الفرق لابن أبي ثابت
ثابت بن أبي ثابت
(باب الفم)
(152) بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله ابتداءُ كتابِ الفَرْقِ (1) قَالَ ثَابت بن أبي ثَابت (2) : هَذَا كتابُ مَا خالفَ فِيهِ تسميَةُ جوارحِ الإنسانِ تسميةَ جوارحِ ذواتِ الأربعِ من البهائمِ والسّباعِ وغيرِ ذلكَ وَمَا وافقَ عَن الأصمعيّ (3) وابنِ الأعرابيّ (4) وَأبي عُبَيْدٍ (5) وَأبي نَصْرٍ (6) وغيرِهم من العُلماءِ. (بَاب الْفَم) قَالَ الأصمعيّ (7) : يُقالُ: هَذَا فَمُ الرجلِ وفِمُ الرجلِ وفُمُ الرجلِ. وَقَالَ الشاعرُ: يفتحُ للضَّغْم فَماً لَهِمَّا عَن سُبُكٍ كأنَّ فِيهِ السَّمَّا ويُروى: السُّمّا، وهما لُغَتَانِ. والضَّغْمُ: العَضُّ، يُقالُ: ضَغَمّهُ يَضْغَمُهُ ضَغْماً. واللَّهِمّ: الواسِعُ. وقالَ آخَرُ (8) : عَجبَتْ هُنَيْدَةُ أنْ رأتْ ذَا رُئَّةٍ وفُماً بِهِ قَصَمٌ وجِلْداً أَسْوَدا
رُتَّة: ثِقَلٌ فِي اللِّسَان. ويُقال: هذافمُ زيدٍ، وفو] زيدٍ، ورأيتُ فازيدٍ، ووضعتُ الشيءَ فِي فِي زيدٍ، إِذا أَضَفْتَ لم تُبالِ أَيّهما جئتَ بِهِ، فإِذا لم تُضِفْ لم يكن إلاّ فَمٌ، نَحْو قولكَ: رأيتُ لَهُ فَماً حَسَناً، وَلَا تقلْ: فاحسناً. وَهَذَا فِيَّ، لَا فوكَ فَمَا حسنا، إلاّ أَنَّهُ قد جَاءَ فِي الشّعْر. وَلَيْسَ كلُّ مَا (153) يجوزُ فِي الشعرِ يجوزُ فِي الْكَلَام لأَنَّ الشعرَ موضِعُ اضطرارٍ. وَقَالَ العجّاجُ (9) . خالَطَ مِن سَلْمى خياشِيمَ وفا وَحكى لنا بعضُ العلماءِ عَن يُونُس بن حبيب النحويّ (10) أَنَّهُ قالَ: يُقالُ: فَمٌ، لكلّ شيءٍ من الطيرِ وَغير ذَلِك، قَالَ رؤبة (11) يصفُ الحوتَ: كالحوتِ (12) لَا يرويهِ شيءٌ يَلْهَمُهْ يُصبِحُ ظمآنَ وَفِي البحرِ فَمُهْ وقالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ (13) يصفُ الحمامةَ: عجِبْتُ لَهَا أنَّى يكونُ غِناؤها فصيحاً وَلم تَفْغَرْ بمنطِقِها فَمَا قَوْله: تَفْغَر، أَي تَفْتَح. فَجعلَا للحمامةِ والحوتِ فَماً. (بَال الشّفة) قَالَ الْأَصْمَعِي (14) : هِيَ من (15) الْإِنْسَان الشَّفَةُ، وكانَ يَنْبَغِي أَن تكون (16) شَفْهَةً، وَذَلِكَ أنَّهم إِذا صغَّروها قَالُوا: شُفَيْهَة، فيردونها إِلَى أَصْلهَا، ويجمعونَ فيقولونَ: شِفاهٌ كثيرةٌ. وهما من الْبَعِير الشفران، الْوَاحِدَة مِشْفَرٌ، والجميعُ مشافِرُ. وهما من ذواتِ الحَافِر الجَحْفَلَتان، الْوَاحِدَة جَحْفَلَةٌ، والجمعُ جحافلُ. ويُقالُ لَهُ من ذواتِ الأظلافِ المِقَمَّة والمِرَمَّة وَذَلِكَ أنّها (17) تَقْتَمٌ بهَا وتَرْتَم (18) ، أَي تطلبُ مَا تاكل
[قَالَ] : وَحكى لي أَبُو نَصْر عَن الْأَصْمَعِي وغيرِهِ من العلماءِ: المَرَمَّة والمَقَمَّة، بِالْفَتْح أَيْضا. وأنكرهما ابنُ الأعرابيّ. ويُقالُ لَهُ من السبَاع: الخَطْمُ والخُرطومُ والخَراطِيمُ (19) ، قَالَ (20) الشاعرُ (21) : عُقَابٌ عَقَنْباةٌ كأنَّ وظيفَها وخُرطومَها الأَعلى بنارٍ مُلَوَّحُ (154) ويُروى: يُلَوِّحُ، يصفُ عُقاباً. ويسمونَ طَرَفَ أنفِها الرَّوْثَةَ، قالَ (22) أَبُو كَبِير الهذليّ (23) : حَتَّى انتهيتُ إِلَى فراشِ عزيزةٍ سوداءَ رَوْثَةُ أَنْفِها كالمِخْصَف يصفُ عُقاباً. والمِخْصَفُ: الإشفَى الَّتِي يُخْصَفُ بهَا النَّعْل (24) . والجمعُ رَوْثاتٌ. ويُقالُ لَهُ (25) من الطَّيْرِ: مِنقارٌ، والجمعُ: مناقيرُ، ومِحْجَنٌ ومحْجَنَةٌ، والجمعُ: محاجِنُ. والمِحْجَنُ: كلُّ معقوفٍ للطائرِ وغيرِهِ. وَكَذَلِكَ الأَحْجَنُ، والجمعُ: حُجْنٌ، وقالَ عَدِيّ بن (26) زيدٍ: شَوْذَنِيقٍ خاضِبٍ أظفارَهُ أَحْجَنِ العِرْنينِ لم يُخْطِئْ نظارِي (27) أَي لم تُخطئ فراستي فِيهِ. ويُقالُ لَهُ من سِباعِ الطير أَيْضا: المِنقارُ والمِنْسَرُ. ويُقال: نَقَرَهُ [ينقرهُ] نَقْرَةً، ونَسَرَهُ يَنْسِرُهُ نَسْرَةً، وظَفْرَهُ يَظْفِرُهُ ويَظفُرُهُ: إِذا ضَرَبَهُ بظفرِهِ ومنقارِهِ [ومِنْسَرِهِ] ، قالَ العجّاجُ (28) :
شاكي الكلاليبِ إِذا أَهْوَى اظَّفَرْ كعابِرَ الرؤوسِ مِنْهَا أَو نَسَرْ شَبَّهَ خالِبَهُ بالكلاليبِ إِذا أَهْوَى ليضربَ بهَا. والكعابرُ: الرؤوسُ، شَبَّهَ رؤوسَها بالعُقَدِ، وكلُّ كُعْبُرَةٍ عُقْدَةٌ. وإنَّما سُمِّيَ مِنْسَراً (29) لأنّه يَنْسِرُ بِهِ، والنَّسْر: النَّتْفُ لِلَّحْمِ ومِن ثَمَّ سُمّيَ النَّسْرَ نَسْراً. ورُبَّما أُقِيمُ بعضُ هذهِ الحروفِ مُقامَ بَعْضٍ إِذا اضْطَرَّ الشاعرُ، قالَ أَبُو دُوَادٍ (30) : فبِتْنا عُراةً لَدَى مُهْرِنا نُنَزِّعُ من شَفَتَيْهِ الصَّفَارا فجعلَ للفرسِ شَفَتَيْنِ. وَقَوله: فبتنا عُراةً، أَي بتنا (155) مؤتزرينَ مُتَهَيِّئينَ. والصَّفَارُ (31) : يبيسُ البُهْمَى، وَكَذَلِكَ العِرْبُ (32) . وللبُهمى شوكٌ كشوكِ السُّنْبُلِ يتعلَّقُ بجحافِلِ الفَرَسِ، قالَ (33) الحُطَيْئَةُ (34) : قَرَوْا جارَكَ العَيْمانَ لمَّا جَفَوْتَهُ وقَلَّصَ عَن بَرْدِ الشرابِ مشافِرُه العيمان: الَّذِي يَشْتَهِي اللبنَ، والعَيْمَةُ فِي اللبنِ مِثلُ القَرَمِ فِي (35) اللَّحْمِ. يُقالُ: عِمْتُ إِلَى اللَّبن وقَرِمْتُ إِلَى اللحمِ (36) . والعربُ إِذا تداعت بَعْضُها على بَعْضٍ تَقول: مَا لَهُ عامَ وآمَ. عامَ: أَي بَقِي بِلَا حَلُوبَةٍ، وآمَ: ماتَتِ امرأَتُهُ، قالَ عبدُ الْملك بنُ مروانَ حينَ أَنشدَهُ جريرٌ (37) : تَعَزَّتْ أُمُّ حَزْرَةَ ثُمَّ قالتْ رأيتُ المُورِدِينَ ذَوي لِقاحٍ تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبةٌ بَنِيها بأنفاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ
(باب الأنف)
القَراحُ: الخالصُ الَّذِي لَا يَشُوبُهُ شيءٌ: فقالَ: لَا أَرْوَى اللهُ عَيْمَتَها، فلمَّا أَنشدَهُ (38) : أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المطايا وأَنْدَى الْعَالمين بُطُونَ رَاحِ اسْتَوَى قاعِداً وكانَ مُتكِئاً فقالَ: أَعِدْ، فَأَعَادَ الْبَيْت عَلَيْهِ فقالَ: وَيحك أَتُرويها مائةٌ من الْإِبِل؟ فقالَ: نَعَمْ إنْ كَانَت من نَعَمِ كَلْبٍ. وَقَالَ الفرزدقُ (39) : وَمَا نَظُفَتْ كأسٌ وَلَا طابَ ريحُها ضُرَبْتَ على حافاتِها بالمشافِرِ وَقَالَ أَيْضا (40) : فَلَو كنتَ ظبِّيّاً إِذا مَا سَبَبْتَني ولكِنَّ زَنْجِيّاً طَويلا مشافِرُهُ ويُروى: غليظ المشافِرِ. ويُقالُ: زِنجِيٌّ، وَمِنْه قَوْلهم: مشافِرُ الحَبَشِ. وقالَ (156) ابنُ الْأَعرَابِي: زَنْجِيّ بالفتحِ. وغيرُهُ يَقُول بكَسْرٍ وفَتحٍ. (بَاب الْأنف) قالَ الأصمعيُّ (41) : يُقال: أَنفُ الرَّجُلِ، وآنُفُ لأَدْنَى (42) العددِ ثمَّ أُنُوفٌ. ويُقالُ لَهُ: المَعْطِسُ، والجمعُ: معاطِسُ، قالَ ذُو الرّمَّةِ (43) : وأَلمحْنَ لَمْحاً عَن خدودٍ أسيلةٍ رواءٍ خَلا مَا أنْ تشفَّ المعاطِسُ قَوْله: أَلْمَحْنَ: أمكَنَّ أنْ ينظرَ إليهِنَّ. ورِواءٌ: ممتلِئةٌ. وتشفُّ: ترقُّ. يَقُول: وجوهُها رِواءٌ إلاَّ أنَّ معاطِسَها رقيقةٌ قليلةُ اللحمِ. ويُقالُ للأنفِ: مَرْغَمٌ ومَرْغِمٌ أَيْضا، والجمعُ: مَراغِمُ. ويُقالُ: أَرْغَمَ اللهُ مَعْطِسَهُ ومَرْغِمَهُ، أَي أَصَابَهُ الرَّغْمُ، وَهُوَ الترابُ. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: وَلَيْسَ بالدَّقيق.
ويُقالُ لَهُ: المَرْسِنُ أَيْضا: وأَصلُه فِي الدَّوابِّ، لأنَّ المَرْسِنَ موضعُ الرَّسَنِ، وَقد استعملَهُ العَجَّاجُ (44) فقالَ: وفاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجا ويُقالُ لَهُ من السباعِ: الخَطْمُ والخُرْطُومُ. والفِنطِيسَةُ، وَهِي للخنزير خَاصَّة (45) ، وَالْجمع: الفناطيسُ. وَذكروا أنّ أَعْرَابِيًا وصف خنازيرَ فقالَ: كأنَّ فَناطيسَها كراكِرُ الْإِبِل. قالَ ابنُ الْأَعرَابِي: وَقد يُقالُ لَهُ من الإنسانِ: الخَطْمُ والخُرطومُ، وَالْجمع: مخاطِمُ وخراطِيمُ. ويُقالُ: ضربَ مَخْطِمَهُ بالسيفِ ومَخْطَمَهُ، وَقد خَطَمَهُ يَخْطِمُهُ خَطْماً. والعِرْنين: الأَنفُ، والجمعُ (157) عرانِينُ، وقالَ الشَّاعِر (46) : وكنتُ إِذا نفسُ الغَويِّ نَزَتْ بِهِ سَفَعْتُ على العِرْنينِ مِنْهُ بمِيسَمِ وَقَالَ أَبُو زيد (47) : العِرْنينُ مَا صَلُبَ من العَظمِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرَّاعِفُ: الأنفُ أَيْضا، وَمِنْه قولُهُم: رَعَفْتُ القومُ: إِذا تقدَّمْتَهُم وسَبَقْتَهُم. وقالَ الْأَعْشَى (48) : بِهِ تَرعُفُ الأَلفَ إِذا أُرْسِلَتْ غَداةَ الصباحِ إِذا النقعُ ثارا ورَعَفَ الدَّمُ مِنْهُ: إِذا سَبَقَ. ويُقالُ لَهُ من ذِي الحافِرِ: النُّخْرَةُ، والجسعُ: نُخَراتٌ، وَكَذَلِكَ حَكَاهَا أَبُو خَيْرَةَ الأعرابيّ (49) .
(باب الظفر)
قالَ ابْن الْأَعرَابِي: أُخِذَتِ النُّخَرَةُ من المِنْخَر. ويُقالُ لَهُ من ذِي البراثِنِ: [الهَرْثَمة، وَمِنْه يُقالُ] : هَرْثَمَةُ الكلبِ. والهَرْثَمَةُ: مَا لانَ مِنْهُ. ويُقالُ لأَنفِ الخِنْزِيرِ: الفِنْطيسَةُ. وَقد يُقالُ ذلكَ عندَ الشَّتْمِ للرجلِ. (بَاب الظفر) قَالَ الأصمعيُّ (50) : [يُقالُ مِنْهُ] : ظُفْرُ الإنسانِ وَجمعُهُ: أَظفارٌ، وأُظْفورٌ وجمعُهُ أظافيرُ. [و] قالَ ابنُ الأعرابيّ: والظُّفْرُ أَيْضا طَرَفُ القوسِ العربيةِ. وَقد يُستعارُ الظفرُ لكلِّ شَيْء، قالَ الشاعرُ (51) : مَا بينَ لُقْمَتِهِ الأولى إِذا ازّدّرِدَتْ وبينَ أُخْرَى تَلِيهَا قِيسُ أَظُفُورِ وَقد يستعارُ الظفرُ للطائرِ والسَّبْعِ، قالَ الْأَعْشَى (52) : فِي مِجْدَلٍ شُيِّدَ بُنْيانُهُ يَزِلُّ عَنهُ ظُفْرُ الطائرِ وقالَ زُهَيْر (53) : لَدَى أسدٍ شاكي السلاحِ مُقاذِفٍ لَهُ لِبَدٌ أظفارُهُ لم تُقَلَّمِ (158) ويُقالُ لَهُ من ذِي الحافِرِ: [الحافِرُ] ، وَمن ذِي الخُفِّ: المَنْسِمُ، وَهُوَ طرف الخُفِّ، [وَكَذَلِكَ هُوَ من النعامةِ] ، قالَ علقمةُ بنُ عَبَدَة (54) : يكادُ مَنْسِمُهُ يُطِيرُ مُقْلَتَهُ كأَنَّهُ حاذِرٌ للنَّخْسِ مِشْهُومُ ويُقالُ لَهُ من ذِي الأظلافِ: ظِلْفٌ. ويُقالُ لأظلافِ البَقَرِ: الأَزلامُ، قالَ الطِّرِمّاحُ (55) : تَزِلُّ عَن الأرضِ أزلامُهُ كَمَا زَلَّتِ القَدَمُ الآزِحَهْ
الآزِحَة: الكثيرةُ لحم الأَخْمصِ. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: شَبَّهَهَا بأزلامِ القِداحِ (56) ، [و] واحدَها زُلَمٌ، وَهُوَ القِدْحُ المَبْريُّ الأملسُ. ويُقالُ لِما كانَ من سباعِ الطير: مِخْلَبٌ، والجمعُ: مخالِبُ. ويُقال: خَلَبَهُ بالمِخْلَبِ يخلُبُهُ خَلْباً. وَمَا لم يكنْ من سباعِ الطير مثل الغُرابِ والحمامِ والضَّبِّ والفأرِ فَهُوَ بُرْثُنٌ، قالَ امْرُؤ القيسِ (57) : وتَرَى الضَّبَ خَفِيفاً ماهِراً ثانِياً بُرْثُنَهُ مَا يَنْعَفِرْ أَي مَا يُصِيبهُ العَفَرُ، وَهُوَ الترابُ. والبراثِنُ مِنْهَا بمنزلةِ الأصابعِ من الإنسانِ. قالَ ابنُ الأعرابيّ: البراثنُ: الكفُّ بكمالِها مَعَ الأصابعِ. ويُقال: مِخْلَبُ الأسدِ فِي كُمٍّ: للغطاءِ الَّذِي يستُرُهُ، ومِخْلَبُهُ فِي مِقْنَبٍ: وَهُوَ وعاؤه. ويقالُ: قَنَبَهُ يَقْنِبُهُ قَنْباً وقُنُوباً إِذا واراهُ وأدْخَلَهُ. ولكلِّ سَبُعٍ كفَّانِ فِي يَدَيْهِ لأنَّهُ يكُفُّ بِهِما. و [قَالَ أَبُو زيد] : يُقالُ للسباعِ: البراثِنُ أَيْضا. وَقَالَ أَبُو زيد: البُرْثُنُ مثلُ الإِصبع، والمِخْلبُ ظُفْرُ (58) البُرْثُنِ، وقالَ النابغةُ (59) : فقلتُ يَا قومِ إنَّ اللَّيْثَ مُنْقَبِضٌ على بَرَاثِنِهِ لِعَدْوَةِ الضاري (159) قالَ (60) ابنُ الأعرابيّ: مَا لَا يصيدُ يُقالُ لَهُ ظُفرٌ وَلَا يُقالُ مِخْلَبٌ، وَمَا صادَ فلَهُ ظُفْرٌ ومِخْلَبٌ. وَقد يستعيرُهُ الشاعرُ فيجعلُه للإنسانِ وغيرِهِ، قالَ ساعِدةُ بن جُؤَيَّة 061) يصفُ نحلاً:
(باب الصدر)
حَتَّى أُتيحَ لَهَا وطالَ إيابُها ذُو رُجْلَةٍ شَثْنُ البراثنِ جَحْنَبُ ويروى: حَتَّى أُشِبَّ لَهَا. جَحْنَبٌ: قصير. ذُو رُجْلة: شديدُ الْمَشْي قويٌّ عَلَيْهِ. ويُقالُ: رَجُلٌ ذُو رُجْلَةٍ، ورجلٌ رَجِيلٌ، وامرأةٌ رَجِيلَةٌ، وفَرَسٌ ذُو رُجْلَةٍ (62) وأَنْشَدَ: أَنَّى اهتديتِ وكنتِ غيرَ رَجيلَةٍ شَهِدَتْ عليكِ بِمَا فَعَلْتِ عيونُ وقالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَة (63) : أَنَّى اهتديتِ وكنتِ غيرَ رَجيلَةٍ والقومُ قد قَطعوا متونَ السَّجْسَجِ وضُبَاثُ الْأسد مثلُ الظُّفْرِ من الإنسانِ. وأَنكَرَهُ ابنُ الأعرابيّ وقالَ: إنَّما يُقالُ: ضَبَثَ بِهِ إِذا قَبَضَ عليهِ. (بَاب الصَّدْر) يُقالُ لَهُ من الإنسانِ: الصَّدْرُ [والبِرْكَةُ] والبَرْكُ. وكانَ أهلُ الكوفةِ يُسَمُّونَ زياداً أَشْعَرَ بَرْكاً، أَي أَشْعَر الصدرِ (64) . والببَرْكُ: وَسَطُ الصدرِ، وَهُوَ القَصُّ، وَهُوَ الزَّورُ والبَرْكَةُ. ويُقالُ لَهُ: الجَوْشَنُ والجُؤْشُ والجُؤْشوشُ، وقالَ رْربة (65) : حَتَّى تَرَكْنَ أَعْظُمَ الجُؤْشُوشِ حُدْباً على أَحْدَبَ كالعَرِيشِ ويُقالُ لَهُ من ذِي الحافِر: اللَّبَانُ والبَلْدَةُ والكَلْكَلُ والبِرْكَةُ، قالَ الجعديّ (66) : ولَوْحُ ذِراعَيِنِ فِي بِرْكةٍ إِلَى جُؤجُؤٍ رَهِلَ المَنْكِبِ وقالَ آخَرُ: كأنَّ ذِراعَيْهِ [و] بَلْدَةَ نَحْرِهِ
(160) ويُقالُ لَهُ من ذِي الخُفِّ: الزَّوْرُ والكِرْكِرَةُ والبَلْدَةُ والكَلْكَلُ، قالَ ذُو الرُّمّضة (67) : أُنيخَتْ فأَلْقَتْ بَلْدَةٌ فوقَ بَلْدَةٍ قليلٌ بهَا الأصواتُ إِلَّا بُغامُها وقالَ المُتَلَمِّسْ (68) : جاوَزْتُهُ بأمونٍ ذَات مُعْجمَةٍ تنجو بكَلْكَلِها والرأسُ معكوسُ أَي مجذوب (69) . ويُقالُ للكِرْكِرَةِ: السَّعْدانَةُ والرَّحى (70) ، قَالَ الطِّرِمَّاحُ (71) : سُوَيْقِيَّة النابَيْنِ تعْدِلُ ضَبْعَها بأَفْتَلَ عَن سَعْدانةِ الزَّوْرِ بائنِ وقالَ الشمّاخُ (72) : فنِعْمَ المُرْتجى رَحَلَتْ إِلَيْهِ رحى حَيْزُومُها كرَحَى الطَّحِينِ والحَيْزومُ: مَا انتطقَ بالصدرِ واحتَزَمَ بِهِ وصارَ حَوْلَهُ. وَحكى أَبُو نَصْرٍ الحَزِيم أَيْضا. ويُقالُ لَهُ من الشَّاة: القَصُّ والقَصَصُ. وَقد يُقالُ ذَلِك للْإنْسَان، وقالَ (73) رؤبة (74) لِابْنِهِ عبد الله (75) يعاتِبُهُ: وكنتُ واللهِ الأعزِّ الأَمْجَدِ أُدْنيكَ من قَصِّي ولمّا تَقْعُدِ ويُقالُ: هُوَ ألْزَمُ لكَ من شَعَراتِ قَصِّكَ. ويُقالُ: هُوَ أَلْزَمُ لكَ من سَعْدانةِ قَصِّكَ.
(باب الثدي)
ويُقالُ لَهُ من الطَّيْرِ: حَوْصَلَةٌ، والجمعُ: حواصِلُ، وحَوْصَلَّةٌ وَالْجمع حَوْصَلاَّتٌ، وحضوْصلاءُ والجمعُ: حَوْصلاءاتٌ، وقالَ أَبُو النجمِ (76) : هادٍ وَلَو جارَ لحَوْصَلائِهِ ويُقالَ لسباعِ الطَّيْرِ إِذا أكلَتْ فارتَفَعَتْ حواصِلُها: قد زوَّرَتْ تزويراً. ويُقالُ لَهُ: الجُؤجُؤُ، وَالْجمع: جآجِئُ. (بَاب الثدي) (161) يُقال (77) : هُوَ الثَّدْيُ، والجمعُ: ثُدِيِّ. ومَغْرِزُ الثَّدْيِ: الثُّنْدُؤةُ وثَنْدُؤَةٌ. إِذا ضممتَ التاءَ همزتَ، وَإِذا فتحتَها لم تَهْمِز. والسَّعْدانةُ: مَا أحاطَ بالثَّدْيِ ممَّا خالفَ لونُهُ لونَ الثَّدْيِ. والحَلَمَةُ: الهُنَيَّةُ الشَّاخِصَةُ من ثَدْيِ المرأةِ والرجلِ، ويُقالُ لَهَا: القُرادُ [أَيْضا] . ويُقالُ: رجلٌ حَسَنُ قُرادِ (78) الصدرِ، قالَ ابنُ ميَّادة (79) [المُريّ] : كأنَّ قُرادَيْ صَدْرِهِ طَبَعَتْهُما بطِينٍ من الجولانِ كُتَّابُ أَعْجَمِ واللَّوْعَةُ: السوادُ حولَ الحَلَمَةِ. يقالُ (80) : أَلعى ثَدْيُ المرأةِ، إِذا تغيَّرَ للحَمْلِ، وأَلَعَّ، مشدَّدَةُ العَيْنِ. ويُقالُ لَهُ من ذَوَات الأخفافِ والأظلافِ: الضَّرْعُ، والجمعُ: ضَروعٌ. وموضعُ يدِ الحالِبِ مِنْهَا الخِلْفُ، والجمعُ: أخلاف، والضَّرَّةُ أصلُ الضَّرْعِ الَّذِي لَا يَخْلُو (81) بعدَ الحلبِ. ويُقالُ: رجلٌ مُضِرٌّ أَي لَهُ إبِلٌ وغَنَمٌ كثيرةٌ. وموضعُ اللَّبَنِ الَّذِي يمتلئُ ويخلو: المُسْتَنقَعُ، يُقالُ ذلكَ فِي كلِّ شيءٍ لَهُ ضَرْعٌ (82) .
(باب الرجل)
ويقالُ لَهُ من ذواتِ الحافِرِ والسِّباعِ: الطُّبْيُ، والجمعُ: أَطباءٌ. يُقالُ (83) : [أطباءُ الفَرَسِ و] أطباءُ الكَلبةِ، قَالَ (84) بشر بن أبي خازم (85) : نَسوفٌ للحِزامِ بِمِرْفَقَيْها يَسُدُّ خَواءَ طُبْيَيْها الغُبارُ والخَيْفُ (86) : جلدُ الضَّرْعِ إِذا قَلَّ لَبَنُهُ. وخِلْفاها اللّذانِ يليانِ فَخِذَيها يُدْعيانِ: الآخِرَيْن، واللّذانِ يلِيانِ السُّرَّةَ يُقال لَهَا: القادِمانِ. (بَاب الرِّجل) (162) يُقالُ (87) : رِجْلُ الإنسانِ وقَدَمُ الْإِنْسَان وحافِرُ الفَرَسِ. يُقالُ ذلكَ لكلِّ ذِي حافِرٍ. ويُقالُ: خُفُّ البعيرِ، والجمعُ: أَخْفاف. ويُقالُ للنعامةِ خُفٌّ أَيْضا. وقالَ الرَّاعِي (88) يصِفُ ناقَتضهُ: ورِجْلٍ كرِجلِ الأَخْدَرِيِّ يَشُلُّها وظيفٌ على خُفِّ النَّعَامَةِ أَرْوَحْ وعُرْقُوبُ الرَّجُلِ بَين قَدَمِهِ وساقِهِ. وعُرْقوبُ كلِّ ذِي أَرْبَعٍ فِي رِجْلَيْهِ فوقَ الوظيفِ ورُكْبَتاهُ فِي يَدَيْهِ فوقَ الوَظِيفِ. يُقالُ فِي الرِجْلِ: وَظِيفُ البعيرِ ثُمَّ عُرْقُوبُهُ ثُمَّ ساقُهُ ثُمَّ الفَخِذُ ثُمِّ الوَرِكُ. وَفِي اليَدِ: الوَظِيفُ ثُمَّ الرُّكْبَةُ ثُمَّ الذِراعُ ثُمَّ العَضِدُ ثُمَّ الكَتِفُ. وكذلكَ الفَرَسُ. ويُقالُ لَهَ من ذواتِ الأَظْلافِ: الأَكارِعُ، وَقد استعارَهُ بعضُ الشعراءِ فَجَعَلَهُ للناسِ. أَنْشَدَني ابنُ الأَعرابيّ عَن أبي زيادٍ الكِلابيّ (89) : أَشْكُو إِلَى مولايَ من مولاتي تَرْبِطُ بالحَبْلِ أُكَيْرِعاتي
(باب فرج الرجل)
(بَاب فرج الرَّجل) (90) يُقالُ (91) : فَرْجُ الرَّجُلِ وسَوْأَتُهُ، وَهُوَ الغُرْمُولُ والجُرْدانُ والعَوْفُ. وقالَ ابنُ الْأَعرَابِي: العَوْفُ: الحَالُ، وأَنْشَدَ [للأَخطلِ] (92) : لئيم الوالدينِ بعَوْفِ سَوْءٍ من الحيِّ المُقِيمِ على قَنانِ ومِنْهُ يُقالُ عندَ الباءَةِ: نِعْمَ عَوْفُكَ. وقالَ جريرٌ (93) : إِذا رَوِينَ على الخِنْزِيرِ من سَكَرٍ نادَيْنَ يَا أَعْظَمَ القَسَّيْنِ جُردْانا وقالَ الراجِزُ (94) : تقولُ والجُرْدانُ فِيهَا مُكْتَنِعْ أَمَا تَخافُ حَبَلاً على تُضُعْ (163) والوُضُعُ والتُّضُعُ: أنْ تَحْمِلَ المرأةُ فِي آخِرِ طُهْرِها عِنْد مُقْبَلِ الحَيْضِ (95) . ويُقالُ لَهُ من ذواتِ الحافِرِ: الغُرْمُولُ، والجمعُ: غراميل. قالَ بِشْرٌ (96) : وخِنْذيذٍ ترى الغُرْمُولَ منهُ كطَيِّ الزِّقِّ عَلَّقَهُ التِّجارُ الخِنْذِيذُ: الكريمُ من الخَيْلِ. ويُقالُ: المُشْرِفُ الطويلُ. ويُقالُ: الخَصِيُّ (97) . وقالَ خُفافُ بنُ عَبْدِ قَيْسٍ البُرْجُمِيّ (98) : جمعُوا من نوافِلِ الناسِ سَيْباً وخناذِيذَ خِصْيَةً وفُحُولا أَي هِيَ جِيادٌ مِنْهَا خِصْيانٌ وَمِنْهَا فُحُولةٌ.
ويُقالُ: جُرْدانُ الحِمارِ، وقَضِيبُ البعيرِ ومِقْلَمُهُ. ويُقالُ لوعائِهِ: الثِّيلُ، وَهُوَ غِلافُ مَقْلَمِهِ. يُقالُ: بعيرٌ أَثْيَلُ، إِذا كانَ عظيمُ الثِّيلِ. قالَ الراجِزُ (99) : يَا أَيُّها العَوْدُ العَظِيمُ الأَثْيَلُ مالَكَ إذْ حُثَّ التجارُ تزْحلُ ويُقالُ لَهُ من ذِي الظِّلْفِ: قَضِيبُ التَّيْسِ والثورِ أَيْضا. ويُقالُ لهُ من ذِي البراتِنِ: العُقْدَةُ. يُقالُ: عُقْدَةُ السَّبُعِ وعُقْدَةُ الكَلْبِ وقَضِيبُهُ أَيْضا. وقالَ ابنُ الأعرابيّ: إنَّما يُقالُ لَهُ عُقْدَة إِذا عَقَدَتء عَلَيْهِ الكَلْبَةُ فَعَظُمَ رأسُهُ. ويُقالُ لَهُ من الضَّبِّ: النِّزْكُ. وللضَّبِّ نِزْكانِ، أَي لَهُ اثنانِ. وكذلكَ الوَرَلُ. وللأُنثى مَدْخَلانِ، قَالَ الشاعرُ (100) : سِبَحْلٌ لَهُ نِزِكانِ كَانَا فَضِيلَةً على كُلِّ حافٍ فِي البلادِ وناعِلِ قالَ الأَثْرَمُ (101) : قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ (102) : للضَّبِّ نِزْكانِ (103) ، وللأُنثى فَرْجانِ، [قالَ: وأنشدَ] : تَفَرَّقْتُمُ لَا زِلْتُمُ قرْنَ واحدٍ تَفَرُّقَ أَيْرِ الضَّبِّ والأَصْلُ واحِدُ (104) وقالَ ابنُ الأعرابيّ: للضَّبَّةِ [أَيْضا] قُرْنَتانِ، أَي زاوِيتا الرَّحِمِ، فَإِذا امتلأَتِ الزاويتانِ أَتأَمَتْ، وَإِذا لم تمتلِئا أَفْرَدَتْ.
(باب فرج المرأة)
ويُقالُ: (164) مُتْكُ الذُّبابِ. وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: المُتْكُ طَرَفهُ الزُّبِّ (105) من كلِّ شيءٍ. والمرأةُ المَتْكاءُ: البَظْراءُ. (بَاب فرج الْمَرْأَة) (106) يُقالُ (107) : فَرْجُ المرأةِ، والجمعُ: فُرُوجٌ. وَهُوَ القُبُلُ، وَهُوَ الحِرُ، مُخَفَّفٌ، وجَمْعُهُ: أَحْراحٌ، وإنّما أَصْلُهُ حِرْحٌ إلاَّ أَنَّهُمْ أسقطوا الحاءَ فِي الواحدِ وأَثبتوها فِي الجمعِ، قَالَ الفَرَزْدَقُ (108) : إنِّي أَقودُ جَمَلاً مِمْراحا فِي قُبَّةٍ مُوقَرَةٍ أحْراحا وقالَ الشاعرُ (109) : ترَاهَا الضُّبْعُ أَعْظَمَهُنَّ رَأْسا عُراهِمَةً لَهَا حِرَةٌ وَثِيلُ فأدخلَ الهاءَ. وَهُوَ الكَعْثَبُ أَيْضا، قالَ الأَغْلَبُ (110) : حَيَّاكةٌ عَن كَعْثَبٍ لمْ يَمْصَحِ وَهُوَ الأَجَمُّ أَيْضا، وقالَ الراجِزُ (111) : جارِيَةٌ أَعْظَمُها أَجَمُّها بائِنةُ الرِّجلِ فَمَا تَضُمُّها قد سَمَّنَتْها بالجريشِ أُمُّها وَهُوَ الشَّكْرُ أَيْضا، قَالَ عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ العَبْسِيُّ (112) : وكُنْتُ كَلَيْلَةِ الشَّيْباءِ هَمَّتْ بمَنْعِ الشَّكْرِ أَتأَمَها القَبِيلُ
ويُقالُ: باتَتْ بلَيْلَةِ شَيْباءَ، إِذا افْتُضَّتْ من لَيْلَتِها. قالَ الشاعرُ (113) : قَدْ أَقْبَلَتْ عَمْرَةُ من عِراقِها تضرِبُ قُنْبَ عَيْرِها بساقِها مُلْصِقَةَ السَّرْجِ بخاقِ باقِها يَعْنِي فَرْجَها. [والشيباء: الَّتِي لَا تمتنعُ ليلةَ زفافها. يُقالُ: باتَتْ بليلةِ شيباءَ، وَإِذا مَنَعَتْ نَفْسَها يُقالُ: باتَتْ بلَيْلَةِ حُرَّةٍ. وَقَالَ النابغةُ (114) : شُمُسٌ موانعُ كلّ ليلةِ حُرَّةٍ يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحُشِ المِغْيارِ] ويُقالُ فِي مِثْلِ ذلكَ من ذَوَاتِ الحافِرِ: ظَبْيَةُ الفَرَسِ وظَبْيَةُ الأَتانِ، والجَمْعُ: ظَبَيَاتٌ. وأَنْشَدَ: خَجَاها بغُرْمُولٍ وفِلْذٍ مُدَمْلَكٍ فَخَرَّقَ ظَبْيَيْها الحِصانُ المُشَبِّقُ (115) ويُقالُ لَهُ من ذواتِ الأَخْفافِ والأَظْلافِ: الحَياءُ، والجمعُ: (165) أَحْيِيَةٌ. وَقد قَالُوا: ظَبْيَةُ الناقةِ مِثْلُ الفَرَسِ. ويُقالُ لَهُ من السِّباعِ كُلِّها: ثَفْرٌ. قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَقد استعارَهُ الأَخْطَلُ (116) فَجَعَلَهُ للبقرةِ فقالَ: جَزَى اللهُ عنّا الأَعْوَرَيْنِ ملامةً وفَرْوَةَ ثَفْرَ الثورةِ المُتَضاجِمِ فأَدْخَلَهُ فِي غيرِ مَوْضِعِهِ كَمَا قِيلَ [لشِفاهِ] الحَبَشِيّ (117) : مشافِرُ، وَإِنَّمَا هِيَ للبعيرِ. وكقولِهِ (118) : على البِكْرِ يَمْرِيهِ بساقٍ وحافِرِ
(باب الدبر)
وَقد استعارَهُ النابغةُ الجَعْدِيُّ (119) فَجَعَلَهُ للَبِرْذَوْنَةِ فقالَ: بُرَيْذِينةٌ بَلَّ البراذينُ ثَفْرَها وَقد شَرِبَتْ من آخِرِ الصَّيْفِ أيِّلا وَقد استعارَهُ آخرُ فَجَعَلَهُ للنعجةِ فقالَ (120) : وَمَا عَمْرو إلاَّ نَعْجَةٌ ساجِسِيَّةٌ تَخَزَّلُ تحتَ الكَبْشِ والثَّفْرُ وارِمُ ساجِسِيَّةٌ منسوبةٌ [إِلَى ساجِس، من أرضِ الشامِ] ، وَهِي غَنَمٌ شامِيَّةٌ حُمْرٌ صِغارُ الرؤوسِ. وَقد استعارَهُ آخرُ فَجعله للمرأةِ فقالَ (121) : نحنُ بَنو عَمْرَةَ فِي انْتِسابِ بِنْتِ سُوَيْدٍ أكْرَمِ الضِّبابِ جاءتْ بِنَا مِن ثَفْرِها المِنْجابِ وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قالَ الفَرّاءُ (122) : يُقالُ للكَلْبَةِ: ظَبْيَةٌ وشَقْحَةٌ، ولذواتِ الحافِرِ: وَطْبَةٌ. (بَاب الدُّبر) يُقالُ فِي الإنسانِ: دُبُرٌ، والجمعُ: أدبارٌ. وَهُوَ اسْتُهُ، والجمعُ: أَستاهٌ، وتصغيرُهُ: سُتَيْهَةٌ. وهيَ الاسْتُ والسَّهُ والسَّتُ (123) . فَإِذا وَصَلْتَ قُلتَ (124) : سَهٌ، فبَقِيَتْ هَاء على حالِها فِي الوَصْلِ، لأَنّها هاءُ الأصلِ فِي سُتَيْهَةٍ ولَيْسَتْ للتأنيثِ الَّتِي تنقلبُ تَاء (125) فِي الوصلِ. وقالَ الراجزُ (126) : (166) ادْعُ فُعَيْلاً باسْمِها لَا تَنْسَهْ إنْ فُعَيْلاً هِيَ صِئبانُ السَّهْ
ويُرْوَى: ادعُ نُجَيْحاً باسمه ... ... ... إنّ نُجَيْحاً هِيَ ... ... ... . . ونُجَيْحٌ: قبيلةٌ. وواحِدُ صِئْبانٍ صُؤَابٌ فجاءَ بالهاءِ. وَقَالَ أَوْسُ بنُ حَجر (127) : شَأَتْكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وسمينُها وأَنْتَ السَّتُ السُّفْلَى إِذا دُعِيَتْ نَصْرِ فهذهِ على لُغَةِ مَنْ وَقَفَ بالتاءِ. ويُقالُ لَهَا أَيْضا (128) : العُفَّاقَةُ والوَجْعاءُ والصَّمارَى (129) والبُعْثُطُ والسُّوَيْداءُ. وَلها أَسمَاء كثيرةٌ تَأتي فِي مواضِعِها فِي [كتابِ] خَلْقِ الإنسانِ (130) إِن شاءَ اللهُ. وَقد يُستعارُ بعضُ هَذِه الحروفِ فيُجْعَلُ لغيرِ الآدميِّين، قالَ الشاعرُ (131) : وأَنْتَ مكانُكَ من وائلٍ مكانُ القُرادِ من اسْتِ الجَمَلْ ويُقالُ لَهُ من ذِي الحافِرِ: المَراثُ والخَوْرانُ، والجمعُ: خَوَارِينُ، وَهُوَ هواءُ الدُّبُرِ، مِثْلُ سِرْحانٍ وسِرْحانانِ وسراحينُ. ويُقالُ لَهُ من ذِي الحافِرِ: المَراثُ والمَرْوَثُ، وقالَ الشاعرُ (132) : عِيسَى بنُ مَرْوَان عَيْرٌ ضاقَ مَرْوثُهُ وشُدُّ يَوْمًا على وَجْعائِهِ الثَّفَرُ وقالَ ابنُ الأعرابيّ: الخَوْرانُ للحافِرِ وغيرِ الحافِرِ. ويقالُ لَهُ مِن ذِي الخُفِّ أَيْضا: مِبْعَرُ البعيرِ.
(باب قضاء الحاجة)
ويُقالُ: الثَّفَرُ لذِي الخُفِّ وَلِذِي الظِّلْفِ وَلِذِي الحافِرِ. وقالَ ابنُ الأعرابيّ: أَصْلُهُ لِلسِّباعِ ثُمِّ يُستعارُ. [قالَ] : ويُقالُ لَهُ من ذِي الظِّلْفِ: المِبْعُر. ويُقالُ لَهُ من ذِي البُرْثُنِ من السِّباعِ وغيرِها: أسرامُ السِّباع وأَعْفاجٌ. وَقد يُقالُ: الأعفاجُ، للناسِ أَيْضا، واحِدُها عَفَجٌ وعَفِجٌ وعِفْجٌ (133) . ويُقالُ لَهُ من الطيرِ: الزِّمِكَّى (167) والزِّمِجَّى، بالمدِّ والقَصْرِ. ويقالُ: طَعَنَهُ فَخَارَهُ، إِذا طَعَنَهُ فِي الخَوْرانِ. وَفِيه: الشَّرَجُ، وَهُوَ مُنْضَمُّ الاسْتِ. والعِجَانُ: مَا بَيْنَ الدُّبُرِ إِلَى الذَّكَرِ، وَهُوَ الخَطُّ، ويُسَمَّى العَضْرَطُ (134) ، وَهُوَ العَفْلِ، قالَ بِشْرٌ (135) : حَدِيثُ الخِصاءِ وارِمُ العَفْلِ مُعْبَر ُ (بَاب قَضَاء الْحَاجة) يُقالُ: أَسْوَأَ الرجلَ وخَرِئَ [يَا] هَذَا: إِذا أَحْدَثَ، خِراءَةً وخُراءاً. والخُرْءُ والخُرْءانُ للجميعِ. ويُقالُ: رماهُ القومُ بخُرْءانِهِمْ. ويُقالُ: طافَ يطوفُ طَوْفاً. ويُقالُ: يَبِسَ طَوْفُهُ فِي بطنِهِ. وَجَاء فِي الحَدِيث: (لَا تُدافِعوا الطَّوْفَ فِي الصلاةِ) (136) . ويُقالُ: عَسِرَ عَلَيْهِ خُروجُ طَوْفِهِ. وَجَاء فِي الحَدِيث: (لَا يتحدثنَّ اثنانِ على طَوْفِهِما) (137) . ويُقالُ: قدِ اطَّافَ يطَّافُ اطِّيافاً. وقالَ الشاعرُ فِي الطوفِ:
عَشِّيْتُ جابانَ حَتَّى اسْتَدَّ مَغْرِضُهُ وكادَ يهلكُ لَوْلَا أَنَّهُ الطَّافُ (128) قولا لجابانَ فَلْيَلْحَقْ بطَيَّتِهِ نومُ الضُّحَى بعدَ نومِ الليلِ إسْرافُ وَهُوَ رَجيعُ الإنسانِ، وإنَّما سُمِّيَ رَجِيعاً لأَنَّه رَجَعَ عَن (139) حَاله الأولى، وجاءَ فِي الحَدِيث: (لَا يُسْتَنْجَى برجيعٍ وَلَا رِمَّةِ وَلَا رَوْثٍ) (140) . وَهُوَ الجَعْرُ، وقَدْ جَعَرَ. وَهِي العَذِرَةُ والعاذِرُ، قالَ (141) سُراقَةُ [البارقيّ] (142) : فقلتُ (143) لهُ لَذْهَلْ من الكِبْلِ بَعْدَما رَمى نَيْفَقَ التُّبَانِ مِنْهُ بعَاذِرِ (144) لَذَهَلَ (145) : أَرَادَ: لَا تَذْهَلْ، أَي لَا تَخَفْ. ويُقالُ للرجلِ: أَنْجَيْتَ شَيْئاً، ومانجا الْمَرِيض (146) شَيْئا، وَلَا أَنْجَى، لغتانِ. ويُقالُ: اللَّحْمُ أَقَلُّ الطعامِ نَجْواً. عَن الأَصمعيّ. ويُقالُ: ذَهَبَ فلانٌ يَضْرِبُ الغائِطَ، كأَنَّهُ كِنايةٌ عَنهُ. وَقَالُوا أَيْضا: لي (168) إِلَى الأَرْضِ حاجَةٌ. والمُطِيبُ والمُسْتَطِيبُ: المُسْتَنْجِي بالأحجار. وقالَ النبيُّ (147) صلّى الله عَلَيْهِ وسَلّم: (يكفيكَ من الاستنجاءِ ثلاثةُ أَحجارٍ ليسَ فيهِنَّ رَجِيعٌ) (148) .
وقالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ، رَحِمَهُ اللهُ: (إنَّما آكلُ بيميني وأَستطيبُ بشِمالي) (149) . وقالَ الأَعْشَى (150) : يَا رَخَماً قاظَ على مَطْلُوب يُعْجلُ كَفَّ الخارِئِ المُطِيبِ ويُقالُ للصبيّ إِذا خرجَ من بَطْنِ أُمِّه: عَقَى الصبيّ يَعْقِي عَقْياً (151) . والعِقْيُ الاسمُ، والعَقْيُ المصدرُ (152) . ويُقالُ للصَّبِيّ إِذا مكَثَ يَوْمَهُ لَا يقْضِي حَاجَة: قَدْ صَرِبَ ليَسْمَنَ. ويُقالُ للرجلِ إِذا لانَ بَطْنُهُ وكَثُرَ اختِلافُهُ: أَخَذَتْهُ خِلْفَةٌ وهَيْضَةٌ. ويُقالُ للرجلِ إِذا احتبسَتْ عَلَيْهِ الحاجةُ: أَخَذَهُ الحُصْرُ وَقد أْؤتُطِمَ عَلَيْهِ (153) . [و] إِذا احتبسَ عَلَيْهِ بَوْلُهَ قيلَ: أَخَذَهَ اليُسْرُ والأُسْرُ. وقالَ الكِسائيّ (154) : حصر غائطه وأُحْصِرَ، وأُسِرَ بَوْلُهُ لَا غير. قَالَ أَبُو عُبَيدٍ: قالَ (155) أَبُو زَيْدٍ: يُقالُ لكُلِّ ذِي حافِرٍ أَوَّلُ شيءٍ يخرجُ من بَطْنِهِ (156) : الرَّدَجُ، والجمعُ: أَرْداجٌ. وَقد رمى المُهْرُ برَدَجِهِ، وذلكَ قبلَ أنْ يأكلَ شَيْئا. [قَالَ] : وقالَ الأصمعيّ: يُقالُ للمُهْر وللجَحْشِ: عَقَى يَعْقِي كَمَا يُقالُ للصبيّ. قالَ: ويُقالُ لَهُ من ذِي الحافِرِ: الرَّوْثُ. يُقالُ: راثَ يَرُوثُ رَوْثاً.
وقالَ الأحمرُ (157) : [يُقالُ] : ثَلَّ ونَثَلَ أَيْضا، وأَنْشَدَ (158) : مِثَلٌّ على آرِيِّهِ [الرَّوْثُ] مِنْثَلْ يَصِفُ بِرْذوناً. قالَ: وقالَ الأصمعيّ (159) : يُقالُ لهُ من البعيرِ: البَعَرُ، وَقد بَعَرَ يَبْعَرُ (169) بَعْراً وبَعَراً وبُعاراً. ويُقالُ (160) : ثَلَطَ البعيرُ يَثْلِطُ ثَلَطاً إِذا أَلْقَاهُ سهلاً رَقِيقا. [وقالَ (161) : يَا ثَلْطَ حامضةٍ تَرَوَّحَ أهلُها عَن ماسِطٍ وتَنَدَّتِ القُلاَّما التَّنْدِيةُ: الرَّعْيُ بعدَ السَّقْيِ. حامضة: تأكلُ الحَمْضَ. قالَ: و] قالَ ابنُ الأعرابيّ: ويُقالُ: هَرَّ بسَلْحِهِ حَتَّى ماتَ، إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُهُ وأَخَذَهُ هُراراٌ، وَقد هُرَّ [الرجلُ] . والحَلَّةُ: البَعَرُ. يُقالُ: خَرَجَ الإماءُ يَجْتَلِلْنَ البَعَرَ، أَي يَلْتَقِطْنَهُ. ويُقالُ: كَثَعَتِ (162) الغَنَمُ [تكثعُ كَثعاً] أَي سَلَحَتْ. ويُقالُ: رَمَتِ الغَنَمُ بكُثوعِها. والوَأْلَةُ: بَعَرُ الغَنضمِ وأبوالُها. والكِرْسُ أَيْضا، وَهُوَ الَّذِي بَعْضُهُ على بَعْضٍ. وقالَ العَجَّاجُ (163) : يَا صاحِ هلْ تَعْرِفُ رَسْماً مُكْرَسَا وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قالَ (164) الفَرَّاءُ: خَثَى الثورُ يَخْثى خَثْياً، وواحِدُ الأَخْثاءِ: خِثْيٌ.
قالَ: وقالَ الأصمعيّ: [يُقالُ] : جَعَرَ السَّبُعُ والسِّنَّوْرُ والكَلبُ، وذَرَقَ الطائرُ وخَذَق ومَزّقَ وزَرَقَ (165) يَذْرُقُ ويَخْذِقُ [ويَمْزقُ] ويَزْرُقُ. [وقالَ أَبُو زيدٍ: يذرُقُ ويخذقُ ويزرُقُ] . وقالَ ابْن الأعرابيّ: الجَعْرُ من كلِّ شيءٍ يَبسُ بَطْنِهِ. ويُقالُ: سَفْسَقَ الطائرُ مثلُ ذَرَقَ. وجاءَ فِي الحديثِ: (كُنَّا عندَ ابنِ مَسْعُودٍ فَمَرَّ علينا [طائرٌ] فَسَفْسَقَ داءُ بَطنِهِ، فسألْنا ابنَ مسعودٍ عَن غَسْلِهِ فرَخَّصَ فِي ذَلِك) (166) . وقالَ ابنُ الأعرابيّ: يُقالُ: زَقَّ وسَجَّ وتَرَّ (167) وَهَكَّ إِذا خَذَفَ ب. وقالَ أَبُو عُبَيْد (168) : [يُقالُ] : وَنَمَ الذُّبابُ وذَقطَ، قالَ الشاعرُ (169) : وَقَدْ وَنَمَ الذُّبابُ عليهِ حتّى كأنَّ وَنيمَهُ نُقَطُ المِدادِ وخروء الفارِ وصومُ النّعامِ وعُرَّةُ الطائرِ. قالَ الطِّرِمَّاحُ (170) : فِي شَناظي أُقَنٍ بَيْنَها عُرَّةُ الطيرِ كَصَوْمِ النَّعامْ الأُقَنُ جَمْعُ أُقْنَةٍ، وَهِي صُدوعٌ فِي الجَبَلِ تبيضُ فِيهَا الحَمامُ (170) أَو سِباعُ الطيرِ. وقالَ ابنُ الأعرابيّ: العُرَّةُ كُلُّ قَبِيحٍ وكُلَّ قَذَرٍ، وإنَّما سُمِّيَتِ العُرَّةُ من ذلكَ. والنِّقْضُ: خُرْوءَةُ (171) النَّحْلِ، وإنّما أَدْخَلَ الهاءَ كَمَا قَالُوا: ذُكورَة للذُّكْرانِ. ويُقالُ: رَمَصَتِ الدّجاجةُ، وصامَ النَّعامُ يصومُ. وقالَ ابنُ الأعرابيّ: ذَرَقَتِ الدجاجةُ. وَلم يَعْرِفْ رَمَصَتْ.
(باب الغائط وموضع الخلاء)
(بَاب الْغَائِط وَمَوْضِع الْخَلَاء) قالَ أَبُو عُبَيْدٍ (172) : قالَ الكِسائي: يُقالُ لموضعِ الغائِطِ: الخلاءُ والمَذْهَبُ والمِرْفَقُ والمِرْحاضُ. قالَ: وقالَ اليزيديّ (173) : أَرْجَعَ الرجلُ، من الرَّجيع. [وَقَالَ فِي] المِرْفَقِ (174) : (فلمّا قَدِمْنا الشامَ وَجَدْنا مرافِقَهُم وَقد استُقْبِلَ بهَا القِبْلَةَ فكُنّا نتحرَّفُ ونستغْفِرُ اللهَ) (175) . قالَ: وقالَ أَبُو عَمْرو (176) [و] الأمويّ (177) : الدَّبُوقاءُ العَذِرَةُ، وَهُوَ قولُ رُؤْبَةَ (178) : لَوْلَا دَبُوقاءُ اسْتِهِ لم يَبْدَغِ أَي لم يتلَّخْ بالعَذِرَةِ. ويُقالُ: قد بَطِغَ الرجُلُ. وقالَ الأَمويّ: بَدِغَ مثلُ بَطِغِ (179) . وقالَ: والحَشُّ والحُشُّ: مَوْضِعُ المُتَوَضَّإِ أَيْضا، وجمعُهُ حُشَّانٌ. وإنّما سُمِّيَ موضعُ الغائِطِ (180) حشّاً، لأَنَّهُم كَانُوا يَتَغَوَّطونَ فِي البُستانِ فَيَقُولُونَ: ذَهَبْنا إِلَى الحَشِّ والحُشِّ، وَهُوَ البستانُ (181) . وَمِنْه قولُ طَلحَةَ بنِ عُبَيْدِ الله (182) : ( [إنِّي] أُدْخِلْتُ الحَشَّ [وقَرَّبوا] فوضعوا اللُّجَّ على قَفَيَّ وَقَالُوا لتُبايِعَنَّ) .
(باب خروج الريح من الإنسان وغيره (191))
وإنّما سُمِّيَ الغائِطُ (183) غائِطاً لأَنَّهُم كَانُوا يقضونَ حوائجَهُم فِي الغِيطانِ، وَهُوَ مَا انخفضَ من الأَرْضِ، والواحِدُ غائِطٌ، استتاراً من الناسِ، فسُمِّيَ غائِطُ الإنسانِ بذلكَ. وكذلكَ العَذِرَةُ (184) إنَّما (185) هِيَ (186) فناءُ الدارِ، وَالْجمع عَذِراتٌ، (171) فَكَانُوا يتغوَّطُونَ (187) فِيهَا فسُمِّيتِ العَذِرَةُ بهَا. قالَ كُثَيِّرٌ (188) ، إِذا سَلَفٌ مِنَّا مَضَى لسبيلِهِ كَفَى عَذِراتِ الحَيِّ أنْ يَتَخَلَّفُوا وقالَ الحُطَيْئةُ (189) : لَعَمْرِي لقد جَرَّبْتُكُمْ فَوَجَدْتُكُمْ قِباحَ الوجوهِ سَيِّئي العَذرِاتِ ومِنْهُ الحديثُ: (مَا لَكُمْ لَا تُنَظِّفُونَ عَذِراتِكُمْ) (190) . (بَاب خُرُوج الرّيح من الْإِنْسَان وَغَيره (191)) قالَ أَبُو عُبَيْدٍ (192) : قالَ الأصمعيّ: يُقالُ للرَّجُلِ وغيرهِ: عَفَقَ بهَا يَعْفِقُ عَفْقاً، وحَبَجَ بهَا يَحْبِجُ حَبْجاً، وخَبَجَ بهَا يخبِجُ خَبْجاً وخُبَاجاً (193) ، ورَجُلٌ خُبَجَةٌ، وحَصَمَ بهَا يَحْصِمُ، ونَفَخَ (194) بهَا، وحَبَقَ يحبقُ حَبْقاص، ومَسَحَ بهَا، ومَحَصَ بهَا يمحصُ مَحْصاً، وحَصَأَ بهَا، وغَضَفَ بهَا، وخَضَفَ بهَا: كلُّ ذلكَ إِذا فَعَلَ. وقالَ زُهَيْرٌ (195) :
ونُبِّئْتُ أَنَّ الحارِثَ بنُ حُدَيرٍ لُهُ حَبَقٌ حَولي يروثُ ويَبْعَرُ وقالَ الآخرُ: فَظَلَّ مُحْبَنْطِئاً ينزو لَهُ حَبَقٌ إمَّا بحَقِّ وإمَّا كانَ مَوْهُونا ويُقالُ: رَدَمَ الحِمارُ يَرْدُمُ رَدْماً، وَهُوَ الرّدامُ، قالَ الشَّاعِر (196) : دَعَا النَّقَرَى دوني رياحٌ سَفاهَةً وَمَا كانَ يَدْرِي رَدْمَةَ العَيْرِ مَا هِيا ويُقالُ: أَنْبَقَ (197) الرجلُ أَيْضا، وَذَلِكَ إِذا كانتْ خَفِيفةً (198) . ويُقالُ: مَكَتِ الدَّابَّةُ تمكو مُكاءً، إِذا نَفَخَتْ بالرِّيح. وقالَ أَبُو زَيْدٍ: [و] لَا تمكو إلاّ مَفْتُوحَة مَبْلُوقَةً (199) . وقالَ الراجزُ (200) : يَا ضَمْرَ يَا عبدَ بني كِلابِ يَا أَيْرَ عَيْرٍ لازقٍ ببابِ وكانَ هَذَا أَوَلَّ الثوابِ تمكو اسْتُهُ من حَذَرِ الغُرابِ وقالَ عَنْتَرَةُ (201) : وحَلِيل غانِيةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً تمكو فريصتُهُ كشِدْقِ الأَعْلَمِ (172) والمُكاءُ (202) فِي غيرِ هَذَا: الصَّفِيرُ. ويُقالُ: خَضَفَ البعيرُ يَخْضِفُ خَضْفاً. وَقد يُسْتَعَارُ فِي السَّببِّ للإنسانِ، قالَ الشاعِرُ (203) :
(باب ما يسيل من أنف الإنسان وغيره)
إنَّا وَجَدْنا خَلَفاً بِئْسَ الخَلَفْ عَبْداً إِذا مَا ناءَ بالحِمْلِ خَضَفْ أَغْلَقَ عنَّا بابَهُ ثُمَّ حَلَفْ لَا يُدْخِلُ البَوَّابُ إلاّ مَنْ عَرَفْ ويُقالُ أَيْضا: با ابنَ خَضَافِ لَا تَفْعَلْ، مِثلُ حَذَامِ وقَطامِ، يُريدُ: [يَا] (204) ابنَ الضارِطَةِ. وقالَ الشاعِرُ (205) : بَذَرَتْ خَضَافِ لَهُم بماءِ مُجاشِعٍ خَبُثَ الحَصادُ حَصَادُهُمْ والمَزْرَعُ ويُروى: خَبْثَ الحصادِ. ويُقالُ: حَبِقَتِ العَنْزُ (206) . (بَاب مَا يسيل من أنف الْإِنْسَان وَغَيره) يُقالُ (207) فِي مِثْلِ المُخاطِ من الإنسانِ: المُخاطُ، ومِنْ ذَوِي الأَظلافِ: الرُّعَامُ (208) والزِّخْرِطُ (209) . ويُقالُ: شاةٌ رَعُومٌ، وَقد رَعَمَ مُخاطُها يَرْعَمُ رُعاماً: إِذا سالَ. وَلَا يُقالُ ذلكَ إلاّ للمَهْزُولَةِ. ويُقالُ لَهُ من ذِي الحافِرِ: الرُّؤالُ والرُّعالُ. وقالَ ابنُ الأعرابيّ (210) : الرُّعامُ من النعجةِ ثُمَّ يُسْتَعَارُ للإنسانِ، [والذَّنينُ والذُّنانُ للإنسانِ] ، والرُّؤالُ للخيلِ ثُمَّ يوصَفُ بِهِ الإنسانُ وغَيْرُهُ. وقالَ ابنُ الأعرابيَ: الرُّعالُ باطِلٌ.
(باب الشهوة من الرجل وغيره)
ويُقالُ: ذَنَّ أَنْفُهُ يَذِنُّ ذَنيناً. وقالَ الشمّاخُ (211) : تُوائِلُ من مِصَكٍّ أَنْصَبَتْهُ حوالِبُ أَسْهَرَتْهُ بالذَّنينِ الذَّنينُ والُّنانُ للإنسانِ وغيرِهِ. يُقالُ: ذَنَّ أَنْفَهُ. ويُقالُ: رَذَمَ أَنْفُهُ يرذمُ رذاماً: إِذا قَطَرَ. وقالَ الشاعِرُ: من كُلِّ حَنْكَلَةٍ يسِيلُ ذَنِينُها حُبُّ السِّبابِ وطَوْفُها يَتَقَطَّعُ (212) وقالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ (213) : (173) مَنْ ليَ مِنْهَا إِذا مَا جُلْبَةٌ أَزَمَتْ وَمن أُوَيْسٍ إِذا مَا أَنْفُهُ رَذَما الجُلْبَةُ: الشِّدَّةُ من الزمانِ. [و] أُويس: اسمٌ للذئبِ. وكُلُّ قاطِرٍ [من الأنفِ] فَهُوَ رَذَمٌ. ويُقالُ لَهُ من الإبلِ: الذُّنانُ والزِّخْرِطُ [أَيْضا] . (بَاب الشَّهْوَة من الرجل وَغَيره) قالَ ابنُ الأعرابيّ: يُقالُ: شَهْوَةُ الرجلِ وشَبَقُهُ [وغُلْمَتُهُ] . ويُقالُ (214) : شَبِقَ يَشْبَقُ شَبَقاً (215) . ويُقالُ: قَطِمَ الرجلُ أَيْضا [والأصلُ] فِي ذَلِك للبَعِيرِ. ويُقالُ هَذَا كثلُّهُ فِي المرأةِ أَيْضا (216) . [ويُقالُ] : غُلامٌ غِلِّيمٌ، وجارِيَةٌ غِلّيِمٌ وغِلِّيمَةٌ. وقالَ الراجزُ (217) :
ناكَ أَخُوهَا أُخْتَكَ الغِلِّيما يَا عَمْرُو لَو كُنْتَ فَتىً كَرِيما أَوْ كُنْتَ مِمَّنْ يمنعُ الحَرِيما أَوْ كانَ رُمْحُ اسْتِكَ مُسْتقيما نِكْتَ بِهِ بَهْكَنَةً غِلِّيما ويُقالُ: هاجَ يضهيجُ هَيْجاً وهِياجاً (218) . وقالَ القُلاَخُ (219) : هاجَ وليسَ هَيْجُهُ بمُؤْتَمَنْ ويُقالُ لَهُ من ذِي [الحافرِ] (220) : استودَقَتِ الفرسُ، وَدَقَتْ (221) تَدِقُ وَدْقاً فَهِيَ وَدِيقٌ ووَدُوقٌ. [وأَوْدَقَتْ تُودِقُ إيداقاً فَهِيَ مُودِقٌ] بَيِّنَةُ الوِداقِ والوَدَقِ. ويُقالُ: استَعْسَبَتِ الفَرَسُ مِثْلُ أَوْدَقَتْ. ويُقالُ فِي (222) ذِي الخُفِّ: اغْتَلَمَ البعيرُ وقَطِمَ، وبعيرٌ طاطٌ أَي مُغْتَلِمٌ. ويُقالُ: قد أَسْأَدَتْهُ (223) الغُلْمَةُ إسآداً، وبِهِ سُؤادٌ (2249 وَلم يَعْرِفُهُ ابنُ الأعرابيّ. [وقالَ] : المُعِيدُ، الفَحْلُ يُعِيدُ فِي الناقَةِ مَرَّتَيْنِ. ويُقالُ للناقةِ: [هَكِعَةٌ] هَدِمَةٌ ضَبِعَةٌ مُبْلِمَةٌ. ويُقالُ: أَبْلَمَتْ، إِذا وَرِمَ حياؤها (225) من شِدَّةِ الضَّبَعَةِ. وَقد ضَبِعَتْ تَضْبَعُ ضَبْعاً، وأَضْبَعَتْ إضْباعاً، وأَبْلَمَتْ إبْلاماً، وهَدَمَتْ هَدْماً، وهَكِعَتْ [هَكَعاً] . (174) ويُقالُ: ناقَةٌ مُبْلِمَةٌ بَيِّنَةُ البَلَمَةِ، وضَبِعَةٌ بَيِّنَةُ الضَّبَعَةِ.
(باب النكاح)
وَقد قَالُوا أَيضاً: ناقةٌ مُسْتَحْرِمَةٌ وحَرْمَى، كَمَا قَالُوا فِي الشاةِ، وَقَالُوا فِي ذِي. الظِّلْفِ: يُقالُ: أَحْرَمَتِ الشاةُ واستَحْرَمَتْ، وشاةٌ مُسْتَحْرِمَةٌ وحَرْمَى وحِرامٌ. وكلُّ ذِي ظِلْفٍ يُقالُ لَهُ: استحرمَ. ويُقالُ: نَعْجَةٌ حانِيةٌ بَيِّنَةُ الحُنُوِّ. ويُقالُ: اغْتَلَمَ التَّيْسُ وهَبَّ واهْتَبَّ وهاجَ. ويُقالُ: صَرَفَتِ الكَلْبَةُ صِرافاً وصُرُوفاً، وظَلَعَتْ تَظْلَعُ ظُلوعاً. وَمن أمثالِهِم: (لَا أَفْعَلُ ذَلِك حَتَّى ينامَ ظالِعُ الكلابِ) (226) . أَي الصَّارِفُ. ويُقالُ أَيْضا: أَجْعَلَتْ واستَجْعَلَتْ واستطارَتْ. ويُقالُ: استَحْرَمَتِ الذِّئبَةُ، وذِئبةٌ مُجْعِلٌ. (بَاب النِّكَاح) يُقالُ (227) نَكَحَ ينكِحُ نَكْحاً ونِكاحاً، ولامَسَ يُلامِسُ مُلامَسَةً ولِمَاساً، وباضَعَ مباضَعَةً وبِضاعاً، ويُقالُ فِي مَثَلٍ: (كمُعَلِّمَةٍ أُمَّها البِضاعُ) (228) . ويُقالُ: جامَعَ مجامَعَةً، وغَشِيَ يَغْشَى غِشْياناً. ويُقالُ: وَطِئَ المرأَةَ يَطَؤُها وَطْأً، وباعَلَ يُباعِلُ مُباعَلَةً وبِعالاً. وجاءَ فِي الحديثِ: (إنَّ أَيّامَ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وشُرْبٍ وبِعالٍ) (229) . ويُقالُ للنكاحِ: الباءَةُ، ممدودٌ (230) ، وَهُوَ أجودُ. [وَهُوَ الباءَةُ] والباهُ (231) والباهَةُ. يُقالُ: إنَّهُ لضَعِيفُ الباءَةِ، وأنشدَ الأصمعيّ (232) :
يُعْرِسُ أَبْكاراً بهَا وعُنِّسَا أَحْسَنَ عِرْسٍ باءَةً إِذا أَعْرَسا ويُقالُ: باشَرَها يُباشِرُها مُباشَرَةً، وطَمَثَها يَطْمِثُها ويَطْمُثُها [طَمْثاً] . قالَ اللهُ عزَّ وجَلَّ: " لمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جانٌ " (233) . (175) وجاءَ فِي الحديثِ: (أيّما امرأةٍ ماتَتْ بجُمْعٍ لم تُطْمَثْ دَخَلَتِ الجَنَّةَ) (234) ، [يَعْنِي: لم تُمْسَسْ. والجُمْعُ: الَّذِي وَلَدُها فِي بَطْنِها إِذا ماتَتْ، فِي غيرِ هَذَا] . ومِن (235) [الأَوَّلِ] حديثُ العَجَّاجِ حينَ استَعْدَتْ عَلَيْهِ الدَّهْناءُ إبراهيمَ بنَ عَدِي وَالِي الْيَمَامَة فقالَتْ: إنِّي مِنْهُ بجُمْعٍ. أَي: لم يَمْسَسْني، فقالَ: قد أَجَّلْتُكُما سنة فإنْ أَفْضَيْتَ إِلَيْهَا وإلاَّ فَرَّقْتُ بينَكُما. وأَنْشَدَ فيهِ العجَّاجُ (236) : قد زَعَمَتْ دَهْنا وقالَ مِسْحَلُ إنَّ الأميرَ بالقَضاَءِ يَعْجَل أَعَنْ كَسَلْتُ والجوادُ يَكْسَلْ عَن السِّفاد وَهُوَ طِرْفٌ هَيْكَلُ قَوْله: أَعَنْ، أَرَادَ: أَأَنْ. ومِسْحَلٌ أَبوهَا (237) . ويُقالُ فِي غيرِ هَذَا: ماتَتْ بجُمْعٍ، أَي [و] ولدُها فِي بَطْنِها. وَمِنْه حديثُ النبيّ، صلّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ، حِين ذكر الشهادَةَ فقالَ: (كَذَا وَكَذَا والمرأةُ تموتُ بجُمْعٍ) (238) . وقالَ الفرزدق (239) : دُفِعْنَ إليَّ لم يُطْمَثْنَ قَبْلي فَهُنَّ أَصَحُّ من بَيْضِ النَّعَامِ
وَقَالَ ابنُ الحُدادِيةِ (240) [الخُزاعيّ] يصفُ ناقتينِ: يَبُوسانِ لم يطمِثْهُما دَرُّ حالِبٍ على الشَّوْطِ والإتعابِ كانَ مِراهُما وَحكى لي البصريّ مُحَمَّد بن سلاّم (241) عَن يُونُس النحويّ قالَ: يُقالُ: بَعيرٌ لم يطمِثْهُ حَبْلٌ، أَي [لم يُذلِلْهُ و] لمْ يَمْسَسْهُ حَبْلٌ. يقولُ: هُوَ صَعْبٌ لم يُذَلَّلْ. ويُقالُ: خَجَأَها يَخْجَؤُها خَجْأً، وعَسَلَها يَعْسِلُها عَسْلاً. وَمِنْه الحديثُ فِي المُسْتَحَلَّةِ: (حَتَّى تذوقَ العُسَيْلَةَ) (242) . ويُقالُ أَيْضا: غَسَلَها يغسِلُها غَسْلاً. وَمِنْه قِيلَ: فَحْلٌ غُسَلَةٌ، إِذا كانَ كثيرَ الضِّرَابِ. والمِغْسَلُ: الَّذِي لَا يكادُ يُلْقِحُ من كَثْرَةِ ضِرابِهِ. ويُقالُ: زَخَّ الرجلُ المرأةَ يَزُخُّها زَخًّا. وأَنْشَدَ الأَحْمَرُ (243) : أَفْلَحَ مَنْ كانَتْ لَهُ مِزَخَّه يَزُخُّها ثُمَّ ينامُ الفَخَّه ويُقالُ: فَخَّ فِي نَوْمِهِ، وَهُوَ مِثْلُ الغِطِيطِ. ويُقالُ: قَطأها (176) وخَلَجَها (244) وعَصَدَها وعَزدَها (245) ، و [هُوَ] الفَطْءُ والعَصْدُ. ويُقالُ: قَمْطَرَ يُقَمْطِرُ قَمْطَرَةً، ودَمَسَها ودَسَمَها. ويُقالُ: دَسَمَ الجُرْحَ: إِذا أَدْخَلَ فِيهِ الفَتِيلَةَ، وَهِي الدِّسامُ. وخالَطَها خِلاطاً، ورَطَأَها يَرْطَؤُها رَطْاً، ومَخَنَها، ودَعَسَها، ومَخَجَها يَمْخُجُها
مَخْجاً: وإنّما أَخَذَها (246) من قولِكَ: مَخَجْتُ الدَّلْوَ فِي البئرِ، إِذا حَرَّكْتَها لتمتَلِئَ، وزَعَبَها يَزْعَبُها زَعْباً: وإنّما أَخَذَها (247) من زَعَبْتُ القِرْبةَ، إِذا ملأتها، وَهُوَ الزَّعْبُ (248) . ويُقالُ: هَرَجَها يَهْرُجُها هَرْجاً، وباتَ [لَيْلَتَهُ] يَهْرُجُها: أَي يَنْكَحُها. ومَعَسَها يَمْعَسُها مَعْساً. وإنّما أُخِذَ (249) مِن: مَعَسْتُ الأديمَ، إِذا دَلَكْتَهُ فِي الدِّباغِ حَتَّى يلينَ. ويقالُ: أَرَّها يَؤُرُّها أرّاً، والأَرُّ: النِكاحُ، وأَنْشَدَ (250) : لَا ضَيْرَ إنْ كانَ الأُعَيْرِجُ أَرَّها وَمَا الناسُ إلاّ آيِرٌ ومَئِيرُ ويُقالُ: رَجُلٌ مِئَرٌّ، وأَنْشَدَ: فازَ بسلمى عَزَبٌ مِئَرّْ كأنَّما خُصْياهُ جِلْدُ جَرّْ ودَرَسَها يَدْرُسُها دَرْساً، وباكَها يبوكُها بَوْكاً. وَمِنْه حديثُ عُمَرَ بنِ عبد العزيزِ أَنَّهُ رُفِعَ إليهِ رَجُلٌ قالَ لِرَجُلٍ: (إنَّكَ تَبُوكُها) (251) ، يَعْنِي امْرَأَة ذَكَرَها، فأَمَرَ بضربهِ الحَدَّ فَجَعَلَ الرجلُ يقولُ: أَأُضْرَبُ (252) فِلاطاً (153) . وأصلُ هذِهِ الكلمةِ فِي البهائمِ. وَقد يُقال: بَكَّها، والبَكُّ: النِكاحُ. والبَكَّ، فِي غير هَذَا: الدَّفعُ. يُقَال: القَوْمُ يتباكَّونَ، أَي يتدافعون. وكأنَّ بَكَّةَ اشتُقَّتْ من ذلكَ، لأنَّ الناسَ يَبُكُّ بَعْضُهُم بَعْضاً، أَي يَدْفَعُ (254) . وقالَ عامِرُ بنُ كَعْبٍ (255) :
إِذا الشَّرِيبُ أَخَذَتْهُ أَكَّهْ فَخَلِّهِ حَتَّى يَبُكَّ بَكَّهْ (177) ويقالُ لماءِ الرَّجُلِ: المَنِيُّ والمَذْيُ والوَذْيُ (256) . فأمَّا المَنِيُّ فالغليظُ الَّذِي يكونُ مِنْهُ الوَلَدُ. يُقالُ مِنْهُ: أَمْنَى يُمْني إمناءً. وَمِنْه قولُ اللهِ عزّ وجَلَّ: " أَفَرأَيتُمُ مَا تُمْنُونَ " (257) . وأمَّا المَذْيُ فَالَّذِي يكونُ من الشَّهْوَةِ (258) تَعْرِضُ بالقَلْبِ [أَو] من الشيءِ يراهُ الإنسانُ أَو من ملاعبتِهِ أَهْلَهُ. يُقالُ: أَمْذَى يُمْذِي إمْذاءً، وقَدْ مَذَى يَمْذِي [مَذْياً] : لُغَتانِ. قالَ أَبُو محمدٍ: فالمَذْيُ، بِسُكُون الذَّالِ: الفِعْلُ، وبكَسْرِها: الاسمُ. وهذِهِ اللفظةُ لَيْسَتْ عَن ثابِتٍ، وَقَعَتْ [إليَّ] من بعضِ شيوخِنا. وأَمَّا الوَذْيُ (259) فَالَّذِي يخرجُ بعدَ البَوْلِ. فَفِي هذينِ الوُضُوءُ، وَفِي المَنِيِّ وَحْدَهُ الغَسْلُ. يُقالُ مِنْهُ: وَذَى (260) الرجلُ. ويُقالُ: اهراقَ الرجلُ يهريقُ إهراقةً، وهَراق (261) يُهْرِيقُ هَراقَةً، وأَراقَ يُريقُ إراقَةً، وراقَ يَرِيقُ ريقاً ورُيوقاً. وماءُ الرجلِ يُقالُ لَهُ: الفَظِيظُ (262) [والبَيْظُ] ، قَالَ (263) الشاعرُ: حَمَلْنَ لَهُنَّ مَاء فِي الأَداوي كَمَا قَدْ يحملُ البَيْظُ الفَظِيظَا والبَيْظُ: رَحِمُ المرأةِ، وَقد تدخلُ الهاءُ فيُقالُ: البَيْظَةُ.
والفَظيظ، بالفاءِ، فِي غير هَذَا: ماءُ الكِرْشِ، وَهُوَ الفَظُّ أَيْضا. وَكَانُوا إِذا سافروا فعَزَّ الماءُ شرِبوا الفَظِيظَ. وَمِنْه قولُ عَلْقَمَةَ (264) : وَقد أُصاحِبُ فتياناً شربُهُمُ خُضْرُ المَزادِ ولَحْمٌ فِيهِ تَنْشِيمُ قَوْله: خُضْرِ المزادِ، يَقولُ: لطول الغَزْوِ قد اخضَرَّ مزادُهُمْ. وقالَ الشاعِرُ فِيهِ أَيْضا: لقدْ جرَّعَتْنا أُمُّ عُمْرٍ ووِصالَها كَمَا جُرَّعَ العَطْشانُ ماءَ الفظائِظِ والواحِدَةُ فَظِيظةٌ. ويُقالُ: كامَ الفَرَسُ يكُومُ كَوْماً، وطَرَقَ، ونَجَلَ، وعاسَ، وكاشَ الحِمارُ يكوشُ كَوْشاً. وَكَذَلِكَ: باكَها (178) يبوكُها بَوْكاً، وعَفَقَها عَفْقاً: إِذا أَتَاهَا مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ. ويُقالُ لذواتِ الحافِرِ: نزا ينزو نَزْواً أَو نُزاءً. وأَمَّا الظَّلِيم فَهُوَ القُعُوُّ مِثْلُ البعيرِ. ويُقال: قاعَ البعيرُ يقوعُ قَوْعاً وقِياعاً، وقَعَا يَقْعُو قُعُوّاً: وَهُوَ إرسالُهُ نَفْسَهُ على الناقةِ عِنْد (265) الضِّرابِ. ويُقالُ أَيْضا: ضَرَبَ يضْرب ضِراباً، وقَرَعَ يَقْرَعُ قَرْعاً، وطَرَقَ الناقةَ يطرُقُها [طَرْقاُ] . ويُقالُ: أَطُرِقْني فَحْلَكَ، أَي ادْفَعْهُ إلَيَّ (266) حَتَّى يَضْرِبَ فِي نُوقي. ويُقالُ: حِقَّةٌ طَرْوقَةُ الفَحْلِ، [أَي يَطْرُقُها الفَحْلُ] . ويُقالُ: تَوَسَّنَ الناقةَ تَوَسُّناً، وعاسَها عَيْساً. ويُقالُ: قد أَقْرَعْتُ الناقةَ الفَحْل، إِذا حَمَلْتَهُ عَلَيْهَا. وقَرَعَهَا الفَحْلُ، وطَرَقَها، وأَطْلَقْتُهُ أَنا. ويُقالُ: خَلَطْتُ البعيرَ (267) وأَخْلَطْتُهُ، [وَذَلِكَ] إِذا هَيَّأتَ قضيبَهُ عندَ السِّفادِ لظَبْيَةِ الناقةِ.
ويُقالُ: تَسَنَّمَ البعيرُ الناقةَ، إِذا رَكِبَ ظَهْرَها. ويُقالُ لماءِ الفَحْلِ: الكِراضْ. وقالَ الطِّرِمَّاحُ (268) : سوفَ تُدْنِيكَ من لَمِيسَ سَبَنْاةٌ أمارَتْ بالبولِ ماءَ الكِراضِ ويقالُ: كَرَضَتِ الناقةُ ماءَ الفَحْلِ كَرْضاً وكُرُوضاً. والزَّاجَلُ: ماءُ الفَحْلِ، بالهَمْزِ وغيرِ الهَمْزِ. يُقالُ: زَجَلَ الفَحْلُ فِيهَا الماءَ يَزْجُلُهُ زَجْلاً (269) . والرُّوبَةُ، بغيرِ هَمْزٍ: مَاء الفَحْلِ. والمُهَى: ماءُ الفَحْلِ أَيْضا، وَهُوَ المُهْيَةُ (270) . يُقالُ (271) : قد أَمْهَى الفَحْلُ يُمْهي إمْهاءً، إِذا أنْزَلَ. والزَّأْجَلُ: مَاء الظَّلِيمِ أَيْضا، بالهَمْزِ وَغير الهَمْزِ، وقالَ ابنُ أَحْمَرَ (272) : فَمَا بَيْضاتُ ذِي لِبَدٍ هَجَفٍّ سُقينَ بِزاجِلٍ حَتَّى رَوِينا ويُقالُ لذِي الظِّلْفِ: سَفِدَ يَسْفَدُ سِفاداً، وذَقَطَ يَذْقِطُ ويَذْقُطُ ذَقْطاً، وتَيٍ سٌ ذُقْطٌ. ويُقالُ: قَفَطَ يَقْفِطُ ويَقْفُطُ قَفْطاً، وقَرَعَ يَقْرَعُ [قَرْعاً] . فَإِذا تَهَيَّأَ للضِّرابِ وَأَرَادَ ذَلِك قيل: (179) نَبَّ التَّيْسُ ينِبُّ نَبِيباً، وقالَ حسَّانُ بنُ ثابِتٍ (273) : مَا أُبالي أَنَبَّ بالحَزْنِ تَيْسٌ أم لحاني بظهرِ غَيْبٍ لئيمُ ونزا ينزو نَزْواً. ويُقالُ فِي ذِي البراثِنِ: عاظَلَ (274) الكلبُ معاظَلَةً.
(باب الحمل)
ويُقالُ: (أَتَانَا حينَ نامَ عاظِلُ الْكلاب) (275) . وقالَ أَبُو الزَّحْفِ (276) : تَمَشِّيَ الكَلْبِ دنا للكَلْبَةِ يَبْغِي العِظالَ مُصْحِراً السَّوْأَةِ ويُقال (277) : كلبٌ عاظِلٌ، وكِلابٌ عَظْلَى وعُظالَى، وقالَ حسَّانُ بنُ ثابُتٍ (278) : فَلَستَ بخَيرٍ من أَبيك وخالك ولَسْتَ بخَيْرٍ من مُعاظَلَةِ الكَلْبِ ويُقالُ للسِّباعِ كُلِّها: تَنْزُو، ولكُلِّ فَحْلٍ مَا خلا البعيرَ. والتَّسَافُدُ فِي كلِّ فَحْلٍ من السِّباعِ أَيْضا. ويُقالُ فِي ذِي الجَناحِ: سَفَدَ الطائرُ يَسْفِدُ سَفْداً وسُفوداً، وسافَدَ سِفاداً (279) . وقَمَطَ يقمُطُ قَمْطاتً، وتَجَثَّمَ الطائرُ تَجَثُّماً. (بَاب الْحمل) يُقالُ للمرأةِ أَوَّلُ مَا تَحْمِلُ (280) : قد نُسِئَتْ تُنْسَأُ نَسْأً، وامرأةٌ نَسِئٌ ونِسْوَةٌ نَسْئٌ ونُسُوءٌ. ثُمَّ يُقالُ لَهَا: حامِلٌ وحُبْلَى. والحَبَلُ إنَّما هُوَ الامتلاءُ. ويُقالُ: حِبِلَ الرجلُ من الشرابِ: إِذا امتلأَ مِنْهُ، ورَجُلٌ حَبْلانُ، وامرأةٌ حَبْلَى. وكأَنَّ الحُبْلَى مُشْتَقٌ من ذَلِك. ورجلٌ حَبْلانُ: إِذا امْتَلَأَ غَضَباً. ويُقال لَهَا إِذا عَظُمَ بَطْنُها: امرأةٌ مُثْقِلٌ، وَقد أَثْقَلَتْ، وَمِنْه قولُ اللهِ عزَّ وجّلَّ: (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ) (281) . ويُقالُ [أَيْضا] : امرأةٌ مُجِحٌ، للحامِلِ المُقْرِبِ. وأَصْلُ ذَلِك فِي
السِّباعِ. وَمِنْه حديثُ النبيّ، صلّى الله عليهِ وسَلَّمُ: (أَنَّهُ مَرَّ بامرأَةٍ مُجحٍّ فسأَلَ عَنْهَا، فقِيلَ: هَذِه أَمَةٌ لفُلانٍ. فقالَ: أَيُلِمُّ بهَا؟ فَقَالُوا: نَعَمْ) (282) . ويُقالُ لَهَا إِذا دنا ولادُها (283) : قد مُخِضَتْ ومَخِضَتْ، وطُلِقَتْ وطَلِقَتْ طَلْقاً فَهِيَ مطلوقَةٌ. ويُقالُ فِي ذَوَاتِ (180) الحافِرِ: قد أَعَقَّتِ الفَرَسُ إعقاقاً، وفَرَسٌ عَقُوقٌ [ومُعِقٌّ] . وَذَلِكَ إِذا اندَحَّ البَطْنُ وانفتَقَتِ الخاصرتانِ. ويُقالُ لَهَا: قد أَقَصَّتْ فَهِيَ مُقِصٌّ، أَي كَرِهَتِ الفَحْلَ بَعْدَ حَمْلِها. وخَيْلٌ مَقَاصٌّ (284) . ورُبَّما كانَ فِي ذلكَ من ذَهابِ وِداقٍ [و] ليسَ من حَمْلٍ. وكذلكَ الشاةُ، فإِذا دَنا نِتاجُها فَهِيَ مُقْرِبٌ. وقالَ الأصمعيّ (285) : أَوَّلُ مَا تَحْمِلُ الأَتانُ (286) فَهِيَ أَتانٌ جامعٌ. فَإِذا استبانَ حَمْلُها فِي ضَرْعِها (287) ، وصارَ فِي ضَرْعِها لُمَعُ سَوادٍ فَهِيَ مُلْمِعٌ. وَقَالَ الأَعْشى (288) : مُلْمِعٍ لاعَةِ الفؤادِ إِلَى جَحْشٍ فَلاَهُ عَنْهَا فبِئْسَ الفالي أَي الطارِدُ. [و] قالَ: والنَّجُودُ (289) والحائِلُ والعائِطُ: الَّتِي لَا تَحْمِلُ. فَإِذا مَكَثَتْ سبعةَ أيَّامٍ بَعْدَ حَمْلِها (290) فَهِيَ فَريشٌ، والجمعُ: فرائِشُ. وقالَ ذُو الرُّمَّةِ (291) : باتَتْ يُقَحِّمُها ذُو أَزْمَلٍ وَسَقَتْ لهُ الفرائِشُ والسُّلْبُ القيادِيدُ
(باب سقوط الولد الغير تمام)
وقالَ غيرُ الأصمعيّ: يُقالُ للفَرَسِ والأتانِ: وَسَقَتْ وَوَحِمَتْ (293) ، وذلكَ إِذا أَرْتَجَتْ على
[المرأةُ] وَلَدّها لغَيْرِ تمامٍ: أَسْقَطَتْ تُسْقِطُ إسْقاطاً. والولدُ سِقْطٌ وسُقْطٌ وسَقْطٌ (299) . وكذلكَ فِي النَّارِ سِقْطٌ وسُقْطٌ وسَقْطٌ، إِذا قُدِحَ فَسَقَطَتِ النَّارُ. وَقَالُوا فِي مِثْلِ ذلكَ لِذَوَاتِ الأَخْفافِ إِذا قَبِلتِ الناقَةُ ماءَ الفَحْلِ ثُمَّ أَلْقَتْهُ قِيلَ: كَرَضَت تكرُضَ، واسمْ ذلكَ الماءِ الكِراضُ. فإنْ أَلْقَتْهُ بعدَما يصيرُ (300) غِرساً ودَماً قِيلَ: أَمْرَجَتْ فَهِيَ مُمْرِجٌ (301) . فإنْ لم يَسْتَبِنْ خَلقُهُ ثُمَّ أَلْقَتْهُ قبلَ الوقتِ قِيلَ: أَزْلَقَتْ وأَجْهَضَتْ إزلاقا وإجهاضاً، وَهِي مُجْهِضٌ ومِجْهاضٌ، والوَلَدُ جهيضٌ وجِهْضٌ، وَهِي مُزْلِقٌ، والوَلَدُ زَلِيقٌ. فإنْ أَلْقَتْهُ قبل أنْ يستبينَ خَلْقُهُ قِيلَ: رَجَعَتْ تَرْجِعُ رِجاعاً، وسَبَطَتْ، وغَضِّنَتْ فَهِيَ مُغَضِّنٌ، والوَلَدُ غَضِينٌ. وأَخْفَدَتْ، وَهِي ناقةٌ خَفُودٌ. ويُقالُ: زَكأَت بِهِ، إِذا دَمَصَتْ بِهِ. (183) فإنْ أَلْقَتْهُ قبلَ أنْ يُشْعِرَ قِيلَ: أَمْلَطَتْ فَهِيَ مُمْلِطٌ، والجَنينْ مَلِيطٌ. فإنْ أَلْقَتْهُ وَقد أَشْعَرَ قِيل: سَبَّعَتْ فَهِيَ مُسَبِّعٌ. فإنْ بلغَتِ الشهرَ التاسعَ ثُمَّ وَضَعَتْهُ قِيلَ: خَصَفَتْ بِهِ تخصِفُ خِصافاً، وَهِي خُصُوفٌ. وقالَ أَو زَيْدٍ: والخِداجُ من أَوَّلِ خَلْقٍ وَلَدِها إِلَى مَا قَبْلَ التَّمامِ. ويُقالُ (303) : خَدَجَتْ الناقَةُ فَهِيَ خادجٌ، وإنْ كانَ الوَلَدُ تامّاً. فإنْ كانَ
ناقِصَ الخَلْقِ قِيلَ: أَخْدَجَتْ فَهِيَ مُخْدِجٌ، [والوَلَدُ مُخْدَجٌ] وإنْ (304) كانَ لتمامِ وَقْتِ النِّتاجِ. فإِنْ تَمَّ حَمْلُها وَلم تُلْقِهِ فَهِيَ، حينَ يستبينُ الحَمْلُ بهَا، قارِحٌ. وقالَ أَبُو زَيْدٍ: مَخِضَتِ الناقةُ تَمْخَضُ مَخاضاً ومِخاضاً، وَهِي مَا خِصٌ، من نُوقٍ مَخَّضٍ، وَذَلِكَ إِذا دَنا نِتاجُها. فإِنْ أَرَدَتْ الحوامِلَ قُلتَ: نُوقٌ مِخاضٌ. ويُقالُ لذَوَاتِ الحافِرِ: أَزْلَقَتِ الفَرَسُ وأَمْلَقَتْ، فَهِيَ مُمْلِقٌ ومُزْلِقٌ، إِذا أَلْقَتْهُ لغيرِ تَمامٍ، وواحدتُها خَلِفَةٌ، على غيرِ قياسٍ، كَمَا قَالُوا لواحدةِ النساءِ: امرأةٌ. ويُقالُ: ناقَةٌ مِعْجالٌ لم يَتِمَّ وَلَدُها، ومَعَاجيلُ للْجَمِيع، والولدُ مُعْجَلٌ إِذا كانَ قبلَ التّمامِ بشَهْرٍ أَو نَحْو ذلكَ، وَهُوَ مِمَّا يعيشُ. ويُقالُ فِي مثلِ ذلكَ مِن ذِي الظِّلفِ، يُقالُ: شاةٌ حامِلٌ، وَإِذا تَبَيَّنَ حَمْلُها قِيلَ: أَرْأَتِ الشاةُ فَهِيَ مُرْئٍ (305) مِثْلُ مُرْعٍ. وشاةٌ مُرَمِّدٌ حينَ يعظُمُ ضَرْعُها ويَرِمُ حَيَاؤُها. ويُقالُ: قد أَرَدَّتْ أَيْضا. ويُقالُ للبقرةِ إِذا كَرِهَتِ الفَحْلِ ولَحِقَتْ: أَقَصَّتْ فَهِيَ مُقِصٌّ، ورَمَّدَت، وكذلكَ الشاةُ أَقَصَّتْ. ويُقالُ فِي مثلِ ذَلِك من ذِي البَراثِنِ، [يُقالُ] : أَجَحَّتْ (138) الكَلْبَةُ فَهِيَ مُجِحٌّ (306) . وقالَ بَعْضُهُم للسِّباعِ: حُبْلَى. والأصلُ فِي ذَلِك للمرأةِ. ويُقالُ: أَمْكَنَتِ (307) الضَّبَّةُ، إِذا جَمَعَتِ البيضَ فِي جَوْفِها مثلُ الجرادةِ. ومَكَنَتْ أَيْضا مَكْناً، إِذا باضَتْ وأَمْكَنَتْ. وضَبَّةٌ مَكُونٌ: للَّتِي بَيْضُها فِي بَطْنِها.
(باب الولادة)
ويُقالُ لبَيْضِها: المَكْنُ، والواحدةُ مَكْنَةٌ. ويُقالُ فِي (308) مِثْلِ ذلكَ مِن ذِي الجَناحِ: جَمَّعَ الطائرُ تَجْمِيعاً. وأَمْكَنَتِ الجرادةُ إِذا جَمَعَتِ البَيْضَ [فِي جوفِها] . وسَرَأَتْ: إِذا باضَتْ، وسَرْؤُها: بَيْضُها مِثالُ سَوْعِها (309) . ويُقالُ: أَرْتَجَتِ الدَّجاجةُ، إِذا امتلأَ بَطْنُها بَيْضاً وأَمْكَنَتْ فَهِيَ مَكُونٌ. ويُقالُ: أَقْطَعَتْ وأَقْفَّتْ، إِذا انقَطَعَ بَيْضُها. (بَاب الْولادَة) يُقالُ للْمَرْأَة (310) : قد وَلَدَتْ ووَضَعَتْ ونَفِسَتْ ونُفِسَت نِفاساً، وَهِي نُفَسَاءُ [ونَفَسَاءُ] ، ونِسْوةٌ نِفاسٌ ونُفُسٌ، والوَلَدُ مَنْفُوسٌ مَا دامَ صَغِيرا، وأَنْشَدَ (311) : رُبَّ شريبٍ لكَ ذِي حُسَاسِ عطشانَ يَمْشي مِشْيَةَ النِّفاسِ ويُقالُ لمِثْلِ ذلكَ من ذواتِ الحافِرِ: نَتَجْتُ الفَرَسَ أَنْتِجُها، ونَتَجَتْ هِيَ وأَنْتَجَتْ فهيَ نَتِيجٌ (312) ونُتِجَتْ فَهِيَ منتوجَةٌ. فَإِذا كانَ الوَلَدُ فِي بَطْنِها قِيلَ: هِيَ نَتُوجٌ، وهُنَّ نَتَائجُ. ويُقالُ لَهَا: فَرِيشٌ، والجمعُ: فرائِشْ، وَذَلِكَ فِي أيّامِ نتاجِها، وأَنشَدَ لذِي الرُّمَّةِ (313) : باتَتْ يُقَحِّمُها ذُو أَزْمَلٍ وَسقَتْ لَهُ الفرائِشُ والسُّلْبُ القَيادِيدُ وَهِي عائِدٌ وخَلِيفٌ. وأمَّا الشافعُ فكُلُّ (314) مَا مَعَها ولدُها.
ويُقالُ (315) فِي مِثْلِ ذلكَ مِن ذَواتِ الخُفِّ: نَتَجَتْ الناقةُ (184) فَهِيَ نَتُوجٌ، وأَنْتَجَتْ فَهِيَ نَتِيجٌ، وانْتَتَجَتْ: إِذا أخَرَجَتْ وَحْدَها فَوَضَعَتْه فِي القَفْرِ. ويُقالُ لَهَا: عائِذٌ أَيْضا، كَمَا يُقالُ لذَواتِ الحافِرِ، والجَمْعُ: عوائذُ وعُوذٌ. وقالَ أَبُو ذُئَيْبٍ (316) : وإنَّ حَدِيثا مِنْكِ لَو تَبْذُلينَهُ جَنَى النَّحْلِ فِي أَلْبانِ عُوذٍ مطافِلِ فإنْ ماتَ ولدُها أَو ذُبِحَ سَاعَة تَضَعُ فَهِيَ سَلوبٌ. فإنْ عُطِفَتْ على ولدِ غيرِها فَرَئِمَتْهُ (317) فَهِيَ رائِمٌ. فإنْ لم تَرْأَمْهُ ولكنَّها تَشَمُّه (318) قِيلَ لَهَا: عَلُوقٌ. والصَّعُودُ: الَّتِي تُعْطَفُ على ولدِ غَيرهَا إِذا خَدَجَتْ (319) . والخَلِيَّةُ: الَّتِي تُعطَفُ على ولدٍ واحدٍ مِن غيرِ أنْ يكونَ لَهَا وَلَدٌ. [فإنْ عُطِفَتْ على وَلَدِ غيرِها وَلها وَلَدٌ] فهيَ بِسْطٌ. ويُقالُ لذواتِ الأَظلافِ: قد وَلَدَتِ الشاةُ والبقرةُ ووَضَعَتْ، وَهِي رُبَّى حينَ تَضَعُهُ (320) إِلَى خَمْسَةِ عَشَرَ يَوْمًا - وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: إِلَى شَهْرَيْنِ - مِن غَنَمٍ رُبابٍ، وجمعوها على فُعالٍ، كَمَا قَالُوا: رَخِلٌ ورُخالٌ، وظِئْرٌ وظُؤارٌ. وَهِي رُبَّى بَيِّنَةُ الرِّبابِ والرِّبَّةِ. يُقالُ: هِيَ فِي رِبابِها. وأَنْشَدَ (321) : حنينَ أُمِّ البَوِّ فِي رِبابِها والرِّبابُ: مَصْدَرٌ، [والرُبابُ: جَمْعٌ] (322) . ومنهُ حديثُ عُمَرَ، رَحِمَهُ اللهُ: (دَعِ الرُّبَّى والماخِضِ والأَكولةَ) (323) .
(باب ما يخلق في الرحم فيخرج مع الولد)
وقالَ أَبُو زَيْدٍ (324) : ومِثْلُ الرُّبَّى من الضَّأْنِ الرَّغُوثُ. وقالَ طَرَفَةُ (325) : فَلَيْتَ لنا مكانَ المَلْكِ عَمْرٍ ورَغُوثاً حَوْلَ قُبَّتِنا تَخُورُ وَقَالُوا فِي السِّباعِ [كلِّها] : دَمَصَتْ ووَضَعَتْ وولَدَتْ مِثْل مَا يُقالُ للناسِ [والغَنَمِ] . (بَاب مَا يخلق فِي الرَّحِم فَيخرج مَعَ الْوَلَد) (185) المَشِيمَةُ للمرأةِ، وَهِي الَّتِي فِي الوَلَدُ، والجمعُ: مَشِيمٌ ومشايمُ (326) وقالَ جريرٌ (327) : وذاكَ الفَحْلُ جاءَ بشَرِّ نَجْلٍ خَبِيثاتِ المثابِرِ والمَشِيمِ. وواحِدُ المثابِرِ: مَثْبِرٌ، وَهُوَ الموضعُ الَّذِي تَلِدُ فِيهِ الْمَرْأَة وتنتجُ فِيهِ النَّاقة. والسِّقْيُ: جِلْدَةٌ فِيهَا ماءٌ أَصْفَرُ تَنْشَقُّ عَن وَجْهِ الصَّبِيِّ. ويُقالُ لَهُ من ذَواتِ الحافِرِ: السَّلَى، والجَمْعُ: أَسْلاءٌ، وقالَ النابِغَةُ الذُّبْياني (328) : ويَقْذِفْنَ بالأولادِ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ تَشَحَّطُ فِي أَسْلائِها كالوصائِلِ والوصائِلُ: البُرُودُ، الواحِدَةُ: وَصِيلَةٌ. ويُقالُ فِي مَثَلٍ: (انقَطَعَ السَّلَى فِي البَطْنِ) (329) . يُضْرَبُ ذلكَ للشيءِ إِذا يُئِسَ مِنْهُ فلمْ يُرْجَ. وَقد يكونُ السَّلَى فِي الماشيةِ. والحُوَلاءُ: الَّذِي يكونُ فِي السَّلَى. ويُقالُ لَهُ مِن ذَوَاتِ الأَخْفافِ: السَّابِياءُ، وَالْجمع: سَوابٍ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ (330) فِي السابياء (331) :
(باب نعوت النساء والبهائم مع أولادهن)
يَحُلَّونَ مِن يَبْرِينَ أَو مِنْ سُوَيْقَةٍ مَشَقَّ السَّوابي عَن أُنوفِ الجآذِرِ [وقالَ الطِّرِّماحُ فِي الحُوَلاء (332) : بأَغَنَّ كالحُوَلاءِ زانَ جنابَهُ نَوْرُ الدَّكادِك سُوقُهُ تَتَخَضَّدُ] والغِرْسُ والجَمْعُ أَغْراسٌ، وَقد تُسْتَعارُ الأغراسُ فتُجْعَلُ للنَّاس. قالَ ذُو الرُّمَّةِ (333) : إِذا المَرَئيُّ شُقَّ الغِرْسُ عَنهُ تَبَوَّأَ من دِيارِ اللُّؤْمِ دَارا والسُّخْدُ: الماءَ الَّذِي يكونُ فِي السَّابِياءِ، وقالَ ذُو الرُّمَّةِ (334) : وماءٍ كلَوْنِ السُّخْدِ ليسَ بِجَوْفِهِ سواءَ الحَمامِ الوُرْق عَهْدٌ بحاضِرِ وَمِنْه قِيلَ: رجلٌ مُسَخَّدٌ، إِذا كانَ ثقيلاً من مَرَضٍ، وَهُوَ الشُّهودُ أَيْضاً. وقالَ الهُذَلِيُّ (335) : فجاءَتْ بمِثْلِ السَّابِرِيِّ تَعَجَّبُوا لَهُ والثَّرَى مَا جَفَّ عَنْهُ شُهودُها (186) (بَاب نعوت النِّسَاء والبهائم مَعَ أَوْلَادهنَّ) يُقال للمرأةِ إِذا كانَ مَعهَا وَلَدٌ: امرأةٌ مُصْبٍ، ومُطْفِلٌ: إِذا كانَ مَعهَا طِفْلٌ وصَبِيٌّ. ويُقالُ فِي غيرِ الآدَمِيِّين من ذَواتِ الحافِرِ وغَيْرِها: فَرَسٌ مُفْلٍ ومُفْلِيَةٌ، أيْ ذاتُ فَلُوّ. [والأتانُ مِثْلُها. وفَرَسٌ مُمْهِرٌ: ذاتُ مُهْرٍ. وناقَةٌ مُسْقِبٌ: ذاتُ سَقْبٍ. فَإِذا قَوِيَ ولدُها ومَشَى فَهِيَ مُرْشِحٌ] . فَإِذا مَشى مَعَ أُمِّهِ فَهِيَ مُشْبِلٌ ومُتْلِيةٌ لأَنَّهُ يتلوها وَهِي فِي هَذَا كُلِّهِ مُطْفِلٌ.
(باب الذكر والأنثى)
والمُشْدِنُ: الَّذِي شَدَنَ ولدُها وتحرَّكَ. [وَقَالَ رؤبةُ بنُ العَجَّأج (336) : يَا دارُ عَفْراءَ ودارَ البَخْدَنِ بهَا المها من مُطْفِلٍ ومُشْدِنِ] ويُقالُ: ناقةٌ مُجْئٍ ومُجْئِيَةٌ: الَّتِي لَا يكادُ يموتُ لَهَا ولدٌ (337) . وبقرةٌ مُعْجِلٌ: ذاتُ عِجْلٍ. ومُذْرِعٌ: ذَات ذَرَعٍ، وَهُوَ ولدُها. وسَبُعَةٌ مُجْرٍ: إِذا كَانَ لَهَا جِراءٌ. وظَبْيَةٌ مُغْزِلٌ: مَعهَا غزالٌ. وَكَذَلِكَ مُخْرِفٌ: إِذا وَلَدَتْهُ فِي الخريفِ. ومُرْبعٌ: إِذا وَلَدَتْهُ قي الربيعِ. وَكَذَلِكَ مُشْدِنٌ: إِذا شَدَنَ وتحرَّكَ (338) . وأَرْوَى مُغْفِرٌ. ويُقالُ للشاةِ: مُفْذٌّ (339) ومُفْرِدٌ ومُوحِدٌ (340) . وَإِذا كَانَ لَهَا اثنانِ فَهِيَ مُتْئِمٌ. وكلبَةٌ مُجْرٍ: لَهَا جِراءٌ. (بَاب الذّكر وَالْأُنْثَى) يُقالُ: رَجُلٌ وامرأةٌ. ويُقالُ لذَوَات الحافِرِ وغيرِها من البهائِم كُلّها: بِرْذَوْنٌ وبِرْذَوْنَةٌ. وأَنْشَدَ الكِسائيّ (341) :
أَرَيْتَ إِذا جالَتْ بِكَ الخَيْلُ جَوْلَةٌ وأَنْتَ على بِرْذَوْنَةٍ غَيْرِ طائِلِ وقالتْ أعرابيةٌ تهجو ضَرَّتَها (342) : تَزَحزَحي عنّيَ يَا بِرْذَوْنَةْ إنَّ البَراذِينَ إِذا جَرَيْنَهْ معَ العِتاقِ ساعَةُ أَعْيَيْنَهْ ويُقالُ: بَعِيرٌ وناقَةٌ. وأَسَدٌ وأَسَدَةٌ ولَبُؤَةٌ [ولَبْأَةٌ] ولَبْوَةٌ ولَبُوَةٌ (343) ولَبَاةٌ (344) ، وَالْجمع: (187) لَبَواتٌ، فلمْ يهمزوا فيمَنْ قالَ: لَباة (345) . وذِيبٌ وذِيبةٌ، وقالَ الشاعرُ (346) : كأَنَّهما ضِبْعانةٌ فِي مَفازَةٍ وذِيبةُ مَحْلٍ أُمُّ جَرْوَيْنِ عَنْسَلُ وأسماءُ الذِّئبِ: سِيدٌ وسِيدَةٌ، [وسِلْقٌ] وسِلْقَةٌ، وإلْقَةٌ، وسِرْحانٌ وسِرْحانَةٌ. ومِن الثعالِبِ: ثَعْلَبٌ وثَعْلَبَةٌ وثرْمُلَةٌ. ومِن الفِراخِ: فَرْخَةٌ. ومِن النُّمورِ: نَمِرَةٌ. ومِن الضِّباعِ: ذِيخٌ وذِيخَةٌ (347) ، وضِبْعانٌ وضِبْعانَةٌ وضَبُعَةٌ، وجَيْأَلٌ وجَيْأَلَةٌ، وجَيْأَلٌ: فَيْعَلٌ. وَمن الضفادعِ: ضِفْدِعٌ وضِفْدِعَةٌ (348) .
ومِن القنافِذِ: قُنْفُذٌ وقُنْفُذَةٌ، وشَيْهَمٌ وشَيْهَمَةٌ. وَمن القُرودِ: قِشِّةٌ، والذَّكرْ: رُبَّاحٌ. ومِن الظَّلِيمِ: يُقالُ للذَّكَرِ: صْعْوَنٌ، وصِعْوَنَةٌ للأُنثى. وهَيْقٌ للذكرِ، وهَيْقَةٌ للأُنثى. وصَعْلٌ وصَعْلَةٌ، وهِجَفٌّ وهَجَفَّةٌ، وسَفَنَّجٌ وسَفَنَّجَةٌ. والرَّأْلُ: فَرْخُ النَّعامِ. والجَمْعُ: رِئالٌ ورِئلانٌ وأَرْؤُلٌ، وللأُنثى: رَأْلَةٌ. وحَفّانَةٌ، والجمعُ: حَفَّانٌ (349) . وقَدْ يكونُ الحَفَّانُ وَاحِدًا. ويُقالُ للأرنبِ: أَرْنَبٌ وأَرْنَبَةٌ. وخُزَزٌ للذَّكَرِ، وعِكْرِشَةٌ للأُنثى (350) . وقالَ الشَمّاخُ (351) يصفُ عُقاباً: فَمَا تَنْفَكُّ بَيْنَ عُوَيْرِ ضاتٍ تَجُرُّ برأسِ عِكْرِشةٍ زَمُوعِ والزَّبَابَةُ (352) : الفَأْرَةُ، وَهِي عمياءُ تكونُ فِي الرَّمْلِ، والجمعُ: زَباب (353) . وقالَ الشاعرُ (354) : فَهُمْ زَبابٌ حائِرٌ لَا تَسْمَعُ الآذانُ رَعْدا ويُقالُ: وَعِلٌ وأَوْعالٌ، وأُرْوِيَّةٌ وأَراوَى.
(باب أسماء الأولاد)
الْجُزْء الثَّانِي (بَاب أَسمَاء الْأَوْلَاد) قالَ الأَصمعيّ (1) : يُقالُ: غُلامٌ وطِفْلٌ وجارِيَةٌ وطِفْلَةٌ. [وقَدْ مَرَّ تَمامُ ذلكَ فِي خَلْقِ الإنسانِ (2) ] . (188) ويُقالُ لَهُ من ذَواتِ الحافِرِ: مُهْرٌ، والأُنثى: مُهْرَة، والذُّكورُ: مِهارٌ وأَمهارٌ. وجَمْعُ مُهْرَةٍ،: مُهَرٌ ومُهَراتٌ. وَقَالَ الشاعرُ (3) : خُوصاً يُساقِطْنَ المِهارَ والمُهَرْ وقالَ آخرُ (4) : يَقْذِفْنَ بالمُهَراتِ والأَمْهارِ ثُمَّ هُوَ راضعٌ، وَالْأُنْثَى: راضِعةٌ. فَإِذا نالا من الأَرْض شَيْئا فَهُوَ قارِمٌ وَالْأُنْثَى
قارِمَةٌ (5) . وَهَذَا يصلحُ فِي الحافِرِ كُلِّهِ أنْ يُقالَ: قارِمٌ وقارِمةٌ. فَإِذا بَلَغَ سِتَّة أشهر أَو نحوَ ذلكَ فَهُوَ خارِفٌ. قَالَ الرَّاعي (6) : كانَتْ بهَا خُرُفاً وافٍ سنابِكُها فَطَأْطأَتْ بُهَراً فِي رَهْوَةٍ جَدَدِ وَقَالَ رجلٌ من بني الحارِثِ (7) : ومُسْتَنَّةٍ كاسْتِنانِ الخَروفِ قد قَطَعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ فَإِذا بلغَ السَّنَةَ فَهُوَ فَلُوٌّ، والجمعُ فَلاءٌ، وَهِي فَلُوَّةٌ. ويُقال: فَلَا مُهْرَهُ يَفْلُوهُ فَلْواً، إِذا قَطَمَهُ. ويُقالُ: قد افتلاهُ يفتلِيهِ افْتِلاءً. قالَ زُهَيْر (8) [بنُ أبي سُلمى يذكرُ الخيلَ فِي غارةٍ وَصَفها] : تَنْبِذُ أَفلاءَها فِي كلِّ مَنْزِلَةٍ تَنْقُرُ أَعْيُنَها العِقبانُ والرَّخَمُ ويُقالُ لَهُ أَيْضا: حَوْلِيٌّ حَوْلٍ وحَوْلِيُّ حَوْلَيْن، إِذا كانَ ابْن سنةٍ أَو سَنَتَيْنِ. ومحيلُ حَوْلٍ. فَإِذا طاق (9) الرُّكُوبَ قِيلَ: قد أَرْكَبَ يُرْكِبُ إرْكاباً، وذلكَ عندَ إجْذاعِهِ. يُقالُ: أَجْذَعَ يُجذعُ إجذاعاً، وَهُوَ جَذَعٌ بَيِّنُ الجُذُوعَةِ والإجذاعِ. وإنَّما يُجْذِعُ فِي العامِ المُقْبِل ثُمَّ يُثْني، وإثناؤُهُ: سقوطٌ ثَنِيَّتِهِ. ثُمَّ يكونُ ثَنِيّاً سَنَةٌ كَمَا كانَ (10) جَذَعاً سَنَةٌ. يُقالُ: أَثْنَى يُثْني إثناءً فَهُوَ ثَنِيٌّ، والأُنْثى: ثَنِيّةٌ، والجَمْعُ: ثُنِيٌّ. ثُمَّ (189) يُرْبعُ، وإرباعُهُ: سقوطُ رَباعِيَتِهِ فيكونُ رَباعِياً سنة.
يُقالُ: أَرْبَعَ يُرْبِعُ إرباعاً، وَهُوَ رَباعٍ، والجَمْعُ: رُبْعٌ، والأُنثى: رَباعِيَةٌ. وقالَ بَعضُهم: هَذَا رَباعٌ كَمَا تَرَى، فرفعَ العَيْنَ (11) وَلم (12) يَنْسُبْهُ إِلَى ياءِ النسبةِ، كَمَا قالَ الشاعِرُ (13) : لَهَا ثَنَايا أَرْبَعٌ حِسانٌ وأَرْبعٌ فَثَغْرُها ثَمانْ فَرَفَعَ (ثَمَان) وَلم يَنْسُبْهُ إِلَى الياءِ الَّتِي فِي (ثَمَانِي) (14) ، وجَعَلَ الاسْمَ (ثَمان) على (فَعَالٍ) . ثُمَّ ليسَ سِوى سِنِّ الإرباعِ إلاّ القُرُوح، لأَنَّه إِذا أَلْقَى السِّنَّ الَّتِي وراءَ (15) الرِّباعِيَةِ فذلكَ قُرُوحُهُ. يُقالُ: فَرَسٌ قارِحٌ، والأُنثى: قارِحٌ، بِلَا هَاء (16) . وَقد قَرَحَ يَقْرِحُ قُرُوحاً. فهذِهِ أربعةُ أَسْنانٍ، يتحَوَّلُ من بَعْضٍ إِلَى بَعْضٍ. أمَّا السِّنُّ الأولى فيكونُ فِيهَا جَذَعاً ثمَّ ثَنِيّاً ثُمَّ يكونُ رَباعِياً [ثُمَّ يكونُ قارِحاً] . وأَمَّا فِي الظِّلْفِ والخُفِّ فبَيْنَ الإرْباعِ والبُزُول سِنٌّ وَهُوَ الإِسْداسُ، ولَيْسَتْ فِي ذواتِ الحافِرِ. ويُقالُ لولدِ الحِمارِ: جَحْشٌ وتَوْلَبٌ وفَرّى، مقصورٌ (17) ، [وفَرَأٌ، مهموزٌ مقصورٌ] ، وَالْجمع (18) : فِراءٌ. وَمِنْه حَدِيث النبيّ، صلّى الله عليهِ وسَلَّمَ، [حينَ] قالَ لَهُ أَبُو سُفيان: مَا كِدْتَ تأذَنُ لي حَتَّى تَأذَنَ لحجارةِ الجُلْهُمَتَيْنِ (19) فقالَ النبيُّ، صلّى اللهُ
عليهِ وسَلَّمَ: يَا أَبَا سُفْيانَ أنتَ كَمَا قالَ القائِلُ: (كلُّ الصيدِ فِي جَوْفِ الفَرا) (20) . وقالَ ابنُ زَغْبَة (21) : بضَرْبٍ كآذانِ الفِراءِ فُضُولُهُ وطَعْنٍ كإِبزاغِ المخاضِ تَبُورُها ويُقالُ لَهُ: العِفْوُ والعُفْوُ. وَقد قالَ بَعْضُهُم: عَفا (22) ، مقصورٌ. قالَ الفَرَّاءُ (23) : [ويُقالُ لَهُ:] العَفَا مقصورٌ. وقالَ ابنُ الأعْرابيّ: العِفَا، وأَ نْشَدَ (24) : بضَرْبٍ كآذانِ الفِراءِ فُضُولُهُ وطَعْنٍ كَتَشْهاقِ العِفَا هَمَّ بالنَّهْقِ ويُقالُ: هُوَ جَحْشٌ، وجَحْشَةٌ للأُنثى، وعِفْوٌ وعِفْوَةٌ، وَهِي (190) الجِحاشُ والعِفاءُ. وقالَ أَبُو عَمْرٍ و: الهِنْبِرُ: الجَحْشُ. وَمِنْه قِيل للأَتانِ: أُمُّ الهِنْبِرِ، وأَنْشَدَ الفَرَّاءُ (25) : يَا قاتَلَ اللهُ صِبْياناً تجئُ بِهِمْ أُمّ الهُنَيْبِرِ منْ زَنْدٍ لَهَا وَارِي ويُقالُ: إنَّهُ لأَحْمَقُ من أُمِّ الهِنْبِرِ (26) . وَيَعْنِي الأتانَ. وَقَالُوا فِي مِثْلِ ذلكَ من ذواتِ الأخفاف: قالَ الأصمعيّ: إِذا وَضَعَتِ الناقَةُ فولدُها ساعةَ تَضَعُه (27) سَلِيلٌ قبلَ أنْ يُعْلَمَ أَذَكَرٌ هُوَ أَمْ أُنثى. فَإِذا عُلِمَ فإنْ كانَ ذَكَراً فَهُوَ سَقْبٌ، وأُمُّهُ مُسقِبٌ، وَقد أَذكَرَتْ فَهِيَ مُذْكِرٌ. فإنْ كَانَت أُنثى فَهِيَ حائِلٌ، وأُمُّها أُمُّ حائِلٍ. قَالَ (28) الشاعرُ:
فتِلْكَ الَّتِي لَا يَبْرَحُ الدَّهْرَ حُبُّها وَلَا ذِكْرُها مَا أَرْزَمَتْ أُمُّ حائِلِ وَهِي مُؤْنِثٌ، وَقد آنَثَتْ: جَاءَت بِهِ أُنثى (29) . وإنْ كانَ من عادَتِها أنْ تلِدَ الإناثَ قِيلَ: مِئناثٌ. وإنْ كانَ من عادتِها أنْ تَلِدَ الذُّكور فَهِيَ مِذْكارٌ. فَإِذا مَشَى فَهُوَ راشِحٌ والأُمُّ مُرْشِحٌ. فَإِذا ارتفعَ عَن الراشِحِ فَهُوَ جادِلٌ. فَإِذا حَمَلَ فِي سنامِهِ شَحْماً فَهُوَ مُجْذٍ (30) ومُكْعِرٌ (31) ، وَهُوَ فِي هَذَا كُلِّهِ حُوارٌ. فَإِذا اشتَدَّ قيل: رُبْعٌ، والجَمْعُ: أَرْباعٌ ورَباعٌ، والأُنْثَى: رُبَعَةٌ. والرُّبَعُ هُوَ الربعِي، فَلَا يزالُ رُبَعاً حَتَّى يأكلَ الشَّجَرَ ويُعِينَ على نفسِهِ. ثُمَّ هُوَ فَصِيلٌ وهُبَعٌ، والأُنثى فَصِيلةٌ، وَالْجمع: فُصْلانٌ وفِصْلانٌ. وإنّما سُمِّيَ فَصِيلاً لأَنَّهُ فُصِلَ عَن أُمِّهِ، والفِصالُ هُوَ الفِطامُ. وَمِنْه الحديثُ (191) : (لَا رَضاعَ بعدَ فِصالٍ) (32) . وقالَ الأَصمعيّ (33) : الرَّبَعُ: مَا نَتَجَ فِي أوَّلِ النِّتاجِ، والهُبَعُ: مَا نَتَجَ فِي آخِرِ النِّتاجِ، والأُنثى: هُبَعَةٌ. فَإِذا استكملَ الحَوْلَ ودَخَلَ فِي الثَّانِي فَهُوَ ابنُ مخاضٍ، والأُنثى بنتُ مَخَاضٍ، وَهِي الَّتِي تُؤخَذُ فِي خَمْسٍ وَعشْرين من الإبلِ صَدَقَةً. وَإِنَّمَا سُمِّيَ ابنَ مخاضٍ لأَنَّهُ فُصِلَ عَن أُمِّهِ ولَحِقَتْ أُمُّهُ بالمخاضِ، وَهِي الحوامِلُ، فَهِيَ من المخاضِ وإنْ لم تَكُنْ حامِلاً. فَلَا يزالُ ابنَ مخاضٍ السنةَ الثانيةَ كُلَّها، فَإِذا اسْتَكْمَلَها ودَخَل فِي الثالثةِ فَهُوَ ابنُ لَبُونٍ، والأُنثى بنتُ لَبُونٍ، وَهِي الَّتِي تُؤخَذُ فِي الصدقةِ إِذا جاوَزَتِ (34) الإبلُ خُمْساً وَثَلَاثِينَ. وإنّما سُمِّيَ ابنَ لبونٍ لأنَّ أُمَّهُ كانَتْ أَرْضَعَتْهُ السَّنَةَ الأولى ثُمَّ
كانَتْ من المَخاضِ السَّنَةَ الثانيةَ ثُمَّ وَضَعَتْ فِي السنةِ (35) الثالثةِ فصارَ لَهَا لَبَنٌ، فَهِيَ لَبُونٌ، وَهُوَ ابنُ لبونٍ (36) ، والأُنثى بِنْتُ لبونٍ. فَلَا يزالُ كذلكَ السَّنَةَ الثالثةَ [كُلَّها] فَإِذا مَضَتِ الثَّالِثَة ودخلتِ الرَّابِعَة فَهُوَ حينئذٍ حِقٌّ، والأُنثى: حِقَّةٌ، وَهِي الَّتِي تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ إِذا جاوَزَتِ (37) الإبلُ خمْسا وَأَرْبَعين. ويُقالُ: إنَّما سُمِّيَ حِقّاً لأَنَّهُ قدِ استحَقَّ أَنْ يُحْمَلَ عليهِ [ويُرْكَبَ] . يُقالث: هُوَ حِقٌّ بَيِّنُ الحَقَّةِ. وَكَذَلِكَ الأُنثى: حِقَّةٌ. قالَ الْأَعْشَى (38) : بِحِقَّتِها رُبِطَتْ فِي اللَّجِينِ حَتَّى السَّدِيسُ لَهَا قد أَسَنّْ واللَّجِينُ: مَا تَلَجَّنَ من الوَرَقِ، وَهُوَ أنْ يُدَقَّ حَتَّى يَتَلَزَّقَ (39) ويَلْصَقَ بعضُهُ ببَعْضٍ (40) . فَلَا يزالُ كذلكَ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ الأَرْبَعَ ويدخلَ فِي السنةِ الْخَامِسَة فَهُوَ حينئذٍ جَذَعٌ (192) وَالْأُنْثَى: جَذَعَةٌ، وَهِي الَّتِي تُؤْخَذُ فِي الصَدَقَةِ إِذا بَلَغَتِ الإبلُ خَمْساً وسبعينَ. ثُمَّ ليسَ فِي الصدقةَ سِنٌّ من الأسنانِ فوقَ الجَذَعَةِ. فَلَا يزالُ كَذَلِك حَتَّى تَمْضِيَ الخامِسَةُ، فَإِذا مَضَتِ الخامسةُ ودَخَلَتِ السادِسَةُ وَألقى ثِنيَّتَهُ فَهُوَ حينئذٍ ثَنِيٌّ، والأُنثى ثَنِيَّةٌ (41) . وَهُوَ أَدْنَى مَا يجوزُ فِي أسنانِ الإبلِ فِي النَّحْرِ. ثُمَّ لَا يزَال (42) الثَّنِيُّ من الإِبِلِ ثَنِيّاً حَتَّى تمضيَ السادسةُ، فَإِذا مَضَتْ ودَخَلَ فِي السابعةِ فَهُوَ حينئذٍ رَباعٍ، وَالْأُنْثَى: رَبَاعِيَةٌ. فَلَا يزالُ كَذَلِك حَتَّى تمضيَ السابعةُ، فَإِذا مَضَتِ السابعَةُ ودَخَلَ فِي الثامنةِ وأَلْقَى السِّنَّ الَّتِي بَعْدَ الرَّباعِيَةِ فَهُوَ حينئذٍ سَديسٌ وسَدَسٌ، لُغتانِ.
وكذلكَ الأُنثى، لفظُهُما (43) فِي هَذَا السّنِّ واحِدٌ. فَلَا يزالُ كذلكَ حَتَّى تمضيَ الثامِنَةُ، فَإِذا مَضَتِ الثامِنَةُ ودَخُلَ فِي التاسِعةِ فَطَرَ نابُهُ وطَلَعَ فَهُوَ حينئذٍ فاطِرٌ وبازِلٌ. وكذلكَ الأُنثى بازِلٌ وفاطِرٌ بلَفْظِهِ. يُقالُ: فَطَرَ نابُهُ يفطِرُ فُطوراً، وشَقَأَ يَشَقَأُ شَقْأً (44) وشُقُوءاً، وشَقِيَ أَيْضا لُغَةٌ، وشَقَّ يَشُقُّ شُقوقاً. وقالَ الطِّرِمَّاحُ (45) : شُوَيْقِئَةُ النابَيْنِ تَعْدِلُ ضَبْعَها بأَفْتَلَ عنْ سَعْدانَةِ الزُّوْرِ بائنِ وبَزَغَ (46) ، وصَبَأَ، وعَرَدَ [يعرُدُ] وبَزَلَ يبزُلُ بُزولاً. وإنّما سُمِّيَ بازِلاً لسِّنٍّ تخرُجُ لَهُ يُقالُ لَهَا: بازِلٌ. وقالَ عَبِيدُ بنَ الأَبرَصِ (47) : أَخْلَفَ مَا بازِلاً سَدِيسُها لَا حِقَّةٌ هِيَ وَلَا نَيُوب فَلَا يزالُ بازلاً حَتَّى تمْضِي التاسِعةُ، فَإِذا مَضَت ودَخَلَ (48) (193) فِي العاشرةِ فَهُوَ حينئذٍ مُخْلِفٌ، ثُمَّ ليسَ لَهُ اسمٌ بعدَ الإخلافِ ولكِنْ يقالُ [لَهُ] : بازِلْ عامٍ وبازِلُ عامَيْنِ، ومُخْلِفُ عامٍ ومُخْلِفُ عامَيْنِ، إِلَى مَا زادَ على ذَلِك. فَإِذا كَبِرَ فَهُوَ عَوْدٌ، والأُنثى عَوْدَةٌ. [يُقالُ: عَوَّدَ البعيرُ تَعْوِيداً: إِذا صارَ عَوْداً] . فَإِذا ارتفعَ عَن ذَلِك فَهُوَ قَحْرٌ، والجمعُ: أَقْحُرٌ وقُحورٌ. فَإِذا أُكِلَتْ أَسنانُهُ فقَصُرَتْ فَهُوَ كافٌ. فَإِذا انكَسَرَتْ أَنيابُهُ (49) فَهُوَ ثِلْبٌ، والأُنثى: ثِلْبَةٌ، وَقد ثَلَّبَ البعيرُ تَثْلِيباً.
فَإِذا ارتفعَ عَن ذَلِك فَهُوَ ماجٌّ (50) ، وذلكَ لأَنَّه (51) يَمُجُّ رِيقَهُ وَلَا يستطيعُ أنْ يُمْسِكَهُ من الكِبَرِ. ثُمَّ هُوَ أَجْعَمُ، يُقال (52) : ناقَةٌ جَعْماءُ ولَطْعاءُ، وَهِي الَّتِي ليسَ فِيهَا حاكَّةٌ. ومِن النوقِ: اللِّطْلِطُ، وَهِي الكبيرةُ السِّنِّ. والعَزُومُ: الَّتِي قد أَسَنَّتْ، وفيهَا بقِيَّةٌ من شبابٍ. والكَزُومُ: الهَرِمَةُ. والضِّرْزِمُ مِثْلُها. والدِّرْدحُ: الَّتِي قد أَكَلَتْ أسنانَها ولَصِقَتْ من الكِبَرِ. والكِحكِحُ مثلهَا. والدِّلُوقُ: الَّتِي قد تكَسَّرَتْ اسنانُها فَهِيَ تَمُحُّ الماءَ والدِّلْقِمُ: الَّتِي قد تكَسَّرَ فوها فمَرْغُها يسيلُ، وَهُوَ اللُّعابُ (53) . ويُقالُ للناقةِ أَيْضا: شارِفٌ، وَقد شَرَّفَتْ وشَرُفَتْ شُرُوفاً وشَرْفاً. فَإِذا كَبِرَتْ بعد الشروفِ قيلَ لَهَا: هِمَّةُ وهِرْشَفَّةٌ وهِرْدَشَّةٌ وضِرْزِمٌ وهِرْهِرٌ وكِحْكِحٌ. وَقَالُوا فِي مِثْلِ ذَلِك من ذواتِ الأَظلافِ: إِذا وَضَعَتِ العَنْزُ مَا فِي بَطْنِها قِيلَ: سَلِيلٌ ومَلِيطٌ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: ساعةَ تَضَعَهُ من الضَّأْنِ والمَعْز جَمِيعًا ذَكَراً كانَ أَو أثنى: سَخْلَةٌ، وجَمْعُها: سَخْلٌ وسِخالٌ. فَلَا يزَال ذلكَ (194) اسمهُ مَا رَضعَ اللَّبَنَ. ثُمَّ هِيَ البَهْمَةُ للذّكر وَالْأُنْثَى (54) ، وجَمْعُها (55) : بَهْمٌ. وقالَ الشاعرُ (56) : وليسَ يَزْجُرُكُمْ مَا تُوعَظونَ بهِ والبضهْمُ يَزْجُرُها الرَّاعِي فَتَنْزَجِرُ
فَإِذا بَلَغَتْ أَربعةَ أَشهرٍ ففُصِلَتْ عَن أُمهاتِها وأَكَلَتْ من البَقْلِ واجْتَرَّتْ، فَمَا كانَ من أولادٍ المَعْزِ فَهُوَ جَفْرٌ، والأُنثى: جَفْرَةٌ، والجميع (57) : جِفارٌ. وَمِنْه حديثُ عُمَرَ حينَ قضى فِي الأَرْنَبِ يُصيبُها المُحْرشمُ: جَفْرٌ (58) . فَإِذا رَعَى وقَوِي وأتى عَلَيْهِ حَوْلٌ فَهُوَ عَرِيضٌ، وجَمْعُهُ (59) : عِرْضانٌ. والعَتُودُ نَحْوٌ مِنْهُ، وجَمْعُهُ أَعْتِدَةٌ وعِدَّانٌ، وَأَصله: عِتْدانٌ. وقالَ يونسُ (60) : جَمْعُهُ أَعْتِدَةٌ وعُتُدٌ وَهُوَ فِي هَذَا كُلِّهِ جَدْيٌ، والأُنثى عَناقٌ. وقالَ الأَخْطَلُ (61) : وأَذْكُرُ غُدانَةَ عِدَّاناً مُزَنَّمَةً من الحَبَلَّقِ يُبْنَى حَوْلَها الصِّيَرُ ويُقالُ لَهُ (62) إِذا تبعَ (63) أُمَّهُ وفُطِمَ: تِلْوٌ، والأُنثى: تِلْوَةٌ، لأَنَّهُ يَتْلُو أُمَّهُ. ويُقالُ للجَدْيِ: إِمَّرٌ، وللأثنى (64) : إمَّرَةٌ. وَقَالُوا: هِلَّعٌ وهِلَّعَةٌ. والبَدْرَةُ: العَناقُ أَيْضا. والعُطْعُطُ: الجَدْيُ. فَإِذا أَتَى عَلَيْهِ الحولُ فالذَّكَرُ: تَيْسٌ، والأُنثى: عَنْزٌ (65) . ثُمَّ يكونُ جَذَعاً فِي السنةِ الثانيةِ، وَالْأُنْثَى (66) جَذَعَةٌ. ثُمَّ ثَنِيًّا فِي السّنة الثالثةِ، والأُنثى ثَنَيَّةٌ. ثُمَّ يكونُ رَباعِياً فِي الرابعةِ، والأُنثى رَباعِيةٌ. ثُمَّ يكونُ سَدِيساً، والأُنثى سَدِيسٌ أَيْضا (67) مِثْلُ الذَّكَرِ بغيرِ هاءٍ.
ثُمَّ يكونُ صالِغاً، والأُنثى كَذَلِك. والصالغُ بمنزلةِ البازِلِ من الإبلِ والقارِحِ من الخَيْلِ (68) . وَقد صَلَغَ يَصْلَغَ صُلوغاً، والجمعُ صُلَّغٌ (69) . وَقَالَ رؤبة (70) : (195) والحَرْبُ شهباءُ الكِباشِ الصُّلَّغِ وليسَ بعدَ الصالغِ (71) سِنٌّ. وقالَ الأصمعيّ (72) : الحلان الحُلاَّمُ من أولادِ المَعْزِ خاصَّةً. وجاءَ فِي الحديثِ: فِي الأَرْنَبِ يُصيبُها المُحْرِمُ: حُلاَّمٌ (73) . وقالَ ابنُ أَحْمَرَ (74) . تُهْدِي إليهِ ذراعَ الجَدْيِ تَكْرِمةً إمَّا ذَكِيًّا وإمَّا كانَ حُلاَّنا وُروى: إمَّا ذبيحاً. والذَّبيحُ: [الكبيرُ] الَّذِي قد أَدْركَ أنء يُضَحَّى بِهِ. وقالَ مُهَلْهِلٌ (75) : كُلُّ قَتِيلٍ فِي كُلَيْبٍ حُلاَّمْ حَتَّى ينالَ القُتْلُ آلَ هَمَّامْ وَقَالُوا فِي الضَّأْنِ: [أَوَّلُ مَا تَضعُ يُقالُ لَهُ: سَلِيلٌ ومَلِيطٌ وسَخْلَةٌ وتِلْوٌ وتِلْوةٌ، كَمَا قَالُوا لولد المَعْزِ. قالَ الكِسائيّ (76) : ثُمَّ هُوَ خروفٌ، فِي مَوْضِعِ] العَرِيضِ والعَتُودِ من
المَعْزِ، والأُنثى خَرُوفَةٌ. وحَمَلٌ، والأُنثى من الحُملانِ: رَخِلٌ (77) ، والجميعُ: رُخَالٌ (78) . كَمَا قَالُوا: ظِئْرٌ وظُؤارٌ وتَوْأَمٌ وتُؤامٌ. والبَهْمَةُ: الضَّأنُ والمَعْزُ جَمِيعًا. فَلَا تزالُ بِهاماً حَتَّى تصيفَ. فَإِذا أَكَلَ واجْتَرَّ فَهُوَ فَرِيرٌ وفُرارٌ وفُرْفُورٌ وعُمْروسٌ (79) وبَرَقٌ: وإنَّما أَصله بَرَه فعُرِّبَ (80) . وَهَذَا كُلُّهُ حينَ يسمنُ ويَجْتَرُّ. والجِلامُ: الجِداءُ (81) ، وقالَ الْأَعْشَى (82) يصفُ الخَيْلَ: سَواهِمُ جُذْعانُها كالجِلامِ أَقْرَحَ مِنْهَا القيادُ النُّسُورا واليَعْرُ: الجَدْيُ. وقالَ البُرَيْقُ الهُذَليّ (83) : مُقيماً بأَملاحٍ كَمَا رُبِطَ اليَعْرُ والبَذَجُ: من أولادِ الضأْنِ خاصَّةً. وقالَ الراجِزُ (84) : قد هَلَكَتْ جارَتُها من الهَمَجْ فإنْ تَجُعْ تأكُلْ عَتُوداً أَو بَذَجْ والجمعُ: بِذْجانٌ. والطُّوبالَةُ: النَّعْجَةُ. قالَ طَرَفَةُ (85) : (196) نعاني حنانَةُ طُوبالَةً تَسَفُّ يَبيساً مِن العِشْرِقِ ويُقالُ للنَّعْجَةِ إِذا هَرِمَتْ: عَشَبَةٌ (86) وهَمَجَةٌ (87) وماجَّةٌ.
ويُقالُ: هَذِه نَعْجَةٌ من النِّعاجِ. وَقَالُوا: نَعْجَةٌ قاصِيةٌ، أَي هَرِمَةٌ، ونِعاجٌ قَوَاصٍ. والشَّوِيُّ من الغَنَمِ مِثْلَ القواصي فِي الجماعةِ (88) . وَقَالُوا فِي مِثْلِ ذلكَ مِن الظِّباءِ: قالَ الأَصمعيّ: أَوَّلُ مَا يُولَدُ فَهُوَ طَلاً ثُمَّ خِشْفٌ. فَإِذا طَلَعَ قَرْناهُ فَهُوَ شادِنٌ، وَذَلِكَ حينَ شَدا، أَي قَوِيَ على المَشْي وتحرَّكَ. قالَ زُهَيْرٌ (89) : بِجِيدِ مُغْزِلَةٍ أَدْماءَ خاذِلَةٍ من الظِباءِ تُراعي شادِناً خَرِقا ويُقالُ لَهُ: غزالٌ، والأُنثى: غَزَالةٌ من حِين تَلِدُهُ أُمُّهُ إِلَى أنْ يبوعَ بَوْعاً، وبَوْعُهُ: سَعْيُهُ. ثُمَّ هُوَ رَشَأٌ. يُقالُ: قد رَشَأَتِ الظَّبْيَةُ رَشاءً ورَشْأً، إِذا ولدتْ. قَالَ الشاعرُ (90) : كأَنَّها مُطْفِلٌ تَحْنُو إِلَى رَشَإٍ تأكُلُ مِن طَيِّبٍ واللهُ يُرْعِيها ثُمَّ هُوَ الجَدَايَةُ، وَهُوَ بمنزلةِ الجَفْرِ من المَعْزِ. وقالَ الأَغْلَبُ (91) : كَلَّفْتَني جَدايةً على الظَّعَنْ أَكّالَةَ اللحمِ شروباً لِلَّبَنْ وَقد يكونُ الجداية الذَّكَر. ثُمَّ هُوَ الخِشْفُ. وقالَ ابنُ الأعرابيّ (93) : الخِشْفُ بعد الطَّلَى، ثمَّ هُوَ شَصَرٌ، وَالْأُنْثَى شَصَرَةٌ، والجمعُ خِشْفةٌ [وشِصرةٌ وأَشْصارٌ. ثُمَّ يُثنى فَلَا يزالُ ثَنِيّاً حَتَّى يموتَ، لَا يزيدُ عليهِ.
ويُقالُ للذَكَرِ المُسِنّ من الظِباءِ: تَيْسٌ وشَبوبٌ] ومُشِبٌّ وشَبَبٌ وعَلْهَبٌ وهَبْرَجٌ وقَشْعَمٌ (93) . وَقَالُوا فِي البَقَرِ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (94) : قَالَ أَبُو فَقْعَسٍ الْأَسدي (95) : وَلَدُ البَقَرَةِ (197) أَوَّلَ سَنَةٍ تبِيعٌ ثُمَّ جَذَعُ ثُمَّ ثَنِيٌّ ثُمَّ رَبَاعٌ ثُمَّ سَدِيسٌ ثُمَّ صالِغٌ وسالِغٌ، وَهُوَ أقْصَى أسنانِهِ، فيُقالُ بعدَ ذَلِك: صالِغُ سَنَةٍ وصالِغُ سَنَتَيْنِ، وكذلكَ مَا زادَ. قالَ: وقالَ الكِسائيّ وَأَبُو الجَرَّاح (96) : يقالُ لولدِ البقرةِ: عِجْلٌ، والأُنثى: عِجْلَةٌ، والجمعُ: عِجَلَةٌ. ويُقالُ لَهُ (97) : عِجَّوْلٌ، والجمعُ: عَجاجِيلُ. وقالَ الأَصمعيّ (98) : وَهُوَ الحَسِيلُ، والأُنثى: حَسِيلَةٌ. وقالَ الشاعِرُ: وأوفى وَسْطَ قَرْنٍ كِرْس داعٍ فَجَاءُوا مِثْلَ أَفْراخِ الحَسِيلِ وَهُوَ البُرْغُزُ والبَرْغَزُ. والطَّلَى من أَوْلادِها وأَوْلادِ الظِباءِ. وقالَ زُهَيْرٌ (99) : بِها العِينُ والآرامُ يَمْشِينَ خِلْفَةً وأَطلاؤُها يَنْهَضْنَ من كُلِّ مَجْثِمِ يقولُ: إِذا سَمِعتْ صوتَ أُمهاتِها نَهَضَتْ مِن كُلِّ مَوْضعٍ تكونُ فِيهِ لِلرَّضاعِ. واليَعْفورُ: وَلَدُ البَقَرَةِ أَيْضا. والجُؤذُرُ، والأُنثى: جُؤْذُرَةٌ. والذَّرَعُ، وأُمُهُ مُذْرِعٌ. وقالَ ذُو الرُّمَّةِ (100) :
وكُلُّ مُوَشّاةِ القوائمِ نَعْجَةٌ لَهَا ذَرَعٌ قَدْ أَحْرَزَتْهُ ومُطْفِلُ والفَرِيرُ: ولدُ البَقَرَةِ، وجَمْعُهُ: فُرارٌ. وَهُوَ الفِرْقَدُ، والفَزُّ، وجَمْعُهُ: أَفْزازٌ. قالَ زُهَيْرٌ (101) : كَمَا استغاثَ بسَيْءٍ فَزُّ غَيْطَلَةٍ خافَ العيونَ فَلم يُنْظَرْ بِهِ الحَشَكُ والبَحْزَجُ: ولدُ البَقَرَةِ أَيْضا، ويُقالُ: إنَّهُ الجَذَعُ (102) مِنْهَا، وَالْأُنْثَى: بَحْزَجَةٌ (103) . والغرا: ولدُ البَقَرَةِ، مقصورٌ يُكتبُ بالألفِ ويُثَنَّى: غَرَوَيْن (104) . وأَمَّا الوُعُولُ فيُقالُ لولدِها: غُفْرٌ، والأُنثى: غُفْرَةٌ، والجَمْعُ: أَغفارٌ وغِفَرَةٌ. وقالَ بِشْرٌ (105) : (198) [و] صَعْبٌ يَزِلُّ الغُفْرُ عَن قُذُفاتِهِ بأَرْجائِهِ بانٌ طِوالٌ وعَرْعَرُ ويُقالُ فِي مِثْلِ ذلكَ مِن ذَوَاتِ البراثِنِ (106) . يُقالُ لولدِ الأَسَدِ: الشِّبْلُ، والجمعُ: أَشْبالٌ وشُبُولٌ. والجِرْوُ، والجمعُ أَجْرٍ، وجِراءٌ جَمْعُ الجَمْعِ. ويجوزُ الجِرْوُ فِي جميعِ السِّباعِ كُلِّها. قالَ زُهيرٌ (107) : ولأَنْتَ أَشْجَعُ حينَ تَتَّجِهُ الأبطالُ مِنْ لَيْثٍ أبي أَجْرِ ويُقالُ لولدِ الذِّئْبِ: النَّهْسَرُ، والجمعُ نَهاسِرُ. والسِّمْعُ: ولدُ الذِّئْبِ من الضَّبُعِ (108) . قالَ الراجِزُ (109) : تَلْقَى بهَا السِّمْعَ الأَزَلَّ الأَطْلَسَا
قالَ: والعِسْبارُ: ولدُ الذئبِ [من الضَّبُعِ] أَيْضا، والجمعُ: عَسَايِرُ. وقالَ الكُمُيْتُ (110) : وتَجَمَّعَ المُتَفَرِّقونَ من الفراعِلِ والعَسَابِرٌ ويُقالُ لولدِ الذئبِ من الكَلْبَةِ: الدَّيْسْمُ (111) . ويُقالُ لولدٍ الثَّعْلَبِ: نَتْفُلٌ وتَتْفَلٌ وتُتْفُلٌ: ثلاثُ لُغاتٍ (112) . وقالَ امرؤُ القَيْسِ (113) : لَهَا أَيْطَلا ظَبْيٍ وساقا نَعامةٍ وإرخاءُ سِرْحانٍ وتقرِيبُ تَتْفُلِ ويُقالُ لَهُ: الهِجْرِسُ أَيْضا. ويُقالُ لولدِ الضَّبُعِ: الفُرْعُلُ، والجمعُ: فَراعِلُ. وقالَ ابنُ حَبْناءَ التميميّ (114) : ملاحِمُ مِنْهَا بالرُّحوبِ وغيرِها إِذا مَا رَآهَا فُرْعُلُ الضَّبْعِ كَبَّرا ويُقالُ لولدِ الضَّبِّ: (199) الحِسْلُ، والجمعُ: حِسَلَةٌ وأَحْسالٌ. فَإِذا كَبِرَ قَلِيلا فَهُوَ غَيْداقٌ، والجمعُ: غَيادِيقُ. وقالَ الراجِزُ: يَنْفِي الغيادِيقَ عَن الطريقِ قَلَّصَ عَن كَيْمَضَةٍ (115) فِي نِيقِ ثُمَّ يكونُ الغَيْداقُ مُطَبِّخاً. ثُمَّ يكونُ جَحْلاً (1169، وَهُوَ العظيمُ مهنا. ثُمَّ خُضَرِمٌ ثُمَّ ضَبٌّ.
ويُقالُ لِوَلَدِ الخِنْزِيرِ: الخِنَّوصُ، والجمعُ: خَنانِيصُ (117) . ويُقالُ لوَلَدِ القِرْدِ: القِشَّةُ. والقِشَّةُ: القِرْدَةُ الْأُنْثَى أَيضاً (118) . ويُقالُ لوَلَدِ الكَلْبِ: جِرْوٌ وجَرْوٌ وجُرْوٌ (119) ، وَالْأُنْثَى: جِرْوَةٌ. ويقولونَ أَيْضا: دِرْصٌ، والجمعُ: أدراصٌ. وقالَ أَبُو زَيْدٍ والفَرَّاءُ: [يُقالُ] : بَصَّصَ الجِرْوُ وفَقَّحَ، إِذا فَتَحَ عَيْنَهُ (120) . وجَصَّصَ وصَأْصأَ: إِذا لم يَفْتَحْ عَيْنَيْهِ. وقالَ عُبَيْدُ اللهِ (121) بنُ جَحْشٍ [حينَ] تَنَصَّرَ بالحبَشَةِ فعوتِبَ فِي ذلكَ فقالَ: (إنَّا فَقَّحْنا وصأصأتُمْ) . ويُقالُ لولدِ الأَرْنَبِ: الخِرْنِقُ، والجمعُ: خرانِقُ. وقالَ طَرَفَة (122) : إِذا جَلَسُوا خَيَّلْتَ تحتَ ثيابِهِمْ خَرانِقَ تُوفي بالضَّغِيبِ لَهَا نَذْرا ويُقالُ لولدِ اليربوعِ والفأْرِ: دِرْصٌ، والجَمْعُ: دُرُوصٌ وأَدراص (123) .
: (باب جماعة الحيوانات من ثلاثة إلى عشرة ومن عشرة إلى عشرين وإلى أكثر)
ويُقالُ لوَلَدِ الفيلِ: دَغْفَلٌ (124) . ويُقالُ لولدِ النَّعامِ: رَأْلٌ (125) ، والجمعُ: رِئالٌ ورِئلانٌ وحِسْكِلٌ وحَفَّانٌ والواحدةُ: حَفَّانَةٌ. ويُسمَّى فَرْخُ الحُبارى: النَّهارَ (126) . ويُقالُ فِي الطَّيْرِ كُلِّهِ: الفِراخُ، مَا خلا الدجاجةَ فإنَّهُمْ (200) يَقُولُونَ: الفرارِيجُ، واحِدُها: فَرُّوجٌ (127) . وَقَالُوا فِي مِثْلِ الجماعةِ من الناسِ (128) : أَتَتني جماعةٌ من الناسِ، وجمَّةٌ، وناهِضةٌ. وَهُوَ كثيرٌ، وَسَيَأْتِي فِي موضِعِهِ إنْ شاءَ اللهُ. وَقَالُوا فِي مِثْلِ ذلكَ من الإبِلِ: قالَ أَبُو زَيْدٍ: الذَّوْدُ: من الثلاثةِ إِلَى العَشَرَةِ (129) . ويُقالُ فِي مَثَلٍ: (الذَّوْدُ إِلَى الذَّوْدِ إبِلٌ) (130) . يقولُ: إِذا اجتمعَ الْقَلِيل إِلَى القليلِ صارَ (131) كثيرا. والصِرْمَةُ: مَا بينَ العَشَرَةِ إِلَى الْأَرْبَعين.
وقالَ الأصمعيّ: مَا بينَ العَشَرَةِ إِلَى العشرينَ. قالَ: ويُقالُ: رَجُلٌ مُصْرِمٌ، إِذا كانَتْ لَهُ صِرْمَةٌ. قالَ أَبُو زَيْدٍ: والحُدْرَةُ، والجمعُ حُدَرٌ، والحِزْمَةُ جَمِيعًا نَحْو الصِرْمَةِ. والقَصْلَةُ أَيْضا مِثْلُ ذلكَ. فَإِذا بَلَغَتْ سِتِّينَ فَهِيَ الصِّدْعَةُ والعِكْرَةُ والعَرْجُ إِلَى مَا زادَتْ (132) . والهَجْمَةُ: وأَوَّلُها الأربعونَ إِلَى مَا زادَتْ. وقالَ الأصمعيّ (133) : الهَجْمَةُ المِئَةُ وَمَا دونَها. وقالَ الراجِزُ: أعجبني شَبَابُهُ ولِمَّتُهْ ورَحْلُهُ مُزَخْرَفاً وهَجْمَتُهْ والهُنَيْدَةُ: المِئَةُ (134) . قالَ جَرِيرٌ (135) : أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ يَحْدُوها ثمانِيةٌ مَا فِي عطائِهِمُ مَنٌّ وَلَا سَرَفُ أَي مَا (136) فِيهِ خَطَأٌ. يقولُ: إنَّما أَعْطَيْتَها لِمَن (137) يَسْتَوِجِبُ وَلم تُخْطِئْ [بذلكَ] . وقالَ أَبُو زيادٍ (138) لقومٍ مَرَّ عليهِم: مَرَرْتُ بكم فَسَرَفْتُكُمْ. أَي أَخْطأتُكُمْ. وقالَ طَرَفَةُ (139) : إنَّ امْرأ سَرِفَ الفؤادِ يَرى عَسَلاً بماءِ سحابَةٍ شَتْمي قالَ (140) أَبُو زَيْدٍ: فَإِذا كَثُرَتِ الهُنَيْدَةُ فَهِيَ الدَّهْدَانُ، وأَنْشَدَ: لنِعْمَ ساقي الدَّهْدَهانِ ذِي العَدَدْ (141)
[وقالَ أَبُو عَمْرو الشيبانيّ: الدَّهْدانُ لغةٌ فِي الدَّهْدَهانِ، والدَّهْدَهانُ أَفْصَحُ وأعربُ] . (201) والكَوْرُ: الإِبلُ الكثيرةُ العظيمةُ، والجمعُ أكوارٌ (142) . [وقالَ الراجِزُ: وبَرَكَتْ كأَنَّها الأمارُ فِي عَطَنٍ دَعْثَرَهُ الأَكوارُ] وقالَ أَبُو ذؤَيْبٍ (143) : وَلَا مُشِنبٌّ من الثيرانِ أَفْرَدَهُ عَن [كَوْرِهِ] كَثْرَةُ الإغراءِ والطَّرْدُ وقالَ الفَرّاءُ: العَكْنانُ (144) والجَلْمَدُ (145) والخِطْرُ، والجمعُ: أَخطارٌ. وقالَ بَعْضُهُم: العَرْجُ: ألْفُ بَعِيرٍ. والخِطْرُ: أَلفُ بعيرٍ. قالَ أَبُو النَّجْمِ (146) : فانتَهَبَتْ قبلَ صلاةِ العَصْرِ مِنْهُم ثمانينَ وأَلْفَيْ خِطْرِ قالَ (147) : فَإِذا كانتِ الإِبِلُ رِفاقاً (148) وَمَعَهَا أولادُها فَهِيَ الرَّطّانَةُ والرَّطونُ والطَّحّانَةُ والطَّحُونُ. وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الحَوْمُ: الكثيرُ من الإبِلِ. والأَزْفَلةُ: الجماعةُ من الإِبِلِ. والبرْكُ: جماعةُ الإِبِلِ البُرُوكِ. وقالَ طَرَفَةُ (149) : وبَرْكٍ هُجودٍ قد أَثارَتْ مخافتي نوادِيَها أَمْشِي بعَضْبٍ مُجَرَّدِ
والمَعْكاءُ من الإبِلِ: المُجْتَمِعَةُ العظيمةُ. والبَعْكُوكَةُ مِثْلُها. وقالَ الأَسديُّ (150) : يَخْرُجْنَ من بُعْكُوكَةِ الخِلاطِ وَهِي البُعْكُوكَةُ أيضاص. والعاكِبُ: الكثيرُ أَيْضا. وقالَ الراجِزُ (151) : جاءَتْ معَ الصُّبْحِ لَهَا ظباظِبُ فغَشِيَ الذَّادَةَ مِنْهَا عاكِبُ والنَّعَمُ: الإبِلُ. وَقد تكون (152) النَّعَمُ الخَيْل والغَنَم والبَقَر أَيْضا. والنَّدْهَةُ من الإبِلِ. وَقد تكونُ من الغَنَمِ أَيْضا. والزِّمْزِمَةُ: الخمسونَ ونَحْوُها. والجَرْجُورُ: الكثيرةُ أَيْضا. ويُقالُ: مَا جاوزتِ المِئَةَ. والسَّرْبَةُ: الجماعةُ من الإبِلِ. والعربُ تقولُ للمِئَةِ (153) من الإبِلِ: المُنَى، وَمن الضَّأْنِ: الغِنَى، وَمن (202) المَعْزِ القِنَى (145) والقُنْوَةُ (155) . والدَّهْدَهان (156) : الكثيرةُ من صِغارِ الإبِلِ. وقالَ الراجِزُ (157) : قد نَهِلَتْ إلاّ دُهَيْدِهِينا إلاّ ثلاثينَ وأَرْبَعِينا قُلَيِّصَاتٍ وأُبَيْكِرِينا والحاشِيةُ: صِغارُ الإبِلِ. والفَرْشُ: مِثْلُها. والشَّوَى: مِثْلُهُ. والإفالُ: الصِغارُ أَيْضا.
ويُقالُ: هِيَ بناتُ المخاضِ، واحدُها: أَفِيلٌ، والأُنثى: أَقْيلةٌ (158) . وقالَ الفَرَّاءُ: جَوَلانُ المالِ: صِغارُهُ ورَدِيئُهُ (159) . وَقَالُوا فِي مِثْلِ ذلكَ من ذَواتِ الحافِرِ: الجَبْهَةُ من الخَيْلِ والجَّرِيدَةُ والسِّرْبُ والرَّعْلَةُ والجمعُ: رِعالٌ. والرَّعيلُ مِثْلُهُ. وقالَ عَنْتَرَةُ (160) : إذْ لَا أُبادِرُ فِي المَضِيقِ فوارسي وَلَا أُوَكَّلُ بالرَّعيلِ الأَوَّلِ والمِقْنَبُ: الجماعةُ من الخَيلِ ولَيْسَتْ بالكثيرةِ. وقالَ الجَعْدِيُّ (161) : بأَلْفٍ تَكَتَّبُ أَو مِقْنَبِ والكُرْدُوسُ مِثْلُهُ. وقالَ الأصمعيّ: الخِنْطلةُ (162) القِطْعَةُ من الخَيْلِ. وتكونُ من البَقَرِ والحميرِ. وقالَ حَسَّانُ (163) : وخناطِيل كجِنَّانِ المَلاَ مَنْ يُلاقوهُ من الناسِ يُهَلْ ويُقالُ لَهُ من الحَمِيرِ: المِعْيَرُ والمعْيُوراءُ. والقَنْبَلَةُ والكُسْعَةُ: الحَمِيرُ، والنَّخَّةُ. وجاءَ فِي الحديثِ: (ليسَ فِي الجَبْهَةِ وَلَا فِي الكُسْعَةِ وَلَا فِي النَّخَّةِ صَدَقَةٌ) (164) . ويُقالُ: النُّخَّةُ (165) . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الجَبْهَةُ: الخيلُ، والنَّخَّةُ: الرَّقيقُ، والكُسْعَةُ: الحميرُ.
وقالَ الْكسَائي: النُّخَّة (166) : البَقَرُ العوامِلُ. والقَنْبَلَةُ: قد تكونُ منِ الخَيْلِ. والعانَةُ: الجماعةُ من الحميرِ، والجَمْعُ: عُونٌ. قَالَ الرَّاعي (167) (203) فَمَا وَجَدَتْ بالمُنْتَصَى غيرَ عانَةٍ على حَشْرَجٍ يَضْرِبْنَهُ بالحَوافِرِ وَقَالُوا فِي مِثْل [ذلكَ منِ] ذَوَاتٍ (168) الظِّلْفِ: قالَ أَبُو زيْدٍ: الفزْرُ من الضَّأْنِ: مَا بينَ العَشْرِ إِلَى الأَرْبَعِينَ. والصُّبَّة (169) من المَعْزِ: مَا بينَ العَشْرِ إِلَى الأربعينَ أَيْضا. وأمَّا الرِّفُّ فمِن الضَّأْنِ خاصَّةً. ويُقالُ: الرَّفُّ (170) . وقالَ أَبُو زَيْدٍ: القَوْطُ (171) : المِئةُ فَمَا زادَتْ. والثَّلَّةُ (172) : القِطْعَةُ مِنْهَا، وجَمْعُها: ثِلَلٌ. قالَ: والجِزْمَةُ والقَصْلَةُ والصِّدْعَةُ والصَّدِيعُ والقَطِيعُ كُلُّهُ نَحْو [الفِزْرِ] والصُّبَّةِ. وَقد يُقالُ فِي هَذِه الخَمْسِ للإبِلِ أَيْضا. وقالَ الفَرَّاءُ: فَإِذا كَثُرَتِ (173) الغَنَمُ فَهِيَ الضَّاجِعَةُ والضَّجْعاءُ والكَلْعَةُ والعُلَيْطَةُ والثَّلَّةُ، وجَمْعُها: ثِلَلٌ، مِثْلُ بَدْرَةٍ وبَدَرٍ. والوَقيرُ: الغَنَمُ الَّتِي بالسَّوادِ. وقالَ ذُو الرُّمَّةِ (174) يَصِفُ بَقَرَةً: مُوَلَّعَةً خَنْساءَ لَيْسَتْ بنَعْجَةٍ يُدَمِّنُ أجوافَ المياهِ وَقيرُها
وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الوَقيرُ والقِرَةُ: الغَنَمُ. قَالَ وَهُوَ قولُ الأَغْلَبِ (175) : مَا إنْ رأَيْنا مَلِكاً أَغارا أكثَرَ مِنْهُ قِرَةً وقارا قالَ: والقارُ: الإبِلُ. وقالَ بَعْضُهُم: الوَقيرُ: خَمْسُ مِئةٍ. وقالَ الشَّمَّاخُ (176) : فأوردَهَنَّ تَقْرِيبًا وشَدّاً شرائِعَ لم يُكَوِّرْها الوَقيرُ والطُّحُونُ: ثلاثُ مِئةٍ. ويُقالُ: مَرَّتْ (177) بِنَا الضَّاجِعَةُ الضَّجْعاءُ، للكثيرِ (178) من الغَنَمِ. قالَ (179) : والنَّقَد صِغارُها، واحِدُها (180) نَقَدَةٌ. (204) والحَذَفُ: اللِّطافُ السُّودُ مِنْهَا، والواحِدةُ: حَذَفَةٌ. وجاءَ فِي الحديثِ (أنّ النبيَّ، صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، قَالَ: تراصُّوا بينَكُم فِي الصلاةِ لَا تتخلَّلُكُمُ الشياطينَ كأَنَّها بناتُ حَذَفٍ. قيلَ: يَا رسولَ اللهِ وَمَا بناتُ حَذَفٍ. قالَ: ضَأْنٌ صِغارٌ سُودٌ جُرْدٌ تكونُ باليَمَنِ) (181) . والمَعَزُ والمِعْزَى والمَعِيزُ كُلُّهُ واحِدٌ. وأهلُ الحِجازِ يقولونَ: المَعْزُ. وَقَالُوا: الضَّئينُ للضَّأْنِ، مِثْلُ مَا قَالُوا: المَعِيزُ. وَقَالُوا فِي شاءِ الوَحْشِ للبَقَرَةِ [و] الظَّبْيَةِ: يُقالُ لجماعةِ البَقَرِ: صَوارٌ وصِوارٌ وصِيارٌ وصِيرانٌ (182) .
والسِّرْبُ: مَا بينَ العشرةِ إِلَى الثَّلَاثِينَ ونَحْوِها. قالَ أَبُو دُوَاد الإياديّ (183) : وسِرْبِ نِعاجٍ حِسانِ الوجوهِ مُطَلَّى بأَلْياطِهِنَّ الجِراحُ وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الظِباءِ. والرَّبْرَبُ: جماعةُ البَقَرِ، وأَكْثَرُها مَا يُقالُ ذَلِك فِي الإناثِ. وقَطِيعٌ مِنْ (184) بَقَرٍ وإِجْلٌ. والفَنَاةُ: البَقَرَةُ، والجمعُ: فَنَوَاتٌ. والَّلأى: البَقَرُ، والواحِدَةُ (185) : لآةٌ. والَّلأَى: الثورُ أَيْضا. وَقَالُوا (186) : هذِهِ بَقِيرٌ وأبْقورٌ وبَيْقورٌ وبَقَرٌ وباقِرٌ. وقالَ الأُرَيْقِطُ: يَومَ بدا شَوْبُكَ من أَكمامِهِ قَفْراً سِوى الباقِرِ أَو آرامِهِ وَقد قِيلَ لجماعَةِ البَقَرِ: بواقِرُ، كأَنَّهُ جَمْعُ باقِرٍ، مِثْلُ حائضٍ وحوائِض. وقالَ الشاعِرُ (187) : سَكَّنْتُهُمْ بالقَوْلِ حَتَّى كأَنَّهُمْ بواقِرُ جُلْحٌ أَسْكَنَتَها المَراتِعْ والأُمْعوزُ (188) : الثَّلَاثُونَ من الظِّباءِ إِلَى مَا زادَتْ. ويُقالُ: قَطِيعٌ مِن ظِباءٍ، وسِرْبٌ مِن ظِباءٍ، ورِجْلَةٌ مِن وَحَشٍ. وأَصْلُ (205) ذلكَ فِي الجَرادِ. وقالَ الشاعِرُ (189) : والعَيْنُ عَيْنُ لِياحٍ لَجْلَجَتْ وَسَناً برِجْلِةٍ من بناتِ الوَحْشِ أَطفالِ
وَقَالُوا فِي مِثْلِ ذلكَ من ذِي الجَنَاحِ: يُقالُ: هَذَا خِيطُ نَعامٍ وخِيطانٌ وخَيْطٌ. وقالَ الأَسْوَدُ (190) : وكأّنَّ مَزْحَفَهُمْ مناقِفُ حَنْظَلٍ لَعِبَ الرِّئالُ بِها وخِيطُ نَعامِ ويُروى: وخَيْطُ نعامِ. ويُقال (191) : قُطيعٌ مِن نَعامٍ، وَرَعْلَةٌ من نَعامٍ. وقالَ الأصمعيّ: الرِّجْلَةُ: القِطْعَة من النَّعامِ أَيْضا. ويُقالُ: مَرَّ بِنا عَرْقَةٌ من طَيْرٍ، إِذا كَانَت مُمْتَدَّةً كالعَرْقَةِ: وَهِي الضَّفيرةُ المَنْسُوجَةُ من خُيوطٍ تُمدُّ على الفُسْطاطِ. ويُقالُ: مَرَّتْ بِنا سُرْفَةٌ مِن طَيْرٍ، وسِرْبٌ ورَعْلَةٌ من طَيْرٍ، والجمعُ: رِعَالٌ: رَعَالٌ ورَعِيلٌ. قالَ طَرَفَةُ (192) : دُلُقٌ فِي غارةٍ مَسْفُوحَةٍ كرعالِ الطَّيْرِ أَسْراباً تَمُرْ ويُقالُ (193) فِي الجرادِ: هَذِه خِرْقَةٌ من جَرادٍ، والجمعُ: خِرَقٌ. وقالَ الشاعرُ (194) : كأَنَّها خِرْقُ الجرادِ تثورُ يومَ غُبارِ ورِجْلٌ مِن جَرادٍ، ورجْلَةٌ من جَرادٍ، وقالَ أَبُو النَّجْمِ (195) يصفُ الحُمر فِي عَدْوِها وتطايُرَ الحَصَى عَن حوافِرِها: كأنَّ بالمعْزاءِ مِن نِظالِها رِجْلَ جَرادٍ طارَ عَن خُذَّالِها
(باب العرق)
والثَّوْلُ: القِطْعَةُ من النَّخْلِ (196) . وذكَرَ عُمَرُ الجرادَ فَقَالَ: (ليتَ لنامنْهُ قَفْعَةً أوْ قَفْعَتَيْنِ) (197) . (بَاب الْعرق) يُقالُ لَهُ من الإنسانِ (198) : العَرَقُ والنَّجَدُ. يُقالُ: نَجِدَ الرجلُ يَنْجَدُ (206) نَجَداً، إِذا سالَ عَرَقُهُ من تَعَبٍ. قالَ النابِغةُ (199) . يَظَلُّ من خَوْفِهِ المِلاَّحُ مُقْتَصِماً بالخَيْزُرانَةِ بَعْدَ الأَيْنِ والنَّجَدِ وقالَ آخَرُ (200) : فقُمْتُ مقَاما خائِفاً مَنْ يَقُمْ بِهِ مِن الناسِ إلاَّ ذُو الجَلالةِ يَنْجَدِ ويُقالُ لَهُ من ذِي الحافِرِ: الصُّوَاحُ. وقالَ ابنُ الأعرابيّ: الصُّوَاحُ للخَيْلِ خاصَّةً. وقالَ الشاعرُ (201) : جَلَبْنا الخَيْلَ دامِيةٌ كُلاها يَسِيلُ على سنابِكِها الصُّوَاحُ ويُقال لَهُ أَيْضا: الحَمِيمُ. وَقَالَ الجَعْدِيّ (202) : كأَنَّ الحَمِيمَ بهَا قافِلاً أشارِيرُ مِلْحٍ لَدَى مُجْرِبِ قَوْله: قافِلاً، أَي يابِساً. والأَشاريرُ: الخَصَفُ، واحِدتُها: خَصَفَةٌ، وَهِي جِلالُ (203) الخُوصِ يُبْسَطُ (204) عَلَيْهَا المِلْحُ. فشَبَّهَ عَرَقَها فِي يُبْسِهِ (205) ببياضِ المِلْحِ المُشَرَّرِ (206) على الخوصِ.
ويُقالُ (207) : [رجل] مُجْرِبٌ، أيْ لهُ إبِلٌ قد جَرِبَتْ. وكذلكَ: رَجُلٌ مُمْرِضٌ، ورَجُلٌ مُصِحٌّ، على ذلكَ الوَزْنِ. والقَرْنِ: حَلْبَةٌ من عَرَقٍ، وجمعُها: قُرونٌ. ويُقالُ: احْلِبْ فَرَسَكَ قَرْناً أَو قَرْنَيْنِ. وقالَ زُهَيْرٌ (208) : نُعَوِّدُها الطِّرادَ فكُلَّ يومٍ تُسَنُّ على سَنابِكها القُرونُ وعَصِيمُ العَرَقِ: أَثَرُهُ إِذا جَفَّ. وكذلكَ عَصِيمُ الهِناءِ، وعَصِيمُ الخِضابِ: أَثَرُهُ. ويجوزُ العَصِيمُ فِي كُلِّ شيءٍ. قالَ الراجِزُ: تَرَى عَصِيمَ البَعْرِ والذِّيارا بكَتِناتٍ لم تكُنْ أَحْرارا الذِّيارُ: البَعَرُ المدقوقُ الَّذِي يُخْلَطُ فِي هِناءِ الإِبِلِ.
: (باب اللعاب من الأسنان وما يقال من مثله في الحيوان) .
وَقَالُوا فِي مِثْلِ اللُّعابِ من الإنسانِ (213) : يُقالُ لَهُ (214) : البُصَاقُ والبُزَاق والبُسَاقُ. وأَنكرها الفَرَّاءُ وقالَ: إنَّما يقالُ: بَسَقَ الشيءُ، إِذا طالَ. ويُقالُ لَهُ: اللُّعَابُ. يُقالُ: لَعِبَ الغلامُ، إِذا سالَ (215) لُعابُهُ. وقالَ لَبِيدُ بنُ أبي ربيعَة (216) : لَعِبْتُ على أَكتافِهِم وحُجُورِهم وليداً وسَمَّوْني مُفِيداً وعاصِما ويُقالُ لَهُ: المَرْغُ أَيْضا. يُقالُ: أَحْمَقُ يسيلُ مَرْغُهُ، وأَحْمَق لَا يَجْأَى (217) ، بِالْجِيم، مِثْلُ: يَجْعَى، مَرْغَهُ: أَي لَا يَمْسَحُ مُخاطَهُ. وأَصْلُ المَرْغِ لذواتِ الأظلافِ والحافِرِ. يُقالُ: أَمْرَغَ يُمْرغُ إمْراغاً: إِذا سالَ مُخاطُهُ. وَهُوَ الغِرْيَلُ (218) أَيْضا. ويُقالُ: الغِرْيَلُ والغِرْيَنُ: مَا (219) بَقِيَ فِي أَسْفَلِ القارورةِ من الدُّهْنِ، وَفِي [أَسْفَلِ] الحَوْضِ من الطينِ. ويُقالُ لَهُ من ذِي الخُفِّ: اللُّغامُ (220) والتُّفَالُ. وقالَ تميمُ بنُ أُبَيّ [بن] (221) مُقْبِلٍ (222) : تَعَرَّضُ تَصْرِفُ أنيابَها ويَقْذِفْنَ فَوْقَ اللِّحاءِ التُّفالا وقالَ [الأَصمعيّ] : أَصْلُهُ فِي الناسِ، وَهُوَ مُسْتَعارٌ هَا هُنا.
: (باب ما يقال في مثل الموت في الإنسان والحيوان)
(208) وَأَخْبرنِي أَبُو نَصْرٍ قالَ: قالَ الأصمعيّ: يُقالُ: سالَ فَمُ الرجلِ (223) سَعابِيبَ ثَعابيبَ (224) ، وَهُوَ أَنْ يسيلَ من الفَمِ ماءٌ مُتَمَدِّدٌ. وَقَالُوا فِي الجُلُوسِ (225) : يُقال (226) : جَلَسَ الرجلُ يجلِسُ جُلُوساً، وقَعَدَ يَقْعُدُ قُعُوداً، وجَذَ وجَثَا يَجْذُو ويَجْثو جُذُوّاً وجُثُوّاً إِذا جَثَا على رُكْبَتَيْهِ. ويُقالُ: رَبَضَ الفَرَسُ والحمارُ وكلُّ ذِي حافِرٍ يَرْبِضُ رُبوضاً، وبَرَكَ البعيرُ يَبْرُكُ بُروكاً. ويُقالُ فِي السباعِ كُلِّها: رَبَضَ السَّبُعُ والكَلْبُ. وقالَ ابنُ الْأَعرَابِي: السِّباعُ والحافِرُ والظِّلْفُ كُلُّه يَرْبِضُ. ويُقالُ: تَحَبَّثَ الطائِرُ تَحَبُّثاً: إِذا تَهَيَّأَ لذَلِك وبَسَطَ جناحَيْهِ (227) . ويُقالُ: جَثَمَ الطائرُ يَجْثِمُ جُثُوماً، وَهِي جاثِمَةٌ. ومَجْثِمُهُ: مَوْضِعَهُ الَّذِي يَجْثِمُ فِيهِ. وقالَ ابنُ الأعرابيّ: يُقالُ: جَثَمَ الطائِرُ، إِذا أَلْزَقَ بَطْنَهُ بالأرضِ. وكذلكَ الرجلُ يُشَبَّهُ بهِ. وَقَالُوا فِي مِثْلِ الموتِ من الإنسانِ (228) : يُقالُ (229) : ماتَ فُلانٌ مُوْتاً، وفَطَسَ يَفْطِسُ فَطْساً، وفَقَسَ يَفْقِسُ فَقْساً، وتَرِزَ (230) ، وَقضى نَحْبَهُ. وَهَذَا كثيرٌ. ويُقالُ لَهُ من ذِي الحافرِ: نَفَقَ الفَرَسُ يَنْفَقُ نُفوقاً، وَهِي لكلِّ شيءٍ مَا خَلا الإنسانَ.
(باب نعوت الناس في السرعة والعدو واختلافه)
وَقَالُوا فِي ذِي الخُفِّ: تَنَبَّلَ البعيرُ [يَتَنَبَّلُ] تَنَبُّلاً (231) ، أَي ماتَ. ولمْ نَسْمَعْهُ إلاَّ فِي البَعِيرِ. ويُقالُ: وَقَعَ فِي المالِ المَواتُ والمُوتانُ، أَي الموتُ. ويُقالُ لكلِّ شيءٍ من الناسِ والبهائمِ كُلِّها: قَدْ ماتَ. (بَاب نُعوتِ الناسِ فِي السُّرْعَةِ والعَدْوِ واختلافِهِ) (232) . [يُقالُ: مَشى الرجلُ يمشي مَشْياً، وَعدا يَعْدو عَدْواً. قَالَ الأصمعيّ: وَمن الْمَشْي: الهميمُ والدَّبيبُ. والهَدْجُ: المَشْيُ الرُوَيدُ. وَقد يكونُ من السُّرْعةِ، وَهُوَ مُشتركٌ، وَقد يكونُ للنَّعامِ أَيْضا. والذَّأَلانُ: المشيُ الخفيفُ. وَمِنْه سُمِّيَ الذئبُ: ذُؤالة (233) . يُقالُ مِنْهُ: ذأَلتُ أَذْأَلُ. والدَّأَلانُ، بالدالِ: مشيُ الَّذِي كأنَّهُ يَبْغِي فِي مِشْيَتِهِ من النَّشاطِ. يُقالُ: دَأَلْتُ (234) أَدْأَلُ دَأَلاناً. فهذانِ مُشْتَركانِ يكونانِ لذَوَاتِ الحافِرِ أَيْضا. والنَّأَلانُ: مِشْيَةُ الَّذِي كأَنَّهُ ينهضُ برأسِهِ إِذا مَشَى يُحَرِّكُهُ إِلَى فَوق مِثْلُ الَّذِي يعدو وَعَلِيهِ حِمْلٌ يَنْهَضُ بِهِ (235) . والتَّرَهْوُكُ: [مَشْيُ] (236) الَّذِي كأَنَّهُ يموجُ فِي مِشْيَتِهِ، وقَدْ تَرَهْوَكَ. والأَوْنُ: الرُّوَيْدُ من الْمَشْي والسَّيْرِ. يُقالُ: أُنْتُ أَؤونُ أَوْناً (237) ، مثلُ: قُلتُ أقولُ قَوْلاً.
والكَتْفُ: المَشيَ الرُّوَيدُ. يُقالُ: مَشَتْ فكَتَفَتْ، وَهُوَ أنْ تُحَرِّكَ كَتِفَيْها. قالَ لبيد (238) : قَرِيحُ سِلاحٍ يُكْتِفُ المشيَ فاتِرُ قالَ الأمويّ: الضَّكْضَكَةُ: سُرعةُ الْمَشْي. وقالَ أَبُو عَمْروِ: الدَّلْجُ: مشيُ الرجلِ بحِمْلِهِ وَقد أَثْقَلَهُ. يقالُ: دَلَجَ يَدْلَجُ (239) . والقَطْوُ: تقاربُ الخَطْوِ من النشاطِ. يُقالُ: قَطَا يَقْطُو، وَهُوَ رَجُلٌ قَطْوانٌ. والإرْزافُ: الإِسراعُ. ويُقالُ: أَزْرَفَ الرجلُ إرْزافاً. والقَبْضُ: مِثْلُهُ. يقالُ: رَجُلٌ قَبِيضٌ بَيِّنُ القَباضةِ. والإحْصافُ: أنْ يَعْدُوَ الرجلُ عَدْواً فِيهِ تقارُبٌ، أَخَذَهُ من المُحْصَفِ. والإحْصافُ: أنْ يثيرَ الحَصَا فِي عَدْوِهِ. والكَرْدَحَةُ والكَمْتَرَةُ: كلتاهما من عَدْوِ القصيرِ المتقاربِ الخُطى المجتهدِ فِي عَدْوِهِ. والهَوْذَلةُ: أنْ يضطربَ فِي عَدْوِهِ. وَمِنْه قيل للسقاء إِذا تَمَخَّضَ: هُوَ يُهَوْذِلُ هَوْذَلَةً. والفَدَيان والذَّمَيان: الإسراعُ. يُقالُ: فَدَى يفْدي، وذَمَى يذمي. والحُصاصُ: حِدَّةُ العَدْوِ. يُقالُ: مَرَّ بِنَا وَله حُصاصٌ. الفَرَّاءُ: أَمْتَلَ: يعدو، وأَجْلى: يعدو، وأَضَرَّ وانكَدَرَ وعَبَّدَ: كلُّ هَذَا أسرعَ بعد الإسراعِ. والأَتلانُ: أنْ يُقاربَ خَطْوَهُ فِي غَضَبٍ. يُقالُ: قد أَتَل يأتِلُ. ومِثْلُهُ: أَتَنَ يأتِنُ. وأَنْشَدَ (240) . أَراني لَا آتيكَ إلاّ كأنَّما أَسَأْتُ وإلاّ أَنْتَ غَضْبانُ تَأْتِلُ
وقالَ أَبُو زَيْدٍ: الضَّيَكانُ والحَيَكانُ: أَنْ يُحَرِّكَ مَنْكِبَيْهِ وجَسَدَهُ حِين يمشي مَعَ كَثْرَةِ لَحْمٍ. والضَّفْرُ والأَفْرُ: العَدْوُ. يُقالُ: ضَفَرَ يَضْفِرُ، وأَفَرَ يأفِرُ. وقالَ الأَصمعيّ: الحَتْكُ: أنْ تُقارِبَ الخَطْوَ وتُسْرعَ رَفْعَ الرجلِ ووَضْعَها. والزَّوْزاةُ: أنْ ينصبَ ظهرَهُ ويُسْرِعَ ويُقارِبَ الخَطْوَ. يُقالُ: زَوْزَى يُزَوزي زَوْزاةً. واللَّبَطَةُ والكَلَطَةُ: مَشْي الأَقْزَلِ. والقَزَلُ: أَسوأُ العَرجِ. والتَّفَيُّدُ: التَّبَخْتُرُ. والتَّبَهْنُسُ مِثْلُهُ. والرَّسَفُ والمطباقةُ: مَشْيُ المُقَيِّدِ. والدَّليفُ والدَّهْمَجَةُ: مِشْيَةُ الكبيرِ. والخَنْدَفَةُ والنَّعْثَلَةُ: أنْ يمشيَ مُفاجّاً ويقلِبَ قَدَمَيْهِ كأَنَّهُ يَعْرِفْ بهما شَيْئا. وَقَالُوا فِي مِثْلِ ذَلِك من ذواتِ الحافِرِ: قالَ] (241) (209) الأَصمعيُّ: من المَشْيِ: العَنَقُ، وَهُوَ أوّلُ المشيِ. والتَّوَقُّصُ (242) : وَهُوَ أنْ ينزُو نَزْواً ويُقَرْمِط، يُقالُ: مَرَّ يَتَوقُّص بِهِ فَرَسُهُ. ومِن (243) المَشْيِ الدَّأَلانُ: وَهُوَ مَشْيٌ يُقارِبُ فِيهِ الخَطْوَ وَيسْعَى كأنَّهُ مُثْقَلٌ من حملٍ. ومنهُ الذَّأَلانُ: وَهُوَ [مَرٌّ] خفيفٌ سريعٌ. يُقالُ: مَرَّ يدأَلُ دَأَلاناً، فَإِذا راوحَ بَيْنَ يَدَيْهِ [وَوَضَعَهُما مَعًا] فذلكَ الخَبَبُ (244) . وَإِذا (245) رَفَعَ
[يَدَيْهِ] وَوَضَعَهُما مَعًا فذلكَ التقريبُ. فَإِذا عدا عَدْوَ الثَّعْلَبِ فذلكَ الثعلبِيَّةُ. فَإِذا ارتفعَ حَتَّى يكونَ إحْضاراً قِيلَ: مَرَّ يُحْضِرُ، ومَرَّ يعدو، يُقالُ (246) : عدا الفَرَسُ وأَنا أَعْدَيْتُهُ. ومَرَّ يَعْدُ وويُعْدَى. وَقد رَكَضْتُهُ، بغيرِ ألفٍ. وَلَا يكونُ: رَكَضَ هُوَ، إنّما الرِّكْضُ: تحريكُكَ إيَّاهُ برِجْلَيْكَ أَو بِغَيْر ذلكَ، سارَ هُوَ أَوْ لم يَسِرْ. فَإِذا ارتفعَ فسالَ سَيْلاً قِيلَ: مَرَّ يجْرِي جَرْياً ويُجْرَى. فَإِذا اضْطَرَمَ (247) جَرْيُهُ قِيلَ: مَرُّ يُهْذِبُ إهذاباً (248) ، ومَرَّ يُلْهِبُ إلهاباً. وَإِذا بدأَ (249) العَدْوَ قبلَ أنْ يَضْطَرِمُ قيلَ: قد أَمَجَّ، وَهُوَ يُمِجُّ إمْجاجاً. فَإِذا اجتهدَ قيلَ: قد أَهْمَجَ يُهْمِجُ إهْماجاً. فَإِذا رَجَمَ الأرضَ رَجْماً بينَ العَدْوِ والمَشْيِ الشَّدِيد (250) قيل: رَدَى يَرْدِي رَدَياناً. وقالَ الأَصمعيّ (251) : قُلتُ لمُنْتَجِعٍ (252) : مَا الرَّدَيانُ؟ فقالَ: عَدْوُ الحمارِ بينَ آرِيِّهِ ومُتَمَعّكِهِ. وَإِذا رَمَى بيَدَيْهِ رَمْياً وَلم يرفعْ سُنْبُكَهُ عَن الأرضِ كثيرا قيلَ: مَرَّ يَدْحُو دَحْواً وَهُوَ داحٍ، وَهُوَ أَحْسَنُ مَا يكونث من العَدْوِ. وَإِذا مَرَّ مرّاً سَهْلاً بينَ العَدْوِ الشديدِ واللَّيِّنِ فذلكَ الطَّمِيمُ. يُقالُ: مَرَّ يطِمٌّ طَميماً. وَإِذا وَقَعَتْ حوافِرُ رِجْلَيْهِ مكانَ حوافِرِ يَدَيْهِ (210) قِيلَ: قَرَنَ قِراناً، وَهُوَ فَرَسٌ قَرونٌ (253) .
وَإِذا مَرَّ مرّاً خَفِيفاً قيلَ: مرَّ يَمْزَعُ (254) ويَهْزَعُ ويَمْصَعُ. فَإِذا خَلَطَ العَنَقَ بالَهْلَجَةِ فراوَحَ بينَ شيءٍ من هَذَا وشيءٍ من هَذَا قيلَ: قد ارتجلَ ارتجالاً. ويُقالُ: خَيْرُ جَرْيِ الذُّكون أنْ يَشْتَرِفَ (255) ، وخَيْرُ جري الإناثِ أنْ تَنْبَسِطَ (256) وتُصْغي (257) كعَدْوِ الذِئْبَةِ. وَمن المَشْيِ الكَتَفُ، يُقالُ: كَتَفَ يكتِفُ كَتْفاً، وَهُوَ أنْ ترتفعَ كَتِفاهُ فِي المَشْيِ وَهُوَ يُسْتَحَبُّ. وقالَ الأصمعيّ: حَدَّثني بعضُ أَهلِ العِلْمِ قالَ: صَنُعَ عبدُ الرحمنِ الثَقَفِيّ ابنُ أُمِّ الحَكَمِ أُخْتِ مُعاوِيَةَ وَكَانَ على الكوفةِ، أَلْفَ قارِحٍ، فَدَعَا ابْن أُقَيْصِرَ (258) الأَسَدِيّ فقالَ: أنْظُرْ إِلَيْهَا أَيُّها أَسْبَقُ؟ فنظرَ إِلَى أُنثى فِيهَا فقالَ: هَذِه تَسْبِقُ. وقالَ لفَحْلٍ فِيهَا: هَذَا أِشَدُّ مِنْهَا وأَجْوَدُ، ولكنَّها وَدِيقٌ، وسيجيءُ (259) وَاضِعا (260) جَحْفَلَتَهُ على قَطَاتِها، [فأُرْسِلَتِ الخيلُ فسَبَقَتِ الأُنثى وجاءَ الفَحْلُ وَاضِعا جَحْفَلَتَهُ على قطاتِها] . فقالَ لَهُ: وكيفَ عَلِمْتَ ذلكَ؟ قالَ: إنَّها مَشَتْ فَكَتَفَتْ، وخَبَّتْ (261) فَوَجَفَتْ، وعَدَتء فَنَسَفَتْ. قَوْله: نَسَفَتْ. هُوَ دُنُوُّ السُّنْبُكِ من الأرضِ فِي العَدْوِ. ويُقالُ: الإناثُ تجْرِي بمآخِيرِها والذكورُ بصدورِها. ويُقالُ: (الخَيْلُ تجْرِي على مَسَاوِيها) (262) . يُرادُ بذلكَ أنَّ الفَرَسَ يعدو وَفِيه بعضُ العيوبِ.
ويُقالُ: لَا يَسْبِقُ من غايةٍ بعيدةٍ أَهْضَمُ أبدا. والهَضْمُ: انضمامُ الجَنْبَيْنِ. وهيَ فَرَسٌ هَضْماءُ. ويُقالُ للفَرَسِ إِذا كانَ الجَرْيِ كثير شَدِيدَهُ: إنَّهُ لمِهْرَجٌ، وَهُوَ فَرَسٌ غَمْرٌ، وسَكْبٌ، وبَحْرٌ (263) ، وفَيْضٌ، وحَتٌّ (264) . كُلُّ هَذَا (2119 كَثْرَةُ العَدْوِ (265) . وَإِذا كانَ رَغِيبَ الشَّحْوَةِ (266) ، أَي واسِعَ الخَطْوِ كثيرَ الأَخْذِ من الأرضِ قيلَ: هُوَ ساطٍ من الخَيْلِ. وتقولُ: سطايسطو. وقالَ: لقد منوا بتيجانِ ساطِ ويُقال: إنَّهُ الأباجِلُ بالعَدْوِ. وَهَذَا مَثَلٌ يُرادُ بِهِ: إنء نالَ (267) وَهَى بالعَدْوِ فانْخَرَقَ (268) بالعَدْوِ انخراقاً، وَقَالَ: إِذا قُلْنَ كَلاَّ قالَ والنَّقْعُ ساطِعٌ بَلَى وَهُوَ واهٍ ... ... ... ... . . (269) وَإِذا بَدَأَ الجَرْيَ من غيرِ أنْ يختلِطَ قيل: مَرَّ يَغْلِجُ غَلْجاً وإنَّهُ لمِغْلِجٌ (270) . وَإِذا جَمَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ وَثَبَ [فوَقَعَ] (271) مَجْمُوعَة يداهُ فذلكَ الضَّبْرُ (272) . فَإِذا أَهْوى بحافِرِهِ إِلَى عَضُدِهِ فذلكَ [الضَّبْعُ] (273) ، وَهُوَ فَرَسٌ ضَبُوعٌ. وقالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ (274) :
ضوابِعُ تنوي بَيْضَةَ الحيِّ بَعْدما أذاعَتْ برَيْعَانِ السَّوامِ المُعَزَّبِ وَمِنْهَا: المُكَرِّي (275) ، وَهُوَ الَّذِي كأنّما يتلقَّفُ [بِيَدِهِ فِي الْمَشْي] (276) . وَمِنْه: السَّادِي، ويقالُ: هُوَ يَسْدُو، وَهُوَ الَّذِي يَرْمِي بيَدَيْهِ قدماً، وَهُوَ يُسْتَحَبُّ. وَمِنْه قولُ الناسِ: ازْدُهْ (277) . وَمن الخَيلِ القَطُوفُ، والمَصْدَرُ القِطافُ، وَهُوَ مقارَبَةُ الخَطْوِ. وفيهَا السَّعَةُ، ويقالُ: فَرَسٌ وَساعٌ للذكرِ والأُنثى سواءٌ، وَهُوَ الانبساطُ (278) فِي المَشْيِ وسُرْعَتُهُ. وفيهَا الفَراغَةُ، يُقالُ: فَرَسٌ فَريغٌ. ويُقالُ: مِعْناقٌ فَرِيغٌ، وهِمْلاجٌ فَرِيغٌ، والأُنثى فَرِيغةٌ. والمِعْناقُ فِي الذكرِ والأُنثى سواءٌ، وكذلكَ الهِمْلاجُ، وَكَذَلِكَ القَطوفُ. يُقالُ: أُنثى قَطوفٌ، وهِمْلاجٌ ومِعْناقٌ (279) . والخِنْدِفُ فِي الخَيْلِ وَفِي الحوافِرِ كُلِّها: وَهُوَ أنْ يَقْلِبَ حافِرَهُ إِلَى عَضُدِهِ فَذَلِك (280) الضَّبْعُ. يُقالُ: فَرَسٌ (212) ضَبُوعٌ للذَّكَرِ والأثنى سواءٌ، إِذا كانَ سَلِسَ القِيادِ. ويُقالُ: إنَّهُ لهَوْنٌ من الخيلِ، وإنَّها لهَوْنَةٌ من الخَيْلِ، إِذا كانَ مِطْواعَ القِيادِ، وكانَتْ كذلكَ. ويُقالُ: فَرَسٌ جَرُورٌ، إِذا كانَ ثقيلاً فِي القِيادِ. وخَيْلٌ جُرَرٌ. والذكرُ والأُنثى سَواءٌ.
وَفِي مِثْلِ ذلكَ من ذَوَاتِ الأَظلافِ: الأَصمعيّ (281) : التهويدُ: السَّيْرُ الرفيقُ. والمَلْخُ: السَّيْرُ السَّهْلُ. ومنهُ قِيلَ: امتلختُ الشيءَ، إِذا سَلَلْتَهُ رُوَيْداً. والمَلْقُ نحوُ المَلْخِ: أَبُو زَيْدٍ: الحَوْزُ: السَّوُقُ الرُّوَيْدُ. أَبُو عَمْروٍ: هُوَ الحَيْزُ: السَّيْرُ الرُّوَيْدُ، حزْتُها أَحِيزُه. الفَرَّاءُ: الدَّلْوُ: السَّيْرُ الرُّوَيْدُ، دَلَوْتُها أَدْلُوها دَلُواً، وأَنشَدَ (282) : لَا تَعْجَلا بالسَّيْرِ وادْلُواها لبِئْسَما بُطْءٌ وَلَا نَرْعاها والتَّطْفِيلُ: السَّيْرُ الرُّوَيْدُ أَيضاً. طَفَلْتُها: وذلكَ إِذا كانَ مَعهَا أَطفالُها فرفقوا بهَا حَتَّى يَلْحَقَها الأطفالُ. أَبُو عَمْروٍ: الذَّمِيلُ (283) : اللَّيِّنُ من السَّيْرِ. أَبُو زَيْدٍ: البَسُّ والبَشْكُ جَمِيعًا السَّيْرُ، بَسَسْتُ أَبُسُّ، وبَشَكْتُ أَبْشُكُ، وأَنْشَدَ (284) : لَا تَخْبِزا خَبْزاً وبُسَّابَسَّا وجَنِّباها عامِراً وعَبْسَسا والخَبْزُ: السَّيْرُ الشديدُ والضَّرْبُ. والسَّهْوَةُ: اللَّيِّنَةُ السَّيْرِ. والمُكَرِّي: اللَّيِّنُ البَطِيءُ. قالَ القُطَاميُّ (285) : مِنْها المُكَرِّي ومِنْها اللَّيِّنُ السَّادِي
والدَّفِيفُ: اللَّيِّنُ. قَالَ: دَفَّ يَدُفُّ دَفِيفاً ودَفّاً. (213) الأصمعيّ: الحَوْزُ: السَّيْرُ اللَّيِّنُ، وأَنْشَدَ (286) : وَقد نَظَرْتكُمُ اظْماءَ صادِرَةٍ للوِرْدِ طالَ بهَا حَوْزِي و [تَنْساسِي] (287) . التَّنْساسُ: السَّيْرُ السريعُ الشديدُ ... ... ... (288) أَي لثَّا شَيْئا مِن السَّويقِ وغيرِهِ لنرتَحِلَ قَبْلَ أنْ يُدْرِكَنا الطَّلَبُ. تَمَّ كتابُ الفَرْقِ والحمدُ للهِ رَبِّ الْعَالمين وصلّى اللهُ على سَيِّدِنا محمدٍ النبيّ وعَلى آلهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تَسْلِيمًا. وكُتِبَ فِي صَفَر من سَنَةِ (289) سِتِّمائَةٍ نَفَعَ اللهُ بهِ كاتِبَهُ وكاسِبَهُ وقارِئَهُ