الفانيد في حلاوة الأسانيد
السيوطي
الفانيد في حلاوة الأسانيد
حقوق الطبع محفوظة الطبعة الأولى 1420 هـ - 1999 م دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع هاتف:702857 - فاكس: 704963/ 009611 بيروت - لبنان ص ب: 5955/ 14 e-mail: [email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المعتني
بسم الله الرحمن الرحيم مقدّمة المعتني الحمد لله فالق الحبِّ والنوى، والصَّلاة والسَّلام على رسوله إمام الهدى، وعلى آله وأصحابه أهل التُّقى، ومن تبعهم وسار على دربهم ومشى. أما بعد، فهذه رسالة لطيفة فريدة للِإمام الحافظ جلال الدِّين السيوطي رحمه الله، جمع فيها أحاديث نبوية شريفة مما في إسناده لطيفة فريدة: من اتصال سند أهل الإِسلام بنبي الله إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسَّلام، واجتماع صحابة أربعة أو خمسة في سند واحد يروي بعضهم عن بعض، وكذلك اجتماع أربعة صحابيات ثنتان من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وثنتان ربيبتان له في إسناد، ورواية صحابي عن تابعي عن صحابي، ورواية أئمة الفقه المجتهدين أحمد بن حنبل عن الشافعي عن مالك، أو أبي حنيفة عن مالك، أو الشافعي عن محمَّد بن الحسن عن أبي يوسف، أو الشافعي عن مسلم عن ابن جريج عن الثوري عن مالك، ورواية أئمة اللغة المازني عن سيبويه عن الخليل بن أحمد، أو ابن أبي دُريد عن أبي حاتم عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء، ومن اجتمع في إسناده جماعة من الشعراء أو الكُتَّاب أو الخلفاء.
اسم الرسالة
فهذه الرسالة على وجازتها جمعت كل إسناد حوى فرائد، أو انتظم أفراده كالجواهر في القلائد. وكانت مناسبة العمل على تحقيقها والعناية بها اجتماع الشمل بإخوة أحبة في بيت الله الحرام بمكة المكرمة في العشر الأواخر من شهر الخير والبركات رمضان (¬1)، وصَرْف الوقت خلال الاعتكاف بما يفيد وينفع. اسم الرسالة: وقد سمى الحافظ السيوطي رسالته هذه: "الفانيد في حلاوة الأسانيد". والفانيد: اسم نوع من الحلوى، قال المرتضى الزَّبيدي في "تاج العروس" مستدركًا على القاموس 2/ 455: فانيد: نوع من الحلواء يعمل بالنشا، وكأنها أعجمية؛ لفقد فاعيل من الكلام العربي، ولهذا لم يذكرها أكثر أهل اللغة. قلت -أي المرتضى-: وسيأتي في المعجمة -أي فانيذ-، ولكن قال شيخنا -تقي الدِّين الفاسي-: إنه بالمهملة أليق. اهـ. وعند ذكر الفيروزأبادي "الفانيذ" في حرف الذال المعجمة، قال الزبيدي 2/ 574: الفانيذ أهمله الجوهري، وقال الأزهري: هو ضرب من الحلواء معروف، فارسي معرّب بانيد بالدال المهملة، وقد مرَّ أنهم يقولون فانيد بالدال المهملة، وسمَّى الجلال -يعني السيوطي- كتابه "الفانيد في حلاوة الأسانيد" قاله شيخنا. اهـ. ¬
نسخ الرسالة
والخلاصة أن السيوطي نعت كتابه بالفانيد تشبيهًا لأسانيده الفريدة بالحلواء المشهورة (¬1) -في عصره-. نسخ الرسالة: بحمد الله تعالى أولاً ثم بفضل سعي الأخ المحب الشيخ محمَّد بن ناصر العجمي (¬2) تحصَّل لهذه الرسالة أربع نسخ مخطوطة. وهي التالية: 1 - نسخة (أ): وهي نسخة عدد أوراقها 5 أوراق، ولم يكتب في آخرها اسم ولا تاريخ نسخها, ولكن ورد على صفحة العنوان: "في يوم الأربعاء العشرين من شهر جمادى الآخرة سنة تسعمائة ختمت بخير إن شاء الله تعالى". كما جاء بعد اسم الرسالة ما نصه: "إملاء شيخنا خاتمة الحفاظ والمجتهدين جلال الدِّين أبو الفضل عبد الرحمن بن العلَّامة كمال الدِّين السيوطي ... " وناسخها تلميذ المؤلِّف العلَّامة الداوودي صاحب طبقات المفسِّرين. ¬
2 - نسخة (م): وهي نسخة مكتبة الحرم المكي الشريف رقم (756/ 3) أسانيد، حديثة العهد، منسوخة سنة 1308 هـ، وناسخها أبو الفيض عبد الستار الصديقي الحنفي (¬1) بمكة المكرمة، وهو شيخ شيخنا الذي أروي هذه الرسالة عنه كما يتبين من الإِسناد الآتي، عدد أوراقها 7 أوراق. 3 - نسخة (ب): هي نسخة المكتبة الوطنية بباريس مصورة من مركز الملك فيصل بالرياض، رقمها (4588/ 7)، بدون تاريخ نسخ أو اسم ناسخ، وعدد أوراقها 5 أوراق. ¬
التعليق على الرسالة
4 - نسخة (ز): هي نسخة المكتبة الأزهرية [512] 23155 مجاميع، تاريخ نسخها سنة 1064 هـ على يد محمَّد شمس الدِّين بن الحاج إبراهيم الحمصي الشافعي الرفاعي السلمي، وعدد أوراقها 5 أوراق. وقد تمَّت المقابلة أولًا للنسختين (أ) و (م) في الحرم المكي، ثم النسخة (ب)، ثم النسخة (ز) لتأخر الحصول عليهما. وقد تم تجاوز ذكر الفروق بين النسخ لكثرتها وعدم أهميتها إلَّا في مواطن قليلة. التعليق على الرسالة: وبعد أن تمَّت المقابلة للنسخ المخطوطة قمت بتخريج أحاديث الرسالة والتعليق على مواطن منها استكمالًا للفائدة وتحقيقًا للعناية بها. هذا, ولم يكن في النية التطويل في التعليقات ولا سيما تراجم رجال الإِسناد، غير أن اختلاف النسخ وتحريف الأسماء أحوجا إلى ذلك. سندي لهذه الرسالة: أروي هذه الرسالة وسائر مؤلفات الإِمام السيوطي بالإِجازة (¬1) عن شيخنا مسند العصر الشيخ محمَّد ياسين الفاداني المكي، عن المسند الشيخ عبد الستار بن عبد الوهاب الصديقي المكي والمُعَمَّر الكِياهي (¬2) جمعان بن مأمون التنقراني، كلاهما عن المعمَّر الكياهي نووي بن عمر البنتني، عن المعمَّر الشيخ عبد الصمد بن عبد الرحمن الآشي الشهير بالفلمباني، عن المعمَّر عاقب بن حسن الدين بن جعفر الفلمباني نزيل المدينة المنورة، عن ¬
محمَّد بن سليمان الكردي المدني، عن محمَّد سعيد سنبل العمري، عن أحمد بن محمَّد النخلي المكي، عن الشمس محمَّد بن العلاء البابلي، عن أحمد بن خليل السبكي، عن النجم محمَّد بن أحمد الغَيطي، عن الجمال يوسف بن عبد الله الأرميوني، عن المؤلف الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي. وفي الختام أرجو من المولى عزَّ وجَلّ أن يتقبل هذا العمل ويجعله خالصًا لوجهه الكريم، والحمد الله رب العالمين. مصيف بحمدون من جبال لبنان 5 جمادى الآخرة 1420 هـ 15 أيلول 1999 م وكتبه مُحِبُّ السُّنَّة النبويَّة السَّنيّة رمزي سعد الدين دمشقية
ترجمة المؤلف الإمام جلال الدين السيوطي
ترجمة المؤلِّف الإِمام جلال الدِّين السيوطي الإِمام السيوطي أشهر من أن يُعرَّف أو أن يترجَم له، وقد صدر حديثًا عن مجمع اللغة العربية بدمشق كتاب عنوانه "بهجة العابدين بترجمة الحافظ جلال الدِّين السيوطي" لتلميذه الشيخ عبد القادر بن محمَّد بن أحمد الشافعي الشاذلي، فأحببتُ أن أنقل منه ما يتعلق بموضوع علم الحديث، مع مقدمته لترجمة شيخه التي أكثر فيها من التبجيل وبالغ في المديح، غير أنه ساق عباراتها بأسلوب سجع لطيف وترادف فريد. قال رحمه الله: هو سيِّدُنا ومولانا الأستاذ الجليلُ الذي لا تكادُ الأعصار تسمحُ له بنظير، الشيخ الإِمام والحبر الهُمام، شيخُ الإِسلام وارِث علوم الأنبياء عليهم السّلام، فريدُ دهره ووحيدُ عصره، مميمتُ البِدْعة ومحيي السُّنَّة، ويكفي ما وردَ في إحيائها من عظيم المنَّة من قوله عليه السَّلام: "مَنْ أحْيَا سنَّتي فقد أحبَّني، ومَنْ أحبَّني كان معي في الجنَّة" (¬1). العالمُ العلَّامة، البحرُ الفهّامةُ، مُفْتي الأنام، وحَسَنَةُ اللّيالي والأيام، ¬
جامعُ أشتات الفضائل والفنون، المستخرِجُ من غوامضِ مخبّآتها كلَّ درّ مكنون، فاتحُ أقفال مشكلات العلوم، ومحيي مَوات ما اندرسَ منها من المعالم والآثار والرسوم، ختامُ دائرة الحفاظ، وفارسُ المعاني والألفاظ، رحَّالة الزمان، ومجتهدُ الوقت والأوان، آخرُ المجتهدين وبقيةُ الأئمة المجدِّدين لهذه الأمَّة أمرَ الدِّين. أستاذُ الأستاذين، وأوحدُ علماءِ الدين، إمامُ المرشدين، وقامعُ المبتدعة والملحدين، والسيفُ الصارم في قَطْع رقابِ المعاندين، حجَّةُ المناظرين، وإنسانُ عين النَّاظرين، سلطانُ العلماء ولسانُ المتكلِّمين وعمدةُ المعلمين، وهدايةُ المتعلمين، شيخُ الإِسلام والمسلمين والدّاعي إلى ربّ العالمين. إمام المحدِّثين في وقته وزمانه، والفائقُ على نظرائه ومشايخهِ وأقْرانه، والقائمُ بنصرة دينِ الله في سِرّه وإعلانِه، والنَّاصرُ للسُّنَّة الشَّريفة بقلمه ولسانه. مَنْ له اختيارٌ في المذهب وترجيح، واجتهادٌ وتقويةٌ وتصحيح، ومَنْ اجتمعت فيه شروطُ المجتهد وصفاتُه، وكَمُلَت فيه علومُه وآلاتُه، وانفردَ في زمانه بالاجتهاد، وبلَّغه ربُّه غايةَ السؤال والمُراد. خادمُ السُّنَّة الشريفة، وحاملُ ألويتها المنيفة، سلالةُ السَّلف الصالح، وخلاصةُ الخلفِ النَّاجح، متبع السُّنَّة النبوية، ومقتفي الآثار المحمدية. مربِّي المريدين، ومرشدُ السالكين، وعمدةُ المحققين، وقدوةُ النَّاسكين، الورعُ الزاهدُ النَّاصر للشريعة، المجاهدُ الحافظ النَّاسك المجتهدُ المطلق، العالمُ بفنون العلومِ المحقَّقُ منها والمدقَّق، الجامع بين العلمِ والدِّين، والسالكُ سبيلَ السَّادة الأقدمين. كانَ للعلومِ جامعًا، وفي فنونها بارعًا. ومقدّمًا في معرفةِ عِلل الحديث
على أقْرانه، متفردًا بهذا الفن في زمَانه، بصيرًا بذلك، سديدَ النظرِ في تلك المسالك، لا يُشَقُّ له غبارُ، ولا يَجْري معه سواه في مضمار. وكانَ حسنَ الاستنباط للأحكام والمعاني من السُّنَّة والكِتاب، بِنُكَت تسْحَر الألباب وفكر يستفتح له ما يستغلق على غيره من الأبواب، مبرّزًا في العلوم النَقْلية والعقلية والمسالك الأثرية والمدارك النظرية. فهو العالمُ العاملُ المرشدُ المربِّي المكمِّل الكامل، ذو الأخلاق الرضيّة المرضيّة، والأفعال السُنِّية السَّنية، المشهورُ علمُه وإمامتُه وجلالتُه، وزهدُه وورعُه وعفتُه وصيانتُه، المعرِضُ عن الدنيا وعن زينتِها، وعن أهلها ونعيمها ولذَّتها. لم يزلْ طولَ عمره متنزِّهًا في رياضِ العلوم والمعارف، مقتطفًا من أوراقها ثمراتِ الحِكَمِ واللطائف، حريصًا على سلوكِ طريقةِ أهل السُّنَّة والجماعة، مواظبًا على الخير، لا يَصْرِفُ من أوقاتها ساعةً في غير طاعة، محافظًا لأزمانه وأوقاتِه، مقبِلًا على طاعاتِ ربّه وعِباداته، عارفًا بمذاهبِ العلماء المشهورة. حَسَنَ الصِّيتِ والسِّيرة، نيِّرَ القلبِ والسَّريرة، والعلوم الرفيعة، والفنون البديعة، والتصانيف الباهرة الفائقة، والتآليف الزَّاهرة الرَّائقة النَّافعة الحميدة، والجامعة المفيدة، التي انتشرت في غالب الأَقطار، وعمَّ النفعُ بها في أكثرِ الأمصار، وسارتْ بها الركبانُ، واشتهرت بأقاصي البلدان، حتّى صارتْ كالبدرِ في الإِشراق، وتلقّاها النَّاس بالقَبُول في سائر الآفاق. وظهرَ علمُه فيها، وشَهِدَ له به أهلُ الوِفاق والافتراق، وبلغتْ عدةُ ما أثبتَه منها في فِهرست مؤلفاته إلى وقْتِ السِّياق، نحو خمسمائة وخمسين مؤلَّفًا ممَّا رقَّ وراق، وتشرَّفت بكتابته الدفاتر والأوراق.
مؤلفات السيوطي
ومع كثرةِ هذه المصنّفات وغزارةِ هذه المؤلفات، فليسَ لكلَّ واحدٍ منها نظيرٌ، وحقُّه أنْ يُرقم على السّندس بالنضير. فإنَّه رحمه الله انتخبَها بالعلوم القرآنية والتّفْسِيرية والأحاديثِ القَوْلية والفعلية، والقواعد الإِسلامية، والعقائد الإِيمانية واللطائف العِرْفانية، والمعارف الربّانية، والعلوم الأصلية والفَرُعية والدِّينيّة والشرعيَّة والعقليّة والنَقْليّة والعلميَّة والعمليَّة والطبَّيّة والرُّوحانيَّة والجثمانيَّة والأدبيَّة والإِنشائيّة والنثريَّة والشعريَّة واللغويَّة والاصطلاحيَّة. ونشرَ فيها ما كان مطويًّا من الكنوز الخفيَّة، وأتى فيها بغرائبِ الألفاظ السنيّة، وعجائبِ المعاني المرضيّة. مؤلَّفات السيوطي: انفردَ في عصره بغزارةِ العلم ومدِّ الباع، وكثرةِ الحفْظِ وسَعَةِ الاطِّلاع، واستحضار كل تصنيف صنَّفه بينَ عينيه، وكذا كلِّ علمٍ سُئل عنه، ساعةَ وروده عليه، فسبحان مَنْ منحه ومَنَّ عليه، فإنَّ العمرَ يقصر عن إدراك ما وصَل إليه، فقد كان رحمه الله يصنِّف في اليوم الواحد ثلاثَ كراريس ويكتبها بخطِّه الكريم النفيس. وكانَ يُمْلي عليّ من تصنيفه وهو يُطالع الكتبَ وهي منشورة بين يديه، ويأتي بغرائبَ وعجائب من عِنْديّاته يصدّرها بقلتُ، وأنا مسبوقٌ معه في الكتابة لا ألحقُه ولا أصِلُ إليه. وكان رحمه الله كثيرَ النقْلِ حسنَ التصريف مداوِمًا على المطالعة والتصنيف، عارِفًا بآداب التأليف يؤدي الأمانة، ويعزُو كل قولٍ لقائله، ويخرجُ عن عُهْدة كل نقلٍ بنسبته إلى ناقله. وكان مفيدَ العلوم ومبيدَ الهموم وكاشفَ الغُمة عمَّا أشكل من المنطوق والمفهوم، ما تزلزل في جواب أجاب به قط ولا رجع عنه، ولا إلى غيره تحوّل. وكان يقول: ما أجبتُ بجوابٍ إلَّا وأعددتُ له جوابًا بين يدي الله
تعالى إنْ أنا عنه أُسأل. وكانَ إذا أجاب عن مسألةٍ وحصل في ذلك الجواب كلامٌ أو إنكار، أردف ذلك الجواب بعدّة أجوبةٍ على التوالي والتكرار. وقد تصدّى للردّ على مَنْ عارضه أو خالفه من علماء عصره في مؤلفات كثيرة، برهن فيها على صواب قوله، وخطّأ المخالفَ في شامِه ومصره. وقد ألّف في كلِّ فنٍّ من الفنون، وامتحن كل مكلف منه بالدرِّ المكنون، وأتى فيه بما يَبْهَر العقولَ والنّقولَ، وأيّده بالأدلة القاطعةِ، وشيّدَه بالبراهينِ السّاطعة، فعليكَ بمطالعة الفِهرسة المتضمنة لأسماءِ مؤلفاته، لينظرَ في كل فنّ منه ما يعجز الواصفُ عن نعته وصفاته. فألّف في فنّ التفسير وتعلقات القرآن أربعين مؤلَّفًا. وألَّف في فنّ الحديثِ وتعلقاته مائتي مؤلف وخمسَ مؤلفات. وألَّف فيما يتعلّق بمصطلح الحديث ثلاثةً وعِشْرين مؤلَّفًا. وألَّف في فنّ الفقه سبعين مؤلفًا. وألف في فنّ أصُول الفقه وأصول الدين والتصوف ثمانية عشر مؤلَّفًا. وألَّف في فنّ اللغة والنحو والتصريف ثلاثةً وخمسين مؤلَّفًا. وألَّف في فنّ المعاني والبيان والبديع عشر مؤلفات. وألَّف في الكتب الجامعة لفنون عديدة عشر مؤلفات. وألَّف في فنِّ الأدب والنوادر والإِنشاء والعربية سبعين مؤلَّفًا. وألف في فنّ التاريخ ثلاثين مؤلَّفًا. هذه المؤلفاتُ هي التي كُتبتْ وشاعتْ وانتشرتْ وذاعت. وأما ما غسلَه من مصنفاته ومحاه لكونِه صنّفه في البداية، وبعد النهاية ما ارتضاه، فهو أيضًا شيء كثير، بل ولا يوجد لكلِّ واحدٍ مما غسلَه نظير.
عناية السيوطي بعلم الحديث وبراعته فيه
عناية السيوطي بعلم الحديث وبراعته فيه: وكان الشيخُ رحمه الله أعلمَ أهلِ زمانه بعلوم الحديث وفنونِه وأنواعه كلها، حافظًا متقنًا عالمًا عارفًا بصحيحِه وحَسَنِه وضعيفه وأنواعه كلها: غريبِه وموضوعِه، وطرقِه كلّها وشرح معانيه وغريبِ ألفاظه وإعرابه وحلّ مشكله، واستنباط أحكامه، وفِقْهه، وأسماء رجاله وضبطهم وأَنسابهم ومواليدهم ووفياتهم وبلدانهم، وتجريحهم وتعديلهم، وطبقات الرواة ومراتبهم ومعرفة أزمانهم وتواريخهم. له اليد الطُّولى في هذه الأنواع كلها، بل له فيها مؤلف متكفل لا يُحتاج معه إلى غيره. واتّفق لشيخ الإِسلام ابنِ حجر رحمه الله تعالى أنه سُئل عن أشياءَ في الحديث وغيره فأجابَ عن بعضها ولم يُجِبْ عن بقيتها بشيء معتذرًا عنها لعدم الوقوف عليها، فأجابَ عنها شيخُنا رحمه الله بما دلَّ على حفظه وَسِعَةِ اطِّلاعه. وقد خَرقَ اللَّه له انتظامَ العوائد، وأعطاه ما لم يُعْطِ أحدًا في زمانِه من الحفظِ وسرعةِ الاستحضار للعلومِ والفوائد، وساعَده على ذلك بعنايته سبحانه وأمدّه، فكان لا يغيب عن ذهنه شيءٌ ولو طالت المدّة. وكان رحمه الله إذا سُئِل عن مسألةٍ أجابَ عنها بديهةً في الحال. ثم يقولُ للسّائل: الذهنُ خَوّان، أعطِني ذلك الكتابَ الذي يُشير إليه، فيأخذُه ويفتحه في أول مرة، فكأنَّما ذلك الموضع الذي فيه الجواب مُعلّم معه بعلامة. ويقول للسائل: خذ واقرأ، فيجدُ الجوابَ الذي أجاب به كما ذكره بحروفه. سُئل رحمه الله في بعض الدروس عن محفوظ شيخ الإِسلام ابن حجر من الحديث: ما قدرُه؟ وعن محفوظِ الشيخ عثمان الدَّيمي، وعن محفوظ الشّيخ شمس الدين السَّخاوي، وعن محفوظ القاضي قطب الدِّين
الخضيري (¬1)، فأجابَ عن الحافظ ابن حجر بأنه كان يحفظُ ما يزيد على مائتي ألف حديث وذكر تفصيلها. ثم أنصفَ الشيخ عثمان من نفسِه على سبيلِ الأدب معه بأن قال عنه: إنَّه يحفظُ أنسابَ الرجالِ بلا مراجعة وأنا أحفظها بمراجعة. ثم ذكرَ من حفظ الخضيري والسّخاوي ما نسيتُه ولا أستحضره الآن ثم سكت. فقلتُ لشخصٍ هو أخصُّ مني بالِإدْلال على الشيخ: سلْه عن محفوظه هو. فسأله, فقال: أحفظ يا بنيّ مائتي ألف حديث، ولو وجدتُ أكثرَ لحفظته. وكان رحمه الله يقول: أكثرُ ما يوجدُ على ظهرِ الأرضِ الآنَ من الأحاديث مائتا ألف حديث. وربَّما قال: ونيّف، لا يوجد غيرها. قلت: ولعلَّ ذلك القَدْرَ الذي ذكرَه هو الذي أرادَ جمعَه في الكتاب الذي سمّاه "جمع الجوامع" وقصدَ فيه جمعَ الأحاديثِ النبويّة الموجودة على ظهر الأرض بأسرها والحكم على كل حديث منها، فجمع فيه نحوَ مائة ألف حديث أو ما يقاربها في أحدٍ وعشرين جزءًا بخطِّه رحمه الله، واخترمته المنيَّةُ قبل تمامه. قلت: وقد وقفتُ على ورقةٍ صغيرةٍ لطيفةٍ بخطِّه رحمه الله بعد وفاته فيها مكتوب: "الحمدُ لله والصَّلاة والسَّلامُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ رأيتُ في المنام ¬
ليلةَ الخميس ثاني شهر ربيع الأول سنةَ أربعٍ وتسعمائة كأنِّي بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت له كتابًا شرعتُ في تأليفه في الحديث، وهو "جمعُ الجوامع" وقلت له: أقرأُ عليكم شيئًا منه. فقال لي: هاتِ يا شيخَ الحديث". ثم كتبَ بعد ذلك بخطِّه: "هذه البُشْرى عندي أعظمُ من الدنيا بحذافيرِها" وهذا آخر ما فيها. ولم يذكر رحمه الله هذه الرؤيا لأحدٍ في حياته، وإنِّما رأيتُ هذه الورقةَ بعد وفاتِه، فنقلتُها، ونقلها أصحابُه وطلبتُه من بعده. * * *
صفحة الغلاف من نسخة (أ)
الورقة الأخيرة من نسخة (أ)
الورقة الأولى من نسخة (م)
الورقة الأخيرة من نسخة (م)
الورقة الأولى من نسخة (ب)
الورقة الأخيرة من نسخة (ب)
الورقة الأولى من نسخة (ز)
الورقة الأخيرة من نسخة (ز)
[مقدمة المصنف]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى (¬1)، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد؛ فقد سألني سائل: هل روى الإِمام أبو حنيفة عن الإِمام مالك بن أنس رحمهما الله تعالى شيئًا؟ فقلت له: نعم، في حفظي أنه روى عنه حديثين. ووعدته أن أخرِّجهما له، فكتبت هذا الجزء في ذلك ونحوه، مما وقع من الأحاديث في إسناده لطيفة، وسميته: الفانيد في حلاوة الأسانيد ¬
حديث فيه رواية نبينا - صلى الله عليه وسلم - عن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام
حديث فيه رواية نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - عن إبراهيم الخليل عليه الصَّلاة والسَّلام وقد نبَّه عليه النووي في تهذيبه (¬1)، فقال: وقد منَّ اللَّه الكريم، فجعل لنا سندًا متصلًا بخليله إبراهيم. 1 - أخبرني (¬2) شيخنا الإِمام تقي الدِّين الشُّمُنِّيّ (¬3) بقراءتي عليه، قال: أنبأ عبد الله بن علي الكناني (¬4)، أنبأ أبو الحرم ¬
القلانسي (¬1)، أخبرتنا مؤنسة خاتون ابنة الملك العادل أبي بكر بن أيوب (¬2)، أخبرتنا عفيفة بنت أحمد (¬3)، أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله (¬4)، أنبأ أبو بكر بن رِيذة (¬5)، أنبأ سليمان بن أحمد (¬6)، ثنا علي بن الحسين (¬7) بن المثنى الجُهني التُّستري، ثنا محمَّد بن الحارث ¬
الخزار البغدادي، ثنا سيّار بن حاتم، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه عبد الرحمن، عن جده عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"رأيتُ إبراهيمَ الخليلَ عليه السَّلام ليلة أُسرِيَ بي، فقال: يا محمَّد! أقريء أمتكَ مني السَّلام وأخبرهم أن الجنَّة طيِّبةُ التربة، عذبةُ الماء، وأنها قِيعان (¬1) وغراسها قول (¬2): سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلَّا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلَّا بالله" (¬3). * * * ¬
حديث اجتمع فيه خمسة من الصحابة يروي بعضهم عن بعض
حديث اجتمع فيه خمسة من الصحابة يروي بعضهم عن بعض 2 - أخبرني محمَّد بن مقبل (¬1) الحلبي إجازة مكاتبة، عن أحمد بن عبد العزيز (¬2) ومحمد بن علي الحراوي (¬3)، كلاهما عن الحافظ شرف الدِّين الدمياطي (¬4): أنبأ الحافظ يوسف بن ¬
خليل (¬1)، أنبأ ذاكر بن كامل، أنبأ أبو زكريا يحيى بن أبي عمر الأصبهاني، أنبأ عمي أحمد بن الفضل، أنبأ أبو علي الحسين بن أحمد البرذعي، ثنا محمَّد بن العباس الحويزي (¬2)، ثنا محمَّد بن حَيَّان الأنصاري، ثنا الشاذكوني، ثنا سفيان بن عُيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيِّب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن عثمان بن عفان، عن عمر بن الخطاب، عن أبي بكر الصديق، عن بلال رضي الله عنهم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الموت كفارةٌ لكل مسلم" (¬3). * * * ¬
حديث اجتمع فيه أربعة من الصحابة
حديث اجتمع فيه أربعة من الصحابة 3 - أخبرني شيخنا الإِمام تقي الدِّين الشُّمُنِّي بقراءتي عليه، أنبأ عبد الله بن علي الكناني، أنبأ علي بن أحمد العُرْضي (¬1)، أخبرتنا زينب بنت مكي (¬2)، أنبأ حنبل بن عبد الله (¬3)، أنبأ أبو القاسم ابن الحُصَين (¬4)، ¬
أنبأ أبو علي التميمي (¬1)، أنبأ أبو بكر القطيعي (¬2) ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا أبو اليمان (¬3)، أنبأ شعيب, عن الزهري، أخبرني السائب بن يزيد ابن أخت نَمِر (¬4) أن حُويطب بن عبد العزى (¬5) أخبره: أن عبد الله بن السعدي (¬6) قدم على عمر في خلافته فقال له عمر: ألم أُحَدِّث أَنَّكَ تَلِي مِن أعمال النَّاس أعمالًا فإذا أُعطيتَ ¬
العُمَالة (¬1) كرهتها؟! قال: فقلت: بلى. فقال عمر: فما تريد إلى ذلك؟ قلت: إن لي أَفْراسًا وأَعْبُدًا وأنا بخير، وأريد أن تكون عُمَالتي صدقة على المسلمين. فقال عمر رضي الله عنه: فلا تفعل، فإني قد كنت أردتُ الذي أردتَ فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطيني العطاء فأقول: أعطه أفقر مني إليه، حتى أعطاني مرة مالًا، فقلت: أعطه أفقر إليه مني. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خذه فتموَّله وتصدَّق به، فما جاءك من هذا المال وأنت غير مُشْرف (¬2) ولا سائل فخُذْه وما لا فلا تُتْبِعه (¬3) نفسكَ" (¬4). * * * ¬
حديث اجتمع فيه أربع صحابيات ثنتان من أزواجه - صلى الله عليه وسلم - وثنتان ربيبتان له
حديث اجتمع فيه أربع صحابيات ثنتان من أزواجه - صلى الله عليه وسلم - وثنتان ربيبتان له 4 - أخبرني الحافظ أبو الفضل ابن فَهْد (¬1)، أنبأ إبراهيم ابن صدِّيق (¬2)، عن أبي العباس الحجَّار (¬3)، أنبأ أنجب ابن أبي السعادات إجازةً (¬4)، أنبأ أبو زُرعة طاهر بن محمَّد المقدسي (¬5)، ¬
أنبأ محمَّد بن الحسين (¬1)، أنبأ القاسم بن أبي المنذر (¬2)، أنبأ علي بن إبراهيم بن سلمة (¬3)، أنبأ محمَّد بن يزيد القزويني (¬4)، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن زينب ابنة أم سلمة (¬5)، عن حبيبة ابنة أم حبيبة (¬6)، عن أمها أم حبيبة (¬7)، عن ¬
زينب بنت جحش رضي الله عنهنّ أنها قالت: استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مُحْمَرٌّ وجهه وهو يقول: "لا إله إلَّا الله، ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب، فُتح اليوم من رَدْم يأجوج ومأجوج"، وعقد بيده عشرة (¬1). قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم، إذا كَثُرَ الخَبَث" (¬2). * * * ¬
حديث فيه رواية صحابي عن تابعي عن صحابي
حديث فيه رواية صحابي عن تابعي عن صحابي 5 - وبالإِسناد الماضي، إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: ثنا عَتَّاب بن زياد، ثنا عبد الله (¬1)، أنبأ يونس، عن الزهري، عن السائب بن يزيد (¬2)، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القارِيّ (¬3)، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من فاته شيء من وِرْدِه -أو قال: حِزْبه (¬4) - من الليل فقرأه بين صلاة الفجر إلى الظهر فكأنَّما قرأه من ليلته" (¬5). * * * ¬
حديث من رواية أحمد بن حنبل عن الشافعي، عن مالك
حديث من رواية أحمد بن حنبل عن الشافعي، عن مالك 6 - وبالإِسناد إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: ثنا محمَّد بن إدريس الشافعي، قال: أنبأ مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يَبِعْ بعضكم على بَيْعِ بعض" (¬1)، ونهى عن النَّجشِ (¬2)، ونهى عن بيع حَبَلِ الحَبَلَة (¬3)، ونهى عن ¬
المُزَابنة (¬1). 7 - وبه إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي: ثنا محمَّد بن إدريس الشافعي، عن مالك، عن أبي الزناد ومحمد بن يحيى بن حَبَّان كلاهما عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المُلامسة والمُنابذة (¬2). 8 - وبه إلى عبد الله: حدثني أبي، ثنا محمَّد بن إدريس ¬
الشافعي: أنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يبع بعضكم على بيع بعض، ولا يبع حاضر لباد (¬1) " (¬2). 9 - وبه: عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تناجشوا ولا تَلَقَّوْا السِّلَع (¬3) " (¬4). ¬
10 - وبه: عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَطْل الغني ظلم (¬1)، فإذا أُتْبِع أحدكم على مَلِيٍّ فَلْيَتْبَعْ (¬2) " (¬3). 11 - وبه إلى عبد الله، حدثني أبي، ثنا محمَّد بن إدريس الشافعي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، أنه أخبره أن أباه كعب بن مالك رضي الله عنه كان يحدِّث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّما نسمة المؤمن (¬4) طائر يَعْلَقُ في شجر الجنَّة حتى يُرجعه الله [تبارك وتعالى] إلى جسده [يوم يبعثه] (¬5) ". * * * ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
حديث فيه رواية أبي حنيفة عن مالك وهو المسؤول عنه
حديث فيه رواية أبي حنيفة عن مالك وهو المسؤول عنه 12 - أخبرني محمَّد بن مقبل الحلبي (¬1) إجازة، عن الصلاح ابن أبي عمر (¬2)، عن أبي الحسن ابن البخاري (¬3)، عن أبي اليُمْن الكِنْدي (¬4)، ¬
عن أبي بكر الأنصاري (¬1)، عن أحمد ابن ثابت الحافظ (¬2)، أنبأ محمَّد بن علي بن أحمد الصلحي (¬3)، ثنا أبو زرعة أحمد بن [الحسين] (¬4) بن علي الرازي (¬5)، ثنا علي بن محمَّد بن مهرويه (¬6)، ¬
ثنا المُنْسجر بن الصَّلت، ثنا القاسم بن الحكم العُرَني، ثنا أبو حنيفة، عن مالك، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: أتى كعب بن مالك النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن راعية له كانت ترعى في غنمه، فتخوَّفت على الشاة الموت فذبحتها بحَجَر فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأكلها (¬1). * * * ¬
حديث آخر كذلك
حديث آخر كذلك 13 - أخبرني محمَّد بن مقبل إجازة، عن الصلاح ابن أبي عمر، عن أبي الحسن ابن البخاري، عن أبي طاهر الخُشُوعي (¬1)، عن أبي عبد الله البَلْخِي (¬2)، أنبأ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد (¬3)، أنبأ أبو الفَرَج الحسين بن علي بن عبيد الله (¬4)، أنبأ أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان ابن شاهين (¬5) , ثنا محمَّد بن مخزوم بالبصرة، حدثني جدي محمَّد ¬
ابن الضحَّاك بن عمر بن الضحَّاك بن مَخْلَد، ثنا عمران بن عبد الرحيم الأصبهاني، ثنا بكَّار بن الحسن، ثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، عن أبي حنيفة، عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن الفضل، عن نافع بن جبير بن مُطْعِم، عن ابن عباس رضي الله عنهما: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الأَيِّم أحقُّ بنفسها من وَلِيِّها، والبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ وصَمْتُها إقرارُها" (¬1). * * * ¬
حديث فيه رواية الشافعي عن محمد بن الحسن، عن أبي يوسف
حديث فيه رواية الشافعي عن محمَّد بن الحَسَن، عن أبي يوسف 14 - أخبرني عبد الرحمن بن محمَّد النَّحْوي (1) بقراءتي عليه، أنبأ أبو الفَرَج الغزي (¬1)، عن وزيرة بنت عمر (¬2)، أنبأ الحسين بن المبارك (¬3)، أنبأ أبو زُرْعة المقدسي (¬4)، أنبأ أبو الحسن المكيّ ابن محمَّد (¬5)، ¬
أنبأ أبو بكر الحِيري (¬1)، ثنا أبو العباس الأَصم (¬2)، ثنا الربيع بن سليمان المُرادي (¬3)، ثنا محمَّد بن إدريس الشافعي، أنبأ محمَّد بن الحسن، عن يعقوب بن إبراهيم، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم قال: "الولاءُ لُحْمَةٌ كَلُحمَةِ النسب لا تُباع ولا تُوهب" (¬4). * * * ¬
حديث من رواية الشافعي عن مسلم، عن ابن جريج، عن الثوري عن مالك، ففيه بينه وبين مالك ثلاثة أنفس
حديث من رواية الشافعي عن مسلم، عن ابن جُرَيْج، عن الثوريِّ عن مالك، ففيه بينه وبين مالك ثلاثة أنفس 15 - وبالإِسناد الماضي إلى الربيع بن سليمان، قال: أنبأ الشافعي، أنبأ مسلم، عن ابن جريج، عن الثوري، عن مالك بن أنس، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن سعيد بن المسيب، عن عمر وعثمان أنهما قَضَيَا في المِلْطَاة (¬1) بنصف دِيَة المُوضِحَة (¬2). * * * ¬
حديث فيه رواية المازني عن سيبويه، عن الخليل بن أحمد
حديث فيه رواية المازني عن سيبويه، عن الخليل بن أحمد 16 - وبالإِسناد الماضي إلى أحمد ابن ثابت (¬1)، أنبأ أبو المظفَّر هَنَّاد بن إبراهيم النسفي، سمعت أبا محمَّد عبد الله بن محمَّد الجوزجاني بها يقول: سمعت أبا عمر محمَّد بن الحسين بن عمران البغدادي، يقول: سمعت محمَّد بن عبد الله بن حُلَيس، يقول: سمعت أبا عثمان بكر بن محمَّد المازني، يقول: سمعت سيبويه، يقول: سمعت الخليل بن أحمد العَرُوضي، يقول: سمعت ذرًّا الهَمْدَاني، يقول: سمعت الحارث العُكَلي، يقول: سمعت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أهلُ المعروف في الدنيا هم أهلُ المعروف في الآخرة، وأهلُ المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة" (¬2). ¬
حديث فيه رواية ابن أبي دريد، عن أبي حاتم، عن الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء
حديث فيه رواية ابن أبي دريد، عن أبي حاتم، عن الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء 17 - أخبرتني أم الفضل بنت محمَّد المقدسي (¬1) بقراءتي عليها قالت: أنبأ أحمد بن محمَّد بن نبيل، أنبأ أبو الحسن الواني (¬2)، أنبأ أبو القاسم بن مكِّي (¬3)، أنبأ أبو طاهر السِّلَفي (¬4)، أنبأ أبو طالب ¬
نصر بن الحسين بن محمان قاضي الدِّينَوَر بها، أنبأ أبو سعيد بُندَار بن علي بن الحسين بن الروَّاس، إملاءً، أنبأ أبو الخير زيد بن رفاعة الكاتب، أنبأ أبو بكر محمَّد بن الحسن بن دريد الأزدي، عن أبي حاتم السجستاني، عن الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء، عن نصر بن عاصم الليثي، عن أبيه قال: سمعت النابغة (¬1)، يقول: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنشدته حتى أتيتُ إلى قولي: أَتيتُ رسولَ الله إذْ جاءَ بالهُدى ... ويتلو كتابًا واضحَ الحقِّ نيِّرا بَلغنَا السماء مجدَنا وجُدودَنا ... وإنَّا لنرجو فوقَ ذلكَ مظهرا فقال لي: "أين يا أبا ليلى؟ "، فقلت: إلى الجنَّة، فقال: "إن شاء الله"، فأنشدته: ولا خيرَ في جهلٍ إذا لم يَكُنْ لَهُ ... حَليمٌ إذا ما أَوردَ الأمرَ أصْدَرَا ولا خيرَ في حِلْمٍ إذا لم يَكُنْ لهُ ... بوادر تحمي صَفْوَهُ أنْ يَكْدُرا فقال لي: "صدقت، لا يفضض الله فاك". ¬
قال: فبقي عمره أحسن النَّاس ثغرًا كلما سقطت سِنُّه عادت أخرى مكانها، وكان مُعَمَّرًا (¬1). * * * ¬
حديث في إسناده جماعة من الشعراء المشاهير
حديث في إسناده جماعة من الشعراء المشاهير 18 - أخبرني أبو الفضل المَرْجاني (¬1) إجازةً، عن أبي هريرة ابن الذهبي (¬2)، أنبأ أبي (¬3)، أنبأ أحمد بن إسحاق (¬4)، ثنا عبد السَّلام بن سهل، أنبأ شهردار بن شيرويه (¬5)، أنبأ أحمد بن عمر بن البيع، أنبأ حميد بن المأمون، أنبأ أبو بكر الشيرازي، أنبأ أبو بكر عبد الله بن أحمد بن محمَّد الفارسي الشاعر، ثنا أبو عثمان ¬
سعيد بن زيد بن خالد مولى بني هاشم الشاعر، ثنا عبد السَّلام بن رَغبان ديك الجن (¬1) الشاعر، حدثني دِعْبِل (¬2) الشاعر، حدثني أبو نُوَاس الحسن بن هانيء الشاعر، حدثني والبة بن الحُبَاب الشاعر، حدثني الكُمَيْت بن زيد الشاعر، حدثني خالي الفرزدق الشاعر، حدثني الطِّرِمَّاح (¬3) الشاعر، قال: لقيتُ نابغة بني جعدة الشاعر، وقلت له: لقيتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، وأنشدته قصيدتي التي أقول فيها: بَلغنَا السماء مجدَنا وجُدُودَنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا قال: فرأيت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تغيّر وبدا الغضب فيه، فقال: "إلى أين يا أبا ليلى؟ "، فقلت: إلى الجنَّة يا رسول الله. فقال: "إلى الجنَّة إن شاء الله" (¬4). * * * ¬
حديث في إسناده جماعة من الكتاب
حديث في إسناده جماعة من الكُتَّاب 19 - وبالإِسناد إلى أحمد ابن ثابت، قال: حدثني أبو طالب يحيى بن علي (¬1) الدَّسكري لفظًا (¬2)، ثنا أبو عمرو ضرارُ بن رافع الضَّبِّي الكاتب الهروي، ثنا أبو الحسن عبد الله بن موسى البغدادي الكاتب، ثنا أبو الحسن علي بن مهدي الفقيه المتكلِّم النَّحْوي الكاتب، ثنا علي بن الفضل بن المزني -وكان كاتبًا أديبًا-، حدثني عبد الله بن أحمد البَلْخِي هو الكعبي المتكلِّم -وكان كاتبًا لمحمد بن زيد-، حدثني أبي، حدثني يحيى بن خالد البغوي الكاتب (¬3)، حدثني عبد الله بن طاهر، حدثني طاهر بن الحسين بن مصعب، حدثني الفضل بن سهل ذو الرياستين (¬4)، حدثني جعفر بن يحيى بن خالد (¬5)، حدثني أبي: يحيى بن خالد بن بَرْمَك، حدثني أبي: ¬
خالد بن برمك (¬1)، حدثني عبد الحميد بن يحيى الكاتب، حدثني سالم بن هشام الكاتب، حدثني عبد الملك بن مروان كاتب عثمان، حدثني زيد بن ثابت كاتب الوحي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كَتبتَ بسم الله الرحمن الرحيم فبيِّنْ السين". أخرجه ابن عساكر في تاريخه (¬2). * * * ¬
حديث في إسناده ستة من الخلفاء
حديث في إسناده ستة من الخلفاء 20 - أنبأني أبو الفضل المرجاني، عن أبي هريرة ابن الذهبي، عن أبي نصر الشيرازي (¬1)، عن جده (¬2)، عن أبي القاسم ابن عساكر (¬3)، أنبأ نصر بن أحمد بن مُقاتل (¬4)، ¬
أنبأ جدي (¬1)، ثنا أبو علي الحسن بن علي الأهوازي (¬2)، ثنا أبو محمَّد عبد الله بن عبد الرحمن بن محمَّد الأزدي، ثنا أبو الطَّيِّب محمَّد بن جعفر بن دُرَّان غُنْدر (¬3)، ثنا هارون بن عبد العزيز بن أحمد العباسي، ثنا أحمد بن الحسن المقري البزار، ثنا أبو عبد الله محمَّد بن عيسى الكِسائي وأحمد بن زهير وإسحاق بن إبراهيم بن إسحاق قالوا: أنبأ علي بن الجَهْم (¬4)، قال: كنتُ عند المتوكل، فتذاكروا عنده الجَمَال فقال: إنَّ حُسْنَ الشَّعْر لَمِن الجَمَال، ثم قال: حدثني المعتصم، حدثنا المأمون، ثنا الرشيد، ثنا المهدي، ثنا المنصور، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جُمَّة إلى شَحْمة أُذنيه كأنها نظام اللؤلؤ (¬5)، ¬
وكان من أَجمل النَّاس، وكان أسمر رقيق اللون (¬1)، لا بالطويل ولا بالقصير، وكان لعبد المطلب جُمَّة إلى شَحْمَة أُذنيه، وكان لهاشم جُمَّة إلى شَحْمة أُذنيه. قال علي بن الجهم: وكان للمتوكل جُمَّة إلى شحمة أذنيه، وقال لنا المتوكل: كان للمعتصم جُمَّة وكذلك المأمون والرشيد والمهدي والمنصور ولأبيه محمَّد ولجده علي ولأبيه عبد الله بن عباس. * * * ¬
وقد تمَّ (¬1) "الفانيد في حلاوة المسانيد"، والحمدُ لله أوَّلًا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا والحمد لله رب العالمين، على يد كاتبه الراجي رحمة ربِّه الخفيّ أبو الفيض عبد الستّار الصديقي الحنفي بمكة المشرَّفة سنة 1308 هجرية (¬2). ¬
قائمة المصادر
قائمة المصادر 1 - الأربعين البلدانية، للسِّلَفي، تحقيق سعد بن عبد الحميد السعدني، دار أضواء السلف- الرياض، 1418 هـ. 2 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبد البر، بحاشية الإِصابة. 3 - الإِصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر العسقلاني، مصورة الطبعة الأولى المغربية 1328 هـ، دار إحياء التراث العربي - بيروت. 4 - الأعلام، لخير الدين الزركلي، الطبعة الرابعة 1979 م، دار العلم للملايين. 5 - أعلام النساء، لعمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة - بيروت. 6 - بهجة العابدين بترجمة الحافظ جلال الدين، لعبد القادر الشاذلي، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق 1999 م. 7 - تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي، مصورة دار الكتاب العربي - بيروت. 8 - تاريخ دمشق، للحافظ ابن عساكر، تحقيق عمر غرامة العمروي، دار الفكر- بيروت، 1415 هـ. 9 - ترتيب مسند الشافعي، لمحمد عابد السندي، مصورة دار الكتب العلمية- بيروت. 10 - تشنيف الأسماع بشيوخ الإِجازة والسماع، للشيخ محمود سعيد ممدوح، دار الشباب للطباعة- القاهرة. 11 - تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر، تحقيق الشيخ محمَّد عوامة، ط 3، 1991 م، دار الرشيد. 12 - تهذيب الأسماء واللغات، للإِمام النووي، مصورة دار الكتب العلمية - بيروت.
13 - حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصبهاني، مصورة دار الكتاب العربي - بيروت. 14 - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لابن حجر العسقلاني، مصورة الطبعة الهندية، دار الجيل- بيروت. 15 - ذكر أخبار أصبهان، لأبي نعيم الأصبهاني، طبعة ليدن 1931 م. 16 - سنن ابن ماجه، تحقيق محمَّد فؤاد عبد الباقي، مصورة دار إحياء التراث العربي. 17 - سنن أبي داود، تحقيق عزت الدعاس، دار الحديث- حمص. 18 - سنن الترمذي، تحقيق أحمد شاكر ومحمد فؤاد عبد الباقي، مصورة دار إحياء التراث العربي. 19 - سنن الدارمي، مع شرحها فتح المنان، للشيخ نبيل غمري، دار البشائر الإِسلامية، 1420 هـ. 20 - سنن النسائي، مع شرح السيوطي وحاشية السندي، بترتيب الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإِسلامية. 21 - سير أعلام النبلاء، للحافظ الذهبي، تحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة - بيروت. 22 - شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد الحنبلي، مصورة دار الآفاق الجديدة - بيروت. 23 - شرح صحيح مسلم للنووي، بحاشية إرشاد الساري للقسطلاني، مصورة دار الكتاب العربي - بيروت. 24 - صحيح البخاري، مع فتح الباري، تحقيق محمَّد فؤاد عبد الباقي، مصورة دار المعرفة- بيروت. 25 - صحيح مسلم، تحقيق محمَّد فؤاد عبد الباقي، مصورة دار إحياء التراث العربي. 26 - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، للحافظ السخاوي، مصورة دار مكتبة الحياة - بيروت.
27 - غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجزري، مطبعة الخانجي- مصر، 1351 هـ. 28 - فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني، بعناية محب الدين الخطيب، مصورة دار المعرفة. 29 - اللآليء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، للحافظ السيوطي، مصورة دار المعرفة. 30 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للحافظ أبي بكر الهيثمي، مصورة دار الكتاب العربي. 31 - مسند الإِمام أحمد، مصورة المكتب الإِسلامي - بيروت. 32 - معجم البلدان، لياقوت الحموي، مصورة دار صادر - بيروت. 33 - المعجم الكبير، للحافظ الطبراني، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي. 34 - المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير، للشيخ أحمد الغماري، دار الرائد العربي - بيروت. 35 - المنجم في المعجم، للحافظ السيوطي، تحقيق إبراهيم باجس عبد المجيد، دار ابن حزم - بيروت، 1415 هـ. 36 - الموطأ، للإِمام مالك، تحقيق محمَّد فؤاد عبد الباقي، عيسى البابي الحلبي- مصر. 37 - النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير الجزري، تحقيق طاهر الزاوي ومحمود الطناحي، مصورة دار إحياء التراث العربي. * * *