الغصن الداني في ترجمة وحياة الشيخ عبد الرحمن التنلاني

محمد باي بلعالم

خطبة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحابته والتابعين ورضي الله عن العلماء العاملين ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين. أما بعد فيقول كويتبه: محمد باي بن محمد عبد القادر بلعالم القبلوى الساهلي التواتي الجزائري: لما كانت معرفة تراجم العلماء الأعلام من أجل المهمات ومن أنبل الغآيات وكانت الأمة التي تجهل تاريخ أمجادها وعلمائها وأعلامها أمة متأخرة علما وفكرا وثقافة وعليه فإنني نعرج في هذا البحث الوجيز على التعرف على ترجمة أحد علماء توات الذي عاش في القرن الحادي عشر للهجرة وهو الشيخ العالم الرباني عبد الرحمن بن عمر التنلاني كان من أعلامها ولد فيها ونشأ بين جنابتها وتلقى العلوم من أعلامها وعلى أديمها وقام برحلات علمية خارجها، وحيث أن هذا الشيخ بحر عميق لا يكال بمكيال ولا يوزن بميزان ولا يمكن استقصاء ما اشتملت عليه حياته وكان ما لا يدرك كله لا يترك جله غرفنا غرفة من هذا البحر في هذه النبذة المختصرة واخترنا لها اسم: ـ[الغصن الداني في ترجمة وحياة الشيخ عبد الرحمن بن عمر التنلاني]ـ يتلخص ذلك في اللمحات التالية: * اللمحة الأولى: التعريف بالشيخ عبد الرحمن بن عمر التنلاني من خلال نسبه.

* اللمحة الثانية: في مسقط رأسه تنلان والتعريف بها موقعا وتأسيسا. * اللمحة الثالثة: ذكر بعض الأعلام الذين كانوا متواجدين في مسقط رأسه على سبيل المثال لا على سبيل الحصر. * اللمحة الرابعة: ذكر أولاده. * اللمحة الخامسة: ذكر العلماء الذين أخذ عنهم العلم والكتب التي درسها أو حضر دروسها عندهم. * اللمحة السادسة: ذكر تلامذته الذين تخرجوا من مدرسته على سبيل المثال لا على سبيل الحصر. * اللمحة السابعة: نص الإجازات التي تلقاها من شيوخه. * اللمحة الثامنة: محاورات دارت بينه وبين العلماء الذين تزامن معهم. * اللمحة التاسعة: ذكر مؤلفاته الموجودة لدينا. * اللمحة العاشرة: في رحلاته العلمية خارج الوطن ومن خلالها ذكر وفاته. * اللمحة الحادية عشر: في المرثيات. ثم خاتمة نذكر فيها ارتباطه ببعض علماء أفريقيا وعلماء المدينة المنورة من خلال كتابه مختصر الدر المصون، ومقتطفات من القواعد النفيسة المعروف بنظم المشكل في قواعد المعرب نظم القاضي محمد الأمين الأنصاري الخزرجي التادمكي، وشرح الدكتور علي بن سلطان الحكمي المتوج بتقريظ العلامة الشيخ حماد بن محمد الأنصارى.

اللمحة الأولى في التعريف بالشيخ عبد الرحمن

اللمحة الأولى: في التعريف بالشيخ عبد الرحمن بن عمر التنلانى من خلال نسبه. نسبه: هو الشيخ عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن معروف بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن محمد بن علي بن الحسين بن الحسن بن الحسن بن يوسف بن أحمد بن داود بن محمد بن سلطان بن تميم بن عمر بن ملوك بن موسى بن مدان بن دان بن سكناس بن مغرور بن قيس بن محمد بن محمد بن محمد بن أبان بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف. اهـ. ولعل أن يكون تكرار في هذا العمود النسبي وهذه السلسلة منقولة من مكتبة حفدة السيد أحمد بن يوسف مؤسس تنلان هذا هو المحقق والمضبوط في وثائقهم وفي مؤلفاتهم وقد عثر على وثيقة بخط بعض من العلماء منهم الشيخ محمد عبد الكريم بن محمد التواتي بأن نسبهم يرجع إلى السيد الحسن بن علي وصحح ذلك الشيخ محمد عبد الحق بن القاضي محمد عبد الكريم والسيد محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن البلبالي ومحمد عبد الكريم بن محمد بن عبد المالك البلبالي والسيد محمد بن أحمد الحبيب البلبالي وغيرهم. اللمحة الثانية: في مسقط رأسه تنلان والتعريف بها موقعا وتأسيسا كان مسقط رأس الشيخ عبد الرحمن بتنلان وهي إحدى قصور تيمي في الشمال الشرقى لمدينة أدرار لها تاريخ مجيد في نشر العلم والثقافة بل هي مزرعة المعرفة في الصحراء الجزائرية في العصور الماضية ولقد كان رجالها من بين رجال توات يتصفون بالجد والاجتهاد والنشاط ونشر العلم والارتحال من أجل تعليمه وتعلمه حتى أصبحت في القرن الحادي عشر للهجرة مركز إشعاع انعكست أنواره على الصحراء الكبرى والبلاد الشرقية والغربية بل في جميع نواحي أفريقيا.

اللمحة الثالثة: في ذكر بعض الأعلام الذين كانوا متواجدينفي مسقط رأسه تنلان

تأسست تنلان الجديدة والتي تعرف الآن بتنلان في الخمسينات أواسط القرن الحادي عشر للهجرة أما تنلان القديمة التي كان يسكنها الشيخ مولاي سليمان بن علي كما ذكر الشيخ البكراوى في تاريخه من أنه حل بها مولاي سليمان في مستهل جمادى الأخيرة سنة إحدى وسبعين وخمسمائة للهجرة فأضافه أهلها وأكرموه- إلى أن قال- وكان بتنلان قبائل شتى فلا يسمع لهم إلا الشيخ فلان وفلان، وبها أيضا القراء والولاة وأهل الشوكة .. الخ فهذه القرية المذكورة ليست هي المقصودة ولكن أطلق هذا الإسم على تنلان الموجودة الآن والتي أسسها الشيخ المحترم السيد أحمد بن يوسف على تقوى من الله ورضوان فكانت رزق الله الواسع والنور الساطع. اللمحة الثالثة: في ذكر بعض الأعلام التي كانت متواجدة في مسقط رأسه تنلان على سبيل المثال لا على سبيل الحصر. لقد كانت قرية تنلان مركز إشعاع علمي انبثقت منها العلماء الأعلام والفقهاء والقضاة والأدباء وحفظة القرءان وحملة الشريعه للبلدان والرحالة فاشتدت لها الرحال واشتدت منها وارتبطت بغيرها من قصور توات أخذا وعطاء وإيرادا وتصديرا، ولقد نوه الكثير من المؤرخين والعلماء برجال تنلان في الوثائق والتراجم والإجازات والكتب وحفظ لهم التاريخ ثروات علمية هامة في الثقافة وعلم الشريعة وفنون كثيرة ومميزات رائعة. ومن أعلام هذه البلدة الشيخ سيد احمد بن يوسف مؤسسها المولود بأولاد ونقال سنة (1002) والمتوفى سنة (1058) وأخوه الشيخ معروف جد المعرف به.

الشيخ عمر الأكبر

ولنذكر بعض الأعيان من علماء تنلان على سبيل المثال لا على سبيل الحصر: فمنهم العلامة الكبير الشيخ عمر الأكبر المزداد سنة 1098 هـ المتوفى سنة 1152 هـ بتنلان والعلامة الجليل الشيخ أبو الأنوار بن عبد الكريم المزداد سنة 1077 هـ بتنلان والمتوفى بأولف سنة 168 أهـ والسيد الشاذلى بن الشيخ عمر المتوفى بفاس في المغرب الأقصى سنة 1173 والشيخ عمر بن عبد الرحمن الأصغر المزداد بتنلان سنة 1152 هـ دفين المهدية المتوفى سنة 1221 هـ، الشيخ بوزيان بن عبد الرحمن، السيد عبد القادر بن عمر بن عبد الرحمن المتوفى بتنلان سنة 1265 هـ مؤلف الدرة الفاخرة في ذكر المشائخ التواتية، السيد عبد الرحمن بن إدريس مؤلف الرحلة إلى الجزائر التي ذكر فيها بعض الأحداث والوقائع التي شاهدها في العاصمة الجزائرية في عصر الاحتلال، السيد إدريس بن عمر بن عبد القادر المتوفى سنة 1182 هـ، السيد عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن المتوفى سنة 1240 السيد عبد القادر بن التقي بن عبد الرحمن، أخوه الشيخ عبد الكريم بن التقي المنتقل لأقبلي، السيد عبد الله بن محمد البركة المتوفى سنة 1260 بأولاد ونقال، عمر الشيخ بن عبد القادر بن محمد الشافعي المتوفى سنة 1322، محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن. ومع شهرة الشيخ عبد الرحمن بن عمر فإن تاريخ ميلاده لم يكن مضبوطا ويظهر أنه كان في العقد الثالث من القرن الثاني عشر للهجرة، وقد ذكر في القواعد النفيسة أن مولده خلال 1121 ولا أدري المرجع الذي أخذ منه هذا التاريخ بالضبط. كان رحمه الله علما من الأعلام وداعية من الدعاة للإسلام فصيح اللسان رحب الجنان مع عفة وصيانه. ووقار وديانة. ذا فهم ثاقب. ورأي صائب.

اللمحة الرابعة أولاد المترجم له

اللمحة الرابعة: أولاده. المعروف من أولاد العلامة الشيخ سيدى محمد الذى كان خليفة لوالده والمزداد بتنلان سنة 1151 هـ والمتوفى سنة 1233 هـ بأولاد علي من قصور تيمى كانت له اليد الطولى في العلم والإفتاء، وقد أخذ الإجازة عن الشيخ سيدى احمد بن عبد العزيز الهلالي وكانت بينهما مراسلات من بينها هذه الرسالة التى بعث بها إليه الشيخ الهلالي وهي مذكورة في غنية المقتصد السائل فيما حل بتوات من النوازل نصها: الفقيه النجيب الحبيب بن الحبيب الأغر الأبر، سيدي محمد بن عبد الرحمن بن عمر، عمر الله قلبه بأنوار المعارف، وأيده بأنواء العواوف، سلام على مقامكم الأغر، ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد: فإن تأخر جوابكم ليس لعدم الاهتبال، ولا لغروب حقوقكم على البال، لكن لأعذار تعذر الآن تفصيلها، يعز معها تحرير المسائل وتحصيلها، وقد مرت ملاقاتي لحامله على عجل، فزبرت هذه الحريفات على خجل، وقد فرحت وحمدت الله على حسن فهمك واعتنائك، وحرصك على اقتطافك ثمار التحقيق واجتنائك، وتفرست فيك أن ستكون إن شاء الله إماما، للواء العلم حاملا، وتمثلت بقول القائل: إن الهلال إذا رأيت نموه ... أيقنت أن سيكون بدرا كاملا حقق الله فيك الأمل، وأبلغك الدراجة العليا من العلم والعمل، وها أنا ذا كاتب للسيد الوالد في أمرك، بارك الله في عمره أو عمرك، والموكد به عليك أن تجد كل الجد في اقتباس العلم والعمل به، فإن من طلب وجد، وجد ما قد جد في طلبه، وأن تخلص لي من دعائك بتنوير أعماق قلوبنا القاتمة، وسر وارد الآثام بالمغفرة العامة، وحسن الخاتمة.

هذا ولم يحضر الآن معي كتابك المتضمن للأسئلة فأجيب عنها لكي ألمع لك على مقتضى العجلة بجواب ما تذكرت منها فأما تقييد قول المتن وسمى الشهود وإلا نقض بغير العدل فالصواب ما رأيتم من عدم اعتباره لأن العلة وهي إرجاء الحجة للغائب قائمة في حكم العدل لغيره، نعم التفصيل يبين المشهور بالعدالة وغيره جار في الحكم على الحاضر لأن تسمية الشهود في غير المشهور بها أسلم لعرضه وأبعد له عن الاتهام بكونه حكم بلا بينة والمشهور بها لا تعلق بجانبه ظنة فلا حاجة به إلى التسمية. وأما مسألة من تيمم جنبا لدخول المسجد فله المكث فيه بتيممه ذلك ما لم ينقض لأن التلبس في المسجد بالدخول والمكث عبادة مفتقرة إلى الطهارة الكبرى وقد حصلت بالتيمم فما دام متلبسا بتلك العبادة غير منتقض تيممه لا يحتاج إلى تيمم آخر فمن يقول لا ينتقض التيمم إلا بناقض الوضوء أو زوال العذر الذي أباح التيمم يقول يمكث في المسجد بتيمم الدخول ما شاء ومن يقول ينتقض أيضا بالطول ولو وقع اتصال اشتغاله بالعبادة يقول هنا تجدد التيمم عند الطول وكان بعض شيوخنا يصوب ظاهر المذهب من عدم الاحتياج إلى التجديد عند الطول وقد كانت كتبكم وصلتني وبي رجع البصر ولكم العافيه وبقيت في سجلماسة وهي الآن عني نائية فإذا قضى الله تعالى بوصولها أجبت السيد والدي وإياك إن شاء الله. وكتب لإحدى عشرة خلت من صفر بالزاوية الحمرية أحاطها الله أحمد بن عبد العزيز غفر الله له آمين.

اللمحة الخامسة ذكر العلماء الذين أخذ عنهم

الابن الثاني: السيد عبد الله المتوفى سنة 1221 هـ مع سيدي عومر المهداوي توفي في الشبكة طريق أولف له قصيدة تسمى الحلة الفاخرة في فتح مصر والقاهره. مطلعها: الله أكبر جل الخصب عيانا ..... مقبور بقصر با عبد الله بجانب سيدي عبد الله بن سيدي سليمان بن علي. اللمحة الخامسة: ذكر العلماء الذين أخذ عنهم العلم والكتب التي درسها أو حضر دروسها عندهم. أخذ الشيخ عن علماء عديدة داخل الوطن وخارجه منهم شيخه العلامة أبو حفص عمر بن عبد القادر المتقدم الذكر في لمحة ذكر أعلام تنلان وهكذا الشيخ غالب علماء توات أخذوا عنه ولا يرى له مثيل في العلم. ومن فهرسة الشيخ عبد الرحمن التنلاني يقول عن الشيخ الجنتوري قال لي لما رجع من حجته وقد سألته عن حال من لقي من العلماء فقال لي اختبرت علماء القاهرة والحرمين فلم ألق فيهم من يصل إصبع رجل شيخنا أبي حفص إلا واحدا في علم الحديث لقيه بمكة، ولا بأس أن نذكر مقتطفات من رحلة هذا الشيخ أي الشيخ أبي حفص عمر بن عبد القادر شيخ ومربي السيد عبد الرحمن بن عمر التنلاني صاحب الترجمة والرحلة مشلتملة على أربع وعشرين صفحه بالكتابة الرقيقة بقلم الشيخ عبد الرحمن بن عمر وهي من جملة المخطوطات الموجودة عندنا فمن صفحه: 01 إلى 06 فما كان قبل الحمدلة هو من كلام الشيخ عبد الرحمن وهي قوله: قال الشيخ الإمام العلامة وحيد دهره وفريد عصره الجامع بين الحقيقة والشريعة شيخنا أبو حفص سيدي عمر بن سيد الحاج عبد القادر التواتي برد الله ضريحه وأسكنه من الفردرس الأعلى فسيحه بمنه وفضله آمين. اهـ.

تاريخ سفره لمدينة فاس

الحمد لله الذي شرف العلم وجعل له أهلا، والصلاة والسلام على من طاب فرعا وأصلا، وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار، وبعد فقد كنت في حال صغري مشغوفا بالعلم مولعا بطلبه ومشتغلا بقراءة الشيخ خليل وألفيه ابن مالك مقبلا على ذلك متشوفا إلى شيخ يحل لي ألفاظهما ويوقفني على معانيهما فلم ينقق لي ذلك لكون البلد شاغرة من العلماء إلى أن شرح الله صدري وتوجهت همتي للسفر لسجلماسة أو لمدينة فاس قصدا لذلك فثنيت عنان عزمتي وصرفت لذلك وجهتي وقد ورد في فضل طلب العلم أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ففي صحيح البخاري عنه (ص): "من سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له طريقا إلى الجنة" وقال (ص) "أفضل الأعمال طلب العلم" وقال عليه السلام: إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يطلب إلى غير ذلك من الأحاديث فسافرت لطلب العلم من توات لمدينة فاس سنة سبع عشرة ومائة وألف وأقمت فيها مشتغلا بالقراءة والإقراء إلى آخر سنة تسع وعشرين ومائة وألف نحو ثلاث عشرة سنة وحين وصلت إليها اشتغلت فيها بالقراءة فقرأت القرءان على الأستاذ الشهير الولي الصالح المتبرك به أبي عبد الله سيدي محمد السالم بن سيدي محمد البرباعي وكان رحمه الله بالمدرسة المصباحية من مدينة فاس مواظبا على تجويد القرءان للطلبة بجامع القرويين من الضحى إلى العصر لا يلهيه شيء عن ذلك إلى أن توفي بعد العشرين ومائة وألف ودفن داخل باب الفتوح من المدينة المذكورة ثم توجهت للعربية فقرأت مقدمة ابن آجروم على الأديب سيدي محمد العربي بن الأستاذ أبي عبد الله محمد بن مقلب الفاسي وقرأتها أيضا

قراءة بحث وتحقيق على الأستاذ النحوى سيدي أحمد السقاط بشرحها الشيخ خالد الأزهري مع حاشية أبي بكر الشنواني عليه وسردت عليه كثيرا منها مما أشكل علي فهمه وكان رحمه الله مولعا بها وكنت أباحثه كثيرا في مواضع منها قرأتها عليه مرارا وقرأت ألفية ابن مالك على جماعة من الأئمة كالعلامة النحوي أبي عبد الله سيدي مهدى بن عبد السلام الحلو الفاسي وكالعالم المتفنن أبى عبد الله سيدي محمد بن عبد الله السجلماسي المجاور في الحرمين، وكالأستاذ النحوي سيدي أحمد السقاط المذكور أولا وكالعالم النحوي سيدى عبد السلام الهروشي وكالفقيه المشارك سيدي إدريس المشاط الفاسي وقر شيئا من توضيح ابن هشام على ألفية ابن مالك على الإمام العلامة المتفنن النحوي سيدى محمد بن عبد السلام بناني الفاسي قرأت عليه إلى قريب من الاستثناء وقرأت لامية الأفعال على الأستاذ سيدي أحمد السقاط المذكور وقرأت جمل المجراد عليه وقرأت شيئا من مغني اللبيب لابن هشام على الإمام العالم العلامة المحقق النحوي بإجماع أهل وقته المتفنن الصوفي أبي عبد الله سيدي محمد بن زكري وحضرت بعضا من التسهيل على الفقيه المشارك سيدي محمد بن حمدون بناني وقرأت الخزرجية في علم العروض على الفقيه الزاهد العامل سيدي محمد الطيب بن سيدي عبد الرحمن بن القاضي الفاسي وعلى الفقيه المشارك سيدى إدريس المشاط السابق ذكره وأخذت علم المعاني والبيان عن العلامة المتفنن سيدي محمد بن عبد السلام بناني السابق ذكره قرأت عليه تلخيص المفتاح مرتين قراءة بحث وتحقيق وأخذت علم الأصول عن جماعة من الأئمة كالفقيه المحقق المشارك

الأستاذ المتفنن أبي العباس سيدى أحمد بن مبارك السجلماسي قرأت عليه جمع الجوامع لابن السبكي وكالفقيه العدل المحقق الأصولي سيدى محمد بن محمد ميارة الفاسي فقرأت عليه جمع الجوامع أيضا لابن السبكي مع شرحه المحلى قراءة بحث وتحقيق وكان رحمه الله يكثر من النقول حال قراءته للكتاب المذكور ويعتني بشرحه المذكور ويفكك ما انعلق من عبارته وينقل كلام أرباب الحواشى عليه كابن أبي شريف وشيخ الإسلام زكرياء واللقاني والعبادى في الآيات البينات وكالإمام الأجل الفقيه البارع المحقق المتفنن المشارك في العلوم شيخ الشيوخ أبي عبد الله سيدي محمد بن أحمد المسناوي الدلائي برد الله ضريحه قرأت عليه كثيرا من لب الأصول للشيخ زكرياء وأخذت علم المنطق عن جماعة كالإمام العلامة شيخ الشيوخ أبي عبد الله سيدي محمد بن أحمد المسناوي المتقدم ذكره قرأت عليه مختصر الشيخ السنوسي في المنطق قراءة بحث وتحقيق وعليه حصلت كثيرا من مسائله وتحقيقاته وكالفقيه أبى عبد الله. سيدى محمد بن عبد الله السجلماسي قرأت عليه مختصر الشيخ السنوسي في المنطق أيضا وقرأت عليه أيضا أرجوزة السلم في المنطق مرارا وكالفقيه المشارك سيدي إدريس المشاط الفاسي المتقدم ذكره قرأت عليه أرجوزة السلم وقرأت علم الكلام على الفقيه الأجل أبي عبد الله سيدي محمد بن عبد الله السجلماسي قرأت عليه المقدمة الصغرى للشيخ السنوسي مرارا وقرأت عليه أيضا العقيدة الكبرى للشيخ السنوسي وعلى الفقيه المحقق المشارك المتفنن أبي العباس سيدي أحمد بن مبارك السجلماسي السابق ذكره قرأت عليه الصغرى للشيخ السنوسي قراءة بحث وتدقيق وقرأتها

أيضا على العالم العلامة الدراك الفهامة النحوي أبى عبد الله سيدي محمد بن زكري الفاسي المتقدم ذكره وأخذت الفقه عن جماعة من الأئمة الذين أدركتهم بمدينة فاس من الفاسيين وغيرهم فقرأت الرسالة على شيخ الشيوخ الإمام أبي عبد الله سيدي محمد بن أحمد المسناوى الدلائي أسكنه الله بحبوح جنته وقرأتها أيضا على العلامة النحوي المتفنن الصوفي أبي عبد الله سيدي محمد زكري وقرأت مختصر الشيخ خليل على الإمام الأجل الفقيه العلامة المشارك المتفنن حافظ مذهب مالك في زمانه بالمغرب أبي عبد الله سيدي الحسن بن رحال المعداني برد الله ضريحه وأسكنه من الجنة فسيحه قرأته عليه مرارا قراءة بحث وتحقيق وقرأته أيضا على شيخ الشيوخ الإمام الفقيه أبي عبد الله سيدي محمد بن أحمد المسناوي الدلائي المتقدم ذكره وحصلت على هذين الشيخين من المسائل الفقهية والفوائد العلمية والتحقيقات البديعية في الفقه وغيره ما لم أحصله على غيرهما لكوني لازمتهما أكثر من غيرهما رحمة الله على جميعهم بل أكثر المسائل التي حصلتها منهما وقرأت أرجوزة ابن عاصم تحفة الحكام على هذين الشيخين قرأته كله على الأول منهما أبي على سيدى الحسن وقرأت أكثره على الثاني شيخ الشيوخ أبي عبد الله وقرأت لامية الزقاق على الأول منهما أبي علي وقرأت شيئا من مختصر ابن الحاجب الفقهي على الثاني وقرأت أيضا النصف الثاني من مختصر الشيخ خليل على العالم المتفنن المشارك أبي العباس سيدي أحمد بن مبارك السجلماسي إلا أياما مرضت فيها فتخلفت عن حضور مجلسه فيه وقرأت أيضا بعضا من المختصر على العلامة المحقق الفقيه المسن القاضي الأعدل أبى عبد الله

سيدي محمد العربي بن أحمد بردلة وقرأت أيضا بعضه على الفقيه سيدي محمد المشاط الفاسي وقرأت المرشد المعين منظومة ابن عاشر على شيخ الشيوخ أبى عبد الله سيدي محمد بن أحمد المسناوي وأخذت الحديث عن جماعة كالإمام العلامة شيخ الشيوخ أبى عبد الله سيدي محمد بن أحمد المسناوي قرأت عليه صحيح البخاري إلا شيئا منه وقرأت عليه بعضا من الأربعين النووية وقرأت عليه كثيرا من ألفية العراقي في اصطلاح المحدثين وأخذت أيضا صحيح البخاري عن الفقيه العلامة أبي علي سيد الحسن بن رحال كثيرا منه قراءة والباقي إجازة وأخذت عنه صحيح مسلم بعضه قراءة وبعضه إجازة وسمعت أيضا بعضا من البخاري على العلامة سيدي محمد بن زكري وعلى أبي العباس سيدي احمد بن مبارك السجلماسي وعلى الفقيه المحدث سيدي علي الحريشي الفاسي وقرأت شمائل الترمذى على الفقيه الأجل سيدي محمد بن عبد السلام بناني وعلى الفقيه الحافظ سيدي محمد بن عبد الله السجلماسي وأخذت كثيرا من التفسير عن شيخ الشيوخ العلامة أبي عبد الله سيدي محمد بن احمد المسناوي وسمعت مواضع منه على الشيخ العلامة الفقيه المتفنن أبي علي سيدي الحسن بن رحال المعداني والباقي إجازة وسمعت بعضا من حكم ابن عطاء على العلامة الصوفي سيدي محمد بن زكري وقرأت المقنع مختصر أبي مقرع في علم التوقيت على الفقيه الأستاذ سيدي محمد بن عيسى وعلى الفقيه سيدى مسعود جموع الفاسي وقرأت روضة الأزهار في علم وقت الليل والنهار على سيدي أحمد بن شنتوف المنجم ولكن لم أتحصل عليه منها على طائل وقرات القلصادي في علم الحساب على

غير واحد كالفقيه الأستاذ سيدي محمد بن عيسى المتقدم وسمعت بعضا من الشفاء للقاضي عياض على الفقيه العلامة سيدي سعيد العميري لقيته بمدينة مكناسة الزيتون وسمعت عليه أيضا هناك بعضا من التفسير، وأما العلامة المحقق الإمام القاضي الأعدل بمدينة مكناسة الزيتون أبو مدين سيدي محمد بن الحسين السوسي والفقيه الأجل العلامة ذو التآليف الشهيرة سيدى احمد بن يعقوب فلم يتفق لي الأخذ عنهما مع أني لقيتهما بالمدينة المذكورة فهؤلاء الشيوخ من الفاسيين وغيرهم هم الذين لقيتهم وأخذت عنهم، أما الفقيه العلامة شيخ الشيوخ أبو عبد الله سيدي محمد بن أحمد المسناوي فكان رحمه الله فاضلا عالما زاهدا محققا مشاركا في الفنون حسن العبارة والبيان عند الإقراء فصيح اللسان يحقق المسائل فإذا شرع في تدريس كتاب وإقرائه فإنه يعتني بتفكيك عبارته وبسطها ويتكلم مع شروحه ويبحث معهم كمختصر الشيخ خليل وغيره وكان يعتني رحمه الله عند تدريسه لمختصر الشيخ خليل بشروحه كالشيخ بهرام والحطاب والمواق والتئتائي والشيخ علي الأجهوري والزرقاني وغيرهم ويضيف إليهم توضيح الشيخ خليل لمختصر ابن الحاجب ويكثر اعتناؤه بالزرقاني فكان يبين مقفله ويوضح مجمله ويقيد مطلقه وينبه على ما فيه من خطاء وغفلة ويبحث معه كثيرا وهذه سيرته رحمه الله في جميع الكتب التي يقرئها للطلبة فتحصل لهم بسبب ذلك فوائد كثيرة وأبحاث نفيسة جليلة غير أنه رحمه الله كان يكره التطويل معه في المباحثة ولا يثبت لها وحين كنا نقرأ مختصر الشيخ خليل على شيخنا الإمام أبي علي سيدي الحسن بن رحال وكان رحمه الله يكثر المباحثة مع الشروح وغيرهم وربما عارض

بعض الفروق التي يذكرونها دفعا لما عساه أن يتوهم من المعارضة بين المسائل كان من ذلك أنه إذا مر على قوله في باب الذكاة وذبح لصنم الخ يبحث في الفرق بينه وبين ما ذبح لعيسى ولأي شيء كان، الأول وهو ما ذبح لصنم يحرم أكله والثاني وهو ما ذبح لصليب أو عيسى يكره فقط مع أن كل واحد منهما ذكر عليه اسم غير الله ويستشكل الفرق الذي ذكره الشيخ علي الأجهوري وغيره وأطال في ذلك فتكلمت في ذلك مع شيخنا أبي عبد الله سيدي محمد المسناوي وفاوضته في المسألة بعد أيام فلم يجبني بمقنع فحملني ذلك على أن قيدت في المسألة كلاما أكثره من مفادات شيخنا الإمام أبي علي سيدي الحسن المذكور ونص ذلك الكلام ينتهي ذلك الكلام في الصفحة: رقم 19 من الرحلة. ومن نفس الصفحة: 19 يقول الشيخ أبو حفص: وأما الفقيه العالم الأستاذ أبو العباس سيدي أحمد بن مبارك السجلماسي فكان علامة حافظا نظارا يطيل في المناظرة لا يكاد ينقطع متفننا جامعا بين المعقول والمنقول والدراية أغلب عليه من الرواية وأكثر دروسه في العلم المعقول يكثر من الحكايات في مجلسه وكان حفظه الله متواضعا صاحب طريقة واسع الصدر مع الطلبة يباحثونه في مجلسه ويثبت لمباحثهم ولا يضجر منها يطيل النفس معهم في ذلك وربما مضى وقت الدرس وهو مع الباحث في مسألة. وأما الفقيه الحافظ أبو عبد الله سيدي محمد بن عبد الله السجلماسي فكان رحمه الله حافظا متفننا مشاركا في العلوم أصله من سجلماسة واستوطن هو وأبوه مدينة فاس وبها نشأ ثم بعد أن حصل العلوم رحل إلى

وفاة سيدي محمد بن حمدون بناني

المشرق فأخذ فيه الحديث عن جماعة ودرس بمصر ثم رجع لمدينة فاس وبقي فيها مدة ثم ارتحل بأهله إلى المشرق واستوطن المدينة الشريفة وبها توفي سنة أربع أو خمس وأربعين ومائة وألف. وأما الفقيه المشارك سيدي محمد بن حمدون بناني الفاسي فكان رحمه الله عالما علامة متفننا للمسائل محققا لها بارعا في الفنون مشاركا فيها يحسن الكلام على المسائل غير أنه رحمه الله كان قليل الإقراء والتدريس وله تآليف مفيدة وتقاييد عجيبة منها شرح خطبة الألفية شرحها شرحا عجيبا حافلا أبدع فيه ما شاء الله ومنها شرح البسملة والحمدلة سماه الفوائد المسجلة في شرح البسملة والحمدلة ومنها شرح الأنصارية في علم الكلام وله تقاييد كثيرة وأسئله وأجوبه دلت على تحقيقه وبراعه فهمه توفي رحمه الله سنة إحدى وأربعين ومائة وألف. وأما الفقيه الاجل سيدي محمد بن محمد ميارة الفاسي فكان رحمه الله عالما متفننا مشاركا في الفنون عالما بصناعة التوثيق ذا فهم ويقظة في العلوم غير أنه رحمه الله كان قليل الإقراء وأكثر إقرائه وتدريسه في العلوم العقلية وهو حفيد مياره شارح العاصمية والزقاقيه وغيرها توفي والله أعلم سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف. وأما الفقيه المحدث سيدي علي الحريشي فكان رحمه الله عالما متواضعا محدثا يغلب عليه علم الحديث وأكثر إقرائه فيه وله تآليف عديدة منها شرح الشمائل، ومنها شرح الشفاء، توفي رحمه الله والله أعلم سنة

أربع وأربعين ومائة وألف. وكنت مع ذلك في أثناء هذه المدة التي أقمت فيها بمدينة فاس أقرأ الطلبة وأدرس لهم في الفقه وغيره فكنت أقرئهم ألفية ابن مالك مرارا مرة بالمدرسة المصباحية لأني كنت ساكنا فيها في أكثر المدة التي أقمتها بمدينة فاس ومرة في جامع القرويين قراءة بحث وتحقيق وأقرأتهم الأجرومية مرارا وأقرأتهم أيضا أرجوزة في السلم في المنطق مرارا قراءة بحث وتحقيق مع التعرض لكثير مما وقع لشارحه سيدي سعيد قدورة حتى قيدوا على تقييدات نفيسة في ذلك وأقرأتهم أيضا مختصر الشيخ السنوسي في المنطق مرارا وأقرأتهم تلخيص المفتاح في علم المعاني والبيان وأقرأتهم جمع الجوامع في علم الأصول لابن السبكي وأقرأتهم أيضا رسالة الشيخ أبي عبد الله محمد بن أبى زيد مرة في المدرسة المصباحية ومرة أخرى في جامع القرويين ولما كثر علي الطلبة جدا وعجزت أن أسمع آخرهم ومن كان في الطرف منهم لكثرتهم اتخذوا لي كرسيا أجلس عليه لأسمع الجميع وكان ذلك الكرسي في الموضع المرتفع من جامع القرويين وراء الخصة الموالية لدرب ابن حيون وبقيت في تدريس خطبة الرسالة في هذه المرة الثانية أكثر من شهرين لأني كنت أطول في نقل كلام الأئمة وشروحها وما يرد عليه من الأبحاث لكون الطلبة طلبوا مني ذلك وكان الطلبة يزدحمون على مجلسي في التدريس ويرغبون فيه لا لكوني أفقه من غيري بل غيري أفقه مني وأحسن ولكن لكوني كنت أوضح لهم المسائل وأفهمها وأبينها لهم جهدي بعبارة سهلة وأختار الفهم والبيان لهم على تحسين العبارة والتأنق فيها بنية خالصة فانتفعوا بسبب ذلك علي انتفاعا كثيرا فالله يحسن نيتنا ويتقبل سعينا،

الإمام مالك وشيوخه وتلاميذته

وأقرأتهم أيضا مختصر الشيخ خليل مرارا مرة بالمدرسة المصباحية التي كنت ساكنا فيها ومرة بجامع القرويين على الكرسي المذكور حين كثر علي الطلبة، وأقرأتهم أيضا صغرى الشيخ السنوسي مرارا وأقرأتهم العقيدة الكبرى له وأقرأتهم شمائل الترمذي وغير ذلك من الكتب التي أخذتها عن المشايخ والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب. ولنذكر سلسلتي في الفقه إلى الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى ورضي عنه ثم إلى ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد ذكر النووي وغير واحد أن هذا من المطلوبات المهمات والنفائس الجليات التي ينبغي للفقيه والمتفقه معرفتها ويقبح به جهالتها فإن شيوخه في العلم آباء في الدين ووصلة بينه وبين رب العالمين وكيف لا يقبح جهل الأنساب والوصلة بينه وبين الكريم الوهاب مع أنه مأمور بالدعاء لهم وبرهم وذكر مآثرهم والثناء عليهم والشكر لهم انتهى نقله الحطاب. فأقول: أخذت الفقه عن الجماعة المتقدم ذكرهم وهم أخذوا الفقه عن جماعة منهم العلامة المحقق الحافظ سيدي محمد القسمطيني والعارف بالله تعالى أبو علي سيدى الحسن بن مسعود اليوسي والفقيه الأجل العلامة العارف بالله تعالى أبو محمد سيدى عبد القادر بن علي بن يوسف الفاسي وولده العلامة أبو عبد الله سيدي محمد بن سيدى عبد القادر والفقيه السيد أحمد بن الحاج وأخذ أبو محمد سيدي عبد القادر بن علي الفاسي عن جماعة منهم العالم العلامة سيدي العربي الفاسي وأبو زيد سيدى عبد الرحمن بن محمد الفاسي وأخذ أبو زيد سيدي عبد الرحمن الفاسي عن جماعة منهم الإمام العالم العلامة المتفنن مفتي فاس وخطيب حضرتها أبو عبد الله محمد بن قاسم القصار القيسي والإمام الحافظ العلامة أبو العباس سيدي أحمد بن علي المنجور وأخذ الشيخ أبو

العباس المنجور عن أصحاب الشيخ ابن غازي كالشيخ الفقيه الإمام العلامة الجامع بين المعقول والمنقول الحاج الخطيب المفتي أبي عبد الله محمد بن ......... بن عبد الرحمن اليسيتني وكالشيخ الفقيه أبي الحسن علي بن موسى المطغري مطغرة تلمسان وكالشيخ الأستاذ الفقيه المحدث أبي محمد عبد الرحمن بن علي القمري ثم الفاسي العاصمي عرف بسقين وكالشيخ أبي محمد الوانشريسي وهم أخذوا عن شيخ الجماعة بالمغرب الإمام ابن غازي وهو أخذ عن الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن قاسم الثوري اللخمي المكناسي ثم الفاسي المفتي بها وبها توفي والثوري أخذ عن الشيخ الفقيه الصالح ابن عمران موسى الجنائي والشيخ أبو عمران أخذ عن الشيخ أبي عمران موسى العبدرسي والشيخ أبو عمران العبدرسي أخذ عن الشيخ الفقيه العبدرسي والعبدرسي أخذ عن الشيخ الفقيه المحقق أبي فارس عبد العزيز القروي قيل وتقييده عن أبي الحسن أصبح التقييدات وأبو فارس أخذ عن الشيخ الفقيه الكبير الإمام أبي الحسن علي بن عبد الحق شارح التهذيب المعروف بأبي الحسن الصغير والشيخ أبو الحسن الصغير أخذ عن الفقيهين الإمامين أبي الوليد راشد الوليدي وأبي إبراهيم الأعرج الورياغلي صاحب الطرر على المدونة وهما أخذا عن شيخهما الفقيه الكبير الإمام الصالح أبي محمد الصالح الهسكوري وأبو محمد الصالح أخذ عن شيوخه الفقيه أبي القاسم والفقيه أبي موسى الماموني والفقيه أبي القاسم بن البقال وهم أخذوا عن الفقيه المحدث الكبير أبي القاسم بن بشكوال وأبو القاسم أخذ عن أبي محمد بن عتاب وأبو محمد بن عتاب أخذ عن أبيه أبي عبد الله بن عتاب وأبو عبد الله بن عتاب أخذ عن أبي محمد مكي وتفقه أبو محمد مكي بابي طالب مكي بن محمد بن مختار القيسي وتفقه مكي بجماعة منهم الشيخ الإمام

سند الشيخ أبي حفص عمر بالشيخ خليل من طريق الإمام أبي العباس المنجور

القدوة الورع جامع مذهب مالك وشارح أقواله أبو عبد الله محمد بن أبي زيد القيرواني وتفقه ابن أبي زيد بجماعة منهم الإمام الزاهد أبو بكر بن اللباد وتفقه ابن اللباد بجماعة منهم الإمام القدوة الزاهد مجاب الدعوة أبو زكرياء يحيى بن عمر بن يوسف البلوي الأفريقي صاحب كتاب اختلاف ابن القاسم وأشهب وتفقه أبو زكرياء يحيى بن عمر بجماعة منهم الإمامان الحجة الزاهد أبو سعيد عبد السلام المدعو سحنون والعلامة القدوة أبو مروان عبد الملك بن حبيب وهما تفقها بجماعة منهم الإمامان القدوة أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم بن خالد العتقي والعلامة الزاهد أبو عمر أشهب بن عبد العزيز واسمه مسكين وهما تفقها بالإمام المجتهد إمام دار الهجرة أبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن الحارث المدني وهو تفقه بجماعة من علماء التابعين منهم ربيعة بن أبي عبد الرحمن ونافع وتفقه ربيعة على أنس وتفقه نافع على ابن عمر وكلاهما ممن أخذ عن سيد المرسلين وإمام المتقين أبي القاسم محمد صلى الله عليه وسلم وعلى سائر النبيئين ويتصل سندنا بالشيخ خليل من طريق الإمام الشهير أبي العباس المنجور أنا أخذنا الفقه عن من سبق ذكرهم من الشيوخ إلى الشيخ المنجور والشيخ المنجور أخذ عن الشيخ الإمام أبي عبد الله اليسيتني وهو أخذ عن الإمامين شمس الدين محمد وأخيه ناصر الدين اللقانيين وهما أخذا عن الشيخ نور الدين أبي الحسن علي السنهوري وهو أخذ عن الشيخ عبادة والشيخ عبادة أخذ عن الشيخ جمال الدين عبد الله الأقفهسي وهو أخذ عن تاج الدين بهرام وتاج الدين بهرام أخذ عن الشيخ خليل رحم الله الجميع بمنه وفضله. وأما سلسلتا في الطريق وهي سلسلة الأنوار فأقول: أخذنا طريقتنا هذه عن الشيخ الصالح العارف بالله تعالى سيدي محمد بن عبد الرحمن

بن أبي زيان القندسي عن سيدي مبارك العزي دفين سجلماسة عن قطب المغرب سيدي محمد بن ناصر الدرعي عن سيدي أبي محمد عبد الله بن حسين الدرعي عن أبي العباس سيدي أحمد بن علي الدرعي الحاجي عن أبي القاسم سيدي الغازي السجلماسي عن أبي الحسن علي بن عبد الله السجلماسي عن أبي العباس سيدي أحمد بن يوسف الملياني عن أبي العباس سيدي أحمد زروق الفاسي عن أبي العباس سيدي أحمد بن عقبة الحضرمي عن أبي الحسن علي عن العراقي عن أبي العباس سيدي أحمد بن عطاء الله الاسكندراني عن أبي العباس المرسي عن أبي الحسن الشاذلي عن سيدي عبد السلام بن مشيش عن سيدي عبد الرحمن جار المصطفى عن سيدي أبي مدين الغوث عن سيدي علي بن حرزهم عن سيدي أبي يعزي عن سيدي ومولاي عبد القادر الجيلاني عن سيدي علي الهواري القرشي عن سيدي أبي الفرج الطرطوشي عن سيدي عبد الرحمن بن تميم عن سيدي أبي بكر الشبلي عن سيدي أبي القاسم الجنيد عن سيدي سري السقطي عن سيدي معروف الكرخي عن سيدي داود الطائي عن سيدي حبيب العجمي عن سيدي الحسن البصري عن مولانا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن قطب الوجود والهادي إلى حضرة الملك المعبود سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى جميعهم وحشرنا في زمرتهم ونفعنا بجميعهم أمين يا رب العالمين. انتهى بخط الشيخ عبد الرحمن التنلاني ثم أردف قائلا توفي مؤلف هذه الرحلة شيخنا الإمام العلامة أحيد دهره وفريد عمره أبو حفص سيدي عمر بن سيدي الحاج عبد القادر التواتي برد الله ضريحه وأسكنه من الفردرس الأعلى فسيحه عشية يوم الأربعاء لثلاث خلون من ربيع الأول سنة ثنتين وخمسين ومائة وألف عبيد ربه تعالى عبد الرحمن بن عمر لطف الله به آمين.

الشيخ سيدي عبد الرحمن الجنتوري نسبه ورحلاته والعلماء الذين اجتمع بهم

ـ[ومنهم]ـ العالم العلامة والمحقق الفهامة الشيخ سيدى عبد الرحمن بن الفقيه سيدي إبراهيم بن سيدى عبد الرحمن المعروف بالجنتوري أصل أسلافه من بلدة تيطاف من توات ثم انتقلوا إلى عين صالح ثم انتقل جده لجنتور من بلاد تجورارين وقد ذكر الشيخ في فهرسته في ترجمة شيخه الجنتوري قرابة عشرين صفحة ذكر فيها رحلته إلى الحجاز ومصر وغيرهما وذكر العلماء الذين اجتمع بهم هذا الشيخ وأخذ عنهم وأخذوا عنه وتعرض لوفاته وأنه توفي اصفرار يوم الأحد الثالث من جمادى الأولى سنة ستين ومائة وألف وكان رحمه الله ملازما للتدريس مدة عمره إلا ما عرض له من السفر والمرض وأنه درس في الحديث والتفسير والموطأ وعمدة الأحكام وغيرهما. أما المؤلفات التى قرأها عليه فهي: الصغرى، والمرشد المعين، والقرطبية، والدرر اللوامع، والأجرومية، وبعض من الألفية. هذا في أول لقاء تم لهما. ثم إن الشيخ الجنتوري رجع لبلده فلما عاد إلى تنلان فرح به الشيخ عبد الرحمن فرحا شديدا ورجع للقراءة عليه فابتدأ ألفية بن مالك من أولها فلما وصل فيها إلى إعراب الفعل ظهر للشيخ الجنتوري أن يعود لبلده فازداد تأسف الشيخ سيدي عبد الرحمن على فراقه وطفق يلتمس الطريق لمواصلة قراءته على هذا الشيخ الذي كان يلاطفه ويحبه ويرشده فاستأذن والديه وشيخه سيدى عمر بن عبد القادر في الرحلة مع الشيخ الجنتوري للقراءة عليه فأذنوا له فرحل معه وقرأ عليه بعضا من المختصر وما بقي من ألفية ابن مالك والحديثين الأولين من الأربعين النووية والجزأين الأولين من مختصر القلصادي في علم الحساب وحضر

من مشايخ الشيخ العلامة الأديب الشيخ الرقابي الكنتي

دروسه في الرسالة القيرونية وغيرها. دامت هاته الرحلة نحو سنة وأربعة أشهر ثم رجع السيد عبد الرحمن إلى مسقط رأسه تنلان فأقام بها خمسة أشهر ثم أعاد الرحلة لجنتور ثانيا فقرأ على شيخه ما بقي من مختصر خليل إلى آخره وسمع منه صحيح البخاري إلا بعض مواضع وسمع منه الشفاء للقاضي عياض ثم رجع لتنلان بعد مضى سنة كاملة عند الجنتوري كانت حافلة بالنشاط والمثابرة على المطالعة والدراسة. ومن مشائخه الشيخ العلامة الأديب الحليم النزيه الأريب السيد عمر بن الشيخ سيدي محمد بن المصطفى الرقادي الكنتي وقد كان رحمه الله على جانب عظيم من التواضع وحسن الخلق وفصاحة اللسان والتكمين في العلم فقها ولغة وكان أول لقاء له بالشيخ عبد الرحمن تم في زاوية تنلان: قال الشيخ التنلاني في فهرسة لقيته في زاوية عم والدي تنلان قدمها على شيخنا أبي حفص لخصومة بينه وبين رجل وكنت قد رأيته قبل ذلك إلا أني لم أجالسه ولم آخذ عنه فجالسته وكنت مشتاقا لعلم اللغة وقد كنت نسخت نسخة من مقصورة ابن دريد وطررتها من شرح ابن هشام اللخمي عليها وكنت أكررها فدخل على المدرسة وهي في يدى فأخذها وجعل يقرئها وكان فصيحا ذا رنة حسنة فرادها لي بفصاحته واستفزني بحسن بصوته وفي أثناء ذلك يستشهد على لغتها بكلام الحريرى في مقاماته لأنه كان يحفظ أكثرها فزادني تعجبا فأقام عندنا يومين لا أفارقه إلا في وقت الضرووة فرجع لبلده فأحزنني فراقه وكاد لقطع نياط قلبي اشتياقه ثم بقيت أياما فاستأذنت شيخنا أبا حفص في زيارة الشيخ ابن عبد الكريم وإنما أريد زيارة سيدى عمر المذكور واستأنس به ما أمكنني فقدمت عليه

الشيخ أبو العباس سيدي أحمد بن صالح السوقي التكروري

ففرح بي فأقمث عنده سبعة أيام فألفيته مع طلبة بلده في غاية الاجتهاد بالتحصيل والمذاكرة يدرس من الضحى إلى قرب الظهر ويسمع صحيح البخاري مع شرحه القسطلاني يقرأ بابا من المتن ويتبعه بالشرح إلى العصر ويدرس بعد صلاة العصر إلى قرب المغرب وبعد المغرب يقرأ التصريح لشيخ خالد الأزهري فأعجبني ذلك وأنساني أهلي ومالي الخ ما ذكره من أنه أسند إليه مهمة التدريس بمدرسته وما ذكره من أخلاقه الطيبة. ـ[ومنهم]ـ العلامة الحافظ والأستاذ الناصح أبو العباس سيدى أحمد بن صالح السوقي التكروري التقى به الشيخ في مدينة أروان أثناء رحلته مع الشيخ سيدى عمر الرقادي فقرأ عليه الخزرجية في علم العروض لكنه لم يكملها وصل فيها إلى البحور ثم رجع لتنلان وعندما أعاد الرحلة لأروان أتم الخزرجية على الشيخ سيدى أحمد وابتدأ ألفية العراقي فقرأ عليه نصفها وحضر دروسه في غير ما ذكر وحصل له به انتفاع كثير وكان سيدي أحمد المذكور رجلا حسن الخلق حليما صبورا كريما يداعب طلبته ويصبر على جفاء الجفاة وكان يجل الشيخ سيدى عبد الرحمن ويبجله ويكرمه وعندما رأى نشاطه في تحصيل العلم وحرصه عليه جعل له وقتا خاصا به للإقراء وذلك لأن وقت التكريس ضيق جدا عند هذا الشيخ لكثرة طلبته. ومن مشائخه الفقيه النزيه والحبر النبيه الشيخ طالبن بن القاضي السيد الوافي بن طالبن لقيه سيدي عبد الرحمن التنلاني في أرواق وجالسه واستفاد منه واستجازه في العلوم فاجازه. ـ[ومنهم]ـ الشيخ السيد الحاج عبد الرحمن بن محمد التواتي التماوى الذي كان آية في حفظ القرءان الكريم الحفظ المتقن وكان يحفظ قراءة السبعة

ومن شيوخه أبو عبد الله سيدي محمد بن علي الدرعي ثم الأكتاوي ثم الأمساني

القراء على طريق الشاطبية متقنا للرسم والضبط وصنعة الأداء لا يتوقف فيها ولا يتلعثم التقى به الشيخ المعرف به في بلدته بتوات فأخذ عنه مقرأ الإمام نافع على طريق الشاطبية وقرأ عليه الدرر اللوامع وصدرا من حرز الأماني وحضر إقراءه لمورد الظمئان واستفاد منه فوائد جمة. ـ[ومنهم]ـ أبو عبد الله سيدي محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم الدرعي ذكره الشيخ في فهرسته وترجم له بقوله: شيخنا العلامة الرحلة. الراوية الفقيه المحدث والأديب أبو عبد الله سيدي محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم الدرعي ثم الأكتاوي نم الأمساني من ذرية القاضي كان حفظه الله عالما منصفا متواضعا حليما لقيته ببلاد زجل لما قفل من الحج فجالسته فاستفدت منه وحضرت إقراءه في السلم وورقات إمام الحرمين وقرأت عليه أوائل الصحيحين والشفا والجامع الصغير والشمائل وغيرها واستجزته فأجازني. ـ[ومنهم]ـ سيدي محمد المكي بن السيد صالح السجلماسي ثم اللمطي كان أستاذا حافظا لكتاب الله يقرأه بالسبع وله مشاركة في الفقه وغيره استفاد الشيخ منه في علم الأداء فقط. ـ[ومنهم]ـ العلامة الأريب والفاضل النجيب الشيخ سيدي صالح بن محمد الغماري السجلماسي ثم اللمطي وكان شقيقا للإمام الشيخ سيدي أحمد الحبيب السجلماسي وقد شخص إليه الشيخ سيدي عبد الرحمن التنلاني من تنلان إلى سجلماسة للتبرك به والاستفادة منه هو والشيخ سيدي أحمد بن عبد العزيز الهلالي فقرأ على السيد صالح القرءان الكريم كله وطلب منه الأجازة فيه.

الشيخ سيدي محمد بن أب المزمري المولود بآولف المتوفى بقرارة تيميمون

ـ[ومنهم]ـ النجم الأزهر والإمام الأشهر علامة زمانه ونادرة أوانه الشيخ سيدى أحمد بن عبد العزيز الهلالي صاحب التآليف العديدة والنصائح المفيدة حضر الشيخ الصرف به مجلسه واستفاد منه استجازة فأجازه إجازة شاملة جامعة لما تفرق في غيرها من الإجازات. ومن مشايخ الإمام سيدي عبد الرحمن بن عمر الشيخ سيدي محمد بن أب المزمري الذي كان من العلماء الأعلام والعباقرة العظام، ولد بأولف في قرية تسمى أولاد الحاج بدائرة أولف ولاية أدرار في العقد الأخير من القرن الحادي عشر للهجرة قضى حياته في العلم طلبا وتعليما وهو العالم الوحيد الذي ربط ما بين مناطق توات الثلاث فكان مولده بأولف من تيدكلت وتلقى العلم وقام بالإمامة والتعليم بتوات الوسطى وكانت وفاته بقرارة حيثما توفي بمدينة تيميمون كان رحمه الله شاعرا بليغا لغويا تصريفيا عروضيا رائق الخط وكان يعرف بصاحب الجولان فلقد جال في المغرب الأقصى وفي مالي مثل تنبكتوا وأروان إلى غير ذلك من البلدان التي كان يجوبها طلبا للاستفادة والإفادة ألف عدة مؤلفات في فنون متنوعة من العلم وخلف أشعارا كثيرة لو جمعت لكانت ديوانا ضخما وله مميزات في الشعر لم يظفر بها غيره من الشعراء نذكر منها الأبيات العشرة التى تقرأ من اليمين إلى اليسار وبالعكس مطلعها: أدر كلام كابر … رباك مالك ردا أدب وكف أرسنا … إن سر إفك وبدا أخذ عنه الشيخ عبد الرحمن وقرأ عليه من مؤلفاته شرح صغرى الصغرى وأجازه في جميع مؤلفاته كما سيأتي ذلك في لمحة نص الإجازات توفي الشيخ ابن أب رحمه الله في العاشر من جمادى الثانية 1160 هجرية رحمه الله آمين.

اللمحة السادسة ذكر تلاميذ الشيخ عبد الرحمن التنلاثي

اللمحة السادسة: ذكر تلامذته الذين تخرجوا من مدرسته على سبيل المثال لا الحصر. لقد تخرج على الشيخ سيدى عبد الرحمن عدد كبير من العلماء حملوا مشعل الهداية والنور وقاموا بواجب الدعوة إلى الله فكان منهم الإمام والمدرس والقاضى والمؤلف نذكر بعضا منها فنقول: ـ[منهم]ـ العلامة الشيخ سيدى محمد بن سيدى عبد الرحمن وأخوه السيد عبد الله تتلمذا على والدهما وورثا سره وقد أسلفنا أن الشيخ سيدى محمد كان خليفة والده. ـ[ومنهم]ـ العلامة سيدى محمد بن سيدى عبد الرحمن البلبالي مؤلف غنيه الشورى والذي كانت له في العلم والعرفان اليد الطولى درس وأفتى وألف وتولى قضاء الجماعة بتوات ولد سنة 1166هـ وتوفي سنة 1244 هـ. ومنهم الشيخ سيدي عمر التنلاني المعروف بعمر الأصغر. ومن بين الفطاحل الذين تخرجوا على يد الشيخ التنلاني الامام الشهير والقدوة المنير الشيخ السيد محمد بن الشيخ سيدى محمد العالم الزجلاوي الذي كان آية في العلم والحفظ والذكاء وكان يعتمد فتوى شيخه أبي زيد في المعضلات وقد أشار إليه الشيخ بجعل شرح المختصر كما ذكر ذلك في وجيزه حيث قال في افتتاحه: وبعد فهذا شرح لطيف المنزع وجيز المشرع قصدت به إن شاء الله إلى حل ألفاظ المختصر- إلى أن قال- علي أن شيخنا العلامة الصالح الأستاذ أبا زيد بن عمر رحمه الله تعالى قال لي يوما مستفهما هل كنت تقيد على المختصر شيئا؟ فاستعظمت ذلك له فقال لي إن كنث فاعلا فضع الحاشية عليه لا الشرح اهـ من الوجيز

الشيخ السيد محمد بن مالك القبلاوي الفلاني

لابن العالم. درس وأفتى وألف مؤلفات كثيرة منها نوازله التي يقول في افتتاحها وبعد فهذه مسائل في الفقه وفق الله لجمعها من أجوبة والدنا العالم رحمه الله ومعاصره العلامة الفقيه سيدى عمر بن عبد القادر وتلميذه الفقيه المتقن الصالح شيخنا الأستاذ أبي زيد بن بعمر اهـ. وقال الزجلاوي أنه لما ألف ألفية التفسير وألفية الغريب قال له شيخه أبو زيد سيدي عبد الرحمن هذه ينتفع بها كل أحد من عوام الطلبة وتلك مخصوصة بالفقهاء، وذلك أن الشيخ نظم ألفيتين إحداهما في الغريب ومعرفة الوجوه والنظائر من القرءان الكريم والثانية في التفسير جردها عن الغريب بإشارة شيخه سيدي عبد الرحمن اهـ. ـ[ومنهم]ـ العالم العلامة سيدي عبد الرحمن بن سيدي محمد الزجلاوي والشيخ سيدي عمر بن سيدى محمد بن المصطفى وابنه فقد ذكر التنلاني في فهرسته أن شيخه هذا قرأ عليه السلم في علم المنطق وأن ولد الشيخ سيدي عمر قرأ عليه أيضا مختصر خليل في تنلان. ـ[ومنهم]ـ الشيخ السيد محمد بن مالك القبلوي الذي شد الرحال للشيخ قصد القراءة عليه فابتدأ عليه دراسته العلميه قبيل رحلته إلى الديار المقدسة فمكث معه أشهرا ثم شخص الشيخ للديار المقدسة وبقي الشيخ محمد بن مالك بمدرسته مواصلا لدراسته على يد الشيخ سيدى محمد بن سيدي عبد الرحمن خليفة والده ووارث سره، ولما أتم دراسته طلب الشيخ محمد بن مالك من أستاذه الشيخ سيدي محمد أن يجيزه في العلوم جريا وراء عادة السلف من العلماء ثم إنه وجه إليه الطلب بقوله بعد أن كتب نص الإجازة التي تلقاها الشيخ المعرف به من شيخه سيدى أحمد بن عبد العزيز الهلالي:

ومن تلاميذته السيد محفوظ بن محمد

يقول كاتبه المذنب الجاني محمد بن مالك الفلاني هنا انتهى ما وجدت مقيدا عن الشيخين المذكورين رحمهما الله تعالى ورضي عنهما ورزقنا في الدارين التشبث بأذيالهما وأريد من شيخنا نجليهما وخلاصة ودهما ومنبع سرهما خاتمة المحققين النظار المستخرج درر الأفكار أبي عبد الله سيدى محمد لا زالت مآثره تنشأ وتجدد أن يجيزنى بكل ما هنا حسب ما به أجيز وإن كنت لست ممن يسامح لمثله أن يروم هذا المطلب العزيز وأن يعمم لي في كل ما صح له وعنه وأن يزودني بالدعاء الصالح منه جازاه الله عني أحسن جزائه ومتعني وإياه يوم لقائه. فكتب له الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمن التنلاني: الحمد لله صلى الله على سيدنا محمد وآله. الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد فيقول كاتبه سدده الله إن ممن شاركته في المذاكرة في علوم وباحثته في مسائل فظهر لي أنه من ثواقب الفهوم الأخ في الله السيد محمد بن مالك الفلاني نجارا التواتي دارا وقرارا ولما حصل له بسبب ذلك من العلم أوفر نصيب وتحقق في نفسه إنه منا أقرب قريب دعاه حسن الظن بنا إلى طلب الإجازة فيما أشار إليه والدخول في زمرة أوليائه الذابين عن دينه والراشدين إليه فساعفته وقلت إني قد أجزته على نحو ما أجازنيه شيخنا أبو العباس الهلالي رحمه الله ورضي عنه حرفا بحرف ولم أستثن عنه من ذلك شيئا طالبا منه ملازمة الدعاء لي ولأشياخي ووالدي وأحبابي وفقني الله لما يحبه ويرضاه. ومن تلامذه الشيخ السيد عبد الرحمن التنلاني السيد المحفوظ بن محمد بن الحاج محمد التيماوي الذي قرأ على الشيخ وقرأ عليه القرءان الكريم بروايتي ووش وقالون ثم طلب منه سنده في ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الإسناد وجدناه بخط السيد المحفوظ ونصه:

إجازة الشيخ للسيد محفوظ

قال عبيد الله المحفوظ بن محمد بن الحاج محمد التيماوي دارا ومنشأ لقد من الله علي بصحبة شيخ الإسلام وغيث الأنام ومصباح الظلام فريد عصره ووحيد دهره أبي زيد سيدي وأستاذي العلامة سيدي عبد الرحمن بن عمر التواتي وقرأت عليه كثيرا فمن ذلك رواية قالون من طريق أبى نشيط ورواية ورش من طريق الأزوق فلما كان ذات يوم طلبت منه سنده في ذلك المتصل بسيد الأولين فأعطانيه وهذا أول الابتداء فيه كما ترى. الحمد لله الذي اصطفى أمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأووثهم القرءان العظيم وخصهم باتصال الإسناد في دينه القويم ووعد على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ببقاء طائفة منها على الحق حتى يأتي أمره العميم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أرجو نفعها في يوم لا ينفع فيه صديق ولا حميم وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة أذكى من المسك والدمن النسيم. وبعد فقد من الله علي بملاقاة الشيخ الفاضل الأديب، النبيل الأريب، الأستاذ الفقيه المشارك النبيه، شيخنا سيدى صالح بن محمد الغماري اللمطي فغمرني بنواله وخصني بإكرامه وإفضاله وأفادني بعلمه وأتحفني برفده فجزاه عنا برضوانه وجوده وإحسانه قرأت عليه القرءان العظيم برواية قالون عن نافع من طريق أبى نشيط وسمعت منه كثيرا منه برواية ورش من طريق أبي يعقوب الأزرق وقد قرأه رضي الله عنه على شقيقه سيدنا ومولانا العلامة الولي الصالح الشهير في أقطار الأرض العديم النظير من غير مدافع ولا نكير أبي العباس سيدي أحمد الحبيب سقى الله ضريحه بشآبيب رحمته بالقراءات العشر وأخذه الولي المذكور

عن جماعة منهم العلامة شهاب الدين أحمد البناء الدمياطى النقشبنذي الشافعي كما أخذه عن جماعة منهم العلامة الشيخ علي الشبراملسي وهو عن الشيخ عبد الرحمن اليمني وهو عن والده وعن الشهاب أحمد السنباطي وقرأ السنباطي على الشيخ شحاذة اليمني والد الشيخ عبد الرحمن المذكور وقرأ الشيخ شحاذة على الشيخ أبي النصر الطبلاوي وقرأ الطبلاوي على شيخ الإسلام الشيخ زكرياء الأنصارى وقرأ شيخ الإسلام على الشيخين البرهان البلقيني والرضوان أبي النعيم العقبي وقرأ كل منهما على إمام القراء والمحدثين أبي الخير محمد بن محمد بن محمد الجزري بأسانيده المشهورة في نشره. قلت وروى ابن الجزرى رواية قالون من طريق أبي نشيط من طريق الشاطبية عن أبي محمد عبد الرحمن أحمد بن علي البغدادي المصري شيخ الاقراء بالديار المصرية عن الشيخ الأستاذ محمد بن أحمد بن عبد الخالق المعروف بالصائغ عن أبي الحسن علي بن شجاع صهر الشاطبي عن الإمام أبي القاسم الشاطبي عن أبى عبد الله محمد بن علي بن أبي العاص النفزى عن أبى عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن علام الفرس عن أبى داود سليمان بن نجاح عن أبي عمرو الداني عن فارس بن أحمد عن أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن المقري عن إبراهيم بن عمر المقري عن أبي الحسن أحمد بن عثمان بن جعفر بن بويان البغدادي القطان الحربي عن أبي حسان حسان أحمد بن محمد عن القاضي أبي بكر أحمد بن محمد بن يزيد المعروف بأبي نشيط عن قالون وأما رواية الأزرق عن ورش فرواهما ابن الحزري بالسند المذكور إلى الداني عن

اللمحة السابعة نص الإجازات التي تلقاها عن شيوخه

أبي القاسم خلف بن إبراهيم بن محمد بن حاقان عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأنماطي عن أبي جعفر أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد الخياط عن أبي الحسن إسماعيل بن عبد الله بن عمر النحاس المصري عن أبي يعقوب يوسف بن عمر بن يسار المعروف بالأزوق عن ورش وقرأ قالون وورش عن إمام المدينة ومقرئها أبي رؤيم نافع بن عبد الرحمن وقرأ نافع على سبعين من التابعين منهم عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري وقرأ الأعرج على عبد الله بن عباس وأبي هريرة وغيرهما وقرأ الزهري على سعيد بن المسيب وهو على ابن عباس وأبي هريرة وهما عن أبي بن كعب وهو على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد (ص). اهـ. اللمحة السابعة: نص الإجازات التي تلقاها من شيوخه. الشيخ سيدي عبد الرحمن له إجازات تلقاها في فنوق العلم من أساتذته في القرءان والحديث والفقه واللغة وسائر الفنون العلمية نذكر بكل اختصار نصوص هاته الإجازات: 51 - إجازة السيد عبد الرحمن الجنتوري: وقد منحه إجازتين الأولى عند سفره للحج ونصها: الحمد لله الذي جعل العلم للعلماء أكرم نسب، وأغناهم به وإن عدموا من مال ونشب، وجعلهم ورثة أنبيائه فخصهم بأشرف وسيلة إليه وأوثق شبب، وجعلهم أمراء على خلقه بحيث لا يصلح لأحد دون موافقتهم ورأيهم حل ولا عقد ولا أرب، حتى أن من رغب منهم عن جماعتهم فقد باء منه بغضب، وميزهم يوم القيامة بحشرهم في زمرة النبيئين على رأس كل واحد منهم لواء وناهيك بذلك

شرفا ما اقتنى مثله أحد وما كسب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة مدخرة ليوم لا ينفع فيه مال ولا خل ولا حسب، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله أفضل من دعا إلى الله وندب، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرياته صلاة وسلاما نحوز بهما أحسن القرب. وبعد: فالسند في العلم خصيصة لهذه الأمة، وسنة من السنن الماضية، وخصلة من الدين شريفة سامية، والاقتداء بأهله مطلوب، واقتفاء آثارهم مندوب، وكان ممن اشتغل بالعلم وتحصيله وقراءته وإقرائه الفقيه الأجل، الأديب الأنجل، السيد عبد الرحمن بن السيد عمر، الذي هو للخيرات مقر، وقد طلب مني أن أجيزه في ما أخذه عنى فحملني من ذلك أمرا إمرا، وأرهقني فيما ندبني إليه عسرا، لما رأيت أني لست أهلا لأن أجاز، فضلا عن أن أجيز. ولكن البلاد إذا اقشعرت … فحق مواشيها رعي الهشيم فأسعفته في ذلك، وإن لم أبلغ رتبة أولئك، لأن من انتسب لقوم عد مثلهم، وإن لم يحصل له ما حصل لهم، فأجزته إجازة مطلقة في كل ما أخذه عني وعممت له في جميع مقرواتي ومسموعاتي من تفسير وحديث وأصول فقه وفقه وفرائض ونحو وتصريف وبيان ومنطق وكلام وسر وحساب- إلى أن قال- بعد أن ذكر إسناده في الفقه مثل الرسالة وخليل والموطأ وأسند كل كتاب من شيخه الذي تلقاه عنه إلى مؤلف الكتاب نفعنا الله ببركات الجميع وحشرنا معهم في زمرة الصالحين والحمد لله رب العالمين وكتب عبيد ربه تعالى: عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن خديم مولاي الحسن الشريف كان الله له وليا نصيرا اهـ.

الإجازة التانية

02 - الإجازة الثانية: أجازه بها الجنتوري بعد أن أدى فريضة الحج استجازه الشيخ عبد الرحمن وكتب له أسماء الكتب التي أجازه فيها. كل كتاب بسنده من الشيخ إلى مؤلفه فكتب الإمام الجنتوري: الحمد لله الذي اختار لخدمة العلم طائفة من عبيده، وشرفهم على أبناء جنسهم بالتفقه في شرائع دينه ووعدهم بترجيح مدادهم على دم الشهداء يوم القيامة على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأزواجه. أما بعد: فقد أجزت للشيخ الأجل العالم الأنبل أبي زيد سيدي عبد الرحمن بن عمر شيد الله مناره ونور سريرته وجعله ممن ساد وظفر جميع ما ذكر عني بشرطه آمرا له أن يصرف همته للتفقه في دين الله- إلى أن قال- اللهم لا تواخذنا بما انطوت عليه سريرتنا فأنت أعلم منا بما فيها فإنك أنت العليم الحليم وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيئين وإمام المرسلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وكتبه المتيم المليم عبد الرحمن بن إبراهيم خديم الشريف كان الله له آمين اهـ. قلت: قد اشتملت هاته الإجازه على قرابة عشرين صفحه بالكتابة المعتدلة سرد فيها أسماء الكتب بأسانيدها وهي البخاري، مسلم، الموطأ، السنن الأربعة، الشمائل، المواهب اللدنية للقسطلاني، الجامع الصغير، الأربعين للنووي، ألفية العراقي، سيرة ابن سيد الناس، الشفاء للقاضي عياض، مؤلفات الحافظ بن حجر، تصانيف السنوسي، إضاءة الدجنة، جوهرة التوحيد للقاني، رسالة ابن أبي زيد، مختصر خليل، وتوضيحه، تصانيف زكرياء الأنصاري، تفسير البيضاوي، وسائر مصنفاته، ألفية ابن مالك، الحكم لابن عطاء الله اهـ.

نص إجازة الفقيه طالبن بن سيد الوافي

03 - نص إجازة الفقيه طالبن بن سيد الوافي طالبن: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلا على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين لهم أجمعين وبعد فيقول كاتبه طالبن بن الوافي بن طالبن بن محمد بن محمد بن أحمد بن حاد قد أجزت لأخي عبد الرحمن بن عمر التنلاني بلغه الله من العلم النافع مآله وحماه من كل ما يتقيه ويخشاه أن يروي عني جميع مروياتي عن شيوخى من الحديث والفقه وغيرهما بسندي والوقوف عند ما أشكل والمراجعة عندما أعضل وأوصيه ونفسي بتقوى الله العظيم والمراقبه وحسبنا الله ونعم الوكيل ثم ساق أسانيده في كتب الحديث والفقه وغيرهما إلى مؤلفيها وقد جاء في إجازته صحيح البخاري ومسلم والشفاء والموطأ الخصائص والمعجزات الكبرى والصغرى للسيوطي- إلى أن قال- كان الله لنا وله وجمعنا وإياه في الفردرس الأعلى آمين يا رب العالمين. وبه كتب وكرر اسمه عبيد ربه طالبن بن الوافي بن طالبن بن محمد بن أحمد بن حاد قائلا إنما أجزت الأخ المذكور لما وجوت لنفسي وله من الدخول بذلك في زمرة من له الانتساب إلى الجانب العلى جناب سيد المرسلين ومن ثواب الإعانة على نشر العلم وإتيان الأمر من بابه فقد ورد: (الأسانيد أنساب العلم) والله الموفق إلى صوب الصو اب وإليه المرجع والمآب وحدسبنا الله ونعم الوكيل اهـ. 04 - إجازة الشيخ أحمد بن صالح: نصها بعد الحمدلة والصلاة على رسول الله وبعد فيقول كاتبه أحمد بن صالح قد أجزت الأخ الحبيب والسيد اللبيب ومن صاحبنا وشاركنا في العلم مدة عديدة فلم نر منه إلا

إجازة العلامة سيدي أحمد بن الأمين بن المختار الغلاوي

سيما الصلاح والأدب وما فيه الفلاح والرشد إلى بلوغ الأرب من السكوت والوقار والتدب في جميع الأحوال وحال الطلب وحسن الأدب في الظاهر حسن الأدب في الباطن كما نص عليه أولوا الألباب وفقنا الله وإياه للازدياد فيما يرضى مولانا ومالكنا رب الأرباب عبد الرحمن بن عمر أن يروى عني جميع مروياتى من حديث وفقه ونحو ومعقول ومنقول بشرط الوقوف عندما أشكل والمراجعة لما أعضل وأوصيه ونفسي بتقوى الله العظيم والمراقبة وحسبنا الله ونعم الوكيل. وذكر مروياته بأسانيده فيها إلى مؤلفيها وقد تضمنت إجازته الكتب الآتية: صحيح البخاري، الشفا، ألفية ابن مالك، الكافية، شافية ابن الحاجب باستثناء باب التمرين، الفريدة، اللامية، علم البلاغة، علم المنطق، وعلم الكلام، والحساب، والفروض، والأصول، والفرائض، والحديث والتفسير اهـ. 05 - إجازة العلامة سيد أحمد الأمين المختار الغلاوي: نصها: بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم الحمد لله وحده هذا وإن أحمد بن الأمين بن المختار الغلاوي نسبا الشهير بالتواتي أجاز السيد عبد الرحمن بن عمر الونكالي نسبا التماوي بلدا في كل ما أجازه السيد الأجل سيدي عبد الرحمن بن إبراهيم الجواري عني لما استجاز طلبا لتقصير السند فأجزته ذلك بالشرط المطلوب عن أهل الإجازة في جميع ما روى عني الشيخ المذكور أعني سيدي عبد الرحمن بن إبراهيم وبهذا كتب فقير مولاه أحمد بن الأمين بن المختار الغلاوي نسبا الشهير بالتواتي لطف الله به وبالمسلمين آمين.

إجازة سيدي محمد بن أب

06 - إجازة الشيخ محمد بن آب: لقد أجاز الشيخ سيدي محمد بن أب تلميذه الأستاذ سيدي عبد الرحمن في مؤلفاته بعد أن استجازه فيها بقوله: يقول كاتبه عبد الرحمن بن عمر التواتي أناله الله أمله وختم بالحسنى أجله قرأت جميع هذا الشرح (شرح صغرى الصغرى) على شيخنا مؤلفه جزاه الله عنا وعن المسلمين أفضل الجزاء وجعله من كل سوء محفوظا ومحروزا في أوائل شوال شوال سنة إحدى وخمسين ومائة وألف في قرية سكناه زاوية الولي الصالح سيدى أحمد بن الرقادي أنالنا الله ببركته غاية المراد ونطلب منه أن يمن علينا ثانيا بأن يأذن لي أن أحدث عنه به وبجميع مؤلفاته وقصائده ومقطوعاته من هو أهل لذلك طلبا للسند الذي اختصت به هذه الأمة وإتيانا للأمر من بابه أدام الله لنا النفع به آمين ولجميع المسلمين آمين يا رب العالمين فكتب رحمه الله تحته ما نصه: الحمد لله وبعد فقد أذنت للشاب الفقيه الأديب اللوذعي الألمعي النجيب الصالح الخير الكوكب النير أبى زيد السيد عبد الرحمن بن عمر التواتي نفعني الله وإياه بالعلم وحمله وجعلنا من أخيار أهله بمحض جوده وفضله أن يحدث عني بجميع ما التمس فيه الأذن مني إجازة تامة وكتب عبيد ربه محمد بن أب المزمري التواتي وفقه الله اهـ. 07 - إجازة سيدي محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم من بني القاضي الدرعي: نصها: الحمد لله الذى أسعد من أجازه صراط الاستقامة، ووصل سلسلة من منحه اتباع أهل الفضل والكرامة، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي خص الله أمته باتصال الإسناد. وجعل على مرفوع قدرها الاعتماد والاستناد، وعلى آله وأصحابه ما غردت حمامه، وهمعت بمنسحب دمعها عند تهديد رعدها غمامه.

أما بعد فلما كان الإسناد من الدين، وطلب اتصاله من شنشنة المهتدين الهادين، وكان ممن تعلقت به همته، وزادت فيه رغبته ومحبته، السيد الأديب الأخ المحب في الله الأريب، الفقيه الأجل الفاضل الأمثل، المشارك أبو زيد عبد الرحمن بن عمر التواتي ثم التماوي فطلب منا إجازة فيما روينا وسمعنا من أشياخنا بالأسانيد وغيره، فاعتذرت له بأني لست بأهل أن أجاز فكيف بأن أجيز وما أنا إلا كما قال جالينوس الحكيم: (ما معي من العلم إلا علمي بأني لا أعلم) ولكن لما رأيت الحاجه، ولزومه طلب ذلك مساءه وصباحه، أجبته ووجهي بالحياء متبرقع، ولوني بالدخول فيما لا أقدر عليه ولست من أهله منتقع، فقلت أجزت الفقيه المذكور فيما نقل عني وسمع وسطره في هذه الكراسة من جميع مروياتي ومقرواتي ومسموعاتي بعد أن قرأ علي أوائل بعض الكتب صحيح البخاري، ومسلم، والشفا، والجامع الصغير، وغير ذلك إجازة تامة مطلقة عامة بشرطها المعتبر عند أهل هذا الشأن من التثبت والإتقان وأوصيه بما أوصاني به الأشياخ من تقوى الله العظيم واتباع سنه رسوله الكريم وتعليم العلم لله تعالى ورغبة في أجر قوله صلى الله عليه وسلم ليبلغ الشاهد منكم الغائب وبلغوا عني ولو آية ويشركني وأشياخي ووالدي في دعواته في خلواته وجلواته وإدبار صلواته أعاننا الله وإياه على رعاية ودائعه وحفظ ما أودعنا من شرائعه والله ينفعنا وإياه بما قرأنا ويرزقنا العمل وإياه بما علمنا بجاه سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيئين وإمام المرسلين والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وكتب أحقر الورى وموطئ نعل العلماء من الثرى عبيد ربه تعالى محمد بن علي بن إبراهيم.

إجازة سيدي أحمد بن عبد العزيز الهلالي

وقد تضمنت فهرست هذا الشيخ 17 صفحة ذكر فيها مروياته بأسانيدها إلى مؤلفيها وهي صحيح البخاري، مسلم، الموطأ، الترمذي، سنن ابن ماجه، مسند الدارمي، سنن الدارقطني، مسند الإمام الشافعي، مسند الإمام أحمد، مسند الطيالسي، المعجم الصغير للطبراني، نوادر الأصول، سنن البيهقي، الدلائل للبيهقي، الأربعين النووية، مصابيح البغوي، عمدة الأحكام الصغرى، الجامع الصغير والكبير، سيرة ابن إسحاق، سيرة ابن سيد الناس، مؤلفات النووي، صحيح ابن حبان، الاكتفا للكلاعي، سيرة الحلبي، مسند الفردرس، تآليف ابن أبي الدنيا، تفسير الجلالين، مورد الظمئان، مؤلفات السنوسي، كتاب سيبويه، المختلطة، مغني اللبيب لابن هشام وسائر مؤلفاته، تلخيص المفتاح وشرحه المطول والشرح المختصر، صحاح الجوهري، مؤلفات المكودي، القاموس المحيط، الإحياء للغزالي وسائر مؤلفاته، عوارف المعارف، الحكم لابن عطاء الله، مصنفات ابن حجر، الحديث المسلسل. اهـ. 08 - إجازة الشيخ سيدي أحمد بن عبد العزيز الهلالي: نصها: الحمد لله الذي واصل من إلى جنابه استند، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذى جعله الله أعظم سند، وعلى آله الغابرين بموصول كرمه المسلسل وأصحابه الذابين عن دين الله بالبيض والأسل، وعلى أتباعهم المقتفين لآثارهم والمعتنين بنقل أحاديثه، وأخباره وآثاره. أما بعد: فيقول كاتبه غفر الله ذنبه وستر بفضله عيبه: إن من منن الله علي ومواهبه لدي أن أكرمني بلقاء العلامة اللبيب المحب الحبيب سيدي عبد الرحمن بن عمر التواتي أجرانا الله وإياه على وفق رضاه فيما

اللمحة الثامنة محاورات دارت بينه وبين العلماء الذين تزامن معهم

نذر وفيما نأتي وجعلني وإياه من المتحابين في جلاله المتظللين يوم لا ظل إلا ظله بوريف ظلاله ثم إنه قاده حسن الظن والحرص على زيادة الخير إلى خيره وإن كان عنده من الفضل ما ليس عند غيره إلى أن استسمن مني ذا ورم ولا غرو فإن التواضع من مقتضيات الكرم فاستجاز هذا العبيد الفقير الدليل الحقير ولما كان ممن استطيب وده ولا أستطيع رده أجزته وولده المذكور ومن أشار إليه من نسله بالشرط المعتبر عند أهله بكل ما تصح لي وعني روايته من مقروء ومسموع ومجاز وكل ما ألفته وأن لا يطلق على ما ألفته اسم التأليف إلا بطريق المجاز موصيا لنفسي ولهم بتقوى الله تعالى وبذل المجهود في تعاطي العلم بإخلاص النية والله تعالى يبلغني وإياهم من رضاه الأكبر ومن خيرى الدارين غاية الأمنية ومؤكدا عليهم في الدعاء بالتوبة النصوح والاستقامة الدائمة والمغفرة الشاملة لي ولأحبتي وحسن الخاتمة والحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي به هدى الله به عبيده وعلى آله وصحبه ومن تبعهم في طريقهم السديدة قال ذلك. وكتبه العبد الفقير إلى مولاه المعترف بالعجز عن شكر ما أولاه أحمد بن عبد العزيز الهلالي. وهاته الإجازة قد تضمنت فهرسة الشيخ الهلالي وفيها من الكتب المسندة في كل فن ما لا يمكن حصره عدد صحائفها 33 صفحة. اللمحة الثامنة: محاورات دارت بينه وبين العلماء الذين تزامن معهم. لقد دارت بين الشيخ سيدى عبد الرحمن التنلاني وبين العلماء الذين تزامن معهم محاورات كثيرة في موضوعات متفرقة وخصوصا مع الشيخ

ما كاتب به شيخه أبا زيد الجنتوري بخطه

السيد العلامة النحرير محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الكريم التمنطيطي أحد أقطاب الشورى الأربعة وأشير إلى أن غنيه الشورى مشحونه بتلك المحاورات الشيء الذي يدل على المكانة السامية التي كان يتمتع بها هذا العلامة الكبير. وهذه نماذج من محاوراته التي يصعب عدها ولا يمكن استقصاؤها مما وجد بخطه ما كاتب به شيخه أبا زيد الجنتوري نصه: الحمد لله وحده صلى الله على سيدنا محمد وآله وعلى سيدنا وشيخنا وولينا العالم العلامة القدوة المحصل المتقن أبو زيد سيدي الحاج عبد الرحمن بن الفقيه سيد الحاج إبراهيم ألف سلام ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد فقد وصلني سيدي جوابكم عما سألتم عنه فلم تالوا فيه نصحا وإفادة وبيانا لا قطع الله ذلك منكم عادة وما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر فجزاكم الله عن حسن صنيعكم خيرا وأجزل لكم عليه ثوابا وأجرا. هذا وإنكم بالغتم في العتاب على ما افترى علي به الفاسق الكذاب مع أن الذي ينبغي لكم التثبت كما ورد به الأمر في نص الكتاب وكيف تظنون بي صدور مثل ذلكم في جنابكم الرفيع قبل أن تتحقوه ولا عهدتم مني ما يقرب منه فإنا لله وإنا إليه راجعون فوالذي بإذنه تقوم السماء والأرض ما علمت أني تكلمت مع ذلك الفاسق في جنابكم بشطر كلمة وإنما أتاني شخص غيره بسؤال مضمنه أن رجلا حكم له قاض على خصمه وكتب له بذلك كتابا فرفعه إلى فقيه ليعرضه عليه فأمسكه الفقيه وامتنع من رده للمحكوم عليه ولم يجبه بصحته ولا بإبطاله فألقيت عدة من فقهاء البلد أجاب عنه بأنه ليس للفقيه ما فعل وهو ظالم في إمساكه لا

ونقل البكراوي في ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن عمر قوله: لم يزل قاضي الجماعة سيدي عبد الحق

لغيره فيه حق أو نحو هذا من الكلام فتبعت أولئك لأني لا أجد خلافه هذا محصل ما صدر مني ولم يسم في السؤال القاضي ولا الفقيه ولا ذكر عذر الممسك فإن كان يتوجه علي في هذا لوم فاعلموني بموجبه وأنا فالله يعلم ما انطوت عليه سريرتي من تعظيمكم وتمجيدكم مما أنتم له أهل وهي علي حق وأما ما أجبت به أهل البركة في مسألة سلف الماء فإنما ذكرت ما أخبرونى به عنكم استغرابا له وأمرتم أن يبلغوكموه حرصا على الإفادة لعل أن يكون لديكم فيه علم لا أعلمه فأستفيده وإن كان بخلاف ما أخبروني به تعلموني به ليطمئن قلبي. هذا قصدى والله على ما نقول وكيل وكتب عن عجل خديمكم عبد الرحمن بن عمر لطف الله به انتهى. ونقل البكراوي في ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن عمر قوله: لم يزل قاضي الجماعة الشيخ سيدى عبد الحق بن عبد الكريم معتمدا على فتواه وروايته مقتفيا في الحوادث على منقوله واختياراته ومن أنصافه أنه كتب للقاضي المذكور بما نصه إذا خاطبتك بعزو المنقول فاحكم بذلك وعهدته علي وان خاطبتك بالمقول فأقرع باب نظرك فإنك مسؤول وأساله التوفيق ولك. اهـ. قلت: ولقد اطلعت على كثير من الردود بين الشيخ القاضي عبد الحق والسيد عبد الرحمن التنلاني وكان موقف الشيخ التنلاني موقفا صلبا لا تأخذه في الله لومة لائم فكان يصدع بالحق غير آبه من سطوة القاضي وعلى سبيل المثال أن الشيخ القاضي عبد الحق كان قد حكم بجبر ثيب على النكاح صونا لها عن الفسق ودفعا لمفسدة الزنا واعتمد فيها على فتوى الحطاب.

رسالة من الشيخ سيدي عبد الرحمن التنلاني للشيخ القاضي عبد الحق ردا على رسالته

قال الشيخ المذكور ثم إني نمت وسبحان الذي لا ينام فانتبهت في جوف الليل فغاب عقلي في التفكر حتى اعتراني شبه الإغماء مع وجود الإحساس من غير نوم غشيني فإذا أنا بطارق يتكلم كأنه بين ذاقنتي وحاقنتي فأنشأ يقول: أتجبر ثيبا هل أنت رب … على تزويج قن لا تجوروا فإن أبحت ممنوعا برأي … فإبليس الرجيم لكم أمير فتب وارجع وقل صوبا قواما … وإلا سوف سلعتكم تبور فلما أنشدت الأبيات راعني ذلك فانتبهت من وسنات فكرتي فزعا مرعوبا فهرولت فأعرضت مستحسني في هذا الأمر على الفقهاء لا أجد في ذلك نصا صريحا أعتمد عليه إلا ما نقلته معزوا للحطاب فإن أخطأت فإني إلى الله تائب وعما أمرت به آيب وإن ظفرتم بما يزيد فتواى نسبت النظم إلى طارق شيطاني لا إلى وارد رحماني وهو حسبي ونعم الوكيل وكتب محمد عبد الحق بن محمد عبد الكريم فكتب أسفله شيخنا أبو زيد يعني السيد عبد الرحمن التنلاني: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فلا شك أن تلك الأبيات التي لقنتها في المنام موعظة لك وإن كانت لا تدفع النص الوارد في ذلك كما ستقف عليه في الكتاب المصحوب. هذا وقد ذكر ابن رشد وأظنه في نوازله أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وقال له ما يخالف ما علمه من الشريعة أنه لا يعمل عليه للخلاف في كيفية رؤيته التي هي حق فكيف بغيره ولكن ينبغي لك أن تنظر في النازلة بعين البصيرة من غير ميل إلى مخلوق أيا كان كما هو الواجب في كل نازلة والله يوفقنا وإياك والسلام اهـ.

قضية المرأة التي صدقت على ابن أخيها

ومنها قضية المرأة التي تصدقت على ابن أخيها بربع ملكها على وجه القرءان العظيم ثم امتعها به مدة حياتها الخ ففي هذه القضية عقب الشيخ التنلاني على فتوى القاضي سيدي عبد الحق بقوله: هذا وإنني أيها الحبيب وقفت على رسم بيد بعض أهل بودة يتضمن صدقة امرأة على ابن أخيها جميع ربع ما ملكها الله على وجه القرءان العظيم ثم امتعها به مدة حياتها ولم يزل ذلك عن يدها حتى ماتت هذا مضمنه وتحته بخطكم ما مضمنه: تصحيح تلك الصدقة وعدم افتقارها للحوز لأن صدقة القرءان لا تفتقر لحوز كما في ح ومياره ولما رأيت ذلك رعبت منه وتعجبت من صدور هذا من مثلكم ثم لمت نفسي على سرعة الإنكار وأردت الآن استطلاع ما اعتمدتم عليه في هذه المسألة غير أني ظننت أنه غركم ما نقله الحطاب عن ابن رشد في حاشيته على المختصر في باب الهبة والتزاماته وهو ما ذكره في باب رسم الكراء والأقضية من سماع أصبغ من كتاب الصدقات إذا قال لولده أصلح نفسك وتعلم القرءان ولك قريتي الفلانية ففعل الولد فمات أبوه والقرية بيده قبل أن يبلغ الولد الحوز فقال ابن القاسم لا تكون له القرية إلا أن يعرف تحقيق ذلك بإشهاد الأب على ذلك فقال ابن رشد ما محصله أن ابن القاسم إنما يثبت القرية للولد بالإشهاد مع حوز الأب لصغره ولم يجعلها عوضا عن إصلاحه نفسه وتعلمه القرءان فتمضي دون حيازة ثم قال وفي ذلك اختلاف إلى أن قال: وظني أنكم قلدتم في هذه النازلة حكم الشيخ محمد البكري رحمه الله فإني وقفت على فتواه بنحو قولكم بخطه ولا أرضى لكم التقليد المحض من غير استحضار إذ لا ينجيكم- إلى أن قال- والعلماء مؤتمنون فيما نقلوه

مبحوث عنهم فيما قالوه ولا تجبن عن إقدامك على البحث مع الشيخ المذكور تعظيما لمنزلته في العلم ورفعة لمكانته إذ لم يزل نخبة الطلبة ونبلاء الأولاد والحفدة يباحثون أشياخهم وآباءهم وأجدادهم في الخلوات والجلوات ويشددون النكير عليهم في الجياة وبعد الممات ولا يقدح ذلك في دينهم ومروءتهم إذا سلمت نياتهم بل يعتد ذلك من نبلهم وذكائهم وقد وقع ذلك للإمام ابن عرفة مع ابن عبد السلام .............. مع شيخه ابن هارون قليلا ومختصره الفقهي مشجون بذلك حتى أفرد مباحثه معهما فيه الشيخ أبو عبد الله المشدالي بتأليف وكذا بدر الدين بن محمد بن مالك مع والده في شرحه على الألفية حتى جلب بعض الأدباء على طرة منه قول الشاعر: وابن اللبون إذا ما لز في قرن … لم يستطع صولة البزل القناعيس وذلك كله مصداق قوله صلى الله عليه وسلحم: (أمتي أمة مباركة لا يدرى أولها أو آخرها خير). [رواه ابن عساكر عن عمرو بن عثمان مرسلا أخرجه السيوطي في جامعه الصغير]. وقال إمامنا مالك رضي الله عنه: كل كلام يؤخذ منه ويترك إلا كلام صاحب هذا القبر يشير لقبره صلى الله عليه وسلم وقال جمال الدين ابن مالك في أول تسهيله وإذا كانت العلوم من الله منحا إلهية وعطايا ربانية فلا بدع أن يوخر لبعض المتأخرين ما خفي على كثير من المتقدمين وقد وقعت بين شيخنا أبي حفص ومعاصره أبي عبد الله سيدي محمد بن الحاج أحمد البداوي في هذه النازلة مراجعة فشدد النكير فيها الثاني على من قال لا تفتقر إلى حيازة وتوقف الشيخ أبو حفص فيها فعرضت توقفه على شيخنا ابي زيد الجنتوري رحمه الله فأنكره وتعجب منه وقال لا ينبغي أن

ومنها ما خاطب به القاضي السالف الذكر

يتوقف في هذه وبالجملة فالنازلة عندى بينة واضحة وأنه لا بنبغي من مثلكم التوقف فيها لما منحكم الله من ذكاء القريحة وسلامة الصدر والإنصاف والحمد لله وأعرضوها على الفقيهين سيدى محمد بن سيد الحاج عبد الله والسيد عبد الكريم بن سيدى محمد الصالح والله الموفق وما دلني على ما ذكر هنا وإن كانت أجنبية عن الشورى وذلك يعد من الفضول إلا الحرص على إرشادكم وإفادتكم والله الموفق بمنه لا شريك له وكتب عبد الرحمن بن عمر لطف الله به اهـ. ومنها ما خاطب به القاضي السالف الذكر بعد الافتتاح يقول: إلى المحب في الله السيد عبد الحق بن سيدى عبد الكريم ألف سلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد: فقد أتاني السيد عبد الرحمن الغماري بالحكم الذي كتبت له على خصمه وقرأته وفهمته ولم تترك لخصمه حجة ثم عاد إلي وذكر أنك كتبت إليه ليأتيني ويعرضه علي ثانيا فهذا لا يليق بك كل من أتاك من الخصمين تكتب له ما يسره لأن إرضاء الخصمين لا يمكن عادة كما قال الحريرى ومن أين ومن أين فإما حكمت على أحد فايئسه وإلا ينقطع عنك أبدا والسلام. فكتب إليه القاضي شيخنا وحبيبنا في الله أبي زيد بن أبي حفص السلام التام أما بعد: فإني لم أكن أكتب للخصمين ما بسرهما استرضاء لهما ولم أكتب إلا ما يقتضيه حال من دعا إلى الكتابة- إلى أن قال- واللوم يتوجه على أهل الغمارى حيث لم يعلموني بالخبر والسلام. فأجابه الشيخ عبد الرحمن بقوله: وعليك أيها الأخ ألف سلام وبعد فقد خاطبتك بمحوله نصيحة وإرشادا فإذا أنت لم تفهم قصدي ومرادي فإني قد

ومنها القضية التي سأله عنها ولده الشيخ سيدي محمد بن سيدي عبد الرحمن التنلانى

لمتك على تطميع الخصوم بكثرة الكتابة والتردد فزت على ذلك فإن أمرت من يقرأ عليهم ما خاطبتك به فهو مما يزيد في طمعهم ويوهن حكمك عليهم فما هذه سيرة السلف من قضاة العدل فإن سيرتهم أن يستشيروا من يتقون بعلمه ودينه فما أشاروا به عليهم نظروا فيه فما وافق ما ظهر لهم اتبعوه وما خالفه إن تحققوا خطأه رفضوه وما شكوا فيه أعادوا الشورى حتى يظهر لهم الحق وما بلغنا أن أحدهم أطلع الخصمين على تلك الشورى التي تأتيه من غيره لأن في اطلاعهما عليها حطا من قدر المشاورة وتحقب ..... على المشاور مع عدم الفائدة إذ لا يفهم العوام مخاطبة العلماء على وجهها وربما فهموا منها خلاف المراد كما قال عبد الرحمن بن عوف لعمر رضي الله عنهما لما أواد أن يخطب الناس بمنى فأمره بتأخيره ذلك إلى المدينة كما في صحيح البخاري فإنك قد أبرمت الحكم بما ظهر لك بعد الشورى فما فائدة تطميع المحكوم عليه في مراجعتي إذ لو قنع بما عندي ما وقع خصمه إليك وقد أتاني فقلت له لم يبق لي معكم كلام وما عندي كتبه الشاهدان بينكم وهذه نصيحتي والله يوفقنا وإياك وكتب محبكم عبد الرحمن بن عمر لطف الله به آمين. ومنها القضية التي سأله عنها ولده الشيخ سيدي محمد بن سيدي عبد الرحمن التنلاني نصها سؤال عمن بيده جنان لأولاده أوصى به والده لهم لكونه أوصى لهم بالثلث فخرج فيه بالقسمة فقال لآخر أعطني غرسة أغرسها فيه وتكون بين الغارس وبينهم أنصافا فأعطاها له وغرسها فأثمرت ثم ماتا فقام الأولاد أهل الثلث على ولد معطي الغرسة يريدون نقض ما فعل أبوهم قابلين أنه تصرف فيما لا يملكه وفعل ما لا يحل فأجابهم بأن أباكم هو متولي أمركم فنازعوه في ذلك فهل تبقى النخلة ويصح ما فعل الأب أم لا؟

فأجاب: الحمد لله الجواب والله المستعان أن ما فعله الأب مع الرجل المذكور في الغرسة فاسد فهي مغارسة فاسدة واختلف فيما لرب الغرسة فقيل له قيمة غرسته حطبا وقيل قيمتها قائمة مع كراء الغارس عليه وقيل لا شيء له وأما كونها تبقى على ملك ورثته فليس لهم ذلك والله أعلم وكتب عبيد ربه تعالى عبد الرحمن بن عمر لطف الله به آمين. ثم عقب عليه السيد يحيى بن الوافي الجكني ونص مقاله: الحمد لله وحده صلى الله على سيدي محمد وبه تقتي ما أجاب به الفقيه سدده الله في حكم الفساد لم أر له ما يفسده لأنها عقدة صحيحة وأفعال الأب محمولة على السداد حتى يظهر خلافه والآن هي مال مشترك لا يحمل القسمة فيجبر من أبى البيع قائما (¬1) يعطي رب الجنان قيمتها لأن الضرر منفي من الدين لا ضرر ولا ضرار وكتب من سئل بذلك عبيد ربه يحيى بن الوافي الجكني لطف الله به آمين. ثم أجابه الشيخ عبد الرحمن مبينا له ما غفل عنه من وجوه فساد هاته المغارسة بقوله: الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وبعد: فوجه فساد المغارسة المسؤول عنها بمحوله الذي غاب عن الفقيه المعترض وفقنا الله وإياه من وجهين أحدهما أن الأب اشتغل بالتصرف في أرض الثلث. الموصى به لأولاد الموجودين ومن سيوجد وليس له ذلك إذ لا ولاية له على من سيوجد فلا بد من نظر القاضي معه لحق من سيوجد وقد نبه على هذا المعنى في المعيار ونقله سيدي محمد ميارة في شرح نظمه ¬

(¬1) - بياض بالأصل

ومنها المحاورة التي دارت بينه وبين السيد محمد بن الحاج عبد الله

بستان المنهج. الوجه الثاني أنه يشترط في المغارسة أن يشرك في العامل ورب الأرض في الأرض على حسب اشتراكهما في الغرس وأما إن كان اشتراكهما في الغرس دون الأرض فسدت وقد نص على ذلك غير واحد ولولا أن حامله استعجلني لنقلت من النصوص ما فيه كفاية ووجه فساده الغرر في أجرة العامل إذ لا يدرى هل ينبت الغرس فيكون نصفه أو لا ينبت فيذهب عمله باطلا وهذه النازلة بعكس ذلك ولكن العلة واحدة لأن الأب لو فرضنا صحة تصرفه في تلك الأرض لأولاده لكان رب الغرسة قد استأجره على القيام عليها حتى تعلق بنصفها لو نبتت وعلقت فإن لم تنبت ذهب عمله باطلا فالأجرة مجهولة وهي أيضا خارجة عن سنة المغارسة لأن سنتها أن يكون الغرس من العامل لا من رب الأرض والعمل عليه لا على رب الأرض وهذه النازلة بعكس ذلك وقد يؤدي أيضا إلى كراء الأرض بما يخرج منها لأن رب الغرسة قد اكترى من رب الأرض نصف البقعة التي توضع فيها الغرسة بنصف الغرسة التي نبتت فيها وأيضا فيه كراء الأرض إلى أجل مجهول وهو انتهاء حياة الغرسة ومن يفتي في النوازل ولا يحقق علل الأحكام يكن أقرب للخطأ والله يهدي إلى الصواب وكتب عبيد ربه تعالى عبد الرحمن بن عمر لطف الله به آمين. ومنها المحاورة التي دارت بينه وبين السيد محمد بن الحاج عبد الله الذي كان يتحاور معه دائما وكان غرضهما في ذلك تبيين الحق وإيضاحه يقول الشيخ سيدي عبد الرحمن: إلى السيد الفقيه النجيب الأخ الحبيب الأريب سيدي محمد بن الحاج عبد الله ألف سلام عليكم ورحمة الله

وبركاته فإني أحمد إليكم الله الذى لا إله إلا هو أما بعد فإن عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله بن أبي الخير وباب حم بن علي اختصما إلي في قطيفة كان ولد باب حم دفعها لعبد الرحمن في صداق ابنته البكر وقبلها ووجهها لبيت بناء الزوجين ثم بعد مدة مات الولد الزوج فطلب عبد الرحمن من باب حم قطيفه ابنته فعين له قطيفة ابنته فعين له قطيفة دون التي دفعت إليه وزعم أن التي دفع ابنه هي للابن وأنه لم يعلم حين دفعها فلما وجهها الأب لدار ابنته أخذها ودفع لها هذه التي عين الأب فخاصمه عبد الرحمن بأنه لم يقم عليه ولا أعلمه والبنت في حجره وتحت نظره وقد قبل لها القطيفة الأولى في جملة صداقها ولا صدقه في شيء من دعواه فحكمت على باب حم بأن القطيفة لبنت عبد الرحمن إذا قبلها لها أبوها في صداقها ولم يقم عليه باب حم حتى مات ولده معتمدا في ذلك على كلام ابن رشد الذي نقله أبو الحسن في آخر شهادات المدونة وابن عرفة والحطاب في الكلام على الحيازة ونصه: واللفظ للأول: وأما التفويت بالبيع وما في معناه فلا يخلو أن يكون فوت بذلك الكل والأكثر أو النصف وما قاربه فإن فوت الكل بالبيع فإن كان حاضرا بالمجلس فسكت حتى انقضى لزمه البيع وكان الثمن وإن سكت حتى مضى العام لم يكن له مقال في ثمن ولا في غيره مع يمين الحائز وإن لم يكن حاضر المجلس فقام حين علم أخذ حقه وإن لم يقم إلا بعد العام ونحوه لم يكن له إلا الثمن وإن لم يقم حتى مضت مدة الحيازة لم يكن له شيء انتهى المراد منه ولا شك أن دفعها في الصداق بمنزله البيع لأنه معاوضه وأما دعواه أنه أخذها من بيت ابنه فلا تنفعه لو ثبتت لأن الكلام مع الأب لا مع البنت لكونها في حجر أبيها وهو

العاقد والناكح ثم لما سمع ذلك باب حم زعم أنه سأل الفقيه السيد أحمد بن حمادي فأجابه بأن القطيفة له فكتب خصمه سؤالا وأتى به إلي فأجبته بما ظهر لي ثم رفعه للفقيه المذكور فوافق عليه ثم ذكر لي أنه عرضه عليكم فقلتم له إن عندكم خلافه فإن كان كما زعم فنبهوني على ما عندكم فإن كان هو الحق رجعت إليه ولكم المنة علي ولا تظنوا أيها الأخ أني آنف من ذلك بل أفرح به والله على ما نقول وكيل والسلام وكتب محبكم عبد الرحمن بن عمر لطف الله به فكتب إليه المخاطب بعد الافتتاح وعلى شيخنا النبيه الفقيه القدوة العالم العلامة سيدي عبد الرحمن بن عمر السلام ورحمة الله وبركاته وبعد فقد وقف كاتبه على سؤال في النازلة وطلب مني الجواب عليه ولم أعلم بحكم صدر فيها فأجبت بما ظهر لي وأن الفراش إن أقام الأب البينة على ملكيته وادعى الإعارة فيه ولم يكن الصداق مشروطا عليه ولا تحمل به أنه يأخذ فراشه بعد يمين الاستحقاق ويرجع على الابن بقيمة ما استحق من الصداق وهذا هو الشأن والعرف عند العامة يستعير الزوج المتاع من أهله من فيبعث به في أسباب الجهاز ولا يشهدان على العارية في الغالب بل ربما أخبر بها في السر ولا تتملك الزوجة ما أوود إليها إلا ما كان من خالص مال الزوج وأما ما ثبت له مالك يعرف فلا تطلبه ولا تكون الحيازة مدة البناء حجة تقطع قيام ربه هذا ما أطبق عليه أهل العرف والعرف والعوائد في هذا الشأن هي المتبعة ومما يدلك على قبول قوله رده لمتاعه بقرب البناء وعدم حيازة الزوجه أي حيازة تقطع قيامه وتكون قرينة الملك ولو كان وجه إيراد الزوج لمال غيره للزوجة يفيت ذلك على ربه ويكون كالبيع والشراء

إنكاره لعادة قيل أنها جرت قال لا نعرف أنها جارية

لسقط هذا الأمر ولم يسمح أحد بعارية في هذا المحل وحكم الصداق والنحل التي تجري عليها المناكح دائر بين المعارضة والمكارمة قال تعالى: {وآتو النساء صدقاتهن نحلة} فلا يقاس على صريح البيع والمكايسة لافتراق الحكم في البابين واختلاف العوائد في الأمرين هذا مستند أخيك في جواب صدر منه فإن كان خطأ فمن محله واستغفر الله وأتوب إليه. وكتب محبكم عبيد الله سبحانه محمد بن محمد عبد الله لطف الله به. ثم إن الأول أثنى لمراجعة الثاني عنانه واستعمل في الرد عليه بنانه وأبدى من الكلام بيانه فقال وقوله إلى الصواب آل بعد الحمدلة والصلاة والسلام على رسول الله وعليك أيها المحب ألف سلام ورحمة الله وبركاته وبعد فهذه العادة التي أخبرتم أنها معتمدكم في الجواب الذي صدر منكم في النازلة لا نعرفها جارية في البلاد التي نحن بها ولو كانت كما ذكرتم لأدى إلى فساد الأنكحة التي تعقد على هذه العادة قبل البناء وتثبت بعده بصداق المثل لما ذكرتم أن المرأة أو وليها لا تعرف قدر صداقها إلا بعد أن يخبر الزوج بما هو عارية وما هو ملك له وهذا جهل بقدر الصداق كما لا يخفى وإنما العادة التي تعرف في هذه البلاد أن يقدر الصداق عند الخطبة أو بعدها قبل العقد جوائح زائدة على ما شرط عليه قصدا للفخر وجبرا لخاطر أهل الزوجة ليظن من رآها أنها من جملة الصداق ثم بعد مضى أيام البناء ترد لأربابها بلا نزاع ولا نشاح وإذا أثبت الحكم عليه هذه العادة مع أنه لم يذكرها لما حضر لدي ولا خاصم بها وإنما خاصم بما ذكر فإنه يحكم على ولده بصداق المثل وقولكم حفظكم الله أن النكاح لا يقاس على صريح البيع لأنه مبني على المكارمة نقول نعم هو كذلك

اللمحة التاسعة في ذكر مؤلفاته الموجودة لدينا

وأقل أحواله أن يكون كالهبة التي هي محض تبرع وقد نص ابن رشد في بقية كلامه الذي نقلناه أوله بمحوله على أنها كالبيع في هذا الحكم فتأملوا ذلك وفقنا الله وإياكم. هذا وإن العلماء نصوا على أنه لا ينبغي للمفتي أن يفتي في الحكم الذي بني على العوائد حتى يسأل عن عادة بلد المستفتي والله أعلم. وكتب محبكم عبد الرحمن لطف الله به قائلا إياكم أن تنكروا مراجعتي وتظنوا أنها تعبث أو لطلب العلو معاذ الله أن تكون لشيء من ذلك وإنما هي للتفهم وإظهار الحق وهي سيرة سلف صالح علماء الأمة سلك الله بنا طريقهم والسلام. انتهى. اللمحة التاسعة: في ذكر مؤلفاته الموجودة لدينا للشيخ سيدي عبد الرحمن بن عمر مؤلفات كثيرة والموجودة منها لدينا: مختصر السمين في إعراب القرءان يقول في افتتاحه: الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، الذي أنزل على عبده كتابا عربيا وأمره ببيانه للناس فبينه، وأتاهم بشرعة جديدة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين نصروا دينه وبينوا طرقه السديدة، أما بعد فيقول العبد الفقير إلى رحمة مولاه الغني به عن كل ما سواه، عبد الرحمن بن عمر التواتي بلدا ومولدا، القرشي نسبا ومحتدا، كان الله له في الدارين وليا ونصيرا ووقاه شر كل حاسد وقال إذ لم يزل تعالى سميعا بصيرا، لما من الله تعالى علي بحفظ كتابه العزيز وتحصيل ما تيسر من علومه كإعرابه وغريبه وبديعه وبيانه وكان من أجل ما ألف في هذه الفنون الكتاب المسمى بالدر المصون في علم الكتاب المكنون الذي ألفه

فهرسته التي ذكر فيها مشايخه

الإمام العلامة شهاب الدين أبو العباس أحمد بن يوسف بن محمد بن مسعود بن إبراهيم النحوي الشافعي الحلبي المشهور بالسمين وكان من أكابر أصحاب أثير الدين أبي حيان لخص تأليفه هذا من تفسير شيخه المذكور ومن غيره وأكثر الاعتراض عليه في رده على الزمخشري وانتصر له وجمع فيه بين الإعراب واللغة والتصريف والبيان فجاء تأليفا حافلا في أربعة أسفار في كل سفر زهاء ثلاثين كراسة بالقالب الكبير فلما وقفت عليه شغفت به ولم يمكنني تحصيله لكبر حجمه فاستعنت الله تعالى على اختصاره ليحصل لي الانتفاع به ولمن أراده من المسلمين واقتصرت على الفنون الثلاثة الأول لشدة الحاجة إليها وأسقطت الرابع لقلة من يتعاطاه من طلبة العصر واقتصرت أيضا في القراءات التي استوفاها فيه متواترها وشاذها على قراءة نافع التي رواها ورش وقالون عنه لأنها محفوظ غالب طلبة المغرب اهـ وختمه بقوله يقول مختصره عبد الرحمن بن عمر التواتي غفر الله تعالى من ذنوبه ما مضى وما يأتي قد من الله تعالى بتمام هذا المختصر جعله الله تعالى من الأعمال الصالحة المقبولة التي أجرها يضاعف ويدخر فالحمد لله حمدا كثيرا على ذلك دائما والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد المبعوث للخلق رحمة وبالحق حاكما وعلى آله الطاهرين وصحابته الأكرمين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. ومنها فهرسته التي ذكر فيها مشائخه والفنون العلمية التي درسها عليهم وتلقاها بالإجازة منهم وهي تشتمل على 100 صفحة بالكتابة الدقيقة افتتحها بقوله: يقول راجي عفو مولاه الكريم، وفضل جوده العميم عبد

ومنها مختصر النوادر

الرحمن بن عمر التواتي منشأ ومولدا، الأموي أصلا ومحتدا، الحمد لله الذي فضل أمة نبينا محمد (ص) على سائر الأمم، وثبت طائفة منها على الحق لا تزل بهم قدم، واختار لحمل دينه من كل خلف منها عدوله ليبلغوه لمن بعدهم من أرباب العناية والهمم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الموصوف بالأزلية والقدم، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المبعوث للعرب والعجم، (ص) وعلى آله وأصحابه أولي الفضل والكرم صلاة وسلاما دائمين متلازمين ما خط كاتب بالقلم. أما بعد فطلب العلم من أفضل الطاعات والقرب، ومن أجل ما أفنى فيه المرء العمر ودأب، وقد وردت في فضله آثار عن الشفيع المشفع منها قوله (ص): إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب وكنت منة من الله ممن ألهمه لطلبه، وعلق همته بحملته وكتبه، مذ أميطت عني التمائم، ونيطت بي العمائم، فأخذت عن أشياخ عده، في الموطن والغرب، فأردت أن أعرف بهم في هذه الفهرسة، وأذكر من خلالهم ما ينبئ عن علو المرتبة اهـ ثم عددهم واحدا تلو الآخر. ومنها مختصر النوادر: وهو كتاب في الفقه والمعاملات لابن أبي زيد اختصره الشيخ في مجلد متوسط الحجم وجدناه بخط تلميذه الشيخ محمد بن مالك القبلوي لكنه ناقص من أوله والموجود منه الأبواب التالية: آخر باب الصلاة، باب الخيار، الصيام، البيع، القراض، المغارسة، القضاء، الشهادات، الإقرار، التفليس، الرهن، الحمالة، الحوالة، الرهون، الإكراه، الغصب، الوديعة، العارية، اللقطة، إحياء الموات، حريم للإبار رفع الضرر، الشفعة، القسمة، الوصايا، الحبس، الهبة، الجعل على الخصومة، العتق. وفي آخره كتب الشيخ محمد بن مالك انتهى ما وجد بخط عبد الرحمن بن عمر مما انتخبه من النوادر.

أرجوزة في علم الفلك

وله أيضا أرجوزة في علم الفلك يقول الشيخ عبد الرحمن: الحمد لله الذي علمنا … من النجوم ما به اهتداؤنا في ظلمات البحر ثم البر … سبحانه من قادر وبر وخصنا بأفضل البرايا … محمد ذي الفضل والمزايا صلى عليه ربنا وسلما … وآله وكل من له انتمى وبعد فالقصد بذا المسطور … قسم المنازل على الشهور لبعضها أشير بالحروف … بالعدد المصطلح المعروف رابع ينير لسعد بلع … وللسعود يزه فلتستمع ولامه للاخبيا فلتعلم … وبيا فبراير للمقدم موخر كه له بالثبت … عاشر مارس لبطن الحوت كج لنطح منه للبطين … خامس إبريل بدون مين وللثريا حيه بلا توان … أول ميه عده للدبران رابع عشرة لنجم الهقعه … وكز منه عده للهنعه وللذراع تاسع من ينيه … كب لنجم نثره فلتدره وخامس من يأيه للصرفه … ثامن عشره لنجم الجبهه وأول من أغشت للخرثان … يز لصرفه ففي ذا التبيان وكزه لمنزل العواء … ويدخل السماك قل بطاء شتنبر وكفه للغفر … للزبنان الهاء من أكتبر وحي للإكليل ثم الآخرة … اجعله للقلب تنل مفاخره ويح من تونبر للشوله … نعايم كوله فصخ له طاء دجنبير لبلدة فع … وذابح كب له فلتسمع قد انتهى والحمد لله على … ما من من آلائه وأفضلا انتهى

الأبيات التي مدح فيها تأليف إمام الحرمين المسمى بالورقات

وله رحمه الله هذه الأبيات التي يمدح بها تأليف إمام الحرمين المسمى بالورقات وشرحه للحطاب: عليك إذا رمت الوصول بسرعة … لعلم أصول الفقه خير العلوم بتأليف بحر العلم أوحد وقته … إمام حرام الله محي الرسوم وطالع عليه شرح حطاب نفعه … محمد الحطاب بحر الفهوم وما سمي الحطاب إلا لحطبه … فوائد لا تلفى لأهل الحلوم ولما نظم شيخه الشيخ محمد بن اب الأجرومية الذي سماه نزهة الحلوم الحلوم في نظم منثور ابن آجروم قرظه الشيخ عبد الرحمن التنلاني بقوله: إذا رمت نظما يزري بالدر في سلك … فلازم ذرا الشيخ ابن أب أخ النسك بدا فيه فردا بين أعلام عصره … وحاز به سبقا وفضلا بلا شك فما انفك مذ أزمان يبدي عجائبا … بصوع قريض محكم النظم والسبك وفي نزهة من المحاسن ما ترى … يقربها المصغي إليها ومن يحك فقد حوت مع إيجازها لب أصلها … أدام بها نفعا إلهي ومالكي وأولى الذي أبداها خير آلائه … فقد سهل الصعب الذي كنا نشتكي انتهي وله مقيدات وفتاوى كثيرة نذكر منها نموذجا فمن مقيداته ما ذكره في كتابه نقل الرواة عمن أبدع قصور توات لما تكلم على حفر الفقاقير بتوات قال: وقد رأيت تقييدا منقولا بخط العلامة الشيخ سيدي عبد الرحمن بن عمر ناقلا له من كتاب عم والده الشيخ سيدي احمد بن يوسف التنلانى حين تكلم على من سبق بعمارة توات من زنانة قال وهم الذين اتخذوا خدمة الفقاقير وابتداعها بحرفة لم يسبقهم غيرهم إليها وحيث بلغوا من

اللمحة العاشرة في رحلاته

ذلك مقصودهم اصطلحوا على تسميتهم بالفقاقير على ضرب من الشبه لأن الشيء يشبه الشيء فشبهوا صفة الفقارة بصفة فقارة الظهر من كل حيوان له فقارة فأخذها عنهم من بعدهم وصارت حرفة شائعة معروفة عند ذويها إلى الآن انتهى من الكتاب المذكور نقتصر على هذا وأشير إلى أن كتاب غنية الشورى يشتمل على الكثير من فتاويه وخصوصا في أمر الفقارة وإعطائها بجزء مما يخرج منها وكيفية تقسيم مائها إلى غير ذلك مما هو في الكتاب المذكور والشيخ مع هذا متضلع في علم القرءان والرسم والأداء. اللمحة العاشرة: في رحلته خارج الوطن ومن خلالها ذكر وفاته لقد قام الشيخ بن عبد الرحمن بن عمر التنلاني بعدة رحلات في طلب العلم خارج الوطن فكانت مظفرة آتت أكلها. الرحلة الأولى: إلى التكرور بمعية شيخه الإمام سيدي عمر بن محمد بن المصطفى الكنتي تعرض الشيخ لتفاصيلها وأسبابها في فهرسته حيث قال ثم بدا له - أي للشيخ سيدي عمر- السفر لبلاد التكرور فطلب مني مصاحبته فأجبته إلى ذلك من غير أن أستأذن أبوي والشيخ لكن كتبت إليهم كتابا معتذرا لهم فصحبته فرأيت منه من حسن الصحة واللطف وحسن الخلق والأثرة أضعاف ما كنت أعهد منه في الحضر فقد كان يأثرني عن ولده في المأكل والمشرب والمركب وكان يسألني في بعض الأحيان ويقول إلي يا فلان أصدقني أسألك بالله هل أنكرت من حالي شيئا فإنما سمي السفر سفرا لأنه يسفر عن أحوال الرجال وأظن انه يعرض بي لما رأى تغيير خلقي من طول المفر فقدمنا قرية تودن وأقمنا بها مدة

الرحلة الثانية كانت لمدينة أروان

فمرضت بها أياما فأنكرت الإقامة بها لقبح عيشها وملح مائها وأردت التوجه لقرية المبروك فمنعني واعتذرت فألح علي وبكى لذلك واستشفع بمن يظن أنه أنصت لكلامه فلما رأيت منه ذلك رق قلبي عليه وأقمت معه ثم قال ثم إنه خرج إلى أروان ولم يمكنه أن يحملني وابنه معه فتخلفنا عنه ثم لحقنا به في مدينة أروان وتركته هناك أريد التوجه منها إلى بلادنا فأقمت معه هناك في حسن عشرة ورغد عيش ومذاكرة وقراءة ثم توجهت عنه لقرية المبروك وتركته هنالك أريد التوجه منها لبلادنا فأقمت هنالك حتى خرجت مع رفقة لبلادنا. الرحلة الثانية: للشيخ كانت لمدينة أروان للقراءة على شيخه سيدي عمر المذكور فلما قدم عليه مكث معه مدة على الحاله الأولى من مذاكرة وقراءة وحسن معاملة ولم يحدد الشيخ عبد الرحمن مدة إقامته مع شيخه سيدي عمر ثم كر راجعا لتنلان وترك شيخه هنالك وبقيت العلاقة بينهما وطيدة لم تتبدل ولم تتغير. قال السيد عبد الرحمن في فهرسته ثم قدم لبلده يعني زاوية كنتة وأقام بها مدة يزورني وأزوره حتى كان آخر العهد به أن صحبته لبلاد تيدكلت لملاقاة ركب الحجاج فدعاه أمير الحاج سيدي محمد بن أبي نعامة لصحبته للحج فأجابه وحج ثم قفل معه حتى وصل معه لبلد فزان وهناك أتاه أجله رحمه الله وذلك بقرية زلا ليلة الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الثاني سنة 1157 هـ. الرحلة الثالثة: كانث لسجلماسة للشيخ سيدي صالح بن محمد الغماري وقد ابتدأها من تنلان يوم الاثنين التاسع عشر من جمادى الأولى سنة 1168 ووصل للشيخ المذكور يوم الجمعة السابع من جمادى الثانية عند

الرحلة الرابعة لأداء فريضة الحج

الزوال فبالغ في إكرامه لكن وجده يشتكي عينيه فأدلى له بمرامه وأن أسباب الرحلة هو أن يأخذ عنه القرءان العظيم بمقرأ الإمام نافع بروايتي ورش وقالون من طريق الأزرق وأبي نشيط فأقام عنده إلى يوم الثلاثاء الحادي عشر جمادى الثانية ثم إنه بلغه عن الشيخ سيدي أحمد بن عبد العزيز الهلالي أنه يريد السفر لمدينه فاس وكان سيدي عبد الرحمن عازما على زيارته فلما خشي فوات شيخه الهلالي استأذن سيدي صالح في زيارته فأذن له فذهب إليه وبعد عودته من عند الهلالي ابتدأ السلكة أي ختمة القرءان العظيم على سيدي صالح إلى أن ختمها عليه في ظرف خمسة عشر يوما وقد نبهه على مسائل من فن الأداء تخفى على كثير من القراء مثل عدم إظهار اللام الساكنة عند النون نحو جعلنا أنزلنا وكان ينبهه على بيان التشديد في نحو الدين وبينة إلى غير ذلك مما هو مبسوط في فهرسة الشيخ المعرف به. ثم لما ختم الشيخ سيدي عبد الرحمن السلكة على شيخه التمس منه الإجازة فيها فأجازه كما تقدم. الرحلةالرابعة: رحلته للأداء فريضة الحج ألف الشيخ سيدي عبد الرحمن بن عمر التنلاني مذكرة رحلته للحج ابتداء من بلده تنلان وعدد فيها جميع المراحل والأماكن التي نزل بها والرجال الذين التقى بهم وذكر فيها بأنه خرج من تنلان يوم الجمعة العاشر من جمادى الأخيرة سنة 1188 ووصوله لمكة المكرمة يوم الأربعاء السابع من ذي الحجة 1188 وهاته المذكرة قد تقطع الكثير منها ونحن ننقلها على حسب ما وجدنا فيها لأجل الفائدة.

قال الشيخ سيدي عبد الرحمن بن عمر: الحمد لله الذي فرض على المكلفين حج بيته المحرم العتيق وجعله حرما وغفر ذنوب من حجه وهو بذلك حقيق أحمده على ما هدانا إلى خير طريق (¬1) على ما منحنا من التوفيق وأشهد أن لا إله إلا الله لا شريك له شهادة تنجينا من عذاب الحريق وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله (¬2) إلى خير فريق اللهم صل عليه وعلى آله وأصحابه الذين أقاموا الدين أفضلهم (¬3) الصديق وبعد فلما من الله علي بالتوجه لحج بيت الله الحرام وزيارة قبره عليه الصلاة والسلام وذلك لما تحركت همة الإخوان في الله سيدي عومر (¬4) عبد الرحمن وابن عمه سيدي إدريس بن شيخنا العلامة سيدي عمر فاستشارني في ذلك فأشرت عليهما في الجد في ذلك فطلبا مني المرافقة فاعتذرت لهما (¬5) ذات اليد فقالا لي لا تحتاج لذلك فقلت لهما إن وجدت سلف مائة مثقال (¬6) فالتزما لي ذلك ثم لما جد منا الجد استنجزتهما ما وعداني به فأجابني الأول (¬7) ذلك وخيرني بين ما طلبته وبين أن يعينني بنصفها تبرعا وطلبا للثواب فاخترت الإعانة فجزاه الله على ذلك أفضل ¬

(¬1) - بتر بالأصل ولعله وأشكره (¬2) - انقطاع كلمة في الأصل ولعله المبعوت (¬3) -لعل المحذوف أبو بكر (¬4) - انقطاع في الأصل (¬5) - قطعت جملة من الأصل هنا (¬6) - كذلك وقع هنا قطع في الأصل (¬7) بتر في الأصل

الجزاء وضاعف أجره كما ورد ذلك (¬1) يضاعف لمن يشاء ثم شرعنا في التجهيز بعد تكرار الاستخارة فكلما حاولت أمرا يسر الله تعالى أسبابه حتى أن أكثر ما طلبته يحصل مهيئا بلا ثمن فضلا منه (¬2) وعلامة الأذن التيسير فنسأله تعالى دوام نعمه وتمام آلائه. فخرجنا من بلادنا بعد صلاة الجمعة العاشر من جمادى الأخيرة ونزلنا مدينة تمنطيط اصفرار يومنا وأقمنا بها يوم السبت وأسرينا منها وقتنا زاوية الجديد ثم أسرينا شه وقلنا زاوية الرقادي وبتنا بها تم رحلنا منها لقرية بـ (¬3) وزرنا بها قبر الولي الصالح العلامة سيدي محمد بن عبد الكريم المغيلي وبتنا بها وقلنا ثم رحلنا منها ظهر يوم الأربعاء متوجهين لبلاد تدكلت وبتنا دونها يومين وقلنا يوم الجمعة قرية تمقطن ثم رحلنا منها لزاوية سيد أبي الأنوار وأقمنا بها ثلاثة أيام ثم رحلنا منها لأولف الأشراف وبتنا به ثم لزاوية تقرافت وبتنا بها ثم أسرينا منها سحرا متوجهين لبلاد ديدر فنزلنا بأولاد موسى وأضافنا بها سيدي علي بن سيدي أحمد ثم رحلنا لزاوية أبي نعامة نفعنا الله به وزرناه وهو الذي أحيا سنة الحج من بلاد توات وبلاد التكرور فأقمنا بها أربعة أيام واستأجرنا هناك دليلا من الطوارق اسمه تكمن ئم قمنا بها متوجهين لعين صالح وأخذنا طريق الغابة وبتنا بها أربع ليال واستهل لنا شهر رجب في الليلة الرابعة منها ليلة الخميس الثامن والعشرين من أغشت وقمنا بها أربعة أيام وأكرمنا بها محبنا سيدي أحمد بن الفقيه سيد الحاج إبراهيم والسيد محمد ¬

(¬1) - لعل المقطوع: في القرءان والله يضاعف (¬2) - هنا وقع في الأصل قطع (¬3) - كذلك وقع هنا قطع في الأصل

بن بلحاج والحاج محمد بن بحسن من أولاد أبي القاسم والحاج محمد بن عبد الله من أولاد الحاج فجزاهم الله عنا خيرا ثم (¬1) منه يوم الاثنين الخامس من رجب الأول من شتنبير فنزلنا ظهرا على بير يقال له (¬2) ثم رحلنا منه بعد صلاة الصبح وبتنا بواد بحان وظللنا سائرين من يومنا إلى العصر لأن الله تعالى أكرمنا بريح باردة شمالية ولم يحبسنا الحر إلا قرب الزوال ثم رحلنا منه وسرنا مع الواد المذكور حتى انقطع فاستقبلتنا جبال وعقبات فظللنا في طلوع وهبوط حتى خرجنا إلى بسطة اصفرار فبتنا بها ثم رحلنا منها ونزلنا على ماء يقال له حاسي السب (¬3) وماؤه قبيح لامتزاجه بالحمأة ثم رحلنا منه وبتنا بواد موسى اسفرارا وعند الزوال أرسل علينا طير يقال له الناموس والعادة أنه يوجد إلا بقرب الماء (¬4) وقرب السباخ وليس شيء من ذلك هناك ثم رحلنا ووجدنا بعد رحيلنا فيه حاد واد كثير الحشيش ثم رحلنا ونزلنا ضحى على حاسي التي يوم الأحد الحادي عشر من رجب والسابع من ستنبر وأقمنا عنده يومين لقلة مائه لكون أصله من السيل وعهده به وفيه بعض المرورة ويورث إسهالا مفرطا ثم رحلنا منه وسرنا يومين بين الجبال في طلوع وهبوط ورحنا لمنقاو طين وبتنا به ثم رحلنا منه ومررنا ظهرا على غدير يسمى أمكيد - بكاف معقودة- وذهب إليه الدليل مع بعض أهل الركب وأتوا بماء ¬

(¬1) - سقطت كلمة من الأصل (¬2) - هنا سقطت كلمة أيضا من الأصل (¬3) - بياض بالأصل (¬4) - بياض بالأصل

الواد بين جبلين يحفر الإنسان قدر ذراعين فيجد ماء طيبا عزيزا إلا أنه قريب العهد بالسيل والأودية القريبة منه كلها مخصبة ويوجد الغدير في مواضع منها ثم رحلنا منه قرب العصر وبتنا في واد فوقه قريب منه ثم رحلنا منه بعد صلاة الصبح وظللنا يومنا سائرين في أوعار وطلوع وهبوط والتواء مع الجبال إلى بعد العصر فنزلنا في فسيح قرب واد يقال له تدمايت انتس ومعناه بلغة الطوارق وأرض البقرة ورحلنا منه قاصدين ماء تحجاوت في أوعار وعقبات لقينا منها برحا أخبرني بعض من سلك درب الحجاز أنها أشد من عقبة أيلة (¬1) فوصلناه قرب العصر وماؤه طيب غزير لقرب عهده بالسيل وأوديته واسعة مخصبة كالذي قبله ورحلنا منه بعد صلاة الصبح ورحلنا بواد عصرا وفيه شجر الحاد الأسود يسمى أنفى ورحلنا منه سحر يوم الاثنين التاسع عشر من رجب والخامس والحادي عشر من ستنبر ونزلنا واد تنفرين عصرا وأكثر شجره الشبرق والأرطبي ثم رحلنا منه إلى رأس الواد ونزلنا ضحى وبعثنا الإبل فشربت وسقينا منه القرب وراحت لنا قرب المغرب وهو ماؤه طيب ثم رحلنا منه بعد صلاة الصبح ومات هناك لبعض الأشراف بعير سببه أكل الدفلى فاستقبلنا جبلا وعرا فتركنا ذات اليمين وسايرناه مسلقبلين القطب الشمالي إلى الظهر فوجدنا فيه بين جبلين مستقبلة جهتنا فسلكناها بمشقة فادحة حتى أن البعير ليضع خفه إلا بين حجرين فلم نخرج منه إلا قرب المغرب وأمرنا فيه على ماء في جنب الجبل عن يسير الذاهب يسمى حلكم (¬2) ونزلنا بمحل ¬

(¬1) - سقطت كلمة من الأصل (¬2) - هنا سقطت اسطر من الأصل المنتسخ منه

فيه على ماء في جنب الجبل عن يسير الذاهب يسمى حلكم (¬1) ونزلنا بمحل نزول الركب ظهرا وذلك يوم السبت السادس عشر من شعبان والتاسع من أكتوبر فلم يقدموا فارتحلتا ونزلنا على أخصاص قريبة من عين المولى ثم ارتحلنا منها ونزلنا بقرية اثرعن قرب الزوال وأقمنا بها الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وفيه ورد علينا ركب سيدي محمد بن الشيخ أبي نعامة الذي كنا ننتظره وتلك القرية هي أكثز قرى فزان تمر أو أجوده وفيها عيون تجري بخلاف غيرها ثم رحلنا منها يوم الجمعة التاسع والعشرين من شعبان والرابع والعشرين من أكتوبر ونزلنا بقرية الحميد ثم رحلنا منها ونزلنا بقرية أزويلة قاعدة فزان في القديم وزرنا بها سبع قباب زعم أنها قباب قبور من افتتحها من الصحابة والتابعين لكن لم يعينوا لنا أسماء أصحابها وأقمنا بها السبت والأحد وهو أول يوم من رمضان واجتمع علي طلبتها مع طالب من الحمراء يسألون عن مسائل منهم من يسأل امتحانا ومنهم من يسأل مستفيدا ولم يقع لنا ذلك فيما قبلها من القرى إلا ما كان من فقيه مرزوق وهو السيد محمد العرب لأن أباه من بلاد أوقروت وذلك لخلو تلك البلاد من العلم وأهله ثم رحلنا منها يوم الاثنين ونزلنا أرضا ورحلنا منها ونزلنا قرية تمس وأقمنا بها الثلاثاء والأربعاء وارتحلنا منها يوم الخميس (¬2) رمضان وثاني نونبر سالكين طريق الهاروج لما بلغنا أن له غدران ماء فاكترينا من يدلنا عليها فارتحلنا إلى أرض بسيطة ملسا ورحنا يوم الجمعة إلى الهاروج الأبيض ولم نلق به شدة إلا ¬

(¬1) - هنا سقطت أسطر من الأصل المنتسح منه. (¬2) - هنا سقطت كلمة أيضا.

عقبة واحدة ويوم السبت رحنا إلى قرب الهاووج الأسود فدخلنا فيه وسرنا في عقبات وأحجار والتواء وطلوع وهبوط أنسانا ذلك ما لقيناه في طريق أزكر ورحلنا يوم الاثنين للماء الذى كنا قصدناه ولقينا من الشدة أعظم ما وجدتا بالأمس ووجدنا به غدران كثيرة في مواضع كثيرة ثم رحلنا منه يوم الثلاثاء في غير طريق مسلوكة لكن لم نلق فيه من الأوعار ما لقيته من قبل ويوم الأربعاء أصبح غيم وازداد في أول النهار وسرنا فيه إلى قرب الزوال ثم انكشف عنا بلطف الله تعالى ووجدنا سرنا فيها فكان آخر النهار رحمة وكذلك يوم الخميس أوله (¬1) واشتدت الأرض في آخره ويوم الجمعة وسرنا فيه إلى الغروب فخرجنا بعد الغروب إلى أرض مستوية ملساء ونزلنا قرب السور ويوم السبت وقعنا على الطريق المشهورة ووصلنا العرق الذي عنده (¬2) الحاد فتزودنا للجمال معاشها تلك الليلة والتي بعدها ولم ننزل إلى بعد العشاء عند الغروب وليلة الثلاثاء بعد العشاء وبتنا دون أصحابنا وهم راحوا لماء زلطا عند نصف الليل وأصبحنا فنزلنا عليهم يوم الثلاثاء السابع عشر من رمضان والحادي عشر من نونبر وماؤه غزير إلا أن فيه بعض مرارة فرحلنا منه وبتنا قريبا من الرمل بعد المغرب ثم رحلنا منه وبتنا قريبا من مدينة وجلة ثم أصبحنا يوم السبت الحادى والعشرين من رمضان والخامس عشر من نونبر وأقمنا بها يوم الأحد وأهلها في غاية المشاكسة في المعاملة وقلة الأمانة ثم رحلنا منها يوم الاثنين ونزلنا في قرية جلو وهي أخصاص مبنية بالجريد ¬

(¬1) - سقطت كلمة من الأصل. (¬2) - بياض بالأصل كلذلك.

لا جدار فيها إلا مخازن للتمر ونخلها كثير جيد تشبه قرية أتراع في ذلك ثم رحلنا منها ونزلنا واد قطمير وآباوه الغربية أطيب من الشرقية ثم رحلنا منه ودخلنا القرود وهي رحال فبتنا موضعا منها يسمى الصنك ثم موضعا يسمى لم الألواح ثم خرجنا منها عند الغروب وسرنا إلى العشاء فبتنا في أول البرية المسماة قرطبة فأما القرود فهي رمال منبسطة بين عرقين إلا أن فيها انخفاض وارتفاع وبتنا بها يوما آخر وفيها استهل هلال شوال ليلة الاثنين الثالث والعشرين من تونببر ثم رحلنا بعد الصبح فسرنا حتى حلت النافلة وصلينا صلاة العيد ثم سرنا فنزلنا بواد الطرفاوي قرب الظهر وماؤه فيها ملوحة وفيه آبار قصيرة وبعضها أطيب من بعض وشجرها العلندا ثم رحلنا منه وبتنا خطة الجوداوى شجرها العلندا أيضا والحاد ثم رحلنا منه ونزلنا حيبطة الككم وأرض هاتين الرحلتين كلها بيضاء سهلها وجبلها ثم رحلنا منها وسرنا في ارتفاع وانخفاض وقطعنا سبع عقبات ونزلنا بخطته إلى واد عند الغزوالية عند المغرب وماؤها لا بأس به ثم رحلنا منها وبتنا قرية جاوزنا بنكر عجرود بقليل وسرقنا سراق العرب تلك الليلة وأخذوا لبعض الركاب (¬1) رحلنا منه وسلكنا طريق الصانع وهي أعمدة مبنيه علامة على الطريق بين كل عمودين (¬2) أو أقل أو أكثر وإنما فعلوا ذلك لأن تلك الطريق كلها سبخة ورمل لا يظهر فيها أثر سالكيه غالبا ووجدنا في آخر النهار غدير ماء أخذ منه من احتاج إليه ¬

(¬1) - سقط سطر من الأصل (¬2) - هنا سقطت كلمات من الأصل

حاجته وسقى فيه دوابه وهناك سقط لي كساء جيد كنت فرشته على ظهر الحمار الذي أركبه ثبت إليه أجره وبتنا بواد الرمل ورحلنا منه وفي فور رحيلنا مات عبد الرحيم صاحب تمنطيط وبتنا بأول واد التيه ورحلنا منه وبتنا بندر النخيل بعد المغرب ووجدنا قافلة من الشام هناك معها كثير من فواكه الشام وثمارها تعرضت لركب مصر ففاتها لأنه سبق ركبنا خروجا ثمانية أيام فتسوقها من شاء من ركبنا ثم رحلنا منه ضحى وبتنا ببار الصعاليك بعد العشاء ولا ماء به ورحلنا منه وصب علينا مطر غزير قبل الظهر ثم اقلع وبتنا بسطح العقبة وهي عقبة ليلة وفي مبيتنا مات عبد الرحمن بن المستور ورحل (¬1) وغلام الشريف سيدي المهدي بن الكبير ثم رحلنا منه وقطعنا العقبة الهائلة التي يضرب (¬2) في الوعرة وشدة الخوف لأن عرب تلك الأرض تتعرض للأركاب فيها ولا سيما ركب المصري (¬3) هذه السنة والحمد للد سالم من ذلك لم يعرض لنا فيها أحد وكذلك في غيرها وذلك من أجل (¬4) الذي لم يفارقنا فيما مضى من سفرنا ذهابا وإيابا فإنا شاهدنا من الأمم (¬5) من مضى ولا سيما عرب الحجاز من ينبوع إلى الحرمين فإنها أهل الركب يتفرقون (¬6) ويرسلون إبلهم في المرعى ولا يعرض لهم أحد وأخصب الله ارض (¬7) ¬

(¬1) - بياض بالأصل (¬2) - سقطت كلمات من الأصل (¬3) - هنا بياض بالأصل (¬4) - بياض بالأصل (¬5) - سقط سطر من الأصل (¬6) - سقط سطر كذلك من الأصل (¬7) - سقطت اسطر من الأصل

عند العشاء وقد كان ماتا في مسيرنا الحاج محمد بن عبد القادر بن مهم وبعد نزولنا مات العباس بن الحاج إبراهيم وجهزناهما إلى قبريهما رحمهما الله تعالى ثم رحلنا منها ورحنا بدو المليح بعد المغرب يوم الجمعة الثامن عشر من الشهر وأقمنا به يوم السبت لخزن بعض أهل الركب بعض أزوادهم وأمتعتهم ورحلنا منها يوم الأحد وبتنا بيرام السلطان بعد العصر ثم رحلنا منه ونزلنا بندر الالزام بعد العصر وماؤه وماء الكره من أقبح مياه الدرب ومات فيه رجل من تنمراس من قرى سجلماسة ثم رحلنا منه وبتنا بندر الوجه بعد العصر وبه آبار أطيبها أعلاها ثم رحلنا منه وبتنا الحوراء وماؤها متوسط بين الملح والحلاوة إلا أنه يزيد ملحه إذا أبطأ في القرب ثم رحلنا منه وبتنا القبط قرب العشاء وماؤه وماء بيرام السلطان من أطيب مياه الدرب ورحلنا (¬1) ثم رحلنا منها سحرا ولما تعلى النهار وأفطر الركب غيمة السماء (¬2) وأبرقت مطرا غزيرا وصارت الأرض كأنها نهرا واحدا ولم تزل كذلك إلى أن قربنا من ينبوع (¬3) ويرده مشقة عظيمة ولما وصلنا ينبوع وجدنا الركب المصري والتنسي مقيمين (¬4) هما المطر فبتنا به وأقمنا إلى الظهر ووجدنا المصري متحيرا لأنه بلغه أن أعراب بدر عزموا (¬5) عليهم إلا أن يعطيهم ما ذكر من المال ثم عزم على عدم المرور عليهم فرحل منه ¬

(¬1) - سقطت كلمة من الأصل (¬2) - هنا سقطت كلمة ولعلها وارعدت (¬3) - سقطت كلمات (¬4) - سقطت كلمة ولعلها: به حبساهما المطر (¬5) - هنا سقطت كلمات

صبح (¬1) العشرين من الشهر وتنكب طريق بدر ذات اليمين ثم تربصنا نحن إلى الزوال ورحلنا (¬2) شهر ذي الحجة ثم سرنا قليلا وبتنا ثم رحلنا وبتنا بعد قاع البزوة (¬3) وبتنا نحن إلى الصبح وبعد أن حلت النافلة ركعنا ركعتي الإحرام (¬4) ثم رحلنا منه وقطعنا عقبة السكر وجلنا خائص ظهرا وجاوزناه وغادرنا (¬5) هناك وبتنا دون عقبة عسفان ثم رحلنا منه وجاوزنا عسفان وبتنا واد فاطمة بعد العشاء ثم رحلنا منه سحرا ووصلنا مكة واغتسلنا وأردنا الدخول من كداء اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فمنعنا شيء وقع من الأعراب فيه فأخذنا ذات اليمين ونزلنا بكدى المسمى بباب الشبيكة ودخلنا منه يوم الأربعاء السابع من الشهر ثم دخلنا مسجد الحرام من الباب المقابل المقام المالكي إذ لم يمكننا الدخول من باب السلام وطفنا طواف القدوم وسعينا وسهل الله لنا سكنى دار قريبة من المسجد وهي لحفيد الإمام الحسن العجمي بلا كراء ولما كان اليوم الثامن خرجنا إلى منى وبتنا بها إحياء للسنة التي أميتت منذ زمان (¬6) حجتنا هذه يسر الله ذلك وبات معنا ركب أهل الشام ورحلنا صبيحة التاسع لعرفات ونزلنا قرب مسجد نمرة (¬7) ثم رحلنا منها يوم الاثنين السادس والعشرين من ذي الحجة ورحنا لواد فاطمة عصرا ثم رحلنا منها وجاوزنا عسفاق وبتنا ¬

(¬1) - كذلك سقطت كلمات من الأصل (¬2) - بياض (¬3) - هنا وقع تقطيع بعض الأسطر من الأصل (¬4) - سقطت كلمات هنا (¬5) - هنا سقطت كلمات كذلك (¬6) - سقطت جمل في هذا المكان من الأصل (¬7) - هنا وقع تقطيع في المذكرة قدره نصف صفحة بكتابة معتدلة

ذكر وفاته ومحلها

قرب عقبة عشاء ثم (¬1) ونزلنا أخليص ظهرا ثم رحلنا منه وجاوزنا قديدا ظهرا ونزلنا اصفرارا ورحلنا ونزلنا رابغا ظهرا ورحلنا منه ظهر غده ونزلنا مسيرة ورحلنا منها ونزلنا بقرب بدر ثم رحلنا ونزلنا بدرا ظهرا ووجدنا هناك ركب المصري ورحلنا منه ونزلنا الجديدة ومات هناك محمد بن المبروك ورحلنا منها ونزلنا قبور الشهداء ورحلنا منها ومررنا على ذي الحليفة المسماة بئر علي ظهرا ودخلنا المدينة المشرفة يوم الخميس السابع من المحرم وصلينا الظهرين بالمسجد الشريف وسلمنا عليه صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه وأقمنا هناك الجمعة وزرنا بعد صلاتها البقيع ووقفنا على قبور من اشتهر من أهله وسلمنا عليهم واستشفعتا في دعائنا بهم وأجملنا من لم نعرفه (¬2) السبت خرجنا للصلاة بمسجد قباء ثم لزيارة سيدنا حمزة ومن معه من (¬3) إلى أن قال: حتى دخلنا القاهرة بعد ارتفاع النهار يوم الخميس الثاني عشر من صفر فلله الحمد ونسأله تعالى أن يتم علينا نعمته بالوصول إلى بلادنا سالمين. وفاته: في يوم التاسع والعشرين من صفر سنة 1189 هجرية انتقل الشيخ سيدي عبد الرحمن التنلاني رحمه الله إلى جوار ربه بمصر وكانت وفاته عند طلوع الفجر ودفن بمقبرة الإمام الشيخ سيدي عبد الله المنوفي رحمهما الله آمين. وقد رثاه الكثير من فطاحلة العلماء بالمنطقة التواتية. ¬

(¬1) - سقطت كلمات هنا (¬2) - كذلك سقطت كلمات هنا (¬3) - وقع تقطيع في آخر المذكرة في هذا المحل

اللمحة الحادية عشرة في المرثيات

اللمحة الحادية عشر: في المرثيات من بين من رثى العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عمر التنلاني العبقري الكبير والشاعر البليغ الشيخ السيد محمد بن المبروك البداوي رثاه بقصيدة رائعة من بحر الوافر: ألا يا مصر قد ازددت فخرا … بحبر حل مقبرة المنوفي بعيد زيارة الهادي المنبأ … من حج البيت حقا بالوقوف نضلع بالعلوم وكان دهرا … يدرسها القريب مع الضيوف ويشد بالنوازل كل يوم … فيكشف ما علييها من نصيف ويصدع بالحقيقة من أباها … وأبغضها على رغم الأنوف فكم من معضلات قد توارت … عن العلماء في معنى الحروف فأوضحها وبينها وصارت … ذكاء دون مزن أو كسوف وكم من سنة غبرت وضلت … أزال قناعها بعد الخسوف فسيماه السماحة والحياء … رفيع القدر ذو جسد نحيف فما من حاجب يثنيك عنه … ولا عون يروع لدى العطوف إذا ما قال قال الحق جهرا … ومهمى عاهد الرحمن يوف فيوم البين منه قد دهانا … وفوضنا الأمور إلى اللطيف وصرنا نرتجي الإياب منه … لدى فصل الشتاء أو الخريف فأفجأ نعيه والموت حق … فقدنا عالما حبرا وصوف أبا زيد وضيء الوجه فهو … سراج قد أضاء على ألوف رحيب الفهم منبع كل علم … ومنجى كل دان أو شريف توفي في مساكن مصر فجرا … وكم صلت عليه من صنوف

مرثية العلامة الواعية الشيخ سيدي محمد بن محمد العالم الزجلاوي

في عام طفقش في الأحد الموفى … لطك صفر قضى أجل اللطيف بكت عيني وحق لها البكاء … على كهف الأرامل والضعيف فقلت لمن أصيب معي تعالى … ننوح على حلالنا العفيف فيا مولاي جازه بعدن … مزخرفة ودانية القطوف وكون يا مصور من بنيه … خليفة ذلك الشيخ الحنيف وعاملني وإياه بفضل … مع الأولاد في ستر كثيف وصلى الله خالق كل شيء … على المختار ذي الشرف المنيف وجملة آله والصحب طرا … وتابعهم ذوي دين الرءوف محمد أصله المبروك يرثي … الحبيب بوافر لا بالخفيف انتهى ومما رثاه به العلامة الواعية الشيخ سيدي محمد بن محمد العالم الزجلاوي وهو أحد تلامذة الشيخ قال رحمه الله: وإذا ذكرت من الحوادث جمة … فاذكر رزية لا رزية عوضها واذكر أبا زيد وروعة فقده … وتلهف الإسلام منه ورحضها إن كان لا يبكيك حسن مثاله … فازدب لقسوتك العيون وحضها يا عين جودي بالدموع لفقد من … لمصابه بكت السماء وأرضها نجم الهواية والرماية التقي … طفلا وشيخا قد تبوأ روضها ألف العبادة والتجريد وعمره … وزيارة الأطوال أحسن قرضها العالم المفتي المبين للورى … سبل الهداية لا يحاذر بعضها فخر الأفاضل في العلوم خبيرها … ما شئت من فعل فدونك أمضها جمع الرواية والدراية فاستوى … فردا وصدرا في التليد وعضها

مرثية السيد عبد الرحمن بن إدريس بن عمر لما مات السيد عبد الله ابن الشيخ السيد عمر بن عبد الرحمن المهداوي

وإلى روايته الحديث المنتهى … بعلو إسناد صحيح وأرضها رأس الأسانيد في القراءة والأدى … فأزاح عن خطأ الأعاجم بنصها سهل الدماثة لا يمل حديثه … حقا وصدقا في مآثر ترضها لله من قرم تخيره هدى … حتى تبينت المعالم ربضها فاتته من مولاه صحبة وفده … ليقيم سنته بهم فترضها حتى إذا بلغ الحجيج محله … وترعرعت همهم الرجوع ووخضها ألمت نفوس العالمين بفقده … من مصر في صفر بطفقش رمضها طوبى له من صالح متقبل … اعتاض أفراس السلامة ركضها إن الحياة سئيمة من بعده … لولا خلائفه العيون أبضها تسقى وتروى من أعاذبة الصفا … أهل التعطش في أجادب مضها والله خير للجميع وأجره … للصابرين فنعم ما هو نصها انتهت ولما مات السيد عبد الله بن الشيخ سيدي عبد الرحمن التلاني مع السيد عمر بن عبد الرحمن التنلاني المهداوي بطريق أولف رثاهما السيد عبد الرحمن بن إدريس بن عمر التنلاني فقال: ألا في سبيل الله مما اصابنا … من الهم والأحزان والضيق والنكر لقد غمرتنا الحادثات ببؤسها … وحلت بنا الرزايا من حيث لا ندري فيا لتنيلان أصيب وحيدها … وسيدها المرجو للنفع والخير أبو حفصها حليمها وفقيهها … وعالمها المرتدي بردا الفخر وقد خصه المولى بكل فضيلة … ومحمدة من غير زهو ولا كبر ولما أتانا نعيه ذهبت منا … العقول وصرنا طافحين بلا خمر

ولولا امتنان الله بالدين والتقى … لفاضت نفوس لكن أنعم بالصبر فمن لليتامى والمساكين بعده … ومن لذوي الحاجات في العمر واليسر ومن للقوي والضعيف وراحل … وللمعضلات والمهم من الأمر ومن للحجيج والركاب يقيمها … بمال جزيل من جمال ومن تبر يحق عليهم ذكره وثناؤه عليه بخير ما بقوا في مدى الدهر ويبكوا عليه حاسرين لفقده … بدمع يحاكي الصيب الوابل الغزر لقد كان جادا في مصالح شأنهم … وفي نصحهم لله والدين والأجر سواء لديه المكثرون وضدهم … في الحق وفي الإحسان يرغب ذا الفقر فلا برح الرحمن ينعم روحه … في مدفنه والبعث والحشر والنشر وشاركه في الفقد أوحد وقته … شقيق المعالي ذو الفضائل والذخر إمام العلا والمجد والجود والندى … سليل ذوي الحساب سيد ذا العصر أخونا عبيد الله من سار ذكره … ومفخره كالمسك في العرف والنشر فمن للغريب والمقيم وغيرهم … يلاقي الجميع بالتهاليل والبشر ومن للحديث والآداب يزينه … بصوت وسبد من قريض ومن نثر فلو قبل الفدا لكنت فديته … بنفسي ولا أرضى فداءه بالغير لقل كان مونسي وعوض والدي … وخلي وحبي في السرائر والجهر جزاه إله الناس خير جزائه … بحسن اللقا والمحو للذنب والوزر عليه سلام الله ما حن عاشق … وما طار طائر وما غرد القمري وأشكر (¬1) عام فقدهم لذهابهم … إلى الواسع الوهاب والواحد البر يوم الاربعا لأربع تلو عشره … من شهر جمادنا المقدم في الذكر ونسأل رب العرش يجعل ما فيهم … في أولادهم من المحاسن والبر ¬

(¬1) - قوله: واشكر إشارة بالحروف إلى عام وفاتهما وأنه عام 1221 هجرية المولف

مرثية الشيخ العلامة الإبريز الشيخ محمد عبد العزيز البلبالي

ويبق لنا الشيخ الفقيه محمدا … صحيحا معافى واسع الرحب والصدر ويحفظه حيا وبعد وفاته … وينجيه من هول القيامة والقبر وبارك في أولاده وفي علمه … وفي رزقه وزاده الطول في العمر بجاه إمام الرسل والناس كلهم … محمد المرجو للحشر والنشر عليه صلاة الله ما قال قائل … صدوقا لربي دائم الحمد والشكر وكما رثاهما أيضا العلامة الإبريز الشيخ السيد محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن البلبالي فقال: لله خطب مؤثر … قد حل هذا البشر … وذهلت منه الورا … لفقد ذي ولاية داء يغبر مرية … أكرم بها من نعمة … مصاب آل عمرا … أسرى للأجر بالثرا أنال فخرا وندا … وزان رشدا أو سدى … فلم يكن منه سرى … فيما مضى ولا مرا أعقل من نار الحجا … وعلم العلم هجا … فكم ابانا مخرجا … من الخطوب الكبرا وكم رباعا وقفا … لابن السبيل وقفا … نهج النبي المصطفى … ولم يخالف ما درا وكم غبي نبها … وكم حديث نوها … وحج محفوف البها … ونال لمس الحجرا وحط ما كان جنا … مبوءا أرض الهنا … وباذلا مال الفنا … واتخذ القبر حرا بحر العطاء ماله … مماثل يشابه … وكل فعل شابه … بالدين واثق العرا ثم رفيقه سما … رقيه ثم نما … وحل حول ذا الحما … وحاز منه الدررا عبد الإله اسمه … فابشر بمن ذا وسمه … فربعه ورسمه … سل عنهما ذوي القرى جناحه وطرفه … لان لمن يؤمه … وبالرضا يعمه … عن نفسه قد أثرا فكم نهيم اشبعا … وكم بطيء أقنعا … وإن ألم اسبوعا … فلم يدد ولا زرا محمودة أفعاله … موصولة أرحامه … قد عزبت أشعاره … في مدح سيد الورى فيا له من أدب … بالمصطفى ذي أرب … باء بأقوى سبب … ثم علا على الدرا قد أظلمت آفافنا … ووسنت آراؤنا … ووجمث أفكارنا … من الذي حقا جرا كيف اصطباري يا فتى … لمن بذكر خفنا … وبالدياجي قنتا … لحكم قد غفرا سبحان من خصهما … وبالحبا عمهما … وباسمخا حفهما … من بين أشخاص الورا قد اعترى منهم شجون … ثم ذبول وخمون … لأنهم سر مصون … ضل لعيني في الترا فارحم إلهي غربتي … وانسن وحشتي … بطيفهم في نومتي … إذ العيون لا ترى

الخاتمة نرجو الله حسنها

تعزية لي فيهم … تلم من آلهم … بحول مربعهم … قربا لكي تنتشرا وكيف لا أرثهم … وحق لي مبكهم … وقد كسى ناعهم … مدامعا وعبرا عبد العزيز اسم من … بهذي الأببات أغن … يا ناظرا لها اعذرن … وادع لنا مستترا فارحمهم يا مرتجى … آلاؤه لمن لجا … واجعلهم ممن نجا … أجب دعا من جارا واجعل لنا منهم خلف … بالمؤمنين قد رأف … بالحلم والعفو اتصف … عن ساق جد شمرا بواسط وأول … شهر جمادى فاقبل … نعي ونظم قائل … اوزعنني أن أشكرا سلام ربنا على … من ساد كل من علا … خير نبي أرسلا … لأسود وأحمرا وآله وصحبه … وعن بنا من زوجه … ومقتف لنهجه … وناصر مؤزرا انتهت الخاتمة نرجو حسنها. وكما وعدنا في أول الكتاب بعد ذكر اللمحات التي اشتمل عليها هذا البحت بهذه الخاتمة ننقلها حرفيا من كتابنا قبيلة فلان في الماضمي والحاضر وما لها من العلوم والمعرفة والمآثر: يقول العبد الضعيف محمد باي بن محمد عبد القادر الفلاني: إنني كنت في العقد الأول من القرن 15 هـ ألقيت محاضرة في حياة الشيخ عبد الرحمن بن بعمر التنلاني تشتمل على عدة صفحات في مآثره وجولاته ومؤلفاته ولكن لم تحضرني الآن حتى نوردها الآن في هذه المجموعة وفي آخر السنة الفارطة بل في أواخر ذي الحجة الحرام 1422 وفي بحر هذه السنة 2002 م زوت مكتبة الشيخ أبي عبد اللطيف حماد بن محمد الأنصاري وهي مكتبة وشاملة وجامعة ومشهورة في المدينة المنورة في منطقة الفيصلية وقد أهدى إلي الأستاذ عبد الأول وأخوه عبد البارى كتابا يسمى "القواعد النفيسة" وهذا الكتاب وجدت من خلاله أنه من مؤلفات الشيخ عبد الرحمن بن بعمر التنلاني المسمى "الدر المصون

الكتاب ما يلي: القواعد النفيسة بنظم المشكل في قواعد المعرب للعلامة القاضي محمد الأمين الأنصارى الخزرجي التادمكي، شرح الدكتور على بن سلطان الحكمي الأستاذ المشارك في كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، تقريظ العلامة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري. ففي الصفحة رقم: 5 - 6 تقريظ: بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي وعليه اتكالي الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فقد اطلعت على المجهود الذي بذله أبو أنس الدكتور علي بن سلطان الحكمي والخدمة الجليلة التي أخرج بها هذا الشرح على منظومة العم القاضي محمد الأمين الأنصاري الدادمكي فوجدته قد وفي بالقصد ووضح ببيان شاف مكنون هذه المنظومة وكنت اطلعت على هذا الشرح إبان صدوره في حلقات بملحق التراث بجريدة المدينة النبوية تحت عنوان: نظم المشكل في قواعد المعرب. وهو العنوان الذي اشتهر به بين العلماء والدارسين في إفريقيا وما من شك أن العنوان الذي اختاره الناظم أدق وأشمل فهذه القواعد لم يقتصر فيها القاضي محمد الأمين الأنصاري على إعراب مشكل القرءان، بل أضاف إلى ذلك مسائل مهمة في دقائق التصريف ونكتا عزيزة في النحو قلما توفر عليها ناظم في هذا الفن بهذا الإيجاز المغني عن البسط المستقصي. وقد قدم الدكتور بين يدي هذا الشرح تمهيدا في مبحثين: تناول في أولهما حياة العلامة عبد الرحمن التواتي (صاحب المعرب) - مختصر

الدر المصون. وتناول في ثانيهما سيرة القاضي محمد الأمين الأنصاري الدادمكي صاحب منظومة القواعد النفيسة ثم ختم هذا الشرح بفهارس مفيدة شملت الشواهد من الآيات والأحاديث والأشعار فضلا عن فهرس المصادر وفهرس الموضوعات. أسال الله العلي القدير أن يجزيه خير الجزاء كفاء ما قدم من خدمة لهذه القواعد وما استفرغه من وسع في تحرير مسائلها وتوجيه معانيها. كتبه أبو عبد اللطيف حماد بن محمد الأنصاري في 22/ 11/ 1415 هـ بالمدينة المنورة اهـ وفى الصفحات: 7 - 8 - 9 - 10 - مقدمة الشارح الدكتور علي بن سلطان الحكمي الأستاذ المشارك في كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. وفي الصفحة:- 11 - عبد الرحمن بن بعمر التواتي حياته وآثاره اسمه ونسبه مولده ونشأته. وفى الصفحة: - 12 - شيوخه وذكر منهم ثمانية: 01 - أبو العباس أحمد بن صالح التكروري. 02 - أبو عبد الله محمد بن علي الدرعي. 03 - صالح بن محمد الغماري. 04 - الشيخ عبد الرحمن الجنتوري. 05 - الشيخ عبد الرحمن التيماوي. 06 - الشيخ عمار بن عبد القادر التنلاني. 07 - الشيخ عمار بن مصطفى الرقادي.

08 - أحمد بن حبيب السجلماسي. وفي الصفحة: - 14 - ذكر تلاميذه لكنه ذكر عددا قليلا مع أن الآخذين عنه كثيرون جدا كما أن في نفس الصفحة ذكر وفاته وابتداء رحلته من بلده إلى الحجاز. وفي الصفحة: - 15 - ذكر مرثية الشيخ محمد بن مبروك البدوي وذكر من مطلعها ثلات أبيات وهي طويلة. وفي نفس الصفحة ذكر آثاره من بينها مختصر الدر المصون الذي هو محتوى الكتاب فقال: وهو في الأصل حاشية كتبها على الدر المصون للسمين الحلبي اختصر فيه المسائل العربية من نحو وتصريف واشتقاق وقد شاعت هذه الحاشية وعم الانتفاع بها في شمال إفريقيا وبخاصة في ولاية أدرار بالجزائر واشتهرت بين علماء وطلاب توات وتنبكت وعرفت بحاشية التواتي ووبما ذكرت بالمعرب نظرا لما اشتملت عليه من قضايا الإعراب ودقائق التصريف. وقد أتيح للقاضي محمد الأمين الوقوف على هذه الحاشية. أو مختصر الدر المصون، واستيعاب مادتها العلمية بل حفظ الدقائق من مسائل النحو والإعراب والتصريف والاشتقاق التي اشتملت عليها مع الفهم الثاقب الذي لا يقف على ما ظهر من أطراف المسائل بل فهم تحقق لمحتوى الحاشية ومصادرها وقد استخلص هذه الحاشية كما سماها في النظم جملة من القواعد في النحو والتصريف والاشتقاق فضلا عن المسائل المشكلة في الإعراب ونظمها في أربعة وعشرين ومائتي بيت وسمى ما نظمه القواعد النفيسة وقد عرض الناظم ما اشتمل عليه الناظم عرضا موفقا جمع بين حسن التوجيه ودقة التفصيل والاستقصا لفروع المسألة وأقوال العلماء فيها

وإن كان النظم قد اضطره في بعض المواضع إلى الإيجاز في البيان والإيماء إلى رءوس المسائل كما اضطره إلى الوقوع في الضرورة حيث لا مندوحة له من ارتكابها أو الوقوع فيها وطبيعة النظم غالبا تقتضي الإيجاز في البيان والإجمال في مقام التفصيل فيما شأنه البسط والتفصيل ومع ذلك فقد جاءت في النظم إضافات مهمة لم يشتمل عليها مختصر الدر المصون وإياها قصد بقوله: وفيه نبذ لم تكن محوية … في الأصل والفضل له مزيه وهذه المؤلفات التي ذكرت للعلامة عبد الرحمن بن بعمر ما زالت مخطوطة ويعمل الأستاذ أبو عبد التواب عبد المجيد بن علي رياش على مختصر الدر المصون تحقيقا ودراسة نرجو له التوفيق في عمله وفي إخراج هذا الكتاب للمكتبة العربية والإسلامية ليعم الانتفاع به. اهـ. وبالجملة فإن تفصيل هذا الكتاب جاء على النحو التالي: مختصر الدر المصون: للشيخ عبد الرحمن بن عمر (بعمر) التواتي التنلاني والنظم للشيخ محمد الأمين الأنصاري الدادمكي والشرح للدكتور علي بن سلطان الحكمي الأستاذ المشارك في كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عدد الأبيات 224 بيتا وعدد الصفحات 220 صفحة وتاريخ الفراغ 10 ذو القعدة 1414 هـ بالنسبة للشرح. التقريظ للشيخ حماد بن محمد الأنصاري. ويلحق الكتاب الفهارس التالية: - فهرس الآيات القرءانية - فهرس الأحاديث النبوية.

- فهرس الآثار. - فهرس الأعلام. - فهرس المصادر والمراجع. - فهرس الموضوعات. وعدد صفحات الفهارس 36 صفحة. يقول كاتبه العبد الضعيف القاصر محمد باي بن محمد عبد القادر الفلاني المعروف بلعالم: هنا انتهى بنا عنان القلم في ترجمة العلامة الشيخ أبي زيد عبد الرحمن بن بعمر التنلاني وهذا ما استطعنا عليه من البحث وهو نقطة من فيض وأما الكلام على هذا الرجل فطويل وعريض وما لا يدرك كله لا يترك جله. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. وكان الفراغ من هذه النبذة يوم 25 رجب الفرد عام 1424 هـ في مدرسة مصعب بن عمير القرءانية الدينية بآولف ولاية آدرار الجمهورية الجزائرية والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين

ـ[صورة المخطوط]ـ

ـ[صورة المخطوط]ـ

ـ[صورة المخطوط]ـ

ـ[صورة المخطوط]ـ

ـ[صورة المخطوط]ـ

ـ[صورة المخطوط]ـ

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع 01 - شجرة النسب الموجودة في مكتبة حفدة السيد أحمد بن يوسف التنلاني. 02 - رحلة السيد عبد الرحمن بن إدريس إلى الجزائر. 03 - رحلة الشيخ عمر بن عبد القادر العلمية. 04 - غنية المقصد السائل فيما حل في توات من المسائل. 05 - رسالة الشيخ سيدي أحمد بن عبد العزيز الهلالي. 06 - ترجمة الشيخ الجنتوري. 07 - ترجمة الشيخ عمر بن سيدي محمد بن مصطفى الرقابي. 08 - ترجمة الشيخ محمد بن أب المزمري. 09 - الوجيز على خليل للشيخ الزجلاوي. 10 - ألفية الغريب للشيخ الزجلاوي. 11 - إجازة الشيخ المحفوظ بن محمد بن الحاج التيماوي. 12 - إجازة الشيخ عبد الرحمن الجنتوري الأولى والثانية وتشمل الثانية على قرابة 20 صفحة. 13 - إجازة الشيخ أحمد بن صالح. 14 - إجازة العلامة سيدي أحمد بن الأمين الغلاوي. 15 - إجازة السيد محمد بن اب. 16 - إجازة سيدي محمد بن علي الدرعي المشتملة على 17 صفحة. 17 - إجازة الشيخ الهلالي المشتملة على 33 صفحة. 18 - رسالة التنلاني إلى الجنتوري.

19 - تراجم لبعض الأعمال للشيخ سيدي محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق البكراوي التمنطيطي. 20 - الدرة الفاخرة في ذكر المشايخ التواتية. 21 - محاورة بين الشيخ أبي حفص عمر التنلاني ومعاصره أبي عبد الله سيدي محمد بن الحاج أحمد داود. 22 - محاورة بين المترجم له والسيد يحيى بن الوافي الجكني. 23 - محاورة بين المترجم له ومحمد بن الحاج عبد الله. 24 - مختصر السمين في إعراب القرءان المسمى "بالدر المصون في علم الكتاب المكنون". 25 - فهرسته التي ذكر فيها مشايخه وهي تشتمل على 100 صفحة. 26 - مختصر النوادر للمترجم له. 27 - أرجوزة للمترجم له في علم الفلك. 28 - نقل الرواة عمن أبدع قصور توات للسيد محمد بن عمار بن محمد بن أحمد الحبيب. 29 - رحلات الشيخ المترجم له في طلب العلم. 30 - رحلته لأداء فريضة الحج. 31 - المرثيات. 32 - القواعد النفيسة المعروف بنظم المشكل في قواعد المعرب شرح الدكتور علي بن سلطان الحكمي تقريظ العلامة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري.

§1/1