الغريب المصنف

أبو عُبيد القاسم بن سلاّم

مقدمة المحقق

الغريب المُصنّف تأليف أبي عُبيدٍ القاسم بن سلاَّم المتوفى سنة 224 هـ تحقيق صفوان عدنان داوودي القسم الأوّل بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المحقق الحمدُ للِّهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسَّلامُ على خاتم المرسلين، وأفصحِ الناطقين، سيِّدنا محمدٍ، وعلى آلهِ وصحبه أجمعين، وبعدُ فإنَّ علمَ اللُّغة العربية من أشرفِ العلوم، ومعرفتهُ من خير الأمور، وذلك لأنَّ الله اختار العرب على العالمين، وفضَّل لغتهم على سائر اللغات، فأرسل أفضلَ أنبيائه بأفصحِ لغةٍ في أفصحِ قومٍ، وأنزلَ كتابه العزيز بتلك اللغة، فقال عزَّ مِنْ قائلٍ: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} الشعراء: 195. وقال أيضاً: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} الزخرف: 3. وجعل كتابه قانوناً لهم، وأمرهم بالعملِ بما فيه، والاهتداء بهديه، ولا سبيلَ إلى فهم هذا الكتابِ العظيم، ولا إلى معرفَة كلامِ خاتم المرسلين، إلاَّ بمعرفة اللُّغة العربية ودراستها، لذا كان تعلُّمهَا من الأمور المطلوبة، والسنن المحبوبة، وقد استنبط بعضُ العلماء من قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} البقرة: 23.

أنَ تعلُّمَ اللغات أفضل من التفرُّغ والتخلي للعبادة، إذ لما علَّم الله آدمَ أسماء المسميات كلَّها أمر الملائكة الذين يعبدونه في كلِّ طرفةِ عينٍ أن يسجدوا لأدم لهذه المزية. ورحم الله القائل: علمُ اللغاتِ علينا ... فرضٌ كفرضِ الصلاةِ فليس يحفظ دينٌ ... إلا بحفظ اللُّغاتِ لذا قام علماء هذه الأمَّة بالتشمير عن ساعد الجد، فبدؤوا بالتصنيف في سائر الفنون والعلوم، ومِنْ جملتها علمُ اللُّغة، فألَّفوا المُؤلَّفات الكثيرة ما بين صغيرٍ وكبير، حتى حفظوا لنا اللُّغة وأوصلوها إلينا، إذ لو التأليف لضاعت أكثر العلوم، لعجزِ كثيرٍ من النَّاس عن الحفظ. وكان من ضمن كتب اللًّغة كتابُ "الغريب المصنَّف، للإمام المُتفَقِ على جلالته أبي عبيدٍ القاسم بن سلاَّم، صنَّفه في أربعين سنةً ورَتّبه على الموضوعات، فكان كتابُه هذا من طليعةِ المعاجم العربية المؤلفة في هذا النوع والكتابُ لَمْ يرَ النور إلى هذا اليوم، فأعاننا الله على تحقيقه ونشره، ونسأله تعالى القبول، ونبدأ أولاً بترجمة المؤلف. ثمَّ بدراسةٍ وافيةٍ عن كتابه ثمَّ بإخراج نصِّ الكتاب. وما توفيقنا إلا بالله، عليه توكَّلنا، وعليه اعتمادنا. المحقق المدينة المنورة 1410 هـ

ترجمة المؤلف ودراسة عنه اسمه ونسبه هو القاسم بن سلاّم1، كان أبوه سلاَّم عبدا ً رومياً لرجلٍ من أهل هراة، وهي مدينةٌ من مدن خراسان. وكان أبوه يحبُّ العلم، فيحكي أنَّه خرج يوماً، وأبو عبيدٍ مع ابنِ مولاه في الكُتَّاب، فقال للمعلِّم: علِّمي القاسم فإنَّها كَيِّسه. فخاطب أبوه المعلمَ بضمير المؤنث، وهو لحنٌ لكونه رومياً. ولد أبو عبيدٍ بهراة سنة 150 هـ وقيل: سنة 154 هـ، وكان أبوه يتولَّى الأزد، وكان أبو عبيد ينزل في بغداد بدرب الريحان. شيوخه روى أبو عبيدٍ عن عددٍ كبير من أهل العلم واللغة، حتى صار إمامَ عصره، وسيِّدَ دهره، ونبغ في عدّة علومٍ، فقرأ على: 1- إسماعيل بن جعفر. انظر طبقات الشافعية 2/ 154، وطبقات الحنابلة 1/ 259.

_ 1 انظر ترجمته في تاريخ بغداد 12/403، إنباه الرواة 3/12، بغية الوعاة 2/253، معجم الأدباء 16/ 238 تاريخ الأدب العربي 2/155، طبقات الحنابلة 1/259، طبقات المفسرين 2/37، شذرات الذهب 2/54، طبقات الشّافعية الكبرى20/153، وسير النبلاء10/490، وتذكرة الحفاظ 1/417.

2- شريك بن عبد الله، وهو أكبر شيوخه. انظر طبقات الشافعية الكبرى2/ 154، وطبقات الحنابلة 1/ 259. 3- إسماعيل بن عياش. انظر تاريخ بغداد 12/ 203. 4- هُشيم بن بشير. انظر تاريخ بغداد 12/ 403. 5- جرير بن عبد الحميد. انظر تاريخ بغداد 12/ 403. 6- سفيان بن عيينة. انظر تاريخ بغداد 12/403. وطبقات الشافعية الكبرى 2/ 154. 7- إسماعيل بن علية. انظر تاريخ بغداد 12/ 403. 8- يزيد بن هارون. انظر تاريخ بغداد 12/ 403. 9- يحيى بن سعيد القطان. انظر تاريخ بغداد 12/ 403. 10- حجَّاج بن محمد أخذ عنه القراءة. انظر تاريخ بغداد 12/403. 11- أبي معاوية الضرير. انظر تاريخ بغداد 12/ 403. 12- صفوان بن عيسى. انظر تاريخ بغداد 12/ 403. 13- عبد الرحمن بن مهدي. انظر تاريخ بغداد 12/ 403. 14- حماد بن مسعدة. انظر تاريخ بغداد 12/ 403. 15- مروان بن معاوية. انظر تاريخ بغداد 12/ 403. 16- أبي بكر ابن عياش. انظر تاريخ بغداد 12/403، وطبقات الشافعية الكبرى 2/154. 17- عمر بن يونس. انظر تاريخ بغداد 12/ 403. 18- إسحاق الأزرق. انظر تاريخ بغداد 12/ 403. 19- أبي زيد الأنصاري. انظر إنباه الرواة 3/13، وتاريخ بغداد 12/404. وقد صرَّح أبو عبيد بالسماع منه في عدة مواضع من كتابه الغريب المصنف. 20- أبي عبيدة. انظر إنباه الرواة 3 / 13، والفهرست ص 106.

21- الأصمعيّ. انظر الفهرست ص106، وتاريخ بغداد 12/404، وإنباه الرواة 3/ 13. 22- اليزيدي. انظر الفهرست ص 106، وإنباه الرواة 3/ 13، وطبقات الحنابلة 3/260. 23- ابن الأعرابيّ. الفهرست ص 106، وطبقات الحنابلة 3/260، وتاريخ بغداد 12/ 404. 24- أبي زياد الكلابي أخذ عنه اللغة، وهو من الأعراب، قدم بغداد أيام المهدي. انظر الفهرست ص 67. 25- الأموي. انظر طبقات الحنابلة 1/ 261، وإنباه الرواة 3/ 13. 26- أبي عمرو الشيباني. انظر تاريخ بغداد 12/440، وطبقات الحنابلة 1/ 261. 27- الكسائي. انظر طبقات الشافعية الكبرى 2/ 153، وإنباه الرواة 3/13. 28- الأحمر. انظر تاريخ بغداد 12/ 404، وإنباه الرواة 3/ 13. 29- الفرّاء. انظر تاريخ بغداد 12/404. 30- اللحياني غلام الكسائي، اسمه علي بن المبارك. أنظر الفهرست ص 72. 31- شجاع بن أبي نصر، قرأ عليه القرآن. طبقات الشافعية الكبرى 2/153. 32- عبد الله بن المبارك. انظر طبقات الشافعية 2/ 153. 33- الشافعي، وله معه مناظرة في القرء. طبقات الشافعية الكبرى 2/154. 34- إسماعيل بن جعفر. أخذ عنه القراءة. سير أعلام النبلاء 10/506. 35- أبي مسهر، أخذ عنه القراءة. سير النبلاء10/ 506. 36- النضر بن شميل. انظر نزهة الألباء ص73.

تلامذته روى عن أبي عبيدٍ، وأخذَ عنه العلم كثيرٌ من الناس، والرُّواة عنه مشهورون ثقاتٌ، ذوو ذكرٍ ونبلٍ، وعادَتْ بركةُ أبي عبيدٍ رحمه الله على أصحابه، فكلُّهم نبغَ في العلم واشتُهر به، وأخذ عنه وتصدَّر للإفادة، فمنهم: 1- أبو عبد الرحمن أحمد بن سهل التميمي. 2- وأحمد بن عاصم البغدادي. 3- ثابت بن أبي ثابت، ورَّاق أبي عبيد، له كتاب "الفرق "، مطبوع. 4- أبو منصور نصر بن داود الصاغاني. تاريخ بغداد 13/292. 5- محمد بن وهب أبو جعفر المسعري1. 6- محمد بن سعيد الهروي. 7- محمد بن المغيرة البغدادي. 8- عبد الخالق بن منصور النيسابوري. 9- أحمد بن يوسف التغلبي. تاريخ بغداد 5/219. 10 - أحمد بن القاسم. تاريخ بغداد 4/349. 11- إبراهيم بن عبد العزيز البغي. 12- أخوه علي بن عبد العزيز، راوي كتب أبي عبيد. 13- محمد بن إسحاق الصاغاني. 14- الحسن بن مكرم. 15- أبو بكر ابن أبي الدنيا. 16- الحارث بن أبي أسامة. 17- محمد بن يحيى المروزي. 18- أبو الحسن الطوسي راوي كتاب الغريب المصنَّف. 19- علي بن المديني، قرأ عليه غريب الحديث. انظر تاريخ بغداد 12 /407. 20- أحمد بن حنبل، قرأ عليه غريب الحديث.

_ 1 الغريب المصنف النسخة التونسية ورقة 612.

21- يحيى بن معين، قرأ عليه غريب الحديث. 22- عباس العنبري. انظر تاريخ بغداد 12/ 407. 23- إبراهيم بن إسحاق الحربي، غريب الحديث للحربي 1/ 37. 24- المأمون الخليفة العباسي، قرأ عليه غريب الحديث. انظر تاريخ بغداد 12/408 25- بندار بن عبد الحميد، المعروف بابن لرَّة. 26- المسعري، علي بن محمد بن وهب. 27- القاسم بن الإصبع. انظر الفهرست ص 71. 28- الإِمام البخاري، محمد بن إسماعيل، طبقات المفسرين 2/ 38 وسير النبلاء10/ 507. نقل عنه في التاريخ الكبير، وفي "أفعال العباد". 29- الحافظ أبو داود صاحب السنن، طبقات المفسرين 2/ 38، نقل عنه في تفسير أسنان الإِبل في الزكاة. 30- الإِمام الترمذي، طبقات المفسرين 2/ 38. 31- أحمد بن إبراهيم، ورَّاق أبي عبيد أيضاً، روى عنه القراءات. سيرالنبلاء10/ 507. 32- ثابت بن عمرو بن حبيب، صحب أبا عبيد، وروى عنه كتبه كلها. إنباه الرواة 1/ 298. 33- عبد الله بن مخلد. راوية أبي عبيد. الوافي 17/600. 34- موسى بن خاقان، سمع الغريب المصنف من أبي عبيد، وسمعه معه: 35- جيش بن مبشر 1، والقرشي، ومسلم، والطوسي، وأبو جعفر المسعري وأبو أيوب البصري، كما ورد في الورقة الأخيرة من مخطوطة تونس.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد 8/ 272.

وصفه وكلام الأئمة فيه كان أبو عبيدٍ من الرَّاسخين في العلم، العاملين بما يعلمون، ذا زُهدٍ وورع، وتقوى للَّهِ عزَّ وجلَّ، وقد أثنى عليه العلماء كثيراً، فقد قال إسحاق بن راهويه شيخُ الحديث: الحق يحبُّه الله عزَّ وجلَّ، أبو عبيدٍ القاسمُ بن سلاَّم أفقهُ مني وأعلمُ مني1. وقال الهلال بنِ العلاء الرّقي: مَنَّ اللهُ علي هذه الأمَّةِ بأربعةٍ في زمانهم: بالشافعيِّ تفقهَ بحديثِ رسولِ اللُّه صلى الله عليه وسلم، وبأحمدَ بن حنبل، ثبتَ في المحنة، لولا ذلك كفر النَّاس، وبيحيى بنِ معين، نفى الكذبَ عن حديثِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأبي عبيدٍ القاسمِ بن سلاَّم، فسَّرَ الغريب من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، لولا ذلك لاقتحم النَاسُ في الخطأ2. وقال ثعلبٌ النحوي: لو كان أبو عبيدٍ في بني إسرائيل لكان عجباً 3. وقال أحمد بن كامل القاضي: كان أبو عبيدٍ القاسم بن سلاَّم فاضلاً في دينه وفي علمه، ربانيَّاً مُتَفنِّناً في أصناف علوم الإسلام، من القرآن والفقه، والعربية والأخبار، حسنَ الرِّواية، صحيحَ النَّقل، لا أعلمُ أحداً من النَّاس طعن عليه في شيء من أمرهِ ودينه 4.

_ 1 تاريخ بغداد 12/411، وإنباه الرواة 3/ 19. 2 تاريخ بغداد 12/ 410، وإنباه الرواة 3/ 19. 3 انظر إنباه الرواة 3/ 19. 4 انظر إنباه الرواة 3/ 19، وتاريخ بغداد 12/ 411.

وقال عبد الله بن طاهر: كانَ للنَاسِ أربعة: ابنُ عبَّاس في زمانه، والشَعبي في زمانه، والقاسمُ بن مَعنٍ في زمانه، وأبو عبيدٍ القاسمُ بن سلاَّم في زمانه1. وقال إبراهيم الحربيُّ: أدركتُ ثلاثةً لن يُري مثلهم أبداً، تعجزُ النّساء أنْ يلدْنَ مثلهم، رأيتُ أبا عبيدٍ القاسمَ بنَ سلاَّم، ما مثَّلْتُه إلا بجبل نفِخَ فيه روحِ، ورأيتُ بشرَ بنَ الحارث فما شبهْتُه إلا برجلٍ عُجِنَ من قَرْنِه إلى قدمِه عقلا، ورأيتُ أحمد بن حنبل فرأيتُ كأنَ اللَّهَ جمعَ له علم الأوَّلين من كلِّ صنفٍٍ، يقول ما شاء ويمسك ما شاء2. وقال إسحاقُ بن إبراهيم الحنظليُّ: أبو عبيدٍ أوسعُنا علماً، وأكثرنا أدباً، وأجمعُنا جمعاً، إنَا نحتاج إلى أبي عبيدٍ، وأبو عبيدٍ لا يحتاج إلينا3. وقال الجاحظ: ومن المُعلِّمين ثمَّ الفقهاء والمحدثين، ومن النحويين والعلماء بالكتاب والسُنَّة، والنَّاسخ والمنسوخ، وبغريبِ الحديث، وإعراب القرآن، وممَن جمع صنوفاً من العلم، أبو عبيدٍ القاسمُ بن سلاَّم، وكانَ مؤدباً لم يكتب النَاسُ أصحَّ من كتبه، ولا أكثر فائدة4. وسئل أبو قدامة عن الشافعيِّ وأحمد بن حنبل وإسحاق وأبي عبيد، فقال: أما أفهمُهم فالشافعي، إلا أنَّه قليلُ الحديث، وأمَا أورعهم فأحمد بن حنبل، وأمَّا أحفظهم فإسحاق- هو ابن راهويه-، وأمَّا أعلمُهم بلغاتِ العربِ فأبو عبيدٍ5. فهذه الشهادات من هؤلاء العلماء وغيرهم دليلٌ واضحٌ على مكانة أبي عبيدٍ العالية، ومرتبته المنيفة، إذ النَاسُ شهداءُ الله في الأرض، فإذا أثنوا على

_ 1 انظر تاريخ بغداد 12/412. 2 تاريخ بغداد 12/412. 3 إنباه الرواة 3/ 19. 4 طبقات النحويين للزبيدي ص 199. 5 إنباه الرواة 3/18.

رجلٍ خيراً قُبلت شهادتهم عند الله، ودلَّت على صدق المشهود له، وحسن حالته. وقد كان أبو عبيد رحمه الله يقسمُ اللَّيلَ أثلاثاً، فيصلَّي ثُلثه، وينامُ ثلثه، ويصنع الكتب ثلثه1 فهذا دليلٌ على حرصه واهتمامه بالوقت، إذ الوقتُ رأسُ مالِ المرء، فإذا أحسنَ استغلاله فقد فازَ وربح، وإلا خابَ وخسر، وكانت عادةُ أسلافِنا المحافظةَ على الوقتِ، وقضاءَ أكثرِه فيما فيه فائدةٌ وخيرٌ، حتى قدَّموا لنا تُراثاً علمياً كبيراً، يعجبُ المرءُ كثيراً كيفَ ألَّفوه وصنَّفوه وما ذلك إلا من تقواهم، وحرصهم على الساعات واللحظات، حتى وضع اللَّهُ البركةَ في أعمارهم وأعمالهم، فأنتجوا إنتاجاً كبيراً في مُدَدٍ يسيرة. وكان أبو عبيدٍ في أوَّل أمره يؤدِّب غلاماً في شارع بشر وبشير2، ثم صار مؤدِّباً لأولاد هرثمة بن أعين، أحد ولاة الخليفة العباسي هارون الرشيد كان والياً على خراسان، ثم ولاَّه الرشيد على بلاد أفريقيا سنة 177 هـ 3. فعند ذلك اتَّصلَ بثابتِ بن نصر بن مالك الخز اعي، فصار يؤدّب أولاده، ثُمَّ وُلِّي ثابتٌ طرسوس ثماني عشرة سنةً، فولَّى أبا عبيد القضاءَ بطرسوس ثماني عشرة سنةً، فاشتغل عن كتابة الحديث. ثمَّ صار إلى ناحية عبد الله بن طاهر، واتصاله بالطاهريين كان لمّا نزل طاهر بن الحسين إلى مرو سنة 195 هـ طلب رجلاً ليحدِّثه ليلةً، فقيل له: ما هاهنا إلا رجلٌ مؤدِّبٌ، فأُدخل عليه أبو عبيد القاسم بن سلاَّم، فوجده أعلم الناس بأيام النَّاس، والنحو، واللغة، والفقه، فقال له: من المظالم تركك أنت بهذا البلد، فدفع إليه ألف دينار، وقال له: أنا متوجِّهٌ إلى خراسان إلى حربٍ، وليس أحدث أنّ أستصحبك شفقاً عليك، فأنفق هذا إلى أن أعود إليك، فًبدأ

_ 1 تاريخ بغداد 12/407. 2 تاريخ بغداد 12/413. 3 الكامل في التاريخ 6/137.

أبو عبيد بتأليف الغريب المصنف1 إلى أن عاد طاهر بن الحسين من خراسان، فحمله معه إلى سُرَّ مَنْ رأى، فمن ذلك اليوم قويت صلتُه مع الطاهريين، وكانَ طاهر بن عبد الله يودُّ أنْ يأتيه أبو عبيدٍ ليسمع منه كتابَ "غريب الحديث" في منزله، فلم يفعلْ ذلك إجلالاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فكان هو يأتيه. وقد كان مرَّةً مع عبد الله بن طاهر، فوجَّه إليه أبو دُلَف العجلي يستهديه أبا عبيدٍ لمدَّة شهرين، فأنفذ أبا عبيدٍ إليه، فأقام شهرين، فلمَّا أراد الانصراف وصله أبو دُلَف بثلاثين ألف درهم، فلم يقبلها، وقال: أنا في جنبةِ رجلٍ ما يحوجني إلى صلة غيره، ولا آخذ ما فيه عليَّ نقصٌ، فلما عاد إلى ابن طاهر وصله بثلاثين ألف دينار، بدلَ ما وصله أبو دُلَف فقال له: أيها الأمير، قد قَبِلْتُها، ولكن قد أغنيتني بمعروفك وبرِّك، وكفايتك عنها، وقد رأيتُ أن أشتريَ بها سلاحاً وخيلاً، وأتوجَّه بها إلى الثغرة ليكونَ الثوابُ متوفِّراً على الأمير، ففعل2. فهذا دليلٌ واضح على إكرام الطاهريين له، وعلى عفَّة أبي عبيد ونزاهته، رحمه الله. ثم صارت صلتُه بعدها قويةً مع عبد الله بن طاهر، ولمَّا صنَّف أبو عبيد كتاب غريب الحديث عرضه على عبد الله بن طاهر، فاستحسنه وقال: إنَّ عقلاً بعثَ صاحبه على عملِ مثلِ هذا الكتاب لحقيقٌ أن لا يُحوجَ إلى طلب المعاش، فأجرى له عشرة آلاف درهم في كل شهر. فكان هذا ممَّا ساعده على التفرُّغ لطلب العلم والازدياد منه، وكفاه مؤنة معاشه ودنياه. وفي سنة 213 هـ توجَّه أبو عبيد إلى مصر مع يحيى بن معين، فسمع علماءها وكتب بها، ثم رحل إلى دمشق طلباً للعلم. وبعدها عاد إلى بغداد، ثم قصد مكة سنة 219 هـ، وأقام بها حتى مات

_ 1 انظر تاريخ بغداد 2 1/ 406. فعلى هذه الرواية يكون تأليف الغريب استغرق 29 عاماً. 2 انظر تاريخ بغداد 12/406.

وفاته خرج أبو عبيد إلى مكة سنة تسع عشرة ومائتين، وحجَّ، ولم يزلْ بها إلي أن توفي سنة 224 هـ. في يوم الأربعاء 12 المحرم، كما في التونسية. وقد ذُكر أنَّ أبا عبيدٍ قدم مكَة حاجاً، فلما قضي حجَّه وأراد الانصراف اكترى إلى العراق، ليخرج صبيحة الغد. قال أبو عبيد. فرأيتُ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم في رؤياي وهو جالسٌ، وعلى رأسه قومٌ يحجبونه، والنَّاس يدخلون ويسلِّمون عليه، ويصافحونه قال: فكلَّما دنوت لأدخلَ مع النَّاس مُنِعت، فقلتُ لهم: لمَ لا تُخلّون بيني وبين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فقالوا لي: لا واللِّه، لا تدخل عليه ولا تُسلِّمُ عليه وأنت خارجٌ غداً إلى العراق، فقلتُ لهم: إني لا أخرج إذاً، فأخذوا عهدي، ثمَّ خلَّوا بيني وبين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فدخلتُ وسلَّمتُ عليه، وصافحني، وأصبحتُ ففسخت الكراء وسكنت مكة. وقال أبو سعيد الضرير: كنتُ عند عبد الله بن طاهر، فورد عليه نعيُ أبي عبيد، فقال لي: يا أبا سعيدٍ، مات أبو عبيد، ثمَّ أنشأ يقول: يا طالب العلمِ قد ماتَ ابن سلاَّم ... وكانَ فارسَ علمٍ غيرَ مِحْجامِ ماتَ الذي كانَ فيكم ربعَ أربعةٍ ... لم يُؤتَ مثلُهم إستارَ أحكامِ1 حَبْرُ البريَّةِ عبدُ اللَّه أوَّلهم ... وعامرُ، ولَنِعْمَ الثَّاوِ يا عامي هما اللذان أنافا فوقَ غيرهما ... والقاسمان ابن معنٍ وابن سلام فازا بقدحٍ متينٍ لا كفاء له ... وخلَّفاكم صفوفاً فوق أقدام2 يريد: عبد الله بن عباس، وعامر الشعبي، والقاسم بن معن، وأبا عبيد. وفارق أبو عبيد هذه الدنيا الفانية بعد حياةٍ مليئةٍ بالعلم والعبادة والتعليم، لينتقل إلى دار الآخرة، ليلقى جزاء عمله ونتيجة اجتهاده، في حياةٍ هنيئةٍ دائمةٍ، أفاضَ عليه ربُّنا وابلَ رحمته، وفيضَ مغفرته. وكانت وفاته سنة 224 هـ وبلغ أربعاً وسبعين سنة.

_ 1 إستار كلمة فارسية تِطلق على الأربعة، وصحفها بعضهم إلى أستاذ. 2 انظر تاريخ بغداد 12/412، وطبقات النحويين ص 201.

مُؤلَّفاتُه صنَف أبو عبيدٍ مُصنفاتٍ متعددة. في علوم شتَّى، وروى النَّاس من كتبه المُصنَفة بضعةً وعشرين كتاباً في القرآن والفقه، والغريب والأمثال، وله كتبٌ لم يروها، وأشهر مؤلفاته: 1- كتاب غريب الحديث، صنَّفهُ للخليفة المأمون العباسي، وقرأه عليه. قال أبو عبيد: مكثتُ في تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة، وربَّما كنتُ أستفيد الفائدة من أفواه الرجال، فأضعها في موضعها من الكتاب، فأبيتُ ساهراً فرحاً مني بتلك الفائدة. وقد تقدَّم عرضُه الكتاب على عبد الله بن طاهر. والكلامُ على هذا الكتاب يطول جداً، فمن مُثنٍ عليه مُبالغٍ في الثناء، ومن مُنتقدٍ له، وليس هذا المحلُ لبسطِ الكلام عليه. والكتابُ مطبوعٌ في حيدر آباد سنة 1964، في أربعة أجزاء، وصوِّر في بيروت في دار الكتاب العربي ويليه في الشهرة كتاب: 2- الغريب المُصنَّف، وسنعقد له باباً خاصاً، وألَّفه في أربعين1 سنة مع غريب الحديث. ثم بقية كتبه، وهي: 3- الأمثال، طبع في جامعة أم القري بمكة المكرمة، بتحقيق د. عبد المجيد قطامش عام 1980. 4- الأموال، نشره حامد الفقي سنة 1353هـ، وأُعيد طبعه بتحقيق محمد خليل الهراس في القاهرة سنة 1388 في مجلد. قال أبو الحسين بن المنادي: وكتابه في الأموال من أحسن ما صُنِّف في الفقه وأجوده. وقال إبراهيم الحربي: أضعفُ كتبه كتاب الأموال، يجيء إلى بابِ فيه ثلاثون حديثاً، وخمسون أصلاً عن النبيَ صلّى الله عليه وسلّم، فيجيءُ يحدِّث بحدَيثين يجمعهما من حديث الشام، ويتكلَّم في ألفاظهما.

_ 1 انظر الصفحة الأخيرة من هذا الكتاب.

وذكر السمعاني في كتابه أدب الإملاء ص 148 عن أحمد بن مهدي قال: أردتُ أن أكتب كتاب الأموال لأبي عبيد، فخرجتُ لأشتري ماء الذهب، فلقيت أبا عبيد، فقلت: يا أبا عبيد، رحمك الله، أريد أن أكتب كتاب الأموال بماء الذهب. قال: اكتبه بالحبر فإنَّه أبقى. 5- الإيمان ومعالمه، نشره محمد ناصر الألباني- بدمشق. 6- ما ورد في القرآن الكريم من لغات العرب، طبع على هامش تفسير الجلالين بمصر سنة 1954. 7- الأجناس من كلام العرب وما اشتبه في اللفظ واختلف في المعنى طبع في بومباي- بتحقيق امتياز علي عرشي الرامفوري، سنة 1938، ومنه نسخة خطية في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة برقم 2498. 8- فضائل القرآن- حققه محمد بوطوبوس، في سلا بالمغرب. في جامعة محمد الخامس. انظر نشرة التراث مجلد 4 عدد 39. 9- النعم والبهائم والوحش والسباع والطير والهوام وحشرات الأرض. نشره لويس بويجس، لايبزك سنة 1908. 10- كتاب الناسخ والمنسوخ، ومنه نسخة خطية في مكتبة أحمد الثالث برقم 143. وطبع بمكتبة الرشد في الرياض، بتحقيق محمد بن صالح المديفر. 11- كتاب الإيضاح. منه نسخة مخطوطة في مكتبة فاس أول "القرويين " رقم 1183. 12- كتاب الخُطب والمواعظ. منه نسخة مخطوطة في ليبزج أول رقم 158، وطبع في مصر بتحقيق د. رمضان عبد التواب. 13- كتاب فعلَ وأفعل. منه نسخة مخطوطة في القاهرة ثاني 3/ 281. 14- معاني القرآن. جمع فيه بين طريقة التفسير بالمأثور، وطريقة الاستشهاد بالأبيات المثِّرية، رجاء فيه بالآثار وأسانيدها، وتفاسير الصحابة والتابعين والفقهاء،

روى النصف منه، ومات قبل أن يسمع منه باقيه. والكتاب مفقود. وينقل منه كثيراً أبو جعفر النحاس في كتابه. إعراب القرآن. 15- كتاب القراءات. مفقود. 16- كتاب غريب القرآن. مفقود. 17- كتاب عدد آي القرآن. مفقود. 18- كتاب آداب الإسلام. مفقود. 19- كتاب أدب القاضي. مفقود. وسماه السمعاني في التحبير 1/185: كتاب القضاء وآداب الأحكام. 20- كتاب الأحداث. مفقود. 21- كتاب استدراك الخطأ. مفقود. 22- كتاب الأضداد. مفقود. 23- كتاب الأمالي. مفقود. 24- أنساب العرب. نقل عنه الزبيدي في تاج العروس، مادة: سرع1. والسّهيلي في الروض 1/292. 25- أنساب الخيل. مفقود. 26- الإيمان والنذور. مفقود. 27- الحجر والتفليس. مفقود. 28- الحيض. مفقود. 29- الرحل والمنزل. مفقود. 30- الطهارة. ومنه نسخة خطية في الظاهرية في المجاميع رقم 11. 31- المذكر والمؤنث. مفقود.

_ 1 كذا سماه الزبيدي في التاج 1/ 6، وسماه الخزاعي في تخريج الدلالات السمعية ص 117 جماهر الأنساب، وسماه ابن حجر في المعجم المفهرس ص 162 الجمهرة، وللطحاوي كتاب "الرد على أبي عبيد فيما أخطأ فيه من كتاب الأنساب" ا. هـ. نقلاً من كتاب " أبو عبيد " تأليف سائد بكداش- ضمن سلسلة أعلام المسلمين وكتاب أبي عبيد حقق في جامعة دمشق- كلية الآداب، ونالت به مريم الدرّ درجة الماجستير.

32- معاني الشعر. نقل منه السبكي في طبقات الشافعية 2/ 158. 33- كتاب الشعراء. إيضاح الكنون 1/ 306. مفقود. 34- المقصور والممدود. مفقود. 35- النسب. مفقود. 36- النكاح. مفقود. 37- مقاتل الفرسان. مفقود. 38- كتاب الشواهد. 39- كتاب مقتل الحسين. ذكرهما السمعاني في التحبير 1/185، وقال: سمع هذه الكتب أبو علي الحداد من أبي نُعيم الحافظ، عن أبي القاسم الطبراني، عن عليّ بن عبد العزيز عنه. ا. هـ. أي: عن أبي عبيد.

دراسة عن كتاب الغريب المصنف كتاب الغريب المُصنَّف هذا الكتابُ من أجلِّ كُتب اللغة، وأحسنِ ما صّنف فيها، ومنزلته في كتب اللغة كمنزلة صحيح البخاريِّ أو مسلم في كتب الحديث، حيث جمع فيه أقوالَ أئمة اللغةِ وفرسانها، ودقق ورجح بينَ الأقوال، وتلقَّاه العلماء بعده بالقبول والرضى. وقد احتذى فيه أبو عبيد كتابَ شيخه النَّضر بن شميل، واسمه "كتابُ الصفات" وهو كتابٌ كبير يحتوي على عدََّة كتبٍ، في خمسة أجزاء: الجزء الأوَّل: يحتوي على خلق الإنسان، والجود والكرم، وصفات النساء. الجزء الثاني: يحتوي علي الأخبية والبيوت، وصفة الجبال والشعاب، والأمتعة. الجزء الثالث: للإبل فقط. الجزء الرابع: يحتوي على الغنم، والطير، والشمس والقمر، والليل والنهار، والألبان، والكمأة والآبار، والحياض، والأرشية، والدلاء، وصفة الخمر. الجزء الخامس: يحتوي على الزرع، والكرم والعنب، وأسماء البقول، والأشجار، والرياح، والسحاب، والأمطار، وكتاب السلاح، وكتاب خلق الفرس.

وللأسف كتاب الصفات1 هذا فُقِد مع ما فُقِد من كتب التراث والنضر ابن شميل توفي سنة 204 هـ. ولم يكن اعتماد أبي عبيد على كتاب النَضر فقط، وإنما اعتمد أيضاً على غيره من الكتب المتقدّمة في هذا الباب، وخاصةً كتب الأصمعيّ. وكتاب المصنَّف لأبي عبيدة معمر بن المثني، المتوفى سنة210هـ. وكتاب الخيل ومجاز القرآن له. وكتاب الصفات، للأصمعي المتوفى سنة 216 هـ، وهو مخطوط في دار الكتب المصرية. وكتاب الصفات لأبي زيد الأنصاري المتوفى سنة 215 هـ. وكتاب النوادر لأبي زيد أيضاً، وهو مطبوع. وكتاب (غريب المصنَّف) لأبي عمرو الشيباني، المتوفى سنة 206 هـ، وهو مفقود. وكتاب الجيم لأبي عمرو الشيباني، وهو مطبوع. وكتاب ما اختلفت ألفاظه للأصمعي. وهو محظوظ في الظاهرية. كتاب الفرق للأصمعي. وهو مطبوع. خلق الإنسان للأصمعيّ، وهو مطبوع. كتاب الأضداد للأصمعيّ. وهو مطبوع. كتاب النخل للأصمعيّ. وهو مطبوع. كتاب فعل وأفعل للأصمعيّ. وهو مطبوع. كتاب الإبل للأصمعيّ. وهو مطبوع. كتاب الخيل للأصمعي. وهو مطبوع. كتاب الشاء للأصمعيّ. وهو مطبوع. كتاب النبات للأصمعي. وهو مطبوع. كتاب العين للخليل. وهو مطبوع.

_ 1 وكان ابن سينا يحفظ هذا الكتاب. انظر آثار البلاد ص 299.

جمهرة النسب للكلبي. وقد طبع حديثاً. ما اتفق لفظه لليزيدي. وقد طبع حديثاً. نسب معد واليمن للكلبي. وقد طبع حديثاً. الهمز لأبي زيد. مطبوع. البئر لابن الأعرابي. مطبوع. خيل العرب لابن الأعرابي. مطبوع. جمرة النسب لابن الكلبي. مطبوع. المقصور والمحدود للفرَّاء. مطبوع. ما تلحن فيه العامة للكسائي. مطبوع. الأيام والليالي للفراء. مطبوع. وقد أوضحنا ذلك في تعليقاتنا على الكتاب. بالإِضافة إلى كتب أخرى غيرها، مع الفوائد التي جمعها أبو عبيد من كلام العلماء، والأعراب، وغيرهم، فهذب كُتب مَنْ سبقه، وزاد فيها فوائد، وأوضح مجملها، واستشهد لما لم يستشهد له مَنْ قبله من الأشعار حتى غدا كتابه من أمهات الكتب المؤلَّفة في هذا الموضوع. وكتاب (الغريب المصنَّف) يحتوي على حوالي ألف بابٍ، موزَّعة في ثلاثين كتاباً: الكتاب الأول: خلق الإنسان الكتاب الثاني: كتاب النساء = الثالث: كتاب اللباس = الرابع: كتاب الأطعمة = الخامس: كتاب الأمراض = السادس: كتاب الخمر = السابع: كتاب الدور والأرضين = الثامن: كتاب الخيل = التاسع: كتاب السلاح = العاشر: كتاب الطير والهوام = الحادي عشر: كتاب الأواني والقدور = الثاني عشر: كتاب الجبال = الثالث عشر: كتاب الشجر والنّبات = الرابع عشر: كتاب المياه وأنواعها والقني = الخامس عشر: كتاب النخل = السادس عشر: كتاب السحاب والأمطار = السابع عشر: كتاب الأزمنة والرياح = الثامن عشر: كتاب أمثلة الأسماء

= التاسع عشر: كتاب الأفعال = العشرون: كتاب الأضداد = الحادي والعشرون: كتاب مكارم الأخلاق = الثاني والعشرون: كتاب السباع = الثالث والعشرون: كتاب الإبل ونعوتها = الرابع والعشرون: كتاب الغنم ونعوتها = الخامس والعشرون: الأسماء المختلفة لشيء واحد = السادس والعشرون: كتاب الوحش = السابع والعشرون: كتاب الأجناس = الثامن والعشرون: كتاب أبواب اللبن = التاسع والعشرون: نوادر الأسماء = الثلاثون: نوادر الأفعال ويختلف أحياناً ترتيب هذه الأبواب حسب النسخ المخطوطة. ويحتوي الكتاب على 1315 بيتاً شعرياً، وأكثرها منسوبٌ لقائليه. وعلى 56 حديثاً، وعدد كبير من الأمثال. وعدد ما تضمنه الكتاب من الألفاظ 17970 حرفاً. وذكر الزبيدي في طبقاته ص 201 قال: قال لنا عليُّ: قال أبو عبد الرحمن اللحية صاحب أبي عبيد وقد جاوز دار رجلٍ من أهل الحديث كان يكتبُ عنه النَّاس، وكان يُزَنُّ1 بشرٍّ: إنَّ صاحب هذه الدار يقول: أخطأ أبو عبيد في مائتي حرفٍ من المصنَّف. قال عليُّ: فَحَلُمَ أبو عبيدٍ، ولم يقع في الرجل بشيءٍ ممَّا كان يعرف من عيوبه، وقال: في المصنَف مائةُ ألفِ حرفٍ، فإن أُخطئ في كلِّ ألفٍ حرفين فما هذا بكثيرٍ ممّا أدرك علينا، ولعلَّ صاحبنا هذا لو بدا لنا فناظرناه في هذه المائتين بزعمه لوجدنا له مخرجاً. وعن عبَّاس الخياط قال: كنت مع أبي عبيدٍ، فجاز بدار إسحاق بن إبراهيم الموصلي، فقال: ما أكثَر علمه بالحديث والفقه والشعر مع عنايته بالعلوم! فقلت: إنَّه يذكرك بضدّ هذا. قال: وما ذاك؟ قلتُ: ذكر أنَك صحّفت في المصنَّف نيِّفاً وعشرين حرفاً، فقال: ما هذا بكثيرٍ. في الكتاب عشرة آلاف حرفٍ مسموعة، فغلطٌ فيها بهذا ليسيرٌ، لعلّي لو نوظرت عنها لاحتججت فيها ولم يذكر إسحاق إلا بخير.

_ 1 أي: يُتهم.

قال الزبيدي1: ولما اختلفت هاتان الروايتان في العدد، أمرني أمير المؤمنين رضي الله عنه بامتحانِ ذلك، فعددْتُ ما تضمَّنَ الكتاب من الألفاظ، فألفيت فيه سبعة عشر ألف حرفٍ وتسعمائة وسبعين حرفاً. هذا وقد أثني العلماء كثيراً على هذا الكتاب. فقال شمر: ما للعرب كتابٌ أحسنُ من مصنَّف أبي عبيد2. وقال ابن درستويه: الغريب المصنف، من أجلِّ كتبه في اللغة3. وقال أبو عبيدٍ عن كتابه: هذا الكتاب أحبُّ إليَّ من عشرة آلاف دينار. يعني الغريب المصنَّف4. وقال إبراهيم الحربي: ليس لأبي عبيد كتابٌ مثلُ الغريب المصنف5. توثيق الكتاب لا حاجة إلى توثيق نسبة الكتاب لمؤلّفه، إذ ذكره كل من ترجم لأبي عبيد، قديماً وحديثاً وتكاد تصل نسبة الكتاب لمؤلفه مبلغ التواتر، ولا حاجة لتفصيل ذلك، فقد مرَّ أكثر مَنْ ذكر هذا الكتاب في أثناء كلامنا في هذه المقدمة متفرّقاً، فهو أشهرُ من نارٍ على علمٍ. ويسَّمى أحياناً "الغريب المؤلف" كما جاء في الورقة الأخيرة من مخطوطة تونس، وكذا ذكره الأزهري في مقدمة تهذيب اللغة ص 31 وص 53.

_ 1 طبقات النحويين ص 202. 2 إنباه الرواة 3/23. 3 تاريخ بغداد 12/404. 4 الفهرست ص 107. 5 تاريخ بغداد 12/ 413.

النَّاقدون لكتاب الغريب مهما أتقن الإنسان عمله، فإنَّه لا يصل إلى رتبة الكمال المطلق، ومهما بالغَ في تنقيح كتبه ومصنفاته، فإنَّه سيبقى فيها بعض الخلل والاعتراضات وفي هذا دليلٌ واضحٌ على استيلاء النقص على الجنس البشري الضعيف، وفيه أيضاً تأكيدٌ لمعجزة القرآن الذي وصفه تعالى بقوله: {لاَّ يَأتيهِ الباطل مِن بَين يَديهَ وَلاَّ من خلفه تَنزِيلٌ من حَكيمٍ حَمِيدٍ} فصِّلت: 42. ورحمَ اللَّهُ القائل: "إنّي رأيتُ أنَّه لا يكتبُ إنسانٌ كتاباً في يومه إلا قال في غده: لو غُيِّرَ هذا لكان أحسنَ، ولو زِيدَ كذا لكانَ يُستحسن، ولو قُدِّم هذا لكانَ أفضل، ولو تُرِك هذا لكان أجمل. وهذا من أعظم العبر، وهو دليلٌ على استيلاء النقصِ على جُملة البَشر". وقد بذل أبو عبيد قُصارى جهده في تأليف كتابه ومراجعته، ومع ذلك فقد وُجهِّت إليه اعتراضات وانتقادات، والنَّاس في ذلك ما بينَ مًتحاملٍ عليه، وما بينَ مُنصِفٍ له. وقد تقدَّمَ قريباً أنَّ إسحاق بن إبراهيم ذكر أنَّ أبا عبيدٍ صحَّف في كتابه المصنَّف نيفاً وعشرين حرفا وتقدَّم ردُّ أبي عبيد. وذكر أبو أحمد العسكري أنَّ أبا الحسن الطوسي راوية كتب أبي عبيد قال: صحَّف أبو عبيدٍ في عشرةِ أحرفٍ من كتابه1. أقول: وهذا شيء قليل بالنسبة إلى حجم كتابه.

_ 1 شرح ما يقع فيه التصحيف ص 229.

وذكر ابن النَّديمِ1 عن حماد بن إسحاق بن إبراهيم قال: قال لي أبو عبيدٍ: عرضتَ كتابي في الغريب المصنَّف على أبيك؟ قلتُ: نعم، وقال لي: فيه تصحيفُ مائتي حرفٍ، فقال أبو عبيد: كتابٌ مثلُ هذا يكونُ فيه تصحيفُ مائتي حرفٍ قليلٌ. ومن المعترضين المنصفين أبو سعيد محمد بن هبيرة الأسدي الكوفي، المعروف بصعودا، المتوفى سنة 295 هـ. ألَّف رسالة للأمير عبد الله بن المعتز اسمها: (ما أنكرته العربُ على أبي عبيد القاسم بن سلاَّم ووافقته فيه) وهو كتاب مختصر2. ولم نعثر عليه. ومنهم أبو سعيد الضرير، أحمد بن أبي خالد، استقدمه طاهر بن عبد الله من بغداد إلى خراسان، صنَّف كتاباً في الرّدِّ على أبي عبيد في الغريب المصنف3. وله كتابٌ آخر في الردّ على أبي عبيد في غريب الحديث، عرضه على عبد الله بن عبد الغفار وكان أحد الأدباء، فكأنَّه لم يرضه، فقال لأبي سعيد. ناولني يدك، فناوله، فوضع الشيخ في كفّه متاعه، وقال: اكتحل بهذا يا أبا سعيد حتما تبصر، فكأنك لا تبصر4. ومنهم أبو عمر الزاهد المعروف بغلام ثعلب، له كتاب (ما أنكرته الأعراب على أبي عبيد فيما رواه وصنفه) 5. من الناقدين المتحاملين: عليّ بن حمزة البصري أحد أعلام أهل الأدب، المتوفى سنة 375 هـ. له كتاب "التنبيهات" ردَّ فيه علي أبي عبيد في الغريب المُصنَّف، ولكنه

_ 1 الفهرست ص 106. 2 الفهرست ص 110، معجم المعاجم ص 157. 3 بغية الوعاة 1/305، ومعجم المعاجم ص 157. 4 معجم الأدباء 3/16، وبغية الوعاة 1/ 305. 5 إنباه الرواة 3/ 177.

تحامل على أبي عبيد تحاملاً شديداً، فنراه مثلاً في كتابه يقول: "فإذا كان أبو عبيدٍ يسمع الصحيح من أبي عمرو وغيره في كتاب الله عر وجلَّ، فيحكي المحال، فغيرُ منكرٍ أن يسمع اللغة على صحةٍ من رواتها فيفسدها"1. وله أيضاً ردٌ على المبرد في الكامل، وعلى فصيح ثعلب، وإصلاح المنطق لابن السكَّيت، والمقصور والممدود لابن ولاّد. وكلها مطبوعة ضمن كتابه "التنبيهات على أغاليط الرواة". وله التنبيه على الغلط في نوادر أبي زياد الكلابي، ونوادرِ أبي عمرو الشيباني وهو من جملة كتاب التنبيهات، لكنه لم يطبع، ومنه نسخة في دار الكتب المصرية2. وله أيضاً لردّ على جمهرة ابن دريد، والحيوان للجاحظ، والمجاز لأبي عبيدة. وتعقَّب محقَّقُ كتابِ التنبيهات الأستاذ عبد العزيز الميمني عليُّ بن حمزة البصري، لكنه تحامل عليه كما تحامل هو على أبي عبيد. كما فات صاحب التنبيهات استدراكات على كتاب أبي عبيد لم يذكرها، فذكرناها في تعليقاتنا على الكتاب. ومنهم ابن سيده، علي بن إسماعيل، الأندلسي المتوفى سنة 458 هـ. فإنه انتقد على أبي عبيد في عددٍ من كتبه، ففي كتابه المخصص3 يقول: وربما استشهدوا على كلمةٍ من اللًّغة ببيتٍ ليس فيه شيءٌ من تلك الكلمة، كقول أبي عبيد: النَّبيثةُ: ما أخرجته من تراب البئر، واستشهاده على ذلك بقول صخر الغيّ: = لصخر الغيّ ماذا تستبيث=

_ 1 التنبيهات ص 192. 2 التنبيهات ص 90. 3 انظر المخصص 1/7.

وإنَّما النبيثة كلمة صحيحة مؤتلفةٌ من ن ب ث، وتستبيث. كلمة معتلة، مؤتلفة من ب وث، أوب ي ث إلى غير ذلك من قوانين التصريف التي جفَّت أذهانهم عن رقِّتها، وغلُظَتْ أفهامهم عن لطفها ودقَّتها. وفي كتابه (المحكم) 1 يقول: وأيُّ شيءٍ أدلُّ على ضعفِ المُنَّة، وسخافة الجُنَّة من قول أبي عبيد قاسم بن سلاَّم في كتابه الموسوم بـ" المصنف": العِفْرِية مثال فعْلِلة، فجعل الياء أصلاً، والياء لا تكون أصلاً في بنات الأربعة. ويقول أيضاً2: ومن قضاياه التي نصَّها في هذا الكتاب في " باب عيوب الشعر وطوائف قوافيه" فإنَّه ما كاد يوفَّقُ في قضيته ولا يسدَّد فيها إلى طريقة سويِّة، وقد أبنتُ ذلك عليه في كتابي الموسوم بـ (الوافي في علم القوافي) . ويقول أيضاً مادحاً كتابه (المحكم) 3: ومن طريف ما اشتمل عليه هذا الكتاب: الفرق بين التخفيف البدلي، والتخفيف القياسي، وهما نوعا تحقيق الهمز. ثمٌ قال: وهذا الذي أبنتُ لك في: أخطيت ونحوه، بابٌ لطيف قد نبا عنه طبع أبي عبيد وابنُ السكِّيت وغيرهما من متأخري اللُّغويين. فابن سيده انتقد على أبي عبيد حروفاً من الغريب المصنف، ولكنَّه تحامل عليه كما تقدَّم من كلامه، ويظهر من كلامه الاعتداد بمصنفاته، فجاء مَنْ بعده من العلماء مَنْ غضَّ منه ومن مصنفاته، فقد قال السهيلي: وما زالت ابنُ سيده يعثر في هذا الكتاب- أي: المحكم- وغيره، عثراتٍ يدمَى منها الأظلُّ4 ويدحضُ دَحَضاتٍ تُخرجه إلى سبيل مَنْ ضلَّ، ألا تراه قال في

_ 1 المحكم 1/4. 2 المحكم 1/4. 3 المحكم 1/9-10. 4 الأظلُّ: بطن الأصابع. وفي المثل: إِنْ يدمَ أظلًُّكَ فقد نَقِب خُفّي.

هذا الكتاب، وذكر بُحيرة طبرية فقال: هي مِنْ أعلامِ خروِجِ الدَّجال، وأنّه يَيْبَسُ ماؤها عند خروجه، والحديثُ إنَّما جاء في غور زُغر، وإنما ذُكرت طبرية في حديث يأجوج ومأجوج وأنهم يشربون ماءها. قال: وقال في الجمارِ في غير هذا الكتاب: إنما هي التي تُرمي بعرفة، وهذه هفوةٌ لا تُقال، وعثرةُ لا لعاً لها. قال: وكم له من هذا إذا تكلَّم في النسب وغيره1. فكانت هذه عقوبةً من الله لابن سيده لما انتقص كبار العلماء ومنهم أبو عبيد وغضَّ من كتبهم لِيُظهر فضلَ كتبه ومكانتها، فكان جزاؤه من جنس عمله فغضَّ السهيلي منه ومن كتبه. ومنهم ابن فارس اللغوي المشهور المتوفى سنة 395 هـ، فإنَّ له كتاباً سماه: (علل الغريب المصنَّف) 2، وقد ذكر الصاغاني أنَّ هذا الكتاب من جملة الكتب التي حواها كتابه الكبير (العباب الزاخر) . وكان ابن السكِّيت يغضُّ من أبي عبيد وكتابه، فقد حكى الطوسي فقال: غدوت إلى أبي عبيدٍ ذاتَ يومٍ، فاستقبلني يعقوب بن السكّيت، فقال لي: إلي أين؟ فقلت: إلى أبي عبيد، فقال: أنت أعلم منه، قال: فمضيتُ إلي أبي عبيد فحدَّثته بالقصة، فقال لي: الرجل غضبان. قال: قلت: من أي شيء؟ فقال: جاءني منذ أيام، فقال لي: اقرأ عليَّ غريب المصنَّف، فقلت: لا، ولكن تجيء مع العامة، فغضب3. ففي هذه القصة يتبين أن سبب الغضّ من الانتقام للنفس، لا قولٌ للحقيقة، فابتعد بذلك ابن السكِّيت عن العدل والإنصاف. والحق أنَّ الكتاب فيه بعض الأوهام والأخطاء، وقليل من التصحيفات،

_ 1 انظر لسان العرب: بحر. والروض الأنف 2/ 128. 2 انظر المجمل 1/26، والعباب 1/ 30. 3 تاريخ بغداد 12/407. وإنباه الرواة 3/18.

وأحياناً ينسب أبياتٍ إلى غير قائليها، لكنَّ نسبة الخطأ إلى الصواب قليلة جداً لا تقدحُ في الكتاب، ولا تنقص من مكانته، وفي الصحيحين البخاري ومسلم بعض الرواة تُكلِّم بهم، ولم يَقدحْ ذلك في الصحيحين. وقد بينا كلَّ ذلك في تعليقاتنا على الكتاب، وأوضحنا الخطأ من الصواب، وقال تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (سورة يوسف: 76) . - ومنهم أبو نُعيم الأصبهاني صاحب (حلية الأولياء) له الردُّ على الغريب المصنف1. - ولابن السيد البطليوسي بعض الانتقادات على أبي عبيدٍ ذكرها في كتابه (الاقتضاب) ، ولم يُصب في بعض هذه الانتقادات. فقد قال2: وحكما أبو عبيدٍ القاسمُ عن أبي عمروٍ أنَّه قال: يقال لواحدهما- يريد: المذريان-: مِذرى، وأحسب أنَّ أبا عمروٍ قاس ذلك من غير سماعٍ، وأنَّ أبا عبيدٍ وهم فيما حكاه عن أبي عمرو، كما وهم في أشياء كثيرة من كتابه. قلت: وما نسبه لأبي عبيد فغير صحيح، لأنه قال: ليس لهما واحد3. - ومنهم السُّهيلي، فقد انتقد على أبي عبيد بعض الحروف في كتابه الروض الأنف، انظر مثلاً 2/ 73- 125 -186، و 3/ 303. - ومنهم شمر بن حمدويه، فقد قال: سمعتُ غريب المصنف، لأبي عبيدٍ من المسعري وابن خاقان، عن أبي عبيد، ثم شككتُ منه في أحرف، فمضيت إلى البصرة إلى أبي حاتم، فقلتُ له: إني أريد أن أعرض عليك هذا الكتاب، فقال: افعل، ففعلتُ فما شككتُ في شيء إلا شك فيه أبو حاتم.

_ 1 انظر كشف الظنون 2/1209 2 الاقتضاب ص 279. 3 الغريب النصف 1/75.

العلماء الذين نقل عنهم أبو عبيد في كتابه نذكر ها هنا أسماء العلماء الذين نقل عنهم أبو عبيدٍ في كتابه "الغريب المصنف"، كما نذكر ترجمة كلِّ واحدٍ منهم، ونكتفي بترجمته في هذا الموضع عن ذكرها في الكتاب، فمنهم: 1- أبو عمرو بن العلاء1: كان أوسعَ النَّاس علماً بكلام العرب ولغاتها وغريبها، وهو أحدُ القرَّاء السبعة، كان يقرئ الناس القرآن في مسجد البصرة والحسنُ البصريُُّ حيٌّ. أخذ عن عبد الله بن أبي إسحاق، وأخذ عنه الأصمعيّ. توفي سنة 154 هـ. 2- أبو محمد اليزيدي2: اسمه يحي بن المبارك، لُقِّب اليزيديّ لأنَّه أدَّب أولاد يزيد بن منصور الحميري، أخذ عنه أبي عمرو بن العلاء، وصار مؤدِّب المأمون وخرج معه إلى خراسان، وتوفي بها سنة 202 هـ. 3- الكسائيّ 3: علي بن حمزة، أخذ عنه الرؤاسي، وأدَّب أولاد هارون الرشيد وأخذ القراءة عن حمزة الزّيات، وخرج إلى الأعراب وسمع منهم اللغات والنوادر وهو أعلم الكوفيين في النحو، وله كتاب في معاني القرآن، وكتاب في النوادر. توفي سنة 193 هـ.

_ 1 انظر مقدمة تهذيب اللغة للأزهري ص 15. 2 انظر طبقات النحويين واللغويين للزبيدي ص 61. 3 انظر طبقات النحويين ص 127، ومقدمة تهذيب اللغة ص 25.

4- الفراء1: يحيى بن زياد، أخذ النحو والقراءات ومعاني القرآن عن الكسائي، قال ثعلب النحوي: لولا الفرَّاء ما كانت عربية، لأنَّه حصَّنها وضبطها. له كتاب "معاني القرآن" و (المقصور والممدود) ، توفي سنة 207 هـ. 5- القاسم بن معن2: كان على قضاء الكوفة، "هو فقيهُ البلد، ثقةٌ، جامعٌ للعلوم، راويةٌ للشعر، عالمٌ بالغريب والنحو، كان يُقال له: شعبي زمانه، أخذ عنه الفرَّاء. 6- الأحمر3: عليّ بن المبارك، كان مؤدّب محمد بن هارون الأمين، اشتهر بالتقدَّم في النحو واتساع الحفظ، جرت بينه وبين سيبوبه مناظرة لما قدم بغداد. كان يحفظ أربعين ألف بيتٍ شاهد في النحو، سوى ما كان يحفظ من القصائد وأبيات الغريب، أخذ عن الكسائي، وتوفي سنة 194 هـ. 7- أبو عبيدة4: معمر بن المثنى، كان من أجمع الناس للعلم، وأعلمهم بأيام العرب وأخبارها، كان يُبغض العرب. قال أبو عبيدة: دفعتُ إلى جعفر بن سليمان أمثالاً في الرّقاع. قيل له: كم كانت؟ قال: أربعة عشر ألف مَثل. قال الخشني: وأبو عبيد لما اجتهد في كتبه جاء بألفِ مَثل. توفي أبو عبيدة سنة 210 هـ. 8- أبو زيد الأنصاري5: سعيد بن أوس، صاحب العربية بالبصرة، وكان أنحى من أبي عبيدة والأصمعي، وهو كثير الرواية عن الأعراب. له كتاب النوادر، وكتاب الهمز، وكلاهما مطبوع. توفي سنة 215 هـ.

_ 1 طبقات النحويين ص 131، مقدمة تهذيب اللغة ص 28. 2 إنباه الرواة 3/ 30، طبقات النحويين ص 133. 3 إنباه الرواة 2/313، طبقات النحويين ص 134. 4 انظر إنباه الرواة 3/ 276 وطبقات النحويين ص 175، وبغية الوعاة 2/ 294. 5 طبقات النحويين ص 165، وبغية الوعاة 1/582.

9- الأصمعي1: عبد الملك بن قُريب، كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة، كان يتناظر مع سيبويه، وكان من أوثق الناس في اللغة، وأسرع الناس جواباً وأحضر الناس ذهناً. توفي سنة 216 هـ. 10- أبو عمرو الشيباني2: إسحاق بن مرار، كان معه من العلم والسماع عشرة أضعاف ما كان مع أبي عبيدة، وكان قد قرأ دواوين الشعر على المفضل الضَّبيِّ، وكان الغالب عليه النوادر، وحفظ الغريب، وأراجيز العرب له كتاب النوادر الكبير، وكتاب الجيم. توفي سنة 213 هـ. 11- ابن الأعرابيّ3: محمد بن زياد، كان راويةً لأشعار القبائل، كثير الحفظ جالسَ أَعراب اليمامة، فأخذ عنهم الغريب، كان يزعم أنَّ الأصمعيَّ وأبا عبيدة لا يحسنان قليلاً ولا كثيراً. توفي سنة 230 هـ. 12- الأموي4: أبو محمد عبد الله بن سعيد، دخل البادية وأخذ عن فصحاء الأعراب، وأخذ عنه العلماء، وأكثروا في كتبهم، وكان ثقة في نقله، حافظاً للأخبار والشعر وأيام العرب، له كتاب النوادر، أخذ عنه أبو عبيد. 13- أبو زياد الكلابي، اسمه يزيد بن الحر5: أعرابيُّ قدم بغداد أيام المهدي حين أصابت الناس مجاعة، فأقام ببغداد أربعين سنةً، ومات بها، وله شعر كثير، وعلَّق الناس عنه أشياء كثيرة من اللغة وشواهد العربية، ونوادره خيرُ ما صنَّف في نوادر الأعراب. 14- أبو البيداء، اسمه أسعد بن عصمة6 الرياحي: أعرابيٌ نزل البصرة،

_ 1 طبقات النحويين ص 167، مقدمة تهذيب اللغة ص 23. 2 الفهرست ص 101، ومقدمة تهذيب اللغة ص 21، وطبقات النحويين ص 194. 3 طبقات النحويين ص 195. 4 إنباه الرواة 2/120، طبقات النحويين ص 193، بغية الوعاة 2/43، والفهرست ص 72. 5 انظر إنباه الرواة 4/ 79، وعيون الأخبار 3/ 157. 6 انظر إنباه الرواة 4/ 102، وعيون الأخبار 1/ 71، والفهرست ص 66.

وكان يعلّم الصبيان بأجرة، أقام أيام عمره يؤخذ عنه العلم وكان شاعراً. نقل عنه ابن قتيبة بعض النوادر في كتاب عيون الأخبار. 15- أبو شنبل الأعرابي: قيل له: لم كنِّيت أبا شنبل؟ قال: العرب تقول: شنبل فلانٌ فلانة: إذا قبَّلها، ورأوني في صغري أُقبِّل صبيِّة، فقالوا: قد شنبلها، فكنَّوني أبا شنبل1. 16- أبو الوليد الكلاب2: من الشعراء المجهولين والأعراب المغمورين 17- أبو الجرَّاح العقيلي3: من الشعراء المجهولين والأعراب المغمورين، ومن كلامه: وجدتُ أعراض الدنيا وذخائرها بِعَرْضِ المتالف إلا ذخيرة الأدب، وعقيلة الخُلَّة، فاستكثروا من الإخوان، واستعصموا بِعُرى الأدب. وهو أحد الأعراب الذين سئلوا عن المسائل التي جرت بين سيبويه والكسائي. 18- أبو طيبة4: أعرابيٌّ من بني عكل. 19- أبو جحوش: من الأعراب المغمورين. 20- العدبَّس الكناني: يكنى أبا الحسن. ومعنى اسمه: الشديد الموثَّق الخلق. 21- أبو مهدية5: اسمه أفار بن لقيط، الأعرابي. دخل الحواضر، واستفاد الناس منه اللغة، ونقلوها عنه، وكان به عارض من مسٍّ، وكان صاحب غريبة، وله قصة في مجالس العلماء للزجاجي ص 3، وذكر بعض شعره الأصمعيّ في الأصمعيات. رقم 7. وذكر أخباره صاحب العقد الفريد 4/ 69.

_ 1 ما اتفق لفظه لليزيدي ص 48. 2 معجم الشعراء ص 515، وإنباه الرواة 4/122. 3 معجم الشعراء ص 511، وعيون الأخبار 2/3، وطبقات النحويين ص 71. 4 معجم الشعراء ص 513. 5 انظر إنباه الرواة 4/ 182، والفهرست ص 69.

22- أبو علقمة الثقفي1: نحوي قديم العهد، يعرف اللغة معرفة جميلة، كان يتقعَّر في كلامه ويتعمَّد الحوشي من الكلام والغريب، نقل عنه الخليل في العين، وابن قتيبة في عيون الأخبار. 23- أبو قطري، من الأعراب. 24- أبو القعقاع اليشكري. 25- أبو فقعس الأسدي، من الأعراب. 26- أبو الحسن العدوي الأعرابيّ، وهو العدبَّس الكناني نفسه، كما نصَّ عليه أبو عبيد في الغريب المصنف، في باب نعوت الغنم في شحومها، في نسخة الأسكوريال ووهم أحد الباحثين المعاصرين، فظنه أبا الحسن اللحياني غلام الكسائيّ. 27- أبو مهدي الأعرابي، من باهلة. 28- أبو عيينة، من الأعراب. 29- القَناني الأعرابي، واسمه أبو الدقيش القَناني الغنوي. 30- المنتجع بن نبهان، من الأعراب. 31- أبو مزاحم بن أبي وجزة السعدي، أنشد أبا عبيدٍ بيتين من الشعر. وما سوى هؤلاء أوردْتُ ترجمته في محله الذي جاء به من الكتاب. فائدة: قال السيوطي في المزهر 2/412: وذكر أهل البصرة أنَّ أكثر ما يحكيه- يريد: أبا عبيدٍ - عن علمائهم من غير سماعٍ، إنَّما هو من الكتب. قلتُ: وقد صرخ بالسماع من أبي زيد وهو بصري في كتابه هذا. انظر مثلاً 1/ 221، 2/ 387- 481.

_ 1 بغية الوعاة 2/ 139، وإنباه الرواة 4/ 152، وعيون الأخبار 2/ 162.

جهود العلماء في هذا الكتاب أسلفنا الكلام بأن كتاب "الغريب المصنف" لقي رواجاً وقبولاً عند العلماء، ثمَّ نزيد هاهنا فنذكر أنَ عدداً من العلماء عكف على هذا الكتاب، فمنهم المختصر له، ومنهم الشَّارح له، ومنهم الشَّارح لأبياته. فمن الشارحين له أبو العبّاس المرسي، أحمد بن محمد بن بلال، المتوفى سنة 460هـ. انظر الوافي للصفدي 7/361. ومنهم المختصرين له أبو بكر محمد بن علي بن أبي بكر اللخمي، المعروف بابن المرضي المتوفى سنة 651 هـ، سماه: حلية الأديب في اختصار الغريب. ومنهم أبو يحيى، محمد به رضوان النميري الوادي آشي، المتوفى سنة 657 هـ. ومنهم ابن سيده، وله كتاب اسمه (تقريب غريب المصنَّف) إنباه الرواة 6/226. ومنهم التبريزي له (تهذيب الغريب المصنف) . تهذيب إصلاح المنطق 1/14. وشرح أبياته أبو عبيد البكري، صاحب كتاب (فصل المقال في شرح كتاب الأمثال) وسماه: صلة المفصول في شرح أبيات الغريب. وأيضاً شرح أبياته أبو محمد يوسف بن أبي سعيد السيرافي المتوفى سنة 385 هـ. وقد أكثر النقل منه البغدادي في خزانة الأدب. كما له شرح أبيات سيبويه، وهو مطبوع، وله أيضاً شرح أبيات المجاز لأبي عبيدة. وشرح أبيات إصلاح المنطق، وشرح أبيات معاني الزجاج.

ولأبي إسحاق إبراهيم بن قاسم البطليوسي، المتوفى سنة 642 هـ كتابٌ اسمه. (الجمع بين صحاح الجوهري والغريب المصنف لأبي عبيد) 1. ولأبي القاسم الزجاجي كتاب اشتقاق كلمات في أوَّل الغريب المصنف. ولأهمية هذا الكتاب كاد العلماء يحفظونه غيباً، ويرغبون في الحصول عليه وكان ابن سيده ممن يحفظ هذا الكتاب، فذكر الوقشي عن أبي عمر الطلمنكي قال: دخلت مرسية، فتشبَّثَ بي أهلها ليسمعوا عليَّ غريب المصنَّف، فقلتُ لهم: انظروا مَنْ يقرأ لكم وأُمسك أنا كتابي، فأتوني برجلٍ يُعرف بابن سيده فقرأه عليَّ من أوَّله إلى آخره، فعجبت من حفظه2. وأبو عمر الطلمنكي اسمه أحمد بن محمد بن عبد الله، روى عن أبي بكر الزبيدي وعباس بن أصبغ، وتوفي سنة 429 هـ3. وممن حفظه ابن الوزان النحوي، إبراهيم بن عثمان القيرواني المتوفى سنة 346 هـ، كما حفظ العين وكتاب سيبويه4. وممن حفظه أيضاً أبو بكر الأبيض الشَّاعر، ذكره الرعيني في برنامج شيوخه، في ترجمة عبد الله بن دادوش، فقال: ومن شيوخه: القاضي الأديب أبو محمد التادلي سمع من عياض، وحمل عن ابن عتاب وأبي بحر إجازة، وحكى ابن دادوش عنه أنه قال: وقد وقع ذكر أبي بكر الأبيض الشاعر. قال لي أبو عبد الله بن جيوس: كان الأبيض متين الأدب، سألته يوماً عن حفظه (الغريب المصنَّف) فقلت له: ينسب إليك أنَّك كبَّلْتَ نفسك حتى حفظته، فقال لي: نعم، وفي ذلك أقول: رِيعَتْ عجوزي إذ رأتني لابساً ... حِلقَ الحديد، وإنَّه ليروعُ شدَّتْ على حيزومها وتمثَلَتْ ... أمثالَها وفؤادُها مصدوعُ قالت: هملْتَ؟ فقلت: لا، بل همَّة ... هي عنصرُ العلياء والينبوعُ سنَّ الفرزدق سنَّةً فتبعْتُه ... إني لما سنَّ الكرامُ تبوع

_ 1 معجم المعاجم ص 157. 2 بغية الوعاة 2/143، وإنباه الرواة 2/ 226. 3 الصلة لابن بشكوال 1/47. 4 إنباه الرواة 1/208، والديباج المذهَّب ص 91.

يشير الأبيض إلى قصة الفرزدق حين قيَّد نفسه بالقيد حتى حفظ القرآن1. وممن حفظه الفيلسوف الإسلامي ابن سينا، كما حفظ غيره من الكتب2. ومنهم الصاغاني اللغوي الشهير صاحب (العباب الزاخر) المتوفى سنة 650هـ. فقد قال يوماً لأصحابه: احفظوا غريب أبي عبيد القَاسم بن سلام، فمن حفظه ملك ألف دينار، فإني حفظته فملكتها، وأشرتُ على بعض أصحابي بحفظه وملكها3، ومنهم سليمان بن مطروح الحجاري القرطبي، يكاد يمليه من حفظه4. وحفظه أيضاً بدر الدين ابن الشريشي. الدارس 1/ 163. ومن حرص العلماء على هذا الكتاب ما ذكره ياقوت فقال5: قال السِّلفي بإسنادٍ له: أخبرنا أبو الحكم منذر بن سعيد البلُّوطيُّ قال: كتبتُ إلى أبي عليِّ البغدادي القالي أستعير منه كتاباً من الغريب، وقلتُ: بحقِّ رئمٍ مُهَفْهَفْ ... وصدغِه المُتَلطِّفْ ابعثْ إليَّ بجزءٍ ... من الغريب المُصنَّفْ قال: فأجابني، وقضى حاجتي: وحقِّ درٍّّ تالَّفْ ... بفيكَ أإيَّ تألُّف ولو بعثت بنفسي إليكَ ... ما كنتُ أُسرفْ ومن الجدير بالذِّكر أنَّ منذر بن سعيد البلوطي كان قاضياً بقرطبة ست عشرة سنة، وفي زمن الخليفة الناصر، وتوفي سنة 355 هـ. وقرأ كتاب الغريب المصنف ابنُ خير عدَّة مرات على شيوخه6.

_ 1 برنامج الرعيني ص 82، ومعجم المعاجم ص 143. 2 انظر كتاب آثار البلاد وأخبار العباد، للقزويني ص 299. 3 معجم الأدباء9/ 191. 4 معجم الأدباء 7/32. 5 بغية الوعاة 1/603. 6 فهرست ابن خير ص 327.

وكان أبو القاسم ابن الإفليليّ الأندلسي شديد العناية بكتاب الغريب المصنف. إنباه الرواة 1/ 219. فثبت بهذا ما لهذا الكتاب من القيمة والأهمية، وقد أكثر العلماء من النقل عنه في كتبهم ومصنفاتهم، فنذكر بعضهم على سبيل المثال لا الحصر: فمنهم ابن فارس في كتابه المجمل، ينقل نصً المادة من هذا الكتاب. ومنهم أبو منصور الأزهري، فقد جمع في كتابه تهذيب اللغة أكثر ما في الغريب المصنف. ومنهم ابن الأنباري، فقد أكثر النقل عنه في كتابه المذكر والمؤنث، وغيره. ومنهم الراغب الأصفهاني في كتاب المفردات. ومنهم ابن سيده، فقد ذكر جُل هذا الكتاب في كتابه المخصص، بل كتاب أبي عبيد هو عماد كتاب المخصص، وكذا نقل منه في كتابه "المحكم ". ومنهم أبو علي الفارسي في المسائل البصريات. ومنهم الفارابي في كتابه ديوان الأدب. وصاحب اللسان اعتمد على كتاب التهذيب، وفيه كتاب الغريب المصنف، فنقله عنه بالواسطة وكذا الفيروز آبادي في القاموس، نراه يذكر في كثير من الأمكنة عبارة الغريب حرفياً. ومنهم أبو الحسن المعروف بكراع النمل، فقد نقل في كتابه "المنتخب"1 أكثر كتاب أبي عبيد، وهو مرتب على الموضوعات. ومنهم أبو محمد الحسن بن أحمد في كتابه خلق الإنسان. ومنهم أبو محمد عبيد الله بن محمد بن شاهمردان في كتابه حدائق الأدب، وهو مرتب على الموضوعات2.

_ 1 وقد طبع مؤخراً لكتاب باسم "المنتخب من غريب كلام العرب" في جامعة أم القرى بمكة المكرمة. 2 طبع الجزء الأول في الرياض عام 1409 هـ.

ومنهم الصاغاني في كتابه العُباب وكتابه التكملة. ومنهم أبو علي القالي في البارع. ومنهم ابن خالويه في شرح مقصورة ابن دريد. ومنهم التبريزي في تهذيب إصلاح المنطق. ومنهم السيوطي في المزهر، وينقل أحياناً الباب منه بتمامه. ومنهم الجواليقي في شرح أدب الكاتب. ومنهم البغدادي في خزانة الأدب. وابن حجر في فتح الباري 8/162. ومنهم الجوهري في الصحاح، وينقل عنه في كثير من الأحيان العبارة بنصّها، وردَّ على أبي عبيدٍ مواضع كثيرةً منه. انظر المزهر 1/97. وغيرهم، وتتبعُ هذا وتفصيله يستغرق مجلداً، لكن اكتفينا بالإِشارة له، والحرُّ تكفيه الإشارة. خاتمة: ذكر ابن سعيد أبو الحسن علي بن موسى في كتابه "القدح المعلى" ص 158 في ترجمة أبي المتوكل الهيثم بن أحمد الاشبيلي ما نصُّه: وسأله والدي يوماً عن لغةٍ، فنقلها من (الغريب المصنف) ، فاعترضه مَنْ قصَّر بنفسه واستهدف، فأخذ يسرد الكتاب من أوَّله حتى وقف عند تلك الكلمة، وقد كاد يموت ذلك الذي غمطه حقه وظلمه.

ُسَخ الكتاب توزَعت نسخٌ كثيرة من هذا الكتاب في مختلف مكتبات العالم، نظراً لأهميته وشهرته، ونبدأ أوَّلاً بذكر النسخ الموجودة منه حسب ما اطلعنا عليه، ثم نذكر النسخ التي اعتمدنا في التحقيق عليها. 1- نسخة خطية في مكتبة آيا صوفيا برقم 47061. 2- نسخة خطية في دار الكتب المصرية2، رقمها 121 لغة، وأخرى رقم 2 لغة. 3- نسخة خطية في مجموعة لندبرج، كتبت سنة 489 هـ. 4- نسخة خطية في مكتبة الأمبروزيانا بميلانو، كتبت سنة 384 هـ. 5- نسخة خطية في الأسكوريال برقم 1650. 6- نسخة خطية في دامادزاده برقم 1792. 7- نسخة خطية في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة برقم 76/410، ورقمها الخاص 2373. 8- نسخة خطية في المكتبة الظاهرية برقم 7100. 9- نسخة خطية في المتحف العراقي رقمها 1628. 10- نسخة خطية في مكتبة الفاتح بتركيا، كتبت سنة 572 هـ، ورقمها 4008. 11- نسخة خطية في المكتبة الوطنية في تونس، كتبت سنة 400 هـ، رقمها 15729.

_ 1 انظر تاريخ الأدب العربي لبروكلمان 2/ 157. 2 فهرس مخطوطات دار الكتب 2/ 153.

12- نسخة خطية في مكتبة فيض الله بتركيا، برقم 2079. 13- نسخة خطية في المكتبة الوطنية بتونس، برقم 15385. 14- نسخة خطية في المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة برقم 3300. 15- نسخة خطية في متحف طوبقبوسراي أحمد الثالث برقم 2555. النسخ التي اعتمدنا عليها: قد اعتمدنا في تحقيق الكتاب على خمسِ نسخٍ خطية: النسخة الأولى: مصوَّرة عن المكتبة الوطنية بتونس، برقم 15728. وهي النسخة الثانية في العالم في قدم تاريخها، فإنها قد كتبت سنة 400هـ. ونوع الخط: نسخ معتاد، وفيها بعض الطمس. واسم الناسخ: أبو عليّ الحسين بن جعفر بن محمد بن الحسن. عدد أوراقها: 306 ورقات. عدد أسطرها: 19 سطراً. وهي نسخة قيّمة جداً، وفيها زيادات عن النسخ الأخرى التي اطلعنا عليها. وهي مضبوطة بالشكل. النسخة الثانية: نسخة الأسكوريال. تقع في 176 ورقة، مسطرتها 25 ×23. تاريخ النسخ 601 هـ في شهر ذي القعدة. واسم الناسخ لم يذكر فيها. عدد أوراقها: 176 ورقة. نوع الخط مغربي، دقيق. وتقع في عشرة أجزاء، وهي كاملةٌ ومُتقنةِّ. وعليها عدَّة تمليكات. وعليها تعليقات وحواشٍ، منها لأبي عليّ القالي وغيره.

النسخة الثالثة: مصورة من مكتبة الفاتح بتركيا برقم 4008. وتقع في 223 ورقة. تاريخ نسخها 572 هـ. نوع الخط نسخ نفيس جداً. عدد الأسطر 15 سطراً. الناسخ لم يذكر. وعليها تعليقات نفيسة وحواشٍ قيِّمة، وهي نسخة منقولة من نسخة بخط الحميدي. النسخة الرابعة: مصوَّرة عن المكتبة الظاهرية، بدمشق برقم 7100. وتقع في 280 ورقة. عدد الأسطر 21. تاريخ النسخ 1319 هـ، وهي متأخرّة. نوع الخط: نسخ عادي. اسم الناسخ عبد الرحمن بن مسعود بدران. وعليها حواشٍ قليلة جداً. النسخة الخامسة: مصوَّرة عن المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة برقم 3300. وهي نسخة قيمة نُسخت سنة 618 هـ في شهر ذي الحجة، وهي في مجلَّد، لكنَّها غير مُرقَّمة، وأوراقها غير مرتَّبة، وقد طلب مني قيّم المكتبة المحمودية ترقيمها وترتيبها، ففعلت، وخطُّها مغربيّ فبلغ عدد أوراقها 202، في كل ورقة 25 سطراً، وهي في جزئين. - بالإضافة إلا نسخة مكتبة عارف حكمت، وقد رجعت إليها في بعض الأحيان، وهي مكتوبة سنة 1114 هـ، ورقمها 2373.

وكتبت المادة اللغوية باللون الأحمر، وعدد أوراقها 269 ورقة. وهي قريبة جداً من نسخة الظاهرية، وتكاد تتطابق معها. ولم أعدَّها أصلاً. ولم نستعمل الرمز لكل نسخة للتسهيل. وقد طبع قسم منه، وهو كتاب السلاح بمؤسسة الرسالة، تحقيق د. صالح الضامن، وفيه أخطاءٌ لا بأس. وهذه صور للمخطوطات. كما طبع الكتاب الأول منه- وهو خلق الإنسان- بتحقيق د. رمضان عبد التواب، وقد أثقل الحواشي بالفروق بين النسخ مما لا طائل تحته، وطبع قسم منه في تونس، وينقصه الدقة.

رواية الكتاب راوي الكتاب هو أبو الحسن الطوسي، واسمه علي بن عبد الله بن سنان التيمي، من أصحاب أبي عبيد، وكان من أعلم أصحابه، وأكثرهم أخذاً عنه، عالمٌ، راويةٌ لأخبار القبائل وأشعار الفحول، ولقي مشايخ الكوفيين والبصريين وكان أكثر مجالسته وأخذه عن ابن الأعرابي، وله ولدٌ سلك طريقته في العلم والحفظ، واسمه أبو عمرو، وكان الطوسيُّ عدوّاً لابن السكّيت؛ لأنهما أخذا عن نصران الخراساني، واختلفا في كتبه بعد موته وكانت كتب نصران لابن السكيت حفظاً، وللطوسي سماعاً، ولم يكن له مصنَّف، وفي رواية الكتاب بالنسخ التي بأيدينا ثلاثة طرق: الطريق الأول: يرويه الشيخ الرئيس غرس النعمة أبو الحسن هلال بن الحسن بن هلال الكاتب. عن أبي بكر أحمد بن محمد بن الجرَّاح النحوي. عن أبي بكرٍ محمد بن القاسم بن بشار النحوي. عن أبيه. عن أبي الحسن الطوسي. عن أبي عبيد. وهذه الرواية للنسخة التركية. والطريق الثاني: يرويه أبو علي القالي البغدادي. إسماعيل بن القاسم. عن أبي بكرٍ محمد بن القاسم بن بشار الأنباري.

عن أبيه. عن أبي الحسن الطوسي. عن أبي عبيد وهذه الرواية لنسخة الأسكوريال. فالطريق يجتمعان في ابن الأنباري, وهذا مخطَّطه أبو عبيد القاسم بن سلام 224هـ أبو الحسن الطوسي =تقريباً255هـ أبو محمد الأنباري (القاسم بن محمد) 304هـ ابو بكر ابن الأنباري 328هـ أبو علي القالي 356 أحمد بن محمد بن الجراح 381هـ غرس النعمة (هلال بن المحسن) 244هـ

الطريق الثالث: أبو عبيد 224 هـ علي بن عبد العزيز البغوي 286 هـ أبو الحسن طاهر بن عبد العزيز الرعيني 305 هـ ونترجم ها هنا لبقيَّة الرواة، فنقول: - أبو محمد الأنباري، اسمه القاسم بن محمد، لقي سلمة بن عاصم من أصحاب الفرّاء. وكان عالماً بالأدب، موثقاً في الرواية، له كتاب خلق الإنسان، والمقصور والممدود توفي سنة 304 هـ. - أبو بكر ابن الأنباري، محمد بن القاسم، كان من أعلم الناس بالنحو والأدب، وأكثرهم حفظاً له، كان يحفظ ثلاثمائة ألف بيت من الشعر شاهد في القرآن. روى عنه أبو عمر بن حيويه، وأبو الحسين البواب، وأبو الحسن الدارقطني. وجمعٌ غيرهم له كتاب الزاهر، والمذكر والمؤنث، وغريب الحديث، توفي سنة 328 هـ. - أبو علي القالي البغدادي، اسمه إسماعيل بن القاسم، أخذ عن ابن الأنباري وابن درستويه، ثم خرج إلى الأندلس، له كتاب الأمالي، والمقصور والممدود، والبارع، توفي سنة 356 هـ. وكان ابتدأ بقراءة الغريب على ابن الأنباري يوم الثلاثاء سنة 317 هـ في شهر جمادى الآخرة، في مسجده علي باب داره في درب البقر بسرَّ مَنْ رأى وأكمله يوم الثلاثاء لخمسٍ مضين من ذي القعدة سنة 321 هـ وكانت قراءته عليه من الثلاثاوات، أي: كل يوم ثلاثاء. وقرأهُ ثانية على ابن درستويه1

_ 1 انظر فهرست ابن خير ص 328.

- أحمد بن محمد بن الجرَّاح، صاحب ابن الأنباري، كان يروي أكثر تصانيفه ورواياته عنه. سمع منه هلال بن المحسن، وتوفي سنة 381 هـ. - هلال بن المحسن، المُلقَّب غرس النعمة، كان من الصَّابئة، ثم أسلم في آخر عمره وحسن إسلامه، أخذ عن أبي علي الفارسي، والرماني، وكتب عنه الخطيب البغدادي، توفي سنة 448 هـ. - علي بن عبد العزيز، أبو الحسن البغوي، شيخ الحرم، ومصنف المسند، سمع أبا نعيم والقعنبي، وأبا عبيد، ومسلم بن إبراهيم، وروى عنه ابن أخيه أبو القاسم البغوي، كان ثقة مأموناً، صدوقاً. توفي سنة 286 هـ. وعاش بضعاً وتسعين سنة1. قرأ الغريب المصنف على أبي عبيد إلا ورقاتٍ يسيرة، وقرأه على أخيه إبراهيم أيضاً، قال: وسألنا أبا عبيد: نروي عنك ما قرئ عليك؟ قال: نعم. - أبو الحسن طاهر بن عبد العزيز الرعيني القرطبي، سمع الخشنيّ وبقيّ به مخلد، وكان الغالب عليه علم اللغة، ورحل إلى المشرق واليمن، وكان ضابطاً عارفاً بعلوم اللغة، فَهِماً توفي سنة 305 هـ. قلتُ: والذي يغلب على ظني أنَّه أوَّل من أدخل الغريب المصنف إلى الأندلس.

_ 1 انظر تذكرة الحفاظ 2/ 622.

طريقة التحقيق من المعلوم أنَّ الغاية من التحقيق هي تقديم المخطوط صحيحاً كما وضعه مؤلفه، لذا حرصنا كل الحرص على تقديم نص هذا الكتاب صحيحاً، ولم نعتمد الطريقة التي تُتخذ فيها نسخةٌ فتجعل أُمَّاً، نظراً لوجود زيادات متعددة في كل نُسخةٍ على البواقي، بل اعتمدنا على طريق التلفيق والجمع بين النسخ. - وذكرنا الزيادات التي انفردت فيها كل نسخة، أمَّا ما كان من الزيادة من نحو قال أو يقول وما شابه ذلك فلم نذكره في الحواشي لكثرته، ولعدم فائدته. - وحرصنا أيضاً على الرجوع إلى المصادر القديمة التي نقل المصنِّف منها. - وذكرنا موضع ذلك، وذلك مثل: كتاب النوادر لأبي زيد، وكتاب الجيم لأبي عمرو الشيباني، والمقصور والممدود للفرَّاء، والعين المنسوب للخليل، وكتب الأصمعيّ، والفرق لقطرب، وجمهرة النسب لابن الكلبيّ، والخيل له، والبئر، وأسماء خيل العرب لابن الأعرابيّ، وما اتفق لفظه لليزيدي، وغير ذلك. وذكرنا في التخريج الكتب المعاصرة لأبي عبيد أو القريبة منه، ككتاب التفقيه في اللغة للبندنيجي، وإصلاح المنطق لابن السكيت، والمقصور والممدود، والألفاظ له. والمجمل لابن فارس، والجمهرة لابن دريد،

وتهذيب اللغة. ثم إذا لم نجد المادة فيها لجأنا إلى الكتب المتأخرة، ككتاب المخصص لابن سيِّده، والمحكم، له. وأساس البلاغة، ولسان العرب وغير ذلك. - عملنا على تخريج الآيات القرآنية. - وعلى تخريج الأحاديث الشريفة. - وذكر محال الأمثال من الكتب المختصة بها. - ترجمة الأعلام الذين نقل عنهم المؤلف في مقدمتنا، ولم نجعلها ضمن الكتاب. - ترجمة الأعلام الذين ذكروا عَرَضاً في المكان الذي ذكروا به. - ذكر نسبة الأشعار الموجودة، وتبين الوهم في قائلها إنْ وجد ورقّمنا الأبيات. - وضع علامات الترقيم في مكانها المناسب، لإيضاح النص. - ترقيم أبواب الكتاب. - ذكر الاعتراضات التي اعترضها العلماء على بعض مواد الغريب المصنف في مكانها التي ذُكرت به، وهذه عمليةٌ مهمَّة وشاقة. - ذكر بعض الحواشي الهامة من النسخ المخطوطة. - وضعنا فهارس علمية تفصيلية للكتاب.

كتاب خلق الإنسان

كتاب خلق الإنسان الباب1 بابُ تَسميةِ خَلقِ الإنسانِ ونُعوتِهِ [حدثنا أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ القاسم البغداديُّ، قالَ: قرأتُ هذا الكتابَ على أبي بكرٍ محمدِ بنِ القَاسمِ بن بشَّارٍ الأنباري سنةَ سبعَ عشرةَ وثلاثَ مائةٍ. نا أبو بكرٍ قراءةً عليه قالَ: حدثني أبي قالَ: قرأتُ على أبي الحسنِ الطوسي عليِّ بن عبد الله بِسرَّ مَنْ رأى قال] 1: قال أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّم: سمعتُ أبَا عمروٍ الشيبانيَّ يقولُ: الأنوف يُقالُ لها: المَخاطم، واحدُها: مِخطَم2. قال: والبَوادرُ من الإِنسانِ وغيرِه: اللََّحمةُ التي بينَ المَنْكِب والعُنق، وأنشدنا [لخراشةَ بنِ عمروٍ] 3: 1- وجاءَتِ الخيلُ مُحمرَّاً بَوادرُها والمَرادِغُ: ما بينَ العُنقِ إلى التَّرْقُوَة، واحدتُها: مَرْدَغَة. الفرَّاءُ مثلهُ

_ 1 ما بين [] ، زيادة من الأسكوريال. 2 كمجْلِس ومِنبَر. 3 صدر بيت لخراشة بن عمرو، وهو شاعر جاهلي فارس، من بني عبس، أورد بعض شعره صاحب التذكرة السعدية ص 109. وعجز البيت: [زوراً وزلّت يد الرامي عن الفوق] وهو في التهذيب 14/115، والمجمل 1/ 118، والمقاييس 1/ 209، والعين 8/ 35، وشمس العلوم 1/ 140 وما بين [] زيادة من الظاهرية.

قال: " وكذلك: البأْدَلَة، وجمعها: بآدل، وأنشدنا [للعُجيرِ السلوليِّ] 1: 2- فتىً قُدَّ قَدَّ السَّيفِ لا متآزِفٌ ... ولا رَهِلٌ لبَّاتُه وبآدِلُه قال أبو عمروٍ في البَآدِل مثلَهُ، واحدُها: بَأْدَل. وقال الأصمعيُّ: الكَتَدُ: ما بينَ الكَاهلِ إلى الظَّهْر، والثَّبَجُ مثلُه. أبو عمروٍ: الشَّجْرُ: ما بينَ اللَّحيينِ2، وقال الأصمعيُّ: البُلْعُومُ: مجرى الطعام في الحلق، وقد يحذفُ الواو فيقالُ: بُلْعُم، مثلُ: عُسْلُوجٍ وعُسْلُج، وقال أبو عبيدٍ: والعُسْلُجُ: الغُصنُ، وقال أبو زيدٍ: الحُنْجُور: الحُلقوم. قال أبو زيدٍ: ذُبابُ العينِ: إِنسانُها، والغَرْبانِ منها: مُقْدِمُها ومُؤْخِرُها3. والغُروبُ: الدَّمعُ حينَ يخرجُ من العينِ. قال: وقال الرَّاجزُ4: 3- ما لكَ لا تذكرُ أُمَّ عَمروِ ... إلا لعينيكَ غُروبٌ تجري قال الكسائيُّ: الشُّصُوُّ من العينِ مثلُ الشُّخوص. يُقال: شصا بصرُه

_ 1 وينسب أيضاً لأخت يزيد بن الطثرية أو أمه. والبيت في ديوان العجير ص 237، والمجمل 1/ 119 والمقاييس1/ 95، وديوان الأدب2/ 248، وشمس العلوم 1/ 141، وما بين [] ، من الظاهرية. 2 في نسخة الظاهرية حاشية: قوله: ما بين اللَّحْيَيْنِ، يعني بذلك مُلتقاهما في وسط الذَّقَن من أسفله، ومنه يقال: اشتجرَ فلان: إذا وضع ذقنه على راحة كفِّه، واعتمد عليها مفكَّراًً. قال أبو ذُؤيب: نامَ الخليُّ وبت الليل مشتجراً ... كأنَّ عينيَّ فيها الصابُ مذبوح 3 في الظاهرية: حاشية: الاختيارُ مُقْدِم العينِ ومُؤْخِرها، بالتخفيف وكسر الذَال والخاء منهما. قيل: وكذلك في الرحل، وهو اختيار البصريين. ا. هـ. وقال السيوطي: كل شيءٍ يقال فيه مقدم ومؤخر بالتشديد إلا العين، فبالتخفيف وكسر الثالث. انظر المزهر. 4 الرجز في نوادر أبي زيد ص 60 دون نسبة، والعين 4/ 409، والتهذيب 8/ 112، وما اتفق لفظه لليزيدي ص 101.

يشصو شصوَّاً, وشطَرَ بصرُه يَشطُرُ شُطوراً وشَطْراً، وهو الذي كأنَه ينظرُ إليك وإلى آخر1. [عيونٌ شواطرُ، أيْ: حِداد] 2. غيرُه: سما بصرُه، وطَمَح: مثلُ الشُخوص، وقال الفرّاء: عيناهُ تَزرّانِ في رأسه: إذا توقَّدتا، وقال الأمويّ: البِرْشَامُ: حدَّةُ النَظر، والمُبَرْشِمُ: الحادُّ النظر، [وأنشد أبو عبيدٍ للكُميت3: 4- أَلُقْطَةُ هُدهدٍ وجُنود أنثى ... مُبرشِمةً، ألحمي تأكلونا] 4 والحِنْدِيرةُ والحِنْدَورة ُ5: الحدَقَةُ، والحِنْدِيرةُ أجود، والإِطراقُ: استرخاءُ العين. غيرُه: أرشقْتُ: إذا أحددْتَ النَّظر، وقال الشَّاعر [القُطاميُّ] 6: 5- وتروعني مُقَلً الصِّوارِ المُرْشِق غيرُه: البَرْشَمةُ: إِدامةُ النَّظر. قال الأصمعيُّ: يُقال: رجل شائِهُ البصر وشاهي البصر: وهو الحَديدُ البَصر، وُيقال: جلَّى ببصرِه: إذا رمى ببصره.

_ 1 انظر المخصص 1/115. 2 ما بين [] زيادة من التونسية. 3 البيت في شرح هاشميات الكميت ص 307. 4 ما بين [] ، سقط من المطبوعة، بتحقيق د. رمضان عبد التواب، وذكره في الباب الذي بعده، وليس محله هناك، لعدم ترابط الكلام. 5 في الظاهرية: حاشية: هكذا رواه الأموي: الحِنْدَورة، بكسر الحاءِ وفتح الدَّال، وحكاها ابنُ السكِّيت الحُنْدُورة، بضم الحاء والدال، والحِنديرة ليس فيها اختلاف. قالت الأعراب: اتَّخذني فلان على حنديرة عينه، أي: مشتهراً لي إن كلَّمت إنساناً عرض لي. وقال لنا أبو محمد التوزيُّ: عن أبي عبيدة والأصمعي وأصحابه إن العرب تقول للرجل الثقيل إنَّما أنت على حندرة عيني، وحُندُورة عيني. يريدون: على ناظري، فلست أقدر أن أتأملك. تمََّت. 6 هذا عجز بيتٍ له، وصدره: [ولقد يروعُ قلوبهنَّ تكلُّمي] ديوان القطامي ص 108، والمجمل 1/378.

الفرَّاء: أَتأرْتُ إليه النَّظرَ: إذا أحددْتَه، قال: غرِبَتِ العينُ غَرَباً: إذا كانَ بها ورمٌ في المأق، وأمَّا الغُروبُ فهي مجاري العين. الكسائيُّ: يُقال: ظَفِرَت العينُ [ظَفَراً] : إذا كان بها ظَفَرَة1، وهي التي يُقال لها: ظُفْرُ [العين] 2. قال الأموي: المُطرِقُ: المُسترخي العين، وأنشدنا في مَرثيةٍ رُثي بها عُمر بن الخطاب رضيَ اللهُ عنه3: 6- وما كنتُ أخشى أنْ تكونَ وفاتُه ... بكفَّي سَبنتى أَزرقِ العينِ مُطرِقِ الفرَّاء: الشَّقِذًُ العين: الذي لا يكادُ ينام، وهو أيضا الذي يصيبُ النَّاس بالعينِ، وقال الأحمر: الأغْطَشُ: الذي في عينيه شبهُ العَمش، والمرأةُ غطشاء، وقال الكسائيُّ: الفَنِيكُ: طَرفُ اللَّحْيَيْنِ عند العَنْفَقَةِ، ولم يعرف الإفنيك. وقال أبو عمروٍ: الدِّيباجتان: الخذَان، [وقال أبو الحسن: وحكى بعض أصحابنا عن أبي عبيد قال:] 4 ويُقال: هما اللِّيتَانِ. [قال: أخبرني به أبو عبدِ الرَّحمنِ] 5، وقال ابنُ مُقبلٍ يصفُ البعير6: 7- يَجري بِديباجَتيهِ الرَّشحُ مُرتدعُ

_ 1 في اللسان: ظفر ما نصَّه: الظُّفْرُ والظَّفَرةُ بالتحريك: داءٌ يكون في العين يتجلَّلُها منه غاشية كالظَفر، وما بين [] ، من الأسكوريال. 2 زيادة من المحمودية. 3 البيت لِجَزء بن ضرار أخي الشَّماخ، وقيل لأخيه مزرِّد. وهو في طبقات فحول الشعراء 1/133، واللسان: طرق، وما اتفق لفظه لليزيدي ص 235. والسبنتى: الجريء. 4 زيادة من المحمودية، وليس هو في المطبوعة. 5 ما بين [] ، زيادة من نسخه الأسكوريال. وهو أبو عبد الرحمن اللحية صاحب أبى عبيد. 6 ديوانه ص 170، وشطره: [يخدي بها بازل فُتْل مرافقهُ]

فالرَّشحً: العَرَقُ، والمُرْتدعُ: المُتلَطِّخُ به، أُخِذ من الرَّدْع. وقال أبو عبيدة: المِذْرَى: طرفُ الألْية، والرَّانِفة: ناحيتها، وقال عنترةُ 1: 8- أحولي تنفضُ استكَ مِذْرَويها ... لتقتلني فها أنا ذا عُمارا وقال أبو عبيدٍ: وُيقال: المِذْروان: أطْرافُ الأليتين، وليس لهما واحدٌ، وهذا أجودُ القولين؛ لأنَّه لو كانَ لهما واحدٌ فقيل: مِذرىً لقيل في التثنية: مِذْريان، بالياء، وما كانت بالواو في التثنية. وقال أبو عبيدة: السَّحْرُ، خفيفٌ: ما لصِقَ بالحلقوم وبالمرئ من أعلى البطن، وقال الفرَّاء: هو السَّحْرُ والسَّحَرُ والسُّحر2، وقال أبو عبيدةَ: القُصْب: ما كانَ أسفلَ من ذلك، وهو الأمعاء، والقِتْب: ما تحوَّى من البطن. يعني: استدار، مثلُ الحوايا، وجمعُه: أقتاب. وقال أبو عمرو3: القُصْب المِعى، وجمعُه: أقصاب، والأعْصَال: الأمعاء، واحدُها: عَصَلٌ، وقال:

_ 1 البيت في ديوانه ص 43. وفي النسخة التركية ونسخة الظاهرية: حاشية: المقروء على أبي بكر ابن السراج عن أبي عمر الزاهد قال: أخبرنا ثعلبٌ عن ابن الأعرابيَّ قال: العربُ تقولُ: هي الألْية، وإذا ثنَّت قال: الأليان، وإذا جمعت قالت: الأليات. قال: ومنه قوله: ترتجُ ألياهُ ارتجاجَ الوطب وفي أخرى: ويقال: هما الليتان. تمت. 2 حاشية من الظاهرية: قال أبو السَّمحِ وأصحابه: السَّحْر: نياطُ القلب، وهي معلقة عِرق غليظ تدخلُ فيه الإصبع، منه يصلُ الروح إلى القلب، فإنْ عنت السَّحر أدنى عَنتٍ طغى صاحبه، وحديثُ عائشة رضي الله عنها يدلُّ على صحة قول الأعرابي: قُبِضَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم بين سَحْري ونَحْري. تريد: بين صدري ونحري، ومنه قولُ العرب للرجل إذا خامَ عن الشيء: انتفخَ سَحْرُكَ. يعنون به القلب أنه وجِلَ وجَبُنَ وانتفخ حتى سدَّ مجرى النفس، وسائرُ الرُّواةِ يقولون: السَّحْر: الرئة نفسُها، ولعل لهم في ذلك مذهباً. تمَّت. 3 الجيم 3/ 7، وفي المحمودية: أبو عمروٍ قال: الأقصاب: الأمعاء، واحدها: قُصب.

الأصمعيُّ: الأرجابُ: الأمعاء، ولم يُعرف واحدُها1. وقال أبو زيد: الأعفاجُ للإنسان، واحدُها: عَفَجٌ، والمصارين لذواتِ الخفّ والظِّلْفِ والطير. وبعضهم يقول: عَفج. [وابن الأعرابي يقول: عِفْج، قال الهرمثي: فراجعت أبا عبيد، فقال: كلٌّ يقال في هذا، وهو مثلُ شِبْهٍ وشَبَه، وبِدْل وبدَل] 2. قال: والخِلْبُ: حجابُ القلب. ومنه قيل للرَّجل الذي تحبُّه النِّساء: إِنَّه لَخِلْبُ نساءٍ، أي: تحبُّه النِّساء، وقال أبو عمروٍ: البَواني: أضلاعُ الزَّور، والذَّنُوب: لحمُ المَتْنِ، وهو يَرابيعُ المتن، وحَرابيُّ 3 المتن. وقال أبو زيد: المَأْنَةُ: الطَّفْطَفَة4، والأمَرُّ: المصَارِينُ يجتمعُ فيها الفرث. قال: وقال الشَاعر5: 9- ولا تهدي الأمرَّ وما يليه ... ولا تُهدِنَّ معروقَ العظامِ وقال أبو عمروٍ6 والأصمعيُّ: النَواشرُ والرواهشُ: عروقُ باطنِ الذِّراع، والأشاجعُ: عروقُ ظاهرِ الكفِّ، وهي مَغْرِزُ الأصابع. والرَّواجبُ7 والبَراجمُ جميعاً: مفاصلُ االأصابعِ كلِّها8، والأسلة: مُسْتدَقُّ الذِّراع.

_ 1 [استدراك] في نسخة الظاهرية: حاشية: عن أبي عمر الزاهد قال: أخبرنا عن ابن الأعرابيّ قال: واحدها: رُجْب، بمنزلة قُفْل وأقفال. تمََّت. 2 ما بين [] ، من التونسية. 3 [استدراك] في الظاهرية والتركية: حاشية: عن أبي عمر قال: قال أبو العباس: هذا خللٌ في قوله: وهو يرابيعُ المَتْنِ، إنّما هو يربوع، وجمعُه: يرابيع، وحِرْباء وحرابيّ. تمََّت. قلت: وحرابيُّ المتن: لحماته؛ وانظر الجيم 1/ 185. 4 قال أبو عمرو: هو الطَّفْطَفَةُ والطفْطِفَةُ والخَوْشُ والضُقْل والسولا والأفَقَة. كلُّه الخاصرة. اللسان: طفف. 5 البيت في التهذيب 15/195، واللسان: مرر، وخلق الإنسان لأبي محمد ص 63. 6 الجيم 1/301. 7 الجيم 1/ 289. 8 حاشية في الظاهرية والتركية: عن أبي عمرَ قال: سمعتُ ثعلباً يقول: الذي حصََّلناه من الحذّاق والحُفّاظ منهم الخليل والكسائيّ أنَّ الرواهش عروق باطنِ الذراع، وأنَ النواشرَ عروقُ ظاهر الذراع. قال: ومنه قولُه: وقدَّدتِ الأديم لراهشيه ... وألفى قولَها كذباً ومينا البراجمُ: ملتقى رؤوس السُّلاميات، الواحدة: بُرجمة، إذا قبضَ القابضُ كفَّه نشرت وارتفعت، والرواجب: الخطوطُ التي في بطون البراجم. تمَّت.

قال: والخُضُمَّةُ: عَظمة الذِّراع، [والوَابلةُ في اليد: طرفُ العضد مما يلي المرفق] 1 وهي مُستغلَظُها، واليَسَرةُ: أسرارُ الكفِّ إذا كانتْ غيرَ ملتزقةٍ، وهي تُستحبُّ. وقال الكسائيّ: ضَرَّةُ الإبهامِ: أسفلها2، مثلُ ضرَّةِ الثَّدْي. الأُمويُّ: يُقال لعظم الساعدِ ممَّا يلي النصف منه إلى المِرْفق: كِسْرُ قبيحٍ، وأنشدنا: 3 10- لوكنت عَيْراً كنتَ عير َمذلَّةٍ ... ولو كنتَ كِسراً كنتَ كِسْرَ قبيح وقال أبو عمرو: الأبْداء: المفاصلُ، واحدها: بَدَى، مقصور، وهو أيضاً بَدْءٌ، وتقديره [فَعْل] 4 بَدْعٌ، وجمعُه: بُدوءٌ على فُعولٍ. وقال أبو زيد: الفُصوصُ: المفاصلُ، وهي في العظام كلِّها إلا الأصابع، واحدُها: فَصٌّ، وقال الكسائيُّ: سئِفَتْ يده وسعِفَتْ، وهو التَشعُّثُ حول الأظفار والشُّقاق5.

_ 1 زيادة من المحمودية، وليس هو في المطبوعة. 2 في الظاهرية والتركية: حاشية: عن أبي عمر عن ثعلب: هذا خطأ، والكلامُ الصحيح أنَّ الضرةَ في الخِنْصَر، وأن الألية في الإبهام، ومنه أن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم رقى عليّاً رضي الله عنه من علََّة عينه، ومسحها بأليةِ إبهامه. قال: فرأيتُ عينهَ بعدَ ذلك كأنها جزعة حسناً. تمََّت. 3 البيت في المجمل 3/785، والتهذيب 10 /52، والصحاح: كسر، خلق الإنسان للحسن بن أحمد ص 250. 4 زيادة من المحمودية. 5 حاشية: عن أبي عمر قال: أخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الشقوق في الإنسان في يده ورجله، والشُقاق في سائر الحيوانات. قال: والعربُ تقول: خصَّ شقوقا، برِجلك، وخصَّ شقاقاً بعينِ صقرك.

وقال الفرَّاءُ: الفُوفُ1: هو البياضُ الذي يكونُ في أظفارِ الأحداثِ، ومنه قيل: بُرْدٌ مُفوَّفٌ، وهو الذي فيه خطوطٌ بِيضٌ، [وقال الأحمرُ: عَسَتْ يدُه تعسو عُسُوَّاً: إذا غلظت من العمل] 2، وقال أبو زيد3: أكنَبتْ يدُه، فهي مُكْنِبة، وثَفِنَتْ ثَفَناً كذلك أيضاً، فإذا كان بينَ الجِلْدِ واللَّحم ماءٌ قيل: مَجِلَتْ تَمْجَلُ، ومَجَلَتْ تَمْجُلُ، لغتانِ. قال أبو عبيدٍ: ومِجِلَتْ بالكسرِ أجود، ونَفِطَتْ تَنْفَطُ نَفْطاً ونَفَطاً ونَفِيطاً، وقال الفرَّاءُ: رجلٌ مكبونُ الأصابعِ، مثلُ الشَّثْنِ، وقال الأصمعيُّ: يُقال: أخذه الذُّبَاح4، وهو تحزُّزٌ وتشقُّقٌ بين أصابع الصِّبيان من التُّراب، وقال: مَشِظَتْ يدُه، تمشظُ مَشظاً، وهو أنْ يمسَّ الشَّوكَ أو الجذعَ فيدخلُ منه في يده. وقال الأحمرُ: المَلاغِمُ: ما حولَ الفمِ، ومنه قيل: تلغَّمتِ المرأةُ بالطِّيب: إذا جعلَتْهُ هناك، والحِثْرِمَةُ5: الدَّائرةُ تحتَ الأنفِ في وسطَ الشَّفة العُليا، وقال الأصمعيُّ: هي التِّفْرَةُ من الإنسان، وهي من البعير النَّعْو، وقال أبو عمرو: هي العَرْتَمَةُ أيضاً. وقال الأحمرُ: بأسنانِه طَلِيٌّ وطِلْيان6، وقد طَلِيَ فوه يَطْلَى طَلَىً، منقوص، وهو القَلَحُ، وقال أبو عمرو: الطُّرامَة: الخُضرة على الأسنانِ، وقد

_ 1 هكذا في المخطوطات بضم الفاء، لكنْ نقل عليُّ بن حمزةَ في التنبيهات ص 189 أنَّ أبا عبيدٍ قال: الفَوْف، بالفتح، ثم تعقَّبه وقال: إثما هو الفوفُ بالضمَ بإجماعٍ. قلت: الإجماعُ الذي نقله منخرق لأنَّ ثابتاً قال: هِو الفُوف والفَوْف، ونقله عنه ابن سيده. انظر المخصص 2/10. وفي المحمودية: الفُوف: باللّغتين. 2 ما بين [] سقط من المطبوعة بتحقيق د. رمضان عبد التواب. 3 النوادر ص 171. 4 يُقال الذُّبَاح والذُّبَّاح، بالتشديد والتخفيف. اللسان: ذبح. 5 حاشية في التركية: أهلُ البصرةِ يقولون: الخِثْرِمة، بالخاءِ معجمةً. تمَّت. وقال الأزهري: هما لغتان، بالحاءِ والخاء. انظر التهذيب 7/ 689. 6 الجيم 2/ 213. وفي المحمودية: مثل: صبي وصبيان.

أطرَمتْ أسنانُه إِطراماً، والقَلحُ: الصُّفرة، وقال أبو زيدٍ والأصمعيُّ: نَقِدَ الضرسُ نَقَداً: إذا ائتكل وتكسَّر، وقال الأحمرُ مثلَه. الكسائيُّ: الحفرُ في الأسنان، وقد حَفَرَ فُوه1 يَحْفِر حَفْراً. الأحمر: الحُذُنَّتانِ: الأُذنان، وأنشدنا2: 11- يا ابنَ التي حُذُنَّتاها باعُ وقال الكسائيُّ: خَثْلة البطن: ما بينَ السُّرَّة والعَانة، وُيقال: خَثَلة، والتخفيفُ أكثر. أبو عمروٍ: الحصيرُ: الجنبُ، وقال الأصمعيُّ: الحصيرُ: ما بينَ العِرْقِ الذي يظهرُ في جنبِ البعيرِ والفرسِ مُعترضاً فما فوقه إِلى مُنقطَع الجنب، فهو الحصيرِ. قال الفرَّاء: القُصَيرى: أسفلُ الأضلاع، وهي أيضا الواهنة. غيرُهم: الصُّقْلُ: الجَنْبُ، والبُوصُ: العَجُز، والبَوصُ: اللَّون. قال أبو عبيدٍ: والبَوصُ أيضاً: الفَوْتُ والسَّبْقُ. يُقال: باصني الرجل: فاتني. وقال الأصمعىُّ وأبو عمروٍ: الحَراكيكُ: هي الحَراقِف، واحدتُها: حَرْكَكَة، والأنقاءُ: كلّ عظمٍ ذي مُخٍّ، وهي القَصَب، فأمّا الجُدُول والكُسور فهي الأعضاء، واحدُها: جَدْل وكَسْر، وهي من الإنسانِ وغيرِه. قال الفرَّاء: الخَوْشَان: الخاصرتان من الإِنسان وغيره. غيرهُ: الأيْطَل والإطْلُ: الخاصرة، وُيقال: إِطِلٌ وآطال، وأيْطَل وأياطل، وقال أبو زيدٍ: القَصايِب: الشَّعر المُقصَّب، واحدتُها: قصيبة، وقال الأصمعيُّ: المسائح: الشعر، واحدتُها: مسيحة. والغَدائرُ: الذَّوائب.

_ 1 يقال: قد حُفِرَ فُوه، وحَفَر َيَحْفِرُ حفراً، وحَفِرَ حَفَراً فيهما. اللسان: حفر. 2 الشطر لجرير، وهو في ديوانه ص 1032 بشرح محمد بن حبيب- طبع دار المعارف بمصر. والخُذُنتان بالخاء، لغة فيهما. القاموس: خذن.

غيرُه: المُغْدَودِنُ الشَّعر: الطَّويل، قال حسَّانُ بنُ ثابتٍ1: 12- وقامَتْ تُرائيكَ مُغْدَودِناً ... إِذَا مَا تنوءُ به آدَها وقال أبو عمروٍ: الفَليلةُ: الشَّعرُ المجتمعُ، وقال الكُميتُ2: 13- ومُطَّردِ الدِّماءِ وحيثُ يُلقى ... من الشَّعر المُضفَّرِكالفليلِ وقال الفرَّاء: شَعرٌ مُعْلَنْكِس ومُعْلَنْكِك كلاهما: الكثيفُ المُجتمع. وقال أبو زيدٍ: أخلسَ رأسُه فهو مُخْلِس وخَلِيسٌ: إِذا ابيضَّ بعضُه، فإذا غلب بياضُه سوادَه فهو أغْثَم3، وأنشد4: 14- إِمَّا تَرَيْ شَيباً عَلاني أغثمه ... لهزَمَ خدَّيَّ به مُلَهزمُهْ قال: وُيقال له أوَّل ما يظهرُ فيه الشَّيب: بلَّعَ فيه الشَّيبُ تبليعاً، وثقَّبه تثقيباً5، ووخَزَه وَخْزاً، ولَهَزهُ لَهْزاً. غيرُه: القَتِيرُ: الشَّيب، وقال أبو عمرو: تفشَّغَ فيه الشَّيب: إذا كَثرَ وانتشر. غْيرُه: خيَّطَ الشَّيبُ في رأسه. قال بدرُ بنُ عامرٍ الهُذليُّ6: 15- حتما تخيَّط بالبياضِ قُروني وقال الأصمعيُّ: تصوَّع الشَّعرُ: تفرَّق. غيره: الزَّمِرُ والمَعِرُ: القليل الشَّعر. قال اليزيديًّ: وإذا ذهبَ الشَّعر كلُّه قيل: رجلٌ أحصُّ، وامرأة حصَّاء. قال أبو زيدٍ7: فإنْ نتفَه صاحبُه قيل: زبَقهُ يزبُقُه زَبْقاً. غيرُه: الأنزعُ:

_ 1 البيت في ديوانه ص 191. 2 البيت في التهذيب 15/ 336، واللسان: فلل، وديوانه 2/ 56. 3 انظر النوادر ص 52. 4 الرجز لرجل من فزارة، وهو في النوادر ص 52، والتهذيب 6/525. والمخصص 1/78. 5 ما اختلفت ألفاظه للأصمعي ورقة 4 آ. 6 شرح أشعار الهذليين 1/413، وصدره: [أقسمتُ لا أنسى منيحةَ واحدٍ] 7 النوادر ص 139، ويقال: يَزْبُقُه بضم الباء وكسرها.

الذي انحسرَ الشَّعر عن جانبي جبهته، فإذا زاد قليلاً فهو أجلحُ، فإذا بلغَ النِّصفَ أو نحوَهُ فهو أجلى ثمَّ هو أجلَهُ. قال رؤبةُ1: 16- لمَّا رأتنيَ خلَقَ المُموَّهِ ... برَّاق أصلادِ الجَبِينِ الأجْلهِ بعدَ غُدَّاني الشَّبابِ الأبْلَهِ وإذا تقطَّع ونسَلَ قيل: حَرِقَ يَحْرَقُ [حَرَقاً] 2 فهو حَرِقٌ. قال أبو كبيرٍ الهُذَل3: 17- حَرِقَ المفارشِ كالبُراءِ الأعفرِ البراء: النُّحَاتة، وقال أبو زيدٍ: العِفْرِيَة. مثال فِعْلِلَة4 من الدَّابةِ شعرُ الناصية، وهو من الإنسان شعرُ القفا5. غيره: شعرُه هراميل: إذا سقط. الفرَّاء: القَسِمَةُ: الوجهُ، والقَسَام: الحُسْن، وقال الأصمعيُّ: البَشارةُ: الجمال، ومنه يُقالُ: رجل بشيرٌ، وامرأة بشيرة، وقال الأعشى6: 18- ورأتْ بأنَّ الشَّيبَ جَا ... نَبه البَشاشةُ والبشارة الفرَّاء: خَبِيبة ُاللَّحم: الشَّريحةُ من اللَّحم.

_ 1 ديوانه ص 165، والتهذيب 6/57. 2 زيادة من المحمودية. 3 ديوان الهذليين 2/101، وصدره: [ذهبَتْ بشاشته وأصبحَ واضحاً] 4 نقله ابن فارس في المجمل 3/616، ثم قال: وقال قوم: هذا غلط، وإنما هي فِعْلِيَة. ا. هـ. وقال ابن سيده في المحكم 1/4: وأيُّ شيءٍ أدلُّ على ضعفِ المُنة، وسخافةِ الجُنَّةِ من قولِ أبي عبيدٍ القاسمِ بن [استدراك] سلاّم، في كتابه الموسوم "بالمصنف ": العِفْرِيَة مثال فِعْلِلَة، فجعل الياء أصلاً، والياء لا تكون أصلاً في بنات الأربع. ا. هـ. قلت: لأن الياء في عِفْرِية للإلحاق بوزنِ شِرذِمة، والهاءُ فيها للمبالغة، فالكلمةُ ثلاثية أصلها: عِفْر. 5 في النوادر ص 100: العِفْرِيَةُ من الرجل شعرُ ناصيته، ومن الدّابةِ شعرُ قفاها! قال أبو إسحاق: قلب أبو عبيد. قلت: وكذا قلب صاحب المخصص. المخصص 1/68. 6 ديوانه ص 76.

باب نعوت خلق الإنسان

الباب 2 بَابُ نُعوتِ خلقِ الإنسانِ [قال أبو عبيدٍ:] 1. قال أبو عمروٍ: العَثْجَلُ: العظيمُ البطنِ. الأحمرُ مثلَهُ، وقال الأحمرُ: الحَشْوَرُ: العظيمُ البطنِ أيضاً، وقال اليزيدي الأثجْلُ مثلُه. أبو زيدٍ: الدَّحِنُ مثلُه، وقد دَحِنَ دَحَناً. الأصمعي: هو الدَّحِلُ، باللام مثله. قالَ: فإن اضطربَ بطنُه مع العِظَم قيل: تَخَرخر بطنه، وقال اليزيدي: الأحْبنُ: الذي به السَّقْيُ. الكسائيُّ: يُقال: سَقَى بطنُه يسقي سَقْياً. قال: والأبجرُ: الذي خرجت سُرَّتُه. عن أبي عمروٍ: المغَارِض: جوانبُ البطن أسفل الأضلاع، واحدُها: مَغْرِض. أبو زيدٍ: الأخفجُ: الأعوجُ من الرِّجال، يريدُ: أعوجَ الرِّجْلِ. أبو عمروٍ: الأفلجُ: الذي اعوجاجُه في يده، فإنْ كانَ في رجليه فهو أفحجُ. غيرُه: الحَفَلَّجُ: الأفْحَجُ، وقال الفرَّاء: الأحْدلُ: المائلُ العُنقِ، وقد حَدِلَ حَدَلاً، وقال أبو زيدٍ: الأحدلُ: الذي يمشي في شقٍّ، وقال أبو عمرو: الأحدلُ: الذي في مَنْكبيه ورقبته انكبابٌ إلى صدره، وقال الفرَّاء2: والأبزى: الذي قد خرج صدرُه، ودخل ظهره، وأنشد لكثيِّر 3: 19- من القومِ أبزى مُنْحَنٍ مُتباطن وقال أبو عمرو: الأقعسُ: الذي في صدره انكبابٌ إلى ظهره، وُيقال:

_ 1 زيادة من المحمودية. 2 في المقصور والممدود للفرَّاء ص 66: الأبزى: الذي في ظهره انحناء. 3 ديوانه ص 380، وصدره: [رأتني كأنضاءِ اللِّجام، وبعلُها]

رجلٌ أجْنَأ وأدْنَأ وأهْدأ، مقصورٌ بمعنى. ورجل أفْزرُ: الذي في ظهره عُجْرة عظيمة، وقال أبو زيدٍ: الرَّبْلَةُ: باطنُ الفخذ، فإنْ كانَتْ إحدى رَبلَتيه تُصيبُ الأخرى قيل: مَشِقَ يَمْشَقُ مَشَقاً، ومَسِحَ مَسَحاً. الأصمعي: مَشِقَ يمشَقُ مَشَقاً: إذا اصطكَّتْ أليتاه حتى تسَّحجا، وإذا اصطكَتْ فخذاه قيل: مَذِحَ يمذَحُ مَذَحاً، وإذا اصطكَّتْ رُكبتاه قيل: صكَّ يَصَك صَكَكاً، وقد صَكِكْتَ يا رجلُ، غيرُه: الأكسحُ: الأعرج، وقال الأعشى1: 20- [بينَ مغلوبٍ كريمٍ جَدُّه] 2 ... وخذولِ الرجلِ منْ غيرِ كَسَحْ أبو عمروٍ: الأكرعُ: الدَّقيقُ مقدم السَّاقين، وقد كَرِعَ، وفيه كَرَع، أيْ: دِقَّة. الأصمعيُّ: الأكشم: النَاقص الخلق. أبو عمرو: الرِّخْوَدُّ: اللينُ العظام. أبو زيدٍ3: الشَّفَلَّح من الرجال: الواسعُ المِنْخَرين العظيمُ الشَّفتين، ومن النِّساء الضَّخمةُ الإسْكَتَينِ الواسعة المتاع. الكسائيُّ: الأفرقُ: الذي ناصيتُه كأنَّها مفروقة، ومنه قيل: ديكٌ أفرقُ وهو الذي له عُرْفَان، ومن الخيل: النَّاقصُ إحدى الوَرِكين، والأفتخُ: اللَّيِّنُ مفاصلِ الأصابعِ مع عرضٍ، والأبلجُ: الذي ليس بمقرونٍ، والافْطَأُ: الأفطس، عن أبي عمروٍ: الأبلدُ: الذي ليس بمقرونٍ، وهى البَلْدة والبُلْدَة. الأحمر: الأدَنُّ: المنحني الظَّهر، بالدَّال، والأذَنُّ: الذي يسيل مَنْخِراه جميعاً، وُيقال لذلك الذي يسيلُ منه: الذَّنين. قال أبو عبيدٍ: يقال: ذَنِنْتَ ذَنَناً، [بالذال، وذنَّ المَنْخَرُ يَذِنُ: إذا سال منه الذَّنين] 4 وقال الشَّماخُ [الثعلبيّ من بني ثعلبة بن بدر] 5.

_ 1 البيت في ديوانه ص 41، وفي الديوان: [ما بين مغلوبٍ تليل خدُّه] والتَليل: الصريع. 2 ما بين [] زيادة من التونسية. 3 النوادر ص 18. 4 ما بين [] ، زيادة من التونسية. 5 البيت في ديوانه ص 326، وما بين [] ، من التونسية. تُوائل: تطلب النجاة، المِصَكّ: حمار الوحش القوي، وقال ابن فارس: الأسهران: عرقان في الأنف من باطني، إذا اغتلم الحمار سالاً ماءاً.

21- تُوائِلُ من مِصَكٍّ أنصبَتْهُ ... حَوالِبُ أسهَرتْهُ بالذَّنينِ [ويروى: حوالب أسْهريه، وهما عرقان.] 1. الأمويُّ: البِرْطامُ: الرَّجل الضخم الشفة، والقَفَنْدَرُ: الضَّخم الرِّجْل، والفُرْهُد: الحادرُ الغليظ، والضَّيطر: العظيمُ، وجمعُه: ضياطرة وضيطارون. قال أبو عمروٍ: قال مالك بن عوفٍْ النصريّ2: 22- تعرَّضَ ضيطارو فُعالة دونَنا ... وما خيرُ ضيطارٍ يُقلِّبُ مِسْطَحا [يعني: ضياطري خزاعة] 3 يقولُ: ليس معه سلاحٌ يقاتل به غيرَ مِسْطحٍ، والجمع: ضيطارون وضياطرة. والبَلَنْدَحُ: السَّمين، "والعَكَوَّك مثلُه. عن أبي عمروٍ: الجَرنْفَش: العظيم. أبو زيدٍ: الأمْثَن: الذي لا يستمسكُ بولُه في مثانته، والمرأة: مَثْنَاء. اليزيديُّ: رجلٌ آلى على مثال أعمى: عظيمُ الألْية، وامرأةٌ ألْياء، وقد أليَ أَلَىً مقصور. الفرَّاء: يُقال: رجلٌ أفرجُ، وامرأةٌ فرجاء: العظيمُ الأليتين لا تلتقيان، وهذا في الحبش.

_ 1 ما بين [] زيادة من التونسية في الحاشية عن شمر. 2 البيت في تهذيب اللغة 11/490، والمجمل 2/562، والجمهرة 3/290، واللسان: ضطر. وقال ابن بري: البيت لمالك بن عوف النصري. فلت: ومالك كان رئيس المشركين في غزوة حنين، ثم أسلم وحسن إسلامه. انظر معجم الشعراء ص 361، والإصابة 3/ 352، والروض الأنف 4/ 139. 3 ما بين [] زيادة من المطبوعة عن شمر. قلت: وهو تفسير للبيت من شمر.

غيرُهم: رجل أبَدُّ: عظيمُ الخلق، وامرأةٌ بدَّاء، وأنشد1: 23- ألدُّ يمشي مِشيةَ الأبَدِّ وُيقال: هو العريضُ ما بينَ المنكبين2، وقال أبو عمروٍ: الألَصُّ: المجتمعُ المَنْكِبين يكادان يمسَّان أُذنيه، والألَصُّ: المُتقارب الأضراس أيضاً، وفيه لَصصٌ. عن الكسائيِّ: امرأةٌ ثدياءُ: عظيمةُ الثديين، الفرَّاء: الجَهْضَم: الضَّخمُ الهامةِ المستدير الوجه3. الأصمعيُّ والأمويُّ: السَّمَعْمَعُ: الصغير الرأس [السريع] 4 غيرُه: والمًُئَوَّمُ مثال المُعوَّم: العظيمُ الرأس. والأرأس: العظيم الرَّأس أيضاً، والأرْكَبُ: العظيم الرُّكبة، والأرْجَل: العظيمُ الرِّجل، والأقْشَرُ: الشَديدُ الحمرة، ويقال من هذا كلِّه: فَعِلَ يَفْعَل. الكسائي: رجلٌ مَخِيْلٌ ومَخْيول ومَخُول، ومَشِيم ومَشيُوم، من الخال والشَّامة، وتصغيرُه: خُيَيْل فيمن قال:

_ 1 وَهِم أبو عبيدٍ في هذا الإنشاد، وكذا تابعه الجوهري في الصحاح. والرواية [استدراك] الصحيحة: ِّ جارية من ضبَّةَ بن أد ... بدَّاءُ تمشي مِشْيَة الأبدَِّ ميّاسة في مجسدٍ وبُرد ... قالت لها إحدى أولاك النُّكدِ: ويحكِ لا تستحسري وجدَّي ... حتى أتقنت بوارم مرد والرجز ليربوع بن ثعلبة العدوي يخاطبُ امرأته، وقيل: لأبي نخيلة السعدي. انظر شرح أدب الكاتب للجواليقي ص 244، وتهذيب اللغة 14/80، والقاموس: بدد. 2 قال عليُ بن حمزة البصري: وهذان الوجهانِ غلطان، وإنما الأبدُّ: المتباعدُ ما بين [استدراك] الفخذين من كثرة لحمهما، والبادَّان: باطنا الفخذين، وكل مَنْ فرج رجليه فقد بدَّهما. التنبيهات ص 190. 3 حاشية من التركية ورقة 7: قال أبو عمر: أخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي قال: لا يقال: رجل جهضم إلا في شيءٍ واحدٍ، وهو الجبان. قال: ومنه قوله: إنك يا جهضمُ ماهُ القلب أي: يا جبان إنك ضعيف القلب. 4 زيادة من التونسية.

مَخْيل، وخُويل فيمن قال: مَخُول. الأصمعي: المُطَهَّم: الحسنُ التامُّ كلُّ شيءٍ منه، غيرُه: المُطَهَّمُ: الحسن. [أبو عبيدة: الصَّلت الجبين: المستوي] 1. عن أبي عمروٍ: السَّنيعُ: الحسَنُ، غيرُه: الغلامُ المُتَرعْرِعُ: المُتحرِّك. عن أبي عمروٍ: رجل أليغُ وامرأة ليغاء: لا يُبِينُ الكلام، والخُرْب: ثقب الوَرِك، وهو أيضاً الخُرَّابة والخُرَابَة جميعاً. والفَائلُ: الفَحم الذي على خُرْب الوَرِك، وكان بعضُهم يجعلُ الفائل عِرْقاً2. قال: والخُرْبُ أيضاً: منقطع الجُمهور المشرف من الرَّمل، واليَأفُوف: الخفيفُ السَّريع، واليَهْفُوف: الحديد القلب. والنَّوافج: مُؤخَّرات الضلوع، واحدُها: نافج ونافجة. أبو عمروٍ: الأصْلَخُ: الأصمُّ 3.

_ 1 زيادة من المطبوعة. 2 واعتمده ابن دريد في الجمهرة 3/ 160، ولم يذكر عمَّن نقله، وممَن قال هذا ثابت. انظر المخصص 2/42. 3 في الظاهرية: حاشية: قال الفرَّاء: كان الكُميتُ أصمً أصلخَ لا يسمعُ شيئاً. وكذا في التركية ورقة 7 ب، وفي نسخة عارف حكمت ورقة 7 قال: نسخة، وذكرها في المتن.

باب نعوت دمع العين

الباب 3 بابُ نُعوتِ دَمْعِ العينِ وغؤورِها وضَعفِها وغيرِ ذلك الأصمعيُّ: انهجمت عينُه: إذا دمِعَتْ، بكسر الميم. وهجمَتْ عَينه: غارت. الكسائيُّ وأبو زيدٍ: دمَعَتْ عينه بالفتحِ لا غير1. وقالا: همَتْ عينُه، تهمي هَمْياً مثلُه، وغسَقَتْ تَغْسِق2 غَسْقاً مثلُه. أبو عمروٍ: ترقرقَتْ مثلُه. الأصمعيُّ: الهَرِعُ3: الدَّمع الجاري. أبو عمرو مثلَه. قال: وكذلك الهَموع بفتحِ الهاء، وقد هَرِعَ وهَمَع: إذا سال. الأصمعيُّ: حجَّلَت4 عينُه وهجَّجَتْ كلاهما غارت [وقال الكميت5: كأنَّ عيونهنَّ مُهَجَّجاتٌ] . أبو عمرو: هَجَمت عينُه: غارت أيضاً. غيرُه: خَوِصت عينُه مثلُه، وقدّحت6 مثل خَوِصت. أبو عمروٍ: دَنْقَسَ الرَّجلُ دنْقَسةً7، وطرفشَ طرفشةً: إذا نظرَ وكسرَ عينه. أبو زيدٍ: قَدِعَتْ عينُهُ تقدَعُ قَدَعاً: إذا ضَعُفَتْ من طولِ النَّظر إلى الشيء. الكسائيُّ: استشرفْتُ الشيءَ واستكففْتُه، كلاهما أنْ تضعَ يدك على حاجبك كالذي يستظل من الشمس حتى يستبينَ الشيء8.

_ 1 ما تلحن فيه العامة للكسائي ص 105. 2 غسق كضرب وسمع. 3 في الأسكوريال: المُتْرِع: الجاري. 4 يقال: حَجَلت عينه بالتخفيف والتشديد، وفي المطبوعة بتقديم الجيم على الحاء، وهوا [استدراك] تصحيف. 5 صدر بيت، وعجزه: [إذا راحت من الأصيل الحرور] وهو في ديوانه 1/ 171، والتهذيب 5/ 343، وما بين [] ، زيادة من المطبوعة. 6 بتشديد الدًال وتخفيفها. 7 بالسين والشين. القاموس. 8 الجيم 2/ 144.

الأحمر: الأشوهُ: السَّريعُ الإصابة بالعين، والمرأةُ شَوْهَاء. غيرُه: تَحْرَجُ العين: تَحارُ وُيقالُ: نفضْتُ المكانَ: إذا نظرتَ إلى جميع ما فيه حتى تعرفه. قال زهيرٌ يصف البقرة1: 24- وتَنْفُضُ عنها غيبَ كلِّ خميلةٍ ... وتخشى رُماةَ الغوثِ من كلِّ مَرْصدِ عن أبي عمروٍ: الإِسجادُ: إدامةُ النَّظر مع سكونٍ. قالَ: وقال كُثيِّر2: 25- أغرَّكِ منّي أنَّ دلَّكِ عندنا ... وإسجادَ عينيكِ الصَّيُودَينِ رابحُ وعنه: تقتقت عينُه تقتقةً: إذا غارت، ويقال بالنُّونِ3. والسَّماديرُ: ضعفُ البصر، وقد اسمدرَّ، وُيقالُ: هو الشيءُ الذي يتراءى للإنسانِ من ضعف بصره عند السُّكْر ِمن الشراب وغيرِهِ، والبَرَجُ4: أنْ يكونَ بياضُ العينِ مُحدقاً بالسَّوادِ كلِّه لا يغيب من سَوادها شيء. قال أبو عمروٍ: الحَوَرُ: أنْ تسودَّ العينُ كلُّها مثلُ الظِّباء والبقر. قال: وليس في بني آدم حَوَرٌ، وإنَّما قيل للنِّساء: حُورُ العيون، لأنهنّ شُبِّهن بالظباء والبقر. وقال الأصمعيُّ: ما أدري ما الحَوَرُ في العين5. عن أبي عمروٍ: رأرأتِ المرأةُ بعينها ولألأتْ: إذا برقتْ عينها، والوَغفْ: ضعف البصر.

_ 1 البيت في ديوانه ص 21. والخميلة: رملة ذات شجر. 2 البيت في ديوانه ص 184. والصيودين تثنية صيود، وهي الشَّديدة الصيد والإِصابة. 3 حاشية في الظاهرية والتركية: قال أبو عمر: والصواب نقنقت بالنُّون، وهي مُنَقْنقة، وأنشدنا ثعلب: خوص ذوات أعين نقانق ... جبت بها مجهولة السمالق وكذا قال ابن سيده في المحكم 5/ 76. 4 الجيم ا/ 91. 5 قال عليُّ بن حمزة البصريُ في التنبيهات ص 190: المحفوظ عن الأصمعي أنه قال: الحَوَرُ: صفاءُ بياضِ العين وشدََّة سوادها. ا. هـ.

أبو عمرو1: استوضحت الشيء: إذا وضعْتَ يدك على عينيك في الشَّمس تنظرُ هل تراه 2؟ وعنه: قَد مَرِحتُ العينُ مَرَحاناً، وأنشد3: 26- كأنَّ قذىً في العينِ قد مرِحَتْ به ... وما حَاجةُ الأخرى إلى المَرَحَان والأكْمَشُ: الذي لا يكادُ يُبصر، ويُقالُ: بَقِرَ4 يَبقَرُ بَقْراً وبَقَراً، وهو أنْ يحسرَ ولا يكاد يُبصر.

_ 1 الجيم 2/ 144. 2 الجيم 3/304. 3 مَرِحَتِ العينُ: اشتدَّ سيلانها. والبيت للنابغة الجعدي في ديوانه ص 240، والصحاح واللسان: مرح. 4 بَقِرَ كفرح، وضبطها في المطبوعة بفتح القاف، وهو خطأ. انظر الأفعال 4/ 113، [استدراك] والقاموس.

باب أسماء النفس

الباب 4 بابُ أسماءِ النَّفسِ الأصمعيُّ: سامحت قَرُونُه1، وهي النَفس، وقَرونَتُه أيضاً، [وقال أوسُ ابن حجر 2: 27- . . . . . . . . . وسامحت ... قَرونَتُه باليأسِ منها فعجَّلا] 3 أبو عمرو: الجِرِشَّى على مثال فِعِلَّى: النَّفس أيضاً، وقال غيرُه: وهي الحَوْباءُ، وهي القَتَالُ والضَّريرِ. قال ذو الرُّمة4: 28- مَهاوٍ يَدعْنَ الجَلس نَحلًا قَتَالها والذَّماء: بقيَّةُ النَّفس، وقال أبو ذؤيب5 في الذَّمَاء: 29- فأبدَّهنَّ حتوفَهُنَّ فهاربٌ ... بذمائِه أو باركٌ مُتَجعجِعُ والحُشَاشَةُ مثلُ الذَّماء، ويقال من الذَّماء: قد ذمَى6 يَذْمِي: إذا

_ 1 انظر مجمع الأمثال 1/ 329. 2 ديوانه ص 86، وصدره: [فلاقى امرأً من مَيْدَعانَ وأسمحَتْ] 3 ما بين [] ليس في الأسكوريال. 4 ديوانه 624، وصدره: [ألم تعلمي يا ميُّ أنّي وبيننا] وفي المحمودية: القتال: بقيًةَ النفس. 5 شرح أشعار الهذليين 1/24، وقوله: أبدََّهنَّ: قتلهنَّ بدداً. 6 ضبطه صاحب القاموس واللسان: كرضي، وفي الصحاح والتهذيب: كَرَمى، وكذا في الأفعال 3/ 608، والمسائل البصريات لأبي علي الفارسي 1/ 608 نقلاً عن أبي عبيد. وهو في المخطوطات بالروايتين.

تحرَّك، والذَّماء: الحركة أيضاً. والشَّراشِرُ: النَفسُ والمحبَّة جميعاً. قال ذو الرُمة1: 30 ـ ومن غيَّةٍ تُلقى عليها الشَّراشِر والنَّسِيس: بقيَّة النَّفس، [وأنشد2: 31- فقد أود" إذا بلغ النَّسيسُ] 3

_ 1 ديوانه ص 338، وصدره: [فكائن ترى من رشدةٍ في كريهةٍ] 2 عَجزُ بيت لأبي زبيد الطائي، وصدره: [إذا عَلِقَتْ مخالبُه بقرنٍ] وهو في ديوانه ص 633، والعين 7/ 199، والتهذيب 12/308. 3 ما بين [] زيادة من الأسكوريال.

باب الطوال من الناس

الباب5 بابُ الطِّوال من النَّاس الأصمعيُّ: يُقال للطَّويل: الشَّوْقَب، والصَّلْهَب، والشَّوْذَب، والشَّرْجَب، والسَّلْهَب، والجَسرب، والسَّلِب، والعَشنَّط، والعَنَشَّط، والعَشنَّق، والعَنَطْنَط، والنغنُعُ، والشَّرْمَح، والشَّعْشَع، والشَّعْشَعان، والصَّقْعَب، والشَّيْظَم، والأتْلَع. قال أبو عبيدٍ: وأكثرُ ما يرادُ بالأتلعِ طُولُ عُنقِه. أبو عمروٍ: والشُمْحُوط، والشَناحِيُ، يُقال: هو شَناحٍ كما ترى، والأشق، والأمقُّ، والخِبَقُّ، والبَتِعُ، والمُتَماحِل، والمَخْنُ، واليَمْخُور، والهِجْرِعُ، والحُرْجُل، والأسْقَف، والقَاقُ، والقُوق، والخعْشوشِ، والطَّاط، والطُّوط عن الفراء. والجُعْشوش عن الأصمعيّ، وقال أبو عمرو: السَّهْوَق، والسَّرْطَم1، والمِسْعَر، والعَبْعَاب والأعيط2 مثله. الأُمويُّ: والسَّرَعْرَع والقِسْيَبُّ. الكسائيُّ: المهمِِّك3، والمُمَّغِط: الطويل، الفرَّاء: الشَّعَلَّع: الطويل. غيرُه: الشَرْعَبُ: الطويل أيضاً، والخَلْجَم، والسُّرْحوب، والشِّرْوَاط،

_ 1 الجيم 2/115. 2 قال في اللسان: العَيَطُ: طُول العنق. رجل أعيطُ، وامرأةٌ عيطاء: طويلة العنق. وفي الأسكوريال: الأعطُّ، وهو بمعناه. 3 كزمَّلِق، بتشديد الميم، وضبطها في المطبوعة بتشديد الهاء، وهو خطأ. انظر القاموس. وذكر أكثرَ هذا الباب أبو إسحاق الحربي في كتابه غريب الحديث 2/ 582.

والسَّلْجَم، والسوْحَق، والأسْقَف والسَّهْوَق، والشَّغاميم: الحِسان الطوال، والواحد: شُغموم، والعَمرَّدُ: الطويل. وعن أبي عمرو: الشيحان: الطويل، [والسَّرَعْرَع1: الرقيق، والعَمرَّد: الطَّويل.] 2 والنِّيافُ3: الطَويل.

_ 1 في الجيم 2/ 115: السَّرَعْرَع: الطويل. 2 ما بين [] زيادة من الأسكوريال والمحمودية لكن سقط من المحمودية: والعمرَّد. 3 على وزن كتاب.

باب نعوت الطوال مع الدقة والعظم

الباب 6 بَابُ نُعوتِ الطوال مع الدِّقةِ والعِظم الأمويُّ1: السَّرَعْرع: الطَّويلُ الدََّقيق، الأصمعيُّ: الجُعْشُوش مثلُه، فإنْ كان طويلاً ضخماً فهو ضبَارِك وضِبْرَاك وجَسْر، ومنه قيل للنَّاقة: جَسْرَة، وقال ابنُ مُقبلٍ [2: 32- موضعُ رَحلِها جَسْرُ أيْ: ضخم. الكسائيُّ: الشَّخيصُ: العظيمُ الشَّخص بيِّنُ الشَّخاصة 3. الأصمعيُّ: فإنْ كان مع عظمِه سوادٌ فهو دُحْسُمان ودُحْمُسان. اليزيديُّ: رجلٌ تَارٌّ: عظيمٌ، وقد تَرِرْتَ تَرارةً. أبو زيدٍ4: هو المُمتِلئُ العظيمُ. غْيرُه: الفَيْلَم: العظيم. قال البريقُ الهًذليُّ (4) 5:

_ 1 الجيم 2/ 115، وفي الأسكوريال: الرقيق الطويل. 2 عجز بيت نُسب لابن مُقبل، وهو في ذيل ديوانه، فقرة 20، والمجمل 1/ 189، [استدراك] ومقاييس اللغة 1/ 45 8، قال ابن سيده: هكذا عزاه أبو عبيد إلى ابن مُقبلٍ، ولم نجده في شعره. ا. هـ. انظر المحكم 7/ 189، والصحيح أنه لعمرو بن مالك، وهو بتمامه: بعراضة الدِّفرى مُكايلَةٍ ... كوماءُ موقع رحلها جَسْر انظر التكملة للصاغاني 2/ 449. مادة جسر. 3 النوادر ص 176. وفي المطبوعة: أبو يزيد، وهو تصحيف. 4 البيت بهذه الرواية في التهذيب 15/367، واللسان: فلم. ورواية الديوان: تُفرقُ بالميلِ أوصاله كما فرَّق اللمَّةَ الفيلم وقال السُّكري: ويروى: [إذا فر ذو اللًمَةِ الفيلم] فعلى الرواية الأولى يكون الفيلم بمعنى العظيم. [استدراك] ونسبه ابن بري لعياض بن خويلد الهذلي، ولم يُصب. انظر شرح أشعار الهذليين 2/ 752.

33- ويَحمي المُضافَ إِذا ما دعا ... إذا فَرَّ ذوا اللَّمََّةِ الفَيلم [الفيلمُ: العظيم] 1 والهَجَنَّع: الطَّويل الضخم، والعَبْهَر: العظيم.

_ 1 ما بين [] ، زيادة من التونسية.

باب القصار من الناس

الباب 7 بابُ القِصَار من النَّاسِ الأصمعيُّ: الحَبْتَر من الرِّجالِ: القصيرُ، ومثلُه: الحَنْبل، والجَيْدَر، والبُهْتُر، والبُحْتُر والجأنَب، والمُجذَّر، والمُزلَّم، والتِّنْبَال، والضَّكْضَاك، والمُتآزِف، والحِنزَقْرَة، والدِّنَّامة. وقال الفرَّاء: هو دِنَّبة ودِنَّابة للقصير، والكَوألَل مثله، والزَّوَنْكَلُ. أبو عمروٍ1: الشِّهْدَارة: الرَّجل القصير، والدَّعْدَاع والذَّحْذاح بالذَّال، ثمَّ شكَّ أبو عمرو- في الذَّحذاح بالذَّال أو بالدال-، ثمَّ رجع فقال: بالدَّال2، وقال أبو عبيدٍ: هو عندنا الصوابُ بالدَّال. والزِّعْنَفة، والزُّمَّحُ، والأقْدَر، والجَدَمَةُ: القصير، وجمعه: جَدَم، والحَنْبل: القصير3، والفَرْو أيضاً: حنبل4، وقال: الزَّناء ممدودٌ: القصير أيضاً، وقال ابنُ مُقبلٍ 5: 34- وتُولجُ في الظِّلِّ الزَّناءِ رؤوسها ... وتحسبُها هِيماً وَهنَّ صحائحُ

_ 1 الجيم 2/ 157. 2 حاشية من التركية: قال أبو عمر: قال ثعلبٌ: أخطا مَنْ قالَ بالذًال معجمةً، لأن ابن الأعرابيَّ أخبرنا عن المُفضَّل، ولأن أبا نصرٍ أخبرنا عن الأصمعي، ولأن عمرواً أخبرنا عن أبيه قالوا كلُّهم: الدَّحداح، بالدال غير معجمةٍ، لا غير. ا. هـ. 3 الجيم 1/208. 4 الجيم 1/208. 5 ديوانه ص 46.

يعني: الإبل. الأحمرُ: الحَنْكَل: القصير. [أبو عبيدة] : الكُوتيُّ مثله. غيرُه: الجَعابيبُ: القصار، والصِّمْصِم: الغليظ، والأزْعَكِيُ: القصيرُ اللئيم. [غيره: الوَزْوَاز والأجحوى: القصير] 1.

_ 1 زيادة من المحمودية.

باب نعوت القصار مع السمن والغلظ

الباب 8 بابُ نُعوتِ القِصارِ مع السِّمَنِ والغِلَظ الأصمعيُّ: فإذا كانَ مع القصرِ سِمَنٌ قيل: رجل حِيَفْس1 وَحَفَيتَأُ2 مهموزٌ مقصور غير ممدود، ودرْحَاية وضُبَاضِب، فإذا كان قِصرٌ وضخمُ بطنٍ قيل: رجل حَبَنْطأ مهموز مقصور غير ممدود، فإذا كان قِصَرٌ وغلظ مع شدََّةٍ قيل: رجلٌ كُلْكُل، وكلاكل، وَكَوألل3، وجعْشُم وكُنْدُر وكُنَيْدِر وكُنَادر، وقُصْقُصَة، وقُصَاقِص، وإِرْزَبٌّ، وقال الأُمويُّ: هو العِجْرِم، والتَيَّازُ نحوُه. قال أبو عبيدٍ: قال القُطاميُ4: 35 - إِذا التَّيَّازُ ذو العضَلاتِ قُلنا ... إِليكَ إليكَ ضاقَ بها ذراعا غيرُه: الحَوْشَب: العظيَمُ البطن. قال الأعلمُ الهُذَليُّ5: 36- وتجرُّ مُجْرِيةٌ لها ... لحمي إلى أجرٍ حَواشِبْ والمِجْشَاب: الغليظ. قال أبو زُبيدٍ 6:

_ 1 حِيَفْسٌ مثالُ هِزَبْرٍ، وحَيْفَس. 2 حَفَيْتَأ بالتاء، قال الأزهري: أرى التاءَ مبدلة من السين، كما قالوا: انحتتْ أسنانه وانحسَّتْ. تهذيب اللغة 4/ 324، وانظر ما اختلفت ألفاظه للأصمعي ورقة 2 ب. وفي القاموس: حَفَيْسَأ، كسميدع 3 ما اختلفت ألفاظه ورقة 2 ب. 4 ديوانه ص 40، والعين 7/179 5 شرح أشعار الهذليين 1/ 314، وفي المطبوعة: ويروى: وتجرُّ أجرية لها. 6 عجزُ بيتٍ في ديوانه ص 588 ضمن كتاب " شعراء إسلاميون " وصدره: [قِرابَ حِضنك لا بِكر ولا نَصَفٌ]

37- تُوليكَ كَشحاً لطيفاً ليسَ مِجْشَابا عن أبي عمرو: التَّضبُّب: السِّمن حين يُقبل، [والتحلًّم: إذا أقبلَ شحمه] 1، وُيقال للصغير: قد تحلَّم: إذا أقبلَ شحمُه. قال أوسُ بن حجرٍ 2: 38- لَحيْنَهم لَحْيَ العصا فطردْنَهم ... إلى سَنةٍ قِرادنُها لم تحلَّم ويروى: جرذانها لمْ تحلَّم.

_ 1 ما بين [] ليس في المطبوعة. 2 ديوانه ص 119.

باب الألوان واختلافها

الباب 9 بابُ الألوانِ واختلافِها الأصمعيُّ: يُقالُ: رجلٌ أدْعَج، أيْ: أسود، ومثله: الدُّغمان والدُّحْمُسَان. والدُّحْسُمان أيضاً: إذا كان معه عِظَمٌ، والحِمْحِم: الأسود أيضاً، والأصحم: [بالصاد لا يجوز غيره] 1: سوادٌ إلى الصُّفرة، والأصبحُ قريبٌ من الأصْهب، والأصْحَرُ نحوُ الأصبح والأنثى: صحراء، [والأصهبُ: الأبيضُ يضربُ إلى الحُمرة] 2، والدُّمَلِص والدُّمَالِص: الذي يبرُقُ لونُه، وبعضُ العربِ يقولُ: دُلَمِص ودُلامِص، وقال أبو عمروٍ: الأظمى: الأسود، والظَّمياء: السَّوداء الشفتين [واللَّمياءُ مثله] 3، واللَِّيط: اللََّون، والنَّجْر: اللون، والأفضحُ: الأبيضُ وليسَ بشديدِ البياض، ومنه قولُ ابنِ مُقبلٍ4: 39- فأضحى له جِلْبٌ بأكنافِ شُرْمَةٍ ... أجَشُّ سماكيٌّ من الوَبْلِ أفضحُ غيرُه: الأشكلُ: الذي فيه حمرةٌ وبياضٌ، والأغثرُ: فيه غبرةٌ، والأطْحلُ: لونُ الرَّماد، والنُّقْبَة: اللََّون، وقال ذو الرمة 5:

_ 1 ما بين [] ليس في المطبوعة، وهو في الأسكوريال 2 ما بين [] زيادة من الظاهرية. 3 زيادة من التونسية، وهي في التركية حاشية. 4 ديوانه ص 32. الجِلْب: السحاب الكثير، وشرمة: اسم جبل، والأجشُّ: السحابُ الذي في رعده غلظ، والسماكي: الذي نشأ في نوء السماك. 5 صدر بيت في ديوانه ص 31 يصف الثور، وعجزه: [كأنَّه حين يعلو عاقراً لَهَبُ]

40- ولاحَ أزهرُ مشهورٌ بنُقبته والأربدُ نحوُه، والأَسْحمُ: الأسود، واليَحمُوم: الأسود، والأصفرُ: الأسود. قال الأعشى1: 41- تلكَ خيلي منه وتلكَ رِكابي ... هنَّ صُفرٌ أولادها كالزَّبيبِ

_ 1 ديوانه ص 27.

باب الأصوات واختلافها

الباب 10 بابُ الأصواتِ واختلافِها الأصمعيُ: يُقالُ: رجلٌ نبَّاحٌ: شديدُ الصََّوت [ونبّاجُ بالجيم أيضا] 1: شديد الصَّوت. والفدَّاد مثلُه، والاسم منه الفَدِيد، والوَأْد والوَئيد جميعاً: الصوتُ الشَّديد، والبهيم مثلُه2، والزَّأمَة مثلُه، والوَغْرُ: الصَّوت، والصَّريرُ، والصَّرْصَرةُ من الصَّوت، وليسَ بالشَّديد. عن الأصمعيِّ: والعَرَكُ، والعَرِكُ، والخِشَارمُ والخُشارمُ كَلُّها الأصوات. أبو عبيدة: الزَّمْجَرةُ: الصَّوتُ من الجوف، والزَّمْخَرة: الزَّمَّارةُ. أبو عمروٍ: الهائعة والواعيةُ جميعاً: الصَّوتُ الشَديد، والوَعَى والوَغى والوحَى والحَرا. كلُّها الصَّوت. أبو زيدٍ مثلَهُ. قال: هي الخواة والوَحاة والحَراةُ، والضَّوّة والعَوَّة جميعاً الصَّوت3. الأحمرُ: الوَحْفَةُ4 والخَوَاة مثله، وكذلك الفَدِيدُ والهَدِيدُ والكَصِيصُ، وقال أبو عمروٍ: التَّأْيِيهُ: الصَّوت، وقد أيَّهْتُ به تأييهاً، يكونُ بالنَاس

_ 1 انظر تهذيب اللغة 5/117. 2 الجيم 3/275. 3 نوادر أبي مسحل 1/ 100. وفي التونسية الحواة، بالحاء. 4 بالحاء، وضبطها في المطبوعة بالجيم، وهو تصحيف. انظر القاموس: وحف.

والإِبلَ، والتَّهييتُ الصوتُ بالنَّاس، وقال أبو زيدٍ1: هو أنْ يقولَ له: يا هياه، وأنشد2: 42- قد رابني أنَّ الكَرِيَّ أسكتا ... لو كان مَعْنِيّاً بنا لهيتا وقال أبو عمروٍ: نَحَط يَنْحِط: إِذا زَفر، والقَبيبُ: الصَّوت، والعَجيجُ، والأزْمَل: الصَّوت. عن أبي عمروٍ3: الكَرْكَرةُ: صوتٌ يُردِّده في جوفه، والنَّحيحُ مثلُه، والرِّكْزُ: الصَّوتُ ليس بالشَديد، والنَّبْأة، والتَّرنُّم، والإِرْنَان: الصَّوت، والهُتَاف: الصَّوتُ بالدُّعاء. الأمويُّ: الخَريرُ: صوتُ الماء، وقد خَرَّ يَخِرُّ4، والرُّناء ممدود: الصَّوت، والجَمْشُ5 مثلُه. غيرُه: الكَرِير مثلُ صوتِ المُختنق أو المجهود. وقال الأعشى6: 43- فأهلي الفِداءُ غَداةَ النِّزال ... إذا كانَ دَعوى الرِّجالِ الكَرِيرا والجُؤَارُ: الصَّوتُ مع استغاثةٍ وتضرُّعِ، والرِّزُّ: الصوتُ، [والأجشُّ: الجهيرُ الصوت] 7، والصَّليلُ الصَّوت، والصَّريفُ مثلُه، والنَشيجُ: الصَّوتُ [الجهيرُ] . الكسائي: الصلقة: الصياح، وقد أصلقوا إصلاقاً8.

_ 1 في النوادر ص 39: يُقال: هيَّت به تهيتاً: إذا ناداه من مكانٍ بعيد. 2 الرجز في التهذيب 6/395، والمخصص 2/ 134، واللسان: هيت، والمحكم 4/273، والصحاح: سكت. 3 في الجيم 3/157: الكَرْكَرَةُ: صوت حَلِقِه. 4 يقال: يَخِرّ ويَخُرُّ. 5 حاشية من التركية: رأيت في كتاب قُرئ على أبي الحسن علي بن سليمان الأخفش وعُورِض بكتابه: الجَهش: بالهاء، وكذا في رواية المهلبي: بالهاء، وقال أبو العلاء المعرّي: المعروف الجمش: الصوت، بالميمِ، وحكى أبو عبيدة في الأمثال: ما يُسمع أُذناً جمشاً، أي: صوتاً. يُضرب ذلك مَثلاً للرَّجل الذي لا ينزجر عن الشيء. 6 ديوانه ص 87. 7 زياد من التونسية والمحمودية. 8 كلام الكسائي زيادة من الأسكوريال ستأتي.

باب أصوات كلام الناس وحركتهم وغير ذلك

الباب 11 بابُ أصواتِ كلامِ النَّاسِ وحركتِهم وغيرِ ذلك قال أبو زيدٍ: سمعتُ جَراهيةَ القوم، وهي كلامُهم، وعلانيتَّهم دونَ سرِّهم. الأصمعيُّ: والهَمْشَةُ: الكلامُ والحركة، وقد هَمِشَ1 القومُ يَهمَشون، والظأْبُ: الكلام والجَلَبةُ. وأنشدنا لأوسِ بنِ حَجرٍ2: 44- يَصوعُ عُنُوقها أحوى زنيم ... له ظأبٌ كما صَخِبَ الغريم والعُنوق: جمع عَناق، ويصوعُ: يفرّق. وقال أبو زيدٍ: والضوَّة والعوَّةُ مثلُه، والوَقْشَة والوَقْشُ: الحركةُ، وقال الكسائيُّ: الخَشَفَةُ3 مثلُه، وقال أبو زيدٍ: النَّحيط والنَشيجُ واحدٌ، وقد نَحَط

_ 1 من باب ضرب وعلم. انظر الأفعال 1/169، واللسان: همش. 2 [استدراك] وهم أبو عبيدٍ في نسبة هذا البيت لأوس، وتبعه في ذلك كثيرون، منهم الأزهري في التهذيب 14/398، والقالي في أماليه 1/52، وقبله صاحب العين 8/172. كما أنه أتى بهذا البيت من أعجاز بيتين أسقط صدورهما، وهما: وجاءت خُلعة دُبْس صفايا ... يصورُ عُنوقها أحوى زنيم يُفرِّق بينها صدَع رَباع ... له ظأب كما صَخِب الغريم قال أبو عبيد البكري: الشعر للمعلَّى العبدي، وكذا قال ابن بري والصاغاني: راجع التنبيه على أوهام القالي ص 93، واللسان وتاج العروس: صوع. قال أبو علي القالي في أماليه 2/5: رويناه في الغريب المصنف غير مهموز. 3 بتسكين الشين وفتحها.

يَنْحِطُ، ونَشَج يَنْشِجُ، وهما الصوت معه توجُّعٌ. الأصمعيُّ وأبو عمروٍ: التَّحوُّب مثلُه. غيرهما: الهَمْسُ: صوتٌ خفيٌّ، والضَّوضَاة: أصواتُ النَّاس، والهَيْنَمة: الكلام الخفيُّ، والتَّغَمْغمُ: الكلامُ الذي لا يُبيَّن، والتَّجمْجُم مثلُه. [أبو عمروٍ: والموارَعة بالرَّاء: المُناطقة، وهو قولُ حسَّانَ1: 45- نشدْتُ بني النَّجارِ أفعالَ والدي ... إِذا العانِ لم يُوجدْ لَهُ مَنْ يُوارِعُهْ أي: يُناطقه] 2. والهتْمَلةُ: الكلامُ الخفيُّ، وقال الكميت3: 46- ولا أشهدُ الهُجْرَ والقائليه ... إذا هُمْ بهَيْنَمةٍ هتملوا والرِّكْزُ: الصَّوتُ الخفيُّ ليس بالشَّديد، والنَبْأةُ نحوُه، والتَّرنُّم: الصَّوتُ، والإرْنَان: الصوت، والهُتاف: الصوت بالدعاء، والوئيدُ: الصوت، والنَّهيم مثلُه، وقال الأصمعيُّ: النَهِيتُ مثلُ الزَّحيرِ والطحيرِ. يُقال: نَهَتَ يَنْهِت. والصَّرِيفُ والصَّلْصَلة والبربرة والصَّدْحُ والضَحَلُ. كلُّه الصَّوت. والوَسْواس: صوتُ الحليّ، والأطِيطُ: الصوت، والأُنُوح: صوتٌ مع تنحنحٍ. يقال منه: رجلٌ أنوحٌ، بفتح الألفِ: إِذا كانَ يتنحنحُ مع بَححٍ، وقد أنحَ يأنِحُ، [والأنوح: الرَّجل الذي يأنح] 4 والهَمْهَمةُ والتَغريدُ والهَزَج والغَرْغرةُ والتَّغَطْمُط والأزْمَل، كلُّها أصواتٌ معها بَححٌ، والوَحْوَحة نحوُه، والغَرْغَرةُ: صوتُ القِدْر أيضاً. الكسائيُّ: الصَّلْقةُ: الصِّياح والصوت، وقد أصلقوا إصلاقاً، [ويقال: صَلَقَ يَصْلِقُ: إذا صوَّت صوتاً شديداً، وأصلق: إذا بلغَ

_ 1 ديوانه ص 316. 2 ما بين [] زيادة من التركية والظاهرية وعارف حكمت، وهو في الأسكوريال في آخر الباب التالي. 3 البيت في العين 4/ 127، والتهذيب 6/530، وديوانه 2/33، والمحكم 4/351، والسمط ص 263. 4 زيادة من التونسية.

الحالَ التي تُوجب ذلك، مثلُ: هجَر الرجل: إذا قال هُجراً. وأهجَر: إذا بلغَ الحالَ التي تُوجب الهُجْرِ، ومثلُه: أظلم: إذا وقعَ في الظُّلمة، وأضاءَ: إذا وقع في الضوء،1. قال: وقال لبيد بن ربيعةَ العامريُّ2: 47- فصلقنا في مرادٍ صلقة ... وصُدَاءٍ ألحقَتْهم بالثَّلَلْ وقال أبو زيدٍ3 والكسائيُّ: نَغَمْتُ أنْغِمُ وأنْغَمُ نَغْماً، بالكسر والفتح، وهو الكلام الخفيُّ وسمعت منه نغيةً4، وهي الكلامُ الحَسن. الأمويّ: الخَريرُ: الصوت.

_ 1 ما بين [] زيادة من التونسية. 2 ديوانه ص 146، والثلَلُ: الهلاك. 3 النوادر ص 192. 4 النوادر ص 101. وفي التركية: حاشية: قال أبو عمر: أنشدنا ثعلب عن ابنِ الأعرابيِّ قوله: لمّا سمعتُ نغيةً كالشُّهْد ... رفَّعْتُ من أذيالِ مستعدِّ فقال له أبو موسى- وأنا أسمعُ-: أي شيءٍ يعني مُستعدِّ؟ قال: يعني نفسه.

باب الألسنة والكلام

الباب 12 بابُ الألسنة والكلام أبو زيدٍ: الحُذَاقيُّ: الفصيحُ اللسان البيِّنُ اللَّهجة، والفتيقُ اللِّسانِ مثله، والمِسْلاق: البليغ، والذَّليق مثلُه. غيرُه: المِسْلاق: الخطيب البليغ، والمِصْقَع مثله، والمِدْرَه: لسانُ القوم والمُتكلِّم عنهم?، وقال الأصمعيُّ: الحليفُ اللِّسان: الحديدُ اللِّسان، والهًذِرُ والمُسْهَبُ [والمِسْهَك والمِهَت] 1 جميعاً: الكثيرُ الكلام، فإذا كَثُر كلامه من خرفٍ فهو المُفْنِدُ، وقال أبو زيد: والإذراعُ: كثرةُ الكلامِ والإفراطُ فيه، وقد أذرعَ الرجل2، واللََّخا: كثرةُ الكلام في الباطل. يُقال منه: رجلٌ ألْخى، وامرأةٌ لخواء. وقد لَخِيَ لَخَىً مقصور. أبو عمرو: الهَوْبُ: الرَّجلُ الكثيرُ الكلام، وجمعُه: أهواب، والمُتَبكِّلُ: المختلطُ في كلامه، وهو التَّبكُّل. الأصمعيُّ: الهِتْرُ: السَّقَطُ من الكَلام والخطأ فيه، وُيقال منه: رجلٌ مُهْتَر. قال الفرَّاء: والفَقْفَاق مثلُه، واللُّقَاعة والتِّلِقَّاعَةُ: الكثيرُ الكلام3، والمُقامِقُ: الذي يتكلَّم بأقصى حلقه. يُقال: فيه مَقْمقَةٌ ولُقَّاعَاتٌ، وقال الأصمعيُّ4: يُقال: في لسانِه حُكْلةٌ، أيْ: عجمةٌ. عْيرُه: رَتِجَ في منطقه رَتَجاً وارتِجَ عليه: إذا استغلقَ عليه الكلام، وأصله مأخوذٌ من الرِّتَاج، وهو البابُ. تقولُ: أرْتَجتُ البابَ: أغلقته، وقال أبو زيدٍ: ? زاد في مطبوعة تونس: وأنشد: وأنت في الناس أخو عفة ... ومدره القوم غداة الخطاب

_ 1 ما بين [] ، زيادة من التونسية. 2 زاد في المطبوعة: إذا أفرط في الكلام. 3 انظر نوادر أبي زيد ص 243. 4 ما اختلف ألفاظه ورقة 5 أ.

الألَفُّ: العيّي1، وقد لَفِفْتَ لَففاً، وقال الأصمعيُّ: هو الثَّقيلُ اللَِّسان، وقال أبو زيدٍ2: الفَهُّ: العييُّ الكليلُ اللِّسان. يُقال: جئتُ لحاجةٍ فأفهَّني عنها فلانٌ حتى فَهِهْتُ. أيْ: نسَّاكَها. وقال الفرَّاء: والمنقِّحُ للكلام: الذي يُفتَشُه وُيحسنُ النَظر فيه، وقد نَقَّحت الكلام، وقال أبو زيدٍ: أهذرَ في منطقه إِهْذَاراً: إذا أكثر. غيرُه: النَّقَلُ: المُناقلةُ في المنطق. قال لبيدٌ3: 48- ولقد يعلمُ صحبي كلُّهم ... بِعدَانِ السَّيفِ صَبري ونَقَلْ يقال منه: رجل نَقِلٌ، وهو الحاضرُ المنطقِ والجواب، والهُرَاء: المنطقُ الفاسد وُيقال: الكثير، وقال ذو الرُّمةِ4: 49- لها بَشرٌ مثل الحريرِ ومَنْطِقٌ ... رَخيمُ الحواشي لا هُرَاءٌ ولا نَزْرُ والخَطَل مثله، والمُفحم: الذي لا ينطق، والتَّغمغم من الكلام: الذي لا يُبيَّن. غيرُه: اللَّخْلَخاني: الذي فيه عُجمةٌ، يُقال: فيه لَخْلَخانيةٌ.

_ 1 النوادر ص 170. 2 النوادر ص 170. 3 ديوانه ص 143، وعَدان: موضع على سِيف البحر. 4 ديوانه ص 296.

باب الأخلاق المحمودة في الناس

الباب 13 بابُ الأخلاقِ المحمودةِ في النَّاس الأصمعيُّ: الدَّهْثَم من الرِّجال: السَّهلُ اللَّينُ، وقال أبو زيدٍ: الفَكِهُ: الطيِّب النَّفس الضَّحوك. الأمويُّ: الشَّفْنُ: الكَيِّس. [غيرُه: هو الذي ينظرُ بمؤْخِر عينه] 10 الأصمعيُّ: القلمَّس: الواسع الخُلق، والغِطَمُّ مثله، والخِضْرِم: الكثيرُ العطيَّة، والخِضَمُّ مثله، وكذلك كلُّ شيءٍ كثيرٍ خِضْرِمٌ. قال: وخرج العجَّاج يريدُ اليمامةَ، فاستقبلَهُ جريرُ بنُ عطيَّةَ بن الخَطَفى، فقال: أينَ تريدُ؟ قال: أريدُ اليمامَة. قال: تجدُ بها نبيذاً خِضْرِماً؟ أيْ كثيراً. والصِّنْتِيتُ: السَّيِّدُ الشَّريف، مثلُ الصِّنْدِيد، والملاثُ مثلُه، وجمعُه: مَلاوث. قال الشَّاعرُ2: 50- هلا بكيت مَلاوِثا ... من آلِ عبدِ منافِ والعارف: الصبور. يقالُ: نزلت به مصيبةٌ فوُجِد صبوراً عارفاً.

_ 1 ما بين [] زيادة من التونسية. 2 البيت في التهذيب 15 / 29، والمجمل 3/798، واللسان: لوث، دون نسبة. وأساس البلاغة: لوث. قال الزمخشري: كان يُقال لحمزةَ: ابنُ الملاوثِ.

والبعيد الهَوْء: البعيدُ الهمَّة، وقد هاءَ يَهُوءُ هَوْءاً. عن أبي عمروٍ: بعيدُ السَّأو، وبعيدِ الهَوْءِ سواءٌ، أيْ: بعيدُ الهِمَّة، وقال ذو الرُّمة1: [51- كأنَّني من هوى خَرقاءَ مُطَّرَفٌ ... دامي الأظلِّ، بعيدُ السَّأوِ مَهْيومُ وقال أبو عمروٍ: الآفِقُ2 مثالُ فاعل، الذي بلغَ الغاية في العلمِ وغيرهِ، من أبوابِ الخير، وقد أفقَ يَأفِقُ، والبَدْء: السَّيد] 3. قال الشاعر [أوسُ بن مغرَاء] 4: 52- ترى ثِنانا إذا ما جاءَ بدأَهم ... وبدؤُهم إِنْ أتانا كانَ ثُنْيانا والمُعمَّم: المسوَّد5 الفرَّاء: رجل تِقْنٌ: حاذقٌ بالأشياء، ويُقال: الفصاحةُ من تِقْنِه، أيْ: من سُوسِه. غيرُه: الفَنَعُ: الكرمُ والعطاءُ والجُود،.

_ 1 ديوانه ص 652، والمخصص 2/ 164. قوله: مطَّرَف. يعني بعيراً قد اشتري حديثاً، والأظل: الخفُّ. [استدراك] قال ابن سيده: هذه حكايته، وهو خطأ، إنما السَّأو في البيت الوطن، لأن البعير لا همَّة له، على أنَّه قال مرةً: السأو: الوطن، وأنشد البيت على ذلك. المخصص2/164. 2 قال عليُّْ بن حمزة البصري: والمحفوظ عن أبي عمروٍ الأفُق، وحكى أبو نصرٍ في الأجناس: الأُفُق بوزنِ عُفُق، للذكر والأنثى بغير هاءٍ، وأبو نصرٍ ضابط، ومع هذا فقد قال عُروةُ المرادي، أنشده [استدراك] أبو عمرو وغيره: أرجِّل جُمَتي وأجرُّ ذيلي ... ويحملُ شِكََّتي أفُق كُميتُ أفترى أبا عمروٍ يُنشد هذا البيت ويقول: الآفق على مثال فاعل؟!. وأنشد أبو زيد: آسانَ كل أفق مُشاجر التنبيهات ص 193. 3 ما بين [] ، سقط من الأسكوريال. 4 البيت في التهذيب 15/136، وأمالي القالي 2/176، والمقصور والممدود للفرَّاء ص 74، وشمس العلوم 1/ 260. 5 الجيم 7/307.

والفَجَرُ مثلُه، والخِيرُ: الكَرم، والغَيداقُ: الكريمُ الجوادُ الواسعُ الخُلق الغزيرُ العطية، والسَّميْدَعُ: الكريم، والجَحْجَاحُ نحوُه، والشَّمائل واحدُها: شِمال، وقد تكونُ من الأخلاق، ومن خِلْقة الجسد، والبَارع: الذي فاق أصحابَه في السؤدد، وقد بَرَع1 بَرَاعةً، والخَارجيُّ: الذي يخرجُ ويشرُف بنفسه من غيرِ أنْ يكونَ له قديمٌ، والأريحيُّ: الذي يرتاحُ للنَّدى، والكَوْثَر: السَّيد. قال لبيدُ2 بن ربيعة: 53- وصاحبُ مَلْحوبٍ فُجِعنا بيومه ... وعندَ الرِّداعِ بيتُ آخرَ كَوْثرِ [والكوثر: الخيرُ الكثير، ومنه قوله جلَّ ذِكره: {إنا أعطيناك الكوثر} ] 3. والحُلاحِلُ: السَّيد، والهُمام والقَمْقَام مثلُه، والمِدْرَهُ: رأسُ القوم والمُتكلِّم عنهم. الفرَّاء: الكَوْثر: الرجل الكثيرُ العطاءِ والخير. قال الكُميتُ4: 54- وأنتَ كثيرٌ يا ابنَ مَرْوانَ طيِّبٌ ... وكانَ أبوكَ ابنُ العَقائِل كَوْثرا

_ 1 مُثلَّث الراء. 2 ديوانه ص 70، والرِّداع: موضع. 3 سورة الكوثر آية 1، وما بين [] ، زيادة من التونسية. 4 البيت في التهذيب 10/178، والمجمل 3/778، والمخصص 3/3، وديوانه 1/209، والمنجد ص320.

باب الأخلاق المذمومة والبخل

الباب 14 بابُ الأخلاقِ المَذْمومة والبُخْلِ أبو زيدٍ: الشَّكِسُ والشَّرِسُ جميعاً: السيِّئ الخلُق، وقد شَرِس شَرَساً، والمِسِّيك: البخيل، وفيه مَسَاكةٌ ومَسَاك. الامويُّ: الشَّحْشَح: المُواظب على الشيء، المُمسك، البخيل. أبو عمروٍ: الآنِحُ على مثال فاعلٍ: الذي إذا سُئِل الشيءَ تنحنح، وذلك من البُخل. يُقال منه: أنح يَأنِح. الكسائيُّ: رجل أبَلُّ، وامرأةٌ بلاَّء، وهو الذي لا يُدركُ ما عندَهُ من اللؤم. أبو عبيدَة: المِشْنَاءُ على مثالِ مِفْعال1: الذي يُبغضه النَّاس. الكسائيُّ: الفُرُج الذي لا يكتم السر، والفِرْج مثلُه، والفَرِج: الذي لا يزال ينكشفُ فَرْجه. أبو عمرو: الهَبَنْقَعُ: الذي يجلسُ على أطرافِ أصابعه يسألُ النَاس. غيره: اللَّحِزُ: الضَّيق البخيل، والعَقِصُ مثلُه، والحَصِر2: المُمسك،

_ 1 [استدراك] قال علي بن حمزة في التنبيهات ص 196: وهذا غلط، وإنما هو مَشْنوث إذا كان مُبغَّضاً وإن كان جميلاً، فإنْ كان قبيح المنظر فهو مشنَأ، بوزن مَشْنَع، وإن كان محبَّبا وقال يعقوب رضي الله عنه: رجل مشنأ وقوم مَشْنأ لا يثنَّى ولا يجمع، ولوترك أبو عبيدٍ التمثيل لكان خيراً له لأنَّه كان يُحال بكثيرٍ من أغلاطه على الرواة عنه، ولكنه يأبى إلا التقييد بالأمثلة ليقضيَ الله أمرا كان مفعولاً. ا. هـ. وانظر اللسان: شنأ. 2 في المطبوعة: الحصير، وهو تصحيف.

والقَاذُورةُ: الفاحشُ السيئ الخُلُق1، واليَلَنْدَد مثلُه. أبو عمروٍ: السِّبُّ: الكثيرُ السِّباب. الفرَّاء: رجل شَكِسٌ عَكِص. عن أبي عمروٍ: الزُّمَّح: اللَّئيم، والثِّرْطِئَةُ: الرَّجل الثَّقيل، والرَّديغ: الأحمقُ الضعيف. الفرَّاء: والعُنْظُوان: الفاحش من الرِّجال، والمرأةُ عُنْظُوانة، والفَلْحس: الرَّجل الحريص. ويقالُ للكلبِ: فلحسٌ، والفَلْحس أيضاً: المرأة الرَّسْحاء2 [والرَّصعاء] 3. عن أبي عمرو: امرأةٌ حِلِّزةٌ، أيْ: بخيلة، ورجلٌ حِلِّزٌ: بخيلٌ.

_ 1 زاد في المطبوعة: قال متمم اليربوعي: وإن تلقه في الشرب لا تلق فاحشاً ... على الكأس ذا قاذورة متزبِّعا 2 أي: الصغيرة العَجُز. 3 الرصعاء: المرأةُ لا أسكتين لها، أو لا عَجِيْزة.

باب الشدة في القوة والخلق

الباب 15 بابُ الشِّدَّةِ في القُوَّةِ والخَلْقِ أبو عبيدةَ: الخُبَعْثِنَةُ من الرِّجال: الشَّديد، وبه شُبِّه1 الأسد. الأصمعيُّ: الخُبَعْثِنَةُ من الرّجال: الشَّديد الخَلْقِ العظيم. الأمويُّ: المُكْلَنْدِدُ مثلُه. الأصمعي: العَشَنْزَر والعَشَوْزَن جميعاً مثلُه، وكذلك الصُّمُل والأنثى: صُملَّة ومثلُه: العُصْلُبي2، وأنشدنا: 55- قد حشَّها اللَّيلُ بعُصْلُبيِّ ... مُهاجرٍ ليسَ بأعرابيِّ3 والمُقْعَنْسِسُ: الشَّديد. غيرُ5: المُشَارِزُ: الشَّديدِ. الأصمعيُّ: رجُل: مُنَجذ ومنَجِّذ، بكسر الجيم وهو المُجرب والمجرب، يُقال أيضاً: وهو الذي جرب الأشياء وعرفها، والمُجرَّب: الذي قد جُرِّبَ في الأمور، وعُرِفَ ما عنده، وأنشدنا لسُحيم بن وَثِيل4: 56- أخو خمسينَ مُجْتَمِعٌ أشُدِّي ... ونجَّذني مُداوَرةُ الشُّؤونِ أبو عمرو: القِذَمُّ: الشَّديد، والقِذمُّ السَّريع، يُقال: انقذمَ: إِذا أسرع.

_ 1 في المحمودية: وبه سمِّي. 2 بضم العين واللام وفتحهما. 3الرجز في التهذيب 3/ 335، واللسان: عصلب، والجيم 2/ 332. وهو لعبد الله ابن الزبير، كما ذكره البكري في فصل المقال ص 405، وانظر شرح الحماسة 4/ 45 وتهذيب الألفاظ ص 130. 4 شاعر مخضرم عاش في الجاهلية والإسلام. والبيت في الأصمعيات ص 19.

غيرُ5: الأحمسُ والحَمِسُ: الشَديد، والتَّميمُ: الشَّديد، قال امرؤُ القيس1: 57- وَصُلبٌ تميم يَبهرُ اللِّبْدَ جَوْزُه والعَرارةُ: الشدََّةُ: وأنشد للأخطلِ2: 58- إنَّ العَرارةَ والنُّبوحَ لِدَارمٍ ... والمُستخِفُّ أخوهم الأثقالا الأصمعيُّ: الصَّمَحْمَح والدَّمَكْمَكُ: الشَّديد. الأمويًّ: العَمَرَّسُ: القويُّ الشَّديد. عن أبي عمرو: الزِّبِرُّ: الشَّديد، وأنشدنا للمرَّار الفقعسي3: 59- إني إذا طَرْفُ الجَبانِ احمرَّا ... وكانَ خيرُ الخَصلتينِ الشَرا أكونُ ثَم أسدا زِبِرَّا والعَمَلَّسُ: القويُّ على السَّفر السريع، والعَموسُ: الذي يتعسَّفُ الأشياء كالجاهل، ومنه قيل: فلانٌ يتعامسُ، أيْ: يتغافل.

_ 1 شطرُ بيت وعجزه: [إذا ما تمطَّى في الحزام تبطَّرا] وليس في ديوانه طبع دار الكتب العلمية، ونسبه صاحب التنبيهات ص 194 إلى ابنِ مقبلٍ، وليس في ديوانه، والشطر في التهذيب 14/ 261، وهو في ديوان امرئ القيس طبع مصر ص 268. 2 ديوانه ص 250. 3 المرار بن سعيد الفقعسي، شاعر إسلامي أدرك الدولتين الأموية والعباسية، وكان مفرط القصر. انظر أخباره في الأغاني 9/ 151. والرَّجز في الجمهرة 3/ 450، ونسبه للأغلب العجلي، وسمط اللآلئ ا/577 والشطر الأخير في العين 7/363، والتهذيب 13/198.

باب الشجاعة وشدة البأس

الباب 16 بابُ الشَّجاعةِ وشدَّةِ البأسِ الأصمعيُّ: النَّهيكُ من الرِّجال: الشُّجاع، وقد نَهُكَ نَهاكةً، ومن الإِبل: القويُّ الشَّديد. الفرَّاء: الذَمِرُ: الشُّجاع أيضاً، من قومٍ أذْمار. الأصمعيُّ: الغَشَمْشَم: الذي يركبُ رأسَه لا يثنيه شيءٌ عمَّا يُريدُ ويهوى، والصِّهْمِيمُ نحوُه، والمَزِيرُ: الشًديد القلب، والحميزُ مثلُه وهو الذكيُ الفؤاد1، والرَّابط الجاش: الذي يربطُ نفسَه عن الفِرار، يكفُّها لِجُرْأتِه وشجاعته، والغلثُ: الشَّديد القتال، اللَّزُومُ لمَنْ طالب. أبو زيدٍ: رجلٌ ثَبْتُ الغَدَرِ2: إذا كان ثَبْتاً في قتالٍ أو كلامِ. غيرُه: الباسل: الشُّجاع، وقد بَسُلَ بَسَالة، والمشَيَّع مثلُه، والحَلْبَس: َ الشُّجاع، وُيقال: اللازم للشيء لا يُفارقه، والحُلابِسُ مثله، وقال الكُميتُ يصفُ الكلابَ والثَّور3: 60- فلما دنَتْ للكاذَتَينِ وأحرجتْ ... به حَلْبَساً عندَ اللقاءِ حُلاِبسا الكسائيُّ: الصِّفَةُ: الشُّجاع، وجمعُه: صِمَم. أبو عمروٍ: رجل مِخَشٌّ ومِخْشف، وهما الجريئان على اللَّيل.

_ 1 وبعده في المطبوعة: والمزير: العاقل المتصرف في الأمور. وليست في أصولي. 2 مجمع الأمثال 1/ 154. 3 البيت في التهذيب 5/ 322، والمخصص 3/ 58، وديوانه 1/ 423. والمجمل 1/ 267. وفي التركية حاشية: الكاذتان: اللحمتان النًائتانِ في أعالي الفخذين، وأحرجت: ضيقت عليه.

باب ذكاء القلب وحدته

الباب 17 بابُ ذَكاءِ القَلبِ وحدَّتِه الأصمعيُّ: الشَهْم: الذَّكيُّ الفؤاد، والنَّزُّ: الذَّكيُّ كلُّه من حدَّة القلب، ومثلُه: الفؤاد الأصمَعُ، والرأْي الأصْمَع: الذَّكيُّ، والمَشْهُوم: الحديدُ الفؤاد، قال ذو الرُّمة1: 61- طَاوي الحَشَا قصَّرَتْ عنه مُحرَّجةٌ ... مُستوفِضٌ من بَناتِ القَفْرِ مَشْهومُ والرَّأيُ الأصمع: العازمُ الذكي، واللَّوْذَعيُّ: الحديدُ الفؤاد. الأمويُّ: الجَاهِضُ: الحديد النَّفس، وفيه جُهوضة وجَهاضة. غيرُه: النَّزُّ: الخفيفُ الذَّكيُّ. اليزيديُّ: المُشْبِي: الذي يُولد لَهُ ولدٌ ذكيٌّ، وقد أشبى. [الأصمعيُّ: المُتَبلْتِعُ: الذي يتظرَّف ويتكيَّس. غيرُ5: الرَّبِذُ: السَّريع الخفيف واللَّوذعيُّ: الحديدُ الفؤاد الفصيح] 2. الأصمعيُّ: والعَجْرَدُ: الخفيفُ السَّريع والمُقَزَّع مثلُه. قال ذو الرُّمة3: 62- مُقَزَّعٌ أطلس الأطمارِ ليسَ لَهُ ... إِلا الضِّراءَ وإِلا صَيْدها نَشَبُ والضَّرْبُ: القليلُ اللَّحم.

_ 1 ديوانه ص 663. مُحرجة: في أعناقها الحرج، وهو الودع، مستوفض: مستفزع، مشهوم: مذ عور. 2 ما بين [] ، سقط من الأسكوريال. 3 ديوانه ص 32. الأطلس: الثوب الخَلق، والإضراء: الصيدُ بالكلب، والضَراء: الحرص على الصيد، والنشب: المال

باب الجبن وضعف القلب

الباب 18 بابُ الجُبن وضَعفِ القَلب الأصمعيُّ: الرَّجلُ المَنْفُوه هو الضعيفُ الفؤادِ الجَبان، والمَفْوود مثلُهُ، وكذلك الهَوْهاءََة ممدود، والمَنْخُوب والنَخِيبُ والمُنْتَخبُ، وكذلك المُسْتَوهِل والوَهِل، والجُبَّأُ مثال جُمَّع مهموزٌ مقصورٌ، وأنشدنا1: 63- فَما أنا مِنْ رَيبِ المَنونِ بِجُبَّأ ... وما أنا منْ سَيبِ الإِلهِ بِيائس الأمويُّ: في الجُبَّأ مثلَه. قال: وكذلك النَانأ تقديره: نعنع. والكَيْء على مثالِ شيء. أبو عمروٍ2: الوَجْبُ: الجَبان أيضاً. أبو زيدٍ3: الهِردبَّة: المُنتفِخُ الجوفِ الذي لا فُؤادَ له. الأصمعيُّ: البِرْشَاع مثلُه، والهَجْهَاجُ: النَّفُور. الكسائيُّ: المُسَبَّه: الذَّا هب العقل، والوَرَعُ: الجَبان4، وقد وَرُعَ ورُوعاً. أبو عمروٍ: العُوَّار: الجبَان. الأصمعي: رجال سُخَّل. ضُعفاء. [وتقدير الواحد ساخل] 5. يُقالُ: سخَّلت النخلة: ضعفَ نواها وتمرها. [غيره: الهَيْدَب والعبامِ6: العيي الثقيل] 7. غيرَه: والكَهْكَاهةُ

_ 1 البيت لمفروق بن عمرو الشيباني. وهو في العين 6/191، والتهذيب 11/215، والمخصص 3/ 62، واللسان: جبأ. 2 لجيم3 /309. 3 النوادر ص 130. 4 ما اتفق لفظه لليزيدي ص 8. 5 زيادة من التونسية. 6 الجيم 2/345. 7 ما بين [] زيادة من الأسكوريال.

المُتهيِّبُ. قال أبو العِيال الهُذليًّ1: 64- ولا كَهْكَاهةٌ بَرَم ... إذا ما اشتدَّتِ الحِقَبُ عن أبي عمرو: الكِفْل: الذي لا يثبتُ على الخيل والواحد: كِفْل، والجمعُ: أكفال، والزُّمَّحُ: الضعيفُ، والعَنيفُ: الذي ليس له رفقٌ بركوبها، والهَيَّبانُ: الجبَانُ الهَيُوب، والجِبْسُ: الجَبانُ الضعيفُ، والفِيلُ: الضعيفُ الرَّأي، وجمعه: أفيال، والزُّمَّل والزُّمَّال والزًّمَيْلَة: الضعيف، والضُّغْبُوس، الضَّعيفُ، والضَّغابيسُ: شِبهُ صغارِ القِثَّاء يُؤكل، شُبِّه الرَّجل الضعيف بها. وجاء في الحديثِ: [أُهدِيَ لرسول الله صلّى الله عليه وسلَّم ضَغابيس] 2. والخَائم: الجبَان، وقد خَام يخيمُ، والمِعْزَال: الضعيفُ، المِنْجَابُ: الضعيفُ، وجمعُه: مَناجِيب. قال عروةُ بن مرَّةَ الهُذَليُّ3: 65- بَعثْتُه في سوادِ اللَّيلِ يرقُبني ... إذ آثَرَ النَّومَ والدِّفءَ المنَاجِيبُ والرِّعْدِيدُ: الجَبان. الفرَّاء: رجل غُمْرٌ وغَمَرٌ على فَعَل، من قومٍ أغمار، وهم الضعفاء الذين لا تجربةَ لهم بالحرب ولا بالأُمور، كقولهم: البُخْل والبَخَل. أبو زيدٍ: الوابطُ4: الضعيف. وقد وَبَطَ يَبِطُ وَبْطاً وَوُبُوطاً، وَوَبِطَ يَوْبَط وَبَطاً، وهم الضعفاء.

_ 1 شرح أشعار الهذليين 1/0424 البَرم: الذي لا يخرج مع القوم في الميسر. 2 شطر حديث أخرجه أحمد في المسند 3/ 414، والترمذي في الاستئذان، وقال: حسن غريب. عارضة الأحوذي 10/ 179. وأخرجه الحربي في غريب الحديث 1/207. 3 وهم أبو عبيد في نسبة البيت لعروة، وتابعه على ذلك الأزهري في التهذيب 11 /125، وابن منظور [استدراك] في اللسان: نجب، إذ ليس لعروة الهذلي قصيدة بائية. ويروى: [المناخيب] بالخاء، والبيت لأبي خراش الهذلي في شرح أشعار الهذليين3/ 1233 من قصيدة مطلعها: لستُ لِمُرةَ إن لم أوفِ مرتبة ... يبدو ليَ الحرثُ منها والمقاضيبُ ونسبه له أيضاً صاحب اللسان في: نخب، وصاحب التاج 4/429، مادة نخب. 4 النوادر ص 173 وفيه: المُعيي.

باب ضعف العقل والرأي الأحمق

الباب 19 بابُ ضَعْفِ العَقلِ والرَّأيِ الأحمق الأصمعيُّ: الهِلْبَاجةُ1: الأحمقُ المَائقُ، والمَسْلُوس2: الذاهبُ العقل. أبو زيدٍ: والمَأفوك والمأفونُ جميعاً: الذي لا زَوْرَ3 له ولا صَيُّور، أيْ: رأيٌ يُرجع إليه. الأصمعيُّ: الوَغْب: الضعيف، ومثلُه: الوَغْد، وأنشدنا4: 66- ولا ببِرشَاعِ الوخامِ وَغْبِ ... والبِرشَاعُ: الأهوجُ المُنتفخ قال: والغُسُّ: الضعيفُ اللئيم. أبوزيدٍ 5 مثلَه وأنشدنا لزهير بنِ مسعودٍ6:

_ 1 سُئل بعضُ العرب عن الهِلْبَاجة فتَردد في صدره من خُبثِ الهلباجة ما لم يستطعْ أن يُخرجه، فقال: الهِلْباجة: الأحمق المائق، القليلِ العقلِ الخبيث، الذي لا خير فيه ولا عمل عنه وبَلى، سيعملُ وعمله ضعيف، وضرَسه أشدُّ من عمله، ولا يُحاضَرُ به القوم. وبَلَى: سيحضر ولا يتكلََّم. قال الأصمعي: فلما رآني لم أقنع قال: احمل عليه ما شئتَ من الخبث. المخصص 3/44. 2 ما اختلفت ألفاظه للأصمعي ورقة 3، وفيه: ولا يقال مسلوس إلا مع العقل. 3 قال عليُّ بن حمزة البصري: الزَّور: الصدر، ولكل أحمق وعاقل زور، وإنما قال أبو زيدٍ: الذي لا زَبْرَ له، أي: ليس له عقل يرجعُ إليه، ولا ما يعتمد عليه، والأصلُ في هذا زَبْر البئر، وهو طيُّها بالحجارة. التنبيهات ص 195، واللسان: زبر. 4 الرجز لرؤبة في ديوان ص 16. 5 النوادر ص 70. 6زهير بن مسعود الضَّبي، أحد الشعراء المُقلّين، ذكره أبو تمام في الوحشيات ص 87. والبيت في النوادر ص 70، والتهذيب 16/ 44، والمجمل 3/ 682. وشرح الحماسة 2/ 40.

67- فلم أرقِهِ إِنْ ينجُ منها، وإِنْ يمتْ ... فطعنة لا غسٍّ ولا بمُغَمِّرِ وقال1: الألْفَتُ في كلامِ قيسٍ: الأحمقُ، والألْفَتُ في كلام تميمٍ: الأعسر. وقال الأمويُّ: الأعْفك: الأحمق، والرطيءُ [على فَعيلٍ] مثلُه، [وقد استرطأتُ فلاناً، أيْ: استحمقْتُه] 2. الفرَّاء: العَباماءُ: الأحمق، والهَوْهَاءَة 3، والبَاحِر، والهِجْرَع، والقِصْل، والمِجْع كلُّه مثلُه، والمرأةُ: قِصْلَة ومِجْعَه، ومثلُه: الفَدْم والهِلْبَوث، والعَفَنْجَجُ والفَدِر، فإنْ كانَ مع هذا كثيرَ اللَّحم ثقيلاً، قيل: ضِفَنٌّ مِلْدَمٌ خجَأة ضَفَنْدَد ضوْكَعة، وَأنٌ، ساكنُ الهمزة، والجَخَابَةُ 4 واليَهْفُوف: الأحمق، والدِّفْنَاس نحوهُ. الأحمرُ: الهَفَات اللَّفَاتُ: الأحمق. عن الأصمعيِّ: الهِبِلُّ: الثَّقيل، والألفُّ: العييّ، والهَبِيتُ: الذَّاهبُ العقلِ. قال طَرَفة بنُ العبدِ5: 68- فالهَبِيتُ لا فؤادَ له ... والثَّبِيتُ ثَبْتُه فَهَمُه غيرُه: الهَيْدَبُ والعَبَام: العييّ الثقيل. الفرَّاء: رجل فَقَاقَه 6 أحمق، ورجل فَقْفَاق: مُخلِّط.

_ 1 النوادر ص 170. 2 زيادة من التونسية. 3 انظر تهذيب اللغة 6/ 492، واللسان: هوا. 4 بتشديد الخاء وتخفيفها. 5ديوانه ص 86، والمخصص 3/ 44. 6في المطبوعة: قفقافة، بتقديم القاف على الفاء، وهو تصحيف، والصحيح فَقْفَافة، بتقديم [استدراك] الفاء على القاف. وانظر القاموس.

باب الضعيف البدن

الباب 20 بابُ الضعيفِ البَدن الأصمعي: الهَدُّ 1 من الرجال: الضعيف. الأمويُّ: الطَّفَنْشَأ مهموزٌ مقصور والزِّنْجِيل مثلُه. قال أبو عبيدٍ: قال الأمويُّ: الزَنجيل بالنُون، فسألْتُ عنها الفرَّاء فقال: الزِّئجيل بالياء مهموز، وهو عندي على ما قال الفرَّاء

_ 1 حاشية من الظاهرية: قال أبو عمر: أخبرنا ثعلب عن أبي نصرٍ عن الأصمعي قال: الهدُّ، بالفتح: [استدراك] الضعيف الجبان. قال ثعلب: فسألت ابن الأعرابيَّ فقال: أخطأ الأصمعي، إنَما الهدُّ العاقل الشجاع الكريم، بالفتح. فأمّا الضعيف الأحمقُ الجبان فهو الهِدُّ بالكسر. قال: وأنشدنا في المدح: ولي صاحب في الغار هَدَّك صاحباً ... هو الجونُ إلا أنَه لا يُعلَّلُ قال ابن الأعرابي: ومنِ الكِبْر المحمود أنّ امرأةً سألت عن رجل؟ فقال لها: أنا هو، وهَدَّك أنا، أي: ما أجلَني وأنبلني. قال: وأنشدنا في الذم: ليسوا بِهِذَين في الحروب إذا ... تقعد فوق الخراقف النطق قال: وقال ابن الأعرابيّ: ألا يعلم الجاهل أنْ الهَدَّ مدح، والهِدَّ ذم؟! تمََّت. قلت: وكذا قال ابن فارس في المجمل 4/890.

1بالياء. قال: وكذلك: الزُّؤاجِل. الأحمرُ: الصَّديغُ: الضعيف. يُقال: ما يَصدَغ نملةً من ضَعفِه، أيْ: ما يقتُل. الأصمعيُّ: الضَّريكُ: الضرير، [والزُّميل: الضعيف] 2. غيره: المِنْخَابُ الضعيفُ، وجمعُه مناخيب. قال عروةُ بنُ مرةَ أخو أبي خِراش3: 69- إِذْ آثَرَ النَّومَ والدِّفءَ المنَاخِيبُ

_ 1 قال علي بن حمزة في التنبيهات ص 195: وليس كذلك، القولُ قول الأموي وهو الأشهر، وإنْ [استدراك] كان الذي رواه عن الفراء صحيحاً عنه، وأهلُ الضبط من الرواة على رواية قول الفقعسي: لما رأتْ بُعَيْلَها زِنجيلا بالنون، وهكذا يرويه أبو عمرو وغيره، زعم الفراء أن أبا محمدٍ أنشده إيَّاه بالياء مهموزاً، وردََّ ذلك عليه. 2 زيادة من التونسية والتركية. 3 البيت تقدَّم قريباً وذُكِرت نِسبته ص 119، وروايته هناك: المناجيب، بالجيم.

باب المجنون

الباب 21 بابُ المجنون الكسائيُّ: رجلٌ مَلْمُوم ومَمْسُوسٌ: به لَمَمٌ ومَسٌّ، وهو من الجنون. الأحمرُ: رجُل مَأْلُوق، ومُئوْلَق مثال مُعَوْلق من الأولق، والعَلِةُ: الذي يتردَّد مُتحيِّراً، والمُتبلِّدُ مثلُه. قال لبيدُ بنُ ربيعةَ1: 70- عَلِهَتْ تبلَّدُ في نِهاءِ صوائق ... سبعاً تُؤاماً كَامِلاً أيامُها والأفْكَلُ: الرِّعْدَةُ، والطَّيفُ: الجنون. قال أبو العيال الهذَليُّ2: 71- فإذا بها وأبيكَ طيفُ جُنونِ

_ 1 ديوانه ص 173، وشرح المعلقات للنحاس 1/154. عَلِهت: جزعت، النَّهاء: جمع نَهْي، وهو مجتمع الماء، وصوائق: اسم موضع. 2 عجز بيت، وصدره: [ومَنحَتْني فرضيتَ حينَ مَنْحَتن] انظر شرح أشعار الهذليين 1/415.

باب الشره ودخول الإنسان فيما لا يعنيه

الباب 22 بابُ الشَّرهِ وَدُخولِ الإنسانِ فيما لا يَعْنيه أبو عبيدةَ: رجلٌ مِعَنٌّ مِتْيَحٌ: وهو الذي يعرضُ في كل شيء، ويدخلُ فيما لا يعنيه. قال: وهو تفسير قولهم بالفارسية: اندرَوبَست، واللَّعْمَظ: الشَّهوانُ الحريص، من قومٍ لَعَامظة1. أبو زيدٍ: هو اللَّعْمَظ واللُّعْمُوظ، يُقالُ: رجل لُعْموظ، وامرأة لُعْمُوظَة، وجمعه: لعَامِظَة. الفرَّاء: هو اللَّعْمَظ أيضاً. الفرَّاء: رجلٌ لَعْوٌ ولَعَاً منقوصٌ مثلُ اللَّعمظ، وهو الشَّرِهُ الحريص. الأموي: الأرْشَم الذي يَتشمَّمُ الطعام ويحرصُ عليه، وأنشدنا لجريرَِ بن الخَطَفى2: 72- لَقىً حملَتْهُ أمُّه وهي ضَيفةٌ ... فجاءَتْ بِيَتْنٍ للضِّيافةِ أرشما

_ 1 الجيم 3/201. 2 قال علي بن حمزة: وإنما هذا البيت للبعيث يهجو به جريراً والرواية: [فجاءت بنزٍ للنُّزالة] . [استدراك] ا. هـ. وكذا قال الربعي في نظام الغريب ص 247. قلت: وتابع الأزهري أبا عبيدٍ في وهمه، فنسب هذا البيت لجرير أيضاً. انظر التنبيهات ص 196، وتهذيب اللغة 11/362، والنقائض 1/44، واللسان: رشم، وديوان الأدب 2/ 268. واليَتنُ: الفصيلُ الذي يخرج عند الولادة رجلاه فبل رأسه. والنَزُ: الخفيف، والنُّزالة: النطفة.

باب الشرير المسارع إلى ما لا ينبغي

الباب 23 بابُ الشِّرِّير المُسارعِ إلى ما لا ينبغي الأصمعيُّ: العِفْرِيَةُ النِّفْرِيَةُ: الرَّجلُ الخبيثُ المُنكر، ومثلُه: العِفْر، والمرأةُ: عِفْرَة، والماسُ لا يهمز، مثالُ مال1: الذي لا يلتفتُ إلى موعظةِ أحدٍ، ولا يقبلُ قولَه2. يُقال: رجلٌ ماس، خفيفٌ، على مثالِ: مال، وما أمساه! [وما أموسه، لأنك تقول: ما أمْوَله] 3. قال الأصمعي: ويُقال: فلانٌ لا يَقْرَع، أيْ: لا يرتدع، فإذا كان يرتدع قيل: رجل قرِع. أبو عمرو: المُتَترِّعُ: الشِّرِير. يُقال: تَترَّع فلانٌ إلينا بالشر. الكسائي: هو تَرِع عَتِل، وقد تَرِعَ تَرَعاً، وعَتِلَ عَتَلاً، إذا كان سريعاً إلى الشَرِّ. الأمويُّ: رجلٌ خِنذِيان: كثيرُ الشَّر. أبو زيدٍ: العِتْرِيفُ: الخبيثُ الفاجر الذي لا يبالي ما صنع، وجمعُه: عتَارِيف. الأصمعيُّ: الدَّحِلُ والدَّحِن: الخبُّ الخبيث. الأمويُّ: الدَّحِلُ: الخدَّاع للناس. الفرَّاء: وإذا كان الرجل صريعاً خبيثاً قيل: هو عِرْنَة لا يُطاق4.

_ 1 [استدراك] ، قال صاحب التنبيهات: والوجهُ: رجل ماس، مثال: غازٍ وقاض. 2 حاشية من الترِكية ورقة 18 ب: في رواية السُّكري عن أبي حاتم: رجل ماس: يمشى بَينَ الناس بالنَميمة والإفساد. ويُقال: مسى بينهم يمسي. 3 زيادة من التونسية. 4 [استدراك] قال صاحب التنبيهات: وليس الأمر كذلك، إنَّما العرنة الجافي، والعِرنةُ يُذمُ به، حكاه مدح، وقد قال الشّاعر: ولست بِعرنةٍ عركٍ، سلاحي ... عصا مثقوبة تَقِصُّ الحمارا ا. هـ. لكن نقل صاحب اللسان عن ابن بري قال: العِرْنة الصريع، وهو مما يمدح به، وقد تكونُ العِرنة مما يذمُ به، وهو الجافي الكَزُ. انظر التنبيهات ص 197، واللسان: عرن.

قال أبو زيدٍ: رجل نِئْطل 1 وعُضْلَة، وهو الدَّاهي من الرجال. الأصمعيُّ: المُغَذْمِر الذي يركبُ الأمور، فيأخذ من هذا، ويعطي هذا، ويدعُ لذا من حقه، ويكونُ هذا في الكلام أيضاً إذا كان يُخلِّط في كلامه، يُقال: إنَّه لذو غذامير2. غيرُه: السَّرِفُ: الجاهل. قال طَرفةً بنُ العبدِ3: 73- إنَّ امرأً سرِفَ الفؤاد يرى ... عَسلاً بماءِ سَحابةٍ شتمي والسّادر: الذي لا يهتمُّ لشيءٍ، ولا يبالي ما صنع. الأصمعيُّ: المُتَزبِّع: الذي يُؤذي النَّاس ويشارُّهم.

_ 1 حاشية من التركية ورقة 18 ب: قال أبو عمر: أخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابيّ: النِّئطِل بالهمز والكسر: الدَّاهية، والنَّيْطَل بالفتح بلا همزٍ: الدَّلو الكبيرة. 2 زاد في المطبوعة: قال لبيد بن ربيعة العامريّ: ومُقسّم يعطي العشيرة حقَّها ... ومُغذمر لحقوقها هضَّامها وليس هو في الأصول التي عندي. 3 ديوانه ص 87.

باب الخسيس الحقير من الرجال والدعي

الباب 24 بابُ الخَسيسِ الحقيرِ من الرِّجالِ والدَّعيِّ الأصمعيُّ: القَمَلِيُّ من الرِّجال: الحقير الصغير الشأن الفرَّاء: الضُّؤزَة 1 من الرجال مثلُه. الأصمعيُّ: السِّفْسِيرُ: الفَيْجُ 2 والتَّابع، ونحوُه، والعُضْرُوط والعَضاريط مثلُ ذلك3.

_ 1 حاشية من التركية ورقة 19 أ: قال لي أبو يعقوب: قال لنا المهلبيُّ: إنما قال الفرَّاء: الضُّؤزة بالزاي من الرجال: الصغير الشَّأن الحقير. قال الفراء: وقال العامريُّ: تراني ضوزة، وترك الهمز. أي: ضعيفاً لا أدفع عن نفسي. قال: هكذا قال لنا الضُؤَزة بفتح الهمزة، وإنما قال الفرَّاء: الضُّؤْزة، بإسكان الهمز. ا. هـ. وقال الأزهري في التهذيب12 /58: وأقرأنيه الإياديُ عن شَمِر بالراء، وأقرأنيه المنذريُّ روايةً عن أبي الهيثم: الضّؤْزَة، بالزاي مهموزاً، وقال لي: كذلك ضبطته عنه. قلت: وكلاهما صحيح. ا. هـ. [استدراك] أقول: وفي المخصص: الصورة بالصاد، وهو تصحيف. المخصص 3/92.وكذا في المطبوعة 1/ 343. 2 الفَيْج: رسول السلطان. 3 زاد في المطبوعة: وقال السُّمهَّى: فرشوةٌ مثلما تُرشى السفاسيرُ. ولم يعرفه المحقق. قلت: والصحيح أنّه السُّميهى، وهو عمرو بن ربيعة بن نصر، ابنُ أخت جذيمة الأبرش طلب بثأر [استدراك] خاله، وانظر خبره في شرح المقصورة لابن خالويه ص 204، لكن العجز ليس له إنما هو لعبد الله بن الزبعرى وصدره: [ألهى قصياً عن المجد الأساطير] ، انظر طبقات فحول الشعراء 1/235، والروض الأنف 1/94.

أبو عمروٍ: المُخَسَّلُ: المرذُول، والحَبْحَابُ: الصغير، والفزَلَّجُ: المُلصَق بالقوم. الكسائيُّ: رجلٌ رَاثِع: الذي يرضى من العطية بالطفيف، وُيخادن أخدان السوء. يُقال منه: رَثِعَ رثَعاً. غيرُه: المُسْنَد: الدَّعيّ، وقال أبو عمرو: الأزْيَب مثلُه. قال الأعشى1: 74- وما كنت قُلاًّ قبلَ ذلك أزيبا والزَّنيم مثلُه 2، والأكْشم3: الناقص في جسمه، وقد يكون في الحسَب. قال حسَّانُ بنُ ثابتٍ4: 75- [غلامٌ أتاه اللؤمُ من نحو خاله] 5 ... له جانب وَافٍ وآخرُ أكْشَمُ

_ 1 عَجزُ بيت، وصدره: [فأرضوه إنْ أعطوه مني ظُلامةً] في ديوانه ص 8، والقلُّ: القليل، ويقال: هو قل بن قلٍّ: إذا كان صغير الشأن حقيرًا. 2 الجيم 2/82. 3 الجيم 3/172. 4 البيت في هجاء امرأةٍ له من أسلمَ، تزوجها فولدت له ولداً، فقال لها البيت، فأجابته: غلام أتاهُ اللُّؤم من نحو عمَِّه ... ومن خيرِ أعراقِ ابن حسّانَ أسلمُ انظر ديوانه ص 452. 5 ما بين [] زيادة من التونسية.

باب خشارة الناس وسفلتهم

الباب 25 بابُ خُشَارةِ النَّاس وسَفَلتهم الأصمعيُّ: خَمَّان النَّاس: خُشَارتهم، والغَثْراء من النَاس: الغَوْغَاء. أبو زيدٍ: هم الكثير المختلطون1. قال: والرِّثة بالكسر هم الخُشارة والضُّعفاء من النَاس 2، وكذلك هو من المتاعِ الرديءُ، [غيره: الرثة بالفتح] 3. والرَّجَاجُ: الضعفاء من النَاس والإبل 4، وأنشدنا: 76- أقبلْنَ منْ نِيرٍ ومن سُواجِ ... بالقَومِ قد مَلُّوا من الإدْلاجِ فهم رَجاج على رَجاج 5 أبو زيدٍ: الحَطيءُ من النَاس على مثالِ فعيلٍ: هم الرُّذال. الأصمعيُّ: يُقال: بنو فلانٍ هَدَرَةٌ، أيْ: ساقطون ليسوا بشيءٍ. أبو عمروٍ: المَخْسُول والمَفْسُول مثلُ المرذول، والوَشِيظ: الخسيس.

_ 1 النوادر ص 137. 2 النوادر ص 212. 3 زيادة من التونسية. 4 النوادر ص 137. 5 الرجز في الجمهرة 1/ 490، والمخصص 3/ 95، واللسان والصحاح: رج.

باب الداهي من الرجال

الباب 26 بابُ الدَّاهي من الرِّجال الفرَّاء: يُقال للرَّجل: إنَّه لَسِبْد أسْبَاد: إذا كان دَاهياً في اللُّصوصية. غيرُه: الطَّاط: الشَّديد الخصومة. الفرَّاء: رجلٌ ذِمْرٌ وذَمِر وذَمير وذِمِرٌّ، وهو المنكر الشَّديد، وأنشد1: 76- فيهنَّ حمراءُ إذا أضرَّا ... تُجشِّمهُنَ عنَقاً ذمرَّا الأحمر: العِضَّ: الدَّاهي المُنكر من الرِّجال. قال القُطاميّ2: 77- أحاديثَ من عادٍ وجُرهمَ جمَّةً ... يُنوِّرها العِضَّان زيدٌ ودَغْفَل يريد: زيد بن الكيّس النَّسَّابة، وُيروى: [يثوّرها] . أبو عمروٍ: المُجَرَّذ والمُجرَّس والمُضَرَّس والمُقَتَّل بالتَّشديد كلُّه الذي قد جرَّب الأمور. وقال الأصمعيًّ: المُنجَّذ مثلُ المجرَّذ.

_ 1 لم أجده، والبيت زيادة من التونسية. 2 ديوانه ص 31، والتهذيب 1/ 74، والمخصص 3/ 21، والأمثال ص 1 0 1. قال في التهذيب: أراد بالعِضين زيداً النمري، ودغفلاً النسابة، وكانا عالمي العرب بأنسابها وأيامها وحكمها. قلت: دَغْفَل بن حنظلة السدوسي. قال ابن حجر: النَّسابة، مخضرم، ويقال: له صحبة، ولم يصح. غرق بفارس في قتال الخوارج سنة ستين. تقريب التهذيب ص 1 20. وفي المثل: أنسبُ من دغفل. مجمع الأمثال 2/346، وفيهما يقول الكميت: فما ابن الكيس النمريّ فيكم ... ولا أنتم هناك بدغفلينا

باب نعوت ألوان مشي الناس واختلافها

الباب 27 بابُ نعوتِ ألوانِ مَشْيِ النَّاسِ واختلافها الأصمعيُّ: الذَّأَََلان من المشي: الخفيف، ومنه سمَِّي الذَئبُ ذُؤَالة، وُيقال منه: ذَألتُ أذأل، والدألان بالدَّال: مشيُ الذي كأنَّه يبغي في مشيته من النَّشاط. يُقال: دَألْتُ أدأل، والنَّألان: الذي كأنّه ينهض برأسه إذا مشى يُحركه إلى فوق، مثلُ الذي يعدو وعليه حِمْلٌ ينهض به1، والإحْصَافُ: أنْ يعدوَ الرَّجل عَدْواً فيه تقاربٌ، أخْذُه من المُحْصَفِ، والإِحْصَاب2: أنْ يُثير الحصى في عَدْوه، والكَرْدحة والكَمْتَرة كلتاهما من عَدْوِ القصير المُتقارب الخُطا المجتهد في عَدْوِه 3، والهَوْذَلَة: أنْ يضطربَ في عَدْوه، ومنه قيل للسِّقاء إِذا لمخَّض: هو يَهوذِل هَوْذَلةً، والتَّرَهْوُك [مثال تفعلل] 4: الذي كأنه يموج في مشيته، وقد تَرَهْوَك، والأوْن: الرُّويد من المشي والسير. يُقال: أُنْتُ، أَؤُونُ أوناً على مثال: قُلْتُ أقول قولاً. الأُمويُّ: الضَّكْضَكة: سُرعة المشي. أبو عمرو: الدَّلْح: مَشْي الرجل بِحِمْلِه وقد أثقلَه. يقال: دَلَح يَدْلَح دَلْحاً و [دُلوحاً] ، والقَطْوُ: تقاربُ الخَطْو من النَشاط. يُقال: قَطَا يَقْطُو، وهو رجلٌ قَطَوَان 5، والإرْزَاف: الإسراع. يقال: أرْزَف الرجل إِرْزَافاً، والقَبْضُ مثلُه. يُقال منه: رجلٌ قَبيض بيِّن القَباضَة. الفرَّاء: البَحْظَلَة: أنْ يقفزَ الرَّجل قفزانَ اليربوعِ والفأرةِ. يُقال: بَحْظَل

_ 1 [استدراك] كذا في العين 8/135، لكن فيه التَّألان بالتاء، قال الأزهري: وهذا تصحيف فاضح. 2 في الأسكوريال: الإحصاف، وهو بمعناه. 3 زاد في المطبوعة: ومنه قول الشاعر: يمر مرَّ الريح لا يُكردحُ. وليس هو في أصولي، [استدراك] ولم يعرف المحقق نسبته، وهو لأبي بدر السلمي في تهذيب الألفاظ ص 296، والأفعال 2/ 195، والتهذيب 5/ 306. 4 من الأسكوريال. 5 قال شَمِر: هو عندي: قَطْوان، بسكون الطاء. التهديب 9/ 240.

يُبَحْظِلُ بَحْظَلَةً. والأتَلان بالتَّاءِ: أنْ يُقارب خَطْوه في غضبٍ، يُقال: قد أتَلَ يَأتِلُ 1، ومثلُه: أتَنَ يَأتِنُ، وأنشدنا2: 78- أُراني لا آتيكَ إِلا كأنَّما ... أَسأتُ وإلا أنتَ غضبانُ تأتِلُ والقَدَيَان والذَّميَان: الإِسراع. يُقال: قَدَى يَقْدِي، وذَمى يَذْمِي. أبو زيد: الضَّيَطان والحَيَكَان: أنْ يُحرِّك منكبيه وجسده حينَ يمشي مع كثرةِ لحمٍ، والضَّفْرُ3 والافُور والأفْرُ: العَدْوُ. يقال: ضَفَر يَضْفِر، وأفَرَ يَأفِرُ. الأصمعيُّ: الحَتْكُ [والحَتَكُ] : أنْ يُقارب الخَطْو، وُيسرعَ رفعَ الرِّجْل ووضعها، والزَّوْزَاةُ: أن ينصِب ظهره ويسرعَ وُيقارب الخَطْو. يُقال: زَوْزى يُزَوْزِي [زَوْزَاة] [والتَّفَيُّدُ: التَّبختر، يُقال: تفيَّد، وهو رجل فَيّاد، 4، والحُصَاص: حِدَّة العَدْو، يُقال: مرَّ بنا وله حُصَاص. الفرَّاء: امْتَلّ يعدو، وأجلَى يعدو، وأضرَّ5 وانكَدَر وعَبَّد. كلُّ هذا: إذا أسرعَ بعضَ الإِسراع. [غيره: وأصرَّ أيضاً] 6. غيرُه: انكدر وانْصَلَتَ وَانْسَدَر مثلُه. الكسائي: كَمِىءَ يَكْمَأُ كَمَأً: إذا حَفي وعليه نعل. الأحمرُ: الوَقِع الذي يشتكي رجله من الحجارة7. وغيرُه: النَجَاشَة: سُرعة المشي. يُقال: مرَّ يَنْجُش نَجْشاً، [قال أبو عبيدٍ: لا أعرف النِّجاشة في المشي] 8 والالتباطُ في العَدْو: السُّرعة، والضَّبْر: عَدْوٌ مع وثبٍ.

_ 1 النوادر ص 49، والعين 8/ 135. 2 البيت لعُفير بن الممرس العُكلي، وهو في العين 8/ 135، ولم يعرف المحققان نسبته، وفي [استدراك] التهذيب 14/ 322، وأمالي القالي 2/ 43، والمجمل 1/ 85. ونقعة الصديان ص 61. 3 قال عليُّ بن حمزة: إنَّما هو الضَّبر، ضَبَر يَضْبُرُ ضَبْراً، بالباء، وهو الوثب وليس [استدراك] بالعَدْو، ولا تلتفتنَّ إلى قول يعقوب في الألفاظ، فإنما نقله عنه. التنبيهات ص 197. 4 زيادة من التونسية. 5 قال أبو هفَّان: صحَّف أبو عبيدٍ في الغريب المصنَّف، فقال: وأضر يعدو، وإنما هو: [استدراك] وأصرَّ يعدو، بالصاد. انظر شرح ما يقع فيه التصحيف ص 228، والتنبيهات ص 197. 6 زيادة من التونسية. 7 زاد في المطبوعة: قال الشاعر: كلَّ الحذاء يحتذي الحافي الوَقِعْ. 8 زيادة من الأسكوريال، وهي غير موجودة في المطبوعة.

باب آخر من مشي الرجال

الباب 28 بابٌ آخرُ من مَشْي الرِّجال أبو زيدٍ: اذْلَوْلَيت اذْلِيلاءاً، وتَذَعْلَبْتُ تَذَعْلُباً، وهما انطلاقٌ في استخفاء. الأصمعيُّ: التَّفَيُّدُ: التَّبختر. يُقال: تفيَّدَ. وهو رجلٌ فيَّاد، والتَّبَهْنُس: التَّبختر أيضاً. غيرُه: التَّهادي: المشي الضعيف1. قال الأعشى2: 79- إذا ما تأتَّى تريدُ القيامَ ... تَهادى كما قد رأيتَ البهيرا والكَتْفُ: المشي الرُّويد، قال لبيد3: 80- قريحُ سلاحٍ يكتفُ المشي فَاترُ وقولُه4: مشَتْ فكَتَفَتْ، أي: حرَّكت كتفيها، والهَمِيمُ: الدَّبيبُ، والهَدْجُ: المَشْي الرُّويد، وقد هَدَج يَهْدِجُ، وقد يكونُ سرعةً في المشي مع ضعف، والرَّسْفُ والمُطَابقة: المشيُ في القيد5، والذَلِيف: الرُّويد. عن أبي

_ 1ق قال عليُّ بن حمزة في التنبيهات ص 198: وإنَّما التهادي المشي بين الاثنين يعتمد الماشي بينهما عليهما. 2 ديوانه ص 85، والبهير: المنقطع النَّفس من التعب. 3 عجز بيتٍ في ديوانه ص 64، وصدره: [فأفحمْتُه حتى استكانَ كأنَه] وفي الديوان: سلالٍ بدل: سلاح. 4 هو قول ابن أقيصر الأسدي. اللسان: كتف. 5 زاد في المطبوعة: وقال الفرزدق ومُكبَّلٍ ترك الحديدُ بساقِه ... أثراً من الرَّسَفان والأحجال

عمروٍ 1: عَشَزَ الرَّجل يَعْشِزُ عَشْزاً وَعَشَزاناً وهو مِشيةُ المقطوع الرِّجل، وقَزَل يَقْزِل مثلُه، وهو الأقْزل 2، والقَزَل: أسوأُ العرَج، والكَلَطة واللَّبَطة: عَدْوُ الأقزل، وُيقال: هو المُقعَد. غيرُه: والدَّهْمَجَة: مشيُ الكبير كأنَّه في قيدٍ 3. والخَنْدَفَة والنَّعْثَلَة: أنْ يمشي مُفاجَّاً ويقلب قدميه، كأنَّه يغرِفُ بهما، وهو من التَبختر أيضاً، وُيقال: قد بدَحَتِ المرأة وتَبدَّحَت، وهو حُسْنُ مِشيتها، [أبو عمرو] : أزَحَ يَأزِحُ أُزُوحاً: إذا تخلَّف، والقَمَيْثَل: القبيح المِشية، والعَميْثَل: الذي يُطيل ثيابه.

_ 1 لجيم 2/239. 2 قال في الجيم 3/113: وقال كعبٌ في الأقزل: وحمش بصير المُقلتين كأنه ... إذا ما مشى مُستكره الرِّجلِ أقزلُ 3 زاد في المطبوعة: ويقال: هو المُقعد.

باب مشي الرجل حتى يذهب في الأرض

الباب 29 بابُ مَشْيِ الرََّجل حتى يذهبَ في الأرض الكسائيُّ: مَطَر الرَّجل في الأرض مُطُوراً، وقَطَر قُطُوراً، وعَرَق عُرُوقاً. كلُّ هذا إذا ذهبَ في الأرض. الأصمعيُّ: خَشَفَ يَخْشِفُ خُشُوفاً: إذا ذهبَ في الأرض. أبو عمرو مثلَه، وقال: يَخْشُف، والحَصْحَصَة: الذَهاب في الأرضِ. أبوِ زيدٍ: قَبَعَ في الأرض يَقْبَعُ قُبوعاً، وقَبَنَ يَقْبِن قُبوناً مثلُه. الأمويُّ: نَسَغ في الأرض، وحَدَسَ يَحْدِس، وعَدَسَ يَعْدِسُ مثلُه. الفرَّاء: مصَعَ في الأرض وامْتَصع مثلُه. قال: ومنه قيل: مَصَعَ لبنُ النَّاقة: إذا ذهَب. غيرُ هم: أفاجَ الرَّجل في الأرض إِفَاجةً: إذا ذهب. الأصمعيُّ: كَشَحَ القومُ عن الماءِ: إذا ذهبوا عنه. الأمويُّ: اربَسَّ الرَّجل ارْبِسَاساً: ذهَب. أبو عمرو: أصْعَدَ فِي البلاد حيثما توجَّه. أبو زيدٍ مثلَه 1، أو نحوه. أبو عمرو: زَأزَأتُ فأنا مُزَئْزِءٌ، أيْ: عدوت.

_ 1 النوادر ص 200.

باب السرعة والخفة في المشي وغيره

الباب 30 بابُ السُّرعةِ والخفَّة في المَشْي وغيره الأمويُّ: الوَشْوَاش من الرِّجال: الخفيف. الأصمعيُّ: الخَشُوفُ: السَّريع، واللَّعْوَس1: الخفيفُ في الأكلِ وغيرِه، ومنه قيل للذئب: لَعْوَس، والسَّمْسَام والسُّمْسُمانيُّ: الخفيفُ السريع. أبو عمروٍ: القَبِيضُ2: السريع، والمُصْمَعِدُّ: الذَّاهب. غيرُه: الحَشْرُ: الخفيفُ الصغير، والصَّدَى: اللطيف الجسد، والخَاسِفُ3: المهزول، والزَّوْل 4؛ الخفي الظريف، وجمعه: أَزْوَال والمرأة: زَوْلة، والألمعي: الخفيف الظريف. قال أوسُ بنُ حَجرٍ5: 81- الألمعيُّ الذي يظنُّ لكَ الظـ ... ـنَّ كأن قد رأَى وقد سمعَا الفرَّاء: رجلٌ زَرِير، أي: خفيف6. عن الكسائيِّ: الكَفِيت والكَفْت، والكَمِيش والكَمْش كلُّه السَّريع.

_ 1 في الأسكوريال: اللَّغْوَس، بالغين، وكلاهما صحيح. 2 في الجيم 3/116: القبيض: الخفيف. 3 في الأسكوريال: الخاشفة بالشين، وهما لغتان. العباب: خسف. 4 الجيم 2/67. 5 ديوانه ص 53. 6 حاشية من التركية ورقة 22 أ: قال أبو عمر: أخبرنا ثعلبُ عن ابن الأعرابي قال: هو الزَّرير: وهو العاقل، وبه سمَِّي زرارة.

باب الجمال والقبح

الباب 31 بابُ الجَمالِ والقُبْحِ قال أبو عبيد: القسامُ: الحُسن، والتَّطهِيم: الجمال، والوَسَامة والمِيْسَم: الحُسن، والوَضَاءَةُ مثلُه، والشَّعْشَاع: الحَسَن، ويقال للطويل 1، والفَدْغَم مثلُه مع عِظَم2. قال ذو الرُّمة3: 82- إلى كلِّ مَشْبوحِ الذراعين تُتَّقى ... به الحربُ شَعشاعٍ وأبيضَ فَدْغَمِ والأسْجَح: الحَسن المُعتدل، والمُخْتَلَقُ: التَّامُّ الخَلْق والجمال، ويُقال: عليه عُقبة 4 السَّرو والجمال: إذا كان عليه أثرُ ذلك، والشَتِيم: القبيحُ الوجه.

_ 1 الجيم 2/145. 2 العين 4/466. 3 ديوانه ص 3 ا 7. 4 بكسر العين وضمها.

باب قسمة الرزق بين الناس

الباب 32 بابُ قِسمةِ الرِّزقِ بينَ النَّاسِ أبو زيد1: يقالُ: رجلٌ حَظِيظٌ جَديد: إذا كان ذا حظٍّ من الرِّزق. أبو عمروٍ: رجلٌ محظوظ ومجدود، وقال: يقال: فلانٌ أحظُّ من فُلانٍ وأجدُّ منه. الفرَّاء: أحْظَيت فلاناً على فلان، من الحُظوة والتمضيل. أبو زيدٍ: حَظِظْتُ في الأمر أحظُّ حَظَّاً، وجمعُ الحَظّ: أحُظٌّ وحظُوظ وحظَاء، وليس هو على القياس.

_ 1 النوادر ص 98.

باب الرجل الحاذق بالشيء والرديء بالبيع

الباب 33 بابُ الرَّجل الحَاذقِ بالشَّيءِ والرَّديءِ بالبَيعِ الفرَّاء: إنَّه لَقِرْثَعةُ 1 مالٍ: إذا كان يَصلُح المال على يديه، وُيحسِنُ رِعْيتَه، وهي مثلُ قولهم: تِرْعِيَّةُ مالٍ. أبو عمرو: إنَّه لصَدى إبل، أي: عالم بها وبمصلحتها2. غيرُه: الطَّبِنُ والطَّابِنُ: الحاذقُ الفَطِن. [غيرُه: النَّابل: الحاذق] 30 الفرَّاء: رجلٌ ذو كَسَرَاتٍ وهزَرَاتٍ، وإنَّه لَمِهْزَر، وهذا كلُّه الذي يُغبَن في كلِّ شيءٍ، وأنشدنا4: 83- إِنْ لا تَدع هَزَراتٍ لسْتَ تاركَها ... تُخْلَعْ ثيابُك لا ضأنٌ ولا إبل

_ 1 بفتح القاف وكسرها. انظر التهذيب 3/ 286، والقاموس: قرثع. 2 العين 7/140. 3 زيادة من التركية والتونسية. 4 البيت في العين 4/ 13، والتهذيب 6/ 147، والمجمل 4/ 905، والمقاييس 6/ 53، والمحكم 4/ 161، وتهذيب الألفاظ ص 192.

باب أسماء الجماعات من الناس

الباب 34 بابُ أسماءِ الجماعاتِ من النَّاسِ أبو زيدٍ أو غيره: النَّفَرُ والرَّهْطُ: مادونَ العشرة من الرِّجال، والعُصْبَة: من العشرةِ إلى الأربعين، وقال أبو زيدٍ: والعِدْفَة: ما بينَ عشرة رجالٍ إلى الخمسين، وجمعُها: عِدَف، والزِّمْزِمَة من النَّاس: الخمسون ونحوها، والقَبِيلُ: الجماعةُ يكونون من الثلاثةِ فصاعداً من قَومٍ شتىَّ، وجمعُه: قُبُل، والقَبِيلةُ: بنو أبٍ واحدٍ. الأصمعيُّ: الزِّمْزِمَة والصمْصِمَة: الجماعةُ من النَّاس، ومثلُها: الصُّبَّة، والثُّبَة، والهَيْضَلة، والأزْفَلَة، والزَرَافَة1. أبو عمروٍ: العَمَاعِم: الجماعاتُ، واحدُها: عَمٌّ، والأكَارِيس: الأصْرام، واحدُ ها: كِرْس، وأكرَاس وأكاريس2. الكسائيُّ: الجَفَّة والضَّفَة والقِمَّة: جماعةُ القوم كلُّها. أبو زيد3: في الجَفَّة مثلَه4. قال: وكذلك الغَيْثَرة والأفُرَّةُ5: المختلطون، والرِّكْسُ: الكثيرُ من النَّاس.

_ 1 زاد في المطبوعة: قال أبو عبيد: الزَّرافة: العشرة. 2 انظر تهذيب اللغة 10/ 52، والمخصص 3/ 121. 3 النوادر ص 220. 4 بفتح الجيم وضمها. القاموس. 5 النوادر ص 137.

الأصمعيُّ: القَيْرَوان: الكثرةُ من النَّاس 1، ومعظَم الأمر. غيرُه: الكبَّة: جماعةُ النَّاس وقال أبو زُبيدٍ2: 84- وعاثَ في كُبَّةِ الوَعْواعِ والعيرِ يعني: الأسد، والوَعْوَاع: الصوت. [أبو عبيدٍ: القيروان: الموكب الضخم.] 3. [والقِبْص4: الجماعة الكثيرة] والزُجْلَة: الجماعة، والحَزِيقُ مثلُه، والنَّبُوح: الجماعة الكثيرة. قال الأخطل5: 85- إنَّ العرارةَ والنُّبوحَ لدارمٍ ... والمُستخف أخوهم الأثقالا والجِبِلُّ: النَّاس الكثير، والجُبُلُّ الجبْل، والعُبْر مثلُه، والعَدِيُّ: جماعةُ القوم، بلغةِ هُذيلٍ. قال مالكُ بنُ خالدٍ الخُناعي6 من بني خُناعةَ: 86- لما رأيتُ عدِيَّ القومِ يسلبُهم ... طَلْحُ الشَواجنِ والطَّرفاءُ والسَّلَمُ يعني: أنَّه يتعلَّق بثيابهم [والغَزيّ: الغُزاة] 7. [عن أبي عمرو8: القَنِيف والقَنِيبُ جميعاً: جماعاتُ النَّاس،

_ 1 قال ابن دريد: القيروان: الجماعة من الناس، فارسيُّ معرب. الجمهرة 2/ 412، والتعريب والمعرَّب ص 134. 2 عجز بيت في ديوانه ص 625، وصدره: [وصاحَ مَنْ صاحَ في الأجلاب وابتعثَت] 3 زيادة من المطبوعة. 4 بكسر القاف وفتحها. 5 ديوانه ص 250، وتقدَّم ص 110. 6 شرح أشعار الهذليين 1/ 460. الشواجن: جمع شاجنة، وهي مسيلُ الماء إلى الوادي. 7 زيادة من المطبوعة. 8 الجيم 3/ 96.

والقنيف: السَّحاب ذو الماء الكثير] 1، والثُّبَة: الجماعة، وجمعُها: ثبات وثُبُون، والكَراكِر: الجماعاتُ. [قال الفضل بن عباس اللهبي في الكراكر: وأفأنا السبي من كل حيٍّ ... وأقمنا كراكراً وكروشا] 2 أبو عمرو: الجُفُّ: الكثيرُ من النَّاس، وهو قولُ النَّابغةِ3: 87- في جُفِّ تَغلبَ واردي الأمرارِ ورواها أبو عبيدة: أفي جُفِّ ثَعلَبِ،. أراد: ثعلبةَ بنَ سعد. والجُفُّ في غيرِ هذا: شيء يُنقر من جذوعِ النَّخل 4، والزُّمْرَة: الجماعة،، والخَشْخَاش: الكثير. قال الكُميت5 88- في حَومةِ الفَيلقِ الجَأواءِإذْنزلَتْ ... قَيسٌ وهَيضلُها الخَشْخَاشُ إذ نزلوا [هيضلها خفضٌ ورفعٌ جميعا] 6

_ 1 ما بين [] ليس في التركية. 2 ما بين [] ، زيادة من المطبوعة. 3 عجز بيت في ديوانه ص 76، وصدره: [لا أعرفنَّك عارضاً لرماحِنا] 4 قال عليُّ بن حمزة: وليس كذلك، إنما الجُف وعاء الطلعة، وفي الحديث: "طُبَّ النبي صلَّى الله عليه [استدراك] وسلَّم فَجُعِل سحره في جفِّ طلعة ذكر". التنبيهات ص 198، والجمهرة 1/53. 5 البيت في التهذيب 6/547، والمخصص 3/122، وفي نسخة: [قَسْر] بدل: [قيس] . وهي رواية الديوان 2/ 22. والمعاني الكبير 2/ 964. وفي التركية حاشية في ورقة 23 ب: الفيلق: الكتيبة، والجأواء: التي عليها جَؤْوَةُ الحديد، والجَؤْوة: لون بين السواد والكدرة، ويكون أيضا بين السواد والحمرة في الإبل. يقال: بعير أجْيَأ، وناقة جَأوَاء، والهَيْضل: الجماعات، واحدها: هيضلة. وقَسْر: قبيلة من اليمن. ا. هـ. 6 زيادة من المطبوعة.

باب الفرق المختلفة من الناس ومن يطرأ عليك

الباب 35 بابُ الفِرَقِ المختلفةِ من النَّاسِ ومَنْ يَطرأ عليك أبو عمروٍ: الأكارِيسُ: الأصْرام من النَاس، واحدُها: كِرْس. أبو ز يدٍ: الشَّكَائِك: الفِرَق، واحدتُها: شَكِيكَة. الأصمعيُّ: الصَّتِيتُ: الفِرْقَةُ. يُقال: تركت بني فلانٍ صَتيتينِ، أيْ: فِرقتين. أبو زيدٍ مثلَهُ. الأصمعيُّ 1: يُقال: بها أوْزَاعٌ من النَّاس، وأوْبَاش من النَاس، وَأوْشَاب من الناس. وهم الضُّروب المُتَفرِّقون، والجُمَّاع مثلُه. قال أبو قيس بنُ الأسلتِ الأنصاريِّ السُّلمي2: 89- ثم تجلَّت ولنا غاية] 3 ... من بَينِ جمع غير جُمّاع والأشَايبُ: الأخْلاط، والواحد: أُشَابَة، [وهم الطَّارئة من النَّاس. قال النَّابغةُ 4: 90- وَثقْت له بالنَّصرِ إذ قيلَ قد غزَتْ ... قبائلُ من غسَّانَ غيرُ أشايب] 5

_ 1 ما اختلفت ألفاظه ورقة 5. 2 البيت في المفضليات ص 285. 3 زيادة من التونسية. 4 ديوانه ص 10. 5 زيادة من التركية.

باب غمار الناس ودهمائهم

الباب 36 بابُ غُمَارِ النَّاس ودَهْمائِهم الكسائيُّ: دخلتُ في غُمَارِ النَاس، وغَمَارِ النَّاس، وخُمَار النَّاس وخَمار الناس، وغَمْرَة النَّاس، وخَمَر الناس، أيْ: في جماعتهم وكثرتهم، [وفي دهماء النَّاس أيضاً مثله] 10 الأصمعيُّ: دخلت في ضفَّة النَّاس مثله. الأحمرُ: دخلنا في البَغْثَاء والبَرْشَاء، يعني: جماعة الناس.

_ 1 زيادة من الأسكوريال والتونسية. قلت: وقال الفرَّاء: وغثراء الناس ودهماؤهم: جماعتهم. المقصور والممدود ص 94.

باب جماعة أهل بيت الرجل وقبيلته

الباب 37 بابُ جماعةِ أهلِ بَيتِ الرَّجلِ وقبيلته أبو زيدٍ: يُقال: جاءَ فلانٌ في أُرْبيةٍ من قومِه، يعني: في أهلِ بيته وبني عمّه، وإلا تكونُ الأرْبيَّة مِنْ غيرِهم، والسَّامَّة: الخاصَّة. قال ابنُ الكلبي 1 عن أبيه2: الشَعْب أكثرُ من القبيلة، ثُمَّ القَبيلةُ، ثُمَّ العَمارة، ثُمَّ البطن، ثمَّ الفخذ.3 غيرُه: أُسْرَة الرَّجل: رَهْطُه الأدْنَون، وفَصيلَتُه نحوُ ذلك، وكذلك عِتْرَتُه، والحيُّ يُقال في ذلك كلِّه، والعَشِيرةُ تكونُ للقبيلةِ ولمَنْ أقربُ إليه من العشيرة، ولمَنْ دونهم.

_ 1 هو هشام بن محمد بن السائب، عالمٌ بالنسب وأخبار العرب وأيامها، توفي سنة 204 هـ. 2 محمد بن السائب توفي سنة 146 هـ. قال عنه الذهبي: شيعي متروك الحديث. 3 نقله الألوسي في روح المعاني 19/ 134، عن أبي عبيد.

باب الجماعة الطارئة من الناس والنازلة على غيرهم والعرفاء

الباب 38 بابُ الجَماعةِ الطَّارئةِ من النَّاسِ والنَّازلةِ على غيرِهم والعُرَفاء قال أبو زيدٍ: يُقال: أتتنا قَادِيةٌ من النَّاس، وهم أوَّل مَنْ يطرأُ عليك، وقد قَدَتْ تَقْدِي قَدْياً، وأتتنا طُحْمَةٌ من النَّاس، وطَحْمَة، وهم أكثرُ من القادية، وكذلك: طَحمةُ السَّيل وطُحمته مثلُه. عن أبي عمرو 1: أتتنا قَاذيةٌ من النَّاس بالذَّال2، وهم القليلُ، وجمعُها: قواذٍ. قال أبو عبيدٍ: والمحفوظ عندنا بالدَّال [غير معجمة] . أبو عمروٍ: الوَضِيمَةُ: القومُ ينزلون على القوم وهم قليلٌ، فَيُحسنون إليهم ويكرمونهم. أبو زيد: يُقال: عَرَفَ فلانٌ على قومِه يَعْرُف عليهم عِرافةً، من العريف، ونَقَبَ يَنْقُبُ نِقَابةً، من النَّقيب، ونَكَبَ عليهم يَنْكُب نِكَابَةً، وهو المَنْكِبُ. الفرَّاء: المَنْكِبُ: عَوْنُ العريف.

_ 1 الجيم 3/125، وقال عليُ بن حمزة: والذَّال أعلى وأشهر. التنبيهات صلى الله عليه وسلم 199. 2 حاشية في التركية ورقة 24أ: قال أبو عمر: أخبرنا ثعلب قال: سألتُ ابن الأعرابيَّ عنه، فقال: هذا تصحيف. القادية بالدَّال غير معجمة، وهم الجماعة الغرباء، فإذا كانوا جماعة يسألون فيهم الجدية. [استدراك]

باب القوم لا يجيبون السلطان من عزهم وخاصة الملك

الباب 39 بابُ القَوم لا يُجيبون السُّلطان من عزّهَم وخاصةً الملك أبو عمروٍ: القوم اللَّقاح: الذين لا يُعطون السُّلطان طاعةً، والدَّكَلَة: الذين لا يُجيبون السلطان [من عزّهم. يُقال: هم يتدكَّلُون على السلطان] 1، وقال: زَافِرةُ القوم: أنصارهم. الأصمعيُّ: النَّضَد: هم الأعمامُ والأخوال، الكسائيُّ: القَرابينُ: جلساءُ الملكِ وخاصَّتُه، واحدُهم: قَرْبان، ومثلُه: أحبَاء المَلك، والواحدُ: حَبَأٌ 2 مهموزٌ ومقصور. والخُلَّة: الصَّداقة. الأصمعيُّ: يُقال للقوم: إذا كثروا وعَزُّوا: هم رأسٌ. وهو قول عمرو بن كُلثومِ 3: 91- برأسٍ من بني جُشَمِ بنَِ بكرٍ ... ندق به السُّهولةَ والحُزونا

_ 1 ليس في الأسكوريال. 2 المقصور والممدود للفراء ص 51. 3 شرح المعلقات للنحاس 2/ 108، وشرح معلَّقة ابن كلثوم لابن كيسان ص 80.

باب القوم يجتمعون على الرجل

الباب 40 بابُ القَومِ يجتمعون على الرَّجل الأمويُّ: يُقال: هم يَحْفِشُون عليك، ويَحْلِبُون، أيْ: يجتمعون عليك. غيرُه: يُحْلِبُون وُيجْلِبُون. أبو عمروٍ: تألَّبوا عليك: تجمَّعوا عليك، وهو قولُ خُبيبِ بن عديّ 1: 92- لقد جمَّع الأحزاب حولي وألَّبوا ... قبائلَهم واستجمعوا كلَّ مَجْمعِ أي: جمَّعوهم. الفرَّاء: حشَكَ القوم، وتَحْتَرَشُوا، [واحترشوا] ، أيْ: حشدوا.

_ 1 صحابي جليل قتله المشركون وأصحابَه يوم الرَّجيع، وكانوا صلبوه فقال الأبيات، ومنها: إلى اللهِ أشكو غربتي ثم كربتي ... وما أرصدَ الأحزاب لي عند مصرعي وذلك في ذاتِ الإله وإنْ يشأ ... يباركْ على أوصالِ شلوٍ ممزَّعِ فواللهِ ما أرجو إذا متُّ مسلماً ... على أيِّ جنب كان في الله مصرعي والقصة مع الأبيات في الروض الآنف 227/3، والبيت الشاهد في المخصص3/145. قال ابن هشام: وبعضُ أهل العلمِ بالشعر يُنكرها له.

باب الشباب من الناس

الباب 41 بابُ الشَّبابِ من النَّاس أبو عمروٍ: الغَرَانِقةُ: الرِّجال الشَّباب. قال: وُيقال للشَّاب نفسِه: الغُرَانِق، برفع الغين، والعَبْعَب من الشباب: هو الشباب التام. أبو عبيدة: الغَيْسان: هو الشَّباب أيضاً. الفرَّاء: فإذا امتلأ شباباً قيل: غَطَى يَغْطِي غَطْياً وغُطيّاً. قال: وأنشدنا رجلٌ من بني قيس1: 93- يحملْنَ سِرْباً غَطا فيه الشَّبابُ معاً ... وأخطأَتْهُ عيون الجنّ والحسَدَه أبو زيادٍ الكلابيُّ: المُسْبَكِّر: هو الشَّباب المعتدل التَّام، والمُطْرَهمُّ مثلُه عن أبي زياد وقال ابنُ أحمر 2: 94- أُرجِّي شَباباً مُطْرَهِمّاً وصحَّةً ... وكيفَ رجاءُ المرءِ ما ليسَ لاقيا غيرُ هـ: الشَّارخ: الشَّباب، والجمع: شَرْخ 3. وأنشد أبو عبيدة لحسٌان

_ 1 [استدراك] البيت في التهذيب 8/ 166، والبارع ص 423، والمجمل 698، والمحكم 6/ 7 وفيه: والحسدُ. وهي الرواية الصحيحة، وهي رواية الأسكوريال. 2 ديوانه ص 169. 3 [استدراك] وهم أبو عبيد في هذا، فقد قال عنه ابن سيده: وقد أساء من وجهين: أحدهما: أنَّه ظنَّ الشَرخ في البيت جمعاً لشارخٍ الذي هو الصفة، وإنَّما الشَّرْخ في البيت تمام الشباب. تقول: هذا شاب حسنُ الشباب، وهذا شابٌ، والجمع: شبَّان وشباب. قال: وجمع شرخ: شروخ، والشارخ: الشاب. المخصص 1/38، والتنبيهات ص 199، والجمهرة 2/207. قلت: وقد تبعَ الأزهريُّ أبا عبيدٍ في وهمه هذا. انظر التهذيب 7/ 81.

ابنِ ثابتٍ رحمه الله 1: 95- إنَّ شَرْخ الشّبابِ والشعرَ الأ ... سودِ ما لم يُعاصَ كانَ جُنونا

_ 1 ديوانه ص 466، وأنشده أبو عبيدة في مجاز القرآن 1/ 258.

باب الأسنان وزيادة الناس فيها

الباب 42 بابُ الأسنانِ وزيادةِ النّاس فيها أبو زيدٍ: وذَّمْتَ على الخمسين، وذَرَّفت عليها، وأرميتَ عليها ورميت. الكسائيُّ: أرميتُ عليها ورميت وأرْديت، كلُّ هذا إذا زاد عليها، قال: فإنْ كان دنا لها ولم يبلغْها قال: زَنَأتُ للخمسين، وحَبوْتُ لها. أبو زيدٍ 1: وُيقال: زَاهَمْتُها مُزَاهَمةً مثلُها. الفرَّاء: فإنْ أراد أنَّها دنَتْ منه قال: قُدِعت 2 لي الخمسون، وأنشد 3: 96- ما يسألُ النَّاس عنْ سِنِّي، وقد قَدِعتْ ... لي أربعون، وطالَ الوِردُ والصَّدرُ

_ 1 النوادر ص 136. 2 قال الجرمي: رواه ثعلب قُدعت عن ابن الأعرابيِّ، بضم القافِ، وقال أبو الطيب: الأكثر في الرواية: قَدِعَتْ. قال ابن الأعرابي: قُدِعت أربعون، أي: أُمضيتُ. اللسان: قدع. وفي التركية ورقة 25 ب حاشية: قال أبو العلاء المعري: الذي أعرف قَدِعت بفتح القاف. ا. هـ. قلت: وكذا في الجيم 3/89. 3 البيت للمرَّار الفقعسي، وهو في التهذيب 1/208، واللسان: قدع، والجيم 3/ 130 وفيه: قُدِعَت.

باب كبر السن والهرم

الباب 43 بابُ كِبَرِ السِّنِّ والهَرَمِ قال الأمويُّ: يُقال للشَّيخ: إذا ولَّى وكَبِر: عَتا يَعْتُو عُتيّاً، وعَسَا يَعْسُو عُسيّاً، مثله. وكذلك: تَسَعْسَع وانْثَمَّ 1 انثماماً، فإذا كبِر وهَرِم فهو الهِفَوْف. الأصمعيُ: ومثلُه: شيخ جِلْحَابَة وجِلْحَاب، وعَشَمَةٌ. أبو عبيدة: مثلَه قال: وكذلك عَشَبَة. أبو عمرو: وكذلك القَحْر والقَهْب. الأحمرُ: ومثلُه الدِّرْدِح. الأصمعيّ: فإذا اضطرب من الكِبَر فهو مُنَوْدِل، أبو زيدٍ: فإذا لم يعقل من الكبر قيل: أفند، فهو مُفْنِد، وأُفْنِدَ فهو مُفْنَد، وأُهْتِرَ فهو مُهْتَر. الفرَّاء: تَقَعْوَسَ 2 الشَيخ: كَبِرَ، وتَقَعْوَس البيت: تهدَّم. غيرُه: العَلُّ: الكبير، واليَفَنُ: الكبير، والحَوْقل: الكبير، والقَشْعَمُ مثلُه. والذكاء السَنُّ. يُقال: ذَكى الرَّجلُ: إذا أسنَّ وبدَّن، الأشدُّ جمعٌ. قال أبو عبيدٍ: واحدُه: شَذ في القياس، ولم أسمعْ لها بواحدٍ. قال ابنُ الرِّقاع3: 97- قد ساد َوهو فتىً حتَّى إذا بلَغتْ ... أشدُّهُ وعَلا في الأمرِ واجتمعا

_ 1 في المخصص 1/43: اقثمَّ، وهو تصحيف. 2 حاشية في التركية 25 ب: الحامض: هذا الحرف بالشين المعجمة، عن أبي العباس وغيره، ورواه أبو عبيد بالسين: تقعوس، غير معجمة. 3 ليس في ديوانه جمع الشريف عبد الله الحسيني البركاتي. وهو في اللسان: شدَّ. والتهذيب 1/401، والمخصص 1/ 41.

باب الولد والغذاء

الباب 44 بابُ الوَلدِ والغِذَاءِ اليزيديُّ: يُقال للولدِ: ما حملَتْه أمُّه وُضْعاً، ولا وضعَته يَتْناً، ولا أرضعَتْه غَيْلاً، ولا أباتَتْه تَئِقاً، وُيقال: مَئِقاً، وهو أجودُ الكلام، فَالوُضع أنْ تحملَه على حَيضٍ، واليَتْنُ: أنْ تخرجَ رجلاه قبلَ يديه، والغَيْلُ أنْ تُرضعه على حَبَلٍ، والمَئِقُ من البكاء. أبو عبيدة: ما حملته أمُّه تُضْعاً، أرادوا الوُضع فقلبوا الواوَ تاءاً. الأصمعيُّ: عَذْلجتُ الولد، وغيرَه فهو مُعْذَلج: إذا كان حسنَ الغذاء. أبو عمروٍ: المُسَرْهَد مثلُه، الفرَّاء مثلهما جميعاً. قال: وكذلك المُسَرْعَف. أبو عمروٍ: الضَّنْءُ: الولد 1، قال: وقد يُقال: الضنْءُ بكسرِ الضاد أيضاً. الأُموي: عن أبي المفضَّل من بني سَلامةَ: الضَّنْءُ: الولد، والضِّنْءُ: الأصل. غيرُه: النَّجْل: الولد، وقد نَجَلَ به أبوه ونَجَله2. قال الأعشى3: 98- أنجبَ أيَّامَ وَالداهُ به ... إِذْ نجلاه فَنِعْمَ ما نجلا عن أبي عمرو: المَثْبِرُ: الموضع الذي تلدُ فيه المرأة من الأرض، وكذلك حيثُ تضعُ النَّاقة، وعنه 4 قال: يُقال: حملت به أمُّه سَهْواً، أيْ: على حيضٍ، وعن أبي عمروٍ: وضعَتِ المرأة تضَعُ وُضعاً وتُضْعاً، وهي وَاضِع.

_ 1 الجيم 2/202، والمقصور والممدود للفراء ص 75. 2 وهذا قول اليزيدي في كتابه: ما اتفق لفظه ص 17. 3 ديوانه ص 171. 4 الجيم 2/107.

باب الغذاء السييء للولد

الباب 45 بابُ الغِذَاءِ السَّييءِ للولدِ قال الكسائيُّ: السَّغِلُ والوَغِلُ: السَّيئُ الغذاء، ومثلُه: الجَحِنُ والجَدِعُ، وقد أجْدَعْتُه أجحَنته. الأصمعيُّ في المُجْحَن مثله. قال: والمُوْدَن: الذي يُولد ضَاوياً، والمُقَرْقَم: البطيءُ الشَّباب. قال الرَّاجزُ1: 99- أشكو إلى اللهِ عيالا ًدرْدَقاً ... مُقَرْقَمين وعجوزاً شَمْلَقا وهي السَّيئة الخُلق. أبو زيدٍ: الجَحِن: البطيء الشَّباب، وقد جَحِنَ جَحَناً. غيرُه: المُحْثَل: السيئُ الغذاء.

_ 1 البيت في التهذيب 9/419، والمخصص 1/ 29، وأمالي القالي 2/ 250. الدردق: الصغار. ويقال للعجوز: سملق وشملق، نقله الأزهري عن أبي عمرو. [استدراك] وأنكر علي بن حمزة في التنبيهات ص 200 رواية الشين. والبكري في السمط ص 873.

باب أسنان الأولاد

الباب 46 بابُ أسنانِ الأوْلادِ الكسائيُّ: يُقال: قد أيْفَعَ الغلام، وهو يَافع. قال أبو عبيدٍ: هذا الحرف على غيرِ القياس1، وكان القياس [أن تقول] : مُوْفِع، وجمعُه: أيْفَاع، وُيقال: غلامٌ يَفَعة، والجمعُ مثلُ الواحد على غير قياس أيضاً. غيرُه: الحَزوَّر مثلُه، وكذلك المتَرَعْرِع. أبو زيدٍ: فإذا سقطت رواضعُ الصبيِّ قيل: ثُغِرَ، فهو مَثْغُور، فإذا نبتَتْ أسنانهُ قيل: اثَّغَر واتَّغَر، الأصمعيُّ مثلَه. عن أبي عمروٍ2: هذا صَوْغُ هذا: إذا كان على قَدْره، وهذا سَوْغُ هذا: إذا وُلد بعده على إثرِه. غيرُ واحدٍ: وهذا سَيْغُ هذا، مثلُ السَّوْغ.

_ 1 وسيأتي الكلام عليه ص 471. في الحاشية. 2 الجيم 2/173.

باب أسماء أول ولد الرجل وآخرهم

الباب47 بابُ أسماءِ أوَّلَ ولدِ الرَّجل وآخرِهم الكسائيُّ: يُقال: هذا بِكْرُ أبويه، وهو أوَّل ولدٍ يُولَدُ لهما، وكذلك الجارية بغيرِ هاءٍ مثلُ الذَّكر، والجمعُ منهما: أبكار، وعِجْزَةُ ولدِ أبويه: آخرهم، وكذلك كِبْرَة ولدِ أبويه، والمذكَّر والمؤنَث في ذلك سواءٌ بالهاء، والجمعُ مثلُ الواحدِ أيضاً. أبو زيدٍ1: في العِجْزَة مثله. قال: ومثلُه نُضَاضَةُ ولدِ أبيهِ، ونضاضَة الماء وغُبْرُه: آخرُه وبقيَّتُه. [والزُّكْمَةُ: آخر ولدِ الرَّجل، بالهاء والميم] 2. الكسائيُّ: فإذا كان أقعدَهم في النَّسب قيل: هو كُبْرُ قومِه، وإِكْبِرَّة قومه 3 مثلُ: إِفْعِلَّة، والمرأةُ في ذلك كالرَّجل.

_ 1 النوادر ص 97. ونقل هذا الباب السُّيوطي في المزهر 2/218. 2 زيادة من الأسكوريال. 3 النوادر ص 97، والمخصص 1/ 30.

باب أسماء ولد الرجل في الشباب والكبر

الباب 48 بابُ أسماءِ وَلدِ الرَّجُلِ في الشَّبابِ والكِبَرِ أبو زيدٍ1: أصَافَ الرَّجل فهو مُصِيف: إِذا وُلدَ له بعد الكِبَر، وولده صَيفيّون، وأربعَ فهو مُرْبع: إذا ولد له في الشَّباب، وولدُه رِبْعِيُّون، وأنشدنا غيرُه2: 99- إنَّ بنيّ صِبْيَةٌ صيفيُّون ... أفلحَ مَنْ كان له رِبعيُّون

_ 1 النوادر ص 87، وما اختلفت ألفاظه للأصمعي ورقة 4أ. 2 الرَّجز لأكثم بن صيفي. وهو في النوادر ص 87، والاشتقاق ص 69، وحدائق الأدب 1/ 315 ونوادر أبي مسحل 1/ 300 وإصلاح المنطق ص 262. وقيل: هو لسعد بن مالك.

باب أسماء ما يخرج مع الولد

الباب 49 بابُ أسماءِ ما يَخرجُ مع الوَلدِ أبو زيدٍ: السَّلى مقصور، وهو الجِلْدة التي يكونُ فيها الولد، والغِرْس: الذي يخرجُ مع الولد كأنَّه مُخاط، وجمعُه: أغْراس، والحِوَلاء ممدودٌ: الماءُ الذي يكون في السَّلَى. الأصمعيُّ: السَّابياءُ: الماءُ الذي يكونُ على رأس الولد. الأحمرُ: هو السَّابياء والحِوَلاء والصَّاءَة مثل الصَّاعة 1 ممدودٌ، وال! خْد. قال: ومنه قيل: رجل مُسَخَّد: إذا كان ثقيلاً من مرضٍ أو غيره، لأنَّ السًّخْد ماءٌ ثخينٌ يخرجُ مع الولد. عن أبي عمروٍ: والفَقْء مهموزٌ: هو السَّابياء بعينه. قال: والذي يخرجُ على رأس الصبيِّ هو الشُهُود، واحدُها: شَاهد، وأنشدنا للهُذليِّ2: 101- فجاءَتْ بمثلِ السابريّ تَعجَّبُوا ... له والثَّرى ما جفَّ عنه شُهودُها وهي الأغراس.

_ 1 هكذا في المخطوطات. لكن نقله الأزهري عنه قال: بوزن الصَّعاة. انظر تهذيب اللغة 12/264. واعترض على أبي عبيد فْي هذا عليُّ بن حمزة، فقال: وهذا فاسد، وإنَّما الصواب: الصاءة بوزن الصاعة. التنبيهات ص 201. 2 حاشية من التركية: قوله: الهذلي، وهمّ، وهذا البيت لحميد بن ثور الهلالي يصف ناقةً [استدراك] نُتجت. والبيت في ديوانه ص 75.

باب النسب

الباب 50 بابُ النَّسب الكسائيُّ: هو ابنُ عمه دِنْيا مقصورٌ [غير مُنوَّن] ، ودِنْيَة، وقُصْرةً ومَقْصُورةً، وقال الكسائيُّ: في دنيا منوَّن وغيرُ مُنوَّن. كلُّ هذا إذا كان ابن عمه لَحَّاً1. أبو الجرَّاح: فإنْ لم يكن لَحَّاً، وكان رجلاً من العشيرة قال: هو ابنُ عمِّ الكلالةِ، وابنُ عمٍ كلالةٌ، وابن عمي كلالةً. غيرهُ: ابنُ عمٍ لَحٌ بالضم في النكرة، وابن عمّي لَحّاً في المعرفة 2، وكذلك المؤنّث والاثنان والجمع بمنزلة الرَّجل الواحد. غيرُ واحدٍ: هو عربي مَحْض وامرأةٌ عربيَّةٌ مَحضٌ، ومَحْضَة، وبَحْتٌ وبَحْتَةٌ، وقَلْبٌ وقَلْبَةٌ، وإنْ شئتَ ثَنَّيت وجمعت، وتقولُ: هو مُصَاصُ قومِه إذا كانَ خالصَهم، وكذلك الإِثنان والجميع، وعبدٌ قِنُّ، وكذلك الإِثنان والجميع، والأمَةُ كذلك، تقولُ: أمَةٌ قِنٌّ.

_ 1 في القاموس: وهو ابنُ عمي لحَّاً، وابنُ عم لح: لاصقُ النَّسبِ. 2 انظر الأمثال لأبي عكرمة الضبي ص 94.

باب النسب في الأمهات والآباء وغيرهم

الباب 51 بابُ النَّسبِ في الأمَّهاتِ والآباء وغيرهم اليزيدي: ما كُنتِ أُمّاً، ولقد أمِمْتِ أمومةً، وما كنتَ أباً، ولقد أَبيتَ أُبوَّةً، وما كنت أخاً، ولقد تأخَّيتُ، وآخيتُ 1 مثل فاعلت، وما كنتِ أمَةً، ولقد أميتِ وتأمَّيتِ أموَّة، وما كنتِ أُمَّاً، ولقد أممت وما كنتِ أَمَةً، ولقد أموتِ. الكسائيًّ: يقال: استعمَّ الرَّجل عَمّاً: إذا اتَّخذَ عمَّاً. أبو زيدٍ2: تعمَّمْتُ الرَّجل: دعوته عمَّاً، [وقال بعضهم: ما كنتَ أباً، ولقد أبوتَ، وما كنتَ أخاً، ولقد أخوتَ، وما كنت عمَّاً، ولقد عممتَ، ويقال: تأخَّيتُ أخاً، وتوخيتُ؛ لأنك تقول: آخيتُ وواخيتُ، وآكلتُ وواكلتُ، وآسيتُ وواسيت، ويقال: تأبَّيتُ أباً، وتأمَّمت أمّاً، وتأمَّيت أَمةً، وتعمَّمتُ عمَّاً، وتخوَّلت خالاً] 3. قال: والرَّبيبُ: ابن امرأةِ الرجل. قال معنُ بنُ أوسٍ المُزنيّ يذكُر امرأته وذكر أرضاً له فقال4

_ 1 قال في البطليوسيّ: روى سلمةُ عن الفراء أممْتِ وأبوتَ بالفتح في الأب والأم، وكذلك أموت في الأمة، وأخوت في الأخ، وعممتَ في العمِّ. كلُُّها بالفتح. الاقتضاب 183. وصوب هذه الرواية علي بن حمزة في التنبيهات ص201. 2 النوادر ص 261. 3 ما بين [] زيادة من التونسية، وفي التركية ورقة28 أقال: في حاشية الأصل: في رواية المهلبي زيادة: وذكرها. 4 معن بن أوس شاعر مُجيد من مخضرمي الجاهلية والإسلام، وفد على عمر مستعيناً به على أمره، وكان رضيع عبد الله بن الزبير. انظر معجم الشعراء ص 399، والإصابة 3/499. والبيت في التهذيب 15/ 181، واللسان: ربب، وغريب الحديث لأبي عبيد 4/ 241، ومعانى القرآن للفراء2/ 178

102- إنَّ لها جارين لن يَغدِرا بها ... ربيبُ النبيِّ وابنُ خير الخلائفِ يعني: عمر بن أبي سلمة، وهو ابن أمّ سلمة زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم، وعاصم ابن عمر بن الخطاب. قال: والرَّابُّ: هو زوج الأمّ. ويروى عن مجاهد أنَّه كره أن يتزوَّج الرجل امرأةَ رابّه1.

_ 1 أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث 4/420 عن يحيى بن سعيد عن سيف بن سليمان عن مجاهد.

باب النسب في المماليك

الباب 52 بابُ النَّسبِ في المماليكِ الأمويُّ: الهَجِينُ: الذي ولدته أمَة، فإنْ ولدته أمَتان أو ثلاثٌ فهو المُكرْكَس، فإنْ أحدقَتْ به الإماءُ من كلِّ وجه فهو مَحْيُوس، وذلك لأنَّه يُشبَّه بالحَيْس. [الحيسُ: التمرُ والسَّمن والأقِط] 1 وهو يُخْلَط خَلْطاً شديداً. عن الكسائيِّ: العبدُ القِنُّ: هو الذي مُلك هو وأبواه ويقال: هذا عبدُ مَمْلَكَةٍ ومَملُكة جميعاً: الذي يُسبر ولم يُملَك أبواه. [والفَلَنْقَسُ: الذي أبوه مولىً، وأمُّه عربيَّةٌ] 2.

_ 1 زيادة من الظاهرية. 2 زيادة من المطبوعة. وانظر الجيم 3/ 407.

باب أسماء القرابة في النسب والادعاء

الباب 53 بابُ أسماءِ القَرابةِ في النَّسبِ والادِّعاءِ أبو زيدٍ: يُقال: لي فيهم حَوْبةٌ: إذا كانت قرابةٌ من قِبَل الأُمَّ، وكذلك كلُّ ذي رَحمٍ مَحْرَمٍ، وُيقال: بينهم شُبْكَةُ نَسبِ. الفرَّاء: رجل مُخَضْرَم الحَسب، وهو الدَّعِيِّ، ولحمٌ مُخَضْرَم: لا يُدرىَ أمنْ ذكرٍ هو أمْ من أنثى. غيرُه: يُقال: فلان مُصْهِرٌ بنا وهو من القرابة. قال زُهيرٌ1: 103- قَوْدُ الجيادِ وأصهارُ الملوكِ وصُبْـ ... ـرٌ في مواطنَ لو كانوا بها سئموا والإلُّ: القَرابةُ. قال حسَّان بنُ ثابتٍ 2: 104- لعمرُكَ إِنَّ إِلَّك في قريشٍ ... كإلِّ السقْبِ من رَألِ النَّعام غيرُه: الوَاشِجة: الرَّحم المُشتبكة المُتَّصلة. الفرَّاءُ: لي منه خوَابٌ، واحدُها: خابّ، وهي القَرابة والصِهر، والأواصرُ: القرابات، واحدها: آصرَة مثال فاعلة. عن أبي عبيدة: السُّهْمَة: القرابة والحط 3. [قال عبيدُ بنُ الأبرص 4: 105- قد يُوصَلُ النَّازحُ النَّائي وقد ... يُقطَعُ ذو السُّهمةِ القريبُ] 5

_ 1 ديوانه ص 94. 2 ديوانه ص 460. السقب: ولد الناقة ساعة يولد، والرَّأل: ولد النَّعامة. 3 زيادة من المطبوعة: [يعني بالحظَّ: الوراثة.] . 4 ديوانه ص 26. 5 ما بين [] زيادة من الأسكوريال.

باب النسبة

الباب 54 بابُ النِّسبَةِ الكسائيُّ: يُنسب إلى طُهيَّة طَهْوِيّ، وطُهَوِيّ وطُهْوِي 1، وإلى غَزيَّة غَزَويّ، وإلى ماهٍ مائيّ وماهي. وإلى ماءٍ مائيّ وماويّ، وإلى البَدْو والبادية جميعاً: بَدوِيُّ، وإلى الغَزْوِ غَزَويُّ مثلُه، وإلى عظمِ الرأس: رُؤَاسي، وإلى عظم العَضُدِ عُضَاديّ وعَضَاديّ، وإلى لَحْي الإِنسان لَحَوِيٌّ، وإلى موسى وعيسى وما أشبههما ممَّا فيه الياء زائدة: مُوسيٌ وعيسيٌ، وإلى مُعلَّى مُعَلّويّ، لأنَّ الياء فيه أصلية، وحكى اليزيديُّ عن أبي عمروٍ بن العلاء يُنسب إلى كِسرى- وكان يقولُه: بكسر الكاف- كِسْريُ وَكِسْرَويٌ. الأمويُّ: كِسْريّ بالكسر أيضاً، وقال اليزيديُّ 2: سألني والكسائي المهديُّ عن النسبة إلى البحرين، وإلى حِصْنَيْن لمَ قالوا: حِصْنِيّ وبحراني؟. فقال الكسائيُّ: كرهوا أنْ يقول: حِصناني لاجتماع النونين. قال: وقلتُ أنا: كرهوا أنْ يقولوا: بحريٌّ، فيشبه النسبة إلى البحر. وقال اليزيديُّ: يُنسب إلى رياء ريائيّ، لأنَّه ممدود، وما كان من هذا مقصوراً نُسب إليه بالواو، وإلى رِبا رِبوَيّ، وإلى زِنا زِنويّ، والى قَفا قَفويّ. وقال اليزيديُّ عن أبي عمرو ابن العلاء: يُنسب إلى أخٍ أَخويّ، وإلى أُخت أُخَويّ، والى ابنٍ بَنَوِيّ، وإلى بنتٍ بَنَوِيّ مثله أيضاً، وكذلك إلى بُنيَّات الطريق مثله بَنويّ،

_ 1 انظر الأنساب للسمعاني 4/ 89. فقد ذكره عن أبي علي الغساني عن الغريب المصنف. 2 هو أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي. انظر ترجمته في إنباه الرواة 4/ 31. والمناظرة في أمالي الزجاجي ص 59، ومجالس العلماء ص 288. وانظر الروض الأنف 2/ 128.

وإلى العاليةِ عالية الحجاز عُلْوِيُّ، والى الأرض السهلة سَهليِّ، وإلى عشيَّة عَشَويِّ. والى غُدوةَ وبُكْرَة غُدْويّ وبُكْريّ 1، والى سية القوس سِيَوِي. الأحمرُ: يُنسب إلى أبٍ أَبويّ، والى ابنٍ بَنويّ، لأنَّ أصله بناً. قال: وأنسبُ إلى القصيدة التي قوَافيها على الياء ياويّة، وكذلك تاويّة إذا كانت قافيتها على التَّاء، فإنْ كانت قافيتها "ما"2 قلت: ماوَّية. قال: وإنْ كان الثوبُ طولُه أحد عشرَ ذراعاً وما زاد على ذلك لم أنسبه إليه، كقول مَنْ يقول: أحَد عشريّ بالياء، ولكنْ يُقال: طوله أحد عشر ذراعاً، وكذلك إذا كان طولُه عشرين ذراعاً فصاعداً مثله. أبو عبيدة: يُنسب إلى الشَّاء شاويّ. غيرُه: يُنسب إلى بني لِحيةَ لِحَويّ، وإلى ذروة ذرَوِيّ، والى أعمى وأعشى أعمويّ وأعشويّ.

_ 1 زيادة من المطبوعة: وإلى أمسي إمسي بالكسر. 2 في الأسكوريال: هاءاً قلت: هاويّة.

باب نزع شبه الولد إلى أبيه والصحة في النسب

الباب 55 بابُ نَزْعَ شَبِهِ الولدِ إلى أبيهِ والصحَّة في النَّسبِ أبو زيدٍ 1: يُقال: تَقيَّل فلانٌ أباه، وتقيَّضه، وتصيَّره تصيُّراً، وتقيُّلاً، وتقيُّضاً. كلُّ هذا إذا نزعَ إليه في الشَّبه، [قال أبو الحسين: وحكى لنا أبو بكر العبديّ عن خلف الأحمر: يقال: تأسَّن أباه تأسُّناً، وفيه آسانٌ من أبيه، أي مشابه] 2 وبقال: فلان مُصَاص قومه: إذا كانَ أخلصهم نَسباً، واللُّباب مثله، [والصُّيَابة نحوه. قال ذو الرُّمة] 3: 106- ومُستَشْحجَاتٍ بالفراقِ كأنها ... مَثاكيلُ من صُيَّابةِ النًّوبِ نُوَّحُ [تمَّ الجزءُ الأوَّل بحمدِ الله] 4

_ 1 النوادر ص 134 والأمثال ص 145. 2 ما بين [] زيادة من المطبوعة. 3 ديوانه ص 116. وفي الترِكية حاشية: مُسْتَشحَجات بفتح الحاء، يعني الغربان استشحجت فشحجَتْ، والشَحيجُ: صوت الغراب، استعارة، اهـ. 4 زيادة من الأسكوريال.

كتاب النساء

بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً كتابُ النِّساء الباب 56: باب نعوتُ النساء في أسنانهنَّ قال أبو عبيد: الكاعِبُ: التي قد كعَّبَ ثديُها [وكعَبَ، من قال: كعَّبَ قال: مُكعَّب] 1 فإذا نَهَد فهي نَاهِد، فإذا أدركتْ فهي مُعْصِر. قال الشاعر2: 107-[ينحلُّ من غلمتِها إزارها] 3 قد أعصرتْ أو قد دنا إعصارُها والثًّدِيُّ الفَوالكُ دون النواهد، والغِرَّة: الحَدثةُ السنِّ التي لم تُجرّبِ الأمور، وُيقال أيضاً: غِرٌّ.

_ 1 زيادة من التونسية. 2 الرجز لمنظور بن مرثد الأسدي. وهو في التهَّذيب 2/17, والجمهرة 2/739, وسمط اللآلئ 684, والمذكر والمؤنث ص515، وشرح الحماسة 4/13 3 زيادة من التونسية.

قال الأعشى1: 108- إنَّ الفتاةَ صغيرةٌ غِرٌّ فلا يُسرى بها وقال الكسائيُ: "المُعْصِر: التي قد راهقت العشرين، والعانس فوقها". الفرّاء: "المُسْلِفُ: التي قد بلغت خمساً وأربعين، أو نحوها"، وأنشدنا2: 109- فيها ثلاث كالدُّمى وكاعب ومسلِفُ غيرُه: النصَفُ نحو المُسْلف.

_ 1 ديوانه ص 17. زاد في مطبوعة تونس بعد البيت: [أي: لا يذهب بها ليلاً] . 2 لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص252.

باب: نعوت النساء وما يستحسن منهن

الباب 57: باب نُعوتِ النساء وما يُستحسنُ منهنَّ قال أبو عبيد: سمعتُ الأصمعيَّ يقول: "الخَوْدُ من النساء: الحسنَةُ الخَلْق. وقال أبو زيد: جمعُ خَوْد: خُوْد". الأصمعيُّ: المُبتَّلةُ: التي لم يركبْ لحمُها بعضه بعضاً، والمَمْكُورة: المَطْويَّةَ الخَلْق، والخَرْعَبة: اللَّيِّنة القصب الطويلة، والبخنْداةُ والخَبَنداةُ جميعاً: التامَّة القَصَب. والخَدَلَّجة: المُمتلئةُ الذَراعين والسَّاقين، والهِرْكَوْلة: العظيمةُ الوَرِكين، والرَّادَح: الثَّقيلة العجيزة. والرَّضْراضَة: الكثيرة اللحم، والبَضَّة: الرَّقيقة الجلد إنْ كانت أدماءَ أو بيضاء، والرُّعْبُوبَة: البيضاء، والهيفَاء: الضامرة البطن، ومثلُها القبَّاء1، والخُمْصَانة والمُبَطَّنة، والأُمْلود: النّاعمة اللينة، والغادةُ: النَّاعمة اللَّينة، ومثلُها: الخَرِيع، وهو مأخوذ من النَّبت الخِرْوع، وهو كلًّ نبتٍ لين، والسُّرْعُوفَة. النَّاعمة الطويلة، وكل شيءٍ خفيف أيضاً فهوَ سُرْعُوف، وأنشدنا2: 110- سَرْعَفْتُه ما شئت من سِرْعافِ والمُرْمُورة التي ترتجُّ، وهي المَرْمَارة أيضاً والأناةُ: التي فيها فتور عند القيام، والوَهْنَانة نحو ذلك. والعُطْبُولة: الطَّويلة العنق، وكذلك العُطْبُول، ومثلها العَيْطاء

_ 1 ما اختلفت ألفاظه ورقة 3 أ. 2 الرجز للعجاج في ديوانه ص 110، وفي المخصص 3/158, وفي العين 4/121,والبارع ص 214: [سرهفته ما شئت من سرهاف] .

والعَنْقَاء، والطَّفْلة: النَّاعمة الرَّخصة وكذلك البَنان الطَّفْلُ، والطَّفْلَة: الحديثةُ السِّنِّ، والذَّكَرُ: طِفْل، والضمْعَج: التي قد تمَّ خَلْقها, واستوثجت1 نحواً من التمام، وأنشدنا2: 111- ياربَّ بيضاءَ ضحوكَ ضمْعَجِ وكذلك البعيرُ والفَرس. قال: والمَمْسُودة: المَطْوِيَّة المَمْشُوقة، وأنشدنا 3 [يصف فرساً] 4: 112- يمسد أعلى لحمه ويأْرِمه أي: يشدّه. والخَرِيع أيضاً: التي تتثنَّى من اللِّين، وأنكر [الأصمعي] أن تكون الفاجرة، وأنشدنا لعتيبة بن مرداس5: 113- تكفُّ شبا الأنيابِ عنها بِمشفَرٍ خَريعٍ كسبتِ الأحوريِّ المُخصَّر وقال: والأحوريُّ: الأبيض الناعم، والرَّقْرَاقة: التي كأنَّ الماء يجري في وجهها، والبَرَهْرَهَة: التي كأنًها تُرعَد من الرُّطوبة.

_ 1 أي: ضخمت وتمَّت. 2 الشطر في التهذيب 3/310، والمخصَّص 3/159، واللسان: ضمعج، وديوان الأدب2/24، ونظام الغريب ص 68. قلت: وفي المزهر 2/210، صمغج بالغين، وهو تصحيف. وبعده كما في تهذيب الألفاظ ص 315: تبسَّم عن ذي أشرٍ مفلَّج 3 الرجز لرؤبة بن العجاج في ديوانه ص 186, وديوان الأدب 2/106، واللسان: مسد. 4 زيادة من التونسية. وفي اللسان: يصف راعياً جادت له الإبل باللبن. 5 يعرف بابن فسوة، مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، وهو شاعر مقل, شهد حنيناً مع المشركين. انظر الأغاني 19/143، والإصابة 3/103. والبيت من قصيدةٍ له في الاختيارين ص 381، والمخصص 3/158, وتهذيب الألفاظ ص208.

أبو زيدٍ: الرَّأدةُ والرَّؤودَة على فَعُولةٍ، كل هذا السَّريعة الشَباب مع حُسنِ غِذاء، وقال: [يقال] : امرأة ذَعور: وهي التي تُذعَر [من كل شيء] . قال: وأنشدني رجلٌ من بني تميم1: 114- تنولُ بمعروفِ الحديثِ وإنْ تُرِدْ سوى ذاك تُذْعَرْ منك وهي ذَعُورُ غيرُه: العَبْهَرَةُ: العظيمة، والعُطْبُول: الطويلة العُنق، والغَيْلَم: المرأةُ الحسناء. قال البريق الهُذليُّ2 يصف رجلاً: 115-[من المُدَّعين إذا نُوكِروا] 3 تُنيف إلى صَوتهِ الغَيْلَم والعَيْطَموس: الحسنَةُ الطويلة، والعَيْطَاء والعَيْطَل والعُطْبُول والعَنَطْنَطَة: كلُّ هذا من الطُّول. واللُّبَاخيَّةُ: العظيمة، والرِّبلة: الكثيرةُ اللحم، والغَيْداء: المُتثنِّية من اللِّين. الفراء: المُتَربِّلَة أيضاً: الكثيرة اللحَم، وقد تَربَّلت.

_ 1 البيت في أساس البلاغة:ذعر؛ واللسان: ذعر؛ وديوان الأدب 1/391, والمقاييس 2/355 وهو لمبذول الغنوي, وقيل للقلاخ المنقري. سمط اللآلئ ص 825. 2 شرح أشعار الهذليين 2/752, وقوله: تنيف: تشرف. 3 ما بين [] زيادة من التونسية.

باب: نعوت النساء في أخلاقهن وما يستحب منها

الباب 58: بابُ نعوتِ النِّساءِ في أخلاقهنَّ وما يُستَحبُّ منها قال أبو عبيد. قال أبو علقمة الثقفيُّ: البَهْنَانة: الطَّيبة الرِّيح. قال الأصمعيُ: هي الضَّحَّاكة، والخَفِرة. هي الحَيِّيَة، والخَريدة مثلُها [وكذلك الخريد بلا هاءٍ] 1 أبو عمروٍ في الخَرِيدَة والخَرِيد مثله. قال الأصمعيُّ: القَتِينُ: القليلة الطَّعْم2. الأمويُ. الرَّشُوف: المرأةُ الطيِّبة ريحَ الفم، والأنُوف: الطَّيَّبة ريح الأنف، والمشْفُوعةُ3: التي قد أصابتها شُفْعة، وهي العين. الأصمعيُّ. السِّمْسَامة: الخفيفةُ اللطيفةُ، والضَّهياء: التي لا تحيضُ. قال الكسائيُّ مثلَه، وجمعُها: ضُهْيٌ مثال: عُمْي، والذّراع: الخفيفةُ اليدين بالغَزْل. غيرُه. الشَمُوع: اللَّعُوب الضَّحُوك، والعَرُوب: المُتحبِّبة إلى زوجها، ويُقال في العَربَة مثلها، والنَّوار: النَّفُور من الرَّيبة، وجمعُها: نُوْر.

_ 1 زيادة من التونسية. 2 في التونسية والتُّركية: القليلة اللحم, 3 حاشية من التُّركية ورقة 31 ب: الحامض:كذا رواه أبو عبيد مشفوعة, معجمةً, والصّواب بالسّين. أبو نصر عن الأصمعيّ: المسفوعة: الَّتي قد أصابتها سفعة, بالسِّين غير معجمة.

باب: نعوت ما يكره من خلق النساء وخلقهن

الباب 59: بابُ نُعوتِ ما يُكْرَهُ من خَلْق النَساء ِوخُلُقِهنَّ الأصمعيُّ: العِفْضَاج. الضَخْمةُ البطنِ المُسترخيةُ اللَحم. غيره- المُفاضة مثلُها. أبو زيدٍ1: العَرَكْرَكَة مثال فَعَلْعَلَة: الكثيرةُ اللَّحم. الرَّسْحَاءُ: القبيحةُ. الأمويُّ. العَضَنَّكةُ. الكثيرةُ اللَّحم المضطربته. أبو عمرو. المِزْلاج: الرَّسْحَاء. [وامرأة فَلْحَسٌ وعَصُوبٌ، أي: رسحاء] 2. الأصمعيُّ: ومثلها الرَّصْعَاء والزَّلاّء. قال: والجَدَّاءُ: الصغيرة الثَّدي، والقَفِرَةُ: القليلةُ اللَّحم، والعشَّة مثلُها، والعِنِْفص: البَذيَّةُ القَليلةُ الحياء، والجَلِعَة3: التي قد ألقت عنها [قناع] الحياء، والمَجعَة4: التي تكلَّم بالفحش، والاسم منها: الجَلاعة والمَجَاعة، والقُنبُضَة: القصيرة، والجَعْبَريَّة مثلُها، وأنشدنا للعجَّاج5:

_ 1 النوادر ص 179, التَّهذيب:1/306. 2 ما بين [] زيادة من التونسية. 3 ما اختلفت ألفاظه ورقة 2 ب. 4 الجيم 3/240, وما اختلفت ألفاظه ورقة 2ب. 5 وهم أبو عبيدٍ في نسبته للعجاج, والصَّحيح أنَّ الرَّجز لرؤبة في ديوانه ص 121,من قصيدة يمدح بها سليمان بن علي, ومطلعها: عرفتُ بالنَّصريَّة المنازلا قفراً وكانت منهم مآهلا

116- يُمسين من قَسِّ الأذى غوافلا لا جعبريَّات ولا طهاملا القَسُّ: تَتبُّع الشَّيء وتَطلُّبه. يُقال: قسَستُ أقُسُّ [قساً] . الأمَويُّ: البُهْصُلَة: القصيرة، والرَّصُوف: الصَغيرةُ الفَرْج، [1والمَمْصُوصة: المهزولة عن داءٍ مخامرها، ومثله: المَهْلُوسة، وامرأة تابَّةٌ كبيرة، ورجل تابٌّ، ومنهنَّ: الناحلة، ورجلٌ ناحل من مرضٍ أو سفرٍ، والمُتخدِّدة2، ورجلٌ مُتَخدِّد] . والعِنْفِصَة: القصيرة المختالة. الأصمعيُّ: المُتلاحمة: الضيقة الملاقي، وهي مآزم الفَرْج، والمَأْسُوكة: التي أخطأت خافضتها فأصابتْ غيرَ موضع الخفض، ومثلُها من الرِّجال: المَكْمُور: إذا أصاب الخاتنُ كَمَرَتَهُ. الأحمرُ: الشَريمُ: المُفضاة، وأنشدنا3: 117- يومُ أديم بقَّةَ الشَّريم أفضلُ مِنْ يومِ احلِقي وقُومي بقَّة: اسم امرأة. أراد: الشدَّة. غيرُه: المُفَاضةُ مثلُ العِفْضَاج. أبو عمروُ: المِنْداص: الخفيفة الطَّياشة. قال: والمَدْشَاء: التي لا لحم على يديها4، والمَصْوَاء: التي لا لحم على فخذيها. الكسائيُ: والجَأْنَب: الغليظة الخَلْق. الأصمعيُ: الكَرْوَاء: الدَّقيقة السَّاقين.

_ 1 زيادة من التّركية والظَّاهرية. 2 المتخدِّدة: المهزولة قليلة اللحم. 3 البيت في التَّهذيب 11/362, والمخصص 4/12, والأساس واللسان: شرم. وهذا مثلٌ تضربه العرب, فتقول: لقيتُ منه يوم احلقي وقومي, أي: الشِّدَّة, وأصله أن يموتَ زوج المرأة فتحلق شعرها, وتقوم مع النَّوائح. 4 قال عليُّ بن حمزة في التَّنبيهات ص202: "والَّذي قاله أبو عمرو: المدشاء: سريعة أوب اليدين, وإنَّما المدشاء في قول غيره:القليلة لحم الذِّراعين".

أبو زيدٍ: الرَّادة غيرُ مهموز1: الطَّوَّافة في بُيوتِ جاراتها، وقد رَادت تَرُود رَوَداناً. أبو عمرو2: النَّكِعة: الحمراء اللَّون، والنَّكُوع: القصيرة، وجمعُها: نُكُع. قال ابنُ مُقبلٍ3: 118- لاسود ولا نُكُع غيرُه: الحَنْكَلة: القصيرة، والصَّهْصلقُ: الشَّديدةُ الصوت، والمِهْزَاق: الكثيرة الضحك، والمَطْرُوفة: التي تطرِّف الرجال لا تثبتُ على واحدٍ. قال الحطيئةُ4: 119- وما كنتُ مثلَ الهالكيِّ وعِرسِه بغى الوَدَّ من مطروفةِ الودِّ طامح [والمَطْرُوفة التي نشزت فهي تنظر إلى الرِّجال، وطرفَها حبُّ الرِّجال، وبغض زوجها طَرَفها، أي: رميت بالطَّرف، وأنشد: - ومطروفة العينين من بُغضِ زوجها بها من هوى مُرْد الرِّجال جنونُ] 5. الفرَّاء: الضَّمْزَر: الغليظة، والعَفِير: التي لا تُهدي لأحدٍ شيئاً، وقال الكُميت6: 120- وإذا الخُرَّدُ اغبَرَرْنَ من المح لِ وصارَتْ مِهداؤُهنَّ عَفيرا أبو عمروٍ7: اللَّخْناء: المُنْتنة الرِّيح، ومنه قيل: لَخِنَ السِّقاء. إذا تغيَّر ريحُه.

_ 1 الذي في الجيم 2/4: ويقال للمرأة: إنها لرؤود. إذا كانت تدخل بيوت الجيران. 2 الجيم 3/289. 3 البيت: [بيض ملاويح يوم الصيف، لا صُبرٌ على الهَوان، ولا سُود ولا نُكعُ] وهو في ديوانه ص 171. 4 ديوانه ص 201. 5 زيادة من التونسية. 6 البيت في التهذيب 2/352 ونظام الغريب ص 70. والمحكم 4/270 وشرح الحماسة 3/182. 7 الجيم 3/187 – 188.

باب: نعوت النساء مع أزواجهن

الباب 60: بابُ نُعوتِ النِّساء مع أزواجِهنَّ الكسائيُّ: امرأة مُراسِل: وهي التي مات زوجُها أو طلّقها، واللَّفُوت: التي لها زوجٌ ولها ولدٌ من غيره، فهي تَلْفتُ إلى ولدها. غيرُ واحدٍ: المُضِرُّ: التي لها ضرائر، والمُثفَّاة: التي لزوجها امرأتان سواها، وهي الثالثة، شبِّهت بأثافي القِدر. عن الكسائي: المُثفَّاةُ: التي تموتُ لها الأزواج كثيراً، وكذلك الرَّجل المُثفَّى. الأصمعيُ: البَرُوك. التي تتزوج ولها ولد كبير، والمَرْدُودة: المُطلَّقة، والفاقِد: التي يموتُ زوجها، والحَادُّ والمُحِدُّ: التي تترك الزِّينة للعدَّة. أبو زيدٍ: العَانِسُ: التي تُعجِّز في بَيْت أبويها ولا تتزوَّج وقد عَنَسَت تَعْنُس عُنوساً. قال الأصمعيُّ: لا يُقال: عَنَسَتْ ولا عَنْسَت، ولكنْ عُنِّسَتْ فهي مُعَنَّسة1. غيرُ واحدٍ: الصَّلِفة: التي لا تحظى عند زوجها. قال القُطاميُّ2:

_ 1 قال عليُّ بن حمزة: "وكيف يقول هذا وهو يُنشد: والبيض قد عنست وطال جراؤها ونشأن في قنٍّ وفي أذواد ولو لم يقولوا عنست لما قالوا: عانس, وهم يقولون: امرأة عانس ورجل عانس" ا. هـ. وقال بن بري: "الّذي ذكره الأصمعيُّ في خلق الإنسان أنَّه يقال: عنَّست المرأة, بالفتح والتَّشديد, وعنست بالتَّخفيف". انظر التَّنبيهات ص203, واللسان: عنس. 2 البيت في ديوانه ص26, والتَّهذيب 12/191. والمحكم 7/9.

121- لها روضةٌ في القلبِ لمْ ترعَ مثلَها فَروكٌ ولا المُستَعْبِراتُ الصلائفُ ويروي: [ولا المُستَعْبَرات] أيضاً. الأمويُّ: ويقال لها عند ذلك: ما لاقَتْ عند زوجها ولا عَاقَتْ، أيْ: لم تَلصقْ بقلبه، ومنه لاقَتِ الدواة، أي: لصقت، وألقتها وأنا أُليقها إِلاقة. أبو زيدٍ والكسائيُ: فإنْ أبغضَتْه هي قيل: فَرِكَتْه1 تَفِركُه فِرْكاً وفُروكاً. غيرُه: العَوانُ: الثَيِّبُ، وجمعُها: عُون، والهَدِيُّ: العروس، يُقال منه: هَديتُها إلى زوجها، والغَانيةُ: التي قد غَنيت بالزَّوج. عن الكسائي: العَزَبةُ: التي لا زوجَ لها، والعَوانُ: التي قد كان لها زوج، ومنه قيل: حَربٌ عَوانٌ: قد قوتل فيها مرَّة.

_ 1 فركَ: من باب سمع, وكنصر شاذٌّ. القاموس.

باب: نعوت النساء في ولادتهن

الباب 61: بابُ نُعوت النِّساءِ في ولادتِهنَّ الكسائيّ: امرأةٌ مَاشِيةٌ ضَانئة: معناهما: أنْ يكثرَ ولدُها، وقد مشتْ تمشي مَشَاءاً، ممدودٌ، وضَنَتْ تَضْني1 ضَنَاً وضُنوءاً، ممدود. وضنَأتْ تَضْنَاً ضنْأً وضُنوءاً، [والضنْءُ: الولد، والضِّنْءُ: الأصل] 2. الأصمعيُ: الخَروسُ: التي يُعمل لها شيء عند ولادتها، واسمُ ذلك الشيء: الخُرْسة، وقد خَرَّستها3. وقال الشاعر4: 122-[فللهِ عَيْنا مَنْ رأى مثلَ مَقْيَسٍ] 5 إذا النُّفساءُ أصبحت لم تُخرَّسِ والمُمْصِل: التي تُلقي ولدها وهو مُضْغة، يقال: أمْصَلت [ومثله المُمْلِص. يقال أمَلَصتْ] 6. أبو زيد: المُشْبِلَة: التي تقومُ عَلى ولدها بعدَ زوجها ولا تتزوَّج. يُقال: قد أشْبَلت، وحَنَتْ عليهم تحنو فهي حانية، وإنْ تزوَّجت بعدَه عليهم فليستْ بحانية، والمُحْمِل: التي ينزلُ لبنُها من غير حَبَلٍ، وقد أحْملَت، ويُقال ذلك للنَّاقة

_ 1 يقال ضنت المرأة تضنو وتضني ضنىً: إذا كثر ولدها. اللسان: ضنا, والتَّهذيب 12/66. 2 ما بين [] ليس في التُّونسية. 3 غريب الحديث لأبي عبيد 4/491, والعين 4/195, والنَّوادر ص 187. 4 البيت لأخت مقيس بن صبابة. وهو في الجمهرة 2/206, واللسان والأساس: خرس, والمجمل2/282، ولم ينسبه المحقق. 5 ما بين [] ليس في الأسكوريال. 6 زيادة من التُّركية.

أيضاً1 0 الفراء: اللََّقْوة2 من النِّساء: السَّريعة اللَّْقح. الأصمعيُّ: انْهَكَّ صَلا المرأة إنهاكاً: إذا انفرجَ في الولادة. الأحمرُ: أرْغلت المرأة فهي مُرْغِل: إذا أرضعت3، وإذا ولدت المرأة واحداً فهي بكر، وإذا ولدتِ اثنين فهي ثِنْيٌ، وهو قولُ أبي ذؤيبِ4: 123- مَطَافيلَ أبكارٍ حَديثٍ نتاجُها تُشابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المفاصلِ غيرُه: والوَحْمى: التي تشتهي الشيء على الحمل5، بَينة الوِحَام، والمِقْلاتُ: التي لا يبقى لها ولد، والنَزور: القليلةُ الولد، والرقُوف والهَبول مثلُ المِقْلات، والثَكُول: الفاقد، والتَعْفير: أنْ ترضع ولدها ثم تدعَهُ ثم ترضعَه، ثمَّ تدعَهُ، وذلك إذا أرادت أنْ تَفطِمَه، وهو قولُ لبيدٍ6: 124- لِمعَفّرٍ قَهْدٍ تَنازعَ شِلْوه غُبْسٌ كواسبُ لا يُمَنُّ طَعامُها [الأصمعيُّ: البِكْر: التي ولدتْ ولداً واحداً] 7.

_ 1 قال علي بن حمزة: "وهذا غلط، وإنما الوجه المُحِلُّ، وقد أحلَّت، وغلط في قوله: ويقال ذلك للناقة, وإنما يقال ذلك للشاة". التنبيهات ص203، والقاموس: حلَّ. وقال ابن فارس: "وأحلّت الشَّاة: إذا نزل اللبن في ضرعها من غير نتاج". المجمل 1/218، وكذا قال الأصمعي في الشَّاة طبع دمشق ص 73. 2 بالفتح والكسر. 3 التهذيب 8/99. 4 البيت في أشعار الهذليين 1/141. المطافيل: الإبل معها أولادها أطفال، مفاصل الوادي: مسايله. 5 العين 3/314. 6 ديوانه ص 171. القهد: ضرب من الضأن تصغر منه الآذان وتعلوها حمرة. عُبس: يعني ذئاباً لونها أصفر إلى السواد. 7 زيادة من الأسكوريال والمحمودية.

باب: نعوت الخرقاء والفاجرة والعجوز

الباب 62: بابُ نُعوتِ الخَرْقَاء والفَاجرةِ والعَجُوزِ أبو عمروٍ [الشيباني] : العَوْكَل: المرأةُ الحَمقاء. الأصمعيُّ: الخِرْمِل والدِّفْنِس والخِذْعِل كلُّه مثلُ ذلك: أبو زيدَ: الخَرِيعُ والهَلُوك والمُوْمِسَة. كلُّ هذا الفاجرة، وكذلك البَغِيُّ والعاهرة والمُعَاهرة، والمُسَافِحَة: الفاجرة. الأصمعيُّ: اللِّطْلِط: العجوزُ الكبيرة. الكسائيُّ: هي العَيْضَمُوز1. الأمويُّ: وهي الشَهْبَرة، والشَّهْلَة، وأنشدنا2: 125- باتَ يُنزِّي دلوَهْ تَنْزِيَّا كما تُنزّي شَهْلَةٌ صَبيَّا والحَيْزَبون مثله، والقَيْنَة: الأمةَ، والدَّأْثَاء: الأمَة. قال الفَّراء: يُقال: ما هو بابنِ دَأْثَاء ولا تَأْداء. [عن أبي عمروٍ: الهِرْدَبَّة: العجوز] 3.

_ 1 الجيم 3/253. 2 في التهذيب 6/83, والعين 3/401، والمحكم 4/135، وديوان الأدب 2/380, وشرح الحماسة 1/11, وتهذيب الألفاظ ص 340. 3 ما بين [] ليس في الأسكوريال.

باب: نعوت النساء التي تكون بالهاء وبغير الهاء

الباب 63: بابُ نُعوتِ النِّساءِ التي تكونُ بالهاءِ وبغيرِ الهاء الكسائيُّ: امرأة شجاعةٌ وبَطَلةٌ وجبَانةٌ. أبو زيدٍ مثلَ ذلك كلّه، وقال: امرأة كَهْلَة أيضاً، وأنشدنا1: 126- ولا أعودُ بعدها كريّا أُمارسُ الكهلةَ والصبيِّا الكسائيُّ: امرأة بَحَّةٌ وبحَّاء، وفرس طِرْفَةٌ للأنثى، وصِلْدِمَة، وهي الشَّديدة. الأمويُّ: امرأةٌ عِنيِّنَة: وهي التي لا تريد ُالرِّجال2، وضَيْفَة3، وغُمْرَة، ومن الرِّجال: الغُمْر. الفرَّاء: العَزَبة: التي لا زوجَ لها. الكسائيُ: امرأة وَقَاحُ الوجهِ بغير هاءٍ، وجَوادٌ وكَلُّ، وقِرْنٌ، وقَرْنٌ أي: مِثلٌ، ومُحِبٌّ، وكَهامٌ، وليلة عماسٌ: شديدة، ومِلْحَفَةٌ جديد، [وخَلَقٌ] ، ولَبيسٌ. كلُّ هذا مثل الذَّكر بغيرِ هاء. الكسائي: امرأة عاشق، ولحية ناصلٌ من الخضاب. الأمويُّ: ناقة نازِعٌ إلى وطنها. الأصمعيُّ: امرأة واضعٌ: قد وضعَتْ خمارها. الأحمرُ: امرأة جَالعٌ. المُتبرِّجة4. أبو زيدٍ امرأة ذَائِرٌ، أي: ناشزٌ. الكسائيُّ: امرأة عارِك: حائض، قد عَرَكَتْ تعْرُكُ عرُوكاً.

_ 1 تهذيب اللغة 6/20, واللسان: كرا, وأمالي القالي 2/215, والزاهر 2/270. والرّجز لعُذافر الكندي. 2 التهذيب 1/111. 3 في التهذيب 12/75: ضيفة ٌأي: ضافت قوماً فحبلت به في غير دار أهلها. 4 التهذيب 1/375.

باب: آخر من نعوت النساء بغير هاء

الباب 64: بابٌ آخرُ من نُعوت النِّساءِ بغير هاءٍ1 الكسائىُّ: جارية كاعبٌ وكَعَابٌ، وَمُكَعَّبٌ، وقد كعَّبت تكعيباً، وكذلك: ثَيَّبتْ فهي مُثيِّبٌ، وعجَّزت فهي مُعَجِّز، وبعضهم يقولُ: عَجَزت وكَعَبت بالتخفيف، والنابُ من الإبل نيَّبَتْ فهي مُنيِّب. قال: وليس في الثيِّب وحدها إلا التشديد. وعوَّدت النَّاقة فهي مُعوِّد وعَوْدَة وجمعه: عِوَد، والذِّكَر: عَوْد. [والجمعُ للذكر: عِودَةٌ] 2.

_ 1 هذا الباب تأخّر قليلاً في نسخة الأسكوريال, وهو موصول بما قبله في التركية والظاهرية. 2 من التونسية.

باب: ذكر عشق النساء

الباب 65: بابُ ذكرِ عِشْقِ النِّساءِ 1 العَلاقَةُ: الحبُّ اللازمُ للقلب، والجَوى: الهوى الباطن، واللَّوْعة: حُرقةُ الهوى، والأَعج: الهوى المُحْرِق، وكذلك كلُّ شيءٍ مُحْرق. قال الهُذَليُّ2: 127- ضرباً أليماً بِسبتٍ يلعجُ الجِلدا أي: يُحرق. والشَغْفُ: أنْ يبلغَ الحبُّ شَغَاف القلب، وهو جِلْدةٌ دُونَه، [والشَّعْفُ: إحراقُ الحبِّ القلبَ مع لذَّةٍ يجدها، وهو شبيه باللَّوعة، ومنه قيل: مَشعُوف الفؤاد، وهو عِشقٌ مع حُرْقةٍ، ومنه قولُ امرئٍ القيس3: 128- أيقتلُني وقد شعفْتُ فؤادَها كما شعفَ المهنوءةَ الرَّجلُ الطَّالي] 4

_ 1 هذا الباب في الأسكوريال بعد الذي قبله هاهنا, وقبلهما عدة أبواب فيها. 2 عجز بيت لعبد مناف بن ربع الهذلي, وصدره: [إذا تجرّد نوح قَامتَا معه] النوح: جماعةٌ نائحة, والسبت:النعل. انظر شرح أشعار الهذليين 2/672. 3 ديوانه ص126. 4 ما بين [] سقط من الأسكوريال, فكتب في الحاشية, وزادت: [يعني أنه أحرقها, وهي تشتهيه, وقد قرئ جميعا: شعفها وشغفها حبّاً] . ليس من الأصل هذا المخرج وهو لأبي بكر عن أبيه عن أحمد بن عبيد. قاله أبو علي. نسخة الأسكوريال ورقة 20 ب.

والتَّيْمُ: أنْ يستعبدَه الهوى، ومنه سمِّيَ تيمُ الله، [وهو رجلٌ مُتيَّم1، والتَّبْل: أنْ يُسقمه الهوى،] 2 ومنه: رَجلٌ مَتْبُول، والتَّدْليهُ: ذَهابُ العقل من الهوى، وهو رجلٌ مدلَّةٌ، والهَيُوم: أنْ يذهبَ على وجهِه، وهو الهائم، وقد هَامَ يَهِيمُ.

_ 1 قال الأصمعيُّ في اشتقاق الأسماء ص91: تيْمٌ, أصله من ذهاب العقل وفساده. يقال: رجل متيَّم بالنساء, تيمته فلانة وتامته. 2 ما بين [] سقط من المحمودية.

باب: لباس النساء وثيابهن

الباب 66: بابُ لِباس النِّساءِ وثيابهنَّ أبو عمرو1: الكُدُونُ: الثَّيابُ التي تُوطِّئُ بها المرأةُ لنفسها في الهَوْدج. الأحمرُ: هي الثيابُ التي تكونُ على الخُدور، واحدُها: كِدْن. أبو عمرو: النِّفَاض: إزار من أزر الصبيان، وأنشد2: 129- جارية بيضاءُ في نِفَاضِ الأصمعيُّ: الإتبُ: البَقِيرة، وهو أنْ يؤخَذ بُردٌ فيشق، ثمَ تُلقيه المرأةُ في عُنقها من غير كُمَّينِ ولا جَيبَ، والبُخْنُق: البُرْقُع الصغير. الفرَّاء: قالت: الدُبيرية 3. البُخْنُق خِرقةٌ تلبسها المرأة فتغطَّي رأسها ما قَبلَ منه وما دبَر غيرَ وسط رأسها، والصِّقَاع: خِرقةٌ تكون على رأسها تُوقي بها الخمار من الدُّهن. أبو الوليدِ الكلابيُّ: قال: يُقال لهذه الخرقة أيضاً: الغِفارَة والشُّنْتَقة4 أيضاً. الفراء: العُظْمَة: الشيء تُعَظّم به المرأةُ عَجيزتها من مِرْفَقة أو غيرِها، وهذا في كلام بني أسدٍ، وغيرُهم يقولون: العِظَامة.

_ 1 في الجيم 3/160: والكدْن: أن تلقي المرأة تحتها الثوب في هودجها. 2 الرّجز في التهذيب 12/46, والمجمل 4/880. وبعده: [تنهض فيه أيما انتهاض] 3 حاشية في التونسية ورقة 67 ب: امرأة تنسب إلى دُبير, وهي قبيلة من بني أسد. ا. هـ. ولعلّها غادية الدبيرية, وسيأتي ذكرها في الكتاب. 1/411. 4 المخصص 3/38.

وقال الأحمرُ: الوَصْواص: البُرقع الصغير. الفرَّاء: فإذا أدنتِ المرأةُ نِقابها إلى عينيها فتلك الوَصْوَصة، فإنْ أنزلته دُون ذلك إلى المِحْجَرِ فهو النِّقَاب، فإنْ كان على طَرفِ الأنفِ فهو اللِّفام، فإنْ كان على الفم فهو اللِّثام. أبو زيدٍ قال: تميمٌ تقولُ: تلثَّمتُ على الفم، وغيرُهم: تلفَّمت، وقال: النِّقاب على مارِن الأنف، والتَّرْصِيص: أنْ لا يُرى إلا عيناها، وتميمٌ تقولُ: هو التَّوْصِيص، وقد رصصَتْ وَوصَّصَتْ. الفرّاء: يُقالُ من اللِّثام والِّفام. لَفَمْتُ ألْفِمُ، ولَئِمْتُ ألْثِمْ1، فإذا أرادوا التقبيل قالوا: لَثِمْتُ ألْثَمُ. أبو عمرو: الخَيْعَل. قميصٌ لا كُمَّي له، وقال غيرُه في الخَيْعَل: يُخاط أحد شقيه، والنَّصيف: الخِمار. العدبّس الأعرابي. قال: الشَّوْذَر: الإِتْب، والعِلْقَةُ: ثوب صغير، وهو أوَّل ثوب يُتَّخَذُ للصبيِّ، وأنشدنا: 130- مُنْفَرجٌ عن جانبيه الشَّوْذَرُ2 الأصمعي: الرَّهْطُ: جِلد مُتَخرِّقٌ يُشقُّ يلبسه الصبيان والنِّساء، وأنشدنا3: 131- متى ما أشأْ غير َزَهْوِ الملو كِ أجعلْكَ رَهْطاً على حُيَّضِ أبو عبيدة: المآلي: خِرقٌ تمسكها النساء بأيديهن إذا نُحْنَ، [واحدها مِئْلاة] . والمَجَالد مثلُها، واحدُها: مِجْلَد، وهي من جُلود، والبَقِير: الإتْب، قال الأعشى4 [يصف امرأة] 5: 132- كتميّل النشوان يَر فلُ في البَقيرِ وفي الإزاره

_ 1 الأفعال 2/456, والقاموس: لثم. 2 الشطر في التهذيب 11/334, واللسان: شذر, وديوان الأدب2/36. 3 البيت لأبي المثلَّم الهذلي. انظر شرح أشعار الهذليين 1/306. 4 ديوانه ص 81 وفيه: [يرفل في البقيرةِ والإزاره] 5 زيادة من التونسية.

باب: حلي النساء

الباب 67: بابُ حُلَي النِّساءِ أبو عمروٍ: النَّطَف: القِرَطَةُ: والواحدةُ: نَطَفة1، والمَسَك مثلُ الأسْوِرَة من قرونٍ أو عاجٍ. الأصمعي: الوَقْفُ: الخِلْخَال ما كان من شيءٍ فضةٍ أو غيرها، وأكثر ما يكون من الذَّبْل، [والذَّبل شبهُ سوارٍ من جلود يلبسه أهل الحِيَل] 2. وأما التوقيفُ فالبياضُ مع السَّواد، والخَوْقُ والخُرْص جميعاً هما الحَلْقَة من الفضَة أو الذهب، والحبْلة: حليُّ كان يُجعل في القلائد في الجاهلية، والسَّلْس: خيطٌ ينتظم فيه الخرز، وجمعُه: سُلُوس، وأنشدنا3: 133- وَيزِينُها في النَّحرِ حَلْيٌ واضح وقلائدٌ من حُبْلةٍ وسُلوسِ الأمويُّ: الخَضَضُ: الخَرزُ الأبيض الذي تلبَسُه الإماء. الفرَّاء: الخَضَاض: الشيءُ اليسير من الحلي. قال: وأنشدنا القناني4: 134- ولو أشرفَتْ من كُفَّةِ السترِ عاطلاً لقلتَ غزالٌ ما عليه خَضاضُ

_ 1 الجيم 3/275. 2 زيادة من التونسية. 3 البيت لعبد الله بن سلمة من بني ثعلبة بن الدُّول, من مفضليته، انظر شرح المفضليات للتبريزي ص509. وهكذا روايته في هامش مخطوطة شرح المفضليات ويروى: وتراه كالمشعوف أعلى مرقب كصفائح من حبلة وسلوس وهو في التهذيب 12/296، وتهذيب الألفاظ ص 657، والمخصص 4/45، واللسان: سلس. 4 البيت في تهذيب الألفاظ ص 658، وتهذيب اللغة 6/549، والمجمل 2/275، والفرق بين الحروف الخمسة ص 261، ونظام الغريب ص74.

قال: ويقالُ للرجل الأحمقِ أيضاً: خَضَاض. أبو عمرو: الحِرْجُ: الوَدَعة، وجمعُه: أحْراج، [وحِراج] 1. أبو عمروٍ: الكُروم: القلائد، واحدُها: كَرْم، وقال الشاعر2: 135- تَباهَى بصوغٍ من كُرومٍ وفضَّةٍ غيرُه: التُّوَمُ: اللؤلؤ، والواحدةُ: تُومة غير مهموزٍ. والبُرَى: الخلاخيل، واحدتُها: بُرَة، وتُجمع على بُرين وبِرين، وهي الحُجُول أيضاً. واحدُها: حِجْل، والسِّمطْ: الخيطُ يكونُ فيه النظم من اللؤلؤ وغيره، والخِدَام: الخَلاخيلُ، واحدتُها: خَدَمة، وكذلك كلُّ شيءٍ أشبهه، والرِّعاثُ: القِرَطة، واحدها3: رَعْث ورَعْثة، والجَبائر: الأسْوِرة، واحدتها: جِبَارة وجَبيرة. قال الأعشى4: 136- فَأَرَتْكَ كفَّاً في الخضا بِ ومعصماً ملءَ الجِباره

_ 1 زيادة من الأسكوريال والمحمودية. 2 شطر بيت وعجزه: [معطَّفةً يكسونها قصبا خدلاً] وهو في التهذيب 10/237, والمخصص 4/44, واللسان:كرم. دون نسبة في الجميع. والبيت لابن مقبل في ديوانه ص206. ونظام الغريب ص71. 3 في المخصص 4/43: قال المتعقِّب: ولعمري أنها لقِرطة, ولكن الرَّعْثة: الواحد, والجمع رعثات, ثم تجمع الرَّعثات رعاثاً, وهذا كقولهم: جمرة وجمرات وجمار. وكلا القولين حسن. 4 ديوانه ص 76.

باب: تزين النساء واللهو معهن

الباب 68: بابُ تزيُّنِ النِّساءِ واللَّهوِ معهنَّ أبو زيدٍ: تزيَّقتِ المرأةُ تزيُّقاً، وتزيَّغتْ تَزَيُّغاً: إذا تزيَّنت. الأحمر: زَهنَعْتُ المرأة وزَتَّتها بالتاء: إذا زيَّنتها. قال. وأنشدنا1. 137- بني تميم زَهنِعُوا فتاتكم إنَّ فتاةَ الحيِّ بالتَّزتُّتِ أبو زيد: خَاضَنْتُ المرأة مُخَاضنة: إذا غازلتها. الأحمرُ: هَانَغْتُها مُهَانغةً2. الأصمعيُّ: تعلَّلْتُ بها تَعلُّلاً: لهيتُ بها. الكسائيُّ: ويُقال للذي يُخالط النساء: زِيْر، وجمعُه: زِيَرة، وأزْيار، وامرأة زِير. أبو زيدٍ3: بَدا من المرأة مَوْقِفُها: وهو يداها وعيناها ممَّا لابدَّ لها من إظهاره.

_ 1 العين 2/279, والتهذيب 3/268, والمخصص 4/54, والمذكر والمؤنث ص536. 2 في التركية ورقة 36 بحاشية: في النسخ:هانعتها, بالعين غير المعجمة. قال أبو عمر: "والصواب بالغين".وكتب في التونسية فوقها: معجمة. وفي المخصص 4/55: قال أبو عليّ:روي لي عن أبي حاتم: هانفتها, وهو صحيح غير أنه لا يردُّ بذلك على أبي عبيد, كما ذكر بعضهم أنه تصحيف؛ لأن الهنيغ مشتقة من المهانغة, وهي الزّانية. 3 النوادر ص170.

باب: مشي النساء

الباب 69: بابُ مَشْي النِّساءِ الأصمعيُّ: تهالكَ فلانٌ على المتاعِ والفِراش: إذا سقط عليه، ومنه: تهالكُ المرأة، وتهالكتِ المرأة في مشيتها. قال بعضُهم: هي تَقَتَّلُ في مشيتها، مثلُه. عن أبي عمروٍ: قَرْصَعتِ المرأةُ قَرْصَعةً، وهي مِشْية قبيحة، وتَهزَّعت تهزُّعاً: إذا اضطربت، وأنشد1: 138- إذا مشَتْ سالَتْ، ولم تَقرصعِ هزَّ القناةِ لدْنَةَ التَّهزُّع غيرُه: والمَثْعُ: مِشْيةٌ قبيحة، وقد مَثِعَتْ2 تَمْثَع مَثْعاً. [وقال غيره: المَثَع] 3.

_ 1 البيت في التهذيب 1/132، واللسان: هزع، والأفعال 2/131، والألفاظ ص 307، والمحكم 2/285. 2 حاشية من التركية ورقة 37 أ: كذا في أصل الأخفشْ مثِعَت بكسر الثاء، وفي أصل الحامض. مَثَعتْ بفتحها، وفي حاشيته بالكسر، وعنده: المثَع محرَّك بالفتح. ا. هـ. 3 زيادة من التَونسية.

باب: اسم حليلة الرجل

الباب 70: بابُ اسمِ حَليلةِ الرَّجلِ الأصمعيُّ: حنَّة الرَّجل: امرأتُه، وهي أيضاً طلَّته، وعِرْسُه، وقَعِيدَتُه، ورَبَضُه، وظعِينتُه، وزَوْجُه. قال: ولا تكادُ العرب تقولُ: زوجته. قال أبو عبيد: هذا الحرف بلغني عنه. يعني: الأصمعيُّ1. [ولم أسمعه] .

_ 1 قال علي بن حمزة: "وقول الأصمعي: لا تكاد العرب تقول: "زوجته" غلط، وفصحاء العرب يقولون: زوج وزوجة، ثم أكثَرَ الأبيات التي تدلُّ على ذلك. في اللسان: أهل الحجاز يضعونه للمذكر والمؤنث وضعاً واحداً، تقول المرأة: هدا زوجي، ويقول الرجل: هذه زوجي. وبنو تميمِ يقولون: هي زوجته، وأبى الأصمعي، فقال: زوج لا غير، واحتجَ بقول الله عر وجل: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} (البقرة: من الآية35) , فقيل له: نعم، كذلك قال الله تعالى، فهل قال عزَّ وجل: لا يقال زوجة؟ وكانت من الأصمعي في هذا شدَّة وعسر" ا. هـ. وقال الجوهري: "هي زوجته". في الموشح ص 180: عن التوزي: سمعتُ الأصمعي يقول: "ما أقلَّ ما تقول العرب الفصحاء زوجة، إنما يقولون. زوج"، فقال له السدري: "أليس قد قال ذو الرُّمة: أذو زوجةٍ بالمصرِ أم ذو خصومة" فقال: "إنه قد أكل البقل والمملوح في حوانيت البقالين حتى بشم". فالحاصل أنّ زوجة صحيحة، وهي لغة تميمة. انظر المخصص 4/26، واللسان: زوج، والصحاح، والأساس: زوج، والتنبيهات ص 205.

باب: الطيب للنساء وغيرهن

الباب 71: بابُ الطِّيبِ للنِّساءِ وغيرِهنَّ أبو عمروٍ: الجَاديُّ: الزَّعفران، والمرْدَقُوش هو أيضاً. وقال أبو عبيدة1: العبيرُ عند أهل الجاهلية: الزَّعْفران. أبو عمروٍ: اليَلَنْجُوج والألَنْجُوج لغتان: وهما العود. الكسائيُّ: الكافور: هو الذي يُجعَل في الطِّيب، وكذلك طَلع النَّخل. قال: وواحدُ أفواه الطيب. فُوهٌ. عن أبي عمروٍ: الصِّوارُ: القليلُ من المِسْك، والجِسَاد والجَسَد: الزَّعفران، ومنه قيل للثوب: مُجْسَد إذا صبغ بالجِسَاد، أيْ: بالزَّعفران، والأهْضام: البَخُّور، واحدَتُها: هَضْمَة. أبو زيدٍ: وجدتُ خَمَرة الطِّيب، منتصبة الخاء والميم، يعني: ريحه. قال أبو عبيدٍ: ويقال: وجدتُ خمْرة الطيب، بجزم الميم. الأصمعيُّ: وجدتُ فَوْغَة2 الطِّيبِ، وفَغْمَة الطّيب، وقد فَغَمتْني: إذا سَدَّتْ خياشيمك. الفرَّاء: الشَّذَا: شدَّة ذَكاء الرِّيح، وأنشدنا3: 139- إذا ما مشَتْ نادى بما في ثيابها ذكيُّ الشذا والمَندليُّ المُطيَّرُ المندليّ: العُود. أبو زيد: نَشِقْتُ4 من الرَّجل ريحاً طيِّبةً أنْشَق نَشْقاً، ونَشِيْتُ منه أنْشَى نِشْوَة.

_ 1 في التونسية. أبو عبيدٍ. 2 يقال: فوعة الطيب وفوغته، والأكثر بالعين. 3 البيت لعمرو بن الإطنابة، وقيل: للعجير السلولي. وهو في تهذيب اللغة 11/399، والجمل 2/525 والمخصص 11/200. 4 الأفعال 3/162.

أبو عمروٍ: السَّعِيط: الرِّيح من الخمر وغيرها من كلِّ شيء1. غيرُه: القُطْرُ: العُودُ الذي يُتَبَخَّرُ به، والحُصُّ: الوَرْس، والأهْضام: البَخُور واحدها: هَضْمة. قال الأعشى2: 140- وإذا ما الدُّخان شُبَّه بالآ نفِ يوماً بشتوةٍ أهضاما يريد: في الأنف. يعني: من شدةَّ الزَّمان. والنَّشْرُ: الرِّيح، والعَمار: الآسُ، ومنه قولُ الأعشى3: 141-[فلمَّا أتانا بُعَيدَ الكَرى سجدْنا له] 4 ورفعنا عَمَارا ويقال: دعاءٌ، أيْ: عمَّرك الله تعالى. عن أبي عبيدة: العَمَارُ: كلُّ شيءٍ على الرأس من عمامةٍ أو قَلَنْسوةٍ أو غير ذلك، ومنه يُقال للمتعمِّم: مُعْتَمِر. أبو عمرو: البَنَّةُ: الرِّيحُ الطَّيِّبةُ، والجمعُ: بنانٌ. أبو زيدٍ5: الصِّيق: الرِّيحُ المُنْتِنَةُ، وهي من الدَّواب. الفرَّاء: عَرِصَ البيتُ: خَبُثَ ريحُه6. الأمويُّ: تَمِهَ الدُّهنُ يَتمَهُ تَمَهاً: إذا تغيَّر. الأصمعيُّ: سَنِخَ يَسْنَخ، [وزنخ يزنخ] 7، وقال الأصمعيُّ: السَّليط عند

_ 1قال علي بن حمزة: "إنَّما السعيط عند العرب دهن الزنبق ودهن البان. قال العجاج يصفُ شعر امرأة: يُسقى السعيط من رُفاض الصندل والريح لا تشرب. التنبيهات ص 206. 2 ديوانه ص 203. 3 ديوانه ص 83. 4 ما بين [] ، زيادة في التونسية. 5 النوادر ص 99. 6 زيادة من التونسية. 7 زيادة من التونسية.

عامَّة العرب: الزَّيتُ، وعند أهل اليمن: دُهن السِّمْسِم، وأنشدنا لامرئ القيس1: 142- يضيءُ سَناه أو مصابيح راهبٍ أهانَ السَّليطَ في الذُّبالِ المُفَتَّلِ هكذا رواه الأصمعيُّ. الفراء: اليَرنَّأ واليُرَنَّأ مقصور مهموز, والرَّقون والرِّقان. كلُّه اسمٌ للحِنَّاء وقد رقَّنَ رأسه وأرقنه: إذا اختضب بالحِنَّاءِ، واللَّطيمةُ: المسكُ يكون في العير، [والألوَّة: البخور] 2. [قال أبو عبيدة: اللَّطيمةُ: الإِبلُ تحمل بزّاً أو متاعاً ومسكاً، فإنْ لم يكنْ فيه مسكٌ لم يسمَّ لطيمة. قال أبو عمرو: اللَّطيمةُ: قطعة مسكٍ يكونُ له أرجٌ وأريجةٌ، وجمعه: أرايج، وأرِجَتْ رائحته تأرَجُ أرَجاً، أي: فاحت رائحةٌ طيبة، وأنشد3: 143- كأنَّ ريحاً من خُزامى عالجِ أو ريحَ مسكٍ طيَّب الأرايج] 4

_ 1 ديوانه ص 121، وشرح القصائد المشهورات 1/45. 2 ليس في التركية ولا التونسية. 3 الرجز في اللسان والتاج: أرج. والتكملة عهج 1/473، والمحكم 7/338. 4 ما بين [] زيادة من التونسية.

كتاب اللباس

بسم الله الرحمن الرحيم وصلَّى الله على محمد وآله وسلَّم تسليماً كتاب اللِّباس الباب 72: بابُ ضُروبِ الثيابِ من البرود والرَّقيقِ وغيرها أبو عمروٍ: السُّبوب: الثِّياب الرِّقاق، واحدُها: سِبُّ، والمُشَبْرَق: الرَّقيق أيضاً، والمقطَّع أيضاً مُشبرق. يُقال: شبرقته شَبْرَقةً، أيْ: قطعته، قال ذو الرُّمة1: 144- على عَصَويها سَابريٌّ مُشَبْرَق الأحمرُ: اللََّهْلَةُ والنَّهنهُ: الثوب الرَّقيق النَّسج. أبو عمروٍ: المُسهَّم: المُخطَّط. الفراء2: البُرد المُفوَّف: الذي فيه بياضٌ3 وخطوط بيض. أبو عمروٍ: المُكعَّب: الموشّى. أبو عمروٍ: الشُّمْرُج: الرَّقيق من الثياب وغيرها. قال ابنُ مُقبلٍ4:

_ 1 عجز بيت، وصدره: [فجاءت بنسجِ العنكبوتِ كأنَّه] عصواها: عرقوبا الدلو، وهما خشبتان. ديوانه ص 490. 2 معاني القرآن للفراء2/234، وأنشد: من يأت ممشانا يصادف غنيمةً سواراً وخلخالاً وبرد مفوَّفُ 3 في الظاهرية. سوادٌ. ا. هـ. وهو أقرب. 4 ديوانه ص 36.

145- ويرعدُ إرعاد الهجين أضاعه غداةَ الشِّمال الشُّمرج المُتنصَّحُ [يعني: المخيط، والشُمْرُج: كلُّ خياطةٍ ليست بجيدة] 1، وإنما يريد الجُلّ2 هاهنا، [ويُقال: إنَّ فيه مُتَنَصَّحاً لم يصلحه، أيْ: موضع خياطة، ومُتَرقَّعاً3، قال: والثوبُ المُرسَّم: المُخطَّط، غيرُه: العِقْمَة من الوشي، والبَاغِزِيَّة ثيابٌ، والرَّازقيُّ: ثيابُ كتانٍ بِيضٌ4، والوَصائِل: ثيابٌ يمنية بيض، والسَّحْل: الثوبُ من القُطن الأبيض. أبو عمروٍ: المُخَلَّب: الكثيرُ الوشي. قال لبيدُ5. 146- وغَيثٍ بدكداكٍ يزينُ وهادَه نباتُ كوشيّ العبقريِّ المُخلَّبِ أي: الكثير الألوان، والآخِنيّ: ضربٌ من الثياب المُخَطَّطة. [قال العجَّاج6: 147- عليه كتانٌ وآخنِيُّ] 7 والدِّفَنيُّ: ضربٌ منها أيضاً، والسُّحُل: ثيابٌ بيضٌ واحدُها: سَحْل. قال المُتَنخِّل الهُذَليّ8: 148- كالسُّحُلِ البِيضِ جَلا لونُها هطلُ نِجاءِ الحَمَلِ الأسوَلِ

_ 1 ما بين [] ليس في التونسية. وفي التونسية: وثوب مهلهل ومهلهلةً, أي رقيق النسج. 2 الشَّمْرَج: الجلُّ الرَّقيق النسج. 3 ما بين [] ليس في التونسية. 4حاشية من الأسكوريال: ليس عند أبي محمد بيضٌ, وهو صحيح عند أبي علي. 5 ديوانه ص 29. الدكداك: ما ارتفع واستوى من الأرض. 6 ديوانه 1/516. 7 ما بين [] ليس في التونسية. 8 شرح أشعار الهذليين 3/1258.

ويروى: سَحُّ نِجَاءِ. قال أبو عبيدة: واحد السُّحُل سَحْل، مثلُ رَهْن ورُهُنٍ، وسَقْف وسُقُف، والنَّجَاءُ: السَّحاب الأسود، والحَمَل. النَّجمُ الذي يكون به المطر1، والأسْوَل: الذي في أسفله استرخاء. يُقال منه: قد سَوِل يَسْوَلُ. والقَشِيبُ: الجديدُ، والقِهْز2: ثيابٌ بيض، والدِّمَقْسُ: القَزُّ، [والسَّهم المُخطّط] ، والمُعَضَّد: المُخَطَّط, والرَّقْمُ والعَقْل والعِقْمَة. كُلُّهُ ضروب من الوشي. والعَبْقَريُّ: البُسط، والزَّرابيُّ نحوها. والنَّمارقُ: وسائد، وقد تكونُ أيضا ًالتي تُلبس الرَّحل، والوصائل: ضربٌ من الثياب، والقُطُوع مثلها، واحدُها: قِطْع، والقُبْطريُّ: ثيابٌ بيضٌ، والرَّدنُ: الخَزُّ، قال الأعشى3: 149- فأفنيتها وتعالَلْتُها صحصحٍ ككساءٍ الرَّدَنْ وقال أيضاً4: 150- يشقُّ الأمورَ ويجتابها كشقَّ القراريِّ ثوبَ الرَّدَنْ أي: الخَزُّ، والسَّرَق: شِقاق الحرير، واحدتُها: سَرَقَة. قال الأخطَلُ5:

_ 1 قال علي بن حمزة: "إنما الحمل السحاب هاهنا" ا. هـ. التنبيهات ص 208. وقال الأصمعي: "الحمل هاهنا: السحاب الأسود، ويقوِّي قوله كونه وصفه بالأسول، وهو المسترخي. انظر اللسان: حمل، والجمهرة 2/189. 2 قال صاحب العين: القْهر والقِهر لغتان: ضربٌ من الثياب تُتخذ من صوفٍ. العين 3/362. 3 ديوانه ص 207. الصَّحْصح: الأرض المستوية. تعاللتها: أخذت عُلالتها, أي: بقيتها. 4 ديوانه ص 212. القراريّ: الخياط. 5 ليس في ديوانه، وهو في التهذيب 15/201 دون نسبة، واللسان: سرق, ونسبه للأخطل, وفي الأفعال 3/9.

151- يرفُلْنَ في سَرَقِ الفرندِ وقَزَّه يسحبْنَ من هُدَّابه أذيالا [والرَّازقي: ثوب كتانٍ أبيض] 1. أبو عمروٍ: الدِّرَقْل: ثيابٌ، والشَّرْعَبية والسِّيراء: برودٌ أيضاً. وقال أبو زيدٍ: السِّيرَاء: برودٌ يخالطُها الحرير] 2، والقِطْر: نوعٌ من البُرود، والذَّعالب: ما تقطَّعَ من الثياب. قال ذو الرُّمة3: 152- فجاءَتْ بنسجٍ من صَناعٍ ضَعيفةٍ تنوسُ كأخلاقِ الشُّفوفِ ذَعالبُه والواحد: شِفّ4. [يعني العنكبوت] 5.

_ 1 زيادة من الأسكوريال والمحمودية. 2 زيادة من الظاهرية والتركية. 3 ديوانه ص 68. الصَّناع: الحاذقة بعملها. تنوس: تتحرك. 4 في الأسكوريال حاشية: قال أبو عليّ: قال أبو بكرٍ عن أبيه عن الطوسيّ قال: حكى الفرَّاء: السِّيراءُ نَبْتٌ، شبِّهت به الثياب، وقال الطوسيُّ: "هو ضربٌ من الثياب يقال له: أمرعت أنزل، وأنشد: بما شئت من خزٍّ وأمرعْتَ فانزلِ وفي التركية: من قوله: وقال الطوسيّ الخ، جعله في متن الكتاب. 5 زيادة من التونسية. وفي اللسان: استعاره ذو الرُّمة لما تقطّع من نسج العنكبوت.

باب: الطيالسة والأكسية ونحوها

الباب 73: بابُ الطَّيالسةِ والأَكْسيةِ ونحوِها الأصمعيّ: السَّدُوسُ: الطَّيلَسان، بالفتح، واسمُ الرَّجل سُدُوس [بضمّ السين] ، غيره: المنَامَة والقرطف القطيفة. والمِطْرَف: ثوب مربَّعٌ من خَزّ له أعلامِ. قال أبو عبيدة: فإذا كانت مدوَّرة على خِلْقَة الطيْلَسان فهي التي كانت تُسمَّى الجِنِّيّة تلبسها النساء] 1. [قال ابنُ الكلبيّ2: سَدوسُ في بني شيبان بالفتحِ، والذي في طييء بالضَّم] . والمُسْتَقة: جُبَّة فراءٍ طويلةُ الكُمَّين، وأصلُها فارسية: مُشْتَهْ. والنَّيم: الفرو. والخَميصةُ: كساءٌ أسودُ مربَّع له عَلَمان. قال: وهو قولُ الأعشى3: 153- إذا جُرِّدت يوماً حسِبْتَ خميصةً عليها وجريال النَّضيرِ الدُّلامِصَا أراد: شعرها، شبَّهه بالخميصة. الفراء: السَّبِيحَةُ والسُّبْجَة: كساءٌ أسود. الأصمعيُّ: البَتُّ: ثوب من صوفٍ غليظ شِبْهُ الطيْلَسان، وجمعُه: بُتُوت.

_ 1زيادة من الأسكوريال والمحمودية. 2 في جمهرة النسب لابن الكلبي ص 196: كل سَدوسٍ- في العرب فهو مفتوح السين، إلا سُدوس بن أصمع من طيءٍ فإنَّه مضموم السين. 3 ديوانه ص 99. وفي التركية ورقة 39ب حاشية: الجريال: الحمرة، وكل أحمرٍ عندهم جريال، والنَّضير هاهنا: الذهب، والدلامص: البرَّاق.

أبو عمروٍ1: الحَنبَل: الفرو، غيرُه: الزَّوْج: النَّمَط، ويُقال: الدِّيباج، والقِرَام: السِّتْرُ.. [الرَّقيق] 2، والكِلَّةُ. السِّتْرُ الرَّقيق، والسَّبْجة، وجمعها: سِباج، وهي ثيابٌ من جلود. قال مالكُ بنُ خالدٍ الهُذَلي3: 154- إذا عادَ المسارحُ كالسِّباج 4 أبو عمروٍ وغيره: كساء مُشَبَّح: قويٌّ شديدٌ. قال: والمُشَيَّح: المعرَّض أيضاً، والمنامة والقَرطَف جميعاً: القطيفة، والنِّيم: الفرو.

_ 1 الجيم 1/208. 2 زيادة من الأسكوريال والمحمودية. 3 شرح أشعار الهذليين 1/451، والبيت: وصبَّاحٌ ومناخٌ ومُعْطٍ إذا عادَ المسارحُ كالسباحِ وقال علي بن حمزة: وهذا غلط وتصحيف، وإنما هي السَّبحة والسِّباح، بالحاء، وقبل البيت الذي أنشده. فتىً ما ابنُ الأغرِّ إذا شتونا وحُبَّ الزَّادِ في شهري قُماحِ فأما السَّباح فأكسيةٌ سود. التنبيهات ص 208. 4 وفي التونسية حاشية: قال الطوسيّ: السَّبحة، وقال: أخطأ أبو عبيدٍ فقال: بالجيم وإنما هو بالحاء قال: القصيدة. [كالسباح] ، بالحاء. ا. هـ.

باب القلانس وجمعها والتبان ونحوه

الباب 74: بابُ القَلانِس وجمعِها والتُّبَّان ونحوه قال الأصمعيُّ. هي القُلَنْسِيَة، وجمعُها: قَلانِس، وقُلَيْسِيَة، 1، وجمعُها: قلاسي، وقد تَقَلْنَسْتُ وتَقَلْنَسْتُ2. أبو زيدٍ: في جمع القُلَنْسِيَة مثلَه، وأنشدنا3: 155- إذا ما القَلاسي والعمائم أُخْنِسَتْ ففيهنَّ عن صلعِ الرِّجال حُسورُ قال: وُيقال لها: قَلَنْسُوة، وقَلانِس. غيرُه: الدِّقْرَار: التُّبَّان، وجمعُها. دَقارير. قال أوسُ بن حجرٍ التميمي في الدقارير يهجو عبدَ القيس4: 156- يعلون بالقلعِ البُصريّ هامَهُم ويَخرجُ الفَسْوُ مِنْ تحتُ الدَّقاريرِ أبو الحسن الأعرابيُّ: النِّيم: الدَّرَج الذي في الرِّمال إذا جَرَتْ عليه الريح، وقال ذو الرُّمة في النِّيم5: 157- حتى انجلى اللَّيل عنَّا في مُلمَّعةٍ مثلِ الأديمِ لها مِنْ هبْوةٍ نيمُ والنّيم: الفرو.

_ 1 قال ابن سيده في المحكم 6/144: عندي أنَّ قليسية ليست بلغة كما اعتدها أبو عبيد، إنَّما هي تصغير أحد هذه الأشياء. 2 التهذيب 9/399. 3 البيت للعجير السلولي. وهو في اللسان: قلس، والتَّهذيب 8/408، ومجالس ثعلب 2/524. 4 ديوانه ص 45. القلع هاهنا: السيوف، والبُصري: نسبة إلى بُصرى، وهو موضع بالشَّام. 5 ديوانه ص 658 مُلمعَّة: أرض تلمع بالسراب.

باب: الخلقان من الثياب

الباب 75: بابُ الخُلْقَان من الثِّياب أبو زيدٍ: المَبَاذِلُ والمَوَادع والمَعَاوِز: الثِّياب الخُلْقَان التي تُبْتَذل، واحدتُها مِبْذَلَة1، ومِيْدَعَة، ومِعْوَزة: الكسائيُّ قال: هو المِعْوَز، قال: وكذلك: ثَوبٌ جَرْدٌ، وثَوبٌ سَحْقٌ، أي: خَلَقٌ. الأصمعيُّ: الحَشِيف: الخَلَق أيضاً. الأمويُّ: وكذلك الدَّرْسُ والدَّريسُ، وجمعُه: دِرْسَان واللَّدِيم مثلُه. الأصمعيُّ2: المُلَدَّم والمُرَدَّم: الخَلَق المُقطَّع المُرقَّع. أبو عمرو: فإذا تقطَّع وبَلي قيل: قد تَفَسَّأَ الثوبُ، مهموز. الكسائيُّ: مثلَهُ. قال: وكذلك تَهَمَّأَ وتهتَّأَ. غيرُه: الجَارِنُ3: اللَّيِّنُ الذي قد انسحقَ ولانَ، والهِدْمِلُ: ثوبُ خَلَقٌ، قال تأبَّط شرّاً4: 158- نهضتُ إليها من جُثومِ كأنها عجوزٌ عليها هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعلِ والمُنْهج: الذي قد أسرع فيه البِلَى. يُقال: قد أَنْهَج الثوب، والهِدْمُ: الخَلَقُ، والطِّمْرُ مثلُه، الثَّوبُ الخَلَق، والأطْلَسَ: الخَلَق أيضاً.

_ 1 قال علي بن حمزة: "إنما الواحد مِبْذَل". ا. هـ. التنبيهات ص 209. وكذا ذكره ابن دريد في الجمهرة 1/252. 2 فعل وأفعلَ ص 471. 3 العين 6/105. 4 شاعر جاهلي من الصعاليك، واسمه ثابت بن جابر. والبيت في ديوانه ص181. جثوم: جمع جاثم، والخيعل: قميص بلا أكمام.

باب: ضروب اللبس

الباب 76: بابُ ضُرُوب اللُّبْس أبو عمروٍ: الاضْطِبَاعُ بالثَّوب: هو أنْ يُدْخل الثَّوبَ من تحتِ يده اليمنى، فَيُلقيه على مَنْكبه الأيسر10 الأصمعيُّ مثلَه. قال: وهوَ التأبُّط، قال: والتَّلَفُّعُ والتَّفلّعُ: أنْ يشتمِلَ به حتى يجلِّلَ به جسده قال: وهذا هو اشتمالُ الصَّمَّاء عند العرب، لأنه لم يرفع جانباً منه فتكون فيه فُرْجة. قال: وهو عندَ الفقهاء مثلُ ما وصفنا من الاضطباع إلا أنَّه في ثوبٍ واحدٍ2. قال: والاحْتِزَاكُ: هو الاحْتِزَامُ بالثَّوب، والاحْتباك: هو الاحتباء به. وقال أبو عبيدٍ: الاحْتِبَاك: شدُّ الإزار، ومنه: [أنَّ عائشةَ كانت تحتبِكُ فوقَ القميصِ بإزارٍ في الصَّلاةِ] 3. قال الكسائيُّ: التَّشَذُّر بالثوب: مثلُ الاستثفار به. الأحمرُ: الاضْطِغَان: الاشتمال، وأنشدنا4: 159- كأنَّه مُضطغِنٌ صبياً

_ 1 غريب الحديث لأبي عبيد 4/192. 2 غريب الحديث لأبي عبيد 4/193. 3 أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث 4/2 31، والنهاية 1/331. 4 الرجز للعامرية، وهو في غريب الحديث 4/312، والتهذيب 8/11، والمجمل 2/563، والعين 4/366، والمحكم 5/244، وشرح أدب الكاتب للجواليقي ص 211.

أبو عمرو1: القُبُوع: أنْ يُدخل رأسه في قميصه أو في ثوبه، وقد قَبَعْتُ أقْبَع، ويُقال: اضْطَغَنْتُ الشيء تحت حِضْني، وقال ابنُ مُقبلٍ2: 165- حتَّى اضطغنتُ سلاحي عند مَغرِضه ومِرْفَقٍ كرئاسِ السَّيفِ إذا شسفا ورِئاس السيف: قائمه.

_ 1 الجيم 3/98. 2 ديوانه ص 186، وفيه [ثمَّ اضطبنت سلاحي] أي: احتضنته. والمغرض للبعير كالمحزم من الفرس، وهو جانب البطن من أسفل الأضلاع.

باب: تسمية ما جاء في القميص وغيره

الباب 77: بابُ تَسميةِ ما جاء في القَميصِ وغيرِه أبو زيدٍ: البَنِيقَةُ من القميص: هي لِبْنَتُه، وأنشد1: 161- يضمُّ إليَّ الليلُ أطفالَ حُبِّها كما ضمَّ أزرارَ القميص البَنائقُ والذَّلاذِل: أسافلُ القميص الطويل، واحدُها: ذُلْذُل. الأصمعيُّ: المَحَاقِدُ في الثوب: وَشْيُه، واحدُها: مَحفِد2. أبو زيادٍ الكلابيُّ: النِّطاق: أنْ تأخذَ المرأةُ ثوباً، فتلبَسَهُ، ثُمَّ تشدَّ وسطها بحبلٍ، ثمَّ ترسلَ الأعلى على الأسفل3، والنُقْبَة مثلُه، إلا أنَّه مخيطُ الحُجْزة نحوٌ من السراويل. يُقال منه: نَقَبْتُ الثَّوبَ أنْقُبُه. غيرُ واحدٍ: صَنِفَةُ الإزار: طُرَّتُه، والبَنادِك والبَنَائقُ واحدٌ. قال ابنُ الرِّقاع4: 162- كأنَّ زُرُورَ القبطريَّة عُلِّقت بَنَادِكها منه بجذعٍ مُقوَّمِ قال الفرَّاء: هو قُنُّ القميص، وقُنَان القميص: وهو الكُمُّ.

_ 1 البيت لمجنون ليلى, وهو في ديوانه ص 203, والجيم 1/88. 2 على وزن مجلس. القاموس. 3 المخصص 4/98. 4 ديوانه ص 78. قال بن سيده في المحكم 7/123: هكذا عزاه أبو عبيد إلى ابن الرقاع, وهو في الحماسة منسوب إلى ملحة الجرمي. قلتُ: انظر شرح الحماسة 4/132.

باب: أعمال القميص وما فيه

الباب 78: بابُ أعمالِ القَميصِ وما فيه اليزيديُّ: أكْمَمْتُ القميصَ: جعلْتُ له كُمَّين، وأرْدَنْتُه: جعلت له أرداناً، واحدُها: رُدْن، وهو أسفل الكُمَّين، وأعْريتُه وعَرَّيته: جعلت له عُرًى، وَجُبْتُه: قوَّرتُ جيبه، وجيَّبْتُه: جعلت له جَيْباً، وأزَرَرْته: جعلتُ له أزراراً، وزَرَرْتُه: شدَدْتُ إزاره عليَّ. أبو عمرو: خَلَفْتُ الثَّوبَ أخلُفُه فهو خَليف، وذلك أنْ يبلى وسطُه فتخرجَ البالي منه، ثمَّ تلفقه. أبو زيدٍ: نقَبْتُ الثوبَ أنْقُبُه: جعلتُه نُقْبَةً. الأصمعيُّ: افترَيْت فَرْواً: لبسته، وأنشدنا للعجّاج1: 163-[يقلب أولاهنَّ لطم الأعسر] 2 قَلْبَ الخراسانيّ فَرْوَ المفتري

_ 1وهم أبو عبيد في نسبته للعجاج، وابن قتيبة في المعاني الكبير 1/287، والصحيح أن الرَّجز لرؤبة في ديوانه ص 59، وفيه: [يقلبُ خوَّانَ الجناحِ الأغبرِ قلبَ الخراسانيّ فرو المفتري] من قصيدة له يمدح بها محمد بن القاسم الثقفي، ومطلعها: قلتُ وقد أقصرَ جهلُ الأصورِ [ليت الشَّبابَ يُشترى فنشتري] 2 زيادة من التونسية.

الباب 79: بابٌ 1 أبو زيدٍ: كَسفْتُ الثوبَ أكْسِفُه كَسْفاً: إذا قطعته، والكِسْفَةُ: القِطْعَةُ. أبو عبيدةَ2: فإنْ تشقَّق الثوب من قبل نفسه قيل: قد انصاحَ انصياحاً، ومنه قولُ عبيد بن الأبرص3: 164- من بين مُرتتقٍ منها ومنصاحِ أبو عمروٍ4: أحْتَأتُ الثوب إحْتَاءاً: فَتلْتُه فتلَ الأكسية.

_ 1 في التونسية والتركية هذا الباب متصل بما قبله، دون ذكر كلمة "باب". 2 في التونسية: أبو عبيدٍ. 3 عجز بيت، في ديوانه ص 54، والرواية فيه: فأصبحَ الروضُ والقيعانُ مُمرِعةً من بين مُرْتَفِقٍ فيه ومُنْطَاح وعلى هذه الرواية لا شاهد. وفي اللسان: قال شمر: سمعتُ ابن الأعرابي يُنشد بيت عبيد: من بينِ مُرتفقٍ منها ومُنصَاحِ وفسَّر المُنصاح الفائض الجاريَ على وجه الأرض، ورواه أبو عبيدة، وقال: المُنصاح: المُنشق. ا. هـ. والعجز في المخصص 4/87 برواية المؤلف. 4 الجيم 1/164.

باب: قطع الثوب وخياطته

الباب 80: بابُ قَطْعِ الثَّوبِ وَخِياطتِه أبو زيدٍ والأصمعيُّ: نَصَحْتُ الثَّوبَ أَنْصَحُهُ نَصْحاً: إذا خِطْتُه، وحُصْتُه: خِطتُه أيضاً. ومثلُه: شَصَرْتُ الثَوبَ شَصْراً: خِطْتُه أيضاً. أبو زيد: فإنْ خاطَه خياطة مُتباعدة قال: شَمَجْتُه أشْمُجُه شَمْجَاً، وشَمْرَجْتُه شَمْرَجَة1. الكسائيُّ: فإنْ رقعه قال: لَقَطْتُه لَقْطاً، ونَقَلْتُه نَقْلاً.

_ 1 تهذيب اللغة 10/550, وما اختلف ألفاظه ورقة 3 أ.

باب: النسج في الثياب

الباب 81: باب النَّسْجِ في الثَّياب1 الصِّيصة: جفّ صغيٌر تنسجُ به المرأة، والمُتاءَمة مثالُ مفاعلة، مأخوذ من التوأم في النسج أن يكونَ خيطين خيطين، والمُقاناة: خيطٌ أبيض وخيط أسود2. وهو قولُ امرئِ القيس3: 165- كبكرِ المُقاناةِ البياضُ بصفرةٍ غذاها نميرُ الماءِ غيرُ مُحلَّلِ

_ 1 هذا الباب ليس في الظاهرية ولا الأسكوريال ولا التركية، بل هو في التونسية ورقة 81 ب والمحمودية ورقة 145ب, وهو متأخر جدّاً. 2 نقله ابن منظور عن أبي عبيد، انظر اللسان: قنا. 3 البيت من معلقته. والبكر هاهنا:أول بيض النعامة. نمير الماء: صافيه. انظر شرح المعلَّقات للنحاس 1/28, وديوانه ص 116.

باب: المختلف من اللباس

الباب 82: بابُ المُختلفِ من اللِّباسِ الأمويُّ: الثوبُ المُغَثْمَرُ: الرَّديءُ النَسْج. أبو زيدٍ: الشَّلَل في الثوب: أنْ يُصيبَه سوادٌ أو غيره، فإذا غُسِل لم يذهب. الأحمرُ: نَامَ الثوبُ وانحمقَ: إذا أخلقَ، وانحَمَقتِ السُوق: كسدت. أبو عمروٍ: الصِّوان: كلُّ شيء رُفِعتْ فيه الثيابُ من جونةٍ أو تختٍ أو سفَطٍ، أو غيره. الفرَّاء: الخبُّ [والخبَّة] 1 والخَبيبَةُ: الخِرقة تُخرجها من الثوب فَتعصِب بها يدك. غيرُه: القِرَام2: السِّتْر، وُيقال: المِفْرَمة.

_ 1 بتثليث الخاء. القاموس. 2 العين 5/159.

باب: ألوان اللباس

الباب 83: بابُ ألوانِ اللِّباس أبو عمروٍ1: المُدَمَّى: الثوبُ الأحمر، ولا يكونُ من غير الحُمرة، والكَركُ: الأحمر. الأصمعيُّ: فإذا كانت فيه غُبْرةٌ وحمرةٌ فهو قَاتِمٌ، وفيه قُتْمة، وإذا كان مصبوغاً مُشْبَعاً فهو مُفْدَم، قال: والمَدْمُوم: المَطليُّ بأيّ لونٍ كان. أبو زيدٍ: الحِمْحِم: الأسود. عن الكسائيِّ: لا يُقال المُفْدَم إلاَّ في الأحمر، والمُجْسَد: الأحمر. غيرُه: الأصفرُ: الأسود. قال الأعشى2: 166- تلك خَيلي منه وتلكَ ركابي هنُّ صفرٌ أولادها كالزَّبيبِ واليَحْمُوم: الأسود، والأسْحم: الأسود.

_ 1 الجيم 1/245. 2 ديوانه ص 27، وتقدَّم ص 101.

باب: النعال

الباب 84: بابُ النِّعالِ أبو زيدٍ: زَمَمْتُ النَّعلَ أزمُّها زمّاً: إذا جعلتُ لها زماماً؛ فإذا جعلْتَ له شِسْعاً قلتَ: شَسعْتُها، وأشْسعْتُها، ومن الشِّراك: شَرَكْتُها وأشْرَكْتُها، وإذا جعلْتَ له أُذناً قلتَ: أذَّنْتُها تأذيناً. اليزيديُّ: فإذا جعلتَ لها قِبالاً قلت: أقْبَلْتُها، فإنْ شددْتَ قِبالتها قلت: قَبَلْتُها مخففَّة. الأصمعيُ: فإذا كانتِ النَّعل خَلَقاً قلت: نَعلٌ نِقْلٌ1، وجمعُها: أَنْقَال. الفرَّاء: وإذا كانت غيرَ مخصوفةٍ قيل: نعلٌ أسْماط، وُيقال: سراويلُ أسماطٌ، أي: غير مَحْشوَّةٍ. قال: وبنو أسدٍ يُسمُّون النعل الغَريفة2 بالفاء. الكسائيُّ: أنْقَلْتُ الخفَّ ونَقَلْتُه: أصلحته. غيرُه: السَّميط: نعلٌ لا رقعة فيها. قال الأسودُ بنُ يَعفُر3: 167- فأبلغْ بني سعدِ بنِ عجلٍ بأننا حذوناهُم نعلَ المثالِ سميطا قال: وطِرَاقُ النَّعل: ما أُطبِقت عليه فَخُرِزت به4، والقِبَال مثلُ الزِّمام: بينَ الإصبعِ الوسطى والتي تليها، والسَّعْدانة: عُقدة الشَّسْع مما يلي الأرض، والسَّرائح: سُيور نَعالِ الإبل، الواحدة: سَريحة5. غيره: النَّقائلُ، واحدَتُها: نَقيلة، وهي رِقاعُ النَّعل، وهي نعل مُنْقلة.

_ 1 حاشية من التركية ورقة 42ب: نعلٌ نِقْلٌ ونَقْلٌ ,لغتان, والرواية في هذا الكتاب بالكسر, وكذا رواه الأصمعي, ورواه يعقوب في "الإصلاح" بفتح النون في باب فعل وفعل باختلاف المعنى. ا. هـ. 2 المخصص 4/113. 3 البيت في التهذيب 12/347, والمخصص 4/113, واللسان والتاج: سمط. 4 ما اتفق لفظه لليزيدي ص 235. 5 الجيم 2/94.

باب: الجلود

الباب 85: بابُ الجُلودِ أبو زيدٍ: يُقال لِمسْك السَّخْلة ما دام يرضعُ: الشَّكْوَة، فإذا فُطم فَمَسْكُهُ البَدْرَة، فإذا أجذع فَمسْكهُ السِّقاء، فإذا سُلخ الجِلد من قَبيلِ قَفاه قيل: زَقَّاقْتتُهُ تزقيقاً. الأصمعيُّ وأبو عمروٍ: فإنْ كان على الجلدِ شعرة أو صوفةٌ أو وبرةٌ فهو أديمٌ مُصْحَب. الأصمعيُّ وأبو عبيدة: فإذا كان الجلدُ أبيضَ فهو القَضيم، ومنه قولُ النًابغة الذُّبياني 1: 168- كأنِّ مجرَّ الرامساتِ ذُيولَها عليه قضيمٌ نمَّقته الصوانعُ أبو عمرو: وإن كان أسودَ فهو الأرَنْدَج بفتح الألِف. الأصمعيُّ: وما قُشِر عن الجلد فهو الحُلاءَة مثال فُعَالة، يقال منه: حَلأْتُ الجلد: إذا قشرته. أبو عمرو: السًلْف بجزم اللام: الجِراب، وجمعُه: سُلوف. الأصمعيُّ: السِّبْت: المدبوغ. غيرُه: المَقْرُوظ: ما دُبغ بالقَراظ2، والمُهْرَق: الصحيفة، والمِبْنَاة: العَيبة، وقال النًابغة3:

_ 1 ديوانه ص 79. 2 القَرط: ورقُ السَّلم. العين 5/133، ونوادر أبي مسحل 1/269. 3 ديوانه ص 79. والمبناة بفتح الميم وكسرها، القاموس.

169- على ظهرِ مبْناة جديدٍ سيورُها يطوفُ بها وسط اللَّطيمة بائِعُ [اللطيمةُ: سوق يُباع فيها المسك] 1. الأصمعيُّ وأبو عبيدة: المِبْنَاة: النِّطع. الأصمعيُّ: الجَلَدُ: أنْ يُسلخَ جِلد البعير أو غيره، فَيلبَسه غيره من الدَّواب2. قال العجَّاجُ يصفُ الأسدَ3: 175- كأنَّه في جَلَدٍ مُرَفَّلِ [طويلٍ سابغ] 4. والمَشَاعِلُ: واحدُها: مِشْعَل: جلودٌ يُنبذ فيها. يقال: نِطْع، ونِطَع، ونَطْع، ونَطَعٌ عن الكسائي.

_ 1 زيادة من الأسكوريال والمحمودية. 2 قال ابن سيده: "وقد أخطأ أبو عبيدٍ في قوله: أنْ يُسلخ جلد البعير؛ لأنَّه لا يقال: سلختُ البعير، إنما يقال نجوته وجلَّدته". المخصص 4/105. 3 ديوانه 1/245، والتهذيب 10/658. 4 من التونسية.

باب: دباغ الجلود

الباب 86: بابُ دِبَاغِ الجُلودِ [أبو عمروٍ] : السِّبْتُ كلُّ جلدٍ مدبوغ. الأصمعيُ: هو المدبوغُ بالقَرَظ خاصَّةً. قال: والصَّرْفُ: شيء أحمرُ يُدبَغُ به الأديمُ. قال ابنُ كلحبةَ 1- وهو أحدُ بني عَرين بنِ ثعلبَة ابن يربوع-: 171- تُسائلني بنو جُشم بن بكرٍ أغرَّاءُ العرادةُ أمْ بَهيمُ 172- كُميتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ ولكنْْ كلونِ الصَّرْف عُلَّ به الأديمُ [العَرادة: اسمُ فرس] 2، وقوله: مُحْلِفة، أي: إنها خالصةُ اللون لا يُحلف عليها أنَّها ليست كذلك. الأحمر قال: المَنْجُوب: الجلدُ المدبوغ بالنَجَبِ، وهو لِحاء الشجر. غيرُه: الجلدُ المُقَرْني: المدبوغ بالقَرْنُوة، بلا همزٍ وهو نَبْتٌ، والمَأرُوط: المدبوغِ بالأرْطى. غيرُ واحد3: الجِلْدُ أوَّل ما يُدبغ فهو مَنِيئة، مثال: فَعِيلة، ثم أفيقٌ ثم يكونُ أديماً. يُقال منه: مَنأْتُه، وأفَقْتُه مثال: فَعَلْتُه. الأصمعيُّ والكسائي: المَنيئة: المَدبغَة4.

_ 1 اسمه هبيرة بن عبد مناف، والكلحبة أُمُّه، أحد فرسان تميم. والبيتان في المفضليات ص 23، ونظام الغريب ص 121، والمحكم 3/360، والأول في أسماء خيل العرب لابن الأعرابي ص50، ونسب الخيل ص 41. 2 نصب الخيل ص40، وما بين [] من التركية. 3 التهذيب 15/510. 4 قال أبوعليّ الفارسي: "هي مَفْعِلة من قولهم: "لحم نيئٌ "؛ لأنَّ الجلد يُلقى فيها وهو نيئٌ، فأما قول أبي عبيدٍ: مثال فعيلةٌ فخطأ". قال ابن سيده: "مَنأته يردُّ ما حكاه الفارسي". المخصص4 /107.

أبو عمرو: الجلدُ المَسْلُوم: المدبوغُ بالسَّلَم، والنِّاصَحات: الجلود. قال الأعشى1: فترى القومَ نَشاوى كلهم مثلَ ما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ والقُطُوط: الصِّكَاك. قال الأعشى2: 174- ولا الملكُ النَّعمانُ يومَ لقيتُه بغبطتِه يُعطي القُطوطَ ويأفقُ واحدها: قِطُّ، وقوله: يَأفِقُ، أي: يَفْصِل. الفراء: الجِلْدُ المُرَجَّلُ: الذي يُسْلَخ من رجلٍ واحدة، والمَنْجُول: الذي يشُقُّ من عرقوبيه جميعاً كما يَسلخُ النَّاسُ اليوم، والمُزَقَّق: الذي يسلَخُ من قِبَل رأسِه، والتَّعيُّن: أن يكون في الجِلد دوائرُ رقيقة مثلُ العيون. قال القُطاميّ3: 175- ولكنَّ الأديمَ إذا تفرَّى بلىً وتعيُّناً غلبَ الصناعا والحَلِمُ: الذي تقع فيه دوابّ. قال الوليدُ بنُ عقبة4 بن أبي مُعيط الشَّاعر5: 176- فإنَّكَ والكتابَ إلى عليّ كدابغةٍ وقد حلِمَ الأديمُ [أديمٌ مُعَرْتَنٌ: مدبوغٌ بالعَرْتن] 6.

_ 1 ديوانه ص 41. 2 ديوانه ص 117. 3 البيت في التهذيب 3/209، وديوانه ص 39. 4 قال الذهبيُّ: "له صحبة قليلة ورواية يسيرة، وهو أخو عثمان لأمه، من مسلمة الفتح، ولي الكوفة لعثمان وكان يشرب الخمر". سير أعلام النبلاء 3/412. 5 البيت في نوادر أبي زيد ص224، ومجالس ثعلب 1/103، والمدخل لعلم التفسير ص540، والحماسة البصرية 1/116، والسمط ص434. 6 زيادة من التونسية، ملاحظة: في التونسية بعد هذا الباب القطن والكتان.

باب: الآثار بالجسد وغيره

الباب87: بابُ الآثار بالجسدِ وغَيرهِ البَلَدُ: الأثرُ، وجمعُه: أبلاد. [قال ابنُ الرِّقاع1: 177- من بعدِ ما شملَ البِلى أبلادها] 2 والعُلوب: الآثار، والنَّدْب: الأثر3، وكذلك العاذر. قالَ ابنُ أحمر4: 178- أُزاحمهم بالبابِ إذ يدفعونني وبالظَّهرِ مني من قرى البابِ عاذرُ والحَبارُ: الأثرُ، والحِبْر: الأثر، والدَّعس: الأثر، [والدَّعْسُ: الطريق، يقال: طريقٌ مُدَعَّس: مُوطَّأ، والجُلْبة: الأثر، والجمع: جُلَب. قال ذو الرُّمة5: 179- من تصديرها جُلَبُ

_ 1عجزُ بيتٍ، وصدره: [عرف الديار توهُّماًَ فاعتادها] وهو في التهذيب 14/129، وديوانه ص 49. 2 زيادة من التونسية ورقة 87. 3 ما اختلفت ألفاظه ورقة 2ب. 4 البيت في ديوانه ص117 بهذه الرواية, وفي التونسية صدره: [فما زلتُ حتى أدحضَ الخصم حجتي] 5 البيت: أخا تنائفَ أغفى عند ساهمةٍ بأخلقِ الدَّفِّ من تصديرها جُلَبُ وهو في ديوانه ص13.

والكَدْح نحوه، والخَصَاصة: الجُحْر الصغير. قال ذو الرُّمة1: 180- من خَصاصات مُنخلِ] 2 والخَلَل والسَّمُّ: الثُّقب.

_ 1 البيت: تجرُّ بها الدَّقعاءَ هيفٌ كأنَّما تسخُّ التُراب من خَصاصاتِ مُنخل وهو في ديوانه ص 587. 2ما بين [] زيادة من التونسية.

باب: العريان

الباب 88: باب العريان قال الأصمعيُّ3: المُنْسَرِح: الخارج من ثيابه، والمُعجرَد4: العريان، وكأنَّ اسم عَجْردٍ مأخوذ منه.

_ 3 الباب كلُّه في التهذيب 3/316. 4 في التهذيب: قال: "شمر: هو بكسر الراء" ا. هـ. وفي المخطوطات بفتح الراء وفي حاشية التركية: معجرِد بالكسر أيضاً، فهما لغتان.

باب: معالجة الجلود

الباب 89: باب معالجة الجلود قال الأصمعيُّ: تمأَّى الجلدُ تمأّياً، مثلُ: تمعَّى تمعِّياً، تفعَّل تفعلاً إذا اتَّسع.

باب: القطن والكتان

الباب 90: باب القطن والكتان الأصمعيُّ: الكُرْسفُ والبِرْسُ والعُطْب والطُّوط. كلُّه القطن.

كتاب الأطعمة

بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً كتابُ الأطعمة الباب 91: باب أسماءِ أنواع الطَّعام قال أبو عبيدٍ: سمعتُ أبا زيد يقول1: يُسمَّى الطعام الذي يُصنَع عند العُرسِ الوليمةَ، والذي عند الإملاك النَّقِيعَة، يُقال منه: نَقَعْتُ أَنقَعُ نُقُوعاً، وأوْلَمْتُ إيْلاماً، والذي يُصنَع عند البِناء يبنيه الرَّجل في دارِه الوَكِيرة، وقد وَكَّرت تَوكيراً، وما صُنع عند الخِتَان فهو الإعْذار، وقد أعْذَرْتُ، وما صُنع عند الولادة فهو الخُرْس، فأما الذي تُطْعَمه النُّفَساء نَفْسُها فهو الخُرْسة، وقد خُرِّسَتْ، وكل طعامٍ بَعْدُ صُنعَ لدعوةٍ فهو مأْدُبَة ومأْدَبة، وقد آدبْتُ أُوْدِبُ إيداباً، وأَدَبْتُ أدْباً. الفرَّاء: النَقِيعةُ: ما صنعَه الرَّجل عندَ قُدومِه من سَفره، وُيقال منه: قد انْقَعْتُ إنْقَاعاً، وأنشدنا غيرُ واحدٍ2:

_ 1 النوادر ص 187. 2 البيت لمهلهل بن ربيعة. وهو في ديوانه ص295 ضمن " أخبار المراقسة وأشعارهم "، والمجمل 3/745 مادة: قدم. والتهذيب 1/262.

181- إنَّا لنضربُ بالصَّوارمِ هامهم ضَرْبَ القدَارِ نَقِيعَةَ القُدَّامِ [القدَّام] :جمعُ قادم، ويقال: هو المَلِكُ، والقُدَار: الجَزَّار. أبو زيدٍ:يقالُ للطعام الذي يُتعلَّل به قبل الغداء: السُّلْفَة واللُّهْنَة، وقد سلَّفْتُ للقوم ولَهَّنْتُ لهم.1 الأمويُّ: ولَهَّجْتهم أيضاً بمعناه. غيرُه: القَفيُّ: الذي يكْرَم به الرَّجل من الطعام. تقول: قَفوْتُه به. قال سلامةُ بنُ جندلٍ يصفُ الفَرَس2: 182- ليس بأسفى ولا أقنى ولا سَغِلٍ يُسقى دواء َقفيِّ السَّكْنِ مَرْبوبٍ يعني: اللَّبن، وهو دواء المريض. والعِفَاوة: ما يُرْفَع من المَرَق للإنسان. قال الكُميتُ3: 183- وباتَ وليدُ الحيِّ طيَّان ساغباً وكاعبهُم ذاتُ العِفاوةِ أسغبُ ويروى: [ذات القفاوة] . ويروى: [ظمأن ساغباً] . قال: واللَّبن ليس يسمَّى بالقَفيّ، ولكنه كان رُفِعَ لإنسانٍ خُصَّ به. يقول: فأَثرْتُ الفرس به.

_ 1 قال الثَّعالبيُّ في ثمار القلوب ص 608: لهِّنوا ضيفكم، كأنَّه مثلٌ في الاقتصار على اليسير إلى أن يلحقه الأكثر. 2 البيت في ديوانه ص 98. القنا: حدَّة في الأنف, وهو مذموم في الخيل, والأسفى: الخفيف شعر النَّاصية, وسغِل: مهزول والسكن: هم أهل البيت, والقِفَوة: الخاصَّة. 3 البيت في شرح هاشميات الكميت ص 78, والمحكم 6/356.

باب: أسماء الطعام الذي يتخذ من اللحم

الباب 92: بابُ أسماء الطَّعامِ الذي يُتَّخذُ من اللَّحم قال الكسائيُّ: الوَشِيقَةُ من اللََّحم: أن يُغْلَى إغلاءةً ثُمَّ يُرفَع. يُقال منه: وشَقْتُ فأنا أَشِقُ وَشْقاً، والصَّفِيفُ مثلُه، ويقال: هو القَدِيد. يقال: صَفَفْتُه أَصُفُّه صَفّاً. الأمويُّ: فإذا قطَّعْتَ اللَّحم صغاراً قلت: كتَّفْتُه تَكْتِيفاً، وكذلك الثوب إذا قطَّعته. أبو زيدٍ: فإنْ جعلَت اللَّحمَ على الجمرِ قلْتَ: حَسْحَسْتُه. الأصمعيُّ: هو أن يُقشَرَ عنه الرمادُ بعدما يُخرَج من الجمر. أبو عمروٍ1: فإنْ أدخلته النَّار ولم تُبالغْ في نَضْجه قيل: ضهَّبْتُه فهو مُضهَّب. أبو زيدٍ2: فإنْ لم تُنْضِجْه قلت: آنضته إيناضاً. الكسائيُّ3: أنْهَأْتُه وأنْأَأتُهُ بهمزتين، [وأَنأْتُه مثلُه] 4، فإنْ أنضجتَه فهو مُهَرَّد، وقد هرَّدْته، وهَرِدَ هو، والمُهَرَّأ مثلُه. أبو زيدٍ: فإنْ شويته قلت: خَمطْتُه أَخْمِطُه خَمْطاً، وهو خَمِيط.

_ 1 الجيم 2/202. 2 النَّوادر ص136. 3 في الأسكوريال: الأصمعيّ. 4 زيادة من التونسية.

أبو عمروٍ: فإنْ شويته حتى ييبس فهو كَشِيءٌ مثل: فَعِيل، وقد كَشَأتُه، ومثلُه: وَزأْتُ اللَّحم: أيْبسته. الأمويُّ: أكْشَأتُه بالألف. غيرُه: فَأَدْتُ اللَّحم: شويته، والمِفأَد1: السَّفُّود، ويقال: صَلَيْتُ اللَّحم فأنا أصْلِيهِ: إذا شويته، فإنْ أردتَ أنَّك قذفته في النَّار ليحترقَ قلتَ: قد أصْلَيْتُه إصْلاءاً، والحَنِيذ: الشِّواء الذي لم يُبالَغ في نُضجه. يقال: حَنَذْتُ أحْنِذُ حَنْذاً2، ويقال: هو الشّواء المغموم الذي يَخْنَزُ، أي: يتغيَّر. [قال أبو بكرٍ3: قال أبي: قال أبو جعفر: الحَنْذُ: النضْج] 4ش

_ 1 العين 8/80. 2 العين 3/201. 3 هو ابن الأنباري، واسمه محمد بن القاسم، ومرت ترجمته في المقدمة. 4 زيادة من المحمودية.

باب: نعوت اللحم

الباب 93: بابُ نُعوتِ اللَّحم أبو عمروٍ: الأسْلَغُ من اللحم: النَّيئُ. الكسائيُّ: والنَّهيءُ: مثالُ فَعيل مثلُه، [وقد نهأتُ اللحّم] وقد نَهىءَ نُهُؤَة، ونَهَاءَة، وهو بَيِّنُ النهُوء وبَِّينُ النُّيُوءِ مثال النُّيوع. أبو عمروٍ: الشَّرقِ: الأحمر الذي لا دسمَ له، والعِرْزَالُ: البَقيَّةُ من اللَّحم. قال: والعِرْزَال أيضاً: موضعٌ يتَّخذه النَاظر فوق أطرافِ النَّخل والشَجر يكونُ فيه فِراراً من الأسد. الأمويُّ: اللَّحم الثَّنِتُ: اللَّحم المُنْتِنُ، وقد ثَنِتَ ثَنَتاً، والمُوْهِتُ مثلُه، وقد أيْهَتَ إيهاتاً. غيرُه: خَنِزَ يَخْنَزُ، وخَزَنَ يَخْزُنُ، وخَزِنَ يَخْزَن، وهو أجود. وقال طَرَفَةُ1: 184- ثمَّ لا يَخزَنُ فينا لحمُها إنما يَخْزَنُ لحمُ المُدَّخِرْ وقد خَّم وأخمَّ مثلُه، وصَلَّ وأصَلَّ، ونَتُن وأنْتَنَ، فمن قال: نَتُنَ قال: مِنْتِنٌ، ومن قال: أنْتَنَ قال: مُنْتِنٌ2. الفرَّاء: أشْخَم اللَّحم ونَشَم إشْخَاماً وتَنْشِيماً: إذا تغيَّرت

_ 1 ديوانه ص 56. 2 حاشية من التركية ورقة 45ب: هذا وهم، وإنما قال مَنْ قال: مِنْتِن، أراد أن يتبع الكسرة بالكسرة، والأصل: مُنْتن، ولو بُني من نَتُنَ اسم فاعلٍ لقيل: مُنتن، كما تقول: خَبُث فهو خبيث، وأشباه ذلك. وهذا أحد ما عُدَّ على أبي عبيدٍ من الأوهام، وقد سبقه إلى هذا القول أبو عمرو الشيباني، فنقله عنه غلطاً كما هو. ا. هـ.

ريحه لا من نَتْنٍ، ولكنْ كراهةٍ. عن أبي الجرَّاح: تَمِة اللَّحم يَتْمَه تَمَهاً1، وتَمَاهةً، مثلُ الزُّهومة. عن أبي عمروٍ: ثَعِطَ اللَّحم ثَعَطاً: إذا أنتن، أبو عمروٍ2: اللَّخْنَاء: المُنْتِنةُ الرِّيح، ومنه قيل: لَخِنَ السِّقاء: إذا تغيَّرت ريحه.

_ 1 العين 4/36. 2 الجيم 3/187.

باب: أسماء قطع اللحم وما يقطع عليه

الباب 94: بابُ أسماءِ قِطَعِ اللَّحمِ ومَا يُقْطَعُ عليه الأصمعيُّ: أعطيته حِذْيةً من لحمٍ، وفِلْذةً من اللحم، وحُزَّةً من اللَّحم، وكلُّ هذا ما قُطِعِ طولاً، فإذا أعطاه مُجتمعاً قال: أعطيته بَضْعَةً، وجمعُها: بِضَع1، وفِدْرَةً وهَبْرةَ، ووَذْرَةً. أبو زيدٍ: الوَضَمُ: كلُّ شيءٍ وقيَت به اللَّحم من الأرض. يُقال منه: أوْضَمْتُ اللَّحم، وأوْضَمْتُ له. الكسائيُّ: إذا عملتَ له وَضَماً قلت: وَضَمْتُه أَضِمُه، فإذا وضعتَ اللّحم عليه قلت: أوْضَمْتُه. غيرُه: الشِّلوُ: العضو من أعضاء اللحم. الأمويُّ: مشَّرْتُ اللحم: قسَّمته، وأنشد2: 185- فقلتُ: أشيعا مَشِّرا القِدرَ حولَنا وأيُّ زمانٍ قِدْرُنا لم يُمَشر أي: تُقسَّم. عن الكسائي: لحم مُشَنَّق: مُقَطَع، وهو مأخوذٌ من أشناق الدية.

_ 1حاشية من الأسكوريال: أبو عليّ عن أبي بكرٍ عن أبيه قال الطوسيُّ: حكى ابن الأعرابيّ بضْعة وبَضْع، ومنه قول زهيرٍ: وبضع لحامٍٍ في إهاب مقدد قال أبوه: وأخبرني الرستمي عن يعقوب قال: بضْعَة وبَضْع وبِضَع وأنشد لزهير: دماً عند شِلْوٍ تحجلُ الطير حولَه وبَضْعَ لحامٍ في إهابٍ مقدَّد 2 البيت للمرَّار بن سعيد الفقعسي. وهو في العين 6/263، والتهذيب 11/367، وَالمعاني الكبير 1/373، وشعره ص 452، والمجمل 4/832.

باب: قطع السنام

الباب 95: باب قطع السَّنام1 الترعيب2: السَّنام المُقطَّع، وكذلك المُسَرْهَد، والسديف3 مثلُه.

_ 1 هذا الباب تأخر في التركية إلى ما بعد باب الشَّواء. 2 في التركية ورقة 47ب حاشية: وكذا عند الحامض، بالفتح وفي الحاشية: التَّرعيب بكسر التَاء أيضاً. ا. هـ. قلت: وفي القاموس: الرَّعيبة: القطعة من السنام، جمعه: تِرْعيب.. 3 السديف: شحم السنام إذا قُطع طولاً. المخصص 4/135، والجيم 2/108.

باب: طبخ القدور وعلاجها

الباب 96: بابُ طبخِ القدور وعلاجها أبو زيادٍ الكلابيُّ: قَدَرْت القِدر أقْدِرُها قَدْرَاً: إذا طبختَ قِدْراً. أبو زيدٍ: أمْرَقْتُها أُمْرِقُها إمْرَاقاً: إذا أكثرتَ مَرقَها، ومَلَحْتُها أمْلِحُها: إذا كان ملحُها بقَدرٍ، فإنْ أكثرتَ مِلْحَها حتى تفسدَ قُلتَ: ملََّحْتُها تَملِيحاً، وزَعَقْتُها زَعْقاً، فإذا جعلتَ فيها التوابلَ قلتَ: فَخيْتُ القِدْرَ وتَوْبَلْتُها، وقَزَّحْتُها وبَزَّرْتُها من الأبزار، والأفْحاء، والأقزاح، والتوابل، واحدُها: فحىً مقصور، وقَزْحٍ1، وبَزْر، وتابَل، فإذا كانَ طيِّبَ الريح قلت: قَدِيَ الطَّعام يَقْدَى قَدَىً وقَدَاوةً. الأمويُّ: قَتَّرتُ للأسدِ: إذا وضعتَ له لحماً يجد قُتَاره. غيرهم: إذا وضعتَ القِدْرَ على الأثافي قلتَ: أثْفَيتها وثَفَّيتُها أيضاً. أبو زيدٍ: فإن أشبعْتَ وقودها قلت: أحْمَشتُ بالقِدْر. غيرُه: القُتَار: رِيحُ القِدْر. الفرَّاء: أمْرَقْتُها أكثرتُ مَرقَها. عن أبي عمرو: الأطْرَةُ: أنْ يؤخذَ رمادٌ ودمٌ فيلطخَ به كَسْرُ القِدر وأنشد2: 186- قد أصلَحتْ قِدراً لها بأُطْرَةْ [وأطعَمَتْ كِرْدِيدَةً وفِدْرَه] 3

_ 1 يقال: قِزْح وقَزْح. المخصص 4/142. 2 الرَّجز في التهذيب 14/9، واللسان: أطر. والصحاح والتاج: كرد. 3 ما بين [] زيادة من المحمودية.

باب ما يعالج من الطعام ويخلط

الباب 97: بابُ ما يُعالَجُ من الطعَّامِ ويُخلَط أبو عمروٍ: الضَّبيبَةُ: سمنٌ ورُبٌّ يُجعل للصبيِّ في العُكَّة يُطْعَمُه يُقال له: الضَّبيبَةُ، وُيقال: ضَبِّبُوا لصبيِّكم1. الأحمرُ: الرَّبيكَةُ2: شيءٌ يُطبَخُ من برٍّ وتمرٍ. يُقالَ منه: رَبَكْته أربُكه رَبْكاً. الأصمعيُّ: البَسِيسَةُ: كلُّ شيءٍ خلطْتَه بغيره، مثلُ: السويق بالأقِط، ثُمَّ تبلُّه بالسَّمن، أو بالرُبِّ، ومثلُ الشعيرِ بالنَّوى للإِبل. يُقال: بَسَسْتُهُ أبسُّهُ بَسّاً. أبو زيدٍ في البَسِيسةِ مثلَه. الأصمعيُّ: البُربُور: الجشيش3 من البُرِّ. الأمويُّ: البَكْل: الأقِطُ بالسَّمن [والبكالة] 4 بَعْدُ. قال: والعَبيثَة [بالعين] : طعامُ يُطْبَخُ ويجعلُ فيه جَرادٌ، وهو الغَثِيمة أيضاً. قال: والغَلِيث والبغيثُ: الطعامُ المخلوطُ بالشعير، فإذا كانَ فيه المدَرُ والزُّوَان5 فهو المَغْلُوث. الفرَّاء: الطَّهَفُ: طعامٌ يُختَبزُ من الذُّرة. أبو زيدٍ: البَكِيلَةُ والبُكَالةُ جميعاً: الدَّقيق يُخلط بالسَّويق، ثمَّ تَبلُّه بماءٍ، أو سمنٍ أو زيت. يقال: بَكَلْتُه أَبْكُلُه بَكْلاً. عن الأصمعيُّ: الفَريقَةُ: شيء يُعمَلُ من البُرِّ، وُيخلَطُ فيه أشياء للنُّفَساء. عن أبي عمروٍ6: الرَّغِيدَةُ: اللَّبن الحليبُ يُغلى ثمَّ يذرُّ عليه الدَّقيق، حتى يختلط فيُعْلقُ لَعْقاً. غيرُ واحدٍ:

_ 1 المثَلُ يُضرب ني إبقاء الإخاء وتربية المودَّة. مجمع الأمثال 1/422. 2 العين 5/366. 3 أَي: المدقوق. 4 زيادة من المحمودية والأسكوريال. 5 هو حبٌّ يخالط البُرَّ. 6 الجيم 2/7، وفيه: والرَّغيدةُ: محضٌ يُخلط بدقيق، وأنشد: تُغادى بالرغيدةِ كلَّ يومٍ وبالمَعْوِ المكمَّمِ والقميم

الحَريرةُ1: الحَساءُ من الدَّسَم والدَّقيق، وعنه: الآصِيَة مثالُ فاعلة: طعامٌ مثلُ الحَساء يُصنَعُ بالتمر، وأنشدنا2: 187- والإِثرُ والصَّربُ معاً كالآصية وقد يُقال لها الرَّغيغة أيضاً [قال: فإذا تخلَّص اللَّبن من الزُّبد وخلص فهو الإثْر، فإنْ تعقَّد قيل: ارتجن، والصَّرْبُ: أنْ يحقنَ أياماً فيشتدَّ حمضُه] 3. عن أبي عمروٍ4: العَكِيسُ: الدَّقيقُ يُصَبُّ عليه الماء ثمَّ يُشرب، وأنشدنا لمنظور الأسدي5: 188- لما سقيناها العكيسَ تمذَّحَتْ خواصرُها وازدادَ رشحاً وريدُها [تمذَّحت: انتفخت] .

_ 1 حاشية من التركية ورقة 47أ: قال ابن الأعرابيّ: هي العصيدة، والنَّجيرة، والحريرة والحسوة. قال الطوسي: "النخيرة أرقُّ من العصيدة، والحريرة أرقُّ من النجيرة، والحسوة أرق من ذلك" ا. هـ. وفي التونسية: الخزيرة. 2 الرَّجز: يا ربَّنا لا تبقينَّ عاصيه في كلِّ يومٍ هي لي مُناصيه تسامر اللَّيل وتضحي شاصية مثل الهجينِ الأحمرِ الجراصيه والإثر والصَّرب معاً كالآصيه وهو لأعرابيٍّ يذمُّ امرأته عاصية. انظر الجيم 3/212, والمسط ص 793. والشطر في التَّهذيب 12/268, والمخصص 4/145, والفرق بين الحروف الخمسة ص 244, وأمالي القالي 2/174 وقال: وقد اختلف عن أبي عبيدٍ فيه, فروى بعضهم الأثر, وبعضهم الإثر. 3 ما بين [] زيادة من التونسية والمحمودية. 4 الجيم 2/345. 5 الصحيح أنَّ البيت للرَّاعي, وهو في ديوانه ص 93 من قصيدةٍ يُجيبُ فيها خنزر بن أرقم, ومطلعها: [ماذا ذكرتم من قلوصٍ عقرتها بسيفي وضيفانُ الشِّتاء شهودها]

باب: الطعام يعالج بالزيت والسمن ونحوه

الباب 98: بابُ الطَّعامِ يُعالَجُ بالزَّيتِ والسَّمْنِ ونَحوِه الأصمعيُّ وأبو زيدٍ: زِتُّ الطَّعام أزِيتُه زَيْتاً، وهو مَزِيْتٌ ومَزْيُوت: إذا عملته بالزَّيت، وأنشدنا أبو زيدٍ1: 189- جاؤوا بِعيرٍ لم تكنْ يمنيةً ولا حنطَة الشَّام المَزيتُ خَمِيرُها الأمويُّ وأبو زيدٍ: سمَّنْتُ الطَّعام أُسَمِّنُه، وأنشدنا الأمويُّ2: 190- عظيمُ القَفا ضخمُ الخواصِر أوْهَبتْ له عجوةٌ مسمونَةٌ وخَميرُ قال: أوهبَتْ: دامت. الأصمعيُ: عَسَلْتُ السَّويقَ أعْسِلُه وأعْسُلُه عَسْلاً وأعسلته: إذا خلطْتَه بالعَسل، وأقَطْتُه آقِطُه أقْطاً.

_ 1 البيت للفرزدق في ديوانه ص 318. وفيه: [لم تكن هجرية] وانظر التنبيهات ص 210. 2 البيت في التنبيهات ص210، والمخصص 5/3، واللسان: سمن. وكذا الصحاح، والأفعال 3/511. وقال عليّ بن حمزة: الرواية: [أرهنت له عجوة] ، أي: أعدَّت.

باب: الخبز اليابس

الباب 99: بابُ الخُبزِ اليَابسِ قال الأصمعيُّ: يُقال: جاءَنا بخُبزةٍ نَاسَّةٍ، وقد نَسَّ الشيءُ يَنِسُّ وينُسُّ نَسَّاً، ومنه قولُ العجَّاج1: 191- وبلدٍ يُمسي قطاه نُسَّسَا وقال: وأخبرني عيسى بنُ عمر2 قال: أنشدني ذو الرُّمّة3: 192- وظاهرْ لها من يابس الشختِ واستعنْ عليها الصّبا واجعلْ يديكَ لها سترا ثم أنشدني بعد: [من بائس الشخت] . فقلت: إنَّك أنشدتني: من يابس، فقال: اليبسُ من البؤس4.

_ 1 ديوانه 1/192، وفيه: [وبلدةٍ تُمسي] . 2 كان من قراء البصرة ونُحاتها، أخذ عن ابن إسحاق، وعنه أخذ الخليل بن أحمد، توفي سنة 149هـ. إنباه الرواة 2/174. 3 ديوانه ص 246: الشَخت: الدقيق. 4 والقصة هذه في ديوان ذي الرُّمة، والتنبيهات ص211، والخصائص 2/467.

باب: الطعام يعالج بالإهالة ونحوها

الباب 100: بابُ الطَّعامِ يُعَالَجُ بالإهالةِ ونَحوِها أبو زيدٍ: سَغْبَلْتُ الطَّعام سَغْبَلَةً: إذا أدَمْتَه بالإِهالة أو السَّمْن. قال: والإِهَالة: هي الشحم والزَّيت فقط، فإنْ كانَ من الدَّسم شيءٌ قليلٌ قلتَ: بَرَقْتُه أَبْرُقُه بَرْقاً، فإنْ أوسعْتَه دَسَماً قلتَ: سَغْسَغْتُه سَغْسَغةٌ. الأصمعيُّ: ويُقال لما أُذيب من الشَّحم: الصُّهَارة والجَميل، وما أُذيب من الألْية: فهو حَمٌّ إذا لم يبقَ فيه وَدكٌ، واحدته: حمَّةٌ، والهُنَانَةُ: الشَّحْمَة. الأمويُّ: شَاطَ الزَيتُ: إذا خَثُرَ. الأصمعيُّ: رَوَّلْتُ الخُبزة بالسَّمن والودَكِ: إذا دَلكته به، ترويلاً، ورَوَّل الفَرسُ أيضاً: إذا أدلى ليبول. الفرَّاء: وَدَفَ الشَّحمُ ونحوه يَدِفُ: إذا سَال، وقد استودفْتُ الشَّحمة: إذا استقطَرْتَها، وُيقال: الأرضُ كلها وَدَفةٌ واحدةٌ خِصْباً. [وقال العجَّاجُ يصفُ الخمر1: 193- فغمَّها حولين ثمَّ استودفا] 2

_ 1 الشَّطر في ديوانه 2/223. 2ما بين [] زيادة من التونسية.

باب: الطعام يعجن ويططع

الباب 101: بابُ الطَّعامِ يُعْجَنُ ويُطْطَعُ الأمويُّ: يقال: مَلكْتُ الطعام أَمْلِكُه: إذا عجننْته فأنعمتَ عَجْنَه، فإنْ أكثْرتَ ماءَهُ قلتَ: أمرَخْته إِمْرَاخاً. أبو زيدٍ: أَمْرَخْتُه وأرخفْته وأَوْرَخته. كلُّ هذا إذا أكثرْتَ ماءَهُ حتى يسترخي، وقد رَخِفَ يَرْخَفُ رَخَفاً، ورَخَفَ1 رَخُف، وَوَرخَ يَوْرَخُ، واسمُ ذلك العجينِ الرَّخْفُ والوَرِيخةُ والضَّويطة. الكسائيُّ: خَمَرْتُ العجين، خَفيفٌ، وفطَرْته، وهي الخُمرة التي تُجعل في العجين وُيسمّيه الناس الخمير، وكذلك خُمرة النَّبيذ والطيب. الأمويُّ: يُقال للعجين الذي يُقْطع وُيعمَلُ بالزَّيتِ مُشَنَّق. الفرَّاء: واسمُ كلِّ قطعةٍ منه فَرَزْدَقَة، وجمعه: فَرَزْدَق، والقُرَامة [من الخُبز هو القِرْفُ] 2، والقِرف من الخبز: ما تَقشَّر منه، وُيقال: قرَفْتُ القَرْحة، أي: قَشَرْتها. وذلك إذا يبست فقطعْتَ ذلك اليابس منها. قال الشاعر3 عنترة: 194-[علاتُنا في كلِّ يومِ كريهةٍ] بأسيافنا والقَرْحُ لم يتقرَّف أيْ: لم يَعْلُه ذلك.

_ 1 في القاموس رخف العجين ,كنصر وفرِح وكَرُمَ. 2 زيادة من الأسكوريال والمحمودية. 3 ما بين [] من التونسية. وهو لعنترة, في ديوانه ص 52.

باب: الطعام الذي لا يؤدم

الباب 102: بابُ الطَّعَامِ الذي لا يُؤْدَم أبو زيدٍ: يقالُ للسَّويق الذي لا يُلَتُّ بالأدْم: ومثلُه: العَفِير. أبو عمرو: وهو السِّخْتيت أيضاً. أبو عبيدة: القَفَار: الخبزُ بغيرِ أُدْم. أبو عبيدة: جاءنا بمرَقٍ يَصْلِتُ ولَبنٍ يَصْلِتُ إذا كانَ قليلَ الدَّسم [كثيرَ الماءِ] 1.

_ 1 زيادة من المحمودية والأسكوريال.

باب: الطعام الذي فيه ما لا خير فيه

الباب 103: بابُ الطَّعام الذي فيه ما لا خيرَ فيه الفرَّاء: يُقال: في الطَّعامِ قَصَلٌ، وزُؤان، ومُرَيْرَاء، ورُعَيْداء1، وغَفى2 منقوص. وكلُّ هذا ما يُخرَج منه فَيُرمى به. الأحمرُ: وفيه الكَعَابر، واحدتُها: كُعْبُرة، وهي نحو هذا. أبو زيدٍ: فإذا كان في الطعام حصىً فوقع بينَ أضراس الآكل قال: قَضِضْتُ منه، وقد قَضَّ الطعام يقَضُّ قَضَضاً، وهو طعام قَضِض ٌ3. أبو عبيدة: يقال: طعامٌ قليلُ النُزْل والنَزَل. الكسائي: طعام مَؤُوْفٌ، مثال مَخُوف، أيْ: أصابته آفة. الأمويُّ: النَّقَاة: ما يُلقى من الطَّعام وُيرمى به. قال أبو عبيدٍ: سمعْتُه من أبي قَطَريّ، والنُّقاوَة: خياره، والعُصَافَة: ما سقط من السُّنبلِ مثلُ التِّبن ونحوه.

_ 1 حاشية من التركية ورقة 48ب: هكذا الرواية عن أبي عبيدٍ: الرُّعيداء، بالعين غير معجمة، والصوابُ الرُّغيداء، بالغين معجمة، وهذا ممَّا أُخذ على أبي عبيد. كذا قال المهلبي عن أبي إسحاق. ا. هـ. وانظر اللسان: رعد. 2 المقصور والممدود للفراء ص 076 3 في الأسكوريال: قضيض.

باب: ما يفضل على المائدة وفي الإناء من الطعام واسم الأقط

الباب 104: بابُ ما يَفْضُلُ على المائدة وفي الإنَاءِ منَ الطَّعامِ واسمِ الأقِط أبو زيدٍ: القُنْعُ والقِنَاع: الطَبَقُ الذي يؤكَل عليه الطَّعام، وما فَضَلَ عليه من الطَّعام فهو الحُتَامَة، وما فَضَلَ في الإناء من طعامٍ أو إدامٍ فهو الثُّرْتم1. قال: وقال الشَّاعرُ2: 195- لا تحسبنَّ طعانَ قيسٍ بالقنا وضرابَهم بالبِيضِ حَسْوَ الثُُّرْتُم الفرَّاء: الكَرِيضُ والكَرِيزُ بالزاي: الأقِط. عن أبي عمرو: الفَدَاءُ: جماعةُ الطعام من العَّير والتمرِ ونحوه، وأنشد3: 196- كأنَّ فَذَاءها إذ جرَّدوه وطافوا حوله سُلك يتيم [السُّلَكُ: ولد الحَجَل، والجمعُ: سِلكان، والأنثى: سُلَكَة، ويروى: [سُلَف يتيمٍ] ، والسُّلف: ولد الحجل أيضاً] 4.

_ 1 النوادر ص 189. 2 البيت في النَّوادر ص189, والتهذيب 14/355, والمخصص 5/12, وشمس العلوم 1/245.والمجمل 1/167ونسبه في التاج: ثرتم لعنترة, وليس في ديوانه. 3 البيت في وصف قرية بقلَّة الميرة. وهو في التَّهذيب 14/201, واللسان: فدا, والمجمل 3/714, والمحكم 7/221, والمخصص 11/56. 4 ما بين [] ليس في التركية.

باب: العسل

الباب 105: بابُ العَسلِ يُقال: الضَّرَبُ1: العسَل والشُّهْدَة، وهىِ مؤنَثة. يُقَال: هي ضَربٌ، والأرْيُ: والسَّلوَى: العسل. قال خالد بن زهير الهذليُّ2: 197- وقاسمها بالله جهداً لأنتم ألدُّ من السَّلوَى إذا ما نَشروها أي: نأخذها, ويقال منه: شُرْتُ العسل: أخذْتُه, وقال الأعشى3 [في الأري] 4: 198- كأنَّ جنياً من الزَّنجبي لِ باتَ بفيها وأرياً مَشورا

_ 1حاشية من الأسكوريل: قال أبو عليُّ: الضَّرَبُ من العسل: ما غَلط واشتدَّ. يقال: استضرب العسل: إذا اشتدَّ من غير أن يُعالج, فكان اشتداده خلقة. 2 شرح أشعار الهذلييِّن 1/215. 3 ديوانه ص 85. 4 زيادة من المحمودية.

باب: كثرة الطعام وقلته في الناس

الباب 106: بابُ كَثْرةِ الطَّعام وقِلَّتِه في النَّاس الكسائيُّ: يُقال للرَّجل إذا كان كثيرَ الأكل: فَيِّهٌ، على مثال فَيْعِل، وامرأةٌ فَيِّهَة: إذا كانت كثيرةَ الأكل. أبو عمرو: المُجَلََّح: المأكول، والمُجَلِّح: الكثير الأكلِ، ومنه قول ابنِ مُقبلٍ1: 199- إذا اغبرَّ العِضَاهُ المجلَّح وهو الذي أًكل حتى لم يُترك منه شيء. الكسائيُّ: ويقالُ للقليل الطُّعم. قد أقهى وأَقْهم. أبو زيدٍ مثلَه، وزاد: قَتُنَ قَتَانَةً فهو قَتِين، وإذا كرِهه فهو آجِم مثالُ فاعل، وقد أَجِمَ يَأْجَم. الكسائيّ: فإذا أكلَ في اليوم مرَّة قيل: إنما يأكلُ وجبةً, ووَزْمَةً في اليوم واللَّيلة. الفرَّاء: وكذلك البَزْمَة والصَّيْرَم. عن أبي عمرو2: أوَّقْتُه تأْوِيقاً، وهو الذي يقلِّل طعامَه، وأنشد3: 200- عزَّ على عمّك أن تُؤوِّقي أو أنْ تبيتي ليلةً لم تُغبقي

_ 1 البيت: [ألم تعلمي أنْ لا يذمُّ فُجاءتي دخيلي إذا اغبرَّ العضاهُ المجلّحُ] في ديوانه ص 23. 2 الجيم 1/56, وفيه: أوَّقتني في طعامك وشرابك: إذا لم يجىء في حينه. 3 البيت لجندل بن مثنَّى الطُّهَوي. وهو في العين 5/241, والتَّهذيب 9/376, والمخصص 5/24, وشمس العلوم 1/113.

باب: الفعل من مطعم الناس والمصدر منه

الباب 107: بابُ الفِعل منْ مَطْعَمِ النَّاس والمَصْدِر منه الكسائيُّ: سَرِطْتُ الطَّعامَ: إذا ابتلعْتَه، ومثلُه: زَرِدْتُه1، وبلَعْتُه، وسَلِجْتُه سَلْجاً ولَقِمْتُه، وكذلك: لَعِقْتُه، ولَحِسْتُه2، وجَرِعْتُ الماء وجَرَعْتُه. هذه وحدَها باللُّغتين. الفرَّاء: يُقال: وَرَشْتُ شيئاً من الطَّعام أرِش وَرْشاً: إذا تناول منه شيئاً. أبو زيد: سَلجَ يَسْلَجُ سَلْجاً وسَلَجاناً. غيره: لَسِبْتُ السَّمنَ وغيرَه أَلْسَبُه لَسْباً: إذا لَعِقْتَه. غيرُه: التَّمَطُّق والتَّلَمُّظ: التَّذوق، وقد يُقال في التَّلَمُّظ: إنَّه تحريكُ اللِّسان والشَّفتين في الفم بعدَ الأكل، كأنَّه يتِّبعُ بقيَّةً من الطَّعام بينَ أسنانِه، والتَّمطُّقُ بالشَّفتينِ: أنْ تُضَمَّ إحداهما بالأخرى مع صوتٍ يكون بينهما. الكسائيُّ عجَمْتُ التمرَ وغيرَه أعْجُمُه عَجْماً. قال: والعَجَمُ مفتوحٌ: النَّوَى، وليس هو من هذا. الأصمعيُّ: في العجَم إنَّه النَّوَى مثله. قال: وواحدته: عَجَمة. الفرَّاء: جَرْدَبْتُ على الطعام، وهو أنْ يضعَ يده على الشَّيء من الطَّعام يكونُ بين يديه على الخِوَان كيلا يتناولَه غيرُه 3، وأنشدنا في ذلك4:

_ 1 انظر تصحيح الفصيح 1/149. 2 حاشية من التركية 49ب: قوله: وكذلك لَعِقتُهُ ولَحِسْتُه، إنَّما يعني أنه على مثاله في الوزن، لا أنَّه مثله في الباب؛ لأنَّ اللحس ليس أكلاً، وإنْ كان ذوقاً. 3 العين 6/205. 4 البيت في التهذيب 11/249، والمخصص 5/.3، ونوادر أبي مسحل 1/136، والأفعال 2/413 والجمهرة 2/1113.

201- إذا ما كنْتَ في قومٍ شَهاوَى فلا تجعلْ شمالكَ جَرْدَبانا قال: وقال بعضُهم: جُرْدُبانا. أبو زيدٍ: ويقالُ للصبيِّ أوَّل ما يأكل: قد قَرَم يَقْرِم قَرْماً وقُرُوماً. الكسائيُّ: قَضِمَ الفرسُ يَضْمُ، وخَضِمَ الإِنسانُ يَخْضَم، وهو كقَضْم الفَرسِ. وقال غيرُ الكسائيُّ: القَضْمُ بأطرافِ الأسنان، والخَصْمُ بأقصى الأضراسِ1. [وقال غيره: القضمُ: أكلُ اليابس، والخضمُ: أكلُ اللّين الرطب، وذلك في قولِ أبي ذر2 قاله لمروان بن الحكم: يخضمون وتقضم] 3. الأمويُّ: ضاز يضوزُ ضوزاً، أيْ: يأكل أكلاً، وأرمَتِ الإبلُ تَأرمُ أرْماً: أكلَتْ. الفرَّاء: قَطَمْتُ بأطرافِ أسناني أَقْطِم قَطْماً. غيرُه: لَمَجْتُ أَلْمُجُ لَمْجاً: أَكلْتُ. قال لبيدُ4: 202- يلمُجُ البارِضَ لمجاً في النَّدَى مِنْ مَرابيعِ رياضٍ ورِجَلْ ونَئِفْتُ أنْأَفُ، ولَسَّ يَلُسُّ لَسّاً: أكل. قال زُهيرُ بنُ أبي سُلمى5: 203- قد اخضرَّ من لسِّ الغَميرِ جَحافِلُه والعَدْف: الأكْل، والجَرْسُ: الأكل.

_ 1 غريب الحديث 4/187، وتصحيح الفصيح 1/147. 2 في غريب الحديث لأبي عبيد 4/187: في حديث أبي هريرة أنَّه مرَّ بمروان وهو يبني بنياناً له فقال: "ابنوا شديداً وأمِّلوا بعيداً, واخضموا فسنقضم". يقول: استكثروا من الدنيا فإنا سنكتفي منها بالدون. 3 ما بين [] زيادة من التونسية. 4 ديوانه ص 145. المرابيع: أمطار الربيع, والرِّجل: الأماكن السَّهلة الَّتي ينصبُّ إليها الماء. 5 عجز بيت، وصدره: [ثلاثٌ كأقواسِ السَّراء ومِسْحلٌ] وهو في ديوانه ص 66. الغمير:النبت الأخضر قد غطَّى أرضه.

باب: إطعام الرجل القوم

الباب 108: بابُ إطْعَامِ الرَّجلِ القَوْم الكسائيُّ: خَبَزْتَ القومَ أخْبِزُهم خَبْزاً: إذا أطْعَمتهم الخُبزَ، وتَمَرْتُهم أَتْمِرُهم، ولَبَنْتُهم أَلْبنُهم من اللَّبن، ولَبَأْتُهم أَلْبَأُهم من اللَّبَأ مقصورٌ مهموز. غيرُه: ولَحَمْتُهم من اللَّحمَ، وأقَطْتُهم من الأقِط. أبو زيدٍ1: أفرسْتُ الأسَدَ حِماراً: ألقيتُه إليه يَفْرِسُه، وشوَيتَ القومَ تَشويةً، وأَشْويتهم إشواءاً: إذا أطْعَمْتَهم شِواءاً، وقال في الدَّابة: قَصَلْتُها2 وَرَطَبْتُها وتَبَنْتُها كلُّه بغيرِ ألِفٍ: إذا علفْتَها قَصيلاً أو رطبة أو تبناً.

_ 1 النوادر ص 132. 2 النَّوادر ص 85.

باب: أبواب اللبن

الباب 109: أبوابُ اللَّبنِ بسم الله الرحمن الرحيم قال أبو عبيد: سمعتُ الأصمعيَّ يقول: أولُ اللَّبنٍ اللَّبَأُ مهموز مقصور، ثمَّ الذي يليه المُفْصِح. يُقال. أفْصَح اللبن: إذا ذهبَ اللَّبأُ عنه، تُمَّ الذي ينصرفُ به عن الضرع حاراً هو الصَّريف، فإذا سكنَتْ رغوته فهو الصَّريح، وأمَّا المَحْضُ فهو ما لم يُخالطْه ماءٌ، حُلواً كانَ أو حامضاً، فإذا ذهبت عنه حلاوةُ الحلَب، ولم يتغيَّرْ طعمُه فهو سَامِط، فإذا أخذ شيئاً من الرِّيح فهو خَامِط، فإذا أخذ شيئاً من طعْمٍ فهو مُمَحَّل، فإذا كان فيه طعمُ الحلاوة فهو قُوهَةٌ. قال: والأُمْهُجان1. الرَّقيق ما لم يتغيّر طعمه. الفراء: العَكيُّ بتشديد الياء هو المَحْض. الأصمعيُّ: فإذا حَذا اللسان فهو قَارِص، فإذا خَثُر فهو الرَّائب، وقد رابَ يَرُوب، فلا يزالُ ذلك اسمَه حتى يُنْزَعَ زُبْدُه، واسمُه على حاله بمنزلة العُشَراء من الإبل، وهي الحامل تمَّ تضع، وهو أسمُها، وأنشد الأصمعيّ2: 204- سقاكِ أبو ماعزٍ رائباً ومَنْ لكِ بالرَّائبِ الخَاثر أيْ. رقيقاً من الرائب، ومَنْ لك بالخَاثِر الذي لم يُنزع زُبده؟ يقول: إنما سقاك الممخوض، وكيفَ لك بالذي لم يُمخض؟

_ 1 المخصص 5/41. 2 البيت في التهذيب 5 ا/250، والمخصص 5/42، واللسان والصحاح: روب. والأفعال 3/51.

قال: فإنْ شُرب قبل أنْ يبلغَ الرُّؤوب فهو المظلُوم والظَّليمة. يقال: ظَلمْتُ القومَ1: إذا سقاهم اللَّبنَ قبلَ إدراكِه، وقال2. [205- وقاثلةٍ ظلمتُ لكم سقائي وهل يخفى على العَكَد الظليمُ] 3 الكسائيُّ: الهَجيمة: قبل أن يُمخض. الأصمعيُّ: فإذا اشتدَّت حموضةُ الرَّاتب فهو حَازرٌ، فإذا تَقطَّع وصار اللَّبنُ ناحيةً، والماءُ ناحيةً فهو مُمْذَقِرٌّ، فإنْ تلبَّدَ بعضُه على بعضٍ فلم يتقطَّع فهو إدْلٌ، يُقال: جاءنا بإدْلةٍ ما تُطاقُ حَمْضاً، فإنْ خَثُر جداً وتلبَّد فهو عُثَلِط، وعُكَلِط وعُجَلِط وهُدَبد، فإذا كانَ بعضُ اللَّبن على بعض فهو الضَّريب. قال: وقالَ بعضُ أهل البادية: لاَ يكونُ ضريباً إلا من عدَّةٍ من الإبل، فمنه ما يكونُ رقيقاً، ومنه ما يكونُ خاثراً، قال ابنُ أحمرَ 4: 206- وما كنتُ أخشى أن تكون منيتي ضريبَ جِلادِ الشَّولِ خمطاً وصافيا فإنْ كان قد حُقِنَ أيّاماً حتى اشتدَّ حمضُه فهو الصَّرْب والصَّرَب. قال الشَّاعرُ5:

_ 1 قال الأزهريُّ: هكذا روي لنا هذا الحرف عن أبي عبيدٍ: ظلمتُ القوم, وهو وهم. أخبرني المنذري عن أبي العبَّاس أحمد بن يحيى وعن أبي الهيثم أنَّهما قالا: يقال:ظلمتُ السَّقاء وظلمتُ اللبن: إذا شربته, أو سقيته قبل إدراكه وإخراج زبدته. التهذيب 14/383. 2 البيت في التهذيب 14/383, والجمهرة 3/204, واللسان: ظلم وكذا الصحاح. قال ابن دريد: "أراد عكدة اللسان, وهي أصله, وإنَّما أراد اللسان فلم يستقم له الشعر. والبيت أيضاً في المعاني الكبير 1/404, ومجمع الأمثال 2/406. 3 البيت زيادة من التونسية. 4 ديوانه ص 167. 5 البيت في التفقية ص 152, والمعاني الكبير 1/425, والتنبيهات ص 211, والتهذيب 12/179، والجمهرة 1/313. قال علي بن حمزة: "إنَّما الصَّرَب هاهنا الصمغ", وكذا ذكره البندنيجي في التفقية, وابن دريد في الجمهرة 1/260. قال ابن دريد: وربما روي: الضَّرَب, بالضاد, فمن روى الصَّرَب أراد الصمغ, ومن رواه بالضاد أراد اللبن لغليظ الخاثر. وقال شمِر: قال أبو حاتم: غلط الأصمعيُّ في الصَّرَب أنه اللبن الحامض. قال: وقلتُ له: الصَّرَب: الصمغ, والصَّرْب: اللبن, فعرفه.

207- أرضٌ عن الخيرِ والسلْطانِ نائيةُ فالأطيبان بها الطرثوث والصَّرَبُ فإذا بلغَ من الحمض ما ليس فوقَه شيء فهو الصَّقْر، فإذا صُبَّ لبنٌ حليبٌ على حامضٍ فهو الرَّثيئة والمُرضَّة. قال ابن أحمرَ [يهجو رجلاً] 1: 208- إذا شربَ المُرِضةَ قال أوكي على ما في سقائكَ قد روينا فإنْ صُبَّ لبنُ الضَّأْنِ على لبنِ المَعز فهو النَّخِيسَة، فإنْ صُبَّ لبنٌ على مَرَقٍ كائناً ما كانَ فهو العَكِيس. أبو زيدٍ: فإنْ سُخَّنَ الحليبُ خاصةً حتى يحترقَ فهو صَحِيرةٌ، وقد صَحَرْتُه أصْحُرُه صَحْراً. الأمويُّ2: فإنْ أُخِذَ حليبٌ فأنقِعَ فيه تمرٌ برنيٌّ فهو كُدَيراء. الفرَّاء: يُقالُ للَّبن: إنٌه لَسَمْهَجٌ سَمْلجٌ: إذا كان حُلْواً دَسِماً.

_ 1 ديوانه ص 161. 2 في التونسية: الأصمعيّ.

باب: الخاثر من اللبن

الباب 110: بابُ الخَاثِر من اللَّبنِ الأصمعيُّ: إذا أدركَ اللَّبنُ لِيُمْخَضَ قيل: قد رابَ رَوْباً ورُؤُوباً، والرُّوْبة: الخميرة التي في اللَّبن، فإذا ظهرَ عليه تحبُّبٌ وزبدٌ فهو المُثْمِر، فإذا خَثُرَ حتى يختلط بعضُه ببعض، ولم تتمَّ خُثورته فهو ملْهاجٌّ، وكذلك كلُ مختلط1. يُقال: رأيتُ أمرَ بني فلانٍ مُلْهاجّاً، وأيقظني حين الهَاجَّتْ عيني، أي: حين اختلط بها النُّعاس، وإذا خَثُر ليروبَ قيل: قد أَدَى يأْدِي أُديّاً. أبو زيدٍ: المُرْغَادُّ مثل المُلْهَاجّ قال: فإذا تقطَّع وتحبَّبَ فهو مُبَحْثِر، فإنْ خَثُر أعلاه وأسفه رقيقٌ فهو هادِرٌ، وذلك بعدَ الحُزُور. الأصمعيُ: فإذا علا دسمُه وخُثورتُه رأسَه فهو مُطثَّرٌ. يقال: خُذْ طَثْرَة سِقائكَ. قال: والكَئْثأَة والكَثْعَةُ نحوُ ذلك. يُقال: قد كَثَع اللبن وكَثأَ. أبو الجراح: وإذا ثَخُنَ اللَّبنُ وخَثُر فهو الهَجيمة. أبو زيادٍ الكلابيُّ: ويقالُ للرائب منه: الغَبِيبَةُ. الكسائيُّ: هو هَجِيمةٌ ما لم يُمْخض.

_ 1 انظر التهذيب 6/55, والمخصص 5/43.

باب: اللبن المخلوط بالماء

الباب 111: بابُ اللَّبنِ المَخلوطِ بالماءِ الأصمعيُّ: إذا خُلط اللَّبن بالماءِ فهو المَذِيقُ، ومنه قيل: فلان يَمْذُق الودَّ: إذا لم يُخلصه، فإذا كَثُر ماؤُه فهو الضَّيَاح والضَّيْح، فإذا جعله أرقَّ ما يكونُ فهو السَّجاج، وأنشدنا1: 209- يشربُه مَذْقاً ويسقي عيالَه سجاجاً كأقرابِ الثعالب أورقا والسَّمار مثل السَّجَاج. الكسائيُّ: يقالُ: منه سمَّرْتُ اللَّبن، ومن الضيَاح: ضَيَّحْتُه. أبو زيدٍ2: الخَضَار من اللَّبن مثلُ السَّمارَ والسَّجَاج، والمَهْو منه: الرَّقيق الكثيرُ الماء، وقد مَهُوَ مَهاوةً. الفرَّاء: والمَسْجُور: الذيَ ماؤُ5 أكثرُ من لبنه. الأمويّ: النَّسْءُ مثلُه، وأنشدنا لعروةَ بنِ الوردِ3: 210- سَقوني النَّسْءَ ثُمَّ تكنَّفوني عُداةَ الله من كَذبٍ وزورِ

_ 1 البيت في تهذيب اللغة 10/449، والمخصص 5/46، والكامل 1/98، والمعاني الكبير 1/204, ونظام الغريب ص 63، وشرح أشعار الهذليين 1/23. 2 النوادر ص 134. 3 ديوانه ص 32.

باب: رغوة اللبن ودوايته

الباب 112: بابُ رِغْوةِ اللَّبنِ ودُوَايته أبو زيدٍ: الثُّمالَة من اللَّبنِ: رِغْوَته1. أبو عبيدة: الجُبَاب: ما اجتمعَ من أَلبانِ الإِبل خاصَّةً, فصارَ كأنَّه زبد. قال: وليسَ للإبل زبدٌ, إنّما هو شيءٌ يجتمعُ فيصيرُ كأنَّه زبدٌ. الأصمعيُّ: والدَّاوي من اللَّبن: الذي تركبُه جليدة، وتلك الجُليدة تُسمى الدُّواية، فإذا أكلها الصبيان قيل: ادَّوَوْها. [الكسائيُّ: هي الدِّواية والدُّواية، وقد دوَّى اللبن: إذا فعل ذلك] 2.

_ 1 ما اختلفت ألفاظه ورقة 3أ. 2 ما بين [] سقط من التركية.

باب: أسماء اللبن

الباب 113: بابُ أسماءِ اللَّبن أبو عمروٍ: الرِّسْلُ: هو اللََّبن ما كان. قال: وكذلك الرِّسْلُ من المَشْي، بالكسر أيضاً. الكسائيُّ: الرٍِّسْلُ: اللَّبن، والرَّسَل: الإِبل. أبو عمروٍ: الغُبْر: بقيَّةُ اللََّبن في الضِّرع، وجمعه: أغبار [وأنشد1: 211- لا تكسعِ الشَّولَ بأغبارها إنَّك لا تدري من النَّاتجُ يقول: تضرب ضروعها بالماء البارد فينقطع لبنها فتلقح، فيقول: فلا تكسعها, دع ألبانها لتنتفع بها؛ فإنك لا تدري من الناتج. يقول: يُغار عليها فتؤخذ] 2. أبو زيد: الإحلابةُ: أنْ تحلب لأهلك، وأنت في المرعى لبناً، ثم تبعث به إليهم. يقال منه: أحلبتهم إحلاباً، واسمُ اللَّبن: الإحلابة. قال: والماضرُ من اللبن: الذي يحذي اللسان قبل أنْ يُدرك، وقد مضَر يَمضُرُ مضوراً، وكذلك النبيذ. قال: وقال أبو البيداء: اسمُ مُضَر مشتقٌ منه3. [قال أبو عبيد: ولم نسمع العرب تقول: مَضَر في النبيذ] 4.

_ 1 البيت للحارث بن حلَّزة. وهو في التهذيب 8/122, والعين 1/192, والجمهرة 1/320, والسمط 638, والمقاييس: كسع 5/177. 2 ما بين [] زيادة من الأسكوريال, وفي حاشيتها: هذا لأبي محمَّد عن السكري, وليس لأبي عبيد. 3 اشتقاق الأسماء ص 99. 4 ما بين [] زيادة من التركية.

باب: عيوب اللبن

الباب 114: بابُ عُيوب اللَّبن الأصمعيُّ: الخَرَطُ من اللَّبن: أنْ يصيبَ الضرعَ عينٌ، أوْ تربض الشاة أو تبرك الناقة على ندًى، فيخرجَ اللبنُ مُنْعَقِداً كأنَه قِطَعُ الأوتار، ويخرج معه ماء أصفر. يقال: قد أخرطَتِ الشَاة والناقة فهي مُخْرِط، والجمع: مخاريط، فإذا كان ذلك عادةً لها فهي مِخْرَاط، فإذا احمرَّ لبنُها ولم تُخْرِط فهي مُمْغِرٌ ومُنْغِرٌ، فإنْ كانَ ذلك عادةً لها فهي مِمْغَارٌ ومِنْغَارٌ1.

_ 1 الشاة للأصمعي المطبوع ص 73.

باب: الزبد يذاب للسمن

الباب 115: بابُ الزُّبدِ يُذابُ للسَّمْن أبو زيدٍ: الزُّبْدُ حينَ يُجعل في البُرْمَةِ ليُطبخ سمناً فهو الإِذْوَاب والإِذْوَابة، فإذا جادَ وخلَص ذلك اللَّبنُ من الثُّفْلِ فذلكَ البَّن الإثْر، والإخْلاص، والثُّفْل الذي يكونُ أسفلَ اللَّبن هو الخُلوص. [أبو زيد] 1: وإنِ اختلطَ اللَّبنُ بالزُّبد قيل: ارْتَجَن. الأمويُّ: يقال: قَردْتُ في السِّقاء قَرْداً: جمعتُ السَّمن فيه. الكسائيُّ: وُيقال لثُفْل السَّمن: القِلْدَة والكُدَادة والقِشْدَة.

_ 1 زيادة من المحمودية. 2 ديوانه ص 669. انصاعت: ذهبت هاربة، الحقب: الحُمر الوحشية، ويقال: قصع صرَّته، أي: قتل عطشه. 3 مابين [] زيادة من التونسية. 4 في النوادر ص 67: تنقَعُ، أي: تروى.

باب: الشراب

الباب 116: بابُ الشَّرابِ الأصمعيُّ: أقلُّ الشُّرب التَّغمُّرُ. يُقال: تغمَّرْتُ، وهو مأخوذ من الغُمَر: وهو القدَحُ الصغير. [قال الأصمعيُّ: أوَّل الشُّرب، وقال مرَةً أخرى: أقلُّ الشُّرب] 1. أبو عمروٍ: أَمْغَد الرَّجل إمْغَاداً: إذا أكثر من الشُّرب، فإنْ شرب دُون الرِّيِّ قال: نضحْتُ الرِّي، بالضاد، فإنْ شربَ حتى يَروى قال: نَصحْتُ بالصَّاد الرِّي نصْحاً، ويَضعتُ به، ونقعتُ، وقد أبضعني وأنقعني، والنَّشح دون النضح ويقال: هما واحداً. قال ذو الرمة2: 212-[فانصاعت الحقبُ لم تقصع صرائرُها 3 وقد نشحْنَ فلا ريّ ولا هيمُ أبوزيدٍ 4: قد نَقَعْتُ به، ومنه: أنقَعُ نُقُوعاً، وبَضعْتُ به، وأنه أبْضَعُ بُضُوعاً.

_ 1 ليس في التونسية.

الأصمعيُّ: فإنْ جرَعَه جَرْعاً فذلك الغَمْجُ 1، وقد غَمَجَ يَغْمِجُ. الكسائيُّ: فإنْ أكثَر منه قيل: لَغِيَ بالماء يَلْغى. أبو زيدٍ: فإنْ غصَّ به فذلك الجَأْز، وقد جَئِزْتُ أجْأَزُ، فإنْ أكثَر منه وهو في ذلك لا يُروى قال: سَفِفْتُ الماءَ أسَفُّهُ سفَّاً، وسَفِتُّه أسْفَتُه سَفْتاً. الكسائيُّ: سَفِهْتُه أسْفَهُه: إذا أكثرْتَ فلا تَروى، والله أسفهكَهُ. اليزيديّ: وكذلك بَغِرْتُ بالماء بَغَراً، ومَجِرْتُ مَجَراً. أبو الجرَّاح: فإذا كظَّه الشَرابُ وثَقُلَ في جوفِه فذلك الإعْظَار، وقد أعْظَرني الشَرابُ. غيرُه: التَرَشُّفُ: الشُرب بالمصَّ. الأصمعيُ: تحبَّبَ الحمارُ: إذا امتلأ من الماء، وعنه: والمُجدَّح: الشَّراب المُخوَّض بالمِجْدَح، وقال الحُطيئةُ2: 213-[فقالت: شراب بارد فاشربنَّه] ولم يدرِ ما خاضَتْ له بالمجادح أبو زيدٍ: فإنْ شربَ من السَّحَر فهي الشَّربةُ الجاشرية. يعني: حين جشرَ الصُّبحُ، وهو طلوعُه، وإذا سقى غيرَه أيَّ شرابٍ كان، ومتىَ كان قال: صفحْتُ الرَّجُل أصْفَحُهُ صَفْحاً. الأصمعيُّ: فإنْ مجَّ الشَّراب قال: أزْغلْتُ زغلةً، أيْ: مجَجْتُ مجَّةً، وقال أيضاً: تغفَّقْتُ 3 الشَّراب تغفُّقاً: شربته. الأموي: اقتَمعْتُ ما في السَّقاء: شربته كلَّه وأخذته. غيرُه: الغُرْقَة مثلُ الشَّرْبة. قال الشَّماخ يصفُ ألإِبل4: 214- تُضحي قد ضمِنَتْ ضَرَّاتُها غُرقاً من ناصعِ اللَّونِ حلوِ الطَّعمِ مجهود ويروى: [حلوٍ غير مجهود] أجود.

_ 1 حاشية من الأسكوريال: عند أبي محمد: الغَمَجُ متحرِّك, عن عليٍّ وغيره, وعن السُّكري ساكن. قال أبو علي: والإسكانُ أحسن. 2 ديوانه ص 202, وما بين [] زيادة من التونسية. 3 في القاموس: تغفَّق الشَّراب: شربه يومه أجمع. 4 ديوانه ص 117.

والنُّغْبَة: الجُرْعة، وجمعُها: نُغَب. قال ذو الرُّمةِ1: 213- حتى إذا زلجَتْ عنْ كلِّ حَنجرةٍ إلى الغَليل ولم يَقصعْنَه نُغَب الفرَّاء: قد صَئِبَ وقَئِبَ وذَئح: إذا أكثر من شُرب الماء، وقال الفرَّاء: تمقَّقْتُ الشَراب تمقُّقاً، وتَوتَّحْتهُ وتمزَرْتُه: إذا شربَ قليلاً قليلاً. عن أبي عمروٍ: نَئِف في الشَّراب: ارتوى، قال أبو العالية الرياحي2 في الحديث: [اشرب النِّيذَ ولا تُمزِّرْ] 3 [أي: كما تشربوا الماء] 4، وأنشدني الأمويُّ، وذكر الخمرَ5: 216- تكونُ بعدَ الحَسْوِ والتمزُّرِ في فمِه مثلَ عصيرِ السُّكر

_ 1ديوانه ص 22. زلجت: زلقت, والغليل: حرارة العطش, لم يقصعنه: أي: لم يكسرنه. 2 اسمه رُفيع بن مهران, ثقة كثير الإرسال, قرأ القرآن على أبيِّ بن كعب, وسمع من عمر وابن مسعود. وعنه قتادة وأبو عمر بن العلاء, له تفسير, وخرَّج حديثه الجماعة, مات سنة 93 هـ. انظر تقريب التهذيب ص 210, وطبقات المفسِّرين 1/178. 3 انظر غريب الحديث 4/390. ووهم محقق كتاب غريب الحديث في أبي العالية, فظنَّه زياد بن فيروز, نقلاً عن هامش الفائق. والصحيح ما أثبتناه. وفي المحمودية: [اشربوا النبيذ ولا تمزَّروا] . 4 زيادة من المحمودية. وفيها: اشربوا النبيذ ولا تمزِّروا. 5 الرجز في غريب الحديث 4/390, والمخصص 11/94, والمجمل 4/830, وتهذيب اللغة 13/209, والعين 7/366, والأفعال 4/201.

باب: العطش

الباب 117: بابُ العَطَشِ أبو زيدٍ: الأُوَام: العَطَشُ، وهو أيضاً: الجُؤاد بالهمز؛ واللُّوَاب، واللُّوَاح، يُقال منه: جِيْدَ الرَّجل فهو مَجُود. أبو عبيدة: في الجُؤاد مثلَه، ولابَ يلوبُ، ولاحَ يلوحُ. قال1: والغَيْمُ: العطش أيضاً، وأنشد2: 217- ما زالتِ الدَّلْوُ لها تعودُ حتى أفاقَ غيمها المجهودُ واللُّهْبَة3: العَطَش، وقد لَهِبَ الرَّجل يَلْهَبُ لَهَباً، وهو رجل لَهبانٌ، وامرأةٌ لَهْبى. أبو عمروٍ: الصَّارَّة: العطش، وجمعُها: صَرائرُ، وهو قولُ ذي الرُّمةِ4: 218- وانصاعتِ الحُقب لم تَقصعْ صرائرُهاْ وقد نشحْنَ فلا ريٌّ ولا هِيمُ غيرُه: الأُحَاح: العَطَش. الفرَّاء قال: من الأُحَاح: في صدرِه أُحاح [وأَحيحةٌ من الضِّغْن] 5. وقال غيرُه: الأُحَاحُ والغليل والغُلَّة: العَطَشُ، والصَّدَّى مثلُه، والحِرَّة مثله. غيرُه: رجل مَغْلُول، من الغُلَّة. أبو عمرو: الغَيْمُ والغَيْنُ: العطش، وقد غَامَ يَغِيمُ، وغَانَ يَغِينُ.

_ 1 النوادر ص 49. 2 البيت في النوادر ص 49, والتهذيب 8/216, والمخصص 5/37, والألفاظ ص 462, والأفعال 2/21. 3 النوادر ص 133. 4 تقدَّم قريباً ص 479. 5 ما بين [] ليس في الأسكوريال.

كتاب الأمراض

كتابُ الأمراض 1 الباب 118: بابُ الأمراض قال أبو عبيدٍ: سمعتُ الأصمعيَّ يقول: أوَّل ما يجدُ الإِنسان مسَّ الحُمى قبل أنْ تأخذَه وتظهرَ، فذلك الرَّسُّ، فإذا أخذَتْه لذلك قِرَّةٌ 2 ووجَد مسَّها فتلك العُرَواء، وقد عُرِيَ فهو مَعْرُوٌّ، فإذا عرِق منها فهي الرُّحَضاء، الكسائيُّ: فإنْ كانت صالباً قيل: صَلَبَتْ عليه [فهو مَصْلُوب عليه] ، وإنْ كانت نافضاً قيل: نَفَضَتْهُ فهو مَنْفُوض، ويقال له: وَعَكَتْه فهو مَوْعُوك، وَوَرَدَتْهُ فهو مَوْرُود. الأصمعيّ: والوِرْدُ: يومُ الحمَّى، والقِلْد: يومَ تأتيه الرِّبْع. الكسائيُّ: يُقال منه: أربعَتْ عليه الحمَّى، ومن الغِبِّ: غَبَّت عليه. الأصمعيّ: فإنْ لم تفارقْه الحُمَّى أياماً قيل: أردَمَتْ عليه، وأغبطت، فإذا أقلعَتْ عنه فذلك الحين هو القَلَع، فإنْ كان مع الحمى بِرْسَام 3 فهو المُوم. عن أبي عمرو4: النُّحَواء: التَّمطِّي.

_ 1 زيادة من التونسية. 2 أي: بردٌ. 3حاشية من التركية ورقة 55أ: قال أبو عمر: قال ثعلب: سمعت ابن الأعرابيِّ يقول: هو البلسام, باللام, والبرسام بالرَّاء مولَّدٌ. وفي نسخة الحامض عن الطوسيّ: بلسام باللام، وقد بلسم الرجل: إذا سكت. 4 الجيم 3/260، وفيه: النُّحَواء: الرِّعْدة من الحمَّى، وهي العُرَواء.

باب: أوجاع الحلق

الباب 119: بابُ أوجاعِ الحَلْقِ قال أبو زيادٍ الكلابيُّ والأصمعيُّ: الجائِرُ1: حَرٌّ في الحَلْق، وقال الأصمعيُّ: والذُّبْحة: وجعٌ في الحَلْق، وأمَّا الذُّبَح فهو نَبْتٌ أحمر. الأمويُ: الحَرْوة والحَمَاطَة: الحُرْقة يجدها الرَّجل في حلقه. غيرُهم: العُذْرة: وجعٌ في الحلقِ أيضاً، يُقال منه: رجل مَعْذور. الكسائيُّ: فإنْ كان به سُعالٌ أو خشونةٌ في صدره فهو المَجْشُور، وبه جُشْرَة.

_ 1حاشية من الأسكوريال: عند أبي محمد: الجائز، وهو الصحيح في حرِّ الحلق. قال أبو عليّ: الجائر، بالرَّاء غير معجمة، وهو الصحيح، وأنشدنا أبو بكر بن دريد للحارث بن وعلة الجرمي: ولما سمعتُ الخيل تدعو مقاعساً تطالعني من ثغرةِ النَّحرِ جائرُ ا. هـ. وفي تهذيب اللغة 11/177: حزُّ في الحلق , وهو تصحيف.

باب: أوجاع البطن

الباب 120: بابُ أوْجاعِ البطنِ قال أبو عبيد: عن الأصمعيّ قال: القُدَاد: وجعٌ في البطن. الأمويُّ: الذَّرَبُ: داءٌ يكون في المعدة وفساد. أبو زيدٍ: الحَقْوَة: وجع في البطن من أنْ يأكلَ الرَّجلُ اللَّحم بَحْتاً، فيقعِ عليه المشي، وقد حُقِيَ فهو مَحْقوٌّ. غيرُهم: فإذا اشتكى حَشاه ونَساه فهو حَشٍ ونَسٍ. غيرُه: الحشْيان: الذي به الرَّبْو. قال أبو جُندبِ الهُذَليُّ1: 219- فنهنهتُ أولى القوم عنهم بضربةٍ تنفَّسَ منها كلُّ حَشيان مُحْجَر أبو زيدٍ: عَرِبتْ مَعِدَته تعرَبُ عَرَباً، وذَرِبت تَذْرَبُ ذَرَباً، فهي عَرِبة وذَرِبَةٌ: إذا فسدت. عن أبي عمرو: العِلَّوْص والعِلَّوز جميعاً: الوجعُ الذي يقال له: اللَّوَى2.

_ 1شرح أشعار الهذليين 1/357. المُحجر: المنهزم. 2 اللَّوَى: وجع في المعدة.

باب: الوجع في الجسد والجدري وأشباههما

الباب 121: بابُ الوَجعِ في الجَسدِ والجُدَريّ وأشباهِهما قال الأصمعيُّ: الرُّدَاع: الوجعُ في الجسد، وأنشدنا1: 220- فيا حزني وعاودَني رُداعي [وكان فراقُ لبنى كالخِداعِ] 2 والرَّثْيَةُ: الوجعُ في المفاصلِ واليدين والرِّجْلين. الكسائيُّ: والحُمَاق مثلُ الجُدَريّ. يقال منه: رجلٌ مَحْمُوق، فإذا لبس الجُدَريّ جلدَه قيل: أصبح جلدُه غضَبةً واحدةً، ويقال: رجلٌ مَيْرُوق ومأْروق: إذا أصابه اليَرقان وأرقان، وهما واحد، ومن الحَصَفِ: قد حَصِفَ يَحْصَفُ حَصَفاً، وبَثِرَ وجهُه يَبْثَرُ بَثَراً3، وبثَر يَبْثُرُ بَثْراً، وهو وجهُ بَثِرٌ من البَثْر. غيرُه: النَّبْخُ: الجُدَري. الفرَّاء: هو الجُدَريّ والجَدَريّ والحَصْبَة والحَصَبَة. العدبَّس الكناني: الخُزَرة4: داءٌ يأخذ في مُستدقِّ الظهر بِفقْرَةِ القَطن، وأنشدنا5: 221- داو ِبها ظهرَكَ مِنْ تَوْجَاعِه من خُزَراتٍ فيه وانقطاعِه يعني: الدلو، والهاء للدَّلو.

_ 1 البيت لقيس بن ذريح صاحب لُبنى، أحد عشَّاق العرب. وهو في المجمل 2/426، وديوان الأدب 1/443، والأغاني 8/118، والمحكم 2/9، وتهذيب الألفاظ ص 114. 2 زيادة من التونسية. 3 قال الفيروز آبادي في القاموس: وبثر وجهُه مثلَّثة. 4 العين 4/207، وضبطها المحققان: الخُزْرَة، وهم خطأ، والصواب: خُزَرَة على وزن فُعلة. وانظر إصلاح المنطق ص430. 5 الرَّجز في العين 4/207، والتهذيب 7/200، والمحكم 5/59، ومجالس ثعلب ص 96 وفيه: داوِ بها ظهرك من مُلالهِ من خُزراتٍ فيه وانخزاله كما يُداوى العرُّ من أُكالهِ

باب: وجع العين والعنق

الباب 122: بابُ وَجعِ العَينِ والعُنُقِ اليزيديُّ: يُقال: بعينِه ساهِكٌ مثلُ العَائِر، وهما من الرَّمد، اليزيديّ1: والعُوَّار مثلُ القَذَى. الفرَّاء: اللَّبِنُ: الذي يشتكي عنقَه من وسادٍ أو غيرِه. أبو زيدٍ: الفَرْسة: قرحة تكونُ في العُنق فَتَفْرِسُها. غيره: الفَرْصة 2 رِيحُ الحَدَب3.

_ 1 في كتاب ما اتفق لفظه لليزيدي ص 102: يقال في عينيه من الرَّمد عُوَّار وعائر. 2 العين 7/113. قال: والسِّين فيه لغة. 3 حاشية من التونسية: ابن الأعرابي: بكسر الفاء.

باب: الوجع من التخمة وغيرها

الباب 123: بابُ الوَجِع من التُّخمَةِ وغيرها الأصمعيُّ: إذا اتَّخَم الرجل قيل: جَفِس جَفَساً، وإذا غلبَ الدَّسَم على قلبه قيل: طَسِئَ طَسَأً، وطَنخَ طَنَخاً. الكسائيُّ: وقد غَمَته الطّعام يَغْمِتُه. أبو عمروٍ: فإنِ انتفخَ بطنُه قيل: اظرورى اظريراءاً 1. الأصمعيُّ: وحَبِط حَبَطاً مثلُه سواء، فإنْ وقع عليه مشيُ البطن من تُخمَة قيل: أخذه الجُحاف2، وهو مَجْحُوف، فإذا أكلَ لَحم ضأنٍ فثَقُل على قلبه فهو نَعِجٌ، وأنشدنا3: 222- كأنَّ القومَ عُشُّوا لحمَ ضأنٍ فهم نَعِجُون قد مالَتْ طُلاهم غيرُه: السَّنِقُ 4: الشَّبعان كالمُتْخَم.

_ 1 حاشية من التركية ورقة 56 أ: السُّكري والحامض بالظاء المعجمة لا غير, غيرهما بالظاء والطاء جميعاً. ا. هـ قلتُ: واعتمد رواية الظاء عليُّ بن حمزة فقط, وخطَّأَ رواية الطاء, ولعلَّ النسخة التي اطَّلع عليها بالطاء. وفي المخصص 5/80: قال أبو عليّ: حكى أبو عمرو: اطرورى بالطاء, ورواية أبي زيد اظرورى بالظاء , وأبو عمرو ثقة, وأبو زيد أوثق منه, وقد سألتُ عنه بعض فصحاء الحجاز فوافقوا أبا زيد فيما حكاه, وسألتُ جماعة من الكلابيين عن الظاء فلم يعرفوها. 2 حاشية من التركية: هكذا رواه الطوسي الجحاف, الجيم قبل الحاء ورواه غيره: الحجاف, الحاء قبل الجيم, وقال المهلبيُّ عن النجيرميّ: هو الحجاف بالحاء قبل الجيم لا غير، وهكذا ذكره الأصمعي. وقال بن الأعرابي: هما لغتان الجحاف والحجاف. ا. هـ. 3 البيت ينسب إلى ذي الرُّمة, وهو في ديوانه ص 757, والعين 1/233, والحيوان 5/141, وتهذيب اللغة 1/381, والأفعال 3/162. 4 قال صاحب العين 5/80: وسنق الفصيل , أي: كاد يموت من كثرة اللبن.

باب: بدء المرض والبرء منه

الباب 124: بابُ بَدْءِ المَرض والبُرءِ منه الأمويُ: أوَّلُ المرض الدَّعْث، وقد دُعِثَ الرجل1. أبو عبيدةَ: فإذا برأ قيل: تَقَشْقَشَ وبَلَّ يَبِلُّ وأَبَلَّ يُبِلُّ. أبو زيدٍ: واطْرَغَشَّ وانْدَمَلَ. الأصمعيُّ: فإذا كان داءٌ لا يبرأُ فهو ناجِسٌ ونجِيس، وعقَام. الفرَّاء: السُّحاف: السِّلُّ، وهو رجل مَسْحُوف، والعَقابيل: بقايا المرض. غيره: الهَلْس مثلُ السُّلال2. يُقال منه: رجل مَهْلُوس. قال الكُميتُ3: 223- يُعالجْنَ أَدواءَ السُّلالِ الهَوالسا

_ 1 قال السرقسطي: دُعِث الرجل: بدا به المرض. الأفعال 3/326. 2 العين 4/7. 3 العجز في التهذيب 6/125، اللسان: هلس، والمحكم 4/155، وشعره 1/244, والأفعال 1/137، وصدره. [ضوامر أمثال القداح كأنما]

باب: الجراح والقروح

الباب 125: بابُ الجراحِ والقُروحِ الأصمعيُّ: قال: إذا أصابَ الإنسان جُرحٌ فجعل يَنْدَىَ قيل: صَهَى يَصْهَى، فإنْ سالَ منه شيٌ قيل: فَصَّ يَفِصُّ، وفَزَّ يَفِزُّ فَصِيصاً وفَزيزاً، فإنْ سالَ بما فيه قيل: نَجَّ نَجيجاً، وأنشدنا [السَّعدي] 1 للقَطِران2: 224- فإنْ تَكُ قُرحةٌ خَبُثَت ونجَّت فإنَّ الله يفعلُ ما يشاء أبو زيدٍ: ومثلُه: وعَا الجُرح يَعي وَعْياً، والوَعْيُ: هو القَيحُ، ومثلُه: المدَّة، فأمَّا الصَّديد فهو الذي كأنَّه ماء وفيه شُكْلةٌ، فقال منه: خرجت غثيْثةُ الجرح، وهي مِدَّته، وقد أَغثَّ: إذا أمدَّ. الأصمعيُّ: فإنْ فسدتِ القَرْحةُ وتقطَّعت قيل. أرِضَت تأْرَضُ أَرَضاً، وتَذيَّأَتْ تَذَيُّأً، وتهذَّأَتْ تَهَذُّءاً. أبو زيد: ٍ فإنْ كانَ الدَّم قد مات في الجُرح قيل: قَرَتَ فيه الدَّمُ يقرَتُ ويَقْرُتُ قرُوتاً. الأصمعيُّ: فإنْ شقَقْتَه قلت: بَجَجْتُهُ أَبُجُّه بَجَّاً. وأنشدنا3:

_ 1 زيادة من التونسية. 2 سمي القطران لقوله: أنا القَطِران والشعراء جَربى وفي القطران للجربى هناء والبيت في الجمهرة 1/56, والتهذيب 10/504, والمخصص 5/91. 3 البيت لجبيهاء الأشجعي, وهو شاعر أمويٌّ, مقلٌّ, وهو من مفضيلته. انظر المفضليات ص 168, والأفعال 4/101, والجمهرة 1/113, والاقتضاب ص 287. القسْور: شجر يغزر به لبن الماشية. العساليج: جمع عسلوج, وهو الغصن الناعم, الثامر: له ثمرُ, المتناوح: المقابل بعضه بعضاً.

225- فجاءت كأنَّ القَسْورَ الجونَ بجَّها عَساليجُه والثامرُ المُتناوحُ فإنْ انتقضَ ونُكِس قيل: غَفَر يَغْفِر غَفْراً، وزَرِفَ زَرَفاً. الكسائيُّ: في الغَفْر والزَّرَفِ مثلَه، وَزاد: وغَبِرَ غَبَراً، فإنْ أَدْخَلْتَ فيه شيئاً تسدُّه به قيل: دسَمْتُه أَدْسُمه دَسْماً. الأصمعيُّ مثلَه، وأنشدنا1: 226- إذا أردْنا دَسْمَه تنفَّقا واسمُ ذلك الشيء الدِّسَام. الأموي: فإنْ سالَ منه الدَّم قيل: جرحٌ تغَّارٌ بالتاء. قال أبو عبيدة: نَغَّار بالنُّون. قال أبو عبيدٍ: وعن غيره: نعَّاز بالنون [والعينِ، لا يكونُ بالغين] 2. غيرُه: بَرَئ جرحه على بَغْي، وهو أن يبرأ وفيه شيءٌ من نَغَل. أبو زيدٍ: فإذا سكن ورَمُ الجُرح قيلَ: حَمَصَ يَحْمُصُ حُموصاً، وانحمصَ انحماصاً. غيرُه: ومثلُه: اسْخَاتَّ اسخيتاتاً، والقَرِيحُ: المجروح، وقد قَرَحْتُه: جرحته. قال المُتَنخِّلُ الهُذليُّ3: 227- لا يُسلِمون قَريحاً حلَّ وسْطَهم يومَ اللِّقاءِ ولا يُشوون من قَرَحُوا أي: جرحوا. قال الله جلَّ ذكُره: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} 4. الأمويُّ: فإذا صلحَ وتماثلَ قيل: أَرك يأْرِك أُرُوكاً [وكذلك اندمل اندمالاً] 5.

_ 1 الرَّجز لرؤبة في ديوان ص 115 وفيه [تفتَّقا] ، والجمهرة 2/275. وبعده: [بناجشات الموت أو تمطَّقا] 2 هكذا في التونسية، وفي الأسكوريال: والتركية وهو بالنُّون أشبه. 3 شرح أشعار الهذليين 3/1279. أشواه: إذا لم يصب مقتله. يقول: لا يجرحون جرحاً لا يقتل. 4 سورة آل عمران آية 140. 5 زيادة من الأسكوريال والمحمودية.

الكسائيُّ: فإذا علَتْهُ جلدة للبُرءِ قيل: جَلَب يَجْلِبُ ويجلُبُ، وأَجْلَب يُجْلِبُ1. أبو زيدٍ: فإذا تقشَّرت الجلدة عنه للبُرءِ قيل: تَقَشْقَشَ، فإنْ بقيتْ له آثارٌ بعدَ البُرء قيل: عَرِبَ يَعْرَبُ عَرَباً، وحَبِرَ حَبَراً، وحَبِطَ حَبَطاً. كلُّ هذا من الأثر، وقد أَحْبَره، غيرُه: ويُقال للجِلد إذا تقشر: تقرَّف، واسمُ تلك الجِلدة القِرفة. قال الشَّاعر: 228- والقرْحُ لم يتقرَّف2 ويُقال: أَقْرَن الدُّمَّل: إذا حان أَنْ يَتفقّأ، وأقَرَن الدّم واستقرنَ: إذا كَثُر.

_ 1 قال الكسائي في كتابه: "ما تلحن فيِه العامة" ص 115: الجُلبة: قشر القرحة وأثرها، وجمعها: جُلَب. 2 تقدَّم ص 461.

باب: الشجاج وأسمائها

الباب 126: بابُ الشِّجاجِ وأسمائِها الأصمعيُّ: أوَّلُ الشِّجاجِ الحَارِصَةُ، وهي التي تَحرِصُ الجلد، يعني: تشقُّه قليلاً ومنه قيل: حرصَ القَصَّارُ الثوبَ: إذا شقَّه، ثمَ البَاضِعة، وهي التي تشقُّ اللَّحم بعدَ الجِلْدِ، ثُمَّ المُتلاحِمة، وهي التي أخذَتْ في اللَّحم ولم تبلغِ السِّمْحَاق، ثُمً السَّمْحاق وهي التي بينها وبينَ العظمِ قُشيرةٌ رقيقة، وكلُّ قشرةٍ رقيقةٍ فهي سِمحَاقٌ، ومنه قيل: في السَّماءِ سماحيقُ من غيم، وعلى ثَرْبِ الشَاةِ سماحيقُ من شَحمٍ، ثُمَّ المُوْضِحة وهي التي تُبدي وضَحَ العظم، ثمَ الهاشمة، وهي التي تهشم العظم، ثُمَّ المُنقِّلَة، وهي التي يخرجُ منها فرَاشُ العِظام، وهي قشور تكونُ على العظام دونَ اللحم، ومنه قولُ النَّابغة1: 229- ويتبعُها مُنهم فراشُ الحواجبِ ثمَّ الآمَّة: وهي التي تبلغً أُمَّ الرأس، وهي الجِلدة التي تكونُ على الدماغ. قال: وأخبرني الواقديُ 2 أنَّ السَّمحاق عندهم المِلْطَا. قال أبو عبيدٍ: ويُقال:

_ 1 عجز بيت، وصدره: [يطيرُ فُضاضاً بينها كلًّ قونس] ٍ في ديوانه ص 11. الفُضاض: المتفرَّق من كلَ شيء، والقونس: أعلى بيضة السلاح. 2 محمد بن عمر، المدني، القاضي، نزيل بغداد، صاحب المغاري، متروك مع سعة علمه. توفي سنة 207 هـ فهو حجازي، وهي عندهم السمحاق انظر تقريب التهذيب ص 498.

إنها المِلْطَاة بالهاء1، فإذا كانتْ على هذا فهي في التَّقدير مقصورة. قال: وتفسيرُ الحديث الذي جاء [يُقضى في المِلْطَا بدمِها] 2 يقول: معناه: أنَّه حين يُشجُّ صاحبُها يُؤخَذُ مقدارها تلك السَّاعة، ثُمَّ يُقضى فيها بالقصاص أو الأرْش لا يُنظر إلى ما يَحدثُ فيها بعدَ ذلك من زيادةٍ أو نُقصانٍ، وهذا قولُهم، وليس هو قولُ أهلِ العراق. الأصمعيُّ: الحَجِيجُ: الذي قد عُولِجَ من الشَّجّةِ، وهو ضَرْبٌ من علاجها. وقال أبو الحسن الأعرابيّ: هو أنْ يُشجَّ الرَّجل فيختلط الدَّم بالدِّماغ، فيصبَّ عليه السَّمن المغلي حتى يظهَر الدَّمُ عليه، فيؤخذ بقطنةٍ. يُقال منه: حَججْتُه أَحُجُّه حَجّاً. [والحجُّ: حلقُ الرأسِ عن الشجًة، والحجُّ: القصد] 3.

_ 1 وفي العين 7/435: الملْطاء بوزن الحِرْباء، ممدود مذكر. هي الشَّجة التي يقال له السمحاق. قلت في العين: المسحاق، وهو تصحيف. 2 المجموع المغيث 3/226، والفائق 3/338، والنهاية 4/357. 3 زيادة من التونسية.

باب: كسر العظام وجبرها

الباب 127: بابُ كسرِ العِظامِ وجَبْرِها أبو عمرو: يُقال: عَفَتَ فلانٌ عظمَ فلانٍ عَفْتاً: إذا كسره، وكذلك: لَعْلَعَهُ. أبو عمرو: فإذا بَرأ بعدَ الكسرِ قيل: جَبَر وجَبَرْتُه، فإنْ كانَ على عَثْم ٍ-[وهو الاعوجاج] 1 والعَثْم أيضاً أن يجبر على غير استواءٍ2 - قيل: وَعَى يَعِي وَعْياً، وأَجَرَ يَأْجِرُ أَجْراً. الأصمعيُّ: أَجَرَ يَأْجُرُ أجُوراً. أبو عمرو والفرَّاء: ايتَشى العظم: إذا برأ من كسرٍ كان بهِ، غير مهموزٍ.

_ 1 زيادة من المحمودية. 2 ومثله العثل. انظر الجيم 2/258.

§1/1