحسن بن الحر مُفَصَّلًا مُبَيَّنًا1. وَذِكْرُ الشَّهَادَتَيْنِ أَيْضًا مُدْرَجٌ، وَكَانَ زُهَيْرٌ قَدْ ذَهَبَ مِنْ كِتَابِهِ، فَكَانَ رُبَّمَا رَوَاهُ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ وَرُبَّمَا أَدْرَجَهُ2. وَقَدْ رَوَى الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيِّ وَمُحَمَّدُ بن عجلان3 عن الحسن ابن الْحُرِّ هَذَا الْحَدِيثَ فَلَمْ يَذْكُرَا بَعْدَ الشَّهَادَتَيْنِ شَيْئًا بَلِ اقْتَصَرَا عَلَى اللَّفْظِ الْمَرْفُوعِ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأما أَحَادِيثُ الْجَمَاعَةِ الَّتِي ذَكَرْنَا أَنَّهُمْ وَافَقُوا أَبَا دَاوُدَ عَلَى رِوَايَتِهِ: فَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ النيسابوري4 - بِالْبَصْرَةِ – نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوِيَةَ الْعَسْكَرِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ بُرْدٍ الأَنْطَاكِيُّ نا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ نا زُهَيْرٌ عن الحسن بن

_ 1. سيأتي بيان ذلك وتخريجه من سنن الدارقطني وابن حبان والبيهقي وغيرهم. 2. سيأتي بيان ذلك وتخريجه من مسندي أحمد والدارمي وسنن البيهقي وغيرهم. 3. ذكر الدارقطني في السنن 1/353 أن محمد بن أبان وافقهما في الرواية عن الحسن والاقتصار على المرفوع، إلا أن ابن حبان في صحيحه 3/322 لما ساق رواية الحسين الجعفي..قال في آخرها ... قال الحسن بن الحر: " وزادني فيه محمد بن أبان بهذا الإسناد، قال: " فإذا قلت هذا فإن شئت فقم " ". قال أبو حاتم – ابن حبان -: " محمد بن أبان ضعيف قد تبرأنا من عهدته في كتاب المجروحين (2/260) . 4. في الأصل السابوري والتصويب من موارد الخطيب البغدادي 479.

الْحُرِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي وَزَعَمَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أَخَذَ بِيَدِهِ وَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ فَعَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ إِذَا قُلْتَ هَذَا أَوْ قَضَيْتَ هَذَا فَقَدْ قَضَيْتَ صَلاتَكَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تَقُومَ فَقُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أن تجلس فاجلس " 1. أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بن طاهر الدقاق أنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق البزار نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ2 نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أنا زُهَيْرٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَخَذَ بِيَدِهِ فَعَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ فِي الصَّلاةِ: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِذَا فَعَلْتَ هَذَا فقد قضيت صلاتك، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقُومَ فَقُمْ وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقْعُدَ فَاقْعُدْ "3.

_ 1. رواه الدارقطني في السنن 1/353 من طريق موسى بن داود. وموسى هذا وثقه ابن سعد وابن نمير وابن عمار الموصلي وابن حبان والدارقطني، إلا أن أبا حاتم قال شيخ في حديثه اضطراب، وقال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام، انظر التهذيب 11/342. 2. هو أبو القاسم البغوي تاريخ بغداد 10/111. 3. انظر مسند علي بن الجعد بن عبيد البغدادي – ق 232 – 233، النسخة المصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية تحت رقم 2227، وانظر النسخة المطبوعة منه 2936 ح 2687 ط. مكتبة الفلاح بالكويت.

أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقَطَّانُ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلَّالُ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ نا جَدِّي نا أَبُو النَّضْرِ1 ونا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالا: نا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرٌ نا الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ – وَأَنَا وَهُوَ جَالِسٌ لَيْسَ مَعِي وَمَعَهُ أَحَدٌ – قَالَ: أَخَذَ علقمة بيدي: قال جدي2: ونا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وناه أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يونس، وناه مُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالُوا: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ – قَالَ بَعْضُهُمْ: أوب خَيْثَمَةَ – أَنَّ عَلْقَمَةَ أَخَذَ بِيَدِهِ، - وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي – وَحَدَّثَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أَخَذَ بِيَدِهِ، وَأَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَعَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ فِي الصَّلاةِ فَقَالَ: " قُلِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النبي ورحمة الله وبركاته والسلام عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ". ثُمَّ قَالَ: " إِذَا فَعَلْتَ هَذَا أَوْ قَضَيْتَ هَذَا، فَقَدْ قَضَيْتَ صَلاتَكَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تَقُومَ فَقُمْ وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تقعد فاقعد "3.

_ 1. هو هاشم بن القاسم الكناني التهذيب 11/18. 2. القائل: محمد بن أحمد وجده هو يعقوب بن شيبة صاحب المسند المعلل الذي لم يصنف مثله قال ذلك الذهبي في ترجمته في التذكرة. 3. هذه الرواية لم أقف عليها من طريق أبي النضر ولا يحيى ولا غسان فيما وقفت عليه من المصادر، ولعلها مخرجة في مسند يعقوب بن شيبة المذكور في الإسناد هنا وله مسند كبير قال عنه الذهبي في التذكرة 2/577: " المسند الكبير المعلل ما صنف مسند أحسن منه ولكنه ما أتمه ". وهذا المسند مفقود باستثناء جزء من مسند عمر بن الخطاب – طبع في بيروت – وقد ذكر الخطيب أنه رأى مسند العشرة وابن مسعود وعتبة بن غزوان وعمارة. انظر موارد الخطيب البغدادي 349. أما رواية موسى فقد تقدم تخريجها من سنن الدارقطني، وأما رواية أحمد بن يونس فانظر تخريجها في الحاشية التالية.

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ فِي حَدِيثِهِ عَنْ زُهَيْرٍ: أُرَاه قَالَ: " أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ". قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: " قُلْتُ لِزُهَيْرٍ أَلَيْسَ فِيهِ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟ " قَالَ: " نَعَمْ ". وَكَانَ زُهَيْرٌ لا يَشُكُّ أَنَّهُ فِي الْحَدِيثِ، وَلَكِنَّهُ رَأَى بَعْضَهُ امْتَحَى أَوْ تَخَرَّقَ فَهَابَ1، وَكَانَ لا يَشُكُّ أَنَّهُ فِيهِ2. قَالَ الْخَطِيبُ: " قَدْ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ حَسَّانٍ الْبَزَّارُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ زُهَيْرٍ، فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى الشَّهَادَتَيْنِ قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ بْنَ الْحُرِّ قَالَ: " أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وساق نصه ... " الحديث ".

_ 1. في الأصل هنا إشارة تضبيب هكذا (صـ) ولعله يريد أنه هاب الجزم بذلك وعبر بصيغة المبني للمجهول (أُرَاهُ) . 2. أخرج البيهقي في السنن الكبرى 2/74 رواية أحمد بن يونس هذه، ونص فيها على ذكر المحو والتخرق في كتاب زهير. وأخرج الدارمي في مسنده 1/251: رواية زهير هذه من طريق أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ زهير به ... وقال في آخره: قال زُهَيْرٍ: أُرَاه قَالَ: " أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أن محمدا عبده ورسوله " أ. هـ.

ونحو ذلك رواية يَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ. فأما حديث الحسن بن مكرم عن أبي النضر، فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الحَرَشي – بِنَيْسَابُورَ- نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ نا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ نا أَبُو النَّضْرِ نا أَبُو خَيْثَمَةَ – هُوَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ – قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ قَالَ حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ – وَأَنَا وَهُوَ جَالِسٌ لَيْسَ مَعَهُ وَمَعِي أَحَدٌ – قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي وَحَدَّثَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أَخَذَ بِيَدِهِ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ اللَّهِ فَعَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ فِي الصَّلاةِ قَالَ: " قُلِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ "1. قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَهُ قَالَ: " أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِذَا2 فَعَلْتَ هَذَا فَقَدْ قَضَيْتَ صَلاتَكَ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقُومَ فَقُمْ وَإِنْ شِئْتَ أَنْ2 تَقْعُدَ، فَاقْعُدْ "3. وأما حديث يحيى بن يحيى4 عن زهير نحو هذا القول:

_ 1. لم أقف على هذه الرواية من طريق الحسن بن مكرم عن أبي النضر فيما اطلعت عليه من المصادر. 2. في هذين الموضعين كتب في الأصل كلمة " كذا ". 3. هذه الرواية أخرجها ابن حبان في صحيحه من طريق أبي عروبة عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو البجلي عن زهير به ... إلا أنه زاد فيه بعد قوله: " ... وأن محمدا عبده ورسوله.. " قال زهير: " ثم رجعت إلى حفظي قال: " فإذا قلت هذا فقد قضيت صلاتك ... إلخ " ". انظر (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان /3: 320 ح 21952) . 4. ابن بكير أبو زكريا النيسابوري مات سنة 226هـ (التهذيب 11/296) .

فأخبرناه أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ – بِنَيْسَابُورَ – أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّلِيطِيُّ نا جَعْفَرُ بن محمد بن الحسين. وأخبرناه أَبُو حَازِمٍ أَيْضًا أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَطَرٍ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ1 - قَالا: نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أنا أَبُو خَيْثَمَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي وَحَدَّثَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أَخَذَ بيده وأن رسول الله /3 أ/صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ اللَّهِ فَعَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ فِي الصَّلاةِ قَالَ: " قُلِ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصالحين ". قال أبو خيثمة: فزاني فِي هَذَا الْحَدِيثِ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْحَسَنِ: " أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ". قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: حِفْظِي عَنِ الْحَسَنِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: " إِذَا فَعَلْتَ هَذَا أَوْ قَضَيْتَ هَذَا فَقَدْ قَضَيْتَ صَلاتَكَ، إِنْ شِئْتَ فَقُمْ وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقْعُدَ فَاقْعُدْ "2، وأما حديث شبابة بن سوار عن زهير الذي بين فيه كلام عبد الله ابن مسعود وفصله من كلام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

_ 1. هُوَ الذهلي لم أقف على ترجمته ورأيت المزي ذكره في تلاميذ يحيى بن يحيى النيسابوري. انظر تهذيب الكمال 3/1525. 2. رواية يحيى بن يحيى النيسابوري أخرجها البيهقي في السنن الكبرى 2/174، وأخرج الإمام أحمد في المسند 1/422، عن يحيى بن آدم عن زهير ونحوه.

فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ وَالْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ. قَالا: نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ محمد الصفار نا الحسين بْنُ مُكْرَمٍ نا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ نا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ نا الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي، فَقَالَ: أَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ بِيَدِي قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَعَلَّمَنِي التَّشَهُّدَ: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " فَإِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ من الصَّلاةِ، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقُومَ1 فَقُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقْعُدَ فَاقْعُدْ2. وأما حديث عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن الحسن بن الحر الذي تابع فيه رواية شبابة عن زهير في فصله كلام ابن مسعود من كلام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتمييزه بينهما. فأخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ الْمَتُّوثِيُّ نا الحسين بن الكُميت.

_ 1. كتب في هذا الموضع من الأصل إشارة تضبيب هكذا (صـ) . 2. انظر هذه الرواية بهذا الإسناد وهذا اللفظ في سنن الإمام أبي الحسن الدارقطني 1/353 ثم عقب عليها بقوله: " شبابة ثقة، وقد فصل آخر الحديث وجعله من كلام ابن مسعود، وهو أصح من رواية من أدرج آخره في كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله أعلم " أ. هـ.

وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أيضا أنا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ – وَهُوَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ -1. وأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الثَّانِي، وَالْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ2 قَالُوا: نا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَهْدٍ الْمَوْصِلِيُّ نا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ الْمُثَنَّى قَالا: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ – وَفِي حديث بي يَعْلَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثابت بن ثوبان عن الحسن بْنِ الْحُرِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ المخيمرة أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي، وَأَخَذَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِيَدِ عَلْقَمَةَ، وَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي التَّشَهُّدِ: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ (3/ب) أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ". ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " إِذَا فَرَغْتَ مِنْ هَذَا فَقَدْ فَرَغْتَ مِنْ صَلاتِكَ فَإِنْ شِئْتَ فَاثْبُتْ وإن شئت فانصرف "3.

_ 1. كذا في الأصل نسبه المصنف إلى جده وفي تذكرة الحفاظ 2/707، والبداية والنهاية 11/130، وشذرات الذهب 2/250: أحمد ابن علي بن المثنى بن يحيى..أبو يعلى الموصلي، قال عنه الذهبي: " الحافظ الثقة محدث الجزيرة " وقال ابن عماد: " الحافظ صاحب المسند كان ثقة صالحا متقنا، توفي سنة 307هـ. 2. هو علي بن المحسن القاضي التنوخي انظر (تاريخ بغداد 12/115، وفتح المغيث 1/187) . 3. روواية ابن ثوبان هذه أخرجها الدارقطني في السنن 1/354 من نفس طريقي الحسن بن الكميت وأبي يعلى. ومن طريق أبي يعلى عن غسان أخرجها ابن حبان في صحيحه 3/321 ح 1953. ومن طريق غسان عن ابن ثوبان رواه أيضا الطبراني في الأوسط / انظر مجمع البحرين ق 75 ب. ومجمع الزوائد 2/142. ومدار هذه الروايات كلها على غسان بن الربيع الموصلي الأزدي، وقد ذكره ابن حبان في الثقات. وقال الدارقطني: مرة صالح ومرة قال: " ضعيف مات سنة 226 " (انظر تاريخ بغداد 12/329، ميزان الاعتدال 3/334. تعجيل المنفعة: 216، وكذلك شيخه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، ضعفه أحمد وابن معين والنسائي، وقال أبو حاتم: " ثقة يشوبه شيء من القدر "، قال الحافظ في التقريب: " صدوق يخطئ رمي بالقدر، وتغير بآخره ". انظر التهذيب (6/150) .

أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُفِيدُ نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ نا مُحَمَّدُ بن مصفّى نا بَقِيَّةُ نا ابْنُ ثَوْبَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّشَهُّدَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ هَذَا فَقَدْ فَرَغْتَ مِنْ صَلاتِكَ، فَإِنْ شِئْتَ فَاثْبُتْ وَإِنْ شِئْتَ فانصرف "1.

_ 1. هذه الرواية أخرجها البيهقي في السنن الكبرى 2/175 من طريق محمد بن مصفى – بالصاد المهملة – عن بقية بن الوليد به..وفي هذا الإسناد ثلاثة من الرواة متكلم فيهم الأول محمد بن مصفى في أحاديثه نكارة. قال عنه الحافظ: " صدوق له أوهام وكان يدلس " (انظر التقريب /319، والضعفاء للعقيلي 4/145، التهذيب 9/460، والثاني: بقية بن الوليد كان يدلس كثيرا عن الضعفاء التهذيب 1/473، والثالث: ابن ثوبان، وقد تقدم الكلام عنه في الحاشية التي قبل هذه.

وأما حديث الحسين بن علي الجعفي عن الحسن بن الحر الذي اقتصر فيه على المتن المرفوع. فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله بن بِشْرَانَ الْمُعَدَّلَ أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ1. وأخبر الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الحرَشي نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ قال: نا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ – زَادَ عباس: الجعفي -. وأخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: نا الْجُعْفِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي قَالَ: أَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بِيَدِي قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَعَلَّمَنِي التَّشَهُّدَ فِي الصَّلاةِ. " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "2. أَلْفَاظُهُمْ سَوَاءُ. وأما حديث ابن عجلان عن الحسن بن الحر الموافق لحديث حسين الجعفي:

_ 1. هو الدوري صاحب ابن معين وهو ثقة (انظر التهذيب: 5/129) . 2. رواه الدارقطني في السنن 1/352، وساقه من طريق الدوري وأحمد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سعيد عن حسين الجعفي ثم قال: تابعه ابن عجلان ومحمد بن أبان عن الحسن بن الحرّ.

فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ – هُوَ الْعَلَّافُ – ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ1 أنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي ابن عجلان2. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ نا مُحَمَّدُ بْنُ موسى بن يونس بن زريق نا أحمد بن عيسى ثنا مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ أَبُو مُعَاوِيَةَ قَاضِي أَهْلِ مِصْرَ قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن عجلان. وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مُكْرَمٍ الشَّاهِدُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ نا مُحَمَّدُ بن عبد الله ابن عَبْدِ الْحَكَمِ نا حَجَّاجُ بْنُ رُشْدِين عن حَيْوة عَنِ ابْنِ عَجْلانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الحُرّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَعَلَّمَنِي التَّشَهُّدَ: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "3.

_ 1. اسمه الحكم بن محمد، وسعيد هذا ثقة (التهذيب 4/17) . 2. هو محمد بن عجلان المدني، وثقه أحمد وابن معين والنسائي وأبو حاتم وقال الحافظ في التقريب: صدوق اختلط عليه أحاديث أبي هريرة (التهذيب 9/341) . 3. أخرجه الدارقطني في السنن 1/352 – 353، عن طريق حَجَّاجُ بْنُ رِشْدِينَ عَنْ حَيْوَةَ بن شريح ويحيى بن أيوب كلاهما عن ابن عجلان وفي إسناده حجاج ذكره ابن حبان في الثقات وقال مسلمة بن قاسم: لا بأس به، وضعفه ابن عدي (انظر الكامل 2/651، لسان الميزان 2/176) . وفيه أيضا يحيى بن أيوب – الغافقي – قال الحافظ في التقريب: صدوق يخطئ، وفي إسناده عند الخطيب يحيى بن أيوب العلاف. قال الحافظ في التقريب: صدوق، ولكن تابع حيوة على روايته عن ابن عجلان مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ أَبُو مُعَاوِيَةَ وهو ثقة (التهذيب 10/273) .

اتَّفَقَ لَفْظُ حَدِيثَيْ يَحْيَى بْنِ أيوب، والمفضل بن فضالة (4أ) ، وَحَدِيثُ حَيْوة نَحْوُهُمَا. وَزَادَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَجْلانَ: وَحَدَّثَنِي بِذَلِكَ عَبْدُ الْكَرِيمِ ابن أَبِي الْمُخَارِقِ1 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود2.

_ 1 ضعفه أيوب السختياني وابن عيينة وأحمد وابن معين وغيرهم (التهذيب 6/376) . 2 حديث ابن مسعود في التشهد ثابت في الصحيحين وغيرهما من الكتب الستة (الفتح 2/311 ح 8301، 2/320 ح 835، ومسلم 1/301 ح 402) من عدة طرق عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن عبد الله. قال الترمذي 2/81 – 82 ح 289 باب ما جاء في التشهد: حديث ابن مسعود رُوِي عنه من غير وجه، وهو أصح حديث رُوِي في التشهد والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم. قال الحافظ في الفتح 2/315، وقال البزار لما سئل عن أصح حديث في التشهد قال: هو عندي حديث ابن مسعود، روي من نيف وعشرين طريقا – ثم سرد أكثرها – وقال: لا أعلم في التشهد أثبت منه ولا أصح أسانيد ولا أشهر رجالا أ. هـ. قال الحافظ: ولا اختلاف بين أهل الحديث في ذلك، وممن جزم بذلك البغوي في شرح السنة 3/183، ومن رجحانه أنه متفق عليه دون غيره، وأن الرواة عنه من الثقات لم يختلفوا في ألفاظه بخلاف غيره، وأنه تلقاه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلقينًا كلمة كلمة كفه بين كفيه. أ. هـ.

2- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ الْخُوَارَزْمِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْبَرْقَانِيِّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي القاسم بن النخاس1 أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ علي2 نا بندار3 ثنا أَبُو الْوَلِيدِ4 نا شُعْبَةُ عَنْ عبد الله بن دينار عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهَا، وَكَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ صَلاحِهَا قَالَ: حَتَّى تَذْهَبَ عَاهَتُهَا "5 الْمَسْئُولُ عَنْ صَلاحِ الثَّمَرَةِ وَالْمُجِيبُ بِقَوْلِهِ حَتَّى تَذْهَبَ عَاهَتُهَا لَيْسَ هُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، بَيَّنَ ذَلِكَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَزْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، غُندر6 فِي رِوَايَتِهِمَا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ شُعْبَةَ. وَرَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بلال عن عبد الله بن دِينَارٍ فَلَمْ يَذْكُرَا قَوْلَ ابْنِ عُمَرَ، بَلِ اقْتَصَرَا عَلَى الْمَرْفُوعِ حسب.

_ 1. بالخاء المعجمة اسمه: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سليمان المعروف بابن النخاس المقرئ وثقه الخطيب. انظر تاريخ بغداد 9/438، والأنساب 13/45. 2. المعروف بابن البندار البصلاني وثقه الدارقطني (تاريخ بغداد 2/46) . 3. محمد بن بشار بن عثمان أبو بكر الحافظ البصري ثقة مات سنة 252 هـ (التهذيب 9/70) . 4. هو هشام بن عبد الملك الباهلي الطيالسي الحافظ الحجة ت 227 هـ (التهذيب 11/45) . 5. لم أقف على رواية أبي الوليد الطيالسي عن شعبة. 6. بضم الغين المعجمة والنون (التهذيب 9/99) .

فأما حديث مسلم بن إبراهيم عن شعبة الذي فصل فيه كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كلام ابن عمر وميز بينهما. فأخبرناه أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ1 قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى2 نا مُسْلِمٌ أنا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهَا وَعَنْ بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يَسْتَبِينَ صَلاحُهُ ". قِيلَ لابْنِ عُمَرَ مَا صَلاحُهُ؟ قَالَ: تَذْهَبُ عَاهَتُهُ3. وأما حديث محمد بن جعفر غندر عن شعبة الذي وافق فيه رواية مسلم بن إبراهيم. فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بن حمدان نا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. وأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيِّ أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق بن خزيمة ثنا أبو موسى محمد بن

_ 1. هو أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ ثقة (تاريخ بغداد 7/279) . 2. أبو العباس البرتي القاضي وثقه الدارقطني وغيره مات سنة 280 هـ (تاريخ بغداد 5/63) . 3. لم أجد رواية مسلم بن إبراهيم عن شعبة فيما وقفت عليه من المصادر.

الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ نا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ – وَفِي حَدِيثِ الْبَرْقَانِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: - " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ أَوِ النَّخْلِ – وَقَالَ الْبَرْقَانِيُّ: الثَّمَرَةُ وَالنَّخْلُ – حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهُ ". فقيل لابْنِ عُمَرَ مَا صَلاحُهُ؟ قَالَ: تَذْهَبُ عَاهَتُهُ1. رَوَاهُ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ شعبة فَلَمْ يَذْكُرَا أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سُئِلَ لَكِنَّهُمَا قَالا: وَقَالَ ابْنُ عمر: " صلاحهما أن تذهب عاهتهما2. وأما حديث سفيان الثوري عن عبد الله بن دينار الذي اقتصر فيه على رواية المرفوع دون كلام ابن عمر. فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ إِمَامُ الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِأَصْبَهَانَ – نا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ3 نا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ –. قال سليمان: وثنا محمد بن الحسن بن

_ 1. رواه الإمام أحمد في المسند 2/79 بهذا اللفظ. ورواه مسلم 3/166 ح 1534، من طريق محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر ... به إلا أنه لم يذكر النخل. 2. لم أقف عليه من روايتهما عن شعبة، ووقفت عليه من رواية أبي داود الطيالسي عنه..به..إلا أنه قال في آخره: " صلاحه أن يأكل منه " المسند /256 ح 1886. 3. ذكره ابن حبان في الثقات 8/201 وقال: " ربما أخطأ "، وقال ابن حجر في اللسان 2/328: " معروف من كبار مشيخة الطبراني، مكثر عن قبيصة وغيره "، قال أبو أحمد الحاكم: " حدث بغير حديث لم يتابع عليه.

كيسان نا أبو حذيفة1. وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بن الحسن النجاد (4/ب) نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ نا أَبُو حُذَيْفَةَ1 قَالا نا سُفْيَانُ عن عبد الله بن دينار عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ – وَفِي حَدِيثِ النَّجَّادِ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ -: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهَا "2. وأما حديث سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار الموافق الرواية الثوري. فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ الهيثم القاضي قال: نا سعيد بن غفير حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ عبد الله بن دينار عن ابن عمر:

_ 1. موسى بن مسعود النهدي البصري، قال أبو حاتم – الجرح 8/163-: " صدوق، كان يصحف "، وقال الدارقطني والحاكم: " كثير الوهم، تكلموا فيه، مات سنة 220هـ " التهذيب 10/370. 2. لم أجده من رواية أبي حذيفة، وحديث الثوري أخرجه مسلم – 3/166 ح 1534 كتاب البيوع باب النهي عن بيع الثمار قبل بدو صلاحها. وأحمد في المسند 2/52 كلاهما من طريق عبد الرحمن بن مهدي عنه، وتابع الثوري في روايته عن ابن دينار سفيان بن عيينة (انظر مسند الشافعي بترتيب السندي 2/148 ح 508، ومسند أحمد 2/37) . وكذلك تابعه أيضا إسماعيل بن جعفر عند مسلم انظر الموضع السابق ذكره (وانظر أيضا: شرح معاني الآثار 4/23) .

" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لا تبيعوا التمر حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهُ "1.2 3- حديث آخر: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الدَّقَّاقُ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الخِرَقي نا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ نا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ حُميد3. قَالَ قَاسِمٌ ونا ابْنُ عَبْدِ4 الأَعْلَى أنا مُعْتَمِرٌ5 قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ فَقَالَ: " نَهَى نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ ثَمَرِ النَّخْلِ حَتَّى يُزْهِيَ6 قِيلَ مَا زَهْوُهُ؟ قَالَ: أَنْ يحمر ".

_ 1. لم أجده من رواية سليمان بن بلال. 2. رواية ابن دينار عن ابن عمر " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ حتى يبدو صلاحها " له متابع من رواية نافع عن ابن عمر عند البخاري (انظر الفتح 4/394 ح 2194) ، ومسلم (3/116 ح 1534) ومتابع من رواية سالم عن أبيه عند مسلم (3/1167 ح 1534) . وله شواهد كثيرة من رواية جابر وأبي هريرة وأبي سعيد وابن عباس وأنس بن مالك – وسيأتي حديثه – وكلها في الصحيحين أو أحدهما والله أعلم. 3. هو أبو عبيدة حميد بن أبي حميد الطويل ثقة مدلس ت سنة 143 هـ (التهذيب 3/38، التقريب /84) . 4. عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري السامي – بالمهملة – ثقة التقريب: 195. 5. ابن سليمان التيمي أبو محمد البصري ثقة ت سنة 187 هـ (التهذيب 10/227) 6. وفي رواية " حتى يزهو "، قال ابن الأثير في النهاية 2/323: يقال: زها النخل يزهو إذا ظهرت ثمرته وأزهى يزهي إذا اصفرّ واحمرّ، وقيل هما بمعنى الاحمرار والاصفرار، ومنهم من أنكر يزهو ومنهم من أنكر يُزهِي. أهـ.

- زَادَ مُعْتَمِرٌ وَذَكَرَ أَنَّهُ قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَنَعَ اللَّهُ الثَّمَرَةَ بِمَ تَسْتَحِلُّ أَكْلَ مَالِ أَخِيكَ؟ فَلا أَدْرِي، أَنَسٌ قَالَ بِمَ تَسْتَحِلُّ1 مَالَ أَخِيكَ أَمْ حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2. قَالَ الْخَطِيبُ: رَوَى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ فَرَفَعَهُ وَفِيهِ3 هَذِهِ الأَلْفَاظُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَهِمَ فِي ذَلِكَ لأَنَّ قَوْلَهُ: " أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَنَعَ اللَّهُ الثَّمَرَةَ إِلَى آخِرِ الْمَتْنِ كَلامُ أَنَسٍ4 بَيَّنَ ذَلِكَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَأَبُو خَالِدٍ5 الأَحْمَرُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ كُلُّهُمْ فِي رِوَايَتِهِمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حُمَيْدٍ وَفَصَلُوا كَلامَ أَنَسٍ مِنْ كلام

_ 1. في الأصل هنا إشارة تضبيب هكذا ((صـ)) ويبدو أنها إشارة لسقوط كلمة ((أكل)) . 2. لم أجد هذه الرواية لهذا الحديث من طريقي بشر بن المفضل، ومعتمر بن سليمان عن حميد فيما وقفت عليه من المصادر، ورأيت الحافظ أشار إليها في الفتح، ولم يعزها لغير الخطيب في المدرج (انظر الفتح 4/398 ح 2198) . 3. كتب في هذا الموضع من الأصل كلمة ((كذا)) . 4. سبق ابن أبي حاتم الخطيب في تخطئة مالك في رفعه هذه الجملة وجزم بذلك عن أبيه وأبي زرعة انظر (العلل: 1/378 ح 1129) . قال الحافظ في الفتح (4/398) : " وجزم الدارقطني وغيره مِنَ الحفاظ – بأن مالكا أخطأ فيه ثم أشار الحافظ بعد ذلك إلى الروايات التي ساقها الخطيب في المدرج التي خالف أصحابها مالكا في رفع هذه الجملة، وقال بعد ذلك: " قلت: وليس في جميع ما تقدم ما يمنع أن يكون التفسير مرفوعا لأن مع الذي رفعه زيادة على ما عند الذي وقفه، وليس في رواية الذي وقفه ما ينفي قول من رفعه، وقد روى مسلم (3/190 ح 1154) ، من طريق أبي الزبير عن جابر ما يقوي رواية الرفع في حديث أنس، ولفظه: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لو بعت من أخيك ثمرا فأصابته عاهة، فلا يحل لك أن تأخذ منه شيئا، يم تأخذ ما أخيك بغير حق؟ ". 5. اسمه سليمان بن حيان – بالمثنات التحتية – الأزدي الكوفي قال: ابن معين صدوق وليس بحجة (التهذيب 4/181) ، وقال الحافظ في التقريب: صدوق يخطئ مات سنة 190 هـ.

النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.1 وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأنصاري، وعبد الله بن المبارك، وهشيم بن بشير، وعبيدة بن حميد أربعتهم عن حميد فاقتصروا على المرفوع حسب دون كلام أنس. وأما حديث مالك الذي رفع فيه جميع المتن: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَرْبِيُّ وَأَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ قَالا: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ نا الْقَعْنَبِيُّ2 أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ3 عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تُزهي فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وما تزْهي؟ قال: تحمرّ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرَأَيْتَ إِذَا مَنَعَ الله الثمرة فبم

_ 1. نص على ذلك الحافظ الدارقطني في كتاب الأحاديث التي خولف فيها مالك – مخطوط مجموع 1495 ق 145 نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية – ثم أضاف في الرواة الذين خالفوا مالكا وفصلوا المرفوع من غيره: سليمان بن بلال ومحمد بن إسحاق ومعتمر بن سليمان وإسماعيل بن يوسف ومعاذ بن معاذ وغيرهم. 2. هو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قعنب صاحب الإمام مالك حافظ ثقة مات سنة 221 هـ (التهذيب 6/31) . 3. كتب في الأصل في هذا الموضع إشارة تضبيب هكذا ((صـ)) .

يَأْخُذُ أَحَدُكُمْ مَالَ أَخِيهِ "1. وَهَكَذَا رَوَاهُ عَنْ مَالِكٍ كَافَّةُ أَصْحَابِهِ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِيهِ2. وأما حديث يزيد بن هارون وأحاديث من وافقه على الفصل الأخير قول أنس بن مالك وتمييزهم إياه وفصلهم بينه وبين كلام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عبد اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا مُوسَى بْنُ سهل ابن كثير3 أنا

_ 1. انظر الموطأ 2/618 ح 11 من كتاب البيوع باب النهي عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها. 2. قال ابن عبد البر في التمهيد 2/190: " هكذا روى هذا الحديث جماعة الروات في الموطأ ولم يختلفوا فيه فيما علمت ... وأما قوله: " أرأيت إن منع الله ... " فيزعم قوم أنه من قول أنس وهذا باطل بما رواه مالك وغيره من الحفاظ في هذا الحديث إذ جعلوه مرفوعا من قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد روى أبو الزبير عن جابر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله مرفوعا. أهـ. قلت: تابع مالكا على الرفع يحيى بن أيوب عن حميد به. انظر شرح معاني الآثار للطحاوي 4/24. هذا ومن روايات أصحاب مالك التي وقفت عليها: 1- عبد الله بن يوسف عن مالك (البخاري مع الفتح 4/398) . 2- ابن وهب عن مالك (مسلم 3/190 ح 1555) . 3- عبد الرحمن بن القاسم عن مالك (النسائي 7/364) . 4- أبو مصعب عن مالك (شرح السنة للبغوي 8/94 ح 2080) . 5- ابن بكير عن مالك (البيهقي في السنن الكبرى 5/305) . وكذا وافقهم الشافعي عن مالك / انظر (ترتيب مسند الشافعي للسند 2/148 ح 509، والبيهقي في السنن 5/300) . 3. هو البغدادي المعروف بالوشاء – بتشديد المعجمة – ضعيف مات سنة 278هـ (التقريب: 351) .

يزيد بن هارون. وأخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الحسن الحبري – بنيسابور – (5/أ) أنا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ1 نا عبد الرحيم ابن منيب2 نا يزيد نا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثمر حتى تزهو قُلْنَا مَا زَهْوُهُ قَالَ: حَتَّى تحمرّ ". قال أنس: أرأيت لو مَنَعَ اللَّهُ الثَّمَرَةَ بِمَ تَسْتَحِلُّ مَالَ أَخِيكَ3، لفظ حديث المحاملي. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ4 نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ5 نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ6 عن

_ 1. قال الحاكم: " لم يسمع حديثا قط "، ووثقه ابن طاهر مات سنة 336هـ (اللسان الميزان 2/146) . 2. لم أقف على ترجمته فيما اطلعت عليه من المصادر. 3. رواية يزيد بن هارون هذه أخرجها البغوي (شرح السنة 8/94 ح 2081 من نفس طريق الخطيب) . 4. كتب في الأصل في هذا الموضع إشارة تضبيب هكذا (صـ) . 5. ابن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام، قال أبو حاتم: " صدوق "، وثقه ابن سعد وابن حبان، وقال الحافظ في التقريب: " صدوق " مات سنة 230هـ (التهذيب 1/116) . 6. هو أبو محمد الدراوردي، كان مالك يوثقه، وقال أحمد: " كان معروفا بطلب الحديث، إذا حدث من كتابه فهو صحيح، وإذا حدث من كتب الناس ووهم " (التهذيب 6/353) ، وقال الحافظ في التقريب: " صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ " مات سنة 186 هـ.

حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ ثَمَرَةِ النَّخْلِ حَتَّى تزهة ". قُلْنَا لأَنَسٍ: مَا زَهْوُهُ؟ قَالَ: تحمرّ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِذَا مَنَعَ اللَّهُ الثمرة فبم تستحل مالك أَخِيكَ؟ 1 روى محمد بن عباد المكي2 عن عبد العزيز بن محمد كلام أنس مفردًا فرفعه كذلك. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حفص بن زيات3 حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ: إِنْ لَمْ يثمرها الله فبما يَسْتَحِلُّ أَحَدُكُمْ مَالَ أَخِيهِ "4. قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مَنِيعٍ5 رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ جَمَاعَةٌ كُلُّهُمْ عَنْ حميد

_ 1. أخرجه البيهقي (السنن الكبرى 5/300) من طريق النجاد عن إسماعيل بن إسحاق عن إبراهيم ... به.. 2. هو ابن الزبرقان نزيل بغداد، قال أحمد: حديثه حديث أهل الصدق، وقال ابن معين: لا بأس به. قال الحافظ ابن حجر: صدوق يهم، مات سنة 234 هـ (التهذيب 9/244) . 3. هو عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الناقد، اشتهر بكنيته، وهو ثقة (تاريخ بغداد 11/260) . 4. رواه مسلم (3/1190 ح 1555) باب وضع الجوائح من كتاب المساقاة، وأخرجه البيهقي (السنن الكبرى 5/300) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيِّ عَنْ أحمد بن علي الجزار عنه ... به.. 5. هو عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، ولم أهتد للمصدر الذي ذكر البغوي فيه الكلام.

من قول أنس، ولا نعلم أحدا رَفَعَهُ إِلا الدَّرَاوَرْدِيُّ. قَالَ الْخَطِيبُ: قَدْ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ مَوْقُوفًا كَمَا ذَكَرْنَاهُ. وَإِبْرَاهِيمُ أَتْقَنُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ، وَلَيْسَ يَصِحُّ أَنَّ أَحَدًا رَفَعَهُ سِوَى مَالِكٍ وَاللَّهُ أعلم1. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ الْخِرَقِيُّ نا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا المطرز نا أَبُو كُرَيْبٍ2 وَأَبُو سَعِيدٍ3 قَالا: نا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ4 أنا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَشْتَرُوا الثَّمَرَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهُ "– وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: لا يَصْلُحُ بَيْعُ النَّخْلِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهُ – قَالُوا: وَمَا صَلَاحُهُ؟ قال: يحمرّ ويصفرّ5.

_ 1. سبق الكلام عن ذلك ص 32، ونقلنا هناك كلام ابن عبد البر ... وابن حجر. وقال النووي في شرح مسلم 10/218، عند شرح حديث محمد بن عباد قال الدارقطني: هذا وهم من محمد بن عباد أو من عبد العزيز في حال إسماعه محمدا؛ لأن إبراهيم بن حمزة سمعه من عبد العزيز مفصولا مبينا إنه من كلام أنس وهو الصواب، وليس مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسقط محمد بن عباد كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأتى بكلام أنس وجعله مرفوعا وهو خطأ. أهـ. 2. اسمه محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي ثقة حافظ مات سنة 247 هـ (التهذيب 9/385) . 3. هو عبد الله بن سعيد الكندي وثقه أبو حاتم، وقال ابن معين والنسائي صدوق لا بأس به، وثقه الحافظ ابن حجر، مات سنة 257 هـ التهذيب 5/236. 4. هو سليمان بن حيان – بالمثنات التحتية – تقدم. 5. روى هذا الجزء من الحديث ابن الجارود (المنتقى 206 ح 604) من طريق أبي سعيد عن أبي خالد، ولم يذكر كلام حميد المذكور هنا ولم أقف على رواية أبي كريب فيما وقفت عليه من المصادر.

قَالَ حُمَيْدٌ: قَالَ أَنَسٌ: أَرَأَيْتَ إِنْ مَنَعَ اللَّهُ الثَّمَرَةَ بِمَ تَأْكُلُ مَالَ أَخِيكَ؟ وَقَالَ أَبُو سعيد: بم تستحل مالك أَخِيكَ؟ 1. أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مَاسِيٍّ2 وَأَنَا أَسْمَعُ أَخْبَرَكُمْ يُوسُفُ الْقَاضِي3 نا أَبُو الرَّبِيعِ4 نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ5 نا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يَزْهُوَ ". فَقِيلَ لأَنَسٍ: مَا زَهْوُهُ؟ قَالَ: أَنْ يَحْمَرَّ وَيَصْفَرَّ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ مَنَعَ اللَّهُ الثَّمَرَةَ بِمَ تَسْتَحِلُّ مَالَ أَخِيكَ "6.

_ 1. سيأتي متابعة لهذا الرواية من رواية إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ حُمَيْدٍ. 2. هو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أيوب، وثقه البرقاني والخطيب، مات سنة 369 هـ تاريخ بغداد 9/408. 3. ابن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد أبو محمد البصري وثقه الخطيب مات سنة 297 هـ تاريخ بغداد 14/310. 4. هو سليمان بن داود العتكي الزهراني البصري وثقه ابن معين، وأبو حاتم وأبو زرعة وابن حجر وغيرهم مات سنة 234 هـ (التهذيب 4/190) . 5. ابن أبي كثير الأنصاري الزرقي مولاهم، ثقة حافظ مات سنة 180 هـ (التهذيب 1/287) . 6. حديث إسماعيل بن جعفر رواه البخاري عن قتيبة عنه. انظر الفتح (4/404 ح 2208) ، ومسلم من طريق يحيى بن أيوب وقتيبة وعلي بن حجر عنه (صحيح مسلم 3/1190 ح 1555) ، وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/24 من طريق علي بن معبد عنه.

وأما حديث مالك بن عبد الله الأنصاري عن حميد الذي اقتصر فيه على المتن المرفوع دون كلام أنس الأخير وأحاديث من تابعة على روايته كذلك عن حميد1. فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ2 أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشافعي نا محمد ابن سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ الْبَاغَنْدِيُّ نا الأَنْصَارِيُّ – يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ – نا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى تَزْهُوَ ". قِيلَ يَا أَبَا حَمْزَةَ وَمَا زَهْوُهَا؟ قَالَ: حَتَّى تحمرّ أو تصفرّ3. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ4 أَخْبَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ نا حِبَّانُ5 أنا عَبْدُ اللَّهِ6 أنا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ:

_ 1. الروايات التي ساقها الخطيب تحت هذا العنوان: ليس فيها اقتصار على المرفوع بل هي مثل التي قبلها والله تعالى أعلم!!! 2. أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ البزاز بزايين. انظر (تاريخ بغداد 7/279) . 3. أخرج البيهقي رواية الأنصاري من طريق أبي حاتم الرازي (السنن 5/300) . 4. هو أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الحافظ الإمام الثبت مات سنة 371 هـ (تذكرة الحفاظ 3/947) . 5. هو ابن موسى بن سوار أبو محمد السلمي المروزي ثقة مات سنة 233 هـ (التهذيب 2/174) . 6. ابْنُ الْمُبَارَكِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحنظلي التميمي مولاهم أحد الأئمة الأعلام (التهذيب 5/382) .

" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُبَاعَ ثمر النخل حتى يزهو " (5/ب) قال: يعني حتى يحمرّ1. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ2 قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خميروية أَخْبَرَكُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ نا هشيم3 وعبيدة بن حميد عن حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهَا وَعَنِ النَّخْلِ حَتَّى يَزْهُوَ ". قِيلَ: وَمَا يَزْهُو؟ قال: يحمارّ ويصفارّ.4 5 6

_ 1. رواه البخاري في كتاب البيوع باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها من طريق ابن مقاتل عن ابن مبارك به ... (انظر الفتح 4/394 ح 2195) . 2. هو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ تقدم. 3. هشيم – بالتصغير – بن بشير - بوزن عظيم – بن القاسم بن دينار السلمي الواسطي ثقة كثير التدليس والإرسال مات سنة 183 هـ (التهذيب 11/59) . 4. رواه البخاري في باب بيع النخل قبل أن يبدو صلاحه من كتاب البيوع، من طريق علي بن الهيثم عن معلى بن منصور عن هشيم به انظر الفتح (4/397 ح 2197) . أما رواية عبيدة بن حميد فلم أقف عليها فيما اطلعت عليه من المصادر. ووجدت لهما متابع من رواية يحيى القطان عن حميد به عند الإمام أحمد في المسند 3/115) . 5. كتب في هامش الأصل هنا ما نصه " بلغ مقابلة في الأولى حسب الطاقة ". 6. يراجع ما كتبته من تعليق في نهاية الحديث السابق – الحديث الثاني عن ابن عمر – في الحاشية رقم = 2 =.

4- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ1 أنا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ الْعَسْكَرِيُّ ثنا أحمد بن الوليد2 ثنا شاذان3 ثنا شعبة. وأخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ4 الْحَافِظُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ نا أَبُو دَاوُدَ5 نا شعبة عن جبلة6 ابن سُحَيْمٍ قَالَ: أَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ فَرَزَقَنَا ابْنُ الزُّبَيْرِ تَمْرًا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " لا تَقْرُنُوا، فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقِرَانِ7 إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ "8 وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ أبي داود.

_ 1. بالموحدة بعدها زايان معجمتان بينهما ألف (تاريخ بغداد 1/351) . 2. أبو بكر الفحام وثقه الخطيب، مات سنة 273 هـ (تاريخ بغداد 5/188) . 3. أبو عبد الرحمن أسود بن عامر البغدادي الملقب شاذان ثقة (التهذيب 1/340) . 4. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن إسحاق الأصبهاني صاحب الحلية مات سنة 430 هـ (الميزان 1/111) . 5. سليمان بن داود الطيالسي صاحب المسند الذي جمعه يونس بن حبيب مات سنة 204 هـ التهذيب (4/182) . 6. جبلة – بالجيم والموحدة – بن سُحيْم – بمهملتين – مصغرا كوفي ثقة (التقريب/ 45) . 7. ورد القران في اللغة لعدة معان والمراد هنا الجمع بين التمرتين في الأكل (انظر القاموس 4/260، والنهاية 4/52) . 8. انظر مسند أبي داود الطيالسي الذي جمعه يونس بن حبيب 359 ح 1906 إلا أنه قال في آخره: " إلا أن يشاور أحدكم أخاه ((بدل)) يستأذن ".

أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ1 الإِسْمَاعِيلِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ أَخْبَرَكُمُ الْفَضْلُ بن الحُباب ثنا أَبُو الْوَلِيدِ2 وَالْحَوْضِيُّ3 جَمِيعًا عَنْ شعبة. وأخبرنا ابْنُ غَالِبٍ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الآبَنْدُونِيَّ4 يَقُولُ: أنا أَبُو خَلِيفَةَ5 نا أَبُو الْوَلِيدِ نا شُعْبَةُ قَالَ جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ أَخْبَرَنِي6 قَالَ: " كُنَّا بِالْمَدِينَةِ – وَزَادَ الْحَوْضِيُّ فِي بَعْثِ أَهْلِ الْعِرَاقِ – ثُمَّ قَالا: فَأَصَابَتْنَا سَنَةٌ وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُنَا التَّمْرَ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا فَيَقُولُ: لا تُقَارِنُوا فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقِرَانِ، إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ أخاه "7

_ 1. اسمه: أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ. 2. هو هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ. 3. أبو عمر حفص بن عمر الأزدي النمري ثقة مات سنة 225 هـ التهذيب 2/406. 4. في الأصل الأنبدوني بتقديم النون على الباء الموحدة والتصويب من الأنساب للسمعاني (1/64) ، وتاريخ بغداد (9/407) ، وهو نسبة إلى أبندون – بألف مفتوحة بعدها باء موحدة ثم نون ثم دال مهملة مضمومة – قرية من قرى جرجان. 5. هو الفضل بن الحباب الجمحي، قال الذهبي: ثقة صادق، مات سنة 305 هـ. تذكرة الحفاظ 2/670. 6. هكذا في الأصل، ولعل كلمة – أخبرني اعتراضية من قول شعبة ليوضح سماعه منه والله أعلم. 7. أخرج هذه الرواية الإمام البخاري من طريق أبي عمر حفص بن عمر الحوضي عن شعبة في كتاب المظالم باب إذا أذن إنسان لآخر شيئا جاز. انظر الفتح 5/106 ح 2455. وأخرجها أيضا من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن شعبة في كتاب الشركة باب القران في التمر بين الشركاء. انظر الفتح 5/131 ح 2490، ورواية الطيالسي رواها أيضا الدارمي في السنن (2/29 ح 2065) كتاب الأطعمة باب النهي عن القران.

أخبرنا ابْنُ غَالِبٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ أَخْبَرَكُمْ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ1 نا أَبِي نا شُعْبَةُ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ. قَالَ: كُنَّا بِالْمَدِينَةِ فِي بَعْثِ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَأَصَابَتْنَا سَنَةٌ وَكَانَ ابْنُ الزُّبُيْرِ يَرْزُقُنَا التَّمْرَ، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا فَيَقُولُ: " لا تُقَارِنُوا فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْقِرَانِ إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ "2. وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ3 وَسَفْيَانُ الثَّوْرِيُّ كِلاهُمَا عَنْ جبلة بن سحيم.

_ 1. عبيد الله بن معاذ بن معاذ بن نصر العنبري هو ووالده ثقتان، انظر (التهذيب 7/48، 10/194) . 2. رواه مسلم 3/1617 ح 2045 (كتاب الأشربة باب نهي الآكل مع جماعة عن قران تمرتين ونحوهما ... ) وقد تابع هؤلاء الرواة – الذين ذكر الخطيب رواياتهم – عن شعبة في رفع جميع الحديث كل من يزيد بن هارون وبهز بن أسد العمي وعفان بن مسلم فرووه عن شعبة مرفوعا. انظر رواياتهم في مسند الإمام أحمد 2/46، 74، 103. 3. هو سليمان بن أبي سليمان الكوفي، ثقة مات بعد سنة 140 هـ (التهذيب 4/197) .

* أما حديث أبي إسحاق: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ – بِالْبَصْرَةِ – نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللؤلؤي نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ نا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى نا ابْنُ فُضَيْلٍ1 عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الإِقْرَانِ2 إِلَّا أَنْ تَسْتَأْذِنَ أَصْحَابَكَ "3 وأما حديث سفيان: فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ أنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى نا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ نا جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابن عمر يقول:

_ 1. هو محمد بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ، صدوق رمي بالتشيع مات سنة 195 هـ. انظر (التهذيب 9/405) 2. هكذا في الأصل ((الإقران)) بخلاف الروايات السابقة ((القران)) بدون الهمزة. وقد ورد بالهمزة كما هو هنا في رواية أبي داود 4/175، وفي رواية البخاري – سيأتي تخريجها – وكذلك عند مسلم قال النووي 13/229: هكذا هو في الأصل والمعروف في اللغة ((القران)) يقال: قرن بين الشيئين ولا يقال: أقرن. أهـ. قال الحافظ في الفتح: كذا لأكثر الرواة وقد أوضحت في كتاب الحج أن اللغة الفصحى بغير ألف – ثم ذكر من خرجه بلفظ القران ومن خرجه بلفظ الإقران – ثم قال: وليست هذه اللفظة معروفة. وأقرن من الرباعي وقرن من الثلاثي وهو الصواب، ... ثم قال: والحق أن هذه اللفظة من اختلاف الرواة انتهى كلامه ملخصا (الفتح 9/570) ، وانظر (النهاية في غريب الحديث 4/52) . 3. رواه أبو داود 4/175 ح 3834 كتاب الأطعمة باب الإقران في التمر عند الأكل، ورواه الإمام أحمد في المسند 2/7 من طريق ابن فضيل به..

" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْرُنَ الرَّجُلُ تَمْرَتَيْنِ جَمِيعًا حَتَّى يَسْتَأْذِنَ أَصْحَابَهُ "1. ورواه سعيد بن عامر الضبعي عن شعبة عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر كذلك. أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحِيرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ السُّلَمِيُّ أنا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ نا إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ الأُبُلِّيُّ2 أنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عمر قال: (6/أ) "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الإِقْرَانِ فِي التَّمْرِ إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ أَحَدُكُمْ أخاه "3.

_ 1. رواه البخاري في كتاب الشركة باب القران في التمر بين الشركاء. انظر (الفتح 5/131 ح 2489) ، رواه مسلم 3/1617 ح 2045 من طريق زهير عن ابن مهدي عن الثوري به..ورواه الإمام أحمد في المسند 2/60 من طريق وكيع وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سفيان به ... هذا وقد تابع سفيان وأبا إسحاق وشعبة على رواية الرفع عن جبلة عبد الملك بن حميد بن أبي غنية - بفتح الغين المعجمة وتشديد المثناة التحتانية بينهما نون – أخرجها الإمام أحمد في المسند 2/131. 2. نسبة إلى الأبلة – بضم الألف والباء الموحدة وتشديد اللام آخرها تاء مربوطة – بلدة قرب البصر (الأنساب للسمعاني 1/98) وإسحاق هذا ذكره ابن حبان (الثقات 8/119) وذكره المعلمي (هامش رقم (2) من صـ 130 من الجزء الأول من الإكمال نقلا عن مشتبه النسبة لعبد الغني) . 3. لم أقف على رواية سعيد بن عامر هذه فيما اطلعت عليه من المصادر، ورأيت الحافظ ذكرها في الفتح 9/57، ولم يعزها لغير الخطيب في المدرج.

وَذِكْرُ الاسْتِثْنَاءِ بِالاسْتِئْذَانِ فِي الْقِرَانِ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيَّنَ ذَلِكَ آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ جَبَلَةَ بن سحيم، وجوده1 شبابة سَوَّارٍ عَنْ شُعْبَةَ. وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ أَرَى الإِذْنُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ، وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ السِّمْنَانِيُّ2 عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ زِيَادٍ الأُبُلِّيِّ حَدِيثَ سَعِيدِ بْنُ عَامِرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ وَبَيَّنَ أن ذكر الاستئذان قو ابْنِ عُمَرَ3. أما حديث آدم بن أبي إياس: فأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بن أحمد بن بشار النيسابوري نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوِيَةَ الْعَسْكَرِيُّ نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلانِسِيُّ نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ نا شُعْبَةُ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ قال:

_ 1. جوده تجويدا تستعمل عند المحدثين لمعنيين: الأول: بمعنى سواه تسوية أي دلسة تدليس تسوية، وذلك إذا أسقط الضعفاء من الإسناد وأبقى على الثقات وذكر صيغة محتملة والقدماء يسمونه تجويدا، والمتأخرون يسمونه تسوية. انظر فتح الباقي المطبوع في حاشية التبصرة والتذكرة 1/190، وفتح المغيث 1/80، وما بعدها، وتوضيح الأفكار 1/376. والثاني بمعنى: أتقنه وحفظه إسنادا أو متنا وهذا الأخير هو الذي أراده الخطيب هنا والتجويد بهذا المعنى استعمله ابن عبد البر كثيرا في التمهيد. انظر (9/33، 10/67، 14/265، 266) ... 2. بكسر السين المهملة وسكون وفتح النون وفي آخرها نون آخر قرية من نواحي نسا (الأنساب/ 7/239) . 3. سيأتي في نهاية هذا الحديث زيادة تفصيل عن صحة الإدراج أو عدمه وكلام ابن حجر عن ذلك فليراجع هناك.

" أَصَابَنَا عَامُ سَنَةٍ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَرَزَقَنَا تَمْرًا، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ نَأْكُلُ فَيَقُولُ: لا تُقَارِنُوا فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الإِقْرَانِ ثُمَّ قَالَ: إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ " قَالَ شُعْبَةُ: " الإِذْنُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ "1 وأما حديث شبابة: فأخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى الْبَزَّازُ2 أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ نا مالك ابن يَحْيَى أَبُو غَسَّانَ نا شَبَابَةُ نا شُعْبَةُ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ: " أَصَابَنَا عَامُ سَنَةٍ وَنَحْنُ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَرَزَقَنَا التَّمْرَ، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ نَأْكُلُ فَيَقُولُ: لا تُقَارِنُوا فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الإِقْرَانِ ". قَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ أَخَاهُ.3 وأما حديث عاصم بن علي: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ4 قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى بِشْرِ بْنِ أَحْمَدَ الإسفراييني ... حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: نا عَاصِمٌ نا شُعْبَةُ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ: كُنَّا فِي بَعْثٍ فَأَصَابَنَا عَامُ سَنَةٍ، وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُ

_ 1. رواه البخاري في كتاب الأطعمة باب القران في التمر (الفتح 9/569 ح 5446) . 2. البزاز – بزائين بينهما ألف – يعرف بابن الحصري وثقه الخطيب مات سنة 409 هـ (تاريخ بغداد 12/97) . 3. لم أجد هذه الرواية من طريق شبابة، وقد ذكرها الحافظ في الفتح (9/570 ولم يعزها لغير الخطيب. 4. هو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الخوارزمي.

التَّمْرَ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ نَأْكُلُ فَيَقُولُ: " لا تُقَارِنُوا فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْقِرَانِ ثُمَّ يَقُولُ: إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ ". قَالَ شُعْبَةُ: أَرَى الإِذْنَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ1. وأما حديث سعيد بن عَامِرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الله بن دينار الذي رواه السِّمْنَانِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ زِيَادٍ الأبلي. فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ2 الْحِيرِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن يونس السمناني3 ثنا إِسْحَاقَ بْنِ زِيَادٍ الأُبُلِّيِّ – مُؤَذِّنِ مَسْجِدِ الْجَامِعِ – نا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ نا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ – بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الإِقْرَانِ – يَعْنِي فِي التَّمْرِ – إِلَّا أن يستأذن أحدكم أخاه ".

_ 1. لم أجده من طريق عاصم ولكن ابن حجر ذكره في الفتح 9/570، ولم يعزه لغير الخطيب ولكن وجدت له متابعا عند مسلم (3/1617 ح 2045 كتاب الأشربة باب النهي عن القران) . وأحمد (المسند 2/44، 81) كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ عن شعبة به ... 2. هو محمد بن أحمد ونسبته إلى حيرة نيسابور قال السمعاني: كان أحد الثقات الأثبات مات سنة 380 هـ وقيل قبل ذلك، انظر (الأنساب 4/326، لسان الميزان 5/38) . 3. بكسر السين المهملة وفتح الميم والنون بلدة من بلاد قومس بين الدامغان وخوار الري يقال لها سمنان، وسمنان أيضا قرية من قرى نسا، وإلى هذه الأخيرة ينسب صاحب الترجمة، وقد كان من أعيان المحدثين مات سنة 303 هـ (الأنساب 7/239 – 341) .

قَالَ شُعْبَةُ: " إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ أحدكم أخاه، هو قول ابن عمر "1 2.

_ 1. لم أجده من طريق سعيد بن عامر إلا أن ابن حجر ذكر رواية سعيد هذه (الفتح 9/570) وقال: " أخرجه الخطيب، إلا أن سعيدا أخطأ في اسم التابعي فقال: عن شعبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر والمحفوظ – جبلة بن سحيم كما قال الجماعة " أهـ. 2. لقد رجح الإمام النووي والحافظ ابن حجر ثبوت رفع كلمة الاستئذان إلى رسول لله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنها ليست موقوفة على ابن عمر، فقال النووي (13/229) وقوله: قال شعبة لا أرى هذه الكلمة إلا من كلام ابن عمر ... وهذا الذي قال شعبة لا يؤثر في رفع الاستئذان إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنه نفاه بظن وحسبان وقد أثبته سفيان في روايته فثبت. أهـ. قال الحافظ (الفتح 9/570) : والحاصل أن أصحاب شعبة اختلفوا، فأكثرهم رواه عنه مدرجا، وطائفة منهم رووا عنه التردد في كون هذه الزيادة مرفوعة أو موقوفة، وشبابة فصل عنه وآدم جزم عنه بأن الزيادة من قول ابن عمر، وتابعه سعيد بن عامر إلا أنه خالف في التابعي فلما اختلفوا على شعبة وتعارض جزمه وتردده وكان الذي رووا عنه التردد أكثر، نظرنا فيمن رواه غيره من التابعين، فرأيناه قد ورد عن الثوري وأبي إسحاق الشيباني – تقدم تخريج روايتهما -. ومسعر – روايته عند النسائي في الكبرى موقوفة: تحفة الأشراف (5/326) وزيد بن أبي أنيسة – روايته عند ابن حبان في النوع الثامن والخمسين من القسم الثاني من صحيحه – بلفظ: من أكل مع قوم من تمر فلا يقرن، فإن أراد أن يفعل ذلك فليستأذنهم ... ، وهذا أظهر في الرفع مع احتمال الإدراج، ثم نظرنا فيمن رواه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير ابن عمر فوجدناه عن أبي هريرة وسياقه يقتضي الرفع – ثم ذكر ألفاظه ومن خرجها عنه ثم قال: فالذي ترجح عندي أن لا إدراج فيه، وقد اعتمد البخاري هذه الرواية وترجم عليها في كتاب المظالم وفي الشركة. أهـ. ورواية أبي هريرة أخرجها البغوي في شرح السنة – 11/328 ح 2892 – عن عطاء بن السائب وذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد – 5/41 – وقال: رواه البزار وفيه عطاء وقد اختلط وبقية رجاله رجال الصحيح. أهـ. قلت: ورواه عن أبي هريرة الشعبي ذكره ذلك الحافظ وعزاه إلى ابن حبان. قال الهيثمي: ورواه أبو طلحة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواه الطبراني وفيه عمر بن دريج ضعفه أبو حاتم ووثقه ابن معين بقية رجاله ثقات، وعن بريدة قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كنت نهيتكم عن القران في التمر فإن الله قد أوسع عليكم فاقرنوا " رواه الطبراني والبزار وفي إسنادهما يزيد بن بزيع – بالموحدة والزاي – وهو ضعيف. أهـ.

5- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَكُمْ تميم بن محمد الطوسي (6/ب) وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ1 ونا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ لَفْظًا أنا الْحَضْرَمِيُّ – يَعْنِي مطينا -2. وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَى بِشْرِ بْنِ أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِينِيِّ حَدَّثَكُمْ يَحْيَى بن محمد الحنائي3. وأخبرنا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ البغدادي – بصور – وأبو الحسين4 طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عيسى الدعا بِبَغْدَادَ – قَالا: أنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ النسوي قال: حدثني جدي

_ 1. العطف هنا من كلام البرقاني لأن إسماعيلي شيخه. 2. هو محمد بن عبد الله بن سليمان وثقه الدارقطني والذهبي مات سنة 297هـ (تذكرة الحفاظ 2/662) . 3. أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ البختري الحنائي – بكسر الحاء المهملة وفتح النون المشددة وفي آخرها الياء آخر الحروف – هذه النسبة إلى بيع الحناء (الأنساب 4/275) ، وثقه الخطيب مات سنة 299 و (تاريخ بغداد 14/229) . 4.في تاريخ بغداد 9/3568، أبو الحسن ... ويعرف بابن الحصري – بضم الحاء المهملة وتسكين الصاد المهملة أيضا بعدها راء – كان عابدا صالحا مات سنة 425هـ.

قالوا: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ1 نا أبي نا شعبة. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجِسْتَانِيُّ أنا معاذ بن الْمُثَنَّى2 قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي نا أَبِي عَنْ شُعْبَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ3 عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَا وضعها الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} 4، وَإِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ فلم يغيروه أو شكوا أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ "5. أَلْفَاظُهُمْ سواء6.

_ 1. هو عبيد الله بن معاذ بن معاذ بن نصر العنبري أخو المثنى بن معاذ كان ثقة حافظ مات سنة 237هـ (التهذيب 7/48) . 2. معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبري يروي عن أبيه عن جده عن شعبة، كان ثقة مات سنة 288هـ (تاريخ بغداد 13/136) . 3. إسماعيل بن قيس عن أبي بكر هذه السلسلة أصح الأسانيد إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه. (انظر تدريب الراوي 1/83) . 4. سورة المائدة آية: 105. 5. رواية عبيد الله بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ شعبة أخرجها أيضا ابن حبان في صحيحه انظر: موارد الظمآن 455 ح 1838، وأخرجها أيضا أبو بكر المروزي في مسند الصديق (131 ح 89) . أما رواية ابن أخيه معاذ بن المثنى بن معاذ فلم أجدها فيما وقفت عليه من المصادر. 6. تابع شعبة في رفع جميع المتن جرير بن عبد الحميد في روايته عن إسماعيل عن قيس ... به، انظر تفسير الطبري: 98، مسند أبي بكر للمروزي: (130 ح 87) . وتابعه أيضا شعيب بن أبي حمزة عن إسماعيل به مرفوعا. انظر: (العلل لابن أبي حاتم 2/98 ح 1788) ، وكذلك تابعه أيضا عن إسماعيل يزيد بن هارون، وانظر مسند أبي ربكر للمروزي 130 ح 87) ، وكذلك تابعه علي رفع جميع المتن وكيع عن جرير بن عبد الحميد عن إسماعيل به (تفسير بن جرير 7/98) ، وجميع هذه الطرق رجالها ثقات.

هَكَذَا رَوَى مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ شُعْبَةَ، جَعَلَهُ كُلَّهُ مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَهِمَ فِي ذَلِكَ لأَنَّ أَوَّلَ الْحَدِيثِ إنما هو من كَلامُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ إِلَى مَا ذُكِرَ مِنَ الآيَةِ وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ هُوَ كَلامُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَاهُ كَذَلِكَ عَنْ شُعْبَةَ مُبَيَّنًا مُفَصَّلًا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. وَهَكَذَا رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ عَنْ مُثَنَّى بْنِ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ شُعْبَةَ، وَأَحْسَبُ أن إبراهيم رد إِلَى الصَّوَابِ، وَكَرِهَ مُخَالَفَةَ النَّاسِ، لأَنَّ الْمَحْفُوظَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ مِنْ رِوَايَةِ ابْنَيْهِ مَعًا مَا قَدَّمْنَاهُ. وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَاهِيدِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ وَشُعْبَةَ جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ فَجَعَلَ الْمَتْنَ كُلَّهُ كَلامَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَلَمْ يَرْفَعْ مِنْهُ شَيْئًا. وأما حديث محمد بن جعفر عن شعبة: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ – بِالْبَصْرَةِ – نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ1 نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ نا أَبِي نا مُحَمَّدٌ2 نا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصديق أنه خطب فقال:

_ 1. نسبة إلى مادرايا – بالدال المهملة – بلدة قرب البصرة (اللباب 3/142) . 2. ابن جعفر غندر.

" يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَا وضعها الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا مُنْكَرًا بَيْنَهُمْ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ عَمَّهُمُ اللَّهُ أَوْ يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ "1. وأما حديث عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَبَّانِيُّ2 قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو قُدَامَةَ3 نا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة (7/أ) عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يُحَدِّثُ عَنْ أبي بكر الصديق أنه قال: " يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَا وضعها الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ بَيْنَهُمْ فَلَمْ يُنْكِرُوهُ يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بعقاب "4.

_ 1. رواه الإمام أحمد في المستند 1/9، وتابع شعبة في ذَلِكَ / مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ عن إسماعيل به (مسند الحميدي 1/3 ح 3) وتابعه أيضا هشيم عن إسماعيل ... به (مسند أبي بكر للمروزي 128 ح 86) . 2. بفتح القاف وتشديد الباء المنقطوطة بواحد، وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى القبان وهو الذي يوزن به الأشياء (الأنساب 10/319) . وانظر ترجمة القباني في (التهذيب 2/368) . 3. هو اليشكري الحافظ نزيل نيسابور كان ثقة مات سنة 241هـ التهذيب 7/16. 4. لم أقف على من خرج رواية بن مهدي عن شعبة ... ورواته هنا كلهم ثقات.

وأما حديث إبراهيم الْحَرْبِيُّ عَنْ مُثَنَّى بْنِ مُعَاذِ عن أبيه الذي يرى أنه كره فيه مخالفة الناس فرواه على الصواب. فأخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ1 النَّجَّادُ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ نا مُثَنَّى بْنُ مُعَاذٍ نا أَبِي نا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ خَطَبَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ وتضعونها على غير مواضعها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُنْكِرُوهُ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ "2. وَهَكَذَا رَوَى الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ عَامَّةُ أَصْحَابِهِ مِنْهُمْ زهير بن معاوية3

_ 1. في الأصل ((سليمان)) بالمثناة التحتية والتصويب من تاريخ بغداد 4/189، طبقات الحنابلة 2/7. 2. لم أجد رواية إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ عَنْ شعبة فيما اطلعت عليه من المراجع. وقد تابع شعبة على رواية الحديث عن إسماعيل مفصلا مبينا: عبد الله بن نمير حماد بن أسامة وزهير بن معاوية ويزيد بن هارون (مسند أحمد 1/2، 5، 7، ومسند الصديق للمروزي 130 ح 88) ، وعبد العزيز بن مسلم القسملي (شرح السنة للبغوي 14/344 ح 4153) ، وأخرج ابن جرير الطبري في التفسير 7/98، 99، الحديث من طريق عيسى بن المسيب البجلي، ومجالد بن سعيد الهمداني كلاهما عن قيس مبينا مفصلا مثل رواية إسماعيل هذه إلا أنهما ضعيفان. انظر عيسى في تعجيل المنفعة 215، ومجالد في التهذيب 10/39. 3. أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/5، وقد نص في حديثه على رفع آخره.

وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ1 وَيَزِيدُ بْنُ هارون2 ويعلى بن عبيد وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ3 وَغَيْرُهُمْ لَمْ يَخْتَلِفُوا أَنَّ أَوَّلَ الْحَدِيثِ كَلامُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَاخْتَلَفُوا فِي أخوه فَمِنْهُمْ مَنْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْهُمْ مَنْ وَقَفَهُ4. وأما حديث مسلم بن إبراهيم عن مالك بن مغول وشعبة الذي وقف جميعه. فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نا مَالِكُ بْنُ مغول وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ وَتَلا هَذِهِ الآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} وأنتم تقرءونها

_ 1. رواه أبو داود 4/509-510 ح 4338، وأشار إلى رواية هشيم الدارقطني في العلل 1/183. 2. رواه الترمذي 4/467 ح 2168، 2169 كتاب الفتن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 5/256 ح 3057 كتاب التفسير، سورة المائدة، ذلك من طريق أحمد بن منيع ومحمد بن بشار كلاهما عن يزيد به ورفع آخر الحديث ووقف أوله على أبي بكر، وقال الترمذي: وهكذا روى غير واحد نحو حديث يزيد ورفعه بعضهم عن إسماعيل، ووقفه بعضهم، ورواه أيضا الإمام أحمد في المسند 1/7. 3. لم أجد روايتهما – يعلى وعلي – وأشار الدارقطني في العلل 1/181 إلى رواية علي بن عاصم – وهو ابن صهيب الواسطي – صدوق يخطئ وصر رمي بالتشيع (تقريب /247) . 4. قال الدارقطني – عن حديث قيس عن أبي بكر – هو حديث رواه إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ... فرواه عنه جماعة من الثقات، فاختلفوا عليه فيه فمنهم من أسنده إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنهم من أوقفه على أبي بكر – ثم سرد أسماء الذين رووه مسند ثم أعقبهم بذكر من وقفه ثم قال: - وجميع رواة هذا الحديث ثقات، ويشبه أن يكون قيس بن حازم كان ينشط في الرواية مرة فيسنده ومرة يجبن عنه فيقفه على أبي بكر – أ. هـ ملخصا (العلل 1/179-186) . وقال أبو زرعة – بعد ذكر أسماء من وقفه ... : وأحسب إسماعيل كان يرفعه مرة ويوقفه مرة (العلل لابن أبي حاتم 2/98 ح 1788) . وقال البزار في مسنده 1/3/2: وقد أسنده جماعة ثم سرد أسماءهم – وأوقفه جماعة ثم ذكر أسماءهم ثم قال: والحديث لمن زاد فيه إذا كان ثقة. أ. هـ ملخصا.

لا تَدْرُونَ مَا تَفْسِيرُهَا، وَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ تَرَوُا الْمُنْكَرَ فَلا تُنْكِرُوهُ فَيَعُمُّكُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ "1. 6- حديث آخر: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَكِيلُ نا زَيْدُ بْنُ أحزم نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ نا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ عَاصِمٍ2 عَنْ زِرٍّ3 أَنَّ ابن جرموز4

_ 1. لم أجد هذه الرواية فيما وقفت عليه من المصادر – من طريق مسلم بن إبراهيم إلا أن الدارقطني أشار في العلل 1/181، إلى رواية مالك وشعبة فيمن رواه موقوفا. وقد أخرج ابن جرير في التفسير 7/98، عن جرير بن عبد الحميد وابن فضيل عن بيان بن بشر عن قيس ... وعن وكيع عن إسماعيل عن قيس..جميع المتن موقوفا على أبي بكر، وفي 7/99 من طريق عبد الملك بن ميسرة عن قيس مثله. 2. هو ابن بهدلة أبي النجود أبو بكر المقرئ وثقه أحمد وابن سعد وأبو زرعة وابن معين، وقال النسائي: لا بأس به مات سنة 128هـ (التهذيب 5/38) ، وقال الحافظ في التقريب (159) : صدوق له أوهام حجة في القراءات حديثه في الصحيحين مقرونا. 3. بكسر أوله وتشديد الراء ابن حبيش – بمهملة وموحدة ومعجمة، مصغرا بن حباشة – بضم المهملة بعدها موحدة ثم معجمة – بن أوس بن بلال الأسدي الكوفي، مخضرم أدرك الجاهلية وهو ثقة مات سنة 81هـ أو 82هـ (التقريب 106، التهذيب 3/321) . 4. اختلف في اسمه فسماه الطبري في التاريخ 4/499، والخطيب في الأسماء المبهمة في الأبناء المحكمة 211 ح 106 عمير بن جرموز، وسماه ابن سعد في الطبقات 3/111: عمرو، وفي 112 سماه عمير. وقال ابن عبد البر في الاستيعاب 3/316: قيل اسمه عبد الله وقيل عمرو، وقيل عمير، وقيل عميرة بن جرموز السعدي التميمي، وذكر ابن حجر في الإصابة 4/9، والتهذيب 3/319: أن اسمه عمرو بن جرمو.

اسْتَأْذَنَ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: " ائْذَنُوا له، وسمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بَشِّرْ قَاتِلَ ابْنِ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ، إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حواريا والزبير حواريي "1. جعل هذا الراوي وأظنه زَيْدَ بْنَ أَخْزَمَ – قَوْلَهُ بَشِّرْ قَاتِلَ ابْنِ صَفِيَّةَ، بِالنَّارِ مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ وَهْمٌ، إِنَّمَا هُوَ قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمَا بَعْدَهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى ذَلِكَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ2 عَنْ سَلامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ مُبَيَّنًا مُفَصَّلًا. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ وشبيان بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكُ بْنُ عبد الله والحكم (7/ب) بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَبُو الأَحْوَصِ سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ثَمَانِيَتُهُمْ رَوَوْهُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَجَعَلُوا الْفَصْلَ الأَوَّلَ مِنْ كَلامِ عَلِيٍّ وَالْفَصْلَ الثَّانِي مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأما حديث أبي سلمة عن سلام بن أبي مطيع فأخبرناه الْجَوْهَرِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُعَدَّلُ نا عَلِيُّ بن محمد

_ 1. لم أجد رواية زيد بن أخزم من طريق سلام بن أبي مطيع بهذا اللفظ فيما وقفت عليه من المصادر. 2. موسى بن إسماعيل المنقري – بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف – ثقة ثبت مات سنة 223 هـ (التقريب 349) .

ابن عُبَيْدٍ نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ1 قَالا: نا أَبُو سَلَمَةَ نا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيٍّ، فَجَاءَ الآذِنُ فَقَالَ: قاتل الزبير بالباب. قال: لِيَدْخُلْ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ النَّارَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ حواري وحواريي الزُّبَيْرُ "2 وأما حديث زائدة3 عن عاصم مثل هذه الرواية. فأخبرناه عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشاهد ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ وَأَنَا حَاضِرٌ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ4 نا زَائِدَةُ3 عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرٍّ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ عَلِيٍّ فَاسْتَأْذَنَ ابْنُ جُرْمُوزٍ فَقَالَ عَلِيٌّ: بَشِّرْ قَاتِلَ ابْنِ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ ثُمَّ قَالَ: " سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لكل نبي حواري، وحواريي الزبير "5.

_ 1. أبو بكر أحمد بن زهير بن حرب النسائي قال الخطيب: كان ثقة عالما متفننا حافظا، مات سنة 279 هـ (تاريخ بغداد 4/162) . 2. رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3/105 من طريق موسى بن إسماعيل أبي سلمة التبوذكي، ولم أجده في غيره. 3. هو ابن قدامة أبو الصلت الثقفي وكان ثقة صاحب سنة 161 هـ أو بعدها (التهذيب 3/306) . 4. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يونس اليربوعي. 5. رواه أحمد في المسند 1/89، من طريق مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَائِدَةَ ... به. ورواه أيضا في فضائل الصحابة 2/737 ح 1272 من نفس الطريق ... ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3/105 من طريق أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يونس عنه به ... وأخرجه أيضا أبو نعيم في الحلية 4/186. وأخرجه الترمذي في مناقب الزبير 5/646 ح 3745، عن زائدة مقتصرا على اللفظ المرفوع فقط ... ((لكل نبي حواري)) وقال: هذا حديث حسن صحيح. ورواه أيضا ابن أبي عاصم في السنة 2/610 ح 1388، وأحمد في فضائل الصحابة 2/737 ح 1271 كلاهما من طريق زائدة مقتصرا على المرفوع فقط.

وأما حديث شبيان1 عن عاصم فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نَا عبد الله بن جعفر بن فَارِسٍ نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ نا أبو داود2 نا شبيان عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ: اسْتَأْذَنَ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ لَيَدْخُلَنَّ قَاتِلُ ابْنِ صَفِيَّةَ النَّارَ إِنِّي سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حواري، وحواريي الزُّبَيْرُ "3. وأما حديث حماد بن سلمة عن عاصم. فأخبرناه عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الجنيد نا أبو زبيعة4 نا حَمَّادٌ – يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ – عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ أَنَّ عَلِيًّا قِيلَ لَهُ إِنَّ قَاتِلَ الزُّبَيْرِ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: أُدْخِلَ قَاتِلُ ابْنِ صَفِيَّةَ النَّارَ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:

_ 1. أبو معاوية ابن عبد الرحمن النحوي البصري، وثقه أحمد وابن معين والعجلي والنسائي وغيرهم مات سنة 164 هـ (التهذيب 4/373) . 2. هو سليمان بن داود الطيالسي. 3. انظر مسند الطيالسي 24 ح 163، وأخرجه من طريقه أبو نعيم في الحلية 4/186، ورواه أحمد في المسند 1/89، عن هاشم وحسن عن شيبان به ... 4. زيد بن عوف لقبه فهد قال الذهبي: يروي عن حماد بن سلمة، تركوه، وضعفه الدارقطني وأبو حاتم وأبو زرعة والفلاس (الميزان 2/105) .

" إن لكل نبي حواريا، وحواريي الزُّبَيْرُ "1. وأما حديث سفيان الثوري عن عاصم. فأخبرناه أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْوَاعِظُ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان نا عبد الله بن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي نا هاشم بن القاسم ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ: اسْتَأْذَنَ ابْنُ جُرْمُوزٍ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: ابْنُ جُرْمُوزٍ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: ائْذَنُوا لَهُ، لِيَدْخُلْ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ النَّارَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لِكُلِّ نبي حواري، وإن حواريي الزبير "2.

_ 1. رواه أحمد في المسند 1/102، من طريق عفان بن مسلم عن حماد ... به، و1/103 عن يونس بن محمد المؤدب عنه وابن أبي عاصم في السنة 2/610 ح 1389 من طريق إبراهيم بن حجاج الساسي عن حماد ... وابن سعد في الطبقات الكبرى 3/105، عَنْ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ حماد.. به ... وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/367 من طريق حجاج بن منهال عن حماد وأبو نعيم في الحلية 4/186. 2. رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة 2/737 ح 1273 عن هاشم بن القاسم الكناني عن الثوري ... به، ورواه أيضا الطبراني في الكبير 1/79 ح 228، 1/83 ح 243، عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن حمزة بن عون المسعودي عن محمد بن القاسم الأسدي عن الثوري مقتصرا على المرفوع فقط ومن هذا الطريق: أخرجه أيضا الحاكم في المستدرك 3/367 مبينا الموقوف من المرفوع. وحمزة المسعودي ذكره ابن حبان في الثقات 8/210 ولم أجده في غيره، وفي هذا الإسناد محمد بن القاسم الأسدي، كذبه أحمد والدارقطني وغيرهما (الضعفاء للعقيلي 4/126، التهذيب9/408) وأشار إلى رواية هذه أبو نعيم في الحلية 4/186.

وأما حديث شريك بن عبد الله1 عن عاصم. فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَرْخِيُّ، وَأَخْبَرَنِيهِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلَّالُ – وَاللَّفْظُ لَهُ – نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ2 نا أَبُو بَكْرِ بن أبي داود3 - إملاءا – قال: نا حَمْزَةُ بْنُ عَوْنٍ4 الْمَسْعُودِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ4 ثنا سُفْيَانُ وَشَرِيكٌ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ الأَسَدِيِّ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ عَلِيٍّ إِذْ أُتي بِرَأْسِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: بَشِّرْ قَاتِلَ ابن (8/أ) صَفِيَّةَ بِالنَّارِ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وحواريي الزبير "5.

_ 1. أبو عبد الله النخعي الكوفي القاضي، وثقه أحمد وابن معين وقال يعقوب بن شيبة وابن سعد وأبو داود وغيرهم: ثقة يخطئ كثيرا وضعفه القطان وغيره، مات سنة 177هـ (التهذيب 4/333) . 2. بالخاء المعجمة ثم زاي بعدها ألف ثم زاي آخر (تاريخ بغداد 3/121) . 3. عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني قال الذهبي – في تذكرة الحفاظ 2/767: الحافظ العلامة قدوة المحدثين صاحب التصانيف، مات سنة 316هـ. 4. تقدم الكلام عليهما قبل ثلاث حواشي. 5. حديث شريك أخرجه الحاكم في المستدرك 3/367 من طريق حمزة المسعودي عن محمد بن القاسم الأسدي وتقدمت الإشارة إلى رواية حماد بن سلمة وسفيان عند الحاكم. وقد عقب الحاكم على هذه الأحاديث الثلاثة فقال: هذه الأحاديث صحيحة عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وإن لم يخرجاها بهذه الأسانيد، ووافقه الذهبي في التلخيص فقال: هذه أحاديث صحيحة. أ. هـ، وبهذا الإسناد رواه الطبراني في الكبير 1/79 ح 228 مقتصرا على المرفوع منه فقط، وقد تقدم في تخريج حديث سفيان الثوري الكلام على محمد بن القاسم الأسدي وتكذيب العلماء له. والله أعلم. هذا وقد أشار أبو نعيم في الحلية 4/186 إلى رواية شريك بن عبد الله.

وأما حديث الحكم بن عبد الملك1 عن عاصم. فأخبرناه عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَصْرِيُّ نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ2 نا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ نا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فجاء المستأذن يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ: قَاتِلُ الزُّبَيْرِ بِالْبَابِ. قَالَ: بَشِّرْ قَاتِلَ ابْنِ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ حواري وحواريي الزُّبَيْرُ "3. وأما حديث أبي الأحوص4 عن عاصم. فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ – بِنَيْسَابُورَ – نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ نا الْعَبَّاسُ بن محمد الدوري ثنا أَبُو نُعَيْمٍ5 نا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: جَاءَ ابْنُ جُرْمُوزٍ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَلِيٍّ، فَقَالُوا: هَذَا ابْنُ جُرْمُوزٍ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْبَابِ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: لِيَدْخُلْ قَاتِلُ ابْنِ صَفِيَّةَ النَّارَ سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حواريا وحواريي الزبير "6.

_ 1. القرشي البصري نزل الكوفة، ضعفه ابن معين وأوب حاتم والنسائي وابن عدي وغيرهم (التهذيب 2/431) . 2. هو الدوري. 3. رواية الحكم بهذا الإسناد والمتن أخرجها الخطيب في الأسماء المبهمة في الأبناء المحكمة 211 ح 106. والحكم ضعيف وشيخه الحسن بن بشر الهمداني وقيل البجلي تكلم فيه. انظر التهذيب 2/255. 4. سلام بن سليم الحنفي مولاهم الكوفي. 5. الفضل بن دكين الكوفي التيمي. 6. رواه ابن سعد في الطبقات 3/105، وأبو نعيم في الحلية 4/186. وانظر فوائد أبي القاسم الشيباني 74/2.

وأما حديث أبي بكر بن عياش عن عاصم. فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقَنَّعِيُّ1 نا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْوَزِيرُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ الْمَكِّيُّ2 نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ: جَاءَ ابْنُ جُرْمُوزٍ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ عَلِيٌّ: لَيَدْخُلُ النَّارَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لِكُلِّ نبي حواري وحواريي الزبير "3. وأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ العبقسي4 بمكة نا أبي.

_ 1. هو الجوهري شيخ الخطيب وذكره بهذا اللقب من تدليس الخطيب، وقد اشتهر عن الخطيب إكثاره من تدليس الشيوخ، والذي نص على نسبته هذه السمعاني في الأنساب 12/402. 2. قال في التهذيب: هو محمد بن جعفر بن أبي الأزهر مولى بني هاشم وثقه النسائي وابن حبان وقال: ربما أخطأ وتركه أبو بكر بن خزيمة مات سنة 238 هـ (التهذيب 9/178) . 3. رواه الطبراني في الكبير – عن نفس طريق حديث سفيان وشريك المتقدمين 1/79 ح 228) مقتصرا على المرفوع منه. ورواه البزار في مسند علي من مسنده المعلل 108/1 ثم قال: هذا الحديث قد روى عن علي رضي الله عنه من غير وجه، ولا نعلمه يروى إلا من حديث عاصم عن زر، رواه غير واحد عن عاصم عن زر. وأخرجه من طريق ابن عياش أيضا أبو نعيم في الحلية 4/186، ثم قال معقبا على جميع الروايات السابقة: هذا حديث صحيح ثابت ... أ. هـ. ورواه أيضا أبو بكر الشافعي في الفوائد 110/2. 4. قال السمعاني في الأنساب 9/207: هذه النسبة إلى عبد قيس، وقد ينسب إليه العبدي والعبقسي أشهر ... أ. هـ.

وأخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ بِمَكَّةَ نا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ الْعَبْقَسِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الله بن الفضل الدَّيْبُلِيُّ1 نا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ: أَتَى ابْنُ جُرْمُوزٍ بَعْدَ الْقِتَالِ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْ قَاتِلَ ابْنِ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لِكُلِّ نبي حواري، وحواريي الزبير "2.

_ 1. بفتح الدال المهملة وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وضم الباء المنقوطة بواحدة هذه النسبة إلى ديبل بلدة من بلاد ساحل البحر من بلاد الهند قريبة من السند (الأنساب 5/439) . 2. تقدم تخريجه قبل قليل. هذا ولحديث عاصم عن زرّ متابعان عن علي رضي الله عنه الأول رواه الحاكم 3/367 من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي عن عمر ابن محمد بن القاسم الأسدي عن أبيه عن شريك عن العباس بن ذريح – بالذال المعجمة – عن مسلم بن ندير – ويقال بالمعجمة مصغرا -. قال: كنا عند علي فجاء ابن جرموز ... الحديث وفي هذا الإسناد محمد الأسدي وقد تقدم الكلام عليه ومسلم بن ندير قال عنه ابن حجر: مقبول (التقريب/336) . والثاني رواه الخطيب في الأسماء المبهمة (21 ح 106) من طريق محمد بن العباس الدوري عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن مغيرة ابن مقسم عن أم موسى حبيبة سرية لعلي رضي الله عنه قالت: رأيت عمير بن جرموز استأذن على علي ... فذكر الحديث.

7- حديث آخر: أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ1 نا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ2 نا شُعْبَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " طَلَّقْتُ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَتَى عُمَرُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: مُره فَلْيُرَاجِعْهَا فَإِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا إِنْ شَاءَ، قَالَ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَفَيَحْتَسِبُ بِتِلْكَ التَّطْلِيقَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ "3. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ نا محمد بن العباس بن نَجِيحٍ – مِنْ لَفْظِهِ – نا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ4 نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَيْرَانَ5 نا شُعْبَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ سَمِعَ ابن عمر يقول:

_ 1. أبو قلابة الرقاشي وثقه ابن الأعرابي، وقال أبو داود: رجل صدق أمينٌ مأمون، وقال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون، كان يحدث من حفظه فكثرت الأوهام في روايته، مات سنة 276 هـ (التهذيب 6/419) . 2. ابن الحكم أبو محمد الزهراني الأزدي البصري ثقة مات سنة 207 هـ (التهذيب 1/455) . 3. رواه الدارقطني في السنن 4/5، والبيهقي في السنن الكبرى 7/326، كلاهما من طريق عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بشر بن عمر به ... 4. أبو جعفر بن مسمع بن مالك المعدِّل. وثقه الدارقطني والخطيب وغيرهما مات سنة 275 هـ تاريخ بغداد 4/119. 5. قال الخطيب: أبو محمد ... كوفي الأصل ... قد اعتبرتُ من رواياته أحاديث كثيرة فوجدتها مستقيمة تدل على ثقته والله أعلم. أهـ، وقد ذكره في ترجمة تلميذه أحمد بن حرب 4/114 باسم عبد الله بن حمران وذكر هذا الحديث هناك بسنده هنا.

" طلقت امرأتي وهو حَائِضٌ، فَذَكَرَ عُمَرُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: فليراجعها فإذا طهرت فليطلقها، قال: فيحتسب بالتطليقة؟ قال: فمه؟ "1. أما الحديث (8/ب) الأَوَّلُ فَقَدْ صُرح فِيهِ أَنَّ عُمَرَ اسْتَفْهَمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ أَفَيَحْتَسِبُ بِتِلْكَ التَّطْلِيقَةِ؟ وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَابَهُ بِقَوْلِهِ نَعَمْ2. وَأَمَّا الْحَدِيثُ الثَّانِي فَإِنَّ الاسْتِفْهَامَ أدرج فيه، والظاهر منه أنه مِثْلُ الأَوَّلِ، وَذَلِكَ وَهْمٌ وَالصَّوَابُ أَنَّ الاسْتِفْهَامَ مِنْ قَوْلِ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ وَأَنَّ جَوَابَهُ قَوْلٌ لابْنِ عُمَرَ بَيَّنَ ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُندر وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ الْمَازِنِيُّ فِي رِوَايَتِهِمْ عَنْ شُعْبَةَ3. أما حديث محمد بن جعفر. فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ نا أبي.

_ 1. أخرج هذه الرواية المؤلف في تاريخه 4/119 – 120 في ترجمة أحمد بن حرب المعدل، وذكرها ابن حجر في النكت 2/815 من حديث عبد الله بن خيران. قوله: " فمه؟ " قال ابن حجر في الفتح 9/352: أصله فما، وهو استفهام أي فما يكون إن لم تحتسب ويحتمل أن يكون الهاء أصلية وهي كلمة تقال للزجر. قال ابن عبد البر: قول ابن عمر ((فمه)) معناه فأي شيء يكون إذا لم تعتد بها أ. هـ. الفتح ملخصا. 2. قال الحافظ ابن حجر في النكت 2/816: قال الخطيب: ورواه بشر بن عمر الزهراني عن شعبة فوهم فيه وهما فاحشا فإنه قال فيه: " قال عمر: يا رسول الله ... أفتحسب بتلك التطليقة؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعم. أ. هـ هكذا ذكر ابن حجر هذا النص ولم أجده في النسخة التي بين يديه وهي فريدة ومقابلة على أصل صحيح. والله أعلم. 3. انظر النكت لابن حجر 2/815 – 816.

وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الثَّانِي1 وَالْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التَّنُوخِيُّ قَالا: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَهْدٍ الْمَوْصِلِيُّ أنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنِ الْمُثَنَّى نا بُنْدَارٌ2 قَالَ: نا محمد بن جعفر نا شُعْبَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " طَلَّقْتُ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا ثُمَّ إِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا ". قُلْتُ لابن عمر: أحتسبتَ تلك التطليقة؟ قال: فمه3.

_ 1. ويقال الأوسط وذلك إن له أخوين أحدهما أكبر منه اسمه محمد أيضا ويكنى أبا عبد الله، والآخر أصغر منه يسمى أحمد (انظر تاريخ بغداد 2/361، وشذرات الذهب 3/269) . 2. محمد بن بشار. 3. رواه مسلم – كتاب الطلاق باب تحريم طلاق الحائض – 2/1097 ح 12 من طريق محمد بن المثنى ومحمد بن بشار عن محمد بن جعفر ... به..ورواه أحمد في المسند 2/78 عن محمد بن جعفر به ... وقد تابع أنس بن سيرين على روايته هذه يونس بن جبير الباهلي أخرجه مسلم في نفس الكتاب والباب المتقدمين ح 10بنفس الإسناد عن ابن المثنى وابن بشار ... به إلا أن بين شعبة ويونس قتادة، وقد تابع محمد بن جعفر عن شعبة سليمان بن حرب (انظر فتح الباري 9/351 ح 5252) . وكذلك تابع محمد بن جعفر في روايته عن شعبة خالد بن الحارث وبهز بن أسد عن شعبة به في مسلم في الموضع السابق ذكره، وعبد الرحمن بن مهدي وبهز أيضا عند أحمد 2/61، وأخرجه أحمد أيضا عن بهز عن شعبة ... به ... في 2/74، وكذلك يزيد بن برهان (المنتقى 245 ح 735، هذا وقد تابع شعبة عن أنس عبد الملك بن أبي سليمان، روايته في مسلم في المواضع السابق رقم 11، وفي المسند 2/128 إلا أنه قال في آخره. قال أنس فاعتددت بتلك التطليقة؟ قال: مالي لا أعتد بها، إن كنت عجزت واستحمقت.

وأما حديث يحيى بن القطان. فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ1 النَّخَّاسِ2 حَدَّثَكُمْ عُمَرُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ نا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ الله نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنِي شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ حَدَّثَنِي أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " طَلَّقَ ابْنُ عُمَرَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لِيُرَاجِعْهَا فَإِذَا طَهُرَتْ فاليطلقها ". قَالَ: قُلْتُ احْتَسَبْتَ بِهَا؟ قَالَ: فَمَهْ؟ 3. وأما حديث النضر بن شميل. فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ السِّمِّذِيِّ4 حَدَّثَكُمْ عَبْدُ الله بن محمد شِيرَوَيْهِ نا إِسْحَاقُ – هُوَ ابْنُ إبراهيم الحنظلي5 - أنا النضر نا شعبة ننا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابن عمر:

_ 1. في الأصل الحسين والتصويب من تاريخ بغداد 9/438، والأنساب 13/54. 2. بفتح النون وتشديد الخاء المعجمة بعدها ألف وفي آخرها السين المهملة هذا الاسم لمن يكون دلالا في بيع الجواري والغلمان والدواب (الأنساب 13/54) . 3. لم أجد رواية القطان فيما اطلعت عليه من المصادر. 4. اسمه عبد الله بن محمد بن علي بن زياد السمذي – بكسر السين المهملة وفتح الميم المشددة، وقيل بكسرها وفي آخره الذال المعجمة – هذه النسبة إلى السمذوهو نوع من الخبز الأبيض الذي يعمله الآكاسرة والملوك (الأنساب 7/216) . 5. المعروف بابن راهويه.

" أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ فَأَتَى عُمَرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَهُ أَنْ يُرَاجِعَهَا ثُمَّ يُطَلِّقَهَا وَهِيَ طَاهِرٌ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ أَتَحْتَسِبُ بِتِلْكَ التَّطْلِيقَةِ؟ قَالَ: فَمَهْ1. 8- حديث آخر: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْدِيُّ نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ – هُوَ الزَّعْفَرَانِيُّ – نا أَبُو قَطَنٍ2 نا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ3 عَنْ أبي – هُرَيْرَةَ قَالَ: " قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ4 مِنَ النَّارِ "5.

_ 1. لم أقف على رواية النضر بن شميل هذه. حديث ابن عمر هذا مشهور من رواية ابنه سالم عنه عند البخاري وغيره (الفتح 8/653 ح 4908) من كتاب التفسير ((سورة الطلاق)) ، ومن رواية مالك وغيره عن نافع عن ابن عمر عند البخاري وغيره (التفح 9/435 ح 5251) كتاب الطلاق الباب الأول. راجع بيان طرق هذا الحديث والتي لم يذكرها الخطيب، وفيها تأكيد ما ذكره الخطيب من الإدراج والراجح فيه في الصفحة السابقة حاشية ((أي عند تخريج حديث محمد بن جعفر غندر)) . 2. عمرو بن الهيثم بن قَطَن – بفتح القاف والمهملة آخره نون – القُطَعي – بضم القاف وفتح المهملتين – البصري ثقة مات سنة 200 هـ (التقريب 263) . 3. القرشي الجمحي مولاهم أبو الحارث المدني ثقة (التهذيب 9/169) . 4. قال الجوهري في الصحاح 1/184: والعقب بكسر القاف وتسكينها لغتان. مؤخر القدم وهي مؤنثة وعقب الرجل ولده وولد ولده. 5. لم أجد رواية أبي قطن هذه فيما وقفت عليه من المصادر وجميع كتب المصطلح اللاحقة للخطيب لم تعزها لغير المدرج للخطيب.

قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْبَرْقَانِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظِ أن أَبَا بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيَّ1 حَدَّثَهُمْ قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ نا شَبَابَةُ نا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ "2. " وَهِمَ أَبُو قَطَنٍ عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ القُطَعي وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ في روايتهما هذا الحديث (9/أ) عَنْ شُعْبَةَ عَلَى مَا سُقْنَاهُ ". وَذَلِكَ أَنَّ قَوْلَهُ: " أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ" كَلامُ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَوْلُهُ: " وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " كَلامُ3 النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ رواه دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُندر، وهشيم بْنُ

_ 1. عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ بن زياد الفقيه قال الخطيب: كان حافظا متقنا عالما بالفقه والحديث معا موثقا في روايته، مات سنة 324 هـ (تاريخ بغداد 10/120، الأنساب 13/235) . 2. لم أقف على رواية شبابة بن سوار وذكرها علماء المصطلح في باب المدرج ولم يعزوها لغير كتاب الفصل للوصل للخطيب. 3. ورد رفع جميع هذا المتن أعني: " أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النار " إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص عند مسلم 1/214 ح 26 من كتاب الطهارة باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما. ورواه أحمد 2/193 من المسند، وابن ماجة 1/154 ح 450 كتاب الطهارة باب غسل العراقيب. وورد وقف ((أسبغوا)) ورفع الباقي عن عائشة رضي الله عنها عند مسلم 1/213 ح 25 كتاب الطهارة باب وجوب غسل الرجلين ... وابن ماجة ... 1/154 ح 452 كتاب الطهارة ...

بَشِيرٍ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ كُلُّهُمْ عَنْ شُعْبَةَ، وَجَعَلُوا الْكَلامَ الأَوَّلَ مِنْ قَوْلِ أَبِي هريرة والكلام الثاني مرفوعا.1 أخبرناه أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ فَارِسٍ نا يونس بن حبيب نا أَبُو دَاوُدَ نا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَأَتَى عَلَى قَوْمٍ يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمَطْهَرَةِ2 فَقَالَ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ للعقب من النار " 3. حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانٍ التَّغْلِبِيُّ الْهِيتِيُّ4 - لفظا – نا محمد بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ قَالَ: قُرِئَ على عبد الملك ابن مُحَمَّدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: نا وهب – يعني بن جرير – ننا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ مِنَ الْمَطْهَرَةِ. فَيَقُولُ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النار "5.

_ 1. ما بين إشارتي التنصيص نقله عن المصنف الحافظ العراقي في التقييد والإيضاح 107 – 108. وقد تابع هؤلاء في روايتهم عن شعبة: حجاج بن منهال في مسند أحمد 2/494، وهاشم بن القاسم عند الدارمي 1/145 ح 713 وتابع شعبة عن ابن زياد: الربيع بن مسلم عند مسلم 1/214 ح 28 ومعمر عند أحمد 2/284. 2. قال صاحب الصحاح 2/727: والمطهرة – بفتح الميم وكسرها – الإداوة والفتح الأعلى والجمع المطاهر، ويقال السواك مطهرة – بالفتح – للفم أ. هـ. 3. انظر مسند الطيالسي 325 ح 2486. 4. قال السمعاني في الأنساب 13/445: بكسر الهاء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين هذه النسبة إلى هيت بليدة فوق الأنبار من أعمال بغداد أ. هـ. 5. أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/38 من طريق ابن مرزوق عن وهب به ...

أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ نا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ1 نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ نا شُعْبَةُ نا محمد ابن زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا وَالنَّاسُ يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمَطْهَرَةِ فَيَقُولُ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، فَإِنَّ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ من النار "2. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ نا عَاصِمٌ – يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ – نا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا وَالنَّاسُ يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمَطْهَرَةِ فَيَقُولُ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ فَإِنَّ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَيْلٌ للعقب من النار "3. حدثنا أَبُو بَكْرٍ الْهِيتِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عبدوس بن كامل. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجٌ نا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَبْدُوسٍ نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أنا شُعْبَةُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلُهُ سَوَاءٌ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَيْلٌ للأعقاب من النار "4.

_ 1. قال في الأنساب 2/306: بفتح الباء المنقوطة بواحدة واللام وفي آخرها الدال المهملة هذه النسبة إلى موضعين أحدهما البلد اسم بلدة تقارب الموصل يقال لها بلد الحطب وبها كان يونس بن متى عليه السلام، والثاني منسوبة إلى بلد الكرج – بالجيم – التي بناها أبو دلف وسماها البلد. أ. هـ. 2. رواه البخاري – كتاب الوضوء باب غسل الأعقاب – انظر الفتح (1/267 ح 165) . 3. لم أجد رواية عاصم هذه فيما وقفت عليه من المصادر. 4. رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/38 من طريق ابن خزيمة عن علي به.

حدثنا محمد بن عبد الله بن أَبَانٍ نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ نا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ وَهُمْ يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمَطْهَرَةِ فَيَقُولُ لَهُمْ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ من النار "1. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ قريش البزار وحبيب ابن الْحَسَنِ الْقَزَّاز قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ أنا أَبُو عبيد القاسم بن سلام (9/ب) نا هشيم2 أخبرنا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ أَتَى عَلَى قَوْمٍ يَتَوَضَّئُونَ فَقَالَ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ "3. أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دعلج بن أحمد ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ القباني ثنا عمرو بن علي4 ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ. قَالَ دَعْلَجٌ: ونا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِيرَوَيْهِ نا إِسْحَاقُ أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالا: نا شُعْبَةُ نا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ مِنَ الْمَطْهَرَةِ فَيَقُولُ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، فَإِنَّ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " 5 لَفْظُ يزيد بن زريع.

_ 1. رواه أحمد في المسند 2/409. 2. ابن بشير الواسطي. 3. رواه أحمد (انظر المسند 2/228) إلا أنه قال: عن شعيب عن ابن زياد فلا أدري أشعيب هنا تصحيف لشعبة أم ماذا؟؟. 4. هو أبو حفص الفلاس ثقة حافظ مات سنة 249هـ (التقريب 261) . 5. انظر رواية النضر بن شميل في المنتقى لابن الجارود 36 ح 79، ولم أقف على رواية يزيد بن زريع.

حدثنا أَبُو بَكْرٍ الْهِيتِيُّ1 نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ نا أَبُو بَكْرِ بْنُ المُطوعي2 نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ3 نا وَكِيعٌ4 عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمَطْهَرَةِ، فَقَالَ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النار " 5. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَكُمُ الْحَسَنُ بْنُ علي السُرّي6 نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا وَالنَّاسُ يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمَطْهَرَةِ فَيَقُولُ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ فَإِنَّ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ويل للعراقيب7 من النار "8.

_ 1. محمد بن عبد الله بن أبان التغلبي. 2. قال في الأنساب 12/317: بضم الميم وتشديد الطاء المهملة وفتحها وكسر الواو في آخرها العين المهملة هذه النسبة إلى المطوعة، وهم جماعة فرعوا أنفسهم للغزو والجهاد ورابطوا في الثغور. أ. هـ ولم أعرف اسمه ولا ترجمته. 3. عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان الحافظ الثقة صاحب المصنف والمسند مات سنة 235هـ (التهذيب 6/2) . 4. ابن الجراح بن مليح الؤاسي أبو سفيان الحافظ الثقة العابد صاحب الزهد – مطبوع – مات سنة 197هـ (التهذيب 11/123) . 5. انظر مصنف ابن أبي شيبة 1/26، وأخرجه أيضا مسلم من طريق ابن أبي شيبة، وقتيبة وأبي كريب عن وكيع به (صحيح مسلم 1/214 ح 29 كتاب الطهارة باب وجوب عسل الرجلين ... ) . 6. قال في الأنساب 7/136: بضم السين المهملة وتشديد الراء المكسورة هذه النسبة إلى ((سر)) قرية من قرى الري. أ. هـ. 7. قال الجوهري: العرقوب العصب الغليظ فوق عقب الإنسان (الصحاح 1/180) . 8. رواه ابن الجارود في المنتقى 36/ ح 78.

وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ أَخْبَرَكُمْ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ نا أَبِي نا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاء1. 9- حديث آخر: أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ عُثْمَانَ الشِّيرَازِيُّ قَالا: أنا أبو الهيثم بن محمد بن المكي الكُشْمِيْهني2. وأخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ أَخُو الْخَلَّالِ أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَاجِبٍ الكُشَاني3 قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ4 نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ نا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أنا عَبْدُ اللَّهِ – هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ – أنا يُونُسُ5 عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

_ 1. لم أقف على رواية معاذ بن معاذ عن شعبة. 2. بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو (الأنساب 11/115 – 116) . 3. بضم الكاف وفتح الشين المعجمة بعدها الألف وفي آخرها النون هذه النسبة إلى الكشانية وهي بلدة بنواحي سمرقند (الأنساب 11/110 -111) . 4. بفتح الفاء والراء وسكون الباء المنقوطة بواحدة وبعدها راء أخرى هذه النسبة إلى فربر وهي بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى. (الأنساب 10/170) . 5. ابن يزيد بن أبي النجاد الأيلي – بفتح الألف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها اللام نسبة إلى بلدة على ساحل بحر القلزم مما يلي مصر (اللباب 1/98) ، ويعرف الآن بالأحمر، وثقه ابن المبارك وابن معين والنسائي والعجلي وغيرهم وتكلم فيه من جهة حفظه أحمد ووكيع وابن سعد وغيرهم مات سنة 159 هـ (التهذيب 11/450) .

" لِلْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ الصَّالِحِ أَجْرَانِ، وَالَّذِي نفسي بيده لولا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْحَجُّ وَبِرُّ أُمِّي لأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ "1. كَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الْجَامِعِ الصَّحِيحِ عَنْ بِشْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ. وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو " للعبد الصَّالِحِ أَجْرَانِ " فَقَطْ وَمَا بَعْدَ ذلك إنما هوكلام أبي هريرة2. رواه مبينًا مجودا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ عَنْ يُونُسَ بن يزيد.

_ 1. انظر صحيح البخاري كتاب العتق باب العبد إذا أحسن عبادة ربه ونصح سيده (الفتح 5/175 ح 2548) . 2. ذكر الحافظ في النكت على ابن الصلاح 2/812 هذا الحديث مثالا من أمثلة وجوه معرفة المدرج، وذلك للوجه الأول وهو ما يستحيل إضافته إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: فهذا الفصل الذي في آخر الحديث لا يجوز أن يكون مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ يمتنع عليه أن يتمنى أن يصير مملوكا، وأيضا لم يكن له أم يبرها بل هذا من قول أبي هريرة رضي الله عنه أُدرح في المتن. أ. هـ. قال في الفتح 5/175-176 في شرح هذا الحديث: " ظاهر هذا السياق رفع هذا الجمل إلى آخرها، وعلى ذلك جرى الخطابي ... ، وجزم الداودي وابن بطال وغير واحد بأن ذلك مدرج من قول أبي هريرة ويدل عليه من حيث المعنى قوله: " وبرّ أمي " فإنه لم يكن للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حينئذ أم يبرها ... إلى أن قال: فقد فصله الإسماعيلي من طريق أخرى عن ابن المبارك ولفظه " والذي نفس أبي هريرة بيده ... " وكذلك أخرجه الحسين بن الحسن المروزي في كتاب ((كتاب البر والصلة)) .. إلخ. أ. هـ ملخصا من الفتح.

أما حديث حبان عن ابن المبارك. فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ أَخْبَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ نا حِبَّانُ نا عَبْدُ اللَّهِ أنا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سمعت (10/أ) سَعِيدًا يَقُولُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قال رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلْمَمْلُوكِ الصَّالِحِ أَجْرَانِ ". " وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بيده لولا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْحَجُّ وَبِرُّ أُمِّي لأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ "1. وأما حديث ابن وهب عن يونس. فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو بكر أحمد بن علي بن مُحَمَّدٍ الْيَزْدِيُّ2 الْحَافِظُ – بِنَيْسَابُورَ – أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ3 أنا عبد الله بن محمد ابن يونس السمناني ثنا أبو طاهر – يعني أحمد بن عمرو السَّرْحِ – أنا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلْعَبْدِ الْمُصْلِحِ أَجْرَانِ ". وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَوْلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْحَجُّ وَبِرُّ أُمِّي لأَحْبَبْتُ أَنْ أموت وأنا مملوك.

_ 1. أشار الحافظ في (الفتح 5/176) إلى رواية الإسماعيلي وعزاها إلى مستخرجه على البخاري. 2. بفتح الياء وسكون الزاي وبعدها دال مهملة هذه النسبة إلى مدينة يزد وهي من أعمال اصطخر فارس بين أصفهان وكرمان ينسب إليها جماعة كثيرة من العلماء – أ. هـ (اللباب 3/411) . 3. مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ الحيري (الأنساب 4/326) .

قَالَ: وَبَلَغَنَا أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَمْ يَكُنْ يَحُجُّ حَتَّى مَاتَتْ أمه لصحبتها1. 10- حَدِيثٌ آخَرُ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدقاق نا أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ2 أنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ أنا خَالِدٌ3 وَهِشَامٌ4 عَنْ مُحَمَّدٍ5 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَرُب الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُهُمْ رؤيا أصدقهم

_ 1. صحيح مسلم 3/1284 ح 44 كتاب الأيمان باب ثواب العبد وأجره إذا نصح لسيده. وقوله " بلغنا " من كلام الزهري نص على ذلك الحافظ في الفتح 5/176. وورد هنا قوله " للعبد المصلح " وفي رواية البخاري والإسماعيلي المتقدمتين " الصالح " والحديث رواه أحمد في المسند 2/330، 402، كرواية مسلم إلا قوله: " بلغنا ... " ليس عند أحمد. وكذلك رواه البخاري في الأدب المفرد 62 ح 208 من طريق سليمان بن بلال عن يونس به ... وفيه فصل كلام أبي هريرة من كلام رسول الله عليه وسلم. 2. هو يحيى بن جعفر الواسطي، قال أبو حاتم: محله الصدق، وقال الدارقطني: لا بأس به لم يطعن فيه أحد بحجة (الجرح والتعديل 4/134، الميزان 4/386) . 3. ابن مهران أبو المنازل الحذاء – بالذال العجمة – البصري، وثقه أحمد وابن معين والنسائي وابن سعد وغيرهم مات سنة 141 هـ (التهذيب 3/120) . 4. ابن حسان الأزدي القردوسي – بالقاف وضم الدال المهملة – أبو عبد الله البصري، قال ابن حجر في التقريب 364: ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال لأنه قيل كان يرسل عنهما، مات سنة 147 هـ أو بعدها. 5. ابن سيرين أبو بكر البصري أمام وقته، مولى أنس بن مالك مات سنة 110 هـ التهذيب 9/214.

حَدِيثًا، وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، والرؤيا ثَلاثَةٌ فَرُؤْيَا بُشْرَى مِنَ اللَّهِ، ورؤيا من الشيء يحدث بِهِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ، وَرُؤْيَا مِنْ تَحْزِينِ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلا يَذْكُرَنَّهُ، وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِبُّ الْقَيْدَ1 فِي النَّوْمِ، وَأَكْرَهُ الغُل2، الْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدين "3. أخبرنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ الدَّقَّاقُ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي قَالا: أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الرَّزَّازُ أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفِرْيَابِيُّ نا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ نا سَعِيدٌ4 عَنْ قَتَادَةَ عن محمد بن سيرين عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرُّؤْيَا ثَلاثَةٌ5 فَرُؤْيَا يُحَدِّثُ الرَّجُلُ بِهِ نَفْسَهُ، وَرُؤْيَا حَقٌّ، ورؤيا تحزين

_ 1. قال الحافظ في الفتح 12/405: أي من رأى في المنام أنه مقيد ما يكون تعبيره؟ وظاهر إطلاق الخبر أنه يعبر بالثبات في الدين ... إلخ. أ. هـ مختصرا. 2. الغل بضم الغين المعجمة وتشديد اللام واحد. الأغلال يقال: في رقبته غلّ من حديد ... وغللتُ يده إلى عنقه وقد غل فهو مغلول. أ. هـ ملخصا من (الصحاح 5/1783 – 1784) . 3. رواه الإمام أحمد في المسند 2/507، من طريق يزيد بن هارون عن هشام به مرفوعا كامل المتن كما هو هنا، ورواه مسلم من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ وهشام ... به موقوفا على أبي هريرة ولم يَذْكُرْ فِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 4/1773 ح 6 من كتاب الرؤيا. ورواه الدارمي 2/49 – 50 ح 2149، 2150 عن مخلد بن الحسين عن هشام مرفوعا كرواية أحمد. أما رواية خالد عن ابن سيرين فلم أقف عليها فيما اطلعت عليه من المصادر، إلا أن الحافظ في الفتح 12/410 أشار إلى رواية علي بن عاصم عنهما ولم يعزها لغير المدرج للخطيب. 4. هو ابن أبي عروبة أبو النضر اليشكري البصري، ثقة حافظ كان من أثبت الناس في قتادة مات سنة 156 هـ (التهذيب 4/63) . 5. في هذا الموضع من الأصل علامة التضبيب ولعله بسبب تأنيث العدد هنا، والأمر جائز في اللغة، لأن الرؤيا مؤنث غير حقيقي والله أعلم.

مِنْ الشَّيْطَانِ، وَكَانَ يَقُولُ: أَكْرَهُ الغُل وَيُعْجِبُنِي الْقَيْدَ، الْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ، وَكَانَ يَقُولُ: إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ "1. هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَصَرَ عَنْ سِيَاقَةِ خَالِدٍ وَهِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ الَّتِي بَدَأْنَا بِهَا. وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ أَيُّوبَ السختياني عن محمد بن سيرين مِثْلَ رِوَايَةِ خَالِدٍ وَهِشَامٍ كَذَلِكَ. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَكُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ2. قَالَ: وَقُرِئَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ3 وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمُ ابْنُ شِيرَوَيْهِ4 قَالا: نا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ المجيد ثَنَا أَيُّوبُ5 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:

_ 1. رواه الترمذي 4/537 ح 2280 كتاب الرؤيا باب في تأويل الرؤيا ما يستحب ويكره، وقال: هذا حديث حسن صحيح، ورواه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف 10/347 ح 14496) . 2. محمد بن إسحاق وثقه الخطيب والذهبي مات سنة 313 هـ (تاريخ بغداد 1/448، تذكرة الحفاظ 2/731) . 3. هو عبد الله بن محمد بن زياد السمذي تقدم. 4. عبد الله بن محمد بن شيرويه تقدم. 5. ابن أبي تميمة السختياني إمام ثقة حافظ مات سنة 131 هـ (التهذيب 1/397) .

" إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ أَنْ تَكْذِبَ، وَأَصْدَقُهُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا، وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا من النبوة، والرؤيا (10/ب) ثَلاثٌ؛ فَالرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ بِهِ الْمَرْءُ نَفْسَهُ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهُ1 فَلا يُحَدِّثْ بِهِ النَّاسَ، وَأُحِبُّ الْقَيْدَ فِي النَّوْمِ وَأَكْرَهُ الغُلّ، وَالْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ "2. جَاءَ فِي هَذِهِ الأَحَادِيثِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا أَنَّ جَمِيعَ هَذَا الْمَتْنِ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا ذِكْرَ الْقَيْدِ والغل فإنه من قول أبي هريرة أدرجه الرُّوَاةُ فِي الْحَدِيثِ3 وَبَيَّنَهُ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ.

_ 1. في الأصل تضبيب لعله إشارة إلى تذكير الضمير وكان الأولى التأنيث والله أعلم. 2. رواه مسلم 4/1773 ح 6 من كتاب الرؤيا عن محمد بن أبي عمر المكي، وقال في آخره قوله: " وأحب القيد ... " فلا أدري هو في الحديث أم قاله ابن سيرين. والحديث أخرجه أيضا أبو داود في كتاب الأدب من سننه باب ما جاء في الرؤيا 5/282 ح 5019 من طريق قتيبة بن سعيد عن عبد الوهاب به، ورواه أيضا الترمذي في جامعه 4/532 ح 2270 كتاب الرؤيا باب إن رؤيا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جزءا من النبوة عن نصر بن علي عن عبد الوهاب. وقال: هذا حديث حسن صحيح. 3. نص على ذلك أيضا البخاري حيث قال – بعد إخراجه لرواية عوف الأعرابي عن ابن سيرين التي سيأتي تخريجها بعد قليل -: وروى قتادة وهشام ... وأدرجه بعضهم كله في الحديث، وحديث عوف أبين لأنه فصل المرفوع من الموقوف. (راجع الفتح 12/404 – 410) . وكذا النص على الإدراج الإمام مسلم في صحيحه 4/1773، حيث قال تعقيبا على رواة عبد الوهاب الثقفي عن أيوب ... -: فلا أدري هو في الحديث " وأكره الغل ... " أم قاله ابن سيرين، ثم ساق بعد ذلك رواية معاذ بن هشام بن عبد الله الدستوائي، عن أبيه عن قتادة ثم قال بعدها: وأدرج في الحديث قوله: " وأكره الغل ... " إلى تمام الكلام. أ. هـ. وكذلك عزا الحافظ في الفتح (12/407 – 409) : التنصيص على الإدراج إلى أبي عوانة الإسفراييني في صحيحه، والقرطبي في شرح مسلم ((المفهم)) ، وكذلك نص المنذري على الإدراج في مختصر أبي داود (7/297) .

أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّازُ1 - بِالْبَصْرَةِ – نا أَبُو بَكْرِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُمَرَ ابن يزيد الخلال نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فِي آخِرِ الزَّمَانِ لا تَكَادُ رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حَدِيثًا، وَالرُّؤْيَا ثَلاثَةٌ؛ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ، وَالرُّؤْيَا يُحَدِّثُ بِهَا الرَّجُلُ نَفْسَهُ، وَالرُّؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ2، وَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلا يُحَدِّثُ بِهَا أَحَدًا وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ ". قَالَ: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يُعْجِبُنِي الْقَيْدَ وَأَكْرَهُ الغُلّ، الْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ3. وأما حديث عوف. فَأَخْبَرَنَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ أنا أَبُو الْهَيْثَمِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمَكِّيِّ الكُشْميهني ثنا محمد بن يوسف الفربري ثنا محمد بن إسماعيل البخاري ثنا عبد الله بن الصباح ثنا معتمر4 قال: سمعت عوفًا5 ثنا محمد بن

_ 1. بزايين بينهما ألف كذا في الأصل ولم أقف على ترجمته فيما اطلعت عليه من المراجع. 2. كتب هنا في الأصل كلمة ((كذا)) . 3. رواه مسلم 4/1773 ح 6 كتاب الرؤيا، ورواه أحمد في المسند 2/269، ورواه الترمذي 4/541 ح 2291. 4. هو ابن سليمان التيمي تقدم. 5. ابن أبي جميلة العبدي الهجري أبو سهل البصري المعروف بالأعرابي وثقه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم. وقد رمي بالقدر والتشيع مات سنة 147 هـ (الميزان 4/305، التهذيب 8/166، مقدمة الفتح 433) .

سِيرِينَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ ". قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَنَا أَقُولُ هَذِهِ، قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ الرُّؤْيَا ثَلاثٌ1، حَدِيثُ النَّفْسِ، وَتَخْوِيفُ2 الشَّيْطَانِ، وَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ، فَمَنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ، وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، قَالَ: وَكَانَ يَكْرَهُ الْغُلَّ فِي النَّوْمِ، وَكَانَ يُعْجِبُهُمُ القيد، ويقال: القيد ثبات الدِّينِ3. 11- حديث آخر: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقُ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله بن زِيَادٍ الْقَطَّانُ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي نا مُسَدَّدٌ نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ نا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ4 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

_ 1. في الأصل هنا تضبيب لعله من أجل تذكير ثلاث وقد سبق تأنيثها في الروايات السابقة، والأمران جائزان عند النحاة لأن الرؤيا مؤنث غير حقيقي. 2. في الأصل في هذا الموضع إشارة ((كذا)) . 3. رواه البخاري في صحيحه كتاب الرؤيا باب القيد في النوم (انظر الفتح 12/404 ح 7017) . ورواه أحمد في المسند 2/395، وابن ماجه 2/1285 ح 3906 كلاهما من طريق هوذة بن خليفة عن عوف مختصرا، قال في الزوائد ((زوائد ابن ماجه)) : في إسناده هوذة قال ابن معين: ضعيف. 4. هو ابن المسيب.

" مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّهِ إِلَّا مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ وَابْنَهَا قَالَ: فَإِنْ شِئْتُمْ قَرَأْتُمْ: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} 1. قوله: فإن شئتم قرأت إِلَى آخِرِ الآيَةِ لَيْسَ مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا هُوَ قَوْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ2. بَيَّنَ ذَلِكَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى وَمُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ فِي رِوَايَتِهِمْ عَنْ مَعْمَرٍ هَذَا الْحَدِيثَ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ شُعَيْبُ بْنُ [أبي] 3 حمزة عن الزهري.

_ 1. الآية 36 من سورة آل عمران، ولم أقف على رواية عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ معمر فيما اطلعت عليه من المصادر. ووجدت في تفسير ابن جرير الطبري 3/238 – 240: رواية فيها رفع جميع المتن مثل رواية ابن زياد عن معمر، وذلك عن أبي صالح عن أبي هريرة لكن في إسناد أبي جعفر الطبري يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الحُمّاني وهو متهم بسرقة الحديث، وكذلك عنعنة الأعمش وهو مدلس، وكذلك عن محمد بن إسحاق عن يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قسيط من طريقين إلا أن فيهما عنعنة ابن إسحاق وهو مدلس: وقد أشار الحافظ في الفتح 6/470 إلى رواية أبي صالح هذا، وذكر أن تلاوة الآية موقوف على أبي هريرة لكنها أدرجت في المتن والله أعلم، وقد رواه عن الزهري عن أبي سلمة مثل هذه الرواية – أعني رفع المتن كله – معاوية بن يحيى الصدفي ومعاوية ضعفوه (انظر التهذيب 10/219) . 2. نص على ذلك مدرج الحافظ في الفتح وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في الحاشية السابقة. 3. ما بين القوسين سقط من الأصل وأضفته من التهذيب 4/351، واسم أبي حمزة دينار كما سيأتي، وشعيب هذا من أثبت الناس في الزهري.

فأما حديث من رواه عن معمر مبينا مفصلا. فأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ على محمد بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَكُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُوحِ بْنِ أَبِي طالب: قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَكُمُ ابْنُ شِيرَوَيْهِ قَالا: نا إِسْحَاقُ أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ نا مَعْمَرٌ عن الزهري عن سعيد بن الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ما من مولد يُولَدُ1 إِلَّا وَالشَّيْطَانُ يَمَسُّهُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا " قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} 2. في حديث ابن شيرويه (11/أ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان نا عبد الله بن أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عن

_ 1. في الأصل هنا تضبيب. 2. رواه الإمام البخاري في صحيحه كتاب التفسير باب (وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشيطان الرجيم) عن عبد الله بن محمد عن عبد الرزاق ... (انظر الفتح 8/212 ح 4548) . ورواه مسلم في صحيحه أيضا 4/1838 ح 146 من كتاب الفضائل عن محمد بن رافع عنه. وأخرجه أحمد في المسند 2/274-275. وابن جرير في التفسير 3/239.

سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا نَخَسَهُ1 الشَّيْطَانُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ إِلَّا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ". ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {إِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} 2. أخبرنا ابْنُ الْفَضْلِ3 الْقَطَّانُ أنا أَحْمَدُ بن محمد بن عبد الله بْنِ زِيَادٍ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ4 نا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ5، وَقَالَ فِيهِ: ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ. وأما حديث شعيب عن الزهري. فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي6 بَكْرٍ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن محمد بن

_ 1. قال في القاموس 2/263: نخس الدابة كنصر وجعل غرز مؤخرها أو جنبها بعود ونحوه وقال في النهاية 5/32-33 – النخس الدفع والحركة ... وقد ورد في الحديث كثيرا. 2. رواه مسلم في كتاب الفضائل من صحيحه 4/1838 ح 146، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الأعلى به ... ورواه أحد في المسند 2/233 عن عبد الأعلى به ... 3. محمد بن الحسن بن الفضل ... 4. ابن حساب بكسر الحاء المهملة وتخفيف السين المهملة آخره موحدة ثقة مات سنة 238هـ (التقريب 310) . 5. لم أقف على تخريج رواية محمد بن ثور. 6. الحسن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذان.

عبد الله المزي الْهَرَوِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْجَكَّانِيُّ1 نا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ دِينَارٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ مَوْلُودٍ إِلا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِهَا ". ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقرؤوا إن شئتم {إِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} 2. 12- حديث آخر: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ القطان أنا محمد بن عثمان بن

_ 1. وضع في الأصل هنا إشارة تضبيب وكتب في هامش (ق 11 ب) : في نسخة السماع الحراني. أ. هـ. ونسبته إلى ((جكان)) قال في معجم البلدان 2/148 في باب الجيم والكاف: بالفتح والتشديد محلة على باب مدينة هراء منها أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ ... فذكره وساق طرفا من أخباره وقال: مات سنة 292هـ. أ. هـ. وذكره ابن حبان في الثقات 8/477، انظر الأنساب هامش 3/298. 2. رواه البخاري في كتاب الأنبياء من صحيحه باب قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ ... } الآية عن أبي اليمان ... (الفتح 6/469 ح 3431) . ومسلم في صحيحه 4/1838 ح 146 من كتاب الفضائل عن عبد الله الدارمي عن أبي اليمان به ... هذا، وقد ورد الحديث عن أبي هريرة من عدة طرق مقتصرا فيه على المرفوع دون ذكر تلاوة الآية. (راجع: مسلم الموضع المشار إليه سابقا، وأحمد في المسند 2/288، 9292، والطبراني في التفسير 3/329) .

يَحْيَى الآدَمِيُّ نا الْحَسَنُ بْنُ الفضل البوصرائي1 نا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ نا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ2 قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتي بِثَوْبٍ مِنَ الْقَصَّارِ أَوْ يَذْهَبُ بِهِ إِلَى الْقَصَّارِ عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ شَيْطَانٌ، فَرَمَى بِهِ وَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ " 3. كَذَا رَوَى هذا الحديث البوصرائي عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ، وَقِصَّةُ الثَّوْبِ إِنَّمَا هِيَ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ لأَنَّهُ هُوَ الَّذِي أَتَى بِالثَّوْبِ مِنَ الْقَصَّارِ، وَمَا قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ رُؤْيَتِهِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محفوظ (وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ) .

_ 1. بضم الباء الموحدة وفتح الصاد المهملة والراء وفي آخرها الياء المثناة من تحت هذه النسبة إلى قرية من قرى بوصرا وهي قرية من قرى بغداد هكذا نسبه الحافظ السمعاني في 2/360 من كتاب الأنساب ثم قال ينسب إليها أبو علي الحسن بن الفضل بن السمح الزعفؤاني المعروف بالبوصرائي ... يوفي سنة 280هـ، أكثر الناس عنه ثم انكشف ستره فتركوه. وفي تاريخ بغداد 7/401، قال: البوصرائي بالنون ونقل عن ابن المنادي قوله: ثم انكشف ستره فتركوه. أ. هـ. 2. هو وهب بن عبد الله السوائي صحابي صغير. قال الحافظ في الفتح 6/568: كان يقال له وهب الله ووهب الخير وهو مشهور بكنيته أكثر من اسمه. أ. هـ. وجحيفة بضم الجيم والسوائي بالضم والمد، قال الحافظ: كان من أصحاب علي بالكوفة مات سنة 74هـ (الإصابة 10/321) . 3. رواه بهذا اللفظ الحافظ الطبراني في الكبير 22/129 ح 337 عن العباس بن الفضل الإسفاطي عن عبيد بن يعيش عن زكريا بن عدي..به ... ثم قال: رفعه عبيد بن يعيش ووفقه غيره. أ. هـ. ثم ساق رواية الوقف وعقب عليها بقوله: والصحيح هذا. وذكر الهيثمي الرواية المرفوعة في المجمع 8/55. ثم قال: رواه الطبراني مرفوعا وموقوفا ورجالهما رجال الصحيح إلا أن الطبراني رجح الوقف على الرفع. أ. هـ.

كَذَلِكَ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُنَاسَةَ الأَسَدِيُّ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَغَيْلانُ بْنُ جَامِعٍ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ ومحمد بن الفضيل بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الأَوْدِيُّ وَغَيْرُهُمْ1. وَقَدْ رَوَى عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ حَدِيثَ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ كَرِوَايَةِ الْجَمَاعَةِ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ وَفِيهِ ذِكْرُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَاتَّبَعَهُ بِقِصَّةِ الثَّوْبِ وَأَدْرَجَ ذَلِكَ. وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قِصَّةَ الثَّوْبِ مُفْرَدَةً، وَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي مَرَّ بِهِ على أبي جحيفة. فأما حديث مر روى عن إسماعيل بن أبي خالد (11/ب) عن أبي جحيفة حديث رؤيته لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتشبيهه الحسن بن علي به وهو المحفوظ. فأخبرنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ أَبُو الْقَاسِمِ الْوَاعِظُ أنا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ خُزَيْمَةَ نا أحمد ابن سَعِيدٍ الْجَمَّالُ نا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ2 نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ:

_ 1. كذلك رواه عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ مثل رواية الجماعة يحيى بن سعيد القطان أخرج ذلك الإمام الترمذي في جامعه في موضعين كلاهما. – من طريق محمد بن بشار عنه به. (الترمذي 5/129 ح 2827 كتاب الأدب باب ما جاء في العِدَة – بكسر العين المهملة وتخفيف الدال المهملة – 5/659 ح 3777 كتاب المناقب باب مناقب الحسن والحسين وعقب ذلك بقوله: هذا حديث حسن صحيح. 2. اسمه محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى وكناسة بضم الكاف وتخفيف النون بعدها ألف ثم سين مهملة – لقب لأبيه وقيل لجده، وثقه ابن معين وأبو داود والعجلي وابن المديني وابن حبان وقال أبو حاتم: كان صاحب أخبار يكتب حديثه ولا يحتج به، مات سنة 207 هـ. الجرح والتعديل 7/301، التهذيب 9/259.

رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَكَانَ الْحَسَنُ يشبهه1. أخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ2 أَخْبَرَكُمْ يُوسُفُ الْقَاضِي3 نا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ أنا زُهَيْرٌ4 عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يشبهه5. أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: نا سُفْيَانُ6 عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: مَشَيْتُ مَعَ أَبِي جُحَيْفَةَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ الْحَسَنُ يشبهه "7.

_ 1. لم أقف عليه من رواية ابن كناسة. 2. أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ. 3. هو ابن يعقوب بن إسماعيل من ولد حماد بن زيد، وثقه الخطيب وأثنى على صلاحه واستقامته كثيرا، مات سنة 297 هـ (تاريخ بغداد 14/310) . 4. ابن معاوية أبو خيثمة الجعفي. 5. رواه البخاري في كتاب المناقب من صحيحه في باب صفة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من طريق أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يونس عن زهير ... به.. (الفتح 6/563 ح 3543) . ورواه من طريق أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يونس عن زهير ... به الطبراني في الكبير 22/128 ح 333. 6. هو ابن عيينة. 7. رواه مسلم 4/1822 ح 107 من كتاب الفضائل، ورواه أبو بكر الحميدي في المسند 2/394 ح 890، ورواه من طريق الحميدي الطبراني في الكبير 22/128 ح 334) .

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان نا عبد الله بن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلِ بْنِ هِلالِ بْنِ أَسَدٍ حَدَّثَنِي أَبِي نا وَكِيعٌ1 عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا أَبَا جُحَيْفَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يشبهه "2. أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ نا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ زِيَادٍ نا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى نا أَبِي نا غَيْلانُ3 عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جحيفة يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ الْحَسَنُ يشبهه "4. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نا مُسَدَّدٌ نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ نا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ وَهْبٍ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: " قُلْتُ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَانَ الْحَسَنُ بن علي يشبهه "5.

_ 1. هو ابن الجراح. 2. أخرجه الحاكم في المستدرك 3/168 عن أحمد بن جعفر القطيعي عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن وكيع.. به ... ولم أقف عليه في المسند من طريق وكيع ووقفت عليه في المسند 4/307 من طريق يزيد بن هارون عن إسماعيل ... به..، ثم وجدته عن وكيع في فضائل الصحابة لأحمد 2/766 ح 1348. 3. هو ابن جامع بن أشعث أبو عبد الله البخاري ثقة مات سنة 132 هـ (التقريب 274) . 4. لم أقف على رواية غيلان فيما اطلعت عليه من المصادر. 5. رواه مسلم 4/1822 ح 107 من كتاب الفضائل عن سعيد بن منصور عن خالد بن عبد الله ... به ... ورواه من طريق معاذ عن مسدد عن خالد ... الطبراني في الكبير 22/128 ح 335.

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ1 نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ2 نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ3 نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ4 نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يقول: وأخبرنا الْجَوْهَرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ "5. وأما حديث عبيد بن يعيش عن زكريا بن عدي الذي جمع فيه بين الرواية المشهورة المحفوظة وبين قصة الثوب.

_ 1. عبيد الله بن أحمد الصيرفي. 2. هو المعروف بأبي بكر ابن شاذان. 3. هو الفلاس. 4. ابن غزوان بن جرير الضبي، وثقه ابن معين، وقال أحمد: كان يتشيع وكان حسن الحديث. قال أبو زرعة: صدوق من أهل العلم، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال أبو داود: كان شيعيا محترقا (التهذيب 9/406) . 5. رواية محمد بن فضيل أخرجها البخاري في باب صفة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كتاب المناقب من صحيحه من طريق عمرو بن علي الفلاس (الفتح 6/563 ح 3544) . وأخرجها مسلم 4/1822 ح 107 من كتاب الفضائل عن واصل بن عبد الأعلى. وأخرجها الترمذي أيضا من طريق واصل ... في كتاب الأدب باب ما جاء في العدة (جامع الترمذي 5/128 ح 2826) . وأما رواية عبد الله بن إدريس فأخرجها الطبراني في الكبير 22/128 ح 331.

فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ المطيري نا محمد ابن إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ نا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ نا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ عن حفص (12/أ) بْنُ غِيَاثٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ، وأُتي بِثَوْبٍ مِنَ الْقَصَّارِ أَوْ يَذْهَبُ بِهِ إِلَى الْقَصَّارِ عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ شَيْطَانٌ فَرَمَى بِهِ، وَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ " 1. رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الأَنْمَاطِيُّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ يَعِيشَ فَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ قِصَّةَ الْحَسَنِ وَتَشْبِيهَهُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَلِ اقْتَصَرَ عَلَى قِصَّةِ الثَّوْبِ وَرَفَعَ جَمِيعَ الْمَتْنِ كَذَلِكَ. أَخْبَرَنِي أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ محمد السبيع أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْدَعِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ نا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ نا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعِي ثَوْبٌ أَذْهَبُ بِهِ إِلَى الْقَصَّارِ عَلَيْهِ صُورَةُ شَيْطَانٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ " 2. وَرِوَايَةُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيِّ عَنْ عُبَيْدٍ الَّتِي قَبْلَ هَذَا الْحَدِيثِ أَقْرَبُ إِلَى الصَّوَابِ, وَإِنْ كَانَ الْمَتْنُ فِيهَا مدرجا لأنه جمع فيها المرفوع والموقوف.

_ 1. لم أقف على رواية عبيد بن يعيش بهذا السياق، وقد مر في أول هذا الحديث أن الطبراني في الكبير أخرجه من طريق عبيد ولم يذكر في السياق الحسن بن علي. ورجع وقفه (راجع الطبراني في الكبير 22/129، ومجمع الزوائد 8/55) . 2. لم أقف عليه فيما وقفت عليه من المصادر.

وَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ هَذَا فَاقْتَضَبَ فِيهِ مَا لَيْسَ بِمَرْفُوعٍ فَرُفِعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأما حديث إبراهيم بن حميد عن أبي خالد الذي ذكر فيه قصة الثوب فقط ووقفها على جحيفة وأتى بالصواب في ذلك. فَأَخْبَرَنِيهِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ نا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ نا بُنْدَارٌ1 نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: " مَرَرْتُ عَلَى أَبِي جُحَيْفَةَ بِثَوْبٍ قَدْ جُعلت عَلَيْهِ عَلامَةً صُورَةَ شَيْطَانٍ فَكَرِهَهُ وَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ "2.3 13- حديث آخر: أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ نا سَعِيدٌ – يَعْنِي ابْنَ مَنْصُورٍ – نا أَبُو مَعْشَرٍ4 عَنْ نَافِعٍ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ حَدِيثٌ، فَأَتَيْتُهُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:

_ 1. هو محمد بن بشار. 2. لم أقف عليه بهذا السياق عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ عَنِ إسماعيل، ولكن وجدته في الطبراني في الكبير 22/129 ح 338، وذلك من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي عن محمد بن عبد الله بن نمير عن زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ عَنْ حَفْصِ بن غياث عن إسماعيل ... بهذا السياق والله أعلم. 3. كتب في هامش ق 12 ب مقابل هذا الموضع من الأصل ما نصه (بلغ مقابلة في الثاني حسب الطاقة) . 4. نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني مولى بني هاشم، ضعفه أحمد، وابن معين، والبخاري، والنسائي وغيرهم مات سنة 170هـ (التهذيب 10/419) .

" الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ مِثْلا بِمِثْلٍ لا يَشِفُّ1 بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَالْفِضَّةُ مِثْلا بِمِثْلٍ لا فَضْلَ بَيْنَهُمَا وَلا يُبَاعُ غَائِبٌ بِنَاجِزٍ2 إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرَّمَاءَ3 وَالرَّمَاءُ هُوَ الرِّبَا ". قَالَ [أَبُو] 4 سَعِيدٍ: سَمِعَ أُذُنِي وَبَصُرَ عَيْنِي مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ5. قَوْلُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرَّمَاءَ وَالرَّمَاءُ هُوَ الرِّبَا لَيْسَ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَقِيَّةُ الْحَدِيثِ مَحْفُوظٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَمَّا هَذِهِ الْكَلِمَاتُ فَهِيَ مِنْ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ6، رَوَاهَا نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر عن أبيه (12/ب) وَقَدْ وَهِمَ أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ إذ وصلها

_ 1. بضم أوله وكسر الشين المعجمة وتشديد الفاء أي يفضل، والشف بالكسر الزيادة ويطلق على النقص فهو من الأضداد (النهاية 2/486، فتح الباري 4/380) . 2. قال الحافظ في الفتح 4/380: بنون وجيم وزاي أي مؤجلا بحال. 3. كتب في هامش 12 ب مقابل هذه الكلمة ما نصه: " قلت: الرماء بالفتح والمد الزيادة على ما يحل، ويروى الإرماء، يقال: أرمى على الشيء إذا زاد عليه كما يقال: أربا. أ. هـ حاشية منقولة من النهاية لابن الأثير رحمه الله ". انظر هذه الحاشية في النهاية 2/269. 4. في الأصل (ابن) وهو خطأ لعله من الناسخ. 5. لم أقف على تخريجه من طريق أبي معشر، إلا أن السيوطي في المدرج إلى المدرج 27 قال: أخرجه الإسماعيلي. 6. وافق السيوطي الخطيب على الإدراج وزاد قوله: والرماء الربا مدرج ثان فإنه ليس من قول عمر بل تفسير من بعض الرواة أو إدراج في إدراج (المدرج إلى المدرج 27 ح 20) . إلا أن قوله: إني أخاف عليكم الرماء ... قد جاء مرفوعا من حديث ابن عمر عند أحمد في المسند 2/109 لكن في إسناده أبو جناب – بالجيم والنون المخففة آخره باء موحدة – يحيى بن أبي حية الكلبي – وهو ضعيف ويرويه عن أبيه عن ابن عمر، وأبوه مجهول (انظر التقريب 374، 403) . وانظر أيضا (المسند بتحقيق أحمد شاكر 8/144 ح 5885) ففي الحاشية كلام طويل عن رواية أبي جناب الكلبي هذا وأبيه.

بِحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ وَأَدْرَجَهَا فِيهِ، وَخَالَفَهُ عَامَّةُ أَصْحَابِ نَافِعٍ فَلَمْ يَذْكُرُوهَا عَنْهُ وَذَكَرُوا مَا عَدَاهَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ. فَمِمَّنْ رَوَى عَنْ نَافِعٍ ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ أَرْطُبَانَ وَصَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ. وَقَدْ رَوَى أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ عَنْ نَافِعٍ وَأَوْرَدُوا كَلِمَاتِ عُمَرَ فِيهِ مُمَيَّزَةً عَمَّا ذَكَرَهُ أَبُو سَعِيدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ثَلاثَتُهُمْ عَنْ نَافِعٍ حَدِيثَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَحَدِيثَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَيْضًا، وَأَفْرَدُوا لِكُلِّ وَاحِدٍ منهما إِسْنَادًا. فأما حديث الزهري عن نافع عن أبي سعيد الخدري. فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: نا أَبِي1 عَنْ يُونُسَ2 عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ

_ 1. وثقه ابن المديني والدارقطني وابن حبان والذهلي والطبراني، وقال النسائي وأبو زرعة وأبو حاتم: لا بأس به وضعفه في رواية ابن وهب المصري عنه (التهذيب 4/306) . 2. ابن يزيد الأيلي.

رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ1 أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُخْبِرُ ذَلِكَ عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ نَافِعٌ: فَانْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَنَا مَعَهُ وَالرَّجُلُ الَّذِي أَخْبَرَهُ ذَلِكَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ حَتَّى وَلَجَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَشَارَ أَبُو سَعِيدٍ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى عَيْنَيْهِ وأذنيه قال: بَصُرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِي رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ وَالْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ، لا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ وَلا تَبِيعُوا شَيْئًا مِنْهَا غَائِبًا بِنَاجِزٍ "2 وأما حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع. فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله المعدل، وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ قَالا: نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ نا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ نَافِعٍ أ، عَمْرَو بْنَ ثَابِتٍ الْعتوارِيَّ حَدَّثَ ابْنَ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُحَدِّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ لا فَضْلَ بَيْنَهُمَا، فَمَشَى عَبْدُ اللَّهِ وَمَعَهُ نَافِعٌ حَتَّى دَخَلا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: بَصُرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِي رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ وَزْنًا بِوَزْنٍ وَلا فَضْلَ بَيْنَهُمَا ولا يباع عاجل بآجل "3.

_ 1. هو عمرو بن ثابت العتواري كما نص على ذلك المصنف فيما بعد وفي كتابه الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة 215 ح 109. 2. أخرجه الخطيب في الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة 215 ح 109 ولم أجده من هذا الطريق عند غيره فيما اطلعت عليه من المصادر والله أعلم. 3. رواه مسلم 3/1209 ح 76 في باب الربا من كتاب المساقاة. وأخرجه أيضا البيهقي في السنن الكبرى 5/279.

وأما حديث عبيد الله بن عمر عن نافع. فأخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ1 نا مُسَدَّدٌ نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ (13/أ) فَأَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَأْثُرُ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَانْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَنَا مَعَهُ وَالرَّجُلُ الَّذِي حَدَّثَهُ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَأْثُرُهُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّرْفِ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: بَصُرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِي رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ، وَلا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، لا يُزَادُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا يُبَاعُ مِنْهَا شَيْءٌ غَائِبًا بِنَاجِزٍ "2. وأما حديث إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن نافع. فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ نا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ3 نا يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي عَبَّادٍ4 نا إسماعيل بْنُ

_ 1. إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مسلم البصري الكجي بالجيم، ويقال الكشي بالشين وثقه موسى بن هارون، والدارقطني والخطيب مات سنة 292 هـ. (تاريخ بغداد 6/120، تذكرة الحفاظ 2/620) . 2. رواه أحمد في المسند 3/51، 53 من طريق يزيد بن هارون ويحيى بن سعيد القطان عنه. 3. هو أبو يزيد القراطيسي، ثقة مات سنة 287 هـ (التهذيب 11/429) . 4. يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد المكي، كان يسكن القلزم، قال أبو حاتم: محله الصدق لا بأس به (الجرح والتعديل 9/203) .

إبراهيم بن عقبة عن نافع أَنَّهُ ذَهَبَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لِرَجُلٍ مَعَهُ مِنْ بَنِي لَيْثٍ: أَنَّ هَذَا أَخْبَرَنِي عَنْكَ أَنَّكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَأْنِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ وَالْوَرِقِ بِالْوَرِقِ، فَأَشَارَ أَبُو سَعِيدٍ إِلَى عُيَنْيَهَ فَقَالَ: أَبْصَرَتْ هَاتَانِ وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ وَلا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ وَلا تَبِيعُوا شَيْئًا مِنْهَا غَائِبًا بِنَاجِزٍ "1. وأما حديث يحيى بن أبي كثير2 عن نافع. فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ3 أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الأَنْبَارِيُّ نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ نا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ نا شَيْبَانُ4 عَنْ يَحْيَى بن أبي كثير عن نافع مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ الْعُتْوَارِيُّ – وَهُوَ مِنْ بَنِي لَيْثٍ – إِلَى ابْنِ عمر فقال: " يا ابْنَ عُمَرَ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَجَرَ عن الصرف "، قال نافع: فانطلق أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ وَعَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ حَتَّى أَتَيْنَا أَبَا سَعِيدٍ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: " يَا أبا سعيد حدثنا الذي حدثت هَذَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّرْفِ "، فَقَالَ: " نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ أُذُنِي هَاتَيْنِ وَبَصُرَ عَيْنِي هَاتَيْنِ يقول:

_ 1. لم أقف على هذه الرواية من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة. 2. أبو نصر الطائي مولاهم اليمامي حافظ ثقة إلا أنه كان يدلس ويرسل مات سنة 132هـ (التهذيب 11/268) . 3. ابن أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ تقدم. 4. ابن عبد الرحمن التميمي أبو معاوية النحوي.

" لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ وَلا الْفِضَّةَ بِالْفِضَّةِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا غَائِبًا بِنَاجِزٍ "1. وأما حديث ابن عون2 وصخر بن جويرية عن نافع. فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ أنا ابْنُ عَوْنٍ وصخر بن جويرية عن نافع، وَسَعِيدٍ3 عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى ابْنِ عُمَرَ فَحَدَّثَهُ بِحَدِيثٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُهُ مِنْهُ. فَانْطَلَقَ ابْنُ عُمَرَ وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ فَقَالَ: " مَا حديث هَذَا عَنْكَ؟ " فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: " سَمِعَ أُذُنِي وَبَصُرَ عَيْنِي مِنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (13/ب) .

_ 1. رواه الإمام أحمد في المسند 3/73 عن الأوزاعي عن يحيى به ... وأخرجه الخطيب في الأسماء المبهمة في الأبناء المحكمة 215-216 ح 109 من طريق شيبان النحوي وفي كل هذه الطرق عنعنة يحيى ابن أبي كثير عن نافع وقد مر في ترجمته أنه مدلس ويرسل. كما رواه أيضا من طريق شيبان عن يحيى ... الإمام الترمذي 3/533-534 ح 1214 كتاب البيوع باب ما جاء في الصرف، وقال: حديث أبي سعيد حسن صحيح وعليه العمل عند أهل العلم من الصحابة وغيرهم ... أ. هـ. ثم ذكر خلاف ابن عباس ورجوعه إلى هذا الحديث لما بلغه. 2. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ أرطبان أبو عون البصري ثقة ثبت فاضل مات سنة 150هـ (التقريب 184) . 3. ابن أبي عروبة.

قَالَ نَافِعٌ فَمَا نَسِيتُ صَنِيعَهُ بِأُصْبُعِهِ وَأَوْمَأَ إِلَى عَيْنَيْهِ وَأُذُنَيْهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ وَالْوَرِقِ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ سَوَاءً بِسَوَاءٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ – يَعْنِي يَزِيدُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ "1. رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ كَلامُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَنَحْنُ نَذْكُرُهُ بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وأما حديث عبد الله بن عامر2 عن نافع. فأخبرناه محمد بن الحسن الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ نا مُحَمَّدُ بْنُ الحسين ابن أبي حنين نا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ عبد الله بن عامر عن نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ مَعَهُ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: " إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ يَنْهَى عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ وَالْوَرِقِ بِالْوَرِقِ "، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَذَاكَ الرَّجُلُ حَتَّى جِئْنَا أَبَا سَعِيدٍ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: " مَا حَدِيثٌ ذَكَرَهُ هَذَا الرَّجُلُ عَنْكَ؟ " قَالَ:: " مَا هُوَ "، قَالَ: " بَيْعُ الذهب

_ 1. رواية ابن عون أخرجها مسلم في صحيحه 3/1209 ح 76 من باب الربا من كتاب المساقات من طريق مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عدي عن ابن عون ... ورواه أيضا النسائي 7/278-279 كتاب البيوع باب بيع الذهب بالذهب من طريق يزيد بن زريع عن ... كما أخرج رواية ابن عون هذه أيضا البيهقي في السنن الكبرى 5/278 عن عبد الوهاب بن عطاء عن ابن عون ... به. ولم أقف على رواية صخر بن جويرية عن نافع ولا رواية سعيد عن أيوب عن نافع فيما اطلعت عليه من المصادر. 2. أبو عامر الأسلمي المدني، ضعفه أحمد وابن معين والبخاري وأبو داود وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم مات سنة 150هـ أو بعدها (تهذيب الكمال 2/698، التهذيب 5/275) .

بِالذَّهَبِ وَالْوَرِقِ بِالْوَرِقِ ". فَأَهْوَى أَبُو سَعِيدٍ إِلَى عَيْنَيْهِ وَقَالَ: " بَصُرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ وَلا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا غَائِبًا بِنَاجِزٍ وَإِنِ اسْتَنْظَرَكَ إِلَى أَنْ يَلِجَ بَيْتَهُ " 1 – يَعْنِي فَلا تَنْظُرُهُ -. وأما حديث إسماعيل بن أمية عَنْ نَافِعٍ. فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله المعدل أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ نا الْحَسَنُ بْنُ غُلَيْبٍ2 نا عُفَيْرٍ3 نا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ4 عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قال:

_ 1.لم أجد رواية عبد الله بن عامر الأسلمي هذه فيما اطلعت عليه من المراجع. 2. قال في التقريب 71: بمعجمة وآخره موحدة مصغرا الأزدي المصري ليس به بأس مات سنة 290هـ أخرج له النسائي فقط. 3. سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ – بالمهملة والفاء آخره راء – مصغرا، قد ينسب إلى جده قال الذهبي في الميزان 2/155: أحد الثقات والأئمة، له ما ينكر. أ. هـ ورد ابن عدي في الكامل 3/1246: تضعيف الجوزجاني السعدي له ... وقال: وهو عند الناس صدوق ثقة. أ. هـ. وقال الحافظ في التقريب ص 125: صدوق عالم بالأنساب وغيرها (انظر أيضا التهذيب 4/74) . 4. أبو العباس الغافقي المصري، قال أوب حاتم: محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن معين وأوب داود: صالح وقال أحمد: سيئ الحفظ، قال الحافظ في التقريب 373: صدوق ربما أخطأ مات سنة 168 هـ (راجع الجرح ووالتعديل 9/127، التهذيب 11/186) .

" أَبْصَرَتْ عَيْنَايَ وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَم يَقُولُ: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ مِثْلا بِمِثْلٍ وَالْوَرِقِ بِالْوَرِقِ مِثْلًا بِمِثْلٍ لا يَشِفُّ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ وَلا يَشْتَرِي غَائِبٌ بِنَاجِزٍ إِلا يَدًا بِيَدٍ "1. وأما حديث ليث بن أبي سليم2 عن نافع: فأخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو3 نا زَائِدَةُ4 نا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ مِثْلًا بِمِثْلٍ5 وَلا فِضَّةٌ بِفِضَّةٍ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ أَوْ وَزْنًا بِوَزْنٍ قَالَ: وَلا تَبِيعُوا شَاهِدًا بِغَائِبٍ وَلا غَائِبًا بِشَاهِدٍ إِلَّا نَاجِزًا بِنَاجِزٍ "6. وأما حديث أيوب السختياني عن نافع الذي ساقه بطوله وأورد فيه كلام عمر بن الخطاب مميزًا عن كلام رسول الله7:

_ 1. لم أقف على رواية إسماعيل بن أمية. 2. ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وابن عيينة ويحيى القطان وغيرهم وقد اختلط فلم يتميز حديثه فترك أخرج له مسلم متابعة والبخاري تعليقا مات سنة 148هـ (المجروحين 2/231، الميزان 3/420، التهذيب 8/465) . 3. ابن المهلب بن عمرو الأزدي المعني – وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم وابن حبان وغيرهم مات 214هـ (التهذيب 10/215) . 4. ابن قدامة الثقفي. 5. هنا إشارة تضبيب. 6. لم أقف على من خرجه من طريق ليث بن أبي سليم فيما وقفت عيه من المصادر. 7. هكذا في الأصل الرواية التي ساقها فيها أمران: الأول: إنها موقوفة على عمر ولم يميز فيها المدرج، والثاني: أن نافع لا يصح له سماع من عمر، والذي في مسند الإمام أحمد عن ابن عمر أن عمر قال (المسند 3/4) .

فَأَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ1 نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ2 عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ وَلا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ وَلا تَبِيعُوا شَيْئًا مِنْهَا غالبا بِنَاجِزٍ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرَّمَاءَ "3 قال: " والرماء الربا " (14/أ) . قَالَ: فَحَدَّثَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه سلم، قال: فما فالته4 حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَنَا مَعَهُ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا حَدَّثَنِي عَنْكَ يَزْعُمُ أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعْتُهُ ". قَالَ: فَقَالَ: " بَصُرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ وَلا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا شَيْئًا غائبا بناجز "5.

_ 1. ابن أحمد بن عيسى بن البختري أبو بكر البزاز – بزايين – وثقه الدارقطني، وعبد الغني بن سعيد وغيرهما مات سنة 322 هـ (تاريخ بغداد 14/293) . 2. ابن إبراهيم بن مقسم الأسدي المعروف بابن علية حافظ ثقة مات سنة 193 هـ (التقريب 32) . 3. رواه أحمد في المسند 3/4 عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ به إلا أنه أسند القول إلى ابن عمر والرواية هنا مسندة إلى عمر وكان في الأصل ق 14/أكلمة ابن ثم ضرب عليها، وأخرج أحمد في المسند 3/61 من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ حديث أبي سعيد المرفوع فقط. 4. أي لم يتركه ويخلصه منه، راجع مادة فلت في القاموس 1/160، وتاج العروس (1/578 - ... ) . 5. مسند أحمد 3/4.

وأما حديث جرير بن حازم عن نافع مثل هذه الرواية: فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ أَبِي1 جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، والحسن بن علي الجوهري قالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ نا محمد بن محمد ابن سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ2 نا جَرِيرٌ – هُوَ ابْنُ حَازِمٍ – قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ فِي الصَّرْفِ، وَلَمْ يَسْمَعْ فِيهِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا. قَالَ: قَالَ عُمَرُ: " لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ، وَلا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ سَوَاءً بِسَوَاءٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرَّمَاءَ " قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: وَمَا الرَّمَاءُ؟ قَالَ: الرِّبَا3. قَالَ فَحَدَّثَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ حَدِيثًا. قَالَ نَافِعٌ: فَأَخَذَ بِيَدِ الأَنْصَارِيِّ وَأَنَا مَعَهُمَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ هَذَا حَدَّثَ عَنْكَ حَدِيثَ كذا وكذا، قال: ما هُوَ؟ فَذَكَرَ لَهُ، قَالَ: نَعَمْ.

_ 1. أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، قال ابن ماكولا 7/150: كان ثقة متقنا، ربما دلسه الخطيب فروى عنه وهو في الحياة بقوله: أخبرني أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ لسكناه قطيعة بني عيسى. أ. هـ. 2. ابن عمران الواسطي الطحان، وثقه مسلمة وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ. وتكلم فيه الأزدي مات سنة 238 هـ (الثقات 9/87، التهذيب 9/2) . 3. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/279 من طريق سليمان بن حرب وشيبان بن فروخ عنه، وقد ساق مسلم إسناده ولكن لم يذكر لفظة مسلم (3/1209 ح 76) .

سَمِعَ أُذُنَايَ وَبَصُرَ عَيْنِي – قَالَهَا ثلاثا – فأشار بأصبعه حِيَالَ عَيْنَيْهِ – مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " لا تُبَايِعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ، وَلا تُبَايِعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ سَوَاءً بِسَوَاءٍ، وَلا تَبِيعُوا شَيْئًا مِنْهَا غَائِبًا بِنَاجِزٍ، ولا يعني تشفوا بعضها عَلَى بَعْضٍ." وأما حديث موسى بن عقبة عن نافع مثل ما ذكرنا آنفا. فأخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ أنا دَعْلَجٌ نا الإِسْمَاعِيلِيُّ – وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّيْسَابُورِيُّ – نا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ1 حَدَّثَنِي أَبِي نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ موسى بن عقبة عن نافع عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ، وَلا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا مِنْهُ شَيْئًا غَائِبًا بِنَاجِزٍ إِلَّا يَدًا بِيَدٍ، وَإِنِ اسْتَنْظَرَكُمْ حَتَّى يَلِجَ بَيْتَهُ فَإِنِّي أخاف عليكم الرما، والرما الرِّبَا ". قَالَ: وَكَانَ يُخْبِرُ بِذَلِكَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. قَالَ فَقَالَ رَجُل مِنْ بَنِي لَيْثٍ لِعَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَانْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَأَنَا مَعَهُمَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ فَذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حديث عبيد الله بن عمر عن نافع2 (14/ب) .

_ 1. ابن عبد الله بن راشد السلمي النيسابوري القاضي وثقه مسلمة، والنسائي، وقال النسائي – مرة – لا بأس به صدوق قليل الحديث. أ. هـ مات سنة 258 هـ (التهذيب 1/24) . 2. تقدم تخريج حديث عبيد الله عن نافع، أما حديث موسى بن عقبة فلم أقف عليه فيما اطلعت عليه من المصادر والله أعلم.

وأما حديث مالك بن أنس الذي أفرده نافع عن أبي سعيد الخدري: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ1 قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ2 بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَكُمْ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْيَنُ نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ "3 وَلا تَبِيعُوا غَائِبًا بناجز "4. قال أبو بكر1: قرأته عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مَرَّةً أُخْرَى وَفِيهِ الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ بَدَلًا مِنَ الْوَرِقِ بِالْوَرِقِ، وَفِيهِ: وَلا تَبِيعُوا مِنْهَا شَيْئًا غَائِبًا بِنَاجِزٍ. قَالَ الْخَطِيبُ: ذِكْرُ الْوَرِقِ وَالذَّهَبِ جَمِيعًا مَحْفُوظٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ:

_ 1. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الخوارزمي تلميذ الدارقطني. 2. محمد بن أحمد. 3. عبارة ولا تشفوا بعضها ... (كررت في الأصل ق 15 أمرتين لعله خطأ من الناسخ. 4. رواه مالك في الموطأ 2/632 ح 30 من كتاب البيوع. ورواه البخاري من طريق عبد اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ التِّنِّيسِيِّ عَنْ مالك به كتاب البيوع باب بيع الفضة بالفضة (الفتح 4/379 ح 2177) . ورواه مسلم 3/1208 ح 75 من كتاب المساقاة باب الربا من طريق يحيى بن يحيى الليثي. ورواه الشافعي عن مالك في المسند 2/156 ح 541 – بترتيب السندي وفي الرسالة 276 فقرة 758 بتحقيق أحمد شاكر. وأخرجه أبضا ابن الجارود في المنتقى 218 ح 649 عن ابن وهب عن مالك ... وأخرجه أيضا البغوي في شرح السنة 8/64 ح 2061 من طريق أبي مصعب عن مالك – ومن طريق قتيبة بن سعيد عن مالك أخرجه النسائي 7/278 كتاب البيوع باب بيع الذهب بالذهب.

أخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ أنا دَعْلَجٌ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ وَمُوسَى بْنُ أَبِي خُزَيْمَةَ قَالا: نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا شَيْئًا غَائِبًا بِنَاجِزٍ ". وَهَكَذَا رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ وَحَدَّثَ بِهِ كَافَّةُ أَصْحَابِهِ عَنْهُ1. وأما حديث الليث بن سعد عن نافع عن أبي سعيد المفرد أيضا: فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّاجِيِّ حَدَّثَكُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ2 نا قُتَيْبَةُ نا الليث. وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ نا مُحَمَّدُ بْنُ زَبَّانَ3 نا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ أنا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَأْثُرُ هَذَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَذَهَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَأَنَا مَعَهُ وَاللَّيْثِيُّ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَبِي سعيد الخدري فقال:

_ 1. تقدم تخريجه في الرواية السابقة. 2. محمد بن إسحاق النيسابوري. 3. قال ابن ماكولا في الإكمال 4/113: ... زبان أوله زاي بعدها باء مشددة معجمة بواحدة ... أ. هـ ثم ذكر جماعة منهم زبان بن حبيب بن زبان المصري الحضرمي. ثم قال: حدث عنه ابنه محمد بن زبان ... أ. هـ.

إِنَّ هَذَا أَخْبَرَنِي أَنَّكَ تُخْبِرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَعَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ. فَأَشَارَ أَبُو سَعِيدٍ بِأُصْبُعِهِ – وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: بِإِصْبَعَيْهِ – إِلَى عَيْنَيْهِ وَأُذُنَيْهِ فَقَالَ: أَبْصَرَتْ عَيْنَايَ وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ، وَلا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا شَيْئًا غَائِبًا بِنَاجِزٍ إِلَّا يَدًا بِيَدٍ "1. لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ حَرْفًا بِحَرْفٍ. وأما حديث شعيب بن أبي حمزة عن نافع عن أبي سعيد مثل هذا: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ نا عَبْدُ الكريم بن الهيثم الدير عاقولي2 نا أبو (15/أ) الْيَمَانِ3 نا شُعَيْبٌ عَنْ نَافِعٍ. أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَ ابْنَ عُمَرَ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

_ 1. رَوَاهُ مسلم 3/1208 ح 76 من كتاب المساقاة باب الربا عن محمد بن رمح التجيبي عن الليث بن سعيد ... به ... 2. بفتح الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها الراء وبعدها العين المهملة وبعد الألف قاف ثم واو وفي آخرها اللام هذه النسبة إلى دير العاقول وهي قرية من أعمال بغداد، ممن ينسب إليها أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم وهو ثقة مات سنة 278هـ. (اللباب 1/523) . 3. الحكم بن نافع البهراني – بفتح الموحدة – الحمصي اشتهر بكنيته ثقة ثبت مات سنة 222هـ (التقريب 80) .

قَالَ نَافِعٌ فَانْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَذَلِكَ الرَّجُلُ وَأَنَا مَعَهُمَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لأَبِي سَعِيدٍ: أَرَأَيْتُكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ هَذَا الرَّجُلُ تُحَدِّثُهُ عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسَمِعْتَهُ مِنْهُ؟ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ وَمَا هُوَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: بَيْعُ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ وَالْوَرِقِ بِالْوَرِقِ. فَأَشَارَ أَبُو سَعِيدٍ بِإِصْبَعِهِ إِلَى عَيْنَيْهِ وَإِلَى أُذُنَيْهِ فقال: بصري عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ وَلا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا مِنْهَا شَيْئًا غَائِبًا بِنَاجِزٍ "1. وأما حديث مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر عن عمر الموقوف: فَأَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّمْسَارُ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ نا الْقَعْنَبِيُّ2 أنا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالذَّهَبِ أحدها غائب والآخر ناجز، وإن استظهرك إِلَى أَنْ يَلِجَ بَيْتَهُ فَلا تَنْظُرْهُ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرَّمَاءَ والرماء هو الربا3.

_ 1. لم أقف على رواية شعيب بن أبي حمزة فيما وقفت عليه من المصادر. 2. عبد الله بن مسلمة. 3. رواه مالك في الموطأ 2/634 ح 34 كتاب البيوع باب بيع الذهب بالفضة ... رواه مالك في نفسص الموضع ح 35 عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر ... به ... وهو في الموطأ برواية محمد الشيباني 289 ح 813، 814 كتاب الصرف وأبواب الرِّبَا.

وأما حديث الليث بن سعد عن نافع مثل هذا: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أنا مُحَمَّدُ بْنُ زَبَّانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ رُمَح أنا اللَّيْثُ عَنْ نافع عن عبد الله ابن عمر عن عمر بن الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ: " لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ، وَلا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا شَيْئًا منها غَائِبًا بِنَاجِزٍ إِلَّا يَدًا بِيَدٍ، فَإِنْ قَالَ: انْظُرْنِي حَتَّى أَلِجَ بَيْتِي فَلا تَنْظُرْهُ، فَإِنِّي أَخَافُ عليكم الرماء، والرما هُوَ الرِّبَا "1. وَأَمَّا حَدِيثُ شُعَيْبِ بن أبي حمزة عن نافع مثل هذا أيضا. فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ نا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ نا أَبُو اليمن أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ أنا نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ وَلا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا مِنْهَا غَائِبًا بِنَاجِزٍ، وَإِنِ اسْتَنْظَرَكَ أَنْ يَلِجَ بِلمَّةِ2 بَيْتِهِ فَلا تنظره، إني أخاف عليكم الرما، والرما الربا "3.

_ 1. لم أقف على رواية الليث عن نافع بهذا اللفظ. 2. في الأصل هنا إشارة تطبيب. 3. لم أقف على رواية شعيب عن نافع بهذا اللفظ.

14- حَدِيثٌ آخَرُ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر (15/ب) أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ نا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ1 نا عبد الصمد بن عبد الوارث نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدراوردي. وأخبرنا علي بن محمد بن عبد اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الجوزي2 أنا أَبُو بَكْرِ3 بْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَبَّانَ4 بْنِ الْحَكَمِ الطَّائِيُّ نا عبد الصمد بن عبد الوارث عن عبد العزيز بن محمد عن زيد ابن أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اطَّلَعَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ يَمُدُّ لِسَانَهُ فَقَالَ: مَا تَصْنَعُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله؟

_ 1. بالحاء المهملة بعدها مثناة تحتانية ثم ألف ثم نون – قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 8/161: ترك أبو زرعة حديثه. قال الذهبي في الميزان 4/221: وقد نقطه بجيم في أماكن ابن الأزهر الصريفيني فوهم. أ. هـ، ومع ذلك كتبه المحقق بالجيم وفي اللسان 6/130 وهم آخر وهو أنه كتب بالسين المهملة حسان. ذكره ابن حبان في الثقات 9/161 وكناه بأبي عمران البصري وقال: ربما خالف مات سنة بضع وثلاثين ومائتين. 2. بالجيم والزاي وثقه الخطيب، مات سنة 341هـ (تاريخ بغداد 4/407) . 3. عبد الله بن محمد بن عبيد الأموي. 4. قال الأمير ابن ماكولا في الإكمال 4/113: زبان أوله زاي بعدها باء مشددة معجمة بواحدة ثم ذكر من يسمون بذلك ثم أعقبهم بمن يسمون بذلك من الآباء فذكر منهم ابن أبي البختري بالخاء المعجمة عبد الرحمن بن زبان الطائي وذلك ص 118 منه. وانظر أيضا تاريخ بغداد 10/267.

قَالَ: إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْجَسَدِ إِلَّا يَشْكُو إِلَى الله عَلَى حِدَّتِهِ " 1. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الصَّغَانِيِّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الدنيا يمد بلسانه، وَفِيهِ هَذَا الَّذِي أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ، وفيه أيضا. إلا يشكوا ذَرَبَ2 اللِّسَانِ عَلَى حِدَّتِهِ. أَخْبَرَنِيهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، وَحَمْدَانُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ حَمْدَانَ الطَّحَّانُ قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ أَبُو عَلِيٍّ نا عبد الصمد بن الوارث عن عبد العزيز ابن مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اطَّلَعَ عُمَرُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ يَمُدُّ لِسَانَهُ فَقَالَ: " مَا تَصْنَعُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ؟ " قَالَ: " أَنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ وَإِنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الجسد إلا يشكوا إلى الله كاللسان على حدته " 3.

_ 1. أخرجه ابن أبي الدنيا في الورع (ق 77 أ) وابن السني في عمل اليوم والليلة باب في حفظ اللسان 13 أخرجه ابن السني من نفس طريق الخطيب..عن مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ عن عبد الصمد ... به ... وعن محمد بن الحسين بن أشكاب عنه ... ومن طريق ابن أشكاب أخرجه ابن المقرئ في معجمه ق 84 أمختصرا. 2. قال في تاج العروس (1/253) : ذرب كفرح يذرب ذربا وذرابة فهو ذرب ككتف (حد) . أ. هـ، وقال في النهاية 2/156 ذرب اللسان إذا كان حاد اللسان لا يبالي ما قال. 3. سبق تخريجه.

قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ هَكَذَا قَالَ عبد الصمد، فأخرج الْحَدِيثَ الْمُسْنَدَ فِي الْحَدِيثِ الْمَوْقُوفِ. وَقَدْ فَصَّلَهُ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ الْعَابِدِيُّ. قَالَ الْخَطِيبُ: أَمَّا الْمُسْنَدُ الْمَذْكُورُ فِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّمَا يَرْوِيهِ الداروردي عن زيد ابن أَسْلَمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا لا ذِكْرَ فِيهِ لأَبِي بَكْرٍ وَلا لعمر ولا أسلم. وَأَمَّا الْمَوْقُوفُ فَهُوَ كَمَا سَاقَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ مِنْ أَوَّلِ حَدِيثِهِ إِلَى آخِرِ قَوْلِ أَبِي بَكْرٍ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مالك عن أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ لَمْ يَذْكُرِ الْمُسْنَدَ1. وَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ الْحَدِيثَ الْمَوْقُوفَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ لَمْ يَذْكُرِ الْمُسْنَدَ وَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِيهِ، فَرَوَاهُ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بكر الصديق، ورواه قبيصة ابن عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زَيْدٍ عن أبي بكر، لم يذكر أَسْلَمُ فِيهِ، وَخَالَفَ الْجَمِيعَ هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ فَرَوَاهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِي بكر الصديق (16/أ) .

_ 1. قال الدارقطني في العلل 1/10 بعد سياقه لرواية عبد الصمد: قال ذلك عبد الصمد بن عبد الوارث عن الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عن أبيه، ووهم فيه على الدراوردي. والصواب عنه عن (زيد عن أبيه) أن عمر اطَّلَعَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ آخذ بلسانه فقال: " هذا أوردني الموارد ". وقال الدَّرَاوَرْدِيِّ: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: كل عضو يشكو ... ". وقد نقل الدارقطني في الأفراد كلام ابن صاعد المشار إليه هنا (أطراف غرائب الأفراد مسند أبي بكر 11ب – 12أ.

وروى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ الْعَابِدِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ الْحَدِيثَ الَّذِي سُقْنَاهُ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ بِطُولِهِ، إِلَّا أَنَّهُ فَصَلَ كَلامَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مِنْ كَلامِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأفراد لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِسْنَادًا. فأما حديث مالك بن أنس عن زيد بن أسلم. فَأَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلافُ قَالا: أنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ1 نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ2 نَا الْقَعْنَبِيُّ3 عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ (أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَهُوَ يَجْبِذُ4 لِسَانَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَهْ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي الموارد5.

_ 1. محمد بن عبد الله بن إبراهيم. 2. الحربي قال الذهبي: ثقة حجة وثقه إبراهيم الحربي والدارقطني وغيرهم مات سنة 284 هـ (الميزان 1/190) . 3. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قعنب. 4. قال في النهاية 1/235: الجبذ لغة في الجذب، وقيل: هو مقلوب. أ. هـ. وقال في القاموس 1/364: الجبذ: الجذب وليس مقلوبة بل لغة صحيحة ووهم الجوهري وغيره ... أ. هـ. 5. رواه مالك في الموطأ 2/988 كتاب الكلام باب ما جاء فيما يخاف من اللسان. وأخرجه ابن أبي عاصم في الزهد 18 ح 18 عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم.. به. وأخرجه أيضا أبو نعيم في الحلية 1/33 عن مصعب الزبيري عن ملك ... به.. ومن طريق ابن عجلان رواه ابن أبي شيبة في المصنف 9/66 كتاب الأدب باب كف للسان.

وأما حَدِيثُ وَكِيعٍ1 عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عن زيد بن أسلم: فأخبرناه عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَصْرِيُّ نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ2 نا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: " أَنَّهُ أَخَذَ بِلِسَانِهِ في مرضه فجعل يلوكه فِيهِ وَيَقُولُ هَذَا3 أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ "4. وأما حَدِيثُ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنِ الثَّوْرِيِّ: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ5 الْمَرْوَزِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ: " أَنَّهُ قَالَ بِلِسَانِهِ: هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ "6. وَأَمَّا حديث عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري 7:

_ 1. ابن الجراح الرؤاسي. 2. ابن محمد بن علي الطائي وثقه ابن حبان ومسلمة بن قاسم والدارقطني، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال النسائي: صالح مات سنة 2665 هـ (الثقات 8/471، التهذيب 7/294) . 3. كتب في الأصل (كذا) . 4. رواه وكيع عن الثوري في الزهد 2/556. 5. كتب في هامش الأصل الحسن – مكبرا – ووضع عليه علامة التصحيح. وهو الحسين بن الحسن بن حرب السلمي المروزي نزيل مكة قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات ووثقه مسلمة، مات سنة 246 هـ (الثقات 8/190، التهذيب 2/334) . 6. رواه ابن المبارك في الزهد 125 ح 369. 7. حديث ابن مهدي رواه ابن أبي عاصم عنه عن أسامة بن زيد بن أسلم في الزهد 19 ح 22 وأسامة ضعفوه (انظر التهذيب 1/207) .

فَإِنَّ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ رَوَاهُ عَنْهُ وَضَمَّ إِلَيْهِ حَدِيثَ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ وَذَكَرَ مَا فِيهِ مِنَ الْغَرِيبِ، وَنَحْنُ نَسُوقُهُ وَغَرِيبَهُ إِثْرَ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وأما حديث قبيصة بن عقبة عن الثوري: فأخبرناه إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ أنا محمد بن عبد الله بن خَلَفٍ الدَّقَّاقُ نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذُرَيْحٍ الْعُكْبَرِيُّ نا هناد ابن السَّرِيِّ نا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَعَلَ يَلْوِي لِسَانَهُ أَوْ يُحَرِّكُ لِسَانَهُ، وَيَقُولُ هَذَا أوردني الموارد "1. وأما حديث هشام بن سعد:2 فأخبرناه علي بن القاسم ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ نا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ قَالا: نا أَبُو نُعَيْمٍ3 نا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، وَهُوَ يَقُولُ: " اطَّلَعْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ مُدَلِّعٌ لِسَانَهُ يُنَصْنِصُهُ4، فقال: هذا أوردني الموارد "5.

_ 1. انظر الزهد لهناد بن السري: 2/531 ح 1093 تحقيق الفروائي. 2. أبو عباد المدني القرشي مولاهم، قال أبو زرعة: محله الصدق، قال أبو داود: أثبت الناس في زيد بن أسلم، وضعفه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم، وقال ابن حجر في التقريب 364: صدوق له أوهام ورمي بالتشيع، مات سنة 160هـ أو قبلها (التهذيب 11/39) . 3. الفضل بن دكين. 4. بالصاد المهملة يعني يحركه ويقلقله (الغريب لأبي عبيد بن سلام 3/220) . 5. ذكر الدارقطني رواية هشام بن سعد في العلل 1/12، وقال عنها وعن رواية ابن عجلان ومن تابعهما أنهما أصح من رواية من رواه بخلافهم ورواية أبي نعيم عن هشام عن زيد رواها أبو عبيد في الغريب 3/219.

قَالَ زَيْدٌ: وَكَانَ مِنْ أَصْمَتِ الناس – لفظ ابن شاكر -. أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ البادا وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالا: أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: " قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ دَخَلَ عَلَيْهِ وهو ينصنص1 (16/ب) لِسَانَهُ، وَيَقُولُ: إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنِيهِ ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ: وَحَدَّثَنِيهِ أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ إِلَّا أَنَّ بَعْضَهُمْ قَالَ: يُنَصْنِصُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ يُحَرِّكُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ قال أبو عمرو2: قوله " ينصنص " يعني يحرك وَيُقَلْقِلُهُ، وَكُلُّ شَيْءٍ حَرَّكْتَهُ فَقَدْ نَصْنَصْتَهُ، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى لَيْسَتْ فِي الْحَدِيثِ بِمَعْنَاهُ نَضْنَضْتُ بِالضَّادِ3 وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَيَّةِ نَضْنَاضٌ وَهُوَ الْقَلِقُ الَّذِي لا يَثْبُتُ فِي مكانه لشدته ونشاطه. قال الراعي:4

_ 1. بالصاد المهملة (الغريب لأبي عبيد 3/219) . 2. زبان – بالزي والباء المشددة الموحدة – بن العلاء بن عمار بن العريان التميمي المازني البصري أحد القراء السبعة وأحد أئمة النحو واللغة. اختلف في اسمه وأصح ما قيل فيه (زبان) مات سنة 154هـ. (معرفة القراء الكبار 1/100، غاية النهاية للجزري 1/288) . 3. المعجمة: (انظر الغريب لأبي عبيد 3/220) . 4. النميري واسمه عبيد بن الحصين بن جندل يكنى أبا جندل وهو شاعر مشهور ولقب الراعي لكثرة وصفه الأبل والرعاء في شعره، وفد على عبد الملك ومدحه بشيء من شعره (المؤتلف والمختلف للآمدي 177، إنباه الرواة 1/320 حاشية 2) .

يَبِيتُ1 الْحَيَّةُ النَّضْنَاضُ فِيهَا2 مَكَانَ الْحِبِّ3 يَسْتَمِعُ السِّرَارَا4. قَالَ أَبُو عبيد: أَخْبَرَنِي الأَصْمَعِيُّ5 أَنَّهُ سَأَلَ6 أَعْرَابِيًّا أَوْ أَعْرَابِيَّةً عَنِ النَّضْنَاضِ7 فَأَخْرَجَ لسانه فحركه لم يزد عَلَى هَذَا، وَهَذَا كُلُّهُ يَرْجِعُ على الْحَرَكَةِ، فَأَمَّا الْحَدِيثُ فَبِالصَّادِ8 لا غَيْرَ9. وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ الْعَابِدِيِّ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ الَّذِي فَصَلَ فِيهِ الْمَتْنَ الْمَرْفُوعَ مِنَ الْمَوْقُوفِ وَسَاقَهُمَا بِإِسْنَادَيْنِ. فَأَخْبَرَنِيهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ وَحَمْدَانُ بْنُ سَلْمَانَ قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ الْعَابِدِيُّ – بِمَكَّةَ – نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ: اطَّلَعَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ مُدَلِّعٌ لسانه

_ 1. كتب في الأصل هنا (كذا) . 2. في غريب أبي عبيد 3/220: منه وكتب المحقق أن في هامش الأصل فيها. 3. قال محقق الغريب: بهامش الأصل وقال نشوان: الحب – بكسر الحاء المهملة – القرط في هذا البيت. (3/220 حاشية رقم خمسة) . 4. انظر الغريب 3/219-220. 5. أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن علي قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 10/175: الإمام العلامة الحافظ حجة الأدب لسان العرب مات سنة 216هـ. 6. كتب في حاشية الأصل 17 أسمع بدال سأل، والذي في الغريب لأبي عبيد 3/220 سأل. 7. بالضاد المعجمة (المصدر السابق نفس الجزء والصفحة) . 8. في الغرييب 3/220: بالصاد غير المعجمة وهي في بعض النسخ دون بعض كما قال محققه. 9. ما بين القوسين من غريب الحديث لأبي عبيد 3/220.

أَخَذَهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: " مَا تَصْنَعُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ "، فَقَالَ: " وَهَلْ أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ إِلَّا هَذَا "1. قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: هَذَا آخِرُ الْحَدِيثِ، ثُمَّ ابْتَدَأَ الْحَدِيثَ الآخَرَ بَعْدَهُ فِي إِثْرِهِ. وَقَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ عُضْوٍ مِنَ الأَعْضَاءِ إِلَّا وَهُوَ يَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ مَا يَلْقَى مِنَ اللِّسَانِ عَلَى حِدَّتِهِ "2. قَالَ الْخَطِيبُ: لَيْسَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِشْكَالٌ يُتَخَوَّفُ مِنْهُ اخْتِلاطُ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلامِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَإِنَّمَا الْمُشْكِلُ مِنْهُ أَنَّ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَبْدِ الْوَارِثِ رَوَى حَدِيثَ أَبِي بَكْرٍ وَاتَّبَعَهُ بِكَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ فَاصِلَةَ، فشبه بِذَلِكَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ هُوَ الَّذِي رَوَاهُ إِثْرَ قَوْلِهِ، وَنَسَّقَهُ عَلَى كَلامِهِ، وَلَوْ ذَكَرَ فِي أَحَادِيثِ مَنْ وَصَلَ الْمُرْسَلَ الْمَقْطُوعَ بِالْمُتَّصِلِ الْمَرْفُوعِ لَكَانَ لائِقًا بِذَلِكَ الْبَابِ، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لإدراك الصواب. 15- حَدِيثٌ آخَرُ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ – بِالْبَصْرَةِ – نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ نا عباس ابن محمد الدوري نا

_ 1. لم أقف عليه من هذا الطريق فيما وقفت عليه من المصادر. 2. أخرجه الدارقطني في مسند أبي بكر في الإفراد (أطراف غرائب الأفراد 12أ) .

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أنا شَيْبَانُ1 عَنِ الأَعْمَشِ2. وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلَّالُ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ نا جدي (17/أ) نا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ3 نا أَبُو عَوَانَةَ4 عَنْ سُلَيْمَانَ – وَهُوَ الأَعْمَشُ – عَنْ شَقِيقٍ5 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: وفي حديث أبي عوانة عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: قال عبد الله: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا6 مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ، وَلا يَقُلْ أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وكيت بل هو نسّي " 7.

_ 1. ابن عبد الرحمن التيمي مولاهم النحوي. 2. سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، ثقة حافظ عارف بالقراءة لكنه يدلس ت 148 هـ (التقريب 374) . 3. ابن أبي زياد الشيباني مولاهم البصري ختن أبي عوانة ثقة عابد مات سنة 215 هـ (التقريب 374) . 4. وضّاح – بتشديد المعجمة آخره مهملة – بن عبد الله اليشكري – بالمعجمة – الواسطي مشهور بكنيته، ثقة ثبت مات سنة 176 هـ أو قبلها (التقريب 369) . 5. أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي، قال الحافظ: ثقة مخضرم (التقريب 147) . 6. قال في الفتح 9/81: بفتح الفاء وكسر الصاد المهملة الثقيلة بعدها تحتانية خفيفة أي تفلتّا وتخلصًا ... أ. هـ مختصرا. 7. مبني للمجهول وروي مشددا ومخففا، وفيه أدب في التعبير عن حصول ذلك، فإن النسيان ليس من فعل العبد، وقد تصدر عنه أسبابه من التناسي والتغافل والتهاون المفضي إلى ذلك. فأما النسيان نفسه فليس بفعله، ولهذا بني لما لم يسمى فاعله، وأدب أيضا في ترك إضافة ذلك إلى الله تعالى. أ. هـ بتصرف من فضائل القرآن لابن كثير ص 68. وقوله كيت وكيت: يعبر بهما عن الجمل الكثيرة والحديث الطويل ومثلهما ذيت وذيت (فتح الباري 9/80) .

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ1 الْغَزَّالُ – بِصُورَ – أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أسد بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عفير – بمصر – أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ2 - عَمُّ أَبِي – أَخْبَرَنِي أَبِي سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفْيرٍ حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ حَبِيبٍ الْكُوفِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا، وَلا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ بَلْ هُوَ نُسِي " 3. أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوِيَةَ الْعَسْكَرِيُّ – بِالْبَصْرَةِ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

_ 1. لم أقف عليه فيما اطلعت عليه من المصادر من رواية شيبان ولا أبي عوانة عن الأعمش لكنه ورد من عدة طرق عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ أبي وائل شقيق عن ابن مسعود مرفوعا، وستأتي إشارة المؤلف لها في آخر الترجمة وسأذكر من خرّجها هنالك إن شاء الله. 2. قال ابن حبان في المجروحين 2/67: يروي عن أبيه عن الثقات الأشياء المقلوبات لا يشبه حديثه حديث الثقات، أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني قال: ... لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. أ. هـ. مات سنة 273 هـ (لسان الميزان 4/104) . 3. لم أجده من هذا الطريق.

خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ1 الْكَلاعِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْعَوْصِيُّ2 عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عليكم بالقرآن فو الله لَهُوَ أَسْرَعُ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرجال من النعم من علقه، وَلا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَذَا وَكَذَا بَلْ هُوَ نُسّي " 3. كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو عَوَانَةَ الْوَضَّاحُ وَمُوسَى بْنُ حَبِيبٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ أَرْبَعَتُهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ وَرَفَعُوا جَمِيعَ الْحَدِيثِ إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَخَالَفَهُمْ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ وَمُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ وَأَبُو بدر الشجاع بْنُ الْوَلِيدِ، فَرَوَوْهُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ – وَهُوَ أَبُو وَائِلٍ – عن عبد الله بن مسعود مِنْ قَوْلِهِ غَيْرَ مَرْفُوعٍ. كَمَا أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ4 نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ نا يَعْلَى نا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ، وَلا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بل هو نُسّي "5 موقوف.

_ 1. بالخاء المعجمة قال ابن حجر في التقريب 295: يوزن جلّي، صدوق. 2. بمهملتين الحمصي صدوق يخالف (التقريب 131) . 3. لم أجده من هذا الطريق. 4. الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الواحد. 5. لم أقف عليه فيما اطلعت عليه من المصادر.

وأخبرني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَزَارِيُّ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ1 ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ ثنا جَدِّي نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ وَمُحَاضِرُ - بْنُ الْمُوَرِّعِ السكوني قالا: نا الأعمش (17/ب) عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ "2 وَذَكَرَ مِثْلَهُ سواء -. أخبرنا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ نا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَّاقُ نا شُجَاعٌ أَبُو (بَدْرٍ) 3 عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " تَعَاهَدُوا الْمَصَاحِفَ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ، وَلا يَقُلْ أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ هُوَ نُسّي "4. وَرَفْعُ جَمِيعِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الأَعْمَشِ خَطَأٌ5 وَإِيقَافُ جَمِيعِهِ أَيْضًا عَنْهُ خَطَأٌ5، وَذَلِكَ أَنَّ الأَعْمَشَ كَانَ يَرْفَعُ مِنْ آخِرِهِ كَلِمَاتٍ فِي فَصْلِ النِّسْيَانِ، وَهِيَ6 قَوْلُهُ6: " بَلْ6 هُوَ6 نُسِّيَ "6 وَيَجْعَلُ الْحَدِيثَ كله عَدَا هَذِهِ الْكَلِمَاتِ مِنْ كَلامِ عَبْدِ اللَّهِ بَيَّنَ ذَلِكَ أَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ7 فِي رِوَايَتِهِمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ الأعمش.

_ 1. ابن أحمد أبو الحسين المعروف بابن حمة – بالمهملة – الخلال، ثقة 396هـ. (تاريخ بغداد 10/301) . 2. لم أجده من خرجه من هذا الطريق. 3. في الأصل (زيد) والصواب ما أثبت، وهو ابن الوليد السكوني (التهذيب 4/313) . 4. لم أقف على تخريجه من هذا الطريق. 5. انظر المدرج إلى المدرج للسيوطي (34 ح 36) . 6. كل هذه المواضع وضع فيها إشارة تضبيب. 7. قال الحافظ في التقريب 172: الخريبي – بمعجمة وموحدة – مصغرا كوفي الأصل ثقة عابد، مات سنة 213هـ.

أما حديث أبي معاوية: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ أنا أَبُو مُحَمَّدٍ حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ حماد ثنا أبو معاوية. وأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ – وَاللَّفْظُ لَهُ – أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بن حمدان نا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نا أَبُو مُعَاوِيَةَ نا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " تَعَاهَدُوا هَذِهِ الْمَصَاحِفَ وَرُبَّمَا قَالَ: الْقُرْآنَ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ، قَالَ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَقُلْ أَحَدُكُمْ إِنِّي نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ هُوَ نُسّي " 1. وأما حديث عيسى بن يونس 2: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ – بِنَيْسَابُورَ – أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدَةَ السَّلِيطِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين – ويعرف بالترك3 حدثنا إسحاق بن إبراهيم4 أخبرنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الله:

_ 1. انظر مسند الإمام أحمد 1/38-382، والحديث أخرجه أيضا مسلم من طريق أبي معاوية محمد بن خازم – بالخاء المعجمة والزاي – 1/544 ح 229 من كتاب صلاة المسافرين باب فضائل القرآن. 2. ابن أبي إسحاق السبيعي، ثقة، مات سنة 191هـ (التهذيب 8/237) . 3. قال ابن ماكولا في الإكمال (1/249-250) : ترك أوله تاء مضمومة معجمة باثنتين من فوقها، وراء ساكنة، ثم ذكر عددا ممن يلقب بذلك وذكر منهم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، وقال: من الثقات الأثبات ... مات سنة 295هـ. 4. المعروف بابن راهويه.

" تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ قُلُوبِ الرِّجَالِ مِنَ الْمخاضِ مِنْ عُقُلِهَا وَلا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ نسيت "1. 2 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ هُوَ نُسِّيَ ". وأما حديث وكيع: فأخبرناه أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزقزيه البزاز3 أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عيسى ابن الْهَيْثَمِ التَّمَّارُ نا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيُّ نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ4 نا وَكِيعٌ نا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " تَعَاهَدُوا هَذِهِ الْمَصَاحِفَ فَلَهِيَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ، وَلا يَقُلْ أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَذَا، وَكَذَا، قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بل هو (18/أ) نُسِّيَ " 5. رَوَى يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ6 وَوَكِيعٌ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ كَلامَ عَبْدِ اللَّهِ حَسْبُ وَلَمْ يَذْكُرْ ما بعده. كذلك أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رِزْقَوَيْهِ7 أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ نا

_ 1. عزاه السيوطي في المدرج إلى المدرج 34 ح 36 إلى البيهقي ولم أقف عليه في السنن فلعله في كتاب آخر لم أتمكن من الإطلاع عليه. 2. كتب في هذا الوضع بعد نهاية الحديث كذا، كذا كذا. 3. أوله باء موحدة ثم زايين بينهما ألف (راجع ترجمته في تاريخ بغداد 1/351) . 4. عبد الله بن محمد بن إبراهيم. 5. لم أقف عليه من طريق وكيع عن الأعمش. 6. محمد بن خازم الضرير. 7. محمد بن أحمد.

أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ الحُلواني نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ نا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " تَعَاهَدُوا هَذَا الْمَصَاحِفَ، وَرُبَّمَا قَالَ الْقُرْآنَ، فَلَهُوَ أَسْرَعُ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ "1. وأما حديث عبد الله بن داود عن الأعمش: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ ثنا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نا مُسَدَّدٌ نا عبد الله ابن دَاوُدَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسعود: " تَعَاهَدُوا الْمَصَاحِفَ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ، وَلا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، قَالَ رسول الله: بل نُسّي " 2. وَقَدْ رَوَى مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ وَالْحَكَمُ بْنُ عَبْد الْمَلِكِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جميع الحديث3.

_ 1. لم أقف على من خرجه من طريق الحماني، والحماني على كثرة حفظه مضعف عند علماء الحديث (التهذيب 11/243) . 2. لم أجده من حديث عبد الله الخريبي. 3. حديث الحكم بن عبد الملك لم أقف عليه، والحكم هو القرشي البصري. قال الحافظ في التقريب (80) : ضعيف. وأما حديث منصور بن المعتمر: أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن باب استذكار القرآن من صحيحه عن محمد بن عرعرة ثنا شعبة عن منصور ... : " بئس ما لأحدهم أن يقول نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ نسي، واستذكروا القرآن فإنه أشد تفصيا ... الحديث " (الفتح 9/79 ح 5032) . وأخرجه أيضا في نفس الكتاب عن أبي نعيم عن سفيان عن منصور ... مقتصرا على فصل النسيان ح 5039. ورواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين باب فضائل القرآن من صحيحه 1/544 ح 228 عن زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم عن جرير بن حازم عن منصور ... به. وأخرجه أحمد في المسند عن هؤلاء وغيرهم عن منصور ... به ... (راجع المسند 1/417، 423، 429، 438، 439، 463) . ورواه أيضا الترمذي (1/193 ح 2942) . ومن طريق شعبة عن منصور أخرجه الخطيب في تاريخه 5/453. وقد تابع أبا وائل عن ابن مسعود زر بن حبيش، أخرجه الحاكم في المستدرك 1/553 عن شعيب عن خالد الرازي عن عاصم بن بهدلة عن زر ... به، والطبراني في الكبير (10/169) . وأخرجه أيضا أبو نعيم في الحلية 4/188. وكذا تابع منصور عن شقيق عبدة بن أبي لبابة أخرجه مسلم (1/544 ح 230، وأحمد 1/449) إلا أنه اقتصر على فصل النسيان فقط.

فَأَمَّا الأَعْمَشُ فَإِنَّمَا الصَّحِيحُ عَنْهُ إِيقَافُهُ سِوَى الْكِلَمَاتِ الَّتِي فِي آخِرِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ1. 16- حديث آخر: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ الْخِرَقِيُّ نا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ2 نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عياش عن

_ 1. في الهامش من الأصل (بلغ مقابلة في الثالثة حسب الطاقة) . 2. أبو عمر العطاردي الكوفي، قال ابن عدي في الكامل 1/194: رأيت أهل العراق مجمعين على ضعفه، قال: ولا يعرف له حديث منكر رواه، قال الذهبي في الميزان 1/112: كذبه مطيّن، وقال الدارقطني: لا بأس به، وقال الحافظ في التقريب 14: ضعيف وسماعه للسيرة صحيح مات سنة 272 هـ (التهذيب 1/51) .

عَاصِمٍ1 عَنْ زِرٍّ2 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ3 قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَاتَ وَهُوَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ " 4. هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، وَوَهِمَ فِي إِسْنَادِهِ وَفِي مَتْنِهِ5. فَأَمَّا الْوَهْمُ فِي إِسْنَادِهِ فَإِنَّ عَاصِمًا إِنَّمَا كَانَ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ لا عَنْ زِرٍّ. وَقَدْ رَوَاهُ كَذَلِكَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، أَسْوَدُ بْنُ عامر شاذان وأبو هشام مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ وَأَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ الْهَمْدَانِيُّ، وَوَافَقَهُمْ حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ وَالْهَيْثَمُ بْنُ جَهْمٍ وَالِدُ عُثْمَانَ بْنِ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ فَرَوَيَاهُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ كَذَلِكَ. وَأَمَّا الْوَهْمُ فِي مَتْنِ الْحَدِيثِ فَإِنَّ الْعُطَارِدِيَّ فِي رِوَايَتِهِ جَعَلَهُ كُلَّهُ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس (18/ب) كَذَلِكَ، وَإِنَّمَا الْفَصْلُ فِي ذِكْرِ مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا قَوْلُ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالْفَصْلُ الثَّانِي فِي ذِكْرِ مَنْ مات غير مشرك

_ 1. ابن أبي النجود بهدلة. 2. ابن حبيش. 3. ابن مسعود رضي الله عنه. 4. لم أجد من أخرج رواية زر عن عبد الله. 5. انظر فتح الباري 3/112 فقد نقل الحافظ كلام الخطيب هذا وعزاه إلى المدرج. وانظر أيضا المدرج إلى المدرج للسيوطي 17 الحديث الأول.

قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ1. بَيَّنَ ذَلِكَ أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ عَنْ أَبِي بكر عن عاصم. وحماد ابن شُعَيْبٍ وَالْهَيْثَمِ بْنِ جَهْمٍ عَنْ عَاصِمٍ، وَمَيَّزُوا أَحَدَ الْفَصْلَيْنِ مِنَ الآخَرِ. وَكَذَلِكَ رَوَى سُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ وَسَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. فأما حديث أسود بن عامر عن أبي بكر بن عياش بخلاف رواية العطاردي عنه في الإسناد والمتن جميعًا. فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن حنبل حدثني أبي أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ نا أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ جَعَلَ لِلَّهِ نِدًّا جَعَلَهُ اللَّهُ فِي النار " قال وأخرى أقوالها لَمْ أَسْمَعْهَا مِنْهُ مَنْ مَاتَ لا يجعل الله نِدًّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، وَإِنَّ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ ما اجتنب المقتل2.

_ 1. قد ورد مرفوعا من حديث جابر بن عبد الله وحديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنهما عند مسلم 1/94 ح 93، 94، من كتاب الإيمان باب مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل الجنة ... 2. رواه أحمد في المسند 1/402، 407. قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على هذا الحديث في المسند 5/310 ح 3811: إسناده صحيح ... وآخره في أن الصلوات كفارات لم أجده في غير هذا الموضع، إلا روايتين آخريين ضعيفتين عن ابن مسعود في مجمع الزوائد 1/298، 299 ومعناه صحيح ثابت من حديث أبي هريرة وغيره، فرواه مسلم 1/209 ح 14، 15، 16 من كتاب الطهارة، والترمذي 1/418 ح 214 باب ما جاء في فضل الصلوات الخمس.

وأما حديث أبي هشام محمد بن يزيد أبي بكر بموافقة رواية أسود بن عامر على الإسناد والمتن جميعا. فأخبرناه عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التَّنُوخِيُّ أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْكَاتِبُ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ – هُوَ ابْنُ غَالِبٍ الْكَتَّانِيُّ1 - نا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ2 نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ نا عَاصِمٌ عَنْ أَبِي وائل عن عبد الله قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " مَنْ مَاتَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ، وَأُخْرَى أَنَا أَقُولُهَا لَمْ أَسْمَعْهَا، مَنْ مَاتَ لا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَإِنَّ هَؤُلاءِ الْحَقَائِقَ3 كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجتَنَبْتَ المقتل " 4. وأما حديث أبي كريب محمد بن العلاء بموافقتهما على الإسناد: فأخبرناه التَّنُوخِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالا: أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ نا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ نا أَبُو كُرَيْبٍ نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَقِيَ اللَّهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ " 5.

_ 1. بالمثناة الفوقانية (تاريخ بغداد 6/391) . 2. ضعفه البخاري والنسائي وأبو حاتم وابن نمير وابن أبي شيبة وغيرهم – مات سنة 248 هـ (التهذيب 9/526) . 3. المراد بها هنا الصلوات الخمس كما في الرواية السابقة، وقد وردت هذه اللفظة في حديث آخر، قال أبو عبيد في الغريب 3/456 – 457: وفي حديث علي رضي الله عنه إذا بلغ النساء نص الحقائق وبعضهم يقول الحقاق ... فنص الحقاق إنما هو الإدراك لأنه منتهى الصغر. 4. لم أقف على من خرجه من طريق أبي هشام الرفاعي. 5. لم أقف على رواية أبي كريب هذه من حديث ابن مسعود، وقد أخرج مسلم في صحيحه 1/94 ح 93 من كتاب الإيمان عن أبي كريب عن أبي معاوية عن الأعمش ... عن جابر قَالَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رسول الله ما الموجبتان؟ فقال: "مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل الجنة ومن مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النار ".

هكذا كان في أصل التوخي وَالْجَوْهَرِيِّ جَمِيعًا، وَلا أَشُكُّ أَنَّهُ سَقَطَ مِنَ الْحَدِيثِ الْفَصْلُ الأَوَّلُ الْمَرْفُوعُ لأَنَّ هَذَا الْفَصْلَ هُوَ الثَّانِي الَّذِي مِنْ كَلامِ عَبْدِ اللَّهِ. وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَسَقَطَ ذَلِكَ عَلَى قَاسِمٍ أَوْ عَلَى الْخِرَقِيِّ. وأما حديث حماد بن شعيب1 عن عاصم بموافقة رواية أسود بن عامر عن أبي بكر بن عياش عن عاصم في (19/أ) الإسناد والمتن جميعا: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ2 أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ3 الْبَغَوِيُّ نا الْحَسَنُ بْنُ عليلٍ4 نا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ نا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ عَاصِمٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عبد الله بن مسعود قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا يَمُوتُ رَجُلٌ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ" وَأُخْرَى أَقُولُهَا: " لا يَمُوتُ عَبْدٌ لا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، وَالصَّلَوَاتُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ ما

_ 1. أبو شعيب الحمّاني التميمي ضعفه البخاري والنسائي وابن معين، وقال ابن حبان في المجروحين 1/251: يقلب الأخبار ويرويها على غير جهتها، وقال ابن عدي في الكامل 2/659: أكثر أحاديثه مما لا يتابع عليه، وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه (راجع أيضا تاريخ ابن معين 1/132 – 133) . 2. أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بن إبراهيم بن شاذان. 3. ابن إبراهيم بن عبد العزيز بن المرزبان أبو محمد المعدل المعروف بابنالخرساني (تاريخ بغداد 9/414) . 4. كتب عليه في الأصل ((كذا)) ، وهو أبو علي الحسن بن عُليل بن الحسين بن علي بن حبيش العنزي – قال الخطيب في التاريخ 7/398: كان صاحب أدب وأخبار وكان صدوقا، واسم أبيه على عليل لقبه. أ. هـ، وعليل بضم العين المهملة ولامين (الإكمال 6/260) .

اجْتُنِبَتِ الْمَقْتَلَةُ "1. وأما حديث الهيثم بن جهم2 عن عاصم نحو ذلك: فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْفَزَارِيُّ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلَّالُ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ نا جَدِّي نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ حَدَّثَنِي أَبِي الْهَيْثَمُ بْنُ جَهْمٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ ". قَالَ: " وَأُخْرَى أَقُولُهَا، وَلَمْ أَسْمَعْهَا مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إني لأرجو أنه مَنْ مَاتَ لا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ "3. وأما حديث سليمان بن الأعمش عن أبي وائل مثل ذلك: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ نا أَبُو بِشْرٍ عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دستكوتا4 نا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ5 نا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ6

_ 1. لم أجده من طريق حماد عن عاصم. 2. ابن حسان بن المنذر مؤذن مسجد الجامع بالبصرة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: لم أر في حديثه مكروها (الجرح والتعديل 9/83، الثقات: 9/235) . 3. لم أقف عليه من رواية الهيثم بن جهم. 4. أوله دال وسين مهملتان ثم مثناة من فوق ثم كاف ثم واو فمثناة من فوق آخره ألف. انظر ترجمة شيخه في تاريخ بغداد 12/435 ولم أقف على ترجمته. 5. أوله ميم ثم خاء معجمة ثم راء وآخره ميم، وثقه الخطيب (تاريخ بغداد 12/434) . 6. أبو زكريا الغساني السمسار كذبه ابن معين والنسائي وأبو حاتم وغيرهم. قال ابن حبان وابن عدي: كان يضع الحديث ويسرقه توفي سنة 225 هـ (المجروحين 3/125، الكامل 7/2706) .

نا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ – وَهُوَ ابْنُ سَلَمَةَ أَبُو وَائِلٍ – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " وَأَنَا أَقُولُ مَنْ مَاتَ لا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا أدخله الجنة "1. وأخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ2 الْحَافِظُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بن فارس ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود3 ثنا شعبة عن الأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً وَقُلْتُ أُخْرَى. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " وَأَنَا أَقُولُ مَنْ مَاتَ وَهُوَ لا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ "4. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان نا عبد الله بن أَحْمَدَ نا أَبِي نا أَبُو معاوية5 نا الأعمش. وأنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمَخْزُومِيُّ نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الخُلدي6 - إِمْلاءً – نا عبد الله بن غنام

_ 1. أخرجه من هذا الطريق بهذا اللفظ الخطيب في تاريخ 12/435، في ترجمة نصر ابن القاسم المخرمي. 2. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن إسحاق الأصبهاني صاحب الحلية. 3. سليمان بن داود الطيالسي صاحب المسند، ويونس راويته الذي جمعه. 4. انظر مسند الطيالسي ص 34 ح 256، ورواه أحمد في المسند 1/443، 462، 464، عن محمد بن جعفر عن شعبة ... به. 5. محمد بن خازم الضرير. 6. بضم الخاء المعجمة بعدها لام ثم دال مهملة.

النَّخَعِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ نا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عن شقيق عن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً وَقُلْتُ أُخْرَى. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الجنة ". قال قلت أَنَا: " مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل النار "1. (19/ب) . أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ2 أَخْبَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ نا ابْنُ نُمَيْرٍ3 نا أَبِي وَوَكِيعٌ قَالا: نا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي وائل عن عبد الله – قال وَكِيعٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ أَبِي قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ "، وَقُلْتُ أَنَا: " مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ "4. خالف هذه الجماعة سفيان الثوري، فرواه عن الأعمش عن زيد بن وهب5 عن عبد الله بن مسعود.

_ 1. رواه أحمد في المسند 1/382، في هذه الرواية ((قلب)) حيث رفع الموقوف ووقف المرفوع، ونقل ابن حجر في الفتح 3/111 عن الإسماعيلي قوله: إنما المحفوظ أن الذي قلبه أبو معاوية، وقد تقدمت الإشارة إلى أن مسلم أخرجه من طريق أبي كريب محمد بن العلاء بهذا الإسناد، وبنحو هذا اللفظ إلا أنه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بدلا من عبد الله بن مسعود فهو شاهد لهذا الحديث والله أعلم. 2. أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ. 3. محمد بن عبد الله بن نمير. 4. رواه مسلم 1/94 ح 92 من كتاب الإيمان من صحيحه، وأحمد في المسند 1/443 عن وكيع ... به. وأخرجه البخاري في كتاب الجنائز من صحيحه من طريق عمر بن حفص عن أبيه عن الأعمش ... به.. (الفتح 3/110 ح 1238) . 5. لم أقف على رواية الثوري.

وأما حديث سيار ومغيرة عن أبي وائل: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ1 نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نا هُشَيْمٌ2 أنا سَيَّارٌ3 وَمُغِيرَةُ4 عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: خَصْلَتَانِ إِحْدَاهُمَا سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالأُخْرَى مِنْ نَفْسِي؛ " مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ ". وَأَنَا أَقُولُ: " مَنْ مَاتَ وَهُوَ لا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا وَلا يُشْرِكُ بِهِ شيئا دخل الجنة "5. أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ6 أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَاغَنْدِيُّ نا شَيْبَانُ7 نا أَبُو عَوَانَةَ8 عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنِ

_ 1. ابن حمدان بن مالك القطيعي. 2. ابن بشير الواسطي. 3. أبو الحكم العنزي – بنون وزاي – اختلف في اسم أبيه، ثقة مات سنة 122 هـ (التقريب 142) . 4. ابن مقسم – بكسر الميم – أبو هشام الضبي – مولاهم – الكوفي الأعمى ثقة مات سنة 136 هـ (التقريب 345، والتهذيب 10/269) . 5. رواه أحمد في المسند 1/374 عن هشيم ... به سندا ومتنا. قال الحافظ في الفتح: 3/111: أخرجه ابن خزيمة من طريق سيار، وابن حبان من طريق مغيرة كلاهما عن شقيق. 6. أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي. 7. ابن فروخ الحبطي – بمهملة وموحدة مفتوحتين – الأُبُلّي – بضم الهمزة والموحدة وتشديد اللام. قال الحافظ: صدوق يهم رمي بالقدر، قال أبو حاتم: اضطر الناس إليه أخيرا توفي سنة 236 هـ. (الجرح والتديل 4/375، التقريب 148) . 8. الوضاح بن عبد الله اليشكري.

ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَلِمَتَانِ سَمِعْتُ أحدهما مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالأُخْرَى أَقُولُهَا: سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا يَلْقَى اللَّهَ عَبْدٌ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا إِلَّا أَدْخَلَهُ النَّارَ " وَأَقُولُ أَنَا: " لا يلق اللَّهَ عَبْدٌ لَمْ يُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا إِلَّا أُدخل الْجَنَّةَ "1. 17- حديث آخر: أخبرنا أبو نعيم الحافظ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ2 النَّاقِدُ قَالا: نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الحُلواني3 نا مُحَمَّدُ بن الصباح البزار نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا4 عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ5 عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اشْتَرَى نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُشْتَرِي، وَمَنِ اشْتَرَى عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يشترط المشتري " 6. أخبرنا أَبُو بَكْرٍ7 الْبَرْقَانِيُّ أنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن خميرويه

_ 1. لم أقف عليه من هذا الطريق ولفظه تقدم في الحديث الذي قبله، والله أعلم. 2. بالحاء المهملة بعدها موحدة ثم مثناة تحتية آخره شين معجمة تاريخ بغداد 3/86. 3. بضم الحاء المهملة هكذا في الأصل. 4. أبو زياد الخُلْقاني – بضم الخاء المعجمة وسكون اللام وفتح القاف وفي آخره النون – نسبة إلى بيع الخلق من الثياب (الأنساب 5/179) وثقه أحمد، وقال ابن معين وأبو داود والنسائي ليس به بأس (التهذيب 1/297) . 5. ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري ثقة ثبت (التقريب 226) . 6. لم أجد من خرجه بهذا السياق لا من طريق إسماعيل بن زكريا ولا من طريق أبي معاوية. 7. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الفقيه الخوارزمي.

الهروي أنا أحمد بن نحدة1 نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ نا أَبُو مُعَاوِيَةَ2 نا عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ، فَمَالُهُ لِسَيِّدِهِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُشْتَرِي، وَمَنْ بَاعَ نَخْلًا مُؤَبَّرًا فَثَمَرَتُهُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ المشتري " 3. وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ أبو حامد الهَمْداني نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ نا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ نا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ4 أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال (20/أ) رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ابْتَاعَ نَخْلًا فَالثَّمَرَةُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ، وَمَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فالمال للبائع إلا أن تشترط المبتاع " 5. اتفق إسماعيل بن زكريا أبو زياد الخلقاني وأبو معاوية محمد بن خازم

_ 1. هكذا في الأصل ولم أستطع أن أجزم بأنها بالنون أو الموحدة وبالجيم أو الحاء وبالدال أو الراء ولم أقف على ترجمته ووجدت أحمد ابن عبد الوهاب بن نجدة – بالنون والجيم ثم الدال. 2. محمد بن خازم بالخاء المعجمة والزاي – الضرير. 3. أشار إلى رواية أبي معاوية هذه الدارقطني في العلل 2/341 إلا أنه في رواية الدارقطني عن ابن عمر عن عمر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي إسناده هنا يحيى الحماني حافظ متهم بسرقة الحديث كما ذكر ذلك ابن حجر في التقريب 377. 4. يكنى أبا عبد الرحمن الطائي المنبجي كذبه البخاري والنسائي وأبو داود ويحيى بن معين وغيرهم. قال الذهبي: كان أخباريا علامة، مات سنة 207 هـ (الميزان 4/324) . 5. لم أقف على تخريج هذه الرواية فيما اطلعت عليه من المصادر، وفي إسناده هنا الهيثم بن عدي وقد رمي بالكذب ما مرّ آنفا.

الضرير والهيثم بن عدي أبو عبد الرحمن الطائي على رواية هذا الحديث. فرووه بطوله عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ عن نافع عن عبد الله بن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووهموا في ذلك1 لأن نافعًا إنما كان يروي الفصل الذي في بيع النخل خاصة عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويروي الفصل الآخر الذي في بيع العبد عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب قوله2. بين ذلك يحيى بن سعيد القطان وبشر بن المفضل في روايتهما عن عبيد الله بن عمر هذا الحديث في سياقة واحدة وميزا أحد الفصلين من الآخر وضبطا إسناده3. وكذلك رواه سعيد بن أبي عروبة عن أيوب السختياني عن نافع3. وقد روى عن عبيد الله بن عمر سفيان الثوري وهشيم بن بشير وابن نمير الفصل المرفوع حسب في ذكر النخل دون الفصل الآخر3. وكذلك رواه حماد بن زيد وعبد الوارث بن سعيد عن أيوب عن نافع وتابعهما الليث بن سعد عن نافع3.

_ 1. انظر المَدرج إلى المُدرج ص 27 ح 18. 2. ذكر ذلك أيضا الترمذي – معلقا – 3/538 كتاب البيوع باب ابتياع النخل ... إلخ. وقرره أيضا الدارقطني في العلل 2/341 – 342 بتحقيق محفوظ الرحمن. وكذلك قرره ابن عبد البر في التمهيد 13/284. وعزاه الدارقطني ذلك إلى حماد بن سلمة وهشيم بن بشير ومحمد بن بشير وابن نمير ثم قال: وهو الصحيح. 3. سيأتي تخريجه كل هذه الطرق بإذن الله.

وروى مالك بن أنس عن نافع الفصلين جميعًا إلا أنه أفرد كل واحد منهما بإسناده، وجعل فصل النخل عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفصل العبد عن ابن عمر عن عمر قوله1. وكذلك روى محمد بن بشير العبدي ومحمد بن عبيد الطنافسي عن عبيد الله بن عمر عن نافع الفصلين بإسنادين مفردين. فأما حديث الثوري عن عبيد الله الذي اقتصر فيه على رواية الفصل المسند المرفوع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بيع النخل خاصة: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّزَّازُ2 أَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ الضَّبِّيِّ نا أَبُو حُذَيْفَةَ3 نا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَاعَ نَخْلًا مُؤَبَّرًا فَثَمَرُتُهُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ " 4. وأما حديث هشيم عن عبيد الله بموافقته للثوري: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالا: نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الحلواني نا محمد ابن الصباح بن هُشَيْمٌ أنا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نافع عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اشْتَرَى نَخْلًا قَدْ لحقت فَثَمَرَتُهُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ المشتري " 5 (20/ب) .

_ 1. سيأتي تخريج هذا الطريق بإذن الله. 2. بالراء ثم زايين بينهما ألف. 3. موسى بن مسعود النهدي البصري، قال أبو حاتم: صدوق معروف بالثوري لكنه يصحف. وقال الترمذي: يضعف في الحديث، وقال الدارقطني: كثير الوهم تكلموا فيه توفي 220 هـ (التهذيب 10/370) . 4. لم أقف على رواية الثوري عن عبيد الله. 5. لم أجده من طريق هشيم عن عبيد اللَّهُ.

وأما حديث عبد الله بن نمير عن عبيد الله مثل هذه الرواية: فأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَكَمِ الْمُؤَدِّبُ نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ نا ابْنُ نُمَيْرٍ1 نا أَبِي نا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ نمير أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنِ اشْتَرَى نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ2 فَثَمَرَتُهَا لِلَّذِي أَبَّرَهَا إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الَّذِي اشْتَرَى " 3. وأما حديث أيوب السختياني عن نافع الذي رواه عنه حماد بن زيد وعبد الوارث بن سعيد متابعة لرواية الثوري وهشيم وابن نمير عن عبيد الله. فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مَاسِيٍّ4 وَأَنَا أَسْمَعُ أَخْبَرَكُمْ يوسف5 القاضي نا سليمان ابن حَرْبٍ نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عن أيوب. وأخبرناه أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ النَّصِيبِيُّ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي نا مسدد ن عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

_ 1. محمد بن عبد الله بن نمير. 2. قال في الغريب لأبي عبيد 1/349-350، والنهاية 1/13: أبرت – بالتخفيف- النخلة وأبرّتها بالتشديد – فهي مابورة ومؤبورة. 3. رواه مسلم 3/1172 ح 78 من كتاب البيوع. 4. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أيوب بن ماسي وثقه البرقاني والخطيب مات سنة 369هـ (تاريخ بغداد 9/408) . 5. ابن يعقوب بن إسماعيل أبو محمد البصري.

" مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبّرت فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ المبتاع " 1 لفظ حديث حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ. وأما حديث الليث عن نافع مثل ذلك: فأخبرناه أبو بكر أحمد بن علي بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ الْيَزْدِيُّ2 - بِنَيْسَابُورَ – أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ نا قُتَيْبَةُ نا اللَّيْثُ عن نافع عن ابن عمر أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا امْرِئٍ أَبَّرَ نَخْلًا ثُمَّ بَاعَ أَصْلَهَا فَلِلَّذِي أَبَّرَ ثَمَرُ النَّخْلِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ " 3. وأما حديث يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر عن نافع الذي جمع فيه بين الفصلين إلا أنه ميز إسنادهما. فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى إِسْحَاقَ4 النِّعَالِيِّ وَأَنَا أسمع

_ 1. رواه مسلم 3/1173 ح 79 من كتاب البيوع عن أبي الربيع وأبي كامل عن حماد ... به ... أما رواية عبد الوارث فلم أجدها، وقد تابعهما عن أيوب إسماعيل بن علية عند مسلم، وأحمد في المسند 2/6 وتابعهم أيضا شعبة عن أيوب عند أحمد 2/78. 2. بالياء المثناة من تحت بعدها زاي ثم دال – مهملة. 3. رواه البخاري في كتاب الشروط (الفتح 4/3 ح 2206) عن قتيبة عن الليث به ... ومسلم 3/1173ح 79 من كتاب البيوع من طريق قتيبة ومحمد بن رمح كلاهما عن الليث ... به ... ورواه أيضا النسائي 7/296 البيوع باب النخل يباع أصلهما، عن قتيبة. 4. أبو يعقوب إسحاق بن محمد بن إسحاق النعالي قال البرقاني: صدوق ووثقه ابن الفرواس مات سنة 394هـ (تاريخ بغداد 6/400) .

أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ1 نا يَحْيَى2 نا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عمر عن النبي صلى الله عليه سلم قَالَ: " مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا لِلَّذِي أَبَّرَهَا إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ "3. وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: " مَنْ باع عبدا له ماله فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ ". وأما حديث بشر بن المفضل عن عبيد الله مثل رواية يحيى هذه: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نا مُسَدَّدٌ نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ننا عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أَبَّرَهَا فإن ثمرتها للذي (21/أ) أَبَّرَهَا، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُشْتَرِي ". قَالَ وَقَالَ عُمَرُ: " مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَإِنَّ مَالَهُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُشْتَرِي "4. وأما حديث سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن نافع الموافق لهذا القول: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا مُحَمَّدُ بن عمرو

_ 1. هو الفلاس. 2.ابن سعيد القطان. 3. رواه مسلم 3/1172 ح 78، من البيوع عن محمد بن المثنى عن يحيى به ... وأحمد في المسند 2/54، إلا أنهما اقتصرا على فصل النخل فقط. 4. أخرجه ابن عبد البر في التمهيد 13/214.

الْبَخْتَرِيِّ1 الرَّزَّازُ نا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ نا عَبْدُ الوهاب ابن عَطَاءٍ نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عروبة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا لِلرَّبِّ الأَوَّلِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ ". قَالَ: وَقَضَى عُمَرُ: " أَنَّ مَنْ بَاعَ عَبْدًا فَمَالُهُ لِرَبِّهِ الأَوَّلِ إِلا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ "2. وأما حديث مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ اللذان أفرد فيهما أحد الفصلين عن الآخر. فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ نا الشافعي نا مَالِكٍ. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا – وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فتمرها – لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ " 3.

_ 1. البختري – بالباء الموحدة والخاء المعجمة ثم تاء مثناة من فوق بعدها راء – الرزاز – بزايين تاريخ بغداد 3/132. 2. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/298. 3. رواه مالك في الموطأ 2/617 ح 9 من كتاب البيوع باب ما جاء في ثمر المال يباع أصله. ورواه الإمام الشافعي في المسند 2/148 ح 505 بترتيب السندي، وانظر التمهيد 13/282. ورواه البخاري في كتاب البيوع باب مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ. (الفتح 4/401 ح 2204) عن عبد اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ التِّنِّيسِيِّ عَنْ مالك.. به ... ومسلم 3/1172 ح 77 من كتاب البيوع من طريق يحيى بن يحيى ... ورواه أحمد 2/63 عن عبد الرحمن بن القاسم.

أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وعثمان بن محمد العلاف قَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ أنا مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عن عبد الله بن عمر أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: " مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ المبتاع "1. وأما حديث محمد بن بشر عن عبيد الله بن عمر عن نافع اللذان وافق فيهما مالكًا في إفراده أحد الفصلين عن الآخر. فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن حسنويه أَخْبَرَكُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ نا محمد بن بشير نا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " أيما نخلت اشْتُرِيَ أُصُولُهَا وَقَدْ أُبِّرَتْ فَإِنَّ ثَمَرَتَهَا لِلَّذِي أَبَّرَهَا إِلَّا أَنْ يشترط الذي اشتراها " 2. أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا نا محمد بن بشير نا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ أن عبد الله بن

_ 1. رواه مالك في الموطأ 2/611 كتاب البيوع باب ما جاء في مال المملوك. والحديثان أوردهما محمد بن الحسن الشيباني في روايته للموطأ عن مالك ص 280 ح792، 793. 2. رواه مسلم 3/1172 ح 78 من البيوع من طريق ابن ئابي شيبة.

عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: " مَنْ بَاعَ عَبْدًا لَهُ (21/ب) مَالٌ، فَمَالُهُ لِسَيِّدِهِ الَّذِي بَاعَهُ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الَّذِي اشْتَرَاهُ "1. وأما حديث محمد بن عبيد الطنافسي عن عبيد الله المماثلان لحديثي محمد بن بشير: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالا: نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الحلواني نا محمد ابن الصَّبَّاحِ نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ نا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اشْتَرَى نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُشْتَرِي " 2. رَوَى الْفَصْلَ الأَخِيرَ فِي ذِكْرِ الْعَبْدِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ الْكُوفِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووهم ف إفراده ذلك وهما قبيحا. فخالفه مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ع نافع عن ابن عمر عن عمر، وهو الصواب. وأما حديث ابن عفان: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيُّ – بِنَيْسَابُورَ – نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عن عبيد الله بن عمر.

_ 1. لم أقف على من أخرجها وأشار إلى الروايتين عن محمد بن بشير العبدي الإمام الدارقطني في العلل 2/342. 2. رواه أحمد في المسند 2/102.

وأخبرناه أبو بكر البرقاني أنا الحسين1 بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ2 أنا أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ نا ابْنُ عَفَّانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ نا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اشْتَرَى عَبْدًا وله مال فماله للبائع – وقال الأَصَمُّ: لِلَّذِي بَاعَهُ – ثُمَّ اتَّفَقَا، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ "3. وأما حديث ابن أبي المثنى: فأخبرناه أبو الحسن محمد بن عُمَرَ بْنِ عِيسَى بْنِ يَحْيَى الْبَلَدِيُّ4 نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ محمد بن العباس بن الفضل صَاحِبُ الطَّعَامِ5 نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْمُثَنَّى التَّمِيمِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ نا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ قال:

_ 1. كتب هنا في الأصل (كذا) ولعله ظن أنه الحسن بن علي التميمي روي مسند أحمد عن القطيعي، وليس الأمر كذلك فهذا هو الحسين – مصغرا – بن علي المعروف بحسينك النيسابوري وهو شيخ للبرقاني والحسن التميمي شيخ الخطيب. 2. هكذا في الأصل وفي شذرات الذهب 3/84 وإنما هو تيمي وليس تميمي. وذكر الخطيب نسبه في التاريخ 8/74: فنسبه إلى زيد مناة بن تيم بن مرة. 3. لعله في المسند أبو عوانة لكنني لم أجده في القسم المطبوع منه فلعله فيما سقط من المطبوعة إذ هي ناقصة سقط منها المجلد الثالث. 4. بفتح الباء الموحدة واللام وفي آخره الدال المهملة (الأنساب 2/306 معجم البلدان 1/481 ... ) . وقد نص ياقوت على اسمه فيمن ينسب إلى (بلد) وقال: مات سنة 410هـ. 5. هو الحناط – بالمهملة والنون – هكذا ذكره المعلمي في حاشية الإكمال 3/278-279، نقلا عن استدراك ابن نقطة على صاحب الإكمال، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

" مَنِ اشْتَرَى عَبْدًا لَهُ مَالٌ، فَمَالُهُ لِلَّذِي بَاعَهُ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ "1. قَالَ الْخَطِيبُ: وَقَدْ رَوَى ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَصْلَيْنِ مَعًا فِي بَيْعِ النخل وبيع العبد، وهو الصحيح عَنْ سَالِمٍ، فَأَمَّا نَافِعٌ فَالصَّحِيحُ مِنْ حَدِيثِهِ رِوَايَتُهُ عَنِ ابْنِ عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْع النَّخْلِ، وَعَنْ عُمَرَ بَيْع الْعَبْدِ2 عَلَى مَا شرحناه والله أعلم. 18- حديث آخر: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ القطان3 قال (22/أ) : قرئ على أبي عمر وعثمان بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقِ وَأَنَا أَسْمَعُ نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ نا أَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ4 نا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ المديني عن هشام بن عروة

_ 1. رواه البخاري في كتاب المساقاة باب الرجل يكون له ممر أو شرب في حائط.. عن عبد الله بن يوسف عن الليث عن الزهري به (الفتح 5/49 ح 2379) ، ورواه مسلم 3/1173 ح 80 من البيوع عن يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح عن الليث، وعن قتيبة عن الليث عن ابن شهاب ... به ... ورواه النسائي 7/297 كتاب البيوع من طريق ابن عيينة عن الزهري ... ، وأخرجه أيضا بقية أصحاب الكتب الستة وأحمد 2/82 ... من عدة طرق عن الزهري ... 2. ذهب إلى هذا القول أيضا الترمذي 3/537 كتاب البيوع باب ما جاء في ابتياع النخل..إلخ. والدارقطني في العلل 2/340-342 بتحقيق محفوظ الرحمن، وكذلك ابن عبد البر في التمهيد 13/282-285، والبيهقي 5/324-326. وقد لخص أقوال هؤلاء وغيرهم في هذه المسألة ثم بسطها جيدا الحافظ ابن حجر في الفتح (4/401-403، 5/49-50) فليراجع هناك والله أعلم. 3. كتب في الهامش الأصل (قوبل فصح إن شاء الله تعالى) . 4. موسى بن إسماعيل المنقري – بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف – التبوذكي – بفتح المثناة وضم الموحدة وسكون الواو وفتح المعجمة، ثقة ثبت (التقريب 349) .

عَنْ أَخِيهِ1 عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ ثُمَّ أَنْشَأَ2 يُحَدِّثُ بِحَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ وَصَوَاحِبِهَا3، قَالَ: اجْتَمَعَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً فَتَعَاقَدْنَ وَتَعَاهَدْنَ أن ينعتن أزواجهن ويصدقنه4. فقالت إحداهن: " زوجي عيايا، طبقاء5 كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ شَجَّكِ أو

_ 1. عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام ثقة ثبت (التقريب 182) . 2. القائل ثم أنشأ هشام بن عروة وفاعل أنشأ يحدث عروة بن الزبير كما نص عليه المؤلف فيما سيأتي، وكذلك نص عليه الدارقطني، والقاضي عياض في بغية الرائد إلى ما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد 21، واعترض ابن حجر في الفتح 9/257، بأن هذا احتمال فقط وأن رواية النسائي فيها التصريح بأن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الذي أنشأ يحدث، وأن التشبيه يقتضي بأنه سمع القصة فأقرها، فيكون له الحكم الرف. أ. هـ والله أعلم. 3. حديث أم زرع حديث طويل مشهور وهو مخرج في الصحيحين وغيرهما وقد اعتنى به كثير من العلماء تخريجا وشرحا، وقد أتى ابن حجر في الفتح 9/255-257، على ذكر كل من ألف فيه ثم قال: وأوسعها وأجمعها كتاب القاضي عياض (بغية الرائد ... ) (مطبوع في المغرب) . 4. كتب في الأصل على هذه الكلمة (كذا) وهي إشارة لزيادة الضمير المتصل إذ لا حاجة إليه، وفي رواية سعيد بن سلمة عند الطبراني (يصدقن) بدون الضمير كما في الفتح 9/259. 5. في رواية الصحيحين غيايا – بالمعجمة – أو غياياء، قال أبو عبيد في الغريب 2/294: فأما الغياياء بالمعجمة فلا أعرفها وليست بشيء، وكذلك قال الزمخشري في الفائق 3/51. وقال ابن الأثير في الطوال والغرائب 545 الغياياء: هو من الغياية الظلمة تريد أنه العاجز الذي لا يهتدي لأمر. قال أبو عبيد: العياياء من الإبل الذي لا يضرب ولا يلقح وكذلك هو من الرجال، والطباقاء: العي الأحمق. وقال ابن الأثير 546 الطباقاء: المفحم الذي انطبق عليه الكلام ... (وانظر بغية الرائد 88-89) .

فَلَّكِ1 أَوْ جَمَعَ كُلًّا لَكِ ". قَالَتِ الأُخْرَى: " زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غث بجبل2 لاسمين فَيُرْتَقَى إِلَيْهِ وَلا سَهْلٍ فَيُنْتَقَلُ ". وَقَالَتِ الأُخْرَى: " زَوْجِي الْعَشَنَّقُ3 إِنْ أسكت أعلق وإن أنطلق أُطَلَّقْ "، وَقَالَتِ الأُخْرَى: " زَوْجِي إِذَا شَرِبَ اشْتَفَّ4 وَإِذَا رَقَدَ الْتَفَّ5 وَلا يُدْخِلُ الْكَفَّ فَيَعْلَمُ الْبَثَّ "6. وَقَالَتِ الأُخْرَى: " زَوْجِي لا أَبُثُّ خَبَرَهُ أَخْشَى أَلَّا أَذَرُه "7. فَقَالَ عُرْوَةُ هَؤُلاءُ خَمْسَةٌ يَشْكُونَ8. وَقَالَتِ الأُخْرَى: " زَوْجِي لَيْلُ تِهامة لا حُرٌّ وَلا بَرْدٌ وَلا مَخَافَةٌ "9.

_ 1. الفل الكسر، والشج فتح الرأس (الطوال الغرائب 546) . 2. في الصحيحين على رأس جبل وعر. 3.الطويل (الغريب لأبي عبيد: 2/291 بغية الرائد 63) . 4. قال في الغريب 2/292: الاشتفاف في الشرب: أن يستقصي ما في الإناء ولا يبقى شيئا. 5. تعني رقد ولم يباشرها. 6. الحزن (بغية الرائد /81) . 7. في الصحيحين زيادة: (أن أذكره أذكر عجره وبجره) . 8.هكذا بالتأنيث في الأصل ق 22/ب، وفي الطبراني في الكبير 23/163-165، والصواب التذكير كما هو معروف في قاعدة العدد من ثلاثة إلى عشرة. 9. في الصحيحين ... كليل تهامة لا حر ولا قُرّ ولا مخافة ولا سآمة.

وَقَالَتِ الأُخْرَى: " زَوْجِي إِذَا دَخَلَ فهِد وإذا خرج أسِد وَلا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ "1، وَقَالَتِ الأُخْرَى: " زَوْجِي الرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ وَالْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ2 أَغْلِبُهُ وَالنَّاسُ يَغْلِبُ "3، وَقَالَتِ الأُخْرَى: " زَوْجِي أَبُو مَالِكٍ وَمَا أَبُو مَالِكٍ ذُو إِبِلٍ كَثِيرَةِ الْمَسَالِكِ قَلِيلَةِ الْمَبَارَكِ4 إِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْهَرِ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ ". وَقَالَتِ الأُخْرَى: " زَوْجِي طَوِيلُ النِّجَادِ رَفِيعُ الْعِمَادِ عَظِيمُ الرَّمَادِ قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنَ النَّادِ5. قَالَتْ أُمُّ زَرْعٍ: " زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ وَمَا أَبُو زَرْعٍ أناس من حلي أنيه6 ومن

_ 1. قال أبو عبيد في الغريب 2/295-296: تصفه بكثرة النوم في منزله على وجه المدح له وذلك أن الفهد كثير النوم يقال أنوم من فهد، وإذا خرج أسد: تصفه بالشجاعة إذا خرج للعدو والحرب. قال: وتصفه بأنه ليس يتفقد ما ذهب من ماله ولا يلتفت إلى معايب البيت وما فيه ولذلك قالت: ولا يسأل عما عهد. 2. قال أبو عبيد 2/296 تصفه بحسن الخلق ولين الجانب، وطيب ريح جسده وطيب الثناء في الناس. والزرنب: نبات طيب الرائحة (الفائق 2/211) (الطوال الغرائب 546) . 3. تصفه بأنه يغلب الناس بشجاعته وهي تغلبه لحسن خلقه وحسن معاشرته (الطوال الغرائب 547) . 4. في الصحيحين: مالك وما لك؟ مالك خير من ذلك له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح ... إلخ. 5. قال أبو عبيد في الغريب 2/297: تعني بذلك طول قامته ورفعة بيته وحسبه وفي قومه وأنه كثير الضيوف، لا ينزل إلا بين ظهراني الناس حتى يعرف منزله فيقصدها لأضياف. 6. كتب على هاتين الكلمتين في الأصل (كذا) ولعله إشارة إلى وجود الهاء في آخرها ... بينما هي ليست موجودة في رواية الصحيحين، والمعنى كما قال أبو عبيد 2/300: أنه حلاني قرطة وشنوفا تنوس – تتحرك – بإذني. أ. هـ.

شمم عَضُدَيْهِ1 وَبَجَّحَ بِنَفْسِي فَبَجِحْتُ إِلَيْهِ2، ابْنُ أَبِي زَرْعٍ وَمَا ابْنُ أبي زرع، مضجعه كمسل الشبطة3 تكفيه ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ وما بنت أبي زرع ملئ كِسَائِهَا وَصُفْرُ رِدَائِهَا وَخَيْرُ نِسَائِهَا وَغَيْظُ جَارَاتِهَا4 وَطَوْعُ أَبِيهَا وَطَوْعُ أُمِّهَا خَادِمُ5 أَبِي زَرْعٍ وَمَا خَادِمُ أَبِي زَرْعٍ لا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا6 وَلا تَعُشُّ بَيْتَنَا تعشيشا7.

_ 1. كتب على هاتين الكلمتين في الأصل (كذا) ولعله إشارة إلى وجود الهاء في آخرها ... بينما ليست موجودة في رواية الصحيحين، والمعنى كما قال أبو عبيد 2/300: أنه خلاني قرطة وشنوفا تنوس – تتحرك – بإذني. أ. هـ. 2. قال أبو عبيد 2/300: أي فرحني ففرحت أ. هـ، ولفظ الصحيحين وبجحني فبجحت إلي نفسي. 3. قال أبو عبيد 2/306 الشبطة أصلها ما شبط من جريد النخل وهو سعفه: قال ابن الأثير في الغرائب 553 ... وقيل السيف، والمسل موضع المسلول تصفه بالدقة والنحافة. 4. قال القاضي عياض في بغية الرائد 42: وصفتها بأنها ممتلئة الجسم كثيرة اللحم وعبرت عن ذلك بامتلاء كسائها، وقال في 139، الصفر الخالي الفارغ، وقولها: غيظ جارتها أي ضرتها ويحتمل أن تكون الجارة بالسكنى، انظر أيضا طوال الغرائب 555. 5. في الصحيحين وغيرهما: جارية أبي زرع ... 6. في الغريب لأبي عبيد 2/307: لا تنث تنثيثا – بالنون، قال: وأحدهما قريب المعنى من الآخر أي لا تظهر سرنا. 7. في الصحيحين، ولا تملأ بيتنا تعشيشا في البخاري معلقا ... ولا تعشش ... قال: في النهاية 3/241: أي لا تخوننا في طعامنا فتخبأ منه في هذه الزاوية، وهذه الزاوية كالطيور إذا عششت في مواضع شتى، وقيل: أي لا تملأ بيتنا بالمزابل كأنه عش طائر. وقال في الطوال الغرائب 557: ويروى بالغين المعجمة من الغش: الدغل والمكر وأصله من الغشش وهو المشرب الكدر.

أَتَانِي أَبُو زَرْعٍ وَأَنَا فِي شِقٍّ فَنَكَحَنِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى أَهْلِ صُهَيْلٍ وَأَطِيطٍ وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ1. فأنا عنده أشرب فاتقمح2 ورأقد فَأَتَصَبَّحُ، وَأَقُولُ فَلا أُقَبَّحُ، خَرَجَ مِنْ عِنْدِي أَبُو زَرْعٍ وَالأَوْطَابُ3 تَمْخُضُ، فَأَبْصَرَ امْرَأَةً لَهَا ابْنَانِ كَالْفَهْدَيْنِ يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ4 فَنَكَحَهَا أَبُو زَرْعٍ وَطَلَّقَنِي، فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ شَابًّا سَرِيًّا فَرَكِبَ فَرَسًا شَرِيًّا وَأَخَذَ رُمْحًا خَطِيًّا وَأَرَاحَ عَلَى بَيْتِي نَعَمًا ثَرِيًّا5 وَأَتَانِي

_ 1. في الصحيحين: ... وجدني في أهل غنيمة – تصغير غنم – بشق. قال أبو عبيد: شق بالكسر: موضع أ. هـ، وقيل بالفتح شق وهو اسم موضع أيضا قاله ابن الأنباري، وقيل الشق هو الناحية، وقيل المراد أنهم بشظف وجهد من العيش. (راجع أيضا بغية الرائد 121 ... ، والفائق 2/212) . وقولها دائس ومنقّ، قال أبو عبيد: فإن بعض الناس يتأوله دائس الطعام، وأما قول المحدثين منق – بالكسر فلا أدري ما معناه، ولكني أحسبه منق – بالفتح من تنقية الطعام (الغريب 2/302-303) ، والمعنى كما قال أبو عبيد 2/301-303: تعني أن أهلها كانوا أصحاب غنم وذهب بها إلى أهله وكانوا أهل صهيل – خيل – وأطيط – إبل – ودائس ومنق – أصحاب الزرع – (الطوال الغرائب 550-552) . 2. بالميم وفي الصحيحين – اتقنح – بالنون – قال البخاري: قال بعضهم القمح – بالميم – وهذا أصح (التفح 9/255) ، والمعنى كما قال أبو عبيد 2/303-304: فأحسب قولها فأتقمح: أي أروى حتى أدع الشرب من شدة الري ولا أراها قالت هذا إلا من عزة الماء عندهم، وقال في الطوال: التقمح: رفع البعير رأسه بعد الشرب لريه واكتفائه والتصبح: النوم بعد الصبح أي أنها مكفية بمن يخدمها فتنام. 3. قال في الغريب 2/308، وفي بغية الرائد 151-152: الأوطاب أسقية اللبن واحدها وطب. 4. قال في الغريب أيضا: تعني أنها ذات كفل – عجز – عظيم، فإذا استقلت نبأ بها الكفل عن الأرض حتى تصير تحتها فجوة تجري فيها الرمان. 5. قال ابن الأثير: السري: الشريف، والنفيس من كل شيء (الطوال 558) . وقال أبو عبيد: شريا: أي إنه يستشري في عدوة ويمضي فيه بلا فتور ولا انكسار. خطيا: الرمح الخطي الذي يأتي من بلاد الخط في ناحية البحرين وأصل هذه الرماح من الهند. نعما ثريا: أي إبل كثيرة، والثري: الكثير من المال وغيره (الغريب 2/308-309) .

مِنْ كُلِّ سَائِمَةٍ زَوْجًا فَقَالَ: كُلِي وَمِيرِي أَهْلَكِ، فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَصَبْتُهُ مِنْهُ – فَجَعَلْتُهُ فِي أَصْغَرِ وِعَاءٍ مِنْ أَوْعِيَةِ أَبِي زَرْعٍ مَا مَلَأَهُ "1. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (22/ب) كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ2. الْمَرْفُوعُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُهُ لِعَائِشَةَ: " كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ " حَسْبُ. وَأَمَّا جَمِيعُ الْحَدِيثِ سِوَى هَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَإِنَّهُ كَلامُ عَائِشَةَ حَدَّثَتْ هِيَ بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَيَّنَ ذَلِكَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ فِي رِوَايَتِهِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أخيه – واسمه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ – عَنْ أبيه، وكذلك رواه أبو يونس عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ الضَّرِيرُ عَنْ هِشَامٍ إِلَّا أَنَّهُمَا لَمْ يَذْكُرَا فِي الإِسْنَادِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُرْوَةَ بَلْ رَوَيَاهُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ3.

_ 1. قال القاضي عياض: ثم أخبرت أنه مع اتصافه بهذا الصفات الكثيرة لم يقع عندها موقع أبي زرع وأن كثيره دون قليل أبي زرع (بغية الرائد /163) . 2. رواه مسلم 4/1902 ح 92 من فضائل الصحابة عن موسى بن إسماعيل عن سعيد بن مسلمة به. ورواه الطبراني في الكبير 23/164 ح 265 من هذا الطريق ... به ... وأشار إليه المؤلف في الأسماء المبهمة 528، وانظر بغية الرائد 19، وفتح الباري 9/257. 3. انظر بغية الرائد 21، والفتح 9/257، وقد نص القاضي عياض وابن حجر على أن الدارقطني في كتاب الأفراد نص ما ذهب إليه الخطيب هنا من رفع (كنت لك كأبي زرع ... ) . ووقف الباقي على عائشة، أما الحافظ ابن حجر فقد رجح الرفع مستدلا بروايات عباد بن منصور وعقبة بن خالد عن هشام عن أبيه..، ورواية القاسم بن عبد الواحد عن عمر بن عبد الله بن عروة. كل هذه الروايات أخرجها النسائي في عشرة النساء في السنن الكبرى ... تحفة الأشراف 12/11-12، 160-161، 183، وقال المزي بعد ذلك: والمحفوظ عن هشام عن أخيه عبد الله ابن عروة، وروايات النسائي وغيره التي استدل بها الحافظ لا تخلوا من مقال، ولذلك لا تقاوم رواية الصحيحين التي تخالفها في السند والمتن والعلم عند الله ولزيادة التفصيل يراجع (بغية الرائد 18-22) .

وَنَرَى أَنَّ الْقَائِلَ فِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الحسام1 عن هشام الذي ذكرناه ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ بِحَدِيثِ أُمِّ زرع وصواحبها هو هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، حَكَى أَنَّ أَبَاهُ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ وَأَدْرَجَ ذَلِكَ الْقَوْلَ فَصَارَ كَأَنَّهُ إِخْبَارٌ مِنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَ بِحَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ. وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ2 الْحِزَامِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ الْحَدِيثَ، فَجَعَلَهُ كُلَّهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمَّى فِيهِ النِّسْوَةَ، وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لا أعلم رَوَاهُ كَذَلِكَ سِوَى مُحَمَّدِ بْنِ الضحاك3:

_ 1. الحسام – بضم المهملة وفتح السين المهملة أيضا آخره ميم – قال الحافظ في التقريب 122 صدوق صحيح الكتاب يخطئ من حفظه. 2. ذكره البخاري في التاريخ 1/119، وابن حاتم في الجرح والتعديل 7/290، وابن حبان في الثقات 9/59، ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، والحزامي – بالحاء المهملة بعدها زاي. 3. انظر بغية الرائد 16، فقد نقل كلام الخطيب ونقل نحوه عن أبي الحسن الدارقطني.

أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَجَلِيُّ1 قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بن إبراهيم بن الحسن البزار2 وَأَنَا أَسْمَعُ قِيلَ لَهُ حَدَّثَكُمْ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ3 نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ الْحِزَامِيُّ عَنْ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أبيه عن عائشة قال: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي بَعْضُ نِسَائِهِ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ أَنَا لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ4 وَمَا حَدِيثُ أَبِي زَرْعٍ وَأُمِّ زَرْعٍ؟ " قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ قَرْيَةً مِنْ قُرَى الْيَمَنِ كَانَ بِهَا بَطْنٌ مِنْ بُطُونِ أَهْلِ الْيَمَنِ وَكَانَ مِنْهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً وَإِنَّهُنَّ خَرَجْنَ إِلَى مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِهِنَّ. فَقَالَ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ: " تَعَالَيْنَ فَلْنَذْكُرْ بُعُولَتَنَا بِمَا فِيهِمْ وَلا نَكْذِبُ " فَتَبَايَعْنَ عَلَى ذَلِكَ. فَقِيلَ لِلأُولَى: " تَكَلَّمِي بنعت زوجك ". فقالت: " الليل تِهَامَةَ وَالْغَيْثُ غَيْثُ غَمَامَةٍ "5 وَسَاقَ الحديث بطوله.

_ 1. بالباء الموحدة ثم جيم ثم لام نسبة إلى بجيلة قبيلة. 2. آخره راء (تاريخ بغداد 4/18) . 3. مشهور بأبي بكر بن أبي شيبة أو ابن شيبة البزاز – بزايين – وثقه الدارقطني مات سنة 317 هـ (تاريخ بغداد 5/31) . 4. هكذا في الأصل، فلعل المناسب للسياق ((صلى الله عليك وسلم)) والله تعالى أعلم. 5. رواه الزبير بن بكار في الأخبار الموفقيات ص 462 فقرة 297، وقد ذكر الزبير في هذه الرواية أسماء هؤلاء النسوة، وانظر أيضا (هدي الساري 323 والفتح 9/255-258) . قال الخطيب في الأسماء المبهمة 528: ولا أعلم أحدا سمى النسوة في حديثه إلا من الطريق الذي ذكره، وهو غريب جدا، ورواه من طريق الزبير الطبراني في الكبير 23/176 ح 274 وفيه عبيد الله العمري ضعيف.

وَهَكَذَا رَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ غَيْرُ وَاحِدٍ1. وَالصَّحِيحُ حَدِيثُ عِيسَى بْنِ يونس في متابعة سَعِيدَ بْنَ سَلَمَةَ عَلَى إِدْخَالِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ فِي إسناده (23/أ) بَيْنَ هِشَامٍ وَأَبِيهِ وَفِي وَقْفِ جَمِيعِ الْمَتْنِ عَلَى عَائِشَةَ سِوَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ ". أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ نا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " اجْتَمَعَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً فَتَعَاهَدْنَ وتعاقدن أن لا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا، قَالَتِ الأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غث على رأس جبل

_ 1. منهم عقبة بن خالد السكوني وعباد بن منصور الناجي وروايتهما عند النسائي في الكبرى. وعبد الله بن مصعب الزبيري وغيرهم (الفتح 9/256 – 257، بغية الرائد 18 – 19) . وتابع هشام على ذلك عمر بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عروة عن عائشة رواه النسائي في عشرة النساء من الكبرى من طريق القاسم بن عبد الواحد (بغية الرائد 18 – 19، الفتح 9/256 – 257) . والطبراني في الكبير 23/167 ح 267 عن داود بن شابور عن عمر بن عبد الله به نحوه وقد جمع. الطبراني في الكبير 23/164 – 176 ح 265 – 274، والقاضي عياض في بغية الرائد جميع أسانيد وألفاظ حديث أم زرع والله أعلم.

لا سَهْلٍ فَيُرْتَقَى إِلَيْهِ وَلا سَمِينٍ فَيُنْتَقَلُ "، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ وَقَالَ فِي آخِرِهِ: قَالَتْ عَائِشَةُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَائِشَةُ كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ " 1. وأما حديث أبي أويس الذي وافق فيه عيسى بن يونس عن هشام في سياقه وخالفه في إسناده حيث أسقط منه عبد الله بن عروة: فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أبزون الأنباري أنا بهلول ابن إسحاق الأَنْبَارِيُّ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ وَاسْمُ أَبِي أُوَيْسٍ – عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُوَيْسِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْقُرَشِيُّ ثُمَّ التَّيْمِيُّ ثُمَّ الأَصْبَحِيُّ ابْنُ أخي مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ – قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَبُو أُوَيْسِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: " اجْتَمَعَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فتعاهدن ليتصادقن وَلا يَكْتُمْنَ بَيْنَهُنَّ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا، قَالَتِ الأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ لا سَمِينٍ فَيُرْتَقَى إِلَيْهِ، وَلا سَهْلٍ فَيُنْتَقَلُ ... " وَسَاقَ الْحَدِيثَ بطوله، إلى أن قال: قالت عَائِشَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِي: " يَا عَائِشَةُ كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ، غير أني لا أطلقك " 2.

_ 1. رواه البخاري في كتاب النكاح باب حسن المعاشرة مع الأهل (الفتح 9/254 ح 5189) عن سليمان بن عبد الرحمن وعلي بن حجر عن عيسى ... به ... ورواه مسلم 4/1896 ح 92 من كتاب فضائل الصحابة من طريق علي بن حجر السعدي وأحمد بن جناب بفتح الجيم وتخفيف النون – عن عيسى ... به ... ومن طريق علي بن حجر أخرجه الترمذي في الشمائل 129 ح 251. ومن طريق هشام بن عمار وغيره أخرجه الطبراني في الكبير 23/166 ح 266. 2. لم أقف على من أخرج رواية أبي أويس إلا أن القاضي عياض أشار إليها في بغية الرائد 18 – 19، عند الكلام على إسناد حديث أبي زرعة.

قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: قَالَ أَبِي أَبُو أُوَيْسٍ: وَأَخْبَرَنِي يزيد بن رومان مولى آل الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمِثْلِ هَذَا الْحَدِيثِ1. وأما حديث أبي معاوية الضرير عن هشام: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ نا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أولا تَرْضِينَ أَنْ أَكُونَ لَكِ كَأَبِي زرع (23/ب) لأُمِّ زَرْعٍ ". قَالَتْ: كَانَ رَجُلٌ يُكَنَّى أَبَا زَرْعٍ وَامْرَأَتُهُ أُمَّ زَرْعٍ، وَكَانَ يُحْسِنُ إِلَيْهَا فَتَقُولُ: أحسن علي أَبُو زَرْعٍ، وَكَسَانِي أَبُو زَرْعٍ، وَأَعْطَانِي أَبُو زَرْعٍ، وَفَعَلَ بِي أَبُو زَرْعٍ، فَخَرَجَ أَبُو زَرْعٍ ذَاتَ يَوْمٍ فَمَرَّ عَلَى جَارِيَةٍ تَلْعَبُ مَعَهَا أَخَوَاهَا2، وَهِيَ مُسْتَلْقِيَةٌ عَلَى قَفَاهَا، وَأَخَوَاهَا مَعَهُمَا رُمَّانَةٌ يَلْعَبَانِ بِهَا يَرْمِيَانِ بِهَا مِنْ تَحْتِهَا فَتَخْرُجُ مِنَ الْجَانِبِ الآخَرِ من عظم إليتها فَخَطَبَهَا أَبُو زَرْعٍ، فَتَزَوَّجَهَا فَلَمْ تَزَلْ بِهِ أُمُّ زَرْعٍ حَتَّى طَلَّقَهَا، فَتَزَوَّجَتْ أُمُّ زَرْعٍ رَجُلًا فَأَكْرَمَهَا أَيْضًا، فَكَانَتْ تَقُولُ: أَكْرَمَنِي وَأَعْطَانِي وَفَعَلَ بِي، وَتَقُولُ فِي آخِرِ ذَلِكَ: لَوْ جُمِعَ ذَلِكَ كله ما ملأ أصغر وعاء لأبي زرع3.

_ 1. أشار إلى هذا الطريق – أبي أويس عن ابن رومان – القاضي عياض في بغية الرائد 18 – 19، وكذلك أشار إليها الحافظ في الفتح 9/256 – 257. 2. في الصحيحين ومعها ولدان لها ... 3. لم أقف على رواية أبي معاوية – محمد بن خازم – وقد عزاها الحافظ في الفتح 9/256 إلى أبي عوانة في صحيحه.

19- حديث آخر: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ1 نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ2 عَنْ أَبِي حَمْزَةَ3 عَنْ عَاصِمٍ4 عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " أَنَّ قَدَحَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْكَسَرَ فَاتَّخَذَ مَكَانَ الشِّعْبِ5 سِلْسِلَةً مِنْ فِضَّةٍ "، قَالَ عَاصِمٌ: رَأَيْتُ الْقَدَحَ وشربت فيه6 أخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: أنا أَبُو حَمْزَةَ أنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ قَدَحَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَدَعَ فَجَعَلَ مَكَانَ الشِّعْبِ سِلْسِلَةً مِنْ فِضَّةٍ ". قَالَ عَاصِمٌ: رَأَيْتُ الْقَدَحَ وَشَرِبْتُ مِنْهُ7 قَالَ موسى: هذا قول ابن

_ 1. أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي القطيعي. 2. ابن جبلة – بفتح الجيم والموحدة – بن أبي داود العتكي الملقب عبدان ثقة حافظ توفي 221 هـ (التقريب 181) . 3. محمد بن ميمون المروزي السكري ثقة فاضل توفي 178 هـ (التقريب: 321) . 4. ابن سليمان الأحول أبو عبد الرحمن البصري ثقة مات بعد 140 هـ (التقريب 259) . 5. بفتح المعجمة وسكون العين المهملة وهو الصدع الشق (الفتح 10/100) . 6. رواه البخاري في كتاب فرض الخمسة باب ما ذكر من درع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعصاه وسيفه وقدحه ... (الفتح 6/212 ح 3109) ، والبيهقي في السنن الكبرى (1/29) . 7. رواه البيهقي في السنن الكبرى 1/29 – 30، وعزاه الحافظ في الفتح 10/100 إلى أبي نعيم ولم أقف على من ذكر كلام موسى هذا، وهو ابن هارون الحمال أبو عمران.

سِيرِينَ الَّذِي قَالَ: فَجَعَلَ مَكَانَ الشِّعْبِ سِلْسِلَةً يَعْنِي أَنَّ أَنَسًا جعل مكان الشعب سلسلة1.

_ 1. في هامش الأصل ((بلغ مقابلة في الثالث حسب الطاقة)) .

باب: ذكر الأحاديث المسندة المرفوعة التي وصلت بها ألفاظ التابعين وأدرجت فيها

باب ذكر الأحاديث المسندة المرفوعة التي وصلت بها ألفاظ التابعين وأدرجت فيها1

_ 1. هذا هو النوع الثاني من أنواع المدرج عند الخطيب، والنوع الأول هو المتون المرفوعة التي وصلت بها ألفاظ الصحابة رضي الله عنهم.

20- حَدِيثٌ آخَرُ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الدِّينَوَرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِبُرْهَانَ – نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ نا يَعْلَى بْنُ الْمِنْهَالِ السَّكُونِيُّ1 نا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْكِنْدِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ2 عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ وَفَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كفضل الله على خلقه، وذلك أنه منه " 3.

_ 1. قال في اللباب 2/124: بفتح السين المهملة وضم الكاف وسكون الواو وآخرها النون، هذه النسبة إلى سكون بطن من كندة. أ. هـ. ويعلى بن المنهال ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 9/305، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ولم أجده في غير الجرح والتعديل. 2. قال الحافظ في الفتح 9/77: بمثلثلة بوزن جعفر ومنهم من ضبطه بكسر المثلثة، وهو من ثقات أهل الكوفة من طبقة الأعمش. أ. هـ. 3. ذكره الدارقطني في العلل 3/835 (تحقيق محفوظ) من طريق يعلى بن منهال.

قَالَ بُرْهَانُ: قَالَ الْحَضْرَمِيُّ1: لَيْسَ أَحَدٌ يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: " وذاك أَنَّهُ مِنْهُ " غَيْرَ هَذَا الشَّيْخِ، وسمعه يحيى (24/أ) الحماني من يَعْلَى بْنِ الْمِنْهَالِ هَذَا. قَالَ الْخَطِيبُ: قَدْ وَافَقَهُ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُقْرِئُ2 - فَرَوَاهُ عَنِ الجراح بن الضحاك هكذا. أخبرنا بِحَدِيثِهِ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ3 نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نيخاب4 الطيبيي نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ5 - بِالرَّيِّ – أنا عبد الله ابن أَبِي جَعْفَرٍ6 أنا عَبْدُ الصَّمَدِ الْمُقْرِئُ عَنِ الْجَرَّاحِ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن السمي عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" " خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ، وَفَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى سائر الكلام

_ 1. محمد بن عبد الله بن سليمان المعروف بمطين – قال في المغني: بفتح الياء المثناة تحت. قال الذهبي: ثقة مطلقا (تذكرة الحفاظ 2/662، الميزان 3/607) . 2. ذكره ابن حبان في الثقات 8/415. 3. أَبُو بَكْرٍ = أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان. 4. بالنون والياء المثناة التحتية ثم خاء معجمة آخره الباء الموحدة قبلها ألف هكذا في الإكمال 7/438 – واللباب 2/294. 5. أبو عبد الله بن الضريس، قال الذهبي في التذكرة 2/643: الحفاظ المسند صاحب كتاب فضائل القرآن. 6. أبو جعفر = عيسى بن ماهان الرازي، وثقه أبو زرعة وتكلم فيه ابن عدي، وقال ابن حبان في الثقات 8/335 وقال: يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه، وضعفه الساجي (التهذيب 5/176) .

كَفَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ وَذَاكَ أَنَّهُ مِنْهُ " 1. وَالْمَرْفُوعُ مِنَ الْحَدِيثِ: " خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ " هَذَا حَسْبُ كَلامُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأما مَا بَعْدَهُ فَهُوَ كَلامُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ2. وَقَدْ رَوَى ذَلِكَ مُبَيَّنًا مُفَصَّلًا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَصْبَهَانِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالفِلْفِلانِيِّ3 وَيَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ4 وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَأَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ جَمِيعًا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ الضَّحَّاكِ. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ5 عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ فَوَهِمَ فِيهِ وَجَعَلَ كَلامَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَرْفُوعًا. وَقَالَ فِيهِ: قال النبي صلى الله وعليه وَسَلَّمَ. وَرَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ الضَّحَّاكِ فَاقْتَصَرَ عَلَى ذِكْرِ الْمُسْنَدِ الْمَرْفُوعِ مِنْهُ فَقَطْ دُونَ كَلامِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ. فأما حديث محمد بن حميد عن إسحاق بن سليمان الذي وهم فيه إذ رفع كلام أبي عبد الرحمن إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

_ 1. انظر فضائل القرآن لابن الضريس (ق 31 أ) مخطوط في مكتبة الجامعة الإسلامية رقم 225. 2. نص على الإدراج أيضا الدارقطني في العلل 3/835 (بتحقيق محفوظ) . 3. قال في اللباب: 2/438: بكسر الفاءين بينهما لام ساكنة ثم لام ألف ونون، هذه النسبة إلى فلفلان، وهي قرية من قرى أصبهان. 4. أبو طالب = جعفر بن عبد الله بن الزبرقان. قال أبو حاتم: محله الصدق، وقال الدارقطني: لا بأس به عندي، ولم يطعن فيه أحد بحجة، وقال موسى بن هارون: كذاب، وقال أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بن إسحاق الحافظ: ليس بالمتين مات سنة 275هـ _تاريخ بغداد 14/220) . 5. قال الحافظ في التقريب 295 حافظ ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه مات سنة 230هـ.

فَأَخْبَرَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الحافظ نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سليمان1 نا ابن حميد ثنا إسحاق ابن سُلَيْمَانَ نا الْجَرَّاحُ الْكِنْدِيُّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فَضْلَ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ " 2. وأما حديث إسحاق الفلفلاني عن إسحاق بن سليمان الذي فصل فيه كلام أبي عبد الرحمن من كلام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وميز بينهما: فَحَدَّثَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ3 الحافظ نا عبد الله بن جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفِلْفِلانِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ عَنِ الْجَرَّاحِ الْكِنْدِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ". قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَذَاكَ الَّذِي أَجْلَسَنِي هَذَا الْمَجْلِسَ، وَكَانَ يُقْرِئُ الْقُرْآنَ. قَالَ: وَفَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كَفَضْلِ الرَّبِّ عَلَى خلقه وذاك أنه منه4 (24/ب) .

_ 1. الباغندي الواسطي. 2. لم أقف عليه من رواية محمد بن حميد الرازي. 3. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد الأصبهاني. 4. لم أجده من طريق إسحاق الفلفلاني عن إسحاق الرازي.

وأما حديث يحيى بن أبي طالب عن إسحاق بن سليمان مثل رواية الفلفلاني: فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر بن درستويه النحوي نا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ نا إِسْحَاقُ بن سليمان الرازي. وأخبرناه عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طالب. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله بن زِيَادٍ الْقَطَّانُ نا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ – وَهُوَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ – أنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ نا الْجَرَّاحُ – وَفِي حَدِيثِ ابْنِ رِزْقٍ عَنْ جَرَّاحِ – بْنِ الضَّحَّاكِ الْكِنْدِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ". قَالَ أَبُو عَبْدِ الرحمن: فذاك الَّذِي أَقْعَدَنِي هَذَا الْمَقْعَدَ "1. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كَفَضْلِ الرَّبِّ عَلَى خَلْقِهِ وَذَاكَ أَنَّهُ مِنْهُ. وأما حديثا إسحاق بن راهويه وأبي مسعود أحمد بن الفرات مثل هذا القول: فأخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقُ وَأَبُو الْقَاسِمِ علي

_ 1. إلى هذا الموضع أخرجه تمام الرازي في فوائده ق/275 أنسخة في مكتبة الجامعة الإسلامية رقم 362، ولم أجد من خرجه كاملا فيما وقفت عليه.

ابن الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالا: أنبا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الرازا1 ثنا – وَفِي حَدِيثِ الْمُعَدَّلِ أنبأ – جعفر بن محمد الفريابي نا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ أنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْكِنْدِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عُثْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ". قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَفَضْلُ كَلامِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كَفَضْلِ الرَّبِّ تَعَالَى2 عَلَى خَلْقِهِ. وَقَالَ جَعْفَرٌ حَدَّثَنِي أَبُو مَسْعُودٍ أنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ الضَّحَّاكِ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَذَاكَ الَّذِي أَجْلَسَنِي هَذَا الْمَجْلِسَ وَفَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كفضل الرب على خلقه (25/أ) وَذَلِكَ بِأَنَّهُ مِنْهُ3. وأما حديث جرير بن عبد الحميد عن الجراح الذي اقتصر فيه على رواية المرفوع فقط: فأخبرناه عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالا: أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّزَّازُ قَالَ: نا – وَفِي حَدِيثِ علي4 ابن المحسن أنا -

_ 1. بزايين بينهما ألف، قال العتيقي: كان ثقة أمينا له أصول حسان، مات سنة 372هـ (تاريخ بغداد 12/85) . 2. هنا في الأصل تضبيب لم يتبين لي سببه. 3. أشار على هذه الرواية الإمام الدارقطني في العلل 3/835، ولم أجده في غيره والله أعلم. 4. إشارة تضبيب.

جَعْفَرٌ1 الْفِرْيَابِيُّ نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ2 نا جَرِيرُ بْنُ عبد الحميد عَنِ الْجَرَّاحِ الْكِنْدِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ " 3. 21- حديث آخر: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُسْتَمْلِي نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّجِسْتَانِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الزُّبَيْدِيُّ4 أَبُو حَمَّةَ نا أَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ5. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاكِرٍ نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ نا أَبُو قُرَّةَ قَالَ: ذَكَرَ زَمْعَةُ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عطاء6

_ 1. ابن محمد بن الحسن. 2. ابن محمد بن إبراهيم. 3. لم أجده من رواية جرير، لكنه بهذا اللفظ أو بلفظ: " خيركم من تعلم ... " ثابت في البخاري وغيره من كتب الستة. انظر (فتح الباري 9/74-77) فضائل القرآن للنسائي (87-88) . 4. بفتح الزاي وكسر الموحدة أبو حمة – بضم المهملة وفتح الميم الخفيفة – صاحب أبي قرة صدوق (التقريب 325) . 5. الجندي – بفتح الجيم والنون – اليماني نزيل مكة، ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وأبو داود وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم. قال ابن حجر: أخرج له مسلم مقرونا (التهذيب 3/338) . 6. ابن أبي رماح المكي ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم مات سنة 155هـ (التهذيب 11/392) .

عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَفِي حَدِيثِ السِّجِسْتَانِيِّ أَنَّ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ – سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ الْكَاذِبُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ الناس فيقول خيرا وينمي خيرا " 1. قالت ولم أسمع يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ: كَذِب إِلَّا فِي ثَلاثٍ فِي الْحَرْبِ وَفِي الإِصْلاحِ وَفِي حَدِيثِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَفِي حَدِيثِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا2. قَالَ: وَأُمُّ كُلْثُومٍ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ – زَادَ ابْنُ شَاكِرٍ الأَوَّلُ – ثُمَّ اتَّفَقَا اللَّاتِي بَايَعْنَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّقَرِ الْمُقْرِئُ أخبرنا فاروق بابن عَبْدِ الْكَبِيرِ الْخَطَّابِيُّ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ3 عَنْ يَزِيدَ

_ 1. قال الحافظ في الفتح 5/299: قوله (وينمي) بفتح أوله وكسر الميم أي يبلغ، تقول نميت الحديث أنميته إذا بلغته على وجه الإصلاح وطلب الخير، فإذاك بلغته على وجه الإفساد والنميمة قلت: نمّيته بالتشديد كذا قاله الجمهور، أ. هـ، واستغرب الحافظ مخالفة الحربي للجمهور في ذلك ونقل رد ابن الأثير عليه. 2. روى الطبراني أوله إلى قوله: " أو ينمي خيرا " في الكبير 25/78 ح 196 عن الزبيدي عن أبي قرة عن زمعة عن يعقوب به.. وفي إسناده هنا زمعة بن صالح ويعقوب بن عطاء وهما ضعيفان. قال أبو أحمد بن عدي في يعقوب: ... وعنده غرائب وخاصة إذا روى عنه أبو إسماعيل المؤدب وزمعة بن صالح وأبو قرة (التهذيب 11/393) . وقال ابن حبان في الثقات (7/639 – 640) : يعتبر حديثه من غير رواية زمعة عنه ... 3. الدراوردي.

ابْنُ الْهَادِ1 عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ2 عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ قَالَتْ: " مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلاثٍ: الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ يَقُولُ الْقَوْلَ يُرِيدُ الإِصْلاحَ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ الْقَوْلَ فِي الْحَرْبِ، وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ، وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا " 3. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ: كَذَا قَالَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخت وهو خطأ، إنما هُوَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ رُفَيْعٍ4 وَقَدْ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِي5 عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَى الصَّوَابِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ ابْنِ الْهَادِ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ بُخْتٍ مَكِّيٌّ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ رُفَيْعٍ مَدَنِيٌّ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ نا أبو محمد عبد الله

_ 1. ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الهاد الليثي ثقة مات سنة 139 هـ (التهذيب 11/339) . 2. بضم الموحدة وسكون المعجمة بعدها مثناة فوقية، ثقة مات سنة 113 أو 111 هـ (التقريب 222) . ذهب أبو داود وغيره إلى أنه هُوَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي بكر، وذهب البخاري وابن أبي حاتم والنسائي وابن حبان والدارقطني والحافظ ابن حجر والخطيب إلى التفريق بينهما وأن ابن أبي بكر هو المعروف بابن رفيع وهو مدني وابن بخت مكي (التاريخ الكبير 6/93، الجرح والتعديل 6/69، 71، الثقات لابن حبان 7/132، التهذيب 6/444، 446) . 3. سيأتي تخريجه على الصواب الذي أشار إليه المصنف رحمه الله. 4. ابن أبي بكر وكيل الزهري ثقة (راجع المصادر في الحاشية قبل الماضية) . 5. بجيم وراء خفيفة نسبة إلى مرفأ السفن يقال إنه موضع على البحر الأحمر وثقه العجلي. وذكره ابن حبان في الثقات 9/259 وقال: يغرب، قال البخاري: يتكلمون فيه (التهذيب 11/274، التقريب 379) .

ابن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ – بِمَكَّةَ – نا أبو يحيى ابن أبي مسرة1 نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِي قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ قَالَتْ: " مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلاثٍ؛ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لا أَعُدُّهُنَّ كَذِبًا، الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ يَقُولُ قَوْلًا يُرِيدُ بِهِ الإصلاح، وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ، وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا، وَالرَّجُلُ يَقُولُ فِي الْحَرْبِ " 2. نا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ التَّاجِرُ – بِأَصْبَهَانَ – أنا سُلَيْمَانُ بن أحمد بن أيوب (25/ب) الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ بن جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ نا سعيد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ نا أَبُو زُرْعَةَ وَهْبُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ3 نا حَيْوَةُ بن

_ 1. لم أهتد لاسمه ولم أقف على ترجمته إلا أن ابن حجر ذكره في ترجمة شيخه (التهذيب 11/274) . وذكر رواية عبد الوهاب بن رفيع في الفتح (5/300) وقال: وروينا في فوائد ابن أبي مسرة ... 2. رواه أحمد في المسند 6/404 عن يونس بن محمد المؤدب عن الليث عن ابْنُ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ ... به ... ورواه الطبراني في الكبير 25/77 – 78 ح 193، 194 الأول عن سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ ابن لهيعة عن ابن الهاد.. به.. والثاني من طريق إبراهيم بن صرمة عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ ابن الهاد به ... أما طريق الدراوردي فلم أجده. وذكر الحافظ في الفتح 5/300: رواية عبد الوهاب هذه فقال: وهو وهم شديد أي في رفعها وإنما هي مدرجة من قول الزهري كما بينته رواية يونس عن الزهري عند مسلم كما سيأتي. 3. قال ابن حبان في الثقات 9/338: يخطئ، وقال أبو حاتم: محله الصدق، قال ابن يونس: لم يكن النسائي يرضاه مات سنة 211 هـ (لسان الميزان 6/235) .

شُرَيْحٍ1 حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الله الْهَادِ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ قَالَتْ: " مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلاثٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا أَعُدُّهُنَّ كَذِبًا، الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ يُرِيدُ بِهِ الإِصْلاحَ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ فِي الْحَرْبِ، وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ، وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا ". قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ حَيْوَةَ إِلَّا وَهْبُ اللَّهِ2. قَالَ الْخَطِيبُ: عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ رُفَيْعٍ هُوَ عَبْدُ الوهاب بْنُ أَبِي بَكْرٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامَةَ بْنِ جَعْفَرٍ الْقُضَاعِيُّ قَاضِي مِصْرَ – ببدر بعد حجنا ونحن عامدون إلى المدينة – أنا أبو الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيُّ أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ نا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ3 نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ أَنَّهَا قالت:

_ 1. بفتح الحاء المهملة وسكون التحتانية وفتح الواو – ابن صفوان التجيبي أبو زرعة المصري ثقة ثبت فقيه زاهد مات سنة 8/159هـ (التقريب 86) . 2. رواه الطبراني في الصغير 1/70 بهذا الإسناد واللفظ. 3. أبو صالح المكي واسم والده جعفر بن أبي الأزهر وزنبور – بالزي ثم النون فالموحدة آخره راء – لقب لوالده، قال الحافظ في التقريب 2/297: صدوق له أوهام مات سنة 248هـ (التهذيب 9/167) .

" سمعت رسل الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلاثٍ، كَانَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا أَعُدُّهُ كَذِبًا1، الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ يَقُولُ الْقَوْلَ يُرِيدُ بِهِ الإِصْلاحَ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ الْقَوْلَ فِي الْحَرْبِ، وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ، وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا " 2. قَالَ أَبُو طَاهِرٍ: قَالَ لَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ: وَهَذَا حَدِيثٌ قَدْ وَقَعَ فِيهِ وَهْمٌ غَلِيظٌ، وَالْوَهْمُ فِيهِ عِنْدَنَا مِنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، لأَنَّ الدَّرَاوَرْدِيَّ قَدْ وَافَقَ فِيهِ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، فَرَوَاهُ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ كَمَا رَوَاهُ يَزِيدُ3. قَالَ الْخَطِيبُ: وَقَدْ رَوَاهُ أَيْضًا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّونَ عَنِ ابْنِ الهاد. أما حديث نافع: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْجِيزِيُّ نا أَبُو الأَسْوَدِ4 عَنْ نافع – يعني ابن يزيد

_ 1. وضع على هذه الكلمة في الأصل إشارة تضبيب لعله إشارة إلى أنه ورد في الروايات الأخرى كاذبا أو كذابا بدل = كذبا والعلم عند الله. 2. أخرجه القضاعي في مسند الشهاب 2/210 بهذا الإسناد والسياق إلا أنه قال: لا أعتده بدل (لا أعده) وبهذا الإسناد والسياق رواه النسائي في الكبرى (تحفة الإشراف 13/103) . 3. انظر فتح الباري 5/300 فقد أشار إلى كلام موسى بن هارون. 4. النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمُرَادِيِّ مولاهم المصري مشهور بكنيته ثقة توفي 219 (التقريب 358) .

وأخبرناه أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْمَاطِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَزَّازُ1 - بِمِصْرَ – نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ نا أَبُو الأَسْوَدِ نا نَافِعٌ عَنِ ابْنِ الهاد أن عبد الوهاب (26/أ) بْنَ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ قَالَتْ: " مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلاثٍ؛ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا أَعُدُّهُ كاذبا، الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ يَقُولُ القول ولا يريد إِلَّا الإِصْلَاحَ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ فِي الْحَرْبِ، وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ، وَالْمَرْأَةُ تحدث زرجها " 2. وأما حديث الليث: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم البزاز3 - بالبصرة – حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أُمِّهِ ... أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ قَالَتْ: " مَا سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلاثٍ؛ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ يَقُولُ الْقَوْلَ لا يُرِيدُ بِهِ

_ 1. بزايين بينهما ألف كذا في الأصل. 2. رواه أبو داود في السنن كتاب الأدب باب في إصلاح ذات البين 5/219 ح 492 بهذا الإسناد والسياق. 3. بزايين بينهما ألف كذا في الأصل.

إِلَّا الإِصْلاحَ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ الْقَوْلَ فِي الْحَرْبِ، وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ، وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا " 1. وأما حديث رشدين2: فأخبرناه أبو الحسن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل البككي3 أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ نا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ نا رِشْدِينُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أُمِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ، قَالَ: لَيْسَ بِالْكَذَّابِ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا وَيَقُولُ خَيْرًا. وَبِإِسْنَادِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي حَدِيثِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَفِي حَدِيثِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا 4. وَقَدْ بَدَأْنَا فِي أَوَّلِ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ بِرِوَايَةِ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ مِثْلَ رِوَايَةِ عَبْدِ الْوَهَّابِ هذه عنه أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أنا أحمد بن

_ 1. رواه الإمام أحمد في المسند 6/404 عن يونس بن محمد المؤدب عن الليث به ... 2. قال في التقريب 103: بكسر الراء وسكون المعجمة، ابن سعد بن مفلح أبو الحجاج المصري. ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وابن حبان والنسائي وابن عدي وغيرهم مات سنة 188 هـ (التهذيب 3/277) . 3. بالباء الموحدة بعدها كاف ثم كاف أخرى في الأصل وتاريخ بغداد 2/254، والذي في الأنساب للسمعاني 3/65، وما سيأتي عند المؤلف في آخر هذه الترجمة: التككي – بكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفتح الكاف وفي آخرها كاف أخرى. قال الخطيب: كتبنا عنه وكان ثقة. 4. لم أجده من طريق رشدين بن سعد ولعله رواه الحربي في كتاب (الكذب) كما أشار إلى ذلك المؤلف فيما بعد، وهذا الكتاب فيما أعلم أنه مفقود.

جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ نا مُحَمَّدُ بن الجنيد1 وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامَةَ الْقُضَاعِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيُّ أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ نا محمد بن أحمد الجنيد – إملاءا مِنْ كِتَابِهِ نا أَبُو عَامِرٍ2 عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ3 قَالَ حُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ عَنْ أُمِّهِ. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ترخص4 فِي الْكَذِبِ فِي ثَلاثٍ؛ فِي قَوْلِ الرَّجُلِ لامْرَأَتِهِ وَفِي الْحَرْبِ وَفِي الصُّلْحِ " 5 وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ مُوسَى، وأما حديث إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّهُ سَاقَ الإِسْنَادَ إِثْرَ حَدِيثِ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، ثم قال: مثله (26/ب) قَالَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ: وَالَّذِي نَرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ – أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ إِنَّمَا وَقَعَ إِلَيْهِ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الْوَهَّابِ6، إِمَّا أَنْ يَكُونَ ابْنُ جُرَيْجٍ سمعه من

_ 1. هو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ المذكور فيما بعد، وهو ثقة مات سنة 267هـ (تاريخ بغداد 1/285) . 2. لم أستطع تميز اسمه والله أعلم. 3. عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأموي مولاهم المكي، قال الحافظ في التقريب 3190 ثقة فقيه فاضل، وكان يدلس ويرسل مات سنة 150هـ أو بعدها. 4. هكذا في الأصل (ترخص) بالتاء المثناة الفوقية في هذا الموضع وآخر سيأتي، والباقي بالمثناة التحتية. 5. ذكره الدارقطني في العلل في مسند أم كلثوم 5/319. 6. في الأصل في الموضع الأول (لا) والثاني (إلى) وكتب، فوق الجملة التي بينهما ما نصه (حاشية نسخة) ، وذكر القاضي عياض في الإلماع (170-171) باب في الضرب والحك ... : أن هذه الإشارة للتحويق لإلغاء ما بينهما ثم قال: وتصلح فيما صح في بعض الروايات وسقط من بعض..

عبد الْوَهَّابِ1، أَوْ بَلَغَهُ عَنْهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ2. قَالَ مُوسَى: وَقَدْ ذَكَرْنَا أنه وقع في الْحَدِيثِ وَهْمٌ غَلِيظٌ وَلِعَمْرِي إِنَّهُ لَوَهْمٌ غَلِيظٌ جِدًّا. لأَنَّ هَذَا الْكَلامَ إِنَّمَا هُوَ قَوْلُ الزُّهْرِيِّ، أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ يُرَخِّصُ فِي الْكَذِبِ إِلَّا فِي الثَّلاثِ خِصَالٍ وَإِنَّمَا رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أُمِّهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عبيه وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ بِالْكَاذِبِ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ خَيْرًا أَوْ نَمَى خَيْرًا " 3 4. لَيْسَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرُ مِنْ هَذَا، وَاتَّفَقَ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ وَالنُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ ويونس ابن يَزِيدَ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ وَسُفْيَانُ بْنُ حسين5.

_ 1. في الأصل في الموضع الأول (لا) والثاني (إلى) وكتب، فوق الجملة التي بينهما ما نصه (حاشية نسخة) ، وذكر القاضي عياض في الإلماع (170-171) باب في الضرب والحك ... : أن هذه الإشارة للتحويق لإلغاء ما بينهما ثم قال: وتصلح فيما صح في بعض الروايات وسقط من بعض.. 2. ذهب الدارقطني في العلل 5/ ق 319 مسند أم كلثوم إلى أن ابن جريج سمعه من الزهري. 3. لعل موسى بن هارون ذكر ذلك في فوائده عن شيوخه وهو مفقود سوى قطعة منه في المكتبة الظاهرية (موارد الخطيب 413) . 4. في هامش الأصل ق 26 ب: بلغ مقابلة في الرابع حسب الطاقة. 5. لعله في فوائد أبي عمران موسى بن هارون الحمال عن شيوخه يوجد منه 12 ورقة في المكتبة الظاهرية وهي قطعة من الجزء الخامس والباقي مفقود (موارد الخطيب البغدادي 413) وقد ووقفت على الجزء الموجود وليس فيه هذا الحديث وأسلوبه فيه غالبا يعلق في نهاية الحديث بنحو كلامه هنا.

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَّانِيِّ1 حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْقَاضِي نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى2 نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ3 عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شهاب أن أحميد بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا أَوْ يَقُولُ خَيْرًا وَلَمْ أَسْمَعْهُ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ فِيهِ إِلَّا فِي ثَلاثٍ فِي الْحَرْبِ وَالإِصْلاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا ". قَالَ: وَكَانَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ من المهاجرات اللاتي بايعهن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ4 أنا الْقُضَاعِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيُّ نا أَبُو طَاهِرٍ5 الْقَاضِي نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نا أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ نا ابْنُ شِهَابٍ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ قَالَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ: هَكَذَا قَالَ لَنَا عَبَّاسٌ الدوري، ولم أسمعه ترخص وهو عندنا رَحِمَهُ اللَّهُ. وَإِنَّمَا هُوَ قَالَ: ولم أسمعه ترخص رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ6

_ 1. قال في اللباب 1/364: بفتح الحاء وتشديد السين المهملتين وفي آخرها النون هذه النسبة إلى بعض أجداد المنتسب إليه وهو حسان. 2. أبو عبد الله الذهلي إمام حافظ مات 257 هـ (تاريخ بغداد 3/415) . 3. ابن سعد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف. 4. رواه أحمد في المسند 6/403 عن يعقوب بن إبراهيم ... به. 5. محمد بن أحمد 6. أبو عبد الله الذهلي.

وَكَانَ أَثْبَتَ مِنْ عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ وَأَضْبَطَ مِنْهُ، رَوَاهُ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَاللَّفْظِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: عِنْدَ قَوْلِهِ أَوْ يَقُولُ خَيْرًا، قال ولم أسمعه ترخص، قَالَ مُوسَى وَإِنَّمَا هَذَا قَوْلُ ابن شهاب (27/أ) وَلَيْسَ هُوَ مُتَّصِلًا بِحَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيَّنَ ذلك يونس بن يزيد فِي عَقِبِ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعْمَرٌ أَيْضًا قَدْ ذَكَرَ قَوْلَ الزُّهْرِيِّ فِي عَقِبِ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ. قَالَ الْخَطِيبُ: أَمَّا مَا ذَكَرَهُ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيِّ فَلا أَعْرِفُ وَجْهَهُ، وَقَدْ سُقْنَا الْحَدِيثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى مِثْلَ رِوَايَةِ عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ سَوَاءً. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ يَعْقُوبَ بن إبراهيم بن سعد. أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التِّكَكِيُّ1 أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ نا زهير بن حرب نا يَعْقُوبُ نا أَبِي عَنْ صالح قال: ثنا محمد بن مسلم أن حميدا أخبره أَنَّ أُمَّهُ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا أو يقول خيرا " 2. وأخبرنا محمد أنا أحمد بن جعفر ثنا إبراهيم الحربي ثنا زهير ثنا يعقوب ثنا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شهاب أن حميدا أخبره أن أُمَّ كُلْثُومٍ قَالَتْ: " لَمْ أَسْمَعْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يقول الناس إلا في

_ 1. التككي – بالتاء المثناة من فوق – وقد سبق ضبطه والتعريف به. 2. لم أجده من رواية زهير عن يعقوب، وقد رواه عن يعقوب غير زهير وسبق تخريج تلك الروايات.

حَدِيثِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا " 1 وَبِإِسْنَادِهِ أَنَّ أُمَّ كُلْثُومٍ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: " لَمْ أَسْمَعْ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي الْحَرْبِ ". فَرَّقَهُ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ فِي أَبْوَابٍ مِنْ كِتَابِ الكذب2، فكذلك حَدَّدَ لِكُلِّ فَصْلٍ مِنْهُ إِسْنَادًا. وَقَدْ رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ الْجَزَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَلَفْظَهُ: فَقَالَ: خَيْرًا أَوْ نَمَى خَيْرًا، وَقَالَ: ولم يُرَخِّصِ اللَّهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الكذب إلا في ثلاث. أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النِّعَالِيُّ أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْيَقْطِينِيُّ3 نا محمد بن سعيد – يَعْنِي ابْنَ هِلالٍ4 - بِرَأْسِ الْعَيْنِ5 - نا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ نا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ عَنْ إِسْحَاقَ بن

_ 1. لم أجده من رواية زهير عن يعقوب، وقد رواه عن يعقوب غير زهير وسبق تخريج تلك الروايات. 2. مفقود. 3. قال في اللباب 3/416: بفتح الياء تحتها نقطتان وسكون القاف وكسر الطاء المهملة وسكون الياء تحتها نقطتان وبعدها نون هذه النسبة إلى يقطين اسم جد.. 4. الرسعني يعرف بابن البناء – بالباء الموحدة ثم نون مشددة آخره همزة – قال ابن عدي في الكامل 6/2306: سمعت أبا عروبة يقول: إن ابن البنّاء ليس بمؤتمن في نفسه، قال ابن عدي: ولم نكتب نسخة إسحاق بن راشد بعلو إلا عنه. 5. قال ياقوت في معجم البلدان 3/13 – 14: رأس عين، ويقال: رأس العين والعامة تقول هكذا ... وهي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة – شمال العراق – بين حرّان ونصيبين وبينها وبين نصيبين خمسة عشر فرسخا وقريب من ذلك بينها وبين حران، وفيها عيون كثيرة صافية تصب جميعها في نهر الخابور.

رَاشِدٍ1 عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أُمَّهُ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ الْكَذَّابُ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ خَيْرًا أَوْ نَمَى2 خَيْرًا، وَقَالَ لَمْ يُرَخِّصِ اللَّهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلاثٍ، الْحَرْبِ وَالإِصْلاحِ وَحَدِيثِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثِهَا إِيَّاهُ " 3. أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِنَّائِيُّ4 - بِدِمَشْقَ – نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلابِيُّ أنا أَبُو الْحَسَنِ5 بْنُ جَوْصَاءَ نا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ6 نا مُحَمَّدُ بْنُ حرب7

_ 1. رجال هذا الإسناد من محمد بن سعيد إلى إسحاق جزريون رسعنيون – بفتح الراء بعدها سين مهملة ثم عين مهملة آخرها نون. 2. هكذا في الأصل، مشددةن وقد تقدم الكلام على تخفيفها وتشديدها في أول الحديث. 3. لم أقف على رواية إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ. 4. قال في الأنساب 4/275: بكسر الحاء المهملة وفتح النون المشددة وفي آخرها الياء آخر الحروف هذه النسبة إلى بيع الحناء، ثم ذكر من ينسب هذه النسبة فذكر منهم الحسين بن محمد بن إبراهيم الدمشقي، وذكر توثيق ابن ماكولا له. 5. ذكره السمعاني في الأنساب 3/413 في الجوصي – بفتح الجيم بعدها وواو وفي أخرها الصاد المهملة نسبة إلى جوصا جد أبي الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوص، قال: وكان من مشاهير المحدثين بدمشق ونقل توثيقه عن الطبراني والدارقطني. 6. ابن نمير المذحجي أبو الحسن الحمصي المقرئ، ثقة مات سنة 250 هـ (التقريب 285) . 7. الخولاني الحمصي الأبرش – بالمعجمة – ثقة مات سنة 194 هـ (التهذيب 9/109) .

عَنِ الزُّبَيْدِيِّ1 عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ (27/ب) رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ الْكَاذِبُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَقُولُ خَيْرًا أَوْ يَنْمِي خَيْرًا، وَقَالَ: وَلَمْ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ أَنَّهُ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلاثٍ؛ فِي الْحَرْبِ وَالإِصْلاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَحَدِيثِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا " 2. فَأَمَّا قَوْلُ مُوسَى بْنِ هَارُونَ أَنَّ يُونُسَ بْنَ يَزِيدَ فَصَلَ بَيْنَ الْكَلامَيْنِ، وَبَيَّنَ أن قوله " ولم أسمع ترخص " كَلامُ ابْنِ شِهَابٍ، وَأَنَّ مَعْمَرًا رواه كذا. فَلَعَمْرِي أَنَّ الأَمْرَ عَلَى مَا قَالَ، وَيَقْوَى فِي نَفْسِي أَنَّ الصَّوَابَ مَعَهُمَا وَالْقَوْلُ قَوْلُهُمَا وَاللَّهُ أعلم. أخبرنا الْبَرْقَانِيُّ3 قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي عَلِيِّ4 بْنِ الصَّوَّافِ وَعَلَى عُمَرَ بْنِ نُوحٍ الْبَجَلِيِّ5 وَعَلَى أَبِي حفص ابن الزَّيَّاتِ6 حَدَّثَكُمْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ

_ 1. بالزاي والموحدة والدال المهملة مصغرا، أبو الهذيل محمد بن الوليد بن عامر الحمصي ثقة ثبت من كبار أصحاب الزهري (التقريب 322) . 2. أخرجه من طريق كثير بن عبيد عن محمد بن الحرب ... به الإمام النسائي في الكبرى كتاب عشرة النساء (تحفة الأشراف 13/103) . وهو مخرج في حديث أحمد بن جوصاء ق 3/ب، نسخة ضمن مجموع 1507 في مكتبة الجامعة الإسلامية. 3. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الخوارزمي. 4. مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ. 5. البجلي – بالموحدة والجيم – أبو القاسم البندار وقفه البرقاني ... (تاريخ بغداد 11/255) . 6. عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بن يحيى الناقد، وثقه الدارقطني والبرقاني وغيرهما (تاريخ بغداد 11/260) .

الْفِرْيَابِيُّ نا مُزَاحِمُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَرْوَزِيُّ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أنا يُونُسُ1 عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ الْكَاذِبُ الَّذِي يُصْلِحُ بين الناس ويقول خَيْرًا، أَوْ يَنْمِي خَيْرًا ". وَقَالَ ابن شهاب: ولم أسمعه ترخص فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ فِيهِ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلاثٍ؛ الْحَرْبِ وَالإِصْلاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا2. أخبرناه علي بن محمد بن عبد اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَوْزِيُّ3 نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا4 نا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ5 أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أنا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أنا حُمَيْدُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ أُمَّهُ – وَهِيَ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ – أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ الْكَاذِبُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ الناس فيقول خيرا أم يَنْمِي خَيْرًا ". قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ فِيمَا يَقُولُ الناس كذب إلا في

_ 1. ابن زيد بن أبي النجاد. 2. رواه مسلم 4/2011 ح 101 من كتاب البر والصلة باب تحريم الكذب وبيان المباح منه عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى عَنِ ابن وهب عن يونس ... به ... 3. قال السمعاني في الأنساب 3/407: بفتح الجيم وسكون الواو وفي آخرها الزاي هذه النسبة إلى الجوز وبيعه ثم ذكر ممن ينسب إلى ذلك أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن جعفر ... (تاريخ بغداد 4/407، والإكمال 3/13 – 14) . 4. عبد الله بن محمد بن عبيد الأموي. 5. أبو يوسف المروزي وثقه غير واحد (تاريخ بغداد 4/76) .

ثَلاثٍ، الْحَرْبِ وَالإِصْلاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَحَدِيثِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا1. أَخْبَرَنَا الْقُضَاعِيُّ2: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيُّ نا أَبُو طَاهِرٍ الْقَاضِي نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ قَالَ: وَكَذَلِكَ نا بِهِ عبيد بن شريك3 عن ابن بكير4 عن الليث عن يُونُسَ بِنَحْوِ حَدِيثِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قال ولم أسمعه5 ترخص، وقال: حَدَّثَنَا بِهِ عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ أَيْضًا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ بِنَحْوٍ حَدِيثِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ولم أسمعه ترخص إلى آخره6 ... (28/أ) . قَالَ مُوسَى نا بِهِ عُبَيْدٌ أَيْضًا نا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ نا عبد الرزاق عن معمر عَنِ الزُّهْرِيِّ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَمْ يُرَخَّصْ فِي شَيْءٍ يَقُولُ النَّاسُ أَنَّهُ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلاثٍ.

_ 1. أخرج الطبراني في الكبير 25/77 ح 192 عن حبان بن موسى وسويد بن نصر عن ابن المبارك الجزء الأول من الحديث دون قول ابن شهاب. 2. الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن سلامة بن جعفر. 3. عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شريك ثقة. اللسان (4/120) . 4. يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير المصري ثقة قد ينسب إلى جده (التهذيب 11/237) . 5. هنا في الأصل تضبيب لعله بسبب قوله: " ترخص " بينما في الروايات الأكثر – يرخص – بالمثناة التحتانية. 6. أخرجه الطبراني في الكبير 25/77 ح 192 مختصرا من طريق أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ وهب ... به ... وأحمد بن صالح هو أبو جعفر الطبري المصري ثقة مات سنة 248 هـ (التقريب 13) .

أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ1 أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ2 نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لا يُرَخِّصُونَ فِي الْكَذِبِ إِلَّا فِي الإِصْلاحِ بَيْنَ النَّاسِ. أخبرنا القضاعي أنا النيسابوري3 نا أبو طاهر4 القاضي قال: قال موسى بن هارون: وهذا بين وأمر واضح أن آخر الحديث إنما هو من قول الزهري5 لا من قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما نصه عبد الوهاب بن رفيع نصًا عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فلو أن عبد الوهاب روى عن الزُّهْرِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أُمِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث الذي يرويه الناس عن الزهري ثم أدرج كلام الزهري في الحديث كان أيسر لأنه كان يكون وهمًا دون وهم ولكنه لم يرو كلام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصلًا, وروى كلام الزهري بإسناد حديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاء بوهم غليظ جدًا، وهو عندنًا غير معتمد لما فعل من ذلك6. 22- حديث آخر: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ علي القاضي بدرزيجان7 أنا

_ 1. التككي. 2. ابن زنجويه أبو بكر الغزال البغدادي ثقة مات سنة 258 هـ ... (التهذيب 9/315) . 3. أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ. 4. أحمد بن محمد المصري. 5. نص على ذلك الدارقطني في العلل 5 ق 399 أ. 6. لم أقف على المصدر الذي ذكر فيه موسى بن هارون أو القضاعي هذا الكلام، وهو كلام نفيس في بيان العلل. 7. بفتح الدال وسكون الراء وكسر الزاي وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الجيم وبعد الألف نون هذه النسبة إلى درزيجان وهي قرية من قرى بغداد (معجم البلدان 2/450، اللباب 1/497) .

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الأَشَجُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَعَلِيُّ بن المديني قالوا: نا عبد الله ابن إِدْرِيسَ1 وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بن عمر بن محمد الْحَرْبِيُّ الزَّاهِدُ أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَرْوَانَ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ بن سريع الْجَلابُ ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ سهيل ابن أَبِي2 صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا، فَإِنْ عَجِلَ بِهِ شَيْءٌ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ وَرَكْعَتَيْنِ إِذَا رَجَعَ " 3. قَالَ عُثْمَانُ فِي حَدِيثِهِ: " فَإِنْ عَجِلَ بِكَ شَيْءٌ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ فِي مَنْزِلِكَ وفي المسجد ركعتين ".

_ 1. أبو محمد الأودي – بسكون الواو – الكوفي ثقة فقيه توفي سنة 192 هـ (التقريب 167) . 2. أبو صالح ذكوان السمان، وسهيل صدوق تغير حفظه بآخره (التقريب 139) . 3. أخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الأَشَجُّ عن ابن إدريس ... به (موارد الظمآن 152 ح 580) . وأخرجه الخطيب في تاريخه في موضعين الأول في 8/85 من طريق الحسين بن الفرج عن ابن إدريس ... به، والثاني 14/28 من طريق الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي – بالمهملة والنون ثم القاف بعدها زاي – عن ابن إدريس ... به، والحسين بن الفرج ضعيف (تاريخ بغداد 8/84) . والحسين العنقزي قال فيه أبو زرعة: كان لا يصدق (الميزان 1/545) . ولم أقف عليه من طريق ابن المديني ولا ابن المثنى ولا عثمان بن أبي شيبة والله أعلم.

هكذا روى عبد الله بن إدريس الأودي هذا الحديث عن سهيل بن أبي صالح، والمرفوع من المتن قوله: " من كان مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا " هذه الكلمات حسب، هي قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1 (28/ب) . وأما ما بعدها من ذكر الركعتين فهو قول أبي صالح السمان صاحب أبي هريرة أدرجة عبد الله بن إدريس في حديثه2. وقد بين ذلك زهير بن معاوية وحماد بن سلمة في روايتهما عن سهيل3 هذا الحديث، وميزا قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قول أبي صالح. وروى سفيان الثوري وأبو عوانة4 ووهيب بن خالد وعلي بن عاصم وسفيان بن عيينة وعبد العزيز بن محمد الدراوردي وخالد بن عبد الله الواسطي وزهير بن محمد الخراساني5 وإسماعيل بن زكريا الخُلقاني وجرير بن عبد الحميد وحفص بن غياث والحسن بن صالح بن حي وورقاء

_ 1. انظر المدرج إلى المدرج 22 ح 7. 2. رواية الإمام أحمد عن ابن إدريس في المسند 2/249: تدل عل شكه في رفع آخر الحديث ... قال: لا أدري هذا الحديث لرسول الله أم لا. 3. في الأصل ((سهل)) مكبرا والصواب ما أثبت. 4. وضاح بن عبد الله اليشكري. 5. قال الحافظ في التقريب 108 – 109: رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها. وقال البخاري عن أحمد: كأن زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر فقلب اسمه (التاريخ الكبير 3/427) , قال أبو حاتم: محله الصدق وفي حفظه سوء وحديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق، فما حدث من كتبه فهو صالح وما حدث من حفظه ففيه أغاليط أ. هـ، وقال ابن معين: صالح (الجرح والتعديل 3/589 – 590) .

ابن عمر1 وأبو إسحاق2 الفزاري كلهم روى هذا الحديث عن سهيل فاقتصروا على رواية اللفظ المرفوع دون كلام أبي صالح، وكذلك رُوي عن الأوزاعي3 وعن مالك بن أنس عن سهيل. فأما حديث سفيان الثوري وأحاديث هذه الجماعة المتفقة على رواية اللفظ المرفوع دون كلام أبي صالح: فأخبرنا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ – بِأَصْبَهَانَ – نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ نا أَبُو نُعَيْمٍ نا سُفْيَانُ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فليصل بعدها أربعا " 4. أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ نا أَبُو دَاوُدَ5 نا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

_ 1. أبو بشر اليشكري قال في التقريب 369: صدوق في حديثه عن منصور لين. 2. إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء الإمام ثقة حافظ له تصانيف (التقريب 22) . 3. أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو. 4. لعل الطبراني أخرجه في مسند أبي هريرة الذي أفرده عن المعجم الكبير كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير في آخر جامع المسانيد / الفتح الرباني 1/8 ورواية الثوري هذه أخرجها الإمام مسلم 2/600 ح 69 كتاب الجمعة عن وكيع عنه ... به، والدارمي في السنن 1/307 ح 1583 عن مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ عَنْ سفيان ... به، زاد في آخره: قال أبو محمد – الدارمي – أصلي بعد الجمعة ركعتين أو أربعا. 5. سليمان بن داود الطيالسي.

" مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُصَلِّيًا بَعْدَ الجمعة فليصل أربعا " 1. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَسَنِ الصَّيْرَفِيُّ نا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الْبِرْتِيُّ نا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ نا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ نا سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا صَلَّيْتَ الْجُمُعَةَ فصل بعدها أربعا " 2. أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ3 اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ أنا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ4 نا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فليصل بعدها أربع ركعات " 5. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبَّاسٍ النَّضْرُوِيِّ6 أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ7 نا سُفْيَانُ وَأَبُو عوانة (29/أ) وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

_ 1. رواه أبو داود الطيالسي في المسند 316 ح 2406 عن أبي عوانة ... به. 2. لم أجده من رواية وهيب بن خالد. 3. في الأصل عبد الله مكبرا والتصويب من تاريخ الخطيب 10/303 وقد مرّ في أكثر من موضع باسم ((عبيد الله مصغرا)) . 4. هو ابن أبي أسامة. 5. رواه أحمد في المسند 1/499 عن علي بن عاصم ... به ... 6. قال في اللباب 3/314: بفتح النون وسكون الضاد المعجمة وضم الراء وبعد الواو ياء تحتها نقطتان هذه النسبة إلى نضرويه وهو اسم لجد أبي منصور العباس بن الفضل بن زكريا النضروي الهروي روى عن أحمد بن نجدة القرشي، روى عنه أبو بكر البرقاني. 7. ابن شعبة أبو عثمان الخراساني صاحب السنن.

" أَمَرَهُمْ أَنْ يُصَلُّوا بَعْدَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعًا " 1. أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ نا وَهْبَانُ2 وَإِسْحَاقُ – يَعْنِي ابْنَ شَاهِينَ – قَالا: أنا خَالِدٌ3 عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أَرْبَعًا " 4. أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ نا أَبُو الْحَارِثِ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدمشقي – بدمشق – ن موسى بن عامر قال: حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَخْبَرَنِي زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الجمعة فليصل أربعا " 5.

_ 1. رواية سفيان الثوري سبق تخريجها من مسلم والدارمي ونضيف هنا الحميدي في المسند 2/431 ح 976، والبيهقي في السنن 3/240 من طريق يعلى بن عبيد عنه به ... والحديث أخرجه أيضا ابن خزيمة في صحيحه 3/183 ح 1873 من طريق الثوري وعبد العزيز الدراوردي وأخرجه في ص 184 ح 1874 عن الثوري فقط وأخرجه الطحاوي في معاني الآثار (11/159) . 2. وهب بن بقية بن عثمان بن شابور أبو محمد الواسطي المعروف بوهبان ثقة مات سنة 239 هـ (التهذيب 11/159) . 3. ابن عبد الله الطحان الواسطي. 4. رواه مسلم 2/600 ح 67 من كتاب الجمعة عن يحيى بن يحيى عنه ... به ... 5. لم أقف من رواية زهير بن محمد – الخراساني – وزهير رواية الشاميين عنه فيها ضعف كما سبق بيان ذلك، والوليد بن مسلم دمشقي ثقة يدلس كثيرا تدليس تسوية. والله أعلم.

أخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمُ ابْنُ شِيرَوَيْهِ1 نا إِسْحَاقُ2 أنا جَرِيرٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ حَفْصٌ فِي حَدِيثِهِ –: " مَنْ كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا " – وَقَالَ جَرِيرٌ فِي حَدِيثِهِ -: " إِذَا صَلَّيْتُمْ بَعْدَ الْجُمُعَةِ فصلوا أربعا " 3. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزْدَادَ4 الْقَارِئُ أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ الأصبهاني – بها – نا مَحْمُودُ بْنُ أَحْمَدَ5 بْنِ الْفَرَجِ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو نا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا "6. أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ نا أَبُو طيب النعمان بن أبي الدلهاث7 - ببلد -8 نا عِصَامُ بْنُ رَوَّادِ بْنِ الجراح نا

_ 1. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ. 2. ابن إبراهيم المعروف بابن راهويه. 3. رواية جرير بن عبد لحميد أخرجها مسلم 2/600 ح 69 من كتاب الجمعة عن زهير بن حرب عنه ... به ... ورواه النسائي 3/113 عن إسحاق عنه به، ولم أقف على رواية حفص بن غياث. 4. أوله ياء مثناة تحتية ثم زاي بعده دالين – مهملتين – بينهما ألف. 5. في الجرح والتعديل 8/292، وتاريخ بغداد 13/93 نسب إلى جده ((الفرج)) قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وكان ثقة صدوقا. 6. رواية الحسن بن صالح أخرجها أبو نعيم في الحلية 7/334. 7. ابن هارون بن محمد بن هارون أبو القاسم الشيباني البلدي يعرف بابن الدلهاث – آخره ثاء مثلثة – (تاريخ بغداد 13/454) . 8. بالباء الموحدة بعدها لام ثم دال مهملة – بفتح الباء واللام – مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل بينهما سبعة فراسخ (معجم البلدان 1/481) .

أَبِي1 نا وَرْقَاءُ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا " 2. أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ علي بن محمد القرشي نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْيَقْطِينِيُّ3 نا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ – هُوَ الْمَنْبِجِيُّ4 نا أَبُو نُعَيْمٍ5 - يَعْنِي الْحَلَبِيُّ – نا ابن عيينة وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا " 6. أخبرنا أبو نعيم (29/ب) الْحَافِظُ نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بن أيوب نا

_ 1. قال الحافظ في التقريب (104) : روّاد بتشديد الواو، أبو عصام العسقلاني صدوق اختلط بآخره فترك وفي حديثه عن الثوري ضعف شديد. 2. لم أقف على رواية ورقاء بن عمر اليشكري. 3. قال في الأنساب 13/519: بفتح الياء المنقوظة باثنتين – من تحت – وسكون القاف وكسر الطاء المهملة بعدها ياء أخرى، وفي آخره النون هذه النسبة إلى يقطين – اسم جد -، ثم ذكر من ينسب إليه، ومنهم أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بن علي البزار – آخره راء – اليقطيني ثم قال: كان فهما ذكيا ثقة صدوقا. 4. بفتح الميم وسكون النون وكسر الباء الموحدة وفي آخرها الجيم – إحدى بلاد الشام بناها كسرى حين غلب على ناحية من الشام (الأنساب 12/440) قال في معجم البلدان 5/205: هو بلد قديم ما أظنه إلا روميا ... 5. عبيد بن هشام، صدوق تغير فتلقن (التقريب 230) . 6. لم أقف عليه من طريق الفزاري، ورواية ابن عيينة عن سهيل أخرجها الترمذي 2/399 ح 523 باب ما جاء في الصلاة قبل الجمعة وبعدها من طريق ابن أبي عمر العدني.

عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ نا علي بن زيد الفرائضي1 الطَّرَسُوسِيِّ نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ نا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا " 2. أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيلٍ الْحَنَفِيُّ نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُصَلِّيًا – أَوْ كَانَ مُصَلِّيًا – فَلْيُصَلِّ بَعْدَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعًا " 3. وأما حديث زهير بن معاوية عن سهيل، الذي وافق فيه عبد الله بن إدريس على الزيادة التي ذكرها في حديثه إلا أنه فصلها مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين أنها قول أبي صالح السمان: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمرو اللؤلؤي نا أبو داود سليمان ابن الأَشْعَثِ نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ4 نا زُهَيْرٌ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ونا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ابْنُ الصَّبَّاحِ: " مَنْ كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا " وَتَمَّ حَدِيثُهُ، وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: إِذَا صَلَّيْتُمُ الْجُمُعَةَ فَصَلُّوا بَعْدَهَا أربعا، قال فقال

_ 1. هذه النسبة إلى الفرائض وهو علم المواريث (الأنساب 10/169) . 2. لم أقف على رواية الأوزاعي. 3. لم أقف على رواية مالك في الموطأ ولا في غيره. 4. ابن عبد الله بن يونس وقد ينسب إلى جده (التقريب 17) .

لي أبي: " يا ابني فَإِنْ صَلَّيْتَ فِي الْمَسْجِدِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَتَيْتَ الْمَنْزِلَ أَوِ الْبَيْتَ فصل الركعتين "1. وأما حديث حماد بن سلمة عن سهيل مثل رواية زهير بن معاوية: فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ أنا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمد بن عبد الله بن مِهْرَانَ أنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ النَّسَفِيُّ نا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ نا يَعْقُوبُ2 الدَّوْرَقِيُّ نا ابْنُ مَهْدِيٍّ3 عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا " 4. قَالَ سُهَيْلٌ: قَالَ أَبِي: فَإِنْ بَدَتْ لَهُ حَاجَةٌ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ. 23- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ نا أَبُو دَاوُدَ نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ5 عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (30/أ) قال:

_ 1. انظر سنن أبي داود السجستاني (1/673 ح 131) كتاب الصلاح باب الصلاة بعد الجمعة. وكذلك ساقه من طريق أبي داود: البيهقي في السنن الكبرى 3/240. 2. ابن إبراهيم أبو يوسف العبدي مولاهم. 3. أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدي الأزدي. 4. لم أقف عليه من رواية حماد بن سلمة وعزاه السيوطي في المدرج إلى ابن حبان. 5. ابن عبد الله بن الماجشون – بكسر الجيم وضم الشين المعجمة – (التقريب /215) .

" إِنَّ بِلالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ". قَالَ: وَكَانَ ضَرِيرًا فَكَانَ يُقَالُ لَهُ أَذِّنْ فَقَدْ أَصْبَحْتَ1. وَهَكَذَا رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ2 بن أبي سلمة الماجشون. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بم جعفر بن محمد بن سلم حَدَّثَكُمْ أَبُو مُسْلِمٍ3 الْكَجِّيُّ نا الْقَعْنَبِيُّ4 نا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بِلالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أبي مكتوم " وكان ابن أبي مَكْتُومٍ رَجُلًا أَعْمَى لا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ: أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ5.

_ 1. انظر مسند أبي داود الطيالسي 250 ح 1819. وحديث ابن الماجشون بهذا اللفظ أخرجه البخاري في باب شهادة الأعمى.. من كتاب الشهادات عن مالك بن إسماعيل عن عبد العزيز الماجشون ... به، وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (10/57) من طريق يزيد بن هارون وعن علي بن الجعد كلاهما عن عبد العزيز الماجشون، ورواية أبي النضر أخرجها أحمد في المسند 2/123. 2. في الأصل (عبيد الله) مصغرا والتصويب من (التقريب 215، والتهذيب 6/343) . 3. إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ يعرف بالكجي – بالجيم – أو الكشي – بالشين المعجمة – وثقه موسى بن هارون، والدارقطني؟ ن والخطيب، مات 292هـ (تاريخ بغداد 6/120) . 4. عبد الله بن مسلمة بن قعنب. 5. رواه البخاري في كتاب الأذان باب أذان الأعمى إذا كان له من يخبره، عن القعنبي به (الفتح 2/99 ح 617) إلا أنه قال في آخره. ثم قال: وكان..، ولم يذكر من القائل. وهو في الموطأ 1/74 كتاب الصلاة باب قدر السحور من النداء بهذا اللفظ عن سالم بن عبد الله مرسلا، وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرسلا أيضا (المصنف 1/471 ح 1819) . قال الدارقطني أسنده القعنبي دون أصحاب الموطأ وتابعه وأبو قرة ... وأرسله أصحاب الموطأ. (أحاديث الموطأ واتفاق الرواة عن مالك واختلافهم فيها ص 11، الفتح 2/99 والتمهيد 10/57) .

اتَّفَقَتْ هَاتَانِ الرِّوَايَتَانِ عَلَى سِيَاقَةِ هَذَا الْحَدِيثِ هَكَذَا مُدْرَجًا، وَآخِرُ رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه: " حتى ينادي أو يؤذن ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ: وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ لَيْسَ مِنْ كَلامِهِ وَإِنَّمَا هُوَ كَلامٌ مِنْ دُونِهِ ". وَقَدْ رَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَاللَّيْثُ بن سعد عن ابن شهاب الْمُسْنَدَ مِنَ الْحَدِيثِ فَقَطْ، وَلَمْ يَذْكُرَا الْكَلامَ الَّذِي بَعْدَهُ " وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ عَنْ مَالِكٍ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ إِلَّا أَنَّهُمْ قَالُوا بَعْدَ الْمَتْنِ الْمُسْنَدِ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَجُلًا أَعْمَى إِلَى آخِرِ الحديث2. وروى الحديث بطوله أيضا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ إِلَّا أَنَّهُ جَعَلَ: " وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَجُلًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ " كَلامُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ2. فأما حديث سفيان بن عيينة عن ابن شهاب الزهري الذي اقتصر فيه على رواية المسند عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقط:

_ 1. سيأتي تخريج هاتين الروايتين إن شاء الله. 2. سيأتي تخريجها.

فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ [نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ بِلالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ "] 1. وأما حديث الليث بن سعد عن ابن شهاب مِثْلُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى محمد بن أحمد بن أزهر الأَدِيبِ حَدَّثَكُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ نا [مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ نا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ بِلالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تَسْمَعُوا تَأْذِينَ ابن أم مكتوم "] 2. وكذا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ وقتيبة بن سعيد (30/ب) البلخي عن الليث3.

_ 1. انظر مسند الإمام أحمد 2/9. وأخرج رواية سفيان هذه أيضا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ في المصنف 2/9. وأخرجها أيضا الدارمي 1/215 ح 1192, وذكرها ابن عبد البر في التمهيد 10/56. 2. انظر ما بين المعقوفتين في صحيح مسلم 2/768 ح 36 من كتاب الصيام. 3. انظر روايتهما عند مسلم في الموضع السابق. ورواية قتيبة عن الليث رواه الترمذي 1/392 ح 203 أبواب الصلاة باب ما جاء في الأذان بالليل، ثم قال: هذا حديث حسن صحيح. وذكره ابن عبد البر في التمهيد 10/56.

وأما حديث مالك الذي ساقه بطوله، وفصل فيه قول ابن شهاب من قول ابن عمر: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي نا عبد الله ابن مسلمة. وأخبرناه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ1 نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسلمة القعنبي. وأخبرنا البرقاني2 ثنا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ3 نا أَبُو خَلِيفَةَ4 نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ بِلالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ". قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَجُلًا أَعْمَى لا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ له: أصبحت أصبحت "5.

_ 1. ابن ميمون أبو يعقوب الحربي. 2. أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن غالب الخوارزمي. 3. أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ. 4. الفضل بن الحباب الجمحي. 5. رواه من طريق القعنبي بهذا السياق الإمام الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/137. والحافظ البيهقي في الكبرى (1/380، 426) وعزاه في كلام الموضعين إلى البخاري، ورواية القعنبي في البخاري في كتاب الأذان باب أذان الأعمى..بهذا السياق إلا أنه لم يصرح بفاعل قال: وكان ابن أم مكتوم أعمى ... قال الحافظ في الفتح 2/100: ظاهره – يعني سياق البخاري – أن فاعل قال، هو ابن عمر وبذلك جزم الشيخ الموفق في المغني، ثم أشار على رواية الإسماعيلي التي ساقها الخطيب هنا. ورواية الطحاوي والبيهقي والدارقطني وغيرها من الروايات التي عينت أن القائل هو ابن شهاب ... ثم قال: وعلى هذا ففي رواية البخاري إدراج، ويجاب عن ذلك بأنه لا يمنع كون ابن شهاب قاله أن يكون شيخه – سالم قاله، وكذا شيخ شيخه – ابن عمر – أ. هـ. ملخصا.

وَأَمّا حديث يونس عن ابن شهاب الذي جعل فيه الكلام لسالم: فأخبرناه أَبُو سَعِيدٍ1 الصَّيْرَفِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ نا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ عن عبد الله بن عمر قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ بِلالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تَسْمَعُوا أَذَانَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ ". قَالَ يُونُسُ فِي الْحَدِيثِ: وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ هُوَ الأَعْمَى الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} 2. وَكَانَ يُؤَذِّنُ مَعَ بِلالٍ قَالَ سَالِمٌ: وَكَانَ رَجُلًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ، وَلَمْ يَكُنْ يُؤَذِّنُ حَتَّى يَقُولَ لَهُ النَّاسُ – حِينَ يَنْظُرُونَ إِلَى فُرُوعِ3 الْفَجْرِ - أَذِّنْ4.

_ 1. مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بن شاذان. 2. سورة عبس الآية الأولى. 3. هكذا في الأصل – بالفاء بعدها راء ثم واو بعده عين مهملة وجميع الروايات كما يأتي في التخريج بلفظ – بزوغ بالباء الموحدة ثم الزاي وآخره غين معجمة، وكنت أظنه خطأ أو تصحيفا من الناسخ حتى رأيت قول ابن الأثير في النهاية 3/436 – مادة فرع -: ومنه حديث قيام رمضان فما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر. ثم ذكر بعد ذلك إن الفارع: المرتفع العالي، فعند ذلك أثبتها كما هي. 4. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/768 ح 37 كتاب الصيام عن حرملة عن ابن وهب عنه به مقتصرا على المرفوع منه فقط ولم يذكر ما بعده.

24- حديث آخر: أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الْكَاتِبُ – بِأَصْبَهَانَ – أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ مزيد الخشاب نا محمد بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ رُسْتُمَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ – قِرَاءَةً – عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عن ابن أكمية1 اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ مِنْ صَلاةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، فَقَالَ: " هَلْ قَرَأَ مَعِي أَحَدٌ مِنْكُمْ آنِفًا " فَقَالَ رَجُلٌ: " نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ "، فَقَالَ: " إِنِّي أَقُولُ مَالِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ " 2. فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا جَهَرَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ بِالْقِرَاءَةِ مِنَ الصَّلَوَاتِ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3.

_ 1. عُمَارَة بضم المهملة بن أكيمة، وقيل عمار وقيل عمرو وقيل عامر، قال أبو حاتم: صالح الحديث مقبول، وثقه ابن معين والذهلي وابن حبان ويحيى القطان وغيرهم. قال البزار ... ليس بمشهور بالنقل ولم يحدث عنه إلا الزهري، ورجح الحافظ ابن حجر والشيخ أحمد شاكر توثيقه (التهذيب 7/410، الترمذي بتحقيق شاكر 2/120 حاشية (2)) . 2. قال في النهاية 5/41: أي أجانب في قراءته. 3. رواه أبو داود 1/516 كتاب الصلاة باب من كره القراءة بفاتحة الكتاب إذا جهر الإمام، ح 826. ورواه مالك في الموطأ 1/86 ح 44 من كتاب الصلاة. ورواه ابن حبان في صحيحه 3/244 ح 1840. ورواه أحمد في المسند 2/301-302 عن ابن مهدي عن مالك به ... وأخرجه من طريق القعنبي عن مالك الحافظ البيهقي في السنن 1/157.

أخبرناه أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ1 - بِنَيْسَابُورَ – أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بن مطر المعدل نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى2 أنا الليث (31/أ) بن سعد عن ابن شهاب عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ عَنْ أَبِي هريرة أنه قَالَ: " صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةً يَجْهَرُ أَوْ يُجْهَرُ3 فِيهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ اسْتَقْبَلَ النَّاسَ فَقَالَ لَهُمْ: " هَلْ قَرَأَ آنِفًا مَعِي مِنْكُمْ أَحَدٌ "، فَقَالَ رَجُلٌ: " نَعَمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ "، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أَقُولُ مَالِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ "، قَالَ فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا جَهَرَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ بِالْقِرَاءَةِ مِنَ الصَّلَوَاتِ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْهُ "4. رَوَى يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمِصْرِيُّ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ هَذَا الْحَدِيثَ فَأَوْرَدَ مِنْهُ الْمُسْنَدَ فَقَطْ، وَهُوَ إِلَى قَوْلِهِ: "مالي أنازع القرآن "، ولم يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ5. وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ غَيْرَ أَنَّهُ لَمَّا بَلَغَ إِلَى قَوْلِهِ مَالِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: فَانْتَهَى النَّاسُ وَسَاقَ الْكَلامَ إلى آخره5.

_ 1. قال ابن الأثير في اللباب 2/313: بفتح العين المهملة وسكون الباء الموحدة وضم الدال المهملة وسكون الواو وفي آخره ياء مثناة تحتية – هكذا يقول المحدثون – هذه النسبة إلى عبدويه بضم الدال المهملة، وأما النحاة فيقولون: عبدويه – بفتح العين والدال المهملتين – ثم ذكر من اشتهر بهذه النسبة ومنهم أبو حازم ... 2. أبو زكريا النيسابوري. 3. الأولى بالبناء للمفعول والثانية بالبناء للفاعل. 4. لم اقف على رواية الليث بهذا السياق فيما وقفت عليه من المصادر. 5.سيأتي تخريج هاتين الروايتين إن شاء الله.

وَقَالَ بَعْضُ الرُّوَاةِ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ أُكيمة قَالَ: فَانْتَهَى النَّاسُ1. وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ2. وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ كَلامُ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ3.4 فأما حديث ابن بكير عن الليث عن ابن شهاب: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ نا عَبْدُ الصمد بن علي بن الطَّسْتِيُّ5 نا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الواحد البزار6 نا يحيى ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ نا

_ 1. لم أقف على من ذكره غير الخطيب هنا. 2. عزا أبو داود السجستاني هذا القول إلى أبي طاهر أَحْمَدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ المصري حيث قال: قال ابن السرح في حديثه عن معمر ن الزهري أن أبا هريرة قال: فانتهى الناس ... (السنن 1/518 ح 827) . 3. نص على الإدراج وعزاه للزهري الحافظ في التلخيص الحبير 1/246 ح 15. 4. سبق الخطيب في تقرير ذلك كل من: 1- البخاري في جزء القراءة خلف الإمام ص 28 ح 62، وساقه بإسناده إلى الزهري. 2- أبو داود في السنن 1/518 ح 827 وساقه بسنده إلى الزهري من طريق الأوزاعي ومعمر وابن عيينة. 3- محمد بن يحيى بن فارس الذهلي ذكره أبو داود في الموضع السابق من السنن. 4- ونقله البيهقي عن هؤلاء وغيرهم في السنن 1/158، وكتاب القراءة خلف الإمام – له – ص 140 وما بعدها. 5. بفتح الطاء المهملة وسكون السين المهملة أيضا، وفي آخرها التاء المنقوطة – بإثنيتن من فوقها هذه النسبة إلى الطست وعمله (الأنساب 9/75) . 6. بالباء الموحدة والزاي آخره راء كذا في الأصل وفي تاريخ بغداد 11/99، واللسان 4/120.

الليث بن سعد عن ابن شِهَابٍ عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ عَنْ أبي هريرة أنه قَالَ: " صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةً فَجَهَرَ فِيهَا فَلَمَّا انْصَرَفَ اسْتَقْبَلَ النَّاسَ فَقَالَ لَهُمْ: هَلْ قَرَأَ معي آنفا منكم أَحَدٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِنِّي أَقُولُ مَالِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ " 1. وأما حديث سفيان بن عيينة عن الزهري: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ نا قُتَيْبَةُ بن سعيد نا سفيان بن عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمِعَ ابْنَ أُكَيْمَةَ يُحَدِّثُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: " صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةً نَظُنُّ أَنَّهَا الصُّبْحَ، فَلَمَّا قَضَاهَا قَالَ: هَلْ قَرَأَ مِنْكُمْ أَحَدٌ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ " 2. وَقَالَ جَعْفَرٌ نا قُتَيْبَةُ نا سُفْيَانُ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ قَالَ: فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِيمَا يَجْهَرُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3. أخبرناه علي بن أحمد (31/ب) بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا مُحَمَّدُ بن عبد الله

_ 1. رواه البخاري في جزء القراءة خلف الإمام 28 ح 63، ورواه البيهقي في كتاب القراءة خلف الإمام 140 ح 319. 2. لم أقف عليه من طريق جعفر الفريابي عن قتيبة عن سفيان ... وإنما وقفت عليه من رواية ابن ماجه 1/276 ح 848 من طريق أبي بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار عن سفيان مقتصرا على الحديث المرفوع فقط. 3. لم أقف على كلام جعفر – الفريابي – هذا وسيأتي كلام معمر ونسبته هذا الكلام إلى الزهري لا إلى ابن أكيمة.

ابن إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نا مُسَدَّدٌ نا سُفْيَانُ نَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أُكَيْمَةَ يُحَدِّثُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: " صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةً نَظُنُّ أَنَّهَا الصُّبْحَ، فَقَالَ: هَلْ قَرَأَ خَلْفِي أَحَدٌ مِنْكُمْ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا، فَقَالَ: إِنِّي أَقُولُ مَالِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ ". قَالَ مَعْمَرٌ: فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِيمَا جَهَرَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ أنا محمد بن زيان بْنِ حَبِيبٍ نا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ نا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ. قَالَ سُفْيَانُ: فَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِيمَا جَهَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ – بِالْبَصْرَةِ – أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّمَّارُ نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ نا مُسَدَّدٌ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ3، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ وَابْنُ السَّرْحِ4 وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ قَالُوا: نا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أُكَيْمَةَ يُحَدِّثُ سعيد بن المسيب قال:

_ 1. رواه أحمد عن سفيان ... به المسند 1/240. وأبو داود 1/517 – 518 ح 827 عن مسدد عن سفيان.. به.. وأخرجه أيضا البيهقي في جزء القراءة خلف الإمام 140 ح 321 وأشار إليه الدارقطني في العلل 3 ق 105. 2. تقدم تخريجه. 3.بالزاي نسبة إلى مرو (اللباب 3/199) . 4. أبو طاهر أحمد بن عمرو المصري.

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: " صَلَّى بنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةً أَظُنُّ أَنَّهَا الصُّبْحَ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: فَذَكَرَ مَعْنَى حديث مالك إلى قوله: " مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ ". قَالَ مُسَدَّدٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ مَعْمَرٌ: فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِيمَا يجهر بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال ابن السرح في حديثه: قال معمر: عن الزهري قال أبو هريرة: فانتهى الناس. وقال عبد الله بن محمد الزهري من بينهم قال سفيان: وتكلم الزهري بكلمة لم أسمعها قال معمر: إنه قال: فانتهى الناس1. قال أبو داود: وروى حديث ابن أكيمة هذا معمر2 ويونس3 وأسامة بن زيد علي معنى [حديث] 4 مالك (ف) ـجعلوا5 (انتهى الناس عن القراءة) مدرجا في الحديث6.

_ 1. أخرجه من طريق سفيان البيهقي في جزء القراءة خلف الإمام 140 – 141 ح 321. 2. رواية معمر أخرجها عبد الرزاق في المصنف 2/135 ح 271695 عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ ... به ... 3. رواية يونس أخرجها البخاري في جزء القراءة خلف الإمام 28 ح 62 عن ابن شهاب سمعت ابن أكيمة يحدث ابن المسيب ... به ... ولم أقف على رواية أسامة. 4. ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وأثبته بناء على ما تقدم. 5. زيادة يقتضيها المعنى والله أعلم. 6. نص على ذلك الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير 1/246 ح 15 وعزاه للفصل للخطيب وجملة فجعلوا ... مدرجا في الحديث من كلام الخطيب وليست داخلة في رواية أبي داود التي لم تنته بعد.

ورواه الأوزاعي1 عن الزهري قال فيه: قال الزهري فاتعظ المسلمون بذلك، فلم يكونوا يقرؤون معه فيما جهر به. ورواه عبد الرحمن بن إسحاق2 عن الزهري، وانتهى حديثه إلى قوله: " مالي أنازع القرآن ". قال أبو داود: سمعت محمد بن يحيى بن فارس3 صاحب الزهري قال: منتهى حديث ابن أكيمة إلى قوله: ما لي أنازع القرآن، وقوله: " انتهى الناس " كلام الزهري] 4. قال الخطيب: ذكر أبو داود أن الأوزاعي راوي هذا الحديث عن الزهري ولعمري5 (32/أ) إنه لكذلك غير أنه خالف أصحاب الزهري فيه ووهم لإجماعهم على خلافه، فقال: عن الزهري عن سعيد بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

_ 1. أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو. 2. ابن عبد الله العامري القرشي مولاهم، ويقال له عباد بن إسحاق قال سفيان: كان قدريا فنفاه أهل المدينة. قال أحمد: رجل صالح ليس به بأس ووثقه ابن معين. قال القطان وابن المديني: لم يكن أهل المدينة يحمدونه، قال الدارقطني: ضعيف رمي بالقدر (التهذيب 6/137) . 3. هو الذهلي ووجه كونه صاحب الزهري ذلك لأنه جمع أحاديث الزهري في كتاب والعلم عند الله. 4. ما بين المعقوفتين – من قوله نا مسدد ... إلى هنا – انظره في أبي داود 1/517 – 518 ح 827، وقد تخلله بعض الكلام للخطيب نبهت عليه في موضعه. 5. كتب في الهامش ((قوبل فصح إن شاء الله تعالى)) .

ورواه كذلك عن الأوزاعي المفضل بن يونس وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ومحمد بن يوسف الفريابي ويحيى ابن عبد الله البابلتي1 وأبو إسحاق2 الفزاري وعبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين3. وإنما دخل الوهم فيه على الأوزاعي لأنه سمع الزهري يقول: سمعت ابْنَ أُكَيْمَةَ يُحَدِّثُ سَعِيدَ بْنَ المسيب، فسبق إلى حفظه ذكر سعيد بن المسيب واستقرت روايته على ذلك4. والصحيح أنه عن الزهري عن ابن أكيمة الليثي واسمه عمارة سماه محمد بن إسحاق5.

_ 1. قال في اللباب 1/101: بفتح الباء الموحدة وسكون الموحدة الثانية وضم اللام وكسر التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها مع التشديد، هذه النسبة إلى بابلت وظني أنه موضع بالجزيرة أ. هـ. ويكنى أبا سعيد الحراني ضعفه ابن حبان وابن معين وأحمد وابن عدي وغيرهم، قال ابن معين والخليل: تكلموا في سماعه من الأوزاعي رغم أنه ابن امرأة الأوزاعي مات سنة 318 هـ (التهذيب 11/240) . 2. إبراهيم بن محمد بن الحارث. 3. قال في المغني 174: أبو العُشُريْن أخت الثُلُثين، وثقه أحمد وابن حبان وأبو زرعة والدارقطني، قال أبو حاتم: ثقة كان كاتب ديوان ولم يكن صاحب حديث، يكنى أبا سعيد البيروتي كان كاتبا للأوزاعي، ضعفه دحيم والبخاري والنسائي وغيرهم (الجرح والتعديل 6/11، التهذيب 6/112 – 113) . 4. قال ابن حبان في صحيحه تعقيبا على رواية الأوزاعي التي وهم فيها 3/246: هذا خبر مشهور للزهري من رواية أصحابه عنه عن ابن أكيمة عن أبي هريرة، ووهم فيه الأوزاعي، إذ الجواد يعثر فقال عن الزهري عن سعيد بن المسيب..، ونص على وهم الأوزاعي في هذا الإسناد البيهقي في جزء القراءة خلف الإمام 141 – 142. 5. كتب في الهامش ((بلغ مقابلة في الخامس حسب الطاقة)) .

فأما حديث المفضل بن يونس: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ [نا الْحَسَنُ بْنُ عُليل الْعَنْزِيُّ1 وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأَصْبَهَانِيُّ قَالا: نا أَبُو كُرَيْبٍ2 نا الْعَلاءُ – بْنُ عُصَيْمٍ3 نا الْمُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ نا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " صَلَّى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةً جَهَرَ فِيهَا، فَقَالَ: تقرؤون خَلْفِي؟ قُلْنَا نَعَمْ، قَالَ: إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ، قَالَ: فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِيمَا جَهَرَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". قَالَ سُلَيْمَانُ4: الْمُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ مِنْ عُبَّادِ الْكُوفَةِ، وَلَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ – عَنْهُ إِلَّا الْعَلاءُ بْنُ عُصَيْمٍ] 5. قَالَ الْخَطِيبُ: أَدْرَجَ الْمُفَضَّلُ عَنِ الأوزاعي كلام الزُّهْرِيّ، وَأَمَّا الْبَاقُونَ مِنْ أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ فَإِنَّهُمْ بَيَّنُوهُ. وأما حديث أبي المغيرة والفريابي: فأخبرناه أبو نعيم نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أيوب نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ6 نا أَبُو الْمُغِيرَةِ – قَالَ سُلَيْمَانُ ونا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن أبي

_ 1. بضم المهملة من عليل وفتحها وفتح النون من العنزي وقد تقدم. 2. محمد بن علاء الهمداني الكوفي مشهور بكنيته. 3. قال في التقريب 268: بمهملتين مصغرا، أبو عبد الله الجعفي الكوفي المؤذن، صدوق مات 205 أو 208هـ. 4. ابن أحمد بن أيوب الطبراني. 5. لم أجده في المعاجم الثلاثة للطبراني فلعله ذكره في غيرها والله أعلم. 6. ابن نجدة – أوله نون ثم الجيم بعدها مهملة آخرها تاء مربوطة – الحوطي بمهملتين -.

مريم – نا الفريابي قالا: نا الأَوْزَاعِيُّ نا الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: حَدَّثَنِي أبو هريرة قال: " قرأنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ فَقَالَ: هَلْ قَرَأَ مَعِي أَحَدٌ آنِفًا؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِنِّي لأَقُولُ مَالِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ فَاتَّعَظَ الْمُسْلِمُونَ بِذَلِكَ، وَلَمْ يكونوا يقرؤون الْقُرْآنَ "1. وأما حديث يحيى البابلتي: فَأَخْبَرَنِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن المفيد - بجرجان2 - نا أبو شعيب3 الحراني (32/ب) نا يحيى ابن عبد الله البابلتي ن الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: " قَرَأَ النَّاسُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ فَلَمَّا قَضَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: هَلْ قَرَأَ أَحَدٌ مَعِي آنِفًا، قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله، فقال رَسُولُ اللَّهِ: " إِنِّي لأَقُولُ مَالِي أنازع القرآن "،

_ 1. لم أجده هذه الرواية في المعاجم الموجود للطبراني فلعلها في المفقود من الكبير ورواية الفريابي رواها ابن حبان 3/245 ح 1741، والطحاوي في معاني الآثار 1/217. 2. قال ياقوت الحموي في المعجم 2/119: جرجان ن- بضم الجيم، وآخره النون ... مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان خراسان فبعض يعدها من هذه وبعض يعدها من هذه، وقيل إن أول من أحدث بناءها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة. 3. عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أحمد، كان ربيبا للبابلتي، وثقه موسى بن هارون والدارقطني وغيرهما، قال أحمد بن الكامل: مات أبو شعيب الحراني سنة 295هـ وكان مسندا غير متهم في روايته وكان يأخذ الدراهيم على التحديث (تاريخ بغداد 9/435، الميزان 2/406) .

قال الزهري فاتعظ المسلمون بذلك فلم يكونوا يقرؤون1. وأما حديث أبي إسحاق الفزاري: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَالِكِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ2 الْبَصْرِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالُوا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ الصَّيْرَفِيُّ نا محمد بن موسى السرابيطي3 نا عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ نا الْفَزَارِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قَرَأَ النَّاسُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: " هَلْ قَرَأَ مِنْكُمْ أَحَدٌ آنِفًا. قَالُوا: " نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ "، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أَقُولُ مَالِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ "، قَالَ الزُّهْرِيُّ فاتعظ المسلمون بذلك فلم يكونوا يقرؤون4. وأما حديث ابن أبي العشرين5: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقَنَّعِيُّ6 أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ

_ 1. لم أجده فيما وقفت عليه من المصادر. 2. ابن المحسن التنوخي القاضي. 3. لم أجد هذه النسبة. 4. لم أقف عليه من طريق الفزاري. 5. عبد الحميد بن حبيب. 6. بضم الميم وفتح القاف والنون وتشديدها وفي آخرها العين المهملة. قال السمعاني: هذه النسبة المحدث بغداد أبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ محمد.. الجوهري المقنعي..أ. هـ (الأنساب 12/402) . قلت: وهذا من تدليس الشيوخ الذي اشتهر به الخطيب.

الْحَافِظُ نا مُحَمَّدُ بْنُ خُرَيْمٍ1 الدِّمَشْقِيُّ نا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ نا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي عشرين نا الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: " قَرَأَ نَاسٌ مَعَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقبل عَلَيْهِمْ. فَقَالَ: " هَلْ قَرَأَ مَعِي منكم أحد آنفا. قال: " نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ "، فَقَالَ رسول الله: " فَإِنِّي أَقُولُ مَالِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ " قال الزهري: فاتعظ المسلمون بذلك. فلم يكونوا يقرؤون إلا بأم القرآن "2. أخبرنا محمد بن علي المقرئ أما مُسْلِمِ3 بْنُ مِهْرَانَ أَنَا عَبْدُ المؤمن بن خلف النسفي. قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن حديث الزهري عن سعيد بن المسيب سمعت أبا هريرة يقول: حديث ابن أكيمة فقال أبو علي: غلط فيه الأوزاعي إنما هو عن ابن أكيمة4.

_ 1. قال الأمير في الإكمال (3/132-134) : خريم أوله خاء معجمة مضمومة ثم راء مفتوحة..ثم عدد من يسمى بذلك ثم ذكر في الكنى والآباء صاحب الترجمة فقال: محمد بن خريم بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن مروان الدمشقي أبو بكر العقيلي روى عن هشام بن عمار. 2. لم أقف عليه من رواية ابن أبي العشرين. وقد تابع المفضل بن يونس ومن شاركه عن الأوزاعي تابعهم الوليد بن مزيد البيروتي في روايته الحديث بهذا السياق عن الأوزاعي، أخرج روايته الحافظ البيهقي في جزء القراءة خلف الإمام 141 ح 322. 3. عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله. 4. انظر كلام أبي علي في جزء القراءة خلف الإمام للبيهقي 142 ح 323.

25- حديث آخر: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ1 أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ أنا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن أسماء. وأخبرنا عبد الله (32/أ) ابن يَحْيَى السُّكَّرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نا عَبْدُ اللَّهِ بن محمد نا جورية2 عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ أَخْبَرَهُ (أَنَّ عويمر3 من بني العجلان أتى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ الأَنْصَارِيِّ فَقَالَ: " يَا عَاصِمُ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ سَلْ لِي عَنْ ذَلِكَ يَا عَاصِمُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَ: فَسَأَلَ عَاصِمٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَرِهَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا حَتَّى كَبُرَ عَلَى عَاصِمٍ مَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، فَلَمَّا جَاءَ عَاصِمٌ إِلَى أَهْلِهِ جَاءَهُ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ: " يَا عَاصِمُ مَاذَا قَالَ لَكَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قال له عاصم:

_ 1. أَبُو بَكْرٍ = أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان. 2. تصغير جارية – ابن أسماء بن عبيد الضبعي – بضم المعجمة وفتح الموحدة – البصري، صدوق (التقريب 58) . 3. ابن الحارث بن زيد بن الجد بن عجلان البصري الأنصاري هكذا نسبه الطبري في تهذيب الآثار. ونص على هذا الحافظ الخطيب في الأسماء المبهمة 207-208 ح 104، وذهب إلى ذلك الترجيح الحافظ في الفتح 9/447، ولإصابة 7/182، وقال ابن عبد البر في الاستيعاب – في حاشية الإصابة – 8/54: عويمر بن أبيض العجلاني ... قال الحافظ ابن حجر في الموضعين السابقين – بعد ذكر قول ابن عبد البر، ورواية أبي داود وغيره = عويمر بن أشقر = قال: أما ابن أشقر فهو مازني وليس عجلانيا ولم يذكر عنه أنه لاعن، ويمكن الجمع بأن يكون أبا عويمر – الحارث – كان يلقب بأشقر أو أبيض فلا يكون هناك تعارض بين روايات حديث اللعان.

لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ قَدْ كَرِهَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسَائِلَ الَّتِي سَأَلْتَ عَنْهَا "، قَالَ عُوَيْمِرٌ: " وَاللَّهِ لا أَنْتَهِي حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عُوَيْمِرٌ حَتَّى سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَطَ النَّاسِ. فَقَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قد أنزل فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ "، قَالَ: وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ فَاذْهَبْ فَأْتِ بِهَا فَتَلاعَنَا ". قال سهل: أنا مَعَ النَّاسِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فلما فرغا من تلا عنهما قَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ كَذَبْتُ عَلَيْهَا إِنْ أَمْسَكْتُهَا "، فَطَلَّقَهَا ثَلاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ فِرَاقُهُ إِيَّاهَا سُنَّةً1 بَعْدُ. سِيَاقُ الْحَدِيثِ لِدَعْلَجٍ. وَأَمَّا الشَّافِعِيُّ فَسَاقَ بَعْض الْمَتْنِ إِثْرَ حَدِيثِ أَبِي مُصْعَبٍ2 عَنْ مَالِكٍ، وَقَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: فَكَانَ تِلْكَ سُنَّةَ الْمُتَلاعِنِينِ، جَعَلَهُ من كلام سهل بن سعد متصلا في الحديث. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجٌ أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أحمد بن محمد بن

_ 1. رواية جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ عَنْ مَالِكٍ رواها الطبراني في الكبير 6/137 ح 5676. وأخرجها ابن عبد البر في التمهيد 6/185. وفي حديثه كما في الحديث الذي يليه – حديث إبراهيم بن طهمان – جعل قوله: فكانت سنة المتلاعنين من قول سهل بن سعد الساعدي. 2. أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زرارة بن مصعب بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزهري المدني ثقة عاب عليه أبو وخيثمة دخوله القضاء وإكثاره من الفتوى بالرأي مات سنة 242هـ (التهذيب 1/20) .

الأَزْهَرِ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنِي أَبِي1 قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ مسلم بن شهاب بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أن عويمر مِنْ بَنِي الْعَجْلانِ – وَسَاقَ حَدِيثَ اللِّعَانِ عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ عِنْدَ قَوْلِهِ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ، قَالَ: وَنَزَلَ الْقُرْآنُ فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ تَلاعُنِهِمَا وَطَلَّقَهَا ثَلاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَكَانَتْ فُرْقَتُهُ إِيَّاهَا سُنَّةً بَعْدُ2. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الأَنْبَارِيُّ أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ نا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن عبد العزيز البغوي قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: قُرِئَ عَلَى سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ3 [عن] 4 مالك عن الزهري (33/ب) عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: " أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مع امرأته رجلا فيقتله فتقتله أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمَا مَا ذُكِرَ فِي الْقُرْآنِ5 مِنَ التَّلاعُنِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد

_ 1. حفص بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ السلمي النيسابوري القاضي. 2. رواية ابن طهمان أخرجها ابن عبد البر في التمهيد 6/185. وعقب عليه بقوله: ومن رواة إبراهيم بن طهمان من يقول عنه فيه: فكان طلاقه إياها سنة كل ذلك مدرج في كلام سهل لا من قول ابن شهاب. 3. ابن سهل الهروي أبو محمد الحدثاني – الحاء والدال المهملتين ثم المثلثة آخرها نون ثم ياء النسبة وثقه مسلمة وأحمد وقال أبو حاتم: صدوق كن يدلس ويكثر، قال البخاري: عمي فتلقن. وضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما سئل مسلم كيف أستجزت الرواية عنه؟ فقال: ومن أين كنت آتي بنسخة حفص بن ميسرة، مات سنة 240هـ (التهذيب 4/272) . 4. وضعت هنا إشارة تضبيب لسقوط (عن) من الأصل. 5. الآيات من (6-9) سورة النور.

قَضَى فِيكَ وَفِي امْرَأَتِكَ، قَالَ: فَتَلاعَنَا وَأَنَا شَاهِدٌ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا فَقَدْ كَذَبْتُ عَلَيْهَا فَفَارَقَهَا فكانت السنة فيهما أن يفرق بَيْنَ الْمُتَلاعِنَيْنِ، وَكَانَتْ حَامِلًا فَأَنْكَرَ حَمْلَهَا وَكَانَ ابَنُهَا يُدْعَى إِلَيْهَا ثُمَّ جَرَتِ السُّنَّةِ فِي الْمِيرَاثِ أَنْ يَرِثَهَا وَتَرِثَ مِنْهُ مَا فَرَضَ اللَّهُ لَهَا ". قال أبو الحسن: هكذا رواه سويد عن مالك بهذا اللفظ، وقوله: " وكانت حاملًا فأنكر حملها " إلى آخر الحديث ليس في الموطأ ولا أعلم روى هذا اللفظ – عن مالك بهذا الإسناد غير سويد. وأما قوله فكانت سنة فيهما أن يفرق بين المتلاعنين، فإنه في الموطأ من قول الزهري مفصولًا من حديث سهل بن سعد. وقد تابع سويدًا على إدراجه في حديث سهل بن سعد جويرية بن أسماء وإبراهيم بن طهمان فروياه عن مالك كذلك1. قال الخطيب: أما جويرية وابن طهمان فإنهما روياه كما ذكر أبو الحسن الدارقطني، وسقناه عنهما في أول هذه الترجمة. وأما سويد بن سعيد فقد رواه عنه غير واحد كرواية أصحاب الموطأ عن

_ 1. رواية سويد بن سعيد أخرجها الدارقطني في غرائب الإمام مالك. وأخرجها من طريقه الحافظ ابن عبد البر في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد 6/186-187. وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح 9/453-454. (تنبيه) قد خطأ الشيخ صبحي السامرائي في عزوه كلام الدارقطني على هذا الحديث – في تحقيقه المدرج للسيوطي – إلى سنن الدارقطني 3/274 (المدرج إلى المدرج ص 30 ح 25) وتابعه على الخطأ عبد العزيز الغماري في تسهيل المدرج ص 26.

مالك وبخلاف رواية البغوي عنه التي أوردها الدارقطني. وفصل سويد كلام الزهري ممن كلام سهل بن سعد وهو الصحيح. وروى حديث اللعان عن الزهري جماعة فأدرجوا كلام الزهري فيه: منهم الأوزاعي وابن أبي ذئب وعياض بن عبد الله الفهري وفليح بن سليمان1. ورواه عبد الملك بن جريج وإبراهيم بن سعد ومحمد بن إسحاق1 عن الزهري فقالوا في آخره: قال ابن شهاب: فكانت تلك السنة المتلاعنين بمتابعة أصحاب الموطأ عن مالك، وذلك هو الصواب. فأما حديث الأوزاعي عن الزهري الذي وافق فيه رواية جويرية وإبراهيم بن طهمان في إدراجهما الحديث عن مالك: فأخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبَزَّازُ2 أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن سعيد ابن أَبِي مَرْيَمَ نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ نا الأَوْزَاعِيُّ نا الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: " أَنَّ عُوَيْمِرَ أَتَى عَاصِمَ بْنَ عدي – وكان (34/أ) سَيِّدَ بَنِي الْعَجْلانِ – قَالَ: " كَيْفَ تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ ". قَالَ: " سَلْ لِي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ "، قَالَ: فَأَتَى عَاصِمٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، إِلَى أَنْ قَالَ: " فَلاعَنَهَا "، ثُمَّ قَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ حَبَسْتُهَا فَقَدْ ظَلَمْتُهَا " قَالَ: " فَطَلَّقَهَا "، قَالَ: " فَكَانَتْ بَعْدُ سُنَّةً لِمَنْ كَانَ بعدهما

_ 1. كل هذه الروايات سيأتي تخريجها بإذن الله. 2. بالباء الموحدة بعدها زايين بينهما ألف كذا في الأصل وتاريخ بغداد 12/97، ويعرف بابن الحصري.

مِنَ الْمُتَلاعِنَيْنِ "1. وأما حديث ابن أبي ذئب2 عن الزهري مثل هذه الرواية: فأخبرناه القاضي أبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أنا الشَّافِعِيُّ3 أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ4 عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ عُوَيْمِرًا جَاءَ إِلَى عَاصِمٍ فَقَالَ: " أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَقَتَلَهُ أَتَقْتُلُونَهُ؟ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا، فَرَجَعَ عَاصِمٌ إِلَى عُوَيْمِرٍ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا، فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: " وَاللَّهِ لآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ وَقَدْ نزل القرآن خلاف

_ 1. رواه البخاري في كتاب التفسير من صحيحه باب قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ ... } الآية ... عن إسحاق بن منصور عن الفريابي به.. (الفتح 8/448 ح 4745) . ورواه أبو داود في السنن – كتاب الطلاق باب اللعان – 2/683 ح 2249، عن محمود بن خالد الدمشقي عن الفريابي..به، ورواه أيضا الدارمي 2/74 ح 2236، وابن الجارود 254 ح 756. ورواه أيضا الحافظ أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطبراني في الكبير 6/138 ح 5677 عن عبد الله بن محمد بن سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ الفريابي ... به..، وأخرجه البيهقي في الكبير 7/400 من طريق الفريابي.. وذكرهما أيضا ابن عبد البر في التمهيد 6/186. 2. محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي العامري. 3. أبو عبد الله محمد بن إدريس. 4. ابن أبي نافع الصائغ المخزومي مولاهم أبو محمد المدني وثقه النسائي وابن حبان، وقال: ابن عدي: رواياته مستقيمة ووثقه الحافظ في التقريب 191 فيما روى من كتابه، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وضعفه في حفظه البخاري وأبو حاتم وقالا: كتابه أصح مات سنة 206 (التهذيب 6/51) .

عَاصِمٍ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ [عَلَيْهِ] 1 وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " قَدْ نَزَلَ فِيكُمَا الْقُرْآنُ، فَتَقَدَّمَا فَتَلاعَنَا ثُمَّ قَالَ: كذبتُ عَلَيْهَا إِنْ أَمْسَكْتُهَا فَفَارَقَهَا وَمَا أَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَضَتْ سُنَّةَ الْمُتَلاعِنَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: انظروها إن جاءت به أحيمر2 قَصِيرًا كَأَنَّهُ وَحَرَةً3 فَلا أَحْسِبُهُ إِلَّا قَدْ كَذَبَ عَلَيْهَا، وَإِنْ جاءت به أسحم أعين ذا إليتين4 فَلا أَحْسِبُهُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ عَلَيْهَا فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الْمَكْرُوهِ " 5. وأما حديث عياض بن عبد الله6 عن الزهري بمتابعة الأوزاعي وابن أبي ذئب: فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ7 نا محمد بن أحمد اللؤلؤي نا

_ 1. ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. 2. تصغير أحمر وقد جاء في بعض الروايات مكبرا. 3. قال في النهاية 5/160: هي بالتحريك دويبة كالعظاءة تلزق بالأرض. وقال الحافظ في الفتح 9/453: دويبة تترامى على الطعام واللحم فتفسده وهي من نوع الوزغ. 4. أي عظيم الأليتين كما جاء في بعض الروايات، والأسحم: الأسود، والأعين: واسع العين (النهاية في غريب الحديث 2/348، 3/333، الفتح 9/453) . 5. رواه الشافعي في المسند – انظر ترتيبه للسندي 2/45 ح 148 – 149 عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنِ ابن أبي ذئب ... به، ومن طريق آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب أخرجه البخاري (الفتح 13/276 ح 7304) . وأخرجه من طريق الشافعي ... به البيهقي في الكبري 7/399. ورواه الطبراني في الكبير 6/139 خ 5678 من طريق عاصم بن علي عن ابن أبي ذئب ... به ... 6. الفهري المدني نزيل مصر؛ ذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات، وضعفه أبو حاتم والساجي والبخاري وابن معين (التهذيب 8/201) . 7. القاسم بن جعفر بن عبد الواحد.

أَبُو دَاوُدَ1 نا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ2 نا ابْنُ وَهْبٍ3 عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفِهْرِيِّ وَغَيْرِهِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فِي هَذَا الْخَبَرِ، قَالَ: " فَطَلَّقَهَا ثَلاثَ تَطْلِيقَاتٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مَا صُنِعَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَّةً ". قَالَ سَهْلٌ: حَضَرْتُ هَذَا عِنْدَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَضَتِ السُّنَّةُ بَعْدُ فِي الْمُتَلاعِنَيْنِ أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَهُمَا ثُمَّ لا يَجْتَمِعَانِ أَبَدًا " 4. وأما حديث فليح5 عن الزهري بموافقة هذه الجماعة: فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارَزْمِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مَاسِي6 أَخْبَرَكُمْ يُوسُفُ القاضي7 نا أبو الربيع (34/ب)

_ 1. سليمان بن الأشعث السجستاني صاحب السنن. 2. بمهملات ... 3. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ. 4. رواه أبو داود السجستاني في السنن 2/683 ح 2250، كتاب الطلاق باب اللعان. وأخرجه البيهقي في السنن الكبري 7/401 من طريق أبي بكر بن داسة عن أبي داود ... به ... وفيه وفي سنن أبي داود زيادة " فأنفذه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل " وَكَانَ مَا صُنِعَ عِنْدَ رَسُولِ الله ... ورواه الطبراني في الكبرى 6/142 ح 5684. 5. ابن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي، ويقال الأسلمي أبو يحيى المدني وفليح لقب غلب عليه، واسمه عبد الملك، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: لا بأس به، وقال الدارقطني: يختلفون فيه وليس به بأس. قال الحاكم: اتفاق الشيخين عليه يقوي أمره، وضعفه ابن معين، وأبو حاتم والنسائي وابن المديني وغيرهم مات سنة 168 هـ (التهذيب 8/303) . 6. عبد الله بن إبراهيم بن أيوب. 7. ابن يعقوب.

الزَّهْرَانِيُّ1 نا فُلَيْحٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمَا مَا ذُكِرَ فِي الْقُرْآنِ مِنَ التَّلاعُنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ قَضَى فِيكَ وَفِي امْرَأَتِكَ، قَالَ: فَتَلاعَنَا وَأَنَا شَاهِدٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنْ أَمْسَكْتُهَا فَقَدْ كَذَبْتُ عَلَيْهَا، ففارقها وكانت السنة فيها أو يُفَرَّقَ بَيْنَ الْمُتَلاعِنَيْنِ، وَكَانَتْ حَامِلًا فَأَنْكَرَ حَمْلَهَا، وَكَانَ ابَنُهَا يُدْعَى إِلَيْهَا ثُمَّ جَرَتِ السُّنَّةِ فِي الْمِيرَاثِ أَنْ يَرِثَهَا وَتَرِثَ مِنْهُ فَرَضَ اللَّهُ لَهَا " 2. وَهَذَا اللَّفْظُ مِثْلُ لَفْظِ حَدِيثِ الْبَغَوِيِّ3 عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ الَّذِي أَسْلَفْنَاهُ، وَكَأَنَّ الْبَغَوِيَّ جَمَعَ بَيْنَ حَدِيثِ مَالِكٍ وَحَدِيثِ فُلَيْحٍ فِي رِوَايَتِهِ فَإِنَّ حَدِيثَ فُلَيْحٍ أَيْضًا قَدْ كَانَ عِنْدَهُ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، وَحَمَلَ حَدِيثَ سُوَيْدٍ عَلَى حَدِيثِ أَبِي الرَّبِيعِ فِي اللَّفْظِ، فَأَفْرَدَ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْهُ، وَأَفْرَدَ لَهُ حَدِيثَ مَالِكٍ4. وَأَنَا أَسُوقُ حَدِيثَ سُوَيْدٍ عَنْ مَالِكٍ، وَأُتْبِعُهُ بِأَحَادِيثِ أَصْحَابِ الْمُوَطَّأِ عَنْهُ لِيَتَبَيَّنَ صِحَّةُ مَا ذَكَرْنَا إِنْ شَاءَ الله.

_ 1. سليمان بن داود العتكي. 2. رواه البخاري في كتاب التفسير باب قوله تعالى: {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} . عن أبي الربيع..به (الفتح 8/448 ح 4746) . ورواه أيضا عن أبي الربيع الوهراني الإمام أبو داود في السنن 2/685 ح 2252، والطبراني في الكبير 6/141 ح 5683. 3. أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن عبد العزيز. 4.لم أجد في الجزء الموجود من غرائب مالك للدارقطني، والله أعلم.

أخبرنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ غَرِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ1 أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْجَعْدِ الوشاء. وأخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ علي الواسطي أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي دَارَةَ الضَّبِّيُّ2 - بِالْكُوفَةِ – نا الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ الشُّجَاعِيُّ3 قَالا: نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ أَخْبَرَهُ " أَنَّ عويمر الْعَجْلانِيَّ جَاءَ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عدي الأنصاري فَقَالَ لَهُ: يَا عَاصِمُ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ عَنْ ذلك رسول الله، فَسَأَلَ عَاصِمٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا حَتَّى كَبُرَ عَلَى عَاصِمٍ مَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَجَعَ عَاصِمٌ إِلَى أَهْلِهِ جَاءَهُ عُوَيْمِرٌ، فَقَالَ: يَا عَاصِمُ مَاذَا قَالَ لَكَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ عَاصِمٌ: لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ، قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسألة الَّتِي سَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللَّهِ لا أَنْتَهِي حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْهَا، فَأَقْبَلَ عُوَيْمِرٌ حَتَّى أَتَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَطَ النَّاسِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مع امرأته رجلا (35/أ) أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قد نرل فيك وفي

_ 1. بزايين وغريب بالغين المعجمة ويعرف بصاحب أبي بكر بن مجاهد، وثقه البرقاني (تاريخ بغداد 3/147) . 2. بالضاد المعجمة ثم الباء الموحدة أحد القراء (غاية النهاية 1/102) . 3. بضم الشين المعجمة وفتح الجيم وفي أخرها العين المهملة هذه النسبة إلى شجاع اسم لجد المنتسب إليه. (الأنساب 8/61) ، وهو أبو علي البلخي – بالباء الموحدة بعد لام ثم خاء معجمة – اتهمه البغداديون بسرقة الحديث وضعفه الدارقطني والبرقاني وغيرهما وكان الإسماعيلي حسن الرأي فيه مات سنة 307هـ (تاريخ بغداد 7/333) .

صاحبتك1 فاذهب فأت بها "، فقال سَهْلٌ: فَتَلاعَنَا وَأَنَا مَعَ النَّاسِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ تَلاعُنِهِمَا. قَالَ عُوَيْمِرٌ: كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا، فَطَلَّقَهَا ثَلاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رسول الله، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَتْ تِلْكَ سُنَّةَ الْمُتَلاعِنَيْنِ2. لَيْسَ بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ خِلافٌ إِلَّا فِي الْكَلِمَةِ أَوِ الحرف. أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ3 نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أنا الشَّافِعِيُّ أنا مَالِكٌ4. وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ5 نا محمد بن أحمد اللؤلؤي نا أَبُو دَاوُدَ6 نا عَبْدُ الله بن سلمة عن مالك7. وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدٍانَ حَدَّثَكُمْ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ نَا يَحْيَى بْنُ يحيى قال:

_ 1. في الأصل هنا تضبيب لم يتبين لي سببه. 2. لم أقف عليه من طريق سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ. 3. أحمد بن الحسن الحرشي – بالحاء المهملة ثم راء ثم شين معجمة نسبة إلى الحريش بن كعب ... الحيري – بالمهملة – نسبة إلى محلة بنيسابور يقال لها الحيرة – الأكمال 2/238، 3/043) . 4. انظر مسند الشافي بترتيب السندي = 344 ح 146 باب اللعان. وانظر التمهيد 6/185. 5. الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الواحد. 6. سليمان بن الأشعث. 7. رواية القعنبي عن مالك أخرجها الإمام أبو داود السجستاني في سننه كتاب الطلاق باب اللعان 2/679 ح 2245 وأخرجها أيضا الحافظ الطبراني في الكبير 6/137 ح 5675، وانظر (التمهيد 6/185، الفتح 9/447) .

قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ1. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ أنا محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ نا أَبُو مُصْعَبٍ2 نا مالك. وأخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ3 الأَزْهَرِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ أَنَا (هَيْثَمُ) 4 بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى5 نا معن6 نا مالك7. وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى السُّلَمِيُّ – بِدِمَشْقَ – أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلابِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ جَوْصَاءَ8 نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى أنا ابْنُ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكًا أَخْبَرَهُ9. قَالَ ابْنُ جَوْصَاءَ: ونا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَثْرُودٍ10 أنا

_ 1. رواه مسلم 2/1129 ح 1 من كتاب اللعان. 2. أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث، وروايته هذه أشار إليها ابن عبد البر في التمهيد 6/185. 3. عبيد الله بن أحمد الصيرفي. 4. في الأصل (هشيم) تصغير هشام والتصويب من تاريخ بغداد 14/63. 5. الأنصاري. 6. ابن عيسى بن يحيى أبو يحيى الأشجعي المدني ثقة ثبت قال أبو حاتم: هو أثبت أصحاب مالك (التقريب 344) . 7. رواية معن أشار إليها الحافظ ابن عبد البر في الجزء السادس من التمهيد الصفحة الخامسة والثمانون بعد المائة. 8. بالجيم والصاد المهملة تقدم. 9. انظر التمهيد لابن عبد البر 6/185. 10. قال الأمير في الإكمال 7/200: بثاء معجمة بثلاث آخره دال ثم ذكر عيسى وقال ولد سنة 170هـ ومات سنة 271هـ.

ابْنُ الْقَاسِمِ1 حَدَّثَنِي مَالِكٌ، وَأَخْبَرَنِي عَتِيقُ بْنُ سَلامَةَ الْقَيْرَوَانِيُّ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْمِصْرِيُّ نا أحمد بن بهران2 الْفَارِسِيُّ نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عُوَيْمِرَ بْنَ أَشْقَرَ الْعَجْلانِيَّ جَاءَ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ فَقَالَ لَهُ: يَا عَاصِمُ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، وَذُكَرَوُا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ نَحْوَ حَدِيثِ سُوَيْدٍ وَكُلُّهُمْ قَالَ فِي آخره: قال ابن شهاب: فكانت تلك سنة المتلاعنين3. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا عبد الله بن علي بن الْجَارُودِ نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ ابن نَافِعٍ عَنْ4 مَالِكٍ مِثْلَ رِوَايَةِ الْجَمَاعَةِ. وأما حديث ابن جريج عن الزهري (35/ب) الموافق لحديث الموطأ هذا في فصل كلام الزهري من كلام سهل بن سعد.

_ 1. عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة – بالجيم والنون الدال المهملة – أبو عبد الله البصري صاحب مالك وروايته هذه أشار إليها الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 6/185. 2. أوله باء موحدة وآخره دال مهملة كذا في لسان الميزان 1/142، في الأصل بالذال المعجمة وهو السيرا في المحدث المشهور، قال مسلمة بن قاسم: كان ثقة كثير الرواية وتكلم فيه أبو عمر الطلمنكي وابن الحداد وابن الطحان وغيرهم، مات سنة 346 هـ. 3. لم أقف على رواية ابن عفير، ابن عفير سبق التعريف به في الحديث رقم 15. 4. رواه ابن الجارود في المنتقى 246 ح 747 كتاب الطلاق. وانظر التمهيد 6/185.

فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ – بِأَصْبَهَانَ – أنا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ الدبري1 أنا عبد الرزاق2. وأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ على أبي العباس ابن حَمْدَانَ3 حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدٌ – هُوَ ابْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ4 - عَنْ مُحَمَّدٍ – يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ – قَالَ: نا يَحْيَى5 نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنِ الْمُلاعَنَةِ وَعَنِ السُّنَّةِ فِيهَا عَنْ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَخِي بَنِي سَاعِدَةَ: " أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي شَأْنِهِ مَا ذُكِرَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ أَمْرِ التَّلاعُنِ ". فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ قَضَى اللَّهُ فِيكَ وَفِي امْرَأَتِكَ. قَالَ: فَتَلاعَنَا فِي الْمَسْجِدِ وَأَنَا شَاهِدٌ فَلَمَّا فَرَغَا، قَالَ كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا فَطَلَّقَهَا ثَلاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَرَغَا من التلاعن ففقارقها عند

_ 1. قال في اللباب 1/489: بفتح الدال المهملة والباء الموحدة بعدها راء هذه النسبة إلى – دبر – وهي من قرى صنعاء اليمن. 2. رواه عبد الرزاق الصنعاني في المصنف 7/115 ح 12446، ومسلم 2/130 ح 3 من كتاب اللعان عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق به ... وأخرجه الطبراني في الكبير 6/136 ح 5674. 3. مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ. 4. قال في اللباب../418: بفتح الفاء والراء وسكون الباء الموحدة وفي آخرها راء ثانية هذه النسبة إلى فربر وهي بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى، ثم ذكر من المشهورين بهذه النسبة محمد يوسف راوية صحيح البخاري عنه. 5. ابن جعفر بن أعين الأزدي البخاري.

النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ذاك تَفْرِيقٌ بَيْنَ كُلِّ مُتَلاعِنَيْنِ ". هَذَا آخِرُ حَدِيثِ الدَّبَرِيِّ1 وَزَادَ الْبُخَارِيُّ فِي حَدِيثِهِ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: " فَكَانَتِ السُّنَّةُ بَعْدَهُمَا أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَ الْمُتَلاعِنَيْنِ ". " وَكَانَتْ حَامِلًا وَكَانَ ابْنُهَا يُدْعَى لأُمِّهِ، قَالَ: ثُمَّ جَرَتِ السُّنَّةُ فِي مِيرَاثِهَا أَنَّهَا تَرِثُهُ وَيَرِثُ مِنْهَا مَا فَرَضَ اللَّهُ لَهَا "2. وأما حديث إبراهيم بن سعد عن الزهري مثل هذا القول. فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ أنا الريع بْنُ سُلَيْمَانَ3 أنا الشَّافِعِيُّ أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: جَاءَ عُوَيْمِرٌ الْعَجْلانِيُّ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ فَقَالَ: " يَا عَاصِمُ بْنَ عَدِيٍّ سَلْ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ وَجَدَ مع امرأته رجلا فيقتله أَيُقْتَلُ بِهِ أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ " فَسَأَلَ عَاصِمٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَابَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسَائِلَ فَلَقِيَهُ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ: " مَا صَنَعْتَ؟ " قَالَ: " صنعت إِنَّكَ لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ، سَأَلْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَابَ الْمَسَائِلَ ". قَالَ عُوَيْمِرٌ: " وَاللَّهِ لآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلأسلنه "، فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ فيهما، فدعاهما فلا عن بينهما. فقال عويمر

_ 1. في حديث الدبري في المعجم الكبير 6/136 ح 5674 وفي مسلم 2/1130 ح 3 في آخره فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ذلك التفريق بين كل متلاعنين "، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إن جاءت به أخيمر قصيرا ... "الحديث ... 2. رواه البخاري بكامل السياق الذي ذكره الخطيب، وذلك في كتاب الطلاق باب التلاعن في المسجد (الفتح 9/452-453 ح 5306) . 3. ابن عبد الجبار بن كامل المرادي مولاهم أبو محمد المصري رواية كتب الشافعي عنه.

(36/أ) لأن انْطَلَقْتُ بِهَا لَقَدْ كَذَبْتُ عَلَيْهَا، فَفَارَقَهَا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْظُرُوهَا فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْحَمَ أَدْعَجَ1 عَظِيمَ الأَلْيَتَيْنِ فَلا أَرَاهُ إِلَّا قَدْ صدق، وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة2 فلا أَرَاهُ إِلا كَاذِبًا، فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الْمَكْرُوهِ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَصَارَتْ سُنَّةَ الْمُتَلاعِنَيْنِ "3. وأما حديث محمد بن إسحاق عن الزهري بمتابعتهم: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الأَنْبَارِيُّ قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الخياش4 المصري قال: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحجاج بن رشدين5.

_ 1. قال في النهاية 2/119: الدعلج والدعجة: السواد في العين وغيرها يريد أن سواد عينيه كان شديد السواد وقيل: الدعج: شدة سواد العين في شدة بياضها. 2. تقدم تعريفها ... 3. رواه الشافعي في المسند 2/45 ح 147 بترتيب السندي. رواه أحمد في المسند 5/334 عن أبي كامل عن إبراهيم بن سعد ... به.. ورواه من طريق الحميدي وحفص الحوضي عن إبراهيم بن سعد ... به ... الحافظ الطبراني في المعجم الكبير 6/140 ح 5682. ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في السنن 7/399 وانظر التمهيد 6/186. وأخرجه أبو داود السجستاني في السنن 2/682 ح 2248 كتاب الطلاق باب اللعان الجزء الأخير من حديث إبراهيم بن سعد (قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبصروها فإن جاءت به أعدج ... "إلخ الحديث عن محمد بن جعفر الوركاني عن إبراهيم ... به ... 4. الخاء المعجمة بعدها ياء مثناة تحتية آخره شين معجمة كذا في الأصل وتاريخ بغداد 4/65. 5. قال ابن عدي: كذبوه، وأنكرت عليه أشياء وقال ابن أبي حاتم: تكلموا فيه، وكذبه أحمد بن صالح المصري، وثقه مسلمة بن قاسم وابن يونس وغيرهم (لسان الميزان 1/257) .

قال: نا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْلِمٍ الْجُعْفِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ1 وَمَالِكًا يَذْكُرَانِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ فَذَكَرَ حَدِيثَ اللِّعَانِ هَذَا بِطُولِهِ، وَزَادَ فِيهِ: " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل فيكما قُرْآنًا، وَتَلا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ، وَلاعَنَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمَا بَعْدَ صَلاةِ الْعَصْرِ، فَلَمَّا لاعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمَا قَالَ يا رسول الله: ظَلَمْتُهَا إِنْ أَمْسَكْتُهَا فَهِيَ الطَّلاقُ فَهِيَ الطَّلاقُ فَهِيَ الطَّلاقُ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَمَضَتِ السُّنَّةُ أَنَّهُمَا إِذَا تَلاعَنَا لَمْ يَجْتَمِعَا أَبَدًا " 2. قال أبو الحسن الدارقطني: قوله: " فلاعن بينهما بعد صلاة العصر " لم يروه أحمد عن مالك إلا في هذا الرواية، وما أراه محفوظًا عن مالك وهو محفوظ عن محمد بن إسحاق عن الزهري. فلعل ابن إدريس حمل حديث أحدهما على صاحبه والله أعلم3.

_ 1. صاحب المغازي قال الذهبي – بعد أن ترجم له بأكثر من ست صفحات -: فالذي يظهر لي أن ابن إسحاق حسن الحديث صالح الحال صدوق، وما انفرد به ففيه نكارة، فإن في حفظه شيئا، وقد احتج به الأئمة والله أعلم (الميزان 3/468 – 475) . ورجح الحافظ في التقريب 290 كونه صدوقا مع رميه بالتدليس والقدر والتشيع. 2. رواه الطبراني في الكبير 6/143 – 144 ح 5688، 5689 عن جعفر بن الحارث عن ابن إسحاق ... به، وروى الإمام أحمد في المسند 5/334 عن ابن إدريس عن ابن إسحاق من قوله لما لاعن عويمر العجلاني امرأته قال: يا رسول الله ظلمتها إن أمسكتها إلخ الحديث. وأشار إلى رواية ابن إسحاق عن ابن شهاب هذه الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 6/186. 3. لم أقف عليه في الجزء الموجود من غرائب مالك للدارقطني والله أعلم.

26- حديث آخر: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ نا أَحْمَدُ بن منصور الرمادي نا عبد الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ1 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْغَبُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فِيهِ بِعَزِيمَةٍ فَيَقُولُ: مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ كَانَ الأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ "2. هَكَذَا رَوَى مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَآخِرُ الْمُسْنَدِ المرفوع قَوْلُهُ: " مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "، وأما الكلام الذي بعده (36/ب) فَلَيْسَ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ وإنما هو مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ، بَيَّنَ ذَلِكَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فِي رِوَايَتِهِ عنه هذا الحديث.

_ 1. ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري قيل: اسمه عبد الله وقيل إسماعيل وقيل اسمه كنيته، ثقة مات سنة 94 هـ (التهذيب 12/115) . 2. رواه عبد الرزاق في المصنف 4/258 ح 7719 عن معمر ومالك بن أنس عن الزهري ... به ... ومن طريق عبد الرزاق أخرجه كل من مسلم 1/523 ح 174 من كتاب صلاة المسافرين عن عبد بن حميد عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ به ... ، والترمذي 3/162 ح 808 كتاب الصوم باب الترغيب في قيام رمضان عن عبد بن حميد ... به ... وأبو داود 2/102 ح 1371 عن الحسن بن علي ومحمد بن المتوكل عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ ومالك ... به. وأخرجه البخاري في كتاب التراويح باب فضل من قام رمضان ... عن عبد الله بن يوسف عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عن أبي هريرة وليس عن أبي سلمة عن أبي هريرة مثل سياق الموطأ تماما (الفتح 4/250 ح 2009) .

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا أحمد بن إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ1 نا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْغَبُ بِقِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَ بِعَزِيمَةٍ مِنْهُ، فَيَقُولُ: مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ كَانَ الأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ "2. تَابَعَ ابْنُ بُكَيْرٍ عَلَى وَصْلِهِ عَنْ مَالِكٍ عَبْد الرَّزَّاقِ بْن هَمَّامٍ وَعُثْمَان بْن عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ3. وأرسله عنه أَصْحَابُ الْمُوَطَّأِ فَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَنَحْنُ نَذْكُرُ ذَلِكَ بَعْدُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ4 مِنْ هَذَا الْكِتَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. 27- حديث آخر: أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ أنا محمد

_ 1. قال الحافظ في التقريب 376: ثقة في الليث وتكلموا في سماعة من مالك. 2. رواه مالك في الموطأ 1/113 ح 2 من كتاب الصلاة في رمضان. 3. رواية عبد الرزاق عن مالك في المصنف 4/258 ح 7720 إلا أنه عن حميد عن أبي هريرة وليس عن أبي سلمة. ورواية عثمان بن عمر عن مالك أخرجها أحمد في المسند 2/529: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هريرة إلا أنه في كلا الروايتين اقتصر فيهما على المرفوع فقط. 4. وذلك في حديث عائشة رقم 45 الآتي.

ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ الْمِسْمَعِيُّ1 نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ نا ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَزَمْعَةُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ فارس: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ ثُمَّ أَفْطَرَ فَأَفْطَرَ النَّاسُ، فَكَانُوا يَأْخُذُونَ بِالأَحْدَثِ فَالأَحْدَثِ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: بِالآخِرِ فَالآخِرِ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "2. تَابَعَ ابْنَ جُرَيْجٍ وَمَالِكًا وَزَمْعَةَ بن صالح رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَاللَّيْثُ بن سعد ويونس ابن يزيد فرووه عن ابن

_ 1. بفتح الميم الأولى وكسر الثانية هذه النسبة إلى المسامعة محلة بالبصرة نزلها المسمعيون أبناء مسمع بن شهاب بن عمرو من بني بكر ابن وائل ... (هكذا في الأنساب 12/263) قال الدارقطني: لا يكتب حديث، وقال مرة: ضعيف، وضعفه البرقاني قال الذهبي: لقبه زرقان، وكان معتزليا مات 278 هـ (الميزان 3/579) . 2. رواية الإمام مالك في الموطأ (انظر التمهيد 9/64) . وأخرجه كل من: 1- الدارمي في السنن 1/341 ح 1715 باب الصوم في السفر عن عن خالد بن مخلد عن مالك ... به.. 2- الإمام الطحاوي في شرح معاني الآثار 2/94 من طريق ابن وهب عنه به ... . 3- البيهقي في الكبرى 4/240 من طريق الشافعي والقعنبي عنه ... به.. 4- أخرج البخاري عن مالك الفصل المرفوع دون قوله: " فكانوا يأخذون بالأحدث ... " من طريق عبد الله بن يوسف (الفتح 4/180 ح 1994) كتاب الصوم باب إذا صام أياما ... ثم سافر. أما رواية ابن جريج فأخرجها الطحاوي في الشرح 4/64 عن روح بن عبادة عن مالك وابن جريج ... به..، وذكرها ابن عبد البر في التمهيد 9/65، وأما رواية زمعة – هو ابن صالح ضعيف التقريب 108 – فلم أقف عليها والله أعلم.

شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ سِيَاقَةً ((وَاحِدَةً)) وَبَعْضُ الْمَتْنِ لَيْسَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَإِنَّمَا هُوَ قَوْلُ الزُّهْرِيِّ وأدرج فِي الْحَدِيثِ1، وَهُوَ: " فَكَانَ النَّاسُ يأخذون بالأحدث فَالأَحْدَثِ أَوْ بِالآخِرِ فَالآخِرِ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". رَوَى ذَلِكَ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَبَيَّنَاهُ وَفَصَلا كَلامَ الزُّهْرِيِّ مِنْ كَلامِ ابْنِ عَبَّاسٍ. فأما حديث سفيان بن عيينة عن الزهري بمتابعة الرواية التي سقناها مدرجة: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ نا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " خَرَجَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (37/أ) عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ صَائِمًا فَلَمَّا بَلَغَ الْكَدِيدَ أَفْطَرَ، وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ بِالآخِرِ مِنْ فِعْلِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " 2. وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ3 نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الله

_ 1. وقد نص على ذلك الحافظان ابن عبد البر في التمهيد 9/64، وابن حجر في الفتح 4/181. وسيأتي بيان ذلك في تخريج رِوَايَةُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ الزهري إن شاء الله. 2. بهذا اللفظ أخرجه ابن الجارود في المنتقى 143 ح 398 عن سفيان ... به ... وأخرجه البخاري في كتاب الجهاد من صحيحه باب الخروج في رمضان من طريق ابن المديني عن سفيان الفصل الأول منه إلى قوله فلما بلغ الكديد أفطر الفتح 6/115 ح 2953. 3. هو القطيعي راوية مسند أحمد عن ابنه عَبْدِ اللَّهِ.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ فَصَامَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ أَفْطَرَ، وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ بالآخر من فعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قِيلَ لِسُفْيَانَ: قَوْلُهُ: إِنَّمَا يُؤْخَذُ بِالآخِرِ مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ أَوْ من قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: كَذَا الْحَدِيثُ1. وأما حديث فليح عن الزهري مثل هذا: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا يُوسُفُ2 الْقَاضِي وموسى بن هارون3 قالا: نا أَبُو الرَّبِيعِ4 الزَّهْرَانِيُّ نا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج في رَمَضَانَ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ ثُمَّ أَفْطَرَ، فَكَانُوا يَتَّبِعُونَ الأَحْدَثَ فَالأَحْدَثِ مِنْ أَمْرِهِ وَيَرَوْنَهُ "5. وأما حديث الليث بن سعد عن الزهري الموافق لما تقدم أيضا: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ علّك6 الْجَوْهَرِيِّ – بِمَرْوَ – حَدَّثَكُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ علي الذهلي7 نا

_ 1. رواه أحمد في المسند 1/219، وأخرجه أيضا بهذا السياق مسلم في صحيحه كتاب الصيام 2/784 ح 88، ورواه أيضا الحميدي في المسند ... 1/238 ح 514، وابن خزيمة في صحيحه 3/262 ح 2035 إلا أن آخره عنده قال سفيان: لا أدري هذا من قول ابن عباس أو من قول عبيد الله أو من قول الزهري، ولم يذكر عبيد الله إلا عند ابن خزيمة. هذا وقد جزم ابن الجارود في المنتقى 143 ح 398 أنه من قول الزهري وذهب الطحاوي إلى أنه من قول ابن عباس (شرح معاني الآثار 2/67) . 2. ابن يعقوب. 3. أبو عمران الحمال. 4. سليمان بن داود. 5. لم أقف على رواية فليح بن سليمان. 6. بفتح العين المهملة واللام المشددة وقد يخففونها وفي آخرها كاف (اللباب 2/353) 7. بالذال المعجمة.

يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أنا اللَّيْثُ. وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ1 أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ نا قُتَيْبَةُ ابن سَعِيدٍ نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ ثُمَّ أَفْطَرَ، وَكَانَ صَحَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وقال يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّبِعُونَ الأَحْدَثَ فَالأَحْدَثِ مِنْ أَمْرِهِ "2. وأما حديث يونس بن يزيد عن الزهري كثل ذلك: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ وَمُحَمَّدُ بْنُ الحسين بن الفضل القطان قالا: أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ شَبِيبِ حَدَّثَهُمْ قَالَ: نا أَبِي عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ عبد الله بن عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ عَامَ الْفَتْحِ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ – مَاءٌ قريبا من عسفان – (37/ب) أفطر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَفْطَرَ أَصْحَابُهُ فَلَمْ يَزَالُوا يَتَّبِعُونَ الأحادث فَالأَحْدَثِ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " 3.

_ 1. بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء وفي آخرها القاف هذه النسبة إلى بيع الخرق والثياب (اللباب 1/435) . 2. رواية الليث رواها مسلم 2/784 ح 88 من كتاب الصيام من صحيحه من طريق يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح وقتيبة بن سعيد عن الليث ... به. 3. رواية يونس أيضا أخرجها مسلم 2/785 ح 88 من كتاب الصيام.

وأما حديث معمر عن الزهري الذي فصل فيه كلامه من كلام ابن عباس وميز بينهما: فأخبرناا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْخِرَقِيُّ أنا جعفر بن محمد الفريابي نا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ ا، اعَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ، فَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيمن مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَكَّةَ وَمَعَهُ عَشْرَةُ آلافٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَذَلِكَ عَلَى رَأْسِ ثَمَانٍ مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ فِي رَمَضَانَ فَسَارَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَكَّةَ يَصُومُ وَيَصُومُونَ حَتَّى بلغ الكديد – وهو ماء بَيْنَ عُسْفَانَ وَقَدِيدٍ1 - أَفْطَرَ وَأَفْطَرَ المسلمون معه فلم يصموا مِنْ بَقِيَّةِ الشَّهْرِ شَيْئًا، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ الْفِطْرُ آخِرَ الأَمْرَيْنِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالآخر فالآخر "2.

_ 1.قال الحافظ في الفتح 4/180: الكديد – بفتح الكاف وكسر الدال المهملة – مكان معروف وقد وقع تفسيره في نفس الحديث أي – هو ماء بين عسفان ... ، وقديد بضم القاف على التصغير. 2. رواه البخاري في كتاب المغازي باب غزوة الفتح في رمضان (الفتح 8/3 ح 4276) عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق به، إلا أنه لم يذكر قول الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ الْفِطْرُ آخِرَ الأَمْرَيْنِ. وذكر ما بعده ... (وإنما يؤخذ) ... والحديث بمكامله في مغازي الزهري جمع وتحقيق سهيل زكار من 86 فتح مكة. وحديث معمر أخرجه عبد الرزاق في المصنف 4/269 ح 776 في رمضان حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ ثُمَّ أَفْطَرَ فكان الفطر آخر الأمرين.

وأما حديث محمد بن إسحاق عن الزهري الذي رواه مبينا كرواية معمر: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ نا محمد بن العباس بن نَجِيحٍ نا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " خَرَجَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ أَفْطَرَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ الْقَوْمُ يَرَوْنَ أَنَّ الآخِرَ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ النَّاسِخُ1 "2. 28- حديث آخر: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ3 - بالبصرة – أنا أبو بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّمَّارُ نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ نا مُسَدَّدٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ وأبو كامل4 قال: نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ نا معمر عن الزهري عن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

_ 1. لم أقف عليه من طريق ابن إسحاق بهذا السياق، غير أني وجدت في سيرة ابن هشام 4/20 بهذا الإسناد والسياق إلى قوله: " حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ أَفْطَرَ " فقط ولم يذكر بقية الحديث. 2. في هامش الأصل ((بلغ مقابلة في السادس حسب الطاقة)) . 3. قال في اللباب 2/9: بفتح السين المهملة وضم الباء الموحدة بعد الألف وبعدها الواو وفي آخرها راء هذه النسبة إلى سابور وهي بلدة بفارس، ونقل عن السمعاني قوله " وظني أنها جند يسابور " أهـ. 4. فضيل بن حسين بن طلحة الجحدري.

" لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَالأَكْلَةُ وَالأَكْلَتَانِ، وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ – زَادَ مُسَدَّدٌ فِي حَدِيثِهِ: الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَا يَسْتَغْنِي بِهِ – الَّذِي لا يَسْأَلُ وَلا يَعْلَمُ بِحَاجَتِهِ – فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ، فَذَاكَ الْمَحْرُومُ " 1. كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ مَعْمَرٍ، وذكر المحروم (38/أ) لَيْسَ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا هُوَ كَلامُ الزُّهْرِيِّ2، كَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ مُبَيَّنًا وفصل كلام الزهري مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخبرنا بحديثه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ نا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حنبل حدثني أبي عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَالأَكْلَةُ وَالأَكْلَتَانِ، قَالُوا: فَمَنِ الْمِسْكِينُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِي لا يجد غنا وَلا يَعْلَمُ النَّاسُ بِحَاجَتِهِ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَذَلِكَ هُوَ المحرم "3.

_ 1. رواه أبو داود بهذا الإسناد والسياق 2/284 ح 1633 كتاب الزكاة. 2. نص على ذلك أيضا أبو داود في روايته لهذا الحديث 2/284 ح 1632 حيث عقب على الحديث بقوله قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَى هَذَا الحديث محمد بن ثور وعبد الرزاق عن معمر وجعلا المحروم من كلام الزهري وهو وأصح. 3. روى أحمد في المسند 2/260، والنسائي 5/85 كتاب الزكاة باب تفسير المسكين عن نصر بن علي عن الأعلى ... به. والحديث عن أبي هريرة من غير طريق أبي سلمة مخرج عند البخاري وأحمد والنسائي وغيرهم ولم يذكر فيه المحروم وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

29- حَدِيثٌ آخَرُ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمرو اللؤلؤي نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي عَبْدٍ عُتِقَ مَا بَقِيَ فِي مَالِهِ إِذَا كَانَ لَهُ مَا يَبْلُغُ ثَمَنَ الْعَبْدِ " 1. هَكَذَا رَوَى الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ2 هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِطُولِهِ سِيَاقَةً وَاحِدَةً. وقوله إِذَا كَانَ لَهُ مَا يَبْلُغُ ثمن العبد، يقال إنه كَلامِ الزُّهْرِيِّ وَلَيْسَ مِنْ كَلامِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى قَوْلِهِ " في ماله ".

_ 1. رواه أبو داود في كتاب العتق باب فيمن روى أنه لا يستسعي ... من سننه 4/258 ح 3946. ورواه الترمذي في جامعة 3/621 ح 1347 كتاب الأحكام باب ما جاء في العبد يكون بين الرجلين..عن الحسن بن علي ... به قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في البيوع 7/319 عن نوح بن حبيب عن عبد الرزاق ... به ... ورواه مسلم 3/1287 ح 51 من كتاب الأيمان – بفتح الهمزة – عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق ... به ... 2. أبو علي الخلال والحلواني – بضم المهملة – نسبة إلة مدينة حلوان وعي أخر السواد مما يلي الجبال (اللباب 1/380 معجم البلدان 2/290) وكانت تعد من أعمال العراق في الغالب لسترنج: بلدان الخلافة الشرقية ص 88.

وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ كَرِوَايَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: لا أَدْرِي قَوْلُهُ " إِذَا كَانَ لَهُ مَا يَبْلُغُ ثَمَنَ الْعَبْدِ " أفي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو شيء قال الزهري. أما حديث ابن حنبل: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي نا عبد الرزاق نا معمر عن الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من عتق شِرْكًا فِي عَبْدٍ أُقِيمَ مَا بَقِيَ فِي مَالِهِ " 1. وأما حديث الدبري: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ – بِأَصْبَهَانَ – أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي عبد أقيم بَقِيَ مِنْهُ فِي مَالِهِ إِذَا كان له مال (38/ب) يَبْلُغُ ثَمَنَ الْعَبْدِ ". لا أَدْرِي قَوْلُهُ إِذَا كَانَ لَهُ مَا يَبْلُغُ ثَمَنَ الْعَبْدِ فِي حَدِيثِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ شَيْءٌ قَالَهُ الزُّهْرِيُّ2. وَرَوَاهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ3 عَنْ إسحاق بن راهويه عن

_ 1. انظر مسند أحمد 2/34. 2. رواه عبد الرزاق في المصنف 9/150 ح 1672. 3. أحمد بن شعيب صاحب السنن.

عَبْدِ الرَّزَّاقِ، فَقَالَ فِيهِ: - بَعْدَ قَوْلِهِ أُقِيمَ مَا بَقِيَ فِي ماله – قَالَ الزُّهْرِيُّ: " إِنْ كَانَ له مال يبلغ ثمنه ". ذكر ذلك أبو جعفر الطحاوي عن النسائي في كتاب مشكل الحديث1. وكان موسى بن عقبة يقول للزهري2 أفصل كلامه مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما كان يحدث به من حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيخلطه بكلامه. 30- حديث آخر: وأخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ3 أنا جعفر بن عون4 أنا بن جُرَيْجٍ5 عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ: " أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَمْشِي أَمَامَ الْجِنَازَةِ، وَيُقَالُ: قَدْ مَشَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ أَمَامَهَا "6. كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَجَمَاعَةٌ مَعَهُ عن ابن جريج

_ 1. لم أعثر على هذا الحديث في مشكل الآثار للطحاوي المطبوع في حيدر آباد، وقد أشار المحقق في نهاية المجلد الرابع – الأخير – أن النسخ التي حققها ناقصة والله تعالى أعلم. والحديث من طريق إسحاق عن عبد الرزاق..يه ... أخرجه النسائي في الكبرى كتاب العتق (تحفة الأشراف 5/393 ح 6935) . 2. كتب في الهامش (في الأصل الزهري) . 3. بفتح الصاد المهملة والغين المعجمة وفي آخرها نون (الأنساب 8/310) . 4. ابن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي قال الحافظ: صدوق (التقريب 56) . 5. عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأموي. 6. أخرجه ابن عبد البر في التمهيد 12/90.

عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَرَوَاهُ حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ التِّرْمِذِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ عن الزهري. والحديث لَيْسَ بِمُسْنَدٍ وَإِنَّمَا أُدْرِجَ فِيهِ ذِكْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، وَذَلِكَ أَنَّ الزُّهْرِيَّ كَانَ يَرْوِيهِ عَنْ سَالِمٍ: " أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَمْشِي أَمَامَ الْجِنَازَةِ ثُمَّ يَقُولُ الزُّهْرِيُّ وَقَدْ مَشَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ أَمَامَهَا "1.

_ 1. وافق المؤلف على أن الصواب المرسل وأن ذِكْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... مدرج كل من: 1- ابن المبارك (سنن النسائي 4/56، الترمذي 3/321) . 2- الإمام أحمد (الطبراني في الكبير 12/286 ح 3033 التلخيص الحبير 118) . 3- النسائي والترمذي في الموضعين السابقين. 4- البخاري (الترمذي 3/322) . 5- الإمام مالك في الموطأ 1/225، وكذلك ابن عبد البر في التمهيد 12/93-94. 6- الحافظ في التلخيص 2/118-119. وغير هؤلاء. والحديث قد جاء موصولا عن ابن عيينة وغيره بأسانيد صحيحة وقد ساقها الشيخ ناصر الدين الألباني في الإرواء 3/186-192ح 739، وذهب الشيخ ناصر إلى خلاف ما ذهب إليه المؤلف ومن سبقه ممن ذكرت أسمائهم أعلاه مرجحا رواية سفيان بن عيينة، ورادا على من وهم سفيان في ذلك وقد سبق الشيخ ناصر إلى هذا الترحيح كل من 1- ابن المنذر 2- ابن حزم (التلخيص 2/118-119) 3- البيهقي في الكبرى 4/24 وحديث سفيان ومن تابعه مخرجة في السنن الأربعة وأحمد وغيرها وقد ساقها الشيخ ناصر في الإرواء في الموضع المذكور أعلاه هذا وقد ذهب إلى ماذهب إليه الشيخ ناصر الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند 6/247 ح 4539 وعزاه أيضا على السيوطي في شرحه للموطأ، ونص السيوطي على أن رواية سفيان زيادة ثقة أ. هـ والصواب والله أعلم: ما ذهب إليه الجمهور من ترجيح الإرسال هنا، ويكفي في الرد على المخالفين ما قاله ابن المبارك: (الحفاظ عن الزهري ثلاثة مالك وسفيان ومعمر، فإذا اتفق اثنان وخالفهم الآخر تركنا قول الأخر) (تحفة الأشراف 5/371) .

مَيَّزَ ذَلِكَ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَفَصَلَ أَحَدَ الْقَوْلَيْنِ من الآخر. وقد رواه عدة عَنِ الزُّهْرِيِّ عَلَى وُجُوهٍ تَحْتَمِلُ الاتصال والإرسال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاس ِالْوَرَّاقُ أنا يحيى بن محمد ابن صَاعِدٍ نا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ المصيصي نا حجاج بن محمد عن ابن جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّهُ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجِنَازَةِ1 وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وعثمان يمشون أمامها "2. في ابْنُ صَاعِدٍ: هَكَذَا قَالَ لَنَا يُوسُفُ: وَكَانَ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: وَقَدْ كَانَ – رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " زاد " وقد " ناه زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ3 عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ محمد.

_ 1. وضع هنا في الأصل إشارة تضبيب وذلك بسبب احتمال الوصل والإرسال هنا والله أعلم. 2. أخرجه أبو عمر بن عبد البر في التمهيد 12/89 من طريق يوسف المصيصي عن حجاج ... به ... وأورده – حديث زياد – من طريق جعفر بن محمد الأنطاكي عن حجاج مصرحا فيه بالاتصال كرواية سفيان بن عيينة التي سبق الإشارة إليها في هامش الصفحة السابق. 3. ابن زياد أبو هاشم طوسي الأصل يعرف بدلّوية بفتح الدال المهملة وضم اللام المشددة وفتح الواو وآخره هاء – كذا في تاريخ بغداد 8/479 مضبوطا بالشكل، قال أحمد والدارقطني: هو شعبة الصغير ...

أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ نا أَبِي نا حجاج قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ جُرَيْجٍ قال (39/أ) : حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ قَالَ حَدَّثَنِي سَالِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: " أَنَّهُ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجِنَازَةِ1 وَقَدْ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ يَمْشُونَ أَمَامَهَا "2. قَالَ الْخَطِيبُ: قَدْ رَوَاهُ أَبُو قُرة مُوسَى بْنُ طَارِقٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ وَمُحَمَّدُ بن بكر عن ابن جريج عَنِ الزُّهْرِيِّ وَفِيهِ: " وَقَدْ كَانَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ النُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَقَالَ فِيهِ يونس بن يزيد عن الزهري: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال فيه عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ: وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ. فأما حديث أبي قرة وعبد الرزاق ومحمد بن بكر3 عن ابن جريج عن الزهري: فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْحَافِظُ نا المفضل بن محمد

_ 1. هنا تضبيب لعله بسبب احتمال الكلام هنا الاتصال والإرسال. 2. انظر مسند أحمد 2/140. ورواه عن أحمد الطبراني في الكبير 12/286 ح 13133 من طريق ابنه عبد الله بن أحمد، ثم قال: قال أبي – أحمد – هذا الحديث وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إنما هو عن الزهري مرسل، وحديث سالم فعل ابن عمر، وحديث ابن عيينة كأنه وهم أهـ. 3. ابن عثمان البرساني – بضم الموحدة وسكون الراء بعدها مهملة – قال الحافظ: صدوق يخطئ مات سنة 204 هـ (التقريب 291) .

الجَنَدي1 نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَبُو حَمَّةَ2 نا مُوسَى بْنُ طارق قال: ذكر ابْنُ جُرَيْجٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الله. وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبُ3 أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ قَالا: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجِنَازَةِ4 وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ يَمْشُونَ أَمَامَهَا "5. وأما حديث النعمان بن راشد6 عن الزهري:

_ 1. في هامش الأصل (الجَنَدِي) ((نسبة إلى الجَنَد وهي بلدة مشهورة باليمن حاشية)) أ. هـ. وفي اللباب 1/297: بفتح الجيم والنون وفي آخرها الدال المهملة. الخ. 2. بضم الحاء المهملة وفتح الميم المخففة – الزبيدي بفتح الزاي وكسر الموحدة – صاحب أبي قرة وقد تقدم. 3. هو الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ التميمي الواعظ راوي المسند عن القطيعي قال الخطيب: إن سماعه له من القطيعي صحيح إلا في أجزاء منه (تاريخ بغداد 7/390) ، وقد دلسه الخطيب هنا وهذا من تدليس الشيوخ الذي عرف به الخطيب. 4. وضع هنا علامة تضبيب. 5. رواه أحمد في المسند 2/37. وقد تابع عبد الرزاق وابن بكر على روايته عن الزهري بهذا الإسناد والسياق موسى بن عقبة ويحيى بن سعيد ومحمد بن أبي عتيق أخرج روايتهم الحافظ أبو عمر عبد البر في التمهيد 12/87-89، وانظر الطبراني في الكبير 12/286 ح 13136) . 6. أبو إسحاق الجزري الرقي مولى بني أمية، ذكره ابن حبان في الثقات وقال أبو حاتم: كثير الوهم وهو في الأصل صدوق وقال النسائي: صدوق ومرة قال: ضعيف كثير الغلط، وضعفه أحمد والبخاري وابن معين والعقيلي (التهذيب 10/452) قال في التقريب 358: صدوق سيئ الحفظ.

فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الأَكْبَرُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ أنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ نا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي1 الرَّبِيعِ نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ2 نا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ: " أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَمْشِي أَمَامَ الْجِنَازَةِ3 وَقَدْ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَمْشُونَ بَيْنَ يدي الجنازة "4. وَأَمَّا حَدِيثُ يُونُسَ5 عَنِ الزُّهْرِيِّ: فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ شَبِيبٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: نا أَبِي عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ: " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجِنَازَةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْهَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وكذلك السنة في اتباع الجنازة "6. وأما حديث عقيل7 عن الزهري: فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ8 الْحِيرِيُّ نا أبو العباس (39/ب) محمد بن

_ 1. الحسن بن يحيى بن الجعدي العبدي أبو علي بن أبي الربيع قال الحافظ: صدوق (التقريب 72) . 2. ابن حازم الأزدي البصري. 3. تضبيب في الأصل. 4. لم أجد من خرجه. 5. ابن يزيد الأيلي. 6. أخرج الطحاوي – شرح معاني الآثار 1/479- رواية يونس من طريق ابن وهب عن يونس عن الزهري ... به إلا أنه لم يذكر قوله (كذلك السنة) وأشار إليها في التمهيد 12/89 ابن عبد البر ولم يسق لفظه. 7. بالضم مصغرا – ابن خالد بن عقيل – بالفتح مكبرا – الأيلي بفتح الهمزة بعدها تحتانية ساكنة ثم لام الأموي مولاهم ثقة ثبت مات سنة 144هـ (التقريب 242) . 8. أحمد بن الحسن الحرشي القاضي.

يَعْقُوبَ الأَصَمُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ نا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ1 نا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ2 عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجِنَازَةِ وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجِنَازَةِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، وَكَذَلِكَ السُّنَّةُ فِي اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ "3. وأما حديث معمر عن الزهري الذي ميزه وبين فيه قول الزهري وإرساله الخبر: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَبَري4 قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ ". قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي سَالِمٌ: " أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يدي الجنازة "5.

_ 1. هو سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ قد ينسب إلى جده – تقدم الكلام عليه. 2. أبو العباس الغافقي – بمعجمة وفاء وقاف – المصري، صدوق ربما أخطأ التقريب 373. 3. رواه أحمد في المسند 2/140 عن حجاج عن الليث عن عقيل ... به. إلا أنه لم يذكر " وكذلك السنة "، وأخرجه أيضا الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/480 وذلك من طريق سعيد بن عفير عن يحيى بن أيوب ... به ... 4. في هامش الأصل ((الدبري نسبة إلى دبر وهي من قرى صنعاء اليمن حاشية من الأنساب)) والذي في الأنساب 5/304: الدبري – بفتح الدال المهملة والباء المنقوطة بنقطة من تحت والراء المهملة بعدها – هذه النسبة إلى الدبر وهي قرية من قرى صنعاء اليمن ... أهـ، وقد سبق ضبطه في أول الكتاب. 5. ما بين المعكوفتين في مصنق عبد الرزاق 3/444 ح 6259. وانظر أيضا (التمهيد 12/93) .

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي نا يَحْيَى بْنُ أَبِي1 طَالِبٍ أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ أنا سَعِيدٌ2 عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ3: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانُوا يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ "4. قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: ثُمَّ إِنَّ سَعِيدًا شَكَّ أَخِيرًا فِي عُثْمَانَ. وَيُؤَيِّدُ رِوَايَةَ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ رَوَى فِي موطأه هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ مُرْسَلًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أخبرناه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ السِّمْسَارُ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي أَمَامَ الْجِنَازَةِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَالْخُلَفَاءُ هَلُمَّ جَرَّا "5.

_ 1. أبو طالب = جعفر. 2.هو ابن أبي عروبة. 3. علم هنا بعلامة تضبيب لعله بسبب الإرسال ... 4. رواه الترمذي 3/321 ح 1009 كتاب الجنائز عن عبد بن حميد عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ ... به ... بهذا السياق. 5. رواه مالك في الموطأ 1/225 ح 8 من كتاب الجنائز. ورواية القعنبي عن مالك، وكذلك ابن وهب عن مالك بهذا السياق. أخرجها الطحاوي في شرح معني الآثار 1/480. وانظر الموطأ رواية محمد بن الحسن ص 110 ح 307 عن مالك ... بهذا السياق.. وانظر التمهيد 12/83.

31- حَدِيثٌ آخَرُ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله المعدل أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو بَكْرٍ نا أَبُو الأَسْوَدِ1 نا ابْنُ لَهِيعَةَ2 عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يزيد3 يقول: صبحت سعد بن أبي وقاص زمنا فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا يَقُولُ قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يُفَرِّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ وَلا يَجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ فِي الصَّدَقَةِ، وَالْخَلِيطَانِ مَا اجْتَمَعَ عَلَى الفحل والراعي والحوض " 4. أخبرنا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ – بِالْبَصْرَةِ – نا عَلِيُّ بْنُ إسحاق (40/أ) الْمَادَرَائِيُّ نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ نا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ5 الْقَطَّانُ نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ نا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَحْيَى بن سعيد عن السائب

_ 1. النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمُرَادِيِّ المصري. 2. عبد الله بن لهيعة – بفتح اللام وكسر الهاء – ابن عقبة أبو عبد الرحمن الحضرمي. قال الفلاس وغيره: من روى عنه قبل احتراق كتبه فسماعه أصح من سماع من سمع منه بعد احتراق كتبه، قال الحافظ في التقريب 186: صدوق ورواية ابن المبارك وابن وهب عندي أعدل من غيرهما. وضعفه أحمد وابن معين، مات سنة 174هـ (التهذيب 5/373) . 3. ابن سعيد ثمامة – صحابي صغير حج به والده مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ست سنوات، يعرف بابن أخت النمر (الإصابة 4/117) . 4. رواه البيهقي في السنن الكبرى 4/106 من طريق أبي الأسود عن ابن ليهعة ... به ... 5. بالموحدة ثم الحاء المهملة بعدها راء – ابن بري بفتح الموحدة وتشديد الراء المكسورة بعدها تحتانية ثقيلة أبو الحسن القطان فارسي الأصل ثقة فاضل (التقريب 343) .

ابن يزيد قال: صبحت سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ عَشْرَ سِنِينَ فَمَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ. يَقُولُ ذَاتَ يَوْمٍ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ وَلا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ فِي الصَّدَقَةِ، الْخَلِيطَانِ مَا اجْتَمَعَ عَلَى الْحَوْضِ وَالرَّاعِي وَالْفَحْلِ " 1. لَمْ يَسْمَعْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ وإنما كان يرويه من كِتَابِهِ إِلَيْهِ ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو عُبَيْدٍ2 الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمُرَادِيِّ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ. وَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بن إبراهيم الْبَغَوِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ نا (أَبُو عُبَيْدٍ نا أَبُو الأَسْوَدِ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قال: كتب إليّ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَلِيطَانِ مَا اجْتَمَعَ عَلَى الْفَحْلِ وَالْمَرْعَى وَالْحَوْضِ "، قَالَ أَبُو الأسود: كل شَيْءٍ حَدَّثَ بِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَحْيَى فَإِنَّمَا هُوَ كِتَابٌ كتب به إليه) 3.

_ 1. رواه الدارقطني في السنن 2/104 ح الأول من باب تفسير الخليطين من طريق داود بن رشيد عن الوليد ... به ... ورواه من طريق علي بن بحر عن الوليد ... به ابن عدي في الكامل 2/1467. 2. في الأصل (عبيد الله) والتصويب من التهذيب 8/315، ولم أجد من ذكره مضافا. والله أعلم. 3. رواه أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ في كتاب الأموال 357 ح 1060، 359 ح 1067. قال ابن أبي حاتم في العلل 1/218 219 ح 635: سألت أبي عن حديث رواه مروان الططاري – هكذا بطائين مهملتين – عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ: كَتَبَ إلى يحيى ابن سعيد ... قال أبي: هذا حديث باطل عندي ولا أعلم أحد رواه غير ابن لهيعة، قال أبي: ويروي من كلام سعد فقط.

قَالَ الْخَطِيبُ: وَحَدِيثُ أَبِي عُبَيْدٍ هَذَا هُوَ مُقْتَضَبٌ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيِّ عَنْ أبي الأسود الذي قدماه، وَمَتْنُهُ لا يَثْبُتُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا هُوَ كَلامُ يَحْيَى بْنِ سعيد. أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي1 جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ أنا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيْدَلانِيُّ – بِمَكَّةَ – نا أَبُو جعفر محمد بن عمرو ابن مُوسَى الْعُقَيْلِيُّ2 [نا مُحَمَّدُ بْنُ إسماعيل3 نا الحسين علي4 قال: سمعت ابن أبي مَرْيَمَ5 يَقُولُ: لَمْ يَسْمَعِ ابْنُ لَهِيعَةَ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ شَيْئًا وَلَكِنْ كَتَبَ إِلَيْهِ يَحْيَى، وَكَانَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيْهِ يَحْيَى هَذَا الْحَدِيثَ يَعْنِي حَدِيثَ السَّائِبِ بن يزيد بن أخت نمر6: صبحت سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ كَذَا وَكَذَا سَنَةً فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا، وَكَتَبَ فِي عَقِبِهِ عَلَى أَثَرِهِ:

_ 1. ابن محمد بن أحمد المعروف بابن المهجز العتيقي. 2. في هامش الأصل (العقيلي نسبة إلى عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، حاشية في الأنساب) أ. هـ, وفي الأنساب 9/341: بضم العين المهملة وفتح القاف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها هذه النسبة إلى عقيل بن ... هو صاحب كتاب الضعفاء – مطبوع -. 3. الصائغ. 4.أبو علي الخلال الحلواني – بضم المهملة -. 5. سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم الجمحي مولاهم أبو محمد المصري ثقة ثبت فقيه. التقريب 120. 6. كتب في هذا الموضع في الأصل (كذا) .

" ولا يُفَرِّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ وَلا يَجْمَعُ بين متفرق فِي الصَّدَقَةِ " فَظَنَّ ابْنُ لَهِيعَةَ أَنَّهُ مِنْ حَدِيثِ سَعْدٍ أَنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا: " لا يُفَرِّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ وَلا يجتمع بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ "، وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا كلاما مبتدءا مِنَ الْمَسَائِلِ الَّتِي كَتَبَ بِهَا إِلَيْهِ] 1. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُخَرِّمِيُّ2 نا علي بن الحسين بن حيان3 (40/ب) قال: وحلق4 في كتاب إليّ بِخَطِّ يَدِهِ [قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا – يَعْنِي يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ – الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثَ بِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ عن يحيى ابن سَعِيدٍ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ: صبحت طلحة بن عبيد الله وسعد فَلَمْ أَسْمَعْهُمْ5 يُحَدِّثُونَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقالوا عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يجتمع بين متفرق ولا يفرق بي مجيمع ". فَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: هَذَا بَاطِلٌ إِنَّمَا هَذَا مِنْ قَوْلِ يَحْيَى بن سعيد: " لا يفرق

_ 1. ما بين المعقوفين في الضعفاء للحافظ العقيلي 2/295 في ترجمة ابن لهيعة. 2. أوله ميم بعدها خاء معجمة ثم راء آخره ميم ثم ياء النسبة كذا في الأصل وتاريخ بغداد 2/264. 3. بالحاء المهملة بعدها مثناة تحتية آخره نون قبلها ألف كذا في الأصل وتاريخ بغداد 11/395. 4. التحليق: هو وضع دائرة صغيرة في أول الزيادة وآخرها، وتشعر بخلو ما بينهما عن صحة (الإلماع للقاضي عياض /171) . 5. تضبيب لعله تنبيه على أن حق الضمير هنا أن يثنى بأن يقال ... فلم أسمعهما يحدثنان. وفي مقدمة الكامل 30: صحبت عبد الرحمن وطلحة وسعد والمقداد فلم أسمع أحدا منهم يتحدث عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

بَيْنَ مُجْتَمِعٍ وَلا يَجْمَعُ بَيْنَ متفرق، كذا حدث به ليث بْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ] 1. قَالَ الْخَطِيبُ: قَدْ رَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعْدٍ هَذَا الْحَدِيثَ فَلَمْ يَذْكُرَا فَصْلَ الْجَمْعِ وَالتَّفْرِيقِ وَلا ذَكَرَا الْخَلِيطَيْنِ. وَرَوَى اللَّيْثُ بن سعد الْحَدِيثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فِي الْخَلِيطَيْنِ مِثْلَ رِوَايَةِ ابْنِ لَهِيعَةَ غَيْرَ أَنَّ اللَّيْثَ جَعَلَهُ من قول يحيى ابن سَعِيدٍ. أما حديث سليمان بن بلال: فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن محمد بن أحمد بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ نا محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِينَ نا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ نا يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ2 نا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عن السائب ابن يَزِيدَ قَالَ: " صَحِبْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ – قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ كَذَا وَكَذَا مِنْ سُنَّة – غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ أَكْثَرَ فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا "3. وأما حديث حماد بن زيد: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله

_ 1. لم أستطع الوقوف على المصدر الذي استقى منه الخطيب هذا النص، فقد بحثت في المطبوع من كتب ابن معين وفي المصادر التي ترجمت لابن لهيعة وأوسعها الكامل لابن عدي فلم أعثر على هذا النص في شيء منها والله أعلم. 2. التنيسي- بكسر المثناة الفوقية وكسر النون الثقيلة وسكون التحتانية ثم مهملة أصله من أهل البصرة – ثقة – مات سنة 208 هـ (التقريب 374) . 3.لم أقف عليه من طريق سليمان عن يحيى ...

ابن زِيَادٍ الْقَطَّانُ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: " صَحِبْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَجَعَ "1. وأما حديث الليث بن سعد في الخليطين: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ العزيز نا أبو عبيد [[أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قال: " الخليطين مَا اجْتَمَعَ عَلَى الْمَرْعَى وَالْحَوْضِ وَالْفَحْلِ ". قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَمْ يسنده الليث "] 2. 22- حديث آخر: أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَرْبٍ الدَّهَّانُ أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ حَمْزَةَ الأُشْنَانِيُّ – بِالْكُوفَةِ – نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ نا علي بن مسلم نا (41/أ) مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ3 نا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ4 عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بسرة

_ 1. أخرجه العقيلي في الضعفاء 2/296 في ترجمة ابن لهيعة. ورواه ابن ماجه 1/12 ح 29 عن محمد بن بشار عن عبد الرحمن عن حماد ... به ... نحوه. 2. أخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال 359 ح 1068. 3. البرساني – بضم الموحدة وسكون الراء وفتح المهملة. 4. ابن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري قال الحافظ: صدوق رمي بالقدر وربما وهم (التقريب 196) .

بِنْتِ صَفْوَانَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ أَوْ أُنْثَيَيْهِ أَوْ رُفْغَيْهِ فَلْيَتَوَضَّأْ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ " 1. كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بُسْرَةَ، وَوَافَقَهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ2 وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَجَمَاعَةٌ كَبِيرَةٌ سِوَاهُمْ فَرَوَوْهُ عَنْ هِشَامٍ كَذَلِكَ3. وخالفهم الحمادان4 وَسَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ5 وَوُهَيْبُ بن

_ 1. رواه الطبراني في الكبير 24/200 ح 511 عن الحضرمي ... ورواه الدارقطني في السنن 1/148 ح 10، والعلل 5/332 مسند بسرة بنت صفوان، وانظر المستدرك 1/137. 2. في هامش الأصل ((نسبة إلى طفاوة – وهي أم ثعلبة وعامر ومعاوية أولاد أعصر بن سعد بن قيس عيلان نسبوا إليها اشتهر بهذه النسبة جماعة منهم أبو المنذر مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ من أئمة البصرة مات سنة سبع وثمانين ومائة وكان صدوقا ثقة حاشية من الأنساب)) أهـ. قلت في الأنساب 9/77: بضم الطاء المهملة وفتح الفاء وفي آخرها واو بعد ألف هذه النسبة إلى طفاوة والمشهور بهذا النسبة أبو المنذر ... ، وقال المحقق للأنساب في الحاشية (قال ابن الأثير: قلت: لم يذكر طفاوة من أي العرب هي؟ وهذه النسبة إلى ثعلبة وعامر ... وأمهم ظفاوة بنت جرم بن ريان أوله راء ثم مثناة تحتية وقيل زبان أوله زاي ثم موحدة) (انظر اللباب 2/283) . 3. أي بهذا الإسناد أما المتن فإن عبد الحميد تفرد به كما سيأتي في الصفحة التالية. وقد ذكر رواياتهم الحاكم في المستدرك 1/136 – 138، والدارقطني في العلل 5/ق/167-169. 4. حماد بن زيد وحماد بن سلمة. وروايتهما عند الطبراني في الكبير 24/199 ح 507، 509. 5. روايتهما أشار إليها الحاكم في المستدرك 1/136، والدارقطني في العلل 5ق 167 – 170 ولم يذكر المتن عنهما، ورواية وهيب في الطبراني في الكبير 24/201 ح 515.

خَالِدٍ1 وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ2 فِي آخَرِينَ فَرَوَوْهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَرْوَانَ عَنْ بُسْرَةَ وَكُلُّهُمُ اقْتَصَرَ عَلَى ذِكْرِ الذَّكَرِ، وَأَمَّا ذِكْرُ الأُنْثَيَيْنِ وَالرُّفْغَيْنِ فَتَفَرَّدَ3 بِهِ عَبْدُ الْحَمِيدِ ابن جَعْفَرٍ. وَقد روي عن حجاج بن محمد عن ابن جريج عن هشام الحديث وفيه ذكر الأنثيين خاصة: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ4 أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ [[نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ الصِّلحي5 نا أَبُو حميد المصيصي عبد الله

_ 1. انظر الهامش السابق. 2. روايته عند الدارقطني في السنن 1/147 ح 7، والعلل له 5 ق 168. 3. قال الحافظ زين الدين العراقي في التبصرة والتذكرة 1/252: قلت: لم ينفرد عبد الحميد فقد رواه الطبراني في المعجم الكبير - 24/200 ح 510 – من رواية أبي كامل الجحدري – فضيل بن حسين – عن يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بسرة بلفظ: " إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ أَوْ أنثييه أو رفغيه فليتوضأ ... أهـ. قال الحافظ في النكت تعقيبا على كلام العراقي 2/830: وهو كما قال، إلا أنه مدرج أيضا والذي أدرجه أبو كامل الجحدري راويه عن يزيد، ثم ذكر من رواه عن ابن زريع مفصولا مبينا. 4. في هامش الأصل ((البرقاني نسبة إلى قرية من قرى كاث – بالثاء المثلثة – بنواحي خوارزم، وخربت والمشهور منها الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقاني الخوارزمي الفقيه المحدث الأديب الصالح، ((حاشية نم الأنساب)) أهـ. وفي الأنساب 2/168: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وفتح القاف هذه النسبة إلى. 5. في هامش الأصل ((الصلحي نسبة إلى فم الصلح وهي بلدة على دجلة قريبة من واسط ((حاشية)) أهـ. قلت: في الأنساب 8/323: بكسر الصاد والحاء المهملتين بينهما اللام الساكنة هذه النسبة إلى ...

ابن مُحَمَّدِ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ حجاجا1 يقول: قال ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَرْوَانَ عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ – وَقَدْ كَانَتْ صَحِبَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ أَوْ أُنْثَيَيْهِ، فَلا يُصَلِّي حَتَّى يَتَوَضَّأَ " 2 وَذِكْرُ الأُنْثَيَيْنِ وَالرُّفْغَيْنِ لَيْسَ مِنْ كَلامِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنما هو من قَوْلُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَدْرَجَهُ الرَّاوِي فِي مَتْنِ الْحَدِيثِ، وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ فِي رِوَايَتِهِمَا عَنْ هِشَامٍ3. أما حديث حماد بن زيد: فأخبرناه الْبَرْقَانِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الحافظ نا عبد الله بن مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ نا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ عُرْوَةَ كَانَ عِنْدَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فَسُئِلُ عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا فقال عروة: إن

_ 1. ابن محمد الأعور المصيصي أبو محمد الترمذي الأصل. 2. ما بين المعقوفتين في سنن الدارقطني 1/148 ح 13، وأخرجه الطبراني مختصرا في الكبير 24/201 ح 513 وفي إسناده عبد المجيد ابن عبد العزيز بن أبي داود، قال عنه ابن حبان في المجروحين 2/160: منكر الحديث جدا يقلب الأخبار ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك، وقال الحافظ في التقريب 217: صدوق يخطئ وكان مرجئا. 3. قد سبق الخطيب إلى القول بالإدراج الحافظ الدارقطني في السنن 1/148 حيث قال تعقيبا على حديث عبد الحميد بن جعفر ... : كذا رواه عبد الحميد عن هشام ووهم في ذكر الأنثيين والرفغ وإدراجه ذلك في حديث بسرة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمحفوظ أن ذلك من قول عروة غير مرفوع، كذلك رواه الثقات عن هشام منهم أيوب وحماد بن زيد وغيرهما. أهـ وانظر أيضا (التبصرة والتذكرة للعراقي 1/250 – 252، ونكت ابن حجر 2/830) .

بُسْرَةَ بِنْتَ صَفْوَانَ حَدَّثَتْنِي أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَفْضَى أَحَدُكُمْ إِلَى ذَكَرِهِ فَلا يُصَلِّي حَتَّى يَتَوَضَّأَ ". فَبَعَثَ مَرْوَانُ حَرَسِيًّا1 إِلَى بُسْرَةَ فَرَجَعَ الرَّسُولُ فَقَالَ: نَعَمْ، قال: فَكَانَ أَبِي يَقُولُ: إِذَا مَسَّ رُفْغَهُ أَوْ قَالَ: أُنْثَيَيْهِ أَوْ فَرْجَهُ فَلا يُصَلِّي حَتَّى يَتَوَضَّأَ "2. (41/ب) . وأما حديث أيوب السختياني: فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ الْحَسَنِ الْخَلالُ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الذَّهَبِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ3 نا يزيد بن رزيع نا أيوب عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أبيه عَنْ بُسْرَةَ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ "، قَالَ: وَكَانَ عُرْوَةُ يَقُولُ: إِذَا مَسَّ رُفْغَيْهِ أَوْ أُنْثَيَيْهِ فَلْيَتَوَضَّأْ4. وَرَوَى كَافَّةُ أَصْحَابِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْهُ حَدِيثَ الْوُضُوءِ مِنْ مس

_ 1. أي شرطيًا من حرسه. 2. انظر ما بين علامة التنصيص في المستدرك للحاكم 1/136، والعلل للدارقطني 5 ق 174 أ، ولم أجد في سنن الدارقطني بهذا الإسناد إلا الجزء الأخير من الحديث وهو قول هشام: كان أبي يقول: إذا مس وفغيه..إلخ ثم عقب الدارقطني عليه بقوله: رجاله كلهم ثقات (السنن 1/148 ح 12) . وأخرجه الطبراني في الكبير 24/199 ح 507 عن يوسف بن يعقوب القاضي عن محمد بن أبي بكر المقدمي عن حماد بن زيد.. به ... 3. هو الفلاس. 4. رواه الدارقطني في السنن 1/148 ح 11 عن يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ أَيُّوبَ.. به ... ، وذكره في العلل 5/ق 167 ب.

الذَّكَرِ خَاصَّةً وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْهُمُ الأُنْثَيَيْنِ وَالرُّفْغَيْنِ فِي رِوَايَتِهِ1، وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ عَلَى الاسْتِقْصَاءِ فِي كِتَابِ ((الْوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الذكر)) 2. 33- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ نا الْحَارِثُ بْنُ محمد3 نَا عَبْدُ اللَّهِ4 بْنُ بَكْرٍ نا سعيد بن

_ 1. قال الحافظ ابن حجر في النكت 2/830 – 831: وله طريقان آخران عن هشام بن عروة مدرجان يستدرك بهما على الخطيب أيضا: أحدهما عن محمد بن دينار عن هشام ... به ... – في العلل للدارقطني – وثانيهما عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ هشام بن عروة ... به.. عزاها الحافظ إلى كتاب الأبواب لابن شاهين أهـ. فائدته: هذا الحديث كثر الكلام فيه والخلاف بين العلماء، وأكثر خلافهم فيه دار حول: 1- رفع مس الرفغين والأنثيين. 2- ذكر مروان بن الحكم في الإسناد. 3- سماع عروة من بسرة. والحديث المرفوع " من مس ذكره فليتوضأ " باتفاق الرواة عن هشام وهو عند أحمد 6/406-407 والموطأ والسنن الأربعة وغيرهم في باب الوضوء من كتاب الطهارة. وقد استقصى طرقه بمتابعاتها وشواهدها الإمام الحافظ أبو الحسن الطارقطني في العلل في مسنده بسرة، كذلك أتى على قسم كبير منها كل من: 1- الحاكم في المستدرك 1/136-138. 2- الطبراني 24/193-203 مسند بسرة. 3- الإمام عبد البر في التمهيد ولم أقف عليه في المطبوع منه ولكنه أشار إلى ذلك في تجريد التمهيد 81-82، في ترجمة عبد الله ابن أبي بكر بن عمرو بن حزم. 2. نص على ذكر هذا الكتاب ونسبه للخطيب في أسماء مصنفاته المالكي ونقله عنه الدكتور أكرم العمري في الموارد ص 10، وكذلك العش في كتابه عن الخطيب ص 128. 3. هو ابن أبي أسامة. 4. ابن حبيب السهمي الباهلي أبو وهب البصري نزيل بغداد.

أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيك1 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعْتَقَ شقصًا2 من مملوك فخلاص من بَقِيَ مِنْهُ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ وَإِلَّا قوم قِيمَةُ عَدْلٍ فَاسْتَسْعَى3 فِيهَا غَيْرَ مشقوق عليه4. أخبرنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ ربح5 نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ نا سعيد ابن أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ مِنْ عَبْدٍ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ استُسعي الْعَبْدُ فِي ثَمَنِ رَقَبَتِهِ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ " 6. هكذا رواه يزيد بن هارون قصر عن بعض الألفاظ التي ذكرها عبد الله بن بكر، وقد رواه عن سعيد عبد الله بن المبارك ويزيد بن زريع ومحمد بن

_ 1. قال الحافظ في التقريب 46، بفتح النون وكسر الهاء آخره كاف السدوسي ويقال السلولي أبو الشعثاء البصري. 2. قال في النهاية 2/490: الشقص والشقيص: النصيب في العين المشتركة من كل شيء. 3. قال ابن الأثير في النهاية 2/370: استسعاء العبد ... : هو أن يسعى في فكاك ما بقي من رقة، وغير مشقوق عليه: أي لا يكلف فوق طاقته. 4. رواه الدارقطني في السنن 4/128 ح 12 كتاب المكاتب. 5. أوله راء ثم باء موحدة آخره حاء مهملة – ابن سليمان أبو بكر البزار – آخره راء – (تاريخ بغداد 5/278) . 6. لم أجد رواية يزيد بن هارون فيما اطلعت عليه من المصادر.

بشر العبدي ويحيى بن سعيد القطان ومحمد بن أبي عدي فأحسنوا سياقته واستوفوا ألفاظه. وكذلك رواه أبان بن يزيد وجرير بن حازم وموسى بن خلف عن قتادة. ورواه شعبة عن قتادة فلم يذكر فيه استسعاء العبد. وكذلك رواه روح بن عبادة ومعاذ بن هشام كلاهما عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عن قتادة إلا أن معاذًا لم يذكر في إسناده النضر بن أنس بل قال: عن قتادة عن بشير بن نهيك. ورواه محمد بن كثير العبدي عن همام1 (42/أ) عن قتادة مثل رواية روح عن هشام عن قتادة. وروى أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ عن همام معنى ذلك إلا أنه زاد ذكر الاستسعاء، وجعله من كلام قتادة وميزه عن كلام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2. فأما حديث ابن المبارك عن سعيد بن أبي عروبة: فأخبرناه أحمد بن محمد بن أحمد الرُّويَانِيُّ3 - بِبَغْدَادَ – وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ حسين بن عمر بن برهان الغزالي4 -بصور – قالا: أنا

_ 1. في الهامش ما نصه (قوبل فصح إن شاء الله تعلاى) . 2. سيأتي تخريج هذه الطرق كلها بإذن لله في الصفحات التالية. 3. بضم الراء وسكون الواو وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحت وآخرها النون – مدينة بنواحي طبرستان (الأنساب 6/198، معجم البلدان 3/104) . 4. بفتح الغين المعجمة وتشديد الزاي وفي آخرها لام – يقال هذا لمن يبيع الغزل (اللباب 2/379) .

إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ النَّسَوِيِّ نا جَدِّي نا حِبَّانُ1 بْنُ مُوسَى أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شِقْصًا مِنْ مَمْلُوكِهِ فَعَلَيْهِ خَلاصُهُ فِي مَالِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ قُوِّمَ الْمَمْلُوكُ قِيمَةَ عَدْلٍ ثُمَّ اسْتَسْعَى غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ " 2. وأما حديث يزيد بن زريع عن سعيد: فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عبد اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بن محمد بن عبد الله بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ نا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ أَوْ شقصا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ فَخَلاصُهُ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ وَإِلَّا قُوِّمَ الْمَمْلُوكُ قِيمَةَ عَدْلٍ وَاسْتَسْعَى غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ " 3.

_ 1. بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة آخره نون – مروزي الأصل. 2. رواه البخاري في صحيحه – كتاب الشركة باب تقويم الأشياء بين شركاء بقيمة عدل (الفتح 5/132 ح 2492) وذلك من طريق بشير بن محمد المروزي عن عبيد الله ... به. 3. رواه البخاري في باب إذا أعتق نصيبا في عبد وليس له مال استسعى العبد..، من كتاب العتق من صحيحه عن مسدد عن يزيد بن زريع ... به ... (الفتح 5/156 ح 2527) . ورواه أبو داود في سننه كتاب العتق باب فيمن أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ عن نصر بن علي عنه ... به ... (4/255 ح 3938) . ورواه أحمد في المسند 2/255.

وأما حديث محمد بن بشر ويحيى القطان وابن أبي عدي1 عن سعيد: فَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي. وأخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّمَّارُ قَالا: [نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ نا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ أنا يَزِيدُ – يَعْنِي ابْنَ زريع -. قال أبو داود: ونا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ – وَهَذَا لَفْظُهُ – عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شِقْصًا لَهُ أَوْ شَقِيصًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ فَخَلاصُهُ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ قُوِّمَ الْعَبْدُ قِيمَةَ عَدْلٍ ثُمَّ أستُسعي لِصَاحِبِهِ فِي قِيمَتِهِ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ ". قَالَ أَبُو دَاوُدَ: فِي حَدِيثِهِمَا جَمِيعًا فاستُسعى غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ نا ابْنُ بَشَّارٍ2 نا يَحْيَى3 وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ سَعِيدٍ بِإِسْنَادِهِ ومعناه] 4.

_ 1. مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عدي – قد ينسب لجده – مات سنة 194 هـ. 2. محمد المعروف ((ببندار)) . 3. ابن سعيد القطان. 4. ما بين المعكوفتين من قوله: (نا أبو داود ... إلى هنا انظره بنصه وإسناده في سنن أبي داود 4/255 ح 3938، 3939، كتاب العتق باب من ذكر السعادية في هذا الحديث، ورواية محمد بن بشر أخرجها مسلم 3/1388 ح 55 من كتاب الأيمان، وابن ماجة 2/844 ح 2527.

وأما حديث أبان بن يزيد1 عن قتادة (42/ب) مثل هذه الروايات: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ نا قَتَادَةُ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ أَعْتَقَ شِقْصًا مِنْ مَمْلُوكِهِ فَعَلَيْهِ أَنْ يَعْتِقَهُ كُلَّهُ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ وَإِلَّا استُسعى الْعَبْدُ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ " 2. وأما حديث جرير بن حازم3 عن قتادة مثل ذلك: فأخبرناه عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ نا جرير – قال

_ 1. أبو يزيد العطار، ثقة له أفراد (التقريب 18) . 2. رواه أبو داود – كتاب العتق باب ذكر السعادية 4/254 ح 3937 عن مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَاهِيدِيُّ عَنْ أبان ... به ... وأشار إلى رواية أبان هذه كل من: 1- الإمام البخاري في كتاب العتق تعقيبا على حديث يزيد بن زريع حيث قال: وتابعه حجاج بن حجاج وأبان وموسى بن خلف ... (الفتح 5/156 ح 2517) . 2- أبو عيسى الترمذي في جامعه 3/621 – 622 ح 1348 كتاب الأحكام باب ما جاء في العبد يكون بين رجلين ... حيث قال: وهكذا روى أبان بن يزيد عن قتادة مثل رواية بن أبي عروبة ... 3. ابن زيد بن عبد الله أبو النضر الأزدي البصري والد وهب قال الحافظ في التقريب 54: ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدث من حفظه مات بعد سنة 170 هـ بعد ما اختلط لكن لم يحدث في حال اختلاطه.

الشافعي ونا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ1 نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نا جَرِيرٌ – نا قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عن بشير ابن نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شِقْصًا مِنْ مَمْلُوكٍ كَانَ لَهُ مَا يَبْلُغُ قِيمَتَهُ أُعْتِقَ مِنْ مَالِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ اسْتَسْعَى الْمَمْلُوكُ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ " 2. رَوَاهُ عَارِمِ3 بْنِ الْفَضْلِ عَنْ جَرِيرٍ فَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا هُرَيْرَةَ بَلْ قَالَ: عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كذلك أخبرنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ4 نا أَبُو مُسْلِمٍ5 الْبَصْرِيُّ نا أَبُو النُّعْمَانِ عارم أنا جرير عن قتادة

_ 1. ابن عباد أبو السري الأنصاري المعروف بالجلاجلي ثقة مات سنة 287 هـ تاريخ بغداد 13/49. 2. رواه البخاري في كتاب الشركة باب الشركة في الرقيق ... عن أبي النعمان عن جرير ... به ... ، ورواه في كتاب العتق باب إذا أعتق نصيبا في عبد وليس له مال اسْتَسْعَى الْعَبْدُ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ عن أحمد بن أبي رجاء عن يحيى بن آدم عن جرير ... به (الفتح 5/137 ح 250، 5/156 ح 2526) . ورواه مسلم 2/1140 ح 4 من كتاب العتق عن هارون بن عبد الله عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أبيه به، قال مسلم: بهذا الإسناد بمعنى حديث ابن أبي عروبة عن قتادة وذكر في الحديث: قوّم عليه قيمة عدل. ورواه الدارقطني في السنن 4/127 ح 11 كتاب المكاتب من طريق يحيى بن أبي بكر عن جرير ... به، ومن هذا الطريق أخرجه الإسماعيلي (الفتح 5/156 وأشار إليها أبو داود 4/255 ح 3939) . 3. عارم - بمهملتين – لقب لمحمد بن الفضل أبو النعمان السدوسي البصري. 4. هو أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، نسب لجده هنا (تاريخ بغداد 9/408) . 5. إبراهيم بن عبد الله الكجي.

عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرٍ عَنِ1 النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ2 لَمْ يَذْكُرْ أَبَا هُرَيْرَةَ. وأما حديث موسى بن خلف3 عن قتادة: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ4 أنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُكْرَمٍ الطَّستي نا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ البَيْهَسي5 نا أَبُو ظَفْرٍ – هُوَ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ مُطَهَّرٍ6 حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ خَلَفٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعْتَقَ شِقْصًا فِي مَمْلُوكٍ فَعَلَيْهِ خَلاصُهُ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ اسْتَسْعَى غير مشقوق عليه " 7.

_ 1. عُلّم هنا بعلامة تضبيب، لعلها إشارة إلى سقوط الصحابي من هنا وقد نبه على ذلك المصنف رحمه الله. 2. لم أقف على رواية عارم المرسلة. 3. أبو خلف العمّي – بتشديد الميم – البصري العابد، وثقه عفان بن مسلم، والعجلي ويعقوب بن شيبة. وقال الدارقطني: ليس بالقوي يعتبر به، وضعفه ابن معين وأبو داود، وقال ابن حبان في المجروحين 2/240: كان ردئ الحفظ يروي عن قتادة مناكير وعن يحيى بن أبي كثير مالا يشبه حديثه، فلما كثر هذا الضرب في روايته استحق ترك الاحتجاج به فيما خالف الأثبات أو انفرد به (انظر التهذيب 10/341) . 4. أبو بكر = أحمد بن إبراهيم بن شاذان. 5. بفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وفتح الهاء وفي آخرها السين المهملة هذه النسبة إلى بيهس ينسب إليها أبو الحسن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم – توفي بالبصرة سنة 290 هـ وكان ضعيفا (اللباب 1/210) . 6. أبو ظفر بالمعجمة والفاء مطهر – بالمهملة – كذا في التقريب 313، والتهذيب 6/325) قال الحافظ: صدوق مات 224هـ. 7. لم أجد من خرجه من طريق موسى بن خلف، وقد ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح 5/157 هذه الرواية عن موسى وعزاها إلى الفصل والوصل للخطيب ولم يعزها لغيره. وقد أشار إليها أبو داود في السنن 4/255 ح 3939 تعقيبا على رواية ابن زريع.

وأما حديث شعبة عن قتادة الذي لم يذكر فيه الاستسعاء: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ نا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْمَتُّوثِيُّ1 نا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ نا أَبُو دَاوُدَ2 نا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ سَمِعَ بَشِيرَ بْنَ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَعْتَقَ الرَّجُلُ شِقْصًا مِنْ مَمْلُوكِهِ فهو حر " 3. وأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَّانِيِّ4 حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي5 الْقَاضِي نا بُنْدَارٌ6 عَنْ مُحَمَّدٍ – يعني بن جَعْفَرٍ – عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بشير بن نهيك (43/أ) عن

_ 1. بفتح الميم وضم التاء المثناة من فوق المشددة وسكون الواو وفي آخرها ثاء مثلثة هذا النسبة إلى متّوث وهي بلدة بين قرقوب وكورا الأهواز (اللباب 3/162) . 2. سليمان بن داود الطيالسي. 3. رواه الطيالسي في المسند 321 ح 2451. وأخرجه مسلم عن عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري عن أبيه عن شعبة به ... (3/1287 ح 53 من كتاب الأيمان والنذور) إلا أنه قال في آخره: " فهو حرّ من مناله ". 4. عُلّم عليه في الأصل بعلامة التضبيب لعله للتنبيه على ضبطه. قال في اللباب 1/364: بفتح الحاء وتشديد السين المهملتين وفي آخرها النون هذه النسبة إلى بعض أجداد المنتسب إليه ثم ذكر من ينسب هذه النسبة وذكر منهم صاحب الترجمة. 5. كتب عليه في الأصل ((كذا)) وقد ذكره صاحب اللباب 1/365 في ترجمة تلميذه الحساني – بمهملتين – باسم: عبد الله بن أبي القاضي الإمام. 6. محمد بن بشار.

أبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَمْلُوكِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ فَيَعْتِقُ أَحَدُهُمَا نَصِيبَهُ قَالَ: يَضْمَنُ1. وأما حديث روح بن عبادة ومعاذ بن هشام2 عن هشام عن قتادة بموافقه رواية شعبة على ترك ذكر الاستسعاء: فأخبرنا أحمد بن عبد اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ نا محمد بن المثنى. وأخبرنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللؤلؤي [[نا أَبُو دَاوُدَ نا ابْنُ المثنى نا معاذ بن هشام حَدَّثَنِي أَبِي – قَالَ: أَبُو دَاوُدَ ونا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ3 نا رَوْحٌ – عَنْ هِشَامِ4 بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ قَتَادَةَ عن النضر ابن أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ عُتِقَ مِنْ مَالِهِ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ ". وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنُ الْمُثَنَّى النَّضْرَ بْنَ أَنَسٍ وهذا لفظ ابن سويد]] 5.

_ 1. رواه مسلم في صحيحه 3/1287 ح 52 من كتاب الأيمان والنذور عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار عن محمد بن جعفر ... به، وقد أخرجه مسلم قبل ذلك في كتاب العتق باب ذكر سعاية العبد بنفس الإسناد والسياق (2/1140 ح 2) . ورواه أبو داود في السنن 4/253 ح 3935 كتاب العتق، والدارقطني في السنن من طريق النضر بن شميل عن شعبة 4/125 خ 8 كتاب المكاتب. 2. ابن أبي عبد الله الدستوائي قال الحافظ في التقريب (34: بصري، سكن اليمن صدوق ربما وهم) 3. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ علي بن سويد بن منجوق – بنون ساكنة ثم جيم وآخره فاء قد ينسب إلى جده (التقريب 1/48 قال الحافظ في التقريب 14: صدوق) . 4. في الهامش ((كذا في الأصل همام)) . 5. ما بين المعقوفتين – من قوله: " نا أبو داود ... انظره في السنن 4/253 ح 3936 كتاب العتق باب فيمن أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ.

وأما حديث محمد بن كثير العبدي عن همام عن قتادة بموافقة حديث شعبة وهشام أيضًا على ترك ذكر الاستسعاء: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السَّابُورِيُّ أنا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّمَّارُ [أنا أَبُو دَاوُدَ نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أنا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ " أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ شقصا مِنْ غُلامٍ فَأَجَازَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِتْقَهُ وَغَرَّمَهُ بَقِيَّةَ ثَمَنِهِ "] 1. وأما حديث أبي عبد الرحمن المقرئ عن همام الذي ذكر فيه الاستسعاء وبين أنه قول قتادة وليس من كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَرْوَرُّوذِيُّ2 نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ3 الضَّبِّيُّ – بِنَيْسَابُورَ – [[نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ محمد بْنُ يَعْقُوبَ نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الدَّرَابجَرْدِيُّ4 نا عَبْدُ اللَّهِ بن يزيد

_ 1. ما بين المعقوفتين من سنن أبي داود 4/252 ح 3934 كتاب العتق، وأشار الدارقطني إلى رواية هشام في سننه 4/125 ح 8. 2. بفتح الميم والواو بينهما الراء الساكنة ثم راء أخرى مضمومة بعدها الواو وفي آخرها الذال المعجمة هذه النسبة إلى مرو الروذ، وقد يخفف في النسبة إليها ويقال ((المروذي)) أيضا وهي بلدة حسنة مبينة على وادي مرو بينهما أربعون فرسخا (الأنساب 12/200) . 3. هو أبو عبد الحاكم النيسابوري. 4. قال صاحب الأنساب 5/327: بفتح الدال – المهملة – والراء بعدهما الألف والباء الموحدة المفتوحة أو الساكنة والجيم المكسورة وراء أخرى ساكنة في آخرها دال أخرى هذه النسبة إلى دار بجرد وهي محلة بنيسابور.

الْمُقْرِئُ نا هَمَّامٌ1 عَنْ قَتَادَةَ عن النضر ابن أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ شِقْصًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ فَغَرَّمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". قَالَ هَمَّامٌ: وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ: إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مال استُسعى 2]] 3. 34- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيِّ أَخْبَرَكَ أَبُو يَعْلَى – هُوَ الْمَوْصِلِيُّ – نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ نا جريرية عن نافع عن عبد الله أَخْبَرَهُ: " أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْجَزُورَ4 إِلَى حَبَلِ الحبلة5

_ 1. ابن يحيى بن دينار العوذي – بفتح المهملة وسكون الواو وكسر المعجمة – البصري. 2. ما بين المعكوفتين انظره في معرفة علوم الحديث للحاكم ص 40 – 41، وسنن الدارقطني 4/127 ح 10. وقصة الاستسعاء الخلاف فيها كبير بين العلماء، وقد أشار إلى ذلك الخطابي في معالم السنن. والترمذي في السنن والدارقطني في السنن وقد جمع الأقوال كلها وحجة كل قول الحافظ ابن حجر في الفتح 5/156 – 160 كتاب العتق باب إذا أعتق نصيبا في عبد وليس لَهُ مَالٌ اسْتَسْعَى الْعَبْدُ. 3. فِي هامش الأصل ((بلغ مقابلة في السابع حسب الطاقة)) . 4. قال في النهاية 1/266: ذكر الجزور في غير موضع وهو البعير ذكرا كان أو أنثى إلا أن اللفظة مؤنثة. 5. قال أبو عيبد في الغريب 1/208: ولد ذلك الجنين الذي في بطن الناقة، قال ابن علية هو نتاج النتاج. وقال ابن الأثير 1/334: الحَبَل بالتحريك مصدر سمي به المحمول كما سُمّي بالحمل وإنما دخلت عليه التاء – حبلة – لإشعار بمعنى الأنوثة، فالأول يراد به ما في بطون النوق من الحمْل، والثاني حَبَل الذي في بطون النوق.

بِأَوْلادِ الإِبِلِ1، وَحَبَلُ الْحَبَلَةِ أَنْ تَنْتُجَ النَّاقَةُ مَا فِي بَطْنِهَا ثُمَّ تُنْتِجُ الَّتِي نَتَجَتْ، فَنَهَاهُمْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك " 2 (43/ب) . كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ عَنْ عَمِّهِ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَوَافَقَهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُ عَنْ نَافِعٍ. وَتَفْسِيرُ حَبَلِ الْحَبَلَةِ لَيْسَ مِنْ كَلامِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ كَلامِ نَافِعٍ أُدْرِجَ فِي الْحَدِيثِ3. وَرَوَاهُ أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّبُوذَكِيُّ عَنْ جُوَيْرِيَةَ مُبَيَّنًا مُفَصَّلًا: أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ نا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ نا أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ نا جُوَيْرِيَةُ عن نافع

_ 1. هنا في الأصل تضبيب. 2. رواه مسلم 3/2254 ح 6 من كتاب البيوع عن زهير بن حرب ومحمد بن المثنى عن الْقَطَّانِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نافع ... به ... وأخرجه مالك في الموطأ 2/653 ح 62 من كتاب البيوع، والبخاري من طريق مالك في كتاب البيوع باب بيع الغرر وحبل الحبلة عن نافع عن ابن عمر إلا أن فيه تقديم وتأخير (الفتح 4/356 ح 2143) . 3. سبق الخطيب إلى الحكم بإدراج ذلك الحافظ الإسماعيلي الذي ساق الخطيب الحديث من طريقه، ونقل ذلك عنه الحافظ في الفتح 4/357، كما نص الحافظ على نقل ذلك عن الخطيب وعزاه إلى الفصل للوصل ولم يعترض على ذلك مما يدل على أنه موافق لهما أيضا والعلم عند الله.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ الْجَزُورَ إِلَى حَبَلِ الْحَبَلَةِ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ ذَلِكَ ". وَحَبَلُ الْحَبَلَةِ تُنْتِجُ الناقة ما في بطنها1 وينتج الَّذِي فِي بَطْنِهَا، فَسَّرَ ذَلِكَ نَافِعٌ2. 35- حديث آخر: ذَكَرَ أَبُو الحسين علي بن محمد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلَ أن دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَهُمْ نا ابن خزيمة3 قال: فإن4 يعقوب الدروقي5 نا قَالَ: نا ابْنُ6 الْمُبَارَكِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ نا الْقَاسِمُ ابن

_ 1. في الأصل تضبيب. 2. رواه البخاري في كتاب السلم باب السلم إلى أن تنتج الناقة عن أبي سلمة عن جويرية ... به ... (الفتح 4/435 ح 2256) . قال الحافظ في الفتح 4/357: لا يلزم من كون نافع فسره لجويرية أن لا يكون ذلك التفسير مما حمله عن مولاه ابن عمر، إلى أن قال: ولهذا جزم ابن عبد البر بأنه من تفسير ابن عمر – التمهيد 13/313 -. وقد أخرجه مسلم من رواية الليث 3/153 ح 5 من البيوع دون التفسير، وكذلك النسائي والترمذي عن أيوب كلاهما عن نافع.. وفي أبي داود كتاب البيوع باب بيع الغرر 3/676 ح 3381 عن أحمد بن حنبل عن يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوه. وقال: وحبل الحبلة أن تنتج ... إلخ – الضمير في نحوه يعود لحديث مالك عن نافع قبله وفيه المرفوع فقط – وظاهر هذه الرواية أنه قول ابن عمر والله أعلم. 3. محمد بن إسحاق. 4. هكذا في الأصل ولو حذفت الفاء لكان أقوم للأسلوب والله أعلم. 5. ابن إبراهيم. 6. كذا في الأصل، وليس في الطبراني 24/19: (ابن) قال العلمي: لفظ (ابن) في هذا الإسناد غلط من الناسخ وهو مبارك بن عبد الله العيشي أبو عبد الرحمن التاريخ الكبير 5/113 و7/426.

مُطَيَّبٍ1 قَالَ: خَرَجَ أَبُو الْمَلِيحِ الْهُذَلِيُّ2 فِي جِنَازَةٍ، فَلَمَّا وُضِعَ السَّرِيرُ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: سَوُّوا صُفُوفَكُمْ وَلْتَحْسُنْ شَفَاعَتُكُمْ وَلَوْ كُنْتُ مُخْتَارًا أَحَدًا اخْتَرْتُ صَاحِبَ السرري ثُمَّ قَالَ أَبُو الْمَلِيحِ: حَدَّثَنِي سَلِيطٌ – وَكَانَ أَخَا مَيْمُونَةَ مِنَ الرَّضَاعَةِ – عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّهَا ذَكَرَتْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ شُفِّعُوا فِيهِ ". قال:3 " الأمة الأربعون إلى المائة، والعصبة عشرة إِلَى أَرْبَعِينَ وَالنَّفَرُ ثَلاثَةٌ إِلَى عَشَرَةٍ " 4. كذا روى هذا الحديث القاسم بن مطيب عن أبي المليح قال: حدثني سليط5. وخالفه أبو بكار الحكم بن فروخ6 فرواه عن أبي المليح عن عبد الله بن سليط7 عن ميمونة، حدث به كذلك أبو عبيدة عن الواحد بن واصل

_ 1. العجلي البصري قال ابن حبان في المجروحين 2/213: يخطئ كثيرا فاستحق الترك، وقال ابهن حجر في التقريب 280: القاسم بن مطيب – بتحتانية ثقيلة ثم موحدة – فيه لين. 2. أبو المليح بن أسامة بن عمير اختلف فيا اسمه وهو ثقة مات بعد سنة 98هـ (التقريب 428) . 3. هنا تضبيب لعله لعدم تعيين القائل هنا، والله أعلم. 4. رواه الطبراني في المعجم الكبير 24/19 ح 39 بهذا الإسناد والسياق. 5. سيأتي الاختلاف في اسمه والترجيح قريبا إن شاء الله تعالى. 6. – بالفاء والراء ثم الواو وآخره خاء معجمة – الغزال البصري. 7. اختلف فيه هل هو سليل بللام أو سليط – بالطاء المهملة – ورجح البخاري في الكبير 5/113 سليط، وكذلك ابن أبي حاتم في الجرح والحافظ في التقريب والتهذيب 5/343، وقد ذكر بللام في هذه الرواية – رواية يحيى – عند الطبراني وأحمد وغيرهم وذكر بالطاء عند المزي في التهذيب 1/313، والبخاري في الكبير 5/113.

الحداد عن أبي بكار، وقال يحيى بن سعيد القطان: عن أبي بكار عن أبي المليح عن عبد الله ابن سليل بللام بدل الطاء. غيرأن يحيى وأبا عبيدة اتفقا [على] 1 أن اسم شيخ أبي مليح عبد الله. وأدرج القاسم بن مطيب أيضًا في روايته المتن، وتفسير الأمة وما بعده ليس مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا هُوَ كَلامُ أبي المليح بينه يحيى القطان وأبو عبيدة الحداد في روايتهما وفصلا كلام أبي المليح من كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا مُعَاذُ بن المثنى نا مسدد. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نيخابَ الطِّيبِيُّ2 نا مُحَمَّدُ بْنُ أيوب بن يحيى (44/أ) ابن الضَّرِيسِ الْبَجَلِيُّ أنا مُسَدَّدٌ. نا يَحْيَى عَنِ الْحَكَمِ بْنِ فَرُّوخَ أبي بكار قال: صليت مع أَبِي الْمَلِيحِ عَلَى جِنَازَةٍ فَقَالَ: " سَوُّوا صُفُوفَكُمْ وَلْتَحْسُنْ شَفَاعَتُكُمْ، وَلَوْ خيرت رجلا لاخترته "، ةقال: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِيلٍ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3

_ 1. في الأصل (عن) ولعله خطأ من الناسخ وما أثبت أنسب للسياق والله أعلم. 2. نيخاب – بكسر الطاء المهملة وسكون الياء المثناة من تحتها وفي آخرها باء موحدة هذا النسبة إلى الطيب وهي بلدة من واسط وكور الأهواز (اللباب 2/294) . 3. علم هنا بعلامة تضبيب لعله بسبب أن الكلام هنا يحتاج إلى تقدير الضمير (وهي ميمونة) والجملة هكذا بدون الضمير في الطبراني والتريخ الكبير ومسند أحمد وغيرها كما سيأتي في تخريج هذه الرواية والله أعلم.

ميمونة قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ يَشْفَعُونَ لَهُ – فِي حَدِيثِ مُعَاذِ: يشفعون إلاشفعوا فيه ". قال أبو المليح: وَالأُمَّةُ مَا بَيْنَ الأَرْبَعِينَ إِلَى مائة1. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان نا عبد الله بن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ [[حَدَّثَنِي أَبِي نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي بَكَّارٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ أبي المليح عل جِنَازَةٍ فَقَالَ: أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَلْتَحْسُنْ شَفَاعَتُكُمْ وَلَوْ خُيِّرْتُ رَجُلًا اخْتَرْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِيلٍ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قال أبي ونا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ قَالَ: حَدَّثَنِي2 عبد الله بن سليط عن بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ميمونة – وكان أخاها مِنَ الرَّضَاعَةِ – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ ". وَقَالَ أَبُو الْمَلِيحِ: الأُمَّةُ أَرْبَعُونَ إِلَى مائة فصاعدا]] 3.

_ 1. أخرجه البخاري في تاريخه 5/113، ورواه الطبراني في الكبير 23/437 ح 1060، 24/20 ح 42. وذكره المزي في تهذيب الكمال في ترجمة الحكم بن فروخ 1/313. 2. وضع هنا في الأصل إشارة تضبيب ولم يتبين لي سبب وضعها والله أعلم. 3. ما بين المعكوفين في مسند أحمد 6/331، 334. وأخرجه النسائي في السنن 4/76 باب ثواب من صلى على جنازة عن إسحاق بن إبراهيم عن محمد بن سواء أبي الخطاب عن أبي بكار الحكم بت فروخ ... به نحوه.

أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ نا ابْنُ الْغَلابِيِّ قَالَ: حدثت يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ يَحْيَى بن سعيد القطان عن أبي بَكَّارٍ أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ أَبِي مَلِيحٍ عَلَى جِنَازَةٍ فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِيلٍ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِابْنِ سَلِيلٍ إِنَّمَا هُوَ عبد الله ابن سليط1. 36- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ2 الْحَافِظُ نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ نا يُونُسُ بن حيب [[نا أَبُو دَاوُدَ3 نا شُعْبَةُ عن إِسْحَاقَ4 قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّ5 يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ – وَكَانَ غَيْرَ كَذُوبٍ -: " أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا صَلَّوْا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعُوا رؤسهم مِنَ الرُّكُوعِ لَمْ يَسْجُدْ أَحَدٌ مِنْهُمْ حَتَّى يَرَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا ثم يسجدون]] 6.

_ 1. لم أجد كلام ابن معين في مطبع ن كتبه ولا في الكتب المترجمة لابن سليط والله أعلم. 2. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن إسحاق الأصبهاني. 3. سليمان بن داود الطيالسي. 4. عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي – بفتح المهملة وكسر الموحدة. 5. الخطمي – بفتح المعجمة – وسكون المهملة رجح الحافظ في التقريب 194، والخطابي والبرقي والدارقطني وغيرهم صحبته وإنه صحابي صغير ولي الكوفة لابن الزبير، ويرى ابن معين ومصعب الزبيري وغيرهما عدم صحبته، وتوقف في ذلك أحمد وأبو داود وأبو حاتم وغيرهم (الفتح 2/181-182) . 6. ما بين المعكوفتين في مسند أبي داود الطيالسي 98 ح 718.

أخبرناه الْقَاضِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْفَارِسِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الحكيمي1 نا عباس الدُّورِيُّ2 نا قُرَادٌ3 نا يُونُسُ4 بن إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّ قَالَ: نا الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ – وهو غيركذوب – قَالَ: " كُنَّا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسم فِي الصَّلاةِ فَإِذَا قَالَ: " سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، لَمْ يَحْنُ رَجُلٌ مِنَّا ظَهْرَهُ لِلسُّجُودِ حَتَّى يَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (44/ب) جَبِينَهُ عَلَى الأَرْضِ "5. قَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ وذكر هذا الحديث، نا

_ 1. قال في اللباب 1/379: بفتح الحاء المهملة وكسر الكاف وبعدها الياء المثناة من تحتها وآخره ميم ثم ياء الأخيرة. 2. ابن محمد بن حاتم بن واقد الدوري – بضم الدال المهملة وسكون الواو وفي آخره راء – كذا في اللباب 1/512، وهو ثقة حافظ مات سنة 271هـ (التقريب 166) . 3. قال الحافظ في التقريب 208: عبد الرحمن بن غزوان – بمعجمة مفتوحة وزاي ساكنة الضبي أبو نوح المعروف بقراد – بضم القاف وتخفيف الراء، ثقة له أفرد مات سنة 187هـ. 4. وثقه ابن معين وابن حبان وقال عمرو بن علي الفلاس والنسائي وغيرهما: لم أر به بأسا وذكره ابن شاهين في ثقاته، وقال أبو حاتم: صدوق إلا أنه لا يحتج بحديثه وتكلم فيه يحيى القطان وأحمد وأبو أحمد الحاكم وغيرهم (التهذيب 11/433) وقال الحافظ في التقريب 390: صدوق يهم قليلا. 5. لم أقف عليه من طريق يونس عن أبي إسحاق، وهو في البخاري بهذا السياق عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق (كتاب الأذان باب السجود على سبعة أعظم) (التفح 2/295 ح 811) . وقد أخرجه صاحبا الصحيح وأحمد وأصحاب السنن من عدة طرق عن سفيان الثوري وشعبة عن أبي إسحاق وبنحوه انظر مثلا (الفتح 2/232 ح 747) ، ومسلم (1/345 ح 198، والمسند 4/285-286، 300، 304 ... ) .

البراء – وكان غير مكذوب – فَقَالَ يَحْيَى: لا يُقَالُ لأَصْحَابِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير كذوب، إنما يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ غير كذوب. قال الخطيب عنى يَحْيَى إِنَّ الْقَائِلَ هَذَا هُوَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ لا أَنَّ عَبْدَ الله قاله في البراء1. 37- حديث آخر: أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ – بِأَصْبَهَانَ – أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطبراني نا إسحاق ابن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ يَزِيدَ2 عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى نَرَى إِبْهَامَيْهِ قَرِيبًا مِنْ أُذُنَيْهِ ". وَقَالَ: زَادَ قَالَ: مَرَّةً أُخْرَى ثُمَّ لَمْ يَعُدْ لِرَفْعِهِمَا فِي تِلْكَ الصلاة3. أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ4 الْحَافِظُ نا

_ 1.انظر تاريخ ابن معين بتحقيق الدكتور أحمد نور سيف 3/518 رقم 2534، وهو هنا بالمعنى أما لفظه في تاريخ ابن معين فهو: (سمعت يحيى يقول في قصة حديث أب إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يزيد قال: حدثنا البراء – وكان غير كذوب – قال يحيى: يعني (أبو إسحاق) أن عبد الله بن يزيد كان غير كذوب ولا يقال للبراء: كان غير كذوب) . 2. ابن زياد القرشي الهاشمي مولاهم أبو عبد الله الكوفي، ضعفه أحمد وشيبة وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم (التهذيب 11/329) . وقال الحافظ في التقريب 383: ضعيف كبر فتغير فصار يتلقن وكان شيعيا مات سنة 136هـ. 3. أخرجه عبد الرزاق في المصنف 2/71 ح 2531. 4. أبو الحسن الدارقطني

يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ نا لُوَيْنٌ1 مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا2 عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: " أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يديه حتى حاذا بِهِمَا أُذُنَيْهِ ثُمَّ لَمْ يَعُدْ إِلَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى فرغ من صلاته " 3.

_ 1. بالتصغير لقب له، وهو ثقة مات سنة خمس أو ست وأربعين ومائتين (التقريب 300) . 2. ابن مرة الخلقاني من الثياب – بضم المعجمة وفتح القاف بعد اللام الساكنة وآخره نون نسبة إلى بيع الخلقان من الثياب – الأسدي أبو زياد الكوفي الملقب شقوصا – بفتح المعجمة وضم القاف الخفيفة بعدها واو ثم صاد مهملة – وثقه أحمد وابن أبي خيثمة والدوري وأبو داود وغيرهم، وقال ابن معين والنسائي: ليس به بأس، وسئل ابن معين: أحجة هو؟ قال الحجة شيء آخر. وروي تضعيفه عن أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم (التهذيب 1/297) . وقال الحافظ في التقريب 33: صدوق يخطئ قليلا مات سنة 194هـ. 3. رواه الدارقطني من هذا الطريق وبهذا السياق في السنن 1/293 ح 21. ورواه أبو داود في السنن 1/478 ح 749 عن محمد بن الصباح البزاز عن شريك عن يزيد بن أبي زياد ... به..نحوه. وأخرجه في ح 751 من طريق الحسن بن علي الخلال ثنا معاوية وخالد بن عمرو وأبو حذيفة النهدي ثنا سفيان بإسناده بهذا قال: فرفع يديه في أول مرة وقال بعضهم: مرة واحدة، وأخرج في حديث 752 متابعا ليزيد بن أبي زياد عن ابن أبي ليلى فقال: ثنا حسين بن عبد الرحمن أنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رفع يديه حين افتتح الصلاة ثم لم يرفعهما حتى انصرف. قال أبو داود: هذا الحديث ليس بصحيح أ. هـ، وفي هذا الإسناد: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال الحافظ في تقريبه 308: صدوق سيئ الحفظ جدا، وهذه الرواية بهذا الإسناد عن وكيع ... به رواها أيضا البخاري في رفع اليدين في الصلاة.

ذكر ترك العود إلى الرف لَيْسَ بِثَابِتٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ قَدِيمًا وَلا يَذْكُرُهُ، ثُمَّ تَغَيَّرَ وَسَاءَ حِفْظُهُ فَلَقَّنَهُ الْكُوفِيُّونَ ذَلِكَ فَتَلَقَّنَهُ1 وَوَصَلَهُ بِمَتْنِ الْحَدِيثِ. وَقَدْ رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الحفظ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ وَلَيْسَ فِيهِ تَرْكُ الْعَوْدِ إِلَى الرَّفْعِ، وَكَانُوا سَمِعُوهُ منه قديما قيل أَنْ زَادَ فِيهِ مَا لَقَّنَهُ إِيَّاهُ الْكُوفِيُّونَ مِنْ تَرْكِ الْعَوْدِ إِلَى الرَّفْعِ2. أما حديث سفيان الثوري: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ – بِأَصْبَهَانَ – نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ نَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ نَا الفريابي3. وأخبرناه عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى أَيْضًا وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ – قَالَ عَلِيٌّ: نا وَقَالَ أَحْمَدُ أنا – سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ نا إِسْحَاقُ الدَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى

_ 1. نص على هذا أيضا الحافظ الدارقطني في السنن 1/294 ح 23، وقبله البخاري في جزء رفع اليدين في الصلاة 30-31. كذلك نص أبو داود على الحفاظ هشيم وخالد الواسطي وابن إدريس رووه عن يزيد فلم يذكروا قوله: " ثم يعود " (السنن 1/478 ح 750، ومختصره للترمذي 1/368-369 ح 719) . وكذلك قال الإمام أحمد: لا يصح هذا الحديث (تهذيب سنن أبي داود لابن القيم 1/368-369 ح 719) . 2. وسيأتي له مزيد تفصيل عند ذكر رواية ابن عيينة عن يزيد. 3. محمد بن يوسف.

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى نَرَى إِبْهَامَيْهِ قَرِيبًا من أذنيه " 1. (45/أ) لَفْظُ الصَّيْدَلانِيِّ. وأما حديث شعبة: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ الأَكْفَانِيِّ2 حَدَّثَكُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ3 نا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ4 نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ نا شُعْبَةُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يَقُولُ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ فِي هذا المجلس يحدث قوما فيهم كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ في أول تكبيرة " 5.

_ 1. أخرجه من هذا الطريق وبهذا الإسناد عبد الرزاق في مصنفه 2/70 ح 2530، وأخرجه أحمد في المسند 4/303 من طريق عبد الرزاق..به. وأخرجه أبو عبد الله البخاري في جزء رفع اليدين في الصلاة 30 ح 34 من طريق الفريابي عن سفيان به نحوه. ورواه أيضا الدارقطني من طريق الثوري في السنن 1/293 ح 18. 2. بفتح الألف وسكون الكاف وفتح الفاء وفي آخرها النون هذه النسبة على بيع الأكفان والمشهور بهذا النسبة القاضي أبو محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن الأكفاني الأسدي البغدادي ولي القضاء ببغداد توفي سنة 405هـ (اللباب 1/82) . 3. ابن محمد بن إسماعيل أبو عبد الله الضبي المحاملي القاضي. 4. أبو الأشعث العجلي البصري. 5. رواه أحمد في المسند 4/303، والدارقطني في السنن 1/293 ح 19.

وأخبرنا البرقاني1 قال: قرأنا عَلَى عُمَرَ بْنِ نُوحٍ [الْبَجَلِيِّ] 2 حَدَّثَكُمُ الْحَسَنُ بْنُ صَاحِبٍ3 نا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ نا مالك ابن سُلَيْمَانَ نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " رَأَيْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ افْتَتَحَ الصلاة " 4. وأما حديث هشيم:5 فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ6 أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ نا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ نا هُشَيْمٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " رَأَيْتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَبَّرَ7 بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ لِلصَّلاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى كَادَ يُحَاذِي بهما أذنيه " 8.

_ 1. أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أحمد بن غالب الخوارزمي. 2. في الأصل (اللجلي) بلامين والتصويب من تاريخ بغداد 11/255. 3. ابن حميد أبو علي الشاشي أحد الرحالين وثقه الخطيب (تاريخ بغداد 7/333) . 4. سبق تخريج رواية شعبة، ورواية سفيان أخرجها أبو داود في السنن 1/478 ح 750، وأشار أبو عبد الله البخاري في كتاب رفع اليدين في الصلاة ص 31 إلى رواية شعبة وسفيان بن عيينة. 5. مصغرا ابن بشير الواسطي. 6. أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان. 7. في الأصل هنا علامة تضبيب. 8. رواه أحمد في المسند 4/282، واشار إليها أبو داود في السنن 1/478 تعقيبا على ح 750.

وأما حديث أسباط1: فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ البزار أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ2 نا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ نا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يَكُونَ إِبْهَامَاهُ حَذْوَ أُذُنَيْهِ " 3. وأما حديث خالد بن عبد الله:4 فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ [الْحُسَيْنِ] 5 الْقَطَّانُ أنا عبد الله بن جعفر بن دَرَسْتُوَيْهِ نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ نا أَبُو عُمَرَ النَّمِرِيُّ6 نا خَالِدٌ نا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ: " أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصلاة كبر ورفع يديه " 7.

_ 1. ابن محمد بن عبد الرحمن بن خالد أبو محمد القرشي مولاهم مات سنة 200هـ قال في التقريب 26: ثقة ضعف في الثوري. 2. هو عبد الله بن محمد بن أيوب أبو محمد المخرمي – قد ينسب إلى جده كذا في تاريخ بغداد 10/81، وسيأتي في آخر هذه الترجمة منسوبا لأبيه. وهو كذلك في سنن الطارقطني 1/294 ح 24. 3. رواه أحمد في المسند 4/301، 302، وكذلك أخرجه البيهقي أيضا من طريق أسباط في السنن الكبرى 2/25-26 ثم عقب عليه بقوله: يزيد بن أبي زياد غير قوي. 4. هو الطحان الواسطي. 5. في الأصل الحسن مكبرا والتصويب من تاريخ بغداد 2/249. 6. حفص بن عمر بن الحارث النمري الحوضي. 7. رواه الدارقطني في سننه 1/294 ح 23، وأشار إليها أبو داود في السنن 1/478 تعقيبا على حديث 750.

وأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ هَارُونَ نا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ: " أَنَّهُ رَأَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ " 1. قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَيْضًا عدي بن ثابت عن البراء عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ 2. وَكَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ يَحْكِي أَنَّهُ سَمِعَ هَذَا الحديث (45/ب) مِنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ – بِمَكَّةَ – نَحْوَ حَدِيثِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ومن سمينا مَعَهُ، ثُمَّ قَدِمَ الْكُوفَةَ فَوَجَدَ يَزِيدَ قَدْ زَادَ فِيهِ: " ثُمَّ يعود ". كذلك أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ3 نا محمد بن أحمد اللؤلؤي نا أَبُو دَاوُدَ: [نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ نا شَرِيكٌ4 عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ: " أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ أُذُنَيْهِ ثُمَّ لا يَعُودُ ". وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ نا سُفْيَانُ5 عَنْ يزيد نحو

_ 1. رواه الدارقطني في السنن 1/294 ح 23. 2. 3. الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الواحد الهاشمي. 4. ابن عبد الله بن أبي شريك النخعي أبو عبد الله الكوفي قاضي واسط ثم الكوفة اختلط فيه كثيرا توثيقا وتضعيفا (راجع التهذيب 4/333) . ورجح الحافظ في التقريب 145: كونه صدوقا يخطئ كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة. 5. هو ابن عيينة.

حَدِيثِ شَرِيكٍ، لَمْ يَقُلْ: " ثُمَّ لا يَعُودُ ". قَالَ سُفْيَانُ1: قَالَ لَنَا بِالْكُوفَةِ بَعْد " ثُمَّ لا يَعُودُ ". قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ هُشَيْمٌ وَخَالِدٌ وَابْنُ إِدْرِيسَ2 عَنْ يَزِيدَ، لَمْ يَذْكُرُوا ثم لا يعود] 3. أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ [[أنا الشَّافِعِيُّ أنا سُفْيَانُ1 عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " رَأَيْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ ". قَالَ سُفْيَانُ: ثُمَّ قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَلَقِيتُ يَزِيدَ فَسَمِعْتُهُ4 يُحَدِّثُ بِهَا هَكَذَا وَزَادَ فِيهِ " ثُمَّ لا يَعُودُ "، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ لَقَّنُوهُ]] 5 قَالَ سُفْيَانُ: هَكَذَا سَمِعْتُ يَزِيدَ يحدثه ويزد فِيهِ: " ثُمَّ لا يَعُودُ ". أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ الْهِلالِيُّ قَالَ: حَفِظْنَاهُ مِنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ وَأَنَا بِمَكَّةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَوْقَ المنكبين ".

_ 1. هو ابن عيينة. 2. عبد الله بن إدريس الأودي الكوفي. 3. ما بين المعكوفتين انظره في سنن أبي داود 1/478 ح 749، 750. 4. علم عليه في الأصل بعلامة التضبيب. 5. انظر الأم للإمام الشافعي 1/90 في الحاشية.

قَالَ سُفْيَانُ: ثُمَّ قَدِمْتُ الْكُوفَةَ بَعْدَهَا فَإِذَا هُمْ قَدْ لَقَّنُوهُ هذا الْكَلِمَةَ: " ثُمَّ لا يَعُودُ "1. وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ وَفِيهِ: " ثُمَّ لَمْ يَعُدْ " ثُمَّ الْتَقَى بِيَزِيدَ فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَدِيثِ فَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ: " ثم لم يعد ". أخبرنا بِذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، [[نَا أَبُو بَكْرٍ الأَدَمِيُّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الْمَخْرَمِيُّ نَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى سَاوَى بِهِمَا أُذُنَيْهِ ثُمَّ لَمْ يَعُدْ ". قَالَ عَلِيٌّ: فَلَمَّا قَدِمْتُ الْكُوفَةَ قِيلَ لِي إِنَّ يَزِيدَ حَيٌّ فَأَتَيْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قام (46/أ) إِلَى الصَّلاةِ فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى سَاوَى بِهِمَا أُذُنَيْهِ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي لَيْلَى أَنَّكَ قُلْتَ: " ثُمَّ لَمْ يَعُدْ "، قَالَ: لا أَحْفَظُ هَذَا فَعَاوَدْتُهُ. فقال: ما أحفظه]] 2.

_ 1. انظر سنن أبي داود 1/478 ح 749، والموضع السابق من كتاب الأم، وسنن الدارقطني 1/294 ح 23. وانظر أيضا تهذيب سنن أبي داود لابن القيم 1/368 ح 719، ومعرفة علوم الحديث للحاكم 81. 2. ما بين المعكوفتين من سنن الدارقطني 1/294 ح 23. وعلي بن عاصم هو صهيب الواسطي التميمي مولاهم قال فيه ابن حجر في التقريب 247: صدوق يخطئ ويصرّ، ورمي بالتشيع.

عونك يا رب1. 38- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ نا أَبُو دَاوُدَ نَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحَنَفِيُّ2 عَنِ الْقَاسِمِ3 عَنْ أَبِي أُمَامَةَ4 قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْطُلِقَ5 بِرَجُلٍ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبٌ الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالْقَرْضُ الْوَاحِدُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ لأَنَّ صَاحِبَ الْقَرْضِ لا يَأْتِيكَ إِلا وَهُوَ مُحْتَاجٌ وَأَنَّ الصَّدَقَةَ رُبَّمَا وُضِعَتْ فِي غِنًى " 6. كَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَفِي المتن كلام أدرج فيه وليس مِنْهُ، وَهُوَ قَوْلُهُ: " لأَنَّ صَاحِبَ القرض ... " إلى آخر الحديث.

_ 1. في هامش الأصل (بلغ مقابلة في الثامن حسب الطاقة) . 2. قال شعبة: كذاب وضع عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعمائة حديث كذب، وقال ابن معين: ليس بشيء ولا يكتب حديثه، وضعفه أيضا أحمد وضرب على حديثه، وقال الفلاس: متروك الحديث، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: كان ذاهب الحديث ووهو متروك، كذا قال النسائي والدارقطني أيضا (التهذيب 2/90) . 3. ابن عبد الرحمن الدمشقي أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة. قال الحافظ في التقريب 279: صدوق يرسل كثيرا مات سنة 112هـ. 4. صدي – بالتصغير – بن عجلان الباهلي. 5. في الأصل (انطلق برجل) والتصويب من مسند الطيالسي 155. 6. رواه أبو داود سليمان بن داود الطيالسي 155 ح 1141.

هذا لَيْسَ مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما حكاه جعفر عن بعض الفقهاء ولم يسمه، بين مكي بن إبراهيم البلخي فِي رِوَايَتِهِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ جعفر بن الزبير. أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَلْخِيُّ الْخَطِيبُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ الْفَقِيهُ – بِبَلْخٍ – وَكَانَ ثِقَةً نَا أَبُو شِهَابٍ مَعْمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ1 الْعَوْفِيُّ نَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَكْتُوبٌ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ الْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ والصدق بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ". قَالَ جَعْفَرٌ: قَالَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ: لأَنَّ صَاحِبَ الْقَرْضِ لا يَأْتِيكَ إِلا وَهُوَ مُحْتَاجٌ وَالصَّدَقَةُ رُبَّمَا وُضِعَتْ فِي غِنًى2. وأخبرنا القاضي أبو بكر الحيري – بنيسابر – نا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله بن زِيَادٍ الْقَطَّانُ – بِبَغْدَادَ – نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَسَوِيُّ نَا مَكِّيُّ بن إبراهيم بإسناده مثله.

_ 1. معمّر – مثقلا – بن محمد بن معمّر – مثقلا أيضا العوفي البلخي. قال الذهبي في الميزان 4/157: وهو صدوق إن شاء الله، له ما ينكر. 2. لم أقف على تخريج هذه الرواية. وقد ورد في ابن ماجة 2/812 ح 2431 من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا: الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر، فقلت: " يا جبريل ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ " قال: " لأن السائل يسأل وعنده، والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة ". قال في الزوائد: في إسناده خلد بن يزيد، ضعفه أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي وأبو زرعة والدارقطني وغيرهم.

قَالَ جَعْفَرٌ: قَالَ بَعْضُهُمْ: لأَنَّ صَاحِبَ الْقَرْضِ لا يَأْتِيكَ إِلا وَهُوَ مُحْتَاجٌ وَالصَّدَقَةُ رُبَّمَا وُضِعَتْ في غني1. 39- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ محمد بْنِ حَمْدَانَ الضَّرِيرُ – بِأَصْبَهَانَ – نَا أبو القاسم بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ نَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ نَا أَبُو مُسْهِرٍ2 نَا مَالِكٌ. قَالَ سُلَيْمَانُ: وَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ3 نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ4 قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ5 عَنْ عَامِرِ ابن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " مَا سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لأَحَدٍ يَمْشِي6 أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا لِعَبْدِ اللَّهِ بن سلام وفيه نزل (46/ب) هَذِهِ الآيَةُ: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ} 7.8

_ 1. انظر الهامش السابق. 2. عبد الأعلى بن مسهر الغساني. 3. أبو محمد الدمياطي قال الذهبي في الميزان 1/345: حمل الناس عنه وهو مقارب الحال، قال النسائي: ضعيف، مات سنة 289 هـ عن نيف وتسعين سنة (انظر أيضا لسان الميزان 2/51) . 4. التنيسي – بالمثناة الفوقية ثم نون بعدها مثناة تحتية ثم سين مهملة – من أثبت الناس في الموطأ، ت 218 هـ (التقريب 194) . 5. سالم بن أبي أمية مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التيمي المدني. 6. كتب هنا في الأصل علامة تضبيب، لعله تنبيه على ما جاء في رواية أخرى " يمشي على وجه الأرض ". 7. سورة الأحقاف الآية العاشرة. 8. لم أقف عليه في المعاجم الثلاثة ولا في مجمع الزوائد فلعل الطبراني رواه في غير المعاجم والله أعلم، وفي إسناد الطبراني يف الرواية الثانية بكر بن سهل ضعيف. وقد أخرج النسائي في فضائل الصحابة في مناقب ابن سلام ص 144 ح 148 رواية أبي مسهر عن عمرو بن منصور أبي سعيد النسائي عن أبي مسهرة عبد الأعلى بن مسهر ... به ولم يذكر فيه الآية. وأخرج البخاري في مناقب الأنصار من صحيحه باب مناقب عبد الله بن سلام رواية عبد الله بن يوسف إلا أنه قال في آخره، قال: لا أدري قال مالك الآية أو في الحديث (الفتح 7/128 ح 3812) . هذا وقد ذهب ابن جرير في التفسير 26/12: إلى القول بأن الآية مكية ولم تنزل في ابن سلام وإنما استشهد بها مالك وإسلام عبد الله ابن سلام في المدينة، وكذلك ذهب إلى هذا الترجيح الحافظ ابن كثير في التفسير 7/262 وقد سبقهما إلى ذلك من المتقدمين مسروق والشعبي.

جَمَعَ الطَّبَرَانِيُّ بَيْنَ حَدِيثَيْ أَبِي مُسْهِرٍ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ مُسْهِرٍ الدمشقي وعبيد اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ التِّنِّيسِيِّ عَنْ مَالِكٍ وَحَمَلَ حَدِيثَ أَبِي مُسْهِرٍ عَلَى حَدِيثِ الآخَرِ، وَذَلِكَ أَنَّ ذِكْرَ نُزُولِ الآيَةِ فِيهِ إِنَّمَا هُوَ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ خَاصَّةً دُونَ حَدِيثِ أبي مسهر. أخبرناه أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ فَارِسٍ نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ب مَسْعُودٍ1 الْعَبْدِيُّ نَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ نَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: وَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ عن أبيه قال:

_ 1. الأصبهاني الملقب: سمويه – بفتح المهملة وضم الميم وتشديدها – الإكمال 4/457 حاشية 2.

" مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ – زَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ} –"1. وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ يَحْيَى بْنُ مُعِينٍ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ الزِّيَادَةَ الَّتِي زَادَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ مِنْ ذِكْرِ الآيَةِ2. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ وَعَاصِمُ بْنُ مُهْجِعٍ3 وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ عَنْ مَالِكٍ. وَتِلْكَ الزِّيَادَةُ وَصَلَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ فِي حَدِيثِهِ بِكَلامِ سَعْدٍ، وَلَيْسَتْ مِنْ كَلامِهِ وَإِنَّمَا هِيَ قول مالك بن أنس4.

_ 1. رواه إسماعيل بن عبد الله الملقب سمويه في (فوائده) نص على ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح 7/130، ويوجد منه الجزء الثالث في قسم المخطوطات في الجامعة الإسلامية مصورة من الظاهرية بدمشق، ولم أجد هذا الحديث فيه فلعله في الأجزاء الأخرى. 2. سيأتي تخريجه في آخر الترجمة. 3. بالميم والهاء ثم الجيم وآخره العين المهملة – الأسدي وثقه أبو زرعة الرازي (الجرح والتعديل 6/350- والثقات لابن حبان 8/506) . 4. يقوي ما ذهب إليه الخطيب هنا رواية عبد الله بن يوسف عند البخاري في الصحيح حيث قال في آخرها: لا أدري قال مالك الآية أو في الحديث. وكذلك رواية ابن منده لهذا الحديث في كتاب الإيمان 2/419 ح 269، عن إسحاق بن سيار عن عبد الله بن يوسف الحديث، وفيه الزيادة حيث قال إسحاق لعبد الله إن أبا مسهر رواه ولم يذكر الزيادة قال عبد الله إن مالكا تكلم به عقب الحديث وكانت معي ألواحي فكتبت. انتهى (الفتح 7/130) . وكذلك وهم الدارقطني عبد الله بن يوسف في ذلك عند ما أخرج الزيادة فقط عنه عن مالك في غرائب مالك، ثم عقب على ذلك بذكر من رواه عن مالك بدون الزيادة ثم قال: فالظاهر أنها مدرجة من هذا الوجه. (الفتح 7/130) ملخصا.

رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْحَدِيثَ عَنْ مَالِكٍ وَالزِّيَادَةُ فِيهِ مُبَيَّنَةٌ وَفَصْلُهَا مِنْ مَتْنِ الْحَدِيثِ. فَأَمَّا حَدِيثُ يَحْيَى بْنُ مُعِينٍ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ بِمُوَافَقَتِهِ رِوَايَةَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا وَمُتَابَعَةِ إِسْحَاقَ بْنِ الطَّبَّاعِ وَعَاصِمُ بْنُ مُهْجِعٍ له على ذلك: فأخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بن عثمان التميمي – بدمشق – أَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمَيَانِجِيُّ نَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المثنى الموصلي. وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيِّ أَخْبَرَكَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ نَا يَحْيَى بْنُ مُعِينٍ نَا أَبُو مُسْهِرٍ نَا مَالِكٌ1. وَأَخْبَرَكَ أَبُو يَعْلَى نَا أَبُو خَيْثَمَةَ نَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى ن مَالِكٌ2. وَأَخْبَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ نَا الْعَبَّاسُ الْعَنْبَرِيُّ3 نَا عَاصِمُ بْنُ مُهْجِعٍ الأَسَدِيُّ نَا مَالِكُ بن أنس.

_ 1. رواه أبو يعلى في المسند 2/107 ح 767. 2. رواه أبو يعلى في المسند 2/114 ح 776، وأخرجه من طريق أبي خيثمة – زهير بن حرب – الإمام مسلم 4/1930 ح 147 من كتاب فضائل الصحابة فضائل ابن سلام. ورواه أحمد في المسند 1/169، 177 في كلام الموضعين برواية أحمد عن إسحاق بن عيسى ... به ... 3. ابن عبد العظيم بن إسماعيل أبو الفضل البصري.

قَالَ الإِسْمَاعِيلِيُّ: وَهَذَا حَدِيثُ ابْنِ مُعِينٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " مَا سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَنَّهُ مِنْ أهل الجنة (47/أ) إِلا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ " 1 وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ الْمَيَانِجِيِّ " عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ "، وَلَفْظُهُمَا فِي بَاقِي الْحَدِيثِ سَوَاءٌ. وَأَمَّا حَدِيثُ إِسْحَاقَ2 الفروي نحو ذلك: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي3 بَكْرٍ أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نيخابَ الطِّيبِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ أَنَا الْفَرْوِيُّ نَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ أنه قَالَ: " مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لرجل من أهل الجنة أو قال: يوجب لرجل4 مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا لِعَبْدِ الله بن سلام " 5. وأما حديث ابن وهب عن مالك الذي تابع عبد الله بن يوسف على زيادة ذكر الآية فيه غير أنه فصلها وجعلها من قول مالك:

_ 1. ذكره الحافظ في الفتح 7/130 وعزاه إلى الإسماعيلي ولم يذكر في أي كتاب ولعله في المستخرج على الصحيح له. 2. ابن محمد بن إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي فروة الفروي – بالفاء والراء – المدني مولى بني أمية قال ابن حجر في التقريب 29: صدوق كف بصره فساء حفظه مات سنة 226هـ. 3. ابن أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ. 4. في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب. 5. عزا الحافظ ابن حجر رواية إسحاق الفروي إلى غرائب مالك للدارقطني (الفتح 7/130) .

فأخبرناه أبو الحسن محمد بن عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ وَأَبُو الْخَطَّابِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُكْرَمٍ قَالا: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سعيد الْمُعَدَّلُ نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النيسابوري نا يونس – يعني ابن عبد الأعلى – نا يحيى بن بكير1 عن ابن وهب عن مَالِكٌ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ إلا أنه قال في الحديث: قال مالك: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ} 2 (47/ب) 3. 40- حَدِيثٌ آخَرُ4: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أنا الشَّافِعِيُّ أنا مَالِكٌ عن نافع عن ابن عمر: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ، وَالشِّغَارُ أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ على

_ 1. ابن عبد الله بن بكير قد ينسب إلى جده. 2. رواية ابن وهب عن مالك عزاها الحافظ في الفتح 7/130: إلى الإسماعيلي والدارقطني في غرائب مالك. 3. كان في الأصل تقديم وتأخير من الناسخ وقد نبه عليه رحمه الله في محله وقد قمت بتعديل ذلك على الترتيب الأصلي حتى استقام الكلام وانتظم النص والحمد لله على توفيقه، هذا وقد كتب في هذا الموضع من الأصل في الهامش (كمل أي انتهى) ، وذلك تنبيه على انتهاء الترجمة التي حصل فيها التقديم والتأخير. 4. كان الأولى أن يكون هذا الحديث في أول الورقة 47/ب لكن – كما أشرنا سابقا – حصل تقديم وتأخير خطأ من الناسخ وقد نبه عليه، وقد قدم بقية الكلام على الحديث في ق 47/ب.

أَنْ يُزَوِّجَهُ الآخَرُ ابْنَتَهُ وَلَيْسَ بينهما صداق "1. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ2 بْنِ حَمْدَانَ وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ أَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنِي خَالِي مَالِكُ بْنُ أنس3. وأخبرنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ غَرِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْجَعْدِ4 الْوَشَّاءُ نَا سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ5. وأخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ6 الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ7 الْبَصْرِيُّ قَالا: أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ أَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأنصاري نا معن عيسى نا مالك8. وأخبرنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَيْضَاوِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أنا عَلِيُّ بْنُ أحمد بن سليمان

_ 1. رواه الشافعي في الأم 5/76. 2. مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ. 3. لم أجد رواية ابن أبي أويس عن مالك فيما وقفت عليه من المصادر. 4. راوي موطأ سويد عن مالك ذكره الخطيب في تاريخه 5/56، والذهبي في التذكرة 2/697، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا مات سنة 301هـ. 5. رواية سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ أخرجها ابن ماجة في سننه 1/606 ح 1883 كتاب النكاح باب النهي عن الشغار. 6. عبيد الله بن أحمد الأزهري الصيرفي. 7. أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التنوخي القاضي. 8. رواية معن بن عيسى عن مالك رواها الترمذي في جامعه 3/422 ح 1124 كتاب النكاح باب ما جاء في النهي عن الشغار من طريق إسحاق الأنصاري عن معن ... به.

الْمِصْرِيُّ أَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ أَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ1 نَا مَالِكٌ وَأَخْبَرَنِي عَتِيقُ بْنُ سَلامَةَ الْقَيْرَوَانِيُّ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْمِصْرِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ بُهْزَادَ السِّيرَافِيُّ2 نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي مَالِكٌ3. كُلُّهُمْ قَالَ: عَنْ نَافِعٍ إِلا ابْنَ القاسم فإنه قال قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ، وَالشِّغَارُ أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ عَلَى أَنْ يزوج الآخَرُ ابْنَتَهُ لَيْسَ بَيْنَهُمَا صَدَاقٌ " 4. اتَّفَقَتْ هَذِهِ الْجَمَاعَةُ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ مَالِكٍ كَمَا سُقْنَاهُ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بن وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ عَنْ نَافِعٍ. وَتَفْسِيرُ الشِّغَارِ لَيْسَ مِنْ كَلامِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا هُوَ قَوْلُ مَالِكٍ وُصِلَ بِالْمَتْنِ الْمَرْفُوعِ، وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ وعبد الرحمن بن

_ 1. عبد الرحمن بن القاسم، وروايته عن مالك لم أقف عليها إلا أن ابن عبد البر ذكر في التمهيد 14/70، أن جميع الرواة عن مالك ذكروا حديث النهي عن الشغار وتفسيره. هذا ولشيخ شيخ الخطيب / محمد بن المظفر جزء في غرائب حديث مالك منه نسخة في مكتبة الجامعة الإسلامية تحت رقم 542 مصر عن نسخة الظاهرية وقرأته كله ولم أجد هذا الحديث فيه والله أعلم. 2. بالسين المهملة آخره فاء – وقد تقدم ضبطه كاملا في الحديث الخامس والعشرين. 3. لم أجد رواية ابن عفير فيما وقفت عليه من المصادر. 4. انظر الموطأ – برواية يحيى الليثي - 2/535 كتاب النكاح باب جامع ما لا يجوز من النكاح. وانظر الموطأ برواية محمد بن الحسن الشيباني ص 179 ح 533 باب نكاح الشغار.

مَهْدِيٍّ وَمُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ فِي رِوَايَتِهِمُ الْحَدِيثَ عَنْ مَالِكٍ؛ وفصلوا كلامه من كلام (48/أ) رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1 وَكَذَلِكَ رَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ ". ثُمَّ قَالَ عبيد الله (48/ب) 2 قُلْتُ لِنَافِعٍ: مَا الشِّغَارُ؟ قَالَ: مِثْلَ قَوْلِ مَالِكٍ3. فَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ وَعَبْدِ الله العمري مثل الروايات التقدمة:

_ 1. قال الشافعي في الأم 5/76: لا أدري تفسير الشغار في الحديث أو من ابن عمر أو نافع أو مالك أ. هـ. قال الحافظ في الفتح 9/162: اختلف الرواة عن مالك فيمن ينسب إليه التفسير، فالأكثر لم ينسبوه لأحد. نقل الحافظ في الفتح عن أبي الوليد الميانجي قوله: الظاهر أنه من جبلة الحديث، وعليه يحمل حتى يتبين أنه من قول الراوي وهو نافع، قال الحافظ: قلت قد تبين ذلك – يشير إلى رواية عبيد الله بن عمر ... التي في آخرها. قلت لنافع: ما الشغار؟. 2. ثم يعود الكلام من هنا إلى ق 47 ب مع أن ق 48 ب لم تنته هنا. 3. رواية عبيد الله بن عمر ع نافع..وفيها إسناد تفسير الشغار إلى نافع أخرجها كل من: 1- البخاري في صحيحه كتاب الحيل باب الحيلة في النكاح عن مسدد عن يحيى بن سعيد عن عبيد الله ... به (التفح 12/333 ح 6960) . 2- مسلم في صحيحه كتاب النكاح باب تحريم نكاح الشغار وبطلانه 2/1034 ح 58 من كتاب النكاح عن زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وعبيد الله بن سعيد عن يحيى عن عبيد الله..به. 3- أبو داود 2/560 ح 2074 كتاب النكاح باب الشغار عن مسدد عن يحيى عنه به. 4- النسائي 6/110 كتاب النكاح باب الشغار عن عبيد الله بن سعيد عن يحيى عنه به.. 5- أحمد في المسند 2/19 عن يحيى بن عبيد الله ... به ...

فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ1 الْحِيرِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ مُسْلِمٍ أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَاهُ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ، وَالشِّغَارُ أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ عَلَى أَنْ يُزَوِّجَهُ الرَّجُلُ الآخَرُ ابْنَتَهُ وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا صَدَاقٌ "2. وَأَمَّا حَدِيثُ الْقَعْنَبِيِّ عَنْ مَالِكٍ الَّذِي فُصِلَ فِيهِ كَلامَهُ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ: فَأَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلافُ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ ابن الْحَسَنِ نَا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عن نافع عن ابن عمر: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ " 3. قَالَ مَالِكٌ: " وَالشِّغَارُ أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ الرَّجُلَ عَلَى أَنْ يزوج الآخَرُ ابْنَتَهُ وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا صَدَاقٌ "4. فأما حديث عبد الرحمن بن مهدي عَنْ مَالِكٍ نَحْوُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا

_ 1. أحمد بن الحسن الحرشي الحيري. 2. لم أقف عليه على رواية ابن وهب ولا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. 3. إِلَى هنا أخرجه أبو داود عن القعنبي في السنن 2/560 ح 2074 كتاب النكاح باب الشغار. 4. لم أقف عليه من رواية القعنبي إلا أن الحافظ ابن حجر ذكره في الفتح 9/162 ولم يعزه لغير المدرج للخطيب.

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ نَا مَالِكٌ عن نافع عن ابن عمر: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ ". قَالَ مَالِكٌ: وَالشِّغَارُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ أَنْكِحْنِي ابْنَتَكَ وَأُنْكِحُكَ ابْنَتِي1. وَأَمَّا حَدِيثُ مُحْرِزِ بْنِ عَوْنٍ عن مالك مثل ذلك: فأخبرناه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ أنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ نا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حنبل حدثني المحرز بن عون حدثنا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الشِّغَارِ " 2. قَالَ مَالِكٌ: وَالشِّغَارُ أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ عَلَى أَنْ يزوج ابْنَتَهُ2. وَأَمَّا حَدِيثُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ عَنْ نَافِعٍ الَّذِي اقْتَصَرَ فِيهِ عَلَى الْمَتْنِ الْمَرْفُوعِ، وَرَوَى تفسير الشغار عن نافع (47/ب) فأخبرناه الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ نا محمد بن أحمد اللؤلؤي نَا أَبُو دَاوُدَ [[نَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ نَا يَحْيَى4 عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ ". قُلْتُ لِنَافِعٍ: مَا الشغار قال: يَنْكِحَ ابْنَةَ الرَّجُلِ وَيُنْكِحَهُ ابْنَتَهُ بِغَيْرِ صَدَاقٍ وَيَنْكِحَ أُخْتَ الرَّجُلِ فينكحه أخته بغير صداق "5 (48/أ) .

_ 1. رواه أحمد في المسند 2/62. 2. ذكر هذه الرواية عن محرز الحافظ في الفتح 9/162 وعزاها إلى الإسماعيلي والدارقطني في الموطآت. 3. إلى هنا انتهت ورقة 47/ب. 4. هو ابن سعيد القطان. 5. انظر سنن أبي داود السجستاني 2/560 ح 2074 كتاب النكاح باب الشغار، وقد تقدم تخريجه من الصحيحين والمسند والنسائي.

41- حديث آخر: أخبرنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ نَا الْقَعْنَبِيُّ1 عَنْ مالك. وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ2 نَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – نهى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ " 3. هكذا رواه الْقَعْنَبِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ مَالِكٍ مُدْرَجًا، وَقَوْلُهُ: " مَخَافَةَ أن يناله العدو " كلام مَالِكٍ، بَيَّنَ ذَلِكَ أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ الْمِصْرِيَّانِ عَنْ مالك4

_ . 1. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قعنب القعنبي، وروايته بهذا السياق عن مالك لم أقف عليها. 2. ابن مهدي أبو سعيد الأزدي. 3. رواه أحمد في المسند 2/63، ورواه ضمن حديث طويل 2/7. ورواه أيضا ابن ماجة 2/961 ح 287 عن أحمد بن سنان وأبي عمر عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ... به. 4. ذهب الحافظ ابن حجر في الفتح 6/134: إلى أن هذه الزيادة صح رفعها ولم تكن مدرجة ثم قال: لعل مالكا كان يجزم به، ثم صار يشك في رفعه فجعله من تفسير نفسه، وقد استدل الحافظ على رفعها بالروايات الأخرى عن مالك التي تؤيد رواية القعنبي وابن مهدي، وكذلك الروايات الأخرى عن نافع، وكذلك متابعة ابن دينار لنافع على رفعها (رواية ابن دينار في المسند 2/128) . كما ذهب إلى ترجيح رفع هذه الجملة إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإمام أبو جعفر الطحاوي في مشكل الآثار 2/368 – 370، حيث قال: - بعد ذكر الروايات -: قد تحقق عندنا أن الخوف الذي في هذه الأحاديث أن يناله العدو حتى نُهِيَ عن السفر به إلى دارهم من أجله من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا من سواه من رواة هذه الأحاديث. أما الحافظ ابن عبد البر فقد نقل عنه الحافظ في الفتح 6/134: قوله: وأكثر الرواة عن مالك جعلوا التعليل من كلامه ولم يرفعوه، وأن ابن وهب هو الذي تفرد برفعها (رواية ابن وهب هذه أخرجها ابن الجارود في المنتقى 356 ح 1064) – قال الحافظ: وليس كذلك لما قدمته من الروايات يقصد بهذا الرد على ابن عبد البر.

وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ عَنْ مَالِكٍ فَلَمْ يَقُلْ فِيهِ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ، بَلِ اقْتَصَرَ عَلَى مَا كَانَ مَالِكٌ يَرْفَعُهُ حَسْبُ. أَمَّا حَدِيثُ يَحْيَى بن يحيى بذلك: فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ1 بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ النَّضْرِ أَنَا يَحْيَى ابن يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ " 2. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي مُصْعَبٍ3 الذي أورده فِيهِ كَلامَ مَالِكٍ وَفَصَلَهُ مِنَ المتن المرفوع: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ4 أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن [عبد الله] 5 بن زياد القطان.

_ 1. مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ. 2. رواه مسلم في كتاب الإمارة باب النهي عن السفر بالمصحف إلى أرض الكفار إذا خيف وقوعه بأيديهم من صحيحه 3/1490 ح 92. 3. أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زرارة. 4. الحسن بن أحمد بن إبراهيم شاذان أبو علي. 5. في الأصل ((عبد الملك)) والتصويب من تاريخ المؤلف 5/45 وشذرات الذهب 3/2.

وأخبرناه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ قَالا: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ1 نا أَبُو مُصْعَبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ 2 قَالَ مَالِكٌ: أَرَى ذَلِكَ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ2. وَأَمَّا حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ وَابْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ بمتابعة رواية أَبِي مُصْعَبٍ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشاهد – بالبصرة – حدثني أبو روق الهزاني3 حدثني الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ4 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ نَا مَالِكٌ. وأخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى السُّلَمِيُّ – بِدِمَشْقَ – أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلابِيُّ (48/ب) أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ جَوْصَاءَ نَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى أنا ابْنُ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكًا أَخْبَرَهُ. قَالَ ابن جوصاء: وحدثنا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَثْرُودٍ أنا ابن القاسم5 ثنا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ ".

_ 1. ابن إسماعيل بن حماد بن زيد أبو إسحاق الأزدي القاضي تقدم. 2. لم أقف على رواية أبي مصعب عن مالك. 3. بكسر الهاء وفتح الزاي المشددة وبعد الألف النون – هذه النسبة إلى هزّان وهو بطن من العتيك ... كذا في اللباب 3/387، ثم قال: منهم أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني. 4. المرادي المصري. 5. عبد الرحمن بن القاسم.

وَقَالَ مَالِكٌ: مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ – زَادَ الرَّبِيعُ: الْعَدُوُّ -1. وَقَدْ رَفَعَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَالضَّحَّاكُ بن عثمان الحزامي2 وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْفَهْمِيُّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ3. وَأَمَّا مَالِكٌ فَكَانَ لا يَرْفَعُهُمَا وَإِنَّمَا كَانَ يَذْكُرُهَا مِنْ عِنْدِهِ تَفْسِيرًا للخبر والله أعلم.

_ 1. لم أجد رواية ابن وهب ولا رواية ابن القاسم عن مالك بهذا السياق وقد رجعت لجزء حديث ابن جوصاء في مكتبة المخطوطات بالجامعة الإسلامية تحت رقم (1507) فلم أجد فيه هذه الروايتين. وقد أخرجه البخاري في صحيحه بهذا السياق لكن عن عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك (فتح الباري 6/133 ح 2990) . وأخرجه أيضا بهذا السياق ابن ماجة في السنن 2/961 ح 2879 عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك ... 2. قال الحافظ في التقريب 154: الحزامي – بكسر أوله – المهملة – وبالزاي أبو عثمان المدني، صدوق يهم. 3. أخرج روايات هؤلاء عن نافع عن ابن عمر الإمام مسلم في صحيحه 3/1491 ح 93، 94 من كتاب الإمارة باب النهي عن السفر بالمصحف إلى أرض الكفار إذا خيف من وقوعه بأيديهم. وأخرجه أحمد رواية أيوب في المسند 2/6 عن ابن علية عنه به، 2/10 عن سفيان عن أيوب - به. كما أخرج أحمد في المسند 2/55 عن يحيى بن سعيد عن عبيد بن عمر عن نافع به. وكذلك أخرج النسائي رواية الليث بن سعد عن نافع – مثل رواية مسلم – في فضائل القرآن ص 98 ح 85، عن قتيبة بن سعيد عن الليث ... به، كذلك هناك روايات أخرى عن نافع وعن أيوب عن نافع انظرها في الفتح 6/133 – 134. ومشكل الآثار 2/368 – 370، وحلية الأولياء 8/322، وتاريخ بغداد 13/34.

باب: ذكر أحاديث التي متن كل واحد منها عند راويه بإسناد غير ألفاظ فيه فإنها عنده بإسناد آخر

باب ذكر أحاديث الَّتِي مَتْنُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا عند راويه بِإِسْنَادٍ غَيْرَ أَلْفَاظٍ فِيهِ فَإِنَّهَا عِنْدَهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ 42- فَمِنْ ذَلِكَ حديث: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطائي ن جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيِّ1 عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: [أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَاءَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالَ: إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ أَسْرَعَ2 فِي قُرَّاءِ النَّاسِ أَيَّامَ الْيَمَامَةِ، وَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَهْلَكَ الْقُرْآنُ فَلا يَبْقَى قُرْآنٌ فَاجْمَعِ الْقُرْآنَ وَاكْتُبْهُ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَيْفَ نَصْنَعُ شَيْئًا لَمْ يَأْمُرْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه

_ 1. هو أبو إسحاق بن مجمع الأنصاري المدني، ضعفه أحمد وابن معين وأبو نعيم وأبو داود وأبو حاتم، وقال ابن حبان في المجروحين (1/103) : كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل (التهذيب 1/105) . 2. هكذا – بالسين المهملة – وردت أيضا في الرواية التالية هكذا ولكني لم أقف عليها في غير رواية إبراهيم الأنصاري في هذين الموضعين، أما الروايات الأخرى بما فيها رواية البخاري فقد وردت بلفظ " إستحر " بالحاء المهملة، والمعنى إن الموت كثر في القراء من الصحابة رضي الله عنهم (راجع سرع وشرع في الصحاح 3/1228، 1236، وتاج العروس 5/376، 394) .

بِأَمْرٍ، وَلَمْ يَعْهَدْ إِلَيْنَا فِيهِ عَهْدًا، فَقَالَ عُمَرُ: افْعَلْ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ بِأَبِي بَكْرٍ حَتَّى أَرَى اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ مِثْلَ رَأْيِ عُمَرَ. قَالَ زَيْدٌ: فَدَعَانِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ فَاجْمَعِ الْقُرْآنَ وَاكْتُبْهُ، فَقُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ: كَيْفَ تَصْنَعُونَ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ أَمَرَكُمْ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بِأَمْرٍ وَلَمْ يَعْهَدْ إِلَيْكُمْ فِيهِ عَهْدًا، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى أَرَانِي اللَّهُ مِثْلَ رَأْيِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ كَانَ أَيْسَرَ عَلَيَّ مِنَ الَّذِي كَلَّفُونِي فَجَعَلْتُ أَتْبَعُ الْعُسُبَ1. قَالَ: وَفَقَدْتُ آيَةً كُنْتُ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَجِدْهَا عِنْدَ أَحَدٍ، فَوَجَدْتُهَا عِنْدَ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} 2، فَأَضَفْتُهَا إِلَى سُورَتِهَا. فَكَانَتْ تِلْكَ الصُّحُفُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى مَاتَ ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ] 3 أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ4 الْحِيرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأصم5 عن5.

_ 1. قال أبو عبيد في الغريب 4/156: والعسب – بضم المهملتين – وأحدها: عسيب – بفتح أوله وكسر ثانيه، وهو سعف النخل وأهل الحجاز يسمونه (الجريد) (وانظر أيضا الفتح 9/14) . 2. الآية 23 من سورة الأحزاب. 3. رواه ابن أبي داود في المصاحف 7 – 8 من طريق علي بن حرب عن جعفر بن عون – به. 4. أحمد بن الحسن الحرشي – بمهملة ومعجمة -. 5. في هذين الموضعين من الأصل تضبيب، ولعله أراد التنبيه على التكرار الحاصل في الإسناد، والمصنف أراد بيان اختلاف صيغ التحمل في الإسنادين حدثنا وعن والله أعلم.

وَقَرَأْنَا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الصَّيْرَفِيِّ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الأَصَمِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ1 نا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ2 عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ الأَنْصَارِيِّ عن الزهري عن عبيد (49/أ) بْنِ السَّبَّاقِ3: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ أَيَّامَ الْيَمَامَةِ: إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ أَسْرَعَ فِي النَّاسِ " وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ نَحْوَ سِيَاقَةِ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ ثُمَّ قَالَ: قال ابن شهاب: فَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَكَانُوا يُقَاتِلُونَ أهل الشام على مرج4 أَرْمِينِيَةَ. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ النَّاسَ اخْتَلَفُوا فِي الْقِرَاءَةِ اخْتِلافًا شَدِيدًا كَاخْتِلافِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى حَتَّى أَنَّ الرَّجُلَ لَيَقُومُ فَيَقُولُ هَذِهِ قِرَاءَةُ فُلانٍ وَيَقُومُ الآخَرُ فَيَقُولُ هَذِهِ قِرَاءَةُ

_ 1. سبق الكلام على أنه ضعيف في موضع سابق من هذا الكتاب. 2. ابن واصل الشيباني الجمال الكوفي قال في التقريب 390: صدوق يخطئ مات سنة 199 هـ. 3. بالسين المهملة بعدها موحدة مثقلة آخره قاف. 4. هكذا في الأصل بالميم، وفي النهاية 4/314 -315: المرج بالفتح الخلط والمرج أيضا الأرض الواسعة ذات نبات كثير تمرج فيها الدواب أي تسرح مختلطة كيف شاءت. وقد جاء في أغلب الروايات ما سيأتي – فرج – بالفاء – قال في الفتح 9/17: عن ابن أبي داود: الفرج ثغر – بالغين المعجمة قبلها مثلثة – وجاء في روايات أخرى فتح وهذا معروف وقد كان فتح أرمينية في عهد عثمان سنة 25 هـ. وأرمينية: بكسر أوله ويفتح أيضا – وسكون ثانية وكسر الميم وياء تحتية ساكنة وكسر النون ثم ياء تحتية خفيفة مفتوحة اسم لصقع عظيم واسع في جهة الشمال – جهة بلاد الروم – والنسبة إليها أرمني على غير قياس أ. هـ - ملخصا من معجم البلدان 1/160 بلدان الخلافة الشرقية 216، وانظر أيضا الفتح 9/17.

فُلانٍ، فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ أَرْسِلِي إِلَيَّ بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي مُصْحَفٍ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِالصُّحُفِ وَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَيَّ وَإِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَإِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَرَجُلٍ آخَرَ – قَالَ إِبْرَاهِيمُ: قَدْ سَمَّاهُ فَأُنْسِيتُهُ – فَلَمَّا أَتَيْنَاهُ ثَلاثَةً مِنْ قُرَيْشٍ وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ قال اكتبوا هذه1 في مصحف، وإن اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقِرَاءَةِ فَاكْتُبُوهَا بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّهُ إِنَّمَا أُنْزِلَ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ. فَقَعَدْنَا عَلَيْهِ نَنْسَخُهُ فجعلنا نختلف في الشيء ثم يَتَّفِقُ أَمْرُنَا عَلَى وَاحِدٍ وَاخْتَلَفُوا يَوْمَئِذٍ فِي التَّابُوتِ، فَقَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: التَّابُوهُ وَقَالَ الْقُرَشِيُّونَ: التَّابُوتُ، فَأَبَى زَيْدٌ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ وَأَبَوْا أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِ حَتَّى رُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: اكْتُبُوهَا التَّابُوتَ فَإِنَّهُ لِسَانُ قُرَيْشٍ، قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: وَافْتَقَدْتُ آيَةً كُنْتُ أَسْمَعُهَا مِنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَجِدْهَا عِنْدَ أَحَدٍ حَتَّى وَجَدْتُهَا عِنْدَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ... } 2 فَأَكْتُبُهَا فِي سُورَتِهَا، ثُمَّ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ، وَبَعَثَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ، وَأَمَرَ بِمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْمَصَاحِفِ أن يحرق "3. هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ إِبْرَاهِيمُ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ الأَنْصَارِيِّ

_ 1. في الأصل (هذا) وكتب فوقه (كذا) . 2. الآية 128 من سورة التوبة. 3. لم أجده بهذا السياق من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ الأنصاري، وقد أخرج الطبراني في الكبير 5/165 ح 4904 الجزء الأخير المتعلق بآية سورة التوبة، فذكره في الفتح 9/12 ولم يعزه لغير الخطيب في المدرج.

عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. وَخَالَفَهُ عُمَارَةُ بْنُ غُزَيَّةَ1 فَرَوَاهُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ زَيْدٍ. كذلك أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ2 نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ3 عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غُزَيَّةَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ زَيْدٍ قَالَ: " لَمَّا قُتِلَ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْيَمَامَةِ دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالَ: إِنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَهَافَتُوا يَوْمَ الْيَمَامَةِ تَهَافُتَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ، وإني أخشى ألا يشهدوا موطئا إِلا فَعَلُوا ذَلِكَ فِيهِ حَتَّى يَفْنَوْا وَهُمْ حَمَلَةُ الْقُرْآنِ، وَيَضِيعُ القرآن (49/ب) وَيُنْسَى فَلَوْ جَمَعْتَهُ فَكَتَبْتَهُ، فَنَفَرَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: أَفْعَلُ مَا لَمْ يَفْعَلْ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَتَرَاجَعَا فِي ذَلِكَ ثُمَّ أَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: فَدَخَلْتُ وَعُمَرُ مُحْزَئِلٌّ4 فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ هَذَا قَدْ دَعَانِي إِلَى أَمْرٍ فأبيته عليه، وأنت كاتب

_ 1. عمارة – بضم العين المهملة – كذا في الأصل، ابن غزيه – بفتح الغين المعجمة وكسر الزاي بعدها تحتانية ثقيلة – ابن الحارث المازني المدني كذا في التقريب 251، وثقه أحمد وأبو زرعة وابن سعد والدارقطني وقال ابن معين وأبو حاتم والنسائي: صالح ليس به بأس (التهذيب 7/422) . 2. ابن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزبير بن العوام أبو إسحاق المدني وثقه ابن سعد، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق، مات سنة 230 هـ (التهذيب 1/117) . 3. الدراوردي. 4. بضم الميم وسكون الحاء المهملة بعدها زاي ثم همزة مكسورة – على نبرة – ثم لام مثقلة. قال في النهاية 1/379: أي منضم بعضه إلى بعض وقيل مستوفز، ومنه أحزألت الإبل في السير إذا ارتفعت أ. هـ.

الْوَحْيِ فَإِنْ تَكُ مَعَهُ اتَّبَعْتُكُمَا وَإِنْ تُوَافِقْنِي لا أَفْعَلُ مَا قَالَ فَاقْتَصَّ أَبُو بَكْرٍ قَوْلَ عُمَرَ وَعُمَرُ سَاكِتٌ. قَالَ: فَنَفَرْتُ مِنْ ذَلِكَ وَقُلْتُ نَفْعَلُ مَا لَمْ يَفْعَلْ رَسُولُ اللَّهِ؟ إِلَى أَنْ قَالَ عُمَرُ كَلِمَةً: وَمَا عليكم لَوْ فَعَلْتُمَا؟ قَالَ: فَذَهَبْنَا نَنْظُرُ فَقُلْنَا: لا شَيْءَ، وَاللَّهِ مَا عَلَيْنَا قَالَ زَيْدٌ: فَأَمَرَنِي أَبُو بَكْرٍ فَكَتَبْتُهُ فِي قِطَعِ الأَدِيمِ وَكِسَرِ الأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ. قَالَ: فَلَمَّا هَلَكَ أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ عُمَرُ، كتبت ذَلِكَ فِي صَحِيفَةٍ وَاحِدَةٍ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ فَلَمَّا هَلَكَ عُمَرُ كَانَتِ الصحيفة عند حفصة زرج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ إِنَّ حُذَيْفَةَ قَدِمَ مِنْ غَزْوَةٍ غَزَاهَا قِبَلَ أَرْمِينِيَةَ فَلَمْ يَدْخُلْ بَيْتَهُ حَتَّى أَتَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرِكِ النَّاسَ. قَالَ عُثْمَانُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: غَزَوْتُ فَرْجَ أَرْمِينِيَةَ فَحَضَرَ أَهْلُ الْعِرَاقِ وَأَهْلُ الشام فإذا أهل الشام يقرأون قِرَاءَةَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَيَأْتُونَ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ أَهْلُ الْعِرَاقِ، وإذا أهل العراق يقرأون بِقِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَيَأْتُونَ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ أَهْلُ الشَّامِ فَيُكَفِّرَهُمْ أَهْلُ الشَّامِ. قَالَ زَيْدٌ: فَأَمَرَنِي عُثْمَانُ أَنْ أَكْتُبَ لَهُ صُحُفًا، وَقَالَ: إِنِّي جَاعِلٌ مَعَكَ رَجُلًا لَبِيبًا فَصِيحًا فَمَا اجْتَمَعْتُمَا عَلَيْهِ فَاكْتُبَاهُ، وَمَا اخْتَلَفْتُمَا فِيهِ فَارْفَعَاهُ إِلَيَّ فَجَعَل أَبَانَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، فَلَمَّا بَلَغُوا: {آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ} قَالَ زَيْدٌ فَقُلْتُ: التَّابُوهُ وَقَالَ أَبَانٌ: التَّابُوتُ، فَرَجَعْنَاهَا إِلَى عُثْمَانَ فَكَتَبَ التَّابُوتَ، فَلَمَّا فَرَغْتُ عَرَضْتُهُ عرضة لما أَخْطَأَ إِلا هَذِهِ الآيَةَ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} إلى {تَبْدِيلاً} 1.

_ 1. الآية 23 من سورة الأحزاب.

قَالَ: فَاسْتَعْرَضْتُ الْمُهَاجِرِينَ أَسْأَلُهُمْ عَنْهَا فَلَمْ أَجِدْهَا عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ثُمَّ اسْتَعْرَضْتُ الأَنْصَارَ أَسْأَلُهُمْ عَنْهَا فَلَمْ أَجِدْهَا عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ حَتَّى وَجَدْتُهَا عِنْدَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ1. قَالَ: فَكَتَبْتُهَا ثُمَّ عَرَضْتُهُ عَرْضَةً أُخْرَى فَلَمْ أَجِدْ فِيهِ هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} 2 الآيَتَيْنِ -، قَالَ: فَاسْتَعْرَضْتُ الْمُهَاجِرِينَ أَسْأَلُهُمْ عَنْهَا فَلَمْ أَجِدْهَا عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ثُمَّ اسْتَعْرَضْتُ الأَنْصَارَ أَسْأَلُهُمْ عَنْهَا فَلَمْ أَجِدْهَا عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ حَتَّى وَجَدْتُهَا مَعَ رَجُلٍ يُدْعَى خُزَيْمَةَ أَيْضًا فَأَثْبَتُّهَا فِي آخر براءة ولم تَمَّتْ ثَلاثُ آيَاتٍ لَجَعَلْتُهَا سُورَةً عَلَى حِدَةٍ. ثُمَّ عَرَضْتُهُ أُخْرَى فَلَمْ أَجِدْ فِيهِ شَيْئًا ثُمَّ أرسل عثمان إلى حفصة (50/أ) يَسْأَلُهَا أَنْ تُعْطِيَهُ الصَّحِيفَةَ وَحَلَفَ لَهَا أَنْ يَرُدَّهَا عَلَيْهَا فَعَرَضْتُ عَلَيْهَا الْمُصْحَفَ فَلَمْ يَخْتَلِفَا فِي شَيْءٍ فَرَدَدْتُهَا إِلَيْهَا وَطَابَتْ نَفْسُهُ وَأَمَرَ النَّاسَ يَكْتُبُونَ الْمَصَاحِفَ، قَالَ: " فَلَمَّا مَاتَتْ حَفْصَةُ أَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي الصَّحِيفَةِ بِعَزِيمَةٍ فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا فَغُسِلَتْ غَسْلًا "3. وَهَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الأَنْصَارِيُّ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غُزَيَّةَ وَقَدْ وَهِمَ عُمَارَةُ إِذْ رَوَى جَمِيعَهُ عَلَى هَذِهِ السِّيَاقَةِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ وَوَهِمَ ابْنُ مُجَمِّعٍ أَيْضًا إذ

_ 1. سيأتي ذكر الخلاف في اسمه وهل هو واحد أو اثنان، وأيهما صاحب الشهادتين. 2. الآيتان 128، 129 من سورة التوبة. 3. أخرجه الطبراني في الكبير مختصرا 5/142 ح 4844 عن الدراوردي – به، وذكر الحافظ رواية عمارة بن غزية في الفتح 9/12، وقال: أخرجه الطبري ولم أجده في التفسير فلعله في الجزء المفقود من تهذيب الآثار، وعزاه أيضا الحافظ إلى كتاب المدرج للخطيب ولم يعزه لغيرهما.

رَوَى جَمِيعَ1 الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ2، وَذَلِكَ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَانَ يَرْوِي مِنْ أَوَّلِ الْحَدِيثِ إِلَى كَوْنِ الصَّحِيفَةِ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وكذلك كَانَ يَرْوِي قِصَّةَ الآيَتَيْنِ اللَّتَيْنِ فِي آخِرِ سُورَةِ التَّوْبَةِ عَنْ عُبَيْدٍ أَيْضًا، وَأَمَّا حَدِيثُ عُثْمَانَ مَعَ حُذَيْفَةَ عِنْدَ قُدُومِهِ مِنْ فَرْجِ أَرْمِينِيَةَ فَإِنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَانَ يَرْوِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ يُرْسِلُ الرِّوَايَةَ لِقِصَّةِ اخْتِلافِهِمْ فِي التَّابُوتِ وَالتَّابُوهِ وَلا يسندها عن أَحَدٍ، وَكَانَ يَرْوِي قِصَّةَ الآيَةِ الَّتِي فِي سُورَةِ الأَحْزَابِ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْه} عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ، بَيْنَ جَمِيعِ ذَلِكَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ في راويته عَنِ ابْنِ شِهَابٍ هَذَا الْحَدِيثَ سِيَاقَةً وَاحِدَةً، وَقَدْ رَوَى قِصَّةَ آيَةِ الأَحْزَابِ مُفْرَدَةً شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ وَهِشَامُ بْنُ الْغَازِ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ أَرْبَعَتُهُمْ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ3. وَرَوَى شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ حَدِيثَ عُثْمَانَ مَعَ حُذَيْفَةَ لَمَّا قَدِمَ من فرج أرمينية وفرد الحديث بذلك.

_ 1. كتب في هذا الموضع من الأصل إشارة تضبيب وكتب أمامه في الهامش (في نسخة السماع بعض) . 2. انظر الفتح 9/12 فقد نقل عن الخطيب هذا الكلام بنصه، وانظر العلل للدارقطني 1/58 – 60 تحقيق محفوظ الرحمن. 3. نقل الحافظ في الفتح 9/16، هذا الكلام عن الخطيب واستدرك عليه أيضا رواية ابن أبي عتيق عن ابن شهاب أخرجها البخاري في الجهاد.

وَرَوَى يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ أَيْضًا عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ مِنْ أَوَّلِ حَدِيثِ جَمْعِ الْقُرْآنِ إِلَى آخِرِ قِصَّةِ ((الآيَتَيْنِ اللَّتَيْنِ هُمَا خَاتِمَةُ سُورَةِ بَرَاءَةٍ وَلَمْ يَذْكُرْ يونس حديث أنس فِي قِصَّةِ)) 1 عُثْمَانَ مَعَ حُذَيْفَةَ وَلا حَدِيثَ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ فِي قِصَّةِ آيَةِ الأَحْزَابِ. فَأَمَّا حَدِيثُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الَّذِي جَمَعَ فِيهِ بَيْنَ الرِّوَايَاتِ الثَّلاثِ وَمَيَّزَ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ مَعَ سِيَاقَتِهِ ذَلِكَ سِيَاقَةً واحدة. فأخبرناه أبو بكر البرقاني (50/ب) قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ عُمَرَ بْنِ نُوحٍ الْبَجَلِيِّ. أَخْبَرَكُمْ أَبُو خَلِيفَةَ – هُوَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ – نَا أَبُو الْوَلِيدِ2 نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ3 نَا ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: " أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ4 مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ فَإِذَا عُمَرُ جَالِسٌ عِنْدَهُ فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ جَاءَنِي فَقَالَ: إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ استحرّ5 يوم اليمامة بقراء الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا فَيَذْهَبَ مِنَ الْقُرْآنِ كَثِيرٌ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ قَالَ: قُلْتُ لِعَمُرَ: وَكَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يزل يراجعني في ذلك

_ 1. ما بين إشارتي التنصيص كتب في الهامش وكتب بعده ((صح أصل)) . 2. هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ. 3. ابن إبراهيم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزهري أبو إسحاق المدني. 4. كتب في هذا الموضع من الأصل كلمة (كذا) . 5. قال في الفتح 9/12: بسين مهملة ساكنة ومثناة مفتوحة بعدها حاء مهملة مفتوحة ثم راء ثقيلة – أي اشتد وكثر.

حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ عُمَرَ، وَرَأَيْتُ في ذلك لذي رَأَى، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِي: أنت شاب عاقل لا نَتَّهِمُكَ قَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ، قَالَ زَيْدٌ: فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أثقل1 مما أمروني بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ، قَالَ قُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: هُوَ وَاللَّهِ خير فلم يزل بي أبي بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. قَالَ: " فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالْعُسُبِ وَاللِّخَافِ2 وَصُدُورِ الرِّجَالِ، حَتَّى وَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ خُزَيْمَةَ أَوْ أَبِي خُزَيْمَةَ3، الأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ} 4 خَاتِمَةُ بَرَاءَةٍ، قَالَ: فَكَانَتِ الصُّحُفُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى توفاه الله ثم عتد حفصة بنت عمر ".

_ 1. كتب في هذا الموضع من الأصل كلمة (كذا) . 2. قال أبو عبيد في الغريب 4/156 قال الأصمعي: اللخاف واحدتها: لخف وهي حجارة بيض رقاق. 3. اختلفت الروايات فبعضها تذكر أبي خزيمة والبعض يذكر خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين وبعضها تذكر أبي خزيمة وهنا شك الراوي, وغير ذلك من الروايات. ذكر الحافظ في الفتح 9/15: تلك الروايات ثم قال: والأرجح أن الذي وجد معه آخر سورة التوبة أبو خزيمة بالكنية، والذي وجد معه الآية من الأحزاب خزيمة، وأبو خزيمة قيل هو ابن أوس بن يزيد بن أصرم مشهور بكنيته دون اسمه، وقيل هو الحارث بن خزيمة. وأما خزيمة فهو ابن ثابت ذو الشهادتين كما تقدم صريحا في سورة الأحزاب أ. هـ ملخصا من الفتح. 4. علم في هذا الموضع من الأصل بعلامة التضبيب ولعله بسبب عدم إكمال الآية بقوله (ما عنتم) لأن المعنى يتطلب عدم الوقف هنا والله أعلم.

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: وَحَدَّثَنِي ابن شهاب عن أنس أنا حذيفة قد عَلَى عُثْمَانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشام وأهل العراق وفتح أَرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ1 فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلافُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ فَقَالَ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرِكْ هَذِهِ الأُمَّةَ قَبْلَ أن يتخلفوا فِي الْكِتَابِ كَمَا اخْتَلَفَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى "، فَبَعَثَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ: " أَرْسِلِي الصُّحُفَ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ " فَبَعَثَتْ بِهَا إليه، فدعى زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَمَرَهُ وَأَمَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ أَنْ يَنْسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ. وَقَالَ لَهُمْ: " مَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ، فَكَتَبَ الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ فَبَعَثَ إِلَى كُلِّ أفق مما نسخوا (51/أ) وأمر بها سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ يمحا أَوْ يُحْرَقَ "2. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ يَقُولُ: " فَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْتُ الْمُصْحَفَ كُنْتُ أَسْمَعُ رسول

_ 1. قال في معجم البلدان 1/128: بالفتح ثم سكون الذال المعجمة – وفتح الراء وكسر الباء الموحدة وياء تحتية ساكنة وجيم ثم قال: وفتح قوم الذال وسكنوا الراء، ومد آخرون الهمزة مع ذلك، إلى أن قال ... يتصل حدها من الشمال بالديلم والجبل.. وهي إقليم واسع وتضم مدنا كثيرا ... أ. هـ ملخصا من المعجم. 2. هذا الحديث بهذا السياق بكامله أخرجه البخاري في فضائل القرآن من صحيحه باب جمع القرآن (الفتح 9/10 ح 4986، 4987، 4988) ، ورواه أيضا الطبراني في الكبير 5/163-165ح4902، 4903، وأخرجها أيضا ابن أبي داود في المصاحف 6-7، وأخرجه أيضا النسائي في فضائل القرآن ص 63ح20. ورواه أحمد في المسند 5/188، إلا أن رواية الطبراني، وابن أبي داود وأحمد مختصرة عما في رواية الخطيب هنا وما في البخاري في صحيحه ورواية أحمد أشدهما اختصارا. ورواية الترمذي في جامعه كتاب التفسير 5/283-285 ح 3103، 3104 عن محمد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي عن إبراهيم بن سعد..به إلا أن في رواية الخطيب هنا ألفاظا وجملا ليست في رواية أبي عيسى الترمذي.

الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا، فَالْتَمَسْتُهَا فَوَجَدْتُهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} ، فَأَلْحَقْتُهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ"1. قال ابن شهاب2: " اختلفوا يَوْمَئِذٍ فِي التَّابُوتِ، فَقَالَ زَيْدُ: التَّابُوهُ، وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ: التَّابُوتُ، فَرُفِعَ خِلافُهُمْ إِلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: اكْتُبُوهُ التَّابُوتَ فَإِنَّهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ "3. قَالَ الْخَطِيبُ: وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ هُوَ الَّذِي خَالَفَ زَيْدًا فِي التَّابُوتِ، وَذَكَرَ عُمَارَةُ بْنُ غُزَيَّةَ فِي رِوَايَتِهِ أَنَّهُ أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ وَذَلِكَ وهم، لأن أبان قُتِلَ بِالشَّامِ فِي وَقْعَةِ أَجْنَادِينَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ أَيَّامَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَلا مَدْخَلَ لَهُ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ، وَالَّذِي أَقَامَهُ عثمان لهذا سعيد بن العاص ابن سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ ابْنُ أخي أبان بن سعيد4.

_ 1. انظر الهامش السابق. 2. في هذا الموضع من الأصل يوجد إشارة تضبيب. 3. هذا الجزء من رواية الخطيب من طريق إبراهيم بن سعد لم أجده إلا عند الترمذي في الموضع المذكور أعلاه، وعند أبي يعلى في المسند 1/63-64 ح 63. 4. ذهب إلى الترجيح هذا القول الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة أبان بن سعيد 1/15-17 وفي ترجمة سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بن العاص 4/192-194، ونقله عن الخطيب (في الفتح 9/19) .

وأما حديث شعيب بن أبي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي قِصَّةِ آية الأحزاب: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ الْهَرَوِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْجَكَّانِيُّ1 نا أَبُو الْيَمَانِ2 أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا نُسِخَتِ الْمَصَاحِفُ3 فِي الصُّحُفِ3 فَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الأَحْزَابِ قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأها فَالْتَمَسْتُهَا فَلَمْ أَجِدْهَا إِلا مَعَ خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَتَهُ4 شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ، قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} 5. وَأَمَّا حَدِيثُ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ عن الزهري بهذا القصة: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ نا أَحْمَدُ بن منصور الرمادي نا عبد الرزاق. وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ أَيْضًا أَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ نَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ6 نا

_ 1.بالجيم – تقدم ضبطه. 2.الحكم بن نافع البهراني – بفتح الموحدة – الحمصي مشهور بكنيته. 3. كتب في هذين الموضعين من الأصل (كذا) ولعله تنبيها إلى أنه في رواية البخاري (الصحف في المصاحف) عكس ما هنا. 4. كتب في هذا الموضع من الأصل (كَذَا) . 5. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ التفسير من صحيحه عند تفسير الآية 23 من سورة الأحزاب (الفتح 8/518 ح 4784) . ورواه أحمد في المسند 5/188. 6. أبو جعفر بن الطبري المصري.

عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ ع زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا كَتَبْنَا الْمَصَاحِفَ فَقَدْتُ آيَةً كُنْتُ أَسْمَعُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْتُهَا عِنْدَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} إلى {بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} 1 (51/ب) . " قَالَ وَكَانَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ يُدْعَى ذَا الشِّهَادَتَيْنِ، أَجَازَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَقُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ "1 وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ. وَأَمَّا حَدِيثُ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ عن الزهري بذلك: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُكَيْرٍ الْبَزَّارُ2 - بِمِصْرَ – نَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بن سلم بْنِ حَبِيبِ بْنِ مَيْمُونٍ الْعَبْدِيُّ نا أبو عبد الرحمن الخليل بْنُ مَيْمُونٍ الْكِنْدِيُّ – بِعَبَّادَانَ – نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُذَيْنَةَ3 عَنْ هشام بن الغاز عن

_ 1. رواه أحمد في المسند 5/189 عن عبد الرزاق ... به بهذا السياق كاملا. ورواه الطبراني في الكبير 5/141 ح 4841 عن إِسْحَاقُ الدَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ به إلى قوله (يدعى ذا الشهادتين) فقط. وقد تقدم الكلام في التمييز بين خزيمة ذا الشهادتين وبين ابن خزيمة أو أبو خزيمة صاحب آية سورة التوبة. 2. بزايين كذا في الأصل ولسان الميزان 1/323، وقال الدارقطني: ليس بشيء في الحديث. 3. أوله ألف مضمونة بعدها ذال معجمة ثم تحتانية بعدها نون آخره تاء مربوطة كذا في الأصل والمجروحين لابن حبان 2/18، قال ابن حبان: منكر الحديث جدا يروي عن ثور بن يزيد ما ليس من حديثه، ولا يجوز الاحتجاج به بحال، ثم ذكر له حديثين وعقب عليهما بقوله: لا يحل ذكرها في الكتب إلا على سبيل القدح في ناقلها.

الزُّهْرِيِّ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا نَسَخْنَا الْقُرْآنَ فَقَدْتُ آيَةً مِنَ الأَحْزَابِ، قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} ، فالتمستها فَوَجَدْتُهَا عِنْدَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ أخي بني خطمة صَاحِبِ الشَّهَادَتَيْنِ، فَأَخَذْتُهَا فَأَلْحَقْتُهَا فِي سُورَةِ الأَحْزَابِ "1. وَأَمَّا حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفِيِّ2 عَنِ الزُّهْرِيِّ مثل ذلك: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا أَحْمَدُ بن محمد بن عبد الله نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ نَا أَبُو صَالِحٍ3 نَا هِقْلٌ4 عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفِيِّ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قال: " لما نسخنا المصحف فِي الْمَصَاحِفِ فُقِدَتْ آيَةٌ مِنْ سُورَةِ الأَحْزَابِ قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا، فَالْتَمَسْتُهَا فَلَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ إِلا مَعَ خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَتَهُ شهادة رجلين وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّه

_ 1. لم أقف على رواية هشام بن الغاز – بالغين المعجمة والزاي – وفي إسنادها هنا ابن زكير البزار وعبد الله بن أذينة ضعيفان، والمتن ثابت في البخاري وغيره من غير هذا الإسناد. 2. بالصاد المهملة والدال المهملة ثم الفاء – مجمع على تضعيفه (التهذيب 10/219) . 3. عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث بن سعد قال في التقريب 177: صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه وكانت فيه غفلة. 4. بكسر أوله وسكون القاف ثم لام – ابن زياد السكسكي – بمهملتين مفتوحتين بينهما كاف ساكنة – وهقل لقب واسمه محمد أبو عبد الله، وكان كاتب الأوزاعي، ثقة (التقريب 365) .

عَلَيْه} 1. وأما حديث شعيب بن أبي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ بقصة عثمان مع حذيفة: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى نا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ " أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي وِلايَتِهِ وَكَانَ يَغْزُو مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ ((قِبَلَ أَرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ فِي غَزْوِهِمْ ذَلِكَ الْفَرْجَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَأَهْلِ الْعِرَاقِ)) 2 فَتَنَازَعُوا فِي الْقُرْآنِ حَتَّى سَمِعَ حُذَيْفَةُ مِنَ اخْتِلافِهِمْ فِيهِ مَا أَذْعَرَهُ، فَرَكِبَ حُذَيْفَةُ حَتَّى قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرِكْ هَذِهِ الأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْقُرْآنِ اخْتِلافَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي الْكُتُبِ " فَفَزِعَ لِذَلِكَ عُثْمَانُ فَأَرْسَلَ إِلَى حَفْصَةَ بِنْتِ عمر أن أَرْسِلِي إِلَيَّ بِالصُّحُفِ الَّتِي جُمِعَ فِيهَا الْقُرْآنُ، فَأَرْسَلَتْ بِهَا إِلَيْهِ حَفْصَةُ فَأَمَرَ عُثْمَانُ زَيْدَ بْنَ ثابت3 (52/أ) وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنْ يَنْسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ لَهُمْ: " إِذَا اخلتفتم أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي عَرَبِيَّةٍ مِنْ عَرَبِيَّةِ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهَا بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ بِلِسَانِهِمْ " فَفَعَلُوا حَتَّى كُتِبَتِ الْمَصَاحِفُ، ثُمَّ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ جُنْدٍ مِنْ أَجْنَادِ الْمُسْلِمِينَ بِمُصْحَفٍ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَحْرِقُوا كُلَّ مُصْحَفٍ يُخَالِفُ الذي أرسل

_ 1. لم أر رواية معاوية الصدفي فيما وقفت عليه من المصادر. 2. ما بين إشارتي التنصيص كتب في الهامش إلحاقا وكتب في آخره (صح أصل) . 3. كتب في الهامش (قوبل فصح إن شاء الله) .

بِهِ وَذَلِكَ زَمَانُ حُرّقت الْمَصَاحِفُ بِالنَّارِ "1. وَأَمَّا حَدِيثُ يُونُسَ بْنِ يزيد عم الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ: فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ2 أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ بَيَانٍ الْبَزَّازُ2 أَنَا أحمد بن الحسن ابن عَبْدِ الْجَبَّارِ نَا أَبُو خَيْثَمَةَ3 نَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ4 نَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَرْسَلَ إِلَيَّ5 مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَأَتَيْتُهُ، فَإِذَا عُمَرُ عِنْدَهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: " إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ: " إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ بِأَهْلِ الْيَمَامَةِ مِنْ قُرَّاءِ الْمُسْلِمِينَ وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ، فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ الْقُرْآنِ لا يُوعَى، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ "، فَقُلْتُ: " كَيْفَ نَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " فَقَالَ: " هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ "، فَلَمْ يَزَلْ يُرَاجِعُنِي فِي ذَلِكَ حتى شرح الله لذلك صدري، وَرَأَيْتُ فِيهِ الَّذِي رَأَى عُمَرُ،

_ 1.رواه ابن أبي داود في المصاحف 18-20 عن أبي اليمان عن شعيب به سندا ومتنا. وأخرجه البخاري في فضائل القرآن من صحيحه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ الزهري عن أنس مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ. (انظر الفتح 9/11 ح 4987) . وكذلك رواه الترمذي – كتاب التفسير 5/284 ح 3106 عن ابن مهدي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ الزهري ... به ... مثل حديث البخاري. 2. بزايين كذا في الأصل وفي تاريخ بغداد 3/160، 9/409. 3. زهير بن حرب. 4. ابن فارس بن لقيط أبو محمد العبدي البصري، ثقة التقريب 235. 5. في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب.

قَالَ زَيْدٌ1 - وَعُمَرُ جَالِسٌ عِنْدَهُ لا يتكلم، فقال عمر: " إنك شاب عاقل لانتهمك، وَكُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَتَبَّعِ هذا الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ ". قَالَ زَيْدٌ: فَوَاللَّهِ لو كفلوني تقل جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ بأثقل عليّ مما أمروني بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ، قُلْتُ: " كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي بالذي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وعمر، فجمعت القرآن، أجمعه من الأكتاف والأقتاب والعسب وصدور الرجال "2. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيِّ أَخْبَرَكَ أَبُو يَعْلَى – هُوَ الْمَوْصِلِيُّ -3 نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ4 وَحَدَّثَكُمْ أَبُو بَكْرٍ الْفَارِيَابِيُّ5 نَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ6 وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالُوا: نَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَنَا يُونُسُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أخبرني عبيد السباق

_ 1. أيضا في هذا الموضع تضبيب، لعله بسبب أن السياق كان فيه اضطراب وتقديم وتأخير، ولذلك قمت بمقابلته برواية ابن أبي داود في المصاحف والطبراني في الكبير, وعدلت النص حتى استقام السياق، ولعل هذا الاضطراب حصل سهوا من الناسخ والله أعلم. 2. رواه ابن أبي داود في المصاحف 14-15 عن عثمان بن عمر عن يونس ... به، ورواه أيضا الطبراني في الكبير 5/163 ح 4902. 3. أحمد بن علي المثنى التميمي. 4. ابن ميسرة الجشمي – بالجيم والشين المعجمة – أبو سعيد القواريري البصري، ثقة ثبت (التقريب 226) . 5. جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الفريابي، ويقال: الفاريابي كلاهما صحيح كما مرّ بيان ذلك من كتاب الأنساب. 6. الدورقي العبدي.

أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَرْسَلَ إِلَيْهِ1 مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ فَذَكَرَ ... الْحَدِيثَ فِي آخره سُورَةِ التَّوْبَةِ آيَتَيْنِ وَجَدْتُهَا مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ، لَمْ أَجِدْهَا مَعَ غَيْرِهِ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} 2 الْحَدِيثُ. وَأَمَّا حَدِيثُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ ابن السباق: فأخبرناه أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقُرَشِيُّ – بِأَصْبَهَانَ – أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بن أيوب (52/ب) الطَّبَرَانِيُّ نَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ نَا أَبُو الْيَمَانِ3 أَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ بن السباق أن زيد ابن ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ – وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: " إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ: " إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ النَّاسِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ من القرآن لا يرعى، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ ". قُلْتُ لِعُمَرَ: " كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " فَقَالَ عُمَرُ: " هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَاجِعُنِي فِي ذَلِكَ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي بِذَلِكَ وَرَأَيْتُ فِيهِ الَّذِي رَأَى عُمَرُ "، فَقَالَ لِزَيْدٍ – وَعُمَرُ جَالِسٌ عِنْدَهُ، لا يتكلم – إنك رجل شاب لانتهمك وَكُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَتَبَّعِ القرآن فاجمعه ".

_ 1. كتب عليه في الأصل (كذا) ولعله بسبب كون الضمير هنا للغائب وكان سابقا للمتكلم وسياق الكلام هنا واضح. 2. رواه بن أبي داود في المصاحف في الموضع السابق وفي 27-28. 3. الحكم بن نافع الحمصي.

قال زيد: " فوالله لو كفلوني حَمْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كان أثقل عليّ مما أمراني بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ: " وَكَيْفَ تَفْعَلانِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رسول الله؟ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: " هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ "، فَلَمْ أَزَلْ أُرَاجِعُهُ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ صدر أبو بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقُمْتُ أَتَتَبَّعُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ حَتَّى وَجَدْتُ مِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ آيَتَيْنِ مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ1 الأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهُمَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} 2 حَتَّى خَتَمَهَا. وَكَانَتِ الصُّحُفُ الَّتِي جُمِعَ فِيهَا الْقُرْآنُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَنْهَا3. 43- حديث آخر: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جعفر بن حمدان نا عبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نا محمد بن بشير4 نا محمد ابن عَمْرٍو5 قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ اللَّيْثِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُعَاذِ بن

_ 1. تقدم ترجيح ابن حجر أنه أبو خزيمة وليس خزيمة. 2. رواه الطبراني في الكبير 5/162-163 ح 4901، 4902. رواه البخاري في تفسير سورة التوبة – الآيتين من آخرها – عن أبي اليمان عن شعيب ... به (الفتح 8/344 ح 4679) . 3. في مقابله في الهامش (بلغ مقابلة في التاسع حسب الطاقة) . 4. أبو عبد الله العبدي. 5. ابن علقمة بن وقاص الليثي المدني قال في التقريب 313: صدوق له أوهام.

رِفَاعَةَ الزُّرْقِيِّ1 عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لهذا العبد الصالح الذي تحول لَهُ الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، شُدِّدَ عَلَيْهِ فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ مَرَّةً: ثُمَّ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ مَرَّةً: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَعْدٍ يَوْمَ مَاتَ وَهُوَ يُدْفَنُ " 2. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ أخبرنا أبو حامد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ3 حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْهَيَّاجِ بْنِ بَسْطَامٍ4 الْحَنْظَلِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي5 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْمَدَنِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَيَزِيدَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ اللَّيْثِيِّ عَنْ مُعَاذِ بن (53/أ) رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَهَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ شُدِّدَ عَلَيْهِ قَبْلُ ثُمَّ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ " 6.

_ 1. الأنصاري، ضعفه الأزدي ونقل ذلك عن ابن معين (التهذيب 10/190) ، وضعفه ابن حجر في التعجيل 259 في ترجمة محمود بن عبد الرحمن، وفي التقريب 340. قال: صدوق. 2. رواه أحمد في المسند 3/327 عن محمد بن بشير العبدي عن محمد بن عمرو ... به، وانظر المعجم الكبير 6/13 ح 5340. 3. بالسين المهملة، كذا في الأصل وفي تذكرة الحفاظ 2/697. 4. ذكره ابن حبان في الثقات 8/225، وقال: يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه، وقال الذهبي في الميزان 1/644: متماسك، وضعفه السليماني والحاكم وغيرهما (لسان الميزان 2/388) . 5. ضعفه ابن معين وأحمد وأبو حاتم والذهلي وقال ابن حبان في المجروحين 3/96: كان داعية إلى الإرجاء، يروي المعضلات عن الثقات، ساقط الاحتجاج به، فإن اعتبر به معتبر أرجو أن لا يحرج في ذلك (التهذيب 11/88) . 6.لم أقف عليه من هذا الطريق وفي إسناده هنا خالد بن الهياج بن بسطام هو ووالده ضعيفان كما مر في ترجمتهما قريبا.

حدثنيه أبو الخطاب الْعَلاءُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ النيسابوري أنا أَبُو الطَّاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الذُّهْلِيُّ الْقَاضِي نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ1 نا أبو الجماهير2 الْحِمْصِيُّ نَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ3 نَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ لَهَذَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ الَّذِي فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتَحَرَّكَ لَهُ العرش شُدّد عَلَيْهِ ثُمَّ فُرّج عَنْهُ " 4. كَذَا رَوَى5 هَذَا الْحَدِيثَ مُحَمَّدُ بْنُ بشير الْعَبْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ كِلاهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن علقمة عن يحيى ابن سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ اللَّيْثِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ

_ 1. أبو عمران الحمال. 2. لم أقف على اسمه ورأيت في الجرح والتعديل 9/355: أبو الجماهر روى عنه معاوية بن صالح سمعت أبي يقول ذلك، وفي الكنى من التاريخ الكبير للبخاري 9/21: أبو الجميهر عن معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي قوله، رواه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنِ معاوية ابن صالح. 3. في التقريب 376: بضم الواو وتخفيف المهملة ثم معجمة – الحمصي صدوق من أهل الرأي مات سنة 222 هـ. 4. لم أقف عليه. 5. مقابل هذه الكلمة في هامش الأصل ما نصه كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مُحَمَّدُ بن بشير العبدي وهياج بن بسطام الحنظلي ومحمد بن خالد الوهبي، كذا مكتوب في الأصل وذكر أنه نسخة.

عَنْ جَابِرٍ1. وَرَوَاهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ وَحْدَهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ وَذُكِرَ عَنْ يَزِيدَ أَنَّهُ سَمِعَهُ هُوَ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُعَاذٍ. كَذَلِكَ حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ حَزْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيُّ أنا أَبُو الطَّاهِرِ الْقَاضِي نَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ نَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ فَوْرَانُ2 وَأَبُو عَوْفٍ الْبُزُورِيُّ3 قَالا: نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ4 أَنَا مُحَمَّدُ بن عمرو عن يزيد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ قَالَ: مَاتَ مَيِّتٌ عِنْدَنَا، فَجَلَسْتُ أَنَا وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، فَجَاءَ مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ الزُّرْقِيُّ فَأَوْسَعْتُ لَهُ بيني

_ 1. قال ابن حجر في الفتح 7/124: وقد جاء حديث اهتزاز العرش لسعد بن معاذ عن عشرة من الصحابة أو أكثر وقد عده من المتواتر غير واحد منهم: ابن عبد البر الاستيعاب 4/165، وغيره أ. هـ انظر نظم المتناثر ص 126. 2. بالفاء والواو بعدها راء وآخره ألف ونون – هكذا في الأصل وفي الجرح والتعديل 5/164، قال محقق الجرح والتعديل في الحاشية هكذا في ((ك)) ويظهر من صنيع أصحاب كتب المشتبه أنه الصواب، ووقع في ((م)) (فودان) أ. هـ وفي تاريخ بغداد 10/79 – فوزان بالزاي – وهو صاحب أحمد بن حنبل بل هو أحد جلسائه وخاصته مات سنة 256 هـ. 3. بضم الباء الموحدة والزاي والراء بعد الواو – قال في اللباب 1/148: هذه النسبة إلى البزور وهي جميع البزور عندنا يقال هذا لمن يبيع البزور للبقول وغيرها ثم قال: اشتهر بهذه النسبة أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية المعروف بابن أبي عوف أ. هـ، وهذا المذكور هو ابن صاحب الترجمة ولم أقف على ترجمة والده – أبو عوف البزوري. وترجمة ابنه أحمد بن عبد الرحمن ... في تاريخ بغداد 4/245. 4. أبو نصر الخفاف العجلي مولاهم، صدوق ربما أخطأ (التقريب 222) .

وَبَيْنَ يَحْيَى فَجَلَسَ فَقَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لسعد ابن مُعَاذٍ – وَهُوَ يُدْفَنُ – الْعَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ " 1. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ الْمِصْرِيَّانِ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ محمد الداروردي عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ وَحْدَهُ عن معاذ ابن رفاعة. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عبيد الله بن محمد الحنائي2 أحمد بن سليمان النَّجَّادُ أَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شَرِيكٍ الْبَزَّارُ نَا سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ نا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ3 وَابْنُ لَهِيعَةَ4 أَنَّ ابْنَ الْهَادِ – وَهُوَ يَزِيدُ بن عبد الله

_ 1. أخرجه الحاكم في المستدرك 3/206 عن يزيد بن هارون والفضل بن موسى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ علقمة ... به ... وقال الذهبي في التلخيص: قلت: صحيح، ورواه النسائي في فضائل الصحابة 122 ح 120. 2. قال السمعاني في الأنساب 4/275: بكسر الحاء المهملة وفتح النون المشددة وفي أخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى بيع الحناء وهو نبت يخضبون به الأطراف..ثم ذكر فيمن ينسب هذه النسبة: أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الله ... شيخ الخطيب هنا. وقد ذكره الخطيب في تاريخه وقال: كان ثقة مأمونا زاهدا ملازما لبيته (تاريخ بغداد 2/336) إلا أنه في تاريخ بغداد (الجبائي) بالجيم والموحدة أما الإكمال 3/59 فذكره بالحاء المهلمة والنون مثل ما في الأنساب. 3. أبو العباس الغافقي المصري ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن معين صالح ومرة قال ثقة، وقال أبو حاتم: صالح يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال أبو داود: صالح، وقال أحمد: سيئ الحفظ، وقال ابن سعد: منكر الحديث، وقال الدارقطني: في حديثه اضطراب ورجح الحافظ في التقريب 373: إنه صدوق ربما أخطأ. (التهذيب 11/186) . 4. عبد الله بن ليهعة – بفتح اللام وكسر الهاء، سبق الكلام عنه في موضع سابق من هذه الرسالة وقد رجح الحافظ في التقريب 186: إنه صدوق اختلط بعد احتراق كتبه ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من رواية غيرهما.

ابن أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ – حَدَّثَهُمَا عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ جَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَنْ هَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي مَاتَ ففتحت أبواب السماء (53/ب) وَتَحَرَّكَ الْعَرْشُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا سعد بن معاذ " 1. وأخبرنا الْحِنَّائِيُّ أَيْضًا أَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ2 القرشي ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ3 نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ4 عَنْ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ " 5. وَرَوَاهُ أيضا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ6 عَنِ ابْنِ الْهَادِ، إِلا أَنَّهُ أحسن

_ 1. لم أقف على رواية يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَعَبْدُ اللَّهِ بن لهيعة بهذا الإسناد والسياق، وقد ذكر الذهبي في كتاب العلو للعلي الغفاري متنه كما هو هنا وعزاه إلى النسائي ولم أجده في السنن المطبوع فلعله في المناقب من الكبرى، وهو أيضا ليس في فضائل الصحابة المطبوع بتحقيق فاروق حماده (انظر مختصر العلو للألباني 108-109) . 2. هو الكديمي، كذبه أبو داود وموسى بن هارون الحمال واتهمه النسائي والدارقطني بالوضع، وقد دافع عنه كثيرا الخطيب في تاريخه 3/435-544، وقد أطال في ترجمته، مات سنة 286هـ (انظر المجروحين 2/312، التهذيب 9/539) . 3. ابن عيسى بن عبد الملك من ولد عبد الرحمن بن عوف الزهري، ضعفه أحمد وابن معين وأبو داود وأبو زرعة والعقيلي وغيرهم (التهذيب 11/396) . 4. الدراوردي. 5. لم أجده من هذا الطريق وفيه هنا الكديمي وشيخه تقدم الكلام عليهما أعلاه. 6. أبو حازم = سلمة بن دينار.

سِيَاقَهُ وَاسْتَوْفَى حِكَايَتَهُ. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ1 أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي قَدْ مَاتَ، فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ، قَالَ: فَخَرَجَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرِهِ – وَهُوَ يدفن – فبينا هُوَ جَالِسٌ إِذْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ فَسَبَّحَ الْقَوْمُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ فَكَبَّرَ الْقَوْمُ، فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَهَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ شُدد عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ حَتَّى كَانَ هَذَا حِينَ فُرِجَ لَهُ " 2. وَقَدْ وُهِمَ ابْنُ الْهَادِ حِينَ سَاقَ الْحَدِيثَ هَذِهِ السِّيَاقَةَ بِإِسْنَادٍ وَاحِدٍ، لأَنَّ أَوَّلَ الْحَدِيثِ كَانَ مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ يَرْوِيهِ عَنْ رِجَالٍ مِنْ قَوْمِهِ وَلا يُسَمِّيهِمْ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا، وَآخِرَ الْحَدِيثِ كَانَ يَرْوِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ جَابِرٍ كَمَا حَكَى عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْهُ، وَإِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ رَجُلٍ هُوَ مَحْمُودٌ، وَقِيلَ مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن ابن عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ3 عَنْ جَابِرٍ.

_ 1. أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان. 2. لم أجده من طريق الدراوردي ولا من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ. 3. ذكره ابن حجر في التهذيب 10/190 في ترجمة معاذ بن رفاعة باسم محمد بن عبد الرحمن ... وترجم له في تعجيل المنفعة 259 باسم محمود بن عبد الرحمن وأشار إلى روايته المذكور هنا. وهو في مسند أحمد 3/360، 377 باسم محمود بن عبد الرحمن.

بَيَّنَ ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ صَاحِبُ الْمَغَازِي، فِي رِوَايَتِهِ إِيَّاهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ، وَفَصَلَ بَيْنَ أَوَّلِ الْحَدِيثِ وَآخِرِهِ وَمَيَّزَ إِسْنَادَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا. عَلَى أَنَّ الْحَمَّادَيْنِ – حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ وَحَمَّادَ بْنَ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمٍ – قَدْ رَوَيَا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ هَذَا الْحَدِيثَ وَسَاقَاهُ كَسِيَاقَةِ ابْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنِ ابْنِ الْهَادِ غَيْرَ أَنَّهُمَا أَرْسَلاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ جَابِرًا، وَهَذَا زِيَادَةٌ فِي الدِّلالَةِ عَلَى وَهْمِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ حِينَ حَكَى فِي رِوَايَتِهِ أَنَّ مُعَاذًا سَمِعَهُ مِنْ جَابِرٍ. فَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ إِسْحَاقَ الَّذِي رَوَاهُ عَنْ مُعَاذٍ وَفَصَلَ بَيْنَ الْقِصَّتَيْنِ – أَعْنِي أَوَّلَ الْحَدِيثِ (54/أ) وَآخِرَهُ – وَبَيَّنَ فِيهِمَا الإِسْنَادَيْنِ: فَقَدْ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ الشَّيْبَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، وَجَعَلُوهُ حَدِيثَيْنِ وَأَفْرَدَ كُلُّ واحد منهم عن ابن إِسْحَاقَ الْحَدِيثَ الْمُسْنَدَ مِنَ الْحَدِيثِ الْمُرْسَلِ، وَاسْتَأْنَفَ لِلثَّانِي مِنْهُمَا – وَهُوَ الْمُسْنَدُ – إِسْنَادًا جَدِيدًا. وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ وَصَدَقَةُ بْنُ سابق المعدل1 الْحَدِيثَ الثَّانِي، وَلا أَحْسَبُهُمَا إِلا قَدْ رَوَيَا الأَوَّلَ أَيْضًا غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَقَعْ إِلَيْنَا. وَاتَّفَقَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَلَى أَنَّ مُعَاذًا رَوَى الحديث الثاني عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عمرو بن الجموع -، وقال الحراني

_ 1. أبو عمرو مولي بني هاشم ذكره ابن حبان في الثقات 8/320. وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/434 ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وَالأُمَوِيُّ وَصَدَقَةُ: مُحَمَّدٌ بَدَلُ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. فَأَمَّا حَدِيثُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ1 عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ الأَوَّلُ: فَقَرَأْنَاهُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيِّ بِنَيْسَابُورَ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ فقال: نا محمد بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ نا يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ الزُّرْقِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ شِئْتُ مِنْ رِجَالِ قَوْمِي: " أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ مُعْتَجِرًا بِعِمَامَةٍ مِنَ اسْتَبْرَقٍ فَقَالَ: " يَا مُحَمَّدُ مَنْ هَذَا الْمَيِّتُ الَّذِي قَدْ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَاهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ؟ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُبَادِرًا إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَوَجَدَهُ قَدْ قُبِضَ " 2. وَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيِّ عَنِ ابْنِ إسحاق مثل ذلك: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ3 نَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ أَنَا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ نَا النُّفَيْلِيُّ4 نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ الزُّرْقِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ شِئْتُ مِنْ رِجَالِ قَوْمِي: " أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قُبِضَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ مُعْتَجِرًا بِعِمَامَةٍ مِنَ اسْتَبْرَقٍ فَقَالَ: " يَا مُحَمَّدُ مَنْ هَذَا الْمَيِّتُ الذي فتحت له

_ 1. ابن واصل أبو بكر الشيباني الجمال الكوفي الحافظ. 2. لم أقف عليه من هذا الطريق. 3. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن إسحاق الأصبهاني. 4. أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل – بنون وفاء مصغرا – الحراني.

أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَاهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيعًا يَجُرُّ ثَوْبَهُ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَوَجَدَهُ قَدْ مَاتَ " 1. وأما حديث يحيى بن سعيد الأموي عن ابن إسحاق كذلك2 أيضا: فأخبرناه [أَبُو] 3 الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغَلِّسِ4 البزاز نَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الأُمَوِيُّ نَا أَبِي نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ الزُّرْقِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بَعْضُ قَوْمِهِ: " أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَجِرًا بِعِمَامَةٍ5 اسْتَبْرَقٍ حِينَ قُبِضَ سَعْدٌ فَقَالَ: " يَا مُحَمَّدُ مَنْ هَذَا الْمَيِّتُ الَّذِي فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَاهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (54/ب) إِلَى سَعْدٍ فَوَجَدَهُ قَدْ قُبِضَ " 6. وَأَمَّا حَدِيثُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ عن أبي إسحاق الثاني: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ – وقرأناه أيضا على أَبِي سَعِيدٍ7 الصَّيْرَفِيِّ – عَنِ الأَصَمِّ قال: نا محمد بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ نا يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ

_ 1. لم أقف عليه من هذا الطريق. 2. في الأصل (ذلك) وإضافة الكاف يقتضيها الكلام هنا. 3. ما بين المعكوفتين سقطت من الأصل وأثبتها من تاريخ بغداد 10/385، وهو أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد الصيرفي الأزهري. 4. – بالغين المعجمة – أبو عبد الله البزاز – بزايين – كذا في الأصل وفي تاريخ بغداد 5/104. 5. كتب في هذا الموضع من الأصل (كذا) . 6. لم أجده من هذا الطريق. 7. مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ.

إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ – عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " لَمَّا وُضِعَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فِي حُفْرَتِهِ سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَبَّحَ النَّاسُ مَعَهُ ثُمَّ كَبَّرَ وَكَبَّرَ الْقَوْمُ مَعَهُ فَقَالُوا: " يَا رَسُولَ اللَّهِ مِمَّ سَبَّحْتَ "، فَقَالَ: " هَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ لَقَدْ تَضَايَقَ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ " 1. وَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ مِثْلُ هَذَا إِلا فِي قَوْلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَدَلُ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن نا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ نا النُّفَيْلِيُّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ عَنْ محمد بن عبد الرحمن بن عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ عَنْ جَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " لَمَّا دُفِنَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَبَّحَ النَّاسُ مَعَهُ طَوِيلًا، ثُمَّ كَبَّرَ فَكَبَّرَ النَّاسُ مَعَهُ2 قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مِمَّ سَبَّحْتَ؟ فَقَالَ: لَقَدْ تَضَايَقَ عَلَى هَذَا الرجل قَبْرُهُ حَتَّى فَرَّجَ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ 2.3 وأما حديث يحيى بن سعيد عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ الْمُوَافِقُ لِرِوَايَةِ محمد بن سلمة هذه: فأخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُغَلِسُّ نَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الأُمَوِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ قال محمد بن إسحاق:

_ 1. رواه أحمد في المسند 3/360، 377. 2. هنا في الأصل إشارة تضبيب. 3.كتب عليه كلمة (كذا) .

فَحَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ حدثهم: " إنه دُفن سعد رَسُولُ اللَّهِ فَسَبَّحَ الْقَوْمُ مَعَهُ وَكَبَّرَ فَكَبَّرَ الْقَوْمُ مَعَهُ، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ سَبَّحْتَ؟ فَقَالَ لَقَدْ تَضَايَقَ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ قَبْرُهُ حَتَّى فَرَّجَهُ اللَّهُ عَنْهُ " 1. وَأَمَّا حَدِيثُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ مِثْلُ رِوَايَةِ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ الذي قال فيها عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا علي ابن الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي نا يَعْقُوبُ – هُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ – نَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ رفاعة الأنصاري (55/أ) ثُمَّ الزُّرْقِيِّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ (الْجَمُوحِ، وَقَالَ ابْنُ حَنْبَلٍ: مَحْمُودُ بْنُ عَبْدِ الرحمن) 2 ابن عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ عَنْ جَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سَعْدٍ بْنِ مُعَاذٍ حِينَ تُوُفِّيَ فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَسَوَّى عَلَيْهِ، سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ تَسْبِيحًا طَوِيلًا ثُمَّ كَبَّرَ فَكَبَّرْنَا فَقِيلَ: يَا رَسُولَ الله لم سبحتَ؟

_ 1. أخرجه إسماعيل بن عبد الله سمويه في فوائده ق 140 ب نسخة في مكتبة الجامعة الإسلامية تحت رقم 543، عن النفيلي عن محمد ابن سلمة به. 2. قوله " الْجَمُوحِ، وَقَالَ ابْنُ حَنْبَلٍ: مَحْمُودُ بن عبد الرحمن ". كتب في الأصل بين الإشارتين، ((لا، إلى)) وكتب فوقه ((في نسخة وهو ساقط من الأصل)) وراجع حول الإشارتين واستعمالاتها الإلماع للقاضي عياض ص 171.

ثُمَّ كَبَّرْتَ؟ قَالَ: لَقَدْ تَضَايَقَ هَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ قَبْرُهُ حَتَّى فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ " 1. وَأَمَّا حَدِيثُ صَدَقَةَ بْنِ سَابِقٍ عَنِ ابْنِ إسحاق2 مثل رواية الحراني، والأموي: فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّمَشْقِيُّ – بِهَا – أَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ السُّلَمِيُّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الخرائطي نا سعدان بن نصر الثقفي – ح -3. وحدثنيه العلاء بْنُ حَزْمٍ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيُّ أنا أَبُو طَاهِرٍ الْقَاضِي نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ نا سعدان بن نصر البزاز4 نَا صَدَقَةُ بْنُ سَابِقٍ قَالَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: أَخْبَرَنِي مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بن الجموح – وقال الخرائطي: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ – وَقَوْلُ مُوسَى عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " لَمَّا دُفِنَ سَعْدٌ سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ "، قَالَ الْقَاضِي: قَالَ لَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ: هَذِهِ الرِّوَايَةُ الَّتِي رَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَصَحُّ عِنْدَنَا وَأَثْبَتُ مِنَ الرِّوَايَةِ الَّتِي رَوَاهَا يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ؛ لأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ فَصَلَ بَيْنَ أَوَّلِ الْحَدِيثِ وآخره، فروى أوله بإسناده وَرَوَى آخِرَهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ، وَأَدْرَجَ ابن الهاد أول الحديث

_ 1. انظر مسند الإمام أحمد 3/360، 377. 2. في الأصل (ابن سلمة) ولا ذكر له في هذا الحديث والصواب ما أثبته بدليل ما ذكر في الإسناد فيما بعد. 3. هذا رمز للتحول من إسناد إلى إسناد آخر في اصطلاح المحدثين، والخطيب كثيرا ما يحول من إسناده إلى إسناد آخر ولكنه لم يستعمل هذا الرمز إلا في هذا الموضع. 4. بزايين هكذا في الأصل وفي تاريخ بغداد 9/205، قال الخطيب: اسمه سعيد وغلب عليه سعدان.

وَآخِرَهُ فَرَوَاهُ كُلَّهُ بِإِسْنَادٍ وَاحِدٍ. قَالَ مُوسَى: وَقَدْ وُهِمَ مَنْ قَالَ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا لأَنَّ بَيْنَهُمَا رَجُلًا – وَهُوَ مَحْمُودُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ1.2 44- حَدِيثٌ آخَرُ: عَوْنَكَ يَا رَبِّ3 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان نا عبد الله بن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي نَا عَبْدُ الصَّمَدِ4 نَا زَائِدَةُ5 نَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ6 أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيَّ أَخْبَرَهُ قَالَ: قُلْتُ لأَنْظُرَنَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُصَلِّي: " قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَقَامَ فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَتَا أُذُنَيْهِ ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى ظَهْرِ كفه اليسرى والرصغ7 وَالسَّاعِدِ ثُمَّ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ مِثْلَهَا وَوَضَعَ يديه على

_ 1. لم أقف على مصدر هذا الكلام الذي ينقله الخطيب عن طاهر القاضي الذهلي عن شيخه موسى بن هارون. 2. في هامش الأصل (بلغ مقابلة في العاشر حسب الطاقة) . 3. حديث الرفع تقدم من حديث البراء بن عازب برقم 37. 4. ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري – بالمهلمة والنون بعدها موحدة ثم راء – مولاهم. 5. ابن قدامة التقي أو الصلت الكوفي. 6. ابن شهاب بن المجنون الجرمي الكوفي، وثقه ابن معين والنسائي، وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات ووثقه أيضا ابن سعد، وقال أحمد: لا بأس بحديثه، وقال أبو حاتم صالح، وقال ابن المديني: لا يحتج به إذا انفرد (التهذيب 5/55) . 7. بالراء والصاد المهملة ثم غين معجمة. قال ابن الأثير في النهاية 2/227: هي لغة في الرسغ – بالسين المهملة والغين المعجمة - وهو مفصل ما بين الكف والساعد.

رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَرَفَعَ يَدَيْهِ مِثْلَهَا ثُمَّ سَجَدَ فَجَعَلَ كَفَّيْهِ بِحِذَاءِ أُذُنَيْهِ ثُمَّ قَعَدَ فَافْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى1 عَلَى فَخِذِهِ وَرُكْبَتِهِ الْيُسْرَى وَجَعَلَ حَدَّ مِرْفَقِهِ الأَيْمَنِ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى ثُمَّ قَبَضَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَحَلَّقَ حَلْقَةً، ثم رفع أصبعه (55/ب) فَرَأَيْتُهُ يُحَرِّكُهَا يَدْعُو بِهَا ثُمَّ جِئْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي زَمَانٍ فِيهِ بَرْدٌ فَرَأَيْتُ النَّاسَ عَلَيْهِمُ الثِّيَابُ تُحَرَّكُ أَيْدِيهِمْ مِنْ تَحْتِ الثياب من البرد " 2. أخبرنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن عمرو اللؤلؤي نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ3 نَا أَبُو الْوَلِيدِ4 نَا زَائِدَةُ بإسناده نحوه بطوله5. أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ النَّرْسِيُّ6 أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمَلاحِمِيُّ7 الْبُخَارِيُّ أنا مَحْمُودِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَحْمُودٍ بن الخزاعي

_ 1. سقط منها جملة: " فوضع كفه اليسرى ... " وهي في مسند أحمد 4/318. 2. رواه أحمد بهذا الإسناد، والسياق في المسند 4/318. 3. أبو علي الخلال. 4. هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ. 5. انظر سنن أبو داود 1/466 ح 727، والمعجم الكبير للطبراني 22/35 ح 82. 6. قال الخطيب في تاريخ بغداد 1/356: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن أحمد بن حسنون المعروف بابن النرسي كتبنا عنه وكان صدوقا ثقة من أهل القرآن حسن الاعتقاد. 7. قال في اللباب 3/277: بفتح الميم وبعدها لام ألف ثم حاء مهملة مكسورة ثم ميم مكسورة، هذه النسبة إلى الملاحم واشتهر بها أبو نصر مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن موسى البخاري الملاحمي..أ. هـ. قال عنه ابن العماد في شذرات الذهب 3/145: روى كتاب القراءة خلف الإمام وكتاب رفع الأيدي تأليف أبي عبد الله البخاري رواهما عن محمود بن إسحاق وكان حافظا ثقة.

أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ [إِسْمَاعِيلَ] 1 الْبُخَارِيُّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ نَا عَبْدُ اللَّهِ نَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ نَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ الجرمي نا أبي أن أبا وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: قُلْتُ لأَنْظُرَنَّ إِلَى صَلاةِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ يُصَلِّي " قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَقَامَ فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ مِثْلَهَا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَرَفَعَ يَدَيْهِ مِثْلَهَا ثُمَّ جِئْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي زَمَانٍ فِيهِ برد عَلَيْهِمْ2 جُلُّ الثِّيَابِ3 تَحَرَّكُ أَيْدِيهِمْ مِنْ تَحْتِ الثِّيَابِ " 3. ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ هَذَا الْحَدِيثَ في كتاب رَفْعِ الْيَدَيْنِ فَسَاقَ مِنْهُ مَا يتعلق بالرفع خاصة. أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ4 نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أنا الشَّافِعِيُّ أنا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ حَدَّثَنِي وَائِلُ بن حجر5. وأخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ [الْحَسَنِ] 6 الصَّوَّافُ نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى نا الحميدي7 نا سفيان8 عن عاصم ابن كليب الجرمي

_ 1. كتب في الأصل (إسحاق) ثم علم عليه بعلامة تضبيب وكتب في الهامش و (صوابه إسماعيل) . 2. في هذه الموضع من الأصل إشارات تضبيب وهذه الجملة في كتاب رفع اليدين للبخاري ص 27، هكذا. 3. رواه البخاري في كتابه رفع اليدين في الصلاة ص 27 ح 30. 4. أحمد بن الحسن الحرشي – بمهملة ومعجمة -. 5. انظر كتاب الأم للإمام الشافعي 1/103 الحاشية: رقم 2. 6. في الأصل (الحسين) مصغرا والتصويب من تاريخ بغداد 1/289. 7. أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزبير. 8. هو ابن عيينة.

عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا أراد أن يركع وبعد ما يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ وَائِلٌ: ثُمَّ أَتَيْتُهُمْ فِي الشِّتَاءِ فَرَأَيْتُهُمْ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فِي الْبَرَانِسِ1 " 2، واللفظ لحديث الحميدي. أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ قَالا: أَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ نَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أنا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حاذ مَنْكِبَيْهِ وَحِينَ أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ وبعد ما رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الأَيْمَنِ وَيَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الأَيْسَرِ، وَحَلَّقَ حَلْقَةً وَدَعَا هَكَذَا – وَأَشَارَ سُفْيَانُ بِأُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ، - قَالَ: وَأَتَيْتُهُمْ يَعْنِي أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْتُهُمْ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فِي بَرَانِسِهِمْ فِي الشِّتَاءِ " 3. [اتَّفَقَ زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ الثَّقَفِيُّ وَسُفْيَانُ (56/أ) بْنُ عُيَيْنَةَ الْهِلالِيُّ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ بِطُولِهِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ. وَقِصَّةُ تَحْرِيكِ النَّاسِ أَيْدِيَهُمْ وَرَفْعِهَا مِنْ تَحْتِ الثِّيَابِ فِي زَمَنِ الْبَرْدِ لَمْ يسمعها عاصم عن أَبِيهِ، وَإِنَّمَا سَمِعَهَا مِنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، بَيَّنَ ذَلِكَ زُهَيْرُ بن معاوية وأبو بدر

_ 1. قال في تاج العروس 4/108: البُرْنُس - بالضم – قلنسوة طويلة، وكان الناس يلبسونها في صدر الإسلام، أو هو كل ثوب رأسه منه ملتزق به. 2. رواه أبو بكر الحميدي في المسند 2/98 ح 885، وهو هنا مختصر. 3. رواه الحافظ أبو الحسن الدارقطني في السنن 1/290 ح 12.

شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي رِوَايَتِهِمَا حَدِيثَ الصَّلاةِ بِطُولِهِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ وَمَيَّزَا قِصَّةَ تَحْرِيكِ الأيدي تحت الثياب وفصلاها مِنَ الْحَدِيثِ وَذَكَرَا إِسْنَادَهُ] 1. وَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَأَبُو الأَحْوَصِ سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ وَالْوَضَّاحُ أَبُو عَوَانَةَ وَخَالِدُ بْنُ عبد الله وصالح بن عمرو عبد الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، رَوَوُا الْحَدِيثَ كُلُّهُمْ وَهُمْ أَحَدَ2 عَشَرَ رَجُلًا عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عن وَائِلٍ وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ قِصَّةَ تَحْرِيكِ الأَيْدِي تَحْتَ الثِّيَابِ. وَرَوَاهُ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ عَنْ عَاصِمٍ بِطُولِهِ وَالْقِصَّةُ فيه على وجهين مختلفتين نَذْكُرُهُمَا بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فأما حديث سفيان الثوري وأحاديث مَنْ ذَكَرْنَا أَنَّهُ وَافَقَهُ فِي رِوَايَةِ الْحَدِيثِ عَنْ عَاصِمٍ دُونَ قِصَّةَ تَحْرِيكِ الأَيْدِي تَحْتَ الثِّيَابِ: فأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ أَنَا سُلَيْمَانُ

_ 1. ما بين المعكوفتين نقله السيوطي عن الخطيب، في كتاب تدريب الراوي 1/271 – 272، باب المدرج. وذكر هذا الكلام أيضا العراقي – بتصرف – في التبصرة والتذكرة 1/253 – 255، ثم نقل عن موسى بن هارون الحمّال توهيمه لمن روى جميع المتن بهذا الإسناد، وذكره للرواية الصحيحة لهذا المتن ثم قال قال موسى بن هارون الحمال: وَهَذِهِ رِوَايَةٌ مَضْبُوطَةٌ اتَّفَقَ عَلَيْهَا زهير وشجاع بن الوليد، فهما أثبت له رواية ممن رَوَى رَفْعَ الأَيْدِي مِنْ تَحْتِ الثِّيَابِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عن أبيه عن وائل. أ. هـ وقد صوب ابن الصلاح ما ذهب إليه موسى بن هارون ومن بعده الحافظ الخطيب البغدادي وذلك في علوم الحديث في النوع العشرين – المدرج ص 86 – 87. 2. في الأصل ((إحدى)) .

ابن أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجُر قَالَ: " رمقتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فِي الصَّلاةِ حِينَ كَبَّرَ ثُمَّ حِينَ رَفَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَفَعَ يَدَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ جَلَسَ فَافْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى ثم وضع يديه الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى وَوَضَعَ ذِرَاعَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى وَأَشَارَ بِسَبَّابَتِهِ وَوَضَعَ الإِبْهَامَ عَلَى الْوُسْطَى حَلَّقَ بِهَا وَقَبَضَ سَائِرَ أَصَابِعِهِ ثُمَّ سَجَدَ وَكَانَ يَدُهُ حذو أذنيه " 1. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان نا عبد الله بن أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ نَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنِ الْحَضْرَمِيِّ2: " أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَبَّرَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَلَمَّا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ يَدَيْهِ وخوا3 في ركوعه وخوا فِي سُجُودِهِ، فَلَمَّا قَعَدَ يَتَشَهَّدُ وَضَعَ فَخِذَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى4 ووضع يده اليمنى4 وأشار بأصبعه السبابة وحلق بالإبهام " 5. أخبرنا أبو بكر البرقاني فقال: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد بن زياد

_ 1. رواه عبد الرزاق في المصنف 2/68 ح 2522. وأخرجه من طريق عبد الرزاق عن سفيان ... به الإمام أحمد 4/317. ورواه أيضا عن عبد الرزاق به ... الحافظ الطبراني في الكبير 22/34 ح 81. 2. وائل بن حجر – بضم المهملة – والجيم آخره راء. 3. قال في النهاية 2/90: أي جافى عضديه عن جنبه وبطنه عن الأرض. 4. عُلّم في الأصل على هذه الجملة المحصورة، وهي هكذا في مسند أحمد ولا شك أن الكلام غير مستقيم وناقص أيضا، وتوضحه الروايات المتقدمة والآتية بعد ذلك. 5. رواه أحمد في المسند 4/319 وفي آخره في المسند ((وحلق بالوسطى)) .

(56/ب) وأنا أسمع حدثكم أبو شِيرَوَيْهِ1 نا إِسْحَاقُ2 أنا النَّضْرُ3 نَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجر قَالَ: " رَفَعَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلاةَ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ سَجَدَ فَجَافَى عَنْ يَدَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ فَوَضَعَ حَدَّ مِرْفَقِهِ الأَيْمَنِ عَلَى فَخِذِهِ الأَيْمَنِ وَرَفَعَ السَّبَّابَةَ يَدْعُو بِهَا " 4. أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ5 الْحَافِظُ نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ نا يُونُسُ بن حبيب نا أبو داؤد نَا سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ6 نَا عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: " صليتُ خلف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: لأَحْفَظَنَّ صَلاتَهُ فَافْتَتَحَ الصَّلاةَ فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى بَلَغَ أُذُنَيْهِ وَأَخَذَ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ كَمَا رَفَعَهُمَا حِينَ افْتَتَحَ الصَّلاةَ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ حِينَ رَكَعَ فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ يَدَيْهِ كَمَا رفعها حين افتتح الصلاة

_ 1. لعله عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه القرشي المطلبي الشيرويي من أهل نيسابور. قال عنه ابن الأثير في اللباب 2/224: - الشيرويي – كان فقيها محدثا روى عن إسحاق بن راهويه، مات سنة 305 هـ. 2. ابن إبراهيم المعروف بابن راهويه. 3. ابن شميل. 4. أخرجه أحمد في المسند 4/316 عن محمد بن جعفر عن شعبة ... به ... ورواه الطبراني في الكبير 22/35 ح 83 من طريق مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَاهِيدِيُّ عَنْ أبي الوليد الطيالسي عن شعبة به. 5. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن إسحاق الأصبهاني. 6. أبو الأحوص الحنفي مولاهم.

ثُمَّ سَجَدَ فَافْتَرَشَ قَدَمَهُ الْيُسْرَى فَقَعَدَ عَلَيْهَا، قَالَ: ثُمَّ وَضَعَ كَفَّهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى وَيَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى وَجَعَلَ يَدْعُو هَكَذَا بِالسَّبَّابَةِ يُشِيرُ بها " 1. أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي2 الْفَتْحِ الصَّيْرَفِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ نَا عَبَّاسُ بْنُ طَالِبٍ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ3 عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: " قُمْتُ لأَنْظُرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُصَلِّي، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَى بِهِمَا أُذُنَيْهِ ثُمَّ رَكَعَ فَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى ركبتيه ثم رفع رأسه ورقع يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَى أُذُنَيْهِ ثُمَّ سَجَدَ فَوَضَعَ رَأْسَهُ بَيْنَ كَفَّيْهِ ثُمَّ رَكَعَ الرَّكْعَةَ الأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ وَافْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى وَيَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى، وَقَالَ: هَكَذَا، وَأَشَارَ أَبُو عَوَانَةَ بِأُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ وَوَضَعَ أُصْبُعَهُ الْوُسْطَى عَلَى مَفْصِلِ الإِبْهَامِ " 4. نَا الْعَلاءُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ نَا إِبْرَاهِيمُ بن سعيد الحَبَّال5 - بمصر –

_ 1. رواه أبو داود الطيالسي في مسنده بهذا الإسناد والسياق 137 ح1020، والطبراني في الكبير 22/34 ح 80. 2. عبيد الله بن أحمد – أبي الفتح – بن عثمان الأزهري. 3. وضّاح – بتشديد المعجمة آخره مهملة – بن عبد الله اليشكري – بالشين المعجمة -. 4. رواه الطبراني في الكبير 22/38 ح 90 عن أسد بن موسى وحجاج بن منهال عن أبي عوانة ... به. 5. قال الأمير ابن ماكولا في الإكمال 2/378-379: وأما حَبّال – بفتح الحاء وتشديد الباء الموحدة وفتحها.. ثم ذكر من لقب ذلك وذكر منهم إبراهيم بن سعيد الحبال أبو إسحاق مولى قاضي قضاة مصر ابن النعمان..وكان مكثرا ثقة ثبتا ورعا خيرا. أ. هـ ملخصا.

أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَيْمُونٍ الصَّدَفِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُمَرَ النَّاقِدُ قَالا: نَا أَبُو الطَّاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي الذُّهْلِيُّ نَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ1 نَا وَهْبُ2 بْنُ بَقِيَّةَ أَنَا خَالِدٌ3 عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وائل بن حجر قال: " لأنظرن صَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُصَلِّي فَقَامَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حتى حاذى بهما أذنيه قم أَخَذَ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَوَضَعَهُمَا على ركبتيه ثم رفع رَفَعَ رَأْسَهُ وَرَفَعَ يَدَيْهِ " 4. وَقَالَ مُوسَى5 نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ لُوَيْنُ نَا صَالِحُ بن (57/أ) عُمَرَ6 عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: " أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَنْظُرَ كَيْفَ يُصَلِّي فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَرَفَعَ يديه حتى حاذا أُذُنَيْهِ فَلَمَّا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى جَعَلَهُمَا بِذَلِكَ الْمَنْزِلِ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى جَعَلَهُمَا بِذَلِكَ الْمَنْزِلِ، فَلَمَّا سَجَدَ وَضَعَ يَدَيْهِ مِنْ رأسه بذلك المنزل " 7

_ . 1. أبو عمران الحمّال. 2. أبو محمد الواسطي – يذكر أحيانا باسم (وهبان) . 3. ابن عبد الله الواسطي المعروف بالطحان. 4. لم أقف عليه من طريق خالد بن عبد الله الواسطي عن عاصم. 5. ابن هارون الحمال. 6. الواسطي – نزيل حلوان -. 7. أخرج رواية صالح بن عمر الواسطي عن عاصم الحافظ الدارقطني في السنن 1/295 ح 26.

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نا مُسَدَّدٌ نا عبد الواحد1. وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ2 نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ1 نَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: " أَتَيْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: لأَنْظُرَنَّ كَيْفَ يُصَلِّي، قال: فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى كَانَتَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ، قَالَ: فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى كَانَتَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ فَلَمَّا رَكَعَ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى كَانَتَا حَذْوَ3 مَنْكِبَيْهِ، فَلَمَّا سَجَدَ وَضَعَ يَدَيْهِ مِنْ وَجْهِهِ بِذَلِكَ الْمَوْضِعِ، فَلَمَّا قَعَدَ افْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى، وَوَضَعَ حَدَّ مِرْفَقِهِ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى وَعَقَدَ ثَلاثِينَ4 وَحَلَّقَ وَاحِدَةً وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ " 5 لَفْظُ حديث يونس. أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ6 وَمُحَمَّدُ بن عبد الملك القرشي

_ 1. ابن زياد العبدي مولاهم البصري. 2. ابن مسلم البغدادي أبو محمد المؤدب. 3. عُلّم في هذا الموضع من الأصل بعلامة تضبيب لم يتبين لي سببها. 4. قال الأمير الصنعاني في سبل السلام 1/186 – 189 عند شرحه حديث ابن عمر في وصفه جلوس رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهيئته للتشهد الذي أخرجه مسلم وفي آخره، وعقد ثلاثا وخمسين ... : واعلم أن قوله: " وعقد ثلاثا وخمسين " إشارة إلى طريقة معروفة تواطأت عليها العرب في عقود الحساب ... ثم ذكر صفة كل عدد بأصابع اليد ... إلى أن قال: للثلاثين عقد رأس السبابة على رأس الإبهام عكس العشرة ... أ. هـ ملخصا من سبل السلام. 5. رواه أحمد في المسند 4/316 عن يونس عن عبد الواحد ... به بهذا السياق. 6. طاهر بن عبد الله الفقيه الشافعي.

قَالا: أَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ نَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ1 نَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى نَا جَرِيرٌ2 عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلاةَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَفَعَ يَدَيْهِ " 3. أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ4 نا محمد بن أحمد اللؤلؤي نَا أَبُو دَاوُدَ5 [نَا مُسَدَّدُ نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: " قُلْتُ لأَنْظُرَنَّ إِلَى صَلاةِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُصَلِّي، قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَتَا أُذُنَيْهِ ثُمَّ أَخَذَ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَهُمَا مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا سَجَدَ وَضَعَ رَأْسَهُ بِذَلِكَ الْمَنْزِلِ مِنْ يَدَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ فَافْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى وَحَدَّ مِرْفَقِهِ الأَيْمَنِ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى وَقَبَضَ ثِنْتَيْنِ6 وَحَلَّقَ حَلْقَةً، وَرَأَيْتُهُ يَقُولُ هَكَذَا، وَحَلَّقَ بِشْرٌ7 الإِبْهَامَ وَالْوُسْطَى وأشار بالسبابة] 8.

_ 1. هو المحاملي القاضي وشيخه هنا يوسف بن موسى القطان. 2. ابن عبد الحميد الضبي الكوفي. 3. رواه الدارقطني في السنن 1/292 ح 14. 4. الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الواحد. 5. سليمان بن الأشعث السجستاني. 6. كتب في هامش ((الأصل)) نسخة السماع وقبض ثلاثين أ. هـ، وفي سنن أبي داود ((وقبض ثنتين)) . 7. يعني بشر بن المفضل الراوي للحديث. 8. ما بين المعكوفتين من سنن أبي داود 1/465 ح 726. وأخرجه الطبراني في الكبير 22/37 ح 86 عن معاذ بن المثنى وأبي مسلم الكشي عن مسدد عن بشر ... به ... مختصرا.

حدثنا الْعَلاءُ بْنُ حَزْمٍ نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الحَبَّال أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَيْمُونٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الناقد قالا: أنا أَبُو طَاهِرٍ1 الْقَاضِي نا مُوسَى بن هارون (57/ب) نَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ نَا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ2 عَنْ عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ الْجَرْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: " قُلْتُ لأَنْظُرَنَّ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُصَلِّي، قَالَ: فَقَامَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَتَا بِأُذُنَيْهِ ثُمَّ أَخَذَ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَتَا بِأُذُنَيْهِ ثُمَّ رَكَعَ فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَتَا أُذُنَيْهِ " 3. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزَجِيُّ4 أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الْمُفِيدُ نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ5 نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غياث6 نا عبد العزيز

_ 1. مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله الذهلي. 2. وثقه ابن معين والدارقطني وابن سعد وابن حبان وأحسن الثناء عليه الإمام أحمد وقال النسائي والعجلي: ليس به بأس، وضعفه ابن المديني، وقال يعقوب بن شيبة: لم يكن من الحفاظ المتقنين (التهذيب 7/81) ، وقال الحافظ في التقريب 230: يكنى أبا عبد الرحمن الكوفي بالحذاء التيمي وقيل الليثي أو الضبي، صدوق نحوي ربما أخطأ مات سنة 190 هـ. 3. لم أقف على رواية عبيدة بن حميد والله أعلم. 4. بفتح الألف والزاي وفي آخرها الجيم – نسبة إلى باب الأزَج – محلة كبيرة ببغداد، وممن ينسب إليها أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ علي بن أحمد الأزجي مات سنة 444 هـ (انظر اللباب 1/45 – 46) . 5. بفتح الميم وسكون العين وفتح الميم الثانية وفي آخرها راء هذه النسبة إلى معمر، وهو اسم لعدة رجال نسب إليهم، ثم ذكر ابن الأثير في اللباب 3/236: فيمن نسب إلى معمر بن راشد الحسن بن علي بن شبيب المعمري الحافظ، نسب إليه لأنه عني بحديثه. 6. بمعجمة ومثلثة البصري أبو بحر الصيرفي قال الحافظ في التقريب 222: صدوق مات سنة 240 هـ أو قبلها.

ابن مُسْلِمٍ1 نَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: " أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَنْظُرَ كيف يصلي فكبر فَرَفَعَ يَدَيْهِ حِذَاءَ أُذُنَيْهِ " 2. وَأَمَّا حديث زهير بن معاوية عن عاصم بن كليب الذي أورده فِيهِ قِصَّةَ تَحْرِيكِ الأَيْدِي تَحْتَ الثِّيَابِ وَبَيَّنَ إِسْنَادَهَا وَمَيَّزَهَا مِمَّا قبلها: فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ نَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ قال: " قلت لأَنْظُرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُصَلِّي، فَقَامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَتَا بأذنيه ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ رَفَعَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ سَجَدَ فَوَضَعَ يَدَيْهِ حِذَاءَ أُذُنَيْهِ ثُمَّ قَعَدَ فَافْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَوَضَعَ كَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى وَفَخِذُهُ – فِي صِفَةِ عَاصِمٍ -3 ثُمَّ وَضَعَ حَدَّ مِرْفَقِهِ الأَيْمَنِ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى وقبض ثلاثين4 وَحَلَّقَ حَلْقَةً، ثُمَّ رَأَيْتُهُ يَقُولُ هَكَذَا، وَأَشَارَ زُهَيْرٌ بِسَبَّابَتِهِ الأُولَى وَقَبَضَ أُصْبُعَيْنِ وَحَلَّقَ الإِبْهَامَ عَلَى السَّبَّابَةِ الثَّانِيَةِ، قَالَ زُهَيْرٌ: قَالَ عَاصِمٌ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ عَنْ بعض أهله

_ 1. القسملي – بفتح القاف وسكون المهملة وفتح الميم مخففا أبو زيد المروزي ثقة مات سنة 167 هـ (التقريب 216) . 2. رواه أحمد في المسند 4/317. 3. أي في الصفة التي رواها عاصم لصلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في روايته. 4. في الأصل ((ثنتين)) وكتب في الهامش ((في نسخة السماع ثلاثين)) ثم عُلّم عليه بعلامة صح.

أَنَّ وَائِلًا قَالَ: أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى وَعَلَى النَّاسِ ثِيَابٌ فِيهَا الْبَرَانِسُ وَفِيهَا الأَكْسِيَةُ فَرَأَيْتُهُمْ يَقُولُونَ هَكَذَا تَحْتَ الثِّيَابِ "1. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي بَدْرٍ شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ مِثْلُ رِوَايَةِ زُهَيْرٍ هَذِهِ: فَحَدَّثَنَاهُ الْعَلاءُ بْنُ حَزْمٍ نَا الْحَبَّالُ2 أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَيْمُونٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّاقِدُ قَالا: أَنَا أَبُو الطَّاهِرِ3 الْقَاضِي نَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ نَا حَمْدُونُ بْنُ عَبَّادٍ نَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ نَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ الْجَرْمِيُّ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ يَقُولُ: " بقيت4 رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُلْتُ لأَنْظُرَنَّ إِلَى صَلاةِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُصَلِّي، قَالَ: فَقَامَ فكبر (58/أ) وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَتَا بِأُذُنَيْهِ، وَسَاقَ مُوسَى الْحَدِيثَ بِطُولِهِ نَحْوَ رِوَايَةِ زُهَيْرٍ إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ رَأَيْتُهُ يَقُولُ: هَكَذَا وَأَشَارَ عاصم بالسبابة هَكَذَا5 ثُمَّ قَالَ مُوسَى: نَا حَمْدُونُ [بْنُ] 6 عَبَّادٍ نَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ نَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلٍ عَنْ بعض أهله أن وائل بن حجر

_ 1. رواه الإمام أحمد في المسند بهذا الإسناد والسياق 4/318، ورواه أيضا الطبراني في الكبير 22/36 ح 84 من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل عن زهير ... به. 2. إبراهيم بن سعيد. 3. مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله. 4. بفتح الباء الموحدة والقاف وسكون المثناة التحتية وآخره تاء الفاعل – وكتب مقابله في الهامش (في نسخة السماع ففيت) بفائين. قال ابن الأثير في النهاية 1/147: يقال: بقيت الرجل أبقيه إذا انتظرته ورقبته. 5. كانت العبارة في الأصل (هكذا السباب/ وأشار عاصم هكذا) وعلى كلمة هكذا علامة التضبيب وهي عبارة مستقيمة. 6. في الأصل (عن) وهو خطأ والتصويب من تاريخ بغداد 8/177.

قَالَ: " ثُمَّ أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى وَعَلَى النَّاسِ ثِيَابُ الشِّتَاءِ فِيهَا الْبَرَانِسُ وَالأَكْسِيَةُ قَالَ: فَرَأَيْتُهُمْ يَقُولُونَ هَكَذَا بِأَيْدِيهِمْ مِنْ تَحْتِ الثِّيَابِ " 1. فَوَصَفَ عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ رَفْعَ أَيْدِيهِمْ. " قَالَ أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ: اتَّفَقَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَشُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ فَرَوَيَا صِفَةَ الصَّلاةِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كليب أن أباه أخربه أَنَّ وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ أَخْبَرَهُ، ثُمَّ فَصَّلا ذِكْرَ رَفْعِ الأَيْدِي مِنْ تَحْتِ الثِّيَابِ، فَرَوَيَاهُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ بِهِ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلٍ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ عَنْ وَائِلِ بن حجر، وهذه الرواية مَضْبُوطَةٌ اتَّفَقَ عَلَيْهَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَشُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ فَهُمَا أثبت له رواية ممن رَوَى رَفْعَ الأَيْدِي مِنْ تَحْتِ الثِّيَابِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عن أبيه عن وائل ابن حُجْرٍ "2. وَقَدْ رَوَاهُ3 غَيْرُ وَاحِدٍ فَجَعَلُوهُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حجر وذاك عِنْدَنَا وَهْمٌ4 مِمَّنْ وُهِمَ فِيهِ، وإنما سلك به الَّذِي وُهِمَ فِيهِ الْمَحَجَّةَ5 السَّهْلَةَ؛ لأَنَّ عَاصِمَ بْنَ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ أسهل

_ 1. لم أقف على هذه الرواية من طريق شجاع، ولعل موسى بن هارون ذكرها في حديثه عن شيوخه الذي يوجد منه قطعة في مكتبة المخطوطات في الجامعة الإسلامية مصورة من الظاهرية وليس فيها هذا الحديث والله أعلم. 2. نقله العراقي في التبصرة والتذكرة شرح الألفية 1/254-255. 3. في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب، ولعله بسبب عدم البيان هل الكلام لا زال لموسى بن هارون أم انتقل الكلام إلى المؤلف رحمه الله. 4. سبق الخطيب إلى هذا الحكم الحافظ أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ الحمال. انظر (التبصرة والتذكرة للعراقي 1/254-255) . 5. ويقال لها الجادة أو المجرة عند العلماء المصطلح انظر معرفة علوم الحديث للحاكم 118 الجنس التاسع من علل الحديث، والمقصود أنه سلك الطريق المعروفة المطروقة. ومن أمثلة الجادة في الإسناد. سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دينار عن ابن عمر، مالك عن نافع عن ابن عمر، وكذلك عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده..وغير ذلك كثير.

عَلَيْهِ مِنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ. قَالَ مُوسَى1: فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ فَإِنَّ يَحْيَى الْحِمَّانِيَّ وَعُثْمَانَ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ رَوَيَا جَمِيعًا عَنْ شَرِيكٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلاةَ حَذْوَ أُذُنَيْهِ " ثُمَّ لَمْ يَذْكُرْ شَرِيكٌ فِي حَدِيثِهِ رَفْعَ الْيَدَيْنِ لِلرُّكُوعِ وَلا هَذِهِ الصِّفَاتِ. قِيلَ لَهُ إِنَّمَا هَذَا اخْتِصَارٌ مِنْ شَرِيكٍ، لأَنَّا قَدْ وَجَدْنَاهُ مِنْ رِوَايَةِ إِسْحَاقَ الأَزْرَقِ عَنْ شَرِيكٍ وَفِيهِ رَفْعُ الْيَدَيْنِ لِلرُّكُوعِ وَفِيهِ مِنَ الصِّفَاتِ أَكْثَرُ مِنْ عَشْرِ سُنَنٍ قَدْ ذَكَرَهَا شَرِيكٌ فِي حَدِيثِهِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ ابْنُهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُهُ فِي الشِّتَاءِ – يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَعَلَيْهِمُ الأَكْسِيَةُ وَالْبَرَانِسُ فَجَعَلُوا لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرْفَعُوا أَيْدِيَهُمْ إِلا فِي أَكْسِيَتِهِمْ. قَالَ مُوسَى: حَدَّثَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ2 نَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ3 أَنَا إِسْحَاقُ4 الأَزْرَقُ عَنْ شريك5.

_ 1. ابن هارون الحمّال. 2. ابن مطر أبو بكر الوراق ثقة مات سنة 285 هـ تاريخ بغداد 2/90. 3. ابن تميم بن الصلت الهاشمي مولاهم الواسطي. 4. ابن يوسف بن مرداس الواسطي المعروف بالأزرق. 5. ابن عبد الله النخعي أبو عبد الله القاضي تقدم الكلام عليه.

وَسَمَاعُ إِسْحَاقَ مِنْ شَرِيكٍ قَبْلَ سَمَاعِ الْحِمَّانِيِّ وَعُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِدَهْرٍ طَوِيلٍ وَقَدْ وُهِمَ شَرِيكٌ إِذْ ذَكَرَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ، وَالصَّوَابُ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ ابْنُهُ فَجَعَلَ شَرِيكٌ مَكَانَ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ1. قَالَ الْخَطِيبُ: وَقَدْ رَوَى وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ شَرِيكٍ قِصَّةَ رَفْعِ الأَيْدِي فِي الثِّيَابِ كَرِوَايَةِ إسحاق (58/ب) الأزرق. أخبرنا بِذَلِكَ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ نا محمد أحمد اللؤلؤي نا أَبُو دَاوُدَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَنْبَارِيُّ نَا وَكِيعٌ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشِّتَاءِ فَرَأَيْتُ أَصْحَابَهُ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فِي ثِيَابِهِمْ فِي الصَّلاةِ " 2. وَأَمَّا حَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ شَرِيكٍ الَّذِي ذَكَرَهُ مُوسَى بن هارون: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ – بِالْبَصْرَةِ – أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّمَّارُ قَالَ نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأشعث. وأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ نا محمد بن أحمد اللؤلؤي نا أبو داود.

_ 1. لعل موسى بن هارون ذكر هذا الكلام في فوائد عن شيوخه، ويوجد قطعة منه في مكتبة المخطوطات في الجامعة الإسلامية، ولم أجد هذا الحديث فيها ولكن أسلوبه فيه مثل صنيعه هنا حيث يذكر الحديث ثم يعقب عليه بالكلام على أسانيده وألفاظه. 2. انظر سنن أبي داود 1/466 ح 729.

وأخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ قَالا: نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ نَا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حِيَالَ أُذُنَيْهِ قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُمْ فَرَأَيْتُهُمْ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ إِلَى صُدُورِهِمْ وَعَلَيْهِمْ بَرَانِسُ وَأَكْسِيَةٌ " 1 هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ. وَفِي حَدِيثِ الْمَعْمَرِيِّ: " ثُمَّ أَتَيْتُهُمْ فِي الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَرَأَيْتُهُمْ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ إِلَى صُدُورِهِمْ فِي افْتِتَاحِ الصَّلاةِ وَعَلَيْهِمُ الْبَرَانِسُ " 2. وَأَمَّا حَدِيثُ يَحْيَى الْحِمَّانِيِّ3: فَحَدَّثَنَاهُ الْعَلاءُ بْنُ حَزْمٍ نَا الْحَبَّالُ أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَيْمُونٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّاقِدُ قَالا: أَنَا أَبُو الطَّاهِرِ الْقَاضِي نَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ نَا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ فِي الشِّتَاءِ فَرَأَيْتُهُمْ يُصَلُّونَ فِي الْبَرَانِسِ وَالأَكْسِيَةِ وَأَيْدِيهِمْ فِيهَا يَرْفَعُونَهَا إِلَى نُحُورِهِمْ أو قال: إلى صدورهم " 4.

_ 1. رواه أبو داود 1/466 ح 728. 2. لم أقف على رواية المعمري. 3. يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ – بكسر المهملة وتشديد الميم – تقدم الكلام عليه وبيان ضعفه. 4. أخرج الطبراني في الكبير 22/40 ح 98 رواية الحماني من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي والحسين بن إسحاق التستري عن الحماني..به ...

قَالَ مُوسَى: وَهَذَا حَدِيثٌ لا إِسْنَادُهُ حُفِظَ وَلا مَتْنُهُ ضُبِطَ. فَأَمَّا الإِسْنَادُ فَإِنَّمَا رَوَاهُ عَاصِمُ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلٍ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ. وَأَمَّا قَوْلُهُ إِلَى نُحُورِهِمْ أَوْ صُدُورِهِمْ فَلا أَعْلَمُ أَحَدًا ذَكَرَهُ فِي حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ. وَإِنَّمَا هُوَ قَالَ: أَتَيْتُهُمْ فِي الشِّتَاءِ وعليهم الأكسية البرانس، فَجَعَلُوا يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ مِنْ تَحْتِ الثِّيَابِ وَإِنَّمَا هَذَا التَّخْلِيطُ فِي الإسناد وفي المتن مِنْ شَرِيكٍ كَانَ بِأَخَرَةٍ قَدْ سَاءَ حِفْظُهُ، وَلَمْ يَكُنْ رَحِمَهُ اللَّهُ بِأَثْبَتِ النَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَسُوءَ حِفْظُهُ. قَالَ الْخَطِيبُ: وَرَوَى قِصَّةَ رَفْعِ الأَيْدِي فِي الْبَرَانِسِ والأكسية وريزة1 ابن مُحَمَّدٍ الْغَسَّانِيُّ الأَطْرَابُلُسِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيِّ عَنْ شَرِيكٍ فَوُهِمَ فِيهِ وَهْمًا فَظِيعًا وَأَخْطَأَ خَطَأً شَنِيعًا. وَذَلِكَ أَنَّهُ رَوَاهُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَالِهِ الْفَلْتَانِ2 بن عاصم.

_ 1. أوله – واو راء بعدها مثناة تحتية ثم زاي وآخره تاء مربوطة – كذا في الأصل وفي الإكمال لابن ماكولا 7/391، وذكره كذلك الدكتور عمر التدمري في مقدمة حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي ص 28، أما في لسان الميزان 6/220، فذكر باسم (وزيرة) بتقديم الزاي وتأخير الراء ثم قال الحافظ: وضبطه عبد الغني بالراء قبل الزاي مصغرا. 2. بالفاء – خال عاصم بن كليب الجرمي وقيل خال أبيه ذكره خليفة بن خياط في الطبقات 119 فيمن روى عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني جرم بن ريان بن ثعلبة ... وكذلك ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 9/134، وقال يعد في الكوفيين، وكذلك ابن ماكولا في الإكمال 7/71 قال: له صحبة يعد في الكوفيين.

حَدَّثَنِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الصُّوفِيُّ أَنَا تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ أَنَا أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن راشد البجلي ثنا أبو هاشم وريزة الغساني ثنا إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيِّ نا شريك (59/أ) عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَالِهِ الْفَلْتَانِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْتُهُمْ يُصَلُّونَ فِي الْبَرَانِسِ وَالأَكْسِيَةِ وَيَرْفَعُونَ فِيهَا أَيْدِيَهُمْ " 1. وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا وَافَقَ وريزة على هذه الرواية، فالله أَعْلَمُ2. 45- حديث آخر: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّفَّارُ نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ الْمَدِينِيُّ – بِمِصْرَ – نَا أَبُو أُمَيَّةَ – يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الطرسوسي3 - نا روح – وهو ابن عبادة – عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَخْضَرِ4 وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُرْوَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ لَيْلَةً مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَصَلَّى في المسجد

_ 1. رواه الطبراني في المعجم الكبير 18/336 ح 861 من طريق شريك عن عاصم ... به. 2. في الهامش بلغ مقابلة في الحادي عشر حسب الطاقة والله أعلم. 3. قال الحاكم: صدوق كثير الوهم، وقال ابن حبان في الثقات 9/137: أحد الثقات، دخل مصر فحدثهم من أحاديث من حفظه أخطأ فيها فلا يعجبني الاحتجاج به إلا بما حدث من كتابه (التهذيب 9/15) . 4. اليمامي مولى هشام بن عبد الملك، قال أحمد: يعتبر به، وضعفه ابن معين وأبو زرعة وابن عدي ويعقوب الفسوي، وقال الدارقطني: لا يعتبر به وقد اختلط عليه حديث الزهري فلم يميز فترك (التهذيب 4/380) .

فَصَلَّى رِجَالٌ بِصَلاتِهِ فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ فَاجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ فصلوا بصلاته، وأصبح النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ، فَكَثُرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ فَخَرَجَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّوْا بِصَلاتِهِ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنْ أَهْلِهِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ حَتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الْفَجْرِ، فَلَمَّا قَضَى صَلاةَ الْفَجْرِ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَتَشَهَّدَ1 وَقَالَ أَمَّا بَعْدُ1 فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ شَأْنُكُمُ اللَّيْلَةَ، وَلَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ فَتَعْجَزُوا عَنْهَا، وَلَكِنَّ2 رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُرَغِّبُهُمْ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِعَزِيمَةٍ، وَيَقُولُ: " مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غفر له ما تقدم ذَنْبِهِ " 3. هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَسَاقَهُ سِيَاقَةً وَاحِدَةً بِإِسْنَادٍ وَاحِدٍ وَوُهِمَ فِي ذَلِكَ، وَلَعَلَّهُ حَمَلَ رِوَايَةَ مَالِكٍ عَلَى رِوَايَةِ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَخْضَرِ لَمَّا جَمَعَ بَيْنَهُمَا، وَالَّذِي عِنْدَ مَالِكٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ مِنْ أَوَّلِ الْحَدِيثِ إِلَى قَوْلِهِ: " فَتَعْجَزُوا عَنْهَا "4 وَأَمَّا مَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ ذكر الترغيب في قِيَامِ رَمَضَانَ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَهُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ5 لا عَنْ عُرْوَةَ.

_ 1. وضعت علامة تضبيب في هذين الموضعين ولم أتبين سببها والله أعلم. 2. هنا إشارة تضبيب والسبب والله أعلم تداخل الكلام؛ كلام الراوي مع كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 3. لم أقف عليه من هذا الطريق. 4. انظر الموطأ 1/113 ح 1 من كتاب الصلاة في رمضان. 5. تقدم تخريجه في حديث أبي هريرة رقم 26.

وَاخْتَلَفَ عَلَيْهِ فِيهِ، فَقِيلَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَقِيلَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا1. وَقَدْ رَوَى عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الإِيلِيَانُ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ الْحِمْصِيُّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ عروة عن عَائِشَةَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ سِيَاقَةً وَاحِدَةً، كَمَا ذَكَرْنَاهُ عَنْ رَوْحٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَخْضَرِ عَنْ مَالِكٍ. وَرَوَى أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ مَالِكٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ فَصْلَ التَّرْغِيبِ خَاصَّةً، وَوَهْمُهُ فِيهِ كَوَهْمِ رَوْحٍ بَلْ أَفْحَشُ لأَنَّ رَوْحًا جَمَعَ بَيْنَ حَدِيثِ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَخْضَرِ وَمَالِكِ، ولعله حمل إحدى للروايتين عَلَى الأُخْرَى وَكَانَتِ الرِّوَايَةُ الْمَحْمُولُ عَلَيْهَا مُدْرَجَةً وَفِي ذَلِكَ عُذْرٌ (59/ب) لَهُ. وَأَمَّا أَبُو عَاصِمٍ فَأَفْرَدَ فَصْلَ التَّرْغِيبِ دُونَ مَا قَبْلَهُ بِإِسْنَادٍ خَالَفَهُ فِيهِ الْجَمَاعَةُ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ فَكَثُرَ بِذَلِكَ وَهْمُهُ وَشَنُعَ فِيهِ خَطَؤُهُ2. وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ وَابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ الْفَصْلَ الأَوَّلَ إِلَى ذِكْرِ الْعَجْزِ عَنِ الْقِيَامِ. وَرَوَى الْفَصْلَ الثَّانِيَ – وَهُوَ مِنْ ذِكْرِ التَّرْغِيبِ إِلَى آخِرِ الْمَتْنِ – عَنْ مَعْمَرٍ وَمَالِكٍ مَعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمَيَّزَ أحد الفصلين من الآخر بإسناده مفرد مجدد له3.

_ 1. سيأتي تخريجه في آخر هذه الترجمة. 2. سيأتي تخريجه في آخر الترجمة. 3. سيأتي تخريجه في آخر الترجمة.

وَرِوَايَةُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ لِلْحَدِيثِ عَلَى هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ مُوَافَقَةً لِمَا تَوَاطَأَ عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ مَالِكٍ عَامَّةُ أَصْحَابِهِ وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى وَهْمِ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ وَأَبِي عَاصِمٍ فِي رِوَايَتِهِمَا، وَدَلِيلٌ أَيْضًا على رِوَايَاتِ عُقَيْلٍ وَيُونُسَ وَشُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أُدْرِجَ مَتْنُ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ فِيهَا عَلَى إِسْنَادِ حَدِيثِ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. فَأَمَّا حَدِيثُ عُقَيْلٍ1 عَنِ ابْنِ شهاب الزهري: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطِّسْتِيُّ – مِنْ لَفْظِهِ – نَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شَرِيكٍ الْبَزَّارُ2 نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ نَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ لَيْلَةً مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى رِجَالٌ بِصَلاتِهِ فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ فَاجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ فَصَلَّى فَصَلَّوْا مَعَهُ فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ، وَكَثُرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ ". فَخَرَجَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّوْا بِصَلاتِهِ فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنْ أَهْلِهِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَفِقَ رِجَالٌ مِنْهُمْ يَقُولُونَ: الصَّلاةَ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ حَتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى صَلاةَ

_ 1. بضم العين المهملة – بن خالد بن عقيل – بفتح العين المهملة – الأيلي – بفتح الهمزة بعدها تحتانية ساكنة ثم لام أبو خالد الأموي مولاهم ثقة ثبت مات سنة 144هـ (التقريب 242) . 2. آخره راء كذا في الأصل والثقات لابن حبان 8/434، واللسان 4/120.

الْفَجْرِ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ لم يخف عليّ شأنكم لليلة، وَلَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ فَتَعْجَزُوا عَنْهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَغِّبُهُمْ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِعَزِيمَةِ أَمْرٍ فِيهِ فَيَقُولُ: مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفر لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ كَانَ الأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ خِلافَةَ أَبِي بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ "1. رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِهِ الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ وَسَاقَهُ بِطُولِهِ إِلَى قَوْلِهِ: " فَتَعْجَزُوا عَنْهَا "، وَقَالَ بَعْدَهُ: فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ ولم يَزِدْ، وَلا ذَكَرَ فَصْلَ التَّرْغِيبِ، وَنَرَى أَنَّهُ إِنَّمَا حَذَفَهُ لِمَا ثبت عنده أنه في حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ وَلَيْسَ مِنْ (60/أ) حديث عروة2. أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ عُثْمَانَ الشِّيرَازِيُّ قَالا: أنا أَبُو الْهَيْثَمِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمَكِّيِّ الكشميهني3. وأخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخُو الْخَلالِ أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَاجِبٍ الْكُشَانِيُّ3 قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ3 نا محمد ابن إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ نَا اللَّيْثُ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ

_ 1. روى البخاري عن ابن بكير عن الليث عن عُقيل ... به إلى قوله: " والأمر على ذلك " ولم يخرج الباقي (الفتح 4/250 ح 2021) . 2. أخرجه البخاري في كتاب صلاة التراويح باب فضل قيام رمضان من صحيحه عن ابن بكير عن الليث عن عقيل عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ... به.. الفتح 4/250 ح 2008) . 3. تقدم ضبطهم في الحديث رقم/ 9.

عَلَى مَا ذَكَرْتُهُ1. وَأَمَّا حَدِيثُ يونس عن الزهري: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ نا أبو إسماعيل محمد ابن إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ نَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فِي رَمَضَانَ فصلى، فَصَلَّى رِجَالٌ بِصَلاتِهِ فَأَصْبَحَ النَّاسُ يَتَحَدَّثُونَ بِذَلِكَ فَخَرَجَ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ فَصَلَّى النَّاسُ بِصَلاتِهِ فَأَصْبَحَ النَّاسُ يَتَحَدَّثُونَ بِذَلِكَ، فَكَثُرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ فَصَلَّوْا بِصَلاتِهِ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنْ أَهْلِهِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَفِقَ رِجَالٌ مِنْهُمْ يَقُولُونَ: الصَّلاةَ فَلا يخرج إليهم رسول الله حَتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الْفَجْرِ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكَانُكُمُ اللَّيْلَةَ وَلَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ صَلاةُ اللَّيْلِ فَتَعْجَزُوا عَنْهَا، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَغِّبُهُمْ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِعَزِيمَةِ أَمْرٍ فَيَقُولَ: مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ، وَكَانَ الأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ خِلافَةَ أَبِي بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ خِلافَةِ عمر جَمَعَهُمْ عُمَرُ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كعب، فقام بهم

_ 1. البخاري كتاب صلاة التراويح باب فضل من قام رمضان (الفتح 4/250 ح 2021) .

رَمَضَانَ، وَكَانَ أَوَّلَ مَا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى قَارِئٍ فِي رَمَضَانَ "1. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ نَا أَبُو مُوسَى2 الزَّمِنُ نَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ " فَذَكَرَ نَحْوَ الْحَدِيثِ الَّذِي قَبْلَهُ. وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي كِتَابِهِ الصَّحِيحِ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ كَمَا أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ بِنَيْسَابُورَ أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ3 نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ نَا حَرْمَلَةُ نا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ " 4 وَسَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: " لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ صلاة الليل فتعجزوا عنها، ولم يزد " (60/ب") .

_ 1. أخرج النسائي الحديث – ما عدا جملة الترغيب – عن عبد الله بن الحارث عن يونس ... به4/155 (كتاب الصيام باب ثواب من قام رمضان) ، وأخرج جملة الترغيب إثر الحديث عن الربيع بن سليمان عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ ... عن أبي سلمة عن أب هريرة ... الحديث. 2. محمد بن المثنى العنزي. 3. أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ. 4. انظر صحيح مسلم 1/542 ح 178 من كتاب صلاة المسافرين.

وَنَرَى أَنَّ مُسْلِمًا اقْتَدَى بِالْبُخَارِيِّ فِي حَذْفِهِ مِنَ الْمَتْنِ مَا بَعْدَ هَذَا لِكَوْنِهِ حَدِيثًا غَيَّرَهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ. وَأَمَّا حَدِيثُ شُعَيْبٍ عن الزهري: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ نَا عُمَرُ بْنُ عثمان ابن كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ نَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبرت: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ لَيْلَةً فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ رِجَالٌ بِصَلاتِهِ " وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ إِلَى أَنْ قَالَ: فَتَعْجَزُوا عَنْهَا، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَغِّبُهُمْ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بعزيمة أمر فيه وَيَقُولُ: مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ كَانَ عَلَى ذَلِكَ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ "1. وَفِي رِوَايَاتِ عُقَيْلٍ وَيُونُسَ وَشُعَيْبٍ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا أَلْفَاظٌ لَيْسَتْ مِنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ وَلا مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ وَهِيَ2: " فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ " إِلَى آخِرِ الْمَتْنِ. وهذا الأَلْفَاظُ إِنَّمَا هِيَ قَوْلُ الزُّهْرِيِّ أُدْرِجَتْ أَيْضًا فِي الْحَدِيثِ، وَقَدْ رَوَاهَا مُبَيَّنَةً مَفْصُولَةً مِنَ الْمَتْنِ الَّذِي وُصلت بِهِ مَالِكٌ عَنِ الزهري وسنذكرها

_ 1. أخرجه النسائي من طريق محمد بن خالد عن بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ ... به، إلا أنه لم يذكر فيه فصل " فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... " وأخرج جزء الترغيب من نفس الطريق عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هريرة (السنن 4/155 -156) . 2. كتب على هذه الكلمة في الأصل ((كذا)) .

كَذَلِكَ بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي عَاصِمٍ عَنْ مَالِكٍ الَّذِي سَاقَ فِيهِ مَتْنَ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ بِإِسْنَادِ حَدِيثِ عروة: فأخبرناه أبي بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الآبَنْدُونِيَّ1 يَقُولُ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ – بِبَغْدَادَ – نَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جَرِيرٍ نَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْغَبُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عَزِيمَةٍ فَيَقُولَ: مَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " 2. وَأَمَّا حَدِيثُ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ الَّذِي ذَكَرَهُ فِي الْمُوَطَّأِ: فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَشَّاشُ3 نَا القعنبي عن مالك. وأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ على أبي العباس4 ابن حَمْدَانَ حَدَّثَكُمُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بْنِ زِيَادٍ نَا ابْنُ أَبِي5 أويس نا مالك.

_ 1. تقدم ضبطه في الحديث الرابع. 2. لم أقف عليه من حديث أبي عاصم. 3. بالجيم وبعده شين معجمة ثم ألف بعدها شين أخرى كذا في الأصل والثقات لابن حبان 8/80، والمشتبه للذهبي (1/164) . 4. محمد بن أحمد. 5. إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أويس المدني قال ابن حجر في التقريب 34: صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه. أ. هـ، وروايته في صحيح البخاري كتاب التراويح باب فضل من قام رمضان ح 2011.

وأخبرناه بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَاتِنِيُّ1 أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَدْرٍ نَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ2 أَنَا مَالِكٌ. وأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي دَارَةَ الْمُقْرِئُ – بالكوفة – نا (61/أ) الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ الْبَلْخِيُّ نَا قتيبة3 عن مالك. وأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ – بِبَيْتِ المقدس – نا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أحمد بن محمد ابن يوسف السامري أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ نَا أَبُو مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ4. وأخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ

_ 1. بفتح الفاء وكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفي آخرها النون هذه النسبة إلى فاتن مولى أمير المؤمنين المطيع لله، في الأنساب 10/112، وتاريخ بغداد 7/135، أبو الحسن بشرى – بألف – بن مسيس - بسينين مهملتين – الرومي الفاتني مولى فاتن مولى المطيع لله، وذكر الخطيب قصة أسره من بلاد الروم وذكر أنه روى عن محمد بن بدر، وروى هو عنه، ووثقه وأثنى عليه، فلعله بعد إسلامه سمي بشرى بن عبد الله، ويشهد لهذا أن الخطيب ذكره في تلاميذ محمد بن بدر الحماني غلام ابن طولون – شيخه هنا – في تاريخ بغداد 2/108، باسم بشرى بن عبد الله. 2. أخرج رواية ابن يوسف عن مالك الإمام البخاري في صحيحه كتاب التهجد باب تحريض النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صلاة الليل والنوافل من غير أيجاب.. (الفتح 3/10 ح 1129) . 3. أخرجه النسائي 3/202 باب قيام شهر رمضان عن قتيبة عن مالك ... به.. 4. انظر الموطأ برواية أبي مصعب 1/109 ح 279 باب ما جاء في قيام رمضان (ط. مؤسسة الرسالة – بيروت) .

التَّنُوخِيُّ قَالا: أَنَا عَلِيُّ بْنُ محمد الْوَرَّاقِ نَا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ نَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى1 نا مالك. وأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ – بِمِصْرَ – نَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ أَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ نَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَصَلَّى بِصَلاتِهِ نَاسٌ ثُمَّ صَلَّى مِنَ الْقَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ فَلَمْ يَمْنَعْنِي من الخروج إلا أني خَشِيتُ أَنْ تُفْتَرَضَ عَلَيْكُمْ وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ 2. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَلَمْ يُخَالِفْهُ الآخَرُونَ إِلا فِي الْحَرْفِ أَوِ الشَّيْءِ الْيَسِيرِ. وَأَمَّا رِوَايَةُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ وَابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ هَذَا الْحَدِيثَ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنَا مَعْمَرٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ قَالا: أَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " خَرَجَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فصلى في المسجد فثاب

_ 1. لم أقف عليه من طريق معن بن عيسى. 2. لم أجده في القطعة الموجودة من غرائب مالك لابن المظفر.

رِجَالٌ فَصَلَّوْا بِصَلاتِهِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ الناس تحدثوا1 أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ، فَاجْتَمَعَ اللَّيْلَةَ الْمُقْبِلَةَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَصَلَّوْا مَعَهُ بِصَلاتِهِ كَذَلِكَ حَتَّى كَانَتْ لَيْلَةُ2 الرَّابِعَةِ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ حَتَّى كَادَ الْمَسْجِدُ يَعْجَزُ بِأَهْلِهِ فَجَلَسَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ حَتَّى سَمِعْتُ نَاسًا يَقُولُونَ: الصَّلاةَ فَلَمْ يَخْرُجْ فَلَمَّا صَلَّى الْفَجْرَ سَلَّمَ ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عليّ شأنكم الليل وَلَكِنْ خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ فَتَعْجَزُوا عَنْهُ " 3. وَأَمَّا حَدِيثُ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الَّذِي ذَكَرْنَا أَنَّهُ اخْتَلَفَ عَلَيْهِ في إيصاله وَإِرْسَالِهِ: فَإِنَّ أَصْحَابَ الْمُوَطَّأِ رَوَوْهُ عَنْهُ مُرْسَلًا لَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَوَصَلَهُ عَنْ مَالِكٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ وَعُثْمَان بْن عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ الْبَصْرِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمِصْرِيُّ وَقَالُوا كُلُّهُمْ: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (61/ب) . وأما حديث من أرسله عن مالك: فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ [الدَّقَّاقُ] 4 نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَشَّاشُ نَا القعنبي5 عن مالك.

_ 1. تضبيب لأنه كان في الأصل نونا بدل الألف وهو خطأ نحوي. 2. هكذا في الأصل والأولى: " الليلة الرابع ". 3. رواه عبد الرزاق في المصنف 4/265 ح 7747. 4. في الأصل الوراق والتصويب من تاريخ بغداد 11/302. 5. رواية القعنبي ذكرها ابن عبد البر في التمهيد 7/96.

وأخبرنا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَدْرٍ نَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ نَا عَبْدُ اللَّهِ بن يوسف أنا مالك1. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ2 أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا مُوسَى بْنُ أَبِي خُزَيْمَةَ نَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ على مالك3. وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْخَرَقِيُّ نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ عن مالك بن أنس4. وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن حسونة النَّرْسِيُّ حَدَّثَنِي جَدِّي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السَّامِرِيُّ نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ نَا أَبُو مُصْعَبٍ5 عن مالك. وأخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ6 الأَزْهَرِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ7 التَّنُوخِيُّ قَالا: أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ نَا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى نا معن8 نا مالك. وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أنا عَلِيُّ بن

_ 1. لم أقف على رواية ابن يوسف عن مالك. 2. أَبُو بَكْرٍ = أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان. 3. لم أقف على رواية يحيى بن يحيى – وهو النيسابوري -. 4. لم أقف على رواية قتيبة عن مالك. 5. ذكر رواية أبي مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ القاسم بن الحارث بن زرارة الحافظ ابن عبد البر 7/96. 6. عبيد الله بن أحمد الصيرفي. 7. على بن المحسن القاضي. 8. لم أقف على هذه الرواية.

أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ نَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ أَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْغَبُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَ بِعَزِيمَةٍ، فَيَقُولَ: مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " 1. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَتُوُفِّيَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ، وَكَانَ الأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَصَدْرًا مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، لَفْظُ حَدِيثِ قُتَيْبَةَ، وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَلا ابْنِ الْقَاسِمِ كَلامُ ابْنِ شِهَابٍ. وَرَوَى جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ عَنْ مَالِكٍ هَذَا الْحَدِيثَ فَأَسْنَدَ قَوْلَهُ: " مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَحُمَيْدٍ ابْنَيْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ جَمِيعًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَرْسَلَ مَا قَبْلَهُ مِنْ ذِكْرِ التَّرْغِيبِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَحْدَهُ، وَذَكَرَ فِيهِ أَيْضًا كلام ابن شهاب، كذلك. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: وَفِي كِتَابِي عَنْ مُعَاذِ بْنِ الْمُثَنَّى وَلَيْسَ عَلَيْهِ عَلامَةُ السَّمَاعِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ نا جُوَيْرِيَةُ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْغَبُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يأمرهم بعزيمة " 2.

_ 1. لم أقف على هذه الرواية. 2. أخرجه ابن عبد البر في التمهيد 7/99.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " 1. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ كَانَ الأَمْرُ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ2 (62/أ) وَصَدْرًا مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ عَلَى ذلك. وأما حديث عبد الرزاق عن مَالِكٍ الَّذِي وَصَلَهُ فَإِنَّهُ جَمَعَ في روايته بين مالك ومعمر: وأخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ نَا إِسْحَاقُ الدَّبَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ معمر وَمَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْغَبُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِعَزِيمَةٍ، وَيَقُولُ: مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ كَانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَصَدْرًا من خلافة عمر "3.

_ 1. رواه النسائي في السنن 3/201 – 202 كتاب قيام الليل: باب ثواب من قام رمضان كتاب الصوم باب ثواب من قام رمضان 4/156، ولم يخرج قول ابْنُ شِهَابٍ: " فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... "، وانظر التمهيد 7/98 – 99، فقد ذكر رواية جويرية وفيها كلام الزهري – ثم عقب عليها بقوله ... فرواية جويرية هذه مهذبة مجودة والله أعلم. 2. في هامش الأصل ((قوبل فصح إن شاء الله تعالى)) . 3. رواه عبد الرزاق في المصنف 4/258 ح 7719 باب قيام رمضان. ورواه من طريق عبد بن حميد عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ ... به. الإمام مسلم 1/523 ح 174 من صلاة المسافرين. والترمذي 3/162 – 163 ح 808 باب الترغيب في قيام رمضان. وأبو داود 2/102 ح 1371.

وَأَمَّا حَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ وَإِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ بِمُتَابَعَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَلَى وَصْلِهِ عَنْ مَالِكٍ: فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ نا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ قَالا: نَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ نَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ نَا مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ بِقِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَ فِيهِ بِعَزِيمَةٍ يَقُولُ: مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تقدم من ذنبه " 1. وأخبرنا الحسن أنا دعلج ن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ كَيْسَانَ النَّيْسَابُورِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " 2. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ فَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي الأَحَادِيثِ الْمُسْنَدَةِ الَّتِي وَصَلَتْ بِهَا أَلْفَاظُ التَّابِعِينَ فَغَنِينَا عن إعادته ها هنا3.4

_ 1. رواية عثمان بن عمر هذه أخرجها أبو عمر بن عبد البر في التمهيد 7/98. 2. ذكره ابن عبد البر في التمهيد 7/100 – 101 من طريق إسحاق بن سليمان عن مالك ... به. 3. تقدم في حديث رقم 26. 4. في هامش الأصل ((بلغت بقابلة في الحادي عشر حسب الطاقة)) والله أعلم.

46- حديث آخر: أنبأ أبو سهل محمد بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ الْعُكْبَرِيُّ ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الآدَمِيُّ1 ثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ2 أنبأ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} " 3. قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَنِيئًا لَكَ مَا أَعْطَاكَ اللَّهُ، فَمَا لَنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} الآية كلها3 "4. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ الْحَذَّاءُ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بن سلم أَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ5 نَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرجعه

_ 1. بفتح الألف والدال المهملة وفي آخرها الميم – هذه النسبة إلى من يبيع الأدم كذا في اللباب 1/37، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 4/299. 2. ابن كثير الوشاء، ضعفه الدارقطني وابن حجر والبرقاني (انظر التهذيب 10/348، التقريب 351) . 3. الآيات 1، 2، 5، من سورة الفتح. 4. رواه أحمد في المسند 3/122، عن يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ هَمَّامِ ... به مع اختلاف يسير في الألفاظ. 5. العبدي أبو عبد الله البصري، قال الحافظ في التقريب 316: ثقة لم يصب من ضعفه.

مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ1 وَالنَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلامُ وأصحابه مخالطوا الْحُزْنِ وَالْكَآبَةِ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَهُمْ مَنَاسِكِهِمْ فَنَحَرُوا الْهَدْيَ بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَحَدَّثَهُمْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَصْحَابِهِ: (62/ب) " قَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا " فَتَلاهَا نَبِيُّ اللَّهِ عَلَيْهِمْ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: " هَنِيئًا مَرِيئًا يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ لَكَ مَا يَفْعَلُ بِكَ، فَمَاذَا يَفْعَلُ بِنَا؟ " فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدَهَا: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً} "2. وَهَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عروة عَنْ قَتَادَةَ. وَأَمَّا حَدِيثُ مَعْمَرٍ: فأخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَلَفٍ أَبُو الْفَتْحِ الرَّزَّازُ نَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ نَا عبد الله بن جعفر بن خشيش3 نا الحسن بن

_ 1. قال ياقوت الحموي في معجم البلدان 2/229: بضم الحاء - المهملة وفتح الدال – المهملة - وياء تحيتية – ساكنة وباء موحدة مكسورة، وياء تحتية – اختلفوا فيها فمنهم من شددها ومنهم من خففها. فروي عن الشافعي أنه قال: الصواب تشديد الحديبية وتخفيف الجعرانة وأخطأ من نص على تخفيفهان وقيل كل صواب، أهل المدينة يثقلونها وأهل العراق يخففونها: وهي قرية متوسطة ليست بالكبيرة سميت ببئر هناك عند الشجرة التي بايع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحتها ... ، بينها وبين مكة مرحلة. أ. هـ ملخصا. قلت: تسمى الآن بالشميسي تبعد عن مكة 25 كيلو متر من جهة جدة. 2. رواه أحمد في المسند 3/134 عن بهر عن همام..به 3/252 عن عفان عنه ... به مع اختلاف يسير في بعض الكلمات. 3. في تاريخ بغداد 9/428: ابن أحمد بن خشيش – بالخاء المعجمة بعدها معجمتين بينهما مثناة تحتية أو العباس الصيرفي مت سنة 318هـ.

يَحْيَى1 أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قال: " نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ أحبُّ إليَّ مِمَّا عَلَى الأَرْضِ ثُمَّ قَرَأَهَا عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالُوا: هَنِيئًا مَرِيئًا يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ لك ما يفعل بك2 فنزلت عليهم: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ حتى فَوْزاً عَظِيماً} 3. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " لَمَّا أُنزلت هَذِهِ الآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ ... إلى مُسْتَقِيماً} مرجعه من الحديبية، وهم مخالطون الْحُزْنِ وَالْكَآبَةِ، وَقَدْ نَحَرَ الْهَدْيَ بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَقَالَ: لَقَدْ أُنْزِلَتْ آيَةٌ هِيَ أحبُّ إليَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا مَا يَفْعَلُ بِكَ فَمَا يَفْعَلُ بِنَا؟ فَأُنْزِلَتْ: {لِيُدْخِلَ

_ 1. ابن الجعد العبدي أبو علي بن أبي الربيع، قال ابن أبي حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات 8/180، وقال في التقريب 72: صدوق، (التهذيب 2/324) . 2. كتب هنا ((تضبيب)) لعله بسبب نقص في الكلام يتبين من الروايات الأخرى، ولكن الرواية هكذا عند أحمد والترمذي كما سيأتي تخريجها. 3. رواه أحمد في المسند 3/197 عن عبد الرزاق ... به. ورواه أيضا الترمذي في كتاب التفسير من جامعه تفسير سورة الفتح 5/385 ح 3263.

الْمُؤْمِنِينَ} الآيَةُ "1. وَرَوَاهُ أَيْضًا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ2 عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ أبا القاسم الأبندوني3 - وكان سيد الْمُحَدِّثِينَ – يَقُولُ: قُرِئَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيِّ – حَدَّثَكُمْ – عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ أَبُو حَفْصٍ نَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ نَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ4: " لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَهُمْ يُخَالِطُهُمُ الحزن والكآبة، نحر الهدي الحديبية، وَقَالَ: لَقَدْ أُنزلت عَلَيَّ آيَةٌ هِيَ أحبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا، قَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا مَا يَفْعَلُ بِكَ فَمَا يَفْعَلُ بِنَا؟ قَالَ: فَأُنْزِلَتْ: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً} "5.

_ 1. انظر مسند أحمد 3/215 عن عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ عن سعيد ... به. ورواه مسلم 3/1413 ح 97 من كتاب الجهاد، عن خالد بن الحارث عن سعيد به. 2. ابن عبيد بن سليم الهُجَيمي – بضم الهاء وفتح الجيم – أبو عثمان البصري. 3. قال السمعاني في الأنساب 1/64: بفتح الألفين والباء الموحدة وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى آبندون وهي قرية من قرى جرجان – ثم ذكر فيمن ينسب إليها أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إبراهيم بن يوسف الآبندوني وأطال في ترجمته والثناء عليه. 4. في هذا الموضع من الأصل تضبيب لعله بسبب سقوط قوله – قال – والمحدثون يحذفون مثل ذلك في الإسناد والله أعلم. 5. لم أقف عليه من رواية خالد عن شعبة، وهو عند مسلم من رواية خالد عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ وتقدم تخريجه.

وَرَوَاهُ أَحْمُد بْنُ حَنْبَلٍ وَأَحْمَدُ بن منيع جميعا عن الحجاج (63/أ) بْنِ مُحَمَّدٍ التِّرْمِذِيِّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ وَأَنَسِ بن مالك: أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي نا حجاج حدثني شعبة. وأخبرناه الْبَرْقَانِيُّ1 قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ أَخْبَرَكُمُ ابْنُ نَاجِيَةَ2 نَا أَحْمَدُ بْنُ مُنَيْعٍ3 نَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ4. نَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُمَا قَالا: " لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّر} ، قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَنِيئًا مَرِيئًا لك يا رسول الله، فما لنا؟؟ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} الآية5 " وهذا لفظ ابن حنبل6.

_ 1. أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن غالب الخوارزمي. 2. عبد الله بن محمد بن ناجية بن نخبة أبو محمد البربري قال الخطيب: كان ثقة ثبتا (تاريخ بغداد 10/104) . 3. ابن عبد الرحمن أبو جعفر البغوي الأصم. 4. المصيصي الأعور أبو محمد الترمذي. 5. رواية الإمام أحمد لم أقف عليها في المسند بعد بحث طويل فلعلها في التفسير له وهو مفقود فيما أعلم، والله أعلم. أما رواية الإسماعيلي عن طريق أحمد بن منيع عن حجاج، فقد أشار إليها الحافظ في الفتح 7/451 حيث قال: وقد رواه الإسماعيلي من طريق حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ وجمع في الحديث بين أنس وعكرمة وساقه مساقا واحدا. أ. هـ. 6. كتب مقابلة في الهامش ما نصه (بلغ مقابلة) .

قَالَ الْخَطِيبُ: قِصَّةُ نُزُولِ أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ حَسْبُ عِنْدَ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ. وَأَمَّا قِصَّةُ نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} إلى آخر الآيَةُ، فَهِيَ عِنْدَ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ لا عَنْ أَنَسٍ. رَوَى عَنْ شُعْبَةَ حَدِيثَ أَنَسٍ مُفْرَدًا عبد الله بن خيران وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَمُعَاذُ بن معاذ وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَكَذَلِكَ رَوَى سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُندر وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ الرَّصَاصِيُّ كِلاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ الْحَدِيثَيْنِ جَمِيعًا حَدِيثُ أَنَسٍ وَحَدِيثُ عِكْرِمَةَ وَأَفْرَدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنِ الآخَرِ. وَرَوَى حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ عَنْ شُعْبَةَ الْحَدِيثَيْنِ فِي سِيَاقَةٍ وَاحِدَةٍ. وَذَكَرَ عُثْمَانَ عَنْ شُعْبَةَ أَنَّ قتادة وقفه عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَهُمَا، وَكَذَلِكَ حَكَى أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ وروى مثله عن أَبِي مَعْشَرٍ1 الرُّؤَاسِيِّ عَنْ شُعْبَةَ. فَحَصَلَتْ رِوَايَةُ عِكْرِمَةَ مُلْحَقَةٌ بِآخِرِ حَدِيثِ هَمَّامٍ وَمَعْمَرٍ وَابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ أَنَسٍ، وَلَيْسَتْ مِنْهُ لأَنَّ عِكْرِمَةَ لَمْ يُذْكَرْ فِي تِلْكَ الأَحَادِيثِ، وحصلت مدرجة في حديث

_ 1. ذكره الإمام مسلم في كتاب الكنى 2/812 وسماه: عمارة بن صدقة، ولم أقف على ترجمته في غير هذا الكتاب والله أعلم.

أَحْمُد بْنُ حَنْبَلٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ شُعْبَةَ عن قتادة، لم يتبين رِوَايَةُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ مِنْ روايته عن عِكْرِمَةَ. فَأَمَّا حَدِيثُ مَنْ رَوَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ حَدِيثَ أنس مفردا: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ نا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ نا محمد بن غالب تمام قال: حدثني عبد الله ابن خيران نَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ حِينَ رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} 1 الآية (63/ب) . أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ نا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ نا بُنْدَارٌ2 نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالا: نَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} قال: الحديبية3. أخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ4 وَأَنَا أَسْمَعُ – أَخْبَرَكُمُ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ – أَخْبَرَكَ قَالا: نا

_ 1. لم أجده من رواية ابن خيران عن شعبة. 2. محمد بن بشار. 3. رواه البخاري (الفتح 8/583 ح 4834) تفسير سورة الفتح. ورواه ابن جرير في التفسير 26/70 عن محمد بن جعفر عن شعبة ... به. وأخرجه من طريق محمد بن جعفر أيضا البيهقي في دلائل النبوة 4/157 من طريق أبي بكر الإسماعيلي عن ابن ناجية عن محمد بن المثنى وبندار عن محمد بن جعفر به، ولم أقف عليه من رواية يحيى القطان عن شعبة والله أعلم. 4. أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ.

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ نا أبي نَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} ، قال: كانت خيبر1. قال البرقاني: وقرئ عَلَى الإِسْمَاعِيلِيِّ أَيْضًا – وَأَنَا أَسْمَعُ – وَأَخْبَرَكُمْ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ عَلَى أَثَرِ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قِصَّةِ الْحُدَيْبِيَةِ. قَالَ: نَا عُبَيْدُ اللَّهِ نَا أَبِي نَا شُعْبَةُ قَالَ2 قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} قال: الحديبية. أخبرنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ الرَّزَّازُ نَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَذَّاءُ نَا إِسْحَاقُ بن إبراهيم شاذان حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ3 نَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: " أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ حِينَ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْحُدَيْبِيَةِ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} الآيَةُ4. وَأَمَّا حَدِيثُ سُلَيْمَانَ5 التَّيْمِيِّ عن قتادة عن أنس: فأخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ نَا عمر أَحْمَدَ الْوَاعِظُ نَا عَبْدُ اللَّهِ بن محمد بن عبد العزيز6 نا أحمد بن مقدام أبو الأشعث ثنا المعتمر – يعني

_ 1. لم أجده بهذا الإسناد والسياق. 2. هنا تضبيب في الأصل. 3. هاشم بن القاسم الكناني. 4. لم أقف عليه بهذا الإسناد والسياق. 5. ابن طرخان. 6. هو البغوي.

ابْنَ سُلَيْمَانَ – قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " لَمَّا رَجَعْنَا من غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ وَقَدْ حِيلَ بَيْنَنَا نُسُكِنَا فَنَحْنُ بَيْنَ الْحُزْنِ وَالْكَآبَةِ فأنزل اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً} أَوْ كَمَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا " 1. وَأَمَّا رِوَايَةُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ الْحَدِيثَيْنِ جَمِيعًا وَإِفْرَادُهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ منهما إسنادا: فأخبرنا أَبُو الْمُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ أَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ2 أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّبِيبِيُّ3 نَا بُنْدَارٌ نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ نَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} ، قال: الحديبية.

_ 1. رواه الطبري في التفسير 26/69 سورة الفتح عن أحمد بن المقدام عن المعتمر به، وأخرجه مسلم 3/1413 ح97 من كتاب الجهاد عن عاصم بن النضر التيمي عن المعتمر..به ولم يسق متنه واكتفى بقوله نحو حديث سعيد بن أبي عروبة. وذكره الحافظ في الفتح 8/583. 2. بمهملتين بينهما راء وخاء معجمة نسبة إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان هكذا قال في الأنساب 7/188 وذكر فيمن ينسب إليها أبا علي زاهر بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عيسى السرخسي الفقيه إمام عصره مات سنة 389هـ. (انظر تذكرة الحفاظ 3/1021) . 3. قال في اللباب 2/59: بفتح الزاي والبائين الموحدتين المكسورتين بينهما ياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى بيع الزبيب، لعل أحد أجداد المنتسب إليه كان يبيع الزبيب، ثم ذكر فيمن ينسب هذه النسبة أبا إسحاق إبراهيم ... الزبيبي العسكري من عسكر مكرم إحدى كور الأهواز.

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصَلانِيُّ1 نَا بُنْدَارٌ نا محمد ثنا شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} ، قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَنِيئًا مَرِيئًا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا لَكَ فَمَا لَنَا؟، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ (64/أ) خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِم} 2". وَأَمَّا رِوَايَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ الرَّصَاصِيِّ3 عَنْ شُعْبَةَ الْحَدِيثَيْنِ هكذا أيضا: فأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زيد الصايغ نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أنس بن مالك يقول:

_ 1. قال ابن الأثير: بفتح الباء الموحدة والصاد المهملة وللام ألف بعدها نون، هذه النسبة إلى البصلية وهي محلة ببغداد خرج منها جماعة من العلماء منهم أبو بكر مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ البزار البصلاني مات سنة 311هـ وكان شيخا ثقة (اللباب 1/159) . 2. رواية محمد بن جعفر الأولى من حديث أنس تقدم تخريجها وأما رواية عكرمة – وهو مولى ابن عباس ورواية هنا مرسلة – فأخرجها الطبري في التفسير 26/70 سورة الفتح. 3. بالراء ثم صادين مهملتين بينهما ألف كذا في الأصل وتاريخ البخاري 5/283 رقم 917. والجرح والتعديل 5/235 رقم الترجمة 1112 وقال عن أبي حاتم: صدوق وعن أبي زرعة: لا بأس به.

" أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ حِينَ رَجَعَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّر} "1. وأخبرنا ابْنُ الْفَضْلِ أَنَا دَعْلَجٌ أَنَا مُحَمَّدٌ نَا سَعِيدٌ نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَنِيئًا لَكَ مَا أَعْطَاكَ رَبُّكَ، هَذَا لَكَ فَمَا لَنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَعَدَ2 اللَّه 2 الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} "1 إِلَى آخِرِ الآيَةِ، كَذَا قَالَ، وَالصَّوَابُ {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} . وَأَمَّا رِوَايَةُ حَرَمِيِّ3 بْنِ عُمَارَةَ وَعُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ عَنْ شُعْبَةَ الْحَدِيثَيْنِ فِي سِيَاقَةٍ وَاحِدَةٍ، وَحِكَايَةُ عُثْمَانَ عَنْ شُعْبَةَ تَمِييِزُ قَتَادَةَ بين إسنادهما: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ حَدَّثَنِي أَبُو عَرُوبَةَ4 - يَعْنِي الْحَرَّانِيَّ – وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالا: نَا محمد بن يزيد الأسفاطي5.

_ 1. ذكر هاتين الروايتين من طريق الرصاصي الإمام البيهقي في الدلائل 4/158 ولم يسق متنهما حيث قال: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زياد الرصاصي عن شعبة، فجعل الأول عن قتادة عن أنس وجعل الثاني عن قتادة عن عكرمة. 2. كتب في هذين الموضعين إشارات التضبيب تنبيها إلى الخطأ في الآية إلا أن المؤلف نفسه نبه على ذلك بعد انتهاء الآية والعلم عند الله. 3. بفتح الحاء المهملة بعدها راء ثم ميم آخره ياء – بلفظ النسب – بن عمارة بن أبي حفص العتكي، قال ابن معين وأحمد وأبو حاتم: صدوق وزاد أحمد: وكان فيه غفلة (التهذيب 2/232) . قال في التقريب 67: صدوق يهم مات سنة 201 هـ. 4. الحسين محمد بن مودود الحراني. 5. بالسين المهملة والفاء والطاء المهملة أيضا – أبو عبد الله الأعور، صدوق، ذكره ابن حبان في الثقات (التهذيب 9/525) .

وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ – وَاللَّفْظُ لَهُ – قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ – حَدَّثَكُمْ – محمد بن عبيدة الْمِصِّيصِيُّ – إِمْلاءً – نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الأَسْفَاطِيُّ نَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ1 نَا شُعْبَةُ. - وَحَدَّثَكُمُ - ابْنُ2 عَبْدِ الْكَرِيمِ نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ3 نَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَة بن أَبِي حَفْصَةَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} ، قَالَ الْحُدَيْبِيَةُ، {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَنِيئًا لَكَ – وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ: هَنِيئًا مَرِيئًا لَكَ – يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا لَكَ فَمَا لَنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} 4. زاد عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ شُعْبَةُ: فَأَتَيْتُ الْكُوفَةَ فَحَدَّثْتُهُمْ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: ثُمَّ قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ فَأَتَيْتُ قَتَادَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: أَمَّا الأَوَّلُ فَعَنْ أَنَسٍ، وَأَمَّا الثَّانِي: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} فعن عكرمة4.

_ 1. ابن فارس العبدي البصري. 2. لم أعرف اسمه كاملا فيما وقفت عليه من المصادر. 3. ابن ربعي القيسي – بالقاف والمهملة – البصري البحراني = بالموحدة والمهملة – صدوق (التقريب 319) . 4. رواه البخاري من طريق أحمد بن إسحاق عن عثمان بن عمر ... به بهذا السياق (الفتح 7/450 ح 4172) كتاب المغازي غزوة الحديبية. وأخرجه أيضا من طريق الأسفاطي عن عثمان بن عمر ... به الحافظ البيهقي في دلائل النبوة 4/157 – 158.

وَأَمَّا رِوَايَةُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ شُعْبَةَ مثل هذه القصة: فأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الآبَنْدُونِيُّ يَقُولُ: قُرِئَ عَلَى أَبِي يَعْلَى – يَعْنِي الْمَوْصِلِيَّ – حَدَّثَكُمْ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ نَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: وَكَانَ قتادة يذكر الحديث (64/ب) فِي قَصَصِهِ عَنْ أَنَسٍ: " نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: قَالَ أَصْحَابُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَنِيئًا لَكَ، هَذَا الْحَدِيثَ قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ كُلَّهُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: فَأَتَيْتُ الْكُوفَةَ فَحَدَّثْتُ بِهِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ ثُمَّ رَجَعْتُ فَلَقِيتُ قَتَادَةَ بِوَاسِطَ، وَإِذَا هُوَ يَقُولُ أَوَّلَهُ عَنْ أَنَسٍ وَآخِرَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُمْ بِالْكُوفَةِ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِذَلِكَ "1. وَأَمَّا رِوَايَةُ أَبِي مَعْشَرٍ الرُّؤَاسِيِّ عَنْ شعبة: فأخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ2 الْحَافِظُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ3 أَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عن أنس قال:

_ 1.رواه أبو يعلى الموصلي في المسند 6/21 ح 3252. رواه أحمد في المسند 3/173-174 عن حجاج بن محمد الأعور عن شعبة ... به. وأشار الحافظ في الفتح 7/451 إلى أن الإسماعيلي أخرجه من طريق حجاج عن شعبة به..ثم قال: وقد أوضحته في كتاب (المدرج) . 2. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن إسحاق الأصبهاني. 3. ابن سليمان الكوفي أبو جعفر بن الأصبهاني يلقب حمدان ثقة ثبت (التقريب 299) .

" لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ نَزَلَتْ عَلَيْهِ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} ". قَالَ قَتَادَةُ عَنْ عِكْرِمَةَ: " فَقَالَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَنِيئًا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْطَاكَ اللَّهُ، فَمَا لَنَا؟، فَنَزَلَتْ: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} "1. 47- حديث آخر: أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بن العباس النِّعَالِيُّ أَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ السِّمْسَارُ نَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ نَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " كُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ سَلَمَةَ فِي الأُطُمِ2 يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَكُنْتُ أَعْلُوهُ مَرَّةً وَيَعْلُونِي مَرَّةً، فرأيت أبي في السبخة3 يَجُولُ عَلَى فَرَسِهِ وَيَحْمِلُ عَلَى هؤلاء مرة – يعني وعلى هؤلاء مرة -، فقلت: يابه لَقَدْ رَأَيْتُكَ تَحْمِلُ عَلَى هَؤُلاءِ مَرَّةً وَعَلَى هَؤُلاءِ مَرَّةً، فَقَالَ: رأتني؟، قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّ هَذَا اليوم قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احمل أوابها4 فداك أبي وأمي " 5.

_ 1. لم أجده من هذا الطريق. 2. قال في النهاية في غريب الحديث 1/54: الأطم: بالضم بناء مرتفع وجمعه آطام. 3. قال ابن الأثير في النهاية 2/333: السباخ – بالسين المهملة والخاء المعجمة – جمع سبخة: وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر وقد تكرر ذكرها في الحديث. 4. هكذا في الأصل من الفعل أوب (راجع مادة أوب في تاج العروش 1/150 ... ) . 5. لم أجده من هذا الطريق بهذا السياق.

أخبرنا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ – يَعْنِي ابْنَ عمر ابن أَبَانٍ1 نَا أَبُو أُسَامَةَ2 عَنْ هشام. وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ الْقَطِيعِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد حدثني أبي نا أُسَامَةَ أَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ جِئْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ إِلَى الأُطُمِ الَّذِي فِيهِ نساء رسلو الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُطُمِ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ وَكَانَ أحصن آطام المدينة فكان يَرْفَعُنِي وَأَرْفَعُهُ، فَإِذَا رَفَعَنِي عَرَفْتُ أَبِي حِينَ يُجِيزُ عَلَى فَرَسٍ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ وَكَانَ يُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخَنْدَقِ ثُمَّ يَأْتِي بَنِي قُرَيْظَةَ فَيُقَاتِلَهُمْ، فَقَالَ لَهُ حين رجع يأبه إِنْ كُنْتُ لأَعْرِفُكَ حِينَ تُجِيزُ ذاهبا إلى بني قريظة قل: أَيْ بُنَيَّ أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَجْمَعُ لِي أَبَوَيْهِ جميعا (65/أ) يَتَفَدَّانِي بِهِمَا يَقُولُ: " فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي " 3، وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ.. – ابْنِ أَبَانٍ.

_ 1. في التهذيب 5/332، والجرح والتعديل 5/110: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ محمد بن أبان وفي الميزان 2/466 عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أبان، وهو القرشي مولاهم الكوفي، ويقال الجعفي نسبة إلى خاله، ويعرف بمشكدانة – بضم الميم والكاف بينهما معجمة ساكنة وبعد الألف نون – وهو وعاء المسك بالفارسية (انظر التقريب 183) . قال أبو حاتم والذهبي وابن حجر: صدوق فيه تشيع. 2. حماد بن أسامة الكوفي. 3. انظر رواية الإمام في المسند 1/164. ورواه أيضا الإمام مسلم 4/1880 ح49 كتاب فضائل الصحابة عن أبي كريب عن أبي أسامة ... به.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ – أَخْبَرَكَ – الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ نَا حِبَّانُ1 عَنِ ابْنِ المبارك قال: أن هشام عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " كُنْتُ يَوْمَ الأَحْزَابِ جُعِلْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ فِي النِّسَاءِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِالزُّبَيْرِ عَلَى فَرَسِهِ يَخْتَلِفُ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا فلما رجعت قلت يأبه رَأَيْتُكَ تَخْتَلِفُ قَالَ: وَهَلْ رَأَيْتَنِي يَا بُنَيَّ. قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2 قال: من يأتي بَنِي قُرَيْظَةَ فَيَأْتِيَنِي بِخَبَرِهِمْ، فَانْطَلَقْتُ فَلَمَّا رَجَعْتُ جَمَعَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ فَقَالَ لِي: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي " 3. هَكَذَا رَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَأَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ جَمِيعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ هَذَا الْحَدِيثَ وَسَاقُوهُ بِطُولِهِ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الزبير، وإنما روى هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ قِطْعَةً مِنْ أوله، وروى من موضع سؤال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ لأَبِيهِ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ عَنْ أَخِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، بَيَّنَ ذَلِكَ وَمَيَّزَهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ هِشَامٍ هَذَا الحديث4.

_ 1. ابن موسى المروزي تقدم ضبطه. 2. كتب في هذا الموضع من الأصل (كذا) . 3. رواية الإسماعيلي هذه ذكرها ابن حجر في الفتح 7/81. وهذه الرواية من طريق عبد الله بن المبارك أخرجها الإمام أحمد في المسند 1/166 عن عتاب بن زيد عن ابن المبارك به سندا ومتنا. وأخرجها أيضا البخاري في فضائل الصحابة مناقب الزبير عن أحمد بن محمد عن ابن المبارك ... به.. (الفتح 7/80 ح 3720) . ورواه من طريق حِبَّانُ بْنُ مُوسَى عَنِ ابْنِ المبارك ... به الحافظ النسائي في فضائل الصحابة 116 ح 109. 4. انظر ايضا صحيح مسلم 4/1880 كتاب فضائل الصحابة.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ1 الْمَعْمَرِيُّ [[نَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ2 نَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " كُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ مَعَ النِّسْوَةِ فِي أُطُمِ حَسَّانٍ3 فَكَانَ يُطَأْطِئُ لِي مَرَّةً4 وَأُطَأْطِئُ لَهُ مَرَّةً فَيُبْصِرَ وَقَدْ كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى أَبِي فَكُنْتُ أَعْرِفُ أَبِي إِذَا مَرَّ فِي السِّلاحِ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ ". قَالَ هِشَامٌ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لأَبِي فَقَالَ: أَوَ رَأَيْتَنِي يَا بُنَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ فَقَالَ: فِدَاكَ أبي وأمي" 5. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بن أحمد

_ 1. بالشين المعجمة ثم بائين موحدتين بينهما مثناة تحتية – كذا في الأصل والكامل 2/749، والميزان 1/504. قال الذهبي: الحافظ واسع العلم والرحلة ... ، وله غرائب وموقوفات رفعها. قال الدارقطني: صدوق حافظ. وذكر ابن عدي عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حنبل قوله: كان لا يتعمد الكذب ولكن صحب قوما من البغداديين يزيدون ويوصلون، والله أعلم. 2. أبو محمد الحدثاني – بمهملتين بعدهما مثلثة ثم ألف ونون فياء النسبة – تقدم الكلام عليه. 3. ابن ثابت شاعر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 4. هنا في الأصل تضبيب. 5. ما بين المعكوفتين انظره في صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة وفضائل طلحة والزبير 4/1479 ح 49 وهو عند مسلم عن إسماعيل بن الخليل وسويد كلاهما عن ابن مسهر.

ابن حَمْدَانَ حَدَّثَكُمُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بن زياد نا نيخاب1 أنا علي بن مسهر. وأخبرني الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: وَقَرَأْنَا عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ2 زِيَادٍ حَدَّثَكُمْ – أَبُو الْعَبَّاسِ3 السَّرَّاجُ نَا أَبُو هَمَّامٍ4 نَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " كُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ مَعَ النِّسْوَةِ فِي أُطُمِ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ، فَكَانَ يطأطئ لي مرة فأنتظر وَأُطَأْطِئُ لَهُ مَرَّةً يَنْظُرُ، فَكُنْتُ أَعْرِفُ أَبِي إِذَا جَازَ عَلَى فرسه في السباخ5 إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ ". قَالَ هِشَامٌ: وأخبرني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لأَبِي فَقَالَ: وَرَأَيْتَنِي أَيْ بُنَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ جَمَعَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبويه لي (65/ب) فَقَالَ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي " 6، قَالَ الْبَرْقَانِيُّ: لَفْظُ السَّرَّاجِ. قَالَ الْخَطِيبُ: وَالْمَتْنُ الْمَرْفُوعُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ قَدْ سَمِعَهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ من أبيه، وكان إِذَا اقْتَصَرَ عَلَى رِوَايَتِهِ دُونَ شرح القصة التي

_ 1. بالنون بعدها مثناة تحتية ثم خاء معجمة بعدها ألف ثم باء موحدة، واسمه: أحمد بن إسحاق الطيبي وقد تقدم مرارا. 2. عبد الله بن محمد بن زياد السمذي – بالمهملة والمعجمة بينهما ميم -. 3. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السراج النيسابوري. 4. الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس السكوني الكندي. 5. بالسين المهملة بعدها موحدة ثم ألف وآخرها معجمة – جمع سبخة وقد تقدم الكلام في ذلك. 6. ما بين المعكوفتين انظره في صحيح مسلم 4/1879 – 1880 ح 49 كتاب فضائل الصحابة.

قَدَّمْنَاهَا فِي حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَأَبِي أُسَامَةَ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَابْنِ مُسْهِرٍ عَنْهُ، رَوَاهُ تَارَةً عَنْ أَبِيهِ وَتَارَةً عَنْ أَخِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. فَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ1 الضَّرِيرُ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَلاثَتُهُمْ عَنْ هِشَامٍ عَلَى الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا أَعْنِي عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ أَخِيهِ. فَأَمَّا رِوَايَتَا أَبِي مُعَاوِيَةَ عنه: فأخبرنا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الشَّاهِدُ نَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ نا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامٍ. وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ أَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ2 نا إسحاق بن إسماعيل. وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ أَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ السِّمْسَارُ نَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ نَا أَبُو خيثمة3. وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الواعظ والحسين4 بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالا: أَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالُوا نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ نَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير [[عن الزبير]] 5 قال:

_ 1. محمد بن خازم – بالمعجمة والزاي -. 2. أبو علي الشيباني ابن عم الإمام أحمد. 3. هو زهير بم حرب. 4. كذا في الأصل مصغرا والصواب حسن مكبرا. انظر (تاريخ بغداد 7/393) . 5. ما بين المعكوفتين سقط من الأصل وأكملته من المسند وفضائل الصحابة للإمام أحمد انظر الحاشية التالية.

" جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ " 1. قَالَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ: قَوْلُهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَهْمٌ وَالَّذِي نَرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ الْوَهْمَ فِي ذَلِكَ مِنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، إِنَّمَا هُوَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ، وَهُوَ يَوْمُ الأَحْزَابِ وَهُوَ يَوْمُ بَنِي قريظة2. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ نَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ وَمُحَمَّدُ بن العلاء قالا: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامٍ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " جَمَعَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ بَنِي قريظة قال: بِأَبِي وَأُمِّي " 3. وَأَمَّا رِوَايَتَا عَلِيِّ بن مسهر: فأخرنا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ نا مُحَمَّدُ بن عثمان الكوفي نا النيخاب4 نَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ

_ 1. رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة 2/735 ح 1267، وفي المسند 1/164، ورواه ابن ماجة في السنن 1/45 ح 123. 2. وذهب إلى هذا أيضا الحافظ ابن عساكر حيث ذكر رواية جمع لي..يوم أحد ثم قال: كذا قيل والصحيح إن هذا كان يوم الخندق. (تهذيب تاريخ دمشق لابن بدران 5/362) . أما الحافظ ابن عبد البر: فقد ذهب إلى الجمع بين الروايتين حيث قال في الاستيعاب 3/314: وثبت عن الزبير أنه قَالَ: جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ مرتين، يوم أحد، ويوم قريظة. فَقَالَ: " ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي " أ. هـ. 3. لم أجده من هذا الطريق. 4. كان في الأصل المنجاب – بالميم والنون والجيم آخره باء موحدة، والصواب ما أثبته وهو لقب لأحمد بن إسحاق الطيبي تقدم قريبا في هذه الترجمة (راجع الإكمال 7/438) .

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " جَمَعَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَعْنِي لَهُ أَبَوَيْهِ – فَقَالَ: فداك وأبي وأمي " 1. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ – بنيسابور – أَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ نَا أَبُو لَبِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ نَا سُوَيْدٌ2 نَا عَلِيٌّ – يعني بن مُسْهِرٍ – عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ الزُّبَيْرِ قَالَ: " وَاللَّهِ لَقَدْ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ3: ارْمِ3 فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي " 4. وَأَمَّا رِوَايَتَا عَبْدَةَ بن سليمان: فأخبرنا أَبُو الصَّهْبَاءِ وَلادُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ نَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ5 أنا عبد الله وعثمان أبناء مُحَمَّدٍ6 قَالا: أَنَا عَبْدَةُ بْنُ سليمان الكلاعي عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير عن الزبير (66/أ) : " جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ قَالَ: فِدَاكَ أَبِي وأمي " 7.

_ 1. لم أجده بهذا السياق من هذا الطريق. 2. ابن سعيد الحدثاني. 3. في هذين الموضعين من الأصل علامات تضبيب. 4. هذه الرواية جزء من رواية مسلم التي مر تخريجها قريبا. 5. أوله مهملة، أبو عمر بنأبي غرزة – بمعجمة بعدها راء وزاي – الغفاري الكوفي الحافظ المجود صاحب المسند (تذكرة الحفاظ 2/594) . 6. عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان الواسطي وأخوه محمد ... أبناء أبي شيبة. 7. لم أجده بهذا اللفظ من هذا الطريق.

أخبرني عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عمر بن أبان. وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ نا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ1. وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أيوب الصيرفي ومحمد بن عمار. وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ أَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ نَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ نَا أَبُو بَكْرِ بن أبي شيبة. وأخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ نَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالُوا: نَا عَبْدَةُ – زاد القزويني بن سُلَيْمَانَ – ثُمَّ اتَّفَقُوا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " جَمَعَ لِي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ قُرَيْظَةَ فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي " 2. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: " فَقَالَ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي "، وَفِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ قَالَ: " ارْمِ بِأَبِي وأمي "

_ . 1. بالموحدة والمهملة والراء – ابن برّي – بالموحدة المفتوحة وتشديد الراء المكسورة بعدها تحتانية ثقيلة البغدادي فارسي الأصل ثقة فاضل (التقريب 243) . 2. رواه الإمام النسائي في فضائل الصحابة 116 ح 110، في عمل اليوم والليلة 229 ح 199.

48- حديث آخر: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جعفر بن حمدان نا عبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي نا أَبُو مُعَاوِيَةَ نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ خَادِمًا لَهُ قَطُّ وَلا امْرَأَةً لَهُ قَطُّ وَلا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلا أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ، فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ انْتَقَمَ مِنْهُ وَلا عَرَضَ لَهُ أَمْرَانِ إِلا أَخَذَ الَّذِي هُوَ أَيْسَرُ إِلا أَنْ يَكُونَ إِثْمًا فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ " 1. أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ – بصور – أنبا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عبد الرحمن الزهري ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ ثَنَا مُزَاحِمُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا عَبْدُ الله بن المبارك. وأخبرنا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبُخَارِيُّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ2 الذَّهَبِيُّ نَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا – وَفِي حَدِيثِ الْبُخَارِيِّ أَنَا – هِشَامُ ابن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ أَحَدًا مِنْ نِسَائِهِ قَطُّ وَلا ضَرَبَ خَادِمًا بِيَدِهِ قَطُّ وَلا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وما نيل منه شيء

_ 1. رواه الإمام أحمد في المسند 6/229. 2. أبو طاهر المخلص – بضم الميم وفتح المعجمة وكسر اللام المشددة وفي آخره صاد مهملة (اللباب 3/181) .

قَطُّ فَانْتَقَمَ لِنَفْسِهِ إِلا أَنْ تُنْتَهَكَ مَحَارِمُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لَهَا وَمَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا إِلا أَنْ يَكُونَ إِثْمًا فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ " 1 لفظ حديث البخاري. أخبرنا الْحَسَنُ2 بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبُ أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ3 مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ4 نَا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا ضَرَبَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَادِمًا لَهُ قَطُّ وَلا امْرَأَةً لَهُ قَطُّ وَلا ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ فَانْتَقَمَهُ مِنْ صَاحِبِهِ إِلا أن [66/ب] تُنْتَهَكَ مَحَارِمُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ، وَمَا عُرِضَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنَ الآخَرِ إِلا أَخَذَ بأيسرهما إلا أن يكون مأثما فإن كان مأثما كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ " 5. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ نا مُحَمَّدُ بْنُ خُرَيْمٍ6 الدِّمَشْقِيُّ نا هِشَامُ بن عمارة نَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى7 اللَّخْمِيُّ عن

_ 1. لم أجده من طريق ابن المبارك. 2. في الأصل (الحسن مصغرا) والصواب أنه الحسن بن علي التميمي، وقد مر بهذا الاسم (الحسن بن أبي الحسن) في الحديث رقم 30. 3. أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بن مالك. 4. – بالطاء المهملة والفاء – تقدم ضبطه. 5. رواه الإمام أحمد في مسنده 6/31-32. 6. بالخاء المعجمة والراء – تقدم ضبطه. 7. أبو يحيى الكوفي المعروف بسعدان، وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وقال الدارقطني: ليس بذاك (التهذيب 4/98) . وقال في التقريب 127: صدوق وسط له في البخاري حديث واحد.

هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا ضَرَبَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَادِمًا لَهُ قَطُّ، وَلا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَانْتَقَمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلا أَنْ تُنْتَهَكَ مَحَارِمُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ وَلا عُرِضَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ قَطُّ أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنَ الآخَرِ إِلا أَخَذَ الَّذِي هُوَ أَيْسَرُ حَتَّى يَكُونَ إِثْمًا فَإِذَا كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ " 1. كَذَا رَوَى هَؤُلاءِ الْمَذْكُورُونَ هَذَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ وَلَمْ يَسْمَعْ هِشَامٌ جَمِيعَهُ مِنْ أَبِيهِ، وَإِنَّمَا سَمِعَ مِنْهُ الْفَصْلَ فِي عَرْضِ الأَمْرَيْنِ واختيار النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْسَرَهُمَا إِلَى آخِرِهِ. وَكَانَ هِشَامٌ ((يَرْوِي مَا قَبْلَ ذَلِكَ عَنِ الزهري عن أبيه2 عُرْوَةَ. ذَكَرَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ أَنَّ هِشَامَ)) 3 بْنَ عُرْوَةَ وَقَفَهُ عَلَيْهِ، وَمَيَّزَ لَهُ سَمَاعَهُ مِنْ أَبِيهِ مِمَّا لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ. وَقَدْ رَوَى إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامٍ فَصْلَ التَّخْيِيرِ حَسِبَ هُوَ الَّذِي سَمِعَهُ هِشَامٌ مِنْ أبيه دون ما سواه. أما حديث إسرائيل: فأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الجوهري – بمرو – حدثكم محمد ابن أيوب أنا أحمد بن

_ 1. لم أجده بهذا الإسناد والسياق. 2. كان في الأصل هنا (عن) وحذفتها لأنها لا محل لها ولأن الضمير في أبيه يعود إلى هشام وأبوه هو عروة. 3. ما بين إشارتي تنصيص ألحق في هامش الأصل وكتب في نهايته (صح أصل) .

يونس1. وأخبرناه أَبُو الْفَضْلِ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ أنا أبو عبد الرحمن عبد الله بْنِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْجَوْهَرِيُّ – بِمَرْوَ – أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الرَّازِيُّ نَا أَحْمَدُ – وَهُوَ ابْنُ يُونُسَ – نَا إِسْرَائِيلُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2 بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا " 3. فَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ نُمَيْرٍ4: فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو بكر أحمد بن علي بن مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ – بِنَيْسَابُورَ – أَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ نَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ نا ابْنُ نُمَيْرٍ نا أَبِي نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا خُيِّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنَ الآخَرِ إِلا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا "5. وأما حديث يحيى بن سعيد القطان في توفيقه إياه على ما ذكرناه: فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ6 نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ أنا

_ 1. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن يونس – قد ينسب إلى جده. 2. في هذا الموضع من الأصل إشارة تضبيب وقد سقطت (بين) المثبتة في الروايات الأخرى مع أن الكلام لا يستقيم بدونها والله أعلم. 3. لم أجده من رواية أحمد بن يونس عن إسرائيل بن يونس. 4. محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني – بالدال المهملة -. 5. رواه مسلم في صحيحه 4/1814 ح 78 من كتاب الفضائل. وأخرجه أيضا من طريق ابن نمير ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/366. 6. أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي المعروف بابن المجهز.

عبد الله بن سليمان بن الأَشْعَثِ قَالَ: حَضَرْتُ أَبَا حَفْصٍ عمرو بْنَ عَلِيٍّ1 وَكَانَ فِي الْمَجْلِسِ مَرْبَعٌ2 وَجَمَاعَةٌ، فَحَدَّثَ أَبُو حَفْصٍ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا ضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ، وَمَا خُيِّرَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا " 3. فَقَالَ مَرْبَعٌ: هَذَا بَاطِلٌ4، فَقَالَ لي أبي5: نا مُسَدَّدُ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ (67/أ) عَنْ عَائِشَةَ بِبَعْضِ هَذَا الْحَدِيثِ. وأخبرناه أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ قَالَ: وَسَمِعْتُهُ – يَعْنِي يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ – يَقُولُ: هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدِي مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ وَمَا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ ". قَالَ يحيى: فلما سَأَلْتُهُ عَنْهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ: " مَا خُيِّرَ رَسُولُ

_ 1. هو الفلاس. 2. هذا لقب لمحمد بن إبراهيم الأنماطي وثقه الحافظ. انظر (ترجمة محمد بن إبراهيم البزاز في التهذيب 9/18، التقريب 288) . وانظر المغني في ضبط أسماء الرجال 227، حيث قال: مُرَبّع بضم الميم وفتح الراء وتشديد الموحدة آخره مهملة ... 3. رواه الإمام أحمد في المسند 6/191 عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ هشام ... فصل ما خير بين أمرين. 4. سيذكر الخطيب قريبا سبب إنكار مربع. 5. هو سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني صاحب السنن.

الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ " لَمْ أَسْمَعْ مِنْ أَبِي إِلا هَذَا. وَقَالَ: " مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ " لَمْ أسمعه من أبي وإنما هو عن الزهري1. قال خطيب: وَنَرَى أَنَّ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ لَمْ يَسْمَعْهُ أَيْضًا هِشَامٌ مِنْهُ، وَلِهَذَا السَّبَبِ أَنْكَرَ مَرْبَعٌ عَلَى عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ رِوَايَتَهُ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَدْ رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ. وَهُوَ الأشبه بالصواب والله أعلم. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَتِيقِيُّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ نَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ الْخَثْعَمِيُّ – بِالْكُوفَةِ – نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ نَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ بَكْرٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ – أَظُنُّهُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ -: " مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرأ ة لَهُ قَطُّ وَلا خَادِمًا وَلا ضرب بيده شيئا إِلا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَانْتَقَمَهُ مِنْ صَاحِبِهِ إِلا أَنْ تُنْتَهَكَ مَحَارِمُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ منه " 2.

_ 1. أخرجه من طريق علي بن المديني عن يحيى القطان ... به.. الحاكم في معرفة علوم الحديث 104-105. 2. رواه الطبراني في الصغير 12/19, وعقب عليه بقوله: لم يروه عن بكر بن وائل إلا هشام بن عروة، تفرد به علي بن هاشم.

49- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ1 الْحَافِظُ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كُنْتُ أُقْرِئُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فِي ((خِلافَةِ عُمَرَ، فَلَمَّا كَانَ آخِرُ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ – وَنَحْنُ بِمِنًى – أَتَانِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فِي مَنْزِلِي)) 2 عِشَاءً3، فَقَالَ: لَوْ شَهِدْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي سَمِعْتُ فُلانًا يَقُولُ: لَوْ مَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ بَايَعْتُ فُلانًا. فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ مُحَذِّرُهُمْ4 هَؤُلاءِ الرَّهْطَ الذين يُرِيدُونَ أَنْ يَغْتَصِبُوا الْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ5 قَالَ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رِعَاعَ6 النَّاسِ وغوغاهم6، وإنهم الذين يَغْلِبُونَ عَلَى مَجْلِسِكَ وَإِنِّي أَخْشَى إن قلت الْيَوْمَ مَقَالَةً أَنْ يَطِيرُوا بِهَا كُلَّ مَطِيرٍ، وَلا يَعُوهَا وَلا يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا، وَلَكِنْ أَمْهِلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ فَإِنَّهَا دَارُ السُّنَّةِ وَالْهِجْرَةِ وَتَخْلُصَ بِالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فَتَقُولَ مَا قلت متمكنا فيعوا مقالتك،

_ 1. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن إسحاق الأصبهاني. 2. ما بين إشارتي التنصيص كتب في الهامش وكتب بعده (صح أصل) . 3. في مصنف عبد الرزاق: (عشيا) . 4. هكذا في الأصل وفي المصنف = فنحذهم = وفي الصحيح ومسند أحمد كما سيأتي تخريجه = فمحذهم =. 5. في البخاري (يغصبوهم أمورهم) (الفتح 12/144 ح 6830) . 6. قال الحافظ في الفتح 12/147: الرعاع – بفتح الراء ومهملتين – الجهلة الرذلاء، وقيل: الشباب منهم، والغوغاء: - بمعجمتين بينهما واو ساكنة – أصله صغار الجراد حين يبدأ في الطيران ويطلق على السفلة المسرعين إلى الشر.

وَيَضَعُوهَا عَلَى مَوْضِعِهَا قَالَ: فَقَالَ عمر: أنا1 والله إن شاء لأقومن فِي أَوَّلِ مُقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَجَاءَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ هَجَّرْتُ2 - لَمَّا حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ – فَوَجَدْتُ سعيد بن زيد (67/ب) قَدْ سَبَقَنِي بِالْهَجِيرِ جَالِسًا إِلَى جَنْبِ الْمِنْبَرِ فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ تَمَسُّ رُكْبَتُهُ رُكْبَتِي، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ خَرَجَ عَلَيْنَا عُمَرُ قَالَ: فَقُلْتُ: وَهُوَ مُقْبِلٌ: أَمَا وَاللَّهِ لَيَقُولَنَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى هَذَا المنبر اليوم مقالة لم يقل قَبْلَهُ،3 فَلَمَّا ارْتَقَى عُمَرُ الْمِنْبَرَ أَخَذَ الْمُؤَذِّنُ فِي أَذَانِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أَذَانِهِ قَامَ عُمَرُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هو أهله قم قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقُولَ مَقَالَةً قُدِّرَ لِي أَنْ أَقُولَهَا لا أَدْرِي لَعَلَّهَا بَيْنَ يَدَيْ أَجَلِي، ((فَمَنْ وَعَاهَا وَعَقِلَهَا وَحَفِظَهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ تَنْتَهِي بِهِ رَاحِلَتُهُ وَمَنْ خَشِيَ أن لا يَعِيَهَا فَإِنِّي لا أُحِلُّ لأَحَدٍ أن يكذب عليّ)) 4، [إن] 5 اللَّهِ تَعَالَى بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ مَعَهُ الْكِتَابَ، فَكَانَ مِمَّا أُنْزِلَ [الله] 6 عَلَيْهِ آيَةُ الرَّجْمِ فَرَجَمَ رَسُولُ الله ورجمنا بعده وإني أخاف أَنْ يَطُولَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ فَيَقُولَ قَائِلٌ وَاللَّهِ مَا نَجِدُ الرَّجْمَ في كتابه، فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ7 أَلا وَإِنَّ الرَّجْمَ حَقٌّ عَلَى من زنا

_ 1. في المصنف 5/440: أما والله ... وكذلك في البخاري أيضا (الفتح 1/144) . 2. قال في النهاية 5/246: التهجير: التكبير إلى كل شيء والمبادرة إليه. يقال: هجّر يهجر تهجيرا، فهو مهجر وهي لغة حجازية أراد المبادرة إلى أول وقت الصلاة أ. هـ. وفي رواية البخاري: (عجلت الرواح) . 3. في المصنف 5/440، بعد هذه الكلمة قال: فغضب سعيد بن زيد، وقال: وأي مقالة يقول، لم يقل قبله؟ قال: فلما ارتقى عمر ... 4. ما بين إشارتي التنصيص ليس في المصنف 5/441. 5. سقط من الأصل وأثبتها من المصنف. 6. سقط من الأصل وأثبتها من المصنف. 7. في المصنف 5/441: فيصل أو ترك فريضة أنزلها الله، والعبارة هنا أقوم والله أعلم، ولا سيما أنه يوافق رواية البخاري.

إِذَا أَحْصَنَ وَقَامَتِ الْبَيِّنَةُ أَوْ كان الحمل أو الاعتراف، ثُمَّ قَدْ كُنَّا نَقْرَأُ: " لا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ أو إن كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ " ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عيسى بن مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللَّهِ فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ " ثُمَّ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ فُلانًا1 مِنْكُمْ يَقُولُ: لَوْ كَانَ مَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ بَايَعْتُ فُلانًا1 لا يغرنّ امرءا أَنْ يَقُولَ: إِنَّ بَيْعَةَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ فَلْتَةً2 وَقَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ، إِلا أَنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا، وَلَيْسَ مِنْكُمْ3 مَنْ تُقْطَعُ عَلَيْهِ3 الأَعْنَاقُ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ إِنَّهُ كَانَ مِنْ خَيْرِنَا حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ وَمَنْ مَعَهُمَا تَخَلَّفُوا عنا4 في بيت فاطمة، وتخلف عَنَّا الأَنْصَارُ بِأَسْرِهَا فِي سَقِيفَةِ بني ساعدة

_ 1. قد جاء التصريح باسميهما في كتاب الأنساب للبلاذري 1/581 ح 1176 عن بكر بن الهيثم عن هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري بإسناد الحديث هنا ... إلى أن قال قال عمر: - بلغني أن الزبير قال: " لو قد مات عمر بايعنا عليا ... الحديث، أ. هـ، وقال الحافظ – هدي الساري 338 -: إسناده – البلاذري – قوي. 2. ذكر الحافظ في الفتح 12/149: عن سيف بن عمر في الفتوح بسنده إلى سالم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قال: الفلتة الليلة التي يشك فيها هل هي من رجب أو من شعبان وهل من محرم أو من صفر، كان العرب لا يشهرون السلاح في أشهر الحرم فكان من له ثأر تربص فإذا جاءت تلك الليلة انتهز الفرصة من قبل أن يتحقق انسلاخ الشهر فيتمكن ممن يريد إيقاع الشر به وهو آمن فيترتب على ذلك الشر الكثير، فشبه عمر الحياة النبوية بالشهر الحرام والفلتة بما وقع من أهل الردة ووقي الله شر ذلك ... أ. هـ مختصرا. قال في النهاية 3/467: الفلتة الفجأة، وقيل الخلسة، وقيل آخر ليلة من الأشهر الحرم فيختلفون فيها أمن الحل هي أم من الحرم..أ. هـ ملخصا. 3. في المصنف 5/442: فيكم، إليه. 4. في المصنف: عنه، وفي البخاري مثل ما في رواية الخطيب (عنا) .

وَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقُلْتُ يَا أَبَا بَكْرٍ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الأَنْصَارِ، فَانْطَلَقْنَا نَؤُمَّهُمْ فَلِقِينَا رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ1 مِنَ الأَنْصَارِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا، قَالا: فَارْجِعُوا فَاقْضُوا أَمْرَكُمْ بَيْنَكُمْ، قَالَ: قُلْتُ وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّهُمْ فَإِذَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ رَجُلٌ مُزَمَّلٌ2 قُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، قُلْتُ مَا شَأْنُهُ قَالُوا: وَجِعٌ3 فَقَامَ خَطِيبُ الأَنْصَارِ4 فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ. ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: فَنَحْنُ الأَنْصَارُ وَكَتِيبَةُ الإِسْلامِ وَأَنْتُمْ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ رَهْطٌ مِنَّا وَقَدْ دَفَّتْ إِلَيْنَا دَافَّةٌ5 مِنْكُمْ، فَإِذَا هُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْتَزِلُونَا6 مِنْ أَصْلِنَا وَيَحْضُنُونَا7 مِنَ الأَمْرِ، وَقَدْ كُنْتُ رَوَيْتُ8 فِي نَفْسِي مَقَالَةً وَكُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَقُومَ بِهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بكر وكنت أُداري

_ 1. سيأتي ذكرهما في آخر هذه الترجمة. 2. – بزاي وتشديد الميم المفتوحة أي ملفف والمعنى أن وسطهم أو بينهم رجل ملفف في الثياب (الفتح 12/151) . 3. في البخاري (يوعك والوعك) : الحمى بنافض (الفتح 12/151) . 4. قال الحافظ في – هدي الساري – 338: قيل إنه ثابت بن قيس بن الشماس. 5. قال في الفتح 12/151: بالدال المهملة والفاء أي عدد قليل، وأصله من الدف وهو السير البطيئ في جماعة. أ. هـ، وانظر أيضا النهاية 2/124-125. 6. بالخاء المعجمة والزاي – أي يقتطعونا عن الأمر وينفردوا به دوننا (النهاية 2/29، الفتح 12/151) . 7. بحاء مهملة وضاد معجمة آخره نون – أي يخرجونا (النهاية 2/401، الفتح 12/152) . 8. بالراء وتشديد الواو ثم تحتانية ساكنة من الروية ضد البديهة، هكذا ورد هنا، وفي المصنف 5/443، وهو أيضا في رواية مالك عن الزهري – وسيأتي تخريجها – وفي المسند والصحيح (زورت) بزاي وراء بينهما واو أي هيأت وحسنت (الفتح 12/152) .

مِنْ أَبِي بَكْرٍ بَعْضَ الْحَدِّ1، وَكَانَ هُوَ أَوْقَرَ مِنِّي وَأَحْلَمَ2 فَلَمَّا أَرَدْتُ الْكَلامَ قَالَ: عَلَى رسلك فكرهت (68/أ) أَنْ أَعْصِيَهُ. فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بكر وأثنى عليه، ثم وَاللَّهِ مَا تَرَكَ كَلِمَةً كُنْتُ رَوَيْتُهَا فِي نَفْسِي إِلا جَاءَ بِهَا أَوْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا فِي بديهيته. ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَمَا ذكرتم3 فِيهِ مِنْ خَيْرٍ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ فَأَنْتُمْ لَهُ أَهْلٌ، وَلَنْ تَعْرِفَ الْعَرَبُ هَذَا الأَمْرَ إِلا لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ فَهُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا وَنَسَبًا، وَإِنِّي قَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ فَبَايِعُوا أَيَّهُمَا شِئْتُمْ، قَالَ: وَأَخَذَ بِيَدِي وَبِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بن الجراح، قال: فو الله مَا كَرِهْتُ مِمَّا قَالَ شَيْئًا غَيْرَ هَذِهِ الْكَلِمَةِ، كُنْتُ لأَنْ أقدم فتضرب عنقي ولا يُقَرِّبُنِي ذَلِكَ إِلَى إِثْمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُؤَمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ. فَلَمَّا قَضَى أَبُو بَكْرٍ مَقَالَتَهُ، قَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ4 فَقَالَ: أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ5 وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ6 مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، وَإِلا أَجْلَبْنَا الْحَرْبَ فِيمَا بيننا

_ 1. بفتح الحاء المهملة والدال المهملة المثقلة أي الحدة من الغضب كذا في النهاية 1/353، وقال في هذا الحديث بأنه قد جاء – بالجيم – الجد ضد الهزل. 2. كذا أيضا في البخاري، وفي المصنف 5/443: وأجل. 3. في هذا الموضع من الأصل تضبيب، لعله لورود فيكم بدل فيه كما في المصنف 5/443. 4. سيأتي التصريح بأنه الحباب بن المنذر. 5. قال أبو عبيد – نقلا عن الأصمعي -: الجذيل تصغير جذل أو جذَل – بكسر الجيم أو فتحها – وهو تصغير تعظيم – وهو عود ينصب للإبل الجربي لتحتك به من الجرب، فأراد أنه يستشفي برأيه كما تستشفي الإبل بالاحتكاك بذلك العود (غريب الحديث 4/153، النهاية 1/251) . 6. قال أبو عبيد في الغريب 4/153 – 154: وقوله عذيقها: والعذيق تصغير عذق – على وجه المدح – والعذق إذا كان بفتح العين فهو النخلة نفسها، فإذا مالت النخلة الكريمة بنوا من جانبها المائل بناءا مرتفعا تدعمها لكي لا تسقط فذلك الترجيب. وانظر النهاية 191.

وَبَيْنَكُمْ جَذَعَةٌ1 فَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ بَيْنَنَا وَكَثُرَ اللَّغَطُ حَتَّى أَشْفَقْتُ الاخْتِلافَ. فقلت: يا أبي بَكْرٍ ابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ قَالَ: فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَبَايَعَهُ الأَنْصَارُ قَالَ: وَنَزَوْنَا2 عَلَى سَعْدٍ حَتَّى قَالَ قَائِلٌ: قَتَلْتُمْ سَعْدًا، قَالَ: فَقُلْتُ: قَتَلَ اللَّهُ سَعْدًا، وَأَنَّا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا فِيمَا حَضَرْنَا مِنْ أَمْرِنَا أَمْرًا كَانَ أَقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ، خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ أَنْ يُحْدِثُوا بَيْعَةً بَعْدَنَا، فَإِمَّا أَنْ نُتَابِعَهُمْ عَلَى مَا لا نَرْضَى وَإِمَّا أَنْ نُخَالِفَهُمْ فَيَكُونَ فسادا. ولا يغرنّ امرءا أَنْ يَقُولَ إِنَّ بَيْعَةَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ فَلْتَةً، فَلَقَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ وَقَى شرها، وليس فيكم مَنْ تُقْطَعُ3 عَلَيْهِ الأَعْنَاقُ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ فَمَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّهُ لا يُبَايِعُ4 هُوَ وَلا الَّذِي بَايَعَهُ بِغُرَّةٍ4 أَنْ يُقْتَلا، ((قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ الزُّهْرِيُّ وَأَخْبَرَنِي عروة

_ 1. في المصنف زيادة بعد هذه الكلمة (قال معمر: قال قتادة فقال عمر بن الخطاب: لا يصلح سيفان في غمد واحد، ولكن منا الأمراء ومنك الوزراء، قال معمر قال الزهري في حديثه – بالإسناد -: فارتفعت الأصوات بيننا ... إلخ (المصنف 5/444) . 2. قال في النهاية 5/44: أي وقعوا عليه ووطئوه، وقال في الفتح 12/153: أي وثبنا. 3. في الأصل تضبيب في هذا الموضع لعله تنبيه إلى ما في رواية البخاري، والمصنف حيث فيهما (إليه) بدل (عليه) والعلم عند الله. 4. في البخاري والمصنف (لا يبايع) ، وتغرّة (بالتاء الفوقية المفتوحة مع الكسر المعجمة وتثقيل الراء) . قال ابن الأثير في النهاية 1/191: أي خوفا أن يقتلا، ثم فصل الكلام عن هذه الكلمة في 3/356 ... أهـ. وأما المعنى على لفظة (بغرة) بالموحدة: فهو بخفية فيقدر محذوف فتصير الجملة (فإني أخاف أن يقتلا) والعلم عند الله.

ابن الزُّبَيْرِ أَنَّ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ لَقِيَاهُمَا مِنَ الأَنْصَارِ عُوَيْمُ1 بْنُ سَاعِدَةَ وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: وَالَّذِي قَالَ: أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ حَبَّابُ بْنُ الْمُنْذِرِ)) 2. كَذَا رَوَى مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ هَذَا الحديث عن الزهري، وأدرج كلام الأخير في ذكر الحباب بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ عُرْوَةَ وَوُهِمَ فِي ذَلِكَ، لأَنَّ هَذَا الْكَلامَ الأَخِيرَ هُوَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ3 لا عَنْ عُرْوَةَ. بَيَّنَ ذَلِكَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَأَبُو أُوَيْسٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي رِوَايَتِهِمَا حديث السقيفة عن الزهري.

_ 1. في المسند 1/56، والأسماء المبهمة ص 487: عويمر آخره راء وهو كذلك في المسند بتحقيق شاكر (1/327 ح 391) ، ولم أجد في الروايات ولا في ترجمته من سماه عويمر، والله أعلم. 2. رواه عبد الرزاق في المصنف 5/439 ح 9758 بهذا الإسناد والسياق إلا بعض الحروف اليسيرة التي بينتها في مواضعها. وأخرجه البخاري في صحيحه كتاب الحدود باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ صالح بن كيسان عن الزهري به والاختلاف بين هذه الروايات يسير إلا أن البخاري لم يذكر في روايتيهما الزيادة المدرجة التي في آخر السياق عند الخطيب، وعبد الرزاق وهو: (قال معمر: قال الزهري ... إلخ) . وأخرجه أيضا ابن حبان في صحيحه من طريق هشيم عن الزهري بنحو هذا السياق بطوله دون الزيادة التي في آخره (صحيح ابن حبان 1/383 ح 405) . 3. نص على ذلك أيضا الحافظ في الفتح 12/152 – 153.

أَمَّا حَدِيثُ مَالِكٍ: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله (68/ب) الْقَطَّانُ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن أسماء قال: نا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٌ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: " كُنْتُ أُقْرِئُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عوف ... " وساق الحديث بطوله نحو مِنْ رِوَايَةِ مَعْمَرٍ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: قَالَ مَالِكٌ: وَأَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ أَنَّ الرَّجُلَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ اللَّذَيْنِ لقيا المهاجرين هو عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ وَمَعْنُ بْنُ عدي فزعم مالك عن الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: إِنَّ الَّذِي قَالَ يَوْمَئِذٍ أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ يُقَالُ لَهُ الْحَبَّابُ بْنُ الْمُنْذِرِ1. وأما حَدِيثُ أبي أويس: فأخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ نا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ خُزَيْمَةَ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ نَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُوَيْسِ2 الْمَدَنِيُّ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ الله بن

_ 1. رواية مالك هذه من طريق جويرية بن أسماء بهذا الإسناد والسياق أخرجها ابن حبان في صحيحه (1/387 ح 406) . وأخرجها الإمام أحمد عن إسحاق بن عيسى الطباع عن مالك بهذا الإسناد والسياق في المسند 1/55 – 56، وقد أخرجه الخطيب في الأسماء المبهمة 485 ح 223 من طريق ابن عيينة عن الزهري. 2. ضعفه ابن معين والنسائي وأبو حاتم والفلاس وقال أحمد: صالح وقال يعقوب بن شيبة: صدوق صالح الحديث إلى الضعف ما هو، قال البخاري: ما روى من أصل كتابه أصح، وقال الدارقطني: في بعض حديثه عن الزهري شيء مات سنة 169 هـ (التهذيب 5/280) . وقال في التقريب 188: صدوق يهم.

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ كَانَ يُقْرِئُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فِي خلافة عمر، قال فلم أرى رجلا يجد من الأقشعريرة مَا يَجِدُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عِنْدَ الْقِرَاءَةِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَجِئْتُ أَلْتَمِسُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَوْمًا فَلَمْ أَجِدْهُ فَانْتَظَرْتُهُ فِي بَيْتِهِ حَتَّى رَجَعَ مِنْ عِنْدِ عمر بن الخطاب، ولما رَجَعَ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا آنِفًا عِنْدَ عُمَرَ قَالَ: كَذَا وَكَذَا فَذَكَرَ حَدِيثَ السَّقِيفَةِ بِطُولِهِ "1. قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ لَقِيَا الْمُهَاجِرِينَ عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ الْعَجْلانِيَّانِ2 قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: الَّذِي قَالَ يَوْمَئِذٍ أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ حَبَّابُ بْنُ الْمُنْذِرِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ3. 50- حَدِيثٌ آخَرُ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ [الْحَسَنِ] 4 بْنِ أحمد الحيري

_ 1. لم أقف على من خرج هذا الرواية من طريق ابن أبي أويس عن الزهري. 2. قول الزهري عن عروة في تعيين الأنصاريين وتسميتهما أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/460. 3. في مقابله من الهامش كتب (بلغت مقابلة في الثاني عشر حسب الطاقة والله أعلم) . 4. في الأصل (الحسين – بتحتية قبل النون – مصغرا والصواب ما أثبت كما مر مرارا هذا الاسم.

أنا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ نا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُنِيب1. وأخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ2 النَّاقِدُ قَالا: نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ2 نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالا: نَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الله. وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ الصَّوَّافِ حدثكم جعفر بن محمد الفريابي نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ3 قال: نا سفيان قال: حفظت مِنْ فِي الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عبيد الله. وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خميروية أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ نا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن عبد الله (69/أ) . قَالَ الْبَرْقَانِيُّ: وَقَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ شِيرَوَيْهِ نا إِسْحَاقُ4 أنا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ثُمَّ اتَّفَقُوا جَمِيعًا فَقَالُوا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَشِبْلٍ – نَسَبَهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ – ابن معد -5 قَالُوا: " كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ لَمَا – قَضَيْتَ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ فقام خصمه

_ 1. أوله ميم ثم نون بعدها ياء مثناة تحتية وآخره باء موحدة، ولم أقف على ترجمته وهو يمر كثيرا في أسانيد الخطيب في كثير من كتبه. 2. سبق ضبطهما. 3. هو ابن المديني. 4. ابن إبراهيم الحنظلي مولاهم المعروف بابن راهوية. 5. سيأتي ذكر الاختلاف في اسمه في آخر الترجمة أو قبل الأخير إن شاء الله.

– وَكَانَ أَفْقَهَ مِنْهُ -: فَقَالَ: صَدَقَ اقضي بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ وَائْذَنْ لِي:1 أَنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا2 عَلَى هَذَا وَأَنَّهُ زَنَا بِامْرَأَتِهِ فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِائَةِ شَاةٍ وَخَادِمٍ، فَسَأَلْتُ رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فَأَخْبَرُونِي أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى ابْنِي إِلا مِائَةُ جَلْدَةٍ وَتَغْرِيبُ سَنَةٍ، وَأَنَّ عَلَى امْرَأَتِهِ الرَّجْمَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ، الْمِائَةُ شَاةٍ وَالْخَادِمُ رَدٌّ عَلَيْكَ، وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ سَنَةٍ، وَعَلَى امْرَأَةِ هَذَا الرَّجْمُ إِنِ اعْتَرَفَتْ، فَاغْدُ يَا أُنَيْسُ عَلَى امْرَأَتِهِ فَإِنِ اعترفت فارجمها، فاعترفت فرجمها " 3.

_ 1. كتب عليه (كذا) لعله إشارة إلى أن في الكلام نقص وكانت الأولى إضافة (أن أتكلم، أو نحوها) . 2. أي أجيرا وهو مشهور في كتب شروح الحديث وغريبه. 3. هذه الرواية من طريق سفيان بن عيينة أخرجها الإمام النسائي في السنن 8/241 باب صون النساء عن مجلس الحكم من كتاب القضاء، عن قتيبة عن سفيان ... به. إلا أنه لم يذكر كلام سفيان الأخير، ورواه أحمد في المسند 4/115 عن سفيان به، زاد فيه عند ذكر شبل. قال سفيان: قال بعض الناس: ابن معبد، الذي حفظت: شبلا، ورواه أيضا الترمذي في جامعه 4/39 ح 1433 باب ما جاء في الرجم على الثيب. وأخرجه أيضا بهذا الإسناد والسياق الإمام أبو محمد الدارمي في سننه 2/98 ح 2322 باب الاعتراف بالزنا من كتاب الحدود، عن محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان ... به، وأيضا لم يذكر ما ذكره سفيان في آخر الحديث عن أنيس أنه من أسلم، وأخرجه البخاري في كتاب الحدود عن ابن المديني عن سفيان ولم يذكر شبلا (الفتح 12/136 ح 6828) . وكذلك ذكره أيضا ابن عبد البر في التمهيد 9/74، وعقب عليه بقوله: ولا مدخل لشبل في هذا الحديث بوجه من الوجوه ... أهـ، وسيأتي الكلام على ذلك بعد قليل. ورواه الحميدي في مسنده 2/354 ح 811 عن سفيان ... به وفيه في آخره ذكر كلام سفيان أن أنيس من أسلم. وأخرجه من طريق محمد الصباح عن سفيان ... به الإسماعيلي ذكر ذلك الحافظ في الفتح 12/137.

قَالَ سُفْيَانُ: وَأُنَيْسٌ1 رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ. هَذَا سِيَاقُ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ وَعَلَى هَذَا لَفْظُ إِسْحَاقَ أَوْ بِنَحْوِهِ إِلا أَنَّ فيه: وائذن لي. فقال: قل، قال: إِنَّ ابْنِي وَلَمْ يَذْكُرْ هُوَ ولا عبد الرحيم قول سُفْيَانَ فِي آخِرِهِ، وَعَلَى لَفْظِ إِسْحَاقَ لَفْظُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ أَوْ نَحْوُهُ. اتَّفَقَتْ هَذِهِ الْجَمَاعَةُ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَسَاقَتْ جَمِيعَهُ عَنْهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَفِي الْمَتْنِ كَلِمَاتٌ لَمْ يَسْمَعْهَا سُفْيَانُ مِنَ الزهري وهي قوله: وسألت رجلا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، فَأَخْبَرُونِي أَنَّ عَلَى ابْنِي جَلْدَ مِائَةٍ وَتَغْرِيبَ سَنَةٍ وَعَلَى امْرَأَةِ هَذَا الرَّجْمُ 2. كَانَتْ هَذِهِ الْكَلِمَاتُ عِنْدَ سُفْيَانَ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَأَدْرَجَ الْحَدِيثَ لِلْجَمَاعَةِ، وبين ذلك لسليمان ابن أيوب الصريفيني3.

_ 1. ذكر الحافظ في الفتح 12/140 والإصابة 1/123 عن ابن السكن قوله: لست أدري من أنيس المذكور في هذا الحديث ولم أجد له رواية غير ما ذكر في هذا الحديث ويقال: هو أنيس بن الضحاك الأسلمي، قال الحافظ: وقال غيره: هو أنيس بن أبي مرثد، وهو خطأ. 2. نقل ابن حجر في الفتح على البخاري 12/139 عن علي بن المديني قوله: إن سفيان كان يشك في هذه الزيادة فربما تركها، قال ابن حجر: وغالب الرواة عنه كأحمد ومحمد بن يوسف وابن أبي شيبة وغيرهم لم يذكروها أ. هـ ثم أشار الحافظ إلى أنها ثبتت عن الزهري في رواية مالك والليث وابن أبي ذئب وشعيب وعمرو بن شعيب عنه. 3. قال السمعاني: بفتح الصاد المهملة وكسر الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها والفاء بين اليائين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قريتين، إحداهما من أعمال واسط، ثم ذكر في المنتسبين إليها سليمان بن أيوب (الأنساب 8/300 – 301) .

وَقَدْ رَوَى مُسَدَّدٌ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ بِطُولِهِ سِوَى هَذِهِ الكلمات. كذلك أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نا مُسَدَّدٌ نا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَشِبْلٍ قَالُوا: " كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ لَمَا قَضَيْتَ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ فَقَامَ خَصْمُهُ – وَكَانَ أَفْقَهَ منه فقال: صدق فاقض بِكِتَابِ اللَّهِ وَائْذَنْ لِي فَأَتَكَلَّمَ، قال: تكلم قال (69/ب) : أَنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هَذَا وَأَنَّهُ زَنَا بِامْرَأَتِهِ فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِائَةِ شَاةٍ وَخَادِمٍ، فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ، الْمِائَةُ شَاةٍ وَالْخَادِمُ رَدٌّ عَلَيْكَ، وَعَلَى ابْنِكَ جلد مائة وتغريب عام وعى امْرَأَةِ هَذَا الرَّجْمُ، اغْدُ يَا أُنَيْسُ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا فَإِنِ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا قَالَ: فَغَدَا عَلَيْهَا فَاعْتَرَفَتْ فَرَجَمَهَا " 1. وَأَمَّا حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ الصَّرِيفِينِيِّ عَنْ سُفْيَانَ الَّذِي بَيَّنَ فِيهِ سَمَاعَهُ الْكَلِمَاتِ مِنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَخْضَرِ عن الزهري: فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ نَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ نَا مُحَمَّدُ ابن أَحْمَدَ بْنِ هِلالٍ الشَّطَوِيُّ2 نَا أَبُو عُمَرَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ الصَّرِيفِينِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ

_ 1. لم أقف على رواية مسدد عن سفيان بهذا السياق، إلا أن البخاري قد أخرج جزءا منه بهذا الإسناد وهو قوله: " لأقضين بينكما بكتاب الله إلا أنه لم يذكر في الإسناد شبل " (الفتح 13/249 ح 7279 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة) . 2. بفتح الشين المعجمة والطاء المهملة وفي آخرها واو، هذه النسبة إلى الثياب الشطوية وبيعها وهي منسوبة إلى شطا من أرض مصر، ومن نسب إليها أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن هلال الشطوي (اللباب 2/196) .

عُيَيْنَةَ يَقُولُ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَشِبْلِ بْنِ مَعْبَدٍ قَالُوا: " كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..، فَقَالَ هَذَا الْكَلامُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ قَوْلُهُ: " فَسَأَلْتُ رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فَأَخْبَرُونِي أَنَّ عَلَى ابْنِي جَلْدَ مِائَةٍ وَتَغْرِيبَ عَامٍ " لَمْ أَسْمَعْ هَذَا من الزهري أخبرني به صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ عَنْهُ. وقد وهم سفيان إذ زادني فِي الْحَدِيثِ شِبْلًا وَسَمَّى أَبَاهُ معبدا، لأن عُبَيْدَ اللَّهِ إِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ حَسْبَ1. وَقَدْ رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَيُونُسُ بْنُ يزيد وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُمْ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَلَمْ يُذْكَرْ واحد منهم شبلا فِي حَدِيثِهِ، وَإِنَّمَا دَخَلَ عَلَى سُفْيَانَ الْوَهْمُ فِيهِ مِنْ حَدِيثٍ آخَرُ. أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ نا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُنِيب نا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ الله عن

_ 1. نص على وهم سفيان في هذا الحديث الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه 4/41 ح 1433 كتاب الحدود. وكذلك الإمام أبو عمر ابن عبد البر حيث قال في التمهيد 9/74: وذكره – سفيان – في هذا الحديث شبلا خطأ عند جميع أهل العلم بالحديث، ولا مدخل لشبل في هذا الحديث بوجه من الوجوه، ثم نقل عن ابن معين قوله ذكر ابن عيينة في هذا الحديث شبلا خطأ، لم يسمع شبل مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم نقل أيضا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيِّ توهيمه ابن عيينة في هذا الحديث بذكره شبلا في إسناده أ. هـ ملخصا. وكلام ابن معين انظر (تاريخ 2/247) .

زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَشِبْلٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الأَمَةِ تَزْنِي قَبْلَ أَنْ تُحْصَنَ قَالَ: اجْلِدُوهَا فَإِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا فَإِنْ زَنَتْ فَبِيعُوهَا " 1. قَالَ2 سُفْيَانُ فِي الثالثة أو الرابعة2. وَهَذَا الْحَدِيثُ كَانَ الزُّهْرِيُّ يَرْوِيهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ يَرْوِيهِ أَيْضًا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ شِبْلِ بْنِ خَالِدٍ وَقِيلَ شِبْلُ بْنُ خُلَيْدٍ وَقِيلَ بن حامد3 عَنْ مَالِكِ [بْنِ] 4 عَبْدِ اللَّهِ وقيل عبد الله5 (70/أ) بْنُ مَالِكٍ الأَوْسِيُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ سُفْيَانُ مِنَ الزُّهْرِيِّ الْحَدِيثَيْنِ مَعًا حَدِيثَ الْعَسِيفِ وَحَدِيثَ الأَمَةِ فَلَمْ يَنْضَبِطَا لَهُ، وَكَانَ اسْمُ شبل مذكورا في

_ 1. رواه أحمد في المسند 4/116. ورواه ابن ماجه في كتاب الحدود من سننه 2/875 ح 2565 إلا أن عنده زيادة " فبعها ولو بحبل من شعر ". وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد 9/95. 2. عُلّم في هذين الموضعين بعلامة تضبيب؟؟؟! 3. وقيل أيضا شبل بن معبد، انظر ذكر الاختلاف فيه فيما يلي: 1- تاريخ ابن معين 2/247 – 248. 2- جامع الترمذي 4/40-41. 3- الإصابة لابن حجر 5/47، - التهذيب له أيضا 4/304. 4. في الأصل ((عن)) والصواب ما أثبته والله أعلم. 5. ترجم له في التهذيب باسم عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ الأَوْسِيُّ له صحبة يروي حديث إذا زنت الوليدة (التهذيب 5/382) وكل من أخرج هذا الحديث ذكره باسم عبد الله بن مالك إلا ما سيأتي من رواية عقيل بن خالد.

حَدِيثِ الأَمَةِ فَذَكَرَهُ سُفْيَانُ فِي الْحَدِيثَيْنِ جَمِيعًا، وَأَسْقَطَ ذِكْرَ الأَوْسِيِّ الَّذِي بَعْدَ شِبْلٍ فَلَمْ يَذْكُرْهُ وساق الحديثين بإسناد واحد1. حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مرَابَا2 نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعِينٍ يَقُولُ: فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وشبل، قال يحي: هُوَ شِبْلُ بْنُ خُلَيْدٍ، قَالَ يَحْيَى وَيَقُولُونَ: شِبْلُ بْنُ حَامِدٍ. قَالَ:3 ابْنُ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: شِبْلُ بْنُ مَعْبَدٍ، وَلَيْسَ هُوَ كَمَا قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ4. قَالَ الْخَطِيبُ: وَقَدْ رَوَى حَدِيثَ الأَمَةِ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عن الزهري، ورواه

_ 1. نص على ذلك الإمام الترمذي في جامعه 4/41. والحافظ ابن معين في تاريخه 2/247. والحافظ أبو عمر بن عبد البر 9/95 – 96، وانظر التهذيب والإصابة في الموضعين المشار إليهما أعلاه، إلا أن يعقوب الفسوي نقل في المعرفة 1/433 عن الحميد: قيل لسفيان: فإن مالكا ومعمرا يقولان فيه شك، قال: لكني أقوله، قد أتقنته من الزهري في الحديثين كلاهما. 2. أوله ميم بعدها راء ثم باء موحدة قبلها ألف وبعدها ألف أيضا، هكذا في الأصل ولم أقف على ترجمته. 3. القائل يحيى بن معين وقد جاء مصرحا به في تاريخ ابن معين 2/247. 4. ما بين القوسين انظره في تاريخ الحافظ يحيى بن معين 2/247. بترتيب الدكتور أحمد نور سيف.

عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ شِبْلِ بْنِ خُلَيْدٍ الْمُزَنِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ شِبْلِ بْنِ حَامِدٍ الْمُزَنِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ1 بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ الله. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، فَقَالَ: عَنْ شِبْلِ بْنِ خُلَيْدٍ2. وَرَوَاهُ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَاخْتَلَفَ عَلَى بَقِيَّةَ فِيهِ فَقَالَ عَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ: شِبْلُ بْنُ خَالِدٍ، وَقَالَ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ وَأَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ: شِبْلُ بْنُ خُلَيْدٍ، وَاتَّفَقُوا جَمِيعًا عَلَى أَنَّهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَمَّا حَدِيثُ الْعَسِيفِ مِنْ رِوَايَةِ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِخِلافِ رِوَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ الَّتِي ذَكَرَ فيها شبلا: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن عمرو اللؤلؤي حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسلمة القعنبي. وأخبرناه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ نا أبو مصعب3 كلاهما

_ 1. في الأصل ((عبيد الله)) مصغرا والصواب ما أثبته. 2. كتب مقابله من الهامش عبارة ((بلغ السماع)) . 3. أحمد بن أبي بكر بن زرارة صاحب مالك.

عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ أَنَّهُمَا أَخْبَرَاهُ: " أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ، وَقَالَ الآخَرُ – وَكَانَ أَفْقَهَهُمَا – أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ " 1 وَذَكَرَ الْحَدِيثِ. وَبِهَذَا الإِسْنَادِ أَوْرَدَهُ عَنْ مَالِكٍ كَافَّةُ أَصْحَابِهِ2. وأما حديث صالح (70/ب) بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ مِثْلُ ذلك: فأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ نَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيِّ

_ 1. رواية القعنبي أخرجها أبو داود في كتاب الحدود من سننه 4/591 ح 4445. وأخرجها البيهقي في الكبرى 8/212، والطبراني في الكبير 5/268 ح 5190. وأما رواية أبي مصعب فأشار إليها أبو عمر بن عبد البر في التمهيد 9/72 ولم يسقها -. 2. وقفت على بعض رواياتهم وهي: 1- إسماعيل بن أبي أويس عند البخاري (الفتح 11/523 ح 6634) ، ورواية معن بن عيسى عن الترمذي 4/40. 2- عبد الرحمن بن القاسم عند النسائي 8/240 باب صون النساء عن مجلس الحكم في كتاب القضاء. 3- ابن وهب عند الطحاوي في شرح معاني الآثار 3/135. 4- ابن بكير عند البيهقي في الكبرى 8/212، وأشار البيهقي إلى أن البخاري أخرجه عن عبد الله بن يوسف وابن أبي أويس، وقد أشرت أعلاه إلى رواية ابن أبي أويس قريبا وأما رواية عبد الله بن يوسف فأخرجها البخاري في كتاب الحدود باب إذا زنت الأمة (الفتح 12/162 ح 6838) . 5- رواية يحيى الليثي في الموطأ 2/822 ح 6 من كتاب الحدود. 6- رواية محمد بن الحسن الشيباني في موطئه المطبوع ص 242 ح 695. 7- قد أشار إلى روايات هؤلاء وغيرهم عن مالك الإمام ابن عبد البر في التمهيد 9/72 وما بعدها.

– لَفْظًا – أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ1 نَا سُلَيْمَانُ بن سيف ثنا يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ نا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَزَيْدَ بْنَ خَالِدٍ أَخْبَرَاهُ: " أَنَّ رَجُلَيْنِ أَتَيَا رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْتَصِمَانِ إِلَيْهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ " 2 وَسَاقَ الْحَدِيثَ. وَأَمَّا حَدِيثُ ابن أبي ذئب عن الزهري مثل هاتين الروايتين: فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أنا عبد الله بن جعفر بن دَرَسْتُوَيْهِ نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ نَا ابْنُ أَبِي3 ذِئْبٍ نَا الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ إِنَّهُمَا قَالا: " جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ، فَقَامَ خَصْمُهُ فَقَالَ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ " 4 وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.

_ 1. أبو بكر الإسفراييني. 2. رواه البخاري عن زهير عن يعقوب به (الفتح 13/233 ح 7259) . ورواه مسلم 3/1326 ح 25 من كتاب الحدود عن عمرو الناقد عن يعقوب به. ورواه الطبراني في الكبير 5/271 ح 5196، وذكرها ابن عبد البر في التمهيد 9/73. 3. محمد بن عبد الرحمن بن مغيرة. 4. رواه البخاري في أكثر من موضع منها كتاب الصلح باب إذا اصطلحوا على صلح جور عن آدم عن ابن أبي ذئب (الفتح 5/301 ح 2696) ومثلها كتاب الأحكام باب هل يجوز للحاكم أن يبعث رجلا وحده ... عن آدم عن ابن أبي ذئب.. به (الفتح 13/185 ح 7194) . ورواه الطبراني في الكبير 5/272 ح 5190 عن أبي داود الطيالسي عن ابن أبي ذئب نحوه.

وَأَمَّا حَدِيثُ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ عن الزهري بموافقتهم: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَكُمُ ابْنُ شيرويه نا إِسْحَاقُ1 أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ نا معمر عن الزهري عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ قَالا: " كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " 2 فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَأَمَّا حديث الليث بن سعد عن الزهري بمتابعتهم: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْيَزْدِيُّ – بِنَيْسَابُورَ – أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ نا قُتَيْبَةُ نا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ: " أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَعْرَابِ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " 3 وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وأما حديث يونس بن يزيد عَنِ الزُّهْرِيِّ مِثْلُ قَوْلِ الْجَمَاعَةِ: فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بن

_ 1. ابن إبراهيم الدبري. 2. رواه أحمد في المسند 4/115 عن عبد الرزاق ... به. والطبراني في الكبير 5/268 ح 5189 عن إِسْحَاقُ الدَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ به ... ورواه مسلم 3/1326 ح 25 عن عبد بن حميد عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ بهذا الإسناد نحوه ولم يسق متنه. وأشار إليها ابن عبد البر في التمهيد 9/73 ولم يذكر المتن أيضا. 3. رواه البخاري عن قتيبة بن سعيد عن الليث ... به كتاب الشروط باب الشرط التي لا تحل في الحدود (الفتح 5/232 ح 2725) ، ورواه الترمذي في كتاب الحدود 4/40 ح 1433 عن قتيبة ... به ... ورواه الطبراني في الكبير 5/269، 270 ح 5191، 5193 عن عبد الله بن الحكم عن الليث ... به.

دعلج أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: نا أَبِي عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خالد الجهني أنهما قَالا: " إِنَّ رَجُلًا مِنَ الأَعْرَابِ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْشُدُكَ اللَّهَ إِلا قَضَيْتَ لي بكتب اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " 1 ... وَسَاقَ الْحَدِيثَ. وَأَمَّا حَدِيثُ الأَمَةِ مِنْ رِوَايَةِ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِمِثْلِ إِسْنَادِ حديث العسيف: فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللؤلؤي نا أَبُو دَاوُدَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ: " أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الأَمَةِ إِذَا زَنَتْ وَلَمْ تُحْصَنْ، قَالَ: إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا (71/أ) ثم إن زنت فبيعوها ولم بِضَفِيرٍ ". قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: لا أَدْرِي فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ والضفير الحبل2.

_ 1. رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 3/135 عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ به ... ومن طريق ابن وهب أيضا الطبراني في الكبير 5/270 ح 5195. 2. رواه أبو داود في السنن كتاب الحدود في الأمة تزني ولم تحصن 4/312 ح 4469. ورواه البخاري بهذا الإسناد والمتن أيضا في البيوع باب بيع العبد الزاني (الفتح 4/369 ح 2154) . ورواه مالك في الموطأ – المطبوع برواية الليث عنه – 2/826 ح 14 من كتاب الحدود. ورواه مسلم 3/1329 ح 32 من كتاب الحدود. وانظر التمهيد 9/94، وانظر أيضا موطأ محمد بن الحسن الشيباني 246 ح 705. وقال في النهاية 3/94: الضفير: الحبل المفتول من الشعر، فعيل بمعنى مفعول.

وَأَمَّا حَدِيثُ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ مِثْلُ رِوَايَةِ مَالِكٍ هذه: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيِّ أَخْبَرَكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: نَا سليمان بن سيف الحراني نا يَعْقُوبُ نا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَزَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ أَخْبَرَاهُ: " أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يسأل عَنِ الأَمَةِ تَزْنِي وَلَمْ تُحْصَنْ، فَقَالَ: اجْلِدُوهَا إِنْ زَنَتْ ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ بِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ " بَعْدَ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ1. وَأَمَّا حَدِيثُ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ عن الزهري بمتابعتهما: فأخبرناه الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ شِيرَوَيْهِ نا إِسْحَاقُ2 أنا عبد الرزاق نا معمر عن الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالا: " سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الأَمَةِ تَزْنِي قَبْلَ أَنْ تُحْصَنَ " 3 ... فَذَكَرَ الحديث.

_ 1. رواه البخاري في كتاب البيوع من صحيحه باب بيع المدبر (الفتح 4/421 ح 2233) عن زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ يَعْقُوبَ ... به.. ورواه عن عمرو الناقد عن يعقوب ... به الإمام مسلم في كتاب الحدود من صحيحه 3/1329 ح 33. 2. ابن إبراهيم الدبري. 3. رواه مسلم في كتاب الحدود من صحيحه 3/329 ح 33 عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق ... به.. ورواه الطبراني 5/273 ح 5201 عن إسحاق الدبري ... به ... ، وانظر الترمذي 4/40، ومسند أحمد 4/117، وانظر التمهيد 9/96.

وأما حديث عبيد الله بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ شِبْلٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ1 عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي رَوَاهُ عُقَيْلُ بن خالد عن الزهري: فأخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بن الفضل القطان أناه عبد الله بن جعفر بن درستويه. وأخبرناه أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ – بِالْبَصْرَةِ – قَالَ: نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ قَالا: نَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: نَا أَبُو صَالِحٍ2 وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: نَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الله. وأخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ علي بن شعيب المدائني نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيُّ نَا أَبُو صَالِحٍ نَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة عن شبل بن خالد – وَفِي حَدِيثِ الْفَسَوِيِّ عَنْ شِبْلِ بْنِ خُلَيْدٍ – الْمُزَنِيِّ عَنْ مَالِكٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْسِيِّ3 عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال في

_ 1. كتب في الأصل في هذا الموضع (كذا) لعله تنبيها إلى الخطأ في الاسم وأن الصواب عبد الله بن مالك. 2. أبو صَالِحٍ = عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ بن محمد المعروف بكاتب الليث. أما ابن بكير: فهو يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير نسب لجده. 3. هكذا ورد اسمه في هذه الرواية وقد ترجمه ابن عبد البر إلا أن الحافظ ابن حجر في الإصابة رجح عكسه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ الأَوْسِيُّ (الاستيعاب 9/314، الإصابة 6/205، التهذيب 5/382) .

الْوَلِيدَةِ1: " إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَبِيعُوهَا ولو بضفير، والضفير الحبل " 2 – ساق الْحَدِيثِ لِلأَزْهَرِيِّ -. وَأَمَّا حَدِيثُ يُونُسَ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ الَّذِي قَالَ فِيهِ: عَنْ شِبْلِ بْنِ حَامِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فأخبرناه أَبُو طَالِبِ بْنُ الْعُشَّارِيِّ3 أَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ المروورذي4 نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ نَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (71/ب) أَنَّ شِبْلَ بْنَ حَامِدٍ الْمُزَنِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَالِكٍ الأَوْسِيَّ أَخْبَرَهُ: " أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْوَلِيدَةِ: إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فِي الرَّابِعَةِ – فَبِيعُوهَا ولو بضفير، والضفير الحبل " 5.

_ 1. قال في النهاية 5/225: الوليدة تطلق على الجارية والأمة وإن كانت كبيرة. 2. أخرجها عن الليث عن عقيل الفسوي في المعرفة 1/343، 430 ورأيت ابن عبد البر أشار إليها في التمهيد 9/94، وأشار إليها أيضا الحافظ في الإصابة 6/250. 3. بضم العين وفتح الشين المعجمة وبعد الألف راء هذه النسبة لأبي طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الفتح بن محمد بن علي الحربي المعروف بابن العشاري، بغدادي وهذا لقب لجده لأنه كان طويلا (اللباب 2/341) . 4. ويقال المروالروذي – قال ابن الأثير في اللباب 3/198: بفتح الميم وسكون الراء وفتح الواو بعدها ألف وللام والراء مضمومة الثانية بعدها واو ساكنة وفي آخرها ذال معجمة هذه النسبة إلى مرو الروذ، ويقال المروذي أيضا وهي مدينة حسنة مبنية على النهر والنهر يقال له بالأعجمية = الروذ = أ. هـ. 5. رواه أبو جعفر الطحاوي في شرح معاني الآثار 3/135 عن يونس بن عبد الأعلى ... به إلا أن فيه شبل بن خالد بدل حامد؟؟؟.

وَفِيمَا ذَكَرَ لَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ1 بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْعُكْبَرِيَّ2 حدثهم قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز البغوي قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ زَنْجُوَيْهِ3 قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ4 أَنَا ابْنُ وهب عن يونس ابن يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ شِبْلِ بْنِ حَامِدٍ المزي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الأَوْسِيُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا زَنَتِ الأَمَةُ فَلْيَجْلِدْهَا الْحَدَّ وَلا يُثْرِبْ عَلَيْهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَلْيَجْلِدْهَا وَلا يُثْرِبْ عَلَيْهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَلْيَجْلِدْهَا وَلا يُثْرِبْ عَلَيْهَا ثُمَّ لِيَبِعْهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ بعد الثالثة أو الرابعة " 5. أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أنا عبد الله بن جعفر بن درسنويه نا يعقوب بن سفيان نا أحمد بن صالح وزيد – يعي ابن بشر – وأبو الطاهر6 قَالُوا: نَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عبيد الله

_ 1. وضع عليه في الأصل علامة تضبيب، واسمه (عبيد الله) مصغرا مثل ما هو هنا، وهو كذلك في (تاريخ بغداد 10/371، واللباب 2/351) . 2. قال في اللباب – الموضع السابق ذكره -: بضم العين – المهملة – وسكون الكاف وفتح الباء الموحدة وفي آخرها راء، هذه النسبة إلى عكبرا وهي بليد على دجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ. 3. حميد بن مخلد بن قتيبة بن عبد الله الأزدي أبو أحمد، وزنجويه لقب لجده (تاريخ بغداد 8/160) . 4. بكسر المعجمة وتخفيف الدال المهملة وآخره معجمة – أبو الهيثم المهلبي مولاهم -، التقريب 88 وثقه ابن سعد وابن حبان، وقال ابن معين وأبو حاتم وغيرهم: صدوق، وقال ابن معين: ينفرد عن حماد بن زيد بأحاديث وقد كتبت عنه، وضعفه ابن المديني والساجي (التهذيب 3/85) . 5. ذكره هذه الرواية ابن عبد البر في التمهيد 9/94-95. 6. أحمد بن عمرو بن السرح المصري.

ابن عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ شِبْلَ بْنَ حَامِدٍ الْمُزَنِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَالِكٍ الأَوْسِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِلْوَلِيدَةِ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ مِنْ شَعْرٍ فِي الثَّالِثَةِ أو في الرابعة " 1 وأخبرني عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خالد مثل ذلك. روى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ وَزَيْدِ بْنِ بِشْرٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ إِلا أَنَّ الرَّاوِيَ قَالَ فِيهِ: عَنْ شِبْلِ بْنِ خُلَيْدٍ، وَلا أَحْسَبُ ذَلِكَ إِلا وَهْمًا حَصَلَ فِي الْكِتَابِ وَصُحِّفَ حَامِدٌ بِخُلَيْدٍ، لأَنَّ الْمَحْفُوظَ مِنْ حَدِيثِ يُونُسَ شِبْلُ بْنُ حَامِدٍ. وَقَدْ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ أنا مُسْلِمِ بْنُ مِهْرَانَ2 أَنَا عَبْدُ المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن مُحَمَّدٍ عَنْ حَدِيثِ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ شِبْلِ بْنِ حَامِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: هُوَ الأَوْسِيُّ – رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَدِيثُ إِذَا زَنَتِ الْوَلِيدَةُ فَقَالَ3: يقال: شبل بن خليد. فأما الْحَدِيثُ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سُفْيَانَ الَّذِي قِيلَ فِيهِ عَنْ شِبْلِ بن خليد: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم البزار نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ نَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ نا محمد بْنُ صَالِحٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ الْحَضْرَمِيُّ قَالا: نَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ شِبْلَ بْنَ خُلَيْدٍ الْمُزَنِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَالِكٍ الأَوْسِيَّ أَخْبَرَهُ

_ 1. لم أقف عليه بهذا الإسناد والسياق. 2. عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران. 3. في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب؟؟؟.

عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ1. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ2 (72/أ) عَنْ عَمِّهِ الَّذِي تَابَعَ فِيهِ هَذِهِ الرِّوَايَةَ، وَقَالَ عَنْ شِبْلِ بن خليد: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نَا يَعْقُوبُ – يَعْنِي ابن إبراهيم – نا ابن3 أَخِي ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ شِبْلَ بْنَ خُلَيْدٍ الْمُزَنِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَالِكٍ الأَوْسِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " للوليدة: إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ، وَالضَّفِيرُ الْحَبْلُ "، فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ4. وَأَمَّا حَدِيثُ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ الَّذِي اخْتَلَفَ عَلَى بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ فِيهِ: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ نَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ نَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى قالا: نا بقية.

_ 1. لم أقف عليها بهذا الإسناد عند يعقوب في المعرفة فلعلها في أحد كتبه الأخرى. 2. كتب في الهامش ((قوبل فصح إن شاء الله تعالى)) . 3. محمد بن عبد الله بن مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الله بن شهاب الزهري، وقد اختلفت فيه أقوال النقاد جرحا وتعديلا – راجع التهذيب 9/278 ... – والراجح والله أعلم ما رجحه الحافظ في التقريب 306: حيث رجح ((أنه صدوق له أوهام)) . 4. رواه أحمد في مسنده 4/343. وأشار إلى هذه الرواية الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 9/94.

وأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ – وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ يَعْقُوبَ بْنِ سُفْيَانَ – عَنِ الزُّبَيْدِيِّ1 عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ شِبْلَ بْنَ خَالِدٍ – وَقَالَ ابْنُ الْمُصَفَّى وابن عبد ربه: ابن خُلَيْدٍ – الْمُزَنِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ الله بن مالك أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْوَلِيدَةِ: " إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَبِيعُوهَا ولو بضفير، والضفير الحبل " 2. أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ أَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ3 نَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ نَا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِمْصِيُّ4 نَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ نَا الزُّبَيْدِيُّ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، قَالَ: شِبْلُ بْنُ خليد المزني. وأخبرنا ابْنُ الْفَتْحِ أَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ نَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَدَقَةَ نَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ5 قَالَ: سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مُعِينٍ عَنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَشِبْلٍ، فَكَتَبَ يَحْيَى بِيَدِهِ عَلَى شِبْلٍ خَطَأً لَمْ يُسْمَعْ6 مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

_ 1. بالزاي والموحدة والدال المهملة مصغرا واسمه محمد بن الوليد بن عامر أبو الهذيل الحمصي. 2. رواه الإمام أحمد في المسند 4/343، وفي روايته صرح بقية بالتحديث عن شيخه فأمن تدليسه. ورواه يعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/430 – 431، ورواه أيضا من هذا الطريق أبو جعفر الطحاوي في شرح معاني الآثار 3/135 – 136. 3. هو المعروف بابن شاهين. 4. قال أبو حاتم: محله الصدق، وقال ابن عدي: مع ضعفه بكتب حديثه ولا يحتج به، مات سنة 271 هـ (الميزان 1/128، التهذيب 1/68) . 5. أبو بكر أحمد بن زهير بن حرب. 6. انظر هذا الكلام في تاريخ ابن معين بترتيب أحمد نور سيف 2/247 – 248.

وقد ذكر أبو عمر وخليفة بْنُ خَيَّاطٍ شِبْلَ بْنَ مَعْبَدٍ فِي الطَّبَقَةِ الأُولَى مِنْ تَابِعِي أهل البصرة فقال: فيما أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ أنا عبد الله بن محمد بن جَعْفَرٍ نَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِيُّ نَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ قَالَ: " شِبْلُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَحْمَسَ بْنِ الْغَوْثِ بْنِ أَنْمَارِ بْنِ أَرَاشٍ1 هُمْ بجيلة "2. 51- حَدِيثٌ آخَرُ: ((عَوْنَكَ يَا رَبِّ)) أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ3 الْحَافِظُ نَا أَحْمَدُ بْنُ سِنْدِيٍّ الْحَدَّادُ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ نَا عَفَّانُ4 نَا وُهَيْبٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا ثُمَّ صَلَّى (72/ب) الْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ5 رَكْعَتَيْنِ وَبَاتَ حَتَّى أَصْبَحَ، فَلَمَّا صَلَّى الصُّبْحَ ركب راحلته فلما ابنعثت سَبَّحَ وَكَبَّرَ حَتَّى اسْتَوَتْ6 عَلَى الْبَيْدَاءِ لَبَّى ثُمَّ جَمَعَ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَحِلُّوا فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ

_ 1. في هذا الموضع من الأصل تضبيب لعله لعدم استقامة الكلام وحاجته إلى إضافة واو ليصبح الكلام هكذا ((وهم بجيلة)) وهو كذلك – أي وجود الواو – في طبقات خليفة بن خياط كما سيأتي الإحالة إليه فيما يلي. 2. هذا الكلام المحصور بين علامتي التنصيص انظره في طبقات خليفة بن خياط ص 201. 3. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد الأصبهاني. 4. ابن مسلم بن عبد الله الباهلي. 5. هو ميقات إحرام أهل المدينة ويعرف الآن باسم ((آبار علي)) . 6. في هذا الموضع من الأصل تضبيب!!!

التَّرْوِيَةِ أَهَلُّوا بِالْحَجِّ، وَنَحَرَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ بَدَنَاتٍ قِيَامًا بِيَدِهِ، وَضَحَّى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ " 1. هَكَذَا رَوَى وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ هَذَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنْ أَبِي قِلابَةَ2 عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْجَرْمِيِّ3 عَنْ أَنَسِ ابن مالك، وليس جميعه عند أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ. وَإِنَّمَا عنده عنه ذِكْرِ صَلاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ حَسْبَ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ4 الثَّقَفِيُّ وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ أَيُّوبَ إِلا أَنَّ الثَّقَفِيَّ زَادَ قِصَّةَ الْمَبِيتِ بِذِي الْحُلَيْفَةِ ظَنًّا فِي رِوَايَتِهِ غَيْرَ تَحْقِيقٍ. وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ بذي الحليفة ركعتين ".

_ 1. رواه الإمام أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حنبل في المسند 3/268، عن عفان عن وهيب ... به سندا ومتنا، ورواه البخاري في الحج باب التحميد والتسبيح عن موسى بن إسماعيل عن وهيب ... به نحوه (الفتح 3/411 ح 1551) . 2. كان في الأصل ((عن أبي قلابة عن عبد الله بن زيد ... ، وهو خطأ فأبو قلابة هو عبد الله بن زيد ... 3. قال في اللباب 1/273: بفتح الجيم وسكون الراء وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى جرم، وهي قبيلة أ. هـ ثم ذكر فيمن ينسب إليها أبا قلابة عبد الله ... تابعي جليل ... 4. ابن عبد المجيد.

ثُمَّ أَتْبَعَهُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ رجل ليس يسمه عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ثُمَّ بَاتَ حَتَّى أَصْبَحَ وَسَاقَ الْمَتْنَ إِلَى ذِكْرِ جَمْعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِهْلالِهِ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ذَكَرَ ذَلِكَ مُسَدَّدٌ عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ. وَرَوَى أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَزِيَادُ بن أيوب عن ابن لهيعة حَدِيثَ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ فَقَطْ وَهُوَ ذِكْرُ الصَّلاةِ بِالْمَدِينَةِ وَبِذِي الْحُلَيْفَةِ. فَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ الوهاب الثقفي عن أيوب: فأخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ وَابْنُ شِيرَوَيْهِ1 قَالا: نَا إِسْحَاقُ2 أَنَا الثَّقَفِيُّ نَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا وَصَلَّى الْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ ". قَالَ: وَحَسِبَ3 أَنَّهُ قَالَ: بَاتَ بِهَا حَتَّى أَصْبَحَ4. وَأَمَّا حديث معمر عن أيوب: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ – بِأَصْبَهَانَ – أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ أنا عبد الرزاق

_ 1. عبد الله بن محمد النيسابوري. 2. ابن إبراهيم أبو يعقوب الحنظلي المعروف بابن راهويه. 3. كتب على هذه الكلمة في الأصل ((كذا)) لعله تنبيها إلى أنها في البخاري – وأحسبه. 4. أخرجه أبو عبد الله البخاري في كتاب الحج من صحيحه باب من بات بذي الحليفة حتى أصبح بهذا السياق عن قتيبة بن سعيد عن عبد الوهاب الثقفي ... به (الفتح 3/407 ح 1547) .

أنا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " صَلَّيْتُ الظُّهْرَ مَعَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا وَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ وَكَانَ خَرَجَ مُسَافِرًا " 1. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ الَّذِي اقْتَصَرَ فِيهِ عَلَى حديث أبي قلابة: فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ2 قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ3 الإِسْمَاعِيلِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ أَخْبَرَكَ أَبُو يَعْلَى – هُوَ الْمَوْصِلِيُّ – نا أَبُو خَيْثَمَةَ4 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ نَا أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا5 وَبِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ " 6. وَأَمَّا حَدِيثُ زِيَادِ بْنِ أَيُّوبَ (73/أ) عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ بِمُوَافَقَةِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ الحافظ –

_ 1. رواه عبد الرزاق في مصنفه 2/528 – 529 ح 4315. وأخرجه مسلم 2/480 ح 11 من كتاب صلاة المسافرين عن سعيد بن منصور عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر وإبراهيم بن ميسرة عن أنس ... به إلا أنه لم يذكر فيه ((وكان خرج مسافرا)) . 2. أبو بكر البرقاني الخوارزمي. 3. أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ. 4. زهير بن حرب. 5. علم عليه في الأصل بعلامة تضبيب وذلك لسقوط كلمة العصر لتصبح الجملة والعصر بذي الحليفة.. 6. رواه أبو يعلى في مسنده 3/279، نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية رقم 303 عن نسخة في إحدى مكتبات استنبول.

بِنَيْسَابُورَ – أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ نَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ نَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا وَصَلَّى الْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ " 1. وَأَمَّا حَدِيثُ مُسَدَّدٍ عَنِ ابن علية الذي أورد فيه حديث أبي قِلابَةَ وَأَتْبَعَهُ عَنِ الرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يُسَمِّهِ، الزِّيَادَةَ وَفَصَلَ بَيْنَ الروايتين وبين الإسنادين: فأخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ أنا أَبُو الْهَيْثَمِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمَكِّيِّ الْكُشْمِيهَنِيُّ2 نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ2 نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ نا مُسَدَّدٌ نَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسٍ قال: " صلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ ". وَعَنْ3 أَيُّوبَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَنَسٍ: " ثُمَّ بَاتَ حَتَّى أَصَبَحَ فَصَلَّى الصُّبْحَ ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ الْبَيْدَاءُ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ " 4.

_ 1. انظر مسند السراج باب كراهية التطوع في السفر، ق 121 نسخة في مكتبة الجامعة الإسلامية تحت رقم 1538. 2. تقدم ضبطهما. 3. في هذا الموضع من الأصل تضبيب، والرواية هكذا في البخاري وهي منفصلة عن التي قبلها. 4. رواه بتمامه الحافظ البخاري في كتاب الحج من صحيحه باب نحر البدن قائمة (الفتح 3/554 ح 1715) .

52- حَدِيثٌ آخَرُ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمرو اللؤلؤي نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأشعث. وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ نَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي قَالا: أنا مُوسَى بْنَ إِسْمَاعِيلَ1 نَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ وَيُونُسَ2 وَحَبِيبٍ3 وَيَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ4 وَهِشَامٌ5 فِي آخَرَيْنِ عَنْ مُحَمَّدٍ: " أَنَّ أُمَّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَ ذَوَاتِ الْخُدُورِ يَوْمَ الْعِيدِ قِيلَ: فَالْحُيَّضُ، قَالَ: لِيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ: فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: يَا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ لَمْ يَكُنْ لإِحْدَاهِنَّ ثَوْبٌ كَيْفَ تَصْنَعُ قَالَ: تُلْبِسُهَا صَاحِبَتُهَا طَائِفَةً مِنْ ثَوْبِهَا " 6. كَذَا رَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ هَذَا الْحَدِيثَ عن الجماعة الذي سَمَّاهُمْ وَفِيهِمْ أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، وَلَيْسَ جَمِيعُ الْمَتْنِ عِنْدَ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ، وَإِنَّمَا عِنْدَهُ عَنْهُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى قَوْلِهِ: وَدَعْوَةُ المسلمين، وأما

_ 1. أبو سلمة التبوذكي. 2. ابن عبيد بن دينار العبدي مولاهم أبو عبيد البصري (التهذيب 11/442) . 3. ابن الشهيد أبو محمد الأزدي البصري (التهذيب 2/185) . 4. الطفاوي – بضم المهملة وتخفيف الفاء البصري – ثقة (التقريب 377) . 5. ابن حسان الأزدي القردوسي – بالقاف وضم الدال المهملة – أبو عبد الله البصري ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين (التقريب 364) . 6. رواه أبو داود في سننه كتاب الصلاة باب خروج النساء في العيد 1/675 ح 1136، والطبراني في الكبير 25/51 ح 104.

مَا بَعْدَهُ فَهُوَ عِنْدَ أَيُّوبَ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ وَهِيَ أُخْتُ مُحَمَّدٍ عَنِ امْرَأَةٍ عَنِ امْرَأَةٍ أُخْرَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1. بَيَّنَ ذَلِكَ سليمان بن حرب فِي رِوَايَتِهِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَحَفْصَةَ وَفَصَلَ أَحَدَ الْحَدِيثَيْنِ مِنَ الآخَرِ. وَكَذَلِكَ رَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ2 عَنْ أَيُّوبَ غَيْرَ أَنَّهُ أَفْرَدَ كُلَّ حَدِيثٍ بِإِسْنَادِهِ، وَجَعَلَ الْمَتْنَ مَتْنَيْنِ. وَرَوَى أَبُو الرَّبِيعِ3 الزَّهْرَانِيُّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ حَسْبَ، دُونَ حَدِيثِ أُخْتِهِ حَفْصَةَ. وَرَوَى عَبْدُ الله (73/ب) ابن بَكْرٍ السَّهْمِيُّ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ مَجَاعَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَمَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ هِشَامِ ابن حَسَّانٍ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ جَمِيعَ الْحَدِيثِ مِثْلَ رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ الْجَمَاعَةِ الَّذِينَ قَدَّمْنَا حَدِيثَهُمْ، وَأَدْرَجَ فِيهِ قِصَّةَ الْجِلْبَابِ4. وَرَوَاهُ كَذَلِكَ أَبُو جَعْفَرٍ5 الرَّازِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدٍ وَحَفْصَةَ ابْنَيْ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عطية.

_ 1. أشار الحافظ إلى ذلك في الفتح 2/464. 2. هنا في الأصل تضبيب!!!. 3. سليمان بن داود. 4. سيأتي تخريج هذه الروايات كلها بإذن الله. 5. عيسى بن أبي عيسى ماهان وقيل عبد الله بن ماهان الرازي التميمي مولاهم مشهور بكنيته، قال ابن معين: ثقة يغلط فيما يروي عن مغيرة بن مقسم، وثقه ابن المديني وأبو حاتم وقال الساجي: صدوق ليس بمتقن، ووثقه أيضا ابن سعد، وضعفه أحمد والنسائي وأبو زرعة والعجلي وابن حبان التهذيب 12/56.

وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ دُونَ أَخِيهَا مُحَمَّدٍ جَمِيعَ الْحَدِيثِ، وَبَيَّنَ أَنَّ قِصَّةَ الْجِلْبَابِ عَنْ حَفْصَةَ عَنِ امْرَأَةٍ عَنِ امْرَأَةٍ أُخْرَى، وَأَنَّ مَا سِوَى ذَلِكَ عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ. فَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي الرَّبِيعِ عَنْ حَمَّادٍ الَّذِي اقْتَصَرَ فِيهِ عَلَى رِوَايَةِ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: فَأَخْبَرَنِيهِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ أَنَا أَبُو عَمْرِو1 بْنُ حَمْدَانَ أَنَا أَبُو يَعْلَى – هُوَ الْمَوْصِلِيُّ – نَا أَبُو الرَّبِيعِ نَا حَمَّادٌ2 نَا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " أَمَرَنَا – تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنْ نُخْرِجَ فِي الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ " 3. أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ نَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيِّ – لفظا – أخبرنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ الْبَرْقَانِيُّ: وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ4 بْنِ لُؤْلُؤٍ حَدَّثَكُمْ أَبُو مَعْشَرٍ الدَّارَمِيُّ5 قَالا: نَا أَبُو الرَّبِيعِ نَا حَمَّادٌ2 نا أيوب عن محمد ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " أَمَرَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَ فِي الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِقَ مِنَ الْخُدُورِ – قَالَ أَبُو يَعْلَى الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ – ثُمَّ اتَّفَقَا، وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يعتزلن مصلى المسلمين " 3.

_ 1. مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ الحيري. 2. حماد بن زيد. 3. رواه مسلم 2/605 ح 10 من كتاب صلاة العيدين، ولم أجد مسند أم عطية في النسخ الموجودة في مكتبة الجامعة الإسلامية من مسند أبي يعلى الموصلي. 4. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن لؤلؤ الوراق الثقفي (تاريخ بغداد 12/89) . 5. لم أقف على اسمه ولا ترجمته، ذكر بكنيته هكذا في ترجمة تلميذه ابن لؤلؤ.

وأما حديث عبد الله بن بَكْرٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُس1 وَمَخْلَدَ بْنُ الْحُسَيْنِ2 عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الَّذِي أَدْرَجَ فيه قصة الجلباب: فأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ نَا عباس بن محمد الدوري نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ. وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ أنا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَمْدَانَ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِيرَوَيْهِ3 نَا إِسْحَاقُ – يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيَّ أَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قالا: أنا هشام بن حسان. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ الطِّسْتِيُّ أَخْبَرَنِي السَّرِيُّ بْنُ سَهْلٍ الْجُنْدِيسَابُورِيُّ4 نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رُشَيْدٍ5 نَا أَبُو عُبَيْدَةَ مَجَاعَةُ

_ 1. ابن أبي إسحق السبيعي. 2. أبو محمد الأزدي الرملي البصري نزيل المصيصة – بصادين مهملتين – ثقة فاضل (التقريب 331) . 3. عبد الله بن محمد بم شيرويه. 4. تقدم ضبط هذه النسبة، ذكره الحافظ في لسان الميزان 3/12. فقال: يروي عن عبد الله بن رشيد وعن عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مكرم ولا يحتج به ولا بشيخه قاله البيهقي. قلت: لعله السري بن عاصم. أ. هـ وقد ذكر الذهبي في الميزان 2/117: السري بن عاصم بن سهل، وقال قد ينسب إلى جده، وقال: وهّاه ابن عدي وقال: يسرق الحديث، وكذبه ابن خراش (الكامل لابن عدي 3/1298) . 5. ذكره ابن حبان في الثقات 8/343 وكناه بأبي عبد الرحمن، وقال: من أهل جنديسابور يروي عن مجاعة بن الزبير ... مستقيم الحديث أ. هـ. قال في لسان الميزان 3/285: قال البيهقي لا يحتج به.

ابن الزبير1. وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَسْنُونٍ النَّرْسِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الدَّقَّاقُ أَنَا عبد الله بن محمد بن عَبْدِ الْعَزِيزِ2 نَا أَبُو رَوْحِ بْنُ زِيَادٍ3 الْبَلَدِيُّ نَا مَخْلَدٌ كِلاهُمَا عَنْ هِشَامٍ عَنْ حَفْصَةَ عن أم (74/أ) عَطِيَّةَ قَالَتْ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَهُنَّ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى، الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الْمُصَلَّى وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِحْدَانَا لا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قَالَ: فَلْتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا " 4 5. قَالَ: إِسْحَاقُ يَعْنِي الْخُرُوجَ فِي الْعِيدَيْنِ، وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ عِيسَى بن يونس.

_ 1. قال شعبة: كان صواما قواما، وقال ابن عدي في الكامل 6/2418-2420: هو ممن يحتمل ويكتب حديثه، أ. هـ. قال الذهبي في الميزان 3/437:قال أحمد لم يكن به بأس، وضعفه الدارقطني. 2. أبو القاسم البغوي. 3. هو محمد بن زياد بن فروة البلدي يروي عن أبي شهاب الحناط – بالنون وقبلها المهملة – وروى عنه القاسم البغوي، كذلك في معجم البلدان 1/481. 4. قال الحافظ في الفتح 4241: الجلباب – بكسر الجيم وسكون اللام وبموحدتين بينهما ألف قيل هو المقنعة أو الخمار أو اعرض منه، وقيل الثوب الواسع يكون دون الرداء، وقيل: الإزار، وقيل: الملحفة، وقيل الملاءة وقيل: القميص. أ. هـ. 5. أخرج الإمام مسلم 2/606 ح 12 من كتاب صلاة العيدين رواية عيسى بن يونس عن طريق عمرو الناقد..به. وأخرج البيهقي في الكبرى 3/306 رواية عبد الله بن بكر السهمي من طريق الدوري – ولم أقف على روايتي مجاعة بن الزبير ومخلد ابن الحسين. وقد تابع هؤلاء على هذا السياق عن هشام بم حسان ... به, عبد العزيز بن عبد الصمد عند الدارمي 1/316 ح 1617 باب خروج النساء في العيدين.

وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدٍ وَحَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الَّذِي وَافَقَ رِوَايَةِ هَؤُلاءِ الأَرْبَعَةِ الْمَذْكُورِينَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ حَفْصَةَ وحدها: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّازُ1 - بِالْبَصْرَةِ - نَا2 يَزِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ الْخَلالُ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ الْمَخْرَمِيُّ نَا يَحْيَى بْنُ أبي بكير نا جَعْفَرٍ3 عَنِ ابْنِ حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدٍ وَحَفْصَةَ ابْنَيْ سِيرِينَ عَنْ أُمَّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " أَمَرَنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ4 نخرج يوم الفطر ويم الأَضْحَى الْعَوَاتِقَ مِنَّا وَذَوَاتِ الْخُدُورِ وَالْحُيَّضَ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ5، يَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ قَالَتِ امْرَأَةٌ: يا رسول الله إن كَانَتْ إِحْدَانَا لَيْسَ لَهَا جِلْبَابٌ، قَالَ: تُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جَلابِيبِهَا " 6. وَأَمَّا حَدِيثُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ وَحْدَهَا عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الَّذِي مَيَّزَ فِيهِ كُلَّ وَاحِدَةٍ الروايتين وبين إسنادها: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا محمد بن

_ 1. بزايين بينهما ألف كذا في الأصل ولم أجد ترجمته، إلا أن الخطيب ذكره في ترجمة شيخه. 2. في الأصل هنا إشارة تضبيب؟؟؟ 3. عيسى بن أبي عيسى ماهان الرازي. 4. سقط من هنا (أن) المخففة وهي في رواية الطبراني كما سيأتي في التخريج. 5. سقط من هنا حرف (الواو) وهو في الطبراني. 6. رواه أبو القاسم الطبراني في المعجم الكبير 25/57 ح 127 من طريق يحيى بن أبي بكير عن أبي جعفر الرازي.

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نا مُسَدَّدٌ نَا إِسْمَاعِيلُ نَا أَيُّوبُ عن حفصة بنت سيرين قالت1: كُنَّا نَمْنَعُ عَوَاتِقَنَا أَنْ يَخْرُجْنَ، فَقَدِمَتِ امْرَأَةٌ2 فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ2 فَحَدَّثَتْ أَنَّ أُخْتَهَا3 كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غزا مع رسول الله ثنتي عشر غَزْوَةً، قَالَتْ أُخْتِي: أَنَا مَعَهُ فِي سِتِّ غَزَوَاتٍ، قَالَتْ: " كُنَّا نُدَاوِي الْكَلْمَى وَنَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى، قَالَتْ: فَسَأَلَتْ أُخْتِي رَسُولَ اللَّهِ: هَلْ عَلَى إِحْدَانَا بَأْسٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا جِلْبَابٌ أَلا تَخْرُجَ قَالَ: لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جلبابها، ولتشهدن الخير ودعوة المؤمنين، قالت: فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ سَأَلْتُهَا أَوْ سَأَلْنَاهَا، وَكَانَتْ لا تَذْكُرُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَدًا إِلا قَالَتْ: بِأَبِي فَقُلْنَا لَهَا هَلْ سَمِعْتِ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ كَذَا وَكَذَا؟، قَالَتْ: نَعَمْ بِأَبِي لِتَخْرُجَ الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ أَوِ الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ4 فَلْيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُؤْمِنِينَ، وَيَعْتَزِلْنَ الْحُيَّضُ المصلى،

_ 1. في الأصل (قال) والأقوم للمعنى ما أثبت والله أعلم. 2.قال الحافظ في الفتح 1/423: لم أقف على تسميتها، وقصر بني خلف كان بالبصرة وهو منسوب إلى طلحة بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الخزاعي المعروف بطلحة الطلحات وقد ولي إمرة سجستان. أ. هـ. 3. قال الحافظ في الفتح 1/423: قيل هي أم عطية وقيل غيرها أو على تقدير أن تكون أم عطية فلم نقف على اسم زوجها، أ. هـ. وأغلب الظن أنها أم عطية بدليل ما جاء عنها بهذا الإسناد هشام عن حفصة عند مسلم في الجهاد والسير 3/1447 ح 142 قالت: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ ... وأداري الجرحى وأقوم على المرضى، وكذلك أخرجه الطبراني في الكبير 25/55 ح 121. وبدليل قولها في هذا الحديث: " فلما قدمت أم عطية سألناها ... ". 4. هكذا بالشك، والشك من أيوب السختياني كما جاء في رواية عبد الوارث عنه عند البخاري في باب إذا لم يكن لها جلباب في العيد من كتاب العيدين (الفتح 2/469 ح 980) .

فقلت لأم عطية الحائضة؟ قَالَتْ: أَوَلَيْسَ تَشْهَدُ عَرَفَةَ وَتَشْهَدُ كَذَا وَتَشْهَدُ كَذَا " 1.2 وَأَمَّا حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَحَفْصَةَ جَمِيعًا الَّذِي مَيَّزَ فِيهِ أَيْضًا قِصَّةَ الْجِلْبَابِ عَمَّا قَبْلَهَا وَبَيَّنَ عَنْ أَيُّوبَ إِسْنَادَهَا: فأخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نَا فَارُوقُ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ الْخَطَّابِيُّ3 نَا أبو مسلم (74/ب) إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ نا حَمَّادُ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ وَعَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ وَعَنِ امرأة أخرى قَالَتْ: " أَمَرَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَ الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ الْمُصَلَّى " 4.

_ 1.في الأصل هنا تضبيب. 2. رواه البخاري عن مؤمل بن هشام عن إسماعيل عن أيوب ... في كتاب الحج باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف (الفتح 3/504 ح 1652) . ورواه الإمام أحمد عن إسماعيل عن أيوب في المسند 5/84. ورواه البخاري أيضا في كتاب الحيض باب شهود الحائض العيدين ... عن محمد بن سلام عن عبد الوهاب عن أيوب ... (الفتح 1/423 ح 324) . ورواه أيضا البخاري في باب إذا لم يكن لها جلباب من كتاب العيدين عن أبي معمر عن عبد الوارث عن أيوب ... (الفتح 2/469 ح 980) . 3. بفتح الخاء المعجمة وتشديد الطاء المهملة وبعد الألف باء موحدة، منهم من ينسب إلى عمر بن الخطاب ومنهم من ينسب إلى جد أو إلى مذهب وممن ينسب هذه النسبة الفاروق بن عبد الكبير الخطابي، هكذا في اللباب 1/451، وقال عنه: رواية سنن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي. 4. لم أجده من هذا الطريق.

هَكَذَا رَوَاهُ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ قِصَّةَ الْجِلْبَابِ فَلا أَدْرِي أَكَانَتْ فِي الْحَدِيثِ فَحَذَفَهَا أَوِ اقْتَصَرَ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ عَنْهُ، وَهَكَذَا رَوَى الْحَدِيثَ الخطابي عن أبي مسلم. أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ أَنَا حبيب الْحَسَنِ الْقَزَّازُ نَا يُوسُفُ بْنُ يعقوب. وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: نَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ – لَفْظًا – وَقَرَأْتُهُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مَاسِيٍّ1 قَالا: نَا يُوسُفُ الْقَاضِي نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عن أيوب عن محمد وَعَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ وَعَنِ امْرَأَةٍ أُخْرَى قَالَتْ: " أَمَرَنَا – قال الإسماعيلي بأبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ حَبِيبٌ وَابْنُ مَاسِيٍّ: نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنْ نُخْرِجَ العواتق وذوات الخدور، وقال: والعواتق ذَوَاتُ الْخُدُورِ، وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ الْمُصَلَّى ". وَفِي حَدِيثِ حَفْصَةَ عَنِ امْرَأَةٍ حَدَّثَتْهَا عَنْ أُخْتِهَا: " أَنَّ زَوْجَهَا غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ عزوة وهي معه في ست منهن نداوي الجرحى ونقوم على المرضى، قالت: قَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِحْدَانَا لا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قَالَ فَلْتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا وَتَشْهَدِ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ " 2.

_ 1. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أيوب بن ماسي. 2. لم أقف عليه.

وَأَمَّا رِوَايَةُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ الَّتِي حَدَّدَ فِيهَا لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْحَدِيثَيْنِ إِسْنَادًا وساق ذلك في متنين: فأخبرنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَسْكَوَيْهِ1 النَّيْسَابُورِيُّ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْخَفَّافُ. أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ السَّرَّاجُ نَا مُحَمَّدُ بن الصباح أنا سُفْيَانَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخْرِجُوا الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ يَشْهَدْنَ الْعِيدَ2 وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ "3. وأخبرنا ابْنُ حَسْكَوَيْهِ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَفَّافُ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السراج نا محمد بن الصباح نَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنِ امْرَأَةٍ عَنْ أُخْتِهَا (أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمَرْأَةُ لا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ هَلْ عَلَيْهَا جُنَاحٌ أن لا تخرج إلى العيدين؟ قال: لتستعير جلباب أختها 3 "4.

_ 1. بالحاء المهملة المفتوحة والسين المهملة أيضا الساكنة وفتح الكاف ثم واو وياء تحتية وآخره الهاء كذا في تاريخ بغداد 10/146. 2. كذا في الأصل ووضع عليه علامة تضبيب، وجميع الروايات فيها ((الخير)) إلا في ابن ماجة كما سيأتي تخريجه فإنه ذكر ((العيد)) أيضا. 3. أخرج ابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة باب ما جاء في خروج النساء في العيدين عن محمد بن الصباح عن سفيان ... الجزء الأول من هذا الحديث فقط 1/415 ح 1308. وأخرجه السراج في حديثه عن شيوخه ق 167 ب عن ابن الصباح ... به، نسخة في مكتبة الجامعة الإسلامية تحت رقم (538) . 4. في هامش الأصل ((بلغ مقابلة في الثالث عشر حسب الطاقة ولله المنة)) .

53- حديث آخر: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أبي الحنين حدثنا معلّى1 بن أسد حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ2 عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حَفْصَةَ وَمُحَمَّدٍ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ: " تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ3 النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَأَتَانَا فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا وِتْرًا – قَالَ مُحَمَّدٌ: ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ – إِنْ رَأَيْتُنَّ، وَاغْسِلْنَهَا بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ في الآخرة شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فآذنني، قالت: فلما فرغنا (75/أ) آذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ4 فَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا5 إِيَّاهُ. قَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ:

_ 1. قال في التقريب 343: بفتح ثانيه وتشديد اللام المفتوحة، العَمّي – بفتح المهملة وتشديد الميم أخو بهز، ثقة ثبت مات سنة 218 هـ. 2. بضم أوله مصغرا – ابن خالد الباهلي. 3. جاء في رواية أبي بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد عن أبي معاوية محمد بن خازم – بالمعجمة والزاي – عن عاصم الأحول عن حفصة ... به، وذلك عند الإمام مسلم 2/648 ح 40 من كتاب الجنائز، جاء تسميتها بأنها زينب بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبهذا الإسناد أيضا أخرجه أحمد في المسند 5/85، ومن طريق أبي معاوية وغيره أخرجه الخطيب في الأسماء المبهمة 91 ح 50. قال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 1/37: قالت طائفة من أهل السير والعلم بالخبر أن ابنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي شهدت أم عطية غسلها وهي أم كلثوم، فالله أعلم. أهـ. وانظر أيضا كلامه نحو ذلك في الاستيعاب 13/270 – 272 ترجمة أم كلثوم بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 4. قال في النهاية 1/417: أي أزاره، والأصل في الحقو معقد الأزار وجمعه أحق وأحقاء، ثم سمي به الإزار للمجاوزة. أ. هـ وقد جاء تفسيره بالإزار عن الإمام مالك في الموطأ 1/222 كتاب الجنائز باب غسل الميت. 5. قال ابن الأثير: أي اجعلنه شعارها والشعار الثوب الذي يلي الجسد لأنه يلي شعره (النهاية في غريب الحديث 2/480) .

وَمَشَّطْنَاهَا ثَلاثَةَ قُرُونٍ " 1. كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنْ حَفْصَةَ وَهِيَ بِنْتُ سِيرِينَ وَعَنْ أَخِيهَا مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ جَمِيعًا عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ وَسَاقَهُ سِيَاقَةً وَاحِدَةً. أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ نَا يَحْيَى بْنُ محمد بن صاعد أن الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدَ أَخْبَرَنِي أَبِي حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ2 قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ3 عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أبي تميمة السَّخْتِيَانِيِّ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: حدثني أُمُّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " كُنْتُ فِيمَنْ غَسَّلَ ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا قَالَتْ: فَغَسَلْنَاهَا بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَكَافُورٍ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا فَرَغْتُنَّ مِنْ غَسْلِهَا فَآذِنُونِي، قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَعَ حَقَاهُ، فَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا بِهِ، قَالَتْ: وَمَشَّطْنَاهَا ثَلاثَةَ قُرُونٍ " 4. كَذَا رَوَى الأَوْزَاعِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَالْحَدِيثُ كُلُّهُ عِنْدَ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ إِلا قَوْلَهَا: وَمَشَّطْنَاهَا ثَلاثَةَ قُرُونٍ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عِنْدَهُ عَنْ مُحَمَّدٍ، وَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَهُ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ أُخْتِ مُحَمَّدٍ عن أم عطية.

_ 1. لم أجده من رواية وهيب عن أيوب والله أعلم. 2. أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو. 3. لم أقف على تسميته. 4. لم أقف على تخريجه والله أعلم.

وروى ذَلِكَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ وَابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَيُّوبَ مُبَيَّنًا مُفَصَّلًا، وَمَيَّزُوا حديث محمد بن سيرين من حَدِيثِ أُخْتِهِ حَفْصَةَ. وَرَوَى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَيُّوبَ عن محمد بن سيرين1 عن أُمِّ عَطِيَّةَ الْحَدِيثَ وَلَمْ يَذْكُرُوا قِصَّةَ الضَّفْرِ2. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ3 وَحَبِيبٍ4 عَنِ ابْنِ سِيرِينَ. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَيْضًا عَنْ أَيُّوبَ وَحْدَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَفِيهِ قِصَّةُ الضَّفْرِ غَيْرَ أَنَّهُ بَيَّنَهَا وَذَكَرَ أَنَّهَا عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ. وَرَوَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ مَجَاعَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ5 عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَفِي آخِرِهِ قِصَّةُ الضَّفْرِ. فَأَمَّا حَدِيثُ مَالِكٍ عَنْ أَيُّوبَ الَّذِي رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدٍ وَحْدَهُ وَلَيْسَ فِيهِ قصة الضفر: فَأَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ6 وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ بن

_ 1. كتب في الموضع نم الأصل ((صـ كذا)) . 2. في النهاية 3/92: أي تعمل شعرها ضفائر وهي الذوائب المضفورة. 3. ابن حسان القردوسي – بالقاف والدال والسين المهملتين -. 4. ابن الشهيد. 5. إبراهيم بن محمد بن الحارث. 6. في هذا الموضع من الأصل كتب ((كذا)) .

يُوسُفَ الْعَلافُ قَالا: أنا محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الأنصارية (75/ب) قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ تُوُفِّيَتِ ابْنَتُهُ، فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي، قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَعْطَانَا حَقْوَهُ، فَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ – يَعْنِي إِزَارَهُ –"1. وَأَمَّا حَدِيثُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ مثل ذلك: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نا مُسَدَّدٌ نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي، فَآذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ وَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا " 2.

_ 1. رواه الإمام مالك في الموطأ 1/22 ح 2 من كتاب الجنائز. وفي الرواية التي عند ابن عبد البر في التمهيد 1/371 صرح بأن القائل ((يعني إزاره)) الإمام مالك. ورواه البخاري عن إسماعيل بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَالِكٍ ... به، كتاب الجنائز باب غسل الميت ووضوءه بالماء والسدر (الفتح 3/125 ح 1253) ، ورواه مسلم 2/647 ح 38 من كتاب الجنائز باب في غسل الميت عن قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكِ ... ورواه عن القعنبي عن مالك الإمام أبو داود السجستاني في كتاب الجنائز باب كيف غسل الميت من سننه 3/503 ح 3142، ورواه من طريق القعنبي وعبد الله بن يوسف الإمام أبو القاسم الطبراني في الكبير 25/46 ح 88. 2. رواه من طريق مسدد عن حماد بهذا السياق الحافظ أبو داود في سننه كتاب الجنائز باب كيف غسل الميت 3/503 ح 3142. ورواه أبو عبد الله البخاري من طريق حامد بن عمر: نا حفص عن حماد في كتاب الجنائز باب يجعل الكافور في الأخيرة (الفتح 3/131 ح 1258) . ورواه مسلم من طريق أبي الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد عن حماد ... به في كتاب الجنائز باب غسل الميت من صحيحه 2/647 ح 38. ومن طريق قتيبة أيضا أخرجه النسائي 4/30 كتاب الجنائز من سننه باب غسل الميت أكثر من سبع. ورواه الطبراني في الكبير 25/47 ح 90 عن سليمان بن حرب عن حماد به ... ورواه البيهقي في الكبرى 3/389 من طريق سليمان بن حرب أيضا عن حماد ... به إلا أنه ذكر فيه عن محمد وحفصة عن أم عطية، والله أعلم.

وَأَمَّا حَدِيثُ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ عن أيوب مِثْلُ ذَلِكَ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ نَا الْحَسَنُ بْنُ سَلامٍ نَا سريج1 بْنُ النُّعْمَانِ نَا فُلَيْحٌ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْعَدَوِيَّةِ2 قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ مَاتَتِ ابْنَتُهُ فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ وَاجْعَلْنَ فِي أُخْرَاهُنَّ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ فَإِذَا فرغتن فأخبرنني فلما فرغن أخبرته، فَخَلَعَ حَقْوَهُ فَأَعْطَانَا فَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ " 3. قَالَ الْخَطِيبُ: قَوْلُهُ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْعَدَوِيَّةِ أَرَادَ مِنْ بني عدي بن النَّجَّارِ رَهْطِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.

_ 1. بالسين المهملة وآخره جيم – ابن النعمان بن مروان أبو الحسن الجوهري البغدادي، ثقة يهم قليلا (التقريب/117) . 2. نسبة إلى عدي بن عمرو بن مالك بن النجار بطن من الأنصار (اللباب 2/329) . 3. أخرجه الدارقطني في العلل من طريق سريج عن فليح ... به في مسند أم عطية 5/326.

وأما حديث حماد بن سلمة عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ وَحَبِيبٍ عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ نَحْوَ ذَلِكَ: فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ نَا يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ نا الحسين بْنُ بَشَّارِ بْنِ مُوسَى نَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ1 نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ وَحَبِيبٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " تُوُفِّيَتِ ابْنَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ، وَاجْعَلْنَ فِي آخِرِهِنَّ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي فَلَمَّا آذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ، فَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ " 2. وَأَمَّا حَدِيثُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ الَّذِي سَاقَ فِيهِ3 قِصَّةَ الضَّفْرِ وَبَيَّنَ إِسْنَادَهُ وميز اختلافه: فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يوسف بن حمدان الهمداني نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ الطُّوسِيُّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ الطُّوسِيُّ نَا حَجَّاجٌ4 نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ عن محمد بن سيرين عن أُمِّ عَطِيَّةَ أَنَّهَا قَالَتْ: " تُوُفِّيَتِ ابْنَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اغْسِلْنَهَا بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رأيتن ذلك

_ 1. أبو يحيى البصري الجحدري – بفتح الجيم وسكون الحاء وفتح الدال المهملتين وراء كذا في المغني في ضيط أسماء الرجال /65، وقال في التهذيب 8/408 – 409: وثقه أحمد وابن حبان والدارقطني، وتكلم فيه أبو داود وابن معين وأبو زرعة وغيرهم، وقال الحافظ في التقريب 284: لا بأس به. 2. رواه الطبراني في المعجم الكبير 25/49 ح 98. 3. في الأصل هنا إشارة تضبيب. 4. هو ابن منهال، أبو محمد السلمي.

وَاجْعَلْنَ فِي آخِرِهِنَّ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي فَآذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ، وَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ – وَقَالَتْ حَفْصَةُ: اغْسِلْنَهَا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا وَاجْعَلْنَ لَهَا ثَلاثَةَ قرون " 1 (76/أ) . وأما حديث سفيان بن عيينة عَنْ أَيُّوبَ مِثْلُ رِوَايَةِ حَمَّادِ بن سلمة هذه: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي نا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نُغَسِّلُ ابْنَتَهُ، فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ، وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي فَآذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ فَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ – قال محمد: وحدثناه حَفْصَةُ قَالَتْ: فَجَعَلْنَا رَأْسَهَا ثَلاثَةَ قرون " 2. كذا رواه أحمد بن حنبل قال فيه: قال مُحَمَّدٌ، وَإِنَّمَا هُوَ قَالَ أَيُّوبُ وحدثتناه حفصة3.

_ 1. رواه مسلم 2/647 ح 39 من كتاب الجنائز عن قتيبة بن سعيد عن حماد به وأخرجه أيضا النسائي عن قتيبة عن حماد – به في كتاب الجنائز باب غسل الميت أكثر من سبعة (السنن 4/31) . وأخرجه من طريق حجاج بن منهال عن حماد الإمام الطبراني في الكبير 25/48 ح 92 مختصرا، إذ لم يذكر فيه: "وقالت حفصة ". 2. انظر مسند الإمام أحمد 6/407، ورواه الطبراني في الكبير 25/47 ح 91 عن ابن عيينة به مختصرا فلم يذكر فيه كلام حفصة الأخير. 3. ذهب الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 1/372: إلى أن محمد بن سيرين هو الذي روى هذه الجملة عن أخته حفصة، حيث قال: ... فكان محمد بن سيرين يروي عن أخته حفصة عن أم عطية من ذلك ما لم يحفظه عن أم عطية فمما كان يرويه عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قولها: " ومشطناها ثلاثة قرون"، لم يسمع ابن سيرين هذه اللفظة من أم عطية، فكان يرويها عن أخته عن أم عطية حدث بذلك ... قوم منهم ابن عيينة ويزيد بن زريع. أ. هـ ملخصا.

وَقَدْ رَوَاهُ كَذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ وَأَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ1 عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ. أخبرنا أبو نعيم الحافظ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ سِيرِينَ. عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نُغَسِّلُ ابْنَتَهُ فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فرغتن فآذنني، فلما فرغن آذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ وَقَالَ: أَشْعِرْنَهُ إِيَّاهَا ". وَقَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ عَنِ النبي بِمِثْلِهِ، وَزَادَتْ وَجَعَلْنَا رَأْسَهَا ثَلاثَةَ قرون2. وأنبأنا أبو نعيم الحافظ ثنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن الصواف ثنا أبو شعيب الحراني3 ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جعفر المديني ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ أَخْبَرَهُ مُحَمَّدٍ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نُغَسِّلُ ابْنَتُهُ فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ واجعلن في الآخرة

_ 1. سعيد بن عبد الرحمن بن حسان المخزومي. 2. رواه الحميدي في مسنده 1/174-175 ح 360. 3. عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أحمد بن أبي شعيب الحراني.

كافرا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ فَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إياه ". قال: وأخبرني حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: فَجَعَلْنَا رَأْسَهَا ثَلاثَةَ قُرُونٍ 1. قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ مَنِ الْقَائِلُ أَخْبَرَتْنَا حَفْصَةُ، فَإِنَّ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ كَانَ يَقُولُ عَنْ أَيُّوبَ. قَالَ: أخبرتنا حفصة، وقال يزيد ابن زُرَيْعٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ عن حفصة. قال سفيان: أنبأ أَيُّوبُ أَخْبَرَتْنَا حَفْصَةُ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: فَجَعَلْنَا رَأْسَهَا ثَلاثَةَ قُرُونٍ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ أَيُّوبَ شَيْئًا اسْتَعَدْتُهُ. أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ نَا يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ2 الْمُقْرِئُ نَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نُغَسِّلُ ابْنَتَهُ فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا ... " ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ3. قَالَ وَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي حَفْصَةُ أَنَّ أُمَّ عطية قالت:4

_ 1. لم أقف عليه من طريق ابن المديني عن سفيان. 2. هو محمد بن عبد الله – أبي عبد الرحمن بن يزيد القرشي العدوي مولى آل عمر المقرئ المكي. 3. رواه ابن الجارود في المنتقى 184 ح 518 عن ابن المقرئ عن سفيان ... به مختصرا إذ لم يذكر فيه رواية أيوب عن حفصة، ولم أجده من هذا الطريق عند سواه والله أعلم. 4. كتب في هذا الموضع من الأصل كلمة (كذا) .

جَعَلْنَا رَأْسَهَا ثَلاثَةَ قُرُونٍ. وَقَالَ ابْنُ صَاعِدٍ نَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ1 الْمَخْزُومِيُّ نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ: " لَمَّا مَاتَتِ ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (76/ب) قال لنا رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِذَا رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَعْطَانَا حَقْوَهُ، فَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ ". وَقَالَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ نَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " غَسَّلْنَا ابْنَةَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ مَاتَتْ فَضَفَّرْنَا رَأْسَهَا ثَلاثَةَ قُرُونٍ " 2. وَأَمَّا حَدِيثُ يَزِيدَ بن زريع عن أيوب: فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ النَّرْسِيُّ3 أَنَا محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ نا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: ((قَالَ حِفْظِي)) حَدَّثَتْنَا أُمُّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نُغَسِّلُ ابْنَتَهُ، فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي، فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَلْقَى إلينا حقوة،

_ 1. سعيد بن عبد الرحمن. 2. لم أجده من رواية أبي عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ عَنْ سُفْيَانَ. 3. قال في اللباب 3/305: بفتح النون وسكون الراء وكسر السين المهملة – هذه النسبة إلى نرس، وهو نهر من أنهار الكوفة عليه عدة قرى.

وَقَالَ: أشعرنها إياه " 1. وقال2:نا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ2 عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: مَشَّطْنَاهَا ثَلاثَةَ قُرُونٍ، وقال يزيد بن زريع: تعني ذوائب مرسلة3. أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ4 نا محمد بن أحمد اللؤلؤي نا أَبُو دَاوُدَ: [نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ وَأَبُو كَامِلٍ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ زُرَيْعٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: ثَنَا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ5 عَنْ5 حَفْصَةَ أُخْتِهِ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " مَشَّطْنَاهَا ثَلاثَةَ قرون " 6. أخبرنا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ – بِنَيْسَابُورَ – أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدَةَ السَّلِيطِيُّ7 نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَعْرُوفُ بِجَعْفَرِ التُّرْكِ8 حَدَّثَنَا يَحْيَى بن يحيى9 حدثنا

_ 1. أخرجه مسلم في صحيحه 2/646 ح 36 من كتاب الجنائز من طريق يحيى بن يحيى عن يزيد بن زريع ... به، ولم يذكر في إسناده قوله: "قال حفظي" ولم يذكر فيه الجملة الآتية في الحديث. 2. في هذين الموضعين تضبيب. 3. لم أقف على من خرج هذه الرواية بكاملها من طريق محمد بن المنهال عن ابن زريع. 4. القاسم بن جعفر. 5. في هذين الموضعين تضبيب. 6. ما بين القوسين انظره في سنن أبي داود 3/504 ح 3143 كتاب الجنائز كيف غسل الميت وأبو كامل المذكور في هذا الإسناد هو حسين بن فضل الجحدري. 7. بفتح السين المهملة وكسر اللام وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها طاء مهملة – هذه النسبة إلى بعض أجداد المنتسب إليه (اللباب 2/132) . 8. هو بالتاء المثناة من قوف، وقد تقدم الكلام على ضبطه. 9. النيسابوري.

يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمِنْهَالِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ بِطُولِهِ إِلَى قَوْلِهِ فَقَالَ: أشعرنها إياه ". وعن محمد عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " مَشَّطْنَاهَا ثَلاثَةَ قُرُونٍ "1. هَكَذَا رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ حَفْصَةَ، وَلَعَلَّ أَيُّوبَ سَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ عَنْ حَفْصَةَ وَسَمِعَهُ مِنْ حَفْصَةَ أَيْضًا فَرَوَاهُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ2 جَمِيعًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. عَلَى أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيَّ قَدْ رَوَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ الْحَدِيثَيْنِ جَمِيعًا فَذَكَرَ الأَوَّلَ عَنْ أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، وَالثَّانِيَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ كَذَلِكَ. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ3 قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ4 التَّمِيمِيِّ وَأَنَا5 أَسْمَعُ حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ نا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيَّ نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ نا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نُغَسِّلُ ابْنَتَهُ فقال: اغسلنها ثلاثا أو

_ 1. رواه مسلم في صحيحه بهذا السياق والإسناد 2/646-647 ح 36، 37. 2. قال الدارقطني في العلل 5 ق 325 في مسند أم عطية – بعد ذكره للروايتين وهو صحيح من حديث أيوب عن محمد وعن أخته حفصة. أ. هـ. 3. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الخوارزمي البرقاني. 4. هو المعروف بخسينك انظر (تاريخ بغداد 8/74) . 5. في هذا الموضع من الأصل تضبيب.

خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إن رأيتن ذلك (77/أ) بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كفورا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي، فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ فَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ ". قَالَ: وَنَا الْقَوَارِيرِيُّ نَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ نا أَيُّوبُ عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " مَشَّطْنَاهَا ثَلاثَةَ قُرُونٍ " 1. وَأَمَّا حَدِيثُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ عَنْ أيوب: فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ نَا يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: " أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نُغَسِّلُ ابْنَتُهُ فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِي الآخرة كفورا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي، فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَلْقَى عَلَيْنَا2 حَقْوَهُ وَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ ". قَالَ: وَقَالَتْ حَفْصَةُ قَالَ: اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا. قَالَ: وَقَالَتْ أُمُّ عطية: فمشطناها ثلاثة قرون 3.

_ 1. لم أقف عليه من طريق القواريري عن يزيد بن زريع. 2. في الأصل كتب عليه (كذا) . 3. رواه مسلم في كتاب الجنائز من صحيحه 2/647 ح 38، 39 – ورواه أحمد في مسنده 5/84. وأخرجه أيضا النسائي 4/32 في باب الكافور في غسل الميت من كتاب الجنائز من سننه.

وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ عن أيوب: فأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ نَا أَبُو الْعَبَّاسِ1 بْنُ حَمْدَانَ نَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ2 نَا إِسْحَاقُ بْنُ إبراهيم3 عن عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ نَا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ. قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نُغَسِّلُ ابْنَتَهُ فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي، فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ، فَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ ". قَالَ أَيُّوبُ: حدثتني حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وقال فِي الْحَدِيثِ: ابْدَءُوا بِمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْهَا، وَإِنَّ أُمَّ عَطِيَّةَ قالت: فجعلنا ثلاثة قرون – يعني شَعْرَهَا -4. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ5 جُرَيْجٍ عن أيوب: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ عَنْ عبد الرزاق عن

_ 1. محمد بن أحمد. 2. ابن عبد الله أبو الفضل البزار – آخره راء – المعدل النيسابوري مات سنة 286هـ (تاريخ بغداد 4/186) . 3. هو المعروف بابن راهويه. 4. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف كتاب الجنائز 3/241، 242، ورواه البخاري في الجنائز باب ما يستحب أن يغسل وترا (الفتح 3/130 ح 1254) ، ورواه ابن ماجة في السنن 1/468-469 ح 1458، 1459. 5. عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ المكي.

ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا أُمُّ عَطِيَّةَ مِنَ اللَّاتِي بَايَعْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدِمَتِ الْبَصْرَةَ تُبَادِرُ ابْنًا لَهَا فَلَمْ تُدْرِكْهُ فَحَدَّثَتْنَا ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ أَيُّوبُ: وَسَمِعْتُ حَفْصَةَ بِنْتَ سِيرِينَ تَقُولُ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ عَطِيَّةَ أَنَّهُنَّ جَعَلْنَ رَأْسَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَةَ قُرُونٍ، قُلْتُ: نقضنه فغسلنه فجعلنه ثَلاثَةَ قُرُونٍ؟ قَالَ: نَعَمْ1. وَأَمَّا رِوَايَةُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ وَأَبِي عُبَيْدَةَ مَجَاعَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَأَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ وَفِي آخره قصة الضفر: فأخبرناه أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شعيب2 الحراني (77/ب) حدثنا علي الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ: " تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَانَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نُغَسِّلُهَا، فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ قَالَ: بسدر وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ

_ 1. رواه عبد الرزاق في المصنف 3/403 ح 6093 باب غسل النساء، وأخرجه من طريقه أيضا الطبراني 25/46 ح 87. ورواه أيضا البخاري عن أحمد عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ ابن جريج ... به في كتاب الجنائز باب كيف الإشعار للميت (الفتح 3/133 ح 1261) . كذلك أخرجه من طريق ابن جريج الحافظ أحمد بن شعيب النسائي في سننه 4/32 باب الإشعار عن يوسف بن سعيد عن حجاج عن ابن جريج- به. 2. عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أحمد.

فَآذِنَّنِي. قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، قَالَتْ: فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ، فَقَالَ: أشعرناها إياه. قالت: فضفرنا شعرها ثلاث ضَفَائِرَ فَأَلْقَيْنَاهُ مِنْ خَلْفِهَا " 1. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ2 أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطَّسْتِيُّ أَخْبَرَنَا السَّرِيُّ بْنُ سَهْلٍ الْجُنْدِيسَابُورِيُّ حدثنا عبد الله ابن رُشَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ3 (عَنْ) 4 هِشَامٍ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتِ: " انْتَهَى إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نُغَسِّلُ إِحْدَى بَنَاتِهِ، فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذلك واجعلن في آخرهن كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي، فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ، فَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا، وَعَمِدْنَا إِلَى شَعْرِ بِنْتِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلْنَاهُ ثَلاثَةَ قُرُونٍ وَأَلْقَيْنَاهُ مِنْ خَلْفِهَا " 5. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله المعدل أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النضر حدثنا معاوية ابن عمرو6 عن

_ 1. حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ هشام أخرجه البخاري في باب يلقى شعر المرأة خلفها من كتاب الجنائز (الفتح 3/143 ح 1263) عن مسدد عن يحيى..به. ورواه عبد الرزاق في المصنف 3/402 ح 6090. ورواه النسائي في السنن 4/30 باب غسل الميت وترا من كتاب الجنائز. وأخرجه أيضا الطبراني في الكبير 25/64 ح 154. 2. الحسن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذان. 3. مجاعة بن الزبير. 4. في الأصل (بن) والصواب ما أثبت. 5. لم أقف على من خرج هذه الرواية من هذا الطريق، ورجال هذا الإسناد سبق الكلام عليهم وبيان ما فيهم من الضعفاء. 6. ابن المهلب بن عمرو الأزدي البغدادي ويعرف بابن الكرماني التقريب 342.

أَبِي إِسْحَاقَ1 عَنْ هِشَامٍ عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ: " تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اغْسِلْنَهَا بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي، فَآذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ. فَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ، قالت: فضفرنا رَأْسَهَا ثَلاثَةَ قُرُونٍ, مُقَدَّمَهَا وَقَرْنَيْهَا وَأَلْقَيْنَاهَا مِنْ خَلْفِهَا " 2. 3 54- حَدِيثٌ آخَرُ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْوَزِيرُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ نَا شَيْبَانُ4 نا جرير ابن حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ عدي5

_ 1. هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري. 2. رواه الطبراني في الكبير 25/65 ح 155 بهذا الإسناد والسياق. 3. في الهامش الأصل ما نصه (بلغ مقابلة في الرابع عشر حسب الطاقة والله أعلم) . 4. ابن فروخ أبي شيبة الحبطي – بفتح المهملة بعدها موحدة مفتوحة أيضا ثم طاء مهملة – الأُبلي – بضم الهمزة والموحدة وتشديد اللام – نسبة لبلدة قديمة بقرب البصرة (اللباب 1/25) . وثقه أحمد ومسلمة وقال أبو زرعة والساجي صدوق، وقال أبو حاتم: كان يرى القدر واضطر الناس إليه بآخره (التهذيب 4/374) . 5. اختلف في نسبه وصحبته، فذكره الحافظ في الإصابة (6/405) القسم الأول ونسبه = الكندي، ونقل عن ابن سعد وأحمد والبخاري والأزدي، أن له صحبة وذكر أن البخاري وابن شاهين وابن حبان فرقوا بينه وبين عدي بن عدي بن عَمِيرة – بفتح المهملة وكسر الميم – ووهم ابن الأثير في جعلهما واحدا، ثم ذكر في القسم الرابع 8/12 – 13، عدي بن عدي بن عميرة الكندي ورجح أنه تابعي ولي أمر الجزيرة – شمال العراق – لعمر بن عبد العزيز، مات سنة عشرين ومائة، ثم ذكر بعده بترجمة واحدة/ عدي بن عميرة الحضرمي أخو العُرس بن عميرة، فقال: كذا فرق ابن منده بينه وبين عدي بن عميرة الكندي، فوهم، فهو هو هو، وهو أخو العُرس – بضم المهملة، ثم ذكر في الترجمة التي تليها = عدي بن فروة.. = تفريق ابن أبي خيثمة وابن عبد البر بينهما ثم قال: والأكثر على أنه واحد، وذكر في التقريب 237: عدي بن عدي بن عميرة الكندي عامل عمر بن عبد العزيز على الجزيرة، والله أعلم بالصواب.

يَقُولُ: نَا رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ1 وعُرس بْنُ عُمَيْرَةَ: " أَنَّ رَجُلًا مِنْ حَضْرَمَوْتَ وَامْرَأَ الْقَيْسِ بْنَ عَابِسٍ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آخَرَ2 خُصُومَةٍ فِي أَرْضٍ لَهُ، فَأَتَوْا رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأل رسول الله الحضرمي البينة فلم يكن له بينة فقضى على امرء الْقَيْسِ بِالْيَمِينِ، فَقَالَ الْحَضْرَمِيُّ: يَا رسول الله إن أَمْكَنْتَهُ مِنَ الْيَمِينِ ذَهَبَتْ وَاللَّهِ أَرْضِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبًا لِيَقْطَعَ بِهَا مال امرء لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرء الْقَيْسِ فَتَلا عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ (78/أ) وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً} 3 إلى آخر الآية، قال امرء الْقَيْسِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَاذَا لِمَنْ تَرَكَهَا؟ قَالَ: الْجَنَّةُ قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ تَرَكْتُهَا " 4.

_ 1. قال في التقريب 102: بفتح الحاء المهملة وسكون التحتانية وفتح الراء، أبو المقدام الكندي. 2. كذا في الأصل وفي الطبراني – كما سيأتي في التخريج – والكلام ظاهره أن هناك شخص ثالث والحديث كما سيأتي الإشارة إلى من خرجه ينص على أنهما الحضرمي وامرأ القيس فقط والله أعلم. 3. الآية 77 من سورة آل عمران. 4. رواه النسائي من طريق أحمد بن سليمان عن يزيد بن هارون عن جرير به ... في كتاب القضاء من السنن الكبرى. انظر (تحفة الأشراف 7/285 – 286 ح 9881) ورواه الطبراني في الكبير 17/137 ح 341 عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حنبل عن شيبان عن جرير ... به.

كَذَا رَوَى شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ الأُبُلِّيُّ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَذِكْرُ الآيَةِ لَمْ يَسْمَعْهُ جَرِيرٌ مِنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ وَإِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنْهُ، وَأَدْرَجَهُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ. وَقَدْ رَوَى يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ الْحَدِيثَ عَنْ جَرِيرٍ مَشْرُوحًا مُبَيَّنًا. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن رزقويه البزار وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر بن شاذان قالا: أنبأ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَبَّادَانِيُّ1 قَالَ: أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ2. وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ نا مَالِكُ بْنُ يَحْيَى3 نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ نَا عَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ عَنْ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ وَالْعَرِسُ بْنُ عميرة عن أبيه4 عدي قال: " كان بين امرء الْقَيْسِ وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ حَضْرَمَوْتَ

_ 1. بفتح المهملة وتشديد الموحدة المفتوحة وسكون والألف وفتح الدال المهملة وسكون الألف وفي آخرها نون – هذه النسبة إلى عبّادان وهي بليدة بنواحي البصرة في البحر (اللباب 2/309) . 2. بفتح المهملة وكسر القافين بينهما مثناة تحتية – هذه النسبة إلى الدقيق وبيعه وطحنه (اللباب 1/505) . 3. أبو غسان السوسي – بمهملتين – ذكره ابن حبان في الثقات 9/166، وقال: مستقيم الحديث. 4. كان في الأصل هنا (عن) ووضع عليها علامة التضبيب وذلك تنبيها إلى عدم وجودها في الروايات انظر مثلا (الطبري في التفسير 3/321، مسند أحمد 4/191، 192) والضمير في (أبيه) يعود إلى عدي بن عدي والحديث مروي عنه وكان حاضرا القصة في زمن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

خُصُومَةٌ فَارْتَفَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بَيِّنَتُكَ وَإِلا فَيَمِينُهُ1 قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ حَلَفَ ذَهَبَ بِأَرْضِي قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من حلف على يمين كاذبة ليقطع بِهَا مَالَ أَخِيهِ لَقِيَ اللَّهَ وهو عليه غضبان، فقال امرء الْقَيْسِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا لمن تركها محقا؟ قَالَ: الْجَنَّةُ. قَالَ: فَاشْهَدْ أَنِّي قَدْ تَرَكْتُهَا ". قَالَ جَرِيرٌ: فَزَادَنِي أَيُّوبُ – وَكُنَّا جَمِيعًا حِينَ سَمِعْنَا من عدي في حَدِيثِ الْعَرِسِ بْنِ عُمَيْرَةَ -، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً} إِلَى آخِرِهَا وَلَمْ أَحْفَظْهَا مِنْ عَدِيٍّ "2 وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ ابْنِ بِشْرَانَ. 55- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ النِّعَالِيِّ – وَأَنَا أَسْمَعُ – حَدَّثَكُمْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ نا قُتَيْبَةُ نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ

_ 1. وضع في هذا الموضع في الأصل علامة تضبيب لعله إشارة إلى نقص في الكلام والله أعلم. 2. الحديث بكامله عن يزيد بن هارون عن جرير ... به، أخرجه الطبري في التفسير 3/321 عند الآية 77 من سورة آل عمران. وأخرجه أحمد من طريق يحيى بن سعيد عن جرير ... به دون ذكر الجملة الأخيرة/ المسند 4/191 – 192. ورواه عن جرير كاملا مبينا مفصلا في المسند 4/192. وأخرجه الطبراني في الكبير 17/108 ح 265 عن علي بن عبد العزيز عن عارم أبو النعمان عن جرير ... به. دون ذكر كلام جرير، آخر الحديث.

عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ1 اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ2 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمْسَى قَالَ: أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لله، ولا إله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ [لَهُ] 3 الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا [فِيهَا] 4 وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَشَرِّ مَا [قَبْلَهَا] 4 وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عذابفي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ " 5. إِبْرَاهِيمُ الْمَذْكُورُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ هُوَ ابْنُ سُوَيْدٍ النَّخَعِيُّ بَيَّنَ نَسَبَهُ جرير بن عبد الحميد عن الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي روايته هذا الحديث. وأخبرناه أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيُّ – بِنَيْسَابُورَ – أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ الأَصْبَهَانِيُّ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا نَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى6 نَا جَرِيرٌ7 عَنِ الْحَسَنِ – يَعْنِي بْنَ عُبَيْدِ الله النخعي – (78/ب) عن إبرهيم بن سويد عن

_ 1. بضم أوله مصغرا – ابن عروة النخعي أبو عروة الكوفي. 2. أبو بكر النخعي الكوفي. 3. ما بين المعكوفتين سقط من الأصل وهي ثابتة في جميع روايات الحديث. 4. هكذا في الأصل والمشهور في رواية هذا الحديث سواء من طريق ابن مسعود أو غيره من الصحابة.. (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الليلة وخير ما بعدها وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الليلة وشر ما بعدها) . 5. لم أجده من طريق قتيبة بهذا السياق. 6. ابن راشد بن بلال أبو يعقوب القطان وثقه مسلمة وابن حبان، وقال ابن معين وأبو حاتم والنسائي: صدوق، لا بأس به. قال الخطيب: وصفه غير واحد بالثقة (التهذيب 11/425) . 7. ابن عبد الحميد الضبي الكوفي.

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عبد الله قال: " كان نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمْسَى قَالَ: أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيء قدير، نسألك خَيْرَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ في النَّارِ ". وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا: أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ 1. فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَلْفَاظٌ لَمْ يَسْمَعْهَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بن إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ وَهِيَ قَوْلُهُ: " لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " كَانَ الْحَسَنُ يَرْوِيهَا عَنْ زُبَيْدٍ2 الْيَامِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ وَأُدْرِجَتْ فِي هَاتَيْنِ الرِّوَايَتَيْنِ. وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ النَّيْسَابُورِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ طَيْفُورٍ النَّسَوِيُّ كِلاهُمَا عَنْ قُتَيْبَةَ الْحَدِيثَ، فَفَصَلا هَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَمَيَّزَاهَا وَبَيَّنَا أَنَّهَا عَنِ الْحَسَنِ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَكَذَلِكَ رَوَى خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ وَزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ الثَّقَفِيُّ كِلاهُمَا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الأَوْدِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فَلَمْ يَذْكُرِ

_ 1. رواه مسلم 4/2089 ح 75 من كتاب الذكر والدعاء ... عن عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ جرير به ... وأخرجه أيضا أبو عيسى الترمذي في جامعه في باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى من كتاب الدعوات 5/465 ح 3390 من طريق سفيان عن وكيع عن جرير، قال أبو عيسى: ... حسن صحيح، وقد رواه شعبة بهذا الإسناد عن ابن مسعود ولم يرفعه. أ. هـ. ورواه أبو داود 5/313 ح 5071 كتاب الأدب عن محمد بن قدامة عن جرير. 2. قال في التقريب: زبيد – أوله زاي، وبعده باء موحدة – مصغر – ابن الحارث أبو عبد الله اليامي – بالتحتانية الكوفي ثقة ثبت عابد.

الْكَلِمَاتِ فِي حَدِيثِهِ1. فَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السَّرَّاجِ وَعَلِيِّ بن طيفور عن قتيبة: فأخبرناه أبو بكر أحمد بن علي بْنِ مُحَمَّدٍ الْيَزْدِيُّ2 الْحَافِظُ أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ الْمُعَدَّلُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ. وَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطَّنَاجِيرِيُّ أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَكَّائِيُّ – بِالْكُوفَةِ – نَا عَلِيُّ بْنُ طَيْفُورِ بْنِ غَالِبٍ النَّسَوِيُّ قَالا: نَا قُتَيْبَةُ نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ3 عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُوَيْدٍ نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ عن عبد الله بن مسعود قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمْسَى قَالَ: أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ – قَالَ الْحَسَنُ: فَحَدَّثَنِي زُبَيْدٌ أَنَّهُ حَفِظَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِي هَذَا – لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ " 4 لَفْظُهُمْ سَوَاءٌ إِلا فِي الْحَرْفِ وَنَحْوِهِ. وَأَمَّا حديث خالد بن عبد الله5 عَنِ الْحَسَنِ مِثْلُ حَدِيثِ عَبْدِ الْوَاحِدِ هَذَا فِي بَيَانِ سَمَاعِهِ الْكَلِمَاتِ مِنْ زُبَيْدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ.

_ 1. في مقابلة من هامش الأصل (بلغ مقابلة) . 2. بالمثناة التحتانية والزاي ثم واو بعده دال مهملة (تذكرة الحفاظ 3/1085) . 3. ابن زياد العبدي مولاهم البصري. 4. رواه مسلم 4/2088 ح 74 من كتاب الذكر والدعاء عن قتيبة بن سعيد عن عبد الواحد ... به. 5. ابن عبد الرحمن بن يزيد الطحان الواسطي المزني.

فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ نا محمد بن أحمد اللؤلؤي حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ نَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ عَنْ خَالِدٍ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ونا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ أَعْيَنَ نَا جَرِيرٌ1 عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ اللَّهِ قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَى: أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ [له] 2 – وأما زبيد3 كان يَقُولُ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُوَيْدٍ يَقُولُ: - لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وحده لا شريك له (79/أ) لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ". زَادَ فِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: " رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَمِنْ سُوءِ الْكِبَرِ " 4 رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ، وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ: ذَلِكَ أيضا، أصبنا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ ". قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بن كهيل عن إبراهيم بن سويد قال: مِنْ سُوءِ الْكِبَرِ وَلَمْ يَذْكُرْ من سُوءَ الْكُفْرِ5. قُلْتُ: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ جرير6 قال: من سوء

_ 1. ابن عبد الحميد الضبي. 2. ما بين المعكوفتين سقط من الأصل وهي ثابتة في جميع الروايات ولا بد من إثباتها لحاجة الكلام إليها حتى يتم المعنى. 3. ابن الحارث اليامي. 4. في السنن لأبي داود (من سوء الكبر أو الكفر) . 5. انظر سنن أبي داود السجستاني 5/313 ح 5071 كتاب الأدب باب ما يقول إذا أصبح. 6. رواه مسلم 4/2089 ح 75 من كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار.

الْكِبَرِ بِالْبَاءِ وَهُوَ الْمَحْفُوظُ. وَأَمَّا حَدِيثُ زَائِدَةَ عَنِ الْحَسَنِ الْمُوَافِقُ لرواية خالد هذا: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّاجِيِّ أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ نا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيُّ1 نَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ2 عَنْ زَائِدَةَ3 عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " كَانَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَى: أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، إِنِّي4 أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرِ مَا قَبْلَهَا وَخَيْرِ مَا بَعْدَهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ شَرِّ هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَشَرِّ مَا قَبْلَهَا وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا، مِنَ5 الْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَفِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ " 6. قَالَ الْحَسَنُ: وَزَادَ فِيهِ زُبَيْدٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [بْنِ] 7 سُوَيْدٍ عن عبد الرحمن

_ 1. نسبة إلى جده مسروق – بالسين بعدها راء – الكندي. 2. الجعفي الكوفي المقرئ. 3. ابن قدامة الثقفي. 4. في هذا الموضع من الأصل كلمة (كذا) . 5. سقط من هنا جملة (اللهم إني أعوذ بك) وهي في صحيح مسلم هكذا، وقد علّم عليه ناسخه بعلامة التضبيب تنبيها لذلك السقط. 6. رواه مسلم في صحيحه كتاب الذكر والدعاء 4/2089 ح 76 عن أبي بكر بن أبي شيبة عن الحسين بن علي الجعفي ... به. ومن طريق الحسين عن زائدة ... به أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة 147 ح 23. 7. في الأصل (عن) والصواب ما أثبت.

ابن يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِهِ: وَحْدَهُ لا شريك لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 1 وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ مِثْلَهَا ". وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الَّذِي لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي عَنْ زُبَيْدٍ وَاقْتَصَرَ عَلَى مَا سَمِعَهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ: فأخبرناه عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزَجِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ نا مصرف بن عمرو بن السَّرِيُّ الأَيَامِيُّ2 نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أصبح3 أو أمسى قَالَ: أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، رَبِّ أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا فِي هَذَا الْيَوْمِ3 وَخَيْرِ مَا بَعْدَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذَا الْيَوْمِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ النار وعذاب القبر " 4.

_ 1. رواه مسلم في صحيحه كتاب الذكر والدعاء 4/2089 ح 76 عن أبي بكر بن أبي شيبة عن الحسين بن علي الجعفي ... به. ومن طريق الحسين عن زائدة ... به أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة 147 ح 23. 2. لم أجد له ترجمة إلا في لسان الميزان 6/42، ولم يذكر هذه النسبة وضبطتها بالتحتانية لأنني وجدت هذه النسبة في الأنساب ولبابه، وإن لم يذكرا هذه الترجمة فيها. وقال الحافظ في اللسان: قال ابن القطان: مصرف بن عمرو بن السري وأبوه وجده لا يعرفون. 3. في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب. 4. أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة 147 ح 23 عقب رواية زائدة المتقدمة حيث قال: وَزَادَ فِيهِ زُبَيْدٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن سويد ...

56- حَدِيثٌ آخَرُ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ – بِأَصْبَهَانَ – نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ نَا ابْنُ أَبِي1 مَرْيَمَ نَا الْفِرْيَابِيُّ2 نَا سُفْيَانُ3 عَنِ الأَعْمَشِ4 عَنْ إِبْرَاهِيمَ5 عَنْ عُبَيْدَةَ6 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَأْ عَلَيَّ، قُلْتُ: أَقْرَأُ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ، فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} 7، فأغرورقت عَيْنَاهُ فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَذْرِفَانِ، قَالَ: حَسْبُكَ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ" 8. كَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ الأَعْمَشِ، وَتَابَعَهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ فَرَوَيَاهُ عَنِ الأعمش (79/ب) عن

_ 1. عبد الله بن محمد بن سعيد. 2. محمد بن يوسف. 3. هو الثوري. 4. سليمان بن مهران. 5. ابن يزيد النخعي. 6. قال في المغني في ضبط أسماء الرجال 169: بمفتوحة وكسر موحدة وسكون ياء – التحتانية، ابن عمرو السلماني، قال في التقريب 230: بسكون اللام ويقال بفتحها. 7. آية 41 من سورة النساء. 8. انظر الطبراني في الكبير 9/78 ح 8460. ورواه أيضا عن الفريابي الإمام مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ فِي فضائل القرآن من صحيحه باب قول المقرئ للقارئ حسبك (الفتح 9/94 ح 5050) ، انظر أيضا فضائل القرآن لابن كثير 72.

إِبْرَاهِيمَ كَذَلِكَ بِطُولِهِ، وَبَعْضُ هَذَا الْحَدِيثِ لَمْ يَسْمَعْهُ الأَعْمَشُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ، وَإِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْهُ بَيَّنَ ذَلِكَ يحيى بن سعيد القطان عن سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ الأَعْمَشِ. فَأَمَّا حَدِيثُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنِ الأعمش بموافقة الفريابي عن سفيان (على) 1 إِدْرَاجِ الْحَدِيثِ كُلِّهِ عَنِ الأَعْمَشِ عن إبراهيم2: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بن إبراهيم الإسماعيلي أخبركم إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى وَحَدَّثَكُمْ عِمْرَانُ – هو ابن موسى السختياني قَالا: نَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ نَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَأْ عَلَيَّ فَقُلْتُ: عَلَيْكَ أَقْرَأُ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ، قَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي، قَالَ: فَقَرَأْتُ حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} غمزني وغامر فَرَفَعْتُ رَأْسِيَ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَهْمِلانِ " 3.

_ 1. في الأصل (عن) وما أثبت أنسب للسياق والله أعلم. 2. نص على ذكر الإدراج في رواية الفريابي الحافظ ابن حجر في الفتح 9/99. 3. رواه أبو داود في كتاب العلم من سننه باب في القصص 4/74 ح 3668 عن عثمان بن أبي شيبة ... به. ورواه النسائي في فضائل القرآن 108 ح 100 من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ غزوان عن حفص ... به. وأخرجه البخاري في فضائل القرآن باب من أحب أن يستمع القرآن من غيره (الفتح 9/93 ح 5049) عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه ... مختصرا، وأخرجه مسلم 1/551 ح 247 كتاب صلاة المسافرين عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب عن حفص ... به نحوه. ومعنى (تهملان: أي تذرفان أي يسيل منها الدمع) .

وَأَمَّا حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ1 عَنِ الأَعْمَشِ مِثْلُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ محمد بن عبد الله بن حَسْنَوَيْهِ الْكَاتِبُ – بِأَصْبَهَانَ – نَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بُنْدَارٌ الْمَدِينِيُّ نَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ الْكُوفِيُّ نَا الْمِنْجَابُ2 بْنُ الْحَارِثِ أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَأْ عَلَيْنَا قَالَ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَإِنَّمَا أنزل عَلَيْكَ، قَالَ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي، فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} غَمَزَنِي فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تُهْرِقَانِ " 3. وَأَمَّا حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ4 عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الأَعْمَشِ الَّذِي ذَكَرَ فِيهِ أَنَّ بَعْضَ الْحَدِيثِ سَمِعَهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ مرة عن إبراهيم: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالا: أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي نا

_ 1. قال في التقريب 249: علي بن مسهر – بضم الميم وسكون المهملة وكسر الهاء ثقة له غرائب بعد ما أضر. 2. قال في التقريب 347: بكسر أوله وسكون ثانية ثم جيم ثم موحدة – أبو محمد التميمي الكوفي – ثقة. 3. حديث منجاب بن الحارث أخرجه مسلم 1/551 ح 247 كتاب صلاة المسافرين. ورواه الحافظ الطبراني في الكبير 9/78 ح 8461، وتهرقان – بالقاف أي تذرفان الدمع. 4. هو القطان.

يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ مَرَّتَيْنِ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سُلَيْمَانُ: وَبَعْضُ الْحَدِيثِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ1. قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبِي2 عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَأْ عَلَيَّ قُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ، قَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ حَتَّى بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} ، قَالَ: رَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَذْرِفَانِ " 3. قَالَ الْخَطِيبُ: سُفْيَانُ الْقَائِلُ وَحَدَّثَنِي أَبِي عن أبي الضحى2.

_ 1. ابن عبد الله بن طارق الجملي – بفتح الجيم والميم المرادي أبو عبد الله الكوفي الأعمى. 2. استشكل الشيخ أحمد شاكر هذا الإسناد حيث قال: فمن ذا الذي يقول هذا – عن أبي عن أبي الضحى – أهو الأعمش؟ لا نعرف لأبيه رواية ولم نجد له ترجمة أو يقوله عبد الله بن أحمد؟ لعله كذلك، ويكون المراد إذن أن أحمد روى بالإسناد نفسه عن الأعمش عن أبي الضحى ... ولكن يكون منقطعا لأن أبا الضحى – وإن كان تابعيا – فإنه لم يدرك ابن مسعود. أ. هـ ملخصا من المسند بتحقيق أحمد شاكر 5/214 ح 3606، وذكر أن البخاري أخرجه من الطريقين عن الأعمش ... ليس فيهما ذكر عمرو بن مرة ولا أبي الضحى. قلت: فاته رحمه الله الموضع الذي ذكر فيه وهو كتاب فضائل القرآن باب البكاء عند قراءة القرآن من صحيح البخاري (الفتح 9/98 ح 5055) ، قال الحافظ في الفتح 9/99: قوله: " وعن أبيه " معطوف على قوله: " عن سليمان وهو الأعمش " وحاصله أن سفيان الثوري روى الحديث عن الأعمش، وعن أبيه سعيد بن مسروق عن أبي الضحى، ورواية الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة موصولة، ورواية أبي الضحى عن ابن مسعود منقطعة، ووقع في رواية أبي الأحوص عن سعيد بن مسروق عن أبي الضحى أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قال لعبد الله بن مسعود ... ، وهذا أشد انقطاعا أ. هـ ملخصا. 3. رواه الإمام أحمد في المسند 1/380 بهذا السياق والإسناد. ورواه البخاري عن صدقة ومسدد عن يحيى بن سعيد عن سفيان ... – به (الفتح 9/98 ح 5055) ورواه النسائي في فضائل القرآن 110 ح 104 عن يعقوب بن إبراهيم عن يحيى ... به. ورواية عمرو بن مرة عن إبراهيم ... أخرجها مسلم 1/551 ح 248 صلاة المسافرين، عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب عن أبي أسامة عن مسعر – ابن كدام – عن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعبد الله بن مسعود ...

أخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ أَخْبَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلادٍ نَا يَحْيَى نَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ – وَبَعْضُهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عن إبراهيم – (80/أ) قَالَ: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَأْ عَلَيَّ قُلْتُ أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ، قَالَ: فَقَرَأْتُ حَتَّى بَلَغْتُ رَأْسَ أَرْبَعِينَ مِنَ النِّسَاءِ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} ، قَالَ: أَمْسِكْ، قَالَ: فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَذْرِفَانِ". قَالَ الْحَسَنُ: وَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلادٍ نَا يَحْيَى نَا سفيان قال: حدثني أَبِي عَنْ أَبِي الضُّحَى1 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ2: مَرْفُوعٌ مِثْلُهُ. 57- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ3 قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ السمدي4 وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بن محمد بن شيرويه، ثنا

_ 1. هو مسلم بن صبيح – بالتصغير – الهمداني الكوفي مشهور بكنيته مات سنة 100 هـ. 2. في الأصل هنا إشارة تضبيب لعلها تنبيها إلى الانقطاع في الإسناد لعدم إدراك أبي الضحى لابن مسعود. والله أعلم. 3. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الخوارزمي. 4. بمهملتين وقد سبق ضبطه.

إِسْحَاقُ – هُوَ ابْنُ رَاهَوَيْهِ - أَخْبَرَنَا الْمُلائِيُّ1 وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالا: ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرٌ2 عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ3 عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ وَمَعَنَا النِّسَاءُ وَالْوِلْدَانُ فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ طُفْنَا بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فليحلل، فقلنا: أي الْحِلِّ؟ فَقَالَ: الْحِلُّ كُلُّهُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ وكفانا الطواف بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقَالَ لَنَا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اشْتَرِكُوا فِي الإِبِلِ وَالْبَقَرِ كُلُّ سَبْعَةٍ فِي بَدَنَةٍ، قَالَ: فَجَاءَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ عُمْرَتَنَا هَذِهِ أَلِعَامِنَا أَمْ لِلأَبَدِ؟ فَقَالَ: بَلْ لِلأَبَدِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: بَيِّنْ لَنَا دِينَنَا كَأَنَّمَا خُلِقْنَا الآنَ. أَرَأَيْتَ العمل الذي نعمل بِهِ أَفِيمَا جَفَّتْ بِهِ الأَقْلامُ وجرت به المقادير أم فيما يُسْتَقْبَلُ؟ فَقَالَ: لا بَلْ فِيمَا جَفَّتْ بِهِ الأَقْلامُ وَجَرَتْ بِهِ المقادير، قال: ففيما الْعَمَلُ..؟ فَقَالَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ " 4. كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الْمُلائِيُّ – وَهُوَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ – وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ كِلاهُمَا عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ سِيَاقَةٌ وَاحِدَةٌ، وَفِي آخِرِهِ كَلِمَاتٌ لَمْ يَسْمَعْهَا زُهَيْرٌ مِنْ أَبِي الزُّبَيْرِ وَهِيَ: " فَقَالَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ ".

_ 1. أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. 2. ابن معاوية الجعفي. 3. هو محمد بن مسلم المكي قال في التقريب 318: صدوق إلا أنه يدلس. 4. لم أقف عليه بهذا الإسناد والسياق ولعله في مسند ابن راهويه وهو مفقود فيما أعلم من إلا جزءا يسيرا فيه مسند عائشة فقط. وابن شيرويه هو رواية مسند ابن راهوية. ورواية يحيى بن آدم سيأتي تخريجها في مسند أحمد مقرونة برواية أبي النضر مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ، والله أعلم.

وَقَدْ رَوَى أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَدِيثَ عَنْ زُهَيْرٍ إلى قوله: " ففيما الْعَمَلُ..؟ ثُمَّ قَالَ زُهَيْرٌ: فَسَمِعْتُ مَنْ سَمِعَ مِنْ أَبِي الزُّبَيْرِ يَقُولُ: قَالَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ. وَرَوَى الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ عَنْ زُهَيْرٍ عَنْ يَاسِينَ الزَّيَّاتِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ. وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ الْحَدِيثَ عَنْ زُهَيْرٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَنَّ الْكَلِمَاتِ الَّتِي فِي آخِرِهِ سَمِعَهَا مِنْ يَاسِينَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ كَمَا قَالَ الْحَسَنُ الأَشْيَبُ. وأما حَدِيثُ أَبِي النَّضْرِ وَرِوَايَةُ الْحَسَنِ الأَشْيَبِ: فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ الْقَطِيعِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد حدثني أبي ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ – وَأَبُو النَّضْرِ قالا: ثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ وَمَعَنَا النِّسَاءُ وَالْوِلْدَانُ فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ طُفْنَا بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من لم (80/ب) يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُحْلِلْ، قُلْنَا: أَيُّ الْحِلِّ؟ قَالَ: الْحِلُّ كُلُّهُ، فَأَتَيْنَا النِّسَاءَ وَلَبِسْنَا الثِّيَابَ وَمَسِسْنَا الطِّيبَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ وَكَفَأْنَا الطَّوَافَ الأَوَّلَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَأَمَرَنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَشْتَرِكَ فِي الإِبِلِ وَالْبَقَرِ كُلُّ سَبْعَةٍ مِنَّا فِي بَدَنَةٍ فَجَاءَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيِّنْ لَنَا دِينَنَا كَأَنَّا خُلِقْنَا الآنَ، أَرَأَيْتَ عُمْرَتَنَا هَذِهِ أَلِعَامِنَا هَذَا أَوْ لأَبَدٍ؟ 1 فَقَالَ: لا بَلْ لأَبَدٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيِّنْ لَنَا دِينَنَا كَأَنَّا خلقنا الآن، فيما الْعَمَلُ الْيَوْمَ أَفِيمَا جَفَّتْ بِهِ

_ 1. كتب في هذا الموضع من الأصل (كذا) ولعله إشارة إلى ورود هذه الكلمة في الأصل هكذا بسقوط اللام الأولى، وهي مثبتة في المسند 3/293.

الأَقْلامُ وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ أَوْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُ ... ؟ قَالَ: لا بَلْ فِيمَا جَفَّتْ بِهِ الأَقْلامُ وَجَرَتْ به المقادير، قال: ففيما الْعَمَلُ؟ ". قَالَ أَبُو النَّضْرِ فِي حَدِيثِهِ: فَسَمِعْتُ مَنْ سَمِعَ أَبَا الزُّبَيْرِ يَقُولُ: قَالَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ. قَالَ حَسَنٌ – يَعْنِي الأَشْيَبَ -: قَالَ زُهَيْرٌ: فَسَأَلْتُ يَاسِينَ1 مَا قَالَ؟ ثُمَّ لَمْ أَفْهَمْ كَلامًا تَكَلَّمَ بِهِ أَبُو الزُّبَيْرِ، فَسَأَلْتُ رَجُلًا، فَقُلْتُ: كَيْفَ قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ 2. قلت: والراوي عن حسن الأَشْيَبِ هُوَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي3 دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ زُهَيْرٍ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهِلِّينَ بِالْحَجِّ. فَقَالَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا عَنْ دِينِنَا كَأَنَّا خُلِقْنَا لَهُ الآنَ، نَعْمَلُ فِيمَا جرت به الأقلام

_ 1. هو ياسين بن معاذ الزيات أبو خلف الكوفي، قال ابن معين: ضعيف ليس حديثه بشيء، وقال أبو حاتم: كان رجلا صالحا، لا يعقل ما يحدث به، ليس بقوي، منكر الحديث، وسئل عنه أبو زرعة فقال: ضعيف الحديث (تاريخ ابن معين بترتيب أحمد نورسيف 2/5639، الجرح والتعديل 9/312) . 2. رواه الإمام أحمد في مسنده 3/292 – 293، وأخرجه مسلم 2/882 ح 138 من الحج عن أحمد بن يونس ويحيى بن يحيى عن زهير ... به إلى قوله: " كل سبعة في بدنة " فقط. 3. في الأصل (أبو) وهو لحن.

وَمَضَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ أَمْ1 نَسْتَقْبِلُ ... ؟ قَالَ: مَا جَرَتْ بِهِ الأَقْلامُ ". قَالَ زُهَيْرٌ: فَتَكَلَّمَ أَبُو الزُّبَيْرِ بِكَلِمَةٍ لَمْ أَفْهَمْهَا، فَقُلْتُ: لِيَاسِينَ الزَّيَّاتِ2: مَا قَالَ؟ قَالَ: اعْمَلُوا فكل ميسر3. 58- حديث آخر: أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْوَاعِظُ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نا عَفَّانُ4 نَا أَبُو عَوَانَةَ5 عَنِ الْمُغِيرَةِ6 عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ7 عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ8 قَالَ

_ 1. في هذا الموضع من الأصل (كذا) والعبارة في مسند الطيالسي وصحيح مسلم هكذا والله أعلم. 2. هو ياسين بن معاذ الزيات أبو خلف الكوفي، قال ابن معين: ضعيف ليس حديثه بشيء. وقال أبو حاتم: كان رجلا صالحا، لا يعقل ما يحدث به، ليس بقوي، منكر الحديث، وسئل عنه أبو زرعة فقال: ضعيف الحديث (تاريخ ابن معين بترتيب أحمد نورسيف 2/5639، الجرح والتعديل 9/312) . 3. رواه أبو داود سليمان بن داود الطيالسي في مسنده 240 ح 1737 وأخرجه مسلم 4/2030 – 2041 ح 8 من كتاب القدر عن أحمد بن يونس ويحيى بن يحيى عن زهير عن أبي الزبير ... به وذكر من قوله: فقال سراقة بن مالك ... وما بعده، ولم يذكر ما قبله. 4. بتشديد الفاء ابن مسلم بن عبد الله الباهلي. 5. وضاح بن عبد الله اليشكري. 6. هو ابن مقسم – بكسر الميم – الضبي كذا في التقريب 345. 7. هكذا في الأصل آخره هاء، وكذلك في المعجم الكبير للطبراني 5/229 ح 5092، وفي مسند أحمد وتعجيل المنفعة 328 أبو عبيد – بدون هاء -، قال الحافظ في التعجيل: ما عرفت من هو أبو عبيد هذا ولا أفرده الحسيني ولا من تبعه بترجمة. أ. هـ. 8. البصري الكندي مولى بني سمرة، قيل اسم والده أستاذ – بالذال المعجمة – وقد فرق بينهما ابن أبي حاتم وابن حبان، ذكره ابن حبان في الثقات 5/418 – وضعفه القطان وابن معين وأحمد والنسائي وغيرهم (التهذيب 10/393) .

قَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ وَأَنَا أَسْمَعُ: " نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَادٍ يقال له وادي خم1 فأمرنا بِالصَّلاةِ فَصَلاهَا بِهَجِيرٍ، قَالَ: فَخَطَبَنَا، وظُلِل لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبٍ عَلَى شَجَرَةٍ سَمُرَةٍ مِنَ الشَّمْسِ، فَقَالَ: أَلَسْتُمْ تعلمون أو لستم تشهدون أني أولى من كل مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَإِنَّ عَلِيًّا مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَوَالِ مَنْ وَالاهُ " 2. الَّذِي سمع ميمون أبو عبد الله بن زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ مِنْ أَوَّلِ هَذَا الْحَدِيثِ إِلَى قَوْلِهِ: " فَإِنَّ عليا مولاه، وأما ما بَعْدَهُ فَإِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ غَيْرِ زَيْدٍ عَنْ زَيْدٍ. بَيَّنَ ذَلِكَ شُعْبَةُ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ مَيْمُونٍ هذا الحديث: وأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْمَاطِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ أَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادٍ نَا أَبُو مُوسَى – هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى – نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ نا شُعْبَةُ عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كنت عند زيد (81/أ) بْنِ أَرْقَمَ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أقصى الفسطاط فسأله عن [ذا فَقَالَ] 3: " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ..؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فعلي مولاه ".

_ 1. قال في معجم البلدان 2/389، والنهاية 2/18: اسم موضع غدير خمّ، ونقل ياقوت عن الحازمي قوله: خمّ: واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير، عند خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة ... أ. هـ. 2. رواه أحمد في المسند بإسناده ومتنه 4/372. ورواه الطبراني في الكبير 5/229 ح 5092. 3. ما بين المعكوفتين هكذا رسمه في الأصل وعلم عليه بعلامة التضبيب وفي مسند أحمد 4/372: عن داء بدال مهملة ثم ألف بعدها همزة.

قَالَ مَيْمُونٌ: فَحَدَّثَنِي بَعْضُ الْقَوْمِ عَنْ زَيْدٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ من عاداه " 1. 59- حَدِيثٌ آخَرُ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ – بِالْبَصْرَةِ – نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ نَا مُحَمَّدُ2 بْنُ رَاشِدٍ نَا أَبُو الْوَلِيدِ3 نا شُعْبَةُ عَنْ مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَةَ4 - رَجُلٍ مِنْ هَمْدَانَ5 قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ خَيْرٍ6 قَالَ: " شَهِدْتُ عَلِيًّا فِي الرَّحْبَةِ7 أُتي بِكُرْسِيٍّ فَقَعَدَ عَلَيْهِ ثُمَّ أتي بتور8 من

_ 1. رواه أحمد في المسند 4/372 – 373، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ عن شعبة به سندا ومتنا. 2. هو مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ بن راشد الأنصاري كما سيأتي في حديث رقم 66، ولم أقف على ترجمته. 3. هشام بن عبد الملك الباهلي الطيالسي. 4. سيأتي في آخر هذه الترجمة بيان الخلاف في اسمه. 5. بتسكين الميم وفتح الدال المهملة. 6. ابن يزيد ويقال ابن بجيد – أوله موحدة ثم جيم ثم تحتانية وآخره دال مهملة – ابن جوني الهمداني أبو عمارة الكوفي أدرك الجاهلية ولم يلق رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وثقه الدارمي وابن أبي شيبة وابن معين والعجلي وغيرهم التهذيب 6/124. 7. ضبطها محقق سنن أبي داود 1/82 ح 112: بفتح الراء المشددة وتسكين الحاء المهملة، وكذلك ضبطها أيضا محقق مسند أبي يعلى الموصلي 1/246 ح 286، وقال في معجم البلدان 3/33: والرحبة: بضم الراء المشددة وتسكين المهملة – قرية بحذاء القادسية على مرحلة من الكوفة على يسار الحجاج إذا أرادوا مكة – وذكر في القاموس 1/74- 75: أنها تطلق على عدة أماكن منها محلة بالكوفة – ثم ذكر – ياقوت – الرحبة بفتح الراء المشددة مواضع متفرقة في الشام والحجاز والعراق، وذكر أنها بفتح الراء المشددة تطلق على الأرض الرحبة الواسعة. 8. بفتح التاء المثناة الفوقية وتسكين الواو، قال في النهاية 1/199: هو إناء صفر أو حجارة كالإجانة، وقد يتوضأ منه.

مَاءٍ فَأَكْفَأَ عَلَى يَدِهِ فَغَسَلَهَا بِالْمَاءِ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى فَمَضْمَضَ ثَلاثًا ثُمَّ غَرَفَ غَرْفَةً فَجَمَعَ بَيْنَ الْمَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ فِي مَرَّةٍ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى لوجهه وأمر يده الْيُسْرَى عَلَى وَجْهِهِ ثَلاثًا وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ ثُمَّ أَخْرَجَهَا وَأَمَرَّهَا مِنْ مُقَدَّمِ رَأْسِهِ إِلَى قَفَاهُ – قَالَ شُعْبَةُ: لا أَدْرِي رَدَّهَا أَمْ لا – ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاثًا ثُمَّ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ وُضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَهَذَا وُضُوءُهُ " 1. رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غندر عن شعبة فذكرا فِيهِ أَنَّ عَلِيًّا غَسَلَ يَدَهُ قَبْلَ الْمَضْمَضَةِ ثَلاثًا كَذَلِكَ. أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ نا أَبُو دَاوُدَ نا شُعْبَةُ عَنْ مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَةَ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ الْخَيْوَانِيِّ2: " أَنَّ عَلِيًّا أُتِيَ بِكُرْسِيٍّ فَقَعَدَ عَلَيْهِ ثُمَّ أُتِيَ بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ يَدَهُ ثَلاثًا ثُمَّ مَضْمَضَ ثَلاثًا مَعَ الاسْتِنْشَاقِ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا بِيَدٍ وَاحِدَةٍ وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا وَوَضَعَ يَدَهُ فِي التَّوْرِ ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ وَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ عَلَى رَأْسِهِ – وَلا أَدْرِي أَدْبَرَ أَمْ لا – وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاثًا ثُمَّ قَالَ: مَنْ

_ 1. لم أجده من رواية أبي الوليد الطيالسي عن شعبة وسيأتي تخريجه عن شعبة من طريق أخرى. 2. بالخاء المعجمة بعدها مثناة تحتية ثم واو بعدها ألف ثم نون – هكذا في الأصل وفي كتاب الجرح والتعديل 6/37، والذي في مسند الطيالسي 22/ ح 149 الحراني – بالمهملة بعدها راء ثم ألق ونون. وقال في الأنساب 5/263: بفتح الخاء المعجمة ... هذه النسبة إلى خيوان بن زيد بن مالك بن جشم – المشهور بهذه النسبة عبد خير ابن يزيد الخيواني يروي عن علي رضي الله عنه.

سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى طُهُورِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَذَا طُهُورُهُ " 1. وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عمر الهاشمي نا محمد بن أحمد اللؤلؤي نا أَبُو دَاوُدَ2 نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جعفر نا شعبة قال: سمعت ابن عُرْفُطَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ خَيْرٍ قال: " رأيت عَلِيًّا أُتي بِكُرْسِيٍّ فَقَعَدَ عَلَيْهِ ثُمَّ أُتِيَ بِكُوزٍ3 مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاثًا ثُمَّ تَمَضْمَضَ مَعَ الاسْتِنْشَاقِ بِمَاءٍ وَاحِدٍ " 4 وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَهَكَذَا رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ5 وَحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ، وَذَكَرَ غَسْلَ الْيَدِ ثَلاثًا قَبْلَ الْمَضْمَضَةِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَدْرَجَهُ الرُّوَاةُ الَّذِينَ ذَكَرْنَاهُمْ عَنْ شُعْبَةُ عَنْ مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَةَ، وَلَيْسَ هُوَ عِنْدَ شُعْبَةَ عَنْ مَالِكٍ وَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَهُ عَنْ سفيان الثوري بين ذلك محمد بن أَبِي عَدِيٍّ فِي رِوَايَتِهِ هَذَا الحديث عن شعبة. كذلك أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ نا أبو محمد بن6 صاعد عن بُنْدَارٌ7 فِيمَا سَأَلْنَاهُ عَنْهُ نَا ابْنُ أَبِي8 عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَةَ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ: " قَعَدَ عَلِيٌّ على كرسي فأتي

_ 1. انظر مسند أبي دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ 22 ح 149. 2. هو سليمان بن الأشعث صاحب السنن. 3. آخره الزاي وهو بمعنى التور: أي الإناء. 4. انظر سنن أبي داود السجستاني 1/83 ح 113 باب صفة وضوء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 5. سيعد بن عامر الضبعي وحجاج هو الأعور، لم أقف على روايتهما عن شعبة. 6. يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ. 7. محمد بن بشار. 8. مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عدي وقد ينسب لجده.

بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ – قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ: فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاثًا، ثُمَّ رَجَعَ شُعْبَةُ إِلَى حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَةَ – ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا (81/ب) فَجَمَعَ بَيْنَ الْمَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ بِالْمَاءِ عَلَى وَجْهِهِ ثَلاثًا ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى فَغَسَلَهَا ثَلاثًا. ثُمَّ قَالَ بِالْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فَغَسَلَ ثَلاثًا ثُمَّ قَالَ بِيَدَيْهِ فَوَضَعَهُمَا فَقَالَ بِهِمَا إِلَى مُقَدَّمِ رَأْسِهِ – قَالَ شُعْبَةُ: لا أَدْرِي رَدَّهُمَا أَمْ لا – ثم غسل رجليه ثلاثا مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ سُفْيَانُ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وُضُوءِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " 1. وَهَذَا الْحَدِيثُ يَرْوِيهِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ وَهُوَ الَّذِي سَمَّاهُ شُعْبَةُ مَالِكَ بْنَ عُرْفُطَةَ، كان شعبة يخطئ فِي اسْمِهِ وَنَسَبِهِ، وَقَدْ وَافَقَ سُفْيَانَ عَلَى رِوَايَتِهِ زَائِدَةُ2 بْنُ قُدَامَةَ وَشَرِيكُ3 بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ. كَذَا أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى إِسْحَاقَ4 النِّعَالِيِّ أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ – هُوَ أبو بكر بن دَاوُدَ – نا ابْنُ5 بَشَّارٍ نا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَةَ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ: " قَعَدَ عَلِيٌّ عَلَى كُرْسِيِّهِ فَأُتِيَ بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ – قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ سُفْيَانُ بن سعيد الثوري: فغسل

_ 1. لم أجد رواية ابن أبي عدي هذه لا في العلل ولا في السنن للدارقطني ولا في غيرهما مما اطلعت عليه من المصادر. 2. رواية زائدة بن قدامة أخرجها أبو داود في السنن 1/82 ح 112 باب صفة وضوء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 3. رواية شريك أخرجها أحمد في السنن 1/123، 125. 4. ابن محمد بن إسحاق أبو يعقوب النعالي. 5. محمد بن بشار المعروف ببندار.

يَدَيْهِ ثَلاثًا – ثُمَّ رَجَعَ شُعْبَةُ إِلَى حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَةَ – ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا فَجَمَعَ بَيْنَ الْمَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ ثُمَّ قَالَ بالباء على وج ثَلاثًا ... " 1 وَسَاقَ الْحَدِيثَ. قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ هَذِهِ سُنَّةٌ تَفَرَّدَ بِهَا أَهْلُ الْكُوفَةِ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الْمَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ بِكَفٍّ وَاحِدٍ. وَهَذَا أَخْطَأَ فِيهِ شُعْبَةُ قَالَ: مَالِكُ بْنُ عُرْفُطَةَ، وَإِنَّمَا هُوَ خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ. وَحَدَّثَ أَبُو عَوَانَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ خَالِدِ بن علقمة، فقال له شعبة: أَخْطَأْتَ إِنَّمَا هُوَ مَالِكُ بْنُ عُرْفُطَةَ فَرَجَعَ أَبُو عَوَانَةَ مِنَ الصَّوَابِ إِلَى الْخَطَأِ فَحَدَّثَهُ عَنْ مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَةَ. ثُمَّ ثَبُتَ عِنْدَ أَبِي عَوَانَةَ أَنَّهُ خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ فَرَجَعَ إِلَى خَالِدِ بن علقمة2. قال ابن أبي داود: وإنما ذَكَرْتُ هَذَا لِئَلا يَقُولَ قَائِلٌ إن أبا عَوَانَةَ قَالَ: مَالِكُ بْنُ3 عُرْفُطَةَ.

_ 1. لم أقف عليه من هذا الطريق. 2. رواية أبي عوانة وضاح اليشكري – أخرجها أبو داود في السنن 1/81 ح 111 باب صفة وضوء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن مسدد عنه عن خالد بن علقمة ... به. وأخرجه عن قتيبة بن سعيد عنه الحافظ النسائي في السنن 1/68 باب غسل الوجه. هذا وليس في رواية أبي عوانة هنا قصة رجوعه عن خالد إلى مالك أو العكس إنما هنا المتن فقط. 3. كلام ابن أبي داود في توهيم شعبة في هذا الراوي عزاه الحافظ المزي في تحفة الأشراف 7/417 ح 10203 إلى أبي داود. وقد نص الحافظ المزي وكذلك الحافظ ابن حجر في التهذيب 3/108 أن كلام أبي داود هذا في السنن برواية أبي الحسن بن العبد. هذا وقد ذهب إلى تخطئة شعبة في ذلك كل من: 1- الإمام البخاري في التاريخ الكبير 3/163. 2- الإمام أحمد في المسند 6/244. 3- أبو حاتم وأبو زرعة الجرح والتعديل 3/343، العلل لابن أبي حاتم 1/56ح 145. 4- الحافظ النسائي في السنن 1/69 باب عدد غسل الوجه. 5- الإمام الترمذي 1/69 باب ما جاء في وضوء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 6- ابن حبان في الثقات 6/260. 7- الحافظ في التقريب 89. وقد ذكر هذه الأقوال في تخطئة شعبة الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على سنن الترمذي 1/69-70. وذكر تمثيل علماء المصطلح للتصحيف بتصحيف شعبة هذا الراوي، ثم قال: " وأنا أتردد فيما قالوا هنا: أما دعوى أن تغيير الاسم إلى (مالك بن عرفطة) من باب التصحيف فإنه غير مفهوم، لأنه لا شبه بينه وبين خالد بن علقمة (في الكتابة ولا في النطق، ثم أين موضع التصحيف؟ وشعبة لم ينقل هذا الاسم من كتاب، إنما الشيخ شيخه رآه بنفسه وسمع منه بأذنه ... ، فالظاهر عندي أنهما روايتان وأن أبو عوانة سمع من كل واحد منهما. أ. هـ ملخصا. والراجح والله تعالى أعلم ما ذهب إليه الجمهور وتخطئة شعبة أولى من تخطئة هؤلاء الجمع لا سيما وفيهم البخاري وأحمد وأبو حاتم..، أما اعتراض أحمد شاكر بعدم ثبوت الحكاية عن أبي عوانة، فمردود بثبوتها من رواية أبي داود عن عمرو بن عون وأبي كامل الجحدي وهم ثقتان، ذكر ذلك المزي في التحفة، والشيخ أحمد شاكر لم يطلع عليها كما هو ظاهر من كلامه والله أعلم.

60- حديث آخر: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق أنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّجَّادُ نا عبيد الله

ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا نَا أبو1 خيثمة نا سفيان ابن عُيَيْنَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ2 عَنْ طَاوُسٍ3 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ يَتَهَجَّدُ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَوْ لا إِلَهَ غَيْرُكَ " 4. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بن حمدان نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي5 (82/أ) نَا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ سَمِعَهُ مِنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ يَتَهَجَّدُ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فيهن ولك الحمد أن الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ

_ 1. زهير بن حرب. 2. ابن أبي مسلم المكي الأحول. 3. ابن كيسان اليماني أبو عبد الرحمن الحميري مولاهم الفارسي يقال: اسمه ذكوان وطاوس لقب، وهو ثقة فقيه (التقريب 156) . 4. أخرجه من طريق أبي خيثمة الحافظ أبو يعلى الموصلي في المسند 292/4 ح 2404. 5. في الهامش (قوبل فصح إن شاء الله تعالى) .

حَقٌّ وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَوْ لا إِلَهَ غَيْرُكَ " 1. وَهَكَذَا رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ سُفْيَانَ بن عيينة. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَّانِيِّ2 أَوْ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم بن حباب3 أَوْ عَلَيْهِمَا جَمِيعًا حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْقَاضِي4 قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُمَيْرَوَيْهِ وَعَلَى عَبَّاسٍ النَّضْرُوِيِّ5 أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ قالا: نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ نا سفيان عن سليمان الأحوال عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ في اللَّيْلِ قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ حَقٌّ وَوَعْدُكَ حَقٌّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ

_ 1. رواه الإمام أحمد في المسند1/358. 2. بمهملتين وقد تقدم ضبطه. 3. بفتح الحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة وبعد الألف باء أيضا، انظر (الإكمال 3/70، والأنساب 4/33) . 4. كتب عليه في الأصل (كذا) . 5. بفتح النون وسكون الضاد المعجمة وضم الراء وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحت هذه النسبة إلى نضرويه وهو اسم بعض أجداد المنتسب إليه والمشهور بهذا النسبة أبو منصور العباس بن الفضل بن زكريا النضروي الهروي (انظر الأنساب 13/127-128) .

حَقٌّ وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، لَكَ أسلمت وبك آمنت عليك تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَوْ قَالَ: لا إِلَهَ غيرك " 1. قال سفيان: ذكر [سنن] 2 كثيرة فما تركتهن3 فِي لَيْلَةٍ إِلا وَأَنَا أَقُولُهُنَّ، قَالَ: وَمَا قُلْتُ هَذَا إِلا لِتَعْمَلُوا4 بِمَا تَسْمَعُونَ مِنَ الْعِلْمِ. لَفْظُ ابْنِ أَبِي الْقَاضِي وَحَدِيثُ ابْنِ نَجْدَةَ إِلَى قَوْلِهِ لا إِلَهَ غَيْرُكَ، وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ ابْنِ خُمَيْرَوَيْهِ " وَقَوْلُكَ حَقٌّ " وَالْبَاقِي سَوَاءٌ. أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عِلانَ5 الْوَرَّاقُ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ6 الْقَاضِي نَا عَلِيٌّ – هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ – نَا سُفْيَانُ نَا سُلَيْمَانُ الأَحْوَلُ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ يَتَهَجَّدُ مِنَ اللَّيْلِ ... " وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ نَحْوَ حَدِيثِ سَعِيدٍ إِلَى قَوْلِهِ لا إله غيرك، قال هكذا قال سفيان بالشك7.

_ 1. لم أقف على رواية سعيد بن منصور ولعله في سننه وهو مفقود إلا أجزاء يسيرة منه في كتاب النكاح والطلاق فيما أعلم والله أعلم. 2. في الأصل (نين) بيان بين النون. 3. في الأصل (تركهن) . 4. في الأصل (لتعلموا) بتقديم اللام والأنسب للسياق ما أثبت والله أعلم. 5. أوله عين مهملة وآخره نون (تاريخ بغداد 2/159) . 6. ابن إسحاق القاضي. 7. أخرجه أبو عبد الله البخاري في كتاب التهجد باب التهجد بالليل (الفتح 3/3 ح 1120) عن علي بن المديني وساق الحديث بطوله وذكر فيه الزيادة التي سمعها سفيان من عبد الكريم ونص على سماعها منه. ولكنه اقتصر على قوله: وزاد عبد الكريم: " ولا حول ولا قوة إلا بالله " فقط.

أَدْرَجَ سُفْيَانُ مَتْنَ الْحَدِيثِ فِي رِوَايَاتِ هَؤُلاءِ الَّذِينَ سُقْنَا أَحَادِيثَهُمْ عنه وفيه (82/ب) كَلِمَاتٌ لَمْ يَسْمَعْهَا مِنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، وَإِنَّمَا سَمِعَهَا مِنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ1 عَنْهُ وَهِيَ قَوْلُهُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ، ذَكَرَ ذَلِكَ مُبَيَّنًا مُفَصَّلًا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ سفيان هذا الحديث2. أخبرني أبو القاسم علي مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ أَنَا محمد بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ الْعَطَّارُ نَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَبْدِيُّ ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الأَحْوَلُ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فيهن ولك الحمد أنت حق وَقَوْلُكَ حَقٌّ وَوَعْدُكَ حَقٌّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ وَالنُّشُورُ حَقٌّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وما أسررت وما أعلنت ".

_ 1. هو المعروف بابن أبي المخارق – بضم الميم بعدها خاء معجمة وآخره راء وقاف – ضعيف. انظر (التقريب 217، التهذيب 6/376) . 2. قال الحافظ في الفتح 3/5: ولا يلزم من عدم سماع سفيان لها من سليمان أن لا يكون سليمان حدث بها، وقد وهم بعض أصحاب سفيان فأدرجها في حديث سليمان، أخرجه الإسماعيلي عن الحسن بن سفيان عن محمد بن عبد الله بن نمير عن سفيان، فذكرها في آخر الخبر بغير تفصيل.

قَالَ وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ قَالَ: " أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لا إِلَهَ غَيْرُكَ " 1. 61- حَدِيثٌ آخَرُ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَيَّانَ2 بْنِ الطَّيِّبِ بْنِ زُرْعَةَ الْخَلالُ الْمُقْرِئُ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دِينَارٍ الْفَارِسِيُّ الْعَابِدُ حَدَّثَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ3 أَبَانٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ4 أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر سفيان الثوري عن عبد الله بن دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

_ 1. لم أقف عليه من طريق العباس بن الفضل. والذي في البخاري كما تقدم ومن مسند الحميد (1/231 ح 495) : أن الزيادة بالتي سمعها من عبد الكريم بن أبي أمية ولم يسمعها من سليمان – كما صرح بذلك في رواية الحميدي – قوله: " ولا حول ولا قوة إلا بك " فقط. أما قوله أنت المقدم ... وما بعده ... فقد رواه عبد الرزاق 2/79 ح 2565، والحميدي كما مر، وابن ماجة 1/430 ح 1355 عن هشام بن عمار. ويحيى بن حسان عند الدارمي 1/287 ح 1494، وعبد الجبار بن العلاء عند ابن خزيمة 2/184 ح 1151، وغيرهم كلهم عن سفيان عن سليمان ... به بدون ذكر عبد الكريم ... وبعضهم يذكر في روايته ولا حول ولا قوة إلا بك وبعضهم يقف على " ولا إله غيرك ". 2. بالجيم والمثناة التحتية آخره نون كذا في الأصل وتاريخ بغداد 5/239. 3. ابن محمد بن أبان المعروف بمشكدانة تقدم ضبطه. 4. ابن سليمان الكناني أو الطائي أبو علي المروزي.

" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ " 1. أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ الرُّويَانِيُّ2 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ السَّرَوِيُّ3 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خالد4 حدثنا عَلِيِّ بْنِ غُرَابٍ5 عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وهبته " 6.

_ 1. أخرجه من طريق عبد الرحيم بن سليمان أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب الفرائض من السنن الكبرى (تحفة الأشراف 5/449 ح 7150) ولم أقف على رواية يحيى القطان. 2. قال السمعاني في الأنساب 6/198: بضم الراء وسكون الواو وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى رويان وهي بلدة بنواحي طبرستان ثم ذكر فيمن ينسب إليها أبو منصور محمد بن أحمد. 3. بفتح السين المهلمة والراء قال السمعاني: وقيل بسكون الراء أيضا، وذكر فيمن ينسب هذه النسبة أبا عبد الله محمد بن الحسن بن محمد السروي السراجي الخزاز السوسي انظر (الأنساب 7/128) . 4. ابن يزيد بن دينار التمار الواسطي. 5. قال الذهبي في الميزان 3/149: وثقه ابن معين والدارقطني، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال أبو زرعة: صدوق، أما أبو داود فقال: تركوا حديثه، وقال الجوزجاني: ساقط. أ. هـ ملخصا. وقال ابن حبان في المجروحين 2/105: كان غاليا في التشيع كثير الخطأ فيما يروي حتى وجد الأسانيد المقلوبة والموضوعة التي يرويها عن الثقات في روايته كثيرا فبطل به الاحتجاج وإن وافق الثقات، أ. هـ. قال الحافظ في التقريب 248: قال الفلكي: غراب لقب واسمه عبد العزيز صدوق وكان يدلس ويتشيع وأفرط ابن حبان في تضعيفه، مات سنة 184هـ. 6. لم أجده من رواية علي بن غراب.

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ السِّمْسَارُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ محمد بن عبد الله بن مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الأَبْهَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الدَّلالُ – بِبَغْدَادَ – حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الأُمَوِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ " 1. اتَّفَقَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ على رواية هذا (83/أ) الْحَدِيثِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن دينار وهو المحفوظ عِنْدَهُ، فَأُدْرِجَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَاتِ. وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ " 2 حَسْبُ، وَلَمْ يَذْكُرِ النَّهْيَ عَنْ هِبَتِهِ. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ وَشُعْبَةَ وَالثَّوْرِيِّ عن عبد الله بن دينار الْحَدِيثَ فِي النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الولاء وعن هبته.

_ 1. أخرجه بهذا الإسناد واللفظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 5/116. وذكره ابن أبي حاتم في العلل 1/373 ح 1107، وقال: قال أبي: نافع أخذ عن عبد الله بن دينار هذا الحديث، ولكن هكذا قال. أ. هـ. 2. سيأتي بعد قليل تخريجها بإذن الله.

وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ وَشُعْبَةَ وَالثَّوْرِيِّ عن عبد الله بن دينار الْحَدِيثَ فِي النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ1. قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ إِلا أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ شَكَّ فِي الْهِبَةِ أَوْ لَمْ يَذْكُرْهَا. وَرَوَى الْحَدِيثَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ مُجَوَّدًا2 مبينا: رواه عَنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ ". قَالَ حماد: وَزَادَنِي فِيهِ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ((وَعَنْ هِبَتِهِ)) . وَقَدِ اخْتَلَفَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ وَعَلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فِي رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ. فَأَمَّا رِوَايَةُ عُبَيْدِ اللَّهِ عن عبد الله بن دينار فَهِيَ الْمَحْفُوظَةُ، وَأَمَّا رِوَايَتُهُ إِيَّاهُ عَنْ نَافِعٍ فَهِيَ غَرِيبَةٌ جِدًّا. وَقَدْ تُوبِعَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ عَلَيْهَا فَرَوَى الْحَدِيثَ عَنْ يحيى بن سعيد القطان عن عَبْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ وَنَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ. وَأَمَّا كَافَّةُ أَصْحَابِ الثَّوْرِيِّ فَإِنَّهُمْ رَوَوْهُ عَنْهُ عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر وهو القول الصحيح.

_ 1. سيأتي بعد قليل تخريج هذه الروايات بإذن الله. 2. تقدم بيان معنى التجويد عند المحدثين، وذلك في الحديث الرابع: " النهي عن القرآن " حاشية 3.

فَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الله بن دينار الذي اقتصر فِيهِ عَلَى ذِكْرِ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ دُونَ هِبَتِهِ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ على أبي القاسم بن النخاس1 حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصَلانِيُّ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ2. قَالَ الْبَرْقَانِيُّ: وَقَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ النِّعَالِيِّ3 حَدَّثَكُمُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ يَحْيَى قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ " 4. قَالَ ابْنُ شُعْبَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى. وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الَّذِي ذَكَرَ فِيهِ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ شَكَّ فِي الْهِبَةِ أَوْ لَمْ يَذْكُرْهَا: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَتِيقِيُّ بِبَغْدَادَ وَأَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ – بِصُورٍ – قَالا: أَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ الفسوي نَا جَدِّي حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عمر وعبد العزيز

_ 1. هو – بالنون والخاء المعجمة وآخره سين المهملة – عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سليمان بن النخاس المقرئ. 2. محمد بن بشار. 3. إسحاق بن محمد بن إسحاق. 4. رواه مسلم في صحيحه 2/1145 ح 16 من كتاب العتق، وأشار إليها أبو عيسى الترمذي في جامعه 3/2029 باب ما جاء في كراهية بيع الولاء وهبته من كتاب البيوع.

ابن أَبِي سَلَمَةَ وَشُعْبَةَ وَسُفْيَانَ عَنْ عبد الله بن دينار عن ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ ". إِلا أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ شَكَّ فِي الْهِبَةِ أَوْ لَمْ يَذْكُرْهَا1. وأما حديث حماد بن زيد الَّذِي جَوَّدَهُ وَفَصَّلَهُ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الحسين علي بن محمد بن عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ وَأَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الحفار قالا: أنا (83/ب) إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا كثير بْنُ شِهَابٍ2 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ3 حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عبيد الله بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ – قَالَ وَزَادَنِي فِيهِ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ4 بْنِ دينار: وعن هبته "5. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ6 أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بن إبراهيم

_ 1. لم أقف عليه من طريق ابن المبارك. 2. أبو الحسن المذحجي القزوين من ولد أنس بن سعد العشيرة، قال ابن أبي حاتم: كتب عنه بفزوين وهو صدوق. (الجرح والتعديل 7/153) . 3. ابن سعيد التميمي أبو محمد القهستاني – بضم القاف والهاء وسكون المهملة ثم المثناة نزيل بنيسابور، صدوق يخطئ مات سنة 232، وقيل 237، انظر التقريب 169. 4. هو عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن دينار قال الحافظ في التقريب 204: صدوق يخطئ. 5. لم أقف عليه من رواية حخماد بن زيد. وقد أخرجه ابن عدي في الكامل 4/1607 من طريق علي بن الجعد عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن دينار ... به. 6. الحسن بن أحمد بن إبراهيم أبو علي بن شاذان.

الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ مَوْلًى لَهُمْ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ "1. قَالَ حَمَّادٌ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ عَبْدِ الله بن دينار عن أبيه عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ " 1. وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي رُوِيَ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ – قَالَ الْمُعَدَّلُ: حَدَّثَنَا – وَقَالَ الْمُقْرِئُ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَبْسِيُّ2 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ3 بْنُ مُحَمَّدٍ نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ " 4.

_ 1. لم أجده من طريق حماد. وأخرجه من طريق ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الحافظ أبو أحمد بن عدي 4/1607 من طريق علي بن الجعد وزهير بن حرب، ثم عقب عليه بقوله وهذا حديث مشهور عن عبد الله بن دينار رواه عنه الأئمة وقد حدث به عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وهو كما ذكرناه. 2. ابن محمد بن أبي شيبة العبسي – بالمهملتين بينهما موحدة -. 3. لم أستطع تمييزه. 4. لم أجده من رواية يحيى القطان.

وَأَمَّا حَدِيثُ قَبِيصَةَ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ مِثْلُ ذَلِكَ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الطِّرَازِيُّ – بِنَيْسَابُورَ – أَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ بن حَسْنَوَيْهِ الْمُقْرِئُ نَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ الرَّازِيُّ. وأخبرناه الْبَرْقَانِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ نَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ نَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَمَّالُ1 قَالا: نَا قَبِيصَةُ2 عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ " 3. وَأَمَّا حَدِيثُ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ4 عَنِ الثَّوْرِيِّ بِمُوَافَقَةِ ذَلِكَ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ5 الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ نَا نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ. وَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ – بِأَصْبَهَانَ – نا سُلَيْمَانُ بن

_ 1. بالجيم. 2. بفتح أوله وكسر الموحدة – ابن عقبة بن محمد بن سفيان، قال في التقريب 128: صدوق ربما خالف. 3. لم أجده من رواية قبيصة عن الثوري. 4. قال أبو حاتم: واهي الحديث متروك الحديث، لا يكتب حديثه (الجرح والتعديل 8/468) . 5. هو المعروف بابن عقدة، قال الخطيب: كان حافظا مكثرا أخذ عليه تشيعه وتحديثه بمثالب الصحابة، وإكثاره المناكير، مات سنة 332هـ تاريخ بغداد 5/14.

أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن سلم الرَّازِيُّ1. نَا الْحُسَيْنُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ " 2. وَأَمَّا رِوَايَاتُ أَصْحَابِ الثَّوْرِيِّ الْمَحْفُوظَةُ عَنْهُ عَنْ عبد الله بن دينار عن ابْنِ عُمَرَ: فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي الْعَنْبَسِ الْقَاضِي الزُّهْرِيُّ نَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ3 عَنْ سُفْيَانَ. وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بن أحمد الطبراني (84/أ) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ نَا أَبُو نُعَيْمٍ4 عَنْ سُفْيَانَ. قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عبد العزيز نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ نا زهير5

_ 1. في الطبراني الصغير 1/241: عبد الرحمن بن مسلم – أوله ميم بعدها سين مهملة ولم أجد ترجمة لهما فلم يتبين لي لعلهما اثنان أم واحد والله أعلم. 2. لم أقف عليه من هذا الطريق، ولعله في القسم المفقود من الطبراني الكبير، إذ يشتمل على قسم كبير من أحاديث ابن عمر. 3. أبو يوسف الطنافسي الكوفي، قال في التقريب 387: ثقة إلا في حديثه عن الثوري ففيه لين. 4. هو الفضل بن دكين، وروايته هذا الحديث عن سفيان أخرجها البخاري في باب إثم من تبرأ من مواليه كتاب الفرائض (الفتح 12/42 ح 6756) ، ورواه أيضا الدارمي 2/287 ح 3160 باب بيع الولاء. 5. أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وروايته هذه أخرجها الإمام مسلم في صحيحه 2/1145 ح 16 كتاب العتق عن سفيان بن عيينة. أما رواية زهير عن الثوري فأخرجها الحافظ ابن عدي في الكامل 4/1607.

نا سُفْيَانُ. وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا أَحْمَدُ بن سليمان النَّجَّادُ نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ نا أَبُو حُذَيْفَةَ1 نا سُفْيَانُ. وأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ – بِأَصْبَهَانَ – أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ قَالَ: نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ – وَفِي حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ قال: سمعت ابن عمر يقول: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ " 2 وَلِهَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الثَّوْرِيِّ طُرُقٌ تَتَّسِعُ اقْتَصَرْنَا مِنْهَا عَلَى مَا أَوْرَدْنَاهُ تَحَرِّيًا لِلاخْتِصَارِ وإيثارًا الإيجاز3.

_ 1. موسى بن مسعود النهدي، قال الحافظ في التفسير 352: صدوق سيئ الحفظ وكان يصحف. أ. هـ ولم أقف على روايته هذه. 2. رواه عبد الرزاق في المصنف 9/3 ح 16138. 3. من هذه الطريق عن الثوري. 1- رواية ابن نمير عن أبيه عنه (مسلم 2/1145 ح 16) . 2- عبد الرحمن بن مهدي الأزدي عنه ... به (الترمذي 3/528 ح 1236) كتاب البيوع باب ما جاء في كراهية بيع الولاء وهبته. 3- رواية ابن المقرئ عنه ... به عند ابن الجارود في المنتقى 326 ح 978. وغير ذلك من الطرق وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

62- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بن النخاس1 المقرئ حدثكم محمد ابن إِسْمَاعِيلَ الْبَصَلانِيُّ نَا بُنْدَارٌ2 نَا أَبُو دَاوُدَ3 نا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ دَاوُدَ السَّرَّاجِ4 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لم يلبسه في الآخر وَإِنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ لَبِسَهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ غَيْرُهُ " 5. وَرَوَاهُ أَبُو عَبْدِ الرحمن بن أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ بُنْدَارٍ هَكَذَا. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ عَنْ يحيى بن سعيد القطان عن شعبة مرفوعا6. وذكر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الحديث لم يسمعه شعبة من قتادة، وَإِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ عَنْ قَتَادَةَ، وَأُدْرِجَ ذَلِكَ فِي رواية داود عن شعبة.

_ 1. بالخاء المعجمة آخره مهملة تقدم مرارا. 2. محمد بن بشار. 3. سليمان بن داود الطيالسي. 4. الثقفي المصري ذكره ابن حبان في الثقات 4/217، قال علي بن المديني: مجمهول لا أعرفه (التهذيب 3/206) ، وقال الحفاظ في التقريب 97: مقبول. 5. رواه النسائي في كتاب الزينة – لم أجده في المطبوع قال في تحتفة الأشراف 3/341 ح 3998: لعله في الكبرى. أ. هـ. وعزاه الحافظ في التهذيب 3/206 إلى كتاب اللباس في سنن النسائي، وليس في كتاب النسائي كتاب اللباس، وإنما فيه كتاب الزينة، والله أعلم. 6. رواية محمد بن عثمان عن يحيى بن سعيد عزاها المزي في تحفة الأشراف 3/341 ح 3998 إلى النسائي أيضا.

وقد رَوَى الْحَدِيثَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ، لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ كَذَلِكَ، وَذَكَرَ أَنَّ هِشَامًا1 رَوَاهُ عَنْ قَتَادَةَ فَقَالَ فِيهِ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَمُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ جَمِيعًا عَنْ هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَ مرفوعا. أما حَدِيثُ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ الْمَوْقُوفُ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قرأت على أبي القاسم النخاس حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصَلانِيُّ نَا بُنْدَارٌ نَا مُحَمَّدٌ – يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ – نَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ دَاوُدَ السَّرَّاجِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ وَإِنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ لَبِسَهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ غَيْرُهُ "2. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفِرْيَابِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا مُحَمَّدُ بن جعفر حدثنا شعبة (84/ب) عَنْ قَتَادَةَ عَنْ دَاوُدَ السَّرَّاجِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ "2 فذكر مثله موقوفا.

_ 1. ابن عبد الله الدستوائي البصري. 2. لم أقف عليه من رواية محمد بن جعفر عن شعبة.

وَأَمَّا حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ الَّذِي ذَكَرَ فِيهِ أَنَّ هِشَامًا رَفَعَهُ عَنْ قَتَادَةَ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو طَاهِرٍ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ أَنْبَأَ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ دَاوُدَ السَّرَّاجِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ – يَعْنِي شُعْبَةَ – قَالَ هِشَامٌ – وَكَانَ أَحْفَظَ عَنْ قَتَادَةَ، وأكثر مجالسة له مِنِّي -: هُوَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ لَبِسَهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَلَمْ يَلْبَسْهُ هُوَ " 1. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ نا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ دَاوُدَ السَّرَّاجِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ لَبِسَهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَلَمْ يَلْبَسْهُ هُوَ " 2. وَأَمَّا حَدِيثُ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ علي الجوهري أنبأ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنْبَا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ دَاوُدَ السَّرَّاجِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ وَإِنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ لَبِسَهُ أَهْلُ

_ 1. رواه علي بن الجعد في مسنده 1/1010511. 2. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ داود الطيالسي في المسند 294 ح 2217.

الْجَنَّةِ وَلَمْ يَلْبَسْهُ " 1. 63- حديث آخر: أخبرنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن أبي الفوارس الحافظ ابن أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ الْعَطَّارُ ثنا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ ثنا هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا الرَّبَابُ2 مِنْ بَنِي ضَبَّةَ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ. وأنبأنا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ – بِأَصْبَهَانَ – أَنْبَأَ أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سيرين عن الرباب عن سلمان بْنِ عَامِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ – وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: فَلْيُفْطِرْ بِتَمْرٍ – فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ – وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: فَلْيُفْطِرْ بِمَاءٍ – فَإِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ "3. كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ وَعَبْدُ الرزاق بن

_ 1. أخرجه أبو عبد الله الحاكم في مستدركه 4/191 وصححه. وابن حبان في صحيحه (انظر موارد الظمآن 352 ح 1462) . 2. أم الرائح الرباب – بفتح الراء وتخفيف الموحدة وآخرها موحدة أخرى – بنت صليع – بمهملتين مصغرا – الضبية البصرية، تروي عن عمها سلمان بن عامر الضبي، ذكرها ابن حبان في الثقات 4/244، وقال الحافظ في تقريب التهذيب 468: مقبولة. 3. رواه عبد الرزاق في المصنف 4/224 ح 7586، وأخرجه الطبراني في الكبير 6/333 ح 6192، ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في المسند 4/18.

هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ عَنْ هِشَامٍ مَرْفُوعًا. وَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسْمَعْهُ هِشَامٌ (85/أ) مِنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، وَإِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ عَنْهَا وَأَدْرَجَ ذَلِكَ فِي حديث عبد الله بن بكر وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ فَلَمْ يُبَيَّنْ. وَقَدْ رَوَى رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ كِلاهُمَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ حَفْصَةَ نَفْسِهَا موقوفا وعن عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْهَا مَرْفُوعًا، وَبَيَّنَّا الْقَوْلَيْنِ فِي سِيَاقَةٍ وَاحِدَةٍ. وَرَوَى الْحَدِيثَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ وَهِشَامٍ عَنْ حَفْصَةَ، وَقَالَ حَمَّادٌ: رَفَعَهُ عَاصِمٌ وَلَمْ يَرْفَعْهُ هِشَامٌ. أما حديث روح بن عبادة عن هشام: فأخبرناه أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد الجبائي1 نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ – إملاء – حدثنا الحارث بن محمد. وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ نا رَوْحٌ نا هِشَامٍ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عن الرباب عن سلمان بن عَامِرٍ الضَّبِّيِّ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَعَلَى مَاءٍ فإن الماء طهور " 2.

_ 1. بالجيم والموحدة – هكذا في الأصل وتاريخ بغداد 2/336. 2. لم أقف عليه من هذا الطريق.

قَالَ هِشَامٌ: حَدَّثَنِي عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ حَفْصَةَ عَنِ الرَّبَابِ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ قَالَ هِشَامٌ: وَكَذَلِكَ ظَنَنْتُ1. وأما حديث محمد بن جعفر غندر عن هشام مثل هذه الرواية: فَأَخْبَرَنِيهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمُي أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ حَفْصَةَ عَنِ الرَّبَابِ الضَّبِّيَّةِ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى الْمَاءِ فَإِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ " 2. قَالَ هِشَامٌ: وَحَدَّثَنِي عَاصِمٌ الأَحْوَلُ أَنَّ حَفْصَةَ رَفَعَتْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2. وأما حديث حديث حماد بن زيد عن عاصم وهشام الذي جمع فيه بين الروايتين مع بيانه اختلاف القولين: فأخبرنيه أبو محمد عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الله المعدل أنبأ مخلد بن جعفر الدقاق حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الربيع3 نا حماد بن زيد حدثنا عاصم وهشام عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر ولم يرفعه هشام قال: " إذا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى الماء فإن الماء طهور " 4.

_ 1. لم أقف عليه من هذا الطريق. 2. رواه أحمد في المسند 4/17، 213-214. 3. سليمان بن داود العتكي الزهراني. 4. أخرج الطبراني في الكبير 6/334 ح 6196 رواية حماد بن زيد عن عاصم المرفوع من طريق أبي مسلم الكشي عن سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ عَنْ حَمَّادِ ... به. ولم على رواية حماد عن هشام الموقوفة، والله أعلم.

64- حديث آخر: أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أَنْبَأَ عبد الله بن جعفر بن دُرُسْتُوَيْهِ الْفَارِسِيُّ ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ثنا أَبُو عُمَرَ1 النَّمَرِيُّ ثنا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ2 قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى3 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ4 قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ أَوْ مَسِيرٍ فَسَمِعَ رَجُلا يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لا إله إلا الله (85/ب) أشهد أن محمد رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ: مِثْلَ مَا قَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ هَذَا لَرَاعِي غَنَمٍ أَوْ عَازِبٌ عَنْ أَهْلِهِ، فَلَمَّا هَبَطُوا الْوَادِي إِذَا هُوَ رَاعِي)) 5 غَنَمٍ وَإِذَا شَاةٌ مَيِّتَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى أَهْلِهَا؟ قَالُوا: أَيْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الشَّاةِ عَلَى أَهْلِهَا " 6. أخبرنا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَلَفٍ الرَّزَّازُ أَنْبَأَ عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري7.

_ 1. حفص بن عمر بن الحارث النمري الحوضي. 2. ابن عتيبة – بالمثناة الفوقية بعدها مثناة تحتية ثم موحدة مصغرا – أبو محمد الكندي الكوفي. 3. عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الأنصاري المدني ثم الكوفي. 4. قال الحافظ في الإصابة 6/75 ابن ربيعة – بالتصغير والتثقيل – السلمي كوفي مختلف في صحبته. 5. ما بين إشارتي التنصيص (كتب في الهامش وكتب بعده صح أصل) . 6. أخرجه بهذا الإسناد والمتن يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتريخ 1/258-259. 7. قال في اللباب 2/351 – بضم العين وسكون الكاف وفتح الباء الموحدة وفي آخرها راء، هذه النسبة إلى عُكْبرا، وهي بليدة على دجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ.

ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ. قَالَ الْبَغَوِيُّ: وَحَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ثنا شَبَابَةُ قَالا: ثنا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ السُّلَمِيِّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ فَسَمِعَ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ، فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا لَرَاعِي أَوْ عَازِبٌ عَنْ أَهْلِهِ فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ رَاعِي غَنَمٍ – زَادَ شَبَابَةُ فِي حَدِيثِهِ وَإِذَا شَاةٌ ميتة – فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى أَهْلِهَا؟ قَالُوا: مِنْ هُوَ أَنَّهَا ألقوها قال: فو الذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى الله من هذه على أهلا " 1. هكذا رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ حسن البزاز وأبو السري موسى بْنُ الْحَسَنِ الْمَعْرُوفُ بِالْجَلاجِلِيِّ2 عَنْ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ شُعْبَةَ وفيه كلمات لَمْ يَسْمَعْهَا الْحَكَمُ مِنَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَإِنَّمَا سَمِعَهَا مِنْ رَجُلٍ عَنْهُ وَهِيَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ: " إِنَّ هَذَا لَرَاعِي غَنَمٍ أو عازب عن أهله " أدرجت في هذه الروايات عن شعبة.

_ 1. لعل البغوي ذكره في معجم الصحابة، يوجد منه بعض الأجزاء مفرقا في عدة مكتبات انظر تفصيل ذلك في موارد الخطيب البغدادي 414-415، وقد أخرجه النسائي من طريق ابن زريع به في عمل اليوم والليلة. وأخرجه أيضا من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة..به 2/19 كتاب الصلاة باب أذان الراعي انظر الحاشية رقم (1) ، حيث أشار إلى رواية بعض النسخ التي فيها زيادة. ولرواية النمري وابن زريع وشبابة متابع عن شعبة وهو وكيع عند أحمد في المسند 4/336 بنحو لفظه عن هؤلاء الثلاثة والله أعلم. 2. قال في اللباب 1/319: باللام ألف بين جيمين أولاهما مفتوحة والثانية مكسورة وفي آخرها لام – هذه النسبة إلى الجلاجل وهي جمع جلجل وهو معروف. أ. هـ.

وَرَوَى عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ الْحَدِيثَ عَنْ شُعْبَةَ مُبَيَّنًا وميزوا1 فِيهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي لَمْ يَسْمَعْهَا الْحَكَمُ مِنَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَرْبَهَارِيُّ2 عَنْ عَفَّانَ عَنْ شُعْبَةَ. فأما حديث الحسن بن مكرم وأبي السري الجلاجلي عن عفان مثل حديثي3 أبي عمر النمري ويزيد بن زريع وشبابة اللذين3 قدمناهما3: فأخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ4 نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ نا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ نا عَفَّانُ بن مسلم. وأخبرنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ – وَاللَّفْظُ لَهُ – أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ ثنا أَبُو السَّرِيِّ الْجَلاجِلِيُّ نا عَفَّانُ نا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَسَمِعَ رَجُلا يُؤَذِّنُ، فَجَعَلَ يَقُولُ مِثْلَ مَا يَقُولُ، فَلَمَّا بَلَغَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ هَذَا رَاعِي غَنَمٍ أَوْ رَجُلٌ عَازِبٌ عَنْ أَهْلِهِ فَلَمَّا هَبَطَ الْوَادِي إِذَا هُوَ بِرَاعِي غَنَمٍ وَإِذَا شَاةٌ مَيِّتَةٌ فَقَالَ: أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً

_ 1. في الأصل (ميز) بدون واو ولا ألف وما أثبته أنسب وللسياق. 2. بفتح الباء الموحدة وسكون الراء المهملة وفتح الباء الثانية أيضا والراء المهملة أيضا وبعد الهاء والألف، هذه النسبة إلى بربهار وهي الأدوية التي تجلب من الهند (الأنساب 2/133) . 3. كتب عليه في الأصل (كذا) في المواضع الثلاثة إشارة إلى أن الأولى الجمع بدل التثنية لأنه يعود إلى ثلاثة – النمري وابن زريع وشبابة – ولعل الخطيب قصد أن حديث ابن زريع وشبابة واحد ساقه من طريق البغوي سياقة واحدة بلفظ واحد، والله أعلم. 4. بزايين بينهما ألف.

عَلَى أَهْلِهَا؟ قَالُوا: مِنْ هَوَانِهَا ألقوها، قال: فو الذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا " 1. وأما حديث أحمد بن علي (86/أ) البربهاري عن عفان الذي رواه مفصلا مبينًا: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ وَهْبٍ الْبُنْدَارُ نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَرْبَهَارِيُّ نا عَفَّانُ نا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ: " أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَسَمِعَ صَوْتَ رَجُلٍ يُؤَذِّنُ فَجَعَلَ يَقُولُ كَمَا يَقُولُ حَتَّى بَلَغَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ – قَالَ الْحَكَمُ: لَمْ أَسْمَعْ هَذَا مِنَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى – قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ هذا لراعي غَنَمٍ أَوْ رَجُلٌ عَازِبٌ عَنْ أَهْلِهِ فَلَمَّا هَبَطَ الْوَادِي إِذَا هُوَ رَاعِي غَنَمٍ، فَإِذَا شَاةٌ مَيِّتَةٌ فَقَالَ: أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى أَهْلِهَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا " 2. وأما حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ شُعْبَةَ مِثْلُ رِوَايَةِ عَفَّانَ هَذِهِ: فأخبرناه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ نا إِسْمَاعِيلُ بن إسحاق القاضي.

_ 1. لم اقف عليه من هذا الطريق. 2. لم أجده من هذا الطريق بهذا السياق. ولكن رأيت في سنن النسائي 2/19 كتاب الصلاة باب أذان الراعي حاشية رقم: (1) جاء فيها: " وجد لفظ هذا الحديث في بعض النسخ هكذا " أذان الراعي حدثنا إسحاق بن منصور عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عن شعبة عن الحكم "..به بمثل هذا السياق، والله أعلم.

نا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ أنا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ أَنَّهُ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَسَمِعَ صَوْتَ رَجُلٍ يُؤَذِّنُ " ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ عَفَّانَ. قَالَ الْحَكَمُ: لَمْ أَسْمَعْ هَذَا مِنَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى: " إِنَّهُ لَرَاعِي غَنَمٍ أَوْ عَازِبٌ عَنْ أَهْلِهِ " 1. وأما حديث محمد بن جعفر عن شعبة الموافق لرواية عمرو بن مرزوق في تمييز الكلمات: فأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ نا أَحْمَدُ بن إبراهيم الإسماعيلي أنا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا نا بُنْدَارٌ2 وابن المثنى3. قال الإسماعيلي: أخبرني ابن ناجية4 نا بندار. وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ أَيْضًا قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ [إِسْمَاعِيلَ] 5 البصلاني نا محمد ابن بَشَّارٍ نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ نا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ: " أَنَّهُ كَانَ مَعَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَسَمِعَ صَوْتَ رَجُلٍ يُؤَذِّنُ فَجَعَلَ يُجِيبُهُ مِثْلَ آذَانِهِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشْهَدُ أن محمدا رسول الله ".

_ 1. لم أجده من طريق ابن مرزوق عن شعبة. 2. محمد بن بشار. 3. محمد بن المثنى أبو موسى الزمن. 4. عبد الله بن محمد بن ناجية. 5. في الأصل (سليمان) والصواب ما أثبت.

قَالَ الْحَكَمُ: لَمْ أَسْمَعْ هَذَا مِنَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْهُ بِهَا: " فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ لَرَاعِي غَنَمٍ أَوْ عَازِبٌ عَنْ أَهْلِهِ قَالَ: فَهَبَطَ الْوَادِي، فَإِذَا هُوَ بِرَاعِي غَنَمٍ وَإِذَا هُوَ بِشَاةٍ مَنْبُوذَةٍ، فَقَالَ: تَرَوْنَ هذه هينة على أهلا؟، قالوا: نعم، فقال: الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا " 1. قَالَ شُعْبَةُ: وَإِنَّمَا قَالَ الْحَكَمُ: لَمْ أَسْمَعْ هَذَا الْحَرْفَ مِنَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، إِنَّهُ لَرَاعِي غَنَمٍ أَوْ عَازِبٌ عَنْ أَهْلِهِ. قَالَ الْبَرْقَانِيُّ: جَمَعَ الإِسْمَاعِيلِيُّ حَدِيثَيْهِ وَجَعَلَ لَفْظَهُمَا وَاحِدًا وَفِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي ليلى وفيه حديثي بِهَذَا رَجُلٌ، وَفِيهِ قَالَ شُعْبَةُ: أَظُنُّ الْحَكَمَ قَالَ: وَالْبَاقِي سَوَاءٌ. وأما حديث حجاج الأعور عن شعبة مثل رواية غندر ومن وافقه: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ التَّغْلِبِيُّ – بِدِمَشْقَ – نا تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله الحافظ (86/ب) أنا أبو ميمون عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ الْبَجَلِيُّ نا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَمِيلٍ نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ نا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ أَنَّهُ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَسَمِعَ صَوْتَ رَجُلٍ يُؤَذِّنُ فَجَعَلَ يُجِيبُهُ بِمِثْلِ آذَانِهِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ". قَالَ الْحَكَمُ: لَمْ أَسْمَعْ هَذَا مِنَ ابْنِ أَبِي ليلى حدثني به رجل عنه قال:

_ 1. لم أقف عليه ولعل الإسماعيلي أخرجه في أحد كتابيه المستخرج على صحيح البخاري، أو المسند الكبير – ولم أقف عليهما – (انظر الموارد لأكرم العمري 442) .

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَرَاعِي غَنَمٍ أَوْ عَازِبٌ عَنْ أَهْلِهِ قَالَ: فَهَبَطَ الْوَادِي فَإِذَا هُوَ رَاعِي غَنَمٍ وَإِذَا هُوَ بِشَاةٍ مَنْبُوذَةٍ، قَالَ: أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى أَهْلِهَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ على أهلها " 1 65- حَدِيثٌ آخَرُ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ نا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانٍ2. قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنَا فضيل بن محمد المطلبي3 نا أَبُو نُعَيْمٍ4. قَالَ: وَنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ نا أَبُو حُذَيْفَةَ5، قَالُوا: نا سُفْيَانُ6 عَنِ الأَعْمَشِ7 عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنِ الأَسْوَدِ8 عَنْ عبد الله بن مسعود قال: " لا يَجْعَلَنَّ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانَ مِنْ نَفْسِهِ جُزْءًا يَرَى أَنَّ حَقًّا وَاجِبًا عَلَيْهِ أَلا يَنْصَرِفَ مِنَ صلاته إِلا عَنْ يَمِينِهِ، فَقَدْ رَأَيْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر

_ 1. لم أقف عليه بهذا الإسناد والسياق فيا اطلعت عليه من المصادر والعلم عند الله. هذا الجزء الأخير من الحديث " أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى أَهْلِهَا ... " جاء من طريق عند مسلم 4/2272 ح 2 من كتاب الزهد، وأحمد 4/229، وابن ماجة 2/1377 ح 4111 باب مثل الدنيا كتاب الزهد كما جاء معنى الجزء الأول أيضا من الحديث عند هؤلاء وغيرهم والله أعلم. 2. أبو يحيى المروروذي – برائين وواوين وذال معجمة – يقال له خادم سفيان الثوري – قال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق (الجرح والتعديل 6/51) . 3. بفتح الميم وللام وفي آخرها طاء مهملة هذه النسبة مدينة ملطية وهي من ثغور الروم كذا في اللباب (3/254) ، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7/79: كان إمام مسجد ملطية يكنى أبا يحيى كتب إليّ بجزئين من حديثه. 4. هو الفضل بن دكين الملائي الكوفي. 5. موسى بن مسعود النهدي – بفتح النون. 6. هو الثوري. 7. سليمان بن مهران. 8. ابن يزيد النخعي.

مَا يَنْصَرِفُ مِنَ الصَّلاةِ عَنْ يَسَارِهِ ". كَذَا رَوَى الطَّبَرَانِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ وَسَاقَهُ عَنْ شُيُوخِهِ الثَّلاثَةِ سِيَاقَةً وَاحِدَةً1. وَنَرَاهُ حَمَلَ حَدِيثَ أَبِي نُعَيْمٍ عَلَى حَدِيثَيِ الآخَرِينَ، وأن أَبَا نُعَيْمٍ كَانَ يَرْوِي أَلْفَاظًا مِنْهُ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ سُفْيَانَ، وَهِيَ ذِكْرُ الانْصِرَافِ عَنِ الْيَمِينِ, لَمْ يَسْمَعْهَا مِنْ سُفْيَانَ، وَسَمِعَ مِنْهُ مَا عَدَاهَا مِنَ الْحَدِيثِ. رَوَى ذَلِكَ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ مُبَيَّنًا مُفَصَّلا عُمَرُ بْنُ علي بن حرب الطائي. وأخبرنا بحديث أبي الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزقويه أنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي نا عمر بن علي بن حرب نا أبو نعيم عن سفيان – يعني -2 الثوري – عن الأعمش عن عمارة عن عُمَيْرٍ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ الله قال: " لا يجعلن أحدكم للشيطان من صلاته جزءا ". ونا بعض أصحابنا عن سفيان بهذا الحرف وحده: " لا نرى أنه حين ينصرف إلا عن يمينه، ولقد رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرُ ما ينصرف عن يساره " 3 4.

_ 1. لم أجده في المعاجم الثلاثة للطبراني عن أحد من شيوخه الثلاثة المذكورين هنا، وقد أخرجه في الكبير عن عدة رواة عن الأعمش في حديث ابن مسعود. 2. في هذا الموضع من الأصل تضبيب!!!. 3. أخرجه الحميدي في المسند 1/69 ح 127 عن سفيان عن الأعمش ... به والحديث مخرج في الصحيحين والسنن ومسند أحمد عن شعبة وغيره عن الأعمش وغيه، والطبراني في الكبير في مسند ابن مسعود وفي كل رواياتهم: " لا يجعلن للشيطان من نفسه جزاءا ... ، الحديث وهو أيضا مروي عن غير ابن مسعود. 4. في الأصل في الهامش (بلغ مقابلة في السادس عشر حسب الطاقة والله أعلم) .

66- حديث آخر: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَبُو الْوَلِيدِ الْبَلْخِيُّ نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن علي بن الحسن البصري نَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَعْرُوفُ بِشُعْبَةَ الحافظ – إملاءا – نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ رَاشِدٍ الأَنْصَارِيُّ نا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ1 نا عثمان بن زائدة (87/أ) عن الزبير بن عدي2 عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " مَا من عام إِلا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " 3. كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ التَّمَّارُ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ أَدْرَجَ الْمَتْنَ كُلَّهُ بِإِسْنَادٍ وَاحِدٍ. وَقَوْلُ أَنَسٍ سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ هُوَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ زَائِدَةَ عن الزيبر بْنِ عَدِيٍّ، وَإِنَّمَا سَمِعَهُ عُثْمَانُ مِنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، بَيَّنَ ذَلِكَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ وَأَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الإِسْفَاطِيُّ وَأَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ فِي رِوَايَتِهِمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، وَمَيَّزُوا اللَّفْظَ الأَخِيرَ، وَإِنَّهُ عِنْدَ عُثْمَانَ عَنْ مِسْعَرٍ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ. حدثني أبو الوليد البلخي نا أحمد بن علي بن الحسن البصري قال: قال شعبة: هكذا أناه التمار وأخطأ في ((قوله سمعت ذَلِكَ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ))

_ 1. هشام بن عبد الملك. 2. قال في التقريب 106: الهمداني اليامي – بالتحتانية أب عبد الله الكوفي ولي قضاء الري ثقة. 3. لم أقف عليه من رواية الطيالسي.

لأن الثقات المأمونين الذين يعرفون مثل أبي حاتم محمد بن إدريس وغيره رووه، فقال أبو حاتم: نا أبو الوليد مرارا. قال: نا عُثْمَانُ بْنُ زَائِدَةَ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك قال: " ما من عام إِلا وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ " قال عثمان بن1 زائدة قال لي مسعر بن كدام عن الزبير بْنِ عَدِيٍّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك قال: " سمعت ذلك من نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". فأما حديث الدقيقي عن أبي الوليد: فأخبرناه أبو الحسن محمد بن أَحْمَدَ بْنِ رِزْقَوَيْهِ أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أيوب العبّاداني2. وأخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ نا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ زَائِدَةَ قَالَ سَمِعْتُ: الزُّبَيْرَ بْنَ عَدِيٍّ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسٍ أَوْ دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ أَنَسٌ: " لا يَأْتِي عَلَيْكُمْ عَامٌ إِلا وَالَّذِي بعده3 شر منه ". قال عثمان: فسمعت مسعرا يحدث به عن الزبير بن عدي عن أنس

_ 1. في الأصل (ابن أبي زائدة) والصواب ما أثبت. 2. بفتح العين وتشديد الموحدة المفتوحة وبعد الألف دال مهملة وسكون الألف وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى عبادان وهي بليدة بنواحي البصرة في البحر (اللباب 2/309) . 3. وضع في الأصل على هذا الموضع خطأ مائلا إلى اليسار وكتب مقابلة في الهامش عبارة (وقال الرزاز: والذي بعده) ولم أجد لها محلا هنا مناسبا، والله أعلم.

قال: " سمعت نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". قَالَ عُثْمَانُ: أَوْ كَمَا ذَكَرَ إن كان كذلك إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: مَا سَمِعْتُهُ يَتَكَلَّمَ – وَقَالَ الرَّزَّازُ: تَكَلَّمَ – بِكَلِمَةٍ إِلا اسْتَثْنَى فِيهَا1. وأما حديث الإسفاطي عن أبي الوليد: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نَا سليمان بن أحمد الطبراني – إملاءا وَقِرَاءَةً – نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الإِسْفَاطِيُّ نا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ نا عُثْمَانُ بْنُ زَائِدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ عَدِيٍّ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: " لا يَأْتِي عَلَيْكُمْ عَامٌ إلا وهو شَرٌّ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ ". قَالَ عُثْمَانُ: وَسَمِعْتُ مِسْعَرَ بْنَ كِدَامٍ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2. وأما حديث البخاري عن أبي الوليد: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ أنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ أَنَا محمد بن هارون (87/ب) الْحَضْرَمِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ: نا شَاذَانُ وَأَبُو الْوَلِيدِ قَالا: نا عُثْمَانُ بْنُ زَائِدَةَ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " لا يأتي زمان إِلا وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ ". قَالَ عُثْمَانُ بْنُ زَائِدَةَ وَحَدَّثَنِي مسعر بن كدام عن الزبير بن عدي عن

_ 1. لم أقف على من خرج هذه الرواية. 2. لم أجده.

أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ1. قَالَ أَبُو حَامِدٍ الْحَضْرَمِيُّ: وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ عَنْ مِسْعَرٍ غَيْرَ عُثْمَانَ بن زائدة.

_ 1. لم اقف عليه من هذا الطريق عن البخاري. هذا الحديث رواه البخاري في الصحيح كتاب الفتن باب لا يأتي زَمَانٌ إِلا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ منه. عن محمد بن يوسف الفريابي عن الثوري عن الزبير بن عدي قال: أتينا أنسا فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال: اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم، سمعته من نبيكم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الفتح 13/19-20 ح 7068) . وبهذا السياق أخرجه الترمذي عن محمد بن بشار عن يحيى بن سعيد عن الثوري..به (السنن 4/492 ح 2206) وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. ومن طريق عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري أخرجه الإمام أحمد في المسند 3/132، 177، 179.

باب: ذكر أخبار من روى عن شيخ حديثا في متنه لفظة واحدة لم يسمعها ذلك الشيخ فأدرج المتن ولم يبين إسناد تلك اللفظة

المجلد الثاني باب: ذكر أخبار من روى عن شيخ حديثا في متنه لفظة واحدة لم يسمعها ذلك الشيخ فأدرج المتن ولم يبين إسناد تلك اللفظة ... 67- حديث آخر: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ، نا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: "أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناس من عرينة، فقال لهم رسول الله: لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى ذَوْدٍ لَنَا فَكُنْتُمْ فِيهَا فَشَرِبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَفَعَلُوا، فَلَمَّا صَحُّوا قَامُوا إِلَى رَاعِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَتَلُوهُ، وَرَجَعُوا كُفَّارًا، وَاسْتَاقُوا ذَوْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ فِي طَلَبِهِمْ، فَأُتِيَ بِهِمْ فَقَطَعَ أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم" 1.

_ 1 رواه النسائي في السنن 7/96 كتاب تحريم الدماء، باب ذكر اختلاف الناقلين لخبر حميد عن أنس، وذلك من طريق علي بن حجر، عن إسماعيل، عن حميد ... به، وعن عبد الله بن عمرو وغيره عنه ... به. وقد تابع إسماعيل بن جعفر على هذا اللفظ هشيم بن بشير، وتابع حميداً فيه أيضاً عبد العزيز بن صهيب، أخرجه مسلم 3/ 296/ ح 9 من كتاب القسامة عن يحيى بن يحيى وأبي بكر بن أبي شيبة، عن هشيم، عن عبد العزيز بن صهيب وحميد به. وأخرجه أيضاً الطحاوي في شرح معاني الآثار 3/ 180 من طريق سعيد بن منصور عن هشيم عنهما ... به. وأخرجه من طريق عبد الوهاب عن حميد ... به الإمام ابن ماجه في الحدود، باب من حارب وسعى في الأرض فساداً 2/ 861/ ح 2578.

هَكَذَا رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الأَنْصَارِيُّ جَمِيعَ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَفِيهِ لَفْظَةٌ وَاحِدَةٌ لَمْ يَسْمَعْهَا حُمَيْدٌ مِنْ أَنَسٍ، وَإِنَّمَا رَوَاهَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وَهِيَ قَوْلُهُ "وَأَبْوَالِهَا". بَيَّنَ ذَلِكَ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ السُّلَمِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حُمَيْدٍ. أما حديث مروان: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مَلاسٍ1 النُّمَيْرِيُّ، نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، نا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "قَدِمَ نَاسٌ مِنْ عُرَيْنَةَ فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى إِبِلِ الصَّدَقَةَ فَشَرِبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا ـ قَالَ قَتَادَةُ: وَقَدْ ذَكَرَ أَبْوَالَهَا ـ فَخَرَجُوا، فَلَمَّا صَحُّوا قَتَلُوا رَاعِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وستاقوا الإِبِلَ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَلَبِهِمْ، فَأُخِذُوا فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وأرجلهم وسمل أعينهم" 2.

_ 1 بالميم واللام ألف، وآخره مهملة، كذا في الأصل والجرح والتعديل 8/ 116. 2 لم أجده من رواية مروان عن حميد.

وأما حديث يزيد بن هارون: فأخبرناه عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُفِيدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّقَطِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: "أَنَّ نَفَرًا مِنْ عُرَيْنَةَ قَدِمُوا إِلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَهَ، فَقَالَ لَهُمْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى إِبِلِ (88/أ) الصَّدَقَةَ، فَشَرِبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا ـ قَالَ حميد: قال قتادة: وأبوالها، ولم أَسْمَعْهُ مِنْ أَنَسٍ ـ فَلَمَّا صَحُّوا ارْتَدُّوا عَنِ الإِسْلامِ، وَقَتَلُوا رَاعِي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَاقُوا الإِبِلَ، فَبَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آثَارِهِمْ فَأُخِذُوا فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ 1. وأما حديث عبد الله بن بكر: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله المعدل، أنبأ محمد بن جعفر الآدمي2 القارئ، نا ابن الطباع3، نا السهمي، نا حميد الطويل، عن أنس: "أن ناسا من عرينة قدموا المدينة فاجتووها، فقال لهم: لو خرجتم إلى إبل لنا فشربتم من ألبانها ـ قال: وذكر قتادة وأبوالها ـ فلما صحوا قتلوا راعي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستاقوا الإبل" 4.5

_ 1 لم أقف عليه من هذا الطريق. 2 بالدال المهملة ـ بعد الألف ـ والميم، كذا في الأصل وتاريخ بغداد 2/ 147. 3 أبو بكر محمد بن يوسف بن عيسى الطباع، مات سنة 276هـ. قال الدارقطني: صدوق. تاريخ بغداد 3/ 394. 4 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب!!! 5 لم أقف عليه من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ عن حميد.

وأما حديث معتمر1 وابن أبي عدي: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ الْخِرَقِيُّ، نا قَاسِمٌ الْمُطَرِّزُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، نا الْمُعْتَمِرُ عَنْ حُمَيْدٍ. قَالَ قَاسِمٌ: وحدثنا محمد بن عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ الْبَاهِلِيُّ، نا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ2 قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "قَدِمَ نَفَرٌ مِنْ عُرَيْنَةَ فَنَزَلُوا الْمَدِينَةَ، فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ، فَقَالَ لَهُمُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى ذَوْدٍ لَنَا فَشَرِبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا ـ وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: وَأَبْوَالِهَا ـ قَالَ: فَفَعَلُوا وَكَانُوا فِيهَا حَتَّى صَحُّوا، ثُمَّ قَامُوا إِلَى رَاعِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَتَلُوهُ، وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَحَارَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَقَتَلُوا مُؤْمِنًا، فَأَتَى بهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ، وَتَرَكَهُمْ فِي الْحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا" 3. وأما حديث بشر بن المفضل: فأخبرناه محمد بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ4، نا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ5، نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، نا حميد الطويل عن

_ 1 ابن سليمان التيمي، ولم أقف على روايته هذه. 2 مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عدي. 3 رواه النسائي في تحريم الدماء، باب ذكر اختلاف الناقلين لخبر حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فيه 7/ 96-97، عن محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي به. ورواه عنه أيضاً الإمام أحمد في المسند 3/ 107، 205 إلا أنه في رواية أحمد، والنسائي ... قال حميد، وقال قتادة: وأبوالها. هذا وقد أخرجه النسائي أيضاً في نفس الموضع السابق، وبهذا السياق عن محمد بن المثنى عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن حميد ... به ... 4 ابن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي ثقة. تاريخ بغداد 6/ 61. 5 ابن أبي حبيب البحراني، أبو الفضل البصري، لقبه عباسويه، ويعرف بالعبدي، قال الحافظ في التقريب 166: صدوق يخطئ.

أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: "أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْعُرَنِيِّينَ حِينَ اجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ: لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى إِبِلِ الصَّدَقَةَ فَشَرِبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا ـ قَالَ: قَالَ حُمَيْدٌ: وَقَالَ قَتَادَةُ ـ عَنْ أَنَسٍ وأبوالها"1. 68- حديث آخر: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جعفر بن حمدان، نا عبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا رَوْحٌ، نا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ2 رَبُّ الملائكة والروح" 3. أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ4، أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْفَارِسِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَعْدَانَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، نا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ. بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ سواء5. (88/ب)

_ 1 لم أقف عليه من رواية بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ حُمَيْدٍ. وهذا الحديث مشهور من رواية أنس من رواية حميد، وقتادة، وثابت البناني، وغيرهما عند أصحاب الكتب الستة وأحمد وغيرهم. 2 قال في النهاية في غريب الحديث 2/ 332: يرويان بالضم والفتح، والفتح أقيس، والضم أكثر استعمالاً، وهو من أبنية المبالغة، المراد به التنزيه. اهـ. 3 هذا الحديث بهذا الإسناد ـ روح بن عبادة عن شعبة ـ وبهذا السياق رواه أحمد في المسند 6/ 244 مرتين، وفي كلا المرتين لم يذكر فيه قوله "وسجوده"، ولم أقف عليه بهذا الإسناد في غير هذا الموضع، والله تعالى أعلم. 4 علي بن المحسن التنوخي القاضي. 5 رواه إسحاق بن راهويه في مسنده عن الضبعي ... به 3/ 720 ح 780 بتحقيق د. عبد الغفور البلوشي، ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 234. وتابع روحاً وسعيداً على هذا المتن بهز بن أٍسد، أخرج روايته الإمام أحمد 1/ 94.

كذلك رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ جَمِيعًا عَنْ شُعْبَةَ, وَقِيلَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ كذلك أيضا. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ ـ وَأَنَا أَسْمَعُ ـ حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "كَانَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ وَرُكُوعِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ" 1. قَالَ البرقاني: في نسخة أخرى سعيد بدل مِنْ شُعْبَةَ. وَذَكَرَ السُّجُودَ خَاصَّةً فِي هَذَا الْحَدِيثِ لَيْسَ هُوَ عِنْدَ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ، وَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَهُ عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ. فَهَؤُلاءِ الَّذِينَ سُقْنَا أَحَادِيثَهُمْ أَدْرَجُوا الْحَدِيثَ وَجَعَلُوهُ كُلَّهُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ. وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ شُعْبَةَ، فَذَكَرَ الرُّكُوعَ حَسْبُ بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ. وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ شُعْبَةَ، فَجَمَعَا فِي الْحَدِيثِ بَيْنَ ذِكْرِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، إِلا أَنَّهُمَا بَيَّنَا عَنْ شُعْبَةَ أَنَّ ذِكْرَ السُّجُودِ عَنْ

_ 1 رواه الإمام أحمد في المسند 6/ 148، وفي آخره "رب الملائكة والروح". وكذلك تابعهم على ذلك خالد بن الحارث أبو عثمان البصري، فرواه عن شعبة كرواية روح وسعيد ومحمد بن جعفر، أخرجه النسائي في سننه، كتاب الصلاة، باب الذكر في الركوع 2/ 190.

هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ عَنْ قَتَادَةَ1. فأما حديث من اقتصر على ذكر الركوع وحده عن شعبة: فأخبرناه الحسن بن علي الجهضمي، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا بَهْزٌ2 قَالَ: نَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: سُبُّوحٌ قدوس رب الملائكة والروح" 3. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، أَخْبَرَكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اللَّيْثِ، نا عَبَّاسٌ النَّرْسِيُّ4، نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رب الملائكة والروح" 5. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحمن بن محمد بن جعفر، وعلي

_ 1 وأخرجه النسائي في كتاب الصلاة، باب الدعاء في السجود 2/ 224 من رواية شعبة عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ـ بفتح المهملة ـ عن قتادة ... به، فهذه متابعة لهشام عن قتادة. ورواية ابن أبي عروبة عن قتادة بذكر الركوع والسجود، أخرجها مسلم 1/ 353 ح 223 من كتاب الصلاة من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن بشر العبدي، عن سعيد ... به ... وأخرجها البيهقي من رواية سعيد بن عامر الضبعي، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة ... به. السنن الكبرى 2/ 87. 2 ابن أسد العمي أبو الأسود البصري. 3 أخرجه الإمام أحمد في المسند 6/ 176. 4 ابن الوليد النرسي ـ بالنون والراء والمهملة ـ. 5 لم أقف على رواية يزيد بن زريع.

ابن الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالُوا: أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْفَارِسِيُّ، نا علي بن الحسن ابن مَعْدَانَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ شُعْبَةَ، وَلَمْ يَقُلْ: "فِي سُجُودِهِ"1. وأما حديث سليمان بن حرب الذي جمع فيه بين ذكر الركوع والسجود وبين أن السجود عن هشام بن عروة: فَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ ـ إِمْلاءً ـ نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ [[نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ". قَالَ: وَحَدَّثَنِي هِشَامٌ2 صَاحِبُ الدَّسْتُوَائِيِّ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ". قَالَ الدَّقِيقِيُّ: قُلْتُ لِسُلَيْمَانَ: شُعْبَةُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ قَالَ: كذا قال]] 3.

_ 1 لم أقف على رواية النضر بن شميل. 2 هو ابن عبد الله الدستوائي، اسم أبيه سنبر ـ على وزن جعفر، ولا أدري ما مراد المؤلف هنا بقوله: "صاحب الدستوائي" وهو كذلك في سنن الدارقطني. 3 انظر ما بين المعكوفتين في سنن الدارقطني 1/ 344 باب صفة ما يقول المصلي عند ركوعه وسجوده. وأخرجه الإمام أحمد في المسند 6/ 149، وانظر أيضاً 115 منه.

أخبرناه أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ الله (89/أ) بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الله بن مسعود العبدي1. وَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالا: أنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ". هَذَا آخِرُ حَدِيثِ الْعَبْدِيِّ، وَزَادَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ: قَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أنها قالت: يقوله فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ. وأما حديث عفان عن شعبة مثل هذه الرواية: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، نا عفان، نَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ". قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، فَقَالَ: في ركوعه وسجوده2.3

_ 1 هو المعروف بـ "سمويه". 2 رواه في المسند 6/ 115 عن عفان ـ هو ابن مسلم ـ عن شعبة ... به. 3 كتب في مقابلة من الهامش "بلغ مقابلة".

باب: ذكر أخبار من وصل المرسل المقطوع بالمتصل المرفوع وأدرجه في الأحاديث

باب: ذكر أخبار من وصل المرسل المقطوع بالمتصل المرفوع وأدرجه في الأحاديث ... 69- حديث آخر: أخبرنا محمد بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، نا أَحْمَدُ بن محمد بن عبد الله القطان، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ. وأنبأنا الحسن بن أبي بكر، أنبأ أبو سهل بن زياد1، ثنا يحيى بن جعفر ـ هو ابْنُ أَبِي طَالِبٍ ـ أنا عَلِيُّ بْنِ عَاصِمٍ2 قَالَ: نا ـ وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ أنا ـ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ3، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: "قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: مَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ قَرَأَ عَلَى الجن؟ قال: ما شهده مِنَّا أَحَدٌ وَلا عَلِمْنَا بِهَا4 فقدناه تيك اللَّيْلَةَ، فَخِفْنَا أَنْ يَكُونَ بَعْضُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ اغْتَالَهُ، فَتَفَرَّقْنَا عَلَيْهِ فِي الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ نَطْلُبْهُ، فَلَمَّا

_ 1 هو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن زياد أبو سهل القطان. 2 في الأصل عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ، والصواب علي بن عاصم كما ذكره المؤلف بعد ذلك. 3 ابن شراحيل أبو عمرو الشعبي ـ بفتح الشين المعجمة ـ. 4 في الأصل على الضمير علامة تضبيب، ولعلها بسبب تأنيث الضمير، وكأنه يرى أن الأولى تذكيره لرجوعه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي نظري أن التأنيث أولى، لرجوع الضمير إلى الليلة, والله أعلم.

بَدَا لَنَا الصُّبْحُ رَأَيْتُ عِيرًا، فَتَوَجَّهْتُ نَحْوَهَا لِنَسْأَلَهُمْ عَنْهُ، فَلَقِيتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَدْنَاكَ اللَّيْلَةَ، فَخِفْنَا أَنْ يَكُونَ بَعْضُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ اغْتَالَكَ، فَتَفَرَّقْنَا فِي الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ نَطْلُبْكَ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ، فَجَعَلَ يُرِينِي آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ، قَالَ: فَلَمَّا أَرَادُوا الانْصِرَافَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يُبَلِّغُنَا إِلَى بِلادِنَا؟ قَالَ: كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا كَانَ لَحْمًا، وَكُلُّ بعرة فلدوابكم يكون علفاً، فلا تَسْتَنْجُوا بِزَادِ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَهُمْ جِنُّ الجزيرة" 1. حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الأُرْمَوِيُّ2 ـ لَفْظًا بِنَيْسَابُورَ ـ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ ـ بِنَسَا3، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: "سَأَلْتُ عَلْقَمَةَ: هَلْ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (89/ب) ليلة الجنة؟ فَقَالَ عَلْقَمَةُ: أنا سَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، فَقُلْتُ: هَلْ شَهِدَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ؟ فَقَالَ: لا، وَلَكِنْ كُنَّا مَعَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

_ 1 لم أقف عليه من رواية علي بن عاصم، عن ابن أبي هند. 2 قال السمعاني الأنساب 1/ 173: بضم الألف، وسكون الراء، وفتح الميم، وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى أرمية، وهي من بلاد أذربيجان. 3 قال في معجم البلدان 5/ 281-282: بفتح أوله ـ مقصور ـ والنسبة الصحيحة إليها نسائي، وقيل: نسوي أيضاً ـ وكان من والواجب كسر النون: وهي مدينة بخراسان بينها وبين سرخش يومان، وبينها وبين مرو خمسة أيام. اهـ.

ذَاتَ لَيْلَةٍ فَفَقَدْنَاهُ، فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ فَقُلْنَا: اسْتُطِيرَ1 أَوِ اغْتِيلَ، قَالَ: فَبِتْنَا بشرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ. قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا هُوَ جاءٍ مِنْ قِبَلِ حِرَاءَ قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ، فَلَمْ نَجِدْكَ، فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، قَالَ: أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا نِيرَانَهُمْ، وَسَأَلُوهُ الزَّادَ، فَقَالَ: لَكُمْ كُلَّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يقع في أيديكم، أو فرماً يكون لحماً، وكل بعر عَلَفًا لِدَوَابِّكُمْ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَلا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا، فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ" 2. أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ3 الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ4، نا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: "قُلْتُ لابْنِ مَسْعُودٍ: إِنَّ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ كُنْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ، فَقَالَ: مَا صَحِبَهُ مِنَّا أَحَدٌ، وَلَكِنَّا فَقَدْنَاهُ بِمَكَّةَ، فَطَلَبْنَاهُ فِي الشِّعَابِ وَفِي الأَوْدِيَةِ فَقُلْنَا: اغْتِيلَ؟ ... اسْتُطِيرَ؟ قَالَ: فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بها قوم.

_ 1 قال ابن الأثير: أي ذهب به بسرعة كأن الطير حملته أو اغتاله أحد، والاستطارة والتطاير: التفرق والذهاب. النهاية 3/ 151-152. 2 هذه الرواية من طريق ابن خزيمة عن ابن المثنى، عن عبد الأعلى، انظرها في صحيح ابن خزيمة 1/ 44-45 ح 88، كتاب الطهارة، باب ذكر العلة التي من أجلها زجر عن الاستنجاء بالعظام والروث. ومن طريق محمد بن المثنى عن عبد الأعلى ... به أخرجه مسلم 1/ 332 ح 150 من كتاب الصلاة. وأخرجه أيضاً من هذا الطريق ـ الحافظ البيهقي في الكبرى 1/ 108-109. 3 أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إسحاق الأصبهاني. 4 سليمان بن داود الطيالسي.

فَلَمَّا أَصْبَحْنَا رَأَيْنَاهُ مُقْبِلا فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِتْنَا بِشَرِّ ليلة بات بها قوم، فَقَدْنَاكَ، فَقَالَ: إِنَّهُ أَتَانِي دَاعِي الجن فانطلقت أقرئهم1 القرآن، فانطلق بنا فأردنا بُيُوتَهُمْ وَنِيرَانَهُمْ، وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ: كُلُّ عَظْمٍ لَمْ يُذْكَرْ عَلَيْهِ اسم2 يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا كَانَ لَحْمًا وَكُلُّ بَعَرَةٍ3 عَلَفًا لِدَوَابِّكُمْ، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسْتَنْجَى بهاما، وقال: هما4 زاد إخوانكم الْجِنِّ" 5. كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَعَبْدُ الأَعْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ وُهَيْبِ بْنُ خَالِدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ. وتابعهم عدي بن أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيُّ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ عَدِيٍّ، فَرَوَاهُ عَنْ دَاوُدَ كَذَلِكَ سِيَاقَةً وَاحِدَةً مَرْفُوعًا مُتَّصِلا، وَبَعْضُ الْمَتْنِ لَيْسَ هُوَ عِنْدَ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ، وَإِنَّمَا كَانَ يَرْوِيهِ مُرْسَلا لا يُسْنِدُهُ إِلَى أَحَدٍ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِ "وَسَأَلُوهُ الزَّادَ" إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ، فَأُدْرِجَ ذَلِكَ فِي رِوَايَةِ عَلِيِّ بْنِ عاصم وعبد الأعلى.

_ 1 في الأصل: "أقرئهم" ووضع عليه علامة التضبيب، والتصويب من مسند الطيالسي. 2 هكذا في الأصل ومسند الطيالسي، وفي الروايات السابقة واللاحقة "اسم الله". 3 في هذا الموضع من الأصل علامة التضبيب، ولعله بسبب نصب "علفاً"، وهو كذلك منصوباً في مسند الطيالسي، وفي بعض الروايات السابقة ذكر الناصب له، وهو فعل "يكون علفاً"، وسيأتي في بعض الروايات "علف" بالرفع، والوجهان جائزان، والله أعلم. 4 في الأصل "هو" وعلم عليه بعلامة التضبيب، والتصويب من المسند الطيالسي، والسياق يقتضي ذلك، والله أعلم. 5 رواه أبو داود الطيالسي في المسند 37 ح 281 بهذا الإسناد والسياق، وأخرجه من طريق موسى بن إسماعيل عن وهيب، عن داود ... به الإمام أبو داود في سننه 1/ 67 ح 85، كتاب الطهارة، باب الوضوء بالنبيذ، إلا أنه عنده مختصرا إلى قوله: "ما كان معه أحد".

وَفِي رِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا عَنْ وُهَيْبٍ وَيَزِيدَ، وَفِي رِوَايَةِ عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1. وَرَوَى الْحَدِيثَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ وَبِشْرُ بن المفضل (90/أ) عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، فَبَيَّنُوهُ وَفَصَّلُوا كَلامَ الشَّعْبِيِّ الَّذِي أَرْسَلَهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُسْنَدِ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زريع مميزاً مبيناً، وهذا دليل عَلَى أَنَّ أَبَا دَاوُدَ حَمَلَ رِوَايَةَ يَزِيدَ عَلَى رِوَايَةِ وُهَيْبٍ لَمَّا جَمَعَ بَيْنَهُمَا. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الأَوْدِيُّ عَنِ دَاوُدَ الْمُسْنَدَ مِنَ الْحَدِيثِ فَقَطْ دُونَ الْكَلامِ الَّذِي أَرْسَلَهُ الشَّعْبِيُّ. وَرَوَى عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قِصَّةَ سُؤَالِ الْجِنُّ الزَّادَ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ. وَرَوَى حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ دَاوُدَ الْفَصْلَ الأَخِيرَ فِي النَّهْيِ عَنِ الاسْتِنْجَاءِ بِالرَّوْثِ وَالْعِظَامِ حَسْبُ دُونَ مَا قَبْلَهُ. ووصل عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ جَمِيعًا مَا رَوَيَاهُ

_ 1 أشار إلى روايات هؤلاء الجماعة التي فيها الإدراج الحافظ البيهقي بقوله في السنن الكبرى 1/ 109: ... ورواه جماعة عن داود مدرجاً في الحديث من غير شك. كما نص على الإدراج في هذا الحديث الحافظ الدارقطني في العلل ـ نسخة في مكتبة خاصة، وهي غير مرقمة.

وَأَسْنَدَاهُ فَأَخْطَأَ فِيهِ خَطَأً فَاحِشًا؛ لأَنَّهُمَا تَرَكَا أَوَّلَ الْحَدِيثِ، وَهُوَ الْمُسْنَدُ، وَرَوَيَا مَا لَيْسَ بِمُسْنَدٍ، وَلَوْ رَوَيَا الْجَمِيعَ وَأَدْرَجَا الإِسْنَادَ كَانَ أَيْسَرَ لِوَهْمِهِمَا وَأَقْوَمَ بِعُذْرِهِمَا. وأما حديث عدي بن عبد الرحمن الذي ساقه سياقة واحدة وأدرجه نحو ما تقدم: فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ ـ بِالرَّمْلَةِ1 ـ قَالا: نا عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ الْكَلاعِيُّ، نا الربيع بن نوح، نا محمد بن حَرْبٍ2، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ3، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيِّ4، عَنْ داود بن أبن هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: "قُلْتُ لابْنِ مَسْعُودٍ: هَلْ صَحِبَ رَسُولُ اللَّهِ

_ 1 قال ياقوت: الرملة واحدة الرمل، مدينة عظيمة بفلسطين، بينهما وبين بيت المقدس ثمانية عشر يوماً. اهـ ملخصاً من معجم البلدان 3/ 69. 2 الخولاني الحمصي المعروف بالأبرش ـ بالمعجمة ـ. 3 هو سعيد بن عبد الجبار أبو عثمان، ويقال أبو عثيم ـ مصغراً ـ الحمصي ـ، الزبيد ـ بضم الزاي مصغَّراًَ. قال أبو محمد بن أبي حاتم في الجرح والتعديل ـ في ترجمة عَدِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيُّ ـ 7/ 3: روى الربيع بن نوح عن مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عن عدي الطائي، عن ابن أبي هند بنسخة، ... فسألت أبي عن الزبيدي من هو؟ فقال: هو سعيد بن عبد الجبار، قال أبو محمد: سعيد هذا هو الذي قدم الريّ، ضعيف. اهـ. بتصرف. هذا وضعفه أيضاً علي بن المديني، والنسائي، وابن عدي، وكان جرير يكذبه. التهذيب 4/ 53. 4 والد الهيثم بن عدي، ذكره ابن حبان وقال: روى الزبيدي عنه عن داود بن أبي هند نسخة مستقيمة. الثقات 7/ 291، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7/3 ولم يذكر فيه شيئاً.

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكُمْ لَيْلَةَ الْجِنِّ أَحَدٌ؟ فَقَالَ: فَقَدْنَا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ حَتَّى قُلْنَا: اسْتُطِيرَ أَوِ اغْتِيلَ، فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا أَحَدٌ. فَلَمَّا أَصْبَحْنَا افْتَرَقْنَا نَطْلُبْهُ، فَإِذَا هُوَ جَاءَ مِنْ قِبَلِ حِرَاءَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ فَلَمْ نَجِدْكَ، فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا أَحَدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ، فَانْطَلَقْتُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَسَأَلُونِي الزَّادَ" 1. قَالَ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ: هَذَا آخِرُ حَدِيثِ يَحْيَى. وَقَالَ أَحْمَدُ2 بْنُ جَابِرٍ فِي حَدِيثِهِ: وَسَأَلُونِي الزَّادَ، فَقُلْتُ لَهُمْ: كُلُّ عَظْمٍ لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ في أيديكم أوفر لحماً، وكل بعرة علف لِدَوَابِّكُمْ، فَلا تَسْتَنْجُوا بِعَظْمٍ وَلا بَعَرَةٍ، فَإِنَّهُ زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ" 1. وأما حديث إسماعيل بن3 علية الذي فصل بين كلام الشعبي الذي أرسله وبين ما قبله: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُمَيْرَوَيْهِ، أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ (90/ب) بْنُ نَجْدَةَ، نا سَعِيدُ بْنُ منصور، نا

_ 1 لم أقف عليه من هذا الطريق بهذا السياق، والله أعلم. 2 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب، وهو تنبيه على سقوط "عمرو"، إذ الصواب: أحمد بن عمرو بن جابر كما مرّ في الإسناد. 3 إسماعيل بن إبراهيم بن علية.

إسماعيل بن إبراهيم، أنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ1، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: "قُلْتُ لابْنِ مَسْعُودٍ: أَكُنْتَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ؟ فَقَالَ: ما صحبه منا أحد، لكنا فَقَدْنَاهُ لَيْلَةً بِمَكَّةَ، فَقُلْنَا: اغْتِيلَ؟ اسْتُطِيرَ؟ مَا فَعَلَ؟ 2 فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ حَتَّى أَصْبَحْنَا، وَكَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ، إِذَا نَحْنُ بِهِ يَجِيءُ مِنْ قِبَلِ حِرَاءَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ3، وَذَكَرُوا الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَتَانِي وَافِدُ الْجِنِّ، فَأَتَيْتُهُمْ فقرأت عليهم، فَانْطَلَقَ بِنَا، فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ". قَالَ الشَّعْبِيُّ: "وَسَأَلُوهُ الزَّادَ، وَكَانُوا مِنْ جِنِّ الْجَزِيرَةِ، فَقَالَ: كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا كَانَ لَحْمًا، وَكُلُّ رَوْثَةٍ أو بعرة علف لِدَوَابِّكُمْ، فَلا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا، فَإِنَّهُمَا زَادُ إِخْوَانِكُمُ الْجِنِّ" 4. وأما حديث ابن أبي زائدة بمثل هذه الرواية: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا

_ 1 عامر بن شراحيل الشعبي. 2 في الأصل على هذه الكلمة تضبيب، ولعله بسبب أن هذه الكلمة لم تكن في الروايات السابقة، وهي في المسند 1/ 436. 3 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب، ولعل ذلك تنبيه إلى الاختصار الحاصل في هذه الرواية، وهو مذكور في المسند 1/ 436. 4 رواية ابن علية هذه أخرجها الإمام مسلم في صحيحه حديث 150 من كتاب الصلاة 1/ 332. ورواه أيضاً الإمام أحمد في المسند 1/ 436. ورواه الترمذي في جامعه 5/ 382 ح 3258 تفسير سورة الأحقاف.

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حدثني أبي، نا إسماعيل ويحيى1 بن أَبِي زَائِدَةَ الْمَعْنَى قَالا: 1 أنا داود، عن الشعبي. وأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ الْخِرَقِيُّ، نا ابْنُ ذُرَيْحٍ2، نا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ3، نا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ4، نا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: "قُلْتُ لابْنِ مَسْعُودٍ: هَلْ صَحِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ مِنْكُمْ أَحَدٌ؟ فَقَالَ: مَا صَحِبَهُ مِنَّا أَحَدٌ، وَلَكِنَّا فَقَدْنَاهُ ذَاتَ لَيْلَةً بِمَكَّةَ فَقُلْنَا: اغْتِيلَ؟ اسْتُطِيرَ؟ مَا فَعَلَ؟ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، فَلَمَّا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ ـ أَوْ قَالَ: فِي السَّحَرِ ـ إِذَا نَحْنُ بِهِ يَجِيءُ مِنْ قِبَلِ حِرَاءَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَكَرُوا الَّذِي كَانُوا فِيهِ، فَقَالَ: إِنَّهُ أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ، فَأَتَيْتُهُمْ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ". قَالَ: وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: سَأَلُوهُ الزَّادَ ـ قَالَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ: قَالَ عَامِرٌ: فَسَأَلُوهُ لَيْلَتَئِذٍ الزَّادَ، وَكَانُوا مِنْ جِنِّ الْجَزِيرَةِ ـ فَقَالَ: كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا كَانَ لَحْمًا، وَكُلُّ بعرة أو روثة علف لِدَوَابِّكُمْ، قَالَ: فَلا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا، فَإِنَّهُمَا زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ" 5، لفظ حديث التميمي.

_ 1 في الأصل: "نا يحيى ... قال: "، والتصويب من المسند 1/ 436. 2 مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذُرَيْحٍ ـ بالمعجمة بعدها راء، بعدها مثناة تحتية، وآخره مهملة ـ كذا في ترجمة شيخه ـ مسروق ـ في التهذيب 10/ 112. 3 أبو سعيد الكندي الكوفي، قال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه، وذكره ابن حبان في ثقاته (التهذيب 10/ 112) . وقال في التقريب 334: صدوق له أوهام. 4 يحيى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ. 5 رواه أحمد في المسند 1/ 436. وعزاه المزي في تحفة الأشراف 7/ 112 ح 9463 إلى النسائي ـ في التفسير من الكبرى ـ عن أحمد بن منيع، عن يحيى بن أبي زائدة ... به. وأخرجه أيضاً ابن خزيمة في صحيحه 1/ 44 ح 82. وابن حبان في صحيحه 1/ 504 ح 1419.

وأما حديث بشر بن المفضل وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا مسدد. وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ ـ وَاللَّفْظُ لَهُ ـ نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، قَالا: نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، نا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ. قَالَ عُمَرُ: وَنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ الأَنْصَارِيُّ، نا جَمِيلُ1 بْنُ الْحَسَنِ، نا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، نا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: "قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ: أَشَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ مِنْكُمْ لَيْلَةَ أَتَاهُ دَاعِي الْجِنِّ؟ قال: لا، كنا فقدناه فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، فَقُلْنَا: اغْتِيلَ؟ اسْتُطِيرَ؟ ". قَالَ: فلما (91/أ) أَصْبَحْنَا تَفَرَّقْنَا فِي شِعَابِ مَكَّةَ، فَإِذَا هُوَ مُنْحَدِرٌ عَلَيْنَا مِنْ جَبَلِ حِرَاءَ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رسول الله، فَقَدْنَاكَ اللَّيْلَةَ، فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، فَقُلْنَا: اغْتِلْتُ؟ اسْتُطِرْتُ؟ قَالَ: إِنَّهُ أَتَانِي دَاعِي الجن، قال: فانطلق بنا

_ 1 بفتح الجيم، ابن الحسن بن جميل العتكي، أبو الحسن الجهضمي الأهوازي، قال ابن عدي في الكامل 2/ 594: لا أعلم له حديثاً منكراً، وأرجو أنه لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 164 وقال: يغرب، قال الحافظ في التقريب 57: صدوق يخطئ، أفرط فيه عبدان.

فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ". قَالَ عامر: "فبلغني أنهم سألوا الزاد، فقال: كُلُّ عَظْمٍ وَقَعَ فِي أَيْدِيكُمْ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَهُوَ كَأَوْفَرِ مَا كَانَ لَحْمًا، وَكُلُّ بعرة علف لِدَوَابِّكُمْ، قَالَ: فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسْتَنْجَى بِالْبَعَرِ وَالْعِظَامِ، وَقَالَ: إِنَّهُ طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ" 1. قَالَ عُمَرُ: لَفْظُ ابْنِ مَنِيعٍ. قَالَ الْخَطِيبُ: وَنَحْوُهُ لَفْظُ مُسَدَّدٍ. وأما حديث إسحاق بن أبي إسرائيل عن يزيد بن زريع: فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلَّالُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، نا جَدِّي، نا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: "قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ صَحِبْتَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ، قَالَ: مَا صَحِبَهُ مِنَّا أَحَدٌ ... "، وَسَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ، قَالَ عَامِرٌ: وَسَأَلُوهُ الزَّادَ ... فَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ2. وأما حديث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ داود الذي اقتصر فيه على رواية المسند فقط: فَحَدَّثَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الأُرْمَوِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ ـ بِنَسَا ـ أنا الْحَسَنُ بْنُ سفيان، نا أبو بكر ابن أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ

_ 1 لم أقف على رواية بشر بن المفضل ولا رواية عبد الأعلى، إلا أن أبا بكر بن أبي شيبة أخرج في المصنف 1/ 156، الجزء المقطوع على عامر الشعبي في النهي عن الاستنجاء بالبعر والعظم ـ فقط ـ وذلك من طريق عبد الأعلى. 2 لم أجده من رواية إسحاق بن أبي إسرائيل.

ابن إِدْرِيسَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث مُخْتَصَرًا إِلَى قَوْلِهِ: "وَآثَارِ نِيرَانِهِمْ"1. وأما حديث عبد الوهاب بن عطاء عن داود الذي أفرده عما قبله وأسنده: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: "سَأَلَتِ الجنُّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرَ لَيْلَةٍ لَقِيَهُمْ فِي بَعْضِ شِعَابِ مَكَّةَ الزَّادَ، فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُّ عَظْمٍ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ قَدْ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَوْفَرَ مَا كَانَ لَحْمًا، وَالْبَعَرُ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ، فَقَالُوا: إِنَّ بني آدم يبخثون عَلَيْنَا، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ: لا تستخبثوا بروث الدابة، ولا عظم، فَإِنَّهُ زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ" 2. وأما حديث حفص بن غياث المختصر من آخر المتن: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حرب، نا زكريا ابن عَدِيٍّ3، نا حَفْصٌ عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ عَبْدِ اللَّهِ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يستنجى بالروث والعظم، وَقَالَ: إِنَّهُمَا زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الجن" 4.

_ 1 أخرجه الإمام مسلم في صحيحه 1/ 33 ح 150 من كتاب الصلاة. 2 لم أجده من طريق عبد الوهاب. 3 ابن الصلت التيمي مولاهم، أبو يحيى، نزيل بغداد. 4 رواه أبو عيسى الترمذي في جامعه 1/ 29 ح 18 كتاب الطهارة، باب ما جاء في كراهية ما يستنجى به، عن هناد بن السري، عن حفص ... به، ورجح الترمذي رواية ابن علية التي فيها إرسال الشعبي للنهي عن الاستنجاء بالعظم والروث على هذه الرواية حيث قال: وكأنه رواية إسماعيل بن علية أصح من رواية حفص، والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم. اهـ. ورد هذا الترجيح الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي في الحاشية رقم "6" مستدلاً بكون حفص ثقة، وبأن الراوي قد يصل الحديث وقد يرسله مرة أخرى لسبب من الأسباب، وبأن حفصاً لم ينفرد بوصله، بل قد تابعه عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ـ سبق تخريجها من مسلم ـ اهـ. وهذا الحديث أخرجه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عن حفص ... به، عن علقمة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... به، ولم يذكر فيه عبد الله بن مسعود. المصنف 1/ 155.

أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بن عثمان التميمي ـ بدمشق ـ أنا القاضي أبو بكر (91/ب) يوسف ابن القاسم الميانجي، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاكِرٍ، نا أَبُو سَعِيدٍ1 الأَشَجُّ، نا حفص عن داود. وأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. قَالَ عُمَرُ: وَنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، نا عبد الله بن الوضاح اللؤلؤي. قَالَ عُمَرُ: وَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرِ ـ بْنِ الْفَضْلِ ـ بالأُبُلَّة2 ـ قَالُوا: نا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الله بن سعيد الأشج.

_ 1 عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي الكوفي. 2 بضم أوله وثانيه، وهي باء موحدة، وتشديد اللام وفتحها، بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى، وهي أقدم من البصرة، خرج منها جماعة من العلماء. معجم البلدان 1/ 76-78.

قَالَ: وَنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ1، وَأَبُو حَازِمٍ2 الْقَاضِي، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ3 قَالا: نا أَبُو هِشَامٍ4 الرِّفَاعِيُّ، قَالُوا: نا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تَسْتَنْجُوا بِالرَّوْثِ وَلا بِالْعِظَامِ، فَإِنَّهُ5 زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ" 6. قَالَ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ: اللَّفْظُ قَرِيبٌ. 70- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ7 الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ8، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَأَبُو عامر الخزاز9 صالح بن

_ 1 ابن صاعد. 2 عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ العبدوي. 3 لعله الأبنوسي، ذكره الخطيب في شيوخ تلميذه هنا، أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ. تاريخ بغداد 11/ 272. 4 محمد بن يزيد بن حمد بن كثير العجلي، قال ابن معين: ما أرى به بأساً، وقال العجلي: كوفي لا بأس به صاحب قرآن. وقال البخاري: رأيتهم مجمعين على ضعفه. وضعفه النسائي، وابن نمير والحافظ في التقريب 324، وغيرهم. التهذيب 9/ 526. 5 في هذا الموضع من الأصل تضبيب، لعله بسبب إفراده الضمير، وحقه التثنية. 6 لم أقف على تخريجه. 7 أحمد بن عبد الله بن إسحاق الأصبهاني. 8 سليمان بن داود الطيالسي. 9 بالخاء المعجمة، ثم زايين بينهما ألف، وثقه أبو داود السجستاني، والطيالسي، "وابن حبان، والبزار، ومحمد بن وضاح. وضعفه ابن معين، والعجلي، وأبو حاتم، والدارقطني"، مات سنة 152هـ. التهذيب 4/ 391.

رُسْتُمَ، عَنْ ثَابِتٍ1، عَنْ أَبِي2 رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ رَجُلا أَسْوَدَ أَوِ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تُنَقِّي الأَذَى مِنَ الْمَسْجِدِ، فَدُفِنَتْ فَلَمْ يُؤْذِنُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهَا، فَانْطَلَقَ إِلَى الْقَبْرِ فَأَتَى عَلَى الْقُبُورِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مُمْتَلِئَةٌ عَلَى أَهْلِهَا ظُلْمَةً، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُنَوِّرُهَا عَلَيْهِمْ بِصَلاتِي، ثُمَّ أَتَى الْقَبْرَ فَصَلَّى عَلَيْهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي أَوْ أَخِي مَاتَ وَقَدْ دُفِنَ فَصَلِّ عَلَيْهِ قَالَ فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ الأنصاري" 3. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا مُسَدَّدٌ، نا حماد بن زيد عن ثابت، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ إِنْسَانًا أَسْوَدَ أَوْ إِنْسَانَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ، فَمَاتَتْ أَوْ مَاتَ4، فَفَقَدَهَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا فَعَلَ ذَاكَ الإِنْسَانُ؟ قَالُوا: مَاتَتْ أَوْ مَاتَ، قَالَ: فَهَلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي بِهَا، فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا، فَقَالَ: دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهَا، فَصَلَّى عَلَيْهَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَاللَّهُ تَعَالَى يُنَوِّرُهَا بِصَلاتِي عليها" 5.

_ 1 ابن أسلم البُناني ـ بضم الموحدة ونونين مخففتين ـ أبو محمد البصري. 2 نفيع بن الصائغ المدني نزيل البصرة. 3 رواه أبو داود الطيالسي في المسند 321 ح 2446. 4 كتب عليه في الأصل "كذا"، وهذا الشك وارد في أكثر الروايات كما سيأتي تخريجها. 5 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 47، هذه الرواية عن مسدد، ونحوه أخرجه مسلم 2/ 659 ح 71 من كتاب الجنائز عن أبي الربيع الزهراني وأبي كامل فضيل بن حسين الجحدري عن حماد بن زيد ... به.

أخبرنا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ مَخْلَدٍ الْكُوفِيُّ، نا الْحِمَّانِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ دَخَلَ الْمَقْبَرَةَ فَصَلَّى عَلَى رجل بعد ما دُفِنَ ثُمَّ قَالَ: مُلِئَتْ هَذِهِ الْمَقْبَرَةُ نُورًا بَعْدَ أَنْ كَانَتْ عَلَيْهِمْ مُظْلِمَةً" 1. اتفق أبو داود الطيالسي ومسدد2 (92/أ) من طريق معاذ بن المثنى عنه على رواية هذا الحديث عن حماد بن زيد، عن ثابت البناني سياقة متقاربة، وتابعهما يحيى بن الحماني على رواية آخر المتن عن حماد. وقرن أبو داود رواية حماد برواية أبي عامر الخزاز عن ثابت، ومن المتن كلام أدرج في حديث أبي هريرة وليس منه، وهو قوله: " إن هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ يُنَوِّرُهَا بِصَلاتِي عليها أو عليهم". كان ثابت يرسل هذا الكلام (عَنِ) 3 النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا يسنده4، بين ذلك عارم5 بن الفضل، وعفان بن مسلم، ومحمد بن عبيد بن حساب6 جميعا عن حماد بن زيد.

_ 1 لم أجده بهذا السياق من رواية الحماني، والحماني متكلم فيه كما مرَّ بيان ذلك. 2 في هامش الأصل: "قوبل فصح إن شاء الله تعالى". 3 في الأصل "على"، ولعل ما أثبته أنسب للسياق، والله أعلم. 4 نص على ذكر الإدراج والإرسال في هذا الحديث الحافظ البيهقي في السنن الكبرى 4/ 47، وكذلك الحافظ في الفتح 1/ 553، وذكر أنه ذكر جميع طرقه وبينها في كتابه "تقريب المنهج في ترتيب المدرج"، وهو مفقود فيما أعلم. 5 بالمهملة والراء، هذا لقب لمحمد بن الفضل السدوسي. 6 بكسر الحاء وتخفيف السين المهملتين.

وقد روى هذا الحديث سليمان بن حرب، ومسدد من طريق أبي داود السجستاني عنه، ويونس بن محمد المؤدب، عن حماد بن زيد، فاقتصروا على ذكر المسند منه فقط، دون ما أرسله ثابت. أما حديث سليمان بن حرب ومسدد بذلك: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن عمرو اللؤلؤي، نا أَبُو دَاوُدَ، نا سُلَيْمَانُ بن حرب ومسدد قالا: نا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ أَوْ رَجُلا كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ، فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقِيلَ: مَاتَ، فَقَالَ: أَلا آذَنْتُمُونِي بِهِ، قَالَ: دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ، فَدَلُّوهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ" 1. وأما حديث يونس بن محمد عن حماد الموافق لهذه الرواية: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا حَمَّادٌ ـ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ ـ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ أَوْ رَجُلا كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ، فَفَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: مَاتَ، فَقَالَ: أَلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي بِهِ، قَالُوا: إِنَّهُ كَانَ قَالَ2، فقال2: "دلوني على قبره ودلوه، فأتى قبره، فصلى

_ 1 أخرجه أبو داود السجستاني في سننه 3/ 541 ح 3203، في كتاب الجنائز، باب الصلاة على القبر عن سليمان ومسدد. ومن طريق سليمان بن حرب "فقط" أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب كنس المسجد والتقاط الخرق ... . الفتح 1/ 552 ح 458. 2 في هذين الموضعين إشارات تضبيب، وذلك أن الكلام غير مستقيم التركيب، وهو هكذا في مسند أحمد 2/ 353، ولعله سقط منه "كذا وكذا" بعد "كان" ـ أي يحقرون شأنه كما في بعض الروايات الآتية.

عَلَيْهِ1. وأما حديث عارم بن الفضل الذي أورد فيه الكلمات التي كان ثابت يرسلها وبينها وميزها عن الألفاظ المسندة: فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ2 بْنِ شاذان، قالا: أنا حامد ابن محمد الهروي، نا ـ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ شَاذَانَ: أنا ـ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، نا أَبُو النُّعْمَانِ عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ أَوْ رَجُلا كَانَ يَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ، فَمَاتَ فَلَمْ يَعْلَمِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَوْتِهِ، فَذُكِرَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ ذَاكَ الإِنْسَانُ؟ قَالُوا: مَاتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَفَلا آذَنْتُمُونِي؟ قَالَ: فَقَالُوا لَهُ: كَانَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَحَقَّرُوا شَأْنَهُ، قَالَ: فَدُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ، فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ" 3. قَالَ حَمَّادٌ: فَأَتْبَعَ ثَابِتٌ هَذَا الْحَدِيثَ، قَالَ: "فَنُبِّئْتُ أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى قَبْرًا وَصَاحِبُهُ يُدْفَنُ فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: فُلانٌ، فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن هذه (92/ب) الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وإن الله ينورها بصلاتي عليها".

_ 1 رواه أحمد في مسنده 2/ 353. 2 الحسن بن أحمد بن إبراهيم. 3 إلى هذا القدر من الحديث أخرجه أبو عبد الله البخاري في كتاب الجنائز من صحيحه، باب الصلاة على القبر بعد ما يدفن عن محمد بن الفضل ـ عارم ـ عن حماد بن زيد ... به. الفتح 3/ 204 ح 1337. وأما الجزء المرسل من الحديث فأخرجه الحافظ البيهقي في السنن الكبرى 4/ 47 عن أحمد بن عبدة الضبي، عن حماد ... به.

وأما حديث عفان عن حماد الموافق لرواية عارم هذه1: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَفَّانُ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ إِنْسَانًا كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ أَسْوَدَ، فَمَاتَ أَوْ مَاتَتْ فَفَقَدَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ الإِنْسَانُ الَّذِي كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ؟ قَالَ: فَقِيلَ مَاتَ، فَقَالَ: هَلا آذَنْتُمُونِي بِهِ؟ فَقَالُوا: إِنَّهُ كَانَ2، قَالَ: فَدُلُّونِي عَلَى قَبْرِهَا، قَالَ: فَأَتَى الْقَبْرَ فَصَلَّى عَلَيْهَا، قَالَ ثَابِتٌ: عِنْدَ ذَاكَ أَوْ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ يُنَوِّرُهَا بِصَلاتِي عَلَيْهِمْ" 3. وأما حديث محمد بن عبيد بن حساب عن حماد نحو هذه الرواية: فأخبرناه أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ، نا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ4، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ ابن حِسَابٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ أَوْ رَجُلا كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ تُوُفِّيَتْ فَفَقَدَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَ عَنْهَا بعدُ فَقَالَ: مَا فَعَلَ ذَلِكَ الإِنْسَانُ؟ قَالُوا: مَاتَ أَوْ مَاتَتْ، قَالَ: فَهَلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي؟ قَالُوا: إِنَّهُ كَانَ مِنْ أَمْرِهَا، فَأَتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا" 5، وَذَكَرَ كَلامَ ثابت6.

_ 1 في هذا الموضع من الأصل إشارة تضبيب!!! 2 هنا علامة التضبيب، ولعله لسقوط كلمة "ليلاً" الموجودة في أصل الرواية في المسند 3/ 388. 3 رواه الإمام أحمد في المسند 3/ 388. 4 أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ. 5 لم أقف على رواية ابن حساب هذه. 6 في هامش الأصل "بلغ مقابلة في السابع عشر حسب الطاقة، والله أعلم".

71- حديث آخر: أخبر1 الشَّيْخُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن علي بن ثابت الخطيب ـ بدمشق1 يوم قال: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عيسى البرقي، نا خَلَفُ بْنُ مُوسَى بْنِ خلف2. قال: وأخبرنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ مُوسَى، نا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ3 وَالْعَلاءِ بْنِ زِيَادٍ4، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ5 أن عبد الله ابن مَسْعُودٍ قَالَ: "تَحَدَّثْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَكْرَيْنَا6 الْحَدِيثَ، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الأنبياء بأتباعها، وإذا النَّبِيُّ مَعَهُ ثُلَّةٌ مِنْ أُمَّتِهِ، وَإِذَا النَّبِيُّ مَعَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِهِ، وَإِذَا النَّبِيُّ مَعَهُ النَّفَرُ، وَإِذَا النَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، وَقَدْ أَنْبَأَكُمُ اللَّهُ عَنْ قَوْمِ لُوطٍ، فَقَالَ: {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ} 7. قَالَ: حَتَّى مَرَّ بِي مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فِي كَبْكَبَةٍ8 مِنْ بني إسرائيل، فلما

_ 1 في هذين الموضعين من الأصل كلمة"كذا" ولعل ذلك تنبيهاً على أن ما بينهما سياقها يقتضي أنها ليست من كلام المؤلف، ولعلها من زيادات الناسخ، والله أعلم. 2 أيضاً في هذا الموضع كلمة "كذا"، وخلف هذا هو العمي ـ بفتح العين المهملة وتشديد الميم ـ قال الحافظ: صدوق يخطئ. التقريب 93. 3 ابن أبي الحسن يسار البصري مولى الأنصار. 4 ابن مطر العدوي، أبو نصر البصري. 5 هو الصحابي رضي الله عنه. 6 قال في النهاية 4/ 170: أي أطلناه وأخّرناه. 7 الآية 78 من سورة هود. 8 بالضم والفتح: الجماعة المتضامة من الناس وغيرهم. النهاية 4/ 144.

رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبُونِي وَرَاعُونِي1، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قُلْتُ: يَا رَبِّ، أَيْنَ أُمَّتِي؟ قَالَ: انْظُرْ عَنْ يمينك، فنظرت، فإذا الطراب2 طراب مَكَّةَ قَدْ سُدَّ مِنْ وُجُوهِ الرِّجَالِ، فَقَالَ: أَرَضِيتَ يَا مُحَمَّدُ؟ قُلْتُ: رَضِيتُ، "قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ، فَإِذَا الأُفْقُ قَدْ سُدَّ من وجوه الرِّجَالِ، قَالَ: أَرَضِيتَ يَا مُحَمَّدُ؟ فقلت: يا رَبِّ، رَضِيتُ"3، قَالَ: وَمَعَ هَؤُلاءِ (93/أ) سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، فَأَنْشَأَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عُكّاشة بْنُ مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِ اسْتَطَعْتُمْ بِأَبِي وَأُمِّي أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ، فَإِنْ عَجَزْتُمْ وَقَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أصحاب الطراب، فَإِنْ عَجَزْتُمْ وَقَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ الأُفْقِ، فَإِنِّي رَأَيْتُ نَاسًا يَتَهَاوَشُونَهُ4 كَثِيرًا، قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَنْ يَتْبَعُنِي مِنْ أُمَّتِي رُبْعُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرَ الْقَوْمُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرَ الْقَوْمُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرَ الْقَوْمُ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} 5 ثم تذاكروا بَيْنَهُمْ؛ مِنْ هَؤُلاءِ السَّبْعِينَ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَوْمٌ وُلِدُوا فِي الإِسْلامِ لم يعرفوا غيره،

_ 1 أي أفزعوني. النهاية 2/ 277-278. 2 بالمهملة والراء: الطرق الضيقة المتفرقة. النهاية 3/ 117، القاموس 1/ 101. 3 ما بين علامتي التنصيص أُلحق في الهامش، وكتب "صح أصل". 4 قال في النهاية 5/ 282: الهوش: الاختلاط: أي يدخل بعضهم في بعض. اهـ. وهذه الكلمة في معجم الطبراني الكبير 10/ 5 ح 9765: يتهاوشون بدون "الهاء"، ولعله أصوب، والله أعلم. 5 الآيتان 39، 40 من سورة الواقعة.

وَمَاتُوا وَهُمْ عَلَيْهِ، حَتَّى رُفع إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "هُمُ الَّذِينَ لا يَكْتَوُونَ، وَلا يَسْتَرِقُونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" 1. لَفْظُ الْحَدِيثِ لِمُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ وَحَدِيثُ الْبِرْتِيِّ مِثْلُهُ لا يُخَالِفُهُ إِلا في الكلمة والحرف. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان، نا عبد الله بن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا محمد ابن بَكْرٍ2، أنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عن الحسن والعلاء بن زياد، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عبد الله بن مسعود قال: "تَحَدَّثْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ ... "3، فَذَكَرَهُ. اتفق موسى بن خلف العمي وسعيد بن أبي عروبة على رواية هذا الحديث عن قتادة، عن الحسن والعلاء بن زياد جميعا عن عمران بن حصين. ورواه معمر بن راشد، وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وشيبان بن

_ 1 أخرجه من طريق موسى بن خلف الحافظ أبو القاسم الطبراني في المعجم الكبير 10/ 5 ح 9765، وذلك من طريق شيخه علي ابن عبد العزيز البغوي، عن خَلَفُ بْنُ مُوسَى بْنِ خَلَفٍ العمي، عن أبيه ... به. 2 ابن عثمان البرساني ـ بالموحدة والراء المهملة ـ أبو عبد الله أو عثمان البصري، وثقه أبو داود وابن سعد وابن حبان والعجلي وابن معين في رواية الدارمي عنه. وقال أحمد: صالح الحديث. وقال أبو حاتم: محله الصدق. التهذيب 9/ 77-78. وقال الحافظ في التقريب 291: صدوق يخطئ. 3 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 420 عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عن قتادة به، وأخرجه من طريق ابن أبي عروبة الحافظ الطبراني في المعجم الكبير 10/ 7 ح 9768.

عبد الرحمن النحوي من رواية الحسن بن موسى الأشيب عنه، ثلاثتهم عن قتادة، عن الحسن وحده عن عمران، لم يذكروا العلاء بن زياد في إسناده. وساق معمر وشيبان المتن بطوله سياقة واحدة. وكذلك ساقه أبو عمر1 الحوضي عن هشام الدستوائي، عن قتادة. وبعض المتن ليس من حديث ابن مسعود، وإنما حديث ابن مسعود من أوله إلى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سبقك به عكاشة"، وما بعده كان يرسله الراوي ولا يسنده إلى أحد، ويقول فيه: وذكر لنا، وأحسب بل لا أشك أن القائل ذلك قتادة، فإنه كان كثيرا ما يفعل هذا في الأحاديث. وقد روى أحمد بن حنبل عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن هشام، عن قتادة من أول الحديث إلى (93/ب) قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سبقك بها عكاشة" لم يزد على ذلك2. وذكر يعقوب بن شيبة أنه رأى هذا الحديث في كتاب بعض أصحابهم عن عبد الصمد، عن الدستوائي من أوله إلى قوله عليه السلام: "سبقك بها عكاشة"، وبعده: وبلغنا أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنْ استطعتم فداً لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي أَنْ تَكُونُوا من السبعين فافعلوا". قال الخطيب: روى أبو داود الطيالسي الحديث بطوله عن هشام، إلا أنه جوده وبين المسند الموصول والمرسل والمقطوع، وفصل بينهما في روايته.

_ 1 حفص بن عمر النمري الحوضي. 2 سيأتي تخريجها، وكذلك الروايات السابقة لها قريباً إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

فأما حديث معمر عن قتادة: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بن منصور الرمادي، نا عبد الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، ثُمَّ غَدَوْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ: عُرِضت عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ اللَّيْلَةَ بِأُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ وَمَعَهُ الثَّلاثَةُ1، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ النَّفَرُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى مَرَّ عليَّ مُوسَى مَعَهُ كَبْكَبَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَعْجَبُونِي، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاءِ؟ فَقِيلَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ مِنْ بني إسرائيل. قال: قلت: فَأَيْنَ أُمَّتِي؟ قَالَ: فَقِيلَ: انْظُرْ عن يمينك، فنظرت، فإذا الطراب قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، قَالَ: ثم قيل لي: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الأُفْقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فَقِيلَ لِي: أَرَضِيتَ؟ فَقُلْتُ: رَضِيتُ يَا رَبِّ، رَضِيتُ يَا رَبِّ، قال: فقيل لي: فإن هَؤُلاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فداً لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي، إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ أَلْفًا فَافْعَلُوا، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أهل الطراب، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الأُفْقِ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ ثَمَّ ناساً يتهاشون، فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ السَّبْعِينَ، قَالَ: فَدَعَا لَهُ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يجعلني منهم،

_ 1 هكذا في الأصل، وفي المصنف 10/ 408، ومسند أحمد 1/ 401، وأما الطبراني في المعجم 10/ 6 فإنه قال: ثلة، وقد وضع عليها في الأصل هنا علامة تضبيب، والله أعلم.

فَقَالَ: قَدْ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ، قَالَ: ثُمَّ تَحَدَّثْنَا فَقُلْنَا: مَنْ ترون هؤلاء السبعين ألفاً؟ 1 قوم ولدوا في الإسلام ولم يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا حَتَّى مَاتُوا، فبلغ (94/أ) ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هُمُ الَّذِينَ لا يَكْتَوُونَ، وَلا يَسْتَرِقُونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وعلى ربهم يتوكلون" 2. وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، نا شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عن عبد الله بن مسعود، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ3. رَوَاهُ أبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى، فَسَاقَ الْمَتْنَ بِطُولِهِ، إِلا أَنَّهُ قَدَّمَ الْفَصْلَ الَّذِي فِي ذِكْرِ عُكَّاشَةَ عَلَى قَوْلِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ أَلْفًا إِلَى آخِرِ الْفَصْلِ، كما روى موسى ابن خَلَفٍ، وَبِخِلافِ رِوَايَةِ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ، فَيَكُونُ ذِكْرُ عُكَّاشَةَ فِي رِوَايَةِ"4 مَعْمَرٍ مِنَ الْحَدِيثِ الْمُرْسَلِ، وَقَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ: إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ أَلْفًا إلى ذكر عكاشة في الْحَدِيثِ الْمُسْنَدِ، وَعَلَى رِوَايَةِ الآخَرِينَ يَكُونُ ذِكْرُ عُكَّاشَةَ مِنَ الْمُسْنَدِ، وَالْفَصْلُ الآخَرُ مِنَ الْمُرْسَلِ، وَهُوَ الصواب.

_ 1 في هذا الموضع من الأصل تضبيب، والعبارة هي هكذا في الأصل والمصنف ومسند أحمد والمعجم الكبير. 2 رواه عبد الرزاق في المصنف 10/ 408 ح 19519، رواه من طريقه كل من الإمام أحمد في المسند 1/ 401، والطبراني في الكبير 10/ 6-7 ح 9766. 3 لم أجد رواية الحسن الأشيب هذه. 4 ما بين إشارتي التنصيص ألحق في الهامش، وكتب بعده (صح أصل) .

وروى يونس بن محمد المؤدب عن شيبان المسند من الحديث فقط، على1 مثل ما رواه أحمد بن حنبل عن عبد الصمد ابن عبد الوارث، عن هشام، عن قتادة. أخبرناه علي بن محمد بن عبد اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ2 الرَّزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ـ هُوَ ابْنُ الْمُنَادِي ـ نا يُونُسُ بْنُ محمد أبو محمد، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ ابن حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: "تَحَدَّثْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى أَهْلِنَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهَا عُرِضَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ الأَنْبِيَاءُ بِأُمَمِهَا وَأَتْبَاعِهَا مِنْ أُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الثَّلاثَةُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الْعِصَابَةُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ النَّفَرُ الْيَسِيرُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَا مَعَهُ أَحَدٌ، قَالَ: وَقَدْ أَثْنَى اللَّهُ عَلَى لُوطٍ، فَقَالَ: {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ} 3. قال: حتى أتىعليَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فِي كَوْكَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبُونِي، فَقُلْتُ: رَبِّي، مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي إسرائيل، قُلْتُ: رَبِّي، فَأَيْنَ أُمَّتِي؟ قَالَ: انظر عن يمينك، فإذا الطراب طراب مَكَّةَ قَدْ سُدَّتْ4 بِوُجُوهِ الرِّجَالِ.

_ 1 كانت العبارة في الأصل: (على ما مثل ما رواه ... ) ووضع على (ما) الأولى علامة التضبيب، فلعلها زائدة لا محل لها هنا، والله أعلم. 2 بالموحدة والخاء المعجمة ـ وقد مر مراراً، والرزاز ـ براء وزايين. 3 الآية 78 من سورة هود. 4 في هذا الموضع من الأصل إشارة تضبيب.

قَالَ: فَقُلْتُ: رَبِّ، مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ أُمَّتُكَ، قَالَ: فَقِيلَ لي: رضيت؟ قَالَ: قُلْتُ: رَبِّ، رَضِيتُ، قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ، قَالَ: فَإِذَا الأُفْقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، قَالَ: قُلْتُ: رَبِّ مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ أُمَّتُكَ، قَالَ: قِيلَ لِي: أَرَضِيتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: رَبِّ رَضِيتُ، قَالَ: فَإِنَّ مَعَ هَؤُلاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَأَنْشَأَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَحَدُ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، قَالَ: فَأَنْشَأَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ1، فَقَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ" 2. وأما حديث أبي عمر الحوضي عن هشام (94/ب) عن قتادة: فَأَخْبَرَنِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْفَزَارِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلَّالُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، نا جَدِّي، نا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، نا هِشَامٌ ـ يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ ـ عن قتادة، عن الحسن بن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: "تَحَدَّثْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَا إِلَى رِحَالِنَا، ثُمَّ غدونا عَلَيْهِ، فَقَالَ: عُرِضَ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ الْبَارِحَةَ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الثَّلاثَةُ أَوْ الثُّلَّةُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الْعِصَابَةُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلانِ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ مُوسَى فِي كَبْكَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَعْجَبَتْنِي، فَقُلْتُ: رَبِّ، أُمَّتِي؟ قِيلَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا بَشَرٌ كَثِيرٌ يتهاوشون، قيل: انظر يسارك، فإذا الطراب مُنْسَدٌّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، قِيلَ: هَذِهِ أمتك، قلت: رب، رضيت،

_ 1 هنا إشارة تضبيبن إشارة إلى حذف جملة "ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ"، والله أعلم. 2 لم أقف عليه من طريق شيبان بن عبد الرحمن.

رَبِّ، رَضِيتُ، قَالَ: فَإِنَّ لَكَ سِوَى هَؤُلاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، قَالَ: فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ1، ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: قَدْ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ. فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ: إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ فَافْعَلُوا، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنَ الَّذِينَ رَأَيْتُ عن اليمين، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الطراب2، فإني رَأَيْتُ ثَمَّ بَشَرًا كَثِيرًا يَتَهَاوَشُونَ، فَتَذَاكَرْنَا السَّبْعِينَ، فَقُلْنَا: هُمْ قَوْمٌ وُلِدُوا فِي الإِسْلامِ3 فَمَاتُوا عَلَيْهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: بَلْ هُمُ الَّذِينَ لا يَسْتَرِقُونَ، وَلا يَكْتَوُونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} 4 5

_ 1 في الأصل هنا إشارة تضبيب. 2 في الأصل "الضراب" بالضاد المعجمة ـ أخت الصاد، ولم أجده في شيء من طرق الحديث بل كلها ـ بالطاء المهملة ـ أخت الظاء ـ وقد ذكر معناه في أول الحديث، والله أعلم. 3 هنا علامة تضبيب. 4 الآيتان 39، 40 من سورة الواقعة. 5 رواه الطبراني في المعجم الكبير 10/ 7 ح 9767 عن أبي مسلم الكشي، عن أبي عمر حفص بن عمر الحوضي، عن هشام ... به، إلا أنه قال ـ في نهاية الإسناد ـ نحو حديث معمر، ولم يسق لفظه.

وأما حديث أحمد بن حنبل عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن هشام الذي اقتصر فيه على سياقة المسند فقط1: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عن عبد الله بن مسعود أَنَّهُ قَالَ: "تَحَدَّثْنَا لَيْلَةً عِنْدَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى أَهْلِنَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ بِأُمَمِهَا وَأَتْبَاعِهَا مِنْ أُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ وَمَعَهُ الثلاثة من أمته، والنبي مَعَهُ الْعِصَابَةُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ النَّفَرُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ معه (95/أ) الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَا مَعَهُ أَحَدٌ، حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فِي كَبْكَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أعجبوني، قلت: ربِّ، من هؤلاء؟ فَقَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قُلْتُ: يَا رَبِّ، فَأَيْنَ أُمَّتِي؟ قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ، فإذا الطراب طراب مَكَّةَ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فقلت: مَنْ هَؤُلاءِ يَا رَبِّ؟ قَالَ: أُمَّتُكَ، قُلْتُ: رَضِيتُ رَبِّ، قَالَ: رضيت؟ قلت: نعم، قال: فانظر عَنْ يَسَارِكَ، قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الأُفْقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فقال: رضيت؟ فقلت: رَضِيتُ، قِيلَ: فَإِنَّ مَعَ هَؤُلاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ. فَأَنْشَأَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَحَدُ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ أنشأ رجل منهم آخر

_ 1 هنا إشارة تضبيب.

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ" 1. أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَزَارِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلَّالُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب، جَدِّي قَالَ: وَرَأَيْتُهُ فِي بَعْضِ كتاب أَصْحَابِنَا عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنِ الدَّسْتُوَائِيِّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَوْضِعٍ مِنْهُ ـ إِلَى قَوْلِهِ: "سَبَقَكَ عُكَّاشَةُ"، ثُمَّ قَالَ فِي الْحَدِيثِ: وبلغنا أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنْ استطعتم فداً لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ فَافْعَلُوا" 2. قَالَ جَدِّي: فَفَصَلَ هَذَا الرَّاوِي عَنْ هِشَامٍ هَذَا الْحَدِيثَ، فَجَعَلَ أَوَّلَهُ مُسْنَدًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قِصَّةِ عُكَّاشَةَ، وَجَعَلَ آخِرَهُ أنه بلغه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كأنه عن غيره من حملة الْحَدِيثِ، لا أَدْرِي إِلَى مَنْ قَصَدَ مِنْهُمْ فَأَرْسَلَ آخِرَهُ، وَأَمَّا الْبَاقُونَ مِمَّنْ رَوَاهُ فَجَعَلُوا أَوَّلَ الْحَدِيثِ وَآخِرَهُ مُسْنَدًا، وَلَمْ يَفْصِلُوا مِنْهُ شَيْئًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ2. وأما حَدِيثُ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ3 عَنْ هشام4 الذي ساقه بطوله، وميز مسنده من مرسله كما ذكره يعقوب بن شيبة أنه رآه في كتاب صاحبه عن عبد الصمد5:

_ 1 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 420 عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن هشام ... به. 2 لم أقف على رواية يعقوب بن شيبة هذه، والله أعلم. 3 سليمان بن داود. 4 ابن أبي عبد الله الدستوائي. 5 ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري مولاهم.

فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ1، نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عن عبد الله بن مسعود قَالَ: "كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى أَهْلِنَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عرض عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ بِأُمَمِهَا وَأَتْبَاعِهَا مِنْ أممها، فجهل يمر النبي معه الثلة، والنبي مَعَهُ الْعِصَابَةُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ النَّفَرُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَا مَعَهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِهِ حَتَّى مَرَّ عليَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فِي كَبْكَبَةٍ من بني إسرائيل (95/ب) فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبُونِي، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ، مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قُلْتُ: يَا رَبِّ، فَأَيْنَ أُمَّتِي؟ قِيلَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الطراب طراب مَكَّةَ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ. قُلْتُ: يَا رَبِّ، مَنْ هَؤُلاءِ؟ قِيلَ: هَؤُلاءِ أُمَّتُكَ، قِيلَ: رَضِيتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَدْ رَضِيتُ، قِيلَ: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الأُفْقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، قُلْتُ: يَا رَبِّ، مَنْ هَؤُلاءِ؟ قِيلَ: هَؤُلاءِ أُمَّتُكَ، "قِيلَ: رَضِيتَ؟ "2، قُلْتُ: نَعَمْ رَبِّ، رَضِيتُ، قِيلَ: فَإِنَّ مَعَ هَؤُلاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، فَأَنْشَأَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَخُو3 بَنِي أَسَدٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فقال: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، فَأَنْشَأَ رَجُلٌ آخر فَقَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ بْنُ محصن.

_ 1 أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إسحاق الأصبهاني. 2 هذه الجملة كتب في الهامش وكتب بعدها "صح أصل". 3 كتب في هذا الموضع من الأصل "كذا"، ولعله تنبيهاً إلى أنه تقدم سابقاً بـ "أَحَدُ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ"، وهو كذلك "أخو بني أسد في مسند الطيالسي".

قَالَ: وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فداً لَكُمْ بِأَبِي وَأُمِّي، إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ فَكُونُوا، فَإِنْ عَجَزْتُمْ وَقَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أهل الطراب1، فَإِنْ عَجَزْتُمْ وَقَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الأُفْقِ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ ثمَّ نَاسًا يَتَهَاوَشُونَ كَثِيرًا. قَالَ: وذكر لنا أن رجلاً من المؤمنين أو أناساً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ تَرَاجَعُوا بَيْنَهُمْ فَقَالُوا: مَا تَرَوْنَ السَّبْعِينَ؟ حَتَّى صُيِّرُوا2 مِنْ أُمُورِهِمْ أَنْ قَالُوا: نَاسٌ وُلِدُوا فِي الإِسْلامِ فَلَمْ يَزَالُوا يعملون به3 حتى ماتوا4 عَلَيْهِ، فَبَلَغَ حَدِيثُهُمْ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ليس كذاكم5، وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ لا يَكْتَوُونَ، وَلا يَسْتَرِقُونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يتوكلون، وذكر لنا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أن يكون من اتبعني رُبْعُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا الشَّطْرَ، قَالَ: فَكَبَّرُوا، وَتَلا هَذِهِ الآيَةَ: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} 6.

_ 1 في مسند الطيالسي ـ بالظاء المعجمة، وهي الجبال الصغيرة، وإحداها: ظرِب على وزن كتِف، أما الطاء المهملة ولعله المناسب للسياق ـ الطرق الضيقة المتفرقة. النهاية 3/ 117، 156. وقال في الصحاح للجوهري 1/ 17 ـ طرب ـ: والمطارب: الطرق المتفرقة، وإحداها مطربة. 2 في مسند الطيالسي "صبروا" بالموحدة، وقال محققه في الحاشية = 2 = لعله سبروا ـ بالمهملة والموحدة ـ، ولعل ما في المتن هنا أنسب للسياق، والله أعلم. 3 هنا علامة تضبيب. 4 في الأصل "موتوا". 5 هكذا في الأصل وفي مسند الطيالسي. 6 رواه أبو داود الطيالسي في المسند 53-54 ح 404.

72- حَدِيثٌ آخَرُ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ (نا محمد بن أحمد اللؤلؤي، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ) 1، نا ابْنُ وَهْبٍ2، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ3 اللَّيْثِيِّ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ4 أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ قَاعِدًا عَلَى الْمِنْبَرِ، فَأَخَّرَ الْعَصْرَ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَمَّا، إِنَّ جِبْرِيلَ قَدْ أَخْبَرَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَقْتِ الصَّلاةِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا تَقُولُ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ: سَمِعْتُ بَشِيرَ بْنَ أَبِي مَسْعُودٍ5 يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "نَزَلَ جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي بِوَقْتِ الصَّلاةِ، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ ـ يَحْسِبُ بِأَصَابِعِهِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ حِينَ تَزُولُ6 الشَّمْسُ، وَرُبَّمَا أَخَّرَهَا حِينَ يَشْتَدُّ الْحَرُّ، وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ

_ 1 ما بين القوسين سقط من الأصل، وكتب أمامه في الهامش بخط مغاير "سقط من هنا رجلان وأكثر"، والتصويب من أمرين: الأول: وجود الحديث في سنن أبي داود عن ابن وهب بهذا الإسناد والسياق. ثانياً: الجادة عند الخطيب أن يروي سنن أبي داود بهاذ الإسناد.. أبو عمر الهاشمي عن اللؤلؤي ... وقد تكرر هذا الإسناد عند الخطيب في كتابنا هذا أكثر من أربعين موضعاً، والله تعالى أعلم. 2 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ مسلم القرشي مولاهم، أبو محمد المصري. 3 وثقه ابن معين والعجلي. وقال ابن عدي: يروي عنه ابن وهب نسخة صحيحة. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن حبان في الثقات 6/ 74: يخطئ، كان القطان يسكت عنه. وضعفه القطان أخِراً وأحمد والنسائي وغيرهم. التهذيب 1/ 208، وقال في التقريب 26: صدوق يهم. 4 مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزهري. 5 اسمه عقبة بن عمرو الأنصاري البدري. 6 في الأصل هنا علامة تضبيب، والكلمة هكذا أيضاً في سنن أبي داود.

بَيْضَاءُ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَهَا الصُّفْرَةُ، فَيَنْصَرِفُ الرَّجُلُ مِنَ الصَّلاةِ فَيَأْتِي ذي الْحُلَيْفَةَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَيُصَلِّي المغرب حين تَسْقُطُ الشَّمْسُ، وَيُصَلِّي الْعِشَاءَ حِينَ يَسْوَدُّ الأُفْقُ، وَرُبَّمَا أَخَّرَهَا حَتَّى يجتمع (96/أ) النَّاسُ، وَصَلَّى الصُّبْحَ مَرَّةً بِغَلَسٍ1، ثُمَّ صَلَّى مَرَّةً أُخْرَى فَأَسْفَرَ بِهَا، ثُمَّ كَانَتْ صَلاتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ التَّغْلِيسَ حَتَّى مَاتَ، لَمْ يعد إلى أن يسفر" 2. هكذا رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عن أسامة بن زيد. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ3 التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو صَالِحٍ4، نَا اللَّيْثُ5، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ محمد ابن مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُمْ كَانُوا عَلَى كَرَاسِيِّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَعَ عُمَرَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَدَعَاهُ الْمُؤَذِّنُ لِصَلاةِ الْعَصْرِ، فَأَمْسَى قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَهَا، فَلَمَّا رَجَعُوا قَالَ عُرْوَةُ: هَلْ شَعَرْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فصلى

_ 1 الغلس ـ بفتح الغين المعجمة واللام وآخره المهملة ـ هو ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصبح. النهاية في غريب الحديث 3/ 377. 2 رواه أبو داود السجستاني في باب المواقيت من كتاب الصلاة من سننه 1/ 278 ح 394. وأخرجه الدارقطني في سننه 1/ 250 ح 1 من باب ذكر بيان المواقيت، وكذلك أخرجه أيضاً البيهقي في سننه 1/ 363 باب جماع أبواب المواقيت، كلاهما من طريق الربيع بن سليمان، عن عبد الله بن وهب به مثله، ومن طريق أبي داود أخرجه ابن عبد البر في التمهيد 8/ 18. 3 محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي. 4 عبد الله بن صالح بن محمد الجهني المصري، كاتب الليث بن سعد، سبق الكلام عليه وبيان ما قيل فيه. 5 ابن سعد الفهمي المصري الإمام.

مَعَهُ وَأَخْبَرَهُ بِوَقْتِ الصَّلاةِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ: أَخْبَرَنِي بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "تنزَّل1 عَلَّيَ جِبْرِيلُ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد يصلي الظهر حين تَزِيغَ الشَّمْسُ، وَرُبَّمَا أَخَّرَهَا فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، وَالْعَصْرِ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ مرتفعة يسير الرجل حتى يَنْصَرِفُ (الرَّجُلُ) 2 مِنْهَا إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ ـ سِتَّةَ أَمْيَالٍ ـ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَيُصَلِّي الْمَغْرِبَ إِذَا وَجَبَتِ الشَّمْسُ، وَيُصَلِّي الْعِشَاءَ حِينَ يَسْوَدُّ الأُفْقُ، وَيُصَلِّي الصُّبْحَ فَيُغَلِّسُ بِهَا، ثم صلاها يوماً فَأَسْفَرَ، ثُمَّ لَمْ يَعُدْ إِلَى الإِسْفَارِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" 3. وَقَدْ وَهِمَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ إِذْ سَاقَ جَمِيعَ هَذَا الحديث بهذا الإسناد، لأَنَّ قِصَّةَ الْمَوَاقِيتِ لَيْسَتْ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَسْعُودٍ، وَإِنَّمَا كَانَ الزُّهْرِيُّ يَقُولُ فِيهَا: وَبَلَغَنَا أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ حِينَ تَزُولَ الشَّمْسُ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ4. بَيَّنَ ذَلِكَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ5 فِي رِوَايَتِهِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وفصل

_ 1 في المعجم الكبير للطبراني "نزل". 2 كتب على هذه الكلمة "كذا"، وهي ليست في رواية الطبراني في المعجم الكبير. 3 رواه الطبراني في الكبير 17/ 259 ح 716 من طريق أبي صالح ويحيى بن بكير عن الليث. 4 نص على ذلك أيضاً الحافظ الدارقطني في العلل (نسخة في مكتبة خاصة) حيث ذكر أن أسامة أدرجه ـ يعني مواقيت الصلاة ـ في حديث أبي مسعود، وخالفه يونس وابن أخي الزهري، فروياه عن الزهري قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ مواقيت الصلوات الخمس بغير إسناد فوق الزهري. 5 في الأصل "زيد" والصواب ما أثبته، وهو الأيلي ـ بفتح الهمزة وسكون التحتانية ـ، وهو معروف بروايته عن الزهري، هذا ولم أقف على يونس بن زيد في التراجم ولا في تلاميذ الزهري أيضاً، والعلم عند الله.

حَدِيثَ أَبِي مَسْعُودٍ الْمُسْنَدَ مِنَ حديث المواقيت1 المرسل، وأورد كل واحد منهما مفرداًَ. وَقَدْ رَوَى عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدِيثَ أَبِي مَسْعُودٍ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ، وَاللَّيْثُ ابن سَعْدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَمَعْمَرُ بْنُ راشد، وعبيد الله بن زِيَادٍ الرُّصَافِيُّ، فَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ قِصَّةَ الْمَوَاقِيتِ، وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَسْعُودٍ بِسَبِيلٍ، وَاللَّهُ أعلم2. وأما حَدِيثُ مَالِكٍ: فَأَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عبيد الله3 الحرفي4، وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ5 قَالُوا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ الْحَرْبِيُّ، نا عَبْدُ الله بن مسلمة ابن قعنب (96/ب) الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ6 بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الصَّلاةَ يَوْمًا فَدَخَلَ عَلَيْهِ

_ 1 في الأصل "الموافق" والتصويب مما سيأتي في آخر هذه الترجمة عند ما يسوق المؤلف رواية يونس هذه. 2 ذكر ذلك أيضاً الدارقطني في العلل، وابن عبد البر في التمهيد 8/ 12. 3 في الأصل "عبد الله" ـ مكبراً ـ، والتصويب من تاريخ بغداد 10/ 303 واللباب 1/ 357. 4 بضم الحاء المهملة وسكون الراء وكسر الفاء ـ هذه النسبة للبقال في بغداد ولمن يبيع الأشياء التي تتعلق بالبقالين، وإلى قبائل شتى، وممن ينسب للأول أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عبيد الله بن محمد بن الحسين الحرفي. انظر اللباب 1/ 357. 5 الحسن بن أحمد بن إبراهيم المعروف بابن شاذان. 6 قال ابن عبد البر في التمهيد 8/ 11: ظاهر رواية مالك هذه يدل على الانقطاع، لقوله أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ... فدخل عليه عروة، ولم يذكر فيه سماعاً لابن شهاب من عروة، ولا سماعاً لعروة من بشير بن أبي مسعود ... إلى أن قال: وهذا الحديث متصل عند أهل العلم مسند صحيح لوجوه ... ثم ذكر هذه الوجوه....، ومنها الروايات الأخرى التي جاءت مصرحة بالسماع.

عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلاةَ يوماً وَهُوَ بِالْكُوفَةِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟ أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ (نَزَلَ) 1 فَصَلَّى، فَصَلَّى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: بِهَذَا أُمِرْتُ". قَالَ عُمَرُ لِعُرْوَةَ: أَعْلَمُ ما تحدث به يَا عُرْوَةُ، وَأَنَّ جِبْرِيلَ هُوَ أَقَامَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقْتَ الصَّلاةِ، قَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ2. قَالَ عُرْوَةُ: وَلَقَدْ حَدَّثَتْنِي3 بِهِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا قبل أن تظهر" 4.

_ 1 ما بين القوسين سقط من الأصل وأثبته من الموطأ، والسياق يقتضي إثباته والله أعلم. 2 رواه مالك في الموطأ 1/ 3 ح 1، 2 من كتاب وقوت الصلاة بهذا الإسناد والسياق، ومن طريق القعنبي عن مالك أخرجه البخاري في أول كتاب مواقيت الصلاة (الفتح 2/ 3 ح 521) ، ومسلم في باب أوقات الصلوات الخمس من كتاب المساجد ومواضع الصلاة 1/ 425 ح 167، ومن طريق عبد الرحمن بن مهدي أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/ 274. 3 في الأصل تضبيب، لأن هذه الكلمة كانت "حدثني" مسندة للمذكر، والتصويب من الموطأ ومسلم والتمهيد. 4 راجع تخريجه في الحاشية السابقة قريباً.

وأما حديث عقيل1: فأخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، أنا أَحْمَدُ بن محمد بن عبد الله الْقَطَّانُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ2 التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو صَالِحٍ3، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ـ وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي إِمَارَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز على المدينة ـ فقال: أمسى الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ بِصَلاةِ الْعَصْرِ ـ وَهُوَ أَمِيرُ الْكُوفَةِ يَوْمَئِذٍ ـ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: "يَا مُغِيرَةُ، أَمَا وَاللَّهِ، لَقَدْ عَلِمْتَ، قَدْ نَزَلَ جِبْرِيلُ فَصَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا أُمِرْتُ". قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: فَاعْلَمْ مَا تَقُولُ يَا عُرْوَةَ، أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ هُوَ أَقَامَ الصَّلاةَ، فَقَالَ عُرْوَةُ: كذلك كان بشير ابن أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ4. وَقَالَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ: نا ابْنُ بكير5، حدثني الليث بنحوه.

_ 1 بضم أوله وفتح القاف ـ ابن خالد بن عقيل ـ بفتح أوله وكسر القاف ـ الأيلي ـ بالياء التحتية، كذا في التهذيب لابن حجر 7/ 255-256. 2 محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي. 3 عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد. 4 أشار الدارقطني إلى رواية عقيل هذه عن الزهري في العلل، ولم يسق لفظها، هذا وأخرج الطبراني في الكبير 17/ 260 ح 717 عن رشدين بن سعد، عن عقيل ويونس نحوه، ورشدين ضعيف. التقريب 103. 5 يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير.

وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ جُرَيْجٍ1: فَأَخْبَرَنَاهُ أبو علي أحمد بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطبراني، نا إسحاق ابن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْأَلُ عُرْوَةَ ابن الزبير، قال عروة: أمسى المغيرة بِصَلاةِ الْعَصْرِ ـ وَهُوَ عَلَى الْكُوفَةِ ـ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟ أَمَا وَاللَّهِ، لَقَدْ عَلِمْتَ، لَقَدْ نَزَلَ جِبْرِيلُ فَصَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى النَّاسُ مَعَهُ خَمْسَ مرات بقوله2، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا أُمِرْتُ". فَقَالَ عمر لعروة: (97/أ) اعْلَمْ مَا تَقُولُ، أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ هُوَ أَقَامَ وَقْتَ الصَّلاةِ. فَقَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ ابن أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ3. وأما حديث الليث بن سعد: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُمْ أحمد بن سلمة4.

_ 1 عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن جريج المكي. 2 هكذا في الأصل أوله ـ موحدة ـ وفي الطبراني الكبير 17/ 257 ح 712: يقوله ـ بالمثناة التحتانية ـ وفي المصنف لعبد الرزاق 1/ 541 ح 2045: بقوله يقوله. 3 رواه عبد الرزاق الصنعاني في المصنف 1/ 541 ح 2045. ومن طريقه أخرجه الطبراني 17م 257 ح 712. 4 ابن عبد الله أبو الفضل البزاز ـ آخره راء ـ النيسابوري.

قَالَ الْبَرْقَانِيُّ1: وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ2، أَخْبَرَكَ الْفِرْيَابِيُّ3 وَالْحَسَنُ ـ هو ابن سفيان ـ قال: حدثنا قُتَيْبَةُ. قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الأَزْهَرِ، حَدَّثَكُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، قَالا: نا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الْعَصْرَ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ: أَمَا أَنَّ جِبْرِيلَ قَدْ نَزَلَ فَصَلَّى أَمَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: عُمَرُ: اعْلَمْ مَا تَقُولُ يَا عُرْوَةُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ بَشِيرَ بْنَ أَبِي مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ يَقُولُ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: نَزَلَ جِبْرِيلُ فَأَمَّنِي، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، فَحَسَبَ بِأَصَابِعِهِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ" 4 لَفْظُ حَدِيثِ قُتَيْبَةَ. وَأَمَّا حَدِيثُ سُفْيَانَ بن عيينة: فأخبرناه أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بْنِ رِزْقٍ (الثَّانِي) 5 ـ بِبَغْدَادَ ـ وَأَبُو حفص عمر بن أحمد ابن عثمان البزاز ـ

_ 1 أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن غالب الخوارزمي. 2 أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ. 3 جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ. 4 رواه البخاري في بدء الخلق باب الملائكة (الفتح 6/ 305 ح 3221) عن قتيبة، عن الليث، وراه مسلم 1/ 425 ح 166 من كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب أوقات الصلوات الخمس، عن قتيبة وابن رمح، كلاهما عن الليث بن سعد ... به. ومن طريق ابن رمح أخرجه ابن ماجه 1/ 219 ح 668 كتاب الصلاة، ومن طريق قتيبة أيضاً أخرجه الإمام النسائي في سننه 1/ 245 كتاب المواقيت. 5 هكذا في الأصل، ولم أجد من ذكر هذا الوصف في ترجمته، ولا أدري ما المراد به. انظر ترجمته في تاريخ بغداد 1/ 351، والبداية والنهاية 12/ 12، ثم وجدت العبارة الآتية ... أغفل عبد الغني: الثاني: بالثاء المعجمة باثنتين ـ هكذا ـ من فوقها والنون: هو أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن رزق الثاني، من شيوخ الخطيب البغدادي. اهـ. مشتبه النسبة لعبد الغني الأزدي ص 11 حاشية 1، وانظر الإكمال لابن ماكولا 1/ 577 حاشية المحقق.

بِعُكْبَرَا1 ـ وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْمُعَدَّلُ ـ بِالنَّهْرَوَانِ2 ـ قَالُوا: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بن عمر بن علي ابن حَرْبٍ الطَّائِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، نا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: "قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ أَتَانِي، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ حتى عد الصلاة الْخَمْسَ". فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: اتَّقِ اللَّهَ وَانْظُرْ مَا تَقُولُ يَا عُرْوَةُ. قَالَ: حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3.

_ 1 بضم المهملة وسكون الكاف وفتح الباء الموحدة ـ وقد يمد ويقصر، اسم بليدة من نواحي دجلة قرب صريفين، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ، كذا في معجم البلدان 4/ 142. 2 في معجم البلدان 5/ 324: بفتح النون وكسر الهاء، وأكثر ما يجري على الألسنة بكسر النون، وهي ثلاثة نهروانات: الأعلى والأوسط والأسفل، وهي كورة واسعة بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي، حدها الأعلى متصل ببغداد، وكان بها وقعة لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه مع الخوارج مشهورة. 3 رواه الطبراني في الكبير 17/ 258 ح 714، والبيهقي في الكبرى 1/ 363. وأخرجه أيضاً الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 8/ 16. وأشار إليه أبو داود في السنن 1/ 279 ح 394، ولم يسق لفظه.

وأما حديث شعيب بن أبي حمزة: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ النَّيْسَابُورِيُّ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، أنا علي ابن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْجَكَّانِيُّ1، نا أَبُو الْيَمَانِ2، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزبير يحدث عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي إِمَارَتِهِ، وَكَانَ يُؤَخِّرُ الصَّلاةَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ: أَخَّرَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ صَلاةَ الْعَصْرِ ـ وَهُوَ أمير الْكُوفَةِ ـ فَدَخَلَ3 عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ عقبة بن عمرو الأنصاري جَدُّ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ ـ أَبُو أُمِّهِ، وَكَانَ4 مِمَّنْ4 شَهِدَ بَدْرًا4 ـ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟ أَمَا وَاللَّهِ، لَقَدْ عَلِمْتَ، لَقَدْ نَزَلَ جِبْرِيلُ فَصَلَّى، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا أمرت".

_ 1 بالجيم وقد تقدم ضبطه. 2 الحكم بن نافع البهراني ـ بفتح الموحدة ـ الحمصي. 3 في الأصل تضبيب، لعله سقوط ـ حرف الفاء ـ وقد أثبته من صحيح البخاري. 4 في هذه المواضع علامات تضبيب، والنص في البخاري " ... جد زيد بن حسن، شهد بدراً". وزيد هو ابن الحسن بن علي ابن أبي طالب، لأن أمه أم بشير بنت أبي مسعود، وكانت قبل الحسن عند سعيد بن زيد ... ، قال الحافظ ابن حجر: واختلف في شهوده ـ أبي مسعود ـ بدراً، فالأكثر على أنه لم يشهدها، ولم يذكره محمد بن إسحاق ومن تبعه من أصحاب المغازي في البدريين، وقال الواقدي وإبراهيم الحربي: لم يشهد بدراً، وإنما نزل بها فنسب إليها، وكذا قال الإسماعيلي ... ، قال الحافظ: لم يكتف البخاري في جزمه بأنه شهد بدراً بذلك، بل بقوله إنه شهد بدراً، فإن الظاهر أنه من كلام عروة بن الزبير، وهو حجة في ذلك، لكونه أدرك أبا مسعود، ... واختار أبو عبيد بن سلام أنه شهدها، وبذلك جزم الكلبي ومسلم في الكنى. اهـ ملخصاً من الفتح 7/ 318-319، كتاب المغازي.

فَفَزِعَ عُمَرُ حِينَ حَدَّثَهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بِذَلِكَ، وَقَالَ: اعْلَمْ مَا تُحَدِّثُ يَا عُرْوَةَ، إِنَّ جبريل لهو أَقَامَ لَهُمْ وَقْتَ الصَّلاةِ، قَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ1. قَالَ عُرْوَةُ: وَلَقَدْ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي صَلاةَ العصر والشمس في حجرتها (97/ب) قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ الشَّمْسُ" 2. قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ يَتَعَلَّمُ وَقْتَ الصَّلاةِ بِعَلامَةٍ حَتَّى فَارَقَ الدنيا3. وأما حديث معمر: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ، أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَخَّرَ صَلاةَ العصر مرة، فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ: حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ أَنَّ الْمُغِيرَةَ أَخَّرَ الصَّلاةَ مَرَّةً ـ يَعْنِي الْعَصْرَ ـ فَقَالَ لَهُ أَبُو مَسْعُودٍ: "أَمَا وَاللَّهِ يَا مُغِيرَةُ، لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ فَصَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى النَّاسُ مَعَهُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى النَّاسُ مَعَهُ حَتَّى عَدَّ خمس صلوات".

_ 1 إلى هذا القدر من الحديث أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب شهود الملائكة بدراً. الفتح 7/ 317 ح 4007 عن أبي اليمان عن شعيب ... به. 2 هذه الزيادة لم أجدها في حديث شعيب عند البخاري، وقد سبق تخريجها من الصحيحين وموطأ مالك، لكن من غير طريق، والله أعلم. 3 لم أقف على هذه الزيادة من رواية شعيب، وسيأتي تخريجها من حديث معمر بن راشد.

فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: انْظُرْ مَا تَقُولُ يَا عُرْوَةَ، أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ هُوَ سَنَّ وَقْتَ الصَّلاةِ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ حَدَّثَنِي بَشِيرُ ابن أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: فَمَا زَالَ عُمَرُ يَتَعَلَّمُ1 وَقْتَ الصَّلاةِ بِعَلامَةٍ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا2. وَأَمَّا حَدِيثُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ3: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ حَسَنُ بْنُ محمد بن عبد الله حَسْنَوَيْهِ الْكَاتِبُ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ نَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابن عِيسَى بْنِ يَزِيدَ الْخَشَّابُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ رُسْتُمَ، نا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ4 عَنْ جَدِّهِ3، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَهُوَ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي إِمَارَتِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ عُمَرُ يُؤَخِّرُ الصَّلاةَ ذَلِكَ الزَّمَانَ، فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ: أَخَّرَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ يَوْمًا صَلاةَ الْعَصْرِ، وَهُوَ بِالْكُوفَةِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، وَهُوَ جَدُّ زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ أبو أمه، وكان شهد5

_ 1 كتب على هذه الكلمة في الأصل "كذا"، وقد سبقت في حديث شعيب "يتعلم" بتقديم التاء الفوقية على المهملة، وفي الطبراني والمصنف "يعلم"، وفي مسند أحمد "يتعلم". 2 رواه عبد الرزاق في المصنف 1/ 540 ح 2044، والطبراني في الكبير 17/ 256 ح 711، والإمام أحمد في المسند من طريق عبد الرزاق 5/ 120-121. 3 الرصافي أبو منيع، ذكره ابن حبان في الثقات 7/ 145، ووثقه الدارقطني، وقال الذهلي في علل حديث الزهري: أخرج إلي جزءاً من حديث الزهري، فنظرت فيها، فوجدتها صحاحاً. قال الذهبي ـ الميزان 3/ 8 ـ: مجهول مقارب الحديث، أخرج له البخاري تعليقاً في كتاب الطلاق. راجع أيضاً التهذيب 7/ 13-14. 4 في التقريب 64: حجاج بن أبي منيع يوسف، وقيل: عبيد الله بن زياد الرصافي، ثقة. 5 في هذا الموضع من الأصل إِشارة تضبيب اا اا

بَدْرًا1، فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ، أَمَا وَاللَّهِ، لَقَدْ عَلِمْتَ، لَقَدْ نَزَلَ جِبْرِيلَ فَصَلَّى بِرَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا أُمِرْتُ". فَفَزِعَ عُمَرُ حِينَ حَدَّثَهُ عُرْوَةُ ذَلِكَ، فَقَالَ: اعْلَمْ مَا تُحَدِّثُ يَا عُرْوَةَ، إِنَّ جِبْرِيلَ لَهُوَ أَقَامَ وَقْتَ الصَّلاةِ. قَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، وَلَقَدْ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ زَوْجُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي صَلاةَ الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ". فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ يَتَعَلَّمُ وَقْتَ الصَّلاةِ بِعَلامَةٍ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا3. وأما حديث يونس بن يزيد عن الزهري الذي أورد فيه حديث أبي مسعود عن حديث (98/أ) المواقيت: فأخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ4 التِّرْمِذِيُّ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ5، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا يُونُسُ، عَنِ

_ 1 انظر الهامش السابق. 2 في الأصل بين هاتين الكلمتين "يعني" ولا يستقيم السياق بها، فحذفتها، والله أعلم. 3 لم أقف عليه من رواية عبيد الله بن زياد. 4 مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ التِّرْمِذِيُّ. 5 ابن معاوية، أبو عبد الله الخزاعي المروزي، العالم بالفرائض، سكن مصر، عرف بشدته على الجهمية وأهل الأهواء، وثقه أحمد والعجلي، وقال ابن معين مرة: ثقة، ومرة قال: من أهل الصدق، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وضعفه النسائي وغيره، وبالغ بعضهم، فاتهمه بالوضع. راجع تفصيل الكلام عنه في الكامل لابن عدي 7/ 2482-2485، التهذيب 10/ 458، ورجح الحافظ في التقريب 359: إنه صدوق يخطئ كثيراً ...

الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي إِمَارَتِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ عُمَرُ يُؤَخِّرُ الصَّلَوَاتِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، فَقَالَ عُرْوَةُ لِعُمَرَ: أَخَّرَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ صَلاةَ الظُّهْرِ1 وَهُوَ بِالْكُوفَةِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ ـ وَهُوَ جَدُّ زَيْدِ بن الحسن، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا ـ فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟ أَمَا وَاللَّهِ، لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ فَصَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا أُمِرْتُ". فَفَزِعَ عمر حين حدثه عن ذلكن قَالَ: اعْلَمْ مَا تَقُولُ، أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ هُوَ أَقَامَ لِرَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقْتَ الصَّلاةِ، قَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ عُرْوَةُ2: وَلَقَدْ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ الْفَيْءُ". قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ يَتَعَلَّمُ وَقْتَ الصَّلاةِ بِعَلامَةٍ حَتَّى فارق الدنيا3.

_ 1 في سائر الروايات: صلاة العصر. 2 هنا علامة تضبيب. 3 لم أجد رواية يونس هذه.

وَأَمَّا حَدِيثُ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ الذي أرسل فيه حديث المواقيت: فأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ شَبِيبٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: أنا أَبِي1 عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: "وَبَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ بَعْدَ نِصْفِ النَّهَارِ، فَإِذَا أَبْرَدَ عَنْهَا فِي شِدَّةِ الْحَرِّ صَلاهَا حِينَ يَكُونُ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُهُ، وَيُصَلِّي أَوَّلَ صَلاةِ الْعَصْرِ حِينَ يَكُونُ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَيْهِ، كَذَا فِي الأَصْلِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِثْلُهُ إِلَى أَنْ يَكُونَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَيْهِ، وَيُصَلِّي الْمَغْرِبَ حِينَ يَرَى اللَّيْلَ وَيَحِلُّ فِطْرُ الصَّائِمِ، وَيُصَلِّي صَلاةَ الْعِشَاءِ حِينَ يَغِيبُ شَفَقُ اللَّيْلِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الأَوَّلِ، وَيُصَلِّي صَلاةَ الْفَجْرِ فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَتَبَيَّنَ أَوَّلُ الْفَجْرِ إِلَى أَنْ يُسْفِرَ، وَالإِسْفَارُ آخِرُ وَقْتِهَا، وَكَانَ لا يَكَادُ يُصَلِّيهَا كُلَّ يَوْمٍ إِلا بغلس" 2. أخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: "بَلَغَنَا أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي صَلاةَ الظُّهْرِ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ بَعْدَ نِصْفِ النَّهَارِ، فَإِذَا أَبْرَدَ عَنْهَا فِي شِدَّةِ الْحَرِّ صَلاهَا حِينَ يَكُونُ فَيْءُ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ، وَيُصَلِّي صَلاةَ الْعَصْرِ حِينَ يَكُونُ فَيْءُ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ إِلَى أَنْ يكون فيء مثليه (98/ب) ، وَيُصَلِّي صَلاةَ الْمَغْرِبِ حِينَ يَرَى أَوَّلَ اللَّيْلِ وَيَحِلُّ فِطْرُ الصَّائِمِ، وَيُصَلِّي الْعِشَاءَ حِينَ يَغِيبُ غَسَقُ الليل

_ 1 هو شبيب بن سعيد، أبو سعيد التميمي الحبطي ـ بالمهملة والموحدة المفتوحتين ـ. 2 لم أقف على هذه الرواية أيضاً.

إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الأَوَّلِ، وَيُصَلِّي صَلاةَ الْفَجْرِ فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَبِينَ أَوَّلُ الْفَجْرِ إِلَى أَنْ يُسْفِرَ، وَالإِسْفَارُ آخِرُ وَقْتِهَا، وَكَانَ لا يَكَادُ يُصَلِّيهَا كُلَّ يَوْمٍ إلا بغلس" 1.2 73- حديث آخر: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُعَدَّلُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الرَّازِي، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي أَبُو أُوَيْسِ3 بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ4، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، ثُمَّ أَذِنَ لِلنَّاسِ في الحج فتداك5 الناس بالمدينة لِيَخْرُجُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا جاؤوا ذَا الْحُلَيْفَةِ وَلَدَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تَسْأَلُهُ عَنْ ذلك، فقال: اغسلي واستدفري6 بِثَوْبٍ ثُمَّ أَهِلِّي، فَلَمَّا ظَهَرَ عَلَى الْبَيْدَاءِ7 أَوِ اسْتَوَتْ لَهُ

_ 1 لم أجد هذه الرواية أيضاً من هذا الطريق، واللفظ جاء من طريق أخرى في مسلم وغيره، والله أعلم. 2 في هامش الأصل "بلغ مقابلة في الثامن عشر حسب الطاقة والله أعلم". 3 اسمه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قال عنه الحافظ في التقريب 178: صدوق يهم، وقال عن ابنه إسماعيل ص 34: صدوق يخطئ في أحاديث من حفظه. 4 ابن علي بن الحسين المعروف بالصلاق. 5 هكذا في الأصل، والمعنى: ازدحموا. انظر النهاية 2/ 128. 6 هكذا في الأصل ـ بدال مهملة ـ وفي المسند 3/ 320 بالذال المعجمة، وجميع الروايات كما في سيأتي في التخريج بالثاء المثلثة، وفي تاج العروس 3/ 226:.... واستذفر الأمر: اشتد عزمه عليه وصلب له، واستذفرت المرأة: استثفرت ـ بالثاء المثلثة ـ وذفر البنت كفرح. اهـ ملخصاً. 7 هكذا في الأصل، ووصع عليه إشارة تضبيب، وفي جميع الروايات ... حتى إذا استوت به ناقته على البيداء، والبيداء: الأرض الملساء، وكل مفازة لا شيء بها فهي بيداء. وقال ياقوت: تعد من الشرف أمام ذي الحليفة. انتهى ملخصاً من معجم البلدان 1/ 523.

الأَرْضُ أَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهَلَّ النَّاسُ، قال جابر: فإني لا أنظر مَدَّ بَصَرِي مِنْ بَيْنَ يَدِي، وَمَدَّهُ1 عَنْ1 وَرَائِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي مِنَ النَّاسِ رُكْبَانًا وَمُشَاةً، قَالَ: فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي يَقُولُ: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكُ لا شَرِيكَ لَكَ. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا لا نَعْرِفُ إِلا الْحَجَّ، فَخَرَجْنَا وَرَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَالْقُرْآنُ يُنَزَّلُ عَلَيْهِ وَهُوَ يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ، وَإِنَّمَا نَفْعَلُ مَا أُمِرَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ عَلِمْنَاهُ، فَقَدِمْنَا مَكَّةَ فَطُفْنَا بِالْبَيْتِ سبعاً رملنا ثَلاثًا، وَمَشَيْنَا أَرْبَعًا، ثُمَّ تَلا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} 2، فَصَلَّى عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ رَكْعَتَيْنِ ـ قَالَ جَعْفَرٌ: وَكَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ـ قَالَ جَابِرٌ: ثُمَّ اسْتَلَمَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّكْنَ حِينَ انْصَرَفَ ثُمَّ ذَهَبْنَا إِلَى الصَّفَا، قَالَ: نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ بِهِ رَبُّنَا تَعَالَى، وَالنَّاسُ يَمْشُونَ كنفتيه3، فَرَقَى حَتَّى بَدَا لَهُ الْبَيْتُ، فَقَالَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ: "لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ، لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ"، ثُمَّ نَزَلَ وَمَشَى حَتَّى تَصَوَّبَتْ4 قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْمَسِيلِ، ثُمَّ مَشَى حتى أصعدت5 قَدَمَاهُ ثُمَّ مَشَى حَتَّى جَاءَ المروة، فَأصعد5 فِيهَا حَتَّى بَدَا لَهُ الْبَيْتُ، فَقَالَ: "لا إِلَهَ إِلا الله وحده، لا شريك

_ 1 في هذين الموضعين إشارة تضبيب!!! 2 الآية 125 من سورة البقرة. 3 وفي رواية: كنفيه أي محيطين به. النهاية 4/ 204-205. 4 هكذا في الأصل، وفي سنن النسائي 5/ 240-241، في مسلم 2/ 888: حتى إذا انصبت قدماه. 5 هكذا في الأصل، وفي بقية الروايات صعدت، وصعد بدون ألف.

لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ـ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ـ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وهزم الأحزاب وحده" فعل ذَلِكَ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الطَّوَافِ، ثُمَّ قَالَ عِنْدَ الْمَرْوَةِ: هَذَا المنحر وكل (99/أ) فَجَاجِ مَكَّةَ مَنْحَرٌ، قَالَ جَعْفَرٌ: يَعْنِي مَنْحَرَ الْعُمْرَةِ، وَقَالَ: مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُحْلِلْ بِعُمْرَةٍ، فَإِنِّي لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا سُقْتُ ـ يَعْنِي الْهَدْيَ ـ وَلَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً، قَالَ: وَقَدِمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الْيَمَنِ، وَقَدْ حَلَّ النَّاسُ إِلا مَنْ سَاقَ الْهَدْيَ، فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: بِأَيِّ شَيْءٍ أَهْلَلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ نَبِيُّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مَعِي الْهَدْيَ فَلا تَحْلُلْ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ، وَقَدْ لَبِسَتْ ثِيَابَهَا صَبِيغًا1 وَاكْتَحَلَتْ، فأنكر ذلك عليها، فَقَالَ: مَنْ أَمَرَكِ بِهَذَا؟ فَقَالَتْ: أَبِي أَمَرَنِي، فَقَالَ عَلِيٌّ: فَذَهَبْتُ مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَةَ بِالَّذِي صَنَعَتْ مُسْتَفْتِيًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: صَدَقْتَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاقَ مِنَ الْمَدِينَةِ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ بَدَنَةً، وَأَتَاهُ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ بِسَبْعٍ وَسِتِّينَ بَدَنَةً، فَكَانَ الْهَدْيُ الَّذِي قَدِمَ بِهِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ مِائَةَ بَدَنَةٍ، فَنَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا ثَلاثًا (وستين) 2 وَأَعْطَى عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا بَقِيَ وَأَشْرَكَ عَلِيًّا فِي هَدْيِهِ، وَقَالَ بِمِنًى: هَذَا الْمَنْحَرُ وَكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ، وَأَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ ببضعة3، فجعلت في

_ 1 كتب على هذه الكلمة في الأصل "كذا". وذكر ابن الأثير في النهاية 3/ 10 هذه الجملة من الحديث وقال: أي مصبوغة غير بيض، وهو فعيل بمعنى مفعول. 2 في الأصل "ثلاثين"، وفي جميع الروايات عند مسلم وأحمد وأبي داود والطيالسي والموصلي وغيرهم ـ كما سيأتي تخريجه ـ "ستين"، وهو الصواب إن شاء الله. 3 أي قطعة من اللحم.

قِدْرٍ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيٌّ مِنَ لُحُومِهَا، وَحَسَوْا1 مِنْ مَرَقِهَا، وَذَبَحَ كَبْشًا، وَرَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ فِي أول يوم النحر، وَلَمْ يَقِفْ عِنْدَهَا، وَرَمَى الْجِمَارَ الثلاث في كل يوم يقف2 عِنْدَ جَمْرَتَيِ الأُولَى وَالثَّانِيَةِ، وَلا يَقِفْ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ، وَلا الأَيَّامَ الَّتِي بَعْدَ يَوْمَ النَّحْرِ". كَذَا رَوَى أَبُو أُوَيْسٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ ابن عَبْدِ اللَّهِ، وَفِيهِ كَلِمَاتٌ لَمْ يَسْمَعْهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ جَابِرٍ، فَأُدْرِجَتْ فِي الْحَدِيثِ، وَهِيَ قَوْلُ عَلِيٍّ: فَذَهَبْتُ مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَةَ بِالَّذِي صَنَعَتْ مُسْتَفْتِيًا لِرَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صدقت. وكان مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ يُرْسِلُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ عَنْ عَلِيٍّ، وَيَقُولُ: لَمْ يَذْكُرْهَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي حَدِيثِهِ. بَيَّنَ ذَلِكَ وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ فِي رِوَايَتِهِمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ جعفر بن محمد ابن عَلِيٍّ. وَكَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُدْرِجُ فِي رِوَايَتِهِ أَيْضًا أَحْرُفًا، وَيَجْعَلُهَا مَرْفُوعَةً، وَهِيَ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ رَكْعَتَيْنِ وَقَرَأَ فيهما بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} . وَذَكَرَ قِرَاءَةَ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ خَاصَّةً فِي هَذَا الْحَدِيثِ لَيْسَ بمرفوع،

_ 1 أي شربوا. 2 في الأصل "يقول" ووضع عليه علامة التضبيب، وما أثبته هو الموافق لما في الروايات الأخرى.

وإنما هو حكاية جعفر (99/ب) ابن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ كَمَا بَيَّنَهُ أَبُو أُوَيْسٍ عَنْ جَعْفَرٍ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ وُهَيْبٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ جعفر، عن أبيه وقالا: لَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ "فِي حَدِيثِ"1 جَابِرٍ. وَرَوَى حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ جَعْفَرٍ حَدِيثَ الْحَجِّ بِطُولِهِ، وَفِيهِ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عِنْدَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ: بِـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} "2. وأما حديث وهيب عن جعفر الذي ميز فيه قصة علي مع فاطمة وذكر قراءة السورتين في ركعتي الطواف، وأن ذلك ليس من حديث جابر: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا وهيب ابن خَالِدٍ قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: "أَقَامَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ تِسْعًا لَمْ يَحُجَّ، ثُمَّ أَذِنَ لِلنَّاسِ فِي الْحَجِّ"3، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ إِلَى أَنْ قَالَ: فَبَدَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَجَرِ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ طَافَ سَبْعًا رَمَلَ فِي ذَلِكَ ثَلاثًا، وَمَشَى أَرْبَعًا، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} 4.

_ 1 ما بين إشارتي التنصيص ألحق في الهامش، وكتب بعده "أصل". 2 الآية رقم واحد من سورة الصمد، والآية رقم واحد من سورة الكافرون. 3 رواه أبو داود سليماد بن داود الطيالسي في المسند 232 ح 1668 عن وهيب، عن جعفر الحديث وبكامله مبيناً مفصلاً. وأخرجه أيضاً أبو يعلى الموصلي في مسنده 4/ 23 ح 2027 عن العباس بن الوليد النرسي، عن وهيب بن خالد ... به. 4 الآية رقم 125 من سورة البقرة.

فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، قَالَ أَبِي: وَكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يَقْرَأَ فِيهِمَا بِالتَّوْحِيدِ1: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} 2، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} 3. ولم يَذْكُرْ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ جَابِرٍ. قَالَ: ثُمَّ أَتَى الرُّكْنَ فَاسْتَلَمَهُ، وَذَكَرَ فِيهِ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: فَدَخَلَ عَلِيٌّ عَلَى فَاطِمَةَ وَقَدِ اكْتَحَلَتْ وَلَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ فَقَالَ: مَنْ أَمَرَكِ بهذا؟ فَقَالَتْ: أَمَرَنِي بِهِ أَبِي. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: فَكَانَ عَلِيٌّ يُحَدِّثُ بِالْعِرَاقِ، قَالَ: ذَهَبْتُ إِلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَةَ فِي الَّذِي ذَكَرَتْ، فَقَالَ: صَدَقَتْ، أَنَا أَمَرْتُهَا، قَالَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثًا، وَسَاقَ تَمَامَ الْحَدِيثِ. وأما حديث ابن جريج4 عن جعفر الموافق لرواية وهيب: فأخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ غَيْلانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السِّمْسَارُ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ5 الْفَقِيهُ قال: قرئ على يحيى ابن جَعْفَرٍ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَثَ بِالْمَدِينَةِ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: "عَمِدَ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ فَصَلَّى خَلْفَهُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} 6.

_ 1 سميت بذلك لاشتمالها على توحيد الأسماء والصفات وتوحيد الألوهية، والله أعلم. 2 آية رقم واحد من سورة الكافرون. 3 آية رقم واحد من سورة الصمد. 4 عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن جريج المكي. 5 في الأصل: "سليمان" بالياء آخر الحروف، والتصويب من تاريخ بغداد 4/ 189 وغيره، وهو المعروف بالنجاد الحنبلي. 6 سورة البقرة آية: 125.

قال أبي: ويقرأ فيهما بالتوحيد1 و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} 2 وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ إِلَى أن قال: فإذا فاطمة قد حلت وَلَبِسَتْ ثِيَابَهَا صَبِيغًا وَاكْتَحَلَتْ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلِيٌّ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَمَرَنِي بِهِ أَبِي، قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ بالكوفة ـ قال أبي: هَذَا لَمْ يَذْكُرْهُ جَابِرٌ ـ: فَذَهَبْتُ مُحَرِّشًا أَسْتَفْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ3. وَأَمَّا حَدِيثُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ جَعْفَرٍ نَحْوَ هَاتَيْنِ: فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ4 الْهَاشِمِيُّ، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي، نا أَبُو دَاوُدَ5، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ6، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَابِرٍ، فَذَكَرَ7 هذا (100/أ) الْحَدِيثَ، وَأَدْرَجَ الْحَدِيثَ عِنْدَ قَوْلِهِ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} 8، قال: فقرأ فيها بالتوحيد، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَقَالَ فِيهِ: قَالَ عَلِيٌّ بِالْكُوفَةِ ـ قَالَ أَبِي: هَذَا الْحَرْفُ لَمْ يَذْكُرْهُ جَابِرٌ ـ فَذَهَبْتُ مُحَرِّشًا، وذكر قصة فاطمة9.

_ 1 يعني سورة الصمد. 2 آية رقم (1) من سورة الكافرون. 3 لم أقف عليه من رواية ابن جريج عن جعفر ... 4 القاسم بن جعفر. 5 سليمان بن الأشعث السجستاني. 6 ابن كثير العبدي، أبو يوسف الدورقي. 7 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب، لعله إشارة لانقطاع الكلام. 8 الآية 125من سورة البقرة. 9 انظر السنن لأبي داود 2/ 465 ح 1909 كتاب المناسك، باب صفة حَجَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه أحمد في المسند 3/ 320 مطولاً، وأدرج فيه هذه الألفاظ أيضاً، وكذلك أخرجه مطولاً كروية أحمد عن يحيى الحافظ أبو يعلى الموصلي 4/ 93 ح 2126 عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حرب، عن يحيى ... به.

وأما حديث حاتم بن إسماعيل عن جعفر ببيان الأحرف التي أدرجها يحيى القطان في روايته ووصلها بعمود1 الحديث المرفوع وموافقة حاتم وهيباً وابن جريج عليها: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ـ حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ، نَا إِسْحَاقُ ـ هُوَ ابْنُ رَاهَوَيْهِ ـ نا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا جَعْفَرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَذَكَرَ حَدِيثَ الْحَجِّ الطَّوِيلِ، وَقَالَ فِيهِ: "ثُمَّ رَجَعَ ـ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إلى المقام فجعله بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ فَقَالَ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} 2 فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ"، قَالَ جَعْفَرٌ: "وَكَانَ أبي يقول ـ ولا أعلمه ذكره عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بِـ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} 3.

_ 1 هكذا في الأصل، ولعل المراد بصلب أو متن الحديث المرفوع. 2 الآية 125من سورة البقرة. 3 رواه مسلم مطولاًَ 2/ 886 ح 147 من كتاب الحج عن أبي بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم بن راهويه. ورواه أبو داود في سننه 2/ 455 ح 1905 باب صفة حج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن عدة من شيوخه عن حاتم ... به مطولاً، ومدرج فيه هذه الأحرف، وانظر أيضاً سنن ابن ماجه 2/ 1022 ح 3074 باب حَجَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسنن الدارمي 1/ 375 ح 1857 باب في صفة الحج من كتاب المناسك، وغير هؤلاء، وحاتم بن إسماعيل المدني قال الحافظ في التقريب 58: صحيح الكتاب صدوق يهم. اهـ

74- حديث آخر: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي1 بَكْرٍ، أَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا الْحَسَنُ بْنُ سَلامٍ، نا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ خَالِدٍ الحذاء وعاصم2، وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ وَبُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ3 الرُّومِيُّ، قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْبُنْدَارُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بن شاكر الصاغ، نا قبيصة بن عقبة، ونا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ وَعَاصِمٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهَا حَيَاءً عُثْمَانُ، أفرضهم زيد، وأقرأهم أُبي، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عبيدة ابن الْجَرَّاحِ" 4. كَذَلِكَ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ قَبِيصَةُ [بْنُ] 5 عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ وَعَاصِمٍ الأحول.

_ 1 أَبُو بَكْرٍ = أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان. 2 ابن سليمان أبو عبد الرحمن الأحول البصري. 3 في تاريخ بغداد 7/ 135 ذكر باسم بشرى بن مسيس أبو الحسن الرومي، وقد مر في أكثر من موضع في هذا الكتاب للخطيب باسم بشرى بن عبد الله. 4 رواه أبو نعيم في الحلية 3/122 عن مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ البندار به سنداً ومتناً، ثم قال: هذا حديث غريب من حديث الثوري، لم يروه عنه عن عاصم وخالد فيما أعلم إلا قبيصة. وأخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث 114 عن مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، عَنْ عباس الدوري، عن قبيصة به. وأخرجه من طريق قبيصة الإمام الطحاوي في مشكل الآثار 1/ 350-351 إلا أنه لم يذكر فيه: "أقرأهم أبي". 5 في الأصل (عن) والصواب ما أثبته كما في ترجمته في التهذيب 8/ 347.

فَانْفَرَدَ بِتَجْوِيدِهِ وَالْجَمْعِ فِيهِ بَيْنَ خَالِدٍ وَعَاصِمٍ1، وَخَالَفَهُ وَكِيعُ بْنُ الجراح، وعبد اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ2، وَقُطْبَةُ بْنُ الْعَلاءِ3، فَرَوَوْهُ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ وحده عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ. ورواه عن خالد كذلك عبد الوهاب الثقفي، ووهيب ابن خَالِدٍ، وَعُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْقَاضِي, وَرَوَاهُ مُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووهم في الْقَوْلِ، وَلَمْ يَكُنْ أَبُو قِلابَةَ يُسْنِدُ جَمِيعَ الْمَتْنِ، وَإِنَّمَا كَانَ يُرْسِلُهُ غَيْرَ ذِكْرِ أَبِي عُبَيْدَةَ وَحْدَهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يُسْنِدُهُ عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ4. رَوَى ذَلِكَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ مُبَيَّنًا مُفَصَّلا، وميز المسند من المرسل أَنْ سَاقَهُ سِيَاقَةً وَاحِدَةً، وَرَوَاهُ حماد بن

_ 1 التجويد تستعمل عند المحدثين لمعنيين فيما أعلم: الأول: تدليس التسوية، والثاني: بمعنى الضبط والإتقان، وقد تقدم الكلام على هذا مراراً في حواشي سابقة. وقبيصة لم يذكره أحد في المدلسين، ولم يذكر في ترجمته أنه يدلس، وكذلك عرف بمخالفته في حديث الثوري، وهذا الحديث مما لم يضبطه، ولذلك لم يتبين لي مراد الخطيب بقوله: "فانفرد بتجويده"، والله تعالى أعلم. راجع ترجمة قبيصة في التهذيب 8/ 347. 2 عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، أبو عبد الرحمن الكوفي. 3 ابن منهال الكوفي، قال البخاري في الكبير 7/ 191: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: كتبنا عنه وما علمنا إلا خيراً، وأنكر على البخاري إدخاله في الضعفاء، وقال: هو شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال أبو زرعة عن قطبة أنه يحدث عن الثوري بأحاديث منكرة. الجرح والتعديل 7/ 141-142. وقال ابن عدي في الكامل 6/2076: أرجو أنه لا بأس به. 4 نص الحافظ في الفتح 7/ 93 في مناقب أبي عبيدة بن الجراح على أن أوله مرسل، والمرفوع فقط: "وإن لكل أمة أميناً.."، وكذلك نص على ذلك أبو عبد الله الحاكم في معرفة علوم الحديث 114.

زيد ومعمر بن راشد ذِكْرُ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو قَحْذَمٍ1 النَّضْرُ بْنُ مَعْبَدٍ، عن أبي قلابة عن (100/ب) النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلا. وَقَدْ أَفْرَدَ شُعْبَةُ بْنُ الحجاج في روايته عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قلابة المسند من هذا الحديث فقط في ذكر أبي عبيدة. وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، وَعَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ الني صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث بِطُولِهِ. فَأَمَّا سَعِيدٌ فَلا أَعْلَمُ رَوَاهُ إِلا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِي عَنْ مِهْرَانَ بْنِ أَبِي عُمَرَ عَنْهُ. وَأَمَّا مَعْمَرٌ فَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِيهِ، فَأَسْنَدَهُ عَنْهُ وَوَصَلَهُ داود بن عبد الرحمن العطار، وَأَرْسَلَهُ عَنْهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ همام. فأما حديث وكيع عن سفيان عن خالد الحذاء: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ2 الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ3، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهَا فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهَا حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهَا بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وأقرأها لكتاب الله أُبيّ، وأعلمها بالفرائض زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ" 4. وَأَمَّا حَدِيثُ الأَشْجَعِيِّ5 عَنْ سُفْيَانَ بِمُتَابَعَةِ وَكِيعٍ: فأخبرناه الحسن بن

_ 1 أوله قاف ثم جاء مهملة بعدها ذال معجمة ثم ميم. 2 ابن مهران أبو المنازل. 3 عبد الله بن زيد. 4 رواه الإمام أحمد في المسند 3/ 184. وأخرجه ابن ماجه في سننه 1/ 55 ح 155 المقدمة ـ فضائل خباب ـ. 5 عبيد الله بن عبد الرحمن.

أَبِي طَالِبٍ، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بن علي، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ1، نَا يَعْقُوبُ2 الدَّوْرَقِيُّ، نا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ3، نا الأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ4. وَأَمَّا حَدِيثُ قُطْبَةَ بْنِ الْعَلاءِ5 عَنْ سُفْيَانَ مِثْلَ ذَلِكَ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ6 عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا الْقَاسِمُ ابن مُحَمَّدٍ الدَّلالُ الْكُوفِيُّ، نا قُطْبَةُ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ الْمِنْهَالِ الْغَنَوِيُّ7، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حياءًَ عُثْمَانُ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ ابن الْجَرَّاحِ" 8. وأما حديث عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء بموافقة هذه الروايات عن الثوري، عن خالد: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيُّ قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن يعقوب الشيباني9 الحافظ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ

_ 1 هو القاضي المحاملي. 2 ابن إبراهيم بن كثير العبدي. 3 أبو الوليد العتكي، ثقة. الجرح والتعديل 3/ 371. 4 رواية الأشجعي هذه أخرجها الطحاوي في مشكل الآثار 1/ 484. 5 تقدم قريباً الكلام عنه. 6 سقط من الأصل كلمة (أبو) وأثبتها من موارد الخطيب البغدادي 484. 7 بفتح الغين المعجمة والنون، وفي آخرها الواو ثم ياء النسبة، هذه النسبة إلى غني بن أعصر، وقيل بعصر. اللباب 2/ 392. 8 لم أقف على رواية قطبة هذه في معاجم الطبراني ولا غيرها، والله أعلم. 9 بالشين المعجمة، المعروف بابن الأخرم النيسابوري. تذكرة الحفاظ 3/ 864.

ابن1 خَلادٍ الْبَاهِلِيُّ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ2، نا خَالِدٌ عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عثمان، وأقرأهم لكتاب الله أُبيّ ابن كَعْبٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، أَلا، وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عبيدة بن الجراح" 3. أخبرنا (101/أ) أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُرْوَةَ الْبُنْدَارُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ، نا مُحَمَّدُ بن عبد الله الأزدي، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ خَالِدٍ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ. وأما حديث وهيب4 عن خالد مثل حديث الثقفي عنه: فأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ العزيز، وأخبرناه الحسن5 ابن أَبِي الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبُ ـ وَاللَّفْظُ لَهُ ـ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن حنبل، حدثني أبي قالا: نا عَفَّانُ 6، نا وُهَيْبٌ، نا خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن

_ 1 أبو بكر محمد بن خلاد بن كثير الباهلي البصري. 2 ابن عبد المجيد بن الصلت، أبو محمد الثقفي البصري. 3 رواية عبد الوهاب الثقفي أخرجها الإمام الترمذي 5/ 665 ح 3791 كتاب المناقب، باب مناقب معاذ بن جبل، وزيد ابن ثابت، وأبيّ، وأبي عبيدة، وكذلك أخرجها الإمام ابن ماجه القزويني 1/ 55 ح 154 ـ المقدمة باب فضائل خباب. 4 بالتصغير ـ ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم، أبو بكر البصري. 5 في الأصل (الحسين) مصغراً، ولعل الصواب ما أثبت، ويكون هو الحسن بن علي التميمي، راوي كتب الإمام أحمد عن أبي بكر القطيعي، بدليل الجادة المعروفة عن الخطيب، وقد تقدم باسم الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبُ في الحديث رقم 30، ورقم 48، والله تعالى أعلم. 6 ابن مسلم أبو عثمان الصفار.

أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، ـ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ أَبِي: وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: فِي أَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ ـ وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرأهم لِكِتَابِ اللَّهِ أُبي بْنُ كَعْبٍ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ ابن جَبَلٍ، أَلا، وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ" 1. وَأَمَّا حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ2 عَنْ خَالِدٍ مِثْلَ ذَلِكَ أَيْضًا: فَأَخْبَرَنِيهِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْخَلالُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالا: نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَذَّاءُ، أنا شَاذَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عمر بن حبيب العدوي الْقَاضِي، نا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَأَقْوَاهَا فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَشَدُّهَا حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ والحرام معاذ ابن جبل، وأفرضهم زيد، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ3 هَذِهِ الأمة أبو عبيدة بن

_ 1 انظر مسند الإمام أحمد 3/ 281. ومن طريق عفان بن مسلم عن وهيب بن خالد أخرجه أيضاً الطحاوي في مشكل الآثار 1/ 350. 2 عمر ـ بضم أوله ـ ابن حبيب بن محمد العدوي القاضي البصري، أجمعوا على تضعيفه، مات سنة 207هـ. التهذيب 7/ 431. 3 في الأصل "وأمينها" وكتب عليه علامة التضبيب، وما أثبته هو المتفق مع الروايات السابقة ومع السياق هنا.

الْجَرَّاحِ 1. وأما حديث معلى بن عبد الرحمن2 عن سفيان الذي وهم فيه، فرواه عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن ابن عمر: فأخبرنيه أَبُو الْقَاسِمِ3 الأَزْهَرِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو عُبَيْدٍ4 وَعَبْدُ الله بن محمد ابن إِسْحَاقَ5 الْمَرْوَزِيُّ، قَالا: نا خَلَفِ بن مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، نا مُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا سُفْيَانُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْفَرَائِضِ زيد بن ثابت، وأقرأهم أُبيّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ" 6. وَأَمَّا حَدِيثُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ عن خالد الذي بين فيه المسند من المرسل وفصل بينهما: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، نا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ، نا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ7 نا

_ 1 لم أقف على رواية عمر بن حبيب. 2 الواسطي، قال الحافظ في التقريب 343: متهم بالوضع ورمي بالرفض. اهـ. 3 عبيد الله بن أحمد الصيرفي. 4 في الأصل "أبو عبيدة" آخره تاء، ووضع عليه علامة التضبيب، وصوب في الهامش، وهو كذلك بدون تاء كما في تاريخ بغداد 12/ 447، ويعرف بأبي عبيد المحاملي أخو القاضي أبي عبد الله المحاملي. 5 ابن يزيد بن نصر بن مهران المعروف بحامض رأسه. تاريخ بغداد 10/ 124. 6 لم أقف على هذه الرواية، والحديث بهذا اللفظ عن ابن عمر أخرجه ابن عدي في الكامل 6/ 2097 في ترجمة كوثر بن حكيم الحلي، وهو مجمع على تضعيفه. وانظر أيضاً لسان الميزان 4/ 490. 7 سليمان بن داود.

إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، نا خَالِدٌ (101/ب) الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زيد ابن ثابت، قال: قال أَنَسٌ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عبيدة ابن الْجَرَّاحِ" 1. وأما حديث حماد بن زيد عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة الذي أرسل جميعه وَأُدْرِجَ فِيهِ ذِكْرُ أَبِي عُبَيْدَةَ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنَا أحمد بن جعفر بن حمدانن نا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمُقْرِئُ، نا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّازُ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ: "أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن أَرْحَمُ النَّاسِ بِالنَّاسِ أَوْ إِنَّ أَرْحَمَ أُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَإِنَّ أَقْوَاهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَإِنَّ أَصْدَقَهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَإِنَّ أَقْرَأَهُمْ أُبيّ بْنُ كَعْبٍ، وَإِنَّ أفرضهم زيد ابن ثَابِتٍ، وَإِنَّ أَعْلَمَهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَ هذه الأمة أبو عبيدة ابن الجراح" 2.

_ 1 لم أقف على الفصل المرسل من هذا الحديث، وأما الجزء المرفوع منه فقد أخرجه من طريق إسماعيل بن علية الإمام مسلم في صحيحه 4/ 1181 ح 53 من فضائل الصحابة من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب عن ابن علية به. وأخرجه البخاري عن عمرو بن علي الفلاس عن عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، عن خالد الحذاء به. الفتح 7/ 92-93 ح 3744، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح. 2 لم أجد رواية حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.

وأما حديث معمر عن عاصم بموافقته حمادا على هذه الرواية: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بن منصور الرمادي، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن عاصم بن سليمان، عن أبي قلابة، قال معمر: وسمعت قتادة يقوله أيضا، قال: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأقواهم في دين اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وأمين أمتي أبو عبيدة بن الجراح، وأعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ، وأقرأهم أُبيّ، وأفرضهم زيد"، قال قتادة في حديثه: "وأقضاهم علي" 1. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي قَحْذَمٍ2 عَنْ أَبِي قِلابَةَ مِثْلَ هَذَا: فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ هَاشِمٍ الْبَزَّازُ3، نا أَبِي، نا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، نا أَبُو قَحْذَمٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ4، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عثمان، وأقرأهم لِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ ابن جَبَلٍ ـ وَذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا وَأَعْلَمُهُمْ بِالْفَرَائِضِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ـ وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَ أمتي أبو

_ 1 لم أجده من رواية معمر عن عاصم. 2 قحذم ـ بالمهملة والذال المعجمة ـ النضر بن معبد، ذكره ابن حبان في الثقات 7/ 535، ضعفه ابن عدي في الكامل 7/ 2490، والعقيلي في الضعفاء 4/ 291، وضعفه النسائي وابن معين. لسان الميزان 6/ 165. 3 بزايين بينهما ألف، هكذا في الأصل وفي تاريخ بغداد 3/ 180. 4 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب، لعلها تنبيهاً إلى الإرسال في هذه الرواية حيث لم يذكر الصحابي أنس رضي الله عنه، وقد نص على ذلك المؤلف قبل أن يسوق الرواية.

عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ" 1. وَأَمَّا حَدِيثُ شعبة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة المقصور على المسند فقط: فأخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُرْوَةَ الْبُنْدَارُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي، نا إبراهيم ابن عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ دَنُوقَا2، نا عَفَّانُ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَنا إِسْمَاعِيلُ بن إسحاق بن مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: وَنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ3، نا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ أَبُو غَسَّانَ. قَالُوا: نا شُعْبَةُ، أنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ" 4. وَأَمَّا حَدِيثُ سعيد بن أبي عروبة الذي رواه عنه مهران بن أبي عمر5: فأخبرناه بد الله بن علي بن محمد القرشي، أنبأ أبو جعفر محمد بن

_ 1 لم أجد رواية أبي قحذم فيما وقفت عليه من المصادر. 2 بالدال المهملة والنون بعدها واو ثم قاف وآخره ألف، كذا في الأصل وتاريخ بغداد 6/ 135. 3 هو الكديمي القرشي تقدم الكلام عنه. 4 أخرجه من طريق عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ شُعْبَةَ الإمام أحمد في المسند 3/ 245، وأخرجه البخاري من طريق سليمان بن حرب عن شعبة في كتاب أخبار الآحاد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق ... الفتح 13/ 232 ح 7255. 5 مهران ـ بكسر أوله ـ أبو عبد الله العطار الرازي، صدوق له أوهام سيئ الحفظ. التقريب: 349.

الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْيَقْطِينِيُّ1، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ2، ثنا مِهْرَانُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قتادة3 (102/أ) عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْحَمُ أمتي بأمتي أبو بكر، وأقواهم فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَشَدُّهُمْ حياءً عثمان، وأفرضهم زيد، وأقرأهم أَبِي، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ" 4. وَأَمَّا حَدِيثُ داود بن عبد الرحمن العطار عن معمر الموافق لهذه الرواية عن قتادة عن أنس: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ علي بن مروان الأنصاري، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأُشْنَانِيُّ5، وَأَخْبَرَنِيهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي6 عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ الْكَاتِبُ، نا محمد بن جرير الطبري، قالا: نا سفيان بن وكيع، بنا حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ7، عَنْ دَاوُدَ الْعَطَّارِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ

_ 1 بفتح الياء وسكون القاف وكسر الطاء وسكون الياء تحتها نقطتان وبعدها نون، هذه النسبة إلى يقطين ـ اسم جد. اللباب 3/ 416. 2 قال ابن حجر في التقريب 295: محمد بن حميد بن حيان الرازي، حافظ ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه. 3 في هامش الأصل: "قوبل فصح إن شاء الله". 4 لم أجد رواية ابن أبي عروبة. 5 الأشناني ـ بالشين المعجمة بعدها نون ثم ألف ونون، كذا في الأصل وتاريخ بغداد 2/ 234. 6 هو القاضي علي بن المحسن التنوخي البصري. 7 ابن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي ـ بضم الراء بعدها همزة خفيفة ـ أبو عوف الكوفي.

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وأفرضهم زيد، وأقرأهم أُبَيٌّ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هذه الأمة أبو عبيدة ابن الْجَرَّاحِ" 1. وأما حديث عبد الرزاق عن معمر المرسل الذي لم يذكر في إسناده أنسا: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بكر، وأقواهم في دين الله عُمَرُ، وَأَقْضَاهُمْ عَلِيٌّ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عثمان، وأمين أمتي أبو عبيدة ابن الجراح، وأعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ، وأقرأهم أُبَيٌّ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ" 2. وَإِرْسَالُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ أَصَحُّ مِنْ إِيصَالِهِ. فَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي قِلابَةَ فَالصَّحِيحُ مِنْهُ الْمُسْنَدُ الْمُتَّصِلُ ذِكْرُ أَبِي عُبَيْدَةَ حَسْبُ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ مُرْسَلٌ غَيْرُ مُتَّصِلٍ3، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

_ 1 رواه الترمذي في جامعه 5/ 664 ح 3790 كتاب المناقب، باب مناقب معاذ بن جبل وزيد وأبي وأبي عبيدة من طريق سفيان بن وكيع الرؤاسي عن حميد به سنداً ومتناً. 2 لم أقف على هذه الرواية في مصنف عبد الرزاق ولا في غيره أيضاً. 3 قال الحافظ في الفتح 7/ 93: "إن الحفاظ قالوا: إن الصواب في أوله الإرسال، والموصول منه ما اقتصر عليه البخاري وغيره ـ في ذكر أبي عبيدة ـ وَاللَّهُ أَعْلَمُ".

باب: ذكر المتون المتغايرة التي (وصل) بعضها ببعض وأدرج في الرواية

باب: ذكر المتون المتغايرة التي (وصل) 1 بعضها ببعض وأدرج في الرواية ... 75- حَدِيثٌ آخَرُ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ2 الْحِيرِيُّ، أنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن معقل الميداني3، نا محمد ابن يحيى ـ هو الذُّهْلِيُّ ـ نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بن الحسين4، عن عمرو ابن عُثْمَانَ5، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا؟ ـ وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَقَالَ: وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ، ثُمَّ قَالَ: نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ قَاسَمَتْ قُرَيْشٌ على الكفر ـ يعني بِخَيْفِ الأَبْطَحِ ـ قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَالْخَيْفُ الْوَادِي، قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّ قُرَيْشًا حَالَفُوا بَنِي بَكْرٍ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ أَنْ لا يُجَالِسُوهُمْ، وَلا يُنَاكِحُوهُمْ، وَلا يُبَايِعُوهُمْ، وَلا يُؤْوُوهُمْ"6.

_ 1 في الأصل "فصل" بالفاء، وما أثبت أنسب للسياق ولما جاء من الأحاديث في هذا الباب. 2 أحمد بن الحسن الحرشي الحيري. 3 بالميم المفتوحة والياء التحتانية الساكنة وفتح الدال المهملة وبعد الألف نون، هكذا في الأصل وتذكرة الحفاظ 3/ 850. 4 ابن علي بن أبي طالب زين العابدين. 5 ابن عفان الأموي. 6 رواه ابن خزيمة في صحيحه 4/ 322 ح 2985 عن الذهلي، عن عبد الرزاق به. ورواه الإمام أحمد في المسند 5/ 202 عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ ... به ... ، ومن طريق أحمد أخرجه أبو داود في السنن 3/ 328 ح 2910، كتاب الفرائض، باب هل يرث المسلم الكافر. ومن طريق يحيى الذهلي عن عبد الرزاق أخرجه ابن ماجه 2/ 981 ح 2942 إلا أنه لم يذكر فيه جملة: "لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ وَلا الكافر المسلم".

رَوَى مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ هَذَا الْحَدِيثَ هَكَذَا سِيَاقَةً وَاحِدَةً بِإِسْنَادٍ وَاحِدٍ وَوَهِمَ فِي ذَلِكَ، لأَنَّهُ حَدِيثَانِ بِإِسْنَادَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ، فَمِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِ قَوْلِهِ: "لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ" يَرْوِيهِ الزُّهْرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين بالإسناد الذي ذكرناه1. (102/ب) وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ إِنَّمَا هُوَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ2. وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَة وَزَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ الْحَدِيثَ الأَوَّلَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ، وَلَمْ يَذْكُرَا قِصَّةَ خَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ وَلا مَا بَعْدَهَا2. وَرَوَى شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَعَقِيلُ بْنُ خَالِدٍ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، أَرْبَعَتُهُمْ قِصَّةَ الْخَيْفِ مُفْرَدَةً دُونَ مَا قَبْلِهَا عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَذَلِكَ رَوَى الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ قِصَّةِ الْخَيْفِ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ2. وَرَوَى يُونُسُ بن يزيد عن الزهري الحديثين

_ 1 قال ابن أبي حاتم 1/ 288 ح 860: سمعت أبي وذكر حديث الزهري ... قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أين تنزل غداً ... فقال أبي: قد تفرد الزهري برواية هذا الحديث. 2 نص الإمام علي بن المديني على ذلك، وذكر أن الإدراج من معمر، وذكر رواياتهم عن الزهري على ما ذكر المؤلف هنا. العلل ومعرفة الرجال 92-94، ونص الإمام ابن خزيمة على وهم معمر في هذا الحديث وأنهما حديثان بإسنادين. صحيح ابن خزيمة 4/ 322.

الذين ذَكَرْنَاهُمَا عَنْ مَعْمَرٍ فِي سِيَاقَةٍ واحدة إلا أن يونس بَيْنَهُمَا، وَمَيَّزَ بَيْنَهُمَا وَأَفْرَدَ كُلَّ واحد منهما بإسناده عَنِ الآخَرِ. وأما حديث محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن علي بن الحسين: فأخبرناه أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ1، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِينَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ2. وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا رَوْحٌ3، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ4، نا الزهري عن علي بن الحسين، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ؟ ـ وَذَلِكَ زَمَنَ الْفَتْحِ ـ فَقَالَ: هَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِنْ مَنْزِلٍ، ثُمَّ قَالَ: لا يَرِثُ الْكَافِرُ الْمُؤْمِنُ، ولا المؤمن الكافر" 5.

_ 1 غيلان ـ بالمعجمة بعدها المثناة التحتية ـ، والبزاز ـ بزايين بينهما ألف. 2 انظر الغيلانيات 1/ 182 رقم 46 بتحقيق مرزوق الزهراني، ومحمد بن معمر هو ابن ربعي القيسي ـ بالقاف والمهملة ـ البهراني ـ بالموحدة والمهملة، صدوق. التقريب 319. 3 ابن عبادة. 4 أبو حفصة = ميسرة أبو مسلمة البصري، وثقه ابن معين، ومرة قال: صالح. ووثقه ابن حبان وقال: يخطئ. ووثقه أبو داود، وقال ابن المديني: لا بأس به. وضعفه القطان والنسائي وابن عدي. التهذيب 9/ 123. 5 رواه الإمام أحمد في المسند 5/ 201، رواه مسلم 2/ 984 ح 440 من كتاب الحج عن محمد بن حاتم عن روح به ... وخرج الإمام البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب أين ركز النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الراية يوم الفتح عن سليمان بن عبد الرحمن، عن سعدان ابن يحيى، عن محمد بن أبي حفصة به. الفتح 8/ 13 ح 4282.

أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، نا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، نا علي ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، نا الزُّهْرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ؟ ـ قَالَ: وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِنْ مَنْزِلٍ ـ قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا الْكَلامِ، وَيَدُلُّ أَنَّ الْحَدِيثَ هَكَذَا، أَنَّ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا قَالَ: حَفَظَنَا مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عن محمد ابن علي بن الحسين قَالَ: "قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قَدِمَ مَكَّةَ: أَيْنَ تَنْزِلُ؟ قَالَ: وَهَلْ تَرَكَ لِي عَقِيلٌ مِنْ ظِلٍّ بِمَكَّةَ"؟ قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ يَذْكُرْ فِي حَدِيثِهِ قِصَّةَ بَنِي كِنَانَةَ، وَمَا أَشُكُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ إِنَّمَا أَخَذَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِيهِ علي بن الحسين1. وأما حديث زمعة بن صالح2 بموافقته محمد بن أبي حفصة على روايته: فأخبرناه أبو طالب بْنُ غَيْلانَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ، نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا مِهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ3، نا زَمْعَةُ ـ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ ـ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: "لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ قِيلَ: "أَيْنَ تَنْزِلُ يَا رَسُولَ الله، أَفِي بُيُوتِكُمْ؟ قَالَ: وَهَلْ تَرَكَ لنا (103/أ) عَقِيلٌ مَنْزِلا، لا يَرِثُ الْكَافِرُ المسلم، ولا المسلم الكافر" 4.

_ 1 ذكر الحافظ في الفتح 3/ 452 كلام علي بن المديني ولم يعزه لمصدر. 2 الجندي ـ بفتح الجيم والنون ـ اليماني، ضعيف وقد تقدم الكلام عنه. 3 مهران ـ بكسر الميم ـ أبو عبد الله العطار الرازي، تقدم الكلام عليه في الحديث. انظر الغيلانيات 1/ 182 رقم 45، تحقيق مرزوق الزهراني. 4 أخرجه مسلم 2/ 985 ح 440 من كتاب الحج عن محمد بن حاتم، عن روح بن عبادة، عن زمعة بن صالح به مختصراً إلى قوله: "وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مَنْزِلا ... ". وأخرج الطبراني في الكبير 1/ 131-132 ح 412 من طريق أبي داود الطيالسي عن زمعة الجزء الأخير من الحديث: "لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلا الكافر المسلم".

وأما حديث أبي هريرة من طريق شعيب بن أبي حمزة عن الزهري: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْجَكَّانِيُّ1، وأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُمَيْرَوَيْهِ الْهَرَوِيِّ، أَخْبَرَكُمْ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، نا أَبُو الْيَمَانِ2، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَادَ قُدُومَ مَكَّةَ: مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ" 3. وأما حديث عقيل4 عن الزهري بذلك: فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، نا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ5، نا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا أَحْمَدُ بن منصور، نا يحيى ابن بُكَيْرٍ6، أَنَّ اللَّيْثَ حَدَّثَهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ: "أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَنْزِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ غداً

_ 1 بالجيم والكاف، تقدم ضبطه. 2 الحكم بن نافع الحمصي. 3 رواه البخاري في التوحيد، باب المشيئة والإرادة عن أبي اليمان الحكم بن نافع عن شعيب به. الفتح 13/ 448 ح 7479. وأخرجه أيضاً في المغازي، باب أين ركز النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الراية يوم الفتح عن أبي اليمان، عن شعيب، عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة ... به. الفتح 8/ 14 ح 4284. 4 عقيل ـ بضم أوله ـ ابن خالد بن عقيل ـ بفتح أوله. 5 أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ. 6 يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير، قد ينسب إلى جده.

بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ" يُرِيدُ الْمُحَصِّبَ كَمَا ذَكَرَ الزُّهْرِيُّ1. وأما حديث النعمان بن راشد2 مثل ذلك عن الزهري: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ3 الْحَافِظُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، نا أَبُو شُعَيْبٍ4 الْحَرَّانِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، نا وهب ابن جَرِيرٍ، نا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ رَاشِدٍ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَقْدَمَ مَكَّةَ: مَنْزِلُنَا بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تقاسموا على الكفر" 5.

_ 1 رواه ابن خزيمة في صحيحه 4/ 322 ح 3984 عن محمد بن عزيز ـ بمهملة وزايين مصغراً ـ الأيلي، عن سلامة بن روح بن خالد الأبلي، عن عقيل بن خالد به.... ومحمد بن عزيز قال عنه في التقريب 311: فيه ضعف، وقد تكلموا في صحة سماعه عن عمه سلامة ابن روح، وقال في التقريب عن سلامة 141: صدوق له أوهام، وقيل: لم يسمع من عمه عقيل، وإنما يحدث من كتبه. ورواية عقيل هذه أخرجها البخاري تعليقاً في كتاب الحج، باب نزول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة حيث قال: قال سلامة عن عقيل، عن الأوزاعي، عن ابن شهاب به. الفتح 3/ 453 ح 1590، ووصله من طريق ابن خزيمة الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق 3/ 65-66. 2 الجزري أبو إسحاق الرقي مولى بني أمية، ضعفه أحمد، وابن معين، والبخاري، وأبو داود، والعقيلي وغيرهم. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عدي: احتمله الناس. التهذيب 10/ 452. وقال الحافظ في التقريب 358: صدوق سيئ الحفظ. 3 أحمد بن عبد الله بن إسحاق الأصبهاني. 4 عبد الله بن الحسن بن أحمد الحراني. 5 لم أقف عليه من رواية النعمان بن راشد.

وأما حديث إبراهيم بن سعد1 عن الزهري مثل روايتهم: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَزَّازُ، نَا عمرو بْنُ حَفْصٍ2، نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ3، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وأخبرنا أحمد بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ ابن يَحْيَى4 الْمَرْوَزِيُّ، نا عَاصِمُ بْنُ علي، نا إبراهيم. وأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ ـ وَاللَّفْظُ لَهُ ـ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ ابن سُلَيْمَانَ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ، نَا يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، نا أَبِي عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَادَ حنينًا: مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ خَيْفُ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ" 5. وأما حديث الأوزاعي عن الزهري بموافقتهم وسياقته بقية الحديث: فأخبرناه أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عبد الله بن مهدي، نا

_ 1 ابن إبراهيم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزهري. 2 السدوسي، لم أقف على ترجمته. 3 ابن عاصم بن صهيب الواسطي، قال الحافظ في التقريب 159: صدوق ربما وهم. 4 أبو بكر الوراق، نزيل بغداد، وثقه الخطيب، وقال الدارقطني: صدوق، مات سنة 298هـ، وكان يورق للجاحظ. التهذيب 9/ 510. 5 حديث إبراهيم بن سعد أخرجه البخاري في موضعين: الأول: في كتاب مناقب الأنصار، باب تقاسم المشركين عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن إبراهيم به. الفتح 7/ 192 ح 3882. والثاني: في كتاب المغازي، باب أين ركز النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الراية يوم الفتح عن موسى بن إسماعيل عن إبراهيم به. الفتح 8/ 14 ح 4285.

الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ إِمْلاءً، نا سَعِيدُ بْنُ بَحْرٍ الْقَرَاطِيسِيُّ1، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ2، أنا الأَوْزَاعِيُّ. وأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن إبراهيم، نا أحمد ابن عُبَيْدِ اللَّهِ النَّرْسِيُّ3، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، نا الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزهري. وأخبرناه أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الحراني4 (103/ب) نا الأَوْزَاعِيُّ، نا الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْ مِنًى ـ وَقَالَ السُّكَّرِيُّ: أَنْ يَنْفِرَ إِلَى مِنًى ـ: مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا على بني هاشم وبني عبد المطلب ألا يبايعوهم، ولا يكون5 بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُمْ شَيْءٌ حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي نُعَيْمٍ، وَفِي حَدِيثِ السُّكَّرِيِّ قَالَ: "إِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ

_ 1 بحر ـ بالموحدة والمهملة والراء ـ والقراطيسي ـ بالقاف والراء والطاء والسين المهملتين. 2 ابن صدقة، أبو عبد الله القرقساني ـ بفتح القافين بينهما راء ساكنة، وبعدها سين مهملة مفتوحة وبعد الألف نون ـ، قال في التقريب 319: صدوق كثير الغلط. 3 بالنون والراء ثم سين مهملة. 4 كتب في هذا الموضع من الأصل "كذا" ولا أدري ما سبب ذلك، والاسم صحيح، وهو يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الضحاك البابلتي ـ بموحدتين ولام ـ الحراني، ابن امرأة الأوزاعي، تقدم الكلام عليه، ونص على أنه البابلتي وذكر الإسناد كله، وعزاه إلى المدرج للخطيب الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح 3/ 453، وتغليق التعليق 3/ 66. 5 في الأصل "ولا يكونوا"، والتصويب من صحيح ابن خزيمة 4/ 322 حيث ساق رواية الأوزاعي من طريق بشر بن بكر.

نَازِلُونَ الْمُحَصَّبَ غَدًا، وَذَلِكَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ1، إِنَّ قُرَيْشًا تَقَاسَمُوا عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وبني المطلب؛ لا يُنَاكِحُوهُمْ، وَلا يُخَالِطُوهُمْ حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"2. وَحَدِيثُ ابْنِ مَهْدِيٍّ3 رَوَاهُ أَيْضًا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ. وأما حديث يونس بن يزيد عن الزهري عن علي بن الحسين: فأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، نَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بن النخاس4 ـ لَفْظًا ـ نا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ5، نا أبو طاهر6، نا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَخْبَرَهُ عن أسامة ابن زَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ: "يَا رَسُولَ الله، تَنَزِلُ فِي دَارِكَ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِنْ رِبَاعٍ7 أَوْ دُور ـ وَكَانَ عَقِيلٌ وَطَالِبٌ كَافِرَيْنِ ـ فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الخطاب من

_ 1 في هذا الموضع من الأصل تضبيب، وذلك تنبيهاً لخلل في السياق، ولعله بسبب سقوط "ذلك" التي وردت في رواية الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عند البخاري وابن خزيمة كما سيأتي تخريجه. 2 رواه البخاري في صحيحه، كتاب الحج، باب نزول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة من طريق الوليد بن مسلم موصولاً، ومن طريق يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الضحاك معلقاً. الفتح 3/ 453 ح 1590. ومن طريق الوليد بن مسلم وبشر بن بكر عن الأوزاعي أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 4/ 321-322 ح 2981-2982. 3 أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدي الأزدي. 4 النخاس ـ بالنون والخاء المعجمة والسين المهملة ـ تقدم مراراً. 5 أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سليمان بن الأشعث. 6 أَحْمَدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ ـ بمهملات ـ المصري. 7 الرباع جمع ربع، والربع منزل القوم ودار الإقامة، وربع القوم: محلتهم. النهاية 2/ 189.

أَجْلِ ذَلِكَ يَقُولُ: لا يَرِثُ المؤمن الكافر"1. وَأَمَّا حَدِيثُ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عن أبي سلمة: فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، نا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ ـ لَفْظًا ـ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا حَرْمَلَةُ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "نَنْزِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ غَدًا بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ" 2. 3 76- حديث آخر: أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ، نا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانَ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، نَا عبد الملك ابن محمد ـ هوأبو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ ـ نا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ4، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عن نافع، عن ابن عمر: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى النَّاسِ؛ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ وَعَبْدٍ، رَجُلٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ المسلمين" 5.

_ 1 رواه البخاري في الحج عن أصبغ، عن ابن وهب به. الفتح 3/ 450 ح 1588. ورواه مسلم 2/ 984 ح 439 من كتاب الحج عن أبي طاهر وحرملة بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ به، إلا أن قوله "فكان عمر.... " لم يذكره في روايته. 2 رواه البخاري في كتاب التوحيد عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابن وهب به، زاد في آخره "يريد المحصب". الفتح 13/ 448 ح 7479. 3 في هامش الأصل "بلغ مقابلة في التاسع عشر حسب الطاقة، والله أعلم". 4 ابن الحكم أبو محمد الزهراني. 5 لم أقف عليه من رواية بشر بن عمر عن مالك، وسيأتي تخريجه من طرق أخرى عن مالك.

قَالَ أَبُو عَمْرٍو: هَكَذَا قَالَ لَنَا أَبُو قِلابَةَ فِي حَدِيثِ مَالِكٍ: أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ1 أَوْ زَبِيبٍ، وَقَوْلُهُ هَذَا ... وَهْمٌ، وَالصَّوَابُ مَا نَابَهُ أَبُو إِسْحَاقَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ نا (104/أ) مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ وَعَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ" 2. قَالَ الْخَطِيبُ: وَهَكَذَا رَوَاهُ عَنْ مَالِكٍ عَامَّةُ أَصْحَابِهِ لَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ الأَقِطَ وَلا الزَّبِيبَ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْمُوَطَّإِ3. أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ4. وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ ـ بِمِصْرَ ـ أنا الحارث ابن مِسْكِينٍ، أَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى النَّاسِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ على كل حر وعبد،

_ 1 في هذا الموضع علامة تضبيب. 2 رواه مالك في الموطأ 1/ 284 ح 52 من كتاب الزكاة، ورواه من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ الإمام مسلم في صحيحه 2/ 677 ح 12 من كتاب الزكاة، ورواه أبو داود أيضاً عن القعنبي 2/ 263 ح 1611 كتاب الزكاة، باب كم يؤدي في زكاة الفطر. 3 نص على ذلك أيضاً الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 14/ 313. 4 رواه الشافعي في الأم 2/ 65 باب زكاة الفطر، ومن طريقه رواه ابن خزيمة في صحيحه 4/ 83 ح 3399، والبيهقي في الكبرى 4/ 161-162.

ذكراً أو أنثى من المسلمين" 1. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عبد الله بن علي بن شَاذَانَ الْقَاضِي ـ بِالدِّينَوَرِ ـ نا أَبُو بكر أحمد بن محمد ابن إِسْحَاقَ السُّنِّيُّ2، أنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ، أنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "فَرَضَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زكاة رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حُرٍّ وَعَبْدٍ، ذَكَرٍ وَأُنْثَى، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ"، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُؤَدِّي عَنْ غِلْمَانٍ لَهُ غيب3. وَقَدْ وَافَقَ مَالِكًا عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ نَافِعٍ كَذَلِكَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ابْنَا نَافِعٍ4. وَأَمَّا حَدِيثُ أيوب: فأخبرناه أَبُو أَحْمَدَ الْهَيْثَمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَرَّاطُ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ

_ 1 رواه الحافظ النسائي في السنن 5/ 48، باب فرض زكاة رمضان على المسلمين دون المعاهدين. 2 قال في اللباب 2/ 149-150 ـ بضم السين المهملة وتشديد النون ـ هذه النسبة إلى السنة التي هي ضد البدعة. 3 أخرجه بهذا اللفظ الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 14/ 320 من طريق جعفر بن محمد الفريابي، وأخرجه من طريق النسائي بدون قوله: فكان ابن عمر ... . وهو كذلك في النسائي 5/ 48 عن قتيبة، عن مالك، باب فرض زكاة الفطر على الصغير. وقوله: "فكان ابن عمر" أخرجه ـ بمعناه ـ الإمام مالك في الموطأ حيث قال: عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن عمر كان يخرج زكاة الفطر عن غلمانه الذين بوادي القرى وبخيبر. الموطأ 1/ 283 باب من تجب عليه زكاة الفطر. وانظر التمهيد أيضاً 14/ 334. 4 انظر التمهيد 14/ 312-316، وفتح الباري 3/ 370.

نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى الذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالْحُرِّ وَالْعَبْدِ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ". قَالَ ابن عمر: فعد له الناس من بعد مدان مِنْ قَمْحٍ1. وَأَمَّا حَدِيثُ عُبَيْدِ الله بن عمر2: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بن أحمد اللؤلؤي، نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، نا مُسَدَّدٌ أَنَّ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، وَبِشْرَ بْنَ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَاهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبَانٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ فَرَضَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ تَمْرٍ عَنِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَالْحُرِّ والمملوك".

_ 1 رواه البخاري عن أبي النعمان عن حماد بن زيد، عن أيوب ... به. الفتح 3/ 375 ح 1511، باب زكاة الفطر على الحر والمملوك. ورواه مسلم 2/ 677 ح 14 من كتاب الزكاة عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ أَيُّوبَ به ... . ورواه أحمد في المسند 2/ 5 عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ ... به. ورواه النسائي 5/ 46-47 عن عمران بن موسى، عن عبد الوارث، عن أيوب ... به. وقد أخرجه غير هؤلاء، وانظر باقي الطرق عن أيوب في التمهيد لابن عبد البر 14/ 314-316، وفي كل طرقه عند من ذكرنا أعلاه، قال: فعدل الناس به بعد نصف صاع من بر، ولم يذكر من القائل، هو هنا في رواية معمر عن أيوب، ولم أقف على رواية معمر. 2 ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري المدني أبو عثمان.

زَادَ مُوسَى: وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى1. وَأَمَّا حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ:2 فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، نا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، أَخْبَرَكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عن نافع، عن عبد الله (104/ ب) ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ عَلَى النَّاسِ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أَوْ أنثى من المسلمين" 3.

_ 1 الحديث من طريقين أخرجه أبو داود في السنن 2/ 266 ح 1613 كتاب الزكاة، باب كم يؤدي في زكاة الفطر، ومن طريق أبي داود أخرجه ابن عبد البر في التمهيد 14/ 316. ورواية مسدد عن يحيى ... به عند البخاري في باب صدقة الفطر على الصغير والكبير. الفتح 3/ 377 ح 1512، ورواه أحمد في المسند 2/ 55 عن يحيى عن عبيد الله ... به، ورواه مسلم من طريق ابن نمير وأبي أسامة عن عبيد الله ... به 2/ 677 ح 13 من الزكاة. 2 ابن حفص العمري أخو عبيد الله، ضعيف. انظر التهذيب 5/ 327، والتقريب 182. 3 أخرجه من كلا الطريقين الحافظ البيهقي في السنن الكبرى 4/ 163. وأخرجه الدارقطني من طريق عبد الله بن عمر في السنن 2/ 140 ح 9 من كتاب الزكاة، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 63 عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك، وبهذا الإسناد أخرجه ابن ماجه 1/ 584 ح 1826، وأخرجه من طريق معن بن عيسى عن مالك ... به الإمام الترمذي 3/ 52 ح 676 باب ما جاء في صدقة الفطر، وعن خالد بن مخلد عن مالك أخرجه الدارمي 1/ 329 ح 1668. وانظر باقي طرقه عند ابن عبد البر في التمهيد 14/ 312-320.

وَأَمَّا حديث ابن أبي ليلى:1 فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إسحاق ابن إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن نافع، عن ابن عمر قَالَ: "أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حُرٍّ وَعَبْدٍ، صغير وكبير، صاع من تمر أو صاع مِنْ شَعِيرٍ" 2. قَالَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى فِي حَدِيثِهِ: فَعَدَّلَهُ النَّاسُ بَعْدُ بِمُدَّيْنِ مِنْ بُرٍّ. وَأَمَّا حَدِيثُ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عبد الله بن علي بن شَاذَانَ الدِّينَوَرِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ ابن السُّنِّيِّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ابن مُكْرَمٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ الجحدري، نا الفضيل3 بْنُ سُلَيْمَانَ النُّمَيْرِيُّ، نا مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ". وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: جَعَلَ النَّاسُ عِدْلَ ذَلِكَ مُدَّيْنِ مِنْ حنطة4.

_ 1 محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي القاضي، تقدم. 2 رواه الطبراني في الكبير 12/ 377 ح 13397، وانظر أيضاً التمهيد 14/ 314-317، وأخرجه من كلا الطريقين الحافظ الدارقطني في السنن 2/ 139 ح 3، 4 من كتاب الزكاة. 3 في الأصل (فضل) مكبراً، والتصويب من التهذيب 8/ 291، وقد ضعفه ابن معين، وأبو زرعة، والنسائي، وأبو داود، والساجي. وقال صالح بن محمد جزرة: منكر الحديث، روى عن موسى بن عقبة مناكير. وقال الحافظ في التقريب 276: صدوق له أخطاء كثيرة، مات سنة 186هـ. 4 رواه ابن خزيمة في صحيحه 4/ 85 ح 2405.

وأما حديث شعيب بن أبي حمزة: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله بن زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا أَبُو الْيَمَانِ1، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ قَالَ: قَالَ نَافِعٌ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: "فَرَضَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، عَبْدٍ أَوْ حُرٍّ" 2. قَالَ ابْنُ عمر: فجعل الناس عدل مِنْ ذَلِكَ مُدَّيْنِ مِنْ حِنْطَةٍ2. وأما حديث أبي بكر بن نَافِعٍ: فَأَخْبَرَنِيهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، نا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ، نا مُوسَى ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيُّ3، نا طلابُ بْنُ حَوْشَبٍ أَبُو رُوَيْمٍ4 أَخُو الْعَوَّامِ بْنُ حَوْشَبٍ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ5 الْمَدِينِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ". قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُخْرِجُهَا عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ مِنْ أَهْلِهِ، ونخرجها نحن بعد الصَّدَقَةِ، وَهُمْ يُخْرِجُونَهَا عَنْ أَنْفُسِهِمْ ويخرجها عبد الله

_ 1 الحكم بن نافع الحمصي. 2 لم أقف عليه من طريق شعيب بن أبي حمزة. 3 قال في اللباب 3/ 209: بفتح الميم وسكون السين المهملة، وضم الراء وسكون الواو، في آخرها قاف، هذه النسبة إلى مسروق وهو جد. 4 قال أبو حاتم: صالح. الجرح والتعديل 4/ 502. 5 ضعيف، قال ابن عدي: روى عنه غير مالك أشياء غير محفوظة. انظر الكامل 7/ 2753، الميزان 4/ 505، التقريب 397.

قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمُصَلَّى1. وَأَمَّا حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ: فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ2، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي، نا أَبُو دَاوُدَ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، نا مُحَمَّدُ ابن جَهْضَمٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفطر صاعاً"، فذكر معنى [حديث] 3 مَالِكٍ4، زَادَ: وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَرَوَاهُ سَعِيدٌ الْجُمَحِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ فِيهِ: مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَالْمَشْهُورُ عن عبيد الله (105/أ) لَيْسَ فِيهِ: مِنَ الْمُسْلِمِينَ4. قَالَ الخطيب ـ رضي الله عنه: وَذِكْرُ الزَّبِيبِ وَالأَقِطِ لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ عن عبد الله بن عمر، وَإِنَّمَا هُوَ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَكَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَرْوِيهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي السرح5، عن أبي سعيد.

_ 1 لم أجد رواية أبي بكر بن نافع عن أبيه. 2 الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الواحد الهاشمي. 3 ما بين القوسين زيادة يقتضيها السياق. 4 رواه الحافظ أبو داود في سننه 2/ 265 ح 1612 باب كم يؤدى في صدقة الفطر، وانظر أيضاً التمهيد 14/ 318-319. وأخرجه أيضاً النسائي في السنن 5/ 48 باب فرض زكاة رمضان على المسلمين دون المعاهدين، وفي أبي داود والنسائي زيادة: "الصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة". وأخرجه ـ وفيه الزيادة ـ البخاري في باب فرض صدقة الفطر. الفتح 3/ 367 ح 1503. 5 بمهملات.

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ1 الْحِيرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ ابن أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ الله بن أبي السرح أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: "كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صاعاً من الطعام، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أقط" 2. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، أَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، أَنَا أبو الْقَاسِمِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، وَزَادَ: "عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" 3. وَهَكَذَا رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَتَابَعَ زَيْدًا عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ عِيَاضٍ دَاوُدُ بْنُ قيس الفراء، وإسماعيل ابن أُمَيَّةَ. فَأَمَّا حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ عَنْ زيد بن أسلم: فأخبرناه عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، نا إِسْحَاقُ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ سُلَيْمَانُ: ونا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ4، نَا الْفِرْيَابِيُّ5 كِلاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بن عبد الله ابن سعد بن أبي السرح،

_ 1 أحمد بن الحسن. 2 رواه الإمام الشافعي في كتاب الأم 2/ 66 باب مكيلة زكاة الفطر، وعن عبد الله بن يوسف، عن مالك به. أخرجه أبو عبد الله البخاري في باب زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ. الفتح 3/ 371 ح 1506. وأخرجحه مسلم 2/ 678 ح 17 من كتاب الزكاة. 3 لم أقف عليه من هذا الطريق. 4 عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم. 5 محمد بن يوسف.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: "كُنَّا نُؤَدِّي زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، صَاعًا مِنْ أَقِطٍ" 1. وَأَمَّا حَدِيثُ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عياض بن عبد الله: فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي، نا أَبُو دَاوُدَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، نا دَاوُدُ ـ يَعْنِي ابْنَ قَيْسٍ ـ عَنْ عِيَاضِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: "كُنَّا نَخْرُجُ ـ إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حُرٍّ وَمَمْلُوكٍ، صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، فَلَمْ نَزَلْ نُخْرِجُهُ حَتَّى قَدِمَ مُعَاوِيَةُ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا، فَكَلَّمَ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَكَانَ فِيمَا كَلَّمَ بِهِ النَّاسَ أنْ قَالَ: إِنِّي أَرَى مُدَّيْنِ مِنْ سَمْرَاءِ الشَّامِ تَعْدِلُ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، فَأَخَذَ النَّاسُ بِذَلِكَ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَمَّا أَنَا فَلا أَزَالُ أُخْرِجُهُ أَبَدًا مَا عِشْتُ2 ... . وأما حديث إسماعيل بن أمية عن عياض: فأخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الصَّيْدَلانِيُّ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا إِسْحَاقُ الدَّبَرِيُّ،

_ 1 لم أجده في المعاجم الثلاثة للطبراني ولا مصنف عبد الرزاق، وقد أخرجه البخاري في باب صاع من زبيب من طريق يزيد العدني عن الثوري به. الفتح 3/ 372 ح 1508. وأخرجه من طريق وكيع عن الثوري به الإمام النسائي 5/51 باب الزبيب في زكاة الفطر. 2 أخرجه أبو داود في سننه 2/ 267 ح 1616، باب كم يؤدى في صدقة الفطر، ومن طريق القعنبي عن داود ابن قيس به رواه مسلم في صحيحه 2/ 678 ح 18 من كتاب الزكاة. ومن طريق وكيع عن داود أخرجه النسائي في باب الزبيب في زكاة الفطر 5/ 51.

عَنِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عِيَاضٍ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: "كُنَّا نَخْرُجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (105/ب) صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ جاءت السمراء، فرأى مُدَّيْنِ تَعْدِلُ صَاعًا1 2 ... ". 77- حديث آخر: أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ3 الأَزْهَرِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ4 التَّنُوخِيُّ قَالا: أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ الوراق، أنا هيثم ابن خَلَفٍ الدُّورِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، نَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، نا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى فَطَرَحَتْ جَنِينَهَا، فَقَضَى فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُرَّةَ عبداً أَوْ وَلِيدَةٍ، فَقَالَ الَّذِي قَضَى عَلَيْهِ: كَيْفَ أَغْرَمُ مَنْ لا شَرِبَ وَلا أَكَلَ، وَلا نَطَقَ وَلا اسْتَهَلَّ، وَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا هَذَا مِنْ إِخْوَانُ الْكُهَّانِ" 5. مَا بَعْدَ قَوْلِهِ: عَبْدًا أَوْ وَلِيدَةً إِلَى آخِرِ الْمَتْنِ زِيَادَةً مُنْكَرَةً لَمْ نَسْمَعْهَا في

_ 1 في الأصل مدين وكتب عليه "كذا" في الهامش صوابه صاعاً. 2 رواه مسلم 2/ 679 ح 19 من كتاب الزكاة عن محمد بن رافع، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ به، وتتمته عند مسلم: "من تمر، قال أَبُو سَعِيدٍ: فَأَمَّا أَنَا فَلا أزال أخرجه كذلك". 3 عبيد الله بن أحمد 4 علي بن أبي علي بن المحسن التنوخي البصري. 5 لم أقف عليه بهذا السياق من رواية معن بن عيسى عن مالك.

حَدِيثِ مَالِكٍ هَذَا إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ1. وَقَدْ رَوَاهُ الْقَعْنَبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بن وهب، وعبد الرحمن ابن الْقَاسِمِ، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ الْمِصْرِيُّونَ عَنْ مَالِكٍ، كُلُّهُمْ انْتَهَى إِلَى ذِكْرِ الْغُرَّةِ وَلَمْ يَزِدْ عَلَيْهِ2. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ3، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَّافُ، قَالُوا: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ ابن عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، نا عَبْدُ الله بن مسلمة القنبي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى، فَطَرَحَتْ جَنِينَهَا، فَقَضَى فِيهِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ" 4. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ النَّيْسَابُورِيِّ ـ بِخوَارِزْمَ ـ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ النَّضْرِ، أَنَا يَحْيَى بْنُ يحيى، وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيِّ ـ بِمَرْوَ ـ حَدَّثَكُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ امْرَأَتَيْنِ ـ قَالَ ابْنُ حَمْدَانَ: مِنْ هُذَيْلٍ، ثُمَّ اتَّفَقَا ـ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى، فَطَرَحَتْ جَنِينَهَا، فَقَضَى فِيهَا

_ 1 ولكن هذه الزيادة ثابتة في الصحيحين وغيرهما من غير طريق مالك كما سيأتي في تخريجها إن شاء الله. 2 نص على ذلك أيضاً الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 7/ 107. 3 الحسن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذان. 4 رواه الإمام مالك في الموطأ 2/ 855 ح 5 من كتاب العقول، وانظر التمهيد لابن عبد البر 7/ 107.

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ" 1. أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي دَارَةَ الْمُقْرِئُ ـ بالكوفة ـ نا الحسن ابن الطَّيِّبِ الشُّجَاعِيُّ، نا قُتَيْبَةُ عَنْ مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى، فَطَرَحَتْ جَنِينَهَا، فَقَضَى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ وليدة" 2. أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى السُّلَمِيُّ ـ بِدِمَشْقَ ـ أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِلابِيُّ، أنا أَحْمَدُ ابن عُمَيْرِ3 بْنِ يُوسُفَ بْنِ جَوْصَاءَ (106/أ) . (وَحَدَّثَنِي) 4 عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَثْرُودٍ5، أنا ابْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى فَطَرَحَتْ جَنِينَهَا، فَقَضَى فِيهِ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ" 6. أَخْبَرَنِي عتيق بن سلامة القيرواني، أنبأ عبد الرحمن بن عمر البصري، نا

_ 1 رواه الإمام مسلم 3/ 1309 ح 34 من كتاب القسامة عن يحيى بن يحيى به. وأخرجه من طريق يحيى بن يحيى أيضاً الإمام البيهقي 8/ 112-113. 2 أخرجه من هذا الطريق الحافظ البخاري في باب الكهانة، كتاب الطب. الفتح 10/ 216 ح 5758، وانظر لابن عبد البر في التمهيد 7/ 107. 3 في الأصل: "عمر"، والتصويب مما مرّ سابقاً، وما سيأتي، ومن الميزان 2/ 125. 4 في الأصل "نا" أي حدثنا، وصحح في الهامش بما أثبته بين معكوفتين، والقائل هو ابن جوصاء. 5 أوله ميم بعدها مثلثة ثم راء فدال مهملة قبلها واو، وقد مرّ سابقاً. 6 لم أجده من هذا الطريق.

أحمد بن بهزاد السيرفي1، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ بْنِ عُفَيْرٍ2، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى، فَطَرَحَتْ جَنِينَهَا، فَقَضَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ" 3. وَمَا بَعْدَ هَذَا مِنَ الْكَلامِ مِمَّا هُوَ مَذْكُورٌ فِي حَدِيثِ معن المتقدم ذَكَرَهُ إِنَّمَا يُحْفَظُ عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ ابن الْمُسَيِّبِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاًَ. كَذَلِكَ رَوَاهُ الْقَعْنَبِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ وهب، وابن الْقَاسِمِ، وَابْنُ عُفَيْرٍ وَأَصْحَابُ الْمُوَطَّإِ جَمِيعًا عَنْ مَالِكٍ سِوَى مَعْنٍ، إِنْ كَانَ مَا قَدَّمْنَاهُ عَنْهُ مَحْفُوظًا وَلا أَرَاهُ كَذَلِكَ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ بَعْضُ النَّقَلَةِ أَخْطَأَ فِي النَّقْلِ، فَخَرَجَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، لأَنَّهُمَا فِي الْمُوَطَّإِ مُتَوَالِيَانِ، أَحَدُهُمَا فِي إِثْرِ الآخَرِ، وَيَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا أَنَّ الْهَيْثَمَ ابن خَلَفٍ رَوَى عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَعْنٍ حَدِيثَ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، فَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ هَذِهِ الألفاظ،

_ 1 بهزاد ـ بالموحدة والزاي والدال المهملة ـ السيرفي ـ بالسين المهملة والراء والفاء ـ تقدم ضبطه. 2 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كثير بن عفير ـ وسعيد قد ينسب إلى جده كثيراً ـ قال ابن حبان: يروي عن أبيه عن الثقات الأشياء المقلوبات، لا يشبه حديثه حديث الثقات. قال الحسين بن إسحاق الأصبهاني: لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. المجروحين 2/ 67. 3 لم أقف عليه من طريق ابن عفير عن مالك، وقد رواه عن مالك بهذا اللفظ كافة أصحابه، انظر مثلاً رواية عبد الله بن يوسف، وإسماعيل ابن أبي أويس عند البخاري، كتاب الديات، باب جنين المرأة. الفتح 12/ 246 ح 6904، ورواية ابن مهدي عند أحمد في المسند 2/ 236، ورواية ابن وهب عند النسائي 8/ 48 باب دية جنين المرأة.

وَذَكَرَهَا عَنْ مَالِكٍ سَائِرُ أَصْحَابِ الْمُوَطَّإِ. وأما حديث الهيثم بن خلف عن إسحاق بن موسى عن معن بذلك: فأخبرناه الأزهري1، والتنوخي2 قالا: أنا ابن لُؤْلُؤٍ3 الْوَرَّاقُ، أَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، نا مَعْنٌ، نا مَالِكٌ عَنِ الزهري، عن سعيد بن المسيب أَنَّهُ قَالَ: "قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَنِينِ يُقْتَلُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ" 4. وأما حديث الموطأ الذي رواه عن مالك كافة أصحابه: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَّافُ قَالُوا: أنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ5، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي الْجَنِينِ يُقْتَلُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ بِعَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ فَقَالَ الذي (106/ب) قَضَى عَلَيْهِ: كَيْفَ أَغْرَمُ مَنْ لا شَرِبَ وَلا أَكَلَ، وَلا نَطَقَ وَلا اسْتَهَلَّ، فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا هَذَا من إخوان الكهان" 6.

_ 1 أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد الصيرفي الأزهري. 2 أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي علي عبد المحسن القاضي التنوخي البصري. 3 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ. 4 لم أجده من طريق معن بن عيس بهذا اللفظ. 5 محمد بن عبد الله بن إبراهيم. 6 رواه الإمام مالك بهذا اللفظ في الموطأ 2/ 855 ح 6 من كتاب العقول، باب عقل الجنين.

أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ1 الْوَاسِطِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي دارة، نا الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ، نا قُتَيْبَةُ عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي الْجَنِينِ يُقْتَلُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ، فَقَالَ الَّذِي قَضَى عَلَيْهِ: كَيْفَ أَغْرَمُ مَنْ لا شَرِبَ وَلا أَكَلَ، وَلا نَطَقَ وَلا اسْتَهَلَّ، وَمِثْلُ ذَلِكَ يُطل2، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا هَذَا من إخوان الكهان" 3. أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السّلمِيُّ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلابِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ جوصاء، نا يونس ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا أَخْبَرَهُ. قَالَ ابْنُ جَوْصَاءَ: ونا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَثْرُودٍ، أنا ابْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي الْجَنِينِ يُقْتَلُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ بغرة عبد ووليدة، فَقَالَ الَّذِي قَضَى عَلَيْهِ: كَيْفَ أَغْرَمُ مَنْ لا شَرِبَ وَلا أَكَلَ، وَلا نَطَقَ وَلا اسْتَهَلَّ، فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَل، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا هَذَا مِنْ إِخْوَانُ الْكُهَّانِ" 4. أَخْبَرَنِي عَتِيقُ بْنُ سَلامَةَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْمِصْرِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ

_ 1 مُحَمَّدِ بْنِ علي الواسطي. 2 قال في فتح الباري 10/ 218: للأكثر بضم المثناة التحتانية وفتح الطاء المهملة وتشديد اللام، أي يهدر، يقال: دم فلان هدر إذا ترك الطلب بثأره، وطل الدم: بضم الطاء المهملة وفتحها أيضاً، وحكي "أطل" ولم يعرفه الأصمعي، ووقع في رواية "بطل" بالباء الموحدة الخفيفة المفتوحة من البطلان.... 3 رواه البخاري عن قتيبة عن مالك بن أنس في باب الكهانة من كتاب الطب. الفتح 10/ 216 ح 5760. 4 لم أقف عليه في القسم الموجود من حديث ابن جوصاء، ورواية ابن القاسم أخرجها الحافظ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شعيب النسائي 8/ 49 باب دية جنين المرأة.

بَهْزَادَ السِّيرَافِيُّ، نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ [بْنِ] 1 عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابن شهاب، عن سعيد ابن الْمُسَيِّبِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي الْجَنِينِ يُقْتَلُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي قَضَى عَلَيْهِ: كَيْفَ أَغْرَمُ مَنْ لا شَرِبَ وَلا أَكَلَ، وَلا نَطَقَ وَلا اسْتَهَلَّ، فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَل، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا هَذَا مِنْ إِخْوَانُ الْكُهَّانِ" 2. وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ3 وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ4 جَمِيعًا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا الْحَدِيثُ، وَفِيهِ الأَلْفَاظُ الَّتِي بَدَأْنَا بِذِكْرِهَا فِي حَدِيثِ معن عن مالك. فأما حَدِيثِ مَالِكٍ فَلا يَثْبُتُ إِلا مَا ذَكَرْنَاهُ. 78- حديث آخر: أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن عمرو اللؤلؤي، نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، نا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله بن زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ5: "أَنَّ

_ 1 في الأصل "عن" وهو خطأ ظاهر. 2 لم أقف عليه من طريق ابن عفير هذا، وقد أشار ابن عبد البر في التمهيد 6/ 577 إلى روايات أصحاب الموطأ جملة ولم يذكرها مفصلة. 3 رواية ابن مسافر أخرجها ابن عبد البر في التمهيد 7/ 110 عن الليث، عن ابن شهاب ... به. 4 رواية معمر بهذا الإسناد والسياق أخرجها الإمام أحمد في المسند 2/ 274 عن عبد الرزاق. 5 اسمه بشير، وقيل رفاعة بن عبد المنذر الأنصاري رضي الله عنه.

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الجِنّان1 الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ، إِلا أَنْ يَكُونَ ذَا الطُّفْيَتَيْنِ2 وَالأَبْتَرَ، فإنهما يخطفان البصر (107/أ) ويطرحان ما في بطن النِّسَاءِ" 3، لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ. كَذَا رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ فِي الْمُوَطَّإِ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي لبابة. وتابعه سعيد ابن داود4 الزنبري، وَسَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ الْمِصْرِيُّ، فَرَوَيَاهُ كَذَلِكَ عَنْ مَالِكٍ. وَخَالَفَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، فَرَوَيَاهُ فِي الْمُوَطَّإِ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نافع، عن ابن عمر، عن أبي لبابة، فِي إِسْنَادِهِ ابْنَ عُمَرَ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ5 عَنْ مَالِكٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ6 عن مالك وعبيدلله7

_ 1 بكسر الجيم وتشديد النون ثم ألف بعد نون، قال ابن الأثير: هي الْحَيَّاتِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ، وإحداها: جان، وهو الدقيق الخفيف، والجان الشيطان أيضاً ... النهايو 1/ 308. 2 قال في النهاية: الطفية: خوصة المقل في الأصل، وجمعها طفى شبه الخطين على ظهر الحية بخوصتين من خوصي المقل. أ. هـ. والأبتر: القصير. 3 رواه أبو داود في كتاب الأدب، باب في قتل الحيات 5/ 412 ح 5253. 4 قال في التقريب 121: ابن أبي زنبر ـ بفتح الزاي وسكون النون وفتح الموحدة ـ الزنبري، أبو عثمان المدني، صدوق له مناكير عن مالك، ويقال: اختلط عليه بعض حديثه، وكذبه عبد الله بن نافع في دعواه أنه سمع من لفظ مالك. 5 العطار البصري، يكنى أبا الحسن، قال محمد بن عبد الله بن نمير: كذاب، كذاب. وقال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث. وضعفه النسائي وابن عدي وغيرهما. الجرح والتعديل 4/ 31، الكامل 3/ 1239. 6 صاحب المغازي والأخبار، والراجح فيه ـ والله أعلم ـ ما رجحه البخاري والذهبي وابن حجر: أنه متروك الحديث مع حفظه وسعة علمه في السير والمغازي والأخبار. الكاشف 3/ 73، التقريب 31. 7 في الأصل "عبد الله" مكبراً وكتب عليه "كذا" تنبيهاً والله أعلم، على أن صوابه "عبيد الله" مصغراً بدليل ما سيأتي، وهو ابن حفص ابن عاصم بن عمر بت الخطاب.

ابن عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، وَنَافِعِ بْنِ أَبِي نعيم1 القارئ، ثلاثتهم عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. وجميع من ذكرناه انتهى في حديثه إلى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "التي تكون في البيوت"، ولم يذكر ما بعد ذلك من أمر ذي الطفيتين والأبتر، وهي زيادة تفرد بذكرها القعنبي عَنْ مَالِكٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَلَيْسَتْ عِنْدَ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ فِي حَدِيثِ أَبِي لُبَابَةَ، وَإِنَّمَا هِيَ عِنْدَهُ عَنْ نَافِعٍ عَنْ سَائِبَةَ2، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ رَوَى عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ نَافِعٍ حديث ابْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي لُبَابَةَ، ثم أتبعه عَنْ نَافِعٍ بِحَدِيثِ سَائِبَةَ عَنْ عَائِشَةَ. وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ نَافِعٍ، عن أبي لبابة، وَعَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَائِبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ الْحَدِيثَيْنِ معاًَ، وَأَفْرَدُوا كُلَّ واحد منهما بإسناد وميزوه عن الآخر. فَأَمَّا حَدِيثُ مَنْ رَوَى عَنْ مالك حديث أبي لبابة على اختلافهم في إسناده: فأخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ عِمْرَانَ أَبُو شُعَيْبٍ3، ثنا سعيد بن داود الزنبري، نا

_ 1 هو ابن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ، قال الحافظ في التقريب 355: قد ينسب إلى جده، وهو صدوق ثبت في القراءات. 2 قال في التهذيب 12/ 424: مولاة الفاكهة بن المغيرة المخزومي عن عائشة في تقتل الوزغ، وعنها نافع مولى ابن عمر، ذكرها ابن حبان في الثقات / 351. قال الحافظ في التقريب 469: مقبولة. 3 الدعا ـ بدون همزة ـ بخاري الأصل. قال الدارقطني: لا بأس به. وقال ابن المنادي: كتب الناس عنه ولم يكن بذاك القوي، مات سنة 285هـ. تاريخ بغداد 9/ 321.

مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الْجِنَانِ فِي الْبُيُوتِ" 1. أَخْبَرَنِيهِ عَتِيقُ بْنُ سَلامَةَ الْقَيْرَوَانِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْمِصْرِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ بَهْزَادَ السِّيرَافِيُّ، نَا عبد الله بن سعيد ابن كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ أَبِي لُبَابَةَ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قتل الحيات2 في البيوت3. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى السُّلَمِيُّ ـ بِدِمَشْقَ ـ أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلابِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ ابن جَوْصَاءَ، نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أنا ابْنُ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكًا أَخْبَرَهُ، قَالَ ابْنُ جَوْصَاءَ: وَنا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ أَخْبَرَهُ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الجنان التي فِي الْبُيُوتِ" 4. أَخْبَرَنِي أَبُو الْغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، نا عبد الله ابن أحمد ابن وَهْبٍ الدِّمَشْقِيُّ، نا أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ، نا (107/ب) مَالِكٌ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ:

_ 1 لم أقف عليه من رواية سعيد الزنبري، وهو كما مر له مناكير عن مالك، والحديث بهذا اللفظ مخرج في الموطأ وغيره كما سيأتي تخريجه إن شاء الله. 2 بالمهملة والمثناة التحتية وآخره تاء مثناة فوقية، هكذا في الأصل، ووضع عليه علامة التضبيب، لأن في الروايات السابقة "جنان" ـ بالجيم والنونين بينهما ألف ـ وفي أحاديث أخرى جاء الأمر بقتل الحيات بعكس ما هنا، هذا وسيأتي فِي حَدِيثِ سَائِبَةَ عَنْ عَائِشَةَ النهي عن قتل الحيات، وسيأتي له مزيد تفصيل هناك والله أعلم. 3 لم أجده من رواية ابن عفير. 4 رواية ابن وهب أخرجها بهذا اللفظ الإمام الطحاوي في مشكل الآثار 4/ 93، ولم أقف على رواية ابن القاسم، والحديث في الموطأ بهذا الإسناد واللفظ، إلا أن فيه الحيات بالمهملة والتحتانية وآخره الفوقية ـ بدل الجنان ـ بالجيم والنون، وهو بهذا اللفظ أخرجه أحمد في المسند 2/ 146 عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عن أيوب، عن نافع به.

وَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَتْحِ الْقَلانِسِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ، نا الْوَاقِدِيُّ، نا الْعُمَرِيُّ1 وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَنَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به نحوه2. وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ اللَّيْثُ بْنُ سعد عن نافع، عن أبي لبابة مثل رواية الجماعة الذين3 سقنا أحاديثهم عَنْ مَالِكٍ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ الزيادة التي أوردها القعنبي. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ ـ بِنَيْسَابُورَ ـ أنا أبو أحمد مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، نا قُتَيْبَةُ، نا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ أَبَا لُبَابَةَ كَلَّمَ ابْنَ عُمَرَ لِيَفْتَحَ لَهُ باباًَ في دراه يَسْتَقْرِبُ بِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَوَجَدَ الغلمة جلدجان، فقال: جلدجان، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: الْتَمِسُوهُ فَاقْتُلُوهُ، فَقَالَ أَبُو لُبَابَةَ: "لا تَقْتُلُوهُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى عَنِ الْجِنَانِ الَّتِي فِي الْبُيُوتِ" 4. وَقَدْ رَوَى اللَّيْثُ أَيْضًا حَدِيثَ سَائِبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن غَنَج5 عن نافع. أخبرناه أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّلالُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ ـ إِمْلاءً ـ نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ ابن الْحَجَّاجِ بْنِ رِشْدِينَ ـ بِمِصْرَ ـ نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، نا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ غنج، عن نافع قال:

_ 1 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حفص. 2 لم أقف عليه من هذه الطرق. 3 في الأصل "الذي" للمفرد، والأنسب للسياق ما أثبته، والله أعلم. 4 رواه مسلم 4/ 1753 ح 131 من كتاب السلام عن محمد بن رمح وقتيبة بن سعيد عن الليث به. 5 قال ابن حجر: بفتح المعجمة والنون بعدها جيم، المدني نزيل مصر، مقبول. التقريب 308.

أخبرتني1 سَائِبَةُ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: "إِنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الْجِنَانِ، إِلا أَنْ يَكُونَ الأَبْتَرَ وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ، فَإِنَّهُمَا يَخْطَفَانِ الأَبْصَارِ وَيَقْتُلانِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ، فَمَنْ تركهما فَلَيْسَ مِنَّا" 2. وأما حديث عبد ربه3 بن سعيد الذي رواه عن نافع، عن ابن عمر، عن أبي لبابة، ثم أتبعه بحديث نافع عن سائبة عن عائشة: فأخبرناه عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا أَبُو أَحْمَدَ الْمُطَرِّزُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله ابن الْكُرْدِيِّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ3 بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ أَوِ الدُّورِ، وَأَمَرَ بِقَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ وَالأَبْتَرَ" 4. وَعَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَائِبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ وَالأَبْتَرِ وَقَالَ: إِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ البصر، ويسقطان الولد" 5. أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أَنَا مُحَمَّدُ بن العباس الخراز، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مرَابَا، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ6، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعِينٍ يَقُولُ فِي حَدِيثِ سَائِبَةَ عَنْ عَائِشَةَ: غُنْدَرٌ يَقُولُهُ: سِيَابَةَ7، قَالَ

_ 1 في الأصل "أخبرني" وما أثبته أنسب للسياق، وسائبة مولاة الفاكهة بن المغيرة. 2 لم أجده من هذا الطريق. 3 في الأصل وفي مسند أحمد "عب رب" بدون إضافة، وهو عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ قيس الأنصاري ـ كما في التهذيب 6/ 126. 4 رواه أحمد في المسند 3/ 453. 5 رواه أحمد في المسند 6/ 147. 6 ابن حاتم، أبو الفضل الدوري. 7 بالسين المهملة بعدها مثناة تحتية، وبعد الألف موحدة. انظر تاريخ ابن معين 3/ 294 رقم الترجمة 1170، والصواب كما تقدم ضبط الاسم في أول الترجمة: سائبة، انقلب الاسم على غندر محمد بن جعفر، والله أعلم.

الْخَطِيبُ: غُنْدَرٌ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. وأما حديث جرير بن حازم عن نافع: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُمْ تميم بن محمد (108/أ) الطُّوسِيُّ، نا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ1، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يقتل الحيات، فَحَدَّثَهُ أَبُو لُبَابَةَ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ جِنَانِ الْبُيُوتِ، فَأَمْسَكَ عنها" 2. وأخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ3، نا جَرِيرٌ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ قَالَ: حَدَّثَتْنِي سائبة مولاة فاكهة قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: "نَهَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ الْحَيَّاتِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ غَيْرِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ وَالأَبْتَرِ، فَإِنَّهُمَا يُطْمِسَانِ الأَبْصَارَ، وَيَقْتُلانِ أَوْلادَ الْحُبَالَى فِي بُطُونِهَا، فَمَنْ لَمْ يَقْتُلْهُنَّ فَلَيْسَ مِنَّا" 4.

_ 1 أبو شيبة فروخ ـ بالفاء وآخره خاء معجمة. 2 رواه مسلم 4/ 1754 ح 132 من كتاب السلام عن شيبان بن فروخ به. وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 4/ 93. رواه البخاري أيضاً عن مالك بن إسماعيل وأبي النعمان محمد بن الفضل عن جرير به. الفتح 6/ 351 ح 3312-3313، 7/ 320 ح 4016، 4017. 3 ابن عمران الواسطي الطحان، وثقه ابن حبان ومسلمة، رجح أبو الوليد الباجي والحافظ المزي وابن حجر وغيرهم أنه هو المذكور في صحيح البخاري، يروي عن غندر محمد بن جعفر. التهذيب 9/ 2. وقال الحافظ في التقريب 288: صدوق تكلم فيه الأزدي. 4 رواه الإمام أحمد في المسند 6/ 83، ورواه مالك في الموطأ 2/ 976 ح 32 عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَائِبَةَ ـ مَوْلاةٍ لعائشة، ولم يذكر في آخره جملة "فليس منا"، هذا والمعروف أن سائبة مولاة الفاكهة بن المغيرة، وليست لعائشة، والله أعلم. هذا وأخرجه بهذا اللفظ أحمد في المسند 6/ 29، وأبو نعيم في الحلية 9/ 226-227، كلاهما من طريق هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها به.

فأما حديث أيوب السختياني عن نافع: فأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْوَزِيرُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد البغوي، نا أحمد ابن إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقْتُلُ الْجِنَانَ كُلَّهَا حَتَّى أَخْبَرَهُ أَبُو لُبَابَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الْجِنَانِ الَّتِي تَكُونُ فِي البيوت" 1. وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ النَّرْسِيُّ، أَنَا محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ، نا أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ البردعي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِشَامٍ القواسي ـ ثقة2 ـ نا عَلِيُّ بْنُ جَرِيرٍ3، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ وعبد الله بن عمر، عن نافع، عن السائب4 قَالَ عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ وَالأَبْتَرِ، وَقَالَ: إنهما

_ 1 رواه أحمد في المسند 2/ 146 عن عبد الرزاق، عن أيوب به، إلا أنه قال عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رسو الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر أبا لبابة، وأخرجه من طريق محمد بن عبيد الطنافسي عن حماد بن زيد به أبو داود في السنن 5/ 412 ح 5254 كتاب الأدب، باب في قتل الحيات، ولفظه: "إن ابن عمر وجد بعد ذلك ـ يعني بعد ما حدثه أبو لبابة ـ في داره، فأمر بها فأخرجت ـ يعني إلى البقيع". 2 هكذا في الأصل والقواسي كما في الأصل ـ بالقاف والواو، وآخره مهملة ـ ولم أجد له ترجمة فيما وقفت عليه من المصادر. 3 لم أجد من ذكره غير ابن حبان في الثقات 8/ 464. 4 هكذا في الأصل، وكتب بعده "كذا" لعلها إشارة إلى الشك فيه، هل هو مصحف من سائبة المذكورة سابقاً أم أنه صحيح، والمراد السائب بن يزيد، وهو معدود فيمن روى عن عائشة رضي الله عنها، ولم أستطع تمييز ذلك، لأنني لم أقف على هذه الرواية بهذا الإسناد، والله أعلم.

يُلْقِيَانِ وَلَدَ الْحُبَالَى، وَنَهَى عَنْ قَتْلِ حَيَّاتِ الْبُيُوتِ" 1. وأما حديث عبيد الله بن عمر عن نافع: فأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عِيسَى الْبَلَدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بن العباس بن الفضل بن صاحب العوام، نا محمد ابن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْمُثَنَّى التَّمِيمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، نا عبيد الله بن عمر، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ فَتَحَ بَابًا، فَخَرَجَتْ مِنْهُ حَيَّةٌ فَأَمَرَ بِقَتْلِهَا، فَقَالَ لَهُ أَبُو لُبَابَةَ: لا تَفْعَلْ، فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الْجِنَانِ الَّتِي تكون في البيوت" 2 ... أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ، أَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّبِيبِيُّ3، نا أَبُو مُوسَى4، نا يَحْيَى5، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا لُبَابَةَ يُخْبِرُ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن قتل الجنان" 6. أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عِيسَى الْبَلَدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بن

_ 1 لم أقف عليه من هذا الطريق. 2 أخرجه من طريق الطنافسي الإمام أحمد في المسند 3/ 453، وأخرجه من رواية عبيد الله بن عمر عن نافع مختصراً الإمام مسلم 4/ 1754 ح 133، 134 من كتاب السلام. 3 في اللباب 2/ 59: بفتح الزاء وبالموحدتين المكسورتين بينهما ياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى بيع الزبيب، ثم ذكر فيمن ينسب إلى ذلك أبا إسحاق إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّبِيبِيُّ. 4 محمد بن المثنى العنزي المعروف بالزمن ـ بكسر الميم ـ. 5 ابن سعيد القطان. 6 رواه مسلم 4/ 1754 ح 133 من كتاب السلام عن محمد بن المثنى أبي موسى عن يحيى به. رواه عن يحيى الإمام أحمد في المسند 3/ 430، إلا أنه قال: الحيات ـ بالحاء المهملة والمثناة التحتية والفوقية.

الْفَضْلِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْمُثَنَّى، نا مُحَمَّدُ بن عبيد، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَائِبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الْجِنَانِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ، إِلا الأَبْتَرَ وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ، فإنهما تخطفان الْبَصَرَ، وَيَطْرَحَانِ مَا فِي بُطُونِ النساء، فمن تركهما فليس مني" 1. أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْمَاطِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ (108/ب) أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّبِيبِيُّ، نا بُنْدَارٌ2، نا عَبْدُ الوهاب3، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَكَمِ الْوَاسِطِيُّ، نا موسى ابن هَارُونَ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، نا يَحْيَى بْنُ سعيد قالا: نا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ، عن سائبة مولاة عائشة، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ الْجِنَانِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ إِلا الأَبْتَرَ وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ، فَإِنَّهُمَا يَخْطَفَانِ الأَبْصَارِ، وَيَقْتُلانِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ، فَمَنْ تَرَكَهُمَا فَلَيْسَ مِنَّا "4 لَفْظُ حَدِيثِ عبد الوهاب. أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ5، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عبد الله بن عمر، عن نَافِعٍ، عَنْ سَائِبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الْجِنَانِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ إِلا الأَبْتَرَ وَذَا6 الطُّفْيَتَيْنِ، فَإِنَّهُمَا

_ 1 رواه أحمد في المسند 6/ 49 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عبيد الله بن عمر به. وأخرجه فيه ص 29 بهذا اللفظ من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة. 2 محمد بن بشار. 3 ابن عبد المجيد الثقفي. 4 رواه من طريق يحيى بن سعيد به أحمد في المسند 6/ 49. 5 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الخوارزمي البرقاني. 6 في الأصل "ذوا".

يخطفان البصر، وتقتلان مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ، فَمَنْ تركهما فَلَيْسَ مِنِّي" 1. وَقِيلَ: إِنَّ الْوَاقِدِيَّ وسعيد الزنبري رَوَيَا عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَائِبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ هَذَا الحديث2. 79- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ وَأَبُو الْخَطَّابِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُكْرَمٍ قَالا: أنا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمُعَدَّلُ، نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النيسابوري، قال: أنا العباس ابن محمد من كتابه، نا قُراد3 أَبُو نُوحٍ، أنا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْوَلِيمَةِ فَلْيَأْتِهَا، يُدْعَى لَهَا الأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْمَسَاكِينُ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ" 4. قَالَ أَبُو بكر النسابوري: فِيهِ زِيَادَةٌ مُنْكَرَةٌ، قَوْلُهُ: "يُدْعَى الأَغْنِيَاءُ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ"، هَذَا خَطَأٌ قَبِيحٌ. قَالَ الْخَطِيبُ: الأَمْرُ عَلَى مَا ذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ النيسابوري، وليس نحفظه عَنْ مَالِكٍ فِي حَدِيثِ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ إِلا قَوْلُهُ: "إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْوَلِيمَةِ فليأتها" حسب.

_ 1 لم أجده من هذا الطريق. 2 في هامش الأصل "بلغ مقابلة في الموفي عشرين حسب الطاقة، وولله الحمى". 3 بضم القاف وتخفيف الراء، هو عبد الرحمن بن غزوان ـ بمعجمة مفتوحة وزاي ساكنة ـ أبو نوح الضبي، ثقة له أفراد. التقريب 208. 4 لم أقف عليه بهذا الإسناد وهذا السياق.

هَكَذَا رَوَاهُ عَنْ مَالِكٍ كَافَّةُ أَصْحَابِهِ فِي الْمُوَطَّإِ وَغَيْرِهِ. وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ نَافِعٍ كَذَلِكَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَمُوسَى بْنُ عقبة، وإسماعيل ابن أُمَيَّةَ وَغَيْرُهُمْ عَلَى اخْتِلافِ أَلْفَاظِهِمْ فِي الْمَتْنِ وَاتِّفَاقِهِمْ فِي مَعْنَاهُ1. وأما حديث من رواه عن مالك على الصواب: فَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ الْهَاشِمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللؤلؤي، نا أبو داود، نا القعنبي عن مالك، وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُمْ تَمِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبْدُ الأَعْلَى ابن حَمَّادٍ2 قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، وأخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي دَارَةَ الْمُقْرِئُ ـ بِالْكُوفَةِ ـ نا الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ الشُّجَاعِيُّ، نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ3 عن مالك (109/ أ) وأخبرنا أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أبا القاسم

_ 1 رواية عبيد الله ذكرها الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير 3/ 220 باب الوليمة والنثر، وعزاها إلى أبي يعلى الموصلي في المسند. وأما رواية أيوب عن نافع، وكذلك رواية موسى بن عقبة عنه أيضاً فقد ذكرها ابن عبد البر في التمهيد 14/ 110-112، وهذه الروايات كلها في مسلم 2/ 1052 ح 97-103 من كتاب النكاح. 2 ابن نصر الباهلي مولاهم، أبو يحيى النرسي ـ بالنون والراء والمهملة آخره ياء ـ وثقه ابن حبان، وابن معين، والدارقطني، والخليلي، ومسلمة بن قاسم، وأبو حاتم. وقال النسائي: ليس به بأس. التهذيب 6/ 93. 3 ابن سهل الهروي الأصل الحدثاني ـ بفتح المهملة والمثلثة ـ أبو محمد. قال الحافظ في التقريب 140: صدوق في نفسه، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، وأفحش فيه ابن معين القول، مات سنة 240هـ.

عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الآبَنْدُونِيَّ1 يَقُولُ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ قُتَيْبَةَ: حدثكم أيوب بن صالح المديني ـ بِالرَّمْلَةِ ـ نا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى وليمة فَلْيَأْتِهَا" 2، وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الأَعْلَى3 وأيوب ابن صالح "إلى وليمة". أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، أنا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، نَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، نَا مَالِكٌ4، وأنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد وعبد الصمد ابن محمد بن محمد مُكْرَمٍ قَالا: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سعيد الْمُعَدَّلُ، أنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا يُونُسُ ـ هُوَ ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ـ أنا ابْنُ وَهْبٍ أَنَّ مالكاً5 أخبره. وأخبرنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَيْضَاوِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الجوهري قال: أنا محمد ابن الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، نَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمِصْرِيُّ، أَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، أَنَا ابْنُ القاسم، حدثني مالك3، وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيِّ، أَخْبَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ

_ 1 بفتح الألف الممدودة والباء الموحدة وسكون النون وضم الدال المهملة، وفي آخرها نون ـ تقدم مراراً. 2 رواه أبو داود في السنن 4/ 133 ح 3736 كتاب الأطعمة، باب ما جاء في إجابة الدعوة، وذلك من طريق القعنبي عن مالك. أما روايات سويد وعبد الأعلى بن حماد، وأيوب بن صالح فلم أقف عليها فيما وقفت عليه من المصادر. 3 في الأصل "عبد الله الأعلى" ووضع عليه علامة التضبيب، وهو عبد الأعلى بن حماد. 4 لم أقف على روايتهما. رواه من طريق يونس عن عبد الله بن وهب الإمام الطحاوي في مشكل الآثار 4/ 147. 5 رواه من طريق يونس عن عبد الله بن وهب الإمام الطحاوي في مشكل الآثار 4/ 147.

سُفْيَانَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلادٍ، وَحَدَّثَكُمُ الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالا: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ1. وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ قَالا: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابن زِيَادٍ، نا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ، نا خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مَالِكٍ، عن نافع، عن ابن عمر: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا دُعِيَ أحدكم إلى الوليمة فَلْيَأْتِهَا" 2. وأما أحاديث من تابع مَالِكًا عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ نَافِعٍ: فأخبرنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مَخْلَدُ بْنُ خَالِدٍ، نا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" بمعنى حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، زَادَ: "فَإِنْ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيَطْعَمْ، وَإِنْ كان صائماً فَلْيَدْعُ" 3. أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْهَيْثَمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَرَّاطُ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أيوب الطبراني، نا علي ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ، نا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر قال:

_ 1 رواية يحيى بن سعيد هذه أخرجها أحمد في المسند 2/ 20. 2 لم أقف عليه من رواية خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مَالِكٍ، وهو مخرج بهذا اللفظ عن مالك في البخاري عن طريق عبد الله بن يوسف عنه. الفتح 9/ 240 ح 5173، كتاب النكاح، باب الوليمة والدعوة، ومسلم من طريق يحيى عن مالك أيضاً 2/ 1052 ح 96 من كتاب النكاح. 3 انظر سنن أبي داود السجستاني 4/ 124 ح 3732 كتاب الأطعمة باب ما جاء في استجابة الدعوة.

"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى دَعْوَةٍ فَلْيُجِبْ أَوْ لِيَأْتِهَا" 1. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ2، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الأَزْرَقُ، نا حجاج3 قال4 ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي مُوسَى ـ يَعْنِي ابْنَ عُقْبَةَ ـ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَجِيبُوا هَذِهِ الدَّعْوَةَ إِذَا دُعِيتُمْ لَهَا". قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَأْتِي الدَّعْوَةَ في العرس وَغَيْرِ الْعُرْسِ، فَيَأْتِيهَا وَهُوَ صَائِمٌ. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ نُوحٍ البجلي، حدثكم بكر (109/ب) بن محمد الغزالي5، نا محمد ابن عَبْدِ الْمَلِكِ6، نا بِشْرٌ ـ هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ ـ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ايتوا الدَّعْوَةَ إِذَا دُعِيتُمْ" 7. وَأَمَّا الزِّيَادَةُ التي زادها عباس بن

_ 1 لم أقف عليه. 2 أَبُو بَكْرٍ = أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان. 3 هو ابن محمد الأعور المصيصي أبو محمد الترمذي. 4 في هذا الموضع من الأصل "كذا"، ولعله بسبب حذف "قال" الأولى، وهذا درج عليه المحدثون ولا يضر حذفها شيئاً. 5 بالغين المعجمة والزاي آخره اللام، ذكره المزي في تهذيب الكمال في ترجمة شيخه مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أبي الشوارب الأموي باسم بكر ابن محمد بن عبد الوهاب الغزالي البصري. 6 ابن أبي الشوارب الأموي. 7 رواه مسلم 2/ 1053 ح 102 من كتاب النكاح عن حميد بن مسعدة الباهلي عن بشر بن المفضل به، ورواه الترمذي 3/ 395 ح 1098 كتاب النكاح، باب إجابة الدعوة.

مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ عَنْ قُرَادٍ أَبِي1 نوح عن مالك، فإنما يحفظ من حَدِيثُ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهَا أَبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَرَوَاهَا مَعْمَرُ بْنَ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَرَوَاهَا السَّخْتِيَانِيُّ عَنِ الزهري عن سعيد بن المسيب وحده عن أبي هريرة، فحصل الوهم في حديث قراد من وجهين: أحدهما: رواية تلك الزيادة عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَإِنَّمَا هِيَ عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَالثَّانِي: وَصْلُهَا بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا هِيَ كَلامُ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَدْ كَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فِي الأَحْيَانِ يَرْفَعُهَا2. وَأَمَّا حَدِيثُ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ بذلك: فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي، نا أبو داود، نا القعبني عن مالك. وأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ3 بْنِ حَمْدَانَ ـ وأنا أسمع ـ حدثكم موسى بن مُحَمَّدٍ الأَعْيَنُ، نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ. وأخبرنا محمد بن علي البيضاوي والحسن بن علي الجوهري قالا:

_ 1 عبد الرحمن بن غزوان ـ بالمعجمة والزاي ـ. 2 ذكره ابن عبد البر في التمهيد 10/ 176-178، والبيهقي في الكبرى 7/ 262، والدارقطني في العلل (نسخة مخطوطة في مكتبة خاصة) ، والحافظ في الفتح 9/ 244- 245، وفي التلخيص 3/ 220 كل هؤلاء ذكروا ذلك عن سفيان أي الوقف والرفع، والله تعالى أعلم. 3 محمد بْنُ أَحْمَدَ.

أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، أنا الْحَارِثُ ابن مسكين، أنا ابن القاسم1 قال: قال مالك: حدثني ابن شهاب ـ وفي حديث القعنبي ويحيى بن يحيى: عن ابن شهاب ـ عن الأعرج، عن أبي هريرة أنه كان يقول: "شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك الْمَسَاكِينُ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ الدَّعْوَةَ فقد عصى الله ورسوله"2. وهكذا روى عَنْ مَالِكٍ كَافَّةُ أَصْحَابِهِ. وَأَمَّا حديث الأوزاعي عن الزهري مثل هذه الرواية: فأخبرناه القاضي أبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، أنا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، نا محمد بن يحيى الذهلي، نا محمد ابن يوسف، أنا الأوزاعي، أخبرني ابن شهاب عن الأعرج3. وأخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بن عثمان التميمي ـ بدمشق ـ أَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بن القاسم ابن يوسف بن فارس الميانجي4، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ السَّرَّاجُ، نَا مُحَمَّدُ بن

_ 1 عبد الرحمن بن القاسم. 2 رواية القعنبي محمد بن مسلمة عن مالك أخرجها أبو داود في سننه 4/ 25 ح 3742 كتاب الأطعمة، باب ما جاء في إجابة الدعوة. ورواية يحيى بن يحيى أخرجها مسلم 2/ 1054 ح 107 كتاب النكاح. ولم أجد رواية ابن القاسم. وأخرجه البخاري بهذا اللفظ والإسناد عن عبد اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ التِّنِّيسِيِّ عَنْ مالك في كتاب النكاح، باب من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله. وأخرجه من رواية عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ مالك به الإمام الطحاوي في مشكل الآثار 4/ 143. 3 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ أبو داود المدني. 4 قال في اللباب 3/ 278: بفتح الميم والياء التحتية وسكون الألف وفتح النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى ميانج، وهو موضع بالشام.

الصباح، أنا الوليد1، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة قال: "شر الطعام ـ وفي حديث الحيري عن أبي هريرة أنه كان يقول: بئس الطعام طعام الوليمة ـ يدعى إليها الأغنياء ويترك المساكين، ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله"2. وأما حديث سفيان بن عيينة عن الزهري مثله: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قرئ على أبي علي محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ وعلي بن إسحاق النعالي ـ وأنا أسمع ـ، وقرأته أنا (110/أ) عَلَى بِشْرِ بْنِ أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِينِيِّ3 وعلي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الزبيبي حدثكم جعفر ابن محمد الفريابي، نا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد4، نا سفيان بن عيينة قال: سألت الزهري لنفسي ـ وكان أبي موسراً ـ فقلت: يا أبا بكر، شر الطعام طعام الأغنياء، قال: ليس هكذا، أخبرني عبد الرحمن الأعرج أنه سمع أبا هريرة يقول: "شر الطعام طعام الوليمة، يدعي الأغنياء ويترك المساكين، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله"5.

_ 1 ابن مسلم، أبو العباس القرشي مولاهم الدمشقي. 2 ذكره الدارقطني في العلل (نسخة في مكتبة خاصة غير مرقمة) وقال: اختلف عليه فيه، فروي موقوفاً على أبي هريرة، وروي مرفوعاً. 3 بكسر الألف وسكون المهملة وفتح الفاء والراء وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى إسفرايين بليدة بنواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان، كذا في الأنساب 1/ 223. 4 ابن يحيى اليشكري السرخسي ـ بالسين المهملة والراء والخاء المعجمة بعدها سين مهملة. 5 رواه مسلم 2/ 1055 ح 108 من كتاب النكاح. وأخرجه الإمام أحمد في المسند 2/ 241.

قال البرقان في حديث بشر والزبيبي: يدعى إليه، والباقي سواء. وأما حديث معمر عن الزهري عن ابن الْمُسَيِّبِ وَالأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ1 الْحِيرِيُّ، أنا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، نا محمد بن يحيى2، نا عبد الرزاق عن معمر. وأخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، نَا عبد الرزاق، أنا معمر. وأخبرناه أبو بكر البرقاني ـ واللفظ له ـ قَالَ: قُرِئَ عَلَى إِسْحَاقَ النِّعَالِيِّ ـ وأنا أسمع ـ حدثكم جعفر الْفِرْيَابِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ عن الزهري، عن ابن المسيب والأعرج عن أبي هريرة قال: "شر الطعام طعام الوليمة، يدعى الغني ويترك المساكين، وهي حق، ومن تركها فقد عصى". فربما قال: ومن لم يجب الدعوة فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ3. قَالَ الفريابي: زاد معمر: سعيد بن المسيب خلاف4 الناس.

_ 1 أحمد بن الحسن الحرشي الحيري. 2 هو الذهلي ـ بضم المعجمة وسكون الهاء وفي آخرها اللام. 3 رواه عبد الرزاق في المصنف 10/ 447 ح 19662، ومن طريقه أخرجه أحمد في المسند 2/ 267، ومن طريقه أيضاً رواه مسلم 2/ 1055 ح 1109 كتاب النكاح. 4 في هذا الموضع من الأصل تضبيب اا ا.

وأما حديث أيوب السختياني عن الزهري عن ابن المسيب وحده عن أبي هريرة: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ وَأَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: نا، وَقَالَ هِلالٌ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، نا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ المقدام العجلي، نا محمد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ عَنْ أَيُّوبَ، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: "شَرَّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْعُرْسِ يُطْعَمُهُ الأَغْنِيَاءُ، وَيُمْنَعُهُ الْمَسَاكِينُ، وَمَنْ لَمْ يَجِبْ1 فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ". يُذْكَرُ ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وقال هلال: يذكر ذلك سَعِيدٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ2. وَقَدْ روى زياد بن سعيد عَنْ ثَابِتٍ3 الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ" 4 إِلَى آخِرِ الحديث. 80- حديث آخر: أخبرنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ ـ إِمْلاءً ـ نا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ5، نا مُحَمَّدُ بن يحيى، نا مطرف

_ 1 في هذا الموضع كتب "كذا" اا ا. 2 رواه الدارقطني في العلل من طريق أبي الأشعث عن الطفاوي ... به. 3 ابن عياض الأحنف الأعرج. 4 رواه مسلم 2/ 1055 ح 110 كتاب النكاح. هذا وقد أخرج ابن عبد البر في التمهيد 10/ 176-177، من طريق روح بن القاسم وابن مسلمة بن قعنب القعنبي، كلاهما عن مالك ... به مرفوعاً. وساق الدارقطني في العلل هذه الطرق ـ أعني طريق مسلم ومالك ـ وغرها، وقد مر أن سفيان أيضاً كان يرويه تارة موقوفاً، وتارة مرفوعاً. 5 عبد الله بن محمد بن زياد.

ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي1 حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ: "أَنَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ وَلَمْ يؤخروا تأخير أهل المشرق" 2. (110/ب) قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ3: قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ: "وَلَمْ يُؤَخِّرُوا تَأْخِيرَ أَهْلِ الْمَشْرِقِ"، وَهُمْ عِنْدِي مِنْ مُطَرِّفٍ، لأَنَّ هَذَا إِنَّمَا هُوَ فِي حَدِيثِ ابْنِ حَرْمَلَةَ4. قَالَ الْخَطِيبُ: وَالأَمْرُ عَلَى مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، وقد رَوَى عَنْ مَالِكٍ عَامَّةُ أَصْحَابِهِ حَدِيثَ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ هَذَا، فَلَمْ يَذْكُرُوا هَذِهِ الزِّيَادَةَ الَّتِي أَوْرَدَهَا مُطَرِّفٌ، وَوَافَقَ مَالِكًا عَلَى رِوَايَتِهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَرَوَوْهُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ كذلك.

_ 1 سلمة بن دينار الأعرج التمار المدني القاضي. 2 لم أقف عليه من هذا الطريق بهذا اللفظ، إلا أن البيهقي في الكبرى 4/ 237 قال بعد ذكره رواية مالك بدون الزيادة: ورواه سعيد ابن الْمُسَيِّبِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وزاد فيه: وَلَمْ يُؤَخِّرُوا تَأْخِيرَ أَهْلِ الْمَشْرِقِ. أ. هـ. 3 هو أبو الحسن الدارقطني الحافظ. 4 عبد الرحمن بن حرملة بن عمرو بن سنّة ـ بفتح المهملة وتثقيل النون ـ الأسلمي، أبو حرملة المديني. قال الحافظ ابن حجر: صدوق ربما أخطأ، مات سنة 145هـ. التقريب 200. ولم أقف على روايته. والحديث أخرجه الطبراني بهذا اللفظ ـ أي الزيادة ـ في الكبير 6/ 207 ح 5880 عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل ... به ...

فأما أحاديث من رواه عن مالك على الصواب: فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشافعي، أنا مالك1. وأخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ السِّمْسَارُ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلافُ، قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بن الحسن الحربي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ عن مالك2. وأخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، أَخْبَرَكَ ابْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُصْعَبٍ3 قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ. وَأَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ الْوَاسِطِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي دَارَةَ الْمُقْرِئُ، نا الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ الشجاعي، نا سويد ابن سعيد4 عن مالك. وأخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ5، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ6 قَالا: أَنَا علي بن محمد بن اللؤلؤي الوراق، أنا هيثم ابن خَلَفٍ الدُّورِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ

_ 1 رواية الشافعي عن مالك في كتاب الأم 2/ 97، وفي السنن الكبرى للبيهقي 4/ 237. 2 رواية القعنبي أخرجها الطبراني في الكبير 6/ 170 ح 5768. 3 أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زرارة بن مصعب بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وروايته في موطأه 1/ 200 ح 772، وأخرجها الحافظ أبو عيسى الترمذي في جامعه 3/ 73 ح 699، كتاب الصوم، باب ما جاء في تعجيل الإفطار. 4 هو الحدثاني، ولم أقف على روايته. 5 عبيد الله بن أحمد الصيرفي. 6 أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التنوخي البصري.

مُوسَى، نا مَعْنٌ1، نا مَالِكٌ. وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَيْضَاوِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، أَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، أَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ2. قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ: وَنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ الْفُرَاتِ3 قَالا: نا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حازم ابن دِينَارٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ: "أَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ". وأما حديث عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه بموافقة مالك عليه في روايته: فأخبرناه أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عبد الله بن مَهْدِيٍّ الْفَارِسِيُّ، نا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي مَذْعُورٍ4، نا ابْنُ أبي حازم، أخبرني أبي. وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي5 الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيُّ6، نا إسحاق ابن إبراهيم7، نا عبد العزيز

_ 1 ابن عيسى، وروايته لم أقف عليها. 2 لم أجد الحديث من هذا الطريق. 3 ابن الجعد التجيبي، أبو نعيم البصري، ولم أقف على روايته. 4 بالميم والذال المعجمة والعين المهملة وآخره راء، كذا في الأصل وفي تاريخ بغداد 3/ 130. 5 محمد بن أحمد. 6 بفتح القاف وتشديد الموحدة وبعد الألف نون، هذه النسبة إلى عمل القباني الذي يوزن به أو إلى الوزن به، وممن اشتهر بهذه النسبة أبو علي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ القباني الحافظ أحد أركان الحديث، له تصانيف، هكذا قال في اللباب 3/ 11-12. 7 هو ابن راهويه.

ابن أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: "قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ـ وَفِي حَدِيثِ الْبَرْقَانِيِّ: عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ" 1. وأما حديث سفيان الثوري عن أبي حازم مِثْلُ ذَلِكَ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. قَالَ سُلَيْمَانُ: وَنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ العزيز2، نا أبو نعيم3 (111/أ) كِلاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حازم، عن سهل ابن سَعْدٍ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الإِفْطَارَ" 4. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: الْفِطْرَ ...

_ 1 لم أجده من طريق ابن راهويه، وأخرجه مسلم عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى عَنْ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ... به 2/ 771 ح 48 من كتاب الصيام. وأخرجه من طريق هشام بن عمار عن محمد بن الصباح عن أبي حازم ... به الإمام ابن ماجه 1/ 540 ح 1697 باب ما جاء في تعجيل الإفطار ... كتاب الصيام. 2 البغوي، قال الذهبي: الحافظ المجاور بمكة ثقة، لكنه يطلب على التحديث، ويعتذر بأنه محتاج، قال الدارقطني: ثقة مأمون. الميزان 3/ 143. 3 الفضل بن دكين الملائي ـ بضم الميم. 4 رواه الطبراني من كلا الطريقين في الكبير 6/ 235 ح 5962، 5963، وأخرجه مسلم 2/ 771 ح 48 من كتاب الصيام من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري ... به ... ومن طريق ابن مهدي وإسحاق الأزرق عن سفيان الثوري أخرجه أحمد في المسند 5/ 336. وأخرجه أيضاً الدارمي 1/ 339 ح 1706 باب في تعجيل الإفطار.

وأما حديث يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم بموافقتهم: فَأَخْبَرَنِيهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ الْخِرَقِيُّ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفريابي، نا قتيبة، يعقوب، نا يَعْقُوبُ ـ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ـ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: "أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ ما عجلوا فطرهم" 1. وأما المتن الَّذِي سَاقَهُ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَالِكٍ، وَفِيهِ ذِكْرُ تَأْخِيرِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ فَإِنَّمَا يَرْوِيهِ مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ2، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلا، كَذَلِكَ رَوَاهُ عن مالك كافة أصحابه: أخبرناه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ السِّمْسَارُ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلافُ قَالا: أنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ3، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مالك، وأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ4 الْوَاسِطِيُّ، أنا أحمد ابن محمد بن أبي دارة، نا الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ الشُّجَاعِيُّ، نا قُتَيْبَةُ وَسُوَيْدٌ عَنْ مَالِكٍ. وأخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ5 الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ6، قَالا: أنا عَلِيُّ بن

_ 1 رواه مسلم في 1/ 771 ح 48 من كتاب الصيام عن قتيبة، عن يعقوب ... به. وبهذا الإسناد واللفظ أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 245 ح 5995. 2 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب، ولعلها بسبب سقوط اسم الصحابي من هنا، والله أعلم. 3 محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي. 4 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ. 5 عبيد الله بن أحمد الصيرفي. 6 ابن المحسن التنوخي القاضي البصري.

مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، أنا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، نا مَعْنٌ، نا مَالِكٌ. وأخبرناه أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا يُونُسُ ـ هُوَ ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ـ أنا ابْنُ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكًا أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ سَعِيدِ ابن الْمُسَيِّبِ1: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ وَلَمْ يُؤَخِّرُوهُ". وَفِي حَدِيثِ مَعْنٍ وَابْنِ وَهْبٍ: "وَلَمْ يُؤَخِّرُوا تَأْخِيرَ أَهْلِ الْمَشْرِقِ" 2 3. 81- حديث آخر: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو النُّعْمَانِ تُرَابُ4 بْنُ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْكَاتِبُ مِنْ مِصْرَ، وَحَدَّثَنِيهِ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن أبي الصقر الْخَطِيبُ ـ بِالأَنْبَارِ ـ عَنْهُ قَالَ: نا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الكناني، نا إسحاق ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَابِرٍ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ5، نا مَالِكُ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: "أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا تَبَاغَضُوا وَلا تَحَاسَدُوا، وَلا تَدَابَرُوا وَلا تَنَافَسُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فوق ثلاث ليال".

_ 1 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب، ولعلها بسبب سقوط اسم الصحابي من هنا والله أعلم. 2 لم أقف عليه من هذه الطرق. 3 في هامش الأصل: "بلغ مقابلة". 4 أوله تاء مثناة فوقية بعدها راء، وبعد الألف باء موحدة، هكذا في الأصل وفي العبر للذهبي 2/ 256 في وفيات سنة 427هـ. 5 سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الجمحي بالولاء، أبو محمد المصري.

قَالَ حَمْزَةُ: وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ مَالِكٍ: "وَلا تَنَافَسُوا" غَيْرَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ. وَقَدْ رَوَى هَذِهِ اللَّفْظَةَ "وَلا تَنَافَسُوا" عَبْدُ الرحمن بن إسحاق عن الزهري، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ1، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قال الخطيب: والأمر على ما قال حمزة، كل أصحاب مالك رووه عنه، ولم يختلوا عليه فيه. كَمَا أَخْبَرَنَا عَبْدُ الملك (111/ب) ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ التَّمْتَامُ، نا القعنبي2. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ وَإِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ قَالا: نا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: "أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا تَبَاغَضُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ ـ زَادَ التمتام: ليال" 3.

_ 1 انظر: التمهيد لابن عبد البر 6/ 116. وقد نص ابن عبد البر على أن سعيد بن أبي مريم تفرد بهذه الزيادة. ورواية عبد الرحمن بن إسحاق ـ التي فيها متابعة لمالك على زيادة: ولا تنافسوا ـ عن الزهري أخرجها أبو يعلى الموصلي في مسنده 6/ 294 ح 3612. وعبد الرحمن هو ابن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة المدني، نزيل البصرة، يقال له: عباد بن إسحاق، وهو صدوق رمي بالقدر. التقريب 198. 2 محمد بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْقَعْنَبِيُّ. 3 رواه مالك في حسن الخلق، باب ما جاء في المهاجرة 2/ 907 ح 14، ومن طريق القعنبي رواه أبو داود 5/ 213 ح 4910 كتاب الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم. ومن طريق عبد الله بن يوسف ـ بهذا اللفظ ـ رواه البخاري في كتاب الأدب، باب الهجرة. الفتح 10/ 492 ح 6076. وأخرجه كذلك عن مالك ابن عبد البر في التمهيد 6/ 115.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ، أنا دَعْلَجٌ، نا مُوسَى بْنُ أَبِي خُزَيْمَةَ، نَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ1. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذٌ ـ هُوَ ابْنُ الْمُثَنَّى ـ، نا عَبْدُ اللَّهِ ـ يَعْنِي ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ ـ نا جُوَيْرِيَةُ عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ ـ وَفِي حديث دعلج نحوه. أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ غَالِبٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ2 الإِسْمَاعِيلِيِّ ـ وَأَنَا أَسْمَعُ ـ، أَخْبَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، وَحَدَّثَكُمُ الْفِرْيَابِيُّ3 قَالا: نا قُتَيْبَةُ عَنْ مَالِكٍ، وَأَخْبَرَكَ ابْنُ نَاجِيَةَ4، نَا أَبُو مُصْعَبٍ5 عَنْ مَالِكٍ، وهذا حديث قتيبة6.

_ 1 حديث يحيى عن مالك رواه مسلم 4/ 1983 ح 23 كتاب البر والصلة والأدب، وذكره ابن عبد البر في التمهيد 6/ 115 وقال: قال يحيى: يهاجر، وسائر الرواة بقول: يهجر. 2 أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الإسماعيلي. 3 هو جعفر بن محمد الفريابي، ويقال: الفيريابي ـ بياء مثناة تحتية قبل الراء ـ. اللباب 2/ 427. 4 عبد الله بن محمد بن ناجية. 5 أحمد بن أبي بكر. 6 حَدِيثِ أَبِي مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ في موطأ مصعب 2/ 78 كتاب الجامع، باب ما جاء في الهجر، وأخرجه الإمام البغوي في شرح السنة 3/ 100 ح 3522، باب النهي عن هجران الإخوان. وأخرجه من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر، وقتيبة بن سعيد عن مالك ... به الحافظ أبو سعيد العلائي في كتاب بغية الملتمس في سباعيات الإمام مالك بن أنس 151 الحديث الثاني.

وأخبرنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الفقيه، أنا أبو بكر بن مُحَمَّدُ بْنُ غَرِيبِ بْنِ عَبْدِ الله البزاز، أنا أحمد ابن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْجَعْدِ الْوَشَّاءُ، نَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شهاب، عن أنس ابن مَالِكٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا تَبَاغَضُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثَ لَيَالٍ ـ لَمْ يَقُلِ ابْنُ نَاجِيَةَ: لَيَالٍ ـ" 1. وَهَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ومحمد ابن الْوَلِيدِ الزّبيدِيُّ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْهُمُ اللَّفْظَةَ الَّتِي زَادَهَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ مَالِكٍ2، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَهِيَ: "لا تَنَافَسُوا"، وَقَدْ وَهِمَ فِيهَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَلَى مَالِكٍ عَنِ ابن شهاب.

_ 1 لم أقف عليه من رواية سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ. 2 رواية شعيب أخرجها الإمام أحمد في المسند 3/ 225، وكذلك رواية سفيان بن عيينة أخرجها أحمد في المسند 3/ 110، وكذلك أخرج أحمد رواية معمر عن الزهري في مسنده 3/ 165، 199، كما أخرج رواية شعيب عن الزهري الإمام البخاري في كتاب الأدب، باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر. الفتح 10/ 481 ح 6065. كذلك أخرجها من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع عن شعيب ... به الحافظ البيهقي في الكبرى 10/ 232. كما أخرج روايات مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الوليد الزبيدي وسفيان بن عيينة كلهم عن الزهري الإمام مسلم في صحيحه 4/ 1983 ح 23 من كتاب البر والصلة والأدب. ورواية سفيان أخرجها أيضاً الحافظ أبو يعلى في المسند 6/ 252 ح 3550، كما أخرج رواية سفيان أيضاً الحميدي في المسند 2/ 500 ح 1183، والترمذي 4/ 329 ح 19 كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الحسد.

وَإِنَّمَا يَرْوِيهَا مَالِكٌ فِي حَدِيثِهِ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عن أبي هريرة. أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مالك. وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ1 قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، أَخْبَرَكُمُ الْفَارَابِيُّ2، نا قُتَيْبَةُ عَنْ مَالِكٍ. وَقَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَإِسْحَاقُ بْنُ موسى قالا: نا معن، نا مالك مثله، وَهَذَا حَدِيثُ قُتَيْبَةَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ3، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلا تَجَسَّسُوا، وَلا تَحَسَّسُوا، وَلا تَنَافَسُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخواناً" 4.

_ 1 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ البرقاني أبو بكر. 2 هو جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الفريابي، ويقال الفيرابي، والفاريابي، والفارابي. 3 هو عبد الله بن ذكوان القرشي، أبو عبد الرحمن المدني. 4 رواه مالك في موطأه 2/ 907 ح 15 كتاب حسن الخلق، باب ما جاء في المهاجرة. ورواه مسلم 4/ 1985 ح 28 كتاب البر والصلة والأدب عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مالك ... به. ورواه البخاري في الأدب، باب قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّن ... } الآية عن عبد الله بن يوسف، عن مالك. الفتح 10/ 484 ح 6066، إلا أن رواية البخاري فيه "ولا تناجشوا" بدل "ولا تنافسوا". قال الحافظ ابن حجر تعقيباً على ذلك: قول "ولا تناجشوا" هكذا بالجيم والشين المعجمة في جميع نسخ البخاري التي وقفت عليها، والذي في جميع الروايات عن مالك بلفظ: "ولا تنافسوا" بالفاء والسين المهملة، وكذا أخرجه الدارقطني في الموطآت"....، ثم ذكر من رواه عن مالك كذلك ... إلى أن قال: إلا أني ما وجدت ما يعضد رواية عبد الله بن يوسف هذه، ويبعد أن يجتمع الجميع على شيء، ويتفرد واحد بخلافه ويكون محفوظاً. ولم أر الحديث في نسختي من مستخرج الإسماعيلي أصلاً، فلا أدري، سقط عليه أو سقط من النسخة". أ. هـ ملخصاً من الفتح.

فِي كِتَابِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ1: وَلا تَحَسَّسُوا ـ بِالْحَاءِ ـ مُقَدَّمٌ عَلَى وَلا تَجَسَّسُوا ـ بِالْجِيمِ. 82- حديث آخر: أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عبيد الله بن محمد بن الْحُسَيْنِ الْحَرْبِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ2 النَّجَّادُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ الواسطي، ومحمد3 (112/أ) ابن غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ ـ وَاللَّفْظُ لَهُ ـ قَالا: نا هَوْذَةُ4 بْنُ خَلِيفَةَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ5. وأخبرني أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ الْعَطَّارُ، نا الحارث ابْنُ مُحَمَّدٍ، نا هَوْذَةُ، نا ابْنُ4 عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ6، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

_ 1 الحسن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذان. 2 في الأصل سليمان ـ بالمثناة التحتية بعد اللام ـ والتصويب من طبقات الحنابلة 2/ 7، وتذكرة الحفاظ 3/ 868. 3 في هامش الأصل "قوبل فصح بعونه تعالى، والله أعلم". 4 قال في التقريب 365: بفتح الهاء وزيادة هاء في آخره ـ ابن خليفة بن عبد الله الثقفي، من ولد أبي بكرة الثقفي الصحابي رضي الله عنه، قال في المغني 271: هوذة ـ بالذال المعجمة. 5 ابن أرطبان أبو عون البصري. 6 أبو بكرة ـ بزيادة هاء في آخره ـ نفيع ـ مصغراً ـ بن الحارث، أبو عمرو الثقفي، الصحابي المشهور.

"لَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ رَكِبَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناقته، ثم قال: أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ فَسَكَتْنَا حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَيْسَ يَوْمَ النحر؟ قلنا: بلى، قال: قَالَ: أَتَدْرُونَ أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ فَسَكَتْنَا حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ ذَا الْحَجَّةِ؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: أَتَدْرُونَ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ فَسَكَتْنَا حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ الْبَلَدَ الْحَرَامِ؟ قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: إِنَّ أَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ ودماءكم حرام بينكم فِي يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي مِثْلِ1 شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي مِثْلِ بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلا، هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالَ: قِيلَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ـ مَرَّتَيْنِ ـ فَإِنَّهُ عَسَى أَنْ يَكُونَ بَعْضُ من لَمْ يَشْهَدْ أَوْعَى مِنْ بَعْضِ مَنْ شَهِدَ، ثُمَّ مَالَ إِلَى غُنَيْمَاتٍ، فَجَعَلَ يُقَسِّمُهُنَّ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ الشاة والثلاثة الشاة" 2، سياق حديث النجاد. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا حِبَّانُ3، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ4، وَأنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ: "خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ فَأَمْسَكْتُ ـ إِمَّا قَالَ: بِخِطَامِهَا، وَإِمَّا قَالَ: بزمامها ـ

_ 1 في الأصل في هذا الموضع علامة تضبيب، وهذه اللفظة لم أقف عليها في ألفاظ الحديث عند من خرجه من الأئمة، كما سيأتي في تخريجه. 2 أخرجه مسلم 3/ 1306 ح 30 من كتاب القسامة عن يزيد بن زريع، عن ابن عون به مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ. 3 بالمهملة والموحدة آخره نون ـ ابن موسى المروزي. 4 هكذا في الأصل، ولا أدري لماذا أقحمت الواو هنا، لأن ابن المبارك هو الذي يقول: أخبرنا ابن عون كما سيأتي في التخريج.

قال: أي يوم هذا؟ فأمسكنا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟ فَقُلْنَا: بَلَى. قَالَ: فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ ذَا الْحَجَّةِ؟ فَقُلْنَا: بَلَى، قَالَ: فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ، قال: أليست البلدة (الحرام) ؟ 1 قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ ـ وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَأَعْرَاضَكُمْ ـ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَعَسَى الشَّاهِدُ أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ" 2 ... ثُمَّ ذَكَرَ بقية الحديث. وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ غَالِبٍ فِي أَثَرِهِ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ ابن مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ، نا إِسْحَاقُ ـ هُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ ـ أنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، نا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "لَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَعِيرِهِ وَرَجُلٌ آخِذٌ بِخِطَامِهِ ـ أَوْ قَالَ بِزِمَامِهِ ـ قَالَ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ... ". قَالَ إِسْحَاقُ: فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ قُرَّةَ3 إِلَى قَوْلِهِ: أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ

_ 1 ما بين القوسين سقط من الأصل، والسياق يقتضي إثباته، وقد جاء في الروايات الأخرى. 2 رواية ابن المبارك عن ابن عون هذه أخرجها الإسماعيلي أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ في المستخرج على الصحيح البخاري، نص على هذا الحافظ في الفتح 1/ 158. 3 بضم القاف بعدها راء آخره هاء ـ ابن خالد السدوسي البصري، وسيأتي تخرج حديثه، وهو في الصحيحين.

سَمِعَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: فَقَدْ كَانَ ذَلِكَ، ثُمَّ انْكَفَأَ إِلَى كبشين أملحين فذبحهما وإذا جَزِيعَةٍ1 مِنْ غَنَمٍ، فَقَسَّمَهَا بَيْنَنَا أَوْ قَالَ: فَاقْتَسَمْنَاهَا2. كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عون بن أرطبان (112/ب) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَتَابَعَهُ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَلَى إِسْنَادِهِ. وَقَالَ قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَامِرٍ الْعَقَدِيِّ عَنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: حدثني عبد الرحمن ابن أَبِي بَكْرَةَ، وَرَجُلٌ آخَرُ ـ أَفْضَلُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ3 ـ، حُمَيْدُ بْنُ عبد الرحمن الحميري عَنْ أَبِي بَكْرَةَ. وَرَوَاهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ ابن أَبِي بَكْرَةَ4 ـ وَلَمْ يسمِّه ـ عَنْ أَبِيهِ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عن أيوب، عن

_ 1 قال في النهاية 1/ 269: الجزيعة: القطعة من الغنم تصغير جزعة ـ بكسر الجيم ـ وهو القليل من الشيء، يقال: جزع له جزعة من المال، أي قطع له منه قطعة، وهكذا ضبطه الجوهري مصغراً 3/ 1195-1196 مادة جزع، إلا أن المحقق حرفه إلى كسر الجيم ـ والذي جاء في المجمل لابن فارس ـ بفتح الجيم وكسر الزاي، قال: هي القطعة من الغنم كأنها فعيلة بمعنى مفعولة، وما سمعناها في الحديث إلا مصغراً. 2 رواية حماد بن مسعدة أخرجها الإمام مسلم 3/ 1306 ح 30 من كتاب القسامة من طريق محمد بن المثنى ... 3 قال الحافظ في الفتح 3/ 575: ... وإنما كان عند ابن سيرين أفضل من عبد الرحمن بن أبي بكرة، لأنه دخل في الولايات، وكان حميد زاهداً. 4 رواية عبد الوهاب عن أيوب أخرجها البخاري في أكثر من موضع، انظر مثلاً كتاب الأضاحي، باب من قال: الأضحى يوم النحر، الفتح 10/ 7 ح 5550، وفي كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} الفتح 13/ 424 ح 7447. ورواه مسلم 3/ 1305 ح 29 من كتاب القسامة.

مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنَ أَبِي بَكْرَةَ فِيهِ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: نُبِّئْتُ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عن أيوب، عن بعض أولاد أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ1. إِلا أن ابن عون زاد آخر الْحَدِيثِ أَلْفَاظًا وَهِمَ فِيهَا فَأَدْرَجَهَا في حديث أبي بكرة ـ الْكَبْشَيْنِ وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ، وَلَيْسَتْ هَذِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ، وَإِنَّمَا رَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي حَدِيثٍ آخَرَ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَغَيْرُهُ2. فَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي بَكْرَةَ فَقَدْ رَوَاهُ قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ جَمِيعًا عَنِ ابْنِ سِيرِينَ بِطُولِهِ سِوَى الْكَلِمَاتِ الَّتِي أَوْرَدَهَا ابْنُ عَوْنٍ فِي آخر الحديث. أخبرنا بحديث قرة أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا: نا أَبُو عَامِرٍ3، نا قُرَّةُ بن خالد عن محمد ابن سِيرِينَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ وَرَجُلٍ أَفْضَلِ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حميد ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: "خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ فَقَالَ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بغير اسمه، فقال: أليس

_ 1 لم أقف على رواية ابن طهمان. 2 سيأتي تخريجها في آخر هذه الترجمة. 3 العقدي ـ بفتح المهملة والقاف ـ واسمه عبد الملك بن عمرو القيسي ـ بالقاف والمهملة.

يَوْمَ النَّحْرِ؟ قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ: أَلَيْسَ ذَا الْحَجَّةِ؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أليس البلدة الحرام؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قال: ليبلغ الشاهد الْغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ، أَلا، لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضَكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ" 1. وأخبرنا بِحَدِيثِ أَيُّوبَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ [نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ] 2 نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ3 قَالَ: حَدَّثَنِي جدي. قال عمر: وحدثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نصر، نا يعقوب بن

_ 1 رواه البخاري في باب الخطبة أيام منى من كتاب الحج، الفتح 3/ 573 ح 1741 عن عبد الله بن محمد، عن أبي عامر ... به. وأخرجه من طريق أبي عامر ويحيى بن سعيد القطان كلاهما عن قرة الإمام مسلم في صحيحه 3/ 1307 ح 31 من كتاب القسامة، ومن كلا الطريقين عن قرة أخرجه أحمد في المسند 5/ 39، 49. 2 هكذا في الأصل، والصواب في نظري: عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بن أحمد الواعظ أبو حفص ابن شاهين، بدليل قوله بعد قليل: (قال عمر: وحدثنا ... ) ، وفي ترجمة ابن شاهين في تاريخ 11/ 265 نسب هكذا، وذكر في شيوخه أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد البغوي وعبد الملك ابن أحمد بن نصر، أبو الحسين الخياط. 3 هو أبو القاسم البغوي، وجده هنا هو أحمد بن منيع بن عبد الرحمن البغوي، جده لأمه، ويقال: إن نسبة أبي القاسم البغوي إلى جده لأمه، والله أعلم. راجع تاريخ بغداد 10/ 111.

إِبْرَاهِيمَ1 قَالا: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ فِي حَجَّتِهِ فَقَالَ: إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يوم خلق السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثَةٌ متواليات؛ ذو القعدة، وذوالحجة, وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مضر الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّ يوم هذا؟ قلنا: الله (113/أ) وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ فَقَالَ: أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَيْسَ ذَا الْحَجَّةِ؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بغير اسمه، فقال: أليس البلدة الحرام؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ ـ قَالَ أَيُّوبُ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَأَعْرَاضَكُمْ ـ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلا، لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضُ مَنْ يُبَلِّغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهَا مِنْ بَعْضِ مَنْ سمعه" 2.

_ 1 هو الدورقي. 2 رواه الإمام أحمد في المسند 5/ 37. وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 483 ح 1947، كتاب الحج، باب الأشهر الحرم عن مسدد، عن إسماعيل به ... مختصراً.

وأما حديث محمد بن سيرين عن أنس بن مالك الذي ذكر فيه الكلمات (التي) 1 زادها ابن عون في حديث أبي بكرة: فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، أَخْبَرَكَ أَبُو يَعْلَى2 وَالْمَنِيعِيُّ3 قالا: حدثنا أبو خيثمة4. وأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أنا أَيُّوبُ ـ وَقَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ: مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّي فَلْيُعِدْ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا يَوْمٌ يُشْتَهَى فِيهِ اللَّحْمُ ـ فَذَكَرَ هَنَةً5 مِنْ جِيرَانِهِ، كَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَّقَهُ6، قَالَ: وَعِنْدِي جَذَعَةٌ7 هِيَ أَحَبُّ إليَّ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ قَالَ: فَرَخَّصَ لَهُ فَلا أَدْرِي أَبَلَغَتْ رُخْصَتُهُ مَنْ سِوَاهُ أَمْ لا، ثُمَّ انْكَفَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كَبْشَيْنِ فَذَبَحَهُمَا، وَقَامَ النَّاسُ إِلَى غَنِيمَةٍ فتوزعوها أو قال: فتجزعوها" 8.

_ 1 في الأصل (الذي) ، وما أثبته أنسب للسياق. 2 أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الموصلي. 3 بفتح الميم وكسر النون وسكون الياء تحتها نقطتان وفي آخرها عين مهملة، هذه النسبة إلى منيع، وهو جد المنتسب إليه، منهم: أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد البغوي المعروف بالمنيعي، وإنما قيل له ذلك، لأنه ابن بنت منيع. اللباب 3/ 265. 4 زهير بن حرب. 5 هنة ـ مخففة ـ أي حاجة. فتح الباري 10/ 20. 6 هكذا في الأصل وفي مسند أبي يعلى، وصحيح مسلم، ومسند أحمد، أما في رواية البخاري في كتاب الأضاحي، باب من ذبح قبل الصلاة أعاد، فقال: (عَذَره) . 7 الجذعة من البقر والمعز ما دخل في السنة الثانية. النهاية 1/ 250. 8 انظر مسند الإمام أحمد 3/ 113، 117، ومسند أبي يعلى 5/ 209 ح 2826. والحديث أخرجه البخاري في أكثر من موضع مجزأً، وأكملها ما رواه في كتاب الأضاحي، باب من ذبح قبل الصلاة أعاد. الفتح 10/ 20 ح 5561 عن علي بن المديني، عن إسماعيل ... به. ورواه مسلم 3/ 1554 ح 10 من كتاب الأضاحي عن يحيى بن أيوب، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب عن إسماعيل ... به. وأخرجه أيضاً النسائي 7/ 223-224 كتاب الأضاحي.

دَخَلَ لَفْظُ أَحَدِ الْحَدِيثَيْنِ فِي الآخر. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ الْخِرَقِيُّ، نا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ، نا أَبُو الْخَطَّابِ، نا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ، نا أَيُّوبُ عن محمد بن سيرين، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "خَطَبَنَا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أضحى، فوجد ريع لحم فنهاهم أن1 يذبحوا، قال: مَنْ كَانَ ضَحَّى فَلْيُعِدْ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَذَكَرَ هَنَةً مِنْ جِيرَانِهِ كَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَّقَهُ، وقال: يا رسول الله، عندي جزعة أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ، فَرَخَّصَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا، قَالَ: فلا أدري أجزأت رخصته غَيْرِهِ أَمْ لا، قَالَ: وَانْكَفَأَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فَذَبَحَهُمَا، قَالَ: وَانْكَفَأَ النَّاسُ إِلَى غَنَمٍ فتوزعوها أو قال: فتجزؤوها" 2.

_ 1 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب، وهذه الجملة هكذا في صحيح مسلم كما سيأتي في التخريج. 2 رواه مسلم 3/ 1555 ح 12 كتاب الأضاحي عن زياد بن يحيى الحساني ـ بمهملتين ـ عن حاتم به. وذكر البخاري رواية حاتم عقب رواية عبد الوهاب عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أنس دون أن يذكر المتن في كتاب الأضاحي، باب أضحية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكبشين أقرنين. وذكرها مرة أخرى معلقة في باب ضحى بالجزع من المعز ... الفتح 10/ 9، 13. وقد وصله الحافظ في تغليق التعليق 4/ 7.

وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين مثل ذلك: أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ1، أنا عبد الله بن جعفر (113/ب9 بن درستويه النحوي، نا يعقوب ابن سفيان، نا محمد بن حساب2 ـ أظنه قَالَ: ـ نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نا أَيُّوبُ وَهِشَامٌ3، عَنْ مُحَمَّدِ، عن أنس ابن مَالِكٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، فَأَمَرَ مَنْ كَانَ ذَبَحَ قبل الصلاة أن يعيد ذبحاً، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: إِنَّ جِيرَانِي بِهِمْ فَاقَةٌ أَوْ خَصَاصَةٌ فَذَبَحْتُ قَبْلَ الصَّلاةِ وَعِنْدِي عَنَاقٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ، قَالَ: فَرَخَّصَ لَهُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ مُحَمَّدٌ: فَإِنْ كَانَتْ رخصة له كان ذاك، وَإِلا فَلا عِلْمَ لِي، قَالَ: ثُمَّ انْكَفَأَ إِلَى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ إِلَى غَنِيمَةٍ فَتَجَزَّعُوهَا ـ قَالَ الْحَسَنُ فِي نُسْخَةٍ أُخْرَى: فتجزؤوها ـ"4. وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، نَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا عبد الله

_ 1 الحسن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذان. 2 بكسر الحاء وتخفيف السين المهملتين آخره موحدة ـ الغبري ـ بضم المعجمة وتخفيف الموحدة المفتوحة ـ البصري، كذا ضبطه الحافظ في تقريب التهذيب 310. 3 ابن حسان الأزدي القردوسي ـ بالقاف وضم الدال ـ أبو عبد الله البصري، قال الحافظ في التقريب 364: ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين. 4 رواه مسلم 3/ 1055 ح 11 عن محمد بن عبيد الله الحساب الغبري، عن حماد بن زيد ... به. وأخرجه أبو يعلى في المسند 5/ 211 ح 2827 من رواية هشام القردوسي وحده عن ابن سيرين. وأخرجه البخاري من رواية حماد، عن أيوب وحده، عن ابن سيرين في كتاب العيدين، باب كلام الإمام والناس في خطبة العيد. الفتح 2/ 470 ح 984.

ابن مُحَمَّدٍ1، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ ـ قَالَ حَمَّادٌ: وَلا أَعْلَمُهُ إِلا عَنْ أَنَسٍ، وَهِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ عُمَرُ: وَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد قال: حدثني الحسن ابن مُحَمَّدٍ2، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ3، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، فَأَمَرَ مَنْ ذَبَحَ قبل الصلاة أن يعيد ذبحاً، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ/ جِيرَانٌ كَانُوا لَنَا وَكَانَتْ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَفَاقَةٌ، وَإِنِّي ذَبَحْتُ قَبْلَ الصَّلاةِ، وَإِنَّ عِنْدِي عَنَاقًا هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ، قَالَ: فَرَخَّصَ له فيها ـ قال أحمد: فَإِنْ كَانَتْ رُخْصَتُهُ عَدَّتْ ذَلِكَ الرَّجُلَ، فَإِنِّي لَمْ أَعْلَمْهُ ـ. ثُمَّ انْكَفَأَ إِلَى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فَضَحَّى بِهِمَا وَتَفَرَّقَ النَّاسُ إِلَى غَنِيمَةٍ. قَالَ أَيُّوبُ فِي حَدِيثِهِ: فَتَجَزَّعُوهَا، وَقَالَ هِشَامٌ: فَتَوَزَّعُوهَا"4. وَلَفْظُ هَذَا الْحَدِيثِ لِيَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ عَنْ حماد. 83- حَدِيثٌ آخَرُ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ5 بْنِ إسماعيل الداودي، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أبو جعفر محمد ابن سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ النُّعْمَانِيُّ، نا

_ 1 أبو القاسم البغوي. 2 ابن الصباح الزعفراني. 3 أبو عباد الضبعي البصري. 4 لم أجد رواية يحيى بن عباد عن حماد فيما وقفت عليه من المصادر. 5 في تاريخ بغداد 3/ 38: مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بن إسماعيل ...

الحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي1، نا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، نا قَيْسٌ2 عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ3، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ4، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ، وَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ وَلِيَّ لَهُ". قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: هَكَذَا حَدَّثَنَاهُ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، زَادَ فِيهِ: "وَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ من وَلِيَّ لَهُ" 5، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى. قَالَ الْخَطِيبُ: وَهَذَا الْقَوْلُ صَحِيحٌ، لَيْسَ فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ أَكْثَرُ مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا نِكَاحَ إِلا بولي".

_ 1 قال في الأنساب 3/ 240: بالراء الساكنة بين جيمين مفتوحين وراء أخرى بعدها، هذه النسبة إلى جرجرايا، وهي بلدة قريبة من دجلة بين بغداد وواسط، ثم ذكر في من ينسب إليها الحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي، وهكذا ذكر في تهذيب الكمال للمزي 6/ 387 رقم 1316. قلت: كان في الأصل الجرجاني ـ براء واحدة بين الجيمين وآخره نون ـ وكتب في الهامش قوله "في الأصل الجرجرائي". في تهذيب التهذيب والتقريب "الجرجرائي". أما الحافظ أبو القاسم السهمي فقد ذكره في تاريخ جرجان 94 ترجمة 277، فقال: الجرجاني ـ بالنون ـ نسبة إلى جرجان، وقد علق الأستاذ بشار عواد عليه في حاشية تهذيب الكمال فأطال وأفاد، ولكنه لم يرجح شيئاً من النسبتين، والله أعلم. 2 ابن الربيع الأسدي أبو محمد الكوفي. قال ابن حجر: صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه. التقريب 283. 3 عمرو بن عبد الله السبيعي ـ بفتح السين المهملة وكسر الباء الموحدة ـ الكوفي. 4 ابن أبي موسى الأشعري، قال في التقريب 394: قيل: اسمه عامر، قيل: الحارث، وهو ثقة. 5 علي بن عمر هو الدارقطني، وكلامه هذا لم أقف عليه في السنن ولا في العلل، ولم أقف على تخريج هذه الرواية.

وَقَدْ رَوَاهُ كَذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ عَنْ طَلْقِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الربيع. ووافقه شيبان ابن سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ، وَأَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ1، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، فَرَوَوْهُ عَنْ قَيْسٍ كَذَلِكَ. وَأَمَّا حَدِيثُ طَلْقٍ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ (14/أ) الصَّيْرَفِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ محمد بن محمد ابن عُثْمَانَ الطِّرَازِيُّ2 جَمِيعًا ـ بِنَيْسَابُورَ ـ قَالا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمِّ قَالَ: نَا أَحْمَدُ ابن عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ3، نا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، نا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 4. وَأَمَّا حَدِيثُ شَبَابَةَ بْنِ سوار: فَأَخْبَرَنِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو بكر محمد بن السري ابن عُثْمَانَ التَّمَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، نا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبي بردة،

_ 1 قال الذهبي: يقال اسمه مرداس بن محمد بن الحارث بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بردة بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري، وقيل اسمه محمد، وقيل عبد الله، ضعفه الدارقطني، توفي سنة 222هـ. الميزان 4/ 507. 2 قال في اللباب 2/ 277: بكسر الطاء المهملة وفتح الراء وبعد الألف زاي ـ هذه النسبة إلى عمل الثياب المطرزة واستعمالها. 3 ذكره ابن حبان في الثقات 8/ 51، وزاد في نسبه القرشي الكوفي، ولم أظفر به في غير ثقات ابن حبان. 4 أخرجه عن الأصم عن أحمد بن عبد الحميد.. الحافظ البيهقي في الكبرى 7/ 107، والخطيب في الكفاية 578.

عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 1. وأما حديث أبي بلال ويحيى بن الحماني: فأخبرناه أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ التَّاجِرُ، أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ الْحِمَّانِيُّ2، نا أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ، نا قَيْسٌ. قَالَ الأزدي: ونا طريف بن عبد اللَّهِ، نا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، نا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 3. وَهَكَذَا رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَشَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ، وَرَقَبَةُ ابن مصقلة4، ومحمد بن بشر الأَسْلَمِيِّ وَجَمَاعَةٌ غَيْرُهُمْ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَقَدْ ذَكَرْنَا أَحَادِيثَهُمْ فِي كِتَابِ (إِبْطَالِ النِّكَاحِ بِغَيْرِ وَلِيٍّ) ... 5

_ 1 رواية شبابة عن قيس رواها البيهقي في السنن الكبرى 7/ 108. 2 بكسر الحاء المهملة وتشديد الميم وفي آخرها نون ـ هذه النسبة إلا حمّان، قبيلة من تميم. اللباب 1/ 386. 3 لم أقف على رواية الحمانيين. 4 قال في التقريب 104: رقبة ـ بقاف وموحدة مفتوحتين ـ ابن مصقلة ـ بمهملة وقاف ـ العبدي الكوفي، أبو عبد الله، ثقة مأمون. 5 ذكره ضمن مؤلفات الخطيب كل من: الأستاذ يوسف العش في كتاب الخطيب البغدادي ص 127. الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري في موارد الخطيب البغدادي ص 80، ولم يذكرا أنه موجود، فلعله فقد ضمن ما فقد من تراثنا الإسلامي. وروايات هؤلاء وغيرهم خرّجها البيهقي في الكبرى 7/ 106-110، وأِشار إليها الإمام الترمذي في السنن 3/ 399-402، ورجح الترمذي وقبله الإمامان علي بن المديني وأبو عبد الله البخاري وغيرهما وصل الحديث. وقد أشار الحافظ ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود 3/ 29-31 إلى هذه الروايات وذكر الخلاف في هذا الحديث وصلاً وإرسالاً، ثم قال: والترجيح لحديث إسرائيل في وصله من وجوه عديدة: أحدها تصحيح من تقدم من الأئمة له، وحكمهم لروايته بالصحة، كالبخاري، وعلي ابن المديني، والترمذي، وبعدهم الحاكم وابن حبان وابن خزيمة. الثاني: ترجيح إسرائيل في حفظه وإتقانه لحديث أبي إسحاق، وهذا شهادة الأئمة له، وإن كان شعبة والثوري أجل منه، لكنه لحديث أبي إسحاق أتقن وبه أعرف. الثالث: متابعة من وافق إسرائيل على وصله كشريك، ويونس بن أبي إسحاق وغيرهما.. الرابع: ما ذكره الترمذي، وهو أن سماع الذين وصلوه عن أبي إسحاق كان في أوقات مختلفة، وشعبة والثوري سمعاه في مجلس واحد. الخامس: أن وصله زيادة من ثقة ليس دون من أرسله، والزيادة إذا كان هذا حالها فهي مقبولة.

فَأَمَّا الزِّيَادَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا الْحُسَيْنُ بن عبد الرحمن الجرجرائي عَنْ طَلْقِ بْنِ غَنَّامٍ، فَإِنَّهَا وَهْمٌ، وَلَيْسَتْ مَحْفُوظَةٌ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، لَكِنَّهَا تُرْوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأما حديث علي: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، وَمُحَمَّدُ بن الحسين بن الفضل القطان قَالا: أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ ابن نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ1، نا يَحْيَى بْنُ

_ 1 قال في الأنساب 5/ 176: بضم الخاء المعجمة وسكون اللام وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى الخلد: محلة ببغداد، ... وأما جعفر ابن محمد بن نصير الخلدي، فإنما قيل له: الخلدي، لأنه كان يوماً عند جنيد بن محمد، فسأله بعض أصحابه فقال: أجبهم يا أبا محمد، فأجبتهم فقال لي: يا خلدي، من أين لك هذه الأجوبة؟ فجرى عليّ اسم الخلدي ... أ. هـ ملخصاًَ.

إسحاق بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البجلي، نا الحسين ابن إِسْمَاعِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى1 عَنْ عُمَرَ بْنِ الصّبحِ2، عَنْ مقاتل بن حيان، عن الأصبغ3 بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَزَوَّجَتْ بِغَيْرِ وَلِيٍّ فَتَزْوِيجُهَا بَاطِلٌ ـ ثَلاثًا ـ ثُمَّ هُوَ بَاطِلٌ، ثُمَّ هُوَ بَاطِلٌ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلِيٌّ فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لا وَلِيَّ لَهُ" 4.

_ 1 السلمي أبو ليلى الكوفي لقبه زنبور ـ بضم الزاي والموحدة بينهما نون ساكنة وآخره راء ـ ضعيف، مات بعد المائتين، كذا في التقريب 325، وقال البخاري: ذاهب الحديث. وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وضعفه أيضاً النسائي، وابن أبي حاتم، والعقيلي، وابن عدي وغيرهم. التهذيب 9/ 533. 2 بضم المهملة وسكون الموحدة، ابن عمران التميمي أو العدوي، أبو نعيم الخراساني. قال ابن راهويه: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير في البدعة والكذب؛ جهم بن صفوان، وعمر بن صبح، ومقاتل ابن سليمان. قال ابن حبان في المجروحين 2/ 88: كان ممن يضع الحديث على الثقات. وكذبه الدارقطني والأزدي وغيرهما. التهذيب 7/ 463. 3 بالمهملة والموحدة وآخره غين معجمة ـ التميمي الحنظلي الكوفي، يكنى أبا القاسم. قال ابن حبان في المجروحين 1/ 173-174: هو الذي يقال له أبو القاسم الدارمي، وقيل المجاشعي، وهو ممن فتن بحب علي، أتى بالطامات في الروايات فاستحق من أجلها الترك. وقال في التقريب 38: متروك رمي بالرفض. 4 أخرجه من هذا الطريق المظلم عن عمر بن صبح عن مقاتل ... به الحافظ ابن عدي في الكامل في ترجمة عمر بن صبح 5/ 1683-1684.

وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حمدان، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارٍ، أنبأ علي ابن حجر عن معمر بْنِ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيِّ، عَنْ حَجَّاجٍ1، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ، وَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لا وَلِيَّ لَهُ" 2. وأما حديث عائشة: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ3 الْحَرَشِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، أنا محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ4، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى5، عَنِ ابْنِ شهاب (114/ب) عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "لا تنكح المرأة لغير أَمْرِ وَلِيِّهَا، فَإِنْ نُكِحَتْ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ ـ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ـ فَإِنْ أَصَابَهَا فَلَهَا مَهْر مِثْلهَا بِمَا أَصَابَ مِنْهَا، فَإِنِ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ من ولي له" 6.

_ 1 ابن أرطاة ـ بفتح الهمزة ـ صدوق كثير الخطأ والتدليس. التقريب 64. 2 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 250، وعنده عن حجاج، عن عكرمة، عن ابن عباس. 3 في الأصل "الحسين" بزيادة مثناة تحتية، والصواب ما أثبته، وهو من شيوخ الخطيب المشهورين. 4 عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن جريج المكي. 5 أبو أيوب الأموي مولاهم الدمشقي الأشدق، فقيه أهل الشام في زمانه، وثقه دحيم، وابن معين. وقال أبو حاتم: محله الصدق، وفي حديثه بعض الاضطراب، ولا أعلم أحداً من أصحاب مكحول أفقه منه ولا أثبت منه. وقال البخاري: عنده مناكير. وقال النسائي: أحد الفقهاء، وليس بالقوي في الحديث ... التهذيب 4/ 226. 6 رواه الترمذي في كتاب النكاح، باب لا نكاح إلا بولي 3/ 398 ح 1102 عن ابن أبي عمر، عن ابن عيينة، عن ابن جريج ... به.

84- حديث آخر: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ حماد ابن سُفْيَانَ الْقَاضِي، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ1 عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: "أَكَلْنَا الْجَرَادَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَهَانَا عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ" 2. لا أَعْلَمُ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ كَذَا إِلا أَحْمَدَ بْنَ حَمَّادِ بْنِ سُفْيَانَ بِإِسْنَادِهِ. وَوَهِمَ فِي ذَلِكَ، لأَنَّ حَدِيثَ الْجَرَادِ لَيْسَ عِنْدَ شُعْبَةَ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، وَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَهُ عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ الْعَبْدِيِّ3، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، وَأَمَّا حَدِيثُ الْحُمُرِ فَهُوَ عِنْدَهُ عَنِ الشَّيْبَانِيُّ. وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ الْحَدِيثَيْنِ، فَأَفْرَدَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِإِسْنَادِهِ، وَكَذَلِكَ فعل محمد ابن جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ فِي رِوَايَتِهِمَا عَنْ شُعْبَةَ. وَرَوَى أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ حَدِيثُ الشَّيْبَانِيِّ، فَذَكَرَ فَصْلَ الْحُمُرِ وَلَمْ يَذْكُرْ

_ 1 أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني. 2 لم أقف عليه من هذا الطريق بهذا السياق. 3 وقدان ـ بسكون القاف ـ أبو يعفور ـ بفتح الياء التحتانية وسكون المهملة وضم الفاء آخر الراء ـ العبدي الكوفي، مشهور بكنيته، وهو الأكبر، ويقال: واقد، ثقة، مات سنة 120هـ تقريباً. التقريب 369.

فَصْلَ الْجَرَادِ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى وَهْمِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ سُفْيَانَ فِي رِوَايَتِهِ. وَحَدِيثُ الْجَرَادِ ثَابِتٌ مِنْ حَدِيثِ الشَّيْبَانِيِّ عَنِ ابن أبي أوفى، رواه عنه هُشَيْمِ بْنِ بَشِيرٍ، وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ1 أَيْضًا عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، وَأَبُو يَعْفُورٍ جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى. وأما حديث الأصم عن إبراهيم بن مرزوق الذي ذكر فيه فصل الحمر وحده: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأصم، نا إبراهيم ابن مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ ـ بِمِصْرَ ـ نا وَهْبٌ، نا شُعْبَةُ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُحُومِ الحمر، فأكفيت2 الْقُدُورُ" 3. قَالَ: فَذَكَرْتُ4 ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ: إِنَّمَا نَهَى عَنْهُ5، لأَنَّهَا كَانَتْ تَأْكُلُ الْعَذِرَةَ3، وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بن إبراهيم الطرسوسي6

_ 1 وضاح بن عبد الله اليشكري. 2 قال في النهاية 4/ 182: يقال: كفأت الإناء وأكفأته إذا كببته، وإذا أملته لتفرغ ما فيه. 3 أخرجه من طريق ابن مرزوق عن وهب ... به الحافظ أبو جعفر الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 205، 207. 4 القائل هو سليمان بن أبي سليمان الشيباني، نص على ذلك الحافظ في الفتح 6/ 257، وأخرجه عنه الإمام أحمد في المسند 4/ 381. 5 كتب عليه علامة تضبيب، لعله تنبيهاً إلى أن الأولى تأنيث الضمير = عنها = ليعود على الحمر، والصواب في نظري ما هو في الأصل من التذكير = عنه = لأنه يعود على اللحم، والله أعلم. 6 لم أقف على روايته، وأبو أمية هذا قال فيه ابن حجر في التقريب 388: صدوق يهم، صاحب حديث مشهور بكنيته، مات سنة 293هـ.

عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ. وأما حديث غندر محمد بن جعفر عن شعبة مثل هذا القول: فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو شَيْبَةَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا أَبُو مُوسَى1، نا محمد بن جعفر، نا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكْفِئُوا الْقُدُورَ وَمَا فِيهَا". قَالَ شُعْبَةُ:2 أَمَا يكون قَالَ سُلَيْمَانُ: وَمَا فِيهَا، أَوْ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ أَبِي أوفى قال: فحدثت سعيد ابن جبير، فقال: (115/أ) حَرَّمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا تَأْكُلُ الْحُشُوشَ، وَأَحْسَبُهُ قَالَ: يَوْمَ خيبر3. أخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا على أبي الحسين بن4 المظفر، حَدَّثَكُمْ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ5، نا أَبُو مُوسَى1، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أوفى قال:

_ 1 محمد بن المثنى العنزي ـ بفتح الزاي والنون ـ المعروف الزمن ـ بكسر الزاي. 2 في الأصل هنا علامة تضبيب، لعله بسبب سقوط "إن" قبل "يكون"، والكلام يستقيم بدونها. 3 لم أجده بهذا السياق عن غندر. 4 محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى أبو الحسين البزاز ـ بزايين ـ هكذا في تاريخ بغداد 3/ 262. 5 ابن حماد أبو الحسن البزاز ـ بزايين ـ قال الخطيب: كان صدوقاً فهماً، جمع حديث شعبة، وأصابه آخر عمره اختلاط. تاريخ بغداد 11/ 346.

"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أكفوا القدور وما فيها" 1، لم يَزِدْ. وأما حديث أبي داود عن شعبة بمتابعتهما: فأخبرناه أبو طالب الْعُشَارِيِّ2، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُعَدَّلُ، نا أَبُو صَالِحٍ الأَصْبَهَانِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدٍ، أنا أَبُو مَسْعُودٍ3، نا أَبُو دَاوُدَ4 نا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: "نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ" 5. وأما حديث غندر عن شعبة في الجراد: فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُسْتَمْلِي أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى البَّاغِشِيُّ6، نا أَبُو نُعَيْمٍ7 الإِسْتَرَابَاذِيُّ، نا أَبُو زَيْدٍ عُمَرُ بْنُ أَبِي مُعَاذٍ، نا غُنْدَرٌ، نا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ: سَأَلَ8 شريكي ـ وأنا

_ 1 رواه أحمد عن غندر محمد بن جعفر في المسند 4/ 354. 2 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الحربي، وهذا ليس من تدليس الشيوخ الذي عرف به الخطيب، والعشاري ـ بضم العين المهملة وفتح الشين المعجمة وبعد الألف راء ـ كذا في اللباب 2/ 341. 3 أحمد بن فرات بن خالد الضبي الرازي. 4 سليمان بن داود الطيالسي. 5 رواه الطيالسي في المسند 110 ح 816. 6 قال في اللباب 1/ 111: بفتح الباء الموحدة والغين المعجمة المفتوحة بينهما الألف، وفي آخره الشين المعجمة، هذه النسبة إلى باغش، وهي فيما أظن قرية من قرى جرجان، منها أبو العباس.... 7 عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عدي الإستراباذي ـ بكسر الألف وسكون السين المهملة وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفتح الراء والباء الموحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة. اللباب 1/ 51. 8 في سنن البيهقي الكبرى 9/ 257: سألت شريكي عبد الله وأنا معه.

مَعَهُ ـ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى عَنِ الْجَرَادِ فَقَالَ: "لا بَأْسَ بِهِ، غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ فَكُنَّا نَأْكُلُهُ" 1. وأما حديث أبي داود عن شعبة مِثْلُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ2، نا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: "غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ مَعَهُ الْجَرَادَ" 3. وَهَكَذَا رَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ4 الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ5 الْحَوْضِيُّ وَغَيْرُهُمْ عَنْ شُعْبَةَ6. وأما حديث هشيم عن الشيباني في الجراد: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله

_ 1 رواه بهذا الإسناد والسياق الحافظ البيهقي في الكبرى 9/ 257، وعن محمد بن المثنى عن ابن أبي عدي، وعن محمد بن بشار عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ كلاهما عن شعبة ... به الإمام مسلم في الصحيح 3/ 1546 ح 52 من كتاب الصيد والذبائح. 2 محمد بن إسحاق. 3 رواه أبو داود الطيالسي في مسنده 110 ح 818. 4 هشام بن عبد الملك. 5 حفص بن عمر. 6 رواية أبي الوليد الطيالسي عن شعبة أخرجها البخاري في كتاب الذبائح والصيد، باب أكل الجراد. الفتح 9/ 620 ح 5495. وأخرجه الحافظ البيهقي في الكبرى 9/ 256-257 من طريق سليمان بن حرب وأبي الوليد الطيالسي، وأبي عمر الحوضي، كلهم عن شعبة ... به، هذا ولم أقف على رواية معاذ العنبري.

ابن زِيَادٍ الْقَطَّانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن سفيان زرقان1 الزيات، ثنا مسدد، ثنا هشيم، ثنا الغساني2، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: "غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غزوات نأكل الجراد". ولا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ هُشَيْمٍ غَيْرَ مُسَدَّدٍ، وَلا عَنْ مُسَدَّدٍ إِلا زُرْقَانَ3. وأما حديث أبي عوانة عن الشيباني وأبي يعفور جميعا: فأخبرناه أَبُو طَالِبِ بْنُ الْعُشَّارِيِّ، أَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَرَوِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُدْرَكٍ الطَّحَّانُ، نا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: "غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ الجراد" 4. وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الْعَنْبَرِيُّ قال: نا الْحَسَنُ بْنُ مُدْرَكٍ ـ قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ ـ: وَذَكَرَهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ ـ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ ـ ثنا

_ 1 بالزاي والراء بعده قاف ثم ألف بعده نون ـ الزيات ـ بالزاي والمثناة التحتية وآخره مثناة فوقية قبلها ألف ـ كذا في تاريخ بغداد 5/ 431. 2 بالغين المعجمة والسين المهملة آخره نون قبلها ألف ـ هكذا في الأصل، وهو الشيباني سليمان بن أبي سليمان، بدليل ما ذكر أولاً وما في تاريخ بغداد 5/ 431-432، ولا أدري هل للشيباني نسبة إلى غسان أم لا، لم أقف على ذلك في ترجمته، ويحتمل أنه خطأ من الناسخ. 3 أخرجه من طريق هشيم الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 431-432 في ترجمة زرقان الزيات، زاد بعده "تفرد به زرقان، والمحفوظ عن مسدد عن أبي عوانة عن أبي يَعْفُورٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى ... به". 4 هذه الرواية عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة أخرجها الخطيب في ترجمة زرقان الزيات في تاريخ بغداد 5/ 431-432.

الْحَسَنُ بْنُ مُدْرَكٍ ـ وَاللَّفْظُ لابْنِ مَخْلَدٍ ـ قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، نا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ الشَّيْبَانِيِّ وَأَبِي يَعْفُورٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: "كُنَّا نُسَافِرُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَأْكُلُ الْجَرَادَ" 1. لا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ غَيْرَ يَحْيَى بْنِ حَمَّادٍ2، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (115/ب) . 85- حديث آخر: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو ذرّ أحمد بن محمد ابن أَبِي بَكْرٍ الْوَاسِطِيِّ مِنْ كِتَابِهِ، نا عمر بن شبة النُّمَيْرِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن سفيان الثوري، قال: حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ3، عَنْ زَاذَانَ4، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ يَبْلِغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلامَ، وَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" 5. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: هَكَذَا أَخْبَرَنَاهُ أَبُو ذَرٍّ، وَالْكَلامُ الآخَرُ لَمْ نَكْتُبْهُ إِلا عَنْهُ، وَلَيْسَ بِمَحْفُوظٍ بِهَذَا الإسناد، والله أعلم.

_ 1 هذه الرواية عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة أخرجها الخطيب في ترجمة زرقان الزيات في تاريخ بغداد 5/ 431-432. 2 بل رواه أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري عن أبي عوانة ... به أخرجه مسلم 3/ 546 ح 52 من كتاب الصيد والذبائح. 3 الكندي، ويقال: الشيباني الكوفي. 4 أبو عبد الله، ويقال أبو عمرو الكندي الكوفي. 5 لم أجده بهذا الإسناد والسياق.

قال الخطيب: أما الأَوَّلُ فَهُوَ مَحْفُوظٌ عَنْ سُفْيَانَ الثوري بهذا الإسناد الذي ذَكَرْنَاهُ. وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ سُفْيَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ1 الْعُكْلِيُّ، وَأَبُو نعيم الفضل ابن دُكَيْنٍ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِيهِ. وَأَمَّا حَدِيثُ عبيد الله بن موسى: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ2، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى الْكُوفِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ ابن مُوسَى، نا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عن عبد الله بن مسعود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يُبْلِغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلامَ" 3. وَأَمَّا حَدِيثُ زيد بن الحباب: فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن محمد بن أحمد بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْكُوفِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ أبي عمرو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

_ 1 قَالَ في التقريب 112: بضم المهملة وموحدتين، أبو الحسين العكلي ـ بضم المهملة وسكون الكاف ـ أصله من خراسان، وكان بالكوفة، صدوق يخطئ في حديث الثوري. أ. هـ 2 أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بن إبراهيم بن شاذان. 3 رِوَايَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى رواها النسائي في عمل اليوم والليلة 167 ح 66، وأخرجها البغوي في شرح السنة 3/ 197 ح 687.

"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ يُبْلِغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلامَ" 1. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي نُعَيْمٍ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ السُّتُورِيُّ2، نا عُمَرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ الختلي، نا موسى ابن الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبَّادٍ النَّسَائِيُّ. وَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، نا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ أَبُو السَّرِيِّ، نا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنْ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يُبْلِغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلامَ" 3. وَأَمَّا حديث وكيع: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يبلغوني من أمتي السلام" 4.

_ 1 لم أجده من طريق زيد بن الحباب. 2 بضم السين المهملة والتاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الستر، وجمعه الستور. الأنساب 7/ 76. 3 رواية أبي نعيم أخرجها الإمام البغوي في شرح السنة 3/ 197 ح 687. 4 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 441. ومن هذا الطريق أخرجه أيضاً أبو عبد الرحمن النسائي 3/ 43 كتاب السهو، باب السلام عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورواه ابن حبان عن أبي يعلى، عن زهير بن حرب، عن وكيع به. موارد الظمآن 594 ح 2393.

وأما حديث معاذ بن معاذ: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا الْحُسَيْنُ بن صفوان البردعي، نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بن محمد ابن أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بن بجير1، نا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، أنا سُفْيَانُ الثوري، عن عبد الله بن السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ لله ملائكة سياحين (116/أ) فِي الأَرْضِ يُبْلِغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلامَ" 2. وَأَمَّا الْكَلامُ الأَخِيرُ فِي الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المذكور فِي الْحَدِيثِ الَّذِي بَدَأْنَا بِهِ فليس فيما نعلم إِلا مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بْنِ يعقوب الزمعي3، ويختلف عَلَيْهِ فِي إِسْنَادِهِ. فَرَوَاهُ خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقُطْوَانِيُّ4 عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

_ 1 بالموحدة والجيم والراء قبلها ـ مثناة تحتية ـ كذا في الأصل وفي تاريخ بغداد 4/ 52. 2 رواه الإمام النسائي 3/ 43 كتاب السهو، باب السلام عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورواه أحمد أيضاً في المسند 1/ 453، وقد أخرجه أحمد أيضاً من طريق ابن نمير 1/ 387، وعبد الرحمن بن مهدي 1/ 441، وكذلك أخرجه النسائي من طريق عبد الرزاق في الموضع السابق، وأخرجه من طريق يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ ... به إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي 34 ح21. 3 بفتح الزاي وسكون الميم وفي آخرها عين مهملة ـ هذه النسبة إلى الجد، والمشهور بها أبو محمد موسى بن يعقوب ... اللباب 2/ 74، وثقه يحيى القطان، وابن معين، وابن حبان. وقال أبو داود: صالح، وضعفه ابن المديني، وأحمد، والنسائي. التهذيب 10/ 378. 4 قال في التقريب 90: بفتح القاف والطاء المهملة ـ أبو الهيثم البجلي مولاهم الكوفي، صدوق يتشيع له أفراد. أ. هـ قال في اللباب 3/ 47: قطوان موضعان أحدهما بسمرقند، والآخر بالكوفة، وينسب إليه خالد بن مخلد.

ابن كَيْسَانَ1، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بن مسعود. وَخَالَفَهُ الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، فَرَوَاهُ عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَيْسَانَ، عن سعيد ابن أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ2 ابْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ. وَرَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الله ابن حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. فَأَمَّا حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ مخلد: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، نا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا خَالِدُ بْنُ مخلد القطوانيّ. وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ3، أنا محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله ابن غِيَاثٍ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا

_ 1 الزهري مولى طلحة بن عبد الله بن عوف، ذكره ابن حبان في الثقات، قال ابن القطان: لا يعرف حاله. التهذيب 5/ 372، وقال الحافظ في التقريب 186: مقبول. 2 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب، وسعيد هنا هو المقبري، وابن عتبة هو عبد الله، ولم أقف على من ذكر أن سعيداً سمع من عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مسعود، ولعل التضبيب تنبيهاً على ذلك، والله أعلم. 3 بالنون والراء وبعدها مهملة، كذا في الأصل وتاريخ بغداد 3/ 37.

خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَيْسَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" 1 وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، نا يعقوب، نا مُحَمَّدٍ، نا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ2 بن عتبة ابن مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ أَحَقَّ النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أكثرهم عليّ صلاة" 3.

_ 1 أخرجه الإمام البغوي في شرح السنة 3/ 196-197 ح 686 من طريق عباس الدوري، عن خالد بن مخلد ... به. وذكره ابن القيم في جلاء الأفهام 22 ح 25، وعزاه إلى ابن حبان وصححه، وإلى مسند البزار، ومسند ابن منيع، ومن طريق ابن منيع أخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 906. وأخرجه من طريق محمد بن بشار عن محمد بن خالد بن عثمة ـ بالمهملة والمثلثة ـ عن موسى بن يعقوب ... به ... الحافظ أبو عيسى الترمذي في الجامع 2/ 354 ح 484، وقال: حديث حسن غريب. 2 في هذا الموضع تضبيب، وقد مر الكلام عليه قريباً. 3 لم أقف عليه من هذا الطريق.

وأما حديث الواقدي1: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، حَدَّثَنِي جدي، نا بكر ابن عَبْدِ الْوَهَّابِ2، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، نا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً" 3 4. 86- حديث آخر: أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ5 ـ بِالْبَصْرَةِ ـ نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن أحمد ابن مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلانِسِيُّ6، نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، نا شُعْبَةُ، نا مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي

_ 1 محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، قال الحافظ في التقريب 312: متروك مع سعة علمه. 2 ابن محمد بن الوليد بن نجيح، ابن أخت الواقدي، صدوق. التقريب 47. 3 لم أجده من طريق الواقدي وكتابه "الطبقات" مفقود، وهو مظنة وجود مثل هذا الحديث. 4 في هامش الأصل "بلغ مقابلة في الحادي بعد العشرين حسب الطاقة، والله المستعان". 5 قال السمعاني في الأنساب 7/7: بفتح السين المهملة والباء الموحدة بعد الألف بعدها الواو، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى سابور، وهي بلدة من بلاد فارس قريبة من بلاد كازرون، وظني أنها جنديسابور، والله أعلم. أ. هـ. 6 بفتح القاف واللام ألف بعدهما النون المكسورة، وفي آخرها سين مهملة، وهذه النسبة إلى القلانس جمع قلنسوة، ولعل بعض أجداد المنتسب إليها كانت صنعته عمل القلانس، كذا في الأنساب 10/ 531.

هُرَيْرَةَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الدَّابَّةُ جُرْحُهَا جُبَارٌ1، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالرِّجْلُ3 جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ2 الخمس" 3. قوله: "الرجل (116/ب) جُبَارٌ" لَمْ يَذْكُرْهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ شُعْبَةَ غَيْرُ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ، وَبَاقِي الْمَتْنِ مَحْفُوظٌ عَنْهُ4. رَوَاهُ عَنْ شُعْبَةَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عبد الوارث، وحفص بن

_ 1 قال في النهاية 1/ 236: الجبار: الهدر، والعجماء الدابة. انظر مجمع بحار الأنوار 1/ 311، وقال فيه أيضاً: والرجل جبار: أي ما أصابه الدابة برجها فلا قود على صاحبها. 2 قال ابن الأثير في النهاية 2/ 258: الركاز عند أهل الحجاز: كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض، وعند أهل العراق المعادن، والقولان تحتملهما اللغة. أ. هـ. 3 رواه الدارقطني في السنن 3/ 154 ح 215 عن محمد بن إسماعيل الفارسي، عن جعفر القلانسي.. به، ثم قال بعده: قوله الرجل جبار لم يروه عن شعبة غير آدم. 4 الرجل جبار أخرجه أبو داود من حديث أبي هريرة مرفوعاً، عن عثمان بن أبي شيبة، عن محمد بن يزيد، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. السنن 4/ 714 ح 4592 كتاب الديات، باب في الدابة تنفح برجلها. قال الخطابي: وقد تكلم الناس في هذا الحديث، وقيل: إنه غير محفوظ، وسفيان بن حسين معروف بسوء الحفظ. أ. هـ قال ابن الأثير في النهاية: ... وهذا الحديث ذكره الطبراني مرفوعاً وجعله الخطابي من كلام الشعبي.

عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غندر، والنضر ابن شُمَيْلٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ. وَقَدْ رَوَى شُعْبَةُ الزِّيَادَةَ الَّتِي زَادَهَا آدَمُ عَنْهُ، لَكِنْ عَنْ غَيْرِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَوَاهَا فِي حَدِيثِهِ عَنْ أَبِي قَيْسٍ عبد الرحمن بن مروان الأزدي، عَنْ هُزَيْلِ1 بْنِ شُرَحْبِيلَ مُرْسَلا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد رويت مسندة متصلة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غَيْرِ حَدِيثِ شُعْبَةَ. فَرُوِيَتْ عَنِ الزهري، عن سعيد بن المسيب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ2، وَرُوِيَتْ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عن أبي هريرة. فَأَمَّا حَدِيثُ مَنْ رَوَى عَنْ شعبة حديث محمد بن زياد عن أبي هريرة: فأخبرنا علي بن محمد بن عبد اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، نا عَلِيُّ بْنُ محمد بن أحمد

_ 1 بالزاي مصغراً ـ ابن شرحبيل ـ بالشين المعجبمة والراء بعدها مهملة وموحدة فمثناة تحتية بعدها لام. كذا في الإصابة 10/ 277، والتهذيب 11/ 31. 2 ذكرت قريباً تخريج أبي داود لهذه الرواية، هذا وقد أخرجها أيضاً الحافظ الدارقطني في السنن 3/ 152 ح 208، 209، وكلاهما من طريق سفيان بن حسين، وقد تكلم العلماء في حفظه، وخاصة في الزهري. راجع التهذيب 4/ 107-108. وقال الدارقطني: لم يتابع سفيان بن حسين على قوله: الرجل جبار، وهو وهم، لأن الثقات خالفوه، ولم يذكروا ذلك، وكذلك رواه أبو صالح السمان، وعبد الرحمن الأعرج، ومحمد بن سيرين، ومحمد بن زياد وغيرهم عن أبي هريرة، ولم يذكروا فيه: الرجل جبار، وهو المحفوظ عن أبي هريرة.

الْمِصْرِيُّ، نا مَالِكُ بْنُ يَحْيَى، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. وَنا محمد بن عبد الله بن أَبَانٍ التَّغْلِبِيُّ الْهِيتِيُّ1 ـ لَفْظًا ـ نا أحمد بن سليمان النَّجَّادُ قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ2 ـ وَأَنَا أَسْمَعُ ـ قَالَ: نا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالُوا: نا شُعْبَةُ عن محمد ابن زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ ـ زَادَ الْهِيتِيُّ: وَالْبِئْرُ جُبَارٌ ثُمَّ اتَّفَقَا ـ وَفِي الرِّكَازِ الخمس" 3. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: "قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الخمس" 4. حدثنا محمد بن عبد الله بن أَبَانٍ (نا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانٍ) 5 نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبْدُوسٍ6، نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَنَا شُعْبَةُ عَنْ محمد بن

_ 1 قال في اللباب 3/ 397: بكسر الهاء وسكون الياء المثناة التحتية وبعدها تاء فوقها نقطتان، هذه النسبة إلى هيت، وهي مدينة على الفرات فوق الأنبار ... أ. هـ. 2 أبو قلابة الرقاشي. 3 أخرجه من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث وحفص بن عمر كلاهما عن شعبة ... به الحافظ أبو بكر البيهقي في السنن الكبرى 8/ 110-111، ولم أقف عليه من رواية يزيد بن هارون. 4 لم أقف عليه من طريق عاصم بن علي. 5 أظن أن هذا الاسم مقحم بين ابن أبان وشيخه النجاد، إذ لم أجد له ترجمة ولا ذكر في شبوخ ابن أبان، ولا في تلاميذ النجاد، والله أعلم. 6 ابن كامل، أبو محمد السراج السلمي، قال الخطيب: يقال: إن اسم أبيه عبد الجبار، ولقبه عبدوس، كان من المعدودين في الحفظ وحسن المعرفة بالحديث، أكثر الناس عنه لثقته وضبطه، وكان كالأخ لعبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، مات سنة 293هـ. تاريخ بغداد 2/ 381-382.

زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: "قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جبار، وفي الركاز الخمس" 1. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا دَعْلَجٌ، نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ2، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بكر3، نا عبد الرحمن ابن مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالدَّابَّةُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جبار، وفي الركاز الخمس" 4. أخبرنا الْحَسَنُ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُمْ أَبُو العباس السراج5. قال البرقاني: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ. قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَكُمُ ابْنُ شِيرَوَيْهِ6 قَالا: نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ7، أنا النَّضْرُ8، نا شُعْبَةُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ

_ 1 رواه علي بن الجعد في مسنده 1/ 544 ح 1157. 2 ابن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم، أبو محمد البصري القاضي. 3 ابن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي أبو عبد الله الثقفي مولاهم البصري. 4 لم أقف عليه من هذا الطريق. 5 محمد بن إسحاق. 6 عبد الله بن محمد. 7 هو ابن راهويه. 8 ابن شميل.

أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: "قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (117/أ) : الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ" 1. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَفَّانُ، نا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَفِي الركاز الخمس" 2. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّازِي حَدَّثَكُمُ الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، نا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: "الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ" 3. وأما حديث شعبة عن أبي قيس الأودي عن هزيل بن شرحبيل المرسل الذي فيه الرجل جبار: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا مُسَدَّدٌ، نا يَزِيدُ ـ هُوَ ابْنُ زُرَيْعٍ ـ نا شُعْبَةُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَرْوَانَ4 عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الرِّجْلُ جُبَارٌ،

_ 1 لم أقف عليه من هذا الطريق. 2 رواه الإمام أحمد في المسند 2/ 415. 3 لم أجده من طريق شبابة. 4 أوله مثلثة بعدها راء ... ، وكان في الأصل "مروان" بالميم، وهو تصحيف واضح، وهو أبو قيس الأودي، وثقه ابن معين، والعجلي، وابن حبان، والدارقطني. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أحمد: يخالف في أحاديثه. وضعفه أبو حاتم والعقيلي. التهذيب 6/ 152. وقال الحافظ في التقريب 199: صدوق ربما خالف. أ. هـ.

وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ" 1. رَوَاهُ آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ، فَلَمْ يَذْكُرَا الرِّجْلَ، وَزَادَا ذِكْرَ الدَّابَّةِ وَالْبِئْرِ كَذَلِكَ. أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ السَّابُورِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلانِسِيُّ، نا آدَمُ، نا شُعْبَةُ، نا أَبُو قَيْسٍ عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالدَّابَّةُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وفي الركاز الخمس" 2. وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ3، نَا أَبُو حَفْصِ بْنُ4 الزَّيَّاتِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، نا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي قَيْسٍ5 قَالَ: سَمِعْتُ هُزَيْلَ بْنَ شُرَحْبِيلَ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالدَّابَّةُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ" 6. وَهَكَذَا رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي قَيْسٍ مُرْسَلا، وَذَكَرَ فِيهِ الرِّجْلَ. وَرَوَاهُ زِيَادُ [بْنُ] 7 عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ

_ 1 لم أقف عليه من طريق شعبة. 2 لم أجده فيما وقفت عليه من المصادر. 3 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الخوارزمي. 4 عمر بن أحمد الزيات. 5 عبد الرحمن بن ثروان الأودي. 6 لم أجده من هذا الطريق في مسند ابن الجعد المطبوع، ولا في غيره. 7 في الأصل "عن"، والصواب ما أثبته، وهو ابن عبد الله بن طفيل العامري البكائي ـ بفتح الموحدة وتشديد الكاف ـ أبو محمد الكوفي، صدوق ثبت في المغازي، وفي حديثه عن غير ابن إسحاق لين. التقريب 110.

هُزَيْلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُتَّصِلا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَظُنُّهُ مَرْفُوعًا2. وَكِلاهُمَا أَوْرَدَ فِي حَدِيثِهِ ذِكْرَ الرِّجْلِ، وَقَوْلُ مَنْ أَرْسَلَهُ وَلَمْ يوصله عَنْ أَبِي قَيْسٍ أَصَحُّ. وأما حديث سفيان الثوري الموافق لحديث شعبة عن أبي قيس في إرساله: فأخبرناه عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ محمد بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمَأْمُونِ الْهَاشِمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَهْدِيٍّ3 الْمُعَدَّلُ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ الزَّيَّاتُ، نا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو4 قَالَ: نا عَبْدُ الرحمن بن مهدي عن سفيان، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمَعْدِنُ جُبَارٌ، والبئر جُبَارٌ، وَالسَّائِمَةُ جُبَارٌ، وَالرِّجْلُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ" 5. وأما حديث (117/ب) الأعمش عن أبي قيس الذي وصله عن أبي هريرة: فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الحافظ، نا

_ 1 لم أقف على هذه الرواية. 2 رواه الدارقطني في السنن 3/ 154 ح 214. 3 هو أبو الحسن الدارقطني. 4 ابن ربال ـ بفتح الراء والموحدة ـ ابن إبراهيم الربالي الرقاشي البصري. 5 رواه الدارقطني في السنن 3/ 153 ح 213.

أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، نا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، نا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ هُزَيْلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الرِّجْلُ جُبَارٌ، وَالْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ" 1. تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ. وأما حديث محمد بن طلحة2 عن أبي قيس الذي وصله وجعل عبد الله مكان أبي هريرة: فأخبرناه عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَهْدِيٍّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، نا سَلْمُ بْنُ سَلامٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ هُزَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَظُنُّهُ مَرْفُوعًا قَالَ: " الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، والبئر جُبَارٌ، وَالرِّجْلُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ" 3. تَفَرَّدَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بِرِوَايَتِهِ هَكَذَا. وأما حديث سعيد بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السَّابُورِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّمَّارُ، نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ عن الزهري، عن سعيد ابن

_ 1 لم أجد هذه الرواية. 2 هو ابن مصرف اليامي، قال في التقريب 303: كوفي صدوق له أوهام، أنكروا سماعه من أبيه لصغره. 3 رواه الدارقطني في السنن 3/ 154 ح 214.

الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الرِّجْلُ جُبَارٌ" 1. وأما حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبْدُوسٍ الْجَصَّاصُ الأَهْوَازِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، نا عبد الله ابن مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو، نا أَبُو مَرْيَمَ، نا قتادة عن سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالرِّجْلُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الخمس" 2. 87- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى السّلمِيُّ ـ بِدِمَشْقَ ـ أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عبد الله بن محمد ابن إسحاق الأطرابلسي. وأخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلٍ النَّحْوِيُّ ـ بِدِمَشْقَ ـ أَيْضًا، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّرَابِيُّ3 قَالا: نا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَطْرَابُلُسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ـ وَفِي حَدِيثِ السّلمِيِّ ـ نا وَزِيرُ بْنُ الْقَاسِمِ الْجُبَيْلِيُّ4، نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، نا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ الأَشْجَعِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا تَوَضَّأْتَ فانثر، وإذا

_ 1 رواه أبو داود في سننه 4/ 714 ح 4592. 2 لم أقف عليه من هذا الطريق، والله أعلم. 3 بفتح الشين المعجمة والراء بعدهما الألف وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى الشراب. الأنساب 8/ 73. 4 بضم الجيم وفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى جبيل، وهي مدينة من بلاد ساحل الشام. الأنساب 3/ 203.

اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرِ1، الأُذُنَانِ ـ وَقَالَ السّلمِيُّ: والأذنان (118/أ) مِنَ الرَّأْسِ" 2. قَوْلُهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، "الأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ" خَطَأٌ فظيع وَوَهْمٌ شَنِيعٌ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَتْنَ المرفوع (إلى) 3 "فَأَوْتِرْ" حَسْبُ لا زِيَادَةَ عَلَيْهِ. وَالْوَهْمُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ وَزِيرِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَهْمُهُ عَلَى آدَمَ أَوْ مِنْ خَيْثَمَةَ، وَهْمُهُ عَلَى وَزِيرٍ، وَالْحَدِيثُ فِي كِتَابِ آدم عن شعبة، وآخره: فأوتر، وبعده إثره بِإِسْنَادٍ آخَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: "الأُذُنَانِ مِنَ الرأس". فأسقط الناقل لِحَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ مَا بعده من إسناد حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَوَصَلَ لَفْظَهُ بِمَتْنِ حَدِيثِ سَلَمَةَ. وَقَدْ رَوَى مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَمُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ، وَقَيْسُ بْنُ الربيع، وأبو عوانة4، وحماد ابن زَيْدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مَنْصُورٍ حَدِيثَ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، فَلَمْ يَزِيدُوا عَلَى قَوْلِهِ: "وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ". وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ5 عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ6. وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ7 عَنْ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ عَنْ شُعْبَةَ حَدِيثَ سَلَمَةَ بْنِ قيس، وأتبعه بحديث ابن عمر، وَمَيَّزَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنْ صاحبه.

_ 1 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب. 2 لم أجده في الجزء المطبوع من حديث خيثمة بن سليمان ولا في غيره. 3 زيادة يقتضيها السياق والله أعلم. 4 وضاح بن عبد الله اليشكري. 5 هشام بن عبد الملك. 6 ابن المعتمر السلمي. 7 بفتح الموحدة واللام وبعدها مهملة، تقدم ضبطه.

فأما أحاديث من روى عن مَنْصُورٍ حَدِيثَ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ، أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ وَالثَّوْرِيُّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ1، عَنْ سَلَمَةَ ابن قَيْسٍ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا تَوَضَّأْتَ فَاسْتَنْثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ" 2. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان، نا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، عبد الرحمن ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْثِرْ، وإذا استجمرت فأوتر" 3. أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ المعدل، نا أَبُو عُمَرَ حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَاشِمِيُّ ـ إِمْلاءً ـ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ، نا حَسَّانُ بْنُ حَسَّانٍ، نا مُوسَى ـ يَعْنِي ابْنَ مُطَيْرٍ4 ـ وَقَيْسٌ5، وَأَبُو عَوَانَةَ قَالُوا:

_ 1 بكسر التحتانية بعدها مهملة ثم فاء، ويقال: ابن أساف الأشجعي مولاهم الكوفي ثقة. التقريب 367. 2 رواه الطبراني في الكبير 7/ 41 ح 6306، ومن طريق عبد الرزاق عن معمر والثوري أخرجه أحمد في المسند 4/ 340. 3 رواه أحمد في المسند 4/ 339. 4 قال الذهبي في الميزان 4/ 223: عن أبيه، وعنه أبو داود الطيالسي، واهٍ، كذبه ابن معين. وقال أبو حاتم والنسائي وجماعة: متروك. وقال ابن حبان في المجروحين 2/ 242: صاحب عجائب ومناكير لا يشك المستمع لها أنها موضوعة. 5 ابن الربيع سبق الكلام عليه وبيان ما فيه في أكثر من موضع.

نا مَنْصُورٌ عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ الأَشْجَعِيِّ ـ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: "قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرِ" 1. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْوَزِيرُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، نَا شَيْبَانُ2، نا أَبُو عَوَانَةَ. قَالَ الْبَغَوِيُّ: ونا عُبَيْدُ اللَّهِ3 الْقَوَارِيرِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي جَدِّي4 وَابْنُ الْمُقْرِئِ5 قَالا: نا سُفْيَانُ، كُلُّهُمْ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا تَوَضَّأْتَ فأنثر، وإذا استجمرت فأوتر" 6.

_ 1 لم أقف عليه من هذا الطريق، وفي الروايات الصحيحة ما يغني عنه. 2 ابن فروخ أبي شيبة الحبطي ـ بفتح المهملة والموحدة ـ الأبلي ـ بضم الهمزة والموحدة ـ تقدم الكلام على حاله. 3 ابن عمر بن ميسرة أبو سعيد البصري. 4 هو أحمد بن منيع البغوي جد أبي القاسم البغوي لأمه. 5 محمد بن عبد الله بن يزيد أبو يحيى بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ المكي. 6 أخرجه من طريق حماد بن زيد عن منصور، الإمام النسائي في السنن 1/ 67 كتاب الطهارة، باب الاستنثار، والترمذي 1/ 40 ح 27 باب ما جاء في المضمضة والاستنشاق. وأخرجه من طريق سفيان عن منصور الحافظ الحميدي في مسنده 2/ 378 ح 857، ومن طريقه أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 43 ح 6317، وأخرجه أيضاً الإمام أحمد في المسند 4/ 339. كما أخرجه أيضاً الطبراني في الكبير 7/ 42 ح 6307، 6312 من طريق أبي نعيم ابن دكين عن سفيان ... به، ومن طريق أبي النعمان عارم عن حماد بن زيد ... به. وحديث رقم 6311 من طريق أبي عمر الضرير عن أبي عوانة ... به.

أخبرنا الْحَسَنُ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جعفر، نا عبد الله بن أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مَنْصُورٍ (118/ ب) عَنْ هِلالٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا توضأت فأنثره، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ" 1. وأما حديث أبي الوليد عن شعبة عن منصور: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ، نا أَبُو الْوَلِيدِ، نا شُعْبَةُ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مَنْصُورٌ وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ: "أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا تَوَضَّأْتَ فَاسْتَنْثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ" 2. وأما حديث إبراهيم بن الهيثم عن آدم عن شعبة: فأخبرنا بْنُ مَخْلَدٍ، نا أَبُو بَكْرٍ مَكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُكْرَمٍ الْقَاضِي، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، نا آدَمُ ابن أَبِي إِيَاسٍ، نا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ الأَشْجَعِيِّ قال:

_ 1 رواه الإمام أحمد في المسند 4/ 312 إلا أنه فيه جرير عن سفيان بدل منصور، والله أعلم. وأخرجه عن جرير عن منصور الإمام النسائي في السنن 1/ 41 كتاب الطهارة، باب الرخصة في الاستطابة بحجر واحد، وكذلك أخرجه الترمذي في باب ما جاء في المضمضة والاستنشاق من كتاب الطهارة 1/ 40 ح 27. وأخرجه أيضاً الطبراني في الكبير 7/ 43 ح 6315. 2 لم أقف عليه من رواية أبي الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطيالسي عن شعبة، ولكن أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 42 ح 6309 عن أبي الوليد الطيالسي، عن زائدة بن قدامة، عن منصور ... به.

"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْثِرْ، وإذا استجمرت فأوتر" 1. وأخبرنا إبراهيم، نا مكرم، نا إبراهيم، نا آدم، نا شعبة، حدثني رجل كان بواسط مولى لبني مخزوم قال: سمعت ابن عمر يقول: "الأذنان من الرأس"2. 88- حديث آخر: أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، نا فَهْدُ ابن سُلَيْمَانَ بْنِ بَكْرٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ: "أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: سُدُّوا هَذِهِ الأَبْوَابَ الشَّارِعَةَ فِي الْمَسْجِدِ إِلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ، فَإِنِّي لا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْظَمَ عِنْدِي يَدًا فِي صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ مِنْ أبي بكر" 3. وذكر الحديث. أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بن

_ 1 إلى هذا الموضع من الحديث أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 42 ح 6308 من رواية سليمان بن حرب عن شعبة ... به. 2 لم أجده من هذا الطريق، لكن رأيت الإمام الدارقطني ذكر جملة من طرقه عن ابن عمر، منها الموقوف، ومنها المرفوع، ورجح وقفه على ابن عمر. راجع السنن 1/ 97-98 ح 1-10. 3 لم أجده بهذا الإسناد فيما اطلعت عليه من المصادر، وقد ورد من حديث ابن عباس، وأبي سعيد، وجابر، وعائشة وغيرهم في الصحيحين وغيرهما.

عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ـ بِدِمَشْقَ ـ نا فَهْدُ بْنُ سليمان، نا عبد الله ابن صالح. وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ المالكي، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ الأَبْهَرِيُّ، نا أبو بكر أحمد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ ـ بِبَغْدَادَ ـ نا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا أبو صالح كاتب الليث قال: نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: سُدُّوا هَذِهِ الأَبْوَابَ الشَّارِعَةَ فِي الْمَسْجِدِ إِلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ، فَإِنِّي لا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْظَمَ عِنْدِي يَدًا فِي صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: سُدُّوا الأَبْوَابَ كُلَّهَا إِلا بَابَ خَلِيلِهِ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ عَلَى أَبْوَابِهِمْ ظُلْمَةً، وَرَأَيْتُ عَلَى بَابِ أَبِي بَكْرٍ نُورًا، فَكَانَتِ الآخِرَةُ أَعْظَمَ عَلَيْهِمْ مِنَ الأُولَى" 1. هَكَذَا رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ بِطُولِهِ، وَهُوَ وَهْمٌ، لأَنَّ اللَّيْثَ كَانَ يَرْوِي صَدْرَهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَكَانَ يَرْوِي من ذكر قول الناس (119/أ) سُدُّوا الأَبْوَابَ2 كُلَّهَا إِلَى آخِرِهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، لا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. وَكَانَ أَيْضًا يُرْسِلُ الْحَدِيثَيْنِ وَلا يُسْنِدُهُمَا بخلاف ما قدمنا عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْهُ. وَقَدْ روى أبو إسماعيل محمد ابن إسماعيل السلمي الترمذي، عن أبي صالح الْحَدِيثِ الأَوَّلِ الَّذِي عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَلَى الصواب.

_ 1 لم أجده بهذا الإسناد والسياق. 2 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب.

وروى قتيبة بن سعيد الْحَدِيثَيْنِ جَمِيعًا عَنِ اللَّيْثِ فِي سِيَاقَةٍ وَاحِدَةٍ إِلا أَنَّهُ مَيَّزَ إسناد كل واحد منهما وبين الخلاف فيهما. فأما حديث أبي إسماعيل الترمذي عن أبي صالح: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله بن زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، نا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَعْظَمُ النَّاسِ عَلَيَّ مَنًّا فِي صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: أَغْلِقُوا هَذِهِ الأَبْوَابَ الشَّارِعَةَ كُلَّهَا إِلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ" 1. وَأَمَّا حَدِيثُ قُتَيْبَةَ عَنِ اللَّيْثِ الَّذِي جَمَعَ فِيهِ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ وَبَيَّنَ فِيهِمَا اخْتِلافَ الإِسْنَادَيْنِ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو القاسم عبيد الله عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ ابن زَكَرِيَّا الْخَزَّازُ2، أنا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ الْخَشَّابُ، نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ3، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، أنا قتيبة ابن سعيد البلخي، نا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ عَلَيَّ مَنًّا فِي صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَأَغْلِقُوا هَذِهِ الأَبْوَابَ الشَّارِعَةَ كُلَّهَا فِي الْمَسْجِدِ إِلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ" 1. قَالَ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ: "فَقَالَ

_ 1 لم أجده فيما اطلعت عليه من المصادر. 2 بالخاء المعجمة ثم زايين بينهما ألف ـ وهو المعروف بابن حيويه. تاريخ بغداد 3/ 121. 3 هو ابن أبي أسامة صاحب المسند وراوية طبقات ابن سعد.

النَّاسُ: أَغْلَقَ أَبْوَابَنَا وَتَرَكَ بَابَ خَلِيلِهِ". فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَدْ بَلَغَنِي الَّذِي قُلْتُمْ فِي بَابِ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنِّي أَرَى عَلَى بَابِ أبي بكر نوراً، وأرى على أبوابكم ظلمة" 1. 89- حديث آخر: حدثنا أَبُو الْفَتْحِ سُلَيْمُ2 بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمٍ الْفَقِيهُ الرَّازِيُّ ـ إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ بِالرَّمْلَةِ3 ـ أنا أَبُو علي حمد ابن عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ، نا أَبُو محمد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا أَلِيَ الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ فِي يَدِهِ فَقَاتَلَ حَتَّى قتل" 4.

_ 1 لم أجده فيما اطلعت عليه من المصادر. 2 في الأصل "سليمان" وكتب عليه علامة التضبيب وكتب في الهامش "صوابه سليم". 3 قال ياقوت في معجم البلدان 3/ 69: الرملة: واحدة الرمل: مدينة عظيمة في فلسطين. أ. هـ. وهي لا زالت معروفة بهذا الاسم حتى الآن. 4 رواه البخاري في المغازي من صحيحه باب غزوة أحد عن عبد الله بن محمد عن سفيان ... به. الفتح 7/ 354 ح 4046. ومسلم في الإمارة 3/ 1509 ح 143 عن سعيد بن عمرو الأشجعي وسويد بن سعيد عن سفيان ... به. وأخرجه الخطيب في الأسماء المبهمة 204 ح 103، كلهم رووه بدون قوله "صابراً محتسباً". ونص الخطيب وابن بشكوال على أن السائل هنا هو عمير بن الحمام، والقصة المعروفة لعمير بن الحمام في بدر كما ساقها مسلم بعد حديثين عن أنس رقم 145، ولذا قال الحافظ في الفتح 7/ 354: لم أقف على اسمه ـ أي المذكور في هذا الحديث ـ ثم ذكر وهم الخطيب وابن بشكوال في تسميته بعمير بن الحمام، ثم قال: فالذي يظهر أنهما قصتان وقعتا لرجلين، والله أعلم. أ. هـ وراجع الإصابة 7/ 162 ترجمة عمير بن الحمام.

قَالَ الْخَطِيبُ: قَالَ لِي سُلَيْمُ بْنُ أَيُّوبَ ـ وَنَحْنُ بِأَيْلَةَ1 مُتَوَجِّهُونَ إِلَى مَكَّةَ ـ: وَهِمْتَ فِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُقْرِئِ حَيْثُ قُلْتُ: صَابِرًا مُحْتَسِبًا، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ، ثُمَّ حَدَّثَنِي سُلَيْمٌ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ: أنا حَمْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ـ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ المقرئ ـ (119/ ب) نا سفيان، عن عمرو، عن جَابِرٍ قَالَ: "قَالَ رَجُلٌ يَوْمَ أحد: يا رسول الله، إِنْ قُتِلْتُ أَيْنَ أَنَا؟ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ فِي يَدِهِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ" 2. قَالَ الْخَطِيبُ: وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ هِيَ الصَّحِيحَةُ. وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، وَعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، فلم يذكر أحد مِنْهُمُ الْكَلِمَتَيْنِ اللَّتَيْنِ ذَكَرْنَاهُمَا أَوَّلا. ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ قَالا: نا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجِسْتَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بن علي بن زيد الصايغ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ حَدَّثَهُمْ قال: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ

_ 1 قال في معجم البلدان 1/ 292: بالفتح، مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام. 2 انظر الهامش قبل السابق.

سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: "قَالَ رَجُلٌ يَوْمَ أُحُدٍ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ قُتِلْتُ فَأَيْنَ أَنَا؟ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ، فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ كُنَّ فِي يَدِهِ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قتل" 1. أنبأ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن حنبل، حدثني أبي. وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ2 الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ على أبي بكر الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ؛ حَدَّثَكُمْ تَمِيمُ بن محمد بن إبراهيم ابن محمد الشافعي. وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بكر3 الإسماعيلي؛ أخبركم الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَكُمْ هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ4، نا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالُوا: نا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو سمع جَابِرًا قَالَ: "قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ أَيْنَ أَنَا؟ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ، فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ فِي يَدِهِ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ" 5. فَأَمَّا قَوْلُهُ "صَابِرًا مُحْتَسِبًا" فَإِنَّمَا يُرْوَى مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالا: أنا

_ 1 أخرجه من طريق سعيد بن منصور الحافظ الخطيب في الأسماء المبهمة 204 ح 103. 2 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ. 3 أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ. 4 ابن هارون أبو أحمد الشطوي ـ بالمعجمة والمهملة ـ قال الإسماعيلي: كان ثبتاً، مات سنة 303هـ. تاريخ بغداد 14/ 29. 5 رواه الإمام أحمد في المسند 3/ 308. ورواه النسائي في السنن 6/ 33 كتاب الجهاد، باب ثواب من قتل في سبيل الله، عن سعيد بن منصور، عن سفيان ... به.

دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا مُحَمَّدُ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: نا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ محمد ابن قَيْسٍ1، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَابْنِ2 عَجْلانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَزِيدُ3 أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ ـ: "أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ صبرت سَيْفِي هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلا غَيْرَ مُدْبِرٍ، أَيُكَفِّرُ اللَّهُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ قَالَ: نعم، فناداه فقال: هَذَا جِبْرِيلُ يَقُولُ: إِلا أَنْ يكون عليك دين" 4.

_ 1 هو ابن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف المطلبي، يقال: له رؤية، وثقه أبو داود وغيره. التقريب 316. وقال في التهذيب 9/ 412: يروي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، وذكر العسكري أنه أدرك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صغير. والحديث هنا مرسل، وهو في مسلم 3/ 1502 ح 118 كتاب الإمارة موصولاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ عبد الله ابن أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ، وحدثنا ابن عجلان.... به. 2 في هذا الموضع علامة تضبيب، وذلك إشارة إلى الإرسال والعطف ... ، ويوضحه ما ذكرته عن مسلم في الحاشية السابقة، والله أعلم. 3 في الأصل "يديل" ـ بالدال المهملة واللام ـ والتصويب من صحيح مسلم. انظر الحاشية الآتية. 4 رواه مسلم في صحيحه 3/ 1502 ح 118 من كتاب الإمارة عن سعيد بن منصور ... به. ورواه النسائي 6/ 35 كتاب الجهاد، باب من قاتل في سبيل الله وعليه دين عن عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان ... به، مقتصراً على رواية ابن دينار، ولم يذكر رواية ابن عجلان.

وَرَوَاهُ أَيْضًا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي قتادة. أخبرناه أَبُو نُعَيْمٍ1 الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ2 بْنُ حبيب، نا أبو داود3 (عَنِ) 4 ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ5، عَنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَيْنَ أَنَا؟ قَالَ: إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلا غَيْرَ مُدْبِرٍ، فَأَنْتَ فِي الْجَنَّةِ، ثُمَّ سكت، ورأينا أنه ينزل (120/ أ) عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: هَا أَنَا ذَا، قَالَ: إِلا أَنْ يَكُونَ عَلَيْكَ6 دَيْنٌ، فإنه مأخوذ به، كذلك زعم جبريل" 7.

_ 1 أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إسحاق الأصبهاني. 2 كان في الأصل "يوسف" وعلم عليه علامة التضبيب وكتب في الهامش "يونس"، وهو الصواب. 3 سليمان بن داود الطيالسي. 4 في الأصل "بن" وهو خطأ بين. 5 محمد بن عبد الرحمن. 6 في الأصل "عليه" وضبب عليه وكتب مقابله في الهامش: صوابه "عليك". 7 لم أقف عليه في مسند الطيالسي بل لم أجد لأبي قتادة في مسند الطيالسي ذكراً. والحديث أخرجه بهذا اللفظ الحافظ الدارمي في السنن 2/ 126 ح 2417 باب فيمن قاتل فِي سَبِيلِ اللَّهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، عن عبيد الله ابن عبد المجيد، عن ابن أبي ذئب ... به. وأخرجه من رواية سعيد بن أبي سعيد المقبري الإمام مسلم 3/ 1501 ح 117 من كتاب الإمارة. وأخرجه أيضاً الإمام مالك عن يحيى بن سعيد المقبري ... به في الموطأ 2/ 461 ح 31 كتاب الجهاد، ومن طريقه رواه النسائي 6/ 34 كتاب الجهاد، باب من قتل في سبيل الله تعالى وعليه دين. وانظر مسند الإمام أحمد 5/ 297، 303.

90- حديث آخر: دفع إلي أبو حاتم أحمد بن الحسن بن محمد بن خاموش1 الواعظ ـ بالري ـ كتابه بخط يده، فنقلت منه وأذن لي في روايته عنه قال: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئِ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ2، نا أَبُو غَالِبِ3 ابْنُ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو قال: نا جدي معاوية ابن عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ4، عَنْ لَيْثٍ5، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَالَ يَعْقُوبُ: إِنَّمَا أَشْكُو مِنْ وَحْدَتِي إِلَى اللَّهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: يَا يَعْقُوبُ، أَتَشْكُونِي إِلَى خَلْقِي؟ فَجَعَلَ يَعْقُوبُ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لا يَذْكُرَ يُوسُفَ، فَبَيْنَمَا هُوَ سَاجِدٌ فِي صَلاتِهِ سَمِعَ صَائِحًا يَصِيحُ: يَا يُوسُفُ، فَأَنَّ فِي سُجُودِهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: يَا يَعْقُوبُ، قَدْ عَلِمْتُ مَا تحت أنينك، فوعزتي

_ 1 بالخاء المعجمة آخره معجمة أيضاً ـ هكذا في الأصل وفي سير أعلام النبلاء 17/ 624. 2 قال السمعاني: بفتح النون والقاف المشددة بعدها ألف وآخرها شين معجمة، هذه النسبة والحرفة لمن ينقش السقوف والحيطان، وعرف بها أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ... الأنساب 13/ 163. قال الخطيب في تاريخ بغداد 2/ 201: في أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة، وسألت أبا بكر البرقاني عنه فقال: كل حديثه منكر، وذكر تفسيره فقال: ليس فيه حديث صحيح. 3 عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الأزدي، ضعفه الدارقطني. قال أحمد بن كامل القاضي: توفي سنة 295هـ ببغداد، ولا أعلمه ذم في الحديث. تاريخ بغداد 11/ 316. 4 ابن قدامة الثقفي. 5 ابن أبي سليم، تقدم الكلام عليه.

وَجَلالِي، لأَجْمَعَنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَ حَبِيبِكَ، وَلأَجْمَعَنَّ بَيْنَ كُلِّ حَبِيبٍ وَحَبِيبِهِ، إِمَّا فِي الدُّنْيَا وَإِمَّا فِي الآخِرَةِ" 1. هَذَا الْحَدِيثُ بَاطِلٌ لا يُحْفَظُ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2، وقد روى محمد ابن عبد الله3 بن أَخِي مِيمِيٍّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُلْدِيِّ، عَنِ النَّقَّاشِ بِالإِسْنَادِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مَتْنًا غَيْرَ هَذَا، ثُمَّ اتَّبَعَهُ عَنْ جَعْفَرٍ نَفْسِهِ هَذَا الْكَلامَ بِطُولِهِ مِنْ غَيْرِ أن يجعل له إسناداً. كذلك قَرَأْتُ فِي سَمَاعِ الْحُسَيْنِ بْنِ محمد بن الطباخ4 مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أَخِي مِيمِيٍّ قَالَ: أنا جَعْفَرُ ابن مُحَمَّدٍ ـ هُوَ الْخُلْدِيُّ ـ نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ، نا أَبُو غَالِبِ ابن بنت معاوية ابن عَمْرٍو، نا جَدِّي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ لا يَسْتَجِيبَ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ" 5. قَالَ الْخُلْدِيُّ: وَقَالَ يَعْقُوبُ: إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وحزني إلى الله تعالى،

_ 1 لم أقف عليه بهذا السياق، وسيأتي تخريج الجزء الأخير منه. 2 سيأتي قبل نهاية هذه الترجمة اعتذار المؤلف رحمه الله عن ذكره لهذا الحديث الباطل وأمثاله من الأباطيل، فليراجع هناك. 3 أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن الحسين الدقاق المعروف بابن أخي ميمي ـ بميمين ـ قال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأموناً ديناً فاضلاً، مات سنة 390 هـ. تاريخ بغداد 5/ 469. 4 بالطاء المهملة والباء الموحدة وآخره خاء معجمة، هكذا في الأصل، ولم أقف على ترجمته. 5 لم أجده بهذا الإسناد والسياق.

فأوحى الله تعالى إليه؛ أتشكوني إِلَى خَلْقِي؟ وَذَكَرَ الْكَلامَ الَّذِي سُقْنَاهُ فِيمَا تَقَدَّمَ مِنَ الْحَدِيثِ بِطُولِهِ1. وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ عَنِ الْخُلْدِيِّ أَصَحُّ مِنَ الأُولَى، لأَنَّ ابْنَ أَخِي مِيمِيٍّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ الْمَحْفُوظَ عَنِ النَّقَّاشِ، وَأَتْبَعَهُ بِكَلامِ الْخُلْدِيِّ. وفي الرواية الأولى حذف مَتْنِ الْحَدِيثِ الْمَرْوِيِّ، وَجَعَلَ إِسْنَادَهُ لِكَلامِ الْخُلْدِيِّ، وَقَدْ رَوَى أَبُو إسحاق إبراهيم ابن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ الْمُقْرِئُ عَنِ النَّقَّاشِ حَدِيثَهُ عَنْ أَبِي غَالِبٍ، كَمَا رَوَاهُ ابْنُ أَخِي مِيمِيٍّ عَنِ الْخُلْدِيِّ عَنْهُ. حَدَّثَنِيهِ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ2 الْقَطِيعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو غَالِبِ ابْنُ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي معاوية (120/ ب) ابن عَمْرٍو، نا زَائِدَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ لا يَسْتَجِيبَ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ" 3. وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الْكَوْكَبِيُّ4 عَنْ أَبِي غَالِبِ5 ابن النضر.

_ 1 لم أجده بهذا الإسناد والسياق. 2 أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي القطيعي. 3 رواه الخطيب في تاريخ بغداد 2/ 201 في ترجمة محمد بن الحسن النقاش. 4 قال في اللباب 3/ 119: بفتح الكافين بينهما واو ساكنة، وفي آخرها باء موحدة، اشتهر بها جماعة منهم أبو علي الحسين ابن القاسم بن جعفر بن محمد الكوكبي ... أ. هـ. قال الخطيب في تاريخه 8/ 86: ما علمت من حاله إلا خيراً. 5 علي بن أحمد.

أخبرناه أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْوَكِيلُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمُعَدَّلُ. نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، نا أَبُو غَالِبٍ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَأَلْتُ رَبِّي تَعَالَى أَنْ لا يُشَفِّعَ حَبِيبًا يَدْعُو على حبيبه" 1. وهذا الحديث أيضاً بِهَذَا الإِسْنَادِ بَاطِلٌ، وَلا نَحْفَظُهُ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْلا أَنَّا أَحْبَبْنَا أَنْ نَذْكُرَ عِلَّتَهُ وَعِلَّةَ مَا هُوَ بِسَبِيلِهِ مِمَّا ظَهَرَتْ رِوَايَتُهُ، وَدُونَهُ النَّقْلَةِ ليعرف مَنْ آثَرَ مَعْرِفَةَ عِلَلِ الأَحَادِيثِ مَا كَانَ لِذِكْرِ ذَلِكَ وَجْهٌ فِي كِتَابِنَا2. حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي3 الْفَتْحِ الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ قَالَ: حَدَّثَ أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ بِحَدِيثِ عَنْ أَبِي غَالِبٍ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ـ أَخِي أَبِي بَكْرِ ابْنُ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو لأَبِيهِ ـ فَقَالَ: نا أَبُو غَالِبٍ، نا جَدِّي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مجاهد، عن ابن

_ 1 رواه الخطيب في تاريخه 2/ 201، ومن طريقهما أخرجه الحافظ ابن الجوزي في الموضوعات 3/ 172 باب لا يقبل الله دعاء حبيب على حبييبه، كتاب الذكر والدعاء. ومن طريق الخطيب عن أبي علي الكوكبي أخرجه السيوطي في اللآلئ المصنوعة 2/ 348 كتاب الذكر والدعاء. وانظر أيضاً تنزيه الشريعة لابن عراق 2/ 319 ح 4 كتاب الذكر والدعاء. 2 هذا تعليل واعتذار من المؤلف عن إيراده لهذه الأباطيل، وذلك لبيان حالها، وهذا اعتذار مقبول، وجزاه الله خير الجزاء على صنيعه هذا. 3 عبيد الله بن أحمد الصيرفي الفارسي الأزهري، كثيراً ما يدلسه الخطيب.

عُمَرَ قَالَ: "قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ لا يَسْتَجِيبَ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ" 1. فَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِ هَذَا الْحَدِيثَ، وَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَبَا غَالِبٍ لَيْسَ هُوَ ابْنَ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ، وَإِنَّمَا هُوَ أَخُوهُ لأَبِيهِ ابْنُ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو. وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثِقَةٌ، وَزَائِدَةُ مِنَ الأَثْبَاتِ الأَئِمَّةِ، وَهَذَا حَدِيثٌ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ مُرَكَّبٌ فَرَجَعَ عَنْهُ، وَقَالَ: هُوَ فِي كِتَابِي وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَبِي غَالِبٍ، وَأَرَانِي كِتَابًا لَهُ فِيهِ هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى ظَهْرِهِ2 أَبُو غَالِبٍ قَالَ: نا جَدِّي. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَأَحْسِبُ أَنَّهُ نَقَلَهُ مِنْ كِتَابٍ عِنْدَهُ أَنَّهُ صَحِيحٌ، وَكَانَ هَذَا الْحَدِيثُ مُرَكَّبًا فِي الْكِتَابِ عَلَى أَبِي غَالِبٍ، فَتَوَهَّمَ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي غَالِبٍ وَاسْتَغْرَبَهُ وَكَتَبَهُ، فَلَمَّا وَقَفْنَاهُ عليه رجع عنه3.

_ 1 رواه الخطيب في تاريخه 2/ 201، ومن طريقهما أخرجه الحافظ ابن الجوزي في الموضوعات 3/ 172 باب لا يقبل الله دعاء حبيب على حبييبه، كتاب الذكر والدعاء. ومن طريق الخطيب عن أبي علي الكوكبي أخرجه السيوطي في اللآلئ المصنوعة 2/ 348 كتاب الذكر والدعاء. وانظر أيضاً تنزيه الشريعة لابن عراق 2/ 319 ح 4 كتاب الذكر والدعاء. 2 في هذا الموضع علامة تضبيب، والسياق هكذا في تاريخ بغداد. 3 انظر تاريخ بغداد 2/ 201-205، ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات 3/ 172 باب لا يقبل الله دعاء حبيب على حبيبه، وكذلك نقله من طريق المصنف الحافظ جلال الدين السيوطي في اللآلئ المصنوعة 2/ 348 كتاب الذكر والدعاء.

قال الخطيب: ومن الأحاديث الباطلة المرفوعة إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي دونت عن وراتها ووقفنا على عللها: حَدِيثٌ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ بْنِ الْحُسَيْنِ التَّوَّزِيُّ1 مِنْ أَصْلِ كتابه قال: نا أبو الحسين محمد ابن المظفر الحافظ، نا (121/أ) أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ، نا عُبَيْدُ2 اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَزْدِيُّ، نا حَبِيبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الأَعْرَجِ3، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا عَزَّتِ النِّيَّةُ فِي الْحَدِيثِ إِلا لِشَرَفِهِ"4. وَهَذَا الْكَلامُ لا يُحْفَظُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، وَإِنَّمَا هُوَ قَوْلُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، وَقَدْ وَهِمَ شَيْخُنَا ابْنُ التَّوَّزِيِّ فِيهِ، وَذَلِكَ إِنَّهُ دَخَلَ لَهُ الإِسْنَادُ الَّذِي سقناه في كلام يزيد وسقط عليه ما بينهما، وهو متن الحديث

_ 1 قال في اللباب 1/ 228: بفتح التاء المثناة من فوق وتشديد الواو وفي آخرها الزاي، وقد حفظها الناس ويقولون: الثياب التوزية ... أ. هـ. 2 مصغراً هكذا في الأصل، وفي العلل المتناهية لابن الجوزي 1/ 125 عبد الله ـ مكبراً ـ ولم أقف على ترجمته، والله أعلم. 3 عبد الرحمن بن هرمز، أبو داود المدني. 4 أخرجه من طريق الخطيب ابن الجوزي في العلل المتناهية 1/ 125 ح 191 باب عزة النية في الحديث. وذكره معزوًّا إلى الخطيب أبو حفص عمر بن سعيد الحنفي الكردي في كتاب الوقف على الموقوف ورقة 5 نسخة مصورة في مكتبة الشيخ حماد الأنصاري، وذكره أيضاً العجلوني في كشف الخفاء 2/ 190 ح 2225. وذكره أيضاً الذهبي في الميزان 1/ 123 في ترجمة شيخ الخطيب أحمد بن علي التوزي، وقال عنه: ليس بقوي، رفع حديثاً من قول يزيد بن هارون فوهم. قال ابن حجر في اللسان 1/ 233: الحديث المذكور ذكره الخطيب في المدرج.

وَمَا بَعْدَهُ مِنَ الإِسْنَادِ إِلَى كَلامِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، وَحَصَلَ عِنْدَهُ الْحَدِيثُ عَلَى مَا أَخْبَرَنَا بِهِ، وَقَدْ سَمِعْنَاهُ مِنْ غَيْرِهِ عَنِ ابْنِ الْمُظَفَّرِ عَلَى الصَّوَابِ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين السِّمْسَارُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بن أحمد ابن الهيثم بْنِ صَالِحٍ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَزْدِيُّ، نا حَبِيبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَطَعَ الَّذِينَ سَرَقُوا لقاحه وسمل أعينهم بالنار عَاتَبَهُ اللَّهُ فِي ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} 1 إلى آخر الآيات"2. وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْهَيْثَمِ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابن سُلَيْمَانَ، نا حَبِيبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَنَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثله. وأخبرنا علي، أنا محمد، نا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الحجاج، نا جعفر بن نوح، نا محمد بن عيسى3 قال: سمعت يزيد ـ هو ابن هارون ـ يقول: "ما عزت النية في الحديث إلا لشرفه". كأن الحديثان الأولان والحكاية في كتاب شيخنا أبي الحسن

_ 1 الآية 33 من سورة المائدة. 2 أخرجه أبو داود في السنن 4/ 535-536 ح 4370 كتاب الحدود، باب ما جاء في المحاربة عن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان مرسلاً. ومن طريقه أخرجه أيضاً الحافظ البيهقي في السنن الكبرى 8/ 283 أيضاً مرسلاً. 3 أبو جعفر النقاش البغدادي، نزيل دمشق، قال في التقريب 314: مقبول.

السمسار1 متوالية كما سقناه، فكتب شيخنا ابن التوزي إسناد الحديث الأول وخرج منه إلى كلام يزيد ابن هارون، وترك ما بينهما. وَمِثْلُ قِصَّةِ هَذَا الْحَدِيثِ قِصَّةُ الحديث الذي: أخبرناه أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ الْمِصِّيصِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ الْحَلَبِيُّ2. نا يُوسُفُ بْنُ يُونُسَ الأَفْطَسُ3، نا سُلَيْمَانُ بن بلال، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَعَا اللَّهُ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيَسْأَلُهُ عَنْ جَاهِهِ كَمَا يسأله عن ماله". (121/ ب) وَهَذَا الْحَدِيثُ لا يَثْبُتُ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ4، وَرِجَالُ إِسْنَادِهِ كلهم ثقات.

_ 1 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ المذكور أعلاه. 2 ابن يزيد أبو عبد الله الكندي، مات بعد 280هـ. الثقات لابن حبان 8/ 53. 3 بالفاء بعدها مهملتين، أبو يعقوب الطرسوسي. قال ابن حبان في المجروحين 3/ 137: شيخ يروي عن سليمان بن بلال ما ليس من حديثه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. قال ابن عدي في الكامل 7/ 2628: كل ما روى عن الثقات منكر. قال الذهبي في الميزان 4/ 476 ـ بعد أن ساق له حديثين باطلين..: قال الدارقطني: ثقة، قلت: ـ القائل الذهبي ـ بل من يروي مثل هذين الخبرين ليس بثقة ولا مأمون. 4 قال ابن حبان في المجروحين 3/137 بعد أن ساق هذا الحديث: هذا لا أصل له مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال ابن عدي في الكامل 7/ 2628: وهذا عن سليمان بن بلال بهذا الإسناد منكر، لا يرويه عنه غير الأفطس، وكذلك الذهبي في الميزان 4/ 476 حكم ببطلانه وضعف يوسف الأفطس.

وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيَّ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ، فقال: يوسف ابن يُونُسَ الأَفْطَسُ ثِقَةٌ، وَهُوَ أَخُو أَبِي مُسْلِمٍ الْمُسْتَمْلِي، وَأَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ ثِقَةٌ أَيْضًا1. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْحَافِظُ الْحَلَبِيُّ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ فِي كِتَابِ أحمد ابن خُلَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ عبد الله بن دينار، عن ابْنِ عُمَرَ، وَقَدْ دَرَسَ مَتْنَهُ وَدَرَسَ إِسْنَادَ الْحَدِيثِ الَّذِي بَعْدَهُ، وَبَعْدَ هَذَا الْكَلامِ، فَكَتَبَهُ بَعْضُ الْوَرَّاقِينَ عَنْهُ، وَأَلْزَقَ إِسْنَادَ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ إِلَى هَذَا المتن.

_ 1 تقدم الكلام عن يوسف الأفطس وأنه ضعيف منكر الحديث عن الثقات، وأحمد بن خليد لم يذكره أحد غير ابن حبان فيما أعلم، وهذا لا يكفي في توثيقه. وبهذا يتبين أن هذا الحكم من الدارقطني وتقليد الخطيب له فيه نظر، والله أعلم.

باب: ذكر ما كان بعض الصحابة يروي متنه عن صاحب آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوصل بمتن يرويه الصاحب الأول عن النبي صلى الله عليه وسلم

باب: ذكر ما كان بعض الصحابة يروي متنه عن صاحب آخر عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوصل بمتن يرويه الصاحب الأول عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 91-[حديث آخر] 1: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارَزْمِيُّ، أنا علي بن عمر الحافظ، نا ابْنُ صَاعِدٍ2 ـ إِمْلاءً ـ نا عَبْدَةُ ابن عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، نا أَبُو أَحْمَدَ3 الزُّبَيْرِيُّ، نا سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ4، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَئِنْ عِشْتُ لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ قَالَ5: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَلأَنْهَيَنَّ أَنْ يُسَمَّى5 رَبَاحًا وَنَجِيحًا وَأَفْلَحَ ويساراً" 6.

_ 1 ما بين القوسين إضافة يقتضيها السياق كما جرت عادة المؤلف فيما سبق وما سيأتي، والله أعلم. 2 يحيى بن محمد. 3 محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري. 4 محمد بن مسلم بن تدرس ـ أوله مثناة فوقية بعده مهملة ثم راء وسين مهملة ـ المكي. 5 في هذين الموضعين علامة تضبيب. 6 لم أقف عليه بهذا الإسناد والسياق، إلا أن أبا عيسى الترمذي أخرج الجزء الأخير ـ في النهي عن التسمية بهذه الأسماء ـ في السنن 5/ 133 ح 2835 كتاب الأدب، باب ما يكره من الأسماء بهذا الإسناد عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ سفيان ... به ... لأنهين أن يسمى ... ثم قال: هذا حديث غريب، هكذا رواه أبو أحمد عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر ... ، ورواه غيره عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأبو أحمد ثقة حافظ، والمشهور عند الناس هذا الحديث عن جابر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس فيه عمر ... أ. هـ.

هَذَانِ حَدِيثَانِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِسْنَادٌ غَيْرُ إِسْنَادِ الآخَرِ، وَخَلَطَهُمَا عَبْدَةُ الصَّفَّارُ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَجَعَلَ إِسْنَادَهُمَا وَاحِدًا. فَأَمَّا ذِكْرُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَإِسْنَادُهُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما سُقْنَاهُ. وَأَمَّا الْفَصْلُ الآخَرُ فِي النَّهْيِ عَنِ التَّسْمِيَةِ، فَإِنَّمَا رَوَاهُ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْسَ فِيهِ عُمَرُ. وكذا رَوَاهُ أَبُو سُفْيَانَ طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأما حَدِيثُ عُمَرَ فَقَدْ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَزَيْدُ بْنُ حباب عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ مُفْرَدًا. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ1 النَّبِيلُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ. وَأَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍ فَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ القناد2، وأبو أحمد

_ 1 الضحاك بن مخلد. 2 بالقاف والنون، كذا ضبطه في التقريب 309.

الزُّبَيْرِيُّ مِنْ حَدِيثِ طَاهِرٍ ابْنِهِ عَنْهُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ مُفْرَدًا. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ. وَرَوَى مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْحَدِيثَيْنِ جَمِيعًا حَدِيثَ عُمَرَ وَحَدِيثَ جَابِرٍ، فَمَيَّزَا بينهما وفصلا أحدهما من الآخر1. (122/ أ) فأما حَدِيثُ عُمَرَ الَّذِي رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عن أبي الزبير: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ2، أنا أبو عمر عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا أَبُو عَوْفٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبُزُورِيُّ3، نا رَوْحُ بْنُ عبادة. وأخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ المعدل، أنا

_ 1 في هامش الأصل "قوبل فصح إن شاء الله تعالى". 2 بزايين تقدم مراراً. 3 بضم الموحدة والزاي بعد الواو، النسبة إلى البزور، يقال هذا لمن يبيع البزور للبقول وغيرها. اللباب 1/ 148. ويقال له الطرسوسي، وثقه الخطيب. وقال الدارقطني: لا بأس به. وقال ابن حبان: شيخ كان بطرسوس يضع الحديث، لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه. وفرق الإمام الذهبي رحمه الله في الميزان 2/ 588-589 بين الطرسوسي والبزوري. قال الحافظ في اللسان 3/ 435: ما أدري لِمَ فرق بينهما الذهبي، وما شأنه في ذلك، والبزوري هو الطرسوسي. أ. هـ وانظر المجروحين 2/ 61، وتاريخ بغداد 10/ 274. وأرى ـ والعلم عند الله ـ أن الصواب مع الذهبي، إذ كيف يجمع بين توثيق الخطيب والدارقطني له وبين اتهام ابن حبان له بالوضع.

عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُكْرَمٍ، أنا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، نا رَوْحُ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ عِشْتُ لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لا أَتْرُكَ فِيهَا إِلا مُسْلِمًا" 1. وأما حديث مخلد بن يزيد عن الثوري مثل هذه الرواية: فَأَخْبَرَنِيهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْتَامِ2 أَبُو عُمَرَ الإِمَامُ ـ بِحَرَّانَ ـ، نا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ3، نا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: "قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأُخْرِجَنَّ اليهودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لا يَبْقَى إِلا مُسْلِمٌ" 4. وأما حديث خلاد بن يحيى عن الثوري بموافقة روح ومخلد بن يزيد: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ نا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا خَلَّادُ

_ 1 رواه مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير 3/ 1388 ح 63 عن زهير بن حرب، عن روح به. ورواه أحمد في المسند 1/ 32. 2 كتب عليه "كذا"، والمستام قال في التقريب 197: بضم الميم وسكون المهملة بعدها مثناة فوقية. 3 وثقه ابن معين، والفسوي، وأبو داود، وابن حبان وغيرهم. وقال أحمد والساجي: لا بأس به، وكان يهم، مات سنة 193هـ. التهذيب 10/ 77. 4 لم أقف عليه من طريق مخلد بن يزيد الحراني.

ابن يَحْيَى، نا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ عُمَرَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لا أَتْرُكَ فِيهَا إِلا مُسْلِمًا" 1. وَأَمَّا حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ عن الثوري بموافقة من تقدم حديثه: فَأَخْبَرَنِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، نا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْرُوقٍ الْكِنْدِيُّ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر ابن عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ عِشْتُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ" 2. وأما حديث مؤمل بن إسماعيل عن الثوري مثل ذلك: فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُفِيدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ نَصْرٍ، نا حُمَيْدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ وَمُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ قَالا: نا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ عِشْتُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لا يبقى فيها إلا مسلم" 3.

_ 1 لم أقف عليه فيما وقفت عليه من كتب الطبراني ولا في غيرها. 2 رواه الإمام الترمذي في جامعه 4/ 156 ح 1606 كتاب السير، باب ما جاء في إخراج الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ عن موسى بن عبد الرحمن الكندي، عن زيد بن الحباب ... به. 3 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 32.

وأما حديث أبي عاصم (122/ب) النبيل عن ابن جريج عن أبي الزبير: فأخبرناه أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عبد الله بن مَهْدِيٍّ الْبَزَّازُ1، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ، نا جَدِّي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ بَقِيتُ لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لا يَكُونَ بِهَا إِلا مُسْلِمٌ" 2. وأما حديث عبد الرزاق عن ابن جريج مثل هذا: فأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ3، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَخْرِجُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لا يَبْقَى فِيهَا إِلا مُسْلِمٌ" 4.

_ 1 بزايين، تقدم مراراً. 2 رواه مسلم 3/ 1388 ح63 من كتاب الجهاد والسير عن زهير عن الضحاك بن مخلد ... به. ورواه أيضاً الترمذي 4/ 156 ح 1607 في الباب والكتاب المتقدمين أعلاه. وأخرجه عن الحسن بن علي الخلال عن أبي عاصم الضحاك ... به الإما أبو داود السجستاني 3/ 424 ح 3030 كتاب الخراج والإمارة باب في إخراج اليهود من جزيرة العرب. 3 عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ المكي. 4 رواه عبد الرزاق في المصنف 10/ 359 ح 19365. وانظر أيضاً فيه: 6/ 54 ح 9985. ومن طريقه أخرجه مسلم 3/ 1388 ح 63 من كتاب الجهاد والسير، والترمذي 4/ 156 ح 1607 باب ما جاء في إخراج الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ كتاب السير. وأبو داود 3/ 424 ح 3030 كتاب الخراج والإمارة باب ما جاء في إخراج اليهود والنصارى. وأخرجه أيضاً الإمام أحمد في المسند 1/ 29.

وَأَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي رَوَاهُ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أبي الزبير: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ1، نا أَبِي، نا مُؤَمَّلُ بن إسماعيل. قال سليمان: وحدثني الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ2، نا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ3، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَنَّادُ4 قَالَ: ونا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، نا طَاهِرُ بْنُ أَبِي5 أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، نا أَبِي قَالُوا: نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ عِشْتُ لأَنْهَيَنَّ أَنْ يُسَمَّى بَرَكَةَ وَيَسَارًا" 6، وَاللَّفْظُ لمؤمل.

_ 1 بفتح الواو وكسر الكاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها العين، هذه النسبة إلى وكيع. الأنساب 13/ 355. 2 بالدال المهملة المضمومة، وسكون الواو وفي آخرها راء، هذه النسبة إلى أمكنة وصناعة. اللباب 1/ 512. 3 بالدال المهملة وقبلها الميم الساكنة. 4 بالقاف والنون آخره مهملة تقدم ضبطه. 5 ذكره ابن حبان في الثقات 8/ 328 وقال: مستقيم الحديث. وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 499، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. 6 لم أقف على رواية مؤمل بن إسماعيل. وأما رواية أبي أحمد الزبيري فأخرجها كل من: الترمذي 5/ 133 ح 2835 كتاب الأدب باب ما يكره من الأسماء عن محمد بن بشار عن أبي أحمد الزبيري. والإمام ابن ماجه 2/ 229 ح 3729 كتاب الأدب، باب ما يكره من الأسماء عن نصر بن علي بن أبي أحمد، إلا أنه عند كليهما عن جابر، عن عمر عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأشار الترمذي تعقيباً على الحديث بعد قوله: هذا حديث غريب، أشار إلى أن المحفوظ عند الناس أنه عن جابر، عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس فيه عمر.

وأما حديث روح بن عبادة عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزبير مِثْلُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ، نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا رَوْحٌ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: "أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْهَى أَنْ يُسَمَّى مُعَلَّى، وَبِبَرَكَةَ، وَبِأَفْلَحَ، وَبِنَافِعٍ، وَبِنَحْوِ ذَلِكَ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ سَكَتَ بَعْدُ عَنْهَا، فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا ثُمَّ قَبَضَ وَلَمْ يَنْهَ عَنْ ذَلِكَ" 1. وأما حديث محمد بن كثير2 عن سفيان عن أبي الزبير: فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ، أَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَزَّازُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نَا محمد بن كثير2، نا سفيان، نا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُمَرَ بن الخطاب قال:

_ 1 رواه مسلم 3/ 1686 ح 13 من كتاب الأدب، وأبو يعلى في المسند 4/ 172 ح 2250. 2 العبدي البصري. قال في التقريب 316: ثقة لم يصب من ضعّفه.

"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ عِشْتُ لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لا يَبْقَى فِيهَا إِلا مُسْلِمٌ" 1. ثُمَّ قَالَ جَابِرٌ: "قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ عِشْتُ لأَنْهَيَنَّ بِأَنَّ يسمى نافعاً ويساراً وبركة" 2. (123/ أ) أفرد يعقوب بن شيبة عن محمد بن كثير حديث عمر، وأفرد معاذ بن المثنى عنه حديث جابر. أما حديث يعقوب: فأخبرناه أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ، نا جَدِّي، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالا: نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ـ وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: قَالَ: نا أَبُو الزُّبَيْرِ ـ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ عِشْتُ لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لا أَتْرُكَ فِيهَا ـ وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: حَتَّى لا يَبْقَى فِيهَا ـ إِلا مُسْلِمٌ" 3. وأما حديث معاذ: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا محمد بن كثير، نا سفيان عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ قال:

_ 1 إلى هذا القدر من الحديث رواه أحمد في المسند 1/ 22 عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ عَنْ سفيان ... به. 2 لم أقف على الحديث من طريق محمد بن كثير عن سفيان بهذا الإسناد والسياق. 3 لم أقف عليه في القطعة المطبوعة من مسند عمر ليعقوب بن شيبة.

"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأَنْهَيَنَّ أَنْ يُسَمَّى نافعاً ويساراً وبركة، ولا أدري أقال: نَافِعًا أَمْ لا" 1. وأما حديث أبي سفيان عن جابر الذي تابع فيه أبا الزبير على هذه الرواية: فأخبرناه القاضي أبو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللؤلؤي، نا أَبُو دَاوُدَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ2، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ عِشْتُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، أَنْهَى أُمَّتِي أَنْ يُسَمُّوا نَافِعًا وَأَفْلَحَ وَبَرَكَةَ ـ قال الأعمش: لا أَدْرِي ذَكَرَ نَافِعًا أَمْ لا ـ فَإِنَّ الرَّجُلَ يَقُولُ إِذَا جَاءَ: أَثَمَّ بَرَكَةُ؟ فَيَقُولُونَ: لا"3. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَى أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ نَحْوَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ بَرَكَةَ1. قَالَ الْخَطِيبُ: قَدْ تَقَدَّمَ فِي حَدِيثِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ ذِكْرُ بَرَكَةَ مِنْ غَيْرِ وجه. 92- حديث آخر: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله

_ 1 لم أجده من هذا الطريق. 2 هو الطنافسي. 3 رواه أبو داود 5/ 244 ح 4960 كتاب الأدب، باب في تغيير الاسم القبيح عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد ابن عبيد ... به. ومن طريق ابن نمير عن محمد بن عبيد ... به أخرجه أبو يعلى في المسند 4/ 187 ح 2277.

ابن زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا ابْنُ أَبِي1 أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي2 الزِّنَادِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ3، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ أَبَا حُمَيْدٍ4 أَخْبَرَهُ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ لَيْسَ مُخَمَّرًا5 فَقَالَ لَهُ: أَلا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرِضُهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: دَخَلَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا نَخْلا لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ أَصْوَاتَ رِجَالٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، قَالَ: فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا، فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ" 6. قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ: هَكَذَا نا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ـ بقصة الذين يعذبون في قبورهم موصولاً بقدح "لَوْلا7 خَمَّرْتَهُ". وَإِنَّمَا رَوَى جَابِرٌ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هَذَا الْحَدِيثِ قِصَّةَ الْقَدَحِ فَقَطْ، فَأَمَّا بَقِيَّةُ الْحَدِيثِ فَإِنَّا نَرَاهُ عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالأَمْرُ عَلَى مَا ذَكَرَ إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي، وَهَذَانِ حَدِيثَانِ جَمَعَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ بَيْنَهُمَا وَأَوْرَدَهُمَا بِإِسْنَادٍ وَاحِدٍ، وَحَمَلَ إِسْنَادَ الثَّانِي مِنْهُمَا عَلَى الأَوَّلِ. وَقَدْ رَوَاهُمَا جَمِيعًا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ عن أبي الزبير،

_ 1 إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي أويس. 2 عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان المدني. 3 محمد بن مسلم بن تدرس المكي. 4 هو الساعدي كما جاء مصرحاً به في روية مسلم، وكذلك نص عليه الحافظ في الفتح 10/ 72. 5 أي ليس مغطى. 6 لم أقف عليه بهذا السياق. 7 في هذا الموضع علامة تضبيب.

وأفرد أحدهما عن الآخر (123/ ب) وَسَاقَ قِصَّةَ الْقَدَحِ هُوَ وَزَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ الْمَكِّيُّ جَمِيعًا عَنْ أبي الزبير، عن جابر، عنأبي حُمَيْدٍ، وَسَاقَ ابْنُ جُرَيْجٍ الْقِصَّةَ الآخرة عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليس لأبي حميد فيه ذِكْرٌ. وَكَذَلِكَ رَوَاهَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ. وأما حديث أبي حميد الذي رواه ابن جريج وزكريا بن إسحاق عن أبي الزبير: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا رَوْحٌ، ثنا ابن جريج وزكريا بن إسحاق قَالا: أنا أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ: "أَنَّهُ أُتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحِ لَبَنٍ مِنَ النَّقِيعِ1 لَيْسَ مُخَمَّرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْلا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرِضُهُ" 2. وأما رواية سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الحديث الآخر: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أبو خليفة، نا سُفْيَانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: "دَخَلَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَائِطًا لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَهُمْ يُعَذَّبُونَ في قبورهم،

_ 1 بالنون والقاف بعدها مثناة تحتية آخره مهملة، قيل: هو الموضع الذي حمي لرعي النعم، وقيل: غيره، وكان وادياً يجتمع فيه الماء، والماء الناقع هو المجتمع، وقيل: كانت تعمل فيه الآنية، وقيل: هو الباع، حكاه الخطابي ... أ. هـ ملخصاً من الفتح 10/ 72. 2 لم أهتدِ إلى موضعه في مسند أحمد.

فَخَرَجَ مَذْعُورًا يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ" 1. وأما حديث أسامة بن زيد عن أبي الزبير بمتابعة رواية سفيان: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدُوسٍ الْجَصَّاصُ الأَهْوَازِيُّ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، نا محمد بن عمرو ابن خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: "مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قُبُورٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ هَلَكُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَسَمِعَهُمْ يُعَذَّبُونَ فِي الْبَوْلِ وَالنَّمِيمَةِ" 1. وأما حديث ابن جريج عن أبي الزبير بموافقتهما: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ الْحَذَّاءُ وَأَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ السَّوَّاقُ قَالا: أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: "دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَخْلا لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ أَصْوَاتَ رِجَالٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا يَأْمُرُ أصحابه أن يعوذوا من عذاب القبر" 2 3.

_ 1 لم أجده فيما وقفت عليه من معاجم الطبراني الثلاثة ولا في غيرها. 2 رواه أحمد في المسند 3/ 295- 296. 3 في هامش الأصل "بلغ مقابلة في الثاني بعد العشرين حسب الطاقة، ولله الحمد".

باب: ذكر من روى حديثا عن جماعة رووه عن رجل واحد مختلفين فيه فحمل روايتهم على الاتفاق

باب: ذكر من روى حديثا عن جماعة رووه عن رجل واحد مختلفين فيه فحمل روايتهم على الاتفاق ... 93- (حَدِيثٌ آخَرُ) 1: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ قَالا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ محمد ابن يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، نا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ2، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مهدي عن سفيان3، عن مَنْصُورٍ4 وَالأَعْمَشِ، وَوَاصِلٍ الأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ5، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "قلت: يا رسول الله (124/ أ) أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تجعل لله ندا وهو خلقك، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جارك" 6.

_ 1 أضفت هذا العنوان قياساً على صنيع المؤلف فيما قبله وبعده من الأحاديث. 2 قال أبو نعيم في أخبار أصبهان 2/ 336: أحد الثقات، مات سنة 265 أو 263هـ. 3 هو الثوري. 4 ابن المعتمر السلمي. 5 شقيق بن سلمة. 6 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 434، ورواه الترمذي في تفسير سورة الفرقان 5/ 336 ح 3182. "تنبيه" ذكر البخاري في كتاب الحدود، باب إثم الزنا أن عمرو بن علي الفلاس قال: فذكرته ـ يعني حديث سفيان ـ لعبد الرحمن بن مهدي، وكان حدثنا عن سفيان، عن هؤلاء الثلاثة، عن أبي وائل ... به ... فقال: دعه، دعه. الفتح 12/ 114 تابع لحديث 6811. قال العراقي في باب المدرج من التبصرة والتذكرة 1/ 258 بعد أن ذكر هذا الحديث قال: فرواية واصل هذه مدرجة على رواية منصور والأعمش، لأن واصلاً لا يذكر فيه عمرو بن شرحبيل، بل يجعله عن أبي وائل عن عبد الله ... ثم ذكر عن الخطيب أسماء من رووه مبيناً ومفصلاً.. ثم قال: لكن رواه النسائي من طريق ابن مهدي عن واصل ... وذكر فيه عمراً ... ثم قال: وكأن ابن مهدي لما حدث عن سفيان، عن الثلاثة النفر بإسناد واحد، ظن الرواة عن ابن مهدي اتفاق طرقهم، فربما اقتصر بعضهم على أحد شيوخ سفيان ... أ. هـ ملخصاً. وقال أبو عيسى الترمذي 5/ 337 ح 3183: حديث سفيان عن منصور والأعمش أصح من حديث واصل، لأنه زاد في إسناده رجل. رواية النسائي المذكورة في كتاب تحريم الدم ـ المحاربة 7/ 89.

أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ الأَصْبَهَانِيُّ ـ في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة ـ نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبِرْتِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كثير، أنا سفيان. وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا الْكَشِّيُّ ـ وَهُوَ أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ ابن عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ ـ وَمُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَيُوسُفُ1 الْقَاضِي قَالُوا: نا محمد بن كثير، نا سفيان عَنِ الأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ وَوَاصِلٍ الأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بن شرحبيل، عن عبد الله قَالَ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ ـ زَادَ الْبِرْتِيُّ: عِنْدَ اللَّهِ ـ ثُمَّ اتَّفَقُوا، قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ:

_ 1 ابن يعقوب.

تَقْتُلُ ـ وَقَالَ الْبِرْتِيُّ: أَنْ تَقْتُلَ ـ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ، قَالَ: فأُنزِل تَصْدِيقُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} 1 إِلَى قوله: {وَلا يَزْنُون} 2. اتَّفَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ سُفْيَانَ، عن النَّفَرِ الثَّلاثَةِ المسمَّين كَمَا سُقْنَاهُ، وَبَيْنَهُمْ خِلافٌ فِي رِوَايَتِهِ3. أَمَّا مَنْصُورٌ فَكَانَ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ ـ وَهُوَ أَبُو مَيْسَرَةَ ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، حَدَّثَ بِهِ كَذَلِكَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَأَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ4، وَوَرْقَاءُ بْنُ عمر5، ومعمر بن راشد أربعتهم عَنْ مَنْصُورٍ، لَمْ يَخْتَلِفُوا فِيهِ غَيْرَ أَنَّ بَعْضَ الرُّوَاةِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ بَدَلَ عَمْرِو بْنِ شرحبيل، وذلك وهم لا شبهة فيه.

_ 1 الآية 68 وما بعدها من سورة الفرقان. 2 هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في كتاب الأدب من صحيحه، باب قتل الولد خشية أن يأكل معه بهذا الإسناد والسياق، إلا أنه عنده عن ابن كثير، عن سفيان، عن منصور ـ وحده ـ عن أبي وائل ... به. الفتح 10/ 433 ح 6001، وبإسناد البخاري ولفظه أخرجه أبو داود في السنن 2/ 732 ح 2310، كتاب الطلاق، باب في تعظيم الزنا. ولم أقف عليه من رواية سفيان عن الثلاثة بهذا السياق. 3 نقله الحافظ في الفتح 12/ 115-116 عن الخطيب، وعزاه للمدرج للخطيب. 4 عمر بن عبد الرحمن بن قيس الأبار ـ بتشديد الموحدة ـ الكوفي، نزيل بغداد، صدوق وكان يحفظ، وقد عمي. التقريب 255. 5 أبو بشر اليشكري الكوفي، نزيل المدائن، قال الحافظ في التقريب 369: صدوق في حديثه عن منصور لين.

وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ كَقَوْلِ الْجَمَاعَةِ. وَأَمَّا سُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ فَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ، فَرَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مَعْنٍ الْمَسْعُودِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ الْجَزَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ ابن نمير الخارفي1، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيُّ عنه عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بن شرحبيل، عن عبد الله. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ الأَعْمَشِ. وَرَوَاهُ وكيع بن الجراح وأبومعاوية2 لضرير، وَشَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ3 وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، وقُران بْنُ تَمَّامٍ4 وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الْخَلْقَانِيُّ5 وَحَجْوَةُ6 بْنُ مُدْرَكٍ الْغَسَّانِيُّ، تِسْعَتُهُمْ رَوَوْهُ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ الله، ليس فيه عمرو بن شرحبيل.

_ 1 بالخاء والفاء. 2 محمد بن خازم. 3 بالحاء المهملة والنون وبعدها ألف وآخره طاء مهملة، اسمه عبد ربه بن نافع الكناني، ويلقب بالحنّاط الأصغر، قال في التقريب 198: صدوق يهم، مات سنة 171 أو 172هـ. 4 بضم القاف وتشديد الراء، آخره نون، ابن تمام الكوفي الأسدي، صدوق ربما وهم، مات سنة 181هـ. التقريب 281. 5 بضم الخاء المعجمة وبعدها لام ثم قاف آخره نون، تقدم مراراً. 6 بالحاء المهملة بعدها جيم ثم واو آخره تاء ـ فوقية ـ قال ابن أبي حاتم: كوفي سكن دمشق، سألت أبي عنه، فقال: محله الصدق. الجرح والتعديل 3/ 319.

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ الله عن أبي وائل (124/ ب) عبد الله، إِلا أَنَّهُ اخْتَلَفَ عَلَيْهِ فِي رفعه ووقفه. وَأَمَّا وَاصِلُ بْنُ حَيَّانَ1 الأَحْدَبُ فَلا أَعْلَمُ عَلَيْهِ فِي رِوَايَتِهِ خِلافًا. فَإِنَّ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ، وَمَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ، وَمَهْدِيَّ بْنَ مَيْمُونٍ، وَسَعِيدَ بْنَ مَسْرُوقٍ رَوَوْهُ أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ وَاصِلٍ، إِلا أَنَّ بَعْضَ الرُّوَاةِ قَالَ: عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَاصِمٍ بَدَلَ وَاصِلٍ، وَذَلِكَ وَهْمٌ. وَقَدْ رَوَاهُ شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَاصِمٍ ـ وَهُوَ ابْنُ بَهْدَلَةَ ـ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ موقوفاً، غير مرفوع. وروي عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ مَرْفُوعًا. فَأَمَّا أَحَادِيثُ مَنْ رواه عن منصور: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَّانِيِّ2، حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ (أُبَيٍّ) 3 الْقَاضِي، نا إِسْحَاقُ4، أنا جرير عن منصور، عن

_ 1 بالحاء المهملة بعدها مثناة تحتية آخره ألف ونون ـ الأحدب ـ بالمهملتين آخره موحدة. التاريخ الكبير للبخاري 8/ 171. 2 بفتح الحاء وتشديد السين المهملتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بعض أجداد المنتسب إليه، وهو حسّان، وممن اشتهر بها أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ علي الحساني الخوارزمي. الأنساب 4/ 153. 3 = أبي = سقطت من الأصل، وأضفتها من الأنساب 4/ 153، واللباب 1/ 364 في ترجمة الحساني. 4 ابن إبراهيم الحنظلي مولاهم المشهور بابن راهويه.

أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ، ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تزاني بحليلة جارك" 1. أخبرنا أَبُو طَالِبٍ مَكِّيُّ بْنُ عَلِيِّ بن عبد الرزاق الحريري2، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الأَنْبَارِيُّ، نا إبراهيم ابن إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى3 عَنْ سُفْيَانَ4. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: ونا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ5، نا جرير6.

_ 1 رواه البخاري في كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً} . الفتح 13/ 291 ح 7520 عن قتيبة بن سعيد، عن جرير بن عبد الحميد ... به. وأخرجه في التفسير عند تفسير هذه الآية، من طريق عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ جرير به. الفتح 8/ 163 ح 4477. ورواه مسلم 1/ 90 ح 141 من كتاب الإيمان عن إسحاق بن إبراهيم وعثمان بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ جَرِيرٍ ... به. 2 بالحاء المهملة والراء بعدها مثناة تحتية آخره راء، هكذا في الأصل وفي تاريخ بغداد 13/ 121. 3 ابن سعيد القطان. 4 هو الثوري. وروايته أخرجها النسائي بهذا الإسناد والسياق 7/ 89-90 كتاب تحريم الدم باب ذكر أعظم الذنب. وأخرجها البخاري في موضعين إلا أنه قال في الإسناد: عن سفيان، عن منصور وسليمان الأعمش، فزاد فيه الأعمش. انظر الفتح 8/ 492 ح 4761 عن مسدد، عن يحيى، عن سفيان.. به، 12/ 114 ح 6811 عن عمرو بن علي، عن يحيى، عن سفيان ... به. 5 أبو يعقوب الطالقاني يعرف باليتيم، نزيل بغداد. قال ابن حجر: ثقة تكلم في سماعه من جرير وحده. التقريب 28. 6 ابن عبد الحميد الضبي، تقدم قريباً تخريج حديثه من الصحيحين.

قَالَ: وَنا أَبُو إِبْرَاهِيمَ، نا حَفْصٌ1 كُلُّهُمْ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قُلْتُ: ثم أي؟ قال: تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ"، وَاللَّفْظُ لِجَرِيرٍ. نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانٍ التَّغْلِبِيُّ الْهِيتِيُّ ـ لَفْظًا ـ نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أنا وَرْقَاءُ2 عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، أَيُّ الذَّنْبِ أعظم ... " 3، فذكر نحوه. أخبرنا مكي بن علي الحريري وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الفقيه قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بن الهيثم، ثنا إبراهيم ابن إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أبي وائل، عن عمرو ابن شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ4 قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ5، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوه6.

_ 1 لم أقف على روايته، ولم أستطع تمييزه هو ولا تلميذه، والله أعلم. 2 ابن عمر اليشكري، تقدم قرباً الإشارة إلى تليين الحافظ ابن حجر حديثه في منصور. 3 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 334. 4 أبو علي الخلال الحلواني، نزيل مكة. 5 ابن الأجدع الهمداني ـ بالدال المهملة قبلها ميم ساكنة ـ الوادعي. 6 لم أقف عليه من هذا الطريق، إلا أن الدارقطني أشار في العلل إلى رواية معمر هذه، ولم يسقها.

وأما أحاديث من رواه عن سليمان الأعمش عن أبي وائل، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل عن عبد الله: فأخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْرَقُ1، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بن [125/أ] نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ عمر ابن إبراهيم الثقفي. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن أيوب البزاز2، نا الحسين بن عمر الثقفي. وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ بن الحسن الْبَادَا، أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ النَّصِيبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ3 الْعَبْسِيُّ قَالا: نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الأَحْوَلُ، نا أَبُو عُبَيْدَةَ4 بْنُ مَعْنٍ الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سلمة، عن عمرو ابن شُرَحْبِيلَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ ولدك

_ 1 ابن محمد بن الفضل القطان الأزرق المتوثي ـ بمثلثة ـ كثيراً ما يدلسه الخطيب حيث يذكره بعدة أسماء. 2 بزايين ـ أبو محمد بن ماسي. تاريخ بغداد 9/ 408 3 ابن أبي شيبة العبسي ـ بالموحدة والمهملتين قبلها وبعدها ـ مولى بني عبس من أهل الكوفة، كان كثير الحديث واسع الرواية ذا معرفة وفهم، وثقه صالح بن محمد جزرة، وعبدان. كان بينه وبين مطين منافرة خرجت إلى الخشونة والوقيعة في بعضهما بعضاً، قال ابن عدي: لم أر له حديثاً منكراً. ونقل الذهبي تكذيب ابن خراش وعبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ له، وتضعيف الدارقطني له. تاريخ بغداد 3/ 42، الميزان 3/ 642. 4 عبد الملك بن معن بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود الهذلي.

مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: ثم أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ، قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً} 1. أخبرنا عبد الله بن علي بن مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْيَقْطِينِيُّ2، نا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الله ابن زَيْدٍ الْقَطَّانُ، نا حَكِيمُ بْنُ سيف، نا عبيد بْنُ عَمْرٍو3 عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: "دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ [مَخَافَةَ] 4 أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ، قَالَ: فَنَزَلَ تَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَر} الآية"5. أخبرنا مكي بن علي الحريري وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الفقيه قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بن الهيثم، نا إبراهيم ابن الْحَرْبِيُّ، نا مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لله نداً وهو

_ 1 لم أقف عليه من طريق أبي عبيدة المسعودي. 2 نسبة إلى "يقطين" ـ بالمثناة التحتية والقاف والطاء المهملة، والمثناة التحتية آخره نون ـ نسبة إلى جده، وقد تقدم مراراً. 3 أبو وهب الرقي الأسدي، راوية زيد بن أبي أنيسة. 4 ما بين القوسين سقط من الأصل، وعلم عليه بعلامة التضبيب. 5 لم أقف عليه من هذا الطريق.

خلقك؟ قلت: ثم أي؟ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الآيَةَ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَر} 1. أخبرنا مكي بن علي وابن غالب قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ2، نا أَبِي قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَنا عُثْمَانُ، نا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عن أبي وائل، عن أبي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَهُ. أخبرنا القاضي أبو النصر أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبُخَارِيُّ، أنا نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بن محمد بن الْخَلِيلُ الْفَقِيهُ ـ بِالْمَوْصِلِ ـ نا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المثنى، نا أبو خيثمة. وأخبرنا (125/ ب) أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ الطَّنَاجِيرِيُّ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَكَّائِيُّ ـ بِالْكُوفَةِ ـ نا مُحَمَّدُ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالا: نا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عن شقيق. وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بشران الصيرفي، نا الحسين ابن إِسْمَاعِيلَ، نَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، نا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قال: أن تدعو لله

_ 1 رواه البخاري عن مسدد، عن يحيى ... به في التفسير، باب: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَر} . الفتح 8/ 492 ح 4761. 2 أشار الدارقطني إلى رواية ابن نمير في العلل.

ندا وهو خلقك. قال: ثم أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ. قَالَ: فأنزل الله تَصْدِيقَهَا: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً} 1، وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى. وأما حديث من رواه عن الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عبد الله ولم يذكر أبا ميسرة فيه: فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانٍ الْهِيتِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّجَّادُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا وَكِيعٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ـ الْمَعْنَى وَاحِدٌ ـ قَالا: نا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ؟ فَقَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ ـ إِلَى قَوْلِهِ ـ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً} 2. أخبرنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، نا

_ 1 أخرجه من طريق قتيبة بن سعيد عن جرير الإمام البخاري في كتاب الديات، باب قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} . الفتح 12/ 187 ح 6861، وفي كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} الآية. الفتح 13/ 503 ح 7532، بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه من طريق عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه كلاهما عن جرير ... به الإمام مسلم في صحيحه 1/ 91 ح 142 من كتاب الإيمان. 2 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 431.

أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدوري، نا عبيد الله بن مُوسَى، أنا شَيْبَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن شقيق، عن عبد الله قَالَ: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ} الآية"1. أخبرنا أَبُو عُمَرَ الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف السقطي، نا يوسف ابن يَعْقُوبَ الْقَاضِي، نا أَبُو الرَّبِيعِ2، نا أبو الشهاب3 عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "سُئِلَ رسول الله؛ أَيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قِيلَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قِيلَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى تَصْدِيقَهَا: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ} 4. أخبرنا مكي بن علي وابن غالب قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا عبيد الله بن عائشة5، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وعبد العزيز

_ 1 لم أقف عليه من هذا الطريق. 2 سليمان بن داود العتكي الزهراني. 3 عبد ربه بن نافع الحناط ـ بالمهملة والنون والطاء المهملة أيضاً. 4 ذكر هذه الرواية الدارقطني في العلل، ولم أقف عليها في غيره. 5 قال في التقريب 227: عبيد الله بن محمد بن عائشة، اسم جده حفص بن عمر بن موسى ... وقيل له ابن عائشة والعائشي، والعيشي نسبة إلى عائشة بنت طلحة، لأنه من ذريتها، ثقة جواد.

ابن مُسْلِمٍ1، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، نا أَبُو شِهَابٍ3، قال: ونا عبيد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، نا قُران بْنُ تَمَّامٍ3، قَالَ: ونا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا3، قَالَ: وَنا مُسَدَّدٌ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ2. قَالَ: وَنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا وَكِيعٌ، كُلُّهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "سُئِلَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} 3، واللفظ لأبي معاوية. أخبرنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جعفر، نا أبو هشام عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلامَةَ الْحَضْرَمِيُّ ـ في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ـ قَالَ: وَجَدْتُ4 فِي كِتَابِ يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ5، عَنْ أَبِي الْجَمَاهِرِ6، قَالَ: نا حَجْوَةُ7، نا سُلَيْمَانُ

_ 1 لم أقف على رواياتهم. 2 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 380. 3 رواية وكيع وأبي معاوية محمد بن خازم الضرير أخرجها الإمام أحمد في المسند 1/ 431. 4 من وجد يجد، وتطلق اصطلاحاً فيما أخذ العلم من صحيفة من غير سماع ولا إجازة ولا مناولة ... علوم الحديث لابن الصلاح 157. 5 ابن سعيد بن كثير الحمصي. 6 محمد بن عثمان التنوخي الحمصي. 7 ابن مدرك، كوفي سكن الشام، روى عن الثوري، ويونس بن أبي إسحاق، وعنه هشام بن عمار. قال أبو حاتم: فمحله الصدق. الجرح والتعديل 3/ 319.

الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عبد الله بن مسعود قال: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا رسول الله، أي ذنب أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تجعل لله ندا وهو خلقك، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ1: وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ [مِنْ] 2 أَجْلِ أَنْ يأكل معك، أو من طَعَامِكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ10: وَأَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ، قَالَ: ثُمَّ تَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ ـ أَوْ قَالَ: نَزَلَتْ ـ {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ ... } 3. وأما حديث الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أبي وائل بمتابعة الأعمش على هذا القول، مع الاختلاف في وقف الحديث ورفعه عنه: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، نا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يزيد ابن رِفَاعَةَ4، نا أَبُو خَالِدٍ5 الأَحْمَرُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ [خشية] 6 أَنْ يَأْكُلَ مِنْ طَعَامِكَ، أَوْ تزاني حليلة جارك" 7.

_ 1 في هذين الموضعين من الأصل كتب "كذا". 2 ما بين القوسين سقط من الأصل، وكتب عليه ضبة. 3 لم أقف عليه من هذا الطريق. 4 محمد بن يزيد بن محمد بن كثير بن رفاعة أبو هشام الرفاعي الكوفي. قال في التقريب 324: ليس بالقوي. 5 سليمان بن حيان ـ بالمهملة والتحتية وآخره نون ـ تقدم الكلام عليه. 6 ما بين القوسين سقط من الأصل، وأثبته من الروايات السابقة. 7 لم أقف عليه من هذا الطريق، لا مرفوعاً ولا موقوفاً، إلا أن الخطيب أخرج في تاريخه 10/ 193 من طريق الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أي الذنب أعظم.... الحديث.

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، نَا شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "أَعْظَمُ الذَّنْبِ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ، وَأَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ" 1، مَوْقُوفٌ. أخبرنا مكي بن علي (126/ ب) وَابْنُ غَالِبٍ2، قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، نا إبراهيم الحربي، ثنا محمد ابن عُثْمَانَ، نا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، نا أبي عن ابن عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: نا أَبُو هِشَامٍ، نا أَبُو خَالِدٍ، نا الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ3. وأما أحاديث من رواه عن واصل الأحدب عن أبي وائل: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ4، نا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي وَاصِلٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ عَنْ عبد الله بن مسعود قال: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ" قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مِنْ أجل أن يأكل مالك، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تزني بحليلة جارك" 5.

_ 1 المصدر السابق. 2 أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن غالب البرقاني. 3 عزا هذه الرواية الحافظ في الفتح 12/ 116 إلى الدارقطني في العلل. 4 سليمان بن داود الطيالسي. 5 رواه أبو داود الطيالسي في المسند 35 ح 264، ورواه الترمذي 5/ 337 ح 3138 تفسير سورة الفرقان.

أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السقطي، وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، أَنَا أحمد ابن نصر [بن] 1 عبد الله الذارع، قالا: نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، نا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أنا شعبة عن واصل ابن حيان. وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ ـ وَاللَّفْظُ لَهُ ـ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بن حمدان، نا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ عن واصل الأحدب، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، وَأَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ، وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ أَجْلَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ أَوْ يَأْكُلَ طعامك" 2. حدثنا محمد بن عبد الله بن أَبَانٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا بَهْزٌ3، نا شُعْبَةُ، نا وَاصِلٍ الأَحْدَبِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيُّ الذنب أعظم؟ ...."، فذكر نحوه4.

_ 1 ما بين القوسين سقط من الأصل وكتب مكانها "كذا" وأثبتها من تاريخ بغداد 5/ 184. والذارع ـ بالذال المعجمة والألف ثم الراء والعين المهملة ـ. 2 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 464. 3 ابن أسد العمي، أبو الأسود البصري. 4 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 434.

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ1 الْهَاشِمِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا عباس بن محمد الدوري. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ2، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ـ وَهُوَ الصَّائِغُ ـ وَأَنا أَسْمَعُ ـ وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ الدُّورِيِّ ـ قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، نا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَاصِلَ بْنَ حَيَّانَ ذَكَرَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لله ندا وهو خلقك، قال: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: تُزَانِي بِحَلِيلَةِ جَارِكَ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ ... } إلى قوله: {أَثَاماً} 3. أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ بُنْدَارِ بْنِ عَلِيٍّ الشِّيرَازِيُّ ـ بِمَكَّةَ ـ أنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ محمد بن عبد الله [127/أ] ابن الحسن الجعفي ـ بالكوفة ـ نَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، أنا مُحَمَّدُ بن صالح، نا محمد ابن سابق بإسناده مثله. أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن الواثق بالله، نا أَبُو مُحَمَّدٍ خَلَفُ بْنُ

_ 1 القاسم بن جعفر. 2 الحسن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذان. 3 ذكر الحافظ في الفتح 8/ 493 رواية مالك بن مغول، وعزاها إلى ابن مردويه في التفسير.

عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ1، نا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْبُورَانِيُّ2، نا مَهْدِيُّ بْنُ ميمون. وأخبرنا مكي بن علي وابن غالب قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، نا مَهْدِيٌّ عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عبد الله. وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نَا عَفَّانُ، نَا مَهْدِيٌّ، نا وَاصِلٌ الأَحْدَبُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ أَنْ يَأْكُلَ طَعَامَكَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ" 3. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ خَلَفِ بْنِ عَمْرٍو وَنَحْوُهُ لفظ عَفَّانَ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ فَذَكَرَ الإِسْنَادَ وَقَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، وَقَبْلَهُ حديث شعبة عن واصل. أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ عن4 عاصم5، عَنْ4 عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ شُعْبَةَ، وَتَلا هَذِهِ الآيَةَ:

_ 1 بضم العين وسكون الكاف وفتح الباء الموحدة وفي آخرها راء، هذه النسبة إلى عكبرا، وهي بليدة على دجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ. اللباب 2/ 351. 2 بالباء الموحدة والراء المهملة والنون بعد الألف، هذه النسبة إلى عمل البواري التي تبسط ويجلس عليها ... اللباب 1/ 184. 3 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 462. 4 في هذين الموضعين علامة تضبيب. 5 ابن بهدلة أبي النجود، تقدم الكلام عليه.

{وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ} 1. كَذَا فِي أَصْلِ كِتَابِي عَنْ عَاصِمٍ، وَالصَّوَابُ عَنْ وَاصِلٍ كَمَا سُقْنَاهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الرَّبِيعِ وَعَفَّانَ عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ2. وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ شَيْبَانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَوَاهُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ موقوفاً، وأن شعبة روى عنه عَاصِمٍ مَرْفُوعًا، وَنَحْنُ نَسُوقُ ذَلِكَ. حدثنا محمد بن عبد الله بن أَبَانٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، نا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، نا أبو النضر، نا أبو معاوية ـ يعني شيبان ـ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن عبد الله قال: "أعظم الذنوب عند الله أن تجعل لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يطعم معك، وأن تزاني حليلة جارك، ثم قرأ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} 3. حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ4 الأَزْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ التَّيْمُلِيُّ5، نا علي

_ 1 الآية 68 من سورة الفرقان، والحديث رواه أبو داود الطيالسي 35 ح 265. 2 في مسند أبي داود أٍيضاً عاصم، وذكر الحافظ في الفتح 8/ 493 أن شُعْبَةَ وَمَهْدِيَّ بْنَ مَيْمُونٍ رَوَيَاهُ عن واصل. 3 لم أقف عليه من رواية شيبان عن عاصم. 4 عبيد الله بن أحمد الأزهري الصيرفي. 5 قال السمعاني: بفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وضم الميم، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى تيم الله بن ثعلبة. ثم ذكر فيمن ينسب هذه النسبة أبو الطيب محمد بن الحسين بن جعفر.. النخاس ـ بالخاء المعجمة ـ الكوفي. الأنساب 3/ 118-119.

ابن الْعَبَّاسِ الْمَقَانِعِيُّ1، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، نا رَوْحٌ، نا شُعْبَةُ عَنْ وَاصِلٍ الأَحْدَبِ وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ قَالا: سَمِعْنَا أَبَا وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "سَأَلْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ أَجْلَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ مِنْ طَعَامِكَ، وَتُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ، فَقَرَأَ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} الآية"2. أخبرنا مكي بن علي وابن غالب3 (127/ ب) قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا عبيد الله ابن عمر4 ومحمد بن الصباح قالا: نا حسان بن إبراهيم5، عن سعيد بن مسروق عن واصل، عن شقيق، عن عبد الله: "سأله رجل؛ أي الذنب أعظم؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ" 6.

_ 1 بفتح الميم والقاف بعدهما الألف وكسر النون وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى المقانع وهو جمع مقنعة التي تختمر بها النساء، وممن اشتهر بهذه النسبة أبو الحسن علي بن العباس بن الوليد البجلي المقانعي، كان يبيع الخمر ـ خُمر النساء ـ بالكوفة. الأنساب 12/ 384. 2 لم أجده بهذا الإسناد. 3 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ أبو بكر البرقاني. 4 أبو سعيد القواريري البصري. 5 أبو هشام الكرماني، ثقه أحمد وغيره، وقال أبو زرعة: لا بأس به، قال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: حدث بإفرادات كثيرة وهو من أهل الصدق إلا أنه يغلط، مات سنة 187هـ. الميزان 1/ 477، التهذيب 2/ 245. 6 لم أجده من هذا الطريق.

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي وَاصِلٌ عَنْ أَبِي وائل، عن عبد الله قال: "سَأَلْتُ أَوْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ} 1. أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ2، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، نا يحيى ابن سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: نا مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنِي وَاصِلٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "سَأَلْتُ أَوْ سُئِلَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَكْبَرُ" 3, وَسَاقَ الْحَدِيثَ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ: هَكَذَا رَوَاهُ يَحْيَى، ولم

_ 1 أخرجه من طريق مسدد عن يحيى ـ هو القطان ـ عن سفيان الثوري ... به الإمام البخاري في تفسير سورة الفرقان 8/ 492 ح 4761. وقد تقدم تخريجه قبل ذلك. 2 عبد الله بن محمد بن زياد. 3 رواه الدارقطني في العلل في مسند ابن مسعود ـ نسخة مصورة في مكتبة خاصة وغير مرقمة.

يَذْكُرْ فِي حَدِيثِ وَاصِلٍ عَمْرَو بْنَ شُرَحْبِيلَ. وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ فَجَمَعَا بَيْنَ وَاصِلٍ وَمَنْصُورٍ وَالأَعَمْشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو ابن شرحبيل، عن عبد الله، فيشبه أن يكون الثوري جمع بين الثلاثة1 لعبد الرحمن بن مهدي ولابن كثير فجعل إسنادهم1 واحداً ولم يذكر بينهم خلافاً، وحمل حديث واصل على حديث الأعمش وَمَنْصُورٍ، وَفَصَلَهُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فَجَعَلَ حَدِيثَ وَاصِلٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ الصَّوَابُ، لأَنَّ شُعْبَةَ وَمَهْدِيَّ بْنَ مَيْمُونٍ رَوَيَاهُ عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ كَمَا رَوَاهُ يَحْيَى عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْهُ2، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قَالَ الْخَطِيبُ: وَحَكَى عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ3 أَنَّهُ وَقَفَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَلَيْهِ، وَذَكَرَ لَهُ رِوَايَةَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ بِخِلافِهِ، فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدُ لا يذكر فيه واصلاً. أخبرنا ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، نا أبو أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ ـ لَفْظًا ـ أنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، نا عمرو (128/ أ) ابن عَلِيٍّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، نا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ وَالأَعَمْشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عمرو ابن شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أي الذنب

_ 1 في هذين الموضعين من الأصل "كذا". 2 ذكر الدارقطني هذا الكلام في العلل، ونقله عنه الحافظ ابن حجر. انظر فتح الباري 8/ 493 تفسير قوله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ ... } الآية 68 من سورة الفرقان، 12/ 115-116، كتاب الحدود، باب إثم الزناة. 3 أبوحفص الفلاس.

أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ" ... 1 وَسَاقَ الْحَدِيثَ. قَالَ أَبُو حَفْصٍ:2 قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَرَّةً: عَنْ مَنْصُورٍ وَالأَعْمَشِ وَوَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عمرو بن شرحبيل، عن عبد اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: نَا يَحْيَى، نَا سُفْيَانُ عَنِ مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ الله. قال: وحدثني سفيان، نا وَاصِلٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن عبد الله، ليس فيه عمرو بن شرحبيل، وقلت له: نا غُنْدَرٌ3، نا شُعْبَةُ عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: دَعْهُ، فَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ بَعْدَ ذلك واصلاً4. 94- حَدِيثٌ آخَرُ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء محمد بن علي بن يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْمُزَنِيُّ، نا أَبُو سَعِيدٍ الْمُفَضَّلُ بْنُ محمد الجندي5، نا

_ 1 ذكره الحافظ في الفتح 8/ 493 وعزاه للإسماعيلي، وتوقيف الفلاس لابن مهدي في البخاري، كتاب الحدود، باب إثم الزناة. الفتح 12/ 114 ح 6811. 2 أبو حفص الفلاس. 3 محمد بن جعفر. 4 ما بين إشارتي التنصيص ذكره العراقي في التبصرة والتذكرة 15/ 258-260، والحافظ في الفتح 8/ 493، 12/ 115-116 نقلاً عن المدرج للخطيب، إلا أنه عندهما مفرقاً، وليس سرداً. 5 قال السمعاني في الأنساب 3/ 351: بفتح الجيم والنون وفي آخرها الدال المهملة، بلدة من بلاد اليمن، ثم ذكر من المشهورين بها أَبُو سَعِيدٍ الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ بن إبراهيم ... من ولد عامر الشعبي. أ. هـ قال في لسان الميزان 6/ 81-82: صاحب أبي حمة، عن أبي علي الحافظ، ما كان إلا ثقة مأموناً. أ. هـ.

أَبُو حَمَةَ1 مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، نا مُوسَى بْنُ طَارِقٍ أَبُو قُرَّةَ2 قَالَ: ذَكَرَ سُفْيَانُ3. وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ الطَّنَاجِيرِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سليمان4، نا يونس ابن حَبِيبٍ، نا حُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، نَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، عن نبيه5، عن أبان ابن عثمان، عن عثمان ـ زاد أبو قرة: ابن عَفَّانَ، ثُمَّ اتَّفَقَا ـ قَالَ: لا نعلمه ـ وَقَالَ الطَّنَاجِيرِيُّ: لا أَعْلَمُهُ ـ إِلا رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "لا يُنْكِحُ الْمُحْرِمُ وَلا يُنْكَح" 6. هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو قُرَّةَ مُوسَى ابن طَارِقٍ الزُّبَيْدِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ الأصفهاني كلاهما عن سفيان الثوري. وبلغني أن عبد الله بن الوليد العدني وعبد العزيز بن أبان الكوفي روياه كذلك أيضاً عَنْ سُفْيَانَ، وَوَافَقَهُمْ عَبْدُ الْمَلِكِ ابن عبد الرحمن الذماري7

_ 1 قال في التقريب 325: بضم المهملة وفتح الميم الخفيفة ـ الزبيدي ـ بفتح الزاي وكسر الموحدة ـ صاحب أبي قرة، صدوق. أ. هـ 2 قال في التقريب 351: بضم القاف ـ الزبيدي ـ بفتح الزاي وكسر الموحدة ـ ثقة يغرب. 3 هو الثوري. 4 أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السجستاني. 5 بالتصغير، ابن وهب العبدري المدني. 6 لم أجده بهذا الإسناد. 7 بكسر الذال المعجمة وفتح الميم وبعد الألف راء ـ نسبة إلى قرية باليمن قريب من صنعاء. اللباب 1/ 531.

فِي رِوَايَتِهِ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ، إِلا أَنَّهُ خَالَفَهُمْ فِيمَا وَرَاءَ ذَلِكَ. فَقَالَ: عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ نُبَيْهٍ، عن عثمان، قدم أبان على نُبَيْهٌ، وَخَالَفَهُمْ مُصْعَبُ بْنُ مَاهَانَ، فَرَوَاهُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَأَيُّوبَ عَنْ نُبَيْهٍ، أَوِ ابْنِ نُبَيْهٍ، كَذَا رَوَاهُ بِالشَّكِّ عَنْ أَبَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ نَافِعًا. وَرَوَاهُ مَحْمُودُ بْنُ ميمون البنا الْكُوفِيُّ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ، فَوَافَقَ مَحْمُودٌ رِوَايَةَ أَبِي قُرَّةَ وَالْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ سُفْيَانَ، إِلا أَنَّهُ زَادَ فِي الإِسْنَادِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ. أَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ الْمَلِكِ الذِّمَارِيِّ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنَا علي بن عمر الحافظ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ابن جُوتي1، نا أبي، نا (128/ ب) عَبْدُ الْمَلِكِ الذِّمَارِيُّ، نا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ نُبَيْهٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ـ قَالَ: لا أَعْلَمُهُ إِلا رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ وَلا يُنْكَحُ" 2. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ـ يَعْنِي الْفَارِسِيَّ ـ: هكذا

_ 1 قال السمعاني: بضم الجيم وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة بعضهم ذكرها بغير الألف واللام، وقال: هو يشبه النسبة، وبعضهم ذكرها بالألف واللام، فهو إسحاق بن إبراهيم الجوتي ـ أو جوتي ـ من أهل صنعاء ... . الأنساب 3/ 385. 2 رواه الدارقطني في العلل 3/ 13 س 256 بتحقيق محفوظ الرحمن.

كَتَبْتُهُ مِنْ أَصْلِ ابْنِ جُوتِي1. وَأَمَّا حَدِيثُ مُصْعَبِ بْنِ مَاهَانَ2: فأخبرناه الحسين بن علي بن عبيد اللَّهِ الْوَرَّاقُ، أنا عُمَرُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ الْمَرُّورُوذِيُّ3، نا عُثْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ ابن عبدة ـ بِالْمِصِّيصَةِ4 ـ نا أَبُو تَوْبَةَ5، نا مُصْعَبٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نُبَيْهٍ أَوْ ابْنِ نُبَيْهٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ ـ قَالَ: لا أعلمه إلا قدر رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: "لا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ وَلا يُنْكَحُ" 6. وَأَمَّا حَدِيثُ مَحْمُودِ بْنِ مَيْمُونٍ7: فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الفرج الطَّنَاجِيرِيُّ8، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الواعظ، نا أحمد بن

_ 1 انظر العلل للدارقطني 3/ 133 س 256. 2 المروزي العابد، نزيل عسقلان، قال أحمد: كان صالحاً، وأثنى عليه خيراً. وقال أبو حاتم: شيخ، ومرة قال: ثقة. الجرح والتعديل 8/ 308، التهذيب 10/ 164. 3 بفتح الميم والواو، بينهما الراء الساكنة، وراء أخرى مضمومة بعدها الواو، وفي آخرها الذال المعجمة ـ وقد تدخل الألف اللام على الراء الثانية. هذه النسبة إلى مرو الروذ، وقد يخفف في النسبة إليها، ويقال: المروذي. الأنساب 12/ 200. 4 بالفتح ثم الكسر، والتشديد وياء ساكنة وصاد أخرى، كذا ضبطه الأزهري وغيره من اللغويين بتشديد الصاد الأولى ـ هذا لفظه، وتفرد الجوهري وخالد الفارابي بأن قالا: بتخفيف الصادين، والأول أصح، وهي مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام تقارب طرسوس. معجم البلدان 5/ 144-145. 5 الربيع بن نافع الحلبي، نزيل طرسوس. 6 لم أقف عليه من رواية مصعب بن ماهان عن سفيان. 7 لم أقف على ترجمته. 8 بفتح الطاء والنون، وكسر الجيم وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها راء، هذه النسبة إلى الطناجير جمع طنجير، والمشهور بها أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري ... اللباب 2/ 285.

مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْوَرْدَانِيُّ1، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ ـ كَذَا كَانَ فِي كِتَابِ الطَّنَاجِيرِيِّ، وَالصَّوَابُ مَحْمُودُ بْنُ مَيْمُونٍ ـ نا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، عن نبيه بن وهب، عن أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ وَلا يُنْكَحُ" 2. وكل هذه الأقاويل وهم، وقد اشترك الخمسة الذين ذكرنا أحاديثم في الخطأ حيث جمعوا بين رواية سفيان عن أيوب السختياني وأيوب بن موسى على الوفاق فيما وفق بينهما فيه كل واحد منهم. وانفرد عبد الملك الذماري بخطأ آخر حيث قدم أبان على نبيه، وكذلك محمود بن ميمون انفرد بخطأ آخر في إضافته إسماعيل بن أمية إلى أيوب في الرواية عن نافع3. وكان أيوب السختياني يروي هذا الحديث عن نافع، عن نبيه بن وَهْبٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عن عثمان، وكان أيوب ابن موسى يرويه عن نبيه بن وهب نفسه، فأبو قرة والحسن بن حفص أخطآ حيث حملا رواية أيوب بن موسى على رواية أيوب السختياني في إثباتهما ذكر نافع، وإنما هو رواية أيوب السختياني وحده، وعبد الملك الذماري.

_ 1 بفتح الواو وسكون الراء وفتح الدال المهملة وبعدها ألف ونون ـ نسبة إلى وردان اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، واسم لقرية من قرى بخارى. الأنساب 13/ 310-311. 2 لم أجده من هذا الطريق. 3 نص الدارقطني في العلل 3/ 12-13 على وهم الذماري بعد أن ساق روايته.

وافقهما في الخطأ وأخطأ ثانيا في تقديمه أبان على نبيه، والصواب عن نبيه، عن أبان. وأما مصعب بن ماهان، فإنه أخطأ حيث حمل رواية أيوب السختياني على رواية أيوب بن موسى في إسقاط ذكر نافع، وإنما وجب أن يسقط من رواية أيوب بن موسى خاصة، وشك في نبيه فقال: أو ابن نبيه، وإنما هو نبيه بلا شك. وأما محمود بن ميمون فإنه أخطأ كخطأ أبي قرة والحسين بن حفص إذا وافقهما فيما أخطآ فيه، وجاء بخطأ ثانٍ، وهو قَوْلُهُ عن سفيان، عن إسماعيل بْنِ أُمَيَّةَ وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَأَيُّوبَ بن موسى، عن نافع (129/ أ) وإنما رواه إسماعيل عن أيوب بن موسى، عن نبيه بن وهب من غير ذكر لنافع فيه. وقد روى حديث أيوب السختياني مفرداً قبيصة بن عقبة وأبو حذيفة موسى بن مسعود عن سفيان عنه. أما قبيصة فجاء به على الصواب عن سفيان، عن أيوب, عن نافع، عن نبيه. وبلغني أن معاوية بن هشام القصار1، وأن أبا داود الحفري2 أيضا من

_ 1 بالقاف والصاد المهملة وبعدها ألف ثم راء، أبو الحسن الكوفي، ويقال له معاوية بن العباس، قال في التقريب 342: صدوق له أوهام. 2 عمر بن سعد بن عبيد أبو داود الحفري ـ بفتح المهملة والفاء ـ نسبة إلى موضع بالكوفة، ثقة عابد. التقريب 253.

رواية القاسم بن دينار وأبي الحسين الرهاوي1 عنه، روياه كذلك عن سفيان. وأما أبو حذيفة فشك فيه، وقال: عن أيوب، عن نافع، عن أبان بن عثمان، عن نبيه، أو ابن نُبَيْهٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عن عثمان. وقد وافق الثوري على روايته حماد بن زيد، ووهيب بن خالد، وسعيد بن أبي عروبة ومعمر بن راشد، فرووه أربعتهم عن أيوب، عن نَافِعٍ، عَنْ نُبَيْهٍ، عَنْ أَبَانِ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وعبيد الله بن عمر العمري، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، ومطر الوراق، ويعلى ابن حكيم عن نافع. وأما حديث سفيان الثوري عن أيوب بن موسى مفردا، فقد رواه عنه محمد بن يوسف الفريابي، واختلف عليه فيه2. فرواه عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ المصري عن الفريابي، عن سفيان، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن نبيه. وبلغني أن محمد بن مسكين اليمامي، حدث به عن الفريابي كذلك، وأن أحمد بن حرب الطائي رواه عن أبي داود الحفري، عن سفيان كذلك

_ 1 بضم الراء وفتح الهاء، وهي بلدة من بلاد الجزيرة، بينها وبين حران ستة فراسخ، يقال لها: الرُّها، وممن ينسب إليها أبو الحسين أحمد بن سليمان بن أبي شيبة عبد الملك الرهاوي. الأنساب 6/ 203-205، التهذيب 1/ 33. 2 انظر العلل للدارقطني 3/ 12.

أيضا، ورواه عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي1 عن الفريابي2، فنقص من إسناده نافعا وجعله عن أيوب، عن نبيه، حدث به كذلك عن الغزي أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي. وهذا القول هو الصواب في حديث أيوب بن موسى، فلعل أبا بشر سمعه من الغزي عن الفريابي كذلك، ويكون الفريابي ذكر له الخطأ فرجع عنه، أو يكون أبو بشر سمعه على الخطأ فحذف منه نافعا ورده إلى الصواب3، وقيل: إن يزيد بن هارون رواه عن سفيان كذلك4، فالله أعلم. وقد حدثني أبو بكر البرقاني عن أبي الحسن الدارقطني أنه ذكر حديث الفريابي عن سفيان، عن أيوب بن موسى، عن نافع فقال: هذا وهم، لأن أيوب بن موسى إنما روى هذا الحديث عن نبيه بن وهب نفسه، سمعه منه، حدث به عنه كذلك جماعة، منهم: سفيان بن عيينة، وعبد الوارث بن سعيد، وإسماعيل بن أمية5، ورواه محمد بن مسلم الطائفي6 عن إسماعيل بن أمية،

_ 1 في اللباب 2/ 381: بفتح الغين وتشديد الزاي، هذه النسبة إلى غزة، وهي بلدة بالشام من فلسطين، ولد بها الإمام الشافعي رحمه الله. ثم ذكر من علمائها عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الغزي. أ. هـ. وانظر أيضاً في التهذيب 6/ 18. 2 هو صاحب الثوري: محمد بن يوسف. 3 قال الدارقطني في العلل 3/ 12: ورواه عبد الوارث بن سعيد وابن عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى عن نبيه بن وهب، ليس فيه نافع، وهو الصواب. أ. هـ. 4 رواية يزيد بن هارون عند الدارقطني في العلل 3/ 12 عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن أيوب، عن نافع ... به. 5 لم أجد كلام الدارقطني هذا في العلل ولا في السنن، وإنما في العلل ذكر رواية عبد الوارث وابن عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى متابعة للثوري. 6 بفتح الطاء المهملة وسكون الألف وكسر الياء المثناة وفي آخرها فاء، هذه النسبة إلى الطائف، وهي مدينة بالحجاز مشهورة. اللباب 2/ 270.

عن أيوب بن موسى، عن نبيه. قال الخطيب: فقول محمد بن ميمون عن سفيان الثوري، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نافع، عن نبيه وهم فظيع وخطأ شنيع. وقيل: إن عصام بن يزيد الأصبهاني المعروف بجبر1 رواه عن سفيان كرواية محمود بن ميمون عنه، إلا أنه لم يذكر نبيها فيه. فَأَمَّا حديث قبيصة (128/ ب) عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ الذي ساقه على الصواب: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ، نا عَلِيُّ بن إسحاق المادرئي، نا عباس بن محمد الدوري. وأخبرناه أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّازُ ـ بِالْبَصْرَةِ ـ نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، نا يعقوب بن سفيان. وأخبرناه أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ نا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطبراني، نا حفص ابن عُمَرَ الرَّقِّيُّ قَالُوا: نا قَبِيصَةُ بن عقبة. وأخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا أَبُو بكر

_ 1 بالجيم المفتوحة بعدها موحدة مشدودة مفتوحة آخره راء، كذا ضبطه في أخبار أصبهان 2/ 138.

أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَمَّالُ1، نا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ، عن نافع، عن نبيه بن وَهْبٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْمُحْرِمُ لا يَنْكِحُ وَلا يُنْكَحُ" 2. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي حُذَيْفَةَ عَنْ سُفْيَانَ الَّذِي شَكَّ فِيهِ أَهُوَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ نُبَيْهٍ أو عن نبيه عن أبان: فَحَدَّثَنِيهِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بن الحسن الْقَاضِي الْجَرَّاحِيِّ3 قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ، نا جَدِّي، نا أَبُو حُذَيْفَةَ، نا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ نُبَيْهٍ أو عن نبيه عن أبان بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ ـ قَالَ: لا أَعْلَمُهُ إِلا رَفَعَهُ إِلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "الْمُحْرِمُ لا يَنْكِحُ وَلا يُنْكَحُ" 4. وَأَمَّا حَدِيثُ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ بِمُوَافَقَةِ سُفْيَانَ عَلَى روايته عن أيوب: افأخبرناه عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ.

_ 1 بالجيم ـ انظر تاريخ بغداد 4/ 170. 2 قال الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 268: رواه الطبراني في الأوسط، وفي إسناده من لم أعرفه. أ. هـ ولم أقف على رواية قبيصة في غيره، والله أعلم. 3 بالجيم بعدها راء وألف وآخره حاء مهملة ـ كذا في تاريخ بغداد 11/ 387، وهو ليس شيخاً للخطيب، وقد توفي سنة 376هـ. ويروي عنه الخطيب بواسطة أبي الحسن ابن رزقويه والحسن بن علي الجوهري، والعتيقي، والأزهري، وأبي القاسم التنوخي، وأبي العلاء الواسطي وغيرهم. ولم يذكر في هذا الإسناد شيخ الخطيب، ولم أقف عليه. 4 لم أجده من رواية أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، وقد قدمنا الكلام عليه وذكرنا قول النقاد أنه أخطأ على الثوري في أحاديث كثيرة، والله أعلم.

وأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ1، نا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ، عن نافع، عن نبيه بن وَهْبٍ: "أَنَّ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ خطب إلى ابن أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَوْسِمِ، فَقَالَ: أَلا أَرَاهُ عِرَاقِيًّا جَافِيًا2، إِنَّ الْمُحْرِمَ لا يَنْكِح وَلا يُنْكَح"، أنا بِذَلِكَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3. وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ. وَأَمَّا حَدِيثُ وُهَيْبٍ عَنْ أَيُّوبَ بِمِثْلِ ذلك: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله بن زياد القطان. وأخبرناه الحسن بن سهل بن الحسن العكبري، أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ الْعَطَّارُ قَالا: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا إِبْرَاهِيمُ [بن] 4 الحجاج السامي5، نا وُهَيْبٌ عَنْ أَيُّوبَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ6، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ نُبَيْهِ بن وهب أن عمر ابن عُبَيْدِ اللَّهِ أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ـ وَكَانَ أَمِيرَ الْمَوْسِمِ ذَلِكَ الْعَامَ ـ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَشْهَدَ، فَقَالَ أبان: ألا أراه عراقياً

_ 1 سليمان بن داود العتكي الزهراني. 2 في صحيح مسلم ومسند أحمد "إلا أراه أعرابياً"، وهي عند أحمد "عراقياً جافياً" في رواية إسماعيل بن أمية كما سيأتي تخريجها. 3 رواه مسلم 2/ 1030 ح 42 من كتاب الحج، والإمام أحمد في المسند 1/ 73 كلاهما من رواية حماد بن زيد، ولم أقف على رواية سليمان بن حرب، والله أعلم. 4 ما بين القوسين سقط من الأصل. 5 بالسين المهملة والميم ـ هكذا في التقريب 19. 6 ابن عمر العمري.

جَافِيًا ـ وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ1: أَعْرَابِيًّا جَافِيًا ـ ثُمَّ حَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا يَنْكِح الْمُحْرِمُ وَلا يُنْكَح" 2. وَأَمَّا حَدِيثُ سَعِيدِ بن أبي عروبة عن أيوب بمتابعتهم: فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا علي بن إسحاق المدرائي (130/ أ) نا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيُّ، نا يزيد ابن هَارُونَ، أنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عروبة عن أيوب، عن نافع، عن نبيه بن وهب، عن أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ ابن عَفَّانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْمُحْرِمُ لا يَنكِح وَلا يُنْكح" 3. وَأَمَّا حَدِيثُ معمر عن أيوب بموافقتهم: فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّمَشْقِيُّ ـ بِهَا ـ أَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ السلمي، أنا محمد ابن يُوسُفَ الْهَرَوِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطَّهْرَانِيُّ4، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عن نافع، عن نبيه ابن وَهْبٍ قَالَ: أَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ عبد اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ إِلَى أَبَانٍ بن عثمان؛ أَيَتَزَوَّجُ5 وَهُوَ5 مُحْرِمٌ؟ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَتَزَوَّجُ الْمُحْرِمُ وَلا يَخْطُبُ على غيره" 6.

_ 1 لم يسبق ذكر ابن شهاب في هذا الحديث عند الخطيب ولا عند غيره، والله أعلم. 2 لم أجده من رواية وهيب ولا عُبَيْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ عَنْ نَافِعٍ. 3 أخرجه عبد بن حميد في مسنده. المنتخب منه 1/ 99 ح 45. وأخرجه أيضاً الحافظ الدارقطني في العلل 3/ 12-13. 4 بكسر الطاء وسكون الهاء وفتح الراء وبعد الألف نون، هذه النسبة إلى طهران، وهي قرية كبيرة على باب أصبهان. اللباب 2/ 290. 5 في هذين الموضعين علامة تضبيب. 6 لم أجده من طريق معمر.

أَمَّا حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ الْمُوَافِقُ لِحَدِيثِ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنْهُ: فَأَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَّافُ قَالا: أنا محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ أَخِي بَنِي عَبْدِ الدَّارِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ أَرْسَلَ إِلَى أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ـ وَأَبَانٌ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْحَاجِّ وهما محرمان ـ إني أَرَدْتُ ـ وَقَالَ الْحَرْبِيُّ: أُرِيدُ ـ أَنْ أُنْكِحُ طَلْحَةَ بْنَ عُمَرَ ابْنَةَ شيبة بن جبير، وأردت أَنْ تَحْضُرَ ذَلِكَ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ أَبَانٌ وَقَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ: "قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ وَلا يَخْطُبُ وَلا يُنْكَحُ" 1. وَأَمَّا حَدِيثُ عُبَيْدِ الله بن عمر عن نافع، فقد تقدم ذكره مقروناًى بأيوب في رواية وهيب عنه ذلك: وأما حديث ابن أبي ذئب عن نافع: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ نافع، عن نبيه بن وهب، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا ينكح المحرم ولا يخطب" 2.

_ 1 رواه الإمام مالك في الموطأ 1/ 348 ح 70 من كتاب الحج. ومن طريقه أخرجه مسلم 2/ 1030 ح 41 من كتاب الحج، وأخرجه من طريق القعنبي عنه الإمام أبو داود 2/ 421 كتاب الحج، باب المحرم يتزوج. 2 أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده 13 ح 74.

وَأَمَّا حَدِيثُ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ1 وَيَعْلَى بن حكيم عن نافع: فأخبرناه أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عبد الله بن مهدي، أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ محمد الصفار، نا محمد ابن عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِيَ، نا أَبُو وَهْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ السَّهْمِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ مَطَرٍ ويعلى ابن حَكِيمٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يَنْكِح الْمُحْرِمُ وَلا يُنكَح وَلا يَخْطُبُ" 2. وأما حديث سفيان الثوري عن أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى الَّذِي رَوَاهُ عنه محمد بن يوسف الفريابي على الخطأ: فأخبرناه عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ3، نَا الْفِرْيَابِيُّ، نَا سُفْيَانُ عَنِ أيوب بن موسى، عن نافع، عن نبيه بن وهب، عن أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الْمُحْرِمَ لا يَنْكِح ولا يُنْكَح" 4. (130/ ب) وأما حديث عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عَمْرٍو الْغَزِّيِّ عَنِ الْفِرْيَابِيِّ الَّذِي رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو بِشْرٍ الدَّوْلابِيُّ على الصواب:

_ 1 ابن طهمان أبو رجاء السلمي مولاهم الخراساني. قال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ، حديثه عن عطاء ضعيف. التقريب 339. 2 رواه مسلم 2/ 1031 ح 43 من كتاب الحج. وأخرجه أبو داود 2/ 422 ح 1842 كتاب الحج، باب المحرم يتزوج. ورواه الإمام أحمد في المسند 1/ 65، وانظر العلل للدارقطني 3/ 11. 3 عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، قال ابن عدي: حدث عن الفريابي بالأباطيل، إما أن يكون مغفلاً أو يتعمد الكذب، فإني رأيت له مناكير. الكامل 4/ 1568. 4 لم أقف عليه من هذا الطريق.

فأخبرناه يُوسُفُ بْنُ رَبَاحِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمُهَنْدِسُ ـ بِمِصْرَ ـ نا أَبُو بِشْرٍ مُحَمَّدُ بن أحمد بن حماد الدولابي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ، نَا الْفِرْيَابِيُّ، نَا سُفْيَانُ عَنِ أيوب بن موسى، عن نبيه بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ـ رَفَعَهُ ـ قَالَ: "المحرمُ لا يَنْكِحُ وَلا يُنْكِح" 1. وَأَمَّا حَدِيثُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى بِمُتَابَعَةِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَلَى هذا القول عنه: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو بَكْرِ الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، نا أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنِي نُبَيْهُ بْنُ وَهْبٍ الْحَجَبِيُّ2 أَنَّهُ سَمِعَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْمُحْرِمُ لا يُنْكَحُ وَلا يَخْطُبُ" 3. وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ بِمُتَابَعَةِ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ بن موسى: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا محمد بن

_ 1 لم أجده بهذا الإسناد. 2 قال في اللباب 1/ 342: بفتح الحاء المهملة والجيم وكسر الباء الموحدة، هذه النسبة إلى حجابة بيت الله المحرم، وهم جماعة من بني عبد الدار، وإليهم حجابة الكعبة ومفتاحها. أ. هـ ونبيه بن وهب عبدري كما مر في أول هذه الترجمة. 3 رواه أبو بكر الحميدي في مسنده 1/ 20 ح 33. وأخرجه مسلم 2/ 1031 ح 44 من كتاب النكاح، والإمام أحمد في المسند 1/ 6. ورواه أيضاً الدارمي 2/ 65 ح 2204 باب في نكاح المحرم.

عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا مُسَدَّدٌ، نا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أيوب بن موسى. وأخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الدَّاوُدِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، نا مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ الزِّيَادِيَّ، ثنا عبد الوارث، ثنا أيوب بن موسى، عن نبيه بْنِ وَهْبٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ ابْنَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ؛ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَحْضُرَ ذَلِكَ، فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ، وَحَدَّثَ عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنْ ذَلِكَ1 ـ لَفْظُ الدَّاوُدِيِّ ـ. وَأَمَّا حَدِيثُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أمية عن أيوب بن موسى مثل هذا: فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا أحمد بن محمد البرتي2، نا أبو حذيفة3، نا محمد ـ يعني ابن مسلم ـ عن إسماعيل ـ وهو ابن أُمَيَّةَ ـ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى أَنَّ نُبَيْهَ بْنَ وَهْبٍ أخبره أن عمر ابن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ قَدِمَ مَكَّةَ وَهُوَ مَعَ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، وَأَبَانٌ أَمِيرُ الْحَاجِّ، فَخَطَبَ عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عُمَرَ ابْنَتَهُ لشيبة ابن جبير وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ، فَقَالَ أَبَانٌ: سَمِعْتُ عثمان بن عفان

_ 1 رواه الإمام أحمد في مسنده 1/ 65. وأخرجه أيضاً من طريق عبد الوارث الإمام الطحاوي في شرح معاني الآثار 2/ 268 باب نكاح المحرم. 2 قال في اللباب 1/ 133: بكسر الباء الموحدة وسكون الراء، وفي آخرها التاء المثناة الفوقية، هذه النسبة إلى "برت" وهي قرية بنواحي بغداد. 3 موسى بن مسعود النهدي.

يَقُولُ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنْ الْمُحْرِمَ لا يُنْكِحُ" 1 2. 95- حديث آخر: أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ قَالا: أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ3، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ـ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الْمُقْرِئَ ـ نا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ4، وَابْنُ لَهِيعَةَ5، وَكَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ وَهَمَّامُ6 بْنُ خُمَيْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ الزُّرَقِيِّ7، عَنْ حَنَشٍ8، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

_ 1 لم أقف عليه من رواية إسماعيل بن أمية عن نبيه بن وهب، وقد تقدم تخريجه عن غير إسماعيل عنه. وانظر صحيح مسلم 2/ 1030-1031 ح 41-45 من كتاب النكاح. 2 في هامش الأصل: "بلغ مقابلة في الثالث بعد العشرين حسب الطاقة، ولله الحمد". 3 بضم التاء ثالث الحروف وسكون الراء وضم القاف، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى ترقف، وظني أنها من أعمال واسط، والله أعلم. اللباب 1/ 212. 4 أبو يزيد الكلاعي ـ بفتح الكاف واللام الخفيفة ـ المصري. 5 عبد الله بن لهيعة المصري تقدم الكلام عليه وبيان اختلاطه بعد احتراق كتبه. 6 هو ابن يحيى بن دينار العوذي ـ بفتح المهملة وسكون الواو وكسر المعجمة ـ البصري، ثقة ربما وهم. التقريب 365. وقد صحفه عباس الترقفي إلى بن خمير، والتصويب من كلام المؤلف ـ رحمه الله ـ فيما سيأتي قريباً. 7 بالزاي والراء والقاف ـ الكلاعي المصري، وقيل: الصنعاني من صنعاء دمشق، ذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو حاتم: صالح. وقال ابن يونس: كان رجلاً صالحاً. التهذيب 8/ 389. قال في التقريب 283: صدوق. 8 ابن عبد الله، ويقال: ابن علي بن عمر السبائي ـ بفتح المهملة والموحدة وبعدها همزة ـ أبو رشدين الصنعاني ـ صنعاء دمشق ـ نزيل أفريقيا، ثقة. التقريب 85.

"يَا غُلامُ، أَوْ يَا بُنَيَّ، ألا أعلمك كلمات ينفعك (131/ أ) اللَّهُ بِهِنَّ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تجده أمامك، تعرف عليه فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، فَقَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَقْضِهِ اللَّهُ لَكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَقْضِهِ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَاعْمَلْ لِلَّهِ بِالشُّكْرِ في اليقين، وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" 1. تَابَعَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بن أحمد الأثرم إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ التَّرْقُفِيِّ هَكَذَا، إِلا أنه قال: عن قيس ابن الحجاج الزوفي2، وذاك الصواب. وَقَدْ خَلَطَ التَّرْقُفِيُّ فِي إِسْنَادِهِ ولم يضبطه، وصحف فِي اسْمٍ مِنْهُ، وَوَهِمَ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ فِي رِوَايَتِهِ عَنْهُ هَكَذَا. وَذَلِكَ أَنَّ أبا عَبْدَ الرَّحْمَنِ كَانَ يَرْوِيهِ عَنْ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ حنش، عن ابن عباس، ويرويه أيضاً عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ فَرَافِصَةَ3، عَنِ ابْنِ عباس مرسلاً4، لا يذكر بين الحجاج وبين ابن عباس

_ 1 رواه أبو عسى الترمذي 4/ 667 ح 2516 كتاب صفة القيامة عن الليث بن سعد وَابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ الحجاج ... به ... نحوه..، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه أحمد في المسند 1/ 93 عن يونس، عن الليث، عن قيس به مختصراً. 2 بالواو والفاء ـ وقد تقدم بالراء والقاف. 3 بضم الفاء الأولى وكسر الثانية بعدها صاد مهملة، صدوق يهم. التقريب 65. 4 الراجح عند الجمهور أن مثل هذا يسمى منقطعاً، لأن المشهور في المرسل عندهم: ما رفعه التابعي سواء كان كبيراً أو صغيراً إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كذا في التبصرة والتذكرة للعراقي 1/ 144، ولكن الخطيب ـ ومعه بعض أهل العلم من الفقهاء والأصوليين ـ ذهب إلى أن المرسل ما سقط منه راوٍ فأكثر من أي موضع كان من الإسناد. انظر الكفاية 546، وعلوم الحديث لابن الصلاح النوع الثامن: المرسل.

أحداً، وعن همام بن يحيى، وهو الذي صحفه الترقفي فقال: ابن خمير عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، لَيْسَ بَيْنَهُمَا أَيْضًا أَحَدٌ. رَوَاهُ كَذَلِكَ عَنِ الْمُقْرِئِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدِ بن مسلمة1، وأحمد بن ستان الْوَاسِطِيَّانِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقِ، إِلا أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ حنبل وحده في إسناده ذكر الْحَجَّاجَ بْنَ فَرَافِصَةَ2، وَالْبَاقُونَ لَمْ يَذْكُرُوهُ، وَإِنَّمَا رَوَوْهُ عَنْ كَهْمَسٍ وَهَمَّامٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَأَمَّا حَدِيثُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ الَّذِي ذكر الحجاج فيه: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، نا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْفَرَافِصَةِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ3: وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي طَرِيقٍ فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَأَنَا صَبِيٌّ، رَفَعَهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ أَسْنَدَهُ إِلَى ابن عباس. وقال: نا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ، أَسْنَدَهُ إِلَى ابن عباس.

_ 1 ابن الوليد أبو جعفر الواسطي، صاحب يزيد بن هارون، أتى بخبر باطل اتهم به، ضعفه اللالكائي. وقال الخطيب: في أحاديثه مناكير بأسانيد واضحة، وضعفه أيضاً الخلال. وقال الدارقطني: لا بأس به. الميزان 4/ 41. 2 بضم الفاء الأولى وكسر الثانية بعدها صاد مهملة، صدوق يهم. التقريب 65. 3 هو عبد الله بن يزيد المقرئ.

وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ الْمِصْرِيَّانِ عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ وَلا أَحْفَظُ حَدِيثَ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ ـ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "يا غلام، أو غُلَيْمُ، أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ1، قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ أَنَّ1 الْخَلائِقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ ينفعوك بشيء لم يقضه (131/ ب) الله لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، أَوْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مع الكرب، وأن الْعُسْرِ يُسْرًا" 2. وَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّذِي وَافَقَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل عَلَى رِوَايَتِهِ إِلا فِي تَرْكِ ذكر الحجاج ابن فرافصة: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ الزَّوْفِيِّ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ،: ونا الْمُقْرِئُ، نا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، وهمام بن

_ 1 في هذين الموضعين من الأصل إشارة "كذا" والحديث هكذا في الرواية الآتية وفي مسند أحمد 1/ 307. 2 أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/ 307.

يَحْيَى أَسْنَدَاهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: لا أَعْرِفُ حَدِيثَ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ ـ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يَا غُلامُ، أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلائِقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَقْضِهِ اللَّهُ لَكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَقْضِهِ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، فَاعْمَلْ لِلَّهِ بِالشُّكْرِ وَالْيَقِينِ، وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" 1. وَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ وَأَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ بِمُتَابَعَةِ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ: فأخبرناه أَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، أنا علي بن عمر الحافظ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ ابن الحسن أَبُو الْحَسَنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: ونا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالا: نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، نا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى أَسْنَدَاهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ الْمِصْرِيَّانِ عَنْ قَيْسِ بْنِ الحجاج، عن

_ 1 لم أقف عليه من هذا الطريق.

حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: لا أَحْفَظُ حَدِيثَ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ ـ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُنْتُ رِدْفَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ، فساق مثل حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ أَوْ نحوه1 بطوله. 96- حديث آخر: أخبرنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ2 الْوَاسِطِيُّ، نا أَبُو جَابِرٍ ـ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مِسْمَعٍ3، نا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ4 وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عروة ابْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ أَبِيهِ قَالَ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ، قَالَ: فَقَرَعَ ظَهْرِي بِعَصًا كَانَتْ مَعَهُ، قَالَ: فَمَا أدري5 (132/ أ) كم بلغ من6 المغيرة6 بالأرض6 قال: فأنخنا، فَانْطَلَقَ فَتَوَارَى عَنِّي، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: مَعَكَ مَاءٌ؟ قَالَ: وَمَعِي سَطِيحَةٌ7 لِي فَأَفْرَغْتُ عَلَيْهِ، فَغَسَلَ يديه وغسل

_ 1 لم أقف عليه من هذا الطريق، وتقدم تخريجه من طريق أخرى عند أحمد والترمذي. ولمزيد الفائدة في التعرف على طرقه يراجع كتاب السنة لابن أبي عاصم، تخريج الألباني، حديث رقم 316. 2 سبق الكلام عليه وبيان ضعفه في الحديث قبل هذا. 3 الأزدي، قال ابن أبي حاتم: بصري الأصل، مكي البلد، روى عن ابن عون وشعبة، سألت أبي عنه، فقال: أدركته، وليس بقوي. الجرح والتعديل 8/ 5. 4 عامر بن شراحيل، وتلميذه هنا هو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ أرطبان. 5 في هامش الأصل: "قوبل فصح إن شاء الله". 6 علم في هذه المواضع من الأصل بعلامة التضبيب، وكتب عليه "كذا في الأصل". 7 السطيحة ـ بفتح السين المهملة بعدها طاء مهملة آخرها حاء مهملة، هي ما كان من جلدين قوبل أحدهما بالآخر، فسطح عليه، وتكون صغيرة وكبيرة، وهي من أواني المياه. الغريب لأبي عبيد 1/ 244، والنهاية لابن الأثير 2/ 365.

وَجْهَهُ وَذَهَبَ يَغْسِلُ ذِرَاعَيْهِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ مِنْ جِبَابِ الرُّومِ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، فَضَاقَتْ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِ الْبَدَنِ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، قَالَ: وَذَكَرَ لَنَا أَنَّهُ مَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِهِ وَالْعَمَامَةِ، قَالَ: وَذَكَرَ شَيْئًا أَخَافُ أَلا أُقِيمَهُ، قَالَ: وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثم قال: لك حَاجَةٌ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ لِي حَاجَةٌ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا وَقَدْ أَمَّهُمُ ابْنُ عَوْفٍ فِي صلاة الصبح، فصلى ركعة أُوذن فَمَنَعَنِي، فَصَلَّيْنَا مَا أَدْرَكَنَا وَقَضَيْنَا مَا سَبَقَنَا" 1. هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو جَابِرٍ الْوَاسِطِيُّ عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ أَرْطُبَانَ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ومحمد ابن سِيرِينَ جَمِيعًا عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ. وَوَهِمَ أَبُو جَابِرٍ فِي ذَلِكَ، لأَنَّ مُحَمَّدَ بن سيرين لم يروي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَلا سَمِعَهُ مِنْهُ، وَإِنَّمَا الشَّعْبِيُّ رَوَاهُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ كَمَا سُقْنَاهُ. وَوَافَقَ ابْنُ عَوْنٍ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، فَرَوَاهُ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ. وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ فَرَوَاهُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ نَفْسِهِ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ، فَحَمَلَ أَبُو جَابِرٍ رِوَايَةَ ابْنِ سِيرِينَ عَلَى رِوَايَةِ الشَّعْبِيِّ. وَقَدْ روى الحديث يزي بْنُ هَارُونَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ مُبَيَّنًا، فَرَوَاهُ عَنْهُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ، ثُمَّ قَالَ: عَنِ ابْنِ سيرين، رفعه إلى

_ 1 رواه الطبراني في الكبير 20/ 373 ح 870 عن معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري عن أبيه، عن ابن عون ... به ... سنداً ومتناً.

الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ. وَرَوَاهُ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ عَنِ الْمُغِيرَةِ مُرْسَلا أَيْضًا، وَالْحَسَنُ إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، بَيَّنَ ذَلِكَ بَكْرُ بْنُ عبد الله المزني فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الْحَسَنِ. وَابْنِ سِيرِينَ سَمِعَهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيِّ عَنِ الْمُغِيرَةِ، وَقِيلَ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ1. فَرَوَاهُ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عن عمرو بن وهب، عَنِ الْمُغِيرَةِ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ وَحَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ سِيرِينَ. وَرَوَاهُ جرير بن حازم عن ابن سِيرِينَ إِلا أَنَّهُ اخْتَلَفَ عَلَيْهِ فِي رِوَايَتِهِ، فَرَوَاهُ أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْهُ مُخْتَصَرًا عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ. وَرَوَاهُ عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانُ عَنْهُ فَقَالا: عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ. وَرَوَاهُ سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ.

_ 1 سيأتي تخريج كل هذه الروايات التي أشار إليها المؤلف هنا إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

فَأَمَّا حَدِيثُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ الْمُوَافِقُ لِرِوَايَةِ ابن عون عنه: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا أبو نعيم1، نا2 (132/ ب) زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي سَفَرٍ فَقَالَ: أَمَعَكَ مَاءٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَمَشَى حَتَّى تَوَارَى عَنِّي فِي سَوَادِ اللَّيْلِ، ثُمَّ جَاءَ فأفرغت مَاءً مِنَ الإِدَاوَةِ" 3. فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُخْرِجَ ذِرَاعَيْهِ منها حتى أخرجها مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ أَهْوَيْتُ لأَنْزِعَ خُفَّيْهِ فَقَالَ: دَعْهُمَا، فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طاهرتين، فمسح عليهما" 4.

_ 1 الفضل بن دكين. 2 في هامش الأصل "بلغ مقابلة". 3 الإداوة ـ بالكسر ـ: إناء صغير من الجلد يتخذ للماء كالسطيحة ونحوها، وجمعها أداوي. النهاية في غريب الحديث 1/ 33. 4 رواه البخاري في كتاب اللباس، باب لبس جبة الصوف في الغزو عن أبي نعيم عن زكريا ... به. الفتح 10/ 268 ح 5799. ورواه أيضاً من طريق أبي نعيم عن زكريا ... به أبو القاسم الطبراني في الكبير 20/ 371 ح 864. ورواه مسلم 1/ 230 ح 79 من كتاب الطهارة عن ابن نمير، عن زكريا ... به. ومن طريق يحيى بن سعيد عن زكريا أخرجه أحمد في المسند 4/ 255.

وأما حديث يزيد بن هارون عَنِ ابْنِ عَوْنٍ الَّذِي بَيَّنَ فِيهِ مَا أَدْرَجَهُ أَبُو جَابِرٍ الْوَاسِطِيُّ، وَأَوْرَدَ حَدِيثَ الشَّعْبِيِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ مُسْنَدًا، وَحَدِيثَ ابْنِ سِيرِينَ عَنِ المغيرة مرسلاً1: فأخبرناه أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. وأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ ـ وَعَنِ ابْنِ سِيرِينَ رَفَعَهُ إِلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ـ قَالَ: "كُنَّا مَعَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَمَزَ ظَهْرِي أَوْ كَتِفِي بِشَيْءٍ كَانَ مَعَهُ، فَمَالَ2 وَتَبِعْتُهُ، فَقَضَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: أَمَعَكَ مَاءٌ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، وَمَعِي سَطِيحَةٌ مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَكَانَتْ عَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ3، فَرَفَعَ الْجُبَّةَ عن عَاتِقِهِ وَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ وَمَسَحَ عَلَى الْعِمَامَةِ، قَالَ: وَذَكَرَ النَّاصِيَةَ بِشَيْءٍ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلْنَا فَأَدْرَكْنَا الْقَوْمَ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يَؤُمُّهُمْ، وَقَدْ صَلَّوْا ركعة، فذهبت لأوذنهم فنهاني، فصلينا معه ركعة، وقضيناالتي سَبَقَنَا بِهَا" 4، وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ التَّمِيمِيِّ.

_ 1 أي منقطعاً. 2 في الأصل عليها علامة تضبيب، وفي مسند أحمد: "قال: وتبعته"، ومعناهما واحد. 3 كتب في هذا الموضع "كذا" والجملة هكذا في مسند أحمد. 4 رواه الإمام أحمد في المسند 4/ 251.

وَأَمَّا حَدِيثُ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ عَنِ الْمُغِيرَةِ مُرْسَلا أيضاً: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَّافُ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: نا ـ وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ حَدَّثَنِي ـ إِسْحَاقُ بْنُ الحسن الحربي قَالَ: نا ـ وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ حَدَّثَنِي ـ عَفَّانُ، نا هَمَّامٌ، نا قَتَادَةُ عَنِ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أنه قال: "ثنتان لا أَسْأَلُ عَنْهُمَا أَحَدًا رَأَيْتُهُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ تَخَلَّفَ لِحَاجَتِهِ، وَتَخَلَّفْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ أَتَيْتُهُ بِوَضُوءٍ فَغَسَلَ وجهه، قال: وَكَانَتْ عَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ ضَيِّقَةُ (133/ أ) فمِ الْكُمِّ، فَأَخْرَجَ يَدَهُ1 مِنْ تَحْتِهَا فَمَسَحَ عَلَى الْعِمَامَةِ وَعَلَى الْخُفَّيْنِ، وَانْتَهَى إِلَى النَّاسِ وَقَدْ دَخَلُوا فِي الصَّلاةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُصَلِّي بِهِمْ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ يَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَمْضِيَ، قَالَ: وَكُنَّا قَدْ سُبِقْنَا بِرَكْعَةٍ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ركعة، فلما سلم قام، فقضى الرَّكْعَةَ الَّتِي سُبِقَ بِهَا، فَلَمْ يزد عليها شيئاً" 2. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ3 وعثمان بن محمد قالا: أنا أبو بكر4 الشافعي قال: سمعت إبراهيم الحربي ذكر حديث الحسن عن المغيرة بن

_ 1 كتب عليه في الأصل "كذا" ولعله بسبب الإفراد، وفي الروايات الأخرى "يديه" بالتثنية. 2 لم أقف عليه بهذا الإسناد. 3 أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان. 4 محمد بن عبد الله بن إبراهيم.

شعبة، فقال: ليس بصحيح، إنما سمع من ابن المغيرة، لأن الحسن ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر وقدم البصرة أيام عثمان بعد عزل المغيرة عنها ورجوعه إلى المدينة، وتوفي المغيرة في شعبان سنة خمسين وهو ابن سبعين سنة، فلو كان الحسن معه في بلد سمع منه، لأن المغيرة توفي وللحسن تسع وعشرون سنة. وأما حديث الحسن المتصل الذي رواه عن حمزة بن المغيرة عن أبيه: فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ1، نا أبو القاسم النخاس2 ـ لفظاً ـ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصَلانِيُّ، نَا بندار3، نا يحييى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ4 التَّيْمِيِّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: "تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْعِمَامَةِ". قال بكر: وقد سمعته من ابن المغيرة بن شعبة5. وأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، أنا عَلِيُّ بن عمر

_ 1 أبو بكر البرقاني. 2 بالخاء المعجمة والسين المهملة، هو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ النخاس المقرئ. 3 محمد بن بشار. 4 سليمان بن المعتمر التيمي. 5 رواه مسلم 1/ 231 ح 83 من كتاب الطهارة من طريق محمد بن بشار عن يحيى، عن التيمي، ومن طريق المعتمر بن سليمان التيمي عن أبيه ... وأخرجه أيضاً أبو داود 1/ 104-105 ح 150 باب المسح على الخفين من كتاب الطهارة عن مسدد، عن يحيى والمعتمر كلاهما عن سليمان ... به.

الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، نا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ بَكْرِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْعِمَامَةِ" 1. قال بكر: وقد سمعته من ابن الْمُغِيرَةِ. وَرَوَاهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُغِيرَةِ وَسَمَّاهُ حَمْزَةُ، وَهُوَ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْهُ الْحَسَنُ وَبَكْرٌ، وَسَاقَهُ حُمَيْدٌ بِطُولِهِ: أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطَّسْتِيُّ، نا الحسين بن بشار الخياط2، نا نَصْرُ بْنُ حُرَيْشٍ3، نا الْمُسَيَّبُ4 عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: "خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا كُنَّا فِي بَعْضِ السَّفَرِ وَكُنَّا قَرِيبًا مِنَ الصُّبْحِ، جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَلَّفُ عَنْ أَصْحَابِهِ قَلِيلا قَلِيلا، قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ لَهُ حَاجَةً، قَالَ: ثُمَّ عَدَلَ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الطَّرِيقِ فاتبعته، فلما قضى حاجته (133 / ب) قَالَ لِي: هَلْ مَعَكَ مَاءٌ؟ قلت: نعم،

_ 1 انظر الهامش السابق. 2 بالخاء المعجمة والمثناة التحتية بعدها ألف وآخره طاء مهملة. انظر تاريخ بغداد 8/ 24. 3 بالحاء المهملة والراء بعدها مثناة تحتية وآخره شين معجمة، ضعفه الدارقطني. تاريخ بغداد 13/ 285. 4 ابن شريك أبو سعيد التميمي الشقري ـ بالمعجمة وبعدها قاف ـ قال أحمد: حديثه حديث أهل الصدق. وضعفه ابن المديني. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال الفلاس: متروك الحديث، رأيت أهل العلم مجمعون على ترك حديثه. وقال الدارقطني والنسائي وغيرهما: متروك الحديث، مات سنة 186هـ. تاريخ بغداد 13/ 137.

مَعِي إِدَاوَةٌ مِنْ مَاءٍ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ الإِدَاوَةَ فَتَوَضَّأَ، وَكَانَتْ عَلَيْهِ جُبَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، قَالَ: فَذَهَبَ لِلْحَسْرِ عَنْ ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَتَا عَلَيْهِ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَعِمَامَتِهِ، ثُمَّ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلْنَا إِلَى أَصْحَابِنَا وَقَدْ أَسْفَرْنَا جِدًّا، فَإِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ صَلاةَ الْفَجْرِ، وَقَدْ صَلَّى رَكْعَةً، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَقْبَلَ تَنَحَّى عَنْ مُقَامِهِ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ مَكَانَكَ، قَالَ: فَصَلَّيْنَا خَلْفَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَكْعَةً، فَلَمَّا سَلَّمَ مِنْ صَلاتِهِ قُمْنَا، فَقَضَيْنَا رَكْعَةً أخرى" 1. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا مُسَدَّدٌ، نا يزيد بن زريع. وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ النِّعَالِيِّ، أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ علي، نا يزيد ابن زُرَيْعٍ، نا حُمَيْدٌ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "تَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَخَلَّفْتُ مَعَهُ، فَأَتَى بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ وجهه ويديه، ثم ذهب للحسر عَنْ ذِرَاعَيْهِ، فَضَاقَ كُمَّ الْجُبَّةِ، فأخرج يده مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، وَأَلْقَى الْجُبَّةَ عن منكبه

_ 1 رواه النسائي 1/ 76 كتاب الطهارة، باب المسح على العمامة مع الناصية من طريق يزيد بن زريع عن حميد، عن بكر ... به مختصراً، وأخرجه عن محمد بن أبي عدي، عن حميد به الإمام أحمد في مسنده 4/ 248 مختصراً. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه 1/ 230 ح 81 من كتاب الطهارة ـ كاملاً ـ عن ابن زريع عن حميد عن بكر ... به، إلا أنه عنده عن بكر المزني عن عروة بن المغيرة بدل حمزة.

ثُمَّ أَتَيْنَا الْقَوْمَ وَقَدْ صَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَكْعَةً، فَلَمَّا أَحَسَّ1 بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُمْتُ، فَقَضَيْنَا الرَّكْعَةَ الَّتِي سَبَقَنَا" 2، لَفْظُ حَدِيثِ الْبَرْقَانِيِّ. وأما حديث أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بن شعبة: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بن المثنى، نا مسدد. وأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حدثني أَبِي قَالا: نا إِسْمَاعِيلُ، أنا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَسُئِلَ؛ هَلْ أَمَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ؟ فَقَالَ: "نَعَمْ، كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ السَّحَرِ ضَرَبَ عنق راحلتي، فظننت أَنَّ لَهُ حَاجَةً فَعَدَلْتُ مَعَهُ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى بَرَزْنَا عَنِ النَّاسِ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَتَغَيَّبَ عَنِّي حَتَّى مَا أَرَاهُ، فَمَكَثَ طَوِيلا، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: حَاجَتَكَ يَا مُغِيرَةُ، قُلْتُ: مَا لِي حَاجَةٌ، فَقَالَ: هَلْ مَعَكَ مَاءٌ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقُمْتُ إِلَى قِرْبَةٍ أَوْ إِلَى سَطِيحَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِي أَخَرَةِ الرَّحْلِ، فَأَتَيْتُهُ بِمَاءٍ، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ فَأَحْسَنَ غَسْلَهُمَا، قَالَ: وَأَشُكُّ أَنَّهُ قَالَ: دلكهما

_ 1 في الأصل عليه علامة تضبيب، وذلك لأن في الأصل "حس" بدون ألف، وأثبتها من صحيح مسلم. 2 رواه مسلم 1/ 230 ح 81 من كتاب الطهارة، إلا أنه فيه عن عروة بدل حمزة، ولعل فيه تصحيفاً من أحد النساخ، والعلم عند الله.

بِتُرَابٍ أَمْ لا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عَنْ يَدَيْهِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ فَضَاقَتْ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِهَا إِخْرَاجًا، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، قال: (134/ أ) فَيَجِيءُ فِي الْحَدِيثِ غَسْلُ الْوَجْهِ مَرَّتَيْنِ، فَلا أَدْرِي؛ أَهَكَذَا كَانَ أَمْ لا ـ ثُمَّ مَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ، وَمَسَحَ عَلَى الْعِمَامَةِ، وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَرَكِبْنَا فَأَدْرَكْنَا النَّاسَ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَتَقَدَّمَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَقَدْ صَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً وَهُمْ فِي الثَّانِيَةِ، فَذَهَبْتُ أُوذِنُهُ فَنَهَانِي، فَصَلَّيْنَا الرَّكْعَةَ الَّتِي أدركنا، وقضينا الركعة التي سبقنا" 1، لَفْظُ التَّمِيمِيِّ. وأما حديث هشام بن حسان عن ابن سيرين الموافق لرواية أيوب هذه: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا يزيد2، أنا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ الْجَامِعِ، فَإِذَا عَمْرُو بْنُ وَهْبٍ الثَّقَفِيُّ قَدْ دَخَلَ مِنَ النَّاحِيَةِ الأُخْرَى، فَالْتَقَيْنَا قَرِيبًا مِنْ وَسَطِ الْمَسْجِدِ، فَبَدَأَنِي بِالْحَدِيثِ ـ وَكَانَ يُحِبُّ مَا سَاقَ إِلَيَّ مِنْ خير ـ فابتدأني فَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَزَادَهُ فِي نَفْسِي تَصْدِيقًا الَّذِي قَرَّبَ بِهِ الْحَدِيثَ قَالَ: قُلْنَا: هَلْ أَمَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنَّا فِي سَفَرِ كَذَا وَكَذَا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ السَّحَرِ ضَرَبَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنق راحلتي، فَانْطَلَقَ وَتَبِعْتُهُ، فَتَغَيَّبَ عَنِّي سَاعَةً

_ 1 رواه الإمام أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حنبل في المسند 4/ 244، 249-250. وأخرجه الطبراني في الكبير 20/ 429 ح 1039 من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ ... به ... غير أنه قال: عن محمد بن سيرين، عن رجل يكنى أبا عبد الله، عن عمرو بن وهب، عن المغيرة ... به. 2 ابن هارون الواسطي.

ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: حَاجُتَكَ؟ قُلْتُ: ليس لِي حَاجَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: هَلْ مِنْ مَاءٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ وَكَانَتْ عَلَيْهِ جُبَّةٌ لَهُ شَامِيَّةٌ فَضَاقَتْ، فَأَدْخَلَ يَدَيْهِ فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، وَمَسَحَ بناصيته، وَمَسَحَ عَلَى الْعِمَامَةِ وَعَلَى الْخُفَّيْنِ، ثُمَّ لَحِقْنَا النَّاسَ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَؤُمُّهُمْ وَقَدْ صَلَّى رَكْعَةً، فَذَهَبْتُ لأُوذِنُهُ فَنَهَانِي، فَصَلَّيْنَا الَّتِي أَدْرَكْنَا، وَقَضَيْنَا الَّتِي سُبِقْنَا بِهَا" 1. وأما حديث حبيب بن الشهيد عن ابن سيرين مثل هذا القول: فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ وَحَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عن عمرو بن وهب، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: "صَبَبْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَسَلَ يَدَيْهِ، وَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَغْسِلَ ذِرَاعَيْهِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ، فَذَهَبَ يُخْرِجُ يَدَيْهِ فَضَاقَتْ عَلَيْهِ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، وَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ" 2. وأما حديث جرير بن حازم عن ابن سيرين الذي رواه عنه أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ موافقا لرواية أيوب وهشام وحبيب في الإسناد: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الصَّهْبَاءِ وَلادُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ التيمي الكوفي، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ (134/ ب) الشَّيْبَانِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، نا مالك بن

_ 1 رواه أحمد في المسند 4/ 247-248. 2 رواه الطبراني في الكبير 20/ 428 ح 1035.

إِسْمَاعِيلَ، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ. وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ، نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، نا أَبُو غَسَّانَ، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا تبرز يبعد ـ وَقَالَ الْحَارِثُ: تَبَاعَدَ ـ فَذَكَرَ أَنَّهُ جَاءَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يُصَلِّي، فَصَلَّى مَعَهُ رَكْعَةً" 1. وأما حديث جرير بن حازم عن ابن سيرين الذي رواه عنه عفان وأسود بن عامر، وزادا في إسناده رجلا بين ابن سيرين وبين عمرو بن وهب: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نِيخَابَ2 الطَّيْبِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، نا عَفَّانُ، نا جرير ابن حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ قَالَ: كُنَّا عند المغيرة بن شعبة، فَقَالَ الْقَوْمُ: هَلْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى خَلْفَ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ: نَعَمْ، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَسْرَيْنَا لَيْلَةً، فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ السَّحَرِ ضَرَبَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُنُقَ رَاحِلَتِي، فَانْصَرَفْتُ مَعَهُ، وَنَزَلَ حَتَّى تَغَيَّبَ عَنِّي، ثُمَّ جاء فقال: هل لك حَاجَةٌ يَا مُغِيرَةُ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: هَلْ مَعَكَ مَاءٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقُمْتُ إِلَى سَطِيحَةٍ أَوْ إِدَاوَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِي قَادِمَةِ الرَّحْلِ أَوْ أَخِرَتِهِ، فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَوَضَّأَ مِنْهَا ـ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَشُكُّ مَسَحَ يَدَهُ بِتُرَابٍ أَمْ لا ـ ثُمَّ أَفْرَغْتُ عَلَيْهِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ، ثم حسر عن

_ 1 لم أجده بهذا الإسناد والسياق. 2 بالنون والتحتانية والمعجمة بعدها ألف وموحدة، تقدم ضبطه مراراً.

ذِرَاعَيْهِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، فَأَلْقَى الْجُبَّةَ هَكَذَا عَلَى مَنْكِبِهِ ـ قَالَ مُحَمَّدٌ: فَلا أَدْرِي، أَمَرَّتَيْنِ غَسَلَهُمَا أَمْ هَكَذَا جَاءَ الْحَدِيثُ ـ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَمَسَحَ عِمَامَتَهُ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ رَكِبْنَا فَأَتَيْنَا النَّاسَ وَقَدْ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَقَدَّمُوا عَبْدَ الرحمن، فقلت: ألا أُوذِنُهُمْ بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لا، فَأَتَيْتُهُمْ وَقَدْ صَلَّوْا رَكْعَةً، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّفِّ، فَلَمَّا قَضَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَلاتَهُ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَضَى الرَّكْعَةَ الَّتِي سبقته" 1 2. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان، نا عبد الله بن أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ ـ يَعْنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ2. وأما حديث سليم3 بن أخضر عن ابن4 عون، عن ابن سيرين الذي وافق رواية جرير بن حازم هذه في زيادة الرجل، إلا أنه جعله بين عمرو بن وهب وبين المغيرة بن شعبة: فأخبرناه الحسن (135/ أ) بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ5 الشَّافِعِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا عبد الله بن عمرو بْنِ مَيْسَرَةَ، نا سُلَيْمُ بْنُ أخضر، عن ابن عون

_ 1 في هذا الموضع من الأصل "كذا" ولعله بسبب تغير الضمير، والله أعلم. 2 رواه الإمام أحمد في المسند 4/ 248 بعد حديث هشام عن ابن سيرين الذي ساقه قبله ص 247-248، فساق إسناد أسود ابن عامر، ثم قال: بنحوه. 3 قال في التقريب 132: "مصغراً". 4 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ أرطبان. 5 محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي.

قَالَ: نا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سيرين عن عمرو بن وهب، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بطوله1. 97- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ2 الْفَقِيهُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ3 بْنِ شَاذَانَ، وَقُرِئَ عَلَى أَبِي عُمَرَ بْنِ حَيُّوَيْهِ4 ـ وَأَنَا أَسْمَعُ ـ أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا ابْنُ أَبِي5 عَدِيٍّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: كَتَبَ بِهِ إِلَى مَنْصُورٍ وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلا مِنْ شَقِيٍّ" 6. قَالَ شُعْبَةُ: وَفِي الْكِتَابِ أَيْضًا عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ: "مَنْ صَلَّى كُلَّ يَوْمٍ ثنتي عَشْرَةَ رَكْعَةً بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا ـ أَوْ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ ـ فِي الْجَنَّةِ" 6. كَذَا رَوَى أَبُو القاسم عبد الله بن محمد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي عدي وعبد الرحمن

_ 1 لم أجده بهذا الإسناد، والله أعلم. 2 هو أبو بكر البرقاني. 3 أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ. 4 محمد بن عباس الخزاز ـ بالمعجمة وبعدها زايين بينهما ألف. تاريخ بغداد 3/ 121. 5 محمد بن إبراهيم. 6 لم أقف عليه بهذا السياق والإسناد، وسيأتي تخريج كل متن لوحده ...

ابن مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، وَوَهِمَ فِي ذَلِكَ، فَإِنَّ الْمَتْنَ الأَوَّلَ الْمَرْفُوعَ عَنْهُمَا جَمِيعًا كَمَا سُقْنَاهُ، وَأَمَّا الْمَتْنُ الثَّانِي الْمَوْقُوفُ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَ بُنْدَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ وَحْدَهُ دُونَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ شُعْبَةَ، رَوَاهُ كَذَلِكَ مَبَيَّنًا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصَلانِيُّ1 عَنْ بُنْدَارٍ، وَفَصَلَ أَحَدَ الْحَدِيثَيْنِ مِنَ الآخر. وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُقْرِئِ، أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصَلانِيُّ، نَا بُنْدَارٌ، نا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: كَتَبَ إِلَى مَنْصُورٍ2، وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ مَوْلَى3 الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاحِبَ هَذِهِ الْحُجْرَةِ الصَّادِقَ الْمُصَدَّقَ يَقُولُ: "لا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلا مِنْ شَقِيٍّ" 4، وَزَادَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ في حديثه، قال: قال

_ 1 في هامش الأصل ما نصه: "قلت: البصلاني: نسبة إلى البصلية، وهي محلة ببغداد، خرج منها جماعة منهم: أبو بكر محمد ابن إسماعيل بن علي بن النعمان البصلاني، كان شيخاً ثقة. حاشية الأنساب للحافظ السمعاني. أ. هـ. وهذه الحاشية مختصرة من الأنساب، وقد سبق ضبط هذه النسبة. 2 ابن المعتمر السلمي. 3 أبو عثمان التبان ـ بمثناة ثم موحدة ثقيلة ـ مولى المغيرة بن شعبة، قيل اسمه سعد، وقيل عمران، مقبول. التقريب 417. 4 رواه أبو داود 5/ 232 ح 4942 كتاب الأدب، باب الرحمة عن حفص بن عمر وابن كثير، كلاهما عن شعبة ... به. ورواه الترمذي 4/ 323 ح 1923 كتاب البر والصلة، باب ما جاء في رحمة المسلمين من طريق الطيالسي عن شعبة، ثم قال: هذا حديث حسن. ورواية الطيالسي هذه في مسنده 330 ح 2529. ورواه الإمام أحمد في المسند 2/ 461 عن ابن مهدي عن شعبة ... به، و2/ 301 عن محمد بن جعفر عن شعبة، و2/ 442 من طريق الثوري عن منصور متابعاً لشعبة، وكذا تابعهما أيضاً شيبان عن منصور. 2/ 461.

شُعْبَةُ: وَفِي الْكِتَابِ أَيْضًا عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "مَنْ صَلَّى كُلَّ يَوْمٍ ثنتي عَشْرَةَ رَكْعَةً بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا أَوْ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ" 1. وَرَوَى هَذَا الْمَتْنَ الأَخِيرَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ1 وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ شُعْبَةَ عَلَى الشَّكِّ فِي رَفْعِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَاهُ مسلم بن إبراهيم عن شعبة مرفوعاً بغير شك2. 98- طريق آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ3 الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا أبو الأشهب4 (135/ ب) وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَسَلْمُ بْنُ زُرَيْرٍ5، وَحَمَّادُ بْنُ نَجِيحٍ، وَصَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ6، عن عمران ابن حُصَيْنٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ قَالا: "قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَظَرْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا أكثر أهلها الفقراء، ونظرت

_ 1 رواه أبو داود في المسند 330 ح 2530 ثم قال: هذا أيضاً مما كتبه إليه منصور. 2 لم أقف عليه من طريقه. 3 أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إسحاق الأصبهاني. 4 جعفر بن حيان ـ بالتحتانية والنون ـ السعدي، أبو الأشهب العطاردي البصري، مشهور بكنيته. 5 قال في التقريب 129: بفتح الزاي وراءين ـ أبو بشر العطاردي البصري، وثقه أبو حاتم. وقال النسائي: ليس بالقوي. 6 قال في التقريب 265: عمران بن ملحان ـ بكسر الميم وسكون اللام بعدها مهملة، ويقال: ابن تيم، أبو رجاء العطاردي، مشهور بكنيته، مخضرم ثقة معمر، مات سنة 105هـ، وله 120 سنة.

فِي النَّارِ، فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ" 1. كَذَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ، وَخَلَطَ فِي جَمْعِهِ بَيْنَ رِوَايَاتِ هَؤُلاءِ الْخَمْسَةِ، وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا الأَشْهَبِ جَعْفَرَ ابن حَيَّانَ وَحَمَّادَ بْنَ نَجِيحٍ، وَصَخْرَ بْنَ جُوَيْرِيَةَ كَانُوا يَرْوُونَهُ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَحْدَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ سَلْمُ بْنُ زُرَيْرٍ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي رجاء عن عمران بن حصين وَحْدَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَمَّا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ فَلا نَعْلَمُ كَيْفَ كَانَ يَرْوِيهِ، لأَنَّهُ لَمْ يَقَعْ إِلَيْنَا حَدِيثُهُ إِلا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي داود هذه مجموعاً مَعَ رِوَايَةِ غَيْرِهِ2. وَالْحَدِيثُ عِنْدَ أَبِي رَجَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَنْ عِمْرَانَ جَمِيعًا، إِلا أَنَّا لا نَعْلَمُ أَحَدًا اجْتَمَعَتْ لَهُ الرِّوَايَتَانِ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ غَيْرَ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَرَوَاهُ3 أَيْضًا عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ3. وَقَدْ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَالْجَعْدُ4 أَبُو عُثْمَانَ، وَمَطَرٌ5 الْوَرَّاقُ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس.

_ 1 رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ داود الطيالسي في المسند 112 ح 833. 2 انظر فتح الباري 11/ 279 كتاب الرقاق، باب في فضل الفقر ... وحلية الأولياء 2/ 308. 3 سيأتي تخريج هاتين الروايتين. 4 هو الجعد بن دينار اليشكري ـ بتحتانية مفتوحة بعدها معجمة ساكنة وكاف مضمومة ـ أبو عثمان الصيرفي البصري، ثقة. التقريب 55. 5 ابن طهمان أبو رجاء السلمي الخراساني، تقدم الكلام عليه.

وَرَوَاهُ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ وَعَوْفٌ بن الأَعْرَابِيُّ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ. فَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي الأَشْهَبِ: فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ ـ بِنَيْسَابُورَ ـ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ ـ بِنَسَا1 ـ أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا شَيْبَانُ2، نا أَبُو الأَشْهَبِ، نا أَبُو رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اطَّلَعَ فِي النَّارِ، فَرَأَى أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ، وَاطَّلَعَ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَى أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ" 3 وأما حديث حماد بن نجيح وصخر بن جويرية: فأخبرناه أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّلالُ، أنا أَحْمَدُ بن سلمان النَّجَّادُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبِرْتِيُّ4. وَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ5، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله الدقاق، نا محمد ابن سليمان الواسطي قالا: نا

_ 1 قال في معجم البلدان 5/ 281: بفتح النون والسين المهملة مقصور، وهو اسم بلدة في خراسان، وقد تقدم التعريف بها، والله أعلم. 2 ابن فروخ، وقد تقدم الكلام عليه مراراً. 3 رواه مسلم 4/ 2096-2097 ح 94 من كتاب الذكر والدعاء والرقاق عن شيبان به. 4 بكسر الباء الموحدة وسكون الراء وفي آخرها التاء المثناة من فوق، هذه النسبة إلى برت، وهي قرية بنواحي بغداد. اللباب 1/ 133. 5 بفتح الراء وتشديد الزاي بعدها ألف وفي آخره زاي. اللباب 2/ 22.

مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا حَمَّادُ بْنُ نَجِيحٍ وَصَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ قَالا: نا أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "اطَّلَعْتُ فِي الجنة، فذكر مثله، وقلبه1؛ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ" 2. وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ الْبِرْتِيِّ. وأما حديث أيوب عن أبي رجاء عن ابن عباس: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا إسماعيل، أنا أيوب. وأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي أَحْمَدَ الْحُسَيْنِ بْنِ علي3

_ 1 في الأصل "وقبله". 2 أخرجه البخاري تعليقاً في كتاب الرقاق، باب فضل الفقر. الفتح 11/ 273 ح 6449. قال الحافظ ابن حجر: وأما متابعة حماد بن نجيح ـ وهو الإسكاف البصري ـ فوصلها النسائي من طريق عثمان بن عمر ابن فارس عنه، وليس له في الكتابين سوى هذا الحديث الواحد، وقد وثقه وكيع وابن معين وغيرهما، وأما متابعة صخر بن جويرية فوصلها النسائي أيضاً من طريق المعافى بن عمران عنه، وابن منده في كتاب التوحيد من طريق مسلم بن إبراهيم عن حماد وصخر ... به. أ. هـ، وروايتاهما عند النسائي في الكبرى في كتاب عشرة النساء. تحفة الأشراف 5/ 191-192. وأخرجه الحافظ نفسه في تغليق التعليق 5/ 167-169 من طريق مسلم بن إبراهيم عن حماد، ومن طريق البغوي عن ابن الجعد، عن صخر، وهذه الأخيرة انظرها في مسند ابن الجعد 2/ 1089 ح 3162، ورواه الإمام أحمد في المسند 1/ 234 عن وكيع، عن حماد بن نجيح ... به. 3 هو المعروف بحسينك النيسابوري. تاريخ بغداد 8/ 74.

التيمي ـ وأنا أسمع ـ (136/ أ) أَخْبَرَكُمُ ابْنُ خُزَيْمَةَ1 وَالسَّرَّاجُ1 قَالا: نَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، وَأَخْبَرَكُمْ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ2، حَدَّثَنِي جَدِّي3 وَزِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالا: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الرَّجَاءِ الْعُطَارِدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ" 4. وأما حديث سعيد بن أبي عروبة بمتابعة رواية من ذكرنا عن أبي رجاء: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ النَّيْسَابُورِيُّ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ ـ بِالْكُوفَةِ ـ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ يُحَدِّثُ، قَالَ: نا ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ، وَاطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا عامة أهلها المساكين" 5.

_ 1 محمد بن إسحاق. 2 عبد الله بن محمد بن عبد العزيز. 3 أحمد بن منيع جده لأمه. 4 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 359. وهو مخرج أيضاً في مسند علي بن الجعد من طريق البغوي عن زياد بن أيوب وجده أحمد بن منيع عن إسماعيل، عن أيوب ... به. 2/ 1090 ح 3165. ورواه مسلم 4/ 2096 ح 94 من كتاب الذكر والدعاء والرقاق عن زهير بن حرب، عن إسماعيل، عن إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الوهاب الثقفي، كلاهما عن أيوب ... به، ومن طريق ابن منيع عن إسماعيل ... به الإمام الترمذي 4/ 715 ح 2602 كتاب صفة جهنم، باب ما جاء أن أكثر أهل النار النساء. 5 رواه مسلم 4/ 2097 ح 94 عن أبي كريب، عن أبي أسامة، عن ابن أبي عروبة. وأخرجه النسائي في الكبرى كتاب عشرة النساء عن أبي داود الحراني، عن جعفر بن عون، عن ابن أبي عروبة. تحفة الأشراف 5/ 192 ح 6317.

وأما حديث مطر الوراق عن أبي رجاء مثل ذلك: فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الدَّلالُ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، نا بِشْرُ بن عمران، نا داود الزبرقان1. وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ ـ وَاللَّفْظُ لَهُ ـ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، نا القاضي أبو العباس أحمد ابن عبد الله بن نصر بْنِ بَجِيرٍ2. نا الْعَبَّاسُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُسَاوِرِ الحراني، ثنا بشر بن عباد3، نا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، نا أَيُّوبُ وَمَطَرٌ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ الْعَبَّاسِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا عَامَّةُ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ، فَإِذَا عَامَّةُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ" 4. وأما حديث سلم بن زرير عن أَبِي رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حصين: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ5 الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن محمد بن جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا أَبُو الْوَلِيدِ6 الطيالسي.

_ 1 الرقاشي البصري، متروك، كذبه غير واحد. التقريب 96. 2 بالموحدة والجيم بعدها مثناة تحتية وآخره راء. تاريخ بغداد 4/ 229. 3 في الإسناد السابق بشر بن عمران، وكلا الاسمين لم أقف على من ترجم له، والله أعلم. 4 حديث أيوب تقدم تخريجه، وأمات رواية مطر بن طهمان الوراق فلم أقف عليها، إلا أن الحافظ أبا نعيم الأصبهاني أشار إليها في الحلية 2/ 308، وكذلك الحافظ في الفتح 11/ 279. 5 أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إسحاق الأصبهاني. 6 هشام بن عبد الملك.

وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ1 الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ غَيْرَ مَرَّةٍ، حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، نا سَلْمُ بْنُ زُرَيْرٍ، نا أَبُو رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ" 2. وأما حديث أيوب السختياني عن أبي رجاء عن عمران: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ، نا قَاسِمُ بْنُ زكريا المطرز، نا عمران ابن مُوسَى، نا عَبْدُ الْوَارِثِ3، نا أيوب، نا أَبُو رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَظَرْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءُ، وَنَظَرْتُ فِي النَّارِ، فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ" 4. وأما حديث قتادة عن أبي رجاء كذلك: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ (136/ ب) أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: جَاءَ عِمْرَانُ

_ 1 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ. 2 رواه البخاري عن أبي الوليد الطيالسي ... به ... في كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، وأنها مخلوقة. الفتح 6/ 318 ح 3241. وأخرجها أيضاً في كتاب الرقاق، باب فضل الفقر. الفتح 11/ 273 ح 6449. 3 ابن سعيد. 4 رواه من طريق عبد الوارث عن أيوب به الإمام النسائي في عشرة النساء والرقائق من الكبرى. تحفة الأشراف 8/ 198 ح 10873. وانظر أيضاً فتح الباري 9/ 299.

ابن حُصَيْنٍ إِلَى امْرَأَتِهِ مِنْ عِنْدِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ وَقْتُ حَدِيثٍ، قَالَ: فَلَمْ تَدَعْهُ أَوْ قَالَ: فَأَغْضَبَتْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، ثُمَّ نَظَرْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ" 1. وأما حديث عوف الأعرابي عن أبي رجاء بمتابعة من ذكرنا على هذه الرواية: فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ أَبِي رجاء، عن عمران بن حصين قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أهلها النساء" 2.

_ 1 لم أقف عليه في المصنف ولا في الموجود من معاجم الطبراني، ولعله في القسم المفقود من الكبير، لأنه متضمن مسند عمران ابن حصين، والعلم عند الله. 2 رواه البخاري في كتاب النكاح من صحيحه باب كفران العشير الفتح 9/ 298 ح 5198 عن عثمان بن الهيثم، عن عوف ... به. ورواه الترمذي في صفة جهنم، باب ما جاء أن أكثر أهل النار النساء 4/ 716 ح 2603 عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي ومحمد بن جعفر وعبد الوهاب الثقفي قالوا: حدثنا عوف ... قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. هكذا يقول عوف عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ بن حصين، ويقول أيوب عن أبي رجاء، عن ابن عباس. وكلا الإسنادين ليس فيهما مقال، ويحتمل أن يكون أبو رجاء سمع منهما جميعاً، وقد روى غير عوف عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ بن حصين هذا الحديث. أ. هـ. وأخرجه أيضاً أبو نعيم في الحلية 2/ 318 من طريق هوذة وخليفة عن عوف.. به. وقال بعده: وتابعه عليه قتادة عن أبي رجاء، ورواه جماعة فخالفوهما ... أ. هـ.

99- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّاجِيِّ، حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، نا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الأَشَجُّ، نا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، نا الأَعْمَشُ عَنِ الْحَكَمِ1، وَمُسْلِمٌ2 الْبَطِينُ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ عَنْ سَعِيدِ ابن جُبَيْرٍ، وَعَطَاءٍ3، وَمُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: إِنَّ أُخْتِي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صِيَامُ شَهْرَيْنِ، فَقَالَ: أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُخْتِكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ تَقْضِينَهُ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَحَقُّ اللَّهِ أَحَقُّ" 4. كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو خَالِدٍ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الأَحْمَرُ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ النَّفَرِ الثلاثة الذين سماهم، وجعل رواياتهم مُتَّفِقَةً. وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ إِنَّمَا رَوَيَاهُ لِلأَعْمَشِ عن مجاهد

_ 1 الحكم بن عتيبة ـ بضم المهملة بعدها فوقية ثم تحتانية وموحدة ـ الكندي. 2 مسلم بن عمران البطين. 3 ابن أبي رباح. 4 رواه مسلم 2/ 804 ح 155 من كتاب الصيام. ورواه الإمام أبو عيسى الترمذي في كتاب الصوم، باب ما جاء في الصوم عن الميت 3/ 86 ح 716. ورواه ابن ماجه أيضاً 1/ 559 ح 1758 كتاب الصيام، باب من مات وعليه صيام من نذر. ورواه أيضاً أبو بكر ابن خزيمة في صحيحه 3/ 272 ح 2055، كلهم من رواية أبي سعيد الأشج عن الأحمر ... به.

وَحْدَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ1، وَأَمَّا مُسْلِمٌ الْبَطِينُ فَإِنَّهُ رَوَاهُ لِلأَعْمَشِ عن سعيد بن جبير، عن ابْنِ عَبَّاسٍ1. وَرَوَاهُ كَذَلِكَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ مُفْرَدًا عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الْخَلْقَانِيُّ2، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ3، وَعَبْثَرُ4 بْنُ الْقَاسِمِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ. وَرَوَاهُ زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ كَذَلِكَ وَقَالَ فِي آخِرِهِ: فَقَالَ الْحَكَمُ وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ وَنَحْنُ جُلُوسٌ حِينَ حَدَّثَ مُسْلِمٌ بِهَذَا الْحَدِيثِ، سَمِعْنَا مُجَاهِدًا ذَكَرَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَجَمَعَ زَائِدَةُ فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الأَعْمَشِ مِنْ أَحَادِيثِ النَّفَرِ الثَّلاثَةِ، إِلا أَنَّهُ مَيَّزَ ذَلِكَ عَلَى وَجْهَيْنِ، وَفَرَّقَ بَيْنَ الْقَوْلَيْنِ، وَكُّلُهُمْ ذَكَرَ5 أَنَّ الْمَرْأَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّ أُمِّي مَاتَتْ، خِلافَ قَوْلِ أَبِي خَالِدٍ: إِنَّ أُخْتِي مَاتَتْ، وَجَعَلَ زَائِدَةُ، وَالْفَزَارِيُّ، وَعَبْثَرٌ السَّائِلُ رَجُلا، وَقَالُوا أَيْضًا كُلُّهُمْ صِيَامُ شَهْرٍ، وَلَمْ يَقُلْ شَهْرَيْنِ إِلا الْفَزَارِيُّ، وَلَسْتُ أَعْلَمُ مَنِ الرَّاوِي لِهَذَا الْحَدِيثِ عَنِ عطاء، أهم الثلاثة أم بعضهم؟ لأن ذكر عطاء لم يقع إليّ في هذا الحديث عن الأعمش (137/ أ) إِلا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي خَالِدٍ عنه6.

_ 1 انظر فتح الباري 4/ 195، وسيأتي تخريجهما بعد قليل 2 بضم الخاء المعجمة والقاف ـ وقد تقدم ضبطه. 3 إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري ـ بالفاء والزاي بعدها ألف ثم راء. 4 بفتح أوله وسكون الموحدة وفتح المثلثة ـ ابن القاسم الزبيدي ـ بضم الزاي ـ أبو زبيد، كذلك الكوفي، ثقة، مات سنة 179هـ. التقريب 167. 5 كتب في هذا الموضع من الأصل "كذا". 6 قال الحافظ في الفتح 4/ 195: ... وظاهره أنه عنده عن كل منهم، ويحتمل أن يكون أراد به اللف والنشر بغير ترتيب، فيكون شيخ الحكم عطاء، وشيخ البطين سعيد بن جبير، وشيخ سلمة مجاهد، ويؤيده أن النسائي أخرجه من طريق عبد الرحمن بن مغرا ـ بفتح الميم وسكون المعجمة ثم راء مقصور ـ الدوسي، عن الأعمش مفصلاً هكذا. انتهى. وهو في سنن الدارقطني 2/ 196 ح 84 من كتاب الصوم.

فأما أحاديث من رواه عن الأعمش عن مسلم البطين مفردا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ وَابْنُ شِيرَوَيْهِ قَالا: أنا إسحاق ابن رَاهَوَيْهِ، أنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، نا الأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عن سعيد بن جبير، عن ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، فَقَالَ: أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ أَكُنْتِ تَقْضِينَهُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أحق بالقضاء" 1. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان، نا عبد الله بن أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ2، نا الأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "أَتَتِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، فَأَقْضِي عَنْهَا؟ قَالَ: فَقَالَ: أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَمَا كُنْتِ تَقْضِينَهُ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ" 3.

_ 1 رواه مسلم 2/ 804 ح 154 من كتاب الصيام عن إسحاق بن إبراهيم ـ ابن راهويه ـ عن عيسى بن يونس ... به ... ورواه الإمام أحمد في المسند 1/ 362 عن ابن نمير عن الأعمش ... به. 2 محمد بن خازم ـ بالمعجمة والزاي ـ الضرير. 3 رواه أحمد في المسند 1/ 224.

أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ1 النَّاقِدُ، قَالا: أنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ2، نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ فَقَالَ: أَرَأَيْتِ لَوْ مَاتَتْ وَعَلَيْهَا دَيْنٌ أَكُنْتِ تَقْضِينَهُ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ" 3. أخبرنا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ ـ بِنَيْسَابُورَ ـ أنا محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ السُّلَيْطِيُّ4، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، نا الْوَلِيدُ5، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سعيد بن جبير، عن ابن عَبَّاسٍ قَالَ: "قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، أَفَأَصُومُهُمَا عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ أَكُنْتَ "قَاضِيهِ؟ " قَالَ6: " نَعَمْ، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أحق أن يوفى له" 7. أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بُشْرَانَ السُّكَّرِيُّ8، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُعَدَّلُ، نا

_ 1 بالمهملة والموحدة والتحتانية وآخره معجمة. تاريخ بغداد 3/ 86. 2 بضم المهملة ـ سبق ضبطه. 3 لم أجده من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنِ الأَعْمَشِ ... 4 بفتح المهملة وكسر اللام وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها طاء مهملة. 5 ابن مسلم الدمشقي. 6 كان في الأصل "قاضيته قالت" وضبب وصوب في الهامش. 7 لم أقف عليه من رواية أبي إسحاق الفزاري عن الأعمش. 8 أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن بشران المعدل السكري.

جعفر بن محمد الفريابي، نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنْ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ قَالَ: أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ أَكُنْتِ تَقْضِيهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أحق أن يقضى" 1. أخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ2، أَخْبَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلادٍ الباهلي (137/ ب) وَحَدَّثَكُمُ الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ قَالا: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ3، نا الأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ4، عَنْ سَعِيدِ ابن جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "أَتَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: عَلَى أُمِّي صَوْمُ شَهْرٍ مَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ، أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا؟ قَالَ: لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَتَهُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ" 5. هَذَا حَدِيثُ الْحَسَنِ. وأما حديث زائدة الذي جمع فيه بين رواية الأعمش عن النفر الثلاثة، وميز بعض أقوالهم من بعض:

_ 1 رواه النسائي في كتاب الصيام من السنن الكبرى عن قتيبة، عن عبثر ـ بالمهملة والمثلثة ـ. تحفة الأشراف 4/ 443 ح 5612، وفتح الباري 4/ 195. 2 أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ. 3 هو القطان. 4 مسلم بن عمران البطين. 5 رواه أبو داود 3/ 605 ح 3310 عن مسدد، عن يحيى.. به في كتاب الأيمان والنذور، باب ما جاء فيمن مات وعليه صيام صام عنه وليه. وأخرجه من طريق يحيى عن الأعمش الإمام أحمد في المسند 1/ 227.

فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَبُو بَكْرِ بن بِنْتِ مُعَاوِيَةَ، نا مُعَاوِيَةُ، قَالَ دَعْلَجُ: ونا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، نا أَبِي، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نا زَائِدَةُ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بن جبير، عن ابن عباس قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا؟ قَالَ: لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَهُ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى" 1. قَالَ سُلَيْمَانُ: فَقَالَ الْحَكَمُ وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ ـ وَنَحْنُ جُلُوسٌ حِينَ حَدَّثَ مُسْلِمٌ بِهَذَا الْحَدِيثِ ـ قَالا: سَمِعْنَا مجاهداًَ يَذْكُرُ هَذَا عَنِ ابن عباس1. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان، نا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، نا معاوية بن عمرو، نا زائدة، بإسناده مثله2. وقد رواه زيد بن أبي أنيسة عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس3، إلا أن الأعمش ليس عنده عن الحكم إلا حديث مجاهد على

_ 1 أخرجه البخاري في كتاب الصوم، باب من مات وعليه صوم عن معاوية بن عمرو ... به. الفتح 4/ 192 ح 1953. ومسلم 2/ 804 ح 155 من كتاب الصيام عن الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ ... به. 2 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 258. 3 أخرجه البخاري في كتاب الصوم باب من مات وعليه صوم ـ معلقاً ـ عن عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد ... به، ووصله الحافظ في تغليق التعليق 3/ 194. وانظر الفتح 4/ 192-193 ح 1953. ورواه مسلم 2/ 804 ح 156 عن زكريا بن أبي عدي، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زيد ... به.....

ما شرحناه، والله أعلم. 100- حديث آخر:1 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ ـ وَأَنَا أَسْمَعُ ـ حَدَّثَكُمْ أَبُو مُحَمَّدِ ابن صَاعِدٍ2، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْحَكَمِ، نا عَفَّانُ، نا شُعْبَةُ، نا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ3 عَنِ الْبَرَاءِ وَعَبْدِ الله ابْنُ أَبِي أَوْفَى: "إِنَّهُمْ أَصَابُوا حُمُرًا يَوْمَ خَيْبَرَ فَطَبَخُوهَا، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنْ أَكْفِئُوا الْقُدُورَ" 4. قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: يُقَالُ: إِنَّ أَبَا إِسْحَاقَ هُوَ الْهَجَرِيُّ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَمْ يَصْنَعْ أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ شَيْئًا، لأَنَّ الْهَجَرِيَّ لا يُحَدِّثُ عَنِ الْبَرَاءِ. قَالَ الْخَطِيبُ: لَعَمْرِي، إِنَّ أَبَا إِسْحَاقَ الْهَجَرِيَّ لا يُحَدِّثُ عَنِ الْبَرَاءِ، لَكِنَّهُ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْمَذْكُورُ فِي حَدِيثِ عَفَّانَ هُوَ السَّبِيعِيُّ، إِلا أَنَّ عَفَّانَ خَلَطَ فِي رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ شُعْبَةَ، وَهُوَ عِنْدَ شُعْبَةَ عَنْ

_ 1 سبق ذكر هذا الحديث ضمن حديث آخر عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه برقم 84 في باب ذكر المتون المتغايرة التي وصل بعضها ببعض. 2 يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ. 3 يحتمل أنه إبراهيم بن مسلم العبدي الهجري ـ بفتح الهاء والجيم ـ وهو لين الحديث يرفع الموقوفات. التقريب 23، ويحتمل أن يكون عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي ـ بفتح المهملة وكسر الموحدة ـ ثقة كما في التقريب 260 ـ إلا أنه اختلط بآخره ـ وقد رجح الخطيب هنا أنه السبيعي. 4 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 329 بهذا الإسناد والسياق.

عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ1. أَمَّا عَدِيٌّ فَسَمِعَهُ مِنَ البراء بن عازب ومن أَبِي أَوْفَى جَمِيعًا، فَكَانَ شُعْبَةُ يَرْوِيهِ تَارَةً عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ الْبَرَاءِ وَحْدَهُ، وَتَارَةً يَرْوِيهِ عَنْ عَدِيٍّ عَنْهُمَا جَمِيعًا. وَأَمَّا أَبُو إسحاق السبيعي (138/ أ) فَرَوَاهُ عَنِ الْبَرَاءِ وَحْدَهُ وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ غَيْرُهُ حَدِيثًا كَثِيرًا. وَكَانَ يَنْبَغِي لِعَفَّانَ أَنْ يُفَصِّلَ ذَلِكَ فَيَقُولَ: نا شُعْبَةُ، نا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى، وَنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ. وَقَدْ رَوَى شُعْبَةُ أَيْضًا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ2 الشَّيْبَانِيِّ، وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى. وَالرِّوَايَاتُ عَنْ شُعْبَةَ لِجَمِيعِ ذَلِكَ مَحْفُوظَةٌ. وأما حديث شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء وحده: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو خَلِيفَةَ3، نا أَبُو الْوَلِيدِ4 عَنْ شُعْبَةَ، عن عدي بن ثابت، عن الْبَرَاءِ: "أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَصَابُوا حُمُرًا فَذَبَحُوهَا، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

_ 1 كلا هاتين الروايتين أخرجهما الإمام مسلم في صحيحه 3/ 1539 ح 28، 29 من كتاب الصيد والذبائح. 2 سليمان بن أبي سليمان الشيباني. 3 الفضل بن الحباب ـ بالمهملة والموحدتين بينهما ألف ـ الجمحي. 4 هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ.

أكفئوا1 القدور" 2. أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أنا هَاشِمٌ ـ هُوَ ابْنُ الْقَاسِمِ ـ نا شُعْبَةُ، نا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ أَبِي وَابْنُ4 جَعْفَرٍ ـ يَعْنِي غُنْدَرًا ـ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ وَابْنَ أَبِي أَوْفَى3. ورواه أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ كرواية غندر: أخبرناه أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شعبة عن عدي ابن ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ وَابْنَ أَبِي أَوْفَى يُحَدِّثَانِ: "أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن لحوم الحمر الأهلية، فأكفيت الْقُدُورُ" 5. وَهَكَذَا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ6، والنضر بن

_ 1 أميلوها ليراق ما فيها. 2 رواه البخاري في المغازي، باب غزوة خيبر عن مسلم بن إبراهيم عن شعبة به. الفتح 7/ 482 ح 291. 3 انظر مسند الإمام أحمد 4/ 291. 4 في هذا الموضع من الأصل "تضبيب، والعبارة هكذا في مسند أحمد" قال أبي وابن جعفر ـ في هذا الحديث ـ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ وَابْنَ أَبِي أوفى". 5 رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ داود الطيالسي في المسند 99 ح 731. 6 روايته أخرجها الإمام مسلم في صحيحه 3/ 1539 ح 28 من كتاب الصيد والذبائح.

شُمَيْلٍ1، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ2، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ3 عَنْ شُعْبَةَ. وأما حديث شعبة عن أبي إسحاق عن البراء: فأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ ـ بِالْبَصْرَةِ ـ نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوِيَةَ الْعَسْكَرِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلانِسِيُّ4، نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، نا شُعْبَةُ، نا أَبُو إِسْحَاقَ5 الْهَمْدَانِيُّ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: "أَصَابُوا حُمُرًا أَهْلِيَّةً يَوْمَ خيبر، فأغلوه، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنْ أَكْفِئُوا القدور" 6. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله بن زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَيْرَانَ، أنا شُعْبَةُ، عن أبي إسحاق، عن البراء قَالَ: "أَصَبْنَا يَوْمَ خَيْبَرَ حُمُرًا أَهْلِيَّةً، فَطَبْخَنَاهَا، وَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

_ 1 أخرجها أبو نعيم في المستخرج من طريق إسحاق بن راهويه عن النضر بن شميل.. به. الفتح 7/ 483. 2 أخرجهما البخاري في المغازي، باب غزوة خيبر عن إسحاق بن منصور، عن عبد الصمد ... به. الفتح 7/ 482 ح 4223، 4224. 3 رواه من طريقه الحافظ البيهقي في السنن الكبرى 9/ 4329. 4 سبق ضبطه، وهو بالقاف والنون والسين المهملة. 5 عمرو بن عبد الله السبيعي. 6 رواه مسلم 3/ 1539 ح 29 عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار كلاهما عن محمد بن جعفر، عن شعبة ... به. ومن طريق محمد بن جعفر عن شعبة ... به أخرجه الإمام أحمد في المسند 4/ 291، وأبو يعلى الموصلي في المسند 3/ 272 ح 1728.

أن أكفئوها، فأكفوها" 1. أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إسحاق قال: سمعت (138/ ب) الْبَرَاءَ يَقُولُ: "أَصَابَ النَّاسُ حُمُرًا يَوْمَ خَيْبَرَ ـ يَعْنِي الْحُمُرَ الأَهْلِيَّةَ ـ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منادياً فينادي؛ أَنْ أَكْفِئُوا الْقُدُورَ" 2. كَذَا قَالَ أبو داود في هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، وَقَدْ رَجَعَ أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ هَذَا الْقَوْلِ وَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ الْبَرَاءِ. كذلك أخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ـ وَأَنَا أَسْمَعُ ـ حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بن محمد ابْنُ شِيرَوَيْهِ، نا إِسْحَاقُ، أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، نا شُعْبَةُ عن أبي إسحاق قال: سمعته مِنَ الْبَرَاءِ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: لَمْ أَسْمَعْهُ ـ قَالَ الْبَرَاءُ: "أَصَبْنَا حُمُرًا يَوْمَ خَيْبَرَ فَطَبَخْنَاهَا، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنْ أَكْفِئُوا الْقُدُورَ" 3. فَإِنْ قِيلَ: لِمَ حَكَمْتَ بِأَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ الْمَذْكُورَ فِي حَدِيثِ عَفَّانَ هُوَ السَّبِيعِيُّ دُونَ أَنْ يَكُونَ الشَّيْبَانِيُّ أَوِ الْهَجَرِيُّ، إِذَا كَانَ شُعْبَةُ يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ ثَلاثَةٍ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُكَنَّى أَبَا إِسْحَاقَ، فَأَحَدُهُمُ السَّبِيعِيُّ، وَالآخَرَانِ الشَّيْبَانِيُّ وَالْهَجَرِيُّ، وَلأَنَّهُمَا يَرْوِيَانِ عن [ابن] 4 أبي أوفى.

_ 1 لم أقف عليه من طريق ابن خيران. 2 انظر مسند أبي داود الطيالسي 96 ح 706. 3 رواية النضر بن شميل من طريق إسحاق بن راهويه أخرجها أبو نعيم الأصبهاني في المستخرج، نص على ذلك الحافظ في الفتح 7/ 483. 4 ما بين المعكوفتين سقط من الأصل.

فَالْجَوَابُ: أَنَّ الشَّيْبَانِيَّ وَالْهَجَرِيَّ لا يُطْلِقُ شُعْبَةُ رِوَايَتَهُ عَنْهُمَا بِأَنْ يكنيهما وَيَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِنَّمَا يَقُولُ: نا سليمان الشَّيْبَانِيِّ، أَوْ يَقُولُ: نا الشَّيْبَانِيُّ، وَيَقُولُ أَيْضًا: نا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، أَوْ نا الْهَجَرِيُّ، وَيُطْلِقُ الرِّوَايَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَوْلِهِ: نا أَبُو إِسْحَاقَ، أَوْ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ. وأما رواية شعبة عن أبي إسحاق الشيباني هذا الحديث: فأخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ1 الْحَافِظُ، نا عَبْدُ الله بن جعفر، نا يونس بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ2، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: "نَهَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ" 3. وأما رواية شعبة عن أبي إسحاق4 الهجري له أيضاً: فأخبرنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بن مرزوق، نا وهب ابْنَ جَرِيرٍ، نا شُعْبَةُ عَنْ الهجري قال: عن5 ابْنُ أَبِي أَوْفَى: "إِنَّهُمْ أَصَابُوا حُمُرًا فَطَبَخُوهَا فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أكفئوا القدور" 6 7.

_ 1 أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إسحاق الأصبهاني. 2 أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني. 3 رواه أبو داود الطيالسي في المسند 110 ح 816. وأخرجه أحمد في المسند 4/ 354 عن غندر، عن شعبة، عن الشيباني ... به، وفي المسند 4/ 355 عن أبي معاوية، عن الشيباني.. به.. 4 إبراهيم بن مسلم. 5 في هذا الموضع إشارتي تضبيب متتاليتين.. وهو هكذا في شرح معاني الآثار. 6 رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 205. 7 في هامش الأصل "بلغ مقابلة في الرابع بعد العشرين حسب الطاقة، والله المستعان".

101- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شعبة عن عمرو ابن مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ. قَالَ شُعْبَةُ: وَأَخْبَرَنِي حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ1 قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرٍ: "كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: كُنَّا أَلْفًا وخمسمائة، وَذَكَرَ عَطَشًا أَصَابَهُمْ، قَالَ: فأُتِيَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بماء في (139/ أ) تَوْرٍ2، فَوَضَعَ يَدَهُ فِيهِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهُ الْعُيُونُ، قَالَ: فَشَرِبْنَا وَوَسِعَنَا وَكَفَانَا، قَالَ: قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ كفانا، كنا ألفاً وخمسمائة" 3. كَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَحُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ سِيَاقَةً وَاحِدَةً، وَسُؤَالُ سَالِمٍ جَابِرًا فِي آخِرِ الْحَدِيثِ، وَجَوابُ جَابِرٍ لَهُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ شُعْبَةَ عَنْ حُصَيْنٍ، وَإِنَّمَا كَانَ عِنْدَهُ عَنْ عَمْرٍو وَحْدَهُ، فَأَدْرَجَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ. وَقَدْ رَوَى آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرٍو وَحُصَيْنٍ هَذَا الْحَدِيثَ، فَلَمْ يَذْكُرُوا سُؤَالَ سَالِمٍ جَابِرًا وَجَوابَ جابر، بَلِ اقْتَصَرُوا عَلَى مَا دُونَهُ، وهذا يدل على أن

_ 1 أبو الهذيل السلمي الكوفي. 2 بالتاء المثناة من فوق آخره راء، هو إناء من صفر أو حجارة كالإجّانة، وقد يتوضأ منه. النهاية في غريب الحديث 1/ 199. 3 رواه أبو داود الطيالسي في المسند 239 ح 1729.

شُعْبَةَ حَمَلَ رِوَايَةَ عَمْرٍو عَلَى رِوَايَةِ حُصَيْنٍ حِينَ حَدَّثَ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ بِالْحَدِيثِ، وَحَمَلَ رِوَايَةَ حُصَيْنٍ عَلَى رِوَايَةِ عَمْرٍو لَمَّا حَدَّثَ أَبَا دَاوُدَ بِهِ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بن جعفر غُنْدَر عن شعبة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَحْدَهُ مَا انْفَرَدَ بِهِ مِنْ سُؤَالِ سَالِمٍ جَابِرًا وَجَوابِهِ لَهُ. وَرَوَى أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ حَدِيثَ عَمْرٍو وَحُصَيْنٍ جَمِيعًا، وَسَاقَهُ بِطُولِهِ، وَمَيَّزَ مَا فِي آخِرِهِ مِنْ سُؤَالِ سَالِمٍ وَجَوَابِ جَابِرٍ له، وبين أنه عن عمرو دون حُصَيْنٍ. فأما حديث آدم عن شعبة الذي ساق فيه ما اتفق عمرو وحصين في روايته دون ما انفرد به عمرو: فأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمويه العسكري، نا جعفر ابن مُحَمَّدٍ الْقَلانِسِيُّ، نا آدَمُ، نا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "أَصَابَنَا عَطَشٌ فَجَهَشْنَا إِلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ تَوْرٌ فِيهِ مَاءٌ، فَقَالَ بِأَصَابِعِهِ هَكَذَا فِي التَّوْرِ ـ يَعْنِي فَرَّقَهَا ـ فقال: خذوا باسم اللَّهِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَتَخَلَّلُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهَا عُيُونٌ، قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ فِي حَدِيثِهِ: فَوَسِعَنَا وَكَفَانَا، وَقَالَ حُصَيْنٌ فِي حَدِيثِهِ: فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا" 1. وأما حديث أبي النضر بموافقة آدم على روايته: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا

_ 1 لم أجده بهذا الإسناد والسياق.

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا هَاشِمٌ، نا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَالِمِ ابن أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "أَصَابَنَا عَطَشٌ بِالْحُدَيْبِيَةِ فَجَهَشْنَا1 إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين يَدَيْهِ تَوْرٌ فِيهِ مَاءٌ فَقَالَ بِأَصَابِعِهِ هَكَذَا فِيهَا وَقَالَ: خُذُوا بِسْمِ اللَّهِ، قَالَ: فَجَعَلَ الْمَاءُ يَتَخَلَّلُ مِنْ (بَيْنِ) 2 أَصَابِعِهِ كَأَنَّهَا عيون (139/ ب) فَوَسِعَنَا وَكَفَانَا، وَقَالَ حُصَيْنٌ فِي حَدِيثِهِ: فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا" 3. وأما حديث علي بن الجعد مثل هذا القول: فأخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ وَحَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ وَعَلِيُّ بن الحسن التَّنُوخِيُّ قَالُوا: أنا أَحْمَدُ بْنُ إبراهيم ابن الْحَسَنِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "أَصَابَنَا عَطَشٌ بِالْحُدَيْبِيَةِ فَجَهَشْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ مَاءٍ، فَقَالَ بِأَصَابِعِهِ هَكَذَا4 فَقَالَ: خُذُوا، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَتَخَلَّلُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهَا عُيُونٌ". قَالَ عَمْرٌو فِي حَدِيثِهِ: فَوَسِعَنَا وَكَفَانَا، وقال حصين: فشربنا وتوضأنا5.

_ 1 جهشنا: قال في النهاية 1/ 322: الجهش أن يفزع الإنسان إلى الإنسان ويلجأ إليه. 2 ما بين المعكوفتين سقط من الأصل، وضبب عليه، وأضفته من مسند أحمد. 3 رواه الإمام أحمد في المسند 3/ 353. 4 كتب عليه في الأصل "كذا" والعبارة هكذا أيضاً في الجعديات. 5 انظر مسند علي بن الجعد 1/ 285 ح 84.

وأما حديث غندر عن شعبة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَحْدَهُ في سؤال سالم جابرا وجوابه له: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شيبة، نا غندر عن شعبة1. وأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا محمد بن جعفر، نا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قال: سألت جابر بن عبد الله عن أصحاب الشجرة فقال: "لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ كَفَانَا ـ وقال عثمان: لكفانا ـ كنا ألفا وخمسمائة" 2. وأما حديث أبي3 الوليد عن شعبة، عن عمرو وحصين الذي ساقه بطوله، وأورد فيه سؤال سالم جابرا وجوابه وبين أنه عن عمرو دون حصين وميز ذلك: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَدْرٍ، نا حَمَّادُ بْنُ مُدْرَكٍ، نا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ـ هو أبو الوليد الطيالسي ـ وَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا عَلِيُّ بن محمد ابن أَبِي الشَّوَارِبِ، نا أَبُو الْوَلِيدِ، نا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعَا سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: "أَصَابَنَا عَطَشٌ، فَجَهَشْنَا وَانْتَهَيْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي تَوْرٍ مِنْ مَاءٍ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَفُورُ عُيُونًا مِنْ خَلَلِ أَصَابِعِهِ، وَقَالَ: اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، فشربنا

_ 1 رواه مسلم في كتاب الإمارة 3/ 1484 ح 72 عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، عن محمد بن جعفر ... به ... 2 لم أهتدِ لموضعه من المسند إلى الآن. 3 هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ.

ووسعنا وَكَفَانَا" 1. قَالَ شُعْبَةُ: وَفِي حَدِيثِ عَمْرٍو: فَقُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: كُنَّا ألفاً وخمسمائة، وَلَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا. لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ. 102- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ، أنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانَ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، نَا أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ2 قَالَ: نا سُلَيْمَانُ3 الْهَاشِمِيُّ وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ4 قَالا: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عن (140/ أ) ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ5 الثَّقَفِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ6، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من يرد

_ 1 رواه الدارمي في السنن 1/ 21 ح 27 المقدمة، باب ما أكرم الله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تفجير الماء من بين أصابعه. 2 قال في التقريب 220: بفتح الراء وتخفيف القاف ثم معجمة ـ وهو عبد الملك بن محمد البصري يكنى أبا محمد، وأبو قلابة لقب، صدوق يخطئ، تغير حفظه لما سكن بغداد. أ. هـ 3 سليمان بن داود بن داود بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عباس الهاشمي، أبو أيوب الفقيه. التقريب 133. 4 الحماني، ضعيف، تقدم الكلام عليه مراراً. 5 صوابه مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ العلاء الثقفي كما نص على ذلك المؤلف فيما بعد، وكذلك نص على ذلك من ترجم له، هذا وذكره ابن حبان في الثقات 5/ 378، وقال في التقريب 299: مقبول. 6 ابن أبي وقاص.

هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" 1. هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو قِلابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْهَاشِمِيِّ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَلَى الاتِّفَاقِ مِنْهُمَا فِي رِوَايَتِهِ، وَبَيْنَهُمَا خِلافٌ. فَأَمَّا يَحْيَى فَإِنَّهُ يَرْوِيهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بِالإِسْنَادِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ إِلا أَنَّ أَبَا قِلابَةَ وَهِمَ فِي قَوْلِهِ مُحَمَّدُ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، لأَنَّهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ، وَكَذَلِكَ قَالَ كُلُّ مَنْ رَوَاهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَكَذَلِكَ حدث به أبو عمرو أحمد ابن حازم بن أبي غزرة2 الْكُوفِيُّ عَنْ يَحْيَى الْحِمَّانِيِّ. وَأَمَّا سُلَيْمَانُ الْهَاشِمِيُّ فَإِنَّهُ يَزِيدُ فِي إِسْنَادِهِ رَجُلا بَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَبَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، وَهُوَ يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ3 وَالِدُ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، فَأَبُو قلابة حمل رواية سليمان على رِوَايَةِ يَحْيَى، وَقَدْ وَافَقَ سُلَيْمَانُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ حَمْزَةَ الزُّهْرِيَّ، وَيَعْقُوبَ بْنَ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، وَمُصْعَبَ بن عبد الله الزبيري، فَرَوَوْهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، وذكروا فيه يوسف ابن الْحَكَمِ. وَخَالَفَ الْجَمِيعَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، وَيَعْقُوبُ وَسَعْدٌ ابْنَا إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، وَأَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَأَبُو عَبَّادٍ يَحْيَى بْنُ عباد، ويونس بن

_ 1 أخرجه الإمام علي بن المديني في كتاب العلل ومعرفة الرجال 121 عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعد، عن أبيه ... به ... 2 بالغين المعجمة والراء بعدها زاي آخرها هاء، هكذا في الأصل وفي الجرح والتعديل 2/ 48. 3 ابن أبي عقيل الثقفي، قال في التقريب 388: مقبول.

مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، فَرَوَوْهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ وَذَكَرُوا فِيهِ يُوسُفَ غَيْرَ أَنَّهُمْ نَقَصُوا مِنْهُ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدٍ وَقَالُوا: عَنْ يُوسُفَ ابن الْحَكَمِ عَنْ سَعْدٍ نَفْسِهِ، وَيُقَالُ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ كَانَ يَرْوِيهِ قَدِيمًا فَيَذْكُرُ فِيهِ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدٍ كَمَا رَوَاهُ عَنْهُ سُلَيْمَانُ الْهَاشِمِيُّ وَابْنُ كَاسِبٍ وَمُصْعَبٌ، ثُمَّ نَقَصَ مِنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ بِأَخَرَةٍ. وَرَوَاهُ أَبُو كَامِلٍ الْمُظَفَّرُ بْنُ مُدْرَكٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ كَرِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ وَمَنْ تَابَعَهُ، وَذَكَرَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ رَوَاهُ مَرَّةً أُخْرَى فَجَعَلَ مَكَانَ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ مُحَمَّدَ بن سعد مثل رواية يحيى الْحِمَّانِيِّ. فأما حديث يحيى الحماني الذي رواه عنه ابن أبي غرزة، وقال فيه محمد بن أبي سفيان: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الصَّهْبَاءِ وِلادُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا يَحْيَى، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قريش أهانه الله" 1. (140/ ب) وأما حديث سليمان بن داود الهاشمي عن إبراهيم الذي زاد فيه يوسف بن الحكم بين مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَبَيْنَ محمد بن سعد: فأخبرناه هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر قالوا: أنا أحمد ابن يوسف بن خلاد

_ 1 لم أجده من هذا الطريق وفيه الحماني ضعيف، وأحمد بن حازم ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

الْعَطَّارُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التميمي، نا سفيان بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، نا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ جَارِيَةَ الثقفي1. وأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُسْتَمْلِي، نا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ. نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: "عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنِ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" 2. وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو زرعة3 الدمشفي عَنْ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيِّ. وأما حديث إبراهيم بن حمزة عن إبراهيم بموافقة سليمان على هذا القول: فَحَدَّثَنَاهُ أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدُوِيُّ ـ إِمْلاءً بِنَيْسَابُورَ ـ أنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خميروية الْعَدْلُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن الهاشمي، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ

_ 1 رواه من طريق الحارث بن أبي أسامة محمد التميمي عن سليمان ... به الحافظ أبو عبد الله الحاكم في المستدرك 4/ 74 كتاب معرفة الصحابة. وأخرجه أيضاً أبو يعلى الموصلي في المسند 2/ 113 ح 775. 2 رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ بهذا الإسناد والسياق في التاريخ الكبير 1/ 103 في ترجمة محمد بن أبي سفيان الثقفي، ورواه الترمذي 5/ 714 ح 3905، وفي كتاب المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش. 3 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عبد الله النصري ـ بالنون والمهملة.

عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ" 1. وأما حديث ابن كاسب عن إبراهيم مثل هذا القول: فَحَدَّثَنِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الدِّمَشْقِيُّ، أنا تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ2، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ3، نا صَالِحُ ابن كَيْسَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ ـ هُوَ أَبُو الْحَجَّاجِ بْنُ يُوسُفَ4 ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ: "عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" 5. وأما حديث مصعب6 الزبيري عن إبراهيم الموافق لرواية سليمان الهاشمي وابن كاسب:

_ 1 لم أجده بهذا الإسناد. 2 قد ينسب إلى جده، سكن مكة، وثقه مصعب الزبيري ومسلمة بن قاسم، وضعفه ابن معين، والنسائي، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وقال في التقريب 386: صدوق ربما وهم. التهذيب 11/ 383. 3 ابن إبراهيم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزهري، أبو إسحاق المدني. 4 في الأصل في هذا الموضع "كذا". 5 لم أقف عليه من رواية يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ. 6 مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي المدني.

فَحَدَّثَنِيهِ أَبُو الْقَاسِمِ سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّورُوذِيُّ1 ـ بِصُورَ2 ـ أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ ـ بِعَدَنَ3 ـ نا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نصر الرقي (141/ أ) نا سَعْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زيد بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الإِمَامُ، نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ابن الْعَلاءِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عن أبيه: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ" 4. وأما حديث يزيد بن الهاد عن إبراهيم الذي نقص من إسناده محمد بن سعد وقال: عن يوسف، عن سعد: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ وَالْحَسَنُ بْنُ الحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ الْقَاضِي، قَالا: أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ ابن إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عن إبراهيم ابن سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنُ أَبِي عَقِيلٍ5، عَنْ سَعْدٍ قال: "سمعت

_ 1 هذه النسبة إلى قرية مرو الروذ ـ تقدم ضبطها قريباً. 2 بضم أوله وسكون ثانيه وآخره راء، مدينة مشهورة مشرفة على بحر الشام داخلة في البحر حيث يحيط بها من ثلاث جهات، افتتحها المسلمون زمن عمر بن الخطاب. معجم البلدان 3/ 433. 3 بالتحريك آخره نون، وهي مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن. معجم البلدان 4/ 89. 4 لم أجده من رواية مصعب الزبيري. 5 يوسف بن الحكم بن أبي عقيل والد الحجاج بن يوسف.

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ يُهِنْهُ اللَّهُ" 1. وأما حديث يعقوب وسعد ابني إبراهيم بن سعد عن أبيهما مثل هذا القول: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ ـ بِالْبَصْرَةِ ـ نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا عباس بن محمد الدوري، نَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، نَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ بن كيسان. وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا يَعْقُوبُ وَسَعْدٌ قَالا: نا أَبِي عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ جَارِيَةَ أَنَّ يُوسُفَ بْنَ الْحَكَمِ أَبَا الْحَجَّاجِ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: "سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ" 2. وأما حديث أبي صالح عن إبراهيم بن سعد مثل ذلك: فأخبرناه محمد بن الحسين لاقطان، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ـ وَقَالَ غيره: عن

_ 1 أخرجه أبو عبد الله الحاكم في المستدرك 4/ 74 من طريق عبد الله بن صالح وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير كلاهما عن الليث بن سعد ... به.. 2 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 171. وعن عبد بن حميد عن يعقوب بن إبراهيم ـ وحده ـ عن أبيه أخرجه الترمذي في الجامع 5/ 714 ح 3905.

مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ ـ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" 1. وأما حديث أبي عباد يحيى بن عباد عن إبراهيم بوفاق هذه الرواية: فأخبرناه أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عبد الله بن مهدي البزار، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ عباد (141/ ب) وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالا: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَهَانَ قُرَيْشًا أَهَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" 2. سليمان بن داود الهاشمي، وأحسب أن الزعفراني حمل رِوَايَتَهُ عَلَى رِوَايَةِ أَبِي عَبَّادٍ، فَإِنَّ الْمَحْفُوظَ عَنْ سُلَيْمَانَ ذَكَرَ محمد ابن سَعْدٍ بَيْنَ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ وَبَيْنَ سَعْدٍ كَمَا سُقْنَا الْحَدِيثَ بِهِ قَبْلُ عَنْهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وأما حديث يونس بن محمد عن إبراهيم بن سعد بموافقة هذه الجماعة: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَالْحَسَنُ بن الحسين بْنِ الْمُنْذِرِ قَالا: أنا إِسْمَاعِيلُ بن محمد الصفار. وأخبرناه عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَصْرِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ قَالا: نا

_ 1 أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1/ 401. 2 لم أجده من هذا الطريق.

مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، نا يُونُسُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابن أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ أَرَادَ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" 1. وأما حديث أبي كامل المظفر بن مدرك عن إبراهيم الذي ذكر أنه رواه مرتين على وجهين مختلفين: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالا: أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا أَبُو كَامِلٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، نَا صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سفيان بن العلاء ابن جَارِيَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَهَانَ قُرَيْشًا أَهَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" 2. قَالَ أَبُو كَامِلٍ: وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بن العلاء ابن جَارِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عن أبيه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ" 2. 103- حديث آخر: أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الكاتب

_ 1 لم أجده من طريق يونس بن محمد ـ وهو المؤدب ـ. 2 رواه الإمام أحمد من طريق أبي كامل على الوجهين في المسند 1/ 183.

بِأَصْبَهَانَ ـ نَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بن مزيد الخشاب، نا أَبُو خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ1، نا أَبُو عَاصِمٍ2، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَسَعِيدٍ3، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ فَلا شُفْعَةَ" 4. كَذَا رَوَاهُ عَبْدُ العزيز5 (142/ أ) بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، وَالظَّاهِرُ مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَنَّ أبا سلمة وسعيداً ـ هو ابْنُ الْمُسَيِّبِ ـ رَوَيَا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَكُنْ أَبُو عَاصِمٍ يَرْوِيهِ كَذَلِكَ، وَإِنَّمَا كَانَ يَرْوِيهِ عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ سَعِيدٍ مُرْسَلا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ5. وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطَّهْرَانِيُّ6 عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، وَحَكَى بَيَانَهُ الْقَوْلَيْنِ وتمييزه بين الروايتين.

_ 1 ابن عبد الله بن خالد الأموي البصري، صدوق له أغلاط، ولي قضاء الشام، حديثه في المراسيل لأبي داود، ولم يذكره المزي في التهذيب. تقريب التهذيب 216. 2 الضحاك بن مخلد النبيل. 3 هو ابن المسيب. 4 لم أجده من طريق عبد العزيز بن معاوية، وأخرجه ابن ماجه عن محمد بن يحيى وعبد الرحمن بن عمر، عن عاصم به 2/ 834 ح 2497 مثل رواية عبد العزيز بن معاوية.... 5 الحديث في الموطأ 2/ 713 الحديث الأول من كتاب الشفعة مرسلاً عن سعيد وأبي سلمة. قال ابن عبد البر في التمهيد 7/ 36: هَكَذَا رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ مالك أكثر الرواة للموطأ وغيره مرسلاً، إلا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الماجشون، وأبا عاصم النبيل، ويحيى بن إبراهيم بن داود بن أبي قتيلة، وأبا يوسف القاضي، وسعيداً الزبيري، فإنهم رووه عن مالك بهذا الإسناد متصلاً عن أبي هريرة مسنداً، ثم ساق رواياتهم بأسانيدها. 6 بكسر الطاء المهملة وسكون الهاء وفتح الراء وبعد الألف نون، هذه النسبة إلى طهران، وهي قرية كبيرة على باب أصبهان، وأخرى أيضاً قرية من قرى الري، وإلى الأخيرة ينسب محمد بن حماد الطهراني الرازي، وكان ثقة، مات سنة 261 بعسقلان. اللباب 2/ 290-291.

أَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِنَّائِيُّ1 ـ بِدِمَشْقَ ـ أنا محمد بْنِ عُثْمَانَ السُّلَمِيُّ، أنا مُحَمَّدُ ابن يُوسُفَ بْنِ بِشْرٍ الْهَرَوِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطَّهْرَانِيُّ، أنا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سعيد ابن المسيب، وعن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشُّفْعَةِ مَا لَمْ يُقْسَمْ، فَإِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ أَوْ حُدَّتِ الْحُدُودُ فَلا شُفْعَةَ" 2. قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: حَدِيثُ أَبِي سَلَمَةَ مُسْنَدٌ، وَحَدِيثُ سَعِيدٍ مُرْسَلٌ2. وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ الْمَلِكِ3 الْمَاجِشُونُ، وَأَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي4، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي قُتَيْلَةَ5 عَنْ مَالِكٍ6، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي

_ 1 بكسر الحاء المهملة وفتح النون المشددة وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى بيع الحناء، وهو نبت يخضب به الأطراف. الأنساب 4/ 275. 2 رواه ابن ماجه 2/ 834 ح 2497 كتاب الشفعة، باب إِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ فَلا شُفْعَةَ عن مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطَّهْرَانِيُّ عَنْ أبي عاصم ... به. وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد 7/ 40 عن ابن المديني عن أبي عاصم. 3 عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الماجشون، مفتي أهل المدينة، صدوق له أغلاط في الحديث. التقريب 219. 4 أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم قاضي بغداد، صاحب أبي حنيفة، وثقه ابن معين، وابن المديني. وقال الفلاس: صدوق كثير الغلط. مات سنة 182هـ. تذكرة الحفاظ 1/ 292. 5 يحيى بن إبراهيم بن عثمان بن داود بن أبي قتيلة ـ بقاف ومثناة مصغراً ـ السلمي، وثقه أبو حاتم وابن حبان، وقال: ربما وهم وخالف. التهذيب 11/ 174. 6 أخرج ابن عبد البر في التمهيد 7/ 36-45 روايات هؤلاء موصولة مسندة.

سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو في الموطأ مُرْسَلًا، لا ذِكْرَ فِيهِ لأَبِي هريرة. 104- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا إِسْحَاقُ ابن إِبْرَاهِيمَ الصَّوَّافُ، نا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ، نا إِسْرَائِيلُ1. وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سليمان الباغندي، نا علي بن المديني، نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، نا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ2 ـ زَادَ الأَصْبَهَانِيُّ: السُّلَمِيَّ، ثم اتفقا ـ وعبد الله ابن حَلامٍ3، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ـ قَالَ الأَصْبَهَانِيُّ: ابْنُ مَسْعُودٍ ـ قَالَ: "خَرَجَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِ سَوْدَةَ، فَإِذَا امْرَأَةٌ عَلَى الطَّرِيقِ قَدْ تَشَوَّفَتْ تَرْجُو أَنْ يَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَجَعَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَى سَوْدَةَ، فَإِذَا عِنْدَهَا نِسْوَةٌ يدفن4 طِيبًا، فَلَمَّا رَأَيْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجْنَ، فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ أَهْلَهُ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً، ثُمَّ قال: إذا

_ 1 ابن يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ. 2 أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي المقرئ. 3 ذكره ابن حبان في الثقات 5/ 27 وقال: روى عن ابن مسعود، وروى عنه أبو إسحاق السبيعي. أ. هـ. وقال في الميزان 2/ 412: عن ابن مسعود مرفوعاً: إني رأيت امرأة فأعجبتني ... الحديث، رواه عنه أبو إٍسحاق، وبعضهم وقفه، لا يكاد يعرف. 4 يدفن: يخلطن الطيب ماء ومسك مدوف أي مبلول أو مسحوق. تاج العروس 6/ 110 ـ مادة داف ـ.

رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً تُعْجِبُهُ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا" 1. سِيَاقُ الْحَدِيثِ لِلْجَوْهَرِيِّ. وَأَمَّا الأَصْبَهَانِيُّ فَإِنَّهُ سَاقَ الإِسْنَادَ، وَقَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، وَقَبْلَهُ مَعْنَى هَذَا الحديث. الظَّاهِرُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ (142/ ب) أَبَا إِسْحَاقَ رَوَاهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَلامٍ كِلَيْهِمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَيْسَ الأَمْرُ كَذَلِكَ، وَإِنَّمَا كَانَ إِسْرَائِيلُ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الله ابن حَلامٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّصِلا مُسْنَدًا. وَقَدْ رَوَاهُ كَذَلِكَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ مُبَيَّنًا، فَبَدَأَ بِحَدِيثِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُرْسَلِ وَسَاقَهُ بِطُولِهِ، ثُمَّ أَوْرَدَ فِي أَثَرِهِ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَلامٍ الْمُتَّصِلَ. وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَاخْتَلَفَ عَلَيْهِ فِي إِسْنَادِهِ، فَرَوَاهُ قَبِيصَةُ بْنُ عقبة عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَلامٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3.

_ 1 لم أجده بهذا الإسناد. 2 نص الذهبي في الميزان 2/ 412 ـ كما تقدم في ترجمة ابن حلام ـ أن رواية السبيعي عنه هذا الحديث مرفوعة وغيره يُوْقِفها. 3 نص على ذلك أيضاً الحافظ الدارقطني في العلل في مسند ابن مسعود. نسخة خاصة وغير مرقمة.

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ سُفْيَانَ، وَهَاتَانِ الرِّوَايَتَانِ عَنْ سُفْيَانَ تُوَافِقَانِ رِوَايَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ1. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن حلام، عن عبد الله بن مسعود من قوله موقوفاً غير مرفوع2. ورواه أبو نعيم ويحيى بن الْقَطَّانُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2. فأما حديث عبيد الله بن موسى عن إسرائيل الذي بين فيه إرسال رواية أبي عبد الرحمن وأتبعه رواية ابن حلام المتصلة المرفوعة: فأخبرنا أَبُو الصَّهْبَاءِ وَلادُ بْنُ عَلِيِّ الْكُوفِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ، أنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: "خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَإِذَا امْرَأَةٌ قَاعِدَةٌ عَلَى الطَّرِيقِ وَقَدْ تَشَوَّفَتْ لَهُ تَرْجُو أَنْ يَتَزَوَّجَهَا، فَرَجَعَ إِلَى سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، فَوَجَدَ عِنْدَهَا نِسْوَةٌ يدفن لَهَا طيباًَ، فلما أتى رسول الله خَرَجْنَ، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ مِنْ أهله، ثم خرج برأسه يَقْطُرُ مَاءً، ثُمَّ قَالَ لأَصْحَابِهِ: إِنَّمَا حَبَسَنِي عَنْكُمْ أَنِّي خَرَجْتُ فَذَكَرَ مَا كَانَ مِنَ الْمَرْأَةِ، فَمَنْ رَأَى مِنْكُمُ امْرَأَةً تُعْجِبُهُ فَلْيَرْجِعْ إِلَى أَهْلِهِ، فَإِنَّ مَعَ أهله مثل الذي معها" 3.

_ 1 نص على ذلك أيضاً الحافظ الدارقطني في العلل في مسند ابن مسعود. (نسخة خاصة وغير مرقمة) . 2 انظر مسند ابن مسعود من علل الدارقطني. 3 لم أجد رِوَايَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى فيما وقفت عليه من المصادر.

وَقَالَ: أنا عُبَيْدُ اللَّهِ، أنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عبد الله بن حلام، عن ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ. وأما حديث قبيصة1 عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق بموافقة ما رواه عبيد الله عن إسرائيل: فأخبرناه وِلادُ بْنُ عَلِيٍّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا قَبِيصَةُ1، نا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (143/أ) عن عبد الله بن حلام، عن عبد الله بن مسعود قَالَ: "رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ، فأتى سودة وهي تصنع طيباً وَعِنْدَهَا نِسْوَةٌ، فَأَخْلَتْهُ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّمَا رَجُلٍ رَأَى امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ فَلْيَقُمْ إِلَى أَهْلِهِ، فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا" 2. أخبرنا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الصَّبَّاحِ الرَّقِّيُّ، نا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حلام، عن عبد الله بن مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيُّمَا رَجُلٍ رَأَى امْرَأَةً تُعْجِبُهُ فَلْيَقُمْ إِلَى أَهْلِهِ، فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا" 2. وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ علي التميمي، نا عمر بن أحمد الواعظ، ثنا عبد الله بن سليمان الرقي الوراق، ثنا إسماعيل ابن أبي مريم، ثنا علي بن المديني، نا قبيصة،

_ 1 ابن عقبة بن محمد السوائي ـ تقدم مراراً. 2 أخرجه الدارقطني في العلل اللفظ الأول من طريق السري بن يحيى عن قبيصة به، والثاني عن عيسى بن جعفر عن قبيصة ... به. وأخرجه باللفظ الأول عن قبيصة ... به الإمام الدارمي في السنن 2/ 70 ح 2221 كتاب النكاح، باب الرجل يرى المرأة فيخاف على نفسه.

أنا سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْنِي نَحْوَ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ، قَالَ: وَلَمْ يَذْكُرْ قَبِيصَةُ فِي حَدِيثِ أَبِي عبد الرحمن عبد الله بن مَسْعُودٍ1. وأما حديث معاوية بن هشام عن سفيان الموافق لما رواه قبيصة: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنَا علي بن عمر الحافظ، نا محمد بن عبد الله بن زَكَرِيَّا، نا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أنا محمد ابن رَافِعٍ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَلامٍ، عن عبد الله بن مسعود، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً تُعْجِبُهُ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَإِنَّ الَّذِي مَعَ أَهْلِهِ مِثْلُ الَّذِي مَعَهَا" 2. فَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَلامٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ الْمَوْقُوفُ الَّذِي رَوَاهُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مهدي وأبو نعيم: فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، أنا عمر بن نوح البجلي3، أنا أبو خليفة ـ هو الفضل بن الحباب ـ نا ابن كثير4، أنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبد الله بن حلام، عن عبد الله بن مسعود قال: "من رأى امرأة فأعجبته فليأت أهله، فإن مع أهله مثل الذي معها" 5.

_ 1 لم أجده بهذا الإسناد. 2 رواه الدارقطني في مسند ابن مسعود في العلل بهذا الإسناد والسياق. 3 بالباء الموحدة والجيم ـ تقدم ضبطه. 4 محمد بن كثير العبدي. 5 ذكره ابن أبي حاتم في العلل 1/ 394 ح 1180، والدارقطني في العلل، ولم يسوقا إسناده ورجحا وقفه على رفعه.

أخبرنا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى، ثنا سُلَيْمَانُ الطبراني، نا معاذ بن المثنى، نا محمد بن كثير، نا سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عبد الله ابن حلام، عن عبد الله بن مسعود مثله، ولم يرفعه1. وأخبرني الحسن بن علي التميمي، ثنا عمر بن أحمد، ثنا عبد الله بن سليمان الوراق، ثنا إسماعيل بن أبي مريم، نا عَلِيُّ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، نا يحيى بن سعيد، نا سفيان، نا أبو إسحاق عن عبد الله بن حلام قال: قال عبد الله: "من رأى امرأة فأعجبته فليأت أهله، فإن معها مثل الذي معها" 1. وقال علي: ثنا عبد الرحمن بن مهدي عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبد الله بن حلام، عن عبد الله بنحو حديث يحيى بن سعيد1. أخبرنا البرقاني، نا علي بن عمر الْحَافِظُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصفار، نا عيسى بن جعفر، ثنا أبو نعيم، نا سفيان بإسناده نحوه موقوفاً2. وأما حديث (143/ ب) أبي عبد الرحمن المرسل الذي رواه أبو نعيم ويحيى القطان عن سفيان: فأخبرنا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو نعيم، نا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ3 قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ رَأَى امْرَأَةً تُعْجِبُهُ فَلْيَقُمْ إِلَى أَهْلِهِ، فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا"4.

_ 1 لم أقف عليه بهذا الإسناد. 2 ذكره الدارقطني في العلل ولم يسق إسناده ولم أجده في غيره. 3 في هذا الموضع من الأصل تضبيب، لعله بسبب سقوط الصحابي. 4 ذكره الدارقطني في العلل ولم يسقه مسنداً.

أخبرنا التيمي، نا عمر بن أحمد، نا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نا علي بن المديني، ثنا يحيى بن سعيد، نا سفيان، نا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ حَلامٍ. 105- حديث آخر: كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عثمان بن القاسم الدمشقي، وحدثني عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ عَنْهُ قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سليمان ابن أَيُّوبَ بْنِ حَذْلَمٍ1 قَالَ: نا سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَيْرُوتِيُّ قَالَ: نا هَدِيَّةُ2 بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَالْفَضْلُ ابن مُوسَى قَالا: نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَخِيهِ يَحْيَى بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي؛ لَبَّيْكَ حِجًّا حَقًّا تَعَبُّدًا وَرِقًّا" 3. كَذَا رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَاضِي بَيْرُوتَ عَنْ هَدِيَّةَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْمَرْوَزِيِّ، وَقَدْ وَهِمَ فِيهِ، لأَنَّ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَرْوِيهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ نَفْسِهِ، وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ـ وَهُوَ الشيباني4 ـ يَرْوِيهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ هِشَامٍ. وَقَدْ رَوَى أَبُو الرَّبِيعِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْهَيْثَمِ الرَّازِيُّ5 عن هدية بن

_ 1 بالحاء المهملة بعدها ذال معجمة ولام وميم ـ كذا في الأصل وتهذيب ابن عساكر لابن منظور 3/ 91، قال: وكان ثقة مأموناً. 2 قال في التقريب 363: بفتح أوله وكسر ثانيه وتشديد المثناة التحتانية، أبو صالح المروزي، صدوق ربما وهم. 3 لم أجده من طريق جعفر بن سليمان. 4 بالسين المهملة ـ تقدم مراراً. 5 قال الدارقطني: لا بأس به. تاريخ بغداد 8/ 145.

عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدِيثَ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ عَلَى الصَّوَابِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ1 بْنِ أَعْيَنَ عَنِ النَّضْرِ، عَنْ هِشَامٍ. وَرَوَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ هَدِيَّةَ حَدِيثَ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى. وَأَمَّا حَدِيثُ النَّضْرِ: فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ الْمَتُّوثِيُّ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بن محمد بن عبد الله بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا الْحُسَيْنُ ابن الْهَيْثَمِ الرَّازِيُّ، نا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا النَّضْرُ بْنُ شميل2. وأخبرناه أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عبد الله بن مَهْدِيٍّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، نا يحيى بن محمد ابن أَعْيَنَ، نا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: نا ـ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَهْدِيٍّ أنا ـ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عن محمد بن سيرين، عن أَخِيهِ يَحْيَى بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ ـ قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: عَنْ أَخِيهِ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ ـ أنس بن مالك قال: "سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي؛ لَبَّيْكَ حِجًّا حَقًّا، تَعَبُّدًا ورقاًَ" 2. وَأَمَّا حَدِيثُ الْفَضْلِ بْنِ موسى: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن حنبل، نا هدية ابن عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا الْفَضْلُ بْنُ موسى، نا

_ 1 أبو عبد الرحمن بن أبي الوزير المروزي، قال الخطيب: كان ثقة. تاريخ بغداد 14/ 215. 2 أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 215-216 من كلا الطريقين في ترجمة يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ.

جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِشَامِ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عن أخيه يحيى (144/ أ) بن سيرين، عن أنس ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي؛ لَبَّيْكَ حِجًّا حَقًّا، تَعَبُّدًا وَرِقًّا" 1. 106- حَدِيثٌ آخَرُ2: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمرو اللؤلؤي، نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ أَعْيَنَ، نا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَنْ يُونُسَ وَإِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ3، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 4. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهُوَ يُونُسُ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، وَإِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ. قَالَ الْخَطِيبُ: وَالأَمْرُ عَلَى مَا قَالَ أَبُو دَاوُدَ، الظَّاهِرُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ رَوَاهُ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَعَنِ ابْنِهِ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، وَلَيْسَ الأَمْرُ كَذَلِكَ، وإنما رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي موسى، ورواه إِسْرَائِيلَ عَنْ جَدِّهِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، فَأَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلَمْ يُخْتَلَفْ عَلَيْهِ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا يُونُسُ بن أبي إسحاق فاختلف عليه فِيهِ: فَرَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ ـ واسمه

_ 1 لم أقف عليه والله أعلم. 2 هذا الحديث سبق تخريجه برقم 83 وعلته هناك تعارض وصله وإرساله. 3 عمرو بن عبد الله السبيعي. 4 انظر سنن أبي داود 2/ 568-569 ح 2085 كتاب النكاح، باب في الولي.

عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ ـ وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَالْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ مِنْ رِوَايَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْجَرَّاحِ أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي عَنْ شَبَابَةَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ إِلا أَنَّهُ أَرْسَلَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ أَبَا مُوسَى1. وَرَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ قتيبة المدائني2، وعيسى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ3، وَأَبُو قطن عمرو ابن الْهَيْثَمِ القُطَعي4، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ5 الْعُكْلِيُّ مِنْ رِوَايَةِ غَيْرِ وَاحِدٍ عَنْهُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ يُونُسُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي بُرْدَةَ، وَسَمِعَهُ أَيْضًا مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، فَرَوَاهُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ مَعًا والله أعلم6.

_ 1 سيأتي تخريجه هذه الروايات كلها بإذن الله. وانظر أيضاً جامع الترمذي 3/ 399-402 كتاب النكاح، باب لا نكاح إلا بوليّ، والسنن الكبرى للبيهقي 7/ 107-109. 2 الخزاعي، قال الأزدي: واهي الحديث. وقال العقيلي: كثير الوهم. وضعفه أبو حاتم وقال الدارقطني: متروك الحديث، قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. قال الذهبي: بل هو هالك. تاريخ بغداد 7/ 404، الميزان 1/ 518. 3 بضم المعجمة بعدها راء مثناة تحتانية ثم موحدة، وقد سبق ضبطه. 4 قطن ـ بفتح القاف والمهملة، والقطعي ـ بضم القاف وفتح المهملة. التقريب 263. 5 بضم الحاء المهملة وموحدتين ـ أبو الحسين العكلي ـ بضم المهملة وسكون الكاف. التقريب 112. 6 ذكر الدارقطني في مسند أبي موسى الأشعري في العلل اختلاف إسرائيل ويونس، وذكر رواية عيسى بن يونس وزيد بن الحباب عن يونس، عن أبي بردة، ورجح رواية إسرائيل التي فيها عن أبي إسحاق، عن أبي بردة ... ، وانظر جامع الترمذي 3/ 399 كتاب النكاح، باب لا نكاح إلا بولي.

فأما حديث أبي عبيدة الحداد عن يونس: فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، نا يُونُسُ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 1. وَأَخْبَرَنِيهِ أَحْمَدُ بْنُ عمر بن علي القا ضي ـ بِدَرْزِيجَانَ2 ـ أنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بن علي بن محمد بن الْجَهْمِ الْكَاتِبُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، نا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 3. وَأَمَّا حَدِيثُ (144/ ب) أسباط بن محمد عن يونس بمتابعة أبي عبيدة على هذا القول: فأخبرناه أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الْبَغَوِيُّ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، نا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي

_ 1 رواه الإمام أحمد في المسند 4/ 418. 2 كتب عليها في الأصل "كذا"، وه بفتح أوله وسكون ثانيه، وزاي مكسورة وياء مثناة من تحته وجيم، وآخره نون، قرية كبيرة تحت بغداد على دجلة بالجانب الغربي، كان والد أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي خطيب جامعها ... معجم البلدان 2/ 450. 3 ذكر رواية أبي عبيدة عن يونس به الإمام الترمذي في سننه 3/ 399 باب لا نكاح إلا بولي، وأخرجه البيهقي في الكبرى 7/ 109.

إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 1. وَأَمَّا حديث الحكم بن مروان عن يونس كذلك: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الدَّاوُدِيُّ قَالا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ الْكِنْدِيُّ، نا الْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ، نا يُونُسُ، عن أبي بردة، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 2. وأما حديث زيد بن الحباب عن يونس من رواية سليمان بن الجراح عنه الموافق لهذه الروايات: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ، نا شعيب بن محمد الذارع، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْجَرَّاحِ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 3. وَأَمَّا حديث شبابة بن سوار عن يونس الذي رواه عنه ابن المنادي مرسلاً: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن محمد بن عبد الله السراج ـ

_ 1 أخرجه البيهقي في الكبرى 7/ 109، وذكره الترمذي في السنن 3/ 399 باب لا نكاح إلا بولي، إلا أنه لم يسق المتن، ورواه الإمام أحمد في المسند 4/ 413. 2 لم أجده من هذا الطريق. 3 ذكرها الترمذي في السنن 3/ 499، والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 109، وانظر أيضاً العلل للدارقطني مسند أبي موسى الأشعري.

بِنَيْسَابُورَ ـ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي، نا شبابة، نا يونس ابن أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ1: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 2. رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ عَنْ شَبَابَةَ، عَنْ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ كَذَلِكَ. وأما حديث الحسن بن قتيبة عن يونس، عن أبيه، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عن أبي موسى بخلاف الأحاديث التي سقناها: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ، نا الحارث بن محمد بن أَبِي أُسَامَةَ، نا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 3. وأما حديث عيسى بن يونس عن أبيه مثل رواية الحسن بن قتيبة: فأخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا مُحَمَّدُ ابن أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ بُرْدٍ الأَنْطَاكِيُّ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أبيه، عن أبي إسحاق، عن أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نِكَاحَ إلا

_ 1 في هذا الموضع علامة تضبيب لعله تنبيهاً إلى الإرسال وسقوط الصحابي من هذا الإسناد. 2 لم أجده من رواية شبابة بهذا السياق. 3 رواه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 109 من طريق أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ عَنْ الحارث بن محمد، عن الحسن ... به، والحسن متروك الحديث كما مر سابقاً.

بِوَلِيٍّ" 1. وأما حديث عبد الله (145/ أ) بن داود2 وأبي قطن بن الهيثم عن يونس بمتابعة الحسن وعيسى على روايتهما: فأخبرني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، أنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، نا محمد ابن بَشَّارٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 3. وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، أنا أبو الفضل الزهري، أنا عَبْدُ اللَّهِ ـ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ ـ نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، نا أَبُو قَطَنٍ، نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ مِثْلَهُ3. وأما حديث زيد بن الحباب بمتابعة هذه الجماعة: فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَبْهَرِيُّ، نا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ابن أبي مهرول4 ـ بِالْمِصِّيصَةِ ـ نا عُمَرُ بْنُ سَهْلٍ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ. وَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْعَبَّاسِ النَّجَّارُ، أنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ5، نا عثمان بن

_ 1 أخرجه الإمام البيهقي في الكبرى 7/ 109 من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ الأنطاكي، عن الهيثم بن جميل ... به ... 2 هو الخريبي. 3 لم أجده من رواية عبد الله بن داود ولا من رواية أبي قطن. 4 بالراء ـ هكذا في الأنساب 12/ 300. 5 المحاملي أخو القاضي أبي عبد الله المحاملي. تاريخ بغداد 12/ 447.

هشام1. وأخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدَّاوُدِيُّ قَالا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا الْقَاضِي أبو عمر محمد ابن يُوسُفَ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ2 بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُجَاهِدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مردانشاه3 قَالُوا: أنا عثمان بن هشام ابن الْفَضْلِ بْنِ دَلْهَمٍ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: ونا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَهْلٍ الْمِصِّيصِيُّ ـ بِالْمِصِّيصَةِ ـ قَالُوا: أنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 4. وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ الحباب. 107- حديث آخر: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَنْزَةَ5 الْمَوْصِلِيُّ، أنا أَبُو هَارُونَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الأَنْصَارِيُّ الزُّرَقِيُّ6، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي

_ 1 ابن الفضل بن دلهم. 2 في هذا الموضع تضبيب!!! 3 بالميم والراء والدال المهملة بعدها ألف ثم نون وشين فألف وهاء ـ كذا في تاريخ بغداد 6/ 301. 4 ذكر رواية زيد بن الحباب الإمام الترمذي في السنن 3/ 399 باب لا نكاح إلا بولي، وكذلك ذكرها البيهقي في الكبرى 7/ 109، ولم يسقها بالسند والمتن. 5 بالعين المهملة بعدها نون ثم زاي وآخره هاء، كذا في تاريخ بغداد 11/ 139. 6 بالزاي والراء والقاف، كذا في تاريخ بغداد 13/ 61.

الشَّوَارِبِ، نا أَبُو سَلَمَةَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى حَبْلا مَمْدُودًا بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ فَقَالَ: مَا هَذَا الْحَبْلُ؟ فَقِيلَ: يَا رسول الله، هذه حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ تُصَلِّي، فَإِذَا أَعْيَتْ1 تَعَلَّقَتْ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تصلي ما أطاقت، فَإِذَا أَعْيَتْ تَجْلِسُ" 2. رُبَّمَا ظَنَّ من لم ينعم النَّظَرَ أَنَّ حَمَّادًا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وحميد الطويل (145/ ب) كِلَيْهِمَا عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وليس الأمر كذلك، وإنما رَوَاهُ حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلا. وَرَوَاهُ حَمَّادٌ أَيْضًا عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ رَوَى عبد الرحمن بن مهدي عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ هَذَا الْحَدِيثَ فَأَفْرَدَ رِوَايَةَ ثَابِتٍ عَنْ رِوَايَةِ حميد وفصل أحد الإسنادين من الآخر كذلك. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان، نا عبد الله بن أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ الرحمن، نا حماد ابن سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: "رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَبْلا مَمْدُودًا بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ، فَقَالَ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لِحَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ تُصَلِّي، فَإِذَا عجزت تعلقت به، فقال: لتصلّ مَا أَطَاقَتْ، فَإِذَا عَجَزَتْ فَلْتَقْعُدْ" 3.

_ 1 أي: تَعِبَتْ، وراجع الصحاح للجوهري 6/ 2442-2443. 2 لم أقف عليه بهذا الإسناد. 3 رواه الإمام أحمد في المسند 3/ 184 عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عن حماد ... به ... وأخرجه في المسند 3/ 256 أيضاً بهذا اللفظ والإسناد إلا أنه عفان عن حماد ... به.

وأخبرنا الْحَسَنُ، أنا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، نا حَمَّادٌ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ1. 108- حديث آخر: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا ابْنُ2 صَاعِدٍ، نا يَعْقُوبُ بن إبراهيم3، نا هشيم ابن سَيَّارٍ4، وَحُصَيْنٍ5، وَمُغِيرَةَ6، وَأَشْعَثَ7، وَدَاوُدَ8، وَمُجَالِدٍ9 وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، كُلُّهُمْ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ فَسَأَلْتُهَا عَنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا: "فَقَالَتْ: طَلَّقَهَا زَوْجُهَا أَلْبَتَّةَ، فَأَتَتْ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، قَالَتْ: فَلَمْ يَجْعَلْ لِي سُكْنَى وَلا نَفَقَةً، وَقَالَ: إِنَّمَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ لِمَنْ تملك الرجعة" 10.

_ 1 المصدر السابق. 2 يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ. 3 هو الدورقي. 4 ابن أبي سيار أبو الحكم العنزي ـ بنون وزاي ـ وأبوه يكنى أبا سيار واسمه وردان، وقيل ورد، وهو أخو مساور الوراق لأمه، ثقة، وليس هو الذي يروي عن طارق بن شهاب، مات سنة 122هـ. التهذيب 4/ 291، التقريب 142. 5 ابن عبد الرحمن السلمي، أبو الهذيل الكوفي. 6 ابن مقسم ـ بكسر الميم ـ الضبي مولاهم، أبو هشام الكوفي الأعمى. 7 ابن سوار النجار قاضي الأهواز، ضعيف. التقريب 37. 8 ابن أبي هند. 9 ابن سعيد بن عمر الهمداني ـ بسكون الميم ـ ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره. التقريب 328. 10 رواه مسلم 2/ 117 ح 42 من كتاب الطلاق بهذا الإسناد والسياق، إلا أنه فيه زيادة "وأمرني أن أعتد في بيت ابن أم مكتوم"، وهذه الزيادة في حديث داود بن أبي هند كما صرح بذلك الترمذي في روايته لهذا الحديث بهذا الإسناد والسياق 3/ 476 كتاب الطلاق باب ما جاء في المطلقة ثلاثاً لا سكنى لها ولا نفقة. ورواه الدارقطني بإسناده هنا في السنن 4/ 23 ح 67 كتاب الطلاق.

أَدْرَجَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ رِوَايَةَ هَذَا الْحَدِيثِ أَوْ أَدْرَجَهُ هشيم له لما حدثه بِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ قَوْلَهُ: إِنَّمَا السكنى لمن تملك الرَّجْعَةَ، لَمْ يَذْكُرْهُ وَاحِدٌ مِنَ الجماعة المسمين عَنِ الشَّعْبِيِّ إِلا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ وَحْدَهُ. وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ هُشَيْمٍ، فَلَمْ يَذْكُرْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهَا مُجَالِدٌ وَحَمَلَ الْحَدِيثَ عَلَى رِوَايَةِ الْجَمَاعَةِ، وَأَوْرَدَ أحمد عن عبدة بن سليمان عَنْ مُجَالِدٍ وَحْدَهُ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ الكلمات. وَرَوَى الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ1 عَنْ هُشَيْمٍ مِثْلَ رِوَايَةِ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ غَيْرَ أَنَّهُ بَيَّنَ أَنَّ الْكَلِمَاتِ فِي السُّكْنَى وَالنَّفَقَةِ لمن تملك الرجعة هي مُجَالِدٍ خَاصَّةً دُونَ الْجَمَاعَةِ. فأما حديث أحمد بن حنبل عن هشيم: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، نا هُشَيْمٌ، أنا سيار، وحصين، (146/ أ) وَمُغِيرَةُ، وَأَشْعَثُ، وَابْنُ أَبِي خَالِدٍ ـ وَدَاوُدُ حَدَّثَنَاهُ ـ وَمُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَ: فَسَأَلْتُهَا عَنْ قَضَاءِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

_ 1 كتب في الأصل "عروة" وصُوِّب في الهامش وهو كذا في سنن الدارقطني 4/ 24 كتاب الطلاق ح 67.

فقالت: "طَلَّقَهَا زَوْجُهَا أَلْبَتَّةَ قَالَتْ: فَخَاصَمَتْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّكْنَى وَالنَّفَقَةِ قَالَتْ: فَلَمْ يَجْعَلْ لِي سُكْنَى وَلا نَفَقَةً وَأَمَرَنِي أَنْ أَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ" 1. وأما حديث أحمد عن عبدة بن سليمان عن مجالد: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، أنا أَحْمَدُ بن جعفر، نا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ2، نا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ قَالَتْ: "طَلَّقَنِي زَوْجِي ثَلاثًا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَجْعَلْ لِي سُكْنَى وَلا نَفَقَةً، وَقَالَ: إِنَّمَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ لِمَنْ كَانَ لِزَوْجِهَا عَلَيْهَا رَجْعَةٌ، وَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ الأَعْمَى" 3. وَأَمَّا حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ عن هشيم: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جعفر ابن أحمد بن يزيد المطيري، نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، نا هشيم عن مغيرة، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَشْعَثَ، وإسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَسَيَّارٍ، وَمُجَالِدٍ كُلُّهُمْ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ بنت قيس ـ بالمدينة ـ فَسَأَلْتُهَا عَنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: "طَلَّقَنِي زَوْجِي أَلْبَتَّةَ فَخَاصَمْتُهُ إِلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّكْنَى وَالنَّفَقَةِ، فَلَمْ يجعل لي السكنى وَلا نَفَقَةً، وَأَمَرَنِي أَنْ أَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ" 4.

_ 1 رواه الإمام أحمد في مسند فاطمة بنت قيس في مسنده 6/ 416. 2 أبو محمد الكلابي الكوفي. 3 رواه الإمام أحمد في المسند 6/ 416. 4 رواه الدارقطني في السنن كتاب الطلاق 4/ 24 ح 68.

قَالَ هُشَيْمٌ: قَالَ مُجَالِدٌ فِي حَدِيثِهِ: إِنَّمَا النَّفَقَةُ وَالسُّكْنَى عَلَى مَنْ كَانَتْ لَهُ الرَّجْعَةُ 1 2. 109- حديث آخر: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَزْوِينِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ، نا عَمْرُو بن هشام الحراني، وأخرني أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ التَّوَّزِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بن السلم الضراب ـ بِحَرَّانَ ـ، نا عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ أبو أمية الحراني، وأخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ3 الْحَافِظُ ـ وَاللَّفْظُ لَهُ ـ نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الزُّبَيْرِ الْحَلَبِيُّ، نا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ4 قَالا: نا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، نا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ5، عَنْ أَبِي ذَرٍّ6، عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَإِنْ لَمْ يجد الماء عشر سنين،

_ 1 انظر الهامش السابق. 2 في هامش الأصل ما نصه "بلغ مقابلة في الخامس بعد العشرين حسب الطاقة والله المستعان". 3 أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ. 4 بضم النون وفتح الفاء وسكون الياء تحتها نقطتان وبعدها لام، هذه النسبة إلى الجد، وممن اشتهر بها أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي ابن نفيل الحراني النفيلي. اللباب 3/ 320. 5 بضم الباء الموحدة وسكون الجيم بعدها دال وألف ونون ـ العامري، بصري تفرد عنه أبو قلابة، لا يعرف حاله. التقريب 257. 6 اسمه جندب بن جنادة الغفاري رضي الله عنه.

فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ" 1. كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أيوب السختياني وخالد الحذاء (146/ ب) وَسَاقَهُ سِيَاقَةً وَاحِدَةً. وَأَيُّوبُ إِنَّمَا كَانَ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عن رجل غير مسمى عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَأَمَّا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ فَكَانَ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ، وَيُسَمِّي الرَّجُلَ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ بُجْدَانَ، فَحُمِلَتْ رِوَايَةُ أَيُّوبَ عَلَى رِوَايَةِ خَالِدٍ فِي حَدِيثِ مَخْلَدِ بْنِ يَزِيدَ هَذَا، وَقَدْ رَوَاهُ الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ الأَصْبَهَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ الْجِرْمِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ السُّوَائِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ2 عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ مُفْرَدًا، وَلَمْ يسمِّ فِيهِ شَيْخَ أَبِي قِلابَةَ، بَلْ قَالَ: عَنْ رَجُلٍ، عن أبي ذر، وكذلك قال معمر بن راشد وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ أَيُّوبَ، وَرَوَاهُ مُوسَى بْنُ خَلَفٍ الْعَمِّيُّ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْمُهَلَّبِ3، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَرَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ

_ 1 رواه أبو عيسى الترمذي 1/ 211 ح 124 كتاب الطهارة، باب ما جاء في التيمم للجنب إذا لم يجد الماء عن مخلد بن يزيد، عن سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ به، وبنفس الإسناد والمتن أخرجه الحافظان أبو الحسن الدارقطني في السنن 1/ 186 ح 1 كتاب الطهارة، باب جواز التيمم لمن لم يجد الماء. وأبو بكر البيهقي في الكبرى 1/ 211 كتاب الطهارة، وأخرجه النسائي 1/ 171 كتاب الطهارة، باب الصلوات بتيمم واحد بهذا الإسناد عن أيوب وحده ... به. 2 بفتح المهملة والفاء، وهو أبو داود عمر بن سعد بن عبيد الحفري الكوفي. 3 الجرمي اسمه عمرو، وقيل عبد الرحمن بن معاوية أو ابن عمرو، وقيل النضر، ثقة. التقريب 428.

أَبِي قِلابَةَ1، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، لم يذكر بينهما أحد، وكذلك رَوَاهُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ2، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ. وَرَوَاهُ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ مُفْرَدًا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ مِنْ رِوَايَةِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيِّ. وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ عَنْهُ، وَتَابَعَهُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ الْوَاسِطِيُّ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ الْبَصْرِيُّ عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ. وَرَوَاهُ قَبِيصَةَ بْنِ عُقْبَةَ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مِحْجَنٍ أَوْ محجلٍ3، وَقِيلَ: عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ مِحْجَنٍ أَوْ أَبِي مِحْجَنٍ، عن أبي ذر، ولم يتابع قبيصة على شيء من هذين القولين. ورواه سعيد بن بشير عن قتادة، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجَاءِ ابن عامر، عن أبي ذر، ورواه عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ مِنْ حديث أحمد بن حنبل عنه، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ الْمِؤَذِّنِ، كِلاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ جَمِيعًا عَنْ أَبِي قِلابَةَ، وَبَيَّنَا الْخِلافَ فِيهِ، وَفَصَلا قَوْلَ أيوب من قول خالد.

_ 1 في هذا الموضع علامة تضبيب. 2 محمد بن عبد الله بن الزبير ـ بالزاي والراء بينهما موحدة ومثناة تحتية ـ. 3 محجن ـ بالميم والمهملة والجيم أخره نون، ومحجل كذلك إلا أن آخره لام، والحديث من طريقه أخرجه الدارقطني عن قبيصة عن سفيان، عَنْ مِحْجَنٍ، أَوْ أَبِي مِحْجَنٍ، عن أبي ذر. السنن 1/ 187 ح 5 من باب جواز التيمم لمن لم يجد الماء، وكذلك البيهقي في الكبرى 1/ 212 ... وفي التقريب 329: محجن بن أبي محجن الديلي، صحابي قليل الحديث. أ. هـ. فلا أدري أهو هذا أو له علاقة نسب به أم لا.

فأما أحاديث من رواه عن الثوري، عن أيوب وحده: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصيرفي، أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يعقوب الأصم، نا أسيد ابن عَاصِمٍ1 الثَّقَفِيُّ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ نا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ فَقُلْتُ: أَنْتَ أَبُو ذَرٍّ؟ فَقَالَ: إِنَّ أَهْلِي يَزْعُمُونَ ذَاكَ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْجَنَابَةِ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: "أَجْنَبْتُ فِي إِبِلِي فَأَتَيْتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ2، فَسَكَتَ فقال: ثكلتك أمك (147/ أ) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي جُنُبٌ، فَدَعَا بِإِنَاءٍ فَاسْتَتَرْتُ بِبَعِيرٍ فاغتسلت، فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ، وَإِنْ لا3 يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَهُ، فَإِنَّ ذلك خير" 4. أخبرنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عبد الله بن مَهْدِيٍّ الْبَزَّازُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إسحاق الفارسي، وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: نا، وَقَالَ الْمِصْرِيُّ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ5، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ أَبِي قلابة

_ 1 أبو الحسين مولى ثقيف صاحب المسند، توفي بأصبهان سنة 270هـ. أخبار أصبهان 1/ 226. 2 في هذا الموضع علامة تضبيب. 3 في هذا الموضع علامة تضبيب، وهو في الروايات الأخرى (ما لم يجد) . 4 لم أجده بهذا الإسناد. 5 في هذا الموضع علامة تضبيب، لعله بسبب زيادة الياء في الفيريابي.

عن1 رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: "أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ وضوء للمسافر وَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَتَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ" 2. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: وَذَلِكَ خَيْرٌ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي الإِسْنَادِ أَبَا قِلابَةَ". أخبرنا الحسن بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاهِلِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، نا الْقَاسِمُ3 ـ يَعْنِي الْجَرْمِيَّ ـ نا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ4، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: "أَنَّ أَبَا ذَرٍّ5 أَجْنَبَ، فَأَتَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ، وَإِنْ لَمْ يَجِدِ ـ يَعْنِي الْمَاءَ ـ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَهُ، فَإِنَّ ذلك خير" 6. أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَذَّاءُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، نا ابْنُ مَنِيعٍ7، حَدَّثَنِي ابْنُ هانئ8 نا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ ابْنُ مَنِيعٍ: نا هارون ابن عَبْدِ اللَّهِ، نا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عن أبي قلابة

_ 1 في الأصل عليه علامة تضبيب. 2 لم أقف عليه من رواية الفريابي عن سفيان. 3 ابن يزيد الجرمي ـ بفتح الجيم وسكون الراء ـ أبو يزيد الموصلي. 4 قيل هو نفس عمر بن بجدان، وقيل غيره، وسيشير المؤلف إلى ذلك قريباً. 5 كتب عليه في الأصل علامة تضبيب، ولعله تنبيهاً إلى أن هذه الصيغة من صيغ الإرسال، وبعضهم يجعلها من صيغ التدليس إذا كانا متعاصرين، ولكن لم يحضر هذه القصة، والله أعلم. 6 لم أجده من رواية القاسم الجرمي عن سفيان. 7 أحمد بن منيع البغوي. 8 لم أستطع تمييزه.

عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ1. وأما حديث معمر عن أيوب بموافقته الثوري على ما ذكرناه عنه آنفاً: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي قُشَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ أَعْزُبُ عن الْمَاءِ، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ فَأَتَيَمَّمُ، فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي، فَأَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ فِي مَنْزِلِهِ فَلَمْ أَجِدْهُ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ وَقَدْ وُصِفَتْ لِي هَيْئَتُهُ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فَعَرَفْتُهُ بِالنَّعْتِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ حَتَّى انْصَرَفَ. فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ أَبُو ذَرٍّ؟ فَقَالَ: إن أهلي ليقولون ذلك (147/ ب) قُلْتُ: مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ الناس أحبُّ إليّ رؤية مِنْكَ، قَالَ: فَقَدْ رَأَيْتُنِي، فَقُلْتُ: إِنَّا نَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ فَتُصِيبُنَا جَنَابَةٌ فَنَلْبَثُ أَيَّامًا نَتَيَمَّمُ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي هَالِكٌ ـ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ2: سَقَطَ مِنَ الأَصْلِ ها هنا كلام معناه ـ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: إِنِّي اجْتَوَيْتُ الْمَدِينَةَ فَأَمَرَ لِي رَسُولُ اللَّهِ بِذَوْدٍ3 مِنْ إِبِلٍ وَغَنَمٍ، فَكُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ فَأَتَيَمَّمُ، فَأُمِرْتُ بِقُعُودٍ لِي فَشُدَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ رَكِبْتُهُ حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ظِلِّ الْمَسْجِدِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَبُو ذر؟!

_ 1 لم أجده من رواية قبيصة، ولا من رواية أبي داود الحفري. 2 هو المؤلف رحمه الله. 3 الذود من الإبل ما بين اثنتين إلى تسع، وقيل ما بين الثلاث إلى العشر. النهاية 2/ 171.

فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَابَنِي1 جَنَابَةٌ، فَتَيَمَّمْتُ أَيَّامًا، ثُمَّ وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي هَالِكٌ، فَدَعَا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ، فَجَاءَتْ بِهِ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ فِي عُس2 يَتَخَضْخَضُ3 يَقُولُ: لَيْسَ بِمَلآنَ، فَاسْتَتَرْتُ بِالرَّاحِلَةِ، وَأُمِرَ رَجُلا فَسَتَرَنِي، فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ كَافِيكَ مَا لَمْ تَجِدِ الْمَاءَ وَلَوْ إِلَى عَشْرِ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمْسِسْهُ بَشَرَتَكَ4، وَكَانَتْ جَنَابَةُ أَبِي ذَرٍّ مِنْ جِمَاعٍ". وأما حديث حماد بن سلمة عن أيوب بمتابعة الثوري ومعمر: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، نا أَبُو عَلِيٍّ محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي، نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا حماد، وأخبرناه علي بن محمد بن عبد اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بن علي بن محمد بن مُكْرَمٍ، أنا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نا حَمَّادٌ ـ وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ مُوسَى ـ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ قَالَ: دَخَلْتُ فِي الإِسْلامِ فَأَهَمَّنِي دِينِي فَأَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: إِنِّي اجْتَوَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَوْدٍ وَبِغَنَمٍ فَقَالَ لِي: اشْرَبْ مِنْ أَلْبَانِهَا ـ وَأَشُكُّ فِي أَبْوَالِهَا ـ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَكُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ فَأُصَلِّي بغير طهور، فأتيت

_ 1 كتب عليه في الأصل: "كذا" ولعله إشارة إلى أن الأولى "أصابتني". 2 بضم العين المهملة وبعدها مهملة مشددة، هو القدح الكبير، وجمعه عساس، وأعساس. النهاية 3/ 236. 3 قال في النهاية 2/ 39: أصل الخضخضة: التحريك. 4 لم أقف عليه بهذا الإسناد والسياق فيما وقفت عليه من المصادر.

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنِصْفِ النَّهَارِ1 وَهُوَ فِي رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَهُوَ فِي ظِلِّ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: أَبُو ذَرٍّ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَمَا أَهْلَكَكَ؟ قُلْتُ: إِنِّي كُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ فَأُصَلِّي بِغَيْرِ طُهُورٍ، فَأَمَرَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ بِعَسٍّ يَتَخَضْخَضُ مَا هُوَ بِمَلآنَ، فَتَسَتَّرْتُ إِلَى بَعِيرٍ فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ طَهُورٌ وَإِنْ لَمْ تَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمِسَّهُ جِلْدَكَ" 2. وأما حديث حماد بن زيد (148/ أ) عن أيوب بمتابعة من تقدم: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ يُصَلِّي وَعَلَيْهِ بُرْدٌ قِطْرِيٌّ3، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ رَدَّ عَلَيَّ، قُلْتُ: أَنْتَ أَبُو ذَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: اجْتَوَيْتُ الْمَدِينَةَ فَأَمَرَ لِي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَوْدٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَشْرَبَ مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا4 ـ ثُمَّ سَكَتَ أَيُّوبُ عِنْدَ أَبْوَالِهَا ـ وَرَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي ظِلِّ الْمَسْجِدِ، فَلَّمَا رَآنِي قَالَ:

_ 1 كتب عليه في الأصل "كذا". 2 رواه أبو داود السجستاني في سننه 1/ 237 ح 333 كتاب الطهارة، باب الجنب يتيمم. 3 قال في النهاية 4/ 80: هو ضرب من البرود فيه حمرة، ولها أعلام فيها بعض الخشونة، وقيل هي حلل جياد تحمل من قبل البحرين، وقال الأزهري: في أعراض البحرين قرية يقال لها قطر. أ. هـ 4 ذكر أبو داود السجستاني في السنن 1/ 238 بعد أن ساق حديث حماد بن سلمة ذكر حديث حماد بن زيد ولم يسقه، وقال: رواه حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ، ولم يذكر "أبوالها" قال: هذا ليس بصحيح، ليس في أبوالها إلا حديث أنس تفرد به أهل البصرة ...

يَا أَبَا ذَرٍّ، قُلْتُ: هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَمَا أَهْلَكَكَ أَوْ قَالَ: وَمَا ذَاكَ ـ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، أفأصلي بغير وضوء؟ ـ وقال: بِغَيْرِ طُهُورٍ؟ فَدَعَا لِي بِمَاءٍ، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ حَبَشِيَّةٌ بِعَسٍّ فِيهِ مَاءٌ يَتَخَضْخَضُ مَا هُوَ بِمَلآنَ، فَاسْتَتَرْتُ بِالْبَعِيرِ وَاغْتَسَلْتُ، قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ كَافِيكَ، وَإِنْ لَمْ تَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمْسِسْهُ جِلْدَكَ" 1. وأما حديث جرير بن حازم عن أيوب نحو ذلك: فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ الأَصَمُّ: ونا بحر بن نصر بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلانِيُّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ، أَخْبَرَكَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ ـ وَأَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ ـ أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: "إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ كَافِيكَ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمْسِسْهُ بَشَرَكَ" 2. وأما حديث إسماعيل بن علية عن أيوب مثل ما ذكرناه: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا إِسْمَاعِيلُ، نا أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رجل

_ 1 رواه بهذا الإسناد والسياق أبو داود الطيالسي في المسند 66 ح 484. 2 لم أقف عليه بهذا الإسناد.

مِنْ بَنِي عَامِرٍ قَالَ: كُنْتُ كَافِرًا فَهَدَانِي اللَّهُ لِلإِسْلامِ، وَكُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي قلبي وَقَدْ أُنعت إِلَيَّ أَبُو ذَرٍّ فَحَجَجْتُ، فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ قُبَاءَ فَعَرَفْتُهُ بالنعت، فإذا شيخ معروف آدَمُ1 عَلَيْهِ حُلَّةٌ قُطْنٌ، فَذَهَبْتُ حَتَّى قُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ حَتَّى صَلَّى صَلاةً أَتَمَّهَا وَأَحْسَنَهَا وَأَطْوَلَهَا، فَلَمَّا فَرَغَ رَدَّ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: أَنْتَ أَبُو ذَرٍّ؟ قَالَ: إِنَّ أَهْلِي لَيَزْعُمُونَ ذَاكَ، قُلْتُ: كُنْتُ كَافِرًا فَهَدَانِي اللَّهُ للإسلام وأهمني ديني (148/ ب) وكنت أعزب عن الماء معي أَهْلِي فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي. قَالَ: هَلْ تَعْرِفُ أبا ذر؟ قلت: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي اجْتَوَيْتُ الْمَدِينَةَ ـ قَالَ أَيُّوبُ: أَوْ كَلِمَةٌ نَحْوُهَا ـ فأمر لي رسول الله بِذَوْدٍ مِنْ إِبِلٍ وَغَنَمٍ، فَكُنْتُ أَكُونُ فِيهَا، فَكُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنِّي قَدْ هَلَكْتُ، فَقَعَدْتُ عَلَى بَعِيرٍ مِنْهَا فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِصْفَ2 النَّهَارِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْمَسْجِدِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَنَزَلْتُ عَنِ الْبَعِيرِ ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ، قَالَ: مَا أَهْلَكَكَ؟ فَحَدَّثْتُهُ، فَضَحِكَ فَدَعَا إِنْسَانًا مِنْ أَهْلِهِ، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ بِعَسٍّ فِيهِ مَاءٌ مَا هُوَ بملآن، إنه يتخضخض، فَاسْتَتَرْتُ بِالْبَعِيرِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنَ الْقَوْمِ فَسَتَرَنِي فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقَالَ: "إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ طَهُورٌ مَا لَمْ تَجِدِ الْمَاءَ، وَلَوْ إِلَى عَشْرِ حِجَجٍ، فَإِذَا وجدت الماء فأمسسه بشرتك" 3.

_ 1 الأدمة في الناس السمرة الشديدة، وقيل هو من أدمة الأرض وهو لونها. النهاية 1/ 32. 2 كتب عليه (كذا) وقد مرّ في الحديث السابق بنصف النهار مجرور بالباء وكتب عليه هناك (كذا) والظاهر المعنى يستقيم بذلك كله، والله أعلم، والأفصح ـ والله أعلم ـ (في نصف النهار) . 3 رواه الإمام أحمد في المسند 5/ 146، وأخرجه الدارقطني أيضاً في السنن 1/ 187 ح 2 باب جواز التيمم لمن لم يجد الماء سنين كثيرة عن يعقوب بن إبراهيم عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ به مختصراً.

وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ عن أيوب مثل ما تقدم: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْمَاطِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ1 الْبَزَّازُ ـ بِمِصْرَ ـ نا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِي خَيْرَةَ2، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ، نَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: إِنِّي اجْتَوَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَوْدٍ مِنْ إِبِلٍ وَغَنَمٍ، فَكُنْتُ أَكُونُ فِيهَا، فَكُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنِّي قَدْ هَلَكْتُ، فَقَعَدْتُ عَلَى بَعِيرٍ فَدَفَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنِصْفِ النَّهَارِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَنَزَلْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكْتُ، قَالَ: مَا أَهْلَكَكَ؟ فَحَدَّثْتُهُ، فَضَحِكَ، ثُمَّ دَعَا إِنْسَانًا، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ بِعَسٍّ فِيهِ مَاءٌ مَا هُوَ بِمَلآنَ3، إِنَّهُ لَيَتَخَضْخَضُ، فَاسْتَتَرْتُ بِالْبَعِيرِ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا فَسَتَرَنِي، فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ طَهُورٌ مَا لَمْ تجد الماء، فأمسه بشرتك" 4. وأما حديث سعيد بن أبي عروبة عن أيوب بذلك: فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طالب5.

_ 1 محدث مصر المعروف بعلان. تذكرة الحفاظ 3/ 835. 2 بكسر الخاء المعجمة وفتح التحتانية ـ البصري، نزيل مصر، ثقة مصنف. التقريب 322. 3 في الأصل عليه علامة التضبيب، وذلك بسبب سقوط النون منه. 4 لم أجده من حديث عبد الوهاب عن أيوب. 5 أبو طالب = جعفر.

أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي قُشَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ أَعْزُبُ عَنْ أَهْلِي، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةَ فَلا أَجِدُ الْمَاءَ فَأَتَيَمَّمُ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، فَأَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ فِي مَنْزِلِهِ فَلَمْ أجده، فأتيت المسجد وقد وصف لِي هَيْئَتُهُ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فَعَرَفْتُهُ، فَاتَّبَعْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا حَتَّى انصرف، فقلت: (149/ أ) أَنْتَ أَبُو ذَرٍّ؟ فَقَالَ: إِنَّ أهلي ليقولون ذَلِكَ، فَقُلْتُ: مَا كَانَ أَحَدٌ من الناس أحب إليّ رُؤْيَةً مِنْكَ، فَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُنِي، قَالَ1: فَقَالَ1: إِنِّي كُنْتُ أَعْزُبُ عن أهلي فتصيبني الجنابة، فَأَلْبَثُ أَيَّامًا أَتَيَمَّمُ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي هَالِكٌ، فَقَالَ: أَتَعْرِفُ أَبَا ذَرٍّ، كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فَاجْتَوَيْتُهَا، فَأَمَرَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَنِيمَةٍ، فَخَرَجْتُ فِيهَا، فأصابتني جنابة فتيممت2 بالصعيد، فصليت أَيَّامًا، فَوَقَعَ مِنْ ذَلِكَ فِي نَفْسِي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي هَالِكٌ، فأمرت بقعود لي فعُبِّد3 عَلَيْهِ رَحْلَهُ، فَرَكِبْتُهُ حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ظِلِّ الْمَسْجِدِ بِانْتِصَافِ3 النَّهَارِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَبُو ذَرٍّ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ فَتَيَمَّمْتُ أَيَّامًا، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي هَالِكٌ، فَدَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ، فَجَاءَتْ أَمَةٌ سَوْدَاءُ فِي عَسٍّ يَتَخَضْخَضُ، فَأَمَرَنِي فَاسْتَتَرْتُ بِالرَّاحِلَةِ، وَأَمَرَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا فَسَتَرَنِي فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ طَهُورٌ مَا لَمْ تجد الماء ولو عشر حجج، فإذا

_ 1 عليه علامة تضبيب في الموضعين. 2 كتب عليه "كذا" ولعله بسبب سقوط الياء في الأصل. 3 في هذين الموضعين إشارة (كذا) .

قَدَرْتَ عَلَى الْمَاءِ فَأَمْسِسْهُ بَشَرَتَكَ" 1. وأما حديث موسى بن خلف الْعَمِّيُّ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عن أبي ذر: فَأَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو يُوسُفَ الْقُلُوسِيُّ2 يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ صَالِحٍ قَالا: نا خَلَفُ بْنُ مُوسَى الْعَمِّيُّ، نا أَبِي عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ الصَّعِيدَ طَهُورٌ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرِ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمْسِسْهُ بَشَرَتَكَ" 3. وأما حديث سفيان بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أبي قلابة الذي لم يدخل فيه بينه وبين أبي ذَرٍّ أحدا، ومتابعة أبي أحمد الزبيري عن سفيان الثوري له على قَوْله ذلك: فَأَخْبَرَنِيهِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ التَّوَّزِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا أَبُو القاسم عبد الله بن محمد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا سَعِيدُ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنِّي أَعْزُبُ فِي أَهْلِي فَلا أَجِدُ الْمَاءَ، فَأُصِيبُ أَهْلِي وتصيبني الجنبابة، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

_ 1 رواه الإمام أحمد في مسنده 5/ 146-147 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ به. 2 بضم القاف واللام بعدهما واو وسين مهملة نسبة إلى القلوس، وهي حبال السفن، والمشهور بها أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن زياد البصري القلوسي. اللباب 3/ 52. 3 رواه الحافظ الدارقطني في السنن 1/ 187 ح 3 من باب جواز التيمم لمن لم يجد الماء.

"يَا أَبَا ذَرٍّ، الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ طَهُورٌ، وَإِنْ لَمْ تَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدْتَهُ فَأَمْسِسْهُ بشرتك" 1. (149/ ب) . وَأَخْبَرَنِي ابْنُ التَّوَّزِيِّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا ابْنُ مَنِيعٍ2، نا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ3، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ4، لَمْ يَدْخُلْ بَيْنَهُمَا أَحَدٌ. وأما حديث عبد الرزاق عن الثوري عن خالد الحذاء وحده عن أبي قلابة الذي سمى فيه عمرو بن بجدان: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ جَمِيعًا بِأَصْبَهَانَ، قَالَ أحمد أنبا، وَقَالَ عَلِيٌّ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّهُ أَتَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَجْنَبَ، فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ، فاستتر واغتسل، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَتَهُ، فَإِنَّ ذلك هو خير" 5.

_ 1 لم أجده من رواية ابن عيينة عن أيوب. 2 أبو جعفر أحمد بن منيع البغوي. 3 محمد بن عبد الله بن الزبير. 4 لم أجده عن أبي أحمد عن سفيان بهذا الإسناد. أما رواية أبي أحمد عن سفيان التي أدخل فيها عمر بن بجدان بين أبي قلابة وأبي ذر فأخرجها أحمد في المسند 5/ 180 ـ وفيه عامر ابن بجران، وهو مصحف، هذا وقد سبق تخريج هذه الرواية أول الترجمة. 5 رواه الإمام أحمد في المسند 5/ 155 عن عبد الرزاق به.

وأما حديث ابن زنجويه1 عن عبد الرزاق مثل هذه الرواية: فأخبرناه عبد الله بن محمد بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَذَّاءُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا ابْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ زَنْجُوَيْهِ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا الثَّوْرِيُّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عمرو بن بجدان قال: سمعت أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: قَالَ لِي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَلَوْ إِلَى عَشْرِ حِجَجٍ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَهُ، فَإِنَّهُ خَيْرٌ" 2. وأما حديث أبي أحمد الزبيري عن الثوري مثل ذلك: فأخبرناه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَذَّاءُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا ابْنُ مَنِيعٍ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ3 وَهَارُونُ4 قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، نا سُفْيَانُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ، وَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَهُ، فَإِنَّ ذلك خَيْرٌ" 5. وأما حديث قبيصة بن عقبة عن الثوري الذي قال فيه: عن أبي قلابة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مِحْجَنٍ أَوْ محجل6، والقول الآخر عنه، عن محجن أو أبي محجن:

_ 1 محمد بن عبد الملك. 2 لم أجده من رواية ابن زنجويه عن عبد الرزاق. 3 زهير بن حرب. 4 هارون بن عبد الله بن مروان البغدادي، أبو موسى البزاز الحافظ المعروف بالحمال. 5 رواه الإمام أحمد في المسند 5/ 180. 6 محجل آخره لام، وكتب عليه كذا في هذه المواضع الثلاثة، وقد تقدم الكلام عليه في أول هذه الترجمة.

فأخبرنا الْحَذَّاءُ1، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا ابْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ هَانِي، نا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مِحْجَنٍ أَوْ محجلٍ2، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الصَّعِيدُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ مَا لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيَتَقِّ اللَّهَ، وَلْيُمِسَّ بَشَرَهُ، لأَنَّ ذلك خير" 3. أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، أنا عَلِيُّ بن عمر الحافظ، نا الْحَافِظُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ4، نا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ مِحْجَنٍ أَوْ (150/ أ) أَبِي مِحْجَنٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ حَدِيثِ مُوسَى بْنِ خَلَفٍ عَنْ أَيُّوبَ، وَقَالَ: إِنَّ ذَلِكَ طَهُورُ5. أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ، نا ابْنُ الْغَلابِيِّ6 قَالَ: وَقُلْتُ لَهُ ـ يَعْنِي لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ ـ: أَنَّ قَبِيصَةَ نا عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مِحْجَنٍ أَوْ محجلٍ2 ـ شَكَّ قَبِيصَةُ ـ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

_ 1 عبد الله بن محمد بن عبد الله الحذاء. 2 محجل آخره لام، وكتب عليه كذا في هذه المواضع الثلاثة، وقد تقدم الكلام عليه في أول هذه الترجمة. 3 لم أجده بهذا الإسناد والسياق. 4 بالباء الموحدة والخاء المعجمة وبعد تاء مثناة فوقية ثم راء، هكذا في سنن الدارقطني، ولم أعثر على ترجمته، والله أعلم. 5 رواه الدارقطني في السنن 1/ 187 ح 5 باب جواز التيمم لمن لم يجد الماء. 6 قال السمعاني في الأنساب 10/ 95-98: الغلابي ـ بفتح الغين المعجمة وتشديد اللام ألف وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى غلاب، ثم ذكر أن المفضل بن غسان الغلابي البصلاني نسبته إلى امرأة هي أم خالد بن الحارث بن أوس بن النابغة، وذكر له كتاب التاريخ، وقال: كان ثقة. أ. هـ ملخصاً.

"الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ". فَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا:1 أَخْطَأَ فِي عَمْرِو بْنِ مِحْجَنٍ، إِنَّمَا هُوَ عَمْرُو بْنُ بُجْدَانَ، وأما حديث خالد بن عبد الله2، عن خالد الحذاء بمتابعة رواية عبد الرزاق عن الثوري بخلاف قول قبيصة. فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ3، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي، وأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّمَّارُ قَالا: نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، نا عمرو ابن عون، أنا خالد، وقال أَبُو دَاوُدَ: ونا مُسَدَّدٌ، نا خَالِدٌ ـ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ الواسطي ـ وأخبرناه أبو حازم عمر ابن أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ ـ بِنَيْسَابُورَ ـ أَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ جعفر بْنِ مَطَرٍ الْعَدْلُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ـ وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ ـ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: اجْتَمَعَتْ غَنِيمَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا أبا ذر، أبدها4، فَبَدَوْتُ إِلَى الرَّبَذَةِ5، فَكَانَتْ تُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ فَأَمْكُثُ الْخَمْسَ وَالسِّتَّ6، فَأَتَيْتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَبُو ذَرٍّ؟ فَسَكَتُّ، فَقَالَ: ثكلتك أمك، يا أبا

_ 1 لم أجد كلام ابن معين فيما طبع من كتبه. 2 ابن الطحان الواسطي. 3 الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الواحد. 4 أي اذهب بها إلى البادية لرعيها هناك. 5 قال ياقوت: من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة، وبهذا الموضع قبر أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، مات بها سنة 32هـ. معجم البلدان 3/ 24. 6 أي ليال أو خمس وست أيام.

ذَرٍّ، لأُمِّكَ الْوَيْلُ، فَدَعَا لِي بِجَارِيَةٍ سَوْدَاءَ فَجَاءَتْ بِعَسٍّ فِيهِ مَاءٌ، فَسَتَرَتْنِي بِثَوْبٍ وَاسْتَتَرْتُ بِالرَّاحِلَةِ فَاغْتَسَلْتُ، فَكَأَنِّي أَلْقَيْتُ عَنِّي جَبَلا، فَقَالَ: "الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَلَوْ إِلَى عَشْرِ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمِسَّهُ جِلْدَكَ، فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ" 1. وَقَالَ مُسَدَّدٌ: غَنِيمَةٌ مِنَ الصَّدَقَةِ2، وَحَدِيثُ عَمْرٍو أَتَمُّ1. وأما حديث يزيد بن زريع عن خالد الحذاء مثل هذا: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو حفص، نا يزيد بن زريع، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ قال: سمعت أبا ذَرٍّ مثله3، وقبله حديث الحمادين عن أيوب عن أبي قلابة3. وأما حديث عبد الرزاق بن همام وإبراهيم بن خالد عن الثوري الذي جمعا فيه بين روايته عن أيوب وخالد، وبينا القولين (150/ ب) وميزا بين الروايتين: فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ

_ 1 رواه أبو داود في السنن 1/ 35 ح 332 كتاب الطهارة، باب الجنب يتيمم، وأخرجه من طريق مسدد به الحاكم في المستدرك 1/ 176، والبيهقي في الكبرى 1/ 220. 2 في السنن، قال أبو داود: وحديث عمرو أتم. 3 لم أجده في مسند الطيالسي، ورواه البيهقي في السنن 1/ 212 من طريق إبراهيم بن موسى عن ابن زريع، وأما رواية الحمادين، فقد تقدم تخريجها قريباً. وأخرج الدارقطني رواية يزيد بن زريع من طريق العباس عن يزيد. السنن 1/ 187 ح 4 كتاب الطهارة.

وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ ـ ذَكَرَهُ خَالِدٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ وَأَيُّوبَ، عَنْ رَجُلٍ ـ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَجْنَبَ، فَدَعَا لَهُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ، فَاغْتَسَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ: "إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، وَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَتَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ خَيْرٌ" 1. أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السُّكَيْنِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ زُرَيْقٍ2، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، نا الثَّوْرِيُّ عَنْ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ ـ وَذَكَرَ خَالِدٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ وَذَكَرَ أَيُّوبُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَجْنَبَ، فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ فَاسْتَتَرَ وَاغْتَسَلَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ، وَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَتَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ خَيْرٌ" 3. وأما حديث سعيد بن بشير4 عن قتادة عن أَبِي قِلابَةَ عَنْ رَجَاءِ بْنِ عامر5: فأخبرناه أبو بكر أحمد بن علي بن يزداد6 القارئ، أنا علي بن إبراهيم

_ 1 رواه الإمام أحمد في المسند 5/ 155. 2 بالزاي والراء آخره قاف، كذا في تاريخ بغداد 4/ 280 ترجمة ابن السكين، وفي اللباب 2/ 25-26 "الرسعني"، وتقدم ضبط هذه النسبة. 3 لم أقف عليه من هذا الطريق. 4 بالمعجمة والمثناة التحتية الأزدي، أبو عبد الرحمن، ويقال أبو سلمة الشامي، أصله من البصرة أو من واسط، ضعفه ابن مسهر، وابن نمير، وابن معين وغيرهم. التهذيب 4/ 8-10. 5 لم أقف على ترجمته والدارقطني في السنن يقول: إنه مصحف من رجل من بني عامر. السنن 1/ 187. 6 بالمثناة التحتية والزاي بعدها دالان بينهما ألف كذا في تاريخ بغداد 4/ 321.

ابن مُحَمَّدِ بْنِ خُشْنَامَ الْمَالِكِيُّ الْمُقْرِئُ ـ بِالْبَصْرَةِ ـ نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ ـ إِمْلاءً ـ نا محمد ابن عَمْرِو بْنِ حَنَانٍ1، نا بَقِيَّةُ بن الوليد. وأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ التَّوَّزِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا عَبْدُ الله بن محمد بن عبد الْعَزِيزِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَنَانٍ الحمصي، وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا ابْنُ حَنَانٍ، نا بَقِيَّةُ، نا سعيد ابن بشير، عن قتادة، عن أبي قِلابَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ كَافِيكَ، وَإِنْ مَكَثْتَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وجدت الماء فأمسسه جِلْدَكَ" 2. نَرَى أَنَّ قَوْلَهُ رَجَاءُ أَنَّ قَوْلَهُ رَجَاءُ بْنُ عَامِرٍ تَصْحِيفٌ، وَصَوَابُهُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ عَلَى مَا تَقَدَّمَتْ بِهِ رِوَايَةُ الْحَمَّادَيْنِ وَابْنِ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ، وَرِوَايَةُ قَبِيصَةَ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، وَالتَّصْحِيفُ عِنْدَنَا مِنْ سَعِيدِ ابن بَشِيرٍ أَوْ مِمَّنْ دُونَهُ، وَاللَّهُ أعلم. 110- حديث آخر: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر المعدل، أنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ القاسم الآدمي، نا أبو بكر عبد الله اين أبي داود السجستاني، نا يونس بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ3، نا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ

_ 1 كتب عليه في الأصل "كذا" وهو بالحاء المهملة بعدها نون بينهما ألف، كذا في الإكمال 2/ 317-318. 2 رواه الدارقطني في السنن 1/ 187 ح 6 كتاب الطهارة، باب جواز التيمم لمن لم يجد الماء. قال الدارقطني: كذا قال: رجاء بن عامر، والصواب: رجل من بني عامر، كما قال ابن علية عن أيوب.... 3 سليمان بن داود الطيالسي.

علقمة بن مرثد1 الحضرمي. قال أَبُو دَاوُدَ: ونا مُحَمَّدُ بْنُ أبان2 الجعفي سمعه من علقمة بن مرثد، وحديث محمد (151/ أ) أتم عن عقبة ابن جرول3 الحضرمي قال: "لما خرج المختار كنا هذا الحي من حضرموت أول من تسرع إليه، فأتانا سويد بن غفلة4 الجعفي فقال: إن لكم علي حقًّا وإن لكم جواراً، وإن لك قرابة، والله، لا أحدثكم اليوم إلا شيئا سمعته من المختار، أقبلت من مكة، فإني لأسير إذ غمزني غامز من خلفي، فالتفت، فإذا المختار، فقال لي: يا شيخ، ما بقي في قلبك من حب ذلك الرجل ـ يعني عليا ـ قلت: إني أشهد الله أني أحبه بسمعي وقلبي وبصري ولساني. قال: ولكني أشهد الله أني أبغضه بقلبي وسمعي وبصري ولساني. قال: قلت: أبيت والله إلا تثبيطا على آل محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتربيتاً لحراق المصاحف أو قال: خراق ـ هو أحدهما يشك أبو داود ـ فقال سويد: والله، لا أحدثكم إلا شيئاً سمعت من علي بن أبي طالب، سمعته يقول: يا أيها الناس، لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا إلا خيرا، أو قولوا له خيرا، في المصاحف وإحراق المصاحف، فوالله، ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملاء منا جميعا، فقال: ما يقولون في هذه القراءة؟ فقلت:

_ 1 بفتح الميم وسكون الراء بعدها مثلثة، أبو الحارث الحضرمي الكوفي. التقريب 243. 2 قال الإمام أحمد: كان رأساً في الإرجاء، فترك حديثه من أجل ذلك، وضعفه ابن معين والنسائي وأبو عبد الله البخاري وغيرهم. الكامل لابن عدي 6/ 2139. 3 بالجيم والراء بعدها واو ولام ـ هكذا في تاريخ البخاري الكبير 7/ 79 إلا أن صوابه كما سيأتي عند المؤلف وكما في تاريخ البخاري العيزار بن جزول ـ وليس عقبة. 4 بفتح المعجمة والفاء ـ لا يصح له صحبة، إذ قدم المدينة بعد دفن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهو مخضرم عمر ما يقرب من مائة وثلاثين سنة. الإصابة 5/ 18 القسم الرابع.

بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كفرا، قلنا: فما ترى؟ قال: نرى أن نجمع الناس على مصحف واحد فلا يكون فرقة ولا يكون اختلاف، فقلنا: نعم ما رأيت، قال: فقيل: أي الناس أفصح وأي الناس أقرأ، قالوا: أفصح الناس سعيد بن العاص، وأقرأهم زيد بن ثابت، فقال: ليكتب أحدكما ويملي الآخر، ففعلا، وجمع الناس على مصحف، قال علي: والله، لو وليت لفعلت مثل الذي فعل1. كذا روى يونس بن حبيب عن أبي داود ونرى أنه أدرج إسناده وحمل حديث شعبة على حديث محمد بن أبان، وذلك أن شعبة كان يرويه عن علقمة بن مرثد عمن سمع سويد بن غفلة من غير أن يسميه، وأن الذي سماه محمد ابن أبان عن علقمة، بين ذلك إسحاق بن إبراهيم شاذان عن أبي داود، وميز في روايته أحد القولين من الآخر، وأخبرنا بحديثه أبو القاسم2 الأزهري، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الوراق، أنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، نا إسحاق بن إبراهيم النهشلي، نا أبو داود، نا شعبة ومحمد بن أبان الجعفي كلاهما عن علقمة بن مرثد، قال شعبة: عمن سمع سويد بن غفلة يقول: "سمعت عليا يقول: رحم الله عثمان، لو وليته3 لفعلت ما فعل في المصاحف4، وقال محمد بن أبان: أخبرني علقمة ابن مرثد قال: سمعت

_ 1 لم أجد هذه القصة بهذا الإسناد ولا بغيره. 2 عبيد الله بن أحمد الصيرفي الأزهري. 3 هنا علامة تضبيب. 4 لم أجده بهذا الإسناد والسياق.

العيزار1 بن جرول الحضرمي يقول: لما خرج المختار، فذكر الحديث، وساقه نحو ما تقدم. كذا سماه شاذان عن أبي داود العيزار بن جرول، وهكذا رواه شعيب بن إبراهيم2 الكوفي عن محمد بن أبان، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ, أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بن درستويه النحوي، نا يعقوب بن (151/ ب) سفيان، نا شعيب ابن إبراهيم، نا محمد بن أبان الجعفي عن علقمة بن مرثد، عن العيزار بن جرول التنعي3 قال: لما قدم المختار ابن أبي عبيد كنا أيها الحي ممن سارع إليه إليه، وساق الحديث بطوله، فوافق شعيب رواية شاذان عن أبي داود على تسمية شيخ علقمة بن مرثد العيزار بن جرول، وذكره البخاري في تاريخه4 كذلك في باب العيزار، ولم يذكر عقبة بن جرول، والله أعلم. 111- حديث آخر: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزقويه، أنا إسماعيل بن علي الخطبي5، نا

_ 1 بالعين المهملة والمثناة التحتية والزاي بعد الألف راء ـ كذا في التاريخ الكبير 7/ 79، والأنساب للسمعاني في 86-87. 2 قال الذهبي: راوية كتب سيف بن عمر عنه، فيه جهالة. الميزان 2/ 275. 3 في الأصل: البتعي ـ بالموحدة والفوقية ـ والتصويب من التاريخ الكبير 7/ 79، والإكمال 1/ 541-542، والأنساب 3/ 86-87. قال السمعاني: التنعي بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وسكون النون، وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى بني تنع، وهم بطن من همدان، أكثرهم نزلوا الكوفة. 4 التاريخ الكبير 7/ 79. 5 بضم الخاء المعجمة وفتح الطاء المهملة، وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة لأبي محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي البغدادي، وهذه النسبة إلى الخطب وإنشائها، وإنما قيل له ذلك لفصاحته. اللباب 1/ 453.

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حنبل، حدثني أبي، نا وكيع، نا إسرائيل وسفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص1 قال: قال عبد الله: "من قرأ القرآن فليتعلم الفرائض، ولا يكون2 كرجل لقيه أعرابي فقال: يا عبد الله، من المهاجرين أنت؟ فيقول: نعم، فيقول:3 رجل مات وترك كذا وكذا، فإن كان يحسن الفرائض فهو علم أوتيه، وإن كان لا يحسن قال: ما فضلكم علينا"4، كذا روى هَذَا الْحَدِيثَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ونراه وهم في الجمع بين حديث إسرائيل وسفيان الثوري، وحمل حديث إسرائيل على حديث الثوري، لأن إسرائيل يروي هذا الحديث عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عبيدة ابن عبد الله بن مسعود، عن أبيه عبد الله بن مسعود، كذلك رواه عن إسرائيل عبيد الله بن موسى وأبو كامل المظفر ابن مدرك. وأما الثوري فرواه5 وكيع عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عبد الله كما سقناه، وكذلك ذكره وكيع في كتاب الفرائض6 عن الثوري وحده. وخالفه يحيى بن سعيد القطان، فرواه عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله مثل رواية إسرائيل عن أبي إسحاق، ورواه زهير بن

_ 1 عوف بن مالك بن نضلة ـ بالنون والمعجمة ـ تابعي مشهور بكنيته. 2 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب. 3 في هذا الموضع من الأصل ما رسمه "يعني" وعلم عليه بعلامة تضبيب، ولم يتضح لي المراد بها، وبالتالي قراءتها، والله أعلم. 4 لم أجده فيما وقفت عليه من كتب الإمام أحمد، ولعله في كتاب الفرائض وهو مفقود. انظر موارد الخطيب 342. 5 كتب في هذا الموضع "كذا" كأنه إشارة لسقوط (عن) ، والصواب أنه لا مكان لـ (عن) هنا، لأن وكيعاً هو الراوي عن سفيان كما ذكر المؤلف في آخر كلامه. 6 لم أقف عليه ولعله من الكتب المفقودة.

ابن معاوية عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، ورواية زهير تؤيد قول وكيع عن سفيان. وخالف الجماعة سلمة بن صالح الأحمر، فرواه عن أبي إسحاق، عن عبيدة السلماني، عن عبد الله. وأما حديث عبيد الله بن موسى عن إسرائيل بخلاف ما رواه أحمد بن حنبل عن وكيع به: فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان قالا: أنا حمزة بن مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، نَا عَبَّاسُ ابن محمد الدوري، نا عبيد الله بن موسى، أنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه قال: "من قرأ القرآن فليتعلم الفرائض، ولا يكن كرجل لقيه أعرابي فقال: يا عبد الله، أتقرأ القرآن1؟ قال: نعم، قال: فإن رجلاً منا مات وترك كذا وكذا، فإن أحسن الفرائض فهو رزق رزقه الله تبارك وتعالى، وإن لم يحسن قال: فما فضلكم علينا يا معشر المهاجرين"2. وأما حديث أبي كامل المظفر بن مدرك عن إسرائيل مثل هذا القول: فأخبرناه مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقَوَيْهِ، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا أَبُو كَامِلٍ، نا إسرائيل، نا أبو إسحاق3 عن أبي عبيدة4 قال: قال عبد الله5: (152/ أ)

_ 1 في هذا الموضع تضبيب. 2 لم أجده من هذا الطريق. 3 عمرو بن عبد الله السبيعي. 4 عامر بن عبد الله بن مسعود، يقال اسمه كنيته، الراجح أنه لم يسمع من أبيه. التهذيب 5/ 75. 5 في هامش الأصل "قوبل فصح إن شاء الله تعالى".

"من قرأت القرآن فليتعلم الفرائض، ولا تكن كالرجل المهاجر لقيه أعرابي، فقال: يا عبد الله، أتقرأ القرآن؟ قال: نعم. قال: فإن رجلا من أهلي مات وترك كذا وكذا، فإن أحسن الفرائض فهو رزق رزقه الله، وإن لم يحسن قال: ما فضلكم علينا يا معشر المهاجرين"1. وأما حديث وكيع الذي ساقه في فرائضه عن سفيان الثوري مفردا دون إسرائيل: فأخبرنيه أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد الوراق الأزجي2، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُفِيدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ العباس ابن الفضل بن أشناس3، قال: أنا الحسين بن عبد الرحمن الجرجاني، نا وكيع عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص4 قال: قال عبد الله: "من قرأ القرآن فليتعلم الفرائض، ولا يكون كرجل لقيه أعرابي فقال: يا عبد الله، أمن المهاجرين أنت؟ فيقول: نعم، فيقول: ما تقول في رجل مات وترك كذا وكذا، فإن كان يحسن الفرائض فهو علم أوتيه، وإن كان لا يحسن الفرائض قال: فما فضلكم علينا"5.

_ 1 لم أقف عليه من رواية إسرائيل عن أبي إسحاق السبيعي، ولعله في كتاب الفرائض للإمام أحمد، وهو مفقود. انظر موارد الخطيب 342. 2 بفتح الألف والزاي وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى باب الأزج، وهي محلة كبيرة ببغداد، والمشهور بهذه النسبة أبو القاسم عبد العزيز ابن علي بن أحمد بن الفضل الأزجي، كان ثقة صدوقاً، مات سنة 444هـ. الأنساب 1/ 180. 3 بالألف والشين المعجمة ونون وآخره سين مهملة، هكذا في الأصل وكتب عليه كذا، ولم أجد ترجمته، والله أعلم. 4 عوف بن مالك بن نضلة ـ بالنون والمعجمة ـ مشهور بكنيته، تابعي. 5 لم أقف عليه من طريق وكيع بن الجراح.

وأما حديث يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري بخلاف رواية وكيع وبموافقة رواية إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة: فأخبرناه أبو الحسن بن رزقويه1 قال: أنا إسماعيل الخطبي، نا عبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سفيان قال: حدثني أبو إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله قال: "من تعلم القرآن فليتعلم الفرائض، فإن لقيه أعرابي قال: أتقرأ القرآن؟ فإن قال: نعم، قال: وأنا أقرأ القرآن، قال: تفرض؟ فإن كان يفرض كانت زيادة وخيرا، وإلا قال: فما فضلك علي يا مهاجر"2. وهكذا رواه محمد بن يوسف الفيريابي ومعاوية بن هشام القصار الكوفي عن سفيان3. وأما حديث زهير بن معاوية عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص المؤيد لقول وكيع عن سفيان: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو طَاهِرٍ حَمْزَةُ بْنُ طاهر الدقاق قال: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن إسحاق البزاز قال: نا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بن محمد بن عبد العزيز البغوي، نا علي بن الجعد، أنا زهير، نا أبو إسحاق، عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله: "إذا قرأ أحدكم القرآن فليتعلم الفرائض ولا يكونن كرجل لقيه أعرابي فيقول: يا مهاجر، أتقرأ القرآن؟ فيقول: نعم. فيقول: فإن إنسانا من أهلي مات، فيقص فريضة4، فإن أخبره فهو علم علمه الله تعالى

_ 1 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ أو رزقويه. 2 رواه البيهقي في الكبرى 6/ 209 من طريق أبي بكر بن خلاد عن يحيى بن سعيد به، ولعل أحمد ذكره في كتاب الفرائض، وهو مفقود كما في الموارد 342. 3 رواية الفريابي عن الثوري به أخرجها الدارمي 2/ 247 ح 2861 كتاب الفرائض. 4 كتب عليه كذا، والجملة هكذا في مسند علي بن الجعد الجوهري رحمه الله.

وزيادة زاده الله عز وجل، وإلا قال: فبم (152/ ب) تفضلونا يا معشر المهاجرين؟ "1. وأما حديث سلمة بن صالح الذي خالف فيه الجماعة بروايته عن أبي إسحاق عن عبيدة السلماني عن عبد الله: فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ، نَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بن جعفر بن محمد الخلال المقرئ. وأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ المحسن بن علي التنوخي، نا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عبد الرحمن بن محمد الزهري، قالا: نا عبد الله بن إسحاق المدائني، نا أبو مسلم2 الواقدي، نا سلمة بن صالح3 عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبيدة4 السلماني، عن ابن مسعود قال: "من تعلم القرآن فليتعلم الفرائض، ولا يكونن كرجل لقيه أعرابي، فقال: أمهاجر أنت؟ قال: نعم، قال: تقرأ من القرآن شيئا؟ قال: نعم. قال: فإن إنسانا ـ يعني من أهلنا ـ مات، فكيف أصنع بميراثه؟ فإن كان يعلم فهو5 فضيلة وخير أعطاه الله عز وجل، وإن قال لا أدري، قال: فما فضلكم علينا يا معشر المهاجرين؟ "6، 7.

_ 1 رواه الإمام علي بن الجعد عن زهير به في المسند 2/ 913 ح 2621. 2 لم أقف على اسمه. 3 لعله الأحمر الواسطي، ضعفه النسائي وابن معين وغيرهما. الميزان 2/ 190. 4 بفتح العين المهملة، ابن عمرو السلماني ـ بسكون اللام ـ تابعي كبير مخضرم. 5 هنا علامة تضبيب. 6 لم أجده بهذا الإسناد والسياق. 7 في هامش الأصل "بلغ مقابلة في السادس بعد العشرين حسب الطاقة، والله المستعان".

هذا آخر الكتاب والحمد لله وحده، وصلواته على خير خلقه محمد وآله وصحبه. عارضت جميع هذا الكتاب وقابلته على الأصل حسب الإمكان والله المستعان في شهور سنة اثنتين وثمانين وستمائة. كتبه مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ النجيب الشافعي. الحمد لله والله أهله، شاهدت على الأصل المقابل به وهو مجزأ مثال ما على الأخير منه حرفاً بحرف ـ سمع جميع هذا الجزء وما قبله على الشيخ أبي محمد عبد الرزاق بن نصر النجار ـ أثابه الله ـ بحق سماعه فيه ابن أبي العلاء عن مصنفه الخطيب، بقراءة أبي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جميل المعافري أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ المرزبا الخوي1، وأبو الحسن محمد بن أحمد ووالده كاتب الأسماء أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي، وذلك في العشر الآخر من جمادى الأولى سنة ثمانين وخمسمائة بمنزل الشيخ بمدينة دمشق ـ حرسها الله ـ بناحية باب الجابية، والحمد لله وحده. كتبه ناقله محمد بن أحمد الشافعي. (153/ أ)

_ 1 تقدم ضبطه في دراسة السماع في المقدمة.

مصادر ومراجع

مصادر ومراجع ... فهرس المصادر أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ البيهقي: 1- السنن الكبرى ط/ دار المعارف بالهند. 2- جزء القراءة خلف الإمام، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت. 3- دلائل النبوة، ط/ دار الكتب العلمية ـ بروت. أحمد بن حنبل: 4- المسند، ط/ المكتب الإسلامي ـ بيروت. 5- فضائل الصحابة، ط/ مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى. 6- الزهد، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت. أبو عبد الرحمن النسائي: 7- المجتبى، ط/ دار إحياء التراث ـ بيروت. 8- السنن الكبرى (تحفة الأشراف) ، ط/ الدار القيمة بالهند ـ بومباي. 9- عمل اليوم والليلة، ط/ فاروق حمادة، مكتبة المعارف بالمغرب. 10- فضائل القرآن، ط/ دار الثقافة ـ الدار البيضاء. 11- فضائل الصحابة، ط/ دار الثقافة ـ الدار البيضاء.

أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله بن إسحاق الأصبهاني: 12- حلية الأولياء، ط/ دار السعادة ـ القاهرة. 13- أخبار أصبهان، ط/ ليدن ـ برلين. أحمد بن علي بن ثابت الخطيب: 14- تاريخ بغداد، ط/ المكتبة السلفية بالمدينة المنورة. 15- الأسماء المبهمة، ط/ مكتبة الخانجي ـ القاهرة. 16- الكفاية، ط/ دار الكتب الحديثة ـ بالقاهرة. أحمد بن علي بن حجر العسقلاني: 17- فتح الباري، ط/ المكتبة السلفية ـ القاهرة. 18- تهذيب التهذيب، ط/ دار الصادر. 19- تقريب التهذيب، ط/ دار نشر الكتب الإسلامية ـ باكستان. 20- تعجيل المنفعة، ط/ السيد عبد الله هاشم اليماني ـ بالمدينة. 21- لسان الميزان، ط/ مؤسسة الأعلمي للطباعة. 22- تغليق التعليق، ط/ المكتب الإسلامي ـ بيروت. 23- الإصابة في تمييز الصحابة، ط/ المكتبات الأزهرية ـ القاهرة. 24- النكت على ابن الصلاح، ط/ المجلسل العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. 25- نزهة النظر، ط/ المكتبة العلمية بالمدينة المنورة.

26- التلخيص الحبير، ط/ السيد عبد الله هاشم اليماني. 27- هدي الساري، ط/ المكتبة السلفية ـ القاهرة. أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بن المثنى الموصلي: 28- المسند (مخطوط ومطبوع) ، ط/ دار المأمون، ونسخة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد: 29- السنة، ط/ المكتب الإسلامي ـ بيروت. 30- الزهد، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت. أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار: 31- المسند (مخطوط) نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ جَوْصَاءَ: 32- حديث أحمد بن جوصاء (مخطوط نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة) . أبو بكر أحمد بن إسحاق بن السني: 33- عمل اليوم والليلة، ط/ دار المعرفة ـ بيروت. أبو جعفر أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سلامة الطحاوي: 34- شرح معاني الآثار، ط/ الأنوار المحمدية ـ بالقاهرة. 35- مشكل الآثار، ط/ دار الصادر ـ بيروت.

أحمد بن يحيى البلاذري: 36- أنساب الأشراف، ط/ دار المعارف ـ بمصر. إسماعيل بن إسحاق القاضي: 37- فضل الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ط/ المكتب الإسلامي ـ بيروت. إسماعيل بن حماد الجوهري: 38- الصحاح، ط/ أحمد عبد الغفور العطار. إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سمويه: 39- الفوائد (مخطوط) نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية. أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي: 40- التفسير، ط/ الشعب ـ القاهرة. 41- البداية والنهاية، ط/ مكتبة المعارف ـ بيروت. 42- فضائل القرآن، ط/ دار بدر ـ القاهرة. إسماعيل بن محمد بن العجلوني: 43- كشف الخفاء والالتباس، ط/ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت. أكرم العمري: 44- موارد الخطيب البغدادي، ط/ دار طيبة ـ الرياض. تمام الرازي: 45- الفوائد (مخطوط) نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية.

أبو القاسم الحسن بن بشر بن يحيى الآمدي: 46- شرح السنة، ط/ المكتب الإسلامي ـ بيروت. حمزة بن يوسف السهمي: 48- تاريخ جرجان ط/ دائرة المعارف ـ بالهند. خليفة بن خياط العصفري: 49- الطبقات، ط/ دار الطيبة ـ الرياض. 50- التاريخ، ط/ دار الطيبة ـ الرياض. خليل كيكلدي أبو سعيد العلائي: 51- بغية المتلمس، ط/ عالم الكتب ـ بيروت. الزبير بن بكار: 52- أخبار الموفقيات، ط/ العاني ببغداد. زكريا بن محمد الأنصاري: 53- فتح الباقي، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت. أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بن أيوب الطبراني: 54- المعجم الكبير، ط/ الدار العربية ـ بغداد. 55- المعجم الأوسط، ط/ مكتبة المعارف ـ الرياض. 56- المعجم الصغير، ط/ المكتبة السلفية ـ بالمدينة المنورة.

أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ السجستاني: 57- السنن، ط/ عزت الدعاس ـ حمص. أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطيالسي: 58- المسند، ط/ دار الكتاب اللبناني ـ بيروت. أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزبير الحميدي: 59- المسند، ط/ عالم الكتب ـ بيروت. أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سليمان بن الأشعث السجستاني (ابن أبي داود) : 60- المصاحف، ط/ دار الكتب العلمية. أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عبد الرحمد الدارمي: 61- السنن، ط/ السيد عبد الله هاشم اليماني ـ المدينة المنورة. أبو أحمد عبد الله بن عدي: 62- الكامل، ط/ دار الفكر ـ بيروت. أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ علي بن الجارود: 63- المنتقى، ط/ عبد الله بن هاشم اليماني المدني. عبد الله بن المبارك: 64- الزهد، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن أبي الدنيا: 65- الورع، ط/ نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية. أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن أبي شيبة: 66- المصنف، ط/ دار السلفية بالهند. أبو الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي: 67- شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ط/ دار الآفاق الجديدة ـ بيروت. عبد الرحمن بن علي بن الجوزي: 68- الموضوعات، ط/ المكتبة السلفية ـ المدينة. 69- المنتظم، ط/ دائرة المعارف ـ بالهند. 70- العلل المتناهية، ط/ دار نشر الكتب الإسلامية ـ باكستان. جلال الدين عبد الرحمن السيوطي: 71- تدريب الراوي، ط/ دار الكتب الحديثة ـ القاهرة. 72- المدرج إلى المدرج، ط/ الدار السلفية ـ الكويت. 73- اللآلئ المصنوعة، ط/ دار المعرفة ـ بيروت. عبد الرحمن بن محمد بن إدريس (ابن أبي حاتم الرازي) : 74- الجرح والتعديل، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت. 75- علل الحديث، ط/ دار المعرفة ـ بيروت.

أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي: 76- التبصرة والتذكرة، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت. 77- التقييد والإيضاح، ط/ دار الحديث ـ بيروت. أبو بكر عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ: 78- المصنف، ط/ المجلس العلمي ـ بالهند. عبد العزيز بن محمد الغماري: 79- تسهيل المدرج، ط/ دار البصائر ـ دمشق. أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري: 80- مختصر السنن، ط/ المكتبة الأثرية ـ باكستان. عبد القادر بن بدران: 81- تهذيب تاريخ دمشق، ط/ دار المسيرة ـ بيروت. أبو سعيد عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ منصور السمعاني: 82- أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري: 83- سترة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ط/ مكتبة الجمهورية بمصر. أبو عمرو عثمان بن الصلاح: 84- علوم الحديث، ط/ المكتبة العلمية بالمدينة المنورة.

أبو محمد علي بن أحمد بن حزم: 85- المحلى، ط/ مكتبة الجمهورية العربية ـ بالقاهرة. نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي: 86- مجمع البحرين، مخطوط/ نسخة مصورة في مكتبة خاصة. 87- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ط/ دار الكتاب العربي. 88- موارد الظمآن، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت. 89- كشف الأستار، ط/ مؤسسة الرسالة ـ بيروت. علي بن الجعد بن عبيد البغدادي: 90- المسند (المخطوط والمطبوع، نسخة مصورة بمكتبة الجامعة الإسلامية، ط/ مكتبة الفلاح ـ الكويت) . عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ: 91- العلل ومعرفة الرجال، ط/ دار الوعي بحلب. أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدارقطني: 92- السنن، ط/ السيد هاشم بالمدينة المنورة. 93- العلل قسم المخطوط، نسخة مصورة في مكتبة خاصة. العلل قسم المطبوع، ط/ دار الطيبة في الرياض. 94- غرائب مالك، مخطوط نسخة مصورة في مكتبة المخطوطات بالجامعة الإسلامية ـ المدينة المنورة.

95- أحاديث الموطأ، ط/ دار نشر الثقافة الإسلامية، تحقيق الكوثري. عز الدين أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن الأثير الجزري: 96- اللباب، ط/ دار صادر ـ بيروت. أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن عراق الكناني: 97- تنزيه الشريعة، ط/ مكتبة القاهرة ـ القاهرة. الأمير أبو نصر علي بن هبة الله بن جعفر الشهير بابن ماكولا: 98- الإكمال، نشر محمد أمين دمج ـ بيروت. الوزير جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي: 99- إنباه الرواة، ط/ دار الكتب المصرية. عمر بن بدر بن سعيد الحنفي: 100- الوقوف على الموقوف/ مخطوط/ نسخة مصورة في مكتبة الشيخ حماد الأنصاري. القاضي عياض بن موسى اليحصبي: 101- بغية الرائد، ط/ المغرب. 102- الإلماع، ط/ سيد صقر. أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ: 103- غريب الحديث، ط/ الكتاب العربي ـ بيروت. 104- الأموال، مكتبة الكليات الأزهرية ودار الفكر ـ القاهرة.

كي لسترنج: 105- بلدان الخلافة الشرقية، ط/ مؤسسة الرسالة ـ بيروت. مالك بن أنس: 106- الموطأ، ط/ دار إحياء التراث العربي بتخريج محمد فؤاد عبد الباقي. مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن الجزري ابن الأثير: 107- النهاية في غريب الحديث، ط/ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت. 108- الغرائب الطوال، ط/ مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى. أبو عبد الله شمس الدين مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الذهبي: 109- سير أعلام النبلاء، ط/ مؤسسة الرسالة ـ بيروت. 110- تذكرة الحفاظ، ط/ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت. 111- ميزان الاعتدال، ط/ دار المعرفة ـ بيروت. 112- العبر في أخبار من غبر، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت. 113- معرفة القراء الكبار، ط/ مؤسسة الرسالة ـ بيروت. 114- العلو للعلي الغفار (مختصر الألباني) ، ط/ المكتب الإسلامي ـ بيروت. 115- المشتبه، ط/ البابي الحلبي ـ القاهرة.

116- الكاشف، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت. محمد بن إدريس الشافعي: 117- الرسالة، ط/ دار التراث ـ القاهرة. 118- المسند بترتيب السندي، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت. 119- الأم، ط/ دار المعرفة ـ بيروت. أبو بكر محمد بن إسحاق ابن خزيمة السلمي: 120- صحيح ابن خزيمة، ط/ المكتب الإسلامي. محمد بن إسحاق السراج: 121- المسند، مخطوط/ نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده: 122- الإيمان، ط/ المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إسماعيل البخاري: 123- صحيح البخاري (فتح الباري) ، ط/ المكتبة السلفية ـ القاهرة. 124- الأدب المفرد، ط/ الكتبة الأثرية ـ باكستان. 125- جزء القراءة خلف الإمام، ط/ المكتبة السلفية ـ باكستان. 126- جزء رفع اليدين في الصلاة، ط/ دار الأرقم ـ الكويت. 127- التاريخ الكبير، ط/ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي.

128- التاريخ الصغير، ط/ دار التراث ـ القاهرة. الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني: 129- توضيح الأفكار، ط/ مكتبة الخانجي ـ بالقاهرة. 130- سبل السلام، ط/ المكتبة التجارية الكبرى ـ القاهرة. أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أيوب بن يحيى بن الضريس: 131- فضائل القرآن، مخطوط/ نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية ـ المدينة. شمس الدين أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية: 132- تهذيب سنن أبي داود، ط/ المكتبة الأثرية ـ باكستان. 133- جلاء الأفهام، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت. أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: 134- التفسير، ط/ البابي الحلبي ـ القاهرة. 135- التاريخ، ط/ دار المعارف ـ القاهرة. أبو حاتم محمد بن حبان البستي: 136- صحيح ابن حبان (ترتيب العلاء) ، ط/ المكتبة السلفية بالمدينة المنورة. 137- المجروحين، ط/ الوعي ـ حلب. 138- الثقات، ط/ الدار السلفية ـ بومباي الهند.

محمد بن الحسن الشيباني: 138- الطبقات الكبرى، ط/ دار القلم ـ بيروت. محمد بن سعد: 139- الطبقات الكبرى، ط/ دار صادر ـ بيروت. الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن سلامة القضاعي: 140- مسند الشهاب، ط/ مؤسسة الرسالة. محمد بن طاهر بن علي بن القيسراني: 141- أطراف غرائب الأفراد للدارقطني، نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن إبراهيم الشافعي: 142- الفوائد (الغيلانيات) مخطوط، نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية، ومطبوع (بالإستنسل) . أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن البيع الحاكم النيسابوري: 143- المستدرك، ط/ دار الكتاب العربي ـ بيروت. 144- معرفة علوم الحديث، ط/ المكتبة التجارية ـ بيروت. محمد بن عبد الرحمن السخاوي: 145- فتح المغيث، ط/ المكتبة العلمية، المدينة المنورة، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي.

محمد بن طاهر بن علي الهندي: 146- المغني في ضبط أسماء الرجال، ط/ دار الكتاب العربي ـ بيروت. أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي: 147- السنن، ط/ البابي الحلبي ـ تحقيق شاكر وعبد الباقي وعطوه. 148- الشمائل، ط/ مؤسسة الزعبي حمص ـ بعناية عزت الدعاس. شمس الدين أبو الخير محمد نب محمد الجزري: 149- غاية النهاية في طبقات القراء، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت. مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن غيلان: 150- الغيلانيات، ط/ بالأستنسل، رسالة دكتوراة بالجامعة الإسلامية. أبو الفيض محمد بن مرتضى الزبيدي: 151- تاج العروس، ط/ دار مكتبة الحياة ـ بيروت. محمد بن المظفر: 152- غرائب مالك، نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية ـ المدينة. محمد بن مكرم بن منظور: 153- تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر، ط/ دار الفكر ـ بيروت.

محمد ناصر الدين الألباني: 154- إرواء الغليل، ط/ المكتب الإسلامي. أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد الأموي المروزي: 155- مسند الصديق، ط/ المكتب الإسلامي ـ بيروت. أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يزيد بن ماجه القزويني: 156- السنن، ط/ فؤاد عبد الباقي. مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي: 157- القاموس المحيط، ط/ دار الجيل ـ بيروت. أبو الحسين محمد بن أبي يعلى الفراء: 158- طبقات الحنابلة، ط/ دار المعرفة ـ بيروت. أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري: 159- الفائق في غريب الحديث، ط/ البابي الحلبي ـ القاهرة. أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري: 160- صحيح مسلم، ط/ فؤاد عبد الباقي ـ بيروت. 161- الكنى والأسماء، ط/ المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية. وكيع بن الجراح: 162- الزهد، ط/ مكتبة الدار ـ بالمدينة المنورة.

شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي: 163- معجم البلدان، ط/ دار صادر ـ بيروت. أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي: 164- شرح صحيح مسلم، ط/ المطبعة المصرية ومكتبتها. يحيى بن معين: 165- التاريخ، ط/ مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى. أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الإسفراييني: 166- المسند، المخطوط، نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية. يعقوب بن سفيان الفسوي: 167- المعرفة والتاريخ، ط/ مطبعة الإرشاد ـ بغداد. أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري، ابن عبد البر: 168- التمهيد، ط/ وزارة الأوقاف المغربية. 169- الاستيعاب، ط/ المكتبات الأزهرية ـ بهامش الإصابة. يوسف العش: 170- الخطيب البغدادي، ط/ المكتبة العربية بدمشق. أبو الحجاج جمال الدين يوسف المزي: 171- تهذيب الكمال، المخطوط والمطبوع، ط/ مؤسسة الرسالة، والمخطوط تصوير دار المأمون.

172- تحفة الأشراف، ط/ الدار القيمة ـ بومباي الهند. أبو بكر بن المقرئ: 173- المعجم مخطوط ـ طبع بالأستنسل رسالة دكتوراة في الجامعة الإسلامية. أبو القاسم الشيباني: 174- الفوائد، مخطوط ـ نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية.

§1/1