الغريبين في القرآن والحديث

الهروي، أبو عبيد

[مقدمة المصنف]

بسم الله الرحمن الرحيم /قال أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي صاحب الأزهري: سبحان من له في كل شيء شاهد بأنه إله واحد، وفي جميع ما أدركه بصر وأفضى إليه نظر دليل قائم على أنه قديم قادر، ينطق برهانه عن كل محسوس، ويعقل سلطانه عن كل موجود، دل على أنه حكيم عالم بخلق أحكمه، وقضاء أبرمه، وصنع أتقنه، وإنسان كونه خصيمًا مبينًا وجدلًا منطيقًا، من نطفة أمشاج وماء مهين، سمك السماء فليس بها فطور، وخلق الأفلاك ذائبة الحركات فليس لها فتور، كساها من الأنجم الزهر لباسًا، ووكل بها من الشهب الثاقبة حراسًا، فلا على عمد رفع السماء، ولا على مثال أحدث الأشياء، ذلك صنع من لا تعتوره الأحوال، ولا تقرن إليه الأشكال، ولا يلحق به الأولاد ولا يقاس إليه الأنداد، فالق الحب وبادئ النسم، وموجد الأشياء من بعد العدم، وخالق الأنوار والظلم، كل شيءٍ له مسبح، وبإخبار ذوي العقول أنه/ القديم الأول، مصرح، جل فيما أنشأ وفطر عن وزير وتعالى فيما دبر وقدر عن ظهير، واستغنى عن مشير، وتقدس عن نظير، فسبحانه ملكًا عنت الوجوه له، وربًا إليه المصير، وإلهًا يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وصلى الله على من تناسخته أرحام مطهرة، وأصلاب مكرمة، فأدته طاهرًا نجاره، زاكيًا نصابه، منتظرًا للأمر العظيم والخطب الجسيم، متوسمًا نور النبوة بين عينيه، معاينًا خاتم الرسالة بين كتفيه، محروسًا في نشئه وأجزاء عمره إلى استكماله قوى عقله، وتدريج الله إياه في مراقي التشريف إلى المقضي من أمره فأصبحه المعجزات وشيعه بالبينات، وحفه بالضياء، وغشاه بالنور، وختم به الدنيا، وفتح به الآخرة، وأرسله إلى الثقلين بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فحمل أثقال النبوة ونهض بأعباء الرسالة، وجاهد في إيضاح السبل، وصبر صبر أولي العزم من الرسل،

وتلقى الأذى في ربه برحب من قلبه، وانشراح من صدره، على ما لقى في الله عز وجل وحده، حتى أنجز وعده، وأسبغ عليه فضله، وأظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون، وأنزل عليه كتابًا متشابهًا/ مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، جعله نورًا مبينًا وحبلًا متينًا، وكساه نظمًا بديعًا، ونسقًا عجيبًا، ناقدًا للعادة، غريبًا أذل به رقابًا ساسية، ونكس به أبصارًا طامحة، وضرب فيه أمثالًا واضحةً وأخرس به ألسنًا ناطقة، وأفحم به قومًا لدًا، وجعله للحكم مستودعًا ولكل علم منبعًا، وإلى يوم القيامة نجمًا طالعًا، ومنارًا لامعًا، وعلمًا ظاهرًا لا يخلقه الزمان، ولا يذهب برونقه التكرار، ولا يطفئ نوره الاستكثار لا الأسماع تمجه، ولا الطباع تمله، شفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين. والحمد لله الذي جعل صدورنا أوعية كتابه، وآذاننا موارد سنن نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وهممنا مصروفة إلى تعلمهما، وإرادتنا منوطة بتدبرهما والبحث عن معانيهما وغرائبهما، طالبين بذلك رضا رب العالمين ومتدرجين به إلى علم الملة والدين، وفقنا الله فيهما لسلوك سبيل الرشاد وهدانا إلى منهج القصد والسداد، ويسرنا لمصالح عاجلتنا وآجلتنا، ومعاشنا ومعادنا، بمنه وطوله، وقوته وحوله. وبعد: فإن اللغة العربية/ إنما يحتاج إليها لمعرفة غريبي القرآن وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والصحابة والتابعين. والكتب المؤلفة فيها جمة وافرة، وفي كل منها فائدة، وجمعها متعب وحفظها عن آخرها معجز، هذا! والأعمار قصيرة والعلوم كثيرة، والهمم ساقطة، والرغبات نائمة، والمستفيد مستعجل، والحفظ تحليل، والحرص قليل، فمتى اشتغل المرء بتحصيلها كلها بعدت عليه الشقة، وعظمت الكلفة، وفات الوقت، واستولى الضجر، فقبض عن النظر فيما هو أولى بالنظر.

وكنت أرجو أن يكون سبقني إلى جمعهما، وضم كل شيء إلى لفقه منهما، على ترتيب حسن، واختصار كاف، سابق، فكفاني مؤونة الدأب وصعوبة الطلب فلم أجد أحدًا عمل ذلك إلى غايتنا هذه، فاستخرت الله- عز وجل وتقدس- فيه، وسألته التوفيق له، ليكون تذكرة لنفسي مدة حياتي، وأثرًا حسنًا لي بعد وفاتي، إن شاء الله عز وجل، وبه الثقة. وكتابي هذا لمن حمل القرآن وعرف الحديث ونظر في اللغة، ثم احتاج إلى معرفة الحروف المعجمة نبدأ بالهمزة فنفيض بها على سائر الحروف حرفًا حرفًا، ونعمل لكل حرف بابًا ونفتتح/ كل باب بالحرف الذي يكون آخره الهمزة ثم الباء ثم التاء ثم الثاء إلى آخر الحروف، إلا أن لا نجده فنتعداه إلى ما نجده على الترتيب فيه، ثم نأخذ في كتاب الباء على هذا العمل، إلى أن تنتهي بالحروف كلها إلى آخرها؛ ليصير المفتش عن الحرف إلى إصابته من الكتاب، بأهون سعي وأخف طلب. وشرطي فيه الاختصار، إلا إذا اختل الكلام دونه، وترك الاستظهار بالشواهد الكثيرة، إلا إذا لم يستغن عنها، وليس لي فيه إلا الترتيب والنقل من كتب الإثبات الثقات، طلبًا للتخفيف، وحذفًا للتطويل، وحصرًا للفائدة، وتوطئة للسبيل. فمن حفظه كان كمن حصل تلك الكتب عن آخرها، واستأثر بنكتها، وشرب زلالها، وسلبها جريًا لها. وبالله عز وجل أستعين وعليه أتوكل وهو حسبنا ونعم الوكيل. وصلى الله على محمد سيدي وسيد المسلمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين.

الهمزة أ

كتاب الهمزة

بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الهمزة قال أبو عبيد أحمد بن محمد صاحب أبي منصور الأزهري رحمهما الله: قلت: وبالله التوفيق: الألف عند العرب/ ألفان؛ ألف مهموزة وهي الهمزة، ونما جعلت صورتها ألفًا؛ لأن الهمزة لا تقوم بنفسها، ألا تراها تنقلب في الرفع واوًا وفي الفتح ألفًا، وفي الكسر ياءًا، والألف الأخرى هي التي تكون مع اللام في الحروف المعجمة، وهي ساكنة، لا ألف في الكلام غير هاتين. *** باب الهمزة مع الباء (أب ب) قوله تعالى: {وفاكهة وأبا}، قال ابن اليزيدي: الأب: المرعي. وقال غيره: الأب للبهائم كالفاكهة للناس. وقال شمر: الأب: مرعي للسوائم. وأنشد وقال: ليس شيء من الدواب يؤبر أثره .... حتى لا يعرف طريقه إلا التفة وهو عناق الأرض.

(أب ط)

(أب ط) وفي الحديث: (كانت رديته التأبط) وهو أن يدخل الرجل الثوب تحت يده اليمنى فيلقيه على منكبه الأيسر. وقال عمرو بن العاص لعمر: (إنني والله ما تأبطتني الإماء) أي لم يحضنه ولم يتولين تربيته. فأنزلت ماء من المعصرات .... فأنبت أبا وغلب الشجر (أب د) في الحديث: (إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش) الأوابد: التي قد تأبدت؛ أي توحشت ونفرت من الإنس، وقد أبدت تأبد وتأبد، وتأبدت الديار: أي توحشت وخلت من قطانها، ومنه قولهم: جاء بابدة: أي بكلمة أو خصلة ينفر منها ويستوحش عنها. (أب ر) في الحديث: (خير المال مهرة مأمورة أو سكة مأبورة) المأبورة: الملقحة. يقال: أبرت النخلة آبرها، فأبرت/ وتأبرت أي: قبلت الإبار.

(أب ل)

ومنه الحديث: (من باع نخلًا قد أبرت) أي لقحت أراد: خير المال نتاج أو زرع. وفي حديث الشورى: (وتؤبروا آثاركم) قال الرياشي: أي تعفوا عليها. (أب ل) قوله تعالى: {طيرًا أبابيل} أي جماعات في تفرقة، قال بعضهم: لا واحد لها. وقيل في واحدها: إبيل. قياسًا لا سماعًا، وقيل: واحدها: إبول، مثل عجول وعجاجيل. [وقال الأزهري: لم يصح لي في واحدها شيء]. وفي الحديث: (تأبل آدم على حواء بعد مقتل ابنه) أي توحش عنها وترك غشيانها. يقال: أبلت الإبل وتأبلت: إذا اجتزأت بالرطب عن الماء. (أب ن) وفي الحديث في وصف مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تؤبن فيه الحرم) أي لا يذكرن بقبيح. كان يصان مجلسه عن رفث القول وفحش الكلام. ومنه

(أب هـ)

الحديث الآخر: (أشيروا علي في أناس أبنوا أهلي) قال أبو العباس [أي اتهموها، قال]. والأبن: التهمة، يعني حديث الإفك. وفي الحديث: (نهى عن الشعر إذا أبنت فيه النساء) أي ذكرن بالسوء. وفي حديث أبي الدرداء: (أن نؤبن بما ليس فينا فربما زكينا بما ليس فينا) أي: إن/ نتهم وننسب إلى سوء من الفعال وقبيح من المقال. يقال: أبنت الرجل آبَنُه وآبُنُه: إذا رميته بخلة سوء. ورجل مأبون: أي مقروف بها. وقيل: هو مأخوذ من الأبن، وهي العقد تكون في القسي تعاب بها وتفسدها. الواحدة: أبنة. (أب هـ) قوله تعالى: {يا أبت لم تعبد} يقال في النداء: يا أبه، ويا أبتا، ويا أبتي قال الفراء: الهاء فيها هاء وقفة، فكثرت في الكلام حتى صارت كهاء التأنيث وأدخلوا عليها الإضافة.

باب الهمزة مع التاء

وفي الحديث: (رب ذي طمرين لا يؤبه له) أي لا يحتفل به لحقارته. يقال: ما وبهت له، وما وبهت له، وما أبهت له، وما أبهت له، وما بهت، وما بهت، وما بأهت، وما بهأت. كل ذلك واحد. باب الهمزة مع التاء (أت ب) في الحديث: (وعليها إتب لها وإزار) الإتب: البقيرة، وهي بردة تشق فتلبسها المرأة من غير كمين ولا جيب. (أت ى) قوله تعالى: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} قال أبو عبد الله إبراهيم بن عرفة، نفطوية تقول العرب: (أتاك الأمر) وهو متوقع بعد. أي أتى أمر الله وعدًا فلا تستعجلوه وقوعًا.

وقوله تعالى: {فأتى الله بنيانهم من القواعد} قال ابن الأنباري: المعنى: فأتى الله مكرهم من أصله، / أي عاد ضرر المكر عليهم. وذكر الأساس مثلًا، وكذلك السقف، ولا أساس ثم ولا سقف. وفي التفسير أنه أراد سبحانه بالبنيان صرح النمروذ، فخر سقفه عليهم، وقلعه الله عز وجل من أصله. يقال: أتي فلان من مأمنه، أي أتاه الهلاك من جهة أمنه. والقواعد: أساس البناء وأصوله. وقوله: {إنه كان وعده مأتيًا} هو مفعول من الإتيان، وكل ما أتاك فقد أتيته. يقال: أتاني خبره، وأتيت خبره. وفي الحديث: (لولا أنه طريق ميتاء لحزنا عليك يا إبراهيم) أي طريق مسلوك. مفعال من الإتيان. وقال شمر: ميتاء الطريق وميداؤه مجحته. ومنه الحديث: (ما وجدت في طريق ميتاء فعرفه سنة (: يعني: اللقطة. وقوله تعالى: {يأت بصيرًا} أي: يعد بصيرًا كقوله: {فارتد بصيرًا}.

وقوله: {إلى الهدى ائتنا} أي تابعنا في ديننا. وقوله: {وآتاهم تقواهم} أي أعطاهم جزاء اتقائهم. وقوله: {ثم سئلوا الفتنة لآتوها} أي لأعطوا ذلك من أنفسهم. ومن قرأ: (لأتوها) أي لو ندبوا للفتنة لجاؤوه. وقوله تعالى: {فآتت أكلها ضعفين} أي أعطت. والمعنى: أثمرت مثلى ما يثمر غيرها من الجنان. والأتاء: الريع. وفي الحديث: (إنما هو أتي فينا) أي/ غريب. يقال رجل أتي وأتاوي. ومنه حديث عثمان رضي الله عنه: (إنا رجلان أتاويان) وسيل أتي: جاءك ولم يجئك مطره. وفي حديث ظبيان الوافد، وذرك ثمود وبلادهم، فقال: (أتوا جداولها) أي سهلوا طرق المياه إليها. يقال: أتيت للماء: إذا أصلحت مجراه حتى يجري إلى مقاصده. ***

باب الهمزة مع الثاء

باب الهمزة مع الثاء (أث ث) قوله تعالى: {أثاثًا ومتاعًا إلى حين} قال ابن عباس: أثاثًا: مالًا. [وقال أبو عبيد]: وسمعت الإمام الأزهري يقول: الأثاث: متاع البيت، وجمعه: آثه وأثث وقال غيره: الأثاث ما يلبس ويفترش. وقد تأثثت: إذا اتخذت أثاثًا. (أث ر) قوله تعالى: {تالله لقد آثرك الله علينا} أي فضلك. يقال: له على أثره: أي فضل. وفي الحديث: (إنكم ستلقون بعدي أثرة) أي يستأثر عليكم، فيفضل غيركم نفسه عليكم في الفئ. والأثرة: اسم من آثر يؤثر إيثارًا. قال الأعشي: استأثر الله بالبقاء وبالـ .... عدل وولى الملامة الرجلا أي تفرد بالبقاء جل جلاله. [قال أبو عبيد]: وسمعت الأزهري يقول: الأثرة: الاستئثار، والجمع: الإثر. قال الحطيئة في عمر بن الخطاب رضي/ الله عنه:

ما آثروك بها إذ قدموك لها .... لكن لأنفسهم كانت بك الإثر وقوله تعالى: {إن هذا إلا سحر يؤثر} أي يرويه واحد عن واحد. ومنه يقال حديث مأثور: أي يأثره عدل عن عدل. ومن ذلك: مآثر العرب وهي مكارمها التي تؤثر عنهم. الواحدة: مأثرة. وفي الحديث: (ألا إن كل دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية فإنها تحت قدمي هاتين) يقال: أثر الحديث آثره: إذا رويته. وفي حديث عمر: (ما حلفت بها ذاكرًا ولا آثرا) أي حاكيًا إياه عن أحد. وقله تعالى: {أو أثارة من علم} وقرئ} أو أثرة} أي من علم مأثور ويقال بقية من علم. والأثارة والأثر: البقية. يقال: ما ثم عين ولا أثر. وفي الحديث: (من سره أن يبسط الله في رزقه وينسأ في أثره فليصل رحمه).

(أث ل)

قوله: {في أثره} أي في أجله وسمي الأجل أثرًا؛ لأنه يتبع العمر. قال كعب بن زهير: يسعى الفتى لأمور ليس يدركها .... والنفس واحدة والهم منتشر والمرء ما عاش ممدود له أمل .... لا ينتهي العمر حتى ينتهي الأثر وقوله تعالى: {ونكتب ما قدموا وآثارهم} أي ما قدموه من الأعمال، وسنوه بعدهم من السنن، / فعمل بها. (أث ل) وفي الحديث (غير متأثل مالًا) أي غير جامع. وكل شيء له أصل قديم، أو جمع حتى يصير له أصل فهو مؤثل. ومجد مؤثل. وأثلة الشيء: أصله. (أث م) قوله تعالى: {والإثم والبغي} قال الفراء: الإثم: ما دون الحد. والبغي: الاستطالة على الناس. أي: وحرم الإثم والبغي. وقيل: الإثم: الخمر، والبغي: الفساد. وقال: شربت الإثم حتى ضل عقلي .... كذاك الإثم تذهب بالعقول وقوله تعالى: {لا لغو فيها ولا تأثيم} أي لا مأثم فيها ولا سكر، بل هي مباحة، وليست كشراب الدنيا، مؤثمًا مسكرًا.

(أث ا)

وقوله تعالى: {كل كفار أثيم} يقال: رجل أثيم ومأثوم وأثوم أي: متحمل للآثام. وقوله تعالى: {طعام الأثيم} هو الكافر. وقوله تعالى: {وهو يفعل ذلك يلق أثامًا} الأثام: جزاء الإثم. يقال: أثمه يأثمه: إذا جازاه جزاء إثمه، أنشدني الأزهري: وهل يأثمني الله في أن ذكرتها .... وعللت أصحابي بها ليلة النفر وفي الحديث: (ما علمت أحدًا منهم ترك الصلاة على أحد من أهل القبلة تأثما) أي تجنبًا للإثم. (أث ا) وفي الحديث: (لآتين عليا فلأثين بك) أي: لأشين بك. يقال: أثوت بالرجل، / وأثيت به: إذا وشيت به، كما تقول: حنوت العود وحنيته وأثيت فلانا، وأثوته. *** باب الهمزة مع الجيم (أج ج) قوله تعالى: {ملح أجاج} الأجاج: أشد الماء ملوحة لا يمكن ذوقه من أجوجته.

(أج ر)

وفي الحديث: (فخرج بها يؤج) أي يسرع. يقال: أج يؤج أجًا. ويقال: الأج: الهرولة. (أج ر) قوله تعالى: {وعلى أن تأجرني ثماني حجج} أي تكون أجيرًا لي. ويقال: أي تجعل ثوابي من تزويجي إياك ابنتي رعى غنمي هذه المدة. يقال: آجره الله يأجره: أي أثابه الله عز وجل ويقال لمهر المرأة: أجر، لأنه عوض من بضعها. قال الله تعالى: {آتيت أجورهن} أي مهورهن. ومنه قوله تعالى: {فله أجره عند ربه} أي عوضه. وقوله تعالى: {وآتيناه أجره في الدنيا} يقال: هو لسان الصدق. وقيل: هو أن الأنبياء من نسله وقيل: أري مكانه في الجنة. وفي الحديث، في الأضاحي: (كلوا وادخروا وائتجروا) أي تصدقوا طالبين الأجر بذلك. ويجوز: (اتجروا) مثال: اتخذ كذا، والأصل: ائتخذ

(أج ل)

أدغمت الهمزة في التاء. ومنه الحديث: أن رجلًا دخل المسجد وقد قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاته، فقال: (من/ يتجر فيقول فيصلي معه). وفي الحديث: (من بات على إجار) الإجار: السطح الذي ليس حواليه ما يرد المشفي. وجمعه: أجارجير وأجاجرة والإنجار: لغة فيه. وجاء في الهجرة: (فتلقى الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السوق وعلى الأناجير) يعني السطوح. (أج ل) قوله تعالى: {ثم قضى أجلًا وأجل مسمى عنده} قال ابن عرفة: الأجل المقضي: الدنيا والحياة، والمسمى هو أمر الآخرة.

(أج م)

وقوله تعالى: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل} أي من جرائه ومن جنايته. يقال: أجلت الشيء آجله أجلًا: إذا جنيته. وفي حديث زياد: (لهو أشهى إلي من رصية فثئت بسلالة سغب في يوم شديد الوديقة ترمض في الآجال) قلت: الآجال: أقاطيع الظباء. وإحداها: إجل. وفي حديث مكحول: (كنا بالساحل مرابطين فتأجل متأجل) أي استأذن في الرجوع إلى أهله، وطلب أن يضرب له الأجل على ذلك. (أج م) وفي الحديث: (حتى توارث بآجام المدينة) وإحداها: أجم وهي الحصون والقصور وكذلك الآطام وأحدها أطم. (أج ن) في حديث ابن مسعود: (قالت له امرأته: أجنك من أصحاب محمد) تريد أمن أجل أنك فتركت من واللام والهمزة والعرب تفعل ذلك. باب الهمزة مع الحاء (أح د) (أحد) بضمتين جبل بمدينة النبي عليه الصلاة والسلام من جهة الشام وكان به

(أحن)

إلى في شوال سنة ثلاث من الهجرة وهو مذكر فينصرف وقيل: التأنيث على البقعة بالقوى والأحد بمعنى الواحد وأصله وحد بالواو. في الحديث (سئل ابن عباس رضي الله عنه عن رجل تتابع عليه رمضانان فسكت ثم سأله آخر عنها فقال ابن عباس: إحدى من سبع يصوم شهرين/ ويطعم ستين مسكينا) قال شمر: فما بلغني إذا اشتدت الفتيا فيه وخص السبع لأن الأشياء كلها تدور على السبع، وقيل: يريد سنى يوسف سبع شداد أي إنها في الشدة والصعوبة كإحدى تلك السنين، وقد تكون من الليالي السبع التي أرسل الله فيها العذاب على عاد، وقال الأصمعي: في قول الناس عمل به عمل سبعة إنما أراد عمل سبعة من السبع، ولكنه خفف سبعة جمع سابع مثل كافر وكفرة، والعرب تقول في هذا المعنى؛ إحدى بنات طبق إحدى المعضلات، وكل منهم طبق، ومن هذا قيل للرجل الأحمق: طباقاء ومعناه أنه لا يهتدي إلى رشده وقال الأصمعي الطباقاء الذي أمره منطبق عليه والطبق الحال أيضا قال الله تعالى: {لتركبن طبقًا عن طبق}. أي حالًا بعد حال وقال كعب بن زهير: كذلك المرء إن يقدر له أجل .... يركب به طبق من بعده طبق (أحن) وفي حديث معاوية بن أبي سفيان (أنه رأى يزيد يضرب غلامًا له فقال: سؤة لك تضر بمن لا يستطيع أن يمتنع والله لقد منعتني/ القدرة من ذوي الحنات) الحنات جمع حنة وهي لغة رديئة واللغة العالية أحنة، قال الأصمعي: يقال في صدره عليك أحنة ولا يقل حبة قال الشاعر: إذا كان في نفس ابن عمه أحنة .... فلا يستترها سوف يبدو دفينها وتجمع على الأحن.

باب الهمزة مع الخاء

باب الهمزة مع الخاء (أخ ذ) قوله تعالى: {أخذنا أمرنا من قبل} أي الاحتياط والحزم. وقوله: {ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها} أي هي في قبضته، ينالها بما شاء من قدرته. وقوله تعالى: {لو شئت لتخذت عليه أجرًا} أي لأخذته، يعني: أجرة إقامة الحائط. يقال: اتخذ يتخذ، وتخذ يتخذ. وأصل تخذت: أخذت وأصل اتخذت: ائتخذت؛ افتعلت من الأخذ. وقوله عز من قائل: {ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون} أي اتخذتموه إلهًا، واكتفى بقوله} اتخذتم} لعلم المخاطب به. وقوله تعالى: {وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه} أي ليوقعوا به. كما قال جل جلاله: {وكذلك أخذ ربك} يعني أخذ العقوبة. ويقال للأسير: أخيذ/. ومنه قوله عز وجل: {وخذوهم واحصروهم} أي ائسروهم.

(أخ ر)

ومثله قوله تعالى: {معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده} أي: نأسر، ويقال: نحبس ومنه التأخيذ: أي حبس السواحر أزواجهن دون غيرهن من النساء. وقالت مرأة لعائشة رضي الله عنها: (أؤ أخذ جملي؟ ) تريد هذا المعنى وقد أخذت المرأة زوجها تأخيذًا: إذا حبسته عن سائر النساء. وفي الحديث: (أنه أخذ السيف وقال لفلان: من يمنعك مني؟ فقال: كن خير آخذ) أي خير آسر. وفي الحديث: (وكانت فيها إخاذات أمسكت الماء) الإخاذات: الغدران التي تأخذ ماء السماء فتحبسه على الشاربة، وهي المساكات والتناهي والأنهاء الواحدة: إخاذة، ومساكة، وتنهية، ونِهي [ونَهي]. ومنه حديث مسروق: (جالست أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجدتهم كالإخاذ) قال أبو عبيد الإخاذ جمعه أخذ، وهو مصنع للماء يجتمع فيه وقال شمر، عن أبي عدنان: إخاذ: جمع: إخاذة، وأخذ: جمع: إخاذ. وقال أبو عبيدة: الإخاذة والإخاذ، بالهاء وغير الهاء: جمع الإخذ، وهو مصنع للماء يجتمع فيه. (أخ ر) قوله تعالى: {بما قدم وأخر} أي قدم/ من عمل وأخر من سنة.

(أخ و)

ومثله قوله تعالى: {علمت نفس ما قدمت وأخرت}. وقوله تعالى: {ولدار الآخرة خير} قال الأزهري: أراد به: ولدار الحال الآخرة خير؛ لأن الناس حالين: حال الدنيا، وحال الآخرة. ومثله (صلاة الأولى) أي صلاة الفريضة الأولى. وفي حديث أبي برزة قال: (لما كان بأخرة) يقال: لقيت فلانًا بأخرة، بفتح الخاء: إذا لقيته إخريًا، وبعت الشيء بأخره، بكسر الخاء، أي بنظرة. (أخ و) قوله تعالى: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} قال ابن عرفة: الأخوة إذا كانت في غير الولادة كانت المشاكلة والاجتماع في الفعل، كما تقول: هذا الثوب أخو هذا الثوب: أي يشبهه. ومنه قوله تعالى: {وما نريهم من آية إلا وهي أكبر من أختها} أي من التي تشبهها. وقوله تعالى: {يا أخت هارون} أي يا شبيهة هارون في الزهد والصلاح وكان رجلًا صالحًا زاهدًا عظيم الذكر في زمانه. وقيل: كان لمريم أخ يقال له هارون. وقوله: {وإلى عاد أخاهم هودًا} جعله أخاهم؛ لأنه وإياهم ينتسبون إلى

باب الهمزة مع الدال

أب واحد. كما يقال: يا أخا العرب: يا صاحب العرب، والمعنى أرسلنا إلى عاد هودًا أخاهم. وفي الحديث: (مثل/ المؤمن، والإيمان كمثل الفرس في أخيته). قال الليث بن سعد: هو عويد يعرض في الحائط، تشد إليه الدابة. والجمع: الأواخي والأخايا وهي من الفعل: فاعولة. قال أبو عبيد وسمعت أبا منصور الأزهري يقول: العرب تقول للحبل الذي يدفن مثنيًا ويبرز طرفاه ويجعل شبه حلقة، وتشد به الدابة: أخية وإدرون، وجمعه: الأدارين. وفي الحديث: (حتى إن أهل الإخوان ليجتمعون) يريد الخوان الذي هو المائدة وقال الشاعر: ومنحر مئنات يجر حوارها .... وموضع إخوان إلى جنب إخوان يصف موضعًا ينحر فيه أكرم الإبل ويجمع الإخوان على الخوان. باب الهمزة مع الدال (أد ب) في الحديث: (القرآن مأدبة الله في الأرض) يعني مدعاته، وهي

صنيع يصنعه الرجل يدعو إليه الناس يقال: أدب القوم يأدبهم أدبًا. شبه القرآن بصنيع صنعه الله للناس، لهم فيه خير ومنافع. وسمي الأدب أدبًا؛ لأنه يدعو إلى المحامد. وفي حديث كعب: (إن الله عز وجل مأدبة من لحوم الروم) أراد أنهم يقتلون فتنتابهم السباع والطير، تأكل منها، / فكأنها مأدبة الله؛ إذ قتلوا في غير طاعته.

(أد د)

(أد د) قوله تعالى: {لقد جئتم شيئًا إدًا} يقال: إدا جاء بأمر إذ: أي منكر عظيم. ومنه حديث علي: (قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقلت: ما لقيت بعدك من الإدد والأود) الإدد: الدواهي العظام. واحدتها: إدد. (أد م) قوله تعالى: {ويا آدم} آدم: اسم مشتق من أدمة الأرض وأديمها، وهو وجهها فسمي بما خلص منه، فإذا كان اسمًا جمع على: الآدمين، وإذا كان نعتًا جمع على: الأدم. وفي الحديث: (لو نظرت إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) قوله: (إليها) يعني المرأة المخطوبة. يعني أن تكون بينهما المحبة والاتفاق. يقال: آدم الله بينهما يأدم أدمًا. والأصل فيه: أدم الطعام؛ لأنه طيبة إنما يكون به. يقال: إدام وأدم مثل: إهاب، وأهب.

(أد ى)

(أد ى) وفي الحديث: (يخرج من قبل المشرق جيش آدى شيء وأعده) أي أقوى شيء. يقال: آدني، وأعدني، أي قوني [عليه] وفلان مؤد، كما ترى. أي ذو قوة على الأمر. *** باب الهمزة مع الذال (إ ذ) (إذ) بمعنى الوقت. قال أصحاب العربية: لا يجوز أن تجعل صلة، ومعنى/ قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة} واذكر إذ قال ربك. (أذ ر ب) رباعي: في حديث أبي بكر رضي الله عنه: (لتألمن النوم على الصوب الأذربي كما يألم أحدكم النوم على حسك السعدان) قال المبرد: الأذربي منسوب إلى أذربيجان. هكذا تقوله العرب. (أذ ن) وقوله تعالى: {فإذنوا بحرب من الله ورسول} أي: فاعلموا. يقال: أذن

يأذن أذنًا. إذا علم. ومن قرأ: {فأذنوا} أي فاعلموا من وراءكم بالحرب. ومنه قوله تعالى: {آذناك ما منا من شهيد}. وقوله تعالى: {فقل آذنتكم على سواء} أي أعلمتكم ما ينزل علي من الوحي لتستوا به في الإيمان به. وقوله تعالى: {وأذان من الله ورسوله} أي إعلام. وهو الأذان، والإيذان، والأذين. قال جرير بن الخطفي: هل تملكون من المشاعر مشعرًا .... أو تشهدون لدى الأذان أذينًا وكان في الحاشية قال أبو عبيدة: وقال شيخي: الأذين المؤذن، فعيل بمعنى: مفعل، وأنشد: شد على أمر الورود مئزره .... ليلًا وما نادى أذين المدره أي ما أذن مؤذن البلد (أي مؤذن المدينة والمؤذن المعلم بأوقات الصلاة). وقوله تعالى: {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} أي بعلمه.

(أذ ى)

ومثله قوله تعالى: {وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله} أي بعلمه وقال: بتوفيقه. وقوله تعالى: {وإذ تأذن ربك} أي أعلم، وهو واقع، مثل: توعد، / ويجوز أن تكون تفعل، من قولك: أذن، كما تقول: تعلم: بمعنى: اعلم. وقوله تعالى: {ثم أذن مؤذن أيتها العير} أي نادى منادٍ، أعلم بندائه. وقوله تعالى: {ويقولون هو أذن} أي يأذن لما يقال له، أي يسمعه فيقبله. وقال الأزهري: أرادوا: متى بلغه عنا أنا تناولناه أبكرنا ذلك وحلفنا عليه، فيقبل؛ لأنه أذن، ويقال: السلطان أذن. وقوله تعالى: {وأذنت لربها وحقت} أي سمعت سمع طاعة وقبول. وبه سميت الأذن أذنًا. وفي الحديث: (ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن) يريد: ما استمع الله لشيء، والله لا يشغله سمع عن سمع. (أذ ى) قوله تعالى: {لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} الأذى: هو ما يسمعه من المكروه.

باب الهمزة مع الراء

ومنه قوله عز وجل: {ودع أذاهم} أي ودع أذى المنافقين، لا تجازهم إلى أن يؤمر فيهم. وفي الحديث: (أميطوا الأذى عنه) يعني بالأذى الشعر الذي يكون على رأس الصبي حين يولد، يحلق عنه يوم أسبوعه، وهي العقيقة. وفي حديث الإيمان: (وأدناها إماطة الأذى عن الطريق) أي تنحيته، يعني: الشوك والحجر، وما أشبه ذلك مما يتأذى به المار فيه. *** باب الهمزة مع الراء (أر ب) قوله تعالى: {ولي فيها مآرب أخرى} أي حوائج الواحدة مأربة ومأربة/. وقوله عز وجل: {غير أولي الإربة من الرجال} أي غير أولي الحاجة. ويقال: غير أولي العقل، يعني الذين لا يعقلون أمرهن. قال: أرب الرجل: إذا احتاج. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: (كان أملككم لإربه) أرادت:

لحاجته، تعني أنه كان غالبًا لهواه. والأرب، والإربة، والمأربة [والمأرُبة]: الحاجة. وفي الحديث: (أن رجلًا اعترض النبي - صلى الله عليه وسلم - ليسأله، فصاح به الناس، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: دعوا الرجل، أرب، ماله؟ ) قال ابن الأعرابي: أي احتاج فسأل، فماله؟ وفي حديث آخر: (فدعوه، فأرب ماله) قال الأزهري: معناه: فحاجة جاءت به فدعوه. و (ما) صلة. قال القتيبي: أرب ماله: أي سقطت آرابه وأصيبت. وهذه كلمة لا يراد بها وقوع الأمر، كما قال: (عقرى حلقى) و (تربت يداك) وأشباه ذلك قال ابن الأنباري: قوله (أرب ماله) أي اشتلت آرابه وسقطت والآراب: الأعضاء، وأحدها: إرب. وهذا الدعاء من الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيه قولان: أحدهما: أنه لما رأى الرجل يزاحم ويدافع، غلبه طبع البشرية فدعا عليه دعاء، لا يستجاب في المدعو عليه، إذ كان قال: (اللهم إنما أنا بشر، فمن دعوت عليه فاجعل دعائي رحمة له).

والثاني: أن ظاهر الكلام الدعاء، / والمعنى: التعجب من حرص السائل، فكأن قوله: (أرب) يجري مجرى قوله: (لله دره) كما قال: (عليك بذات الدين تربت يداك) وهو يريد: لله درك، قال: وفي غير هذه الرواية: (أرب ماله؟ ) بضم الباء وتنوينها. ومعناه: الرجل أرب، أي حاذق كامل، كما قال: يلف طوائف الفرسان .... وهو بلفهم أرب وفي الحديث: (أنه جاءه رجل فقال: دلني على عمل يدخلني الجنة. فقال: أرب ماله؟ ) معناه: ذو إرب وخبرة وعلم. وأرب الرجل: صار ذا فطنة. وفي حديث عمر: (أنه نقم على رجل قولًا قاله، فقال: أربت عن ذي يديك). قاله شمر. وابن الأنباري أيضًا: ذهب ما في يديك حتى تحتاج. وقد أرب الرجل: إذا احتاج إلى الشيء وطلبه: قال ابن مقبل: وإن فينا صبوحًا إن أربت به. أي إذا احتجت إليه وأردته.

(أر ز)

وفي حديث آخر أنه ذكر الحيات فقال: (من خشي إربهن فليس منا). الإرب: الدهاء والنكر. المعنى: من خشي غائلتهن ونكزهن وجبن عن الإقدام على قتلهن للذي قيل في الجاهلية أنها تخبل قاتلها، فقد فارقنا وخالف ما نحن عليه. وفي الحديث: (أنه أتي بكتف/ مؤربة) أي موفرة لم ينقص منها شيء. يقال: أربت الشيء تأريبًا: إذا وفرته، مأخوذ من الإرب، وهو العضو، وجمعه: آراب. ومنه الحديث: (كان إذا سجد سجد معه سبعة آراب). وفي حديث سعيد بن العاص أنه قال لابنه عمرو: (لا تتأرب على بناتي). أي لا تتشدد. والأربة: العقدة. وفي الحديث: (مؤاربة الأريب جهل وعناء) أي إن الأريب لا يختل عن عقله. (أر ز) وفي الحدث: (إن الإسلام ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى

(أر س)

جحرها) أي: ينضم إليها ويجتمع بعضه إلى بعض فيها. يقال: أرزت الحية تأرز أروزًا. وفي حديث آخر: (مثل المنافق مثل الأرزة المجذية على الأرض) الأرزة: هي شجرة الصنوبر. وفي الحديث: (ولم ينظر في أرز الكلام ولا استقامته) يعني في حصره وجمعه. (أر س) في الحديث، في كتابه - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل: (فإن أبيت فعليك إثم الأريسيين) روى ثعلب عن ابن الأعرابي: أرس يأرس أرسًا: إذا صار إريسًا. وهو الأكار،

(أر ش)

أرس يؤرس مثله، وهو الأريس، وجمعه: الأريسون، والإريس وجمعه: الإريسون، وأرارسه. (أر ش) وأما (الأرش) الذي يأخذه الرجل من البائع إذا وقف على العيب، لم يكن البائع وقفه عليه وقت البيع، فهو بالشين لا غير. ومن ذلك: أروش الجراحات، وسمي أرشًا؛ لأنه سبب من أسباب الخصومة. يقال: هو يؤرش بين القوم: أي يوقع بينهم الخصومات. يقال: لا تؤرش بين صديقيك. وأرش الحرب: إذا أثارها. (أر ض) في حديث ابن عباس: (أزلزلت الأرض أم بي أرض) أي رعدة/ والأرض أيضًا: الزكام وقال ابن الأعرابي في قول أم معبد: (فشربوا حتى أراضوا) أي ناموا على الإراض وهو البساط. وفي الحديث: (لا صيام لمن لم يؤرضه من الليل) أي لم يهيئه ولم ينوه [من الليل] يقال: أرضت الكلام: إذا سديته وهياته. ومكان أريض: أي خليق للخير. (أر ف) وفي حديث عثمان: (الأرف تقطع الشفعة) قال أبو عبيد: قال ابن إدريس: هي المعالم والحدود، واحدتها: أرفة.

(أر ك)

يقال: أرفت الدار تأريفًا: إذا قسمتها وضربت الحدود عليها، وهي الأرف أيضًا. (أر ك) قوله تعالى: {على الأرائك ينظرون} قال أبو عبيد: قال احمد بن يحيى: الأريكة: السرير في الحجلة، ولا يسمى منفردًا أريكة. وسمعت الأزهري يقول: الأريكة كل ما اتكئ عليها فهو أريكة. (أر م) وفي الحديث: (كيف تبلغك صلاتنا وقد أرمت (؟ ! ! قال الرواي: أي بليت. ويجوز أن يكون معناه: قد أرمت بضم الهمزة. وهو من قوله: أرمت الإبل إذا تناولت العلف. (أر ن) وفي حديث استسقاء عمر رضي الله عنه: (حتى رأيت الأرينة تأكلها صغار الإبل) قال شمر: الأرينة: نبت والمحدثون يروونه: (الأرنبة) بالباء

(أر ت)

والنون، وإنما هي: (الأرينة) لا غير. وفي بعض الحديث: (اجتمع جوار فأرن) أي نشطن. والأرن النشاط. (أر ت) في حديث بلال قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أمعكم شيء من الإرة؟ ) أي القديد، وقال ابن الأعرابي: هي/ الخلع، وهو أن يغلى اللحم بالخل، ثم يحمل في الأسفار. (أر ى) وفي الحديث: أنه دعا لامرأة كانت تفرك زوجها، فقال: (اللهم أرِّ بينهما) يقول: ثبت الود بينهما. وروى ابن الأنباري هذا الحديث بإسناده أنه قال عليه الصلاة والسلام: (اللهم أر كل واحد منها صاحبه) قال أبو بكر: معناه اللهم احبس كل واحد على صاحبه حتى لا ينصرف قلبه إلى غيره؛ من قولهم: تأريت في المكان: إذا

باب الهمزة مع الزاي

احتبست فيه. وسميت الآخية آريا؛ لأنها تحبس الدواب عن الانفلات، فسمت العامة المعلف أريًا. قال: والصواب (أر كل واحد منهما على صاحبه) إلا أن الرواية كذا جاءت، فإن كانت محفوظة فهو بمنزلة قول العرب: تعلقت بفلان وتعلقت فلانًا. وفي حديث عون: أنه ذكر رجلًا فقال: (تكلم فجمع بين الأروى والنعام) يريد: أنه أحال وجمع بين كلمتين مختلفتين: والأروى تكون بشغف الجبال، وهي شاء الوحش، والنعام يسكن الفيافي والحضيض، فهما لا يجتمعان. يقال في مثل: لا تجمع بين الأروى والنعام. وفي الحديث: (أهدي إليه أروى وهو محرم فردها) يقال: أروية، وثلاث أراوى، في القلة، وأروى في الكئرة/. باب الهمزة مع الزاي (أز ر) قوله تعالى: (اشدد بد أزري) أي قو به ظهري. والأزر: القوة. يقال: آزرته: أي عاونته. ومنه قوله تعالى: {فآزره فاستغلظ} أي قواه.

وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه، قال للأنصار يوم السقيفة: (لقد نصرتم، وآزرتم وآسيتم) يقال: آزر، ووازر، وآسى، وواسى. في حديث المبعث، قال له ورقة: (إن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا) أي بالغًا. وفي حديث عمر رضي الله عنه، قال له رجل: (فدي لك من أخي ثقة إزاري). أي: أهلي ونفسي. ومنه قوله تعالى: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن}. وفي الحديث: (كان إذا دخل العشر الأواخر أيقظ أهله وشد المئزر). كنى بذكر الإزار عن الاعتزال عن النساء. وقيل إنه شمره وقلصه للعبادة، يقال: شددت لهذا الأمر مئزري: أي تشمرت له: ويقال: إزار ومئزر، ولحاف، ومحلف، وحلاب، ومحلب.

(أز ز)

(أز ز) قوله تعالى: ({أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزًا} أي تعجلهم. وتحركهم إلى المعاصي. يقال: أزه، وهزه بمعنى واحد. والأزيز، والهزيز: الصوت. وفي الحديث: (أنه كان يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء). أي خنين من الخوف. وقال شمر: هو أن يجيش جوفه/ ويغلي بالبكاء. يقال: أز قدرك: أي ألهب النار تحتها. وفي حديث سمرة: (كسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانتهيت إلى المسجد فإذا هو بأزز) قال أبو إسحاق الحربي: الأزز: الامتلاء يريد امتلاءه بالناس ويقال: أتيت الوالي والمجلس أزز: أي كثير الزحام ليس فيه متسع. ويقال أيضًا للناس: أزز، إذا انضم بعضهم إلى بعض. وفي حديث آخر: (فإذا المجلس يتأزز) أي يموج فيه الناس. مأخوذ من أزيز الرجل، وهو الغليان.

(أز ف)

(أز ف) قوله تعالى: {أزفت الآزفة} أي اقتربت الساعة. يقال: أزف الشيء إذ دنا. وقيل لها: آزفة؛ لأنها لا محالة آتية، وما كان آتيًا وإن بعد وقته، فهو قريب، ويجوز أن يكون ما مضى من عمر الدنيا أضعاف ما بقى، فذلك أزوفها. (أز ل) وفي حديث طهفة (أصابتنا سنية حمراء مؤزلة) أي جائية بالأزل، وهو الضيق. يقال: أزله: إذا حبسه وضيق عليه. وصغر السنة تشديدًا لأمرها وتنكيرًا. ومنه حديث الدجال: (أنه يحضر الناس في بيت المقدس فيؤزلون) أي يقحطون. (أز م) في حديث عمر رضي الله عنه: (وسأل الحارث بن كلدة: ما الدواء؟ قال: الأزم) يعني الحمية وإمساك الأسنان بعضها على بعض. ومنه قيل للفرس: قد أزم على فأس اللجام، وبه سميت السنة: أزمة؛ لأنه يصيب الناس فيها مجاعة.

(أز ى)

وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: / (نظرت يوم أحد إلى حلقة درع قد نشبت في جبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانكبيت لأنزعها فأقسم علي أبو عبيدة، فأزم بها بثنيتيه، فجذبها جذبًا رفيقًا) أي عض بها فأمسكها بين ثنيتيه. وفي الحديث: (أيكم المتكلم فأزم القوم) أي أمسكوا عن الكلام. كما يمسك الصائم عن الطعام ومنه سميت الحمية أزمًا. (أز ى) وفي الحديث: (وفرقة آزت الملوك فقاتلتهم على دين الله) أي قاومتهم. يقال: فلان يؤازي فلانًا: إذا كان يقاومه في المعارضة وهو إزاء لفلان: إذا كان مقاومًا له. باب الهمزة مع السين (أس ر) قوله تعالى: {نحن خلقناهم وشددنا أسرهم} أي خلقهم. وسمي الخلق أسرًا؛ لأن بعضه مشدودًا إلى بعض. والأسر: الشد والحبس. يقال: هو شديد الأسر، أي الخلق. والأسرة: القد. ويقال: ما أحسن ما أسر قتبه: أي شده. وفي الحديث: (كان داود عليه السلام إذا ذكر عقاب الله عز وجل تخلعت أوصاله، لا يشدها إلا الأسر) أي العصب والشد.

(أس ف)

ويقال في قوله عز وجل: {وشددنا أسرهم} أي: أراد شد المصرين لا تسترخيان قبل الإرادة. ذو المصرة ما خدها من المصر يعني مصرة البول والغائط كجمعهما، ولولا أن الله تعالى شد أسره لكان شديد الإرادة في حديث عمر (لا يؤسر أحد في الإسلام بشهادة الزور، إنا لا نقبل إلا العدول) أي لا يحبس، يقال أسر الرجل إذا حبس. وقال شاهد في قوله تعالى: {ويتيمًا وأسيرًا} هو المحبوس. وفي حديث لقمان: (خذي مني أخي ذا الأسد) الأسد مصدر أسد يأسد أسدًا. وفي حديث أم زرع (إن خرج أسد) يقال أسد الرجل إذا خاف ودهش عند دون الأسد/. وقوله تعالى: {وإن يأتوكم أسرى تفادوهم} الأسرى: جمع أسير. وقال الكسائي: ما كان من علل الأبدان والعقول فالعرب تجمعه على: فعلى، مثل: مرضى، وصرعى، وهزلى، وهلكى، فجعل أسرى داخلًا في الباب. وأسارى: جمع أسرى. (أس ف) قوله تعالى: {غضبان أسفًا} أي شديد الغضب. ومنه قوله تعالى: {فلما آسفونا انتقمنا منهم} أي أغضبونا. يقال: آسفه فأسف يأسف أسفًا.

(أس ل)

ومنه حديث إبراهيم: (إن كانوا ليكرهون أخذة كأخذة الأسف) يريد: موت الفجاءة. والأسف: الغضب. وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن موت الفجاءة فقال: (راحة للمؤمن وأخذة أسف للكافر). وفي حديث عائشة رضي الله عنها: (إن أبا بكر رجل أسيف) تعني سريع الحزن والبكاء، وهو الأسوف، أيضًا، فأما الأسف فهو الغضبان المتلهف على الشيء. والأسيف في غير هذا: العبد. (أس ل) وفي حديث عمر رضي الله عنه: (ليذك لكم الأسل، الرماح والنبل) قال أبو عبيد: هذا يرد قول من قال: الأسل: الرماح، خاصة؛ لأنه قد جعل النبل مع الرماح أسلًا. وقال غيره: الأسل: الرماح الطوال دون النبل، وقد ترجم عنها عمر رضي الله عنه، فقال: (الرماح) وعطف عليها، فقال:

(أس ن)

(والنبل) أي وليذك/ لكم النبل. وقال شمر: قيل للقنا أسل؛ لما ركب فيها من أطراف الأسنة. وفي حديث علي رضي الله عنه: (لا قود إلا بالأسل) فالأسل عند علي: كل ما أرق من الحديد، وحدد من سيف وسكين وسنان. ويقال: أسلت الحديد: إذا رققته. قال مزاحم: شبًا مثل إبزيم السلاح المؤسل والأسل في الأصل: نبات له أغصان كثيرة دقاق لا ورق لها. (أس ن) قوله تعالى: {من ماء غير آسن} أي غير متغير الرائحة، يقال: أسن الماء يأسن، فهو آسن، وأسن يأسن، وأجن يأجن ويأجُن: إذا تغير. (أس و) قوله تعالى: {أسوة حسنة} أي قدوة. يقال: تأسى به: أي اتبع فعله، واقتدى به. والتأسية: التعزية، وهو أن تقول: فلان قد أصابه ما أصابك فصبر، فتأس به واقتد. ومنه حديث قيلة: (أسني لما أمضيت، وأعني على ما أبقيت) قوله أسني أي عزني وصبرني وقال الزهري: وروى: (أسني لما أمضيت) أي عوضني. والأوس: العوض.

باب الهمزة مع الشين

وقوله: (فلا تأس) أي لا تحزن: وقد أسى يأسى أسًا. ومنه قوله تعالى: {فكيف آسى على قوم كافرين} / باب الهمزة مع الشين (أش أ) في الحديث: (أنه انطلق إلى البراز، فقال لرجل كان معه: إيت هاتين الأشائتين فقل لهما حتى تجتمعا، فاجتمعتا فقضى حاجته) الأشاء: النخل الصغار. واحدته: أشاءة. (أش ب) في الحديث: (إني رجل ضرير وبيني وبينك أشب فرخص لي في كذا) الأشب: كثرة الشجر يقال: بلدة أشبة: إذا كانت ذات شجر وأراد هاهنا النخيل. ومنه قول الأعشي الحرمازي يخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - في شأن امرأته: وقد فتني بين عيص مؤتشب .... وهن شر غالب لمن غلب

(أشر)

المؤتشب: الملتف الملتبس. والعيص: أصل الشجر. وفي الحديث: (فتأشب أصحابه حوله) أي اجتمعوا إليه وأطافوا به. والأشابة: أخلاط الناس تجتمع من كل أوب. (أشر) وقوله: {وكذاب أشر} قال ابن عرفة: أي لجوج في الكذب. وإذا قيل: فعل ذلك أشرًا أو بطرًا، فالمعنى: لج في البطر. وقال القتيبي: الأشر: المرح المتكبر. وقرأ مجاهد: (أشر). (أشش) وفي بعض الحديث: (كان إذا رأى في بعض أصحابه أشاشًا حدثهم) أي إقبالًا بنشاط قال شمر: والأشاش، والهشاش، والأشاشة، والهاشة والبشاشة: الطلاقة/. باب الهمزة مع الصاد (أصر) قوله تعالى: {ولا تحمل علينا إصرًا} قال ابن عرفة: أي عهدًا لا نفي به. ومنه قوله: {وأخذتم على ذلكم إصري} أي: عهدي. وكل عهد أو عقد فهو إصر.

(أصل)

وقال الأزهري في قوله تعالى: {ولا تحمل علينا إصرًا} أي عقوبة ذنب يشق علينا. وقوله تعالى: {ويضح عنهم إصرهم} أي ما عقد من عقد ثقيل عليهم مثل: قتلهم أنفسهم، وما أشبه ذلك من قرض الجلد إذا أصابته النجاسة. وفي حديث ابن عمر: (من حلف على يمين فيها فلا كفارة لها) يقال: هو أن يحلف بطلاق أو عتاق أو نذر؛ لأنها أثقل الأيمان وأضيقها مخرجًا. وفي حديث آخر: (من غسل واغتسل وغدا وابتكر -يعني إلى الجمعة- ودنا ولم يبلغ كان له كفلان من الأجر ومن تأخر ولغا كان له كفلان من الإصر) قال شمر: الإصر: إثم العقد إذا ضيعه، أراد: كان له نصيبان من الوزر؛ للغوه. (أصل) قوله تعالى: {بالغدوة والآصال} واحدها: أصيل، وهو ما بين العصر للمغرب. يقال: أصيل: وأصل، وآصال، وأصائل، وقد آصلنا أي دخلنا فيه. وفي حديث الدجال: (كان رأسه أصلة) الأصلة: الأفعى. والعرب/

باب الهمزة مع الضاد

تشبه الرأس الصغير الكثير الحركة برأس الحية، قال طرفة: خشاش كرأس الحية المتوقد باب الهمزة مع الضاد (أض و) في الحديث: (أن جبريل عليه السلام لقيه عند أضاءة بني غفار) قال أبو بكر ابن الأنباري الأضاءة: الغدير. وفي جمعه لغتان: أضارة وأضى مثل: حصاة وحصى، وأضاؤة، وإضا، مثل: أكمة، وإكام. باب الهمزة مع الطاء (أط ر) في الحديث: (وتأطروه على الحق أطرًا) أي تعطفوه. يقال: أطرت الشيء أطرًا: إذا عطفته، ومنه إطار القوس والظفر. (أط ط) وفي الحديث: (وله أطيط كأطيط الرحل) الأطيط: نقيض صوت المحامل، وأطيط الإبل صوتها. يقال: لا أفعله ما أطت الإبل.

(أطم)

وفي حديث أم زرع: (فجعلني في أهل أطيط وصهيل) أي في أهل خيل وإبل. قال أبو عبيد: وقد يكون الأطيط غير صوت الإبل، واحتج بحديث عتبة ابن غزوان: (ليأتين على باب الجنة وقت يكون له فيه أطيط). أي صوت بالزحام. (أطم) وفي حديث بلال: (أنه كان يؤذن على أطم). الأطم: بناء مرتفع، وجمعه: آطام./ ومنه الحديث: (حتى توارت بآطام المدينة) يعني أبنيتها المرتفعة. باب الهمزة مع الفاء (أف ف) قوله تعالى: {فلا تقل لهما أف} أي لا تقل لهما ما يكون فيه أدنى تبرم. والأف: وسخ الأذن، والتف: وسخ الأظفار. ويقال لكل ما يضجر منه

ويستثقل: أف له قال الأزهري: والتف أيضًا الشيء الحقير. وقرئ: (أف) منون مخفوض كما تخفض الأصوات وتنون. تقول: صهٍ، ومهٍ. وفيه عشر لغات: أفَّ، وأفُّ، وأفِّ، وأفًا، وأفٍّ، وأفٌّ، وأفةٌ، وإفَّ لك، بكسر الهمزة، وأفْ، بضم الهمزة وتسكين الفاء، وأفي. وفي الحديث: (فألقى طرف ثوبه على أنفه ثم قال: أف أف) قال أبو بكر ابن الأنباري: معناه الاستقذار لما شم. قال: وقال بعضهم: معنى أف. الاحتقار والاستقلال، أخذ من الأفف، وهو القليل. وفي حديث أبي الدرداء: (نعم الفارس عويمر غير أفة) تفسيره في الحديث. غير الجبان.

(أفق)

(أفق) وفي الحديث: (دخل عليه عمر وعنده أفيق) الأفيق: الجلد الذي لم تتم دباغته، والجلد أول ما يدبغ فهو منيئة، ثم أفيق، وجمعه: أفق. وفي حديث لقمان بن عاد: (صفاق/ أفاق) الأفاق الذي يضرب في آفاق الأرض، مكتسبًا. ويقال: أفقه يأفقه: إذا سبقه في الفضل. (أف ك) قوله تعالى: {أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا} أي: لتصرفنا عنها بالإفك وهو الكذب؛ سمي بذلك بصرف الكلام فيه عن الحق إلى الباطل. يقال: أفك يأفك: إذا كذب. ومنه قوله عز وجل: {ويل لكل أفاكٍ أثيم}. وقوله تعالى: {وتخفون إفكًا} أي تختلقون الكذب. وقوله تعالى: {ويؤفك عنه من أفك} أي يصرف عن الحق من صرف في سابق علم الله تعالى. وقال ابن عرفة: المأفوك: المخدوع. فكأن المعنى في قوله: {لتأفكنا عن آلهتنا}. أي لتخدعنا عنها فتصرفنا. والعرب تقول: لا تخدعن عن هذا: أي لا تصرفن عنه بخديعة.

(أفكل)

وقوله تعالى: {والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات} يعني مدائن آل لوط، ائتفكت بهم الأرض أي انقلبت بهم. الواحدة: مؤتفكة. وهو قوله: {والمؤتفكة أهوى}. وفي حديث أنس: (البصرة إحدى المؤتفكات) قال شمر: يعني أنها غرقت مرتين والمؤتفكات في غير هذا: الرياح إذا اختلفت، كأنها تقلب الأرض. والعرب تقول: إذا كثرت المؤتفكات زكت الأرض أي: أراعت، / ويقال: راعت. (أفكل) وفي الحديث: (فبات وله أفكل) أي رعدة. (أفل) قوله تعالى: {لا أحب الآفلين} يعني التي تغيب. يقال: أفلتت النجوم: إذا غابت. وقد أفلت تأفل وتأفل. (أفن) وفي الحديث: (فقالت عائشة رضي الله عنها لليهود: عليكم السام واللعنة والأفن) الأفن: النقص. ويقال: رجل مأفون وأفين: ناقص العقل. يقال: أفن ما في الضرع: إذا استخرجه حلبًا. فكأن الأفين هو منزوع العقل وفي الأمثال: وجدان الرقيق يغطي أفن الأفين. يقول: المال يستر نقصان الناقص والرقة: الورق.

باب الهمزة مع الكاف

باب الهمزة مع الكاف (أك ل) قوله: {فآتت أكلها ضعفين} أي ثمرها. ومنه قوله تعالى: {ونفضل بعضها على بعض في الأكل} والأكل: الثمر الذي يؤكل، أراد أنها تسقى بماء واحد ويختلف أكلها وقيل: تختلف في الطعوم. ومثله قوله تعالى: {أكلها دائم} يعني: ثمارها دائمة وليست كثمار الدنيا، تجيئك وقتًا دون وقت. وقوله تعالى: {أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا} قال ابن عرفة: هذا مثل أي غيبته كأكل لحمه ميتًا. يقال للمغتاب: هو يأكل لحوم الناس. وقوله تعالى: {لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} أي لوسع عليهم الرزق.

وفي/ الحديث: (نهى عن المؤاكلة) تفسيره في الحديث: هو أن يكون للرجل على الرجل دين، فيهدي له ليؤخره ويمسك عن اقتضائه. قالوا: سمي مؤاكلة لأن كل واحد منهما يؤكل صاحبه أي يطعمه وفي حديث آخر: (ثلاث أكل) الأكل: جمع أكلة، وهي: القرص، هاهنا وتكون في موضع آخر: اللقمة. ومنه الحديث: (فليضع في يده أكلة أو أكلتين} أي لقمة أو لقمتين. يعني في يد السائل. وروى ثعلب حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما زالت أكلة خيبر تعادني) بضم الهمزة، وقال: لم يأكل منها إلى لقمة واحدة. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (ليضربن أحدكم أخاه بمثل آكلة اللحم ثم يرى أني لا أقيده) وقال أبو عبيد: قال الحجاج: عي عصا محددة. وقال الأموي: الأصل فيها أنها السكين، وإنما شبهت العصا المحددة بها.

(أكا)

قال شمر: وقيل في (أكلة اللحم) إنها السياط، شبهها بالنار؛ لأن آثارها كأثارها. وفي حديث: (دع الربى والماخض والأكولة) أمر المصدق أن يعد على رب الغنم هذه الثلاثة ولا يأخذها؛ لأنها من خيار المال. وقال أبو عبيد: الأكولة: التي تسمن للأكل. وقال شمر: أكولة غنم الرجل: الخصي، والهرمة، والعاقر. وفي الحديث: (من أكل بأخيه أكلة معناه: / الرجل يكون مؤاخيًا لرجل، ثم يذهب إلى عدوه فيتكلم فيه بغير الجميل، ليجيزه عليه بجائزة، فلا يبارك الله تعالى له فيها. والأكلة: اللقمة، والأكلة: المرة مع الاستيفاء. وفي الحديث المرفوع: (ومأكول حمير خير من أكلها) قال ابن قتيبة: المأكول: الرعية وعوام الناس، والآكلون: الملوك، جعلوا أموال الرعية مأكلة. كأنه أراد: عوام أهل اليمن خير من ملوكهم. (أكا) وفي الحديث: (لا تشربوا إلا من ذي إكاء) الإكاء والوكاء: شداد السقاء. باب الهمزة مع اللام (ألب) في الحديث: (إن الناس كانوا علينا إلبًا واحدًا) الإلب: أن يكونوا

(أل ت)

مجتمعين على عداوتهم. ويقال: بنو فلان إلب على بني فلان: إذا كانوا يدًا واحدة. وقد تألبوا أي تجمعوا. وفي حديث عبد الله حين ذكر البصرة فقال: (أما إنه لا يخرج منها أهلها إلا الألبة) قال أبو زيد: الألبة: المجاعة، وكذلك الجلبة. مأخوذ من التألب، وهو التجمع؛ كأنهم يتجمعون في المجاعة ويخرجون أرسالًا. (أل ت) قوله تعالى: {لا يلتكم من أعمالكم شيئًا} أي لا ينقصكم. ومنه قوله تعالى: {وما ألتناهم من عملهم من شيء} يقال: ألته يألته، وفيه لغة أخرى: لاته يليته. وقرئ: (لا يلتكم (/ ويقال: لاته عن وجهه: إذا حبسه ولغة ثالثة: ألات يليت. وفي دعاء بعضهم: الحمد لله الذي لا يلات ولا يفات ولا تشتبه عليه الأصوات. وفي حديث عمر أنه قال له رجل: اتق الله، فسمعها رجل فقال: (أتألت على أمير المؤمنين؟ ) قال شمر: عن ابن الأعرابي: معناه: أتحطه بذلك؟ أتضع منه؟ أتنقصه؟ . قال الأزهري: وفيه وجه آخر، هو أشبه: روى أبو عبيد عن الأصمعي، قال: يقال: ألته يمينًا ألتًا: إذا أحلفه. كأنه لما قال له: اتق الله فقد نشده الله تقول العرب: ألتك بالله لما فعلت كذا، أي نشدتك الله.

(أل د)

وفي حديث عبد الرحمن: (ولا تغمدوا سيوفكم عن أعدائكم فتؤلتوا أعمالكم). قال القتيبي: أي فتنقصوها. يريد أنه كانت لهم أعمال في الجهاد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هم تركوها واختلفوا نقصوها، يقال: لآت يليت، وألت يألت، ولم أسمع أولت يؤلت إلا في هذا الحديث. (أل د) قوله تعالى: {وهو ألد الخصام} أي شديد الخصومة. وقال الحسن: أي كاذب القول. وهو: ألدد أحد من لديد وهما جانباه كان كلما أخذت في جانب الخصومة أخذ في جانب آخر. (أل س) في الحديث: (أعوذ بك من الألس) قال أبو عبيد: هو اختلاط العقل، يقال: ألس الرجل فهو مألوس. وقال القتيبي: هو الخيانة، من قولهم لا يدالس ولا يؤالس. وقال ابن الأنباري: أخطأ: لأن المألوس والمسلوس عند العرب: هو المضطرب العقل، لا خلاف بين أهل اللغة فيه. قال المتلمس: فإن تبدلت من قومي عديكم .... إني إذًا لضعيف الرأي مألوس جاء به بعد ضعف الرأي. ومعني قولهم: لا يؤالس: أي لا يخلط/. وقال الشاعر:

(أل ف)

هم السمن بالسنوت لا ألس فيهم .... وهم يمنعون جارهم أن يقرد أي لا تخليط فيهم. وقال آخر: إن بنا أوبكم لألسًا .... لم ندر إلا أن نظن حدسًا (أل ف) قوله تعالى: {لإيلاف قريش (1) إيلافهم} سمعت الأزهري يقول: الإيلاف شبيه الإجارة بالخفارة. يقال: آلف يؤلف، وألف يؤلف: إذا أجاز الحمائل بالخفارة. قلت: الحمائل: جمع حمولة. قال: والتأويل أن قريشًا كانوا سكان الحرم، ولم يكن لهم زرع ولا ضرع، وكانوا يمتارون في الشتاء والصيف آمنين، والناس يتخطفون من حولهم، فكانوا إذا عرض لهم عارض قالوا: نحن أهل حرم الله، فلا يتعرض لهم.

قال: وقيل: اللام في قوله: (الإيلاف) لام التعجب. أي اعجبوا لإيلاف قريش. وقال بعضهم: معناها متصل بما بعد هذا المعنى فيه: فليعبد هؤلاء رب هذا البيت؛ لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف، للامتياز. وقال بعضهم: هي موصولة بما قبلها. المعنى: فجعلهم كعصف مأكول؛ لإيلاف قريش، أي أهلك الله أصحاب الفيل؛ لكي تأمن قريش فتؤلف رحلتيها. يقال: ألفت المكان إلفًا، وآلفته إيلافًا بمعنى واحد/ أي لزمته، قاله أبو عبيد عن أصحابه. ويجوز: ألفت الشيء: لزمته. وآلفته إياه: ألزمته إياه. قال ابن عرفة: هذا قول لا أحبه من وجهين: أحدهما: أن بين السورتين: (بسم الله الرحمن الرحيم) وذلك دليل على انقضاء السورة وافتتاح الأخرى. والآخر: أن الإيلاف إنما هي العهود التي كانوا يأخذونها إذا خرجوا في التجارات فيأمنون بها. وقوله: {فليعبدوا رب هذا البيت} الذي دفع عنهم العدو.} وآمنهم من خوف} الذي كفاهم أخذ الإيلاف من الملوك، وجعلهم يتصرفون في البلاد كيف شاءوا.

(أل ق)

قال أبو منصور: روى ثعلب عن ابن الأعرابي قال: كان هاشم يؤلف إلى الشام وعبد شمس إلى الحبشة، والمطلب إلى اليمن، ونوفل إلى فارس، وكان هؤلاء الإخوة يسمون المجيرين، فكأن تجار قريش يختلفون إلى هذه الأمصار بحبال هؤلاء الإخوة، فلا يتعرض لهم. وقوله تعالى: {وهم ألوف حذر الموت}، ألوف: جمع ألف. يقال: آلفت القوم فآلفوا، لازم ومتعد وواقع. أي جعلتهم ألفًا وآلفوا: صاروا ألفًا. (أل ق) وفي الحديث: (نعوذ بالله من الألق) قال أبو عبيد: أراد الأولق، وهو الجنون. وأما الكذب: فهو الولق. ومنه قراءة عائشة: {إذ تلقونه بألسنتكم} رد القتيبي على أبي عبيد فقال: الألق: الكذب، أصله: الولق، فأبدلت/ من الواو المفتوحة همزة. قال: وأكثر ما يبدلون من المكسورة أو المضمومة، إلا أنهم أبدلوا أيضًا من المفتوحة فقالوا: أكدت ووكدت، وأقت ووقت. قال أبو بكر بن الأنباري: أخطأ ابن قتيبة؛ لأن إبدال الهمزة من الواو لا يجعل أصلًا يقاس عليه، إنما يتكلم منه بما تكلمت العرب به فقط، ولو جاز ذلك لأمكن أن يقال في وعدت: أعدت، وهذا محال، والذي أذهب إليه في الألق أنه يحتمل معنيين.

(أل ك)

أحدهما: الجنون من قولهم: ألق فهو مألوق، أي أصابه جنون. والمعنى الآخر: أن يكون الكذب، من قوله بعض العرب: ألق الرجل يألق ألقًا فهو آلق: إذا انبسط لسانه بالكذب، فالهمزة فاء الفعل، كالآكل. ويقال أيضًا للكذب: إلق ففيه ثلاث لغات: ألق وإلق وولق. (أل ك) قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة} وأحدها: ملك. وأصله الهمزة؛ لأنه من المألكة والألوك، وهي الرسالة، يقال: ألكني إلى فلان: أي أبلغه رسالتي. وقال عمر بن ربيعة: أكني إليها بالسلام فإنه .... ينكر إلمامي بها ويشهر (أل ل) في الحديث: (عجب ربكم من ألكم وقنوطكم) قال أبو عبيد: المحدثون يقولونه بكسر الهمزة، والمحفوظ عندنا فتحها، وهو أشبه بالمصادر، كأنه أراد من شدة قنوطكم. ويجوز أن يكون من رفع/ الصوت، يقال: أل الرجل يؤل ألا وأللًا، وأليلًا، وهو أن يرفع صوته بالبكاء. ومنه يقال: له الويل والأليل. ومنه قول الكميت: وأنت ما أنت في غبراء مظلمة .... إذا ادعت ألليها الكاعب الفضل

(أل م)

ألليها: أي الويل، والفضل: التي لبست ثوبًا واحدًا. وفي حديث أبي بكر -رضي الله عنه- أنه لما عرض عليه كلام مسيلمة قال: (إن هذا لم يخرج من إل) أي من ربوبية. وفي حديث لقيط: (أنبئك بمثل ذلك في إل الله عز وجل (، يعني في قدرته، وإلهيته. وفي حديث أم زرع: (بنت أبي زرع، وفي الإل، كريم الخل، برود الظل) أرادت أنها وفي العهد، وإنما ذكر؛ لأنه ذهب به إلى معنى التشبيه، أي هي كبرد الظل، ومثل الرجل الوفي. والإل: القرابة، ومنه قوله تعالى: {لا يرقبون في مؤمن إلًا ولا ذمة} أي قرابة ولا عهدًا قال شمر: قال أبو عبيد: الإل: الله، وقال أبو سعيد: الإل: العقد والأل الحلف والعهد والأل: القرابة. (أل م) قوله تعالى: {عذاب أليم} قال أبو عبيدة: أي مؤلم. يقال: آلمني الشيء، وآلمت الشيء. قال الله تعالى: {إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون} وقال ابن عرفة: أليم: ذو ألم، وسميع: ذو سماع، قال: ولا أردي معني ما قاله أبو عبيدة.

(أل هـ)

(أل هـ) قوله تعالى: {قالوا نعبد إلهك} يعني: الذي تلجأ إليه وتستغيث به وسميت/ أصنام المشركين آلهة؛ لأنهم كانوا يلجأون إليها فقال الله تعالى: {أإله مع الله} أي: أيؤله إلى غيره؟ وقوله: {ويذرك وإلاهتك} أي وعبادتك في قراءة من قرأها. ومن قرأ: {وآلهتك} أراد: أصنامك وقالوا للشمس إلاهة؛ لأنهم عبدوها قال الشاعر: وأعجلنا الإلهة أن تئوبا وقال أبو الهيثم، في قوله: {لا إله إلا الله} أي لا معبود إلا الله. والتأله: التعبد. وفي حديث وهيب: (إذا وقع العبد في ألهانية الرب ومعيمنية الصديقين، ورهبانية الأبرار لم يجد أحدًا يأخذ بقلبه) قال القتيبي: هي فعلانية من الإله، يقال إله بين الإلاهية والألهانية.

(أل و)

وقوله: (اللهم ربنا) معناه: يا الله، لما حذفت منه يا التي تكون للنداء، زيدت الميم وشددت. قاله الخليل بن أحمد. وقال الفراء: معناه: يا الله أمنا بمغفرتك، أي اعتمدنا، فنزعت الهمزة من: أم ووصلت الميم بالهاء لكثرة الاستعمال. قال: والدليل على أن الميم ليست عوضًا من (يا) أنهم يجمعون بينهما، فيقولون: يا للهم أنشدني الكسائي. وما عليك أن تقولي كلما .... سحت أو صليت يا للهما أردد علينا شيخنا مسلما وقوله: (وهو الذي في/ السماء إله وفي الأرض إليه) أي معبود فيهما. (أل و) وقوله عز وجل: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} الآلاء: النعماء، وأحدها: إلًى، ألًى، وألىٌ. وقوله تعالى: {وللذين يؤلون من نسائهم} الإيلاء: اليمين، وهي الألية، وقد آلى فلان من امرأته.

ومن قرأ: {ولا يتأل أولوا الفضل منكم} فهو من قولهم: آلى، وائتلى، وتألى. وفي الحديث: (من يتأل على الله يكذبه الله) أي من حكم عليه، فقال: ليدخلن الله تعالى فلانًا النار، ولينجحن الله سعي فلان. وما أشبه ذلك. وفي حديث روته عائشة رضي الله عنها: (ويل للمتألين من أمتي) تعني الذين يحكمون على الله تعالى، فيقولون: فلان في الجنة وفلان في النار. ومن قرأ: (ولا يأتل) قال أبو عبيدة: أي لا يقصر. قال ابن عرفة: غلط؛ لأن الآية نزلت في حلف أبي بكر ألا ينفق على مسطح فالمعنى: لا تحلفوا؛ من الألية قال أبو عبيد: وسمعت الأزهري يقول: الألو يكون جهدًا، ويكون تقصيرًا واستطاعة. وفي الحديث: (لا دريت ولا تليت) قال أبو بكر: هو غلط وصوابه أحد وجهين: أن يقال: (لا دريت ولا ائتليت) أي ولا استطعت. أن تدري. يقال: ما آلوه: أي ما أستطيعه، وهو افتعلت منه.

(أل ى)

والثاني: (لا دريت ولا أتليت) يدعو عليه بألا تتلى إبله، أي لا يكون لها أولاد تتلوها، أي تتبعها يقال: أتلت الناقة فهي متلية، وتلاها أولادها والوجه الأول أجود. وفي الحديث: (لا صام ولا ألى) هو فعل، من ألوت/ يقول لا صام ولا استطاع أن يصوم، دعاء عليه. ويجوز أن يكون إخبارًا، أي لم يصم ولم يقصر، من قولك: ألوت: أي قصرت. قوله تعالى: {ولا يألونكم خبالًا} أي لا يقصرون في إفساد أموركم، ولا يبقون غاية في إلقائكم في الخبال، وهو الفساد. يقال: أصابه داء فخبل يده، أي أفسدها، وتقول: هو لا يألوك نصحًا: أي لا يقصر في نصيحتك. وفي الحديث: (ومجامرهم الألوة) قال الأصمعي: هو العود الذي يتبخر به، وأراها كلمة فارسية عربت. قال الأزهري: قال الأصمعي: وقال بعضهم: لوة ولية. وقال أبو عبيد: فيها لغتان: ألوة وألوة بفتح الهمزة وضمها وتجمع الألوة والأوية قال الشاعر: بأعواد رند أو ألاوية شقرًا. (أل ى) (إلى) تجئ لانتهاء الغاية.

وقوله تعالى: {من أنصاري إلى الله} أي مع الله. وفي حديث عمرو: (إني والله ما تأبطتني الإماء ولا حملتني البغايا في غبرات المآلي) المآلي: هي خرق الحائض التي تحتشي بها. يقال: الواحدة: مئلاة. يقول: لم تلدني بغي كانت تزني وهي حائض فيكون العار لازمًا لها من جهتين والمئلاة أيضًا هي الخرقة التي تمسكها النوائح بأيديهن. وفي الحديث: (فتقل في عين علي رضي الله عنه ومسحها بألية إبهامه) قال الأصمعي: الألية: أصل/ الإبهام، والضرة: أصل الخنصر. وفي الحديث: (إني قائل قولًا وهو إليك) أي هو سر أفضيت به إليك، وفيه إضمار. وفي حديث الحسن، ورأى من قوم رعة سيئة فقال: (اللهم إليك) يقول: اللهم اقبضني إليك. والرعة: ما يظهر من الخلق؛ لأنه يراعى.

باب الهمزة مع الميم

باب الهمزة مع الميم (أم ت) قوله تعالى: {لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} أي لا حدب فيها ولا بتك، ولا ارتفاع ولا انخفاض. يقال: ملأ مزادته حتى لا أمت فيها: أي لا غرض فيها ولا تثني. وفي حديث الخدري: (إن الله تعالى حرم الخمر فلا أمت فيها) قال شمر: أي لا عيب فيها وقال الأزهري: بل معناه: لا شك فيها، ولا ارتياب انه تنزيل رب العالمين؛ لأن الأمت في صيغة اللغة: الحزر والتقدير، ويدخلهما الظن، يقال: بيننا وبين الماء ثلاثة أميال على الأمت، أي على التقدير، ويقال: كم تأمت هذا الأمر؟ أم كم تقدره؟ قلت: معناه حرمها تحريمًا لا هوادة فيه ولا لين. يقال: سار فلان سيرًا لا أمت فيه: أي لا وهن ولا فتور. (أم د) قوله تعالى: {أمدًا بعيدًا} أي غاية. وكذلك قوله: {فطال عليهم الأمد} هو نهاية البلوغ. وقوله تعالى: {أحصى لما/ لبثوا أمدًا} أي غاية إقامة. وجمع الأمد: آماد. ويقال: استولى على الأمد: أي غلب سابقًا.

(أم ر)

وقال الحجاج للحسن: (ما أمدك؟ . فقال: سنتان من خلافة عمر رضي الله عنه) أراد أنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر. وللإنسان أمدان، مولده وموته. (أم ر) قوله تعالى: {أمرنا مترفيها ففسقوا فيها} أي أمرناهم بالطاعة فعصوا. ومن قرأ: (آمرنا مترفيها) أراد كثرنا. ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (خير المال مهرة مأمورة) المأمورة: الكثيرة النسل والنتاج. يقال: آمرهم الله فأمروا: أي فكثروا. وفيه لغتان: أمرها الله، فهي مأمورة، وآمرها فهي مؤمرة. ومن قرأ: (أمرنا (، أراد: سلطنا، من الإمارة. يقال: أمر عليهم يأمر، إذا صار أميرًا، وأمره عليهم يؤمره تأميرا إذا سلطه. وفي الحديث: (أميري من الملائكة جبريل) يعني: وليي وصاحب أمري.

وكل من فزعت إلى مشاورته ومؤامرته فهو أميرك. وأمير المرأة: بعلها، وأمير الأعمى: قائده. وقال الأعشي: إذا كان هادي الفتى في البلا .... د صدر القناة أطاع الأميرا وقوله تعالى: {وأولي الأمر منكم} هم الذين أوجب الله لهم الطاعة عليك. وقوله تعالى: {إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك} أي يتشاورون/ يؤامر بعضهم بعضًا في قتلك قال الأزهري: الباء في قوله: (يأتمرون بك) بمعنى في، يقال: ائتمر القوم في كذا وتآمروا: إذا شاور بعضهم بعضا. وقال شمر في قول عمر رضي الله عنه: (الرجال ثلاثة، رجل إذا نزل به أمرًا ائتمر رأيه) أراد شاور نفسه وارتأى قبل مواقعة الأمر. وقال غيره: المؤتمر: الذي يهم بالأمر يفعله. يقال: بئس ما ائتمرت لنفسك. وكل من عمل برأيه فلابد له من مواقعة الخطأ. قال النمر بن تولب. اعلمن أن كل مؤتمر .... مخطئ في الرأي أحيانا. وفي حديث آخر: (لا يأتمر رشدًا) أي لا يأت برشد في ذات نفسه.

(أم ع)

ويقال لكل من فعل فعلًا بغير مشاورة: ائتمر. وقال القتيبي: أصل الحرف من الأمر، كأن نفسه أمرته بشيء فائتمر، أي أطاعها. وقال أبو عبيد في قول الشاعر: ويعدو على المرء ما يأتمر معناه: يعمل الشيء من غير رؤية ولا تثبت، فيندم عليه. وفي الحديث: (وهل لك من أمارة؟ ) أي علامة. يقال: أمار ما بيني وبينك كذا وكذا، وأمارة ما بيني وبينك كذا وكذا قال أبو بكر الأنباري: ويجوز أن يكون الأمار جمع أمارة: ويجوز أن يكونا اسمًا واحدًا، كما تقول: جر وجرة، وقمطر وقمطرة. وقوله تعالى: {لقد جئت شيئًا إمرًا} أي عجبًا. وقوله: /} وأتمروا بينكم بمعروف} أي: ليكن المعروف من أمركم. وقوله: {وأوحى في كل سماء أمرها} أي: ما يصلحها، وقيل: ملائكتها. (أم ع) وفي الحديث: (اغد عالمًا أو متعلمًا ولا تغد إمعة) قال أبو عبيد: هو الذي لا رأي معه، فهو يتابع كل أحد على رأيه، وكذلك الإمرة. وقال الليث: هو الذي يقول لكل واحد: أنا معك. والفعل منه: تأمع واستأمع.

(أم م)

(أم م) قوله تعالى: {وعنده أم الكتاب} أي أصل الكتاب، وهو الذي عند الله عز وجل. وقوله: {فأمه هاوية} أي مسكنة النار، وسميت جهنم أمًا؛ لأن الكافر يأوى إليها فهي له كالأم، أي كالأصل. قال الشاعر: خوت نجوم بني شكس لقد علقت .... أظفارها بعقاب أمها أجد أي تأوى إليها. خوت تعني سقطت، يدعو عليهم؛ لأن أفول النجوم كناية عن زوال الإقبال لقد علقت أظفارها، يقول قد طمعوا في غير مطمع لأن العقاب يصيد ولا يصاد، والأم: المأوى. والأجد: محكمة الخلق وأحد بالحاء أي كأنهم يعاندون من مثله مثل العقاب الممتنع بجبل أحد. وسميت فاتحة الكتاب أم الكتاب؛ لأنها أوله وأصله، وبه سميت مكة أم القرى؛ لأنها أول الأرض وأصلها، / ومنها دحيت. ومنه قوله تعالى: {حتى يبعث في أمها رسولًا} أي في أعظمها. وقوله: {لتنذر أم القرى ومن حولها} يعني: أهل أم القرى. كما قال: {واسأل القرية}، يعني أهل القرية.

وقوله: {آيات محكمات هن أم الكتاب}: أي معظمه ويقال لمعظم الطريق: أم الطريق وأم الرمح لواؤه الذي عليه العلم وهو رأسه. قال الشاعر: وسلبنا الرمح فيه أمه .... من يد العاصي وما طال الطيل قال ابن عرفة: سميت فاتحة الكتاب أم الكتاب؛ لأنه إليها تضاف السور، ولا تضاف هي إلى شيء من السور. في الحديث: (اتقوا الخمر فإنها أم الخبائث) قال شمر: أي التي تجمع كل خبيث قال: وقال بعض أعراب بني قيس: إذا قيل: أم الشر، فهي تجمع كل شر، وإذا قيل: أم الخير، فهي تجمع كل خير. وقوله تعالى: {إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله} قال ابن الأعرابي: يقال للرجل الجامع للخير أمة. وقال الأزهري: الأمة: معلم الخير. وقوله: {إنا وجدنا آباءنا على أمة} أي على دين ومذهب. ومثله قوله تعالى: {كان الناس أمة واحدة} أي على دين [واحد] وقوله: {وإن هذه أمتكم} قال الضحاك: دينكم.

وكذلك قوله تعالى: {ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة} والأمة: كل جماعة في زمانها/ قال الله تعالى: {تلك أمة قد خلت} أي صنف قد مضى. وكذلك قوله: {أمم أمثالكم} أي أصناف أمثالكم في الخلق والموت والبعث. وقوله: {أسباطًا أممًا} أي فرقًا. وقوله: {كنتم خير أمة} أي جماعة. وقوله: {وجد عليه أمة من الناس يسقون} أي عصبة. قاله ابن عباس والأمة: أتباع الأنبياء. ومنه يقال: أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -. والأمة: الرجل المنفرد بدين. ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في قس بن ساعدة: (إنه يبعث يوم القيامة أمة وحده) والأمة: المدة من الزمان، ومنه قوله تعالى: {إلى أمة معدودة}. وقوله: {وادكر بعد أمة} أي بعد حين. وقوله: {من أهل الكتاب أمة قائمة} قيل: الأمة هاهنا: الطريقة المستقيمة. يعني: ذو أمة مستقيمة. قال الذبياني:

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة .... وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع ويقال لكل جيل أمة أي أما تركت لنفسك موضع ريبة وهل يأثمن ذو طريقة: مستقيمة تقول: من سلك الطريقة المستقيمة طائعًا لم يأثم وقوله هل يأثمن أي هل يكتسب الإثم ويقال لكل جيل أمة أي جنس من الناس. ومنه الحديث: (لولا أن الكلاب أمة تسبح لأمرت بقتلها). وفي الحديث: (وإن يهود بني عوف أمة من المؤمنين (/ يريد أنهم بالصلح الذي وقع بينهم وبين المؤمنين كأمة من المؤمنين، كلمتهم وأيديهم واحدة. وفي الحديث: (إن أطاعوهما- يعني أبا بكر وعمر- رضي الله عنهما- فقد رشدوا ورشدت أمهم) أردا بالأم فيها: الأمة. وقيل: هو نقيض قولهم: هوت أمة. وفي الحديث: (في الأمة ثلث الدية) وفي حديث آخر (في المأمومة) وهما الشجة التي بلغت أم الرأس، يقال: رجل مأموم، وأميم، والأميمة: الحجارة التي يشدخ بها الرأس.

وقوله تعالى: {بعث في الأميين رسولا منهم} هم مشركوا العرب، نسبوا إلى ما عليه أمة العرب، وكانوا لا يكتبون. ومنه قوله تعالى: {النبي الأمي} وهو الذي على خلقة الأمة الأمية. ومنه الحديث: (بعثت إلى أمة أمية) وقيل: هي التي على أصل ودأب أمهاتها، لم تتعلم الكتاب. فهو على جبلته التي ولد عليها نسب النبي - صلى الله عليه وسلم -. نسب إلى ما ولدته عليه أمة، معجزة له؛ - صلى الله عليه وسلم -. وقوله تعالى: {وأمهاتكم} يقال: أم، وأمة. وهذه أم زيد، وأمة زيد. وقوله تعالى: {إني جاعلك للناس إمامًا} أي يأتمون بك ويتبعونك وبه سمي الإمام؛ لأن الناس يؤمون أفعاله، / أي يقصدونها ويتبعونها. وقوله: {فقاتلوا أئمة الكفر} أي رؤساؤه. وقوله: {وإنهما لبإمام مبين} يعني قرية قوم لوط، وأصحاب الأيكة والمعنى فيه: وإن القريتين المهلكتين لبطريق واضح، يراهما من اعتبر. وإنما قيل للطريق إمام؛ لأنه يؤم فيه للمسالك، أي يقصد. وقوله: {واجعلنا للمتقين إمامًا} معنى الإمام هاهنا: الأئمة. أي يأتم بنا من بعدنا.

وقوله: {يوم ندعو كل أناس بإمامهم} أي بنبيهم، وقيل: بكتابهم. وقيل: بإمامهم الذي اقتدوا به. وقوله: {أحصيناه في إمام مبين} قال مجاهد: أم الكتاب، الإمام: الكتاب. وقوله: {ولا آمين البيت الحرام} أي قاصدين: أي لا تستحلوا قتلهم. يقال: أم، تأمم، وتيمم، ويم ويمم، بمعنى واحد واقع كله. وفي حديث بعضهم: (كانوا يتأممون شرار ثمارهم في الصدقة). ويروي: (يتيممون) أي يتعمدون. وفي قراءة عبد الله: {ولا تأمموا الخبيث منه تنفقون}. وفي حديث كعب: (ثم يؤمر بأم الباب على أهل النار فلا يخرج منهم غم أبدًا). قال الحربي: أظنه يقصد إليه فيسد عليهم وإلا فلا أعرف وجهه. وفي الحديث: (لم/ تضره أم الصبيان) يعني: الريح التي تعرض لهم، فربما يغشى عليهم.

(أم ن)

(أم ن) قوله: {في مقام أمين} أي أمنوا فيه العذاب والغير. وقوله: {وهذا البلد الأمين}، يعني: مكة وكان قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - آمنًا، لا يغار عليه، كما كانت العرب يغير بعضهم على بعض. وفي الحديث: (أمين خاتم رب العالمين) فيه لغتان: آمين، مطولة الألف، مخففة الميم. وأمين، على مثل فعيل وقال أبو بكر: معناه أنه طابع الله على عباده؛ لأنه يدفع به الآفات والبلايا، فكان كخاتم الكتاب الذي يصونه ويمنع من إفساده، وإظهار ما فيه. وفي حديث آخر: (أمين درجة في الجنة) قال أبو بكر: معناه أنه حرف يكتسب به قائله درجة في الجنة. وكان الحسن إذا سئل عن تفسير قوله: (آمين) قال: هو؛ اللهم استجب لي، وقيل: معناه: كذلك فليكن. وقوله: {وما أنت بمؤمن لنا} أي بمصدق، يقال: آمن به، وآمن له. وفي الحديث: (نهران مؤمنان ونهران كافران) قال أبو بكر: جعلهما مؤمنين، على التشبيه، لأنهما يفيضان على الأرض، فيسقيان الحرث بلا مؤونة وجعلهما كافرين؛ لأنهما لا ينفعنا ولا يسقيان فهذان/ في الخير والنفع كالمؤمنين، وهذان في قلة النفع كالكافرين.

(أم هـ)

وقوله: {أمنة نعاسًا} جعل النعاس علامة للأمنة؛ إذ كان الخائف لا ينام إلا غرارًا. والأمنة والأمان واحد. وقوله تعالى: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} أي مقرون بأن الله خالقهم، ويشركون بعبادته الأصنام وغيرها. وقوله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} أي: صلاتكم نحو بيت المقدس. وأراد: تصديقكم بأمر القبلة. وقوله: {إنا عرضنا الأمانة على السموات} قال الحسن الطاعة. وقيل: العبادة. وفي الحديث: (الأمانة غنى) أي سبب للغنى، المعنى: أن الرجل إذا عرف بها، كثر معاملوه، فصار ذلك سببًا لغناه. وفي حديث عقبة بن عامر: (أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص (، كأن هذه إشارة إلى جماعة آمنوا معه خوفًا من السيف ونافقوا، وأن عمرًا كان مخلصًا في إيمانه. وهذا من العام الذي يراد به الخاص. (أم هـ) قرأ بعضهم: {وادكر بعد أمة} أي بعد نسيان. يقال: أمهت أمه أمهًا. وأخبرني أبو منصور الأزهري، عن المنذري، عن أبي الهيثم، قال: (بعد أمه) بجزم الميم وأمه خطأ/

باب الهمزة مع النون

وفي الحديث: (من امتحن في حد فأمه ثم تبرأ فليست عليه عقوبة). قال أبو عبيد: هو الإقرار، ومعناه أن يعاقب ليقر، فإقراره باطل. قال: ولم أسمع الأمه بمعنى الإقرار إلا في هذا الحديث. والأمه في غير هذا: النسيان. باب الهمزة مع النون (أن ث) قوله تعالى جده: {إن يدعون من دونه إلا إناثًا} قال الفراء: إنما سموا الأوثان إناثًا؛ لقولهم: اللات، والعزى، ومناة، وأشباهها كلهم عندهم إناث وقال الحسن: كانوا يقولون للصنم: أنثى بني فلان وقال غيره: إناثًا أي مواتًا، كالحجر والمدر والخشب. وفي حديث إبراهيم: (كانوا يكرهون المؤنث من الطيب ولا يرون بذكورته بأسًا). قال شمر: أراد بالمؤنث: طيب النساء، مثل الخلوق والزعفران. وذكورته: مالا يلون للنساء، كالمسك، والغالية والكافور والعود وما أشبهها، وذكارة الطيب مثله: وهي في الحديث. (أن ح) وفي حديث عمر: (أنه رأى رجلًا يأنح ببطنه) أي يقله مثقلًا به.

(أن س)

قال القتيبي: هو من الأنوح، وهو صوت يسمع في الجوف، معه نفس وبهر يعتري السمين من الرجال. يقال: أنح يأنح أنوحًا، ورجل أنوح. (أن س) قوله/ تعالى: {إني آنست نارًا} قال ابن عرفة: إني رأيت قال: وسمي الإنس إنسًا لأنهم يؤنسون، أي يرون وقال غيره: آنست وأحسست ووجدت، بمعنى واحد. ومنه قوله تعالى: {فإن آنستم منهم رشدًا} أي علمتم. والأصل فيه: أبصرتم ومنه أخذ إنسان العين، وهي حدقتها التي يبصر بها. وقوله تعالى: {حتى تستأنسوا} قال ابن عرفة: معناه حتى تنظروا هل هاهنا أحد يأذن لكم؟ وقال غيره: تستأذنوا، والاستئذان: الاستعلام. وآنست منه كذا وكذا أي علمت. يقول: حتى تستعلموا، أمطلق لكم الدخول أم لا؟ ومنه حديث عبد الله: (كان إذا دخل داره استأنس وتكلم). قال الأزهري: العرب تقول: اذهب فاستأنس، هل ترى أحدًا؟ معناه تبصر قال النابغة:

(أن ف)

على مستأنس وحد أراد ثورًا وحشيًا يتبصر، هل يرى قانصًا فيحذره؟ (أن ف) قوله تعالى: {ماذا قال آنفًا} أي ماذا قال الساعة؟ مأخوذ من: استئنفت الشيء: إذا ابتدأته. وروضة أنف: لم ترع [بعد]. المعنى: ماذا قال في وقت يقرب منا؟ وفي الحديث: (أنزلت على سورة أنفًا) أي مستأنفًا والاستئناف في اللغة معناه: الابتداء. وكأس أنف: ابتدئ الشرب/ بها ولم يشرب بها قبل ذلك. وفي الحديث: (إنما الأمر أنف) قاله بعض الكفار، أي يستأنف استئنافًا من غير أن يسبق به سابق قضاء وقدر، وإنما هو مقصور على اختيارك ودخولك فيه. وأنف الشيء: أوله، قال امرؤ القيس: قد غدا يحملني في أنفه .... لاحق الصقلين محبوك ممر

(أن ق)

أي قد غدا الفرس يحملني في أنفه في أشد العدو وفي أوله والصقل والقرب الخاصرة أراد أنه ضامن ولا حق الضامن الذي لحق جلده بعظمه فليس منه ما من اللحم حاجز والمحبوك المحكم القتل المحر المقتول. وفي الحديث: (لكل شيء أنفة وأنفة الصلاة التكبيرة الأولى) قوله: أنفة الشيء: ابتداؤه. هكذا الرواية. والصحيح: أنفة. وفي الحديث: (المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف) أي المأنوف، وهو الذي عقر الخشاش أنفه، فهو لا يمتنع على قائده؛ للوجع الذي به، والأصل فيه المأنوف، كما يقال: مبطون ومصدور. وقيل الجمل الأنف: الذلول. وفي حديث أبي مسلم الخولاني: (ووضعها في أنف من الكلاء) يقول: يتبع بها المواضع التي لم ترع قبل الوقت الذي دخلت فيه. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: (فكلكم/ ورم أنفه) أي اغتاظ من خلافة عمر- رضي الله عنه-. وقول أبي بكر رضي الله عنه: (أما إنك لو فعلت ذلك لجعلت أنفك في قفلك) يقول: أعرضت عن الحق. (أن ق) في حديث ابن مسعود: (إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات أتأنق فيهن).

(أن هـ)

قال أبو عبيد: يعني أتتبع محاسنهن. وقيل: منظر أنيق: أي معجب، وشيء أنيق: مؤنق. والأنق: الإعجاب بالشيء. وقال أبو حمزة: أي استلذ بقراءتهن. ومن أمثالهم: (ليس المتعلق كالمتأنق) معناه: ليس القانع بالعلقة، وهي البلغة كالذي لا يقنع إلا بآنق الأشياء، أي بأعجبها. وقال عبيد بن عمير: ما عاشية أشد أنقًا من طالب علم. وفي حديث معاوية [رحمه الله] (أراد بيض الأنوق والأنوق: العقاب، يضرب مثلًا للذي يطلب المحال الممتنع لأنها تبيض في نيق الجبل. الأنوق: الرحمة لا غير وقوله: لأنها بيض في نيق حاشية الجبل: إن أراد أن الأنوق مشتق من النيق. (أن هـ) وفي حديث ابن مسعود: (إن طول الصلاة وقصر الخطبة مئنة من فقه الرجل) قال أبو عبيد: قال الأصمعي: سألني شعبة عن هذا الحرف فقلت: هو كقولك: علامة، ومخلقة، ومجدرة. قال أبو عبيد: يعني أن هذا مما يعرف به فقه الرجل. وأنشد للمرار:

(أن ى)

فتهامسوا سرًا وقالوا عرسوا .... من غير تمئنة لغير معرس/ سمعت الأزهري يقول: الذي رواه أبو عبيد في تفسير الحرف صحيح، وأما احتجاجه ببيت المرار فهو غلط، لأن الميم في التمئنة أصلية. وهي في مئنة مفعله، ليست بأصلية. قال: ومعنى قوله: (من غير تمئنة (: أي من غير تهيئة ولا فكر فيه، يقال: أتاني فلان وما مأنت مأنه، وما شأنت شأنه: أي لم أفكر فيه ولم أتهيأ له. (أن ى) قوله تعالى: {غير ناظرين إناه} أي غير منتظرين نضجه وبلوغه وقته، مكسورة الهمزة مقصور، فإذا فتحتها مددت، فقلت: الأناء وأنشد: وآنيت العشاء إلى سهيل .... أو الشعري فطال بي الأناء يعني إلى طلوع سهيل. وفي الحديث: (رأيتك آذيت وآنيت) آذيت وآنيت بمعنى واحد أي أخرت المجيء وأبطأت. ومنه قيل للمتمكث في الأمور: متأن. وآنيت وأنيت بمعنى واحد. وآناء الليل والنهار: أوقاتهما وساعاتهما، واحدها: إنًا، مثل: معًا وأمعاء، وإني أيضًا، مثل: نحي وأنجاء، وأنا أيضًا مثل: قرًا وأقراء. وقوله تعالى: {بآنية من فضة} آنية: جمع إناء، مثل أغطية وغطاء، وأكسية وكساء.

باب الهمزة مع الهاء

قوله تعالى: {تسقى من عين آنية} أي حارة. يقال: أني الماء يأني إذا سخن. ليس من الأنين/. باب الهمزة مع الهاء (أهـ ب) في الحديث: (وفي البيت أهب عطنة) أي جلود في دباغها، والإهاب يجمع على الأُهب والأَهب. وفي الحديث: (لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق) المعنى: أن من علمه الله القرآن لم يحرقه بالنار. وجعل الجسم ظرفًا للقرآن، كالإهاب. ومنه قول عائشة رضي الله عنها، تصف أباها رضي الله عنهما: (وحقن الدماء في أهبها) تعني: في الأجساد، وهذا قول الأصمعي. وقال غيره: هذا كان في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - معجزة له، ثم زال ذلك بعده، كما تكون الآيات في عصور الأنبياء عليهم السلام، ثم تعدم من بعدهم وقيل: أراد: احترق الجلد ولم يحترق القرآن. (أهـ ل) قوله: {إنه ليس من أهلك} أي ليس من أهل دينك.

وقوله: {وكان يأمر أهله بالصلاة} أهله: جميع أمته. وكذلك أهل كل نبي: أمته. ومنه حديث - صلى الله عليه وسلم -: (آل محمد كل تقي). قوله تعالى: {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} سمعت الأزهري يقول: المعنى أنه يؤنس باتقائه؛ لأنه يؤدي إلى الجنة، ويؤنس بمغفرته؛ لأنه غفور. قال: يقال: آهلت بفلان أهل به: إذا أنست به، وهم أهلي وأهلتي، أي هم الذين آنس/ بهم. وفي حديث كعب: (كأنها متن إهالة) يعني النار، نعوذ بالله منها قال ابن المبارك: أما ترى الدسم إذا جمد على رأس المرقة وقال شمر: متن إهالة: ظهرها إذا سكنت في الإناء. وإنما شبه كعب سكون جهنم قبل أن يصير الكافر فيها بذلك وقال أبو زيد: الإهالة: كل شيء من الأدهان مما يؤتدم به. ومنه الحديث: (كان يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب). وفي الأمثال: (استأهلي إهالتي، وأحسني إيالتي) أي: خذي صفو مالي، وأحسني القيام علي.

باب الهمزة مع الواو

باب الهمزة مع الواو (أوب) قوله تعالى: {فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبًا} أي عملا يرجع إليه. يقال: آب يؤوب أوبًا وإيابًا ومآبًا. ومنه قوله: {وحسن مآب} أي منقلب. وقوله: {أوبي معه} قال الأزهري: أوبي معه أي سبحي معه النهار كله إلى الليل ورجعي بالتسبيح، ومن قرأ: {أوبي معه} فمعناه عودي في التسبيح [والتأويب: سير النهار. يقال: بيني وبينه ثلاث مآوب: أي ثلاث رحلات بالنهار]. وقوله: {إنه أواب} أي كثير الرجوع إلى الله عز وجل. ومثله قوله: {فإنه كان للأوابين غفورًا} وقيل الأواب: المطيق وقيل الراحم، وقيل المسبح. قوله تعالى: {كل له أواب} كانت الطير والجبال ترجع التسبيح مع داود عليه السلام. وفي الحديث: (كان طالوت أيابًا) تفسيره في الحديث: أي سقاء.

(أود)

(أود) قوله تعالى: {ولا يئوده حفظهما} قال مجاهد: لا يكرثه قال: يكرثني أي حرتني يقال: آده: إذا أثقله واشتد عليه. وفي الحديث: (أقام الأود وشفى العمد) الأود: العوج. وقد تأود الشيء: والعمد: ورم يكون في الظهر. وفي الحديث: (والمدينة إنما هي سباخ أو بوغاء) البوغاء: التراب. (أول) قوله تعالى: {هل ينظرون إلا تأويله} قال الزجاج: أي ما يؤول إليه أمرهم من البعث. قال: وهذا التأويل هو قوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله} أي: لا يعلم متى يكون أمر البعث، وما يؤول إليه الأمر عند قيام الساعة إلا الله} والراسخون في العلم يقولون آمنا به} أي: آمنا بالبعث. يقال: تأول: أي انظر إلى ما يؤول إليه المعنى. ومنه قوله تعالى: {هذا تأويل رءياي} أي عاقبة رؤياي وما آلت إليه من التصديق. ومثله قوله: {هل ينظرون إلا تأويله}.

ومثله قوله تعالى: {وأحسن تأويلا} أي [أحسن] عاقبة في كلها. وفي الحديث: (من صام الدهر فلا صام ولا آل) أي: لا رجع إلى خير. والأول: الرجوع. وقوله: {آل فرعون} يعني: أتباعه. وقال ابن عرفة: يعني من آل إليه بدين أو مذهب أو نسب. ومنه قوله: {أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}. وفي الحديث: (لا تحل لمحمد وآل محمد) يعني الصدقة. قال الشافعي رحمة الله عليه: دل هذا على أن آل محمد - صلى الله عليه وسلم - هم الذين حرمت عليهم الصدقة وعوضوا منها الخمس، وهم صليبة بني هاشم وبني المطلب. وفي الحديث: (لقد أعطي موسى مزمارًا من مزامير آل داود) قال أبو بكر: أراد داود نفسه. وكان الحسن إذا صلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على آل أحمد) يريد نفسه. ألا ترى أن المفروض من الصلاة ما كان عليه

(أون)

خاصة؛ لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا}. وما كان الحسن ليخل بالفرض ومنه قول الشاعر: يلاقي من تذكر آل ليلى .... كما يلقى السليم من العداد أراد من تذكر ليلى نفسها. وحدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن مالك، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن زياد، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا نافع، أبو هرمز، قال: سمعت أناسًا يقول: (سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من آل محمد؟ قال: كل تقي). (أون) قوله: {أيان يبعثون} أيان: فيعال من أوان، وهو الحين، أي: متى يبعثون؟ وقيل: هو حرف مركب، أي: أي أوان. وقوله: {الآن جئت بالحق} قال الفراء: هو في الأصل: أوان، وهو اسم لحد الزمانين الذي أنت فيه، منصوب على كل حال. (أوهـ) قوله عز وجل: {إن إبراهيم لأواه حليم} يقال: دعاء، وعليه أكثر أهل التفسير. ويقال: رقيق القلب، ويقال: موقن.

(أوى)

وقال أبو عبيدة: الأواه: المتأوه شفقًا، المتضرع يقينًا ولزومًا للطاعة. وأنشدني شيخي رحمة الله عليه للمثقب العبدي، يصف ناقته: إذا ما قمت أرحلها بليل .... تأوه أهة الرجل الحزين وقال الأزهري: الأواه: الكثير التأوه خوفًا من الله. (أوى) قوله تعالى: {آوى إليه أخاه} أي ضمه إليه. وفي الحديث: (كان يصلي حتى كنت آوى له) أي أرق له وأرثي له. يقال: آويت له، فأنا آوى له إية ومأوية. وفي حديث وهب: (إن الله قال: إني آويت على نفسي أن أذكر من ذكرني) قال القتيبي: هذا غلط إلا أن يكون من المقلوب، والصحيح: وأيت من الوأى، وهو الوعد، يقول: جعلته وعدًا على نفسي. وفي الحديث: (أنه قال للأنصار: أبايعكم على أن تأووني وتنصروني) قال الأزهري: أوى وأوِي بمعنى واحد. وأوى لازم ومتعد. وفي حديث آخر: (لا يأوي الضالة إلا ضال) قال الأزهري: وسمعت

باب الهمزة مع الياء

بعض العرب يقول: ألا أين آوى هذه [الإبل] الموقسة، ولم يقل: أؤري أي التي بها جرب في المغابن من أوى. باب الهمزة مع الياء (أي) قوله تعالى: {قل إي وربي} أي نعم وربي. (أي د) قوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيد} أي بقوة، والآد، والأيد: القوة، ومنه يقال: أيدك الله بنصره، أي: قواك بمعونته. ومنه قوله: {داوود ذا الأيد} قال قتادة: أعطي فضل القوة في العبادة وفقهًا في الدين. (أي ر) وفي حديث علي كرم الله وجهه: (من يطل أير أبيه ينتطق به) هذا مثل ضربه الله أي: من كثر إخوته اشتد ظهره وعز، ضرب المنطقة مثلًا؛ إذا كانت تشد الظهر، قال الشاعر: /فلو شاء ربي كان أير أبيكم .... طويلًا كأير الحارث بن سدوس يقال: كان له أحد وعشرون ذكرًا.

(أي ض)

(أي ض) وفي حديث الكسوف: (حتى آضت كأنها تنومة) آضت: أي صارت. وقولهم أيضًا معناه الزيادة. وأصل آض: أي صار وعاد. (أي ك) قوله: {كذب أصحاب الأيكة} الأيكة: الغضة، وجمعها: أيك. وكل مكان فيه شجر ملتف فهو أيك. (أي ل) وفي حديث الأحنف بن قيس: (قد بلونا فلانًا فلم نجد له إيالة للملك). الإيالة: السياسة، يقال: ألنا وإيل علينا، أي سسنا، وساسونا. يقال: هو حسن الإيالة: أي السياسة. (أي م) قال الله تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم} قال الحربي: الأيم: التي مات زوجها أو طلقها. ومنه الحديث: (تأيم حفصة من خنيس). قال: والبكر التي لا زوج لها: أيم، أيضًا. ومنه الحديث: (تطول أيمة إحداكن) فهذا في البكر خاصة. قال: والرجل إذا لم يكن له امرأة أيم أيضًا.

وقال أبو عبيدة: رجل أيم، وامرأة أيم. وإنما قيل للمرأة أيم ولم يقل: أيمة، لأن أكثر ما يكون ذلك في النساء، فهو كالمستعار للرجال، ويقال: أيم بين الأيمة، ويقال: (الغزو/ مأيمة) أي يقتل فيه الرجال، فتصير نساؤهم أيامى وقد أمت تئيم وإمت أنا. قال الشاعر: لقد إمت حتى لامني كل صاحب .... رجاء لسلمى أن تئيم كما إمت وفي الحديث: (الأيم أحق بنفسها) فهذه في الثيب خاصة. وفي الحديث: (كان يتعوذ من الأيمة والعيمة والغيمة) فالأيمة: أن تطول العزبة، والعيمة: شدة الشهوة للبن. يقال: ماله أم وعام، أي: فارق امرأته وذهب لبنه، والغيمة: شدة العطش. وقال ابن عرفة: قال أحمد بن يحيى: يقال: تأيمت المرأة: أي أقامت على الأيوم، لا تتزوج، وأنشد: وقولا لها يا حبذا أنت حل بدا .... لها أو أرادت بعدنا أن تأيما وفي الحديث: (أنه أمر بقتل الأيم) الأيم، والأين: الحية. ومنه الحديث الآخر: (أنه أتى على أرض جرز مجدبة مثل الأيم). وهي الأيم أيضًا، مشددة الياء، قال الهذلي:

(أي هـ)

إلا عواسر كالمراط معيدة .... بالليل مورد أيحم متخضف قوله: عواسر أي ذئاب تعسر بأذنابها. أي ترفعها إذا وعدت والمراط: جمعه/ مرط وهي سهام قد امرطت وهو الذي لا شعر عليه. والمتغضف: الملتوي المتلوي المنكسر الذي عسر عليه البول. (أي هـ) وفي حديث ابن الزبير رضي الله عنهما: (وقيل له: يا ابن ذات النطاقين، فقال: إيه والإلاه أو: إيها والإلاه) قوله: (إيه: كلمة استزادة، كأنه يقول زدني من هذه النقيبة، وإيها: تصديق وارتضاء، كأنه قال: صدقت. ويقال: إيهًا عنا: أي كف عنا. ومنه الحديث: (إيهًا أصيل) أي كف. وفي الحديث: (أنه أنشد شعر أمية بن أبي الصلت، فقال عند كل بيت: إيه) أي زد. وفي حديث أبي قيس الأودي: (أن ملك الموت عليه السلام قال: إني أؤيه بها- يعني بالأرواح- كما يؤيه بالخيل فتجيبني) والتأييه: الدعاء. وقد أيهت بفلان وأيه بفلان: أي ادعه. (أي ي) قوله تعالى: {وإنا أو إياكم لعلى هدى} هذا كما تقول: أحدنا كاذب وأنت تعلم أنك صادق، ولكنك تعرض به.

وقال الأزهري عندي أنها مأخوذة من تأييته: أي تعمدته. وفي حديث أبي ذر: (أنه قال لفلان: إني أشهد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إني أو إياك فرعون هذه الأمة) يريد: إنك فرعون هذه الأمة، ولكنه ألقاه إليه تعريضًا. وقوله: {إن آية ملكه} أي علامة ملكه/. وقوله: {ويريكم آياته} أي عجائبه. يقال: آية واحدة، وأي كثيرة. وقوله: {وجعلنا ابن مريم وأمه آية} ولم يقل آيتين. قال ابن عرفة: لأن قصتهما واحدة. وقال الأزهري: ولأن الآية فيهما معًا آية واحدة، وهي الولادة دون فحل. وقوله: {وجعلنا الليل والنهار آيتين} أي علامتين يدلان على خالقهما. قوله: {ما يجادل في آيات الله} أي في دفع آيات الله. قال أبو بكر: سميت الآية من القرآن آية؛ لأنها علامة لانقطاع كلام من كلام. ويقال: إنما سميت آية، لأنها جماعة من حروف القرآن. يقال: خرج القوم بآياتهم، أي بجماعاتهم. آخر حرف الهمزة

الباء ب

كتاب الباء

كتاب الباء باب الباء مع الهمزة (ب أج) في حديث ابن عمر رضي الله عنه (لولا أن يكون الناس بأجًا واحدًا لفعلت كذا) البأج: الاجتماع، يريد لولا أن يكون الناس جماعة واحدة. (ب أر) في الحديث: (أن رجلًا أتاه الله مالًا فلم يبتئر خيرًا) أي لم يقدم خبيئة خير لنفسه ولم يدخرها، يقال: بأرت الشيء وابتأرته: إذا ادخرته وخبأته. ومنه قيل للحفرة والبؤرة. يقال ائتبرت أيضًا بمعناه. (ب أس) قوله تعالى: {مستهم البأساء والضراء} / البأساء: الشدة. وكذلك} أن يكف بأس الذين كفروا} يعني شدتهم في الحرب. وسمعت الأزهري يقول: البأساء في الأموال، وهو الفقر، والضراء في الأنفس وهو القتل، قال: والبؤس: شدة الفقر. وقوله تعالى: {وسرابيل تقيكم بأسكم} أي دروعًا تقيكم في الحرب.

ومثله قوله تعالى: {ولتحصنكم من بأسكم} ورجل بئيس: أي شديد، وعذاب بئيس: أي شديد، وقد بؤس يبؤس بأسًا: إذا اشتد، وبئس يبأس بأسا وبأساء إذا افتقر، فهو بائس. ومنه قوله تعالى: {وأطعموا البائس الفقير}. وقوله: {بأسهم بينهم شديد} أي: إذا لم يروا عدوًا نسبوا أنفسهم إلى الشدة. وقوله تعالى: {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد} أي امتناع من العدو. وقوله تعالى: {فلا تبتئس} أي لا تذل ولا تضعف ولا يشتدن أمرهم عليك. وقوله تعالى: {بئس الاسم الفسوق} بئس: حرف مستوف لجميع الذم، كما أن نعم حرف مستوف لجميع المدح، فإذا وليا اسمًا جنسًا فيه الألف واللام، ارتفع، تقول: بئس الرجل أنت، فإذا لم يكن فيه ألف ولام انتصب تقول: بئس رجلًا أنت، ونعم صديقًا أنت، على التمييز.

(ببس)

(ببس) وفي حديث كعب: (أن جريجًا عابد بني إسرائيل لما ادعت عليه الفاجرة بالزنا مسح رأس الصبي، / وقال: يا بابوس، من أبوك؟ ) أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر، عن ثعلب، عن ابن الأعرابي، قال: البابوس: الصبي الرضيع. قلت: وقد جاء هذا الحرف في شعر عمرو بن أحمر في قوله: حنت قلوصي إلى بابوسها جزعًا .... وما حنينك أم ما أنت والذكر ولم يعرف في شعر غيره. والحرف غير مهموز (ب أو) وفي حديث ابن عباس: (فبأوت بنفسي، ولم أرض بالهوان) أي: رفعتها وعظمتها، وأصل البأو: التعظيم. ومنه قول عمر في طلحة، رضي الله عنهما، حين ذكر للخلافة: (لولا بأو فيه). وفي الحديث: (امرأة سوء إن أعطيتها بأت) أي تكبرت. باب الباء مع الباء قال أبو عبيد الهروي صاحب الكتاب [قلت]: لا يلتقي في الأسماء حرفان في صدر الكلمة إذا كانا من جنس واحد، في العربية المحضة. (ببب) وجاء في حديث عمر: (حتى يكون الناس ببانًا واحدًا) قال أبو عبيد:

قال عبد الرحمن بن مهدي: يعني شيئًا واحدًا، وقال أبو عبيد: ولا أحسبها عربية. وقال أبو سعيد الضرير: ليس في كلام العرب: ببان. والصحيح عندنا: بيانًا واحدًا، والعرب إذا ذكرت من لا يعرف، قالوا: هذا هيان بن بيان/ فالمعنى: لأسوين بينهم في العطاء، حتى يكونوا شيئًا واحدًا، لا فضل لأحد على غيره. قال الأزهري: ليس كما ظن، وهذا حديث مشهور، رواه أهل الإتقان، وكأنها لغة يمانية، لم تفش في كلام العرب. وقال الليث بن المظفر: هو والبأج بمعنى واحد. وأخبرنا ابن عمار، عن أبي عمر، عن ثعلب، عن ابن الأعرابي بإسناده، قال: (جاء فتى من قريش، وكان مضبوعًا، يعني يشتكي ضبعه، فسلم على ابن عمر وكان ابن عمر موقوذًا بالعبادة، فرد عليه مثل سلامه، فقال له: ما أحسبك أثبتني قال ألست ببة؟ ). قال ابن الأعرابي: يقال للشاب الممتليء البدن نعمة: الببة، وكان لقب الرجل، وكانت أمه ترقصه وتقول: لأنكحن ببه .. جارية خدبه .. تجب أهل الكعبه خدبه: أي ناعمة سمينة، وتجب: تغلب.

باب الباء مع التاء

باب الباء مع التاء (ب ت ت) في الحديث: في كتابه - صلى الله عليه وسلم - لحارثة بن قطن (ولا يؤخذ منكم عشر البتات) أي عشر المتاع، ليس عليه زكاة. وفي حديث/ مطرف: (فإن المنبت لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى) يقال للرجل إذا انقطع به في سفره وعطبت راحلته: قد انبت فلان. وأصله: القطع. يقال: بت الحاكم عليه القضاء يبته: أي قطعه. ويقال: طلقها ثلاثًا بتة: أي قاطعة، وسكران ما يبت: أي ما يقطع أمرًا. وصدقة بتة بتلة: أي منقطعة عن جميع الأملاك. في الحديث: (لا صيام لمن لم يبت الصيام) أي لمن لم ينوه من الليل، فيقطعه من الوقت الذي لا صوم فيه. (ب ت ر) قوله تعالى: {إن شانئك هو الأبتر} أي هو المنقطع عن كل خير. ويقال: هو الذي انقطع عقبه فلا عقب له، وذلك أن العاص بن وائل السهمي كان يقول: إنما محمد أبتر لا ولد له، فإذا مات انقطع ذكره/ فرفع الله ذكره كما أراد. وفي حديث علي: (وسئل عن صلاة الأضحى فقال: حين تبهر البتيراء الأرض).

(ب ت ع)

قال عمرو بن أبي عمرو، عن أبيه: البيتراء: الشمس، وأبتر الرجل: إذا صلى الضحى، أراد: حين تنبسط الشمس. وفي حديث زياد (أنه قال في خطبته البتراء) كذا قيل لها البتراء؛ لأنه لم يذكر فيها الله جل وعلا، ولم يصل على النبي - صلى الله عليه وسلم -. وفي الحديث: (كل أمر ذي بال/ لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أبتر) أي: أقطع. وفي حديث الضحايا: (نهى عن المبتورة) قال أبو محمد: هي التي بتر ذنبها. (ب ت ع) وفي الحديث: (أنه سئل عن البتع) البتع: نبيذ العسل، وهو خمر أهل اليمن. (ب ت ك) قوله تعالى: {فليبتكن آذان الأنعام} هذا ما يصنعونه بالبحيرة؛ من شق الآذان. ويقال: بتكه، وبتّكه، وفي يده بِتْكة: أي قطعة، والجمع: بتك، قال زهير:

(ب ت ل)

طارت وفي كفه من ريشها بتك وسيف باتك: أي قاطع. (ب ت ل) وقوله تعالى: {وتبتل إليه تبتيلًا} قال ابن عرفة: أي انفرد له في طاعته، وأفردها له، والتبتل عند العرب: التفرد. وقال الأزهري: معناه: انقطع إليه: والبتل: القطع، وقد تبتل تبتلًا، وبتل يبتل تبتيلًا، وصدقة بتة أي بتلة: منقطعة من جميع المال إلى سبيل الله عز وجل. وفي حديث سعيد: (رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التبتل على عثمان بن مظعون). يعني: الانقطاع عن النساء، وترك النكاح، ثم استعير للانقطاع إلى الله عز وجل. ومنه الحديث: (لا رهبانية ولا تبتل في الإسلام). وقال الليث: البتول: /كل امرأة منقطعة عن الرجال، لا شهوة لها فيهم.

باب الباء مع الثاء

وقال أحمد بن يحيى: سميت فاطمة البتول؛ لانقطاعها عن نساء زمانها ونساء الأمة، فضلًا، ودينًا وحسبًا. وفي الحديث: (بتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العمري) أي أوجبها. باب الباء مع الثاء (ب ث ث) قوله تعالى: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} البث: أشد الحزن، تباثه الناس، ويقال للشي المتفرق: بث. ومنه قوله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} يعني: فرق في الدنيا. وقوله تعالى: {وزرابي مبثوثة} أي مفرقة في مجالسهم، ويقال: بثثتك سري، وأبثثتك: أي نشرته لك. وفي حديث أم زرع: (زوجي لا أبث خبره) أي لا أنشره، لقبح آثاره. وقولها: (ولا يولج الكف ليعلم البث) قال أبو عبيد: أرى أنه كان بجسدها عيب أو داء تكتئب له، فكان لا يدخل يده، فيمس ذلك الموضع؛ لعلمه أن ذلك يؤذيها تصفه بالكرم. وقال ابن الأعرابي: هذا ذم لزوجها، وإنما أرادت: وإن رقد التف في ناحية ولم يضاجعني فيعلم ما عندي من محبتي لقربه.

(ب ث ن)

قال: ولا بث هناك إلا محبتها والدنو من زوجها، فسمت ذلك بثًا؛ لأن البث من جهته يكون. قال ابن/ الأنباري: وقال أحمد بن عبيد: أرادت أنه لا يتفقد أموري. ومصالح أسبابي، وهو كقولهم: ما أدخل يده في الأمر: أي لم يتفقده. ورد القتيبي على أبي عبيد تأويله لهذا الحرف، قال: وكيف تمدحه بهذا (الحرف (، وقد ذمته في صدر هذا الكلام. قال أبو بكر بن الأنباري: ولا حجة على أبي عبيد فيه، لأن النسوة كن تعاقدن على ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئًا، فمنعهن من كانت أمور زوجها كلها حسنة فوصفتها، ومنهن من كانت أمور زوجها كلها قبيعة فبينتها، ومنهن من كان بعض امور زوجها حسنًا وبعضها قبيحًا فأخبرت به. وفي الحديث: (ولا تبث حديثنا تبثيثًا) معناه: لا تشيعه، ويروي: (ولا تنث) بالنون، معناه قريب من الأول. وفي حديث عبد الله: (فلما حضر اليهودي الموت بثبثوه) أي: كشفوه. وهو من: بثثت الأمر: إذا اظهرته، والأصل فيه: بثثوه، فأبدلوا من الثاء الوسطى باء؛ استثقالًا لاجتماع ثلاث ثاءات، كما قالوا: حثحثت، والأصل: حثثت. (ب ث ن) وفي حديث خالد بن الوليد: (فلما ألقى الشأم بوانيه وصارت بثنية وعسلًا

باب الباء مع الجيم

عزلني واستعمل غيري) قال أبو عبيد: فيه قولان/ يقال: البثنية: حنطة منسوبة إلى بلاد معروفة بالشام من أرض دمشق ويقال أراد اللينة، وذلك أن الرملة اللينة يقال لها: بثنة، وتصغيرها: بثينة، وبها سميت المرأة. وقال ابن الأعرابي: البثنة: الزبدة، فمعنى قول خالد: وصارت كأنها زبدة ناعمة وعسل؛ لأنها كانت تجبي وهي غير مهم. باب الباء مع الجيم (ب ج ح) في حديث أم زرع: (وبجحني فبجحت) قال أبو عبيد: أي فرحنى ففرحت. وقال ابن الأنباري: معناه عظمني فعظمت عندي نفسي، قال: ويقال: فلان يتبجح بكذا: أي يتعظم ويترفع: قال الراعي. وما الفقر من أرض العشيرة ساقنا .... إليك ولكنا بقرباك نبجح (ب ج د) في حديث حنين: (نظرت والناس يقتتلون يوم حنين إلى مثل البجاد الأسود يهوي من السماء) البجاد: لكساء، وجمعه: بجد.

(ب ج ر)

(ب ج ر) في حديث علي رضي الله عنه: (أشكو إلى الله عجري وبجري) قال الأصمعي: أي همومي وأحزاني. وأصل البجر: العروق المتعقدة في البطن خاصة. وقال ابن الأعرابي: العجرة: نفخة في الظهر، فإذا كانت في السرة/ فهي بجرة، ثم ينقلان إلى الهموم والأحزان. وفي الحديث: (أنه بعث بعثًا فأصبحوا بأرض بجراء) أي مرتفعة صلبة. والأبجر: الذي ارتفعت سرته وصلبت. (ب ج س) قوله تعالى: {فانبجست منه اثنتا عشرة عينا} يقال: انبجس وتبجس، وتفجر وتفتق، بمعنى واحد. وفي حديث حذيفة: (مامنا إلا رجل له آمة يبجسها الظفر غير الرجلين. يعني عمر وعليًا- رضي الله عنهما- قوله: (يبجسها الظفر) يريد أنها نغلة، كثيرة الصديد، فإن أراد مريد أن يفجرها بظفرة قدر على ذلك، لامتلائها، ولم يحتج إلى حديدة يبضعها لها، وأراد: ليس منا أحد إلا وفيه شيء. والآمة: الشجة تبلغ أم الرأس.

(ب ج ل)

(ب ج ل) في حديث لقمان بن عاد: (خذي مني أخي ذا البجل) قال أبو عبيد: معنى البجل: الحسب، قال: ووجهه أنه ذم أخاه وأخبر أنه قصير الهمة وهو راض بأن يكفي الأمور ويكون كلًا على غيره، ويقول: حسبي ما أنا فيه قال: وأما قوله في الأخ الآخر: (خذي مني أخي ذا البجلة) فإنه مدح. يقال: رجل ذو بجلة وذو بجالة، وهو الرواء والحسن والنبل. وقيل: هذه كانت ألقابًا لهم. وقال شمر: البجال: الرجل يبجله أصحابه، / وإنه لذو بجلة: أي ذو شارة حسنة. وفي الحديث: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى القبور فقال: السلام عليكم: أصبتم خيرًا بجيلًا) كأنه أراد: واسعًا كثيرًا، يقال: رجل بجال وبجيل: إذا كان يبجله الناس. وقال القتيبي، عن الأصمعي رواية: رجل بجيل وبجال: إذا كان ضخمًا. وفي الحديث: (فألقى ثمرات كن في يده وقال: بجلي من الدنيا) معناه: حسبي. باب الباء مع الحاء (ب ح ب ح) وفي الحديث: (من سره أن يسكن بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن

(ب ح ث)

الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد) بحبوحة كل شيء: وسطه وخياره ومنه بحبوحة الدار. وفي حديث خزيمة: (وتفطر اللحاء وتبحبح الحياء) أي اتسع الغيث. (ب ح ث) سورة (البحوث) هي التوبة، سميت بذلك، لما تتضمن من ذكر المنافقين والبحث عن سرائرهم. وفي الحديث: (أن غلامين كانا يلعبان البحثة) قال شمر: هو لعب بالتراب وقال ابن شميل: البحاثة: التراب الذي يبحث عما يطلب [فيه]. (ب ح ر) قوله تعالى: {ما جعل الله من بحيرة} قال ابن عرفة: الناقة كانت/ إذا نتجت خمسة أبطن، والخامس ذكر نحروه فأكله الرجال والنساء. وإن كان الخامس أنثى بحروا أذنها، أي شقوها فكانت حرامًا على النساء، لحمها ولبنها وركوبها، فإذا ماتت حلت للنساء. ومنه الحديث: (فتقطع آذانها فتقول: هذه بحر). وقوله تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر} قال مجاهد: هو قتل ابن آدم أخاه وأخذ السفينة غصبًا، وقيل: هو قحوط المطر.

وقال ابن عرفة: كل ماء ملح فهو بحر، وقد أبحر الماء. قال نصيب: وقد عاد عذب الماء بحرًا فزادني إلى مرضي أن أبحر المشرب العذب وقال بعضهم: أريد بالبحر القرى، والعرب تسمي القرى البحار. وفي بعض الحديث: (بهذه البحيرة) يعني مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومنه قول سعد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حين شكا إليه عبد الله بن أبي فقال: (يا رسول الله اعف عنه، فلقد كان اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يعصبوه قبل مقدمك إياها). وقال أبو داود: ولنا البدو كلها والبحار يعني: القرى وفي حديث ابن عباس: (إذا رأت البحراني قعدت عن الصلاة). يعني: الدم الشديد الحمرة، منسوب إلى قعر الرحم. قال العجاج.

(ب ح ن)

ورد من الجوف وبحراني يصف طعنة يقول، لها لونان؛ / ورد، أي قليل الحمرة، وبحراني: أي شديد الحمرة. يقال: أحمر باحري: وبحراني. وفي الحديث: (أنه ركب فرسًا لأبي طلحة، فقال: وجدته بحرًا). قال أبو عبيد: يقال للفرس: إنه لبحر، وإنه لحت: أي واسع السير. (ب ح ن) وفي الحديث: (تخرج بحنانة من جهنم) أي شرارة. باب الباء مع الخاء (بخخ) في الحديث: (أنه لما قرأ: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} قال رجل: بخٍ بخٍ). قال أبو بكر: معناه: تعظيم الأمر وتفخيمه.

(بخس)

وسكنت الخاء فيه، كما سكنت اللام في: هل، وبل. ويقال: بخ بخ، بالخفض منونا، فمن فعل ذلك شبهها بالأصوات، بصهٍ، ومهٍ، وما أشبه ذلك. وقال ابن السكيت: بخ بخ، وبه به. بمعنى واحد. (بخس) قوله تعالى: {ولا يبخس منه شيئًا} أي: ولا ينقص. ومنه قوله عز وجل: {وهم فيها لا يبخسون} أي: لا ينقصون من أرزاقهم ولا يقللون. وقوله تعالى: {ولا تبخسوا الناس أشياءهم} أي: لا تظلموهم أموالهم. وكل ظالم: باخس. وقوله تعالى: {وشروه بثمن بخس} قال الأزهري: أي بثمن ذي ظلم؛ لأنه كان حرًا بيع ظلمًا. وفي حديث الأوزاعي (يأتي على الناس زمان يستحل فيه الربا بالبيع، والخمر بالنبيذ والبخس بالزكاة) أراد بالبخس ما يأخذه الولاة باسم العشر، يتأولون فيه الزكوات والصدقات، وقيل: أريد/ به المكس، وهو ما فسرناه، والمكاس: أن يستنقص المشتري شيئًا من الثمن.

(بخص)

(بخص) وفي الحديث: (أنه كان مبخوص العقبين) أي قليل لحم العقبين. والبخصة: لحم أسفل القدمين، كأنه قدنيل منه، فعري مكانه من اللحم. وإن روى (منحوض) بالحاء والضاء، فهو وجه، يقال منه: نحضت العظم: إذا أخذت عنه لحمه. والنحض: اللحم. وفي حديث القرظي: في قوله: {قل هو الله أحد} فقال: (لو سكت عنها لتبخص لها رجال، فقالوا: ما صمد؟ ) البخص، بتحريك الخاء، لحم عند الجفن الأسفل، يظهر عند تحديث الناظر إذا أنكر شيئًا وتعجب منه. (ب خ ع) قوله تعالى: {فلعلك باخع نفسك} أي قاتل نفسك ومهلكها، مبالغًا فيها، وحرصًا على إسلامهم. يقال: بخع بالشاة: إذا بالغ في ذبحها، وبخف الشاة: إذا قطع نخاعها، وبخع له بالطاعة: إذا بالغ له في ذلك، وبخع له بحقه: إذا أقربه وبالغ فيه. وفي حديث عائشة وذكرت عمر رضي الله عنهما، فقالت: (بخع الأرض فقاءت أكلها) تقول: استخرج ما فيها من الكنوز وأموال الملوك. يقال: بخعت الأرض بالزراعة: إذا نهكتها وتابعت حراثتها، ولم تجمها سنة لتقوى، وبخع الوجد نفسه: إذا نهكها.

(بخق)

وفي حديث عقبة بن عامر: (أهل اليمن أبخع طاعة (/ قال الأصمعي: أي أنصح، وقال غيره: أنصع، وهما قريبان من السواء، وقيل: أبلغ طاعة. (بخق) في الحديث: (في العين القائمة إذا بخقت مائة دينار) قال شمر: أراد أنها إن عورث ولم تنخسف وهو لا يبصر بها، إلا أنها قائمة، قم فقئت بعد، ففيها مائة دينار. وقال ابن الأعرابي: البخق: أن يذهب بصره وعينه منفتحة: وقد نهى عن (البخقاء) في الأضاحي. (بخل) {فيحفكم تبخلوا} البخيل الشحيح الضنين بملكه، واللئيم: الدنيء الأصل الشحيح النفس فإن كل لئم بخيل وليس كل بخيل لئمًا. باب الباء مع الدال (ب دء) قوله تعالى: {وما يبدئ الباطل وما يعيد} الباطل: إبليس، ما يبدئ وما يعيد أي لا يخلق ولا يبعث، والله عز وجل هو المبدئ المعيد، ومعناهما: الخالق الباعث. ومنه قوله عز وجل: {أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده}.

وفي حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (منعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت الشام مديها ودينارها، ومنعت مصر إردبها، وعدتم من حيث بدأتم) قلت: إنما استقصيت هذا الحديث لأنه من مشكل الأحاديث، ويحتاج إلى فضل شرح، وهذا كقوله الله تعالى: {كما بدأكم تعودون فريقًا هدى وفريقًا حق عليهم الضلالة}. وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بما لم يكن بعد، كائن في علم الله فخرج لفظه/ على لفظ الماضي؛ لأنه ماض في علم الله تعالى كائن، وفي إعلامه بهذا قبل وقوعه ما دل على إثبات نبوته، ودل رضاه من عمر ما وظفه على الكفرة من الجزى في الأمصار. وفي تفسير المنع وجهان: أحدهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علم أنهم سيسلمون وسيسقط عنهم ما وظف عليهم بإسلامهم، فصاروا مانعين بإسلامهم ما وظف عليهم والدليل على ذلك قوله في الحديث: (وعدتم من حيث بدأتم) ولأن بدءهم في علم الله وفيما قدر وقضى أنهم سيسلمون، فعادوا من حيث بدأوا.

(ب د ج)

وقيل في قوله: (منعت العراق درهمها (: إنهم يرجعون عن الطاعة، فهذا وجه. والأول أحسن. والمدى: مكيال لأهل الشام، يقال له: الجريب، يسع خمسة وأربعين رطلًا. والقفيز لأهل العراق: ثمانية مكاكيك، والمكوك: صاع ونصف. والأردب لأهل مصر أربعة وستون منا بمن بلادنا. والقنقل: اثنان وثلاثون منا. وقوله تعالى: {بادي الرأي} من همز أراد ابتداء الرأي، وأول الرأي. وفي الحديث: (أنه نفل في البدأة الربع وفي الرجعة الثلث) أراد بالبدأة: ابتداء السفر، / يعني في الغزو. ويقال أكتر للبدأة بكذا وللرجعة بكذا. وفي الحديث: (الخيل مبدأة يوم الورد) أي يبدأ بها في السقي قبل الإبل والغنم. (ب د ج) وفي الحديث: (حتى قطع أبدوج سرجه) فسره الراوي: لبده. (ب د ح) في الحديث: (كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - يتمازحون ويتبادحون بالبطيخ فإذا جاءت الحقائق كانوا هم الرجال) أي يترامون بها، يقال: بدح يبدح، إذا رمى.

(ب د د)

(ب د د) في الحديث: (أن ابن الزبير كان حسن الباد إذا ركب) الباد: أصل الفخذ، والبادان أيضًا من ظهر الفرس: ما وقع عليه فخذا الفارس، سميا باسم الفخذ ورسمي الفخذ بهما. وفي حديث آخر: (كأنه أبد يده إلى الأرض) أي مدها، يقال: أبد ضبعيك في الصلاة. أي مدهما. وفي حديث وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -: (فأبد رسول الله بصره) يعني إلى السواك في يد عبد الرحمن بن أبي بكر. وفي حديث وفاة عمر بن عبد العزيز: (فأبد النظر) أي مده، كأنه نظر إلى كل شيء فأعطى كل شيء بدته من النظر: أي حطه، وجمع البدة: بدد. ومنه الحديث: (اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بددًا) أي متفرقين واحدًا/ بعد واحد، ومن رواه بددًا فإنه أراد اجعله أقسامًا يعني القتل وحصصًا بينهم. ومنه حديث ابن عباس قال: (دخلت على عمر وهو يبدني النظر استعجالًا لخبر ما بعثني إليه).

(ب د ر)

وفي حديث خالد بن سنان المخزومي: (أنه انتهى إلى النار وعليه مدرعه صوف، فجعل يفرقها بعصاه، ويقول: بدًا بدًا) قال القتيبي: أراد: تبددي. ويقال: بددت بدًا، وبددت تبد يدًا، كما يقال: مددت مدًا، ومددت تمديدًا، والتبديد: التفريق. وفي حديث أم سلمة: (أبديهم يا جارية تمرة) أي أعطيهم وفرقي فيهم. وقال عمرو عن أبيه: البد: الفراق، ويقال: لابد اليوم من كذا: أي لا فراق دونه. (ب د ر) قوله تعالى: {ولا تأكلوها إسرافًا وبدارًا أن يكبروا} أي مبادرة. يقول: لا تبادروا بلوغ اليتامى بإنفاق أموالهم، يقال: بادره فبدره أي: سابقه فسبقه، وبه سميت ليلة البدر، لأن القمر يبدر مغيب الشمس بالطلوع: أي يسبقها. وفي المبعث: (فرجع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترجف بوادره) البوادر: واحدتها بادرة، وهي لحمة بين المنكب والعنق.

(ب د ع)

وفي الحديث: (فأتى ببدر فيه/بقل) أي بطبق، ولعله يشبه بالبدر في استدارته. (ب د ع) وقوله تعالى: {بديع السموات والأرض} أي مبتدئ خلقهما على غير مثال ولا حد، والمبتدع على الإطلاق لا يكاد يقال إلى في الذم في مستعمل الكلام. وقوله تعالى: {ما كنت بدعًا من الرسل} أي ما كنت أولهم. وفي الحديث: (إني أبدع بي فاحملني) يقال للرجل إذا كلت ركابه، أو عطبت راحلته وبقى منقطعًا به: قد أبدع به. ومعناه: قد ظلعت ركابي. والظلع للإبل بمنزلة الغمر للدواب. والسخا: مثل الظلع، يقال: سخي البعير يسخى سخًا فهو سخ. وفي الحديث: أنه قال: (إن تهامة كبديع العسل، حلو أوله، حلو آخره). البديع: الزق الجديد، شبه تهامة بها لطيب هوائها. ويقال: العسل لا يتغير، فأراد: لا يتغير هواؤها.

(بدل)

(بدل) قوله تعالى: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات} قال ابن عرفة: التبديل. تغيير الشيء عن حاله، والإبدال: جعل شيء مكان شيء آخر، قال: وأنشد الفراء: عزل الأمير بالأمير المبدل. قال الأزهري: وتبديلها: تسيير جبالها، وتفجير بحارها، وكونها مستوية؛ لا ترى فيها عوجا ولا أمتًا، وتبديل السماوات: انتثار كواكبها، / وانفطارها وتكوير شمسها وخسوف قمرها. قوله تعالى: {ما يبدل القول لدي} قال مجاهد: يقول: قضيت ما أنا قاض. وفي حديث علي: (الأبدال بالشام) قال ابن شميل: هم خيار بدل من خيار. وقال غيرهم: العباد. الواحد: بدل، وبدل وبديل. (ب د ن) قوله تعالى: {فاليوم ننجيك ببدنك} أي بدرعك، وقال مجاهد: بجسدك.

(ب د ي)

وقوله: {والبدن جعلناها لكم من شعائر الله} واحدتها: بدنة كما يقال: ثمرة وثمر، وبه سميت بدنة؛ لأنها تبدن، والبدانة السمن. وفي الحديث: (إني قد بدنت) أي كبرت وأسننت، يقال: بدن الرجل تبدينًا: إذا أسن، ورجل بدن. ورواه بعضهم: (إني قد بدنت) وليس له معنى لأنه خلاف صفته، ومعناه: كثرة اللحم، يقال: بدن يبدن بدانة. (ب د ي) وقوله: {سواء العاكف فيه والباد} البادي: من طرأ إليه، والعاكف: المقيم. وقوله: {بادي الرأي} من قرأ بغير همز، فمعناه: ظاهر الرأي. وسميت البادية لظهورها، يقال: بدالي أن أفعل كذا أي ظهر لي رأي غير رأيي الأول، وهو البداء. وقال الأزهري: معناه: / فيما يبدو لنا من الرأي.

وقوله تعالى: {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين} كأنه أراد من يوسف أن يقتصر لا على الأمر بالإعراض، ثم بدا له أن يحبسه. ويقال: بدا لي، ولا يذكر الفاعل؛ لأن في أول الكلام دليلًا عليه، ويقال: فلان ذو بدوات، وهو مدح وذم، فأما المدح فمعناه: أنه ينزل به الأمر المشكل فيبدو له فيه رأي بعد رأي، إلى أن يستقيم رأيه فيعزم عليه. أنشدني الأزهري. من أمر ذي بدوات لا يزال له .... بزلاء يعيا بها الجثامة اللبد قال: واحدتها: بداة كما تقول: قطاة وقطوات، ونواة ونويات وتقول: أعلمني بداآت عوارضك، بوزن فعالات، الواحدة: بداءة، على فعالة، أي ما يبدو من حاجتك، والأصل فيهما واحد، غير أن الأول: فعلة، والآخر: فعالة، والذم فإنه يعني به أنه لا يستقيم له رأي، كلما عن له رأي اعترض له رأي آخر، فلا صريمة له. وفي حديث آخر: (كان إذا اهتم لشيء بدا) أي خرج إلى البدو/. وفي حديث آخر: (من بدا جفا) أي من نزل البادية صار فيه جفاء الأعراب. يقال: بدوت أبدو، ومنه قيل لهل البادية: بادية. وفي الحديث: (أنه أراد البداوة مرة) يعني الخروج إلى البادية، وفيه لغتان: بداوة، وبداوة.

باب الباء مع الذال

وفي الحديث: (الخيل مبدأة يوم الورد جميعًا) أي تقدم على الإبل والغنم إذا حضرت جميعًا للورد. باب الباء مع الذال (ب ذ أ) في حديث الشعبي: (إذا عظمت الخلقة فإنما هي بذاء وبحاء) البذاء: المباذأت، وهي المفاحشة، وقد بذؤ بذاءة. والنجاء: المناجاة، ورجل بذئ: فاحش سيء القول. (ب ذ ج) وفي الحديث: (يؤتي بابن آدم يوم القيامة كأنه بذج من الذل) قال أبو عبيد: هو ولد الضأن، وجمعه: بذجان. (ب ذ ذ) في الحديث: (البذاذة من الإيمان) أراد: التواضع في اللباس، والبذاذة: القهل ورثاثة الهيئة وأراد التواضع في اللباس يقال: رجل وباذ الهيئة، وفي هيئته بذاذة، وهي ترك مداومة التزلق والزينة. (ب ذ ر) وقوله: (ولا تبذر تبذيرًا) أي لا تفرق في غير/ ما أحل الله؛ فإنه إسراف. وبذرت الأرض: فرقت الحب فيها.

باب الباء مع الراء

وفي حديث علي: (ليسوا بالمذاييع البذر) البذر والمذاييع شيء واحد، وهم الذين يفشون ما يسمعون من السر. يقال: لفلان بذرت الكلام بين الناس، كما تبذر الحبوب، الواحد منهم بذور. باب الباء مع الراء (ب ر أ) قوله تعالى: {براءة من الله ورسوله} قال الأزهري: معناه: هذه الآيات براءة من الله ورسوله إلى المشركين الذين عاهدتموهم من إعطائهم العهود، والوفاء لهم بها إذا نكثوا. وقوله تعالى: {إنا برآء منكم} جمع على فعلاء، ويجوز: براء، على فعال. وبراء، على فعال ويجوز براء نحو ظريف وظراف، وخفيف وخفاف. وقوله تعالى: {إنني براء مما تعبدون} أي بريء، يقال: أنا منك براء، ونحن منك براء، يستوي لفظ واحده وجمعه، ونحن منك براء وبِراء. وقوله: {فتوبوا إلى بارئكم} أي خالقكم، والعرب تترك الهمزة في همسة أحرق: البرية، وأصلها: برأت. والنبوة، وأصلها: أنبأت، والذرية، وأصلها: ذرأت، والروية، وأصلها: روأت، والخابية، وأصلها: خبأت.

(ب ر ث)

(ب ر ث) وفي الحديث: (بين البرث الأحمر وبين كذا) قال/ الأصمعي: البرث: أرض لينة، وجمعها: براث. وفي حديث آخر: (بين الزيتون إلى كذا برث أحمر). (ب ر ج) قوله تعالى: {تبارك الذي جعل في السماء بروجًا} البروج: الكواكب العظام. وقيل للكواكب: بروج؛ لظهورها، والبرج: تباعد ما بين الحاجبين وظهوره. وقوله: {والسماء ذات البروج} قيل: ذات الكواكب، وقيل: ذات القصور. ومنه قوله: {ولو كنتم في بروج مشيدة} قال ابن عرفة: البرج: البناء العالي. قال الأخطل: كأنها برج رومي يشيده .... لز بجص وآجر وأحجار وقوله تعالى: {غير متبرجات بزينة} قال ابن عرفة: يقال: تبرجت المرأة: إذا ظهرت، وقال غيره: هن اللواتي يظهرن زينتهن ومحاسنهن.

(ب ر ح)

(ب ر ح) قوله تعالى: {لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين} أي لا أزال سائرًا حتى أبلغ. قال الأزهري: هو مثل قوله تعالى: {لن نبرح عليه عاكفين}. هنا بمعنى لا أزال، ولا يجوز أن يكونا بمعنى: لا أزول، ولم يرد بقوله: {فلن أبرح الأرض} أي لا أفارق مكاني، وإنما هذا معنى قوله: {لا أبرح} هذا إقامة وذاك ذهاب. وقال غيره: {لا أبرح} أي لا أفارق سيري. وهم يقولون: برح الخفاء أي صار الشيء عليها علانية والبراح: الفضاء، والخفاء العلمين، / من الأرض، والبارح الذي يسكن البراح. وفي حديث عكرمة: (نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التولية والتبريح) التبريح: قتل السوء، جاء متصلا بالحديث. قال شمر: ذكر ابن المبارك هذا الحديث مع ما ذكر من كراهة إلقاء السمكة على النار حية. يقال: برح به: إذا شق عليه، يقال: لقيت منه برحًا بارحًا أي شدة شديدة.

(ب ر د)

(ب ر د) قوله تعالى: {لا يذوقون فيها بردًا ولا شرابًا}. قال ابن عرفة: العرب تقول: أنا أتبرد بذلك: أي أستريح، فالمعنى: لا يذوقون فيها راحة، وقال غيره: بردًا: أي نومًا، والعرب تقول: منع البُرد والبَرد، أي منع البرد النوم. أخبرنا به أبو عبد الله محمد بن حامد الماسح، قال: حدثنا أبو العباس الأزهري، قال: حدثنا محمد بن علي الشقيقي، قال: سمعت أبا معاذ النحوي، يقول في قول الله تعالى: {لا يذوقون فيها بردًا ولا شرابًا} قال: البرد: النوم. قوله تعالى: {قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} أي ذات برد وسلامة، لا يتأذى ببردها، كما لم يتأذى بحرها. وقوله: {وينزل من السماء من جبال فيها من برد} قال ابن عرفة: سمعت أحمد بن يحيى يقول: فيه قولان: أحدهما: وينزل من السماء بردًا من جبال في السماء من برد والآخر: وينزل من السماء أمثال/ الجبال من البرد، ويقال إنما سمي بردًا؛ لأنه يبرد وجه الأرض: أي يقشر، وقد برد القوم، وغيث برد. وأبردت السحابة: جاءت ببرد. وفي الحديث: (أصل كل داء البردة) يعني الطنا والتخمة والثقلة على المعدة.

سميت بردة؛ لأنها تبرد المعدة فلا تستمرئ الطعام، وقال اليزيدي: البردة بسكون الراء. وفي الحديث: (إذا أبردتم إلي بريدًا) يعني: إذا أرسلتم إلي رسولًا. والبريد: الرسول، قال الشاعر: رأيت للموت بريدًا مبردًا أي رسولا مرسلًا: يعني الشيخوخة. ويقال: الحمى بريد الموت، وسك البريد: كل سكة منها بريد. وقيل لدابة البريد: بريد، لسيرة في البريد. والسكة: الطريق المستقيم، والبريد من سكة، والسكة كل اثني عشر ميلًا بريد، قال ابن الأعرابي: كل ما بين المنزلتين فهو بريد. ومنه الحديث: (إني لا أحبس البرد) يقول: إني لا أحبس الرسل الواردين علي من الملوك والأطراف. وفي الحديث: (أنه لما تلقاه بريدة الأسلمي في طريق المدينة، قال له: من أنت؟ قال: أنا بريدة، فقال لأبي بكر: برد أمرنا وصلح) قوله: (برد أمرنا) أي سهل. ومنه قوله: (الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة) أي لا تعب فيه ولا مشقة، وكل محبوب عندهم بارد، ومنه قولهم: اللهم برد عليه مضجعه.

ويحتمل أن يكون معناه: ثبت أمرنا/ واستقام. يقال: برد علي حق فلان: أي ثبت. وفي الحديث: (لا تبردوا عن الظالم) أي لا تشتموه فتخففوا عنه، وتسهلوا عليه من عقوبة ذنبه. وهذا كما قال لعائشة- رضي الله عنه-، وسمعها تدعو على سارق، فقال: (لا تسبخي عنه بدعائك عليه) يقول: لا تخففي. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (شرب النبيذ بعدما برد) أي سكن وفتر، يقال: جد في الأمر ثم برد: أي فتر، ويقال: سمي النوم بردًا؛ لأنه يرخي المفاصل، ويسكن الحركات. وفي الحديث: (من صلى البردين دخل الجنة) البردان والأبردان: الغداة والعشي.

(ب ر ر)

وأما حديثه: (أبردوا بالظهر) فالإبراد: انكسار الوهج، وقال بعض اهل اللغة: أراد: صلوها في أول وقتها، وبرد النهار: أوله. وفي الحديث: (وعلى ابن عمر يوم الفتح برد فلوت) قال شمر: البردة: هي الشملة المخططة، وجمعها: برد، وهي النمرة. وفي حديث عمر قال: (فهبره بالسيف حتى برد) يعني مات. (ب ر ر) قوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر} البر: الاتساع في الإحسان والزيادة منه. ومنه يقال: أبر على صاحبه في كذا: أي زاد عليه، وسميت البرية؛ لاتساعها. وقوله تعالى: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} قال/ السدي: يعني الجنة، والبر: اسم جامع للخير كله. ومنه قوله تعالى: {ولكن البر من آمن بالله} أي البر بر من آمن بالله. (ولكن البر من اتقى) أي البربر من اتقى ومثله.

(ب ر ب ر)

والبر: الصلة. وقد بررت والدي أبره، قال الله تعالى: {وبرًا بوالديه}. وبررت في يميني، وواحد الأبرار: بر، ويجوز: بار، مثل صاحب وأصحاب. وفي الحديث: (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) قال شمر: هو الذي لا يخالطه شيء من المآثم، والبيع المبرور: الذي لا شبهة فيه ولا خيانة. وقال أبو العباس: هو الذي لا يدالس فيه ولا يوالس. قلت: معنى يدالس: يظلم ويختل، ويوالس: يخون ويوارب، والدلس: السواد وقال أبو قلابة لرجل قدم من الحج: (بر العمل) يعني عمل الحج، دعا له أن يكون مبرورًا لا مأثم فيه. (ب ر ب ر) وفي الحديث: (ولهم تغذ مر وبربرة) البربرة: الصوت: والتغذمر: أن يتكلم بكلام فيه كبر.

(ب ر ز)

(ب ر ز) قوله تعالى: {ولما برزوا لجالوت وجنوده} أي ظهروا، ومنه يقال للمكان الواسع الظاهر: براز. ومنه قوله تعالى: {وترى الأرض بارزة} أي ظاهرة، ليس فيها مستظل ولا متفيأ. وقوله تعالى: {وبرزت الجحيم} أظهرت. وقوله تعالى: {وبرزوا/ لله جميعًا} أي ظهروا، والخلق على اختلاف أحوالهم بارزون له- جل جلاله-، وإنما أخبر عن حالهم يومئذ. وفي حديث أم معبد: (وكانت برزة تختبئ بفناء القبة) يقال: امرأة برزة: إذا كانت كهلة لا تحتجب احتجاب الشواب. وهي مع ذلك عفيفة، ورجل برز: إذا كان منكشف الشأن. قال العجاج: برز وذو العفافة البزري وفي الحديث: (ومنه ما يخرج كالذهب إلابريز) قال شمر: هو الخالص، وهو الإبرزي.

(ب ر ز خ)

(ب ر ز خ) ومن رباعية قوله تعالى: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} هو القبر، وكل حاجز بين شيئين فهو برزخ وقال قتادة: بقية الدنيا. وقوله: {وجعل بينهما برزخًا} لئلا يغلب العذب الملح، ولا الملح العذب، فهما في رأي العين ممتزجان، وفي قدرة الله عز وجل منفصلان. وقال ابن عرفة: أعلم [سبحانه] أنه خلطهما ثم حجز أحدهما عن صاحبه بالقدرة. فذلك الحجر المحجور. وفي حديث علي: (أنه صلى بقوم فأسوى برزخًا) قال أبو عبيد: أسوى: أسقط وأغفل، والبرزخ ما بين كل شيئين، فأراد بالبرزخ الذي أسقطه علي من ذلك الموضع إلى الموضع الذي كان انتهى إليه من القرآن. (برزق) وفي حديث آخر (والناس برازيق) يعني جماعات.

(برشم)

ومنه حديث زياد: (إذا لم يكن منكم نهاة تمنع الناس عن/ كذا وكذا وهذه البرازيق). وقال الشاعر: تظل جياده متمطرات .... برازيقًا تصبح أو تغير (برشم) في الحديث (فبرشموا له) أي حدقوا النظر إليه، والبرشمة: إدامة النظر. (برض) وفي الحديث: (يتبرضه الناس تبرضًا) أي يأخذونه قليلًا قليلًا. يقال: برضت له برضًا: إذا رضخت له، وذلك إذا أعطيته شيئًا يسيرًا. (برطش) [رباعي] في الحديث (كان عمر في الجاهلية مبرطشًا) المبرطش: الساعي بين المشتري والبائع، شبه الدلال، ويروى بالسين، والتفسير في الحديث.

(برق)

(برق) قوله تعالى: {فإذا برق البصر} أي حار للفزع. ومنه حديث عمرو حين كتب إلى عمر (إن البحر عظيم، يركبه خلق ضعيف، دود على عود، بين غرق وبرق) أراد بالبرق: الدهش والحيرة. ومنه حديث ابن عباس: (لكل داخل برقة) أي دهشة. ومن قرأ: (فإذا برق البصر) بفتح الراء، فهو من بريق العين وهو تلألؤها. وقوله تعالى: {يريكم البرق خوفًا وطمعًا} أي يخافه المسافر، ويرجوه المقيم. وفي حديث عمار: (الجنة تحت البارقة (/ أي تحت السيوف ويقال: رأيت بارقة القوم: إذا رأيت بريق سيوفهم، وقد أبرق بسيفه: إذا لمع به. وفي الحديث: (أبرقوا فإن دم عفراء أزكى عند الله من دم سوداوين). أي ضحوا بالبرقاء، وهي الشاة التي في خلال صوفها الأبيض طاقات سود، ومنه يقال للمكان الذي يخلط ترابه حصى: أبرق، وبرقة. وقال الأزهري: أبرقوا: أي اطلبوا الدسم والسمن، يقال: برقت لفلان: إذا دسمت له طعامه بالسمن.

(برك)

(برك) وقوله تعالى: {تبارك الذي إن شاء} قال ابن عرفة: هو تفاعل من البركة، وهو الكثرة، والاتساع، يقال: بورك الشيء وبورك فيه، وقال الأزهري: معنى تبارك: تعالى وتعظم. (برم) قوله: {أم أبرموا أمرًا فإنا مبرمون} أي محكمون أمرًا يزيل كيدهم. وفي حديث خزيمة السلمي: (أينعت العنمة وسقطت البرمة). قلت: البرمة: ثمر الطلح، وجمعها: برم. وفي الحديث: (ملأ الله سمعه من البرم) قال الأزهري: البرم والبيرم: الكحل المذاب والآيك. والياء زائدة. والبيرم في غير هذا: عتلة البخار، والبيرم البرطيل وهي حجارة عهيضة. (برهن) رباعي: /} قل هاتوا برهانكم} البرهان: البيان، يقال: برهن قوله: أي بينه بحجة ومنه قوله: {فذانك برهانان من ربك} أي حجتان وآيتان.

(بري)

(بري) في الحديث: (صل على محمد عدد الثرى والبرى والورى) البرى: التراب، يقال: بقيه البرى أي التراب. باب الباء مع الزاي (بزز) في حديث أبي عبيدة: (أنه ستكون نبوة ورحمة، ثم كذا وكذا ثم تكون بزيزي وأخذ أموال بغير حق) قال القتيبي: البزيزي: السلب والتغلب، من قولك: بزرته ثوبه: أي سلبته إياه، ومنه المثل: من عزبر. أي من غلب سلب. ورواه بعضهم: ثم يكون (بزبزيا) فعرضته على الأزهري، فقال: هذا لا شيء. (بزغ) قوله: {فلما رأى القمر بازغًا} أي طالعا، يقال: بزغ القمر: إذا ابتدأ في الطلوع، وبزغت الشمس كذلك. (بزق) في حديث أنس: (أتينا أهل خيبر حين بزقت الشمس) هكذا الرواية. يقال: بزقت الشمس وبزغت.

(بزل)

(بزل) في حديث علي: (بازل عامين حديث سني). البازل: الذي تم له ثمان سنين وعند ذلك تكمل قوته، فيقول: أنا مستجمع الشباب، مستكمل القوة. وفي/ الحديث: (قضى في البازلة بثلاثة أبعرة) البازلة في الشجاج: هي المتلاحمة؛ لأنها تبزل اللحم، أي تشقه. (بزي) في قصيدة أبي طالب يعاتب قريشًا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كذبتم وبيت الله يبزى محمد .... ولما نطاعن دونه ونناضل قوله: (يبزى) أي يقهر ويغلب، المعنى: لا يبزي محمد - صلى الله عليه وسلم -. باب الباء مع السين (بسر) قوله تعالى: {ووجوه يومئذ باسرة} أي متكرهة مقطبة. ومنه قوله: {ثم عبس وبسر}.

وفي حديث الأشج العبدي: (لا تثجروا ولا تبسروا) البسر: خلط البسر بالتمر وانتباذهما معا، وأما الثجر: فهو أن يؤخذ ثجير البسر فيلقى مع التمر. وكره هذا حذار الخليطين، وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عنهما. وفي الحديث: (فكانت تلقاني مرة بالبشر ومرة بالبسر) أي بالقطوب. يقال: بسر وجهه يبسره. وفي الحديث: (أنه كان في سفره فإذا نهض قال: اللهم بك ابتسرت وإليك توجهت). قوله: (ابتسرت) أي ابتدأت سفري، وكل شيء أخذته غضا فقد بسرته. والبسر: ضرب الفحل الناقة على غير ضبعة، والبسر: / تقاضى المال قبل محله، وعصر الدمل قبل تفتحه. ومنه قول الحسن للوليد التياس: (لا تبسر) يقول: لا تحتمل على الشاة وليست بصارف ولا على الناقة وليست بضبعة.

(بسس)

رواه أبو منصور الأزهري: (ابتسرت) ورواه غيره: (انتشرت). (بسس) قوله تعالى: {وبست الجبال بسًا} أي فتت فصارت أرضًا. ومنه قيل لمكة: الباسة؛ لأنها تبس من ألحد فيها: أي تحطمه وتهلكه. وقيل: بست أي نسفت كما قال: {ينسفها ربي نسفًا}. وقيل: بست: سيقت، كما قال: {وسيرت الجبال}. وفي الحديث: (يخرج قوم من المدينة إلى العراق والشام يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون) يقال في زجر الدابة إذا سقتها: بس بس، وهو زجر للسوق، من كلام أهل اليمن، وفيه لغتان: بسست وأبسست، قال ذلك أبو عبيدة. (بسط) قوله تعالى: {يقبض ويبسط} أي تمنع وتعطي، القابض الباسط، ومنه قوله: {يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} أي يوسف، ويقال: بسط يده بالعطاء. ومنه قوله: {بل يداه مبسوطتان} يعني بالعطاء والرزق.

وقال الله تعالى: {ولا تبسطها كل البسط} يقول/: لا تسرف، ويقال: بسط يده بالسطوة. ومنه قوله تعالى: {والملائكة باسطوا أيديهم} أي مسلطون عليهم، كما يقال: بسطت يده عليه: أي سلط عليه. وقوله تعالى: {إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه} أي كالداعي الماء يومئ: يعني إليه فلا يجيبه. ويقال: كالقابض على الماء. يضرب مثلًا لمن طلب الممتنع. وقوله: {وزاده بسطة في العلم والجسم} أي انباسطًا وتوسعا في العلم، وطولًا وتمامًا في الجسم. وفي الحديث أنه كتب كتابًا لوفد كلب فيه: (في الهمولة الراعية البساط الظؤار). قال الأزهري: البساط: جمع بسط، وهي الناقة التي تركت وولدها لا يمنع منها، ولا تعطف على غيره، فهي بسط وبسوط، فعول بمعنى مفعولة، كما يقال: حلوب، وركوب، أي بسطت على أولادها، وبسط بمعنى مبسوطة كالطحن، والقطف. ورواه القتيبي: (بساط) بضم الباء، قال: وهو جمع بسط، كما تقول ظئر وظؤار.

(بسق)

وفي الحديث، في صفة الغيث: (فوقع بسيطًا متداركًا) أي انبسط في الأرض واتسع. والمتدارك: المتتابع. (بسق) وقوله تعالى: {والنخل باسقات} أي طوالًا. يقال: بسقت النخلة بسوقًا: إذا طالت. وفي حديث ابن الحنفية، قال: (قلت لأبي: كيف/ بسق أبو بكر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) قال ابن الأعرابي: البسق: علو ذكر الرجل في الفضل. (بسل) قوله تعالى: (أن تبسل نفس بما كسبت) أي تسلم للهلكة. قال الأزهري: أي لأن لا تسلم إلى العذاب بعملها، والمستبسل: الذي يقع في مكروه لا مخلص له منه، فيستسلم موقنًا بالهلكة. وقيل: معنى قوله: (تبسل) أي ترتهن. يقال: أبسل فلان بجريرته: أي أسلم بجنايته إلى الهلاك.

(بسن)

ومنه قوله: {أبسلوا بما كسبوا} وأسد باسل كريه الوجه. وفي الحديث: (كان عمر يقول في دعائه: آمين وبسلًا) أي إيجابًا يا رب. وقال أبو الهيثم: يقول الرجل: بسلًا، إذا قال آمين، في الاستجابة. وقال غيره: البسل يكون بمعنى التوكيد، وبمعنى الحلال والحرام. (بسن) في الحديث (نزل آدم من الجنة بالباسنة) قيل: إنه آلات الصناع، وليس بعربي محض. باب الباء مع الشين (بشر) قوله تعالى: {ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات} يقال: بشرته، وبشّرته، مخفف ومشدد. قال الشاعر/: بشرت عيالي إذ رأيت صحيفة .... أتتك من الحجاج يتلى كتابها ومنه قوله تعالى: {إن الله يبشرك} وقرئ: (يبشرك) يقال: بشرته بشارة، بكسر الباء، فأبشر واستبشر، وبشر يبشر: إذا فرح.

ومنه قوله تعالى: {إذا هم يستبشرون} قال ابن عرفة: سميت البشارة بشارة؛ لأنها تبين في بشرة من بشر به، ويقال وجه بشير: إذا كان حسنًا، بين البشارة، بفتح الباء. وفي الحديث: (ما من رجل له إبل وبقر لا يؤدي حقها إلا بطح لها يوم القيامة بقاع قرقر كأكثر ما كانت وأبشره) أي أحسنه. وسميت الرياح: مبشرات؛ لأنها تبشر بالمطر. وفي حديث عبد الله: (من أحب القرآن فليبشر) أي فليفرح وليسر. أراد أن محبة القرآن دليل على محض الإيمان. ومن رواه بضم الشين فهو من: بشرت الأديم أبشره: إذا أخذت باطنه بشفرة، أراد على هذا المعنى: فليضمر نفسه للقرآن؛ فإن الاستكثار من الطعام ينسيه إياه. ومنه الحديث الآخر: (إني لأكره أن أرى الرجل سمينًا نسيًا للقرآن). وقوله: {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} جاء في التفسير: هي الرؤيا الصالحة في الدنيا، وفي الآخرة الجنة.

(بشش)

وقوله: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون/ في المساجد} أي تجامعوهن، سمي بذلك لمس البشرة البشرة جماعًا. وفي الحديث: (أمرنا أن نبشر الشوارب بشرًا) أي نحفها حتى تتبين بشرتها. نحف أي نجر ونقشر الشعر عنها ونحفها أي نلزق جزها ونستقصي جزها. (بشش) في الحديث: (لا يوطن الرجل المساجد للصلاة إلا تبشبش الله به كما يتبشبش أهل البيت بغائبهم) هذا مثل ضربه الله لتلقيه إياه ببره وإكرامه وتقريبه. وقال ابن الأعرابي: البش: فرح الصديق بالصديق. وقال الليث: البش: اللطف في المسألة، والإقبال على أخيك، وقد بششت به أبش، والعرب إذا اجتمعت ثلاثة أحرف من جنس واحد في كلمة واحدة حولوا الأوسط منها استثقالًا لها، من ذلك قولهم: يتململ على فراشه أصله: تملل أي يتقلقل على المله، وهي الرماد والتراب الحار. وقال ابن الأنباري: التبشبش من الله- عز وجل- الرضا. يقال: تبشبش فلان بفلان إذا آنسه. وأصله من البشاشة. (بشك) في حديث أبي هريرة: (أن مروان كساه مطرف خز فكان يثنيه عليه إثناء من

باب الباء مع الصاد

سعته فبشكه بشكا) /أي خاطه. يقال: بشكت الثوب، وشمرجه، ونصحته، بمعنى واحد. باب الباء مع الصاد (بصر) قوله تعالى: {قد جاءكم بصائر من ربكم} أي جاءكم من الآيات ما تبصرون به كأنه أراد: ما تعتبرون به. ومنه قوله تعالى: {هذا بصائر من ربكم} أي هذا القرآن حجج وبراهين واضحة من عند ربكم، والبصائر في غير هذا: طرائق الذم. والبصائر: الترسة، واحدتها: بصيرة، ومعناها كلها: ظهور الشيء وبيانه وقوله تعالى: {بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره}. قال ابن عرفة: أي عليها شاهد بعملها، ولو اعتذر بكل عذر، ويقال: جوارحه بصيرة عليه، أي شهود عليه، قال الأزهري: معنى بصيرة: عليه بما جنى عليها- يقول بل الإنسان يوم القيامة على نفسه جوارحه بصيرة بما جنى عليها. وهو قوله: {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون}. وقوله تعالى: {ولو ألقى معاذيره} أي لو أدلى بكل حجة. وقيل: ألقى ستوره. والمعذار: الستر.

ومن ذلك قوله: {فبصرك اليوم حديد} أي فعلمك بما أنت فيه اليوم/ نافذ. وليس هذا من بصر العين، كما تقول: فلان بصير بالعلم. ومنه قوله تعالى: {بصرت بما لم يبصروا به} أي علمت بما لم يعلموا به. يقال: بصر يبصر: إذا صار عليمًا بالشيء، فإذا نظرت قلت: أبصرت أبصر. وقوله تعالى: {وعلى أبصارهم غشاوة} قال ابن عرفة: أي على أبصار قلوبهم. وقوله: {تبصرة وذكرى لكل عبدٍ منيب} أي فيه بصائر وعبر لمن رجع إلى الله عز وجل بقلبه. وقوله: {والنهار مبصرًا} أي يبصر فيه: كما يقول: ليل نائم: أي ينام فيه. وقوله: {وجعلنا آية النهار مبصرة} أي بينة واضحة. وكذلك قوله: {وآتينا ثمود الناقة مبصرة} أي آية واضحة مضيئة. وقوله: {وكانوا مستبصرين} أي مستبينين، أي أقوامًا أتوا وقد بين لهم أن عاقبته بوارهم، وقال قتادة: معجبين بضلالتهم.

وفي الحديث: (فأمر به فبصر رأسه) قال شمر: أي قطع، يقال: بصره بسيفه: وأنشد: فلما التقينا بصر السيف رأسه فأصبح منبوذا على ظهر صفصف. وفي الحديث: (فأرسلت إليه أم معبد شاة فرأى فيها بصرة من لبن/) يريد: أثرًا قليلًا، يبصره الناظر إليه. وفي الحديث: (بصر جلد الكافر أربعون ذراعًا) قال سفيان: هو الغلظ وبصر السماء: غلظها. ومنه حديث عبد الله: (وبصر كل سماء مسيرة خمسمائة عام). وفي الحديث: (صلاة المغرب يقال لها: صلاة البصر) قيل لها ذلك؛ لأنها تؤدى قبل ظلمة الليل الحائلة، بين الإبصار والشخوص. وأخبرني أبو الفضل الكرابيسي، قال: حدثنا أبو منصور يحيى بن أحمد بن زياد، قال: سمعت الدرامي أحمد بن سعيد، يقول: صلاة البصر: صلاة الفجر. قال: وحدثنا أبو منصور، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا بشر بن السري، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق، عن الوليد بن عبد الله بن سميرة، قال: حدثنا أبو طريق، أنه كان شاهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو محاصر لأهل الطائف (كان يصلي بنا صلاة البصر حتى لو أن إنسانًا رمى بنبله أبصر مواقع نبله).

(بصص)

(بصص) وفي حديث كعب: (تمسك النار يوم القيامة حتى تبص كأنها متن إهالة) أي تبرق، ويقال: بص يبص بصيصًا، ووبص يبص وبيصًا، بمعنى واحد. باب الباء مع الضاد (بضض) / في الحديث، في ذكر السنة: (ما تبض ببلال) معناه: ما يقطر منها لبن وما يسيل. يقال: بض الماء إذا قطر وسال، وضب أيضًا بمعناه، وهو من المقلوب. وفي الحديث: (قدم عمرو على معاوية وهو أبض الناس) البض: الرقيق اللون الذي يؤثر فيه أدنى شيء. ومنه قول الحسن: (تلقى أحدهم أبيض بضا). وفي حديث خزيمة: (وبضت الحلمة) أي دلت حلم الضرع باللبن وسالت بما فيها من الدرة، يقال: بض، وضب: أي سال. (بضع) قوله تعالى: {في بضع سنين} البضع من الشيء: القطعة منه، والعرب تستعمل ذلك فيما بين الثلاث إلى التسع، والبضع والبضعة واحد، ومعناهما: القطعة من العدد.

وقوله: (بضاعة) قطعة من المال يتجر فيها، يقال: بضعت الشيء: أي قطعته وشققته. ومنه حديث عمر: (أنه ضرب رجلًا ثلاثين سوطًا كلها تبضع وتحدر) أي يشق الجلد ويقطع، ويحدر: أي يرم، ويقال: بضعه وبضعه مخفف ومشدد. وفي الشجاج: (الباضعة) وهي التي تأخذ في اللحم. وفي الحديث: (أنه أمر بلالًا يوم صبح خيبر فقال: ألا من أصاب حبلى فلا يقربنها؛ فإن البضع يزيد في السمع والبصر) قال الأزهري: هذا كقوله: (لا يسقى ماءه زرع غيره) والبضع: الجماع وقال بعضهم: البضع: الفرج/. وقال الأصمعي: ملك فلان بضع فلانة: إذا ملك عقدة نكاحها. وهو كناية عن موضع الغشيان. والمباضعة: المباشرة. والاسم: البضع. ومنه قول عائشة رضي الله عنها: (وله حصنني ربي- تعني النبي - صلى الله عليه وسلم - من كل بضع) أي من كل نكاح، وكان تزوجها بكرًا من بين نسائه.

باب الباء مع الطاء

وفي الحديث: (تستأمر النساء في أبضاعهن) يقال: أبضعت المرأة: إذا زوجتها كما تقول: أنكحتها، والاستبضاع: نوع من نكاح أهل الجاهلية. ومنه الحديث: (أن عبد الله بن عبد المطلب مر بامرأة فدعته أن يستبضع منها). وفي الحديث: (فلما تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خديجة دخل عليها عمرو بن أسد فلما رآه قال: هذا البضع لا يقرع أنفه) يريد: هذا الكفؤ الذي لا يرد. وأصل ذلك في الإبل: وذلك أن الفحل الهجين إذا أراد أن يضرب كرائم الإبل ضربوا أنفه بعصًا أو غيرها ليرتد عنها ويتركها ولا يتعرض لها. باب الباء مع الطاء (بطح) في الحديث: (كان كمام أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بطحًا) أي لازقة بالرأس، غير ذاهبة في الهواء. والكمام: جمع كمة، وهي: القلنسوة. وفي حديث: (عمر- رضي الله عنه- أنه أول من بطح المسجد، وقال: أبطحوه من الوادي المبارك) قوله: (بطح المسجد) أي ألقى فيه الحصى ووثره.

(بطر)

وقال ابن شميل: بطحاء الوادي وأبطحه: حصاه اللين في بطن المسيل. ويقال: انبطح/ الوادي بهذا الموضع: استوسع. وفي الحديث: (من كانت له إبل أو غنم لم يؤذ زكاتها بطح لها يوم القيامة بقاع قرقر) أي ألقى على وجهه. (بطر) قوله تعالى: {بطرت معيشتها} أي في معيشتها، والبطر: الطغيان عند النعمة. وقال ابن الأعرابي: البطر: سوء احتمال الغنى. ومنه الحديث: (لا ينظر الله يوم القيامة إلى رجل جر إزاره بطرًا). وفي حديث آخر: (الكبر بطر الحق وغمص الناس) معنى بطر الحق: الطعن في الناس واحتقارهم، أي يجعل ما جعله الله حقا من توحيده وعبادته باطلًا، وأصل البطر: مأخوذ من قول العرب: ذهب دمه بطرًا وبطرًا أي باطلًا، هذا قول الكسائي. وقال الأصمعي: البطر، ومعناه: أن يتحير عند الحق فلا يراه حقًا. وقال الزجاج: البطر: أن يطغى، أي يتكبر عند الحق فلا يقبله. (بطش) قوله تعالى: {وإذا بطشتم بطشتم جبارين} أي أخذتم أخذ الجبابرة.

(بطق)

وقوله تعالى: {ولقد أنذرهم بطشتنا} أي حذرهم إيقاعنا بهم. ومنه قوله: {إن بطش ربك لشديد}. وفي الحديث: (فإذا أنا بموسى باطش بجانب العرش) أي متعلق به بقوة. (بطق) وفي حديث عبد الله: (يؤتى برجل يوم القيامة وتخرج له بطاقة فيها شهادة أن لا إله إلا الله). قال ابن الأعرابي: البطاقة: الورقة. وقال شمر: هي رقعة صغيرة. فهي كلمة مبتذلة بمصر، يدعون الرقعة في الثوب. وفيها رقم/ ثمنه: بطاقة؛ لأنها تشد بطاقة من الثوب. (بطل) قوله تعالى: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} قال قتادة: الباطل: إبليس لا يزيد في القرآن ولا ينقص.

(بطن)

وفي الحديث: (لا يستطيعه البطلة) يعني السحرة. يقال: أبطل: إذا جاء بالباطل. وقوله تعالى: {ويمح الله الباطل} يعني الشرك. (بطن) ومن صفاته عز وجل (الباطن) وهو العالم بما بطن؛ لأنه يعلم من السر ما يعلم من العلانية، فهو الظاهر الباطن. ويقال: هو يبطن أمر فلان: أي يعلم سريرة أمره. وقوله تعالى: {لا تتخذوا بطانة من دونكم} أي أولياء وخاصة من غير أهل الإسلام؛ لأنهم يغشونكم ولا ينصحونكم. ويقال: هم بطانة الملك: أي قرابينه. وفي حديث الاستسقاء: (وجاء أهل البطانة يضجون) قال ابن الأنباري: البطانة: خارج المدينة. وقوله تعالى: {يخرج من بطونها شراب مختلف} وذلك أنه يستحيل في بطونها ثم تمجه من أفواهها. وفي حديث عبد الله بن عمرو أنه قال لعبد الرحمن- رضي الله عنهما- (مات ببطنته لم يتغضغض منها شيء) أي لم ينقص، قال أبو عبيد: يضرب

باب الباء مع الظاء

هذا مثلًا في أمر الدين، أي خرج من الدنيا سليمًا، لم يثلم دينه شيء. ويقال في غير هذا، في باب البخل، إذا مات الرجل وماله وافر: مات فلان ببطنته لم يتغضغض منها شيء، ومات وهو عريض البطان، بمعناه/. وفي حديث إبراهيم النخعي: (أنه كان يبطن لحيته) قال شمر: أي يأخذ من تحت الذقن الشعر. وفي الحديث: (فإذا رجل مبطن مثل السيف) يعني عيسى عليه السلام. قلت: المبطن: الضامر البطن. والمبطون: الذي يشتكي بطنه. والمبطان: الضخم البطن. باب الباء مع الظاء (بظر) في حديث على أنه قال لشريح: (ما تقول فيها- يعني في مسألة سئلها- أيها العبد الأبظر). الأبظر: الذي في شفته العليا، طول مع نتوء. باب الباء مع العين (بعث) قوله تعالى: {وكذلك بعثناهم} يعني من نومهم.

(بعثر)

ومنه قوله عز وجل: {قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا}. ويكون البعث إرسالا، ومنه قوله: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا}. ويكون نشورًا، وهو قوله تعالى: {ثم يبعثكم فيه} أي يحييكم. وفي حديث حذيفة: (إن للفتنة بعثات ووقفات) قال شمر: أي إثارات وتهييجًا. وكل شيء أثرته فقد بعثته. (بعثر) ومن رباعيه قوله تعالى: {وإذا القبور بعثرت} أي قلبت فأخرج ما فيها، كما يبعثر المتاع فيجعل أعلاه أسفله، ويقال: بحثر، بمعناه. (بعثط) وفي حديث معاوية، / وقيل له: أخبرنا عن نسبك في قريش فقال: (أنا ابن بعثطها) البعثط: سره الوادي، يريد أنه واسطة قريش، ومن سرة البطاح. (بعج) وفي الحديث: (إذا رأيت مكة قد بعجت كظائم) أي شقت وفتح كظائمها، بعضًا من بعض، يقال: بعجت بطنه وبعجت النار، فهي بعيج.

(بعد)

وفي حديث عمرو، ووصف عمر، فقال: (إن ابن حنتمه بعجت له الدنيا معاها) هذا مثل ضربه، أراد أنها كشفت له عما كان فيها من الكنوز وأموال الفتوح وفيء المسلمين. (بعد) قوله تعالى: {ذلك رجع بعيد} يعنون البعث بعد الموت، قالوه منكرين، كما يقول الرجل لصاحبه، للأمر ينكره: إن هذا لبعيد. وقوله تعالى: {ألا بعدًا لمدين كما بعدت ثمود} يقال: بعد يبعد: إذا هلك، وبعد محله يبعد، بالضم. وقوله تعالى: {أولئك ينادون من مكان بعيد} أي بعيد من قلوبهم. قال الفراء: يقال للرجل الذي لا يفهم عنك قولك: هو ينادي من مكان بعيد، ويقال للفهم: إنه ليأخذ الأشياء من قرب. وقال ابن عرفة: أراد أنهم لا يسمعون. وقوله تعالى: {في شقاق بعيد} أي يتباعد بعضهم في مشاقة بعض. وفي الحديث: / (أنه كان يبعد في المذهب إلى الخلاء) أي يمعن في الذهاب إلى الخلاء.

(بعض)

(بعض) قوله تعالى: {يصبكم بعض الذي يعدكم} قال أبو العباس ثعلب: كان قد وعدهم شيئين من العذاب، عذب الدنيا وعذاب الآخرة، فقال: يصبكم هذا العذاب في الدنيا، وهو بعض الوعدين من غير أن ينفي عذاب الآخرة. وقال الليث: بعض صلة، أراد بعض الوعدين يصبكم الذي يعدكم، والقول ما قال ثعلب رحمه الله. (بعع) في الحديث: (فبعها- يعني الخمر- في البطحاء) أي: صبها صبًا واسعًا. والبعاع: شدة المطر. يقال: بع المطر يبع. ومنهم من قال: (فثعها) بالثاء، يقال: ثع يثع: إذا قاء. أراد: قذفها في البطحاء. (بعق) في الحديث: (فأين هؤلاء الذين يبعقون لقاحنا) قال أبو عبيد: يعني أنهم ينحرونها ويسيلون دماءها، يقال: انبعق المطر: إذا سال بكثرة. وفي حديث الاستسقاء: (جم البعاق) البعاق: المطر الكثير الغزير الواسع. وقد تبعق يتبعق تبعقًا: إذا كثر واتسع:

(بعل)

(بعل) قوله عز وجل: {وبعولتهن أحق بردهن} البعولة: جمع البعل، والرجل بعل المرأة، والمرأة بعلته، وقد بعل يبعل بعلًا: إذا صار بعلًا، / وباعل مباعلة: إذا باشرها ومنه قوله عليه السلام لأيام التشريق: (إنها أيام أكل وشرب وبعال). وفلان بعل هذا: أي مالكه وربه. وفي الحديث أن رجلا قال (له): (أبايعك على الجهاد) فقال: (هل لك من بعل) البعل: الكل. يقال: صار بعلًا على قومه: أي ثقلًا وعيالًا. ويقال: هل بقى لك من تجب طاعته عليك كالوالدين والأهل والولد. وقوله تعالى: {أتدعون بعلًا} قال مجاهد: أتدعون إلهًا سوى الله. ويقال: إنه كان اسم صنم كان من ذهب. وفي الحديث: (ما سقي بعلًا ففيه العشر) ............................

قال أبو عبيد: البعل: ما شرب بعروقه من الأرض من غير سقي سماء ولا غيرها. قال الأزهري: هكذا فسره الأصمعي، وجاء القتيبي فغلط أبا عبيد، وهو بالغلط أولى. قال: وهذا الضعف من النخل رأيته بالبادية، وهو ما ينبت من النخيل في أرض يقرب ماؤها، فرسخت عروقها في الماء، واستغنت عن ماء السماء وعواثير السيول، وغيرها من الأنهار، ويسمونه: البعل. وفي حديث آخر أنه قال - صلى الله عليه وسلم -: ) العجوة شفاء من السم ونزل بعلها من الجنة). قال الأزهري: أراد ببعلها: فسيلها الراسخ عروقها في الماء، / لا يسقى بنضح ولا غيره، ويجيء ثمرها سحًا قعقاعًا، وقد استبعل النخل: إذا صار بعلًا. وفي حديث الشورى: (فقال عمر: قوموا فتشاوروا فمن بعل عليكم أمركم فاقتلوه). قال أبو حمزة: يعني من أبى.

باب الباء مع الغين

وفي موضع آخر: (من تأمر عليكم من غير مشورة، أو بعل عليكم أمرا) أي خالفكم. وفي موضع آخر: (فإن بعل أحد على المسلمين يريد: يشتت أمرهم فقدموه فاضربوا عنقه). وفي الحديث: (إنها أيام أكل وشرب وبعال) قال ابن الأعرابي: البعال: الجماع نفسه، ها هنا. ويقال أيضًا لحديث العروسين: بعال، والبعل: حسن العشرة. وقال: يا رب بعل ساء ما كان بعل. وفي حديث الأحنف: (لما نزل به الهياطلة بعل بالأمر). يقال: بعل، وبرق، وبقر، وبحر، بمعنى واحد: أي تحير فيه: دهش وفزع. باب الباء مع الغين (بغت) قوله تعالى: {فأخذناهم بغتة} يقال: بغتة الأمر بغتًا وبغتة، وباغته مباغتة. قال الشاعر: وأفظع شيء حين يفجؤك البغت

(بغش)

(بغش) وفي الحديث: (كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فأصابنا بغيش) قال الأصمعي: أخف المطر: الطل، ثم الرذاذ، ثم/ البغض، وأرض مبغوشة. وأصابتهم بغشة من مطر: أي قليل منه. (بغو) وفي حديث عمر أنه مر به رجل يقطع سمرًا بالبادية، فقال له: (رعيت بغوتها وبرمتها وحبلتها وبلتها وفتلتها، ثم تقطعها). قال القتيبي: يرويه أصحاب الحديث: (معوتها) وذلك غلط؛ لأن المعوة: البسرة التي جرى الإرطاب فيها. والصواب: (بغوتها) والبغوة: هي ثمرة السمر أول ما تخرج، ثم تصير بعد ذلك برمة. يقال: أبرمت السمرة، ثم تسمى بعد ذلك البلة والفتلة، وقد يكون البرم أيضًا: ثمرة السلم، وهي من العضاة. (بغى) قوله تعالى: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} أي على الفجور. يقال: بغت المرأة تبغي بغاء، بكسر الباء. وامرأة بغي. ومنه قوله تعالى: {ولم أك بغيًا} وهن البغايا.

والبغي: الحسد. ومنه قوله تعالى: {بغيًا بينهم}. وقال اللحياني: أصل البغي: الحسد، ثم سمي الظلم بغيًا؛ لأن الحاسد ظالم. ومنه قوله تعالى: {بغي عليه لينصرنه الله} يقال: بغيت عليه: إذا حسدته. وقوله تعالى: {فمن اضطر غير باغ ولا عاد} قال المؤوج: أي لا يبغى فيأكله غير مضطر إليه، ولا عاد: أي لا يعدو شبعه. وقال ابن عرفة: غير باغ: أي غير طالبها وهو يجد غيرها، ولا عاد: أي غير متعد ما حد له. وقال الأزهري: غير باغ: أي غير ظالم بتحليل ما حرم الله تبارك وتعالى/ ولا عاد: أي غير مجاوز للقصد، وقيل: غير باغ: أي غير خارج على السلطان، وقاطع للطريق والبغي: الاستطالة على الناس والكبر. ومنه قوله تعالى: {والإثم والبغي بغير الحق} والبغي: الفساد. ومنه قوله: {يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم} أي فسادكم راجع إليكم. وقوله: {إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق} أي يفسدون، ويقال: بغير الجرح: إذا ترامى إلى فساد.

باب الباء مع القاف

ويقال: بغيتك كذا: أي بغيته لك، ومنه قوله تعالى: {يبغونكم الفتنة} والبغاء: الطلب: وأبغيتك: أي أعنتك على البغاء. وقوله تعالى: {وما علمناه الشعر وما ينبغي له} قال ابن الأعرابي: وما يصلح له، ويقال: ما انبغى لك، وما ابتغى لك: أي ما ينبغي لك. وفي الحديث: (لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله) قال أبو عبيد عن الكسائي: هو الهيج، وأصله من البغي فقلبت. وفي حديث سطيح: تلفه الريح بوغاء الدمن سمعت الأزهري يقول: البوغاء: التراب. وفي حديث إبراهيم النخعي (أن إبراهيم بن المهاجر جعل على بيت الورق، فقال النخعي: ما بغي له) أي ما حيز له. وفي الحديث: (فانطلقوا بغيانًا (: جمع باغ، كما تقول: راع ورعيان./ باب الباء مع القاف (بقر) قوله تعالى: {إن البقر تشابه علينا} قال ابن عرفة: يقال: بقير، وباقر،

(بقط)

وبيقور، وقريء: (إن الباقر تشابه) وقال الأزهري: إن البقر اسم للجنس، وجمعه: باقر. وفي الحديث: (نهى عن التبقر في الأهل والمال) قال أبو عبيد: يريد به الكثرة والسعة، وأصل التبقر: التوسع والتفتح، ومنه يقال: بقرت بطنه. ومنه الحديث في فتنة عثمان - رضي الله عنه -: (إنها باقرة كداء البطن) كأنه أراد: أنها مفسدة للدين، مشتتة للناس، ومفرقة لهم، فأراد أن الألفة والاجتماع كان قبل ذلك، فلما قتل انصدعت الألفة، وتفرق الشمل، وشبهها بوجع البطن، لأنه لا يدري ما هاجه، وكيف يتأتى له. وفي حديث ابن عباس في شأن الهدهد: (فبقر الأرض) قال شمر: معنى بقر: نظر موضع الماء، فرأى الماء تحت الأرض. (بقط) وفي الحديث: (أن عليا حمل على عسكر المشركين فما زالوا يبقطون) أي يتعادون إلى الجبال، وقال عمرو، عن أبيه، بقط الرجل، وبرقط: إذا صعد في الجبل. وقال أبو عمر، عن ثعلب: البقط: التفرقة. قلت: ومنه قولهم: بقطيه يطبك أي: فرقيه بحذقل.

(بقع)

وفي حديث سعيد بن المسيب: (لا يصلح بقط الجنان) قال شمر بإسناده عن ابن المظفر: البقط: أن تعطي الجنان على الثلث والربع. قال: وبلغنا عن أبي معاذ النحوي، قال: البقط: ما سقط من التمر، إذا قطع يخطئه المخلب. وفي حديث عائشة: (ما اختلفوا في بقطة) قال شمر: هي البقعة من بقاع الأرض. يقول: ما اختلفوا في بقعة من بقاع الأرض قال: ويقع قول عائشة على البقطة من الناس: وهي الفرقة. (بقع) قوله تعالى: {في البقعة المباركة} قال الليث: البقعة: قطعة من الأرض على غير هيئة التي يجنبها، ويقال: بُقعة، وبَقعة. فمن قال: بُقعة؛ قال في جمعه: بُقع، مثل تحفة وتحف، ونطفة ونطف ومن قال: بَقعة، قال في جمعه: بِقاع، مثل قصعة وقصاع، وتلعة وتلاع. والتلعة: الشبط وما ارتفع. وفي الحديث: (يوشك أن يستعمل عليكم بُقعان الشام) قال أبو عبيد: أراد سبيها وعبيدها (مماليكها) سموا بذلك؛ لأن الغالب على ألوانهم البياض والصفرة، / وقيل لهم: بقعان لاختلاط ألوانهم.

(بقق)

وقال القتيبي: البقعان الذين فيهم سواد وبياض، لا يقال لمن كان أبيض من غير سواد يخالطه: أبقع، فكيف يجعل الروم بقعانًا بيض وهم خلص؟ وأرى أن أبا هريرة أراد أن العرب تنكح إماء الروم، فيستعمل عليكم أولادها، وهم بين سواد العرب وبياض الروم، أخذوا من سواد الآباء وبياض الأمهات. وفي حديث القبائل: (أن عليًا قال لأبي بكر: لقد عثرت من الأعرابي على باقعة). وفي خبر آخر (ففاتحته فإذا هو باقعة) أي باحثته قال أبو عمر: الباقعة: طائر خدر، إذا شرب الماء نظر يمنة ويسرة. (بقق) وفي الحديث: (أن حبرًا من بني إسرائيل صنف لهم سبعين كتابًا في الأحكام، فأوحى الله إلى نبي من أنبيائهم أن قل لفلان: إنك قد ملأت الأرض بقاقًا، وإن الله لم يقبل من بقاقك شيئًا) قال الأزهري: البقاق: كثرة الكلام. يقال: بَق الرجل، وأبق: إذا كثر كلامه، فالمعنى: أن الله عز وجل لم يقبل من إكثارك شيئًا. قال غيره: يكون البقاق نعتًا للمكثار قال الشاعر: (أخرس في السفر بقاق المنزل) والبقاق أيضًا سقط متاع البيت. (بقى) قوله تعالى: {أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض} قال ابن عرفة: أي أولوا تمييز وأولو طاعة، يقال: إنه لذو بقية: إذا كان فيه خير.

المعنى: فهلا كان من القرون من قبلكم من فيه خير ينهي عن الفساد. وقال الأزهري: البقية: الاسم من الإبقاء، كأنه أراد: أولو إبقاء على أنفسهم لتمسكهم بالدين المرضى، والعرب تقول للعدو إذا غل: البقية، أي أبقوا علينا، ولا تستأصلونا. وقال ابن عرفة: يقال: في فلان بقية: أي فضل مما يمدح به. وقال القتيبي: قوم لهم بقية: أي مسكة، وفيهم خير. وقوله تعالى: {بقيت الله خير لكم} قال مجاهد: طاعة الله. وقيل: ما أبقى الله/ من الحلال خير لكم، ويجوز أن يكون الحال التي يبقى لكم معها الخير خيرًا لكم، وقيل في قوله تعالى: {وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون} إنه فضاض الألواح التي كتب الله لموسى فيها. وقوله: {والباقيات الصالحات} يعني الأعمال التي يبقى ثوابها. وفي الحديث: (بقينا رسول الله) أي انتظرناه، يقال: بقيته أبقيه بقيًا. وفي الحديث: (تبقه وتوقه) أي استبق النفس ولا تعرضها للهلاك. وتوقه: أي تحرز من الآفات: قال الله تعالى: {خذوا حذركم}.

باب الباء مع الكاف

باب الباء مع الكاف (بكأ) في الحديث: (نحن معاشر الأنبياء فينا بكاء) أي قلة كلام إلا فيما يحتاج إليه، مثل بكء الناقة، إذا قل لبنها، يقال: بكؤت الشاة وبكأت، فهي بكيء. وفي حديث علي: (فقام إلى شاة بكيء فحلبها). (بكت) في الحديث: (أنه أتى بشارب فقال: بكتوه) التبكيت: يكون تقريعًا باللسان، يقال له يا فاسق، أما استحييت، أما اتقيت الله وقد يكون باليد والعصا ونحوه. (بكر) قوله تعالى: {ولا بكر} البكر: التي لم تنتج، يقال: حاجة بكر؛ للتي لم يكن قبلها مثلها، وسحابة بكر، لم تمطر قط. وقوله: {بالعشي والإبكار} يقال: أبكر/ يبكر، وبكر يبكر، وبكر يبكر، وابتكر بمعنى واحد. وفي الحديث: (من بكر وابتكر) قوله: {بكر} يعني إلى الصلاة فأتاها

لأول وقتها، وكل من أسرع إلى شيء فقد بكر إليه، يقال: بكروا بصلاة المغرب، أي صلوها عند سقوط القرص. وهو في الحديث: (لا تزال أمتي على سنتي ما بكروا بصلاة المغرب). وقوله: (وابتكر) أراد: أدرك أول الخطبة. وأولها: بكورتها، كما يقال: ابتكر الرجل إذا أكل باكورة الفواكه، وابتكار الجارية: أخذ غدرتها. قال ابن الأنباري: والذي نذهب إليه في تكريرها بين اللفظتين أن المراد منه المبالغة والزيادة في التوكيد؛ لأن العرب إذا بالغت اشتقت من اللفظة الأولى لفظة على غير بنائها، ثم اتبعوها إعرابها، فيقولون: جاد مجد، وليل لائل، وشعر شاعر. وقال الشاعر: حطامة الصلب حطومًا محطما فالحطوم والمحطم معناهما كمعنى الأول. وفي الحديث: (بكروا بالصلاة في يوم الغيم، فإنه من ترك العصر حط عمله) قال أبو بكر: معناه: تقدموا فيها وقدموها في أول وقتها، والتبكير: هو التقدم في أول الوقت، وإن لم يكن أول النهار.

(بكع)

وفي الحديث: (لا تعلموا أبكار أولادكم كتب النصارى) يعني أحداثكم. وبكر الرجل: أول ولده. (بكع) في حديث/ أبي موسى وقال له فلان: (ما قتلها - يعني الكلمة - ولقد خشيت أن تبكعني بها) أي تستقبلني بها، يقال: بكعت الرجل بكعًا؛ إذا استقبلته بما يكره، وهو نحو التبكيت. وفي حديث عمر (فبكعه بالسيف) أي ضربه ضربًا متتابعًا. (بكك) قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا} يقال: بكة: مكان البيت ومكة: سائر البلد. وفي الحديث: (فتباك الناس عليها) أي: ازدحموا. وقال الأزهري: سميت بكة؛ لأن الناس يبك بعضهم بعضًا في الطواف، أي يدفع وقيل: لأنها تبك أعناق الجبابرة. وقال القتيبي: بكة ومكة شيء واحد، والباء تبدل من الميم كثيرًا.

(بكى)

وفي الحديث: (فتباك الناس عليه) أي ازدحموا. (بكى) قوله تعالى: {فما بكت عليهم السماء والأرض} أي لم تحدث بعدهم حادثة لهلاكهم. وقال ابن عباس: ليس من مؤمن إلا وله باب في السماء يصعد منه عمله فإذا مات بكى عليه وكذلك معادنه من الأرض التي كان يصلي فيها، وبابه من السماء الذي كان يصعد منه عمله، وأما قوم فرعون فلم تكن لهم أعمال صالحة في الأرض، ولم يصعد لهم خير إلى السماء، فما بكت عليهم/ السماء والأرض. وقال غيره: إنما تبكى السماوات والأرض لعقل يجعله الله فيها، كما جعل لحراء حتى فهم كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكما جعل للأحجار والأشجار والبهائم حتى خاطبته وقال بعضهم: معناه: فما بكت عليهم أهل السماء والأرض، فحذف الأهل، وأقيمت السماء والأرض مقامهم، والعرب تقول: السخاء حاتم، وهم يريدون: السخاء سخاء حاتم. وقال آخرون: كانت العرب إذا أخبرت عن مهلك رجل عظيم الشأن قالوا: بكت عليه السماء والأرض، وكسفت لموته الشمس والقمر، وما أشبه ذلك.

باب الباء مع اللام

باب الباء مع اللام (بلل) (بل) في كلامهم استدراك وإيجاب بعد نفي. (بلج) في حديث أم معبد (أبلج الوجه) أي مشرق الوجه، مسفره، ويقال: تبلج الصبح وانبلج، ورجل أبلج ومتبلج، ويقال: الحق أبلج: أي واضح بين. (بلح) في حديث علي: (إن من ورائكم كذا وكذا - وذكر فتنًا - وبلاءً مكلحًا مبلحًا). المبلح: من قولك: بلح الرجل: إذا انقطع من الإعياء فلم يقدر على أن يتحرك، وقد أبلحه السير. قال الأعشى:

(بلس)

فاشتكى الأوصال منه وبلح يريد أن ذلك البلاء يقطعهم، والمكلح: الذي يكلح الناس فيه؛ لشدته. وفي الحديث: (لا يزال المؤمن/ معنقًا صالحًا ما لم يصب دمًا حرامًا فإذا أصابه فقد بلح) أي أعيا وانقطع به، ويقال: بلح الفرس: إذا انقطع جريه، تلجت الركية: انقطع ماؤها. (بلس) قوله تعالى: {فإذا هم مبلسون} قال ابن عرفة: الإبلاس: الحيرة واليأس ومنه سمى إبليس؛ لأنه أبلس عن رحمة الله، أي يئس منها وتحير. وقال الأزهري: مبلسون: نادمون ساهون ساكتون متحسرون على ما فرط منهم. وقوله تعالى: {يبلس المجرمون} أي ينقطعون انقطاع يائسين، وكل من انقطع في حجته وسكت فقد أبلس، أنشدني شيخي رحمه الله: يا صاح هل تعرف رسمًا مكرسًا .... قال نعم أعرفه وأبلسا. وفي الحديث: (من أحب أن يرق قلبه فليدمن أكل البلس) قال أبو منصور: هو التين. وفي حديث عطاء: (البلسن) وهو العدس.

(بلع)

(بلع) قوله تعالى: {يا أرض ابلعي ماءك} أي انشقي، يقال: بلعت الشيء أبلعه. يقال: ما بلعت اليوم من بلاع. (بلغ) قوله تعالى: {هذا بلاغ للناس} أي هذا القرآن ذو بلاغٍ للناس أو ذو بيان كافٍ. والبلاغة: هي البيان الكافي، والبلاغ: اسم يقوم مقام الإبلاغ والتبليغ. ومنه قوله تعالى: {فهل على الرسل إلا البلاغ المبين}. وقوله تعالى: {قولًا بليغًا} أي كافيًا، وبلغ الرجل يبلغ بلاغة فهو بليغ: إذا كان يبلغ بلسانه كنه ما في ضميره، ومنه يقال: / أحمق بلغ، أي يبلغ مع حُمقه ما يريد. وقوله تعالى: {إن الله بالغ أمره} أي يبلغ ما يريد.

(بلقع)

وقوله تعالى: {لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ} أي ذلك بلاغ. وفي الحديث: (كل رافعة رفعت علينا من البلاغ فلتبلغ عنا) أراد من المبالغين في التبليغ، يقال: بالغ يبالغ مبالغة وبلاغًا: إذا اجتهد في الأمر. ويقال: أبلغته وبلغته، وإن كانت الرواية من البلاغ بالفتح فله وجهان: أحدهما: أن البلاغ ما بلغ من القرآن والسنن، والوجه الآخر: من ذوي البلاغ، أي الذبن بلغونا، أي من ذوي التبليغ، فأقام الاسم مقام المصدر الحقيقي، كما تقول: أعطيته عطاءٌ. وقوله تعالي: {أيمان علينا بالغة} أي مؤكدة. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: أنها قالت لعلي رضي الله عنه يوم الجمل: (قد بلغت منا البلغين) أرادت أن الحرب قد جهدتنا وبلغت كل مبلغ منا. قال أبو عبيد: هو مثل قولهم: لقيت منه البرحين، ولقيت منه بنات برح، وهي الدواهي. (بلقع) رباعي وفي الحديث: (اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع) قال شمر: أي يفتقر الحالف، ويذهب ما في بيته من المال، وقال غيره: هو أن يفرق الله شمله، ويغير عليه ما أولاه من نعمه.

(بلل)

وفي الحديث: (شر النساء السلفعة البلقعة) يقال: امرأة بلقعة: إذا كانت خالية من كل خير، والسلفعة: البذيئة/ (بلل) وفي الحديث: (بلوا أرحامكم ولو بالسلام) يقول: صلوها وندوها. وهم يقولون للقطيعة: يبس. قال الشاعر: فلا توبسوا بيني وبينكم الثرى .... فإن الذي بيني وبينكم مثرى. يقول: لا تقطعوا الأرحام. وفي حديث العباس، في شأن زمزم (لست أحلها لمغتسلٍ وهي لشارب حل وبل). البل: المباح بلغة حمير، وقيل: بل: شفاء، من قولهم: بل من مرضه وأبل ولا يكون اتباعًا؛ لمكان الواو. وفي حديث آخر: (إنما عذابها - يعني هذه الأمة: - في الدنيا البلابل والفتن). قال ابن الأنباري: البلابل: وساوس الصدر. وفي الحديث، في ذكر السنة: (ما تبض ببلال) عنى بالبلال: اللبن وهو جمع: بلل، يقال: بلل وبلال مثل جمل وجمال، قال الشاعر:

(بلا)

وخلت عن أولادها المرضعات .... ولم ترعين بمزن بلالا عنى بالبلال الأمطار. وقال القتيبي: معناه: ما تقطر ضروعها بلبن يبل. وفي الحديث: (ألست ترعى بلتها وفتلتها) البلة: نور العضاة قبل أن ينعقد، فإن تعقد وتفتل فهو الفتلة. (بلا) قوله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم} أي نعمة ومنة. ومنه قوله: {وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنًا} وقال أبو الهيثم: البلاء يكون حسنًا ويكون/ سيئًا، وأصله: المحنة، والله عز وجل يبلو عبده بالصنع الجميل؛ ليمتحن شكره، ويبلوه بالبلوى التي يكرهها؛ ليمتحن صبره، فقيل للحسن: بلاء، وللسيء: بلاء. وقوله تعالى: {وإذا ابتلي إبراهيم ربه بكلمات} أي اختبره. يقال: بلوته وابتليته. ومنه قوله تعالى: {وابتلوا اليتامى}. وفي حديث حذيفة: (أنه أقيمت الصلاة فتدافعوها وأبوا إلا تقديم حذيفة، فلما سلم قال: لتبتلن لها إماما أو لتصلن وحدانًا) قل شمر: أي لتختارن.

(بله)

وأصله التجربة والخبرة، يقال: اللهم لا تبلنا إلا بالتي هي أحسن: أي لا تمتحنا. (بله) في الحديث: (أكثر أهل الجنة البله) البله: هو الغافل عن الشر، الواحد: أبله. قال الأزهري: الأبله في كلامهم على وجوه، يقال: عيش أبله، وشباب أبله؛ لغفلة صاحبه فيه وبنات أبله إذا كان ناعمًا، ومنه أخذ: بلهنية العيش. والأبله: الذي لا عقل له، والأبله: الذي طبع على الخير، فهو غافل عن الشر لا يعرفه. قال: وهذا الذي هو في الحديث. وقال القتيبي: هم الذين غلبت عليهم سلامة الصدور، وحسن الظن بالناس وأنشد: ولقد لهوت بطفلة مياسة .... بلهاء تطلعني على أسرارها أراد أنها غر لا دهاء لها. وفي الحديث: (بله ما اطلعتم/ عليه) أي دع ما اطلعتم عليه، وكيف ما اطلعتم عليه.

(بلى)

(بلى) في حديث خالد بن الوليد: (إذا كان الناس بذي بلى وذي بلى). وفي رواية: (بذي بليان) يعني إذا كانوا طوائف وفرقًا من غير إمام. وكل من بعد عنك حتى لا تعرف موضعه، فهو بذي بلى. قاله أبو عبيد وأنشد الكسائي في رجل يطيل النوم. نام ويذهب الأقوام حتى .... يقال أتوا على ذي بليان باب الباء مع النون (بنن) في الحديث: (إن للمدينة بنة). قال أبو عمرو: البنة: الريح الطيبة. وقال الأصمعي: هي الطيبة وغير الطيبة، والجمع: بنان، ومن ذلك قول علي رضي الله عنه للأشعث بن قيس وقال له: ما أحسبك عرفتني يا أمير المؤمنين. قال: (نعم، وإني لأجد بنة الغزل منك) قلت: رماه بالنساجة. (بني) قوله تعالى: (هؤلاء بناتي) أراد بنات قومه، وكل نبي كالأب لقومه، وأراد النكاح.

وقوله تعالى: {ويجعلون لله البنات} زعموا أن الملائكة بنات الله، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: (ما رأيته عليه السلام متقيًا الأرض بشيء؛ إلا أني أذكر يوم مطر، فإنا بسطنا له بناء) قال شمر: أي نطعًا. وسمعت الأزهري/ يقول: يقال: بناء، ومبناة، والمبناة أيضًا: قبة من أدم. قال النابغة: على ظهر مبناة جديد سيورها .... يطوف بها وسط اللطيمة بائع ويقال للبيت: بناء، وقد أبنيته: أي أعطيته ما يبني به بيتًا. وفي الأمثال: المعزى تبهي ولا تبني، أي تخرق لا تعين على الأبنية ومعزى الأعراب جرد لا شعور لها. وفي الحديث: (أن المخنث قال لعبد الله بن أبي أمية، في صفة امرأته: إنها إذا قعدت تبنت) قال شمر: قال ابن الأعرابي: أي فرجت رجليها. قال الأزهري: كأنه جعل ذلك من المبناة، وهي القبة من الأدم، إذا ضربت مدت بالأطناب فانفرجت، وكذلك هذه إذا قعدت تربعت وفرجت رجليها؛ لضخم ركبها ويحتمل أن يكون أراد: صارت كالمبناة؛ لسمنها وكثرة لحمها، من قولهم: بني لحمه طعامه يبنيه بناء: إذا عظم من الأكل. قاله أبو زيد، وأنشد:

باب الباء مع الواو

بنى السويق لحمها واللت .... كما بنى بخت العراق القت وفي الحديث: (أن عمر رضي الله عنه سأل رجلًا قدم من الثغر، فقال: هل شرب الجيش في البنيات الصغار؟ قال: لا، إن القوم ليؤتون بالإناء فيتداولونه حتى يشربوه كلهم) البنيات، ها هنا: الأقداح الصغار./ باب الباء مع الواو (بوأ) قوله تعالى: {وباءوا بغضب} أي لزمهم ورجعوا به. ومنه قوله عليه السلام في دعائه ومناجاته: (أبوء بنعمتك علي) أي أقربها وألزمها نفسي. وأصل البواء: اللزوم. يقال: أباء الإمام فلانًا بفلان: أي ألزمه دمه، وقتله به، وفلان بواء لفلان: إذا قتل به. وهو كقوله: بوأه الله - تعالى - منزلًا: أي ألزمه إياه، وأسكنه إياه. قال الله تعالى: {ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق} أي أنزلناهم منزلًا صالحًا، والمبوأ: المنزل الملزوم. وأرض مباءة: منزولة مألوفة. ومنه الحديث: (أنه عليه السلام حين هاجر قال للمدينة: هاهنا المتبوأ). وقوله: (والذين تبوءوا الدار والإيمان) أي أقروها مسكنًا.

وقوله: (نتبوء من الجنة حيث نشاء) أي نتخذ منها منازل. ومنه الحديث: (فليتبوء مقعده من النار) أي لينزل منزله منها. وقوله: (تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال) أي تنزلهم مراكزهم في مصافهم للحرب: ميمنة وميسرة، والقلب والطلائع والكمين. وقوله: (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت) أي زريناه أصله. والباءة، والمباءة: المنزل، ثم قيل لعقد النكاح: باءة؛ لأن من تزوج امرأة بوأها منزلًا./ ويقال للجماع نفسه: باءة. وفي الحديث: (عليكم بالباءة) يعني النكاح والتزويج. وفي الحديث: (الجراحات بواء) يعني أنها متساوية في القصاص، وأنه لا يقتص للمجروح إلا من جارحه الجاني عليه، ولا يؤخذ إلا بمثل جراحته سواءً، فذلك البواء.

(بوج)

وفي بعض الحديث: (بؤ للأمير) أي اعترف له وقر بذنبك. وفي الحديث: (فقد باء أحدهما بالكفر) أي التزمه وراجع به. (بوج) في الحديث: (ثم هبت ريح سوداء فيها برق متبوج) أي متألق برعود وبروق، من انباج ينباج: إذا انفتق، يقال: انباجت عليهم بوائج منكرة: أي دواه. (بوح) وفي الحديث: (من سره أن يسكن بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة) يعني وسط الجنة. يقال: تبحبحت الدار: إذا توسطتها. قال الفراء: وأصلها من باحة الدار ولم يجعلها من المضاعف. ومنه الحديث: (ليس للنساء من باحة الطريق شيء ولهن حجرتاه) أي ناحيتاه.

(بور)

وفي الحديث: (إلا أن تكون معصية بواحًا) أي جهارًا. يقال: باح الشيء، وأباحه إذا جهر به. (بور) قوله تعالى: (دار البوار) أي دار الهلاك، وهي جهنم، نعوذ بالله منها. وقوله تعالى: (قوما بورا) أي هلكى. يقال: رجل بور. وقوم بور. وقد يكون بور: جمع بائر. وقد بار يبور: إذا بطل وهلك. وفي الحديث: (فأولئك قوم بور). في كتابه - صلى الله عليه وسلم - لأكيدر: / (وإن لكم البور والمعامي). قال أبو عبد الله: البور: الأرض التي لم تزرع. والمعامي: المجهولة وأرض بائرة معطلة عن الزراعة. وقوله: (تجارة لن تبور) أي لن تكسد. في الحديث: (نعوذ بالله من بوار الأيم) أي كسادها. يقال: بارت السوق: إذا كسدت ونامت.

(بوص)

وفي الحديث (كنا نبور أولادنا بحب علي) أي جرب. يقال: برته أبوره: إذا جربته. وفي الحديث: (كان لا يرى بأسًا بالصلاة على البوري) وهي حصر القصب. قلت: هي البوري، والبارية والبورياء ثلاث لغات. (بوص) في الحديث: (أن عمر أراد أن يستعمل سعيد بن العاص فباص منه) أي استتر وهرب. وأصل البوص: السبق والفوت. وإن روى: (فناص منه) فهو وجه. يقال: ناص ينوص: إذا هرب. ومنه قوله: (ولات حين مناص). وفي الحديث: (أن الزبير ضرب أزب حتى باص) أي سبقه وفاته. وفي الحديث: (قد كاد ينباص عنه الظل) أي ينقبض عنه وهو يرجع إلى هذا المعنى.

(بوع)

(بوع) في الحديث: (إذا تقرب العبد مني بوعا أتيته هرولة) قلت: أنه لطويل البوع والباع هما سواء، أراد التوفيق والتقريب. (بوغ) في حديث سطيح: (تلفه في الريح، بوغاء الدمن) وفي الحديث (والمدينة إنما هي سباخ وبوغاء) البوغاء والرقعاء/ والترياء: التراب. (بوق) في الحديث: (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه) أي غوائله وشروره. والبائقة: الداهية: يقال: أعوذ بالله من بوائق الدهر ومصيبات الليالي والأيام.

(بوك)

(بوك) في الحديث: (إن بعض المنافقين باك عينًا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضع فيها سهمًا). قال ابن الأعرابي: البوك: تثوير الماء. يقال: باك العين يبوكها بوكًا. ومنه الحديث: (إنهم باتوا يبوكون حسي تبوك بقدح) فلذلك سميت تبوك. أي يحركونه، يدخلون فيه القدح، وهو السهم، يثورونه ليخرج منه الماء. وفي حديث ابن عمر: (أنه كانت له بندقة من مسك وكان يبلها ثم يبوكها بين راحتيه). قال الأعرابي: هو تدويرك البندقة بين راحتيك. باب الباء مع الهاء (بهأ) في الحديث: (فحلب فيها ثجا حتى علاه البهاء) أراد على الإناء بهاء اللبن وهو بيض رغوته، يريد أنه ملأه. والبهاء أيضًا: مصدر. الرجل البهي: وهو الحسن الهيئة، وناقة بهاء: وهي التي تستأنس إلى الحالب. وفي حديث عبد الرحمن: (أرى الناس قد بهأوا بهذا المقام) أي أنسوا به حتى قلت هيبته في قلوبهم. يقال: بهأت به أبهأ.

(بهت)

وفي الحديث: (تنتقل العرب بأبهائها إلى ذي الخلصة) أي ببيوتها. وفي المثل: (المعزي تبهي/ ولا تبني) وبيت باه: أي خال. (بهت) قوله: {فبهت الذي كفر} أي انقطعت حجته فتحير. وقوله: {أتأخذونه بهتانًا} البهتان: الباطل الذي يتحير من بطلانه. يقال: بهت فلان فلانًا: إذا كذب عليه، وبهت يبهت، وبهت يبهت: إذا تحير. وقوله تعالى: {بل تأتيهم بغتة فتبهتهم} أي فجأة فتحيرهم. وقوله: {ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن} أي لا يأتين بولد عن معارضة، فينسبنه إلى الزوج؛ فإن ذلك بهتان وفرية. ويقال: كانت المرأة تلتقط الولد فتتبناه. (بهج) قوله تعالى: {من كل زوج بهيج} أي صنف حسن. ومنه قوله: {حدائق ذات بهجة} أي ذات حسن. يقال: بهيج وباهج. قال الشاعر: يا ليتني قبلت غير حارج .... قبل الصباح ذات خلق باهج

(بهر)

(بهر) وفي حديث عمر رضي الله عنه: (ورفع إليه غلام ابتهر جارية في شعره) الابتهار: أن يقذفها بنفسه كاذبًا، فإن كان صادقًا فهو: الابتيار. ومنه حديث العوام: (الابتهار بالذنب أعظم من ركوبه) هو أن يقول: فعلت ولم يفعل، متبجحًا بذلك. وفي حديث عمرو أنه قال: (إن ابن الصعبة ترك مائة بهار، في كل بهار ثلاثة قناطير ذهب وفضة) قال أبو عبيد: بهار عندهم: ثلاثمائة رطل، وأحسبها غير عربية/ وكذلك قال ابن الأعرابي والفراء. وقال الأزهري: البهار: هو ما يحمل على البعير، بلغة أهل الشام، عربي صحيح. وأنشد لبريق الهذلي: بمزتجز كأن على ذراه .... ركاب الشأم يحملن البهار وأراد بابن الصعبة: طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -، وكانت أمه يقال لها الصعبة. وفي الحديث: (أنه سار ليلة حتى ابهار الليل) يعني انتصف. وبهرة كل شيء: وسطه.

(بهرج)

وقال أبو سعيد الضرير: إبهرار الليل: طلوع نجومه إذا تتامت؛ لأن الليل إذا أقبل أقبلت فحمته، فإذا استنارت النجوم ذهبت تلك الفحمة. وفي الحديث: (فلما أبهر القوم احترقوا) يريد: صاروا في بهرة النهار، أي وسطه. (بهرج) ومن رباعيه، في حديث الحجاج: (أنه أتى بجراب لؤلؤ بهرج) أي رديء، والبهرج: الباطل. يقال: بهرج السلطان دم فلان: أي أبطله. وأصله فارسية. إنما هو: نبهره. وقال القتيبي: أحسبه: (بجراب لؤلؤ بهرج) أي عدل به عن الطريق المسلوك، خوفًا من العشار، وأخذ به في الطريق التبهرج. وفي حديث أبي محجن (أما إذ بهرجتني فلا أشربها أبدًا) يعني الخمر. معناه: أهدرتني بإسقاط الحد عني. (بهز) في الحديث: (أتى بشارب فخفق بالنعال وبهز بالأيدي) البهز: الدفع العنيف. (بهش) في الحديث: (أنه كان/ يدلع لسانه للحسن بن علي، فإذا رأى الصبي حمرة لسانه بهش إليه).

(بهل)

يقال للإنسان إذا نظر إلى الشيء فأعجبه واشتهاه وتناوله وأسرع إليه: قد بهش إليه. ومنه حديث ابن عباس: (أن رجلا سأله عن حية قتلها، فقال، هل بهشت إليك؟ ) أي هل أقبلت إليك وأسرعت إليك تريدك؟ وفي الحديث: (أمن أهل البهش أنت؟ ) أهل البهش: هم أهل الحجاز، وبها منبت البهش، وهو رطب المقل، ويابسه: الخشل. ومنه الحديث: (أن أبا موسى لم يكن من أهل البهش) أي لم يكن حجازيًا. (بهل) قوله تعالى: {ثم نبتهل} أي نلتعن. يقال: عليه بهلة الله وبهلته: أي لعنته. ومنه حديث أبي بكر: (من ولي من أمر الناس شيئًا فلم يعطهم كتاب الله فعليه بهلة الله). يقال: ماله؟ بهله الله، أي لعنه الله. وابتهل في الدعاء: أي اجتهد، معنى المباهلة: أن يجتمع القوم إذا اختلفوا، فيقولوا: لعنة الله على الظالم منا. ومنه قول ابن عباس: (من شاء باهلته أن الحق معي).

(بهم)

(بهم) قوله: {بهيمة الأنعام} الأنعام كلها بهائم، لأنها استبهمت عن الكلام، يقال استبهم الشيء: إذا استغلق. وقال الأزهري: البهيمة في اللغة: معناها: المبهمة عن العقل والتمييز. وفي الحديث: (يحشر الناس يوم القيامة عراةً حفاةً بهمًا) البهم: / واحدها بهيم وهو الذي لا يخلط لونه لون سواه. يقول: ليس فيهم شيء من الأعراض والعاهات، التي تكون في الدنيا، من العمى والعرج وغير ذلك، وإنما هي أجساد مصححة لخلود الأبد. والبهيم يوصف به الحيوان والليل. وفي الحديث: (أن عليا كان إذا نزل به إحدى المبهمات كشفها) يريد مسألة معضلة شاقة، قيل لها: مبهمة؛ لأنها أبهمت عن البيان، فلم يجعل عليها دليل. ومنه قيل لما لا ينطق بهيمة. وفي حديث ابن عباس، وسئل عن قوله: {وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم} ولم يبين أدخل بها الابن أم لا؟ فقال ابن عباس (أبهموا ما أبهم الله) سمعت الأزهري يقول: رأيت كثيرًا من أهل العلم يذهبون بهذا إلى إبهام الأمر واستبهامه، وهو إشكاله، وهو غلط. فقوله: {حرمت عليكم أمهاتكم} إلى قوله: {وبنات الأخ} هذا كله يسمى التحريم المبهم؛ لأنه

(بهن)

لا يحل بوجه من الوجوه، كالبهيم من ألوان الخيل الذي لاشية فيه تخالف معظم لونه. ولما سئل ابن عباس عن قوله: {وأمهات نسائكم} ولم يبين الله الدخول بهن أجاب فقال: هذا من مبهم التحريم الذي لا وجه فيه غير التحريم، سواء دخلتم بالنساء أم لم تدخلوا بهن، فأمهات نسائكم حرمن عليكم من جميع الجهات. وأما قوله: {وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم/ بهن}. فالربائب هاهنا ليس من المبهمة؛ لأن لهن وجهين، أحللن في أحدهما وحرمن في الآخر، فإذا دخل بأمهات الربائب حرمن وإن لم يدخل بهن لم يحرمن. فهذا تفسير المبهم الذي أراد ابن عباس. فافهم. (بهن) في الحديث: (أنهم خرجوا بدريد بن الصمة يتبهنون به) يقال: إن الراوي غلط، وإنما هو: (يتبهنسون به) التبهنس: كالتبختر في المشي. وقيل: إنما هو تصحيف، وإنما هو (يتمينون به).

باب الباء مع الياء

باب الباء مع الياء (بيت) قوله تعالى: {بيت طائفة منهم غير الذي تقول} أي غيروا قولك وبدلوه. ويقال: بيت فلان رأيه: إذا فكر فيه ليلًا. ومنه قوله: {إذ يبيتون ما لا يرضى من القول}. وقال الزجاج: كل ما فكر فيه، أو خيض فيه بليل فقد بيت. يقال: هذا أمر قد دبر بليل، وبيت بليل، بمعنى واحد. وقوله تعالى: {فجاءها بأسنا بياتًا) أي ليلًا وهو اسم من بيت يبيت تبيتًا وبياتًا، وسمى البيت بيتًا؛ لأنه يبات فيه، ويقال: بيتهم العدو: إذا جاءهم ليلًا ومنه قوله: {لنبيتنه} أي لنوقعن به بياتًا: أي ليلًا. وقوله: {والله يكتب ما يبتون} أي يدبرون ويقدرون من السوء. وقوله: {والذين يبتون لربهم سجدًا وقيامًا} كل من أدركه الليل، فقد باب يبيت نام أم لم ينم. وقوله: {ولمن دخل بيتي مؤمنًا} أي مسجدي. وقيل: سفينتي. وفي الحديث/ (قال له جبريل عليه السلام: بشر خديجة ببيت من قصبٍ) بيت الرجل: قصره، وبيته: داره. أراد: بشرها بقصر من زمردة

(بيد)

مجوفة، أو من لؤلوة مجوفة. وبيته: شرفه. ومنه قول العباس بن عبد المطلب يخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - ويمدحه: حتى احتوى بيتك المهيمن من .... خندف علياء تحتها النطق أراد ببيته شرفه العالي، جعله في أعلى خندف بيتًا. أي احتويت أنت النطق، جمع نطاق، أي ذو نطاق، والمهيمن: الأمين وخندف: قبيلته. وخندف: امرأة إلياس بن مضر، لقب لها، وهي ليلى القضاعية، ولدت له عمرًا وعامرًا وعميرًا، فندت لهم إبل فخرجوا في طلبها، فأدركها عامر، فسمى مدركة بن إلياس. واقتنص عمرو أرنبًا فطبخها، فسمى طابخة، وانقمع عمير في بيته، فسمى قمعة. فلما أبطأوا عليها خرجت تخندف في طلبهم، أي تهرول، فسميت خندف. وفي الحديث أنه قال لأبي ذر: (كيف تصنع إذا مات الناس حتى يكون البيت بالوصيف) قال القتيبي: لم يرد بالبيت مساكن الناس؛ لأنها عند فشو البيت ترخص، وإنما أراد بالبيت القبر، وذلك أن مواضع القبور تضيق عليهم، فيبتاعون القبور، كل قبر بوصيف، وإلى هذا ذهب حماد في تأويله. (بيد) قوله: {ما أظن أن تبيد هذه أبدا} أي تهلك يقال: باد يبيد، وأباده الله: أي أهلكه.

(بيض)

وفي الحديث: (أن قومًا يغزون البيت، فإذا نزلوا بالبيداء بعث الله جبريل فيقول: يا بيداء أبيديهم، فتخسف بهم) البيداء: مفازة لا شيء بها. وبين المسجدين أرضٌ ملساءٌ اسمها البيداء. وفي الحديث: (أنا/ أفصح العرب بيدأني من قريش) أي غير أني من قريش. وقيل: معاناها: على أني من قريش. (بيض) في الحديث: (أنه سئل سعد عن السلت بالبيضاء فكرهه) البيضاء: الحنطة، وهي السمراء وإنما كره ذلك؛ لأنهما عنده جنس واحد. وفي حديث ظبيان، وذكر حمير قال: (وكانت لهم البيضاء والسوداء وفارس الحمراء، والجزية الصفراء) أراد بالبيضاء والسوداء، الخراب والعامر في الأرض؛ لأن الموات في الأرض يكون أبيض، فإذا غرس فيه الغراس ونبت النبات أسود وأخضر، وأراد بفارس الحمراء: العجم. وبالجزية الصفراء: الذهب. كان يجتبون الخراج ذهبًا. وفي الحديث (حتى يستبيح ببضتهم) قال شمر: يريد جماعتهم وأصلهم. وقال الأصمعي: بيضة الدار: وسطها ومعظمها.

(بيع)

(بيع) وفي الحديث: (البيعان بالخيار) هما البائع والمشتري: يقال لكل واحد منهما: بيع وبائع. وفي الحديث: (ولا بيع على بيع أخيه) قال الشافعي رحمه الله: هو أن يشتري الرجل من آخر سلعة ولم يتفرقا عن مكانهما، فنهى النبي عليه السلام أن يعرض رجل آخر سلعة أخرى على ذلك المشتري شبه السلعة التي اشتراها/ ليبيعها منه؛ لأنه لعله أن يرد الذي اشترى أولًا؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعل للمتبايعين الخيار ما لم يتفرقا، فيكون البائع الآخر قد أفسد على البائع الأول بيعه. وفي حديث ابن عمر (أنه كان يغدو فلا يمر بسقاط ولا صاحب بيعة إلا سلم عليه) البيعة: من البيع، كالركبة والشربة والقعدة، والسقاط: بياع السقط. (بيغ) في الحديث: (لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله) قال الليث: البيغ: ثؤور

(بين)

الدم. وقال شمر: يقال: تبيغ به الدم: إذا غلبه حتى يقهره. وقال بعض العرب: تبيغ به الدم: أي تردد فيه. وتبيغ الماء: إذا تردد فتحير مرة كذا ومرة كذا. وكذلك تبوغ به الدم وقيل إنه من المقلوب، وقد ذكرناه في موضعه. (بين) قوله: {هذا بيان للناس} أي فصل بين الحق والباطل. ومنه قوله: {علمه البيان} هو الفصل بين كل شيئين، يقال: بان: أي فارق، وأبان إذا فصل بين شيئين، وبان لك الشيء وأبان واستبان وبين، وتبين، بمعنى واحد. وقوله: (ولتستبين سبيل المجرمين) أي لتتبين سبيلهم من سبيل المؤمنين. وقريء (ولتستبين سبيل) أي ولتستبين أنت يا محمد. وقوله: {ذات بينكم} يعني حقيقة وصلكم. والبين: الوصل. ومنه: /} لقد تقطع بينكم} أي وصلكم.

وقريء: {بينكم} بالنصب، أي تقطع ما كنتم فيه من الشركة بينكم. أي لقد تقطع ما بينكم. وقوله: {هذا فراق بيني وبينك} أي فراقنا بيننا. وإنما قال: {بيني وبينك} توكيدًا، كما يقال: أخزى الله الكاذب مني ومنك. ومعناه: منا. وقوله: {آيات مبينات} فمعناه: لا لبس فيها. وقوله: {إني على بينة من ربي} أي أنا على أمر بين ولست متبعًا، ولست متبعًا هوى. وقوله: {وليهلك من هلك عن بينة} أي عن آية فاصلة بين الحق والباطل، تقوم عليه بها الحجة، وتلزمه العقوبة. ومنه قوله: {بالبينات والزبر} أي بالآيات الفاصلة بين الحق والباطل. ومثله: {حم والكتاب المبين} أي مبين الحق من الباطل. وقيل: معناه: الذي بان خيره وبركته. يقال: بان وأبان. وقوله: {حتى تأتيهم البينة} هي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبيان رسالته، وظهورها. وفي الحديث: (ألا إن التبين من الله) قال أبو بكر: التبين في هذا الحديث مضارع للتثبت.

وقوله عليه السلام: (إن من البيان لسحرًا) قال أبو عبيد: هو من الفهم وذكاء القلب مع اللسان. وفي حديث النعمان بن بشير قال: (طلبت من بشير أن ينحلني نحلًا من ماله، ويشهد عليه رسول الله/ - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل لك معه ولد غيره؟ قال: نعم، قال: فهل أبنت كل واحد منهم مثل الذي أبنت هذا؟ قال: لا، قال: فإني لا أشهد على هذا. قوله: (هل أبنت كل واحد منهم) أي هل أعطيت كل واحد منهم ما لا تبينه به، والاسم البائنة. قال أبو زيد: يقال: طلب فلان البائنة إلى أبويه، وذلك إذا طلب إليهما أن يبيناه بمال، فيكون له على حدة. قال: ولا يكون البائنة إلا من الوالدين أو أحدهما، وقد أبانه أبواه حتى بان، يبين بيونًا.

باب الباء وحدها

ومنه حديث أبي بكر رضي الله عنه وقد حضرته الوفاة، فقال لعائشة: (إني كنت أبنتك بنحل). باب الباء وحدها قوله تعالى: {يشرب بها عباد الله} قال ابن عرفة: أي يروون بها فلذلك دخلت الباء. كما قال عنترة: شربت بماء الدحرضين فأصبحت زوراء تنفر عن حياض الديلم. وقوله: {بأيكم المفتون} قال أبو عبيدة: الباء صلة، المعنى: أيكم المفتون. وقال الفراء: المعنى: بأيكم الفتن. قال: والمفتون في معنى المصدر كما يقال: ما له جلد ولا مجلود. وقال ابن الأعرابي: أي في أيكم؟ وقال/ في قوله: {بعذاب واقع} أي عن عذابٍ واقع. وقوله تعالى: {ويثبت به الأقدام} يعني بالمطر؛ لأنهم كانوا في مكان دهس والدهاس هو الرمل اللين. وقوله: {إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون}.

به: أي بالله عز وجل، ويقال: بالشيطان، فيكون المعنى: يشركون بالشيطان، أي يكون شركهم من أجله. وقوله: {وما صبرك إلا بالله} أي ما يتأتى لك الصبر إلا بتوفيق الله. وقوله: {فاسئل به خبيرًا} أي فسئل تسئل بسؤالك إياه خبيرًا. وقوله: {فأثرن به نقعًا} الهاء راجعة على المغار، وقيل: على الوادي. وقوله: {السماء بالغمام} أي عن الغمام. وقوله: {بإلحاد} دخلت الباء لحسنها في قوله: ومن يرد بأن يلحد. وقوله: {وقد أحسن بي} أي أحسن إلي. يقال: أحسنت به وإليه، وأسأت به، وإليه. وفي حديث صخر بن سلمة أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر أن رجلًا ظاهر من امرأته ثم وقع عليها. فقال له النبي: - صلى الله عليه وسلم - (لعلك بذلك يا أبا سلمة؟ فقال: نعم، أنا بذلك) يقول: لعلك صاحب الأمر. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (أنه أتى بامرأة قد فجرت فقال: من بك) يقول: من الفاعل بك؟ قال شمر: العرب تقول: لما رآني بالسلاح هرب./ أي مقبلًا.

قال حميد: رأتني بحبليها فردت مخافة .... وفي الصدر روعاء الفؤاد فروق. وروى مجاهد عن ابن عمر، أنه قال: (رأيته يشتد بين هدفين في قميص، فإذا أصاب خصلة قال: أنابها أنابها) يعني: إذا أصاب، قال: أنا صاحبها. وفي الحديث: (من توضأ للجمعة فيها ونعمت) قال الأصمعي: قوله: (فبها) أي فبالسنة أخذ. وسمعت الفقيه أبا حامد الشاركي يقول: أراد فبالرخصة أخذ، وذلك أن السنة الغسل يوم الجمعة فأضمر. وفي صفته - صلى الله عليه وسلم -: (جعل جزأه بينه وبين الناس، فيرد ذلك بالخاصة على العامة) قال أبو بكر: فيه ثلاثة أقوال: أحدهما: فيرد ذلك من الخاصة على العامة، أي يجعل وقت العامة بعد الوقت الذي به الأهل، فإذا انقضى ذلك الزمان رد الأمر إلى العامة فخصهم وأفادهم، والباء معناها من، ومن معناها الباء في هذا الجواب. والثاني: أن العامة كانت لا تصل إليه في هذا الوقت، بل الخاصة تصل إليه، ثم تخبر العامة بما سمعت منه، فكأنه أوصل الفوائد إلى العامة بالخاصة. والثالث: فيرد ذلك بدلا من الخاصة على العامة، أي يجعل العامة مكان الخاصة، فيجري هذا مجرى قول الأعشي: على أنها إذ رأتني أقاد .... قالت بما قد أراه بصيرًا.

أي هذا العشا مكان ذلك الإبصار القديم وبدل منه./ وفي حديث عثمان: (الطلاق بالرجال والعدة بالنساء) أي يعتبر الطلاق بالرجال، وتعتبر العدة بالنساء، وذلك كالحرة تحت المملوك، فإن طلقها ثنتين بانت منه حتى تنكح زوجًا غيره؛ لأن تطليقة المملوك ثنتان، وهي تعتد عدة حرة، ثلاث حيض؛ لأنها حرة. والمملوكة إذا كانت تحت حر لم تبن منه بأقل من ثلاث؛ لأن الطلاق يعتبر بالرجال، وتعتد هي حيضتين؛ لأنها مملوكة. آخر حرف الباء

التاء ت

كتاب التاء

كتاب التاء بسم الله الرحمن الرحيم باب التاء مع الهمزة (تأر) في الحديث: (أن رجلًا أتاه فأتأر إليه النظر) أي أحد إليه النظر. (تأق) وفي حديث الصراط: (فيمر كشد الفرس التئق الجواد) يعني الممتلئ نشاطًا. يقال: أتأقت الإناء: أي ملأته. باب التاء مع الباء (تبب) قوله تعالى: {وما زادوهم غير تتبيب} أي غير خسار والاسم: التباب. ومنه قوله تعالى: {إلا في تبات} أي في خسارٍ. وقوله: {تبت يدا أبي لهب} أي خسرنا. (تبر) قوله: {وليتبروا ما علوا تتبيرًا} أي يدمروا ويهلكوا.

(تبع)

وكذلك قوله: {وكلا تبرنا تتبيرًا} أي أهلكنا والاسم (منه) التبار. ومنه قوله تعالى: {ولا تزد الظالمين إلا تبارًا} أي خسارًا وهلاكًا. ومنه قوله تعالى: {إن هؤلاء متبر ما هم فيه} أي مهلك ومدمر عليه، وكذلك كل ما كسر وهدم فهو متبر. ومنه قيل لكسار الجوهر: تبر. وفي الحديث: (الذهب بالذهب تبرها) يقال للقطعة منها تبرة، ما لم يطبع فإذا طبع سمي عينًا. (تبع) قوله: {فأتبعهم فرعون} قال ابن عرفة: أي لحقهم أوكاد. ومنه قوله: {فأتبعه الشيطان} أي لحقه: قال الفراء: يقال تبعه، / وأتبعه، ولحقه وألحقه. وكذلك قوله: {فأتبعه شهاب ثاقب}. وقوله: {فأتبع سببًا} كل ذلك لحق. وقيل: إن ملوك اليمن سموا بتابعة؛ لأنه إذا مات الواحد منهم تبعه الآخر، فكان بدلًا منه.

وقال ابن اليزيدي، في قوله: {فأتبعه الشيطان}: كأن أتبعه أي قفاه، وابتعه مشدد: حذا حذوه. ولا يجوز أن يقال: أتبعناك وأنت تريد اتبعناك واتبعه مشدد؛ لأن معناه: اقتدينا بك. ويقال: مازلت أتبعه حتى أتبعته: أي لحقته. وقال الأزهري: في قوله: {فأتبعهم فرعون بجنوده} أراد: أتبعهم إياهم. وفي الأمثال: (أتبع الفرس لجامها) يقال عند الأمر باستكمال المعروف. وقوله: {فأسر بعبادي ليلًا إنكم متبعون} أي تبعهم فرعون بجنوده. وقوله: {إنا كنا لكم تبعًا} جمع تابع، كما تقول خادم، وخدم. وفي الحديث: (إذا أتبع أحدكم على ملئ فليتبع) معناه: إذا أحيل أحدكم على ملئ فليحتل. من الحوالة. والتبيع: الذي يتبعه بحق يطالبك به. ومنه قوله: {ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعًا} أي تابعًا مطالبًا بالثأر. والتبيع: ولد البقرة أول سنة. ومنه حديث معاذ: (في كل ثلاثين تبيع) وبقرة متبع: معها تبيع.

ومنه الحديث: (أن فلانًا اشترى معدنا/ بمائة شاة متبع) أي يتبعها أولادها. وفي حديث قيس بن عاصم: أتيته - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: (يا رسول الله، ما المال الذي ليس فيه تبعة من طالب ولا ضيف؟ قال: نعم المال أربعون والكثير ستون) قوله: {ليس فيه تبعة} يريد ما يتبع المال ويحمله من نوائب الحقوق. وأصله: من تبعت الرجل بحقي وتابعته. وفي حديث أبي واقد: (تابعنا الأعمال فلم نجد فيها أبلغ من الزهد) قال أبو عبيد: يعني أحكمناها وعرفناها. يقال للرجل إذا أتقن الشيء وأحكمه: قد تابع عمله. وقال الفراء: يقال: هو تبيع الكلام: أي محكمه. وفي حديث الأشعري: (اتبعوا القرآن ولا يتبعنكم) يعني اجعلوه أمامكم ثم اتلوه. يقولوا: لا تدعوا العمل به والتلاوة له، فتكونوا قد جعلتموه وراء ظهوركم، ألا ترى أن الله تعالى قال لليهود: {فنبذوه وراء ظهورهم}. وقال بعضهم: معناه: لا يطلبنكم بتضيعكم إياه كما يطلب الرجل صاحبه بالتبعة.

(تبن)

(تبن) في الحديث: إن الرجل يتكلم بالكلمة يتبن فيها يهوى بها في النار) قال أبو عبيد: هو عندي إغماض الكلام، والجدل والخصومات في الدين. ومنه حديث معاذ: (إياك ومغمضات الأمور). وفي حديث سالم: (حتى تبنتم ما تبنتم) أي دققتم النظر، وهي التبانة والطبانة، ومعناهما: دقة النظر وشدة الفطنة، ورجل تبن طبن. وقال بعض الأعراب: (اللهم اشغل عنا إتبان الشعراء) يعني فطنتهم لما لا يفطن له. باب التاء مع الجيم (تجر) قوله: {فما ربحت تجارتهم} جعل الفعل للتجارة، وهي لا تربح، وإنما يربح فيها وهو كقولهم: ليل نائم وساهر: أي ينام فيه ويسهر. قال جرير: ونمت وما ليل المطي بنائم.

باب التاء مع الحاء

باب التاء مع الحاء (تحت) / في الحديث: (لا تقوم الساعة حتى يهلك الوعول وتظهر التحوت) أراد بالتحوت: أزدال الناس، ومن كانوا تحت أقدامهم. باب التاء مع الخاء (تخم) في الحديث: (ملعون من غير تخوم الأرض) وروى: (تخوم) برفع التاء. قال أبو عبيد: هي المعالم، والمعنى في ذلك يقع في موضعين: أحدهما: أن يكون ذلك في تغيير حدود الحرم التي حدها إبراهيم الخليل عليه السلام. والمعنى الآخر: أن يدخل الرجل في ملك غيره من الأرض فيقتطعه ظلمًا. والتخوم: واحدها تخم. وقال الفراء: هي التخوم، والجمع: تخم، وهذه قرية تتاخم قرية كذا: أي تحادها. باب التاء مع الراء (ترب) قوله تعالى: {أو مسكينًا ذا متربة} أي لصق بالتراب من فقره.

يقال: ترب الرجل: إذا افتقر، وأترب: إذا استغنى. وفي الحديث: (عليك بذات الدين تربت يداك) قال أبو عبيد: نرى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتعمد الدعاء عليه بالفقر، ولكنها كلمة جارية على ألسنة العرب، يقولونها وهم لا يريدون وقوع الأمر. وقال ابن عرفة: أراد: تربت يداك/ إن لم تفعل ما أمرتك. وقال أبو بكر: معناه: لله درك إذا استعملت ما أمرتك به واتعظت بعظتي. قال: وذهب بعض أهل العلم إلى أنه دعاء على الحقيقة. وقوله عليه السلام في حديث خزيمة: (انعم صباحًا تربت يداك) يدل على أنه ليس بدعاء عليه، بل هو دعاء له وترغيب في استعمال ما تقدمت الوصاة به، ألا تراه قال: (انعم صباحًا) ثم عقب (بتربت يداك)، والعرب تقول: لا أم لك، ولا أب لك، يريدون: لله درك، ومنه قول الشاعر: هوت أمه ما يبعث الصبح غاديًا .... وماذا يؤدي الليل حين يؤوب أبي: أي رجل يبعثه الصبح وأي رجل حتى يرجع إلى بيته.

(ترج)

فظاهره: أهلكه الله، وباطنه: لله دره. قال: وهذا المعنى، أراد الشاعر في قوله: رمى الله في عيني بثينة بالقدى .... وفي الغر من أنيابها بالقوادح أراد: لله درها، ما أحسن عينيها! وأراد بالغر من أنيابها: سادات أهل بيتها. قال: وقال بعضهم: لا أم لك، ولا أرض لك: ذم. ولا أب لك ولا أبالك، مدح، وهذا خطأ ألا ترى أن الفصيح من الشعراء قال: هوت أمه، في موضع المدح. وفي الحديث: (خلق الله التربة/ يوم السبت) يعني الأرض. وقال الليث: الترباء: نفس التراب. قال: والترب والتراب واحد، إلا إنهم إذا أنثوا قالوا: التربة. يقال: أرض طيبة التربة، يعني خلقة ترابها، فإذا أرادوا طاقة من التراب قالوا: ترابة. (ترج) في الحديث: (نهى عن لبس القسى المترج) قال الأزهري: هو الذي صبغ صبغًا مشبعًا. (ترر) في حديث ابن زمل: (ربعة من الرجال تار) التار: الممتليء. يقال: تريتر ترارة. وقد تررت بعدي.

(ترز)

وفي حديث ابن مسعود، أنه أتى بسكران فقال: (ترتروه ومزمروه) قال أبو عمرو: وهو أن يحرك ويستنكه، هل توجد منه ريح الخمر؟ . (ترز) في الحديث: (لا تقوم الساعة حتى يكثر التراز) يعني موت الفجاءة. قال رؤبة: عواثرًا موتن موت الترز وترز الشيء: يبس (ترص) في الحديث: (لو وزن رجاء المؤمن وخوفه بميزان تريص ما زاد أحدهما على الآخر). قال الليث: يقال: ترص الشيء تراصة فهو تريص: أي محكم. يقال: أترص ميزانك فهو شائل. (ترع) في الحديث: (إن منبري هذا على ترعة من ترع الجنة) قال أبو عبيد:

(ترف)

الترعة: الروضة على المكان المرتفع خاصة. وروى: (من ترع الحوض) قال الأزهري: ترعة الحوض: مفتح/ الماء إليه. ومنه يقول: أترعت الحوض، إذا ملأته، وسحاب ترع: كثير المطر. وقال أبو عمرو: الترعة: الدرجة. (ترف) قوله تعالى: {ما أترفوا فيه} أي نعموا. والترفة: النعمة وقال ابن عرفة: المترف: المتروك يصنع ما يشاء لا يمنع عنه. وإنما قيل للمتنعم: مترف؛ لأنه مطلق له، لا يمنع من تنعمه. وقوله: {أمرنا مترفيها} أي جبابرتها. (ترك) قوله تعالى: {إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله} أي رغبت عنها. وقال ابن عرفة: الترك على ضربين: (مفارقة ما يكون الإنسان فيه)، وترك الشيء رغبة عنه من غير دخول فيه. وقوله: {وتركنا عليه في الآخرين} أي أبقينا له ذكرًا حسنًا. وفي حديث الحسن: (إن لله ترائك في خلقه) الترائك: جمع تريكة، يعني أمورًا أبقاها الله في العباد، من الأمل، والغفلة حتى ينبسطوا بها إلى الدنيا. وفي حديث إسماعيل: (ثم إن إبراهيم جاء يطالع تركته) أي ولده الذي تركه بالمكان القفر، وأصله: في بيض النعام، وهي الترك والترائك.

باب التاء مع السين

باب التاء مع السين (تسع) قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} هي أخذ آل فرعون بالسنين، وإخراج موسى - عليه السلام - يده بيضاء، والعصا والطوفان والجراد/، والقمل والضفادع والدم وانفلاق البحر. وفي حديث ابن عباس: (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع) قال أبو منصور: يعني عاشوراء كأنه تأول فيه عشر الورد أنها تسعة أيام، والعرب تقول: وردت الإبل عشرًا: إذا وردت يوم التاسع، ومن هذا قالوا: عشرين، ولم يقولوا عشرين؛ لأنهم جعلوا ثمانية عشر يومًا عشرين، واليوم التاسع عشر والمكمل عشرين طائفة من الورد الثالث، فجمعوه بذلك، ويحتمل أن يكون كره موافقة اليهود؛ لأنهم يصومون اليوم العاشر، فأراد أن يخالفهم، ويصوم اليوم التاسع. (تسخ) في الحديث: (فأمرهم أن يمسحوا على المشاوذ والتساخين) يعني على الحقاف. ويقال: الجوارب. الواحد: تسخان وتسخين. باب التاء مع العين (تعس) قوله تعالى: {فتعسا لهم} أي فعثارا وسقوطًا، وإذا عثر الساقط فأريد بن الاستقامة قيل: تعسًا له. وإذا لم يرد به الانتعاش قيل: تعسًا.

باب التاء مع الغين

وفي حديث عائشة: (تعس مسطح) قال أبو الهيثم: يقال: تعس يتعس: أي أتعسه الله. ومعناه: انكب وعثر. وقال الفراء: يقال: تعست، بفتح العين، إذا خاطبت، فإذا صرت إلى فعل قلت تعس بكسر العين، وقد أتعسه الله. باب التاء مع الغين (تغب) / في الحديث: (لا يقبل شهادة ذي تغبة) وهو الفاسد في دينه وعمله وسوء أفعاله. يقال: تغب يتغب تغبًا: إذا هلك في دين أو دنيا وكذلك: الوتغ. باب التاء مع الفاء (تفث) قوله تعالى: {ثم ليقضوا تفثهم} قال ابن عرفة: ليزيلوا أدرانهم. وقال أعرابي لآخر: ما أتفثك وأدرنك. وقال الأزهري: التفث: الأخذ من الشارب، وقص الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة، وهذا عند الخروج من الإحرام.

(تفل)

وقال النضر بن شميل: التفث في كلام العرب: إذهاب الشعث. وسمعت الأزهري يقول: لا يعرف التفث في كلام العرب إلا من قول ابن عباس، وأهل التفسير. (تفل) في الحديث: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن إذا خرجن تفلات) أي تاركات للطيب. أراد: ليخرجن بمنزلة التفلات، وهن المنتنات الريح. يقال: امرأة تفلة ومتفال. ومنه حديث على: (قم عن الشمس فإنها تنفل الريح) والاسم منه التفل. (تفه) وفي الحديث، في صفة القرآن: (لا يتفه ولا يتشان) هو من الشيء التافه، وهو الحقير ومنه حديث علي - رضي الله عنه - (في صفة القرآن) (لا يخلق على كثرة الرد).

باب التاء مع القاف

باب التاء مع القاف (تقد) / في حديث عطاء في ذكر الصدقة: (التقدة) يعني الكزبرة، يقال: تقدة وتقدة. ويقال: التقدة: الكرويا. قال ابن دريد: (بل) هي التقردة. وأهل اليمن كلهم يسمون الأبزار: تقردة. باب التاء مع اللام (تلد) في حديث شريح: (أن رجلًا اشترى جارية وشرط أنها مولدة فوجدها تليدة) قال القتيبي: التليدة: التي ولدت ببلاد العجم وحملت فنشأت ببلاد العرب. والمولدة: التي ولدت في بلاد الإسلام. وقال ابن شميل: التليد: الذي ولد عندك، وهو المولد. وفي حديث عبد الله: (آل حم من تلادي) أي من أول ما تعلمت بمكة. ولم تجر الأحكام بين المسلمين بمكة في القصاص، فالحواميم كلها مكية، ليس فيها حكم، لأنها نزلت بمكة، وهي دار حرب.

(تلع)

(تلع) في الحديث، في صفة الغيث: (وأدحضت التلاع) أي جعلتها زلقًا، تزلق فيها الأرجل والتلاع: ما انحدر من الأرض، ويكون ما أشرف. (تلل) قوله تعالى: {وتله للجبين} أي صرعه. والتل: الدفع والصرع. ومنه حديث أبي الدرداء: (وتركوك لمتلك) أي لمصرعك. وفي حديث آخر: (فجاء بناقة كوماء فتلها) أي أناخها. وفي الحديث: (بينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فتلت في يدي). قال ابن الأنباري: أي فألقيت في يدي، يقال: تللت/ الرجل: إذا ألقيته. وقال ابن الأعرابي: معناه: فصبت في يدي. والتل: الصب. يقال: تل يتل: إذا صب، وتل يتل، بكسر التاء: إذا سقط. وتأويله: ما فتحه الله لأمته بعد وفاته من خزائن ملوك الأرض، فحقق الله رؤياه بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم -. (تلا) قوله تعالى: {يتلونه حق تلاوته} أي يقرءونه حق قراءته. وسمى القارئ تاليًا؛ لأنه يتبع ما يقرؤه. والتالي: التابع. وقد تلاه يتلوه: إذا تبعه.

باب التاء مع الميم

ومنه قوله تعالى: {هنالك تتلو كل نفس ما أسلفت} قال الفراء: أي تقرأه وقال غيره: تتبع. وقوله: {فالتاليات ذكرًا} هم الملائكة، يأتون بالوحي فيتلونه على أنبياء الله عليهم السلام. وفي بعض الروايات: فيقال للكافر في قبره: (لا دريت ولا تليت) ومعناه: لا قرأت. حولوا الواو ياء؛ لتعاقب الياء في (دريت) ويروى: (ولا أتليت) وقد مر ذكره. باب التاء مع الميم (تمر) في حديث إبراهيم: (كان لا يري بالتتمير بأسًا) التتمير: ضعيف الوحشي. أراد أنه لا بأس أن يتزوده المحرم. يقال: تمرت اللحم تتميرًا.

(تمم)

(تمم) قوله تعالى: {وإذا ابتلي إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن} قال الفراء: يريد: فعمل بهن. وقال غيره: يقال: تم إلى كذا: أي بلغه ومضى عليه. قال العجاج: لما دعوا يال تميم تموا .... إلى المعالي وبهن سموا/ وقوله تعالى: {ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا على الذي أحسن} قال الزجاج: يجوز أن يكون: تمامًا من الله على المحسنين. ويكون: تمامًا من الله على الذي أحسنه موسى، عليه السلام، من طاعة الله واتباع أمره. وقوله: {وتمت كلمت ربك} أي وحقت ووجبت. وفي حديث عبد الله: (إن التمائم والرقي من الشرك) التمائم: واحدتها: تميمة. وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم، يتقون بها العين بزعمهم، فأبطلها النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال أبو ذؤيب: وإذا المنية أنشبت أظفارها .... ألفيت كل تميمة لا تنفع أي: كل عوذة. وفي الحديث: (الجذع التام التمم يجزيء) يقال: تم، وتم، بمعنى واحد، وهو التام.

باب التاء مع النون

باب التاء مع النون (تنخ) في الحديث: (فتنخوا في الإسلام) أي ثبتوا عليه وأقاموا. يقال: تنخ بالمكان تنوخًا. ومن رواه: (تنخوا) النون قبل التاء، أراد: رسخوا. (تنر) قوله تعالى: {وفار التنور} قيل: التنور: عين ماء معروف. وقيل: هو تنور الخابزة. وافق لغة العرب لغة العجم. (تنم) في الحديث: (إن الشمس قد كسفت فآضت كأنها تنومة) قال أبو عبيد: هي من نبات الأرض، فيها وفي ثمرها/ سواد (قليل) وجمعها: تنوم. (تنن) في حديث عمار، قال: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تني وتربى) قلت: تن الرجل وسنه واحد. وهم أتراب، وأتنان، وأسنان (واحد): أي أمثال في السن.

(تنى)

(تنى) في حديث قتادة: (كان حميد بن هلال من العلماء فأضرت به التناوة) قال الأصمعي: إنما هي (التناية) بالياء. أي ترك المذاكرة، وكان ينزل قرية على طريق الأهواز. باب التاء مع الواو (توب) قوله تعالى: {وإليه متاب} التوبة والمتاب واحد، يقال: تاب، وثاب وأناب: إذا راجع الجميل. وتوبة الله على خلقه: الرجوع بهم من المعصية إلى الطاعة. ومنه قوله تعالى: {فتاب عليكم} ويكون الرجوع بهم من التشديد إلى التخفيف، ومن الحظر إلى الإباحة. وقوله تعالى: {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم} أي رجع بكم إلى التخفيف. ومنه قوله: {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم} أي أباح لكم ما كان حظر عليكم. وقوله: {فتوبوا إلى بارئكم} أي ارجعوا إلى خالقكم. ومن صفاته: (التواب) وهو الذي يتوب على عبادة. والتواب من الناس: الذي يتوب إلى ربه.

(توخ)

(توخ) في الحديث: (خرج وفي يده ميتخة) الميتخة: الدرة. وهو من تاخ يتوخ./ ومنه الحديث الآخر: (أتى بشراب، فمنهم من جلده بالميتخة ومنهم من ضربه بالنعل). (تول) وفي حديث عبد الله: (التولة من الشرك) التولة: الذي يحبب المرأة إلى زوجها، (فهو من السحر). ومثله في الكلام: سبيُّ طيبة، إذا لم يقع في رقه إشكال. وفي ضده: سبيُّ خبيثة. في الحديث: (قال أبو جهل يوم بدر: إن الله قد أراد بقريش التولة) يعني الداهية. وهو بضم التاء والأول بكسرها. (توا) وفي الحديث: (الاستجمار تو والسعي والطواف تو) أي ونزلانه سبعة أشواط. ويقال: جاء فلان توا: أي قاصدًا لا يعرج على شيء. وفي حديث الشعبي: (فما مضت إلا توة حتى قام الأحنف من مجلسه) أراد: ساعة واحدة (وجمع التو: أتواء).

باب التاء مع الياء

باب التاء مع الياء (تيس) في حديث أبي أيوب، أنه ذكر الغول وقال: (قل لها: تيسي جعار) قال القتيبي: قوله: (تيسي) كلمة تقال في معنى الإبطال للشيء والتكذيب به، فكأنه قال لها: كذبت يا جاعرة و (جعار) مأخوذ من الجعر، وهو الحدث. قال: والعامة تغير هذه اللفظة، فتبدل من التاء طاء، ومن السين زايًا؛ لتقارب ما بين هذه الحروف من المخارج. وجعار: معدول عن جاعرة. وقال ابن السكيت: يقال/ للضبع: تيسي جعار، ويقال للمرأة تشتم فيقال لها: قومي يا جعار، تشبه بالضبع. وفي حديث علي: (والله لأتيسنهم) أي لأبطلن قولهم. (تيع) في الحديث: (في التيعة شاة) قال أبو عبيد: التبعة: الأربعون من الغنم. وقال أبو سعيد: التبعة: أدنى ما يجب من الصدقة، كالأربعين فيها شاة، وخمس من الإبل فيها شاة وأصله من التيع، وهو القيء. يقال: أتاع قيأه فتاع. وفي الحديث: (كما يتتايع الفراش في النار) قال أبو عبيد: التتايع: التهافت في الشيء، والمتايعة عليه. يقال: تتايعوا في الشر: إذا تهافتوا فيه.

(تيم)

وفي حديث آخر: (لولا أن يتتابع فيه الغيران والسكران) أي يقع فيه فيتهافت. وقال الليث: الرجل يتتايع: أي يرمي بنفسه في الأمر سريعًا. (تيم) في الحديث: (والتيمة لصاحبها) يقال: إنها الشاة الزائدة على الأربعين حتى تبلغ الفريضة الأخرى. ويقال: بل هي الشاة تكون لصاحبها في منزله يحتلبها وليست بسائمة، فإذا ذبحها صاحبها قيل: أتام يتام. (تيه) قوله: {يتيهون في الأرض} يقال: أرض تيهاء، وبلادتيه: إذا كانت يتاه فيها، أي لا يهتدون فيها بعلم ولا طريق: وفلان تياه: مترفع عن طريق القصد. آخر حرف التاء

الثاء ث

كتاب الثاء

كتاب الثاء بسم الله الرحمن الرحيم باب الثاء مع الهمزة (ثأج) / في الحديث: (لا تأتي يوم القيامة وعلى رقبتك شاة لها ثؤاج) الثؤاج: صوت النعاج وقد ثأجت تثأج ثؤاجًا. (ثأد) في حديث عمر - رضي الله عنه، وقيل له: (لو فعلت كذا وكذا ما كنت فيها بابن ثأداء). يعني الأمة. يقول: ما كنت لئيمًا، وقيل: ضعيفًا. وفيه لغتان: ثأداء، ودأثاء مقلوب، وقيل: من الثأد، وهو الطين المبتل. يقال: ثئد بالرجل مكانه، وثئد بالبعير مبركه: إذا ابتل وفسد عليه. قال سويد: هل سويد غير ليث خادر .... ثئدت أرض عليه فانتجع (ثأي) في الحديث: (رأب الله به الثأي) أي أصلح الفاسد. والثأي: الفساد بين القوم، وأصله: خرم مواضع الخرز. يقال: أثأت الخارزة إثئاء: أي أفسدت.

باب الثاء مع الباء

باب الثاء مع الباء (ثبت) قوله تعالى: {وثبت أقدامنا} يقال: رجل ثابت في الحرب وثبت وثبيت. وكذلك يقال للراوي: إنه لثبت. والأثبات: الثقات. وقوله: {وتثبيتًا من أنفسهم} أي طمأنينة. وقوله: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك} أي ليحبسوك. يقال: رماه فأثبته: إذا حبسه مكانه. وأصبح المريض مثبتًا: أي لا حراك به./ (ثبج) في الحديث: (خيار أمتي أولها وآخرها، وبين ذلك تبج أعوج ليس منك ولست منه) الثبج: الوسط، قال أبو زيد: يقال: ضرب بالسيف ثبج الرجل: أي وسطه (وقيل): الثبج ما بين الكتفين. وفي حديث وائل بن حجر: (وأنطوا الثبجة) يقول: أعطوا الوسط في الصدقة، لا من خيار المال، ولا من رذالته وحشوه، ولكن من وسطه.

(ثبر)

(ثبر) قوله تعالى: {وإني لأظنك يا فرعون مثبورًا} أي مهلكًا. قال ابن عرفة: يقال: ثبره عن الأمر: أي منعه، فمعنى المثبور: الممنوع من الخير، وذلك هلاك (له) يقال: ما ثبرك عن هذا الأمر؛ أي ما صرفك عنه؟ وقوله: {دعوا هنالك ثبورًا} أي هلاكًا. هو أن ينادي فيقول: واثبوراه. وقوله تعالى: {وادعوا ثبورًا كثيرًا} إنما قال: {ثبورا}؛ لأنه مصدر، وهو للقيل والكثير سواء. يقال: ضربه ضربًا كثيرًا. وقال الفراء: مثبورًا: ملعونًا مطرودًا. وفي حديث معاوية، أن أبا بردة قال: (دخلت عليه حين أصابته قرحه فقال: هلم ابن أخي فانظر. قال: فنظرت فإذا هي قد ثبرت) قال القتيبي: أي انفتحت. والثبرة: النقرة في الشيء، والهزمة. ومنه قيل للنقرة في الجبل يكون فيها الماء: ثبرة.

(ثبط)

وفي الحديث: (أن أم حكيم بنت حزام ولدته في الكعبة، / وأنه حمل في نطع وأخذ ما تحت مثبرها فغسل عند حوض زمزم) المثبر: مسقط الولد، وأكثر ما يقال في الإبل. (ثبط) قوله تعالى: {فثبطهم} أي عوقهم. والتثبيط: التعويق، وهو أن تحول بين الإنسان وبين ما يريده. يقال: ثبطه عن الشيء: إذا بطأت به عنه. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: (كانت سودة رضي الله عنها امرأة ثبطة). قلت: أرادت بطيئة، من قولك: ثبطته عن الأمر. (ثبن) في الحديث لعمر رضي الله عنه: (إذا مر أحدكم بحائط فليأكل منه ولا يتخذ ثبانًا).

(ثبا)

قال أبو عمرو: الثبان: الوعاء الذي يحمل فيه الشيء، فإن حملته بين يديك فهو ثبان. وقد تثبنت ثبانًا. وقال ابن الأعرابي: واحدها: ثبنة. وتحمل فيها الفاكهة وغيرها. (ثبا) قوله تعالى: {فانفروا ثبات} أي انفروا في السرايا فرقًا. الواحدة: ثبة. وكانت في الأصل ثبية. وقد ثبيت الجيش: جعلته ثبة ثبة. ويقال: تثبيت على الرجل في حياته وذلك إذا جمعت ذكر محاسنه. باب الثاء مع الجيم (ثجج) قوله تعالى: {ماء ثجاجًا} أي سيالًا صبابًا. يقال: ثججته أثجه (ثجا) فثج، يستوي فيه لفظ اللازم والواقع.

(ثجر)

وفي الحديث: (أفضل الحج العج والثج) فالثج: سيلان دماء الهدى، والعج: رفع الصوت بالتلبية./ ومنه حديث أم معبد: (فحلب فيها ثجا) فالثج: هو السيلان. ومنه حديث المستحاضة: (إني أثجه ثجا). وقال الحسن: (كان مثجًا) يعني ابن عباس أخبر أنه كان يصب الكلام صبًا. (ثجر) في الحديث: (لا تثجروا) قال الليث: الثجير: ما عصر من العنب فجرت سلافته وبقيت عصارته، فهو الثجير، ويقال: الثجير: سفل البسر، يخلط بالتمر فينتبذ.

(ثجل)

(ثجل) في الحديث: (ولم تزر به ثجلة) أي ضخم بطن. وهو الثجل. ورجل أثجل. باب الثاء مع الخاء (ثخن) قوله تعالى: {حتى يثخن في الأرض} أي حتى يكثر القتل والإيقاع بالعدو. وقال بعضهم: حتى يقهر ويقتل وأنشد المفضل: تصلى الضحى ما دهرها بتعبد .... وقد أثخنت فرعون في كفره كفرًا يقال: أوقع بهم فأثخن فيهم: إذا أكثر القتل. ومنه قوله: {حتى إذا أثخنتموهم}. قال الأزهري: معنى (يثخن) أي يبالغ في قتل أعدائه. يقال: أثخنه المرض: أي اشتد عليه، وكذلك أثخنته الجراح. وقال أبو بكر: ويجوز في قوله: {حتى يثخن في الأرض} أي يتمكن في الأرض.

باب الثاء مع الدال

باب الثاء مع الدال (ثدن) / في حديث علي رضي الله عنه، حين ذكر الخوارج فقال: (فيهم رجل مثدون اليد) ويروي (مثدن اليد) ومعناه: صغير اليد، مجتمعها، بمنزلة ثندوة الثدي. وأصله: مثند، فقدمت الدال على النون، كما قالوا: جبذ وجذب، وعاث في الأرض، وعثا. والثندوه مفتوحة الثاء، بلا همزة، فإذا ضممت الثاء، فقلت ثندؤه، (همزت). باب الثاء مع الراء (ثرب) قوله تعالى: {لا تثريب عليكم اليوم} أي لا تعداد للذنوب ولا توبيخ عليكم. يقال: ثرب فلان على فلان: إذا بكته بفعله وعدد عليه ذنوبه. وفي الحديث: (إذا زنت أمة أحدكم فليضربها الحد ولا يثرب) أي لا يبكتها، ولا يقرعها بعد الضرب. وفي الحديث: (نهى عن الصلاة إذا صارت الشمس كالأثارب) أي إذا

(ثرد)

تفرقت، وخصت في مواضع دون مواضع. شبهت بسماحيق الشحم، وهي الثروب، واحدها: ثرب. والأثارب: جمع الجمع. (ثرد) في حديث ابن عباس: (كل ما أفرى الأوداج غير مثرد) قيل: المثرد: الذي يقتل بغير ذكاة يقال ثردت ذبيحتك. وقيل: التثريد: أن تذبح الذبيحة بشيء لا ينهر الدم ولا يسيله. (ثرر) في حديث خزيمة/ وذكر السنة، فقال: (غاضت لها الدرة، ونقصت لها الثرة) هي كثرة اللبن. يقال: مال ثر: إذا كان كثيرًا. قلت: قرأته بخط شيخي رحمه الله: (ونقصت الثرة) بكسر الثاء. قال: وقال القتيبي: الثرة: سعة مخرج اللبن من الضرع. يقال: ناقة ثرة الإحليل، وناقة ثرور بمعناها. قال ابن السكيت: الثرور: الواسعة الإحليل، وهي الفتوح، وقد فتحت، وأفتحت فإذا كانت ضيقة الإحليل فهي حصور وعزوز، وقد حصرت وأحصرت، فإذا كان أحد خلفيها أعظم من الأخرى فهي حضون (معجمة). فإذا ذهب أحد خلفيها فهي: شطور والحضون التي ذهب أحد طبييها والاسم: الحاضن.

(ثرثر)

(ثرثر) في الحديث: (أبغضكم إلى الثرثارون (المتفيهقون)) (يعني): الذين يكثرون الكلام تكلفًا وخروجًا عن الحق. يقال: عين ثرثارة: إذا كانت واسعة الماء. ويقال لنهر بعينه: الثرثار سمي بذلك لكثرة مائه. وقال المبرد: ليست الثرة عند النحويين البصريين من لفظ الثرثار، ولكنها في معناها. (ثرا) قوله تعالى: {وما تحت الثرى} الثرى: التراب الندي الذي تحت التراب الظاهر. وجاء في التفسير: ما تحت الأرض. وفي الحديث: (فأتى بالسويق فأمر به فثرى) أي بل. يقال: ثرى التراب يثريه تثرية. ويقال: ثر المكان: / أي رشه. وفي حديث أم زرع: (وأراح على نعمًا ثريا) أي كثيرًا. يقال: أثرى بنو فلان: إذا كثرت أموالهم.

باب الثاء مع الطاء

وفي حديث ابن عمر: (أنه كان يقعي في الصلاة ويثري) معناه: أنه كان يضع يديه بالأرض بين السجدتين، فلا يفارقان الأرض حتى يعيد السجود، وهكذا يفعل من أقعى، وكان يفعل ذلك حين كبرت سنه، والإقعاء: أن يضع دبره على الأرض وينصب ساقيه. باب الثاء مع الطاء (ثطا) في الحديث أنه مر بامرأة ترقص صبيًا وتقول: ذؤال يا ابن القرم يا ذؤالة .... يمشي الثطا ويجلس الهبنقعه قال القتيبي: الثطا: إفراط الحمق. يقال: رجل ثط بين الثطأة. أرادت أنه يمشي مشى الحمق. ومنه قولهم: فلان من ثطاته لا يعرف قطاته من لطاته. والقطاة: مقعد الردف من الفرس واللطاة: الدائرة (التي) في وسط جبهته. يريدون: هو من حمقه لا يعرف مقدمه من مؤخره. وقال ابن الأعرابي: يقال: هو يمشي الئطا: أي يمشي فيخطو كما يخطو الصبي أول ما يدرج. يقال: ثطا: إذا خطا.

باب الثاء مع العين

باب الثاء مع العين (ثعب) / قوله تعالى: {فإذا هي ثعبان مبين} قال أبو عبيدة: الثعبان: الحية، أي حية لا لبس فيها. وقال غيره: هو الحية الذكر. وفي الحديث: (جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دمًا) يقال: ثعبت الماء فانثعب: إذا فجرته فانبعث. (ثعجر) في حديث ابن عباس، قال: (فإذا علمي في القرآن في علم على كالقرارة في المثعنجر) قال أبو العباس: المثعنجر: موضع في البحر أكثره ماء. قلت: والقرارة: الغدير الصغير. (ثعر) في الحديث: (كما تنبت الثعارير) يعني: رءوس الطراثيث تكون بيضًا شبهوا في البياض بها. والثعرور في غير هذا: الثؤلول.

(ثعع)

وقال ابن الأعرابي: الثعرور: قثاء صغار، وهي الضغابيس. (ثعع) في الحديث: (فثع ثعة) أي قاء قيئة. وروى عمرو عن أبيه: الثاعي: القاذف، يعني الذي يقذف القيء. قال: والثاعة: القاذف، يعني الذي يقذف القيء. قال: والثاعة: القذفة. قال الأزهري: كأنه جعل إحدى العينين ياء، كما فعل بأحرف من هذا الباب. (ثعل) وفي حديث موسى وشعيب عليهما السلام: (ليس فيها ضبوب ولا ثعول) والثعول: الشاة التي لها زيادة حلمة، وهي الثعلاء، والثعل: زيادة السن. وتلك الزيادة الثعل، ورجل أثعل. (ثعلب) ومن رباعيه: (فقام أبو لبابة يسد ثعلب مربده بإزاره). قال/ أبو عبيد ثعلب المربد: جحره الذي يسيل منه ماء المطر.

باب الثاء مع الغين

باب الثاء مع الغين (ثغب) في حديث عبد الله: (ما شبهت ما غبر من الدنيا إلا بثغب ذهب صفوه وبقى كدره) قال أبو عبيد: الثغب: الموضع المطمئن في أعلى الجبل يستنقع فيه ماء المطر وجمعه ثغاب (وثغبان). (ثغر) في حديث الضحاك: (أنه ولد وهو مثغر) قال شمر: الاثغار: يكون في النبات والسقوط، وهو في هذا الحديث: النبات. وفي حديث إبراهيم: (كانوا يحبون أن يعلموا الصبي الصلاة إذا اثغر) فهذا بمعنى السقوط، وفي رواية أخرى: (إذا ثغر) وثغر لا يكون إلا بمعنى السقوط قال أبو عبيد: إذا سقطت رواضع الصبي قيل: ثغر فهو مثغور، فإذا نبتت بعد السقوط قيل: اثغر، واتغر. وروى عن جابر: (ليس في سن الصبي شيء إلا أن يثغر) معناه: النبات بعد السقوط. وفي الحديث: (وقد ثغروا منها ثغرة، فأخذ معاوية اللواء ومضى حتى ركز اللواء على الثغرة وقال: أنا عنبسة) الثغرة: الثلمة. وعنبسة: من أسماء الأسد. وهذا في فتح قيسارية.

(ثغم)

قال الأزهري: / أصل الثغر الكسر والهدم. وثغرت الجدار: هدمته، ومنه يقال للموضع الذي يخاف منه العدو: ثغر؛ لانثلامه وإمكان دخول العدو فيه. (ثغم) في الحديث: (أنه أتى بأبي قحافة وكأن رأسه ثغامة) قال أبو عبيد: هو نبت أبيض الزهر والثمر، يشبه بياض الشيب به. وقال ابن الأعرابي: هي شجرة تبيض كأنها الثلج، وحدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن مالك الرازي، قال: حدثنا محمد بن أيوب، قال: أخبرنا يحيي بن عبد الحميد قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، عن مطر الوراق، عن أبي رجاء، عن جابر، قال: لما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا قحافة رأسه ولحيته كأنهما ثغامة، قال: (اذهبوا به إلى بعض نسائه حتى يغير) فذهبوا به فخضبوه. باب الثاء مع الفاء (تفأ) في الحديث: (ماذا في الأمرين من الشفاء، الصبر والثفاء). قال ابن الأعرابي: الثفاء: الحرف. وقال الليث: هو الخردل، بلغة الغور. (ثفر) في الحديث: (أنه أمر المستحاضة أن تستثفر وتلجم) وهو أن تشد فرجها

(ثفرق)

بخرقة عريضة، توثق طرفيها في حقب تشده على وسطها بعد أن تحتشى كرسفًا، فيمنع بذلك الدم./ ويحتمل أن يكون مأخوذًا من ثفر الدابة، تشده كما يشد الثفر تحت الذنب، ويحتمل أن يكون مأخوذًا من الثفر، أريد به فرجها، وإن كان أصله للسباع، فإنه استعير، يقال: استثفر الكلب: إذا أدخل ذنبه بين رجليه، ثم يقال: استثفر الرجل: إذا أدخل ذيله بين رجليه. ومنه حديث ابن الزبير: (فإذا نحن برجال طوال مستثفرين). (ثفرق) ومن رباعيه في حديث مجاهد: (إذا حضروه - يعني المساكين عند الجداد - ألقى لهم من الثفاريق والتمر) الأصل في الثفاريق: هي القمع التي تلزق بالبسرة، واحدها: ثفروق، ولم يرد الثمع هاهنا كأنه أراد شعبة من الشمراخ.

(ثفل)

(ثفل) في الحديث، أنه قال في غزوة الحديبية: (من كان معه ثفل فليصطنع). أراد بالثفل: الدقيق. وما لا يشرب فهو ثفل. وفي الحديث، أن حديفة ذكر فتنة فقال: (تكون فيها مثل الجمل الثفال الذي لا ينبعث إلا كرهًا) الثفال: البطيء. وفي حديث ابن عمر: (أنه أكل الدجر، وهو اللوبياء، ثم غسل يده بالثفال) قال ابن الأعرابي: هو الإبريق. وفي حديث علي: (وتدقهم الفتن دق الرحا بثفالها). يريد دقها للحب، إذا كانت مثفلة، ولا تكون مثفلة إلا وهي تطحن. أراد: دق الرحا وهي طاحنة. والثفال: جلدة تبسط تحت رحا اليد، ليقع عليها الدقيق. (ثفن) في الحديث: (فحمل على الكتيبة فجعل/ يثفنها) يريد: يطردها. ويجوز أن يكون: (يفنها) والفن: الطرد. وفي حديث أبي الدرداء: (أنه رأى رجلًا بين عينيه مثل ثفنة البعير).

باب الثاء مع القاف

الثفنة: هي ما ولي الأرض من كل ذي أربع، إذا برك. باب الثاء مع القاف (ثقب) قوله تعالى: {شهاب ثاقب} أي مضيء. وكذلك قوله: {النجم الثاقب} وقد ثقبت النار وأثقبتها، فثقبت تثقب ثقوبًا. وقال الحجاج لابن عباس: (إن كان لمثقبا) أي إن كان لثاقب العلم. يريد: ما كان إلا مثقبًا. و (إن) بمعنى (ما) النفي. و (اللام) بمعنى (إلا). (ثقف) قوله تعالى: {واقتلوهم حيث ثقفتموهم} أي حيث وجدتموهم. يقال: ثقفته أثقفته ثقفًا: أي وجدته. وثقفته يدي: أي صادفته. ومنه قوله تعالى: {فإما تثقفنهم في الحرب} أي تصادفنهم. ورجل ثقف لقف: إذا كان سريعًا مدركًا لطلبته. وثقف لقف. وفي حديث الغار: (وهو غلام لقن ثقف) أي ذو فطنة. يقال: رجل ثقف وامرأة ثقاف.

(ثقل)

وقالت أم حكيم بنت عبد المطلب: (إني حصان فما أكلم وثقافٌ فما أعلم) أي لا أعاب ولا يطعن عليَّ. (ثقل) قوله: {انفروا خفافًا وثقالًا} قيل: موسرين ومعسرين وقيل: خفت عليكم الحركة أو ثقلت؛ والعرب تقول: رجل مثقل: إذا كان معه ما يثقله، ويكون ذلك من العوائق. وضده رجل مخف. وقال قتادة: أراد نشاطًا/ وغير نشاط، يعني جمع نشيط. وقوله: {وأخرجت الأرض أثقالها} يقال: موتاها؛ لأنها تثقل بهم. ويقال ما فيها من الكنوز. وقوله: {اثاقلتم إلى الأرض} أي أخلدتم إليها.

وقال النضر بن شميل: يقال: ثقلت إلى الأرض: أي اضطجعت وطمأننت. وقوله: {ثقلت في السموات والأرض} قال ابن عرفة: أي ثقلت علمًا وموقعًا. وقال أبو محمد القتيبي: ثقلت: أي خفيت: وإذا خفي عليك الشيء ثقل. وقوله عز وجل: {وإن تدع مثقلة إلى حملها} أي نفس مثقلة بالذنوب. وقوله: {قولا ثقيلًا} أي له وزن. يقال: ثقلت الشيء: إذا وزنته. وجاء في التفسير أن أوامر الله عز وجل ونواهيه وفرائضه لا يؤديها أحد إلا بتكلف ما يثقل، فهو معنى قوله: {قولا ثقيلًا}. وقوله: {مثقال ذرة} أي زنة ذرة. وقال الشاعر: وكلًا يوفيه الجزاء بمثقال أي يوزن. وقوله: {أيها الثقلان} يعني بهما الجن والإنس، سميا ثقلين؛ لأنهما

باب الثاء مع الكاف

فضلًا بالتمييز الذي يفيئهما على سائر الحيوان. وكل شيء له قدر ووزن يتنافس فيه فهو ثقل. ومنه قيل لبيض النعام: ثقل؛ لأن آخذه يفرح به، وهو قوت. وفي الحديث إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي) قال أبو العباس/ أحمد بن يحيي ثعلب: سماهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثقلين؛ لأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل. وقال غيره: العرب تقول لكل خطير نفيس: ثقيل، فجعلهما ثقلين إعظامًا لقدرهما، وتفخيمًا لشأنهما. أخبرنا ابن عمار، قال: قال أبو عمر: سألت ثعلبًا عن قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إني مخلف فيكم الثقلين) لم سميا ثقلين؟ فأومأ إلى بجمع كفه، ثم قال: لأن الأخذ بهما ثقيل، والعمل بهما ثقيل. باب الثاء مع الكاف (ثكم) في حديث أم سلمة أنها قالت لعثمان: (توخ حيث توخي صاحباك فإنهما ثكما لك الحق ثكمًا) أي بيناه وأوضحاه. قال أبو عبيد الله بن الأعرابي: الثكمة: المحبة. وقال أبو محمد القتيبي: أرادت أم سلمة رضي الله عنها أنهما لزماه ولم يظلما عنه يمينًا ولا شمالًا، يقال ثكمت المكان والطريق: إذا لزمتهما.

(ثكن)

ومنه الحديث: (إن أبا بكر وعمر ثكما الطريق فلم يظلماه). سمعت الأزهري يقول أراد: ركبا ثكم الطريق، وهو قصده. (ثكن) في الحديث: (يحشر الناس على ثكنهم) أي على ما ماتوا عليه. فأدخلوا قبورهم. وقال ابن الاعرابي: (الثكنة: الراية. أي على راياتهم في الخير والشر. وقال الليث بن المظفر: الثكن: مراكز الأجناد على/ راياتهم، ومجتمعهم على لواء صاحبهم. والثكنة: الجماعة من الناس والبهائم وفي الصحاح الثكن بفتح الثاء (والكاف) وفي حديث سطيح: تلفه في الريح بوغاء الدمن .... كأنما حثحث من حضني ثكن ثكن: اسم جبل بالحجاز وحثحث: أي حث أني رفع من جانبي هذا الجبل. باب الثاء مع اللام (ثلب) في الحديث: (من الصدقة الثلب والناب) الثلب من الذكور: الذي هرم وتكسرت أسنانه.

(ثلث)

ومنه حديث عمرو: أنه كتب إلى معاوية بن أبي سفيان: (إنك جربتني فوجدتني لست بالغمر الضرع ولا بالثلب الفاني). (ثلث) قوله تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} قال أبو منصور: أحد ثلاثة آلهة. وفي الحديث: (شر الناس المثلث) يعني الساعي بأخيه، يهلك ثلاثة: نفسه وأخاه وإمامه. (ثلغ) في الحديث: (إذن يثلغوا رأسي كما تثلغ الخبزة) الثلغ: الشدخ. وقال أبو عمرو شمر بن حمدويه. الثلغ: (ضربك) الشيء الرطب بالشيء اليابس حتى ينشدخ وقد ثلغه قال: والفضخ والثلغ والشذخ: شيء واحد. وفي الحديث: (وإذا هو يهوى بالصخرة فيثلغ بها رأسه). (ثلل) قوله تعالى: {ثلة من الأولين} يعني: فرقة من الناس، وهو برفع الثاء. والثلة بفتح الثاء: القطعة من/ الغنم.

باب الثاء مع الميم

وفي الحديث: (لا حمى إلا في ثلاث؛ ثلة البئر) قال أبو عبيد: أراد بثلة البئر: أن يحتفر الرجل بئرًا في موضع ليس بملك لأحد، فيكون له من حوالي البئر من الأرض ما يكون ملقى الناس لثلة البئر، وهو ما يخرج من ترابها، لا يدخل فيه أحد عليه حريمًا للبئر. وفي حديث الحسن: (إذا كانت لليتيم ماشية فللوصي أن يصيب من ثلتها ورسلها) أي من صوفها ولبنها. والثلة: جماعة الغنم وأصوافها. وفي حديث عمر، ورئى في المنام وسئل عن حاله فقال: (كاد يثل عرشي) هذا مثل يضرب للرجل إذا ذلك وهلك. يقال: ثللث الشيء: إذا هدمته وكسرته، وأثللته: إذا أمرت بإصلاحه. قال القتيبي: وللعرش هنا معنيان: أحدهما: السرير والأسرة للملوك، فإذا ثل عرش الملك، فقد ذهب عزه. والمعنى الآخر: البيت ينصب من العيدان ويظلل. وجمعه: عروش. فإذا كسر عرش الرجل فقد هلك وذل. باب الثاء مع الميم (ثمد) في حديث طهفة: (وافجر لهم الثمد) الثمد: الماء القليل: يقول: افجره لهم حتى يصير غزيرًا كثيرًا.

(ثمر)

(ثمر) قوله تعالى: {انظروا إلى ثمره إذا أثمر} وقرئ: {ثمره} قال الأزهري: الثمرة تجمع على ثمر، ويجمع الثمر: ثمارًا، ثم/ اسم لجميع الثمار: ثمرًا. وفي الحديث: (لا قطع في ثمر ولا كثر) الثمر: الرطب مادام في رأس النخلة، فإذا صرم فهو الرطب، فإذا كنز فهو التمر، ويقال: ثمر الثمر يثمر ثمرًا، فهو ثامر: إذا نضج، وأثمر الشجر: إذا أطلع ثمره. وقوله: {وأحيط بثمره} قال ابن عرفة: أي ما ثمر من مال. ومنه قوله تعالى: {وكان له ثمر} و} ثمر} فالثمر: ما أخرجه الشجر. والثمر: المال. ويكون الثمر: جمع ثمرة.

(ثمل)

وفي حديث ابن عباس: (أنه أخذ بثمرة لسانه) قال شمر: أي بطرفه. وكذلك ثمرة السوط: طرفه. (ثمل) في الحديث: (فحلب فيه ثجأ حتى غلبه الثمال) الثمال: الرغوة. والمثمل: المرغي. ويروي: (حتى علاه البهاء) وفسر البهاء: الرغوة. وفي الحديث، في بعض الشعر: (ثمال اليتامي عصمة للأرامل) قال أبو بكر: معناه: مطعم اليتامي. يقال: هو يثملهم: إذا كان يطعمهم. وفي حديث عبد الملك قال للحجاج: (أما بعد: فقد وليتك العراقين صدمة فسر إليها كميش الإزار منطوي الثميلة، خفيف الخميلة) الثملية أصلها: ما

(ثمم)

يبقى من العلف في بطن الدابة. والماء الذي يبقى في بطن البعير: ثميلة، أيضًا. وما يدخره الإنسان من طعام وغيره. أراد: سر إليهما مخفا. والخصيلة: لحم الساق. أراد: سر إليها نخيب الساق. (ثمم) وفي حديث عروة: (أنه ذكر أحيحة وقوله أخواله: كنا أهل ثمة ورمة حتى استوى على عممه) قال أبو عبيد: المحدثون يروونه بالضم. والوجه عندي الفتح. والثم: إصلاح الشيء وإحكامه. يقال: ثمتت أثم ثمًا. وقال أبو عمرو: الثم: الرم. وفي حديث عمر: (اغزوا والغزو حلو خضر قبل أن يصير تمامًا ثم رمامًا ثم حطامًا) الثمام: نبت ضعيف لا يطول يريد: اغزوا وأنتم تنصرون، وتوقرون غنائمكم. قبل أن يهن ويضعف فيكون كالثمام.

(ثمن)

ويقال في مثل هذا: (هو على طرف الثمام) يريد أنه ممكن قريب والثمام لا يطول، فما كان على طرفه فأخذه سهل ممكن. (ثمن) قوله: {ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلًا} الثمن: قيمة الشيء. جعل الثمن مشترى كسائر السلع؛ لأن الثمن والمثمن كلاهما مبيع. وكذلك أجيز: شريت بمعني: بعت. باب الثاء مع النون (ثند) في صفته - صلى الله عليه وسلم -: (عارى الثندوتين) الثندوتان للرجل، والثدي للمرأة. فمن ضمها همزها، ومن فتحها ترك همزها. أخبر أنه لم يكن على ذلك الموضع منه كثير لحم. (ثنن) في الحديث، أن آمنة قالت: (لما حملت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ما وجدته في قطن ولا ثنة). القطن: أسفل الظهر، والثنة: أسفل البطن. ومنه حديث مقتل حمزة: (أن وحشيًا قال: سددت رمحي لثنته) وهي دون السفرة وفوق العانة.

(ثنا)

(ثنا) قوله: {كتابًا متشابها مثاني} سمى القرآن كله مثاني، لأن القصص والأمثال ثنيت فيه وسميت فاتحة الكتاب مثاني؛ لأنها تثنى في كل ركعة من الصلاة. وهو قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم} قيل: هي فاتحة الكتاب. وقيل: هي السور التي تقصر عن المئين وتزيد على المفصل. قيل لها: مثاني؛ كأن المئين جعلت مبادي والتي تليها مثاني. قوله تعالى: {ثاني عطفه} أي متكبرًا. يقال: ثنى عطفه: إذا أعرض متكبرًا. وهو منصوب على الحال، ومعناه التنوين، أي ثانيًا عطفه. معناه: ومن الناس من يجادل في الله بغير علم متكبرًا. وعطفا الإنسان: ناحيتا جسده. ويقال: ثنى عطفه، وثنى جيده، وصعر خده، ونأى بجانبه، ولوى عنقه، ومال برأسه: إذا تكبر وشمخ بأنفه: إذا تكبر وتشاوس. وفي الحديث: (لا ثنى في الصدقة) يقول: لا تؤخذ في السنة مرتين. و(الثنيا) المنهيُ عنها في البيع: أن يستثنى منه شيء مجهول فيفسد البيع.

وقال القتيبي: وهو أن يبيع شيئًا جزافًا، فلا يجوز أن يستثنى منه شيئًا، قل أو كثر. وقال: وتكون الثنيا في المزارعة: أن يستثنى بعد النصف أو الثلث كيلًا معلومًا. والثنيا في الجزور: الرأس والقوائم. ومنه الحديث: (كان لرجل ناقة نجيبة مرضت فباعها من رجل واشترط ثنياها) أراد قوائمها ورأسها. وفي حديث كعب: (الشهداء ثنية الله في الأرض) كأنه تأول قول الله عز وجل: {ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} فالذين استثناهم الله من الصعق الشهداء، وهم الأحياء المرزقون، فإذا صعق الخلق عند النفخة الأولى لم يصعقوا. ويقال: حلف فلان يمينًا ليس فيها ثنيا، ولا مثنويه ولا ثنية، ولا استثناء: كله واحد، وهذا كله من الثني، وهو الرد والكف. وقوله تعالى: {ألا إنهم يثنون صدورهم} أي يطوونها على عداوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. يقال: ثنيت الثوب وغيره. إذا عطفت بعضه على بعض حتى يخفى داخله. وروى عن ابن عباس: (تثنوني صدورهم) على تفعوعل. ومعناه: المبالغة في الثني، كما تقول: احلولي العنب. وفي حديث عمر: (كان ينحر بدنته وهي باركة مثنية بثنايين) أي معقولة

باب الثاء مع الواو

اليد بعقالين. واسم ذلك الحبل: الثناية. وإنما لم يقولوا: ثنايتين؛ لأنه حبل واحد، يشد بأحد طرفيه يد، وبطرفه الثاني أخرى، فهما كالواحد، وإن جاء بلفظ اثنين، ولا يفرد له واحد. وفي حديث عبد الله بن عمرو: (من أشراط الساعة أن يقرأ بينهم بالمثناة ليس أحد يغيرها. قيل له: وما المثناة؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله) قال أبو عبيد: قال رجل من أهل العلم بالكتب الأولى وقد قرأها وعرفها، عن المثناة. فقال: إن الأحبار من بني إسرائيل بعد موسى وضعوا كتابًا فيما بينهم على ما أرادوا من غير كتاب الله، فهو المثناة. وكان عبد الله كره الأخذ عن أهل الكتاب. وفي حديث عوف بن مالك، أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإمارة، فقال (أولها ملامة، وثناؤها ندامة وثلاثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل). وقال شمر: قوله: (ثناؤها): أي ثانيها. وثلاثها: ثالثها. قال: وأما ثناء وثلاث فمصروفان عن الثلاثة والاثنين. باب الثاء مع الواو (ثوب) قوله تعالى: {لمثوبة من عند الله خير} المثوبة والثواب: ما جوزيَّ به الإنسان على فعله من خير أو شر. يقال: ثاب يثوب: إذا رجع. فالثواب: هو ما يرجع على المحسن من إحسانه وعلى المسيء من إساءته.

وقوله: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس} أي معادًا يصدرون عنه ويثوبون إليه: أي يرجعون. والمثابة والمثاب، مثل المقامة والمقام. ويقال: إن فلانًا لمثابة: أي يأتيه الناس للرغبة ويرجعون/ إليه مرة بعد أخرى. وسميت الثيب ثيبًا؛ لأنها توطأ وطأ بعد وطء. وقوله: {هل ثوب الكفار} أي هل جعل لهم ثواب أعمالهم؟ وقوله: {وثيابك فطهر} قال ابن عباس: يعني من الإثم. وهم يقولون: فلان طاهر الثياب: إذا لبسها على اجتناب المحارم والمكاره، فإذا لبسها على فجرة أو غدرة، قالوا: إنه لدنس الثياب. ويقال: الثياب: القلب. يقول: لا تكن غادرًا فتدنس ثيابك. ويقال: أراد بقوله: {وثيابك فطهر} قال وعملك فأصلح. ويقال: {فطهر} أي فقصر؛ فإن تقصيرها طهرها. وقيل: نفسك، وهم يكنون بالثياب عن النفس. وروى عن ابن عباس أنه قال: لا تلبس ثيابك على فخرٍ وكبر. واحتج بقول الشاعر: إني بحمد الله لا ثوب غادر .... لبست ولا من خزية أتقنع ومنه الحديث: (إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها).

وهذا كحديثه الآخر: (يبعث العبد على ما مات عليه). وليس هذا قول من ذهب به إلى الأكفان بشيء؛ لأن الإنسان إنما يكفن بعد الموت. وفي حديث أم سلمة: أنها قالت لعائشة حين أرادت الخروج إلى البصرة: (إن عمود الدين لا يثاب بالنساء إن مال) أي لا يعاد إلى استوائه. والتثويب: الصلاة بعد المكتوبة، وهو العود للصلاة بعد الصلاة، ومنه التثويب في أذان/ الفجر، وهو أن يقول: الصلاة خير من النوم، مرتين عودا على بدء يجئ في الحديث. ويجئ في الحديث أيضا بمعنى الإقامة، وكل داع مثوب، وقد ثوب فلان بالصلاة: إذا دعي إليها، والأصل فيه: الرجل يجئ مستصرخا فيلوح بثوبه فسمى الله الدعاء تثويبا لذلك. ومنه الحديث: (إذا ثوب بالصلاة فأتوها وعليكم السكينة). وفي الحديث: (إن بلالا قال: أمرني أن لا أثوب في شيء من الصلاة إلا في صلاه الفجر). إنما سمى تثويبا؛ لأنه رجوع إلى الأمر بالمبادرة بالصلاة، والراجع هو ثائب يقال: ثاب الرجل إلى جسمي. أي رجع. فإذا قال المؤذن. حي على الصلاة قال: هلموا إليها، فإذا قال بعده: الصلاة خير من النوم، فقد رجع إلى كلام يئول إلى معنى المبادرة للصلاة أيضا؛ فلهذا سمى تثويبا. والتثويب أيضا يكون بمعنى الجزاء، ومنه قوله: (هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون) أي: هل جوزوا؟

(ثور)

وفي حديث عمر: (لا أعرفن أحدا انتفض من سبل الناس إلى مثاباتهم). قال النضر: أي إلى منازلهم، الواحدة: مثابة. قيل لها ذلك؛ لان أهلها يتصرفون في معايشهم ثم يثوبون إليها. أراد: لا أعرفن أحدا اقتطع شيئا من طرق المسلمين وأدخله داره. قال: والمثابة: المرجع. والمثابة: المجتمع. (ثور) في الحديث: (فأكل/ أثوار أقط) الأثوار: واحدها: ثور: وهي قطعة من الأقط. وفي حديث آخر: (إذا سقط ثور الشفق) يعنى: انتشار الشفق، وثوران حمرته. يقال: ثار يثور ثورا وثورانا: إذا انتشر في الأفق. وفي الحديث: (من أراد العلم فليثور القرآن) لينقر عنه. وقال شمر: تثوير القرآن: قرءاته ومقايسة العلماء به في تفسيره ومعانيه، ويقال: أثار التراب: إذا بحثه بقوائمه. وفي حديث عبد الله: (أثيروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين).

(ثوا)

وفي الحديث: (أحمى للفرس والراحلة والمثيرة) يعني: بقر الحرث، سميت بذلك؛ لأنها تثير الأرض. (ثوا) قوله: {مثوى الظالمين} أي مستقرهم. ومنه قوله: {أكرمي مثواه} أي مقامه. يقال: ثوى بالمكان وأثوى. ومنه قوله: {وما كنت ثاويا في أهل مدين} أي مقيما. وقد قرأ بعضهم: {لنثوينهم من الجنة غرفا} وهو الثواء، ممدود. ويقال للضيف: ثوى، ولإمرأة الرجل: أم مثواه. وفي حديث أبي هريرة: (أن رجلا قال: تثوبته) أراد: تضيفته ومنه حديث عمر: (وكتب إليه في رجل قيل له: متى عهدك بالنساء؟ فقال: البارحة. فقيل: بمن؟ فقال: بأم مثواى) أى هى ربة المنزل. ويقال لصاحب المنزل. هو أبو مثواه. وفي الحديث: (وعلى نجران مثوى رسلى) أى نزلهم وما يؤيهم مدة مقامهم./ آخر حرف الثاء

الجيم ج

كتاب الجيم

كتاب الجيم بسم الله الرحمن الرحيم باب الجيم مع الهمزة (جأت) في حديث المبعث: (فجئئت منه غرقا) معناه: ذعرت. يقال: جئث الرجل، وجئف وزئد وجث: أي فزع. (جأر) قوله تعالى: {فإليه تجارون} أي تصيحون، وتستغيثون، والجؤار: الاستغاثة ورفع الصوت بها يقال: جأر يجأر. ومنه قولهم: {إذا هم يجأرون} و} لا تجأرون اليوم}. وفي الحديث: (كأني أنظر إلى موسى له جؤار إلى ربه بالتلبية) معناه رفع الصوت باب الجيم مع الباء (جبأ) في حديث أسامه (فلما رأونا جبأوا من أخبيتهم) أي خرجوا منها، يقال: جبأ عليه الأسود من جحرة: أي طلع، ويقال للجراد: جابئ؛ لطلوعه.

(جبب)

(جبب) قوله تعالى: {في غيابه الجب} الجب: هي البئر غير المطوية، سميت جبا لأنها قطعت في الأرض قطعا. في حديث عائشة: (أن دفين النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل في جب طلعة). قال شمر أراد بالجب داخلها إذا أخرج عنه الجفرى، كما يقال لداخل الركية من أسفلها إلى أعلاها: جب، وقال أبو عمرو: يقال لوعاء الطلع جف/ وجب، معا. وفي حديث ابن عباس: (نهى عن الجب. قيل: وما الجب؟ فقالت امرأة عنده: هو المزادة يخيط بعضها إلى بعض) كانوا ينتبذون فيها حتى ضربت، ويقال لها المجبوبة أيضا. وفي الحديث: (أن رجلا مر بجبوب بدر) قال القتيبي: هي الأرض الغليظة. وقال أبو عمرو: الجبوب الأرض، وقال أبو بكر: الجبوب: المدر، واحدتها: جبوبة. ومنه حديث أم كلثوم: (قال: فطفق يلقي إليهم الجبوب) قال عبيد بن الأبرص: يصف عقابا أو لقوة اصطادت ثعلبا وألقته على وجه الأرض. فرفعتة ووضعته .... فكدحت وجهه الجبوب أى جرحت وجهها الأرض. وفي حديث بعض الصحابة: (وسئل عن امرأة تزوج بها: كيف وجدتها؟

(جبت)

فقال: كالخير من امرأة قباء جباء. قالوا: أو ليس خيرا؟ قال: ما ذاك بأدفأ للضجيع، ولا أروى للرضيع) الجباء: يدل الحديث على أنها الصغيرة الثديين، وهو في العربية أشبه بالتي لا عجر لها، كالبعير الأجب الذي لا سنام له. قال أبو حمزة: قال الدريدي، : الجباء التي لا فخذ لها، يعني قلة اللحم. وفي حديث عبد الرحمن: (أنه أودع فلانا جبجبة فيها نوى من ذهب). قال القتيبي: هي زنبيل من جلود لطيف. وجمعه: جباجب، كان أودعه قطعا من ذهب. يقال: وزن القطعة خمسة/ دراهم. وفي الحديث: (المتمسك بطاعة الله إذا جبت الناس عنها كالكار بعد الفار). يعني إذا ترك الناس الطاعات، ورغبوا عنها، يقال: جبب الرجل: إذا مضى: مسرعا فارا من الشيء. (جبت) وقوله تعالى: {بالجبت والطاغوت} قال ابن عرفة: كل ما عبد من دون الله فهو جبت. وقيل: الجبت والطاغوت: الكهنة والشياطين. (جبر) قوله تعالى: {إن فيها قوما جبارين} قال ابن عرفة: أهل سطوة وقهر. قال: وقال الفراء: يقال: جبره وأجبره: إذا قهره.

وقال ابن اليزيدي: جبارين: أي عظماء، ومنه النخل الجبار، وهو العظيم الذي فات يد المتناول [وقال بعضهم] يقال: نخلة جباره [بالهاء] وناقة جبار، بلا هاء، وهي السمينة العظيمة. وقوله: {ما أنت عليهم بجبار} أي بمسلط تقهرهم على ما تريده، كقوله: {لست عليهم بمسيطر} وقال الأزهري: جبارين: أي عاتبين: وصفهم بالكبر والمنعة. ومنه قوله: {وخاب كل جبار عنيد}. وفي الحديث: (أنه أمر امرأة فتأبت عليه، فقال: دعوها فإنها جبارة) أي مستكبرة عاتية. وقوله تعالى: {وإذا بطشتم بطشتم جبارين} الجبار: القتال في غير الحق. وكذلك قوله} إلا أن تكون جبارا في الأرض}. وفي حديث: (ثم ملك وجبروة) / يقال جبار بين الجبرية، والجبروة، والجبورة. وفي الحديث: (العجماء جبار).

(جبل)

وروى: (الرجل جبار) أراد: جرح العجماء جبار، أي هدر والعجماء: البهيمة. ومعنى قوله: (الرجل جبار) إن صح: أن الدابة إذا أصابت إنسانا بيدها، فراكبها ضامن لها. وإن أصابته برجلها فهو جبار. وفي الحديث: (أربعون ذراعا بذراع الجبار) قيل: الجبار: الملك، ها هنا، كما يقال: بذراع الملك، ويقال إنه ملك من ملوك العجم. وفي دعائه عليه الصلاة والسلام: (واجبرني واغنني) هو من قولهم: جبر الله مصيبتك: أي رد عليك ما ذهب منك وعوضك. (جبل) قوله تعالى: {والجبلة الأولين} الجبلة، والجبلة، والجبل، والجبل، والجبل لغات، وهو الجمع ذو العدد الكثير من الناس. ومنه قوله: {جبلا كثيرا} أي خلقا كثيرا. وفي حديث: (فسكت فلان، فقال له عكرمة: أجبلت) أي انقطعت،

(جبه)

والأصل فيه: أن يحفر الرجل حتى إذا بلغ صخرة لا يحيك فيها المعول، قيل: أجبل: أي أفضى إلى الجبل. (جبه) وفي الحديث (ليس في الجبهة صدقة) قال أبو عبيد: هي الخيل، وقال أبو سعيد: الجبهة: الرجال يسعون في حمالة أو مغزم أو جبر، فلا يأتون أحدا إلا استحيا من ردهم. [101/ ب] قال: والعرب تقول: رحم الله فلانا، فلقد كان/ يعطي في الجبهة. قال: وتفسير قله: (ليس في الجبهة صدقة) أن المصدق إن وجد في أيدي هذه الجبهة من الإبل ما يجب في مثله الصدقة، لم يأخذ مما في أيديهم شيئا؛ لأنهم جمعوها لحمالة. قال: وأما قوله: (فإن الله قد أراحكم من الجبهة والسجة والبجة) فالجبهة هنا: المذلة، والسجة السجاج، وهو المذيق، والبجة، الفصيد التي كانت العرب تأكله من الدم يفصدونه، يقول: أراحكم من هذه الضيقة، ونقلكم إلى السعة وقال أبو عبيد: هذه أسماء أصنام كانت تعبد من دون الله. (جبو) قول تعالى: {وجفان كالجواب} قال ابن عرفة: جمع الجابية وهي حفيرة كالحوض ونحوه، وقال مجاهد: كحياض الإبل. وقوله: {فاجتباه ربه} أي فاختاره. وقوله: {لولا اجتبيتها} أي اختلقتها من ذاتك.

وقوله: {واجتبيناهم} أي اخترناهم، مأخوذ من جبيت الماء في الحوض: إذا جمعته ويقال: جبيت المال: إذا حصلته لنفسك، والجبا مقصور مفتوح الجيم ما حول البئر. ومنه الحديث: (قعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جباها فسقينا واستقينا). والجبا، بالكسر مقصور، ما جمعت فيه من الماء. وفي حديث سعد: (نبطي في جبوته) ويقال: / جبيت الخراج وجبوته وهو حسن الجبية والجبوة. وفي حديث وائل بن حجر: (ومن أجبى فقد أربى) قال أبو عبيد: الإجباء: بيع الحرث قبل أن يبدو صلاحه. وقال ابن الأعرابي: الإجباء: أن يغيب إبله عن المصدق، يقال: جبا عن الشيء إذا توارى، الإجباء: إذا واريته، ورجل جبا عن الأمور: إذا كان هيوبا لها، مرتدعا عنها، وقال غيره: أراد من عين فقد أربى، وهو حسن. وفي حديث عبد الله: أنه ذكر القيامة، فقال: (ويجبون تجبية رجل واحد قياما لرب العالمين) قال أبو عبيد: التجبية تكون في حالين، إحداهما: أن يضع يديه على ركبتيه وهو قائم، وهذا هو المعنى الذي جاء في الحديث، ألا تراه قال: (قياما). والوجه الآخر: أن ينكب على وجهه باركا، وهذا الوجه هو المعروف عند الناس وقد حمله بعض الناس على قوله: (فيخرون سجودا لرب العالمين) فجعل السجود هو التجيبة.

باب الجيم مع الثاء

وفي حديث (بيت من لؤلؤة مجبأة) قال بعض أهل العلم: أي مجوفة. وقال غيره: لعله أراد مجوبة: أي مقطعة، فقدم الباء وأخر الواو، وأعلها. باب الجيم مع الثاء (جثى) قوله تعالى: {ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا} جثي: جمع: جاث، وهو الذي يجثوا على الركبة. وفي الحديث: (من دعا دعاء الجاهلية فهو من جثي جهنم) واحد الجثا: جثوة، بضم الجيم أي من جماعات جهنم، نعوذ بالله منها، والجثوة الشيء المجموع. (جثم) قوله: {جاثمين} يقال: باركين على الركب، ويقال: بعضهم على بعض والجثوم للناس والطيور بمنزلة البروك للإبل. و(المجثمة) المنهي عنها في الحديث هي المصبورة. باب الجيم مع الحاء (جحح) في الحديث: (أنه مر بامرأة مجح) قال أبو عبيد: معناه: الحامل المقرب.

(جحر)

وفي حديث الحسن، وذكر فتنة ابن الأشعث، فقال: (والله إنها لعقوبة، فما أدري أمستأصلة أم مجحجحة) أي كافة، يقال: جحجحت عن الأمر وحجحجت عنه، وهو من المقلوب، ويقال: جحجحت في غير هذا: أي أتيت به جحجاحا أي سيدأ ويقال: إن سرك العز فجحجح بجشم. أي جيء بجحجاح منهم. (جحر) وروي عن عائشة: (إذا حاضت المرأة حرمت الجحران) هكذا رواه بعضهم؛ ذهب إلى فرجها، ودبرها. وقال بعض أهل العلم: إنما هو (حرم الجحران) والجحران: اسم للقبل ومثله في العربية كثير، يقال: / عقب الشهر، وعقبانه، وسود، وسودان وحمر وحمران، ويقال للحسن والحسين: الحسنان، وللمقلم والقلم: القلمان. وفي حديث صفة الدجال: (ليست- يعني عينه- بناتئة ولا حجراء) أي بغائرة منجحرة، وأقرأنيه الأزهري: (جخراء) بالخاء المعجمة، وأنكر الحاء وهو مفسر في بابه. (جحش) في الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - سقط من فرس فجحش شقه الأيمن) قال أبو عبيد: هو أن يصيبه شيء كالخدش، فينجحش منه جلده، يقال: جحش فهو مجحوش.

(جحظ)

(جحظ) في حديث عائشة، في وصف أبيها: (وأطفأ ما حشت يهود وأنتم يومئذ جحظ، تنتظرون العدوة) تريد: وأنتم شاخصو الأبصار، تترقبون أن ينعق ناعق، أو يدعو إلى وهن الإسلام داع، والعين تجحظ عند الإنكار. (جحف) في الحديث: (خذوا العطاء ما كان عطاء، فإذا تجاحفت قريش المفلك بينهم فارفضوه). معناه: أي تتقاتل عليه، يقال تجاحفوا في القتال: إذا تناول بعضهم بعضا بالسيوف يتجاحفون، بينهم الكرة بالصوالجة أي يتناولونها بها. (جحم) قوله: {أصحاب الجحيم} الجحيم: ما اشتد لهبه من النيران، وهو الجاحم أيضا. يقال: جحم فلان النار: أي عظمها، ويقال لعين الأسد: جحمة؛ / لشدة توقدها ورأيت جحمة النار، وهي شدة توقدها. (جحمر) ومن رباعيه: روي في بعض الحديث: (إني امرأة جحيمر) هو تصغير جحمرش، وهي العجوز الكبيرة.

باب الجيم مع الخاء

باب الجيم مع الخاء (جخخ) في الحديث البراء: (كان إذا سجد جخ) أخبرنا به أبو حامد الشاركي، قال: حدثنا محمد بن موسى الحلواني، قال: حدثنا محمد بن علي بن الحسن، قال: حدثنا النضر بن شميل: قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن البراء، الحديث. قوله: (جخ) أي فتح عضديه في السجود. ورأيت لأبي حمزة: (كان إذا صلى جخ) أي تحول من مكان إلى مكان، وفي حديث بعضهم: (إذا أردت العز فجخجخ في جشم) قال أبو الهيثم: أي ادع بها تفاخر معك، ويقال: معناه: فصح بهم، وناد فيهم، وتحول إليهم. وفي حديث الدجال: (أعور مطموس العين، ليست بناتئة ولا جخراء) قال الأزهري: الجخراء الضيقة التي فيها غمص، ورمص، ومنه قيل للمرأة: جخراء: إذا لم تكن نظيفة المكان. (جخف) في حديث ابن عمر (أنه نام حتى سمع جخيفه ثم صلى ولم يتوضأ) قال أبو عبيد: الجخيف: الصوت من الجوف، وهو أشد من الغطيط، ويكون الجخيف: الكبر.

(جخى)

(جخى) في الحديث: (أنه كان إذا سجد جخى) قال أبو العباس: أي فتح عضديه/ في السجود قال: وكذلك جخ. وقال شمر: يقال: جخى في صلاته: إذا رفع بطنه وخوى. وفي حديث حذيفة: (كالكوز مجخيا وأمال كفه) المجخى: المائل، ويقال: جخى الرجل: إذا جلس في الغائط: ومثله: خوى. باب الجيم مع الدال (جدب) في حديث عمر: (أنه جدب السمر بعد العشاء) أي ذمه وعابه، وكل عائب: جادب. قال ذو الرمة: فيا لك من خد أسيل ومنطق .... رخيم، ومن خلق تعلل جادبه أي لم يجد مقالا فهو يتعلل بالشيء يقوله وليس بعيب. (جدث) قوله تعالى: {فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون} الأجداث: القبور. الواحد: جدث، وجدف، أيضا مثله. (جدح) في حديث عمر: (لقد استسقيت بمجاديح السماء) قال أبو عمرو:

(جدد)

المجاديح: واحدها مجدح، وهو نجم من النجوم، كانت العرب تزعم أنها تمطر به. (جدد) قوله تعالى: {وأنه تعالى جد ربنا} أي عظمة ربنا وقال أبو عبيدة جد ربنا: ملكه وسلطانه، يقال: زال جد القوم: إذا زال ملكهم وحظهم، ورجل جدي. وفي الحديث: (ولا ينفع ذا الجد منك الجد) قال: الجد: الغنى والحظ في الرزق.

يقال: له في هذا الأمر جد، وفي الأمثال: (جدك لاكدك). وتأويل الحديث: لا ينفع ذا الغنى منك غناه إنما ينفعه الطاعة والإيمان. ومنه/ الحديث، في صفة يوم القيامة: (وإذا أصحاب الجد محبوسون) يعني ذوي الحظ والغنى. وفي الحديث: (كان الرجل إذا قرأ سورة البقرة وسورة آل عمران جد فينا) أي عظم قدره. وقوله تعالى: {ومن الجبال جدد بيض} الواحدة منها: جدة، وهي الطريقة والخطة تكون في الجبل، تخالف لون ما يليها. وفي حديث ابن سيرين: (كان يختار الصلاة على الجد إن قدر عليها) الجد: شاطئ النهر، والجدة أيضا، وبه سميت: جدة؛ لأنها ساحل البحر، وكل طريقة من سواد أو بياض فهي جدة. في الحديث: (كان لا يبالي أن يصلي في المكان الجدد) يريد: المستوي من الأرضين. وفي الحديث: (نهي عن جداد الليل) الجداد: الصرام، يقال: جد الثمرة يجدها، وإنما نهى عن ذلك؛ لمكان المساكين؛ لأنهم يحضرون فيتصدق عليهم منه، لقوله تعالى: {وآتوا حقه يوم حصاده}. وفي حديث أبي بكر أنه قال لعائشة: (إني كنت نحلتك جاد عشرين وسقا من النخل وبودي أنك كنت حزتيه، فأما اليوم، فهو مال) وفي حديث أبي

(جدجد)

بكر الوارث تأويله أنه نحلها في صحته نخلا كان يجد منه في كل صرام عشرون وسقا، ولم يكن أقبضها ما نحلها، فلما مرض رأى النخل، مقبوض غير جائز، فأعلمها أن ورثته شركاؤها فيه (جدجد) في الحديث: (فأتينا على جد جد متدمن) قال أبو عبيد: إنما هي الجد، وهي البئر الجيد الموضع من الكلأ./ وروى غيره، عن اليزيدي، قال: الجدجد: البئر الكثيرة الماء، وهو مثل الكمكم؛ للكم، والرفرفة، للرف. وفي حديث عطاء: (الجد جد يموت في الوضوء، قال: لا بأس به) الجدجد صرار الليل في الصيف، مثل الجراد. (جدس) في حديث معاذ: (من كانت له أرض جادسة) قال أبو عبيد: هي التي تعمر، ولم تحرث، وقال ابن الأعرابي: الجوادس: البقاع التي لم تزرع قط. (جدف) في الحديث: (شر الحديث التجديف) قال أبو عبيد: هو كفر النعمة، واستقلال ما أنعم الله عليك. ومنه الحديث: (لا تجدفوا بنعم الله).

(جدل)

وفي حديث عمر (أنه سأل رجلا استهوته الجن فقال: كان شرابهم الجدف). قال أبو عبيد: لم أسمعه إلا في هذا الحديث، وما جاء إلا وله أصل، ولكن ذهب من كان يعرف هذا. وقال بعضهم: الجدف: نبات يكون باليمن، يأكله الآكل فلا يحتاج معه إلى ماء. وجاء في الحديث: (الجدف كل ما لا يغطى من الشراب) قال القتيبي: أصل ذلك من الجدف وهو القطع، كأنه أراد ما يرمى من الشراب، من زبد أو رغوة أو قذى كأنه قطع من الشراب فرمي به. قلت: والجدف: الضرب باليد، ومنه سمي مجداف السفينة. (جدل) قوله تعالى: {وجادلهم بالتي هي أحسن} الجدل: مقابلة الحجة بالحجة. والمناظرة: أن يدفع الحجة بنظيرتها. [105/ب] وقال بعضهم: الجدل: اللدد في الخصام، / ورجل جدل، وأصله من جدل الحبل وهو شدة الفتل، ومنه يقال: للحبل الذي يجعل في رأس البعير: جديل: ورجل مجدول الخلق: شديده. وقوله تعالى: {ما يجادل في آيات الله} هذا جدال دفع لها ورد.

(جدى)

ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تماروا في القرآن فإن مراء فيه كفر). وفي الحديث: (أنا خاتم النبيين في أم الكتاب وإن آدم لمنجدل في طينته). أي ساقط، والمجدل، الملقى بالجدالة، وهي الأرض. وفي الحديث: (أعزز علي أن أراك مجدلا تحت نجوم السماء). وفي الحديث، في العقيقة: (تقطع جدولا ولا يكسر لها عظم) أي عضوا عضوا، وهو الجدل، والإرب، والشلو، والعضو، والوصل. (جدى) وفي الحديث: (أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجدايا وضغا بيس) الجدايا: جمع جداية، وهي من أولاد الظباء الذي تبلغ ستة أشهر، أو سبعة، وهي بمنزلة الجدي في الغنم، والجداية تقع على الذكر والأنثى، مثل سحابة. ويقال: لولد الظبي أول ما يولد: طلا، ثم غزال، ثم خشف، ثم شادن، ثم شصر. وفي حديث الاستسقاء (اللهم اسقنا جدا طبقا) الجدى: المطر العام، ومنه أخذ جدي العطية والجدوى. وفي الحديث: (فاتبعت جدية الدم) الجدية: أول دفعة من الدم./

باب الجيم مع الذال

باب الجيم مع الذال (جذذ) قوله تعالى: {فجعلهم جذاذا} أي فتاتا، وقد يجيء فعال في موضع المفعول نحو حطام بمعنى محطوم، ورفات بمعنى مرفوت، وفتات بمعنى مفتوت ويقال: جذه: إذا قطعه. ومنه قوله: {عطاء غير مجذوذ} أي غير مقطوع. وفي حديث أنس: (أنه كان يأكل جذيذة قبل أن يغدو في حاجته) أراد شربة من سويق سميت جذيذة لأنها تجذ: أي تكسر وتجش: إذا طحنت ومنه حديث علي: (أنه أمر نوفا البكالي أن يأخذ من مزوده جذيذا). (جذر) وفي حديث حذيفة: (نزلت الأمانة في جذر قلوب الرجال) قال أبو عبيد: الجذر: الأصل من كل شيء، وقال ابن الأعرابي: الجذر: أصل حساب، ونسب، وأصل الشجرة. (جذع) في حديث المبعث، أن ورقة بن نوفل قال: (يا ليتني فيها جذع) قوله

(جذعم)

(فيها) يعني في نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - يقول: يا ليتني كنت شابا فيها، يعني حين تظهر نبوته، حتى أبالغ في نصرته، والأصل في الجذع، سنو الدواب وهو قبل أن تثني بسنة والدهر وجذع أبدا: أي شاب لا يهرم. ومنه الحديث: (في الجذعة التي أمر فلانا أن يضحي بها) قال الحربي: إنما يجزيء الجذع في الأضاحي؛ لأنه ينزو فيلقح، فإذا كان من المعزى لم يلقح حتى/ يصير ثنيا، وولد المعزى أول سنة: جدي، والأنثى: عناق، فإذا أتى عليها الحول فالذكر تيس، والأنثى عنز، ثم جذع في السنة الثانية، ثم ثني، ثم رباع. (جذعم) وفي حديث علي (أسلمت وأنا جذعمة) أراد: وأنا جذع، أي حديث السن فزاد في آخرها ميما توكيدا، كما قالوا: ستهم، زرقم قال: وهو من الغنم لسنة مستكملة، ومن الخيل لسنتين، ومن الإبل لأربع. (جذل) وفي الحديث (ولا تبصر الجذل في عينك) قال الليث: الجذل: أصل الشجرة يقطع وربما جعلت العرب العود جذلا، يقال: جذل وجذل، لغتان. ومنه قول الحباب بن المنذر يوم السقيفة: (أنا جذيلها المحك وعذيقها المرجب) والجذيل: تصغير جذل، وأراد العود الذي ينصب للجربي فتحتك

(جذم)

به، يقول: أنا ممن يستشفى به، كما استشفت الإبل الجربى بالاحتكاك بهذا العود من جربها. (جذم) في حديث رؤيا الأذان قال: (فعلا جذم حائط فأذن) أي قطعة حائط. وفي الحديث: (من تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله يوم القيامة، وهو أجذم) قال ابن عرفة: معناه: لقيه منقطع السبب، ألا ترى الحديث: (سبب بيد الله وسبب بأيديكم، فإذا ترك القرآن انقطع ذلك السبب) ويقال: جذمت الشيء فانجذم عني وأجذم: أي انقطع، وقال الشاعر: أضرم قيس على البلاد .... حتى إذا استعرت أجذما والجذم: قطع السياط. وقال أبو عبيد في قوله: (لقي الله وهو أجذم) أي مقطوع اليد، فاحتج بحديث علي رضي الله عنه: (من نكث بيعته لقي الله وهو أجذم ليس له يد). وقال القتيبي: الأجذم ها هنا: الذي ذهبت أعضاؤه كلها، وليست يد الناسي للقرآن بأولى بالعقوبة من سائر أعضائه.

(جذو)

قال: يقال: رجل أجذم، ومجذوم إذا تهافتت أطرافه من الجذام، قال ابن الأنباري: القول ما قاله أبو عبيد وله حجج إحداها حديث علي رضي الله عنه، والثانية أن العقاب لو كان لا يقع إلا بالجارحة التي باشرت المعصية، لما عوقب الزاني بالنار في الآخرة، والرجم والجلد في الدنيا ومعنى قوله: (لقي الله وهو أجذم) أي أجذم الحجة لا لسان له يتكلم، ولا حجة في يده، وقول علي رضي الله عنه (لا يد له) أي لا حجة له واليد يراد بها الحجة، ألا ترى أن الصحيح اليد والرجل يقول لصاحبه: قطعت يدي ورجلي: أي أذهبت حجتي، وتقول: مالى بهذا الأمر يدان: أي مالي به تمسك وثبات. وفي الحديث: (إن الناس يحشرون غرلا بهما لا عاهة بهم). (جذو) قوله/ تعالى: {أو جذوة من النار} وهي الخشبة يشعل فيها النار، يقال جذوة، وجذوة، وجذوة. وفي الحديث (مثل المنافق مثل الأرزة المجذية). يقال: جذت تجذو، وأجذت تجذي: إذا انتصبت، واستقامت. وأراد بالمجذية الثابتة، واجذوذت، تجذوذي: بمعنى جذت والإجذاء في هذا الحديث لازم، وفي حديث ابن عباس متعد، وهو قوله: (مر بقوم يجذون حجرا) ويروى (يتجاذون مهراسا) والإجذاء: إشالة الحجر العظيم، ليعرف به شدة الرجل.

باب الجيم مع الراء

باب الجيم مع الراء (جرثم) في حديث ابن الزبير (أنه لما أراد هدم الكعبة وبناءها كانت في المسجد الحرام جراثيم) الجراثيم: جمع جرثومة، وهي جمعة من تراب أو طين تعلو الأرض. ويقال للشيء إذا تجمع: قد تجرثم، واجرنثم، أراد أن المسجد كان متعاديا. ومنه حديث خزيمة ووصف السنة فقال: (وعادلها النقاد مجرنثما) أي مجتمعا وإنما تجمعت من الجذب؛ لأنها لا تجد مرعى تنتشر فيه. ولم يقل (مجرنثمة) لأن لفظ النقاد لفظ الاسم الواحد، كالجدار والخمار وقد تكون الجرثومة أصل الشيء. ومنه الحديث المرفوع: (الأسد جرثومة العرب فمن أضل نسبه فليأتهم). (جرجم) وفي حديث قتادة في قصة قوم لوط: (ثم جرجم بعضها على بعض) أي أسقط والمجرجم: المصروع/ قال العجاج: كأنهم من فائظ مجرجم. وفي الحديث: (وفي جبالنا هذة جراجمة يختربون الناس) أي لصوص يستلبونهم يقال: جرجمت الرجل: إذا صرعته. (جرح) قوله تعالى: {وما علمتم في الجوارح} الجوارح هي الصوائد، واحدتها: جارحة لأنها تجرح الصيد، أي تكتسب، قال الله تعالى: {ويعلم ما جرحتم

(جرد)

بالنهار} ويقال: جرح، واجترح، إذا اكتسب، وسميت أعضاء الإنسان جوارح؛ لأنها تكتسب وتتصرف، ويقال: فلان جارحة أهله: أي كاسبهم. وفي بعض الحديث: (كثرت هذه الأحاديث واستجرحت) أي فسدت وقل صحاحها كما يستخرج الشاهد فلا يقبل. وقال عبد الملك، في خطبته: (وعظتكم فلم تزدادوا على الموعظة إلا استجراحا) أي فسادا. (جرد) في حديث عبد الله (جردوا القرآن) قال ابن عيينة: يقول: لا تقرنوا به شيئا من الأحاديث، قال أبو عبيد: يعني من الأحاديث التي يرويها أهل الكتاب؛ لأنهم غير مأمونين، وكان إبراهيم يقول: جردوا القرآن من النقط والتعجيم، وما أشبهها. وفي حديث عمر (تجردوا بالحج وإن لم تحرموا) قال أحمد بن حنبل يعني تشبهوا بالحاج. وقال ابن شميل: يقال: جرد فلان بالحج: إذا أفرد، ولم يقرن. وفي صفته - صلى الله عليه وسلم -: (كان أنور المتجرد) أي مشرق الجسد والمتجرد من جسده: الذي/ تجرد عنه الثياب. وفي حديث عمر: (إئتني بجريدة) الجريدة السعفة، وجمعها: جريد. وهو أيضا الخرص، وجمعه: خرصان.

(جرر)

وفي حديث الشراة: (فإذا ظهروا بين النهرين لم يطاقوا، ثم يقلون حتى يكون آخرهم لصوصا جرادين) أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب، عن ابن الأعرابي، قال: أبو المكارم، وغيره من الأعراب: يقال: قد جرده: إذا شلحه. وفي حديث آخر (وكانت فيها أجارد أمسكت الماء) أي مواضع منجردة من النبات، ويقال: مكان أجرد، وأرض جرداء. وفي حديث آخر (ثم ينعتون إلى أهليهم إنكم في أرض جردية) وقال بعضهم: هي منسوبة إلى الجرد، وهي كل أرض لا نبات بها، يقال: جردت الأرض جردا، وسنة جرداء: قحطة. (جرر) في الحديث أن عائشة قالت: (نصبت على باب حجرتي عباءة، وعلى مجربيتي سترا) مجر البيت هو يقال له الجائر، وأراه مشبها بالمجرة؛ لاعتراضها في السماء. وفي الحديث (لا تجار أخاك ولا تشاره) وقال الأزهري: تجار من الجريرة المعنى يقول: لا تجني عليه، وهو يجني عليك. وقال غيره: يقول: لا تماطله، من الجر، وهو أن تلويه بحقه، تجره من محله إلى وقت آخر. وقال بعضهم: إنما هو: لا تجار أخاك، من الجراء في الخيل، وهو أن يتجارى الرجلان للمسابقة، يقول/ لا تطاوله ولا تغالبه وتشاره: تفاعله من الشر. وفي حديث لقيط: (ثم بايعه على ألا يجر إلا نفسه) يريد أنه لا يؤخذ بجريرة غيره، لا والد، ولا عشيرة.

وهذا كقوله لرجل رأى معه ابنه، فقال: لا يجني عليك ولا تجني عليه. وكقوله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} وفي الحديث: (أن امرأة دخلت النار من جراء هرة) أي من أجلها. وفي الحديث: (لا صدقة في الإبل الجارة) يعني التي تجر بأزمتها وتقاد، فاعلة بمعنى مفعولة، كما يقال: سر كاتم، وليل نائم، وأرض غامرة، غمرها الماء. أراد: ليس في الإبل العوامل صدقة. وفي حديث ابن عمر: (أنه شهد الفتح ومعه فرس حرون وجمل جرور) قال أبو عبيد: هو الذي لا ينقاد، فعول بمعنى مفعول. وفي الحديث: (الذي يشرب في إناء من فضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم). سمعت الأزهري يقول: أراد بقوله: (يجرجر في جوفه) أي يحدر فيه

نار جهنم فجعل شرب الماء وجرعه جرجرة، وهي صوت وقوع الماء في الجوف. وقال الزجاج: يجرجر في جوفه: أي يردده في جوفه. وقيل: التجرجر والجرجرة: صوت الماء في الحلق. وفي حديث ابن عمر: (من أصبح على غير وتر أصبح وعلى رأسه جرير سبعون ذراعا) قال شمر: الجرير: الحبل وجمعه: أجرة، وزمام الناقة أيضا جرير./ في الحديث في (الئبرم: إنه حار جار) وبعضهم يرويه: (يار) وهو اتباع وجار أيضا اتباع، وهو صحيح. وفي الحديث: (نهى عن نبيذ الجر) أراد ما ينبذ في الجرار الضاربة. وفي حديث عبد الرحمن (أن فلانا قال: رأيته يوم أحد عند جر الجبل) أي أسفله، وجمعه: جرار أيضا.

(جرز)

(جرز) قوله تعالى: {صعيدا جرزا} الجرز: الأرض التي لا نبات بها، كأنه أكل نباتها، يقال: جرزت الأرض: إذا أكل نباتها، وامرأة جروز ورجل جروز: إذا كانا أكولين، وسيف جراز: يأتي على كل شيء. (جرس) وفي الحديث: (جرست نحله العرفط) أي أكلت، ويقال للنحل: جوارس بمعنى أواكل، والعرفط: شجر ينضح المغافير. وفي الحديث: (وكانت ناقة مجرسة) أي مجربة في الركوب والسير. (جرع) قوله تعالى: {يتجرعه ولا يكاد يسيغه} يقال: جرعت الماء وتجرعته. وفي حديث عطاء قال: (فأقلت من الوليد بجريعة الذقن) يريد: أفلت بعد ما أشرفت على الهلاك، يقال: أفلتني جريعة الذقن: يراد: أن نفسه صارت في فيه فأفلت وقال أبو زيد: يراد أنه كان قريبا من الهلاك كقرب الجرعة من الذقن.

(جرف)

(جرف) قوله تعالى: {على شفا جرف هار} الجرف: ما تجرف من السيول. وفي الحديث: ذكر (الطاعون الجارف) سمي جارفا؛ لأنه كان ذريعا [110/ أ] والجرف: هو اجترافك/ الشيء عن وجه الأرض. وقال الليث: الجارف: شؤم وبلية تجترف مال القوم. وفي الحديث: (ليس لابن آدم إلا بيت يكنه، وثوب يواريه وجرف الخبز) يريد كسر الخبز. الواحدة: جرفة وكذلك الجلف، واحدته: جلفة، من قولك: جلفت الشيء، وجرفته: أي قشرته. وجرفته السنة، وجلفته): ذهبت بماله. (جرم) قوله تعالى: {لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم} أي لا يحملنكم خلافي، وبغضى على تكذيبي. وقوله: {ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا} ومعناه: لا يحملنكم ولا يكسبنكم بغضاء قوم، أن صدوكم عن المسجد الحرام الاعتداء والظلم. ونحو منه قوله تعالى: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا} أي لا يحملنكم بغض قوم على مخالفة أحكام الله عز وجل.

(جرمز)

وقوله تعالى: {لا جرم أن لهم النار} قيل: جرم: معناه: حق ووجب، (ولا) رد لتكذيبهم، وقيل جرم: أي كسب. ومنه قوله: {لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون} أي كسب لهم كفرهم الخسار ويقال: جرم وأجرم وأجترم، إذا كسب الذنب. ومنه قوله تعالى: {فعلي إجرامي} أي ذنبي. وفي حديث قيس بن عاصم: (لا جرم لأفعلن حدها) قال الفراء: أصله تبرئة بمنزلة: لابد، ثم استعملته العرب في معنى: /حقا. وهو معنى الحديث: ويجاب بجوابات الأيمان. وفي بعض الأخبار: (والذي أخرج العذق من الجريمة، والنار من الوثيمة). أراد بالجريمة النواة، وبالوثيمة: الحجارة المكسورة، وقد وثم يثم إذا كسر. (جرمز) ومن رباعيه، في الحديث المغيرة (لما بعث إلى ذي الحاجبين قال: قالت لي نفسي: لو جمعت جراميزك فوثبت وقعدت مع العلج) قال الأصمعي: الجراميز بدن الرجل، وقال عمرو: عن أبيه: تجرمز إذا اجتمع. وقال سويد: قلت للشعبي: رجل قال: إن تزوجت فلانة فهي طالق: قال: هو كما قال: قلت: إن عكرمة يزعم أن الطلاق بعد النكاح، قال:

(جرن)

(جرْمز مولى ابن عباس) يقول: نكص عن الجواب وفر منه. (جرن) في حديث عائشة (حتى ضرب الحق بجرانه) الجران: باطن العتق، والجمع: جرن المعنى أنه قر قراره، واستقام، كما أن البعير إذا برك واستراح مد جرانه. (جرى) قوله عز وجل: {بسم الله مجراها ومرساها} أي بسم الله تجري، وبه تستقر فمن قرأ (مجراها) بضم الميم، جعلها: من أجريت، أراد بالله إجراؤها. ومن قرأ (مجراها) بفتح الميم: جعله من جرى يجري جريا ومجرى، أراد: بالله جريها. قوله: {ومن آياته الجوار} يعني السفن، الواحدة: جارية.

ومنه قوله} حملناكم في الجارية} يعني سفينة نوح عليه السلام. وقوله/} فالجاريات يسرا} قال علي رضي الله عنه: هي السفن. وفي الحديث: (إذا أجريت الماء جزى عنك) يريد: إذا صببت الماء على البول فقد طهر المكان، ولا حاجة بك إلى غسل الموضع. وقوله عليه الصلاة والسلام: (يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستجرينكم الشيطان) أي لا يستتبعنكم فيتخذكم جريه ووكيله، يقال: جريت جريا، واستجريته أى اتخذته وكيلا، يقول: تكلموا بما يحضركم من القول، ولا تسجعوا كأنما تنطقون عن لسان الشيطان، وذلك أن القوم كانوا مدحوه فكره لهم الهرف في المدح، فنهاهم عن ذلك. وفي الحديث: (أهدي له أجر زغب) الأجر: هو الجمع الأدنى للجرو، وهي صغار القثاء، والرمان، والجراء، جمع الجمع ويقال لشجرته: قد أجرت فإذا قوي فهو الحدج، وقد أحدجت شجرته، أي أخرجت جروها، وهو صغير القثاء وقال أبو بكر: من جمع الجرو: أجراء، قال: وهو بمنزلة عدل وأعدل، ومن جمعه: جراء، قال: هو مثل ذئب وذئاب، ومن قال في جمعه: أجر فالحجة له أن العرب ربما جمعت فعلا وفعلا على أفعل، كقولهم: ضرس وأضرس وزمن وأزمن، قال الشاعر: وقرعت نابك قرعة بالأضرس. وفي الحديث: (الأرزاق جارية والأعطيات دارة) يقال: هما شيء واحد.

باب الجيم مع الزاي

يقول: هو دائم، يقال له: / جرى له الشيء ودر له: بمعنى دام له، قاله شمر. وسئل ابن عباس: (عن الجرى) فقال: إنما هو شيء حرمه اليهود، يعني الجريث، وهو المارماهي. باب الجيم مع الزاي (جزأ) قوله تعالى: {وجعلوا له من عباده جزءا} قال قتادة: أي عدلا، ويقال جعلوا الملائكة بنات الله، وقال بعضهم: أجزأت المرأة: إذا ولدت أنثى. قال الأزهري: ما أدري ما صحته. قلت: قد جاء هذا في الشعر. قال الشاعر: إن أجزأت حرتي أنثى فلا عجب .... قد تجزئ الحرة المذكار أحيانا. (جزر) في حديث عمر (اتقوا هذه المجازر فإن لها ضراوة كضراوة الخمر) أراد بالمجازر: المواضع التي تنحر فيها الإبل، وتذبح البقر والشاء، كأنه كره إدمان أكل اللحم ويقال: إذا اعتاده أسرف في النفقة، والضراوة والعادة. وفي الحديث: (إن الشيطان يئس أن يعبد في جزيرة العرب) قال مالك بن أنس: جزيرة العرب: المدينة. وقال أبو عبيد: هي ما بين حفر أبي موسى إلى أقصى اليمن في الطول،

(جزع)

وما بين رمل يبرين إلى منقطع السماوة، في العرض. وفي الحديث: (أرأيت إن لقيت غنم ابن عمر أأجتزر منها شاة) أي أذبحها ويقال لشاة اللحم: الجزرة، وللبعير: جذور. ومنه الحديث: (فقال: يا راعي: / أجزأني شاة) أي أعطني شاة للذبح. وفي حديث الحجاج، لما توعد أنس بن مالك، قال: (لأجزرنك جزر الضرب) يقال: جزرت العسل: إذا شرته، واستخرجته من خليته، أراد، لأستأصلنك والضرب: الغليظ من العسل وإذا استضرب سهل اشتياره على العاسل، وإذا رق سال، وانماع. (جزع) وفي الحديث: (أنه وقف على محسر فقرع راحلته فخبت حتى جزعه) أي قطعه يقال: جزعت الوادي: إذا قطعته، وجزع الوادي: منقطعه. وفي الحديث: (فتفرق الناس إلى غنيمة فتجزعوها) أي اقتسموها، وأصله من الجزع، وهو القطع. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: (انقطع عقد لي من جزع ظفار قد انقطع) الجزع: خرز معروف، وظفارك موضع نسب إليه هذا الخرز.

(جزل)

(جزل) في حديث الدجال: (أنه يضرب رجلا بالسيف فيقطعه جزلتين) أي قطعتين يقال: ضرب الصيد فقطعه جزلتين، ويقال: جاء زمن الجزال أي زمن صرام النخل. (جزم) في حديث النخعي: (التكبير جزم والتسليم جزم) أراد أنهما لا يمدان، ولا يعرب أواخر حروفهما، ولكن يسكن، فيقال: الله أكبر. وقال المبرد سمي الجزم جزما؛ لأن الجزم في كلام العرب: القطع، يقال: افعل كذا وكذا جزما، وجزمت ما بيني وبينه: أي قطعت. (جزى) قوله تعالى: {لا تجزي نفس عن نفس شيئا} أي لا تقضي عنها ولا تنوب ويقال يجزيك من هذا الأمر الأقل: أي يقضي وينوب. وفي الحديث: (لا تجزي عن أحد بعدك) / أي لا تقضي، يقال: جزى عني، بغير همز، ومعنى قولهم: جزاه الله خيرا، أي قضاه الله ما أسلف وإذا كان بمعنى الكفاية، قلت: جزأ عنى، مهموز، وأجزأ.

باب الجيم مع السين

وقوله تعالى: {قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه} أي جزاء السارق استعباده، وفيه اختصار، كأنه قال: جزؤه استرقاق من وجد في رحله. وقوله: {فله جزاء الحسنى} على قراءة من قرأ بالنصب والتنوين، أي مجزيا بها جزاء، على المصدر. وفي الحديث (أن رجلا كان يداين الناس وكان له كاتب ومتجاز) المتجازي: القاضي يقال: تجازيت ديني عليه: أي تقاضيته. باب الجيم مع السين (جسد) قوله تعالى: {عجلا جسدا} أي صورة ولا روح فيه، والجسد معناه: الجثة. وقوله: {وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب} قال أهل التفسير: جسدا ههنا شيطان. (جسر) وفي حديث نوفل بن مالك، قال: (فوقع عوج على نيل مصر فجسرهم سنة) أي صار لهم جسرا يعبرون عليه. (جسس) قوله تعالى: {ولا تجسسوا} قال مجاهد: أي خذوا ما ظهر، ودعوا ما ستر الله عز وجل. وفي الحديث: (ولا تحسسوا ولا تجسسوا) التجسس: الفحص عن

باب الجيم مع الشين

بواطن الأمور، وأكثر ما يقال ذلك في الشر، والجاسوس: صاحب الشر، والناموس: صاحب سر الخير وحكي عن ثعلب أنه قال: التحسس بالحاء/ أن يطلبه لنفسه، والتجسس في الدين: أن يطلبه لغيره. وقال بعضهم: التجسس: البحث عن العورات، والتحسس الاستماع. باب الجيم مع الشين (جشر) في حديث عثمان: (لا يغرنكم جشركم من صلاتكم) قال أبو عبيد: الجشر: قوم يخرجون بدوابهم إلى المرعى، قال الأصمعي: هم يبتون في مكانهم، ولا يأوون إلى البيوت، فربما رأوه سفرا فقصروا الصلاة، فنهاهم عن ذلك. (جشش) في الحديث (أولم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بعض أزواجه بجشيشة) قال أبو عمرو وشمر: هو أن تطحن الحنطة طحنا جليلا ثم تنصب بها القدر ويلقى فيها لحم أو تمر فتطبخ، والجريش مثل الجشيش، والمجشة: رحاها. (جشع) في الحديث: (فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي جزعا

باب الجيم مع الظاء

لفراقه، والجشع: الجذاع لفراق الإلف، والجشع: الحرص على الأكل وغيره. باب الجيم مع الظاء (جظظ) في الحديث: (أهل النار كل جظ قيل: يا رسول الله: وما الجظ؟ قال: الضخم). باب الجيم مع العين (جعد) في حديث الملاعنة: (إن جاءت به أورق جعدا) الجعد في صفات الرجال يكون مدحا ويكون ذما، فإذا كان مدحا فله معنيان: أحدهما: أن يكون/ معصوب الخلق شديد الأسر، والثاني: أن يكون شعره جعدا غير سبط؛ لأن السبوطة أكثرها في شعور العجم. وأما الجعد المذموم، فله معنيان: أحدهما: القصير المتردد، والآخر: البخيل الذي لا يبض حجره، يقال: رجل جعد اليدين، وجعد الأصابع: أي بخيل. (جعدب) رباعي، في حديث عمرو قال لمعاوية: (لقد رأيتك بالعراق وإن أمرك كحق الكهول، أو كالجعدبة أو كالكعدبة) أخبرنا ابن عمار عن أبي ثعلب عن أبي عبد الله قال: الجعدبة، والكعدبة، والحباب، وهي النفاخات التي تكون من ماء المطر. (جعر) في الحديث (نهى عن لونين من التمر، الجعرور ولون جبيق) قال

(جعس)

الأصمعي: الجعرور: ضرب نت الدقل، يحمل شيئا صغارا لا خير فيه، ولون حبيق أيضا لون رديء والدقل: يقال لها الألوان، الواحد: لون، أراد أنهما لا يؤخذان في الصدقة. وفي حديث عمر: (إياكم ونومة الغداة فإنها مبخرة مجفرة مجعرة). قال أبو العباس: المجعرة: يبس الطبيعة، ومجفرة: مقطعة للنكاح، (جعس) في الحديث: (أتخوفنا بجعاسيس يثرب) الجعاسيس: اللئام الخلقة والخلق، الواحد: جعسوس، وأما الجعشوش: فهو الطويل في دقة. (جعظ) في الحديث (ألا أخبركم بأهل النار، كل جظ جعظ) / تفسيره: العظيم في نفسه وقال الليث: الجعظ: السيء الخلق، يتسخط عند الطعام. (جعظر) وفي الحديث: (كل جعظري جواظ) وتفسيره في الحديث: (الجعظري: الفظ الغليظ) وفي رواية أخرى (هم الذين لا تصدع رؤوسهم).

(جعجع)

ويقال: رجل جَعْظَرِي، وجعظار وجعظارة: وهو الذي يتنفخ بما ليس عنده، وفيه قصر، والجواظ: الذي جمع ومنع. (جعجع) في الحديث: كتب عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد (أن جعجع بالحسين) أراد: ضيق عليه والجعجاع والجعجع: مناخ السوء، وهو الموضع الضيق الخشن. (جعف) وفي الحديث: (ومثل المنافق مثل الأرزة المجذية حتي يكون انعجافها مرة) أي انقلاعها، يقال: جعفته، وجأفته: إذا صرعته. (جعل) قوله تعالى: {إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون} أي صيرناهم. ويكون جعل بمعني عمل وهيأ، يقال: جعلت الشيء بعضه فوق بعض، ويقال: جعل يقول: أي أخذ يقول. وجعل فلان زيدا أعلم الناس: إذا وصفه بذلك، وحكم به.

(جعه)

ومنه قوله: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا} أي وصفوهم بذلك. وقوله: {وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون} أي خلقناه وقوله: {إنا جعلناه قرآنا عربيا} أي صيرناه، وقيل: بياناه، ومنه قوله: {وقد جعلتم الله عليكم كفيلا}. وقوله: {أم جعلوا/ لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم}. أي هل رأوا غير الله خلق شيئا فاشتبه الخلق عليهم خلق الله من خلق غيره. وفي حديث ابن عمر (أنه ذكر عنده الجعائل فقال: لا أغزو على أجر ولا أبيع أجري من الجهاد) قال شمر: الجعائل: جمع الجعيلة، وهو أن يضرب البعث على رجل فيعطي رجلا ليخرج مكانه، قال: والجاعل المعطى، والمجتعل: الآخذ، وقال الليث: الجعل: ما جعلته للإنسان أجرا على عمل يعمله. قال: والجعالات ما يتجاعل الناس بينهم عند البعث، إذا الأمر يخرجهم من السلطان وقال غيره: والجعالة: أن يضرب البعث، فيخرج من الأربعة والخمسة رجل واحد، ويجعل له. ومنه حديث ابن عباس: (إن جعله عبدا أو أمة فغير طائل، وإن جعله في كراع أو سلاح فلا بأس). (جعه) في الحديث: (نهي عن الجعة) قال أبو عبيد: هو نبيذ الشعير.

باب الجيم مع الفاء

والجعرانة: موضع معروف، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل به يوم قسم غنائم هوازن. باب الجيم مع الفاء (جفأ) قوله تعالى: {فأما الزبد فيذهب جفاء} قال أي يذهب لا ينتفع به. والجفاء: ما جفأه السيل فرمى به، يقال: جفأ الوادي، وأجفأ: إذا ألقى غثاءه، وأجفأت القدر: إذا ألقت زبدها المعنى: الباطل/ وإن علا في وقت فإنه إلى اضمحلال. وفي حديث جرير: (خلق الله تعالى الأرض السفلى من الزبد الجفاء) أي: من زبد اجتمع للماء. وفي حديث البراء: (انطلق جفاء من الناس إلى هذا الحي من هوازن) أراد: سرعان الناس شبههم بجفاء السيل. وفي الحديث: (فجفأوا القدور) ويروي (فأجفأوا) أي فرغوها، وقلبوها. (جفر) وفي الحديث، أن حليمة التي أرضعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: (كان يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر فبلغ ستا وهو جفر) يقال: استجفر الصبي

(جفف)

إذا قوى على الأكل، فهو جفر، وأصله في أولاد الغنم، فإذا أتى على ولد العنز أربعة أشهر، وفصل عن أمه، وأخذ في الرعي قيل له: جفر. ومنه حديث عمر: (في الأرنب يصيبها المحرم جفرة) وهي الأنثى من أولاد الغنم والذكر: جفر. وفي حديث أم زرع: (يكفيه ذراع الجفرة) مدحته بقلة الطعام. وفي الحديث: (وفروا أشعاركم فإنها مجفرة) يعني مقطعة للنكاح، ونقص للماء. يقال للبعير إذا أكثر الضراب حتى ينقطع: جفر يجفر جفورا، فهو جافر. وفدر يفدر، ويفدر فدورا، وأقطع يقطع إقطاعا. ومنه الحديث: (عليكم بالصوم فإنه مجفرة). وقال بعض الأعراب: (لا تنكح أربعا فيجفرنك). وفي/ الحديث: (من اتخذ قوسا عربية وجفيرها نفي الله عنه الفقر) الجفير: الكنانه وخص الرمي على القسى العربية كراهة زي العجم. (جفف) في الحديث: (أنه جعل دفينه في جف طلعة ذكر) الجف: وعاء الطلع، وهو الغشاء الذي على الوليع لا الطلع، واحدته وليعة

(جفل)

ويروى (في جب طلعة) أي في جوفها، وجب البئر: جرابها، وهو من أعلاها إلى أسفلها. وفي حديث عثمان: (ما كنت لأدع المسلمين بين جفين يضرب بعضهم رقاب بعض) الجف والجفة: العدد الكثير، ومنه قيل لبكر وتميم: الجفان. (جفل) وفي الحديث: (أن البحر جفل سمكا) معناه: ألقى ورمى به، قال ابن شميل: يقال: جفلت المتاع: أي رميت، بعضه على بعض. وفي الحديث: (فنعس على راحلته حتي كاد ينجفل) معناه: ينقلب. وفي صفة الدجال (أنه جفال الشعر) أي كثيره. (جفن) وفي الحديث: (أنه قيل له أنت كذا وأنت كذا وأنت الجفنة الغراء) معناه أن العرب كانت تسمي السيد المطعام جفنة؛ لأنه يضعها ويطعم الناس فيها، فسمى باسمها، قال الشاعر يرثي: يا جفنة كإزاد الحوض قد كفأوا .... ومنطقا مثل وشى البردة الحبرة/

(جفى)

وأردا بالغراء: البيضاء من شحم وغيره. وفي حديث عمر: (أنه انكسرت قلوص من إبل الصدقة فجفنها) أي اتخذ منها طعاما وجمع الناس عليه، مأخوذ من الجفنة. (جفى) قوله تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} أي ترتفع وتتباعد، والجفاء بين الناس: هو التباعد. وفي الحديث: (كان يجافي عضديه عن جنبيه في السجود) أي يباعدهما. وفي صفته: (ليس بالجافي ولا المهين) أي ليس بالغليظ الخلقة ولا المحتقر، ويقال: ليس بالذي يجفو أصحابه ويهينهم. وفي حديث عمر: (لا تزهدن في جفاء الحقو) يقول: لا تزهدن في تغليظ الإزار. (يعني النساء). باب الجيم مع اللام (جلب) قوله تبارك وتعالى: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} أي اجمع عليهم ما قدرت عليه من جندك ومكائدك، قال ابن الأعرابي: أجلب الرجل على صاحبه، إذا توعده بالشر، وجلب عليه الجيش.

وفي الحديث: (لا جلب ولا جنب) قال أبو عبيد: الجلب يكون في شيئين: يكون في سباق الخيل، وهو أن يتبع الرجل فرسه فيزجره، ويجلب عليه، فتكون في ذلك معونة للفرس على الجري، ويكون في الصدقة، وهو أني يقدم المصدق فينزل موضعًا ثم يرسل إلى المياه من يجلب إليه أغنام أهل المياه فيصدقها، فنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، وأمر بأن يصدقوا على مياههم. وفي حديث عائشة: (كان إذا اغتسل من الجنابة دعا بشيء مثل الجلاب فأخذ بكفه فبدأ بشق رأسه الأيمن ثم الأيسر). قال الأزهري: أراه أراد بالجلاب ماء الورد، وهو فارسي معرب، والله أعلم قلت أراه: (دعا بشيء مثل الجلاب) والحلاب، والمحلب: الإناء الذي تحلب فيه ذات الحلب. وجاء في حديث آخر: (كان إذا اغتسل دعاء بإناء مثل الحلاب) ودل قوله: (دعا بإناء) على أنه المحلب، وقد كتبناه في حرف الحاء.

وفي حديث البراء: (لما صالح - صلى الله عليه وسلم - المشركين بالحديبية صالحهم على أن يدخل هو وأصحابه من قابل ثلاثة أيام ولا يدخلونها إلا بجلبان السلاح، قال: فسألته: ما جلبان السلاح؟ قال: القراب بما فيه). قال الأزهري: القراب: غمد السيف، والجلبان شبه الجراب من الأدم يوضع فيه السيف مغمودًا ويطرح فيه الراكب سوطه، وأداته، ويعلقه من آخر الرحل أو واسطته. وقال شمر: كأن اشتقاق الجلبان من الجلبة وهي الجلدة التي تجعل على القتب والجلدة التي تغشى التميمة؛ لأنها كالغشاء للقراب يقال: أجلب قتبه: إذا غشاه الجلبة، قال النابغة الجعدي: كتنحية القتب المجلب. قلت: روى ابن قتيبة: هذا الحرف (جلبان) بضم اللام وتشديد الباء. قال: والجلبان: أوعية السلاح بما فيها، قال: ولا أراه سمي به إلا لجفائه، ولذلك قيل للمرأة الجافية الغليظة: جلبانة قال: حميد بن ثور: جلبانة ورهاء تخصي حمارها .... بفى من بغى خيرًا إليها الجلامد والقول ما قاله شمر بن حمدويه، والأزهري، رحمهما وفي حديث الزبير أن أمه صفية قالت: أضربه لكي يلب ... وكي يقود ذا الجلب قال القتيبي: وهو جمع جلبة، وهي الأصوات، يقال: جلب على فرسه يجلب: إذا صاح من خلفه ليسبق.

(جلب)

(جلب) ومن رباعيه قوله تعالى: {يدنين عليهن من جلابيبهن} أي يتغطين ويتوارين بثيابهن، ليعلم أنهن حرائر، والجلابيب: الأزر. وفي حديث علي: (من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر جلبابًا) أو قال: (تجفافًا) قال القتيبي: أي ليرفض الدنيا وليزهد فيها، وليصبر على الفقر والتقلل. قال: وكنى بالجلباب أو التجفاف عن الصبر؛ لأنه يستر الفقر كما يستر الجلباب البدن. قال ابن الأعرابي: الجلباب: الإزار: قال: ومعناه لفقر الآخرة، ونحو ذلك قال أبو عبيد. وقال الأزهري: معنى قوله الجلباب، الإزار، عنى به الملاءة التي يستمل بها قال: وإزار الليل: الثوب العريض الذي يشتمل به النائم. (جلج) في الحديث: (أنت يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وبقينا نحن في جلج لا ندري ما يفعل بنا) قال أبو حاتم: سألت الأصمعي عنه، فلم يعرفه، (يقال: أمر جلج وجرح، إذا كان مضربًا من الجلج ومعنى: (بقين في جلج) الجلج: جمع جلجة، يريد: بقينا في عدد من أمثالنا من المسلمين، أو ناس أو أنفس، لا ندري ما يصنع بنا). وروى أبو العباس المبرد: عن ابن الأعرابي. وعمرو عن أبيه، قال:

(جلح)

الجلاج: رءوس الناس، واحدتها: جلجة، فالمعنى أنا بقينا في عدد رءوس كثير من المسلمين. ومن ذلك كتاب عمر إلى عامله بمصر (أن خذ من كل جلجة من القبط كذا أو كذا). (جلح) في حديث أبي أيوب (من بات على سطح أجلح فلا ذمة له) قال شمر: هو الذي لم يحجر بجدار ولا غيره مما يرد الرجل، ويقال: هودج أجلح: لا رأس له. وفي حديث الصدقة: (ليس فيها عقصاء ولا جلحاء) الجحاء: هي الجماء التي لا قرن لها. وقرية جلحاء: لا حصن لها، والأجلح من الناس: الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته وفي حديث كعب: (قال الله تعالى لرومية، أقسم بعزتي لأهبن سببك لبني قاذر ولأدعنك جلحاء) أي لا حصن عليك، والحصون تشبه بالقرون، ولذلك قيل لها صياص، فإذا ذهبت الحصون جلحت القرى فصارت بمنزلة البقر التي لا قرون لها.

(جلخ)

(جلخ) في الحديث: (فإذا بنهرين جلواخين) قال أبو عمرو: أو واسعين. (جلد) قوله تعالى: {شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم} جاء في التفسير: أن جلودهم هاهنا كناية عن فروجهم. وفي حديث علي رضي الله عنه: (كنت أدلوا بتمرة أشترطها جلدة) الجلدة: هي اليابسة اللحاء الجيدة. وفي حديث الهجرة: (حتى إذا كنا بأرض جلدة) أي صلبة وفي الحديث (أنه استحلف خمسة نفر في قسامة، فدخل رجل من غيرهم، فقال: ردوا الأيمان على أجالدهم) قال القتيبي: والأجالد: جمع الأجلاد وهو جسم الرجل، يقال: فلان عظيم الأجلاد، وضئيل الأجلاد يراد الجسم ومثله من الجمع: قوم وأقوام، وقول وأقوال. قلت: والتجاليد: مثل الأجلاد، يقال: هو عظيم الأجلاد والتجاليد ويقال: ما أشبه أجلاده، بأجلاد أبيه، أي شخصه، قال الأعشي: وبيداء تحسب آرامها ... رجال إياد بأجلادها وفي حديث: (فجلد بالرجل نومًا) أي سقط، يقال: جلد به، وليج به، ولبط به، كل ذلك بمعنى واحد. وفي حديث الزبير: (كنت أتشدد فيجلد بي).

(جلذ)

وروى الربيع عن الشافعي قال: (كان مجالد يجلد) أي يكذب وقال أبو زيد الأنصاري: فلان يجلد بكل خير: أي يظن به. قال أبو حمزة، في قول الشافعي: ينبغي أن يكون: يتهم، والله أعلم، وضعه موضع الشر. (جلذ) في الحديث: (واجلوذ المطر) قال أبو بكر: معناه: امتد وقت تأخره (جلز) وفي الحديث: (إني أحب أن أتحمل بجلاز سوطي) قال يعقوب جلز السوط: مقبضه وجلزت القوس: إذا لويت عليه العقب، والجلاز. السير الذي يشد في طرف السوط. (جلس) في الحديث: (أنه أعطى بلال بن الحارث معادن الجبلية غوريها وجلسيها) أي بخديها. ويقال: لنجد: جلس، وكل مرتفع، جلس، وجمل جلس: أي مشرف مرتفع. وجلس يجلس جلسًا فهو جالس: إذا أتى نجدًا. وفي الحديث: (وإن مجلس بني عوف ينظرون إليه) أي: أهل المجلس. قال مهلهل يرثى أخاه. أي أهل المجلس، وهذا كقولك للجماعة: المقامة، أي أهل المقامة.

(جلظ)

(جلظ) في الحديث (إذا اضطجعت لا أجلنظي) المجلنظي: هو الذي يستلقى على ظهره فيرفع رجليه، يقال ذلك بالهمز وغير الهمز، تقول اجلتظيت واجتظأت. يقول: لا أتمدد كسلًا، ولكني أنام مستوقرًا. (جلع) في الحديث، في صفة الزبير (أنه كان أجلع فرجًا) الأجلع: الذي لا تنضم شفتاه وقال ابن الأعرابي: هو المنقلب الشفة. وفي خبر بعضهم، أنه قال: لدلالة (دليني على امرأة، حلوة من قريب، فخمة من بعيد، بكر كثيب، وثيب كبكر، لم تتقر فتجانن، ولم تتفت فتحاجن، جليع على زوجها/ حصان من غيره، إن اجتمعنا كنا أهل دنيا، وإن افترقنا كنا أهل آخرة. قال القتيبي: الجليع: التي لا تستر نفسها إذا خلت مع زوجها، ومن ذلك قيل للرجل إذا لم تنضم شفتاه على أسنانه، الجليع. وقوله: (بكر كثيب) يعني في انبساطها ومؤاتاتها. و(ثيب كبكر) يعني في الخفر والحياء. (حلعب) ومن رباعيه (كان سعد بن معاذ رجلًا جلعابًا) أي طويلًا والجلعباة من النوق الطويلة. (جلف) في الحديث: (فجاءه رجل جلف جاف) أصل الجلف: الشاة

(جلفط)

المسلوخة التي قطع رأسها وقوائمها، ويقال للدن أيضًا: جلف، يشبه الرجل الأحمق بهما؛ لضعف عقله. في حديث عثمان: (كل شيء سوى جلف الطعام وظل بيت وثوب يستر، فضل) قال شمر عن ابن الأعرابي: الجلف: الظرف، مثل الخرج والجوالق، وقد فسرناه فيما تقدم وفي الحديث فجلف إلى أبو بكر بقميص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي خبر فجلف إلى أبو بكر بصرة لا أدري ما فيها: أي رمى به. (جلفط) ومن رباعية: (لا أحمل المسلمين على أعواد بخرها النجار وجلفطها الجلفاط) هو الذي يسوي السفن ويصلحها. (جلل) في الحديث: (نهى عن الجلالة) يعني التي تأكل العذرة (من الإبل) والجلة: البعر، فاستعير فوضع موضع العذرة. يقال جل يجله يجل، واجتل يجتل: إذا التقط البعر، ومنه الحديث: (فإنما قذرت عليكم جالة القرى) وفي حديث آخر (جوال القرى) يعني الحمير التي تأكل العذرة.

وفي الحديث: (فيخسف به فيتجلجل فيها إلى يوم القيامة). قال ابن شميل: أي يتحرك فيها. يعني في الأرض. وفي الجلجلة: حركة مع صوت. أي يسوخ فيها حين يخسف به: (أجلوا الله يغفر لكم) أي: أسلموا والتفسير في الحديث. ويقال: معناه قولوا: ياذا الجلال والإكرام. وفي حديث آخر: (إن لي فرسًا أجلها كل يوم فرقًا من كذا) أي أعطيها إياه علفًا. وهم يضعون الإجلال موضع الإعطاء. قال يعقوب: أتيته فما أجلني ولا أحشاني: أي ما أعطاني كبيًرا ولا صغيرًا. وفي الحديث: (وجاء إبليس في صورة شيخ جليل) أي مسن ومنه قول كثير. وجن اللواتي قلن عزة جلت أي أسنت

(جلا)

(جلا) قوله: {لا يجليها وقتها إلا هو} أي لا يظهرها إلا الله ومنه يقال: وقفت على جلية الخبر: أي على حقيقته. وقوله تعالى: {ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء} يعني عن منازلهم، يقال: جلا عن وطنه، وأجلى وجلى، بمعنى واحد. وقوله: {فلما تجلى به للجبل} أي ظهر وبان. ومنه قوله: {والنهار إذا تجلى} وقوله: {والنهار إذا جلاها} أي جلى الشمس؛ لأنها تبين إذا انبسط النهار. وقيل: إذا جلى الظلمة عن الدنيا، وإن لم يذك الظلمة، وهم يفعلون ذلك يكنون عن غير المذكور، يقولون إنها اليوم لباردة، يعنون الغداه. وفي الحديث: (إنكم تبايعون محمدًا على أن تحاربوا العرب والعجم مجلية) أي حربًا مخرجة عن الدار والمال، والعرب تقول: اختاروا، فإما حرب مجلية وإما سلم مخزية، أي إما حرب ودمار وخروج عن الدار، وإما صلح وقرار على صغار وفي خطبة الحجاج: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني قال ابن الأعرابي: يقال للسيد: ابن جلا. وقال القتيبي: قال سيبويه: جلا: فعل ماض، كأنه بمعنى: أبي الذي جلا أي أوضح وكشف.

(جلهم)

وقال القلاخ: أنا القلاخ بن جناب بن جلا ... أبو خناثير أقود الجملا خناثير وخناسير: هي الدواهي، وقوله: أقود الجملا يقول: أنا مكشوف الرأس أي ظاهر الأمر، لا أخفي، يقال: ما استر قائد الجمل. (جلهم) وفي الحديث: (ما كدت تأذن لي حتى تأذن لحجارة الجلهمتين) قال أبو عبيد: إنما هو الجلهتين، والجلهة: فم الوادي، زيدت فيها الميم. قال الأزهري: العرب تزيد الميم في أحرف، منها قولهم: قصمل الشيء إذا كسره. وأصله: قصل، وجلمط شعره، وأصله: جلط. وقال ابن الأنباري: الجلهتان: جانبا الوادي، وهما بمنزلة الشطين يقال: هما جلهتاه، وعدوتاه، وضفتاه، وجيزتاه، وشاطئاه، وشطاه. ورواه شمر: (الجلهمتين) بضم الجيم والهاء، قال: ولم أسمع الجلهمة إلا في هذا الحديث، قال: والجلهمة: القارة الضخمة. باب الجيم مع الميم (جمح) قوله تعالى: {وهم يجمحون} أي يميلون، قال ابن عرفة: ومنه قيل: دابة جموح، وهي التي تميل في أحد شقيها. وقال الأزهري: يجمحون) أي يسرعون إسراعًا، لا يردو وجوههم شيء، يقال: فرس جموح. إذا ركب رأسه، ولم يرده اللجام، وهذا ذم، وفرس جموح: أي سريع، وهذا مدح، قال امرؤ القيس:

(جمد)

جموحًا مروحًا وإحضارها .... كمعمعة السعف الموقد (جمد) قوله تعالى: {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب} أي واقفة في رأى العين لا تتحرك، قال ابن الأعرابي: إذا جمعت الجبال بعضها إلى بعض يوم القيامة مرت مر السحاب، ولم يتبين مرورها. وكذلك تحكي العرب أن الشيء إذا عظم وتكاثف يتحرك ولا تتبين حركته، قال الشاعر يصف جيشًا. بأرعن مثل الطود تحسب أنهم .... وقوف لحاج والركاب تهملج. وفي الحديث: (إذا وقعت الجوامد فلا شفعة) الجوامد: الأرف، وهي الحدود بين الأرضين، واحدها: جامد وفي حديث التيمي: (إنا ما نجمد عند الحق) قال ابن الأعرابي: يقال: جمد يجمد: إذا بخل بما يلزمه من الحق، وأجمد فهو مجمد: إذا كان أمينًا بين القوم. والمجمد: الأمين. (جمر) في الحديث: (وإذا استجمرت فأوتر) الاستجمار: هو التمسح

بالجمار، وهي الأحجار الصغار، وبه سميت جمار مكة، وجمرت: رميت الجمار. وفي حديث إبراهيم: (الضافر والمجمر عليه الحلق) يقال: أجمر شعره: إذا جعله ذؤابة والذؤابة: هي الجميرة؛ لأنها جمرت أي جمعت. وتجمر القوم: تجمعوا، ومنه أخذ تجمير الجيش، وهو جمعهم في الثغور وحبسهم عن أهاليهم. وفي الحديث: (لا تجمروا الجيش فتفتنوهم) يقول: لا تطيلوا حبسهم عن أهاليهم ومنه حديث الهرمزان: (إن كسرى جمر بعوث فارس) وقوم من العرب يقال لهم: الجمرات؛ لتجمعهم، والجمار: الجماعة. قال الأعشي: فمن مبلغ قومنا مالكًا .... وأعني بذلك بكرًا جمارًا. وفي الحديث: (دخلت عليه والناس أجمرا ما كانوا) من رواه بالجيم أراد أجمعا ما كانوا من قولهم: بجمر الجيش وجمروا أي تجمعوا وتروى بالخاء. وفي الحديث: في صفة أهل الجنة: (ومجامرهم الألوة) أراد: وبخورهم العود غير مطري.

(جمز)

(جمز) في الحديث: (أنه توضأ فضاق عن يديه كما جمازة كانت عليه فأخرج يده من تحتها). الجمازة: مدرعة صوف ضيقة الكمين، وأنشد ابن الأعرابي: يكفيك من طاق كثير الأثمان .... جمازة شمر منها الكمان. وفي الحديث: (فلما أذلقته الحجارة جمز) أي أسرع. (جمس) وفي حديث ابن عمر: (وسئل عن فأرة وقعت في سمن فقال: إن كانت جامسًا ألقي ما حوله) أراد إن كان جامدًا، يقال: جمد الماء وجمس، بمعنى واحد. (جمش) وفي الحديث: (إن لقيتها نعجة تحمل شفرة وزنادًا بخبت الجميش فلا تهجها). الجميش الذي لا نبات فيه، كأنه جمش، أي حلق، يقال: جمش الحلاق رأسه ونورة جموش، وركب جميش، والخبت: الأرض الواسعة المستوية. وإنما خص الخبت الجميش؛ لأن الإنسان إذا سلكه أقوى واحتاج إلى مال أخيه، يقال: إن عرضت لك هذه الحالة، فلا تعرض لغنم أخيك بوجه ولا سبب، وإن كان متيسرًا، وهو قوله: (تحمل شفرًة وزنادًا) يقول: إن لقيتها بما تحتاج إليه من الآلة لذبحها، وشيها، وهو مثل قوله: (حتفها تحمل ضأن بأظلافها).

(جمع)

(جمع) قوله تعالى: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم} قال ابن عرفة: يقال: أجمع أمره، وأجمع عليه وعزم عليه، بمعنى واحد. وقال أبو الهيثم: يقال: أجمع أمره: أي جعله جميعًا بعدما كان متفرقًا. قال الأزهري: أراد: اجتمعوا على أمركم. قال: ونصب قوله: {وشركاءكم} على معنيين: أحدهما: إضمار فعل: أي: وادعوا شركاءكم، والثاني: أن الواو بمعنى: مع، أي أجمعوا أمركم مع شركاءكم على أمركم كما يقال: لو تركت الناقة وفصيلها لرضعها، أي مع فصيلها. وقوله تعالى: {وتنذر يوم الجمع} يعني يوم القيامة. وقوله تعالى: {وإذا كانوا معه على أمر جامع} أي ما جمعتهم عليه شريعة الإسلام من جمعة وغيرها. وقوله: {نحن جميع منتصر} أدلوا بقوة وجمع ينتصر بمثلها من العدو، فأعلمهم الله أنه يهلكهم من الجهة التي يقدرون الغلبة بها. وفي الحديث: {أوتيت جوامع الكلم} يعني القرآن، جمع الله بلطفه في الألفاظ اليسيرة منه معاني كثيرة.

ومنه ما جاء في صفته ومنه ما جاء في صفته - صلى الله عليه وسلم - (يتكلم بجوامع الكلم) يعني أنه كان كثير المعاني قليل الألفاظ. وقال عمر بن عبد العزيز: (عجبت لمن لا جن الناس كيف لا يعرف جوامع الكلم) يقول: كيف لا يقتصر على الوجيز ويترك الفضول! . في الحديث: (من بهيمة جمعاء) أراد سليمة من العيوب، سميت بذلك؛ لاجتماع سلامة أعضائها لها، لا جذع بها ولا كي. وفي الحديث: (ومنهم أن تموت المرأة بجمع) يعني من الشهداء، وهي أن تموت وفي بطنها ولد، وقد تكون: التي تموت ولم يمسسها رجل. ومنه الحديث الآخر: (أيما امرأة ماتت أتت بجمع لم تطمث دخلت الجنة). وقالت امرأة العجاج: (إني منه بجمع) أي عذراء، لم يفتضني. وفي الحديث: (بع الجمع بالدراهم وابتع بها جنيبًا) قال الأصمعي:

(جمل)

كل لون من النخل لا يعرف اسمه فهو جمع يقال: كثر الجمع في أرض بني فلان. وفي حديث ابن عباس: (بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - في الثقل من جمع بليل) يعني من المزدلفة. وفي الحديث: (كان في جبل تهامة جماع غصبوا المارة) الجماع: جماعات من قبائل شتى متفرقة، فإذا كانوا مجتمعين قيل: جمع. وأنشد: من بين جمع غير جماع. وقال الحسن: (اتقوا هذه الأهواء فإن جماعها الضلالة) الجماع: ما جمع عددًا وكذلك الجميع. وفي الحديث: (كان إذا مشى مشى مجتمعًا) أي كان يسرع في مشيه ولم يمش مسترخيًا. (جمل) قوله تعالى: {جمالت صفر} الجمالات جمع جمالة، وجمالة: جمع جمل. ومن قرأ: (جمالات) ذهب به إلى الحبال الغلاظ. وقال مجاهد في قوله: (حتى يلج الجمل في سم الخياط) هو حبل السفينة، وهي قلوس البحر، الواحد: قلس.

(جمم)

قال ابن عرفة: وهذا كلام العرب إذا أرادوا اليأس من الشيء مثلوه كما قال النابغة: فإنك سوف تعقل أو تناهي .... إذا ما شبت أو شاب الغراب في أشباه لهذا كثيرة وفي حديث الملاعنة: (إن جاءت به أورق جعدًا جماليا) الجمالي: الضخم الأعضاء التام الأوصال، وناقة جمالية: شبهت بالجمل، عظمًا وبدانة. وفي الحديث: (لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فجملوها وباعوها وأكلوا أثمانها) وقوله: (جملوها) أي أذابوها، والجميل عند العرب والصهارة: ما أذيب من الشحم، والحم: ما أذيب من الإلية. وفي حديث عاصم بن أبي البخود: (لقد أدركت أقوامًا كانوا يتخذون هذا الليل جملًا يشربون النبيذ، ويلبسون المعصفر منهم زر بن حبيش، وأبو وائل) يقال للرجل إذا سرى ليلته جمعاء، أو أحياها بالصلاة: اتخذ الليل جملًا. (جمم) قوله: {حبا جما} أي كثيًرا، ومنه: جمة الماء، اجتماعه في البئر.

وفي الحديث: (قيل له: كم المرسلون قال: ثلاثمائة وخمسة عشر جم الغفير). قال أبو بكر: الرواية كذلك، والصواب: جماء غفيرًا يقال: جاء القوم جمًاء غفيرًا، والجماء الغفير، وجما غفيرًا. وأخبرنا ابن عمار أخبرنا أبو عمر عن ثعلب عن أبي عمرو عن ابن الأعرابي والكسائي: الجماء الغفير: البيضة التي تجمع الشعر، ويراد به: مررت بهم مجتمعين، كاجتماع البيضة وما تحتها، والجماء: من الجمام والجمة، وهو اجتماع الشيء. والغفير: من قولك: غفرت الشيء: إذا سترته وغطيته. وفي الحديث: (كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمة جعدة) قال شمر: الجمة: أكثر من الوفرة، وهي الجمة إذا سقطت على المنكبين، والوفرة إلى شحمة الأذنين واللمة: التي ألمت بالمنكبين. وفي الحديث: (لعن الله المجممات من النساء) قال الأزهري: أراد المترجلات يتخذن شعورهن جمة، فعل الرجال، لا يرسلنها إرسال النساء شعورهن. ويحتمل أن يكون مأخوذًا من الأجم وهو الذي لا رمح معه، وقد جم يجم فهو أجم. وفي حديث ابن عباس: (أمرنا أن نبني المدائن شرفًا والمساجد جما) الجم: التي لا شرف لها، والشرف: التي لها شرفات.

(جمجم)

وفي حديث أنس: (توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والوحي أجم ما كان لم يفتر عنه) قال شمر: يعني أكثر ما كان، وقد جم الشيء يجم جمومًا ويجم أيضًا. وفي حديث طلحة: (رمي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسفر جلة وقال: دونكها فإنها تجم الفؤاد) قال ابن عائشة: معناه: تريحه. وقال غيره: تجمعه وتكمل إصلاحه ونشاطه، يقال: جم الماء يجم إذا زاد وجم الفرس: زاد جريه. (جمجم) وفي الحديث: (أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجمجمة فيها ماء وفيها شعرة قال فرفعتها ثم ناولته إياها) قال القتيبي: الجمجمة: قدح من خشب. وفي الحديث: (التلبية مجمة لفؤاد المريض) أي تسرو عنه همه، وهو كالحديث الآخر: (الحساء يسرو عن فؤاد السقيم). وفي حديث عائشة، وبلغها أن الأحنف قال شعرًا يلومها فيه، فقالت (سبحان الله، لقد استفرغ حلم الأحنف هجاؤه إياي، ألي كان يستجم مثابة سفهه؟ ) أرادت أنه كان حليمًا عن الناس فلما صار إليها سفه، فكأنه كان

(جمهر)

يجم سفهه لها، والمثابة: الموضع الذي يثوب منه الماء يقال: هذه بئر ليس لها ثائب. أي: ماء يعود بعد النزح. وفي حديث أم زرع: (مال أبي زرع، فما مال أبي زرع؟ على الجمم محبوس) قال أبو بكر الأنباري: الجمم: جمع جمة، وهم القوم يسألون في دية، يقال: أجم يجم: إذا أعطى الجمة. (جمهر) رباعي، في الحديث: إن ابن الزبير قال لمعاوية: (إنا لا ندع مروان يرمي جماهير قريش بمشاقصه) يعني جماعاتها، يقال: جمهرت الشيء: إذا جمعته. وفي حديث موسى بن طلحة، أنه شهد دفن رجل فقال: (جمهروا قبره جمهرة) أراد أن يجمع عليه التراب جمعًا ولا يطين والأصل في ذلك جماهير الرمل المشرفة على ما حولها وهي المتجمعة قال ذو الرمة: خليلي عوجا من صدور الرواحل .... لجمهور الروي كائنا في المنازل باب الجيم مع النون. (جنأ) في الحديث: (أن يهوديًا زنى بامرأة فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - برجمها، فعلق الرجل يجنئ عليها) أي يكب عليها، يقال: أجنا عليه يجنئ إجناء: إذا أكب عليه يقيه شيئًا. وفي حديث آخر: (فلقد رأيته يجانئ عليها يقيها الحجارة بنفسه).

(جنب)

(جنب) قوله تعالى: {والجار الجنب} هو الغريب: قيل له: جنب: لأنه يجانب من يجاوره في النسب والمنزل، يقال: رجل جنب، وامرأة جنب، على المصدر قاله الأزهري. وقال غيره: رجل جنب، ورجل جانب: أي غريب، فمن قال للواحد جنب، قال في الجميع: أجناب، مثل عنق وأعناق، وطنب، وأطناب ومن قال للواحد: جانب، قال في الجمع: جناب، كقولك: راكب وركاب. ورجل جنب أيضًا: إذا أجنب، ومنه قوله تعالى: {ولا جنبا إلا عابري سبيل}. وقال الفراء: يقال: جنب الرجل وأجنب، من الجنابة. وفي حديث ابن عباس: (الإنسان لا يجنب، والثوب لا يجنب، والماء لا يجنب والأرض لا تجنب) يقول: لا يجنب الإنسان لممارسة الجنب، وكذلك الثوب إذا لبسه الجنب، والأرض إذا أفضى إليها لم تجنب، والماء إذا غمس الجنب فيه يده لم ينجس. وقال الأزهري: إنما قيل له: جنب؛ لأنه نهي أن يقرب مواضع الصلاة ما لم يتطهر فيجتنبها، وأجنب عنها: أي تباعد عنها. وقال القتيبي: سمي بذلك لمجانبته الناس وبعده منهم حتى يغتسل والجنابة: البعد. وقوله: {فبصرت به عن جنب} أي عن بعد ومجانبته لأن لا يفطن لها يقال بصرت به عن جنب وعن جنابة أي بعد.

وقوله: {والصاحب بالجنب} هو الرفيق في السفر. وقوله: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} يقال: جنبته ذلك الأمر وأجنبته. وجنبته إياه فتجانبه، وأجتنبته وتجنبه: أي تركه. وقوله تعالى: {أعرض ونأى بجانبه} قال ابن عرفة: أي امتنع بقوته ورجاله. يدل على ذلك قول امرؤ القيس: عدوت على أهوال الأرض أخافها .... بجانب منفوح من الحشو شرجب أي بصاحب فرس يجلبه يريد غلامًا يقود فرسًا وهو جانبه والمنفوح من الحشو الفرس السمين والحشو أيضًا الشحم والحشو أيضًا ما يعطيه والشرجب الطويل ومثله الشوقب. وقوله: {يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} قال ابن عرفة: أي تركت من أمر الله تعالى، يقال: ما فعلت في جنب حاجتي، قال كثير: ألا تتقين الله في جنب عاشق .... له كبد حرى عليك تقطع

وأخبرنا الأزهري، عن المنذري عن ثعلب، عن سلمة عن الفراء (في جنب الله) أي في قربه وجواره، قال: والجنب: معظم الشيء وأكثره، ومنه قولهم: هذا قليل في جنب مودتك، قال: والجناب: الجانب، والجمع: أجنبة. وقوله تعالى: {دعانا لجنبه} قال الأزهري: أي مضطجعًا، ولذلك عطف عليه: {أو قاعدًا أو قائمًا}. وفي الحديث: (عليكم بالجنبة فإنها عفاف) الجنبة: ناحية، يقول: اجتنبوا النساء، والجلوس إليهن. وفي الحديث: (لا جلب ولا جنب) الجنب: أن يجنب فرسًا عريًا إلى فرسه الذي يسابق عليه، فإذا فتر المركوب تحول إلى المجنوب، يقال: جنبت الفرس أجنبه إذا قدته. وفي الحديث: (ومعه خالد بن الوليد على المجنبة اليمني والزبير على المجنبة اليسرى) قال شمر عن ابن الأعرابي: أرسلوا مجنبتين أي كتيبتين أخذتا ناحيتي الطريق وقال بعضهم: المجنبة اليمنى: هي الميمنية، والمجنبة اليسرى: هي الميسرة. وفي الحديث: (المجنوب في سبيل الله شهيد) قيل: هو الذي أخذته

(جنبذ)

ذات الجنب. يقال: جنب الرجل فهو مجنوب، وصدر فهو مصدور، وجنب جنبا: إذا اشتكى جنبه. قال النضر: وذات الجنب هي الدبيلة، وهي قرحة قبيحة تثقب البطن. وفي الحديث: (وعلى جنبتي الصراط داع) قال شمر: جنبتا الوادي: ناحيتاه وكذلك جانباه، وضفتاه. (جنبذ) رباعي: في صفة أهل الجنة، قال: (ووسطها جنابذ من فضة وذهب يسكنها قوم من أهل الجنة كالأعراب في البادية) قال ابن الأعرابي: الجنبذة القبة، وجمعها: جنابذ رواه أبو عمرو. (جنح) قوله تعالى: {وإن جنحوا للسلم} أي مالوا للصلح. قوله: {ليس عليكم جناح} أي مأثم وميل إلى الحق، يقال: جنح إليه: أي مال. وقوله: {واضمم يدك إلى جناحك} أي إلى جنبك. قال الفراء: جناح الرجل: عضده وإبطه.

(جند)

وقوله: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} أي ليكن جانبك لهم لينا. قال أبو بكر: والعرب تستعير الجناح فتسمى به ما بين الإبط، والعضد من الإنسان وسمي عضد الإنسان جناحًا؛ لأنه ينتفع بها كما ينتفع بالجناح. قال الله تعالى: {واضمم إليك جناحك من الرهب} قال الفراء: معناه واضمم إليك عصاك، والعرب تكنى بالجناح عن القوة والمنة ويقولون: قص جناح فلان: إذا أخذ ماله، أو أوقعت به جائحة تمنعه عن التصرف. وقوله: {يطير بجناحيه} توكيد، كما قال في موضع آخر: {لا تتخذوا إلهين اثنين} في الحديث: (أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتجنح في الصلاة) قال شمر: التجنح والاجتناح في الصلاة: كأنه الاعتماد في السجود على الكفين، والإدعام على الاحتين وترك الافتراش للذراعين. (جند) في الحديث: (الأرواح جنود مجندة) أي مجموعة، كما تقول: ألف مؤلفة، وقناطير مقنطرة. (جندع) رباعي في الحديث: (إني أخاف عليكم الجنادع) يعني الآفات والبلايا.

(جنز)

(جنز) في الحديث: (أن رجلًا كانت له امرأتان فرميت إحداهما في جنازتها) أي ماتت والعرب تقول إذا أخبرت عن موت إنسان: رمي في جنازته، ويقال: جنازة وجنازة وقال ابن الأعرابي: الجنازة، بالكسر: السرير، والجنازة بالفتح: الميت ومر أعرابي بامرأة ثكلى، فقال: أثكلتها الجنائز يعني الموتى. (جنف) قوله تعالى: {فمن خاف من موص جنفًا} أي جورًا ويقال للمائل: أجنف، وقد جنف على يجنف: إذا مال بالظلم. وفي بعض الحديث: (إنا نرد من جنف الظالم مثل ما نرد من جنف الموصي). وقوله: {غير متجانف لإثم} أي غير مائل إلى حرام. ومنه قول عمر: (ما تجانفنا فيه لإثم). (جنق) وفي حديث الحجاج (أنه نصب على البيت منجنيقين ووكل بهما جانقين، فقال أحد الجانقين عند رميه) خطارة كالجمل الفنيق .... أعددتها للمسجد العتيق

(جنن)

قال أبو العباس: الجنق: أصحاب تدبير المنجنيق. يقال جنقوهم يجنقونهم جنقًا. (جنن) قوله تعالى: {فلما جن عليه الليل} أي: واراه وستره، ويقال: أجنه الليل وجن عليه. قال الفراء: ويقال: جنه الليل جنانًا وجنونًا، وسمي الجن جنًا؛ لأنهم موارون، وبه سمي الجنين؛ لأنه مواري في بطن أمه، وسمي القبر جننًا؛ لأنه يواري صاحبه، وسمي الترس مجنًا؛ لأنه يتوارى به. وفي حديث علي رضي الله عنه: أنه كتب إلى ابن عباس: (قلبت لابن عمك ظهر المجن) هذه كملة تضرب مثلًا لمن كان لصحابه على مودة أو رعاية ثم حال عن ذلك. وسمي القلب جنانا؛ لأن الصدر يواريه، وسمي المجنون مجنونًا؛ لأنه مستور الفهم، مقلوب العقل. وقوله: {اتخذوا أيمانهم جنة} قال ابن عرفة: أي جعلوا ما أظهروا بألسنتهم من الأيمان سترًا لما يضمرون من نفاقهم خوفًا. وقوله: {كما بلونا أصحاب الجنة} أي: البستان، وقال الأزهري: كل شجر متكاثف يستر بعضه بعضًا فهو جنة، مشتق من جننته: إذا سترته والجنة في قوله: {أم يقولون به جنة} أي جنون.

(جنه)

وفي قوله: {من الجنة والناس} اسم للجن. والجنة بالضم: الترس والسترة. ومنه الحديث: (الإمام جنة) لأنه يقي المأموم الزلل والسهو، أو النار، كما يقي الترس صاحبه من السلاح. وقوله: {تهتز كأنها جان} قال ابن عرفة: الجان: الحية الصغيرة، وقال في موضع آخر: {فإذا هي ثعبان مبين} فالمعنى أنها في خلق الثعبان العظيم، وخفة الحية الصغيرة، وتوقدها وتلويها. وفي الحديث في كسح زمزم: قال العباس: (يا رسول الله: إن فيها جنانًا كثيرة) يعني حيات، وهي جمع الجان. وفي حديث آخر: (أنه نهى عن قتل الجنان التي تكون في البيوت). (جنه) وفي خبر علي بن الحسين أن الفرزدق مدحه، فقال في كلمة له: في كفه جنهي ريحه عبق .... من كف أروع في عرنينه شمم يكاد يمسكه عرفان راحته .... ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

(جنى)

أخبرنا ابن عمار، عن أبي عمر، عن أبي العباس، عن ابن الأعرابي: الجنهي: الخيزران، قلت: وقد جاء به القتيبي في (التعبير). (جنى) قوله تعالى: {رطبًا جنيًا} أي مجنيا، ويقال لكل ما نيل من الثمر: جنيا وفي حديث علي رضي الله عنه: هذا جناي وخياره فيه .... إذ كل جان يده إلى فيه أراد علي رضي الله عنه أنه لم يتلطخ بشيء من فيء المسلمين. بل وضعها موضعها، وأصل المثل لعمرو بن أخت جذيمة الأبرش: وكان يجني الكمأة مع أصحاب له، فكانوا إذا وجدوا خيار الكمأة أكلوها، وإذا وجدها عمرو وجعلها في كمة، حتى إذا أتى به خاله، فقال هذه الكلمة، فصارت مثلًا لكل من آثر صاحبه بخير ما عنده. ويقال: جنى واجتنى، والجنى: ما يجتنى من الثمر والرطب والعسل وغير ذلك وفي بعض الروايات (أهدي له أجن زغب) فالأجني: جمع الجني، وسمي القثاء الرطب الغض جنى، ثم جمعه: أجنيًا كما يقال: عصا وأعص، ورسن وأرسن، وجبل وأجبل. والرواية المشهورة المحفوظة: (وأجر زغب) بالراء، وكتبناه في موضعه. باب الجيم مع الواو (جوب) قوله تعالى: {للذين استجابوا لربهم الحسنى} يقال: أجاب واستجاب بمعنى واحد.

(جوح)

وقوله: {وثمود الذين جابوا الصخر بالواد} أي نقبوه وخرقوه، وجعلوا منه بيوتًا دخلوها. وفي حديث لقمان بن عاد، وفي صفة أخيه: (جواب ليل سرمد) أراد أنه يسري ليله كله، يقال: هو جواب ليل: إذا كان قطاعًا للبلاد سيرًا فيها، يقال: جبت الفلاة أجوبها جوبًا إذا قطعتها. وفي الحديث: (إنما جيبت العرب عناكما جيبت الرحا من قطبها) يقول: خرقت العرب عنا، فكنا وسطا، وكانت العرب حوالينا، كما خرقت الرحى في وسطها للقطب، وهو الذي تدور عليه. وفي حديث الاستسقاء: (فانجاب السحاب) قال أبو بكر معناه: تقبض ودخل واجتمع، من قولك: جبت الفلاة: أي دخلتها. وقال غيره: إنجاب: انكشف وانقطع. وفي الحديث: أن رجلًا قال: (يا رسول الله أي ذا الليل أجوب دعوة؟ قال: جوف الليل الغابر) قال شمر: أجوب: أي أسرع إجابة، كما تقول: أطوع من الطاعة، قال: والأصل: جاب يجوب مثل طاع يطوع. (جوح) وفي الحديث: (وأصابته جائحة فاجتاحت ماله) الجائحة: المصيبة تحل بالرجل في ماله فتجتاحه كله، أي تستأصله.

(جود)

(جود) قوله تعالى: {واستوت على الجودي} يعني السفينة، والجودي جبل بناحية أمد، وقال مجاهد: بالجزيرة. وفي الحديث: (إلا باعده الله تعالى من النار سبعين خريفًا للمضمر المجيد) المجيد: صاحب الجواد، كما تقول: رجل مقو: إذا كانت دابته قوية، ومضعف: إذا كانت دابته ضعيفة. وفي الحديث: (تركتهم- يعني أهل مكة- وقد جيدوا) أي: مطروا مطرًا جودًا وهو الواسع الغزير. (جور) قوله تعالى: {وهو يجير ولا يجار عليه} أي: يؤمن من أخافه غيره، ومن أخافه هو لم يؤمنه أحد. وقوله: {وإني جار لكم} أي مجير، والجار يكون المجير ويكون المستجير. وقوله: {ومنها جائر} أي من السبل ما هو مائل عن الحق والقصد. وفي حديث أم زرع تصف جارية: (ملء كسائها وغيظ جارتها) أي: غيظ ضرتها.

(جوز)

ومن الحديث: (كنت بين جارتين لي) أي: بين امرأتين، أرادت أن ضرتها ترى من حسنها ما يغيظها. (جوز) في الحديث: (أن امرأة أتته، فقالت: رأيت كأن جائز بيتي انكسر). الجائز: الخشبة التي توضع عليها أطراف العوارض، والجمع أجوزة وجوزات. وفي الحديث: (الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة، وجائزته يوم وليلة) أي يقرى ثلاثة أيام، ثم يعطي ما يجوز به مسافة يوم وليلة. والجيزة: قدر ما يجوز به المسافر من منهل إلى منهل، والجيزة: الناحية، أيضًا وقد أجازه السلطان بجائزة سنية. وفي حديث شريح: (إذا باع المجيزان فالبيع للأول، وإذا نكح المجيزان فالنكاح للأول) المجيز: الولي. والمجيز: القيم بأمر اليتيم، والمجيز العبد المأذون له في التجارة. وفي حديثه أيضًا: (أن رجلًا خاصم غلاما لزياد في برذون باعه وكفل له الغلام، فقال: إن كان مجيزًا وكفل لك غرم).

(جوس)

(جوس) قوله تعالى: {فجاسوا خلال الديار} قال ابن عرفة: أي عاثوا وأفسدوا. وقال الأزهري: جاسوا: أي وطئوا. وقال الأصمعي: يقال: تركت فلان يجوس بني فلان، ويجوسهم ويدوسهم: أي يطؤهم. وقال أبو عبيد: كل موضع خالطته ووطئته فقد جسته وحسته وقال الخطيئة رهط ابن جحش في الخطوب: أزله دسم الثياب فنهابهم لم تضرس بالهمز من عض النفاق وجارهم .... يعطي الظلامة في الخطوب الجوس. يعني الأمور التي تغاشهم وتخلل ديارهم. (جوظ) في الحديث: (أهل النار كل جواظ) قال أبو بكر قال أحمد بن عبيد: الجواظ: الجموع: المنوع. وقال غيره: هو الكثير اللحم، المختال في مشيته، وقد جاظ يجوظ جوظانًا ويقال: القصير البطين: كل قد قيل.

(جوع)

(جوع) في الحديث: (فإنما الرضاعة من المجاعة) يقول: إن الذي يسقى من الجوع: اللبن، هو الرضيع الذي تقع له حرمة. (جوف) في الحديث: (أن لا تنسوا الجوف وما وعى) قال أبو عبيد: فيه قولان: يقال: أراد البطن والفرج، كما قال: (إن أخوف ما أخاف عليكم الأجوفان) وهما البطن والفرج، وقيل: أراد بالجوف: القلب: وما وعى وما حفظ من معرفة الله تبارك وتعالى. وفي حديث ظبيان: (فتوقلت بنا القلاص من أعالي الجوف). قال القتيبي: الجوف: أرض لمراد كان يسكنها رجل من بقايا قوم عاد. يقال: حمار، فكفر وبغى فبعث الله عليه نارًا، فأحرقت كل ما كان فيها وهو قول الشاعر: وواد كجوف العير قفر مضلة. وقال غيره: الجوف: بطن الوادي، ومنه قول الشاعر: ومن جوف ماءٍ عرمض الحول فوقه.

(جول)

(جول) وفي الحديث: (فاجتالتهم الشياطين) أي استخفتهم فجالوا معهم. قال شمر: يقال: اجتال الرجل الشيء: ذهب به وساقه، وقد اجتال أموالهم واستجالها: أي ساقها، وذهب بها، قال أبو ذؤيب: ثلاثًا فلما استجيل الجهام .... عنه وغرم ماء صريحًا استجيل: يعني ذهبت به الريح هاهنا وهاهنا. في حديث عائشة: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل إلينا لبس مجولًا). قال ابن الأعرابي: المجول: الصدرة، وهي الصدار. (جون) في حديث الحجاج، قال له أنيس: (إن الشمس جونة). أي: بيضاء، قد غلبت صفاء الدرع. وفي الحديث: (عليه جلد كبش جوني) أي أسود، والجون: الأسود وهو الأبيض، من الأضداد. (جوا) قوله تعالى: {في جو السماء} الجو: هو الهواء البعيد من الأرض، وهو السكاك، اللوح. وفي حديث سليمان: (إن لكل امرئ جوانيًا وبرانيًا، فمن أصلح جوانيه أصلح الله برانيه) قال شمر: قال بعضه: عنى بجوانيه: سره، وببرانيه: علانيته.

باب الجيم مع الهاء

قال: وجو كل شيء: بطنه وداخله، وهو الجوة. وفي حديث علي: (لأن أطلي بجواء قد أحب إلي من أن أطلى بزعفران) قال الأحمر: هي الجئاء، مهموز، والجواء غير مهموز، وجمع الجئاء: أجئية، مثال: أفعلة وجمع الجواء: أجوية، وقال الفراء: الجئاوة: مثال: فعالة: التي توضع عليها القدر. وقال الأصمعي: هي الجئاوة جمعها: جئاء. وفي الحديث، في ذكر يأجوج ومأجوج ودعاء عيسى عليه السلام عليهم، قال: (فيموتون فتجوى الأرض من ريحهم) قال أبو عبيد: أي تنتن. يقال: جوي يجوى فهو جو: أي منتن. باب الجيم مع الهاء (جهد) قوله تعالى: {والذين لا يجدون إلا جهدهم} قال ابن عرفة: الجهد، يضم الجيم: الوسع والطاقة، والجهد: المبالغة والغاية، ومنه قوله: {جهد أيمانهم} أي بالغوا في اليمين واجتهدوا فيها. وقال الشعبي: الجهد: الفتنة والجهد في العمل. وقوله: {وجاهدوا في الله حتى جهاده} الجهاد: المبالغة واستفراغ ما في الوسع بحرب أو لسان، وما أطاق من شيء.

(جهر)

وفي حديث أم معبد: (شاة خلفها الجهد عن الغنم) أي الهزال، يقال: جهد الرجل فهو مجهود: إذا هزل. وفي حديث الحسن: (لا يجهد الرجل ماله ثم يقعد فيسأل الناس). قال النضر: قوله: (يجهد) أي يعطي هاهنا، وهاهنا. قال الحسن: ذلك في قوله: {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو}. وفي الحديث (أنه نزل بأرض جهاد) الجهاد: الأرض التي لا نبات بها ومثله: الجزر. ومن دعائه: (أعوذ بك من جهد البلاء) وقيل: إنها الحالة التي يمتحن بها الإنسان حتى يختار عليها الموت ويتمناه. (جهر) قوله تعالى: {حتى نرى الله جهرة} قال ابن عرفة: أي غير محتجب عنا، يقال: جهرت الشيء: إذا كشفته، ووجه جهير: ظاهر الوضاءة. قال: ويقال: جهرته واجتهرته: أي نظرت إليه، ولا حجاب بيني وبينه. ومنه قوله: {بغتة أو جهرة} وهو أن يأتيهم العذاب وهم يرونه. وفي حديث علي رضي الله عنه: أنه وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (من رآه جهره) أي عظم في عينه، يقال: جهرت الجيش، واجتهرتهم، إذا رأيتهم فكثروا في عينك.

(جهش)

ومنه حديث عمر: (إذا رأيناكم جهرناكم) أراد: أعجبنا أجسامكم، والجهر: بالضم حسن المنظر، يقال: رأيت جهره: إذا رأيت هيئته، وحسن منظره، قال القطامي: شنئتك إذا أبصرت جهرك سيئًا ... وما غيب الأقوام تابعة الجهر. أي: واقفة وفي حديث عائشة رضي الله عنها: ووصفت أباها فقالت: (اجتهر دفن الرواء) تريد أنه كسحها، يقال: جهرت البئر: إذا كانت مندفنة فأخرجت ما فيها من الحمأة ويقال كية دفين، والرواء: المال الكثير، وذلك مثل ضربته لإحكامه الأمر بعد انتشاره، شبهته برجل أتى على آبار وقد اندفن ماؤها فأخرج ما فيها من الماء حتى نبع الماء. (جهش) في الحديث: (فجهشنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) الجهش: أن يفزع الإنسان إلى الإنسان، وهو مع ذلك يريد البكاء كالصبي يفزع إلى أمه يقال: جهشت وأجهشت لغتان. وفي المولد، قال: (فسأبني فأجهشت بالبكاء) أراد فخنقني فتهيأت للبكاء. (جهض) وفي حديث محمد بن مسلمة: (أنه قصد يوم أحد رجلًا، قال: فجاهضني عنه أبو سفيان) أي: مانعني.

(جهل)

وفي الحديث: (فأجهضوهم عن أثقالهم يوم أحد) أي نحوهم وأعجلوهم، يقال: أجهضته عن مكانه: أي أزلته. والإجهاض: الإزلق، والسقط جهيض. (جهل) قوله تعالى: {يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف} يعني الجاهل بحالهم ولم يرد الجاهل الذي هو ضد العاقل، إنما أراد الجهل الذي هو ضد الخبرة يقال: هو يجهل ذلك: أي لا يعرفه فأما قوله: {إني أعظك أن تكون من الجاهلين} فإن من قولك: جهل فلان رأيه. وفي الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - أخذ أحد ابني ابنته رضي الله عنهم فقال: إنكم لتجهلون، وتجبنون، وتبخلون) والعرب تقول: الولد مجهلة مجبة مبخلة يعنون أنه إذا كثر ولد الرجل جبن عن الحروب، استبقاء لنفسه، وبخل بماله إبقاء عليهم، وجهل ما ينفعه مما يضره؛ لتقسم قلبه. وفي الحديث: (إن من العلم جهلًا) قيل: هو أن يتكلف العالم إلى علمه ما لا يعلمه فيجهله ذلك وقال الأزهري: هو أن يتعلم الرجل ما لا يحتاج إليه، كالكلام والنجوم، وكتب الأوائل، ويدع ما يحتاج إليه لدينه، من محكم القرآن والشريعة.

(جهم)

وفي الحديث: (من استجهل مؤمنًا فعليه إثمه) قال شمر: قال ابن المبارك: يقول: من حمله على شيء ليس من خلقه فيغضبه قال: وجهله أرجو أن يكون موضوعًا عنه، ويكون على من استجهله. قال شمر: والمعروف من كلام العرب: جهلت الشيء: إذا لم تعرفه، تقول: مثلي لا يجهل مثلك، وجهلته: نسبته إلى الجهل، واستجهلته: وجدته جاهلًا: وأجهلته: حملته جاهلًا، ومن الاستجهال الذي هو حمل على الجهل قولهم في أمثالهم، (نزو الفرار استجهل الفرار) أي حملهم على النزو. ويقال: استعجلته: إذا حملته على العجلة. قال الشاعر: فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا .... كما تعجل فراط لوراد يقول: تقدمونا فحملونا على العجلة ويقال: استنزلهم الشيطان: أي حملهم على الزلة. (جهم) في الحديث: (يستمطر الجهام) وهو الحساب الذي هراق ماؤه. (جهج) في الحديث: (إذا غدا عليه ذئب فانتزع شاة من غنمه فجهجأه الراعي) أي: جهجهه: فأبدل الهاء همزة، يقال: جهجهت بالسبع، وهجهجت به: إذا زجرته.

باب الجيم مع الياء

باب الجيم مع الياء. (جيش) في حديث علي رضي الله عنه يصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (دامغ جيشات الأباطيل) يعني ما نجم وفار وارتفع منها، يقال: جاش الشيء إذا ارتفع، يجيش جيشًا وجيشانًا. وفي الحديث: (جاءوا بلحم فتجيشت أنفس أصحابه منه) أي: جاشت وخبثت. وروي أيضًا بالحاء، ومعناه: نفرت. في الحديث (سبعين خريفًا للمجيد) يقال رجل مجيد إذا كانت دوابه جيادًا. آخر حرف الجيم

الحاء ح

كتاب الحاء

كتاب الحاء باب الحاء مع الباء (حبب) قوله تعالى: {يحبونهم كحب الله}. قال ابن عرفة: المحبة عند العرب إيراد الشيء على قصد له. وقال الأزهري: محبة العبد لله ورسوله: طاعته لهما واتباعه أمرهما. قال الله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} ومحبة الله للعباد: إنعامه عليهم بالغفران. قال الله تعالى: {فإن الله لا يحب الكافرين} أي: لا يغفر لهم. وقوله: {الذين يستحبون الحياة الدنيا} أي: يؤثرونها، ومنه. قوله: {فاستحبوا العمى على الهدى}. وقوله: {إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي} أي: آثرت حب الخير عن ذكر ربي، وعن بمعنى على هاهنا. وفي الحديث: (إن قومًا يخرجون من النار فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل).

(حبج)

قال الفراء: الحبة بذور البقل، وقال أبو عمرو: هو نبت ينبت في الحشيش صغار. وقال الكسائي: هي حب الرياحين الواحدة حبة فأما الحنطة ونحوها الحب لا غير. وقال ابن شميل: والحبة بضم الحاء وتخفيف الباء: القضيب من الكرم يغرس فيصير حبلة والحبة بكسر الحاء وتشديد الباء: اسم جامع لحبوب البقول التي تنبت من [الأرض] إذا هاجت ثم إذا مطت من قابل ثنيت قال: والحبة من العنب تسمى حبه وحب الحبة تسمى حبة بالتخفيف. (حبج) في حديث ابن الزبير (إنا لا نموت حبجا على مضاجعنا كما يموت بنو مروان) قال ابن الأعرابي: الحبج: أن يأكل البعير لحاء العرفج فيسمن عليه ودرما يصير في بطنه مثل الأفهار فيقتله. وقال شمر: يقال حبج يحبج حبجًا: إذا انتفخ بطنه عن بشم. (حبر) قوله: {الأحبار والرهبان}. قال ابن عرفة: واحد الأحبار: حبر وحبر: وهو العالم وكان يقال، لابن عباس (الحبر والبحر) وسورة المائدة تسمى سورة الأحبار. وقال جرير الخطفي: إن البعيث وعبدآل مقاعس .... لا يقرآن بسورة الأحبار

المعنى أنهما لا يفيان بالعهود، أي: لا يقرآن بقوله تعالى: {أوفوا بالعقود} وقوله: {فهم في روضة} قال مجاهد: ينعمون وقيل يسيرون بالسماع في الجنة والحبرة النعمة والحبرة السرور وإنما سمي بذلك لأنه يتبين في وجه صاحبه والحبر والحبار الأثر. في الحديث (يخرج رجل من أهل النار قد ذهب خبره وسبره). قال أبو عبيد عن الأصمعي: أي: جماله وهيئته وقال غيره: ويقال: بالفتح الحبر والسبر بالفتح ويقال كعب الحبر لمكان هذا الحبر الذي تكتب به وذلك أنه كان صاحب كتب وكان أبو الهيثم ينكر الحبر ويقول: هو الحبر لا غير وقال القتيبي: لست أدري لم اختار أبو عبيد الكسر وترك ذكر الفتح، قال: والدليل على أنه حبر بالفتح قولهم: كعب الأحبار أي عالم العلماء. قال أبو بكر: لم ينصف القتيبي أبا عبيد حيث أضاف إليه اختيارًا لم يفعله، وإنما حكي عن الأئمة أقوالهم. فإن منهم: من رأى الفتح، ومنهم: من رأى الكسر، والعرب تقول: رجل حبر وحبر: إذا كان عالمًا، كما قالوا رطل، ورطل وثوب شف وشف، قال: وللفراء حجة في الكسر أخرى وهي: إن العرب تقول في جمعه أفعال، وسبيله: أن لا يكون جمعًا لفعل إلا في أحرف معدودة منها: قولهم حمل وأحمال، وفرد وأفراد فإذا كان على هذه السبيل قالوا: فالواجب أن يجعل جمعًا لفعل لأن أفعالًا في جمع فعل كثير منقاس غير مدفوع، من ذلك. عدل، وأعدال، وضرس، وأضراس، وسن، وأسنان، واسم وأسماء. وقال بعضهم: إنما سمي الحبر الذي يكتب به حبرًا لتحسينه الخط وتبيينه إياه.

(حبس)

يقال: حبرت الشيء تحبيرًا، وقيل: بل سمي حبرًا لتأثيره في الموضع الذي يكون [فيه] من الحبار فهو الأثر. وفي حديث بعض الصحابة: (لو علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمع قراءتي لحبرتها) يريد تحسين الصوت وتحزينه. وفي حديث عثمان- رضي الله عنه- (كل شيء يحب ولده حتى الحبارى) خصها لأنها يضرب بها المثل في الموق، فهي على موقها يحب ولدها وتعلمه الطيران تطير عنه يمنة ويسرة ليتعلم، والعرب تقول: كل شيء تحب ولده حتى الحبارى فتطير عنده أي تطير عراضه عن الطريق إذا عدل عنه. وفي حديث أبي هريرة حين قال: (لا آكل الخمير ولا ألبس الحبير) الحبير من البرود: ما كان موشيًا مخططًا، وهي برود حبره. (حبس) وفي الحديث: (أنه بعث أبا عبيدة على الحبس). قال القتيبي: هم الرجالة سموا بذلك لتحبسهم عن الركبان وتأخرهم، قال: وأحسب الواحد حبيسًا، فعيل في معنى مفعول، ويجوز أن يكون حابسًا كأنه يحبس من يسير من الركبان بمسيره. وفي حديث شريح: (جاء محمد - صلى الله عليه وسلم - بإطلاق الحبس) أراد ما كان أهل الجاهلية يحبسونها من ظهور الحام والسوائب والبحائر وما أشبهها فنزل القرآن بإحلال ما حرموا منها فذلك إطلاقها، والحبس في غيرها كل شيء وقفه صاحبه وقفًا مؤبدًا من نخل وكرم بحبس أصله وتسبل غلته.

(حبط)

وفي الحديث: (إن خالدًا جعل أمواله وقيفة وما عنده حسبًا في سبيل الله) والأعتد جمع العتاد، وهو ما أعده الإنسان من ألة الحرب. (حبط) قوله تعالى: {حبطت أعمالهم} أي بطلت من قولهم: حبطت الدابة تحبط حبطًا فهو حبط: إذا أصابت مرعى طيبًا فأفرطت في الأكل حتى تنتفخ فتموت. وفي الحديث أنه قال: (إني أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها، فقال رجل: ويأتي الخير بالشر يا رسول الله فقال: إنه لا يأتي الخير بالشر، وإنما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم إلا أكلة الخضر، فإنها أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فتلطت وبالت ثم رتعته ..... ). قال الأزهري: هذا الخبر إذا بترلم يكد يفهم، وفيه مثلان: ضرب أحدهما: للمفرط في جمع الدنيا ومنعها من حقها، وضرب الآخر: للمقتصد في أخذها والانتفاع بها، وأما قوله: (وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا) فهو مثل المفرط الذي أخذها بغير حق وذلك أن الربيع ينبت أحرار العشب فتستكثر منها الماشية حتى تنتفخ بطونها لما قد جاوزت حد الاحتمال فتشتكي أمعاؤها منها فتهلك، كذلك الذي يجمع الدنيا من غير حقها، ويمنع ذا الحق حقه بذلك في الآخرة بدخوله النار. وأما مثل المقتصد: فقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إلا أكلة الخضر) وصفها به وذلك أن الخضر ليست من أحرار البقول التي ينبتها الربيع، ولأنها من الجنبة التي ترعاها المواشي بعد هيج البقول، فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - أكلة الخضر من المواشي مثلها

(حبنط)

لمن يقتصد في أخذ الدنيا وجمعها، ولا يحمله الحرص على أخذها بغير حقها فهو ينجو من وبالها كما نجت آكلة الخضر، ألا تراه قال عليه الصلاة والسلام: (فإنها إذا أصابت من الخفر استقبلت عين الشمس فتلطت وبالت) أرد إنما إذا شبعت منها بركت مستقبلة الشمس تتمرئ بذلك ما أكلت وتجتر وتثلط، فإذا اثلطته فقد زال عنها الحبط، وإنما تحبط الماشية لأنها لا تثلط ولا تبول. (حبنط) وفي الحديث السقط: (يظل محبنطًا على باب الجنة). قال أبو عبيد: هو المتغضب المستبطئ للشيء، يقال: احبنطيت، واحبنطأت لغتان. (حبق) وفي الحديث (نهى عن لون الحبيق) يعني أن يؤخذ في الصدقة، وهو لون من ألوان التمر. (حبك) قوله تعالى: {والسماء ذات الحبك}. قال ابن عرفة: أي دار الخلق والوثيق، يقال: حبكه إذا أجار صنعته، ويقال: دار الطرائق، الواحدة حبيكة، وقال مجاهد: دار البنيان وقال الأزهري: هي الطرائق المحكمة، وكل شيء أحبك عمله فهو محبوك، وكل

(حبل)

ما نراه من درج الرمل والماء إذا صفقته الرياح فهو: حبك، واحدها حباك مثل مثال ومثل، وقيل حبيكة مثل: طريقة وطرق. وفي حديث عائشة: (أنها كانت تحتبك تحت درعها في الصلاة). قال أبو عبيد عن الأصمعي: الاحتباك الاحتباء قال: ولم يعرف الأصمعي إلا هذا، وليس للاحتباء هنا معنى، وإنما هو: شد الإزار وإحكامه./ قال الأزهري: الذي رواه أبو عبيد عن الأصمعي في الاحتباك أنه الاحتباء غلط وإنما هو الاحتياك - باليالء - يقال: احتاك محتاك ونحوك متحوك إذا احتبى به هكذا رواه ابن السكيت عن الأصمعي، وقد ذهب على أبي عبيد رحمه الله، وقال شمر: الحبكة الحجزة، ومنه أخذ الاحتباك - بالباء - وهو شد الإزار. (حبل) قوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعًا} أي بعهده. قال أبو عبيد: الاعتصام بحبل الله إتباع القرآن وترك الفرقة، وإياه أراد عبد الله بقوله: {عليكم بحبل الله وإنه كتابه} قال: والحبل في كلام العرب، يتصرف على وجوه منها: العهد وهو: الأمان وذلك أن العرب كانت تخيف بعضها بعضًا، فكان الرجل إذا أراد سفرًا أخذ عهدًا من سيد قبيلته فيأمن بذلك ما دام في حدودها حتى ينتهي إلى الأخرى فيأخذ مثل ذلك، يريد به الأمان فقال عبد الله: {عليكم بكتاب الله فإنه أمان لكم وعهد من عذاب الله}. وقوله: {ضربت عليهم الذلة أين ما ثقففوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس}. قال الفراء: معناه إلا أن تعتصموا بحبل من الله وحبل من الناس فأضمر،

قال أحمد بن يحيى: هذا بعد أن تحذف أن وتبقى صلتها ولكن المعنى؛ إلا بموضع حبل من الله، وهو استثناء متصل كما تقول: ضربت عليهم الذلة في الأمكنة إلا في هذا المكان. وقال ابن عرفة: أراد إلا بعهد من الله وعهد من الناس/ فتلك ذلتهم تجرى عليهم أحكام الإسلام وهم من غير أهله. وفي الحديث (كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض) أي نور ممدود، يعني: نور هداه، والعرب تشبه النور الممتد بالحبل والخيط منه قوله: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} والخيط الأبيض هو نور الصبح. وقوله: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}. قال الفراء: الحبل هو الوريد فأضيف إلى نفسه لاختلاف اللفظين قال: (والوريد عرق بين الحلقوم والعلباوين). وفي الحديث: (نهى عن حبل الحبلة). قال أبو عبيد: هو ولد الجنين الذي في بطن الناقة. قال ابن الأنباري: هو نتاج النتاج، فالحبل يرادبه: ما في بطون النوق، والحبل الآخر حبل الذي في بطون النوق. وأدخلت فيها - الهاء - للمبالغة - كما يقول - نكحة وسحره. وفي الحديث: (لقد رأيتنا مع رسول الله - - صلى الله عليه وسلم - - وما لنا طعام إلا الحبلة وورق السمر).

(حبن)

قال أبو عبيد: هما ضربان من الشجر، وقال ابن الأعرابي: الحبلة من السمر يشبه اللوبياء. وقال غيره: الحبلة ثمر العضاه. وفي حديث الدجال: (أنه محبل الشعر) أي كأن كل قرن من قرون رأسه حبل لأنه جعله تعاصيب. وفي حديث أنس (أنه كان له حبلة تحمل كرًا وكان يسميها أم العيال) / الحبلة هي الأصل من الكرمة، يقال: حبلة مخففة، وحبلة مثقلة قال ذلك أبو عمرو وشمر. وفي الحديث: (إن ناسا من قومي يتحيلونها فيأكلونها (يعني: الضبع أي يصطا دونها بالحبالة./ يقال: حبلته واحتبلته. (حبن) وفي الحديث (أن رجلًا أحبن أصاب امرأة فجلد بأثكول النخلة) الأحبن: الذي به السفي. وقد حبن يحبن حبنًا، والحبن: عظم البطن وأم حبين دويبة على خلقة الحرباء عظيمة البطن. ومنه قول - رسول الله - - صلى الله عليه وسلم - - (ورأى بلالًا قد خرج بطنه فقال: أم حبين (وهذا من مزحه - - صلى الله عليه وسلم - - أراد ضخم بطنه. (حبًا) في حديث عبد الرحمن (إن حابيًا خير من زاهق (قال القتيبي: الحابي من السهام هو الذي يزحف إلى الهدف، يقال حبا يحبو فإن أصاب الرقعة فهو

باب الحاء مع التاء

خارق وخاسق فإن جاوز الهدف ووقع خلقه فهو زاهق: أراد أن الحابي وإن كان ضعيفًا فقد أصاب الهدف، وهو خير من الزاهق الذي جاوزه بشدة مره وقوته، ولم يصبه، ضرب السهمين مثلًا لواليين: أحدهما ينال الحق أو بعضه وهو ضعيف، والأخر يجاوز الحق ويبعد عنه فهو قوي. وفي حديث الأحنف (وقيل له في الحربق: أين الحلم؟ فقال: عند الحبا) أراد جمع الحبوة، وهو ضم الساق إلى البطن بثوب، وأراد الحلم يحسن في السلم لا في الحرب. وفي الحديث: (كأنه الجبل الحابي) / يعني: الثقيل. والحبل من السحاب المتراكم، الرحل المستطيل، والحابي المشرف. باب الحاء مع التاء (حت) في الحديث (أنه قال لسعد؛ أحتتهم يا سعد (أي: أرددهم مأخوذ من حت الشيء وحكه. وفي حديث آخر: أنه قال لامرأة في الدم يصيب الثوب (حتيه ولو بضلع) أي: حكيه. (حتف) وفي الحديث (ومن مات حتف أنفه في سبيل الله فهو شهيد) قال

(حتك)

أبو عبيد: هو أن يموت على فراشه. وقال غيره: إنما قيل ذلك لان نفسه تخرج بتنفسه من فيه وأنفه وغلب أحد الاسمين على الآخر لتجاورهما. وروى عن عبيد عن عمير أنه قال في السمك (ما مات منها حتف أنفه فلا تأكله) يعني الطافي. وفي حديث قيلة: (إن صاحبها قال لها: كنت أنا وأنت كما قيل: حتفها تحمل ضأن بأظلافها) أصله: أن رجلًا كان جائعًا بالبلد القفر، فوجد شاة ولم يكن معه ما يذبحها به، فبحثت الشاة عن مدية فذبحت بها، فصارت مثلًا لكل من أعان على نفسه بسوء تدبيره. (حتك) في حديث العرباض (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج في الصفة وعلينا الحوتكية) قال شمر: هي عمة تتعممها الإعراب يسمونها بهذا الاسم فيما زعم أبو سعيد. (حتم) قوله تعالى: {حتمًا مقضيًا} الحتم: الواجب المعزوم عليه. وفي حديث / الملاعنة: ؛ (إن جاءت به أسحم أحتم) سمعت الأزهري يقول: الحتم: السواد. هكذا قالها بفتح التاء والحاء، قال: والأحتم: الأسود./ وفي الحديث (من أكل وتحتم فله كذا) أخبرنا ابن عمار عن ابن عمر

(حتا)

عن تغلب عن سلمة عن الفراء: التحتم: أكل الحتامة: وهي فتات الخبز. قال أبو العباس: قد رواها بالتاء وقد صحف. (حتا) وفي الحديث (أنه أعطى أبا رافع حتيًا) الحتى سويق المقل. باب الحاء مع الثاء (حثحث) قوةله تعال: {يطلبه حثيثًا} أي سريعًا. (حثل) وفي الحديث: (إذا بقيت في حثالة من الناس (أي رذالة، والحثالة: الرديء من كل شيء، ومثله، الحقالة والحشارة. وجاءت لفظة أخرى في حديث آخر (أعوذ من أن أبقى في حثل الناس). وفي حديث الاستسقاء (وأرحم الأطفال الممثلة (يعني: السيئ الغذاء والحثل: سوء الرضاع وسوء الحال. (حثا) وفي حديث عمر: (فإذا حصير بين يديه عليه الذهب منثورًا نثر الحثا) سمعت شيخي رحمه الله يقول: الحثي: دقائق التبن وأنشد: ويأكل التمر ولا يلقي النوى ... كأنه غرارة ملأى حثا/

باب الحاء مع الجيم

باب الحاء مع الجيم (حجب) قوله: {وبينهما حجاب} يعني السور الذي سماه الله الأعراف. وقوله: {ومن بيننا وبينك حجاب} أي حاجز في النحلة والدين. وفي الحديث: (إن الله يغفر للعبد ما لم يقع الحجاب، قيل: يا رسول الله وما الحجاب؟ قال: أن تموت النفس وهي مشركة). وقال شمر: قال ابن مسعود (من اطلع الحجاب واقع ما وراءه) قال: إذا مات الإنسان واقع ما وراء الحجابين: حجاب الجنة، وحجاب النار، لأنهما قد خفيا، قال وأنشدنا الغنوى. إذا ما غضبنا غضبة مضربة هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دمًا. قال: حجابها: ضوءها ههنا. وقال أبو عدنان عن خالد: ؛ اطلاع الحجاب: مد الرأس، والمطالع: يمد رأسه ينظر من وراء الستر، قال: والحجاب: الستر. وامرأة محجوبة: أي حجبت بستر. (حجج) قوله تعالى: {قل أتحاجوننا في الله} تطلبون الحجج علينا في عبادة الله والحجة: الكلام لمستقيم على الإطلاق، ومن ذلك محجة الطريبق. وقوله} فمن حج البيت} أي: قصده، والحج القصد، والحج العمل، وقيل: الحج الإتيان مرة بعد أخرى ومن أمثالهم:

(حجر)

لج فحج: أي تمادى به لجاجة حتى حج البيت، وقيل: غلب لحجته، والحج: الغلبة بالحجة. ومنه الحديث: (فحج آدم موسى) أي غلبه بالحجة. (حجر) [138/ أ] قوله تعالى: {وحرث حجر} أي محرم ممنوع. ومنه/ أخذ الحجر على اليتيم حتى يتبين رشده: وهو المنع عن التصرف، وكل ما منعت منه فقد حجرت عليه ومنه: الحجرة التي تحاط علينا في الدار - وقيل للعقل حجر: لأنه يحجر على صاحبه الجهل. ومنه قوله: {هل في ذلك قسم لذي حجر}. وقوله: {حجرًا محجورًا} أي: حرامًا محرمًا. يعني البشرى محرم على المجرمين، قال ذلك: قتادة. قوله: {وربائبكم اللاتي في حجوركم} أي تملكون عليهن أمورهن. وفي الحديث (لقد تحجرت واسعًا) أي: ضيقت ما وسعه الله من الرحمة. وفي حديث أبي الدرداء (إذا رأيت الرجل يسير من القوم حجرة) أي ناحية، وجمعها حجرات.

(حجز)

وفي الحديث (أنه لقي جبريل بأحجار المراء) قال مجاهد: هي قباء وقال الأحنف (لعلي حين ندب عمرو للحكومة: (لقد رميت بحجر الأرض (أي بداهية عظيمة. وفي حديث الدجال: (مطموس العين ليست بناتئة ولا حجراء (إن كانت هذه اللفظة محفوظة فمعناها أنها ليست بصلبة متحجرة، وقد رويت أنها جحراء أي: ليست بغائرة متحجرة ودل على صحة هذه الرواية قوله: (ليست بناتئة). وفي الحديث (ليس للنساء حجرتا الطريق) أي: ناحيتاه. (حجز) قوله تعالى: {وجعل بين البحرين حاجزًا} أي: حجز بينهما بقدرته فلا يخلط العذب بالملح. وفي الحديث (ولاهل القتيل أن ينحجزوا، الأدنى فالأدنى) أي: يكفوا/ [138/ب] عن القود وكل من ترك شيئًا فقد أنحجز عنه ومن أمثالهم: إن رمت المحاجرة فقبل المناجزة يقول: إن أردت المسالمة والمكافة فافعل ذلك قبل القتال. وفي حديث قيلة: (أيلام ابن ذه أن يفصل الخطو وينتصر من وراء الحجزة). الحجزة هم الذين يمنعون بعض الناس من بعض، ويفصلون بينهم بالحق، الواحد حاجز، وأراد بابن ذه الإنسان، يقول إذا أصابه خطة ضيم - والخطة بالضم الأمر والقصة - ما احتج عن نفسه وطلب النصف وعبر بلسانه ما يدفع به الظلم عن نفسه لم يكن ملومًا.

(حجف)

وقالت أم الرحال: (إن الكلام لا يحجز في العكم) الحجز: أن يدرج الحبل على العكم ثم يشد وهو الحجاز. الحجاز بالكسر: حبل يشد من قدمي البعير إلى رسغي يديه. قال ابن الأعرابي: سئل علي رضي الله عنه عن بني أمية؟ فقال: (أشدنا حجزًا وأطلبنا للأمر لا ينال فينالونه) يقال رجل شديد الحجزة: أي صبور على الشدة والجهد. وفي الحديث (تزوجوا في الحجز الصالح فإن العرق دساس) أي في الأصل، يقال فلان من حجز صدق وسنخ صدق. قال رؤبة: فامدح كريم المنتهى والحجز ... وقيل: الحجز العشيرة لانه تحتجز بهم. (حجف) في الحديث (فتطوفت بالبيت كالحجف) يعني الكعبة، والحجفة: الترس. (حجل) [39/ أ] وفي الحديث أنه قال لزيد: (أنت مولانا فحجل). قال أبو عبيد: الحجل: أن يرفع رجلًا ويقفز على الأخرى من الفرح، وقد يكون بالرجلين جميعًا إلا انه قفز وليس بمشي. وقال الليث: الحجل مشي المقيد، ونزوان الغراب حجل. وفي الحديث (اللهم إني أدعو قريشًا وقد جعلوا طعامي كطعام الحجل). قال النضر: الحجل: القيح، يأكل الحبة بعد الحبة لا يجد، وقال الأزهري: أراد أنهم غير جادين في إجابتي ولا يدخل منهم في دين الله إلا الخطيئة بعد الخطيئة. (حجم) في الحديث (لا يصف حجم عظامها) قال ابن الأنباري: الحجم عند

(حجن)

العرب: الخروج والنشوز والنتوء، أراد لا يلتصق الثوب ببدنها فيحكى الناشر من عظامها ولحومها، وجعله وصفًا على التشبيه، لأنه إذا أظهره وبيته كان بمنزلة الواصف لها بلسانه، قال الشاعر: تشكو إلى جملي طول السري ... أيا جملي ما إلى مشتكي الدرهان كلفاني ماترًا صبرًا ... جميلًا فكلانا مبتلى أي: تبينت منها الإعياء. (حجن) في الحديث في وصف مكة (واحجن ثمامها) قال أبو العباس: أي بدا ورفها والثمام من أشجار الجبال الواحدة ثمامة. وفي الحديث (توضع الرحم يوم القيامة لها حجنة كحجنة المغزل) يريد صنارتها في رأس المغزل وهي الحديدة العقفاء التي تعلق بها الخيط/ ثم تفتل [139/ب] الغزل، وكل متعقف أحجن واحتجان أموال الناس جمعها وضمها إلى ما عندك. ومنه الحديث: (ما أقطعك العقيق لتحتجنه) أي تمتلكه دون الناس. في الحديث (أن عمر أطاف بناقة قد انكسرت لفلان، فقال: والله ما هي بمغد فيسنحجي لحمها). قال القتيبي يقال: استحجي اللحم: إذا تغير ريحه من المرض العارض للبعير ومثله الدخن. قلت: والمغد: الناقة التي أخذتها الغدة، وهي الطاعون. وفي بعض الحديث (رأيت علجًا يوم القادسية قد تكني وتحجى فقتلته).

باب الحاء مع الدال

قال ابن الأعرابي تجحي: أي زمزم. قال والحجاء ممدود: الزمزمة: وأنشد زمزمة المجوس في حجايها. باب الحاء مع الدال (حدب) قوله تعالى ذكره: {من كل حدب ينسلون} أي: من كل اكمة. والحدب: ما ارتفع من الأرض. (حدث) قوله تعالى: {حتى أحدث لك منه ذكرًا} أي: أبين لك الوجه فيه. وقوله: {من ذكر من ربهم محدث} أي: من وحي محدث تنزيله. وقوله: {إن لم يؤمنوا بهذا الحديث} يعني: القرآن. وقوله: {وأما بنعمة ربك فحدث} أي: حدث بالنبوة مبلغًا الرسالة. [140/ أ] وقوله: {فجعلناهم أحاديث} أي: يتحدث بهلاكهم. وفي الحديث (في كل أمة محدثين) يريد: فيها يصيبون إذا ظنوا فكأنهم حدثوا بشيء فقالوه. وفي حديث الحسن (حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة التنور بذكر الله) أي: أجلوها واغسلوا الدرن عنها، والطبع كما يحادث السيف بالصقال إذا صقل.

(حدج)

قال لبيد بن ربيعة: كمثل السيف حودث بالصقال. (حدج) وفي حديث ابن مسعود (حدث القوم ما حدجوك بأبصارهم) أي ما رموك بها، يقال حدجه ببصره: إذا رماه ببصره ونظر إليه. ومنه حديث المعراج: (ألم تروا إلى ميتكم حين يحدج ببصره فإنما ينظر إلى المعراج). يقول: حدثهم ما داموا يشتهخون حديثك فإذا أعرضوا عنك فاسكت. وفي حديث عمر: (حجة ها هنا ثم أحدج ها هنا حتى تفني) قال أبو عبيد: يعني إلى الغزو. والحدج: شد الأحمال وتوسيقها. يقال حدجت الأحمال أحدجها حدجًا، وهو الحدج، للمركب والجمع - حدوج - وقال الأزهري: معناه شد الحداجة، وهو القتب بأداته، واللهودج: يقال له الحدج، وبينها فرق. وفي حديث عبد الله: (رأيت كأني أخذت حدجة حنظل فوضعتها بين كتفي أبي جهل) الحدجة: الحنظلة الفجة الصلبة، وجمعها حدج، وقد أحدجت الشجرة. (حدد) قوله تعالى: {وتلك حدود الله} قال ابن عرفة: ما حد منه أي منع [140/ ب] والحد: الحاجب يمنع الناس من الدخول. ويقال دون ذلك حدد: أي منع ومنه

قيل للمحارق الممنوع الرزق: محدود وقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي جهل لما قال في خزنة النار وهم تسعة عشر. (تقس اللملائكة بالحدادين) يعني السجانين، قال وحد الدار: هي النهاية التي تمنع ما وراءه. ويقال حد الجاني: إذا ضربه فمنعه بالضرب عن معاودة مثل ما فعل، أو بلغ به حدًا لا يجوز تجاوزه. قال: والتعزيز أيضًا المنع يقال عززته عن ذلك أي منعته. فحدود الله تبارك وتعالى على ضربين: منها: ما لا يقرب كالزنا وما أشبهه. قال الله تعالى: {وتلك حدود الله فلا تقربوها}. ومنها: ما لا يتعدى كتزويج الأربع وما أشبهها. قال الله تعالى: {وتلك حدود الله فلا تعتدوها}. ويقال للحدود التي تمسك الماء بين الأرضين: حدود لمنعها الماء. وفي الحديث (لا يحل لأحد أن يحد على ميت أكثر من ثلاثة أيام) يقال أحدث المرأة على زوجها فهي محد، وحدت أيضًا محد إذا تسلبت عليه وامتنعت من الزينة. وقوله: {من يحاد الله ورسوله} إي يعاديه فيكون في حد وجانب. وقوله: {فبصرك اليوم حديد} قال ابن عرفة: أي انكشف الأمر.

(حدر)

وفي الحديث (في صفة القرآن بكل حرف حد) أردا منتهًا له نهاية /ومنها [141/ أ] كل شيء حده. وفي الحديث: (خيار أمتي أحداؤها) الأحداء: جمع حديد وفيه حدة. وفي الحديث: (الحدة تعتري خيار أمتي). وفي الحديث: (عشر من السنة الاستحداد وكذا وكذا) الاستحداد: خلق العانة، بالحديد. وفي الحديث: (أمهلوا حتى تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة (وهو استفعال من الحديد يعني الاستحلاق بها. (حدر) في حديث علي رضي الله عنه: (أنا الذي سمتني أمي حيدرة) قال أبو العباس: قال أبو عمرو الحيدرة: الأسد، قال ثعلب: يعني لغلظ رقبته وقوة ساعده يقال هذا فتى حادر: أي غليظ مجتمع ورغيف حادر وخص الأم بالتسمية لأن أبا طالب غاب عن مولده وسمته أمه بذلك فلما رجع سماه عليًا كما ذكر لنا. في حديث عمر (أنه ضرب رجلًا ثلاثين سوطًا كلها يبضع ويحدر) قال أبو عبيد قوله: (يحدر) أي يرم واختلف في إعرابه فبعضهم يقول: يحدر وبعضهم يقول يحدر وأظنها لغتين فإذا جعلتا لفعل الجلد فلتحدر يحدر حدرًا.

(حدق)

(حدق) قوله: {حدائق ذات بهجة} قال أبو عبيدة الحديقة: كل ما أحاط به البناء، يقال حدق به وأحدق به وأراد بساتين ذات حسن. ويقال للقطعة من النخل حديقة. (حدل) [141/ ب] وفي الحديث: (ورجل علم فحدل) أي جار؛ يقال: / إنه لحدل غير عدل. (حدا) وفي حديث ابن عباس: (لا بأس بقتل الحدو والإفعو للمحرم) قال الازهري: كأنها لغة في الحدا وهو جمع حدأة. وهي طائر بكسر الحاء؛ فأما الفئوس ذوات الرأسين فقد رواه بعضهم بالفتح -وبعضهم بالكسر-. في حديث مجاهد: (كنت أتحدى القراء (أي: أتعمدهم. يقال تحداه وتحراه إذا تعمده، ويقال هو حدا بالناس: أي تعمدهم يبارعهم الغلبة. باب الحاء مع الذال (حذذ) في الحديث: (إن الدينا آذنت بصرم وولت حذاء) قال أبو عبيد: هي السريعة الخفيفية التي انقطع آخرها. ومنه قيل للقطاة حذاء لقصر ذنبها مع خفتها، وحمار أحذ قصير الذنب.

(حذر)

(حذر) قوله تعالى: {حذر الموت} قال الفراء: أكثر الكلام الحذر والحرر مسموع أيضًا. وقوله: {وإنا لجميع حاذرون} أي مستعدون، وقرئ (حذرون) أي: مستيقظون. (حذف) وفي الحديث: (تراصوا بينكم في الصفوف لا يتخللكم الشيطان كأنها بنات حذف). قال أبو عبيد: بنات حذف: هي هذه الغنم الصغار الحجازية، واحدتها حذفة وهي القر أيضًا./ قال ابن شميل: هي صغار ليس لها أذناب ولا آذان يجاء بها من جرش. (حذل) وفي الحديث أنه عليه السلام قال: (من دخل حائطًا فليأكل منه غير آخذ في حذله شيئًا) الحذل والحذل: / حجزه الإزار ويروى في حذبه عاقبت النون [142/ أ] اللهم فأما الحذل بفتح الذال فهو السلام في أجفان العين وقد حدلت عينه. (حذم) وفي الحديث حديث عمر (إذا أقمت فاحذم) قال أبو عبيد عن الأصمعي: الحذم والحذر في الإقامة قطع التطويل، وأصله في المشي، وهو: الإسراع.

(حذا)

(حذا) وفي الحديث: (فأخذ قبضة من تراب فحذابها وجوه المشركين) أراد فحثا وقد حثوت التراب وحذوته بمعنى واحد. وفي الحديث في مس الذكر (إنما هو حذوة منك) أي قطعة. وفي حديث الإسراء (يعمدون إلى عرض جنب أحدهم فيحذون منه الحذوة من اللحم) أي يقطعون، ومنه يقال: حذوت النعل. وفي الحديث: (مثل الجليس الصالح مثل الدراي إن لم يحذك من عطره علقك من ريحه) يريدون إن لم يعطك، يقال: أحذيته إحذاء، وهي الحذيا والحذية. باب الحاء مع الراء (حرب) قوله تعالى: {وهو قائم يصلي في المحراب} قال الأصمعي: المحراب الغرفة والموضع العالي، وقال أبو عبيدة: المحراب أشر المجالس دل على ذلك قوله: {إذ تسوروا المحراب} فتسور- يدل على علوه. وفي حديث أنس: (أنه كان يكره المحاريب) أي: لم يكن يحب المجالس أن ترفع على الناس، والمحراب: صدر المجلس.

(حرث)

وفي الحديث: (أنه بعث عروة بن مسعود إلى قومه بالطائف فأتاهم رجل/ [142/ب] فدخل محرابًا له وأشرف عليهم عند الفجر ثم أذن للصلاة) فهذا يدل على أنه غرفة يرتقي إليها. وقوله: {من محاريب} قال مجاهد: هي القصور، وقال الأصمعي: العرب تسمى القصر محرابًا لشرفه وأنشد: أودمية صور محرابها ... أو درة شيفت إلى تاجر وقال ابن الأنباري عن أحمد بن عبيد سمي محرابًا لانفراد الإمام فيه وبعده من القوم، وفيه يقال هو حرب لفلان إذا كان بينهما تباعد وبغضًا واحتج بقوله: وحارب مرفقها دفها وسامر به عنق مسعر، أراد بعد مرفقها من دفها. ويقال دخل الأسد محرابة: أي غيله. فيحتمل أن يكون محرابًا لأن الإمام إذا قام فيه لم يأمن أن يلحن ويخطئ وهو خائف مكانه كأنه مأوى الأسد. وقوله: {حتى تضع الحرب أوزارها} أي المحاربون. يقال رجل حرب لفلان، وقوم حرب لفلان وسلم له. وقوله: {يحاربون الله} يعني: يعصونه. وفي حديث علي رضي الله عنه: (أنه كتب إلى ابن عباس: لما رأيت العدو قد حرب) أي: غضب. يقال حرب يحرب وحربته أنا. (حرث) قوله تعالى: {نساؤكم حرث لكم} أي: هن لكم بمنزلة الأرض تزرع

فيخرج الله منها ما يشاء كذلك أنتم تباشرونهن وصور الله في أرحامهن ما يشاء والحرث ما عمل من الزراعة. وفي الحديث: (احرث لدنياك كأنك تعيش أبدًا) أي اعمل لها، يقال حرثت. وقيل في قوله: {من كان يريد حرث الآخرة} أي عملها: {نزد له في حرثه} أي: نضاعف له عمله. وقوله: {ومن كان يريد حرث الدنيا} قيل: أراد من كان يريد جزاء عمله للدنيا. وقوله تعالى: {ويهلك الحرث والنسل} في الحرث قولان: أحدهما: الزرع، وقيل: البناء سمي بذلك لأن الولد يزرع فيها، والنسل: الأولاد. وفي حديث بدر قال المشركون (أخرجوا إلى معايشكم وحرائثكم) أي مكاسبكم والحرائث: الإبل أيضًا، وأحدها حريثة ورواه بعضهم: وحرائبكم - بالباء - جمع حرئبة؛ وهو المال الذي به قوام الرجل. وفي الحديث: (أصدق الأسماء الحارث) لأن الحارث: هو الكاسب. واحتراث المال كسبه.

(حرج)

وفي حديث عبد الله: (احرثوا هذا القرآن) أي: فتشوه، قال ابن الأعرابي: الحرث التفتيش. (حرج) قوله تعالى: {فلا يكن في صدرك حرج منه} قال مجاهد: أي شك والحرج عند العرب الضيق وقول مجاهد: يؤول إلى هذا لأن من شك في شيء ضاق صدره حتى يطمئن إلى اليقين. وقوله: {ليس على الأعمى حرج} أي: ضيق ترك الجهاد، ومعناه: الإثم. وقوله: {يجعل صدره ضيقًًا حرجًا} قال ابن عباس: الحروج موضع الشجر الملتف كأن قلب الكافر لا تصل إليه الحكمة، كما لا تصل الراعية إلى الموضع الذي التف شجره، وكل ضيق: حرج وحرج. وقوله: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} أي: لم يضيق عليكم في أحكامه فيكلفكم ما تعجزون عنه. ومن رباعيه في حديث خزيمة وذكر السنة فقال: (تركت كذا وكذا والذيح محرنجما) أي منقبضًا كالحًا من شدة الجدب. تقول: عمت مضرة المحل حتى نالت السباع والبهائم. ويقال: أحرنجم إذا تقبض واجتمع، والذيح: ذكر الضباع. (حرد) وقوله تعالى: {وغدوا على حرد قادرين} قال الفراء يحرد: القصد. يقال:

(حرر)

حرد حرده إذا قصد قصده، وفيل على حرد: أي على حد أو قصد في المنع من قولك: حاردت السنة إذا منعت مطرها، وحاردت الإبل منعت ألبانها، وقيل على حرد: أي على غضب قادرين عند أنفسهم على قصد جنتهم. (حرر) قوله تعالى: {إني نذرت لك ما في بطني محررًا} أي معتقًا من مهنة أبوية لخدمة بيت الله. وقيل: معتقًا من عمل الدنيا لعمل الآخرة، يقال حررت العبد إذا جعلته حرًا. وقوله: {ولا الظل ولا الحرور} الحرور استيقاد الحر ووهجه بالليل والنهار فاما السهوم فلا يكون إلا بالنهار. وفي حديث عمر: (إن القتل قد استحر بأهل اليمامة) أي كثر واشتد. وفي بعض الأخبار: (أن معاوية زاد أصحابه في بعض أيام صفين خمس مائة خمس [142/ ب] مائة فلما التقوا بعد ذلك/ ووقعت العين على العين جعل أصحاب علي بقولون لا خمس إلا جندل الإحرين) قال ابن الأعرابي: الجرة حجار سود بين جبلين وجمعها: حر وحران وحرار. وآخرون في الرفع، وآخرين في النص، والخفض والحرورية: نسبوا إلى حروراء قرية تعاقدوا فيها. وفي حديث عمر: (ذري وأنا أحر لك)، تقول: ذري الدقيق لأتخذه حريرة لك، وهي حسًا. وفي حديث علي رضي الله عنه: (أنه قال لفاطمة لو أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألته

(حرز)

خادمًا يقيك حر ما أنت فيه من العمل) يعني: التعب والمشقة لأن معها الحرارة والأعباء، ومع البرد السكون والراحة. ومنهم قولهم: (ول حارها من تول قارها). وفي الحديث: (ما رأينا أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من فلان إلا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أحر حسنًا منه) يعني: أرق منه دقة حسن. (حرز) في حديث أبي بكر (أنه كان يوتر من أول الليل ويقول: واحرزا وابتغى النوافلا.- وهذا مثل للعرب إذا ظفروا بالمطلوب وأحرزوه وطلبوا الزيادة وقد أحرزت الشيء والمحرز يقال له: الحرز. ومنه الحديث الآخر: (لا تأخذوا من حرزات أموال الناس شيئًا) يعني: في الصدقة ويقول: (لا تأخذوا من خيارها) ويروي (من حزران الناس) الزاي قبل الراء. (حرس) في الحديث: (أن غلمة لحاطب احترسوا ناقة لرجل فانتحروها) / قال [144/ ب] شمر: الاحتراس أن تؤخذ الشاة من المرعى. ويقال للشاة المسروقة من المرعى حريسة.

(حرش)

ومنه الحديث: (لا قطع في حريسة الجبل) ويقال فلان يأكل الحرسات إذا سرق أغنام الناس وأكلها، والسارق: محترس، وهي الحرائس. وأنشد: لنا حلماء لا يشب غلامنا غريبًا ... ولا تؤوا البناء الحرائس (حرش) في حديث عمر في صفة التمر: (وتحترش به الضباب (أي تصطاد ويقال إن الضب يعجب بالتمر. وفي المثل: هذا أجل من الحرش - يعني من صيد الضباب. وفي حديث المسور بن مخرمة قال: (رأيت رجلًا ينفر من الحرش مثله) يعني: معاوية. أخبرنا بن عمار عن أبي عمر قال: الحرش الخديعة. في بعض الحديث: (فأخذ منه دنانير حرشًا) قال القتيبي: هي الخشن لحدتها، وكل شيء خشن فهو أحرش. ومنه يقال للضب أحرش لخشونة جلده. (حرص) وفي الحديث في الشجاح: (الحارصة التي تحرص الجلد) أي تشقه. ومنه يقال: حرص القصار الثوب أي شقة، ويقال للبسحابة التي تحرص [وجه] الأرض [وتقشرها وسميت] لشدة وقعها حريصة. (حرض) قوله تعالى: {حرض المؤمنين على القتال} أي: حضهم. يقال حارض على الأمر، وأكب، وواظب، بمعنى واحد. قوله تعالى: {حتى تكون حرضًا} قال قتادة حتى تهرم أو تموت، / وقال [145/ أ]

(حرف)

ابن عرفة: الحرض هو الفساد يكون في البدن والمذاهب والعقل. يقال إنه حارضة قومه: أي فاسدهم، وأحرضه المرض إذا أفسد بدنه. قال الأزهري: (حتى يكون حرضًا) أي: مضى مدنفًا، يقال: رجل حرض، وحارض إذا أشفى على الهلاك. وفي حديث عطاء في ذكر الصدقة: (الإحريض) قيل: هو العصفر. وفي الحديث: (غفر لنا ربنا غير الإحراض) وقال بعضهم الأحراض: أراد الذين فسدت مذاهبهم، وقال بعضهم: أراد الذين استوجبوا العقوبة من الله بالكبائر فأهلكوا أنفسهم. (حرف) قوله تعالى: {ثم يحرفونه} أي: يؤغيرونه ويبدلونه. يقال: تحرف عن الشيء إذا مال عنه. ومنه قوله: {إلا متحرفًا لقتال} أي مستطردًا يريد الكره. وقوله: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} جاء في التفسير على شك وقال ابن عرفة: أي على غير طمأنينة على امره، أي: لا يدخل في الدين دخول متمكن. وفي حديث أبي هريرة: (آمنت بمحرف القلوب) يعني: المريغ لها والمزيل، وقال بعضهم: المحرك. وفي حديث ابن عباس: (أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف) أي جنب.

(حرق)

وفي حديث ابن مسعود: (موت المؤمن بعرق الجبين يبقى عليه الببقية من الذنوب فيحارف عند الموت) أي: يقايس بها فتكون كفارة لذنوبه. والمحارفة: [145/ ب] المقايسة بالمحراف وهو الميل الذي تسير به/ الجراحات. ومعنى عرق الجبين شدة السباق. وفي الحديث: (إن العبد ليحارف على عمله الخير والشر) أي: يجازي يقال: لا تحارف أخاك بالسوء: أي لا تجازه. وقال ابن الأعرابي: أحرف الرجل إذا جازى على خير وشر. وفي الحديث: (نزل القرآن على سبعة أحرف) قال أبو عبيد: يعني سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، ولكن نقول: هذه اللغات السبع مفرقة في القرآن، فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة أهل اليمن، ومما يبين ذلك قول ابن مسعود: إني قد سمعت القراءة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم إنما هو كقول أحدكم: هلم، وتعالى، وأقبل، هذا قول أبي عبيد وقول أبي العباس أحمد بن يحيى بن ثعلب. (حرق) قوله تعالى: {فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق} أي: لهم عذاب يكفرهم وعذاب بإحراقهم المؤمنين.

قوله: {لنحرقنه ثم لننسقنه} وقرئ: {لنحرقنه} يقال: حرقه بالمحرق، وبرده بالمبرد. وفي الحديث: (ضالة المؤمن حرق النار) قال أبو العباس ثعلب: حرق النار لهبها، أن ضالة المؤمن إذا أخذها الإنسان ليتملكها أدته إلى النار. وفي الحديث: (شرب رسول الله الماء/ المحرق من الخاصرة) أي من [146/ أ] وجع الخاضرة والماء المحرق: هو المغلي بالمحرق وهو النار بعينها. قال الشاعر: * شدًا سريعًا مثل أضرام الحرق * والحريقة بالماء يغلي إغلاءة أو إغلاءتين عليه الدقيق فيلعق والعرب تقول: أحرق لي هذه المويهة: أي سخنها. وفي الحديث: (الحرق والغرق والشرق شهادة) والحرق من حرق النار. وفي حديث بعضهم (رأيت عليه عمامة حرقانية) قيل الحرقانية: السوداء، - وتفسيره في الحديث ولا ندري ما أصله-. وفي حديث علي: (كذبتكم الحارقة) يقول: عليكم بها.

(حرم)

قال ابن الأعرابي: الحارقة: الضيقة الملاقي، وقال شمر وأبو الهيثم: الحارقة: النكاح على الجنب. وقال أبو الهيثم مرة أخرى: الحارقة التي تثبت للرجل على حارقتها، أي على شقها وجنبها. قال: وقيل الحارقة التي تغلبها الشهوة حتى تحرق أنيابها بعضها على بعض. (حرم) قوله تعالى: {وهو محرم عليكم إخراجهم} قال ابن عرفة: التحريم المنع ومنه قوله: {وحرمنا عليه المواضع من قبل} أي معناه ذلك فلم يشتهها، يقال: حرمه عطاء إذا منعه. وقوله: {للسائل والمحروم} أي الممنوع الرزق. قال ابن عباس: هو [146/ ب] المحارق يعني الذي قد انحرف عنه رزقه./ وقولهم له: به حرمة أي حق يمنع من ظلمه، ولهذا سميت النساء الحرم، والرجل محرم للمرأة أي ممنوع عن نكاحها. قوله: {وأنتم حرم} الواحد: حرام ويقال: رجل محرم، وحرام، ومحل، وحلال، وأحرم الرجل إذا أهل بالحج وأحرم إذا دخل في الشهر الحرام وكذلك إذا دخل في البلد الحرام. وقوله: {والحرمات قصاص} قال ابن عرفة: هذه الآية تحكم على كل من نال من مسلم شيئًا حرم عليه بالقصاص). وقوله: {وحرام على قرية أهلكناها} وقرئ: (وحرم) والمعنى: واحد وقرئ: (وحرم على قرية) أي: وجب. وقوله: {ذلك ومن يعظم حرمات الله} يعني: فروضه، والحرمة: ما وجب القيام به وحرم التفريط فيه، المعنى: ومن يعظم ما حرمه الله عليه فيجتنبه.

وفي الحديث: (كل مسلم عن مسلم محرم أخوان نصيران) قال ابن الأعرابي: يقال إنه لمحرم عنك: أي محرم أذاك عليه. ويقال: مسلم محرم، وهو الذي لم يحل من نفسه شيئًا يوقع به. قال زهير: *وكم بالقنان من محل ومحرم* وفي حديث عمر رضي الله عنه: (الصيام إحرام) قال شمر: إنما قال ذلك لاجتناب الصائم ما يثلم صومه. ويقال: للصائم محرم. قال الراعي: / [147/ أ] قتلوا ابن عفان الخليفة محرمًا ... ودعا فلم أر مثله مخذولًا قال أبو عمرو: أي صائمًا. ويقال: لم يحل من نفسه شيئًا يوقع به. ويقال: للحالف محرم لتحرمه به. ومن قول الحسن (في الفرجل يحرم في الغضب) أي يحلف. وفي حديث عائشة: (كنت أطيبه لحله وحرمه) المعنى لإحرامه بالحج وحله من حرمه.

وفي الحديث: (أنه كان يبدو إلى هذه التلاع وانه أراد البداوة فأرسل إلى ناقة محرمة من إبل الصدقة) المحرمة: التي لم تركب ولم تذلل وسوط محرم لم ينعم دباغه، والرجل الساقط الذكر محرم أيضًا. وفي حديث بعضهم: (إذا اجتمعت حرمتان طرحت الصغرى للكبرى) قال القتيبي: إذا امر بأمر فيه منفعة لعامة الناس ومضرة على خاص منهم قدمت منفعة العامة. وقال: ومثال ذلك: نهر يجري لشرب العامة وفي مجراه حائط لرجل وحمام بضربه هذا النهر فلا يترك إجراؤه من قبل هذه المضرة هذا وما أشبهه. وفي الحديث (الذين تدركهم الساعة تبعث عليهم الحرمة) أي: الغلمة يقال: استحرمت الماعزة إذا اشتهت الفحل فهي حرمي. أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن [147/ ب] أبي العباس: يقال حرم الجماع إذا اشتهى/ كل ساعة. وفي الحديث: (إن فلانًا كان حرمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحرمى معناه أن أشراف العرب الذين كانوا يتحمسون في دينهم، كان إذا حج أحدهم، لم يأكل إلا طعام رجل من الحرم، ولم يطف إلا في ثيابه، فكان لكل شريف من أشراف العرب رجل من قريش، فكان كل واحد منهم حرمى صاحبه، كما يقال كري للمكتري، وكري للمكري، وخصيم للمخاصم والمخاصم، وقال غيره: المنسوب إلى الحرم من الناس حرمى، فإذا كان في غير الناس، قيل ثوب حرمى.

(حرا)

(حرا) قوله تعالى: {فأولئك تحروا رشدًا} أي قصدوا طريق الحق واجتهدوا في طلبه. وفي حديث وفاته - صلى الله عليه وسلم -: (فما زال جسمه يحري) أي: ينقص يقال حرى يحري إذا نقص. قال الشاعر: * في حسب ينمي وعقل يحري * ويقال رماه الله بأفعى حارية: أي نقص جسمها وكبرت فهي أخبث ما يكون من الحيات. وفي حديث أبي بكر: (فما زال جسمه يحري بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى لحق به./ [148/ أ] باب الحاء مع الزاي (حزأ) في الحديث (وعمر محزئل في المجلس) أي: منضم بعضًا إلى بعض. (حزب) قوله تعالى جده: {أولئك حزب الشيطان} أي: جنده وجماعته وقد تحزب القوم: إذا صاروا أحزابًا وفرقًا. في الحديث: (طرأ على حزبي من القرآن فأحببت أن لا أخرج حتى أقضيه) قال الفراء: الحزب ما يجعله الرجل على نفسه من قراءة أو صلاة،

(حزر)

والحزب: النوبة في ورود الماء. والحازب: ما نابك من الشغل. (حزر) في الحديث: (أنه بعث مصدقًا فقال: لا تأإخذ من حزرات أنفس الناس شيئًا) قال أبو عبيد: الحرزة: خيار المال، ويقال حزرات وحزرات وقال بعضهم: سميت حرزة لأن صاحبها لا يزال يحرزها في نفسه وسميت حزرات لأن صاحبها يحرزها. (حز) في الحديث (الإثم حواز القلوب) قال الليث: ما حز في صدرك وحل ولم تطمئن عليه القلوب. وفي الحديث: (وفلان آخذ بحزته) أي: بعنقه. ويقال: بحجزته، وقال الأصمعي: حجزه السراويل، ولا يقال حزة. وروى عن ابن الأعرابي: حزة في معنى حجزة. (حزق) في الحديث (أنه ندب الناس لقتال الخوارج، فلما رجعوا إليه قالوا: أبشر فقد استئصلناهم، فقال علي: حزق عير حزق عير قد بقيت منهم بقية). قال ابن الأعرابي: سمعت المفضل يقول فيه: هذا مثل يقوله الرجل للمخبر بخبر غير [148/ ب] تام/ ولا محصل، حزق عير أي: حصاص حمار ليس الأمر كما زعمتم. وقال أبو العباس ثعلب: فيه قول آخر أراد على أن أمرهم محكم بعد حزق حمل

الحمار، وذلك أن الحمار يضطرب بحمله فربما ألقاه فيحزق حزقًا شديدًا والحزق: شدة جذب الرباط والوتر. تقول: أمرهم محكم بعد. في الحديث: (لا رأي لحازق) يعني الذي ضاق عليه خفه فحذقها، أي: ضغطها، فاعل بمعنى مفعول. وفي الحديث (كأنهما حزقان من طير) أي: جماعتان، والحزق والحزيقة: الجماعة. وكذلك الحزيق والحازقة. في الحديث: (أنه كان يرقص الحسن والحسين ويقول: حزقة حزقة ... ترق عين بقه فيرقى الغلام حتى وضع قدميه على صدرة قال أبو بكر: حزقة حزقة معناهما: المداعبة والترقيص له. وهو في اللغة: الضعيف الذي يقارب خطوه من ضعف بدنه، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك لضعفه، كان في ذلك الوقت، والحزقة في غير هذا الضيق، قالها الأصمعي وكذلك الكبنة. وقال أبو عبيدة: الحزقة القصير العظيم البطن الذي إذا مشى أدار إليتيه. وفيها ثلاث لغات حزقة وحزقة وحزق بإسقاط الهاء وقوله: ترق، أي: اصعد./ عين بقة: أي: صغير العين. لأن عين البقة كأنها نهاية في الصغر، قال: [149/ أ] ورفعه على معنى أنت حزفة فأضمر أنت لبيان معناه. ومن روى حزقة بلا تنوين أراد يا حزقة.

(حزن)

وفي الحديث: (لم يكن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمتحزقين) أي: متقبضين. وقيل للجماعة حزقة، لانضمام بعضهم إلى بعض. (حزن) قوله: {ولا يحزنك قولهم} يقال حزنني وأحزنني. قال الله تعالى: {إني ليحزنني أن تذهبوا به} ورجل محزون، ولا يقال: محزن. واختار أبو حاتم في الماضي؛ أحزني. وفي الغاية: يحزنني. ويقال: في حلقه حزونه أي: شدة وأرض حزنة أي غليظة. وفي حديث ابن عمر حين ذكر من يغزو ولايته: (إن الشيطان يحزنه) قال شمر: معناه أنه يوسوس إليه ويقول لم تركت أهلك ومالك ويندمه حتى يحزنه. باب الحاء مع السين (حسب) قوله تعالى: {حسبك الله} قال ابن عرفه: كافيك الله. ويقال: أحسبني الشيء أي كفاني. ومنه قوله: {عطاء حسابًا} أي: كافيًا يقال: أعطيته الكفاية حتى قال حسبي. في قوله: {حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} قولان:

أحدهما: حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين كفاية إذا نصرهم الله. والثاني: حسبك الله وحسبك من اتبعك من المؤمنين أي يكفيهم الله جميعًا. وقوله: {كفى بنفسك اليوم/ عليك حسيبًا} أي: كفى بك لنفسك [149/ ب] محاسبًا. وقوله: {والشمس والقمر بحسبان}. وفي موضع آخر: {والشمس والقمر حسبانًا} أي: يجريان بحساب معلوم وعلى منازل ومقادير لا تجاوزانه. وقيل: حسبان جمع حساب. وقوله: {ويرسل عليها حسبانًا من السماء} قال ابن عرفه: عذابًا، وقال الأزهري: الحسبان المرامي الصغار شبه ما يرسل الله عليها من السماء من برد أو حجارة بالحسبان وقسى الحسبان معروفة. قال: وقيل حسبانًا: أي: عذاب حسبان من السماءن وذلك الحسبان حساب ما كسبت يداك. وقوله: {يرزق من يشاء بغير حساب} أي: بغير تقتير وتضييق، وهذا كقولك: فلان ينفق بغير حساب أي: يوسع النفقة ولا يحسبها. وقوله: {أم حسبت أن أصحاب الكهف} الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد: الأمة. وقوله: {ويرزقه من حيث لا يحتسب} يجوز أن يكون من حسبت أي: ظننت أي من حيث لا تقدره ولا يظنه، ويجوز أن يكون من حسبت أحسب أي من حيث لم يكن في حسابه.

وفي الحديث: (الحسب المال) قال وكيع: أراد أن الرجل إذا صار ذا مال تعظمه الناس. وقال سفيان: إنما هو قول أهل المدينة إذا لم يجد نفقة زوجه [150/ أ] فرق/ بينهما. وفي حديث عمر: (يا أيها الناس احتسبوا اعمالكم فإن من احتسب عمله كتب له أجر عمله واجر حسبته) يقول: اعملوها لله، والحسبة: اسم من الأحساب. يقال: ماتت والدتي فاحتسبتها أي: احتسبت الأجر بصبري على ما مضى من حرقة المصيبة. وفي الحديث: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابصا (أي: طلبًا لوجه الله وثوابه. يقال: فلان يحتسب الأخبار ويحتسبها أي: يطلبها ويتوقعها. وفي الحديث: (إن المسلمين كلنوا يحتسبون الصلاة فيجيئونها بلا داع) أي: يتوخون وقتها فيأتونها قبل الأذان. يقال: تحسبت إتيانك أي: توخيته.

وفي الحديث: (تنكح المراة لميسمهاوحسبها) احتاج أهل العلم إلى معرفة الحسب لأنه مما يعتبر به مهر مثل المراة. قال شمر: الحسب الفعال الحسن للرجل وآبائه مأخوذ من الحساب إذا حسبوا مناقبهم وذلك أنهم إذا تفاخروا وعد كل واحد منهم مناقبه ومآثر أبائه وحسبها فالحسب العد والمعدود حسب، وكذلك العد والعدد والنقض والنقض، والحبط والحبط. وفي حديث آخر (كرم الرجل دينه وحسبه وخلقه) وللحسب معنى آخر وهو: عدد ذوي قرابته سمي حسبًا لكثرة ذكوره عدة. [150/ ب] وسنن ذلك حديثه - صلى الله عليه وسلم - / لما قدم وفد هوازن يكلمونه في سبيهم قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اختاروا إحدى الطائفتين إما المال، وإما السبي، فقالوا: أما إذ خيرنا بين المال والحسب، فإنا نختار الحسب، فاختاروا أبناءهم ونساءهم). وفي حديث سماك: (ما حسبوا ضيفهم) أي ما أكرموه. ومنه حديث طلحة (هذا ما اشترى طلحة من فلان فتاة بكذا درهمًا بالحسب والطيب) أي: بالكرامة وطيب النفس. يقال: ما حسبوا ضيفهم أي: ما أكرموه، ويقال حسبت الرجل إذا أجلسته على الحسبانة وهي: الوسادة الصغيرة.

(حسد)

(حسد) في الحديث: (لا حسد إلا في اثنتين) قال ثعلب: لا يضر إلا في اثنتين يعني فضيلتين، والحسد: أن يى الرجل لأخيه نعمة فيتمنى أن تزول عنه ويكون له دونه، والغبط: أن يتمنى أن يكون له مثلها ولا يتمنى أن تزول عنه. وقال ابن الأعرابي: الحسد مأخوذ من الحسدل: وهو القراد فهو يقشر القلب كما يقشر القراد الجلد فيمص الدم. (حسر) قوله تعالى: {فتقعد ملومًا محسورًا} قال ابن عرفة: يقول: لا تسرف ولا تتلف مالك فتبقى محسورًا منقطعًا عن النفقة والتصرف كما يكون البعير الحسير وهو الذي ذهبت قوته فلا انبعاث به./ [151/ أ]. ومنه قوله: {ينقلب إليك المصير خاسئًا وهو حسير} أي: كليل منقطع، ويقال: بغير حسر، وجمال حسري، وقد حسرت الناقة: إذا انقطع سيرها كلالًا. ومنه قوله: {ولا يستحسرون} أي: لا ينقطعون عن العبادة. يقال: حسر واستحسر إذا أعياه. وقوله: {ياحسرة على العباد} قال ابن عرفة: يا حسرتهم على أنفسهم. وقال الأزهري: قد علم أن الحسرة لا تدعى ودعاؤها تنبيه

(حسس)

للمخاطبين، والحسرة: شدة الندم حتى تحسر النادم كما يحسر الذي يقوم به دابته في السفر البعيد. وفي الحديث: (الحسير لا يعقر) يقول: لا يجوز للغازي إذا حسرت دابته أن يعقرها مخافة أن يأخذها العدو ولكن يسببها، وقال أبو الهيثم: يقال: حسرت الدابة إذا تعبت حتى تبقي واستحسرت إذا تعبت. وفيه الحديث: (حسر أخي فرسًا له بعين النمر وهو مع خالد بن الوليد). وفي حديث جابر: (فأخذت حجرًا فكسرته وحسرته (يعني غصنًا من أغصان الشجرة يريد قشرها. ومنه يقال: حسرت الدابة أتعبتها في السير حتى تتجرد من بدانتها. وفي حديث آخر: (ادعوا الله ولا تستحسروا) قال النضر: أي لا تملوا. وفي الحديث: (يخرج في آخر الزمان رجل يسمى أمير العصب محسرون/ [151/ ب] محقرون متعبون) يقال: رجل محسر إذا كان محقرًا مؤذي. وفي حديث أبي عبيدة: (أنه كان على الحسر) الحسر: جمع حاسر وهو الذي لا درع معه. (حسس) قوله تعالى: {إذ تحسونهم بإذنه} أي: تقتلونهم وتستأصلونهم، ويقال: البرد محسة للنبت أي: محرقة له ذاهبة به، وسنة حسوس يأكل كل شيء.

وقوله: {فلما أحس عيسصى منهم الكفر} أي علمه، وهو في اللغة: أبصره ثم وضع موضع العلم والوجود. ومنه قوله: {هل تحس منهم من أحد} أي: هل ترى، يقال: هل أحسست فلانًا أي: هل رأيته. وفي الحديث: (أنه قال لرجل: متى أحسست أم ملدم) يقول: هل مستك وهل وجدتها. يقال: وجد حس الحمى إذا وجد مسها. قوله: {لا سمعون حسيسها} أي: حسها وحركة تلهبها، والحسيس، والحس: الحركة. ومنه الحديث: (أنه كان في مسجد فسمع حس حية). قال الحربي: الحس الحسيس يمر بك قريبًا فتسمعه ولا تراه. وقوله تعالى: {اذهبوا فتحسسوا من يوسف} أي: اطلبوا علم خبر يوسف. وقال بعضهم: التحسس في الخبر، والتجسس في الشر. وفي الحديث: (لا تحسسوا ولا تجسسوا) وقال الحربي: معنى الحرفين واحد وهما التطلب لمعرفة الأخبار. وقال ابن الأنباري: إنما نسق أحدهما على

[152/ أ] الآخر لاختلاف اللفظين / كما قالوا: بعدًا وسحقًا، وقال بعضهم: التجسس: البحث عن عورات الناس، والتحسس: الاستماع لحديث القوم. وفي حديث عمر: (أنه مر بامرأة قد ولدت فدعا لها بشربية سويق، وقال: اشربي هذا يقطع الحس) قال الأصمعي: هو وجع يأخذ المراة عند الولادة. وفي حديث زيد بن صوحان حين ارتث يوم الجمل: (فقال: ادفنوني في ثيابي ولا تحسوا علي التراب) قال أبو عبيد: يقول لا تنفضوه، ومنه: حس الدابة: إنما هو نفض التراب عنها، والمحسة الفرحون. وفي الحديث: (ما من قرية إلا وفيها ملك يحس عن ظهور دواب الغزاة الكلال) قال الحربي: هو إسقاط التراب عن ظهورها. وفي الحديث: (فأصاب قدمه قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: حس). يقال: ضرب فلان فما قال حس ولا بس. ومنهم من ينون، وكان بعض الصالحين يمد يده إلى شعلة نار فإذا لدغتها قال حس حس كيف صبرك على نار جهنم وأنت تجزع من هذا. قال الأصمعي: حس مثل أوه. وفي الحديث (إن فلانًا قال كان لي ابنة عم فطلبت نفها، فقالت: أو تعطيني مائة دينار فطلبتها من حس وبسي) قال الأصمعي: يقال جئ به من حسك وبسك أي: من حيث شئت.

(حسف)

وفي الحديث: (قبعثت عائشة إليه بجراد محسوس) قال الحربي: هو الذي مسته النار. (حسف) [152/ أ] في حديث عمر: (أن/ أسلم كان يأتيه بالصاع من التمر، فقال: حت عنه قشرة فأحسفه ثم يأكله) يقال: حسفت التمر أحسفه إذا حت عنه قشره والحباة قشور التمر وردته. وفي الحديث: (لقد رأيت جلده يتحسف تحسف جلد الحية) أي يتقشر. (حسك) وفي الحديث: (تياسروا في الصداق إن الرجل ليعطي المرأة حتى يبقى ذلك في نفسه عليها حسكة) أي: عداوة وحقدًا، ومثله الحسيفة يقال: هو حسك الصدر على فلان. وفي حديث عثمان قال له خيفان بن عرابة (أما هذا الحي من بلحارث بن كعب فحسك أمراس) الحسك: جمع حسكة، وهي شوكة حديدة صلبة. شبه امتناعهم على من أرادهم وصعوبة من أمهم بالحسك والإمراس الذين مارسوا الحروب وجربوها. يقال: رجل مرس. وفي حديث أبي أمامة: (أنه قال لقوم: إنكم مصرون محسكون). قال شمر: يكون ذلك من الإمساك والصبر على الشيء الذي عنده. قال ويقالل للرجل إذا كان حسئًا إنه لحسكة.

(حسم)

(حسم) قوله: {وثمانية أيام حسوما} قال ابن عرفة: أي: متتابعة، وقال الأزهري: أراد متتابعة لم يقطع أوله عن آخره كما يتابع الكي على المقطوع لتحسم دمه أي: يقطعه، ثم قيل لكل شيء توبع حاسم، وجمعه: حسوم مثل: شاهد وشهود، وقيل: حسومًا دائمة، وقيل: حسومًا أي: تذهبهم وتفنيهم./ [153/ أ]. وقال الليث: حسومًا أي: مشؤمًا، ويحسًا من الحسم أي: يحسم عنهم كل خير، وكذلك قال أبو إسحاق والحربي. وفي الحديث: (أنه كوى سعدًا في أكحله ثم حسمه) أي: قطع الدم عنه بالكي. وفي الحديث: (عليكم بالصوم فإنه محسمة للعرق) أي: مجفرة للنكاح. ومنه الحديث: (أتى بسارق فقال اقطعوه ثم احسموه) أي: اقطعوا عنه الدم بالكي والحسم: كي العروق بالنار لينقطع الدم. قال شمر: ومنه المحسوم في الرضاع وهو الذي حسمته أمه رضاعه وغذلءه إذا قطعت عنه.

(حسن)

(حسن) قوله تعالى: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة} أي: نعمة، ويقال: حظوظًا حسنة. وكذلك قوله: {إن تصبك حسنة} أي: نعمة. وقوله: {إن تمسكم حسنة تسؤهم} أي: غنيمة وخصب. وقوله: {وإن تصبكم سيئة} أي: محل. وقوله: {وأمر قومك يأخذوا بأحسنها} أي: يعملوا الحسنة، ويجوز أن يكون نجومًا أمرنا به من الانتصار بعد الظلم، والصبر أحسن من القصاص والعفو أحسن. وقوله: {قل هل تربصون بنا إلا غحدى الحسنيين} يعني الظفر والشهادة لأنه أراد الخصلتين. وقوله تعالى: {والذين اتبعوهم بإحسان} أي: استقامة وسلوك للطريق الذي درج عليه السابقون. وقوله: {وأتيناه في الدنيا حسنة} يعني: إبراهيم عليه السلام آتيناه لسان الصدق. [153/ ب] وقوله: {للذين أحسنوا / الحسنى وزيادة} الحسنى: هي الجنة والزيادة: روى في التفسير النظر إلى وجه الله تبارك وتعالى.

وقوله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات} قالوا: يعني الصلوات الخمس تكفر ما بينها. وقوله: {إنا نراك من المحسنين} أي: ممن يحسن التأويل ويقال: إنه كان ينصر الضعيف ويعين لمظلوم ويعود المريض فذلك إحسانه. وقوله: {ويدرءون بالحسنة السيئة} أي: يدفعون بالكلام الحسن ما ورد عليهم من سيء غيرهم. وقوله: (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} قيل: هو أن يأخذ من ماله ما يستر عورته، ويسد جوعه. وقوله: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} الحسنى: تأنيث الأحسن يقال: الاسم الأحسن، والأسماء الحسنى ولو قيل في غير القرآن الحسن لجاز. ومثله: قوله: {لنريك من آياتنا الكبرى} لأن الجماعة: مؤنثة. وقوله: {ووصينا الإنسان بوالديه حسنًا} أي: يفعل بهما ما يحسن حسنًا. وقوله: {وقولوا للناس حسنًا} أي: قولًا ذا حسن، ومن قرأ (حسنًا) أراد قولًا حسنًا، فاكتفى بالنعت عن ذكر المنعوت، والخطاب لليهود أي: أصدقوا الناس في صفة محمد - صلى الله عليه وسلم -. وقوله: {واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم} أي: اتبعوا القرآن ودليله قوله: {الله نزل أحسن الحديث}.

باب الحاء مع الشين

[154/ أ] وفي حديث أبي هريرة: (كنا عنده - صلى الله عليه وسلم - / في ليلة ظلماء حندث وعنده الحسن والحسين فسمع تولول فاطمة، وهي تناديهما: يا حسنان، يا حسنان، فقال: الحقا بأمكم) سمعت الأزهري يقول: غلبت اسم أحدهما على الآخر كما قالوا: العمران. قلت: روى الرواة ذلك بضم النون: يا حسنان، ويحتمل: أن يكون كقولهم الجلمان للجلم، فكأنه جعل الاسمين اسمًا واحدًا، فأعطاهما خط الاسم الواحد من الإعراب، كما قالوا الجلمان- بضم النون للجلم والقلمان للمقلام وهو المقراض، والحجران للفرج هكذا رواها سلمة عن الفراء بضم النون فيهما جميعًا. وفي حديث أبي العطاردي: (أنه ذكر مقتل بسطام بن قيس على الحسن (قال الأصمعي: هو جبل من رمل. باب الحاء مع الشين (حشد) في صفته - صلى الله عليه وسلم -: (محفودًا محشودًا (أراد أن أصحابه يخدمونه، ويجتمعون عليه، يقال: رجل محشود عنده حشد من الناس أي: جماعة واحتشد القوم لفلان جمعوا له، وتأهبوا، وحشدوا، وحسكوا- وحفنوا بمعنى واحد وحشد الرجل إذا أحسن ضيافته وغكرامه وحشد الرجل إذا جمع. (حشر) قوله تعالى: {لأول الحشر} قال القتيبي: الحشر: هو الجلاء وذلك أن

(حشش)

بني النضير أول من أخرج عن ديارهم وأجلوا، وقال الأزهري: هو أول/ [154/ ب] حشر إلى الشام ثم يحشر الناس إليها يوم القيامة، ولذلك قال: (لأول الحشر). وفي الحديث: (انقطعت الهجرة إلا من ثلاث، جهاد او نية أو حشر (يقول: لا هجرة إلا في ثلاث، جهاد في سبيل الله أو نية يفارق بها الرجل الفسق والفجور إذا لم يقدر على تغييره أو جلاء ينال الناس فيخرجون عن ديارهم. قال القتيبي: قال والحشر هو الجلاء، منه قوله تعالى: {لأول الحشر} يريد أنهم أول من أخرج عن فنائهم. وفي الحديث: (أي النساء لا يعشرن ولا يحشرن (قوله: (ولا يحشرن) له معنيان: أحدهما: لا يحشرن إلى المصدق ولكن يؤخذ منهن الصدقة بمواضعهن والأجود لا يحشرن إلى المغازي ولا يضرب عليهن البعوث، وهذا هو القول لأن القول الاول يستوي فيه الرجال والنساء، ولا معنى لتخصيص النساء حينئذ والله أعلم. (حشش) في الحديث: (نهى أن يؤتي النساء في محاشهن) قال الليث: المحشة: الدبر، قال وقرأت لأبي حمزة قال: ويقال أيضًا في محاسهن بالسين غير معجمة.

(حشش)

وفي حديث طلحة: (أدخلوني الحش فوضعوا اللج على قفي) الحش بستان النخل والحش والحش لغتان وجمعه حشان. (حشش) وفي حديث علي وفاطمة رضي الله عنهما: (فدخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتحشحشنا) أي: تحركنا. حدثنا أبو بكر الرازي قال حدثنا بشر بن موسى قال حدثنا الحميدي/ قال حدثنا سفيان قال حدثنا عبد الله بن أبي نجيح عن أبيه قال أخبرني من سمع عليًا يقول: (أردت أن أخطب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنته ثم ذكرت أنه لا شيء لي، فذكرت عائدته وفضله، فخطبتها إليه فقال هل عندك شيء تعطيها إياه، فقلت: لا، قال: فأين درعك الحطمية التي أعطيتكها يوم كذا وكذا، قلت: هي عندي، قال: فأت بها قال: فجئت بها فأعطيته إياها، فزوجنيها، فلما أدخلها علي، قال: لا تحدثا شيئًا حتى أتيكما فجاءنا وعلينا كساء أو قطيفة فلما رأيناه تحشحشنا، فقال مكانكما، فدعا بإناء فيه ماء فدعا فيه ثم رشه علينا فقلت: يا رسول الله هي أحب إليك أم أنا؟ فقال: هي أحب إلي منك وأنت أعز علي منها). يقال: سمعت له حشحشة، وخشخشة أي: حركة. وفي حديث عمر: (أنه قيل له هذه امرأة كانت حاملًا من زوجها الأول فلما مات حش ولدها في بطنها) قال أبو عبيد: حش أي: يبس، يحش وأحشت المرأة فهي محش إذا صار ولدها كذلك، وفيه قيل لليد إذا شلت قد حشت، وقال ابن شميل: الحش الولد الهالك في بطن أمه.

(حشف)

وفي حديث عائشة تصف أباها فقالت: (فأطفأ ما حشت يهود) أي يعني: ما أوقدت من نيران الفتنة والحرب - يقال: حششت النار وأحششتها وألهبتها واحد. وفي الحديث: أنه قال / - صلى الله عليه وسلم - لابي بصير: (ويل أمه محش حرب لة كان معه [155/ ب] رجال (يقال: حشر الحرب إذا أسعرها وهاجها كما تحش النار. وفي الحديث: (إن رجلًا كان في غنيمة يحش عليها (قيل: إنما هو يهض - بالهاء - أي: يضرب أغصان الشجرة حتى ينحات ورقها. قال الله تعالى: {وأهش بها على غنمي}. (حشف) في الحديث: (إن موضع بيت الله كان حشفة فدحا الله الأرض عنها (يقال: للجزيرة في البحر لا يعلوها الماء حشفة، وجمعها حشاف قاله الأزهري. وفي حديث عثمان: (وقال له فلان مالي أراك متحشفًا؟ أسبل، فقال: هكذا كان أزره صاحبنا) يقال: المتحشف اللابس للحثيف، وهو الخلق ويقال: المتحثف المبتئس المتقبض، ومنه يقال لردئ التمر حشف.

(حشا)

(حشا) قوله تعالى: {قلن حاش لله} وقرئ (حاشي لله)، قال أهل التفسير: معناه: معاذ الله، وقال أبو بكر معنى حاشي من كلام العرب قال: أعزل فلانًا من وصف القوم بالحشي أي بناحية ولا أدخله في جملتهم، ومعنى الحشي الناحية، وقال الأزهري: حاشى لله حرف استثناء، واشتقاقه من قولك كنت في حشي فلان، أي: في ناحيته ومن قال حاش لله قال: فالأصل حاشى لله مخفف يقال: حاشيت فلانًا، وحشيته أي: نحيته، قال النابغة: / ***وما أحاشي من الأقوام من أحد *** المعنى: ما انحي أحدًا لا حاشي: وإن كان فعلًا في الأصل كالاسم بمعنى سوى، وقال أبو بكر: يقال حاشي لفلان وحاشي فلانًا وحشى فلان وأنشد: *حشى رهط النبي فإن منهم بحورًا لا تكدرها الدلاء * وقال ابن عرفة: يقال حاشى لله، وحاش لله أي: بعيد ذلك، ومنه قولهم تركته بحياش البلاد، أي: بالبعد من أطرافها، جعله ابن عرفة: من باب الحاء والواو فأما قولهم حش على الصيد أي: هانة من الأطراف البعيدة فليس من هذا. وفي الحديث: (أنه كان يصلي في حاشية المقام) وهو شبيه بحاشية الثوب. في حديث عائشة: (مالك حشيًا رابية) أي: مالك وقد وقع الربو عليك وهو الحشي يعني البهر ورجل حشيان وحش وامرأة حشيًا وحشية.

باب الحاء مع الصاد

باب الحاء مع الصاد (حصب) قوله تعالى: {إنا أرسلنا عليهم حاصبًا} أي: ريحًا تقلع الحصباء لقوتها وهي صغار الحجارة وكبارها، وقد تحسب البرد أيضًا قال القطامي: **ويكتحل التالي بمور وحاصب** المور التراب. وفي الحديث: (أمر بتحصيب المسجد) وهو أن تلقي فيه الحصباء الصغار ليكون أوثر للمصلي/ وأغفر للأقشاب والخراشي والتحصب أيضاص النوم [156/ ب] بالشعب الذي مخرجه إلى الأبطح ساعة من الليل وكان موضعًا نزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير أنه سنة للناس فمن شاء حصب ومن شاء لم يحصب والمحصب: موضع الجمار بمنى. وفي الحديث في مقتل عثمان رضي الله عنه قال: (تحاصبوا في المسجد حتى ما أبصروا أديم السماء) أي: تراموا بالحصباء. وقوله تعالى: {حصب جهنم} أي: ما ألقي فيها، يقال: حصبته بكذا أي: رميته. وقال قتادة: (حصب جهنم) أي: حطب جهنم، وقال عكرمة: هو بالحبشية قال ابن عرفة: إن كان أراد أنها حبشية الأصل سمعتها العرب فتكلمت بها فصارت حينئذ عربية، فذلك وجه، وإلا فليس في القرآن غير العربية. (حصد) قوله تعالى: {وحب الحصيد} قال الأزهري: أي: وحب الزرع الحصيد وقال ابن عرفة: أي: ما يحصد من أنواع النبات.

(حصر)

ومنه قوله: {حتى جعلناهم حصيدًا خامدين} أي: حصدوا بالسيف والموت حتى ماتوا. ومثله قوله: {منها قائم وحصيد} أي: منها باد بري وحصيد قد ذهب فلم يبق لنا إلا أثره. وقوله: {فجعلناها حصيدًا} أي: استؤصل ما أنبتت. وفي الحديث: (هل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم) [157/ أ] يعني ما تقتطعه من الكلام شبه ما يحصد/ من الزرع إذا جز. وفي الحديث: (نهى عن حصاد الليل) قال أبو عبيد: إنما نهى عن ذلك لمكان المساكين حتى يحضروه، ويقال: بل لمكان الهوام لئلًا تصيب الناس. (حصر) قوله تعالى: {فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى} الإحصار: المنع من الوجه الذي تقصده بالعوائق. ومنه قوله: {للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله} أي: أحصرهم الجهاد فمنعهم التصرف، وقيل: لحصرهم عدوهم لأن الله تعالى شغلهم بجهادهم،

يقال: حاصرت العدو إذا مانعته. وحلت بينه وبين التصرف، وحصرته: حبسته. قال الله تعالى: {واحصروهم} أي: احبسوهم وامنعوهم من التصرف ويقال: للذي يحبس في السجن قد حصر، والحصر السجن. قال الله تعالى: {وجعلنا جهنم للكافرين حصيرًا} أي: سجنًا، وحصر الرجل إذا احتبس عليه غائطه. وقوله: {وسيدًا وحصورًا} الحصور: الممنوع من النساء، فعول بمعنى مفعول كما يقال: طريق وركوب وناقة حلوب، والحصور والحصير البخل. ومنه حديث ابن عباس: (ما رأيت أحدًا أخلق للملك من معاوية كان الناس يردون منه أرجاء واد رحب، ليس، مثل الحصر العقص) وقال الشاعر: ولقد تسقطني الوشاة فصادفوا ... حصرًا بسرك يا أميم ضنينًا أي: بخيلًا بسرك، ولقد تسقطني أي: طلبوا سقطي وغلطي. وقوله: /} حصرت صدورهم} أي: ضاقت بقتالكم، يقال: حصر بأمره إذا [157/ب] ضاق ذرعابه. وفي الحديث: (وقد حل سفرة معلقة في مؤخرة الحصار) قال الأصمعي: هو حقيبة على البعير يرفع مؤخرها فيجعل كأجرة الرحل، ويحشى مقدمها فيكون كقادمة الرحال وتشد على البعير، ويركب، يقال: احتصرت البعير.

(حصص)

وفي الحديث: (تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير) قال بعضهم: أي تحيط بالقلوب، يقال: حصر به القوم إذا أطافوا به، وقال الليث: حصير الجنب عرق يمتد معترضًا على جنب الدابة إلى ناحية بطنها، شبهها بذلك، وقيل: أراد عرض السجن. (حصص) قوله: {الآن حصص الحق} قال ابن عرفة: أي ظهر وتبين، ورجل أحص إذا سقط شعره فظهرت مواضعه، وحصت الأرض حاصة أي: أصابها ما يذهب نباتها فانكشف، وقال الأزهري: أصله من حصحصة البعير ثفناته في الأرض وذلك إذا برك حتى يستبين آثارها فيه، قال حميد: وحصحص في ضم الحصا ثفناته ... ورام القيام ساعة ثم صمًا وفي حديث آخر: (لأن أحصحص في يدي جمرتين أحب إني من أن أحصحص كعبين) قال شمر: الحصحصة التحريك والتقليب للشيء. وفي حديث سمرةك (أنه كتب غلى معاوية في أمر عنين فأمره أن يشتري له [158/ أ] من بيت/ المال جارية ويدخلها عليه ليلة ثم يسألها عنه ففعل فلما أصبح قال له سمرة: ؛ ما صنعت؟ قال: قد فعلت حتى حصحص فيها فسأل الجارية، فقالت: لم يصنع شيئًا، فقال: خل سبيلها يا محصحص) قال أبو عبيد: الحصحصة: الحركة في الشيء حتى يستقر ويستمكن، يقال: حصحصت التراب وغيره إذا حركته وفحصته يمينًا وشمالًا، وقال شمر في بيت أبي طالب.

(حصل)

*بميزان قسط لا يحص شعيرة* أي: لا ينقض شعيرة. وفي حديث عمر: (فألقى الله في رأسها الحاصة) قال أبو عبيد: هو ما يحص شعرها أي يحلقه فيذهب به، ويقال: بينهم رحم حاصة أي: حصوها وقطعوها فلا يتواصلون. وفي حديث معاوية: (أفلت وأنحص الذنب وكان ارسل رسولًا من غسان إلى ملك الروم وجعل له ثلاث ديسات على ان ينادي بالأذان إذا دخل مجلسه ففعل الغساني ذلك، وعند الملك بطارقته فهموا بقتله فنهاهم وقال: إنما أراد معاوية أن أقتل هذا غدرًان وهو رسول فيفعل مثل ذلك بكل مستأمن منا فلم يقتله ورجع إلى معاوية، فقال حين رآسه: أفلت وأنحص الذنب فقال: كلا إنه لبهامه) يضرب مثلًا لمن أشفى على هلاك ثم أفلت منه. وفي الحديث (إذا سمع الشيطان الأذان ولي وله حصاص). قال: أبو عبيد: / الحصاص شدة العدو، والحصاص أيضًا: الضراط، وقال [158/ب] حماد سألت عاصم بن أبي النجود راوي هذا الحديث ما الحصاص؟ قال: إذا صر بأذنيه ومضغ بذنبه وعدا فذلك الحصاص. (حصل) قوله تعالى: {وحصل ما في الصدور} قال الفراء قيل: بين وقيل: مبين وقيل: جمع، والحاصل من كل شيء ما حصل وذهب ما سواه، ويقال للذي يفحص تراب المعدن عن الذهب والفضة: محصل.

(حصلب)

قال الشاعر: ألا رجل جزاه الله خيرًا ... يدل على محصلة تبيت تبيت أي: تبيت عندي للفجور، وتبيت أي: تبيتني عندها. (حصلب) ومن رباعيه في حديث ابن عباس في صفة الجنة قال: (وحصلبها الصوار) أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: والحصلب التراب والصوار المسك. (حصن) قوله: {والمحصنات من النساء} قال ابن عرفه: الإحصان في كلام العرب: المنع، فالمرأة تكون محصنة بالإسلام لأن الإسلام منعها إلا مما أباحه الله. ومحصنة بالعفاف والحرية ومحصنة بالتزويج، ويقال: أحصن الرجل فهو محصن إذا تزوج ودخل بها، وأحصنت المرأة فهي محصنة، ويجوز محصن ومحصنة. ومنه قوله: {محصنين غير مسافحين} أي: متزوجين غير زناه. [159/ أ] وامرأة حصان بينة الحصن، / وفرس حصان بين التحصن إذا كان متجنبًا وبناء حصين بين الحصانة. وقوله: {أن ينكح المحصنات المؤمنات} هن الحرائر خاصة ها هنا. (حصا) قوله: {وأحصى كل شيء عددا} أي: علم عدد كل شيء، فالإحصاء يكون عدًا ويكون إطاقة.

ومنه الحديث: (استقيموا ولن تحصوا) أي: لن تطيقوا الإحصاء، ويكون معرفة. قال الله تعالى: {علم أن لن تحصوه} قال الفراء: علم أن لن تحصوا مواقيت الليل، وقال غيره: علم ان لن تطيقوه. وفي الحديث: (إن لله تسعو تسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة) أي: من أحصاها علما بها وإيمانًا، ويقال: فلان ذو حصاة وأصاة إذا كطان عاقلًا مميزًا ذا معرفة بالأمور، والحصاة: العقل نفسه وحصاة اللسان رزانته. وفي بعض الروايات: (وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصى ألسنتهم) والمحفوظ: (حصائد ألسنتهم). وفي الحديث: (نهى عن بيع الحصاة) وهو أن يقول: إذا انبذت إليك الحصاة فقد وجب البيع، هذا وأشباهه من بيوع الجاهلية وهي كلها غزز وقد أبطلها الله بالإسلام وأحكامه.

باب الحاء مع الضاد

باب الحاء مع الضاد (حضج) [159/ ب] في الحديث: (أن بغلة النبي - صلى الله عليه وسلم - لما تناول الحصى ليرمي به يوم حنين/ فهمت ما أراد فأنحضجت) أي: انبسطت. وقال الليث: الحضج أي ضرب بنفسه الأرض. قال: ويقال ذلك إذا اتسع بطنه، وإذا فعلت أنت به قلت: حفجته أي: أدخلت عليه ما كاد أن ينشق منه. ومنه الحديث: (فمن شاء أن ينحضج فلينحضج) يعني ينقد من الغيظ. (حضر) قوله تعالى: {حاضرة البحر} أي: مجاورة البحر. وقوله: {كل شرب محتضر} أي: يحضرون إلى شربهم حظهم من الماء ويحضر الناقة حظها. وفي الحديث: (فانطلقت محضرًا) أي: مسرعًا، حدثناه أبو بكر الرازي قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي قال حدثنا مغيرة بن مسلم عن مطر الوراق عن محمد بن سيرين عن كعب بن عجرة قال (ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتنة فقربها وعظمها، قال ثم من رجل متقنع في ملحقة فقال: هذا يومئذ على الحق، فانطلقت مسرعًا ومحضرًا فأخذت بضبعة فقلت: هذا هو يا رسول الله، قال: هذا فإذا هو عثمان

(حضن)

بن عفان) يقال: أحضر إذا عدا ويستحضر دابته إذا حملها على الحضر وهو العدو. (حضن) في الحديث: (وقال بعض الأنصار يوم السقيفة يريدون أن يحضنونا من هذا الامر) أي: يخرجون في ناحية. ومنه حديث عبد الله: (لا تحضن/ زينب عن ذلك (يعني: أمر وصيته [160/ أ] أي: لا يحجب عنها، ولا يقطع أمر دونها. يقال: حضنت الرجل عن الشيء إذا اختزلته دونه. ومنه قول عمر (إن إخواننا من الأنصار يريدون أن يختزلوا الأمر ويحضوننا عنه). وقال أسيد بن حضير لعامر بن الطفيل: (أخرج بذمنك لا أنفذ حضنيك) الحضنان: الجنبان. يقال: احتضنته إذا ضممته إلى جنبك ومنه سميت الحاضنة. وفي حديث عمران: (لان أكون عبدًا حبشيًا في أعز حضنبات أرعاهن) الحضنيات: منسوبة إلى حضن، وهو جبل عظيم بأعالي نجد، ومنه المثل: (أنجد من رأى حضنًا). باب الحاء مع الطاء (حطب) قوله تعالى: {وامرأته حمالة الحطب} يقال: إنها كانت تمشي بالنميمة، ويقال كانت تطرح الشوك في طريق النبي - صلى الله عليه وسلم -.

(حطط)

(حطط) قوله: {وقولوا حطة} قال ابن عرفة: أي قولوا تحط عنا ذنوبنا أمروا أن يقولوا ذلك وطوطئ لهم الباب ليدخلوه سجدًا فبدلوا قولًا غير ذلك وقالوا هطًا سمهاثًا أيك حنطة حمراء، كذلك قال السدى ومجاهد وقال الزجاج: قولوا مسألتنا حطة، أي: حط عنا ذنوبنا. وفي الحديث: (جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى غصن شجرة يابسة فقال: بيده [160/ ب] فحط/ ورقها) أي: حت، والحطيطة ما يحط من جملة الحساب اسم من حط فقال حط لي حطيطة وافية. (حطم) قوله: {ثم جعله حطامًا} أي: يابسًا متحطمًا أي: متكسرًا. وقوله: {لينبذن في الحطمة} أي: يرمي في النار، لأنها تحطم كل شيء أي: تكسره وتأتي عليه، ورجل حطمة يأتي على كل شيء، وقال الفراء: حطمة من أسماء النار. وفي الحديث: (وشر الرعاء الحطمة) يعني: الذي يكون عنيفًا برعيه المال يحطمها يلقي بعضها على بعض، ويقال أيضًا: حطم بلاهاء ومنه قول الحجاج في خطبته: *قد لفها الليل بسواق حطم*

(حطا)

وفي الحديث: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي أين درعك الحطمية (قال شمر: هي الدروع العريضة الثقيلة، وقال بعضهم: التي تكسر السيوف، ويقال: هي منسوبة إلى بطن من عبد القيس، يقال لهم حطمة بن محارب كانوا يعملون الدروع. قال ابن عيينة: وهي شر الدروع. وفي الحديث: (أن عائشة قالت بعد ما حطمتموه (: تعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -. يقال: حطم فلانًا أهله إذا كبر فيهم كانهم بما حملوه من أثقالهم ضيروه شيخًا محطومًا، والحطم: كسرك الشيء اليابس. و(الحطيم) حجر مكة وهو ما يلي الميزاب، وقال النضر: إنما سمي حطيمًا لان البيت رفع وترك/ ذاك محطومًا [161/ ب]. وفي الحديث: (أن هرم بن حبان غضب على رجل فجعل يتحطم عليه غيطًا). قال أبو منصور: أراد يتلظى ويتوقد مأخوذ من الحطمة وهي النار التي تحطم كل شيء. (حطا) وقال في حديث ابن عباس: (أتاني النبي - صلى الله عليه وسلم - فحطاني حطوة). جاء به غير مهموز، وقال ابن الأعرابي: الحطو تحريك الشيء مزعزعًا، ورواه شمر: بالهمز، قال: وقال خالد بن حنبه لا يكون الحطأة إلا ضربة بالكف بين الكتفين.

باب الحاء مع الظاء

وقال المغيرة: (لمعاوية حين ولى عمرًا ما لبثك السهمي إن حطا بك إذ تشاورتما) أي: دفعك عن رأيك، يقال: خطات القدر يريدها إذا ألقته، وقال ابن الأعرابي: ذكر عن كعب أنه قال: (أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - في الكتب السابقة محمد وأحمد وحمياطًا) أي: حامي الحرم باب الحاء مع الظاء (حظر) قوله تعالى: {وما كان عطاء ربك محظورًا} أي: مقصورًا على طائفة دون طائفة في الدنيا، والحظر: المنع. ومنه حديث أكيد: (ور يحظر عليكم النبات) يقول: لا تمنعون من الزراعة حيث شئتم. وفي الحديث: (لا خير إلا في الأراك فقال له رجل: أراكة في حظاري) [161/ ب] أراد/ بحظارة الأرض التي فيهغا الزرع المحاط عليها وهمًا: لغتان: حظار وحظار. باب الحاء مع الفاء (حقد) قوله: {بنين وحفدة} قال ابن عرفة: الحفدة عند العرب الأعوان فكل

(حفر)

من عمل عملًا أطاع فيه وسارع فهو حافد، قال: ومنه قولهم: (وإليك نسعى ونحفد) قال: والحفدان السرعة، قال أإبو عبيد: أصل الحفد العمل والخدمة، وقال: الأزهري: قيل الحفدة الأولاد، وقيل: الأختان: قال مجاهد: هم الخدم، وأصله: من حفد يحفد إذا أسرع في سيره قال: كثي: حفد الولائد خولهن ... وأسلمت بأكفهن أزمة الأجمال أي: أسرعن الخدمة. وفي صفته صلى الله عليه وسلم (محفود محشود) فالمحفود: الذي يخدمه أصحابه ويعظمونه ويسرعون في طاعته ويقال: حفدت وأحفدت لغتان إذا خدمت ويقال: حافد وحفد مثل: خادم، وخدم وحافد، وحفدة مثل: كافر، وكفرة. قال الشاعر: فلو أن نفسي طاوعتني ... لأصبحت لها حفد مما يعد كثير وحفد البعير إذا قارب خطوة. وفي حديث عمر ذكر له عثمان للخلافة فقال: (أخشى حفده) أي: حفوفه في مرضات أقاربه (الحفوف): / [162/ أ] الإسراع قال أبو عبيد. (حفر) وقوله تعالى: {أئنا لمردودون في الحافرة} أي: إلى أمرنا الأول، وهو الحياة وقال مجاهد: أي: خلقًا جديدًا، وقال ابن الأعرابي: أي: في

(حفز)

الدنيا كما كان يقال: عاد إلى حافرته أي: رجع إلى حالته الأولى، وإذا رجع في طريقه الذي جاء منه أيضًا، وقال الشاعر: أحافرة على صلع وشيب ... معاذ الله من سفه وعاد يقول: أأرجع إلى أمري الأول بعد أن شبت يعني: الصبوة إلى النساء. وفي الحديث: (إن هذا الأمر لا يبقي على حالته حتى يرد على حافرته) أي على أول تأسيسه. (حفز) وفي الحديث: (أنه أتى بتمر وهو متحفز فجعل يقسمه) أي: وهو مستعجل مستوفر غير متمكن، والاحتفاز: الاستيفاز، وقال الليث: الحفز حئك الشيء من خلفه. ومنه حديث أبي بكرة: (أنه دب إلى الصف راكعًا وقد حفزه النفس) أي: اشتد به، والرجل يحتفز في جلوسه كأنه يثور إلى القيام، واحتفز الأمر إذا انتصب له وتشمر. ومنه حديث ابن عباس (أنه ذكر عنده القدر فاحتفز) أي: استوى جالسًا على وركيه.

(حفش)

(حفش) وفي الحديث: (أنه قال: لبعض من كان وجهه ساعيًا فرجع بمال هلا قعد في حفش أمه فينظر أيهدي إليه أم لا) قال أبو عبيد: الحفش: الدرج وجمعه أحافش شبه بيت أمه في صغره بالدرج، / وقال الشافعي: الحفش [162/ ب] البيت الذليل القريب السمك، وكذلك قال ابن الأعرابي، وسمي به لضيقه، التحفش الانضمام والاجتماع. (حفظ) وقوله: {يحفظونه من أمر الله} أي: بأمر الله وإذنه أي ذلك الحفظ بأمر الله. وقوله: {فالله خير حافظًا} أي: حفظ الله خير حفظ ومن قرأ (حافظًا) أراد الله خير الحافظين. وفي بعض الحديث: (فبدرت مني كلمة أحفظته) أي: أغضبته وهي الحفظة والحفظة قال الراجز: وحفظة أكنها ضميري (حفف) قوله: {وحففناها بنخل} أي: جعلنا النخل مطيقًا بهمًا، والأحفة: الجوانب الواحد: حفاف، ويقال: حف به القوم: أي: صاروا في أحفتة وهي جوانبه. ومنه قوله: {وترى الملائكة حافين من حول العرش} أي: محدقين به.

(حفل)

وفي الحديث: (كان عمر أصلع له حفاف) يقال ما بقي على رأسه الأحفاف وهو أن ينكشف الشعر عن قمة الرأس ويبقى ما حوله. في الحديث: (من حقنا أورفنا فليقتصد (أي: من مدحنا فلا يغلون في ذلك والحفة: الكرامة التامة. ومنه الحديث: (ظلل الله مكان البيت بغمامة فكانت حفاف البيت) أي: محدقة به، وحفاف الجبل: جانباه. وفي الحديث: (أنه لم يشبع من طعام إلا على حفف (وقيل: [163/ ب] ضفف، فأما الحفف: فالضيق والفقر، والضفف كثرة الأكلة وقلة المأكول، ويقال: / حفت المرأة وجهها أي قشرته: وحف رأسه من الدهن، وهو الحفوف. ومنه حديث عمر (وسأل فلانًا كيف وجدت أبا عبيدة؟ قال: رأيت حفوفًا) ضيق عيش، وهو الحفف أيضًا، ويقال: حفت أرضنا وقفت أي: يبس بقلها، وقوم محفوفون أي: محاويج، وقيل: الحفف أن يكون الأكلة بمقدار الطعام، والضفف: أن يكونوا أكثر من ذلك. ومنه الحديث: (أن عبد الله بن جعفر حفف وجهه) أي: قل ماله. (حفل) وفي الحديث: (من الشترى محفلة ردها) المحفلة: الشاة أو البقرة

(حفن)

التي لا يحلبها أيامًا حتى يجتمع لبنها في ضرعها، فإذا احتلبها المشتري حسبها غزيرة فزاد في ثمنها، فإذا حلبها بعد ذلك، وجدها ناقصة اللبن عما يراد حلبها أيام تحفيلها له. وفي حديث عائشة: (وذكرت عمر فقالت: لله أم حفلت له) أي جمعت اللبن في ثديها. وفي الحديث: (وتبقى حفالة كحفالة التمر) أي: رذالة كرديء التمر ونفايته في رقية النملة (العروس يحتفل) أي تتزين: وتحتشد للزينة، يقال: حفلت الشيء إذا جلوته. (حفن) وفي الحديث: (إنما نحن حفنة من حفنات الله) قال القتيبي: الحفنة والحثية شيء واحد، يقال: حفن للقوم المال حثًا لهم إذا أعطى كل واحد منهم حفنة أو حثوة، وأراد أبو بكر إنا على كثرتنا يوم القيامة قليل عند الله كالحفنة. (حفا) قوله: {يسألونك كأنك/حفي عنها} أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر [163/ ب]

قال: سأل ابن كيسان ثعلبًا عن قوله: {إنه كان بي حفيًا} فقال: قال ابن الأعرابي: كان بي بارًا وصولًا، قال: فقوله: {كأنك حفي عنها} فقال: معنى هذا غير معنى ذاك، العرب تقول: فلان خفيف بخبر فلان، إذا كان معنيًا بالسؤال عنه، وروي عن مجاهد أنه قال: أراد كأنك استحفيت عنها السؤال حتى علمتها أي: أكثرت المسألة عنها، يقال: أحفى من السؤال وألحف. ومنه قوله: {فليحفكم تبخلوا} أي: يبالغ في مسألتكم. وفي الحديث: (أن عجوزًا دخلت عليه فسأل بها فأحفى) يقال: أحفى وتحفى بصاحبه، وحفي به إذا بالغ في بره. ومنه قوله: {إنه كان بي حفيًا} أي: بارًا وقال الأزهري في قوله} يسألونك كأنك حفي} أي: عالم بها والمعنى: يسألونك عنها كأنك حفي وقيل: معناه: كأنك فرح بسؤالهم عنها، يقال: تحفيت بفلان في المسألة، إذا سألت به سؤالًا أظهرت فيه البر، قال السدي: يسألونك عنها كأنك حفي لهم أي: صديق لهم. وفي حديث عمر قال: (فأنزل أويسًا القرني فاحتفاه وأكرمه) قوله:

(احتفاه) أي: بالغ في إلطافه ومسألته، وفد حفي به حفي وتحفى به أيضًا ومنه حديث علي (أن الأشعت سلم عليه فرد عليه بغير تحف). قال ابن اليزيدي: يقال للحاكم: الحافي، /وقد تحافينا إلى فلان أي: [164/ أ] تحاكمنا إليه. وفي الحديث: (أنه عطس عنده رجل فوق ثلاث فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: حفوت؟ ) قال ابن الأعرابي: الحفو: المنع وحفي فلان فلانًا من كل خير إذا منعه، وأتاني فحفوته أي: فحرمتهخ يقول: (منعتنا أن نشمتك بعد الثلاث) ومن رواه حقوت - بالقاف - فمعناه: شددت علينا الأمر حتى قطعتنا عن تشميتك مأخوذ من الحقوف. وفي الحديث: (أمر أن تحفي الشوارب وتعفى اللحى) قوله: (تحفى الشوارب) أي يلزق جزها، يقال أحفى فلان شاربه ورأسه. وفي الحديث: (قيل له متى تحل لنا الميتة؟ فقال: ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تختفئوا بها بقلا فشأنكم بها) قال أبو عبيد: هو من الحفا مقصور مهموز وهو أصل البردي الأبيض الرطب منه، وهو يؤكل، يقول: ما لم تقتلعوا هذا بعينه، فتأكلوه وقال أبو سعيد: صوابه (يحتفوا بها) بقلًا محفف الفاء، وكل شيء استوصل فقد احتفى.

باب الحاء مع القاف

ومنه الحديث: (احتفينا إذا فماذا يبقي منه؟ احفاء الشعر) ويقال: احتفى الرجل يحتفي إذا اخذ من وجه الأرض بأطراف أصابعه قال: ومن قال: تحتفئوا بالهمز من الحفأ باطل لأن البردي ليس من البقول، والبقول ما نبت من العشب على وجه الأرض مما لا عرق له، ولا بردي في بلاد العرب. باب الحاء مع القاف (حقب) [164/ ب] قوله: {أحقابًا} قال الأزهري: وأحدهما حقب وهو ثمانون سنة وقوله: {حقبًا} قال ابن عرفة: دهرًا وزمانًا طويلًا. وفي حديث عبادة (فجمعت إبل فركبت الفحل فحقب فتفاج يبول فنزلت عنه) الحقب: أن تحقب البعير ببوله، وذلك ان يصيب الحقب وهو الحبل يثله فيحتبس بوله، يقال: حقب البعير يحقب حقبًا وأحقبت البعير إذا شدته بالحقب، وهو حبل يشد على حقو البعير. وفي الحديث: (لا رأي لحاقب ولا لحاقن) فالحاقب: الذي احتاج إلى الخلاء فلم يتبرز، وحصر غائطه، شبه بالبعير الحقب الذي دنا الحقب من ثيله فمنعه أن يبول. (حقف) قوله: {بالأحقاف} قال ابن عرفة: قوم عاد كانت منازلهم في الرمال

(حقق)

وهي الأحقاف، ويقال: للرمل إذا عظم واستدار حقف، وقال الأزهري: هي رمال مستطيلة بناحية شجر. وفي الحديث: (فإذا ظبي حاقف) قال ابن الأعرابي: أي نائم قد انحنى في نومه، يقال: احقوقف الشيء إذا مال وأعوج. قال الشاعر: طي الليالي زلقًا فزلقًا سماوة ... الهلال حتى أحقو قفا معناه كما يكون الليالي سماوة الهلال وهي شخصه زلفًا فزلفًا أي: قطعة فقطعة، وقليلًا قليلًا. (حقق) قوله: {حقيق على أن لا أقول} أي: الحقيق بالصدق، ومن قوله: (حقيق علي) معناه: واجب علي وكذلك/ [165/ أ]. قوله: {فحق عليها القول} أي: وجب عليها الوعيد. وقوله: {حقًا على المتقين} أي: إيجابًا يقال: حققت علينا القضاء حقًا وأحققته إذا أوجبته. وقوله: {استحقا إثمًا} أي: استوجباه. وقوله: {من الذين استحق عليهم الأوليان} قال الأزهري: أي: ملك عيسى حق من حقوقهم بتلك اليمين الكاذبة، وقيل معنى عليهم منهم، قال:

فإذا اشترى رجل من رجل دارًا فادعاها آخر وأقام عليه البنية فقد استحقها المشتري أي: ملكها عليه، والاستحقاق والاستيجاب قريبان من السواء. وقوله: {الحاقة} هي القيامة: ، قال الفراء: فيها حقائق الأمور، وقال غيره: سميت حاقة لأنه تحق كل إنسان بعمله من خير أو شر وقيل: إنها تحق الكفار الذين حاقوا الأنبياء إنكارًا يقال: حاققته فحققته أي: خاصمته فخصمته. وقوله: {بل نقذف بالحق على الباطل} الحق: القرآن، والباطل الكفر. وقوله: {ليكتمون الحق} يعني ذكر محمد - صلى الله عليه وسلم -. وقوله: {ما ننزل الملائكة إلا بالحق} أي: بالأمر المقضي المقصود سنن ذلك قوله: {ولو أنزلنا ملكًا لقضي الأمر} وقوله: {وجاءتن سكرة الموت بالحق} الحق الموت. وفي الحديث: (ما حق امرئ أن يبيت ليلتين إلا ووصيته عنده) قال الشفعي: أي ما للجزم لا نهي. وفي الحديث: (فجاء رجلان يحتقان) أي: يختصمان. [65/ ب] وفي حديث ابن عباس: (متى ما/يغلوا يحتقوا) يقول كل واحد الحق بيدي.

وفي حديث علي: (إذا بلغ النساء نص الحقاق فالعصبة أولى) معناه: أن الجارية ما دامت صغيرة فأمها أولى بها فإذا بلغت فالعصبة أولى بتحصينها وتزويجها، وقوله: (بلغت نص الحقاق) أي: بلغت غاية البلوغ، ونص الشيء غايته ومنتهاه، والحقاق: المخاصمة وهو أن يقول الشخص الخصم أنا أحق به ويقول الآخر: بل أنا أحق، ومن رواه (نص الحقائق) فهو جمع الحقيقة قال: الليث: الحقيقة: ما يصير إليه حق الأمر ووجوبه، يقال: فلان جاء من الحقيقة، إذا حمى ما يجب عليه أن يحميه. وفي الحديث: (لا يبلغ المؤمن حقيقة الإيمان حتى لا يعيب مسلمًا بعيب هو فيه) يعني: خالص الإيمان ومحضه، والحقة، التي توجد في الصدقة: هو البعير الذي استكمل السنة الثالثة سمي بذلك لأنه استحق الركوب والحمل. وفي حديث عمر (من وراء حقاق العرفط) يعني: صغارها وشوابها تشبيهًا بحقائق الإبل. وفي حديث عمرو (أنه قال لمعاوية: أتيتك من العراق، وإن أمرك كحق الكهول) وروى عمرو عن أبيه: (قال: حق الكهول بيت العنكبوت) والحق: جمع حقه، أراد أن أمرك واه بعد. وفي الحديث: (شر السير الحقحقة) يقال: كف ساعة، وأتعاب ساعة، / وقال أبو عبيدة: الحقحقة: المتعب من السير. [166/ أ].

(حقل)

وفي الحديث وقال ابن الأنباري: روى العنزي بإسناده عن سماك قال: (بعث إللى يوسف بن عمر عامل من عماله يذكر أنه زرع كل حق ولق) فالحقك الأرض المطمئنة، واللق: الأرض المرتفعة. وقال: أبو عبيد: الحقحقة: المتعب من السير وقال غيره: هو أن يحمل الدابة على ما لا تطيقه حتى يبلغ براكبه. وفي حديث عمر (أنه لما طعن أوقظ للصلاة، فقيل: الصلاة يا أمير المؤمنين، فقال: الصلاة والله إذًا ولاحق) قال ابن عرفة: المعنى: ولاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة. وفي الحديث (ليس للنساء أن يحققن الطريق) أي: يركبنه. وفي الحديث (ما أخرجني إلا ما أجد من حاق الجوع) يعني: شدته [وصادقه]. (حقل) وفي الحديث: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المحاقلة) قال أبو بكر فيها غير قول، إحداهن: اكتراء الأرض بالحنطة، هكذا جاء مفسرًا في الحديث، وقال قوم: هي المزارعة بالثلث والربع وأقل من ذلك وأكثر، وقال أبو عبيد: هو

(حقن)

الطعان في سنبله بالبر مأخوذ من الحقل: وهو الذي يسميه الناس القراح بالعراق. وفي الحديث: (ما تصنعون بمحاقلكم) أي بمزارعكم، ويقول: الرجل أحقل أي: زرع، قال: وإنما وقع الحظر في المحاقلة والمزارعة: لأنهما من الكيل وليس يجوز شيء من الكيل والوزن إذا كانا من جنس واحد/إلا مثلًا بمثل ويدًا بيد، وهذا مجهول لا يدري أيهما أكثر، وقالل الليث: الحقل الزرع إذا تشعب، من قبل أن تغلط سوقه، فإذا كانت المحاقلة مأخوذة من هذا فهو بيع اللزرع قبل إدراكه، قال: والحقلة المرزعة، ويقال: لا ينبت البقلة إلا الحقلة. (حقن) في الحديث (لا رأي لحاقن) الحاقن للبول كالحاقب للغائط. وفي حديث آخر: (لا يصلين أحدكم وهو حقن حتى يتخفف) قال شمر: الحقن: والحاقن الذي حقن بوله. وفي حديث عائشة: (توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين حاقنتي وذاقنتي) قال أبو الهيثم: الحاقنة: المطمئن بين الترقوة والحلق، والذاقنة: نقرة الذقن.

(حقا)

(حقا) في الحديث: (أنه أعطى النساء اللواتي غسلن ابنته حقوه وقال: أشعرتها إياه) والحقو: الإزار هاهنا، والأصل في الحقو معقد الإزار، وجمعه أحق، وأحقاء وحقي، ثم يقال للإزار حقو لانه يشد على الحقو والعرب تقول: غدت بحقو فلان أي: استخرجت به واعتصمت وهو في الحديث. باب الحاء مع الكاف (حكك) في الحديث: (الإثم ما حاك في صدرك) قال أبو عبيد: يقال: حاك في نفسي الشيء: إذا لم يكن منشرح الصدر به، وكان في قلبك منه/شيء ومثله حديث عبد الله: (الإثم حواز القلوب) يغني: ما حز قلبك فاجتنبه. ومنه الحديث: (إياكم والحكاكات فإنها المآثم). وفي الحديث قال أبو جهل (حتى إذا تحاكت الركب قالوا: منا نبي: والله لا أفعل) قال: النضر معناه: حتى إذا تساوينا في الشرف. وفي حديث بعض الأنصار: (أنا جذيلها المحكك) قال أبو عبيد: أر إذ أنه يستشفي برأيه كما تستشفي الإبل الجربي، بالاحتكاك بذلك العود، وقال

(حكم)

غيره: أخبر الأنصاري أنه شديد العارضة غليظ الشكيمة ثبت الغدرصلب المكسر. ويقال: معناه: أنا دون الأنصاري جذل حكاك فبي تقرن الصعبة ويقول الرجل لصاحبه أجدل عن القوم أي خاصم عنهم. (حكم) قوله: {يؤتي الحكمة من يشاء} قال ابن عرفة: الحكمة عند العرب ما منع به عن الجهل، يقال: أحكمت فلانًا أي منعته وقال الشاعر جرير: أيني حنيفة أحكموا سفهائكم ... إني أخاف عليكم أن أغضبا ومنه: سميت حكمة اللجام، لأنه يمنع بها الدابة، ويقال: أحكمت الشيء إذا جعلته ممتنعًا من العيب. قال الله: {كتاب أحكمت آياته} قال: وبه سمي الحاكم حاكمًا لأنه يمنع المظالم، وقال: الأزهري: أحكمت آياته بالأمر والنهي والحلال والحرام، ثم فصلت بالوعد والوعيد./ وقوله: {سورة محكمة} أي: غير منسوخة. ومثله قوله: {آيات محكمات} وقوله: {آيات الكتاب الحكيم} أي: المحكم، دل على ذلك، قوله: ؛ } أحكمت آياته} وقوله: {والذكر الحكيم} يعني: القرآن ذا الحكمة في تأليفه ونظمه.

وقوله: {حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها} الحكم: القيم بما يسند إليه والله هو الحكم العدل. وقوله: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} جاء في التفسير الحكمة: النبوة، والموعظة الحسنة: القرآن. وقوله: {وأتيناه الحكم صبيًا} يعني الحكمة مثل نعم ونعمة. وقوله: {فوهب لي ربي حكمًا} أي: حكمة. وفي الخبر: (إن من الشعر لحكمًا) ومعناه: إن في الشعر كلامًا رافعًا يمنع عن الجهل، والسفه: وينهي عنهما. ويقال: (الصمت حكم وقليل فاعله) أي: حكمه. وفي حديث النخعي: (حكم اليتيم كما تحكم ولدك) قال: أبو عبيدة: يقول أمنعه من الفساد، وقال أبو سعيد الضرير: أي حكمه في ماله إذا صلح لذلك كما تحكم ولدك، قال: ولا يكون حكم بمعنى أحكم لأنهما ضدان، قال: الأزهري: القول ما قال: أبو عبيد، والعرب تقول: حكمت وأحكمت وحكمت بمعنى واحد منعت ورددت.

باب الحاء مع اللام

وفي الحديث لكعب: (إن في الجنة كذا وكذا قصرًا لا يسكن إلا نبي أو صديق أو محكم في نفسه). ويروي محكم/ بفتح الكاف أيضًا فمن رواه [168/ أ] بالكسر فمعناه: المنصف من نفسه قال ذلك وكيع بن الجراح ومن رواه بالفتح فهو الرجل يقع في يد العدو فيخيروه بين أن يكفر أو يقتل، فيختار القتل فذلك الحكم، وهذا هو القول. وفي حديث بعضهم (في أرش بعض الجراحات الحكومة) قال الأزهري: معنى الحكومة في أرش الجراحات التي ليس فيها نص كتاب ولا سنة أن يجرح الرجل في موضع من بدنه مما يبقي شينه فيقيس الحاكم أرشه بأن يقول هذا لو كان عبدًا غير مشين بهذه الجراحة كانت قيمته كذا وقد نقصه هذا الشين عشر القيمة فيجب على الجارح عشر الدية لأنه حق الأصل. وفي الحديث: (في رأس كل عبد حكمة إذا هم بسيئة فإن شاء الله أن يقدعه بها قدعه). يقال: فرس محكومة في رأسها حكمة. باب الحاء مع اللام (حلب) في الحديث: (أبغي ناقة حلبانة ركبانة) أي: غزيرة تحلب وذلولًا تركب ويقال: ناقة حلباة، ركباة، وحلبانة وركبانة إذا صلحت للأمرين الحلب والركوب. وفي الحديث: (من الحق على صاحب الإبل حلبها على الماء) أي: عند

(حلج)

الماء ليصيب الناس منه، وهذا مثل نهيه عن حداد الليل أراد أن يصرم ثمارًا ليحضره المساكين. [168/ ب] وفي الحديث: (إن فلانًا ظن/ أن الأنصار لا يستحلبون معه على ما يريد) أي: لا يجتمعون. وفي الحديث: (كان إذا اغتسل دعي بإناء نحو الحلاب) والمحلب: الإناء الذي يحلب فيه ذوات الألبان. (حلج) وفي حديث علي (لا يتحلجن في صدرك طعام ضارعت فيه النصرانية) ويروي بالخاء قال: شمر: معنى لا يتحلجن بالحاء غير معجمة أي: لا يدخلن قلبك منه شيء، يعني أنه نظيف، وعنى لا يتخلجن بالخاء معجمة أي: لا يتحركن الشك في قلبك، وقال: الليث: دع ما تحلج في صدرك أي: ما شككت فيه: وكذلك قال الأصمعي. (حلس) في الحديث: (حين ذكر فتنة الإحلاس) شبهها بالحلس للزومها

(حلف)

ودوامها والحلس: كل شيء ولي ظهر البعير تحت القتب يلازمه ولا يفارقه يقال فلان حلس بيته أي: هو لازمه. وفي الحديث: (يا خليفة رسول الله نحن أحلاس الخيل (يريد لزومهم ظهورها. ومنه حديث أبي بكر: (حلس بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضي (أمره بلزوم بيته في فتنة ذكرها. وفي حديث الشعبي حين عاتبه الحجاج في خروجه مع ابن الأشعت (فقال: استحلسنا الخوف (يقال: استحلس فلان الخوف إذا لم يفارقه يقول: كأنا استمهدنا/ الخوف. [169/ أ] (حلف) وفي الحديث (أنه عليه الصلاة والسلام حالف بين قريش والأنصار (أي آخى بينهم وذلك أنه لا حلف في الإسلام. ومنه الحديث: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر من المطيبين وكان عمر من الأحلاف (قال: شمر: سمعت ابن الأعرابي يقول: الأحلاف ست قبائل عبد الدار وجمح، وسهم، ومخزوم وبنو عدي، وكعب، سمو بذلك، لأنه لما أرادت بنو عبد مناف أخذ ما في أيدي بني عبد الدار من الحجابة، والرفادة واللواء والسقاية وأبت بنو عبد الدار عقد على كل قوم على أمرهم حلفًا مؤكدًا على أن لا يتخاذلوا فأخرجت بنو عبد مناف جفنة مملوءة طيبًا فوضعتها لأحلافهم في المسجد عند الكعبة ثم غمس القوم أيديهم فيها وتعاقدت بنو عبد الدار وحلفاؤها حلفًا آخر مؤكدًا على أن لا يتخاذلوا فسموا الأحلاف.

(حلق)

وفي حديث الحجاج: (أنه قال ليزيد بن المهلب: ما أمضى جنانه وأحلف لسانه (يقول: ما أذربه والحلف اللسان الدرب وسنان حليف أي: حديدة. (حلق) في حديث انس: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي العصر والشمس بيضاء محلقة) قال شمر: لا أرى التحليق إلا الارتفاع يقال: حلق النجم إذا ارتفع، وحلق الطائر في كبد السماء. [169/ ب] وفي حديث آخر: / (فحلق ببصره إلى السماء) أي: رفع بصره إلى السماء كما يحلق الطائر. وفي الحديث: (دب إليكم داء الأمم [قبلكم] البغضاء [وهي] الحالقة) قال خالد بن حنبة: هي قطيعة الرحم والتظالم والقوم يحلق بعضهم بعضًا: أي: يقتل. وفي الحديث: (وإن لنا إغفال الأرض والحلقة) أراد بالحلقة: السلاح ويقال: هي الدروع خاصة. وفي الحديث: (فهمت أن اطرح نفسي من حالق) أي: من جبل عال.

وفي الحديث: (أنه قال: لصفية عقري حلقي (قال أبو عبيد: معناه عقرها الله وحلقها أي: أصابها بوجع في حلقها كما يقال: رأسها وقال الأصمعي: يقال: للأمر يعجب منه عقري وحلقي، وأنشد: إلا قومي أولوا عقري [و] حلقي ... لما لاقت سلامان ابن غنم معناه: قومي أولوا نساء قد عقرن وجوههن يخدشنها ويحلقن شعورهن متسلبات على أزواجهن، وقال الليث: يقال امرأة عقري حلقي أي مشؤمة: مؤذية. وفي الحديث: (ليس منا من حلق أو صلق (أي: ليس من أهل سنتنا من حلق شعره عند المصائب إذا حلت به، وصلق: أي: رفع صوته. وفي حديث أبي هريرة: (لما نزل تحريم الخمر كنا نعمد إلى الحلقانة وهي التذنوبة: فنقطع ما ذنب منها) قال: أبو عبيد: يقال: للبسر إذا بدأ الإرطاب فيه من قبل ذنبه: التذنوبة، فإذا بلغ الغرطاب: نصفه فهو مجزع فإذا بلغ/ ثلثيه، فهو حلقان ومحلقن. [170/ أ] وفي الحديث: (فبعث عائشة إليهم بقميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتحب الناس قال: فحلق به أبو بكر إلي وقال: تزود منه وأطوه (أي: رمى به.

(حلل)

وفي الحديث (نهى عن الحلق قبل الصلاة) يعني: صلاة الجمعة، والحلق: جمع حلقة. مثل قصعة، وقصع، وبدرة وبدر. (حلل) قوله: {ومن يحلل عليه غضبي} أي: ومن يجب، ومن قرأ: (يحلل) أي: ينزل، يقال: حل يحل إذا وجب، وحل يحل إذا نزل. وقوله: {وانت حل بهذا البلد} يعني: مكة أحلت للنبي - صلى الله عليه وسلم - ساعة من نهار، يقال: رجل حل وحلال وحرم وحرام ومحرم. ومنه حديث العباس في زمزم (لست أحلها لمغتسل وهي لشارب حل وبل (فالحل: الحلال، والبل المباح بلغة حمير. وفي الحديث: (لا يموت لمؤمن ثلاثة أولاد فتسمه النار إلا تحله القسم). قال أبو عبيد: معنى قوله: (إلا تحله القسم (قوله عز وجل: {وإن منكم إلا واردها} فإذا مر بها وجازها فقد أبر به الله قسمه، وقال غيره لا قسم في قوله} وإن منكم إلا واردها} فتكون له تحلة، ومعنى قوله (إلا تحلة

القسم) إلا التعذير الذي لا ينداه مكروه منه، وأصله من قول العرب: ضربه تحليلًا وضربه تعذيرًا إذا لم يبالغ في ضربه، وأصله في تحليل اليمين، وهو [170/ ب] أن يحلف ثم يستثني استثناء متصلًا، ثم جعل/ ذلك مثلًا لكل شيء يقل وقته وقال بعضهم: القول: ما قال: أبو عبيد، وذلك أن تفسيره جاء مرفوعًا في [حديث آخر قال: (من حرس ليلة من وراء المسلمين متطوعًا لمك يأخذه الشيطان، لم ير النار تمسه إلا تحلة القسم) قال الله تعالى: {وإن منكم إلا واردها} قال: وموضع القسم مردود إلى قوله: {فوربك لنحشرنهم} والعرب: تقسم، وتضمر المقسم به، ومنه قوله: {وإن منكم لمن ليبطئن} معناه: وإن منكم والله لمن ليبطئن، وكذلك قوله: {وإن منكم إلا واردها} والمعنى: وإن منكم والله. وفي الحديث: (أحل بمن أحل بك) أي: بمن ترك الإحرام وأحل بك فقاتلك: ، فاحلل أنت أيضًا به فقاتله، وإن كنت محرمًا. ومنه قول آخر: (وهو أن كل مسلم محرم عن أخيه المسلم، محرم عليه عرضه وحرمته، وماله يقول: فإذا احل رجل بما حرم عليه منك فادفعه عن نفسك بما قدرت عليه). وفي حديث أبي الدرداء (أحلوا الله) أي: أسلموا له، والتفسير في الحديث (من حل بك فاحلل به) أي: فصر انت أيضًا حلالًا له. وفي الحديث: (لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - المحلل والمحلل له) يقال: هو أن يطلق

الرجل امرأته ثلاثًا فيتزوجها رجل آخر على شريطة أن يطلقها بعد مواقعته إياها لتحل [171/ أ] للزوج الأول، يقال: حللت له امرأته فأنا حال، وهو محلول له، / والمحل له، وقيل: سماه محلًا بقصده إلى التحليل وإن كانت لا تحل إذا كان هذا من قصده كما يسمى الرجل مشتريًا إذا قصد للشراء أو ساومه ولم يشتر بعد، وكما قال: (ولا بيع على بيع أخيه) فسماه بائعًا بالقصد والطلب وكما قال: (للمقبلين إلى مكة حجاج ولم يحجوا بعد) فسموا بالقصد. قال ذلك القتيبي. وفي حديث عائشة: (أنها قالت لامرأة مرت بها ما أطول ذيلها فقال: اغتبتها، قومي إليها فتحلليها) يقال: تحللته واستحللته أي: سألته أن يجعلك في حل من قبله. ومنه الحديث: (من كان عنده مظلمة من أخيه فليستحلله). وفي الحديث: (أحلوا الله يغفر لكم) تفسيره في الحديث (أسلموا) هكذا روي - بالحاء - يقال حل الرجل إذا خرج من الحرم إلى الحل فكأنه يخرج من ضيق الشرك إلى سعة الإسلام.

وفي الحديث (حلا أم فلان) أي تحللي من يمينك. وفي الحديث (سئل أي الاعمال أفضل؟ قال: الحال المرتحل قيل: وما ذلك؟ قال: الخاتم المفتتح) يحتمل: ان يكون أراد الجهاد، يغزو ثم يعقب من سننه ويحتمل: أن يكون اراد الحال المرتحل الخاتم للقرآن شبهه بالمسافر يبلغ المنزل، فيحل، وافتتح سيره أي ابتدأه إلى منتهاه، وهذا التأويل أجود، وإذا افتتح فكأنه ارتحل. وفي الحديث: (خير الكفن الحلة) قال أبو عبيد: الحلل برود اليمن، قال: والحلة: إزار ورداء لا تسمى حلة/ حتى تكون ثوبين. [171/ ب] ومنه حديث: (أنه رأى رجلًا عليه حلة، فقال: ائتزر بأحدهما وارتدى بالآخر). وفي حديث ابن عباس (إن حل لتوطئ وتؤذي وتشغل عن ذكر الله عز وجل) حل: زجر الناقة إذا حثثتها على السير، المعنى: أن زجرك إياها عند الإفاضة من عرفات بؤطئ الناس ويؤذيهم ويشغلك عن ذكر الله عز وجل فسر على هينتك، وجوب زجر للذكور يقال وجوب وجوب وجوب ثلث لكاف.

(حلم)

(حلم) (الحليم) من صفات الله عز وجل معناه: الذي لا يستحقه عصيان العصاة ولا يستفزه الغضب عليهم ولكنه جعل لكل شيء مقدارًا فهو منته إليه. وقوله: {إنك لأنت الحليم الرشيد} جاء في التفسير: أنه كناية عن أنهم قالوا أنك لأنت السفيه الجاهل، وقيل: أنهم قالوه على وجه الاستهزاء، قال ابن عرفه: وهذا من أشد سباب العرب أن يقول الرجل لصاحبه إذا استجهله - يا حليم- أي: أنت حليم عند نفسك، وسفيه عند الناس. ومنه قوله عز وجل: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} أي: بزعمك وعند نفسك وأنت الهين عندنا. وفي حديث عمر: (أنه قضى في الأرنب يقتله المحرم بحلام) ويروي: بحلان وفسره في الحديث: أنه جدي ذكر. أبو الهيثم: أراد بالحالم كل من بلغ الحلم، حلم أم لم يحلم، يقال: حلم وأحلم. وفي الحديث (أنه أمر معاذًا أن يؤخذ من كل حالم دينارًا). ومنه الحديث (غسل واجب على كل حالم). (حلن) وروى عن عثمان: (أنه قضى في أم حبين يقتلها المحرم بحلان) وفسر

(حلا)

في الحديث: أنه الحمل وقال/ الأصمعي: ولدًا لمعزي حلان وحلام وقال ابن [172/ أ] شميل: الحلام الحمل. وفي الحديث: (نهى عن حلوان الكاهن) الحلوان ما يعطي الكاهن على كهانته يقال: حلوته فأنا حلوته حلوانًا، والحلوان: الرشوة، وقال بعضهم: أصله من الحلاوة شبه بالشيء الحلو، يقال: حلوت فلانًا إذا أطعمته الحلو، كما يقول: عسلته إذا أطعمته العسل ونمرته. (حلا) قوله: {من حليهم عجلًا} الحلي: اسم لكل ما يتحسن به منه الذهب، وجمعه: حلي، وحلي. وقوله: {من بعده من حليهم} أي: من بعد ما جاء للميقات. وفي حديث أبي هريرة: (أنه كان يتوضأ إلى نصف الساق ويقول: إن الحلية تبلغ إلى مواضع الوضوء) الحلية: التحجيل يوم القيامة من أثر الوضوء، وأراد به قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن أمتي غر محجلون من الوضوء).

باب الحاء مع الميم

باب الحاء مع الميم (حمأ) قوله تعالى: {من حمأ مسنون} الحماء الحمأة، وهو المتغير اللون في الطين. وقوله: {تغرب في عين حمئة} أي: ذات حمأة يقال: حميت البئر فهي حمئة، إذا صارت ذات حمأة، فإذا نزعت منها الحمأة قلت: حمأت البئر فإذا ألقيت فيها الحمأة قلت: / إحمائها بالألف، ومن قرأ (في عين حامية) بالألف فالهمز فيه وأراد الجارة، يقال: حميت الشمس تحمي. (حمج) وفي حديث عمر: (أنه قال لرجل مالي أراد محمجًا) قال الأزهري: التحميج عند العرب: نظر بتحديق، وقال: بعض المفسرين: في تفسير قوله: {مهطعين مقنعي رءوسهم} قال: متحمجين مديمي النظر، وقال ابن الأعرابي: التحميج: فتح العين فزعًا قال الشاعر: وحمج للجبان الموت ... حتى قلبه يجب قال: أراد: حمج الجبان للموت فقلب. (حمد) (الحميد) في صفات الله عز وجل المحمود على كل حال. وقوله: (الحمد لله) الحمد: الرضا، يقال: حمدت الشيء إذا رضيت، وأحمدته، وجدته محمودًا قال ذلك ابن عرفه، قال: وذهب ناس

إلى أن الحمد: هو الشكر، لأنهم رأوا المصدر بالشكر، صادرًا عن الحمد وذلك قولهم الحمد لله شكرًا قال: والمصدر يخرج من غيره مثل قولهم قتله صبرًا، فالصبر غير القتل قال: والشكر والثناء، وكل شاكر حامد وليس كل حامد شاكرًا وربما جعل الحمد مكان الشكر ولا يجعل الشكر مكان الحمد. وفي الحديث: (الحمد رأس الشكر فاشكر الله عقدًا بحمده) قالت: المشيخة من الصدر الأول الشكر ثلاثة منازل: شكر القلب، وهو الاعتقاد بأن الله/ عز وجل ولي النعم على الحقيقة، قال الله تعالى: {وما بكم من نعمة فمن الله} [173/ أ] وشكر اللسان: هو إظهار النعمة باللسان مع الذكر الدائم لله. قال الله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث} والحمد لله، فالحمد رأس الشكر، كما أن كلمة الإخلاص وهي: لا إله إلا الله رأس الإيمان وشكر العمل: وهو إدار النفس بالطاعة، قال الله تعالى: {اعملوا آل داوود شكرًا}. وفي الدعاء بعد افتتاح الصلاة: (سبحانك اللهم وبحمدك) معناه: وبحمدك ابتدئ، وكذلك الجالب للباء في بسم الله الرحمن الرحيم كأنك قلت: إبداء باسم الله وفي كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (أما بعد وفاتي فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو (قال الخليل معناه: أحمد معك الله وقال ابن شميل: وقوله: (أحمد إليكم غسل الإحليل) أي: أرضى لكم أقام إلى مقام اللام الزائدة لقوله عز وجل: {بأن ربك أوحى لها} أي: إليها وقال غيره: معناه أشكر إليك نعمة وأحدثك بها.

(حمر)

وفي الحديث: (حماديات النساء غض الطرف) معناه: غاياتهن ومنتهى ما يحمد منهن، يقال: قصاراك أن تفعل كذا وحماداك أي: جهدك، وغايتك. (حمر) في الحديث: (كنا إذا أحمر البأس اتقينا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -) يقول: إذا اشتد الحرب استقبلنا العدو به، وهم يقولون: موت أحمر أي: شديد، حمراء، أي شديدة، وحمراء القيظ شدة حرها، ويقولون: الحسم أحمر أي: شاق فمن أحب الحسن احتمل المشقة. وفي الحديث: (بعثت إلى الأحمر والأسود) قال شمر: يعني العرب: والعجم، والغالب على ألوان العرب الأدمة والسمرة وعلى ألوان العجم البياض والحمرة، وكان مجاهد يقول: الأحمر والأسود الجن والإنس، وفي بعض الروايات (بعثت إلى الأحمر والأبيض) وروى عمرو عن أبيه: (الأحمر الأبيض) واحتج بالرواية الأولى، والعرب تقول: امرأة حمراء أي: بيضاء. ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: لعائشة: (يا حميراء). وفي حديث علي: (إن العرب قالت له: غلبتنا عليك الحمراء) يعنون العجم والروم.

وأخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي وعن سلمة عن الفراء قال: العرب تسمى الموالي الحمراء. ومنه قول علي رضي الله عنه: (وقد عارضه رجل من الموالي فقال: اسكت يا ابن حمراء العجان) يا ابن الأمة: قلت: العجان ما بين القبل والدبر. وفي الحديث: (أعطيت الكنزين الأحمر والأبيض) قال: بعضهم: هي كنوز كذا من الذهب والفضة أفاءها الله على أمته، وقيل: أراد العرب والعجم جمعهم الله على دينه ودعوته. وفي الحديث: (أهلكهن الاحمران الذهب والزعفران) قال: أبو بكر قال أهل اللغة: الأحمران اللحم والشراب فإذا قيل: الأحافرة فمن/ اللحم [174/ أ] والشراب والخلوق قالوا: والأصفران الذهب والزعفران، والأبيضان الماء واللبن، والأسودان التمر والماء، يقول: أهلك النساء حب الحلي والطيب. وفي الحديث: (فأصابتنا سنة حمراء) العرب تصف عام الجدب بالحمرة وتقول إن أفاق السماء تحمر أعوام القحط. قال الشاعر: لا يبرمون إذا ما الأفق جللة ... ضر الشتاء من الأمحال كالأدم وفي حديث شريح: (أنه كان يرد الحمارة من الخيل) أراد بالحمارة أصحاب الحمير لم يلحقهم بأصحاب الخيل من السهام، ويقال لأصحاب البغال

(حمز)

بغالة ولأصحاب الجمال جماله، ورجل حامر وحمار حمار كما في حديث أنس. (حمز) (كناني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببقلة كنت أجتنيها) قال الازهري: البقلة التي جناها أنس، كان في طعمها لذع، فسميت البقلة حمزة بفعلها يقال: رمانة حامزة فيها حموضة، وكناه: رسول الله أيا حمزة. وفي حديث ابن عباس: (وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الأعمال أفضل؟ قال: أحمزها) قال: أبو عبيد: يعني أمتنها وأقواها ورجل حامز الفؤاد وحميز الفؤاد أي: شديد. (حمس) في الحديث: (هذا من الحمس فما باله رج من الحرم) قال أبو [174/ ب] الهيثم: الحمس قريش ومن/ ولدت قريش وكنانة وجديلة قيس سموا حمسًا لأنهم تحمسوا في دينهم أي: تشددوا وكانوا لا يقفون بعرفة ولا يخرجون من الحرم ويقولون: نحن أهل الله فلا نخرج من حرم الله وكانوا لا يدخلون البيوت من أبوابها، وذكر الحربي عن بعضهم قال: سموا حمسًا بالكعبة لأنها حمساء وحجرها أبيض يضرب إلى السواد. (حمش) وفي حديث حد الزنا: (فإذا رجل حمش الخلق) قال أبو بكر: معناه دقة الساقين يقال: امرأة حمشًا الساقين كوعاء اليدين إذا كانت دقيقتهما.

(حمص)

وفي حديث: ابن عباس: (رأيت عليًا يوم صفين وهو يحمش أصحابه) أي: يذمرهم ويحرضهم على القتال، يقال: أحمشت الرجل وأويته وأحفظته إذا أغضبته وأحمشت النار إذا ألهبتها. (حمص) في حديث ذي الثدبة (كأن له ثدية مثل ثدي المرأة إذا مدت امتدت وإذا تركت تحمصت) أي: تقبضت، ومنه يقال: للورم إذا نفش وحمص الورم، والحمص، وقد حمصه الدواء. (حمض) وفي حديث ابن عباس: (أنه قال: لقوم قعود لديه أحمضوا) يقال أحمض القوم أحماضًا: إذا أفاضوا فيما يؤنسهم من الكلام والأخبار والأصل فيه الحمض الذي هو فاكهة الإبل، وذلك أنها ترعي الخلة فإذا ملتها مشقت من الحمض مشقان ثم عادت/ إلى الخلة، والعرب تقول: [175/ أ] الخلة خبز الإبل، والحمض فاكهتها، والخلة ما حلا من النبات والحمض ما ملح وكما خاف ابن عباس عليهم الملال أحب أن يحميهم فأمرهم بالأخذ في ملح الحكايات. وفي حديث بعض التابعين: (الأذن مجاجة، وللنفس حمضة) أي: شهوة والمجاجة: التي تمج ما تسمعه فلا تعيه، ومع ذلك فلها شهوة في السماع. (حمل) قوله: {حمولة وفرشًا} الحمولة: التي تحمل عليها، والفرش: صغار الإبل.

قوله: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها} قال: ابن عرفة: أي: حملوا الإيمان بها فحرفوها. وقوله: {إن تحمل عليه يلهث} أي إن تحمل عليه فتطرده كما يحمل المقاتل على قرنه. قوله: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها} قال أبو إسحاق الزجاج: أي لم يحمل الامانة أي أدتها أمانة، وكل من خان الأمانة فقد حملها وكل من أثم فقد حمل الإثم. قال الله تعالى: {وليحملن أثقالهم وأثقالًا مع أثقالهم} فأعلم الله أن من باء بالإثم فهو حامل الإثم. وقوله} وحملها الإنسان} قال الحسن: يعني الكافر والمنافق حملا الأمانة أي خانا ولم يطيعا. وقوله: {فالحاملات وقر} يعني السحاب. وقوله: {فإن تولوا فإنما عليه ما حمل} يعني البلاغ} وعليكم ما حملتم} [175/ ب] من الإيمان وبما جاء به./ وقوله: {حملت حملًا خفيفًا} يعني المني، والحمل في البطن والحمل على الظهر. وفي الحديث: (في قوم يخرجون من النار فينبتون كما نبت الحبة في حميل السيل) قال الأصمعي: هو ما حمله السيل، وكل محمول فهو حميل كما تقول للمقتول قتيل، وقال أبو سعيد الضرير: حميل السيل ما جاء

(حمم)

به من طين أو غثاء، فإذا اتفق فيه الحبة، واستقرت على شط مجرى السيل فإنها تنبت في يوم وليلة، وهي أسرع نابتة نباتًا، وإنما أخبر بسرعة نباتهم. وفي حديث آخر: (حمائل السيل) وهو جمع حميل السيل. وفي الحديث (يضغط المؤمن في هذا -يعني في القبر- ضغطه تزول منها حمائله) قال الأزهري: يعني: عروق أنثييه. وأما قوله: (الحميل لا يورث إلا ببينة) ففيه قولان: يقال: هو الذي يحمل من بلاده صغيرًا إلى بلاد الإسلام، ويقال: هو المحمول النسب، وذلك أن يقول الرجل هذا أخي، أو أبي، أو ابني ليزوي ميراثه عن مواليه فلا يصدق إلا ببينة. وفي الحديث: ى (لا تحل المسالة إلا لثلاثة: رجل تحمل بحمالة بين قوم) هو أن تقع حرب بين فريقين تسفك فيها الدماء فيتحمل تلك الديات رجل ليصلح ذات البين. (حمم) قوله: {ولي حميم} أي: قريب، وكذلك: قوله: {ولا صديق حميم} وحميم الرجل وحامته: خاصته، ومن يقرب/ [176/ أ] منه نسبه. وفي الحديث: (انصرف كل رجل من وفد ثقيف إلى حامته) يعني سامته وهما الخاصة.

وفي حديث آخر: (إنا جئناك في غير محمة) يقال: أحمت الحاجة إذا همت ولزم. وفي الحديث: (وعند حمة النهضات) يعني شدتها ومعظمها وحمة كل شيء ومعظمه وشراب حميم: أي حار. وقوله: {وسقوا ماء حميمًا}. ومنه الحديث: (كان يغتسل بالحميم). وقوله: {وظل من يحموم} يقال: المحموم شديد السوء وقال مجاهد: هو دخان جهنم. وفي الحديث (مثل العالم مثل الحمة) الحمة: عين ماء حار يستشفي بها المرضى. وقال مسلمة في خطبته: (إن أقل الناس في الدنيا هما أقلهم حمًا). قال سفير: أي: متعة، ومنه التحميم: المتعة. وهو في حديث عبد الرحمن: (أنه طلق امرأته ومتعها بخادم سوداء حممها إياها) يعني: متعها بها بعد الطلاق، وكانت العرب تسميها التحميم. وفي الحديث: (أن رجلًا قال: إذ مت فأحرقوني بالنار حتى إذا صرت حممًا فاسحقوني) الحمم الفحم واحدتها حممة.

ومنه حديث لقمان بن عاد ووصف أخاه وكان من سوداء (خذي مني أخي ذا الحمم) وأراد: سواده. وفي الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - مر بيهودي محمم مجلود فقال: أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم) أي: مسود الوجه مفعل من الحمم. وفي/ حديث أنس: (كان إذا حمم رأسه بمكة خرج واعتمر).يقال [176/ ب] حمم رأس قلان بعد الحلق إذا أسود، وحمم الفرج إذا شول وهو بعد الترغيب. وفي حديث آخر: (إذا بيتم فقولوا حم لا ينصرون) قال: أبو عبيد: كأن المعنى: اللهم لا ينصرون. وفي الحديث: (لا يخلون الرجل بمغيبة، وإن قيل حموها ألاحموها الموت) قال: أبو عبيد: تقول فليمت ولا تفعلن ذلك فإذا كان رأيه هذا في أب الزوج، وهو محرم فكيف بالغريب، وقال: ابن الأعرابي: هذه كلمة تقولها العرب: كما تقول: الأسد الموت، أي لقاؤه مثل الموت وكما يقولون: (سلطان نار) فمعني قوله: ألاحموها الموت. أي: إن خلوة الحم معها أشد من خلوة غيره من البعداء ولذلك جعله كالموت، قال الأصمعي: الإحماء: هو من قبل الزوج والأختان من قبل المرأة. قوله تعالى: {ولا وصيلة ولا حام} قال ابن عرفه: الحامي الفحل إذا ركبه ولده وولد ولده، ويقال: إذا كان من ولد غيره أبطن، قالوا: قد حمي ظهره فلا يركب ولا يمنع من مرعى ولا يجلا من ماء.

باب الحاء مع النون

وفي الحديث: (لا حمى إلا لله ورسوله) قال: الشافعي: كان الشريف في الجاهلية إذا نزل بلدًا في حية استعوى كلبًا فحمي لصاحبه مدى عواء الكلب لا يشركه فيه غيره، وهو يشارك القوم في سائر ما يرعون فنهى النبي - صلى الله عليه وسلم -./ [177/ أ]. وفي الحديث: (لا حمى إلا لله ورسوله) أي: إلا ما يحمي للخيل التي ترصد للجهاد، والركاب التي يحمل عليها في سبيل الله كما حمى عمر البقيع لنعم الصدقة والخيل المعدة في سبيل الله عز وجل. وفي الأمثال: لا بقيا للحمية بعد الحرائم. والحمية: الأنفة والغضبن وحمى أنفه حمية، وحمى المرض حمية. باب الحاء مع النون (حنتم) في الحديث (نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الدباء والحنتم) قال (أبو عبيد: هي جرار خضر كانت تحمل إلى المدينة فيها الخمر، وقال: غيره يقال للسحاب الكثيرة الماء حناتم لأنها شبهت في صبها المطر بالحناتم إذا صب فيها. (حنث) قوله تعالى: {وكانوا يصرون على الحنث العظيم} قال: مجاهد: على الذنب العظيم، وقال غيره: على الشرك، وقيل: على الإثم العظيم.

(حينئذ)

ومنه الحديث: (من مات له ثلاثة من الولد يبلغوا الحنث دخل من أي أبواب الجنة شاء) قال ابن شميل معناه: أن يبلغوا فيكتب عليهم الإثم، يقال: حنث في يمينه أي: إثم. وقيل من قوله تعالي} على الحنث العظيم} اليمين الفاجرة. وفي الحديث: (أنه كان يأتي جراء قبل أن يوحي إليه فيحنث فيه الليالي) أي: يتعبد قال أبو العباس يقال: هو يتحدث أي: يفعل فعلا/ [177/ب] يخرج من الحنث، كما تقول يتأثم أي: يلقي الإثم عن نفسه ويتحرج أي: يلقي الحرج عن نفسه. وفي الحديث: (ويكثر فيهم أولاد الحنث) يعني: ولد الزنا وأصله الذنب العظيم. وقال بعض أهل اللغة: الحنث العدل الثقيل، وبه سمى الذنب حنثا، يقال: بلغ الغلام الحنث أي: الجد: أي يجري عليه القلم بالحسنات والسيئات. (حينئذ) قوله تعالى: {جاء بعجل حينئذ} قال ابن عرفة: أي: مسوي بالرضاف حتى يقطر عرقا يقال: حنذته الشمس والنار إذا شوتاه

(حنن)

وفي الحديث: (أنه أتى بضب محنوذ) قال أبو الهيثم: أصله من حناذ الخيل، وهو أن يظاهر عليها جل فوق جل ليعرق تحتها. (حنن) وفي حديث أبي ذر (لو صليتم حتى تصيروا كالحائز ما نفعلكم حتى نحبوا آل الرسول - صلى الله عليه وسلم - أخبرنا به الثقة عن أبي عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي: الحنيزة القوس بلا وتر وقال الليث: الخير ألطاف المعقود، يقال: حزت القوس حنيزة إذا بينها، وسمعت الأزهري يقول: كل شئ منحنى فهو حنيزة له كقوله: (لو تعبدتم حتى تنحني ظهوركم) (حنش) في الحديث (حتى يدخل الوليد يده في فم الحنش) يعني: في فم الأفعى. (حنط) وفي حديث عطاء: (سئل أي الحناط أحب إليك؟ قال الكافور) الحنوط الحناط واحد وهو ما يخلط من الطيب للموتى خاصة. (حتف) [178/ أ] قوله: /} بل ملة إبراهيم حنيفًا} قال ابن عرفة: قيل الحنف الاستقامة، وقال الأزهري: معنى الحنيفة في الإسلام الميل إليه والإقامة على عقده، قال: والحنف: إقبال: إحدى القدمين على الأخرى، فالحنيف الصحيح

(حنق)

الميل إلى الإسلام الثابت عليه، وقال: أبو عبيد: الحنيف عند العرب: من كان على دين إبراهيم عليه السلام. (حنق) وفي حديث عمر: (لا يصلح هذا الأمر إلا لمن لا يحنق على جرته) قال ابن الأعرابي: معناه لا يحقد على رعيته، والحنق: الغيظ والحقد. (حنك) قوله تعالى: {لأحنتكن ذريته إلا قليلًا} أي: لاقتدنهم إلى طاعتي يقال: أحتنك دابته إذا قادها بمقوده، وسمعت الأزهري يقول: لأحنتكن أي: لاستأصلن بالإغواء، يقال أحتنك البعير الصليانة إذا فعلتها من أصله، واحتنك الجواد الأرض: إذا أتت على بنائها. وفي الحديث: (أنه كان يحنك أولاد الأنصار) التحنيك: أن تمضغ التمر ثم تدلكه بحنك الصبي، يقال: حنكته وحنكته. (حنن) قوله: {وحنانا من لدنا} أي: وأتيناه رحمة من عندنا، وقال ابن الأعرابي: (الحنان) من صفات الرحمان مشدد- الرحيم- والحنان: محقق العطف والرحمة والحنان: الرزق والبركة. وفي حديث بلال (ومر عليه ورقة بن نوفل وهو يعذب فقال: والله لئن قتلتموه لاتخذنه حنانًا) أي: / لأتمسحن به، وقال الأزهري: [178/ ب] معناه لأتعطفن عليه، ولأترحمن عليه، لأنه من أهل الجنة.

(حنا)

وفي الحديث (أنه كان يصلي إلى أسطوانة جذع في مسجده ثم تحول إلى أصل أخرى فحنت إليه الأولى) أي: نزعت واشتاقت، والأصل في الحنين ترجيع الناقة صوتها أثر ولدها. وفي حديث عمر (لما قال: عقبة بن أبي معيط أقتل من بين قريش، فقال عمر رضي الله عنه حنن قدح ليس منا) يضرب مثلًا للرجل ينتمي إلى نسب ليس منه، أي يدعي ما ليس منه، والقدح: أحد قداح الميسر، فإذا كان أحد القداح من غير جوهرة أخواتها، ثم جلجلة المقبض بها خرج له صوت يحالف أصواتها فعرف به. (حنا) وفي الحديث (أنا وصفعاه الخدين الحانية على ولدها كهاتين يوم القيامة) الحانية: التي تقيم على ولدها لا تتزوج يقال: حنت عليهم، فإذا تزوجت فليست بحانية. وفي حديث آخر: (أحناه على ولده) يعني: أشفقه، يقال: حتى عليه يحنو، وأحنى يحني، وحتى يحني، إذا شفق عليه وعطف. وفي الحديث (فإذا قبور بمحنة) يعني: بغير بحيث ينعطف الوادي وهو محاذي الوادي.

باب الحاء مع الواو

وفي الحديث (إياك والحنوة) يعني في الصلاة، وهو طأطأة الرأس وتقويس الظهر. باب الحاء مع الواو (حوب) / قوله تعالى: {أنه كان حوبًا كبيرًا} قال ابن عرفة: أي إثمًا يقالل [179/ أ] حوب وحوب وحوبة للإثم. ومنه الحديث: (رب تقبل توبتي وأغسل حوبتي) وفي الحديث: (أن رجلًا سأله الإذن في الجهاد فقال: ألك حوبة؟ قال: نعم) يعني: ما يأثم به إن ضيعه من حرمة، ويقال: الحوبة: الأم، ويقال: حاب يحوب حوبًا، إذا فعل ما يؤلمه، ويحوب من الأمر، إذا تأثم فتوفاه، وألقى الحوب عن نفسه. وفي الحديث: (أن آبا أيوب الأنصاري أراد أن يطلق أم أيوب فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: : إن طلاق أم أيوب لحبوب) قال: شمر: قال خالد بن حنبلة الحوب: الوحشة، أراد أن طلاقها لوحشة، وقال القراء: الحوب: لأهل الحجاز والحوب: لتميم قال: والحوبة: الحاجة ومنه قيل في الدعاء: (ارفع

(حوت)

حوبتي) أي: حاجتي. وفي الحديث: (الربا سبعون حوبًا) أي: ضربًا من الإثم. وفي الحديث: (كان إذا قدم من سفر قال: ايبون تائبون لربنا حامدون حوبًا حوبًا) كأنه لما فرغ من كلامه زجر بعيره، وحوب زجر لذكور الإبل. (حوت) قوله: {إ ذ تأتيهم حيتانهم} قال الفراء: يجمع الحوت حوته وأمواتا في القليل، فإذا كثرت فهي الحيتان. (حوج) في الحديث: (أنه قال: له رجل يا رسول الله ما تركت من حاجة ولا داجة [179/ ب] إلا أتيت) أي: ما تركت شيئًا دعتني نفسي إليه إلا وقد/ ركبته يعني: من المعاصي، وداجة: إتباع الحاجة. وفي الحديث: (انطلق إلى هذا الوادي ولا تدع حاجًا ولا حطبًا) الحاج: ضرب من الشوك والواحدة حاجة، فأما الحوائج: فهو جمع على غير قياس للحاجة. وقد قيل: إن الأصل فيه حائجة.

(حوذ)

(حوذ) قوله: {الم نستحوذ عليكم} أي: ألم تغلب على أمركم. ومنه قوله تعالى: {استحوذ عليهم الشيطان} أي: استولى، ويقال: حاذ الإبل يحوزها، وحاذاها يحوزها: إذا جمعها ليوقها، واستحوذ: خرج على الأصل، ولو قيل: استحاذ كان حائذًا سائغًا. وفي الحديث: (كان حائذًا سائغًا) وفي الحديث: (في الصلاة فمن فرغ لها قلبه وحاذ عليها بحدودها) أي: حافظ عليها. وفي حديث عائشة (ووصفت عمر فقالت: كان والله أحوذيًا نسيج وحده) الأحوذي: الجاد المنكمش في أموره كلها، ويروي: أحوذيًا وهو الحسن السياق للأمور. وفي الحديث: (أغبط الناس المؤمن الخفيف الحاذ) أي: القليل المال وأصل الحاذ: طريقة المتن. وفي حديث أخر: (ليؤتين على الناس زمان بغيظ الرجل فيه بخفة الحاذ كما يغبط اليوم أبو العشيرة) ضربه عليه الصلاة والسلام مثلًا لقلة ماله وعياله والحال الحاذ واحد: وهو ما وقع عليه أللبد من متن الفرس./ [180/ أ].

(حور)

(حور) قوله: {قال الحواريون نحن أنصار الله} الحواريون أنصار عيسى عليه السلام، قيل: أنهم سموا حوارين لأنهم يغسلون الثياب ويحورونها أي: يبيضونها، والتحوير التبييض، والحور البياض عندهم قال: فلما كانوا أنصاره دون الناس قيل لكل ناصر نبيه حواري تشبيهًا بأولى: ويقال: نساء الحاضرة الحواريات لبياض ألوانهم وثيابهن قال أبو خلده: فقل للحواريات يبكين غيرنا ... ولا يبكين إلا الكلاب النوابح وقال الأزهري: هم خلصان الأنبياء وتأويله الذين أخلصوا وتبقوا من كل عيب والدقيق الحواري الذي سبل ونخل كأنه روجع في اختباره مرة بعد أخرى. وفي الحديث (الزبير ابن عمتي وحواري من أمتي) قال أبو بكر: معناه: أنه مختص من بين أصحابي ومفضل، قال: وسمى خبز الحواري: لأنه أشرف الخبز وأرفعه وحواري عييي هم المفضلون عنده وخاصته. وقوله: {والله يسمع تحاوركما} أي: مراجعتكما الكلام ومنه قوله: {فقال له صاحبه وهو يحاوره} يقال: تحاورا الرجلان إذا رد كل واحد منهما على صاحبه والحوار والمحاورة المخاطبة بين اثنين فما فوقهما. وفي الحديث (نعوذ بالله من الرجوع عن الجماعة بعد الكور) أي: بعد

أن كنا/ في الكور أي في الجماعة: يقال: حاز عمامته: إذا لفها وحار [180/ ب] عمامته إذا نقضها، قال ذلك أبو إسحاق النحوي، وقال غيره: يجوز أن يراد بذلك أعوذ بك من أن تفسد أمورنا وتنتقض بعد صلاحنا كنقض العمامة بعد استقامتها على الرأس ومن رواه (بعد الكون) بالنون فقال: أبو عبيد سئل عاصم عن معناه فقال: (ألم تسمع إلى قولهم حار بعد ما كان يقول: إنه كان على حال جميلة فحار عن ذلك أي: رجع. وقوله: {إنه ظن أن لن يحور} أي: لن يرجع إلى الله والحور الرجوع إلى النقض لجواب ذلك يقال كلمته فما رد إلى حوار. وفي حديث علي (والله لا أريم حتى يرجع إليكما أبناكما بحور ما بعثتما به) أي: بجواب ذلك يقال: كلمته فما رد حورًا ولا حريرًا، أي: جوابًا: ويجوز أن يكون أراد يرجع بخيبته، وأصل الحور الرجوع إلى النقض. وفي الحديث: (أنه لما أخبر بقتل أبي جهل قال - صلى الله عليه وسلم - إن عهدي به في ركبته حوراء فانظروا فنظروا فرأوه) قوله: (حوراء) يعنى أثر كية كوي بها، يقال حور عين دابته إذ حجر حولها بكية من داء يصيبها وسميت الكية حوراء لأن موضعها يبيض، والتحرير التبييض. وفي حديث أخر (فحور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسعد بن زرارة بحديده) أي كواه.

(حوز)

(حوز) [181/ أ] قوله: /} أو متحيزًا إلى فئة} أي: يصير حيز فئة من المسلمين يمنعونه من العدو، يقال: تحوز وتحيز وأنحاز بمعنى واحد والحيز: الناحية. وفي حديث بعضهم: (فحمى حوزة الإسلام) يعني: نواحيه وحدوده يقال: فلان مانع بحوزته، أي: لما في حيزه. وفي الحديث: (فما تحوز له عن فراشه) أي: ما تنحى. وقالت عائشة: (تصف عمر كان والله أحوذيا) قال الأصمعي: هو الحسن السياق، وفيه بعض النقار، وقال أبو عمر: هو الخفيف، وفي بعض الأخبار (فلم نزل مفطرين حتى بلاغنا ما حوزنا) قال شمر: هو موضعهم الذي أراده وأهل الشام يسمون المكان الذي ينهم وبين العدو الذي فيه أساميهم ومكانهم ماحوزًا، وقال بعضهم هو حر الشيء الذي أحرزته. وقال الأزهري: لو كان منه القبل محاذينا ومحورنا، وأحبه بلغة غير العربية، وروى شمر: (الإثم حوار القلوب) بتشديد الواو- قال: ومعناه يحوز القلب ويغلب عليه حتى يركب ما لا يحب من حاز يحوز، والرواية المشهورة حوار بتشديد الزاي، وقد مر ذكره. (حوس) في الحديث (فحاسبوا العدو ضربًا حتى أجهضوهم عن أثقالهم) أي: بالغوا النكاية فيهم، وأصل الحوس شدة الاختلاط، ومداركه الضرب أحوس: جرئ لا يرده شيء. [181/ ب] وفي/ حديث عمر: (تحوسك فتنة) أي: تخالطك وتحثك وتحركك

(حوص)

على ركوبها قال أبو عبيدة: كل موضع خلطته وطويته فقد دسته وجسته- بالحاء والجيم. وفي حديث أخر: (فجعل يتحوس في الكلام) أي يتأهب الكلام: يتردد فيه. وفي حديث عمر: (وفلان يخطب امرأة تحوس الرجال) أي: تخالطهم. (حوص) في حديث علي (أنه قطع ما فضل من الكمين ثم قال، للخياط حصة) تقول: خط كقافه، ومنه قيل للعين الصفة خوصا كأنهما خيط جانب منها ويقال: حصن عني صفرك: أي: خطها. (حوط) قوله: {والله محيط بالكافرين} روى عن مجاهد: انه جامعهم يوم القيامة، يقال حاطه يحوطه حوطًا وحياطة وحيطة. وقوله: {إن ربك أحاط بالناس} يعني: أنهم في قبضته. وقوله: {يوم محيط} يقال: أحاط به الأمر إذا أخذه من جميع جوانبه فلم يكن منه فخلص. ومنه قوله: {إلا أن يحاط بكم} أي: تأخذوا من جوانبكم، ومنه الحائط. قوله: {وأحاطت به خطيئته} أي: مات على شركه.

(حوف)

قوله: {أحطت بما لم تحط به} أي: عملت من جميع جوانبه. (حوف) وفي حديث عائشة (تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى حوف) قال الأزهري، والأصمعي: الحوف البقيرة يلبسها الصبي. (حوق) [182/ أ] في حديث أبي بكر (حين ضرب البعث إلى الشام/ فكان في وصيته ستجدون أقوامًا محوقة رؤوسهم) قال شمر: يكون بمعنى السفر يقال: حقت البيت أي سفرته بالمحوقة، أي: سفروا أوساط رؤوسهم، وحلقوها، ويكون التحويق بمعنى السفر يقال: حقت البيت أي سفرته بالمحوقة، أي: سفروا أوساط رؤوسهم، وحلقوها، ويكون التحويق بمعنى الاستدارة أيضًا من التحوق وهو الإطار وحقوق الحشفة: الإطار الذي حول الختان وتسمى القمرة الحوق. (حول) قوله: {يحول بين المرء وقلبه} أي: يملك عليه قلبه فيصرفه منه كيف يشاء. وقوله: {ولا يبغون عنها حولًا} أي: تحولا يقول: حال من مكانه حولًا وعادني حبها عودًا، وقيل: الحول: الحيلة فيكون المعنى على هذا الوجه، أي لا يحتالون منزلًا غيرها. وفي الحديث: (نهى أن يستنجى الرجل بعظم حائل) أي: متغير قد غيره البلى، وكل متغير حائل، فإذا أتت عليه السنة فهو محيل.

وفي حديث: (إن جبريل أخذ من حال البحر فأدخله فاه فرعون) الحال: الطيب الأسود المتغير. وفي حديث الاستسقاء: (حوالبنا ولا علينا) المعنى: اللهم اجعله في مواضيع النبات لا في موضع الأبنية، يقال: رأيت الناس حوله وحوليه وحواله وجواليه ويجمع أحوالًا، قال امرؤ ألقيس. ألست ترى السماء والناس أحوال. وفي الحديث: (اللهم بك أصاول وبك أحاول) أي: أطالب/ وفي [182/ ب] راوية أخري، أخبرتيها أبو منصور محمد الأزهري قال: حدثنا أبو القاسم البغوي ببغداد قال: حدثني هارون بن عبد الله قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا حماد عن ثابت عن عبد الرحمن بن صيفي عن صهيب؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (كان يقول إذا لقي العدو: اللهم بك أحول وبك أصول وبك أقاتل) وسمعت: أبا منصور يقول: بك [أحول] أي أتحرك [وبك أصول] أي: أحمل على العدو.

(حوم)

وفي الحديث: (لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة) قال أبو الهيثم: الحول الحركة، يقال: حال الشخص إذا تحرك، ويقال: استحل هذا الشخص أي: انظر أيتحرك أم لا فكان القاتل يقول: لا حركة ولا استطاعة إلا بمشيئة الله عز وجل. وفي الحديث: (ونستحيل الجهام) أي: ننظر إليه هل يحول، أي: يتحرك. وفي الحديث: (من أحال دخل الجنة) قال ابن الأعرابي: أي: أسلم. يقال: حال الرجل: إذا تحول من شئ إلى شئ، وقال أبو بكر: الحول. الحيلة، يقال: ماله حول، وحيلة، واحتيال ومحالة، ومحال، ومحيلة، ومحال بمعنى واحد، قال اللحياني: يقال إنه لشديد الحيل بمعنى القوة. ومنه (ما جاء في دعائه - صلى الله عليه وسلم - اللهم ذا الحيل الشديد) هكذا أقرانيه [183/ أ] الأزهري، قال: والمحدثون/ يقولون: ذا الحبل، ولا معنى له والصواب الياء. (حوم) في حديث الاستسقاء (اللهم ارحم بهائمنا الحائمة) أراد: التي تحوم على الماء أي تطوف فلا تجد ماء ترده، وقال الزبير بن بكار الزبيري: كان عمر بن أبي ربيعة المخزومي يحوم، ولا يرد، وذلك لأنه كان فاسق الشعر عفيف الفعل. (حوا) قوله: {أو الحوا يا} وأحدتها حاوية، وحاوياء، وحوية.

باب الحاء مع الياء

وفي حديث قيلة (فوالنا إلى حواء ضخم) الحواء: بيوت مجتمعة على ماء ويجمع: أحوبة، وقوله: (فوالنا) أي: لجأنا. وفي الحديث: (أن رجلًا قال: يا رسول الله هل علي في مالي شيء إذا أديت زكاته، قال عليه الصلاة والسلام: فأين ما تحاورت عليه الفضول) تحاورت: تفاعلت من حويت الشيء إذا جمعته يقول: لا تدع المواساة من فضل مالك. وفي الحديث: (فدنوت من البراق لأركبه فتحيا مني) يريد تحوي، والتحوي التقوى. وفي الحديث: (كان يحوي وراءه بعباءة ثم يرد فنها) أي: يجعل حوية وهو أن يدير كساء حول السنام ثم تركب. وفي الحديث: (خير الخيل الحو) يعني: الكمية التي يعلوها سواد، وقد حوي الفرس حوة، وأحوى. باب الحاء مع الياء (حير) قوله: {في الأرض حيران} الحيران الحائر: هو الذي لا يهتدي لجهة/ أمره وقد حار وبه سمى الماء المستنقع الذي لا منفذ له حائر. [183/ ب]

(حيس)

وفي حديث ابن عمر: (الرجل يطرق على الفحل، فيذهب حيرى الدهر فقال له رجل: ما حيرى الدهر؟ قال: لا يحسب) أراد أبد- الدهر يقال: ذهب زاده حيرى الدهر، وحيرى الدهر, وحاري الدهر، وحير الدهر أي: ما بقي الدهر. وقوله: (لا يحسب) أراد لا يعرف حسابه لكثرته، ودوامه على وجه الدهر. (حيس) في حديث أهل البيت (ولا يحينا التلكع ولا المحبوس) قال بنو العباس: هو الذي أبوه عبد، وأمه عبده، قلت: كأنه مأخوذ من الحيس وهو شرده من أخلاط. (حيش) في الحديث (أن قومًا أسلموا على عهده فقدموا المدينة بلحم فتحيشت أنفس الصحابة منه) أي: نفرت، ويقال: حاش يحيش حيشًا، ورواه بعضهم: تجيشت- بالجيم- فإن كان محفوظًا فهو من حاشت نفسه، أي: ارتفعت. وفي الحديث: (أنه دخل حائش نخل) هو جماعة، ومثل الصور والحش والحش.

(حيص)

وفي حديث عمرو: (فبينا أنا أسير إذ أنا بياض أنحاش منه مرة ويتحاش مني أخرى) أي: فيحذر، والأنحياش الأكثر، من أحش يقال: فلان لا ينحاش من شئ إذا لم يكترث. وفي حديث عمر: (أنه دخل أرضا له فرأى كلبًا فقال: أحبشوه إلي) يقول: سقوه إلي، يقال: حشت الصيد واحتسته إذا سقته إلى الحبالة. (حيص) قوله عز وجل: {ما لنا محيص} أي: في معدل ولا ملجأ، يقال: حاض: يحيص حيصة، وحياصًا، إذا مال ملتجأ وجاض بجيض- بالجيم والضاد قريب منه، وحاضى عنه، إذا تنحى. ومنه قوله} ولا يجدون عنها محيصًا} أي: مهربًا ومحيدًا. وفي حديث مطرف (هو الموت تحايصه ولا بد منه) أي: نحيد عنه. في حديث عمر (فحاص المسلمون حيصة) أي: جالوا جولة. وفي حديث سعيد بن جبير (وجعلتم الأرض عليه حيص بيص) أي ضيفتم عليه الأرض حتى لا يتصرف فيها يقال: وقع في حيص بيص وحيص بيص إذا وقع في أمر لا يجد مخلصًا منه. (حيض) قوله تعالى: {ويسألونك عن المحيض} قال ابن عرفة المحيض:

(حيق)

والحيض اجتماع الدم إلى ذلك المكان وبه سمى الحوض لاجتماع الماء فيه يقال: حاضت المرأة وتحيضت ودرست وعركت وطمست تحيض حيضًا ومخاضا ومحيضًا إذا سال الدم منها في أوقات معلومة فإذا سال في غير أوقات معلومة من غير عرق المحيض قلن استحيضت فهي مستحاضة. (حيق) قوله تعالى: {وحاق بهم} قال ابن عرفة: يقال حاق به الأمر محيق إذا لزمه ووجب عليه أراد عاد سوى ذلك عليهم تعني العذاب الذي هو جزاء استواءهم، وقال الأزهري، الحيق في اللغة ما يشمل على الإنسان من مكروه فعله. قوله: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله} أي: لا يرجع عاقبة مكروهة إلا عليهم. (حيك) في حديث لنواس (الإثم ما حاك في نفسك) قال الليث: ألحيك هو أخذ القول قلبك يقال ما يحيك كلامك في فلان ولا يحيك الفأس والقدوم في هذه الشجرة. وقال شمر: الحياك الراسخ في قلبك الذي يهمك. (حين) وقوله: {ومتاعًا إلى حين} قال: ابن عرفة: الحين: القطعة من الدهر كالساعة فما فوقها. قوله: {فذرهم في غمرتهم حتى حين} أي: حتى نفنى أجسامهم.

(حيا)

وقوله: {تؤتي أكلها كل حين} أي كل سنة وقيل: كل ستة أشهر، وقيل: غدوة وعشيًا، وقال الأزهري: الحين: اسم كالوقت يصلح لجميع الأزمان كلها، طالت أم قصرت، والمعنى: أنه ينتفع بها كل وقت لا ينقطع نفعها آليته قال: والحين يوم القيامة. قوله: {ولتعلمن نبأه بعد حين} يعني: نبأ محمد - صلى الله عليه وسلم - من عاش علمه لظهوره، وتمام أمره، ومن مات علمه يقينًا. وفي الحديث: (تحينوا نوقكم) التحين أن يحلبها مرة واحدة في وقت معلوم. يقال: حيتها أحينها تحينًا. (حيا) قوله تعالى: {ولكم في القصاص حياة} قال ابن عرفة: إذا علم القاتل أنه يقتص منه كف، فذلك حياة، وقال أبو عبيد: /حياة أي منفعة، قال: [185/ أ] ويقال ليس بفلان حياة، أي ليس عنده خير ولا شر. وقوله تعالى: {إذا دعاكم لما يحييكم} يعني: للحق والهدى، وذلك هو الحياة لأن الكافر بمنزلة الميت لأنه لا يفقه ولا يفهم ويقال: لما يحييكم يعني الحياة بالعلم. وقوله: {لهي الحيوان} أي فيها الحياة الباقية لا موت معنا والحيوان: يقع على كل شيء حي معناه من صار إلى الآخرة أفلح ببقاء الأبد، وحيوان: عين في الجنة.

وقوله: {ويستحيون نساءكم} أي: يستبقونهن ليجعلونهن وصائف وخدمًا. وقوله: {إن الله لا يستحيي} قال ابن عرفة: استحيا الله كراهيته لشيء وتركه إياه. وفي الحديث: (التحيات لله) قال أبو بكر: فيه ثلاثة أوجه. أحدها: السلام على الله يقول الرجل للرجل: حياك الله أي سلم الله عليك. والثاني: الملك لله والتحية الملك ويقال: حياك الله أي ملكك الله. والثالث: البقاء لله تعالى، ويقال: حياك الله أي أبقاء الله. وقال يعضهم معنى حياك الله أي أحياك الله. فعل بمعنى أفعل، كما يقال: وهي وأوهى، ومهل وأمهل. قال الله: {فمهل الكافرين أمهلهم رويدًا} قال القتيبي: إنما قال التحيات لله على الجمع: لأنه كان من الأرض ملوك يحيون بتحيات مختلفة فيقال لبعضهم: أبيت اللعن، ولبعضهم أسلم وأنعم ولبعضهم عشر ألف سنه فقيل لنا: قولوا التحيات لله أي الألفاظ التي تدل على الملك، ويكني بها عن الملك هي لله عز وجل. [185/ ب] وفي الحديث: (الحياء من الإيمان) وقال بعضهم: جعل الحياء،

وهي غريزة من الأيمان، وهو انكسار، لأن المستحي ينقطع لحيائه عن المعاصي، وإن لم يكن له تقيد فصار كالإيمان الذي يقطع بينها وبينه. ومنه الحديث الأخر: (إذ لم تستحي فاصنع ما شئت). أي من لم يستح صنع ما شاء، لفظ لين معناه الخبر، يقال استحي يستحي واستحيا يستحي. وفي حديث الاستسقاء: (وحيًا ربيعًا) الحيا الخصب وما تحيا به الناس، وهو مقصور، والجدأ المطر الكثير الواسع، وكذلك من العطية ويكتبان بالآلف. وفي حديث (إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر) وهي كلمة على حده ومعناها هلم وهلًا حثيثًا فجعلا كلمة واحدة يريد: إذا ذكروا فهات وعجل بعمر، ومعنى قوله: (حي على الصلاة) هلموا إليها واقبلوا وفي الحديث (يسئل الرجل عن كل شيء حتى عن حية أهله). أي: عن كل شيء حي في منزله مثل الهر وغيره، وأنت الحي فقال: حية لأنه ذهب إلى النفس. آخر حرف الهاء

الخاء خ

كتاب الخاء

كتاب الخاء بسم الله الرحمن الرحيم باب الخاء مع الباء (خبأ) قوله تعالى: {الذي يخرج الخبء} الخبء: على كل شيء غائب أي يخرج السر والغيب وجاء في التفسير أن الخبء هاهنا المطر من السماء والنبات / [186/أ] في الأرض. (خبب) وفي الحديث: (ابتغوا الرزق في خبايا الأرض) والخباية واحدها خبيئة أراد الحرث وإثارة الأرض للزراعة، وقال الزهرى: قال لي عروة بن زبير ازرع فإن العرب كانت تتمثل بهذا البيت: تتبع خبايا الأرض وادع مليكها ... لعلك يومًا أن تجاب وترزقا. وفي حديث: (ليس منا من خبب امرأة أو مملوكًا) أي أفسدها التخبب الإفساد كان من الخب. (خبت) قوله} وأخبتوا إلى ربهم} أي اطمأنوا وسكنت نفوسهم إلى أمره، والإخبات: الطمأنينة، ويقال لما أطمأن من الأرض الخبت. وقوله: {وبشر المخبتين} هم المتواضعون.

(خبث)

وقوله: {فتخبت له قلوبهم} أي تطمئن وتسكن منخفضة إلى كلامه. (خبث) قوله: {قوله كشجرة خبيثة} روى ابن عباس قال: هي الحنظلة وقيل: الكشوث. وقوله: {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} أي لا تقصدوا الرديء فتصدقوا به. وقوله: {الخبيثات} أي الكلمات الخبيثات للخبيثين من الرجال أي لا يتكلم بالخبيثات إلا الخبيث من الرجال، وقيل: الخبيثات من النساء للخبثيين من الرجال. وقوله: {ويحرم عليهم الخبائث} يقال لكل شيء نجث خبيث. وفي الحديث: (من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا) يقال للشيء كريه الطعم أو الرائحة خبيث، مثل الدم والمال الحرام والربا والثوم والبصل والكرات، والعرب تدعوا الربا خبثًا وخبثة. [186/ب] وفي الحديث: (إذا كثر/ الخبث يكون كذا وكذا) يراد الفسق والفجور.

وفي الحديث: (أنه وجد فلانا يخبث) أي يزني. وفي الحديث: (أعوذ بك من الخبث والخبائث) قال أبو بكر: الخبث: الكفر والخبائث الشياطين، وقال أبو الهيثم: الخبث بضم الباء جمع الخبيث، وهو الذكر من الشياطين والخبائث: جمع الخبيثة وهي الأنثى من الشياطين. وفي حديث آخر: (أعوذ بك من الخبيث المخبث) قال أبو عبيد: الخبيث: ذو الخبث في نفسه، والمخبث: الذي أعوانه خبثاء، كما يقول قوي مقوى، والقوي في نفسه والمقوي أن يكون دابته قوية، قال أبو بكر ويقال رجل مخبث إذا كان يعلم الناس الخبث، وأجاز بعضهم أن يقال: مخبث للذي ينسب الناس إلى الخبث قال الكميت: وطائفة قد أكفروني بحبكم ... وطائفة قالوا مسيء ومذنب أي نسبوني إلى الكفر ويكتب في عهده الرقيق: (لا داء ولا غائلة ولا خبثة) والخبثة: أن تكون غير طيبة لأنه من قوم لم يحل سبيهم لعهد تقدم لهم أو حرية [ثبتت] لهم وكل حرام خبيث.

(خبر)

وفي الحديث: (لا يصلي الرجل وهو يدافع الأخبثين) يعني الغائط والبول. (خبر) (الخبير) من صفات الله عز وجل العالم بما كان/ وبما يكون، يقال: من أين خبرت هذا أي من أين علمته، وخبرت الرجل بلوته. وقوله: {الرحمن فاسئل به خبيرا} أي عالمًا. وفي الحديث (نهى عن المخابرة) قيل: هي المزارعة على النصيب كالثلث والربع وما أشبهه، والخبرة: النصيب، قال الشاعر: إذا ما جعلت الشاه للناس خبرة ... فشأنك أني ذاهب لشئوني والخبار أرض لينة وكان ابن الأعرابي يقول: أصل المخابرة من خيبر لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أقرها في أيدي أهلها على النصف فقيل: خابرهم أي عاملهم في خيبر ثم تنازعوا فنهي عن ذلك ثم جازت بعد. وفي الحديث: (نستخلب الخبير) أراد النبات والعشب شبه بخبير الإبل وهو وبرها، والنبات ينبت كما ينبت الوبر، واستخلابه: احتشاشه بالمخلب، وهو المنجل الذي لا أسنان له، وسمعت الأزهري يقول: الخبير يكون زبدًا ويكون وبرًا ويكون زرعًا ويكون أكارًا.

(خبط)

وفي الحديث: (أنه بعث عينا يتخبر له خبر قريش) قوله: (يتخبر) بمنزلة يستخبر، وقد جاء يتفعل بمعنى مستفعل منها قوله تكبر واستكبر، وتنجز الجواب واستنجزه، وتضعفت الرجل واستضعفه وتيقنت واستيقنت. (خبط) وقوله: {كما يقوم الذي/ يتخبطه الشيطان من المس} أي كما يقول المجنون [87/ ب] في حالة جنونه أي أصرخ فسقط، وكل من ضربه البعير بيده فصرعه فقد خبطه وتخبطه، والخبط باليدين والرمح بالرجلين والزبن بالركبتين. وفي حديث مكحول: (أنه مر برجل نائم بعد العصر فدفعه برجله وقال: لو عوفيت فقد وقع عنك إنها ساعة تخرجهم وفيها ينتشرون وفيها تكون الخبتة). قال: شمر كان مكحول في لسانه لكنة، وإنما أراد الخبطة، يقال: تخبطه الشيطان يتخبطه إذا مسه بخبل أو جنون، وأصله ضرب البعير الشيء بخف يده. وفي حديث سعد: (لا تخبطوا خبط الجمل ولا تمطوا بآمين) نهاه أن يقدم رجله عند القيام من السجود. وفي الحديث: (فقد حرمتهما أن تعضد وأن تخبط) الخبط: أن يضرب الشجر بعصًا لينحات ورقه واسم الورق المخبوط خبط، وهو من علف الإبل. ومنه الحديث: (فضربتها ضربًا بالمخبط فسقطت) يعني بعصًا يخبط بها أوراق الشجر. ومنه الحديث عمر: (لقد رأيتني بهذا الجبل أحتطب مرة واختبط أخرى) أي أضرب الخبط من الشجر.

(خبل)

وفي حديث علي: (خباط عشوات) أي يخبط في ظلمات وخابط العشوة نحوه واطئ العشوة وهو الذي يمشي في الليل بلا مصباح فيتحير ويضل وربما تردى في بئر أو سقط على سبع ويقال: هو يخبط في عمياء إذا ما ركب أمرًا بجهالة. (خبل) قوله: {لا يألونكم خبالا} أي لا يقصرون في إفساد أموركم. ومثله قوله: {وما زادوكم غلا خبالا} والخبال والخبل الفساد، وقد يكون ذلك في الأفعال والأبدان، والعقول، ويقال: خبلة الجن، وبه سمى الجن الخبل وقال أوس: تبدل حالًا بع حال عهدته .... تناوح جنان بصن وخبل وفي الحديث: (من أصيب بدم أو خبل) أي جرح يفسد الوضوء والخبل: فساد الأعضاء، ورجل خبل ومخبل. وفي حديث: (من شرب الخمر سقاه الله من طينة الخبال يوم القيامة) قال ابن الأعرابي: الخبال عصارة أهل النار. وفي الحديث: (بين يدي الساعة خبل) أي فساد الفتنة والهرج.

(خبن)

وفي حديث ابن مسعود وإن قومًا بنوًا مسجدًا بظهر الكوفة فأتاهم فقال (جئت لأكسر مسجدًا الخبال) " قال شمر: الخبال والخبل الفساد والمنع والحبس، والله خابل الرياح وإذا شاء أرسلها. وفي الحديث: (أن الأنصار شكت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن رجلًا صاحب خبل يأتي إلى نخلهم فيفسده) الخبل: الفساد في الثمار. (خبن) في حديث عمر: (فليأكل منه ولا يتخذ خبنة) الخبنة: ثياب الرجل وهو ذيل المرفوع، يقال: دفع في خبنته شيئًا، قال شمر: الخبنة والحنكة في الحجزة والثبنة والإزار، ويقال: ذهب فلان بما في البيت خبنا وثبنا، وقال ابن الأعرابي: أخبن الرجل إذا خبأ في خبنة سراويله مما يلي البطن وأثبن إذا خبأ في ثبنته مما يلي الظهر. قوله تعالى: (كلما خبت زدناهم سعيرًا) قوله: (خبت) أي سكن لهيبها، وهي حية لم تبطل، وكذلك باخت وخمدت فإذا بطلت قيل: همدت وهمد الإنسان سكنت حركاته. باب الخاء مع التاء (خنت) في حديث أبي جندل (أنه اختات للضربب حتى خيف على عقله) قال شمر: هكذا روى. والمعروف أخت الرجل إذا انكسر واستحي، قال: والمختتئ مثل المخت، وهو المتصاغر المنكسر.

(ختر)

(ختر) قوله تعالى: {كل ختار كفور} قال ابن عرفة: الختر الفساد يكون ذلك في الغدر وغيره، يقال ختره الشراب إذا أفسد نفسه، وقال الأزهري: الختر: أسوأ الغدر. (ختم) وقوله: {وخاتم النبيين} أي ختمهم فهو خاتم لهم وقرئ (خاتم) وفي الخاتم أربع لغات خاتم، وخاتم، وخاتام، خيتام. قوله: {ختامه مسك} أي فوجد في آخره طعم المسك ورائحته. وقال علقمة: خلطة مسك، وقال مجاهد: مزاجه، وقال ابن مسعود: [189/ 1] عاقبته طعم المسك. وقوله: {ختم الله} أي طبع الله، والخاتم بمنزلة الطابع والمعنى: أنها لا تعقل ولا تعي خيرًا، معنى الختم: التغطية علي شيء والاستيثاق منه حتى لا يدخله شيء. وقوله: {فأن يشاء الله يختم على قلبك} قال قتادة: أي ينسيك ما أتاك، وقال غيره: يربط على قلبك بالصبر على أذاهم. وفي الحديث: (آمين: خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين) قال ابن الأنباري: معناه طابعه وعلامته التي تدفع عنهم الأعراض. والعاهات لأن خاتم الكتاب سمى خاتمًا لصيانته الكتاب ومنع الناظرين ن معرفة ما فيه، فالخاتم في هذا منزلة هذا. وقال ابن الأعرابي: الخاتم والخاتم من أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم -.

(ختن)

(ختن) في الحديث: (إذا التقى الختانان فوجب الغسل) قال الأزهري: الختان: موضع القطع من ذكر الغلام ونواة الجارية. وفي حديث سعيد بن جبير (أنه سئل أينظر الرجل إلى شعر ختنته) فقرأ: {ولا يبدين زينتهن} .. الآية. والختنة: هي أم امرأة الرجل. وقال الأصمعي: الإختان من قبل المرأة، والإحماء من قبل الزوج، والصهر يجمعهما. وقال ابن شميل: سميت المصاهرة مخاتنة لالتقاء الختانين. ومنه الحديث: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن موسى- عليه السلام- آجر نفسه بعفة فرجه/ وشبع بطنه فقال ختنه: إن لك في غنمي ما جاء به قالب اللون). [189/ ب]. قال ابن الأعرابي: أراد بالختن أبا المرأة وقال النضر: قالب لون أي على غير ألوان أمهاتها. باب الخاء مع الجيم (خجج) في حديث على رضي الله عنه في ذكر بناء الكعبة: (فبعث الله السكينة وهي ريح خجوج فطوفت بالبيت) قال شمر: ريح خجوج أي تخج في كل شق: أي تشق، وقال ابن الأعرابي: ريح خجوجاة طويلة دائمة. وفي الحديث: (أنه كان في سفينة أصابتها ريح فخجتها) أي صرفتها عن جهتها.

(خجل)

(خجل) وفي حديث: (أنه قال للنساء إنكن إذا شبعتن خجلتن) قال أبو عبيد قال: أبو عمرو: الخجل: الكسل والتواني عن طلب الرزق. وهو مأخوذ من الإنسان الخجل يبق ساكتًا لا يتحرك ولا يتكلم ومنه يقال للإنسان قد خجل إذ بقى كذلك، وقال شمر قال ابن شمير: الخجل أن يلتبس على الرجل الأمر فلا يدري كيف المخرج منه، والخجل: الهرج أيضًا وأنشد: قد يهتدي لصوتي الحادي الخجل وفي الحديث: (أن رجلًا مر بواد خجل مغن معشب) يعني الكثير [190/ أ] النبات./ باب الخاء مع الدال (خدب) في صفة عمر: (خدب من الناس كأنه داعي غنم) الخدب: هو العظيم الجافي، ومنه قيل للعظيم خدب. (خدج) في حديث الصدقة: (في كل ثلاثين تبيع خديج) قال أبو بكر: معناه تبيع كالخديج في صغر أعضائه، ونقصان قوته عن الثني والرباع، والخديج: الناقص الخلق، وأصله مخدع فصرف عن مفعل إلى فعيل كما قال الله تعالى: {الَر تلك آيات الكتاب الحكيم} أي المحكم.

وفي الحديث: (أنه أتى بمخدج سقيم) المخدج: الناقص الخلق. وفي الحديث: (كل صلاة ليس فيها قراءة فهي خداج} الخداج: النقصان، يقال خدجت الناقة إذا ألقت ولدها قبل أوان النتاج وإن كان تام الخلق، وأخدجته إذا ولدته ناقص الخلق وإن كان لتمام الحمل. ومنه قيل لذي الثدية: (مخدج اليد) أي ناقصها، وقال أبو بكر: قوله: (فهي خداج) أي هي ذات خداج فحذف ذات وأقيم الخداج مكانه على مذاهبهم في الاختصار، قال: ويجوز أن يكون المعنى: فيه مخدجة أي ناقصة وأحل المصدر محل الفعل كما قال عبد الله: (إقبال وإدبار) وهم يريدون مقبل ومدبر.

(خدد)

(خدد) قوله: {قتل أصحاب الأخدود} الأخاديد: هي الشقوق في الأرض، واحدها: خد وأخدود. [190/ ب] ومنه حديث مسروق/ (أنهار الجنة تجري في غير أخدود). أي في غير شق. (خدع) قوله: {يخادعون الله} الخداع: إظهار غير النفس في النفس وذلك أنهم أبطنوا الكفر وأظهروا الإيمان، فإذا خدعوا المؤمن فقد خدعوا الله- عز وجل. وقوله: {وما يخدعون إلا أنفسهم} أي ما يحل عاقبة الخداع إلا بهم. ومن كلامهم من خدع من لا ينخدع فإنما يخدع نفسه وفي الحديث الأخر: (الحرب خدعة) أي ينقضي أمرها بخدعة واحدة. ومن أمثالهم * أخدع من ضب حرشته * هو من قولك خدع

(خدل)

مني فلان أي: توار، وإنما قيل للضب ذلك لأنه يلوي جحره تلوية. وفي الحديث: (يكون قبل الساعة سنون خداعة) قال الأصمعي: أي يقل فيها المطر، يقال: خدع المطر إذا قل، وخدع الريق من فمه إذا قل، وقيل: إنه يكثر فيها الأمطار، ويقل الريع فذلك خداعها. (خدل) في الحديث: (والذي رميت به خدل جعد قطط) الخدل: الممتلئ الساق. (خدم) في حديث خالد بن الوليد: (الحمد لله الذي فض خدمتكم) يقال الخدمة سير غليظ مثل الحلقة يشد بها رسغ البعير ثم تشد إليها سراج نعلها، وسمى الخلخال خدمة لذلك. ومنه الحديث: (لا يحول بيننا وبين خدم نساءكم شيء) قال/ أبو عبيد: [191/ أ] أصل الخدمة: الحلقة المستديرة فشبه خالد اجتماع أمر العجم [كان] واتساقه بذلك، فلهذا قال: (فض خدمتكم) أي فرقها بعد اجتماعها.

باب الخاء مع الذال

وفي حديث سلمان: (أنه رؤى على حمار وخدمتاه تذبذبان) أرادوا بخدمتيه ساقيه سميتا بذلك لأنها موضعا الخدمتين وبهما الخلخالان، ويقال: أريد بهما مخرج الرجل من السراويل. ومنه الحديث: (بادية خدامهن) أي ظاهرة خلاخيلهن. ومنه قيل: فرس مخدم إذا كان أبيض الرسغين. باب الخاء مع الذال (حذف) في الحديث: (أنه ص نهى عن الخذف) قال الليث: الخذف: رميك حصاة أو نواة تأخذها بين سبابتيك، أو تجعل محذفة من خشبة ترمى بها بين إبهامك والسبابة. (خذق) في حديث معاوية: (وقيل له: أتذكر الفيل؟ فقال أذكر خذقه) يعني روثه. يقال خذق الشيء وذرق وزرق بمعنى واحد. (خذل) قوله تعالى: {وإن يخذلكم} الخذل: الترك من الإعانة. (خذم) وفي الحديث: (كأنكم بالترك قد جاءتكم على براذين مخذمة الآذان} أي مقطعة الجذم والخذم والحزم والحز والحزق والجذف: القطع

باب الخاء مع الراء

باب الخاء مع الراء (خرأ) في الحديث: (أن الكفار قالوا إن محمدًا ص يعلمكم كل شيء حتى الخراءة) / قال الليث: يقال خري يخرأ خرًا والاسم الخراء. [19/ أ]. وقال غيره: جمع الخراء خرؤ وقال شمر: جمع الخرء خرؤ. (خرب) في حديث ابن عمرو: (في الذي يقلد بدنته فيضن بالنعل قال: يقلدها خرابة) قال أبو عبيد: الذي تعرفه العرب في الكلام الخربة وهي عروة المزادة، سميت خربة لاستدارتها، وكل ثقب مستدير فهو خربة. وقال ابن الأعرابي: خربة المزادة أذنها. وفي حديث المغيرة: (كأنه أمه مخربة) أي مثقوبة الأذن وتلك الثقبة هي الخربة. وفي الحديث: (وسأله رجل عن إتيان النساء في أدبارهن؟ فقال: من أي الخربتين، أو في أي الخرزتين، أو في أي الخصفتين) كذلك روى، والخربة: كل ثقب مستدير والجمع خرب، والحرزة مثل الخربة، والخصفة مثل الخرزة من خصفت النعل. وفي حديث عبد الله: (ولا سترت الخربة) يعني العورة، يقال ما فيه خربة: أي عيب، والخارب: اللص.

(خربش)

(خربش) ومن رباعيه وفي حديث بعضهم قال: (كان كتاب فلانًا مخربشًا) قال الليث: الخربشة: إفساد الكتاب ونحوه. (خربص) وفي حديث ظبيان وصاحبه يعني سفيان قال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن نعيم الدنيا أقل وأصخر عند الله من خربصيصة) قلت: هي الشيء الحقير الخسيس من الحلي، يقال ما عليها خربصيصة ولا هلبسيسة. (خرت) في الحديث: (واستأجر رجلًا هاديًا خريتًا) يعنى دليلا حاذقًا يهتدي لمثل [192/ أ] خرت الإبرة من الطريق. (خرج) قوله: {ذلك يوم الخروج} يعني من القبور للبعث. وقال أبو عبيدة هو من أسماء يوم القيامة، وأنشد للعجاج: أليس يوم سمى الخروجا ... أعظم يوم رجة رجوجا وقوله تعالى: {فهل نجعل لك خرجًا} أي جعلًا. وقوله: {أم تسألهم خرجًا} أي أجرًا} فخراج ربك خير} أي فرزق ربك خير، وسمعت الأزهري يقول: الخراج يقع على الضريبة، ويقع على مال الفيء، ويقع على الجزية، وعلى الغلة.

والخراج: اسم لما يخرج من الفرائض في الأموال، والخرج المصدر. وفي حديث سويد بن غفلة قال: (ودخلت على علي يوم الخروج فإذا بين يديه فاثور عليه خبز السمراء، وصحفة فيها خطيفة ملبنة). قال أبو العباس: يقال هو يوم العيد، ويوم الخروج، ويوم الصف ويوم المشرق، ويوم الزينة، والفاثور: الخوان، وخبز السمراء: الخشكار، والملبنة: الملعقة، والخطيفة: مفسر في بابها. وفي الحديث: (الخراج بالضمان) قال أبو عبيد: يعني الخراج في هذا الحديث غلة العبد يشتريه الرجل فيستغله زمانًا ثم يعثر منه على عيب دلسه البائع، ولم يطلع المشتري عليه فله رده على البائع والرجوع عليه بجميع الثمن، والغلة التي استغلها طيبة له لأنه كان في ضمانه، ولو هلك هلك من ماله، وهذا معنى القول/ شريح (لرجلين احتكما إليه في مثل هذا فقال [92/ ب] للمشتري: رد الداء بدائه ولك الغلة بالضمان) يقال: خارج فلان غلامه إذا اتفق على ضريبة يردها على سيده عند انقضاء كل شهر، وعبد مخارج. وقوله عز وجل: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق}. قال أبو عبيدة: مجازه القسم كقولك والذي أخرجك لأن ما في موضع الذي لقوله: {والسماء وما بناها} أي والذي بناها.

(خردل)

وفي حديث ابن عباس: (يتخرجان الشريكان وأهل الميراث) قال أبو عبيد: يقول إذا كان المتاع بين ورثة لم يقتسموه أو من شركاء وهو في يد بعضهم دون بعض فلا بأس أن يتبايعوه ,إن لم يعرف كل واحد منهم نصيبه بعينه، ولم يقبضه، ولو أراد رجل أجنبي أن يشتري نصيب بعضهم لم يجز، حتى يقبضه البائع قبل ذلك، وقد رواه عنه عطاء مفسرًا في الحديث، قال: لا بأس أن يتخارج القوم في الشركة تكون بينهم فيأخذ هذا عشرة دنانير نقدًا، ويأخذ عشرة دنانير دينًا. وفي الحديث في قصة ثمود: (إن ناقة صالح كانت مخترجة) أي أنها كانت على خلقة الجمل. (خردل) في الحديث: (فمنهم المربق بعمله، ومنهم المخردل) قبل المخردل: [93/ أ] المرمي المصروع، وقيل: المقطع، يقال: لحم خراديل إذا كان لحمً قطعًا المعنى: إنه تقطعه كلاليب الصراط حتى يهوى إلى النار. قال الليث: خردلت اللحم أي فصلت أعضاءه، قال: والخردولة قطعة من اللحم، وقال أبو عبيد: خردلت اللحم وخرذلته- بالدال والذال قطعته وفرقته.

(خرر)

(خرر) قوله: (فكانما خر من السماء فتخطفه الطير) أس يقط ويقال للحجر إذا تدهدى من الجبل يخر خرورًا- بضم الخاء- بكسر الخاء- وخر الميت يخر خريرًا. وفي حديث حكيم بن حزام قال: (بايعت رسول - صلى الله عليه وسلم - على أن لا أخر إلا قائمًا) قال ألو عبيد: معناه لا أموت إلا متمسكا بالإسلام. قال الفراء: لا أغبن ولا أغبن ألا ترى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لست تغبن في دين لا شيء من قبلنا ولا بيع). وقال الحربي: معناه لا أقع في شيء من تجارتي وأموري إلا قمت به منتصبًا له. (خرس) في الحديث (هي صفة الصبي وخرسة مريم) الخرسة: ما تطعمه النفساء عند ولادتها يقال: خرست النفساء إذا أطعمتها الخرسة، فأما الخرس بلا هاء طعام الوليمة. (خرش) في حديث أبي بكر: (أنه أفاض وهو يخرش بعيره بمحجته). قال أبو عبيد: الخرش: هو أن يضربه بمحجنه ثم يجذبه إليه يريد بذلك تحريكه للإسراع، وهو شبيه بالخدش.

(خوص)

(خوص) قوله: (وإن هم إلا يخرصون) أي يكذبون، والخرص: الكذب، يقال: أخرص واخترص وتخرص إذا افترى الكذب. ومنه قوله: (قتل الخراصون) أي لعن الكذابون الذين يقولون على الله [193/ ب] سبحانه ظنًا وحدسًا مالا يعلمون، وكل من قال بالظن فهو/ خارص. وفي الحديث: (أنه أمر بالخرص في النخل والكرم) يقال خصت النخلة: هو أن النخل إذا حرزت ثمره، لأن الحرز إنما هو تقدير بظن لا إحاطة. وفي الحديث: (أنه وعظ النساء وحثهن على الصدقة فجعلت المرأة تلقى الخرص والخاتم) قال شمر: الخرص: الحلقة الصغيرة من الحلى. ومنه حديث سعد: (إن جرحه برأ فلم يبق منه إلا كالخرص) أي في قلة ما بقى منها. (خرط) في حديث على: (وقد أتاه قوم برجل فقالوا إن هذا يؤمنا ونحن له كارهون، فقال له علي: إنك لخروط) قال أبو عبيد.

(خرطم)

الخروط: الذي يتهور في الأمور ويركب رأسه في كل ما يريد بالجهل وقلة المعرفة بالأمور، ومنه يقال انخراط علينا فلأن إذا اندرًا عليهم بالقول السيئ والفعل، وخرط الرجل العنقود واخترطه إذا وضعه في فيه، وأخرج عمشوشه عاريًا. وفي الحديث: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأكل العنب خرطًا). وفي حديث عمر: (أنه رأى في ثوبه جنابة فقال خرط علينا الاحتلام) قال ابن شميل: خرط أي أرسل يقال خرط الباري إذا أرسله من سيره. (خرطم) ومن رباعيه قوله (سنسمه على الخرطوم) قال ابن عرفة: العرب تسمى الأنف الخرطوم، قال الفرزدق: (إيمى إلى معشرشم الخراطيم) والأصل فيه للسباع ثم استعير، قال: ويقول: القائل أليس تسود وجه الكافر، فما بال ذكر الأنف؟ فالجواب: أن العرب خوطبت كما تتكلم فيقول رغم الله أنفه، وأخذت بأنفه وقدته بخرامه، وأوطاء الله محنته ويقولون: شمخ بأنفه، فينسبون الكبر إلى الأنف فذكر الأنف بالوسم وإن كان السواد في سائر الوجه. (خرع) في الحديث: (إن المغيبة ينفق عليها من مال زوجها ما لم تخترع ماله) أي لم تختزله وتقطعه، وقال أبو سعيد: الاختراع والاختزاع: الخيانة، وقال ابن شميل: الاختراع الاستهلاك.

(خرف)

وفي حديث أبي سعيد: (لو سمع أحدكم ضغطة القبر لخرع) قال: والخرع الدهش. ومنه قول أبي طالب: (لولا أن قريشا تقول: أدركه الخرع) يعني الضعف والخور. وفي حديث بعض التابعين (لا يحزى في الصدقة الخرع) قال شمر: هو الفصيل الضعيف. (خرف) وفي الحديث: (عائد المريض في خرافة) قال ابن الأنباري: أي في اجتناء ثمر الجنة، يقال: خرقت النخلة أتخرفها، فشبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يحوز عائد المريض من الثواب ما يحوزه المخترف من الثمر، قال: والمخرف النخلة التي يخترف منها، والمخرف: المكتل يلتقط فيه الرطب. ومنه الحديث (أخذ مخرفًا فأتى عذقًا) والعذق: النخلة. قال: ويقال للرطب أيضًا مخرف. ومنه الحديث (عائد المريض على مخارف الجنة حتى يرجع). قال أبو عبيد: قال الأصمعي، واحد المخاوف مخرف ومن جني النحل سمى بذلك لأنه يخترف، أي بجتنى، وقال شممر: المخرقة سكة بين صفين من نخل

يخترف من أيهما شاء، وقال في غيره: المخرقة الطريق فمعنى الحديث أنه على طريق تؤديه إلى طق الجنة. ومنه قول عمر: (تركتم على مثل مخرفة النعم) أي على مثل طرقها. وفي حديث أبي طلحة: (إن لي مخرفًا، وإني قد جعلته صدقة) قال أبو بكر: رد هذا ابن قتيبة على أبي عبيد والأصمعي، ةقال: المخاوف لا يكون جني النخل، وإما هي النخل، والجني مخروف وليس بمخرف واحتج بحديث أب طلحة قال ومعنى الحديث: عائد المريض في بساتين الجنة، قال: ويجوز أن يكون على طريق الجنة لأن العبادة ثوابها الجنة. قال أبو بكر: بل هو المخطئ لأن المخرف يقع على النخل ويقع على المخروف من النخل كما يقع المشرب على السرب وعلى الموضع، وعلى الماء المشرب وكذلك المطعم يقع على الطعام المأكول، والمركب يقع على المركوب فإذا جاز ذلك أن يقع المخارف على الرطب المخروف ولا يجل هذا إلا القليل التفتيش عن كلام العرب قال نصيب: وقد عاد عذب الماء بحرًا فزادني ... إلى ظمني أن أبحر المشرب العذب وقال آخر: وأعرض عن مطاعن قد أراها ... تعرض لي وفي البطن انطواء أراد بالمطاعم الأطعمة. وقوله: (وعائد المريض على بساتين/ الجنة) خطأ لأن "علي" لا يكون [195/ أ] بمعنى (في)، ولا يجوز أن يقال الكسر على كمي، بمعنى (في) كمي، والصفات لا تحمل على أخواتها إلا بأثر، وما روي لغوي قط أنهم يضعون (على) موضع

(خرفج)

(في) وروي في حديث آخر: (على خرفة الجنة) والخرفة: ما تخترف من النخل حين يدرك ثمره. وفي الحديث: (إن أهل النار يدعون مالكًا أربعين خريفًا) أي سنة. وفي الحديث: (ما بين منكبي الخازن من خزنة جهنم خريف) أراد ما بين الخريف إلى الخريف وهو السنة وفي قول بعض الزجر: لم يغذها مد ولا نصيف ... ولا تميزات ولا نعجيف لكن غذاها اللبن الخريف الرواية اللبن الخريف فيشبه أنه أجرى اللبن مجرى الثمار التي تخترف وتجتني على الاستعارة، قال أبو منصورٍ: الخريف: أحد فصول السنة، واللبن فيه يكون أدسم منه في سائر الأزمان. (خرفج) ومن رباعيه وفي الحديث: (أنه كره السراويل المخرقجة) وهي الواسعة يقال عيش مخرفج إذا كان واسعًا (خرق) قوله تعالى: (وخرقوا له بنين وبنات بغير علم) أي افتعلوا ذلك كذبا وكفرًا يقال: خرق وخرق، وخلق واختلق ونشك وانتشك وخرص واخترص إذا كذب.

(خرم)

وقوله: (إذا ركبا في السفينة خرقها) أي جعل فيها خرقًا يدخل منه الماء. وقوله: (إنك لن تخرق الأرض) / أي لن تبلغ أطرافها، وقال الأزهري: [195/ ب] معناه لن تقطعها، وقيل: لن تنقب الأرض. وفي الحديث: (نهي أن يضحي بشرقاء أو خرقاء) الخرقاء: التي في أذنها ثقب مستدير. وفي تزويج فاطمة: (فلما أصبح دعاها فجاءت خرقة من الحياء) أي: خجلة، يقال خرق الغزال يخرق خرقًا وهو أن يتحير من القوم فلا يقدر على النهوض. وفي حديث علي: (البرق مخاريق الملائكة) المخاريق: جمع مخراق، وأصله عند العرب: ثوب يلف ويضرب الصبيان به بعضهم بعضًا. ومنه حديث ابن عباس: (البرق سوط من نور تزجر به الملائكة السحاب). (خرم) وفي الحديث: (أنه كره أن يضحي بالمخرمة الأذن) أي المقطوعة الأذن، وقال شمر: الخرم يكون في الأذن والأنف جميعًا، وهو في الأنف، أن يقطع مقدم منخر الرجل، وأرنبته حتى ينفذ إلى جوف الأنف.

باب الخاء مع الزاي

حديث سعد: (أنه قال ما خرمت من صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا) أي ما تركت. باب الخاء مع الزاي (خزر) في حديث عتبان: (أنه حبسه - صلى الله عليه وسلم - على خزيرة تصنع له) قال القتيبي الخريرة لحم يقطع صغارًا ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج رد عليه الدقيق فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة. [196/ أ] وسمعت/ الأزهري يقول: سمعت عبد الله بن عروة الفقيه يقول سمعت أيا الهيثم يقول: إذا كان من دقيق فهو حريرة وإذا كان من نخال فهو خزيرة. (خزع) وفي الحديث: (أن كعب بن الأشرف عاهدة فخزع منه هجاؤه للنبي - صلى الله عليه وسلم -) أي قطع ذمته وعهده، يقال: خزعني ظلع في رجلي أي قطعني عن المشي. (خزق) في الحديث: (فإذا كنت في الشجراء خزقتهم بالنيل) أي أصبتهم بها وسهم خازق، وخاسق وهو المقرطس الناقد. ومنه قول الحسن: (لا تأكل من صيد المعراض إلا أن يخزق).

(خزل)

(خزل) في الحديث: (مشى فخزل) أي تفكك فيه وتلك المشية الخوزلي والخيزلي. (خزم) وفي الحديث (لا خزام ولا زمام في الإسلام) الخزام والخزامة واحدة وهي حلقة من شعر تجعل في أحد جانبي المنخرين، من خزمت البعير يقول: لا تفعل هذا في الإسلام، وكان خراق التراقي وزم الأنوف والخصاء وما أشبهه من فعل بني إسرائيل، وقد وضعها الله عن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وقيل: الحزامة واحد والخزام جمع. ومنه الحديث: (ود أبو بكر أنه وجد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهدًا وأنه خزم أنفه بخزامة) فإن كانت تلك الحلقة من صفر فهي بره، وإن كانت من عود فهي خشاش. وفي حديث حذيفة: (وإن الله يصنع صانع الخزم ويصنع كل صنعة) قال الأصمعي: الخزم شجر يتخذ من لحائه الحبال أو بالمدينة سوق يقال لها سوق [196/ ب] الخزاميين، قال أبو عبيد: وفي حديث حذيفة قول الله تعالى: {والله خلقكم وما تعملون} يعني نحتهم الأصنام. (خزن) قوله تعالى: {ولا أقول لكم عندي خزائن الله} قال ابن عرفة: أي ما خزنه الله فأسره، ويقال للسر من الحديث مختزن، قال ابن مقبل:

(خزا)

نافع ألبانها لي بمختزن .... من الأحاديث حتى اذددن لي لينا وقال أبو بكر: معناها علم غيوب الله عز وجل التي لا يعلمها إلا هو وقيل للغيوب: خزائن لغموضها واستتارها عن الناس، يقال: خزن المال إذا غيبه، والخزانة: عمل الخازن، والخزانة: الموضع والوعاء الذي يخزن فيه الشيء، سمي بذلك؛ لأنه من سبب المخزون فيه. (خزا) وقوله: {إلا خزي} أي هوان. وقوله: {ولا تخزنا} أي لا تذلنا، يقال: أخزيت فلانا إذا ألزمته حجة أن أذللته بها. وقوله: {ذلك لهم خزي في الدنيا} أي فضيحة، يقال: خزي الرجل يخزي خزيا إذا افتضح. ومنه قوله: {ولا تخزون في ضيفي} ويخزي خزي خزاية إذا استحيا، وخزوته أخزوه إذا مسته. وقوله: {أن نذل ونخزى} أي تهون. وفي حديث يزيد بن شجرة: (أنهكوا وجوه القوم ولا تخزوا الحور العين) يقول: لا تجعلونهن يستحيين من فعلكم وبالغوا في قتال القوم.

باب الخاء مع السين

وفي الدعاء المأثور/ (غير خزايا) أي غير مستحيين مأخوذ من الخزاية، [197/ أ] وهي الاستحياء. وفي حديث الشعبي: (فأصابتنا خزية لم يكن فيها بررة أتقياء، ولا فجرة أقوياء) يعني خصلة خزينا منها أي استحيينا. باب الخاء مع السين (خسأ) قوله} خاسئين} أي مبعدين يقال خسأته مخسأ وخسى وانخسا أي أبعدته فبعد، ويكون الخاسي بمعنى الصاغر القميء. وقوله} البصر خاسئًا} أي مبعدًا. وقوله} اخسئوا فيها} أي تباعدوا تباعد سخط. (خسر) وقوله} ولا تخسروا الميزان} يقال أخسرت له الميزان وأخسرته إذا لم تعدل فيه وكل شيء نقصته ولم توفره فقد أخسرته. ومنه قوله} يخسرون} أي ينقصون.

(خسف)

وقوله: {الذين خسروا} أي غبنوها، وقيل: أهلكوها. وقوله: {غير تخسير} قال ابن عرفة: أي كلما دعوكم إلى هدى ازددتم غيًا وتكذيبًا فزادت خسارتكم. وقوله: {أمرها خسرا}: أي خسرت أعمالها. وقوله} الأخسرين} لأنه خسر سعيهم في جمعهم الحطب لما رأوه. (خسف) قوله: {إن نشأ نخسف بهم الأرض} الخسف: سؤوخ الأرض بما عليها، يقال خسف الله به الأرض. ومنه قوله: {فخسفنا به}. وقوله} وخسف القمر} أي كسف وذهب نوره. وفي حديث على: (من ترك الجهاد ألبسه الله الذلة وسيم الخسف) أي أصيب، قال الأصمعي: الخسف/ النقصان. وقال القتيبي: الخسف أن يحبس الدابة على غير علف ثم تستعار فيوضع موضع التذليل. وفي حديث عمر: (أن العباس سأله عن الشعراء فقال: امرؤ القيس سابقهم، خسف لهم عين الشعر) هو مأخوذ عن الخسف: وهي البئر التي حفرت في

باب الخاء مع الشين

حجارة فخرج منها ماء كثير، وجمعها خُسُف. أراد هو الذي استنبط لهم عين الشعر، أي ذلل الطريق إليه. وقال الحجاج لرجل كان بعثه يحفر بئرًا: (أخسفت أم أوشلت؟ ) يقول أنبطت ماء غزيرًا أم قليلًا وشلا. قال الفراء يقال: وقع في أخاسيف من الأرض، وهي اللينة، فأما الأخاشيف: فهي العراز الصلبة. باب الخاء مع الشين (خشب) قوله} كأنه خشب} الخشب: جمع خشبة كما تقول: ثمرة وثمر. وفي الحديث في ذكر المنافقين: (خشب بالليل صخب بالنهار) أراد أنهم ينامون الليل لا يصلون كأن جثتهم خشب مطرحة، والعرب تقول للقتيل: كأنه خشبه وكأنه جذع. وفي الحديث: (إن جبريل عليه السلام قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - لو شئت جمعت عليهم الأخشبين، فقال: دعني أنذر قومي). وفي حديث آخر: (لا تزول مكة حتى يزول أخشباها) قال شمر: الأخشب من الجبال/ الخشن الغليظ، قال: والخشب الغليظ من كل شيء. [198/ أ] في حديث عمر: (اخشوشنوا وتمعددوا) وفي رواية أخرى (اخشوشنوا) يقال اخشوشب الرجل إذا كان صلبًا خشنًا وروي- بالجيم

(خشرم)

أيضا من الخشب، وأراد بذلك الخشوشبة في الملبس والمطعم، يقول عيشوا عيش العرب ولا تعودوا أنفسكم الترفه وعيشة العجم، فتقعد بكم عن المغازي. (خشرم) في الحديث: (لتركبن سنن من كان قبلكم ذراعًا بذراع حتى لو سلكوا خشرم دبر لسلكتموه) قال الليث: الخشرم: مأوى الزنابير والنحل وانشد في صفة كلاب الصيد: وكأنها خلف الطر .... يده خشرم متبدد (خشش) في الحديث: (أن امرأة ربطت هرة فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض) يعني هوامها. وفي حديث عمر: (أنه قال له رجل: رميت ظبيًا وأنا محرمفأصبت خششاه) قال أبو عبيد: هو العظم الناتئ خلف الأذن وفيه لغتان خشاء، وخششاء. وفي حديث عبد الله بن أنيس: (فخرج رجل يمشي حتى خش فيهم) أي

(خشع)

دخل ومنه يقال لما يدخل في أنف البعير الخشاش لأنه يخش فيه أي يدخل. وفي حديث عائشة ووصفت أباها/ فقالت: (خشاش المرآة والمخبر) تريد أنه لطيف الجسم، يقال: رجل خشاش وخشاش إذا كان حاد الرأس [198/ ب] لطيف المدخل. (خشع) قوله: {وخشعت الأصوات} أي انخفضت. قوله: {خاشعة} أي مطمئنة ساكنة. وقوله: {خاشعون} أي: خاضعون، وقيل: خائفون، والخشوع: السكون والذلل، يقال: خشع له وتخشع، وقال الليث: الخشوع قريب المعنى من الخضوع إى أن الخضوع في البدن، والخشوع في البصر والبدن والصوت. وفي الحديث: (كانت الكعبة خشعة على الماء فدحبت منها الأرض). ورواه بعضهم: (خشفة) فهي الحثمة اللطية بالأرض والجمع خشع، قال أبو زبيد: جازعات إليهم خشع الأوداة .... قوتًا تسقي ضياح المديد جازعات: أي الخيل إليهم إلى الأعداء، والأوداة: جمع الأودية والضياح أكثر فيه الماء؛ وجزعت الوادي قطعت، وقرأت لابن حمزة قال: الخشعة: قف من الأرض قد غلبت عليها السهولة ومن روي: (خشفة) أي ليس بحجر ولا طين، ودحيت منها الأرض.

(خشف)

(خشف) في الحديث: (يا بلال ما عملك؟ فإني لا أراني أدخل الجنة فأسمع الخشفة فأنظر إلا رأيتك) قال أبو عبيد: الخشفة: الضرب ليس بالشديد. [199/ أ] يقال: / خشف يخشف خشفًا إذا سمعت له صوتًا أو حركة، وقال شمر: يقال: خشفة وخشفة، وقال الفراء: الخشفة: الصوت الواحد، والخشفة: الحركة، وأوقع السيف على اللحم. وفي حديث معاوية: (قال لعبد الله بن عامر في رجل كان أمنه: لو كنت قتلته كانت ذمة خاشفت فيها) أي أخفرتها، يقال: خاشف في ذمته إذا سارع إلى إخفارها، وخاشف إلى الشيء بادر إليه. (خشى) في حديث خالد: (أنه لما أخذ الراية يوم مؤتة دافع الناس وخاشى بهم) قال القتيبي: هو من خشيت: أي أبقى عليهم وحذر فانحاز، يقال: خاشيت فلانًا: أي تاركته. باب الخاء مع الصاد (خصب) في الحديث: (وإنما كانت عندنا خصبة) قلت: الخصبة: الدقل وجمعها: خصاب.

(خصر)

(خصر) في الحديث: (أنه خرج إلى البقيع ومعه مخصرة له) قال أبو عبيد: هي ما اختصره الإنسان بيده فأمسكه من عصا أو عنزة أو عكزة. وفي حديث آخر: (فإذا تخصروا بها سجد لهم) قال القتيبي: التخصر هو: إمساك القضيب باليد وكانت الملوك تخصر بقضبان لها وتشير بها ويصل كلامها، وهي المخاصر الواحدة: مخصرة، وقد خاصرت فلانًا إذا أخذت بيده وتماشيتا./ [199/ ب] وفي حديث آخر: (المتخصرون يوم القيامة على وجوههم النور]. قال أبو العباس: معناه المصلون بالليل وغذا تعبوا وضعوا أيديهم على خواصرهم من التعب، قال: ويكون معناه إنهم يأتون يوم القيامة ويكون لهم أعمال يتكئون عليها ماخوذ من المخصرة أخبرنا بذلك الثقة عن أبي عمر عنه. وفي حديث أبي هريرة: (هل يصلي الرجل مختصرًا؟ ) قيل: هو أن يأخذ بيده عصًا يتكئ عليها، وقيل: معناه أن يقرأ من آخر السورة آية أو

(خصص)

آيتين ولا يقرأ السورة بكمالها في فرضه هكذا رواه ابن سيرين عنه، رواه غيره (متخصرًا) قال: ومعناه أن يصلي الرجل وهو ولضع يده على خصره. ومنه الحديث: (الاختصار راحة أهل النار ونهى عن اختصار السجدة). ويفسر على وجهين أحدهما: أن يختصر الآيات التي فيها السجدة فيسجد فيها، والثاني: أن يقرأ السورة فإذا انتهى إلى السجدة جاوزها ولم يسجد لها. ومنه: (أحد مختصرات الطرق). (خصص) قوله} خصاصة} أي حاجة وفقر، يقال: فلان ذو خصاصة. وفي الحديث: (بادروا بالأعمال ستًا: الدجال وكذا وكذا وخويصة أحدكم) يعني الموت، وهي تصغير الخاصة التي اختصصته لنفسك. (خصف) قوله: {يخصفان عليهما} أي يطبقان على أبدانهما ورقة ورقة ومنه يقال: خصف نعله، وهو إطباق طاق على طاق. وفي الحديث: (وهو قاعد يخصف نعله) وأصل الخصف: الجمع والضم. وفي حديث العباس وشعره يمدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من قبلها طبت في الظلال وفي .... مستودع حيث يخصف الورق مستودعه من الجنة وفي الحديث: (فمر ببئر غليها خصفة فوق فيها) قال الأزهري: أهل البحرين يسمون جلال التمر خصفًا.

(خصل)

وفي الحديث: (أن تبعًا كسا البيت الموح فانتفض البيت منه ومزقه عن نفسه ثم كساه الخصف فلم يقبلها ثم كساه الأنطاع) قرأت لأبي حمزة قال: الخصف ثياب غلاظ جدا. (خصل) وفي حديث عبد الملك أنه قال: للحجاج: اخرج إليها- يعني إلى العراق- (كميش الإزار منطوي الخصيلة) جمعها: خصائل وهي لحم العضدين والفخذين والساقين، وكل لحم في عصبة خصيلة يقال: هو ترعد خصائله، وأراد سر إليها مسرعًا مشمرًا (نحيث) الساق. وفي حديث ابن عمر (أنه كان يرمي، فإذا أصاب خصلة قال: أنا بها) قال شمر: الخصل: القرطسة في الرمي وانشد: ولي إذا ناضلت سهم الخصل. ويقال: خصلت القوم خصلا وخصالا أي غلبتهم، قال: واحرزت بالعشر الولاء خصالها. (خصم) قوله: {وهو في الخصام} الخصام: يكون جمعًا ويكون مصدرًا. وقوله: {للخائنين خصيمًا} أي مخاصمًا ولا دافعًا. وقوله} وهم يخصمون} أي يخصمون في أمر الدنيا في متصرفاتهم فيها.

باب الخاء مع الضاد

وقوله: {لا تخف خصمان بغي} أي نحن خصمان، والخصم يصلح للواحد والجمع والذكر والأنثى، تقول: هذا خصمي وهي خصمي وإنما تصلح أن يكون كذلك، لأنه مصدر خصمته خصمًا كأنك قلت: هو ذو خصم. وفي الحديث: (كنت أنسيت الدنانير السبعة في خصم الفراش فبت ولم أقسمها) خصم كل شيء طرفه وناحيته، ومنه قيل للخصمين خصمان، لأن كل واحد منهما يأخذ في ناحية من الدعوى غير ناحية أخيه ومنه قول سهل بن حنيف يوم صفين لما حكم الحكمان (هذا أمر لا يسد والله منه خصم إلا انفتح علينا منه خصم آخر). وفي دعائه (اللهم بك خاصمنا) أي بحجتك أخاصم من خاصمني من الكفار وأجاهدهم. باب الخاء مع الضاد (خضب) [201/ أ] في الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - قال في مرضه: أجلسوني في مخضب). المخضب: شبه المركن، وهو إجانة يغسل فيها الثياب. (خضد) قوله} مخضود} أي لا شوك فيه كأنه حصد شوكه أي قطع: فخلقته خلقة المخضود، ويقال: انخضدت الثمار الرطبة إذا حملت من موضع فتشدخت.

(خضر)

ومنه قول الأحنف حين ذكر الكوفة وثمار أهلها (فقال تأتيهم ثمارهم لم تخضد) أراد أن تأتيهم بطراوتها لم يصبها ذبولا ولا انعصار، لأنها تحمل في الأنهار الجارية وقال أبو سعيد: صوابه لم تخضد، يقال خضدت تخضد خضدا إذا أغبت أياما فضمرت الثمرة وانزوت. وفي حديث مسلمة بن مخلد: (أنه قال لعمرو بن العاص: إن ابن عمك هذا المخضد) أي يأكل بجفاء وسرعة. ومنه خضد الشوك. وفي حديث معاوية: (أنه رأى رجلا يجيد الأكل فقال: إنه لمخضد) والخضد شبه الأكل. (خضر) قوله: {خضرًا} أي ورقًا أخضر، يقال: خضر كما يقال: لعور أعور، وكل شيء ناعم فهو خضر. وفي الحديث: (إن الدنيا حلوة خضرة) يعني غضة ناعمة طرية وأصله من خضرة الشجرة، وسمعت الأزهري يقول: يقال: أخذ الشيء خضرًا مضرًا إذا أخذه بغير ثمن، وقيل: غضا طريا، وذهب دمه خضرا مضرا، أي هدرا باطلا. [201/ ب] وفي فتح مكة (فأمر العباس أن يحبس أبا سفيان بميق الوادي حتى تمر به الكتائب فحبسه حتى مر المسلمون ومر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كيتبته الخضراء). يقال: كتيبة خضراء إذا كانت غلبتها سواد الحديد وخضرته

وفي الحديث (إلا آكلة الخضر) قال الأزهري: الخضر في هذا الموضع ضرب من الجنبة، واحدها: خضرة، قال: والجنبة من الكلأ ما له أصل غامض في الأرض كالنصي والصليان. وفي حديث علي أنه خطب في آخر عمره فقال: (اللهم سلط عليهم فتي ثقيف الذيال الميال يلبس فروتها ويأكل خضرتها). قال شمر: يعني غضها وناعمها وهنيئها. وفي الحديث|: (من خضر له في شيء فليلزمه) أي من بورك له فيه ورزق منه. وعن مجاهد: (ليس في الخضروات صدقة) أراد التفاح والكمثرى وما أشبههما، والعرب تقول للبقول: الخضراء. ومنه الحديث: (إياكم وخضراء الدمن) يعني المرأة الحسناء في منبت السوء.

(خضرم)

ومنه الحديث: (تجنبوا من خضرائكم ذوات الريح) يعني الثوم والبصل والكرات وما أشبهها. بعد. وفي الحديث: (نهى عن المخاضرة) وهي بيع الثمار وهي خضرا لم يبد صلاحها بعد. وفي الحديث: / (أنه كان أخضر الشمط) قيل: إنه كان يخضر شيبه بالطيب والدهن. [202/ أ] ومن رباعية (خضرم) وفي الحديث: (أنه خطب الناس يوم النحر على ناقة مخضرمة) وقال أبو عبيد: هي التي قطع طرف أذنها ومنه قيل للمخفوضة مخصومة، وقال: أبو إسحاق والحربي: يقال: خضرم أهل الجاهلية نعمهم أي قطعوا من آذانهم شيئًا فلما جاء الإسلام أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن يخضرموا من غير الموضع الذي خضرم فيه أهل الجاهلية. ومنه ما جاء في الحديث: (أن قومًا بيتوا ليلا وسيق نعمهم فادعوا أنهم خضرموا خضرمة في الإسلام وأنهم مسلمون) فقيل بهذا المعنى لكل من أدرك الجاهلية والإسلام مخضرم، لأنه أدرك الخضرمتين.

(خضخض)

(خضخض) في حديث ابن عباس: (الخضخضة خير من الزنا) وفسر أنه الاستمناء باليد. والكلمة صورتها مضاعف وأصلها معتل قال الشاعر: فخضخضت صفني في جمة .... خياض المدابر قدحًا عطوفًا صفني: شيء من آدم. جمة: مجتمع ماء وجعل خياض مصدر خضخضت. (خضع) قوله: {خاضعين} أي منقادين وخضع لازم ومتعد يقال خضعته فخضع أي: سكنته فسكن. وقوله: {فلا تخضعن} أي لا تلن وقال ابن الأعرابي: الخضع: اللواتي يخضعن بالقول. [202/ ب] ومنه حديث/ ابن عمر: (أن رجلا مر في زمانه برجل وأمرأة قد خضعا بينهما حديثًا) أي ليناه، ويقال: خاضع الرجل المرأة، وهي تخاضعه أي خضع لها بكلامه وخضعت له فيطمع فيها، وقال ابن الأعرابي: العرب تقول: اللهم إني أعوذ بك من الخضوع والخنوع، فالخانع: الذي يدعو إلى السوءة والخاضع: نحوه. وفي حديث ابن الزبير: (أنه كان أخضع) أي كان فيه انحناءة. (خضل) في الحديث: (خضلي قنازعك) أي نديها ورطبيها بالدهن ليذهب شعثها يعني شعر رأسها.

(خضم)

وجاءت امرأة إلى الحجاج برجل فقالت: (تزوجني هذا على أن يعطيني خضلا نبيلا) يعني درة، يقال: درة خضلة أي ما فيه جيدة. (خضم) وفي الحديث: (اخضموا فسنقضم) قال أبو عبيد: الخضم: الأكل بأقصى الأضراس، والقضم بأدناها. باب الخاء مع الطاء (خطأ) قوله: {وإن كنا لخاطئين} قال ابن عرفة: يقال: خطئ في دينه خطأ إذا أثم فيه. ومنه قوله: {إن قتلهم كان خطئا كبير} وأخطأ إذا سلك سير خطأ عامدًا أو غير عامد، قال: ويقال: خطئ في معنى أخطأ. قال امرؤ القيس: يا لهف هند إذا .... خطئن كاهلا. وسمعت الأزهري يقول: الخطيئة والخطء: والاسم يقال: خطء/ إذا تعمد، وأخطأ إذا لم يتعمد إخطاء وخطأ والخطأ الاسم يقوم مقام الأخطاء، وهو ضد الصواب، وفيه لغتان القصر: وهو الجيد، والمد: وهو قليل، يقال: لمن أراد شيئًا ففعل غيره أخطأ ولمن فعل غير الصواب أخطأ [والخطأ الاسم].

(خطب)

وقوله} بالخاطئة} أي بالخطأ العظيم، مصدر جاء على فاعله والخطيئة على فعلية كالنقيعة بمعنى النفع، والعذيرة بمعنى العذر. وفي الحديث: (إن الدجال تلده أمه وهي مقبورة فيحملن النساء بالخطائين) معناه يحملن بالكفرة والعصاة الذين يصلحون أن يكونوا أتباعًا له يقال: رجل خطاء إذا كان ملازما للخطايا غير تارك لها وقوله (يحملن النساء) من لغة الذين يقولون: قاموا غلمانك، وقمن حواريك. (خطب) قوله تعالى: {ما خطبكن} أي ما أمركن، يقال: جل الخطب أي الأمر تقع فيه المخاطبة. وقوله: {فما خطبك يا سامري} أي: ما أمرك الذي تخاطب به. ومنه قوله: {ما خطبكما} أي ما أمركما، وما تخطبان أي ما تأمران وما تريدان بزودكما غنمكما عن الماء. وقوله: {من خطبة النساء} الخطبة: من الرجل، والاختطاب من ولي المرأة، والخطبة: خطبة المنبر والنكاح لا غير. (خطر) في حديث النعمان بن مقرن (أنه قال يوم نهاوند: إن هؤلاء- يعني المجوس- قد أخطروا لكم رثة ومتاعًا، وأخطرتم لهم الدين فنافحوا عن دينكم) يقول: اشترطوها لكم، وجعلوها خطرًا أي عدلا عن دينكم، وقال شمر: الخطر ما تخاطر/ عليه والخطر: الرهن بعينه. [203/ ب]

(خطط)

وفي الحديث: (فكان لعثمان منه خطر ولعبد الرحمن خطر) أي حظ ونصيب. وفي الحديث: (ألا هل مشمر للجنة؟ فإن الجنة لا خطر لها). أي لا عوض لها ولا مثل لها، وقال الشاعر: في ظل عيش هني ماله خطر. ويقال: هذا خطر لهذا أي مثل له في القدر، وقد أخطرت لفلان أي صيرت له نظيرًا في الخطر ويقال: لا تجعل نفسك لفلان خطرًا أي عدلا. وفي حديث علي: (أنه أشار إلى عمار وقال له: جروا له الخطير ما أنجز) وروي (ما جره لكم) قال أبو عبيد: معناه اتبعوه ما كان فيه موضع متبع، وتوقوا ما لم يكن فيه موضع، قال: والخطير: زمام البعير، وقال شمر: قال بعضهم الخطير: الحبل وبعضهم يذهب إلى إخطار النفس وأشراطها في الحرب، والمعنى اصبروا لعمار ما صبر لكم. وفي حديث الاستسقاء: (والله ما يخطر لنا جمل) أي لا يخطر بذنبه هزالا لشدة السنة. (خطط) وفي حديث معاوية بن الحكم (أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخط، فقال:

كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه علم) قال ابن العباس: هو الخط الذي يخطه الحازي وهو علم قد ترك الناس قال: يأتي صاحب الحاجة إلي الحازي فيعطيه حلوانا، فيقول له اقعد حتى أخط لك، قال: وبين يدي الحازي غلام معه ميل ثم يأتي إلي أرض رخوة فيخط الأستاذ خطوطا كثيرة بالعجلة لئلا يلحقها العدد ثم يرجع فيمحوا علي مهل خطين خطين فإن بقي خطان فهما علامة النجح وغلامه يقول للتفاؤل: ابني عيان أسرعا البيان، وإن بقي خط واحد فهو علامة الخيبة، والعرب: تسميه الأشحم وهو مشئوم. وفي الحديث: (خط الله نوءها) قوله (خط) من الخطيطة: وهي أرض لم تمطر بين أرضين ممطورتين. وفي الحديث: (أنه ورث النساء خططهن دون الرجال). كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطي نساء خططا يسكنها بالمدينة شبه القطائع لا حظ للرجال فيها. وفي الحديث: (في الأرض الخامسة حيات كسلاسل الرمل كخطائط بين الشقائق) الخطائط: الطرائق واحدها خطيطة، والخط: الطريق، يقال: الزم هذا الخط. وفي حديث أم زرع: (أخذ خطيطا) الخطي: الرمح المنسوب إلى الخط،

(خطف)

وإنما قيل لقرى عمان والبحرين: خط، لأن ذلك السيف كالخط علي جانب البحرين، وبين البدو والبحر، فإذا انتهت السفن المملوءة رماحًا إليها فرغت، ووضعت في تلك القرى. (خطف) قوله: {يخطف أبصارهم} أي يلتمعها ويذهب بها، والخطف أخذ شيء بسرعة واستلاب، يقال: خطفه واختطفه. ومنه قوله: {فتخطفه الطير} أي تستلبه استلابًا سريعًا. وقوله: {نتخطف من أرضنا} أي يتخطفها الأعداء، يقال: اختطف الذئب الشاه، ومنه يقال للذي، يخرج به، الدلو من البئر خطاف. وقوله: {إلا من خطف الخطفة} أي استرق السمع بسرعة. وفي حديث أنس (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان عند أم سليم وكان عندها شعير فجشته وجعلت له خطيفة) قال: والخطيفة أن تأخذ لبينة ثم يذر عليها دقيقًا ثم تطبخها فيعلقها الناس: ويختطفونها بسرعة. وفي الحديث: (أنه نهي عن المجثمة والخطفة) الخطفة: ما اختطف الذئب من أعضاء الشاه وهي حية من يد أو رجل وكل ما أبين من الحيوان وهو حي فهو ميتة لا يحل أكله. (خطم) وفي الحديث: (أنه لما مات أبو بكر قال عمر: لا يكفن إلا فيما أوصى

قالت عائشة: (والله ما وضعت الخطم علي أنفنا) أي ما ملكتنا بعد فتنهانا أن نصنع ما نريد، ويقال للبعير إذا غلب أن تخطم: منع خطامه، قال الأعشي: أرادوا نخت اثلتنا ... . وكنا نمنع الخطما. وفي حديث خذيفة: (تأتي الدابة المؤمن فتسلم عليه، وتأتي الكافر فتخطمه) قال شمر: الخطم: الأثر علي الأنف كما يخطم البعير بالكي، يقال: خطمت البعير إذا وسمته بالكي بخط من الأنف إلي أحد خديه، قال النضر: الخطام سمة في عرض الوجه إلي الخد كالخط قال شمر: وخطام الدلو حبلها، وخطام القوس وترها، ويقال: فلان لا يتكلم بكلمة إلا خطمها، وقال الأزهري: الخطام الذي يخطم به البعير: وهو أن يؤخذ حبل من ليف أو شعر أو كتان فتجعل في أحد طرفيه، حلقة يسلك فيها الطرف الآخر حتى يصير كالحلقة ثم يقلد البعير ثم يثني علي مخطمة فإذا ضفر من الأديم فهو جرير، فأما الذي يجعل في الأنف دقيقًا فهو الزمام. وفي حديث لقيط: (فتخطمه بمثل الحمم الأسود) وقال القتيبي أي يصيب خطمه، يقال: رأست الرجل وبطنه وبطنته إذا أردت أنك أصبت شيئًا من ذلك، قال: وهو مثل أي تضرب أنفه فتجعل له أثرًا مثل أثر الخطام فترده بصغر.

باب الخاء مع الفاء

وفي الحديث: (أنه وعد رجلًا أن يخرج إليه فأبطأ عليه فلما خرج قال له: شغلني عنك خطم) هكذا رواه ابن الأعرابي، وقال: أي خطب جليل. (خطا). قوله: {خطوات الشيطان} يعني مسالكه ومذاهبه، المعني لا تسلكوا الطريق الذي يدعوكم إليها الشيطان، وواحد الخطوات خطوة، وهي ما بين القدمين فالخطوة-بالفتح- المصدر، يقال: خطوت خطوة واحدة وجمعها خطوات، وتخطي إلينا فلان. ومنه الحديث: (أنه رأي رجلا يتخطي رقاب الناس يوم الجمعة). باب الخاء مع الفاء. (خفت). قوله: {يتخافتون بينهم} أي يسر بعضهم إلي بعض والمخافتة والتخافت: السرارة، وأصل الخفوت: السكون، ومنه يقال للميت قد خفت أي سكن. ومنه قوله: {وهم يتخافتون}. وقوله: {ولا تخافت بها} أي لا تخافت مخافة لا يسمعها من يصلي خلفك. وفي حديث أبي هريرة: (مثل المؤمن كمثل خافت الزرع يميل مرة ويعتدل [205/ ب]

أخرى) قال أبو عبيد: أراد الزرع الغض اللين وأراد أن المؤمن مزرأ في نفسه وأهله وماله. وفي الحديث: (فنومه سبات وسمعه خفات) أي ضعيف لا خبر له والخفوت خفض الصوت. (خفر). وفي الحديث: (من صلي الغداة فإنه في ذمته فلا يخفرن الله في ذمته) يقال: أخفرت الرجل إذا أنقصت عهده، وخفرت بالرجل وخفرته إذا كنت له خفيرًا وهو الذي يكون القوم في ضمانه وخفارته معًا وهي في ذمته، وقد تخفرت به إذا استجرت به. ومنه حديث أبي بكر: (من صلي الصبح فهو في خفرة الله) أي في ذمته وجواره والخفارة والخفرة سواء. (خفض). وقوله: {خافضة رافعة} أي ترفع قومًا إلي الجنة وتخفض آخرين إلي النار. وقوله: {واخفض جناحك} أي ألن جانبك. ومنه قوله: {واخفض لهما}.

وفي حديث أم عطيه: (إذا خفضت فأشمي) يقال للخاتن الخافض والخفاض، والختان والمعذور والعاذر (أشمي) أي لا تبالغ في القطع واكتف بالشم. (خفف). قوله: {لا يستخفنك} أي لا يستفزنك، ولا يستحملنك. ومثله قوله: {فاستخف قومه} أي حملهم علي الخفة والجهل، يقال: استخفه عن رأيه، إذا حمله علي الجهل، وأزاله عما كان عليه من الصواب واستخفه الطرب، وأخفه إذا أزال حلمه، وحمله علي الخفة. ومنه قول عبد الملك لبعض جلسائه: (لا تغتابن عندي الرعية فإنه لا يخيفني) يقال: أخفي الشيء إذا أغضبك حتى حملك علي خفة الطيش./ [206/ أ] وقوله: {تستخفونها يوم ظعنكم} أي: يخ عليكم حملها. وفي حديث علي (قال: يا رسول الله يزعم المنافقون أنك استثقلتني وتخففت مني) أي طلبت الخفة بتخليفك إياي وتركك استصحابي. وفي الحديث: (لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر) الخف: ها ههنا الإبل أراد في ذي خف، وخف البعير مجمع فرسنه. وفي الحديث (نجا المخفون) يقال أخف الرجل الرجل إذا خفت حاله فهو مخف.

وفي حديث عطاء (خفوا علي الأرض) قال أبو عبيد: أراد خفوا في السجود ولا ترسلوا أنفسكم إرسالا فيؤثر في جباهكم. ومنه ما روي عن مجاهد: (إذا سجدت فتخاف) ويروي (فتجاف). (خفق). وفي الحديث: (أيما سرية غزت فإن لها أجرها مرتين). قال أبو عبيد: الإخفاق: أن يغزو فلا يغنم شيئًا، وكذلك كل طالب حاجة، إذا لم يقضها فقد أخفق، وأخفق الصائد إذا خاب. وفي حديث جابر: (يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم) الخفقة: النعسة: وهو مثل ضربه شبه الدين وضعفه بالناعس الوسنان، يقال: خفق إذا نام نومة خفيفة، أراد أن خروجه يكون علي ضعف الدين وقلة أهله وظهور أهل الباطل علي الحق. وفي الحديث: (منكبا إسرافيل يحكان الخافقين) قال الأصمعي الخافقان: طرفا السماء والأرض، قال شمر: قال خالد بن جنبة الخافقان: منتهي الأرض والسماء، وخوافق السماء التي يخرج منها الرياح الأربع. وقال أبو الهيثم: الخافقان: المشرق والمغرب وذلك أن المغرب يقال له الخافق، لأن الخافق هو الغائب، يقال: خفق النجم، فغلبوا المغرب علي المشرق، فقالوا: الخافقان، كما قالوا الأبوان، وقيل لبعض الفقهاء: ما يوجب الغسل؟ فقال: الخفق والخلاط، قال الأزهري: الخفق: تغييب القضيب في الفرج، يقال: خفق النجم وأخفق: إذا غاب.

(خفا). في الحديث: (وسئل عن البرق فقال: أخفوا أم وميضًا) قال أبو عمر: يقال: خفا البرق يخفو خفوًا، وخفي يخفي خفيًا إذا برق برقًا ضعيفًا. وفي الحديث: (ما لم تصطحبوا، أو تغتقبوا أو تختفوا بقلًا) قال الأصمعي: معناه تظهرونه، يقال: خفيت الشيء إذا أظهرته وأخفيته إذا سترته، وقرأ الحسن (أكاد أخفيها) أي أظهرها وقال امرؤ القيس: فأن تكتموا السر لا تخفه .... وإن تبعثوا الحرب لا نقعد. أي لا نظهره. وقال آخر: يخفي التراب بأظلاف ثمانية .... .في أربع مسهن الأرض تحليل. روي هذا الحرف علي وجوه، منهم من رواه (تحتفوا بقلًا) أي تقتلعونه من حفت المرأة وجهها، إذا قلعت الشعر منه. ورواه أبو عبيدة (أو تجتفيوا) قال: هو من الجفاء، وهو أصل البردي الأبيض وقد مر ذكره، وقال أعرابي: لعلنا نجتفيوا أي تقتلعونه وترمون به من قولك: جفأت الرجل إذا ضربت به الأرض. وجفأت القدر بزبدها .... إذا رمت بمايجتمع علي رأسها. وفي حديث بعضهم: (قال تشتريها أكايس النساء للخافية والإقلات).

باب الخاء مع القاف

الخافية: الجن: سموا بذلك لاستتارهم عن أبصار الناس. ومنه الحديث: (لا تصلوا في القرع فإنه مصلي الخافين) يريد الجن. قال الشاعر: ولا تحس من الخافي به أثر باب الخاء مع القاف. (خقق). في الحديث: (فوقصت به ناقته في أخاقيق جرذان فمات) قال أبو عبيد: قال الأصمعي: إنما هي أخاقيق واحدها الخفوق، وإنهما هي شقوق في الأرض، وقال الأزهري: الأخاقيق صحيحة كما جاء في الحديث وهي الأخاديد، يقال خق في الأرض وخد بمعني واحد. وكتب عبد الملك إلي الحجاج (لا تدع خفقًا ولا لقًا إلا زرعته) قال القتيبي: قال سماك: الخفق: الحجر، واللق: الصدع، قال: وقال الرياشي واحد الأخاقيق خق، وجمع الخق: أخقاق وخقوق والأخاقيق (جمع الجمع) وقال أبو بكر الأنباري، وقد روي ما حكاه القتيبي علي غير روايته، رواه العنزي بإسناد عن سماك، قال: بعث إلي يوسف بن عمر قال: إن عاملا من عمالي كتب إلي يذكر أنه زرع كل حق ولق بالحاء وضمه، قال: والحق: الأرض المطمئنة، واللق: الأرض المرتفعة. باب الخاء مع اللام. (خلأ). في الحديث: (أن ناقة خلأت به يوم الحديبية) الخلاء للنوق كالحران

للدواب، ولا يقال الخلاء إلا للنوق، يقال: خلأت الناقة وألح الجمل. ومنه الحديث: (خلأت القصواء). وفي حديث: أم زرع (كنت لك كأبي زرع لأم زرع في الألفة والرفاء لا في الفرقة والخلاء) رواه أبو بكر بن الأنباري قال: والخلاء: المباعدة والمجانبة. (خلب). في الحديث: (لا خلابة) أي: لا خداع، ويقال: الخلابة أن تخلب المرأة قلب الرجل بألطف القول وأخلبه، ورجل خلوب، وخلبوت أي ذو خديعة، ومن أمثالهم: إذا لم تغلب فاخلب، يقول إذا أعياك الأمر مغالبة فاطلبه مخادعة. وفي حديث طهفة: (نستخلب الخبير) أني نحصد ونقطع.

وفي الحديث: (فقعد علي كرسي خلب) أي ليف، الواحدة خلبة. (خلج). في الحديث: (أنه صلي بأصحابه فجهر فيها بالقراءة وقرأ قارئ خلفه فجهر، فقال: لقد ظننت أن بعضهم خالجنيها) معناه: نازعني القرآن لأنه كان ينزع ذلك من لسانه، وهو مثل حديثه الآخر: (مالي أنازع القرآن). وأصل الخلج: الجذب والنزع، وقال أبو مجلز: إذا كان الرجل مختلجًا فسرك ألا تكذب، فأنسبه إلي أمه، يقال: رجل مختلج إذا تنوع في نسبه واختلف. ومنه الحديث: (ليردن علي الخوض أقوام ثم ليختلجن دوني) أي يجتذبون ويقتطعون. (ورأي الحسن رجلًا يمشي مشية أنكرها فقال: يخلج في مشيته خلجان المجنون). وفي الحديث: (فحنت الخشبة حنين الناقة الخلوج) يعني التي اختلج

ولدها أي انتزع منها، والخلج: الجذب، ويقال للوتد: خليج لأنه يجذب الدابة إذا ربطت إليه، فعيل بمعني فاعل. وفي حديث شريح: (أن نسوة شهدن عنده علي صبي وقع حيًا يتخلج). قال شمر: أي يتحرك، يقال: تخلج الشيء، واختلج إذا اضطرب وتحرك منه يقال خلجت عينه واختلجت. وفي الحديث: (يختلجونه علي باب الجنة) أي يجتذبونه، يقال: اختلجت المنية القوم أي اجتذبتهم. (خلد). قوله: {خالدين فيها} أي مقيمين. وقوله: {أخلد إلي الأرض} أي سكن إلي ذاتها ومال إليها واتبع هواه، يقال أخلد إلي [غيره] أي ركن إليه واطمأن. وقوله: {والدان مخلدون} أي مبقون أبدًا لا يهرمون ولا يجاوزون حد الوصافة أبدًا، وقيل: مقرطون، والقرط يقال له الخلد، والجمع: خلدة والعرب تقول للذي لا يشيب: مخلد. (خلس). وفي الحديث: (حتى تأتي نساء قعسًا طلسًاونساء خلسًا) أي سمرًا،

[208/ ب] وديك خلاسي إذا خرج من جنسين، وبيتي خلاسي: إذا كان من أبيض وأسود، ومنه يقال: أخلست لحيته إذا سمطت، وشعر مخلس، وخليس. (خلص). قوله: {خلصوا نجيا} أي تميزوا عن الناس متناجين. وقوله: {أستخلصه لنفسي} أجعله خالصًا لا يشركني فيه أحد، وقوله: {إنه كان مخلصًا} أي مختارًا ومن قرأ (مخلصًا) أراد موحدًا، أو مخلصًا طاعته. وقوله: {إنا أخلصناهم بخالصة} أي نحلة خلصتها لهم ومعني أخلصناهم: اصطفيناهم. وفي الحديث: (لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس علي ذي الخلصة) قال محمد بن إسحاق: ذو الخلصة: بيت فيه صنم كان يقال له: الخلصة لدوس، وقال غيره: ذو الخلصة هي الكعبة اليمانية أنفذ إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جرير بن عبد الله فخربها، أراد حتى يرجع دوس عن الإسلام فتطوف نساؤهم بذي الخلصة، فتضطرب ألياتها لذلك فعلهم في الجاهلية. وفي حديث سليمان: (أنه كاتب أهله علي كذا وعلي أربعين أوقية خلاص) قال بعض أهل اللغة: الخلاص: ما أخلصته النار من الذهب، وكذلك الخلاصة.

(خلط). قوله تعالى: {وأن كثيرا من الخلطاء} قال ابن عرفة: واحدها خليط، وهو من خالطك في متجر، أو دين، أو معاملة، أو جوار، وقد يقال خليط للواحد، والجمع. قال جرير: أن الخليط أجدوا البين يوم غدوا ... . من دارة الجأب إذ أحداجهم زمر. يقال: هو خليطي وشريكي بمعني واحد. وقال في قوله تعالي: {وإن تخالطوهم فإخوانكم} يعني اليتامى أي خالطوهم علي الأخوة في الإسلام، فإنها توجب النصح. وفي الحديث: (لا خلاط) قال أبو بكر: معناه: لا يخلطن رجل إبله بإبل غيره ليمنع حق الله منها، ويبخس المصدق كل ما يجب له. وفي حديث آخر: (وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية). قال الشافعي: الخليطان: الشريكان لم يقسما الماشية، وتراجعهما بينهما بالسوية: أن يكونا خليطين في الإبل يجب فيها الغنم، فتوجد الغنم في يد أحدهما، فتؤخذ منها صدقتهما، فترجع علي شريكة بالسوية، وكذلك قال أبو عبيد في كتاب الأموال، وقال في قوله (لا خلاط) أي لا يجمع بين المتفرق، وقال في الخليطين من الأشربة: إنه [الشراب] يتخذ من التمر والبسر أو من العنبن والزبيب والتمر.

(خلع). وفي حديث عثمان (كان إذا أتي بالرجل الذي قد تخلع في الشراب جلده ثمانين) قال النضر: هو أن يشرب الليل والنهار، ويقال للشاطر: خليع لأنه خلع رسنه. (خلف). قوله: {إني جاعل في الأرض خليفة} قال ابن عرفة: أي يخلف كل واحد صاحبه، وقال غيره: الخليفة يستبدل من كان قبل، وكان أبو بكر خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ها هنا. ومنه قوله: {ثم جعلناكم خلائف في الأرض} أي كلما مضت طائفة خلفتها طائفة. قوله: {هو الذي جعلكم خلائف في الأرض} يعني أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - خلفوا سائر الأمم يخلف بعضكم بعضا. وقوله: {واذكروا إذ جعلكم خلفاء} الخلفاء: جمع الخليفة علي التذكير لا علي اللفظ مثل: ظريف وظرفاء، وجائز أن يجمع خلائف علي اللفظ مثل طريفة وطرائف، والهاء في الأول للمبالغة وينبغي أن يكون جمع خليف خلفاء، مثل كريم وكرماء. وقوله: {فخلف من بعدهم خلف} قال: الفراء: الخلف يجيء بعد يقال للقرن الذي يجيء بعد قرن خلف.

وفي الحديث: (سيكون بعد ستين سنة خلف أضاعوا الصلاة). قال: وأما الخلف فما أجد لك بدلًا مما أخذ منك. وفي الحديث: (يحمل هذا العلم من كل خلف عدو له ينفون عنه تحريف الناس وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين) يعني من كل قرن، ويقال: خلف سوء، وخلف صدق. وقوله: {ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون} أي يكونون/ بدلًا منكم. وقوله: {بمقعدهم خلاف رسول الله} أي خلفه، وكذلك (خلافك) وقرئ (خلفك إلا قليلًا) وسمعت الأزهري يقول: في قوله: (خلاف رسول الله) أي: خلافة رسول الله، والمعني: أنهم قعدوا عن الغزو لخلافه. وقوله: {رضوا بأن يكونوا مع الخوالف} قال ابن عرفة: أي مع النساء، ويقال (الحي خلوف) أي خرج الرجال وبقى النساء. ومنه الحديث: (أن اليهود قالت: لقد علمنا أن محمدًا لم يترك أهله خلوفًا) أي لم يتركهن لا راعي لهن ولا حامي، وقال الأزهري: يقال: الحي خلوف، فيكون بمعنيين، فيكون بمعني المتخلفين المقيمين في الدار، ويكون بمعني الغيب الظاعنين، رواه أبو عبيد في باب الأضداد قال: ويقال للرجل الذي ليس يجيب: خالفة وخالف، قال: والخوالف جمع خالفة، ولا يكون جمع خالف، ولم يأت فاعل صفة مجموعًا على فواعل، إلا حرفان فارس وفوارس وهالك وهوالك، ويقال: ما أبين الخلافة في وجهه-بفتح الخاء-

أي الجهل، والحمق، وقال ابن البريدي، في قوله: {مع الخالفين} الواحد: خالف، وهو الذي يقعد بعدك، قال: والخوالف: النساء. وقوله: {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة} أي يجيء هذا في أثر هذا. وقوله: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} أي لست أنهاكم عن شيء وأدخل فيه./ وسمعت الأزهري يقول: سمعت أعرابيًا وهو صادر عن ماء ونحن نريده فسألته عن صاحب لنا فرطنا هل أجسسته فقال: خالفني، أراد أنه ورد، وأنا صادر. وقوله: {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم} قال ابن عباس: خلقهم فريقين: فريقًا يرحم فلا يختلف، وفريقًا لا يرحم فيختلف. وقوله: {اخلفني في قومي} أي كن خليفتي. وقوله: {إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه} وهو أنه قيل لهم: لا تعملوا؛ فاتخذوا مصائد السمك يوم الجمعة فكانت تقع فيها يوم السبت فتخرج من الماء. وقوله: {وإن لك موعدًا لن تخلفه} أي هو حق؛ لأن الموعد يوم القيامة.

قال قتادة: لن تغيب عنه، وقرئ: (لن تخلفه) بكسر اللام-أي لن تجده مخلفًا، يقال: أخلفت موعد فلان، أي وجدته مخلفًا. وفي الحديث: (بنيتها على أساس إبراهيم وجعلت لها خلفين، فإن قريشًا استقصرت من بنائه) وقال ثعلب عن ابن الأعرابي: الخلف: المرتد، والخلف: الظهر. وفي الحديث: (لخوف فم الصائم) يقال: خلف فوه: إذا تغير يخلف خلوفًا. ومنه حديث على، وسئل عن قبلة الصائم فقال: (وما أربك إلى خلوف فيها؟ ) ويقال: نوم الضحى مخلفة للفم، أي مغيرة. وفي الحديث (أن رجلًا أخلف السيف يوم بدر) قال شمر: قال الفراء: أخلف يده: إذا أراد سيفه فأخلف يده/ إلى الكنانة وقال غيره: يقال: خلف له بالسيف إذا جاء من ورائه وضربه. وفي الحديث: (أن رجلًا قال: جئت بالهاجرة فوجدت عمر يصلي فقمت عن يساره فأخلفني عمر فجعلني عن يمينه) أي ردني إلى خلفه. وفي حديث ابن عباس: (جاء رجل إلى أبي بكر الصديق فقال له: أنت

خليفة رسول الله؟ فقال: لا أنا الخالفة بعده). أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب قال: أراد القاعد بعده، قال: والخالفة الذي يستخلفه الرئيس على أهله وماله ثقة به، وقد خلفه يخلفه خلافة- بكسر الخاء- إذا صار خليفة له. وفي الحديث (إني لأحسبك خالفة في عدي) أي كثير في الخلاف لهم. وفي حديث معاذ: (من تحول من مخلاف إلى مخلاف فعشره وصدقته إلى مخلافه الأول إذا حال عليه الحول) قال أبو معاذ: المخلاف هاهنا: البنكرد، وهو أن يكون لكل قوم صدقة على حدة فذاك بنكرد يؤديه إلى عشيرته التي كان يودي إليها، والمخلاف: كالرستاق عند أهل اليمن ومخاليفها: رساتيقها. ومنه الحديث: (من مخلاف خارف ويام) وهما قبيلتان. وفي حديث عمر (لو أطقت الأذان مع الخليفي لأذنت) يقال خليفة بين الخلافة والخليفي. وفي الحديث (فلينفض فراشه فإنه لا يدري ما خلفه عليه) يقول: لعل هامة دبت، فصارت فيه بعده./ وفي حديث جرير: (خير المراعي الأراك، والسلم إذا أخلف كان

(خلق)

لجينًا) يريد: إذا أخرج الخلفة، وهو ورق يخرج بعد الورق الأول في الصيف. ومنه حديث خزيمة السلمي فقال: (حتى آل السلامي وأخلف الخزامي) يريد: طلعت من أصولها خلفة بالمطر يقال: أخلفت الشجرة إذا لم تحمل، وأخلف الغرس إذا لم يعلق. (خلق) قوله: {أولئك لا خلاق لهم} الخلاق: النصيب الوافر من الخير. ومنه قوله: {فاستمتعوا بخلاقهم} أي: انتفعوا به. وقوله: {مخلقة وغير مخلقة} قال الفراء: مخلقة: تام الخلق وغير مخلقة: السقط، وقال ابن الأعرابي: مخلقة، قد بدا خلقه، وغير مخلقة لم تصور بعد. وقوله: {إن هذا إلا اختلاق} أي تخرص، وتقول للباطل. وقوله: {وتخلقون إفكا} أي تقدرون كذبًا. ومنه قوله: {أحسن الخالقين} أي المقدرين. ومنه قوله: {إن هذا إلا خلق الأولين} أي اختلافهم وكذبهم، ومن قرأ (خلق الأوليين) فمعناه: عادتهم، والعرب تقول: حدثنا فلان بأحاديث

الخلق، أي بالخرافات، والأحاديث المفتعلة. وقوله: {لا تبديل لخلق الله} قال قتادة: لدين الله. وقوله: {أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير} خلقه: تقديره ولم يرد أنه يحدث معدومًا. وأما قوله: {إن في خلق السموات والأرض} أي في أحداثه وقال أبو بكر: الخلق في كلامهم/ بمعنيين: أحدهما: الإنشاء، والآخر: التقدير: ويسمون صانع الأديم ونحوه: الخالق، لأنه يقدر، قال زهير: ولأنت تفري ما خلقت وبعض .... القوم يخلق ثم لا يفري وقوله: {فليغيرن خلق الله} قال الحسن، ومجاهد: أي دين الله وقال ابن عرفة: ذهب قوم إلى أن قولهما حجة لمن قال: الإيمان مخلوق ولا حجة له لأن قولهما دين الله أراد حكم الله، والدين الحكم، أي فليغيرن أحكام الله. قوله: {كما خلقناكم أول مرة} أي قدرتنا على خلقكم وحشركم كقدرتنا على خلقكم.

وفي حديث أبي هريرة (هم شر الخلق والخليقة) قال النضر: الخلق: الناس، والخليقة: البهائم والدواب. وفي حديث عائشة (كان خلقه القرآن) قال أبو العباس: قال: ابن الأعرابي الخلق: الدين، والخلق: الطبع، والخلق: المروءة. وفي حديث عمر: (ليس الفقير الذي لا مال له، إنما الفقير الأخلق الكسب) قال أبو عبيد: هذا مثل للرجل الذي لا يرزأ في ماله ولا يصاب بالمصائب وأصل هذا .. أنه يقال للجبل المصمت الذي لا يؤثر فيه شيء أخلق، وصخرة خلقاء، فأراد عمر أن الفقر الأكبر هو فقر الآخرة لمن لم يقدم من ماله شيئًا يثاب عليه هنالك، وأن فقر الدنيا أهون الفقر. وفي حديثه: (من تخلق للناس بما يعلم الله أنه ليس من نفسه شانه الله/ عز وجل) قال المبرد: قوله: (تخلق) أي أظهر في خلقه خلاف نيته، وقوله: (تخلق) مثل تجمل، أي أظهر جمالًا وتصنع وتجبر، وإنما تأويله الإظهار، قال الشاعر: يأيها المتحلي غير شيمته .... إن التخلق يأتي دونه الخلق. وفي الحديث: (وأما معاوية فرجل أخلق من المال) أي خلو عار يقال: حجر أخلق أي أملس، وصخرة خلقاء أي ملساء.

(خلل)

وفي الحديث: (واخلولق بعد تفرق) أي اجتمع، وخلاقة المطر علامته. وفي خطبة ابن الزبير (إن الموت قد تغشاكم سحابه، وأحدق ربابه، واخلولق بعد تفرق) وقوله: (اخلولق) أي اجتمع وتهيأ للمطر وصار خليقًا له. (خلل) قوله: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} أي: مخصوصًا بالمحبة يقال: دعا فلان فخلل أي خص، وقيل: الخليل: الفقير فكأنه لم يجعل فقره، وحاجته إلا إليه، والخلة: الحاجة. وفي الحديث: (اللهم ساد الخلة) أي: اللهم جابر الخلة، وهي الحاجة، والخلل كل فرجة تقع في شيء، والخلة: الصداقة، ومنه: {ولا خلة ولا شفاعة} أي ولا صداقة وهي المخالة والخلال. ومنه قوله تعالى: {لا بيع فيه ولا خلال}. وقوله: {فترى الودق يخرج من خلاله} هو جمع خلل مثل جبل وجبال، وجمل وجمال. وقوله: {ولأوضعوا خلالكم} قال الزجاج: أي لأسرعوا فيما يخل بكم، وقال أبو الهيثم: أي ولأوضعوا مراكبهم خلالكم جعله بمعني وسطكم.

(خلا)

وفي الحديث: (أنه أتي بفصيل مخلول) أي مهزول، قال شمر: وقيل: هي الفصيل الذي خل أنفه لئلا يرضع أمه، قال: وأما المهزول فلا يقال له مخلول، لأن المخلول: هو السمين ضد المهزول، والمهزول: هو الخل والمختل. وفي الحديث: (يخرج الدجال إلى خلة بين الشام والعراق) أي إلى سبيل بينهما، وإنما قيل: خلة لأن السبيل خل ما بين البلدين أي أخذ مخيط ما بينهما، يقال: خطت اليوم خيطة أي سرت سيرة. وفي الحديث: (إن فقدناها اختللناها) أي احتجنا إليها وطلبناها والخلة: الحاجة. ومنه الحديث: (وإن أحدكم لا يدري متى يختل إليه) أي يحتاج إليه. قوله تعالى: {إذا خلوا إلى شياطينهم} يقال: خلوت إليه وخلت به، وخلون معه بمعني واحد. وفي الحديث: (أسلمت وجهي إلى الله وتخليت) أي تبرات من الشرك وانقطعت عنه. (خلا) وفي حديث ابن مسعود: (إذا أدركت من الجمعة ركعة فإذا سلم الإمام

باب الخاء مع الميم

فأخل وجهك، وضم إليها ركعة) قال شمر: قوله: (أخل وجهك) معناه فيما بلغنا استره بإنسان أو بشيء، وصل ركعة أخرى قال: ويقال: أخل أمرك، واخل بأمرك أي تفرد به، وتفرغ له. وفي حديث عمر (في خلايا العسل فيها العشر) الخلايا: مواضع تعسل فيها النحل، واحدتها خلية وهي مثل الراقود. باب الخاء مع الميم (خمد) قوله: {فإذا هم خامدون} أي ساكنة أنفاسهم قد ماتواو صاروا بمنزلة الرماد. ومنه قوله: {حتى جعلناهم حصيدًا خامدين} حصدوا بالسيف والموت حتى خمدوا، وخمود الإنسان موته. (خمر) قوله: {أعصر خمرًا} قال أهل اللغة: الخمر في لغة عمان: اسم للعنب فكأنه قال: إني أعصر عبنًا، قال الراعي: ينازعني بها ندمان صدق .... شراء الطير والعنب الحقينا يريد به الخمر، قال ابن عرفة: وقوله: {أعصر خمرًا} أي استخرج الخمر وإذا عصر العنب فإنما يستخرج به الخمر فلذلك قال: {أعصر خمرا}.

قال: وحكى الأصمعي عن معمر بن سليمان قال: لقيت أعرابيا ومعه عنب، فقلت: ما معك؟ قال: خمر. قوله: {يسألونك عن الخمر والميسر} الخمر: ما خامر العقل أي خالطه، وخمر العقل أي ستره، وهو المسكر من الشراب، والخمر بفتح الميم ما سترك من شجر أو بناء أو غيره، يقال: هو يمشي له الخمر. ومنه حديث سهل بن حنيف قال: (انطلقت أنا وفلان نلتمس الخمر). وفي حديث آخر: (فابغنا مكانًا خمرًا) أي أشجارًا. وفي الحديث: (أو بيت يخمره) أي يستره. وفي الحديث: (ودخلت عليه المسجد والناس أخمر ما كانوا) أي أوفى ما كانوا، يقال: رجل في خمار الناس أي في دهمائهم، ومن رواه (أجمر) بالجيم/ أي أجمع ما كانوا، يقال: تخمر القوم، وتخمروا أي تجمعوا. وفي الحديث: (خمروا آنيتكم) أي غطوها، ومنه خمارة المرأة.

(خمس)

وفي حديث معاذ: (من استخمر قومًا أولهم أحرار وجيران مستضعفون فإن له ما قصر في بيته) قال ابن المبارك: قوله: (استخمر قومًا) أي استعبدهم، قال: وقال محمد بن كثير: هذا كلام معروف عندنا باليمن لا يتكلم بغيره يقول الرجل للرجل: أخمرني كذا أي أعطنيه وملكني إياه، فقوله: (من استخمر قومًا) أي أخذهم قهرًا وتملكًا عليهم، يقول: فما وهبه الملك من هؤلاء لرجل فقصره الرجل في بيته حتى جاء الإسلام وهو عنده فهو له، وحكي الأزهري عن المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: المخامرة: أن يبيع الرجل غلامًا حراُ على أنه عبد، قال: وقول معاذ من هذا أراد من استعبد قومًا في الجاهلية ثم جاء الإسلام فله ما حازه بيته لا يخرج من يده، قال: وقوله: (جيران مستضعفون) أراد وربما استجار به قوم فاستضعفهم واستعبدهم، كذلك لا يخرجون من يده. وفي الحديث: (أنه كان يسجد على الخمرة) يعني: هذه السجادة، وهي مقدار ما يضع الرجل عليه خر وجهه في سجوده من حصير أو نسجة من خوص. (خمس) وفي حديث معاذ: (أئتوني بخميس أو لبيس آخذه منكم) قال: أبو عبيد:

(خمش)

الخميس: الثوب الذي طوله خمس أذرع، ويقال: له: مخموس أيضًا، قال: وكان أبو عمرو/ يقول: إنما قيل للثوب خميس، لأن أول من عمله ملك باليمن، يقال: له: الخميس، أمر فعمل هذه الثياب فنسبت إليه. وفي الحديث (محمد والخميس) سمعت الأزهري: يقول: الخميس الجيش، لأنه مقسوم على خمسة: المقدمة والساقة والميمنة والميسرة والقلب. وقال غيره: سميت خميسًا لأنها تخميس الغنائم. (خمش) في الحديث: (من سأل وهو غني جاءت مسألته خموشًا) يعني خدوشًا في وجهه، يقال: خمشت المرأة وجهها تخمشه خمشًا وخموشًا. وفي حديث قيس بن عاصم: (كان بيننا وبينهم خماشات في الجاهلية) قال ابن شميل: مادون الدية فهي: خماشات، مثل قطع يد أو رجل أو أذن، كل هذا، وما أشبهه خماشة، وقد خمشني فلان: أي قطع عضوًا مني، وقال أبو عبيد: أراد بالخماشان: الجنايات والجراحات. وفي حديث الحسن: (وسأله مطر عن قوله (وجزاء سيئة سيئة مثلها) قال: هذا من الخماش) قال: أبو الهيثم: أراد من الجراحات التي لا قصاص لها.

(خمص)

(خمص) قوله: {في مخمصة} أي في مجاعة، لأن البطن تضمر بها. وفي صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (خمصان الأخمصين) الأخمص من القدم الذي لا يلصق بالأرض في الوطء من باطنها، أخبر أن ذلك الموضع من رجله شديد التجافي عن الأرض، وأنه لم يكن أروح وهو الذي يستوي باطن رجله وسمي الأخمص أحمص لظهوره ودخوله في الرجل ورجل/ خمصان، وامرأة خمصانة إذا كانا ضامري البطن، وفي الحديث: (خماص البطون خفاف الظهور) الخماص: جمع الخميص البطن، وهو الضامر، أخبر أنهم الجفاء عن أموال الناس. ومنه الحديث: (أن الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا). وفي الحديث: (كنت نائمًا في المسجد عل خميصة لي) قال الأصمعي: الخمائص: ثياب خز أو صوف معلمة، وهي سود كانت من لباس الناس. (خمط) قوله: {ذواتي أكل خمط} أي ثمر خمط، وهو الأراك.

(خمل)

(خمل) وفي الحديث: (اذكروا الله ذكرًا خاملًا) أي اخفضوا الصوت بذكره توقيرًا لجلاله، والقول الخامل: هو الخفيض. (خمم) وفي الحديث: (خير الناس رجل مخموم القلب) حدثنا به أبو جعفر محمد بن محمد المقرئ بالبصرة قال: حدثنا موسى بن سهل الجوني أبو عمران حدثنا هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد بن يزيد حدثنا مغيث بن سمي الأوزاعي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: (قلنا يا رسول الله من خير الناس؟ قال: ذو القلب المخموم، واللسان الصادق) قال أبو عبيد: معناه: الذي نقي من الغل والغش، يقال: خممت البيت: إذا كنسته، وغدير خم: موضع، وقال: أبو العباس: الخم: قفص الدجاج، الخم البكاء الشديد، والخم: السفل. باب الخاء مع النون (خنث) / في الحديث: (نهى عن اختناث الأسقية) هو أن يثني أفواهها ثم يشرب منها، وإنما نهى عن ذلك لأنه ينتنها، وقيل: لأنه لا يؤمن أن يكون فيها حرشة، يقال: اطو الثون على إخناثه أي على مطاويه الواحد خنث، وقال ابن الأعرابي: على خناثه.

(خنز)

وقالت عائشة في ذكر وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فانخنث في حجري) أي انكسر وانثني. (خنز) وفي الحديث: (لولا بنوا إسرائيل ما خنز الطعام) يقال: خنز يخنز وخزن يخزن، وخزن يخزن إذا أنتن. وفي حديث علي: (أنه قضى قضاء فاعترض عليه بعض الحرورية فقال له: اسكت يا خناز) أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الخناز: الوزغة. (خنس) قوله: {فلا أقسم بالخنس} الخنس: جمع خانس وخانسة قال الزجاج: خنوستها أنها تغيب وتكنس، وقال الفراء: هي النجوم الخمسة تخنس في مجراها وترجع. وفي حديث كعب: (فتخنس بهم النار) أي تجتذبهم وتتأخر كما تخنس النجوم الخنس وكما يخنس الشيطان إذا ذكر الله تعالى.

(خنع)

وفي الحديث: (الشيطان يوسوس إلى العبد فإذا ذكر الله خنس) أي انقبض وتأخر، وهو قوله عز وجل: {من شر الوسواس الخناس} يقال: خنثه فخنس أي أخرته فتأخر وأخنسته أيضًا. ومنه قول العلاء بن الحضرمي (أنشده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / [216/ أ] وإن دحسوا بالشر فاعف تكرمًا .... وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل دحست بين القوم أي: أفسدت. وفي الحديث: (وخنس إبهامه) أي قبضها. وفي حديث آخر: (فتخنس الجبارين في النار) أي تدخلهم وتغيبهم فيها. (خنع) فيه: (إن أخنع الأسماء من تسمى ملك الأملاك) أي أذلها وأخضعها والخانع: الخاضع الذليل. (خنف) وفي الحديث: (تخرقت عنا الخنف) الخنف واحدها: خنيف وهو جنس من الكتان، أراد ما يكون منه. (خنق) وقوله: {والمنخنقة} يعني التي تخنق بحبل في عنقها فتموت.

(خنن)

(خنن) وفي الحديث قال بنو تميم لعائشة: (هل لك في الأحنف؟ قالت: لا، ولكن كونوا على مخنته) أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: المخنة: وسط الدار، والغناء والحرم وضيق الوادي، ومصب الماء من التلعة إلى الوادي، والمحجة البينة، وطرف الأنف يجوز أن يكون لكل واحد منهما، ثم قال ابن الأعرابي: قال الشعبي: وذلك الأكنان دونك لم يجد ... عليك مقالًا ذو أذاة يقولها فبلغها كلامه وشعره، فقالت عائشة: ألي كان يستجم مثابة سفهه وما للأحنف والعربية، وإنما هم علوج لآل عبيد الله سكنوا الريف، إلى الله أشكوا عقوق أبنائي وقالت: [216/ ب] بني اتعظ إن المواعظ سهلة .... ويوشك أن تكتان وعرًا سبيلها/ ولا تنسين في الله حق أمومتي .... فإنك أولى الناس أن لا تقولها ولا تنطقن في أمة لي بالخنا .... حنيفية قد كان بعلي رسولها قولها: (تكتان) أي تأوي في الكن، وهو أبشر وأرادت به القبر فجاء الأحنف فاعتذر إليها. (خنا) وفي الحديث (والله ما كان سعد ليخنى بابنه في شقة من تمر) أي ليسلمه، ويخفر ذمته، وأصله من الخنا، وهو الفحش من قولك أخنى عليه الدهر، أي أهلكه.

باب الخاء مع الواو

باب الخاء مع الواو (خوب) في الحديث: (نعوذ بالله من الخوبة) قال ابن الأعرابي: يقال: خاب يخوب خوبًا، إذا افتقر، وقال أبو عبيد: يقال: أصابتهم خوبة إذا ذهب ما عندهم فلم يبق شيء. (خوت) في حديث بناء الكعبة (فسمعنا خواتًا من السماء) يعني حفيف جناح الطائر الضخم، يقال: خاتت العقاب تخوت خوتًا وخواتًا. (خوخ) وفي الحديث: (لا تبقى خوخة في المسجد: إلا سدت، إلا خوخة أبي بكر) قال: الليث: وناس يسمون هذه الأبواب التي تسميها العرب خوخات بنحرقات، قال: والخوخة: مخترق بين بيتين أو دارين ينصب عليها باب. (خور) قوله: (له خوار) أي صوت، والخوار: بلا همز، والجوار بالجيم والهمز كلاهما الصوت، وقال مجاهد: / خواره حفيف الريح إذا دخلت جوفه. [217/ أ] في حديث عمر: (لن تخور قوى ما دام صاحبها ينزع وينزو) أي لن يضعف صاحب قوى يقدر على أن ينزوا في ظهر دابته وينزع في قوسه.

(خوص)

وفي حديث عمرو بن العاص (ليس أخو الحرب من يضع خور الحشايا عن يمينه وعن شماله) قوله: (خور الحشايا) يعني الوطأة منها وذلك أنها تحشى حشًا لا تصلب منه. ومنه قيل للضعيف: خوار/ وللنوق الغزار إذا كان في لبنها رقة خور ألا ترى أنهم يقولون للذي لا تغدر غزرها الجلاد قال ذلك القتيبي. (خوص) في الحديث (وعليه دباج مخوص بالذهب). وفي حديث آخر (مثل المرأة الصالحة مثل التاج المخوص بالذهب) قلت: تخويص التاج أن يُجعل عليه صفائح من ذهب كالخوص من خوص النخل، والديباج المخوص: هو المنوج، ويقال: خوصه الشيب وخوص فيه إذا ظهر فيه. قال الأخطل: لقد كان في رأسه التخوص والنزع. (خوض) قوله: {وكنا نخوض مع الخائضين} نتبع الغاوين. (خوف) وقوله: {خوفًا وطمعًا} أي اعبدوه خائفين عذابه وطامعين في ثوابه. وقوله: {يريكم البرق خوفًا وطمعًا} قيل: خوفًا للمسافر وطمعًا للمقيم،

(خول)

وقيل: خوفًا لمن يخاف ضره لأنه ليس كل بلد وكل وقت ينفع المطر، وطمعًا أي ينتفع به. وقوله: /} أو يأخذهم على تخوف} أي تنقص، وقال الأزهري: معنى [217/ ب] التنقص أن ينتقصهم في أبدانهم واموالهم، وثمارهم، قال: ابن مقبل: تخوف السير منها تامكًا قردًا .... كما تخوف عود التبعة السفن السفن: الذي يسحق كالمبرد، ويقولون: تخوفه الدهر إذا تنقصه. (خول) قوله: {ثم إذا خوله نعمة منه} أي أعطاه وملكه، ويقال خول فلان: أي أتباعه، الواحد: خائل، والخول: الرعاة تقول: هو يخول عليهم أي يرعى عليهم، وكل من أعطى عطاء على غير جزاء فقد خول، وهو قوله: {ثم إذا حوله نعمة منه} ويقال: الخول كل ما أعطى الله العبد من العبيد والنعم فهو الخول. وفي الحديث: (كان يتخولنا بالموعظة) أي يتعهدنا، والخائل المتعهد للشيء الحافظ، قال: أبو عمرو: والصواب: يتحولهم- بالحاء- أي يطلب أحوالهم التي سنشطون فيها للموعظة فيعظهم فيها ولا يكثر عليهم فيملوا. وفي الحديث: (كان إذا رأى مخيلة أقبل وأدبر وتغير) المخيلة: السحابة

(خون)

الخليقة، للمطر، وأخالت السماء فهي مخيلة إذا تغيمت بضم الميم وذاك بفتحها، وأخيل القوم توهموا المطر في السحاب وتخيلت السحابة تهيأت للمطر. [218/ أ] وفي حديث طلحة أنه قال لعمر: (إنا لا ننبوا في/ يديك ولا نخول عليك) يقال: خال الرجل واختال، ورجل خال وذو خال أي ذو مخيلة. ومنه قول ابن عباس: (كل ما شئت والبس ما شئت إذا أخطأتك خلتان سرف ومخيلة) أي خيلاء. وقوله: {يخيل إليه} أي يشبه، والتخايل: كل ما لا أصل له. (خون) وقوله: {لا تخونوا الله} أصل الخيانة أن تنقص المؤتمن لك وقال زهير: بارزة الفقارة لم يخنها .... قطاف في الركاب ولا خلاء أي لم ينقص في هيئتها وخيانة العبد ربه: أن لا يؤدي الأمانات التي ائتمنه عليها. وقوله: {على خائنة منهم} الخائنة: يعني الخيانة أيضًا، قوم خونة، وتفسر بهما جميعًا، وفاعلة في المصادر معروفة يقال: عافاه عافية وسمعت راعية الإبل ثاغية الشاة ورجل خائنة إذا بولغ في وصفه بالخيانة، قال ذلك أبو منصور الأزهري. (خوى) قوله: {نخل خاوية} هي التي انقلعت من أصولها فخوى منها مكانها أي خلا، والخواء المكان الخالي.

باب الخاء مع الياء

قوله: {فهي خاوية} أي لا أنيس فيها، يقال: خوت الدار تخوى خواية وخواء وخويًا، وخوى الرجل فهو خواء إذا خلا جوفه، وخويت المرأة. وفي الحديث: (كان إذا سجد خوى) أي جافى بطنه عن الأرض، ومنه يقال: خوى البعير إذا تجافى عن الأرض في بروكه وخواء الفرس ما بين يديه، / ورجليه، يقال: دخل في خواء فرسه. [218/ ب] وفي الحديث: (فأخذ أبا جهل خوة فلا ينطق) أي فترة والأصل فيه الجوع، يقال: خوى يخوي إذا جاع. وفي الحديث الدابة: (حتى إن أهل الإخوان ليجتمعون فيقول: هذا يا مؤمن ويقول: هذا يا كافر) أراد اهل الخوان، قال الشاعر: ومنحر مئنات تجر حوارها .... وموضع إخوان إلى جنب إخوان يريد مائدة إلى مائدة. باب الخاء مع الياء (خير) قوله تعالى: {إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي} يعني الخيل والعرب تسمي الخيل: الخير، لما فيها من الخير وتسمي المال: الخير. ومنه قوله: (إن ترك خيرًا).

ومنه: {لا يسأم الإنسان من دعاء الخير} أي لا يفتر من طلب المال، وما يصلح دنياه. وقوله: {فيهن خيرات حسان} أي في الجنان حور خيرات الخلاق، وحسان الوجوه. وقوله: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجًا خيرًا منكن} قال ابن عرفة، لم يكن على عهد رسول الله خير من نسائه، ولكن إذا عصينه فطلقهن على المعصية فمن سواهن خير منهن. وقوله: {نأت بخير منها} أي بخير لكم فإن يكن تخفيفًا كان خيرًا في الدنيا والآخرة، وإن يكن تشديدًا كان خيرًا في الآخرة لأنهم أطاعوا الله عز [219/ أ] وجل/ فيه. وقوله تعالى: {أن يكون لهم الخيرة} أي الاختيار. وفي الحديث: (رأيت الجنة والنار فلم أر مثل الخير والشر). قال شمر: معناه لم أر مثل الخير والشر لا يميز بينهما فيبالغ في طلب الجنة والهرب من النار. وفي الحديث: أعطه جملًا خيارًا رباعيًا) يقال: جمل خيار وناقة خيار أي مختارة.

(خيس)

وفي حديث أبي ذر: (أن أخاه أنيسًا نافر رجلًا عن صرمة له وعن مثلها، فخير أنيس فأخذ الصرمة). قال الأزهري: معنى خير: أي نفز يقال نافزته فنفزته أي غلبته، وخايرته فخرته وفاخرته ففخرته. (خيس) في حديث علي: (أنه بنى سجنًا فسماه المخيس) وقال: بنيت بعد نافع مخيسًا .... بابًا حصينًا وأمينًا كيسًا نافع: اسم حبس له أفلت منه طائفة فبنى المخيس لأنه يخيس فيه الناس ويلزمون نزوله والأصل فيه خيس الأسد وهو موضعه الذي يلازمه، قال الليث: يقال للشيء يبقى في موضع فيفسد ويتغير كالجوز والتمر خايس وقد خاس يخيس، قال: والإنسان يخيس في المجلس حتى يبلغ منه شدة الغم والأذى. وفي الحديث: (إني لا أخيس بالعهد) يقال: خاس بعهده إذا نقصه، وخاس بوعده إذا اخلفه. (خيط) قوله: {الخيط الأبيض} فالخيط الأبيض: هو بياض النهار، والخيط الأسود: هو سواد الليل. قوله} في/ سم الخياط} الخياط: الممخيط ههنا كالإزار والمئزر والحلاب [219/ ب] والمحلب.

(خيم)

وأما الحديث الآخر الذي روي (أدوا الخياط، والمخيط) والخياط: ها هنا الخيط. (خيل) قوله: {بخيلك ورجلك} جاء في التفسير أن خيله كل خيل تسعى في معصية الله ورجله كل ماشي في معصية الله تعالى. وفي الحديث: (إذًا نستحيل الرهام) أي إذا نظرت إليها فخلتها ماطرة. (خيم) وفي الحديث: (من أحب أن يستخيم له الدجال) قال ابن قتيبة: هو من خام يخيم، وخيم يخيم إذا قام بالمكان، ومعنى الحديث: من أحب أن يقوم الدجال على رأسه كما يقام بين يدي الملوك، والأمراء. آخر حرف الخاء

(د)

الدال (د)

كتاب الدال

كتاب الدال بسم الله الرحمن الرحيم باب الدال مع الهمزة (دأب) قوله: {كدأب آل فرعون} قال الزجاج: كشأن آل فرعون وكأمر أل فرعون، وقال ابن عرفة: كعادة أل فرعون يقول اعتاد هؤلاء الكفر والإلحاد والإعنات للنبي - صلى الله عليه وسلم - كما اعتاد فرعون من إعنات الأنبياء، وقال الأزهري: {كدأب آل فرعون} أي كاجتهادهم، المعنى أن اجتهاد الكفار في كفرهم وتظاهرهم على النبي - صلى الله عليه وسلم - كتظاهر آل فرعون على موسى، يقال: دأب يدأب دأبًا ودؤوبًا إذا اجتهد في الشيء، وأداب بغيره إذا أجهده بالسير وقال عز وجل في سورة الأنفال: {كدأب آل فرعون} أي جوزي هؤلاء بالفيل والإسار كما جوزي آل فرعون بالغرق والهلاك. وقوله تعالى: {كدأب آل فرعون} قال ابن عرفة: متتابعًا، وقال الأزهري: أي تدأبون دأبًا، ودل على تدأبون قوله: {تزرعون} والدأب: الملازمة للشيء المعتاد. (دأل) وفي الحديث (إن الجنة محظور عليها بالدآليل) أي بالدواهي والشدائد، الواحد دؤلول.

باب الدال مع الباء

باب الدال مع الباء (دبب) قوله تعالى: {إلا دابة الأرض تأكل منسأته} يعني الأرضة. قوله: {والله خلق كل دابة من ماء} دخلت الطيور فيه لأنها تدب على رجليها في بعض حالاتها. وقوله: {وكأين من دابة} أي كم من نفس دابة. في الحديث: (لا يدخل الجنة ديبوب) قيل: هو يدب بين الناس بالنميمة، يقال للرجل إذا كان يسعى بين الناس بالنمائم إنه لتدب عقاربه. وفي الحديث: (نهى عن الدباء والحنتم) الدباء: القرعة كانت ينتبذ فيها فتضرى. [220/ ب] وفي الحديث: (ليت/ شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تنبحها كلاب الحوأب) قيل: أراد الأدب، فأظهر التضعيف، والأدب الكثير الدابة، يقال: جمل أدب إذا كان كثير الدبب والدبب كثرة شعر الوجه وزغبه. أنشدني محمد بن موسى الأصفر الرازي قال أنشدني أبو بكر بن الأنباري: يمشين كل عفر معلوس .... مشق النساء دبب العروس وفي حديث ابن عباس: (اتبعوا دبة قريش ولا تفارقوا الجماعة) أي طريقته ومذهبه، يقال: سلك فلان دبة فلان أي طريقته ومذهبه، وأما الدبة:

(دبر)

بفتح الدال. الموضع الكثير الرمل، وأما الدبة بكسر الدال- فمصدر دب، وهو يدب حسنة أفانيدها الأزهري. وفي الحديث: (وحملها على حمار من هذه الدبابة) أراد الحمر الضعاف التي تدب ولا تسرع. _دبح) في الحديث: (نهى أن يدبح الرجل في الصلاة) أي يطأطئ رأسه وروي -بالذال- والدال- أغرق. (دبر) قوله: {أفلا يتدبرون القرآن} معناه: أفلا يتفكرون فيعتبروا يقال: تدبرت الأمر إذا نظرت في إدباره وعواقبه. قوله: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض} قال ابن عرفة: أي يمضيه. قوله: {فالمدبرات أمرًا} يعني الملائكة تأتي بالتدبير من عند الله عز وجل. وقوله: {أفلم يدبروا القول} أي لم يتفهموا ما خوطبوا به في القرآن. وقوله: {فقطع دابر القوم} / أي استأصل الله شأنتهم، ودابرهم: أصلهم. [221/ ب] ومثله قوله: {ويقطع دابر الكافرين} أي لا يبقي منهم باقية. ومثله قوله: {أن دابر هؤلاء مقطوع} قيل: دابرهم أصلهم، وقيل: آخرهم، ودابر الأمر آخره، ودابر الرجل عقبه.

وقوله: {والليل إذ أدبر} وقرئ: {أدبر} يقال: دبر الليل وأدبر، وقبل وأقبل. وفي حديث عمر: (كنت أرجو أن يعيش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كي يدبرنا) أي حتى يتقدمه أصحابه وهو يخلفهم. وقوله: {فلا تولوهم الأدبار}. وفي الحديث: (لا تدابروا) أي لا تقاطعوا، يقال: تدابر القوم إذا أدبر كل واحد عن صاحبه. وفي الحديث: (ثلاثة لا تقبل لهم صلاة: رجل أتى الصلاة دبارًا) معناه: بعد ما يفوت الوقت، وقال ابن الأعرابي: دبار جمع دبر ودبر وهو آخر أوقات الشيء. ومنه الحديث الآخر: (لا يأتي الصلاة إلا دبريًا) أي إذا أدبر وفات الأمر. ومنه قوله: (شر الرأي الدبري) وقال أبو الهيثم: دبرنا- بجزم الباء. قال أبو جهل لابن مسعود: (لمن الدبرة) أي لمن الظفر والنثرة يقال: لمن الدبرة أي الدولة، وعلى من الدبرة أي الهزيمة.

(دبل)

وفي حديث النجاشي: (ما أحب أن دبرًا لي ذهبًا وأنني آذيت رجلًا من المسلمين) وفسر دبرًا في الحديث بالجبل، ولا أدري أعربي هو أم لا. وفي الحديث: (نهى أن يضحى بكذا وكذا أو مقابلة أو مدابرة) قال أبو عبيد: المقابلة: / أن يقطع من طرف أذنها شيء ثم يترك معلقًا لا يبين كأنه [221/ ب] ذنمة ويسمى ذلك المعلق الرعل، والمدابرة: أن يفعل ذلك بمؤخر الأذن من الشاة. وفي الحديث: (أسلفت من معاذ يدبره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) قال أبو عبيد: يقال: دبرت الحديث أي حدثته به عن غيره، قال أحمد بن يحيى: إنما هو يذبره- بالذال- أي يتقنه. وفي الحديث: (فأرسل الله عليهم مثل الظلمة من الدبر) الدبر: النحل، ويقال أيضًا لها الحشرم والأوب، ويقال: أصل الأوب الموضع الذي يرجع إليه وسمي باسم الموضع قاله أبو بكر، والبؤل والنوب أيضًا النحل. (دبل) في الحديث: (دله الله على دبول كانوا يتروون منها) أي جداول ماء، يقال لواحدها دبل لأنها تدبل أي تصلح وتجهز. يقال: دبلت الأرض ودملتها أي أصلحتها.

باب الدال مع الثاء

باب الدال مع الثاء (دثر) قوله: {يا أيها المدثر} كان الوليد بن المغيرة قال: ما اهتم بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستلقى على قفاه مهتمًا وأتاه جبريل، فقال: {يا أيها المدثر} وهو في الأصل متدثر فأدغمت التاء في الدال. وفي الحديث: (ذهب أهل الدثور بالأجور) واحد الدثور ومنه دثر، وهو المال الكثير دعا لرهط طهفة قال: (وابعث راعيها في الدثر)، يقال: مال دثر، ومالان دثر، وأموال دثر. [222/ أ] وفي حديث الحسن (حادثوا/ هذه القلوب بذكر الله فإنها سريعة الدثور) يعني دروس ذكر الله يقال: دثر المنزل أي درس وعفا وقال شمر: دثور القلوب إمحاء الذكر منها، ودروسها، يقول: اجلوها واغسلوا الدين والطبع بذكر الله قال: ودثور النفس سرعة نسيانها. باب الدال مع الجيم (دجج) في الحديث: (هؤلاء الداج وليسوا بالحاج) قال أبو عبيد: الداج: الذين

(دجل)

يكونون مع الحاج مثل الأجراء والخدم والجمالين قيل لهم ذلك لأنهم يدجون على الأرض والدججان: هو الدبيب في السير يقال دب يدب ودج يدج. (دجل) في الحديث: (ومن فتنة المسيح الدجال) قال أبو العباس: سمي دجالًا لضربه في الأرض وقطعه أكثر نواحيها يقال: دجل الرجل إذا فعل ذلك، قال أبو بكر: وسمعته مرة أخرى يقول: سمي دجالًا: لتمويهه على الناس وتلبيسه، يقال: دجل إذا موه ولبس، وقال غيره: الدجل شبه طلي الجرب بالقطرن، وبعير مدجل إذا كان مطليًا بالقطران، ومنه يقال: دجل فلان الحق بباطله إذا غطاه، ومن ذلك أخذ الدجال ودجله سحره وكذبه وكل كذاب دجال. (دجن) في حديث عائشة: (أكل الداجن كذا) دواجن البيت ما ألفها من الطير/ والشاة وغيرها، الواحدة: داجنة، وقد دجن في بيته إذا لزمه، وكلب [222/ ب] داجن ألف البيت، والمداجنة: حسن المخالطة. باب الدال مع الحاء (دحح) في الحديث: (كان لأسامة بطن مندح) يقال: اندح بطنه أي اتسع، ودح فلان فلانًا ودحاه إذا دفعه ورمى به هو.

(دحر)

في الحديث: (إن الأرض دحيت من تحت الكعبة دحًا) أي وسعت وبسطت. (دحر) قوله: {مدحورًا} أي مبعدًا من رحمة الله عز وجل يقال: اللهم ادحر عنا الشيطان أي أبعده. وقوله: {ويقذفون من كل جانب دحورًا} أي يتباعدون ويطردون. ومنه الحديث: (ما من يوم إلا إبليس فيه ادحر) أي أبعد وأذل. (دحس) وفي الحديث: (أن العلاء بن الحضرمي أنشده في أبيات له: وإن دحسوا بالشر فاعف تكرمًا .... وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل الدحس: الإفساد، يقال: دحست بين القوم إذا أفسدت بينهم، وقال بعضهم: يقال دحس الرجل بالشيء إذا دسه من حيث لا يعلم. قال ومنه الحديث: (قد حس بيده حتى توارت إلى الإبط) يريد أدخل يده دسًا بين اللحم والجلد. [223/ أ] وفي حديث عطاء: (حق على الناس أن يدحسوا الصفوف) / وقال الأصمعي: بيت دحاس مملوء، والدحس والدخس قريبان من السواء.

(دحص)

(دحص) في حديث إسماعيل قال: (فجعل يدحص الأرض بعقبيه) أي يفحص بهما، يقال للرجل وغيره إذا أصابه الجرح فإن ركض للموت تركته يركض برجله، ويفحص برجله ويدحص برجله. (دحض) قوله: {فساهم فكان من المدحضين} أي من المغلوبين، ومكان دحض أي ذلق مزلة ومنه يقال: دحضت حجته. قال الله تعالى: {حجتهم داحضة عند ربهم} وقد أدحضه. ومنه قوله: {ليدحضوا به الحق} أي ليدفعوا به. وفي الحديث: (حين تدحض الشمس) أي تزول وذلك إذا انحطت للغروب فكأنها دحضت تدحض أي ذلقت. ومنه قول معاوية لعبد الله بن عمرو: (ولا تزال تأتينا بهنة تدحض بها في بولك)، ويروى (يدحص) أي تفحص فيه برجلك.

(دحق)

وفي حديث أبي ذر: (إن خليلي - صلى الله عليه وسلم - قال إن دون جسر جهنم طريقًا ذا دحض) أي ذا زلق. (دحق) وفي الحديث: (ما من يوم إبليس فيه أدحر ولا أدحق من يوم عرفة) الدحق: قريب من الدحر، وهو الإبعاد، يقال: أدحقه الله ورجل دحيق وسجيق. ومنه الحديث: (عهدت إلى دحيق قوم فأجرتموه) أي طريد قوم. (دحل) في حديث أبي هريرة: (وسأله رجل فقال: إني رجل مصراد أفأدخل المبولة معي في البيت؟ فقال نعم، وادحل في الكسر). [223/ ب] قال أبو عبيد: الدحل هوة/ تكون في الأرض وفي أسافلها الأودية فيها ضيق ثم يتسع، فشبه أبو هريرة جوانب الخباء ومداخله بذلك يقول: صرفتهما كالذي يصير في الدحل، تقول: دحلت أدحل دحلًا إذا فعلت ذلك. وروي عن أبي وائل أنه قال: (ورد علينا كتاب عمر إذا قال الرجل للرجل لا تدخل فقد أمنه) قال شمر: معناه لا تهرب، وهو يدخل عني أي يفر، قال شمر: ويروى (وادح لها في الكسر) أي ضعها في زاوية.

(دحم)

(دحم) في الحديث: (في نكاح أهل الجنة قال: دحمًا دحمًا) قال الليث: الدحم: النكاح، وقد دحمها إذا دفع فيها. (دحمس) ومن رباعيه: في الحديث: (وفيم رجل دحمسان) أي أسود سمين وكذلك دحمساني، وفي بعض الروايات (وفيهم رجل دحمثان) وهو ما فسرناه. (دحا) قوله: {دحاها} أي بسطها ووسعها، وكل شيء بسطته ووسعته فقد دحوتها، ومنه قيل لموضع بيت النعام: أدحى لأنها تدحوه بصدرها أي توسعه وتبسطه، ويقال: نام فتدحى أي انبسط، ودحا الجناب الرقاقة أي وسعها. ومنه حديث علي: (اللهم داحي المدحوات) وروي (المدحيات) يريد يا باسط الأرضين، والدحو: البسط. وفي حديث ابن المسيب: (أنه سئل عن الدحو بالحجارة؟ فقال: لا بأس به) يعني السبق بالحجارة قال ابن الأعرابي يقال: هو يدحو بالحجر أي يرمي به. قال شمر: وسمعت الأسدي يصفها/ ويقول: هي المداحي والمسادي، [223/ أ] وهي أحجار مثل القرصة، وقد حفروا حفيرة لقذف ذلك الحجر فينتحون قليلًا ثم يدحون بتلك الأحجار إلى تلك الفحيرة، فإن وقع الحجر منها فقد قمر وإلا فقد قمر، والحفيرة: هي الأدحية.

باب الدال مع الخاء

ومنه حديث أبي رافع: (قال كنت ألاعب الحسن والحسين بالمداحي) قال القتيبي: ويقال لها أيضًا المراصيع. وفي الحديث: (يدخل البيت المعمور كل يوم سبعون ألف دحية مع كل دحية سبعون ألف ملك) الدحية رئيس الجنة. باب الدال مع الخاء (دخر) قوله: {وهم داخرون} أي صاغرون. (دخس) وفي الحديث: (أنه مر بغلام يسلخ شاة فقال: تنح حتى أريك فدخس بيده حتى توارت إلى الإبط) يريد أنه أدخل يده دسًا بين اللحم والجلد. وفي حديث عطاء: (حق على الناس أن يدخسوا الصفوف حتى لا تكون بينهم فرج) أي يملؤه وكل شيء ملائة فقد دخسه والدخيس: اللحم الكبير. (دخل) قوله: {دخلًا بينكم} أي خديعة ودغلًا وغشًا. قوله: {أو مدخلًا} المدخل: ما دخل فيه.

وقوله: {ادخلوا مساكنكم} سبيلك إذا أخبرت عما لا يعقل أن تؤنث، فنقول: دخلت ودخلن، ولكن الحرى في النطق مجرى الأدمين جاء بلفظ ما يعقل بين الناس. وقوله: {فادخلي في عبادي} قال ابن عرفة: تدخل كل نفس في البدن الذي/ خرجت منه. [223/ ب] وفي حديث العائن: (أنه يغسل داخل إزاره). وفي حديث آخر: (فلينزع داخلة إزاره) قال أبو عبيد: من طرفه الذي يلي جسد المؤتزر وقال غيره: يغسل العائن موضع داخلة إزاره من جسده، لا الإزار، ودواخل الأرض: خمرها وغامضها، وقال أبو بكر بن الأنباري: قال بعضهم: داخلة الإزار: مذاكره كني عنها كما يكنى عن الفرج بالسراويل، فيقال: فلان نظيف السراويل، وقال بعضهم: داخلة إزاره: الورك. وفي حديث الحسن: (إن من النفاق اختلاف المدخل والمخرج) قيل: أراد سوء الطريقة، يقال: فلان حسن المدخل أي حسن الطريقة محمودها. وفي حديث عمر: (من دخلة الرحم صحة الدخل) يريد الخاصة والقرابة، والدخل أيضًا البطانة، قال ابن الأعرابي: إني لأعرف دخال أمرك، ودخيل أمرك. قال الفراء: دخلت أمره ودخلة أمره (حجازية أبو زيد) دخيل أمره، وداخلة أمره، والدخلى: الظبي الربيب وهو الأهلي، والدخيلي: وهو كالأهلي.

(دخن)

(دخن) وفي الحديث: (هدنة على دخن) قال أبو عبيد: تفسيره في الحديث، وهو قوله: (لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه) قال: وأصل الدخن: أن يكون في لون الدابة كدورة إلى سواد، فوجه الحديث ستكون القلوب هكذا لا يصفوا بعضها لبعض ولا ينصع حبها كما كانت، والدخن: الدخان. [224/ أ] ومنه الحديث: (وذكر فتنة فقال: دخنها من تحت قدمي/ رجل من أهل بيتي) يعني إثارتها وهيجتها شبهه بالدخان الذي يرتفع. باب الدال مع الدال (دد) في الحديث: (ما أنا من دد ولا الدد مني) الدد: اللهو واللعب، والدد والددن واحد، وإنما قال ولا الدد مني ولم يقل ولا هو مني للتوكيد، كما قال في حديث آخر: (وإن أفتاك الناس فيه وأفتوك). باب الدال مع الراء (درأ) قوله: {ويدرؤون بالحسنة السيئة} أي يدفعونها.

قوله: {ويدرأ عنها العذاب} أي يدفع عنها الحد. ومنه الحديث: (ادرؤوا الحدود بالشبهات). وقوله: {فادارأتم} أي تدارأتم وتدافعتم يعني اختلافهم في القتيل، وذلك أن كل فريق كان يدفع القتل عن نفسه، يقال: درأته إذا دافعته- مهموز وداريته- بالياء- إذا لاينته، ودريته إذا خلته. وفي الحديث: (كان لا يداري ولا يماري) أي لا يشاغب ولا يخالف على صاحبه. وفي حديث الشعبي في المختلعة: (قال إذا كان الدرء من قبلها فلا بأس أن يأخذ منها) يعني بالدرء النشوز والاعوجاج والخلاف. وفي الحديث: (اللهم إني أدرأ بك في صدور أعدائي) أي أدفعك في صدورهم لتكفيني شرهم. وفي حديث القبائل قال فلان لأبي بكر: (صادف درء السيل درءًا يدفعه يهيضه حينًا وحينًا يصدعه). / [224/ ب] سمعت الأزهري يقول: يقال للسيل إذا أتاك من حيث لا تحتسبه: سيل درء أي يدفع هذا ذاك وذاك هذا قال: والدرء: شبه العتب في الجبل ويهيضه تكسره وتصدعه وتشققه.

(درج)

في حديث عمر: (أنه صلى المغرب فلما انصرف درأ جمعة من حصى المسجد، وألقى عليها رداءه واستلقى) قوله: (درأ جمعة) أي بسطها، ويقولون: يا جارية اداري له الوسادة أي ابسطي. وأنشد الشيخ للمثقب العبدي: تقول إذا درأت لها وضيني .... أهذا دينه أبدًا وديني وفي الحديث (السلطان ذو تدراء) أي هجوم لا يتوقى ولا يهاب من قولك: تدرأ علينا أي طلع. وقوله: {كوكب دري} وقرئ: (دري) فمن قرأ بالكسر والهمز ففعيل من در النجم يدرأ إذا طلع، ومن قرأ (درى) فهو منسوب إلى الدر أراد كوكب مضيء. (درج) قوله: {هم درجات عند الله} أي ذو درجات أي طبقات في الفضل. وقوله: {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} أي نمهلهم ثم نأخذهم كما يأخذ برقى الراقي الدرجة فيتدرج شيئًا بعد شيء حتى يصل إلى العلو، والاستدراج: الأخذ على غرة. ومن كلامهم: رجع أدراجه، وعاد على أدراجه أي عاد إلى المكان الذي [225/ أ] جاء منه، ويقال درج قرن بعد/ قرن أي فنى.

(درد)

وقال عبد الله ذو البجاوين يخاطب ناقة رسول الله: تعرض مدراجًا وسومى. المدارج: الثنايا الغلاظ واحدتها مدرجة. وفي خطبة الحجاج (ليس هذا بعشك فادرجي) أي امضي يضرب مثلًا للمطمئن في غير وقته فيؤمر بالجد والحفوف. وفي الحديث: (أدراجك يا منافق من مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي خذ طريقك الذي جئت منه. (درد) وفي الحديث: (لزمت السواك حتى خشيت أن يدردني) أي يذهب بأسناني ويخفيها والدرد: سقوط الأسنان والدرادد مغارز الأسنان الواحد دردر. (درر) وقوله: {مدرارًا} أي كثرة المطر ديمة مدران إذا كان غزيرًا دارًا، والمفعال للمبالغة ولا تؤنث يقال: درت السماء إذا مطرت. وفي الحديث في صفته - صلى الله عليه وسلم -: (بينهما عرق يدره الغضب) يعني بين حاجبيه عرق يمتلئ دمًا إذا غضب، يقال: درت العروق إذا امتلأت دمًا، كما يقال: در الضرع إذا امتلأ لبنًا. وفي حديث عمر: (أنه أوصى عمًا له فقال: أدروا لقحة المسلمين) قال الليث: أراد بذلك فيئهم وخراجهم، قال: والاسم من ذلك الدرة.

وفي حديث عمرو: (حتى تركته مثل فلكة المدر) المدر: الغزال ويقال للمغزل نفسه الدرارة والمدرة وقد أدرت الغزالة دراتها إذا أدارتها لتستحكم قوة [225/ ب] ما تغزله، ضربه مثلًا لإحكامه أمر معاوية بعد استرخائه. وقال القتيبي: المدر: الجارية إذا فلك ثدياها ودر فيهما الماء، يقول: كان أمرك مسترخيًا فأقمته حتى صار كأنه حلمة ثدي قد أدر والقول هو الأول. وفي الحديث: (كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء). وفي حديث آخر: (الدجال إحدى عينيه كأنها [كوكب] دري) الدري عند العرب: الشديد الإنارة نسب إلى الدر وشبه صفاؤه بصفائه، وقال المفسرون: الكوكب الدري واحد من الكواكب الخمسة العظام، وقال الفراء: العرب تسمي الكواكب العظام التي لا تعرف أسماؤها الدراري بلا همز. وفي حديث ذي الثدية: (أنه كانت له ثدية مثل البضعة تدردر) أي تمرمر وترجرج أي تجيء وتذهب، ومنه) دردور البحر، ومثله: تدبدب وتقلقل وتزلزل. وفي الحديث: (يحبس دركم) يعني ذوات الدر يعني أنها لا تحشر إلى المصدق ولا تحبس عن المرعى إلى أن تجتمع الماشية ثم تعد لما في ذلك من الإضرار بها.

(درك)

(درك) قوله: {في الدرك الأسفل} قال أبو عبيد: جهنم أدراك أي منازل، يقال لكل منزلة منها درك ودرك، والدرك إلى أسفل، والدرج إلى أعلى. وقوله: {لا تخاف دركًا} أي لا تخاف أن يدرك من/ يطلبك يعني فرعون [226/ أ] والدرك اسم من الإدراك كاللحوق من الإلحاق. وقوله: {لا تدركه الأبصار} أي لا تحيط بحقيقته. وقوله: {إذا اداركوا} أي تداركوا وتتابعوا واجتمعوا. وقوله: {بل ادارك} أي تواطأ وتدارك علمهم في الآخرة حين لا ينفعهم لأنهم آمنوا وأيقنوا بعد الموت ومن قرأ: (أدرك) فمعناه كذلك أيضًا. (دركل) وفي الحديث من رباعيه (مر على أصحاب الدركلة) قال شمر: قرئ هذا الحرف على أبي عبيد قال شاهد الدركلة قال وروى محمد بن إسحاق بن يسار (قدم فتية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدرقلون) والدرقلة: الرقص، قال ابن دريد: الدركلة لعبة للصبيان أحسبها حبشبة. (درن) وفي حديث جرير (إذا أخلف كان لجينًا وإذا سقط كان درينًا) الدرين حطام المرعى إذا قدم.

(دره)

(دره) في المبعث (فجاء الملك بسكين درهرهة) قال ابن الأنباري: هي المحوجة الرأس التي يسميها العوام المنجل، وأصلها من كلام الفرس درة فعربته العرب فزادت عليه حروفًا من جنسها وهم يفعلون ذلك كما قالوا للقواس مقمجر، وللجمل برق وبدخ وللغليظ من الديباج استبرق. (درى) في الحديث (رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس) هو أن تلاينهم [226/ ب] ولا تنفرهم عن نفسك، / وأصله من دريت الصيد إذا سترت عنه بشيء ثم ترميه لئلا ينفر. باب الدال مع السين (دسر) قوله: {وحملناه على ذات ألواح ودسر} قال مجاهد: الدسر: أضلاع السفينة، وقال غيره: هي المسامير واحدها دسار، وقد دسرت المسمار أدسره دسرًا: وهو أن تدخله في الشيء بقوة، وقيل: هي محرك السفينة، وقيل: هي السفن بعينها تدسر الماء بصدورها أي تدفعها، قال عمرو بن أحمد ضربًا هذذيًا وطعنًا مدسرًا. وفي حديث عمر (إن أخوف ما أخاف عليكم أن يؤخذ البريء عند الله فيدسر كما يدسر الجزور) أي يدفع، يقال: دسرته دسرًا ومنه حديث ابن عباس: (وسئل عن زكاة العنبر، فقال: إنما هو شيء دسره البحر) أي دفعه فألقاه إلى الشط.

(دسس)

وفي الحديث (أن الحجاج قال لسنان قاتل الحسين أنت قتلت الحسين؟ قال: نعم هبرته بالسيف هبرًا ودسرته بالرمح دسرًا) يقول دفعته به دفعًا عنيفًا. وقال شمر: أراد سمرته بالرمح كما يسمر الباب بالمسامير وهي الدسر. (دسس) قوله: {من دساها) قيل: الأصل فيه دسسها فقلبت إحدى السينين ياء، المعنى خاب من دسس نفسه أي أخملها وأخنس حظها، وقيل: / خابت نفس [227/ أ] دساها الله، وكل شيء أخفيته وقللته فقد دسسته. (دسع) في الحديث (إن الله عز وجل يقول لابن آدم ألم أحملك على الخيل، ألم أجعلك تربع وتدسع) تعطى فتجزل. والعرب تقول للجواد (هو ضخم الدسيعة) كأنه إذا أعطى دسع أي دفع. ومن ذلك ما جاء في حديث ظبيان وذكر حمير (فقال: وإن قبائل من الأزد نزلوها فنجوا فيها الترابع، وبنوا المصانع، واتخذوا الدسائع) قلت: الدسائع تكون العطايا وتكون الدساكر، وقال ابن الأعرابي: الدسيعة: الجفنة، وقال الليث: هي المائدة الكريمة ويقال: دسع البعير بحوبه إذا دفع بها. (دسم) في الحديث (لا تذكرون الله إلا دسمًا) قال ابن الأعرابي: تقول هذا مدحتً، ويكون ذمًا، فإذا كان مدحًا فالذكر حشو قلوبهم وأفواههم، والدسيم:

باب الدال مع الشين

القليل الذكر، وإذا كان ذمًا فإنما هم يذكرون الله ذكرًا قليلًا من التدسيم، وهو السواد الذي يجعل خلف أذن الصبي لئلا تصيبه العين. وفي الحديث (إن الشيطان لعوقًا ودسامًا) أراد بالدسام ما يسد به الأذن فلا تعي ذكرًا ولا موعظة، وكل شيء سددته فقد دسمته. ومنه حديث الحسن في الاستحاضة قال (وتدسم ما تحتها) أي تسد فرجها وتحشى. [227/ ب] وفي الحديث (أنه خطب/ وعلى رأسه عمامة دسماء) أي سوداء. وفي الحديث (دسموا نونته) أي سودوا ذلك الموضع منه لئلا تصيبه العين. باب الدال مع الشين (دشش) في الحديث (فجاءت بدشيشة فأكلنا منها) الدشيشة لغة في الحشيشة، وهي حسو يتخذ من البر المرضوض. باب الدال مع العين (دعب) في الحديث (فهلا بكرًا تداعبها وتداعبك) قال أبو عبيد: الدعابة: المزاح ورجل دعب ودعابة أي مزاح.

(دعثر)

وفي الحديث (كان فيه دعابة) (دعثر) ومن رباعيه في الحديث: (إنه ليدرك الفارس فيدثره) أي يصرعه ويهلكه. (دعس) وفي الحديث (فإذا دنا العدو كانت المداعسة بالرماح حتى تقصد) يعني المطاعنة بالرماح، يقال: دعسته بالرمح وتقصد: تكسر. (دعع) قوله: {يدع اليتيم} أي يدفعه بعنف. ومنه قوله عز وجل: {يوم يدعون إلى نار جهنم دعًا} أي يدفعون إليها بعنف. قوله: {فما كان دعواهم} قال الأزهري: الدعوى اسم يقوم مقام الادعاء، يقال: ادعى يدعي ادعاء ودعوى وتكون الدعوى بمعنى الدعاء، يقال اللهم أشركنا في صالح دعاء المسلمين ودعوتهم. ومنه قوله: {دعوة الحق} هي شهادة أن لا إله إلا الله. وقوله: {وادعوا شهداءكم} أي استغيثوا بآلهتكم، وقال أبو الهيثم: الدعاء الغوث، وقد دعا أي استغاث.

(دعا)

ومنه قوله تعالى: {ادعوني أستجب لكم} يقول: استغيثوا بي إذا نزلت بكم الضراء استجب لكم دعاءكم أي دعوتكم. ومنه (دعوى الجاهلية) وهو قولهم: يال فلان. وقوله: {شهداءكم} سموا شهداء لأنهم يشهدونها أي يحضرونها. قوله: {وإن تدع مثقلة إلى حملها} أي وإن تستغث نفس قد أثقلتها ذنوبها إلى أن يحمل عنها شيئًا من ذلك لم يحكم لها به. وقال ابن عباس في قوله: {دعواهم فيها سبحانك اللهم} قال: كلما اشتهى أهل الجنة شيئًا قالوا: سبحانك اللهم فيجيئهم كما يشتهون فإذا طعموا مما آتاهم الله قالوا: الحمد لله رب العالمين فذلك آخر دعواهم. وقوله: {ولهم ما يدعون} أي ما يتمنون، تقول العرب: ادع على ما شئت، أي تمن واقترح. (دعا) وقوله: {بهد تدعون} أي هذا الذي كنتم به تدعون وتستبطئونه. وقوله: {تدعو من أدبر وتولى} قال المبرد: أي تعذب. وقال ثعلب: تنادي، وقال أهل التفسير: أنها تدعو الكافر باسمه. أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر قال: سئل المبرد عن قوله: {تدعوا} فقال:

تعذب، رواه النضر، عن الخليل، وأنكر قول ثعلب: تنادي، لأن هذا كان يعتقد أن جهنم لا تتكلم قال: وقال الخليل قال أعرابي لآخر: دعاك الله أي عذبك وقال أبو العباس معنى قوله: دعاك الله أي أماتك الله واحتج أبو العباس بقول ابن عباس: (نار جهنم تنادي يوم القيامة بلسان فصيح الكفار فتلتقطهم كما يلتقط الطائر الحب). وقال غيرهم: دعوتها إياهم ما تفعل بهم من الأفاعيل، والعرب تقول: دعانا غيث وقع بناحية كذا أي كان ذلك. سببًا لانتجاعنا إياه. ومنه قول ذي الرمة: أمسى برهبين مجتازًا المرتعة .... من ذيالفوارس تدعو أنفه الديب وقال أيضًا: دعت مية الأعداد واستبدلت بها .... خناطيل آجال من العبر خذل. ويقال: ما الذي دعاك إلى هذا أي جرك إليه وحملك عليه. وقوله: {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضًا}. قال مجاهد: أمروا أن يدعوه في لين وتواضع، قال ابن عرفة: إن تكن الرواية كما حكاه، فالتسليم للخير وإلا فإنه يحتمل ما قاله مجاهد، ويحتمل أن يكون معناه: لا تجعلوا دعاء الرسول إذا دعاكم/ لأمر أو نهي كدعاء بعضكم [229/ أ] بعضًا تجيبون إذا شئتم، وتمنعون إذا شئتم ألا تراه يقول بعده: {قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذًا}. وقوله: {أن دعوا للرحمن ولدًا} أي جعلوا، قال ابن أحمر: وكنت أدعو قذاها الإثمد القردا

أي أسمي وأجعل. وقوله تعالى: {لن ندعو من دونه إلهًا} أي لن نعبد وروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (الدعاء هو العبادة). وقوله عز وجل: {وما جعل أدعياءكم أبناءكم} الدعي: الذي تبناه رجل فدعاه ابنه. وفي الحديث: (إن الله تعالى بنى دارًا واتخذها مأدبة فدعا الناس غليها) قوله: {دعا} من الدعوة والمدعاة وهي الوليمة. وفي الحديث: (أنه قال للحالب دع داعي اللبن) قال أبو عبيد تقول: ابق في الضرع قليلًا من اللبن ولا تستوعبه فإن الذي تبقيه يدعو ما وراءه من اللبن فينزله وإذا استقصى كل ما في الضرع أبطأ دره على حالبه. وفي حديث عمر: (كان يقدم فيها سابقتهم في أعطياتهم فإن انتهت الدعوة إليه كبر) يقال: لبني فلان الدعوة على قومهم إذا بدئ بهم في العطاء. وفي الحديث في قريش: (والحكم في الأنصار والدعوة في الحبشة) أراد [229/ ب] بالدعوة: الأذان جعله في الحبشة تفضيلًا لمؤذنه بلال/ وجعل الحكم في الأنصار لكثرة فقهائها.

باب الدال مع الغين

وفي الحديث: (ولو دعيت إلى ما دعي أليه يوسف لأجبت) قال القتيبي: حين دعي للإطلاق من الحبس بعد الغم الطويل فلم يخرج وقال: {ارجع إلى ربك} يقول: لو كنت مكانه لم أتلبث وخرجت وهذا من جنس تواضعه - صلى الله عليه وسلم - كما قال في وقت آخر: (لا تفضلوني على يونس بن متى) وأراد أن يوسف كان صابرًا. وفي الحديث: (سمع رجلًا في المسجد يقول: من دعا إلى الجمل الأحمر؟ فقال: لا وجدت) يريد من وجده فدعا إليه، ونهى أن تنشد الضالة في المسجد. باب الدال مع الغين (دغر) في الحديث: (لا تعذين أولادكن بالدغر) قال أبو عبيد: هو غمز الخلق، وذلك أن الصبي تأخذه العذرة وهو وجع يهج في الحلق من الدم فإذا عولج منه صاحبه قيل عذرته فهو معذور ودغرت المرأة صبيها تدغره دغرًا إذا دفعته ذلك الموضع بإصبعها. وفي حديث علي: (لا قطع في الدغرة) قيل هي الخلسة قال أبو عبيد: وهي عندي من الدفع أيضًا وإنما هو توثب المختلس ودفعه على المتاع ليختلسه.

(دغفق)

(دغفق) في الحديث: (قد دغفقها دغفقة) الدغفقة: الصب الشديد يقال: فلان في نعيم دغفق أي واسع. (دغل) [230/ أ] في الحديث: (اتخذوا دين الله دغلًا) أي/ يخدعون الناس وأصل الدغل الشجر الملتف الذي يكمن فيه أهل الفساد، وقال الليث: معناه ادغلوا في التفسير يقال: أدغلت في هذا الأمر إذا أدخلت فيه ما يخالفه، قال: وإذا دخل الرجل مدخلًا مريبًا قيل دغل به. (دغم) وفي الحديث: (ضحى بكبش أدغم) هو الذي يكون فيه أدنى سواد وخصوصًا في أنبته وهو مثل الأذلم من الدواب والجماعة دغمان، والدغمة السواد الذي داخل البياض، وأنشدني الأزهري قال: أنشدني أبو صبرة الساعدي لبعض رجاز سعد: إن ابن يوز بين بابين وجبر .... والخيل تنحاة إلى قطر الأجم وضبة الدغمان في رأس الأكم .... مخضرة أعينها مثل الرخم قال: وبابين موضع بالبحرين، والأجم: جمع الأجمة، وجم الأهيم.

باب الدال مع الفاء

باب الدال مع الفاء (دفأ) قوله عز وجل: {لكم فيها دفء} روي عن ابن عباس أنه قال: (الدفء نسل كل دابة) وقال الأزهري: الدفء عند العرب: نتاج الإبل والانتفاع بها. وفي الحديث: (لنا في دفئهم وصرامهم) معناه: من إبلهم وغنمهم، وقيل سماها دفأ لأنها يتخذ من أوبارها وأصوافها ما يتدفأ به. وقال الفراء: الدفء ما يستدفأ به من أشعارها وأوبارها وأصوافها، وقد يدفأ/ الرجل بالمكان ودفؤ الزمان فهو دفيء ودفئ الرجل فهو دفان. [230/ ب] وفي الحديث: (أنه أتى بأسير يوعك فقال أدفئوه، فقتلوه فوداه) أراد النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أدفئوه) فترك الهمز لأنه لم يكن من لغته الهمز ولو أراد معنى القتل، لقال دافوه أو دافوه، يقال: دففت الأسير ودافيته أي أجهزت عليه. وفي حديث الدجال (فيه دفأ) أي انحناء، ورجل أدفأ وامرأة دفاء. (دفر) في حديث قيلة: (ألقي إلى ابنة أخي يادفار) أراد يا منتنة والدفر: النتن، ومنه قيل للدنيا أمر دفر وأما الدفر: فهو حدة الريح طيبة كانت أو منتنة مثل دفر المسك ودفر الإبط.

(دفف)

وفي حديث عمر أنه قال: (وادفراه) قال أبو عبيد: أراد وانتناه وقال ابن الأعرابي: أراد واذلاه. يقال: دفرته في قفاه. ومنه قول مجاهد في تفسير قوله: {يوم يدعون إلى نار جهنم دعًا} فقال: دفرًا في أقفيتهم أي دفعًا، وقال غيره: الدفر: الوسخ يكون في الأظفار، يقال: دفرت أظفاره. (دفف) في حديث عمر: (أنه قال لفلان إنه قد دفت علينا من قومك دافة) قال أبو عمرو: الدافة: القوم يسيرون جماعة سيرًا ليس بالشديد يقال: هم يدفون دفيفًا. ومنه الحديث الآخر: (إن فيها- يعني غي الجنة- لنجائب تدف بركبانها) [231/ أ] وقال غيره يقال: جاءت دافة من/ الأعراب وهو من يرد منهم المسعر. ومنه حديث سالم: (أنه كان يتولى صدقة عمر فإذا دفت دافة الأعراب وجهها فيهم). ومنه حديث الأحنف: (أنه قال لمعاوية لولا غرمة أمير المؤمنين لأخبرته أن دافة دفت). وفي حديث خالد: (نادى مناديه إلا من كان معه أسير فليدافه) أراد فليجهز عليه.

(دفق)

ومنه حديث عبد الله: (أنه داف أبا جهل يوم بدر) يقال داففت الأسير دفافًا، وفيه لغة أخرى: فليدافه من دافيت على الأسير ولغة ثالثة: فليذافه- بالذال وتشديد الفاء- يقال ذففت على الجريح تذفيفًا. وفي الحديث: (أن فلانًا قال: ابغوني حديدة أستطيب بها فأعطي موسى فاستدف بها) أي استعان على حلق عانته واستأصل حلقتها من داففت الأسير إدافة. وفي الحديث: (كل ما دف ولا تأكل ما صف) يعني أن ما حرك جناحه في الطيران كالحمام ونحوه يؤكل وما صف جناحه كالصقور والنسور لا يؤكل. ومنه قوله: {صافات ويقبضن}. (دفق) قوله: {خلق من ماء دافق} أي ذي دفق، وهو المني الذي خلق منه الإنسان. وفي حديث الاستسقاء: (دفاق العزائل) الدفاق: المطر الواسع الكثير الذي يتدفق تدفقًا. (دفن) وفي حديث علي: (قم عن الشمس فإنها تظهر الداء الدفين) قيل: هو الداء المستتر الذي قهرته الطبيعة، يقول فالشمس تعينه على الطبيعة وتظهره.

باب الدال مع القاف

[231/ ب] وفي حديث شريح: (كان لا يرد العبد من الأدفان، / ويرده من الإباق البات) قال أبو زيد: هو أن يروغ عن مواليه اليوم أو اليومين ولا يغيب عن المصر، يقال: عبد دفون، وقال النضر: يقال ناقة دفون إذا كانت تغيب عن الإبل، وقد أدفنت ناقتكم. وفي الحديث: (أنه صلى الله عليه أبصر شجرة دفواء في بعض أسفاره تسمى ذات أنواط) يعلق عليها السلاح وتعبد، الدفواء: العظيمة الظليلة وتكون المائلة وأصلها الهمزة. باب الدال مع القاف (دقع) في الحديث: (إنكن إذا جعتن دقعتن) قال أبو عبيد: الدقع: الخضوع في طلب الحاجة ماخوذ من الدقعاء: وهو التراب. ومنه الحديث: (لا تحل المسألة في فقر مدقع) أي شديد يفضي بصاحبه إلى الدقعاء، وقال ابن العرابي: الدقع: سوء احتمال الفقر. (دقر) في حديث عمر: (أنه أمر رجلًا بشيء فعارضه فقال: قد جئتني بدقرارة من قومك) أي بمخالفتهم، وقال ابن الأعرابي: الدقرارة: الحديث المفتعل، والدقرارة: المخالفة.

باب الدال مع الكاف

باب الدال مع الكاف (دكك) قوله تعالى: {إذا دكت الأرض دكًا دكًا} قال ابن عرفة: أي جعلت مستوية لا أكمة فيها. ومنه قوله: {جعله دكاء} قال ابن اليزيدي: أي مستويًا، يقال: ناقة دكاء إذا ذهب سنامها، وقال القتيبي: أي جعله مدكوكًا ملصقًا بالأرض، / وقال [232/ أ] الأزهري: يقال دككته أي دققته، ومن قرأ: (دكاء) أراد جعل الجبل أرضًا دكاء، وهي الرابية التي لا تبلغ أن تكون جبلًا، وجمعها دكاوات. وقوله عز وجل: {فدكتا دكة واحدة} أي دقتا دقة فصارتا صباء منبثًا. وفي حديث أبي موسى: (أنه كتب إلى عمر إنا وجدنا بالعراق خيلًا عراضًا دكًا) يقال: فرس أدك، وخيل دك إذا كان عريض الظهر قصيرًا، ويقال للخيل الذليل: دك، وجمعه دككة. (دكدك) وفي حديث جرير بن عبد الله: (أنه وصف منزله، فقال: سهل ودكداك) قال القتيبي: الدكداك من الرمل ما التبد فيه بالأرض ولم يرتفع ذلك الارتفاع، أراد أن أرضهم غير ذات حزونة. وفي الحديث: (فتداك الناس عليه) أي ازدحموا وأصل الدك الكسر.

(دكل)

(دكل) في قصيدة مدح بها أصحاب رسول الله على عهدهم: علي له فضلان فضل قرابة * وفضلٌ بنصل السيف والسمر الدكل. قال أبو عمر الزاهد: الدكل والدكن واحد، يريد: لون الرماح. باب الدال مع اللام (دلث) في حديث موسى والخضر: (وإن الاندلاث والتخطرف من الانفحام والتكلف) الاندلاث: التقدم بلا روية. (دلح) في الحديث: (كن النساء يدلحن بالقرب على ظهورهن في الغزو) أي [232/ ب] يستقين، وتسقين الرجال، يقال: دلج البعير إذا / تثاقل في مشيه من ثقل الحمل. وفي الحديث: (أن سلمان وأبا الدرداء اشتريا لحمًا فتدالحاه بينهما على عود) يقال: تدالح الرجلان شيئًا بينهما إذا حملاه بينهما. (دلس) وفي حديث ابن المسيب: (رحم الله عمر لو لم ينه عن المتعة لاتخذها الناس دولسيًا) أي ذريعة إلى الزنا مدلسة، والتدليس: إخفاء العيب، والواو فيه زائدة.

(دلع)

(دلع) في الحديث: (أنه كان يدلع لسانه للحسن) أي يخرجها حتى يرى حمرتها فيهش إليه. (دلق) في الحديث: (فتندلق أقتاب بطنه) قال أبو عبيد: الاندلاق خروج الشيء من مكانه، وكل شيء نذر خارجًا فقد اندلق، ويقال: (اندلق السيف من جفنه) إذا شقه فخرج منه. وفي الحديث (ومعها شارف دلقاء) أي متكسرة الأسنان فتح مرغها فهي الدلوق والدلقم. (دلف) في الحديث: (وليدلف إليه من كل بطن) أراد ليقبل إليه، من الدليف: وهو المشي الرويد. (دلك) قوله: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل} قال ابن مسعود: دلوك الشمس زوالها وقت الأولى في هذه الآية، وروى نافع عن ابن عمر:

(دلل)

دلوكها ميلها، وقال ابن عرفة: سمعت أحمد بن يحيى يقول: دلكت الشمس إذا مالت، قال ويقال: أتيتك عند الدلك أي العشي وأنشد: *تعرض الزهراء في جنح الدلك* وفي حديث عمر أنه كتب إلى خالد بن الوليد: (بلغني أنه أعد لك دلوك [233/ أ] عجن بخمر) / الدلوك اسم الدواء الذي يتدل كبه. وسئل الحسن: (أيدالك الرجل أهله) قال: نعم إذا كان مفلجًا قال أبو عبيد: يعني المطل بالمهر وكل مماطل مدالك. (دلل) وفي الحديث: (ويخرجوم- يعني أصحاب رسول الله- من عنده أدلة) الأدلة: جمع دليل مثل شحيح وأشحة، وجليل وأجلة، يريدون أنهم يخرجون من عنده بما قد علموه فيدلون عليه الناس ويخبرونهم أي يخرجون من عنده فقهاء. وفي الحديث: (فينظرون إلى سمته ودله) فيشبهون به الدل، والهدى قريب بعضه من بعض، وهما من السكينة والوقار في الهيبة والمنظر. وروي عن سعد قال: (بينا أنا أطوف بالبيت إذ رأيت امرأة أعجبني دلها) قال شمر: الدل والدلال: حسن الحديث وحسن الهيئة قال: ويقال: هي تدل عليه أي تجترئ، يقال: ما دلك على فلان أي ما جرأك، وقال الليث: تدلات المراة على زوجها وذلك أن تزيد جرأة عليه في تفنج وشكل كأنها تخالفه وليس بها خلاف، والدالة: ممن يدل على من له عبد مغير له شبه جرأة منه،

(دلا)

والسمت: أيضًا حسن الهيئة، ويقال: لفلان عليك دالة وتدلل وإدلال ومدل بصحبته عليك إدلالًا، ودالة أي مجترئ، قاله أبو الهيثم. وقوله: {فدلاهما بغرور} أي قربهما إلى المعصية بغروره، وقيل: دلاهما من الجنة إلى الأرض، وقيل: فأطعمهما، قال الأزهري: أصله الرجل العطشان يدل في السير ليروى من مائها فلا يجد فيها ماء فيكون مدلى فيها بالغرور، / فوضعت التدلية موضع الإطماع فيما لا يجدي نفعًا، وقيل: [233/ ب] فدلاهما أي فجرأهما إبليس على أكل الشجرة. والأصل فيه، دللهما من الدل، وهي الجرأة، والدالة مثلها. (دلا) قوله تعالى: {فأدلى دلوه} أي أرسلها في البئر فإذا نزعوها قيل دلا يدلوا. وقوله: {ثم دنا فتدلى} معنى دنا وتدلى واحد أي قرب وزاد التدلي من علو إلى أسفل. وقوله عز وجل: {وتدلوا بها إلى الحكام} أي لا تعطوها الحكام على سبيل الرشوة ليغيروا الحكم لكم، مأخوذ من أدليت الدلو، ومنه يقال: أدل بمجنه إذا أرسلها. في حديث استسقاء عمر: (وقد دلونا به إليك) يعني بالعباس أي توصلنا بواصلة من الدلو أيضًا.

باب الدال مع الميم

وفي حديث أم المنذر العدوية: (دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه علي ولنا دوال معلقة) الدوالي: بسر يعلق فإذا أرطب أكل، واحدها في القياس دالية، ولم أسمع به. باب الدال مع الميم (دمث) في الحديث: (أنه كان يمشي مع أصحابه إذ مال إلى دمث من الأرض فبال) الدمث الأرض السهلة، وغنما فعل ذلك لئلا يرتد عليه البول كما قال: (إذا بال أحدكم فليرتد لبوبله). وفي صفته - صلى الله عليه وسلم -: (دمث ليس بالجافي) أراد أنه كان لين الخلق في [234/ أ] سهولة، وأصله من الدمث، وقال أبو بكر: / هو الرمل الذي ليس بمتلبد ولا مشتد. وفي حديث آخر: (من كذب علي فإنما يدمث مجلسه من الناس)، يريد يوطئ، ومن هذا قيل للرجل السهل الحلق دمث، قال: أعلمتك. (دمج) وفي الحديث: (من شق عصا المسلمين وهم في الإسلام دامج فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه) الدامج: المجتمع، وأصل الدموج: دخول الشيء

(دمر)

في الشيء، يقال: متن مدمج، ورجل مدمج الخلق إذا كان مجدول الخلق متداخله. (دمر) قوله تعالى: {فدمرناهم} أي أهلكناهم، يقال دمر القوم يدمرون دمورًا ودمارًا، ويكون الدمور أيضًا الدخول بغير إذن. ومنه الحديث: (من نظر في صير باب فكأنما دمر) أي دخل بغير إذن ودمر ودمق سواء. (دمس) في حديث الدجال: (كأنه خرج من الديماس) قال بعضهم: هو الكن أي كأنه مخدر لم ير شمسًا، وقال بعضهم: الديماس السرب ومنه يقال دمسته إذا قبرته. (دمع) في الشجاج (الدامعة) وهي أن يسيل منها دم، يقال ثري دامع أي ثري ودماع الكرم ما تجري منه من الماء عند القصاب. (دمغ) قوله: {فيدمغه} قال ابن عرفة: أي فيعلوه ويبطله، ويقال: رماه فدمغه إذا أصاب دماغه، وقال الأزهري: أي فيذهب به ذهاب الصغار والذل. وفي حديث علي يصف رسول الله فيقول: (دامغ جيشات الأباطيل) أي المهلك، يقال دمغه يدمغه دمغًا إذا أصاب الدماغ فقتله.

(دمق)

(دمق) [234/ ب] في حديث خالد: (إن الناس قد دمقوا في الخمر وتزاهدوا/ في الحد) قال شمر: قال ابن الأعرابي: دمق القوم على القوم ودمروا إذا دخلوا بغير إذن، قال: ومعنى دمقوا في الخمر أي دخلوا في شربه واتسعوا وانبسطوا يعني من غير إباحة. (دمك) وفي الحديث: (كان بناء الكعبة في الجاهلية مدماك حجارة ومدماك عيدان من سفينة انكسرت) المدماك: الساف في البناء كل صف من اللبن تسميه جاهلية أهل الحجاز مدماكًا. (دمل) في الحديث: (كان يدمل أرضه بالعرة) أي يصلحها ويعالجها بالدمال وقد اندمل الجرح إذا صلح وبرأ وداملت فلانًا داريته. (دملق) ومن رباعيه في حديث ظبيان، وذكر ثمود فقال: (رماهم الله بالدمالق فأهلكتهم بالصواعق) قال القتيبي: الدمالق: الحجارة أحسنها الملس، من قولك: دملكت الشيء إذا أدرته وملسته، والقاف والكاف تخرجان من مخرج واحد. (دمم) قوله تعالى: {فدمدم عليهم} قال الأزهري: أطبق عليهم العذاب، يقال: دممت على الشيء إذا أطبقت عليه، وكذلك دممت على القبر، وناقة مدمومة

(دمن)

ألبسها الشحم، فإذا كررت الإطباق قلت: دمدمت عليه، وقيل: (فدمدم عليهم) أي غضب عليهم، وقال الفراء: الدمدمة والدمدام: الهلاك. في حديث إبراهيم: (لا بأس بالصلاة في دمة الغنم). قبل: دمة الغنم مربضها كأنه دم بالبول والبعر أي ألبس وقال بعضهم: أراد دمنة الغنم فحذف النون وشدد الميم. / [235/ أ] (دمن) في الحديث: (إياكم وخضراء الدمن، قيل: وما ذاك؟ قال المرأة الحسناء في منبت السوء) يقال دمنة ودمن مثل أجنة وأجن ودمنة ودمن مثل سدرة وسدر شبهها بالبقة الناضرة في دمنة البعر وهي ما تدمنه الإبل والغنم بأبوالها وأبعارها أي تلبده، فربما نبت فيها النبات الحسن، يقول: فمنظرها أنيق ومنبتها فاسد ولعلها تنزع إلى منبتها، يال: دمن فلان فناء الأمير إذا لزمه. وفي الحديث: (مدمن خمر كعابد الوثن) يعني الذي يعاقر شربها ويلازمه. في الحديث: (فإذا جاء التقاضي قال: أصاب التمر الدمان) قال الأصمعي: إذا اتسعت النخلة عن عفن وسواد قيل: أصابها الدمان، ويقال: للفسيلة إذا أخرجت قلبتها اتسعت. (دما) في الحديث: (هذا سهم مبارك مدمى) المدمى من السهام الذي قد رمي به مرة، وكل شيء في لونه سواد وحمرة فهو مدمى.

باب الدال مع النون

وفي صفته - صلى الله عليه وسلم -: (كان عنقه جيد دمية) الدمية: الصورة المصورة وجمعها دمى. باب الدال مع النون (دنق) في حديث بعضهم: (لا بأس للأسير إذا خاف أن يمثل به أن يدنق للموت) يقال: دنق للموت تدنيقًا إذا دنا. (دندن) وفي الحديث: (فأما دندنتك ودندنة معاذ فلا تحسنها) قال أبو عبيد: هو أن يتكلم الرجل بالكلام تسمع نغمته ولا تفهمه، وهو مثل الهينمة والهيفة إلا أنها أرفع قليلًا. (دنا) [235/ ب] قوله: /} قنوان دانية} أي قريبة المتناول. قوله: {وجنى الجنتين دان} أي ذلك القاطفة فلا يحتاج إلى أن يرقى فيه. وقوله: {في أدنى الأرض} قيل: في أطراف الشام أي في أدنى أرض العرب. وقوله: {إنا زينا السماء الدنيا} يعني: القربى إلى أهل الأرض وتذكيره الأدنى، مثل الأصغر والصغرى.

باب الدال مع الواو

وقوله: {يدنين عليهن من جلابيبهن} قال ابن عرفة: أي يتغطين ويتوارين بثيابهن ليعلم أنهن حرائر. وقوله: {الذي هو أدنى} والأدنى أخس والذي بلا همز والمدني الخسيس. وفي الحديث: (سموا الله ودنوا) أي سموا الله إذا بدأتم بالأكل (ودنوا) أي كلوا مما بين أيديكم وقرب منكم، وهو فعلوا من دنا يدنو ويقال: رجل دني، وقد دنا يدنو، ودنى يدني، ودنوا يدنوا، وأما الدنيء مهموز فهو الماجن وقد دنوء ودنأ إذا مجن. باب الدال مع الواو (دولج) في حديث عمر: (أنه أتاه رجل فقال أتتني امرأة فأدخلتها الدلوج) يعني المخدع، وفيها لغة أخرى التولج، وهو كل ما ولجت فيه من بيت أو سرب أو نحوه. (دوح) في الحديث: (كم من عذق دواح لأبي الدحداح) قيل الدواح: العظيم الشديد السموق، وعلى شجرة عظيمة دوحة، وسمعت الزهري يقول: لا أعرف الدواح. (دوخ) في حديث وفد ثقيف: (أداخ العرب ودان له الناس) أي أذلهم يقال: أدخته فداخ يدوخ.

(دور)

(دور) [236/ أ] قوله): {أن تصيبنا دائرة} / قال الزهري: معنى الدائرة الدولة تدور لأعداء المسلمين عليهم قال ابن عرفة: دائرة أي حادثة من حوادث الدهر وقال القتيبي: أي يدور علينا الدهر بمكروه، يعنون بالدائرة الجدب. قوله: {ويتربص بكم الدوائر} أي الموت أو القتل. وقوله تعالى: {عليهم دائرة السوء} دعا عليهم بالهلاك والفساد. وقوله: {لا تذر على الأرض من الكافرين ديارًا} أي أحدًا فيعال من دار يدور أصله ديوار. قوله: {سأريكم دار الفاسقين} قال مجاهد: مصيرهم في الآخرة. وفي الحديث: (ألا أخبركم بخير دور الأنصار دور بني فلان وكل دور الأنصار فيه خير) الدور ها هنا قبائل اجتمعت في محلة فسميت المحلة دارًا. ومنه الحديث الآخر: (ما بقيت دار إلا بني فيها مسجد) أي ما بقيت قبيلة. وفي الحديث: أن أسامة بن زيد قال له في حجته أين تنزل غدًا قال: (وهل ترك لنا عقيل من دار) إنما قال ذلك، لأن عقيلًا كان باع دار بني عبد المطلب،

(دوس)

وذلك لأنه ورث أبا طالب ولم يرثه علي وجعفر لتقدم إسلامهما موت أبيهما فلما ورثها باعها، ولم يكن لرسول الله فيها مورث لأن أبا عبد الله ملك وأبوه عبد المطلب حي وهلك أكبر أولاده، ولم يعقبوا فحاز رباعه أبو طالب وحاز ما بعده عقيل. وفي الحديث: (إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السموات والأرض) أي دار، يقال: دار واستدار بمعنى واحد. وفي الحديث: (مثل الجليس الصالح/ مثل الداري) قال: الداري العطار [236/ ب] سمي داريًا لأنه نسب إلى دارين وهو موضع في البحر بالبحرين يؤتى منه بالطيب، والداري في غير هذا الذي يقيم أكثر دهره في داره لا يركب الأسفار. (دوس) وفي حديث أم زرع: (ودائس ومنق) قال هشام: قال عيسى: الدائس: الأندر والنقى الغربال، وقال غيره: الدائس: الذي يدوس الطعام يقال: داسه يدوسه ودرسه يدرسه ودارس الطعام ودائسه واحد. (دوك) في الحديث: (فبات الناس يدوكون تلك الليلة) أي يخوضون ويقال: الناس في دوكة؛ أي في اختلاط وخوض. (دول) وقوله: {كي لا يكون دولة بين الأغنياء} قال الزهري: الدولة: اسم لكل

(دوم)

ما يتداول من المال، يعني الفيء، والدولة: الانتقال من حال البؤس والضرر إلى حال الغبطة والسرور. وقوله: {وتلك الأيام نداولها بين الناس} يقال: أدال الله عز وجل فلانًا من فلان أي جعل له الدولة عليه والدال الظافر قلت: ويجمع الدولة دولًا ودولان أنشدني الأزهري للخليل بن أحمد: وفيت كل صديق ودني ثمنًا .... إلا المؤمل دولًا بي وأيامي (دوم) قوله عز وجل: {خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك} أي دوامها، والعرب تضع هذه اللفظة موضع التأبيد والدوام، وقوله: {إلا ما شاء [237/ أ] ربك قيل: هم أهل الكبائر يخرجون، وهو قول الضحاك وقتادة، / وقال مقاتل: بل استثنى الموحدين، وقال مقاتل استثنى من الخلود أهل التوحيد الذين شقوا بدخول النار المدة التي أرادها الله عز وجل أخرجهم الله بشفاعة الأنبياء والأولياء المؤمنين، قال أهل اللغة: إلا: بمعنى سوى ما شاء ربك من الخلود. وفي الحديث قالت: (كان عمله ديمة) الديمة: المطر الدائم في سكون فشبهت عمله في دوامه مع الاقتصاد بديمة المطر.

(دوا)

وفي حديث حذيفة وذكر الفتن فقال: (إنها لآتيتكم ديمًا ديمًا) يعني أنها تملأ الأرض في دوام، وهي جمع ديمة. وفي الحديث: (نهى أن يبال في الماء الدائم: يعني الراكد الساكن، وكل شيء سكنته فقد أدمته، كفورة القدر تديمها أي تسكنها وقد دام يدوم دومًا إذا سكن، وقال أبو بكر: الدائم من حروف الأضداد، يقال للساكن: دائم وللدائر دائم، يقال: أصاب فلان دوام أي دوار أوبه، سميت دوامة الوليد لدورانها، وقال بعضهم: دوم الطائر في الهواء إذا دار، وقال بعضهم: دوم من باب السكون وهو أن يبسط جناحيه ولا يضرب بهما. وفي حديث عائشة: (أنها قالت لليهود عليكم السام الدام) أي الموت الدائم. وفي الحديث: (رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو لفي ظل دومة) قال الحربي: سمعت ابن الأعرابي يقول: الدوم ضمام الشجر ما كان. وقال الأزهري: الدوم شجر يشبه النخل، إلا أنه يثمر المقل وله ليف وخوص. (دوا) / في الحديث: (كل داء له دواء) أي كل عيب يكون في الرجال فهو فيه، [237/ ب] جعلت العيب داء.

باب الدال مع الهاء

ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (وأي داء أدوى من البخل) أي أي عيب أقبح منه والصواب: أدوأ من البخل وموضعه من الباب أول حرف منه إلا أن تجعله من باب دوى يدوي إذا هلك بمرض باطن. وفي عهده للمماليك: (لا داء ولا خبثة) الداء: العيب الباطن الذي لم يطلع عليه المشتري. وفي خطبة الحجاج: قد لفها الليل بعصلبي ... أروع خراج من الداوي يعني الفلوات، الواحدة دواية أراد أنه صاحب أسفار ورحل، ولا يزال يخرج من الفوات، ويحتمل أن يكون أراد أنه يصير بالفلوات لا يشتبه عليه شيء. باب الدال مع الهاء (دهر) في حديث سطيح: *كأن ذا الدهر أطوار دهارير* سمعت الزهري يقول: الدهارير جمع الدهور، أراد الدهر ذو حالين من بؤس ونعم. وفي الحديث: (لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر) قال أبو عبيد: تأويله عندي أن العرب كان شأنها أن تذم الدهر وتسبه عند النوازل فيقولون: أصابتهم قوارع الدهر، وقد ذكروه في استعارتهم، وذكره الله عنهم في كتابه فقال:

(دهس)

{وقالوا ما هي غلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر} فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تسبوا الدهر) على تأويل/ لا تسبوا فاعل هذه الأشياء بكم فإنكم إذا [238/ أ] سببتموه وقع السب على الله تعالى لأنه الفعال لما يريد، وقال غيره: لم يذهب المشكون من أهل الجاهلية إلى ما ذهب إليه الملحدون في تفسير هذا الحديث وإنما ذهب إلى هذا المولدون ومن لا فهم له بكلام العرب ومعانيها. وفي شأن موت أبي طالب: (لولا أن قريشًا تقول دهره الجزع لفعلت) يقال: دهر فلان أمر إذا أصابه مكروه. (دهس) في الحديث: (فنزل دهاسًا من الأرض) الدهاس: كل لين لا يبلغ أن يكون رملًا وليس بتراب ولا طين. (دهق) قوله تعالى: {وكأسًا دهاقًا} قال مجاهد: أي متتابعًا، وقال الحسن: ملأى ملأى، يقال: دهقت الكأس إذا ملأته. (دهم) قوله تعالى: {مدهامتان} قال مجاهد: مسودتان وقال غيره: أي خضروات من الري حتى تغيرت خضرتها إلى سواد قليل، وقال بعضهم: الدهمة: عند العرب السواد، وإنما قيل للجنة مدهامة لشدة خضرتها، يقال:

(دهمق)

اسودت الخضرة إذا اشتدت، ولما نزل قوله: {عليها تسعة عشر} قال أبو جهل: أما تستطيعون يا معشر قريش وأنتم الدهم، أن يغلب كل عشرة منكم واحدًا منهم أي وأنتم العدد الكثير. وفي حديث آخر: (من أراد أهل المدينة بدهم) أي بغائلة وأمر عظيم، وجيش دهم أي كثير. وفي حديث حذيفة: (أتتكم الدهيماء ترمي بالرضف) قال شمر: أراد [238/ ب] بالدهيماء، / الدهماء السوداء المظلمة. ومثله حديثه الآخر: (ليكونن فيكم أربع فتن الرقطاء والمظلمة مثل الدهيماء) وقال بعضهم: أراد بالدهيماء، الداهية يذهب به إلى الرحيم وفي زعمهم اسم ناقة، قالوا: وكان من قصتها: أنه غزا عليها سبعة إخوة فقتلوا عن آخرهم حتى رجعت بهم فصارت مثلًا في كل داهية. (دهمق) ومن رباعيه وفي الحديث: (لو شئت أن يدهمق لي لفعلت) أي يلين لي الطعام، والدهمتة: لين الطعام، ويقال: الدهمقة، والدهقنة واحد والدهاقنة يلينون الطعام. (دهن) قوله تعالى: {وردة كالدهان} الدهان جمع الدهن، وقال الفراء شبهها في

(دهده)

اختلاف ألوانها بالدهن واختلاف ألوانه، ويقال: الدهان: الأدم الأحمر، وأنشدني ابن الأعرابي: ومخاصم قاومت في كبد .... مثل الدهان فكان لي العذر قال: والدهان الطريق الأملس ها هنا، وما في القرآن فالأديم الأحمر الصرف، وقال الزجاج: أي يتلون من الفزع كما تتلون الدهان المختلفة، ودليل ذلك قوله تعالى: {يوم تكون السماء كالمهل} أي كالزيت المغلي. وقوله: {أفبهذا الحديث أنتم مدهنون} المدهن: المنافق، وقال الفراء: مدهنون أي كاذبون، ويقال: كافرون، وقال في قوله تعالى: {ودوا لو تدهن فيدهنون} أي تكفر فيكفرون، وقال في موضع آخر: لو تلين/ فيلينون. [239/ ب] وقال الزجاج: لو تضايقهم فيضايقوك، وقال أبو الهيثم: الإدهان: المقاربة في الكلام والتليين. وفي الحديث: (قد نشف المدهن) المدهن: نقرة في الجبل يستنقع فيها المطر وتأتيها الطير تشرب منها. (دهده) وفي الحديث: (فيتدهدى الصخرة) أي تتدحرج، يقال: دهديت الصخرة ودهديتها وتدهدى، وتدهده واحد.

باب الدال مع الياء

باب الدال مع الياء (ديث) في حديث علي: (وديث بالصغار) أي ذلل والتدييث كالتذليل وبعير مديث إذا ذلل بالرياضة. (دين) قوله: {مالك يوم الدين} أي يوم الحساب وقيل الجزاء. ومنه قوله: (كما تدين تدان) أي كما تجازي تجازى. قوله عز وجل: {ذلك الدين القيم} أي الحساب الصحيح. وقوله تعالى: {يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق} أي جزاءهم الواجب. وقوله: {وإن الدين لواقع} يعني الجزاء الواقع يوم القيامة، وقال ابن عرفة: الدين: الحكم، وفيه قيل للحاكم ديان. وفي حديث بعض الصحابة: (كان علي ديان هذه الأمة) وقال ذو الإصبع: لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب .... عني ولا أنت دياني فتخزوني قال قوله: {يوم الدين} أي يوم الحساب، راجع إلى معنى الحكم وذلك

قوله: {ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله} أي في حكم الله لأن سيرته غير ذلك كانت سيرته تغريم السارق ضعفي ما سرق. وقوله: {وله الدين واصبا} أي/ الطاعة. [2369/ ب] وكذلك: {مخلصين له الدين}. وقوله: {ولا يدينون دين الحق} أي لا يطيعون الله طاعة حق. وقوله: {الدين الخالص} والدين: اسم لجميع ما تعبد الله به خلقه. قوله: {فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها} أي غير مملوكين مدبرين. قوله: {أئنا لمدينون} أي محاسبون، وقيل مجزئون، وقول الفقهاء: يدين في القضاء، أي يقلد، يجعل ذلك إليه بغير بينة أي تلزم من ذاك ما يلزمه نفسه في دينه من الاستحلال أو التورع. (والديان) في صفة الله القاضي، ويقال القهار. وقوله: {إذا تداينتم بدين} الدين: ما له أجل، والقرض: لا أجل له وقد أدنت الرجل وداينته إذا بعت منه بأجل وادنت منه أي اشتريت بأجل مسمى. ومنه الحديث: (فادان معرضًا).

وفي الحديث: (الكيس من دان نفسه) أي أذلها واستعبدها، يقال: دنت لهم إذا فعلت ذلل، وقيل: من حاسبها. وفي بعض الأخبار: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على دين قومه) ليس معناه أنه كان يشرك بالله، هذا خطأ كبير قال الله: {إنما المشركون نجس} وحاشا له من هذه الصفة، وإنما المعنى: انه كان على دين قومه يعني ما كان يقر لفيهم من إرث إبراهيم وإسماعيل في حجهم، ومناكحهم، وبيوعهم، وأساليبهم سوى التوحيد فإنه لم يكن قط إلا عليه، وما ينكر مرارًا وفقه الله عز وجل [240/ أ] لذلك وقد وجده/ قس بن ساعدة وزيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل في الجاهلية الجهلاء. وفي حديث عمر: (إن فلانًا يدين ولا مال له) يقال: دان واستدان وادان إذا أخذ الدين فإذا أعطى الدين فقد ادان. آخر حرف الدال

(ذ)

الذال (ذ)

كتاب الذال

كتاب الذال بسم الله الرحمن الرحيم باب الذال مع الهمزة (ذأر) في الحديث: (أنه لما نهى عن ضرب النساء ذئر النساء على أزواجهن) قال أبو عبيد: أي نشزن واجترأن: يقال منه: امرأة ذئر علي، مثال فعل، والذائر النفور. (ذأل) في الحديث: (أن امرأة كانت ترقص صبيًا لها وتقول: ) ذؤال يا بن القرم يا ذؤالة) ذؤالة: الذئب لأنه يذال في مشيته؛ وهي بالذالان- وهو مبني خفيف. (ذأم) وقوله: {مذؤومًا} أي معيبًا، يقال: ذامه ذئمًا وذامه يذيمه ذيمًا وذمه يذمه ذمًا، إذا عابه، وقيل: مذؤومًا، أي مطرودًا، قال ابن عرفة: يقال: ذأمته أي حقرته وأبعدته. (ذأن) وفي حديث حذيفة: وقال لفلان: (كيف تصنع إذا أتاك من الناس مثل الوتد والذؤنون) يقول: اتبعني ولا أتبعك، الذؤنون: نبت طويل ضعيف له رأس

باب الذال مع الباء

مذؤن وربما أكله الأعراب، يقال: خرجوا يتذائنون إذا خرجوا يجتنونه وخرجوا يتطرثنون وخرجوا يتمغفرون، شبهه بالذؤنون لصغره وحداثة سنه، وهو يدعوا [240/ ب] المشايخ إلى اتباعه. / باب الذال مع الباء (ذبب) قوله: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء} أي مترددين، لا إلى المسلمين ولا إلى الكافرين. قال ابن عرفة: المذبذب: المضطرب الذي لا يبقى على حال مستقيمة، يقال: تذبذب الشيء إذا اضطرب، ومنه قيل لأسافل الثوب: ذبذب لأنها تدوس وتذبذب. وفي الحديث: (تزوج وإلا فأنت من المذبذبين) معناه المطرد، من المنافقين، إذا مضى إلى أهل الكفر طردوه، وإذا مضى إلى المسلمين طردوه، قال: وأصله من الذب، فكرروا فيه الباء، فقيل: أذبذب، وكان الأصل ذبذب. وفي الحديث: (أنه رأى رجلًا طويل الشعر، فقال: ذّباب) أي هذا شؤم ورجل ذبابي مأخوذ من الذباب: وهو الشؤم. وفي الحديث: (ونظر إلى ذبابه) يعني ذباب السيف وهو طرفه الذي يضرب به وكذلك حسامه. (ذبح) قوله: {وفديناه بذبح عظيم} الذبح: المذبوح كالطحن يعني المطحون، وأراد بالذبح الكبش الذي فدى به إسماعيل. وفي الحديث: (أنه نهى عن

(ذبر)

ذبائح الجن) قال أبو عبيد: هو أن يشتري الرجل الدار، ويستخرج العين وما أشبه ذلك، فذبح لها ذبيحة للطيرة، قال: وهذا التفسير في الحديث، وإنما يفعلون ذلك مخافة إن لم يفعلوه أصابهم شيء مؤذ من الجن. وفي الحديث: (أنه كوى أسعد بن زرارة في حلقه من الذبحة) والذبحة: وجع الحلق، وقال ابن شميل: هي قرحة في حلق الإنسان مثل الذئبة التي تأخذ الحمير. وفي حديث مروان: (أنه أتي برجل ارتد عن الإسلام فقال كعب أدخلوه المذبح وضعوا التوراة وحلفوه بالله) قال شمر: المذابح: المقاصير، ويقال: هي المحاريب ونحوها، قال: وذبح الرجل وذبح إذ طأطأ رأسه للركوع. (ذبر) وفي الحديث: (أهل الجنة خمسة أصناف، منهم الذي ذبر له) أي لا لسان له يتكلم به من ضعفه، ويقال: ذبرت الكتاب أي قرأته، وزبرته إذا كتبته. وفي حديث آخر: (كان يذبره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي يتقنه، وقال ابن الأعرابي: الذابر: المتقن العلم، وذبر: إذا أتقن. باب الذال مع الراء (ذرأ) قوله: {يذرؤكم فيه} أي يكثركم بالتزويج كأنه قال يذرؤكم به.

(ذرب)

قال الشاعر يذكر امرأة: وأرغب فيها عن لقيط رهطه .... ولكنني عن سنبس لست أرغب وفي الحديث: (وإني أظنكم آل المغيرة ذرء النار) يعني خلقها يقال: ذرأ الله الخلق ومن رواه: (ذرو النار) بلا همز أراد تفرقون فيها. (ذرب) وفي الحديث: (أن أعشى بني مازن قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - في شأن امرأة فأنشد أبياتًا فيها) منها قوله: *إليك أشكو ذربة من الذرب* أراد بالذربة: امرأته كنى عن فسادها وخيانتها بالذربة وجمعها ذرب، وأصله من ذرب المعدة وهو فسادها، يقال: ذرب بطن الرجل ورمض ومدر إذا أفسد. ومنه الحديث: (في أبوال الإبل شفاء للذرب) وامرأة ذربة قال شمر: ذرب اللسان سلاطته. ومنه حديث حذيفة: (أنه قال يا رسول الله إني رجل ذرب اللسان) قال اين شميل: هو الفاجر الذي لا يبالي ما قال، وقيل: هو الشتام. وفي الحديث: (ذرب النساء على أزواجهن) قال أبو بكر: أي فسدت ألسنتهن وانبسطت على أزواجهن. (ذرر) قوله: {وله ذرية ضعفاء} هم الصغار، ويجنع على ذراري.

(ذرع)

ويقال: هي فعلته من الذر لأن الله تعالى أخرج الخلق من صلب آدم كالذر حتى أشهدهم على أنفسهم، وقيل: هو من ذرأ الله الخلق، فترك همزه. وفي الحديث: (لا تقتلوا ذرية ولا عسيفًا) أي امرأة ولا أجيرًا. ومن ذلك حديث عمر: (حجوا بالذرية ولا تأكلوا أرزاقها وتذروا أرباقها في أعناقها) أراد حجوا بالنساء، والأرباق: القلائد، أراد الأوزار. (ذرع) في الحديث: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أذرع ذراعيه من أسفل الجنة) قال ابن شميل: أي أخرجهما. وفي صفته - صلى الله عليه وسلم -: (كان ذريع المشي) أي سريع المشي واسع الخطوة، وفرس ذريع: سريع خفيف، وامرأة ذراع: خفيفة اليدين بالغزل. ومنه الحديث: (خيركن أذرعكن للمغزل) أي أخفكن يدًا بها، ويجوز/ أقدركن عليه. [242/ أ] وفي حديث الحسن في قوله عز وجل: {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات} قال: (كانوا بمذارع اليمن) قال أبو عمير: المذارع، والمرالق، والبراغيل: قرى بين الريف والبر، وقيل سميت مذارع: لأنها أطراف ونواحي.

(ذرف)

وفي الحديث: (فكسر ذلك في ذرعي) أي ثبطني عما أردته، وذرع الإنسان طوقه. وسمعت أبا أحمد القرشي يقول: العرب تقول عند التهديد: اقصد بذرعك، أي استمر بطاقتك، من القصد في الأمور، أي اقصد من الأمور ما يبلغه طوقك. (ذرف) في حديث علي: (وقد ذرفت على الخمسين) أي ذدت عليها يقال: ذرف ووذم بمعنى واحد. (ذرأ) قوله تعالى: {تذروه الرياح} أي تسفيه وتفرقه، يقال: ذرته الريح تذروه وتذريه، ومن قال: أذرته الريح معناه: ألقته، يقال: أذريته عن ظهر فرسه إذا ألقيته، وقيل: ذرت وأذرت لغتان. قوله: {والذاريات ذروًا} قال علي: هي الرياح وحرها على القسم، وقيل: ورب الذاريات. وفي حديث علي: (يذرو الرواية ذرو الريح الهشيم) أي يسرد الرواية كما تنسف الريح هشيم النبت. وفي الحديث: (على ذروة كل بعير شيطان) أي على أعلى سنامه. وفي حديث الحسن: (ما نشاء أن نرى أحدهم ينفض مذروبه).

باب الذال مع العين

قال أبو عبيد: المذروان جانبا الإليتين، لا واحد لهما، وقال غيره: طرف كل شيء، فأراد الحسن [أنهما فرعي المنكبين]. في الحديث: (يريد أن يذرى) أي يرفع منه. / [242/ ب] باب الذال مع العين (ذعت) الحديث: (فأمكنني الله منه فذعته) أي خنقته، وقال الأصمعي: كان عندنا رجل يشتم أبا بكر وعمر فرأى عمر في المنام فذعته ذعتة فلوت ثيابه، يقال: الذعت: التمريغ في التراب، والذعط: الذبح. (ذعر) في حديث عمر (ونحن نترامى بالحنظل، فما يزيدنا عمر على أن يقول: (كذاك لا تذعروا علينا) يريد لا تنفروا إبلنا علينا تحذف اختصارًا وقوله: (كذاك) أي حسبكم. ومنه قول أبي بكر يوم بدر (كذاك فإنه سينجز الله عز وجل ما وعدك) وشبيه به قولهم: إليك: أي تنح. (ذعع) في حديث ابن الزبير: (إن نابغة بني جعدة مدحه فقال فيها:

(ذعن)

لتجبر منه جانبًا ذعذعت به .... صروف الليالي والزمان المصمم ذعذعت به: أي قراقت ماله. (ذعن) قوله: {يأتوا إليه مذعنين} الإذعان: الإسراع من الطاعة، يقال: أذعن لي بخفي أي طاوعني لما التمست إليه وقال الفراء: مذعنين: أي مطيعين غير مكرهين. باب الذال مع القاف (ذقن) في حديث عائشة: (توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين حاقنتي وذاقنتي) قال أبو عبيد: الذاقنة: طرف الحلقوم، وقال ابن جبلة: الذاقنة: الذقن. وفي حديث عمر: (أنه عوتب في شيء فذقن بسوطه يستمع) وفي بعض [243/ أ] الروايات: / (فوضع عود الدرة ثم ذقن عليها) يقال: ذقن على يده إذا وضعها تحت ذقنه. باب الذال مع الكاف (ذكر) قوله: {وذكرًا للمتقين} الذكرى: اسم أقيم مقام التذكير، كما تقول: اتقيت تقوى.

ومنه قوله: {وذكرى لأولي الألباب} أي وعبرة لهم. وقوله: {ذكرى الدار} أي يذكرون بالدار الآخرة، ويزهدون في الدنيا ويجوز أنهم يكثرون ذكر الآخرة. وقوله: {فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم} يقول: فكيف لهم إذا جاءتهم الساعة ب 1 كراهم. وقوله: {فيه ذكركم} أي شرفكم وما تذكرون به. وقوله: {بل أتيناهم بذكرهم} أي بتذكيرهم بما فيه شرفهم. وقوله: {فاسألوا أهل الذكر} أي من آمن من أهل الكتاب. وقيل: أراد كل من يذكر بعلم وافق الله أو خالفهم والدليل على هذا أن أهل الذكر هم أهل الكتاب قوله: {وأنزلنا إليك الذكر}. وقوله: {وهذا ذكر مبارك أنزلناه} وقوله: {ذكر رحمت ربك عبده زكريا} أي ذكر ربك عبده برحمته. وقوله: {أو يحدث لهم ذكرًا} أي تذكرًا. وقوله: {لو أن عندنا ذكرًا من الأولين} أي قد جاءنا ذكر كما جاء غيرنا من الأولين.

وقوله: {ص والقرآن ذي الذكر} أي ذكر فيه أقاصيص الأولين والآخرين، وقيل: ذي الشرف. وقوله: {نحن جعلناها تذكرة} أي من شاء أن يتذكر بنار جهنم فيتعظ. [243/ ب] وقوله: {لنجعلها لكم تذكرة} أي عبرة/ وموعظة بتلك الفعلة. وقوله عز وجل: {أهذا الذي يذكر آلهتكم} أي يعيبها. ومثله قوله: {سمعنا فتى يذكرهم} أي يعيبهم، يقال: فلان يذكر الناس أي يغتابهم. وقوله: {واذكروا ما لفيه} أي ادرسوا ما فيه. وقوله: {واذكروا نعمت الله عليكم} أي احفظوا ولا تضيعوا شكرها، كما يقول العربي لصاحبه: اذكر حقي عليك: أي احفظه ولا تضيعه. وقوله: {يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى} أي يتوب ومن أين له التوبة. وقوله: {فهل من مدكر} أي متعظ وأصله مذتكر. وقوله: {آلذكرين} استفهام ومعناه: التربيح والاتحاد. وفي الحديث: (القرآن ذكر فذكروه) أي جليل خطير فأجلوه.

(ذكا)

ونحوه: (القرآن فخم ففخموه). وفي الحديث: (إن عليًا يذكر فاطمة) أي يخطبها، وقيل: يتعرض لخطبتها. وفي الحديث: (هبلت امه لقد أذكرت به) أي جاءت به ذكرًا جلدًا. (ذكا) قوله: {إلا ما ذكيتم} معنى التذكية: أن يدركها وفيها بقية تشخب معها الأوداج وتضطرب اضطراب المذبوح، قال: وأصل الذكاة: تمام السن وبلوغ كل شيء منتهاه، وذكيت النار: إذا أتممت إشعالها. وفي حديث محمد بن علي الباقر: (ذكاة الأرض يبسها) يريد طهارتها من النجاسة إذا نجست كانت بمنزلة الميتة فإذا جفت ذكت أي حييت، وسمعت بعضهم يقول: الذكاة، في الذبيحة تطهير/ لها وإباحة لأكلها، فجعل يبس [244/ أ] الأرض بعد النجاسة تطهيرًا لها وإباحة للصلاة، فيها بمنزلة الذكاة للذبيحة، وهو قول أهل العراق. باب الذال مع اللام (ذلق) في الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - رجم رجلًا فلما أذلقته الحجارة جمز) قوله: (أذلقته) أي بلغت منه الجهد حتى قلق.

(ذلل)

وفي حديث عائشة: (أنها كانت تصوم في السفر حتى أذلقها الصوم) أي أذابها، ويقال: جهدها، وقال ابن الأعرابي: يقال: ذلقه الصوم وأذلقه أي ضعفه. ويروى: (أن أيوب عليه السلام قال في مناجاته أذلقني البلاء فتكلمت) أي جهدني. وفي حديث آخر: (جاءت الرحم فتكلمت بلسان ذلق) أي فصيح هكذا جاء في الحديث على وزن فعل. وفي حديث أم زرع في بعض الروايات: (على حد سنان مذلق) أي محدد، أرادت أنها معه على سنان محدد أخبرت أنها لا تجد معه قرارًا يقال: كنت منه على حد السنان أي على حذر. (ذلل) قوله عز وجل: {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة} أي عددكم قليل، والأذلة: جمع ذليل، قال الزهري: هذا جمع مطرد في باب المضاعف فإذا كان فعيل صفة لا تضعيف فيه جمع على فعلاء كقولك: كريم وكرماء ولئيم ولؤماء، وإذا كان اسمًا جمع على أفعلة يقال: جريب وأجربه وفقير وأفقره [244/ ب] قال: والذلان: جمع الذليل أيضًا، / ومعنى قوله: {أذلة على المؤمنين} أي جانبهم لين على المؤمنين ولم يرد الهوان، وقوله: {أعزة على الكافرين} أي جانبهم غليظ عليهم يقال: دابة ذلول لين سهل، وقال ابن عرفة: {أذلة على

المؤمنين} أي يلينون لهم، } أعزة على الكافرين} أي يعادونهم ويغالبونهم يقال: عزه إذا غلبه. وقوله: {وذلة في الحياة الدنيا} يقال: هي أخذ الجزية منهم ويقال: هي ما أمروا به من ظلمهم أنفسهم. وقوله: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} وقرئ: (الذل) والذل: ضد العز، والذل: ضد الصعوبة وهو الانقياد. ومنه قوله عز وجل: {ولم يكن له ولي من الذل} أي لم يتخذ وليًا يخالفه ويعاونه، الذلة كانت به وكانت العرب يحالف بعضهم بعضًا يلتمسون ب 1 لك العز والمنعة، فنفى ذلك عن نفسه جل وعلا: {وذللت قطوفها تذليلًا} قال مجاهد: إن قام ارتفع إليه وإن قعد تدلي إليه القطف، وقال أبو بكر: (ذللت قطوفها) أي أصلحت وقربت، قال امرؤ القيس: 9*وساق كأنبوب السقي المذلل* وقال ابن عرفة: (ذللت قطوفها) أي أمكنت فلا تمتنع على طالب، يقال: لكل مطيع غير ممتنع: ذليل ومن غير الناس: ذلول. ومنه الحديث: (رب عذق مذلل لأبي الدحداح) وقال الزهري: تذليل العذوق: أنها إذا خرجت من (كوافيرها) التي تغطيها/ عند انشقاقها عنها تعمد [245/ أ] الآبر فيمسها ويسيرها حتى يدليها خارجة من بين ظهراني الجريد والسلاء فيسهل قطافها عند إيناعها.

ومنه الحديث: (تتركون المدينة على خير ما كانت مذللة لا يغشاها إلا العوافي) أي مذللة قطوفها فلا يغشاها إلا السباع، ويقال: حائط ذليل: أي قصير، ونبت ذليل: أي قريب السمك، وهو كقوله: {قطوفها دانية} كلما أرادوا أن يقطفوا منها شيئًا ذلل لهم فدنا منهم قعودًا كانوا أو مضطجعين. وفي حديث ابن الزبير (الذل أبقى للأهل والمال) تأويله إن الرجل إذا أصابته خطة ضيم يناله فيها ذل فصبر عليها كان أبقى له ولأهله وماله، فإذا اضطرت فيها طالبًا للعز غرر بنفسه وأهله وماله وربما كان ذلك سببًا لهلاكه، وفيه وجه آخر: وهو الرجل إذا علت همته وسمت إلى طلب المعالي عودي ونوزع فيما يحاوله وقوتل على ذلك فربما يقتل ويستفاء ماله إذا صبر على الذلة واطلع المسلط عليه، حقن دمه وحمى أهله وأحرز ماله، وهذا أيضًا قريب في الأول. وفي حديث عبد الله: (ما من شيء في كتاب الله إلا وقد جاء على أذلاله) أي على وجهه. ومنه قول زياد في خطبته: (إذا رأيتموني أنفذ فيكم الأمر فأنفذوه إذلاله) أي على وجهه. وفي حديث فاطمة: (ما هو إلا أن سمعت قائلًا يقول: مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[245/ ب] فاذلوليت حتى رأيت وجهه) / أي أسرعت يقال: اذلولى الرجل إذا أسرع مخافة أن يفوته شيء.

باب الذال مع الميم

باب الذال مع الميم (ذمر) في حديث ابن مسعود أنه قال: (فوضعت رجلي على مذمره) يعني أبا جهل قال أبو عبيد: هو الكاهل والعنق، وما حوله إلى الذفري، ومنه قيل للرجل يدخل يده في حياء الناقة لينظر أذكر جنينها أم أنثى: مذمر، لأنه يضع يده على ذلك الموضع فيعرفه قال الكميت: وقال المذمر للناتجين .... متى ذمرت قبلي الأرجل وفي الحديث: (فجاء- يعني عمر- ذامرًا) أي متهددًا والذمر: يحض على القتال يقال ذمر الرجل صاحبه يذمر. (ذمم) قوله: {إلًا ولا ذمة} قال أبو عبيدة: الذمة: ما يتذمم منه وقال ابن عرفة: الذمة: الضمان، يقال: هو في ذمتي أي في ضماني، وبه سمي أهل الذمة لدخولهم في ضمان المسلمين، ويقال: له ذمة وذمام ومذمة وهي الذم وأنشد: كما ناشد الذم الكفيل المعاهد وقال أبو زيد: مذمة- بالكسر- من الذمام، ومذمة- بالفتح- من الذم وقال الأزهري: (ولا ذمة) أي ولا أمانًا، والذمة: العهد أيضًا. وفي الحديث (يسعى بذمتهم أدناهم) قال أبو عبيد: الذمة: الأمان ههنا،

يقول: إذا أعطى الرجل العدو أمانًا جاز ذلك على جميع المسلمين، وليس لهم [246/ أ] أن يخفروه، كما أجاز/ عمر أمان عبد على جميع أهل العسكر. ومنه قول سلمان: (ذمة المسلمين واحدة) ولهذا سمى المعاهد ذميًا لأنه أعطى الأمان على ذمة. وفي الحديث أن الحجاج سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (ما يذهب عني مذمة الرضاع؟ فقال: غرة عبد أو أمة) قال القتيبي: أراد ذمام المرضعة برضاعها، وقال غيره: هي الذمام الذي لزمك بإرضاعها إياك أو ولدك، يقال: أذمت عني مذمتهم بشيء أي طعتهم فإن لهم ذمامًا. وفي الحديث: (خلال المكارم كذا وكذا والتذمم للصاحب) هو أن يحفظ ذمامه، ويطرح عن نفسه ذم الناس إن لم يحفظها فيه. وفي الحديث: (خلال المكارم كذا وكذا والتذمم للصاحب) هو أن يحفظ ذمامه، ويطرح عن نفسه ذم الناس إن لم يحفظها فيه. وفي الحديث (أري عبد المطلب في منامه احفر زمزم ولا تنزف ولا تذم) قال أبو بكر: فيه ثلاثة أقوال: أحدهن: لا تعاب من قولك ذممته إذا عبته، والثاني: لا تلقي مذمومة. يقال: أذممته إذا وحدته مذمومًا. والثالث: لا يوجد ماؤها قليلًا ناقصًا من قولك: بئر ذمة إذا كانت قليلة الماء.

باب الذال مع النون

وهو في الحديث (تجمعنا على بئر ذمة) وجمعها ذمام. وفي قصة يونس (أن الحوت قاءه رذيًا ذمًا) أي مذمومًا شبه الهالك، والذم والمذموم واحد. وفي الحديث (وإن راحلته أذمت) أي انقطع سيرها ويقال: أذمت البئر إذا قل ماؤها وبئر ذمة. قال شمر: يقال: أذميت هذه الراحلة بالركب إذا حبستهم في مكان ذمم. ومنه حديث (المذمة) إذا لم يكن منه طائل. باب الذال مع النون (ذنب) قوله عز وجل: {ذنوبًا/ مثل ذنوب أصحابهم} أي نصيبًا لهم من العذاب [246/ ب] والذنوب: الدلو مليء ماء، والذنوب: ترابيع المتن وهي لحمه. وفي حديث علي- وذكر فتنة تكون في آخر الزمان-: (فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه) أي ضرب في الأرض مسرعًا بأتباعه، ولم يعرج على الفتنة، والأذناب: الأتباع، وذنب الرجل: تبعه، والرؤوس: الرؤساء. وفي الحديث: (لا يمنع ذنب تلعه) وصفه بالذل والضعف وقلة المنعة، وأذناب المسايل: أسافل الأودية.

باب الذال مع الواو

وفي حديث ابن المسيب: (كان لا يرى بالتذنوب أن يفتضح بأسًا) التذنوب: البسر الذي بدا فيه الإرطاب من قبل ذنبه. يقال: ذنبت البرة فهي مذنبة. باب الذال مع الواو (ذوب) في حديث محمد بن الحنفية: (كان يذوب أمه) أي يضفر ذوائبها وغلام يذائبه ذؤابة. (ذود) قوله): {ووجد من دونهم امرأتين تذودان} أي تذودان عنهما عن أن يقرب موضع الماء لأن تذد الوارد وهو الحوض. وفي الحديث: (ليس فيما دون خمس ذود صدقة) قال أبو عبيدة: الذود: ما بين الثنيتين غلى التسع من الإناث دون الذكور وأنشد: ذودًا صفايا [247/ أ] بينها وبين ما بين تسع وإلى اثنتين./

(ذوط)

(ذوط) في الحديث: (لو منعوني جببًا أذوط) الأذوط: الناقص الذقن من الناس وغيره من الحيوان. (ذوق) قوله: {ذلكم فذوقوه ... الآية} قوله: {فذوقوه} تبكيت، تقول لعدوك إذا أدخلت عليه مكروهًا: ذق. ومنه: (قول أبي سفيان لحمزة يوم لما رآه مقتولًا معفرًا ذق عقق). وقوله: {فذاقت وبال أمرها} أي خبرت. وقوله: {فأذاقها الله لباس الجوع والخوف} أي ابتلاها الله بسوء ما خبرت من عقاب الجوع والخوف. وفي صفته - صلى الله عليه وسلم -: (لم يكن يذم ذواقًا) أي شيئًا مما يذاق ويقع على المأكول والمشروب، فعال بمعنى مفعول. وفي صفة أصحابه: (إذا خرجوا من عنده، ولا يتفرقون غلا عن ذواق). أصله: الطعم كما قلت به، ولكنه ضربه مثلًا لما ينالون عنده من الخيرـ، وقال أبو بكر: أراد لا يتفرقون إلا عن علم يتعلمونه يقوم لهم مقام الطعام والشراب، لأنه كان يحفظ أرواحهم، كما كان يحفظ الطعام أجسامهم وهم يقولون: أذقته الخسف، إذا أوصلته إليه.

باب الذال مع الهاء

وفي الحديث: (إن الله لا يحب الذواقين والذواقات) يعني: السريعي النكاح، والسريعي الطلاق. باب الذال مع الهاء (ذهب) في حديث بعض التابعين: (أذاهب من بر وأذاهب من شعير) الذهب: مكيال معروف باليمن، وجمعه أذهاب ثم أذاهب جمع الجمع. [247/ ب] وفي الحديث: (كان إذا/ أراد الغائط أبعد المذهب) قال أبو عبيد: يقال لموضع الغائط: الخلاء، والمذهب، والمرفق، والمرجام. (ذهل) قوله: {تذهل كل مرضعة} أي تسلوا يقال: ذهلت عن الشيء أذهله عنه، إذا انصرفت عنه وتركته. باب الذال مع الياء (ذيح) في حديث علي: (وكان الأشعث ذا ذيح) أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الذيح: الكبر.

(ذيخ)

(ذيخ) في حديث خزيمة: (والذيخ محنجمًا) يعني السنة إنما تركت الذيخ والذيخ: الذكر في الضباع، والأنثى: ذيخة والجمع: ذيخة. (ذيع) قوله: {أذاعوا به} أي بادروا به وأفشوه، يقال: أذعت الحديث فذاع يذيع وشاع إذا انتشر. (ذيل) في الحديث: (أذال الناس الخيل) أي أهانتها واستخفوا بها. وفي حديث آخر: (كان مصعب يذيل يمنه اليمن أي يطيل ذيلها). (ذيم) في الحديث: (عادت محامده ذامًا) الذام والذيم: العيب وقد ذامه يذيمه. وفي حديث بعضهم في صفة المهدي قال: (قرشي يماني ليس منه ذي ولا ذو) يقول: ليس نسبه نسب الأذواء: وهم ملوك حمير كذي زعير وذي فايش وذي يزن قال الكميت: [وما أغنى بقولكم أسفلكم، ولكن أريد بها لدوينا وقوله: قرشي يمان في أي قرشي النسب، يماني النشاء]. آخر حرف الذال

(ر)

الراء (ر)

كتاب الراء

كتاب الراء باب الراء مع الهمزة (رأس) في الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يصيب من الرأس وهو صائم) هذه كناية عن القبلة. (رأف) قوله: عز وجل: {ولا تأخذكم بهما رأفة ولا رحمة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} الرأفة أرق من الرحمة، وقرئ: (رآفة) يقال: رأفة ورآفة مثل كأبة وكآبة، وقد رأفت به ورؤفت. ) والرؤوف) من صفات الله عز وجل: العطوف الرحيم. (رآه) في حديث لقمان بن عاد: (ولا تملأ رئتي جنبي) الرئة: السحر، يقول: لست بجبان ينتفخ سحري فيملأ جنبي قوله عز وجل: {قل أرأيتكم} معناه:

الاستخبار، يقول: أخبروني، يقول: أرأيتك، وأرأيتكما، وأرأيتكم وأرأيتك مفتوحة التاء، مذكرة موحدة. فإذا كان بمعنى الرؤية ثنيت وجمعت وأنثت فقلت: أرأيتك خارجًا وأرأيتكما خارجين، وأريتكم خارجين، وأرأيتك خارجة وأريتكن خارجات. وقوله عز وجل: {ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم} قال ابن عرفة: عجب الله عز وجل من فعلهم. والعرب تقول: ألم تر إلى فلان، يعنون: ألم تعجب لفلان وقال سيبويه: سألت الخليل رحمه الله عن قوله عز وجل: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء} فقال: هذا واجب معناه: التنبيه؛ كأنه تعالى قال: ألم تسمع أنزل الله من السماء ماء فكان كذا وكذا. وقوله عز وجل: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب} قال الأزهري رحمه الله: معناه: ألم ينته علمك إلى هؤلاء ومعناه: أعرفهم والرؤية

بمعنى العلم، ومنه قوله عز وجل: {وأرنا مناسكن} أي: علمنا. قال الشاعر: أريني جواد مات هزلًا لعلني .... أرى ما ترين أو بخيلًا مخلدًا أي: أعلميني. وقوله عز وجل: {أعنده علم الغيب فهو يرى} أي: يعلم، قال: ابن عرفة: أي: يرى ما غاب عنه. وقوله عز وجل: {ولو نشاء لأريناكهم} أي: عرفناكهم، يقال: أريته ذلك الأمر أو عرفته. وقوله: {أثاثًا ورئيًا} قال ابن عباس: الأثاث المال، والرئي المنظر./ [4/ أ] وقوله: عز وجل: {فلما ترائى الجمعان} قال: ابن عرفة أي: تقابلا فصار كل واحد منهما بإزاء صاحبه بحيث يراه. قوله تعالى: {إذا رأتهم من مكان بعيد} أي: قابلتهم يقال: منازلهم تتراءى، يقابل بعضها بعضًا. ومنه الحديث أنه قال: (أنا بريء من كل مسلم مع مشرك، ثم قال: لا تتراءى نارهما) أي: لا ينزل المسلم بالموضع الذي ترائي نار المشرك

إذا أوقد، ولكنه ينزل مع المسلمين في دارهم كأنه كره النزول في جوار المشركين؛ لأنه لا عهد لهم ولا أمان، وقال أبو الهيثم في قوله: لا تراءى نارهما- أي: يتسم المؤمن بسمة المشرك، ولا يشبه به في هديه وشكله، ولا يتخلق بأخلاقه، من قولك: ما نار نعمك، أي: ما سمتها. وقرأت لأبي حمزة في تفسير هذا الحديث: يريد لا يجتمعان في الآخرة لبعد كل واحد منهما عن صاحبه. وقال شمر في قوله: (إن أهل الجنة ليتراءون أهل عليين) أي: ينظرون، يقال: تراءيت الهلال أي نظرته. ومنه الحديث أن أبا البحتري قال: (تراءينا الهلال بذات عرق) أي تكلفنا النظر هل نراه أم لا؟ وفي الحديث: (فرئي أنه لن يسمع) يقال: رئيت فلانًا أخاك أي: ظننت، فأنا أرى وهو يرى، مقلوب من أرئيت فأخرت الهمزة.

باب الراء مع الباء

وفي حديث/ الخدري (فإذا رئي مثل نحي) يعني: حية عظيمة، [4/ ب] ويقال: للتابع من الجن رئي لأنه يترائى على صورة الحية، ويجوز رئي وأما الرئي بكسر الراء على وزن رعي في البيوع فهو: أن يريك الثوب الحسن لتشتريه. قال علقمة: كميت كلون الأرجوان نثرته .... لبيع الرئي في الصوان المكعب وأما الرئي مثال فعل فهو: الشارة، يقال: إنه لحسن الرئي، أي الشارة والهبة. ومنه قوله: {أثاثًا ورءيا}. باب الراء مع الباء (ربب) قوله عز وجل: {رب العالمين} أي: مالكهم، وكل من ملك شيئًا فهو رب، وكانت العرب تسمي الملوك أربابًا من ذلك قول يوسف عليه السلام: {اذكرني عند ربك} أي: عند مالكك. وقوله تعالى: {ارجع إلى ربك فاسأله}. وقوله: {إنه ربي أحسن مثواي} أي: صاحبي يعني العزيز.

وفي الحديث في أشراط الساعة قال: (ومنها أن تلد الأمة ربها وربتها) أي: مولاها ومولاتها، وهي الأمة تلد للرجل فيكون ابنها وابنتها موليين لها، لأنهما فيلا الحسب والنسب كأبيهما، أراد أن السبي يكثر، والنعمة تفشو وتظهر في الناس. ويقال لكل من قام بإتمام شيء وإصلاحه: قد ربه يربه فهو رب له، ومنه سمي الربانيون؛ لقيامهم بالكتب. وقال ابن عرفة: قال أحمد بن يحيى: إنما قيل للعلماء ربانيون، لأنهم يربون العلم، أي: يقومون به. [5/ أ] ومنه الحديث: (ألك عليك نعمة/ تربها). قال: وسمي ابن امرأة الرجل ربيبًا، لأنه يقوم بأمره ويملك عليه تدبيره، والله رب الأرباب، يملك المالك والمملوك، وهو خالق ذلك ورازقه، وكل رب سواه غير خالق ولا رازق، وكل مخلوق مملك بعد أن لم يكن مالكًا، ومنتزع ذلك من يده، وإنما يملك شيئًا دون شيء، وصفة الله مخالفة لهذه المعاني، فهذا الفرق بين صفة الخالق والمخلوق. وقال الأزهري في قوله تعالى: {كونوا ربانيين} هم أرباب العلم الذين يعملون بما يعلمون، وأصله من الرب، كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم، قبل كبارها، وزيدت الألف والنون للمبالغة في النسب كما يقال لحياني وجماني.

ومنه حديث علي رضي الله عنه: (الناس ثلاثة: فعالم رباني ... ) قال ابن العرابي: هو العالي الدرجة في العلم. ومنه حديث ابن الحنفية لما توفي عبد الله بن عباس قال: (مات رباني هذه الأمة) قال أبو عبيد: سمعت رجلًا عالمًا بالكتب يقول: الربانيون العلماء بالحلال والحرام. ومنه قوله تعالى: {ربيون كثير} هم الجماعات الكثيرة الواحد ربي وأصله من الربة وهي الجماعة. وقوله تعالى: {ربما يود الذين كفروا} زيدت ما مع رب؛ ليليها الفعل تقول: رب رجل جاءني، وربما جاءني رجل، وتقول: ربما وربما مخففة ومشددة، ورب رجل ورب رجل، وربت رجل وربت رجل وربتما رجل. / [5/ ب] وفي الحديث: (فإذا قصر مثل الربابة البيضاء) الربابة السحابة التي ركب بعضها بعضًا، وجمعها رباب، وبه سيمت المرأة. وفي الحديث: (أعوذ بك من فقر مرب) أو قال: (ملب) قال القتيبي: هما اللازق بالأرض، كما ثقال: قد لزق فلان التراب، أي: افتقر.

(ربث)

وفي حديث شريح: (إن الشاة تحلب في ربابها) أي: في حدثان نتاجها، يقال: شاة ربي بينة الرباب، ويقال: ربابها بين أن تضع إلى أن يأتي عليها شهران وشاة ربى حديثة العهد بالنتاج، وغنم رباب بالضم. (ربث) في الحديث: (إذا كان يوم الجمعة بعث الشيطان أعوانه إلى الناس فأخذوا عليهم الربائث) أي: ذكروهم الحوائج، ليربثوهم بها عن الجمعة يقال: ربثته عن الأمر وثبطته وعوقته. (ربح) وقوله تعالى: {فما ربحت تجارتهم} هذا على مجاز الكلام، أي: ما ربحوا في تجارتهم، وإذا ربحوا فيها فقد ربحت. ومثله قوله تعالى: {فإذا عزم الأمر} الأمر لا يعزم وإنما يعزم عليه. وقوله تعالى: {والنهار مبصرًا} أي يبصر فيه. وفي الحديث: (ذلك مال رابح) أي: ذو ربح، كقولك: لابن وتامر، ومن دواؤه رائج، أراد انه قريب الفائدة. (ربد) وفي الحديث: (إن مسجده كان مربدًا ليتيمين) يعني: محبسًا يحبس

فيه الإبل والغنم، وبه سمي مربد البصرة، إنما كان سوق الإبل والربد الحبس. ومنه الحديث: (إنه تيمم بمربد النعم) والمربد أيضا كالجارين، وهو الموضع يبقى فيه التمر بعد الجذاد قبل أن يوضع فيه الأوعية وينقل إلى البيوت. ومنه الحديث الآخر: (حتى يقوم أبو لبابة يشد ثعلب مربده بإزاره). وفي حديث حذيفة حين ذكر الفتن فقال: (أي قلب أشربها كان مربدا) قال أبو عبيد: الربدة بين الواد والغبرة، ومنه قيل للنعام: ربد، وهي جمع ربداء. وقال أبو عدنان: المربد المولع بسواد وبياض، ومنه يقال: تربد لونه وأربد، أي: تلون وصار كلون الرماد.

(ربذ)

ومنه الحديث: (كان إذا نزل عليه الوحي اربد وجهه) ومنه حديث عمرو ابن العاص: (فقام من عند عمر مربد الوجه). (ربذ) وفي حديث عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وكتب إلى عدي بن أرطأة: (إنما أنت ربذة من الربذ) قال ابن الأعرابي: هي التملة: ويجوز الثملة وهي صوفة تهنا بها البعير، فمعناه على هذا القول: إنما نصبت عاملا لتداوي وتشفي كما تشفى الثملة الناقة الدبرة ويقال هي خرقة الحائض، وأراد الذم على هذا القول ويقال هي صوفة تعلق على الهودج ولا طائل لها. (ربض) في الحديث: (ودعا بإناء يربض الرهط) أي: يرويهم حتى يناموا ويمتدوا على الأرض. وقال: الرياشي: يقال: أربضت الشمس، إذا اشتد حرها حتى يربض الوحشي في كناسها. وفي الحديث: (مثل المنافق مثل الشاة بين الريضين) ويروى (بين الربيضين) فمن رواه الربضين أراد بين مربضي غنمين، ومن رواه بين الربيضين فالربيض الغنم نفسها أراد أنه مذبذب.

(ربط)

وفي الحديث: (أنه بعث الضحاك بن سفيان إلى قومه، وقال: إذا أتيتهم فاربض في دارهم ظبيا). قال القتينبي: روى عن ابن الأعرابي أنه قال: أقم في دارهم آمنا، لا تبرح، كأنك ظبي في كناسه قد أمن حيث لا يرى إنسيا. قال الأزهري: وفيه وجه آخر، وهو أنه عليه السلام أمره أن يأتيهم كالمتوجس، لأنه بين ظهراني الكفرة، فمتى رابه منهم ريب نفر عنهم شاردا. وفي الحديث حين ذكر أشراط الساعة فقال: (وأن ينطق الرويبضة في أمر العامة قيل: وما الروبيضة يا رسول الله، قال: الرجل التافه، ينطق في أمور العامة) وهو كحديثه الأول: (وأن ير رعاء الغنم رءوس الناس) وقال: الأزهري: هي تصغير الرابضة: كأنه جعل الرابضة، راعي الربيض، أدخل فيها الهاء مبالغة ومنه قيل للتافه من الناس رابضة وروبيضة، لربوضه في بيته وقلة ابتعاثه في معالي الأمور، يقال: رجل ربض عن الحاجات والأسفار لا ينهض فيها. وفي حديث أبي لبابة: (أنه ارتبط نفسه بسلسلة ربوض إلى أن تاب الله عليه) قلت: هي الضخممة الثقيلة اللاذقة بصاحبها. (ربط) قوله تعالى: {وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} قال الأزهري: في قوله: {رَابِطُوا} قولان:

أحدهما: أقيموا على جهادكم عدوكم بالحرب وارتباط الخيل. والثاني: ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من: (إسباغ الوضوء في المكاره، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ألا فذلكم الرباط) جعل هذه الأعمال مثل مرابطة الخيل بجهاد أعداء الله. وقوله تعالى: {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} وفي قراءة عبد الله: {وَمِنْ رِبطِ الْخَيْلِ}، يقال: رباط وأربطة، ثم ربط، وهو ما ارتبط من الخيل بالفناء للقتال، الواحد ربيط، يقال: رابطت البعير إذا لزمت الثغر. قال القتيبي: المرابطة: أن يربط هؤلاء خيولهم، وهؤلاء خيولهم، في ثغر كل معد لصاحبه، فسمي المقام في الثغر رباطا، ويقال ربط لذلك الأمر جأشا، أي صبر نفسه وحبسها عليه. وقوله تعالى: {لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} الربط على القلب إلهام الله تعالى وتشديده وتقويته. ومنه قوله: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا} أي: ألهمناهم الصبر. وفي الحديث: (ألا فذلكم الرباط) يريد أن المواطنة على الصلوات كالجهاد، يقال رابطت إذا لازمت الثغر، والرباط أيضا اسم لما يربط به الشيء. وفي الحديث: (إن ربيط بني إسرائيل) أي زاهدهم وحكيهم الذي ربط نفسه عن الدنيا.

(ربع)

(ربع) في صفته - صلى الله عليه وسلم -: (أطول من المربوع) المربوع والربعة هو الرجل بين الرجلين. وفي الحديث: (إنه مر بقوم يربعون حجرا). وفي بعض الحديث: (يرتبعون حجرا). قال أبو عبيد: الربع أن يشال الحجر باليد، يفعل ذلك ليعرف به شدة الرجل، يقال ربعت الحجر أربعه ربعا، وارتبعته ارتباعا. وفي الحديث أنه قال لعدي بن حاتم: (إنك تأكل المرباع وهو لا يحل لك في دينك) المرباع الربع. وكان الرئيس في الجاهلية: يأخذه من الغنيمة خالصة دون أصحابه. وفي حديث سبيعة: (فلما تعلت من نفاسها تشوفت للخطاب، فقيل لها: لا يحل لك، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: اربعي على نفسك) معناه تحسبي على نفسك، لا على زوجك المتوفى عنك، وتزوجي من شئت.

قال ابن المظفر: اربع على نفسك، واربع على ظلعك، واربع عليك، أي: انتظر. وفي دعاء الاستقساء: (اللهم اسقنا غيثا مريئا مربعا) فالمربع المغني عن الإرتياد: لعمومه فالناس يربعون حيث شاءوا لا يحتاجون إلى النجعة. ومنه قولهم: اربع على نفسك، أي: ارفق بها وأنبت. وفي رواية أخرى (مرتعا) بالتاء، أي: ينبت الله به ما ترتع فيه الإبل. وفي الحديث في المزرعة (ويشترط على ما سقى الربيع) يريد النهر، وهو السعيد أيضا، جمعه أربعاء. ومنه الحديث: (إنهم كانوا يكرون الأرض بما ينبت على الأربعاء والتبن) وهي الأنهار الصغار. ومنه الحديث: (فعدل إلى الربيع فتطهر) ومثله الجداول الواحد جدول، ووجه الحديث: أنهم كانوا يكرون الأرض بشيء معلوم ويشترطون بعد ذلك على مكريها ما ينبت على الأنهار والتبن. وفي الحديث (أغبوا عيادة المريض وأربعوا) قوله: (أربعوا) يقول: دعوه

(ربغ)

يومين وأتوه اليوم الرابع، والأصل فيه أوراد الإبل، فإذا وردت يومًا تركت يومين ووردت اليوم الرابع، وقد أربع إبله إذا أوردها كذلك. وفي الحديث: (إنهم أمة على رباعتهم) يريد على أمرهم الذي كانوا عليه. وقال الفراء: القوم على رباعهم ورباعتهم، أي: على استقامتهم وفي بعض الحديث في وصف ناقة (إنها لمرباع) يعني: التي تبكر في الحمل. (ربغ) وفي الحديث: (هل لك في ناقتين مربغتين سمينتين) يعني مخصبتين. وقال الأصمعي: الإرباع إرسال الإبل على الماء ترده أي وقت شاءت. (ربق) في حديث حذيفة: (من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام). قال شمر: قال يحيى بن آدم: أراد عقد الإسلام، ومفارقه الجماعة وترك السنة، واتباع البدعة وقال الليث: الربق الخيط الواحدة ربقة، وشاة مربوقة. وفي حديث عائشة رضي الله عنها، في حديث طويل تصف فيه أباها، فقالت: (واضطرب حبل الدين فأخذ بطرفيه وربق لكم أثناءه) تريد لما

(ربك)

اضطرب الأمر تعني: أمر الردة- أحاط به من أطرافه، وضمه فلم يشذ منهم أحد، ولم يخرج عما جمعهم عليه أحد، وأصله من تربيق البهائم، وهو أن تجعل أعناقها في عرى حبل، يقال لكل عروة منها: ربقة. وفي حديث علي رضي الله عنه: (انطلق إلى العسكر فما وجدت من سلاح ارتبق فاقبضه) أي: أصيب واعتقل يقال: ربقته وارتبقته، كما يقال ربطته وارتبطته. (ربك) وفي الحديث في صفة أهل الجنة: (إنهم يركبون المياثر على النوق الربك) قال شمر: الربك والرمك واحد، والميم أعرف، قال: والأرمك من الإبل الأسود، وهو في ذاك مشرب كدرة، وقال الليث: الرامك شيء أسود كالقار. يخلط بالمسك والمرأة تتضيق به. (ربل) في حديث عمرو: (انظروا لنا رجلا يتجنب بنا الطريق، فقالوا: ما نعلم إلا فلانا، فإنه كان ربيلا في الجاهلية) قال طارق بن شهاب: هو اللص الذي يغزو القوم وحده، قلت: رأبلة العرب هم الخبثاء المتلصصون على أسؤقهم وقد ترأبلوا، ويقال: ذئب رئبال، والأسد يسمى رئبالا وقال ابن دريد: هو مأخوذ من تربل اللحم وهو غلظه والهمزة زائدة.

(ربو)

(ربو) قوله تعالى: {جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ} الربوة والربوة والرباوة: ما ارتفع من الأرض. في الحديث: (الفردوس ربوة الجنة) أي: أرفعها. وفي الحديث: (ومن أبى فعليه الربوة) يعني: من أبى ما فرض الله عليه من الزكاة فعليه الزيادة على ما فرض الله عليه، عقوبة له، وكل شيء زاد وارتفع فقد ربا يربو فهو راب. ومنه قوله تعالى: {أَخْذَةً رَابِيَةً} أي: زائدة على الأخذات. وقوله تعالى: {اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} أي: انتفخت واهتزت بالنبات وقرئ (وربأت) أي: ارتفعت. وقوله تعالى: {وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ} أي: ليكثر} فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ} أي: لا ينمي. وقوله تعالى: {أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ}. قال: ابن عرفة: يقول: إذا كان بينكم وبين أمة عهد أو حلف نقضتم ذلك وجعلتم مكانهم أمة هي أكثر منهم عددا والرباء: الكثرة والرفعة.

باب الراء مع التاء

قال الأخطل: تعلو الهضاب وحلوا في أرومتها .... أهل الرباء وأهل الفخر إن فخروا وتكون أربى بمعنى: أغنى وأعلى. وقوله تعالى: {زَبَدًا رَابِيًا} أي/ طافيا فوق الماء. وفي كتابه - صلى الله عليه وسلم - لأهل نجران: (إنه ليس عليهم ربية ولا دم) قيل: إنما ربية من الربا، كالجيبة من الاجتباء وأصلهما الواو، أسقط عنهم ما استسلفوه في الجاهلية من سلف وجنوه من جناية. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: (مالك حشيا رابية) الرابية التي أخذها الربو، وكذلك الحشياء. باب الراء مع التاء (رتب) في حديث لقمان بن عاد: (رتب رتوب الكعب) أي: انتصب كما ينتصب الكعب إذا ألقيته، وصفه بالشهامة وحدة النفس. ومنه قول أبي كبير: وإذا يهب من المنام رأيته .... كرتوب كعب الساق ليس بزمل يقول: إذا استيقظ من منامه رأيته منتصبا.

(رتج)

(رتج) في الحديث: (أن الأبواب السماء تفتح فلا ترتج) أي: لا تطبق ولا تغلق: يقال: أرتجت الباب: فارتج، ويقال للباب: رتاج، وجمعه رتجه ورتج. وفي بعض الحديث: (أن فلانا جعل ماله في رتاج الكعبة) أي جعل ماله لها. ومن قول مجاهد في تفسير قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ} قال: الطوفات الموت، والجراد تأكل مسامير رتجهم أي: أبوابهم، يقال: رتاج ورتج، مثل: كتاب وكتب. (رتع) قوله: {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} الرتعة بسكون التاء وحركتها: الاتساع في الخصب، وكل مخصب مرتع. ومنه قول المحبوس للحجاج حين قال: (سمنت، قال: أسمنني القيد والرتعة)، يقال: رتعت الإبل، وارتعها صاحبها، وقال أبو عبيد: يرتع يلهو، وقال ابن الأعرابي: أي: هو مخضب لا يعدم ما يريده، وقال غيره: معناه يسعى، وينبسط، وقيل: يرتع: أي: يأكل، قال سويدن وإذا يخلوا، لحمي له رتع، أي أكل بسعة. وفي حديث أم زرع: (في شبع وري ورتع) أي: تنعم.

(رتق)

وفي حديث الاستسقاء في بعض الروايات: (مربعا مرتعا) وقد فسرناه. ويقال: رتعت الإبل، أرتعها الله أي: أنبت لها ما ترعاه. وفي حديث ابن زمل: (فمنهم المرتع) يقال: أرتع ركابه إذا خلاها ترتع. (رتق) وقوله تعالى: {كَانَتَا رَتْقًا} قال: ابن عرفة: أي: كانتا مصمتتين لا فرجة بينهما} فَفَتَقْنَاهُمَا} بالمطر والنبات. وقال الأزهري: أراد: كانت سماء مرتتقة ففتق الله السماء فجعلها سبعا، ومن الأرض مثلهن. (رتك) في حديث قيلة: ) ترتكان بعيريهما) أي: يحملانهما على السير السريع، يقال: رتك البعير يرتك رتكا رتكانا، وأرتكته أنا. (رتل) قوله تعالى: {وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} أي: أنزلناه مرتلا، وهو ضد المعجل. وقوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا} أي: بين قراءته وثغر رتل ورتل إذا كان مفلجا لا لصص فيه.

(رتو)

(رتو) في الحديث: (الحساء يرتوا فؤاد الحزين) أي: يقويه ويشده، يقال: شربت شربة رتت قلبي، أي: شدته، قال أحمد بن يحيى: قد يكون الرتو شدا وإرخاء. قال الحارث بن حلزة: مكفهرا على الحوادث لا يرتوه .... للدهر مؤبد صماء أي: لا ترخيه. وقال لبيد: فخمة دفراء ترتا بالعرى .... قرد مانيا وتركا كالبصل أي: يشد بالعرى. وفي حديث معاذ: (يتقدم العلماء يوم القيامة برتوة) أي: بدرجة، ومنزلة، ويقال بخطوة. وفي الحديث: (فيغيب في الأرض) يعني: أبا جهل (ثم يبدو رتوة) قال ابن قتيبة: فيها أقاويل: يقال بخطوةن ويقال (قدر) البسطة: ويقال: مدى البصر، ويقال: رمية السهم.

باب الراء مع الثاء

باب الراء مع الثاء (رثأ) في حديث زياد: (لهو أشهى إلى من رثيئة فثئت بسلالة ثغب في يوم شديد الوديقة). قلت: الرئثيئة: اللبن الحليب يصب عليه الحامض فيروب من ساعته، ومثله المرضة، والعرب تقول: الرثة تفثأ الغضبن أي: تكسره، وسلالة كل شراب صافية. وقوله: فثئت، أي: كسرت، كما يفتأ فور القدر وفور الغضب. (رثث) وفي الحديث: (وعنده مثال رث) أي: فراش خلق وهي الرثاثة، يقال: في هيئة رثاثة وبذاذة وبذة. وفي حديث علي رضي الله عنه: (أنه عرف رثة أهل النهر فكان آخر ما بقي قدر) الرثة: رديء المتاع وخلقان الثياب. ومنه قول النعمان بن مقرن يوم نهاوند: (ألا إن هؤلاء قد أخطروا لكم رثة وأخطرتم لهم الإسلام). جمع الرثة: رثاث. ومنه الحديث: (فجمعت الرثاث: إلى السائب) والرثة من الناس: خشارتهم.

(رثد)

(رثد) في الحديث: (نادى رجل: يا عمر، هل كل في رجل رثدت حاجته وطال انتظاره) أراد: دافعت بحوائجه من قولك: رثدت المتاع، إذا وضعت بعضه على بعض. يقال: متاع مرثود ورثيد، وقوله حاجته في موضع جمع هاهنا أراد: حوائجه. كما قال الله تعالى: {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ} أي: بذنوبهم. (رثع) في حديث عمر رضي الله عنه: (ينبغي للقاضي أن يكون ملقيا للرثع) الرثع: الدناءة والشره وتطنف النفس إلى الدون من الأطماع يقال، رجل رائع إذا كان يرضى من العطية بالدون، ويخاذن قرناء السوء، وقد رثع رثعا. (رثى) في الحديث: (إن فلانة بعثت إليه عند فطره بقدح لبن وقالت: يا رسول الله، إنما بعثت إليك مرثية لك، من طول النهار، وشدة الحر) أي: توجعا لك، والجيد: مرثأة لك، يقال: رثيت للحي مرثاة، وللميت مرثية. باب الراء مع الجيم (رجب) وفي حديث سقيفة بني ساعدة أن الحباب بن المنذر قال: (أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب).

(رجج)

روى عمرو، عن أبيه، قال: الراجب المعظم لسيده يقال: رجبه يرجبه رجبا، ورجبه يرجبه رجبا، ورجبه ترجيبا، وأرجبه إرجابا. قال: ومن هذا قولهم: (عذيقها المرجب). وقال أبو عبيدة والأصمعي: هو من الرجبة والرجمة بالباء والميم، وهو أن تعمد النخلة الكريمة إذا خيف عليها أن تقع لطولها وكثرة حملها- ببناء من جارة ترجب به، أي: تعمد، ويكون ترجيبها- أيضا أن يجعل حواليها شوك، فلا يرقى إليها راق. وروي عن الأصمعي أنه قال: الرجمة: البناء من الصخر تعمد به النخلة، والرجبة: أن تعمد بخشبة ذات شعبيتين. (رجج) قوله تعالى: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا} أي إذا حركت حركة شديده وزلزلت، وهي الرجة، يعني: الحركة الشديدة وفي الحديث: (ومن إذا ركب البحر إذا ارتج) أي: اضطرب. ومنهم من رواه: (إذا أرتج) فإن كان محفوظا، فمعناه: أغلق عن أن يركب، وذلك عند كثرة أمواجه. وفي حديث ابن مسعود: (لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس كرجرجة الماء الخبيث). قال أبو عبيد: كلام العرب الرجرجة- بكسر الراءين- وهو: بقية الماء في الحوض، المنكدرة: المختلطة بالطين لا يمكن شربها، ولا ينتفع بها.

(رجح)

وذكر الحسين يزيد بن المهلب، قال: (فاتبعه رجرجة من الناس) قال شمر: رذالة الناس يقال: رجراجة من الناس ورجرجة. وقال الكلابي: هم الذين لا عقول لهم. (رجح) وفي الحديث: (وراجحن بعد تبسق) أي ثقل حتى مال من ثقله، يعني: السحاب. (رجز) قوله تعالى: {وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ} أي: وساوسه. وقوله تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} وقرئ بضم الراء. يقول: اهجر عبادة الأوثان، والرجز: العذاب المقلقل: ، في قوله: {رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ} وقوله: {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ}. (وكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - - فرس يقال له: المرتجز، لحسن صهيله). (رجس) قوله تعالى: {فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا}. قال الأزهري: الرجس: اسم لكل ما استقذر من عمل، ويقال:

(رجع)

الرجس: المأثم، يقال: رجس الرجل يرجس، ورجس يرجس، إذا عمل عملا قبيحا. ومنه قوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ} قال بعضهم: أي الشك. قوله تعالى: {فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ} أي: كفرا إلى كفرهم. والرجس أي: الذي يؤدي إلى العذاب. وقوله تعالى: {يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} يعني: اللعنة في الدنيا، والعذاب في الآخرة. وفي حديث سطيح (وارتجس إيوان كسرى) أي: اضطرب وتحرك حركة سمع لها صوت، يقال: سمعت رجس الرعد وهو صوت تمخضه، وارتجس الرعد له صوت. (رجع) قوله تعالى: {اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} أي: يردون البضاعة، لأنها ثمن ما اكتالوه، وأنهم لا يأخذون شيئا، إلا بثمنه، وقيل يرجعون إلينا إذا علموا أن ما كيل لهم من الطعام، لم يؤخذ ثمنه، ويدل على هذا القول قوله تعالى: {وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ ... } الآية. وقوله تعالى: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} أي: على إعادته حيا بعد موته،

وبلاه، لأنه المبدئ وقيل: على رده، في الإحليل وقوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} أي ذات المطر بعد المطر. وقيل: سمي رجعا، لأنه يتكرر كل سنة ويرجع. وقوله: {إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى} أي: المرجع، والرجوع. ويقال للغدير من الماء: رجع. قال الهذلي يصف سيفا. أبيض كالرجع رسوب إذا ما سل في محتفل يختلى وفي الحديث: (نهى أن يستنجى برجيع أو عظم). قال أبو عبيد: الرجيع يكون الروث والعذرة جميعا. وإنما سمي: رجيعا، لأنه رجع عن حاله الأولى، بعد أن كان طعاما، أو علفا إلى غير ذلك. وكذلك كل شيء يكون من قول أو فعل يتردد فهو رجيع لأن معناه مرجوع، أي: مردود، ورجيع السبع، ورجعه: نحوه. وفي الحديث: (أنه رأى في إبل الصدقة ناقة كوماء، فسأل عنها المصدق، فقال: إني ارتجعتها بإبل، فسكت) , قال أبو عبيد: الارتجاع: أن يقدم الرجل بإبله المصر فيبيعها ثم يشتري بثمنها مثلها أو غيرها، فهي: الرجعة.

(رجف)

وكذلك هو في الصدقة، إذا وجب على رب المال سن من الإبل فأخذ مكانها سنا آخر، فتلك الذي أخذ رجعة لأنه ارتجعها من التي وجبت عليها. (رجف) قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} يعني: الأرض تتحرك حركة شديدة، وقيل: الراجفة: النفخة الأولى الذي يموت الخلق منها، والثانية هي: الرادفة. وقوله تعالى: {تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ} أي: تزلزل. (رجل) قوله تعالى: {يَأْتُوكَ رِجَالًا} الرجال: جمع راجل، مثل صاحب وصحاب. وفي الحديث: (نهى عن الترجل إلا غبا) كأنه كره كثرة الادهان وامتشاط الشعر، وشعر مرجل، أي: مسرح، والمرجل والمسرح: المشط. في حديث ابن المسيب: (لا أعلم نبيا علك على رجله من الجبابرة ما هلك على رجل موسى عليه السلام) أي: في زمانه. يقال كان ذلك على رجل فلان أي: في حياته، ودهره. وفي الحديث: (فكان بينهم رجل جراد) أي: جماعة منها. وفي الحديث: (الرؤيا لأول عابر، وهي على رجل طائر) يقول: ذلك

القسم الذي قسمه الله له- معلق بما قدره الله، وطيره له، يعني قسمه. والرجل: السراويل، في غير هذا الموضع. وفي حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: (أهدي لنا رجل شاة فقسمتها إلا كتفها) تريد: شق شاة طولا. وفي الحديث: (كانت عائشة رجلة الرأي) أي: كان رأيها رأي الرجال. قال الثوري يكره للرجل أن يجمع بين امرأتين، إذا كانت إحداهما رجلا لم تحل له الأخرى، إذا كانا من نسب. قال القتيبي: أراد الثوري: مثل العمة والخالة لا يجوز أن ينكحا على ابنة الأخ وعلى ابنة الأخت، لأنك إذا جعلت العمة رجلا صارت عما فلم تحل له بنت الأخ، وإذا جعلت الخالة رجلا صارت خالا، فلم تحل له بنت الأخ، وكذلك تحريم الجمع بين الأختين، يرى ذلك سببه- والله أعلم، ولأنك إذا جعلت إحدى الأختين أخا لم تحل له الأخت. وقول سفيان: إذا كان ذلك من نسب، يريد إنما يكره هذا في النسب، ولا يكره في الصهر، ألا ترى أنهم قد أجازوا للرجل أن يجمع بين امرأة الرجل وابنته من غيرها.

(رجم)

(رجم) قوله تعالى: {فَإِنَّكَ رَجِيمٌ} أي: ملعون. وقوله: {شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} أي: مرجوم بالكواكب، كما قال}}. وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} أي: يقتلوكم بالحجارة، وهي الرجام. وقوله: {يَرْجُمُوكُمْ} أي: من المقتولين بالحجارة، وقال: السدي: من المرجومين بالشتيمة. قوله تعالى: {مِنَ الْمَرْجُومِينَ} أي: لأشتمنك. وقوله: {لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} أي: يقولون ذلك ظنا وحدسا. يقال: إن ليرجم في ذلك، أي: يقول فيه بالحدس. وفي الحديث: (إنه قال لأسامة انظر، هل ترى رجما). قال الأصمعي: الرجمة هي الحجارة التي يجمعها الناس للبناء وطي الآبار، وهي الرجام. قال عبد الله بن مغفل في وصيته: (لا ترجموا قبري) قيل: أراد: لا تجمعوا عليه الرجم، وأراد تسوية القبر بالأرض، وهو أن لا يكون مسنما عاليا، والرجم والرجام: الحجارة، وقال أبو بكر معناه: لا تنوحوا عند قبري، ولا تقولوا عنده كلاما سيئا قبيحا.

(رجن)

(رجن) في حديث عمر رضي الله عنه: (أنه كتب في إبل الصدقة كتابا إلى بعض عماله، وقالأ: لا تحبس الناس أولهم على آخرهم فإن الرجن للماشية عليها شديد) الرجن: الحبس، يقال: رجن بالمكان، إذا أقام به، ومثله: دجن دجونا، ورجن رجونا. (رجو) قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا}. قال: ابن عرفة: قال: أحمد بن يحيى: أي: لا يخافون، وأنشد. إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وحالفها في بيت نوب عوامل. قال ابن عرفة: وكل راج فهو مؤمل ما يرجوه وخائف فوته فللراجي هاتان الخلتان، فإذا انفرد بالخوف اتبعته العرب حرف النفي، ودلت بلا على الخوف. وقوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} أي: لا تخافون لله عظمة. وقال مجاهد: أي لا تبالون لله عظمة. وقوله تعالى: {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا} أي: نواحيها. الواحد: رجا، مقصور. والملك هاهنا يعني: الملائكة. يقال: رجا، ورجوان، وأرجاء. ووصف ابن الزبير معاوية- رحمهما الله- فقال: (كان الناس يردون منه أرجاء واد رحب) مدحه بسعة العطن والأناة والاحتمال.

(رجا)

(رجا) قوله عز وجل: {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} أي: أخر أمره إلى أن يجتمع السحرة، وقرئ: (أرجئه) والمعنى واحد يقال: أرجيت الأمر، وأرجأته، أي: أخرته. وفي حديث عثمان رضي الله عنه: (أنه غطى وجهه بقطيفة حمراء أرجوان وهو محرم) الأرجوان: الشديد الحمرة، فإذا كان دون ذلك فهو البهرمان. باب الراء مع الحاء (رحب) قوله عز وجل: {ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ} أي: بما اتسعت، يقال: منزل رحب ورحيب ورحاب. وفي الحديث: (أنه قال لخزيمة بن حكيم: مرحبا). قال الأصمعي: أي: لقيت رحبا، أي: سعة، وسميت الرحبة رحبة لسعتها، وقال الفراء: معناه: رحب الله بك مرحبا، كأنه وضع موضع الترحيب. والعرب تقول- أيضا: مرحبك الله، ومسهلك، ومرحبا بك الله ومسهلا. وفي حديث ابن زمل: (على طريق رحب) أي: واسع.

(رحرح)

(رحرح) في الحديث صفة الجنة: (وبحبوحتها رحرحانية) قلت: أي فياحة واسعة، ومنه يقال: طست رحراح. وبحبوحتها: وسطها. (رحض) في الحديث: (فوجدنا مراحيضهم قد استقبل بها القبلة). أراد: المواضع التي قد بنيت للغائط، الواحد مرحاض أخذ من الرحض، وهو الغسل. وقالت عائشة: في عثمان رضي الله عنهما: (حتى تركوه كالثوب الرحيض أحالوا عليه فقتلوه) تعني: الغسيل، أرادت أنهم استتابوه فتاب وتطهر من الذنب، وهذا كما قالت: (مصتموه كما يماص الثوب، ثم عدوتم عليه، فقتلتموه). (رحق) قوله عز وجل: {} الرحيق: الشراب الذي لا غش فيه. (رحل) وفي الحديث: (الناس كإبل مائة ليس فيها رحلة) وفي رواية: (لا تكاد تجد فيها راحلة).

قال القتيبي: هي التي يختارها الرجل لمركبه ورحله، على النجابة، وتمام الخلق، وحسن المنظر، فإذا كانت في جماعة الإبل عرفت. يقول: فالناس متساوون ليس لأحد منهم فضل في النسب، ولكنهم أشباه، كإبل مائة ليس فيها راحلة. قال الأزهري: غلط في شيئين من هذا الحديث: أحدهما: أنه جعل الراحلة ناقة: وليس الجمل عنده راحلة، والراحلة عند العرب يكون الجمل النجيب والناقة النجيبة وليست الناقة أولى بهذا الاسم من الجمل، والهاء فيه للمبالغة، كما يقال رجل داهية، وراوية. وقيل: إنما سميت راحلة: لأنها ترحل، كما قال الله تعالى: {فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} أي: مرضية، وكما قال: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} أي: مدفوق. وأما قوله: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد أن الناس متساوون في النسب ليس لأحد منهم فضل، ولكنهم أشباه كإبل مائة، فليس المعنى الذي ذهب إليه. والذي عندي فيه: أن الله تبارك وتعالى ذم الدنيا وحذر العباد سوء مغبتها، وضرب لهم فيها الأمثال، ليعتبروا، كقوله: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ ... } الآية، وما أشبهها من الآى. فكان النبي يحذرهم مما حذرهم الله، ويزهدهم فيها، فرغب أصحابه بعده فيها، وتشاحوا عليها، حتى كان الزهد في النادر القليل منهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (تجدون الناس بعدي كإبل مائة ليس فيها راحلة) أراد: أن الكامل في الزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة قليل.

وفي حديث يزيد بن شجرة: (وفي الرحال ما فيها) يقال: لمنزل الإنسان، ومسكنه: رحله: ، والجمع: رحال، وإنه لخصيب الرحل، ويقولون: انتهينا إلى رحالنا، أي: إلى: منازلنا. وفي الحديث: (ابتلت النعال فالصلاة في الرحال). يعني: في الدور والمساكن. والرحل- أيضا- الرحالة: ، وهي من مراكب الرجال دون النساء، والرحل: شد الرحل على البعير، وقد رحلته أرحله. وفي الحديث: (عند اقتراب الساعة تخرج نار من قعر عدن ترحل الناس) قال شعبة: أي: تنزل معهم إذا نزلوا: وثقيل إذا (قالوا) قال شمر: ترحلهم: أي: تنزلهم المراحل: قال: والترحيل والإرحال بمعنى: الإنزعاج والإشخاص. وفي حديث النابغة الجعدي: (أن ابن الزبير رضي الله عنه أمر له براحلة رحيل) قال: المبرد: أي: قوي على الرحلة، كما يقال: فحل فحيل، أي: ذو فحلة. وفي الحديث: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد، فركبه الحسن رضي الله عنه، فأبطأ في سجوده، فقال: إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله).

(رحم)

يقال: ارتحل فلان فلانا إذا ركبه وعلا ظهره، وارتحل أيضا إذا شد عليه الرحل، فالارتحال بمعنيين. قال شمر: وبعير ذو رحلة، إذا كان قويا. وفي الحديث: (لأرحلتك بسيفي) أي: لأعلونك. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود). قيل المرحل: الموشى، سمي مرحلا لأن عليه تصاوير الرحال وجمعها: المراحل. ومنه الحديث: (حتى يبني الناس بيوتا يوشونها وشى المراحل). ويقال لها: المراجل بالجيم أيضا، ويقال أيضا لها الراحولات، ويقال لذلك العمل: الترحيل. (رحم) من صفاته جل جلاله: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال أبو عبيدة: هما اسمان مشتقان من الرحمة، تقديرهما: ندمان ونديم، قال الحسن: الرحمن اسم ممتنع لا يسمى به غير الله وقد يقال: رجل رحيم، والرحمة في بني آدم عند العرب: رقة القلب ثم عطفه، و (رحمت الله) عطفه وإحسانه ورزقه. وقال عكرمة في قوله تعالى: {ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا} أي: رزق وقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً} أي: عطفا وصنعا.

وقوله: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ} أي: حيا، وخصبا بعد مجاعة، وأراد بالناس الكافرين ههنا. وقوله: {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ} أي: رزقا. وقوله تعالى: {وَأَقْرَبَ رُحْمًا} أي: عطفا، والرحم العطف والرحمة: والجمع: الأرحام. ومنه قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} من نصب أراد: واتقوا الأرحام أن تقطعوها. ومن خفض أراد: تساءلون به وبالأرحام، وهو قولك: نشدتك بالله وبالرحم. وقول ذي القرنين: {هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي} أراد: التمكين الذي قال: {مَا

(رحا)

مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ} أراد: هذا التمكين الذي أتاني الله حتى أحكمت الشد رحمة من ربي. (رحا) في الحديث: (لما فرغ من مرحى الجمل) المرحى: الموضع الذي دارت عليه رحا الحرب. وفي الحديث: (تدور رحى الإسلام لخمس أو ست أو سبع وثلاثين سنة) قال الحربي: وروي: (تزول) وكأن تزول أقرب، لأنها تزول عن ثبوتها واستقرارها، وتدور تكون بما تحبون وبما تكرهون، فإن كان الصحيح سنة خمس، فإن فيها قدم أهل مصر، وحصروا عثمان رضي الله عنه، وإن كانت الرواية سنة ست ففيها خرج طلحة والزبير إلى الجمل وإن كانت سنة سبع ففيها كان صفين، غفر الله لهم أجمعين. والرحا: هي التي يطحن بها، والرحا: الفرس، والرحا: كركرة البعير، ورحا الحرب، حيث استدارت، ورحا الغيث: معظمه، وكذلك رحا العرب، والرحا: القطعة من النجف وهي أرض غليظة. باب الراء مع الخاء (رخخ) في الحديث: يأتي على الناس زمان: (أفضلهم رخاخا أقصدهم عيشا)

(رخم)

الرخاخ: لين العيش، والرخاخ أيضا، الرخو من الأرض. (رخم) وفي حديث مالك بن دينار: (أن الله تعالى يقول لداود مجدني بذاك الصوت الحسن الرخيم) الرخيم من الأصوات الرقيق الشجي. يقال: رخمت الدجاجة أي: لزمت بيضها، يقال: ألقت عليه رخمتها أي: رأفتها ورخمتها، ورخمت الدجاجة: ألزمتها البيض. (رخا) قوله تعالى: {رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} أي ريحا لينة وقيل: طيب. وفي الحديث: (ليس كل الناس مرخى عليه) أي موسع عليه. باب الراء مع الدال (ردأ) قوله تعالى: {فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا} أي: عونا وقرأ نافع: (ردأ) بغير همز: أي زيادة. وقال الفراء: تقول العرب: الغنم تردي على مائة أي: تزيد عليها. (ردب) وفي الحديث: (ومنعت مصر إردبها) الإردب: مكيال معروف لأهل مصر، يقال: إنه يأخذ أربعة وعشرين صاعا وهو أربعة وستون منا بمن بلدنا ومنه يقال: للبالوعة الواسعة، إردبة تشبيها بالمكيال.

(ردح)

(ردح) وفي حديث علي رضي الله عنه: (إن من ورائكم أمورا متماحلة ردحا وبلاء مكلحا مبلحا) المتماحلة: المتطاولة، والردح: العظيمة يعني: الفتن، الواحد رداح. وروى بعضهم: (إن من ورائكم فتنا مردحة) فالمردح له معنيان: أحدهما: المثقل، والآخر المغطى على القلوب. من أردحت البيت إذا سترته وأرسلت ردحته وهي ستزة في آخر البيت. وفي حديث ابن عمر- رضي الله عنهما: (لأكونن فيها- يعني: في الفتنة- مثل الحمل الرداح) وهو: الثقيل الذي لا انبعاث له. وفي حديث أبي موسى: (وبقيت الرداح المظلمة التي من أشرف لها اشرقت له) يعني: الفتنة، ومائدة رادحة: كثيرة الغاشية. وفي حديث أم زرع: (عكومها رداح) أي: ثقيلة لكثرة ما فيها من المتاع، والعكوم: الأعدال التي فيها الثياب، وامرأة رداح: ثقيلة الكفل، وكتيبة رداح عظيمة. قال لبيد: ومدرة الكتيبة الرداح (ردد) قوله تعالى: {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} أراد: عضوا أناملهم غيظا مما أتتهم به الرسل.

وهو كقوله: {عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}. قال الهذلي: قد أفنى أنامله غيظه .... فأمسى يعض على الوظيفا أي عظم البنان استعير ههنا. وقال ابن اليزيدي في قوله: {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} هذا مثل: أي: كفوا عما أمروا به ولم يسلموا. وقال غيره: رفعوا أصابعهم إلى أفواههم، ووضعوها عليها، أي اسكت. وفي الحديث: (ولا القصير: المتردد) كأنه تردد بعض خلقه على بعض. قال العجاج: كالقوس ردت غير ما تعوجا أي: ردت في عطفها. وفي الحديث: (ابنتك مردودة عليك) المردودة: المطلقة. ومنه حديث الزبير في وصيته: (وللمردودة من بناته أن يسكنها) يعني: دارا وقفها. وفي الحديث: (ردوا السائل ولو بظلف محرق) أراد: بروه بشيء ولم يرد الحرمان، وهو كقولك سلم فرددت عليه، أي: أجبته وكلمني فما رددت عليه سوداء ولا بيضاء.

(ردع)

وأما قول ذي الرمة: وقفنا فسلمنا فردت سلاما .... علينا ولم ترجع جواب المخاطب فإنه كما يقول: رد القاضي شهادته. وأما الراجع من النساء: فهي التي مات عنها زوجها. وفي حديث: (لا رد يدي في الصدقة) أي لا ترد التي تؤخذ في السنة مرتين. (ردع) في حديث عمر رضي الله عنه: (أن رجلا قال: رميت ظبيا فأصبت خششاءه، فركب ردعه فأسن فمات) أسن أي: غشي عليه من تن الرمح. قال أبو عبيد: يعني: أنه سقط على رأسه، وإنما أراد بالردع الدم، شبهه بردع الزعفران وهو لطخه، وركوبه، أراد: أن الدم سال فخر الظبي عليه صريعا، فهذا معنى قوله: ركب ردعه. وقال: أبو سعيد: الردع: العنق: ردع بالدم أم لم يردع. يقال: ضرب ردعه، كما يقال: ضرب كرده، قال: وسمي العنق ردعا، لأنه يرتدع كل ذي عتق من الخيل وغيرها. وقال ابن الأعرابي: ركب ردعه: أي: خر صريعا لوجهه، غير أنه كلما هم بالنهوض ركب مقاديمه، وقيل: ركب ردعه إذا ردع فلم يرتدع، كما يقال ركب النهى.

(ردف)

وفي حديث حذيفة: (فردع لها ردعة) أي: وجم لها حتى تغير لونه يقال: ثوب رديع، أي: صنيع، وقد ردعته بالزعفران. (ردف) قوله تعالى: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ} قال ابن عرفة: أي: دنا لكم، وقال غيره: جاء بعده. وقوله: {مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} قال الفراء: أي: متتابعين ومن قرأ (مردفين) أي: فعل: ذلك بهم: أي: أردفهم الله بغيرهم يقال: ردفته أردفه، إذا ركبت خلفه، وأردفته: أركبته خلفي، وهي دابة لا ترادف، ولا تقل: تردف، ويقال: أردفت الرجل، إذا جئت بعده، فمعنى مردفين: يأتون فرقة بعد فرقة، وقال ابن الأعرابي: يقال: ردفت الرجل وأردفه ولحقته وألحقته، بمعنى واحد. وفي الحديث: (لست من أرداف الملوك) أرداف الملوك: هم الذين يخلفونهم في القيام بأمر المملكة، بمنزلة الوزراء في الإسلام وهي الرادفة. (رده) في الحديث: (أنه ذكر ذا الثدية، فقال: شيطان الردهة يحتدره رجل من بجيلة) الردهة: النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء، وقال الليث: الردهة: قلة القف.

(ردا)

(ردا) قوله تعالى: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ} أي: أهلككم. يقال: ردي يردي ردى، فهو رد وراد. ومنه قوله تعالى: {إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ}. وقال القطامي: أيام قومي مكاني منصب لهم .... ولا يظنون إلا أنني رادي. أي: هالك. وقوله تعالى: {فَتَرْدَى} أي: فتهلك، وقيل: في قوله: {إِذَا تَرَدَّى} إذا مات فتردى في قبره، وقيل: إذا تردى في النار أي: سقط فيها. من رديت الحجر، إذا رميته وقيل: إذا هلك. وقوله تعالى: {الْمُتَرَدِّيَةُ} هي التي تسقط من جبل أو تقع في بئر. وفي حديث علي رضي الله عنه: (من أراد البقاء ولا بقاء فليخفف الرداء قيل: وما خفة الرداء؟ قال: قلة الدين). قال الأزهري: سمي الدين رداء، لأن موضعه مجتمع العنق والمنكبي، والدين أمانة، وهو يقولون في ضمان الدين: هو لك في عنقي، ولازم في رقبتي، فقيل للدين: رداء، لأنه يلزم عنق الرجل، ومنه قيل للسيف: رداء، لأن من تقلده فكأنه تردى به، ويقال للوشاح: رداء.

باب الراء مع الذال

قال الأعشى: وتبرد برد رداء العروس .... بالصيف رقرقت فيه العبيرا باب الراء مع الذال (رذل) قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا} الأراذل: جمع الأرذال والأراذال: جمع الرذل، وهو النذل: ، أراد: اتبعك أخساؤنا. (رذى) في حديث يونس: (فقاءه الحوت رذيا) أي: ضعيفا والرذي الضعيف من كل شيء. باب الراء مع الزاي (رزز) في حديث علي رضي الله عنه: (من وجد في بطنه رزا فليتوطأ) قال أبو عبيد: هو الصوت كالقرقرة، وقال القتيبي: هو غمز الحدث وحركته. (رزغ) في الحديث: (أما جمعت؟ فقال: منعنا هذا الرزغ) قال أبو عبيد: هو الطين والرطوبة، وقد أرزغت السماء فهي مرزغة.

(رزق)

(رزق) قوله عز وجل: {لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا} قال ابن عرفة: أي: لا نسألك ترزق نفسك. وقال في قوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} يقول: الله يرزقكم وتجعلون مكان الاعتراف بذلك والشكر عليه أن تنسبوه إلى غيره، ذلك التكذيب، وسمعت شيخي الأزهري يقول: معناه: أتجعلون شكر رزقكم. (رزم) في حديث عمر رضي الله عنه: (أنه أمر بغرائز جعل فيهن رزم من دقيق) قال شمر: الرزمة مثل ثلث الغرارة أو ربعها. وفي الحديث: (إذا أكلتم فرازموا) قال ابن الأعرابي: أي اخلطوا الأكل بالشكر، وقولوا بين اللقم: الحمد لله، وقال أبو العباس: أراد: اخلطوا أكلكم: فكلوا لينا مع يابس وسائغا مع جشب. وقال الأصمعي: الإبل: إذا رعت يوما خلة ويوما حمضا فقد رازمت، وقيل: المرازمة في الأكل: المعاقبة: أن يأكل يوما لحما ويوما لبنا، ويوما خبزا قفارا. في الحديث: (أن ناقته تلجلجت وأرزمت) أي صوتت يقال: أرزمت الناقة. والرزمة: الصوت الذي لا يفتح به الفم، وأرزمت السماء: أرعدت، وفي مثل: لا خير في رزمة لا درة معها، أي: لا خير في وعد لا صحة له.

باب الراء مع السين

وفي الحديث: (وكان فيهم رجل على ناقة له رازم) يعني التي لا تتحرك هزالا، ومثله الرازح. باب الراء مع السين (رسخ) قوله عز وجل: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} هم: البالغون في علم كتابهم الثابتون، يقال: رسخ في الشيء، إذا ثبت فيه. (رسس) قوله تعالى: {وَأَصْحَابَ الرَّسِّ} الرس: بئر، روي: أنهم كذبوا نبيهم ورسوه في بئر أي دسوه فيها. وفي حديث سلمة بن الأكوع: (إن المشتركين راسونا الصلح وابتدأونا في ذلك) يقال: رسست بينهم، أي: أصلحت. وفي حديث النخعي: (إني لأسمع الحديث، أحدث به الخادم أرسه به في نفسي) وقال أبو عبيد: الرس: ابتداء الشيء، وأحدث به خادمي، استذكر الحديث بذلك، وقال شمر وقيل: أرسه: أثبته، وقال الفراء: أردده وأعاود ذكره ولم أرد أبتدئه.

(رسع)

في كلام الحجاج: أنه قال لرجل: أمن أهل الرس والرهمسة أنت؟ قال أبو زيد: يقال: أتانا رس من خبر وهو الذي لم يصح بعد، وهم يتريسون الخبر، ويترهمسونه، أي: يتسارون فيه، وقال الأزهري: أهل الرس: هم الذين يبتدئون الكذب. ويوقعونه في أفواه الناس، وقد رس يرس، وأهل الرهمسة هم الذين يتشاورون في إثارة الفتنة، يقال: هم الذين يرهمسون ويرهسمون. (رسع) في حديث عبد الله بن عمرو: (أنه بكى حتى رسغت عينه) يعني: فسدت وتغيرت، يقال رسع ورسع، مخفف ومثقل لغتان، ورجل مرسع ومرسعه، قال: امرؤ القيس: مرسعة وسط أرفاغه .... به عسم يبتغي أرنبا (رسل) قوله تعالى: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} معناه: إنا ذو رسالة رب العالمين. قال الشاعر: لقد كذب الواشون ما فهمت عندهم .... بسوء ولا راسلتهم برسول أي: برسالة، وقال يونس وأبو عبيدة: معناه: إنا رسالة رب العالمين، قال والرسول من قولك: جاءت الخيل رسلا أي: متتابعة، ويكون للاثنين والجميع بلفظ واحد.

قال الشاعر: ألكني إليها وخير الرسول .... أعلمهم بنواحي الخبر أراد وخير الرسل. قوله تعالى: {مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ} أي: على ألسن رسلك. وقوله عز وجل: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} جاء في التفسير أنها الرياح أرسلت كعرف الفرس، وقوله تعالى: {أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيل} أي: أرسلهم مطلقين من استعبادك إياهم، كما يقول: صاد صيدا ثم أرسله، وكان في يدي شيء فأرسلته. ومن قوله تعالى: {أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ} أي: خليناهم، وإياهم، وقيل: سلطناهم. وفي الحديث: (إن الناس دخلوا عليه أرسالا بعد موته يصلون عليه) يعني: أفواجا، فرقا منقطعة، ويقال للرجل إذا أورد إبله متقطعة: أوردها إرسالا، فإذا أوردها جماعة، قيل: أوردها عراكا. وفي الحديث: (إلا من أعطى في نجدتها ورسلها) قوله: (رسلها) فيها قولان: قال أبو عبيد: معنى قوله (ورسلها) أي: وهي قليلة اللحم والشحم

واللبن، فنحرها يهون عليه، وبذلها لا يشفق منه، وهذا كقولهم قال فلان: كذا على رسله أي: على استهانة من بالقول، فكان وجه الحديث: إلا من أعطى في هزالها وسمنها، أي: في حال الصن بها لسمتها، وحال هوانها عليه، لهزالها، كما تقول في المنشط والمكره. والقول الآخر: (ورسلها) لبنها، قال أبو عبيد قد علمت أن الرسل اللبن وليس له في هذا الحديث معنى، وقال غيره: له معنى فيه، لأنه ذكر الرسل بعد النجدة على جهة التفخيم للإبل، فجرى مجرى قولهم: إلا من أعطى في سمنها وحسنها ووفور لبنها، هذا كله يرجع إلى معنى واحد ولم يذكر الهزال لأن من بذل حق الله تعالى من المضنون به كان إلى إخراجه مما تهون عليه أسرع، وليس لذكر الهزال بعد السمن معنى لوضوح المعنى وبيانه. وقال ابن الأعرابي: إلا من أعطى في رسلها، أي: بطيب نفس منه. وفي حديث الخدري: أنه قال: (رأيت في عام كثر فيه الرسل البياض أكثر من السواد، ثم رأيت بعد ذلك في عام كثر فيه التمر السواد أكثر من البياض) الرسل اللبن، وهو البياض، إذا كثر قل التمر وهو السواد، وأهل البدو يقولون: إذ كثر البياض قل السواد، وإذا كثر السواد قل البياض. وفي حديث فيه ذكر السنة: (ووقير كثير الرسل قليل الرسل) قوله: (كثير الرسل) يعني: الذي يرسل منها إلى الرعي كثير، أراد: أنها كثيرة العدد قليلة اللبن، قال: ابن السكيت: الرسل من الإبل والغنم ما بين عشر إلى خمس وعشرين.

(رسم)

وفي الحديث: (كان في كلامه ترسيل وترسل) يقال: ترسل الرجل في مشيته وكلامه إذا لم يعجل، والترسيل والرسل واحد، والرسل من القول: اللين الخفيض، قال الأعشى: فقال للملك أطلق منهم مائة .... رسلا من القول مخفوضا وما رفعا وفي حديث أبي هريرة: (أن رجلا من الأنصار تزوج امرأة مراسلا) يعني: ثيبا. (رسم) في الحديث: (فأقبل الناس يرسمون نحوه) الرسيم: ضرب من السير، سريع يؤثر في الأرض. (رسن) في حديث عثمان رضي الله عنه (وأجررت المرسون رسنه) المرسون: الذي جعل عليه الرسن، يقال: رسنت الدابة، وأرسنته، يريد: خليته. وأهملته يرعى كيف شاء، أخبر عن مسامحتهن وسجاحه أخلاقه، وتركه، التضييق على أصحابه. (رسا) قوله عز وجل: {وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} أي: ثوابت في أماكنها لكبرها وثقلها، ويقال: رسا يرسو إذا أثبت، وألقى مراسيه بموضع كذا، إذا أقام به.

باب الراء مع الشين

وقوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ} أي: جبالا ثوابت. وقوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} أي: متى ثباتها وقيامها. وقوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} أي: حيث تجري وحيث ترسى، يقال: أرست السفينة، إذا وقفت. باب الراء مع الشين (رشح) في حديث ظبيان الوافد: (يأكلون حصيدها ويرشحون خضيدها) الخضيد: ما خضد، أي: قطع من شجر الثمر وترشيحهم إياه: قيامهم عليه وتأثيلهم له إلى أن تعود، وتطلع ثمرته، كما يفعل بالكروم إذا قطعت. (رشد) قوله تعالى: {فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} أي: طريقا مستقيما في حفظ المال. وقوله تعالى: {وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} أي: رشدا. يقال: أرشدنا إلى ما يزلف لديك ويقرب منك، والرشد والرشد والرشاد: الهدى والاستقامة، يقال: رشد يرشد رشدا، ورشد يرشد رشدا. ومنه قوله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}. (رشق) وفي حديث موسى عليه السلام: (كأني برشق القلم في مسامعي) أي:

باب الراء مع الصاد

بصوته، فأما الرشق: فهو الوجه من الرمى. باب الراء مع الصاد (رصح) في الحديث: (إن جاءت به أريصح أثيبج) وهو تغير الأرصح، وهو الأرصح، والأرصع، وهو الناتئ الإليتين، ويجوز بالسين. (رصد) قوله تعالى: {وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} أي: كونوا لهم رصدا لتأخذوهم من أي وجه توجهوا قال الأزهري: أي: على كل طريق، يقال: رصدت فلانا أرصده، إذا ترقبته، وأرصدت الشيء إذا أعددته. ومنه قوله: {وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} ومنه حديث الحسن بن علي رضي الله عنه: (ما خلف من دنياكم) يعني: عليّا عليه السلام: (إلا ثلاثمائة درهم كان أرصدها لشراء خادم) يعني: أعدها. وقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} أي: بالطريق الذي ممرك عليه قال الزجاج: أي: يرصد من كفر بالعذاب. وقال ابن عرفة: أي: يرصد كل إنسان حتى يجازيه بفعله. وقال ابن الأنباري في قوله تعالى: {كُلَّ مَرْصَدٍ} المرصد والمرصاد: الطريق عند العرب، وقال غيره: المرصاد: الموضع الذي يرصد الناس فيه، كالمضمار وهو الموضع الذي يضمر فيه الخيل. وقوله تعالى: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا} أي: كانت ترصد الكفار.

(رصص)

وفي حديث ابن سيرين: (كانوا لا يرصدون الثمار في الدين، وينبغي أن يرصد العين في الدين) قال ابن المبارك، إذا كان على الرجل دين، وعنده من العين مثله لم تجب عليه الزكاة، وإن كان عليه، وأخرجت أرضه ثمرا، فإنه يجب فيه العشر، ولم يسقط عنه، لأجل ما عليه من الدين، وكذلك قال أبو عبيدة. (رصص) قوله تعالى: {بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} أي: لاصدق البعض بالبعض يقال: رصصت البناء. وفي الحديث: (لصب عليكم العذاب صبا ثم لرص رصا) أي: لألصق بعضه ببعض. ومنه الحديث: (تراصوا في الصفوف) أي: تلاصقوا، حتى لا يكون بينكم فرج. ومنه حديث ابن صياد، قال: (فرصه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي: ضم بعضه إلى بعض.

(رصف)

(رصف) في الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - مضغ وترا في رمضان ورصف به وتر قوسه) الرصفة: عقبة: تلوى على مدخل النصل في السهم، يقال: رصفت السهم أرصفه، وسهم مرصوف، وفي حديث المغيرة بن شعبة: (لحديث من في العاقل أشهى إلى من الشهد بماء رصفة بمحض الأزفي) قال أبو محمد: الرصفة: حجارة يجتمع فيها المطر، وقال: من رصف نازع سيلا رصفا، قال: والأزفي: اللبن المخض الطيب. والأزفي لبن الظباء خاصة. وفي الحديث: (ولم يكن لنا عماد أرصف بنا منها) يريد: أرفق بنا منها والرصافة: الرفق في الأمور. باب الراء مع الضاد (رضب) في الحديث: (فكأني أنظر إلى رضاب بزاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) قلت: إنما أضاف الرضاب إلى البزاق، لأن البزاق هو السائل والرضاب يتحبب منه، وينتشر ويقال لحب البلح ودقاقه: رضاب البلح، يقول: فكأني أنظر إلى ما تحبب وانتشر من بزاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين تفل فيه. (رضخ) في الحديث: (وقد أمرنا لهم برضخ فاقسمه بينهم) الرضخ: العطية القليلة يقال: رضخت له من مالي رضيخة.

(رضرض)

وفي حديث صهيب: (أنه كان يرتضخ لكنة فارسية) أي كان هذا ينزع إلى العجم في لفظه، وذاك إلى الروم، ولا يستمر لسان على العربية استمرارا. في الحديث: (إذا دنا القوم كانت المراضخة) يقول: تراضخ القوم، إذا تراموا بالسهام. (رضرض) في الحديث: (أن رجلا قال: مررت بجبوب بدر فإذا برجل أبيض رضراض) قال أبو بكر: هو الكثير اللحم قال جعدي يذكر فرسا. فعرفنا هزة تأخذه .... فقرناه برضراض رفل (رضع) قوله تعالى: {تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ} المرضعة: التي ترضع ولدها، يقال: أرضعته في مرضعة إذ أردت به الفعل ألحقت به هاء التأنيث، فإذا أردت أنها ذات رضيع أسقطت الهاء، فقلت امرأة مرضع بلاءها. وفي الحديث: (إنما الرضاعة من المجاعة) الرضاعة والرضاعة: الاسم من الإرضاع، والرضاعة: اللؤم مفتوح لا غير، وقد رضع يرضع.

(رضف)

ومنه الحديث: (خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع) أي: يوم هلاك اللئام، وقوله: خذها، يعني: الرمية، وأما الصبي فيقال له: رضع أمه ورضعها. وقوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ} هذا خبر، معناه: الأمر. وقوله: {وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ} أي: تطلبوا لها مرضعة. وفي الحديث: حين ذكر الإمارة فقال: (نعمت المرضعة، وبئست الفاطمة) ضرب المرضعة مثلا للإمارة. وما توصله إلى صاحبها من الأحلاب، والمنافع، والفاطمة مثلا للموت الذي يقدم عليه لذاته، ويقطع منافعها دونه. (رضف) في حديث الغار: (ويرعى عليهما عامر بن فهيرة، فيبيتان في رسلهما ورضيفهما) الرضيف: اللبن المرضوف، وهو الذي تطرح فيه الرضفة، وهي الحجارة المحماة.

(رضم)

ومنه حديث: حذيفة، حين ذكر الفتن، فقال: (ثم التي تليها ترمى بالرضف) شبه الفتنة في شدة حماها بالرضف، وقد رضفت اللبن، ورضفت القدر. وفي الحديث: (اكووه، وارضفوه) أي: كمدوه: بالرضف وهي جمع رضفة، وهي الحجارة المحماة. ومنه الحديث في عذاب القبر: (ضربة بمرضافة وسط رأسه) ومن رواه مرصافة- بالصاد- أراد: بمطرقة محكمة مجتمعة البعض إلى البعض. (رضم) في الحديث: (حتى ركب الدابة في رضم من الحجارة) الرضم: جمع رضمة، وهي صخور، بعضها على بعض، يقال: بني دارة فرضم فيها الحجارة رضما. ومنه الحديث: (أتى رضمة جبل، فعلاها). ومنه الحديث: (وكان البناء الأول من الكعبة رضما).

(رضى)

(رضى) قول تعالى: {فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} أي: ذات رضا، وقيل: مرضية. باب الراء مع الطاء (رطل) في حديث الحسن رحمه الله: (لعمري لو كشف الغطاء لشغل محسن بإحسانه ومسيء بإساءته عن تجديد ثوب أول ترطيل شعر) قال المبرد: هو تليين الشعر بالدهن، وما أشبهه يقال للرجل فيه لين وتوضيع رجل رطل، والذي يوزن به ويكال رطل بكسر الراء. باب الراء مع العين (رعبل) في الحديث: (أن أهل اليمامة رعبلوا فسطاط خالد بالسيف) يريد: قطعوه، وثوب رعابيل، أي: قطع. (رعث) في الحديث: (كان يحلي بنات فلان، وكن في حجره رعاثا من ذهب) الرعاث: القرطة، واحدها: رعث ورعثة. وفي بعض الأحاديث: (ودفن تحت راعثة البئر) وهي مثل راعوفة سواء.

(رعج)

(رعج) في الحديث: (فخرجت قريش ولهم ارتعاج) أي: كثرة يقال: ارتعج ماله أي: كثر ويجوز: ولهم ارتعاج، أي بريق وتلألؤ، يقال: ارتعج البرق، إذا تألق. (رعص) في حديث أبي ذر: (خرج بفرس له فتمعك ثم نهض ثم رعص) قال: القتيبي: قوله (رعص) يقول: لما قام من متمعكه انتفض وأرعد، يقال: رعص وارتعص، ويقال: ارتعصت الشجرة، ورعصتها الريح، وأرعصتها لغتان، وارتعدت، وارتعصت الحية، إذا تلوت. وفي الحديث: (فضربت بيدها على عجزها فارتعصت) أي: تلوت وارتعدت: قال الشاعر: إلا ارتعاصا كارتعاص الحية (رعرع) في حديث وهب بن منبه: (لو يمر على القصب الرعراع لم يسمع صوته) قال القتيبي: هو الذي طال ومنه يقال: ترعرع الصبي.

(رعف)

(رعف) وفي الحديث: (دفن تحت راعوفة البئر) قال أبو عبيد: هي صخرة تترك في أسفل البئر إذا احتقرت تكون ناتئة، هناك، فإذا أرادوا تنقية البئر يقوم عليه المنقى، ويقال: بل هو حجر ناتئ في بعض البئر يكون صلبا لا يمكنهم حفره، فيترك على حاله. وفي حديث أبي قتادة: (أنه كان في عرس فسمع جارية تضرب بالدف، فقال لها: راعفي) أي: تقدمي، ومنه: قيل للفرس إذا تقدم الخيل: راعف، وأنشد: يرعف الألف بالمدجج ذي .... القونس حتى يؤول كالتمثال أي: يسبقها. ومنه حديث جار: (يأكلون من تلك الدابة ما شاءوا حتى ارتعفوا) أي: تقدموا وسبقوا، يقول قويت أقدامهم، فركبوا أقدامهم. (رعل) في حديث ابن زمل: (فكأني بالرعلة الأولى) قال القتيبي: يقال للقطعة: من الفرسان: رعلة، ولجماعة الخيل: الرعيل. (رعم) في الحديث: (صلوا في مراح الغنم، وامسحوا رعامها).

(رعن)

الرعام: ما يسيل من أنوفها، وقد رعمت ترعم، فهي رعوم. (رعن) قوله تعالى: {لَا تَقُولُوا رَاعِنَا} قال ابن عرفة: راعنا من المراعاة، والعرب تقول: راعني، أي: تعهدني، وافهم عني وأفهمني، وقال الأزهري: كانت هذه الكلمة تجري من اليهود على وجه السب، والهزء قال: والظاهر من راعنا: ارعنا سمعك، وكانوا يذهبون بها إلى الرعونة والأرعن: الأحمق. (رعى) وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}. أي: حافظون، والأصل في الرعي: القيام على إصلاح ما يتولى الراعي من كل شيء. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (لا يعطي من المغانم شيء حتى تقسم إلا لراع أو دليل) الراعي- ههنا- عين: القوم على العدو. وفي حديث ابن عباس: (إذا كانت عندك شهادة فسئلت عنها فأخبر بها، ولا تقل: حتى آتي الأمير لعله يرجع أو ير عوي). قال أبو عبيد: الأرعواء: الندم على الشيء والانصراف عنه الترك له، وقد

باب الراء مع الغين

جاءنا درا في هذا الباب لا يعرف في المعتلات مثله كأنه بنوه على الرعوى، وهو الإبقاء. باب الراء مع الغين (رعب) قوله عز وجل: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ} أي: يكرهها، يقال: رغب عن هذا الأمر إذا كرهه، ورغب فيه، إذا أراده. وقوله تعالى: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} ويجوز: رغبا ورهبا ولم يقرأ بهما، وقرئ رغبا ورهبا. وفي الحديث: (كيف أنتم إذا مرج الدين وظهرت الرغبة) أي: قلت العفة، وكثر السؤال، يقال رغبت إلى فلان في كذا، إذا سألته إياه. ومن حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: (أتتني أمي راغبة في العهد الذي كان بين قريش وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي: طامعة تسألني شيئا، ويقال: معنى ظهور الرغبة: الحرص على الجمع والمنع عن الحق. وفي تلبية ابن عمر رضي الله عنهما: (منك النعماء، وإليك الرغباء) قال

(رغث)

ابن السكيت: الرغبي والرغباء، والنعمى والنعماء، وقال غيره: رغب رغبة ورغبى، كما يقال: شكوى. وفي الحديث: (الرغب شؤم) معناه: الشره والنهم والحرض على الدنيا، وقال شمر: رغب النفس سعة الأمل وطلب كثير، ورجل رغيب الجوف، إذا كان أكولا، وقد رغب رغابة، وحوض رغيب: كبير الأخذ للماء. ومنه قول الحجاج: (ائتوني بسيف رغيب) وأرض رغاب لا تسيل إلا من مطر كثير، والمراغب الأطماع، والرغائب الذخائر والأموال النفيسة. وفي حديث ابن عمر: (لا تدع ركعتي الفجر، فإن بينهما الرغائب) قال شمر: الرغائب ما يرغب فيه، الواحدة رغيبة. (رغث) في حديث أبي هريرة: (ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنتم ترغثونها) يعني: الدنيا، أي: ترضعونها: يقال: رغث: الجدي أمه، إذا رضعها، وشاة رغوث: ترضع ولدها. (رغد) قوله تعالى: {مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا} أي: واسعا. قال أبو عبيدة: يقال: أرغد فلان، إذا أصاب عيشا واسعا وخصبا من مال أو ماء أو كلاء أو عيش، قال أبو بكر وفيه لغتان: رغد، ورغد.

(رغس)

(رغس) في الحديث: (أن رجلا رغسه الله مالا) قال: أبو عبيد: أي: أكثر له منه وبارك له فيه، يقال: رغسه الله يرغسه، إذا كان ماله ناميا كثيرا، وكذلك في الحسب، وقال الليث الرغس: البركة والنماء، وامرأة مرغوس ورغوس، إذا كانت ولودا. (رغل) في حديث مسعر: (أنه قرأ على عاصم، فلحن، فقال: أرغلت) أي: صرت: صبيا بعد ما مهرت القراءة، يقال: رغل الصبي يرغل، إذا أخذ ثدي الأم فرضعه بسرعة، ويجوز بالزاي يقال: أرغلته وأزغلته. (رغم) قوله تعالى: {يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا} أي: مهاجرا والمهاجر لقومه والمراغم واحد، ويقال: مراغما مضطربا، يقال: راغمت فلانا، إذا هاجرته، ولم تبال. (رغم أنفه) أي: لصوقه بالتراب، وهو الرغام. وفي الحديث: (إن السقط ليراغم ربه) أي: يغاضبه، وأما التزغم بالزاي فهو الغضب مع الكلام. وفي حديث معقل بن يسار: (رغم أنفي لأمر الله) أي: ذل وانقاد: لأني أمس به التراب. وفي الحديث: (وإن رغم أنف أبي الدرداء) رواه ابن الأعرابي: (وإن

(رغن)

رغم) بفتح العين أي: ذل وقيل: وإن اضطرب أبو الدرداء على قول الفراء، وقيل: وإن كره أبو الدرداء: ، يقال: ما أرغم من ذاك شيئا أي: ما أكرهه، وكل ذلك راجع إلى معنى واحد. في الحديث: (إذا صلى أحدكم فليلزم جبهته وأنفه الأرض، حتى يخرج منه الرغم) معناه: يخضع ويذل وقد رغم يرغم رغما، إذا لم يقدر على الانتصاف، والرغم: الذلة، قاله شمر. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: (استليه وارغميه) يعني: الخضاب، معناه: أهينيه: ، وارمي به في التراب. وفي بعض الروايات: (أن أسماء قالت للنبي: إن أميقدمت علي راغمة مشركة، أفأصلها) أي: هاربة من قومها، وقال أبو عمرو راغمة، أي: كارهة إسلامي وهجرتي، وروي راغبة من الرغبة. (رغن) في حديث ابن جبير في قوله: {أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ} أي رغن يقال: رغن إليه وأرغن، إذا مال إليه. باب الراء مع الفاء (رفأ) في الحديث: (أن رجلا شكا إليه التعزب، فقال: عف شعرك، ففعل، فارفأن) أي: فسكن ما به، والمرفئن: الساكن عف شعرك أي طوله وكثره، ومنه قوله تعالى: {حَتَّى عَفَوْا} أي كثروا.

(رفت)

(رفت) قوله تعالى: {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا} الرفات: كل شيء رفت وكسر، فما تكسر منه فهو الرفات: يقال: رفته يرفته. (رفث) قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ} قال: ابن عرفة: الرفث: الجماع- ها هنا- والرفث: التصريح بذكر الجماع والإعراب به، قال الأزهري: هي كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من امرأته. وفي حديث ابن عباس: (أنه قيل له: أتقول الرفث وأنت محرم؟ وكان أنشد شعرا، فقال: إنما الرفث ما روجع به النساء) وكان رحمه الله يرى الرفث الذي نهى الله عنه: ما خوطب به المرأة، فأما ما يرفث في كلامه ولم يسمع امرأة فغير داخل في قوله: {فَلَا رَفَثَ} يقال: رفث يرفث. (رفح) في الحديث: (كان إذا رفح إنسانا قال: بارك الله عليك) أراد رفأ والحاء والهمزة قريبا المخرج يعني إذا دعا له بالرفاء وقال بعضهم: رقح إنسانا- بالقاف والترقيح: إصلاح المعيشة والرقاحي التاجر. (رفد) قوله: {بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ} أي: بئس العطاء المعطى. وكل شيء عمدته بشيء وجعلته عونا له، فقد رفدته، وأسندته وعمدته.

(رفش)

في الحديث في ذكر أشراط الساعة: (وأن يكون الفيء رفيدا) أي: صلة، يقال: رفدت فلانا أرفده رفدا، يقول: يصير الخراج الذي لجماعة المسلمين صلات لا يوضع موضعه ولكن يخص به قوم دون قوم بحسن الرأي وسوء الرأي. في حديث عبادة: (ألا ترون أني لا أقوم إلا رفدا) أي: إلا أن أرفد وأعان، وبه سميت الرفادة، لأنها تدعم السرج من تحته حتى يرتفع. وفي الحديث: (وأعطى زكاة ماله طيبة نفسه، رافدة عليه) أي تعينه نفسه على أدائها. في الحديث، في المنحة: (تغدو برفد وتروح برفد) الرفد والمرفد: قدح تحلب فيه الناقة والرفادة الذي فيه الحديث: هو شيء كانت قريش ترافد به، أي: تعاون في الجاهلية، فيخرج كل إنسان بقدر طاقته، فيجمعون مالًا عظيمًا أيام الموسم، فيشترون به الطعام والزبيب للنبيذ، فيطعمون الناس ويقونهم حتى تنقضي أيام الموسم. (رفش) في حديث سلمان: (إنه كان أرفش الأذنين) قال شمر: هو العريض الأذن، وقد رفش يرفش شبهة بالرفش وهي الجرفة من خشب ومنه يقال للذي يهيل بمجرفة الطعام إلى يد الكيال رفاش. (رفع) قوله تعالى: {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} قال مجاهد: أي: يرفع العمل

(رفغ)

الصالح الكلام الطيب، وقال: قتاده: لا يقبل: قول إلا بعمل. وفي الحديث: (كل رافعة علينا من البلاغ فقد حرمتها أن تعضد أو نخبط) قال القتيبي: معناه: كل جماعة مبلغة ما بلغت عنا ما نقوله، وهذا كما تقول: رفع فلان على العامل، إذا أذاع خبره وحكى عنه أي: فكل حاكية حكت عنا وبلغت فلتحك أني قد حرمتها يعني المدينة- أن يعض شجرها، يقال: رفعت فلانا إلى الحاكم، إذا قدمته إليه. (رفغ) في الحديث: (عشر من السنة- كذا وكذا- ونتف الرفغين) يعني: الإبطين- ها هنا- وقال أبو زيد: الرفع: أصل الفخذ وقال غيره: الأرفاع: هي أصول المغابن. وفي حديث آخر: (ورفغ أحدكم بين ظفره وأنملته) قال الليث: الرفغ: وسخ الظفر، كأنه أراد: وسخ رفغ أحدكم، فاختصر الكلام، وأراد - صلى الله عليه وسلم -: لا تقلمون أظفاركم، ثم تحكون بها أفارغكم، فيعلق بها ما في الأرفاغ. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (إذا التقى الرفغان فقد وجب الغسل) يريد: إذا التقى ذلك من الرجل بالمرأة ولا يكون ذلك إلا بعد التقاء الختانين، وإنما أنكر في الحديث طول الأظفار وترك قصها حتى تطول، والرفغ والرفغ لغتان. (رفرف) قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ} قيل الرفرق المجالس وقيل فضول

(رفف)

المجالس المقارم، وقال أبو عبيدة: الرفرف: الفرش: وقيل الرفرف كل ما فضل فثني. وفي حديث عبد الله أنه قال: في قوله: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} رأى رفرفا سد الأفق، الرفرف بساط، وبعضهم يجعله جمعا، الواحدة رفرفة. وفي حديث وفاته - صلى الله عليه وسلم - قال: (فرفع الرفرف) فرأينا وجهه كأنه ورقة، قال ابن الأعرابي: الرفرف هاهنا: الفسطاط، قال: والرفرف في حديث المعراج: البساك والرفرف الرف يجعل عليه طرائف البيت، ورفرف الدرع ما فضل من ذيلها، ورفرف الأيكة: ما تهدل من أغصانها. (رفف) وفي حديث أبي هريرة: (وسئل عن القبلة للصائم فقال: إني لأرف شفتيها وأنا صائم) أي: أمص وأرتشف، يقال: رففت أرف: بضم الراء. ومنه حديث عبيدة السلماني: (وسئل: ما يوجب الجنابة؟ قال: الرف) يعني: المص، وأما رف يرف- بكسر الراء- رفيفا، إذا برق وتلألأ. وفي حديث النابغة الجعدي: (وكأن فاه البرد يرف) أي: يبرق أشرا. وفي حديث ابن زمل الجهني: (لم ترعيني مثله قد، يرف رفيقا تقطر نداه) يعني: مرجا ذكره، وقال القتيبي: يقال للشيء إذا كثر ماؤه من النعمة والغضاضة حتى يكاد يهتز رف يرف رفيقا، وورف يرف وريفا. ومنه الحديث: (ترف غروبه) يعني: الأسنان تبرق وتتلألأ.

وفي الحديث: (أتيت عثمان رضي الله عنه وهو نازل بالأبطح وإذا فسطاط مضروب، وإذا سيف معلق في رفيف الفسطاط). قال شمر: يعني: سقفه، وقيل في قول الأعشى: بالشام ذات الرفيف أي: ذات البساتين ترف بغضارتها واهتزازها. وفي بعض الروايات في حديث أم زرع: (زوجي إن أكل رف) قال أبو بكر: قال أحمد بن عبيد: الرف: الإكثار من الأكل، قال: وقال أبو العباس: رف يرف إذا أكل، ورف يرف إذا برق، وورف يرف إذا اتسع. وفي الحديث: (بعد الرف والوقير) الرف: الإبل العظيمة، والوقير: الغنم الكثيرة، أي: بعد الغني واليسار. قوله تعالى: {وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا} أي: ما ترتفقون به، ويجوز: مرفقا، وكذلك مرفق اليد فيها اللغتان، والفتح أقيس، والكسر أكثر. وقوله: {وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} قال ابن عرفة: أي: ساءت مجتمعا، وقال غيره: أي: ساءت النار منزلا يرفق له نازلها، وقيل: مرتفقا أي: متكئا. وفي دعائه عليه السلام: (وألحقني بالرفيق الأعلى) قال بعضهم: هو من

(رفل)

أسماء الله تعالى، كأنه قال: ألحقني بالله قال الأزهري: غلط قائل هذا القول، والرفيق: ها هنا جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى عليين- اسم جاء على فعيل ومعناه: الجماعة. ومنه قوله تعالى: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، وقال ابن المظفر: الرفقاء في الطريق واحدهم رفيق، والجمع أيضا رفيق. وفي حديث أبي أيوب: (فوجدنا مرافقهم قد استقبل بها القبلة) أراد الكنف، الواحد مرفق، وهي المذاهب الواحد مذهب، كناية عن موضع الغائط. (رفل) وفي حديث وائل بن حجر: (يسعى ويترفل على الأقوال). قال شمر: الترفل: التود، والترفيل: التسويد يقال رفل فلان على قومه، وأنشد الأزهري: إذا نحن رفلنا امرأ ساد قومه .... ولن لم يكن من قبل ذلك يذكر. وروي: (رقلنا) بالقاف- أي: رفعنا قدره، والرقلة: النخلة التي فاتت اليد. وفي الحديث: (مثل الرافلة في غير أهلها- ككذا-) يعني: المتبرجة بالزينة، يقال: رفل إزاره وأسبله وأغدقه وأذاله، وأرخاه، والرفل: الذيل.

(رفا)

(رفا) في الحديث: (نهى أن يقال بالرفاء والبنين) قال أبو عبيد يكون على معنين: يكون من الإتفاق وحسن الاجتماع، ومنه أخذ رفء الثوب، لأنه يضم بعضه إلى بعض: ويكون الرفاء من العدو والسكون، وقال أبو زيد: الرفاء من الموافقة. وفي حديث آخر: (كان إذا رفأ رجلا قال جمع الله بينكما في خير) أي: إذا تزوج رجل، وأصل الرفو الاجتماع ومن رواه: (إذا رفى رجلا) أراد: إذا أحب أن يدعو له بالرفاء، فترك الهمز، ولم يكن الهمز من لغته وروي (كان إذا رفح رجلا) قال ابن الأعرابي كأنه أراد: رفأ، والحاء تبدل من الهمزة في حروف كثيرة، لأنهما أختان. وفي الحديث: (عن الإرفاه) قال أبو عبيد: هو كثرة التدهن، قال: وهذا من ورد الإبل، وذلك أيها إذا وردت كل يوم متى ما شاءت قيل: وردت رفها، وأرفه القوم إذا فعلت إبلهم ذلك، شبه كثرة التدهن وإدامته به، وقال أبو سعيد: الإرفاه: التنعم، والدعة ومظاهرة الطعام على الطعام، واللباس على اللباس، نهى عن فعل العجم، وأمرنا بالتقشف وابتذال النفس وقال غيره: هو الرجل كل يوم.

باب الراء مع القاف

باب الراء مع القاف (رقب) (الرقيب) من صفات الله تعالى جده: الحافظ، وهو قوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}. وقوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} أي: فانتظر. وقوله: {فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ}. وقوله: {وَفِي الرِّقَابِ} يعني: المكاتبين يعطون من الصدقات ما يفكون به رقابهم. وفي الحديث: (أنه قال: ما تعدون الرقوب فيكم؟ قال: الذي لا يبقى له ولد، فقال: بل الرقوب الذي لم يقدم من ولده شيئا) قال أبو عبيد: معناه في كلامهم: إنما هو على فقد الأولاد في الدنيا فجعلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فقدهم في الآخرة، وليس هذا بخلاف ذلك، ولكنه تحويل الموضع إلى غيره، نحو حديثه الآخر: (إنما المحروم من حرم دينه) وليس هذا على أن يكون من سلب ماله ليس بمسلوب. وفي الحديث: (العمرى والرقبى) هو أن يقول الرجل للرجل: قد

(رقش)

وهبت منك كذا، فإن مت قبلي رجعت إلى، وإن مت قبلك فهو لك، فكل واحد منهما يرقب موت صاحبه. (رقش) في حديث أم سلمة: (أنها قالت لعائشة رضي الله عنهما: ذكرتك قولا تعرفينه نهشتني نهش الرقشاء المطرق) الرقشاء: الأفعى، سميت بذلك لترقيش في ظهرها، وهي خطوط ونقط. (رقط) وفي حديث حذيفة: (أتتكم الرقطاء المظلمة) يعني فتنا ذكرها، يقال: دجاجة رقطاء، إذا كان فيها لمع بياض وسواد. وفي حديث أبي بكرة: (لو شئت أن أعد رقطا كان بفخذي المرأة التي كان من الرجل معها ما كان) يعني: نقطا مترقشة. وفي حديث الرجل الذي كان وصف له الحزورة، فقال: (اغفرت بطحاؤها، وارقاط عوسجها)، قال القتيبي: أحسبه: ارقاط عرفجها، قال: وقال الشيباني: إذا مطر العرفج فلان عوده قيل: قد ثقب عوده، فإذا أسود شيئا قيل: قد قمل، فإذا زاد قليلا قيل: قد ارقاط، وإذا زاد قليلا: قد أدبى إذا شبه بالدبى، قال: وهو من الرقطة، يقال: قد ارقط الشيء وارقاط، كما يقال: احمر واحمار. (رقع) في الحديث: (لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة). يعني: طباق السماء، كل سماء منها رقعت التي تليها كما يرقع الثوب

(رقق)

بالرقعة، ويقال الرقيع: اسم السماء الدنيا، لأنها رقعت بالأنوار التي فيها. وفي الحديث: (المؤمن واه راقع) قال الحربي: أي: يهى دينه بمعصيته، ويرقعه بتوبته، يقال: رقعت الثوب إذا زممته. وفي حديث معاوية رحمه الله (كان يلقم بيد ويرتع بالأخرى) أي: يبسطها ثم يتبعها اللقمة يتقي بها نثارتها. (رقق) قوله عز وجل: {فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} الرق: الجلد الذي يكتب عليه. وفي الحديث: (إن الشمس تطلع ترقرق). قال أبو عبيد: يعني: تدور تجيء وتذهب، والسحاب يترقرق، وجارية رقراقة البشرة براقة البياض، ورقرقت الثريد بالسمن إذا أكثرته. وفي حديث الاغتسال: (أنه بدأ بيمينه فغسلها ثم غسل مراقه) أراد بمزقة: ما سفل من بطنه ورفعيه ومذاكيره، والمواضع التي رق جلودها، كنى عن جميعها بالمراق، وهو جميع المرق. وفي الحديث: (استوصوا بالمعزى، فإنه مال رقيق) قال القتيبي: يرى أنه ليس له صبر الضأن على الجفاء وفساد العطن وشدة البرد، وهم يضربون المثل ويقولون: هو أصرد من عنز جرباء. وفي حديث عثمان رضي الله عنه: (كبرت سني ورق عظمي) ويقال: رقت عظام فلان، إذا كبر وأسن وأرق فلان، إذا رقت حاله.

(رقل)

وفي الحديث: (كان فقهاء المدينة يشترون الرق فيأكلونه) الرق: العظيم من السلاحف، قال الحربي: هو دويبة مائية، لها أربع قوائم، وأظفار، وأسنان في رأس يظهره ويغيبه، ويذبح، والجمع: رقوق. وفي الحديث: (دخل على شيخ بالرقة) قال الحربي: الرقة: كل أرض إلى جانب واحد ينبسط عليه الماء. والرقاق: ما لأن من الأرض واتسع. ومنه ما جاء في حديث ظبيان: (يرفعها عزاز الربى ويحفظها بطنان الرقاق). وقال امرؤ القيس: رقاقها ضرم. يريد: أنها إذا عدت اضطرم الرقاق وثار غباره، كما تضطرم النار فيثور عنانها. وفي حديث الشعبي: (سئل عن رجل قبل أم امرأته، فقال: أعن صبوح ترقق؟ حرمت عليه امرأته) قال الحربي: هذا مثل، إذا أظهر الرجل شيئا وهو معرض بغيره، كأنه أراد أن يقول: جامع أم امرأته. فقال: قبل، وأصل هذا زعموا، أن رجلا نزل بقوم، فبات عندهم، فجعل يرقق كلامه، ويقول: إذا أصبحت غدا فاصطبحت فعلت كذا، يريد بذلك إيجاب الصبوح عليهم فقال له بعضهم: عن صبوح ترقق، أو قال: إذا أصبحتموني غدا، فكيف آخذ في حاجتي؟ (رقل) في الحديث: (ليس الصقر في رءوس الرقل الراسخات في الوحل) الرقل: جمع رقلة، وهي النخلة الطويلة.

(رقم)

(رقم) قوله تعالى: {كِتَابٌ مَرْقُومٌ} أي: مكتوب. وفي الحديث: (كان يسوي بين الصفوف حتى يدعها مثل القدح أو الرقيم) القدح: السهم بلى ولان، الرقيم: الكتاب، فعيل بمعنى مفعول، المعنى أنه كان يسوي بينهما حتى لا يرى فيها عوجا كما يصلح الباري القدح ويقوم الكاتب السطر. وقوله تعالى: {أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ} سأل ابن عباس كعبا عن الرقيم، فقال: هو القرية التي خرج منها أصحاب الكهف، والكهف الغار في الجبل، وقال الفراء: الرقيم لوح كانت أسماؤهم فيه مكتوبة. وفي الحديث: (ما أنا والدنيا والرقيم) يريد: النقش، والأصل فيه الكتابة، يقال: رقمت الكتاب ونقمته ونمصته بمعنى واحد. (رقن) في الحديث: (ثلاثة لا تقربهم الملائكة: المترقن بالزعفران وفلان، وفلان) يقال: ترقنت المرأة بالزعفران، إذا لطخت به جسدها، والرقان، والرقون: الحناء، ورقن فلان رأسه، وأرقنه، إذا أخضبه. باب الراء مع الكاف (ركب) قوله تعالى: {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} أراد: العير والركب: أصحاب الإبل.

(ركح)

وفي الحديث: (إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الركب أسنتها) قال أبو عبيد: الركب: جمع ركاب، والركاب الإبل، وقال غيره: يقال: بعير ركوب، وجمعه ركب، ويجمع الركاب ركائب، وقد فسرنا الحديث في موضعه. وفي حديث حذيفة: (إنا تهلكون إذا صرتم تمشون الركبات) معناه: إنكم تركبون رءوسكم في الباطل، والركاب جمع ركبة، وهم أقل من الركب، وقال القتيبي: أراد تمضون على وجوهكم من غير تثبت ولا استئذان من هو أسن منكم، يركب بعضكم بعضا. في الحديث: (بشر ركيب السعاة بقطع من جهنم) الركيب: بمعنى: الراكب، كأنه أراد: الذي يركب السعاة فيظلهم، ويكتب عليهم أكثر مما قبضوا ويرفعه عليهم والسعاة قابضوا الصدقات. وفي حديث أبي بكر- رضي الله عنه- (ثم ركبت أنفه بركبتي) أي: ضربته. يقال: ركبته أركبه إذا ضربته بركبتك. ومنه حديث ابن سيرين: (اتق الأزد لا يأخذوك فيركبوك). (ركح) في الحديث: (لا شفعة في فناء ولا طريق ولا ركح).

(ركد)

قال أبو عبيد: الركح ناحية البيت من ورائه وربما كان فضاء لا بناء فيه. قال القطامي: ألا ترى ما غشي الأركاحا. (ركد) في الحديث: (نهى أن يبال في الماء الراكد) يعني الساكن الدائم الذي لا يجري، يقال: ركد الماء ركودا، وركدت الريح: سكنت، وركد النيران إذا استوى. (ركز) قوله تعالى: {أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا} الركز: الصوت الخفي. وفي الحديث: (في الركاز الخمس) اختلفت في تفسيره أهل العراق وأهل الحجاز، فقال أهل العراق: في المعادن، وقال أهل الحجاز: هو كنوز

(ركس)

أهل الجاهلية، وكل محتمل في اللغة، والأصل فيه قولهم ركز في الأرض إذا ثبت أصله، والكنز يركز في الأرض كما يركز الرمح أو غيره. ومنه الحديث: (أن عبدا وجد ركزة، فأخذها منه عمر- رضي الله عنه-) الركاز: القطع العظام من الذهب والفضة كالجلاميد، الواحدة ركيزة وقد أركز المعدن وأنال، وضده حقد المعدن وأحقد. (ركس) قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} أي: ردهم إلى كفره بأعمالهم، والركس: أرد إلى الحالة الأولى. ومنه قوله تعالى: {كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا} أي: انتكسوا في عقدهم الذي عقدوه. في الحديث: (أنه أتي بروث في الاستنجاء، فقال: إنه ركس). قال أبو عبيد: هو شبيه المعنى بالرجيع، يقال: ركست الشيء، وأركسته، إذا رددته. وفي حديثه - صلى الله عليه وسلم -: (أنه قال لعدي بن حاتم: إنك من أهل دين يقال لهم: الركوسية) وهو دين بين النصارى والصابئين.

(ركض)

(ركض) قوله تعالى: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} الركض: الضرب بالرجل، أي: اضرب بها الأرض ودسها بها، ويقال للفرس إذا تحرك ولدها في بطنها: أركضت، قال الشاعر: ومركضة صريحي أبوها يهان .... له الغلامة والغلام يقول: هذه الفرس من نسل فرس يقال له: الضريحي، نؤثر لها بالشعير والعلف على أبنائنا وبناتنا. قوه تعالى: {إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ} أي: يهربون. وفي حديث عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: (إنا لما دفنا الوليد ركض في لحده) أي: ضرب برجله الأرض. وفي الحديث: (لنفس المؤمن أشد ارتكاضا على الذنب من العصفور حين يغدف به) أي: أشد اضطرابا. وفي حديث ابن عباس في دم المستحاضة: (إنما هو عرق عاند، أو ركضة من الشيطان) أي: دفعة وحركة. (ركك) في الحديث: إنه لعن الركاكة) قيل: هو الذي لا يغار من الرجال، وأصله من الركاكة، وهو الضعف، ويقال رجل ركيك وركاكة، إذا استضعفته النساء ولم يهبنه، ولا يغار عليهن.

(ركم)

وفي الحديث: (إنهم كانوا في سفر فأصابهم رك) أي مطر ضعيف، يقال: مطر رك وركيك، وجمعه: ركاك وركائك. (ركم) قوله تعالى: {فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا} أي: يجعل بعضه فوق بعض وهو الركام، ومثله قوله: {ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا} يعني: السحاب. (ركن) قوله تعالى: {أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} أي: لو كان لي عشيرة لدفعوكم عن السوء الذي تريدونه وهم ركنه، والركن الناحية من الجبل، ويوضع موضع العشيرة والقوة، وأركان كل شيء نواحيه، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (رحم الله لوطا، إن كان ليأوى إلى ركن شديد) ترحم عليه لسهوه في هذا الوقت حين ضاق صدره حتى قال: أو آوى إلى ركن شديد، أي: إلى عز العشيرة، وهو يأوى إلى الله تعالى وهو أشد الأركان. وقوله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} أي: لا تميلوا. وقوله تعالى: {فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ} أي: تولى بما كان يركن إليه ويتقوى به، من جنده، يقال ركن إليه يركن، وركن- أيضا- يركن، قال الله تعالى: {كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا}. وفي حديث حمنة: (أنها كانت تجلس في مركن لأختها زينب وهي مستحاضة) أي: في إجانة يغسل فيها الثياب.

(ركا)

(ركا) وفي حديث عمر رضي الله عنه: (أنه دخل الشام فأتاه أركون قرية) قال شمر: يعني: رئيسها، وقال أبو العباس يقال للعظيم من الدهاقين: أركون. في الحديث للمتشاحنين: (اركوا هذين حتى يصطلحا) يقول: أخروهما، قال ابن الأعرابي: يقال: ركاه يركوه إذا أخره. باب الراء مع الميم (رمث) في الحديث: (إنا نركب أرماثا لنا في البحر) قال أبو عبيد: الأرماث خشب يضم بعضها إلى بعض وتشد ثم تركب يقال لواحدها: رمث. (رمد) في الحديث: (أنه أخر الصدقة عام الرمادة) أي: عام الهلكة، يقال: رمدت الغنم، إذا هلكت وماتت من برد أو صقيع ورمد عيشهم، إذا هلكوا وهو الرمد. قال الشاعر: صببت عليكم حاصبي فتركتكم .... كأصرام عاد حين جللها الرمد وأرمد القوم إذا هلكت مواشيهم. وفي حديث أم زرع: (زوجي عظيم الرماد) أي: هو كثير الإضياف، والإطعام، وإنما يعظم الرماد بالطبخ والإطعام.

(رمس)

وفي حديث قتادة: (يتوضأ الرجل بالماء الرمد) ويروى (بالماء الطر) والرمد: الكدر، وأصله من الرماد، يقال: ثوب رمد، وأرمد، إذا كان وسخا، والطرد: الطرق الذي خاضته الدواب. في حديث المعراج: (عليه ثياب رمد) أي: غبر فيها كدورة. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (شوى أخوط حتى إذا أنضج رمد) قوله: رمد، أي: ألقى في الرماد يضرب مثلا للرجل يصطنع المعروف ثم يفده بالامتنان أو يقطعه عنه ولا يتممه. (رمز) قوله تعالى: {إِلَّا رَمْزًا} قال مجاهد: إيماء بشفتيه والرمز: الإشارة، وقد يكون بالعينين. (رمس) في حديث الشعبي: (إذا ارتمس الجنب في الماء أجزاه ذلك) قال شمر: إذا انغمس فيه حتى يغيب وفي حديث آخر: (الصائم يرتمس ولا ينغمس) قال علي بن حجر: الارتماس: أن لا يطيل اللث. (رمض) قوله: {شَهْرُ رَمَضَانَ} هو مأخوذ من رمض الصائم يرمض، إذا حر جوفه من شدة العطش، والرمضاء شدة الحر.

(رمع)

وفي حديث صلاة الأوابين: (إذا رمضت الفصال) يعني: عند ارتفاع الضحى، ورمض الفصال: أن يحترق الرمضاء وهو الرمل، فتبرك الفصال من شدة حرها وإحراقها أخفافها. وقال عمر رضي الله عنه لراعي الشتاء: (عليك الظلف من الأرض، لا ترمضها) والظلف: المكان الغليظ الذي لا رمضاء فيه، فيؤدي أثرا، يقال: رمض الراعي ماشيته وأرمضها إذا رعاها في الرمضاء، وأربضها عليها. قلت: ورمضها: أن تتقلف (تتقطع) أظلافها، وتنصل في الرمل من شدة الحر، يقال: وهو يترمص الظباء: أي: يثيرها في الرمل حتى ترمض، ثم يأخذها. وفي الحديث: (إذا مدحت الرجل في وجهه فكأنما أمررت على حلقه موسى رميضا) قال شمر: الرميض الجديد: يقال: سكين رميض، بين الرماضة، فعيل بمعنى مفعول. (رمع) في الحديث: (أنه غضب على رجل حتى خيل إلى من رآه أن أنفه يترمع) هذا هو الصواب، والرواية: (يتمزع) قال أبو عبيد: هو أن تراه يضرب، كأنه يرغد من الغضب، ومنه يقال لدماغ الصبي الصغير: رماعة، لأنه يترمع، أي يتحرك وقال الأزهري: إن صح (يتمزع) فإن معناه: يتشقق، يقال: مزعت الشيء، إذا قسمته، ومرعت المرأة فطنها إذا قطعته ثم زبدته.

(رمق)

(رمق) في الحديث: (ما لم يضمروا الرماق) يعني: النفاق: يقال: رامقته رماقا، وهو أن ينظر شزرا: نظر العدوة يقول: ما لم تضق قلوبكم عن الحق، يقال: عيشه رماق أي: ضيق. (رمك) وفي الحديث: (فأقبلنا وأنا على جمل أرمك) يعني: أورق. (رمل) في حديث أم معبد: (وكان القوم مرملين مسنتين) أي: نفذ زادهم. وفي حديث العباس: (أنه مدح رسول لله - صلى الله عليه وسلم - فقال في مدحته. ثمال اليتامى عصمة للأرامل قال ابن السكيت: الأرامل: المساكين من جماعة، رجال ونساء ويقال لهم: الأرامل، وإن لم يكن فيهم نساء، وقال ابن الأعرابي: الأرملة: التي مات عنها زوجها، سميت: أرملة لذهاب زادها، تقول العرب: أرمل الرجل إذا نفذ زاده. وقال ابن الأنباري: قال القتيبي: إذا قيل هؤلاء أرامل ولد فلان، فهو للنساء اللواتي مات عنهن أزاجهن وللرجال الذين ماتت أزواجهم، واحتج بأن العرب تقول: امرأة أرملة إذا مات زوجها، ورجل أرمل ماتت امرأته، واحتج بأن الشعبي سئل عن رجل أوصى لأرامل بني حنيفة، قال: يعطى من خرج من كمرة حنيفة، وأنشد لبعضهم:

هذى الأرامل قد قضيت حاجتها .... فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر. قال أبو بكر: وهذا الذي ذهب إليه غير صواب من غير وجه: أحدهن: أن المرأة إذا مات عنها زوجها يقال لها أرملة لما يقع بها م الفقر وذهاب الزاد بعد موت عشيرها وقيمها، يقال: أرمل: الرجل وأقوى وأنفض إذا فنى زاده، والرجل الذي تموت امرأته يقال له أرمل، لأنه ليس سبيل الرجل أن يفتقر ويذهب زاده لموت امرأته، بل ذلك واقع بالنساء، إذا كان الرجال هم المنفقون عليهن، قال الله تعالى: {وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} والذي احتج به من قول الشعبي إنما معناه أن يعطي أولاده وأولاد بنيه، ولا يعطي أولاد بناته، لأنهم خرجوا من كمرة غيره، والذي احتج به من قول الشاعر (فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر) لم يرد بالأرمل الذي ماتت امرأته، بل أراد الفقير الذي نفد زاده ثم بين المعنى بقوله (الذكر) يقال: هذا رجل أرمل، والرجل الأرمل، كما تقول: الأنبل والأفضل، والذي احتج أيضا من قول الشاعر: أحب أن اصطاد ضبا سحبلا .... رعى الربيع والشتاء أرملا فليس فيه حجة، لأنه أراد: رعى الربيع والشتاء أرملا، أي الشديد المذهب أزواد الناس، والأرمل من صفة الشتاء، وليس من صفة الضب، ونصبه على القطع من الشتاء، وبعد فالغالب على الأرامل في تعارف القدماء والخاصة والعامة أنهن النساء دون الرجال، فإن قال شاعر في ضرورة شعر: رجل أرمل، لم ينقض بذلك البيت العادة الجارية، لأنه لو قال رجل: مالي للجواري من ولد تميم، أعطي الإناث، ولم يعط الغلمان، وإن كانت العرب تقول للجارية: غلامة. ويقولون: هم جوار في حوائجهم، يريدون: الذكور والإناث وكذا لو قال: مالي للرجال من ولد فلان، لم يعطه الإناث.

(رمم)

وإن كانت المرأة يقال لها: رجلة، وكان يقال: عائشة رجلة الرأي، ولو قال: هذا المال للعزاب من بني فلان أعطيه الرجال الذين لا نسوان لهم واللواتي لا أزواج لهن، وقال أهل اللغة: إذا قال الرجل: هذا المال لعقب فلان فهو لأولاده الذكور والإناث وللذكور والإناث من أولاد ابنه، وإذا قيل: هو لولد فلان فهو للذكور والإناث من نفسه، وليس لأولاد بناته فيه شيء، لأن أولاد البنات ينسبون إلى آبائهم وإذا قال: هو لذرية فلان فهو لأولاده الذكور والإناث ولأولاد بنيه وبناته من الذكور والإناث، لأن الله تعالى قال: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ} ثم أدخل عيسى في الذرية وهو ابن ابنته، وإذا قال: هذا المال للأرامل من ولد فلان فهو للنساء اللواتي مات أزواجهن وليس للرجال فيه حظ. في حديث عمر رضي الله عنه: (وإذا هو جالس على رمال سرير) رمال- بالضم- في معنى رميل كعجاب في معنى عجيب وقالوا: رمل بمعنى مرمول كقوله: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ} أي مخلوقه، يريد نسيجا في وجه السرير من السعف، يقال: رملته أرمله، ويقال للمرأة التي تعمل ذلك: راملة، وفيه لغة أخرى: أرملت ترمل. (رمم) قوله تعالى: {قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} الرميم: البالي: والرمة: العظم البالي: يقال: رم العظم وأرم إذا بلي.

وقوله تعالى: {كَالرَّمِيمِ} الرميم: الورق الجاف المتحطم كالهشيم. وفي حديث علي- رضي الله عنه- (إن جاء بأربعة يشهدون وإلا دفع إليه برمته) أي: سلم إلى أولياء القتيل، قال ابن الأنباري: فيه قولان: أحدهما أن الرمة: قطعة حبل يشد بها الأسير أو القاتل إذا قيد إلى القتل للقود، دل على ذلك قول على: إن لم يقم البينة قاده أهله بحبل في عنقه إلى أولياء القتيل فيقتلونه، والقول الآخر أن يقال: إن أصله البعير يشد في عنقه حبل، يقال: أعطه البعير برمته، ومنه يقال: أخذت الشيء برمته، أي: كله. وفي الحديث: (أنه قال: أيكم المتكلم بكذا؟ فأرم القوم) أي: سكتوا، ولم يجيبوا، يقال: أرم القوم فهم مرمون، ويروى: (فأزم) ومعناه يرجع إلى الأول: وهو الإمساك عن الكلام والطعام أيضا وبه سميت الحمية: أزما وفي حديث عائشة رضي الله عنها: (كان له عليه السلام وحش، فإذا خرج لعب

(رمى)

وجاء وذهب، وإذا جاء ربض فلم يترمرم ما دام في البيت) أي: لم يتحرك ويجوز أن يكون مبنيا من رام يريم، كما تقول: خضخضت الإناء، وأصله من خاض يخوض، ونخنخت البعير وأصله أناخ. وفي الحديث: (عليكم بالبان البقر، فإنها ترم من كل الشجر) ويروى: (ترتم) وقال ابن شميل: الرم والإرتمام: الأكل، ومنه مرمة ذوات الأظلاف، وهي بمنزلة الفم مقمة الشفة من الإنسان. وفي الحديث: (نهى عن الاستنجاء بالروث والرمة). الرمة والرميم واحد: وهي العظام البالية. وقالت أم عبد المطلب: (لما أردفه المطلب، كنا ذوي ثمة ورمة) قال الأزهري: هذا الحرف روته الرواة هكذا، وأنكره أبو عبيد في حديث أحيحة، والصحيح ما روته والأصل فيه ما قاله ابن السكيت: ما له ثم ولا رم فالثم: قماش البيت والرم: مرمة البيت، كأنها أرادت: كنا القائمين بأمره منذ ولد إلى أن شب وقوي. (رمى) وفي الحديث: (لو دعي أحدكم إلى مرماتين لأجاب وهو لا يجيب الصلاة) قال أبو عبيد: المرماة: ما بين ظلفي الشاة، ولغة أخرى: مرماة

بالفتح. وقال ابن الأعرابي: المرماة: السهم الذي يرمى به في هذا الحديث، وقال أبو سعيد: المرماتان في الحديث هما: السهمان يرمي بهما الرجل فيحرز سبقه، يقول: يسابق إلى إحراز الدنيا وسبقها، ويدع سبق الآخرة: السبق: الخطر الذي يوضع من المترامينن، فعل بمعنى مفعول، كالنفض بمعنى منفوض. وفي الحديث: (إني أخاف عليكم الرماء) يعني: الربا، والرماء: الزيادة على ما لا يحل. وفي حديث آخر: (أخاف عليكم الإرماء) يقال أرمى على الشيء، وأربى، إذا زاد عليه. في الحديث: (كما يمرق السهم من الرمية) الرمية: الصيد الذي ترميه فتقصده، قال الأصمعي: هي الرطيقة التي يرميها الصائد، وهي كل دابة فرمية.

باب الراء مع النون

باب الراء مع النون (رنأ) في الحديث: (أن فاطمة- عليها السلام- قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: اليرناء، فقال لها: ممن سمعت هذه الكلمة، قالت من حسناء) قال القتيبي: اليرناء، الحناء، ولا أعرف لهذه الكلمة في الأبنية مثلا. (رنح) في الحديث: (إن الجمل الأحمر ليرنح فيه من شدة الحر) أي: يدار به، ومن رواه: (يريح) أراد: يهلك: يقال: أراح الرجل إذا هلك ومات. (رنف) في خبر عبد الملك أنه قال: (خرجت بي قرحة بين الرانفة والصفن) قال الأصمعي: الرانفة: أصل الألية، والصفن: جلدة الخصية. (رنق) وفي حديث حسن: (وقد سئل: أينفخ الإنسان في الماء؟ فقال: إن كان من رنق فلا بأس) أي: من كدر. باب الراء مع الواو (روث) في الحديث: (أن حسان بن ثابت أخرج لسانه، فضرب به روثة أنفه) أي: أرنبته وما يليها من مقدمه.

(روح)

(روح) قوله تعالى: {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} قال ابن عرفة: أي: نصركم، قال: ومن كلام العرب: كان لفلان الريح، أي: النصرة والدولة. قوله تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ} سمعت الأزهري يقول: الروح: ما كان فيه من أمر الله حياة للنفوس، بالإرشاد إلى ما فيه حياتهم، وقال مجاهد: الروح خلق الله مع الملائكة لا تراهم الملائكة كما لا ترون أنتم الملائكة، وقال قتادة: {بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ} بالرحمة والوحي. وقوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا} يعني: جبريل عليه السلام. وقوله تعالى: {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} يعني: الوحي، وقيل: القرآن. ومنه الحديث: (تحابوا بذكر الله وروحه) وجاء: إن الروح أمر النبوة، ويقال: ما يحى به الخلق، أي: يهتدى به فيكون حياة لهم. وقوله عز وجل: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} أي: فراحة واستراحة ومن قرأ (فروح) أي: فحياة دائمة لا موت معها، والريحان: الرزق.

وقال مجاهد في قوله تعالى: {ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} الريحان والرزق، وهو الحب، وحكي عن بعض الأعراب: اطلب من ريحان الله، أي: من رزقه، ويسمى الولد: الريحان. ومنه حديث علي- رضي الله عنه- قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا أبا الريحانتين أوصيك بريحانتي في الدنيا خيرا، قبل أن ينهد ركناك، فلما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: هذا أحد الركنين، فلما ماتت فاطمة عليها السلام قال: هذا الركن الآخر). قوله تعالى: {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} أي: قواهم بحياة الإيمان في قلوبهم، وقيل: {بِرُوحٍ مِنْهُ} أي: برحمة منه، وكذلك قوله في عيسى عليه السلام: {وَرُوحٌ مِنْهُ} أي: رحمة وقال ابن عرفة: {وَرُوحٌ مِنْهُ} أي: ليس من أب، إنما نفخ في أمة الروح. وقوله تعالى: {وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} أي: من رحمته. وفي الحديث (الريح من روح الله) أي من رحمته. وفي الحديث: (من فعل كذا لم يرح رائحة الجنة).

هذا يروى على ثلاثة أوجه: يرح، ويرح، ولم يرح- بضم الياء- ويقال: رحت الشيء أراحه، ورحثه أريحه إذا وجدت ريحه، أراد: لم يجد رائحة الجنة. في الحديث: (من راح إلى الجمعة) أي: من خف إليها، ولم يرد رواح آخر النهار، يقال: تروح القوم وراحوا، إذا ساروا أي وقت كان. وفي الحديث: (أنه قال لبلال مؤذنه: أرحنا بها) أي: أذن للصلاة نسترح بأدائها من شغل القلب بها يقال: أراح الرجل، إذا رجعت نفسه إليه، بعد الإعياء. ومنه حديث أم أيمن: (فدلي إليها دلو، فشربت حتى أراحت) أي: رجعت نفسها إليها بعد جهد من عطش. يعني: المطيب بالمسك. وفي الأخبار: (حين دلكت يراح) يعني: الشمس أنها مالت، فالناظر إليها يضع راحته على عينيه يتوقى شعاعها، وسميت الشمس يراح لأنها لا تستقر. وفي حديث عمر- رضي الله عنه: (أنه كان أروح). الأروح: الذي تتداني عقباه، تتابعد صدور قدميه- يقال: أروح: بين الروح والروحة.

(رود)

ومنه الحديث: (لكأني إلى كنانة بن عبد ياليل قد أقبل، يضرب درعه روحتي رجليه). وفي الحديث: (أن عمر رضي الله عنه ركب ناقة فارهة فمشت به مشيا جيدا)، فقال: كأن راكبها غصن بمروحة ... إذا تدلت به، أو شارب ثمل المروحة: الموضع الذي تخترقه الريح، فإن كسرت الميم فهي الآلة التي يتروح بها. وفي حديث ابن الزبير رضي الله عنهما: (أن نابغة بني جعد مدحه فقال: حكيت لنا الصديق لما وليتنا .... وعثمان والفاروق فارتاح معدم قال أبو بكر: معناه: فسمحت نفسه وسهل عليه البذل يقال: رجل أريحي، إذا كان سخيا يرتاح للندي، ويقال رحت للمعروف، أراح ريحا إذا ارتحت له وهششت. (رود) قوله عز وجل: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ} قال الأزهري: (رادوته) كناية عما تريد النساء من الرجال، قال: وأصله من راد يرود، إذا طلب المرعى وهو رائد وفي المثل: الرائد لا يكذب أهله، يضرب مثلا لا يكذب إذا حدث.

وقوله عز وجل: {أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} هذا وعيد، أي: أمهلهم إمهالا رويدا، قال: هو تصغير (رود) وقد أرود به، أي: رفق به، وتوضع رويدا في موضع الأمر فيقال: رويدا زيدا، أي: أرود زيدا، والذي في القآن صفة يقال: سار رويدا، أي سيرا رويدا، وأصل الحرف من رادت الريح ترود روادانا، إذا تحركت حركة خفيفة. وفي المولد: (أعيذك بالواحد من شر كل حاسد وكل خلق رائد) قال أبو بكر: معناه متقدم بمكروه، قال: وأصل الرائد الذي يتقدم القوم يلتمس لهم الكلأ ومساقط الغيث. وفي الحديث: (الحمى رائد الموت) أي: رسول الموت ويقال: رادت المرأة ترود، إذا أكثرت الخروج والولوج.

(روز)

وفي حديث وفد بن القيس: (إنا قوم رداة) الرادة: جمع الرائد، أي: يرود الخير والدين، والأصل ما قلناه. وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - وصفة أصحابه: (يدخلون روادا) أي يدخلون عليه طالبين العلوم، وملتمسين الحكم من جهته، والرواد: جمع الرائد، ضرب مثلا لما يلتمسون عنده من النفع في العلم في الدنيا والآخرة، قال الشاعر: لإن كنت قد بلغت عني خيانة .... لمبلغك الواشي أغش وأكذب ولكنني كنت امرءا لي جانب .... من الأرض فيه مستراد ومطلب. وقوله: (مسترد) مستفعل من راد يرود، ومعناه قريب من المطلب. وفي الحديث: (إذا بال أحدكم فليرتد لبوله) أي: ليطلب مكانا دمثا لينا: لئلا يرتد عليه بوله، وقد راد وارتاد واستراد، إذا نظر وطلب واختار. (روز) وفي الحديث: (كان راز سفينة نوح جبريل عليه السلام) الراز: رأس البنائين، وحرفته الريازة، وأصله راز يروز إذا بار وجرب. (روض) في حديث أم معبد: (ثم أراضوا) أي: شربوا عللا بعد نهل، مأخوذ من الروضة، وهو الموضع الذي يستنقع فيه الماء، يقال: أراض الحوض، إذا استنقع فيه الماء، ويقال للماء نفسه روضة، قال الشاعر:

(روع)

وروضة سقيت منها نضوتي نضوتي: ناقتي التي أنضاها السير، أراد اجتمع منها في غدير، وقال أبو عبيد: معنى أراضوا: صبوا اللبن على اللبن، وأراضوا وأرضوا، وهو المرضة وهي الرثيثة. وفي حديث ابن المسيب: (وأنه كره المراوضة) قال شمر: هو أن تواصف الرجل بالسلعة ليست عندك، وهو مثل بيه المواصفة. (روع) قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ} يعني: الفزع لأنهم لم يأكلوا من العجل. وفي الحديث: (إن روح القدس نفث في روعي). أي: في خلدي ونفسي. وفي حديث آخر: (إن في كل أمة محدثين ومروعين). المروع: الملهم، كأنه يلقى في روعه الصواب. وفي حديث معاوية رحمه الله: (أنه كتب إلى زياد: أفرخ روعك أبا المغيرة) يقول: اسكن وأمن. قال أبو عبيد: أراد ليذهب فزعك، فليس الأمر على ما تحاذره وقال أبو الهيثم: إنما هو أفرخ روعك- بضم الراء قال: الروع موضع الروع. والمعنى: خرج الروع عن قلبه.

يقال: أفرخت البيضة إذا خرج الفرخ عنها، قال: والروع: الفزع، والفزع لا يخرج من الفزع، وإنما يخرج من موضع الفزع وهو الروع، وتفرد أبو الهيثم بهذا القول، والأئمة على خلافه. وفي حديث علي رضي الله عنه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه ليدي قوما قتلهم خالد بن الوليد، فأعطاهم ميلغة الكلب، ثم أعطاهم بروعة الخيل) يريد: أن الكلاب راعت نساءهم وصبيانهم، فأعطاهم شيئا، لما أصابهم من هذه الروعة. وفي حديث وائل بن حجر: (إلى الأقيال العباهلة الأرواع). قلت: الأرواع: الحسان الوجوه. يقال: رائع وأرواع، مثل: ناصر وأنصار، وشاهد وأشهاد. وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه: (إذا شمط الإنسان في عارضيه فذلك الروع) كأنه أراد: الإنذار بالموت، وقال رؤية: راعك، والشيب قناع الموت.

(روغ)

وفي الحديث: (لن تراعوا) معناه: لا فزع ولا روع، فاسكنوا. يقال: ريع فلان إذا فزع. (روغ) قوله تعالى: {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ} أي: مال إليهم من حيث لا يعلمون، يقال: راغ روغان الثعلب، وهو أروغ من ثعلب. وقال الفراء في قوله: {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ} أي: رجع في حال إخفاء، قال: ولا يقال ذلك إلا لمن يخفيه. وفي الحديث: (إذا كفى أحدكم خادمه حر طعامه، فليقعده معه، وإلا فليروغ له لقمة) يقال: روغ فلان طعامه، ومرغه وسغبله، إذا رواه دسما. (روق) وفي الحديث: (حتى ألقت السماء بأرواقها) قال ابن الأنباري: معناه بجميع ما فيها من الماء، يقال ألقى عليه أرواقه، وأورقه أي: ثقله، فكأنه قال: ألقت السماء بمائها المثقل للسحاب وقال بعضهم: أرواقها بمياهها الصافية، قال: والعرب تقول: راق الماء، أي: صفا، قال أبو بكر: وهذا بعيد، لأن العرب لم تستعمل: ماء روق، وما آن روقان، وأمواه أرواق. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: (فلما كان كذا، ضرب الشيطان روقه) الروق: الرواق، وهو ما بين يدي البيت. وقال الأصمعي: رواق البيت، سماوته، وهي الشقة التي تكون دون العليا.

(روم)

وفي الحديث في ذكر الروم، قال: (فتخرج إليهم روقة المؤمنين). أي: خيارهم وسراتهم، يقال: رائق وروقة، مثل: فاره وفرهة، ورأيت رائقة بني فلان، أي: وجوههم، وراقني الشيء أعجبني ويقال: غلام روقة، وغلمان روقة. (روم) وفي حديث بعض التابعين: (أنه أوصى رجلا في طهارته، فقال: تعهد المغفلة، والمنشلة، والروم) قال الأزهري: الروم: شحمة الأذن، والمغفلة يعني: العنفقة التي يغفل عنها المتوضئ والمنشلة: موضع الخاتم، نشل وانتشل، إذا نزع. (روى) قوله تعالى: {أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} أي: منظرا وهيئة، ويكون من الإرتواء من النعمة، ومن قرأ: (وريا) فهو حسن هيئتهم. وفي حديث عمر- رضي الله عنه-: (كان يأخذ مع كل فريضة عقالا ورواء) قال بعضهم: هو حبل يقرن به البعيران وقال الأزهري: الرواء: الحبل الذي يروي به على البعير، وأما الحبل الذي يقرن به البعيران فهو القرن والقران. وفي الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - سمى السحاب روايا البلاد) قال شمر: الروايا: الحوامل للماء واحدتها: راوية، وأنشد للجعدي:

باب الراء مع الهاء

قالت روياه قد حان الحلول وقد .... نادى مناد بأن الجند قد نزلا قال: الجند- هاهنا- السحاب. في حديث عبد الله: (شر الروايا روايا الكذب) قال بعضهم: هي جمع روية، وهو ما يروى فيه الإنسان أمام العمل. وقال آخرون: هو جمع رواية، يريد الكذب في الحديث. باب الراء مع الهاء (رهب) قوله عز وجل: {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ}. الرهب والرهب: الخوف، وقال مقاتل: الرهب: الكم، يقال: وضعت الشيء في رهبي، أي: في كمي. وقوله تعالى: {وَاسْتَرْهَبُوهُمْ} أي: خافوهم فاستدعوا رهبتهم، يقال: أرهبته واسترهبته، بمعنى واحد. وقوله تعالى: {قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا} قال الفراء: الرهبان يكون واحدا ويكون جمعا، فمن جعله واحدا قال في جمعه: رهابين ورهابنة، قال جرير في الجمع: رهبان مدين لو رأوك تنزلوا .... والعصم من شعف العقول الغادر وقال آخر في التوحيد:

(رهس)

لو أبصرت رهبان دير في الجبل .... لانحدر الرهبان يسعى ويصل في الحديث: (لا رهبانية في الإسلام) هي: كالاختصاء، واعتناق السلاسل، وخرق التراقي، وما أشبه ذلك مما كانت الرهبانية تتكلفه وتبتدعه، وقد وضعها الله عن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -. وفي الحديث: (فرأيت السكاكين تدور بين رهابته ومعداته) الرهابة غضروف أسفل الصدر، ويقال له: لسان الكلب. (رهس) في الحديث: (وجراثيم العرب ترتهس) يعني: اضطراب قبائلهم في الفتن. ومن رواه بالشين أراد: أنها تصطك فتنة، ويقال للدابة إذا اصطكت يداها في السير: قد ارتشهت، ومن رواه: ترتكس، أراد: تردد عودا على بدء. يقال: ركست الشيء وأركسته. (رهص) وفي بعض الحديث: (وإن ذنبه لم يكن عن إرهاص) أراد عن إرصاد، وإصرار ولكنه كان عارضا وأصله من الرهص، وهو تأسيس البنيان. (رهط) في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (فأيقظنا ونحن ارتهاط) أي: فرق مرتهطون، مصدر أقامه مقام الفعل، كقول الخنساء:

(رهق)

فإنما هي إقبال وإدبار أي: مقبلة ومدبرة. (رهق) وقوله تعالى: {وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ} أي: لا يلحق، وقيل: لا يغشى. ومثله قوله تعالى: {وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} أي: لا تغشني. وقوله تعالى: {فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا} أي: يلحق ذلك بهما. وقوله تعالى: {فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} أي: ذلة وضعفا. وقال مجاهد: طغيانا، وقال قتاده: إثما، وقال الفراء: عظمة وفسادا، وقال الأزهري: سرعة إلى النشر. وقال الفراء في قوله: {فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا} أي: ظلما. وقال الأزهري: الرهق: اسم من الإرهاق، وهو أن تحمل الإنسان على ما لا يطيقه، يقال: أرهقته: أن يصلي، إذا أعجلته عن الصلاة، والرهق أيضا السفه والنوك. وفي الحديث: (إن في سيف خالد رهقا) أي: عجلة، يقال: أرهقني أن ألبس ثوبي، أي: أعجلني.

(رهمس)

ومنه حديث علي رضي الله عنه: (أنه وعظ رجلا في صحبة رجل رهق) ومن رواه بالزاي فقد صحف، وفيه رهق أي: غشيان للمحارم، ورجل مرهق يغشاه الأضياف. وقوله تعالى: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} أي: سأحمله على مشقة من العذاب. وفي حديث سعدا: (أنه كان إذا دخل مكة، مراهقا، خرج إلى عرفة قبل أن يطوف بالبيت) قوله: مراهقا، يعني: إذا ضاق عليه الوقت حتى يخاف فوت الوقوف بعرفة، ويقال: غلام مراهق أي: قارب الحلم. وفي الحديث: (ارهقوا القبلة) أي: ادنوا منها. يقال: رهقت الكلاب الصيد، إذا لحقتها، أو كادت وأرهقنا الصلاة، أي: أخرناها حتى تكاد تدنوا من الأخرى. وفي حديث أبي وائل: (صلى على امرأة كانت ترهق) أي: تتهم بشر: يقال: فيه رهق أي غشيان للمحارم. وفي الحديث: (حسبك من الرهق والجفاء ألا يعرف بيتك) أراد: الحمق والنوك، أي ألا تدعوا أحدا إلى طعامك. في الحديث: (وعليه قميص مصبوغ بالريهقان) أي: بالزعفران، ويقال له- أيضا-: الجاد والجسد، وثوب مجسد. (رهمس) رباعي في حديث الحجاج: (أنه أتي برجل، فقال له: أمن أهل الرس

(رهن)

والرهمسة أنت؟ ) يقال: هو مرهمس، ومرهسم إذا كان يساود ويسار، كأنه أراد: المساودة في إثارة الفتنة وشق العصا. (رهن) قوله تعالى: {فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} قال ابن عرفة: الرهن في كلام العرب: الشيء الملزوم، يقال: هذا راهن لك، أي: دائم محبوس عليك. وقال: وقوله تعالى: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} أي: محتبس بعمله. وقوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} أي: محبوسة بكسبها، وقال الفراء: يجمع رهنا، وكل شيء ثبت ودام، فقد رهن، وكان أبو عمرو يجمع الرهان ويقرأ} فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} يقال: رهنته فأنا راهن، وهو مرتهن، وأرهنت في الشيء: أسلفت فيه. وفي الحديث: (كل غلام رهينة بعقيقته) الرهينة: الرهن، وهو بمعنى مفعول، والهاء للمبالغة، كما تقول: هذا عقيلة المتاع، وهذا كريمة القوم. (رها) قوله تعالى: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا} قال قتادة ومجاهد: أي: ساكنا، وقال غيرهما: منفرجا، قال ابن عرفة: وهما يرجعان إلى معنى واحد، وإن اختلف

لفظاهما لأنه إذا سكن جريه لموسى عليه السلام، والرهو عند العرب: الساكن، يقال: جاءت الخيل رهوًا، أي: ساكنة، / قال: ويجوز أن يكون رهوًا من نعت موسى أي: على: هينتك، ويجوز أن يكون من نعت البحر، وذلك أنه قام فرقاه ساكنين، فقال لموسى: دع البحر ساكنًا قائمًا ماؤه، واعبر أنت البحر. وقيل: رهوًا طريقًا يابسًا، وقال شمر، عن ابن الأعرابي واسعًا ما بين الطاقات، ويقال: جاءت الخيل رهوًا أي متتابعة، قال خالد بن حنبة: رهوًا، أي: دمثًا، وهو السهل الذي ليس برمل ولا حزن. وفي الحديث: (وسئل عن غطفان، فقال: رهوة تنبع ماء) الرهوة: تكون المرتفع من الأرض، ويكون المنخفض منها، وأراد: أنه جبل ينبع منه ماء، وأراد: أن فيهم خشونة، وتوعرًا وتمنعًا، ضربه مثلًا لهم في أحوالهم. وفي حديث رافع: (اشترى بعيرًا من رجل ببعيرين، دفع إليه أحدهما، وقال: آتيك بالآخر رهوًا غدًا). يقول: آتيك به عفوًا لا احتباس فيه، ويقال: افعل ذلك سهوًا رهوًا، أي: ساكنًا بلا تشدد. وفي الحديث: (نهى أن يمنع رهو الماء) معناه مثل معنى نقع البئر سواء، وإنما سمي: رهوا باسم الموضع الذي هو فيه، لتسفله، وانخفاضه، والعرب تسمي الجوبة التي تكون في محلة القوم يسيل إليها مياههم: رهوًا. من ذلك الحديث: (أنه قضى: لا شفعة في فناء، ولا طريق، ولا منقبة، ولا

(رهره)

ركح، ولا رهو) المعنى: أنه من لم يكن مشاركًا إلا في واحدة من هؤلاء الخمسة، / لم يستحق بهذه المشاركة شفعة، حتى يكون مشاركًا في عين العقار، وهذا قول أهل المدينة: لا يوجبون الشفعة إلا للشريك المخالط. (رهره) في حديث المبعث قال: (فشق عن قلبه وجيء بطست رهرهة) قال القتيبي: سألت أبا حاتم عنها فلم يعرفها قال: وسألت الأصمعي عنها فلم يعرفها قال: وسألت الأصمعي عنها فلم يعرفها، قال القتيبي: كأنه أراد: بطست، رحرحة بالحاء وهي الواسعة، والعرب تقول: إناء رحراح ورحرح، أي: واسعٌ، فأبدلوا الهاء من الحاء، كما قالوا: مدهت ومدحت، في حروف كثيرة، قال أبو بكر بن الأنباري: هذا بعيد جدًا، لأن الهاء لا تبدل من الحاء إلا في المواضع الذي استعملت العرب فيها ذلك، ولا يقاس عليها، لأن الذي يجيز القياس عليها يلزم أن يبدل الحاء هاء في قولهم: رحل الرجل، وفي قوله: (فمن زحزح عن النار) وليس هذا من كلام العرب، وإنما هو: درهرهة، فأخطأ الراوي، فأسقط الدال وقد ذكرناه مفسرًا في موضعه من الكتاب. رباعي في حديث ابن مسعود رضي الله عنه: (إذ مرت به عنانة ترهياء) أي: أنها تهيأت للمطر، فهي تريده ولما تفعل يقال: ترهيأ القوم في أمرهم، إذا تهيأوا له، ثم أمسكوا عنه، وهم يريدون أن يفعلوه. باب الراء مع الياء (ريب) قوله تعالى: {لا ريب فيه} أي: لا شك فيه، وبه سمي أهل الريبة،

لأن أمرهم/ مشكك يفارق التعارف، وقد أرابني أي: شككني وأوهمني الريبة، فإذا استيقنته، قلت: رابني، بغير ألف، قال الشاعر: أخوك الذي إن ربته قال: إنما .... أربت، وإن عاتبته لأن جانبه. أي: إن أصبته تحادثه، قال: أربت، أي: أوهمت، ولم تحقق على سبيل المقاربة، وقال الفراء: راب وأراب بمعنى واحد. وفي حديث أبي بكر: (أنه قال: لعمر رضي الله عنهما: (عليك بالرائب من الأمور، وإياك، والرايب منها). قال أبو العباس: هذا مثل، أراد: عليك بالصافي الذي ليس فيه شبهة ولا كدر، وإياك والرايب أي: الأمر الذي فيه شبهة وكدر، قال: واللبن إذا أدرك وختر فهو رائب، وإن كان فيه زبده فإذا أخرج منه زبده فهو رائب، أيضًا: وقال غيره: معنى قوله: عليك بالرائب من الأمور، يقول: تفقدها، ولا تغفلها، وانفضها عن الريبة وغيرها إلى الصلاح، ومعنى قوله: وإياك والرائب منها. حديثه الآخر: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك). وفي حديث عمر- رضي الله عنه - (مكسبه فيها بعض الريبة - خير من المسألة) قال القتيبي: فيه بعض الشك: أحلال أم حرام؟ وقوله تعالى: {نتربص به ريب المنون} أي: حوادث الدهر.

(ريث)

(ريث) في حديث الاستسقاء: (عجلًا غير رائث) أي: غير مبطئ محتبس، وقد راث علينا خبر فلان، إذا ابطأ. (ريد) وقوله تعالى: {فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض} الإرادة للمميزين، والمعنى: / متهيء للسقوط، ومثله. في الكلام كثير: قال الشاعر: يريد الرمح صدر أبي براء .... ويعدل عن دماء بني عقيل. وقال الراعي: قلق الفئوس إذا أردن نصولًا. (رير) وقوله: (تركت المخ رارًا) أي: ذائبًا رقيقًا للهزال وشدة الجدب: يقال: مخ رار، ورير، ورير. (ريش) قوله تعالى: {وريشا ولباس التقوى} وقرئ: (ورياشًا) قال مجاهد: أي

مالًا، وكل ما ستر الإنسان فهو ريش، وتريش فلان، إذا حسنت حاله وصار ذا مال، ومنه ريش الطائر، وقيل: الرياش: الخصب والمعاش. ومنه حديث علي - رضي الله عنه -: (أنه كان يفضل على امرأة مؤمنة من رياشه) أي: مما يستفيده، أخبرنا ابن عمار، عن أبي عمر، أخبرنا ثعلب، عن ابن الأعرابي، قال: الرياش: الأكل والشرب، والرياش: المال المستفاد. وفي حديث على رضي الله عنه: (أنه اشترى قميصًا بثلاثة دراهم، وقال: الحمد لله الذي هذا من رياشه) قال القتيبي: الريش والرياش: ما ظهر من اللباس، مثل الربع والرباغ، واللبس واللباس، والحرم والحرام. وفي حديث عائشة في صفة أبيها رضي الله عنهما، قالت: (يفك عانيها ويريش مملقها) قال القتيبي: أصله الريش، كأن المعدم لا نهوض به، مثل المقصوص من الطير، تجعل الريش مثلا للباس والمال، أرادت: أنه يفضل على المحتاج/ فيحسن حاله. في الحديث: (لعن الله الراشي والمرتشي والرائش). قال القتيبي: هو الذي يسعى بينهما، وكل من أنلته خيرًا فقد رشته، قال الشاعر: فرشني بخير طال ما قد تريتني وفي الحديث: (فأخبرني عن الناس، فقال: هم كسهام الجعبة منها القائم الرائش ومنها العضل الطائش).

(ريط)

الرائش: ذو الريش، ورشت السهم، فهو مريش، يقول: هم بين مستقيم ومعوج. (ريط) وفي حديث حذيفة: (ابتاعوا لي ريطتين نقيتين) الريطة: كل ملاء لم يكن لفقين، وجمعها: ريط. وفي الحديث: (أتى عمر - رضي الله عنه - برائطة يتمندل بها بعد الطعام، فكرهها) قال سفيان: يعني بمنديل. وأصحاب العربية يقولون: ريطة، وقال ابن السكيت: قال بعض الأعراب: كل ثوب رقيق لين فهو ربطة، (ريع) قوله تعالى: {أتبنون بكل ريع} قال ابن عرفة: الريع: كل طريق مشرف. قال المسيب بن علس: في الآل يخفضها ويرفعها ... ريع يلوح كأنه سحل وقال غيره: ما ارتفع من الأرض.

(ريم)

وفي حديث هشام في وصف ناقة: (إنها لمرياع) أي: يسافر عليها ويعاد من راع يريع، إذا رجع وعاد، وتريع السمن، إذا جاء وذهب. ومنه حديث الحسن، في القيء: (إن راع منه شيء إلى جوفه فقد أفطر) يقول: إن رجع. (ريم) في الحديث: / (فوالكعبة، ما راموا) أي: ما برحوا. ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للعباس: (لا ترم من منزلك غدًا أنت وبنوك) يقال: رام يريم إذا برح، ورام يروم إذا طلب. (رين) وقوله تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم} أي: غلب: حتى غطى على قلوبهم: يقال: ران يرين رينًا ورانًا، ومنه حديث مجاهد في تفسير قوله: {وأحاطت به خطيئته} قال: هو الران: وران عليه النعاس وران به، إذا غلبه. قال علقمة: أوردته القوم قد ران النعاس بهم ... فقلت إذ نهلوا من مائه قيلوا فلما غريب الحديث لابن الجوز (في أسيقع جهينة لما ركبه الدين، قال: أصبح قد رين به) يقول: أحاط بماله الدين، قال أبو زيد: يقال: قد رين بالرجل رينًا إذا وقع فيما لا يستطع الخروج منه، ورين عليه وريم به واحد ورين به إذا مات ورانت إبلك أي تساقطت. آخر حرف الراء

الزاي ز

كتاب الزاي

كتاب الزاي باب الزاي مع الباء (زبب) في حديث الشعبي: (أنه سئل عن مسألة، فقال: زباء ذات وبر، لو سئل عنها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعضلت بهم) يقول: هذه من صعاب المسائل، ويقال للداهية الصعبة زباء/ ذات وبر. وفي حديث علي - رضي الله عنه -: (أنا والله إذا مثل التي أحيط بها فقيل: زباب زباب حتى دخلت حجرها، ثم حفر عنها فاجترت برجليها فذبحت). قال القتيبي: أراد: الضبع: كأنهم كانوا إذا أرادوا صيدها أحاطوا بها ثم قالوا: زباب زباب، تؤنس بذلك، قال: والزباب جنس من الفأر لا يسمع والجلد: جنس منها لا يبصر، ولعلها تأكله كما تأكل الجراد، يقول: لا أكون كالضبع تخادع عن حتفها. (زبد) وفي الحديث: (إنا لا نقبل زبد المشكرين) قال الحسن: الزبد الرفد، وقال أبو العباس: يقال: زبده يزبده، إذا أعطاه، وزبده يزبده إذا أعطاه الزبد. (زبر) قوله تعالى: {بالبينات والزبر} الزبر: كل كتاب ذو حكمة يقال: زبرت

(زبع)

الكتاب أزبره، وذبرته أذبره إذا أحكمته. وفي الحديث: (أنه عد أهل النار، فقال: الضعيف الذي لا زبر له) يقال: ماله زبر، أي عقل، وزبور: فعول بمعنى مفعول. وقوله تعالى: {آتوني زبر الحديد} أي: قطعة الواحدة زبرة وهي العظيمة. وفي حديث الأحنف: (هاجت زبراء) هو اسم خادم له كان إذا غضب قال الأحنف: هاجت زبراء، فذهبت مثلًا، حتى يقال: لكل شيء إذا هاج غضبه: هاجت زبراء. والزبراء: تأنيث الأزبر. ومنه حديث/ عبد الملك: (إنه أتى بأسير مصدر أزبر) أي عظيم الزبرة، وهو ما بين كتفي الأسد، أراد أنه عظيم الصدر والكاهل. وفي الحديث: (دعا بداوة ومزبر) يعني: القلم، وزبرت الكتاب، أي: كتبته. (زبع) وفي حديث عمرو: (فجعل يتزبع لمعاوية رحمه الله) قال أبو عبيد: التزبع: التغيظ، وكل فاحش سيء الخلق: متزبع. (زبن) قوله تعالى: {سندع الزبانية} يعني: الشداد الغلاظ من ملائكة الله

تعالى، يقال للواحد: زبنية، مثل عفرية، وقال الفراء عن الكسائي: الواحد زبني، وقال قتادة: هي الشرط في كلام العرب، سموا: زبانية، لقوتهم، يقال: زبنه إذا دفعه. بشدة وعنف. وفي الحديث: (نهى عن بيع المزابنة) قال أبو عبيد: هو بيع الثمر في رءوس النخل بالثمر، وقال الأزهري: وأصله من الزبن، وهو الدفع، كأن كل واحد من المتابعين يزبن صاحبه عن حقه بما يزداد منه، وقال أبو بكر: إذا وقفا على العيب تدافعا، فحرص البائع على إمضاء البيع، وحرص المشتري على فخه، قال: وشبيه بالمزابنة في استحقاقها هذا الاسم - الأرشن - وهو الذي يؤخذ عوضًا من العيب الموجود في السلعة، إذا لم يقف عليه المشتري في وقت شرائه، سمي: أرشًا، لما فيه من التنازع والخصومة يقال: أرشت بين القوم، إذا أفسدت/ وألقيت بينهم الشر، والأرش مأخوذ من التأريش. وفي حديث معاوية رحمه الله: (وربما زبنت - يعني - الناقة فكسرت أنف حالبها) يقال للناقة إذا كان من عادتها أن تدفع حالبها عن حلبها: زبون، والحرب زبون، لأنها تدفع بنيها إلى الموت، وربما تزبن الناقة برجليها، وأكثر ما يقال ذلك في الثفنات. وفي بعض الحديث: (لا يقبل الله صلاة الزبين) يعني: الذي يدافع الأخبثين، هكذا رواه بعض أهل العلم، والمسموع الزنين بالزاي والنون.

(زبى)

(زبى) وفي حديث عثمان - رضي الله عنه -: (أما بعد: فقد بلغ السيل الزبى) قال شمر: هي جمع الزبية، وهي الزابية التي لا يعلوها الماء، قال أبو عبيد: يضرب هذا مثلًا للأمر يتفاقم ويتجاوز الحد، وجمعها: زبى. باب الزاي مع الجيم (زجج) في صفته - صلى الله عليه وسلم - (أزج الحواجب) الزجج: تقوس في الحاجب مع طول في أطرافها وسبوغ فيها، قال ابن الأنباري: هو طول امتدادها ووفور شعرها، وزجت المرأة حاجبها تزجه إذا طرته وسوته. قوله تعالى: {مجنون وازدجر} قال الزجاج: أي: زجر بالشتم فدعا ربه، يقال زجرته، فانزجر وازدجر، يكون لازمًا ومتعديًا، والزجر: النهي عن المضي. قوله تعالى: {فالزاجرات/ زجرًا} يعني: الملائكة تزجر السحاب. (زجل) في الحديث: (أنه أخذ الحربة لأبي بن خلف، فزجله بها) أي: رماه بها، ومنه يقال: للذي يلعب بالحمام، زجال.

(زجى)

(زجى) قوله تعالى: {يزجي لكم الفلك} أي: يسير، وقوله تعالى: {يزجي سحابًا} أي: يسوقه. يقال: أزجيت وزجيت أي: سقت ودفعت، وأمضيت. وقوله تعالى: {ببضاعة مزجاة} أي: قليلة، والمزجي: الشيء التافه الذي يتبلغ ويزجى به العيش، وحاجة مزجاة يسيرة خفيفة المحمل. باب الزاي مع الحاء (زحزح) قوله عز وجل: {فمن زحزح عن النار} أي: نحي وأزيل عنها. ومنه قوله تعالى: {وما هو بمزحزحه من العذاب} أي بمبعده وبمنحيه، يقال: ما تزحزح وما تحزحز أي: ما زال عن مكانه، وقال الدرديري يقال: زحه يزحه، إذا دفعه وكذلك زحزح، وقيل: أصله من زاح يزيح، أو من الزوح وهو السوق الشديد ويقال: زحزحته فتزحزح وانزاح، أي: تباعد، وقال ابن عرفة: به يسمى المزاح: لأنه أزيح عن الحق، أي: بوعد. وفي حديث علي - رضي الله عنه -: (أنه قال لسليمان بن صرد لما حضره بعد فراغه من رحى الجمل: تزحزحت وتربصت فكيف رأيت الله صنع؟ ).

(زحف)

(زحف) قوله تعالى: {إذا لقيتم الذين كفروا زحفا} المعنى: إذا لقيتموهم/ زاحفين، وهو أن يزحفوا إليهم قليلًا قليلًا، وزحف القوم إلى القوم: دلفوا إليهم. وفي الحديث: (إن راحلته أزحفت) أي قامت من الإعياء: يقال: أزحف البعير، وأزحفه السير. (زحل) وفي الحديث: (غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان رجل من المشركين يدقنا ويزحلنا من ورائنا) قال الأزهري: أي: ينحينا، يقال: زحل عن مقامه إذا بعد عنه به سمي زحل، لبعده، ومن رواه (يزجلنا) فمعناه: يرمينا. ومنه الحديث: (فلما أقيمت الصلاة زحل) أي تأخر وتباعد ولم يؤم القوم. باب الزاي مع الخاء (زخخ) في حديث أبي موسى (اتبعوا القرآن ولا يتبعنكم فإنه من يتبعه القرآن يزخ في قفاه) أي: يدفع به، وبه سميت امرأة الرجل، مزخة، لأنه يزخها، أي: يجامعها.

(زخرف)

ومنه حديث علي - رضي الله عنه -: أفلح من كانت له مزخة .... يزخها ثم ينام الفخة. وفي حديثه: (كتب إلى عثمان: لا تأخذن من الزخة شيئًا) يقال: إنها أولاد الغنم تزخ أي: تساق وإنما لا يؤخذ منها إذا كانت منفردة فإذا كانت منفردة فإذا كانت مع أمهاتها اعتد بها في الفرائض. (زخرف) ومن رباعية: قوله تعالى: {زخرف القول غرورًا} أي: زينته وحسنه والتزيين/ الكذب. ومنه قوله تعالى: {حتى إذا أخذت الأرض زخرفها} أي: تزينت بألوان نباتها، والزخرف: كمال حسن الشيء ويقال للذهب: زخرف. ومنه قوله تعالى: {أو يكون لك بيت من زخرف} جاء في التفسير: من ذهب، ويقال: زخرفته زخرفة، أي: حسنته. وفي الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يدخل الكعبة حتى أمرنا بالزخرف فنحي)

(زخرب)

قيل: الزخرف- ها هنا-: نقوش وتصاوير زين بها الكعبة وكانت من ذهب، فأمر بها حتى حتت. (زخرب) في الحديث في الفرع يذبح، قال: (لأن تتركه حتى يصير زخربًا خير من أن تكفأ إناءك) قال أبو عبيد: الزخرب الذي غلظ جسمه واشتد لحمه. باب الزاي مع الراء (زرب) قوله تعالى: {وزرابي مبثوثة} قال المؤرج: زرابي: النبت ألوانه، وقد أزرب فلما رأو الألوان في البسط شبهوها به. وفي حديث أبي هريرة: (ويل للزربية، قيل: وما الزربية؟ قال: الذين يدخلون على الأمراء، فإذا قالوا شرًا أو قالوا سيئًا، قالوا: صدق). (زرر) في حديث سلمان: (وإنه لعالم الأرض، وزرها الذي تسكن إليه)

(زرف)

يعني: عليًا - رضي الله عنه -، قوله: زرها، يعني: قوامها وأصله من زرالقلب وهو عظيم صغير، يكون قوام القلب به، قال ذلك أبو منصور الأزهري. (زرف) في خطبة الحجاج: (إياي وهذه الزرافات) يعني: الجماعات نهاهم أن يجتمعوا فيكون اجتماعهم سببًا لثوران الفتنة. وفي حديث بعضهم قال: (الكلبي يزرف في الحديث) يقال: فلان يزلف في حديثه ويبنق ويزرف، أي: يزيد. (زرق) قوله تعالى: {ونحشر المجرمين يومئذ زرقا} قيل: عطاشًا وقيل: للعطاش: زرق لأن أعينهم تزرق من شدة العطش، ويقال للمياه الصافية: زرق، وللنصال: زرق، وقيل: زرقًا، أي عميًا. (زرم) في الحديث: (بال عليه الحسن رضي الله عنه، فأخذ من حجره فقال: لا تزرموا ابني) يقول: لا تقطعوا عليه بوله، وإلازرام: القطع، وزرم البول إذا انقطع. (زرنب) رباعي: في حديث أم زرع: (زوجي المس مس أرنب والريح ريح زرنب).

(زرنق)

قال ابن السكيت: أرادات زوجي لين العريكة طيب الذكر أو العرض، والزرنب: نوع من أنواع الطيب. (زرنق) وفي حديث علي رضي الله عنه (لا أدع الحج ولو تزرنقت) أي: ولو استقيت بالزرنوق، أي ولو استقيت بالأجر، وقيل: لو تعينت عينة للزاد والراحلة، قال ذلك ابن شميل. ومنه الحديث: (كانت عائشة رضي الله عنها تأخذ الزرنقة) يعني: العينة، وهو السلف. وقيل لعكرمة: "الجنب يغتمس في الزرنوق" قال شمر: هو النهر الصغير ها هنا. (زرمق) وفي الحديث: (أن موسى عليه السلام كان/ عليه زرمانقة صوف) أي: جبة صوف. (زري) قوله تعالى: (تزدري أعينكم) أي: تحتقر وتستخس يقال: زريت على

باب الزاي مع العين

الرجل إذا عبته وحسست فعله، وأزريت به، إذا قصرت، وهي الزراية. باب الزاي مع العين (زعب) في الحديث: (وأزعب لك زعبة من المال) أي: أعطيك دفعة من المال يقال: جاءنا سيل يزعب زعبًا، أي: يتدافع. (زعنف) في حديث عمرو بن ميمون: (إياكم وهذه الزعانيف، الذين رغبوا عن الناس، وفارقوا الجماعة) وقال بعضهم الزعانيف: فرق من الناس ومن خرج عن جماعتهم، وهم الزعانف مثل: طواوس وطواويس، وأصل الزاعانف: الأدم والأكارع، شبه من شذ عن الجماعة بها. (زعم) قوله تعالى: {وإنا به زعيم} أي: كفيل وضامن. وقوله تعالى: {هذا لله بزعمهم} وقرئ: بزعمهم، أي: بقولهم الباطل، والزعم يكون حقًا، وباطلًا.

باب الزاي مع الفاء

قال الشاعر: يقول هلكنا إن هلكت وإنما .... على الله أرزاق العباد كما زعم وفي الحديث: (الزعيم غارم) يقول: الكفيل ضامن، وقد زعمت به أزعم، والزعامة: الرياسة، وقد زعم يزعم زعامة. وفي الحديث: (أنه ذكر أيوب، فقال: كان إذا مر برجلين يتزاعمان، فيذكران/ الله كفر عنهما) أي: يتداعيان شيئًا فيختلفان فيه، ويقال: في قول فلان مزاعم، أي: لا يوثق به. باب الزاي مع الفاء (زفت) في حديث الأوعية: (أنه نهى عن المزفت) هو الإناء الذي طلي بالزفت ثم انتبذ فيه. (زفر) قوله تعالى: {لهم فيها زفير وشهيق} الزفير: من أصوات المكروبين، وقد زفر يزفر والأصل فيه صوت الحمار عند ابتداء نهيقه والشهيق: آخر نهيقه، وقال ابن عرفة: الزفير من الصدر، والشهيق من الحلق.

(زفف)

وفي الحديث: (أن امرأة كانت تزفر القرب يوم حنين تسقي الناس) أي: تحملها مملؤة ماء، يقال: زفر وازدفر، إذا حمل والزفر: القربة. وفي حديث علي - رضي الله عنه -: (كان إذا خلا مع صاغيته وزافرته انبسط) قلت: زافرة الرجل: أنصاره وخاصته، والصاغية الذين يميلون إليه. (زفف) قوله تعالى: {فأقبلوا إليه يزفون} أي: يسرعون إلى إبراهيم عليه السلام، وزفيف النعام: ابتداء عدوه، قال ابن عرفة: من قرأ: إليه يزفون - فهو من زفه يزف، ومن قرأ: يزفون، فهو من أزف يزف قال: وقال الفراء: يقال: زف وأزف، وسمعت: وزف يزف، قال: وقال مجاهد: الوزيف السلان، وهذا قول مجاهد على لغة من قال: يزفون من وزف يزف. في حديث تزويج فاطمة رضي الله عنها: (أنه - صلى الله عليه وسلم - صنع طعامًا، وقال لبلال: أدخل الناس على زفة زفة) أي: فوجًا بعد فوج، وطائفة بعد طائفة، سميت بذلك لزفيفها في مشيها أي: إسراعها. باب الزاي مع القاف (زقف) روى شمر في كتابه: (بلغ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن فلانًا قال: لو بلغ هذا الأمر إلينا بني عبد مناف - يعني: الخلافة تزققناه تزقف الأكرة) قال

(زقق)

شمر: التزقف كالتلقف، يقال: تزقفت الكرة، وتلقفتها بمعنى واحد، وهو أخذها باليد أو الفم قال: وفي حديث ابن الزبير رضي الله عنهما، قال: (لما اصطف الصفان يوم الجمل كان الأشتر زقفني منهم قال: فاتخذنا، فوقعنا إلى الأرض) قال شمر: الكرة أعرف، وجاء في الشعر: الأكرة أيضًا. (زقق) وفي حديث سلام قال: (أرسلني أهلي إلى علي - رضي الله عنه - وأنا غلام - فقال: مالي أراك مزققًا) قال شمر: يعني: تحذيف الشعر، وقال بعضهم: رجل مزقق: طم رأسه طم الزق، وهو الترقيق وقال الأزهري: المعنى: أنه حذف شعره كله من رأسه، كما يزقق الجلد إذا سلخ من الرأس كله. في الحديث (من منح منحة لبن، أو هدي زقاقًا فله كذا) قيل: أراد: من تصدق بزقاق من النخل، وهو السكة منها، وقيل: أراد: هداية الطريق. باب الزاي مع الكاف (زكا) قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم} أي: يزعمون: أنهم أزكياء: جمع الزكي، وهو الذي نما صلاحه.

وقوله تعالى: {نفسًا زكية} أي: بريئة طاهرة لم تجن ما يوجب قتلها. وقوله تعالى: {غلامًا زكيًا} أي: طاهرًا. وقوله تعالى: {ما زكى منكم من أحد أبدًا} أي: ما طهر. وقوله تعالى: {أزكى طعامًا} يعني: أحل طعامًا. وقوله تعالى: {وأوصاني بالصلاة والزكاة} قيل الزكاة: الطهارة وقيل: العمل الصالح. وقوله تعالى: {ذلكم أزكى لكم وأطهر} أي: أنمى وأعظم بركة، وسميت الزكاة زكاة للبركة التي تظهر في المال بعدها يقال: زكا الشيء يزكوا، إذا كثر ودخلت فيه البركة وقال ابن عرفة: سميت زكاة، لأن مؤديها يتزكى إلى الله أي: يتقرب إليه بصالح العمل، وكل من تقرب إلى الله بعمل صالح فقد تزكى إليه. ومنه قوله تعالى: {يؤتي ماله يتزكى}. وقوله تعالى: {قد أفلح من زكاها} أي: قربها إلى الله بعمل صالح. وقوله: {قد أفلح من تزكى} أي: فاز بالبقاء الدائم من تكثر بتقوى الله، وكل كثير نام زاك. وقوله تعالى: {وما عليك ألا يزكى} أي: لا يسلم فيتطهر من الشرك.

باب الزاي مع اللام

وقوله تعالى: {خيرًا منه زكاة} أي: عملًا صالحًا. وكذلك قوله تعالى: {وحنانًا من لدنا وزكاة} أي: عملًا صالحًا متقبلًا دائمًا. باب الزاي مع اللام (زلحف) في الحديث: (ما ازلحف ناكح الأمة عن الزنى إلا قليلًا) أي: ما تنحى وما تباعد، يقال: ازلحف وازحلف وتزحلف وتزلحف، بمعنى واحد. والزحاليق والزحاليق: آثار تزلج الصبيان. (زلخ) في الحديث: (إن فلانًا المحاربي أراد أن يفتك به، فلم يشعر به إلا وهو قائم على رأسه ومعه السيف، فقال: اللهم اكفيه بما شئت فانكب على وجهه من زلخة زلخها بين كتفيه، وندر سيفه) قال أبو زيد: يقال: رمى الله فلانًا بالزلخة، وهو وجع يأخذ في الظهر، لا يتحرك الإنسان من شدته. وقال الشاعر: كأنما أصاب ظهري زلخًا وقال: داو بها ظهرك من توجاعه .... من زلخات فيه وانقطاعه

(زلع)

(زلع) في الحديث: (إن المحرم إذا تزلعت رجلاه فله أن يدهنها). أي: تشققت، وقال الليث: الزلوع: شقاق يظهر في ظهر القدم وباطنه، وانزلع عقبه، وانسلع، وتزلع وتلع. (زلف) قوله تعالى: {وأزلفنا ثم الآخرين} قال ابن عرفة: أي: جمعناهم، وسميت المزدلفة، أي: ليلة الاجتماع قال: وأحسن من هذا: أزلفناهم، أي: أدنيناهم إلى الغرق وكذلك قوله: {وأزلفت الجنة للمتقين} أي: أدنيت، ويقال للمراقي: المزالفة، لأن/ الراقي عليها تزلفه، أي: تدنية مما يرتقي إليه. وقوله تعالى: {وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} أي: قربى. وفي حديث محمد بن علي: (مالك من عيشك إلا لذة تزدلف بك إلى حمامك) يقول: تقربك إلى موتك. وقوله تعالى: {وزلفا من الليل} أي: ساعة بعد ساعة، يقرب بعضها من بعض، الواحدة زلفة، وعني بالزلف من الليل المغرب والعشاء. وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: (أن رجلًا قال له إني حجحت من بعض هذه المزالف) قلت: المزالف والمزاريع قرى بين البر والريف، وهي: البراغيل أيضًا.

(زلق)

وفي حديث يأجوج ومأجوج: (ويرسل الله مطرًا فيغسل الأرض حتى تتركه كالزلفة) قال أبو عمرو: الزلفة: المصانع، واحدها: زلفة، وهي المزالف أيضًا. (زلق) قوله تعالى: {ليزلقونك بأبصارهم} وقرئ: ليزلفونك. يقال: زلقة، وأزلقه، إذا نجاه وبعده، وزلق رأسه يزلقه، إذا حلقه، أراد: ليغتابونك بعيونهم فيزيلونك عن مقامك الذي أقامك الله فيه عداوة لك، يقال: زلقته فزلق، أي: أزللته فزل. وفي حديث علي - رضي الله عنه -: (أنه رأى رجلين خرجا من الحمام متزلقين) يقال: تزلق الرجل، إذا تنعم، حتى يكون للونه بصيص ولبشرته بريق. (زلزل) قوله تعالى: {وزلزلوا زلزالًا شديدًا} أي: أزعجوا وحركوا يقال: زلزلته زلزالًا. ومنه قوله تعالى: {وزلزلوا حتى يقول الرسول} أي: حركوا/ بالأذى. وقوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها} أي: رجفت بأهلها والزلازل عند العرب: الأمور الشديدة تحرك الناس.

(زلل)

(زلل) وقوله تعالى: {فإن زللتم} أي: فإن تنحيتم عن الحق يقال: زل في الدين يزل زللًا ومزلة، وزل في الطين يزل زليلًا، وأزللت عنده إزلالًا وزلة، إذا اتخذت عنده يدًا. ومنه الحديث: (من أزلت إليه نعمة فليشكرها) أي: أسديت إليه، والزلة اسم ما يرفع من المائدة لقريب أو صديق، ويقال: أزللته عن رأيه إذا أزلته عنه، ويقال: إن قوله تعالى: {فأزلهما الشيطان} أي: أزالهما ونحاهما، وقيل: حلمهما على الزلة. وقوله تعالى: {إنما استزلهم الشيطان} أي: طلب زلتهم ويقال: استعجلته أي طلبت عجلته، واستعملته أي: طلبت عمله. (زلم) وقوله تعالى: {وأن تستقسموا بالأزلام} الأزلام: قداح كانت زلمت وسويت أي: أخذ من حروفها، وكانت لقريش وغيرها من الجاهلية، مكتوب عليها الأمر والنهي، وكان الرجل منهم يضعها في وعاء له، فإذا أراد سفرًا أو حاجة أدخل يده فأخرج منها زلمًا، فإن خرج الآمر مضى لطته، وإن خرج الناهي كف وانصرف. ومنه حديث سراقة: (لما أراد الخروج على أثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ليرده من طريقه إلى مهاجره، قال فأخرجت زلمًا فخرج القدح الذي أكنزه) /وأزلام

باب الزاي مع الميم

بقر الوحش، قوائمها، شبهت بأزلام القداح للطافتها، والواحد: زلم وزلم، قال ابن اليزيدي: والزلم أيضًا السهم الذي لا ريش له، وقال بعضهم: الأزلام: حصى بيض كانوا يضربون بها. وفي حديث سطيح الكاهن: (فأزلم به شأو العنن). قيل: ذهب به، وشأو العنن: اعتراض الموت على الخلق. وروى أبو عمر عن ثعلب: فأزلم أي: قبض، والعنن الموت - ها هنا - أي: عرض له الموت فقبضه. باب الزاي مع الميم (زمت) في الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - كان من أزمتهم في المجلس) أي: أرزنهم، ورجل زميت وزميت أي: وقور في مجلسه، وهي الزماتة أيضًا. (زمر) قوله تعالى: {وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرًا} أي: فرقًا زمرة بعد زمرة، كل زمرة إلى مستقرها من النار. وفي الحديث: (نهى عن كسب الزمارة) قال أبو عبيد: قال الحجاج: الزمارة: الزانية، وقال غيره: هي الرمازة - الراء قبل الزاي. قال: وهي التي تومء بشفتيها أو عينيها، والزواني يفعلن ذلك. قال الشاعر: رمزت إلى مخافة من بعلها .... من غير أن يبدو هناك كلامها

(زمل)

وإلى هذا القول ذهب القتيبي. وقال أحمد بن يحي: الحرف صحيح كما جاء في الحديث زمارة بالزاي قبل الراء وهي البغي الحسناء/ وقال عمرو عن أبيه، الزمير والزومر الغلام الجميل، وقال الأزهري: ويحتمل أن يكون: نهى عن كب المرأة المغنية، يقال: غناء زمير، أي: حسن وقال الأصمعي: زمر إذا غنى ويقال للقصبة التي يزمر بها الزمارة كما يقال للأرض التي يزرع فيها: الزراعة. وفي حديث سعيد بن جبير: (أنه أتى به الحجاج وفي عنقه زمارة) أي: ساجور. قال الشاعر: ولي مسمعان وزمارة .... وظل مديد وحصن أمق كأنه كان محبوسًا فمسمعاه، قيداه، سميا: مسمعين، لصوتهما. ويروى: مسمعان، والزمارة: الغل سماها: زمارة، تشبيهًا بالساجور، لأنهما في العنق. (زمل) قوله تعالى: {يا أيها المزمل} يعني: المتزمل في ثيابه، وكل شيء لفف في شيء فقد زمل، ومنه قيل للفافة الراوية والقربة: زمال. وفي الحديث في قتلى أحد: (زملوهم في ثيابهم ودمائهم). أي: لفوهم: يقال: تزمل يتزمل: فإذا أدغمت التاء قلت: أزمل بتشديدتين. وفي حديث أبي الدرداء: (لأن فقدتموني لتفقدن زملًا عظيمًا) الزمل: الحمل، وقد أزمل الحمل إذا حمله يعني: حملًا من العلم عظيمًا.

(زمم)

(زمم) في الحديث: (لا زمام ولا خطام في الإسلام) أراد: ما كان عباد بني إسرائيل يفعلونه من: زم الأنوف، وخرق التراقي، وهو كقوله: (لا رهبانية في الإسلام). في الحديث: (أنه تلا القرآن على عبد الله/ بن أبي وهو زام لا يتكلم) أي: رافع رأسه لا يقبل عليه. يقال: حمل الذئب السخلة زامًا بها، أي: رافعًا رأسه. (زمزم) وفي الحديث في شأن زمزم، قال أبو بكر رضي الله عنه: (الناس في الاعتلال لزمزم، لم سميت به مختلفون) فيقال: لأن هاجر زمت الماء بالتحجيز عليه، وأصلها: زمم من زممت، فاستثقلوا الجمع بين ثلاث ميمات، فأبدلوا من الثانية زايًا، كما قالوا: صرصر الباب، وأصله: صرر الباب: ويقال: بل لصوت كان من جبريل عليه السلام، عندها يشبه الزمزمة، يقال: زمزم يزمزم زمزمة، إذ صوت، ثم سميت بفعل جبريل عليه السلام. (زمن) في الحديث: (إن الزمان قد استدار كهيئته).

(زمهر)

أراد بالزمان: الدهر وسنيه، وقال شمر: الزمان والدهر واحد، وأنكر ذلك أبو الهيثم فقال: الزمان: زمان الحر وزمان البرد، وزمان الرطب، ويكون الزمان شهرين إلى ستة أشهر، والدهر لا ينقطع إلى أن يشاء الله وقال الأزهري: الدهر عند العرب يقع على بعض الدهر، ويقع على مدة الدنيا كلها، وسمعتهم يقولون: أقمنا على ماء كذا دهرًا، فإذا كان هذا هكذا جاز أن يقال: الزمان والدهر في معنى دون معنى. وفي الحديث: (إذا تقارب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب) يقال: أراد بتقارب الزمان: استواء الليل والنهار، وقيل أراد: قرب انتهاء أمده. (زمهر) في الحديث: (كان عمر - رضي الله عنه - مزمهرًا على الكافر) أي: شديد الغضب عليه، يقال: ازمهرت عيناه: إذا احمرتا. باب الزاي مع النون (زنأ) في الحديث: (لا يصلين أحدكم وهو زناء) أي: حاقن بوله: ، يقال: زنأ بوله إذا حقنه، يزنأ زنئًا، إذا احتقن. وأزنأه إذا حقنه، والزناء: الضيق. ومنه الحديث الآخر: (أنه كان لا يحب من الدنيا إلا أزنأها". أي أضيقها.

(زنخ)

وقيل: (لا يصل زانئ) يعني: الذي يصعد في الجبل (حتى يستتم الصعود) أي: مما يقع عليه من البهر فيضيق لذلك نفسه. (زنخ) في الحديث: (أن رجلًا دعاه، فقدم إليه إهالة زنخة) أي: متغيرة سنخة. (زند) في الحديث: (وهو يعمل زندًا بمكة) أي: مناة. (زنق) في الحديث: (وإن جهنم يقاد بها مزنوقة) المزنوق: المربوط بالزناق، وهو حبل يمنعها من الجماح. (زنم) قوله تعالى: {عتل بعد ذلك زنيم} الزنيم: الملصق بالقوم. ليس منهم، المعروف بالشر شبه بالشاة التي تعرف بزنيمتها الزنمتان: المعلقتان، عند حلوق المعزى. (زنن) في الحديث: (لا يصلين أحدكم وهو زنين) قال ابن الأعرابي: هو

(زنى)

الحاقن: يقال: زن فزن، أي: حقن فقطر، وقيل: الزنين: الذي يدافع الأخبثين. (زنى) في الحديث: (قسطنطنية الزانية) يريد: أهلها. ومثله قوله تعالى: {وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة} أي: ظالمة الأهل./ باب الزاي مع الواو (زوج) قوله تعالى: {ثمانية أزواج} ثمانية أفراد والزوج في اللغة: الذي يكون معه الآخر، والاثنان: زوجان، يقال: زوجا خف وزوجا نعل، والزوجان من الضأن: ذكر وأنثى، والرجل زوج امرأته، والمرأة زوج بلا هاء. قوله تعالى: {من كل زوج بهيج} أي: من كل صنف حسن. وقوله: {أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا} معنى التزويج: ها هنا التصنيف، والزوج: الصنف، فالذكر زوج، والإناث زوج آخر، أي: صنف آخر، يقول: يجعل بعضهم بنين، وبعضهم بنات. ومنه قوله: {وكنتم أزواجًا ثلاثة} أي: أصنافًا ثلاثة. وقوله: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال ابن عرفة: أي: وقرناءهم،

(زور)

وكل شيء قرن بصاحبه فهو زوج له يقال: زوجت بين الإبل، أي: قرنت كل واحد بواحد. ومنه قوله تعالى: {وزوجناهم بحور عين} أي: قرناهم، والأزواج: الأشكال، والقرناء. ومنه قوله تعالى: {سبحان الذي خلق الأزواج كلها} يعني: الأشباه، وليس في الجنة تزويج، ولذلك أدخل الباء في قوله: (بحور عين) أي: قرناهم بحور عين. وقوله تعالى: {متعنا به أزواجًا منهم} أي: أمثالًا وأشباهًا. وقوله تعالى: {وإذا النفوس زوجت} أي: قرنت كل شيعة ممن شايعت، وقيل: قرنت بأعمالها. وفي حديث أبي ذر - رضي الله عنه -: (من أنفق من ماله زوجين في سبيل الله ابتدرته حجبة الجنة، / قيل: وما زوجان؟ قال: فرسان، أو عبدان، أو بعيران من إبله). (زور) قوله عز وجل: {تزاور عن كهفهم} وقرئ: تزور وقرئ: تزاور، وتزاور، يقال: ازور عنه، وتزاور عنه، إذا مال عنه. قوله تعالى: {وزورا} أي كذبًا. سمي زورًا. لأنه أميل عن الحق، ومدينة زوراء، أي: مائلة.

وقوله تعالى: {والذين لا يشهدون الزور} قيل: هو الشرك بالله تعالى، وقيل: هو أعياد اليهود والنصارى. وقوله تعالى: {ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر} أي: أدرككم الموت. قال الشاعر: إذا ما زار مجنأة عليها ثقال الصخر .... الخشب القطيل أيك مات فقيرًا والمجناة: القبر. وفي حديث الدجال: (مكبلًا بأزورة) قال أبو عمرو غلام ثعلب: هو جمع زوار، وهو حبل يجعل بين التصدير والحقب، ويقال له أيضًا: الشكال، المعنى: أنه جمعت يداه إلى صدره فشدت هناك. وفي بعض الحديث: (فجعله في الزارة) وهي: الأجمة والغابة. وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: (كنت زورت في نفسي مقالة أقوم بها بين يدي أبي بكر - رضي الله عنه -) أي: أصلحت وهيأت، والتزوير: إصلاح الشيء، وقيل: أخذت شهادة الزور منه، وكل شيء كان صلاحًا لشيء فهو زوار له وزيار ومنه أخذ زيار الدابة.

(زوق)

وفي الحديث: (المتشبع بما لا يملك/ كلابس ثوبي زور) قال أبو عبيد: هو أن يلبس المرائي ثياب الزهاد، يرى أنه زاهد، وقال غيره: هو أن يلبس قميصًا يصل كميه كمين آخرين، يرى أن عليه قميصين، فكأنه يسخر من نفسه. وقال الحجاج: (رحم الله امرأ زور نفسه على نفسه) أي: اتهمها عليها، يقول: أنا أزورك، على نفسك، أي: أتهمك عليها، وقيل: أخذ شهادة الزور منه. (زوق) وفي حديث هشام بن عروة: (أنت أثقل من الزواقي) يعني الديكة، لأنها إذا زقت سحرًا تفرق السمار والأحباب، رواه القتيبي: (أثقل من الزاووق) قال الأصمعي: هو الزئبق، بلغة أهل المدينة. (زول) في الحديث: (أن رجلًا من المشركين رمى رجلًا من المسلمين، فقال: وقد خالطه سهماي، ولو كان زائلة لتحرك) وكان المرمى لا يتحرك لئلا يحس به فيجهز عليه، والزائلة: كل شيء من الحيوان يزول عن مكانه، ولا يستقر يقع على الإنسان وغيره. قال الشاعر: وكنت امرءًا أرمي الزوائل مرة .... فأصبحت قد ودعت رمي الزوائل

(زوى)

هذا رجل كان يختل النساء في شبيبته، ويصيبهن. وفي حديث أبي قتادة: (أخذه العويل والزويل) أي: الزماع، والقلق، وهو ألا يستقر على المكان، يقال: زال الشيء عن مكانه يزول زوالًا وزويلًا. (زوى) وفي الحديث: (زويت لي الأرض) أي: جمعت. وقال عمر للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (عجبت/ لما زوى الله عنك من الدنيا) أي: لما نحى عنك. ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: (أعطاني ربي اثنتين وزوى عني واحدة). وفي حديث أم معبد: (فيالقصي ما زوى الله عنكم) أي: باعد ونحى عنكم من الخير والفضل. وفي الحديث: (إن المسجد لينزوي من النخامة، كما تنزوي الجلدة في النار) أي: تنضم وتنقبض، يعني: أهل المسجد، وهم الملائكة.

باب الزاي مع الهاء

وفي حديث آخر: (ليزوأن الإيمان بين هذين المسجدين) قال شمر: صوابه ليزوين، أي: ليجمعن وليضمن. باب الزاي مع الهاء (زهد) في الحديث (أفضل الناس مؤمن مزهد) قال الأصمعي: هو القليل الشيء، وقد أزهد الرجل، إزهادًا والزهيد: القليل. (زهر) وفي حديث أم زرع: (إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك) يعني: الإبل، والمزهر: هو العود، وهو المعزف، أرادت: أن زوجها عود إبله، إذا نزل به الضيفان يأتيهم بالمعازف، ويسقيهم الشراب، وينحر لهم، فإذا سمعن ذلك الصوت أيقنت أنها منحورة. وفي صفته - صلى الله عليه وسلم -: (كان أزهر اللون) أي: نير اللون، يقال لكل شيء يستنير: زاهر، وهو أحسن الألوان، والزهرة: البياض النير، / ويقال: زهرت بك زناد فلان، إذا كان جوادًا كالزند الذي يكثر شراره، وقال الأزهري: يقال: زهرت بك زنادي، أي: قوي بك شأني، وأمري.

(زهق)

وفي الحديث: (ازدهر بهذا، فإن له شأنًا) يقول: احتفظ به، قال أبو عبيد: وأظنها ليست بعربية وقال أبو سعيد: هي عربية. ومنه قول جرير: فإنك قين وابن قنين فازدهر .... بكيرك إن الكير للقين نافع قال: ومعنى ازدهر: افرح، من قولك: هو أزهر بين الزهرة، ومعناه: ليسفر وجهك، وليزهر، قال: والإزدهار: إذا أمرت صاحبك، أن يجد فيما أمرته. ومنه قول الشاعر: كما ازدهرت قينة بالشراع .... لأسوارها عل منها اصطباحًا أي: حدث في عملها لتحظى عند صاحبها، وقال بعضهم: الازدهار بالشيء: أن يجعله من بالك. والزهراوان: سورة البقرة وآل عمران، وهما المنيرتان. جاء ذلك في الحديث. وفي الحديث: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أكثروا الصلاة علي في الليلة الغراء، واليوم الأزهر). يعني: ليلة الجمعة ويوم الجمعة التفسير في الحديث. (زهق) قوله تعالى: {وتزهق أنفسهم} أي: تخرج. يقال: زهقت نفسه، أي: ماتت، ومنه يقال: زهق الباطل إذا اضمحل قال الله تعالى: {جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}.

(زها)

وقوله تعالى: {فإذا هو زاهق} أي: باطل ذاهب وزهوق النفوس: بطلانها، وقال قتادة في قوله} وزهق الباطل} يعني: / الشيطان. في الحديث: (دون الله سبعون ألف حجاب من نور وظلمة، وما تسمع من نفس من حس تلك الحجب شيئًا إلا زهقت نفسه، وهلكت) والزاهق من الأضداد، يقال للهالك: زاهق، وللسمين، من الدواب زاهق. وقال الشاعر: منها الشنون ومنها الزاهق الزهم قال بعضه: الزاهق السمين، والزهم: أسمن منه، والشنون: الذي فيه بعض السمن، والزهومة من اللحم: كراهة رائحته من غير تغير ولا نتن. وفي حديث أم عوف: (أنه لما تكلم قال: إن حابيًا خير من زاهق) الحابي من السهام: الذي يزحف إلى الهدف والزاهق: يقع وراء الهدف دون الإصابة، أخبر أن الضعيف الذي يصيب الحق خير من القوي الذي لا يصيبه ضرب الحابي والزاهق مثلا لرجلين. (زها) في الحديث: (نهى عن بيع التمر حتى يزهي).

باب الزاي مع الياء

وفي حديث آخر: (حتى يزهو) قال شمر: قال ابن الأعرابي: يقال: زها النخل يزهو إذا ظهرت ثمرته، وأزهى إذا احمر أو اصفر، وقال غيره: يزهو خطأ في النخل، إنما يزهي لا غير. وفي الحديث: (إذا سمعتم بناس يأتون من قبال المشرق أولى زهاء) أي أولى بعدد كثير يقال: هم زهاء مائة، ولها مائة، أي: / قدر مائة. باب الزاي مع الياء (زيب) في الحديث: (اسمها عند الله الأزيب وعندكم الجنوب) قلت: الأزيب: ريح الجنوب، والأزيب: في غير هذا الموضع: النشاط. (زيد) قوله تعالى: {فزادتهم إيمانًا} معنى الزيادة: أنه كلما جاءهم شيء من أمر الله صدقوا به، وكذلك يزيد إيمان المؤمن. قوله تعالى: {هل من مزيد} يحتمل معنيين: أحدهما: هل من مزيد فاحتمله، لأن الله وعدها أن يملأها، فقال: {لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}.

(زيغ)

والآخر: لا مزيد في، كما يقول القائل الذي بالغ في الأمر: هل من مزيد، أي: قد بلغت النهاية فلا مزيد عندي، والله أعلم بما أراد. (زيغ) قوله تعالى: {من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم} أي: تميل إلى الرجوع من وجههم. ومنه قوله: {لا تزغ قلوبنا} أي: لا تصرفنا عن الهدى. وقوله: {في قلوبهم زيغ} أي: شك وجور عن الحق يقال: زاغ عن الطريق، أي: جار وعدل. (زيل) قوله تعالى: {فزيلنا بينهم} هو مأخوذ من زلت الشيء أزيله، أي: مزته وميزته. للكثرة، وزايلت فلانًا، إذا فارقته، وقال القتيبي: من زال يزول، وهو خلط. قوله تعالى: {لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا} أي لو تميز المؤمنون من الكافرين لأنزلنا بالكافرين في نصركم عليهم، إذا/ كبستموهم عذابًا أليمًا. وفي حديث علي - رضي الله عنه -: (أنه ذكر المهدي وأنه يكون من ولد الحسين، وأنه أزيل الفخذين). أراد انفراج فخذيه، وهو الزيل والتزيل.

(زين)

وفي بعض الأخبار: (خالطوا الناس وزايلوهم) أي: فارقوهم في الأفعال، والزيال: الفراق. (زين) قوله تعالى: {خذوا زينتكم عند كل مسجد}. قال مجاهد: ما وارى عورتك ولو عباءة. وقال سعيد: الزينة: الثياب، وهذا أمر بالاستتار، وفي الطواف: (وكانت المرأة تطوف عريانة). وقوله تعالى: {يوم الزينة} أي: يوم عيد كان لهم. وقوله تعالى: {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنًا} أي: شبه عليه في عمله، فرأى ما يسوء عاقبته حسنًا. وفي الحديث: (اللهم أنزل علينا في أرضنا هذه زينتها). معناه: نباتها. ومنه قوله تعالى: {حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت} أي: تزينت بألوان النبات. في الحديث: (زينوا القرآن بأصواتكم) يقال: معناه: زينوا أصواتكم

بالقرآن، فقدم الأصوات على مذهبهم في قلب الكلام - كقولهم: عرضت الناقة على الحوض وهم يريدون الحوض على الناقة وكقولهم: إذا طلعت الشعرى استوى العود على الحرباء، أي: استوى الحرباء على العود، وإنما تأولنا الحديث على هذا./ لأنه لا يجوز على القرآن أن يزينه صوت مخلوق والمعنى ألهجوا بقراءة القرآن، أو تزينوا به وليس ذلك على تطريب الصوت والتخزين له إذا ليس ذلك في وسع كل أحد وهكذا قوله (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) إنما هو أن يلهج سائر الناس بالغناء والطرب. آخر كتاب الزاي

السين س

كتاب السين

كتاب السين بسم الله الرحمن الرحيم باب السين مع الهمزة (سأب) في المولد: (فأخذ جبريل عليه السلام بحلقي فسأبني) أراد خنقني يقال: سأبه وسأته إذا خنقه. (سأل) قوله تعالى: {الذي تساءلون به} أي الذي تطلبون به حقوقكم، وهو كقوله: نشدتك بالله أي سألتك بالله. وقوله تعالى: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جانٌ} أي لا يسأل سؤال الاستعلام ولا يسألهم تقريرًا وإيجابًا للحجة. وقوله تعالى: {وعدا مسئولًا} هو قول الملائكة: {ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم}. وقوله تعالى: {سأل سائل} أي دعا داع يعني قولهم: {اللهم إن كان هذا هو الحق ... الآية}، والباء في قوله: {بعذاب} بمعنى عن أي (عن) عذاب.

باب السين مع الباء

/ قوله: {ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} أي لا سؤال عليك إنما عليك البلاغ. وقوله تعالى: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} يقال: إنه خوطب بهذا ليلة أسري به فجمع بينه وبين الأنبياء عليهم السلام - فأمهم وصلى بهم، وقيل له: سلهم، وقيل: سل أمم من أرسلنا فيكون السؤال هاهنا على جهة التقرير، وقيل: الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، والمراد به الأمة أي وسلوا. كقوله: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء}. باب السين مع الباء (سبب) قوله تعالى: {وآتيناه من كل شيء سببًا فأتبع سببًا} أي آتيناه من كل شيء يبلغ به التمكن من أقطار الأرض سببًا أي علمًا يوصل ذا القرنين إلى حيث يريد، ويقال للطريق إلى الشيء سبب وللحبل يتوصل به إلى الماء سبب ولكل ما يتوصل به إلى شيء يبعد عنك سبب. وقوله: {فأتبع سببًا} أي سببًا من الأسباب.

وقوله تعالى: {فليرتقوا في الأسباب} قال مجاهد: أسباب السماء طرق، وقال قتادة: أبواب السماء، وقال أبو عبيدة: يقال للرجل إذا كان ذا فضل إنه ليرتقي في السماء، كما يقال: بلغ بفضله أعنان السماء، وقال غيره: فليصعدوا في الأسباب التي توصلهم إلى السماء. وقوله تعالى: {لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات} / أي أبوابها. وقوله تعالى: {وتقطعت بهم الأسباب} أي الوصل والمودات. ومنه الحديث: (كل سبب ونسب ينقطع إلا سببي ونسبي) قال الأزهري: النسب كون بالولادة والسبب بالتزويج. وفي حديث الاستسقاء قال: (ورأيت العباس قد طال عمره - رضي الله عنه - وعيناه تنضحان وسبائبه تجول على صدره) يعني ذوائبه.

(سبت)

وكان صاحب جمة، وسئب الفرس ناصيته. وفي حديث صلة بن أشيم: (فإذا سب فيه دوخلة رطب) السب: الثوب الرقيق، وجمعه سبوب وهو الخمار. (سبت) قوله تعالى: {يوم سبتهم شرعًا} الإسبات: الدخول في السبت، والسبت فعلهم، قال الله تعالى: {يوم لا يسبتون} وقال أبو بكر: سمي يوم السبت، لأن الله تعالى قطع فيه بعض خلق الأرض، ويجوز أن يكون سمي بذلك لأن الله أمر بني إسرائيل بقطع الأعمال. وقال في قوله تعالى: {وجعلنا نومكم سباتًا} معناه: قطعا لأعمالكم، وسبت فلان إذا قطع عن الأعمال التي يعني بها، قال وسبت القوم يسبتون إذا أقاموا عمل يوم السبت. ومنه قوله: {لا يسبتون} وأسبت دخل في السبت. وقوله تعالى: {وجعلنا نومكم سباتًا} قال الأزهري: أي راحة، قال: والسبات: الامتناع عن الحركة والروح في البدن. وفي الحديث: (يا صاحب السبتين/ اخلع سبتيك) السبت جلود البقر المدبوغة بالقرظ يتخذ منها النعال ويدل على أن السبت ما لا شعر عليه.

(سبج)

حديث ابن عمر: (وقيل له: إنك تلبس النعال السبتية فقال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبس النعال التي لا شعر عليها فأنا أحب أن ألبسها) قال الأزهري: كأنها سميت سبتية لأن شعرها قد سبت عنها أي حلق وأزيل، يقال: سبت رأسه إذا حلقه يسبته، قلت: سميت سبتية لأنها انسبتت بالدباغ أي لانت، يقال: رطبة منسبتة: أي لينة ويروى: (يا صاحب السبتين انزع سبتيك). (سبج) في حديث قيلة: (وعليها سبيج لها) قلت: هو ثوب يعمل من الصوف يكون أسود، ويقال لها السبجة، والجمع سبج كأنه مأخوذ من السيج، وقال ابن السكيت: السبيج: أصله بالفارسية شبى وسبيج تصغيره. (سبح) قوله تعالى: {وسبح بالعشي والإبكار} أي صل، يقال: فرغ فلان من سبحته أي من صلاته. وفي حديث عمر - رضي الله عنه -، (أنه جلد رجلين سبحا بعد العصر) أي صليا. وفي الحديث: (واجعلوا صلاتكم معهم سبحة) أي نافلة.

أخبرتنا عاتكة حافدة أبي عاصم النبيل قالت: حدثنا أبي قال: حدثنا إسماعيل بن سالم الصائغ قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: / حدثنا عاصم حدثنا زر عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لعلكم ستتدركون أقواما يصلون الصلاة لغير وقتها فإذا أدركتموهم فصلوا في بيوتكم للوقت الذي تعرفونه ثم صلوا معهم واجعلوها سبحة). قوله تعالى: {فلولا أنه كان من المسبحين} أي المصلين وسميت الصلاة تسبيحًا. لأن التسبيح تعظيم الله وتنزيهه من كل سوء. ومنه قوله: {سبحانك} أي أنزهك يارب من كل سوء وأبرئك وسبحان الله أي براءة الله. ومنه قوله: {سبحان الذي أسرى بعبده} أي سبح الله تسبيحًا وسبحانًا. وقوله تعالى: {يسبحون الليل والنهار} يقال: إن مجرى التسبيح فيهم كمجرى النفس من ابن آدم، لا يشغله عن النفس شيء. وقوله تعالى: {ألم أقل لكم لولا تسبحون} أي تستثنون وفي الاستثناء تعظيم الله تعالى، والإقرار بأنه لا يشاء أحد إلا أن يشاء الله فوضع تنزيه الله تعالى موضع الاستثناء. وقوله تعالى: {إن لك في النهار سبحًا طويلًا} قال ابن الأعرابي: أي

(سبخ)

اضطرابًا ومعاشًا وتصرفًا، ومن قرأ (سبخًا) بالخاء أراد راحة وتخفيفًا للأبدان، والتسبيح: النوم الشديد وقد سبحت أي نمت. وقوله تعالى: {في فلك يسبحون} أي يجرون، ولم يقل تسبح لأنه وصفها بفعل من يعقل. وقوله عز وجل: /} والسابحات سبحًا فالسابقات سبقًا} قيل السابحات السنن، والسابقات الخيل، وقيل: إنها أرواح المؤمنين تخرج بسهولة، وقيل: الملائكة، تسبح بين السماء والأرض. وفي الحديث: (لأحرقت سبحات وجهه جل جلاله) أي نور وجهه. (سبخ) في الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - سمع عائشة تدعو على سارق سرقها، فقال: لا تسبخي عنه بدعائك) يقول: لا تخففي، يقال: سبخ الله عنه الحمى أي سهلها وخففها، وهذا كما جاء في حديث آخر: (من دعا على من ظلمه فقد انتصر). (سبد) في الحديث: (التسبيد فيهم فاش) يقال: هو الحلق واستئصال الشعر، ويقال: هو ترك التدهن وغسل الرأس.

(سبر)

ومنه حديث ابن عباس: (قدم مكة مسبدًا رأسه) هو ههنا ترك التدهن، والغسل لا غير والتسميد مثله. (سبر) في الحديث: (يخرج رجل من النار، وقد ذهب حبره وسبره) أي جماله وهيئته، يقال: إنه لحسن السبر والحبر إذا كان حسن السحناء والهيئة. وفي حديث ابن الزبير - رضي الله عنه - قيل له: (مر بنيك فليتزوجوا فقد غلب سبر أبي بكر ونحوله). وفي الحديث: (أنه ذكر فضل إسباغ الوضوء في السبرات) السبرة شدة البرد، وجمعه سبرات. (سبط) قوله تعالى: {أسباطا أممًا} قال الأزهري: الأسباط من ولد إسحاق بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل عليهما السلام، يقال سموا بذلك/ ليفصل بين أولادهما قال: ومعنى القبيلة معنى الجماعة يقال: لكل جماعة من أب وأم واحد قبيلة، ويقال: لكل جمع من آباء شتى قبيل بلاهاء. قال: الأسباط اشتقاقها من السبط وهي شجرة لها أغصان كثيرة وأصلها واحد كأن الواحد بمنزلة الشجرة والأولاد بمنزلة أغصانها.

وفي الحديث: (الحسين سبط من الأسباط - رضي الله عنه -) قال أبو بكر: أي: أمة من الأمم، قال: وقال جماعة من أهل اللغة: السبط في ولد إسحاق بمنزلة القبيلة في ولد إسماعيل فهو واقع في الأمة والأمة واقعة عليه. ومنه قوله تعالى: {أسباطًا أممًا} فترجم عن الأسباط بالأمم. وفي حديث آخر: (الحسن والحسين سبطا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -). قال أبو العباس: أي طائفتان منه وقطعتان. أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن أبي العباس قال: سألت ابن الأعرابي عن الأسباط فقال: هم خاصة الأولاد. وفي الحديث في صفته - صلى الله عليه وسلم -: (ليس بالسبط ولا بالجعد القطط). فالسبط: المتسبط الشعر، ورجل سبط وسبط وسبط. شعره وقطط بين القطوطة. وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - (كانت تضرب اليتيم يكون في حجرها حتى يسبط) أي: يمتد، يقال: أسبط على/ وجه الأرض إسباطًا: إذا امتد، وانبسط عليه من الضرب واسبطر: أيضًا إذا امتد.

(سبطر)

(سبطر) ومنه حديث شريح: (فإن هي درت واسبطرت) يريد: امتدت للإرضاع. (سبع) قوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة} العرب تضع التسبيع موضع التضعيف، وإن جاور السبع، والأصل فيه قول الله: {كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة} ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف)، وقال الأزهري: أنا أرى هذه الآية من باب التكثير والتضعيف، لا من باب حصر العدد ولم يرد أنه عليه الصلاة والسلام - إن زاد على السبعين غفر لهم، ولكن المعنى: إن استكثرت من الدعاء للمنافقن والاستغفار لهم لم يغفر الله لهم. وحكى أبو عمر عن ابن الأعرابي أعطاه رجل درهمًا: سبع الله لك الأجر: أراد التضعيف. وفي الحديث: (للبكر سبع وللثيب ثلاث) معناه: ان الرجل يجب عليه

أن يعدل بين نسائه في القسم، فيقيم عند كل واحدة مثل ما يقيم عند صواحباتها، وأباحت السنة: إذا دخل بامرأة بكر أن يقيم عندها سبعة أيام لا تحسبها عليه نساؤه في القسم، وأما الثيب فلها ثلاث أيام. وفي الحديث: (أن ذئبًا اختطف شاة من الغنم أيام مبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانتزعها الراعي منه، فقال/ الذئب: من لها يوم السبع) قال ابن الأعرابي: السبع: الموضع الذي عنده المحشر يوم القيامة، أراد من لها يوم القيامة، والسبع أيضًا: الذعر، يقال: سبعت الأسد: إذا ذعرته. قال الطرماح: فلما عوالف الشمال سبعته .... كما أنا أحيانًا لهن سبوع يصف الذئب وهو على التفسير يوم الفزع. وفي الحديث: (نهى عن السباع) قال ابن الأعرابي: هو الفخار بكثرة الجماع، ويقال: هو أن يتساب الرجلان فيرمي كل واحد منهما صاحبة بما يسوءه من القذع، يقال: سبع.

(سبغ)

فلان فلانًا إذا انتقصه وتناوله بسوء. وأخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: السباع: الجماع. ومنه الحديث: (صب على رأسه الماء من سباع). يعني في شهر رمضان. قال: وخبر عائشة - رضي الله عنها -: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبح في رمضان فيغتسل من قراف أصابه). تعني جماعًا. وفي الحديث: (سبعت سليم يوم الفتح) معناه كملت سبعمائة رجل. وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنه - وسئل عن مسألة فقال: (إحدى من سبع)، قال شمر: اشتد فيها الفتيا، ويجوز أن تكون الليالي السبع التي أرسل الله فيها العذاب على عاد ضربها مثلًا للمسئلة لما أشكلت وخلق الله السماوات سبعًا والأرض سبعًا والأيام سبعًا. وفي حديث ابن عباس: (وسئل عن مسألة/ قال: (إحدى من سبع) يريد سنى يوسف عليه السلام - السبع الشداد يريد أن المسألة صعبة). (سبغ) قوله - عز وجل -} أن اعمل سابغات} أي دروعًا تامة ويقال: للدرع التسبغة، وفي حديث قتلة أبي بن خلف قال: (فتقع في ترقوته تحت تسبغة البيضة): هي شيئًا من حلق الدروع، والبيضة به تسبغ فتستر ما بينها وبين جنب الدرع.

(سبق)

(سبق) قوله تعالى: {إنا ذهبنا نستبق} قيل: أي ننتصل ههنا. وأما قوله: {واستبقا الباب} فمعناه: تسابقا إليه مثل قولك: اقتتلا أي تقاتلا. ومنه قوله تعالى: {فاستبقوا الخيرات} أي بادروا إليها. وقوله: تعالى: {فاستبقوا الصراط} أي جاوزوه وتركوه حتى ضلوا. وقوله تعالى: {وهم لها سابقون} أي سابقون إليها كما قال: {بأن ربك أوحى لها} أوحى إليها. وقوله تعالى: {فالسابقات سبقا} هي الملائكة تسبق الجن باستماع الوحي. وقوله تعالى: {لا يسبقونه بالقول} أي لا يقولون بغير علم حتى يعلمهم. (سبل) قوله تعالى: {والغارمين وفي سبيل الله} يعني: والمجاهدين حق في الصدقات وقوله: {وابن السبيل} قال ابن عرفة: هو الضعيف المنقطع به يعطى قدر ما يتبلغ به إلى وطنه. وقوله تعالى: {وإنها لبسبيل مقيم} أي: بطرق بين واضح، يعني: مدائن قوم لوط.

وقوله تعالى: {ليس علينا في الأميين/ سبيل}، كان أهل الكتاب إذا بايعهم المسلمون، قال بعضهم لبعض: ليس للأميين - يعني: العرب حرمة أهل ديننا وأموالهم نحل لنا. وقوله تعالى: {اتبعوا سبيلنا} أي: طريقنا، الذي نسلكه في ديننا. ومنه قوله: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله}. وقوله: {وتقطعون السبيل} يعني: سبيل الولد، وقيل: يعترضون الناس في الطرق لطلب الفاحشة. وقوله تعالى: {فضلوا فلا يستطيعون سبيلا} أي: يستطيعون مخرجًا من الأمثال التي ضربوها لك كلها باطل وأمرك واضح. وقوله تعالى: {ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} أي: سلكت قصده، ومذهبه. وفي الحديث: {ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: المسبل، وفلان وفلان}، قال ابن الأعرابي: المسبل الذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض كأنه يفعل ذلك تجبرًا وخيلاء.

باب السين مع التاء

ومن حديث أبي هريرة: (من جر سبله من الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة) أراد: ثيابه المرفلة. يقال: لما أسبلته: سبل ولما نشرته: نشر، ولما أرسلته: رسل. وفي الحديث: (أنه كان وافر السبلة)، قال الأزهري: يعني الشعرات التي تحت اللحى الأسفل. والسبلة عند العرب: مقدم اللحية وما أسبل منها على الصدر يقال: إنه لأسبل، ومسبل/ إذا كان طويل السبلة. وفي الحديث: (حريم البئر أربعون ذراعًا من حواليها لأعطان الإبل والغنم، وابن السبيل أول شارب) معناه: أن هذه البئر التي يقرب النبات منها ليس ينبغي أن يناخ فيها إبل ولا غنم، ولا يشغل أربعون ذراعًا من حواليها بل ينزل للواردة قدر ما يرد الرجل بإبله فيسقيها هو وتعطن، فإذا مضى ذلك فالذي يجيء بعده أحق بموضعه منه حتى يفعل مثل فعله، ثم يتأخر ويقدم الذي جاء بعده فهذا تأويل قوله: (وابن السبيل أول شارب) قيل: أراد بابن السبيل: عابر السبيل، أنه أحق بالشرب من الثاني عليه بالشرب ويرفع لشفتيه، ثم يشغل الماء من يحتاج إليه. باب السين مع التاء (ستر) قوله تعالى: {حجابًا مستورا} قال أهل اللغة: مستور ههنا بمعنى: ساتر، وتأويل الحجاب: الطبع.

(ستل)

وفي الحديث: (أيما رجل أغلق بابه على امرأته وأرخى دونها أستارة فقد تم صداقها). قال شمر: الأستارة: من الستر ولم نسمعه إلا في هذا الحديث وقد جاء الستارة والمستتر: بمعنى الستر، وقالوا: أسوار للسوار، وقالوا: أسرارة لما يسرر عليه الأقط. (ستل) في حديث أبي قتادة أنه كان في سفر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (فبينا نحن في ليلة/ متساتلين عن الطريق) أي: متقاطرين بعضنا في إثر بعض، يقال: تساتل القوم إذا جاء بعضهم في إثر بعض. (سته) في حديث الملاعنة: (إن جاءت به مستهًا جعدًا فهو لفلان) أراد بالمسته: الضخم الأليتين كأنه يقال: أسته فهو مسته كما يقال: أسمن فهو مسمن. باب السين مع الجيم (سجج) في الحديث: (ظل الجنة سجسج) أي: معتدل لا حر ولا قر. ومنه الحديث: (أنه مر بواد بين المسجدين فقال سجاسج مر بها موسى عليه السلام) السجاسج: جمع سجسج.

(سجح)

وفي الحديث: (إن الله قد أراحكم من السجة والبجة). يقال هذه أسماء آلهة كانوا يعبدونها في الجاهلية، وقال أبو سعيد: السجة والسجاج: اللبينة التي رققت بالماء، والبجة: الدم الفصيد، وكان أهل الجاهلية يتبلغون بها في المجاعة. (سجح) وفي حديث عائشة أنها قالت لعلي - رضي الله عنهما -: لما ظهر على أصحاب الجمل: (ملكت فاسجح) أي سهل وأحسن العفو. قال الليث: الإسجاح: حسن العفو، والسجح لين الخد، وهو الأسجح. أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب عن عمر بن سبه عن الأصمعي (اسجح أي أحسن). وفي حديث علي - رضي الله عنه - يحرض أصحابه على القتال: (وامشوا إلى الموت مشية سجحا) أي سهلة/ أو سجحا. (سجد) قوله تعالى: {واسجدي واركعي مع الراكعين} قال الأزهري: معناه: واركعي واسجدي، والواو معناها الاجتماع وليس فيها دليل التقديم والتأخير، تقول: رأيت زيدًا وعمرًا، يجوز أن تكون رؤية عمرو قبل رؤية زيد، فأما الفاء فإنها تدل على التقديم تقول: رأيت زيدًا فعمرًا.

قوله تعالى: {والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين}. كأن وجه الكلام ساجدات لأنها لا تعقل، وإنما فعل ذلك لأنه وصفها بصفة ما يعقل ويتكلم، وهذا مثل قوله: {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم}. قوله تعالى: {وخروا له سجدًا} قيل: لله تبارك وتعالى وقيل: كان من سنة ذلك الزمان السجود للمعظم دل على ذلك الرؤيا التي رآها يوسف - عليه السلام - فقال: {رأيتهم لي ساجدين}. وقوله تعالى: {ألا يسجدوا لله} ألا تنبيه ثم استأنف فقال: {سجدوا} ومعناه ألا يا هؤلاء اسجدوا، يضمر فيه هؤلاء ويكتفى بيا قال ذو الرمة: ألا يا سلمى، يا دارمى على البلا .... ولا زال منهلا بجرعاتك القطر وقال الأخطل: ألا يا سلمى يا هند هند بني بكر .... وإن كان حيانا عدى آخر الدهر

(سجر)

ومنه ما جاء في الحديث أن أبي بن خلف كان على بعير له يوم بدر وهو يقول: يا حذر إنما يقول: يا قوم هل رأى أحد مثلها. وأنشد أبو حاتم: أيا قاتل الله الحمامة غدوة .... على الغصن ماذا هيجت حين غنت أراد يا هؤلاء قاتل الله. وقوله تعالى: {وتقلبك في الساجدين} يقال: أصلاب الرجال وقيل: تصرفك في المؤمنين. وقوله تعالى: {وأن المساجد لله} جمع مسجد، وهو السجود: يريد الصلوات والسجود كله لله تعالى وقيل: أراد مساجد الرجل ما يسجد الرجل عليه من جبهته ويديه ورجليه وركبتيه وصدور قدميه وأصل السجود كله لله تعالى وقيل: أراد مساجد الرجل ما يسجد الرجل عليه من جبهته ويديه ورجليه وركبتيه وصدور قدميه وأصل السجود الميل قال ابن السكيت يقال: أسجد الرجل إذا طأطأ رأسه وسجد إذا وضع جبهته على الأرض. وقوله تعالى: {والركع السجود} جمع ساجد كما يقال: شاهد وشهود وواقف ووقوف. (سجر) قوله تعالى: {والبحر المسجور} أي المملوء، وقال مجاهد: الموقد ويقال: سجر إذا ملئ فهو مسجور وبئر مسجورة.

(سجس)

(سجس) في المولد: (ولا يضروه في يقظة ولا منام سجيس الليالي والأيام). معناه: آخر الدهر، قال ابن السكيت: يقال لا آتيه سجيس إلا وجس ويجيس وعجيس يراد بذلك الدهر. (سجع) في الحديث: (أن أبا بكر - رضي الله عنه - اشترى جارية فأراد وطئها فقالت: إني حامل، فرفع ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أحدكم إذا سجع ذلك المسجع فليس بالخيار على الله وأمر بردها) أراد سلك ذلك المسلك وأصل السجع القصد المستوي وسجع الحمامة موالاة صوتها على طريق واحد. (سجل) قوله تعالى: {حجارة من سجيل} قال الأزهري: جاء في التفسير أنها كانت من جل وحجارة من سجيل أصله فارسي فلما عربته العرب صارت عربية، والدليل على ذلك أن الله تعالى ذكر هذه الحجارة في قصة قوم لوط، فقال: {لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة} فقد بين ما عنى بسجيل وقد عربت العرب حروفًا كثيرة ليست بعربية الأصل منها الديباج والديوان والدينار وغيرها. وقوله تعالى: {كطي السجل للكتب} وقيل: السجل: الصحيفة التي فيها الكتاب، وقيل: السجل ملك، وقيل: كاتبٌ كان للنبي - صلى الله عليه وسلم -.

(سجن)

وفي الحديث: (أنه افتتح سورة النساء فسجلها) قال أبو بكر: أراد فقرأها، وأصل السجل: الصب فشبه حدره السورة واتصال تلاوته بالصب، يقال: سجلت السماء سجلًا إذا صبته وسجل فلان على فلان ماء صبه عليه، وأصله من السجل، وهي الدلو مليء بالماء. ومنه الحديث: (أمر بصب سجل من ماء على بول الأعرابي) وروى (سحل) بالحاء، وهو مفسر في موضعه. وفي حديث ابن الحنفية - رضي الله عنه - أنه قرأ: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} وقال: هي مسجلة للبر والفاجر أي مرسلة مطلقة، لم يشترط فيه بر ولا فاجر، يقول: فالإحسان إلى كل أحد جزاؤه الإحسان وإن كان الذي تصطنع إليه فاجرًا، قال ابن الأعرابي: يقال: فعلت كذا والدهر إذ ذاك مسجل أي لا يخاف أحدٌ أحدًا. وفي حديث أبي سفيان: (الحرب بيننا سجال) أراد أنا ندال عليه مرة ويدال علينا أخرى، وأصله أن المتقين بالسجل يكون لكل واحد منهما سجل. (سجن) قوله تعالى: {لفي سجين} هو: فعيل من السجن، وقيل: في سجين:

(سجى)

إنه حجر تحت الأرض السابعة، وقال ابن عرفة: هو فعيل من سجنت أي هو: محبوس عليهم حتى يجازوا بما فيه، وقال مجاهد: {لفي سجين} في الأرض السابعة. (سجى) قوله تعالى: {والليل إذا سجى} معناه: سكن، قال الشاعر: يا حبذا القمرا والليل الساج. يقال: بحر ساج: إذا سكن موجه، وطرف ساج: وهو الساكن. باب السين مع الحاء (سحت) قوله تعالى: {للسحت} أي: الحرام، يعني: الرشا في الحكم، وقال الأزهري: إنما قيل له سحت لأنه يسحت البركة فيذهب بها، يقال: سحته، واسحته. ومنه قوله: {فيسحتكم بعذاب}، وقريء: {فيسحتكم} أي: يستأصلكم، وقيل: سمي سحتًا: لأنه مهلك لا خير فيه، / يقال: سحته الله أي: أهلكه وأبطله.

(سحح)

وفي الحديث: (أنه أحمى حمى لجرش، وكتب لهم، فمن رعاه من الناس فماله سحت) أي: من أصاب مالًا من رعى الحمى فقد أهدرته، ودم سحت أي: هدر. (سحح) وفي الحديث: (قال لأسامة: أغر عليهم غارة سحاء وسنحاء) قوله سحاء هي فعلًا من السح وهو الصب، يقال: سحت السماء تسح: إذا صبت المطر، وشاة ساح، وقد سحت تسح: بكسر السين وفتحها وضمها. وفي حديث الزبير - رضي الله عنه -: (فالدنيا أهون على الله من منحة ساحة). أو قال: (سحساحة) أي: سمينة، يقال: سحت الشاة تسح سحوحة: كأنها تصب الودل صبًا. في الحديث: (يمين الله سحاء لا يغيضها شيء) أراد: دائمة الصب، وليس له ذكر على أفعل، ومثله قول امرئ القيس: (ديمة هطلاء فيها وطف). لا يقال للذكر أهطل إنما يقال: سحابة هطل، ومن رواه: غارة سنحاء، أراد ظاهرة بينة من قولك: سنح لي الشيء: إذا ظهر يسنح، ومن رواه غارة مسحاء بالميم، وهي أكثر الروايات أراد: غارة سريعة قبل أن يقفوا على الخبر فيستعدوا.

(سحر)

(سحر) قوله عز وجل: {نجيناهم بسحر} أراد: سحرًا من الأسحار، / ولذلك صرفه، فإذا أردت سحر يومك قلت: أتيته بسحر وسحريا هذا، غير مجري. وقوله تعالى: {إن تتبعون إلا رجلًا مسحورًا) أي: مصروفًا عن الحق يقال: (ما سحرك) ما سحر عن كذا أي: ما صرفك. ومنه قوله: {إني لأظنك يا موسى مسحورًا} أي: مصروفًا عن الحق، وقيل: هو من السحر. وقوله تعالى: {فأنى تُسْحَرُونَ} أي: كيف تؤفكون عن الحق وتصرفون عن القصد تخدعون عنه. وقوله: {إنما أنت من المسحرين} أي: من الذين سحروا مرة بعد أخرى، وقيل: من المعللين بالطعام والشراب، وقال الفراء: من المخوفين، وقال أبو بكر: من المخدوعين غير المعللين. وقوله تعالى: {بل نحن قوم مسحرون} أي: سحرنا فأزلنا بالتخيل عن معرفتنا.

(سحط)

وفي الحديث: (إن من البيان لسحرًا) أي: منه ما يصرف قلوب السامعين إلى قبول ما يسمعون، وإن كان غير حق، وفيه قول آخر وهو: (إن من البيان ما يكتسب به من الإثم ما يكتسبه الساحر بسحره) وشاهده الحديث: (من قضيت له بشيء من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار). والسحر في كلامهم: الصرف، وسمي السحر سحرًا لأنه مصروف عن جهته. (سحط) الحديث: (وأخرج لهم الأعرابي شاة فسحطوها) أي: ذبحوها ذبحًا سريعًا. (سحق) قوله تعالى: {فسحقا لأصحاب السعير} أي: بعدًا، أي: باعدهم الله من رحمته، والسحيق البعيد./ ومنه قوله: {في مكان سحيق}، ونخلة سحوق: إذا طالت فبعد جناها على المجتنى.

(سحل)

وفي الحديث: (من يبيعني بها سحق ثواب) السحق الثوب الخلق الذي انسحق كأنه بعد الانتفاع به. (سحل) في الحديث: (أنه كفن في ثلاثة أثواب سحولية) قال القتيبي: سحول جمع سحل وهو ثوب أبيض ويجمع سحلًا أيضًا. وأخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: (في ثلاثة أثواب سحولية) قال: بيض نقية، من القطن خاصة، قال: والسحل: الثوب الأبيض النقي من القطن، ويقال: هي ثياب منسوبة إلى سحول وهي قرية باليمن. وفي حديث ابن عباس: (أنه افتتح سورة فسحلها) أي: قرأها كلها، يقال: انسحل في خطبته إذا مضى فيها وصب الكلام صبًا، وركب فلان مسحله: إذا مضى في خطبته، ومن أسماء اللسان: المسحل. وفي حديث علي - رضي الله عنه -: (أن بني أمية لا يزالون يطعنون في مسحلة ضلالة) قال القتيبي: هو من قولهم: ركب فلان مسحله، إذا أخذ في أمر فيه كلام ومضى فيه، وقال غيره: أراد أنهم يسرعون في الضلالة ويجدون فيها، يقال: طعن في العنان يطعن، وطعن في مسحله يطعن، والمسحلان حديدتان تكتنفان اللجام.

باب السين مع الخاء

ومنه قول الشاعر: ترقى وتطعن في العنان وتلتحى .... ورد الحمامة إذا جد حمامها/ وفي الحديث: (أن الله تبارك وتعالى قال لأيوب عليه السلام إنه لا ينبغي لأحد أن يخاصمني إلا من يجعل الزيار في فم الأسد والسحال في فم العنقاء) السحال والمسحل واحد كما يقال منطق ونطاق ومئزر وإزار وهي الحديدة التي ذكرناها، ومن رواه الشحاك بالشين والكاف فهو العود يعرض في فم الجدي يمنعه من الرضاع. وفي الحديث: (أن أم حكيم أتته بكتف فجعلت تسحلها له). أي: تكشط ما عليها من اللحم، وروى فجعلت تسحاها له أي: تقشرها، والساحية: الممطرة التي تقشر الأرض، وسحوت الشيء أسحاه وأسحوه. ومنه الحديث: (فإذا عرض وجهه منسح) أي: منقشر. باب السين مع الخاء (سخب) في الحديث في ذكر المنافقين: (خثب بالليل سخب بالنهار). يقول: إذا جن عليهم الليل سقطوا نيامًا فإذا أصبحوا تصاخبوا على الدنيا شحًا والسين والصاد تجوز في كل كلمة فيها خاء.

(سخبر)

وفي حديث أبي هريرة قال: (فحسبت الصبي يعني الحسن - رضي الله عنه - إنما حبس ليلبس سخابًا) قال أبو بكر: السخاب: خيط ينظم فيه خرز يلبسه الصبيان والجواري وجمعه سخب، وقال أبو المكارم: هو من المعاذات. ومنه حديث الزبير - رضي الله عنه -: (فكأنهم صبيان/ يمرثون سخبهم). (سخبر) ومن رباعيه؛ في حديث الزبير أنه قال لمعاوية: (لا تطرق إطراق الأفعوان في أصل السخبرة) يقال: هو شجر تألفه الحيات فتسكن في أصولها، الواحدة سخبرة، يقول: لا تتغافل عما نحن فيه. (سخد) في حديث زيد بن أرقم: (كان يحيي ليلة سبع عشرة من رمضان فيصبح وكأن السخد على وجهه). السخد: الماء الذي يكون مع الولد، أخبر أنه أصبح مورمًا متهيجًا منتفخًا لمعالجته السهر. (سخر) وقوله تعالى: {والنجوم مسخرات بأمره} قال الأزهري: أي: جاريات مجاريهن.

(سخف)

ومنه قوله: {وسخر الشمس والقمر} أي: ذللهما وكل مقهور مذلل، لا يملك لنفسه ما يخلصه من القهر مسخر، هذا معنى السخرة. وقوله تعالى: {فاتخذتموهم سخريًا} وقريء بضم السين فما كان من الهزء فهو بالكسر، وما كان من جهة التسخير فهو بالضم يقال: فلان سخرة، إذا كان يسخر منه، فإذا كان يسخر من غيره فهو سخرة. وقوله تعالى: {ليتخذ بعضهم بعضًا سخريًا} أي ليخدم بعضهم بعضًا، وقيل: يتخذ بعضهم بعضًا عبيدًا، ويقال: سخرت فلانًا السخرة إذا تسخرته. وقوله تعالى: {وإذا رأوا آية يستخرون} أي يسخرون ويستهزئون كما تقول: عجب وتعجب واستعجب بمعنى واحد. ومنه قوله: {بل عجبت ويسخرون} / أي مما جئت به. وقوله تعالى: {وإن كنت لمن الساخرين} أي وما كنت إلا من المستهزئين. وقوله تعالى: {إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون} أي نستجهلكم كما تستجهلونا. (سخف) في حديث أبي ذر: (لبث أياما فما وجد سخفة الجوع) يعني رقته وهزاله.

(سخل)

روى عمرو عن أبيه قال: السخف: رقة العيش، والسخف: رقة العقل. (سخل) في الحديث: (يعمد إلى سخلى فيقتله) قال ابن الأعرابي: السخل: المولود المحبب إلى أبويه رواها أبو عمرو. (سخم) في حديث عمر - رضي الله عنه - في شاهد الزور. (يسخم وجهه) أي يسود، قال الأصمعي: السخام: الفحم ومنه قيل: سخم الله وجهه. قال شمر: السخام: سواد القدر. (سخن) في الحديث: (فأمرهم أن يمسحوا على المشاوذ والتساخين). التساخين: الخفاف، قال أبو العباس ثعلب: ليس له واحد وقال المبرد: واحدها: تسخان وتسخين. باب السين مع الدال (سدد) قوله عز وجل: {اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا} أي قصدًا مستقيمًا لا ميل فيه، وهو السدد والسداد.

وقوله: {حتى إذا بلغ بين السدين} أراد صدفي الجبلين سداهما وصدفاهما ويجوز صدفاهما سجميا بهذا الاسم لأنهما يصادفان أي يتقابلان./ ومنه: {وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا} وقريء سدًا، وقيل: السد: فعل الإنسان، والسد: خلقة المسدود، وفيه قولان: أحدهما: أن طائفة من المشركين والكفار أرادوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - سوءًا فحال الله بينهم وبين مرامهم، وسد عليهم الطريق الذي يسلكوه، والثاني: أن الله تعالى ذكر ضلال الكفار فقال: سددنا عليهم طريق الهدى كما قال: (ختم الله على قلوبهم) فهم لا يتجهون إلى طاعة ولا إلى خير، والسد: الجبل، قال الإسنوي: ومن الحوادث - لا أبالك - أنني ضربت على الأرض بالأسداد. وقوله تعالى: {بيننا وبينهم سدًا} أي ردمًا، والردم: ما جعل بعضه فوق بعضٍ حتى يتصل، وثوب مردم أي مرقع. وفي الحديث: (حتى يصيب سدادًا من عيش) أي ما يسد خلته وكل شيء سددت به خللًا فهو سداد، وبه سمى سداد الثغر وسداد القارورة. وفي حديث أبي بكر - رضي الله عنه - وسئل عن الإزار فقال: (سدد وقارب) قال شمر: سدد من السداد وهو الموفق الذي لا يعاب، والموفق المقدار، ويقال: اللهم سددنا للخير أي وفقنا له.

وقوله: قارب، القراب في الإبل أن تقاد بها حتى لا تتبدد، وقال الأزهري: معنى قارب: أي لا ترخ إزارك فتفرط في إسباله ولا تقلصه فتفرط في/ تشميره، ولكن بين ذلك. وفي الحديث: (أن أم سلمة أنها قالت لعائشة - رضي الله عنها - إنك سدة بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمته) أي: باب، فمتى أصيب ذلك الباب بشيء فقد دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حريمه. ومنه الحديث في الذين يردون الحوض: (هم الذين لا يفتح لهم السدد ولا ينكحون المنعمات) يقول: لا يفتح لهم الأبواب. وفي حديث المغيرة بن شعبة: (أنه كان لا يصلى في سدة المسجد الجامع) يعني الظلال التي حوله، وبه سمي إسماعيل السدي، لأنه كان يبيع في سدة المسجد الجامع الخمر. وفي حديث الشعبي قال: (ما سددت على خصم قط) قال شمر: قال العتريفي: ما قطعت على خصم.

(سدف)

وفي الحديث: (ما من مؤمن يؤمن بالله ثم يسدد) أي يقتصد فلا يغلو ولا يسرف). (سدف) في الحديث: (وكان يأتينا بالسحور ونحن مسدفون فيكشف القبة فيسدف لنا طعامنا) قال القتيبي: قوله (مسدفون) أي داخلون في السدفة، وهي الضوء هاهنا، وكذلك قوله: (فيسدف لنا)، أي: يضيء. وفي حديث أم سلمة: (أنها قالت لعائشة - رضي الله عنهما - بعين الله مهواك وعلى رسول الله تردين وقد وجهت سدافته). قال القتيبي: السدافة: الحجاب والستر، مأخوذ من أسدف الليل: / إذا ستر بظلمته، قال: والسدف: شيء يرسل من الظلام في الضوء، أو شيء يرسل من الضوء في الظلام، ولذلك جعلوا السدفة الظلمة، وجعلوها الضوء، وأرادت بقولها: (وجهت سدافته) أي: أخذت وجهها، أي: هتكت الستر، ويجوز أن يكون أرادت بقولها: وجهها: أزلتها عن مكانها الذي أمرت أن تلزميه وجعلتها أمامك. (سدل) وفي حديث علي - رضي الله عنه -: (أن قومًا يصلون قد سدلوا ثيابهم) أي: أسبلوها من غير أن يضموا جوانبها. ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها -: (أنها أسدلت قناعها) أي أسبلته وهي محرمة.

(سدن)

(سدن) وفي الحديث: (إلا سدانة الكعبة) أي: خدمتها، يقال: سدنت أسدن، ورجل سادن وقوم سدنة. (سدى) قوله تعالى: {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} أي: مهملًا، لا يؤمر ولا ينهى، وكل شيء قد أهملته فقد أسديته. في الحديث: (أنه كتب ليهود تيماء أن لهم الذمة وعليهم الجزية بلا عداء، النهار مدى والليل سدى). السدى: التخلية، والمدى: الغاية، وأراد: أن ذلك لهم أبدًا ما كان الليل والنهار. باب السين مع الراء (سرب) قوله تعالى: {مستخف بالليل وسارب بالنهار} المستخفى: المستتر، والسارب: المار الظاهر في سربه أي: مذهبه، يقال: أصبحت فانسرب/ أي: في وجوهك ومذاهبك، ويقال: خل له سربه أي: طريقه. والمعنى: الظاهر في الطرق والمستخفي في الظلمات عند الله تعالى في العلم سواء. وقوله تعالى: {فاتخذ سبيله في البحر سربا} قال ابن عرفة: أي تسرب في

(سرج)

الماء يعني الحوت فذهب وكان مملوحًا، قال الأزهري: يقال: سرب الرجل يسرب سروبًا إذا مضى لوجهه في سفر غير بعيد ولا شاق وهي السربة، فإذا كانت شاقة فهي السبأة. في الحديث: (من أصبح آمنًا في سربه معافًا في بدنه). قال الأصمعي: يقال: فلان آمن في سربه: أي في نفسه، وفلان واسع السرب: أي رخى البال، وقال: غيره آمن في سربه بفتح السين يقول: في مسلكه، يقال: خل له سربه أي: طريقه. وفي حديث الاستنجاء: (حجرين للصفحتين وحجر للمسربة) أي: لمجرى الحدث، يقال: سرب الماء أي: سال، والصفحتان: ناحيتا الدبر. (سرج) قوله تعالى: {وسراجًا منيرًا} أي: أرسلناك شاهدًا وذا سراج منير، يعني: الكتاب المبين. (سرح) قوله تعالى: {أو تسريح بإحسان} التسريح: التطليق وسمى الله الطلاق بثلاثة أسماء، الطلاق والسراح والفراق. ومنه قوله: {وسرحوهن سراحًا جميلًا}. وفي حديث أم زرع: (له إبل قليلات/ المسارح كثيرات المبارك) يقال: سرحت الإبل فسرحت، والواقع واحد.

(سردح)

ومنه قوله تعالى: {حين تريحون وحين تسرحون} وصفته بكثرة الإطعام وإسقاء الألبان، يقولون: إبله لا تغيب عن الحي ولا سرح إلى المراعي البعيدة، ولكنها تنزل بفنائه ليقرب من لحمانها وألبانها الضيفان لئلًا ينزل به ضيف وهي بعيدة عاذبة، وقال أبو بكر: قال إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه معناه: أن إبله كثيرة في حال بروكها فإذا سرحت كانت قليلة لكثرة ما نحر منها للأضياف في مباركها. وفي كتابه: (لا تعدل سارحتكم ولا تعد فاردتكم). قال أبو عبيد: أراد أن ماشيتهم لا تصرف عن مرعى تريده والسارحة: هي الماشية التي تسرح بالغداة إلى مراعيها، قال شمر قال خالد بن حنبة: السارحة الإبل والغنم. ومنه الحديث الآخر: (ولا يمنع سرحكم) السرح والسارحة واحد. وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (فإن هناك سرحة) أي شجرة طويلة. وفي حديث الحسن: (يا لها نعمة يعنى الشربة من الماء تشرب لذة وتخرج سرحًا) أي سهلًا، ومنه يقال: ناقة سرح أي منسرحة السير سريعته ( ..... ). (سردح) ومن رباعيه في الحديث: (وكأين قطعنا إليك من ديمومة سردح) يعني

(سرد)

من مفازة بعيدة/ الأرجاء واسعة ودوية سردح، الدوية: التي تسمع فيها الدوى، وهو الصوت، والسرداح: الأرض اللينة والسردح: المستوية. (سرد) قوله عز وجل: {وقدر في السرد} السرد: متابعة حلق الدرع شيئًا بعد شيء حتى يتناسق، يقال: فلان يسرد الحديث سردًا. أي يتابعه. ومثله: (يسرد الصيام سردًا) أي يواليه، ويقال لحلق الدرع سرد، ومعنى التقدير في السرد أن لا تجعل المسامير دقاقًا فيقلق، ولا غلاظًا فيقصم الحلق والسرد: سمرك طرفى الحلقة بالقتير. (سردق) ومن رباعيه قوله تعالى: {أحاط بهم سرادقها} السرادق: كل ما أحاط بشيء نحو المضرب والخباء، ويقال للحائط المشتمل على الشيء سرادق. (سرر) قوله تعالى: {وأسروا الندامة} أي أخفوها. وقال أبو عبيدة: أسروا بمعنى أظهروا وقال الأزهري: ليس قول أبو عبيدة بشيء إنما يقال أشروا - بالشين - إذا أظهروا، وأسروا ضد أشروا. وقال قطرب: أسرها كبراؤهم من أتباعهم. وقال ابن عرفة: لم يقل قطرب شيئًا، وإنما أخبر الله عنهم أنهم أظهروا الندامة حتى قالوا: {يا ليتنا نرد ولا نكذب ... الآية} وحتى قالوا: {فهل لنا من

شفعاء} فقد بين الله إظهارهم الندامة ثم قال: {وأسروا الندامة}. ومحال أن يكون هذا القول بلا فائدة، فالمعنى أنهم أظهروا/ الندامة وخفيت لهم ندامة لأنهم لم يستطيعوا أن يظهروا كل ما في قلوبهم عجزًا عن ذلك فصارت لهم الحالتان، حالة الإظهار وحالة الإسرار فيما عجزوا عن إسراره، قال أبو داود: إذا ما تذوقها شارب .... أمر اختيالًا وأبدى اختيالًا وقوله تعالى: {يوم تبلى السرائر} الواحدة سريرة وهي الأعمال التي أسرها العباد. وقوله تعالى: {يعلم السر وأخفى} السر: ما تكلم به في خفاء. وأخفى منه ما أضمر مأخوذ من سرار حرة الوادي وهي بطنانه وسر الشيء خياره. قوله تعالى: {لا تواعدوهن سرًا} قال أبو عبيدة: السر الإفصاح بالنكاح، ويقال للمجامعة أيضًا سر، وللزنى سر، ولفرجي الرجل والمرأة سر. وفي الحديث: (هل صمت من سرار هذا الشهر شيئًا) أي من آخره والسرار ليلة يستسر الهلال وسرر الشهر مثله، وقال ابن السكيت سرار الشهر وسراره - بالكسر والفتح قال الفراء: والفتح أجود. وفي حديث ظبيان بن كداد الوافد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (نحن قوم من سرارة مذحج) يعني من خيارهم وسرارة الهادي وسطه وخير موضع فيه.

في الحديث: (صوموا الشهر وسره) قال بعضهم: أي مستهل الشهر، والعرب تسمي/ الهلال شهرًا، قال: وقال الأوزاعي: سره أوله، والذي يعرفه الناس أن سره آخره، وفيه ثلاث لغات سره، وسرره، وسراره، وسمعت الأزهري يقول: لا أعرف السر بهذا المعنى، إنما يقال: سرار الشهر وسراره وسراره ثلاث لغات، وقيل: أراد بسره وسطه وسر كل شيء جوفه، ومنه يقال: فتاه سر إذا كانت جوفاء، وعلى هذا التفسير أراد أيام البيض. وفي الحديث: (تبرق أسارير وجهه) يعني الخطوط التي في جبهته مثل التكسر فيها، واحدها سرر، وسر والجمع أسرار والأسارير جمع الجمع. وفي حديث علي ووصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كأن ماء الذهب يجرى في صفحة خده، ورونق الجلال يطرد في أسرة جبينه). وفي حديث السقط: (أنه يجترهما - يعنى والديه - بسرره حتى يدخلهما الجنة) السرر ما تقطعه القابلة، وهو السر، وما بقى بعد القطع فهو السرة. وفي الحديث: (يرد متسريهم على قاعدهم) المتسري: الذي يخرج في السرية بإذن الإمام، وهو يرد على القاعد بما يصيب من الغنائم. وفي حديث عائشة رضي الله عنها وذكر لها المتعة فقالت: (والله ما نجد في

(سرع)

كتاب الله إلا النكاح والاستسرار) تريد التسرى، وكان/ القياس الإستسري، من تسريت إلا أنها ردت الحرف إلى أصله، وهو تسررت من السر وهو النكاح فابدلت من إحدى الراءات ياء. (سرع) قوله تعالى: {والله سريع الحساب} أي حسابه واقع لا محالة وكل واقع فهو سريع، وقيل: سرعة حساب الله أنه لا يشغله حساب واحد عن حساب الآخر، لا يشغله سمع عن سمع فهو أسرع الحاسبين. وفي الحديث: (أن أحد بنيه بال عليه فرأى بوله أساريع) أي طرائق. وفي الحديث: (فأخذهم من سروعتين) السروعة: رابية من الرمل، وكذلك الزروجة تكون من الرمل وغيره. (سرف) قوله تعالى: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا} الإسراف: أكل ما لا يحل أكله، وقيل: هو مجاوزة القصد في الأكل مما أحله الله، وقال سفيان: الإسراف: ما أنفق في غير طاعة الله، وقال إياس بن معاوية: الإسراف: ما قصر به عن حق الله تعالى، والسرف ضد القصد. وقوله تعالى: {مسرف مرتاب} أي كافر شاك.

(سرق)

وفي حديث عائشة رضي الله عنها: (إن للحم سرفًا كسرف الخمر) قال ابن الأعرابي: هو تجاوز ما حدلك، قال: والسرف: إخطاء الشيء ووضعه غير موضعه، والسرف: الجهل، والسرف: الإغفال، يقال: مررت بكم فسرفتكم أي أغفلتكم. (سرق) قوله تعالى: {والسارق والسارقة} قال ابن عرفة: السارق/ عند العرب: من جاء مستترًا إلى حرز فأخذ منه ما ليس له فإن أخذ من ظاهر فهو مختلس ومستلب ومنتهب ومخترس فإن منع مما في يده فهو غاصب. وقوله تعالى: {إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل} يعنون يوسف عليه السلام، ويروى: أنه كان في صغره أخذ صورة كانت تعبد لبعض من خالف ملة الإسلام من ذهب على جهة الإنكار لئلا تعظم الصور وتعبد. وفي حديث عائشة رضي الله عنها (يحملك في سرقة من الحرير) أي في جيد من الحرير.

(سرمد)

ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما (أن سائلًا سأله عن سرق الحرير فقال هلا قلت شقق الحرير) قال أبو عبيد: هي الشقق إلا أنها البيض منها خاصة، الواحدة سرقة، قال: وأحسب الكلمة فارسية، أصلها سره وهو الجيد. (سرمد) قوله تعالى: {إن جعل الله عليكم الليل سرمدًا} أي دائمًا. (سرى) في الحديث: (أنه طعن بالسروة في ضبعها) يعني في ضبع الناقة والسروة والسروة: هي النصال القصار، وفي لغة السرية. وفي حديث أحد: (اليوم تسرون) أي يقتل سريكم، فقتل حمزة، يقال يسترف القوم، أي أصيب شريفهم، وتكموا قتل كميهم، واستيد القوم قتل سيدهم، واستيد منهم، أي خطب في سادتهم. وفي الحديث: / (ليس للنساء سروات الطريق) يعني ظهر الطريق ومعظمه، الواحدة سراة، وإنما لهن الأطراف منها والجوانب، وكذلك ملك الطريق.

وفي الحديث: (الحساء يسرو عن فؤاد السقيم) أي يكشف عن فؤاده، يقال: سروت الثوب وسريته إذا نضوته. ومنه الحديث: (فإذا مطرت السحابة سرى عنه) أي كشف عنه الخوف. وفي حديث مالك بن أنس - رحمه الله (يشترط صاحب الأرض على المساقى خم العين وسرو الشرب). قال القتيبي: يريد تنقية أنهار الشرب، قال: وسألت الحجازيين عنه فقالوا: هو تنقية الشربات، أحسبه من قولك سروت الشيء إذا نزعته، وخم العين كسحها. في الحديث: (فتعلقت به سروة فجلعت تضرب ساقه حتى مات) قال الأصمعي: السروة: النصل الرقيق الأجرد مثل المسلة. قوله تعالى: {فأسر بأهلك} وقريء: {فأسر} مقطوعة وموصولة يقال: سرى وأسرى إذا سار ليلًا. ومنه قوله: {سبحان الذي أسرى بعبده} أي سير عبده.

باب السين مع الطاء

وقوله: {والليل إذا يسر} أي يسرى فيه فنسب السرى إليه، كما يقال: ليل نائم وسركاتم، وليل ساهر، وهو ناصب. وقوله: {تحتك سريا} أي جدولًا ونهرًا وسمى النهر سريا لأن الماء يسري فيه أي يمر جاريًا. باب السين مع الطاء (سطح) قوله تعالى: {وإلى الأرض كيف سطحت} أي بسطت ودحيت./ وفي الحديث: (فضربت إحداهما الأخرى بمسطح) قال أبو عبيد: هو عود من عيدان الخباء أو الفسطاط، وقال غيره: المسطح: حصير يسف من خوص الدوم. وفي الحديث: (فإذا هما بامرأتين بين سطحتين) قال ابن الأعرابي: السطيحة من المزاد إذا كانت من جلدين قوبل أحدهما بالآخر فسطح عليه. (سطر) قوله تعالى: {لست عليهم بمسيطر} قال ابن عرفة: أي بمحصن لأعمالهم.

(سطع)

وقوله: {أم هم المسيطرون} أي الأرباب المتسلطون يقال: تسطر وتصيطر إذا تسلط. وقوله تعالى: {أساطير الأولين} واحدتها أسطورة من سطر الكتاب، وهو ما سطره الأولون من الأكاذيب، يقال: سطر فلان على إذا حرف الأحاديث. ومنه حديث الحسن: (قال للأشعث والله ما تسطر على بشيء) أي لا تروج، ويقال في أحدها إسطارة ويقال إنه من الجمع الذي لا واحد له، كأخاديد وما أشبهه. ومنه قوله تعالى: {ن والقلم وما يسطرون} أي وما يكتبون، ويقال: سطر وسطر، فمن قال - بالتخفيف - جمعه أسطرًا وسطورًا ومن (قال) سطر - بالفتح - جمعه أسطارًا. وقوله: {كان ذلك في الكتاب مسطورًا} أي مكتوبًا. (سطع) في حديث أم معبد: (في عنقه سطع) أي ارتفاع وطول يقال: عنق سطعاء وهي المنتصبة الطويلة، / ورجل أسطع، ومن هذا قيل للصبح: أول ما ينشق مستطيلًا قد سطع يسطع. ومنه حديث ابن عباس: (كلوا واشربوا ما دام الضوء ساطعًا) وكذلك البرق يسطع في السماء.

(سطم)

وفي الخبر المرفوع: (كلوا واشربوا ولا يهيدنكم الساطع المصعد) ومن ذلك قيل لعمود البيت سطاع، وللبعير الطويل سطاع، تشبيهًا بالبيت. (سطم) في الحديث: (فإنما أقطع له إسطامًا من النار) أي قطعة منها، ويقال للحديدة التي يحرث بها النار سطام وإسطام إذا فطح طرفها. (سطا) قوله تعالى: {يكادون يسطون} أي يبطشون بهم، يقال: سطابه، وسطا عليه بمعنى واحد. باب السين مع العين (سعد) قوله - صلى الله عليه وسلم - في التلبية: (لبيك وسعديك) أي ساعدت طاعتك يارب مساعدة بعد مساعدة.

وفي الحديث: (لا إسعاد في الإسلام) هذا في النياحة على الموتى، وذلك أن نساء الجاهلية كن إذا أصيبت إحداهن بمصيبة لبثت سنة تبكي ذا قرابتها الذي أصيبت به ويسعدنها على بكائها جاراتها كن يجتمعن سنة يسعدن صاحبة المصيبة على النياحة، فنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، وأصل الإسعاد والمساعدة موافقة العبد/ أمر ربه بما يسعد به العبد ومن أعانه الله بتوفيقه فقد أسعده وسمى ساعد الكف ساعدًا لاستعانة الكف به، وقال بعضهم: سميت مساعدة لوضع الرجل يده على ساعد صاحبه إذا تعاونا على أمر. وفي الحديث: (وساعد الله أشد وموساه أحد) هذا في خبر البحيرة والصريمة، يقول: لو أراد الله تحريمها بشق أذنها لخلقها كذلك، لأنه يقول لها كن فيكون.

(سعر)

وفي حديث سعد (كنا نكرى الأرض بما على السواقي وما سعد من الماء فيها فنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك) قال شمر: ما سعد من الماء أي ما جاء من الماء سيحًا لا يحتاج إلى دالية، وقال غيره: معناه ما جاء من غير طلب، قال الأزهري: السعيد: النهر مأخوذ من هذا، وسواعد النهر هي الأنهار الصغار التي سعدت إليها مأخوذ من هذا وجمعه سعد. قال الشاعر: وكأن ظعن الحي مدبرة .... تحل مواقر بينها السعد وفي خطبة الحجاج: (انج سعد فقد قتل سعيد) ذكر المفضل الضبي: أنه كان لضبة ابنان سعد وسعيد: فخرجا يطلبان إبلًا لهما فرجع سعد ولم يرجع سعيد: وكان ضبة إذا رأى سوادًا تحت الليل قال: سعد أم سعيد، هذا أصل المثل، فأخذ/ ذلك اللفظ منه، وهو يضرب مثلًا في العناية بذي الرحم، ويضرب في الاستخبار عن الأمرين الخير والشر أيهما وقع. (سعر) قوله تعالى: {في ضلال وسعر} قال ابن عرفة: في أمر يسعرنا أي يلهينا، وقال الأزهري: في جنون، يقال: ناقة مسعورة إذا كان بها جنون، قيل: سعر جمع سعير.

(سعسع)

(سعسع) في الحديث: (إن الشهر قد تسعسع فلو صمنا بقيته) أي أدبر، وفنى، إلا أقله، ويقال: للإنسان إذا كبر حتى يهرم وتولى قد تسعسع، وبعضهم يرويه: (تشعشع) كأنه يذهب به رقة الشهر وقلة ما بقى منه، كما يشعشع الشراب إذا رقق بالماء. (سعن) وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: (وأمرت بصاع من زبيب فجعل في سعن) يقال: السعن قربة، وإداوة، ينتبذ فيها ويعلق بوتد أو جذع نخلة، وأخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: قلت لأعرابي ما تقول في نبيذ السعن؟ قال: ذاك نبيذ الرعن، قلت: ما تقول في نبيذ الجر؟ قال: اشرب حتى تجره. قال: أبو عبيد: السعنة قربة صغيرة سد فيها، والجمع سعن. وفي حديث بعضهم: (فاشتريت سعنًا مطبقًا) قيل: هو القدح العظيم يحلب فيه. (سعى) قوله تعالى: {ويسعون في الأرض فسادًا} أي يجتهدون في دفع الإسلام ومحو ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - من كتبهم. وقوله: {وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى} أي يشتد ويعدو./

وقوله تعالى: {فلما بلغ معه السعى} قال ابن عرفة: أي أدرك التصرف في الأمور. وقوله تعالى: {فاسعوا إلى ذكر الله} روى عن ابن عمر: (فامضوا). قوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} أي عمل. وقوله تعالى: {ثم ادعهن يأتينك سعيًا} أي ماشيات على أرجلهن، ولا يقال للطير سعى بمعنى طار، وإنما تسعى على الأرجل، والسعي يكون عدوًا، ويكون عملًا، ويكون تصرفًا في كل أمر صلاح أو فساد، ويكون السعي قصدًا. وفي الحديث: (إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون) أي تعدون. وفي حديث ابن عباس: (الساعي لغير رشدة) يعني الذي يسعى بصاحبه إلى السلطان، يمحل به يقول: ليس هو بثابت النسب. وروى عن كعب أنه قال: (الساعي مثلث) يقول: إنه يهلك ثلاثة نفر بسعايته، أحدهم: المسعى به، والثاني: السلطان حيث يقتله، والثالث: نفسه.

باب السين مع الغين

وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: (أتى بإماء ساعين في الجاهلية). قال أبو عبيد: معنى المساعاة: الزنا، وخص الإماء بها لأنهن كن يسعين على مواليهن فيكسبن لهم والمساعاة لا تكون في الحرائر، واستسعاء العبد من هذا، إذا عتق بعضه ورق بعضه، فإنه يسعى في فكاك مارق من رقبته فيعمل فيه، ويتصرف في كسبه حتى يعتق فسمي/ تصرفه في كسبه سحابةً. في حديث حذيفة: (وإن كان يهوديًا أو نصرانيًا ليردنه على ساعيه) يعني رئيسهم الذي يصدرون عن رأيه ولا يمضون أمرًا دونه، ويقال: أراد بالساعي الوالي الذي عليه يقول: ينصفني منه، وإن لم يكن له إسلام، وكل من ولى شيئًا على قوم فهو ساع عليهم، ويقال لحامل الصدقات الساعي. ومنه الحديث: (وأن وائلًا يستسعى) أي يستعمل على الصدقات. باب السين مع الغين (سغب) قوله تعالى: {في يوم ذي مسغبة} أي ذي مجاعة. وفي الحديث: (أنه قدم خيبر بأصحابه وهم مسغبون) أي داخلون في مسغبة، وهي المجاعة، يقال: سغب يسغب سغوبًا إذا جاع وأسغب دخل في السغوب، كما يقال: أقحط الرجل إذا دخل في القحط.

(سغسغ)

(سغسغ) في الحديث: (ثم سغسغها) يعني الثريدة، أي أفرغ عليها الودك فرواها به. باب السين مع الفاء (سفح) قوله تعالى: {غير مسافحين} أي غير زناة، والسفاح: الزنا مأخوذ من سفحت الماء، إذا صببته، وكان أهل الجاهلية إذا خطب الرجل المرأة قال: انكحيني فإذا أراد الزنا قال: سافحيني. وقوله عز وجل: /} أو دمًا مسفوحًا} أي مصبوبًا. (سفر) وقوله عز وجل: {كمثل الحمار يحمل أسفارًا} أي كتبًا، الواحد سفر. وقوله تعالى: {بأيدي سفرة} أي كتبة، يعني بهم الملائكة واحدهم سافر، وقيل: للكاتب سافر، لأنه يبين الشيء ويوضحه، ومنه إسفار الصبح قال ابن عرفة: سميت الملائكة سفرة لأنهم يسفرون بين الله وأنبيائه، وقال أبو بكر: سموا سفرة لأنهم ينزلون بوحي الله وتأديبه وما يقع به الصلاح بين الناس فشبهوا بالسفير الذي يسفر يصلح بين الرجلين فيصلح شأنهما، يقال: سفرت بين القوم أي أصلحت.

(سفع)

قوله تعالى: {وجوه يومئذٍ مسفرة} أي مضيئة. وفي الحديث: (لو أمرت بهذا البيت فسفر) أي كنس، يقال: سفرت البيت أسفره بالمسفرة. وفي حديث حذيفة وذكر قوم لوط فقال: (وتتبعت أسفارهم بالحجارة) الأسفار: المسافرون، يقال: رموا بالحجارة حيث كانوا فألحقوا بالمدينة، يقال: سافر وسفر، ثم الأسفار جمع الجمع. وفي حديث سعيد بن المسيب: (لولا أصوات السافرة لسمعتم وجبة الشمس) السافرة: أمة من الروم، جاء متصلًا بالحديث. وفي حديث عمر- رضي الله عنه: (صلوا المغرب والفجاج مسفرة) أي بينة مبصرة لا تخفى. وفي الحديث: (فوضع يده على رأس البعير، وقال: هات السفار فوضعه في رأسه) السفار: الزمام، أسفرت البعير جعلت له سفارًا وسفرت أيضًا والسفار: الزمام، أسفرت البعير جعلت له سفارًا وسفرت ايضًا والسفار الحديدة التي يخطم بها. (سفع) قوله تعالى: {لنسفعًا بالناصية} أي لنجرنه بناصيته إلى النار يقال: سفعت بالشيء، إذا قبضت عليه، وجذبته جذبًا شديدًا، وكان قاضي البصرة مولعًا بأن

يقول اسفعا بيده أي خذا بيد الخصم وأقيماه، وقيل: معناه لنسودن وجهه، فكفت الناصية لأنها في مقدم الوجه والعرب تجعل النون الساكنة ألفًا كقول الشاعر: وقمير بدا ابن خمس وعشرين .... فقالت له الفتاتان قوما أراد قومن. في الحديث: (أنا وسفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة) أراد أنها بذلت تناصف وجهها حتى اسودت إقامةً على ولدها بعد وفاة زوجها، لا تضيعهم، والأسفع: الثور الوحشي الذي في خده سواد. وفي الحديث: (ليصيبن أقوام سفع من النار) ويقال: سفعت الشئ إذا أعلمته، ومنه قول الشاعر: وكنت إذا نفس الجبان نزت به .... سفعت على العرنين منه بميسم معناه أعلمته. وفي الحديث: (أنه دخل على أم سلمة وعندها جارية بها سفعة، فقال إن بها نظرة) أي عينًا أصابتها، وصبي منظور أصابته العين، وقيل: معناه بها

(سفف)

علامة من الشيطان وقيل: في قوله: /} لنسفعًا بالناصية} أي لنعلمنه علامة أهل النار فيسود وجهه، وتزرق عينه، فاكتفى بالناصية عن سائر الوجه لأنها في مقدم الوجه، ويقال في معنى الآية لنأخذن بالناصية ألى النار، كما قال: (فيؤخذ بالنواصي والأقدام)، وقيل: معناه لنذلنه، ولنقمئنه، والسفح: الأخذ قال الشاعر *من بين ملجم مهره أو سافع* أي أو آخذ بناصية مهره، وقال بعضهم في قوله: (فرأى بها سفعة) أي ضربة واحدة، ويقال: سفعته إذا لطمته. وفي حديث النخعي: (ولقيت غلامًا أسفع أحوى) قال القتيبي: الأسفع الذي أصاب خده لون مخالف سائر لونه من سواده. (سفف) وفي الحديث: (فكأنما أسف وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي تغير وجهه فكأنما ذر عليه شئ غيره. وفي حديث إبراهيم: (كره أن يوصل الشعر فقال: لا بأس بالسفة) هي شئ من القواميل، تضعه المرأة على رأسها، يقال رملت الحصير وأرملته، وسفعته وأسفعته، ومعناه نسجته والسفة ما سف منه، حتى جعل مقدار زبيل أو جلة.

(سفسف)

وفي حديث الشعبي (كره أن يسف الرجل النظر إلى أمه أو ابنته أو أخته) أي يحد النظر إليهن وكل شيء لزم شيئًا ولصق به فهو مسف. (سفسف) وفي الحديث: (إن الله يحب معالي الأمور ويبغض سفسافها) أي مداقها/ وملائمها، شبهت بما دق من سفساف التراب، وهو [ما] تهبي منه، وسفساف الدقيق عند النخل وهو ما يرتفع من غباره، وسفساف الشعر رديئه. (سفل) قوله تعالى: {ثم رددناه أسفل سافلين} أي رددناه إلى أرذل العمر كأنه قال رددناه إلى أسفل من سفل، وأسفل سافلٍ، وقيل: معناه رددناه إلى الضلال كما قال: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا ... }. (سفه) قوله تعالى: {كما آمن السفهاء} أي الجهال. وقوله: {فإن كان الذي عليه الحق سفيهًا}.

(سفا)

السفيه: الخفيف العقل، يقال تسفهت الرياح الشيء إذا استخفته فحركته، وقال مجاهد: السفيه: الجاهل والضعيف الأحمق، قال ابن عرفة: السفيه هاهنا هو الجاهل بالأحكام ولا يحسن الإملاء ولا يدري كيف هو فلو كان جاهلًا في أحواله كلها ما جاز له أن يداين. قوله تعالى: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم} يعني المرأة والولد، وسميت سفيهةً لضعف عقلها، ولأنها لا تحسن سياسة مالها وكذلك الأولاد مالم يؤنس رشدهم. وقوله تعالى: {إلا من سفه نفسه} أي سفه في نفسه أي صار سفيهًا، وقيل: أي سفهت نفسه، أي صارت سفيهةً نفسه على التفسير المحول، وقيل: سفه هاهنا بمعنى سفه. ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إلا من سفه) / معناه: من سفه الحق، وقيل: سفه أي جهل نفسه، ولم يفكر فيها، ويقال: سفه فلان رأيه إذا جهله وكان رأيه مضطربًا لا استقامة له. (سفا) وفي حديث كعب: (ماء كثير السافي) السافي: الريح التي تسفي التراب، ويقال للتراب الذي حملته الريح؛ سافٍ أيضًا والسفا التراب. باب السين مع القاف (سقد) في حديث أبي وائل في السحر: (أسقد فرسًا لي) أي أضمر، وروى

(سقط)

عن أبيه السقد الفرس المضمر. (سقط) قوله تعالى: {ولما سقط في أيديهم} أي ندموا وتحيروا، ويقال للنادم المتحسر على فعل فعله قد سقط في يده، وأسقط فهو سقوط في يده إذا ندم، وهو كقولك قد حصل في يده من هذا الأمر مكروه. وقوله تعالى: {يساقط عليك رطبًا جنيًا} أي يتساقط يعني الجذع، ومن قرأ- بالتاء - أراد النخلة، ونصب رطبًا على التفسير المحول. في حديث سعد: (كان يساقط في ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي يرويه عنه في خلال كلامه. (سقف) قوله تعالى: {سقفًا من فضة} واحدها سقف مثل رهن ورهن. وفي مقتل عثمان رضي الله عنه: (وأقبل رجل مسقف بالسهام فأهوى بها إليه أي طويل في انحناء، وكذلك الأسقف وهو السقف./ وفي الحديث: (لا يمنع أسقف من سقيفاه) يريد لا يمنع من تسقفه، والسقيفا مصدر كالخليفى، وهي الخلافة ويحتمل أن يسمى أسقفًا لخضوعه وانحنائه.

(سقسق)

(سقسق) وروى أبو عثمان النهدي: (أن ابن مسعود كان جالسًا إذ سقسق على رأسه عصفور فنكته بيده) أي ذرق، يقال سق وزق وسبح إذا خذف به. (سقا) قوله تعالى: {ولا تسقي الحرث مسلمة} يقال: سقيته إذا ناولته ماء يشربه، وأسقيته جعلت له سقيًا يشرب منه ويسقي الزرع. قوله: {لأسقيناهم ماءً غدقًا} المعنى لأصبنا بلادهم، وقال مجاهد: لأعطيناهم مالًا كثيرًا. وقوله تعالى: {ناقة الله وسقياها} أي خلوا لها سقياها. وفي حديث معاذ: (فمر فتى بناضحة يريد سقيته) يعني النخل التي تسقى بالسواقي. وفي حديث عثمان رضي الله عنه: (وأبلغت الراتع مسقاته) المسقاة: موضع الشرب، يقال: مسقاة ومسقاة أراد أنه رفق برعيته ولان لها في السياسة كمن خلا ترعى حيث شاءت ثم يبلغها المورد في رفق.

باب السين مع الكاف

وفي حديث عمر رضي الله عنه: (خذ شاة من الغنم فتصدق بلحمها وأسق إهابها) أي أعط إهابها من يتخذه سقاء يقال: أسقيت فلانًا إهابًا إذا وهبت له إهابة ليدبغه سقاءً. باب السين مع الكاف (سكب) قوله تعالى: {وماء مسكوب} أي ينصب عليهم من علو، والسكب الصب. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: (كان يصلي كذا وكذا ركعة فإذا سكب المؤذن بالأول من صلاة الفجر) قال سويد: أراد أذن، وأصله من سكب الماء، وهذا كما يقال أخذ في خطبة فسكبها، ويقال: أفرغ في أذني حديثًا. وفي بعض الأخبار: (ما أنا بمنط عنك شيئًا يكون على أهل بيتك سبة سكبًا) يقال: هذا أمر سكب أي لازم. وكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فرس يقال له السكب) يقال: فرس سكب، وهو الكثير الجري كأنما يسكب الجري سكبًا. (سكت) قوله تعالى: {ولما سكت عن موسى الغضب} قال الأزهري: معناه لما

(سكر)

سكن، يقال: سكت سكتًا وسكوتًا وسكاتًا وسكن بمعنى واحد وأصاب فلان سكان إذا أصابه داء منعه عن الكلام، قال ابن عرفة: معناه انقطع غضبه، قال: وحكي عن العرب: جرى الوادي ثلاثًا ثم سكت أي انقطع. وفي الحديث: (فرميناه بجلاميد الحرة حتى سكت) المعنى فيه الموت. (سكر) قوله تعالى: {إنما سكرت أبصارنا} وفرئ بتخفيف الكاف قال مجاهد: أي سدت ومنعت من النظر، وقال أبو عبيدة: أي / ديربهم كالسمادير، وقال أبو عمرو: هو مأخوذ من سكر الشراب كأن العين لحقها ما يلحق شارب المسكر، وقال ابن عرفة: سكرت أبصارها أي حبست عن النظر، وحكى الفراء عن العرب: سكرت الريح أي احتبست فلم تجر مجراها، وسكرت الماء أي حبست جريه، والسكر اختلاط العقل حتى يحبس صاحبه عن التصرف في سبيل الإصابة، وقال الأزهري: يقال: سكرت العين أي سكنت عن أن تنظر

(سكك)

وسكرت الريح وتسكر إذا سكنت وسكر الحلق يسكر إذا باخ، وسكرت الفتق إذا سددته. وقوله تعالى: {تتخذون منه سكرًا} قال ابن عرفة: هذا قيل لهم قبل أن يحرم عليهم الخمر والسكر خمر الأعاجم، ويقال لما يسكر السكر. ومنه الحديث: (حرمت الخمر بعينها، والسكر من كل شراب) هكذا رواه أحمد ابن حنبل رضي الله عنه والأثبات. وقال ابن عباس: السكر ما حرم من ثمره قبل أن يحرم وهو الخمر، والرزق الحسن ما أحل من ثمره من الأعناب والتمور وقال أبو عبيدة: السكر الطعام، قال الأزهري: أنكر أهل اللغة هذا لأن العرب لا تعرفه. وقوله تعالى: {وترى الناس سكارى} يعني من العذاب وقال ابن عرفة: المعنى ترى الناس في حال / السكر اختلاطًا وليس بهم السكر المتعارف. ومنه قوله تعالى: {وجاءت سكرة الموت بالحق} يعني اختلاط العقل لشدة الموت. (سكك) وفي الحديث: (خير المال سكة مأبورة) قال أبو عبيد: السكة: هي الطريقة المصطفة من النخل وإنما سميت الأزقة سككًا لاصطفاف الدور فيها. وفي حديث آخر: (عن كسر سكة المسلمين إلا من بأس شديد) أراد

(سكن)

بالسكة الدينار والدرهم المضروبين سمى كل واحد منهما سكة لأنه طبع بالحديد المعلمة له، ويقال له السك، وكل مسمار عند العرب سك. وفي الحديث: (ما دخلت السكة دار قوم إلا ذلوا) السكة في هذا الحديث: الحديدة التي تحرث بها الأرض، وهي السن واللومة، وإنما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك لأن المسلمين إذا أقبلوا على الدهقنة والزراعة شغلوا عن الغزو فأخذهم السلطان بالمطالبات، علم - صلى الله عليه وسلم - ما ينال الناس من الذل عند تغير الأحوال بعده. وفي حديث الصبية المفقودة، قالت: (فحملني على خافية من خوافيه ثم دوم بي في السكاك) يقال للهواء بين السماء والأرض السكاك والسكاكة واللوح والسحاح والسمهى والجو. وفي حديث الخدري: (أنه وضع يديه على أذنيه وقال: استكتا إن لم أكن / سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول) أي صمتا والاستكاك: الصمم. قال الشاعر: دعا معاشر قاستكت مسامعهم .... يا لهف نفسي لو يدعوا بني أسد وفي حديث علي رضي الله عنه: (خطب الناس عبى منبر الكوفة وهو غير مسكوك) أي غير مسمر بمسامير الحديد، والسك: تضبيب الباب وغيره بالحديد، ومن رواه- بالشين- فمعناه المشدود. (سكن) قوله تعالى: {وما ضعفوا وما استكانوا} أي ما خضعوا افتعل من السكون يقال: استكان واستكن وأسكن وتمسكن إذا خضع، وقيل: استكان استفعل

من السكينة وهى الجالة السيئة، وقال الأزهري: أصله السكون، وإنما امتدت فتحة الكاف بألف ساكنة كما قال الشاعر: * ينباع من ذفري غضوب جسره * والأصل: ينبع فمدت فتحة الباء بألف. وقوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة} الذلة: ذلة الجزية، والمسكنة: فقر النفس وإن كان موسرًا، وتمسكن إذا تشبه بالمساكين، الواحد مسكين وهو الذي أسكنه الفقر: أي قلل حركته، مفعل من السكون. قوله تعالى: {أما السفينة فكانت لمساكين} / قال ابن عرفة: سماهم مساكين لذلهم وقدرة الملك عليهم، وضعفهم عن الانتصار منه. ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - لقيلة: (صدقت المسكينة) أراد معنى الضعف، ولم يرد الفقر. ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم أحيني مسكينًا وأمتني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين) أي مخبتًا متواضعًا غير جبار ولا متكبر. وفي بعض الروايات أنه قال لقيلة: (يا مسكينة عليك السكينة) أراد عليك الوقار، يقال: رجل وديع ساكن وقور هادئ. في الحديث: (أنه قال للمصلي تبأس وتمكن) أي تذلل وتخضع وقال القتيبي: المسكنة: مفعلة من السكون، والقياس في فعله تسكن كما يقال تشجع إلا أنه جاء هذ الحرف تمفعل، ومثله قوله: تمدرع من المدرعة والقياس تدرع.

وقوله تعالى: {وله ما سكن في الليل والنهار} أي لله ما استقر في الليل والنهار: أي هو خالقه ومدبره. وقوله: {إن صلاتك سكن لهم} أي يسكنون بدعائك. وقوله تعالى: {وجعل الليل سكنًا} أي يسكن فيه الناس سكون الراحة. وقوله: {ولو شاء لجعله ساكنًا} أي مستقرًا لا تعقب عليه الشمس فتنسخه. وقوله: {والله جعل لكم من بيوتكم سكنًا} أي موضعًا تسكنون فيه. وقوله: {فيه سكينة من ربكم} / أي سكون لقلوبكم وطمأنينة. وفي حديث ابن مسعود: (السكينة مغنم وتركها مغرم) قال شمر: قال بعضهم: هي الرحمة، وقال غيره: هي الطمأنينة، وقيل: هي الوقار وما يسكن به الإنسان. وفي حديث المهدي: (إن العنقود ليكون سكن أهل الدار) أي قوتهم من بركته. وفي الحديث: (اللهم أنزل علينا في أرضنا سكنها) قال أبو بكر: معناه غياث أهلها الذي تسكن أنفسهم إليه، قال: والسكن بمنزلة النزل، إذا قالوا هذا نزل القوم أي طعامهم الذي ينزلون عليه.

وفي المبعث: (قال الملك لما شق بطنه للملك الآخر ائتني بالسكينة. فأتاه بسكينة كأنها درهرهة بيضاء فأدخلت قلبي) السكينة لغة قوم من العرب، وأكثر أهل اللغة لا يعرفون إدخال الهاء فيها، وأنشد الثوري: الذئب سكينته في شدقه .... ثم قرابًا نصلها في حلقه قال: ويجوز أن يكون أراد بالسكينة: السكينة- بتخفيف الكاف وهي الطمأنينة والوقار، فشددت الكاف لأن جماعة من العرب يفعلون ذلك والآثار تشهد به؛ لأنه روى في غير هذا الحديث: (أنه أدخل بطنه رحمة وعلمًا) إلا أنه يجوز أن تكون/ السكينة في صورة السكين أو غيرها مما يشاء الله والدليل على هذا أن محمد بن علي لما دفن ابن عباس خرج من قبره طائر، قال: هذا علمه. وفي الحديث: (استقروا على سكناتكم فقد انقطعت الهجرة) أي على مواضعكم ومساكنكم، قال الشاعر: بضرب يزيل الهام عن سكناته .... وطعن كتشهاق العفا هم بالنهق واحدها سكنة، ومثله في التقدير مكنة ومكنات.

باب السين مع اللام

باب السين مع اللام (سلب) في الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - لأسماء بنت عميس بعد مقتل جعفر: تسلبي ثلاثًا ثم اصنعي ما شئت) يقول: البسي ثوب الحداد، وذلك الثوب يقال له السلاب وجمعه سلب قال لبيد: *في السلب السود وفي الأمساج* وفي حديث ابن عمر: (أن فلانًا دخل عليه وهو متوسد مرفقة حشوها ليف أو سلب) قال أبو عبيد: هو ليف المقل، ولكنه أحفى منه وأصلب، وهو شجر معروف باليمن تعمل منه الحبال. قال شمر: يقال أسلب القصبة أي أقشرها، وسلب القصبة قشرها، وقال القتيبي: السلب خوص التمام. ومنه ما جاء في وصف مكة: (وأسلب ثمامها وأعذق إذخرها). وفي حديث/ لصة بن أشيم: (والنخل سلب) أي لا حمل لها جمع سليب، يقال نخلة سليب في معنى مسلوب فعل بمعنى مفعول، وشجر سلب سقط ورقه. (سلت) وفي الحديث: (أنه لعن السلتاء من النساء) يعني التي تختضب، ويقال للذي يخرج من المعاء سلاتة، وسلتت المرأة الخضاب عن يدها إذا مسحته وألقته.

(سلخ)

وجاء في حديث عائشة رضي الله عنها وسئلت عن الخضاب فقالت: (اسلتيه وأرغميه). ومنه حديث حذيفة وأدد عمان (سلت الله أقدامها) أراد قطعها من قولك سلتت المرأة الخضاب، ومنه سلت القصعة وهو أن يمسحها من الطعام. وفي الحديث: (كان يحمله على عاتقه ويسلت خشمه) أي يمسح مخاطه ويقطعه عن ملتزقه، والخشم ما سال من الخياشيم. وفي الحديث: (سئل عن بيع البيضاء بالسلت فكرهه) السلت: حب بين الحنطة والشعير لا قشر له. (سلخ) قوله تعالى: {وآية لهم الليل نسلخ منه النهار} أي نخرج منه النهار إخراجًا لا يبقى من ضوء النهار معه شئ. وفي حديث سليمان عليه السلام والهدهد: (فسلخوا مواضع الماء كما يسلخ الإرهاب فخرج الماء) أي حفروا حتى وجدوا الماء. وفي حديث آخر: (ذكر فيه ما يشترطه المشتري على البائع أنه ليس له مسلاخ) قال القتيبي: هو الذي ينتثر بسرها/ قال: فإن انتثر وهو أخضر

(سلسل)

فهو مخضار، وليست له معراروهي التي يصيبها مثل الجرب، والجرب: هو العر والغفا، وليس له مبصار وهي التي لا يرطب بسرها. (سلسل) قوله تعالى: {عينًا فيها تسمى سلسبيلًا} قيل: هو اسم للعين وقال ابن عرفة: هي اللينة السهلة في الحلق التي تتسلسل فيه، وقال ابن عباس: إذا أدنوها من أفواههم تسلسلت في أجوافهم وقال ابن الأعرابي: لم أسمع سلسبيلًا إلا في القرآن، ويقال: عين سلسال وسلسل وسلسبيل أي عذب سهل المرور في الحلق. (سلط) قوله تعالى: {سلطانًا مبينًا} أي حجة. ومثله: {هلك عني سلطانية} أي حجته، وقيل: للخليفة سلطان لأنه ذو السلطان، أي ذو الحجة، وقيل: لأنه به تقام الحجج والحقوق، وكل سلطان في القرآن معناه الحجة النيرة وقيل: اشتقاقه من السليط، وهو دهن الزيت لإضائته. ومنه حديث ابن عباس: (رأيت عليًا رضي الله عنه وكأن عينيه سراجًا سليط).

(سلف)

وقوله تعالى: {لولا يأتون عليهم بسلطان بين} أي هلًا يأتون على الآلهة التي اتخذوها بحجاج واضح. (سلف) وقوله تعالى: {فله ما سلف وأمره إلى الله} أي مضى، يقال: سلف يسلف أي يقدم، والسلف: الآباء المتقدمون الواحد سالف، ومن بعدهم خلف الواحد خالف، والسلافة أول ماء يخرج/ من الزبيب إذا انقطع، وأما الثاني يخرج منه بعد صب الماء عليه الذي هو النظل. وفي الحديث: (وما لنا زاد إلا السلف من التمر) يعني الجراب والجمع سلوف، ويروى: (السف من التمر) وهو الزبيل، يسف من الخوص. وفي الحديث: (من سلف فليسلف في وكيل معلوم) يقال سلفت وأسلفت وأسلفت بمعنى واحد، والسلف في المعاملات له معينان أحدهما: القرض الذي لا منفعة فيه للمقرض وعلى المقرض رده كما أخذه، والعرب تسميه سلفًا، والمعني الثاني في السلف: السلم، وهو اسم من أسلمت وللسلف معنيان آخران أحدهما: عمل صالح قدمه العبد أو فرط فرط له، والسلف من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك. (سلفع) ومن رباعيه في حديث أبي الدرداء: (شر نساءكم السلفعة) يعني الجريئة وأكثر ما يقال سلفع بلا هاء لأن أكثر ما يوصف به المؤنث.

(سلق)

(سلق) قوله تعالى: {فإذا ذهب الخوف سلقوكم} أي جهدوا فيكم بالسوء من القول. وفي الحديث: (ليس منا من سلق أو حلق) قوله: (سلق) رفع صوته عند المصيبة، قال ابن جريج: هو أن تمرش المرأة وجهها وتصكه، وقال ابن المبارك: وفي بعض الحديث: (لعن الله السالقة) ويقال- بالصاد- وهي التي ترفع صوتها بالصراخ، ويجوز التي تلطم وجهها./ وقال بعض العرب: سلقه بالسوط أي نزع جلده، وسلقت اللحم عن العظم التحيتة، ومنه يقال للذئبة السلقة. وفي بعض الحديث: (فإذا رجل مسلنق) يقال سلقيته فاسلنقى مثل سلقته فاسلنقى، وهو الوقوع على الظهر. وفي حديث جبريل عليه السلام (فسلقني لحلاوة القفا) أي ألقاني، قال شمر: يقال أخذه الطبيب فسلقاه على ظهره أي مده وقد سلقيته على تقدير فعليته، والسلف الإلقاء على القفا، وقد استلقى على قفاه، وقال القتيبي: أصل السلق الضرب كأنه يقول: ضرب في الأرض. وفي الحديث: (وقد سلقت أفواهنا من أكل الشجر) أي خرجت البثور بها، ويقال لها السلاق.

(سلك)

(سلك) قوله تعالى: {فاسلك فيها من كل زوجين اثنين} قال ابن عرفة: يقال: سلكه فيه وأسلكه، ويقال: سلكت الخيط في الإبرة، قال: وأنشدني أحمد بن يحيى: * وقد سلكوك في أمر عصيب * ومنه قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} أي نسلك الضلال. (سلل) وقوله تعالى: {من سلالة من طين} أي من طين سل من الأرض فهو سلالة، وقيل: من سلالة أي من مني آدم عليه السلام، والسلالة القليل من معنى ينسل، وكل مبني على فعالة فإنما يراد به القلي مثل الخشارة والفضالة والصبابة./ وفي الحديث: (لا إغلال ولا إسلال) الإسلال: السرقة الخفية، وكذلك السلة، ويقال: الخلة تورث السلة، والسلة أيضًا استلال السيوف، ويقال أتيناهم عند السلة، والسلة بضم السين- السل قاله ابن الأعرابي. (سلم) قوله عز وجل: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا) قال ابن عرفة: أي

قولًا يسلمون منه، ليس فيه تعد ولا مأثم، وكانت العرب في الجاهلية يحبون أن يقول أحدهم لصاحبه أنعم صباحًا وعم صباحًا، وأبيت اللعن، ويقولون: سلام عليكم فكأنه علامة المسالمة، وأنه لا حرب هنالك ثم جاء الله بالإسلام فقصروا على السلام، وأمروا بإفشائه، وقال الأزهري: معناه نتسلم منكم سلامًا ولا نجاهلكم، وقال في قوله: {فقل سلام عليكم} السلام: اسم من أسماء الله سلم مما يلحق الخلق في الغير والآفات والسلام السلامة، وهو التخلص من الآفات، ويقال: سلم سلامًا وسلامة كاللذاذ واللذاذة، ومنه قيل للجنة دار السلام كأنها دار السلامة من الموت والهرم والأسقام، وغير ذلك. ومنه قوله: {والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًا} أي سلمني الله من الآفات حيًا وميتًا. وقوله: {قالوا سلامًا} أي سلموا سلامًا قال: سلام أي أمري سلام، ولا أريد غير السلامة./ قوله تعالى: {وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم} لم يرد به التحية، وإنما المعنى أعرضوا عنه وقالوا سلام عليكم أي بيننا وبينكم المتاركة والتسليم. ومنه قوله: {وقل سلام فسوف يعلمون}. وقوله: {لا يسمعون فيها لغوًا إلا سلامًا}.

وقوله: {إلا قيلًا سلامًا سلامًا} السلام من الكلام ما لا لغو فيه ولا مأثم، واللغو ما يلغى من الكلام ونصب إلا سلامًا على نية التكرير أي لا يسمعون إلا سلامًا. وقوله: {إلا قيلًا سلامًا سلامًا} أي إلا أن يقول بعضهم لبعض سلامًا. ومنه قوله: {تحيتهم يوم يلقونه سلام}. وقوله: {سبل السلام} أي دين الله الإسلام، ويقال: طرق السلامة مما يسخط الله، وهما قريبان من السواء. وقوله تعالى: {والسلام على من اتبع الهدى} أي من اتبع الهدى سلم من عذاب الله تعالى. وقوله: {سلام هي حتى مطلع الفجر} يعني ليلة القدر ذات سلام لا داء فيها، ولا يستطيع شيطان أن يصنع فيها شيئًا، وقال أبو بكر في تفسير قوله: {سلام عليكم} ثلاثة أوجه: يقال معناه لكم ومعكم، ويقال معناه: الله عليكم، أي على حفظكم، ويقال معناه نحن مسالمون لكم. وقوله تعالى: {فسلموا على أنفسكم} أي فليسلم بعضكم على بعض. وقوله تعالى: {وألقوا إلى الله يومئذ السلم} أي استسلموا للأمر.

/وقوله تعالى: {ويلقوا إليكم السلم} أي المقادة. وقوله: {ويسلموا تسليمًا} أي ينقادون لحكمك، يقال: سلم واستسلم وأسلم إذا انقاد وخضع. وقوله: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها} أي مالوا للصلح، ويقال: سلم وسلم. وقوله: تعالى: {بقلب سليم} أي من الشرك. وقوله: {ورجلًا سلمًا لرجل} كأنه سلم إليه فهو سلم له، وقال الزجاج: أي سالمًا له لا يشركه فيه أحد، يقال: سلم فلان لفلان أي خلص له. وقوله تعالى: {فلما أسلما وتله للجبين} أي أسلما أنفسهما إلى أمر الله وهو الذبح. وقوله تعالى: {قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا} أي دخلنا في السلم والطاعة فالإسلام ظاهر الأمر والإيمان باطنه وحقيقة الإسلام الطاعة. ومنه قوله: {واجعلنا مسلمين لك} أي مطيعين. وقوله تعالى: {مسلمة لا شية فيها} أي سالمة من إثارة الأرضين وسقى الحرث.

وقوله تعالى: {أو سلمًا في السماء} أي مصعدًا وهو الشيء الذي يسلمك إلى مصعدك مأخوذ من السلامة. وفي الحديث: (على كل سلامي من أحدكم صدقة) قال أبو عبيد: هو في الأصل عظم يكون في فرسن البعير فكأن المعنى على كل عظم من عظام ابن آدم صدقة. ومنه حديث خزيمة: (حتى آل السلامى) يريد: رجع إليه المخ، ويقال: السلامى آخر ما يبقى فيه المخ. وفي الحديث: / (أتى الحجر فاستلمه) قال الأزهري: استلام الحجر افتعال من السلام وهو التحية كما تقول أقرأت السلام، ولذلك أهل اليمن يسمون الركن الأسود المحيا، معناه أن الناس يحيونه، وقال القتيبي: هو افتعال من السلام وهي الحجارة واحدتها سلمة، تقول: استلمت الحجر إذا لمسته كما تقول: اكتحلت من الكحل.

(سلا)

في الحديث: (أنه كان يقول إذا دخل شهر رمضان: اللهم سلمني من رمضان، وسلم رمضان لي وسلمه مني) قوله: (سلمني من رمضان) يسأله أن لا يصيب الصائم في رمضان ما يحول بينه وبين الصوم من مرض أو فتنة أو غير ذلك، وقوله: (وسلم رمضان لي) هو أن لا يغم عليه الهلال فيلتبس عليه الصوم والفطر، وقوله: (وسلمه مني) يسأله أن يعصمه من المعاصي. وفي الحديث: (لآتينك برجل سلم) أي أسير: قيل له ذلك لأنه أسلم وخذل وألقى السلم أي انقاد. (سلا) قوله تعالى: {والسلوى} قيل: هو طائر يشبه السمانى، ولا واحد له والسلوى في غير هذا العسل، قل الشاعر: وقاسمها بالله جهدًا لأنتم .... ألذ من السلوى إذا ما يشورها باب السين مع الميم (سمت) في الحديث: (وسمتوا في الطعام) يقول إذا فرغتم فادعوا بالبركة/ لمن طعمتم عنده.

(سمح)

ومنه: (تشميت العاطس). وفي الحديث: (فينظرن إلى سمته وهديه) قال أبو عبيد: السمت يكون في معنيين، أحدهما: حسن الهيئة والمنظر في الدين، وليس من الجمال ولكن هيئة أهل الخير ومنظرهم، والوجه الآخر: أن السمت الطريق، يقال: الزم هذا السمت وفلان حسن السمت أي حسن القصد والسمت: القصد. وفي الحديث: (فانطلقت لا أدري أين المذهب إلا أني أسمت) أي ألزم سمت الطريق أي قصده. (سمح) وفي الحديث: (اسمح يسمح لك) معناه سهل يسهل عليك وأنشد: فلما تنازعنا الحديث وأسمحت .... هصرت بغصن ذي شماريخ ميال أي أسلهت وانقادت.

(سمد)

ومن رباعية (سمحق) في الشجاج (السمحاق (: هي التي بينها وبين العظم قشرة رقيقة، يقال: شجة سمحاقًا، وفي السماء سماحيق غيم: جلدة رقيقة فوق قحف الرأس إذا انتهت الشجة إليها سميت سمحاقًا، وعلى ثرب الشاة سماحيق من شجر. (سمد) قوله تعالى: {وأنتم سامدون} أي لا هون، والسمود في الناس: الغفلة والسهو عن الشيء وعن ابن عباس (سامدون) مستنكرون. وفي حديث علي رضي الله عنه (أنه خرج والنس ينتظرونه للصلاة، فقال: مالي أراكم سامدين؟ ) يعني قيامًا أنكر عليهم قبل أن تروا إمامكم، / وكل رافع رأسه فهو سامد، وقد سمد يسمد ويسمد وقال المبرد: هو القائم في تحير، أخبرنا به الثقة عن أبي عمر الزاهد عنه. (سمر) قوله تعالى: {سامرًا تهجرون} أي سمارًا وهي الجماعة يتحدثون ليلًا مأخوذ من السمر، وهو ظل القمر وهو مأخوذ من السمرة. ومنه حديث قيلة: (إذا جاء زوجها من السامر) يعني من القوم الذين يسمرون بالليل اسم للجمع كالحاضر، وهو الحي النازلون على الماء، والباقر جمع البقر، والجامل جمع الإبل ذكورتها وإناثها.

(سمسر)

وفي الحديث: (فسمر أعينهم) ويروى (فسمل) فمن رواه بالراء فمعناه أحمى لها مسامير الحديد وكحلهم بها ومن رواه (سمل) فمعناه فقأها بشوك أو غيره. وفي حديث عمر رضي الله عنه في الأمة يطؤها مالكها قال (من شاء فليمسكها ومن شاء فليسمرها) هما لغتان- السين والشين- ومعناه الإرسال يقول: فمن شاء فليرسلها، قال ذلك شمر. وفي حديث: (وإذا عنده فاثور عليه خبز السمراء) يعني خبز الحنطة./ (سمسر) وفي الحديث: (كنا قومًا نسمى السماسرة بالمدينة فسمانا رسول الله التجار) وقيل: السمسار القيم بالأمر الحافظ له قال الأعشى.

(سمع)

فأصبحت لا أستطيع الكلام .... سوى أن أراجع سمسارها (سمع) قوله عز وجل: {واسمع غير مسمع} أي غير مجاب إلى ما تدعونا إليه. ومنه قول المصلي: (سمع الله لمن حمده) أي تقبل الله منه حمده وأجاب حمده، ويقال اسمع دعائي أي أجب دعائي لأن غرض السائل الإجابة

والقبول فذكر مراده وغرضه باسم غيره للاشتراك الذي بين القبول والسمع، فوضع السمع موضع القبول والإجابة.

ومنه قوله: {إني آمنت بربكم فاسمعون} أي اسمعوا مني الطاعة والقبول. ومنه الحديث: (أعوذ بك من دعاء لا يسمع) أي لا يجاب وعلى هذا المعنى يتأول قوله تعالى: {إنك لا تسمع الموتى} أي لا تقدر أن توفق الكفار لقبول الحق.

ومنه قوله: {وقولوا انظرنا واسمعوا} يعني سمع الطاعة. وقوله تعالى: {سماعون للكذب} أي قابلون للباطل. وقوله: {إنما يستجيب الذين يسمعون} الذين يصغون إليك إصغاء الطاعة والقبول، وقال مجاهد في قوله: {واسمع غير مسمع} أي غير مقبول ما تقول، وقال ابن عرفة: معناه اسمع لا سمعت، وكذلك قوله قم غير صاغر: أي لا أصغرك الله. وقال في قوله: {يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون} أي كانوا يستطيعون السمع ويبصرون أيام حياتهم: أي يعرضون عما يسمعون ويبصرون فيضاعف لهم العذاب/ أضعاف تلك المدة التي لا أكد لها عقوبة لهم على إعراضهم عما كانوا يسمعونه. وقوله: {وكانوا لا يستطيعون سمعًا} أي لا يقدرون أن يسمعوا ما يتلى عليهم من القرآن لبغضهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا كما تقول لمن يكره قولك: ما يستطيع أن يسمع كلامي. وقوله: (وفيكم سماعون لهم) أي مطيعون، وقيل: متحسسون للأخبار. وفي الحديث: (من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه) ورواه

بعضهم (أسامع خلقه) قال أبو عبيد: يقال سمعت بالرجل تسميعًا إذا نددت به وشهرته فمن رواه (سامع خلقه) برفع العين أراد سمع الله الذي هو سامع خلقه من نعت الله تبارك وتعالى أي فضحه الله، ومن رواه (أسامع خلقه) منصوبًا فهو جمع أسمع، يقال: سمع وأسمع، وأسامع جمع الجمع، يريد: أن الله يسمع أسماع خلقه بهذا الرجل يوم القيامة، ويحتمل أن يكون أراد أن الله يظهر للناس سريرته ويملأ أسماعهم مما ينطوي عليه من خبث السرائر جزاء لفعله كما قال في حديث آخر: (من تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته حتى يفضحه). وفي الحديث: (أنه سئل أي الساعات أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر) أي أخلق بالدعاء وأرجى للاستجابة. ومنه حديث الضحاك: (لما عرض عليه الإسلام قال: فسمعت منه/ كلامًا لم أسمع قط قولًا أسمع منه) يريد أبلغ وأنجع في القلب. وفي حديث بعض الصحابة: (قيل له: لم لا تكلم عثمان رضي الله عنه؟ قال: أترونني أكلمه سمعكم) أي بحيث تسمعون، قال الراجز.

(سمعمع)

حتى إذا أجرس كل طائر .... قامت تغتظي بك سمع الحاضر أي حيث يسمع من حضر، ويقال: سمع به إذا أسمعه المكروه بمرأى من الناس. وفي حديث قيلة: (لا تخبر أختي فتتبع أخا بكر بن وائل بين سمع الأرض وبصرها) قال أبو زيد: يقال: خرج فلان بين سمع الأرض وبصرها إذا لم يدر أين يتوجه، لأنه لا يدل على الطريق، وقيل: أرادت بين سمع أهل الأرض وبصرها كقوله: {واسأل القرية} يعني أنها أرادت أنه لا يبصرها إلا الأرض القفر ولا يصحبها من يحوطها ويؤنسها، وقال ابن الأعرابي: يقال للرجل إذا غرر بنفسه، وألقاها حيث لا يدرى أين هو ألقى نفسه بين سمع الأرض وبصرها، وقيل معناه بين طولها وعرضها. وكتب الحجاج إلى بعض عماله (أن ابعث إلى فلانًا مسمعًا مزمرًا) أي مقيدًا مسجورًا، والمسمع من أسماء القيد والزمارة الساجورة. (سمعمع) وفي الحديث: (ورأسه متمزق الشعر سمعمع) أي لطيف الرأس. (سمك) وفي حديث علي رضي الله عنه: (وبارئ المسموكات) يعني السماوات السبع، ويقال: سنام سامك نامك أي مرتفع، / قال الفرزدق: إن الذي سمك السماء بنى لنا .... بيتًا دعائمه أعز وأطول

(سمل)

(سمل) في حديث قيلة (وعليها أسمال مليتين) الأسمال الأخلاق واحدها سمل، وقد سمل الثوب وأسمل إذا أخلق، وتصغير الملاءة ملية. (سمم) قوله تعالى: {في سم الخياط} سم الإبرة ثقبها وكل خرق سم، ويقال لمخرج النفس سم. وفي الحديث: (ومن شر كل سامة) قال شمر: ما لا يقتل ويسمم فهي السوام بتشديد الميم مثل الزنبور والعقرب وأشباهها. (سمن) وفي الحديث: (يكون في آخر الزمان قوم يتسمنون) أي يتكثرون بما ليس فيهم من الخير، ويدعون ما ليس لهم من الشرف، وقيل: معناه جمعهم الأموال ليلحقوا بذي الشرف. وفي الحديث: (ويل للمسمنات يوم القيامة) السمنة: دواء تسمن به المرأة، وقد سمنت فهي مسمنة. وفي الحديث: (أتى فلان بسمك مشوي فقال: سمنه) قال، أبو عبيد: برده.

(سما)

(سما) وقوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء} لفظها لفظ الواحد ومعناها الجمع إلا أنه قال: {فسواهن} وكل شيء ارتفع فقد سما يسمو وكل سقف سماء، وقيل للسحاب سماء لعلوه وارتفاعه. وفي صفته - صلى الله عليه وسلم -: (وإن صمت سما وعلاه البهاء) معناه ارتفع وعلا على جلسائه./ ومنه حديث ابن زمل الجهني (رجل طوال إذا تكلم يسمو) يريد أنه يعلو برأسه ويديه غذا تكلم، ويقال: فلان سام بنفسه، وهو يسمو إلى المعالي: أي يتطاول لها. وقوله: {لم نجعل له من قبل سميًا} أي مثلًا ونظيرًا ويدل على ذلك قوله تعالى: {هل تعلم له سميًا} أي مثلًا، وقال ابن عباس: لم يسم أحد قبله بيحيى- عليه السلام. وقوله: {وعلم آدم الأسماء كلها} قال ابن عرفة: الأسماء سمات للمسميات أي علامات لها يعرف بها الشيء من غيره، وقال الأزهري: أراد أسماء ما خلق من حيوان وموات ثم عرض أشخاص تلك الأسماء على الملائكة، قال الشيخ كأن ابن عرفة ذهب باشتقاق الاسم إلى السمة، وهو

باب السين مع النون

مذهب طائفة من أهل اللغة، والجيد الذي ذهب إليه حذاق النحويين أن اشتقاقه من السمو ألا ترى أنك إذا جمعته قلت: أسماء ورددت إليه لام الفعل، فإذا صغرته قلت: سمي ومما يدل على صحة هذا القول أيضا، أنه لا يلحق ألف الفصل بما حذف فاؤه من الأسماء وإنما يلحق به الهاء كالعظة والصلة والشية والصفة وما أشبهها وقال بعض أهل اللغة: الاسم ما ظهر وعلا فصار علما للدلالة على ما تحته من المعنى. وقوله: {ولله الأسماء الحسنى} قال ابن عرفة: / أسماء الله وأوصافه مدائح له فأمر أن يدعى بأوصافه ليكون الداعي صادقًا ومادحًا. وقوله تعالى: {بسم الله} أي ابتداء وافتتاح باسم الله. باب السين مع النون (سنبك) في الحديث: (إلى سنبك من الأرض) قال أبو عبيد: شبه الأرض في غلظها بسنبك الدابة. (سنبل) في حديث سلمان- رضي الله عنه-: (وعليه ثوب سنبلاني) قال شمر: هو السائغ الطول الذي قد أسبل، وقال خالد يقال: سنبل ثوبه إذا جره من خلفه ويحتمل أن يكون منسوبًا إلى موضع.

(سنت)

(سنت) في الحديث: (عليكم بالسنا والسنوت) قال ابن الأعرابي: السنوت: العسل، والسنوت: الكمون، والسنون: الشبت وفيها لغة أخرى سنوت، قال الأزهري: هو السنوت- بفتح السين- هذا هو الجيد. (سنحنح) وفي حديث علي رضي الله عنه: (سنحنح الليل كأني جني) يقول لا أنام الليل فأنا متيقظ أبدًا. (سنحف) في حديث عبد الملك (إنك لسنحف) أي عظيم طويل، وهو السنحاف أيضًا. (سنخ) وفي الحديث: (أن خياطًا دعاه فقدم إليه إهالة سنخة وخبز شعير) الإهالة: الدسم ما كان، والسنخة: المتغيرة يقال: سنح الطعام وزنخ إذا تغير.

(سند)

(سند) في حديث عبد الله بن أنس: (ثم أسندوا إليه في مشربة له) أي صعدوا إليه، / يقال: أسند فلان في الجبل إذا ما صعده. في الحديث: (رأيت على عائشة رضي الله عنها أربعة أثواب سند) قال أبو حمزة: هو نوع من البرود اليمانية وواحدها جمع. (سندس) ومن رباعية قوله تعالى: {من سندس وإستبرق} السندس: رقيق الديباج، والإستبرق: غليظه، اسم عجمي تكلمت به العرب فأعربته. (سندر) وفي حديث علي- رضي الله عنه- (أكيلكم بالسيف كيل السندرة) قال أحمد بن يحي: أراد أكيلكم كيلًا واسعًا يعني أقتلكم قتلًا واسعًا.

(سنم)

والسندرة: مكيال واسع مثل القنفل، وقيل: السندرة العجلة، يقال رجل سندري إذا كان مستعجلًا في أموره جادًا أي أقاتلكم بالعجلة، قال القتيبي: ويحتمل أن يكون مكيالًا اتخذ من السندرة وهي خشبة يعمل منها النبل والقسى قال الهذلي: حنوت لهم بالسندري الموتى هذا كما تسمى القوس نيعة باسم الشجرة التي اتخذت منها (سنم) قوله تعالى: {ومزاجه من تسنيم} أي ومزاجه من ماء مسنم عينًا تأتيهم من علوٍ يتسنم عليهم من الغرف (فعينًا) في هذا القول منصوبة مفعولة، والتسنم: العلو، وقال الفراء: أراد من ماء سنم عينًا أي سنم في حاله عينيته قال: وتسنيم معرفة وإن كان اسمًا للماء وعينًا نكرة/ فخرجت نصبًا. وفي حديث لقمان بن عاد: (يهب المائة البكرة والسنمة) أراد العظيمة السنام. (سنن) قوله تعالى: {قد خلت من قبلكم سنن} قال الأزهري: أي أهل سنن أي أهل طرائق، والسنة: الطريق.

في الحديث في المجوس: (سنوا بهم سنة أهل الكتاب) أي خذوهم على طريقتهم، يقول: آمنوهم واقتصروا بهم على الجزية، وقال ابن عرفة: في قوله: (قد خلت) المعنى قد كانت قبلكم قرون مضت سنتهم بالعقوبة حين عاندوا الأنبياء. وقوله: (من حمأ مسنون) أي متغير، وقيل: منتن، وقال الأخفش مصبوب. في الحديث: (ألا رجل يرد عنا من سنن هؤلاء) أي من قصدهم وطريقهم يقال: خل عن سنن الطريق وسننه ومِلكه ومُلكه ومَلكه، والسنة: معناها في كلامهم الطريقة والسنة الصورة. في حديث أبي هريرة: (إن فرس المجاهد ليستن في طوله فيكتب له حسنات) أي تمرح في الطول وفرس سنين وذلك من النشاط، وقال أبو عبيد: الاستنان أن يحضر وليس عليه فارس. وفي الحديث: (وأعطوا الركب أسنتها (، قال أبو عبيد لا أعرف الأسنة إلا جمع سنان، قال: كان الحديث محفوظًا فكأنها جمع الأسنان، يقال: سن وأسنان من المرعى ثم الأسنة جمع الجمع، وقال أبو سعيد: الأسنة جمع السنان لا جمع الأسنان/ والعرب تقول: الحمض يسن الإبل على الخلة فالحمض سنان لها على رعي الخلة ومعنى يسنيها يقويها، والسنان الاسم وهو القوة قال الأزهري: ذهب أبو سعيد مذهبًا حسنًا، والذي قاله أبو عبيد صحيح أيضًا، روى أسلمة عن الفراء السن الأكل الشديد.

قال الأزهري: سمعت العرب تقول: أصابت الإبل اليوم سنا من الرعي، إذا مشقت فيه مشقًا صالحًا. ويجمع السن بهذا المعنى أسنانًا، ثم تجمع الأسنان أسنة. كما يقال: كن وأكنان وأكنة جمع الجمع، ويصدق ذلك حديث جابر بن عبد الله (فأمكنوا الركاب أسنانها). وفي حديث عثمان- رضي الله عنه- (وجاوزت أسنان أهل بيتي). يقال: هذا قرن هذا وسنه وتنه إذا كان مثله في السن. وفي حديث ابن عمر (يتقى من الضحايا التي لم تسنن) وذكره القتيبي (لم تسنن) بفتح النون، قال: وهي التي لم تنبت أسنانها كأنها لم تعط أسنانًا كقوله لم يلبن فلان أي لم يعط لبنًا ولم يسمن: أي لم يعط سمنًا، ويقال: سنت البدنة إذا نبتت أسنانها وسنها الله قال الأزهري: وهم في الرواية، وإنما المحفوظ عن أهل التثبت والضبط: (لم تسنن) بكسر النون- والصواب من العربية لم تسن ولم تسنن، وأراد ابن عمر أن لا يضحي بأضحية إذا لم تثن، فإذا أثنت فقد سنت، وأدنى الأسنان الإثناء، قال وقول/ القتيبي: سنت الناقة وسنها الله غير صحيح لا يقوله ذو المعرفة بكلام العرب، وكذلك قوله لم يلبن ولم يسمن ومعناهما لم يطعم سمنًا ولم يسق لبنًا. وفي الحديث: (سنها يعني الخمر- في البطحاء) أي صبها والسن: الصب في سهولة. ومنه حديث ابن عمر: (كان يسن الماء على وجهه ولا يشنه) الشن: تفريق الماء، والماء الشنان: المتفرق.

(سنا)

وفي حديث علي رضي الله عنه (صدقني سن بكره) هذا مثل يضرب للصادق في خبره، وأصله أن رجلًا ساوم ببكر أراد شراءه فسأل البائع عن سنه فأخبره بالحق، فقال المشتري: صدقني سن بكره فذهب مثلًا في الصدق يقوله الإنسان على نفسه وإن كان ضارًا له. قوله تعالى: {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص} أي بالقحوط، والسنة: هي الأزمة. ومنه حديث عمر رضي الله عنه: (كان لا يجيز نكاحًا عام سنة يقول: لعل الضيقة تحملهم أن ينكحوا غير الأكفاء. وكذلك حديثه: (كان لا يقطع في عام سنة) وقيل في قوله: {لم يتسنه} أي لم يتغير بمر السنين عليه مأخوذ من السنة، يقال: سانهت النخلة إذا إذا حملت عامًا وحالت عامًا، والسنة أصلها سنهة، ويقال أخذت الشيء مسانهة ومساناة، وقال ابن عرفة: قرأ أهل الحرمين: (لم يتسنه) بإثبات الهاء في الوقف والوصل وذلك من قوله سنه الطعام إذا تغير، / وقال أبو عمرو الشيباني: هو من قولهم: {من حمأٍ مسنون} فأبدلوا من تسنن ياء كما قالوا تظنيت من الظن وقصيت أظافري. (سنا) وفي الحديث: (فأصابتنا سنية حمراء) هي تصغير السنة والتصغير يجيء

لمعان شتى منها ما يجئ للتعظيم، وهو معنى الحديث وكذلك قول الأنصاري: (أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرحب) ومنه الحديث: (أتتكم الدهيماء) يعني الفتنة المظلمة، فصغرها تهويلًا لها، ومنها أن يصغر الشيء في ذاته، كقولهم دويرة وحجيرة، ومنها ما يجئ للتحقير في عين المخاطب، وليس له نقص في ذاته كقولهم: هلك القوم إلا أهل بييت، وذهبت الدراهم إلا دريهمًا، ومنها ما يجئ للذم كقولك: يا فويسق، ومنها ما يجئ للعطف والشفقة كقولهم يا بني ويا أخي ومنه قول عمر رضي الله عنه: (أخاف على هذا العريب) ويقول: هو صديقي أي أخص أصدقائي، ومنها ما يجئ للمدح من ذلك قول عمر لعبد الله رضي الله عنهما (كنيف ملئ علمًا (، ومنها ما يجئ بمعنى التقريب كقولك أتيتك قبيل الصبح، وهو دوين الحائط. وفي حديث معاوية- رحمه الله أنه أنشد: * إذا الله سنى عقد شيء تيسرًا * يقال: سنيت الشيء إذا فتحته، ومنه أخذت المسناة وهي ضفيرة/ تبنى للسيل ترده، سميت مسناة لأن منها مفاتح الماء، وسنى يسنه إذا استقى، وهي السانية للناضح. وفي الحديث: (عليكم بالسنا) وهو نبات له حمل إذا يبس وحركته الريح وسمعت له زجلًا، الواحدة سناة.

باب السين مع الواو

وفي الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - أخذ الخميصة بيده ثم ألبسها أم خالد ثم قال: (أبلى وأخلقي) ثم نظر إلى علم فيها أخضر أو أصفر فجعل يقول: (يا أم خالد سنا سنا) قال: وسنا بالحبشية حسن وهي لغة. باب السين مع الواو (سوأ) قوله تعالى: {فبدت لهما سوءاتهما} أي عوراتهما، والسوءة: كناية عن الفرج، وعن الفعلة القبيحة. ومثله قوله تعالى: {يواري سوءة أخيه} يعني عورته. وقوله: {إنما يأمركم بالسوء} أي ما تسوءكم عاقبته في منقلبكم. وقوله: {سيء بهم} معناه ساء مجيئهم لأه خاف عليهم من قومه. وقوله: {وساء سبيلًا} أي ساء الزنا سبيلًا. وقوله: {سيئت وجوه الذين كفروا} أي ساءهم ذلك حتى يتبين السوء في وجوههم. قوله: {ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى} معنى أسائوا هاهنا أشركوا،

ومعنى السوأى النار دل على ذلك قوله: {أن كذبوا بآيات الله}. وقوله: {كذلك لنصرف/ عنه السوء} أي خيانة صاحبة العزيز. وقوله تعالى: {سوء الحساب} هو أن لا تقبل لهم حسنة ولا تغفر لهم سيئة. وقوله: {ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة} أي مكان الجدب، والسنة: الخصب والحياة. وقوله تعالى: {ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة} أي يطلبون العذاب كقولهم أمطر علينا حجارة من السماء. وقوله تعالى: {وما أصابك من سيئة فمن نفسك} أي من أمر يسوءك فمن ذنب أذنبته نفسك. وقوله: {كل ذلك كان سيئه} وقرئ: {سيئةً} فمن قرأ: {سيئه} قال: إن في هذه الأقاصيص سيئًا وغير سيئ وذلك أن فيها: {وقل لهما قولًا كريمًا}، وقوله: {وآت ذا القربى حقه} وقوله: {وأوفوا بالعهد} يعني الذي جزى سيئ وغير سيئ ومن قرأ: {سيئة} جعل كلًا إحاطة بالمنهي عنه فقط، المعنى كل ما نهى الله عنه كان سيئة. وقوله تعالى: {وإذا أراد الله بقوم سوءًا} أي هلكة وكل جذام أو برص أو عمى فهو سوء.

(سود)

ومنه قوله تعالى: {بيضاء من غير سوء}. وقوله تعالى: {من يسومهم سوء العذاب} يعني الجزية التي ألزموها. وقوله تعالى: {دائرة السوء} أي الهلاك، ومن قرأ: {دائرة السوء} بالضم أراد البلاء والشر، والفتح بمعنى النعت للدائرة، وإن كانت مضافة إليه كقولك/ رجل سوء وامرأة سوء. وفي الحديث: (سواء ولود خير من حسناء عقيم) السوأء: القبيحة، يقال: رجل أسوأ وامرأة سوءاء. وفي الحديث: (فما سوأ عليه ذلك) أي ما قال له أسأت. (سود) قوله تعالى ليحيى: {وسيدًا وحصورًا} السيد: الذي يفوق قومه في

الخير، وسيد المرأة زوجها قال الله: {وألفيا سيدها لدا الباب} يقال: ساد قومه سيادة وسوددًا، ويقال: السيد الحليم. وفي الحديث: (فجاء رجل فقال: أنت سيد قريش؟ فقال: النبي - صلى الله عليه وسلم - السيد الله) قال الأزهري: كره أن يمدح في وجهه، وأحب التواضع، وليس هذا بمخالف لقوله لسعد حين قال: (قوموا لسيدكم) أراد أفضلكم رجلًا، وأما صفة الله فمعناه: أنه مالك الخلق أجمعين. وقوله عليه الصلاة والسلام: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) أراد أنه أول شافع وأول من يفتح له باب الجنة، وقال أبو بكر: العرب تقول: هو سيدنا أي رئيسنا والذي نعظمه وأنشد: سواء سيدنا وسيد غيرنا .... صدق الحديث فليس فيه تمارى في الحديث (ما من داء إلا وفي الحبة السوداء له شفاء إلا السام) قال

أبو بكر: قال بعضهم: عني بها الشونيز، وقال ابن الأعرابي: الصواب الشينيز كذلك تقول العرب، وقال آخر: عني به الحبة الخضراء، / لأن العرب تسمي الأسود أخضر، والأخضر أسود. وفي الحديث: (ويستمع سوادي حتى أنهاك) أي سراري، يقال ساودت الرجل مسادوة إذا ساررته، قال أبو عبيد: هو إدناء سوادك من سواده، وهو الشخص. وفي الحديث: (فجاء ذا بعود، وجاء ذا ببعرة حتى ركموا فصار سوادًا) أي شخصًا يبين من بعد. وفي حديث سلمان: (وهذه الأساود حولي) أراد الشخوص من المتاع، وكل شخص سواد من إنسان أو متاع أو غيره. ومنه الحديث: (إذا رأى أحدكم سوادًا بليل فلا يكن أجبن السوادين) وجمع السواد أسودة ثم أساود جمع الجمع. وفي الحديث: (لتعودن بعدي أساود صبًا) يعني حيات، قال أبو عبيد: الأسود: العظيم من الحيات وفيه سواد، وقال شمر: هو أخبث الحيات، وربما عارض الرفقة وتبع الصوت، وقال ابن الأعرابي في تفسيره: يعني جماعات، وهو جمع سواد من الناس أي جماعتهم ثم أسودة ثم أساود. وفي حديث أبي مجلز: (ما هذه الأسودات) يعني جمع سودة وهي القطعة من الأرض فيها حجارة سود.

وفي حديث عائشة رضي الله عنها: (ومالنا طعام إلا الأسودان) هما التمر والماء وإنما السواد للتمر دون الماء فنعت بنعت واحد والعرب تفعل ذلك/ في الشيئين يصطحبان فيسميان معًا باسم الأشهر منهما. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (تفقهوا قبل أن تسودوا) قال شمر: معناه: تعلموا قبل أن تزوجوا فتصيروا أرباب بيوت، يقال: استاد الرجل في بني فلان أي تزوج فيهم وزوج المرأة سيدها وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للحس رضي الله عنه (ابني هذا سيد) قال عكرمة: السيد الذي لا يغلبه غضبه، وقال قتادة: السيد العابد، وقال الأصمعي: العرب تقول السيد مقهور مغمور. وفي الحديث: (عليكم بالسواد الأعظم) قيل: جملة الناس التي تجمعت على طاعة الإمام وهو السلطان.

(سور)

وفي الحديث: (أتى بكبش يطأ في سواد وينظر في سواد وينزل في سواد) أي أسود المحاجر والقوائم والمرابض. وفي الحديث: (أنه أمر بقتل الأسودين) قال شمر: أراد بالأسودين الحية والعقرب. وفي حديث آخر: (فأمر بسواد البطن فشوى له) أي بالكبد. (سور) قوله تعالى: {من أساور من ذهب} أساور جمع أسورة وأسورة جمع سوار، وهي معروفة فأما الإسوار فهي الواحد من أساورة فارس وهو الجيد الرمي بالسهام. وفي حديث جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه (قوموا فقد صنع لكم جابر سوارًا) فيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تكلم بالفارسية أراد طعامًا/ يدعو إليه [98/ ب] الناس.

(سوط)

وفي حديث عائشة رضي الله عنها وذكرت زينب فقالت: كل خلالها محمود ما هلا سورة من غرب) أي ثورة من حدة يقال: سار الرجل يسور، ويقال للمعربد سوار لأنه يثور إلى الناس يؤذيهم. وفي الحديث: (لا يضر المرأة أن لا تنفض شعرها إذا أصاب الماء سور الرأس) يعني أعلاه، وكل مرتفع سور، وفي رواية: (شوي رأسها) وهي جمع شواه، وهي جلدة الرأس. (سوط) قوله تعالى: {فصب عليهم ربك سوط عذاب} قال الفراء: السوط: اسم للعذاب، وإن لم يكن ضرب بسوط، يقال سطته أسوطه سوطًا. (سوع) وفي الحديث: (في السوعاء الوضوء) قال ابن الإعرابي: هو الذي مما جاء على وزنه الطلعاء، وهو القيء. قوله تعالي: {سائغًا للشاربين} أي يؤخذ سهلا في الشرب يقال: ساغ له الشراب، وأساغ فلان الشراب. (سوف) وفي حديث بعضهم: (فأخذت نهسًا بالأسواف فرأني زيد بن ثابت فلطم في قفاي وأرسله) الأسواف: حرم المدينة.

(سوق)

(سوق) قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق} يقول أهل اللغة: يكشف عن الأمر الشديد، وهو قول ابن عباس ومجاهد. وقوله تعالى: {والتفت الساق بالساق} قيل: التفت آخر شدة الدنيا بأول شدة الآخرة، وقيل: التفت ساقه بالأخرى إذا لفتا في الكفن، وقال ابن الأنباري: / العرب تذكر الساق إذا أرادت شدة الأمر وخبرت عن هوله. [99/ أ] وأخبرنا ابن عمار قال: أخبرنا أبو عمر عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال: الساقان شدة الدنيا والآخرة. وفي حديث معاوية- رحمه الله-: (قال رجل: خاصمت إليه ابن أخي فجعلت أحجة فقال: أنت كما قال: أني أتيح له حرباء تنضبه .... لا يرسل الساق إلا ممسكًا ساقا أراد لا تنقضي له حجة حتى يتعلق بأخرى تشبيهًا بالحرباء، والأصل فيه أن الحرباء تستقبل الشمس فتعلق بصف الشجرة ثم ترتقي إلى الأغصان إذا حميت الشمس ثم ترتقي إلى غصن أعلى منه فلا ترسل الأول حتى تقبض على الآخر. وقال علي رضي الله عنه في حرب الشراة: (لابد من قتالهم ولو تلقت ساقي) قال أبو العباس: الساق النفس، رواه عنه أبو عمر الزاهد.

(سول)

وفي الحديث: (أنه رأى بعبد الرحمن وضرا من صفرة فقال: مهيم؟ فقال: تزوجت امرأة من الأنصار، فقال: ما سقت منها؟ ) أي ما أمهرت منها بدلا من بضعها، والعرب تضع موضع البدل، من ذلك. قوله: {ولو نشاء لجعلنا من ملائكة في الأرض يخلفون} أي بدلكم وقال الشاعر: [99/ ب] أخذت ابن هند من علي وبئسما .... أخذت وفيها منك ذاكية اللهب/ يقول: أخذته بدلا من علي، وقيل للمهر سوق، لأن العرب كانت أموالهم المواشي فكان الرجل إذا تزوج ساق الإبل والشاة مهرًا لها ثم وضع السوق موضع المهر. وفي الحديث: (كان يسوق أصحابه) أي لم يكن يأذن لأحد أن يمشي خلفه لكنه يقدمهم ويمشي خلفهم تواضعًا. (سول) قوله تعالى: {بل سولت لكم أنفسكم أمرًا} أي زينت. ومثله قوله تعالى: {سول لهم وأملى لهم}. (سوم) قوله تعالى: {والخيل المسومة} فيه قولان. أحدهما: أنها الخيل المرسلة في مراعيها وتكون للنسل وتسام أي ترعى ولا تعلف، وقد سامت تسوم إذا رعت وأسمتها إذا رعيتها.

ومنه قوله: {فيه تسيمون} أي ترعون، وهي السائمة والسوائم، وسومتها جعلتها سائمة، وقيل المسومة المعلمة بعلامة تعرف بها، والسومة: العلامة، وعن مجاهد قال: الخيل المسومة المطهة كأنه أرد ذا سيماء، يقال: رجل له سيما وسيمياء: أي شارة حسنة. وقوله تعالى: {حجارة من طين مسومة} أي معلمة ببياض وحمرة من السومة، وهي العلامة كأن عليها أمثال الخواتيم. في الحديث: (أنه قال يوم بدر سوموا فإن الملائكة قد سومت) أي أعلموا. وقوله تعالى: {يسومونكم سوء العذاب} أي يذيقونكم وقيل: يولونكم/ [100/ أ] وقال ابن عرفة: {يسومونكم} أي يحملونكم على ذلك، أي يطالبونكم به ومن ذلك استيام البيع وهو أن يطلب بسلعته ثمنًا. وفي الحديث: (نهى عن السوم قبل طلوع الشمس) قال الزجاج: السوم أن يساوم سلعته في ذلك الوقت لأنه وقت ذكر الله لا يشتغل فيه بشيء، قال: ويجوز أن يكون من رعى الإبل لأنها إذا رعت قبل طلوع الشمس وهو ند، أصابها منه الوباء، وربما قتلها، يقال أسمتها فسامت تسوم سومًا وهي سائمة. وفي الحديث: (لكل داء دواء إلا السام) يعني الموت.

(سوأ)

وحدثناه أبو بكر أحمد بن إسحاق الرازي قال: حدثنا موسى بن إسحاق الأنصاري حدثنا عبد الله يعني أبي شيبة حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل بن مسلم عن قتادة ومطر بن عبد الرحمن عن عبد الله بن بريدة الأسلمي عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الشونيز فيه دواء من كل داء إلا السام) قالوا: يا رسول الله وما السام؟ قال: الموت). وسمعت أبا بكر الرازي يقول: ليس هذا بمطر الوراق، ومطر الوراق هو مطر بن طهمان. ومنه الحديث: (إن اليهود كانوا يقولون السام عليك) أردوا الموت لعنهم الله. (سوأ) [100/ ب] قوله تعالى: {ثلاث ليال سويًا} / من غير علة ولا مانع من خرس وغيره أي وأنت سوي. وقوله: {إلى كلمة سواء بيننا وبينكم} أي نصفه وعدل، ويقال للعدل: سواء سوي، وهو من استواء الشيء.

ومنه قوله: {سواء السبيل}. وقوله: {سواء الصراط} ويقال: مازلت أكتب حتى انقطع سواي: أي وسطى. وقوله: {سواء الجحيم} أي وسط النار نعوذ بالله منها. وقوله تعالى: {مكانا سوى} أي متوسطًا منصفا، يقال: مكانا سوى وسواء أي متوسط بين المكانين. وقوله: {وسواء عليهم} اسم وضع موضع مستو، وقيل: معناه ذو سواء. وقوله: {سواء للسائلين} أي تمام، يقال: هذا درهم سواء أي وازن تام. وقوله: {إلى كلمة سواء} أي ذات استواء. وقوله} صراطا سويا} أي مستقيما. قوله: {ثم استوى إلى السماء} أي قصد لها وكل من فرغ شيئًا من أمره، وعمد لغيره فقد استوى له وإليه، وقال ابن عباس: أي صعد أمره إلى السماء، وقال ابن عرفة: الاستواء من الله؛ الإقبال على الشيء والقصد له وحكى الفراء عن العرب يقولون: استوى إلي يخاصمني: أي أقبل علي، قال: وحدثني داود بن علي الأصبهاني قال: كنت عند ابن الأعرابي فأتاه رجل

فقال: ما معنى قوله: {الرحمن على العرش استوى} فقال ابن الأعرابي: هو [101/ أ] على عرشه كما أخبر فقال: يا أبا عبد الله إنما هو استولى/ فقال ابن الأعرابي: ما يدريك، العرب لا تقول استولى على الشيء حتى يكون له مضاد، فأيهما غلب فقد استولى أما سمعت قول النابغة: إلا لمثلك أو من أنت سابقه .... سبق الجواد إذا استولى على الأمد وسئل مالك بن أنس- رحمه الله- عن قوله: (استوى) كيف استوى قال: الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعه. وقوله: {إذ نسويكم برب العالمين} أي نعدلكم فنجعلكم سواء في العبادة. وقوله: {قادرين على أن نسوي بنانه} أي نجعلها مستوية كحف البعير ونحوه، ويدفع مدافعة بالأصابع. وفي حديث علي رضي الله عنه: (صلينا خلفه فأسوي برزخًا) أي أغفل وأسقط وترك، والبرزخ ما بين الشيئين، قال الشيخ: ويجوز أشوى- بالشين- بمعنى أسقط، والرواية فالحديث بالسين. وفي حديث علي رضي الله عنه: (حبذا أرض الكوفة أرض سواء سهلة) قوله: (سواء) أي مستوية.

باب السين مع الهاء

في حديث آخر: (إنما نحن وهم شيء واحد أي مثل سواء) يقال: هما سيان: أي مثلان. باب السين مع الهاء (سهر) قوله تعالى: {فإذا هم بالساهرة} قال مجاهد: المكان المستوي، وقيل: الساهرة وجه الأرض. (سهم) قوله: {فساهم فان من المدحضين} أي قارع أهل السفينة./ [101/ ب] وفي الحديث: (اذهبا فتوخيا ثم استهما) يقال: استهم الرجلان أي اقترعا، والسهم النصيب. وفي الحديث: (فدخل علي ساهم الوجه) أي متغيره يقال: سهم لونه أي تغير. (سها) في الحديث: (وفي البيت سهوة عليها ستر) قال أبو عبيد: هو كالصفة يكون بين يدي البيت، ويقال: هو بيت صغير مثل المخدع. وقال ابن الأعرابي: السهوة: الكوة بين الدارين، والسهوة: الكندوج. وفي حديث سلمان: (حتى يغدو الرجل على البغلة السهوة فلا يدرك

(سه)

أقصاها) يعني الكوفة، يقال: بغلة سهوة إذا كانت لينة السير لا تتعب راكبها كأنها تساهيه، المساهاة: المياسرة، ولا يقال: بغل سهو قال زهير: كناز البضيع سهوة المشي باذل ومنه الحديث: (عمل أهل النار سهل بسهوة) قال الشيخ: الأرض السهوة: اللينة التربة، يقال: هو يمشي سهوًا رهوًا في سكون. (سه) وفي الحديث: (العين وكاء السه) قال أبو عبيد: هو حلقة الدبر. باب السين مع الياء (سيب) قوله تعالى: {ولا سائبة} فكان الرجل إذا نذر لقدوم من سفر أو برء من مرض قال: ناقتي سائبة: أي تسيب فلا تمنع من مرعى، فكانت كالبحيرة فلا ينتفع بها، ولا تخلأ من ماء، وكان الرجل إذا أعتق عبدًا فقال: / هو سائبة فلا عقل بينهما، ولا ميراث وأصله من تسييب الدواب وهو إرسالها كيف شاءت. وقد سابت تسيب سيوبًا إذا انطلقت، ومنه يقال: ساب الماء، إذا جرى وكان أبو العالية سائبة. ومنه الحديث: (الصدقة والسائبة ليومها) أي ليوم القيامة. وفي الحديث: (في السيوب الخمس) قال أبو عبيد: السيوب الركاز ولا أراه أخذ إلا من السبب، وهو العطية.

(سيج)

وفي الحديث: (لو سألتنا سيابة ما أعطيناها) يعني بلحة، وبها سمي الرجل سيابة وجمعها سياب. (سيج) وفي حديث أبي هريرة: (أصحاب الدجال عليهم السيجان) قال ابن الانباري: الساج: طيلسان أخضر والجمع سيجان، وقال الأزهري: هو الطيلسان المقود ينسج كذلك. (سيح) قوله: {الحامدون السائحون} هم الصائمون ما فرض عليهم من الصوم، والسياحة في هذه الآية الصيام وقيل للصائم سائح لأن الذي يسيح في الأرض متعبدًا ولاذاد له فحين يجد يطعم، والصائم يمضي نهاره ولا يطعم شيئًا فشبه به. وقوله تعالى: (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) أي اذهبوا آمنين هذه المدة. وفي الحديث: (لا سياحة في الإسلام) أراد مفارقة الأمصار والذهاب في الأرض، وأصله من السيح وهو الماء الجاري الذي ينبسط ويمضي إلى غير حد ولا منتهى.

(سير)

[102/ ب] وفي حديث/ علي رضي الله عنه: (ليسوا من المساييح البذر) قال أبو عبيد: هم الذين يسيحون في الأرض بالشر والنميمة والإفساد بين الناس، وقال شمر: ليس هو من السياحة ولكنه من التسيح. (سير) قوله تعالى: {سنعيدها سيرتها الأولى} أي سنردها عصا كما كانت والسيرة الطريقة والهيئة، يقال: هم على سيرة واحدة أي على طريقة واحدة. (سيع) وفي حديث هشام في وصف ناقة: (إنها لمسياع) قال الشيخ: أراد أنها تحتمل الضيعة وسوء الولاية، ورجل مسياع إذا كان مضياعًا، وأساغ ماله وأضاعه واحد. (سيل) في صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (سائل الأطراف) أي ممتد الأصابع، ورواه بعضهم (سائن) بالنون والمعنى فيهما واحد، مثل جبريل وجبرين وغرين وغريل، وهو ما تبقى من التفل في أسافل القوارير والطين في أسفل الغدير. (سيم) وفي الحديث: (قال النجاشي لمن هاجر إلى الحبشة: امكثوا فأنتم سيوم) أي آمنون والتفسير في الحديث. آخر حرف السين

الشين ش

كتاب الشين

كتاب الشين بسم الله الرحمن الرحيم باب الشين مع الهمزة (شأز) في حديث معاوية- رحمه الله- (أنه قال لخاله وقد طعن فبكى أوجع [103/ أ] يشئزك والشأز الموضع الغليظ الكثير الحجارة. (شأف) في الحديث (خرجت شأفة بآدم في رجله) الشأفة: قرحة تخرج بالقدم، يقال: شئف الرجل فهو مشئوف، قال الأصمعي: يقال شئفت رجله، ويكوي ذلك الداء فيبرأ يقال: استأصل الله شأفته أي أذهبه الله كما أذهب ذلك الداء. ومنه خبر الشراة قالوا لعلي- رضي الله عنه- (لقد استأصلنا شأفتهم فقال: حزق عير) أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر قال: يضرب هذا مثلا لكل من استؤصل أصله، قال: وهي الشأفة مسكنة فإن حركتها مددتها فقلت: شافة، وهي العداوة قال: وأنشدنا أبو العباس قال أنشدني ابن الأعرابي:

(شأم)

فما لشآفة من غير شيء .... إذا ولي صديقك من طبيب (شأم) قوله تعالى: {هم أصحاب المشأمة} أي يسلك بهم طريق النار. وفي الحديث (إذا نشأت حجرية ثم تشاءمت فتلك عين غديقة) قوله: (تشاءمت) أي أخذت طريق الشام، يقال: تشأم الرجل إذا أخذ نحو الشام وأشأم أتى الشام ويامن القوم وأيمنوا أتوا اليمين. [103/ ب] وفي الحديث (أن رجلا من الأنصار قال لبعيره: شأ لعنك الله فنهاه/ النبي - صلى الله عليه وسلم -). وقوله (شأ) زجر للإبل، وبعضهم يقول: جأ- بالجيم. وهم لغتان. باب الشين مع الباء (شبب) في الحديث (استشبوا على أسوقكم في البول) يقول استوفزوا عليها ولا تسفوا من الأرض وشباب الفرس أن يرفع يديه جميعا من الأرض.

(شبح)

في الحديث (أنه ائترز ببردة سوداء فجعل سوادها يشب بياضه وجعل بياضه يشب سوادها) قال شمر: أي يزهاه ويحسنه ورجل مشبوب إذا كان أسود الشعر أبيض الوجه. ومنه الحديث (أنه كتب لوائل بن حجر إلى الأقيال العباهلة والأرواع المشابيب) أراد الرؤوس السادة الجهر المناظر الزهر الألوان. ومنه حديث أم سلمة (جعلت على وجهي صبرا حين توفى أبو سلمة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنه يشب الوجه فلا تفعليه) أي يوقده ويلونه. وفي حديث ابن عمر قال: (كنت وابن الزبير في شبة معنا لفًا) الشببة: جمع الشاب، مثل كاتب وكتبة، وسافر وسفرة، ويجمع أيضًا على الشباب ولا يجمع فاعل على فعال غيره. (شبح) في الحديث (كان مشبوح الذراعين) أي عريضهما، وقال الليث: أي طويلهما قال: والشبح/ مدك شيئًا بين أوتاد، والمضروب يشبح إذا مد للجلد. [104/ أ] وفي بعض الحديث (أنه كان شبح الذراعين) يقال: شبحت العود إذا نحته حتى تعرضه.

(شبدع)

في الحديث (مر أبو بكر رضي الله عنه ببلال وقد شبح في الرمضاء) أي مد ذراعاه في الشمس، يقال: مد الحبل، ومدت ومط ومطي وشبح ومفط. (شبدع) وفي الحديث (من عض على شبدعة سلم من الآثام) يريد من عض على لسانه، أي من سكت ولم يخض مع الخائضين، وأصل الشبدع العقرب شبه اللسان بها لأنه يلسع بها الناس. (شبر) وفي الحديث (نهى عن شبر الجمل) يعني أخذ الكرى على ضرابه فسمى الكرى شبرًا باسم الضراب، وهذا كنهيه عن عسب الفحل. وقال يحيى بن يعمر (لرجل خاصم امرأته في مهرها: أإن سألتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلها) أراد بالشبر النكاح. (شبع) في الحديث (المتشبع بما لا يملك كلابس ثوبي زور) المتشبع: المتكثر بأكثر

(شبق)

مما عنده يتصلف به، وهو الرجل يرى أنه شبعان وليس كذلك، ومن فعله فإنما يسخر من نفسه، وقد مر تفسير الزور. وفي الحديث (أن موسى عليه السلام آجر نفسه شعيبًا بشبع بطنه) الشبع ما أشبعك من طعام والشبع مصدر. وفي الحديث (أن زمزم كان يقال لها في الجاهلية شباعة) لأن ماءها/ [104/ ب] يروي ويشبع. (شبق) في حديث ابن عباس (أنه قال لرجل وطئ وهو محرم قبل الإفاضة شبق شديد) قال الليث: الشبق شدة الغلمة، ورجل شبق وامرأة شبقة. (شبك) وفي الحديث (أن فلانًا التقط شبكة على ظهر جلال بقلة الحزن أيام عمر- رضي الله عنه- فقال يا أمير المؤمنين اسقني شبكة) قال: القتيبي: الشبكة آبار متقاربة قريبة الماء يفضي بعضها إلى بعض وجمعها شباك وقوله: (اسقينها) أي اقطعنيها واجعلها لي سقيًا والتقط جاء مفاجأة من غير استعداد. (شبم) في الحديث (خير الماء الشبم) يعني البارد، وقال القتيبي: أحسبه السنم- بالسين والنون- وهو الماء على وجه الأرض وكل شيء علا شيئًا فقد تسمنه، ويقال للشريف سنيم مأخوذ من سنام البعير ومنه تسنيم القبور.

(شبه)

(شبه) قوله تعالى: {وأتوا به متشابهًا} أي يشبه بعضه بعضًا في المناظر ويختلف في الطعوم. وقوله تعالى: {كتابًا متشابهًا} أي يشبه بعضه بعضا في الفضل والحكمة لا تناقض فيه ولا يختلف معانيه. وقوله تعالى: {إن البقر تشابه علينا} أي اشتبه فلا نقف على المراد. وفي حديث حذيفة وذكر فتنة فقال: (تشبه مقبلة وتبين مدبرة) قال شمر: [105/ أ] معناه أن الفتنة إذا أقبلت شبهت على قوم وأرتهم أنهم على/ الحق حتى يدخلوا فيها ويرتكبوا منها ما لا يحل فإذا أدبرت وانقضت بان أمرها فعلم من دخل فيها أنه كان على الخطأ. وفي حديث عمر رضي الله عنه (اللبن يشبه عليه) معناه أن المرضعة إذا أرضعت غلاما فإنه ينزع إلى أخلاقها فيشبهها فلذلك تختار المرضعة عاقلة. ومنه الحديث (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تسترضع الحمقاء فإن اللبن يتشبه) باب الشين مع التاء (شتت) قوله تعالى: {يومئذ يصدر الناس أشتاتًا ليروا أعمالهم} أي متفرقين منهم من

(شتر)

عمل صالحا ومنهم من عمل سوًا وواحدها شت، ويقال: الحمد لله الذي جمعنا من شت أي بعد تفرقة. وقوله تعالى: {إن سعيكم لشتى} أي إن سعي المؤمن والكافر لمختلف بينهما بعد. وقوله تعالى: {قلوبهم شتى} أي مذاهبهم متفرقة ليسوا على شريعة ولا مذهب. (شتر) وفي حديث عمر رضي الله عنه (لو قدرت عليهما لشترت بهما) أي أسمعتهما القبيح. (شتن) في حديث أم معبد (وكان القوم مرملين مشتين) المشتون: الذين أصابتهم المجاعة، والعرب تجعل الشتاء مجاعة. قال الحطيئة: إذا نزل الشتاء بدار قوم .... تجنب جار بيتهم الشتاء / أراد لا يتبين على جارهم أثر ضيق الشتاء لتوسعتهم عليه، ورواه بعضهم [105/ ب] مسنتين، يقال: أسنت القوم فهم مسنتون إذا أصابتهم السنة وهي القحط، وارمل القوم نفد زادهم. باب الشين مع الثاء (شثث) في حديث ابن الحنيفية (أنه ذكر رجلًا يلي الأمر بعد السفياني، ووصفه ثم

باب الشين مع الجيم

قال: يكون بين شث وطباق) قال القتيبي: الشثث: نبت ينبت بتهامة من شجر الجبال، والطباق: شجر ينبت بالحجاز إلى الطائف، وأراد أن مقامه ومخرجه من هذه المواضع التي ينبت بها هذان الضربان من الشجر. في صفته - صلى الله عليه وسلم - (شثن الكفين والقدمين) قال أبو عبيد: يعني أنهما إلى الغلظ والقصر، وقال خالد: الشئونة لا يعيب الرجال بل هو أشد لقبضهم وأصبر لهم على المراس، ولكنها تعيب النساء، وقال غيره: هو الذي في أصابعه غلظ بلا قصر دل على ذلك ما روي في صفته عليه الصلاة والسلام (أنه كان شئن الأطراف) وقد شئن وشثن وشنث شنئا فهو شئن وشنث. باب الشين مع الجيم (شجب) [106/ أ] في حديث ابن عباس (فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى شجب/ فاصطب منه الماء وتوضأ) الشجب من الأساقي: ما استشن وأخلق وقال بعضهم: سقاء شاجب أي يابس. وفي حديث الحسن (الناس ثلاثة: فسالم وغانم وشاجب) قال: أبو عبيد: الشاجب الهالك الآثم، يقال رجل شاجب وشجب وشجب الرجل يشجب

(شجج)

شجوبًا إذا عطب في دين أو دنيا، وفيه لغة أخرى وهو أجود شجب يشجب شجبًا، ويقال: ماله شجبه الله أي أهلكه الله. (شجج) وفي حديث أم زرع (شجك، أو فلك، أو كلا لك) الشج: في الرأس خاصة وهو أن يعلو الرأس بالعصا، ويقال: شججت الشراب إذا علوته بالماء فمزجته به وشججت البلاد علوتها والفل في الأعضاء كلها ومنه يقال: للمنهزمين فل أرادت أن زوجها إذا غضب لم يملك نفسه فإما أن يشج رأسي أو يكسر عضوا من أعضائي أو جمعها لي. (شجر) قوله تعالى: {حتى يحكموك فيما شجر بينهم} قال الزجاج: أي وقع من الاختلاف، يقال: اشتجر القوم إذا اختلفوا وتنازعوا، وقال الأزهري: فيما شجر بينهم فيما أوقع خلافا بينهم، قال أبو عمرو: الشجر الأمر المختلف، يقال: شجر يشجر شجورًا واشتجر القوم وتشاجروا. قوله: {يوقد من شجرة مباركة} أريد بالشجرة: النبي - صلى الله عليه وسلم - والنور: ما في قلبه. وقوله: {ولا تقربا هذه الشجرة} قال/ ابن عرفة: العرب تسمى ما طلع [106/ ب] على وجه الأرض من النبات: النجم، وما كان له ساق وأغصان وأصل: شجرا، سمي بذلك لاختلاف بعضه في بعض وتدالخله ومنه قولهم: شجر بينهم كلام أي اختلط.

وفي حديث عمرو النخعي (يشتجرون اشتجار أطباق الرأس). قال القتيبي: يريد أنهم يشتبكون في الفتنة والحرب اشتباك أطباق الرأس، وهي عظامه التي يدخل بعضها في بعض، وقال غيره: أراد يختلفون. وفي خبر الشرأة (قال: غشجرناهم بالرماح) أي شبكناهم بالرماح، ومن ذلك المشاجرة فالخصومات إنما هي المشابكة. وفي حديث حنين قال: (ودربد بن الصمة يومئذ في شجار له) وقال الشيخ: الشجار: مركب مكشوف دون الهودج، وقال أيضا مشجر. قال لبيد: وأريد فارس الهيجا إذا ما .... تقعرت المشاجر بالقيام وفي الحديث (والعباس يشتجرها بلجامها- يعني بغلة النبي - صلى الله عليه وسلم -) وفي حديث العباس (كنت آخذا وبحكمة بغلة النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين وقد شجرتها بها) أي شربت لجامها أكفها حتى فتحت فاها والشجر: مفتح الفم. [107/ أ] ومنه حديث سعد (فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا/ فاها) أي أدخلوا فيه عودًا ففتحوه وكل شيء عمدته بعماد فقد شجرته، والشجار الخشبة التي توضع خلف الباب. في الحديث (الصخرة والشجرة من الجنة) يعني صخرة بيت المقدس

(شجع)

والشجرة، قال يحيى بن سعيد: هي الكرمة ويحتمل أن تكون شجرة البيعة لأن أصحابها استوجبوا الجنة. (شجع) في الحديث (يجيء كنز أحدهم شجاعًا أقرع) الشجاع: الحية الذكر، وقال اللحيائي: شجاع وشجاع وثلاثة أشجعة ثم شجعان ويقال للحية أيضًا أشجع. (شجن) وفي الحديث (الرحم شجنة من الله) قال أبو عبيد: يعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق. ومنه قولها: الحديث ذو شجون إنما هو تمسك بعضه ببعض وفيها لغتان شجنة وشجنة. وفي حديث سطح الكاهن: *علنداة شجن* قال الشيخ: الشجن: الناقة المتداخلة الخلق كأنها شجرة متشجنة أي متصلة الأغصان بعضها ببعض.

(شجا)

(شجا) في حديث عائشة رضي الله عنها ووصفت أباها فقالت: (شجى النشيج) الشجو: الحزن وقد شجى يشجى فهو شج وشجوت الرجل وأشجيته. باب الشين مع الحاء (شحح) قوله تعالى: {وأحضرت الأنفس الشح} هو أن المرأة تشح على مكانها من زوجها، والرجل يشح على المرأة بنفسه إذا كان غيرها أحب إليه منها/ يقال: يشح ويشح. وقوله: {أشحة عليكم} أي بخلاء بالغنيمة يأتون الحرب معكم من أجل الغنيمة. ومنه قوله: {أشحة على الخير} وهو المال والغنيمة. وقوله تعالى: {ومن يوق شح نفسه} أي من وقى شر نفسه، يقال: رجل شحيح وشحاح، وزند شحاح وهو الذي لا يورى. وفي حديث على-رضي الله عنه- (أنه رأى رجلًا يخطب فقال: هذا الخطيب الشحشح) قال أبو عبيد: هو الماهر بالخطبة الماضي فيها، وكل ماض في كلام أو سير فهو شحشح. في حديث ابن عمر (أنه دخل المسجد فرأى قاضيًا صياحًا، فقال: اخفض من صوتك ألم تعلم أن الله تعالى ببغض كل شحاح) الشحاح: رفع الصوت، ويقال: الرافعة شحاح.

(شحط)

(شحط) وفي حديث ربيعة في الرجل الذي يعتق الشقص من العبد قال (يشحط الثمن ثم يعتق كله) أي يبلغ به أقصى القيمة يقال شحط فلان السوم إذا أبعد فيه، وقيل: معناه يجمع ثمنه من قولك شحطت الإناء إذا ملأته. (شحن) قوله تعالى: {في الفلك المشحون} أي المملوء يقال: شحنت السفينة إذا ملأتها. في الحديث (يغفر الله لكل بشر ما خلا مشركًا أو مشاحنًا). قال الليث: يقال: هو مشاحن له أي معاد، قال شمر: قال الأوزاعي: هو صاحب البدعة المفارق للجماعة والأمة. (شحا) في حديث كعب في صفة فتنة (قال ويكون فيها فتى من قريش يشحو فيها شحوًا كثيرًا) قال أبو العباس: الشحوي الواسعة الخطو من النوق وغيرها، قال الشيخ: وإذا كانت الدابة واسعة الخطو قيل: هي رغيبة الشجوة، أي كثيرة الأخذ من الأرض كأنه أراد تتوسع فيها وتمعن. ومنه حديث علي رضي الله عنه (وذكر/ فتنة فقال لعمار: لتشحون فيها شحوًا) يريد السعي والتقدم.

باب الشين مع الخاء

باب الشين مع الخاء (شخت) في حديث عمر-رضي الله عنه- (أنه قال للجني إني أراك ضئيلًا شحينًا) الشخيت: النحيف الجسم الدقيق، وهو مثل الضئيل سواء. (شخص) في حديث قيلة قالت: (فشخص بي) يقال للرجل إذا أتاه ما يقلقه قد شخص به، كأنه رفع من الأرض لقلقه، ومنه: شخوص المسافر وهو خروجه من منزله. باب الشين مع الدال (شدخ) في حديث ابن عمر في السقط (إذا كان شدخًا) روى شمر عن أبى عدنان عن الأصمعي يقال: هو شدخ صغير إذا كان رطبًا قال: وأخبرتني أم الخيلة أن الشدخ الذي يولد لغير تمام. (شدد) قوله تعالى: {حتى يبلغ أشده} الذي يؤنس منه الرشد مع بلوغه، والأشد: من خمس عشرة سنة إلى الأربعين سنة وهي جمع شدة مثل نعمة وأنعم، وهي القوة/ والجلادة في البدن والعقل وقد شد يشد شدة إذا كان قويًا قاله ابن الأعرابي.

وأما قوله: {اشدد به أزري} فمن شددت الشيء أشده إذا أوثقته. وقوله تعالى: {واشدد على قلوبهم} أي امنعها من التصرف والفهم عقوبة لهم حين فهموا فتعاموا عن ذلك، وقال الأصمعي: أي اطبع عليها. وقوله: {وشددنا ملكه} أي قويناه، وكان يحرس محرابه كل ليلة ثلاثة وثلاثون ألفًا من الرجال. وقوله تعالى: {أشداء على الكفار} أي غلظاء عليهم الواحد شديد. وقوله تعالى: {وإنه لحب الخير لشديد} أي من أجل حبه الخير وهو المال لبخيل، ويقال للبخيل شديد ومتشدد، ومنه قول طرفة: عقيلة الفاحش المتشدد وقال الفراء: أراد وإنه لشديد الحب للخير، وهو المال هذا أحد قوليه والثاني ما قلناه. وفي الحديث (يرد مشدهم على مضعفهم) يقال: رجل مشد إذا كانت دوابه شديدة قوية والمضعف الذي دوابه ضعيفة.

باب الشين مع الذال

باب الشين مع الذال (شذب) في صفته صلى الله عليه وسلم (أقصر من المشذب) قال القتيبي: هو الطويل البائن الطول، وأصله من النخلة الطويلة التي شذب عنها جريدها، قال: وأصل/التشذيب التفريق يقال: شذبت المال إذا فرقته فكأن المفرط الطول فرق خلقه ولم يجتمع قال ابن الأنباري: غلط لأنه لا يقال للبائن الطول إذا كان كثير اللحم مشذب، حتى يكون في لحمه بعض النقصان، يقال: فرس مشذب إذا كان طويلًا ليس بكثير اللحم، ومنه قولهم: رجل شاذب إذا كان مطرحًا ميئوسًا من فلاحه كأنه عرى من الخير شبه بالشذب وهو ما يلقى من النخلة من الكرانيف وغير ذلك. (شذذ) وفي قصة قوم لوط (ثم اتبع شذان القوم صخرًا منضودًا) أي من شذ عنهم. وخرج عن جماعتهم وتفسيره في حديث آخر (أنه رمى بقاياهم بكل مكان) قال الشاعر: تطاير شذان الحصى عن مناسم .... صلاب العجى ملثومها غير أمعرا أراد لشذان الحصى ما تطاير عن باطن منسمها لسرعة وقع أيديها في السير.

(شذر)

(شذر) في حديث علي رضي الله عنه (أن سليمان بن صرد قال له: لقد بلغني عن أمير المؤمنين ذرو من قول تشذر لي به) قال أبو عبيد: هو التوعد والتهدد، قال ابن الأعرابي: يقال تشذر فلان إذا تهيأ للحملة. وفي حديث عائشة رضي الله عنها (أن عمر رضي الله عنه شرد الشرك شذر مذر) أي بدده في كل وجه. باب الشين مع الراء (شرب) / قوله تعالى: {وأشربوا في قلوبهم العجل} أي سقى قلوبهم حب العجل فحذف الحب وأقيم العجل مقامه كما قال الشاعر: وكيف تواصل من أصبحت .... خلالته كأبي مرحب كخلالة أبي مرحب، وقال ابن عرفة: يقال أشرب قلبه محبة كذا أي حل محل الشراب.

وفي الحديث (إنها أيام أكل وشرب) رواه ابن الأنباري بفتح الشين، قال: الشرب بمعنى الشرب في قراءة من قرأ بفتح الشين (شرب الهيم) وقال الفراء: الشرب والشرب والشرب ثلاث لغات وفتح الشين أقلها إلا أن الغالب على الشرب جمع شارب وعلى الشرب الحظ والنصيب من الماء، ويقال أكل فلان ماله وشربه إذا أطعم الناس وسقاهم ويقال: رجل مشرب إذا كان مشربًا دمًا وحمرة. وفي حديث الشورى (أن جرعة شروب خير من عذب موب) الشروب من الماء الذي لا يشرب إلا عند الضرورة ضربه مثلًا لرجلين أحدهما أرفع وأضر، والآخر أنفع وأدون. وفي الحديث (أنه كان في مشربة له) أي في غرفة يقال: مشربة ومشربة والجمع مشارب ومشربات. وفي حديث عائشة رضي الله عنها (واشرأب النفاق) أي ارتفع وعلا وكل رافع رأسه فهو مشرئب. ومنه الحديث (فينادي مناد يوم القيامة/ فيشرئبون لصوته).

(شرج)

وفي حديث لقيط (ثم أشرفت عليها-يعني على الأرض-وهي شربة واحدة) قال القتيبي: إن هذا هو المحفوظ فإنه أراد أن الماء قد كثر فمن حيث أردت أن تشرب شربت وإن كان المحفوظ شربة-بفتح الراء-فهو حوض يكون في أصل النخلة يملأ ماء، يريد أن الماء قد وقف منها في مواضع فشبهها بالشربات. ومنه حديث جابر (أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حائط لنا فعدل إلى الربيع فتطهر وأقبل إلى شربة) والربيع: النهر، وإن كان المحفوظ-بالياء- فهي الحنظلة أراد أن الأرض اخضرت بالنبات. (شرج) وفي حديث الزبير رضي الله عنه (أنه خاصم رجلًا في سيول شراج الحرة) الشراج: مسائل الماء من الحرار إلى السهل واحدها شرج. ومنه الحديث (فتنحى السحاب فأفرغ ما في شرجة من تلك الشراج). وفي حديث علقمة بن قيس (وكان نسوة يأتينها مشارجات لها). قال القتيبي: أي أتراب وأقران، يقال: هذا شرج هذا وشريجه أي: مثله في

(شرح)

السن، وهذه مشارجة هذه، كما تقول مشاكلة. ومنه الحديث: (أصبح الناس شرجين) يعني نصفين نصف صيام ونصف مفاطير. وروى عن يوسف بن عمر قال: (أنا شريج الحجاج) أي مثله في السن وإذا شج الخشبة نصفين فكل واحد منهما شريج الآخر./ (شرح) قوله تعالى: {يشرح صدره للإسلام} أي يجعله واسعًا منفتحًا حتى يتقبله. في حديث ابن عباس قال: (أهل الكتاب كانوا لا يأتون النساء إلا على حرف، وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحًا) يقال: شرح فلان جاريته إذا وطئها على قفاها. وسأل رجل الحسن (أكان الأنبياء يشرحون إلى الدنيا مع علمهم؟ ) يريد كانوا ينبسطون إليها ويرغبون فيها، يقال: شرحت الأمر إذا بينته وأوضحته وشرحت للحم إذا فتحته، وهي الشريحة. (شرخ) في الحديث (اقتلوا شيوخ المشركين واستحيوا شرخهم) قال أبو عبيد: فيه قولان: أحدهما: أراد بالشيوخ الرجال المسان أهل الجلد منهم والقوة على

(شرد)

القتال ولم يرد الهرمي، وأراد بالشرح الصغار الذين لم يدركوا، فصار تأويل الخبر: اقتلوا البالغين واستبقوا الصبيان، وقيل: أراد بالشيوخ الهرمي الذين إذا سبوا لم ينتفع بهم للخدمة، وأراد بالشرخ الشباب أهل الجلد الذين يصلحون للملك والخدمة قال أبو بكر، في الشرخ قولان: يقال: الشرخ: أول الشباب فهو واحد يكفي من الجمع والاثنين كما تقول: رجل صوم ورجلان صوم، والشرخ: جمع شارخ مثل طائر وطير، وشارب وشرب قال المبرد: شرخ الشباب نضارته وقوته. (شرد) قوله تعالى: {فشرد بهم من خلفهم} أي أفعل بهم فعلا من العقوبة ويتفرق/ به من ورائهم فيشردهم، ويقال: شرد بهم إذا نكل بهم يقول: اجعلهم عبرة وعظة لمن وراءهم، ويقال: شرد به أي سمع به بلغة قريش قال شاعرهم: أطوف في الأباطح كل يوم ... . مخافة أن يشرد بي حكيم في الحديث (أن النبي صل الله عليه وسلم قال لخوات بن جبير (ما فعل شرادك) يعرض بقصته مع ذات النحيين، وهي معروفة وأراد بشراده أنه لما فرغ شرد في الأرض وانقلب فرقًا. (شرذ) قوله عز وجل: {إن هؤلاء لشر ذمة قليلونْ} قال ابن عرفة: الشرذمة: القطعة، وثوب شراذم أي مقطع.

(شرر)

(شرر) قوله تعالى: {أنتم شر مكانًا} أي أسر يوسف في نفسه أنهم شر مكانًا في السرق بالصحة لأنهم سرقوا أخاهم حين غيبوه في الغيابة عن أبيهم. وقوله: {ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير} أي يدعوا على نفسه وولده وماله عند الضجر عجلة منه ولا يعجل الله عليه. وفي دعائه عليه الصلاة والسلام (والشر ليس إليك) يفسر تفسيرين أحدهما: أن الشر لا يبتغى به وجهك ولا يتقرب به إليك. والثاني: أن الشر لا يصعد إليك وإنما يصعد إليه الطيب وهو الخير. وفي الحديث (إن هذا القرآن شرة ثم إن للناس عنه فترة) قوله (شرة) أي رغبة ونشاطًا. (شرشر) وفي حديث الإسراء (فيشر شر شدقه/إلي قفاه) يعنى يشققه ويقطعه. (شرس) وفي حديث عمرو بن معدي كرب إذ قال لسعد (العشيرة هم أعظمنا خميسًا وأشدنًا شر يسًا) أي شراسة، يقال: فيهم شريس وشراسة أي زعارة ويكون الشريس أيضًا الرجل الشرس.

(شرص)

(شرص) في الحديث (ما رأيت أحسن من شرصة على-رضي الله عنه-). الشرصة: الجلخة ذهاب مقدم الرأس وهما الشرصتان. (شرط) قوله تعالى: {جاء أشراطها} أي علاماتها، يقال: أشرط نفسه للشيء إذا أعلمه، وبه سميت الشرط لأنهم جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها. وفي الحديث (إن من أشراط الساعة أن يكون كذا) أي من علاماتها قال الأصمعي: ومنه الاشتراط الذي يشترط بعض الناس على بعض إنما هي علامات يجعلونها بينهم. وفي حديث الزكاة (ولا الهرمة ولا الشرط اللئيمة) الشرط: رذال المال كالدبر والهزيل، وقال أبو عبيد: أشراط المال صغار الغننم وشراره. وفي الحديث (نهى عن شريطة الشيطان) قيل: هي ذبيحة لا تفرى فيها الأوداج أخذ من شرط الحجام، وكان أهل الجاهلية يقطعون شيئًا يسيرًا من حلقها فتكون بذلك الشرط ذكية عندهم.

(شرع)

وفي حديث عبد الله (ويشترط شرطة للموت لا يرجعون إلا غالبين) الشرطة: أول طائفة/ من الجيش تشهد الواقعة. (شرع) قوله تعالى: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر} أي على دير ومنهاج كل يقال، ويقال شرع فلان سنة كذا إذا أخذ فيه قوله: {تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعًا} معناه أن حيتان البحر كانت ترد يوم السبت عنقًا من البحر يتاخم أبلة ألهمها الله أنها لا تصاد يوم السبت لنهيه اليهود عن صيدها فلما عتوا وصادوها بحيلة توجهت لهم مسخوا قردة، وقال الليث: حيتان شروع رافعة رؤسها. قوله تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجًا} قال ابن عرفة: الشرعة والشريعة سواء وهو الظاهر المستقيم من المذاهب، يقال: شرع الله هذا أي جعله مذهبًا ظاهرًا، وهو قوله: {شرع لكم من الدين} أي بين لكم وأظهر، ولهذا سميت الشريعة والشرعة لأنها في مكنا معلوم ظاهر من البحر والنهر تؤتي ظاهرًا معروفًا. وفي حديث علي رضي الله عنه (شرعك ما بلغك المحلًا) أي حسبك.

(شرف)

وفي حديث علي رضي الله عنه (أن رجلًا سافر مع أصحاب له فلم يرجع برجوعهم فاتهم أهله أصحابه فرفعوهم إلى شريح فسأل أولياء القتيل البينة فلما عجزوا عنها ألزم القوم الأيمان فأخبروا عليًا-رضي الله عنه-بحكم شريح) فأنشأ يقول: / [112/ ب] أوردها سعد وسعد مشتمل ... . يا سعد لا تروي بها ذاك الإبل ثم قال: (إن أهون السقى التشريع) ثم فرق علي بينهم وسألهم فأقروا بقتله فقتلهم، يقول: هذا الذي فعله شريح كان يسيرًا هينًا وكان نوله أن يحتاط ويستبرئ الحال بأيسر ما يحتاط بمثله في الدماء، كما أن أهون السقى التشريع، وهو إيراد أصحاب الإبل لهم شريعة لا تحتاج معها إلى نزع بالعلق ولا سقى في الحوض المعني إن هذا الذي فعله شريح من طلب البينة وإيجاب اليمين كان هينا فأتى الهين وترك الاحتياط من باب الامتحان، كما أن أهون السقى التشريع. (شرف) في الحديث (أمرنا بالأضاحي أن تستشرف العين والأذن) أي نتأمل سلامتهما من آفة بهما، كالعور والجدع، ويقال: استشرفت الشيء واستكففته كلاهما أن تضع يدك على حاجبك كالذي يستظل من الشمس حتى يستبين الشيء.

ومنه حديث أبي طلحة (أنه كان حسن الرمي فكان إذا رمى استشرفه النبي - صلى الله عليه وسلم - لينظر إلى موضع نبله). ومنه قول أبي عبيدة لعمر رضي الله عنهما (ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك) وقال شمر: الشرفة: خيار المال والجمع شرف، فيكون المعنى على هذا/ (أمرنا أن نتخير) يعني الأضاحي. وفي الحديث (لا تتشرفوا للبلاء) أي لا تطلعوا إليه. وفي حديث سطيح (يسكن مشارف الشام) هي كل قرية بين بلاد الريف وجزيرة العرب، قيل لها ذلك لأنها أشرفت على السواد، ويقال لها أيضًا المزارع والبراغيل. وفي حديث ابن زمل (وإذا أمام ذلك ناقة عجفاء شارف) قال القتيبي: هي المسنة من النوق وكذلك الناب ولا يقالان للذكر. وفي الحديث (ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف فخذه). قال الفراء: أشرفت على الشيء علوته، وأشرفت على الشيء اطلعت عليه من فوق، يقال ما يشرف له شيء إلا أخذه كأنه أراد وأنت غير طامع فيه ولا متطلع إليه.

وفي حديث ابن عباس (أمرنا أن نبنى المدائن شرفًا والمساجد جما) أراد بالشرف التي طولت أبنيتها بالشرف، الواحدة شرفة. (وقيل للأعمش: لم لم تستكثر من الشعبي؟ ) فقال: كان يحتقرني، كنت آتيه مع إبراهيم فيرحب به ويقول لي: اقعد ثم أيها العبد ثم أنشأ يقول: لا ترفع العبد فوق سنته .... ما دام فينا بأرضنا شرف أي شريف، يقال: هو شرف قومه أي شريفهم/وكريم قومه أي كريمهم وشرف كل شيء أعلاه، ويقال للشام شرف. وفي الحديث (إذا كان كذا وكذا إلى أن تخرج لكم الشرف الجون قالوا يا رسول الله ما الشرف الجون؟ قال: فتن كقطع الليل المظلم) قال أبو بكر: الشرف جمع شارف، وهي الناقة الهرمة، شبه الفتن في اتصالها وامتداد أوقاتها بالشرف من الإبل والجون السود واحدتهما جونة، وفي رواية أخرى (الشرق الجون) بالقاف وهو جمع شارق، وهو الذي يأتي من ناحية المشرق، وشرف جمع شارف وهو نادر، ولم يأت منه إلا أحرف معدودة باذل مبذل، وحائل وحول وعائذ وعوذ وعائظ وعوط. وفي الحديث: (ألا يا حمز للشرف النواء وهن معقلات بالفناء) لشرف المسان من الإبل النواء، السمان والني السمن وقد نوت الناقة تنوى نواية ونواية.

(شرق)

(شرق) قوله تعالى: {لا شرقية ولا غربية} يقول هذه الشجرة ليست تطلع عليها الشمس بالغداة والعشي فهو أنضر لها وأجود لزيتونها. وقوله تعالى: {فأتبعوهم مشرقين} أي لحقوهم وقت دخولهم في شروق الشمس، وهو طلوعها يقال: شرقت الشمس إذا طلعت وأشرقت إذا أضاءت على وجه الأرض وصفت./ ومنه الحديث (أن المشركين كانوا يقولون: أشرق ثبير كيما نغير) يريد ادخل أيها الجبل في الشروق كما تقول أجنب دخل في الجنوب وأشمل دخل في الشمال وقوله (كيما نغير) أي يدفع للنحر، يقال: أغار إغارة الثعلب إذا أسرع ودفع في عدوه. قوله تعالى: {بعد المشرقين} يعني المشرق والمغرب، كما يقال: القمران للشمس والقمر. وفي الحديث (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال حين ذكر الدنيا: إن ما بقى منها كشرق الموتى) قال ابن الأعرابي له معنيان: أحدهما: أن الشمس في ذلك الوقت إنما تلبث ساعة ثم تغيب فشبه ما بقى من الدنيا ببقاء الشمس تلك الساعة.

والوجه الآخر: شرق الميت بريقه حين تخرج نفسه فشبه قلة ما بقى من الدنيا بما بقى من حياة الشرق بريقه حتى تخرج نفسه. وفي حديث ابن مسعود (إنكم ستدركون أقوامًا يؤخرون الصلاة على شرق الموتى). وحكى أبو عبيد: أن الحسن بن محمد بن الحنفية رضي الله عنهم سئل عن هذا الحديث فقال: ألم أن الشمس إذا ارتفعت عن الحيطان وصارت بين القبور كأنها لجة فذلك شرق الموتى وهذا وجه ثالث./ وفي الحديث (نهى أن يضحي بشرقاء) قال الأصمعي: هي المشقوقة الأذن باثنين، يقال: شرق أذنه يشرقها إذا شقها. وفي حديث علي-رضي الله عنه- (لا جمعة ولا تشريق ولا أضحي إلا في مصر جامع) قال الأصمعي: التشريق: صلاة العيد أخذ من شروق الشمس لأن ذلك وقتها والمشرق المصلى، وفي أيام التشريق قولان: أحدهما: أنهم كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي أي يقددونها ويقطعونها، والثاني: ما سبق القول فيه.

وفي الحديث (أناخت بكم الشرق الجون) يعني الفتن، وقد مر تفسيره وفي الحديث (ظلتان سوداوان بينهما شرق) الشرق: الضوء، والشرق: الشمس والشرق الشق. وفي الحديث (أن طائرًا على مشريق باب من لا يغار على أهله) قيل: إنه الشق الذي يقع فيه صح الشمس عند شروقها شبه الكوة. في حديث ابن عباس (أنه قال في السماء باب للتوبة يقال له المشريق وقد رد حتى ما بقى إلا شرقه) قال أبو العباس: الشرق: الضوء الذي يدخل من شق الباب. وفي الحديث اصطلحوا على أن يعصبوه فشرق بذلك أي غص به ومنه قول الشاعر: * لو بغير المساء حلقي شرق*

(شرك)

/ وفي الحديث (أنه قرأ سورة المؤمنين فلما بلغ ذكر عيسى وأمه أخذته شرقة فركع) أراد به عي بالقرآءة كأنه غص بها. (شرك) قوله تعالى: {فلما آتاهما صالحًا جعلا له شركاء فيما آتاهما} أي نصيبًا، وقال سعيد بن جبير: أي في الاسم يعني أنهما يسميانه عبد الحارث، وهو عبد الله قال الشيخ: وسمعت الأزهري يقول: الشرك يكون بمعنى الشريك، ويكون بمعنى النصيب وجمعه أشراك قال لبيد: نظير عدائد الأشراك شفعًا ... . ووترًا والزعامة للغلام قيل: الأشراك أنصباء الميراث وقيل الشركاء. ومنه قوله تعالى: {وما لهم فيهما من شرك} أي من نصيب. وقوله تعالى: {إني كفرت بما أشركتموني من قبل} أي كفرت بشرككم أيها التباع كما قال: {ويوم القيامة يكفرون بشرككم} وقوله: {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال الأزهري: أي ادعهم إلى تحريم ما أحل الله مثل النحائر والسيب وأولاد الزنا، وهذا أمر وعيد كقوله: {اعملوا ما شئتم} وقد نهوا عن المعاصي، وقال ابن عرفة: مشاركته إياهم في الأموال اكتسابها من

(شرم)

الحرام وانفاقها في المعاصي، وفي الأولاد خبث المناكح./ وقوله: {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون} قال المبرد: أعلمهم الله أنه لن ينفعكم الإشراك في العذاب لأنهم منعوا التأسي وإنما التأسي في الدنيا يسهل المصيبة. وقوله تعالى: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم} أي فأجمعوا أمركم وادعوا شركاءكم ليعاونوكم. وقوله تعالى: {ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا} أي لا يعبد معه غيره ولا يعمل عملًا فيه رياء ولا سمعة ولا يكتسب الدنيا بعمل الآخرة. في حديث معاذ (أنه أجاز بين أهل اليمن الشرك في الأرض أراد الاشتراك في الأرض، وهو أن يدفعها صاحبها بالنصف والثلث وهو مصدر شركته في الأمر أشركه). ومنه حديث عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه (إن شرك الأرض جائز). وفي حديث أم معبد: تشاركن هزلي مخهن قليل أي عمهن الهزال فاشتركن فيه. (شرم) في حديث ابن عمر (أنه اشترى ناقة فرأى فيها تشريم الظئار فردها) قال

(شرى)

أبو عبيد: هو التشقيق، يقال للجلد إذا تشقق قد تشرم، ومنه قيل للمشقوق الشقة أشرم. وفي حديث كعب (أنه أتى عمر- رضي الله عنه بكتاب قد تشرمت نواحيه أي تشققت./ [116/ أ] وفي الحديث (أن أبرهة جاءه حجر فشرم أنفه فسمي الأشرم). ومعنى تشريم الظئار: أن تعطف الناقة على غير ولدها فترأمه، وإذا أرادوا ذلك شدوا أنفها وعينيها وحشوا خورانها بدرجة ثم خلوا الخوران بخلا لين وتركت كذلك يومًا فتظن أنها قد مخضت للولاد فإذا غمها ذلك نفسوا عنها واستخرجوا الدرجة، وقد هيئ لها حوار فتقدم إليها فتظن أنها قد ولدته فترأمه. (شرى) قوله تعالى: {وشروه بثمن بخس} أي باعوه. ومنه قوله: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله} أي يبيعها ببذلها في الجهاد وثمنها الجنة، وتكون شريت بمعنى اشتريت وهو من الأضداد.

وفي الحديث (كان لا يشاري) أي لا يلاج (ولا يماري) أي ولا يدافع ذا الحق عن حقه، وقال ابن الأعرابي: لا يشاري من الشر كأنه أراد لا يشار فقلب إحدى الراءين ياء، ولا يماري: أي لا يخاصم في شيء لا منفعة فيه. وفي حديث أم زرع (ركب شريًا وأخذ خطيًا) أي ركب فرسًا يستشري في سيره أي يلج ويتمادى. ومنه الحديث (في المبعث فشرى الأمر بينه وبين الكفار حين سب آلهتهم) أي لج في الفساد./ وقال أبو عبيد: معناه جاد الجري يقال شرى الرجل في غضبه واستشرى إذا أجد، وقال ابن السكيت: ركب شريًا أي فرسًا خيارًا فائقًا، وشراة المال وسراته-بالسين والشين-خياره. وفي حديث عائشة تصف أباها رضي الله عنهما (ثم استشرى في دينه) أي لج وتمادى يقال شرى البرق واستشري إذا تتابع لمعانه. وفي حديث آخر (حتى شرى أمرهما) أي عظم وتفاقم. وفي الحديث (كان شريح يضمن القصار شرواه) أي مثل الثوب الذي أخذه.

باب الشين مع الزاي

ومنه حديث علي-رضي الله عنه- (ادفعوا شرواها من الغنم) أي مثلها. باب الشين مع الزاي (شزب) في بعض الحديث (وقد توشح بشزبة كانت معه) قال ابن حمونة قال شمر: هي من أسماء القوس وهي التي ليست بجديد ولا خلق وكذلك الشزيب وأنشد: لو كنت ذا نبل وذا شزيب ... . ما خفت شدات الخبيث الذيب (شزن) في حديث لقمان بن عاد (وولاهم شزنه) قال أبو عبيد: هو الشدة والغلظة، يقول: يولي أعداءه شدته وبأسه فيكون عليهم كذلك وروى (شزنه) قال الأصمعي: أي عرضه وجانبه/ وفيه لغة أخرى (شزن) يقول: حين دهمهم الأمر ولاهم جانبه. وفي حديث الخدري (أنه أتى جنازة فلما رآه القوم تشزنوا ليوسعوا له) قال شمر: يقول: تحرفوا، يقال: تشزن الرجل للرمي-ومنه تشزن الرجل

باب الشين مع الصاد

للرمي، إذا تحرف واعترض ورماه عن شزن أي تحرف له وهو أشد الرمي، ومنه تشزن للرمي إذا استعد له. ومنه حديث عثمان رضي الله عنه (حين سئل حضور مجلس للمذاكرة، فقال: حتى أتشزن) أي استعد للاحتجاج مأخوذ من عرض الشيء وجانبه، وهو شزنه كأن المتشزن يدع الطمأنينة في جلوسه ويقعد مستوفزًا على جانب. ومنه حديث ابن زياد (نعم الشيء الإمارة لولا قعقعة البرد والتشزن للخطب). ومنه حديث ظبيان (فترامت مذحج بأسنتها وتشزنت بأعنتها) أي استعدت. باب الشين مع الصاد (شصص) في حديث عمر (رأى غلامه يحمل على إبل الصدقة قال: فهلا ناقة شصوصًا) الشصوص التي قد ذهب لبنها، وقد شصت وأشصت. ومنه حديث آخر (أن فلانًا اعتذر إليه من قلة اللبن فقال: إن ماشيتنا شصص) يقال: شصوص وشصص وشصائص.

باب الشين مع الطاء

باب الشين مع الطاء (شطأ) / قوله عز وجل: {أخرج شطأه} أي فراخه حين يفرخ الزرع يقال: أشطأ [117/ب] البداء نبت في أصوله ما هو أصغر منه. (شطب) في حديث أم زرع (مضجعه كمسل شطبة) قال أبو عبيد: الشطبة ما شطب من جريد النخل، وهو سعفه وذلك أنه يشقق منه قضبان دقاق ينسج منه الحصر أرادت أنه ضرب اللحم دقيق الخضر شبهته بتلك الشطبة، وقال الحربي: نحوا منه، وقال ابن الأعرابي: أرادت بمسل الشطبة سيفا سل من غمده شبهته. وفي الحديث (فحمل عامر بن ربيعة على عامر بن الطفيل فشطب الرمح عن مقتله) قال ابن الأعرابي: شطب وشطف أي عدل وقال الحربي: أراد لم يبلغه. (شطر). قوله تعالى: {فول وجهك شطر المسجد الحرام} أي نحوه ونصب شطر على الظرف المعنى إلى شطر المسجد الحرام.

(شطط)

وفي حديث القاسم بن محمد (لو أن رجلين شهدا على رجل بحق أحدهما شطير) أي غريب، والجمع شطر وهم البعداء، ومنه أخذ الشاطر، لأنه يغيب عن منزله، يقال: شطر عنا يشطر شطورًا إذا تباعد وقال ابن عرفة: إنما سمي شاطرًا لأنه شطر نحو البطالة وتباعد عن السكون والقرار، ويقال منزلك شطير أي بعيد. وروى بهز عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من منع صدقة [118/ 1] فإنا آخذوها وشطر ماله، عزمة من عزمات الله تعالى) وقال الحربي: / غلط بهز في لفظ الرواية وإنما قال (وشطر ماله) يعني أنه يجعل شطرين فيتخير عليه المصدق فيأخذ الصدقة من خيار الشطرين عقوبة لمنعه الزكاة، فأما ما لا يلزمه فلا. وفي الحديث (من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة) قال سفيان: هو أن يقول في أقتل أق كما يقول كفى بالسيف شا. (شطط) قوله تعالى: (لقد قلنا إذا شططا) أي قولًا بعيدًا من الحق تقول فلان يشطني إذا شق عليك.

(شطن)

وفي الحديث (أعوذ بك من الضبنة في السفر وكآبة الشطة). قال الشيخ: الشطة: بعد المسافة. (شطن) قوله تعالى: /} وإذا خلوا إلى شياطينهم} يعني مردتهم قال ابن عرفة: [18/ ب] الشيطان من الشطن، وهو الحبل الطويل المضطرب والشطن: البعد فكأنه تباعد عن الخير وطال في الشر واضطراب ثم يقال للإنسان شيطان أي كالشيطان في فعله جرير: أزمان يدعونني الشيطان من غزلي .... وهن يهويني إذ كنت شيطانًا وقوله تعالى: {كأنه رءوس الشياطين} قيل: هي حيات لها رءوس منكرة وأعراف، وقيل: رءوس الشياطين نبت معروف، وقيل: بل أريد بها الشياطين المعروفة وكل شيء يستقبح كأنه يشبه بالشيطان فيقال: كأن وجهه وجه شيطان وكأن رأسه رأس شيطان وإنها وإن لم يرها الآدميون فهو مستبشع عندهم، ومنه قول امرئ القيس: أيقتلني والمشرفي مضاجعي ... ومشنونة زرق كأنياب أغوال وسئل الحربي عن معنى قوله- عليه الصلاة والسلام- (أن الشمس تطلع بين قرني شيطان) فقال: هذا مثل، يقول: حين يتحرك الشيطان ويتسلط

(شطط)

وكذلك قوله: (الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) إنما هو أن يتسلط كلية لا أن يدخل جوفه وهو مثل يقال شط وأشط واشتط إذا جاره. (شطط) ومنه قوله: (ولا تشطط) أي لا تجرفي الحكم وأصله من شطت الدار تشط وتشط إذا بعدت، وقد يكون متعديًا، يقال شطني يشطني فهو شاطي وشاط أي ظالم. ومنه حديث تميم الداري (أن رجلًا كلمه في كثرة العبادة فقال: أرأيت إن كنت مؤمنًا ضعيفًا وأنت مؤمن قوي أئنك لشاطي حتى أحمل قوتك على ضعفي) قال أبو عبيد: يقل إذا كلفتني مثل وأنت مؤمن قوي وأنا ضعيف فهو جور منك، مأخوذ من الشطط وهو الجور، وقال ابن عرفة: معنى قوله: (ولا تشطط) أي لا تباعد عن الحق مأخوذ من شطت الدار إذا بعدت، وقال أبو زيد: يقال شطني. وفي الحديث (كل هوى شاطن في النار) الشاطن: البعيد من الحق لأنه [119/ أ] شطن عن أمر ربه، ومنه: نوى شطون وشاطن./

باب الشين مع الظاء

باب الشين مع الظاء (شظظ) في الحديث (أن رجلًا كان يرعى لقحة ففجها الموت فنحرها، بشظاظ) قال القتيبي: هو العود الذي تدخله في عروة الجوالق والجمع أشطة، ومنه قالوا: أشط الرجل إذا انتشر عليه ما عنده. (شظف) في الحديث (أنه عليه الصلاة والسلام لم يشبع من طعام إلا على شطف). الشطف: شدة العيش وضيقه. (شظى) في الحديث (يعجب ربك من راعٍ في شظية يؤذن ويقيم الصلاة). قال الأزهري: الشظية: والشنظية فنديرة من فنادير الجبال وهي قطعة من رءوسها. وفي حديث آخر (فانشطت رباعية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي انكسرت، يقال تشطى الشيء وانشط، وهي الشظية. بابا الشين مع العين (شعب) قوله تعالى: {وجعلناكم شعوبًا وقبائل} قال الفراء: الشعوب أكبر من

القبائل/ وقال الليث: الشعب: ما تشعب من قبائل العرب قال: والشعوبي الذي يصغر شأن العرب، ولا يرى لهم فضلًا على غيرهم، قيل لهم ذلك لأنهم يتأولون في قول الله تعالى: {وجعلناكم شعوبًا وقبائل) على أن الشعوب من العجم كالقبائل من العرب. وفي الحديث (إذا قعد الرجل بين شعبها الأربع) قيل: هي اليدان [119/ ب] والرجلان، / وقيل: بين رجليها وشفريها، وقال شمر: الشعبة طائفة من كل شيء والقطعة منه، قال الليث: وأقطار الفرس شعبه. وفي حديث مسروق (أن رجلًا من الشعوب أسلم فكانت تؤخذ منه الجزية) قال أبو عبيد: الشعوب- ها هنا العجم وفي غيره جمع الشعب وهو أكبر من القبيلة. وفي الحديث: (أن رجلًا قال لابن عباس: ما هذه الفتيا التي شعبت الناس؟ ) أي فرقتهم، يقال: شعب الرجل أمره إذا فرقه وشتته قال الشاعر: وإذا رأيت المرء يشعب أمره ... شعب العصا ويلج في العصيان ومنه حديث عائشة ووصفت أباها رضي الله عنهم فقالت (يرأب شعبها) أي شعب الأمة أي إذا افترقت كلمتها لأمر بينها ويكون الشعب بمعنى الإصلاح وهو من الأضداد، ومنه قيل لمصلح البرام المكسورة شعاب، والشعب الصدع.

(شعث)

وفي الحديث (ما زالت واضعًا رجلي على خده حتى أزرته شعوب). أي أزرته المنية، وسميت شعوب لأنها تفرق، يقال: شعبت الشيء إذا فرقته، وإذا جمعته أيضًا، ولا تصرف شعوب لأنها مؤنثة معرفة. وفي حديث عبد الله (وشعب صغير من شعب كبير) أي صلاح قليل من فساد كثير. (شعث) في حديث عمر- رضي الله عنه-/ (شعث ما كنت مشعثًا) أي فرق [120/ أ] ما كنت مفرقًا قال ذلك لزيد لما فرع أمر الجد مع الإخوة، ويقال للأمر إذا انتشر ق تشعث قال شمر: فسره شعبة فقال: التشعيث التفريق يقال شعثه الدهر إذا أخذ ماله. (شعر) قوله تعالى: {لا حلوا شعائر الله} قال ابن عرفة: شعائر الحج آثاره وعلاماته، والعرب تقول: بيننا شعار أي علامة، ومنه إشعار الهدى، وهو أن تجعل على البدنة علامة يعلم بها أنها من الهدى قال الزجاج: الشعائر كلما كان من موقف ومسعى وذبح، وإنما قيل شعائر لكل علم مما تعبد به، لأن قولهم

شعرت به أي علمت، ولهذا سمى الإعلام التي هي متعبدات شعائر الواحدة شعيرة، قال الشيخ: وسمعت الأزهري، يقول: الشعائر: المعالم التي ندب الله إليها وأمر بالقيام بها وقال الفراء والأخفش: هي أمور الحج وكل هذه التفاسير واحد. قوله تعالى: {وأنه هو رب الشعري} نجم في السماء وهما شعريان أحدهما: العبور، والأخرى: الغميصاء، سميت العبور لأنهم قالوا أنها عبرت المحرم سميت الأخرى الغميصاء لأنها تتوقد توقد العبور قالوا: وليس في السماء نجم يقطعها عرضًا غيره وقد عبدها أبو كبشة الخزاعي فيمن تابعه خلافًا [120/ ب] لقريش في عبادة الأوثان فكانت قريش تشبه رسول/ الله - صلى الله عليه وسلم - لخلافه إياهم في عبادة الأصنام، وأنزل الله في تكذيب أبي كبشة: {وأنه هو رب الشعري} أي هو رب النجم الذي ضل جهته من ضل. وفي الحديث (لا سلب إلا لمن أشعر علجا أو قتله) قال شمر: يعني طعنه حتى يدخل السنان جوفه، من إشعار الهدى وهو إعلامه. ومنه الحديث (أن التجيبي دخل على عثمان- رضي الله عنه- فأشعره مشقصا) أي دمي به. وفي مقتل عمر- رضي الله عنه (أن رجلًا رمي الجمرة فأصاب صلعة عمر

فدماه فقال رجل من بني لهب أشعر أمير المؤمنين) أي أعلم للقتل كما تعلم البدنة إذا سيقت إلى المنحر، تطير اللهبي، فحقت طيرته لأنه لما رجع قتل، فكانت العرب تقول للملوك إذا قتلوا أشعروا صيانة لهم عن لف القتل، وكانوا يقولون: دية المشعرة ألف بعير يريدون الملوك. وفي الحديث (أنه أعطى النساء اللواتي غسلن ابنته حقوه فقال: أشعرنها إياه) أي اجعلنه شعارها الذي يلي جسدها سمى شعارًا لأنه يلي شعر الجسد. ومنه الحديث (أنتم الشعار دون الدثار) أي أنتم الخاصة والبطانة. وفي الحديث (أن شعار أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يا منصور أمت أمت) الشعار: العلامة ينصبونها ليعرف الرجل بها رفعته./ [121/ أ]. وفي الحديث (أن جبريل عليه السلام قال: مر أمتك حتى يرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعار الحج) أي من علاماته. وفي الحديث (أنه لما أراد قتل أبي بن خلف تطاير الناس عنه تطاير الشعر عن البعير) قال القتيبي: الشعر جمع شعراء وهي ذبان حمر تقع على الإبل والحمير فتؤذيها.

(شعش)

وفي أبيات أبي طالب بن عبد المطلب: ليت شعري مسافر بن أبي عمرو .... وليت يقولها المحزون أي ليت علمي، يقال: ليت شعري فلانًا ما صنع وليت شعري لفلان ما صنع، وعن فلان ما صنع، قال الشاعر: يا ليت شعري عنكم حنيفًا وفي الحديث (أهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعارير). وهي صغار القثاء، واحدها شعرور. وفي الحديث (فتطايرنا عنه تطاير الشعارير) قال بعض أهل الأدب: الشعارير: ما يجمع على دبرة البعير من الذبان فإذا هيجت تطايرت عنها وتفرقت، والشعارير أصلها المتفرقة، قال: والشعراء ذباب الكلب ويجمع على الشعر. (شعش) وفي الحديث (أنه ترد ثريدة فشعشعها) قال ابن المبارك: أي خلط بعضها ببعض كما يشعشع الشراب بالماء، وقال شمر: قال غيره شعشع الثريدة إذا رفع [121/ ب] رأسها، / والشعشع والشعشعان الطويل المرتفع.

(شعع)

ومنه الحديث (تراه عظيما شعشعًا) ورواه أبو عبيد بالسين والغين (سغسغها). وفي بعض الروايات (إن الشهر قد تشعشع فلو صمنا بقيته) قال شمر: من روى هذه الرواية ذهب به إلى رقة والشهر وقلة ما بقى منها كما يشعشع اللبن بالماء إذا رقق بالماء. (شعع) وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه (سترون بعدي ملكًا عضوضًا وأمة شعاعًا أي مختلفين متفرقين، ي قال: ذهبت نفسي شعاعًا إذا انتشرت، وقال الشاعر: فلا تتركي نفسي شعاعًا فإنها ... من الوجد قد كادت عليك تذوب. (شعف) قوله تعالى: {قد شغفها حبا} في قراءة من قرأ بالعين أي برح بها حبه، يقال: هو مشعوف بفلانة، وقال الليث: شعفة القلب معلق النياط، ومنه يقال شعفني حبه أي غشيني الحب انقلب من فوقه. وفي الحديث في عذاب القبر (فإذا كان الرجل صالحًا أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف) قال: الشعف: الفزع حتى يذهب القلب، وقد يستعار في الحب.

(شعل)

وفي الحديث (أو رجل في شعفة في غنيمة له حتى يأتيه الموت وهو معتزل [122/أ] الناس وما هم فيه ويرجع إلى كفاف لا يحتاج إليهم)./ وقال رجل (ضربني عمر فأعانني الله بشعفتين في رأسي) أي ذؤابتين يعني أنما وقتاه الضرب. وفي حديث (يأجوج ومأجوج عراض الوجوه صغار العيون صهب الشعاف) أي حمر الشعور واحدتها شعفة، وهي أعلى الشعر وشعفة كل شيء أعلاه. (شعل) وقوله تعالى: (واشتعل الرأس شيبا) أي كثر شيب الرأس ودخل في قوله: (الرأس) شعر الرأس واللحية لأنه كله من الرأس. وفي الحديث (أنه شق المشاعل يوم خيبر) يعني رقاقًا كانوا ينتبذون فيها، الواحد مشعل. وفي حديث عمر (قام فأصلح الشعيلة) أي الذبالة. (شعن) وفي الحديث (جاء رجل طويل مشعان الرأس) أي منتفش الشعر. قال الأصمعي: رجل مشعان وشعر مشعان وهو الثائر المتفرق.

باب الشين مع العين

باب الشين مع العين (شغر) في الحديث (لا شغار) كان الرجل في الجاهلية يقول للرجل: شاعرني أي زوجني أختك على أن أزوجك أختي أو ابنتي من غير مهر كان بينهما وقيل لذلك شغار لأن كل واحد منهما يشغر إذا نكح، وأصل الشغر للكلب وهو أن يرفع إحدى رجليه ويبول فكنى بذلك عن النكاح، وبلدة شاغرة برجلها: أي/ مفتفتة لا يمنتع من غارة، وقال بعضهم: الشغر: البعد، ومنه قولهم: بلد [122/ب] شاغر إذا كان بعيدًا عن الناصر والسلطان، وهو قول الفراء وقال أبو زيد: يقال اشتغر الأمر به أي عظم واتسع، واشتغرت الحرب بينهم أي اتسعت وعظمت. (شغف) قوله تعالى: {قد شغفها حبًا) أي أصاب حبه شغاقها، وقال الحسن: قد بطنها حبه، وقال ابن عرفة: الشغاف حجاب القلب وقيل: سويداء القلب وهو الشغف أيضًا ومن قرأ: (شعفها) بالعين أراد ذهب به كل مذهب، وقد مر تفسيره، وقال قتادة: شغفها بالغين أي علقها، وقال يونس: أصاب شغافها كما تقول: كبده أصاب كبده ورأسه أصاب رأسه وأهل هجر يقولون للمجنون: مشغوف.

(شغل)

(شغل) وفي الحديث (أن عليًا رضي الله عنه- خطب الناس على شغلة) أي على بيدر وقال ابن الأعرابي: الشغلة والعزمة والبيدر والكر واحد. (شغى) وفي حديث عثمان رضي الله عنه (فرأي شيخًا أشفى) هو الذي تختلف بنية أسنانه ولا تتسق، ويقال: الشغى خروج الثنيتين من الشفة، وإنما قيل للعقاب شغواء لتعقف في منقارها. باب الشين مع الفاء (شفر) [123/ أ] في الحديث أن سعد بن الربيع قال: (لا عذر لكم إن وصل إلى رسول الله/ - صلى الله عليه وسلم - فيكم شفر يطرف) قال أبو بكر: الشفر واحد الأشفار، وهي حروف الأجفان التي ينبت فيها الشعر، وفيها لغتان شفر وشفر. وفي الحديث (أن فلانًا كان شفرة القوم في سفرهم) معناه أنه كان خادمهم الذي كان يكفيهم مهنتهم شبه بالشفرة تمتهن في قطع اللحم وغيره. (شفع) قوله تعالى: {والشفع والوتر} الشفع: يوم النحر، والوتر: يوم عرفة، وقيل: الشفع والوتر الأعداد كلها، وقيل: الوتر الله عز وجل،

والشفع جميع الخلق خلقوا أزواجًا وقال ابن عباسٍ: الوتر آدم عليه السلام شفع بزوجته. قوله عز وجل: {من يشفع شفاعة حسنة} أي من يزد عملًا إلى عملٍ من الشفع وهي الزيادة. وقوله تعالى: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين}. وقوله: {ولا تنفعها شفاعة} قال ابن عرفة: أي ليس شافع فتنفعها شفاعته وإنما نفى الله تعالى في هذه المواضع الشافع لا الشفاعة ألا تراه يقول: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى}. وفي الحديث (أنه بعث مصدقًا فأتاه بشاة شافع) قال أبو عبيد: هي التي معها ولدها: سميت بذلك لأن ولدها شفعها وشفعته هي وقال الفراء: شاة شافع إذا كان في بطنها ولد ويتلوها آخر، وأما الماخض: فهي التي ضربها المخاض وقد مخضت ومخضت وتمخضت وامتخضت./ [123/ ب]. وفي الحديث (شفعة الضحى ركعتا الضحى) قال القتيبي: الشفع الزوج ولم أسمع به مؤنثًا إلا هاهنا، أحسبه ذهب بتأنيثه إلى الفعلة الواحدة أو إلى الصلاة.

(شفف)

وفي حديث الشعبي (الشفعة على رءوس الرجال) معناه: أن تكوين الداريين جماعة مختلفي السهام فيبيع واحد منهم نصيبه فيكون ما باع لشركائه بينهم على رءوسهم لا على سهامهم، وقال أحمد بن يحيى: الشفعة: اشتقاقها من الزيادة، وهو أن تشفع فيما تطلب فتضمه إلى ما عندك فتشفعه أي تزيده. (شفف) في الحديث (نهى عن شف ما لم يضمن) الشف: الربح. في الحديث (فمثله كمثل ما لا شف له). وفي حديث آخر (ولا تشفوا أحدهما على الآخر) يقول: لا تفضلوا والشف النقصان، وهو من الأضداد. وفي حديث الصرف (فثف الخلخالان نحوًا من دانق فقرضه) أي أراد الخلخال، يقال: شففت تشف أي زدت، وهذا درهم يشف قليلًا أي ينقص. وفي حديث عمر رضي الله عنه (لا تلبسوا نساءكم القباطي إن لا يشف فإنه يصف) يقال شف الثوب عن المرأة يشف شفوفًا إذا بدا ما وراءه من

(شفق)

خلفها، والمعنى أن القباطي ثياب رقاق ضعيفة النسج فإذا لبتها المرأة لصقت بأردافها فوصفتها فنهى عمر عن لبسها وأحب/ أن يكسين الثخان الغلاظ. [124/ أ]. وفي حديث أم زرع (وإن شرب اشتف) أي شرب ما في الإناء كله، والشفافة: الفضلة التي تتبقى في الإناء. ومن أمثالهم: ليس الري كالتشاف معناه ليس من لا يشرب جميع ما في الإناء لا يروى، يقال تشاففت ما في الإناء واشتففت. وفي حديث أنس (كادت الشمس تغرب فلم يبق منها إلا شف). قال شمر: معناه إلا شيء قليل وشفافة النهار بقيته وكذلك الشفا. (شفق) قوله تعالى: {فلا أقسم بالشفق} الشفق: الحمرة التي ترى في المغرب بعد غيبوبة الشمس. وقوله تعالى: {مشفقون منها} أي خائفين. (شفن) وفي الحديث (أن مجالدًا رأى الأسود يقص فشقن إليه). قال أبو عبيد: الشفن أن يرفع الإنسان طرفه إلى الشيء ناظرًا إليه كالمتعجب منه الكاره له، ومثله شنف له، وإذا أبغضه قيل شنفه. (شفا) قوله عز وجل: {على شقا جرف هار} أي على حرف جرف.

ومثله قوله: {شفا حفرة من النار} يقال: أشفا على الهلاك إذا أشرف عليه وشفا كل شيء حرفه، وشفوان اثنان والجمع أشفاء ممدودة. في حديث ابن زمل (فأشفوا على المرج) أي أشرفوا عليه قال القتيبي: ولا يكاد يقال أشفى إلا في الشر. وفي حديث آخر (وقد أشفى على الموت) يقال: أشفى على الشيء وأشاف عليه إذا قاربه. [124/ ب] وفي حديث/ ابن عباس (ما كانت المتعة إلا رحمة رحم الله بها أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ولولا نهيه عنها ما احتاج إلى الزنا إلا شفا) أي إلا خطيئة من الناس لا يجدون شيئًا قليلًا يستحلون به الفرج. وفي حديث عمر رضي الله عنه (إذا ائتمن أدى وإذا أشفى ورع) يقول: إذا أشرف على مال يأخذه كف أو إلى معصية ورع. ومنه الحديث (لا تنظروا إلى صوم الرجل وصلاته ولكن أنظروا إلى ورعه إذا أشفى) يردي إذا أشرف على الدنيا. وفي الحدي (فلما هجا حسان كفار قريش شفا واشتفى) أي شفا المؤمنين واقتص بالشفاء أيضًا.

باب الشين مع القاف

باب الشين مع القاف (شقح) في حديث أم سلمة (قال لها عمار دعي هذه المقبوحة المشقوحة) يعني زينب- قوله (المشقوحة) أي المكسورة، تقول لأشقحنك شقح الجوز بالجندل أي لأكسرنك، المقبوحة: الملعونة يقال قبحه الله من القبح وليس من القبح. وفي حديث عمار (أنه قال لما تناول من عائشة رضي الله عنها: اشكت مقبوحًا مشقوحًا منبوحًا) قال أبو زيد: يقال: لعن الله قلانًا وشفحه، والشقح: الكسر والشقح: البعد، والشقح: الشج، وهو قبيح شقيح قال يعقوب: يقال قبحًا له وشقحًا وقبحًا قال الليث: والمنبوح: / الذي يضرب له مثل [125/ أ] الكلب. وفي الحديث (أن حيي بن أخطب جيء به وعليه حلة شقحية). قال القتيبي: هي الحمراء. ومنه الحديث (نهي عن بيع الثمر قبل أن يشقح) قال الأصمعي: إذا تغيرت البسرة إلى الحمرة يقال هذه شقحة وقد أشحقت. (شقص) في الحديث (من باع الخمر فليشقص الخنازير).

حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الرازي إملاء من حفظه قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن النضر حدثنا شهاب بن عباد أبو عمر حدثنا طعمة بن عمرو الجعفري عن عمر بن بيان التغلبي عن عروة بن المغيرة بن شعبة عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من باع الخمر ... الحديث) وحدثناه أبو جعفر محمد بن محمد بن أحمد بن داود الشرقي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن نصر حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا وكيع سمعت طعمة يقول: (فليعضها أعضاء للبيع كما تعصي الشام إذا بيعت) المعنى من استحل بيع الخمر فليستحل بيع الخنزير فإنهما في التحريم ساء، وهذا لفظ أمر معناه التحريم، وقيل: للقصاب مشقص. وفي الحديث (أن رجلًا أعتق شقصا من مملوكٍ) قال شمر: الشقص والشقيص النصيب والشرك. وفي الحديث (أنه كوى أسعد أو سعدًا في أكلحة بمشقص ثم حسمه) [125/ ب] المشقص: نصل/ السهم إذا كان طويلًا فإذا كان عريضًا فهي المعبلة. وفي حديث ضمضمٍ (قال: رأيت أبا هريرة يشرب من ماء الشقيط) قال الأزهري: (هي جرار من الخزف يجعل فيها الماء، وقال الفراء: الشقيط الفخار.

(شقق)

(شقق) قوله عز وجل: {وإن خفتم شقاق بينهما} أي خلاف بينهما لأن كل واحد منهما يكون في شق أي في ناحية، والشقاق: العداوة والخلاف. ومنه قوله تعالي: {في عزة وشقاق} وقوله: {شافوا الله ورسوله} أي جانبوه فصاروا في شق. وقوله تعالي: {بعدت عليهم الشقة} قال ابن عرفة: أي الناحية التي يدنو إليها قال الفراء: وجمعها شقق، وحكي عن بعض قيس شقق قال اليزيدي: يقال إن فلانًا لبعيد الشقة، أي بعيد السفر وأراد بذلك غزوة تبوك. وقوله تعالي: {لم تكونوا بالغية إلا بشق الأنفس} قال قتادة: أي بجهد الأنفس، وقال ابن عرفة: يقال: هم بشقة من العيش وشق كل شئ نصفه، يقال خذ هذا الشق لشقه الشاة، والمال بيني وبينك شق الشعرة، ويقال شق الشعرة، ويقال شققت عليه شقًا- بالفتح .. ومنه قوله: {وما أريد أن أشق عليك} أي لا أحملك من الأمر ما يشتد عليك. وفي الحديث (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) / [126/ 1] أي لولا أن أثقل عليهم.

وفي الحديث (أنه اسأل عن سحائب وعن برقها فقال: أخفوا أم وميضًا أم يشق شقًا) قال أبو عبيد: معنى قوله} يشق شقًا} هو البرق الذي تراه مستطيلًا إلى وسط السماء، وليس له أعترا. وفي حديث أم زرع (وجدتني في أهل غنيمة بشق) هكذا الرواية والصواب (يشق) قيل: هو هامنا موضع بعينه. وفي الحديث (قلما شق الفجران أمر بإقامة الصلاة) أي طلع الفجران. وفي الحديث علي رضي الله عنه (إن كثيرًا من الخطب من شقائق الشيطان) قال الليث: الشقشقة: لهاة الجمل العربي، ولا يكون ذلك إلا للعربي. ويروى لعلي رضي الله عنه: لسانًا كشقشقة الأرجين .... كالحسام البتار الذكر ويروى (اليمان الذكر) قال الأزهري: شبه الذي يتفيهق في ولا يبالي ما قال من صدق أو كذب بالشيطان، والعرب تقول للخطيب الجهير الصوت الماهر بالكلام هو أهرت الشقشقة وهربت الشدق، ومنه قول ابن مقبل يذكر قومًا بالخطابة: عاد الأذلة في دار وكان بها .... هرت الشقائق ظالمون للجزر قال شمر: والعرب تقول للشقشقة شمشقة أيضًا

باب الشين مع الكاف

قوله تعالى: {ولم أكن بدعائك رب شقيًا} أي لم تكن تشقيني بالرد/ (126/ب) ويقال لكل من سعى في أمر فبطل سعيه قد شقي به وإذا أدركه قيل: قد سعد به. باب الشين مع الكاف (شكر) قوله تعالى: {إن ربنا لغفور شكور قال ابن عرفة: يغفر السيئات يشكر الحسنات وقال غيره: الشكور من صفات الله تعالى، معناه أنه يزكوا عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء. وقوله تعالى: {فاشكروني} قال الفراء: كلام العرب شكرت لك ونصحت لك وشكرتك ونصحتك، والفصيح هو الأول. وقوله تعالى: {جزاء ولا شكورًا} جمع شكر، وكذلك (كفروًا) ويكونان مصدرين قال ذلك الأخفش. وفي الحديث (من أذلت إليه نعمة فليشكرها) قال ابن عرفة ليثن بها قال: والشكر الثناء باللسان للعارفة مأتاها وقال غيره: الشكر معرفة الإحسان والتحدث به. وفي حديث يأجوج ومأجوج (وإن دواب الأرض تسمن وتشكر شكرًا من لحومهم) قوله (تشكر) أي تمتلئ يقال شكرت الشاة. شكرًا إذا امتلأ ضرعها لبنا وشاج شكري.

(شكس)

في حديث عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه (أنه قال لسميرة هلال [127/ 1] يا هلال: / أبقى من كهول بني مجاعة أحد؟ قال نعم وشكير كثير قال: نصحك عمر وقال: كلمة عربية، قال: فقال جللوه: وما الشكر يا أمير المؤمنين؟ قال: ألم تر إلى الزرع إذا زكا فأفرخ فنبت في أصوله فذلك السكير)، وقال الأزهري: أراد بقوله (وشكير كبير أي ذرية صغار شبههم بشكير الزرع، وهو ما نبت منه صغارًا في أصوله. وقال يحيي بن يعمر لرجل طالبته زوجته بالمهر (أن سألتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلها وضلها) قال المبرد: شكرها فرجها وأنشد: صناع بإفشاء حصان بشكرها ... جواد بقوت البطن والعرق زاخر (شكس) قوله تعالى: {شركاء متشاكسون} أي مختلفون عشرون لا ينفقون. (شكع) في حديث عمر رضي الله عنه (فأشكعه ذلك) أي أمله وأضجره: ومنه قول أبي وجزه: والقلب شاكي الهوى من حبها شكع.

(شكك)

ويقال: أراد فأغضبه ذلك. (شكك) قوله تعالى: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك} الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، والمراد غيره ممن شك في تنزيل القرآن، والعرب تفعل ذلك تخاطب الرجل، ويريد بمخاطبتها غيره ممن يسمع أو يبلغ، ومثله في القرآن كثير منها قوله: {يا أيها النبي اتق الله} دل على ذلك قوله: {واتبع ما يوحي إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا} ولم يقل تعمل. وقوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} أي سل من أرسلنا إليه من قبلك رسلًا من رسلنا، يعنى أهل الكتاب، الخطاب له، والمراد المشركون. وفي الحديث (أنا أولى بالشك من إبراهيم) تأويله أنه لما نزل عليه} وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموت قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي}. فقال قوم سمعوا ألأيه: شك إبراهيم ولم يشك نبينا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تواضعًا منه وتقديمًا لإبراهيم على نفسه أنا أحق بالشك منه، المعنى أنا لم أشك، ونحن دونه فكيف يشك هو، قال ذلك القتيبي، وتأويل قوله: {ليطمئن قلبي} أي بيقين النظر قال: واليقين جنسان: يقين السمع ويقين البصر وهو أعلاهما، ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة موسى عليه السلام أنه لما أعلمه

(شكل)

بعبادتهم العجل لم يلق الألواح فلما عاينهم ألقاهم، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ليس المخبر كالمعاين). (شكل) وقوله تعالى: {كل يعمل على شاكلته} أي على ناحيته وطريقته وطريق ذو شواكل: إذا كان تشعب منه طرق كثيرة، وقال قتادة: على شاكلته على جانبه، [128/ 1] وعلى ما ينوي، وقال ابن عرفة: شاكلته/ خليفته ومذهبه ويقال: ليس هذا من شكلي أي من مذهبي وما يشبه أفعالي. وقوله تعالى: {وآخر من شكله أزواج} الشكل: وقد أشكل الأمر إذا اشتبه عليك لدخوله شكل غيره واشتباهه عليك للمماثلة. وفي صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (فسألت أبي عن شكله) قال ابن الأنبا ري: معناه عما يشكل أفعاله وقال الأزهري: عن نحوه ومذهبه، قال الشيخ: سمعت أبا بكر: أحمد بن إبراهيم بن مالك الرازي وكتبه لي بخطه قال: سألت أحمد بن يحيي ثعلب عن الحديث (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشكل العينين) فقال: كذا كانت عينه - صلى الله عليه وسلم - كان في عينه سحرة يقال ماء فيه سحرة إذا كان فيه بياض وحمرة قال الشيخ: وقال غيره ماء أشكل إذا

(شكم)

خالطه الدم، وقال أبو عبيد: الشعلة الحمرة في سواد العين والشاكلة الحمرة في بياض العين وهو محمود قال الشاعر: ولا عيب فيها غير شكله عينها .... كذاك عناق الطير شكلًا عيونها ويروي: شكل عيونها. وفي مقتل عمر رضي الله عنه (فخرج النبيذ مشكلًا) أي مختلطًا لم يتبين لهم ما أرادوه، وكل مختلط مشكل./ [128/ب] وفي الحديث (أنه كره الأشكال في الخيل) قال أبو عبيد: يعني أن تكون ثلاث قوائم منه محجلة وواحدة مطلقة، أخذ من الشكال، الشكال الذي يشكل به الخيل شبهه به لأن الشكال إنما يكون ثلاث قوائم. (شكم) وفي الحديث (لما حجم أبو طيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أشكموه) قال أبو عبيد: الشكم: الجزاء، وقد شكمته أشكمه والشكد: العطاء بلا جزاء ولا معافاة. في حديث عائشة تصف أباها رضي الله عنهما قالت (فما برحت شكيمته في ذات الله حتى فعل كذا وكذا) أي ما انفكت شدة نفسه، يقال: فلان شديد الشكيمة إذا كان عزيز النفس أبيًا، والأصل فيه الحديدة التي تكون في فم الفرس.

(شكا)

(شكا) قوله تعالى: {وتشتكي إلى الله} يقال: شكوت إليه واشتكيت بمعنى واحد أشكاني، أي نزع عني الشاكية، وأشركاني ألجأني إلي الشكاية. ومنه الحديث (شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حر الرمضاء فلم يشكنا) يريد أنهم شكوا إليه حر الشمس، وما يصيب أقدامهم منه في صلاة الظهر، وسألوه تأخيرها إلى الإيراد قليلًا فلم يشكهم أي لم يجبهم إلى ذلك، يقال: اشتكيت (129/ب) فلانصا إذا ألجانه إلى الشكاية/ وأشكيته إذا نزعت عن إشكائه. وفي حديث ابن الزبير رضي الله عنهما أنه أنشد: وتلك شكاة ظاهر عنك عارهًا قال القتيبي: الشكاة الذم والعيب، قال الأصمعي: أي يشكي بعي وهو البلغ الحدث أي يعاب بعي. وقال طرفة:

باب الشين مع اللام

بلا حدث أحدثته وكمحدث .... هجائي وقذفي بالشكاة ومطردي يريد: ويرميني بالنقيصة والعيب باب الشين مع اللام (شلح) في الحديث (الحارب المشلح) المشلح: الذي يعري الناس من ثيابهم وهي لغة سوادية، ويقال حربه ماله أي غصبه. (شلشل) في الحديث (وجرحه يتشلشل) أي يتقاطر دمًا. (شلا) في حديث مطرف (فإن استشلاه ربه نجا) قال أبو عبيد: أي استنقذه، وأصله الدعاء، ومنه يقال: أشليت الكلب إذا دعوته أراد أن الله أغاث عبده ودعاه فأنقذه من التهلكة فقد نجا فذلك الأستشلاء. وفي الحديث (أنه قال لأبي بن كعب في القوس التي أهديت له على إقراء القرآن، تقلدها شلوة من جهنم) أي قطعة منها، ومنه قيل للعضو شلو لأنه طائفة من الجسد.

باب الشين مع الميم

[129/ب] وسئل بعض النابين عن/ النعمان بن المنذر فقال: (كان من أشلاء قنص بن معد) أراد من بقايا ولده. وفي بعض الروايات (تقلدها شلوة) أي قطعة من جهنم تعوذ بالله- منها- قال الأصمعي: الأصل في الشلو بقية الشيء. ومنه الحديث (اللص إذا قطعت يده سبقته إلى النار فإن تاب اشتلاها) أي استنفذها واستخرجها. وفي الحديث ائتني يشلوها الأيمن) أي بعضوها الأيمن. وفي الحديث (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الورك: ظاهره نسأ وباطنه شلا) يريد لا لحم على باطنه فإذا خلع ما تحته من اللحم، من قولك استشليت الشيء واستشليته إذا أنت أخذته كأنه أشتلي ما في باطنه من اللحم. باب الشين مع الميم (شمت) قوله تعالى: {فلا تشمت بي الأعداء} الشماتة: فرح الأعداء ببلية تنزل بمن يعاديهم، يقال: شمت به يشمت. وفي دعائه عليه الصلاة والسلام (ولا تطع في عدوًا شامتًا) أي لا تفعل بي ما يحب.

(شمر)

أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر قال: أخبرني الباري قال: سألت المبرد عن الشماتة، فقال: هي تقلب قلب الحاسد في حالاته الحزن والفرح، وهي مأخوذة من الشوامت، وهي قوائم الفرس لأنها تتقلب نشاطًا وكلًا وعدوًا ووقوفًا. وفي الحديث (فشمت أحدهما/ولم يشمت الأخر) قال أبو عبيد: [130/أ] شمت العاطس وسمته- بالسين والشين- إذا دعي له بالخير والشين على اللغتين، قال أبو بكر: يقال شمت فلانًا وسمت عليه إذا دعوت له وكل داع بالخير مشمت ومسمت، وقال أحمد بن يحيي الأصل فيها السين من ألمت، وهو القصد والهدى. ومنه الحديث في ترويج فاطمة- رضي الله عنه- (أنه - صلى الله عليه وسلم - دعي لهما وشمت عليهما ثم خرج) (شمر) في حديث عمر رضي الله عنه (لا يقون أحد أنه يطأ جاريته إلا ألحقت به ولدها فمن شاء فيمسكها ومن شاء فليشمرها) قال أبو عبيد: هو في الحديث- بالسين، وقال الأصمعي: التشمير بالسين وهو الإرسال وأراه من قول الناس شمرت السفينة إذا أرسلتها، فحولت الشين إلى السين كما قالوا الروسم والروشم.

(شمرخ)

(شمرخ) ومن رباعية في الحديث (خذوا أشكالًا فيه ماشة شمراخ) العثكال: هو العقد نفسه وكل غصن من غصنه العثكال فيه شمراخ وفي كل شمراخ ما بين خمس تمرات إلى ثمان، وقال أبو بكر: الشمراخ: الذي عليه البر وأهل البصرة يسمونه مطوًا، ويجمعونه مطا، ويقال له الكتاب والعاسي والديخ والجمع ديخة. (شمز) [130/ ب] قوله تعالى: {اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة} أي نفرت، / وروى ثعلب عن ابن الأعرابي: الشمر: نفور الشيء من الشيء يكرهه، قال أبو عبيد عن أبي زيد: اشمأزت ذعرت. (شمع) في الحديث (من يتبع المشمعة يشمع الله به) أي من استهزأ بالناس جازاه الله جزاء فعله، وقال القتيبي: المشمعة: المزاح والضحك ومنه يقال: جارية شموع أي لعوب وأراد من كان شأنه العبث والاستهزاء أصاره الله إلى حالة يعبث به ويستهزأ منه فيها. قال أبو هريرة للنبي - صلى الله عليه وسلم - (إذا كنا عندك رقت قلوبنا وإذا فأرقناك شمعنا) أي لاعبنا الأهل، وعاشرناهن والشماع: اللهو واللعب.

(شمل)

(شمل) في الحديث (نهى عن اشتمال الصماء) قال الأصمعي: هو أن يشتمل بالثوب حتى يجلل جسده لا يرفع منه جانبًا فيكون فيه فرجة تخرج منها يده. وقال أبو عبيد: أما تفسير الفقهاء: فهو أن يشتمل بثوب واحد ليس عليه غيره ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعفه على منكبيه، وقال الشيخ: من فسره هذا التفسير ذهب به إلى كراهية ألتشف وإبداء العورة، ومن فسره تفسير أهل اللغة فإنه كره أن يتذيل به شاملًا جسده مخافة أن يدفع فيها إلى حالة سادة لتنفسه فيهلك. وفي دعائه - صلى الله عليه وسلم - / (أسألك رحمة تجمع بها شملي). الشمل: الاجتماع. [131/أ] وفي الحديث (يعطي صاحب القرآن الخلد بيمينه، والمالك بشماله) لم يرد أن شيئًا يوضع في يده وإنما أراد أن الملك والخلد يجعلان له ومن جعل شيء له ملكًا فقد جعل في يده، ويقال: هو في يدك وكفك وقبضتك أي استوليت عليه. ومنه قوله تعالى: {بيدك الخير إنك على كل شيء قدير}

(شمم)

وفي حديث علي رضي الله عنه (انه قال: إن أبا هذا- يعني الأشعث ابن قيس- كان ينسج الشمال باليمين) قال الشيخ: هو جمع شمله مثل خصلة وخصال ورواه بعضهم (ينسج الشمال بيمينه). (شمم) في حديث علي-رضي الله عنه- حين أراد أن يبرز لعمرو بن ود قال: (أخرج إليه فأشأمه قبل اللقاء) يقول: انظر ما عنده يقال: شامم فلانًا أي انظر ما عنده، ويقال شممناهم ثم ناوشناهم. وفي حديث أم عطية (قال - صلى الله عليه وسلم - لأم عطية وكانت تخفض يا أم عطية أشمي ولا تنهكي فإنه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج) أي لماء الوجه ودمه، وأحسن في جماعها. قوله: (ولا تنهكي) تفسير لقوله: (أشمي) يقول: ولا تستقضي ولا تستأصلي. باب الشين مع النون (شنا) قوله تعالى: {إن شانتك هو الأبتر} أي بغضاؤهم يقال: شنيئته شنًا وشنأنا وشنأته أيضًا ورجل مشنوء.

(شنذ)

ومنه قوله: / {ولا يجرمنكم شنأن قوم} والشنآن: مصدر على فعلان [131/ب] كالنزوات والضربان، وقرأ عاصم} شنآن} بإسكان النون، وهذا يكون اسمًا شنآن كأنه أراد لا يجرمنكم بعض قوم. قال أبو بكر: وقد أنكر هذا رجل من أهل البصرة يعرف بأبي حاتم السجستاني معه تعد شديد وإقدام على الطعن في السلف، فحكيت ذلك لأحمد بن يحيي فقال: هذا من ضيق عطنه وقلة معرفته أما سمع قول ذي الرمة: فأقسم لا أدري أجولان عبرة .... تجود بها العينان أجرى أم الصبر قلت له: هذا وإن كان مصدرًا فقيه الواو، فقال: قد قالت العرب: وشكان ذا إهالة وحقنا فهذا مصدر وقد أسكنه، هذا مثل وأصله أن رجلًا كانت له نعجة عجفاء، وكان الرغام يسيل من مخرها بهزالها، فقيل له: ما هذا الذي يسيل؟ فقال: هذا إهالة، فقال له السائل: وشكان ذا القيالة، والإهالة: الودك المذاب، ونصب إهالة على التمييز. في حديث عائشة رضي الله عنها (عليكم بالمشيئة النافعة التليين) يعني الحشو، وهي مفعولة من شتت وقوله: (التليين) تفسير له، وقال ألرياشي: سألت الأصمعي عن المنشنيئة فقال: البغيضة. (شنذ) في الحديث (لما حكم سعد في بني قريظة حملوه على شنذ من ليف) يقال إنه شبه الإكاف وليس بعربي محض،

(شنظر)

(شنظر) في الحديث (الشنظير الفحاش) السيئ الخلق. في الحديث (في صفة الجرب ثم تكون جراثيم ذات شناظير) هكذا الرواية، والصواب شناظي جمع شظوة، وهي كالأنف من الجبل يتقدم. (شنع) [132/ أ] في حديث أبي/ذر (وعنده امرأة سوداء مشنعة) أي قبيحة يقال: منظر أشنع وشنيع وشنع ومشنع. (شنف) وفي إسلام أبي ذر (وكن من أهل مكة على حذر فإنهم قد شنقوا له) أي أبغضوه، والشنف: الشانئ المبغض، يقال شنف له شنفًا إذا أبغضه. (شنق) في الحديث (أنه قام من الليل يصلي فحل شاق القرية) الشناق: هو الخيط والسير الذي تعلق به القرية، ويقال: أشنقتها إذا علقتها أشنقت الناقة وشنقتها إذا كففتها يومًا بزمامها.

ومنه حديث طلحة (أنه أنشد قصيدة، وهو راكب سعيرًا فما زال شانقًا رأسه حتى كتبت له) وفي حديث أخر (وشنق لها) يعني لناقته أي عاجها بزمامها وكفها لترفع رأسها. في الحديث (لا شناق ولا شعار) قال أبو عبيد: الشنق: ما بين الفريضتين، وهو ما زاد من الإبل على الخمس إلى العشر، وما زاد على العشر إلى خمس عشرة، يقول: لا يؤخذ من ذلك شئ وكذلك جميع الأشناق، قال أبو سعيد: قوله: (إلى العشر) محال إنما هو إلى تسع لأنها إذا بلغت العشر ففيها شاتان، وإنما سمى الشنق شنقًا لأنه لم يؤخذ منه شئ فأشنق إلى ما يليه مما أخذ منه، ومعنى قوله: (لا شناق) آي لا يشنق الرجل غنمه أو إبله إلى غنم غيره ليبطل الصداقة أي لا تشاقوا فتجمعوا بين متفرق، وهو مثل قوله: (لا خلاط) قال: والعرب تقول: إذا وجب على الرجل شاج في خمس/ من [132/ب] الإبل قد أشنق الرجل أي وجب عليه شنق فلا يزال مشنقًا إلى أن تبلغ أيله خمسًا وعشرين ففيها ابنة مخاض وقد زال اسم الأشناق، ويقال له معقل أي مؤد للعقال. وإذا بلغت سنًا وثلاثين إلى خمس وأربعين فهو مفرض أي وجبت في أيله الفريضة، قال: والشناق: أن يكون على الرجل أو الرجلين أو الثلاثة أشتاق إذا تفرقت أموالهم فيقول لبعض شاقني، يقول: اختلط مالي ومالك فإنه أن تفرق وجب علينا شنقان، وإن أختلط خف علينا والشناق: المشاركة في

(شنن)

الشنق أو الشنقين، وقال أبو بكر: قال: أبو عبيد: والشناق ما بين الفريضتين، قال: وكذلك أشناق الديات، قال ورد ابن قتيبية عليه، وقال: لم أر أشناق الديات من أشناق الفريضة في شئ لأن الديات ليس فيها شئ يزيد على حد من عددها أو جنس من أجناسها نحو بنات المخاض، وبنات أللبون والإحقاق والجذع: كل جنس منها شنق قال أبو بكر: الصواب ما قال أبو عيد، لآن الإشناق في الديات بمنزلة الإشناق في الصدقات إذ كان الشنق في الصدقة ما زاد على الفريضة حتى يبلغ الفريضة الأخرى، والشنق في الدية ما زاد على المائة، قال ابن الأعراب والأصمعي، والاثرم: كان السيد إذا أعطى الدية زاد [133/ أ] عليها خمسًا من الإبل ليتبين فضله وكرمه/ فالشق من الدية بمنزلة الشنق في لبفريضة إذ كان فيها لغوًا كما أنه في الدية لغو ليس بواجب إنما هو تكرم من المعطي. (شنن) في الحديث (أنه أمر بالماء فقرس في الشنآن) الشنآن: هي الأسبقية الخلقة واحد ها شن، ويقال: للقرية شنه، وهي أشد تبريدًا للماء. في حديث ابن مسعود في صفة القرآن (لا يتفقه ولا ينشآن) معناه (لا يخلق على كثر الرد) مأخوذ من الشن. في حديث عمر رضي الله عنه (أنه قال لابن عباس شنشنة أعرفها من أخرم) أي فيه شبه من أبيه في الحزم والرأي والذكاء، وروي (نشنشة)

باب الشين مع الواو

قال الأصمعي وكالمضغة أو القطعة تقطعها من اللحم، وقال غيره: الشنشنة مثل الطبيعة والسجية أراد أنه يعرف فيه مشابهة من آبيه رأيًا وعقلًا، وقال ابن الكلبي: هذا رجز لابن أحزم الطائي وكان عاقًا لأبيه ثم جاءه بنون فعقوه واجتمعوا عليه فضربوه وأدموه فقال: أن بني رملوني بالدم .... شنشنة أعرفها من أحزم وفي حديث علي- رضي الله عنه- (اتخذتموه وراءكم ظهريًا حتى شنت عليكم الغارات) أي صيت يقال: شنت الماء على رأسه أي صبيته، وقال المبرد: كلام العرب لما لقي فلان فلانًا شنه بالسيف أي صبه عليه صبًا. ومنه الحديث (ألا فليشنوا الماء وليمسوا/ الطيب) وقال الأزهري: شنا [133/ب] الغارة أي فرقناها عليهم. ومنه حديث ابن عمر (كان يسن الماء على وجهه ولا يشنه) وقد مر تفسيره. باب الشين مع الواو (شوب) قوله عز وجل: {ثم إن لهم عليها لشوبًا من حميم} أي لخلطا ومزاجًا. وفي الحديث (لا شوب ولا روب) أي لا غش ولا تخليط في شراء ولا بيع.

(شوذ)

قال ابن الأعرابي: يقال: شاب يشوب إذا غش، وروى عنه أنه قال معنى قوله: (لا شوب ولا روب) أي أنك برئ من عيب هذه السلعة وقال: ما عنده شوب ولا روب، فالشوب: العمل المشوب، والروب الرايب، قال: ويقال: في كلامه شوبه أو خديعة، وروية أي حمقه ظاهرة، ويقال للمخلط في كلامه وهو يشوب ويروب. (شوذ) في الحديث (فأمرهم بالمسح على المشاوذ) أي على العمائم الواحد مشوذ، مأخوذ من تشوذت الشمس إذا ارتقت قال أمية: وشوذت شمسهم إذا طلعت .... بالجلب هفًا كأنه كتم أراد أن الشمس طلعت في قتمة فكأنها عممت بها. (شور) في الحديث (أن رجلًا أنام وعليه شارة حسنة) الشارة: الهيئة واللباس، [134/ أ] يقال: ما أحسن شوار الرجل وشارته أي لباسه وهيئته./ وفي الحديث (أنه امرأة شيرة) أي جميلة قال ابن الأعرابي: الثورة: الجمال- بضم الشين- والثورة: الخجل- يفتح الشين. وفي الحديث (أنه كان يشير في الصلاة) قال أبو الهيثم: يأمر وينهي بالإشارة، قال الأصمعي: أشار إذا أومأ بيده.

(شوص)

وفي حديث أبي بكر- رضي الله عنه- (أنه ركب فرسًا يشوره) أي يعرضه، يقال: شار الدابة يشورها إذا عرضها، والمكان الذي تعرض فيه الدواب يقال له المشوار. ومنه الحديث (أن أبا طلحة كان يشور نفسه بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي يعرضه على القتل، والقتل في سبيل الله بيع النفس. ومنه قوله تعالى: {ومن الناس من يشري نفسه} وقيل: يشور نفسه أي يسعى ويخف يظهر بذلك قوته، يقال: شرت الدابة إذا أجريتها لينظر إلى قوتها. وفي الحديث (فدخل أبو هريرة فتشايره الناس) يقول: اشتهروه بأنصارهم والشارة الهيئة واللباس. وفي حديث عمر رضي الله عنه (في الذي تدلى بحبل ليشتار عسلًا) أي ليجتنيه، يقال: شار العسل يشوره، وأشاره واشتاره يشتاره إذا اجتناه. وفي حديث ظبيان (وهم الذين خطوا مشايرها) يعني ديارها الواحد مشارة. (شوص) وفي الحديث: (كان يشوص فاه بالسواك) أي: يغسل وكل شيء غسلته

(شوط)

[134 ب] فقد شصته/ ومصته، وقال أبو عبيد: شصت الشيء نقيته، وقال: أبو بكر عن ابن الأعرابي: الشوص: الدلك والموص: الغسل. (شوط) في حديث علي- رضي الله عنه- أنه قال لسليمان بن صرد تربصت وتنأنات فقال: (يا أمير المؤمنين إن الشوط بطين) يعني الطريق بطين بعيد والشوط: الطلق، وفسره سليمان في قوله: (وقد بقي من الأمور ما تعرف به صديقك من عدوك). (شوظ) قوله تعالى: {شواظ من نار} الشواظ: اللهب الذي لا دخان معه، والنحاس الدخان. (شوك) قوله تعالى: {غير ذات الشوكة} أي ذات السلاح التام وشوكة الإنسان شدته ورجل شائك السلاح ومشاك السلاح وشاك في السلاح من الشكة وهي السلاح أجمع. (شول) في الحديث: (ولقيه فلان فهجم عليه شوائل له) الشوائل: جمع شائلة، وهي التي شال لبنها أي ارتفع فهي الشول، سميت شولًا لأنه لم يبق في ضرعها إلا شول أي بقية، المعنى أنها ذات شولٍ، ولا يقال لها شالت

(شوه)

ولكن شولت كما تقول جرع الإناء إذا لم يبق فيه إلا جرعة من الماء: أي بقية وكذلك شولت القربة أي بقيت فيها بقية، فأما الشول قهي جمع شائل، وهي التي شابت بذنبها بعد اللقاح. (شوه) في الحديث: (بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة شوهاء إلى جنب قصر) قال أبو عبيدة: هي/ المرأة الحسناء الرائعة، وقال ثعلب عن ابن [135/ أ] الأعرابي: الشوهاء: القبيحة، والشوهاء: الحسنة، والشوهاء: التي تصيب بالعين فتنفذ عينها، والشوهاء: المليحة، والشوهاء: الواسعة الفم. والصغيرة الفم، قال الشاعر: فهي شوهاء كالجوالق فوها .... مستجاف يضل فيه الشكيم. وفي الحديث: (شاهت الوجوه) أي فتحت ورجل أشوه وامرأة شوهاء. (شوى) وقوله تعالى: {نزاعة للشوى} قال أبو منصور: الشوى: الأطراف اليدان والرجلان، والرأس، وقال ابن عرفة: يقال: لجلود الرأس الشوى الواحدة شواة ولجلدة الرأس شواة، ولأطراف الإنسان شواة، ورمى فأشوى إذا أصاب الأطراف وأخطأ المقتل. وفي حديث مجاهد: (ما أصاب الصائم شوى إلا الغيبة) الشوى هو

باب الشين مع الهاء

الشيء اليسير الهين، والأصل فيه الأطراف، وأراد أن الشوى ليس بمقتل وأن كل شيء أصابه الصائم لا يبطل صومه فيكون كالقتل له إلا الغيبة، والعرب تقول: كل شيء شوى ما سلم لك دينك، أي: هين. وفي حديث الصدقة: (وفي الشوِيِّ كذا وكذا) وهي جمع شواة كما تقول كلب وكليب قال الشيخ: وسمعت الأزهري يقول: رجل شاويٌّ صاحب شاء ونخلاويُّ صاحب نخل. باب الشين مع الهاء (شهب) [135/ ب] / قوله تعالى: {بشهاب قبس} وقرئ: (بشهاب قبس) على الإضافة والشهاب والقبس والجذوة كل عود أشعلت في طرفه النار، وقد يضاف الشيء إلى نفسه كما قالوا حبة الخضراء، ومسجد الجامع، وحق اليقين، وما أشبه ذلك أضيف أوائلها إلى ثوانيها، وهي هي في المعنى.

(شهد)

وقوله تعالى: {فأتبعه شهاب ثاقب} الشهاب: ها هنا الكوكب الذي ينقض على أثر الشيطان المسترق للسمع. في حديث العباس رضي الله عنه: (فقد استيطنتم بأشهب بازل) أي منيتم بأمر صعب لا طاقة لكم به والبازل: المسن من الإبل. (شهد) (الشهيد): في صفات الله تعالى الذي لا يغيب عنه شيء والشهيد: والشاهد واحد. ومنه قوله تعالى: {واستشهدوا شهيدين من رجالكم} يقال: أشهدت الشاهد واستشهدته بمعنى واحد، وقيل للشاهد شاهد: لأنه يبين بشهادته ما يوجب حكم الحاكم، ومنه قوله تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو} بين الله وأعلم الله. ومنه قوله: {شهد الله} أي مبينين لدينه لأن الشاهد يبين ما شهد عليه. وقوله تعالى: {تبغونها عوجا وأنتم شهداء} أي: أنتم تشهدون وتعلمون أن نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - حق لأن الله تعالى: قد بينه في كتابكم. وقوله تعالى: {ويوم يقوم الأشهاد} يعني الملائكة والأشهاد: جمع شاهد

[136/ أ] مثل/ ناصر وأنصار وصاحب وأصحاب، وقال مجاهد في قوله: (ويتلوه شاهد منه) أي حافظ ملك، وقيل في قوله: {ويوم يقوم الأشهاد} أنهم المؤمنون والأنبياء يشهدون على المكذبين بمحمد - صلى الله عليه وسلم -. وقوله: {شاهدين على أنفسهم بالكفر} معناه أن كل فرقة تنسب إلى دين اليهود والنصارى والمجوس سوى مشركي العرب فإنهم كانوا لا يمتنعون من التزام هذا الاسم فقبولهم إياه شهادتهم على أنفسهم بالشرك، وكانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك. وقوله تعالى: {إنا أرسلناك شاهدًا} أي على أمتك بالإبلاغ للرسالة، وقيل: مبينًا. قوله تعالى: {ونزعنا من كل أمة شهيدًا} أي اخترنًا منها نبيًا وكل نبي شاهد على أمته. قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} أي من كان شاهدًا أي حاضرًا غير مسافر، ونصب الشهر على الظرف. وقوله تعالى: {وذلك يوم مشهود} أي محضور بحضرة أهل السماء والأرض. ومثله قوله: {إن قرآن الفجر كان مشهودًا} يعني صلاة الفجر يحضر فيها ملائكة الليل وملائكة النهار. وقوله: {أو ألقى الشمع وهو شهيد} أي: أحضر سمعه وقلبه.

واعٍ لذلك غير عازبٍ عنه. وقوله تعالى: {وبنين شهودًا} / أي لا يغيبون عنه. [136/ ب] وقوله تعالى: {وشاهد ومشهود} روي عن علي رضي الله عنه أنه قال: وشاهد يوم الجمعة ومشهور يوم عرفة، وأخبرتنا عاتكة حافدة أبي عاصم النبيل قال: حدثنا أبي حدثنا عمر بن عثمان، حدثنا الوليد بن مسلم عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن أبي هريمة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (سيد الأيام كلها يوم الجمعة وهو شاهد ومشهود يوم عرفة) وقيل: الشاهد النبي - صلى الله عليه وسلم - والمشهود يوم القيامة. قوله تعالى: {فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله} الشهادة معناها اليمين ههنا. وفي الحديث: (المبطون شهيد) قال النضر: الشهيد الحي، كأنه تأول قول الله} ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء} كأن أرواحهم أحضرت دار السلام، وأرواح غيرهم لا تشهدها إلى يوم البعث، قال أبو بكر: سمي شهيدًا لأن الله تعالى: وملائكته شهود له بالجنة، وقال غيره: سموا شهداء لأنه ممن يشهد يوم القيامة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمم الخالية. وقال الله تعالى: {وتكونوا شهداء على الناس}.

(شهر)

ودل خبر عمر بن الخطاب على أن من لم يخف في الله لومة لائم آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر أنه في جملة الشهداء حيث يقول: (ما لكم إذا [137/ أ] رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس ألا تعربوا عليه؟ ) / قالوا نخاف لسانه قال عمر ذلك أحرى أن لا تكونوا شهداء أي إذا لم تفعلوا ذلك لم تكونوا في جملة الشهداء الذين يستشهدون يوم القيامة على أمم التي كذبت أنبيائها. وفي حديث أبي أيوب: (أنه ذكر صلاة العصر ثم قال: لا صلاة بعدها حتى ترى الشاهد، قالوا: يا أبا أيوب وما الشاهد؟ قال النجم) قال شمر: قال الفراء: صلاة الشاهد المغرب، وهو اسمها، قال شمر: وهذا راجع إلى ما فسره أبو أيوب لاستواء المسافر والمقيم فيها لأنها لا تقصر، قال الأزهري: القول هو الأول ألا ترى صلاة الفجر لا تقصر أيضًا. (شهر) قوله تعالى: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم) يقال: أن الأربعة الأشهر كانت من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشرًا من شهر ربيع الآخر: لأن البراءة وقعت في يوم عرفة فكان هذا الوقت ابتداء الأجل وسمي الشهر شهرًا لشهرته، والشهرة: الفضيحة أيضًا وقيل سمي شهرًا باسم الهلال والهلال إذا أهل سمي شهرًا تقول: رأيت الشهر إذا رأيت هلاله. ومنه الحديث: (صوموا الشهر وسره) قال ذو الرمة: يرى الشهر قبل الناس وهو نحيل. وفي شعره أبي طالب يمدح النبي - صلى الله عليه وسلم -: فإني والصوابح كل يوم وما ... تتلوا السفاسرة الشهور.

(شهق)

/ قال الشيخ: الشهور: العلماء ها هنا الواحد شهر [137/ ب] (شهق) وقوله تعالى: {لهم فيها زفير وشهيق} روي عن الربيع أنه قال: الشهيق: في الصدر، والزفير في الحلق، وقال ابن السكيت: كل شيء ارتفع وطال فقد شهق، ومنه يقال شهق يشهق إذا تنفس تنفسًا عاليًا ومنه الجبل الشاهق، وقال غيره: الشهيق من أصوات المعذبين، وهو آخر نهيق الحمار شبه أصوات المعذبين به. (شها) قوله تعالى: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} قال السدي: يشتهون الإيمان، وقيل: يشتهون الرجوع إلى الدنيا ألا ترى أنه يقول: {يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا} ويقال له: حجرًا محجورًا. في الحديث: (إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية) قال أبو عبيد: ذهب بها بعض الناس إلى شهوة النساء وهو عندي ليس بمخصوص، ولكنه كل شيء من المعاصي يضمره صاحبه ويصر عليه، وإنما هو من الإصرار وإن لم يعلمه، وقال غيره: هو أن يرى جارية حسناء فيغض طرفه ثم ينظر بقلبه كما ينظر بعينه، وقيل: هو أن ينظر إلى ذات محرم حناء، وقال الأزهري: القول: ما قال أبو عبيد غير أني استحسن أن أنصب قوله: (والشهوة الخفية) وأجعل الواو بمعنى مع كأنه قال: (أخوف ما أخاف عليكم الربا مع الشهوة الخفية للمعاصي) فكأنه يرائي/ الناس لتركه المعاصي [138/ أ].

باب الشين مع الياء

والشهوة لها في قلبه مخفاة فإذا استخفى بها عملها. باب الشين مع الياء (شيح) في الحديث: (أنه ذكر النار ثم أعرض وأشاح) قوله: (أشاح) له معنيان: أحدهما: جد وانكمش على الإيصاء بإبقاء النار، والآخرة: حذر الناس كأنه ينظر إليها، وقال الأصمعي: المشيح الحذر، والمشيح: الجاد، وقال الفراء: المشيح على معنيين المقبل إليك والمانع لما وراء ظهره، قال: قوله: (أعرض وأشاح) أي: أقبل. (شيد) قوله تعالى: {في بروج مشيدة} المشيدة: التي طول بناؤها يقال شاد بناء يشيده وشيده يشيده، ومنه يقال: أشاد بذكر فلان إذا نوه باسمه، ولا يقال في هذا شاد ولا شيد، قال ابن عرفة: الشيد ما طلي على الحائط من جص وصاروج، وغير ذلك فكأنها التي طليت بالشيد وقال ابن اليزيدي: البروج المشيدة: الحصون المجصصة، وقال مجاهد في قوله: (وقصر مشيد) قال: بالقصة يعني بالجص مطلي به. وفي حديث أبي الدراء: (إيما رجل أشاد على امرئ مسلم كلمة هو منها برئ أي رفع ذلك وأظهره عليه. (شير) في الحديث: (إذا أشار أشار بكفه كلها) أخبر أن إشارته كانت مختلفة

فما كان منها في ذكر التوحيد/ والتشهد فإنه كان يشير بالمسبحة وحدها، وإذا [138/ ب] كانت الإشارة في غير هذا المعنى كان يشير بكفه ليكون بين الإشارتين فرق. وفي الحديث: (وإذا تحدث اتصل بها حديثه) بإشارة توكده. (شيط) في الحديث: (إذا استشاط السلطان سلط الشيطان) إذا تحرق من شدة الغضب، وصار كأنه نار يقال: شاط السمن إذا نضج حتى يكاد يحترق، وشيط الطباخ الأكارع والروس إذا أشعل فيها حتى يتشيط ما عليها من الشعر والصوف. وفي الحديث (ما رؤي ضاحكًا مستشيطًا) قال ابن شميل: معناه ضاحكًا ضحكًا شديدًا، يقال: استشاط الحمام إذا طار، وهو نشيط. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (إن أخوف ما أخاف عليكم أن يؤخذ الرجل المسلم البرئ فيشاط لحمه كما يشاط الجزور) قال الأزهري: هذا من قولهم: أشطت الجزور إذا قسمت لحمها، وقد شاط الجزور إذا لم يبق منها نصيب إلا قسم. وفي الحديث: (أن سفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشاط دم جزور) أي سفكه. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (القسامة تشيط العقل ولا تشيط الدم) أي تؤخذ بها الدية، ولا يوجب بها اقتصاص، وقال القتيبي: الأصل في الإشاطة الإحراق فاستعير.

(شيع)

وفي الحديث: (أن فلانًا قاتل حتى شاط في رماح القوم) أي: هلك وبطل، قال الأعشى: وقد يشيط على أرحامنا البطل (شيع) قوله تعالى: (أو يلبسكم شيعا) أي فرقًا، وكل فرقة شيعة على حدة. ومثله قوله: (وكانوا شيعا) أي فرقًا شايع بعضهم بعضًا، يقال: شيعت فلانًا إذا اتبعتهن والعرب تقول: شاعكم السلام وأشاعكم الله السلام أي اتبعكم الله بالسلام. قوله تعالى: {في شيع الأولين} أي في أصحاب الأولين كل من عاون إنسانًا وتحزب له فهو له شيعة. {وإن من شيعته لإبراهيم} والجمع شيع وأشياع. ومنه قوله: {كما فعل بأشياعهم من قبل} قال ابن الأعرابي: الهاء في قوله: {وإن من شيعته} لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، أي خبر إبراهيم: مخبره فأتبعه ودعا له، وإن كان سابقًا له، وقال أبو الهيثم: أراد من سبقه نوح أي من أهل بيته. وقوله تعالى: {ولقد أهلكنا أشياعكم} أي من شايعكم على الكفر. وفي الخبر: (أن مريم عليها السلام دعت للجراد، فقالت: اللهم سقه بلا شياعٍ) قال ابن الأعرابي: بلا زمارة راعٍ، وقال الأزهري: الشياع: الدعاء

(شيم)

بالإبل لتنساق، وقيل لصوت الزمارة: شياع لأن الراعي جمع إبله بها. في الحديث: (هل لك من شاعة) الشاعة: الزوجة. وفي الحديث: (نهى في الضحايا عن الشميعة) يقال: هي التي لا تتبع الغنم عجفًا يريد أنها لا تلحق الغنم فهي أبدًا تشيعها أي تتبعها من وراء القطيع. وفي حديث للأحنف: (وإن حسكه كان رجلًا مشيعًا) قال القتيبي: المشيع، ها هنا العجول من قولك شيعت النار إذا ألقيت عليها حطبًا تذكيها به، والمشيع في غير هذا الشجاع. (شيم) وفي الحديث: (لا أشيم سيفًا سله الله) أي لا أغمده، يقال: شمت السيف إذا غمدته وشمته إذا سللته، وهو من الأضداد. آخر حرف الشين

الصاد ص

كتاب الضاد

كتاب الضاد بسم الله الرحمن الرحيم باب الصاد مع الهمزة (صاصا) في الحديث أن عبيد الله بن جحش كان أسلم ثم ارتد فتنصر فقال: (إنا فقحنا وصأصأتكم) يقال صأصأ الجرو إذا لم يفتح عينيه أوان فتحه، وفقح إذا فتح عينيه أو أن فتحه، يقول: أبصرنا أمرنا ولم تبصروه. وفي الحديث: (أنت مثل العقرب تلدغ وتصئ) يقال: صات العقرب تصئ، المعنى أنها تصيح وتجزع. باب الصاد مع الباء (صبب) قوله تعالى: {فصب عليهم ربك سوط عذاب} أي عذبهم، يقال: صب ذؤالة على غنم فلان إذا عاث فيها، وصبت الحية على فلان، وصب على فلان السياط. وفي حديث عتبة بن غزوان (إن الدنيا آذنت بصرم وولت حذاء فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء) قال أبو عبيد: الصبابة البقية اليسيرة تبقى في الإناء من الشراب وقد تصاببتها إذا شربتها، وولت حذاء أي مسرعة.

(صبح)

ومنه حديث عقبة بن عامر: (أنه كان يختضب بالصبيب) قال أبو عبيد: يقال أبو عبيد: يقال إنه ماء ورق السمسم وغيره من نبات الأرض ولون مائه أحمر يعلوه سواد، وقال الليث: الصبيب: الدم، والعصفر، والمخلص، ويقال للعرق صبيب وأنشد: * هواجر تحتلب الصبيبا * وقال أبو عمرو: الصبيب: الجليد، وأنشد: * وليس بها إلا صبًا وصبيبها * وفي الحديث: (وخرجت مع خير صاحب زادي في الصبة) قال بعض الرواة: هي شيء يشبه السفرة، وقال بعض أهل اللغة: إنما هي الصنة بالنون، والصنة بكسر الصاد وفتحها، وهي شبه السلة يوضع فيها الطعام. وفي الحديث (إنكم صبتان) أي جماعتان. (صبح) قوله تعالى: {فيها صباح} أي سراج، وقال ابن عرفة: يقال اصطبح القوم بالنار أي طلبوا بها الضياء والأصبح: الأبيض. وفي المولد: (أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يتيمًا في حجر أبي طالب فكان يقرب إلى الصبيان تصبيحهم فيختلسون ويكف) أي غداؤهم اسم على تفعيل كالترغيب وهو

(صبر)

السنام والتنبيت اسم لما ينبت من الغراس والتنوير اسم لنور الشجر والتميز للقديد. وفي الحديث (أنه سئل متى تحل لنا الميتة؟ فقال: ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تحتفيوا بها تفلا). قال أبو عبيد: معناه إنما لكم منها الصبوح وهو الغداء والغبوق وهو العشاء يقول: فليس لكم أن تجمعوهما من الميتة قال الأزهري: وقد أنكر هذا على أبي عبيد وفسر أنه عليه الصلاة والسلام قال للسائلين: (إذا لم تجدوا مشرابا تغتبقونه ولم تجدوا بعد عدمكم الصبوح) والغبوق: يقله تأكلونها حلت لكم فإذا اصطبح الرجل اللبن أو تغدى بطعام لم تحل له نهاره ذلك أكل الميتة وكذلك إن تعش أو شرب غبوقًا لم تحل له ليلته تلك لأنه يتبلغ بتلك الشربة قال: وهذا هو الصحيح. وفي الحديث: (نهى عن الصبحة). الصبحة: هي نومة وقت ارتفاع النهار، لأنه وقت الذكر، ووقت طلب الكسب. وفي حديث أم زرع: (أرقد فأتصبح) أرادت أنها مكفية، فهي تنام الصبحة. (صبر) قوله تعالى: (فصبر جميل) أي فصبري صبر جميل.

وقوله: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا}، وقوله: {اصبروا} أي اثبتوا على دينكم} وصابروا} أي صابروا أعدائكم في الجهاد. وقوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة} أي بالثبات على ما أنتم عليه من الإيمان (شهر الصبر) شهر الصوم لصبر الصائمين أنفسهم عن الطعام والشراب، والتمتع. ومنه قوله تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم} وقيل في قوله: {واستعينوا بالصبر} أي بالصوم. وقوله: {لكل صار شكور} أي كثير الصبر على ما أمر الله، كثير الصبر عن معاصيه، وبه تعبد الله خلقه. وقوله: {فما أصبرهم على النار} قيل: معناه فما أجرأهم. وقيل: ما أبقاهم في النار كما تقول: ما أصبره على الحبس وقيل: معناه ما الذي صبرهم على النار وقال أبو العباس: الصبر ثلاثة أشياء الحبس والإكراه والجرأة، ويقال: أصبره الحاكم على اليمين أي أكرهه على يمين صبر. وفي الحديث: (نهى عن قتل شيء من الدواب صبرًا) قال أبو عبيد: هو أن يحبس من ذوات الروح شيء حيًا ثم يرمى حتى يقتل. ومنه الحديث: (في الذي أمك رجلًا وقتله آخر فقال: اقتلوا القاتل واصبروا الصابر) يعني احبسوا الذي حبسه للموت حتى يموت كفعله به، ومنه يقال للرجل يقدم فيضرب عنقه قتل صبرًا أي محبوسًا ممسكًا على القتل، وكل من حبسته لقتل أو يمين فهو قتل صبر ويمين صبر.

(صبغ)

ومثله في الحديث (نهى عن المصبورة ونهى عن صبر ذى الروح) كل قد جاء. وفي حديث الزهري (الخصاء صبر شديد). وفي حديث عمار حين ضربه عثمان (فلما عوتب في ضربه إياه قال: هذه يدي لعمار فليصطبر) معناه فليقتص. يقال صبر فلان فلانًا لولى إذا حبسه وأصبره أي أقصه منه فاصطبر أي اقتص. وفي حديث طهفة (يستحلب الصبير) أي يستدر ويستمطر والصبير سحاب أبيض متراكب، وقد استصبر السحاب وصبر كل شيء وبصره جانبه. ومنه الحديث: (سدرة المنتهى صبرا الجنة) أراد على نواحيها، والصبير الكفيل وقد صبرت به أصبر صبرًا إذا كفلت به. ومنه حديث الحسن: (من أسلف سلفًا فلا يأخذن رهنا ولا صبرًا). (صبغ) قوله تعالى: (صبغة الله) أي فطرته أي قل يا محمد أنتبع صبغة الله ردًا على قوله: {واتبع ملة إبراهيم} ونتبع صبغة الله، وقيل: ابتغوا صبغة الله، وإنما سميت الملة صبغة، لأن النصارى امتنعوا من تطهير أولادهم بالختان، وابتدعوا تطيرهم بالماء الأصفر يقال صبغ الثوب يصبغه ويصبغه ويصبغه ثلاث لغات صبغًا وصبغًا وقال أبو عمرو: الصبغة: الدين.

(صبو)

وقوله: {وصبغ للآكلين} يعني به الزيت يصطبغ به الآكل يقال صبغ وصباغ مثل دبغ وباغ، ولبس ولباس، وكل أدام يؤتدم به فهو صبغ. وفي الحديث: (فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل هل رأيتم الصبغاء) قال القتيبي: شبه نبات لحومهم بعد احتراقها بنبات الطلعة من النبت حين تطلع تكون صبغاء مما يلي الشمس من أعاليها أخضر، وما يلي الظل أبيض، وقال الأزهري: الصبغاء نبت معروف. (صبو) قوله تعالى: {أصب إليهن} أي أميل يقال: صبا إلى اللهو يصبوا صبوًا وصبا وصبًا إذا مال إليه. وفي الحديث (أنه رأى حسينا يلعب مع صبوة في السكة) قال أبو بكر: الصبوة والصبية لغتان معناهما واحد بمنزلة عنوان وعنيان والقتوت والقتيت. وفي الحديث (كان لا يصبى رأسه في الركوع ولا يقنعه) وقال بعضهم: أي لا يخفضه جدًا يقال صبى رأسه تصبية، أخذ من صبا إذا مال إلى الصبي وقال بعضهم: هو مهموز وإنما هو يصبئ من صبًا من دين إلى دين وسمعت الأزهري يقول: الصواب فيه يصوب. وفي حديث الفتن (لتعودن فيها أساود صبًا) قال أبو سعيد: هو جمع صاب كما تقول: غاز وغزى، قوال غيره: إنما هو صبا على وزن فعال جمع صابئ وصبًا إذا مال من دين إلى دين.

باب الصاد مع التاء

باب الصاد مع التاء (صتى) في حديث قتادة (قاموا صتيتين) يعني بني إسرائيل هكذا وجدته في الأم قال أبو عبيد: أي جماعتين وقال الزهري: الصتيت: الفرقة من الناس وقال ابن الأعرابي: الصب مثله. باب الصاد مع الحاء (صحب) قوله تعالى: {ولا هم منا يصحبون) يعني الكفار أي يجازون ومن صحبه الله لم يضره شيء يقال صحبك الله أي حفظك. ومن الحديث (اللهم اصحبنا بصبحة واقبلنا بذمة) أي أحفظنا بحفظك في سفرنا واقبلنا بأمانك وعهدك إلى بلدنا وقال المازني: أصبحت الرجل إذ منعته وجعل صحبك قوله (ولا هم منا يصحبون) من أصحبت وغيره جعله من قولك: صحبك الله. وفي حديث قيلة: (ابتغي الصحابة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) الصحابة الأصحاب، ولا يجمع فاعل على فعالة إلا هذا الحرف الواحد، والصحابة أيضًا: الصحبة. (صحح) وفي الحديث (الصوم مصحة) أي يصح عليه الإنسان يقال: مصحة ومصحة بكر الصاد وفتحها، والمصح: الذي صحت ما شيته.

(صحر)

ومنه الحديث (لا يوردن ذو عاهة على مصح) كأنه كره ذلك مخافة أن يظهر بمآل المصح كما ظهر بمآل المعية فيظن أنها أعدتها فيأثم لذلك، وقال عليه الصلاة والسلام (لا عدوى). (صحر) وفي الحديث (كفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثوبين صحاريين) قلت: صحار قرية باليمن نسب الثوب إليه وقيل: الصحرة حمرة قليلة كالغبرة، وقال الأصمعي: الأصحر قرب من الأصهب. وفي حديث أم سلمة أنها قالت لعائشة: (سكن الله عقيراك ولا تصحريه) معناه: لا تبرزيه إلى الصحراء. (صحل) في صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (في صوته صحل) هو أن لا يكون حاد الصوت. (صحا) في الحديث (كان وجهه مصحاة) المصحاة: إناء من فضة قال الشاعر: إذا صب في المصحاة خالط عندما

باب الصاد مع الخاء

باب الصاد مع الخاء (صخب) في الحديث (لا صخب ولا جلب) الصخب: اختلاط الأصوات. (صخخ) قوله تعالى: {فإذا جاءت الصاخة) يعني الصببحة التي تكون عنها القيامة تضخ الأسماع أي تصمها. باب الصاد مع الدال (صدأ) في الحديث (فلان صدأ من حديد) قال شمر: روى أبو عبيد هذا الحرف غير مهموز كأن الصدأ لغة في الصدع وهو اللطيف الجسم أراد أن عليًا- رضي الله عنه- يخف إلى الحروب فلا يكسل، وهو حديد لشدة بأسه وشجاعته كالصدع قال أبو عبيد: قال الأصمعي: كان حماد بن زيد يقول: صدأ من حديد قال: وهذا أشبه لأن الصدأ له دفراى تننن ألا ترى عمر قال: (وادفراه) عند ذكره صدأ الحديد. (صدد) قوله تعالى: {يصدون عنك صدودًا} أي يعرضون إعراضًا ويمتنعون امتناعًا. ومنه قوله تعالى: {إذا قومك منه يصدون} ومن قرأ (يصدن) بكسر الصاد فمعناه يصبحون، ويكون ثد واقعًا وغير واقع. ومنه قوله تعالى: {وصدها ما كانت تعبد من دون الله} أي صد بلقيس عن

(صدى)

الإيمان العادة التي كانت عليها في عبادة الشمس، يقال: صده يصده صدا وأصده يصده إصدادًا كل ذلك محكى عن العرب. وقوله تعالى: {ويسقى من ماء صديد} الصديد: ما يسيل من أهل النار من الدم والقيح، ويقال: بل الحميم أغلى حتى خثر. ومنه حديث أبي بكر (إنما هما للمهمل أو الصديد) يعني: ثوبي الكفن. وقال ابن عرفة: العرب تسمى القيح والدم الصديد. (صدى) وقوله تعالى: {فأنت له تصدى} أي تعترض، يقال: تصدى له إذا تعرض له قال الشاعر: من المتصديات بغير سوء تسيل .... إذا مشت سيل الحباب. والأصل فيه: الصدد وهو القرب، وكل صاد قبالتك، وكان في الأصل يتصدد فقلبت إحدى التاءات ياء. (صدر) قوله تعالى: {حتى يصدر الرعاء} أي يرجعوا من سقيهم ومن قرأ (يصدر) أراد يردون مواشيهم. وقوله تعالى: {يؤمئذ يصدر الناس أشتاتًا} أي يرجعون يقال: صدر القوم عن المكان أي رجعوا عنه، وصدروا إلى المكان الذي صاروا إليه قال ابن عرفة: والوارد: الجائي، والصارد: المنصرف.

(صدع)

(صدع) قوله تعالى: {فاصدع بما تؤمر} أي شق جماعتهم بالتوحيد وقيل: اجهر بالقرآن وقيل: اظهر وقيل: احكم بالحق، وافصل بالأمر، والصديع: الصبح في كلامهم. وأخبرنا ابن عمار، عن أبي عمر عن ثعلب قال: وقال أعرابي: ممن كان يحضر مجلس أبي عبد الله وكان أبو عبد الله يقول: (فأصدع بما تؤمر) أي اقصد بما تؤمر قال: والعرب تقول: صدعت فلانًا أي قصدته لأنه كريم، وقال ابن عرفة: أراد الفرق به بين الحق والباطل يقال تصدع القوم إذا تفرقوا. ومنه قوله} يؤمنذ يصدعون} أي يتفرقون، ففريق في الجنة وفريق في السعير. وفي الحديث فقال: (بعد ما تصدع القوم كذا وكذا) يقال: صدعت الرداء إذا شقتته، ومن ذلك (أن المصدق يجعل الغنم صدعين) أي فريقين تأخذ منهما الصدقة، والصدع في الزجاجة بفتح الصاد. ومنه قوله عز وجل: {والأرض ذات الصدع} أي تصدع بالنبات. وفي حديث حذيقة (وأنا صدع من الرجال) فقلت: (ومن هذا الصدع؟ ) الصدع الربعة من الرجال في خلقة رجل بين الرجلين. (صدغ) في الحديث (ما هذا الصديغ؟ الذي لا يحترف) يقال: ما يصدغ نملة من ضعفه أي ما يقتل. (صدف) قوله تعالى: {بما كانوا يصدفون} أي يعوضون، والصدوف: الميل عن الشيء.

(صدق)

وقوله (ساوى بين الصدفين) والصدفان: ناحيتا الجبل. وفي الحديث (كان إذا مر بصدف مائل أسرع المشي) قال أبو عبيد: الصدف والهدف كل بتاء مرتفع، وقال غيره: هو مثل صدف الجبل شبه به. (صدق) قوله تعالى: {صدقاتهن نحلة} أي مهورهن، وهو صداق المرأة وصداق وصدقة وتجمع الصدقات. قوله تعالى: {صديقًا نبيًا} الصديق: اسم للمبالغة في النعت بالصدق. وقوله تعالى: {لمن المصدقين} المصدق بتشديد الصاد والدال. ومنه قوله تعالى: {فأصدق} والمصدق بتخفيف الصادر الرجل الذي يأخذ الصدقات. قوله تعالى: {ولا صديق حميم} الصديق الذي صدقت مودته. وفي الحديث (أنه - صلى الله عليه وسلم - لما قرأ (ولتنظر نفس ما قدمت لغد) قال: تصدق الرجل من ديناره ومن درهمه) أي ليتصدق قال: وهذا أمر لفظه لفظ الخبر ومعناه الأمر كقوله عز وجل: {تؤمنون بالله ورسوله} معناه آمنوا وجوابه يغفر لكم وفي الأمثال: أنجز حر ما وعد، معناه لينجز. وقوله تعالى: {ولقد بوأنا بني إسرائيل منوا صدق} أي أنزلنا هم منزلًا صالحًا، وكل ما نسب إلى الصلاح والخير أضيف إلى الصدق، فقيل: رجل صدق وصديق، ودابة صدق.

(صدم)

(صدم) في الحديث (الصبر عند الصدمة الأولى) أي عند فورة المصيبة وجمرتها والصدم: ضرب الشيء الصلب بمثله والرجلان يعدوا فيتصادمان. وكتب عبد الملك إلى الحجاج (قد وليتك العراقين صدمة فسر إليهما) يقال: افعل الأمرين صدمة واحدة. وفي الحديث (حتى أفيق من الصدمتين) يعني: أفيق من الصدميتن يعني: من عذرتي الوادي سميا بذلك، لأنهما يتصادمان أي كأنهما لتقابلهما يتضاربان. (صدى) قوله تعالى: {إلا مكاء وتصدية} التصدية: الصوت بالتصفيق وغيره قيل: ومنه الصدى الذي يسمعه المصوت في الجبل والدير والبيت الرفيع عقيب صاحبه، وقيل: أصله صدى، لأنه يقابل في التصفيق صد هذه صد الأخرى وهما وجها هما وقوله تعالى: {فأنت له تصدى} من هذا الوجه، وقد مر تفسيره. وفي حديث ابن عباس (كان يصادى منه غرب) يعني: يداري والمصاداة والمذالاة والمداجاة والمرادة والمداملة، كل هذا في معنى المداراة. وفي حديث الحجاج أنه قال لأنس: (أصم الله صداك) يريد: أهلكك الله،

باب الصاد مع الراء

والأصل فيه الصدى ذكرت لك أنك تسمعه في الجبل والبيت الرفيع إذا أنت صوت وأجابك والصدى يجيب الحي فإذ هلك الرجل صم صداه كأنه لا يسمع شيئًا فيجيب عنه. باب الصاد مع الراء (صرب) في حديث أبي الأحوص الجشمى (هل تنتج إبلك وافية أذنها فتجدعها وتقول صربى) مثل شكرى من صريت اللبن في الضرع إذا جمعته ولم تحلبه، ومنه قيل للبحيرة صربى لأنهم كانوا لا يحتلبونها إلا للضيف، وقال ابن الأعرابي: الصرب جمع صربى وهي المشقوقة الأذان مثل البحيرة، وقال غيره. وتشفها فتقول صرم مكان الباء مبدلة من الميم. (صرح) قوله تعالى: {قيل لها ادخلى الصرح) وصرحة الدار ساحتها. وفي حديث أم معبد (دعاها بشاة حائل فتحلبت عليه صريحًا ضرة الشاة مزبد) الصريح اللبن الخالص الذي لم يمذق ومنه قوله: صرح فلان بالأمر أي كشفه وأوضحه. (صرخ) قوله تعالى: {ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي} قال أبو الهيثم: معناه ما أنا بمغيثكم، وما أنتم بمغيثى والصريخ يكون بمعنيين متضادين يكون المغيث ويكون المستغيث. وقوله تعالى: {وهم يصطرخون فيها} أي يستغيثون.

(صردح)

وقوله تعالى: {فلا صريخ لهم} أي لا مغيث. وفي حديث ابن عمر (أنه استصرخ على صفية استصراخ الحي على الميت) أي يستعان به ليقوم بشأن الميت فيغيثهم على ذلك، والاستصراخ: الإغاثة والاستغاثة. وفي الحديث (كان يقوم من الليل إذا سمع صوت الصارخ) يعني الديك. (صردح) في حديث أنس (رأيت الناس في إمارة أبي بكر جمعوا في صردح بنفذهم البصر) الصردح الأرض الملساء وجمعه صرادح وكذلك الصخصخ. (صرر) قوله تعالى: {كمثل ريح فيها صر} أي برد شديد. ومنه الحديث (نهى عما قتله الصر من الحر) أي البرد. وقوله تعالى: {ريحًا صرصرًا} أي شديدة البرد مأخوذ من الصر وصرصر متكرر فيها البرد كما يقال: صل اللجام، فإذا تكرر صوته قيل: صلصل. وقوله تعالى: {فأقبلت امرأته في صرة} الصرة: الصيحة ههنا، والضجة وقيل: في جماعة لم يتفرق وقيل: هو من صرير الباب.

(صرع)

وقوله تعالى: {ولم يصروا على ما فعلوا} الإصرار: الإقامة ويقال: هو المضي على العزم. وفي الحديث (لا صرورة في الإسلام) قال أبو عبيد: هو في الحديث التبتل وترك النكاح يقول: ليس ينبغي لأحد أن يقول: لا أتزوج لأنه ليس هذا من أخلاق المؤمنين، والصرورة في غير هذا الذي لم يحج قط، وهو المعروف في الكلام. وفي الحديث (أنه قال لخصمين، تقدما إليه: أخرجا ما نصرران من الكلام) أي تجمعا به في صدوركما وكل شيء جمعته فقد صررته ومنه قيل: للأسير مصرور، لأن يديه جمعتا إلى عنقه. ولما بعث عبد الله بن عامر إلى ابن عمر بأسير ليقتله قال: (أما وهو مصرور فلا). (صرع) وفي الحديث (ما تعدون الصرعة فيكم؟ ) قلت: الصرعة: بتحريك الراء الرجل الحليم عند الغضب ههنا، وقيل: أيضًا: رجل صرعة وقوم صرعة هم الذين يصرعون من جاهدوا. (صرف) قوله تعالى: {وكذلك نصرف الآيات} أي نبينها.

ومثله قوله عز وجل: {ولقد صرفنا في هذا القرآن}. وقوله تعالى: {وتصريف الرياح} جعلها جنوبًا وشمالًا، وصبا وديورًا جعلها ضروبًا في أجناسها. وقوله تعالى: {ولم يجدوا عنها مصرفًا} أي معدلًا قال الشاعر: أزهير هل عن شيبة من مصرف. أي من معدل. وقوله تعالى: {سأصرف عن آياتي} أي: أجعل جزائها الإضلال عن هداية آياتي. وقوله عز وجل: {فما تستطيعون صرفًا ولا نصرا} أي ما يستطيعون أن يصرفوا عن أنفسهم العذاب، ولا أن ينصروا أنفسهم وقال يونس: الصرف: الحيلة. وفي الحديث (من فعل كذا لم يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا) روى عن مكحول أنه قال: الصرف: التوبة، والعدل، الفدية، وقال غيره، الصرف: النافلة والعدل: الفريضة. وفي حديث أبي إدريس الخولاني (من طلب صرف الحديث يبتغي به إقبال وجوه الناس إليه) قال أبو عبيد: هو أن يزيد فيه أحد من صرف الدراهم والصرف: الفضل يقال: فلان يحسن صرف الكلام أي فضل بعضه على بعض.

(صرق)

وفي الحديث (فإذا جمالان يصرفان) قال القتيبي: يقال صرف البعير ما به صريفا، وناقة صروف بينة الصريف وكلبة صارفة بينة الصراف والصريف أيضًا اللبن ساعة يحلب فينصرف به عن الضرع. ومنه حديث الغار (ويبيتان في رسلها وصريفها). (صرق) في حديث ابن عباس (أنه كان يأكل يوم الفطر قبل أن يخرج إلى المصلى من طرف الصريقة ويقول: إنه سنة) قال ابن الأعرابي: الصريقة: الرقاقة ويجمع على صرق وصرائق والعامة تقول: الصلائق باللام والصواب بالراء. (صرم) قوله تعالى: {فأصبحت كالصريم} أي سوداء كالليل المظلم، وهم يقولون لليل صريم، وللنهار صريم، ويقال لهما الأصرمان، لأن كل واحد منهما ينصرم على صاحبه والأصرمان الغراب والذئب، ويقال: كالصريم كالشيء المصروم الذي لا شيء فيه ذهب بما فيها. وفي الحديث (فتجدعها- يعني- الإبل فتقول: هذه صرم فتحرمها عليك وعلى أهلك) الصرم جمع الصريم، وهو الذي صرم أذنه أي قطع وقد صرم وظلم بمعنى واحد. وفي الحديث (في هذه الأمة خمس فتن قد مضت أربعة وبقى واحدة وهي الصيرم) هو فعيل من صرمت أي قطعت كأنها فتنة قطاعة. وفي حديث عمر (إن توفيت وفي يدي صرمة فلان فسنتها سنة ثمغ) قال أبو عبيدة: الصرمة ههنا: قطعة من النخل، ويقال للقطعة من الإبل صرمة إذا كانت خفيفة وصاحبها مصرم وثمغ مال لعمر.

(صرى)

وفي الحديث (المصرمة الأطباء) يعني المقطوعة الصدغ قال أبو عمرو: قد تكون المصرمة الأطباء من انقطاع اللبن، وذلك أن يصيب الصدغ داء فيكوى بالنار ولا يخرج منه لبن أبدًا. (صرى) في الحديث (ما يصريك أي عبدى) أي ما يقطع مسألتك، يقال: صريت الشيء إذا قطعته وصريت الماء وصريته إذا جمعته وحبسته وماء صرى وصرى، وهو الذي يطول استنقاعه. ومنه الحديث (من اشترى مصراة فهو بآخر النظرين) قال أبو عبيد: هي الناقة أو البقرة أو الشاة يصرى اللبن في ضرعها أي: يجمع ويحبس. ومنه الحديث (لا تصروا الإبل) أي لا تفعلوا هذا الفعل بها فإنها خداع. وفي الحديث (أنه مسح بيده النصل الذي بقى في لبة رافع بن خديح ونفل عليه فلم يصر) أي لم يجمع المدة، يقال: صريت الماء في الحوض واللبن في الضرع إذا جمعتهما. وفي حديث القبائل (وإنما نزلنا الصريين من اليمامة) وهو مفسر في بابه. وفي الحديث (فأمر بصرار فنصبت حول الكعبة) الصوارى: دقل السفن فيما يقال.

باب الصاد مع الطاء

باب الصاد مع الطاء (صطب) في حديث ابن سيرين (حتى أخذ بلحيتي فأقمت في مصطبة البصرة) قال أبو الهيثم: هو مجتمع الناس قال الأزهري: وسمعت أعرابيًا يقول لخادم له: الأ وارفع لي مصطبة أبيت عليها فرفع له من السهلة شبه دكان يتقى بها الهوام بالليل. (صطفل) في حديث القاسم بن مخيمرة (قال إن الوالي لتنحت أقاربه أمانته كما تنحت القدوم الإصطفلينة حتى يخلص إلى قبلها) قال شمر: الإصطفلينة كالجذرة، وليست بعربية محضة، لأن الصاد والطاء لا يكادان يجتمعان معًا وإنما جاء في الصراط والاصطبل والاصطم، لأن أصلها كلها السين وقال ابن الأعرابي: الاصطفلين: الخرز الذي يؤكل وهي لغة شامية الواحدة اصطفلينة. باب الصاد مع العين (صعب) في الحديث (من كان مصعبًا فليرجع) قال ذلك في غزوة حنين أي: من كان بعيره صعبًا، يقال: أصعب الرجل وأضعف وأقوى إذا كان بعيره صعبًا أو ضعيفًا أو قويًا. (صعد) قوله تعالى: {إذ تصعدون} قال ابن عرفة: مبتدئ وجهها من سفر وغيره فهو مصعد في ابتدائه منحدر في رجوعه من أي بلد كان وقال الأزهري: الإصعاد في الذهاب في الأرض ومن قرأ} إذ تصعدون} ذهب به إلى الصعود في العقبة فرارًا من العدو.

وقوله تعالى: {فتيمموا صعيدًا طيبًا} الصعيد: التراب والصعيد: وجه الأرض. وقوله تعالى: {فتصبح صعيدًا زلقًا} الصعيد: الطريق الذي لا نبات فيه وكذلك الزلق. وقوله تعالى: {سأرهقه صعودًا} قال الليث: يعني مشقة من العذاب، ويقال: هو جبل في النار يكلف الكافر ارتقائه والصعود ضد الهبوط وهي بمنزلة العقبة الكؤود. وقوله تعالى: {عذابًا صعدًا} أي شديدًا شاقًا من الصعود وهي العقبة الشاقة. وقوله تعالى: {كأنما يصعد في السماء} أي كأنه مكلف بالدعاء إلى الإسلام الصعود إلى السماء يقال: تصعده الأمر إذا شق عليه. ومنه قوله عمر (ما تصعدني شيء ما تصعدتنى خطبة النكاح). وفي الحديث (إياكم والقعود بالصعودات) قال أبو عبيد: هي الطرق مأخوذة من الصعيد، وهو التراب وجمعه صعد ثم صعدات جمع الجمع مثل طريق وطرق وطرقات. وروى النضر بإسناده (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج على صعدة يتبعها حذا في عليه قرصف لم يبق منه إلا قرقرها) قال النضر: الصعدة: الأتان، والحذا في: الجحش، والقرصف: القطيفة، وقرقرها: ظهرها وقال أبو عبيد: لصعدة نحو من الآلة.

(صعر)

(صعر) قوله تعالى: {ولا تصعر خدك للناس} وقرئ (ولا تصاعر) أي لا تعرض عنهم تكبرًا عليهم يقال: أصاب البعير صعر وصيب إذا أصابه داء يلوى منه عنقه ثم يقال للمتكبر؛ فيه صعر وصيب فمعنى (لا تصعر) أي لا تلزم خدك الصعر. وفي الحديث (يأتي على الناس زمان ليس فيهم إلا أصعر أو أبتر). والأصعر: المعرض بوجهه كبرًا، وأراد رذالة الناس الذي لا دين لهم. وفي الحديث (كل صغار ملعون) أي كل ذي أبهة وكبر. (صعصع) في الحديث (فتصعصعت الرايات) أي تفرقت يقال: صعصعت القوم فتصعصعوا أي فرقتهم فتفرقوا. (صعفق) في حديث الشعبي (ما جاءك عن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فخذه ودع ما يقول هؤلاء الصعافقة) قال أبو العباس: الصعافقة: الذين يدخلون السوق بلا رأس مال قال أبو العباس: وقال الليث: هم رذالة الناس الواحد صعفوق بفتح الصاد قال أبو عبيد: وقال الأصمعي: الواحد صعفقى أراد الشعبى: أن هؤلاء لا علم لهم فهم بمنزلة لتجار الذين ليس لهم رأس مال على تفسير أحمد بن يحيى بن العباس. (صعق) قوله تعالى: {أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} قال ابن عرفة.

(صعل)

الصاعقة: اسم للعذاب على أي حال كان، وإنما أهلكت عاد بالريح وثمود بالرجفة فسمى الله تعالى جده ذلك صاعقة قال: ويقال صاعقة وصعقة قال الفراء: وتميم تقول: صاقعة في معنى صاعقة ابن أحمر: الرتران المجرمين أصابهم صواقع .... لابل هن فوق الصواقع. وسمعت الأزهري يقول في تفسير قوله تعالى: {يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق} قال: الصاعقة: صوت الرعد الشديد الذي يصعق منه الإنسان أي يغشى عليه يقال: صعقتهم الصاعقة وأصعقتهم إذا أصابتهم فصعقوا وأصعقوا. ومنه حديث الحسن (ينتظر بالمصعوق ثلاثًا ما لم يخافوا عليه نتنًا) قال: والصاعقة، مصدر جاء على فاعلة كالراغية للإبل والثاغية للشاء والصاهلة للخيل يقال: سمعت صاعقة الرعد وثاغية الشاء. وقوله تعالى (وخر موسى صعقًا} أي مغشيًا عليه دل على ذلك قوله تعالى: {فلما أفاق} إنما قال آفاق من العلة والغشية وبعث من الموت قال: وحمله الصاعقة الصوت مع النار قال لبيد يذكر أخاه. أريد وكان أصابته صاعقة فقتلته ... فحعنى الرعد والصواعق بالفارس يوم الكرنهة النجد. وقال قتادة: والصاعقة: الموت وقيل: كل عذاب مهلك. (صعل) وفي حديث أم معبد (لم تزر به صعلة) أي صعر قال شمر: وصعلة بفتح العين أجود قال: وتكون الصعلة الرقة في البن والخفة والنحول قال الشاعر: نفى عنه المصيف وصار صعلًا .... أي خف جسمه.

(صعنب)

(صعنب) وفي الحديث (أنه سوى ثريدة فلبقها ثم صعنبها) قال أبو عبيد: يعني رفع رأسها وقال ابن المبارك: جعل لها ذروة وقال شمر: هو أن يضم جوانبها ويكون صوقعتها. باب الصاد مع الغين (صغر) قوله تعالى جده} وهم صاغرون} أي قماء أذلاء يعطونها يعني الجزية عن قيام والقابض جالس قال الفراء: والصغار: الذل قال الشافعي: معنى الصغار أن يعلو حكم الإسلام حكم الشرك، وروى عن سلمان رحمه الله (وهم صاغرون) أي غير محمودين. ومنه قوله تعالى: {وليكونا من الصاغرين} أي من المذلين. وفي الخبر (المرء بأصغريه إن قاتل بحنان وإن تكلم تكلم ببيان) يعني بأصغريه قلبه ولسانه. (صغى) قوله تعالى: {ولتصغى إليه أفئدة} أي: لتميل يقال: صغى يصغى وصغى يصغى. ومنه قوله تعالى: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} أي زاغت عن الحق (وكان يصغى لها الإناء) أي: يميل ليسهل عليها التناول. وفي الحديث (يحفظني في صياغيتي بمكدون حفظه في صاغيته بالمدينة).

باب الصاد مع الفاء

يعني في خاصته والمسائلين إليه يقال صغوك معه أي مسلك وصغاك معه هي مثله. باب الصاد مع الفاء (صفت) في حديث الحسن قال: (سألته عن الذي يستيقظ فيجد بلة فقال أما أنت فاغتسل ورأي صفتاتًا" قال شمر: قال ابن شميل: هو التار الكثير اللحم المكثر. (صفح) (الصفوح) من أسماء الله تعالى العفو عن ذنب عبده معرضًا عن مجازاته تكرمًا. وقوله تعالى: {أفنضرب عنكم الذكر صفحا} أي نعرض عنكم ولا ندعوكم يقال: صفحت عنه إذا أعرضت عنه، والأصل فيه أن من أعرض عن صاحبه ولاه صفحة عنقه وصرف عنه وجهه يقال: صفح عني فلان بوجهه إذا أعرض عنك والصفوح من نعت النساء هي التي تريك أحد جانبي وجهها صدًا وإعراضًا قال كثير: صفوح فما تلقاك إلا بخيلة فمن .... مل منها ذلك الوصل ملت وقوله تعالى: {صفحا} مصدر أقيم مقام الفاعل ونصب على الحال أراد أفنضرب عنكم تذكيريا إياكم صافحين أي معرضين. في الحديث (التسبيح للرجال والتصفيح للنساء) يعني في الصلاة التصفيح والتصفيق سواء ومنه المصافحة في السلام.

(صفد)

وفي حديث حذيفة (القلوب أربعة: قلت: كذا، وقلت: مصفح اجتمع فيه الإيمان والإنفاق) قال شمر: قال خالد: هو المضطجع الذي فيه غل ليس بخالص الدين) وقال بعضهم: المصفح: العريض الذي له صفحات لم تسقم على وجه واحد كالمصفح من الرؤوس له جوانب، وقال الأزهري: المصفح عندي: الذي له وجهان يلقى أهل الكفر بوجه ويلقى أهل الإيمان بوجه وصفح كل شيء وجهه وناحيته، منه يقال: صفح فلان عن فلان أي أعرض بوجهه عن دينه وقال رجل من الخوارج: لنضربكم بالسيوف غير مصفحات أي: نضربكم بحدها لا بعرضها. ومنه حديث سعد بن عبادة (لضربته بالسيف غير مصفح) أي غير ضارب بوجه السيف وصفحا السيف وجهان وغزاراه وحداه. وفي الحديث (أن عاصم بن ثابت الأنصاري في شعر له: نزل على صفحتي المعابل الصفحة: أحد جانبي الوجه. وفي الحديث (ملائكة الصفيح الأعلى) أراه كأنه أراد السماء الأعلى. وفي الحديث (لعله تام على بابكم سائل فأصفحتموه) أي خيبتموه يقال: صفحته إذا أعطيته وأصفحته إذا حرمته. (صفد) قوله تعالى: {مقرنين في الأصفاد} يقال: هي الأغلال، وقيل: القيود واحدها

(صفر)

صفد وتجمع أصفد وصفد أيضًا، ويقال: صفدته في الحديد وبالحديد وصفدته مخفف ومثقل فأما أصفدته بالألف فمعناه أعطيته قال الأعشى: وأصفدني على الزمان ما بدا وفي الحديث (إذا دخل شهر رمضان صفدت الشياطين) أي: شدت وأوثقت بالأغلال، والصفد: العطية. (صفر) وقوله تعالى: {كأنه جمالات صفر) أي: سود والأصفر: الأسود قال الأعشى: فهي صفر أولادها كالزبيب. وفي الحديث (لا عدوى ولا هامة ولا صفر) يقال إن العرب ترى في البطن حية تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه وأنها تعدى فأبطل الإسلام ذلك وهو معروف في أشعارهم وقيل: في الصفرانة تأخيرهم تحريم المحرم إلى صفر. وفي الحديث (صفرة في سبيل الله خير من حمر النعم) أي: جوعة يقال: صفر الوطن إذا خلا من اللبن. وفي حديث أم زرع (صفر ردائها وملء كسائها وغيظ جارتها) هكذا جاء في بعض الروايات، المعنى: أنها ضامرة البطن فكأن ردائها صفر أي خال من شدة ضمور بطنها، والرداء ينتهي إل البطن فيقع عليه. وفي الحديث (نهى عن المصفرة) والمصفرة: يعني في الأضاحي يقال: هي

(صنف)

المستأصلة الأذن سميت بذلك، لأن صماخيها صفرتا من الأذن أي: خلنا قال القتيبي: هي المهزولة قيل لها مصفرة؛ لأنها خلت من السمرة وصفر من الخير أي: خال. وفي الحديث (أنه صالح أهل خبير على الصفراء والبيضاء والحلقة) الصفراء، الذهب، والبيضاء، الفضة، والحلقة: الدرع. وفي حديث أبي واثل (أن رجلًا أصابه الصفر) قال القتيبي: هو الجبن وهو اجتماع الماء في البطن يقال: صفر فهو مصفور وصفر يصفر صفرًا. في الحديث قال عتبة بن ربيعة لأبي جهل (يا مصفر إسته) رماه بالابنة وأنه كان يزعفر إسته، وقيل: هذه كلمة. تقال للمتنعم الذي لم تحنكه التجارب، وكأنه أخذ من الصفير يريد: يضرط نفه بيده وهو كقولك يا صراط. (صنف) قوله تعالى جده} ثم ائتوا صفا} أي مصطفين ليكون أنظم لكم وأشد لهيبتكم وقال ابن عرفة في قوله تعالى: {وعرضوا على ربك صفا}: يجوز أن يكونوا كلهم صفًا واحدًا، ويجوز أن يقال في مثل هذا: صفا يريد: الصفوف فيؤدي الواحد عن الجميع. قوله تعالى: {والصافات صفا} هي الملائكة مصطفون في السماء يسبحون. ومنه قوله تعالى: {وإنا لنحن الصافون} وذلك أن لهم مراتب يقومون عليها صفوقًا كما يصطف المصلون. (صفصف) وقوله تعالى: {قاعًا صفصفًا} أي خاليًا مستويًا من الأرض.

(صفق)

وفي حديث ابن الزبير (كأن يتزود صفيف الوحش وهو محرم) أي: قديدها، وقد صففت اللحم أصفه صفا. وفي الحديث (مات رجل من أهل الصفة) وهو موضع مظلل من المسجد كان يأوى إليه المساكين. (صفق) في الحديث (صفقتان في صفقة ربًا) معناه بيعتان في بيعة، وهو على وجهين أحدهما: أن يقول البائع للمشتري: بعتك كذا بمائة درهم على أن تشتري من هذا الثوب بعشرين درهمًا على أن تبتعني متاعك بعشرة دراهم، وقيل للبيعة: صفقة لضرب اليد على اليد عند عقد البيع يقال صفق بيديه وصفح سواء. ومنه الحديث (والتصفيق للنساء) يعني في الصلاة و (التسبيح للرجال) المعنى إذا ناب المصلى شيء في الصلاة فأراد تنبيه من بحذائه صفقت المرأة بيدها وسبح الرجل يقال صفق عينه إذا ضربها. وفي حديث لقمان بن عاد (صفاق أفاق) قال القتيبي: قال الصمعي: الصفاق: الذي يصفق على الأمر العظيم، وقال الأزهري: الصفاق: عدى الرجل الكثير الأشفار والتصرف في التجارات، والصفق والأفق قريبان من السواء، وكذلك الصفاق الأفاق، والتصفيق: أن ينوى الرجل نية الرجل نية ثم يردها ومنه قول الشاعر: وزلل النية والتصفيق

(صفن)

وفي الحديث (إن أكبر الكبائر أن تقاتل أهل صفقتك) هو أن يعطي الرجل الرجل عهده وميثاقه ثم يقاتله. في حديث عائشة (ما صفقت له نسوان مكة) وروي (ما تصفقت له) أي اجتمعت له يقال أصفقوا على الأمر وصفقوا بالبيعة والبيع. (صفن) قوله تعالى: {الصافنات الجياد} هي الخيل القائمة، وقال أهل اللغة: الصافن من الخيل: الذي يثنى إحدى رجليه أو يديه حتى يقف بها على سنبكه وقد أقام على ثلاث وقد يكون الصفان القائم وإن لم يثن سنبكه، ومن ذلك قراءة من قرأ} فاذكروا اسم الله عليها صوافن} أي معقولة بإحدى يديها، والبعير إذا نحر فعل به ذلك وقرئ صوافي أي خوالص لله لا يشرك به في التسمية على نحرها ومن قرأ (صواف) أراد صفت قوائهما في حال نحرها والبعير قد ينحر قائمًا أيضًا. وفي الحديث (قمنا خلفه صفوفًا) أي واقفين وقد صففنا أقدامنا. وفي حديث عمر (حتى يأتي الراعي حقه في صفنه) الصفن خريطة يكون للراعي فيها طعامه وزاده وما يحتاج إليه، وهي مثل الركوة. ومنه خبر على رضي الله عنه (الحقنى بالصفن) أي بالركوة ويقال الصفن والصفنة بفتح الصاد، وقال ابن الأعرابي: الصفنة هي السفرة التي تجمع بالخيط ومنه يقال صفن ثيابه في سرجه إذا جمعها. وفي حديث - صلى الله عليه وسلم - أنه عوذ عليًا رضي الله عنه حين ركب وصفن ثيابه في سرجه) إذا جمعها عليه.

(صفى)

وفي الحديث (فلما دنا القوم صافناهم) أي واقفناهم. ومنه الحديث (من سره أن يقوم له الناس صفونا) أي واقفين. (صفى) قوله تعالى جده: {فاذكروا اسم الله عليها صوافي} وقد مر. قوله تعالى: {عسل مصفى} ألا لا يخالطه الشمع. وفي الحديث (إن أعطيتم الخمس وسهم النبي - صلى الله عليه وسلم - والصفى فأنتم آمنون) قال الشعبي: الصفى: علق تخيره النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنه كانت صفية. وفي الحديث (تسبيحة في طلب حاجة خير من لقوح صفى في عام لزبة) قال الأصمعي: إذا كانت الشاة غزيرة كريمة فهي صفى، وقد صفت تصفو وكذلك الإبل وبنو فلان مصفون؛ إذا كانت غنمهم صفايا والنخلة كذلك. باب الصاد مع القاف (صقب) في الحديث (الجار أحق بصقبه) قال ابن الأنباري: أراد بالصقب الملاصقة كأنه أراد بما يليه وبما يقرب منه، وقال بعضهم: إنما خص بهذا الشرط الشريك، لأنه لا يستحقها غيره ويسمى جارًا لأنه أقرب الجيران بالمشاركة يقال: أصبقت الدار وأسبقت إذا قربت، وهو جاري مصاقبى، وقال آخرون: أراد بالجار الملاصق من غير شركة.

(صقر)

ومنه حديث علي رضي الله عنه (إذا وجد قتيل بين قربتين يحمل على أصقب القريتين إليه). (صقر) وفي الحديث (لا يقبل الله بين الصقور يوم القيامة صرفًا ولا عدلا) يعني: من الذنوب، وقال ابن الأعرابي: الصقر: القيادة على الحرام وقال الفراء: الصقار: اللعام لغير المستحقين، والصقار الكافر وقال أبو الهيثم: السقار: الكافر- بالسين- وقال شمر: الصقار: هو النمام. ومنه حديث أنس (ملعون كل صقار). وفي الحديث (قيل يا رسول الله وما الصقار؟ قال: نشأ يكون في آخر الزمان يكون تحيتهم بينهم التلاعن) رواه بعض أهب العلم. وقال: هو ذو الكبرة وأنكره الأزهري. وفي الحديث (ليس الصقر في رؤوس النخل) الصقر: عسل الرطب هاهنا، والصقر في غير هذا: اللبن الحامض. (صقع) في الحديث (شر الناس في الفتن الخطيب المصقع) يعني الداعي إليها الماهر بها والصقع رفع الصوت ومتابعته. وفي الحديث (أن منقذًا صقع أمه في الجاهلية) أي شج وكل من ضربته آمه في الجاهلية فقد صقعته ومنه قيل للفرس إذا ابيض شعر رأسه، أصقع وقيل: لليرقع صقاع، وللعقاب صقعاء لبياض رأسها.

(صقل)

(صقل) في حديث أم معبد (ولم تعبه نحلة ولم تربه صقلة) قال شمر: تريد ضمرة ودقة يقال: صقلت الناقة إذا أضمرتها وصقلها السير أضمرها والصقل الخاصرة أخذ من هذا وقال غيره: أراد أنه عليه الصلاة والسلام، ورواه بعضهم: (ولم تعبه ثجلة ولم تزر به صعلة) والثجلة: استرخاء البطن، والصعلة: صغر الرأس. باب الصاد مع الكاف (صكك) قوله تعالى: {فصكن وججها} أي ضربته بيدها. وفي الحديث (كان يستظل بجفنة عبد الله بن جدعان في الإسلام صكة عمي) يريد: في الهاجرة وعمي في هذا الموضع مصغرة مرخم كأنه تصغير أعمى، يقال: لقيته صكة عمى وأعمي وعمى. وفي الحديث (ذكره الصكيك) قال أبو بكر: هو الضعيف. باب الصاد مع اللام (صلب) في الحديث (الثوب المصلب) يعني: الذي صور فيه أمثال الصلبان. وفي حديث الحسن (قال فلان: رأيت عليه ثوبا مصلبا) قال الأصمعي: يقال حمار مصلب وقد صلبت خمارها، وهي لبة معروفة عند النساء. وفي حديث بعضهم قال (صليت إلى جنب عمر فوضعت يدي على

(صلح)

خاصرتي فلما وصل صلى قال: هذا الصلب في الصلاة؟ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عنه) أي شبه الصلب لأن المصلوب يمد باعه على الجذع. وفي حديث سعيد بن جبير (في الصلب الدية) قال القتيبي: فيه قولان أحدهما: أنه أن كسر الصلب فحدب الرجل ففيه الدية، والآخر: إن أصيب بشيء ذهب الجماع فلم يقدر عليه فسمى الجماع صلبًا لأن المنى يخرج منه. وفي الحديث (أنه لما قدم مكة أتاه السحاب الصلب) قيل: هم الذين يجمعون العظام إذا لحب عنها لحومها فيطخبون بالماء، فإذا خرج الدسم منها جمعوه فأتدموا به، يقال: اصطلب الرجل العظام إذا فعل بها ذلك، والصليب: الودك، وقيل: للمصلوب صليب لما يسيل منه من الودك. ومنه الخبر (استفتى علي رضي الله عنه في استعمال صليب الموتي في الدلاء والسفن فأبى عليهم). وقول العباس رضي الله يمدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أنه كان صلت الجبين) يقال: أصلت سيفه إذا حرره من غمده، وسيف أصلت، وصلت وكل ما انجرد وبرز فهو صلت، وجاء يمرق بصلت أي: كثير الماء قليل الدسم يبرق، وقال الليث: الصلت: الأملس، وقال خالد: أي واسع الجبين. (صلح) قوله تعالى: {وأصلحنا له زوجه) يعني: من العقر ألا ترى قوله تعالى (وكانت امرأتي عاقرًا) فجعلها ولودًا.

(صلخم)

وقوله عز وجل: {ونبيا من الصالحين} يقال للصالح الذي يؤدي فرائض الله وحقوقه وحقوق الناس. ومنه قوله تعالى: {إنا لا نضيع أجر المصلحين} أي: المقيمين على إيمانهم المؤدين لفرائض الله عقدًا وفعلا. وقوله تعالى: {دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا} أي: ولدًا صالحًا. وقوله تعالى: {وتكونوا من بعده قومًا صالحين} أي: تائبين. وفي أخبار مكة في شعر لحرب بن أمية: أبا مطر هلم إلى صلاح .... فتكفيك الندامى من قريش. وتسكن بلدة عزت لقاحًا .... وتأمن أن يزورك رب جيش. قلت: صلاح اسم مكة، وقرأت في شعر الزريدي في مفاخره. منا الذي بصلاح قام مؤدنا .... لم يتمكت لتهدد وتنمر. يعني خبيب بن عدى قال: وصلاح مكة اسم معروفة لها. (صلخم) في الحديث (عرضت الأمانة على الجبال الصم الصلاخم) قلت: يقال للجبل الصلب المقشع: مصلخم. (صلد) قوله تعالى: {صلدًا} أملس نقيًا من الشوائب يقال: حجر صلد وصلود، وعود صلاد لا يتقدح منه النار وقدح فلان صلد.

(صلع)

وفي الحديث (أن عمر لما طعن سقاه الطبيب لبنا فخرج من موضع الطعنة أبيض يصلد) أي: يبرق وبيض، يقال: صلدت صلعة الرجل إذا برقت. في حديث عمار (لا تأكلوا الصلود والأثقليس) قال شمر: قال أحمد بن الحريش: قال النضر: هما المرماهى. (صلع) في حديث لقمان بن عاد (وإن لا أرى مطمعى فوقاع بصلع) قال أبو بكر: الصلع الأرض التي لا بنات فيها، وهي الصلعاء، وأصله من صلع الرأس وقال ابن منادر: هو الحجر. وفي الحديث (يكون كذا وكذا ثم يكون حبروة صلعاء) يقال الصلعاء هاهنا: البارزة كالجبل الأصلع، وهو البارز الأملس البراق، قال أبو ذؤيب. فيها سنان كالمنارة أصلع. أي: براق وتصلعت الشم، إذا خرجت من الغيم. وقالت عائشة (لمعاوية عند ادعائه زياد وكتب الصليعاء) في كلام العرب الداهية والأمر الشديد. وقال المعتمر: قال ابن الصليعاء: الفجر. وفي حديث عمر في صفة التمرة قال: (وتحتر شبها الضباب من الصلعاء) يريد: الصخر التي لا تنبت شيئًا مثل الرأس الأصلع، وهي الحصى أيضا مثل الرأس الأحص.

(صلق)

(صلق) وفي حديث عمر (لو شتت دعوت بكذا وكذا وصلائق) ويروى (وسلائق) بالصاد الخبز الرقاق، وقال ابن الأعرابي: يقال: صلقت الشاة إذا شويتها فكانه أراد بالصلائق ما شوى من الشاء وغيرها. وفي الحدي (ليس منا من صلق او حلق) قوله عليه الصلاة والسلام (صلق) أي رفع الصوت يعني: في المصائب، قال لبيد: فصلقنا في مراد صلقة .... وصداء ألحقتهم بالثلل. أي: الهلاك. وفي الحديث (أنه تصلق ذات ليلة على فراشه) يعني: تلةى يقال: تصلق الحوت في الماء إذا ذهب وجاء. (صلل) قوله تعالى: {من صلصال من حمأ مسنون} قال أهل اللغة: هو الطين اليابس يصل أي: يصوت من يبسه إذا نقرته وحمير مصلك في نهيقه، ويقال هو صلصال ما لم تمسه النار فإذا مسته النار فهو حيئذ فخار، وقيل: الصلصال المنتن من قولك صل اللحم وأصل وصلك. ومنه قراءة من قرأ (إذا صللنا في الأرض) بالصاد أي: أنتنا، ويقال: يبسنا من الصلة، وهي الأرض يابسة. وفي الحديث (كل من ورد به عليك قوسك ما لم يصل) أي: ما لم ينتن. (صلم) في حديث ابن مسعود (وذكر فتنا فقال: يكون الناس صلامات) يعني: فرقًا

(صلا)

وطوائف وكل جماعة صلامة، وقال ابن الأعرابي: صلامة بفتح الصاد. وفي حديث ابن عمر (فيكون الصليم بيني وبينه) يعني القطيعة المتكررة والصلم القطع المستأصل، ويقال رماه الله بالصليم أي بالداهية. (صلا) قوله تعالى: {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة} قال أبو بكر: أراد بالصلوات الترحم ونسق الرحمة على الصلوات لاختلاف اللفظين. وقوله تعالى: {وصلوات الرسول} أي دعواته. ومنه قوله تعالى: {وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} فالصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة والنبي عليهم الصلاة والسلام دعاء واستغفار، وبه سميت الصلاة لما فيها من الدعاء والاستغفار. وقوله تعالى: {لهدمت صوامع وبيع وصلوات} الصلوات: كنائس اليهود، وقيل: معناه لهدمت مواضع الصلوات فأقيمت الصلوات مقامها كما قال عز وجل: {وأشربوا في قلبوهم العجل} أي: حب العجل، وقال بعضهم: تهديم الصلوات تعطيلها. وفي الحديث (التحيات لله والصلوات) قال أبو بكر: معناه الترحم. قال الله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي} أي: يترحمون. وقوله - صلى الله عليه وسلم - (اللهم صل على آل أبي أوفى) أي: ترحم عليهم وتكون الصلاة بمعنى الدعاء.

(صلا)

ومنه الحديث (إذا دعي الحاكم إلى طعام فليجب، وإن كان صائما فليصل) أي: ليدع لأرباب الطعام بالمغفرة والبركة. ومنه الحديث (الصائم إذا أكل عنده الطعام صلت عليه الملائكة عشرًا) وفال الأعشمي: وقابلها الريح في دنها وصلى .... على دنها وارتشم. أي: دعا بالبركة. وفي حديث سودة قالت: (يا رسول الله إذا متنا صلى لنا عثمان بن مظعون) يعني: استغفر لنا عند ربه. وفي حديث علي رضي الله عنه (سبق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر وصلى أبو بكر) أصله في الخيل السابق الأول والمصلى الثاني قيل له ذلك، ، لأنه يكون رأسه عند صلى الأول، والصلوان: ما عن يمين الذنب وشماله، يقال: هما عرقان في الردف وقال: تلق السوالق منا والمصلينا. (صلا) قوله عز اسمه} نصليه نارًا} أي: نلقيه في نار بخرقة وكذلك نصليه، وأما صليت اللحم لا تخفيف، فمعناه شويت على وجه الإصلاح. ومنه الحديث (أنه أتى بشاة مصلية) أي: مشوية وصليت فلانًا النار. ومنه قوله تعالى: {وتصلية جحيم} ويقال: صليت النار أصلاها إذا قاسيت حرها، وهي الصلاء والصلاء مثل قولك الآياء والإباء للضباء إذا كسرت مددت، وإذا قصرت فتحت. ومثله قوله تعالى: {يصلاها مذمومًا مدحورًا}.

باب الصاد مع الميم

وقوله تعالى: {أصلوها} أي: قاسوا حرها. وفي الحديث (إن للشيطان مصالي وفخوخًا) المصالي: شبيهة بالشرك، وأراد ما يستقر به الناس من زينة الدنيا وشهواتها وقد صليت لفلان إذا عملت له في أمر تريد أن تمحل به. باب الصاد مع الميم (صمت) في حديث أسامة قال (لما ثقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخلت عليه يوم أصمت) ولا يتكلم فجعل يرفع يده إلى السماء ثم يصبها على أعرف أنه يدعو لي) يقال أصمت العليل فهو مصمت إذا اعتقل لسانه. وفي الحديث (أصمتت أمامة بنت أبي العاص) أي: اعتقل لسانها. في الحديث في صفة التمر (صمتة الصغير) يريد أنه إذا بكى أصمت به وهي السكتة لما يسكت به الصبي. (صمخ) وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه (فضرب الله على أضمختنا) يريد أنامنا قال الله تعالى: {فضربنا على آذانهم} أي: انمناهم. (صمد) (الصمد) في صفات الله تعالى الدائم الباقي، وقيل: الصمد الذي ينتهي الؤود إليه، وبناء مصمد أي معلى، ويقال لما أشرف من الأرض الصمد

(صمر)

بإسكان الميم والصمد الذي لا جوف له والصمد إليه في الحوائج أي يقصد يقال: صمدت صمده أي قصدت قصده. وفي حديث عمر (إياكم وتعلم الأنساب والطعن فيها فو الذي نفس عمر بيده لو قلت لا يخرج من هذا الباب الإصمد ما خرج إلا أقلكم) قال شمر: هو الذي انتهى في سؤدده. (صمر) وفي حديث علي رضي الله عنه (أنه أعطى فلانًا كذا وقال: ادفع هذا إلى أسماء لتدهن به بني أخيه من صمر البحر) يعني نتن ريح عمقه وومده. (صلع) في حديث علي رضي الله عنه (كأني برجل أصلع أصمع) قال أبو عبيد: هو الصغير الأذن من الناس وغيره. (صمع) ومنه حديث ابن عباس (كان لا يرى باسًا أن يضحى بالصمعاء) يعني بالصغيرة الأذنين. (صمغ) في الحديث (نظفوا الصماغين فإنهما مقعد الملكين). أخبرنا ابن عمار، عن أبي عمر، عن أي العباس قال: سألت ابن الأعرابي عنهما فقال: الصماغان، والصامغان مجتمعًا الريق في جانب الشفة وهو الذي نسميه الصوارين، قال أبو عمرو: قال القطامي ومن رواه بالغين فقد صحف.

(صمم)

(صمم) في الحديث (نهى عن اشتمال الصماء) وهو أن يتجلل الرجل بثوبه ولا يرفع منه جانبًا، قال القتيبي: وإنما قيل لهما صماء لأنه إذا اشتمل به شد على يديه ورجليه المنافذ كلها كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق ولا صدع، وقد مر في كتاب الشين بأشبع من هذا القول. في الحديث (كل ما أصميت ودع ما أنميت) معنى (كل ما أصميت ودع ما أنميت) يقول: إذا صدت بكلب أو غيره فمات وأنت تراه غير غائب عنك فكل منه، وهو مأخوذ من الصمتان وهو السرعة والخفة ومعنى (دع ما أنميت) أي: ما غاب عنك فلم تره فمات فلا تأكل منه لا تدري أمات بصيدك أم عرض له عرض آخر فقتله، يقال: نمت الرمية إذا مضت والسهم فيها ونميتها أنا. باب الصاد مع النون (صنب) في الحديث (أهدى إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أرنب بصنابها) أي: بصباغها. ومنه حديث عمر (لو شئت لآمر، بصرائق وصناب) قال أبو عبيد: الصناب الخردل بالزيت. (صنبر) ومن رباعيه (أن قريشًا كانوا يقولون إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - صنبور) قال الأصمعي: الصنبور: النخلة تبقى منفردة، وتدق أسفلها. وقال غيره: صنابير النخلة سعفات تنبت في جذع النخلة غير مستأرضة في الأرض، وهو المصنبر من النخل فهي تقلع منها، فأراد كفار قريش أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بمنزلة صنبور نبت في جذع نخلة، فإذا قلع انقطع يعني أنه لا عقب له، فإذا مات انقطع ذكره هذا هو القول الشافي.

(صنخ)

(صنخ) في الحديث (نعم البيت الحمام يذهب بالصنخة) ويذكر النار يعني الصنان والدرن يقال صنخ بدنه وسنخ. (صنع) قوله تعالى: {ولتصنع على عيني} أي: لتربي بمرأى مني يقال صنعت الجارية إذا أحسن إليها حتى سمنت وفلان صنيع فلان وصنيعته أي تخريجه وتربيته. ومنه قوله تعالى: {واصطنعتك لنفسي} أي اخترتك لخاصة أمري أستكفيكه. وقوله تعالى: {وتتخذون مصانع} واحدها مصنع وهي التي تتخذ للماء، ويقال لها الأصناع واحدها صنع قال: المصانع المباني من القصور وغيرها. وفي حديث أبي سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا توقدوا بليل نارًا ثم قال: أوقدوا واصطنعوا) قول عليه الصلاة والسلام (واصطنعوا) أي: اتخذوا طعامًا تنفقونه في سبيل الله. وفي الحديث (اصطنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتما من ذهب) أي: سأل أن يصنع له كما تقول اكتتب أي سأل أن يكتب له. وفي الحديث (إذا لم تستحي فاصنع ما شئت) هذا أمر معناه الخبر كأنه قيل: من لم يستح صنع ما شاء.

(صنم)

ومثل قوله عليه الصلاة والسلام (فليتبوأ مقعده من النار) قال ابن عرفة: قال ثعلب: هذا على الوعيد، معناه: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت فإن الله مجازيك. ومثله قوله تعالى: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}. في الحديث (فلينفضه صنفة إزاره) قال أبو عبيد: صنفة ازار طرته وقال غيره: مي الإزار إزارًا، لحفظه صاحبه وصيانة جده أخذ من آزرته إذا عاونته. (صنم) قوله تعالى: {أن نعبد الأصنام} قال ابن عرفة: ما اتخذوه من آلهة فكان غير صورة فهو وثن، فإذا كان له صورة فهو صنم. (صنن) في حديث أبي الدرداء (نعم البيت الحمام يذهب بالصنة ويذكر النار) قال الأزهري: أراد بالصنة: الصنان، وهو رائحة المغابن إذا فسدت. (صنو) قوله تعالى: {صنوان وغير صنوان} معنى الصنوان: أن يكون الأصل واحد، وفيه النخلتان والثلاث والأربع، والصنوان جمع صنو ويجمع أصناء على اسم وأسماء، فإذا كثرت فهي الصنى والصنى.

باب الصاد مع الواو

وفي الحديث (العباس صنو أبي) أراد أن أصله وأصل أبي واحد. وفي حديث آخر (عم الرجل صنو أبيه). وأخبرنا ابن عمار، عن أبي عمر، عن ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: الصنو المثل أراد مثل أبيه. وفي حديث أبي قلابة: (إذا طال صنان الميت نقي بالأشنان) أي: درنه قال الأزهري: روى هذا بالصاد وهو وصخ النار والرماد. باب الصاد مع الواو (صوب) قوله تعالى ذكره} أو كصيب من السماء} أي: كمطر من صاب يصوب إذا نزل من السماء. ومنه الحديث (اللهم اسقنا في أرضنا صيبًا) وكان في الأصل صيوبًا فأبدل فأدغم، وقال الفراء: هو صويب مثل فعيل وقال شمر: قال بعضهم: الصيب الغيم ذو المطر وقال الأخفش: هو المطر وصاب السهم أي قصد. وفي الحديث (من يرد الله به خيرًا يصب منه) المعنى: أن من أراد الله تبارك وتعالى به خيرًا ابتلاه بالمصائب ليثيبه عليها، وقال ابن عرفة: يقال مصيبة ومصابة ومصوبة في الأمر المكروه ينزل بالإنسان وهي المصائب والمصاوب.

(صوح)

وفي الحديث (كان يصيب من رأس بعض نسائه وهو صائم) أراد التقبيل. (صوح) في الحديث (فلما دفنوا فلانًا، لفظته الأرض فألقوه من صوحين) قال الأصمعي: الصوح: حائط الوادي وهما صوحان. في الحديث (نهى عن بيع النخل قبل أن يصوح) أي: قبل أن يستبين صلاحه وخلوه من بره وقد صوحته الرياح أي لوحته. قوله تعالى: {فصرهن إليك} وقرئ (فصرهن) بضم الضاد وكسرها قال الأزهري: من قرأ صرهعن بالضم أراد املهن وأجمعهن إليك يقال: صور يصور إذا مال ومن قرأ (فصرهن) بكسر الصاد ففيه قولان: أحدهما: أنه بمعنى صرهن يقال صور يصور، ويصير إذا أماله لغتان، قيل: صرت أصير كما يقال عثيت أعثي وعيثت أعيث وعثيت أعثى واحتج أبو عبيدة بقول خنساء: لطلت المشس منها وهي تنصار أي: تصدع وتقلق (صور) ومنه حديث مجاهد (كره أن يصور شجرة مثمرة) يحتمل أن يكون أراد يقطعها ويحتمل أن يكون أراد يميلها فإن إمالتها ربما يؤديها إلى الجفوف. في حديث عمر (وذكر العلماء فقال: تنعطف عليهم بالعلم قلوب لا تصورها الأرحام) أي: لا تميلها.

(صوع)

وفي حديث عكرمة (حملة العرش كلهم صور) يريد: جمع أصور وهو المائل العنق. وقوله تعالى: {أنه خرج إلى صور بالمدينة} الصور جماع النخل جمع وعلى غير لفظ الواحد، قال شمر: وتجمع صيرانًا وقال غيره: لا واحد له من لفظه. (صوع) قوله تعالى: {قالوا نفقد صواع الملك} الصواع: هو الصاع وجاء في التفسير أنه إناء مستطيل يشبه المكوك كان يشرب فيه الملك، وهو السقاية يشبه الطاسة والطر جهارة وقال الحسن: الصواع والسقاية شيء واحد وقيل: إنه كان من فضة ويجمع صيعانًا قال الأخفش: الصواع يذكرو يؤنث قال الله تعالى: {ثم استخرجها من وعاء اخيه} فأنث وقال عز وجل: {ولمن جاء به حمل بهعير} فذكره لأنه عنى ثم [ .... ] صواع. وفي الحديث (أنه أعطى فلانًا صاعًا من جرة الوادي) قال القتيبي: يريد قدر صاع كما تقول: أعطاه جريبًا من الأرض أي قدر جريب قال غيره: والصاع هو المطمئن من الأرض وأنشد: مزحت يداها للنجاه كأنما .... تكرو بكفلا لاعب في صاع

(صوغ)

وفي حديث سلمان (لينظر رجلًا صوع به فرسه) أي: جمع برأسه يقال صوع الطائر رأسه إذا حركه حركة متتابعة. (صوغ) في حديث أبي هريرة (وقيل له: خرج الدجاتل فقال: كذبة كذبها الصواغون) أراد الذين يصوغون الكذب يقال صاغ كذبًا وصاغ شعرًا. (صوم) قوله تعالى: {إني نذرت للرحمن صومًا} أي: سكتًا. وفي الحديث (كل عمل ابن آدم له غلا الصوم) قال سفيان: هو الصبر يصبر الإنسان نفسه عن الطعام والشراب والنكاح ثم قرأ (إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب)، قال غيره: وقيل للصامت صائم لإمساكه عن الكلام وقيل للفرس صائم لإمساكه عن العلف مع قيامه. (صوى) في الحديث (إن للإسلام صوى) الصوى: يعني الإعلام للتصوية من الحجارة في الفيافي يقتدي بها على الطرق الواحدة صوة مثل قوة وقوي، وهوة وهوى أراد أن للإسلام طرائق وأعلامًا. وفي حديث لقيط (فيخرجون من الأصواء فينظرون إليه ساعة) قال القتيبي: يعني بالأصواء القبور، وأصلها الأعلام شبه القبور بها وهي أيضًا الصوى، وهي الآرام أيضًا وأحدها أرم وأرمي.

باب الصاد مع الهاء

وفي الحديث (التصوية خلابة) التصوية والتصرية واحد وهو أن تصوي الشاء أي تحفل، وقال الأصمعي: التصوية أن ييبس أصحابها ألبانها عمدًا ليكون أسمن لها. باب الصاد مع الهاء (صهر) قوله تعالى: {يصهر به ما في بطونهم} أي: يغلي بالحميم ما في بطونهم حتى يخرج من أدبارهم، وقال أهل اللغة: يصهر يذاب، والصهر: إذابة الشحم، وهي الصهارة، ويقال: صهرته الشمس إذا أذابته. وفي الحديث: (أن الأسود كا يصهر رجليه بالشحم وهو محرم) أي: يذيبه عليها ويدهنها. وفي الحديث: (كان يؤسس مسجد قباء فيصهر الحجر العظيم إلى بطنه) أي: يدنيه، يقال: صهره وأصهره إذا قربه، ومنه المصاهرة في النكاح وهي المقاربة. وفي حديث أم زرع: (وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في اهل صهيل وأطيط ودائس ومنق) أرادت أنه نقلها من القلة إلى الكثرة وأنها كانت من أقوام شاويين فنقلها إلى النعميين، والعرب تتشرف بالخيل والإبل وتسترذل أهل

باب الصاد مع الياء

الشاء، وأن زوجها ذو زرع يداس وينقي فإن أعوزهم اللبن لم يعوزهم الحب. وفي حديث أم معبد: (في صوته صهل) أي حدة وصلابة، ومنه صهيل الخيل، ورواه بعضهم (صحل) قال أبو عبيد: وهو شبيه بالبحح وليس بالشديد ولكنه حسن. باب الصاد مع الياء (صيب) قوله تعالى: {رخاء حيث أصاب} أي: أراد. ومنه حديث أبي وائل كان يسئل عن التفسير فيقول: (أصاب الله الذي أراد) يقول أراد الله ما أراد. (صيح) قوله تعالى: {وأخذت الذين ظلموا الصيحة} روى أن جبريل عليه السلام صاح هو صيحة فأهلكتهم، والصيحة: توضع موضع الهلكة لهذا اغلمعنى، يقال: صاح فلان في مال فلان إذا اهلكه، ومنه قول امرئ القيس: دع عنك نهيًا صيح في حجراته ولكن حديث، ما حديث الرواخل؟ أي أهلك وذهب به، يقال: صيح بفلان إذا فزع وقال الشاعر: ثبت إذا ما صيح بالقوم وقر أي: فزع

(صيد)

(صيد) قوله تعالى: {لا تقتلوا الصيد} الصيد: اسم المصيد قال ابن عرفة: قال داود بن علي على الأصبهاني: الصيد ما كان ممتنعًا ولم يكن له مالك كان حلالًا أكله فإذا اجتمعت فيه هذه الخلال فهو صيد. وفي الحديث: (كما يذاد به البعير الصاد) يعني: الذي به الصيد، قال ابن السكيت: الصاد والصيد: داء يصيب الإبل في رءوسها فتسيل أنوفها وتسموا برءوسها، وقال غيره: يقال بعير صاد أي ذو صاد كما تقول: كبش صاف، أي ذو صوف، ورجل مال، ويوم راح. (صير) في الحديث: (من اطلع في صيرباب فقد دمر) تفسيره في الحديث الصير: الشق. وفي حديث آخر: (أنه مر به رجل معه صير فذاق منه) تفسيره في الحديث أنه الصحناء. وفي حديث القبائل حين عرض أمره على قبائل العرب ومعه أبو بكر فقال له المثنى بن محارثة (إنا نزلنا بين صيرين اليمامة والسمامة فقال رسول الله: ما هذا الصيران؟ قال: مياه العرب وأنهار كسرى) قال الأزهري: الصير الماء الذي يحضره الناس وقد صار القوم إذا حضروا الماء قال الأعشى: وروض الساضب حتى يصيرا

(صيص)

وفي الحديث (لو رحلت صيرة وفيها خيل دهم) الصيرة: الحظيرة تتخذ للدواب من الحجارة جمعها صير. (صيص) قوله تعالى: {من صياصيهم} أي: من حصونهم التي تحصنوا بها وكل ما امتنع به فهو صيصة، ويقال لقرون البقر والظباء صياصي لأنها تتحصن بها. ومنه الحديث (أنه ذكر فتنة فقال: كأنها صياصي بقر) قال أبو بكر: شبه الفتنة بقرون البقر لشدتها وصعوبة الأمر فيها والعرب تقول: فتنة ضماء إذا كانت هائلة عظيمة لا مدفع لها. وفي حديث أبي هريرة قال: (أصحاب الدجال شواربهم كالصياصي) يعني قرون البقر يعني أنهم أطالوا شواربهم وفتلوها فصارت كأنها قرون بقر والصيصة الوتد الذي يقلع به التمر شبهت بقرن البقر ويقال للأصبع الزائدة في باطن رجل الطائر صيصة، لأنها شوكته ويقال لشوكة الحائط صيصة أيضًا. (صيف) في حديث أنس بن مالك (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاور أبا بكر يوم بدر في الأسرىفتكلم أبو بكر فصاف عنه) قال أبو بكر: قال الأصمعي: يقال صاف السهم يصيف إذا عدل عن الهدف والمعنى عدل بوجهه عنه ليشاوره غيره. ومنه الحديث الآخر (صاف أبو بكر عن ابي بردة) ويقال أصافه الله عني أي نحاه. آخر حرف الصاد

(ض)

الضاد (ض)

كتاب الضاد

كتاب الضاد بسم الله الرحمن الرحيم باب الضاد مع الهمزة (ضأن) قوله عز وجل: {ثمانية أزواج من الضأن اثنين} الضأن جمع ضائن، مثل تاجر وتجر، وصاحب وصحب. (ضأل) وفي الحديث: (إنه يتضاءل من خشية الله) أي يتصاغر تواضعًا له، وتضاءل الشيء إذا تقبض وانضم بعضه إلى بعض. (ضأض) في الحديث: (يخرج من ضئضئ هذا .. كذا وكذا) الضئضئ: الأصل. باب الضاد مع الباء (ضب) في حديث ابن عمر: (أنه كان يقضي بيديه إلى الأرض إذا سجد وهما يضبان دمًا) أي: يسيلان، والضب دون السيلان. يقال: ضب يضب إذا سال، وبض يبض كذلك وهو من المقلوب. في حديث موسى وشعيب: (عليهما السلام): (ليس فيهما ضبوب ولا ثعول) الضبوب: الضيقة ثقب الإحليل والطب: الحلب بشدة العصر. في حديث موسى وشعيب: (عليهما السلام): (ليس فيهما ضبوب ولا ثعول) الضبوب: الضيقة ثقب الإحليل والطب: الحلب بشدة العصر.

(ضبث)

(ضبث) وفي حديث شميط: (أوحى الله تعالى إلى داود: (عليه السلام) قل للملإ من [143/ أ] بني/ إسرائيل: أن لا يدعوني والخطايا بين أضباثهم) أي: في قبضاتهم. يقال: ضبثت عليه: أي قبضت عليه. (ضبح) قوله تعالى: {والعاديات ضبحًا} هي الخيل تضبح ضبحًا؛ وهو صوت نفسها وأجوافها إذا عدت، يقال: ضحت الخيل وضبحت إذا صاحت وقال بعضهم: نحمت؛ والنحيم: صوت يخرج من صدرها. والضباح صوت الثعلب. وفي حديث عبد الله: (لا يخرجن أحدكم إلى ضبحة بليل) وبعضهم يرويه: (ضيحة)، وهما قريبان من السواء، أراد: لا يخرجن أحدكم عند صيحة يسمعها؛ فلعله يصيبه مكروه. (ضبر) في حديث أبي هريرة حين ذكر بني إسرائيل فقال: (جعل الله جوزهم الضبر). قال الأصمعي: الضبر جوز البر والمظ رمان البر. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أنه ذكر قومًا يخرجون من النار ضبائر) كأنها جمع ضبارة مثل عمارة وعمائر، والضبائر: جماعات من الناس، يقال: رأيتهم

(ضبس)

ضبائر، أي جماعات في تفرقة. وضبر الفرس: إذا جمع قوائمه فوثب، ومنه أخذ إضبارة الكتب. وفي الحديث: (إنا لا نأمن أن يأتوا بضبور) يعني: بها الدبابات التي تقرب إلى الحصول لينقب تحيتها الواحد: ضبر. (ضبس) في الحديث: (والفلو الضبيس) يعني: المهر العسر الصعب. وهو من الرجال كذلك./ [143/ ب]. (ضبط) في الحديث أنه: (سئل عن الأضبط) قال أبو عبيد: هو الذي يعمل بيديه جميعًا، يعمل بيساره كما يعمل بيمينه. والضبط: لزوم الشيء بقوة، ورجل ضابط: إذا كان قويًا شديد البطش. وفي حديث أنس: (سافر ناس من الأنصار فأرملوا، فمروا بحي من العرب فسألوهم القرى فلم يقروهم، وسألوهم الشراء فلم يبيعوهم، فتضبطوهم وأصابوا فيهم). قال الشيخ: قرأت بخط شيخي (رحمه الله) في تفسير هذا الحديث: يقال: تضبط على فلان إذا أخذته على حبس مني له وقهر، ويقال: تضبطا الضأن إذا توسع في المرعى فقوي وسمن، فالعرب تقول: إذا تضبطت الضأن شبعت الإبل؛ وذلك أن الضأن يقال لها: الإبل الصغرى؛ لأنها أكثر أكلًا من المعزى.

(ضبع)

(ضبع) وفي الحديث أن رجلًا أتاه فقال: (أكلتنا الضبع)! يعني: السنة، وأما الضبع بسكون الباء: فهو العضد. (ضبن) في الحديث: (اللهم إني أعوذ بك من الضبنة في السفر) الضبنة: مت تحت يدك من مال وعيال، تعوذ من كثرة العيال وخص بحال السفر؛ لأنه مظنة الإقواء. وقال ابن الأعرابي: ضبنة الرجل وضبنته خاصته وبطانته. وفي حديث آخر: (فدعا بميضأة فجعلها في ضبنه) الضبن: فوق [144/ أ] الكشح ودون الإبط والحضن ما بينهما./ وقد اضطبنت الشيء إذا جعلته في ضبنك فأمسكته، وبه سمي العيال ضبنة. في حديث عمر (رضي الله عنه): (إن الكعبة تفيء على دار فلان بالغدوات، وتفيء هي على الكعبة بالعشي، فكان يقال لها رضيعة الكعبة فقال عمر: إن داركم قد ضبنت الكعبة، ولابد لي من هدمها) أراد عمر أن هذه الدار لما جعلت الكعبة في فيئها بالعشي كانت كأنها ضبنتها، كما يحمل الإنسان الشيء في ضبنه. وقيل لحشم الرجل: ضبنته؛ لأنهم كأنه حملهم في ضبنه.

باب الضاد مع الحاء

باب الضاد مع الحاء (ضحضح) في الحديث: (أن أبا طالب في ضحضاح من النار) الضحضاح: مارق من الماء على الأرض. ومنه حديث عمرو ووصف عمر (رضي الله عنهما): فقال: (جانب غمرتها، ومشى ضحضاحها وما ابتلت قدماه) يقول: لم يتعلق من الدنيا بشيء. (ضحك) قوله تعالى: {فضحكت فبشرناها بإسحاق} قال مجاهد: معناه حاضت، يقال: ضحكت الأرنب إذا حاضت، وقال غيره: ضحكت سرورًا بالولد، وقال الفراء: فيها تقديم وتأخير؛ المعنى فبشرناها بإسحاق فضحكت. في الحديث: (يبعث الله السحاب فيضحك أحسن الضحك) جعل [144/ ب] إنجلاءه عن البرق ضحكًا، وهذا كلام مستعار، ومنه قول الأعشى: / يضاحك الشمس منها كوكب شرق .... مؤزر بعميم النبت مكتهل

جعل مقابلة الشمس بأنها مضاحكة على الاستعارة. وفي الحديث: (وما أوضحوا بضاحكة) يقول: ما تبسموا، والضواحك: الأسنان التي تظهر عند التبسم. قوله تعالى: {وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحي} قال ابن عرفة: يقال لكل ما كان: بارزًا في غير ما يظله ويكنه: إنه لضاح. وقال الازهري: لا يصيبك أوار الشمس. يقال: ضحيت للشمس إذا برزت لها. وفي حديث: (اضح لمن أحرمت له) اظهر واعتزل الكن والظل وقال ابن الاعرابي: يقال: ضحيت للشمس وضحيت أيضًا ضحوًا فيهما جميعًا. وفي حديث الاستسقاء: (اللهم ضاحت بلادنا وأغبرت أرضنا) هو من فاعلت من ضحى المكان إذا برز للشمس، المعنى: أن السنة أحرقت النبات؛ فبرزت الأرض للشمس. وفي الحديث في كتاب أكيدر (وإن لنا الضاحية من البعل) قال أبو عبيد: يعني ما ظهر وبرز وكان خارجًا من العمارة، وقال شمر: كلما ظهر وبرز فقد ضحى.

في حديث أبي بكر (رضي الله عنه): (فإذا نضب عمره وضحى ظله) يقول: إذا مات، يقال للرجل إذا مات وبطل: ضحا ظله. ويقال: ضحى الظل إذا صار شمسًا، وإذا صار ظل الإنسان شمسًا فقد بطل صاحبه./ [145/ أ] وفي كتاب علي على ابن عباس (رضي الله عنهما): (ألا ضح رويدًا فكأن قد بلغت المدى) قال القتيبي لمعناه: اصبر قليلًا. قال الشيخ: وسمعت الأزهري يقول: العرب تضع التضحية موضع الرفق والتؤدة في الأمر، والأصل فيه أن القوم يسيرون يوم ظعنهم فيجرون، وإذا مروا بلمعة من الكلأ قال قائدهم: ألا ضحوا رويدًا، فيدعونها - يعني الإبل - تضحي وتجر، ثم وضعوا التضحية موضع الرفق والارتياد لرفقهم بالمال في ضحائها؛ كي توافي المنزل وقد شبعت، وقال أبو زيد: ضحيت عن الشيء، وعشيت عنه معناه رفقت به. وفي الحديث: (ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الضح والريح! ) أراد كثرة الخيل والجيش، يقال: جاء فلان بالضح والريح أي بما طلعت عليه الشمس، وهبت به الريح، أي بالمال الكثير، وأصل الضح ضحى بالياء. ومثله قوله: {والشمس وضحاها} يريد أضحاء النار وهو ضوءه، والضحى مؤنثه، يقال: ارتفعت الضحى، وتصغر ضحيًا، فإذا فتحت قلت: الضحاء ممدود.

باب الضاد مع الدال

وفي حديث إسلام أبي ذر: (إضحيان) أي مضيئة، يقال: ليلة إضحيان وإضحيانة وضحيانة وضحياء، ويوم ضحيان. باب الضاد مع الدال (ضد) [145/ ب] قوله تعالى: {ويكونون عليهم ضدًا} قال الفراء: أي عونًا، فلذلك وحده، وقال عكرمة: أي أعداء، وقال الأخفش: الضد يكون واحدًا وجمعًا، قال الأزهري: الأصنام التي عبدها الكفار تكون أعوانًا على عابديها. باب الضاد مع الراء (ضرب) قوله تعالى: {كذلك يضرب الله الحق والباطل} حيث ضرب مثلًا للحق والباتطل والكافر والمؤمن في هذه الآية. قال: ومعنى قولهم: (اضرب لهم مثلًا) أي: اذكر لهم ومثل لهم، يقال: عندي من هذا الضرب شيء كثير، أي على هذا المثال وهذه الأشياء على ضرب واحد. وقال ابن عرفة: ضرب الأمثال اعتبار الشيء بغيره. وقوله تعالى: {لايستطيعون ضربًا في الأرض} يقال ضرب في الأرض إذا سار فيها مسافرًا، فهو ضارب. وضرب الجرح فلانًا إذا آلمه. وضربت عليه سنه وعيناه إذا أوجعناه.

وضربت الأرض فهي مضروبة من الضريب، وضربت فهي ضربة بمعنى واحد. قوله تعالى: {ضربت عليهم الذلة} أي: [وضعت] عليهم الجزية؛ وهي الضريبة. قوله تعالى: {فضربنا على آذانهم} أي: منعناهم السمع أن يسمعوا، والمعنى أنمناهم فمنعناهم السمع. وقوله تعالى: {أفنضرب عنكم الذكر صفحجًا} أي: نهملكم فلا نعرفكم ما يجب عليكم} أن كنتم قومًا مسرفين} أي: لأن أسرفتم: / والأصل في ذلك-[146/ أ] ضربت عنه الذكر أن الراكب إذا ركب دابة فاراد أن يصرفه عن جهته ضربه بعصاه؛ ليعدله عن جهته إلى الجهة التي يريدها، فوضع الضرب موضع الصرف والعدل. قال أبو منصور الأزهري: يقال: ضربت عنه وأضربت بمعنى واحد. وفي حديث علي - رضي الله عنه -: (فإذا كان ذا ضرب يعسوب الدين بذنبه) قال أبو منصور: أي أسرع الذهاب في الأرض فرارًا من الفتن، قال أبو زيد: يقال جاء فلان يضرب ويذنب: أي يسرع، قال الشاعر: ولكن يجاب المستغيث، وخيلهم .... عليها كماة بالمنية تضرب

(ضر)

أي تسرع، ويقال للأتباع: الأذناب، ويقال: ضربت له الأرض كلها: أي طلبته في كل الأرض. ومن ذلك قوله تعالى: {وآخرون يضربون في الأرض}. وفي الحديث: (نهى عن ضربة الغائص) وهو أن يقول الغائص للتاجر: أغوص غوصة، فما أخرجته فهو لك بكذا، فنهى عنه لأنه غرر. وفي الحديث: (ذاكر الله في الغافلين مثل الشجرة الخضراء وسط الشجر التي تحات من الضريب) يعني من الجليد، وهو الأزيز، وقد ضربت الأرض وأزت. وفي الحديث أنه (عليه الصلاة والسلام): (اضطرب خاتمًا من ذهب) أي سأل أن يضرب له، وهو مثل حديثه الآخر: / (أنه اصطنع خاتمًا) أي: سأل أن يصنع له. قال الله تعالى: {وقالوا أساطير الأولين اكتتبها} أي: سأل أن تكتب له. في الحديث: (إنه ليدرك درلجة الصوام بحسن ضربته) أي: طبيعته. (ضر) قوله تعالى: {ولا يضار كاتب} له وجهان:

أحدهما: لا يضارَرُ فيدعى إلى أن يكتب وهو مشغول، والآخر: ألا يضارر الكاتب أن لا يكتب إلا بالحق، ولا يشهد الشاهد إلا بالحق، ويستوي اللفظان في الإدغام. وكذلك قوله: {ولا تضار والدة بولدها} يجوز ان يكون معناه: لا تضارر على (تفاعل) وهو ةأن ةينزع الرجل ولده منها فيدفعة إلى مرضعة أخرى، ويجوز أن يكون قوله: {لا تضار} معناه: لا تضارر الأم فلا ترضعه. قوله تعالى: {غير أولى الضرر} أي: غير أولى الزمانة، وقال ابن عرفة: أي غير من به علة تضره وتقطعه عن الجهاد، وهي الضلارارة أيضًا، يقال ذلك في البصير وغيره، يقول لا يستوي القاعدون والمجاهدون إلا أولى الضرر فإنهم يساوون المجاهدين. قوله تعالى: {لا يضركم كيدهم شيئًا} من الضر: وهو ضد النفع، ومن قرأه} يضركم} فهو من ضار يضيره. ومنه قوله تعالى: {لا ضير} وفي الحديث: ) لا ضرر ولا ضرار في الإسلام) لكل واحد من اللفظين معنى غير الآخر، فمعنى قوله: (لا ضرر) أي: لا يضر الرجل أخاله فينقص شيئًا من / حقه أو ملكه، وهو ضد النفع، وقوله: (لا ضرار) أي يضار الرجل [147/ أ].

أخاه مجاراة فينقصه بإدخال الضرر عليه، فالضرار منهما معًا، والضرر فعل واحد ولكنه يعفو عنه، كما قال الله تعتالى: {ادفع بالتي هي أحسن}. في الحديث: (أتضارون في رؤية الشمس في غير سحاب) وروى (تضارون) بالتخفيف من الضير، والأصل فيه: (تضيرون والمعنى واحد، أي لا يخالف بعضكم بعضًا فيكذبه ولا تنازعون. يقال: ضاررته مضارة إذا خالفتهخ، قال النابغة: وخصمي ضرار ذوي تدرإ .... متى بات سلمهما يشغبا يقال: ضارة يضيره، وأهل العالية يضوره. وقيل: (لا تضارون) أي لا تضايقون، والمضارة: المضايقة، والضرر: الضيق، وآخر بي: أي لذق بي. وروى: (لا تضامون في رؤيته) أي لاينضم بعضكم إلى بعض في وقت النظر لإشكاله وخفائه كما تفعلون بالهلال. وروى: (لا تضامون) بالتخفيف، أي لا ينالكم ضيم في رؤيته فيراه بعض دون بعض، بل تستوون في الرؤية، وقال ابن الأنباري: أي لا يقع لكم في

الرؤية ضيم، وهو الذل والصغار، وهو من الفعل يفعلون وأصله يضيمون فألقيت فتحة الياء على الضاد فصارت الياء ألفًا، لانفتاح ما قبلها. وأما قوله: (لا تضارون) يجوز أن يكون على معنى: لا/ تضاررون [147/ ب] بعضهم، أي لا تخالفونهم، ولا تجادلونهم بصحة النظر، فتسكن الراء الأولى وتدغم في التي بعدها ويحذف المفعول لبيان معناه، ويجوز في معنى (لا تضاررون): أي لا تنازعون، وقال ابن عرفة: أراد لا تجادلون فتكونوا أحزابًا يضرب بعضهم بعضًا كما يصير القوم أخدادًا، ومن ذلك سميت الضرة لمضادتها الأخرى. قال: ومعنى قوله: (لا تضامو ن) أي لا يضمكم شيء دون رؤيته، وهذه الأقاويل متقاربة. وفي حديث معاذ: (أنه كان يصلي فأضر به غصن فمده فكسره) أي دنا منه، يقال: مر بي فأضر بي، أي دنا مني دنوًا شديدًا وفي حديث أم معبد: دعاها بشاة حائل فتحلبت .... عليه صريحًا ضرة الشاة مزبد الضرة: أصل الضرع.

(ضرس)

(ضرس) وفي حديث عمر رضي الله أنه قال للزبير: (خبس ضرس) قال: يقال: فلان ضرس شرس، أي سيء الخلق، والزعر من الناس ضرس أيضًا. ومنه الحديث في صفة علي رضي الله عنه: (كان تلعاية، فإذا فزع فزع إلى ضرس حديد). وفي حديث ابن عباس: (أنه كره الضرس) يقال: هو صمت يوم إلى الليل، وأصله العض الشديد بالأضراس، ويقال: ضارست الأمور، أي: [148/ أ] عجمتها، وأصبح القوم ضراسي جزالي: أي جياعًا ذوي/ حزن قاله شمر. (ضرط) في حديث علي (رضي الله عنه): (أنه دخل بيت المال فأضرط به) أي استخف به. (ضرع) قوله تعالى: {لعلهم يتضرعون} أي: يتذللون لله في دعائهم إياه، والدعاء تضرع، لأن فيه تذلل الراغبين. وقال شمر: يقال: ضرع له وضرع: أي خشع وذل، ورجل ضارع: أي نحيف ضاو.

(ضرم)

ومنه قول النبي (عليه الصلاة والسلام) لولدي جعفر: (مالي أراكما ضارعين)، وقال الحجاج لمسلم بن قتيبة: (مالي أراك ضارع الجسم). وقوله تعالى: {تدعونه تضرعًا وخفية} أي: مظهرين الضراعة وهي شدة الفقر إلى الله تعالى، وحقيقة الخشوع، وقوله: (وخفية) أي: تخفون في أنفسكم مثل ما تظهرون. وقوله تعالى: {إلا من ضريع} الضريع: الشبرق وهو نبات معروف بالحجاز ذو شوك، ويقال له: شبرق ما دام رطبًا، فإذا جف فهو ضريع. وفي حديث سلمان: (قد ضرع به) أي غلبه، قال ابن شميل: يقال: لفلان فرس قد ضرع به: أي غلبه. وفي حديث قيس بن عاصم: (إني لأفقر البكر الضرع والناب المدبر) فالضرع: الصغير الضعيف، والمدبر: التي هي هرمت فأدبر خيرها. (ضرم) في الحديث: (كأن لحيته ضرام عرفج) الضرام: لهب النار وقد اضطرمت، والضرمة: السنار بعينها، يقال: ما بالدار نافح ضرمة: / أي ما بها [148/ ب] أحد، شبهت بها لأنه كان يخضبها بالحناء.

(ضرى)

(ضرى) في حديث عمر - رضي الله عنه -: (إن للحم ضراوة كضراوة الخمر) أراد ان له عادة نزاعة إليها كعادة الخمر، يقال: ضري به ضرى وضراوة، ودرب به دربًا؛ إذا اعتاده. وفي الحديث: (أن قيسًا ضراء الله) هو جمع ضرو، وهو من السباع ما [149/ أ] ضري بالصيد ولهج به، اللمعنى انهم شجعان./ وفي حديث علي- رضي الله عنه -: (نهى عن الشرب في الإناء الضاري) يعني الذي ضري بالخمر، فإذا جعل العصير فيه صار مسكرًا. وفي الحديث: (أن أبا بكر رضي الله عنه أكل مع رجل به ضرو من الجذام) أي لطخ، قال القتيبي: أراد أن داءه قد ضري به. باب الضاد مع الزاي (ضزن) في حديث: عمر (رضي الله عنه): (أنه بعث عاملًا ثم عزله فانصرف إلى منزله بلا شيء، فقالت له امرأته: أين مرافق العمل؟ فقال لها: كان معي ضيزنان يحفظان زيعلمان) يعني الملكين. أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب عن ابن الاعرابي قال: الضيزن الحافظ الثقة، والضيزن في غيره: الذي يتزوج امراة أبيه بعد موته.

باب الضاد مع الطاء

باب الضاد مع الطاء (ضطر) في حديث علي (رضي الله عنه): (من يعذرني من هؤلاء الضياطرة؟ ) هم الضخام الذين لا غناء عندهم، الواحد ضيطار، والجمع ضيطارون وضياطرة. باب الضاد مع العين (ضعف) قوله تعالى: {يضاعف لهم العذاب ضعفين} أي: مثلي عذاب غيرها، والضعف: المثل إلى ما زاد، قال ابن عرفة: ذهب أبو عبيدة إلى ان الضعفين اثنان، قال: وهذا قول لا أحبه، لأنه قال في آية أخرى: {نؤتها أجرها مرتين}، وأعلم أن لها من هذا حظين ومن هذا حظين. وقوله تعالى: {إذًا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات} أي: لو ركنت إليهم فيما استدعوه منك لأذقناك ضعف عذاب الحياة وضعف عذاب الممات؛ لأنك نبي يضاعف لك العذاب على غيرك، وليس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نقص في هذا الخطاب، ولا وعيد؛ ولكن ذكره الله منته بالتثبيت بالنبوة. وقوله تعالى: {فأولئك هم المضعفون} يعني من تصدق يريد به وجه الله تعالى جوزى بها صاحبها عشرة أضعافها، ورجل مضعف: ذو أضعاف في الحسنات.

قوله تعالى: {وخلق الإنسان ضعيفًا} أي: يستميله هواه. [149/ ب] وقوله تعالى: {خلقكم من ضعف} / أي: من المني. قوله تعالى: {فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا} قال أبو بكر. أراد المضاعفة فألزم الضعف التوحيد، لان المصادر ليس سبيلها التثنية والجمع. وفي حديث أبي الدحداح وشعره: إلا رجاء الضعف في المعاد وقال أبو بكر بإسناده عن هشام بن معاوية النحوي: قال: العرب تتكلم بالضعف مثنى فيقولون: إن أعطيتني درهعمًا فلك ضعفه، يريدون مثليه، قال: وإفراده لا بأس به، لان التثنية أحسن. وقال أبو عبيدة: ضعف الشيء مثله، وضعفاه مثلاه. وقال في قوله: {يضاعف لها العذاب ضعفين} يجعل العذاب ثلاثة اعذبة، قال: وجاز (يضاعف) يجعل إلى الشيء شيئان حتى يصير ثلاثة. وقال الأزهري: الضعف في كلام العرب المثل إلى ما زاد، وليس بمقصور على مثلين، فيكون ما قال أبو عبيدة صوابًا، بل جائز في كلام العرب أن تقول: هذا مثله أي ضعفاه وثلاثة امثاله؛ لأن الضعف في الأصل زيادة غير محصورة، ألا ترى إلى قوله: {فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا} لم يرد به

باب الضاد مع الغين

مثلًا ولا مثلين؛ ولكنه أراد بالضعف الأضعاف، وأولى الأشياء به أن يجعل عشرة امثاله؛ لقوله: {مكن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} / الآية، فأقل الضعف [150/ أ] محصور؛ وهو المثل، وأكثره غير محصور. قال الشيخ: قد مر بعض هذا الكلام بعينه في موضع آخر، وأردنا أن نشرح هاهنا بيعض الشرح؛ ليكون الكلام مستقصى غير مبتر. في الحديث في غزوة حنين -: (من كان مضعفًا فليرجع} أي: من كانت دابته ضعيفة. وقال عمر: (المضعف أمير على أصحابه) يعني: في السفر، يريد أنهم يسيرون بسيره. وفي إسلام أبي ذر قال: (فتضعفت رجلًا) أي: استضعفته. قال القتيبي: وقد تدخل: (استفعلت) على بعض الحروف (تفعلت) نحو: تعظم واستعظم، وتكبر واستكبر، وتيقن واستيقن، وتثبت واستثبت. باب الضاد مع الغين (ضغبس) في الحديث: (أهدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضغابيس)، قتال أبو عبيد: هو شبه صغار القثاء يؤكل، وهو الشعارير أيضًا.

(ضغث)

وفي حديث آخر: (لا بأس باجتناء الضغابيس في الحرم) قال الأصمعي: هي نبت ينبت في أصول الثمام، يشبه الهليون، يسلف بالخل والزيت فيؤكل. (ضغث) قوله تعالى: {قالوا أضغاث أحلام} أي: أخلاط أحلام، والضغث في اللغة: الحزمة من الشيء/ كالبقل والخلال وما أشبهه، أي قالوا: ليست رؤياك ببينة، والأحلام: الرؤى المختلطة، وقال مجاهد: أضغاث الرؤيا أهاويلها، وقال اليزيدي: الضغث ملء اليد من الحشيش. ومنه قوله تعالى: {وخذ بيدك فاضرب به} أي قبضة من أسل فيها مائة قضيب، والفعل الضغث. وفي حديث ابن رمل: (ومنهم الآخذ الضغث) أراد: ومنهم من نال من الدنيا شيئًا، والأصل في الضغث ما أعلمتك. وفي حديث عمرك رضي الله عنه: (اللهم إن كنت كتبت على إثمًا أو ضغثًا فامحه عني؛ فإنك تمحو ما تشاء). قال شمر: الضغث من الخبر والامر: ما كان مختلطًا لا حقيقة له. وقال الكلابي - في كلام له-: والناس يضغثون أشياء على غير وجهها، قيل وما يضغثون؛ قال: يقولون الشيء خد الشيء وليس به. وفي حديث أبي هريرة: (لأن يمشي معي ضغثان من نار أحب إلى من أن يسعى غلامي خلفي) يعني: حزمتين من حطب.

(ضغط)

(ضغط) وفي حديث معاذ: (ورجع عن العمل، فقالت له امرأته: أين ما جئت به؟ فقال: كان معي ضاغط) يريد الأمين، سماه ضاغطًا؛ لتضييقه عليه، وقبضه يده عن الأخذ، ولم يكن معه أمين ولا شريك؛ وإنما أراد - والله اعلم - إرضاء المراة بهذا القول. وجاء في الخبر: (لا يحل الكذب إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وإرضاء الرجل أهله)./ [151/ أ]. قيل: أراد بالضاغط الله تعالى المطلع على سرائر العباد، وكفى به أمينًا، وأوهم المرأة أنه كان مزمومًا بامين، وهذا من معاريض الكلام، وفي بعض الحديث: (إن في بعض المعاريض لمندوحة عن الكذب). وفي الحديث: (ما جزر عنه الماء وصغير الفبحر فكله). يريد شط البحر؛ وهو الصغيرة أيضًا. وفي حديث شريح: (أنه كان لا يجيز الاضطهاد والضغظة). قال القتيبي: الضغطة: العصرة من الغريم؛ وهو ان يمطل بما عليه حتى يضجر صاحب الحق ثم يقول: أندع كذا وتاخذ الباقي معجلًا؟ فيرضى بذلك، والاضطهاد: القهر والظلم، وهي الضهدة. (ضغم) وفي الحديث: (فأخذ الأسد برأس عتبة فضغمه ضغمة)، الضغم: شدة العض والأخذ بالأسنان، ومنه سمى الأسد ضيغمًا.

(ضغن)

(ضغن) قوله تعالى: {ويخرج أضغانكم} أي: أحقادكم، يقال: اضطغن عليه فعله إذا حقده عليه. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (والرجل يكون في دابته الضغن فيقومها جهده) الضغن في الدابة: أن تكون عسرة الانقياد، وفرس ضاغن: إذا لم يعط ما عنده من الجري. (ضغو) [151/ ب] وفي الحديث: (وصبيتي يتضاغون حولي) أي يتباكون باكين./ باب الضاد مع الفاء (ضفر) في حديث علي: (أن طلحة رضي الله عنهما نازعه في ضفيرة كان علي ضفرها في واد)، قال شمر: قال ابن الأعرابي: الضفيرة مثل المسناة المستطيلة من الارض فيها خشب وحجارة. ومنه الحديث: (فقام على ضفيرة السدة)، وقال الازهري: أخذت الضفيرة من الضفر؛ وهو نسج قوي الشعر وإدخال بعضه في بعض معرضًا، ومنه قيل للبطان المعرض: ضفر وضفير، وللذؤابة: ضفيرة. ومنه حديث أم سلمة: (إني امراة أشد ضفر رأسي).

(ضفز)

وفي الحديث: (ولا يضافر الدنيا إلا القتيل في سبيل الله، يحب أن يرجع إلى الدنيا؛ فيقتل مرة اخرى) قوله: يضافر الدنيا. أي يعاودها ويلابسها، قيل: هو يضافره: أي يداخله، وتضافر القوم وتطافروا - بالضاد والطاء - إذا تألبوا. في الحديث: (إذا زنت الأمة فبعها ولو بضفير) أي ولو بحبل مفتول من شعر. (ضفز) وفي الحديث: (ملعون كل ضفاز) قال الزجاج: معناه النمام؛ وأصله الضفيز: وهو شعير يجش فنعلفه البعير، وقيل للنمام: ضفاز؛ لأنه يقلب القول ويزوره كما يهيأ الشعير لقمًا لعلف الإبل، يقال: ضفزت البعير: إذا علفته الضفايز؛ وهي اللقم الكبار، الواحدة ضفيزة./ [152/ أ]. ومنه الحديث: (فيضفزونه في في أحدهم) أي يدفعونه، ومنه يقال: ضفزت الجارية؛ إذا وطئتها. ومنه حديث النبي: - صلى الله عليه وسلم -: (أنه مر بوادي ثمود فقال: من اعتجن بمائة فليضفزه بعيره) والضفز: التلقيم، والضفز أيضًا: القفز، أخبرنا به الثقة عن أبي عمر عن ثعلب عن أبي عبد الله قال: ومن ذلك: (أنه لما قتل ذو الثدية ضفز أصحاب علي رصي الله عنه ضفزًا) أي: فرحًا بقتل الكافر.

(ضفط)

وقال عليه الصلاة والسلام لعلي: (ألا أن قومًا يزعمون أنهم يحبونك يضفزون الإسلام ثم يلفظونه) معناه: يلقنونه فلا يقبلونه. وفي حديث: (فنام حتى سمع صفيزه) هذا إن ىكان محفوظًا فهو شبه الغطيط، والأصل فيه ما اعلمتك، ورواه بعضهم: (حتى سمع صفيره). بالصاد والراء، غير أن الصفير يكون بالشفتين. (ضفط) في حديث: (أعوذ بك من الضفاطة) قال أبو عبيد: هو ضعف الرأي والجهل، يقال: رجل ضفيط، قال ابن الاعرابي: الضفاط: الاحمق، وقال شمر: رجل ضفيط: أحمنق كثير الأكل. وروي عن عمر رضي الله عنه: (أنه سئل عن الوتر فقال: أنا أوتر حين تنام الضفطي) أراد جمع الضفيط: وهو الضعيف الرأي. وعوتب ابن عباس في شيء فقال: (هذه إحدى ضفطاتي) أي: غفلاتي. [152/ ب] وفي الحديث: / (أن ضفاطين قدموا المدينة) قال ابن شميل: الضافطة: الأنباط كانوا يقدمون المدينة بالدرمك والزيت، قال ابن المبارك: الضفاط: الجالب من الأصل، والمضاط والقماط: الحامل من قرية إلى قرية، وقال غيره: الذي يكرى من منزل إلى منزل.

(ضفف)

(ضفف) وفي الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يشبع من خبز ولحم إلا على ضفف) وبعضهم يرويه: (على شظف) وهما جميعًا: الضيق والشدة؛ يقول: لم يشبع إلا بضيق وقلة، قال أبو عبيد: ويقال في الضفف: إنه اجتماع الناس، يقول: لم يأكل وحده ولكن مع الناس، يقال: ماء مضفوف: إذا كثر عليه الناس، وقال أحمد بن يحيى: الضفف: أن تكون أن تكون الاكلة اكثر من مقدار الطعام، والحفف: أن يكنوا بمقثداره. باب الضاد مع اللام (ضلع) في الحديث: (أعوذ بك من الكسل وضلع الدين) يعني: ثقله حتى يميل صاحبه عن الإستواء لثقله، والضلع: الاعوجاج، ومنه: رمح ضلع. وفي الحديث: (أنه أمر امرأة في دم الحيض يصيب الثوب فقال: حتيه بضلع) قال ابن الأعرابي: الضلع: العود هاهنا. قال الازهري: الأصل فيه ضلع الجنب، ويقال: ضلع وضلع لغتان. وفي الحديث: (أن الجني قال لعمر رضي الله عنه: إني منهم لضليع) / [153/ أ]

قال أبو عبيد: معناه: أي لعظيم الخلق، وقال الليث: الضليع: الطويل الأضلاع العظيم الصدر الواسع الجنبين. وفي الحديث: (كأني أراكم مقتلين بهذه الضلع الحمراء) قال شمر: الضلع: جبيل صغير، ليس بمنقاد، شبه بضلع الإنسان. وفي صفته - صلى الله عليه وسلم -: (ضليع الفم) قال بعضهم: أراد عظيم الفم، قال: ويقال: فلان ضليع الخلق: إذا كان عظيمًا، والعرب تحمد ذلك، وتذم صغر الفم. ومنه قوله في وصف منطقه: (كان يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه) وذلك لرحب شدقيه، ويقال للرجل إذا كان كذلك: أشدق، وسمعت أبا بكر الرازي أحمد بن إبراهيم بن مالك قال: سألت ثعلبًا عن ضليع الفن فقال: واسع الفم. قال شمر في قوله: (ضليع الفم): أراد عظيم الأسنان وتراصفها، ويقال للرجل الشديد الخلق: إنه لضليع الخلق، وضليع الثنايا: غليظها وشديدها. وفي حديث علي في وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كما حمل فاضطلع بأمرك لطاعتك) هو (افتعل) من الضلاعة: وهي القوة، يقال: هو مضطلع بحمله: أي: قوي عليه، والضلاعة: العظم وأصله من الأضلاع والجنبان إذا عظما قوي البعير على الحمل.

(ضل)

(ضل) قوله تعالى: {ولا الضالين} قال ابن عرفه: الضلالة/ عند العرب سلوك [153/ ب] غير سبيل القصد، يقال: ضل عن الطريق، وأضل الشيء: إذا أضاعه، ومنه قرأ من قرأ: {لا يضل ربي} أي: لا يضيع، هذا مذهب العرب، فأما ما جاءت به الشريعة: فالضال على الإطلاق: من ضل عن أمر الله، قال: والضال على ضربين: أحدهما: السالك سبيل الضلالة عامدًا، وهو قوله تعالى: {وأما إن كان من المكذبين الضالين}، والضال: السالك غير سبيل القصد على غير تعمد منه، ومنه قول موسى (عليه السلام): {قال فعلتها إذًا وأنا من الضالين} أي من المخطئين: أي أردت شيئًا فجريت إلى غيره فضللت عنه، فهذه الثانية ليست قصدًا، إنما هو سلوك غير القصد على غير عناد. قوله تعالى: {ووجدك ضالًا فهدى} أي: لا تعرف شريعة الإسلام فهداك، وهو مثل قوله: {وعلمك ما لم تكن تعلم}. وقوله: {أن تضل إحداهما} قال ابن عرفه: الضلالة هاهنا: الإغفال والسهو، وقال الأزهري: أي تنسى الشهادة. ومنه قول موسى (عليه السلام): {وأنا من الضالين} أي: من الناسين.

وقوله تعالى: {لا يضل ربي ولا ينسى} أي: لا يخفى موضعه عليه. ومنه الحديث: (ثم ذروني في الريح؛ لعلي أضل الله) أي: لعل موضعي يخفى عليه، قال الأزهري: معناه: لعلي أغيب عن عذاب الله، / يقال: ضللت الشيء إذا حعلته في مكان؛ ولم تدر أين هو؟ وضللت لغة، وأضللت الشيء إذا ضيعته. ومنه الحديث: (إني أضللت ناقتي) وقال ابن الأعرابي: أضل الظلال: الغيبوبة، ويقال: ضل الناسي: إذا غاب عنه حفظ الشيء، ومعنى قوله تعالى: {لا يضل ربي} لا يغيب عنه شيء، ولا يغيب عن شيء. قوله عز وجل: {لهمت طائفة منهم أن يضلوك} أي: يسلكوا بك غير القصد في أحكام الله تعالى. وقوله تعالى: {ربنا ليضلوا عن سبيلك} قال الأخفش وقطرب: لم تؤتهم الأموال ليضلوا؛ ولكن لما كانت عاقبة ذلك الضلالة كان كأنه أتاهم الأموال ليضلوا، كما قال الشاعر: فللموت ما تلد الوالدة ومثله: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوًا وحزنًا} وقال الفراء: هذه لام (كي) وقعت مكان لام التمليك، فالمعنى: التقطوه في علم الله تعالى لا في علمهم؛ لأن الله علم للعداوة والحزن، قال ابن عرفه: أما الأخفش وقطرب فإنهما رقفًا عن صبوح؛ وإنما أرادوا أن ينصرا قول من يزعم أن الله لم يخلق

المعاصي ولا أرادها، وأما الفراء فإنه ذكر الإعراب ونزل المعنى، واللام على الحقيقة لام (كي)؛ لأن المعنى: إن الله تعالى علم أنه إذا أتاهم الأموال ضلوا، وعلم أن آل فرعون إذا التقطوا موسى كان لهم عدوًا/ وحزنًا؛ [154/ ب] فأمكنهم الله من لفظه ليمضي فيهم ما تقدم من علمه، فالمعنى: فالتقطه آل فرعون؛ ليكون لهم عدوًا وحزنًا في علم الله تعالى لا في علمهم. لأن الله علم ما يكون من أمره، وكذلك قول الشاعر: فللموت ما تلد الوالدة يعني في علم الله، قال الأزهري: قال أحمد بن يحيى: هذه لام الإضافة؛ أي لضلالتهم عن سبيلك أطمس على أموالهم، وأسدد على قلوبهم. وقوله تعالى: {أضل أعمالهم} أي: احبطها. وقوله: {إنا لضالون بل نحن محرومون} أي ضللنا طريق جنتنا؛ أي

ليست هي هذه، ثم تنبهوا فعلموا أنها عقوبة الله تعالى فقالوا: بل نحن محرومون: أي حرمنا ثمر جنتنا كما حرمنا المساكين. وقوله: {يبين الله لكم أن تضلوا} أي: أن لا تضلوا وهم يحذفون (لا) في مواضع والمراد الإثبات، ويزيدونها والمراد الحذف، فالإثبات كقوله: {كجهر بعضحكم لبعض أن تحبط أعمالكم} أي: لأن لا تحبط، وكقوله: {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا}، والحذف كقوله: {ما منعك ألا تسجد} و (لا) هاهنا: زائدة، ومثله: {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون}، وللفراء فيه مذهب آخر إلى مذهبه هذا؛ أي يبين الله لكم الضلالة لتجنبوها، ولا تضلوا عن الحق. [155/ أ] وفي الحديث: / (ضالة المؤمن حرق النار) الضالة من الإبل: التي لا يعرف لها مالك، وهو اسم للذكر والأنثى، والجمع: ضوال، من ضل الشيء إذا ضاع، وضل عن القصد: إذا جار. وفي الحديث: (لعلي أضل الله) أي: أفوت الله، وقال: في قوله: {لا يضل ربي} أي: لا يفوت. وفي الحديث: (إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى قومه فأضلهم) يقول: وجدهم ضلالًا، يقال: أضللته: أي وجدته ضالًا، كما تقول: أحمدته وأنحلته.

باب الضاد مع الميم

باب الضاد مع الميم (ضمد) في حديث علي: (قيل له: أنت أمرت بقتل عثمان -رضي الله عنهما- فضمد) أي اغتاظ، والضمد: شدة الغيظ، وقد ضمد عليه بضمد. وفي حديث طلحة رضي الله عنه: (أنه ضمد عينيه بالصبر) قال شمر: يقال: ضمدت الجرح: إذا جعلت عيله الدواء، وضمدته بالزعفران والصبر: أي لطختها به. (ضمر) وفي حديث حذيفة: (اليوم المضمار، وغدًا السباق) أراد العمل اليوم في الدنيا للاستباق إلى الجنة، كالفرس يضمر قبل أن يسابق عليه، والمضمار: موضع تضمر فيه الخيل، ويكون المضمار وقتًا للأيام التي تضمر فيها الخيل للسباق. ومنه الحديث: (للمضمر المجيد) وتضميرها: أن تشد عليها سروجها، وتجلل بالأجلة حتى تعرق تحتها؛ فيذهب/ رهلها، ويشتد لحمها. [155/ ب] وفي حديث عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: (أنه كان ملًا ضمارًا) قال أبو عبيد: هو الغائب الذي لا يرجى، فإذا رجى فليس بضمار، وأضمرت الشيء: غيبته.

(ضمل)

(ضمل) وفي حديث معاوية رحمه الله: (أنه خطب ر جل بنتًا له عرجاء، فقال: إنها ضميلة، فقال: إني أريد أن أتشرف بمصاهرتك ولا أريدها للسباق في الحلبة)، وروى عمرو عم أبيه قال: الضميلة: الزمنة. (ضمم) في كتابه لوائل بن حجر: (ومن زنا من ثيب فضرجوها بالأضاميم) يعني جماهير الحجارة؛ يريد الرجم، واحدتها: إضمامة؛ لأن بعضها ضم إلى بعض، وكذلك جماعات الناس والكتب، والتضريج: التدمية، والإضريج: الخز الاحمر. وفي حديث الرؤية: (هل تضامون في رؤيته؟ ) وروي "تضامون" مخففًا، والاول مشدد ومعناه تزاحمون وتضامون لا يضلم بعضهم بعضًا وقد مر تفسيره بالشرح الشافي إن شاء الله. (ضمن) وفي كتابه لأكيدر: (ولكم الضامتة من النخل) يقال: هو ما كان داخلًا في العمارة، سميت ضامنة: لأن أربابها قد ضمنوا عمارتها، فهي ذات ضمان، كما قال الله: {في عيشة راضية} أي ذات رضى.

في حديث علي رضي الله عنه: (من مات في سبيل الله فهو/ ضامن على الله). وفي حديث عبد الله: (من اكتتب ضمنًا بعثه الله ضمنًا يوم القيامة) الضمن: الذي به ضمانة في جسده، والاسم: الضمن والضمان، قال الاحمر: إليك إله الخلق أرفع رغبتي .... عياذًا وخوفًا أن تطول ضمانيًا والضمان: هو الداء نفسه، ومعنى أن يكتتب الرجل: أنه به زمانة ليتخلف عن الغزو ولا زمانة به، وإنما يفعل ذلك اعتلالًا، ومعنى يكتتب: يسأل أن يكتب في جملة الزمني، ولا يندب للجهاد، فإذا أخذ الرجل من أمير جنده خطا بزمانته فقد اكتتبه، والمؤدي للخراج يكتتب البراءة به. في الحديث: (نهى عن بيع المضامين) قال أبو عبيد: المضامين: ما في أصلاب الفحول، وأنشد غيره: إن المضامين التي في الصلب .... ماء الفحول في الظهور الحدب وفي حديث علي رضي الله عنه: (من مات في سبيل الله فهو ضامن على الله) أي: ذو ضمان على الله؛ لأن الله تعالى قال: {ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله} الآية.

باب الضاد مع النون

وقال عكرمة: (لا تشتر لبن الغنم والبقر مضمنًا، ولكن اشتره كيلًا مسمى) قال شمر: قال أبو معاذ: لا تشتره وهو في الضرع، يقال: شرابك [156/ ب] مضمن: / إذا كان في كوز وإناء، وكل شيء أحرز فيه شيء فقد ضمنه، وأنشد: ليس لمن ضمنه ترتيب يقول: أودع القبر. وفي الحديث: (الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن) يريد أن يحفظ على القوم صلاتهم، ومعنى الضمان: الحفظ والرعاية. باب الضاد مع النون (ضنك) قوله تعالى: {معيشة ضنكًا} الضنك: الضيق والشدة، وجاء في الحديث أنه عذاب القبر. وفي حديث وائل بن حجر: (في التيعة شاة غير مقورة الألياط ولا ضناك) الضناك: المكتنز اللحم، ورجل ضناك، وامرأة ضناك. (ضنن) في الحديث: (إن لله ضنائن من خلقه يحييهم في عافية، ويميتهم في عافية) أي: خصائص، يقال: فلان ضنى من بين إخواني وضنتي أي: أختص به، وأضن بمودته.

باب الضاد مع الواو

وفي الحديث: (إني أعطيت فلانًا ناقة حياته، وإنها أضنت) هكذا هو في الحديث، والصواب: ضنت، يقال: امرأة ماشية وضانية، وقد مضت وضنت: أي كثر أولادها. باب الضاد مع الواو (ضوء) قوله تعالى: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} يقال: ضاء الشيء يضوء، وأضاء يضيء، وهما لازمان، ويكون (أضاء) متعديًا، يقال: أضات السراج، وأضاء، والضوء والضوء لغتان. قوله تعالى: {يكاد زيتها يضيء} قال ابن عرفه: هذا مثل ضربه الله تعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يكاد منظره يدل على نبوته، وإن لم يتل قرآنًا، كما قال عبد الله بن رواحة: لو لم يكن فيه آيات مبينة .... كانت بديهته تنبئك بالخبر وفي الحديث: (لا تستضيئوا بنار أهل الشرك) قال الحسن: يقول: لا تستشيرهم، قال القتيبي: ضرب/ السراج مثلًا للرأي في الحيرة. [157/ أ]. وفي الحديث: (دخل على امرأة وهي تتضور من شدة الحمى) قال ابن الأنباري: تركته يتضور؛ أي: يظهر الضر الذي به، ويضطرب وهو مأخوذ من الضور وهو بمعنى الضر يقال ضرني وضارني يضورني ويضيرني، قال:

باب الضاد مع الهاء

وقال أبو العباس: التضور: التضعف، من قولهم: رجل، ضورة، وامرأة ضورة. في الحديث: (اغتربوا، ولا تضووا) معناه: انكحوا في الغرائب؛ فإن ولد الغريبة أنجب وأقوى، وأولاد القرائب أضعف وأضوى، ورجل ضاوي: ضعيف، وقد أضوت المرآة، وأضواه حقه إذا نقصه. وفي الحديث: (هبط من ثنية الأراك ضوي إليه المسلمون) أي: مالوا، [157/ ب] يقال: ضويت إلى فلان؛ أي: ملت./ وفي الحديث: (فإذا أتاهم ذلك ضوضوا) أي: ضجوا، وصاحوا، والضوأة: المصدر. باب الضاد مع الهاء (ضهل) قال يحيى بن يعمر لرجل خاصمته امرأته في مهرها: (إن سالتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلها وتضهلها! ) يقال: ضهلت فلانًا أضهله إذا أعطيته شيئًا قليلًا، مأخوذ من الماء الضهل، وقال ابن الأعرابي: ضها ماء البئر يضهل إذا اجتمع شيء بعد شيء، فهو الضهل والضهول، وبئر ضهول: قليلة الماء، وقيل: تضهلها: تردها إلى اهلها وتخرجها، من قولك: ضهلت إلى آل فلان؛ أي: رجعت إليه، يقال هل ضهل إليك من مالك شيء؟ أي: هل عاد؟

(ضها)

(ضها) قوله: {يضاهئون قول الذين كفروا} قال ابن عرفه: المضاهاة: معارضة الفعل بمثله، يقال: ضاهيته؛ أي: فعلت مثل فعله، وقرأ عاصم: {يضاهئون} على لغة من قال: ضاهأته، وقال الازهري: يضاهون؛ أي: يشابهون، والمضاهاة: المشابهة، ومنه قيل للمرأة التي لا تحيض: ضهياء؛ لأنها أشبهت الرجال. وقال قتادة: ضاهت النصارى قول اليهود؛ فقالت النصارى: المسيح ابن الله، كما قالت اليهود من قبل: عزيز ابن الله -تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا- وفي الحديث: (أشد/ الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهون خلق الله) [158/] أراد المصورين. ومنه قول عمر لكعب: (ضاهيت اليهود) أي: عارضتها. باب الضاد مع الياء (ضيح) في الحديث قال في دعاء الاستسقاء: (اللهم ضاحت بلادنا) يقول: خلا من النيات والرعي حتى برزت للشمس.

(ضير)

وفي الحديث: (أن آخر شربة يشر بها عمار ضياح) أو شيء هذا معناه، قال الليث: الضياح اللين الخاثر يصب فيه الماء ثم يجدح، يقال: ضيحته فتضيح. وفي الحديث: (من لم يقبل العذر ممن تنصل إليه، صادقًا كان او كاذبًا؛ لم يرد على الحوض إلا متضيحًا) قال أبو الهيثم: هو الذي يرد الحوض آخر الناس بعد ما شرب ماء الحوض إلا قليلًا مختلطًا بغيره، وأصله من الضيح والضياح وهو اللبن الذي مزج بالماء حتى كاد يغلب سواد الماء بياضه، وأنشد: جاءو بضيح هل رأيت الذئب قط؟ ! أي: على لون الذئب أسود أبيض. وفي حديث ابن الزبير رضي الله عنه: (إن الموت قد تفشاكم سحابه، فهو منضاح عليكم بوابل البلايا) يقال: انضاح الماء، وانضح؛ إذا انصب، ومثله في التقدير انقاض الحائط وانقض، إذا سقط، شبه المنية/ بالمطر وأسبابه. (ضير) قوله عز وجل: {لا ضير} أي: لا ضرر، يقال: لا ضير، ولا ضور، ولا ضر، ولا ضرر، ولا ضارورة بمعنى واحد.

(ضيز)

(ضيز) قوله تعالى: {تلك إذا قسمة ضيزي} أي: ناقصة جائزة، يقال: ضازه يضيزه، إذا نقصه، والأصل: ضوزي على (فعلى). (ضيع) وفي الحديث: (من ترك ضياعًا فإلي) قال النضر: الضياع: العيال، قال القتيبي: هو مصدر ضاع يضيع ضياعًا، ومثله قضى قضاء، ومضى مضاء، أراد من ترك عيالًا عالة وأطفالًا، جاء بالمصدر نائبًا عن الاسم، كما تقول: من مات وترك فقرًا؛ أي: فقراء، فإذا كسرت الضاد فهو جمع ضائع؛ مثل جائع وجياع. وفي الحديث: (أفسد الله عليه ضيعته) قال الشيخ: ضيعة الرجل: ما

(ضيف)

يكون منه معاشه من صناعة أو غلة أو غيرها، كذلك أسمعنيه الازهري، قال شمر: وتدخل فيها الحرفة والتجارة، يقال: ما ضيعتك؟ فيقول: كذا، ورجل مضيع: كثير الضيعة، وما أضيع فلانًا؛ أي: ما أكثر ضيعته. (ضيف) وقوله تعالى: {ولا تخزون في ضيفي} أي: أضيافي، يقال: هؤلاء ضيفي وأضيافي وضيوفي وضيفاني. وقوله تعالى: {فأبوا أن يضيفوهما} يقال: أضفته وضيفته بمعنى واحد، وقيل: ضيفته: أنزلته منزلة الأضياف ... [159/ أ] وفي الحديث: (نهى عن الصلاة إذا/ تضيفت الشمس للغروب) أي مالت، وبه سمي الضيف ضيفًا. وفي حديث علي رضي الله عنه: (أن فلانًا وفلانًا جاءاه فقالا له: أتيناك مضافين مثقلين) قوله: مضافين؛ أي: خائفين، يقال: أضاف من الأمر إذا أشفق منه، والمضوفة: الأمر الذي يحاذر ويشفق منه، وفيه لغة أخرى، ضاف بغير ألف، وقيل، مضافين؛ أي: ملجأين، وهو راجع إلى ذلك المعنى.

(ضيق)

(ضيق) وقوله تعالى: {وضاق بهم ذرعا} أي: ضاقت حيلته ومذهبه، والمعنى: ضاع ذرعه، فلما حول الفعل خرج قوله: {ذرعا} مفسرا، وأصله من ذرع الناقة؛ وهو خطوها، ومذراعها: قوائمها. وقوله تعالى: {ولا تك في ضيق مما يمكرون} قال الفراء: الضيق: ما ضاق عنه صدرك، والضيق: ما يكون في الذي يتسع ويضيق؛ مثل الدار والثوب، وقال ابن السكيت: هما سواء، يقال: في صدره ضيق وضيق، وقال ابن عرفة: يقال: ضاق الرجل: إذا بخل، وأضاق: إذا افتقر. آخر حرف الضاد

كتاب الطاء

كتاب الطاء باب الطاء مع الهمزة (طأطأ) في الحديث: أن عثمان (رضي الله عنه) قال في خطبته: (تطأطأت لهم تطأطؤ/ الدلاة) يقول: خفضت لهم نفسي كما يخفضها النازع بالدلو عند الاستسقاء، ويقال: في مثل: (تطأطأ لها تخطئك)، يريد: انخفض لها تعدك، ودلا يدلوا: إذا نزع الدلو، وأدلى يدلي: إذا أرسلها في البئر، والدلاة: الدلو- بفتح الدلو- والدلاة: جمع الدالي، كما تقول: قاض وقضاة. باب الطاء مع الباء (طبب) في الحديث: (أنه احتجم حين طب) قال: أبو عبيد: أي: سحر، يقال: رجب مطبوب، أي: مسحور، كنى بالطب عن السحر كما كنوا بالسليم، عن اللديغ، قال أبو بكر" الطب حرف من الأضداد، يقال: طب لعلاج الداء، وطب للسحر وهو من أعظم الأدواء، ورجل طيب، حاذق بالشيء الموصوف به، سمي طبيبا، لفطنته وحذقه. وفي حديث آخر: (فلعل طبا أصابه) يعني سحرا.

(طبج)

وفي حديث حجة الوداع: (على ناقة له، ومعه درة، كدرة الكتاب، قال: وسمعت الأعراب تقول: الطبطبية الطبطبية) قال: الأزهري: هي حكاية وقع السياط، كأنهم [أرادوا] احذروا ذاك، وقال غيره: هي حكاية وقع الأقدام عند السعي، قيل: أقبل الناس إليه يسعون لإقدامهم طبطبة، ويحتمل أن يراد بها الدرة، سماها طبطبية، لأنها إذا خفقت حكت صوتا، ومنه طبطاب اللاعب. وفي الحديث: / (أن الشعبي وصف معاوية (رحمه الله) فقال: كان كالجمل الطب) يعني الحذق بالضراب، يقال: فلان طبب بكذا وطبيب به، وقيل: الطبب من الإبل: الذي لا يضع خفه إلا حيث يبصره، وفحل طب: حاذق بالضراب. (طبج) وفي بعض الحديث: (وكان في الحي رجل، له زوجة وأم ضعيفة، فشكت زوجته إليه أمه، فقام الأطبج إلى أمه فألقاها في الوادي). أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي: الطبج استحكام الحماقة، وقد طبج يطبج طبجا فهو أطبج. في الحديث: (في الناس طباخ) أصل الطباخ: القوة والسمن ثم استعمل في غيره، يقال: فلا لا طباخ له؛ أي: لا عقل له ولا خير. وفي حديث آخر: (إذا أراد الله بعبد سوءا جعل ماله في الطبيخين) يقال: هما الجص والآجر.

قوله تعالى: {ونطبع على قلوبهم} أي: نختم عليها مجازاة لهم، فلا يدخلها الهدى. ومنه الحديث: (من ترك ثلاث جمع من غير عذر طبع الله على قلبه) قال أبو بكر: أصل الطبع في اللغة من الوسخ والدنس يغشيان السيف، يقال: طبع يطبع طبعا، ثم يستعمل فيما يشبه الوسخ والدنس من الآثام والأوزار وغيرهما من المقابح. ومنه الحديث الآخر: (نعوذ بالله من طمع يدلي إلى طبع) أي إلى دنس، وكان الصدر يرون أن الطابع هو الرين، وقال مجاهد: /الرين أشد من الطبع، والطبع أيسر من الإقفال، والإقفال أشد ذلك كله.

(طبق)

وفي الحديث: (كل الخلال يطبع عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب) قال شمر: أي يخلق عليه، والطباع: ما ركب في الإنسان من المطعم والمشرب وغير ذلك من الأخلاق التي لا يزايلها، يقال: فلان كريم الطباع والطابع، وهو اسم مؤنث على فعال نحو مهاد ومثال. وفي حديث الحسن: (وسئل عن قوله تعالى: {لها طلع نضيد} فقال: هو الطبيع في كفراه) الطبيع: لب الطلع، سمي بذلك لامتلائه، يقال: طبعت الإناء، إذا ملأته، وكفراه، وكافوره: وعاؤه. (طبق) قوله تعالى: {لتركبن طبقا عن طبق} قال: أبو بكر: معناه: لتركبن حال بعد حال، لأنها تكون في حال كالمهل، ثم كالفرس الورد، وفي حال

كالدهان، وقيل: معنى الآية: لتركبن حالا بعد حال، وقيل للحال: طبقن لأنها تملأ القلوب أو تشارف ذلك. ومنه الحديث: (اللهم اسقنا غيثا طبقا) أي: مالئا الأرض، يقال: هذا مطر طبق الأرض، إذا طبقها، أي: ملأها والغيث الطبق: هو العام الواسع يطبق الأرض بالماء. وفي حديث عمر (رضي الله عنه) (لو أنه لي طباق الأرض ذهبا) أي: كأنه يعم الأرض فيكون طبقا لها. وقال الأزهري في قوله: {لتركبن طبقا عن طبق} أي: حالا بعد حال/ من إحياء وإماتة وبعث، حتى تصيروا إلى الله تعالى. وقرئ: {لتركبن} أي: لتركبن يا محمد طبقا من أطباق السماء، وقال ابن عرفة: يقال مضى طبق وجاء طبق، أي مضى عالم، وجاء عالم. ومنه قول العباس (رضي الله عنه): (إذا مضى عالم، بدا طبق). يقول: إذا مضى قرن بدا قرن، وقيل للقرن طبق: لأنهم طبق للأرض ثم ينقرضون ويأتي طبق آخر.

وفي حديث آخر: (علم عالم قريش طباق الأرض) أي: ملء الأرض، وفي رواية أخرى: (قريش الكتبة الحسبة ملح هذه الأمة، عالمهم طباق الأرض) كأنه يعم الأرض فيكون طبقا لها. وفي حديث أم زرع: (زوجي عياياء طباقاء) قال ابن الأعرابي: والمطبق عليه حمقاء، وقال أبو بكر: هو الذي أموره مطبقة عليه، وقيل: هو المقدم العب. وفي حديث ابن مسعود: (وتبقى أصلاب المنافقين طبقا واحدا) الطبق: فقار الظهر، واحدتها: طبقة، يقال: صار فقاره كله فقارة واحدة فلا يقدرون على السجود. وفي حديث ابن عباس حين سأله أبو هريرة فأفتاه فقال: (طبقت) قال أبو عبيد: أراد: أصبت وجه الفتيا، وأصله: إصابة المفاصل، ولهذا قيل لأعضاء الشاة: طوابق واحدتها: طابق. وفي الحديث: (أن مريم (عليها السلام) جاعت، فجاء طبق من جراد فصادت منه).

/ أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب عن أبي المكارم قال: يقال: مر بنا رجل من جرد، وطبق وطبق وسد، قال: ويقال للجراد: كفانة، وتكنى أم سرياح. وفي حديث ابن مسعود: (أنه كان يطبق في صلاته) وهو أن يلاقي بين أصابعه من الكفين ثم يجمعهما بين ركبتيه إذا ركع. وفي الحديث: (إن لله مائة رحمة، كل رحمة منها كطباق الأرض) أي: تغشى الأرض كلها. وفي حديث محمد بن الحنفية (رضي الله عنه) ووصف من يلي الأرض بعد السفياني فقال: (يكون بين شت وطباق) وهما شجرتان بناحية الحجاز، وقد مر تفسيره. وفي حديث الحسن: (أنه أخبر بأمر فقال: إحدى المطبقات) يريد إحدى الدواهي والشدائد التي تطبق عليهم، ويقال: للدواهي: بنات طبق. وفي حديث عمران بن حصين: (أن غلاما له أبق فقال: لأقطعن منه طابقا إن قدرت عليه) أي عضوا. وفي حديث معاوية: (قال له ابن الزبير: وأيم الله لئن ملك مروان عنان خيل تنقاد له في عثمان ليركبن منك طبقا تخافه) الطبق: فقار الظهر، وهذا

(طبن)

كقول عائشة في عثمان (رضي الله عنهما): (المركوبة منه الفقر الأربع) أراد ابن الزبير أنه ليركبن منك أمرا وحالا. (طبن) في الحديث: (فطبن/ لها غلام رومي) يريد خيبها الطبن والطبانة والتبن والتبانة: شدة الفتنة والهجوم على بواطن الأشياء. (طبا) وفي كتاب عثمان إلى علي: (رضي الله عنهما): (بلغ السيل الزبى وجاوز الحزام الطبيين) يقال: لموضع الأخلاف من الخيل والسباع: أطباء، واحدها طبى، كما يقال في الخف والظلف: خلف وضرع، فإذا بلغ الحزام الطبيين فقد انتهى المكروه إلى أبعد نهاياته. باب الطاء مع الحاء (طحر) في حديث سلمان وذكر يوم القيامة فقال: (تدنو الشمس من رؤوس الناس، وليس على أحد منهم طحربة) الطحربة: اللباس، وطحربة لغة، وهذان اللفظان يقالان في النفي. (طحى) قوله عز وجل: {والأرض وما طحاها} أي وطحوها، ويقال: ومن طحاها، أي: بسطها فأوسعها، ويقال: طحى به الأمر، أي: اتسع به في المذهب.

باب الطاء مع الخاء

قال علقمة بن عبدة: طحى بك قلب في الحسان طروب. باب الطاء مع الخاء (طخا) في الحديث: (إذا وجد أحدكم طخاء على قلبه فليأكل السفرجل) قال أبو عبيدة: الطخاء: ثقل وغشى، يقال: ما في السماء طخاء، أي: سحاب وظلمة، قال: والطخية: الظلمة. وفي الحديث: (إن للقلب طخاء/ كطخاء القمر) يعني ما غشيه من ظلمة تغطي نوره، قال أبو بكر: الطخاء والطهاء والعماء: الغيم الرقيق، وهي الطخية بفتح الطاء وضمها. باب الطاء مع الراء. (طر) في حديث الحسن وخرج من عند الحجاج، فقال: (دخلت على أحيول: يطرطب شعيرات له) يريد: ينفخ شفتيه في شاربه غيظا والطرطبة: الصفير بالشفتين للضأن. في الحديث: (إذا مر أحدكم بطربال مائل) قال: أبو عبيد: هو شبيه بالمنظرة من مناظر العجم كهيئة الصومعة والبناء المرتفع.

(طرد)

(طرد) في الحديث: (لا بأس بالسباق ما لم تطرده، ويطردك) قيل: الإطراد هو أن تقول: إن سبقتني فلك على كذا، وإن سبقتك فلي عليك كذا. في حديث قتادة: (في الرجل يتوضأ بالماء الرمد، وبالماء الطرد) الطرد: الذي تخوضه الدواب، سمي بذلك لأنها تطرد فيه، أي: تتابع، وتطرده: أي تدفعه. وفي حديث معاوية (رحمه الله) (صعد المنبر وفي يده طريدة) قال ابن الأعرابي: هي الخرقة الطويلة من الحرير. (طرر) وفي حديث الاستسقاء: (فنشأت طريرة من السحاب) هي تصغير طرة، وهي قطعة منها تبدأ من الأفق مستطيلة، وطرة الرأس، سميت طرة لذلك، لأنها/ مقطوعة من جملة الشعر. وفي حديث عمر- رضي الله عنه- (أعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلة فقال: لتعطينها بعض نسائك يتخذنها طرات بينهن) أراد: يقطعنها ويتخذنها ستورا، وقال الأزهري: طرات جمع طرة، وأراد مقدار ما يخمر رأسها. وفي الحديث: (قام من جوز الليل وقد طرت النجوم) أي: أضاءت يقال: طررت السنان: إذا جلوته، وسيف مطروز: أي: صقيل، ومن رواه

(طرز)

(طرت) بفتح الطاء أراد: طلعت، يقال: طر النبات يطر طرورا: إذا نبت، وطر الشباب. وفي حديث عطاء: (إذا طررت مسجدك بمدر فيه روث فلا تصل فيه) أي: إذا زينته وطينته، ورجل طرير: أي: جميل الوجه. (طرز) وفي حديث صفية لعائشة رضي الله عنهما: (من فيكن مثلي؟ أبي نبي، وعمي نبي، وزوجي نبي، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمها ذلك، فقالت عائشة: ليس هذا الكلام من طرازك). أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن أبي العباس قال: سألت ابن الأعرابي عن ذلك، فقال: العرب تقول للخطيب إذا تكلم بشيء استنباطا وقريحة: هذا من طرازه. (طرف) قوله تعالى: {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} أي: نواحيها ناحية ناحية، هذا على تفسير/ من جعل نقصها من أطرافها فتوح الأرضين، وأطراف الأرض: نواحيها، واحدها طرف، ومن جعل نقصها موت علمائها فهو من غير هذا، وأطراف الأرض: أشرافها وعلماؤها، الواحد طرف، ويقال طرف أيضا، وقال ابن عرفة: من أطرافها، أي: يفتح ما حول مكة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، المعنى: أو لم يروا أنا فتحنا على المسلمين ما قد تبين لهم وضح ما وعدنا النبي - صلى الله عليه وسلم -. قوله عز وجل: {ليقطع طرفا من الذين كفروا} أي: قطعة من جمع

الكفرة، شبه من قتل منهم بطرف يقطع من بدن الإنسان، وأطراف الجسد: الرأس واليدان والرجلان. قوله عز وجل: {طرفي النهار} قال المفسرون: هما الفجر والعصر. وقوله عز وجل: {أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} قال الفراء: معناه أن يأتيك الشيء من مد بصرك، وقيل: بمقدار ما تفتح عينك ثم تطرف، وقيل: بمقدار ما يبلغ البالغ إلى نهاية نظرك. وفي الحديث: (فمال طرف من المشركين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي: قطعة منهم وجماعة. وفي الحديث: (كان إذا اشتكى أحدهم لم تنزل البرمة حتى يأتي على أحد طرفيه) معناه: حتى يفيق من علته أو يمضي لسبيله، لأنهما منتهى آخر العليل، فهما طرفاه. في حديث زياد: (أن الدنيا/ قد طرفت أعينكم) أي: طمحت بأبصاركم إليها، وشغلتكم عن الآخرة، وقال الأصمعي: امرأة مطروفة، وهي التي طرفها حب الرجال: أي أصاب طرفها، فهي تطمح وتنظر إلى كل من أشرف لها، ولا تغض طرفها عن الرجال. كأنما أصاب طرفها طرفة أو عود، وقيل: (طرفت أعينكم) أي: صرفتها عن النظر في عواقبها إلى تحصيله فقط، يقال: طرفت فلانا: إذا صرفته عن شيء، قال الشاعر: إنك والله لذو ملة ... يطرفك الأدنى عن الأبعد

(طرق)

وفي الحديث: (قال قبيصة: ما رأيت أقطع طرفا من عمرو) يريد: أذرب لسانا، وطرفا الإنسان: ذكره ولسانه). (طرق) قوله تعالى: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} قال الفراء: الطريقة: الرجال: الأشراف، يقال: هؤلاء طريقة قومهم، ونظورة قومهم، وقال الأخفش: بطريقتكم: بسنتكم، ودينكم. وقوله تعالى: {وأن لو استقاموا على الطريقة} قال الفراء: على طريقة الشرك، وقال غيره: على طريقة الهدى. وقوله تعالى: {سبع طرائق} يعني سبع سماوات، كل سماء طريقة، سميت طرائق، لأنها مطارقة بعضها فوق بعض، يقال: طارق بين ثوبين. قوله تعالى: {والسماء والطارق} أي: ورب السماء، ورب الطارق، وهو النجم من نجوم السماء/ سمي طارقا، لأنه يرى بالليل، وكل آت بالليل طارق. ومنه الحديث: (نهى المسافر أن يأتي أهله طروقا). وقول هند: نحن بنات طارق.

تعني بنات سيد، شبه بالنجم شرفا وعلوا. وفي الحديث: (الطيرة والعافية والطرق من الجبت). قال أبو عبيد: الطرق: الضرب بالحصى، وأصل الطرق: الضرب، وبه ميت مطرقة الصائغ، وقال أبو زيد: الطرق: أن يخط الرجل في الأرض بإصبعين ثم بإصبع، ويقول: ابني عيان، أسرعا البيان، وقد مر تفسيره بالشرح. وفي حديث إبراهيم: (الوضوء بالطرق أحب إلي من التيمم) الطرق الماء الذي خاضته الإبل، وبالت وبعرت فيه. وفي الحديث: (فرأى عجوزا تطرق شعرا) الطرق: ضرب الصوف بالقضيب. وفي الحديث: (ففيها حقة طروقة الفحل) أي: يطرق الفحل مثلها، أي: يضربها. في الحديث: (كان يصبح جنبا من غير طروقة) يعني زوجة، وكل امرأة طروقة زوجها، وكل ناقة طروقة فحلها. وفي حديث ابن عمر: (لا شيء أفضل من الطرق، الرجل يطرق على الفحل فيذهب حيري دهر) قال شمر: أي: يعير فحله فيضرب طروقة الذي يستطرقه.

(طرأ)

وفي الحديث: (من الحق على صاحب الإبل إطراق/ فحله) أي: إنزاؤه. وفي حديث عمر: (والبيضة منسوبة إلى طرقها) إلى فحلها، وأصل الطرق: الضراب، ثم قيل للفحل الضارب: طرق بالمصدر، قال الراعي: كانت هجائر منذر ومحرق ... أمهاتهن وطرقهن فحيلا وفي الحديث: (كأن وجوههم المجان المطرقة) يعني: الترسة التي أطرقت بالعقب، أي: ألبست به، يقال: طارق النعل: إذا صير خصفا على خصف، وأطرق جناح الطائر إذا وقعت ريشة على التي تحتها فألبستها، وفي ريشة طرق: إذا ركب بعضه على بعضا. (طرأ) في الحديث: (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى عليهما السلام) الإطراء: مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه. ومن رباعيه، في الحديث: (أنه أكل قديدا على طريان) قال الفراء: هو الذي تسمه العامة الطريان، وقال: ابن السكيت: هو ذا الذي يؤكل عليه. باب الطاء مع الشين (طش) في حديث بعضهم: (في الحزاءة يشربها أكاديس النساء للطشة) قال

باب الطاء مع العين

القتيبي: داء يصيب الناس كالزكام، سميت طشة، لأنه إذا استنثر طش، وسمعت الأزهري يقول: الحزاء بفتح الحاء ممدود، / قال: وهو نبت بالبادية يشبه الكرفس إلا أنه أعرض ورقا منه. باب الطاء مع العين (طعم) قوله تعال: (ومن لم يطعمه فإنه مني} أي: من لم يذقه، والطعم: الذوق، والطعم: الطعام، وإذا جعلته بمعنى الذواق جاز فيما يؤكل ويشرب. وفي حديث ابن عباس أنه قال في زمزم: (إنه طعام طعم، وشفاء سقم) قال ابن شميل: يقال: إن هذا الطعام طعم، أي: يطعم أي يشبع منه الإنسان، وما يطعم آكل هذا الطعام أي ما يشبع. وفي الحديث: (طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة) سمعت أبا جعفر محمد بن أبي بكر بن غلام العدل يقول: سمعت عبد الله بن عروة الفقيه يقول: سمعت أبا الهيثم يقول: سمعت إسحق بن راهوية يقول: سمعت جريرا يقول تفسير هذا الحديث قال تأويله: شبع الواحد قوت الاثنين، وشبع الاثنين قوت الأربعة، قال عبد الله: وتفسير ذلك ما قال عمر عام الردة: (لقد هممت أن أنزل على أهل كل بيت مثل عددهم، فإن الرجل لا يهلك على نصف بطنه).

وفي حديث أبي بكر- رضي الله عنه: (إن الله إذا أطعم نبيا طعمة ثم قبضه جعلها للذي يقوم بعده) الطعمة شبه الرزق. ومنه حديث الحسن: (القتال: ثلاثة: قتال على كذا، وقتال/ على هذه الطعمة) يعني الفيء والخراج، وجمعه: طعم، والطعمة: وجه المكسب، يقال: هو طيب الطعمة، وخبيث الطعمة. وفي حديث الدجال: (أخبروني عن نخل بيسان هل أطعم؟ ) أي: هل أثمر؟ يقال: بأرض فلان من الشجر المطعم كذا وكذا: يعني الثمر. وفي حديث المصراة: (ردها، ورد معها صاعا من طعام لا سمراء) قال الأزهري: كأنه أراد صاعا من تمر لا حنطة، والتمر طعام عند العرب.

(طعن)

(طعن) وفي الحديث: (فناء أمتي بالطعن والطاعون) أراد والله أعلم- بالطعن: أن يصيب الإنسان نظرة من الجن فربما مات منه، وقيل: الطعن أن يقتل بالحديد، كأنه قال: فناء أمتي بالفتن التي يسفك فيها الدماء، وبالطاعون الذريع. باب الطاء مع الغين (طغى) قوله تعالى: {ويمدهم في طغيانهم} أي: في عتوهم وتكبرهم، وكل شيء زاد وتتمادى فقد طغى. وقوله تعالى: {إنا لما طغا الماء} أي كثر وجاوز القدر. وقوله تعالى: {طغيانا وكفرا} أي: علوا في الكفر. ومثله قوله: {ويذرهم في طغيانهم يعمهون}. وقوله تعالى: {ما زاغ البصر وما طغى} أي: ما جاوز القصد في رؤيته. قوله: {فأهلكوا بالطاغية} أي لطغيانهم: ، اسم جاء على (فاعلة) معناه/ المصدر، والأمور الطاغية: هي العظيمة، أي: أهلكوا بطغيانهم المجاوز للقدر، وقال: مجاهد: (بالطاغية) بالذنوب. وقوله: {كذبت ثمود بطغواها} قال ابن عرفة: بظلمها.

باب الطاء مع الفاء

وقوله: {فمن يكفر بالطاغوت} الطاغوت: الصنم، وقال أبو حاتم: العرب تجعل الطاغوت واحدا وجمعا، وقال: {اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها} مؤنثا، وقال في الطاغوت: {وقد أمروا أن يكفروا به} مذكرا. باب الطاء مع الفاء (طفح) في الحديث: (من قال كذا وكذا غفر له، وإن كان عليه طفاح الأرض ذنوبا) وهو أن يمتلئ حتى يطفح، وسكران طافح، ممتلئ من الشراب، ومنه أخذ طفاحة القدر، ويقال لما يؤخذ به الطفاحة فتلقى: مطفحة. (طف) قوله عز وجل: {ويل للمطففين} هم الذين ينقصون الميكال والميزان، قيل له: مطفف، لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء الطفيف، مأخوذ من طف الشيء: وهو جانبه. في الحديث: (كلكم بنو آدم طف الصاع) أي: قريب بعضكم من بعض، لأن طف الصاع قريب من ملئه، فليس لأحد فضل على أحد إلا بالتقوى، ويصدق ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: (والمسلمون تتكافأ دماؤهم).

(طفق)

(طفق) قوله تعالى: {وطفقا يخصفان عليهما} معنى/ طفقا: أخذا في الفعل، يقال: طفق يفعل كذا، وعلق يفعل كذا، وجعل يفعل كذا، وأقبل يفعل كذا، المعنى: ظلا يخصفان الورق بعضا على بعض. وقال أبو بكر في قوله: {فطفق مسحا بالسوق والأعناق}: أي: ما زال يمسحها، وقال أبو عبيدة: ما زال يفعل. زمنه الحديث: (ما زال يلقي إليهم الجبوب). (طفل) قوله: {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء} الطفل: الصبي ما بين أن يولد إلى أن يحلم، قال الله تعالى: {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم} يقال: صبي طفل، وصبية طفل، وصبيان طفل. قوله عز وجل: {ثم نخرجكم طفلا} في معنى أطفال، ويخرج كل واحد منكم طفلا. وفي حديث الاستسقاء: (وقد شغلت أم الصبي عن الطفل) أي: شغلت بنفسها عن ولدها، لما هي فيه من الجدب، والعرب تقول: وقع فلان في أمر لا ينادى وليده، قال الأصمعي: معناه في أمر عظيم يذهل الأم عن

(طفى)

ولدها فلا تناديه، وقال ابن الأعرابي: معناه: وقعوا في أمر ما فيه مستزاد فقد استغني فيه بالكبار عن الصغار، وقال غيره: أصله في الخصب، أي: وقعوا في سعة متى أهوى الوليد يده إلى شيء لم يزجر عنه خوفا أن يفسده. (طفى) في الحديث: في صفة الرجال: (كأن عينه عنبة طافية). قال أبو العباس: الطافية/ من العنب: الحبة التي خرجت عن حد نبتة أخواتها، ونتأت وظهرت، ومنه الطافي من السمك، لأنه يعلو ويظهر على رأس الماء. وفي الحديث- في الحيات- (اقتلوا ذا الطفيتين والأبتر) قال أبو عبيد: الطفية: خوصة المقل، وجمعها: طفي، وأراه شبه الخطين اللذين على ظهره بخوصتين من خوص المقل.

باب الطاء مع اللام

باب الطاء مع اللام (طلح) قوله تعالى: {وطلح منضود} قال أهل التفسير: الطلح: شجر الموز هاهنا، وهو عند العرب شجر حسن اللون لخضرته، رقيق وله نور طيب الرائحة، فكأنهم خوطبوا بما يعملون، ووعدوا بما يحبون، إلا أن فضله على ما في الدنيا كفضل الآخرة عليها. وفي الحديث (فما برح يقاتلهم حتى طلح) أي: أعيا، وناقة طليح، بغير هاء. (طلخ) في الحديث: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في جنازة فقال: أيكم يأتي المدينة فلا يدع فيها وثنا إلا كسره، ولا صورة، إلا طلخها) قال شمر: أحسب قوله: (طلخها) أي: لطخها بالطين حتى يطمسها ويفسدها، كأنه مقلوب، وقد يكون: طلخته، أي: سودته، ومنه الليلة المطلخمة، والميم زائدة. (طلس) في الحديث: (أنه أمر بطلس الصور التي على الكعبة) قال شمر: معناه بطمسها، يقال: أطلس الكتاب، أي: / امحه، ويقال للصحيفة إذا محيت: طلس وطرس. ومنه الحديث: (قول لا إله إلا الله يطلس ما قبله من الذنوب) ويقال للخرقة التي تمحى بها الألواح: طلاسة.

(طلع)

وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: (أنه قطع يد مولد أطلس سرق) قال شمر: الأطلس: الأسود والحبشي ونحوه، ويقال للأسود الوسخ: أطلس، قال ابن شميل: الأطلس: اللص يشبه الذئب. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (أن عامله فلانا وفد عليه أشعث مغبرا عليه أطلاس) يعني الوسخة من الثياب، يقال: رجل أطلس الثوب، بين الطلسة. (طلع) قوله تعالى: {لو اطلعت عليهم} أي: لو هجمت عليهم، وأوفيت عليهم. وقوله تعالى: {التي تطلع على الأفئدة} أي: توفي عليها، ويقال: يبلغ ألمها القلوب، والاطلاع، والبلوغ بمعنى، يقال: اطلعت على هذه الأرض، أي: بلغتها، قال ذلك الفراء. قوله تعالى: {حتى مطلع الفجر} أي: طلوع الفجر، وقرئ: {مطلع الفجر} بكسر اللام، وهو اسم لوقت الطلوع، و} مطلع الفجر} بفتح اللام: مصدر. وفي الحديث: (لو أن لي ما في الأرض جميعا لافتديت به من هول المطلع) قال الأصمعي: هو موضع الاطلاع من إشراف إلى انحدار، فشبه ما أشرف عليه من أمر الآخرة بذلك.

(طلق)

وفي الحديث: (لو أن لي طلع الأرض ذهبا) أي: ما يملأ الأرض حتى يطلع ويسيل. ومنه حديث الحسن: (لأن أعلم أني بريء من النفاق أحب إلي من طلاع الأرض ذهبا). وفي الحديث: (ولكل حد مطلع) يعني من القرآن، معناه لكل مصعد يصعد إليه، يعني من معرفة علمه، يقال: مطلع هذا الجبل من مكان كذا، أي: مأتاه ومصعده. وفي الحديث: (كان إذا غزا بعث بين يديه طلائع) قال الشيخ: هم الذين يبعثون ليطلعوا طلع العدو، ويسمى الرجل الواحد طليعة، والطلائع: الجماعات. ومن رباعيه، في حديث عبد الله (إذا خنوا عليك بالمطلفحة فكل رغيفك) يقول: إذا بخلوا يعني الأمراء- بالرقاقة، يقال: فلطحت وطلفحت بمعنى واحد. (طلق) قوله تعالى: {وإذا طلقتم النساء} أي: أردتم تطليقهن، ومثله قوله:

(طل)

{إذا قمتم إلى الصلاة} أي: إذا أردتم القيام إليها. وقوله تعالى: {رخاء حيث أصاب} أي: حيث أراد أن يصيب. في الحديث: (ثم انتزع طلقا من حقبه فيد به الجمل) الطلق: قيد من جلود. وفي حديث: (خير الخيل الأقرح، طلق اليد اليمنى) أي: مطلقها. وفي الحديث: (خلية طالق) قال ابن الأعرابي: الطالق التي طلقت في المرعى، ويقال: هي التي لا قيد عليها ويجوز طلق بمعنى طالق، وطلاق المرأة يكون بمعنين: أحدهما: حل عقدة النكاح، والآخر: بمعنى الترك والإرسال/ يقال: طلقت القوم إذا أرسلتهم. (طل) قوله تعالى: {فإن لم يصبها وابل فطل} الطل: الطش، وهو أضعف المطر. وفي الحديث: (أن رجلا عض يد رجل فانتزعها من فيه، فسقطت ثنايا العاض فطلها النبي - صلى الله عليه وسلم -) أي: أهدرها، وقال أبو زيد: يقال: طل دمه وأطله الله، ولا يقال وطل دمه قال الكسائي: طل الدم بنفسه.

(طلم)

وفي حديث يحيى بن يعمر: (أنشأت تطلها وتضهلها) يقال: طل فلان غريمه يطله: إذا مطله، وقال المبرد: تطلها أي: تسعى في بطلان حقها، أخذ من الدم المطلول. (طلم) في الحديث: (مر برجل يعالج طلمة لأصحابه) يعني المليل، وهي خبزة تجعل في الملة، وهي النار والرماد الحار. (طلى) وفي الحديث: (ما أطلى نبي قط) أي: مال إلى هواه، يقال: أطلى الرجل إطلاء: إذا مالت عنقه لموت أو غيره. قال الشاعر: تركت أباك قد أطلى ومالت ... عليه القشعمان من النسور باب الطاء مع الميم (طمث) قوله تعالى: {لم يطمثهن} أي: لم يمسسهن، ويقال: الطمث: النكاح بالتدمية، والطمث: الدم، يقال: طمثت المرأة: إذا حاضت، وطمثت: إذا دميت بالافتضاض، وقال ابن عرفة: العرب تقول: بعير لم يطمث: أي: لم يمسسه حبل ولا بعل، وقال الفرزدق: دفعن إلى لم يطمثن قبلي ... وهن أصح من بيض النعام

(طمر)

(طمر) في حديث نافع: (كان يقول لابن دأب إذا حدث: أقم المطمر) وهو الذي يقال له بالفارسية: التر: وهو الخيط الذي يقوم عليه البناء ويقال له: الإمام أيضا، أراد: قوم الحديث وأصدق فيه. وفي حديث مطرف: (من نام تحت صدف مائل وهو ينوي التوكل، فليرم نفسه من طمار وهو ينوي التوكل) وطمار: هو الموضع المرتفع، وطمرك إذا وثب من موضع عال، وأرى أن لا ينبغي أن يعرض نفسه للمهالك ويقول: قد توكلت على الله، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اعقل وتوكل) فوجب أن يحتاط الإنسان جهده، ولا يعتمد على احتياطه، بل يعلم أن الأمور كلها بيد الله تعالى، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. وفي الحديث: (فيقول العبد: عندي العظائم المطمرات) يريد المخبيات من الذنوب، ومنه قيل للحفائر: المطامير. (طمس) قوله تعالى: {من قبل أن نطمس وجوها} معناه: نجعل وجوههم كأقفائهم، والطمس: استئصال أثر الشيء. ومنه قوله تبارك وتعالى: {فإذا النجوم طمست} ويقال: طمس الأثر وطسم: إذا انمحى.

(طمم)

ومنه قوله تعالى: {ربنا اطمس على أموالهم} قال ابن عرفة: أي: أهلكها، وجاء في التفسير أنه جعل سكرهم حجارة، ويقال: طمس الله بصره، وهو مطموس/ البصر: إذا ذهب أثر العين. ومنه قوله تعالى: {ولو نشاء لطمسنا على أعينهم} يقول: أعميناهم، وطمست الريح آثار القوم: إذا محتها. (طمم) قوله عز وجل: {فإذا جاءت الطامة الكبرى} أي: الصيحة التي تطم على كل شيء، أي: تغلب عليه. (طمطم) وفي الحديث في صفة قريش: (ليس فيهم طمطمانية حمير) يقال: رجل أعجمي طمطمي وطمطم في كلامه، ويقال للعجم: طماطم، شبه كلام حمير، لما فيه من الألفاظ المنكرة بكلام العجم. وفي الحديث: (إنه- يعني. أنا- الطمطام) يعني في وسط النار. وفي الحديث: (القبائل ما من طامة إلا وفوقها طامة) يعني داهية عظيمة، يقال: طم الماء ركية آل فلان: أي: علاها.

(طمن)

(طمن) قوله عز وجل: {ليطمئن قلبي} أي: على: الرؤية، ولم يشك في الأحياء، ولكن أحب أنس الرؤية، وأن يكرمه الله بالمشاهدة. وقوله تعالى: {فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة} أي: إذا استقر بكم الخفض فأتموها، واطمأن الشيء سكن، وطمأنته: سكنته. وقوله تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي}. يقال: إلى أمر الله عز وجل، ويقال: المطمئنة بالإيمان. (طما) وفي الحديث: (وذكر السنة ما طما بحر، وقام تعار) طما: ارتفع، والبحر سبيله الارتفاع، بأمواجه، يقال: طما الماء يطمو ويطمي، / وطمت المرأة من زوجها إذا نشزت وارتفعت عليه. وتعار: اسم جبل، والعرب تقول: لا أكلمك ما أقام تعار: أي ما أقام هذا الجبل. باب الطاء مع النون (طنب) في الحديث: (ما بين طنبي المدينة أحوج مني إليها) يريد: ما ين طرفيها، والطنب: واحد أطناب الفسطاط. وفي حديث عمر: (إن الأشعث بن قيس تزوج امرأة على حكمها، فردها إلى أطناب بيتها) يعني إلى مهر مثلها، والأطناب: الطوال من حبال البيوت، والأصر: القصار منها.

(طنى)

وفي حديث بعضهم: (ما أحب أن بيتي مطنب ببيت محمد - صلى الله عليه وسلم -) أي مشدود بالأطناب، يقول: ما أحب الخطا إلى المسجد، قال: هو جاري مكاسري، ومواسري، ومطابيتك أي كسر بيته إلى كسر بيتي، وإصار بيته إلى إصار بيتي، وأطناب بيتي إلى أطناب بيته. (طنى) في الحديث: (إن اليهودية التي سمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمدت إلى سم لا يطنى) أي: لا يسلم عليه أحد، يقال: رماه الله بأفعى لا يطنى عليه: / أي: لا يفلت سليمها. باب الطاء مع الواو (طور) قوله عز وجل: {وقد خلقكم أطوارا} أي: طورا بعد طور، خلقا بعد خلق، نطفة ثم علقة، ثم مضغة، والأطوار: الحالات المختلفة. وفي حديث سطيح: (فإن ذا الدهر أطوار دهارير) أي: مرة ملك، ومرة هلك، ومرة بؤس، ومرة نعم. وقوله: {والطور} الطور: الجبل. (طوع) قوله: {فطوعت له نفسه قتل أخيه} أي: تابعته، وقيل:

سهلت له نفسه قتل أخيه، وطوعت واحد، يقال طاع له: إذا أتاه طوعا، وقال مجاهد: (طوعت له نفسه) أي شجعته، وفي رواية: أي: استمانته، وأجابت إليه. وقوله عز وجل: {هل يستطيع ربك} أي: هل يقدر؟ وقرئ: (هل تستطيع ربك) بالتاء، أي: هل تستدعي إجابته في أن ينزل علينا مائدة من السماء؟ وهو استفعال من قولك: طاع لي، يطوع لي، والاستطاعة: الإمكان، والإمكان: زوال المانع. قوله: {قل لا تقسوا طاعة معروفة} أي: لتكن منكم طاعة معروفة بلا قسم. وفي الحديث: (وشح مطاع) هو أن يعطيه صاحبه في منع الحقوق التي أوجبها الله عليه في ماله.

(طوف)

(طوف) قوله تعالى: {فأرسلنا عليهم الطوفان} أي: السيل: المغرق، ويقال للموت الذريع، طوفان، وروت عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (الطوفان الموت) وقال بعضهم: الطوفان من كل شيء: ما كان كثيرا مطبقا بالجماعة كالغرق الشامل والموت الجارف والقتل الذريع. وقوله عز وجل: {إذا مسهم/ طائف من الشيطان} قال مجاهد: غضب، وقال أبو عبيد: تأويله: ما طاف به من وسوسة الشيطان، وأما الطيف: فهو الجنون، وقال ابن عرفة: الطيف والطائف يرجعان إلى معنى واحد، قال كثير: فوالله ما أدري أطائف جنة ... تأوبني أم لم يجد أحد وجدي قال أبو منصور: أصل الطيف الجنون، وقيل للغضب: طيف. لتغير عقل الغضبان. وقوله تعالى: {طائفة منهم} أي: جماعة، ويجوز أن يقال للواحد: طائفة، يراد بها أنفس طائفة. وقوله تعالى: {طوافون عليكم} وقال الفراء: إنما هم خدمهم. وفي حديث الهرة: (إنما هي من الطوافين والطوافات في البيت) قال أبو الهيثم: الطائف: الخادم الذي يخدمك رفق وعناية، وجمعه: الطوافون.

(طوق)

وفي حديث لقيط: (ما يبسط أحدكم يده إلا وقع عليها قدح مطهرة من الطوف والأذى) الطوف: الحدث من الطعام، وهو من الصبي- قبل أن يطعم: العقي: يقال: أطاف يطاف أطيافا: إذا قضى حاجته، ومنه الحديث: (لا يصلي أحدكم وهو يدافع الطوف) المعنى: أن من شرب تلك الشربة طهر من الحدث والأذى، وهو الحيض، وأنث القدح، لأنه ذهب به إلى الشربة، وكذلك أنثوا الكأس، لأنهم ذهبوا بها إلى الخمر./ (طوق) قوله تعالى: {سيطوقون ما بخلوا} أي: يلزمونه في أعناقهم مثل الطوق. وفي الحديث: (يطوق شجاعا أقرع). وفي الحديث: (من ظلم من الأرض طوقه الله من سبع أرضين) هذا يفسر على وجهين:

(طول)

أحدهما: أن يخسف الله به الأرض فتصير البقعة المغصوبة منها كالطوق في عنقه، والآخر: أن يكون من طوق التكليف لا من طوق التقليد، وهو أن يطوق حملها يوم القيامة. (طول) قوله عز وجل: {أولوا الطول منهم} أي: أولوا الفضل والبسطة والمقدرة، يقال: طال عليهم، يطول طولا: إذا أفضل. ومنه قوله تعالى: {ذي الطول} أي: ذي الغنى والفضل يقال: لفلان على فلان طول: أي: فضل. وفي حديث عثمان رضي الله عنه قال: (فتفرق الناس فرقا ثلاثة: فصامت صمته أنفذ من طول غيره) ويروى: (من صول غيره) ويقال: إمساكه أشد من تطاول غيره، يقال: طال عليه: أي: علاه. وفي الحديث: (إن هذين الحيين من الأوس والخزرج كانا يتطاولان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تطاول الفحلين) المعنى: أن كل واحد من الحيين كان يذب عنه، ولم يرد به تطاول الكبر على نفسه، ولكن كان يتطاول على عدوه، والفحل يتطاول على إبله: يسوقها كيف شاء ويذب عنها الفحول، / وأراد بالفحلين فحل إبل على حدة، وفحل إبل أخرى على حدة.

(طوى)

وفي الحديث: (تطاول الرب عليهم بفضله) أي: أشرف. (طوى) قوله تعالى: {بالواد المقدس طوى} قيل: طوى: اسم الوادي الذي كلم الله فيه موسى عليه السلام، وقيل: هو اسم للمكان الذي تنبت الزيتونة فيه. في الحديث: (يا محمد اعمد لطيتك) يقول: امض لقصدك، يقال: مضى لطيته (مخفف ومثقل) أي: لنيته ووجهه. باب الطاء مع الهاء (طهر) قوله عز وجل: {وأزواج مطهرة} يعني من الحيض والبول والغائط. وقوله تعالى: {ماء طهورا} أي: يتطهر به، كما يقال: وضوء: للماء الذي يتوضأ به، وكل طهور طاهر، وليس كل طاهر طهورا وقوله: {فإذا تطهرن فأتوهن} اغتسلن، قد تطهرت المرأة واطهرت، فإذا انقطع عنها الدم قيل طهرت تطهر فهي طاهر (بلا هاء) وقوله تعالى: {هن أطهر لكم} أي: أحل لكم، والتطهر يكون عما لا يحل.

(طهم)

ومنه قوله: {إنهم أناس يتطهرون} أي: عن أدبار النساء والرجال، قاله أهل لوط تهكما. وقوله تعالى: {أن طهرا بيتي} يعني من المعاصي والفعال المحرمة. (طهم) في الحديث في صفته - صلى الله عليه وسلم - (لم يكن بالمطهم) قال أحمد بن يحيى: اختلف الناس في تفسير/ هذا الحرف: فقالت طائفة: هو الذي كل عضو منه حسن على حدته، وقالت طائفة: المطهم: الفاحش السمن، وقيل: هو المنتفخ الوجه، ومنه قول الشاعر: وجه فيه تطهيم أي انتفاخ وجهامة، وقالت طائفة: هو النحيف الجسم، قال أبو سعيد: الطهمة والطخمة في اللون تجاوز السمرة إلى السواد، ووجه مطهم: إذا كان كذلك. (طها) في حديث أبي هريرة: (فقيل له: أنت سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: إلا ما طهوي؟ ) قال أبو عبيد: جعل إتقانه الحديث بمنزلة الطهو للطاهي المجيد، وهو الطابخ، يقول: فما عملي إن كنت لم أحكم؟ قال: أبو العباس عن ابن الأعرابي: الطهي: الذنب في قول أبي هريرة، وطهى طهيا: إذا أذنب، يقول: فما ذنبي فيه؟ إنما هو شيء قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الأزهري: الذي عندي فيه: أنا ما طهوي؟ ! أي: أي شيء طهوي؟ ! على التعجب، كأنه قال: أي شيء حفظي وإحكامي ما سمعت. وفي حديث أبي زرع: (وما طهاة أبي زرع) تعني الطباخين.

باب الطاء مع الياء

باب الطاء مع الياء (طيب) قوله عز وجل: {أنفقوا من طيبات ما كسبتم} أي: من حلاله، يقال /للحلال: طيب، وللحرام: خبيث. ومنه قوله: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} أي: ما حل. قوله: {طيبات ما أحل} يعني المحللات. وقوله تعالى: {سلام عليكم طبتم} قال ابن عرفة: قال الفراء: زكوتم، قال: وحقيقته قوله: (طبتم) صلحتم للجنة، لأن الذنوب والمعاصي مخابث، فإذا أراد تعالى أن يدخلهم الجنة غفر لهم تلك الذنوب، وحمل عمن شاء وبما شاء، زكوا، ففارقتهم المخابث والأرجاس من الأعمال، فطابوا للجنة. ومن ذلك قول العرب: طاب لي هذا: أي: فارقته المكاره، وطاب له العيش، وينشد: تجبرت الجبابر بعد حجر ... وطاب لها الخورنق والسدير. أي: فارقهم ما يكرهونه. وقوله تعالى: {طوبى لهم} طوبى: (فعلى) من الطيب، ويقال: طوبى من أسماء الجنة، وقيل: شجر تظل الجنان كلها. وقوله تعالى: {والطيبات للطيبين} قال الفراء: الطيبات من الكلام

للطيبين من الرجال، أي الطاهرين، ومنه قول عمار: (مرحبا بالطيب المطيب) يعني الطاهر. ومنه قول علي رضي الله عنه وقد التمس من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يلتمس من الميت، فلما لم يجده قال: (طبت حيا، وطبت ميتا) أخبرناه عصمة بن العباس العصمي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: (التمس علي بن أبي طالب من النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يلتمس من الميت، فلما لم يجده فقال: (بأبي أنت وأمي! طبت حيا، وطبت ميتا) - صلى الله عليه وسلم -. وقال غيره: الطيبات من النساء للطيبين من الرجال. وفي التشهد: (التحيات لله، والصلوات، والطيبات) قال أبو بكر: معناها: والطيبات من الكلام، مصروفات إلى الله عز وجل.

في الحديث: (نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - / أن تسمى المدينة يثرب) لأن التثرب فساد (وأمر أن تسمى طيبة وطابة) والطابة أيضا: العصير، ومنه حديث طاووس: (وسئل عن الطابة يطبخ على النصف) ويسمى طابة لطيبه، وكذلك المدينة. وفي الحديث: (نهى أن يستطيب الرجل بيمينه) قال أبو عبيد: الاستطابة: الاستنجاء، سمي استطابة من الطيب، يقول: يطيب جسده مما عليه من الخبث بالاستنجاء: أي: يطهره، يقال: استطاب الرجل وأطاب نفسه إذا أزال عنها الأذى، وطهر البدن منها. وقوله تعالى: {فتيمموا صعيدا طيبا} أي: طاهرا. وفي الحديث: (ابغني حديدة استطب بها) يريد الاحتلاق. وفي الحديث: (وهم سبي طيبة) لا إشكال في رقهم. وفي حديث أبي هريرة لعثمان يوم الدار: (طاب امضرب) أي: حل القتال، أراد طاب الضرب، وهي لغة. وفي النسب والمولد ذكر المطيبين والأحلاف، وقد ذكرنا منه شيئا في حرف الحاء، نحن معيدوه ها هنا، وزائدون فيه.

(طيح)

قال شمر: سمعت ابن الأعرابي يقول: الأحلاف في قريش خمس قبائل: عبد الدار، وجمع، وسهم، ومخزوم، وعدي بن كعب، سموا بذلك لأن لما أرادت بنو عبد مناف أخذ ما في أيدي بني عبد: من الحجابة، والرفادة، واللواء، والسقاية، وأبت بنو عبد الدار- عقد كل قوم على أمرهم حلفا مؤكدا على أن لا يتخاذلوا، فأخرجت عبد مناف جفنة مملوءة طيبا، فوضعتها لأحلافهم في المسجد عند الكعبة ثم غمس القوم أيديهم فيها، وتعاقدوا ثم مسحوا الكعبة بأيديهم توكيدا، فسموا المطيبين، وتعاقدت بنو عبد الدار وحلفاؤها حلفا آخر مؤكدا على أن لا يتخاذلوا، فسموا الأحلاف. وروى ابن أبي مليكة قال: كنت/ عند ابن عباس، فأتاه ابن صفوان فقال: (نعم الإمارة إمارة الأحلاف كانت لكم) قال ابن عباس: (الذي كان قبلها خير منها: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر من المطيبين، وكان عمر من الأحلاف) وأراد ابن صفوان إمارة عمر، وسمع ابن عباس نادبة عمر وهي تقول: (يا سيد الأحلاف) فقال ابن عباس: (نعم، والمحتلف لهم) (طيح) في الحديث: (فما رئي يوم أكثر كفا طائحة من ذلك اليوم) أي: ساقطة، وقد طاح الشيء يطيح: إذا هلك وذهب. (طير) وقوله تعالى: {وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى} أي: يتشاءمون به. وقوله تعالى: {ألا إنما طائرهم} أي: حظهم المكتوب لهم.

ومنه قوله تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه} أي: ما كتب له من الخير والشر، فهو حظه الذي يلزم عنقه لا يفارقه، من قولك: طيرت المال بين القوم: فطار لفلان كذا، وطار لفلان كذا، أي: قدر له. ومنه الحديث: (فأطرت الحلة بين نسائي) أي: قسمتها بينهن. ويقال: في قوله: {طائرهم عند الله} أي: الشؤم الذي يلحقهم هو الذي وعدوا به في الآخرة. وقوله: {طائركم معكم} أي: شؤمكم معكم، وطائر الإنسان: ما طار له في علم الله مما قدر له، فهو من عند الله. وقوله: {كان شره مستطيرا} قال ابن عرفة: أي طويلا، يقال: استطار الشيء، واستطال، قال الأعشي: وبانت وقد أورثت في الفؤاد ... صدعا، على نأيها مستطيرا. /وقال غيره: مستطيرا: أي منتشرا فاشيا كالصبح المستطير الذي تحل به الصلاة، وهو المنتشر المعترض في الأفق، فأما الصبح، المستطيل، فهو الصبح الكاذب الهذي تسميه العرب ذنب السرحان، ولا تجوز معه الصلاة. وفي الحديث: (بالميمون طائره) قال أبو بكر معناه: بالمبارك حظه.

(طين)

وفي الحديث: (الرؤيا لأول عابر، وهو على رجل طائر) قال: أبو الهيثم: كل حركة من كلمة أو جار يجري لك فهو طائر، يقال: اقتسموا دارا فطار سهم فلان في ناحيتها: أي: خرج وجرى، وأراد على رجل قدر جار، وقضاء ماض، خير أم شر، وهي لأول عابر يحسن عبارتها. وفي الحديث: (كأنما على رؤوسهم الطير) وصفهم بالسكون والوقار، يقول: لم يكن فيهم طيش ولا خفة، وذلك أن الطير لا يقع إلا على شيء ساكن، ومنه يقال: فلان ساكن الطائر. وفي الحديث: (إياك وطيرات الشباب) أي: وغراتهم وزلاتهم. (طين) في الحديث: (ما من نفس تموت فيها مثقال: نملة من خير إلا طين عليها طينا) أي: جبل عليها يوم القيامة، يقال: طانه الله على طينتك، وطامه أيضا، وقوله: (طينا) مصدر على فعل كقولك: حان حينا. آخر كتاب الطاء

كتاب الظاء

كتاب الظاء بسم الله الرحمن الرحيم باب الظاء مع الهمزة (ظأر) / في حديث ابن عمر: (أنه اشترى ناقة فرأى بها تشريم الظئار فردها) الظئار: أن تعطف على غير ولدها، والتشريم: التشقيق. وفي حديث عمر: (أنه كتب إلى هني وهو في نعم الصدقة: أن ظأور. قال: (فكنا نجمع بين الناقتين والثلاث على الربع) قال شمر: المعروف: (ظائر) بالهمز- وهو أن تعطف الناقة إذا مات ولدها أو نحر على ولد أخرى. ومن أمثالهم: (الطعن يظأر) أي: يعطف على الصلح. وفي الحديث: (ومن ظأره الإسلام) أي: عطفه معه. ويقال: ظئر وظؤورة، وجمعه: ظؤار، وظؤروة نادر، ولا تجمع على (فعلة)؛ لأنها ثلاثة أحرف، ظئر وظؤرة، وصاحب وصحبة، وفاره وفرهة، وقد أسلم فلان في الظئورة، والتشريم: التشقيق. باب الظاء مع الباء (ظبى) في الحديث: (أهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - ظبية فيها خرز؛ فأعطى الأهل منها والعزب) الظبية: شبه الخريطة والكيس، وتصغر فيقال: ظبية.

باب الظاء مع الراء

وفي الحديث: (أنه أمر رجلا من أصحابه أن يأتي حيا، قال: فإذا أتيتهم فاربض في دارهم ظبيا) كان بعثه إلى قوم مشركين؛ يتبصر ما هم عليه، ويرجع إليه بخبرهم، وأمره أن يكون منهم بحيث يتأملهم فإن أرادوه بسوء تهيأ له بالانفلات منهم، فيكون مثل الظبي الذي لا يربض إلا وهو آمن متباعد عما يخاف، فإذا ارتاب نفر، ونصب ظبيا على التفسير؛ / لأن الربوض له، فلما حول فعله إلى المخاطب خرج قوله: (ظبيا) مفسرا. وقال القتيبي: قال ابن الأعرابي: أراد: أقم في دارهم آمنا لا تبرح، كأنك ظبي في كناسه قد أمن حيث لا يرى إنسيا. باب الظاء مع الراء (ظرب) في الحديث: (إذا غسق الليل على الظراب) الظراب: واحدها ظرب، ويجمع أيضا على ظرب، مثل كتاب وكتب، وهو من صغار الجبال، وإنما خص الظراب بقصرها، فأراد: أن ظلمة الليل تقرب من الأرض. ومنه حديث الاستسقاء: (اللهم على الآكام والظراب). وفي الحديث: (بهذه الأظرب السواقط) وهو جمع الظرب، والسواقط: الخاشعة المنخفضة. (ظرر) في الحديث: (إنا نصيد فلا نجد ما نذكي به إلا الظرار) واحدها: ظرر: وهو حجر محدد صلب، والجمع: ظرار وظران.

(ظرف)

قال لبيد: بجسرة تنجل الظران ناجية إذا توقد في الديموسة الظرر (ظرف) في حديث عمر: (إذا كان اللص ظريفا لم يقطع) معناه: إذا كان بليغا جيد الكلام احتج عن نفسه بما يسقط الحد عنه، قال الأصمعي وابن الأعرابي: الظريف: الجيد الكلام البليغ، وقال غيرهما: الظريف: الحسن الوجه والهيئة، وقال الكسائي: الظريف يكون في الوجه واللسان، يقال: لسان ظريف، ووجه ظريف./ باب الظاء مع العين (ظعن) قوله عز وجل: {يوم ظعنكم} أي: ارتحالكم. وفي الحديث: (وأعطى حليمة بعيرا موقعا للظعينة) يعنى الهودج، وسميت المرأة ظعينة؛ لأنها تكون فيه. باب الظاء مع الفاء (ظفر) قوله تعالى: {كل ذي ظفر} قال قتادة: الإبل والنعام، وأظفار الإبل: مناسم أخفافها، وأظفار السباع: براثنها، ومنه قول الشاعر:

باب الظاء مع اللام

له لبد أظفاره لم تقلم وفي حديث الدجال: (وعلى عينه ظفرة غليظة) قال الأصمعي: الظفرة: لحمة تنبت عند المآقي: وأنشد: *بعينها من البكاء ظفرة * حل ابنها في السجن وسط الكفرة؟ باب الظاء مع اللام (ظلع) في حديث بعضهم: (فإنه لا يربع على ظلعك من ليس يحزنه أمرك) سمعت أبا أحمد القرشي يقول: معناه لا يقيم عليك في حال ضعفك من ليس يحزنه أمرك؛ أي: لا يهتم بشأنك إلا من يحزنه حالك، قال: وأصله من ربع الرجل يربع ربوعا: إذا أقام بالمكان، والظلع: الحرج؛ لأنه يقول: لا يقيم على عرجك إذا تخلفت عن أصحابك لضعفك إلا من يهتم بأمرك، ومنه يقال: (اربع على ظلعك) أي: إنك ضعيف، فانته عما لا تطيقه.

(ظلف)

(ظلف) في حديث عمر أنه قال لراعي شائه: (عليك الظلف من الأرض لا ترمضها) قال الفراء: الظلف من الأرض: الذي يستحب الخيل العدو عليها، وأرض ظليفة: لا يستبين فيها المشي من لينها، وقال ابن الأعرابي: هو ما غلظ من الأرض، وصلب، فلم يؤد أثرا، لا وعوثة فيها؟ فيشتد على الماشي فيها، ولا رمل فترمض فيها الأنعام، ولا حجارة فتحفى، ومنه/ يقال: ظلف الرجل نفسه عما يشينها: إذا منعها، أمره عمر رضي الله عنه بأن يرعاها في مراع، هذه صفتها؛ لئلا ترمض فتفلق أظلافها. وفي حديث بلال: (كان ينادي على ظلفات أقتاب مغرزة في الجدار) يعني الخشبات الأربع اللواتي يكن على جنبي العير، الواحدة: ظلفة. وفي الحديث: (كان يصيبنا ظلف العيش بمكة) أي: بؤسه وشدته، ورجل ظليف: أي: سيء الحال. (ظلل) قوله تعالى: {ظلا ظليلا} أي: يظل من الحر والريح، وقال ابن عرفة: {ظلا ظليلا} أي: دائما طيبا، يقال: إنه لفي عيش ظليل؛ أي: طيب، قال جرير: ولقد تساعفنا الديار، وعيشنا لو دام ذلك، كما نحب ظليل

وقوله سبحانه: {لا ظليل ولا يغني من اللهب} أي: لا يستطاب، ولا يظل. وقوله تعالى: {وظلالهم بالغدو والآصال} أي: وتسجد ظلالهم، يقال: هو جمع الظل، وقيل: هي شخوصهم. وقوله عز وجل: {وظل ممدود} يقال: هو الدائم الذي لا تنسخه الشمس، والجنة كلها ظل. ومنه قول العباس يمدح الرسول - صلى الله عليه وسلم -: من قبلها طبت في الظلال، وفي ... مستودع حيث يخصف الورق يعني ظلال الجنة، أراد أنه كان طيبا في صلب آدم عليه السلام. وقال أبو بكر: ظل الجنة سترها، والكينونة بها في ذراها. ومنه الحديث: (إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها كذا وكذا سنة) أي: في ذراها، ومن ذلك قولهم: أنا في ظل فلان، ولا أزال الله عني ظلك؛ أي: الكينونة في ناحيتك، والستر بك، قال: وأراد العباس بقوله: (من قبلها)؛ أي: من قبل نزولك إلى الأرض؛ وكنى عن الأرض ولم يتقدم لها ذكر؛ لبيان المعنى، كما قال: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} فكنى عن القرآن ولم يسبق له ذكر. وقوله تعالى: {عذاب يوم الظلة} الظلة: سحابة أظلتهم فاجتمعوا تحتها مستجيرين بها مما نالهم من حر ذلك اليوم؛ ثم أطبقت عليهم فكان من أعظم أيام الدنيا عذابا.

وقوله: {في ظلال على الأرائك} هو جمع ظلة، ومن قرأ: {ظلال} فهو جمع/ الظل. ومنه قوله: {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} هذا مثل قوله: {يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم}. وقوله تعالى: {وإذا غشيهم موج كالظلل} قال ابن عرفة: أي: علاهم موج؛ فتعالى كتعالي الظلة. وفي الحديث: (أنه ذرك فتنا كأنها الظلل) قال شمر: هي الجبال، وهي السحاب أيضا، وقال الفراء: يقال: ظل يومنا: إذا كان ذا سحاب، والشمس مستظلة: أي: محتجبة بالسحاب، كل شيء أظلك فهو ظلة. وقوله تعالى: {ظلت عليه عاكفا} كان في الأصل: ظللت؛ فحذفت إحدى اللامين، وهو بقياس؛ ولكن جاء عن العرب مثله أحرف معدودة منها: أحست بمعنى أحسست، وهمت بمعنى هممت، وحلت في بني فلان بمعنى حللت. وفي الحديث: (السلطان ظل الله في أرضه) قيل: ستر الله، وقيل: خاصة الله، يقال أظل الشهر: أي: قرب، وقيل: معناه: العز والنعمة. قال الشاعر:

(ظلم)

فلو كنت مولى العز أو في ظلاله ظلمت ولكن لا يدى لك بالظلم يقول: لو كنت ذاعر. (ظلم) قوله تعالى: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} أي: تتوفاهم في حال ظلمهم أنفسهم. وقوله تعالى: {فظلموا بها} أي: بالآيات التي جاءتهم؛ لأنهم لما كفروا فقد ظلموا، والظلم: وضع الشيء في غير موضعه، ومنه يقال: ظلمت السقاء: إذا سقاه قبل أن يخرج زبده. وقد يقع الظلم على الشرك، ومنه قوله: {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} أي: بشرك. ومثله قول لقمان: {إن الشرك لظلم عظيم}. وقوله: {وهو ظالم لنفسه} أي: مشترك. وقوله: {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا} أي: بكفرهم وعصيانهم، ومن جعل لله شريكا فقد خرج عن الحق إلى الباطل، والكافر ظالم: لهذا الشأن. ومنه حديث ابن زمل: (لزموا الطريق فلم يظلموه).

ومنه حديث أم سلمة: (إن أبا بكر وعمر ثكما الأمر؛ فلم يظلماه) أي: لم يعدلا عنه، يقال: أخذ في طريق فما ظلم يمينا ولا شمالا؛ أي: ما عدل، والمسلم ظالم لنفسه؛ لتعديه الأمور المفترضة عليه. ومنه قوله: {ربنا ظلمنا أنفسنا} وقد يكون الظلم بمعنى النقصان؛ وهو/ راجع إلى المعنى الأول، قال الله تعالى: {وما ظلمونا} أي: ما نقصونا بفعلهم من ملكنا شيئا؛ ولكن نقصوا أنفسهم، وبخسوها حظها، قال أبو بكر: يقال: ما ظلمك أن تفعل كذا؛ أي: ما منعك. ويقال في قوله: {فمنهم ظالم لنفسه} أي: عاص، فهو ينقص نفسه حظها من الخير على أنه موحد. وقوله تعالى: {والكافرون هم الظالمون} قال ابن عرفة: أي: هم أظلم الظلمة، منا تقول: الشجاع من قاتل عن غيره؛ أي: ذلك نهاية الشجاعة، وكل كافر ظالم، وليس كل ظالم كافرا. وقوله: {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر} يعني شدائدهما، ويقال لليوم الذي فيه شدة: يوم ظلم، ويوم ذو كواكب؛ أي: قد اشتدت ظلمته حتى صارت كالليل، ويقال: لأرينك الكواكب ظهرا. قال الشاعر: ويريك النجم يجري بالظهر

باب الظاء مع النون

وقوله عز وجل: {لتخرج الناس من الظلمات إلى النور} أي: من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان ونور الإسلام، يقال: أظلم الليل وظلم، وأظلم القوم: دخلوا في الظلمة، ومنه قوله: {فإذا هم مظلمون}. وقوله: {فنادى في الظلمات} يعني ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت. وقوله: {لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا} أي: إلا أن تقولوا ظلما وباطلا، كقولك للرجل: مالك عندي حق إلا أن تظلم وإلا أن تقول الباطل. وفي الحديث: (أنه دعي إلى طعام فإذا البيت مظلم)؛ فانصرف ولم يدخل) المظلم: المرزوق، مأخوذ من الظلم: وهو الماء الذي يجري على الثغر، وقال بعضهم: الظلم: موهة الذهب والفضة، قال الأزهري: لا أعرفه بهذا المعنى. وفي الحديث: (إذا أتيتم على مظلوم فأغذوا السير) أراد بالمظلوم: البلد الذي لم يصبه الغيث، ولا رعي فيه للدواب. باب الظاء مع النون (ظنن) قوله تعالى: {وظنوا أنه واقع بهم} أي: علموا.

ومنه قوله: {الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم} قال الفراء: الظن: العلم هاهنا. قال دريد: فقلت لهم: ظنوا بألفي مدجج ... سراتهم في الفارسي المسرد أي: أيقنوا بهم، والظن يكون شكا، ويكون يقينا. وفي الحديث: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) أراد: الشك يعارضك في الشيء فتحققه وتحكم به. ومنه ما جاء في حديث آخر: (وإذا ظننت فلا تحقق). وأما قول عمر: (احتجزوا من الناس بسوء الظن) فإنه أراد لا تثقوا بكل أحد؛ فإنه أسلم لكم. وقوله تعالى: {وما هو على الغيب بظنين} أي: بمتهم، والظنة: التهمة، ومن قرأ: {بضنين} بالضاد- أراد ببخيل.

باب الظاء مع الهاء

وفي الحديث: / (لا تجوز شهادة ظنين) أي: متهم في دينه. ومثله الحديث الآخر: (ولا ظنين في ولاء) وهو الذي ينتمي إلى غير مواليه، لا تقبل شهادته. وكان نقش خاتم بعضهم: طينة خير من ظنة، يقول: لأن تختم خير من أن تتهم. وفي الحديث: (لا زكاة في الدين المظنون) يعني الذي لا يدري صاحبه أيصل إليه أم لا. وفي الحدث: (فنزل على ثمد بوادي الحديبية ظنون الماء، يتربضه تبرضا) قال ابن قتيبة: الماء الظنون: الذي تتوهمه ولست على ثقة منه. وتقول" أظننته فلانا؛ أي: اتهمته. ومنه قول ابن سيرين: (لم يكن على يظنفي قتل عتمان) أي: يتهم، وأصله: يظتن، فحولت التاء طاء؛ لقرب مخرجيهما. باب الظاء مع الهاء (ظهر) قوله تعالى: {فنبذوه وراء ظهورهم} يقال للشيء الذي لا يعبأ به: قد جعلت هذا الأمر بظهر، ورميته بظهر.

ومنه قوله: {واتخذتموه وراءكم ظهريا} أي: (لم) تلتفتوا إليه، وأعرضتم عنه، وفيه قول آخر: واتخذتم الرهط وراءكم ظهريا؛ أي: عدة. وقوله: {وكان الكافر على ربه ظهيرا} قال ابن عرفة: أي: ظاهرا لأعداء الله على أوليائه، فتلك إعانته. وقال غيره: {ظهيرا} أي: معينا؛ لأنه عون الشيطان على المعاصي. وقوله تعالى: {وظاهروا على إخراجكم} / أي عاونوا. وقوله تعالى: {تظاهرون عليهم} أي تتعاونون. وقوله تعالى: {والملائكة بعد ذلك ظهيرا} أي ظهراء. أي أعوان النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال: {وحسن أولئك رفيقا} أي رفقاء قال الشاعر: إن العوازل لسن لي بأمير. أي بأمراء. وقوله: {فما اسطاعوا أن يظهروه} أي ما قدروا أن يعلوا علوه لارتفاعه يقال ظهر على الحائط وظهر السطح وظهر على الشيء إذا غلبه وعلاه.

ومنه قوله: {فأصبحوا ظاهرين} أي غالبين عليه عالين. ومنه قوله: {ليظهره على الدين كله}. وقوله تعالى: {ومعارج عليها يظهرون} أي يعلون والمعارج الدرج. وفي حديث عائشة (كان يصلي العصر في حجرتي قبل أن تظهر تعني الشمس) أي تعلو السطح قال الجعدي: بلغنا السماء مجدنا وحدودنا ... وإنا نرجوا فوق ذلك مظهرا أي مصعدا. وقوله: {لم يظهروا على عورات النساء} أي لم يبلغوا أن يطيقوا إتيان النساء، يقال فلان ظهر فلان على فلان أي قوى عليه وفلان ظاهر علي فلان أي غالب عليه. قوله تعالى: {إن يظهروا عليكم يرجموكم} أي يطلعوا ويعثروا يقال ظهرت علي فلان وعثرت بمعنى واحد. وقوله: {يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم} وقرئ (يظهرون) يقال ظاهر من امرأته، وتظاهر وتطهر إذا قال: لها أنت علي كظهر أمي. قوله تعالى: {يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا} أي ما يتصرفون فيه من معايشهم. وفي الحديث: (ذكر قريش الظواهر) وهم الذين نزلوا بظهور جبال مكة والظواهر أشراف الأرض وقريش البطاح هم الذين قطنوا مكة.

(ظهم)

وفي حديث ابن الزبير: (أن أهل الشام نادوه بابن ذات النطاقين) فقال إيه والآله ثم قال: وتلك شكاة ظاهره عنك عارعا قال الشيخ: البيت لأبي ذؤيب وهو: وعيرها العاشقون أني أحبها ... وتلك شكاة ظاهر عنك عارعا أي لا يعلق بك بل ينبو عنك يقال: ظهر عني الغيب إذا لم يعلق بك أراد ابن الزبير أن نطاقها لا يغض منه ولا يعير به لكنه يرفع منه ويزيد به نبلا والشاكة العيب والذم هاهنا. وفي كتاب عمر إلى أبي عبيدة: وأظهره بمن معك من المسلمين. يعني إلى أرض ذكرها يقول: اخرج بهم إلى ظاهرها وأبرزهم. وفي حديث أبي موسى: (أنه كسا في كفارة اليمين ثوبين ظهرانيا ومعقدا) قال النضر: الظهراني قرية من قرى البحرين ينسج بها ثياب ثوب جاء به الظهران وقال غيره: هي منسوب إلى ظهران والمعقد برد من برود هجر. وقال: معمر: قلت: لأيوب في الحديث: (خير الصدقة ما كان من ظهر غنى) قال أيوب: عن فضل عيال. في الحديث: (فعمد إلى عبير ظهير فأمر به فرحل) يعني الشديد الظهر القوي علي الرحلة. (ظهم) وفي حديث عبد الله بن عمرو: (فدعا بصندوق ظهم) قال للظهم الخلق والتفسير في الحديث. آخر حرف الظاء

كتاب العين

كتاب العين بسم الله الرحمن الرحيم باب العين مع الباء (عبأ) قوله عز ومجل: {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم} قال مجاهد: أي ما يفعل بكم، وقال أبو إسحاق الزجاج: أي: أي وزن لكم عنده، لولا توحيدكم، يقال: ما عبأت بفلان أي: لم أبال به، والعب: الحمل الثقيل والجمع أعباء، وفي الحديث: (إن الله تعالى وضع عنكم عيبة الجاهلية) يعني الكبر وهي العيبة والعيبة بكسر العين وضمها، وقال بعض أصحابنا هو من العبء، وقال الأزهري بل هو مأخوذ من العب، وهي النور والضياء يقال: هذا عب الشمس، وأصله عبؤ الشمس، قال: وقد قيل فيه غير ذلك. وفي الحديث: (مصوا الماء مصا ولا تعبوه/ عبا) قال الشيخ: العب شرب بلا تنفس، وقيل: أنه يورث الكباد، وهو وجع الكبد. وفي الحديث: (طرت بعبابها وفزت حبابها) عباب الماء أوله وحبابه معظمه، يقول: سبقت إلى جمة الإسلام فشربت صفوه، يقول: أدركت أوائله وفضائله. (عبد) قوله تعالى: {إياك نعبد} أي: نطيع خاضعين، والعبادة: الطاعة والتذلل، وطريق معبد إذا كان مذللا للسالكين، وقوله تعالى: {وقومهما لنا عابدون} أي: دائنون وكل من دان لتملك فهو عابد له.

وقوله: {إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم} معناه: أنها تعبد الله كما تعبدونه، إلا ترى إلى قوله: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده} وقال} ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض} الآية وقوله تعالى: {أن عبدت بني إسرائيل} أي: اتخذتهم عبيدا، وقال مجاهد: قهرتهم واستعملتهم، يقال أعبدت فلانا وعبدته. قال الشاعر: علام يعبدني قومي وقد كثرت ... فيهم أباعر ما شاءوا وعبدان ويقال في جمع العبد: أعبد، وعبيد، وعبدان، وعبدان، وعبدي، وعبد، وأعابد، ومعبودا ومعبودي بالقهر ومعبدة وعبدون. ومنه قول عامر بن الطفيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما هذه/ العبدى حولك يا محمد) أراد أهل الصفة وكانوا يقولون ابتعه الأرذلون. وفي حديث الاستسقاء: (هؤلاء عبداك بفناء حرمك) أراد جمع العبيد. قوله تعالى: {فأنا أول العابدين} قيل هو من عبد يعبد إذا أنف، وقيل من عبد يعبد إذا أنف أي من الآنفين، قال ابن عرفة: إنما يقال عبد يعبد فهو عبدا وقل ما يقال عابد والقرآن، لا يأتي بالقليل من اللغة ولا الشاذ، ولكن المعنى: فأول من يعبد الله على أنه واحد لا ولد له، قوله تعالى: {لا أعبد ما تعبدون} أي: لست في حالي هذه فاعلا ذلك.

(عبر)

وقوله: {ولا أنا عابد} فيما استقبل، نفى عن نفسه عبادة غير الله في الحال والاستقبال، ونفى عن الكفار عبادة الله في الحالين معا، وهذا في قوم أعلمه الله ذلك منهم، كما قال في قصة نوح (أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن). وفي حديث علي وقيل له: (أنت أمرت بقتل عثمان فعبد) أي غضب غصبا في أنفة. (عبر) قوله تعالى: {فاعتبروا يا أولي الأبصار} أي استدلوا بما شاهدتم على ما غاب عنكم، والعابر: الناظر في الشيء، ومنه حديث ابن سيرين (إني أعتبر الحديث) يريد: أنه يعبر الرؤيا على الحديث وجعله له اعتبارا كما يعتبر القرآن في تأويل الرؤيا فيعبر عليه. وقوله/ تعالى: {إن في ذلك لعبرة} أي دليلا، وقوله تعالى: {إن كنتم للرءيا تعبرون} يقال هو عابر الرؤيا ومعنى عبرت الرؤيا وعبرتها خبرت ما يئول إليه أمرها، مأخوذ من عبر النهر وهو شطه، وهذه اللام تسمى لام التعقيب لأنها عقبت الإضافة قال ذلك أبو منصور رحمه الله، وفي حديث أم زرع: (وعبر جارتها) قال أبو بكر: فيه تأويلان أحدهما: أن ضرتها ترى من جمالها ما يعبر عن عينها أي يبكيها، والآخر أنها ترى من عفتها ما تعتبر به. وفي الحديث: (تومة قد لطخت بعبير أو زعفران) قال الليث: العبير: نوع من الطيب، وقال: أبو عبيدة: العبير عند أهل الجاهلية: الزعفران.

(عبس)

(عبس) قوله تعالى: {يوما عبوسا} أي: كريها تعبس فيه الوجوه. وفي الحديث: (أنه نظر إلى نعم بني فلان قد عبست في أبوالها وأبعارها) يعني أن تجف أبوالها وأبعارها على أفخاذها وذلك إنما يكون من كثرة الشحم وهو العبس، وفي حديث شريح: (كان يرد من العبس) هذا في الدقيق كان يرى الرد من البول في القبول في الفراش إذا كان شيئا كثيرا له أثر، والأصل في هذا للإبل. (عبط) في الحديث: (فقاءت لحما عبيطا) / يعني طريا، والبعير: العبيط الذي نحر من غير علنه، والثوب العبيط الصحيح الذي لا شق فيه. وفي الحديث: (من اعتبط مؤمنا قتلا فإنه قود) أي قتله بلا جناية كانت منه ولا جريرة توجب ذلك، فإن القتل يقاد به، وكل من مات بغير على فقد اعتبط ومات عبطة، وفي الحديث: (مري بنيك لا يعبطوا ضروع الغنم) أراد لا يعبطوا أي لا يعقروها فيدموها، كره النهك في الحلب، والعبيط: الدم الطري، وهم يضمرون أن ويعلمونها، أراد لا تستقصوا حلبها، حتى يخرج منها الدم، ومنه الحديث: (دع داعي اللبن).

(عبقر)

(عبقر) قوله عز وجل: {وعبقري حسان}، قال مجاهد: هو الديباج، وقال الفراء: هي الطنافس الثخان، وقال أبو عبيدة: البسط كلها يقال لها عبقري، وقال أبو بكر: الأصل فيه أن عبقر قرية تسكنها الجن ينسب إليها كل فائق جليل. وفي حديث عمر: (أنه كان يسجد على عبقري) وفي الحديث، وذكر عمر- رضي الله عنه- قال: (فلم أر عبقريا يفري فرية) قال أبو عبيد: قال الأصمعي: سألت أبا عمرو بن العلاء عن العبقري، فقال: يقال هذا عبقري قوم كقولهم سيد قوم وكبيرهم وقويهم ونحو ذلك. (عبل) وفي/ الحديث: (وإن هناك سرحة لم تعبل) قال أبو عبيد: لم يسقط ورقها، يقال: علبت الشجر عبلا، إذا حتت عنها ورقها، واعبلت الشجرة طلع ورقها، وقال الفراء: اعبلت الشجرة مت بورقها، قال: والنخل والسرو لا تعبلان شتاء وصيفا، وفي حديث الخندق: (فوجدوا أعبلة) قال الشيخ الأعبل والعبلاء: حجارة بيض، قال الشاعر: (كأنما لأمتها الأعبل).

باب العين مع التاء

يعني في الحصانة كالحجارة والأعبلة جمع على غير هذا الواحد. وفي حديث عاصم بن ثابت: (تزل عن صفحتي المعابل) المعابل: نصال طوال عراض الواحد معبلة، وفي الحديث: (الأقيال العباهلة) قال أبو عبيد: هم الذين أقروا على ملكهم لا يزالون عنه، وكذلك كل شيء أهملته وكان مهملا لا يمنع مما يريد ولا يضرب على يديه، وقد عبهلت الإبل: إذا تركت ترد متى شاءت. باب العين مع التاء (عتب) قوله تعالى: {وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين} أي: إن يستقيلوا ربهم لم يقلهم أي لا يردهم إلى الدنيا، يقال: عتب عليه يعتب إذا وجد عليه فإذا فاوضه ما عتب عليه فيه قيل عابته فإذا رجع إلى مسرتك فقد اعتب، والاسم العتبى وهو/ رجوع المعتوب عليه إلى ما يرضى العاتب، ومن أمثالهم لك العتبى بأني لا رضيت، يضرب مثلا للرجل يعاتب صاحبه على أمر نقمه منه فعارضه، بخلاف ما يرضيه، ويقرأ: (وإن يستعتبوا) أي: إن أقالهم الله وردهم إلى الدنيا لم يعملوا بطاعته لما سبق لهم في علم الله من الشقاء قال تعالى: {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه} وفي حديث الزهري: (رجل أنعل دابة رجل فتعبت) أي غمزت فرفعت رجلا أو يدا ومشت على ثلاث قوائم. يقال: عتب يعتب ويعتب، وكذلك من الموجدة، ويروى عنتت من العنت وهو الضرر، في الحديث: (أولئك لا يعاتبون في أنفسهم) يعني لعظيم ذنبهم وإنما يعاتب من ترجى عنده العتبى.

(عتت)

(عتت) وفي حديث الحسن: (أن رجلا حلف أيمانا فجعلوا يعاتونه فقال: عليه كفارة) قال الأصمعي: أي يرادونه في القول فيحلف ويعاسرونه فلا يقبلون منه في أول مرة. (عتد) وقوله تعالى: {إنا أعتدنا للظالمين نارا} أي جعلناها عتادا لهم، والعتداد المعد الثابت اللازم، وقوله تعالى: {هذا ما لدي عتيد} أي هذا ما كتبه من عمله عتيد أي معتد معد، يقال اعتدته فهو عتيدا، /يقال: أحكمته فهو حكيم، واعتدت وأعددت واحد. ومنه قوله: {رقيب عتيد} أي: معد حاضر، وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - (لكل حال عتاد) أي عدة. وشيء عتيد أي معد، يقال: أعتدته فهو عتيد. وفي الحديث: (أن خالد بن الوليد جعل رقيقه وأعتده حبسا في سبيل الله) الأعتد: جمع العتاد، وهو ما أعده الرجل من السلاح والدواب والآلة للحرب، ويجمع أعتدة أيضا.

(عتر)

(عتر) في الحديث: (على كل مسلم أضحاة وعتيرة) وكان الرجل من العرب ينذر النذر يقول: إن كان كذا وكذا وبلغ شاؤه كذا فعليه أن يذبح من كل عشرة منها في رجب كذا فكانت تسمى العتائر، وقد عتر يعتر عترا إذا ذبح العترة العتيرة، ومنه قول ابن حلزة عننا باطلا وظلما كما تعتر ... عن حجرة الربيض الظباء في الحديث: (كتاب الله وعترتي) قال الليث: عترة الرجل أولياؤه، وقال أبو سعيد عترة النبي - صلى الله عليه وسلم - بنو عبد المطلب، واحتج القتيبي على أن عترة الرجل أهل بيته الأقربون والأبعدون، بحديث أبي بكر رضي الله عنه أنه قال: (نحن عترة النبي - صلى الله عليه وسلم - وبيضته التي تفقأت عنه) /وقال أبو بكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - حين شاور أصحابه في الأسارى: (عترتك وقومك)، وقال الأزهري: كأنه أراد بعترته العباس وبقومه قريشا، وقال ابن السكيت: العترة مثل الرهط. وفي حديث عطاء: (لا بأس أن يتداوى المحرم بالسنا والعتر) العتر: نبت ينبت متفرقا كالمرزنجوش. (عترس) ومن رباعية في الحديث: (أن رجلا جاء عمر رضي الله عنه بخصمه مكتوفا فقال عمر: أتعترسه) يقول: أتقهره من غير حكم أوجب ما تفعله،

(عترف)

الغضب، والمحدثون يصحفون فيقولون بغير بينة، ومنه حديث عبد الله: (إذا كان الإمام يخاف عترسته) أي غلبته. (عترف) في الحديث أنه ذكر الخلفاء بعده ثم قال: (أوه لفراخ محمد من خليفة يستخلف، عتريف، يقتل خلفي، وخلف الخلف). والعتريف والعفريت واحد وهو المكر الداهي الخبيث. والعتريف والعترفان من أسماء الديك، وهو يوصف بالخيلاء، فيقال ألهي من ديك. (عتق) قوله تعالى: {وليطوفوا بالبيت العتيق} أي القديم دل على ذلك قوله: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا}، وقيل: سمي عتيقا لأنه أعتق من الغرق أيام الطوفان، وقيل: لأنه أعتق من الجبابرة، /وفي الحديث: (خرجت أم كلثوم وهي عاتق فقلبت هجرتها) والعاتق: الجارية حيت تدرك. (عتك) وفي الحديث: (أنا ابن العواتك من سليم) قال القتيبي: قال أبو اليقظان: العواتك ثلاث نسوة تسمى كل واحدة عاتكة إحداهن: عاتكة بنت

(عتل)

هلال بن فالج بن ذكوان، وهي أم عبد مناف بن قصي، والثانية: عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان، وهي أم هاشم بن عبد مناف، والثالثة: عاتكة بنت الأوقصي بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان وهي أم وهب أبي آمنة أم النبي - صلى الله عليه وسلم - فالأولى من العواتك عمة الوسطى والوسطى عمة الأخرى وبنو سليم تفتخر بهذه الولادة. (عتل) قوله تعالى: {خذوه فاعتلوه} أي ادفعوه بشدة وعنف. وقوله: {عتل بعد ذلك زنين} العتل: الشديد الخصومة الجافي اللئيم الضريبة، وقال ابن عرفة: هو الفظ الغليظ الذي لا ينقاد لخير. (عتم) وفي الحديث: (لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم فإن اسمها في كتاب الله العشاء، وإنما تعتم بحلاب الإبل) قال الأزهري: أرباب النعم في البادية يريحون الإبل ثم ينيخونها في مراحها حتى يعتموا أي يدخلوا في عتمة الليل وهي ظلمته، وسميت/ صلاة العشاء الآخرة عتمة باسم عتمة الليل، وهي الظلمة، فكأن معنى الحديُ: لا يغرنكم فعلهم هذا عن صلاتكم فتؤخروها، ولكن صلوها إذا حان وقتها، وفي الحديث: (أن سلمان غرس كذا وكذا ودية والنبي - صلى الله عليه وسلم - يناوله فما عتم منها ودية) أي ما أبطأت حتى علقت، وقال أبو بكر: سميت عشا الآخرة لتأخر وقتها. يقال: أعتم الرجل قراه إذا أخره، وكذا عتم، وعتمت الحاجة، وأعتمت لغتان معروفتان إذا تأخرت.

(عتا)

(عتا) قوله تعالى: {فلما عتوا عن ما نهو عنه} العاتي: هو المبالغ في ركوب المعاصي المتمرد الذي لا يقع منه الوعظ والتنبيه موقعا، ومنه قول الله تعالى: {فعتوا عن أمر ربهم} أي جاوزا المقدار في الكفٍ، وقوله تعالى: {وقد بلغت من الكبر عتيا} أي عمرا طويلا، وليل عات. إذا كان طويلا، قال جرير: وحط المنقري بها فخرت ... على أم القفا والليل عات وكل من انتهى شبابه فقد عتا وعسا عتوا أو عتيا وعسيا وعسوا. قوله تعالى: {أيهم أشد على الرحمن عتيا} أي الأعتى فالأعتى، وقوله تعالى: {بريح صرصر عاتية} أي مجاوزة لحدها الأول، ويقال لكل أمر شديد عظيم عات، وأمور عاتية، /وطاغية: أي شديدة. باب العين مع الثاء (عثث) في حديث علي عليه السلام: (ذاك زمان العثاعث) أي: الشداد، وفي حديث الأحنف، ويلغه أن رجلا يغتابه فقال: (عثيثة تقرض جلدا أملسا) عثيثة تصغير عثة وهي دويبة تلحس الصوف والثياب، قال الشاعر: فإن تشتمونا على لومكم فقد ... يلحس الحث ملس الأدم

(عثر)

(عثر) قوله تعالى: {فإن عثر على أنهما استحقا إثما} فإن اطلع، يقال: عثرت منه علي خيانة أي اطلعت واعثرت غيري عليه، ومنه قوله: {وكذلك أعثرنا عليهم} وفي الحديث: (من بغى قريشا العواثر كبه الله لمنخريه) أي من بغى لها المهالك التي تعثر فيها، والعاثور: شبه نهر تحفر في الأرض، ليسقى به البعل من المنخل، يقال: وقع فلان في عاثور شر، وعافور شر، إذا وقع في مهلكة، وتروى من بغى لها العواثير والعاثر حبالة الصائد، قال أبو وجزة: عان تعلقه من حب عانية ... قرافة عاثر في الكعب مقصور/ وفي الحديث: (أبغض الناس إلى الله العثرى) قيل: هو الذي ليس في أمر الدنيا ولا في أمر الآخرة، قال الشيخ: سمعت أبا أحمد القاسم بن محمد القرشين يقول: العرب تقول جاء الرجل عثريا، وجاء رائقا، وجاء منكدا، وجاء يضرب أصدريه، وجاء يتبلحس إذا جاء فارغا والعثرى العزى أيضأ. (عثكل) وفي الحديث: (خذوا عثكالا فيه مئة شمراخ) والعثكاك: العذق الذي يسقى البكاسة، يقال: عثكول وعثكال، وأثكول، وإثكال. (عثم) وفي حديث ابن الزبير (أن نابغة بن جعدة امتدحه فقال في كلمته)

(عثن)

أتاك أبو ليلى يجوب به الفلا دجي ... الليل جواب الفلاة عثمثم قال أبو بكر: العثمثم البعير: القوي الشديد، وفي حديث إبراهيم في الأعضاء: (إذا انجبرت على عثم الصلح) أي على غير استواء يقال: عثمت يده وعثمتها إذا جبرتها، ولم تحكم فبقي في العظم عقدة. (عثن) في حديث سراقة: (فخرجت قوائم دابته ولها عثان) قال أبو عبيد: أصله الدخان، وجمعه عواثن على غير قياس، وطعام عثن ومعثون أي: دخن، وفي الحديث أن مسيلمة قال: (عثنوا بها) - يعني- لسجاح، يريد بخروا لها./ قوله تعالى: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين} أي: لا تفسدوا فيها. يقال: عثيت أعثى لغة أهل الحجاز، وعاث يعيث عيثا إذا أفسد. باب العين مع الجيم (عجب) قوله عز وجل: {وإن تعجب فعجب قولهم} الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - أي هذا موضع عجب، حيث أنكروا البعث، وقد بين لهم من خلق السموات والأرض ما دلهم على أن البعث أسهل في القدرة مما قد تبينوا وقوله تعالى: {واتخذ سبيله في البحر عجبا} قال ابن عباس: أمسك الله جرية البحر حتى كان مثل

الطاق فكان سربا وكان لموسى وصاحبه عجبا، وفي الحديث: (عجب ربكم من قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل) قال أبو بكر: قوله عجب ربكم أي عظم ذلك عنده، وكبر جزاؤكم منه. قال الله تعالى: {بل عجبت ويسخرون} معناه: بل عظم فعلهم عندي، ويقال: معنى عجب ربكم أي رضي وأناب فسماه عجبا، وليس هذا بعجب في الحقيقة كما قال: {ويمكرون ويمكر الله} معناه: يجازيهم على مكرهم، ومثله في الحديث: (عجب ربكم من إلكم وقنوطكم). وقال بعض الأئمة معنى قوله: {بل عجبت} بل جازيتهم على عجبهم، لأن الله أخبر/ عنهم في موضع آخر بالتعجب من الحق، فقال: {وعجبوا أن جاءهم منذر منهم}، وقال: {إن هذا لشيء عجاب} وقوله تعالى: {أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم}، فقال تعالى: {بل عجبت} بل جازيتهم على التعجب. وفي الحديث: (كل ابن آدم يبلى إلا العجب) قال الشيخ: العجب العظم الذي في أسفل الصلب وهو العسيب.

(عجج)

(عجج) في الحديث: (أفضل الحج العج والثج) قال أبو عبيد: العج رفع الصوت بالتلبية، يقال: عج القوم يعجون ضجوا يضجون أي رفعوا أصواتهم بالاستغاثة، وفي الحديث: (لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض فيبقى عجاج لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا) العجاج نحو الرجاج والرعاع والغوغاء والسفلة. (عجر) وفي حديث علي- رضي الله عنه- (أشكو إلى الله عجري وبجري) قال الأصمعي: أي همومي وأحزاني، قال: والعجزة الشيء يجتمع في الجسد كالسلعة والبجرة نحوها، يقال: أفضيت إليه عجري وبجري: أي أطلعته من ثقتي فيه على معايبي. وفي حديث أم زرع: (إن أذكره أذكر عجره وبجره) /أي عيوبه، وقال ابن السكيت: أي أشراره، وقال أبو عبيد: العجر العروق المعتقدة في الجسد حتى تراها نابية، والبجر: انتفاخ البطن، وفي حديث الحجاج: (أنه دخل مكة معتجرا بعمامة سوداء) المعنى أنه لفها ولم يتلح بها، ومعجر المرأة أصغر من الرداء وأكبر من المقنعة.

(عجز)

(عجز) قوله تعالى: {معجزين في الأرض} قال ابن عرفة: أي يحاجزون الأنبياء وأولياء الله أي يقاتلونهم ويمانعونهم ليصيرونهم إلى العجز عن أمر الله تعالى، عجز عن الأمر يعجز إذا قصر عنه. وأعجاز الأمور أواخرها، قال أبو منصور الأزهري: معاجزين أي: ظانين أنهم يعجزوننا لأنهم ظنوا أن لا بعث ولا نار، وقيل: معاجزين معاندين، وقيل: مسابقين، يقال: طلبته فأعجزني أي فاتني وسبقني. ومن قرأ} معجزين} معناه: مثبطين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من اتبعه، وفي حديث علي- رضي الله عنه-: (لنا حق إن نعطه نأخذه، وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل، وإن طال السرى). قال القتيبي: أعجاز الإبل مآخيرها جمع عجز وهو مركب شاق، ومعناه: إن منعناه حقنا ركبنا مركب المشقة صابرين عليه، قال/ الأزهري: لم يرد علي ركوب المشقة، ولكنه ضرب أعجاز الإبل مثلا لتقدم غيره عليه وتأخيره عن الحق الذي كان يراه له، فيقول: إن قدمنا للإمامة تقدمنا، وإن أخرنا عنها صبرنا على الأثرة وإن طالت الأسام. (عجف) قوله تعالى: {سبع عجاف} أي مهازيل الواحد أعجف، والعرب لا تجمع أفعل على فعال، وإنما أجازوه ليقترن بضده وهو السمان ومنه الحديث: (يسوق أعنزا عجافا).

(عجل)

(عجل) قوله تعالى: {أعجلتم أمر ربكم} أي سبقتموه ومنه قوله: {وما أعجلك عن قومك} أي كيف سبقتهم، يقال: أعجلني، فعجلت هل، واستعجلته أي تقدمته فحملته على العجلة. وقوله تعالى: {خلق الإنسان من عجل} أي ركب علي العجلة، يقال خلق فلان من الكيس، إذا بالغت في صفته، قال بعضهم: خلق الإنسان من عجل أي من طين وأنشد: والنخل تنبت بين الماء والعجل. وقوله تعالى: {من كان يريد العاجلة} يعني الدنيا، وقوله تعالى: {ولو يعجل الله للناس الشر} في الدعاء كتعجيله استعجالهم بالخير لهلكوا، وفي حديث عبد الله بن أنيس: (فأسندوا إليه / في عجلة من نخل) قال القتيبي: العجلة درجة من النخل نحو النقير، وقال الشيخ: أراد أن النقير سوي عجلة يتوصل بها إلى الموضع، والنقير أصله النخلة تنقر فيجعل فيها الخبر، وتكون عروقها ثابتة في الأرض. وفي حديث خزيمة: (ويحمل الراعي العجالة) قال الشيخ: هو لبن يحمله الراعي من المرعى إلى الشاء قبل أن تصدر الغنم، وإنما يفعل ذلك عند كثرة اللبن وغزر الشاء. (عجم) قوله تعالى: {ولو نزلناه على بعض الأعجمين} جمع أعجم وهو الذي في

لسانه عجمة، وقال أبو بكر: قال الفراء: وهو قول أحمد بن يحيى: الأعجم والعجمي بمعنى واحد، وقال غيره الأعجم والأعجمي الذي لا يفصح، والعجمي المنسوب إلى العجم، وإن كان فصيحا، وقوله: {أأعجمي وعربي} أي أقرآن أعجمي ونبي عربي، وفي الحديث: (العجماء جبار) أراد بالعجماء البهيمة جرحها، سميت عجماء لأنها لا تتكمل، وكل من لا يقدر على الكلام فهو أعجم ومستعجم، وقال الحسن: (صلاة النهار عجماء) معناه لا يسمح فيها قراءة، ومعنى قوله العجماء جبار) البهيمة تفلت فتصيب إنسانا في إنفلاتها فذلك هدر أي جبار. وفي حديث أم سلمة: (نهانا أن نعجم النوى طبخا) وهو أن يبالغ في نضجه حتى / يتفتت وتفسد قوته التي يصلح معها للدواجن، والعجم النوى محرك الجيم، والعجم الغض، بسكون الجيم، وفي الحديث: (حتى صعدنا إحدى عجمتي بدر) هي الرمل المشرف على ما حوله: وفي الحديث: (ما

(عجا)

كنا نتعاجم أن ملكا ينطق على لسان عمر- رضي الله عنه-) أي نكني ونوري فكل من لم يفصح بشيء فقد أعجمه، وفي حديث طلحة قال لعمر- رضي الله عنهما: (لقد جرستك الدهور وعجمتك البلايا) أي خبرتك، يقال: عجمت الرجل إذا أخبرته وعجمت العود إذا غضضته لتنظر أصلب هو أم رخو هذا هو الأصل فيه، ومنه قول الحجاج: (أن أمير المؤمنين نكب كنانته فعجم عيدانها عودا عودا) يريد أنه دارها بأضراسه ليختبر صلابتها، ويقال فلان صلب العجمة: وهو الذي إذا جربته وجدته صلبا. (عجا) وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (أنه كان يتيما ولم يكن عجيا) يقال لليتيم الذي يغذى بغير لبن أمه عجي، وقال أبو الهيثم: يقال للبن الذي يعاجى به الصيبى عجاوة أي يغذى به، وقال الليث: المعاجاة أن لا يكون للأم لبن فتعاجى حبيها بشيء تعلله، والولد عجي، ومن منع اللبن/ وغذي بالطعام قيل: عوجي ويورث ذلك وهنا، وفي حديث الحجاج: (أنه قال لبعض الأعراب: أراك بصيرا بالزرع، قال: إني طالما عاجيته وعاجاني) أي عالجته والأصل ما قلت. باب العين مع الدال (عدد) قوله تعالى: {وأحصى كل شيء عددا} أي عد كل شيء عدا، ويجوز أن يكون عددا بمعنى معدودا ويكون انتصابه على الحال، والعد مصدر، والعدد المعدود كما يقال: نفضت الشيء نفضا، والمنفوض نفض، وقبضته قبضا

والمقبوض قبض، وقد ألقاه في القبض، وقوله: {فاسأل العادين} يعني الملائكة تعد عليهم أنفاسهم، وأعمارهم فهو أعلم بما لبثوا. وقوله تعالى: {إنما عند لهم عدا} أي أنفاسهم، وقوله: {الذي جمع مالا وعدده} أي جعله عدة للدهر، وقد قرئ} وعدده} أي جمع مالا وقوما ذوي عدد، وقول تعالى: {وفي أيام معدودات} يعني أيام التشريق. وفي حديث لقمان بن عاد: (ولا نعد فضله علينا) أي لكثرته، ويقال: لا نعتد أفضاله علينا منة له، وفي الحديث: (إنما أقطعته الماء العد) يعني الدائم، ما زالت أكلة خيبر تعادني) أي تراجعني، / ويعاودني، أي تراجعني ويعاودني ألم سمها في أقوات معدودة، يقال: به عداد من الجنون أي يعاوده في أوقات معلومة، وفي الحديث: (سئل رجل عن القيامة متى تكون، فقال: إذا تكاملت العدتان) قال القتيبي: الذي عندي فيه، أن العدتين عدة أهل الجنة وعدة أهل النار، إذا تكاملت عند الله لرجوعهم إليه وقامت القيامة، قال غيره: قال الله تعالى: {إنما نعد لهم عدا} فكأنهم إذا استوفوا المعدودة لهم قامت عليهم القيامة.

(عدل)

(عدل) قوله تعالى: {ولا يؤخذ منها عدل} أي قيمة وفدية، والعدل المثل، ومنه قوله: {أو عدل ذلك صياما} قال أبو بكر: العدل ما عادل الشيء من جنسه والعدل ما عادله من غير جنسه، تقول: عندي عدل دراهمك من الدراهم، وعندي عدل دراهمك من الثياب، وقال البصريون: العدل والعدل لغتان هما المثل. وقوله تعالى: {بربهم يعدلون} أي يجعلون له عديلا وشريكا، وقوله تعالى: {فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا} يقول: لا تتبعوا الهوى فرارا من إقامة الشهادة، ويقال: لا تتبعوا الهوى لتعدلوا، كما يقول لا تتبعن الهوى لترضي ربك: أي أنهاك عن هذا كما ترضي ربك، /وقوله تعالى: {بل هم قوم يعدلون} أي يعدلون عن الحق والقصد أي يتكبرون، وقوله تعالى: {فعدلك} وقرئ} فعدلك} مشددا وخففا، يقال: عدلت الشيء فاعتدل: أي قومته فاستقام، وقال ابن الأعرابي: من قرأ عدلك أي عدلك من الكفر إلى الإيمان وهما لغتان. ومنه الحديث: (ن شرب الخمر لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا أربعين ليلة) قال النضر: العدل الفريضة، والصرف التوبة، وقد مر القول في هذا الحرف.

(عدم)

(عدم) في حديث خديجة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: أظن أنه عرض لي شبه الجنون، قالت: كلا إنك تكسب المعدوم وتحمل الكل) يقال فلان يكسب المعدوم إذا كان مجدودا، ويقال ما يحرمه غيره، يقال: هو أكلكم للمأدوم، وأكسبكم للمعدوم، وأعطاكم للمحروم، يقال: عدمت الشيء أعدمه إذا فتقدته، وأعدم الرجل فهو معدم، وعدم يعدم عدامة إذا حمق فهو عديم أي أحمق. (عدن) وقوله تعالى: {جنات عدن} أي جنات إقامة يقال عدن بالمكان إذا أقام فيه يعدن عدونا. (عدا) قوله تعالى: {غير باغ ولا عاد} أي مجاوز ما حد الله يقال عدا فلان على

فلان أي/ جاوز عليه ما حد له وبه سمى العدو عدوا لمجاوزته ما حد له ويقال للعدو عاد أيضا لا أشمت الله بك عادئك، ويقال عدا عليه يعدو عدوا وعدوانا وعداء أي ظلما مجاوزا للحد. ومنه قوله: {فلا عدوان إلا على الظالمين} وقوله} فيسبوا الله عدوا بغير علم} أي ظلما ومنه قوله} إذ يعدون في السبت} أي يعتدون ويجاوزن ويظلمون حيث جاوز واحد النهى. ومثله قوله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت} أي جاوزوا ما حد لهم. وقوله} فأوليك هما العادون} أي المجاوزون القدر في الظلم. وقوله} فمن اعتدى عليكم} أي من ظلمكم فجاوزه بظلمه أمر إباحة لا أمر ندب. وقوله} فلا عدوان على} قال ابن عرفة: ليس على ما على من تعدى واجبا إلى غيره. وقوله تعالى: {ولا تعد عيناك عنهم} أي تجاوزهم إلى غيره وقيل: لا تصرف عيناك عنهم إلى غيرهم. وقال علي رضي الله عنه (لبعض الشيعة وكان تخلف عنه يوم الجمل ما عدا

مما بدأ) قال أبو العباس: معناه ما الذي ظهر منك من التخلف بعد ما ظهر منك من التخلف بعد ما ظهر منك في الطاعة، وفيه قول آخر: ما صرفك وشعلك/ عما كان بدالنا من نصرتك، وقيل: معناه ما بدالك مني نصرفك عني. قوله تعالى: {إذ أنتم بالعدوة الدنيا} وهم بالعدوة القصوى أي إذا أنتم بشفير الوادي ذالي يلي مكة وأعداء الوادي جوانبه. وقوله عز وجل: {والعاديات ضبحا} قال ابن عباس: هي الخيل وقال علي رضي الله عنه هي الإبل ههنا، ويقال، للخيل للمغيرة عادية. وقوله} إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم} أي سببا إلى كعاصي الله والعدو يستوي لفظه للمذكر والمؤنث والواحد والجميع. ومنه قوله} فإنهم عدو لي} ومعنى العداوة تباعد القلوب والنيات. وفي الحديث (لا عدوى) قيل: هو أن يكون ببعير حرب أو بإنسان برص أو بجذام فيتقي مخالطته ومواكلته حذار أن يعدوه ما به إليك أي مجاوزه إليك فيصيبك ما أصبه يقال أعداه الداء وقد أبطله الإسلام فلا عدوى. وفي الحديث (رحم الله عمر ينزع قومه يبعث القوم العدى) يعني الأباعد والأجانب فأما العدى بضم العين فهو الأعداء. وفي حديث أي ذر (فقربوها يعني الإبل إلى الشأبة تصيب من أثلها وتعدوا من الشجر) أي ترعى العدوة وهى الخلة وإبل عادية وعواد.

وفي الحديث: (السلطان ذو عدوان، وذو بدوان، وذو تدراء). قوله (ذو عدوان) يريد أنه سريع الملال، والانصراف، من قولك: ما عداك أي ما صرفك، وقوله ذو بدوان: أي لا يزال يبدو له رأي جديد، وفي حديث لقمان: (لعادية لعاد) قال القتيبي: قال أبو سفيان: سألت عنه الأصمعي قال: فيقول لواحد وجمع، والعادية: الخيل تعدو ويكون أيضا رجالا يعدون، وفي حديث حذيفة: (أنه خرج وقد طم رأسه، فقال: إن تحت كل شعرة لا يصيبها الماء جنابة، فمن ثم عاديت رأسي كما ترون) قال شمر: معناه أنه طمه واستأصله، ليصل الماء إلى أصول شعره، وحكى أبو عدنان، عن أبي عبيدة: عاديت شعري أي رفعته عند السغل، وعاديت الوسادة: ثنيتها، وعاديت الشيء باعدته، وفي الحديث: (في المسجد تعاد) أي أمكنة مختلفة غير مستوية، والعدواء الأرض الصلبة، وقال العكلي: عاد رجلك عن الأرض غير مستوية، والعدواء الأرض الصلبة، وقال العكلي: عاد رجلك عن الأرض أي جافها. وفي الحديث: أن عمر بن عبد العزيز- رحمة الله عليه (أنه أتي برجل قد اختلس طوقا فلم ير قطعه، وقال: تلك عادية الظهر) قال القتيبي: العادية من عدا يعدو على الشيء /إذا اختلسه، قال والظهر الطوق وما ظهر من الأشياء، كأنه لم ير في الطوق قطعا، لأنه ظاهر على المرأة والصبي، ولو كان مما يخفيه في كم أو جيب، ثم أخذه رأى عليه القطع وهو كقول علي- رضي الله عنه- في الخلسة: (هي الدغرة المعلنة) الدغرة مثل العدوة، والعادية والظهر مثل المعلنة، وفي حديث عمر- رضي الله عنه (أتي بسطيحتين فيهما نبيذ، فشرب من إحداهما وعدى عن الأخرى) أي تركه لما رابه، يقال عد عن هذا الأمر إلى غيره أي جاوزه.

باب العين مع الذال

باب العين مع الذال (عذب) قوله تعالى: {إما العذاب وإما الساعة} العذاب ها هنا ما وعدوا من نصر المؤمنين عليهم، فيعذبهم قتلا وأسرا، والساعة ما وعدوا به من خلود النار، } ولقد أخذناهم بالعذاب} أي بالمجاعة. وقوله تعالى: {حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد} قيل هو السيف والقتل، وفي حديث علي- رضي الله عنه- (أنه ودع سرية، فقال: أعذبوا عن النساء، فإن ذلك يكسركم عن الغزو) وكل من منعته شيئا فقد أعذبته، وفي المثل: لألجمنك لجاما معذبا أي مانعا عن ركوب الرأس، ويقال: أعذب إذا امتنع غيره، فهو لازم ومعتد. (عذر) قوله تعالى: {عذار أو نذرا} أي حجة وتخويفا ومنه قوله: {وجاء المعذرون من الأعراب} أي المعتذرون، كان لهم عذر ولم يكن، وقرئ} المعذرون} يعني الذين جاءوا بعذر، وقيل: المعذر المقصر، والمعذر المبالغ الذي له عذر، والمعتذر لمن له عذر ولمن لا عذر له، ومن ذلك قول عمر بن عبد العزيز: (للذي اعتذ إليه: عذرتك غير معتذر) أي دون أن تعتذر لأن المعتذر يكون محقا وغير محق، وفي الحديث: (أن بني إسرائيل كانوا إذا عمل فيهم المعاصي نهوهم تعذيرا).

والتعذير في كلام العرب يوضع موضع التقصير، يعني أنهم نهوهم نهيا لهم يبالغوا فيه. وفي الحديث: (لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم) قال أبو عبيد: حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم، قال: ولا أدري أخذ هذا إلا من العذر أي يستوجبون العقوبة، فيكون لمن يعذبهم العذر في ذلك، قال: وهو كالحديث الآخر: (لن يهلك على الله إلا هالك) قال شمر، قال أبو عبيد: أعذر فلان من نفسه، /وعذر من نفسه يعذر إذا أتى من نفسه بما يعذر، وفي الحديث: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استعذر أبا بكر من عائشة- رضي الله عنهما- كأنه عتب عليها في شيء، فقال: لأبي بكر: كن عزيري منها إن أدبتها) وفي حديث الإفك (فاستعذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عبد الله بن أبي، قال وهو على المنبر: من عذيري من رجل قد بلغني عنه كذا وكذا، فقام سعد فقال: أنا أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربت عنقه) يقال من يعذرني من فلان أي من يقوم بعذري إن كافأته عن سوء صنيعه فلا يلومني، ويقال: عذيرك من فلان أي هات عذيرك، فعيل بمعنى فاعل. ومنه قول علي- رضي الله عنه- وهو ينظر إلى ابن ملجم المرادي: (عذيرك من خليلك من مراد).

(عذق)

وفي الحديث: (جاء بطعام جشب فكنا نأكل ونعذر) يقال: عذر إذا قصر وأعذر إذا بالغ، والتعذير أن يقصر ويرى أنه مجتهد، قال شمر: يقال عذر الرجل وأعذر استحق واستوجب إذا أذنب ذنبا استحق به العقوبة وهو غير الحديث. وفي حديث علي- رضي الله عنه- (أنه عاتب قوما، فقال: /مالكم لا تنظفون عذراتكم). العذرة أصلها فناء الدار، وسميت عذرة الناس بهذا لأنها كانت تلقى بالأفنية فكني عنها باسم الفناء، وفي حديث الاستسقاء: (أتيناك والعذراء يدمى لبانها) العذراء من النساء البكر، ويقال للجامعة من الأغلال عذراء، لضيقها، ومن يقال: تعذر الأمر إذا ضاق السبيل إليه. (عذق) وفي الحديث: (كم من عذق مذلل في الجنة لأبي الدحداح) العذق بفتح العين النخلة، والعذق بكسرها الكباسة، والقنو والقنو القني وجمع القنا أقناء، وجمع القنو قنوانا وقنوانا، ومنهم من يقول: قنيان. وفي حديث عمر- رضي الله عنه- (لا قطع في عذق معلق) يقول إذا كانت الكباسة معلقة لم يحرز ثمرتها في الجوجان والأندر والبيدر فلا قطع على أخذه وهو بمنزلة قوله لا قطع في ثمرة لا كثر أي في ثمر لم يحرز ولم يصرم، وفي صفة مكة (وأعذق أذخرها) قال أبو العباس: معناه نور أي

(عذل)

أنبت الزهر، ويقال للزهر: نوار ونور، وقال القتيبي: أعذق أي صار له عذق وشعب. (عذل) وفي حديث ابن عباس: سئل عن الاستحاضة فقال: ذلك العاذل يغدو) قال أبو عبيد: هو اسم العرق الذي يسيل منه دم الاستحاضة، قال غيره / وجمعه عذل. (عذم) في الحديث: (أن رجلا يرائي فلا يمر بقوم إلا عذموه) أي أخذوه بألسنتهم، والعذم في الأصل العض. (عذا) في حديث حذيفة (إن كنت نازلا البصرة فأنزل عذواتها) قال شمر: هي جمع العذاوة، وفي الأرض الطبية التربة البعيدة من الأنهار والبحور والسباخ، وقد استعذبت المكان واستقمأته فقامأني أي وافقني، وقد عذى يعذي عذى فهو عذ وعذى وعذي وعذاة. باب العين مع الراء (عرب) قوله تعالى: {وهذا لسان عربي مبين} أي صاحبه يتكلم بالعربية. يقال: عرب اللسان يعر عروبة وعروبية، وقوله: {عربا أترابا} قال الحسن: هن المتعشقات لأزواجهن والأتراب الأقران والواحدة من العرب

عروب، وفي الحديث: (الثيب يعرب عنها لسانها) قال أبو عبيدة الصواب يعرب قال، وقال الفراء: يقال عربت عن القوم، إذا تكلمت عنهم. وفي حديث إبراهيم: (كانوا يستحبون أن يلقنوا الصبي حين يعرب أن يقول: لا إله إلا الله) قال أبو بكر: رد ابن قتيبة على /أبي عبيد ما ذكر، وقال: الصواب يعرب عنها لأنه يقال: اللسان يعرب عما في الضمير، وإنما سمي الإعراب إعرابا لتبيينه وإيضاحه، قال أبو بكر: ولا حجة له على أبي عبيد فيه لأن أبا عبيد حكى عن الفراء عن العرب: عربت عن القوم إذا تكلمت عنهم وأوضحت معانيهم، فحمل الحديث على حكاية الفراء، والذي قاله ابن قتيبة: إنما علمه برأيه عملا، واللغة تروى ولا تحمل، وما سمعنا أحدا يقول: التعريب باطل كما قال: لا اختلاف بين اللغويين في أنه يقال: أعربت الحرف، وعربت الحرف والفراء يذهب إلى أن عربت أجود من أعربت مع (عن) فإذا لم تكن (عن) فأعربت وعربت لغتان متساويتان لا يقدم إحداهما على الأخرى، وقال ابن الأعرابي، يقال: أعرب الصبي والأعجمي إذا فهم كلامهما بالعربية وعربا إذا لم يلحنا، وفي حديث عمر- رضي الله عنه- (ما لكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض المسلمين لا تعربوا عليه). والتعريب منع، وقال أبو عبيد: معناه أن لا تقبحوا عليه، وقد يكون التعريب التبيين. ومنه الحديث: (فما زاد في السب إلا استعرابا) أي: إفحاشا، وقال ابن عباس: في قوله: {فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج} /هو العرابة في

كلام العرب). والعرابة كأنه اسم موضوع من التعريف، وهو ما قبح من الكلام، ومنه الحديث: (لا تحل العرابة للمحرم) ويحتمل أن تكون من قولهم عربت معدته إذا فسدت. ومنه الحديث: (أن رجلا أتاه فقال: إن ابن أخي عرب بطنه) وفي حديث بعضهم: (ما أوتي أحد من معاربة النساء ما أوتيته) كأنه أراد أسباب الجماع، وفي الحديث: (نهى عن بيع العربان) وهو أن يشتري السلعة، ويدفع شيئا على أنه إن أمضى البيع حسب ذلك الشيء من الثمن، وإن بدا له فيه لم يرتجعه من صاحب السلعة، يقال: عربان، وعربون، منه الحديث: (فأعربوا فيها أربع مائة درهم) أي أسلفوا وهو من العربان، وفي الحديث: (إلا تنقشوا في خواتيمكم عربيا) أي لا تنقشوا فيها (محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وكان ابن عمر يكره أن ينقش في الخاتم القرآن عن عطاء: (كان يكره الإعراب في البيع) قال شمر: الإعراب في البيع، أن يقول الرجل لم أخذ هذا البيع بكذا فلك من مالي.

(عرج)

(عرج) وقوله تعالى: {فيه يعرجون} أي يصعدون، يقال: عرج في السماء يعرج عروجا، والمعارج الدرج، وقوله تعالى: {من الله ذي المعارج} قيل: عنى به معارج الملائكة وفيل ذي /الفواضل العالية، وأما قوله تعالى: {ومعارج عليها يظهرون} فهي الدرج الواحدة معرج، وقوله تعالى: {وما يعرج فيها} أي يصعد، ويقال: عرج يعرج إذا غمز من شيء أصابه، فإذا أردت أنه صار أعرج قلت عرج يعرج، وقوله تعالى: {كالعرجون القديم} العرجون عود الكباسة وعليه شماريخ العرق، فإذا قدم دق واستقوس شبه الهلال به، ويقال له الإرهان وهو فعلون من الأنعراج. (عرر) قوله تعالى: {فتصيبكم منهم معرة} المعرة التي كانت تصيب المؤمنين أنهم لو كبسوا أهل مكة وبين ظهرانيهم قوم مؤمنون لم يتميزوا من الكفار لم يأمنوا أن يطئوا المؤمنين بغير علم فيقتلوهم، فتلزمهم دياتهم، وتلحقهم سبة بأنهم قتلوا من هو على دينهم، والمعرة: الأمر القبيح المكروه، وأما حديث عمر- رضي الله عنه-: (اللهم إني أبرأ إليك من معرة الجيش) فهو أن ينزلوا بقوم فيأكلون منه زرعهم شيئا بغير علم، وقال ابن الأعرابي: المعرة قتال الجيش دون إذن الأمير. قوله تعالى: {القانع والمعتر} المعتر الذي يتعرض ولا يسأل يقال: اعتره

يعتره، واعتراه يعتريه، والقانع المبرز وجهه للمسألة وعررته أعره أيضا إذا أتيته تطلب /معروفه، وفي حديث حاطب بن أبي بلتعة، قال: (كنت عريرا فيهم) أي دخيلا غريبا ولم أكن صميمهم. وفي حديث سلمان: (كان إذا تعار من الليل، قال كذا وكذا) أي استيقظ ولا أحسبه يكون إلا مع كلام، يقال: تعار في نومه يتعار وكان بعضهم يجعله مأخوذا من عرار الظليم، أخبرنا- ابن عمار عن ابن عمر عن ثعلب قال اختلف الناس في تعار فقال قوم: انتبه، وقال قوم، علم، وقال قوم: تمطي وأن، وفي حديث آخر: (أتيناك بهذا المال لما يعروك في أمور الناس) ويورى: (يعررك) يقال: عره وتعره، وعراه يعروه، واعتراه أي أتاه. وفي حديث أبي موسى قيل له: (ما عرنا بك أيها الشيخ) أي ما جاءنا بك، وفي حديث طاووس: (إذا استعر عليكم شيء من النعم) أي ند واستعصى، العرارة: الشدة وفي حديث سعد: (أنه كان يدمل أرضه بالعرة) يعني بعذرة الناس، ومنه يقال عر قومه بشر إذا لطخهم به، ويكون من العر وهو الجرب أي أعداهم به، وفي حديث جعفر بن محمد: (كل سبع تمرات في نخلة غير معرورة) أخبرنا ابن عمار عن ابن عمر عن ثعلب، قال: وسألته- يعني ابن الأعرابي-/ عن هذا فقال: معرورة ومعرة أي ممهدة

(عرس)

بالعرة وهي السماد، وفي حديث آخر: (أن رجلا سأل آخر عن منزله، فأخبره أن يزلن بين حيين من العرب، فقال: نزلت بين المجرة والمعرة) المجرة: مجرة السماء، والمعرة ما وراءها من ناحية القطب الشمالي، سميت معرة لكثرة النجوم فيها، وأصل المعرة موضع العر وهو الجرب، والعرب تسمي السماء الجرباء لكثرة نجومها، وأراد كثرة العدد والحصى. (عرس) وفي حديث حسان بن ثابت: (كان إذا دعي إلى طعام قال: أفي خرس أو عرس) قال أبو عبيد: قوله في عرس يعني طعام الوليمة، وقال الأزهري العرس اسم من أعرس الرجل بأهله إذا دخل بها، وفي حديث عمر- رضي الله عنه- (نهى عن متعة الحج) وقال: قد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعله، ولكن كرهت أن يظلوا بهن معرسين) أي ملمين بنسائهم، وهذا مخفف، فأما التعريس فهو: نومة المسافر بعد إدلاج الليل. (عرش) وقوله تعالى: {وما كانوا يعرشون} أي يبنون، والعرش هاهنا: البناء، يقال: عرش يعرش، ويعرش، وقوله تعالى: {وهي خاوية على عروشها} أي سقوفها وقد سقط بعضها على بعض، وأصل ذلك أن تسقط السقوف ثم تسقط الحيطان عليها، /وخوت صارت خاوية من الأساس، وقوله: {ولها عرش عظيم} العرش سرير الملك، وفي الحديث: (اهتز العرش بموت سعد) قيل

(عرص)

أراد بالعرش الجنازة، وهو سرير الميت، واهتزازه فرحه به لأنه حمل عليه إلى مدفنه، وقيل غير ذلك والله أعلم بالتأويل. وفي الحديث: (كنت أسمع قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا على عريش) العرش والعريش السقف، ومنه الحديث: (أو كالقنديل المعلق بالعرش) أي السقف، وقيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ألا نبني لك عريشا) العريش والعرش ما يستظل به، وفي الحديث: (تمتعنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفلان كافر بالعرش) يعني وهو مقيم بعرش مكة، وهي بيوتها، ومنه حديث ابن عمر: (كان إذا نظر إلى عروشي مكة وهي بيوتها قطع التلبية) قال أبو عبيدة: سميت عروشا، لأنها عيدان تنصب وتظلل، ويقال لها عروش أيضا فمن قال: عرش فواحدها عريش مثل قلب وقلب، ومن قال: عروش فواحدها عرش، وفي مقتل أبي جهل (قال لابن مسعود: سيفك كهام فخذ سيفي فأختر رأسي من عرشي). قال أبو العباس: العرش في أصل العنق، أخبرنا بذلك ابن عمار عن أبي عمر عنه. / (عرص) في حديث عائشة- رضي الله عنها- قالت: (نصبت على باب حجرتي عباءة مقدمة من غزاة خيبر أو تبوك، فهتك العرص حتى وقع بالأرض) المحدثون يرونه بالضاد والسين، وهي خشبة توضع على البيت

(عرض)

عرضا إذا أرادوا تسقيفه ثم يلقى عليه أطراف الخشب القصار، يقال: عرضت البيت تعريضا، وجاء به أبو عبيد بالسين. (عرض) قوله تعالى: {عارض ممطرنا} العارض السحاب يعترض في أفق السماء، وقوله تعالى: {ولا تجعلوا الله عرضه لأيمانكم} أي تحولون به بينكم وبين ما يقربكم إلى الله أن بتروا وتتقوا، ويقال: هذا عرضة لك أي عدة تبتذله، وقال عبد الله بن الزبير الأسدي: فهذا لأيام الحروب، وهذه للهوى، وهذي عرضة لارتحاليا أي عدة له، قال أبو العباس العرضة الاعتراض في الخير والشر، يقول: لا تعترضوا باليمين في كل ساعة أ، لا تبروا ولا تتقوا، وقال الأزهري: لا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أي مانعا لكم من البر، والاعتراض المنع، والأصل فيه أن الطريق المسلوك، إذا اعترض فيه بناء أو جذع أو جبل منع السابلة من سلوكه فوضع الاعتراض موضع المنع لهذا المعنى وكل شيء منعك من أمر تريده فقد اعترض عليك وتعرض لك. وقوله تعالى: {وجنة/ عرضها السموات والأرض} قال ابن عرفة: إذا ذكر العرض بالكثرة دل على كثرة الطول؛ لأن الطول أكثر من العرض، ويقال ذا أثر عريض، وضاقت البلاد العريضة فيذكرون العرض كثيرا على الطول قال الشاعر: كأن بلاد الله وهي عريضة ... على المذعور كفة حابل وقال القتيبي: أراد السعة، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للمنهزمين يوم أحد: (لقد ضربتم (ذهبتم) فيها عريضة) ومنه الحديث: (لأن أقصرت الخطبة لقد

أعرضت المسألة) أي لقد جئت بها عريضة أي واسعة، وأقصرت أي جئت بها قصيرة، وقوله تعالى: {وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا} أي أبرزناها وجعلناها بمكان يرونها، يقال: أعرض لك الشيء إذا بدا، وقوله تعالى: {أنتم عنه معرضون} قال ابن عرفة: عرض الشيء ناحيته، كقوله: أعرض عني أي ولأني ناحيته، وقولهم، هو من عرض الناس أي من نواخبهم ليس بخصوص ولا معلوم، وقوله تعالى: {عن آياتها معرضون} أي عن الاستدلال بها أن الله عز جل واحد. وقوله تعالى: {يأخذون عرض هذا الأدنى} أي يرتشون في الأحكام، والعرض طمع الدنيا، وما يعرض منها يدخل فيها جميع المال، فأما العرض فهو ما خالف الثمنين، يقال بعته بعرض وقد عرضت له من دراهمه ثوبا، وجمعه عروض، وقوله تعالى: {لو كان عرضا قريبا} أي غنيمة قريبة المتناول./ وقوله تعالى: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم} قال أبو العباس: أي لإعراضكم عنهم وليست لام كي، اللهم حلفوا لإعراض المسلمين عنهم، ومنه قوله تعالى: {لتبتغوا عرض الحياة الدنيا} يعني أجر المكرهات علي البغاء، وقوله تعالى: {فذو دعاء عريض} أي كثير وقوله: {يوسف أعرض عن هذا} أي اكتمه ولا تذكره، وفي الحديث: (كل

المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه) قال ابن الأنباري، قال أبو العباس: العرض موضع المدح والذم من الإنسان، ذهب به أبو العباس إلى أن القائل إذا ذكر عرض فلان فمعناه: أموره التي يرتفع أو يسقط بذكرها ومن جهتها يحمد أو يذم عرض فلان فمعناه: أموره التي يرتفع أو يسقط بذكرها ومن جهتها يحمد أو يذم فيجوز أن تكون أمورا يوصف هو بها دون أسلافه ويجوز أن تذكر أسلافه لتلحقه النقيصة بعينهم. لا يعلم من أهل اللغة خلافه، إلا ما قال ابن قتيبة، وأنه أنكر أن يكون العرض الأسلاف، وزعم أن عرض الرجل نفسه واحتج بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في صفة أهل الجنة: (لا يتغوطون، ولا يبولون، وإنما هو عرق يخرج من أعراضهم مثل المسك) معناه: من أبدانهم واحتج بقول أبي الدرداء: (إقرض من عرضك ليوم فقرك) قال: معناه إقرض من نفسك بأن لا تذكر من ذكوك، واحتج /بحديث أبي ضمضم: (اللهم إني تصدقت بعرضي على عبادك) قال معناه: بنفسي وأحللت من يغتابني، قال ولو كان العرض الأسلاف ما جاز أن يحل من سب الموتى لأن ذلك إليهم لا له، قال: ومما يدل على ذلك قول حسان: فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء قال أبو بكر: فهذا الذي هب إليه ابن قتيبة واضح الخطأ، ألا ترى أن مسكينا الدرامي قال: رب مهزول سمين عرضه ... وسمين الجسم مهزول الحسب

فلو كان العرض البدن والجسم على ما ادعى، لم يكن مسكين ليقول: أنه مهزول سمين عرضه إذا كان مستحيلا للقائل أن يقول: رب مهزول سمين جسمه لأنه مناقضه، وإنما أراد رب مهزول جسمه كريمة أفعاله والذي احتج به من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (إنما هو عرق يخرج من أعراضهم) لا حجة فيه، لأن الحديث على غير ما تأوله، قال الأموي: الأعراض المغابر وهي المواضع التي تعرق الجسد، وقول أبي الدرداء: (أقرض من عرضك ليوم فقرك) معناه من عابك وذم أسلافك فلا تجاره، وقول أبي ضمضم: (إني تصدقت بعرضي على عبادك) معناه: قد تصدقت على من ذكرني أو ذكر أسلافي بما يرجع إلى عيبه، ولم يرد أنه أحله من أسلافه لكنه إذا ذكر أباه ألحقه بذكرهم /نقيصة وأحله مما أوصله من الأذى، وأراد حسان فأن أبي ووالده وجميع أسلافي الذين أمدح بهم وأذم من جهتهم، فأتى بالعموم بعد الخصوص، والدليل على أن العرض ليس بالنفس ولا البدن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (دمه وعرضه) فلو كان العرض هو النفس لكان قوله دمه كافيا من قوله: عرضه؛ لأن الدم يراد به ذهاب النفس. ويدل على ذلك قول عمر- رضي الله عنه- للحطيئة: (فاندلعت تغني بأعراض المسلمين) معناه بأفعالهم وأفعال أسلافهم، قال الشاعر: وأدرك ميسور الغنى ومعي عرضي أي أفعالي الجميلة، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لي الواجد يحل عقوبته وعرضه)

عقوبته حلبه، وعرضه يراد به عيب صاحب الدين له ويصفه بسوء القضاء ولا يجوز أ، يتعدى إلى عيب أسلافه، وفي كتابه لأقوال شنوءة: (ما كان لهم من ملك وعرمان ومزاهر وعرضان) العرضان جمع العريض وهو الذي أتى عليه سنه من المعز، ويجوز أن يكون جمع العرض وهو الوادي الكثير الشجر والنخل، ومنه /أعراض المدينة وهي قراها في الوادي خاصة فيها النخيل وفي الحديث: (ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس) العرض: متاع الدنيا وحطامها. ويقال: أن الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر، وفي الحديث: (فقدمت إليه الشراب فإذا هو ينش، قال: اضرب به عرض الحائط) قال ابن الأعرابي العرض: الجانب من كل شيء، وفي حديث النعمان بن بشير (فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه) أراد احتاط لنفسه ولا يجوز فيه معنى الإباء، وفي حديث عمر- رضي الله عنه- وذكر سياسته فقال: (وأضرب العروض) العروض من الإبل الذي يأخذ يمينا وشمالا ولا يلزم المحجة، يقول أضرب حتى يعود إلى الطريق، ومثله قوله: (وأضم العنود) ضربه مثلا لحسن سياسته للأمة، وفي الحديث: (من عرض عرضنا له، ومن مشى على

بتأديب لا يبلغ الحد ومن صرح بالقذف ألقيناه في نهر الحد فحددناه، والكلأ مرفؤ السفن في الماء، ضرب المشي على الكلئ مثلا للتعريض للحد بصريح القذف. وفي حديث ذي البجادين أنه قال /يخاطب ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تعرضي مدارجا وسومي ... تعرض الجوزاء للنجوم أي خذي يمنة ويسرة وتنكبي الثنايا الغلاظ، يقال: تعرض في الجبل إذا أخذ في عروض منه أي في طريق، فاحتاج أن يأخذ فيه يمينا وشمالا، والجوزاء تمر على جنب وتعارض النجوم معارضة وليست بمستقيمة في السماء، وفي حديث عمران بن الحصين: (إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب) يعني ما عرض به وما لم يصرح، يقال: عرفت ذاك في عروض كلامه، ومعراض كلامه وفحواه، والمعراض أيضا سهم بلا ريش ولا نصل ويصيب بعرض عوده دون حده، ومنه حديث عدي أنه قال: (إني أرمي بالمعراض فأخرق، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن خرق فكل وإن أصاب بالعرض فلا تأكل) وفي الحديث: أنه بعث أم سليم لتنظر إلى امرأة، فقال: شمي عوارضها) قال شمر: العوارض هي الأسنان التي في عرض الفم وهي ما بين الثنايا والأضراس، واحدها عارض، وإنما أمرها بذلك لتبور ريح فمها أطيبا أم غير طيب. يقال للخد عارض ويقال: أخذ من عارضيه من الشعر، وفي حديث الصدقة: (لكم في الوظيفة الفريضة، ولكم العارض) قال القتيبي: العارض وهي المريضة التي أصابها كسر، يقال: عرضت /الناقة والشاه.

قال الشاعر: إذا عرضت منها كهاة سمينة ... فلا تهدمنها واتشق وتجبجب وبنو فلان أكالون للعوارض أي لم ينحروا إلا ما عرض له مرض أو كسر أو سبع وأراد عليه السلام إنا لا نأخذ ذات العيب فتضر بالصدقة فهي لكم وفي الحديث أنه قال لعدي بن حاتم لما تأول قول الله عز وجل: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} على ما تأول: (إن وسادك لطويل عريض) كأنه قال: إن نومك لطويل إلا أنه كنى بالوسادة عن النوم لأن النائم ليتوسد، كما يكنى عن الثياب بالبدن، لأن الإنسان يلبسها، وفيه وجه آخر وهو أن يكون أراد بالوساد كناية عن موضع الوساد من رأسه، وعنقه، يدل على هذا رواية أخرى جاءت لهذا الحديث أنه قال: (إنك لعريض القفا) وعرض القفا كنى به عنا السمن الذي يزيل الفطانة، ويحتمل أن ينهكه، ولا يؤثر فيه، وفي الحديث (أن ركبا من تجار المسلمين عرضوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر ثيابا بيضا) أي أهدوا لهما، ومنه حديث معاذ، وقال له امرأته- /وقد رجع عن العمل- (أين ما جاءت به مما يأتي به العمال من عراضة أهلهم) تريد الهدية، يقال: عرضت الرجل إذا أهديت له، وفي الحديث: (خمروا آنيتكم ولو بعود تعرضه عليه) أي تضعه بالعرض عليه، وقد عرض العود على الإناء يعرضه عرضا، وفي حديث عمر- رضي الله عنه

(عرط)

(فأدان معرضا) قال شمر: المعرض هاهنا بمعنى المعترض يعني اعترض لكل من يقرضه، يقال: أعرض لي الشيء وعرض، وتعرض، واعترض بمعنى واحد. قال ومن جعله بمعنى الممكن على ما فسره أبو عبيد، فهو بعيد؛ لأن معرضا منصوب على الحال كقولك: فأدان معرضا، فإذا فسر أنه ممكن يمكنه فالمعرض هو الذي يقرض؛ لأنه هو الممكن، قال ابن شميل: فدان معرضا أي يعرض إذا قيل له لا تستدن فلا يقبل، وروى أبو حاتم عن الأصمعي أنه قال فيه: أي أخذ الدين ولم يبال أن يوديه وقال القتيبي: أي أدان معرضا عن الأداء وهو قول أبي حاتم، وفي حديث محمد بن علي- رضي الله عنهما (كل الجبن عرضا) قال أبو عبيدة: معناه: اعترضه واشتره ممن وجدته ولا تسأل عمن عمله أعمل مسلم أو غيره، وهو مأخوذ من عرض الشيء وهو ناحيته. وفي بعض الحديث: / (فاستعرضهم الخوارج) أي قتلوهم من أي وجه أمكنهم، فأتوا على من قدروا عليه منهم لا يبالون من قتلوا. (عرط) في الحديث: (أن الله يغفر لكل مذنب إلا صاحب عرطبة) أي كوبة، قال أبو عبيد: العرطبة العود، وروى عمرو عن أبيه: العرطبة للطنبور. (عرف) قوله تعالى: {فليأكل بالمعروف} أي قدر ما يسد خلته، ويقال: يأكل قرضا، وقوله تعالى: {وقولوا لهم قولا معروفا} قيل أنه يقال لهم: بورك فيكم وقوله تعالى: {وقلن قولا معروفا} إيما يوجبه الدين والملة بتصريح وبيان.

وقوله: {وعاشروهن بالمعروف} أي بالنصفة في المبيت والنفقة، وقوله تعالى: {وصاحبهما في الدنيا معروفا} قال ابن عرفة: المعروف ما عرف من طاعة الله، والمنكر ما خرج منها، وقوله تعالى: {ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم} الأعراف جمع عرف، وهو كل موضع مرتفع، وأعراف الرمال، أشرافها، وقيل: الأعراف سور بين الجنة والنار يحبس فيه من تساوات حسنتهم، وسيئاتهم، فلم يستحقوا الجنة بحسناتهم، ولا النار بسيئاتهم، فكانوا على الحجاب الذي بين الجنة والنار، وقوله تعالى: {يتعارفون بينهم} أي يعرفون بعضهم بعضا. قوله تعالى: {وقبائل لتعارفوا} أي جعلناكم /قبائل لتعارفوا أي لتفاخروا، وقوله عز وجل: {عرف بعضه وأعرض عن بعض} أي عرف حفصة- رضي الله عنها- بعض ذلك، ومن قرأ (عرف) مخففة الراء فمعناه أنه جازى حفصة ببعض ما صنعت، وهذا كما تقول، لمن تتوعده: قد عرفت ما فعلت، أي سأجازك بفعلك، وقوله تعالى: {ويدخلهم الجنة عرفها لهم} يقال طيبها، وحكي عن العرب: (طيب الله عرفك) أي ريحك، ويقال: عرفها لهم وصفها لهم في الدنيا فإذا دخلوها عرفوها بتلك الصفة، ويقال: عرفها جعلهم يعرفون فيها منازلهم إذا دخلوها كما كانوا يعرفون منازلهم في الدني، وقوله تعالى: {والمرسلان عرفا} قال الفراء: هي الملائكة ترسل بالمعروف، وفي حديث ابن مسعود (إن الله تعالى يقول لعباده: من تعبدون فيقولون نعبد الله

سبحانه، فيقول: هل تعرفون ربكم، فيقولون: إذا اعترف لنا عرفناه) قال الأزهري: معناه إذا تحقق لنا ذاتا عرفناه. يقال: اعترف إذا تحقق، وفي الحديث: (من أتى عرافا أو كاهنا) أراد بالعراف الجازي أو المنجم الذي يدعي علم الغيب، وقد استأثر الله تعالى به، وفي حديث طاوو، أنه سأل ابن عباس: (ما معنى قول الناس أهل القرآن عرفاء أهل الجنة، فقال: معناه رؤساء أهل الجنة) وفي الحديث: (أن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) أي من بذل معروفه/ في دار الدنيا آتاه الله تعالى جزاء معروفه في دار الآخرة، وقيل من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود متشفعا فيهم شفعة الله في الآخرة في أهل التوحيد، وكان عند الله تعالى وجيها كما كان في الدنيا عند الناس وجيها، وأخبرنا ابن عمار عن أبي عمر، قال: قال أبو العباس: سألت ابن الأعرابي عنه- يعني عن هذا الحديث- فقال: روى الشعبي: أن ابن عباس قال: يأتي أهل المعروف في الدنيا يوم القيامة فيغفر لهم بمعروفهم وتبقى حسناتهم جامة فيعطونها لمن زادت سيئاته على حسناته، فتزيد حسناته، فيغفر له فيدخل الجنة. وفي حديث عمر- رضي الله عنه- (أطردنا المعترفين) قال القتيبي: أحسبه الين يقرون على أنفسهم بالزنا وأشباه ذلك مما يجب فيه الحد والتعزير، كأنه كره لهم ذلك وأحب أن يستروا على أنفسهم، وفي الحديث: (تعرف إلى

(عرفط)

الله في الرخاء يعرفك في الشدة) يقول: أطعه واحفظه وهو كقوله: (احفظ الله يحفظك) وقوله يعرفك أي يجازيك. (عرفط) ومن رباعيه في الحديث: (جرست نخلة العرفط) هو شجر الطلح وله صمغ يقال له: المغافير ذو رائحة كريهة. (عرق) في الحديث: (أنه أتي بعرق من تمر) قال الأصمعي: هي السقيفة /المنسوجة من الخوص قبل أن يجعل منها زبيل؛ فسمي الزبيل عرقا لذلك، ويقال له عريقة أيضا، وكل شيء مضفور فهو عرق، وفي الحديث: (وليس لعرق ظالم حق) قال هشام بن عروة: هو أن يجيء الرجل إلى أرض قد أحياها رحل قبله، فيغرس فيها غرسا ليستوجب به الأرض.

وفي حديث عكراش: (أنه قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - بإبل من صدقات قومه كأنها عروق الأرطي) قال أبو منصور: عروق الأرطي طوال حمر ذاهبة في ثرى الرمال الممطورة في الشتاء تراها إذا أثبرت من الثرى حمرا مكتنزة ترف، يقطر منها الماء، شبه للإبل في اكتنازها وحمرة ألونها بها، قال: والظباء وبقر الوحش تجيء إليها في حمار القيظ فتستثيرها من مساربها، وتترشف ماءها فتجزأ بها عن ورود الماء، قال ذو الرمة يصف ثورا يحفر أصل أرطاة ليكنس فيه من الحر: توخاه بالأظلاف حتى كأنما ... يثير الكباب الجعد عن متن محمل المحمل: حمالة السيف وهي تسوى من الأدم الأحمر، شبه حمرة عروق الأرض بحمرتها، وفي الحديث: (أنه تناول عرقا ثم صلى، ولم يتوضأ) العرق وجمعه عراق نادر، وهو العظام التي يقشر عنها معظم اللحم، وتبقى عليها بقية، يقال: عرقت العظم واعترقته /وتعرقته، إذا أخذت عنه اللحم بأسنانك. وفي الحديث: (فخرج رجل على ناقة ورقاء، وأنا على رجلي فاعترقتها حتى آخذ بخطامها) يقال: عرق في الأرض إذا ذهب، وجرت الخيل عرقا أي طلقا، ومن رواه بالغين أراد متى تقدمها، وفي حديث عمر- رضي الله عنه- (تجشمت إليك عرق القربة) قال الكسائي: عرق القربة أن يقول نصبت لك، وتكلفت حتى عرفت كعرق القربة، وعرقها سيلان ما بها، وقال أبو عبيد: تكلفت إليك ما لم يبلغه أحد حتى تجشمت ما لا يكون، لأن

(عرك)

القربة لا تعرق، وهذا مثل قوله: حتى يشيب الغراب، وقيل: عرق القربة أن يعرق الإنسان من جهدها، وإنما قيل ذلك لأن السقى أشد أعمالهم، وقال شمر عن ابن الأعرابي، عرق القربة، وعلقها واحد، وهو معلاق تحمل به القربة، وقال الأصمعي: عرق القربة معناها الشدة ولا أدري ما أصلها، وفي حديث عمر- رضي الله عنه- أنه قال لسلمان: (أين تأخذ إذا صدرت أعلى المعرقة أم على المدينة) قال أبو سعيد: المعرقة طريق كانت قريش تسلكه إلى الشام تأخذ على الساحل، وفيه سلكت غير قريش حين كانت وقعة بدر، وفي حديث عمر بن عبد العزيز- رحمه الله- (إن أمرأ /ليس بينه وبن آدم أب حتى لمعرق له في الموت) أي له فيه عرق نزاع. (عرك) في الحديث: (إن العركي سأله عن الطهور بماء البحر) العركي: صياد السمك، وجمعه عرك، ومنه قيل للملاحين عرك لأنهم يصطادون السمك، وفي الحديث: (أن بعض أزواجه كانت محرمة، فذكرت العراك قبل أن تفيضا) العرك/ المحيض، يقال: امرأة عارك، وقد عركت تعرك. (عرم) قوله تعالى: {سيل العرم} العرم: المسناة: وقيل اسم الوادي، وقيل: هو الخلد الذي نقب السكر حتى انبثق الفتق فغرقت ديارهم، وقال ابن الأعرابي: العرم والبر من أسماء الفأر، وقيل في تفسير قولهم: (لا يعرف الهر

(عرن)

من البر) أي لا يعرف السنور من الفأر، وقيل: العرم المطر الشديد: وفي الحديث: (ما كان لهم من ملك وعرمان) العرمان: المزارع، وقال أبو منصور: الواحد أعرم، وقال غيره: الواحد عريم، وهو ما يرتفع حول الدسمرة، والعمرة الكدس وهو حيد الزرع. (عرن) في حديث بعضهم (ودفن بعرين مكة) سمعت الأزهري يقول: بفناء مكة، وكان دفن عند بئر ميمون، قال: والعران الخشبة التي تدخل في عرين أنف البعير وهو لحمه، والعرين الفاختة، والعرين مأوى الأسد. (عرو) قوله تعالى: {إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء} أي ما تقول إلا عرض لم ومسك بعض أصنامنا بجنون وخبل يقال: عروته واعتريته وعروته واعتروته إذا أتيته نطلب إليه حاجة، وعري الرجل إذا مسته عرواء الحمى، وقوله تعالى: {فقد استمسك بالعورة الوثقى} أي تماسك بالعقد الوثيق، قال الأزهري: أصله من عروة الكلأ وهو ماله أصل ثابت في الأرض من الشيح والأرطي، وغيرهما من جميع الشجر المستأصل في الأرض، فإذا كانت السنة قليلة المطر، والبقول رعتها الماشية وعاشت بها والغروة من النبات ضربت مثلا لكل ما يعتصم به، ويلجأ إليه، في الحديث: (أنه رخص في العرايا)

وتفسيره أن النبي، نهى عن المزابنة وهو بيع الثمر في رؤوس النخل بالتمر ورخص من جملة المزابنة، وفي العرايا وهو أن من لا نخل له من ذوي الحمة أو الحاجة يفضل له منع قوته فيدرك الرطب، ولا نقد بيده يشتري به الرطب ليعاله ولا نخيل له فيجيء إلى صاحب النخل فيقول له: بعني ثمر نخلة أو نخلتين بخرصهما من التمر فيعطيه ذلك الفضل من التمر بثمن تلك النخلات ليصيب من أرطابها مع الناس، فرخص النبي - صلى الله عليه وسلم - من جملة ما حرم من المزابنة فيما دون خمسة أوسق، / وواحدة العرايا عرية فعلية بمعنى مفععولة من عراه يعروه، ويحتمل أن تكن من عري يعرى، كأنها عريت من جملة التجريد، فعريت أدخلت وخرجت فهي فعيلة بمعنى فاعلة ويقال: هو عرو ومن هذا الأمر أي خلو منه، وقوله تعالى: {فنبذناه بالعراء} العراء ممدود ما اتسع من الأرض، قال أبو عبيد: إنما قيل له عراء لأنه لا شجر فيه ولا شيء، يغطيه، والعرى مقصور الناحية، يقال: نزلت بعراه وحراه. وفي الحديث: (وركب فرسا لأبي طلحة عريا) العرب تقول: فرس عرى وخيل أعراء وقد اعرورى فرسه إذا ركبه عريا، ولا قولون رجلا عري ولكن عريان. وفي حديث أبي موسى قال: (قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل أنذر قومه جيشا، فقال: أنا النذير العريان أنذركم جيشا) قال ابن السكيت: هو رجل من خثعم حمل عليه يوم ذي الخلصة عوف بن عامر فقطع يده ويد امرأته وخص العريان لأنه أبين في العين، وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - (عاري

باب العين مع الزاي

الثديين) ويروى: (الثندوتين) قال الأزهري: أراد أنه لم يكن عليهما شعر، وقال غيره: لم يكن عليها لحم، وقد جاء في صفته - صلى الله عليه وسلم -: (أشعر الذراعين والمنكبين وأعلى الصدر) - صلى الله عليه وسلم -. باب العين مع الزاي (عزب) / قوله تعالى: {وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة} أي ما يبعد علمه عنه يقال: عزب يعزب ويعزب، ومنه قيل: رجل عزب أي بعيد عن النساء، ومنه قوله تعالى: {لا يعزب عنه مثقال ذرة} أي لا يغيب عن علمه، وفي الحديث: (من قرأ القرآن في أربعين ليلة فقد عزب) أي بعد عهده بما ابتدأ منه وأبطأ في تلاوته. وفي حديث أم معبد: (والشاء عازب حيال) والعازب: البعيد الذهاب في المرعى لا يأوى إلى المنزل بالليل، والحيال التي ضربها الفحل فلم تحمل لجدوبة السنة. وفي الحدث: (أصبحنا بأرض عزوبة بحراء) أي أرض بعيدة المرعى قليلة الرعي ويقال للمال الغائب: العازب وللحاضر المقيم العاهن. (عزر) قوله تعالى: {وتعزروه} قال الزجاج: العزر في اللغة الرد وتأويل عزرت

فلانا أي أدبته، فعلت به ما يردعه عن القبيح، كما تقول: نكلت به أي فعلت به ما يجب أن ينكل معه عن المعاودة، قال قتادة: قوله: (عزرتموهم) أي نصرتموهم بأن تردوا عنهم أعداءهم، قال: ونصرة الأنبياء هي المدافعة عنهم، والذب عن دينهم، وتوقيرهم وتعظيمهم، وقال غيره: تعزروه تنصروه مرة بعد أخرى، وجاء في التفسير: تنصروه بالسيف، وقال ابن عرفة نحو قول أبي إسحاق ولذلك سمي الضرب دون الحد والتعزير، إنما هو منع الجاني أن يعاود، يقال: عزرته وعزرته. وأنشد القطامي: ألا بكرت سلمي بغير سفاهة ... تعنفني والمرء ينفعه العزر وفي حديث سعد: (أصبحت بنو أسد تزرني على الإسلام) أي توقفني عليه، قال: والتعزير في كلام العرب التوقيف على الفرائض والأحكام. (العزيز) من صفات الله عز وجل، الغالب /يقال: عزه يعزه عزا إذا غلبه ومنه قوله: (إذا عز أخوك فلن) أي إذا غلبك ولم تقاومه فلن له، فإن الاضطراب يزيدك خبالا، ومنه قوله تعالى: {في عزة وشقاق} أي في مغالبة وممانعة وقول تعالى: {أيبتغون عندهم العزة} أي المنعة وشدة الغلبة وقوله تعالى: {أخذته العزة بالإثم} أي الامتناع والغلبة، وقول تعالى: {يا أيها

العزيز} أي الملك، قيل له: عزيز، كأنه غلب أهل مملكته، وقوله تعالى: {وعزني في الخطاب} أي غلبني في الاحتياج، وعز النبي يعز عزا إذا كان عزيزا لا يوجد فكأنه اشتد وجوده، وعز الشيء يعز بفتح العين إذا اشتد، يقال يعز على أن أراك بحال سيئة أي تشتد، ويقال للعليل إذا اشتدت به العلة قد استعزبه. وفي الحديث: (فاستعز برسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي اشتد به المرض وأشرف على الموت، وفلا معزاز المرض: أي شديد المرض، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما (إنكم /لمعزز بكم) أي مشدد، وذلك أن قوما اشترطوا في قتل صيد، فقالوا: أعلى كل رجل منا جزاء، فسألوا ابن عمر فقال: إنه لمعزز بكم بل عليكم جزاء واحد أي: لمشدد بكم إذا، ويقال: عززته أي جعلته عزيزا، وعززته: أي قويته، ومنه قوله تعالى: {فعززنا بثالث} أي قويناهما، وشددناهما، وقوله تعالى: {ليخرجن الأعز منها الأذل} أي ليخرجن العزيز من المدينة الذليل، ويجوز أن يكون المعنى ليخرجن أعز القوم أذلهم، وقوله تعالى: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} أي عند نفسك، والهين المهين عندنا، وحكي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي جهل: أولى لك، فقال: إني كذا وكذا، وإني العزيز الكريم، فأنزل الله عز وجل فيه الآية. وفي كتابه - صلى الله عليه وسلم -: (على أن لهم عزازها) العزاز: ما صلب من الأرض واشتد وحسن مأخوذ من قولهم: (قد تعزز لحم الناقة)، إذا اشتد وصلب،

(عزل)

وإنما يكون العزازا في الأطراف من الأرضين، ومنه حديث الزهري: (كنت أختلف إلى عبيد اله بن عبد الله بن مسعود فكنت أخدمه، وذكر جهده في الخدمة، فقدرت أني استنظفت ما عنده فلما خرج لم أقم له ولم أظهر من تكريمه، ما كنت أظهر من قبل، قال: فنظر إلى فقال: إنك في العزاز فقم) أي أنت في الأطراف في العلم لم تتوسطه /بعد، وفي حديث موسى وشعيب عليهما السلام: (فجاءت به قالب لون ليس فيها عزوز ولا فشوش) العزوز البكية مأخوذ من العزاز، وهي الأرض الصلبة وقد تعززت الشاة، وقوله تعالى: {ليكونوا لهم عزا} أي أعوانا ومنعة يعني الأولاد، والعز المطر الجود، وقوله تعالى: {أعزة على الكافرين} أي جانبهم غليظ عليهم. (عزل) قوله تعالى: {وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون} قال ابن عرفة: أي فدعوني كفافا لا علي ولا لي، يقال: اعتلزته وتعزلته. وقال الأحوص: يا بيت عاتكة الذي أتعزل وقوله تعالى: {وكان في معزل} أي جانب عن دين أبيه: وقيل: من السفينة، وفي الحديث: (أنه سأله رجل من الأنصار، فقال: كيف ترى في العزل) يعني عزل الرجل الماء عن رحم جاريته إذا جامعها حذر الحمل،

(عزم)

وفي حديث سلمة قال: (رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية عزلا) يعني ليس معي سلاح، كما يقال ناقة علط، وجمل نفق، والجمع أعزال، كما يقال: جنب وأجنباب، وماء سدم ومياه أسدام. وقال الفند الزماني: رأيت الفتية الأعزال ... مثل الأينق الرعل. وفي الحديث: {فقال رجل أعزل: أنا رأيته، وهو مثله أيضا" وفي حديث الاستسقاء: (دفاق العزائل) العزائل أصله العزالي والعزالي /جمع عزلاء، وعزلاء المزادة فهذا الأسفل فشبه اتساع المطر بالذي يخرج من فم المزادة. قال الشاعر: سقاها من الوسيمي كل مجلجل ... سكوب العزالي صادق البرق والرعد وقدمت إلى من العزالي على اللام كما قالوا عاقني يعوقني وعاقني يعقوني، ويقال في الدائم هو عائق لي وعاق لي. (عزم) وقوله تعالى: {ولم نجد له عزما} قال قتادة: صبرا، وقال غيره: حزما، وقال شمر: العزم العزمة ما عقد عليه قلبك من أمر أنك فاعله، يقال: عزمت عليك أي أمرتك أمرا جدا وقال مجاهد في قوله تعالى: {فإذا عزم الأمر} فإذا جد الأمر والتأويل: إذا حقت الحقائق وأراد بقوله الأمر لزوم

فروض القتال، وفي حديث ابن مسعود (إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) يعني بعزائمه فرائضه التي أوجبها وأمر بها، وفي حديث آخر: (خير الأمور عوازمها) يعني ما وكدت رأيك وعزمك عليه، ووفيت بعهد الله تعالى، وقيل: عوازمها فرائضها التي عزم الله تعالى عليك بفعلها. وفي الحديث: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر- رضي الله عنه متى توتر، قال: من أول الليل، وقال لعمر رضي الله عنه: متى توتر، فقال في آخر الليل، فقال لأبي بكر: أخذت بالحزم، وقال لعمر: أخذت بالعزم) /أراد أن أبا بكر حذر فوات الوتر لذهاب النوم به فاحتاط، وأن عمر وثق بالقوة على قيام الليل فيه عليه، والعزم القوة على الشيء، والصبر عليه، ومنه قوله تعالى: {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} ويقال: لا خير في عزم بلا حزم، يريد أن القوة إذا لم يكن معها حذر أورطت صاحبها، وقال بعضهم: الحزم التأهب للأمر، والعزم النفاذ فيه، واعتزم الأمر مضى فيه، وفي الحديث: (أن الأشعث قال لعمرو بن معد يكرب: أما والله دنوت لأضرطنك، قال عمرو: فلا والله إنها لعزوم مفزعة) قال شمر: العزوم الصبور الصحيحة العقد، قال: الدبر يقال لها: أم عزمة، ويقال: كذبته أم عزمة، أراد أن لها عزما، وليست: بواهية فتضرط، وأراد نفسه وأراد بقوله: مفزعة أنها تنزل بها الأفزاع فنجليها.

(عزو)

وفي الحديث: (عزمة من عزمات الله) قال ابن شميل: أي حق من حقوق الله وواجب مما أوجب الله تعالى، وفي الحديث: (قال: يا أنجشة رويدك سوقا بالعوازم، والقوارير) قال الأصمعي: العوازم الناقة المسنة، وفيها بقية والجمع عوازم، وفيه لغة أخرى: عزوم. وفي حديث آخر: (فلما أصابنا البلاء اعتزمنا /لذلك) أي احتملناه وأطقناه، والأصل في العزم: القوة. (عزو) قوله تعالى: {عزين} أي حلقا حلقا وجماعة جماعة الواحدة عزة وأصله: عزوة وهو كل جماعة اعتزاؤها واحد وفي الحديث: (من تعزى بعزاء الجاهلية) يعني انتسب وانتمى كقوله: يال فلان: وحدث عطاء بحديث، فقيل: إلى من تعزيه: أي إلى من تسنده، وأما الحديث الآخر: (من لم يتعز بعزاء الله فليس منا) فيه وجهان أحدهما: أن لا يتعزى بعزاء الجاهلية، ودعوى القبائل، ولكن يقول: يا للمسلمين، والوجه الآخر: أن معنى التعزي في هذا الحديث التأسي والتصبر عند المصيبة، فإذا أصاب المسلم مصيبة، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون كما أمره الله تعالى، ومعنى قوله بعزاء الله: أي بتعزية الله إياه: فأقيم الاسم مقام المصدر الحقيقي، كما يقال: أعطيته عطاء والمصدر الحقيقي إعطاء.

باب العين مع السين

باب العين مع السين (عسب) في الحديث: (نهى عن عسب الفحل) العسب: الكراء الذي يؤخذ على ضراب الفحل، والعسب في غير هذا الضراب وأراد الكراء ولم يرد النهي عن الإعارة، لأن فيه قطع النسل، وقال غير /أبي عبيدة لا يكون العسب إلا الضراب، ووجه الحديث أنه قد نهى عن كراء عسب الفحل، فحذف الكراء وأقام العسب مقامه، كما قال تعالى: {واسأل القرية}، وفي الحديث: (فجعلت أتتبعه من اللخاف والعسب) يعني القرآن، وهو جمع العسيب، وهو سعف النخل، وأهل العراق يسمونه الجريد والعواهز، وفي حديث: (حتى ضرب يعسوب الدين بذنبه) قال الأصمعي: أراد رئيس الدين وسيد الدين، أراد فارق أهل الفتنة، ومعنى ضرب: أي ضرب في الأرض ذاهبا، وفي حديث آخر: (هذا يعسوب قريش) أي سيدها والأصل فيه فحل النخل. (عسر) قوله تعالى: {في ساعة العسرة} قال ابن عرفة: سمي جيش تبوك جيش

(عسس)

العسرة؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ندب الناس إلى الغزو في حمارة القيظ فغلظ عليهم وعسر، وكان إبان إيناع الثمرة، قال: وإنما ضرب المثل بجيش العسرة؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يغز قبله في عدد مثله؛ لأن أصحابه يوم بدر كانوا ثلاث مئة وبضعة عشر رجلا، ويوم أحد؛ سبع مئة، ويوم خيبر ألفا وخمس مئة ويوم الفتح عشرة ألاف، ويوم حنين اثنا عشر ألفا وكان جيشه في غزوة تبوك ثلاثين ألفا وزيادة، وهي آخر مغازية، / وقوله تعالى: {فسنيسره للعسرى} أي للعذاب والأمر العسير، وفي حديث ابن مسعود (أنه لما قرأ قوله عز وجل: {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا} قال: لن يغلب عسر يسرين) قال الفراء: العرب إذا ذكرت نكرة ثم أعادتها بنكرة مثلها صارتا اثنتين، وإذا أعادتها بمعرفة فهي هي، يقول: إذا كسبت درهما فأنفق درهما، قال: أي غير الأول، ويقول: إذا كسبت درهما ما أنفق الدرهم، قال: أي هو الأول بعينه، فهذا معنى قول ابن مسعود؛ لأن الله تعالى لما ذكر العسر ثم أعاده بالألف واللام علمت العرب أنه هو ولما ذكر يسرا بلا ألف ولام ثم أعاده بغير ألف ولام علموا أن الثاني غير الأول. وفي حديث رافع بن سالم قال: (إنا لنرتمي في الجبانة وفينا قوم عسران ينزعون نزعا شديدا) إذا مر بنا عمر قلت: العسران جمع الأعسر، كما تقول: أعمى وعميان، وأعور وعوران، ويقال شيء أشد رميا من الأعسر. (عسس) قوله تعالى: {والليل إذا عسعس} قال ابن عرفة: يقال: عسعس الليل إذا أقبل، وأدبر بظلمته، والمعنيان يرجعان إلى شيء واحد وهو ابتداء الظلام في أوله وإدباره في آخره. /

(عسف)

(عسف) في الحديث: (نهي عن قتل العسفاء والوصفاء) العسفاء: الأجراء الواحد عسيف ومنه الحديث (إن ابني كان عسيفا على هذا). (عسل) في الحديث: (إذا أراد الله بعبد خيرا عسله، قيل: يا رسول الله، وما عسله؟ قال: يفتح له عملا صالحا بين يدي موته، حتى يرضى عنه من حوله) قال ابن الأعرابي: العسل: طيب الثناء، وفي حديث آخر: (إذا أراد الله بعبد خيرا عسله في الناس) أي طيب ثناءه. قال القيبي: أراه مأخوذا من العسل شبه العمل الصالح إلى يفتح له بالعسل، وقال أبو بكر: هذا مثل أي وفقه الله لعمل صالح يتحفه به كما يتحف الرجل أخاه إذا أطعمه العسل.

(عسلج)

وفي الحديث: (حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك) قال أحمد بن يحيى: هذا كناية عن حلاوة الجماع- كما تقول: كنا في لحمة زبيدة وعسلة ونحو ذلك، وقال أبو بكر: شبه لذة الجماع بالعسل، وإنما أنت؛ لأنه أراد قطعة من العسل، قالوا: ذو الثدية فأنثوا؛ لأنه أراد على معنى قطعة من الثدي، ويقال: أنست على معنى النطفة وهي مؤنثة، ويقال: عسيلة تصغير العسل، وهو يذكر ويؤنث، فمن أنثه، قال في تصغيره عسيلة. (عسلج) ومن رباعيه، /في الحديث: (ومات العسلوج) العسلوج: الغصن إذا يبس وذهبت ندوته، وفيه لغتان: عسلوج وعسلج على مثل بلعوم وبلعم، ويقال له: الخوط وجمعه خيطان وهو القضيب الحديث. باب العين مع الشين (عشر) قوله تعالى: {تلك عشرة كاملة} قال ابن عرفة: مذهب العرب إذا ذكروا عددين أن يجملوهما قال النابغة: توهمت آيات لها فعرفتها ... لستة أعوام وذا العام سابع وقال الفرذدق: ثلاث واثنتان فهن خمس ... وثالثة تميل إلى السهام وقال: فسرت إليهم عشرين شهرا ... وأربعة فذلك حجتان وإنما تفعل العرب ذلك لعلة الحساب فيهم، وقوله تعالى: {وإذا العشار عطلت} العشار: النوق الحوامل التي في بطونها أولادها، الواحدة عشراء،

(عشش)

وإذا وضعت تمام سنة من يوم حملت فيه عشراء، وهي أحسن ما تكون، ولا يعطلها قومها إلا في حالة القيامة، وقوله تعالى: {وليال عشر} أراد عشر فهي الحجة. قوله تعالى: {لبئس المولى ولبئس العشير} أي المعاشر، قوله تعالى: {وما يلغوا معشار ما آتيناهم} أي عشر ما بلغ أولئك، وفي حديث صعصعة: (كنت أشتري الموئودة بناقتين عشرواين) ويقال: ناقة عشراء وعشراوان وعشار /كما يقال: نفساء، ونفاس، وقد عشرت الناقة، وفي الحديث: (النساء لا يعشرن) يقال: عشرت الرجل وأعشره إذا أخذت عشر أمواله، يقول: لا يؤخذ العشر من حليهن، وفي الحديث: (أنه قال للنساء إنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير) يعني الزوج، سمي عشيرا؛ لأنه يعاشرها وتعاشره. (عشش) في الحديث: (لا تملأ بيتنا تعشيشا) أرادت أنها لا تخوننا في طعامنا فتخبأ في هذه الزاوية شيئا وفي تلك الزاوية شيئا كالطيور إذا عششت عششة، في مواضع شتى، ومن رواه بالغين فهو تفعيل من الغش، وهو بمعناه سواء،

(عشم)

قال أبو بكر بن الأنباري، قال ابن أبي أوكس عن أبيه، قال: أرادت لا تملأ بيتنا بالمزابل والعشب، فكأنه عش طائر، وفي خطبة الحجاج: (ليس هذا بعشك فادرجي) قال أبو عبيد: يضرب مثلا لمن رفع نفسه فوق قدرها، قال القتيبي: يقال ذلك الرجل المطمئن الوادع وقد أظله أمر يحتاج إلى مباشرته والخفوف فيه، وسمعت القرشي يقول: يضرب هذا مثلا لمن يدخل نفسه فيما يقصر عنه، قال: وقوله (ادرجي) أي ارتقى إلى عشك. (عشم) في الحديث: (والله لو ضربك فلان بأمصوخة عيشومة /لقتلك) نجمة من النجوم ضعيفة، والنجم من الشجر الصغار، ومنه الحديث الآخر: (أنه صلى بمنى في مسجد فيه عيشومة) وفي الحديث: (أن بلدتنا باردة عشمة) أي يابسة يقال: عشم الخبز إذا يبس. (عشنق) من رباعية في حديث أم زرع: (زوجي العشنق) قال أبو بكر: أرادت زوجي له منظر بلا خبر، والعشنق الطويل. (عشو) قوله تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا} أي من يعرض عن ذكر الرحمن، يقال: عشا إلى النار بالليل إذا تنورها فقصدها، عش عنها إذا أعرض عنها قاصدا لغيرها، كقولك: مال إليه ومال عنه، ومن قال: (ومن

يعش) أراد غيرهم، يقال: عشى يعشى: إذا ضعف بصره فلا يبصر بالليل قال ذلك كله؛ أبو الهيثم وجميع أهل المعرفة، وأنكر القتيبي. عشوت عن الشيء يعني أعرضت عنه، قال: وإنما الصواب تعاشيت، والقائل أبي الهيثم المعنى: من أعرض عن ذكر القرآن، وما فيه من الحكم إلى أقاويل المضلين وأباطيلهم، نعاقبه بشيطان نقيضه له حتى يضله ويلازمه قرينا له، وفي حديث ابن المسيب: (أنه ذهبت إحدى عينيه وهو يعشو بالأخرى) أي يبصر بها بصرا ضيفا، وقوله تعالى: {بالعشي والإبكار}} العشي: ما بعد زوال الشمس إلى غروبها، وصلاتا العشي صلاة الظهر /وصلاة العصر، ومنه حديث أبي هريرة: (صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاتي العشي). قال أبو عبيد: يقال لصلاتي المغرب والعشاء العشاءان، والأصل العشاء فغلب غلب على الأول، كما قالوا: الأبوان وهما الأب والأم ومثله في كلامهم كثير وفي الحديث: (فأتينا بطن الكديد فنزلنا عشيشية) وهو تصغير عشية على غير قياس، أبدل من الياء الوسطى شيئا وفي حديث ابن عمر- رضي الله عنه- (أن رجلا سأله فقال: كما لا ينفع مع الشرك عمل هل يضر مع الإيمان ذنب، فقال: عش ولا تغتر) قال أبو عبيد: هذا مثل ضربه، وأصله أن رجلا أراد أن يقطع مفازة بإبله، فاتكل على ما فيها من الكلأ، فقيل له: عش ولا تغتر، أي عش إبلك قبل أن تغور بها وخذ بالاحتياط، فإن كان بها كلأ لا يضرك ما صنعت من الاحتياط وإن لم يكن كنت قد أخذت بالثقة، فأراد ابن عمر بقوله: عش ولا تغتر اجتب الذنوب ولا تركبها اتكالا على إسلامك، ولكن خذ بالثقة والاحتياط.

باب العين مع الصاد

وفي الحديث: (أنه كان في سفر فاعتشى في أول الليل) أراد أنه سار وقت العشاء منا يقال: استحر إذا خرج سحرة، وابتكر إذا خرج بكرة. وقال الأزهري صوابه فأعفى أول الليل، وفي الحديث: (احمدوا الله الذي /رفع عنكم العشوة) قال شمر: العشوة: الظلمة، وأن تركب أمرا بجهل لا تعرف وجهه، مأخوذ من عشوة الليل، يقال: أوطأته العشوة، والعشوة أي غرزته وحملته على دفينة شر له، والأصل في ذلك أن تحمله على إيطاء مالا يبصره فربما تردى في بئر أو وطئ هامة، وفي الحديث: (فأخذ عليهم بالعشوة) أي السواد من الليل، ومن أمثالهم هو يخبط خبط عشواء، يضرب مثلا للسائر الذي يركب رأسه، ولا ينظر في العاقبة، كالبعير العشوان وهو الذي لا يبصر بالليل فهو يخبط بيديه كلما مر به. باب العين مع الصاد (عصب) قوله تعالى: {يوم عصيب} أي شديد، قد عصب شره وكذلك يوم عصبصب، وقوله تعالى: {ونحن عصبة} أي جماعة يتعصب بعضهم لبعض ومنه الحديث: (ثم يكون في آخر الزمان أمير العصب) العصب جمع عصبة، ويقال: هي من العشرة إلى الأربعين، وقال الأخفش: العصبة والعصابة جماعة ليس لها واحد، والعصبة: نبات يتلوي وينطوي على الشجر وهو اللبلاب، ومنه حديث الزبير- رضي الله عنه- (أنه لما أقبل نحو البصرة

سئل عن وجهه فقال: علقتهم أني خلقت عصبة ... قتادة /تعلقت بنشبه وقال شمر: بلغني أن العرب تقول: (علثتم وإني خلقت نشبه قتادة ملية بعصية) وقال: النشبة من الرجال الذي إذا علق بشيء لم يكد يفارقه، وقال أبو الجراح: يقال للرجل الشديد المراسي قتادة لويت بعصبه، وفي حديث عمر رضي الله عنه: (وإن العصوب يرفق بها حالبها) قال القتيبي: العصوب من النوق التي لا تدر حتى يعصب فخذاها، ويقال للرجل الشديد الذي لا يقهر، ولا يستذل: لا تعصب سلماته، ومنه قول الحجاج لأهل العراق، (لأعصبنكم عصب السلمة) وهي شجرة ورقها القرظ الذي يدبغ به، ويعسر خرط ورقها فتعصب أغصانها بحبل ثم تخبط بعصى، فيتناثر ورقها ورعصبها جمع أغصانها، وشد بعضها إلى بعض وأصل العصب اللي. وفي الحديث: (أنه شكى إلى سعد بن عبادة عبد الله بن أبي فقال: اعف عنه، فقد كان اصطلح أهل هذه البحيرة أن يعصبوه بالعصابة، فلما جاء الله بالإسلام شرق بذلك) قوله يعصبوه أي يسودوه، وكانوا يسمون السيد المطاع معصبا؛ لأنه يعصب بالتاج أو تعصب به أمور الناس، وكان يقال له أيضا المعمم والحمائم تيجان العرب، وهي العصائب.

(عصر)

(عصر) قوله تعالى: / {وفيه يعصرون} أي يعصرون الزيت، وقيل: معنى يعصرون أي ينجون من الجدب، ويعتصمون بالخصب، يقال: هذا عصره ومعتصره وقد اعتصرت به إذا لجأت إليه واعتصمت به، وقال أبو عبيد: المعتصر الذي يصيب من الشيء يأخذ منه ويحبسه قال: ومنه قوله تعالى: {وفيه يعصرون} ومن قرأ (يعصرون) أي يمطرون، يقال: أعصر القوم إذا مطروا، وفي حديث عمر رضي الله عنه: (يحتصر الوالد على ولده) أي له أن يحبسه عن الإعطاء ومنعه عن ذلك وكل شيء حبسته ومنعته فقد اعتصرته، قال ابن الأعرابي: يعتصر أي يرتجع وفي حديث القاسم بن محمد: (أنه سئل عن العصرة للمرأة، فقال: لا أعلم فيرخص فيها إلا للشيخ المعقوف) قال ابن الأعرابي: العصرة هاهنا منع البنت من التزويج. يقال: اعتصر فلان فلانا: إذا منعه من حق يجب عليه قال: ومن هذا عصرة الغريم وضغطه وهو أن يمنعه ما عليه، أو يقول: صالحني على كذا أعجله لك إذ ليس لأحد عضل امرأة إلا لشيخ كبير أعقف من شدة الحاجة إلى خدمة البنت. وفي الحديث: (أنه أمر بلالا بأن يؤذن قبل الفجر ليعتصر معتصرهم) أراد الذي يريد أن يضرب الغائط، وقوله تعالى: {فأصابها/إعصار فيه نار} الإعصار ريح عاصف ترفع ترابا إلى السماء وتديره كأنها عمد، والعرب تسميه الزوبعة، ومن أمثالهم: إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا، يضرب مثلا للرجل

(عصف)

يكون منه الشيء من القدرة فيلقى من هو فوقه، وقوله تعالى: {وأنزلنا من المعصرات} أي سحابات ينعصر منها الماء، فإذا سار به السحاب إلى أن يمطر فقد أعصر، ومنه قيل للجارية إذا حاضت أو لما تحيض معصر، لأنعصار رحمها، ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما: (كان إذا قدم دحية لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه من حسنه) وروي عن ابن عباس: المعصرات الرياح فإذا فسرته هذا التفسير كان قوله من بمعنى الباء كأنه قال: وأنزلنا بالمعصرات ماء ثجاجا، وقوله تعالى: {والعصر} أي ورب العصر وهو الدهر والعصران الغداة والعشي والعصران أيضا الليل والنهار. وقال الشاعر: ولن يلبث الصعران يوم وليلة ... إذا طلبا أن يدركا ما تيمما. وفي حديث أبي هريرة: (أن امرأة مرت به مطيبة ولذايلها عصر) قال أبو عبيد: أراد الغبار أنه أثار من سحبها الذيل وهو الإعصار، قال: وتكون العصرة من فوح الطيب فشبهه بما /تثير الريح من الأعاصير. (عصف) قوله عز وجل: {ريح عاصف} يقال: عصفت الريح وأعصفت فهي عاصف وعاصفة ومعصفة ومعصف كل يقال وذلك إذا اشتد هبوبها ومنه قوله تعالى: {فالعاصفات عصفا} ويقال: عصفت به إذا أهلكته قال الأعشي: في فيلق شهباء سلومة ... تعصف بالدارع والحاسر

(عصفر)

وقوله تعالى: {اشتدت به الريح في يوم عاصف} العصوف للرياح فجعله تابعا لليوم على وجهين أحدهما أن العصوف وأن كان للريح فإن اليوم قد يوصف به لأن الريح تكون فيه فجاز أن يقال يوم عاصف كما يقال يوم حار ويوم بارد والبرد والحر فيهما. والوجه الآخر أن يريد في يوم عاصف الريح لأنها ذكرت في أول الكلمة قال الشاعر: إذا جاء يوم مظللم الشمس كاسف. يريد كاسف الشمس فحذفه؛ لأنه قدم ذكره، وقوله تعالى: {فجعلهم كعفص مأكول} يحتمل معنيين، أنه جعل أصحاب الفيل كورق أخذ ما كان فيه من الحب وبقي هو بلا حب، ويجوز أن يكون جعلهم كعصف قد أكلته البهائم وقال الحسن: كزرع أكل حبه وبقي تبنه، والعصف والعصيفة ورق السنبل /ومنه قوله تعالى: {والحب ذو العصف}. (عصفر) ومن رباعيه: (إلا لعصفور قتب) قلت: عصافير القتب عيدانه، الواحد عصفور. (عصل) في خبر رواه عبد الله بن نفيع، في شأن صنم قال: (فجاء ثعلبان فأكلا الخبز والزبد ثم عصلا على رأس الصنم) أي بالا، في الحديث: (يأمنوا عن هذا العصل) قال القتيبي: العصل: رمل يعوج ويلتوي، ومنه قيل

(عصلب)

للأمعاء أعصال لالتوائها ويقال للسهم الذي يلتوي في الرمي معصل. (عصلب) ومن رباعية في خطبة الحجاج: (قد لفها الليل بعصلبي) العصلبي: الصقل من الرجال وهو الشديد، وهذا مثل ضربه لنفسه ورعيته فجعلهم بمنزلة نوق الرجل الشديد يسري بها ويتبعها ولا يركن إلى درعة، وجعل نفسه بمنزلة ذلك الرجل وقوله: لفها جمعها ويروى حثها فالليل لا فعل له، وإنما الفعل للرجل ولكنه لما وقع الفعل في الليل أضافه إليه. (عصم) قوله تعالى: {ولا تمسكوا بعصم الكوافر} أي بعقد نكاحهن، قال ابن عرفة: العصمة العقد، يقال: عصمة المرأة بيد الرجل أي عقدة النكاح. وقوله تعالى: {ومن يعتصم بالله} أي يتمسك بحبل الله تعالى: وهو القرآن يقال: أصعم به واعتصم وتمسك واستمسك /إذا امتنع من غيره، ومنه قوله: (يعصمك من الناس) أي يمنعك، وقوله تعالى: {واعتصموا بالله} أي امتنعوا به من أعدائكم، والعصمة المنعة، ومنه يقال للبدرقة عصمة. وقوله تعالى: {لا عاصم اليوم من أمر الله} أي لا مانعن وقال الكسائي: لما نفى العاصم صار بمعنى لا معدوم وصار إلا من رحم مستثنى من المعصومين الذين دل عليهم الفاعل؛ لأنه جواب من قال: من يعصمني من الله فقيل: لا عاصم، بمعناه لا يكون معصوما إلا من رحمه الله، وقال أحمد بن يحيى: العرب تسمي الخبز عاصما وجابرا، وأنشد: فلا تلوميني وارمي جابرا ... فجابر كلفني الهواجرا

ويسمونه عامرا وأنشد: أبو مالك يعتادني بالظواهر ... يجيء فيلقي رحله عند عامر. أبو مالك كنية الجوع، وقوله تعالى: {فاستعصم} أي امتنع وتأبى عليها يعني سوف عليه السلام، ولم يجبها إلى ما سألت، وفي الحديث: (ثمال اليتامى عصمة للأرامل) قال أبو بكر: معناه أنه يمنعهم من الضيعة، ومنه الحديث: (وعصمة أبنائنا إذا شتونا) أي به يمتنعون من خالب السنة ومعاقر الجدب، وفي الحديث: (من كانت عصمته شهادة أن لا إله إلا الله) يعني ما يعصمه /من المالهك والخلود في النار. وفي الحديث: (أن جبريل- عليه السلام- جاء على فرس أثنى يوم بدر، وقد عصم بثنيته الغبار) قال القتيبي: صوابه عصب أي يبس الغبار عليها، وقال غيره يقال: عصب الريق بفيه، وعصم أي لصق، والباء والميم متعاقبان في كثير من الحروف، وفي الحديث في النساء: (لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم) قال أبو عبيد: هو الأبيض اليدين، ومنه قيل للوعول: عصم لبياض أيديها، قال ابن شميل: هو الأبيض الجناحين؛ لأن جناحي الطائر بمنزلة يديه فلما كانت العصمة في الوعول والخيل بياض يديها كانت في الطير بياض أجنحتها، لأن الجناحين بمنزلة اليدين، قال أبو بكر: ليس كما قال: إنما اللفغة تؤخذ عن العرب بالنقلة المشاهدين لهم، وكلهم مطبقون على أن الأعصم من الغربان والأبيض الرجلين، قال ابن السكيت، قال أبو عمرو:

(عصو)

هو الأبيض الرجلين، فإذا اتفق أبو عمرو وأبو عبيد وابن السكيت، وحكوه عن العرب ثم اعترض معترض باختراعه، واستخراجه كان ذلك غير مقبول، لأنه إ، قبل بطلت اللغة وفسدت الرواية، وقول أبي عبيد /صواب، لأن رجلي الطائر بمنزلة اليدين، والرجلين لذوات الأربع ورجلاه بيديه أشبه منهما بجناحيه، الدليل على ذلك أن العرب تشبه الرجلين بالجناحين ولا تشبه اليدين بهما فيقولون جاء عبد اله طائرا في جناحيه أي مسرعا على رجليه، فجعلوا الرجلين للإنسان كالجناحين للطائر، والعرب تقول: إنه لغليظ المشفر فسموا الشفة مشفرا، وإنما المشفر للبعير، كما اليد للطائر بأعجب من المشفر للإنسان، وقالوا: إنه لغليظ الجحافل، وجاء فلان متشقق الأظلاف، وقالوا: لوى عذاره عني إذا غضب، وقالوا: إنه لعريض البطان، وقالوا: حرك خشاش الرجل، وقدم فلان البلد فغرر ذنبه فما يبرح، وما زال يفتل منه في الذروة والغارب، فجعل أبو عبيد للطائر اليدين كهذه الأشياء، وقال الأزهري: جاء هذا مفسرا في حديث آخر قال: (بينما نحن مع عمرو بن العاص فدخلنا شعبا، فإذا نحن بغربان وفيها غراب، أحمر المنقار والرجلين، فقال عمرو: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يدخل الجنة من النساء إلا قدر هذا الغراب في هؤلاء الغربان) قال: والعرب تجعل البياض حمرة، فتقول للمرأة البيضاء حمراء، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعائشة- رضي الله عنها- يا حميراء ومنه قيل للأعاجم حمر لغلبة البياض على ألوانهم، وفي الحديث: (فإذا جد بني عامر جمل آدم يقيد بعصم) /العصم يكون جمع عصام وهو رباط كل شيء، ويكون العصم ما تبقى من آثار البول على أفخاذ الإبل وهو العصيم أيضا وصفه بالخصب في المرعى. (عصو) في الحديث: (لا ترفع عصاك عن أهلك) كأنه أراد الأدب، ولم يرد

باب العين مع الضاد

العصا التي يضرب بها، أخبرني الثقة عن أبي عمر عن ثعلب، قال: إنما معناه لا تدع تأديبهم واجمعهم على طاعة الله تعالى، يقال: شق العصا إذا فارق الجماعة، قال أبو عبيد: وأصل العصا الاجتماع والائتلاف، ومنه قيل للخوارج: (شقوا عصا المسلمين) أي فرقوا جماعتهم، وقول القائل: (إياك وقتيل العصا) يقول: إياك أن تكون قاتلا أو مقتولا في شق عصا المسلمين، ومنه قيل للرجل إذا أقام بموضع واطمأن واجتمع إليه أمره اتقي عصاه بموضع كذا، وفي الحديث: (لولا أنا نعصي الله ما عصانا) أي لم يمتنع عن إجابتنا في كل دعوة. باب العين مع الضاد (عضب) في الحديث: (نهى أن يضحى بالأعضب الأقرن) قال أبو عبيد: هو المكسور القرن الداخل، وقد يكون العضب في الأذن أيضا، قال: (وأما ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنها كانت تسمى العضباء) وليس من هذا وإنما ذاك اسم لها سميت به، والمعضوب الزمن الذي لا حراك به. وفي الأمثال: إن الحاجة ليعضبها طلبها قبل وقتها أي يقطعها ويفسدها.

(عضد)

(عضد) قوله تعالى: {وما كنت متخذ المضلين عضدا} /أي أعوانا، يقال: اعتضدت بفلان إذا استعنت به، وتقويت به والأصل فيه عضد اليد ثم يوضع موضع العون، لأن اليد قوامها بالعضد، يقال: عاضده على كذا إذا أعانه، ومنه قوله تعالى: {سنشد عضدك بأخيك} أي سنعينك بأخيك ولفظ العضد على (جهة المثل، وفي الحديث: (فقد حرمتها- يعني المدينة- أن تعضد) أي يقطع شجرها، يقال: عضدت الشجر والمعضود عضد، ويقال: عضد واستعضد كما يقال: علا واستعلى، وقر واستقر، ومنه حديث طهفة، (ونستعضد البرير) أي نجتنيه من شجره للأكل، وأصل العضد القطع، والبرير ثمر الأراك، وفي حديث ظبيان: (وكان بنو عمر بن خالد بن جذيمة يخبطون عضيدها، ويأكلون حصيدها) قلت: العضيد والعضد هو ما قطع من الشجر يضربونه ليسقط ورقه، فيتخذونه خيطا، والحصد البر والشعير، وفي حديث أم زرع: (وملأ من شحم عضدي) لم ترد العضد خاصة لكنها أرادت الجسد كله، وإذا سمنت العضد فقد سمن سائر الجسد، أرادت أنه أحسن إلى فأسمنني.

(عضض)

وفي الحديث: (إن سمرة كانت له عضد من نخل في حائط رجل من الأنصار) أراد طريقة من النخل، وقال بعضهم: إنما هو عضيد من نخل، وقال الأصمعي: إذا صار للنخلة جذع يتناول /منه فهو عضيد، وجمعه عضدان. (عضض) قوله تعالى: {عضوا عليكم الأنامل من الغيظ} أخبر أنهم لشدة إبغاضهم المؤمنين يأكلون أيديهم غيظا، عض فلان يده غيظا، إذا بالغ في عداوته، وقوله تعالى: {ويوم يعض الظالم على يديه} يعني ندما وتحسرا، قال الشاعر: كمغبون يعض على يديه ... تبين غبنه بعد البياع وفي الحديث: (من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا) أي قولوا له أعضض بأير أبيك، ولا تكنوا عن الأير بالهن، تنكيلا وأدبا. وفي الحديث: (وتكون ملوك عضوض) قال بعضهم: هو جمع العض وهو الرجل الخبيث الشرير. وقال الأزهري: صوابه ملك عضوض، إذا نال الرعية فيه عسف وظلم كأنهم يعضون عضا. وفي الحديث: (وأهدت لنا نوطا من التعضوض) هو ضرب من التمر.

(عضل)

(عضل) قوله تعالى: {ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن} هذا خطاب للأزواج، وهو أن يكون الرجل له امرأة فيمقتها ولا تكون من حاجته فيضارها بسوء العشرة، ليضطرها إلى الافتداء بمالها أي لا تأخذوا من مهرها شيء على جهة الإضرار، والعضل التضييق والمنع، ويقال: أردت أمرا فعضلتني عنها، أي منعتني، وضيقت علي، وأعضل في الأمر إذا ضاق علي فيه الحيل، ومنه قول عمر رضي الله عنه: (أعضل بي أهل الكوفة) ومنه قولهم: إنه لعضلة من العضل/ إذا كان لا يقدر فيه على وجه الحيلة، وقوله تعالى: {فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن) قال الأزهري: أصل العضل من قولهم: عضلت الناقة إذا نشب ولدها فلم يسهل خروجه، وعضلت الدجاجة نشبت بيضها. وفي حديث معاوية: (معضلة ولا أبا حسن- رضي الله عنهما) قوله معضلة أي مسألة صعبة ضيقة المخارج، يقال: أعضل الأمر إذا اشتد وداء عضال أي شديد، ولا أبا حسن، قال الفراء: هذه معرفة وضعت موضع النكرة، كأنه قال: ولا رجل لها كأبي حسن والتبرئة لا تقع على المعارف، وإنما تقع على النكرات. (عضو) قوله تعالى: {الذين جعلوا القرآن عضين} قال ابن عباس: (آمنوا ببعض وكفروا ببعض) وهو جمع عضة من عضيت الشيء إذا فرقته، وقال بعضهم: كانت في الأصل عضوة فنقصت الواو، ولذلك جمعت عضين، كما

باب العين مع الطاء

قالوا: عزيز في جمع عزة، والأصل عزوة وفي الحديث: (لا تعضية في ميراث إلا فيما حمل القسم) قال أبو عبيد: هو أن يموت الرجل ويدع شيئا إن قسم بين ورثته، كان في ذلك ضرر على جميعهم أو على بعضهم، يقول: فلا يقسم وذلك مثل الجوهرة أو الحمام، أو الطيلسان وما أشبه ذلك، والتعضية: التفريق، يقال: عضيت الشاة، وقال بعضهم: في قوله تعالى: (عضين) هو السحر ومن ذهب به إلى هذا التأويل جعل نقصانه الهاء الأصلية وأبقيت الهاء العلامة وهي التأنيث، / كما قالوا: شفة والأصل شفهة، وكما قالوا: سنة والأصل سنة والعاضة: الساحر، والعاضهة: الساحرة: وفي الحديث: (لعن الله العاضهة والمستعضهة) وفسر الساحرة والمستسحرة، وفي الحديث: (إلا أنيئكم بالعضة) وهي النميمة والعضيهة: البهتان وسمي السحر عضها؛ لأنه كذب وإفك وتخييل لا حقيقة له. باب العين مع الطاء (عطب) في حديث عكرمة: (ليس في العطب زكاة) يعني القطن. (عطبل) ومن رباعيه: (لم يكن بالعطبول ولا بالقصير) العطبول: الممتد القامة الطويل العنق، ورجل عطبول وامرأة عطبول إذا أراد أنه كأنه ربعة.

(عطر)

(عطر) في الحديث: (كان يكره تعطر النساء وتشبههن بالرجال)، قيل: أراد تعطل النساء، والراء واللام يتعاقبان، يقال: سمل عينه وسمرها كأمه كره أن تكون المرأة عطلا لا حلي عليها ولا خضاب، يقال امرأة عاطل وعطل. (عطف) في الحديث: (سبحان الذي تعطف العز وقال به) المعنى تردى العز والعطاف الرداء وكذلك المعطف، وقد اعتطف به وتعطف، وفي الحديث: (نعم الرداء القوس) والعرب تضع الرداء موضع البهجة والحسن والبهاء والسخاء، وسمي الرداء عطافا لوقوعه على عطفي الرجل وهما ناحيتا عنقه، ومنكب الرجل عطفه وتضعه العرب موضع/ خفة الحاذ، ومنه قول علي رضي الله عنه: (من أراد البقاء ولا بقاء فليخفف الرداء) يعني قلة الدين، وفي حديث أم معبد: (في أشفاره عطف) قال أبو بكر: معناه الطول، أي طال الشعر، وانعطف، والعطف اسم من عطف ويروى بالغين، وهو يأتيك في بابه. (عطل) قوله تعالى: (وإذا العشار عطلت) يعني لاشتغالهم بأهوال الساعة وفي حديث عائشة رضي الله عنها ووصف أباها رضي الله عنه قالت: (فرأب الثأي وأوذم العطيلة) يقال: العطيلة، الناقة الحسنة، ويقال: هي الدلو ترك العمل بها حينا مأخوذ من التعطيل، تريد أن أوذامتها كانت رثت فأوذمها واستقى بها، يقال: أوذمت إذا شددت فيها الوذم.

(عطن)

(عطن) في حديث الاستسقاء: (حتى ضرب الناس بطعن) قال ابن الأنباري: معناه حتى رووا وأرووا إبلهم فأبركوها وضربوا لها عطنا، يقال: عطنت الإبل فهي عاطنة، وعواطن إذا بركت عند الحياض لتعاد إلى الشرب مرة أخرى، وأعطتنها أنا. ومنه الحديث: (صلوا في مرابض الشاة ولا تصلوا في أعطان الإبل) الأعطان واحدها عطن وهو منزل الإبل حول الماء، وفي الحديث: (وفي /البيت أهب عطنة) أي منتنة، يقال: عطن الجلد عطونا إذا انمرق وأنتن، وعطنته أنا، فهو معطون، وعطين إذا جعلته في الدباغ، حتى يمرق، شعره، قال ابن شميل، لا يقال للجلد بعد ما دبغ إهاب، وفي حديث الاستسقاء: (فما مضى السابعة حتى أعطن الناس في العشب) أراد أن المطر طبق وعم البطون والظهور، حتى أعطن الناس في المراعي.

(عطا)

(عطا) قوله تعالى: {فتعاطى فعقر} أي عقر الناقة، يقال: تعاطيت الشيء إذا تناولته، وعطوت أيضا مثله، ومنه الحديث في صفته - صلى الله عليه وسلم - (فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد) المعنى أنه كان من أحسن الناس خلقا ما لم ير حقا يتعرض له بإهمال أو إبطال أو إفساد فإذا رأى ذلك تنمر وتغير حتى أنكره من عرفه، كل ذلك لنصرة الحق، وقال الليث: تعاطيه جرأته. وقوله تعالى: {أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} معنى أعطى أمكن من التناول يقال: أعطيته فعطى أي تناول، يقولك أعطاهم ما يصلح لهم ثم هادهم إلى مصالحهم فعلمهم طلب النسل، ليكثروا، وقالت عائشة رضي الله عنها تصف أباها: (أبي والله لا تعطوه الأيدي) أي: لا تبلغه فتتناوله، ومن أمثالهمك عاط بغير أنواط يضرب مثلا لمن يعمل عملا /لا جدوى له ولا فائدة فيه، ويشبه بمن يريد أن يتناول شيئا من غير معلقة. باب العين مع الظاء (عظل) في حديث عمر رضي الله عنه: (كان زهير لا يعاظل بين الكلام ولا يتتبع حوشيه) أي لا يعقده، ولا يوالي بعضه فوق بعض، ولا يختصره اختصارا وكل شيء ركب شيئا فقد عاظله، ومنه يقال: تعاظلت الكلاب إذا تلازمت في السفار، ومنه قولهم للضبع أبشري بجراد عظال، وكم رجال وحوشي الكلام وحشيه.

باب العين مع الفاء

باب العين مع الفاء (عفث) في حديث الزبير- رضي الله عنه- (أنه كان أعفث) قال الأصمعي: هو الكثير التكشف إذا جلس، وكذلك الأجلع، ويقال للمرأة إذا لم تستتر جلعة، ويقال للرجل إذا لم تضم شفتاه أجلع. (عفر) قوله تعالى: {قال عفريت من الجن} العفريت: الناقد القوي مع خبث ودهاء يقال: رجل عفر ونفر وعفريت ونفريت، وعفارية ونفارية إذا كان خبيثا منكرا، ومنه الحديث: (إن الله يبغض العفرية النفرية) يعني الداهي الخبيث المنكر الشرير، وقيل: هو الجموع المنوع، وقيل الظلوم، وفي الحديث: (أن امرأة شكت إليه قلة نسل غنيمها ورسلها، وأنها لا تنموا، فقال: ما /ألوانها، فقالت: سود، فقال: عفري) يقول: اخلطيها بعفر أي اجعلي مكمانها، عفرا، يقال: شاج عفراء أي بيضاء، وفي الحديث (لدم عفراء أحب إلى الله من دم سوداوين) وفي كلام العرب: ليس غفر الليالي كالداء ذي. سمعت القريشي يقول: العرب تسمي الليالي البيض عفرا لبيضها، ويقولون نقبه عن عفر أي بعد خمسة عشر يوما فصاعدا أي حتى جاوز الليالي العفر وأنشدني: لقيت ابنة السهمي زينب عن عفر ... ونحن حرام مسنى عاشرة العشر يقول: رأيتها بعد أيام كثيرة وأنا وهي محرمان عشية الليلة العاشرة من ذي الحجة.

وفي الحديث: (حتى يرى من خلفه عفرة إبطيه) قال الأصمعي: هو البياض وليس بالناصع، ولكنه لون الأرض ومنه قيل للظباء: عفر شبهت بعفر الأرض وهو وجهها، قال شمر: هو بياض إلى الحمرة قليلا، وفي الحديث: (فكأني أنظر إلى عفرتي إبطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) قال أبو بكر: العفر والفعرة البياض الذي ليس بخالص، يقال: ما على عفر الأرض مثله، وفي الحديث: (أول دينكم نبوة ورحمة ثم ملك أعفر) ثم ملك وجهه هو الأرب والدهاء أخذ من العفارة وهي الشيطنة والدهاء ومعناه: أن الملك يصير إلى من يسوس الرعية بالجربزة والسكر، /وفي الحديث: (حتى يرى من خلفه) أن رجلا جاءه - صلى الله عليه وسلم - فقال: (والله مالي عهد بأهلي منذ عفار النخل) وعفارها أنها كانت تؤبر أي تعفر أربعين يوما لا تسقى بعد الإبار، وقد عفر القوم إذا فعلوا ذلك، والعفار: الذي يلقح النخل، وفي حديث آخر: (ما قربت امرأتي منذ عفرنا) قال أبو منصور: عفر الزرع أن يسقى سقية ثم يترك أياما لا يسقى، فإذا عطش قوه فيصلح على ذلك، قال غيره ومنه أخذ تعفير الوحشية ولدها إذا أرادت فطامه، وذلك أنها تقطعه عن الرضاع، أياما فإذا خافت عليه أ، يضره ذلك ردته إلى الرضاع، تفعل ذلك به تارات حتى يستمر عليه. وفي الحديث: (أنه بعث معاذا إلى اليمن وأمره أن يأخذ من كل حالم دينارا أو عدله من المعافر (أي ومنه حديث ابن عمر- رضي الله عنهما-)

(عفس)

عنهما- (أنه دخل المسجد وعليه بردان معافريان) هما منسوبان إلى معافر بفتح الميم. (عفس) في حديث حنظلة: (فإذا رجعنا عافسنا الأزواج والضيعة) أي عالجنا ومارسنا. ومنه حديث علي- رضي الله عنه- (يمنع من العفاس خوف الموت وذكر البعث والحساب). (عفص) في الحديث: (أعرف عفاصها ووكاءها) قال أبو عبيدة: هو الوعاء الذي تكون فيه النفقة إن كان جلدا أو خرقة أو غير ذلك، ولذلك مسي الجلد الذي يلبس رأس القارورة /العفاص، لأنه كالوكاء لها. (عفف) قوله تعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا} قال ابن عرفة: أي

(عفق)

ليصبروا والاستعفاف الصبر، يقال: استعفف، وتعفف، قال جرير: وقائلة ما للفرذدق لا يرى عن ... السوء يستغنى ولا يتعفف (عفق) في حديث لقمان بن عاد (خذي مني أخي ذا العفاق) قال الأصمعي: يقال عفق يعفق عفقا إذا ذهب ذهابا سريعا، والعفق أيضا العطف. (عفو) قوله تعالى: {فمن عفي له من أخيه شيء} قال ابن عرفة: أي جعل له في ماله دية فابتاعه بالمعروف من المطالب وأداء إليه بإحسان من المطالب، قال: وسميت الدية عفوا، لأنها يعفى بها عن الدم، ألا ترى إلى قوله عز وجل: {ذلك تخفيف من ربكم ورحمة} قال أبو منصور: قوله تعالى: {فمن عفي له من أخيه شيء} أي من جعل له من أولياء المقتول عفو من الدية أي فضل بدل أخيه المقتول فاتباع بالمعروف أي مطالبة جميلة، قال: ومن معناه البدل، ومنه قوله تعال: {ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون} أي بدلكم، ويقال: عوضت فلانا من حقه ثوبا أي بدل حقه، وقوله تعالى: {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} أي الفضل الذي سهل إعطاؤه، أي تعطون عفو أموالكم، تتصدقون بها أي ما فضل من أموالكم، وأقوات عاليكم: يقال: خذ ما /عفا لك أي ما جاء سهلا يقال: أخذت عفوه أي ما سهل عليه، والعفو عن الدم فضل من العافي أيضا. ويقال: عفا الشيء إذا كثر ومنه قوله تعالى: {حتى عفوا} أي كثروا

وكثرت أموالهم، وقوله تعالى: {خذ العفو وأمر بالمعروف} يقول خذ الميسور من أخلاق الناس ولا تستنقص عليه، وقوله تعالى: {إلا أن يعفون} أي أن يعفو النساء للرجال عن الصداق أو يعفو الزوج للمرأة فيكمل لها الصداق، وقوله تعالى: {الذي بيده عقدة النكاح} مختلف فيه: فقال بعضهم: هو الزواج وقال آخرون: هو الولي، وقوله تعالى: {والعافين عن الناس} أي التاركين لهم مالهم عندهم من ظلمة، وقوله تعالى: {عفا الله عنك} أي محا الله الذنب عنك من قولك: عفت الريح الأثر، والعفو محو الذنب، وفي الحديث: (سلوا الله العفو والعافية والمعافاة) أما العافية فهي أن يعافى من الأسقام والبلايا، يقال: عافاه الله معافاة، وعافية اسم وضع موضع المصدر الحقيقي، كقولك سمعت راغية البعير أي رغاءه، وثاغية الشاء أي ثغاءها، والمعافاة: أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك، قال الليث: عافية الإنسان دفاع الله عنه. وفي الحديث: (أمرنا بإعفاء اللحى) قال أبو عبيد: هو أن توفر وتكثر،

يقال: / عفا الشعر إذا كثر وزاد، وأعفيته، وعفيته أنا، وعفا درس وقل وهو من الأضداد، ومنه الحديث: (فعلى الدنيا العفاء) أي الدروس، ويقال التراب. وفي حديث آخر: (إذا دخل صفر، وعفا الوبر) أي طر وكثر والعفاء الشعر. وفي حديث ابن عباس- رضي الله عنه- (وسئل ما في أموال أهل الذمة، فقال: العفو). قال القتيبي: أي عفي لهم عما فيها من الصدقة وعن العشر في غلاتهم، وفي الحديث: (أنه غلام عاف) أي وافر اللحم من قولك: عفا الشيء إذا كثر، وفي الحديث: (ويرعون عفاءها) العفاء ما ليس لأحد فيه ملك، مأخوذ من قولك: عفا الشيء يعفو إذا صفا وخلص، ومنه الحديث الآخر: (أنه أقطع من أرض المدينة ما كان عفاء). قال الله تعالى: {خذ العفو} أي ما صفا وسهل، وفي الحديث: (ما أكلت العافية منها فهو له صدقة) العوافي، وهي الوحش والسباع والطير، مأخوذ من قولك: عفوت فلانا أعفوه إذا أتيته تطلب معروفه، ويقال: فلان كثير الغاشية والعافية، أي يغشاه السؤال والطالبون، وفي الحديث أبي ذر: (أنه ترك أتانا وعفوا) والعفو ولد الحمار وهو العفو أيضا والعفا مقصور.

باب العين مع القاف

باب العين مع القاف (عقب) / قوله تعالى: {لا معقب لحكمه} أي لا يحكم بعد حكمه حاكم، والمعقب الذي يكر على الشيء، وقوله تعالى: {له معقبات} أي للإنسان ملائكة يعقب بعضهم بعضا، ويعتقب بعضهم بعضا وهي جمع معقبة، ثم معقبات جمع الجمع. قال الفراء: ملائكة الليل تعقب ملائكة النهار، وقوله تعالى: {ولى مدبرا ولم يعقب} أي لم يرجع، وقال شمر: كل راجع معقب وروي عن سفيان: لم يمكث، وفي حديث عمر- رضي الله عنه-: (أنه كان يعقب الجيوش في كل عام) أي يرد قوما ويبعث آخرين، يعاقبونهم يقال: عقب الغزاة وأعقبوا إذا وجه غيرهم مكانهم وردوا، وفي الحديث: (من عقب في صلاة فهو في صلاة) أي أقام بعدما يفرغ من الصلاة في مجلسه، يقال: صلى القوم وعقب فلان أي أقام بعد ما ذهبوا، وفي حديث أنس: (أنه سئل عن التعقيب) قال شمر: قال ابن راهويه: إذا صلى الإمام بالناس في شهر رمضان ترويحة أو ترويحتين ثم قام في آخر الليل واجتمع القوم فصلى بهم بعد ما ناموا باقي الترويحات جاز وإن صلى بهم جماعة غير الترويحات فذلك مكروه، قال: والتعقيب أن يعمل عملا ثم يعود فيه فإذا غزا الإنسان ثم ثنى من سنته، فقد عقب، ويقال: تعقيبة خير من غزاة، وفي الحديث: (معقبات/ لا يخيب قائلهن) وهو أن يسبح في إثر كل صلاة كذا وكذا مرة، قال أبو

الهيثم: سميت معقبات؛ لأنها عادت مرة بعد مرة وكل من عمل عملا ثم عاد إليه فقد عقب، وقال شمر: أراد تسبيحات تخلف بأعقاب الناس، قال: والمعقب من كل شيء ما خلف بعقب ما قبله، وقوله تعالى: {وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم} وقرئ (فعقبتم) مخفف ومشدد، أي فكانت العقبى والغلبة كم حتى غنمتم ومعنى عاقبتم أصبتموهم في القتال حتى غنمتم، المعنى إن مضت امرأة منكم إلى من لا عهد بينه وبينكم، فأتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا في مهورهن، وكذلك إن مضت إلى من بينكم وبينه عهد فنكث في إعطاء المهر فالذي ذهبت زوجته كان يعطى من الغنيمة المهر ولا نقص شيء من حقه يعطى حقه كاملا بعد إخراج مهور النساء، قال ذلك أبو منصور وقال في قوله تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} سمي الأول عقوبة وإنما العقوبة الثانية لازدواج الكلام في الفعل بمعنى واحد، ومثله ذلك ومن عاقب به بمثل ما عوقب به ومثله (وجزاء سيئة سيئة مثلها فالأولى سيئة والمجازة عليها حسنة إلا أنها سميت سيئة/ لأنها وقعت إساءة بالمفعول به لأنه فعل ما يسوءه والعقاب والعقوبة يكونان بعقب اكتساب الذنب ومثله قوله تعالى: {شديد العقاب} وقوله تعالى: {فأعقبهم نفاقا} أي أضلهم بسوء فعلهم عقوبة، يقال: عاقبه وأعقبه، وقوله تعالى: {ولا يخاف عقباها} أي لا يخاف أن يعقب على عقوبته من يدفعها أو يغيرها وقيل لم يخف القاتل العقبى، وفي الحديث: (لي خمسة أسماء كذا وكذا والعاقب) والعاقب آخر الأنبياء وقال ابن الأعرابي: العاقب والعقوب الذي يخلف من

كان قبله في الخير، وقال أبو عبيد: يقال عقب يعقب عقوبا إذا جاء شيء بعد شيء ولهذا قيل لولد الرجل من بعده عقبه، وفي حديث عمر رضي الله عنه: (أنه سافر في عقب رمضان) قال أبو زيد: يقال: جاء في عقب رمضان وعلى عقبه إذا جاء وقد بقيت منه بقية إذا جاء وقد ذهب الشهر كله، وفي الحديث: (وكانت رايته تسمى العقاب). قال ابن المظفر العقاب العلم الضخم وأنشد: فراس لا يكون له كفاء ... إذا جال اللفيف عن العقاب. وفي الحديث: (نهى) عن عقب الشيطان في الصلاة) قال أبو عبيد: هو أن/ يضع إليتيه على عقبيه بين السجدتين، وهو الذي يجعله بعض الناس الإقعاء، وفي الحديث: (ويل للعقب من النار) أي ويل لصاحب العقب المقصر في غسلها، كما قال: {واسأل القرية} أي أهل القرية، وقل: أراد أن العقب يخص بالمؤلم من العذاب إذا قصر في غسلها، وقال الأصمعي: العقب ما أصاب الأرض من مؤخر الرجل إلى موضع الشراك يقال: عقب

(عقد)

وعقب، وفي الحديث: (أن نعله كانت معقبة مخصرة) المعقبة التي لها عقب، وفي الحديث: (أن كل غازية غزت يعقب بعضها) أي يكون ذلك نوبا بينهم إذا خرجت غازية ثم صدرت لم تكلف أن تعود ثانية حتى يعقبها أخرى: وفي حديث شريح: (أنه أبطل النفخ إلا أن تضرب فتعاقب). أي أبطل نفخ الدابة برجلها إلا أن تتبع ذلك رمحا: عاقبت كذا بكذا أي أتبعته إياه، وفي حديث إبراهيم: (المعتقب ضامن لما اعتقب) يقال اعتقبت الشيء إذا حبسته عندك ومعناه: البائع إذا باع شيئا ثم منعه المشترى حتى تلف عنده ضمن، وقال الحارث بن بدر: (كنت مرة نشبة فأنا اليوم عقبة) يقول: كنت إذا نشبت بإنسان وعلقت به لقي مني شرا فقد أعقبت اليوم منه ويقول الرجل لزميله: أعقب أي: انزل حتى أرى عقبتي، / ومنه قول سديف: (أعقبي آل هاشم يا أميا) يقول: انزلي عن الخلافة حتى يليها بنو هاشم. (عقد) وقوله تعالى: {أوفوا بالعقود} قال ابن عرفة: العقد الضمان والعقود ثلاثة أصناف، فعقد لهم أن يعقدوه إن شاءوا كالبيع والنكاح وما سوى ذلك، وعقود الناس التي تجب لبعضه على بعض، قال: والعقد يقع مكان العهد، ويقال: عقدت الحبل، وأعقدت العسل، وقال غيره: أوفوا بالعقود أي: بالفرائض التي عقدها الله تعالى على العباد.

(عقر)

وفي حديث عمر رضي الله عنه: (هلك أهل العقد ورب الكعبة) يعني أصحاب الولايات على الأمصار، وفي الحديث: (فعدلت عن الطريق فإذا بعقدة من شجر) العقدة من الأرض البقعة الكثيرة الشجر، وفي الحديث: (من عقد لحيته فإن محمدا بريء منه) أي جعدها، ويقال: كانوا يعقدونها في الحروب، والقول هو الأول، وفي حديث أبي: (هلك أهل العقدة) يعني الولاة الذين عقدت لهم البيعة. (عقر) قوله تعالى: {وامرأتي عاقر} أي لا تلد، ورجل عاقر لا يولد له، وقد عقرت المرأة، وإنما الفاعلين من فعل فعيلة، يقال عظمت فهي عظيمة، وظرفت فهي ظريفة، وإنما قيل عاقر، لأنه يراد به ذات عقر، وفي الحديث: (إني لبعقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن) / عقر الحوض مؤخره بالضم، وعقر الدار أصلها بفتح العين، يقال: الزم عقر دارك، وفي الحديث: (ما عزى قوم في عقر دارهم إلا ذلوا). وفي الحديث: (فأعطاها عقرها) العقر: ما تعطاه المرأة على وجه وطء الشبهة، لأن الواطئ للبكر يعقرها إذا افتضها، فسمي ما أعطيته بالعقر عقرا ثم صار للثيب وغيرها.

ومنه حديث الشعبي: (ليس على زان عقر) وقال ابن شميل: العقر المهر، وقال غيره: هو للمغتصبة من الإماء كمهور الحرة، وفي الحديث: (لا يدخل الجنة معاقر خمر) هو الذي يدمن شربها مأخوذ من عقر الحوض وهو مقام الشاربة والشارب منها: أي يلازمها ملازمة الإبل الواردة الحوض حتى تروى. وفي الحديث: (لا عقر في الإسلام) كانوا يعقرون الإبل على قبر الموتى وكانوا، يقولون أن أصحاب القبر كان يعقرها للأضياف أيام حيوته فيكافأ بمثل صنعه بعد وفاته، وفي الحديث: (فرد النبي - صلى الله عليه وسلم - ذراريهم وعقار بيوتهم) قال الحربي: أراد أراضيهم، وقال الأزهري: أراد متاع بيوتهم والأدوات والأواني، وقال ابن الأعرابي: عقار البيت ونضده متاعه الذي لا يبتذل إلا في الأعياد، وبيت حسن العقار والأهرة والظهرة، إذا كان حسن المتع وعقار كل شيء خياره. والعقر والعقار الأصل/ يقال لفلان عقار أي أصل مال، ومنه الحديث: (من باع دار أو عقارا) أي أصل مال، وفي الحديث: (والكلب العقور

قال سفيان: معناه كل سبع معناه: كل سبع يعقر، قال أبو عبيد: يقال لكل جارح أو عاقر من السباع، كلب عقور كالأسد والنمر والفهد، وما أشبهها، وفي الحديث (فعقر حنظلة بن الراهب بأبي سفيان بن الحارث) يقال: عقر أي عرقب دابته، وفي الحديث: (وقيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنها حائض يعني صفية فقال: عقرى حلقي) قال أبو بكر: معنى عقرى أي عقرها الله وحلقي أصابها الله بوجع في حلقها، ظاهره الدعاء عليها وليس بدعاء على الحقيقة وهذا من مذهبهم معروف، ويقال: حلقه أصاب حلقه، ووجهه أي أصاب وجهه، وقال أبو عبيد: صوابه عقرا حلقا، لأن معناه عقرها الله عقرا، وقال غيره: عقري حلقى صواب؛ لأن معناه: جعلها الله عقرى حلقى، الألف ألف التأنيث بمنزلة سكري وغضبى، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه: (لا تأكلوا من تعاقر الأعراب فإني لا آمن أن يكون مما أهل به لغير الله) هو عقرهم الإبل، وذلك أن يتبارى الرجلان في الجود، فيعقر هذا ويعقر هذا يعجز أحدهما. وفي حديث أم سلمة أنه قالت لعائشة- رضي الله عنها-: (سكن الله عقيراك/ فلا تصحريها) أي أسكنك الله بيتك وعقارك، وسترك فيها فلا تبرزيها، قالت: ذلك عند خروجها إلى البصرة، وفي الحديث: (أنه أقطع فلانا ناحية كذا، واشترط عليه ألا يعقر مرعاها) أي لا يقطع شجرها.

(عقص)

(عقص) في صفته - صلى الله عليه وسلم - (إن انفرقت عقيصته فرق) العقيصة. الشعر المعقوص، وهو نحو من المضفور قال أبو عبيد: ومنه حديث عمر رضي الله عنه (من لبد أو عقص فعليه الحلق) قال: والعقص أن يلوى الشعر على الرأس ومعنى قوله: (إن انفرقت فرقها وإلا تركها) أراد أن شعرته إن انفرقت ذات نفسها فرقها، وإلا تركها على حالها، قال القتيبي: اللابد الذي يلبد شعره بلزوق يجعله فيه، والعاقص: الذي لواه فأدخل أطرافه في أصوله. في الحديث فيمن منع الزكاة قال: (فتطاؤه بأظلافها ليس فيها عقصاء ولاجلحاء) العقصاء: الملتوية القرنين وكذلك الغطفاء ورجل عقص فيه التواء. ومنه حديث ابن عباس: (ليس معاوية مثل الحصر العقص) يعني ابن الزبير رضي الله عنهم يقال: عقص وعكص لغتان، وهو الألوى الصعب الأخلاق. (عقف) وفي حديث القاسم بن محمد (لا أعلم رخص في كذا إلا للشيخ المعقوف) يعني الشيخ كبير أعقب من شدة الكبر، قال أبو عمرو: العقوف: التعويج، قلت: أراد أنه انحنى هرما حتى التقى طرفاه ميلا كالعقافة./ (عقق) في الحديث: (عق عن الحسن والحسين) أي ذبح عنهما والعق في

(عقل)

اللغة الشق والقطع، وسمي الشعر الذي يخرج على المولود في بطن أمه، وهو عليه عقيقة، لأنها إن كانت على إنسى حلقت، وإن كانت على بهيمة أنسلتها. وقيل للذبيحة: عقيقة لأنها يشق حلقومها، ثم قيل للشعر الذي ينبت بعد ذلك الشعر: عقيقة على وجه الاستعارة، ويروى (إن انفرقت عقيقته فرق) ويقال للعقيقة أيضا عقة. وفي الحديث: (في العقيقة عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة) يعني الذبيحة التي تذبح عنه يوم أسبوعه. وفي الحديث: (من أطرق مسلما فعقت له فرسه كان له كأجر كذا) قوله (عقت) أي حملت، والأجود أعقت بالألف فهي عقوق، ولا يقال معق قاله ابن السكيت. وقال أبو سفيان يوم أحد لحمزة رضي الله عنه حين مر به وهو مقتول (ذق عقق) أراد ذق القتل يا عاف كما قتلت يوم بدر من قتل من الكفار. (عقل) قوله تعالى: {أفلا يعقلون} قال ابن عرفة: العقل الجنس والعاقل من جنس الأشياء على مواضعها ووضعها فيها، ومنه يقال: عقلت البعير إذا حبسته بالعقال. وفي الحديث: (قضى بدية شبه العمد على العاقلة) أي على العصبة وهم القرابة من قبل الأب. وفي حديث ابن المسيب: (المرأة تعاقل/ الرجل إلى ثلث ديتها) يعني

أن موضحتها وموضحته سواء فإذا بلغ العقل نصف الدية صارت دية المرأة على النصف من دية الرجل. وفي الحديث: (يتعاقلون منهم معاقلين الأولى) أي يكونون على ما كانوا عليه في الجاهلية فيما يأخذونه في الديات ويعطون. ومنه حديث عمر رضي الله عنه: (إنا لا نتعاقل المضغ بيننا) أي لا يأخذ بعضنا من بعض العقل، وهو الدية والمضغ: جمع مضغة وهي القطعة من اللحم. وفي الحديث: (من اعتقل الشاة وأكل مع أهله فقد برئ من الكبر). اعتقال الشاة أن يضع رجليها بين ساقه وفخذه ثم يحلبها ويقال اعتقل رمحه إذا فعل به ذلك وعقل أقامه على رجل وعقل الرجل ورفعها. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه (لو منعوني عقالا مما أدوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلهم عليه) يعني صدقة عام يقال: اخذ منه عقال هذا العام إذا أخذ منهم صدقته، ويل: أراد الحبل الذي يعقل به الفريضة التي كانت تؤخذ في الصدقة. وفي الحديث الدجال (ثم يأتي الخصب فيعقل الكرم) قال الفراء: معناه أنه يخرج العقيلي، وهو الحضرم ثم يمحج أي يطيب طعمه.

(عقم)

(عقم) قوله تعالى: {عذاب يوم عقيم} أي لا يأتي فيه خير ويوم القيامة عقيم على الكفار قال عز وجل: {على/ الكافرين غير يسير} وأصل العقم في الولادة وهو العقم أيضا يقال: عجوز عقيم أي لا تلد. ومنه الحديث: (سوداء ولود خير من حسناء عقيم) ورجل عقيم إذا كان لا يولد له، وهو قوله تعالى: {ويجعل من يشاء عقيما}. وقوله تعالى: {الريح العقيم} يعني الني لا تأتي بسحاب ولا مطر، ويقال: عقمت المرأة وعقمت فهي معقومة فإذا كانت سيئة الخلق قيل: عقمت بضم القاف فهي عقام وعقيم. (عقا) في حديث ابن عباس: (وسئل عم المرأة ترضع الصبي الرضعة فقال: إذا أعقى حرمت عليه المرأة) قال الليث: العقى ما خرج من بطن الصبي حين يولد أسود لزج يقال: هل عقيتم صبيكم؟ أي هل سقيتموه عسلا سقط عنه عقيه، وقد عقى يعقي عقيا، قال أبو عبيد: إنما ذكر العقي ليعلم أن اللبن قد صار في جوفه لأنه لا يعقي من ذلك اللبن حتى يصير في جوه وتقول: أعقى الشيء إذا اشتدت مراراته. ومن أمثالهم: لا تكن حلوا فتشترط ولا مرا فتعقى ويقال فيعقى فمن قال: على تفعل فمعناه تشتد مرارتك، ومن قال: فتعقى على تفعل.

باب العين مع الكاف

فمعناه تلفظ لمرارتك، والردج من المهر بمنزلة العسقى من الصبي. باب العين مع الكاف (عكر) في الحديث: (أنتم العكارون لا الفرارون) سمعت أبا بكر/ أحمد بن إبراهيم بن مالك الرازي، وكتبه لي بخطه قال: سألت ثعلبا عن العكارين فقال: هم العطافون، وقال غيره: يقال للرجل الذي يولى على الحرب ثم يكر راجعا عكر واعتكر. وفي الحديث: (مر برجل له عكرة فلم يذبح له شيئا) قال أبو عبيد: العكرة من الإبل: ما بين الخمسين إلى المائة، ورجل معكر له عكرة. وفي بعض الحديث: (أن رجلا فجر بامرأة عكورة) قال القتيبي: تقول: عكر عليها فتسمنها وغلبها علي نفسها من قولك عقرت على الرجل إذا حملت عليه. (عكس) في حديث الربيع بن خثيم: (اعكسوا أنفسكم عكس الخيل باللحم) يقول: اقدعوها وكفوها العكس: أن تجعل في رأس البعير خطاما حتى تقعده إلى خلف، والعكس: ردك آخر الشيء على أوله. (عكف) قوله تعالى: {لن نبرح عليه عاكفين} أي لن نزال عليه مقيمين يقال:

(عكك)

عكف يعكف عكوفا إذا أقام، وهو معتكف على حرام أي مقيم عليه. ومنه قوله تعالى: {يعكفون على أصنام لهم}. ومنه قيل لمن لا زم المسجد وأقام على العبادة: معتكف وعاكف. قال الله تعالى: {سواء العاكف فيه والباد}. (عكك) في الحديث: (ثم نزلوا وكان يوم عكاك) العكاك: شدة الحر، ويوم عكيك، وقد عك يومنا إذا اشتد حره. في حديث أم زرع: (عكومها رداح بيتها فياح) العكوم: جمع العكم وهي الأحمال /والغرائر التي تكون فيها ضروب الأمتعة والرداح العظيمة. باب العين مع اللام (علب) في الحديث: (إنما كانت حلية سيوفهم الآنك والعلابي) يعني العصب الواحدة علباء، وكانت العرب تشد بالعلابي الرطبة أجفان سيوفها فتجف عليها وتشد الرماح بها إذا تصد عنه قال الشاعر: يداعسها بالسمهري المعلب. وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (أنه رأى رجلا بأنفه أثر السجود فقال: لا تعلب صورتك) حدثنا أبو بكر الرازي أحمد بن إبراهيم بن مالك.

(علج)

قال: حدثا أبو محمد الحسن بن علي بن زياد قال: حدثنا علي بن الجعد قال: أنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت قال: سمعت أبا الشعثاء المحاربي قال: قال فلان أراه ابن عمر: (لا تعلب صورتك) قال: علي أراد لا تشينن صورتك بقول: لا تؤثر فيها أثرا لشدة انتحائك على أنفك في السجود، والعلوب: الآثار الواحد علب. (علج) في حديث علي رضي الله عنه: (أنه بعث رجلين وقال لهما: إنكما علجان فالعجا) العلج الرجل العبل القوي الضخم وقوله (عالجا) يقول: مارسا العمل الذي ندبتكما له وزاولاه، ويحتمل أن يكون إنكما علجان بضم العين وتشديد اللام، والعلج مشدد اللام، والعلج مخففة: الصريع من الرجال. ومنه الحديث: / (إن الدعاء ليلتقى البلاء فيعتلجان) أي يتصارعان. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: (ما آسى على شيء من أمره- تعني أخاها عبد الرحمن- إلا خصلتين أنه لم يعالج ولم يدفن حيث مات) قال شمر: معنى قولها لم يعالج أي لم يعالج سكرة الموت فيكون كفارة لذنوبه وذلك أنه قال: فاجاءه الموت. (علف) في الحديث: (ويأكلون علافها) العلاف: جمع علف يقال علف وعلاف كما تقول: جمل وجمال، وجبل وجبال. (علق) قوله تعالى: {فتذروها كالمعلقة} أي لا أيما ولا ذات بعل.

ومنه جاء في حديث أم زرع: (إن أنطق أطلق وإن أسكت أعلق) أي يتركني كالمعلقة. وفي الحديث: (أن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أعلقت عنه، فقال: علام تدغرن أولادكن بهذه العلق) الإعلاق معالجة عذرة الصبي، ودفعها بالأصابع والدغر مثله، والعلق الدواهي، والعلق: المنايا والعلق الأشغال: ويروى: (وقد اعتقلت عليه) وقد تجيء على معنى عن قال الله عز وجل: {الذين إذا اكتالوا على الناس} أي عنهم. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (إن الرجل ليغالي بصداق امرأته حتى يكون عداوة في نفسه حتى يقول: وقد كلفت إليك علق القربة) قال أبو عبيد: علقها عصامها الذي تعلق به يقول كلفت إليك كل شيء حتى عصام القربة ويروى عرق القربة /وقد مر بفي بابه. وفي الحديث: (رأيت أبا هريرة وعليه إزار فيه علق وقد خيطه بالأصطبة) يقال في هذا الأمر علق وعلاقة وعلقة وعلوق ومعتلق وعلاق كله بمعنى واحد، قال ابن السكيت: العلق الذي يكون في الثوب وغيره، وقال غيره: هو أن يمر الشوكة أو غيرها: فتعلق الثوب فتخرقه والأصطبة مشاقة الكتان. وفي الحديث: (أرواح الشهداء تجول في طير خضر تعلق من ثمار الجنة) يعني تأكل، يقال: علقت تعلق علوقا قال الكميت:

(علك)

إن تدن من فنن الألاة تعلق وفي الحديث: (ويجتزئ بالعلقة) يعني بالبلغة من الطعام). وفي الحديث: (وأنكحوا الأيامى منكم، قيل: يا رسول الله فما العلائق بينهن؟ قال: ما تراضى عليه أهلوهن) قال شمر: علاقة المهر ما يتعاقون به على المتزوج قال: وقال مجاهد: العلائق المهور الواحدة علاقة، والعلق: الدم الجامد الواحدة علقة. ومنه قوله تعالى: {خلق الإنسان من علق} فإذا كان جاريا فهو المسفوح. (علك) في الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - سأل جريرا عن منزله ببشية فقال سهل: ودكداك وسلم وأراك وحمض وعلاك) والعلاك: شجر ينبت بناحية الحجاز، ويقال له العلك أيضا، قال لبيد وذكر إلا: لتقيطت علك الحجاز مقيمة ... فجنوب ناصفة لقاح الجؤب (علل) / في الحديث: (أتي بعلالة الشاة فأكل منها ثم قام إلى العصر فصلى ولم يتوضأ) يريد: بقية لحمها، ويقال: لبقية اللبن في الضرع، ولبقية جري الفرس ولبقية قوة الشيخ: علالة مأخوذ من العلل وهو الشرب البالي وقال الأزهري: عاللة الشاة ما يتعلل به شيء بعد شيء.

(علم)

وفي الحديث: (الأنبياء أولاد علات) معناه أنهم لأمهات مختلفات ودينهم واحد. وفي الحديث: (يتوارث بنو الأعيان من الإخوة دون بني العلات) أي يتوارث الأخوة للأب والأم دون الأخوة للأب والعلة الضرة والعلة بكسر العين توضع موضع العذر ومنه قول عاصم بن ثابت: ما عليت وأنا جلد نابل ... والقوس فيها وتر عنابل أي ما عذري في ترك الجهاد وعل ولعل حرفا مطمع وترج. وقوله تعالى: {لعله يتذكر أو يحشى} يقول: اذهبا على طمعكما ورجابكما في خبر إبراهيم عليه السلام (إنه يحمل أباه ليجوز به الصراط فينظر فإذا أبوه عيلام أمدر) أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن أبي العباس قال: أخبرنا ابن الأعرابي قال العيلام ذكر الضبعان والأمدر المنتفخ الجوف. (علم) وقوله تعالى: {رب العالمين} العالمون: المخاطبون هم الجن والإنس، لا واحد للعالم من لفظه والعالمون أصناف الخلق، كلهم الواحد عالم ويقال لكل دهر عالم، قال جرير بن الخطفي: تنصفه البرية وهو سام ... ويضحي العالمون له عيالا وقوله تعالى: {أولم ننهك عن العالمين} عن إضافة للعالمين أي عن أن

تضيف أحدا ودل قوله تعالى: {ليكون للعالمين نذيرا} أنهم الجن والإنس، لأنه لم يكن نذيرا للبهائم هذا قول ابن عباس وقال قتادة: رب العالمين رب الخلق أجميعن. وقوله تعالى: {وفوق كل ذي علم عليم} وقيل في التفسير: حتى ينتهي العلم إلى علم الله تعالى. وقوله تعالى: {بغلام عليم} أي يعلم إذا بلغز وقوله تعالى: {أنزله بعلمه} يعني أنزل القرآن الذي فيه علمه. وقوله تعالى: {ليعلم الله} يعني علم المشاهدة الذي يوجب العقوبة وذلك أن علم الغيب ما يوجب ذلك. وقوله تعالى: {إنما أوتيته على علم عندي} أي على شرف وفضل يوجب لي ما خولته، وقيل: قد علمت أني سأوتي هذا. وقوله تعالى: {وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم} أي عن علم بأن الفرقة ضلالة ولكنهم فعلوه بغيا أي البغي. وقوله تعالى: {وإنه لعلم للساعة} أي أن مجيء عيسى عليه السلام دلالة على مجيء الساعة، وبه يعلم مجيء الساعة ومن قرأ (لعلم الساعة) فمعناه علامة للساعة، وأصل العلم الجبل. ومنه قوله تعالى: {وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام} قالوا: الأعلام الجبال الواحد: علم.

(علن)

وقوله: {وأضله الله على علم} أي على ما سبق في علمه. وقوله تعالى: {وإنه لذو علم لما علمناه} قال ابن عيينة: أي ذو علم ودل على /صحة قوله قول ابن مسعود العلم الخشية. وقوله تعالى: {في أيام معلومات} قال أكثر أهل التفسير: هي العشر وآخرها يوم النحر والأيام المعدودات ثلاثة أيام بعد النحر. وقوله تعالى: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة} أي يعلمان الناس ما السحر، ويأمران باجتنابه وعلمت وأعلمت في اللغة بمعنى واحد. وقوله تعالى: {الذي لعم بالقلم} أي علم الكتابة بالقلم. وقوله تعالى: {كلا لو تعلمون علم اليقين} أي لو لعمتم الشيء حق علمه لارتدعتم قال ذلك كله أو أكثره: الأزهري. وفي الحديث: (تكون الأرض يوم القيامة كقرصة النقي ليس فيها معلم لأحد) المعلم: ما جعل علامة وعلما للطرق والحدود مثل أعلام الحرم. ومعالمه المضروبة عليه، قال أبو عبيد: المعلم الأثر. (علن) في حديث سطيح الكاهن (تجوب بي الأرض علنداة شجن) العلنداة الغوية من النوق وأسمعنيه بعض أهل الأدب علنداة شزن قال: والشزن المعي

(علا)

من الجفا شزن البعير يشزن قال: ويكون الذي يمشي في شق قال ويقال بات لفلان على شزن أي على قلق. (علا) قوله تعالى: {وأنتم الأعلون} أي أنتم المنصورون على أعدائكم بالحجة، والظفر يقال: علوت قرني أي غلبته. ومنه قوله تعالى: /} وأن لا تعلوا على الله} أي لا تتكبروا. وقوله تعالى: {ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين} أي تترفعوا. ومنه قوله تعالى: {ولتعلن علوا كبيرا} أي لتعظمن ولتبعثن. وقوله تعالى: {لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا}. ومن صفاته تعالى: (العلي) وهو الذي ليس فوقه شيء، ويقال علا الخلق فقهرهم والمتعالي الذي جل عن أفك المقترين، ويكون المتعالي بمعنى العلي وقيل: تعالى: أي جل عن كل ثناء. وقوله تعالى: {من استعلى} أي من قهر وغلب يقال استعلى فلان على الناس. وقوله تعالى: {لفي عليين وما أدراك ما عليون} قال الزجاج: أي في أعلى الأمكنة، وقال مجاهد عليون السماء السابعة.

ومثله ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (إن أهل الجنة ليترأون أهل عليين كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء) وقال قتادة: تحت قائمة العرش اليمنى، وقال الفراء: هو واحد كما تقول لقيت منه البرجين وهو احد يريد به المبالغة. وقوله تعالى: {هذا صراط علي مستقيم} أي طريق الخلق على لا يفوتني منهم أحد. وقوله تعالى: {والسموات العلى} جمع العليا، ويقال: السموات العلى والسماء العليا مثل الكبرى والكبر. وفي الحديث: (فإذا انقطع من عليها رجع إليه الإيمان) أراد من عندها قال الشاعر: عزب من عليه بعد ما تم طمؤها ... تصل وعن قيد بزيزا مجهل وفي الحديث: (قال ابن مسعود: فلما وضعت رجلي على مذمره- يعني أبا جهل- قال: أعل عنج) يقال: أعل عن الوسادة، وعال عنها: أي تنح عنها فإذا أردت / أن يعلوها قلتك أعل على الوسادة، وأراد بعنج عني وسمعت الأزهري يقول: هي لغة يقلبون الياء جيما فمن ذلك قولهم ما بها دبي ومنهم من يقول دبح، وأنشد لمن هذه لغته: المطمعون اللحم بالقشيج وبالغداة كسر البرنج يقلع بالود والصيصج

(علهز)

أراد بالعشي والبرني والصيصي. (علهز) في حديث عكرمة: (كان طعام أهل الجاهلية العلهكز) وهو الحلم بالوبر يشوي فيوكل قال أبو الهيثم: هو دم يابس يدق به أوبار الإبل في المجاعة فيؤكل. وفي حديث الاستسقاء: (ولا شيء مما يأكل الناس عندنا سوى الحنظل الحامي والعلهز والفسل وليس لنا إلا إليك فرارنا وأين فرار الناس إلا إلى لرسل) قال ابن الأنباري: العلهز: شيء كانوا يتخذونه في سنى المجاعة من الدم، وأوبار الإبل ثم يعالجونه بالسنار ويأكلونه قال: وقال بعضهم: العلهز: قردان ودم كانوا يعالجونها بالنار ويدحرونهما إذا أحسوا بجدب، وقوله: (العلهز الفسل) آكله ومدخره أي الضعيف فصرف الوصف إلى العلهز. والمعنى لآكله ومدخره كما قال تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن}. أراد والشجرة الملعون آكلها ومستوجبها، فنسب اللعنة إلى الشجرة وهي في الحقيقة لغيرها./ باب العين مع الميم (عمد) قوله عز وجل: {رفع السموات بغير عمد ترونها} أي خلقها مرفوعة بلا عمد وقيل لا ترون تلك العمد وهي قدرة الله تعالى وقيلا لا تحتاجون مع الرؤية الخبر وقال ابن عرفة: العمد جمع عماد وليس في كلام العرب، فعال تجمع على فعل إلا عماد وعمد وإهاب وأهب.

ومنه قوله تعالى: {في عمد ممددة} وقال الليث: في شبه أشبية من النار، ويقال: عماد وأعمدة وعمد وهي التي ترفع بها البيوت. وفي حديث أم زرع (زوجي رفيع العماد) أرادت عماد بيت شرفة والعرب تضع البيت موضع الشرف في النسب والحسب ومنه يقال رجل طويل العماد إذا كان معمدا أي طويلا قال: وقول الله تعالى: {إرم ذات العماد} أي ذات الطول والبناء الرفيع. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (يأتي به أحدهم علي عمود بطنه) قال أبو عمرو: هو ظهره يقال إنه ليمسك البطن ويقويه فصار كالعمود له قال أبو عبيد أراد أنه يأتي به على تعب ومشقة وإن لم يكن ذلك الشيء على ظهره إنما هو مثل. وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: (أن أبا جهل قال له: أعمد من سيد قتله قومه) قال أبو عبيد معناه هل: زاد على سيد قتله قومه هل كان /إلا هذا يعني أن هذا ليس بعار، وقال شمر: هذا استفهام أي أعجب من رجل قتله قومه. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (إن نادبته قالت واعمراه أقام الأود وشفي العمد) العمد ورم يكون في الظهر دبر يقال: عمد يعمد عمدا يعني البعير وأرادت أنه أحسن السياسية.

(عمر)

(عمر) قوله تعالى جده {لعمرك} أقسم بحياة محمد - صلى الله عليه وسلم - والعمر والعمر واحد، فإذا استعمل في القسم فالفتح لا غير تقول عمرك الله أي أسأل الله تعميرك ورفع قوله لعمرك، لأنه ابتداء محذوف الخبر المعنى لعمرك ما أقسم به، وقال أبو الهيثم: النحويون ينكرون هذا ويقولون أريتك الذي يعمر وأنشد: أيها المنكح الثريا سهيلا ... عمرك الله كيف يلتقيان أي عبادتك الله فنصب. وقوله تعالى: {واستعمركم فيها فاستغفروه} قال ابن عرفة: أي أطال أعماركم، وقال غيره: أي جعلكم عمارها، ويقال: أعمرته الدار أي جعلتها له عمره، وهي العمرى التي جاء في الحديث: إناه لمن أعمرها. وفي الحديث: (لا تعمروا ولا ترقبوا) قال أبو بكر: العمري أن يسكنه دارا عمره والرقبى أن يكون بهما نقي بعد صاحبه فكأنه كل واحد منهم يرقب يوم صاحبه. وقوله / تعالى: {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره} قال الفراء من عمر آخر، قال: وهذا مثل قولهم أعطيتك درهما ونصفه يعني نصف آخر فيقول: لا تستوي أعمار الناس ينقص هذا ويزاد هذا وقال غيره: يريد أنه كتب له من العمر مقدار فكلما عمر يوما نقص ذلك اليوم من عمره. وفي الحديث: (أنه بايع رجلا من الأعراب وخيره بعد البيع فقال له رجل عمرك الله من أنت) وفي رواية: (عمرك الله بيعا) قال الأزهري: أراد

(عمل)

عمرك الله من بيع وقال أبو بكر: هو حرف معناه: أقسم يقول بالذي أسأل أن يعمرك، وينصب إذا لم تكن فيه الألف واللام، فإذا أدخلوا اللام رفعوا والرافع له جواب اليمين، وإنما رفعوا وهم يضمرون اللام قال ويقال قعدك الله وقعدك الله ومعناه اسأل الله أن يقعدك أي اسأله أي يعمرك حتى تقوم بأمرك ولا يتولاه عنك غيرك لفقدك وهلاكك قال: وأخبرنا أبو العباس قال: يقال قعد فلان بالأمر إذا قام به وأنشد: سيقعد عبد الله عني نبهشل ... ويأتيك مني الموت يسعى دليفا معناه فسيقوم عبد الله بنهشل دليفا أي ثقيلا. وروى أبي بن كعب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أنه قرأ فوجدا فيها جدارا) يريد/ أن ينقض فهدمه ثم قعد يبنيه قال أبو بكر: معناه: ثم قام يبنيه. في بعض الحديث: (ما رأيت حربا بين رجلين مثلهما قام كل واحد منهما إلى صاحبه عند شجرة عمرية يلوذ بها) قال أبو العميثل وأبو سعيد: العمري القديم سواء كان علي نهرا أو غيره، وقال الأصمعي: العمري. والعيرى: الذي ينبت من السدر على الأنهار. وفي الحديث: (أوصاني جبريل عليه السلام بالسواك حتى خشيت على عموري) هي لحمات مما بين الأسنان الواحد عمر وعمر. وفي الحديث: (لا بأس أن يصلي الرجل على عمريه) قال ابن عرفة هما طرفا الكمين فيما فسره الفقهاء. (عمل) قوله تعالى: {مما علمت أيدينا} هو كقوله: {وما عملته أيديهم} أي لم تعمله أيدي الخلق أي ليست مما عملت أيدي مالكيها، بل هي خلق الله

تعالى: ومعنى أيدينا نعمتان ودليل النعمة، قوله تعالى: {أفلا يشكرون} وقال القتيبي: مما عملتا بقوتنا وقدرتنا، وهي اليد والقدرة والقوة. وقوله تعالى: {وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة} أي عملت في الدنيا بغير ما يقر إلى الله تعالى، وقيل: إنهم الرهبان، ومن أشبههم وقيل: عاملة ناصبة في النار يعني شدة مقاساتها العذاب، وقيل عاملة وناصبة سواء والعمل التعب والنصب قال القطامي: وقد يهون على المستبح العمل. أي النصب والتعب. وقوله: /} وما عملته أيديهم} أي عالجوه من زرع وغيره. وقوله تعالى: {فاعمل إننا عاملون} أي فاعمل بما تدعو إليه فإنا عاملون بمذهبنا، ويقال: فاعلم في هلاكنا فإنا عاملون في هلاكك. وقوله تعالى: {إنه عمل غير صالح} أي سؤالك إذا نحى كافرا عمل منك يا نوح غير صالح، قاله الزيدي عن أبي عمرو. وفي حديث لقمان بن عاد: (يعمل الناقة والساق) أخبر أنه تحيت الساق باق على المشي حاذق بالركوب، فهو يجمع الأمرين ويصلح لهما. وفي حديث الشعبي: (إلى بشراب معمول) قال أبو العباس: هو الذي فيه اللبن والعسل والثلج.

(عمم)

وفي حديث الإسراء: (فعملت بأذنيها) أي أسرعت يعني البراق ويقال: أعلمت المطية فعملت، وناقة يعملة ونوق يعمالت وبعير يعملي. (عمم) في صفته - صلى الله عليه وسلم -: (أنه جزأ دخوله ثلاثة أجزاء ثم جزأ جزأه بينه وبين الناس فيرد ذلك على العامة بالخاصة) قال ابن الأنباري: فيه ثلاثة أقوال أحدها: أن العامة كانت لا تصل إليه في هذا الوقت بل الخاصة، تدخل إليه ثم تخبر العامة بما سمعت من العلوم منه فكأنه - صلى الله عليه وسلم - أوصل الفوائد إلى العامة بالخاصة في هذا القول، والثاني: أن معناه أنه كان يرد ذلل من الخاصة إلى العامة، أو يجعل وقت العامة بعد الوقت الذي خص به الأهل فإذا انقى ذلك الزمان /رد الأمر إلى العامة فخصهم وأفادهم قال: ومن معناها الباء، والقول الثالث: فردد ذلك بدلا من الخاصة على العامة أن يجعل العامة مكان الخاصة. وفي الحديث: (وأنها لتحل عم) أي توام في طولها والتفافها الواحد عميمة. وفي حديث عروة: (حتى استوى علي عممه) أراد على طوله واعتدال شبابه، ويقال للنبت إذا طال: اعتم ويجوز على عممه بالتخفيف مفتوحا (وعلى عممه) بالتخفيف مضموما، ورواه أوب عبيد بالتشديد. وفي حديث عطاء: (إذا توضأت فلم تعمم فتيمم) يقول: إذا لم يمكن في الماء وضوء تام فتيمم، وأصله من العموم. ومن أمثالهم: (عم ثوباء الناعس) يضرب مثلا للحدث لبلد ثم

(عمه)

يتعدها إلى سائر البلدان ويقال أيضا عم ثوب الناعس والثوباء أوجه لأن العدوى لها. وفي حديث الحوض: (وإنه من مقامي إلى عمان) قال أبو منصور بنصب العين وتشديد الميم قال وهو بالشام. (عمه) وقوله تعالى: {يعمهون} أي يترددون متحيرين الكفر يقال: رجل عامه وعمه حائر يتردد. (عمى) قوله تعالى: {عموا وصموا} أي ما عملوا بما سمعوا ولا بما رأوا من الآيات فكانوا كالعمي الصم ثم عموا وصموا بعد أن زاد لهم الأمر وضوحا بالنبي - صلى الله عليه وسلم -. وقوله تعالى: {فعميت عليهم الأنباء} أي خفيت يقال: عمي عن الخبر وعمي عليه الخبر. / قوله تعالى: {عمين} أي عموا عن الحق يقال رجل عم وقوم عمون. وقوله تعالى: {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى} أي أعمى القلب عن إبصار الحق فهو في الآخرة أعمى أي أشد عمى يقال فلان أعمى قلبا من فلان ولا يقال ذلك في عمي البصر.

وفي الحديث: (نهي عن الصلاة إذا قام قائم الظهيرة صكة عمي). قال أبو زيد: هو أشد الهاجرة قال شمر: كأنه تصغير أعمى، ويقال لقية صكة عمي وصكة أعمى أي نصف النهار في شدة الحر ولا يقال: ذلك إلا في حمارة القيظ والإنسان إذا خرج نصف النهار في أشد الحرة لم يتهيأ له أن يملأ عينيه من عين الشمس فأرادوا أنه يصير كالأعمى. وف يحديث سلمان: (وسئل ما يحل لنا من ذمتنا، فقال: من عماك إلى هداك) قال القتيبي: يقول: إذا أضللت الطريق أخذت الرجل منهم بالمشي معك حتى يقفك على الطريق ويقال إنما رخص سلمان في ذلك لأن أهل الذمة صولحوا على ذلك وشرط عليهموأما من لم يشرط عليه فليس عليه ذلك إلا بالأجرة. وفي الحديث: (كان في عماء تحته هواء وفوقه هواء) قال أبو عبيد: العماء بالسحاب في كلام العرب ولا يدرى كيف كان ذلك العماء وحكى عن أبي الهيثم أنه قال: (هو في عمى) مقصور قال: وهو كل أمر لا تدركه عقول بني آدم ولا يبلغ /كنهه الوصف، ولا تدرك الفطن، وقال بعض أهل العلم: معنا أين كان عرش ربنا فحذف اختصارا كقوله تعالى: {واسأل القرية} أي أهل القرية ويدل على ذلك قوله تعالى: {وكان عرش على الماء}. وفي الحديث: (من قتل تحت راية عمية) قال أحمد بن حنبل: هو

باب العين مع النون

الأمر الأعمى كالعصبية لا يستبين ما وجهه، وقال إسحاق: وهذا في تجارح القوم، وقتل بعضهم بعضا فكأن أصله من التغمية، وهو التلبيس. وفي حديث الزبير رضي الله عنه: (لئلا تموت ميتة عمية) أي ميتة فتنة وجهل. وفي الحديث: (تعوذوا بالله من الأعميين) يريد السيل والحريق. وفي الحديث: (مثل المنافق مثل شاة بين ربيضين تعموا إلى هذه مرة وإلى هذه مرة) يقال: عمى يعمو وعنا يعنو إذا خضع وذل. وفي الحديث: (فأغار على الصرم في عماية الصبح) أي في بقية ظلمة الليل والصرم القوم ينزلون على الماء بأهاليهم، فأما الصرمة، فالقطعة من الإبل. باب العين مع النون (عنب) رباعي في الحديث لعاصم: (والقوس فيها وتر عنابل) أي صلب متين وجمعه عنابل مثل جوالق وجوالق وقنافر وقنافر. (عنت) قوله عز وجل: {ولو شاء الله لأعنتكم} أي لكلفكم ما يشتد عليكم أداؤه كما فعل بمن قبلكم، والعنت: /المشقة، يقال: عنت الدابة تعنت إذا حدث في قوائمه كسر بعد جبر لا يمكنه معه الجري وعقبة عنوت شاقة المصعد،

(عنج)

ويقال: عنت البيطار الدابة إذا فعل به فعلا يغمر منه، وقال ابن الأنباري: أصل العنت التشديد إذا قالت العرب: فلان يتعنت فلانا ويعنته فمرادها يسدد عليه ويلزمه ما يصعب عليه أداؤه ثم يقلب إلى الهلاك والأصل معنى ما وصفنا. وقوله تعالى: {ذلك لمن خشي العنت منكم} يريد الهلاك في الزنا وأن يحمله الشبق على الفجور. وقوله تعالى: {لعنتم} أي لهلكتم ووقعتم في عنت. وقوله تعالى: {ودوا ما عنتم} أي ود ما أعنتكم. وقوله تعالى: {عزيز عليه ما عنتم} أي شديد عليه ما شق عليكم. وفي الحديث: (فيعنتوا عليكم دينكم) أي يدخلون عليكم الضرر في دينكم. (عنج) في الحديث: (ثم يعنج يعني ناقته حتى تكون في أخريات القوم) أي يجذب زمامها لتقف، يقال: عنجت البعير أعنجه عنجا. ومنه الحديث الآخر: (فعثرت ناقته فعنجها بالزمام). ومن أمثالهم: عود يعلم العنج أي يراض يضرب مثلا لمن أخذ في تعلم شيء بعد كبر سنه، قال أبو زيد: يقال عنجت البكر أعنجه أي ربطت خطامه في ذراعه قصرته لتروضه مأخوذ من عناج الدلو.

(عند)

وفي الحديث: (الإبل عناجيج الشياطين) أي مطاياها، وهي نجائب الإبل الواحد عنجوج. (عند) وقوله تعالى: {جبار عنيد} أي جائر عن القصد، وهو العنود والعاند. وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه: (وسئل عن المستحاضة، فقال: إنه عرق عاند) قال أبو عبيد: عند وبغى كالإنسان، يعاند فهذا العرق في كثرة ما يخرج منه بمنزلته، وقال شمر: العائد الذي لا يرقأ. وقال عمر رضي الله عنه: (يذكر سيرته وأضم العنود) وقال الليث: العنود من الإبل الذي لا يخالطها إنما هو في ناحية أبدا أراد من هم بالخلاف أو بمفارقة الجماعة عطفت به إليها. (عنز) في الحديث: (فطعنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعنزة بين ثدييه) قال أبو عبيد:

(عنس)

العنزة مثل نصف الرمح، أو أكبر شيئا، وفيها سنان) مثل أسنان الرمح والعكازة نحو منها. (عنس) وفي حديث الشعبي: (العذرة يذهبها التعنيس والحيضة) يقال عنست المرأة، وعنست، ولا يقال: عنست فهي عانس، ومعنسة، وهي التي تعجز في بيت /أبويها. وفي حديث أم معبد: (لا عانس ولا مفند) العانس من النساء التي تبقى زمانا لا تزوج ويقال للرجل إذا أخر التزويج بعد ما يدرك عانس، قال أبو ذؤيب: فإني على ما كنت نعهد بيننا ... وليدين حتى أتت أشمط عانس ويروى: (ولا عانس ولا مفند) (عنش) في حديث عمرو بن معد يكرب: (كانوا أشد عناشا) يقال رجل عناش عدو إذا كان يعانق قرنه في النزال، هكذا جاء يوصف الرجل منه بمصدر الفعل كما تقول رجل نوم، ورجل كرم، وهو من عانشت الرجل عناشا، ومعانشة إذا عانقته. (عنق) قوله تعالى: {فظلت أعناقهم لها خاضعين} أي فظل كبراؤهم ورؤساؤهم، وقيل: جماعتهم، ويقال: جاء في عنق من الناس أي جماعة والجزاء يقع في الماضي في معنى المستقبل.

وفي الحديث: (المؤذنون أطول أعناقا يوم القيامة) قال ابن الأعرابي: معناه أكثر الناس أعمالا، يقال: للفلان عنق من الخير أي قطعة وقال غيره: هو من طول الأعناق، لأن الناس يومئذ في الكرب، وهم في الروح مشرئبون، لأن يؤذن لهم في دخول الجنة، وقيل إنهم يكونون رؤساء يومئذ والعرب تصف السادة بطول الأعناق قال الشاعر: طوال أنضية الأعناق والأمم رواه بعضهم: إعناقا أي إسراعا إلى الجنة. وفي الحديث: (يخرج عنق من النار) أي طائفة. وفي حديث أبي موسى: (فانطلقنا إلى الناس معانيق) أي مسرعين يقال: أعنقت إليه. وفي الحديث: (أنه بعث رجلا في سرية فانتحى له عامر بن الطفيل فقتله فلما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أعنق ليموت) هذا مثل يريد أن المنية أسرعت به وساقته إلى مصرعه، والعنق: ضرب من السير. ومنه الحديث: (لا يزال الرجل معنقا ما لم يصب دوما) أي منبسطا في سيره يعني يوم القيامة. وفي بعض الحديث: (فانطلقنا معانقين) أي مسارعين.

(عنقفيز)

وفي الحديث: (أن أم سلمة قال: كنت معه فدخلت شاة فأخذت قرصا تحت دن لنا فقمت إليها فأخذته من بني لحييها فقال - صلى الله عليه وسلم -: ما كان ينبغي لك أن تعنقيها) أي أن تأخذي بعنقها وتعصريها، وهو من التعنيق. (عنقفيز) ومن خماسيه في الحديث: (ولا سوداء عنقفير) العنقفير: الداهية. (عنم) في حديث خزيمة: (وأخذت الخزامى وأينعت العنمة) قلت هذه شجرة لطيفة الأغصان تشبه بها بنان العذارى وجمعها عنم. (عنن) في الحديث: (ولو بلغت خطيئته عنان السماء) يقال: هو ما عن ذلك منها ويقال: أراد السحاب الواحدة عنانة. ومنه الحديث: (إذا مرت به عنانة ترهيأ). وفي حديث آخر: (فيظل عليه العنان) ويروى: (لو بلغت خطيئته أعنان السماء) أي نواحيها. وفي الحديث: (أنه سئل عن الإبل فقال: أعنان الشياطين) أي على أخلاقها وطبائعها. وفي الحديث: (برئنا يا رسول الله من الوثن والعنن) العنن: الاعتراض

(عنبل)

يقال: عن الشيء إذا اعترض، كأنه قال برئنا إليك من الشرك والظلم. وفي حديث سطيح: (أو فاز فاز لم به شأو العنن) العنن: اعتراض الموت. (عنبل) ومن رباعيه في حديث عاصم بن ثابت: (ما علتي وأنا جلد نابل والقوس فيها وتر عنابل) أي سير متين قوي ويقال في جمعه عنابل وقد مر مرة. (عنا) قوله تعالى: {وعنت الوجوه للحي القيوم} أي خضعت وذلت يقال: أخذت البلاد عنوة أي بخضوع من أهلها وذل ويقال للأسير: عان. ومنه الحديث: (اتقوا الله في النساء، فإنهن عندكم عوان) أي كالأسرى. وفي الحديث: (وفكوا العاني) وكل من ذل واستكان فقد عنا يعنو. وفي الحديث: (فأتاه جبريل عليه السلام، فقال: باسم الله أرقيك من كل داء يعنيك) أي يقصدك يقال عنيت فلانا عنيا إذا قصدته، قال ذلك أبو سعيد، وقال الأزهري: يعنيك أي يشعلك، يقال: هو أمر لا يعنيني أي لا يشغلني. وفي الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: لقد عنى الله بك) قال ابن الأعرابي:

باب العين مع الواو

يعني بالعناية ههنا الحفظ، أي لقد حفظ الله دينك وأمرك حتى خلصك، وحفظه عليك يقال: عنيت بأمرك، فأنا معني بك، وعنيت بأمرك أيضا فأنا عان. وفي حديث علي رضي الله عنه: (كان يحرض أصحابه يوم صفين وهو يقول: استشعروا الخشية وعنوا بالأصوات) قال القتيبي: إن كان هذا محفوظا فهو معنى صحيح أراد حبسوها وأخفوها، نهاهم عن اللغط والمتعنية/ الحبس، ومنه قيل للأسير: عان. وفي حديث الشعبي: (لأن أتعنى بعنية أحب إلى من أن أقول في مسألة برأيي) العنية: أخلاط تنعع في أبوال الإبل ثم تطلي بها الإبل من الحرب، ويقال للرجل إذا كان جيد الرأي عنية تشفى الحرب سميت عنية لطول الحبس. باب العين مع الواو (عوج) قوله عز وجل: {تبغونها عوجا} العوج فيما لا شخص له يقال في الدين، والأمر عوج، وفي الحائط عوج، وفي الشجر بفتح العين. ومنه قوله تعالى: {يتبعون الداعي لا عوج له} أي لا يقدرون أن يعوجوا عن دعائه. وفي حديث إسماعيل عليه السلام: (هل أنتم عائجون؟ ) أي مقيمون يقال عاج بالمكان وعوج قال الشاعر: هل أنتم عائجون بنا لغنا نرى ... العرصات أو أثر الخيام

(عود)

وفي الحديث: (أنه قال لثوبان اشتر لفاطمة سوار من عاج) قال القتيبي: العاج: الديل، قال الهذلي يذكر امرأة: فجاءت تخاصي العبر لم تجل عاجة ... ولا حاجة منها تلوح على وشم يقول: جاءت مستحية منكسرة كمن تحصي حمارا وهذا مثل يقال جاء كخاصي العير إذا جاء مستحيا، والعاجة قال الأصمعي: /الذبلة والحاجة خزرة لا تساوي فلسا. وفي الحديث: (ثم عاج رأسه إليها) أي التفت إليها يقال عجت الناقة إذا عطفتها بزمامها. (عود) وقوله تعالى: {لرادك إلى معاد} أي لباعثك يقول: اذكر المعاد أي مبعثك في الآخرة، ومكة معاد الحجيج لأنهم يعودون إليها. وقوله تعالى: {أو لتعودن في ملتنا} قال قوم معناه: لتصيرن إلى ملتنا، لأن شعيبا عليه السلام ما كان على الكفر قط. ومنه حديث خزيمة السلمي: (عاد لها النقاد مجرنثما) أي صار لها والعرب تقول: عاد علي من فلان مكروه يريدون صار منه إلي وقيل: لتعودن يا أصحاب شعيب، وأتباعه، لأن الذين اتبعوه كانوا كفارا فأدخلوا عشيبا في الخطاب والمعنى اتباعه. وفي حديث معاذ قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أعدت فتانا) أي صرت.

(عوذ)

ومنه قول كعب: (وددت أن هذا اللبن يعود قطرانا) أي يصير وفي حديث شريح: (إن القضاء جمر فادفع الجمر عنك بعودين) قال القتيبي: أراد بالعودين الشاهدين يريد توق النار بهما واجعلهما جنتك، وقال غيره: أراد توق في الحكم واجتهد فيما يدرأ عنك النار ما استطعت كما تقول فلان يقاتل برمحين ويضارب بسيفين. وفي الحديث: (إن الله تعالى يحب الرجل القوي المبدئ المعيد على الفرس المبدء المعيد) قال أبو عبيد: هو الذي أبدأ في غزوة وأعاد أي غزا غزوة بعد غزوة وجرب الأمور وأعاد/ فيها، يقال: والفرس المبدء المعيد هو الذي ريض وأدب فالفارس يصرفه كيف شاء لا يمنعه ركابه ولا يحتج عليه، وقيل: هو الذي غزا عليه صاحبه مرة بعد أخرى، وهو كقولهم: ليل نائم وستر كاتم، وقال شمر: رجل معبد حاذق. وفي الحديث: أنه دخل على جابر قال: (فعمدت إلى عنزي لأبحها فثغت فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقطع درا ولا نسلا فقلت: إنما هي عودة علفتها البلح والرطب) فسمنت قال ابن الأعرابي: عود الرجل إذا أسن قال: ولا يقال عود إلا لبعير أو شاة ويقال: للشاة: عودة. قال الأصمعي: يقال حمل: عود وناقة عودة مثل هر وهررة. وفي بعض الأخبار: (الزموا تقوى الله واستعيدوها) أي اعتادوها ويقال للشجاع بطل معاود والعوادن منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وعصاه. (عوذ) قوله: {معاذ الله} أي أعوذ بالله يقال: عذت عياذا ومعاذا وعوذا أي

(عور)

لذت والعوذ ما عذت به يقال هو عوذي أي لجاء. وفي الحديث: (أنه تزوج امرأة فلما دخلت عليه قال: أعوذ بالله منك فقال: لقد عذت بمعاذ فالحقلي بأهلك) المعاذ في هذا الحديث الذي يعاذ به والله تعالى معاذ من عاذ به أي تمسك به وامتنع به. وفي /الحديث: (كان يعوذ نفسه بالمعوذتين) وهما سورة الفلق والناس. وفي الحديث: (ومعهم العوذ المطافيل) يريد النساء والصبيان والعوذ جمع عائذ، وهي الناقة إذا وضعت وبعد ما تضع أياما حتى يقوى ولدها والمطافيل: جمع مطفل وهي الناقة معها فصيلها. (عور) قوله تعالى: {إن بيوتنا عورة} أي معورة مما يلي العدو وليست بحريرة وقيل ممكنة للسراق لخلوتها منا لرجال يقال: دار معورة. وذات عورة إذا كان يسهل دخولها يقال عور المكان عورا فهو عور وبيت عورة وأعور فهو معور، وفيل: عورة أي ذات عورة وكل مكان ليس بممنوع ولا مستور فهو عورة من قوله تعالى: {ثلاث عورات لكم}. وفي الحديث: (لما عترض أبو لهب على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند إظهار الدعوة قال له أبو طالب يا أعور ما أنت وهذا).

(عوق)

أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: لم يكن أبو لهب أعور ولكن العرب تقول للذي ليس له أخ من أبيه وأمه: أعور قال أبو العباس: وقال ابن الأعرابي في قوله: (يا أعور يا رديء) قال: والعرب تقول لرديء من كل شيء من الأمور والأخلاق: أعور وللأنثى من هذا عوراء ومنه يقال للكملة القبيحة عوراء. (عوق) / قوله تعالى: {قد يعلم الله المعوقين منكم} يعني المثبطين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال عاقة عن الأمر وعوقه وعقاه. (عول) قوله تعالى: {ذلك أدنى ألا تعولوا} أي أقرب أن لا تجوروا. وقال أعرابي لحاكم حكم عليه: (أنت تعول علي) أي تميل جائرا، وقيل: معناه ذلك أدنى أن لا تعولوا جماعة نساء أي تمونوهن. ومنه الحديث: (وابدأ بمن تعول) أي بمن تمون، وقال الكسائي يقال: عال الرجل يعول إذا كثر عياله، واللغة الجيدة: أعال وعال يعول إذا جار وعال العيال إذا مانهم. وفي حديث سطيح الكاهن: (فلما عيل صبره) أي غلب يقال عالني يعولني أي غلبني والعرب تقول: عيل وما هو عائله ما هو غالبه، ويقال: عالت الفريضة أي زادت وارتفعت، وهي معنى حديث علي رضي

(عون)

الله عنه: (أنه أتى في ابنتين وأبوين وامرأة فقال: صار ثمنها تسعا) قال أبو عبيد: أراد أن السهام عالت حتى صار للمرأة التسع ولها في الأصل الثمن وذلك أن الفريضة لو لم تعل كانت من أربعة وعشرين سهما فلما عالت صارت من سبعة وعشرين للابنتين الثلثان ستة عشر سهما السدسان باقية وللمرأة الثمن، فهذه ثلاثة من سبعة وعشرين وهو التسع وكان لها من قبل القول ثلاثة من أربعة وعشرين. وفي حديث أم سلمة أنها قالت لعائشة رضي الله عنهما: (لو أراد / رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعهد إليك علت قولها) علت: أي جرت عن الطريق وقال الأزهري كأنها أضمرت الجواب أي لو أراد لفعل فتركت الجواب لدلالة سياق الكلام عليه. وفي حديث عثمان: (لست بميزان لا أعول) أي لا أميل عن الاستواء وقد عال الميزان إذا شال. وفي الحديث: (أنه دخل بها وقد أعولت) أي ولدت أولادا، والأصل فيه: أعيلت أي صارت ذات عيال أي صبيان صغار. (عون) قوله تعالى: {عوان بين ذلك} العوان: دون المنسة وفوق الصغيرة. (عوم) في حديث الاستسقاء: (سوى الحنظل العامي) قال أبو بكر: العامي الذي يتخذ في عام الجدب.

(عوه)

وفي الحديث: (نهى عن المعاومة) وهو بيع النخل والشجر سنتين وثلاثا وأقل وأكثر يقال عاومت النخلة إذا حملت سنة ولم تحمل أخرى. (عوه) وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (نهى عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة) يعني الآفة التي ربما تصيب الزرع فتفسده، يقال: آعاه القوم أعوهوا إذا أصابت ماشيتهم أو ثمارهم العاهة. (عوى) في الحديث: (أن أنيفا سأله نحر الإبل فأمره أن يعوي رءوسها) أي يعطفها إلى أحد شقيها لتبرز اللبة وهي النحر، يقال: عويت الرجل عن وجهه إذا صرفته وعويت الناقة بالزمام إذا عجتها به. وفي الحديث: (فتعاوى عليه المشركون) أي/ تعاوروه فيما بينهم حتى قتلوه وروي بالغين. باب العين مع الهاء (عهد) قوله عز وجل: {ألم أعهد إليكم} العهد: الوصية ههنا.

وقوله تعالى: {لا ينال عهدي الظالمين} قال ابن عرفة: معناه أي لا يكون الظالم إماما، وقال غيره: العهد: الأمان ههنا. وقوله تعالى: {فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم} يعني ميثاقهم، وكذلك هو في قوله تعالى: {وأوفوا بعهد الله}. وقوله: {والذين ينقضون عهد الله} العهد: الضمان، يقال: عهد إلي فلان في كذا وكذا أي ضمنيه. وقوله تعالى: {وأوفوا بعهدي} أي بما ضمنتكم من طاعتي: {أوف بعهدكم} أي بما ضمنت لكم من الفور بالجنة، ويقال: استعهدته من نفسه أي ضمنته بأن لا يفعله قال الفرزدق: وما استعهد الأقوام من عهد حرة ... من الناس إلا منك أو من محارب وفي الحديث: (ولا ذو عهد في عهده) أي ذو ذمة في ذمته. وفي الحديث: (حسن العهد من الإيمان) العهد: الحفاظ ههنا ورعاية الحرمة. وفي حديث أم زرع: (ولا يسأل عما عهد) أي عما رأى في البيت من طعان ومأكول لسخائه وسعة قلبه.

(عهر)

وقوله تعالى: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} العهد: توحيد الله تعالى والإيمان به. / (عهر) في الحديث: (وللعاهر الحجر) يعني الزاني يقول: لا حظ له في نسب الولد وهو كقولك: له التراب أي لا شيء له، والعهر: الزنا. ومنه حديث: (اللهم أبدله بالعهر العفة) وقد عهر إليها بعهر إذا أتاها للفجور، وتعيهرت المرأة وعيهرت. (عهن) قوله تعالى: {كالعهن المنفوش} أي كالصوف الملون الواحدة عهنة وفي الحديث: (ائتني بجريدة واتق العواهن) العواهن السعفات اللواتي تلي القلب وأهل نجد يسمونها الخوافي، وإنما نهى عنها إشفاقا على القبلة أن يضرها قطع، والعواهن في غير هذا: عروق رحم الناقة. باب العين مع الياء (عيب) قوله تعالى: {فأردت أن أعيبها} أي أجعلها ذات عيب، يقال: عبت الشيء فعاب إذا صار ذا عيب فهو معيب وعائب. وفي الحديث: (إن بيننا وبينهن عيبة مكفوفة) روي عن ابن الأعرابي

(عير)

في تفسيره: إن بيننا صدرا تقيا من الغل والخداع والدعل، مطويا على الوفاء بالصلح، ومعنى المكفوفة: المشرجة المشدودة، والعرب تكنى عن القلوب والصدور بالعباب، وذلك أن الرجل يضع في عيبته حي ثيابه، شبهت الصدور بها لأنها مستودع السرائر، وقال بعض الشعراء: وعادت عياب الود منا ومنكم ... وإن قبل أبناء العمية تصفر أراد الصدور ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (الأنصار كرشي وعيبتي) /أي خاصتي وموضع سري، وقال أبو بكر: أراد أن بيننا موادعة ومكافة تجريان مجرى المودة التي تكون بين المتصافيين اللذين يغشى بعضهم إلى بعض أسرارهم ويثقون بهم فيها. (عير) قوله تعالى: {أيتها العير} العير: الإبل والحمير التي تحمل عليها الأحمال، وأراد أصحاب العير، وهذا كقوله - صلى الله عليه وسلم -: (يا خيل الله اركبي) أراد يا أصحاب خيل الله اركبي وأنث أي، لأنه جعلها للعير وهي جماعة. وفي الحديث: (كان يمر بالتمرة العائرة فما يمنعه من أخذها إلا مخافة أن تكون من الصدقة) يعني الساقطة لا يعرف لها مالك. وفي حديث آخر: (مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين غنمين) يعني المترددة.

(عيش)

وفي الحديث: (أن رجلا أصابه سهم عائر فقتله) يعني الذي لا يدري من رماه. وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (إنما هو عائر) يعني الكلب الذي دخل حائطه، وهو يتردد يجيء وذهب، ولا يقتفيه إنسان. وحدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق القاضي بسوق الأهواز قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال: حدثنا جويرية عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين غنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع) قلت: يعني المترددة بينهما./ وفي حديث أبي هريرة: (إذا توضأت فأمر الماء على عيار الأذنين) هو جمع عير، وهو المرتفع منها الناتئ، وعير وعيار مثل دير وديار. (عيش) قوله تعالى: {وجعلنا كلم فيها معايش} هو جمع معيشة وهو ما يعاش به من الزروع والضروع وغيرها. (عيص) في الحديث: (وقذفتني بين عيص مؤتشب) العيص أصول الشجر، وقد مر ذكره في أول الكتاب.

(عيط)

(عيط) في حديث المتعة: (فانطلق إلى امرأة كأنها تكرة عيطاء) يعني الطويلة العنق في اعتدال وهي العنطنطة. (عيف) في حديث المغيرة: (لا تحرم العيفة) قال أبو عبيد: لا نعرف العيفة، ولكن نراها العفة، وهي بقية اللبن في الرضع، وقال الأزهري: قد جاء العيفة مفسرة في حديث آخر عن المغيرة قيل: وما العيفة؟ قال المرأة تلد فيحصر لبنها في ضرعها فترضعه جارتها المرة والمرتين، قال: وهذا صحيح سميت عيفة من عفت الشيء أعافه إذا كرهته. وفي الحديث: (ورأوا طيرا عائفا) أي حائما على الماء ليجد فرصة فيشرب، وقد عاف يعيف إذا حام حول الماء، وعاف يعاف إذا كرهه. ومنه الحديث: (أتي بضب فعافه، وقال: أعافه لأنه ليس من طعام قومي) وعفت الطير أعفيها عافة إذا زجرتها. ومنه حديث /ابن سيرين: (وذكر شريحا فقال: كان عايف، وكان قائفا) أراد أنه كان صادق الحدس، هذا كما تقول: ما هو إلا ساحر إذا كان رفيقا،

(عيل)

وما هو إلا كاهن إذا كان يصيب بالظن، والعائف: الذي يعيف الطير أي يزجرها يعتبرها بأسمائها وأصواتها، ومساقطها، والقائف: الذي يعرف الآثار والشبه. (عيل) قوله تعالى: {وإن خفتم عيلة} أي فقرا. ومنه قوله تعالى: {ووجدك عائلا فأغنى} يقال: عال يعيل عيلة. ومنه الحديث: (إن الله يبغض العائل) العائل المختال. وفي حديث آخر: (خير من أن نتركهم عالة) أي فقراء. وفي الحديث: (وإن من القول عيلا) قال صعصعة: هو عرضك حديثك وكلامك على من لا يريده، وليس من شأنه، وقال أبو عبيدة: عن أبي زيد: علت الضالة أعيل عيلا: إذا لم تدر أي وجهة بغيتها كأنه لم يهتد لمن يطلب كلامه فعرضه على من لا يريد كلامه، وقال أبو بكر: يقال عال الرجل في الأرض يعيل فيها إذا ضرب فيها قال الأحمر يقال عالني الشيء يعيلني عيلا ومعيلا إذا أعجزك.

(عيم)

(عيم) في الحديث: (أنه كان يتعوذ من العيمة والغيمة والأيمة) أما العيمة: فهي شدة الشهوة للبن حتى لا يصبر عنه يقال عام إلى اللبن، يعام ويعيم عيما وما أشد عيمته، والغيمة: شدة العطش، والأيمة: قد مر تفسيره. (عين) قوله تعالى: {واصنع الفلك بأعيننا} أي/ بإبصارنا إياك حفظنا لك وقال ابن عرفة: بأعيننا بحيث نراك وبوحينا أي بإعلامنا إياك كيف تصنع. وقوله تعالى: {الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري} أي قلوبهم وما ركبها من الرين والغشاوة. وقوله تعالى: {فأتوا به على أعين الناس} أي في مشهد ليروه ويسمعوا. وقوله تعالى: {فإنك بأعيننا} أي بحيث نرعاك ونحفظك. وقوله تعالى: {كافورا عينا} أي من عين، وقال ابن عرفة: سميت عينا لأن الماء يعين منه أي يظهر جاريا، قال: ومنه قوله تعالى: {بماء معين} أي بماء جار ظاهر، قال: وسمعت أحمد بن يحيى يقول: يقال: عان الماء يعين إذا ظهر جاريا. قال جرير: إن اللذين غدوا بليك غاروا ... وشلا بعينك لا يزال معينا وقال الأخطل: حبسوا المطي على قديم عهد ... طام يعين وعائر مشدوم

فمعين على هذا مفعول من العيون على مثال مبيع ومكيل قال الفراء: ويجوز أن يكون فعيلا من الماعون وهو الزكاة. وفي الحديث: (أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العلات) الأعيان: الإخوة للأب والأم فإذا كانوا الأمهات شتى فهو بنو العلات، فإذا كانوا الآباء شتى فهم أخلاف. وفي الحديث: (إذا نشأت بحرية/ ثم تشاءمت قبلك عين غديقة) قلت: قوله: (نشأت) يعني السحابة، والعين: ما عن يمين قبلة العراق، وذلك يكون أخلق للمطر تقول العرب مطرنا بالعين، وقوله: (تشاءمت) أي أخذت نحو الشام. وقال الليث: العين من السحاب ما أقبل عن يمين القبلة، وذلك الصقع يسمى العين. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (أنه قال لرجل لطمه علي رضي الله عنه لأنه كان ينظر إلى حرم المسلمين في الطواف فاستعدى عمر عليه فقال: ضربك بحق أصابتك عين من عيون الله) قال ابن الأعرابي: يقال: أصابته من الله عين أي أخذه الله، وأخبرنا ابن عمار، عن أبي عمر عن ثعلب، عن ابن الأعرابي: قال: أراد خاصة من خواص الله عز وجل ووليا من أوليائه. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: (الله عين علي سارق أبي بكر) أي أظهر عليه، قال أبو عمرو: يقال: (عينت على السارق) أي أظهرت عليه.

وفي الحديث: (كره ابن عباس العينة) هي أن يبيع من رجل سلعة بثمن معلوم إلى أجل مسمى ثم يشتريها بأقل من الثمن الذي باعها به، وهذا مكروه فإن اشترى بحضرة طالب العينة سلعة من آخر بثمن معلوم وقبضها ثم باعها المشتري من البائع الأول بالنقد بأقل من الثمن، فهذه أيضا/ عينة وهي أهون من الأولى، وهو جائز عند بعضهم، وسميت عينة لحصول النقد لأصحاب العينة، وذلك أن العين الحاضر هو المال الحاضر والمشتري إنما يشتريها ليبيعها بعين حاضر ليصل إليه من فوره. وفي حديث علي رضي الله عنه: (أنه قاس العين ببيضة جعل عليها خطوطا وأراه إياها) هل يبصر الخطوط أم لا قلت: هي العين تلطم أو تبخص أو يصيبها شيء يضعف معه البصر فيعرف ما نقض منها ببيضة يخط عليها خطوط وتنصب على مسافة تلحقها الصحيحة ثم تنصب على مسافة تلحقها العليلة ويتعرف ما بها بين المسافتين فيكون ما يلزم الجاني بحسب ذلك، قال ابن عباس لا يقاس العين في يوم غيم إنما نهي عن ذلك لأن الضوء يختلف يوم الغيم في الساعة الواحدة فلا يصح القياس. في حديث أم زرع: (زوجي عياياء) هو العنين الذي تعيبه مباضعة النساء ويقال له العنين والعجير الحريك، وقال العياياء من الإبل الذي لا يضرب ولا يلقح وكذلك هو من الرجال. آخر حرف العين

كتاب الغين

كتاب الغين بسم الله الرحمن الرحيم باب الغين مع الباء (غبب) / في الحديث: (زرغبا تزدد حبا) يقال غب الرجل إذا جاء زائرا بعد أيام وأغبنا عطاؤه إذا جاء غبا والغب من أوراد الإبل: أن ترد يوما ويوما لا. وفي الحديث: (لا تقبل شهادة ذي تغبة) أي عيب، قاله أبو عمرو الشيباني قال أبو حمزة: صح عن أبي زيد والنضر تغبة وهو الصواب، وهو الذي يستحل الشهادة بالزور فهم أصحاب فساد، يقال للفاسد الغاب وحكى شمر تغبة، ولم يذكر تغبة في غريب الحديث. وفي الأخبار (كتب الجنيد إلى هشام يغبب عن هلاك المسلمين) المعنى لم يخبره بكثرة من هلك منهم قال أبو حمزة: ويمكن أن يكون مأخوذا من الغبة، وهي البلغة من العيش أو من الغب في الورد يقال سألت فلانا حاجة فغبب فيها أي لم يبالغ قال المسيب بن علي: *فإن لنا أخوة يحدبون علينا وعن غيرنا غببوا* (غبر) قوله تعالى: {إلا امرأته كانت من الغابرين} أي من الباقين في الموضع الذي عذبوا فيه. ومثله قوله تعالى: {قدرنا إنها لمن الغابرين} يقال غبر إذا بقى. وفي الحديث: (ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر) الغبراء: الأرض، لم يرد عليه الصلاة والسلام أنه أصدق من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، / ولكنه على اتساع الكلام المعنى أنه متناه في الصدق.

وفي الحديث: (إياكم والغبيراء فإنها خمر الأعاجم) قال أبو عبيد: هي ضرب من الشراب يتخذه الحبش من الذرة وهي تسكر ويقال لها السكركة. وفي حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه: (ولا حملتني البغايا في غبرات المآلي) قال أبو عبيد: الغبرات البقايا واحدها غابر ثم تجمع غبرا ثم غبرات جمع الجمع، أخبر أنه لم يتول الإماء تربيته. وفي الحديث: (أنه اعتكف العشر الغوابر من شهر رمضان) يعني المتأخرة البواقي ويكون الغابر الماضي في غير هذا الموضع قال الأعشى: عصن لا أبقى الموابس له ... من أمه في الزمن الغابر وفي الحديث: (وبفنائه أعنز غبر) أي قليلة غبر الليل وبقيته وهو ما غبر منه أي بقى. في حديث أبي هريرة: (صلى الفجر بغبش) قال مالك رحمة الله عليه: غبس وغبش وغلس واحد قال شمر: جاءت حروف كثيرة بالشين والسين في معنى واحد قالوا للكلاب إذا خرقت فلم تدن للصيد غرست وغرشت وجاء بسراة إبله وشراتها وجاحش عنه وجاحس وسدفة، من الليل وشدفة ورسم وروشم وسمطت العاطس وشمته والغبس والغبش وسناس وشناشن رؤوس العظام، وسوذق وشوذق للصقر وسمرت وشمرت، قال: وهذا لأن العرب لا تعرف الهجاء فإذا قربت مخارج الحروف/ أدخلوها عليها وأبدلوها منها، وقال أبو عبيد: يقال غبش الليل وأغبش إذا أظلم، وقال الأزهري: معناها بقية ظلمة الليل يخالطها بياض الفجر ومن هذا يقال للأذلم من الدواب: أغبش والغبشة مثل الدلمة في ألوان الدواب، قال: والغبش قبل الغبس، والغلس بعد الغبش، وهي كلها في آخر الليل ويجوز الغبس في أول الليل. ومنه حديث علي رضي الله عنه: (رجل قمش علما غارا بأغباش الفتنة).

(غبط)

(غبط) في الحديث: (أنه سئل هل يضر الغبط؛ قال: لا؛ إلا كما يضر العضاة الخبط) فسر الغبط الحسد، وقال ابن السكيت: غبطت الرجل أغبطه إذا اشتهيت أن يكون لك مثل ماله وأن يدون له ما هو فيه، وحسدته أحسده إذا اشتهيت أن يكون لك مثل ماله، وأن يزول عنه ما هو فيه فأراد عليه الصلاة والسلام أن الغبط لا يضر ضرر الحاسد، وأن مضرته لصاحبه قدر مضرة خبط الورق على الشجر، لأن الورق إذا خبط استخلف والغبط وإن كان فيه طرف من الحسد فهو دونه في الإثم. وفي الحديث: (أنه أغبطت عليه الحمى) أي لزمته ولم تفارقه يقال أغبطت عليه الحمى وأغمطت. وفي بعض الحديث: (اللهم غبطا لا هبطا) أي نسألك الغبطة ونعوذ بك أن تهبطنا إلى حال سفال، /قال الفراء: الذل يقال هبطه يهبطه، وهبط لازم ومتعد، قال لبيد بن ربيعة: إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا ... يوما يصيروا للهلك والنفد (غبن) قوله تعالى: {ذلك يوم التغابن} أي يوم يغبن أهل الجنة أهل النار وضرب الله تعالى الشراء والبيع مثلا لذلك كما قال: {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم} وقال تعالى: {فما ربحت تجارتهم} يقال: غبنه في البيع غبنا، وغبن فلان رأيه يغبنه غبنا، وأصل الغبن: النقص ومنه يقال: غبن فلان ثوبه إذا ثنى طرفه فكفه، والغبن: ما يتساقط من أطراف الثوب الذي يقطع.

باب الغين مع التاء

باب الغين مع التاء (غتت) في المبعث: (فأخذني جبريل عليه السلام فغتني حتى بلغ مني الجهد) قال أبو بكر: معناه: ضغطني، وكأنه يضارع غطني لأن المغوط يبلغ منه الجهد وكذلك المغتوت. وفي الحديث: (بغتهم الله في العذاب غتا) أي يغمسهم فيه غمسا والغت أن يتبع القول القول والشرب الشرب. وفي حديث ثوبان في ذكر الحوض قال: (يغت فيه ميزابان مدادهما من الجنة) أي يدفقان فيه الماء دفقا متتابعا دائما، مأخوذ من قولك غت الشارب الماء/ جرعا بعد جرع والمضاعف إذا كان على فعل يفعل فهو معتد، وإذا كان على فعل يفعل فهو لازم هذا أكثر هذا الباب، وقد ذكرناه في كتاب اللازم والمتعدي بأكثر من هذا الشرح. باب الغين مع الثاء (غثث) في حديث أم زرع في بعض الروايات: (ولا تغث طعامنا تغثيثا) قال أبو بكر: أي لا تفسد: يقال غث الطعام وأغثثته وغث الكلام فسد قال قيس بن الخطم: ولا يغث الحديث إن نطقت ... وهو بغيها ذو لذة طرف (غثر) في حديث عثمان رضي الله عنه قال للنفر الذين خرجوا عليه (إن هؤلاء رعاع غثرة) الغثرة جمع غاثر مثل كافر وكفرة، وقال القتيبي: لم أسمعه إنما بقال رجل أغثر إذا كان جاهلا، والغثر والغبرة واحد، والغثراء: عامة الناس. ومنه قول أبي ذر: (أحب الإسلام وأحب الغثراء) أي دهماءهم وعامتهم

(غثا)

وأراد النصيحة لهم والشفقة عليهم. (غثا) قوله تعالى: {فجعله غثاء أحوى} جعله غثاء بعد أن كان أحوى وهو الذي اشتدت خضرته، والغثاء ما ينبت من النبت فحمله الماء فألقاه في الجوانب. وقال في موضع آخر: {فجعلناهم غثاء} أي أهلكناهم فذهبنا بهم كما يذهب السيل/ بالغثاء، ويقال غثاء السيل المرتع إذا جمع بعضه على بعض وأذهب حلاوته. باب الغين مع الدال (غدر) قوله تعالى: {لا يغادر صغيرة ولا كبيرة} أي لا يترك وغدر وأغدر بمعنى واحد يقال: أخذ المتاع فلم يغدر منه شيئا أي لم يبق. وفي الحديث: (من صلى العشاء في جماعة في الليلة المغدرة فقد أوجب) يعني الليلة الشديدة الظلمة وقيل: سميت مغدرة لأنها تغدر الناس في بيوتهم أي يتركهم في الظلمة وقيل: سميت مغدرة لطرحها من يخرج فيها في الغدرة وهي الجرفة. في الحديث (يا ليتني غودرت مع أصحابي نحص الجبل) أي استشهدت معهم. وفي حديث عمر رضي الله عنه وذكر حسن سياسته قال: (فلولا ذلك لأغدرت) يقول: لولا ذلك لخلفت بعض ما أسوق مثل ضربه شبه نفسه بالراعي ورعيته بالسرح. (غدف) في الحديث (لنفس المؤمن أشد ارتكاضا على الخطيئة من العصفور حين

(غدق)

يغدف به) أراد حين تطبق عليه الشبكة فيضطرب ليفلت يقال: أغدف الليل سدوله إذا أرسل ستور ظلمته وأغدف الستر أرسله وأغدفت المرأة دونى القناع. ومنه الحديث (أنه - صلى الله عليه وسلم - أغدف على علي وفاطمة رضي الله عنهما سترا) أي أرسله. (غدق) قوله تعالى: {لأسقيناهم ماء غدقا} أي ماء كثيرا، وهو مثل قوله} لفتحنا عليهم بركات من السماء}. وفي حديث الاستسقاء (اللهم اسقنا غيثا غدقا مغدقا) قال أبو بكر: الغدق: المطر الكبار العطر، والمغدق مثله أكذبه المغدق، ومكان غدق كثير الندى والمصدر الغدق وعيش غيداق واسع. وفي الحديث (إذا نشأت السحابة في العين فتلك عين غديقة) أي كثيرة الماء. (غدا) في الحديث (نهى عن بيع الغداوى) هو ما في بطون الحوامل كان الرجل يشتري بالجمل وبالغتر وبالدرهم ما في بطون الحوامل فنهى عن ذلك لأنه غرر قال شمر: قال بعضهم: هو الغذوقي بالذال. باب الغين مع الذال (غذم) في الحديث (أن عليا رضي الله عنه لما طلب إليه أهل الطائف أن يكتب لهم الأمان على تحليل الربا والخمر فامتنع قاموا ولهم نغذمر وبربرة) قال الليث: التغذمر: سوء اللفظ، وهي الغذامر، فإذا ردد لفظه فهو متغذر وقال أبو عبيد: هو المخلط في كلامه ويقال إنه لذو غذامير إذا كان ذا صياح وجلبة.

(غذا)

في حديث أبي ذر (عليكم بديناكم فاغذموها) قال الأصمعي: الغذم الأكل بجفاء وشدة نهم، وقد غذمت أغذم غذما ورجل غذم كثير الأكل وبئر غذمة/ كثيرة الماء. (غذا) في الحديث (قال عمر رضي الله عنه لعامل الصدقات: احتسب عليهم الغذاء ولا تأخذها منهم) الغذاء: السخال الصغار واحدها غذى. وفي الحديث (حتى يدخل الكلب فيغذى على سوراى المسجد) يقال: غذى ببوله إذا دفعه دفعة دفعة. باب الغين مع الراء (غرب) قوله تعالى: {وغرابيب سود} أي ومن الجبال غرابيب سود وهي الحرار ذوات الصخور السود والغرابيب الشعر السواد. وفي الحديث (بينا أنا على بئر أنزع منه إذ جاءني أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف فأخذ عمر الدلوين من يده فاستحالت الدلو غربا في يده). قال أبو بكر: هذا مثل معناه أن عمر رضي الله عنه لما أخذ الدلو عظمت في يده لأنه الفتوح كانت على ي عمر أكثر منها على يد أبي بكر رضي الله عنهما ومعنى استحالت أي انقلبت عن الصغر إلى الكبر والغرب الدلو العظيمة فإذا فتحت الراء فهو الماء السائل بين البئر والحوض. وفي الحديث (أن رجلا كان واقفا معه في غزاه فأصابه سهم غرب) بفتح الراء وهو الذي لا يعرف راميه وحكى بعضهم قال: قال أبو زيد: أصابه سهم عزب ساكنة الراء إذا أتاه من حيث لا يدري/ وسهم غرب بالفتح إذا رماه فأصاب غيره فأما سماعي عن الأزهري فالفتح لا غيره ومثله سهم عرض بالفتح. وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما (أنه ذكر الصديق رضي الله عنه

فقال: كان والله برا وتقيا كان يصادى منه غرب) أي حدة يقال في الرجل غرب أي حدة. وذكر الحسن ابن عباس فقال: (كان مثجا يسيل غربا) أي يسيل فلا ينقطع يقال بعينه غرب إذا كانت تسيل فلا تنقطع دموعها قال الشاعر: مالك لا تذكر أم عمر وإلا ... لعينك غورب تجري وقال أبو زيد: الغروب: الدموع حين تجري من العين. وسئل الحسن عن القبلة للصائم فقال: (إني أخاف عليك غرب الشباب) أي حدته. ومنه حديث عائشة رضي الله عنها (كل خلالها محمود ما خلا سورة من غرب كان فيها يوشك منها الفيئة). وفي الحديث (إن فيكم مغربين، قيل: وما مغربون؟ قال: الذين تشرك فيهم الجن) سموا مغربين، لأنه دخل فيهم غريب وجاء من نسب بعيد. وفي حديث عمر رضي الله عنه (وقد مر عليه رجل فقال له: هل من مغربة خير)؟ قال أبو عبيد: يقال ذلك بكسر الرائ وفتحها، وأصله من الغرب وهو البعد يقال دار غربة أي بعيدة وشأو مغرب، وغرب/ الرجل في الأرض إذا أمعن فيها وأغربته وغربته إذا نحيته وإذا نفيته عن بلده كذلك. ومنه الحديث (جلد مائة وتغريب عام) أي نفيه عن بلده أراد عمر رضي الله عنه هل من خبر جديد جاء من بلد بعيد.

(غربل)

وفي حديث الزبير (وسأل عائشة رضي الله عنهما الخروج إلى البصرة فأبت فمازال يفتل في الذروة والغارب حتى أجابته) أي مازال يخادعها والغراب مقدم السنام، والأصل فيه أن الرجل إذا أراد أن يؤنس البعير الصعبة جعل يقردها ويمسح غاربها ويفتل وبرها حتى تستأنس فيلقي الزمام في مخمطها. وفي حديث الحجاج (لأضربنكم ضرب غريبة الإبل) هذا مثل ضربه وذلك أن الإبل إذا وردت الماء، ودخل فيها غريبة من غيرها ذيدت عن الماء وضربت حتى تخرج منها. وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما (واختصم إليه في مسيل المطر فقال: المطر غرب والسيل شرق) قال القتيبي: أراد أن السحاب ينشأ من غرب القبلة والعين وهذا كقول العرب مطرنا بالعين إذا كان السحاب ناشئا من قبلة العراق، وقوله (السيل شرق) يريد أنه ينحط من ناحية المشرق ولا يكاد يسيل خليج ولا نهر إلا وهو ينحط من ناحية المشرق إلى ناحية المغرب إلا أن يكون نهار احتفره قوم لأن ناحية المشرق عالية وناحية المغرب/ منحطة. (غربل) ومن رباعية في الحديث (كيف بكم إذا كنتم في زمان يغربل لناس فيه غربلة)؟ يقال: معناه يذهب خيارهم، ويبقى أزدالهم، يقال: غربله إذا فرقه فهو مغربل والمغربل المنتقى، مأخوذ من الغربال. في الحديث (أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالغربال) يعني الدف شبهت بالغربال.

(غرر)

(غرر) قوله تعالى: {ولا يغرنكم بالله الغرور} يعني الشيطان يغر الناس بالتمنية والمواعيد الكاذبة، وقال ابن عرفة: الغرور ما رأيت له ظاهرا تحبه، وفيه باطن مكروه أو مجهول، والشيطان غرور، لأنه يحمل على محاب النفس، ووراء ذلك ما يسوء قال: ومن هذا بيع الغرر وهو ما كان له ظاهر بيع يغر وباطنه مجهول. وقوله تعالى: {متاع الغرور} أي يغر ظاهرها وفي باطنها سوء العاقبة، وقال الأزهري: بيع الغرر ما كان على غير عهدة ولا ثقة: قال ويدخل فيها البيوع التي لا يحيط بكنهها المتبايعان. وفي حديث مطرف (إن لي نفسا واحدة، وإني أكره أن أغرربها)، أي أحملها على غير ثقة. وفي الحديث (المؤمن غر كريم) أي ليس بذي نكراء ينخدع لانقياده ولينه وقد غررت تغر غرارة، وضد الغر الخب، يقال فتى غر وفتاة غر والجمع غرار. ومنه حديث ظبيان (أن حمير ملكوا معاقل الأرض وقرارها وكهول الناس وأغمارها، ورؤوس الملوك وغرارها). وفي حديث عمر رضي الله عنه (أيما رجل بايع آخر على غير مشورة فإنه لا يؤمر واحد منهما تغرة أن يقتلا) يقول: لا يبايع إلا بعد اجتماع الملأ من أشراف الناس على بيعته ومؤامرة بعضهم بعضا في أمره ثم قال: (ومن بايع من غير اتفاق من الملأ لم يؤمر واحد منهما تغريرا بذم المؤمر منهما لئلا يقتلا أو أحدهما) ونصب تغرة لأنه مفعول له، وإن شئت مفعول من أجله، ومعنى قوله (أن يقتلا) أي حذارا أن يقتلا، أسمعنيها الأزهري.

وفي الحديث (وجعل في الجنين غرة عبدا أو أمة) وقال الأزهري: غرة عبد أو أمة قال أبو عبيد: الغرة عبد أو أمة، وقال أبو سعيد الضرير: الغرة عند العرب أنفس شيء يملك، وقال الأزهري: لم يقصد النبي عليه الصلاة والسلام إلا جنسا من أجناس الحيوان وهو قوله عبد أو أمة. وروي عن أبي عمر بن العلاء في تفسير غرة الجنين أنه قال: لا يكون إلا الأبيض من الرقيق، وتفسير الفقهاء أن الغرة من العبيد الذي يكون ثمنه عشر الدية، وأما الأيام الغر التي روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صومها فهي البيض. وفي الحديث (ما أجد لما فعل هذا في غرة الإسلام مثلا إلا غنما وردت فرمى أولها فنفر آخرها أسنن اليوم وغير غدا) غرة الإسلام أوله وقوله أسنن اليوم مثل، يقول: إن لم يقص منه اليوم غيرت بسنتك. وفي الحديث (لا تطرقوا النساء ولا تغتروهن) أي لا تغتفلوهن ولا تدخلوا عليهن غفلة يقال: أغررت الرجل إذا طلبت غرته. وفي الحديث (لا غرار في صلاة ولا تسليم) الغرار النقصان: يقال غارت الناقة تغار غرارا إذا نقص لبنها وغرار النون قلته. وروي عن الأوزاعي (كانوا لا يرون بغرار النوم بأسا) يعني أنه لا ينقض الوضوء والغرار في الصلاة نقصان ركوعها وسجودها وجميع أركانها والغرار في التسليم أن يقول المجيب وعليك ولا يقول وعليكم السلام. ومنه الحديث الآخر (لا تغار التحية). وفي الحديث (إياكم ومشارة الناس، فإنها تدفن الغرة وتظهر العرة) قيل الغرة ههنا: الحسن، والغرة: القبيح، قال الأزهري: أراد بالغرة العمل الصالح شبهة بغرة الفرس وكل شيء ترتفع قيمته فهو غرة، يقال: هذا غرة ماله.

(غرز)

وفي الحديث (عليكم بالأبكار فإنهن أغر غرة) يحتمل أن يكون من غرة البياض وصفاء اللون وذلك لأن الأيمة والتعنيس يحبلان اللون ويحتمل أن يكون من حسن الخلق والعشرة ويؤيد ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: (عليكم بالأبكار فإنهن أغر أخلاقا) يريد أنهن أبعد من فطنة الشر ومعرفته. وفي حديث عائشة رضي الله عنها تصف أباها رضي الله عنه قالت: (رد نشر الإسلام على غره) أي على طيه وكسره، يقال: اطو هذا الثوب على غره الأول وعلى اخناثه وخناثه أي على كسره، والغرور مكاسر الجلد عنت عائشة رضي الله عنها تدبيره أمر الردة ومقابلة دائها بدوائها. وفي الحديث (إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر) أي ما لم تبلغ روحه حلقومه فيكون منه بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به، ويقال لذلك الشيء الغرور. وذكر الزهري قوما أبادهم الله فجعل فيهم الأراك ودجاجهم الغرغر والغرر دجاج الحبش تكون مصنة لتغذيتها بالعذرة. (غرز) في الحديث (أنه - صلى الله عليه وسلم - حمى غرز النقيع لخيل المسلمين) يقال: الغرز ضرب من الثمام لا ورق له والنقيع: موضع حماه عمر لنعم الفيء- بالنون- وقال الأزهري: الغرز نبت رأيته بالبادية ينبت في سهولة الأرض. ومنه حديث عمر رضي الله عنه (ورأى في المجاعة روثا فيه شعير، فقال: لئن عشت لأجعلن له من غرز النقيع ما يغنيه عن قوت المسلمين) قوله يغنيه أي يكفيه.

(غرض)

وفي الحديث (كما تنبت التغاريز) هي فسائل النخل إذا حولت/ من موضع إلى موضع غرزت الواحد تغريز وتنبيت، ومثله في التقدير التناوير لنور الشجر والتقاصيب لما قصب من الشعر، ورواه بعضهم (الثغارير) وهو مفسر في بابه. وفي الحديث (قال يا رسول الله إن غنمنا قد غررت) أي قل لبنها يقال غرزت الغنم عرازا وغرزها صاحبها إذا أراد أن تسمن. (غرض) في الحديث (لا تشد الغرض إلا إلى ثلاثة مساجد) أراد لا تشد الرحال والغرض: البطان الطي يشد على بطن الناقة إذا رحلت، وهي الغرضة والمغرض الموضع الذي تشد عليه الغرضة. وفي الحديث (أنه كان إذا مشى عرف في مشيته أنه غير غرض ولا وكل) الغرض الضحر القلق، وقد غرضت بالمقام أي ضجرت به. (غرف) قوله تعالى: {إلا من اغترف غرفة بيده} الغرفة: مقدار ملأ اليد والغرفة: المرة الواحدة، وقد قرئ بهما جميعا. وقوله} لهم غرف من فوقها غرف} أي منازل مرفوعة في الجنة. وفي الحديث (أنه نهى - صلى الله عليه وسلم - عن الغارفة) قال الأزهري: هو أن يسوى ناصيتها مقطوعة على وسط جبينها، يقال غرف شعره إذا جزه وغرف عرف فرسه إذا جزه، والغرفة: الخصلة من الشعر، ومعنى الغارفة عرف الناصية مطررة على الجبين، وهو اسم جاء على فاعلة كقولهم: سمعت راغية الإبل، / وقول الله تعالى: {لا تسمع فيها لاغية} أي لغو.

(غرق)

(غرق) في الحديث (يأتي على الناس زمان لا ينجو منه إلا من دعا دعاء الغرق) قال أبو عدنان: هو الذي غلبه الماء ولما يغرق بعد، فإذا غرق فهو الغريق، كأنه أراد إلا من أخلص الدعاء، ألا ترى قول الله عز وجل: {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين} وقوله} والنازعات غرقا} قال الفراء: ذكر أنها الملائكة وأن النزع نزع الأنفس من صدور الكفار، وهو كقولك: والنازعات إغراقا كما يغرق النازع في القوس، قال الأزهري: الغرق: اسم أقيم مقام المصدر الحقيقي من أغرقت به. (غرقد) ومن رباعيه في الحديث (إلا الغرقدة) وهي من العضاة، ومنه قيل لمدافن المدينة (بقيع الغرقد) لأنه كان فيه غرقد. (غرل) في الحديث (لأن أحمل عليه- يعني الدابة- غلاما ركب الخيل على غرلته أحب إلى من أحملك عليه) يريد ركبها في صغره، وهو أغر فلم يختن بعد. ومنه الحديث (يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة غرلا نهما) الغرل جمع أغرل وهو الأقلف.

(غرم)

(غرم) قوله تعالى: {إن عذابها كان غراما} قال ابن عرفة: الغرام عند العرب ما كان لازما يقال: فلان مغرم بكذا أي لازم له مولع به ويقال لمن غلبه/ الدين: غريم لأن الدين لازم له ولمن له الدين أيضا غريم، لأنه يلازم من عليه الدين. قال: فأما الحديث (الضامن غارم) فمعناه يلزم نفسه ما ضمنه والغرم أداء كل شيء يلزم. ومنه الحديث (الرهن لمن رهنه، له غنمه وعليه غرمه) فغنمه زيادته ونماؤه، وغرمه أداء ما يفك به الرهن، وقال القتيبي: غراما هلكه وقال غيره الغرام أشد العذاب. وقوله تعالى: {إنا لمغرمون} أي إنا قد أغرمنا، ولم يحصل لنا من زرعنا ما أملنا. (غرن) في الحديث (تلك الغرانيق) قال ابن الأعرابي: الغرانيق: الذكور من الطير واحدها غرنوق وغرنيق، وكانوا يدعون أن الأصنام تقربهم من الله عز وجل وتشفع لهم إليه فشبهت بالطيور التي تعلوا وترتفع في السماء ويجوز أن تكون الغرانيق. في الحديث (جمع الغرانق) وهو الحسن، يقال: غرانق وغرانيق في الجمع وغرانق أيضا وقد جاءت حروف لا يفرق بين واحدها وجمعها إلا بالفتح والضم منها عذافر، وعذافير وعراعز اسم للملك وجمع عراعز، وقنافر للمهندس وجمعه قنافر، وعجاهن للعروس، وجمعه عجاهن وقباقب العام

(غرا)

الثالث، وجمعه قباقب، قال شمر: الغرنوق: طير أبيض من طير الماء، قال الأصمعي: هو الكركي قلت: والغرنوق: الشاب الناعم، وهو الغرناق والغرنوق والغرانق مثله وتجمع غرانق وغرانقة. ومنه حديث علي رضي الله عنه (فكأني أنظر إلى غرنوف من قريش يتشحط في دمه) أي شاب ناعم. (غرا) قوله تعالى: {فأغرينا بينهم العداوة} أي ألصقناهم بهم من قولك غريت بالشيء غرى إذا لصقت به، والغراء: اللزوق الذي تلصق به الأشياء قال أبو منصور: تأويله أنهم صاروا فرقا يكفر بعضهم بعضا. وقوله تعالى: {لنغرينك بهم} أي لنسلطنك عليهم. باب الغين مع الزاي (غزر) في حديث بعضهم: (ثياب الجانب المستغزر) معناه أن الذي لا قرابة بينك وبينه، وهو الجانب والجنب أي الغريب والجبابة الغربة إذا أهدى لك شيئا يطلب أكثر منه فإنه ثياب من هديته، واستغزز أي طلب أكثر مما أعطى، قال ابن الأعرابي: المغازرة أن يهدي الرجل شيئا تافها لآخر ليضاعفه بها. (غزا) قوله تعالى: {أو كانوا غزى} الغزى جمع الغازي مثل كافر وكفر. وفي حديث عمر رضي الله عنه (لا يزال أحدهم كاسرا وسادة عند مغزية) هي التي غزا زوجها، يقال: أغزت/ المرأة فهي مغزية، وأغابت فهي مغيبة إذا غاب عنها زوجها وأشهدت فهي مشهد بلا هآء إذا حضر زوجها.

باب الغين مع السين

باب الغين مع السين (غسق) قوله عز وجل: {إلا حميما وغساقا} قال السدى: هو ما يسيل من أعينهم من دموعهم يسقونه مع الحميم يقال: غسقت عينه إذا سالت تغسق، وقال غيره: هو ما يغسق من جلود أهل النار من الصديد، ويقال: غسق الجرح يغسق إذا سال منه ماء أصفر، ومن قرأ بالتخفيف فهو البارد الذي يحرق ببرده، وقال بعضهم: إنما قيل ليل غاسق لأنه أبرد من النهار. ومنه قوله تعالى: {ومن شر غاسق إذا وقب} يعني الليل إذا دخل وقال الليث: في قوله تعالى: {غساقا} أي منتنا يدل على ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (لو أن دلوا في غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا). -وروي عن الحسن الغاسق أو الليل. وفي الحديث (نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى القمر فقال لعائشة رضي الله عنها تعوذي بالله من شر غاسق إذا وقب فهذا غاسق إذا وقب) قال أبو بكر: إنما سمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القمر غاسقا، لأنه إذا خسف، أو أخذ في الغيبوبة أظلم والغسوف معناه الإظلام، وحكى الفراء: غسق الليل وأغسق، وظلم وأظلم، ودجى وأدجى، وغبس وأغبس وغبش وأغبش. وفي حديث عمر رضي الله عنه (حتى يغسق الليل على الظراب) قال/ ابن الأعرابي: أي ينصب الليل على الجبال من قولك غسقت عينه أي انصبت. وقوله تعالى: {إلى غسق الليل} قال الفراء: هو أول ظلمته.

(غسل)

وكان الربيع بن خثيم يقول لمؤذنه في يوم غيم (إغسق إغسق) يريد أخر المغرب حتى يغسق الليل، وهو إظلامه. (غسل) قوله تعالى: {من غسلين} معناه: من صديد أهل النار وما ينغسل ويسيل من أبدانهم. وفي الحديث (من غسل واغتسل) ذهب كثير من الناس: إلى أنه المجامعة قبل الخروج إلى الصلاة، لأن ذلك يجمع بين غض الطرف والاغتسال، وقال أبو بكر: معنى غسل بالتشديد اغتسل بعد الجماع ثم اغتسل للجمعة فكرر بهذا المعنى، وذهب آخرون: إلى أنه أسبغ الطهور وأكمله ثم اغتسل بعد ذلك للجمعة، وقال الأزهري: رواه بعضهم (غسل) بالتخفيف من قولك غسل الرجل امرأته وغسلها إذا جامعها. وفحل غسلة إذا أكثر طرقها وهي لا تحمل. وفي الحديث (أنه قال عليه الصلاة والسلام فيما حكى عن ربه تبارك وتعالى وأنزل عليك كتاب لا يغسله الماء تقرأه نائما ويقظان) أراد أنه لا يمحى أبدا بل هو محفوظ في صدور الذين أتوا العلم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومعنى قوله تعالى: (يقرأه نائما ويقظان) قال بعضهم: أي تجمعه حفظا وأنت نائم كما تجمعه وأنت يقظان وقال غيره: كأنه أراد تقرأه في يسر وسهولة ظاهرا بقال للرجل إذا كان قادرا على الشيء ماهرا به هو يفعله نائما كما تقول هو يسبقه قاعدا، والقاعد/ لا سبق له وإنما أراد يسبقه مستهينا به.

باب الغين مع الشين

وفي دعائه عليه الصلاة والسلام (واغسلني بالماء والثلج والبرد) أي طهرني من الذنوب، وذكر هذا كله مبالغة في مسألة التطهير، لا أنه يحتاج إلى ثلج وبرد. باب الغين مع الشين (غشم) وفي الحديث (لقد تغشمرها) أي أخذها بجفاء وعنف. (غشش) في الحديث (ليس منا من غشنا) يقول: ليس من أخلاقنا الغش قال ابن الأنباري: الغش نقيض النصح مأخوذ من الغشش وهو المشوب بالكدر. وفي حديث أم زرع (ولا تملأ بيتنا تغشيشا) رواه أبو بكر بالغين ولم يفسر أبو عبيد تغشيشا، وقال ابن السكيت: التغشيش أي لا تنقل حديثنا ولا حديث غيرنا إلينا.

(غشى)

(غشى) قوله تعالى: {فلما تغشاها} أي وطئها آدم عليه السلام وتجالها. وقوله تعالى: {يغشي الليل النهار} أي يغطي النهار بالليل. وقوله تعالى: {تأتيهم غاشية من عذاب الله} أي عقوبة تجللهم. وقوله تعالى: {وعلى أبصارهم غشاوة} أي غطاء ومنه غاشية السرج لأنه غطاء له. وقوله تعالى: {ومن فوقهم غواش} أي لحلف من نار كأنها جمع الغاشية وهو الغطاء كفاشية الرحل والسرح./ وقوله تعالى: {هل أتاك حديث الغاشية} يعني يوم القيامة لأنها تجلل الخلق. وقوله تعالى: {والليل إذا يغشى} أي يغشى ظلامه الأفق أي يغطيه. وقوله تعالى: {فغشاها ما غشى} أي ألبسها من العذاب ما ألبس. وقوله تعالى: {يستغشون ثيابهم} أي يتوارون بها وكل ما وارى شيئا فهو غشاء له. باب الغين مع الضاد (غضب) وقوله تعالى: {غير المغضوب عليهم} يعني اليهود، وقال ابن عرفة: الغضب من المخلوقين شيء يداخل قلوبهم، ويكون منه محمود ومذموم، والمذموم ما كان في غير الحق، وأما غضب الله تعالى: فهو إنكاره على من

(غضض)

عصاه فيعاقبه، وقال غيره: المفاعيل إذا وليتها الصفات، فإنك تذكر الصفات وتجمعها وتؤنثها، وتترك المفاعيل على أحوالها يقال: هو مغضوب عليه وهما مغضوب عليهما، وهم مغضوب عليهم، وهي مغضوب عليها، وهن مغضوب عليهن. (غضض) قوله تعالى: {واغضض من صوتك} أي أنقص من جهارته يقال غض بصره وغض صوته. ومنه قوله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} أي يحبسوا/ من نظرهم يقال غض منه إذا نقص منه وقصر به وذهب بعض النحويين إلى أن (من) زائدة، وأن المعنى يغضوا أبصارهم، فخالف ظاهر القرآن وادعى فيه الصلة، وتكلف ما هو غني عنه، ومعنى الكلام معنى ظاهر أي ينقصوا من نظرهم عما حرم الله تعالى عليهم فقد أطلق الله تعالى لهم ما سوى ذلك. وفي الحديث: (كان إذا خرج غض طرفه) وإنما كان يفعل ذلك ليكون أبعد من الأثر والمرح عند الفرح، والناس يحدقون النظر إذا فرحوا ونظروا بملء أعينهم وكان عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك خلاف ذلك. ولما مات عبد الرحمن بن عوف قال: عمرو بن العاص رضي الله عنهما (هنيئا لك خرجت من الدنيا ببطنتك لم تتغضغض منها بشيء) يقال غضغضت الشيء فتغضغض أي نقصته فنقص، ضرب البطنة مثلا لوفور أجره الذي استوجبه بهجرته وجهاد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه لم يتلبس بشيء من ولاية وعمل ينقص أجوره التي وجبت له ويقال هذه ركية لا تغضغض أي لا تنزح. (غضف) في حديث عمر رضي الله عنه وذكر أبواب الربا قال: (ومنها الثمرة التي تباع وهي مغضفة) قال شمر: ثمرة مغضفة إذا قاربت الإدراك ولما تدرك

باب الغين مع الطاء

ويقال للسماء إذا أخالت للمطر: أغضفت، والغضف: استرخاء أعلى الأذنين، والأغضف من أسماء الأسد من ذلك، وقال أبو عمرو: المغضفة المتدلية من شجرها، وهي مسترخية، وكل مسترخ أغضف والتغضف/ والتغضن والتغبف واحد، وأراد عمر أنها تباع ولم يبد صلاحها فلذلك جعلها مغضفة. باب الغين مع الطاء (غطر) في حديث سطيح: (أصم أم تسمع غطريف اليمن) الغطريف: السيد قلت: والغطريف في غير هذا الباري الذي أخذ من وكره صغيرا، وكذلك الغطراف والبدري الذي أخذ كبيرا. (غطش) قوله تعالى: {وأغطش ليلها} أي أظلم وأظلم لازم ومعتد. (غطف) وفي حديث أم معبد: (في أشفاره غطف) قال القتيبي: قال الرياشي: الغطف في شعر الأشفار أن يطول ثم ينعطف، قال: ومنه سمى الرجل غطيفا وغطفان، وروي هذا الحديث بالعين غير معجمة، ورواه بعضهم (وطف) وهو طول الأشفار، وسحابة وطفاء دانية من الأرض وفيها وطف. باب الغين مع الفاء (غفر) قوله عز وجل: {غفرانك ربنا} أي أغفر لنا، وفعلان من أسماء المصادر نحو الشكران والكفران، يقال: أعطنا غفرانك. ومثله (سبحانك).

وقوله تعالى: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} أخبرنا أبو منصور الأزهري، عن المنذري، عن الزيدي، عن أبي حاتم قال: المعنى ليغفرن لك الله، فلما حذف النون كسر الكلام فأعملها إعمال لام كي قال: وليس المعنى فتحنا لك لكي يغفر لك الله، ولا يكن الفتح سببا للمغفرة قال: وأنكر أحمد بن يحيى هذا القول، قال: هي لام كي قال: ومعناها التي تجمع لك المغفرة وتمام النعمة بالفتح فلما انضم إلى المغفرة شيء حادث واقع حسن فيه معنى كي وكذلك قوله تعالى: {ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون}. ومن صفاته تعالى: (الغفار، والغفور) وهو الساتر لذنوب عباده وعيوبهم. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (أنه لم حصب المسجد قال له رجل: لم فعلت هذا؟ قال: هذا أغفر للنخامة) أي أستر لها وأصل الغفر التغطية، وبه سمى المغفر والغفارة، وهما وقاية للرأس يتقنع به المتسلح قال الأعشى: والشطبة القوداء تطفر ... بالمذحج ذي الغفارة والغفارة أيضا خرقة تضعها المدهنة على رأسها. ومنه (المغفرة) / وهي إلباس الله تعالى الناس العفو، قلت: الغفر متحرك الفاء شعر ساق المرأة، والغفيرة شعر الأذن، والغفر بسكون الفاء والغفيرة زئير الثوب، وكل ذلك أصله الستر. وفي الحديث: (إن قادما قدم عليه - صلى الله عليه وسلم - من مكة فقال: كيف تركت الحزورة؟ فقال: جادها المطر فأغفرت بطحاؤها) قال القتيبي: أراد أن المطر جارها حتى صار عليها كالغفر من النبات والغفر الزنبر على الثوب، وقال غيره: أراد أن رمثها قد أغفرت أي أخرجت مغافيرها ألا ترى أنه وصف شجرها فقال: (وأبرم سلمها، وأعذق لي إذخرها).

(غفق)

وفي الحديث: (أنه قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أكلت مغافير؟ ) المغافير: والمغاثير شيء ينضحه العرفط حلو كالناطف وله ريح منكرة والعرفط من العضاة، وليس في الكلام مفعول بضم الميم إلا مغفور ومغرود لضرب من الكمأة وهي الغردة والمنخور للمنحر معا. (غفق) في حديث سلمة: قال: (مربى عمر رضي الله عنه وأنا قاعد في السوق، وهو مار لحاجة فقال: هكذا يا سلمة عن الطريق وغفقني بالدرة فلما كان في العام المقبل لقيني فأدخلني بيته فأخرج كيسا فيه ستمائة درهم، فقال: خذ هذا واعلم أنها من الغفقة التي غفقتك عام أول) قال أبو عبيد: يقال: غفقته بالسوط أغفقته ومتنته أمتنه، وهو أشد من الغفق. (غفل) قوله تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا} أخبرنا أبو منصور، عن المندري، عن أحمد بن يحيى قال: أغفلنا أي جعلناه غافلا قال: ويكون أغفلته أي سميته غافلا، وقال غيره: أغفلنا قلبه عن ذكرنا أي وجدناه غافلا. وقوله تعالى: {وإن كنت من قبله لمن الغافلين} / أي عن قصة يوسف لأنه إنما علمها بالوحي معناه ما كنت من قبله إلا من الغافلين. وقوله تعالى: {ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها} قال ابن عباس: نصف النهار. وفي الحديث: (أن نقادة الأسدي قال له: يا رسول الله إني رجل مغفل) أي صاحب إبل أغفل لا سمات عليها والأطلاق التي لا عقل عليها، والأعطان التي لا إرسان عليها.

(غفا)

وفي الحديث: (في ذكر السنة ولنا نعم همل أغفال) قال أبو بكر: الأغفال التي لا ألبان لها والأصل فيه التي لا سمات عليها. وفي حديث بعضهم (عليك بالمغفلة والمنشلة) قال أبو العباس ثعلب: المغفلة العنفقة نفسها والمنشلة موضع حلقة الخاتم يقول: تنوق في غسلها، وقال القتيبي: سميت مغفلة، لأن كثيرا من الناس يغفل عنها. (غفا) في الحديث: (فغفون غفوة) أي نمت نومة خفيفة، يقال أغفى الرجل إذا نام وقل ما يقال غفا. باب الغين مع القاف (غقق) في الحديث: (إن الشمس تقرب من رؤوس الخلق يوم القيامة حتى أن بطونهم تغق) وفي بعض الروايات (حتى أن بطونهم تقول: غق غق) قال الأزهري: تحقيق القدر صوت غليانها سمى غقيقا لحكايته/ صوت الغليان. باب الغين مع اللام (غلب) قوله عز وجل: {وهم من بعد غلبهم سيغلبون} الغلب والغلبة واحد مثل الجلب والجلبة يقال غلب غلبا. قال الله تعالى: {قال الذين غلبوا على أمرهم} يعني الرؤساء وذوي القدر. ومنه قوله تعالى: {والله غالب على أمره} أي الله غالب الخلق على أمر يوسف فيكون له النصر. وقوله تعالى: {وحدائق غلبا} أي غلاظا ممتلئة.

(غلظ)

وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: (لا غلت في الإسلام) قال أبو عبيد: الغلت: في السحاب، والغلط في الكلام. في الحديث: (نهى عن الغلوطات) الأصل فيه الأغلوطات ثم تركت الهمزة كما تقول جاء الأحمر ثم يقال جاء الأحمر وأراد المسائل التي يغالط بها العلماء فيستزلوا فيهيج بذلك شر وفتنة وقد غلط من قال: إنها جمع غلوطة قال القتيبي: هو مثل حديث عبد الله ابن مسعود (أنذرتكم صعاب المنطق) يريد المسائل الدقاق والغوامض وإنما نهى عنها، لأنها غير نافعة في الدين ولا تكاد تكون إلا فيما يقع أبدا ألا ترى قول عبد الله وبحسب المؤمن من العلم أن يخشى الله. (غلظ) قوله تعالى: {وليجدوا فيكم غلظة} يقال شدة في القول في الوعيد يقال غلظة غلظة وغلظة ثلاث لغات. وفي الحديث: (ذكر الدية مغلظة) قال الشافعي: هو/ ثلاثون حقة من الإبل وثلاثون جذعة وأربعون ما بين ثنية إلى نازل عامها كلها خلفة. (غلف) قوله تعالى: {قلوبنا غلف} بسكون اللام جمع أغلف معناه قلوبنا عليها أغطية بما تدعونا إليه، وهو مثل قوله تعالى: {قلوبنا في أكنة} ومن قرأ:

(غلق)

(غلف) بضم اللام فهو جمع غلاف مثل خمار وخمر أراد قلوبنا أوعية للعلم فما بالها لا تفهم عنك وقد وعينا علما كثيرا. وفي حديث حذيفة (القلوب أربعة: فقلب أغلف) قال شمر: قال خالد ابن جنبة الأغلف فيما نرى: الذي عليه لبسه لم يذرع منها أي لم يخرج منها ذراعه، ومنه غلام أغلف إذا لم تقطع غرلته. (غلق) في الحديث: (لا يغلق الرهن) أي لا يستحقه لمرتهنه إذا لم يرد الراهن ما رهنه فيه، وكان هذا من فعل الجاهلية فأبطله الإسلام قال شمر: يقال لك شيء نشب في شيء فلزمه قد غلق في الباطل والبيع. ومنه قول حنيفة بن بدر لقيس حين جاءه فقال: (ما غدابك قال: جئت لأواضعك الرهان قال: بل غدوت لتغلقه) أراد بقوله لأوضاعك الرهان أضعه وتضعه وأراد بقوله لتغلقه لتوجبه قال وأغلقت الرهن أوجبته فغلق أي وجب للمرتهن قال عمرو عن أبيه الغلق: الهلاك تقول: لا يهلك الرهن./ وفي كتاب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى: (إياك والغلق) قال المبرد: الغلق ضيق الصدر وقلة الصبر ورجل غلق سيء الخلق وأغلق الأمر إذا لم ينفسخ الرهن إذا لم يوجد له مخلص. وفي الحديث: (رجل ارتبط فرسا ليغالق عليها) أي ليراهن والمغلق سهام الميسر واحدها مغلق، كره الرهان في الخيل إذا كان على رسم الجاهلية. وفي الحديث: (لا طلاق في إغلاق) ومعنى الإغلاق، الإكراه كأنه يغلق

(غلل)

عليه الباب ويحبس ويضيق عليه حتى يطلق، وقيل: معناه لا تغلق التطليقات في دفعة واحدة حتى لا تبقى منها شيء، لكن يطلق طلاق السنة ألا ترى أن الكتب السلطانية في استنطاق جميع الأموال تنطق بإغلاقها. وفي الحديث: (شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن أوثق نفسه، وأغلق ظهره) يقال غلق ظهر البعير إذا دبر وأغلقه صاحبه إذا أثقل حمله حتى يدبر من الوثاق قال الله تعالى: {فشدوا الوثاق} ويجوز لمن أويق نفسه أي أهلكها سبه الذنوب التي أثقلت ظهره بذلك. (غلل) قوله تعالى: {وما كان لنبي أن يغل} بفتح الياء وضم الغين فمعناه أن يخون يقال غل من المغنم يقل غلولا إذا سرق من الغنيمة. ومنه الحديث: (أترونني أغلكم مغنمكم)؟ وقال ابن عرفة: سمى غلولا لأن الأيدي مغلولة عندها أي ممنوعة. وفي حديث آخر: (لا أعرفن أحدكم يجيء يوم القيامة ومعه شاة قد غلها) المعنى لم يكن/ للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يخون أمته ومن قرأ: (أن يغل) بضم الياء وفتح الغين فمعناه: أن يخان نهى أصحابه أن يخونوه ويسلموه، وقيل: معناه أن يخون أي ينسب إلى الخيانة وكل من خان شيئا في خفاء فقد غل يغل غلولا، وقال ابن عرفة: سميت غلولا لأن الأيدي مغلولة منها أي ممنوعة. وفي الحديث: (ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن) فمن فتح الياء جعله من الغل، وهو الضغن والحقد، يقول: لا يدخله حقد يزيله عن الحق ومن ضم الياء جعله من الخيانة والإغلال الخيانة في كل شيء.

(غلم)

وفي كتاب صلح الحديبية (لا إغلال ولا إسلال) يعني لا خيانة ولا سرقة ورجل مغل خائن، وقال ابن عرفة: في قوله تعالى: {والأغلال التي كانت عليهم} يعني أنهم كانوا يمنعون من أشياء فأطلقها الله تعالى لهم. وكذلك قوله تعالى: {وقالت اليهود يد الله مغلولة} أي ممنوعة عن الإنفاق. وقوله تعالى: {وأولئك الأغلال في أعناقهم}. وقوله: {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا} قال ابن عرفة: أي منعوا التصرف في الخير لا أن ثم أغلالا والأغلال الجوامع تجمع اليد إلى العنق. وفي الحديث: (في النساء ومنهن غل قمل) وذلك أن الأسير يغل بالقد فإذا قب أي من قبل في عنقه فيجتمع عليه محنتان الغل والقمل ضربه مثلا للمرأة السيئة الخلق الغليظة اللسان الغالية المهر لا يجد/ بعلها منها مخلصا بوجه من الوجوه. (غلم) في حديث علي رضي الله عنه: (تجهوزا لقتال المارقين المغتلمين). أخبرنا ابن عمار، عن أبي عمر، عن ثعلب، عن ابن الأعرابي، وعن سلمة، عن الفراء، عن الكسائي: الإغتلام أن يتجاوز الإنسان حد ما أمر به من الخير والمباح. قال: ومنه قول عمر رضي الله عنه: (إذا اغتلمت عليكم هذه الأشربة فاكسروها بالماء) قال أبو العباس: أراد إذا جاوزت حدها الذي لا يسكر إلى حدها الذي يسكر.

(غلو)

وكذلك (المغتلمون) في قول علي رضي الله عنه هم الذين جاوزوا حد ما أمروا به من الدين والطاعة للإمام، وقال أبو العباس: ومنه الخبر: (من يبغ في الدين يصلف) أي من يطلب في الدين أكثر مما وقف عليه يقل حظه. (غلو) قوله تعالى: {لا تغلوا في دينكم} أي لا تجاوزوا فيه بالقدر يقال غلا في الأمر يغلو، وقيل: لا تشددوا فتقروا. باب الغين مع الميم (غمد) في الحديث: (إلا أن يتغمدني الله برحمته) أي يلبسنيها ويسترني بها، كأنه مأخوذ من غمد السيف، لأنك إذا غمدته فقد ألبسته إياه وغشيته به، ويقال: غمدت السيف وأغمدته. (غمر) قوله تعالى: {في غمرات الموت} أي في شدائده، يقال لمن كان في شيء كبير قد غمر فلان فهو مغمور وقد غمره الدين أي غطاه لكثرته. وقوله تعالى: {فذرهم في غمرتهم حتى حين} أي في عمايتهم وحيرتهم وقال الفراء أي في جهلهم. وقوله تعالى: {بل قلوبهم في/ غمرة من هذا} قال الليث: الغمرة منهمك الباطل، وقال القتيبي: في غمرة في غطاء وغفلة. وفي الحديث: (أطلقوا لي غمري) قال أبو عبيد: هو القعب الصغير وتغمرات أي شربت قليلا قليلا.

(غمس)

وفي الحديث: (ولا ذي غمر على أخيه) أي ولا ذي ضن. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (أنه جعل على كل جريب عامر أو غامر درهما وقفيزا) الغامر: ما لم يزرع مما يحتمل الزراعة وإنما فعل ذلك لئلا يقصر الناس في الزراعة، وقيل: لها غامر لأن الماء يغمرها فاعل بمعنى مفعول كما يقال ليل نائم وسر كاتم. وفي حديث معاوية رضي الله عنه ووصف نفسه فقال في كلام له: (ولا خضت برجلي في غمرة إلا قطعتها عرضا) الغمرة: الماء الكثير الذي يغمر من خاضه، واتبع الحيرة حتى يخرج بالبعد من الموضع الذي دخل فيه قال ابن عرفة: إنما سميت الشدة غمرة لأنها تغمر القلب أي تركبه فتغطيه مأخوذ من غمرة الماء، ومنه قيل: رجل غمر العطاء أي يفضل عطاؤه فيغمر ما سواه. وفي الحديث: (اشتد مرضه حتى غمر قلبه) أي أغمى عليه والأصل فيه الستر والتغطية، يقال: غمرت الشيء/ إذا سترته، وغمرت القوم إذا علوتهم شرفا، وماء غمر إذا علا كل شيء فستره. (غمس) في الحديث: (اليمين الغموس تدع الديار بلاقع) هو أن يقتطع الرجل بها حق غيره، وقال غيره: سميت غموسا لغمسها صاحبها في الإثم ثم في النار. وفي الحديث: (في صفة المولود يكون غميسا أربعين ليلة) أي مغموسا في الرحم. وفي الحديث أيضا: (فانغمس في العدو فقتلوه) يقول: تخلل ما بين جماعتهم وتغيب فيهم كما ينغمس الرجل في الماء.

(غمص)

(غمص) في الحديث: (إنما ذلك من سفه الحق وغمص الناس) وفي رواية أخرى وغمط الناس) يقال غمص فلان الناس وغمطهم أي احتقرهم ولم يرهم شيئا وكذلك غمص النعمة وغمطها. (غمط) وفي الحديث: (الكبر أن تسفه الحق وتغمط الناس). وفي حديث عمر رضي الله عنه (أتغمص الفتيا) أي أتستهين به وتختقره يقال غمص نعمة الله أي كفرها. وفي حديث علي رضي الله عنه (لما قتل ابن آدم أخاه غمص الله الخلق) يقال غمصت فلانا واغتصمته إذا استحقرته واستصغرته وإذا طعنت فيه أيضا. ومعنى الحديث أنه بعضهم في الطول والعرض والقوة والبطش. (غمض) قوله تعالى: {إلا أن تغمضوا فيه} أي إلا أن تسامحوا وتساهلوا يقال: أغمض وغمض، وتقول في البياعة: أغمض لي أي زدني لمكان ردائته وحط لي من ثمنه، يقول: أنتم لا تأخذونه إلا بوكس فلا تؤدوا في حق الله عليكم ما لا ترضون مثله من غرمائكم./ (غمق) كتب عمر إلى أبي عبيدة رضي الله عنهما: (إن الأردن أرض غمقة) يعني قريبة من المياة والنروز والخضرة، فإذا كانت كذلك فارقت الأوبئة وغمق الأرض ومدها، وقال ابن شميل: أرض غمقة لا تجف بواحدة ولا يخلفها المطر، وقال الأصمعي: الغمق الندى.

(غمل)

(غمل) في الحديث: (إن بني قريظة نزلوا أرضا غملة وبلة) يقال أرض غملة أي أشبه كثيرة النبات، قال الأصمعي: يقال اغمل هذا الأمر أي داره. وقوله: {وبلة} أي وبيئة. (غمم) قوله تعالى: {وظللنا عليهم الغمام} قال ابن عرفة: الغمام: الغيم الأبيض، وإنما سمي غماما، لأنه يغم السماء أي يسترها وسمى الغم غما لاشتماله على القلب. ومنه قوله تعالى: {فأثابكم غما بغم} أي غما متصلا بالغم فالغم الأول: الجراح والقتل، والثاني: ما ألقي إليهم من قتل/ النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنساهم الغم الأول، قال شمر: الغموم من النجوم صغارها الخفية، وقال بعضهم: سمي الغمام غماما من قبل لقاحه بالماء، لأنه يعم الماء في جوفه، ويقال: ماء مغمم، وهو العالي لغيره من المياه، قال شمر: ويجوز أن يسمى غماما من قبل غمغمته، وهو صوته، والغمام واحد وجماعة وقال الحطيئة يمدح سعيد بن العاص: إذا غبت عنا غاب عنا ربيعنا ... ونستسقي الغمام الغر حين تؤوب وقد غامت السماء تغيم غيمومة فهي غائمة وغيمة وأغامت وغمت وتغيمت وغيمت وغينت وغيمت وغمت وأغمت وغميت. وقوله تعالى: {ثم لا يكن أمركم عليكم غمة} أي مغطى مستورا يقال: غممت الشيء إذا سترته، ويقال: غم علينا الهلال إذا حال دون رؤيته غيم أو هبوة.

باب الغين مع النون

ومنه الحديث: (فإن غم عليكم فأكملوا العدة) ويقال: صمنا الغمى والغمى أي صمنا عن غير رؤية. وفي الحديث: (في صفة قريش: ليس فيهم غمغمة قضاعة) الغمغمة والتغمغم كلام غير بين. وفي بعض الروايات (فإن أغمى عليكم فاقدروا له) وروي (فإن غمي عليكم) يقال: غم علينا الهلال وغمي وأغمي فهو مغمى وكان على السماء غمى، ويقال: غمي النبت يغموه ويغميه غموا إذا غطاه وهي ليلة غمى، وصمنا للغمى، وللغمى، وللغمية، وللغمة إذا صاموا على غير رؤية. باب الغين مع النون (غثر) في الحديث: (إن أبا بكر رضي الله عنه قال لابنه عبد الرحمن: يا غنثر) أحسبه الثقيل الوخم، وقيل: هو الجاهل، والغثارة: الجهل يقال: رجل غثر والنون زائدة. (غنط) في حديث عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وذكر الموت فقال: (غنط ليس كالغنط) قال أبو عبيد: الغنط: أشد الكرب، وقال أبو عبيدة: هو أن يشرف على الموت من الكرب، يقال: غنطت الرجل/ إذا بلغت به ذلك.

(غنم)

(غنم) قوله تعالى: {فعند الله مغانم كثيرة} يقال: غنم وغنيمة ومغنم، وهو ما أصيب من أموال أهل الحرب، وما أوجف عليه المسلمون بالخيل والركاب. ومنه قوله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء ... الآية} ويقال: فلان يتغنم الأمر أي يحرص عليه كما يحرص على المغانم. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (أعطوا من الصدقة من أبقت له السنة غنما ولا تعطوها من أبقت له غنمين) أي من أبقت له قطعة واحدة لا يقطع مثلها فتكون غلة غنيم لقلتها ولا يعطي من أبقت له غنما يقطعها ويجعلها في مكانين لكثرتها فتكون له غنم ههنا وغنم ههنا. (غنا) قوله تعالى: {كأن لم يغنوا فيها} أي لم ينزلوا ولم يقيموا راضين بمحلتهم مستغنين، يقال: غين القوم بالمكان يغنون وهي المعاني يعني الأمكنة التي يقام بها. ومنه قوله تعالى: {كأن لم تغن بالأمس}. وقوله تعالى: {لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه} قال ابن عرفة: /يقال أغن عني بعيرك أي كفه قال النابغة: تقول له الظعينة أغن عني ... بعيرك حيث ليس به غناء وقال غيره: أراد أنه لا يقدر مع الاهتمام بنفسه على الاهتمام بغيره. وقوله تعالى: {لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا} أي لم تكف، يقال: أغن عني شرك أي كف، وقيل: لن تغني أي لن تكفي، والغناء الكفاية.

وفي الحديث: (أغنها عني يا أمير المؤمنين) أي كفها عني. وفي حديث علي رضي الله عنه (رجل سماه الناس عالما ولم يغن في العلم يوما سالما) يريد لم يلبث في العلم يوما تاما من قولك غنيت بالمكان. وفي الحديث (خير الصدقة ما أبقت غنى) قال القتيبي: فيه قولان: أحدهما: خير ما تصدقت به الفضل من قوت عيالك وكفايتهم فإذا خرجت منك إلى ما أعطيته خرجت على استغناء منك ومنهم عنها. ومثله الحديث الآخر: (خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى) قال ابن عباس في قوله تعالى: {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} أي ما فضل من أهلك والآخر أراد خير الصدقة ما أغنيت به من أعطيت عن المسألة تجزل له. وفي الحديث: (من لم يتغن بالقرآن فليس منا) قال سفيان: معناه من لم يستغن يقال: تغنيت وتغانيت بمعنى استغنيت. وفي حديث آخر: (ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن) أي يجهر به. ومثله قوله: {ليس منا من لم يتغن بالقرآن} وكل من رفع صوته ووالى

باب الغين مع الواو

به فصوته عند العرب غناء، قال الشافعي رحمة الله عليه: معناه تحزين القراءة، وترقيقها ومما يحقق ذلك قوله في الحديث الآخر: (زينوا القرآن/ بأصواتكم) وذهب به غيره إلى الاستغناء، وهو من الغنى مقصور، ومن ذهب به إلى التطريب فهو من الغناء ممدود. وفي الحديث في الجمعة (من استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه والله غني حميد) قال أبو بكر: يريد طرحه الله، ورمى به عن عينه لأن المستغني عن الشيء تارك له. ومنه قوله: {فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد} كقوله تعالى: {نسوا الله فنسيهم}. باب الغين مع الواو (غور) قوله تعالى: {ملجئا أو مغارات} أي مواضع يغورون فيها أي يستترون فيها يقال غارت الشمس إذا غابت قال اليزيدي: وكل شيء دخلت فيه فغبت فهو مغارة، ومن ذلك غور تهامة. وقوله تعالى: {يصبح ماؤها غورا} أي غائرا يقال ماء غور ومياه غور. وفي الحديث: (ما نمت إلا تغويرا) يقال غور القوم إذا قالوا ومن رواه تغريرا جعله من الغرار، وهو النوم القليل.

(غوط)

وفي الحديث: (أنه سمع ناسا يذكرون القدر، فقال: إنكم قد أخذتم في شعبين بعيدي الغور) قال الحربي: وغور كل شيد بعده يقول يبعد أن تدركوا حقيقة علمه كالماء الغائر الذي لا يقدر عليه يقال غار الماء غورا إذا بعد فذهب وقد يقال غار وفيه/ بقية موجودة بعد. (غوط) في قصة نوح عليه السلام: (وانسدت ينابيع الغوط الأكبر) الغوط: عمق الأرض الأبعد، ومنه يقال: غاط يغوط إذا دخل في شيء واراه ومنه يقال للمطمئن من الأرض غائط وبه سمي غوطة دمشق. وفي الحديث: (أن رجلا جاءه فقال: يا رسول الله قل لأهل الغائط يحسنوا مخالطتي) أراد أهل الوادي الذي كان ينزله. (غول) قوله تعالى: {لا فيها غول} قال السدى: أي لا تغتال عقولهم أي لا تذهب بها ولا يصيبهم منها وجع، وقال أبو الهيثم: يقال: غالت الخمر فلانا إذا شربها فذهبت بعقله أبو بصحة بدنه قال: والغول الخيانة، وكذلك الغائلة، وقال ابن عرفة: يقال: غاله، واغتاله أي إذا ذهب به. وفي عهدة المماليك: (لا داء ولا غائلة) قال ابن شميل: الغائلة أن يكون مسروقا فإذا استحق غال مال مشتريه الذي أداه في ثمنه. ومنه الحديث: (بأرض غائلة النطاء) معناه بأرض تغول ببعدها سالكيها، ويقال: الغضب غول الحلم أي يهلك الحليم والبعد يدانى الإهلاك وكأن الغول والغول يقعان على معنيين متقاربين أحدهما البعد والآخر الإهلاك والغول المصدر والغول الاسم.

(غوى)

وفي الحديث: (ولا غول) كانت العرب تقول: إن الغيلان في الفلوات ترا أي للناس فتغول تغولا أي تلون تلونا فتضلهم عن الطريق وتهلكهم وقد ذكروها في أشعارهم فأبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك. وفي حديث آخر: (إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان) يقال: تغولت المرأة إذا تلونت وبه سميت الغول لتلونها. وفي حديث عمار (أنه أوجز الصلاة فقال: كنت أغاول حاجة لي) قال أبو عبيد: المغاولة: / المبادرة في السير، قال: وأصله من الغول وهو البعد يقال: هون الله عليك غول هذا الطريق أي بعده. (غوى) قوله تعالى: {وعصى آدم ربه فغوى} أي جهل. وفي مقتل عثمان رضي الله عنه: (فتغاووا عليه حتى قتلوه) أي تجمعوا وتعاونوا وأصله من الغواية. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (إن قريشا تريد أن تكون مغويات لمال الله تعالى) قال أبو عبيد: وكذا روي والذي تكلمت به العرب مغويات فالمغويات بفتح الواو وتشديدها واحدها مغواة وهي حفرة كالزبية تحفر للذئب وتجعل فيها جدي إذا نظر إليه الذئب سقط عليه يريده، ومن هذا قيل لكل مهلكة: مغواة أراد أن يكون مهلكة لمال الله كإهلاك تلك المغواة للذئب، ومثل للعرب من حفر مغواة أوشك أن يقع فيها.

باب الغين مع الهاء

باب الغين مع الهاء (غهب) في حديث عطاء (أنه سئل عن رجل أصاب صيدا غهبا) قال شمر: الغهب أن يصيبه غفلة من غبر تعمد، يقال: غهبت عن الشيء إذا غفلت عنه. باب الغين مع الياء (غيب) قوله تعالى: {يؤمنون بالغيب} قيل: الغيب هو الله تعالى لأنه لا يرى في الدار الدنيا، وإنما ترى آياته الدالة عليه المشيرة إليه، وقيل: أي بما غاب عنهم بما أخبرهم به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الملائكة والجنة والنار والحساب، وقال ابن الأعرابي: الغيب غاب عن العيون، وإن كان محصلا في القلوب، قال الشاعر: وللفؤاد وجيب تحت أبهرة ... لدم الغلام وراء الغيب بالحجر /أي وراء الجدار. وقوله: {ولله غيب السموات والأرض} أي علم غيب السموات والأرض. وقوله: {وخشي الرحمن بالغيب} أي خاف الله من حيث لا يراه أحد. وقوله: {في غيابة الجب} الغيابة شبه لجف أو طاق في البئر فويق الماء يغيب الشيء عن العيون. وقوله: {حافظات للغيب بما حفظ الله} أي لغيب أزواجهن. وقوله تعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضا} الغيبة: أن يذكر الإنسان من ورائه بسوء إن كان فيه فإن ذكره بما ليس فيه فهو البهتة والبهتان.

(غيث)

وفي عهدة الرقيق (لا داء ولا خبثة ولا تغبيب) قال ابن شميل: التغبيب: أن لا يبيعه ضالة ولا لقطة ولا مزعزعا أي معبا. وفي الحديث: (حتى تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة) يعني التي غاب عنها زوجها ونقيضها المشهد بلاهاء. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه (أن حسان لما هجا قريشا قالت: قريش إن هذا لشتم ما غاب عنه ابن أبي قحافة) قال القتيبي: أرادوا أن أبا بكر عالم بالأنساب، والأخبار وهو الذي علمه ويدل على ذلك ما روي: (أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لحسان: سله عن معايب القوم) يعني أبا بكر وكان نسابة علامة رضي الله عنه. (غيث) قوله تعالى: {كمثل غيث} أي نبات ينبت عن غيث وهو المطر. قوله تعالى: {فيه يغاث الناس} قال مجاهد: بالمطر. وفي الحديث: (ألا فغثتم) أي سقيتم الغيث يقال غيثت الأرض فهي مغيثة. (غير) قوله تعالى: {فالمغيرات صبحا} يعني الخيل صبحت بغارة. وفي الحديث: (أنه قال لو لي دم يطلب القود ألا [تقبل] الغير) يريد الغير الدية وجمعه أغيار أبو بكر سميت الدية غيرا لأنها غيرت القود/ إلى غيره.

(غيض)

وفي حديث الاستسقاء (ومن يكفر الله يلق الغير) معناه تغير الحال وانتقالها عن الصلاح إلى الفساد. وفي الحديث: (أنه كرة تغيير الشيب) يعني نتفه. وفي حديث علي رضي الله عنه: (ما ظنك بامرئ جمع بين هذبن الغارين) الغار الجمع الكثير. ومنه حديث الأحنف قال في الزبير منصرفه من الجمل (ما أصنع به إن كان جمع بين غارين ثم تركهم وذهب). وفي حديث عمر رضي الله عنه أنه قال في رجل أتاه بمنبوذ: (عسى الغوير أبؤسا) وذلك أنه اتهمه أن يكون صاحب المنبوذ قال الأصمعي: أصل هذا المثل أنه كان غار فيه ناس فأنهار عليهم، أو قال: فأتاهم فيه عدو فقتلوهم فيه فصار مثلا لكل شيء يخاف أن يأتي منه شر ثم صغر الغار فقيل: غرير قال ابن الكلبي: غوير ماء لكلب معروف، وهذ المثل تكلمت به الزباء لما وجهت قصيرا اللخمي بالعير إلى العراق ليحمل لها من بره، وكان قصير يطلبها بثأر جذيمة فجعل الأحمال صناديق فيها الرجال مع السلاح ثم مال عن الجادة وأخذ على الغوير، فلما أحست بالشر أرسلت هذا المثل ونصب أبؤسا على إضمار فعل أرادت عسى أن يحدث الغوير أبؤسا أو أن يكون أبؤسا، وهو جمع بأس، وقال ابن الأعرابي: يضرب هذا المثل للمتهم بأمر أي عسى أن يكون موضع تهمة، والغوير طريق كان قوم من العرب يغيرون فيه فكانوا يتواصون بأن يحرسوه لئلا يؤتوا منه. (غيض) قوله تعالى: {وما تغيض الأرحام} أي وما تنقص من التسعة الأشهر التي هي وقت الوضع، وقال قتادة: الغيض: السقط الذي لم يتم خلقه والغيض النقصان المعنى وما نقص عن التمام، يقال: غاض الماء يغيض إذا غار.

(غيظ)

ومنه قوله تعالى: {وغيض الماء} وغاضه الله يغيضه لازم ومتعد. وقوله تعالى: {وما تزداد} يعني على التسعة. وفي الحديث: (إذا كان الشتاء قيضا وغاضت الكرام غيضا) أي فنوا وبادوا. وفي الحديث: (وغاضت بحير ساوة) أي نضب ماؤها. ومنه قول العرب: (أعطى غيضا من فيض) أي قليلا من كثير. وفي حديث خزيمة في ذكر السنة: (وغاضت لها الدرة) أي نقصت اللبن. (غيظ) قوله تعالى: {تكاد تميز من الغيظ} قال ابن عرفة: أي من شدة الحر يقال تغيظت الهاجرة إذا اشتد حميها، قال الأخطل: لدن غدوة حتى إذا ما تغيظت ... هواجر من شعبات حام أصيلها وقيل في قوله تعالى: {سمعوا لها تغيظا وزفيرا} أي غليان تغيظ. وقوله تعالى: {هل يذهبن كيده ما يغيظ} أي هل يذهبن كيده غيظه. (غيل) وفي الحديث: (لقد هممت أن أنهي عن الغيلة) الغيلة اسم من الغيل وهو أن يجامع الرجل المرأة، وهي مرضع، وقد أغال ولده إذا فعل ذلك. وفي الحديث: (لا داء ولا غائلة) أي لا حيلة عليك في هذا البيع يغتال

(غيم)

بها مالك يقال اغتالني فلان إذا احتال عليك بحيلة يتلف بها مالك يقال: غالت فلانا عول إذا أذهبته، ويقال: الخمر غول العقل، والغضب غول الحلم. وفي الحديث: (ما سقى بالغيل ففيه العشر) قال أبو عبيد: الغيل ما جرى من المياة في الأنهار، وهو الفتح أيضا. (غيم) في الحديث: (كان يتعوذ من الغيمة) يعني من شدة العطش وقد غام يغيم قال الشاعر يصف حميرا: فظلت صوافن خرر العيون ... إلى الشمس من رهبة أن تغيما (غين) في الحديث: (إنه ليغان على قلبي حتى استغفر الله كذا وكذا مرة) قال أبو عبيد: يعني أنه يتغشى القلب ما يلبسه، يقال: غنيت السماء غينا، وهو إطباق الغيم السماء والغيم والغين واحد. (غيا) في الحديث: (يسيرون إليهم في ثمانين غاية) أراد الراية ومن ذلك غاية الخمار، وهي خرقة يرفعه ومن رواه غابة بالباء، فإنه أراد الأجمة شبه رماح أهل العسكر بها. وفي الحديث: (تجئ البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيايتان) قال أبو عبيد: الغيابة كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه، وهو مثل السحابة والغبرة، ويقال: غايا القوم فوق رأس فلان بالسيف كأنهم أظلوه به. في الحديث: (فإذا حاتم قد تغايا فوق رؤوسنا). آخر حرف الغين

كتاب الفاء

كتاب الفاء بسم الله الرحمن الرحيم باب الفاء مع الهمزة (فأل) في الحديث: (كان - صلى الله عليه وسلم - يتفاءل ولا يتطير) سمعت الأزهري يقول: الفأل فيما يحسن ويسوء، والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء، قال: وإنما أحب النبي - صلى الله عليه وسلم - الفأل؛ لأن الناس إذا أملوا فائدة الله ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف وقوي فهم على خير ولو غلطوا في جهة الرجاء؛ فإن الرجاء خير، ألا ترى أنهم إذا قطعوا أملهم في الله ورجاءهم كان ذلك من الشر؟ وأما الطيرة فإن فيها سوء الظن بالله وتوقع البلاء وقال ابن السكيت: الفأل أن يكون الإنسان مريضا فيسمع آخر يقول: يا سالم أو يكون طالبا ضالة فيسمع آخر يقول: يا واجد فيتوجه له في ظنه أن يبرأ من مرضه أو يجد ضالته. قال أبو عبيد القاسم بن سلام: وجمعه فؤول. (فأى) قوله تعالى: {قد كان لكم آية في فئتين} الفئة: الفرقة.

باب الفاء مع التاء

ومثله قوله: {فما لكم في المنافقين فئتين} كانت طائفة من المسلمين تكفرهم، وطائفة لا تكفرهم فقال الله: إني أبين لكم من الاختلاف في أمرهم، ونصب (فئتين) على الحال، وهو مأخوذ من قولك فأيت رأسه وفأوته إذا شققته فانفأى، وجمع الفئة: فئات وفئون. وفي الحديث: (فقلنا نحن الفرارون ورسول الله قال: بل أنتم العكارون وأنا فئتكم) أراد قول الله تعالى: {أو متحيزا إلى فئة}. يمهد بذلك عذرهم. باب الفاء مع التاء (فتح) قوله تعالى: {وعنده مفاتح الغيب} أي: خزائنه. ومثله قوله تعالى: {ما إن مفاتحه} أي: خزائنه الواحد مفتح وواحد المفاتيح التي يفتح بها مفتاح ومفتح. قوله تعالى: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} أي: اقضي، والفتاح: القاضي، يقال: بيني وبينك الفتاح، قيل ذلك؛ لأنه ينصر المظلوم على الظالم والفتح: النصر.

قوله تعالى: {واستفتحوا} أي: اسألوا النصر. قوله تعالى: {متى هذا الفتح} أي: القضاء يعني: يوم القيامة ويوم يحكم الله بين خلقه. قوله تعالى: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} أي: قضينا لك قضاءا مفعولا فيما اختار الله لك بين مهادنة أهل مكة، وموادعتهم عام الحديبية، والمفاتحة: المحاكمة. وقال الفراء: الفتح يكون صلحا ويكون عنوة. وقوله تعالى: {ففتحنا أبواب السماء} أي: فأجبنا الدعاء لك. وفي الحديث: (ما سقى بالفتح فيه العشر) الفتح: الماء الذي يجري في الأنهار على وجه الأرض، يعني ما سقي بماء الأنهار. وفي الحديث: (كان يستفتح بصعاليك المهاجرين) أي يستنصر بهم. ومنه قوله: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} أي: إن تستنصروا فقد جاءكم النصر.

(فتخ)

وفي حديث أبي الدرداء: (من يأت بابا مغلقا يجد إلى جنبه بابا فتحا). قال الأصمعي: هو الواسع ولم يذهب به إلى المفتوح ولكن إلى السعة وقال أبو عبيد: يعني بالباب الفتح الطلب إلى الله- عز وجل والمسألة. (فتخ) وفي الحديث: (ففتخ أصابعه) قال يحيى بن سعيد: الفتخ: أن يصنع هكذا ونصب أصابعه ثم غمز موضع المفاصل منها إلى باطن الواحة. وقال الأصمعي: أصل الفتخ: اللين ومنه قيل للعقاب فتخاء؛ لأنها إذا انحطت كسرت جناحيها. وقال أبو العباس: فتح أصابعه أي ثناها. وفي الحديث: (أن امرأة أتته وفي يدها فتخ كثيرة). وفي رواية أخرى (وفي يدها فتوخ كثيرة). قال أبو بكر: أحسبه (فتخ). قال ابن السكيت: الفتخة عند العرب تلبس في أصابع اليد وجمعها فتخات وفتخ. قال أبو نصر عن الأصمعي: هي خواتم لا فصوص لها، ويقال لها أيضا: فتاخ.

(فتر)

(فتر) قوله تعالى: {على فترة من الرسل} أي: قد أتى للرسل مدة قبله. وفي الحديث: (نهى عن كل مسكر ومفتر) فالمسكر: ما يزيل العقل والمفتر: الذي يفتر الجسد إذا شرب. قال ابن الأعرابي يقال: افتر الرجل إذا ضعفت جفونه وانكسر طرفه. (فتق) قوله تعالى: {ففتقناهما} أي: فتقت السماء بالمطر والأرض بالنبات. وفي الحديث (يسأل الرجل في الجائحة أو الفتق) يعني به الحرب تقع بين الفريقين فتقع فيها الجراحات والدماء وأصله الشق. وفي بعض الحديث (كان في خاصرتيه انفتاق) أي انتفاخ يقال: تفتقت البهائم إذا انتفخت خواصرها من كثرة ما رعت، وفي حديث زيد (أنه قال في الفتق الدية) هكذا أقرأنيه الأزهري بفتح التاء قال: وهو أن ينقطع الشجر المشتمل على الأنثيين وقال الحربي: هو انفتاق المثانة وقال غيره: هو أن ينفتق الصفاق إلى داخل نصيب الإنسان في مراق بطنه.

(فتك)

وفي الحديث: (خرج حتى أفتق من الصدمتين) أي: خرج من مضيق الوادي إلى المتسع ومنه يقال: افتق السحاب إذا انفرج. (فتك) وفي الحديث: (الإيمان قيد الفتك) هو أن يأتي الرجل صاحبه وهو غار غافل فيشتد عليه فيقتله، وأما الغيلة فهو أن يخدعه حتى يخرج إلى موضع يختفي فيه فيقتله. وفي مثل (لا تنفع حيلة مع غيلة). (فتل) قوله تعالى: {ولا تظلمون فتيلا} أي: قدر فتيل وهو ما كان في بطن النواة من لجائها، ويروى عن ابن عباس أنه قال: الفتيل: ما يخرج من بين الإصبعين إذا فتلتهما. (فتن) قوله تعالى: {ابتغاء الفتنة} قيل: الفتنة: الغلو في التأويل المظلم يقال: فلان مفتون بطلب الدنيا أي: غلافي طلبها وجماع الفتنة في كلام العرب: الابتلاء والامتحان وأصله من: فتنت الفضة إذا أدخلتها النار ليتميز رديئها من جيدها.

وقوله تعالى: {وفتناك فتونا} أي: أخلصناك إخلاصا، قاله: سعيد بن جبير ومجاهد. قوله تعالى: {الذين فتنوا المؤمنين} أي: حرقوهم من قولك: فتنت الفضة. وقوله: {أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} أي: لا يختبرون بالشكر على النعم والصبر على المحن فيعلم بذلك صدقهم. وقوله تعالى: {ومن يرد الله فتنته} أي: اختباره وقيل: كفره. وقوله تعالى: {أو لا يرون أنهم يفتنون} أي يختبرون بالدعاء إلى الجهاد. والفتنة: الإثم من قوله: {ألا في الفتنة سقطوا} وقوله: {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني} أي: لتأذن لي في التخلف ولا تفتني ببنات الأصفر ببني الروميات، قال ذلك على سبيل الهزء. وقوله تعالى: {وإن كادوا ليفتنونك} يقال: فتنت الرجل عن رأيه إذا أزلته عما كان عليه. وقوله تعالى: {يوم هم على النار يفتنون} أي: يحرقون. والفتين: الحجارة السود كأنها محرقة. وقوله تعالى: {بأيكم المفتون} أي: الذي فتن بالجنون وقال أبو عبيدة: معنى الباء: الطرح، المعنى أيكم المفتون.

(فتى)

وقال غيره: الباء ليس بلغ، وإنما المفتون بمعنى الفتون، كالمصادر التي تجيء على المفعول. يقال: ليس لفلان بمجلود ولا معقول أي: ليس لهم جلد ولا عقل، ويقال: دعه إلى ميسورة أي إلى يسرة، ومعناه بأيكم الجنون. وقوله تعالى: {ثم لم تكن فتنتهم} أي: لم يظهر الاختبار منهم إلا هذا القول. وقوله تعالى: {والفتنة أكبر من القتل} أي: الشرك وفتنتكم المسلمين ليردوهم إلى الشرك أكبر عند الله. وفي حديث قيلة: (المسلم أخو المسلم يتعاونان على الفتان) أي: يعاون بعضهم بعضا على الذين يضلون الناس عن الحق، الواحد فاتن ومنه قوله: {ما أنتم عليه بفاتنين} أي: بمضلين وقوله عليه أي: الله عز وجل. وروي الفتان بفتح الفاء وقال الحربي: هو الشيطان يفتن الناس بخدعه وغروره وتزيينه للمعاصي. (فتى) قوله تعالى: {فاستفتهم} أي: سلهم. وقوله تعالى: {تراود فتاها عن نفسه} يقال للعبد: فتى وللأمة فتاة ومنه

قوله: {وقال لفتيانه} أي: مماليكه وقرئ (لفتيته). وفي الحديث: (لا يقل أحدكم عبدي وأمتي ولكن فتاي وفتاتي) وفي الحديث (أن امرأة سألت أم سلمة أن تريها الإناء الذي كان يتوضأ منه النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخرجته قالت فقلت: هذا مكوك المفتي) وروى شمر عن أبي حاتم عن الأصمعي: المفتي مكيال هشام بن هبيرة و (العمري) هو مكيال اللبن، قال: (المد) الهاشمي الذي كان يتوضأ به سعيد بن المسيب قال ابن الأعرابي: الفتى قدح الشطار وقد أفتى إذا شرب به. وفي الحديث: (أن قوما تفاتوا إليه) معناه: تحاكموا إليه قال الطرماح: أنخ بفتاء أشدق من عدي ... ومن جرم وهم أهل التفاتي

باب الفاء مع الثاء

باب الفاء مع الثاء (فثر) في الحديث: (تكون الأرض يوم القيامة كفا ثور الفضة) يقال: هو خوان/ من فضة، وقيل: جام من فضة. باب الفاء مع الجيم (فجج) قوله تعالى: {سبلا فجاجا} أي: طرقا واسعة، ويقال لمنخرق كل ما بين جبلين فج. وقوله تعالى: {فج عميق} أي: طريق واسع غامض، وفي الحديث: (فتفاجت عليه الناقة) أي: فرجت رجليها للحالب مأخوذ من الفج. ومنه قوله عليه السلام- حين سئل عن بني عامر- فقال: (جمل أزهر متفاج) هو الذي يفتح ما بين رجليه للبول يريد انه مخصب في ماء وشجر فهو لا يزال يتفاج للبول ساعة بعد ساعة، لكثرة ما يشرب من الماء.

(فجر)

ومنه حديث عبادة المازني. (فركبت الفحل فتفاج للبول) ومنه الحديث (كان إذا بال تفاج حتى يأوى إليه). قال الشيخ: التفاج والفوشجة: المبالغة في تفريج ما بين الرجلين. وفي الحديث: (هذا الفجفاج لا يدري أين الله) ورواه بعضهم البجباج. وهما قريبان من السواء وهو المهذار البقباق. (فجر) قوله تعالى: {ليفجر أمامه} قال الحسن: أي: يذهب في فوره قدما قدما، وقال غيره: يقدم الذنب ويؤخر التوبة وقيل: يكذب بما أمامه من القيامة والحساب يقال للكاذب فاجر، والفجور: الميل عن الحق. قوله تعالى: {فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا} قال ابن عرفة: أي: انشقت ومنه سمي الفجر فجورا، إنما هو انشقاق الظلمة عن الضياء وأصله المفارقة لأمر الله، قال: ومنه تفجير الأنهار وإنما هو/ تشقيقها ومفارقة أحد الجانبين الآخر. قوله: {وإذا البحار فجرت} أي: فجر بعضها إلى بعض حتى يذهب مياهها وقيل: فجر العذب في الملح.

(فجو)

وقوله: {يفجرونها تفجيرا} قال مجاهد: يقودونها حيث شاؤوا. وقوله: {والفجر} أي: ورب الفجر وهو انصداع الصبح. وفي حديث أبي بكر- رضي الله عنه- (لأن يقدم أحدكم فيضرب عنقه خير له من أن يخوض غمرات الدنيا، يا هادي الطريق جرت جرت إنما هو الفجر أو البحر) يقول: إن انتظرت حتى يطلع هذا الفجر أبصرت قصدك وإن خبطت الظلماء، وربكت العشواء هجما بك على المكروه، ضرب ذلك مثلا لغمرات الدنيا وتحييرها أهلها. ورواه بعضهم: البجر قال: والبجر: الداهية والأمر العظيم يقول: أفضت به إلى المكروه ويقال: بجر وأبجر. وفي حديث عمر رضي الله عنه (أن رجلا استأذنه في الجهاد فمنعه لضعف بدنه، فقال: إن أطلقتني وإلا فجرتك) أي: عصيتك ومنه ما جاء في دعاء الوتر: (ونترك من يفجرك) أي: يعصيك ويخالفك. (فجو) قوله تعالى: {وهم في فجوة منه} أي: في ناحية متسعة من الكهف وجمعها الفجوات والفجى. ومنه حديث عبد الله (لا يصلين أحدكم وبينه وبين القبلة فجوة) أراد أن لا يبتعد من قبلته وسترته، مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - (إذا صلى أحدكم إلى الشيء فليرهقه) يريد فليفشه ولا يبتعد منه.

باب الفاء مع الحاء

باب الفاء مع الحاء (فحج) وفي حديث الدجال: (أنه أفحج) أي: متباعد ما بين الفخذين. (فحش) قوله تعالى: {وإذا فعلوا فاحشة} معنى الفاحشة: ما يشتد قبحه من الذنوب. قوله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة} يعني: الزنا. وقوله: {إنما حرم ربي الفواحش}. قال ابن عرفة: هو كل ما نهى الله عنه قال: والفواحش عند العرب: المقابح يقال: يفحش المكان وتفاحش إذا قبح قال الأنصاري: هل عيشنا بك في زمانك راجع ... فلقد تفحش بعدك المتعلل وقال في قوله: {إلا أن يأتين بفاحشة مبينة} أراد لا تخرج من بيتها إلا أن تأتي فاحشة فتخرج فيقام عليها الحد وقال الأزهري: أراد أن لا يظهر منها بداء تؤذي بها الزوج وقيل: هي أن تبدو على أحمائها. قوله: {ويأمركم بالفحشاء} أي: البخل ويقال للبخيل فاحش قال طرفة: عقيلة مال الفاحش المتشاد. وفي الحديث: (إن الله يبغض الفاحش المتفحش) فالفاحش ذو الفحش

(فحص)

في كلامه والمتفحش الذي يتكلف ذلك ويتعمده ويكون المتفحش الذي يأتي الفاحشة المنهي عنها. وسئل بعشهم عن دم البراغيت، فقال: إذا لم يكن فاحشا فلا بأس أي: كثيرا غالبا، والفحش: زيادة الشيء على ما يحمد من امتداده وقال امرؤ القيس: وجيد كجيد الرئم ليس بفاحش ... إذا هي نصته ولا بمعطل أي: ليس بفتح الطول زائد على الاعتدال، ومن ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام- /لعائشة- رضي الله عنها وسمعها تقول لليهود عليكم السام واللعنة والأفن والذم (لا تقولي ذلك؛ فإن الله لا يحب الفحش ولا التفاحش) أراد بالفحش التعدي وأن الجواب لا الفحش الذي هو من قذع الكلام؛ لأنه لم يكن منها إليهم فحش. (فحص) وفي حديث أبي بكر- رضي الله عنه- أنه قال لعامله: (إنك ستجد أقواما

(فحل)

بالشام قد فحصوا عن أوساط رؤوسهم الشعر فاضربوا بالسيف ما فحصوا عنه) أي: خلقوا مواضع منها فافحوص القطاء وهم الشمامشة. وفي حديث كعب (إن الله عز وجل بارك في الشام وخص المقدس من فحص الأردن إلى رفح). قال القتيبي: فحص الأردن حيث بسط منها ولين ودلك وكشف من فحصت عن الأمر إذا كشفت عنه. (فحل) وفي الحديث: (أنه دخل على رجل من الأنصار وفي ناحية البيت فحل) قال أبو عبيد: هو الحصير المرمول من سعف الفحال وقال شمر: قيل له ذلك؛ لأنه يسوى من الفحل من النخيل فتكلم به على التجوز كما قالوا: فلان يلبس القطن ويلبس الصوف وإنما هو ثياب تغزل منها.

(فحم)

وفي حديث عثمان- رضي الله عنه-: (لا شفعة في بئر ولا فحل) أراد: فحل النخلة وقال: لأنه لا يغتنم إذا باع أحد الشركاء حصته من رجل لا شركة له فيه فلا شفعة فيه للشركاء، هذا مذهب فقهاء أهل المدنية. وفي حديث ابن عمر (أنه بعث رجلا يشتري له أضحية قال: اشتره كبشا فحلا). قال أبو عبيدة: هو الذي يشبه الفحولة في نبله وعظم خلقه ويقال: الفحل: /المنجب في ضرابه. والذي يراد من هذا الحديث أنه اختار الفحل على الخصى والمنفجة وطلب نبله. وفي حديث عمر- رضي الله عنه- (أنه لما قدم الشام تفحل له أمراء الشام) معناه: أنهم تلقوه مبتذلين غير متزينين مأخوذ من الفحل. وقال القتيبي: أصل ذلك من الفحل؛ لأن التصنع في الذي عندهم من ثنان الإناث والمثانين. (فحم) وفي الحديث: (حتى تذهب فحمة العشاء) قال أبو عبيد: يعني سواده.

(فحى)

قال الفراء: يقال: فحموا عن العشاء أي: لا تسيروا في أوله حتى تفور الظلمة ولكن امهلوا حتى تعتدل الظلمة ثم سيروا يقال: فحمة وفجمة. وأخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال للظلمة التي بين الصلاتين فحمة وللظلمة التي بين العتمة والغداة العسعسة. (فحى) وفي حديث معاوية رحمه الله- (كلوا من فحا أرضنا) مقصور وجمعه أفحاء هي التوابل يقال فحا وفحى وقد فحيت القدر إذا جعلت فيها التوابل. باب الفاء مع الخاء (فخخ) في حديث ابن عباس (نام حتى سمع فخيخه) أي: غطيطه. وفي حديث بعضهم: (أفلح من كانت له مزخه يزخها حتى ينام الفخه) أي: نام نومة يسمع فخيخه. (فخذ) وفي الحديث: (لما نزل قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين} بات يفخذ عشيرته) أي: يناديهم فخذا فخذا وفخذ الرجل" نفره/ الذين هم أقرب عشيرته. (فخم) وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - (كان فخما مفخما) قال أبو عبيد: الفخامة في الوجه: نبله وامتلاؤه مع الجمال والمهابة.

باب الفاء مع الدال

قال ابن الأنباري والقتيبي: أراد أنه كان عظيما معظما في الصدور والعيون ولم تكن خلقته في جسمه الضخامة ومنه قول العجاج: دع ذا وبهج حسبا مبهجا ... فخما وسنن منطقا مزوجا المبهج: المحسن، والمزوج: المؤلف قال الله} من كل زوج بهيج} أي: من كل صنف حسن. باب الفاء مع الدال (فدح) في الحديث: (وعلى المسلمين أن لا يتركوا مفدوحا في فداء أو عقل) قال أبو عبيد: هو الذي قد فدحه الدين أي: أثقله والفدح: إثقال الأمر والحمل على صاحبه يقال: هم فادح ودين فادح أي: ثقيل. (فدد) وفي الحديث: (فلجاؤوا ّإلى فدفد فأحاطوا بهم) الفدفد: الموضع الذي فيه غلط وارتفاع والجمع فدافد. وفي حديث أبي هريرة: (أنه رأى رجلين يسرعان إلى الصلاة فقال: ما لكما تفدان فديد الجمل).

(فدر)

قال القتيبي: تفدان: تعلو أصواتكما، يقال: فد الجمل يفد فديدا، المعنى: أنهما كانا يفدوان فيسمع لعدوهما صوت. وفي الحديث: (إن الجفاء والقسوة في الفدادين) قال أبو عمرو: هو في الفدادين مخففة واحدها فدان وهي البقر التي تحرث بها وأهلها أهل جفاء؛ /لبعدهم من الأمصار. وقال أبو بكر: أراد في أصحاب الفدادين فحذف الأصحاب وأقام الفدادين مقامهم كما قال تعالى: {واسأل القرية} أي أهل القرية. وقال الأصمعي: الفدادون مشدد وهم الذين تعلو أصواتهم في حروثهم وأموالهم ومواشيهم يقال: فد الرجل يفد فديدا إذا اشتد صوته. قال أبو عبيد الفدادون: المكثرون من الإبل وهم حفاة أهل خيلاء. ومنه الحديث: (إن الأرض تقول للميت ربما مشيت على فدادا) أي: ذا مال كثير وذا خيلاء. وقال أبو العباس: الفدادون الجمالون والرعيان والبقارون والحمارون. (فدر) في الحديث: (في الفادر العظيم من الأروى بقرة) الفادر والفدور: المسن من الوعول يعني في الفدية.

(فدع)

(فدع) وفي حديث ابن عمر: (أن أبان- رضي الله عنه- بعثه إلى خبير فدفعوه ففدعت قدمه) الفدع: زيغ بين القدم وبين عظم الساق، ورجل أفدع. ومنه حديث عبد الله بن عمر (وفي ذي السويقتين الذي يهدم الكعبة كأني به أفيدع أصيلع). (فدغ) وفي الحديث في الذبح بالحجر (إن لم يفدغ الحلقوم فكل) أي: إن لم يثرده- والفذغ والثدغ والشدخ واحد. وفي الحديث: (إذا تفدغ قريش الرأس) أي: تشدخ. (فدم) في الحديث: (مفدمة أفواهكم بالفدام). قال الليث: الفدام: مصفاة الكوز والإبريق ونحوه، قال أبو عبيد: يعني أنهم منعوا الكلام حتى تكلم أفخاذهم فشبه ذلك بالفدام الذي يجعل على الإبريق.

باب الفاء مع الراء

/ وقال غيره: سقاة الأعاجم كانوا إذا سقوا فدموا أفواهها والساقي مفدم والإبريق مفدم قال العجاج: كأن ذا فدامة منطفا ... فطف من أعنابه ما قطفا وفي الحديث: (أنه كره المفدم للمحرم ولم ير بالمضرج بأسا). المفدم: الثوب المشبع حمرة والمضرج دونه ثم المورد دون المضرج. وفي الحديث (إن الله تعالى- ضرب النصارى بذل مفدم). أي: شديد مشبع ومنه يقال: صبع مفدم أي: خاثر مشبع. باب الفاء مع الراء (فرأ) في الحديث (أنه قال لأبي سفيان أنت كما كل الصيد في جوف الفراء) والفرأ) مقصور مهموز: حمار الوحش جمعه فراء. قال له ذلك يتألفه على الإسلام فقال: أنت كحمار الوحش في الصيد يعني أنها كلها دونه.

(فرت)

وقال أبو العباس: معناه: إذا حجبتك قنع كل محجوب وذلك أنه كان حجبه قليلا. (فرت) قوله تعالى: {هذا عذب فرات} كل ماء فهو فرات وكل ماء ملح فهو بحر وقد أبحر إبحارا وعذب عذوبة. (فرث) وفي حديث أم كثلوم بنت علي- رضي الله عنهما- قالت لأهل الكوفة: (تدرون أي كبد فرثتم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -) قال ابن الأعرابي: الفرث: تفتيت الكبد بالغم والأذى، يقال: ضربته حتى فرثت كبده، قال: والفرث فت الصبرة وهي الفدن/ من التمر والفرث السرحين. (فرج) قوله تعالى: {وإذا السماء فرجت} أي: شققت والفروج: الشقوق. ومنه قوله تعالى: {وما لها من فروج} أي: ليس فيها صدوع. يقول: هي مدبجة الخلق ليس فيها شق. وفي الحديث (لا يترك في الإسلام مفرج) قال أبو عبيد قال محمد بن

(فرخ)

الحسن: هو القتيل يوجد بأرض فلاة لا يكون عند قرية فإنه يودي من بيت المال ولا يبطل دمه. وقال جابر: المفرج: الرجل يكون في القوم من غيرهم فحق عليهم أن يعقلوا عنه. قال أبو عبيدة: هو أن يسلم الرجل ولا يوالي أحدا فإذا جنى جناية كانت على بيت المال؛ لأنه لا عاقلة له. وقال ابن الأعرابي: المفرج: الذي لا عشيرة له. وفي الحديث: (صلى وعليه فروج من حرير) قال أبو عبيد: هو القباء الذي يشتق من خلفه. وفي حديث الحجاج: (استعملتك على الفرجين) فالفرجان: سجستان وخراسان. وفي الحديث: (لا يترك في الإسلام مفرج) هو الذي قد أثقله الدين، وقد أخرجه يفرجه إذا أثقله. (فرخ) وفي حديث معاوية وكتب إلى زياد مجيبا له عن كتابه (أفرخ روعك قد وليناك الكوفة) يقول: ليذهب روعك فإن الأمر ليس على ما يحاذر،

(فرد)

وكان يخاف أن يوليها غيره، وأصل الإفراخ: الانكشاف من إفراخ البيض إذا انقاض عن الفرخ فخرج منها. وكان أبو الهيثم يقول: أفرخ روعه بضم الراء قال: والروع: موضع الروع قال: وأفرخ فؤاد الرجل إذا وهب روعه كانفرخت البيضة إذا انفلقت عن الفرخ فخرج/ منها قال: والروع في الفؤاد كالفرخ في البيضة. قال الليث: أفرخ الأمتر وفرخ إذا استبان عاقبته. (فرد) قوله تعالى جده} ولقد جئتمونا فرادى}. قال الفراء: قوم فرادى وفراد لا يجرونها؛ تشبيها بثلاث ورباع قال: واحدها فرد وفرد وفريد وفردان قال: فرد في هذا المعنى. وفي الحديث: (طوبى للمفردين) قال أبو العباس عن ابن الأعرابي: فرد الرجل إذا تفقه واعتزل الناس وخلا بمراعاة الأمر والنهي. قال القتيبي: هم [الهرمي] الذين هلك [أقرانهم] من الناس وذهب القرن الذي كانوا فيه وبقوا فهم يذكرون الله. قال الأزهري: هم المتخلون عن الناس بذكر الله. وفي الحديث: (قال له أعرابي). يا خير من يمشي بنعل فرد أراد: النعل التي لم تخصف طراقا على طراق وهم يمدحون برقة النعل ومنه قول النابغة.

(فردس)

رقاق النعال طيب حجازتهم وذكرها؛ للفظها وأراد: يا خير العرب؛ لأن لبس النعال لهم دون العجم. وفي الحديث: (لا تعد فاردتكم) يعني: الزائدة على الفريضة. (فردس) ومن رباعيه قوله تعالى: {الفردوس}. قال الفراء: هو البستان الذي فيه الكرم بلغة العرب. (فرر) وفي حديث سراقة: (هذان فر قريش أفلا أرد على قريش فرها) يريد الفارين من قريش يريد النبي عليه الصلاة والسلام وأبا بكر- رضي الله عنه- يقال: رجل فر ورجلان فر ورجال فر. (فرفر) وفي حديث عون أنه قال: (ما رأيت أحد يفرفر الدنيا/ فرفرة هذا الأعرج). يعني: أبا حازم أي: يخرقها ويشتتها بالذم لها كما يفرفر الذئب الشاة. وفي الحديث: (ويفتر عن مثل حب الغمام) أي: يكشر حتى تدما أسنانه من غير قهقهة والأصل فيه قولك: فررت الدابة والجارية إذا كشفت الجحفلة عن الأسنان تتعرف سنها فافتر يفتر.

(فرز)

ومنه قول عمر لابن عباس: (كان يبلغني عنك أشياء كرهت أن أفرك عنها). وأراد بحب الغمام البرد، شبه بياض أسنانه بها. (فرز) في الحديث: (من أخذ شفعا فهو له ومن أخذ فرزا فهو له) قال الليث: الفرز: الفرد. وقال الأزهري: لا أعرف الفرز بمعنى الفرد وما أراه محفوظا: والفرز: النصيب المفروز، وقد فرزت الشيء وأفرزته إذا قسمته. (فرس) وفي الحديث: (الفرس في الذبائح) قال أبو عبيد: هو أن: يكسر رقبة الذبيحة بل أن تبرد، وبه سميت الأسد وأما النخع فهو أن ينتهي بالذبح إلى النخاع، هذا هو الحد. وفي الحديث: (أنه قال لعيينة بن حصن الفزاري: أنا أفرس بالرجال منك) أي: أبصر، ورجل فارس بالأمر: عالم به بصير من الفراسة بكسر الفاء وأما الفراسة بفتح الفاء فهو الفروسية. ومنه الحديث: (علموا رجالكم العوم والفراسة) يعني: العلم بركوب الخيل وركضها.

(فرسخ)

وفي حديث يأجوج ومأجوج: (إن الله تبارك وتعالى يرسل النغف عليهم فيصبحون فرسى) أي: قتلى، الواحد: فريس مثل قتيل وقتلى وصريع وصرعى من فرس الذئب الشاة./ وفي حديث الضحاك في رجل آلى من امرأته ثم طلقها فقال: (هما كفرسى رهان أيهما سبق أخذ به) تفسيره: أن العدة وهي ثلث الحيض إن انقضت انقضى إيلائه وهو أربعة أشهر، فقد بانت المرأة منه بتلك التطليقة ولا شيء عليه من الإيلاء؛ لأن الأربعة الأشهر وهي في العدة بانت منه بالإيلاء مع تلك التطليقة، فكانت اثنتين. (فرسخ) ومن رباعيه في حديث حذيفة: (ما بينكم وبين أن يصب عليكم العذاب فراسخ إلا موت رجل). قال شمر: قال ابن شميل: كل شيء دائم كثير لا ينقطع فرسخ. وقالت الكلابية: فراسخ الليل والنهار ساعاتها وأوقاتها. يقال: انتظرتك من النهار أي: طويلا. وقال بعض العرب: أغضبت السماء بعين ما فيها فرسخ. يقول: ليس فيها فرجة ومنه أخذ الفرسخ ويقال: تفرسخ عني المرض أي: تباعد.

(فرش)

(فرش) قوله تعالى: {حمولة وفرشا} الفرش صغار الإبل وقال أبو عمرو الحمولة: الإبل والفرش: البقر والغنم. قال الأزهري: ومما يدل على هذا التفسير قوله تعالى على أثره} ثمانية أزواج من الضأن اثنين} إلا أنه قال: ونصب ثمانية؛ لأنه يدل من قوله: {حمولة وفرشا} وقوله: {ثمانية أزواج} هي الحمولة والفرش قال: وإلى هذا أذهب. وقوله تعالى: {وفرش مرفوعة} أراد بالفرش: نساء أهل الجنة ذوات الفرش يقال لامرأة الرجل: هي/ فراشه وإزاره ولحافه. وقوله: {مرفوعة} أي: رفعن الجمال على نساء أهل الدنيا وكل فاضل رفيع. وقوله تعالى: {كالفراش المبثوث} الفراش: ما تراه كصغار البق يتهافت في النار. وفي الحديث: (نهى عن افتراش السبع) يعني في الصلاة وهو أن يبسط ذراعيه ولا يقلهما عن الأرض مخويا إذا سجد كما يفترش الذئب ذراعيه. قال الشاعر: ترى السرحان مفترشا يديه ... كأن بياض لبته الصديع

وافترش فلان ترابا تحته وافترش لسانه: يتكلم كيف شاء. وفي الحديث: (إلا أن يكون مفترشا) أي: مغصوبا قد انبسط فيه الأيدي بغير حق، يقال: افترش فلان عرض فلان إذا استباح الوقيعة فيه. وفي الحديث: (الولد للفراش) أي: لمالك الفراش وهو الزوج أو لمالك الأمة؛ لأنه يفترشها بالحق وهذا من مختصر الكلام كما قال: {واسأل القرية} وافترش فلان فلانة إذا تزوجها. وفي حديث خزيمة وذكر السنة فقال: (وترك الفريش مستحلكا والعضاه مستحنكا).

(فرص)

قيل: الفريش: الصغار من الإبل، قال أبو بكر: هذا عندي غير صحيح؛ لأن الصغار من الإبل لا يقال لها إلا الفرش. وفي حديث آخر: (لكم العارض والفريش) قال القتيبي: هي التي وضعت قريبا كالنفساء من النساء، وقال في كتاب (مسائل الأطراف): الفريس من نبات الأرض: ما انبسط على وجه الأرض ولم يتم على ساق/ كأنه مفروش عليها. وقال الأصمعي: فرس فريش إذا حمل عليها بعد النتاج بسبع، وسمعت الأزهري يقول: الفرش: الموضع الذي يكثر فيه النبات. قال الشيخ: والمستحلك الشديد السواد من الاحتراق يقال: أسود حالك وفي الحديث: (فجاءت الحمرة تفرش) هو أن تقرب من الأرض وترفرف بجناحيها. (فرص) وفي الحديث: (خذي فرصة ممسكة فتطهري بها) الفرصة: القطعة من القطن والصوف، يقال: فرصت الشيء إذا قطعته بالمفراص. وفي حديث آخر: (إني لأكره أن أرى الرجل ثائرا فريص رقبته قائما على مريته يضربها).

(فرض)

قال أبو عبيد: هي اللحمة التي بين الجنب والكتف التي لا تزال ترعد من الدابة، وأحسب أنه إنما أراد عصب الرقبة وعروقها؛ لأنها هي التي تثور عند الغضب وقيل لابن الأعرابي: هل تثور الفريص؟ فقال: إنما عنة شعر الفريص كما يقال ثائر الرأس أي: ثائر شعر الرأس. وفي حديث قيلة: (قد أخذتها الفرصة) يعني ريح الحدب. (فرض) قوله تعالى: {نصيبا مفروضا} أي: مؤقتا والأصل في الفرض: الحز والقطع يقال: فرضت سواكي إذا حززته لتشد فيه خيطا، وفرض الحاكم النفقة للمرأة إذا قطع لها. ومنه قوله تعالى: {أو تفرضوا لهن فريضة}، وفرضت للرجل إذا قطعت له من مال الفيء، وفرضت القرآن إذا قطعت بالقراءة منهجزءا، والتمر يقال له الفرض وأنشد أبو منصور: إذا أكلت سمكا وفرضا ... /ذهبت طولا وعرضا وقوله تعالى: {لا فارض ولا بكر} الفارض المسنة قد فرضت ويقال للشيء القديم فارض. قال الشاعر: يا رب ذي ضغن على فارض ... له قروء كقروء الحائض وقوله تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن} أي أنزله عليك وفرض عليك العمل بما فيه.

وقوله تعالى: {فمن فرض فيهن الحج} قال ابن عرفة: الفرض: التوقيت وكل واجب مؤقت فهو مفروض والفرض: العلامة قال: ومنه الفرض في السهم وهو علامة فيه وبه سميت الفرضة؛ لأنها مكان معلوم. ومنه قوله تعالى: {سورة أنزلناها وفرضناها} أي: جعلنا فيها فرائض الأحكام وقرأ أبو عمرو} وفرضناها} بتشديد الراء أي: فصلناها وبينا فيها. وقوله تعالى: {ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له} أي: ما وقت الله له. وفي الحديث: (لكم في الوظيفة الفريضة) الفريضة: الهرمة وهو الفارض أيضا وقد فرضت فهي فارض وفارضة وفريضة وفريض. ومنه الحديث: (لكم الفارض والفريضة) ومثله في المقت: طلقت فهي طالق وطالقة. وفي خطبة ابن الزبير: (واجعلوا السيوف للمنايا فرضا) الفرض: المشارع إلى الماء يقول: اجعلوا السيوف طرقا إلى المنايا أراد: تعرضوا للشهادة./

(فرضخ)

(فرضخ) ومن رباعيه في حديث (الدجال إن أمه كانت فرضا خية) قال ابن الأعرابي: ضخمة عظيمة. (فرط) قوله تعالى: {يا حسرتنا على ما فرطنا فيها} أي: قدمنا العجز وقصرنا، يقال: فرط يفرط إذا تقدم وفرط يفرط إذا ضيع وعجز وأفرط يفرط إذا جاوز الحد واشتط. وقوله تعالى: {وهم لا يفرطون} أي: لا يقصرون ولا يغفلون. وقوله تعالى: {ومن قبل ما فرطتم في يوسف} أي: ومن قبل تفريطكم أي: تقديمكم للذنب. وقال ابن عرفة: معنى التفريط: أن يترك الشيء حتى يمضي وقت إمكانه ثم يخرج إلى وقت يمتنع فيه والتفريط في الصلاة أن يتركها حتى يتقدم وقتها. وقوله تعالى: {وأنهم مفرطون} قال مجاهد: أي: منسيون وقيل: متركون في النار، وقال الأزهري: الأصل فيه أنهم مقدمون إلى النار معجلون إليها يقال: أفرطته أي: قدمته ومن قرأ} مفرطون} فمعناه: مقصرون فيما أمروا به ومن قرأ} مفرطون} متجاوزون لما حد لهم.

وقوله: {وكان أمره فرطا} أي: ضائعا يقال: أمر فرط أي: مضيع متهاون به. وقال أبو عبيدة: (فرطا) أي: ندما وقيل: سرفا. وقوله تعالى: {إننا نخاف أن يفرط علينا} أي: يبادر بعقوبتنا، يقال: فرط مني أمر. أي: بدر وقال ابن عرفة: أي: يعجل فيتقدم منه مكروه. وفي الحديث: (ويفرط الغزو) أي: فات وتقدم. وفي الدعاء: (للطفل الميت: اللهم اجعله لنا فرطا) أي: أجرا يتقدمنا. وفي الحديث: (أنا فرطكم على الحوض) يقول لنا أنا أتقدمكم إليه يقال: فرطت القوم إذا تقدمتهم؛ لترتاد لهم الماء ويهيئ الدلاء والرشاء وافترط فلان ابنا له أي: تقدم له ابن.

(فرطم)

وفي الحديث: (أنا والنبيون فراط القاصفين) أي: متقدمون في الشفاعة. وقيل: فراط إلى الحوض، ويقال فرط إلى منه كلام قبيح أي: تقدم. ومنه قوله: {أن يفرط علينا}. وفي حديث أم سلمة، (قالت لعائشة رضي الله عنها إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهاك عن الفرطة في الدين). قال القتيبي: الفرط/ السبق والتقدم. (فرطم) ومن رباعيه في الحديث في صفة الدجال: (شيعته خفافهم مفرطمة) قال الليث: الفرطمة: منقار الخف إذا كان طويلا محدد الرأس، وحكى أبو عمرو وعن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال: قال أعرابي: جاءنا فلان في نخافين مفرطمين أي: لهما منقاران رواه بالقاف والنخاف: الخف. (فرع) وفي الحديث: (لا فرعة ولا عتيرة).

قال أبو عبيد: الفرع والفرعة بنصب الراء هو أول ما تلده الناقة وكانوا يذبحون ذلك لآلهتهم، فنهى المسلمون عنه، وقد أفرع القوم إذا فعلت إبلهم ذلك. وقال شمر: قال أبو مالك: كان الرجل في الجاهلية إذا تمت إبله مائة قدم بكرا فنحره لصمنه فلذلك الفرع. وروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (فرعوا إن شئتم ولكن لا تذبحوا غداة حتى يكبر). وفي حديث ابن عباس (اختصم عنده بنو أبي لهب فقام ففرع بينهم). أي فحجز بينهم يقال فرع بينهم وفرع وفرق بمعنى واحد. في الحديث: (أن جاريتين جاءتا تسعيان وهو يصلي فأخذتا بركبتيه ففرع بينهما) أي: حجز وفرق. وفي حديث شريح: (كان يجعل المدبر من الثلث وكان مسروق يجعله فارعا من المال) قال شمر: قال أبو عدنان: قال بعض بني كلاب: الفارع: المرتفع العالي الثمين الحسن. وكذلك الفارع من كل شيء. ومنه الحديث: (أعطى العطايا يوم حنين فارعة من الغنائم) يعني من رأس الغنائم قبل أن تخمس. وفي الحديث (على أن لهم فراعها)، الفراع: ما علا من الأرض يقال: جبل فارع، إذا كان عاليا، وفرع قومه إذا علاهم.

(فرغ)

وفي حديث ابن زمل: (يكاد يفرع الناس طولا) أي: يطولهم، يقال: فرعت القوم أفرعهم فرعا وبه سميت المرأة فارعة. وفي حديث عمر رضي الله عنه- (الفرعان أفضل من الصلعان؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أفرع). قال الشيخ: الفرعان ذوو الجمم الحسان وكان النبي ذا جمة. (فرغ) قوله تعالى: {وأصبح فؤاد أم موسى فارغا} قال الليث: أي خاليا من الصبر، قال: ومنه إناء فارغ. وقال غيره: فيه قولان: أي خاليا من كل شيء إلا من ذكر موسى ويقال: فارغا من الاهتمام بموسى، لأن الله وعدها أن يرده إليها. وقوله تعالى: {سنفرغ لكم} قال المبرد: أي سنعمد. واحتج بقول جرير: ولما اتقى القين العراقي باسته ... فرغت إلى العبد المقيد في الحجل قال: معنى فرغت: عمدت والفراغ في اللغة على وجهين: الفراغ من الشغل معروف/ والآخر: القصد للشيء والله تعالى لا يشغله شان عن شان. وقوله: {أفرغ علينا صبرا} أي: اصبب كما يفرغ الماء من الإناء المعنى: أنزل علينا صبرا شاملا. وروى أبو العباس بن حمويه عن شمر قال: جاء في

(فرق)

الحديث: (أن رجلا من الأنصار قال: حملنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حمار لنا قطوف فنزل عنه إذا هو فارغ لا يساير) قال شمر: قال أبو عدنان: رجل فراغ المشي ودابة فراغ السير أي: سريع المشي واسع الخطا، وقوس فراع: سريعة النبل وأنشد: فلق فراغ معابل طحل (فرق) قوله تعالى: {وأنزل الفرقان} أي: فرق به بين الحق والباطل. وقوله تعالى: {يوم الفرقان} يعني: يوم بدر، كان فيه فرقان بين الحق والباطل. وقوله تعالى: {فالفارقات فرقا} قال الفراء: هي الملائكة تنزل بالفرق بين الحق والباطل. قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان} يعني التوراة فيه الفرق بين الحلال والحرام. وقوله: {فيها يفرق كل أمر حكيم} قال قتادة: يقضي. ومنه قوله: {وإذ فرقنا بكم البحر} أي: فلقناه فكان كل فرق كالطود العظيم.

وقيل في قوله: {وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان} الفرقان: انفراق البحر. قوله تعالى: {وقرآنا فرقناه} أي: فصلناه وأحكمناه ومن قرأ} فرقناه} بالتشديد أراد: فرقه في التنزيل، ليفهم الناس، فقال: {لتقرأه على الناس على مكث}. وقوله تعالى: {إن الذين فرقوا دينهم} أي: تركوه. وقوله تعالى: {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا} أي: فتحا ونصرا. قال الفراء: ومثله يوم الفرقان أي يوم الفتح، ويقال للصبح قد طلع الفرقان. وفي الحديث: (من استطاع أن يكون كفرق الأرز فليكن مثله) قال أحمد ابن يحيى: قل: فرق بفتح الراء- ولا تقل (فرق) قال: والفرق: اثنا عشر مدا. ومنه الحديث: (كان يغتسل مع عائشة رضي الله عنها من إناء يقال له الفرق) قال أبو الهيثم: هو إناء يأخذ ستة عشر رطلا وذلك ثلاثة أصوع.

(فرقع)

وفي الحديث في صفته - صلى الله عليه وسلم - (إن انفرقت عقيصته فرق) يقال: فرقت الشعر أفرقه فرقا يقول: أن انفرق شعر رأسه فرقه في مفرقه فإن لم ينفرق تركه وفرة واحدة. وفي الحديث: (ما ذئبان عاديان أصابا فريقة غنم). الفريقة: القطعة من الغنم، تشذ عن معظمها، ويقال: هي الغنم الضالة. يقال: أفرق فلان غنمه إذا أضلها. وفي حديث أبي ذر (أنه كان له فرق) الفرق: القطيع من الغنم. وفي حديث عثمان- رضي الله عنه- أنه سأل فلانا فقال: (كيف تركت أفاريق العرب) جمع أفراق وأفراق: جمع فرق ويقال: فريق وفرق وفرقة بمعنى واحد. وفي حديث عمر رضي الله عنه (فرقوا عن المنية واجعلوا الرأس رأسين). قوله: (اجعلوا الرأس رأسين) تفسير لقوله (فرقوا عن المنية) يقول: إذا اشتريتهم الرقيق أو غيره من الحيوان فاشتروا بما تريدون أن تشتروا به رأسا رأسين فإن مات الواحد بقى الآخر فكأنك فرقت عن المنية. (فرقع) / ومن رباعيه في حديث مجاهد (كره أن يفرقع الرجل أصابعه في الصلاة) الفرقعة والتفقيع: تنقيص الأصابع يقال: فرقعها فتفرقعت.

(فرك)

(فرك) في حديث: عبد الله (إن تزوجت امرأة شابة أخاف أن تفركني) الفرك: أن تبغض المرأة زوجها وقد فركته المرأة تفركه فركا فهي فروك. (فرم) في حديث عبد الملك: (أنه كتب إلى الحجاج في شأن أنس بن مالك: (يا بن المستفرمة بحب الزبيب) الفرم: أن تضيق المرأة متاعها بالأشياء المحصفة وقد استفرمت إذا احتشت وربما تتعالج بحب الزبيب وهو التفريق التغريب وأخبرنا ابن عمار عن أبي عمرو عن أبي العباس قال: الفرم: ما تضيق المرأة به فرجها وفي بعض الأخبار (أن فلانا قال لفلان عليك بفرام أمك). (فرو) وفي الحديث: (أن الخضر عليه السلام- جلس على فروة بيضاء فاهتزت تحته خضراء) قال عبد الرازق: أراد بالفروة: الأرض اليابسة. وقال غيره: يعني الهشيم اليابس شبهه بالفروة ويقال لجلدة الرأس: الفروة لما عليها من الشعر. وفي دعاء علي- رضي الله عنه- (اللهم سلط عليهم فتى ثقيف يأكل خضرتها ويلبس فروتها) يقال: أراد بقوله: يلبس فروتها أي: يتمتع بنعمتها وكذلك قوله: (يأكل خضرتها) ويقال: فلان ذو فروة وثروة بمعنى واحد وفي

(فره)

حديث عمر (أن الأمة ألقت فروة رأسها من وراء الباب) قال شعبة: يعني الخمار. وقال خالد بن بحنيه يعني: شعرها، الذي يمكن أن تقبض به يقال: قبض على فروة رأسه. (فره) قوله تعالى: {بيوتا فرهين} أي: مرحين ومن قرأ} فارهين} فمعناه: حاذقين. (فرى) وقوله تعالى: {يفترون على الله الكذب} أي: يختلقون يقال: افتريت الحديث واختلقته وخلقته واخترقته وخرقته واخترصته وخرصته إذا افتعلته كذبا والفرية: الكذبة العظيمة وفرى يفري فرى إذا تحير، قال ذلك أبو منصور. ومنه قوله تعالى: {قل عن افتريته فعلي إجرامي} أي: اختلقته من عندي ونحلته الله عز وجل. وقوله تعالى: {لقد جئت شيئا فريا} أي: عظيما، يقال: فلان يفري الفري أي: يعمل العمل البالع. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ورأى عمر في منامه كأنه ينزع على قليب بغرب فلم أر عبقريا يفري فريه) أي: يعمل عمله ويقوى قوته ويقطع قطعه والعرب تقول: تركته يفري الفري إذا عمل العمل فأجاد.

باب الفاء مع الزاي

وفي حديث ابن عباس (كل ما أفرى الأوداج) أي: شققها وأخرج ما فيها، من الدم، يقال: أفريت إذا شققته على جهة الإفساد وفريت إذا فعلت ذلك؛ للعلاج. باب الفاء مع الزاي (فزر) في الحديث: (أن رجلا أخذ لحى جمل فضرب به أنف سعد ففزره؛ وكان أنفه مفزورا) أي: شقه، يقال: فزرت الثوب إذا فسخته فتفزر. ومنه قول طارق/ بن شهاب (خرجنا حجاجا فأوطأ رجل منا راحلته ظبيا ففزر ظهره) أي: فسخه. (فزز) قوله تعالى: {واستفزز من استطعت} معناه: استدعهم استدعاء تستخفهم به إلى إجابتك، (بصوتك) أي: بدعائك قال أبو ذؤيب: شبب أفزته الكلاب مروع. (فزع) قوله تعالى: {حتى إذا فزع عن قلوبهم} أي: كشف عنها، الفزع قال الفراء: المفزع يكون شجاعا ويكون جبانا فمن جعله شجاعا مفعولا به، قال: بمثله ينزل الأفزاع.

قال الشيخ: ومنه قول عمرو بن معدى كرب وقال له بعض الناس: لأخرطنك فقال: (كلا إنها لعزوم مفزعة) أي: صحيحة تنزل بها الأفزاع. فتجليها ومن جعل جبانا، أراد يفزع من كل شيء. قال الفراء: وهذا مثل قولهم رجل مغلب أي: غالب ومغلب أي: مغلوب وقال غيره: ويكون المفزع الذي كشف الفزع عنه، يقال: فزع يفزع إذا ذعر وفزع إذا أغاث الفزع وهو المستغيث. وفي الحديث: (لقد فزع أهل المدينة فركب النبي - صلى الله عليه وسلم - فرسا لأبي طلحة) يريد: استغاثوا، قال كلحبة اليبوعي: فقلت لكأس ألجميها فإنما ... حللنا الكثيب من زرود لأفزعا أي: لنغيث مفزع إذا استغاث وفزع إذا أغاث. وفي الحديث: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نام ففزع وهو يضحك) أي: هب من نومه، يقال: فزع فلانا بالشيء إذا ارتاع به وفزع لفلان إذا أغاثه. وفي الحديث أنه قال للأنصار: (إنكم تكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع) وقوله: (عند الفزع) أي: عند الإغاثة والإنجاد وقال سلامة (في الفزع): بمعنى المستغيث: كنا إذا ما أتانا صارخ فزع ... كان الصراخ له فزع الظنابيب يقول: إذا ما أتانا مستغيث كانت إغاثته منا الجد في نصرته، يقال: فزع

باب الفاء مع السين

لذلك الأمر ظنبوبة إذا جد فيه، فالفزع بمعنيين أحدهما: الرعب والثاني: النصر. باب الفاء مع السين (فسح) في صفته عليه الصلاة والسلام (فسيح ما بين المنكبين) أي: بعيد ما بينهما لسعة صدره. وفي حديث أم زرع (وبيتها فساح) أي: واسع، يقال: بيت فسيح وفساح وبيت فياح بمعنى واحد يقال: بيت أفيح وبيوت أفيح. (فسر) قوله تعالى: {وأحسن تفسيرا} الفسر: كشف المغطى وقال أبو العباس: التأويل والتفسير بمعنى واحد وقال غيره: التفسير: كشف المراد عن اللفظ المشكل والتأويل: رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر. (فسط) وفي الحديث: (فإن يد الله على الفسطاط) يريد: المدينة التي فيها مجتمع الناس وكل مدينة فسطاط.

(فسق)

وروي عن الشعبي (في العبد الآبق إذا أخذ في الفسطاط ففيه، عشرة دراهم) وفي/ لغات: فسطاط وفسطاط وفساط وفساط وفساط وفستاط. (فسق) قوله تعالى: {وإنه لفسق} أي: خروج عن الحق، يقال: فسقت الرطبة: إذا خرجت عن قشرتها. ومثله} ففسق عن أمر ربه} أي: خرج عن طاعة ربه. (فسكل) وفي الحديث: (قالت أسماء بنت عميس لعلي رضي الله عنه: إن ثلاثة أنت آخرهم لأخيار فقال علي لأولاده: فسكلتني أمكم). قال ابن الأعرابي: فسكل الفرس إذا جاء آخر الخيل في الحلبة وهو الفسكول والفسكول والفسكل. (فسل) وفي الحديث: (لعن من النساء المفسلة والمسوفة) فالمفسلة من النساء: التي إذا طلب زوجها إليها نفسها قالت: إني حائض فتفسل الرجل عنها وتفتره ولا حيض بها والمسوفة: التي إذا دعاها زوجها إلى الفراش ما طلت ولم تجبه إلى ما يدعوها إليه.

باب الفاء مع الشين

وفي حديث حذيفة (أنه اشترى ناقة من رجلين فأخرج لهما كيسا فأفسلا عليه، فأخرج كيسا آخر فأفسلا عليه) يعني: أرذلا وأصله من الفسل وهو الردئ وقد فسل يفسل فسالة وفسولة، والفسل الرذل من كل شيء. باب الفاء مع الشين (فشج) في الحديث: (أن أعرابيا دخل المسجد ففشج). قال أبو عبيد: الفشج دون التفاج وهو تفريج ما بين الرجلين. ومنه الحديث: (تفشخت الناقة ثم بالت). (فشش) في حديث موسى وشعيب- عليهما السلام- (ليس فيها عزوز ولا فشوش) الفشوش: /الذي ينفش لبنها من غير حلب وذلك لسعة إلا حليل ومثله الفتوح والثرور. ومن أمثالهم (لأفشنك فش الوطب) أي: لأخرجن غضبك وكبرك من رأسك ويقال: فش السقاء إذا أخرج منه الريح. ومنه الحديث: (إن الشيطان ليفش بين إليتي أحدكم حتى يخيل إليه أنه أحدث) أي: ينفخ نفخ ضعيفا.

(فشغ)

(فشغ) في الحديث: (قال النجاشي لقريش: هل تفشغ الولد فيكم؟ فإن ذلك من علامات الخير قالوا: نعم) قال الفراء: يقال: تفشغ له ولد كبير إذا كثر وفشا. وفي حديث علي رضي الله عنه- (أن الأشتر قال له: إن هذا الأمر قد تفشغ) يعني: فشا وانتشر ومنه يقال: تفشغ فيه الشيب أي: علا وظهر. وفي حديث عمر- رضي الله عنه- (إن أهل البصرة أتوه وقد تفشغوا) قال شمر: أي: لبسوا أخشن ثيابهم ولم يتهيأوا له. وقال الفراء: التفشغ والفشاغ: الكسل وقد فشغه المنام أي: كسله، يقال للرجل القليل الخير مفشغ وسمعت الأزهري يقول: الفشاغ بالتخفيف والتثقيل واللواء لهذه الشجرة التي تعلو الأشجار فتلتوي عليها فتفسدها ولا ورق لها. (فشل) قوله تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا} الفشل: الضعف، أعملهم أن اختلافهم يضعفهم وأن القوة تزيد في قوتهم ويقال: فشل عن الحرب إذا جبن وأحجم. ومنه قوله: {أن تفشلا} وقوله: {لفشلتم ولتنازعتم} أي: لجبنتم.

(فشى)

(فشى) في الحديث: (ضموا فواشيكم) الفواشي: كل شيء منتشر من المال من الغنم/ السائمة والإبل وغيرها وقد أفشى الرجل إذا كثرت فواشيه، وقال ابن الأعرابي: يقال: ألإشى وأمشى وأوشى بمعنى واحد. وفي الحديث: (الرأي أن ندخل الحصن ما قدرنا عليه من فاشيتنا) يعني من الإبل والغنم السائمة المنتشرة. باب الفاء مع الصاد (فصد) في الحديث: (كان - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحي تفصد عرقا). قال أبو عبيد: تفصد أي: سال، يقال: هو يتفصد عرقا ويتبضع عرقا أي: يسيل. وفي حديث أبي رجاء العطاردي قال: (لما بلغه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ في القتل هربنا فاستثرنا شلو أرنب وفصدنا عليها فل أنسى تلك الأكلة) قوله: فصدنا عليها يعني: الإبل وكانوا يفصدونا ويعالجون ذلك الدم ويأكلونه ويشربونه عند الضرورة، ويقال في المثل: (لم يحرم من فصد له) أي: لم يحرم من نال بعض حاجته وإن لم ينلها كلها.

(فصفص)

(فصفص) في الحديث عن الحسن (ليس في الفصافص صدقة) واحدها فصفصة وهو القت قال الأصمعي: هي الرطبة فإذا جف فهو قضب. (فصع) في الحديث: (نهى عن فصع الرطبة) قال أبو عبيد: هو أن يخرجها من قشرها. وقال الليث: فصعها أن تأخذها بإصبعيك فتعصرها حتى تنقشر. (فصل) قوله تعالى: {آيات مفصلات} أي: بين كل آيتين فصل تمضي هذه وتأتي هذه، ويقال: مبينات، ومنه قوله: {وتفصيل كل شيء} أي: تبيين كل شيء تحتاج إليها الأمة. قوله تعالى: {ولما فصلت العير} أي: خرجت. وقوله تعالى: {وفصل الخطاب} قيل: هو البينة على المدعى عليه، وقيل: هو أن يفصل بين الحق والباطل. ومنه قوله: {لقول فصل} أي: يفصل بين الحق والباطل. ومنه قوله: {ثم فصلت من لدن حكيم خبير} قال ابن عرفة: أي: بالحلال والحرام وجاءت مفصلة أي: شيئا بعد شيء، وقال مجاهد: فسرت. وقوله تعالى: {ولولا كلمة الفصل}.

(فصم)

أي: ولولا ما تقدم من وعد الله أنه يفصل بينهم يوم القيامة لفصل بينهم الآن، وسمي المفصل مفصلا؛ لقصر أعداد سوره في الآية. وقوله: {وفصيلته التي تؤويه} الفصيلة: أقرب القبيلة وكان العباس فصيلة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصل الفصيلة: قطعة من لحم الفخذ. وقوله تعالى: {وحمله وفصاله} الفصال: الفطام. ومنه قوله: {فإن أرادا فصالا}. وفي الحديث: (في صفة كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصل لا نزر ولا هذر) أي بين ومنه يقال: فصل بين الخصمين والنزر: القليل والهذر: الكثير. وفي الحديث: (فلو علم بها لكانت الفيصل مني ومنه) أي: القطيعة العامة، يقال: فصلت بين القوم إذا فرقتهم فانفصلوا. (فصم) في الحديث: (درة بيضاء ليس فيها فصم ولا وصم) الفصم: أن يتصدع الشيء فلا يبين. ومنه قوله تعالى: {لا انفصام لها} فإذا بان فهو الفصم. وفي حديث عائشة- رضي الله عنها- (فيفصم عنه الوحي وإن جبينه ليتفصد عرقا) /أي: يقلع عنه، يقال: أفصم المطر وانجر وكل فحل يفصم عن الضراب أي: يكف. وفي الحديث: (فيفصم عني وقد وعيت) يعني: الوحي.

(فصا)

(فصا) في حديث قيلة: (الفصية لا يزال كعبك عاليا) الفصية: هو الخروج من الضيق إلى السعة يقال: تفصيت عن الأمر إذا خرجت منه. ومنه الحديث في صفة القرآن (هو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقله)، وكل شيء كان لازما لشيء ففصل منه قيل: تفصى منه كما يتفصى الإنسان من البلية أي يتخلص منها. باب الفاء مع الضاد (فضج) في حديث عمرو أنه قال لمعاوية: (لقد تلافيت أمرك وهو أشد انفضاجا من حق الكهول) أي: أشد استرخاء وضعفا من بيت العنكبوت. (فضح) وفي الحديث: (أن بلالا أتى ليؤذنه - صلى الله عليه وسلم - بصلاة الصبح فشغلت عائشة بلالا حتى فضحه الصبح) وهو بياضها والأفضح: الأبيض ليس بشديد البياض وروي (حتى فصحه) بالصاد أي: بينه.

(فضخ)

(فضخ) في الحديث: (إذا رأيت فضخ الماء فاغتسل) قال شمر: يعني: دفقه ويقال: إنفصح الدلو إذا أدفق ما فيه من الماء والدلو يقال: المفضخة. وسئل بعضهم عن: (الفضيخ) فقال: هو الفضوخ، قال الليث: الفضيخ شراب يتخذ من البسر المفضوخ وهو المشدوخ، وأراد أنه يسكر شاربه/ حتى يفضخه. (فضض) قوله- عز وجل-} لانفضوا من حولك} وقوله: {انفضوا إليها} أي: تفرقوا وكل شيء كسرته فقد فضضته، ويقال: بها فض من الناس أي: نفر متفرقون. وقالت عائشة رضي الله عنها لمروان إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تبك كذا وأنت فضض منه) أي: قطعة وفضض الماء: نشره وهو ما انتشر منه إذا تطهر به وقال شمر: الفضض: اسم ما انفض: أي: أنت طائفة وقطعة من لعنة الله. وفي حديث عمر رضي الله عنه- (حتى انقطعنا من فضض الحصى) يعني: ما تفرق منه وكذلك الفضيض، والفضيض أيضا: الطلع، أول ما يطلع. ومنه حديث عمر بن عبد العزيز أن رجلا قال: (هي طالق حتى أكل الفضيض). وهو الفضيض وهو الغريض والإغريض أيضا. وفي حديث سطيح: (أبيض فضفاض الرداع والبدن) أي: واسع الصدر، والرداء والبدن: كناية عن لابسه، يقال: فلان غمر الرداء: أي: واسع الصدر كبير المعروف.

وفي حديث أنس: (قال لفلان كنت معه في يوم مطير والأرض فضفاض) يريد كثرة المطر يقال: الحوض ملآن يتفضفض وثوب فضفاض واسه وبدن فضفاض: كثير اللحم. وفي حديث العباس (أنه قال لرسول الله إني أمتدحك فقال: لا يفضض الله فاك) أي: لا يسقط الله أسنانك، وأقام الفم مقام الأسنان يقال: سقط فوه فلم يبق له حاكة، ومنه يقال: فضضت الخاتم عن الكتاب وفككته أي: كسرته. وفي حديث خالد بن الوليد: (الحمد لله الذي فض خدمتكم) أي: فرق جمعكم والخدمة: الخلخال. وفي الحديث: (لو أن أحدا انفض مما صنع بابن عفان- رضي الله عنه- لحق له أن ينفض) قال شمر: أي: ينقطع وقد انفضت أوصاله أي: تفرقت قال ذو الرمة: تكاد تنفض منهن الحيازيم، ويروى تنقض بالقاف. وفي حديث غزوة هوازن (فجاء رجل بنطفة في إداوة فافتضها) أي: صبها: يقال: فضى الماء وافتضه أي: صبه والفضيض: الماء السائل. وفي الحديث: (كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها دخلت حفشا ولبست شر ثيابها حتى تمر بها سنة ثم تؤتي بدابة: شاة أو طير فتفش فقلما تفتض بشيء إلا مات). قال القتيبي: سألت الحجازيين عن الافتضاض فذكروا أن المعتدة كانت لا تغتسل ولا تمس ماء ولا تقلم ظفرا ثم تخرج بعد الحول بأقبح منظر ثم تفتض أي: تكسر ما هي فيه من العدة بطائر تمسح به قبلها وتنبذه فلا يكاد يعيش.

(فضل)

قال الأزهري: روى الشافعي- رحمه الله- هذا الحرف فتفتض بالقاف والتاء والضاد وهو مفسر في بابه. (فضل) قوله تعالى: {ويؤت كل ذي فضل فضله} قال ابن عرفة: أي: كل من قدم عملا يلتمس به فضل الله بنية أو بلسان أو جارحة أعطاه/ الله فضل ذلك العمل وقال الأزهري: أي من كان ذا فضل في دينه فضله الله في الآخرة بالثواب وفي الدنيا بالمنزلة كما فضل أصحاب نبيه - صلى الله عليه وسلم -. قوله تعالى: {والله فضل بعضكم على بعض في الرزق} الآية. قال أبو منصور: المعنى قد فضل الله الملاك على مماليكهم فجعل المملوك لا يقدر على ملك مع مالكه، واعلم أن المالك لا يرد على مملوكه من فضل ما في يده حتى يستوي حالهما في الملك فقال: أنتم لا تساوون بينكم وبين مماليككم وكلكم بشر فكيف تجعلون بعض الذي رزقكم الله وبعضه لأصنامكم فتشركون بين الله وبين أصنامكم وأنتم لا ترضون لأنفسكم فيمن هو مثلكم بالشركة. وقوله تعالى: {يريد أن يتفضل عليكم} أي: يكون ذا فضل وعلو في المنزلة عليكم: وفي الحديث: (لا يمنع فضل الماء) قال أبو بكر: معناه: أن يسقي الرجل أرضه بشرب من الماء ثم يبقى من الماء بقية لا يحتاج إليها فغير جائز أن يمنعها

لكن يتركها لينتفع بها ويقال: فضل الماء هو نقع البئر ومعناهما أن معظم الآبار والقنى ليس لأحد أن يتغلب عليه ويمنع الناس منه حتى يحوز حائز منه شيئا في إناء أو غيره فإذا حازه كان ملكه: لأنه مال من ماله. وفي الحديث: (فضل الإزار في النار) قال المبرد: إنما أراد معنى الخيلاء وفي حديث آخر: (أنه قال لفلان: إياك والمخيلة قال: ما المخيلة؟ قال: سبل الإزار) / قال زهير: يجرون البرود وقد تشمت حميا. وقال آخر: ولا أرخى من المرح الإزارا. وفي حديث ابن أبي الزناد (إذا عزب المال قلت فواضله). يقول: إذا بعدت الضبيعة قل المرفق منها. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت إلى مثله اليوم لأجبت) يعني: حلف الفضول، سمي حلف الفضول؛ لأنه قام به رجال يقال لهم الفضل بن الحارث والفضل بن وداعة والفضل بن فضالة والفضل: واحد الفضول كما يقال: سعد وسعود.

(فضا)

(فضا) قوله تعالى: {وقد أفضى بعضكم إلى بعض} أي: خلا وقال بعضهم: الإفضاء: إذا كان معها في لحاف واحد جامع أم لم يجامع. باب الفاء مع الطاء (فطأ) في صفة مسيلمة: (أفطأ الأنف) الفطأ: الفطس. (فطر) قوله تعالى: {فاطر السموات والأرض} أي: مبتدئ خلقهما، قال ابن عباس: ما كنت أدرى ما فاطر حتى احتكم إلي أعرابيان في بئر فقال أحدهما أنا فطرتها أي: ابتدأتها. وقوله تعالى: {إلا الذي فطرني} أي: خلقني. وقوله تعالى: {تكاد السموات يتفطرن منه} أي: يتشققن، ويتفطرن أي: يتشققن. وقوله/: {إذا السماء انفطرت} أي: انشقت. وقوله تعالى: {هل ترى من فطور} أي: من فروج وشقوق. وقوله تعالى: {فطرت الله التي فطر الناس عليها} أي: اتبع فطرة الله؛ لأن

معنى قوله: (فأقم وجهك) أي: اتبع الدين القيم الذي فطر خلقه عليه وقيل: الفطرة الخلقة التي يخلق المولود عليها في رحم أمه. وفي الحديث: (كل مولود يولد يولد على الفطرة) قال ابن المبارك: أي: علي ابتداء الخلقة في علم الله مؤمنا أو كافرا قال أبو الهيثم: يعني على الخلقة التي فطر عليها في الرحم من سعادة وشقاوة فأبواه يهودانه في حكم الدنيا. وفي الحديث: (أنه سئل عن المذي فقال: ذاك الفطر) هكذا رواه أبو عبيد ورواه النضر بن شميل (الفطر) بضم الفاء، قال أبو عبيد: سمي فطرا؛ لأنه شبه بالفطر في الحلب: يقال: فطرت الشاة أفطرها وهو الحلب بأطراف الأصابع فلا يخرج اللبن إلا قليلا، يقال: مازلت أفطر الناقة حتى اشتكيت ساعدي، وكذلك المذي يخرج قليلا قليلا، قال أبو جبير: يقال: أمنى وأفدى وأودى وتجوز كلها بطرح الألف قال: والفشل مثل الودى والسرعاء: ما يخرج قبل المني وهو المذي وقال النضر: الفطر: مأخوذ من تفطرت قدماه إذا سالتا وقال غيره: أصله الشق، تفطرت قدماه إذا انشقت ومنه أخذ فطر الصائم وإفطاره وهو شقه صومه بالفطور والله تعالى فاطر السموات والأرض؛ لأنهما كاتنا رتقا ففتقهما.

(فطم)

(فطم) في الحديث: (أنه قال لعلي- رضي الله عنه- اقسمه بين الفواطم) قال القتيبي: إحداهن فاطمة بنت رسول الله- عليهما الصلاة والسلام- والثانية: فاطمة بنت أسيد بن هاشم وهي أم علي بن أبي طالب أسلمت، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، قال: ولا أعرف الثالثة. وقال الأزهري: الثالثة: فاطمة بنت حمزة الشهيد رضوان الله عليه. باب الفاء مع الظاء (فظظ) قوله تعالى: {ولو كنت فظا} أي: غليظ الجانب سيء الخلق قاسي القلب، يقال: فيه فظاظة وقال الأزهري: أصل اللفظ: ماء الكرش يعتصر فيشرب عند عوز الماء، سمي فظا لغلظ مشربه. باب الفاء مع العين (فعل) قوله تعالى: {إن كنا فاعلين} أي: قادرين على ما نريد. قوله تعالى: {والذين هم للزكاة فاعلون} معناه: مؤتون، وقيل: معناه والذين هم للعمل الصالح فاعلون. (فعم) في الحديث: (لأفعمت ما بين السماء والأرض) أي: ملأت والمفعم: الممتليء.

(فعى)

(فعى) وفي حديث ابن عباس: (لا بأس للمحرم بقتل الأفعو) يعني: الأفعى بلغته قلب الألف واوا. باب الفاء مع الغين (فغر) / في حديث النابغة الجعدى: (كلما سقطت له سن فغرت له سن) قوله فغرت أي: طلعت من قوله: فغر فاه إذا فتحه كأنه ينفطر وينفتح للنبات، وسمعت الأزهري يقول: صوابه ثغرت بالثاء إلا أن تكون الفاء مبدلة من الثاء. (فغم) في الحديث: (لو أن امرأة من الحور العين أشرفت لأفغمت ما بين السماء والأرض) قال بعضهم: صوابه فغمت يقال: فغمتني الرائحة إذا سدت خياشيمك وملأته طيبا قال: والفغمة: شدة رائحة الطيب وأنشد: فغمة مسك تفتح المركوما قال أبو منصور: والرواية: أفعمت بالعين وقد مر في بابه، يقال: أفغمت الإناء إذا ملأته فهو مفغم. (فغا) وفي الحديث (فغفوت غفوة) أي: نمت نومة خفيفة، يقال: أغفى الرجل إذا نام وقل ما يقال غفا. في الحديث: (سيد رياحين الجنة الفاغية) قال الأصمعي: هي نور الحناء وسمعت أبا حامد الشاركي الفقيه يقول: سمعت محمد بن جرير الطبري

باب الفاء مع القاف

يقول: الفاغية: ما أنبتت الصحراء من الأنوار والريحة التي لا تزرع، وقال غيره: فاغية كل نبت نوره. وفي حديث الحسن (أنه سئل عن السلف في الزعفران فقال: إذا أفغى) يريد إذا نور. باب الفاء مع القاف (فقأ) / في حديث عمر- رضي الله عنه- (أنه قال للناقة المنكسرة: والله ما هي بكذا وكذا ولا هي بفقيء: فتشرق عروقها). قال القتيبي: الفقئ: يأخذها داء يقال له الحقو فلا تبول ولا تبعر وربما شرقت عروقه ولحمه بالدم فينتفخ فإن ذبح وطبخ امتلأت القدر منه دما وربما انفقأت كرشه من شدة انتفاخه الفقئ حينئذ. (فقح) في حديث عبيد الله بن جحش أنه تنصر فقيل له في ذلك فقال: (إنا فقحنا وصأصأتم) قال أبو زيد: يقال: فقح الجرو إذا فتح عينيه وتفقح الورد إذا تفتح، يقول: أبصرنا رشدنا ولم تبصروا. (فقد) وقوله تعالى: {وتفقد الطير} التفقد: طلب المفقود. في حديث أبي الدرداء (من طلب الخير في الناس فقده) لأن الخير في الخطيئة منهم. (فقر) قوله تعالى: {إنما الصدقات للفقراء} قال ابن عرفة: أخبرني أحمد بن

يحيى عن محمد بن سلام قال: قلت ليونس: أفرق لي بين المسكين والفقير فقال: الفقير الذي يجد القوت والمسكين: الذي لا شيء له، وقال ابن عرفة: الفقير عند العرب: المحتاج، قال تعالى: {أنتم الفقراء إلى الله} أي: المحتاجون إليه، وأما المسكين فالذي قد أذله الفقر فإذا كان هذا إنما مسكنته من جهة الفقر حلت له الصدقة وكان فقيرا مسكينا قد أذله شيء سوى الفقر فالصدقة لا تحل له، إذا كان سائغا في اللغة أن يقال: ضرب فلان المسكين/ وضرب المسكين وهو من أهل الثروة واليسار وإنما لحقه اسم المسكين من جهة الذلة فلم تكن مسكنة من جهة الفقر فالصدقة له حرام، وقد سمى الله من له الملك مسكينا فقال: {أما السفينة فكانت لمساكين}. وقال الشافعي- رحمه الله-: الفقراء: الزمنى الذين لا حرفة لهم وأهل الحرف الذين لا تقع حرفتهم من حاجتهم موقعا والمساكين: السؤال ممن له حرفة تقع موعا ولا يغنيه وعياله. قوله تعالى: {تظن أن يفعل بها فاقرة} أي: داهية من العذاب يقال: فقره إذا أصاب فقار ظهره كما يقال: رأسه وبطنه، قال الأصمعي: الفقر: أن تحز أنف البعير حتى يخلص الحز إلى العظم ثم يلوى عليه جرير يذلل بذلك الصعب من الإبل ومنه قيل: قد عملت به الفاقرة. في حديث الشعبي: (فقرات ابن آدم ثلاث يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا). قال أبو الهيثم: هي الأمور العظام كما قيل في عثمان- رضي الله عنه-: (استحلوا منه الفقر الثلاث: حرمة الشهر الحرام وحرمة البلد الحرام وحرمة الخلافة) وروى القتيبي لعائشة رضي الله عنها- قالت في عثمان: (المركوب منه الفقر الأربع).

قال القتيبي: الفقر: خزرات الظهر الواحدة: فقرة، ضربت فقر الظهر مثلا لما ارتكب منه؛ لأنها موضع الركوب وأرادت أنه ركب منه أربع حرم فانتهكوها وهي حرمته وصهره وحرمة البلد وحرمة الخلافة وحرمة/ الشهر الحرام. وقال الأزهري: هي الفقر بضم الفاء. وقال أبو زياد: يفقر الصعب ثلاث فقر في خطمه. وفي حديث سعد (فأشار إلى فقر في أنفه) أي: شق وحز كان في أنفه. وفي حديث عبد الله بن أنيس (ثم جمعنا المفاتيح فطرحناها في فقير من النخل) وكذلك في حديث حويصة ومحيصة (فوجدا عبد الله مطروحا في فقير من فقر خبير) أي: بئر من آبارها، وفقير النخلة: حفرة تحفر للفسيلة إذا جولت، والفقير: فم القناة. ومنه حديث عمر رضي الله عنه وذكر امرأ القيس فقال: (افتقر عن معان عور أصح بصر) أي: فتح عن معان غامضة، يقال: ركية عور أي: مندفنة. قال أبو العباس: سمي سيف النبي - صلى الله عليه وسلم - ذا الفقار؛ لأنه كانت فيه حفر صغار حسان. قال أبو عبيد: والمفقر من السيوف: ما فيه حزوز مطمئنة. ويقال للحفرة فقرة وللبئر العتيقة فقير. قال الوليد بن عبد الملك: (أفقر بعد مسلمة الصيد لمن رمى) يقول: أمكن الرمى من أراد رمي الإسلام بعده وكان مسلمة صاحب مغاز وسداد ثغر فلما مات وهت الثغور، يقال أفقرك الصيد فارمه أي: أمكنك.

(فقع)

(فقع) قوله تعالى: {صفراء فاقع} أي: شديد الصفرة. وفي حديث ابن عباس: (نهى عن التفقيع في الصلاة) وهي الفرقعة وهي غمز الأصابع حتى تنقبض ومنه تفقيع الوردة. /وفي الحديث: (وإن تفاقعت عيناك) أي: رمصتا. ويقال للزبد الذي يعلو على رأس الماء فقاقيع، ويقال: حمام فقيع أي: أبيض. وفي حديث آخر (وعليهم خفاف لها فقع) أي: خراطيم ويقال: خف مفقع أي: مخرطم. (فقم) وفي الحديث: (من حفظ ما بين فقميه دخل الجنة) والفقمان اللحيان يقول: من حفظ لسانه. ومنه الحديث: (أن عصا موسى لما صارت حية فوضعت فقما لها أسفل وفقما لها فوق). (فقه) قوله تعالى: {ليتفقهوا في الدين} أي: ليكونوا علماء به. وفي حديث سلمان: (أنه قال لامرأة قالت لها كذا وكذا فقهت) قال شمر: فهمت المعنى الذي خاطبتها به ولو كان فقهت معناه: صارت فقيهة.

باب الفاء مع الكاف

(ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس أن يفقهه الله في التأويل) أي: يفهمه تفسير القرآن. وفي الحديث: (لعن الله الفائحة والمستفقهة) يعني التي تفقه قولها وتتلقفه لتجيبها عن ذلك. باب الفاء مع الكاف (فكك) قوله تعالى: {فك رقبة} أي: عتق رقبة، يقال: اقتحام الفقه فك رقبة. وفي الحديث: (أعتق النسمة وفك الرقبة) قيل: أوليسا واحدا؟ قال: لا عتق النسمة أن تفرد بعتقها وفلك الرقبة: أن يعين في عتقها. قوله تعالى: {والمشركين منفكين} قال مجاهد: منفكين: منتهين، وقال غيره: زائلين أي من الدنيا يقول: لم يتأنوا حتى تأتيهم البينة وقال ابن عرفة: منفكين معناه: /مفارقين، يقول: لم يكونوا مفارق الدنيا حتى أتتهم البينة التي

(فكن)

أثبتت لهم في التوراة من صفة محمد - صلى الله عليه وسلم - وقوله: {تأتيهم} لفظه لفظ المضارع ومعناه الماضي. قال الأزهري: ليس هو من باب ما انفك ومازال، أنه من انفكاك الشيء عن الشيء إذا انفصل عنه. (فكن) في الحديث: (حتى إذا غاض ماؤها بقى قوم يتفكنون) قال أبو عبيد: يتندمون، وقال ابن الأعرابي: الفكنة: الندامة. (فكه) قوله تعالى: {في شغل فاكهون} وقرئ: {فكهون} أي: فرحون. ومنه قوله تعالى: {كانوا فيها فاكهين} أي: أشرين ناعمين، والفاكه: ذو الفاكهة كما يقال: رجل تامر ولابن ويكون الفكه والفاكه بمعنى واحد. ومنه حديث زيد (أنه كان من أفكه الناس إذا خلا بأهله). قال أبو عبيد: الفاكه: المازح والاسم: الفكاهة والفكاه. ومنه الحديث: (أربع ليس غيبتهن بغيبة كذا والمتفكهون بالأمهات) يعني

باب الفاء مع اللام

الذين يشتمونهن ممازحين به والفاكه: الناعم في قوله تعالى: {في شغل فاكهون} وقيل: {انقلبوا فاكهين} أي: متعجبين بما هم فيه وقوله: {فظلتم تفكهون} أي: تندمون والتفكه والتفكن: التندم. باب الفاء مع اللام (فلت) في الحديث في صفة مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لا تنثى فلتاته) أي: زلاته أي: لم يكن في مجلسه فلتات فتنثني. وفي الحديث: (أن بيعة أبي بكر كانت/ فلتة) الفلتة: كل شيء عمل على غير روية وإنما عوجل مبادرة انتشار الأمر. وفي الحديث: (إن الله- عز وجل- يملى للظالم فإذا أخذه لم يفلته) أي: لم ينفلت منه ويكون بمعنى لم يفلته أحد أي: لم يخلصه يقال: أفلته كذا فأفلت، قال الشاعر: وأفلتني منها حماري وجبتي ... جزى الله خيرا جبتي وحماريا

(فلج)

وفي الحديث: (أن رجلا قال: إن أمي افتلتت نفسها) قال أبو عبيد: يعني: ماتت فجأة فلتة، وكل أمر فعل على غير تمكث فقد افتلت ويقال: افتلت الكلام واقترحه واقتضيه إذا ارتجله. وفي الحديث: (وهو في بردة له فلتة) يعني الضيقة يقال بردة فلتة وفلوت ومنه حديث ابن عمر وعليه بردة فلوت. قال أبو عبيد: أراد أنها صغيرة لا تنضم طرفاها فهي تفلت من يدك إذا اشتمل بها، وقال شمر عن ابن الأعرابي: الفلوت: الثوب الذي لا يثبت على صاحبه للينه أو خشونته. (فلج) في صفته - صلى الله عليه وسلم - (كان أفلج الأسنان) الفلج: فرجة بين الثنايا والرباعيات والفرق: فرجة بين الثنيتين. في حديث علي- رضي الله عنه: (إن المسلم ما لم يغش دناءة يخشع لها إذا ذكرت وتغزى بها لئام الناس كالياسر الفالج) الفالج: المقامر، وقد فلج

(فلح)

أصحابه وعلى أصحابه إذا طارت له القمرة وهو الفج والفلج وأفلجه الله عليه والفلوج: الكاتب قال طفيل: توضحت في علياء قفر كأنها ... مهاريق فلوج يعارضن تاليا توضحن/: ظهرن للشمس وأراد بالياسر: صاحب الميسر. ومنه حديث سعد (وأخذت سهمي الفالج) يعني القامر ويجوز أن يكون السهم الذي سبق به النضال. وفي حديث عمر رضي الله عنه (أنه بعث فلانا وفلانا وفلانا إلى السواد ففلجا الجزية على أهله) يعني قسماها وأصله من الفلج وهو المكيال الذي يقال له الفالج وأصله سرياني فعرب، قال وإنما سمى القسمة بالفلج؛ لأن خراجهم كان طعاما. وفي الحديث: (أن فالجا تردى في بئر) والفالج هو الجمل الذي له سنامان ولا يكون إلا مختلفي الميل. (فلح) قوله تعالى: {فأولئك هم المفلحون} العرب تقول لكل من أصاب خيرا مفلح وقد أفلح الرجل أي: فاز بما غبط به والفلاح: البقاء. وقوله: {قد أفلح المؤمنون} أي: أصابوا الخير ونعيما مخلدون فيه ومن قرأ} أفلح المؤمنون} أي: صيروا إلى الفلاح، وقول المؤذن حي على الفلاح أي: هلموا إلى سبب البقاء في الجنة وهو الصلاة في الجماعة والفلح أيضا البقاء.

(بشرك الله بخير وفلح)

وفي حديث أبي الدحداح وشعره: (بشرك الله بخير وفلح) وقال الأعشى: ما لحى يالقوم من فلح أي: من بقاء. وفي حديث ابن مسعود (إذا قال الرجل لامرأته: استفلحي بأمرك). قال أبو عبيد: معناه: اظفري بأمرك وفوزي بأمرك واستبدي بأمرك. وفي الحديث: (لولا شيء يسوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لضربت فلحتك) يعني: موضع الفلح وهو الشق من الشقة، والفلح: الشق يقال: الحديد/ بالحديد يفلح أي: يشق وبه سمى الفلاح؛ لأنه يشق الأرض شقا. وفي الحديث: (حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح) يعني السحور وهو الفلح أيضا سمي بذلك، لأن بقاء الصوم به. (فلذ) في الحديث: (وتقئ الأرض أفلاذ كبدها) أي: تخرج الكنوز المدفونة فيها. قال ابن السكيت: الفلذ لا يكون إلا للبعير وهو قطعة من كبده يقال:

(فلط)

فلذة واحدة ثم يجمع فلذا وأفلاذا وهي القطع المقطوعة طولا، وهذا مثل قول الله تعالى: {وأخرجت الأرض أثقالها} وسمى ما في الأرض كبدا تشبيها بالكبد الذي في بطن البعير وتمثيلا، وكذلك قوله (وتقئ) وقيئها إخراجها إياها وإظهارها لها وخص الكبد؛ لأنه من أطايب الجزور، والعرب تقول: أطابت الجزور السنام والملحا والكبد. (فلط) في حديث عمر بن عبد العزيز (أضرب فلاطا)؟ أي: فجأة لغة هذلية. (فلغ) في الحديث: (لا يفلغ رأسي كما تفلغ العترة) أي: يشق، يقال: فلغته فتفلغ، والعترة: نبت. وفي حديث آخر: (أن ابن عمر كان يخرج يديه في السجود وهما متفلغتان) أي متشققتان. (فلق) قوله تعالى: {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} أي: انفرق. وقوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق} قيل: هو الصبح وهو بيانه، يقال: هو أبين من فلق الصبح ومن فرق الصبح وقيل: الفلق: الخلق.

(فلك)

قال تعالى: {إن الله فالق الحب} أي: يشق الحبة اليابسة فيخرج منه ورق أخضر وقيل: فالق بمعنى خالق. وقوله تعالى: {فالق الإصباح} أي: شاق الصبح وهو راجع إلى معنى خالق كالفاطر. وفي المبعث (أنه كان يرى الرؤيا فتأتي مثل فلق الصبح) يعني من إنارته وإضاءته وصحته. وفي حديث الدجال (رجل فيلق) الفيلق والفيلم: العظيم من الرجال يقال: تفليق الغلام وتغيلم. وفي حديث الشعبي (وسئل عن مسألة فقال: ما يقول فيها هؤلاء المفاليق) هم الذين لا مال لهم، الواحد مفلاق، شبه من لا علم له به. (فلك) قوله تعالى: {حتى إذا كنتم في الفلك} أي السفن والفلك يكون واحدا وجمعا، قال الله: {وجرين بهم} وقال في موضع آخر} في الفلك المشحون} وقيل: واحدها: فلك مثل أسد وأسد.

(فلل)

وفي حديث ابن مسعود: (تركت فرسي كأنه يذود في فلك) كأنه لدورانه شبهه بفلك السماء الذي تدور عليه النجوم، وقال بعض الأعراب: الفلك هو الموج إذا ماج البحر واضطرب وجاء وذهب فشبه الفرس في اضطرابه وإنما كأن عينا أصابته. (فلل) وفي حديث: أم زرع (شجك أو فلك أو جمع كلا لك) قال أبو بكر: (في فلك قولان: يقال: فلك أي كسرك ويقال: ذهب بمالك ويقال: فل القوم فانفلوا والفل: الكسر وجمعه فلول، ويقال: فلك: كسرك بخصومته وعذله وقولها (أو جمع كلا لك أي: جمع بين الضرب والخصومة لك) وفي حديث عبد خير (فأسرعت إلى علي لأسأله عن وقت الوتر فإذا هو يتفلفل) أخبرنا ابن عمار عن أبي العباس قال: يقال: جاء فلان متفلفلا/ إذا جاء والمسواك في فمه يشوصه به وقال ذلك ابن الأعرابي، ويقال: جاء فلان يتفلفل إذا جاء يتبختر. قال القتيبي: لا أعرف يتفلفل بمعنى يستاك ولعله يتتفل، لأن من استاك تفل. وفي حديث معاوية (صعد المنبر وفي يده فليلة وطريدة فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: هذان حرام على ذكور أمتي). قال ابن الأعرابي: الفليلة: الكبة من الشعر والطريدة: الخرقة الطويلة من الحرير.

(فلم)

(فلم) في الحديث: ذكر الدجال: (أقمر فيلم هجان) قال شمر: الفيلم العظيم الجثة ورأيت فيلما من الأمر أي: العظيم. (فلا) في حديث ابن عباس: (أمر الدم بما كان قاطعا من ليطة فالية) أي: قاطعة والسكين يقال لها: الفالية. ومرى دم بسكينة إذا استخرجه. باب الفاء مع النون (فنخ) في حديث عائشة- رضي الله عنها-: (وذكرت عمر فقالت: ففنخ الكفرة) يعني أذلها وقهرها. (فند) وقوله تعالى: {لولا أن تفندون} أي: يخرفوني يقولون لي: قد خرفت. وفي الحديث: (ما ينتظر أحدكم إلا هرما مفندا) يقال: فند الرجل إذا كثر كلامه من الخرف والكبر وأفنده الكبر أيضا.

(فنع)

وفي حديث أم معبد: (لا عابس ولا مفند) قال ابن الأنباري: هو الذي لا فائدة في كلامه لخرف أصابه. وفي حديث آخر (إلا أني من أولكم وفاة بشعري أفنادا). وفي حديث آخر (يعيش الناس بعدي أفنادا يقتل/ بعضهم بعضا) أي: يصيرون فرقا مختلفين يقال: هم فند على حدة أي: فيه. وفي الحديث: (لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى عليه الناس أفنادا) أي: فرادى فرادى بلا إمام قال ذلك أبو العباس، وفند الجبل: شمراخه. وفي الحديث (أن رجلا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - إني أريد أن أفند فرسا) قال بعضهم أي اقتني، وقال الأزهري: أو تبط فرسا فأتخذه كأنه حصن ألجأ إليه كما يلجأ إلى الفند من الجبل. (فنع) في حديث معاوية (أنه قال لابن أبي محجن الثقفي أبوك الذي يقول البيتين في الخمر) فقال: أبي الذي يقول: وقد أجود وما مالي بذي فنع ... وأكتم السر فيه ضربة العنق

(فنك)

أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الفنيع: المال الكثير والفنع مثله. قال أبو عبيد: الفنع: ألخير والكرم. (فنك) في الحديث: (أمرني جبريل أن أتعاهد فنيكي عند الوضوء) قال شمر: الفنيكان: طرفا اللحيين العظمان الناشزان أسفل من الأذنيين بين الصدغ والوجنة. وقال الليث: هما الطرفان اللذان يتحركان من الماضغ دون الصدغين ومن جعل الفنيك واحدا من الإنسان فهو مجمع اللحيين وسط الذقن. (فنن) قوله تعالى: {ذواتا أفنان} قيل: ذواتا أغصان. الواجد فنن وقيل: ذواتا ألوان من الثمار والواحد فن. وفي الحديث: (أهل الجنة مرد مكحلون أولوا أفانين) يريد: أولوا جمم وهو جمع أفنان وأفنان جمع فنن وهو الخصلة من الشعر تشبه بالغضن. /وفي حديث أبان بن عثمان (مثل اللحن في الشرى مثل التفنين في الثوب) التفنين: الرقعة السخيفة في الثوب الصفيق. باب الفاء مع الواو (فوت) قوله تعالى: {ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت} أي من اضطراب

(فوج)

واختلاف والتفاوت: التباعد يقال: تفاوت تفاوتا وتفوت تفوتا، وقرئ بهما. وقال تعالى: {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت} قال ابن عرفة: أي لم يسبقوا ما أريد بهم ويقال: افتات عليه في رأيه أي: سبقه وفي حديث عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما وزوجت عائشة ابنته وهو غائب فلما رجع قال: (أمثلي يفتات عليه في بناته) يقال لكل من أحدث شيئا دونك من أمورك قد افتات علي فيه وفاتني به. وفي الحديث (أن رجلا تفوت على أبيه في ماله) هو الفوت، ومعناه: أن الابن فات أباه بمال نفسه فوهبه وبذره دون إطلاق أبيه. وفي الحديث: (إني أكره موت الفوات) يعني موت الفجاءة. (فوج) قوله تعالى: {في دين الله أفواجا} أي: جماعات كثيرة الواحد فوج. ومنه قوله تعالى: {فوجا ممن يكذب بآياتنا}. (فوخ) في الحديث (تنح فإن كل بائلة تفيخ) قال أبو زيد: الإفاخة الحدث يعني

(فود)

من خروج الريح خاصة يقال: أفاخ يفيخ فإن جعلت الفعل للصوت قلت: فاخ يفوخ وأما الفوح بالحاء غير معجمة فمن الريح تجدها لا من الصوت وقوله بائلة أي: نفس بائلة. (فود) وفي حديث معاوية أنه قال لرجل: ما عطاؤك؟ قال: ألفان وخمس مائة قال: (ما بال العلاوة بين الفودين) الفودان: العدلان، كل واحد فود ويقال لناحيتي الرأس فودان. (فور) قوله تعالى: {يأتوكم من فورهم هذا} أي: من ابتداء أمرهم، يقال: جاء فلان من فوره أي من ساعته. وقوله تعالى: {وهي تفور} أي: تغلي يقال: فار فائرة إذا اشتد غضبه. (فوز) وقوله تعالى: {فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب} أي: ببعد وقيل: بمنجاة ويقال: فاز يفوز إذا لقى ما يغتبط به وفاز يفوز إذا مات وفوز مثله. ومنه حديث سطيح الكاهن (أم فاز فاز لم به شأو العنن) فاز أي: مات وروى فاد وهو بمعناه فاد يفود أي مات وفاد يفيد أي تبختر وبه سميت المفازة وقد مر تفسير البيت. (فوض) في حديث معاوية (قال لدغفل: بم ضبطت ما أرى؟ قال بمفاوضة العلماء) المفاوضة: المساواة ومنه شركة المفاوضة.

(فوع)

(فوع) في الحديث: (احبسوا صبيانكم حتى تذهب فوعة العشاء) أي: أوله وفوهة الطيب: أول ما يفوح منه وقد يقال بالغين (فوغة) وهما لغتان. (فوق) قوله تعالى: {ما بعوضة فما فوقها} يعني من الذباب وأشباهه وقيل: ما دونها في الصغر. قوله تعالى: {ما لها من فواق} قال الفراء: أي: مالها من راحة ولا إفاقة والفواق ما بين حلبتي الناقة، مشتق من الرجوع؛ لأنه يرجع اللبن إلى الضرع بين الحلبتين، وأفاق من مرضه وغشيته إذا رجعت الصحة إليه أو رجع إلى الصحة. ومنه قوله تعالى: {فلما أفاق} وقال بعضهم: الإفاقة: الراحة والفواق الراحة بين الحلبتين وأفاق المريض إذا استراح. ومنه قول الأشتر لعلي رضي الله عنه يوم صفين حين رفعت المصاحف (انظرني فواق ناقة) أي: انتظرني قدر ما بين الحلبتين. وقوله تعالى: {والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة} أي أعلى منزلة عند الله. وفي حديث أم زرع (وترويه فيقة المعزة) الفيقة ما يجتمع في الضرع بين الحلبتين.

(فوم)

وفي حديث أبي موسى: (أما أنا فأتفوق تفوق اللقوح) يعني قراءة القرآن، يقول: لا أقرأ جزئي بمرة ولكن أقراءه شيئا بعد شيء مأخوذ من فواق الناقة، وذلك أنها تحلب ثم تترك ساعة ثم تدر ثم تحلب. وفي حديث مرفوع (أنه قسم الغنائم يوم بدر عن فواق كأنه قسمها في قدر فواق الناقة) وهما لغتان فواق وفواق، وقيل: أراد التفصيل كأنه جعل بعضهم فيه أفوق من بعض على قدر غناهم. وفى حديث ابن مسعود (فأمرنا عثمان رضي الله عنه ولم نأل عن خيرنا ذا فوق) أي: ولينا أعلانا سهما ذا فوق قال أبو عبيدة: وإنما قال ذلك ولم يقل خيرنا سهما؛ لأنه قد يقال له سهم وإن لم يكن أصلح فوقه ولا أحكم عمله فهو سهم وليس بتام كامل حتى إذا أحكم عمله فهو حينئذ سهم ذو فوق، يقول: هو خيرنا سهما تاما في الإسلام والنابغة والفضل؛ فلهذا/ خص ذا الفوق. (فوم) قوله تعالى: {وفومها} الفوم: الحنطة يقال: فوموا لنا أي: اخبزوا لنا وقيل: الفوم: الثوم. (فوه) قوله تعالى: {ذلك قولهم بأفواههم} إنما هو قول فقط لا معنى تحته ولا حقيقة له.

باب الفاء مع الهاء

في الحديث (فلما تفوه البقيع) أي دخل فم البقيع وهو فوهة النهر والزفاق بضم الفاء وتشديد الواو والفوهة بتخفيف الواو وسكونها: الكلمة: يقال: إن رد الفوهة لشديد. باب الفاء مع الهاء (فهد) في حديث أم زرع (زوجي إن دخل فهد) قال أبو بكر: أي: نام وغفل عن البيت التي يلزمني إصلاحها فكأنه ساه عن ذلك متغافل تصفه بالتكرم وحسن الخلق وقولها: (إن خرج أسد) يقول: إذا خرج إلى لقاء العدو كان كالأسد الذي يخافه كل سبع يقال أسد واستأسد إذا صار كذلك. (فهر) في الحديث: (نهى عن الفهر) قال ابن الأعرابي: يقال: أفهر الرجل إذا كان في البيت مع جاريته وفي البيت أخرى تسمع حسه، وقال غيره: الإفهار: أن يخلو بجاريته ومعه في البيت أخرى فربما أكسل عن هذه أي: أولج ولم ينزل قام إلى الأخرى فأنزل عليها. وفي الحديث: (كانهم اليهود وخرجوا من فهرهم) أي: من موضع مدارسهم كلمة نبطية عربت. (فهق) في الحديث: (أن رجلا خرج من النار فيدنى إلى الجنة فتنفهق له) أي: تتفتح وتتسع.

(فهه)

/في الحديث: (إن أبغضكم إلى الثرثارون المتفيقهون) يعني الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون أفواههم مأخوذ من الفهق، وهو الامتلاء يقال: أفهقت الإناء، فهق يفهق، وبئر مفاهيق: كثيرة الماء. (فهه) في الحديث: (ما رأيت منك فهة في الإسلام قبلها) قال شمر: أي سقطة وجهلة ورجل فه وفهية ويكون من العي في غير هذا. باب الفاء مع الياء (فيأ) قوله تعالى: {يتفيأ ظلاله} أي تتنقل والظل يرجع عن كل شيء من جوانبه، والفيء: الرجوع ومنه قيل للظل بعد الزوال فيء لأنه رجع عن جانب المشرق إلى جانب المغرب، يقال: فاء يفيء فيئة وفيوءا وإنه لسريع الفيئة يعني الرجوع. ومنه قوله تعالى: {حتى يفيء إلى أمر الله} أي: ترجع. وقوله تعالى: {فإن فاءوا} أي: رجعوا.

(فيح)

وقوله تعالى: {وما أفاء الله على رسوله منهم} أي: ما ردوا الفيء ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، والغنيمة: ما أوجف عليه بالخيل والركاب. وفي حديث بعض السلف (لا يلين مفاء على مفيء). قال القتيبي: المفاء: الذي افتتحت كورته فصار فيئا، يقال: أفأت كذا إذا صيرته فيئا فأنا مفيء وذلك الشيء مفاء، كأنه قال: لا يلين من أهل البواد الذين فتحوا السواد عنوة فصار السواد لهم فيئا هذا وما أشبهه. (فيح) في الحديث (شدة الحر من فيح جهنم). قال الليث الفيح سطوع الحر يقال فاحت القدر تفيح إذا غلت وفاحت الشحة إذا نفخت.

(فيض)

وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: (ملكا عضوضا ودما مفاحا) أي سائلا يقال فاح الدم وأفحته أنا. (فيض) في الحديث: (وما يفيض بها لسانه) أي ما يبين وفلان ذو إفاضة إذا تكلم أي ذو بيان. قوله تعالى: {إذ تفيضون فيه} أي تأخذون فيه وتخوضون وتكثرون. وقوله تعالى: {فإذا أفضتم من عرفات} أي دفعتم في السير قال ابن عرفة يقال أفاض من المكان إذا أسرع منه إلى مكان آخر والإفاضة سرعة الركب قال: ويقال حديث مستفيض ومستفاض فيه وقال غيره أفاض القوم في الحديث اندفعوا فيه، وحديث مفاض فيه ومستفاض فيه ومستفيض في الناس أي جار فيهم وفي كلامهم. وفي صفته - صلى الله عليه وسلم -: (مفاض البطن) أي مستوي البطن مع الصدر. وفي الحديث في ذكر الدجال: (ثم يكون على أثر ذلك الفيض) قال

(فيظ)

شمر سألت البكراوي عنه فقال: الفيض هاهنا: الموت ولم أسمعه من غيره إلا أنه يقال فاضت نفسه أي مرغه عند خروج روحه، وهو في الحديث يريد بمرغه لعابه الذي يجتمع على الشفتين عند الموت قال الأصمعي: قال أبو عمرو ابن العلاء: يقال فاض الميت. (فيظ) وفي الحديث: (فاطوا له بني إسرائيل) أي مات ولا يقال فاضت نفسه، وقال الفراء: طيء تقول: فاظت نفسه، وقيس يقول: فاضت نفسه بالضاد. (فين) وفي الحديث (ما من مؤمن إلا وله ذنب قد اعتاده الفنية ثم يتوب) أي الحين بعد الحين وهو مثل حديثه الآخر (إن المؤمن خلق مفتنا) أي ممتحنا يمتحنه الله تعالى بالذنب ثم يتوب ثم يعود في الأحايين ثم يتوب. آخر كتاب الفاء

كتاب القاف

كتاب القاف باب القاف مع الباء (قبب) في حديث عمر- رضي الله عنه- (إذا قب ظهره فردوه) يعني رجلا ضربه في حد، يقول: إذا يبس وجف، يقال: قب اللحم يقب إذا ذهبت طرواته ونداوته. وسئل أحمد بن يحيى عن تفسير حديث روي: (خير الناس القبيون) فقال: إن صح الخبر فهم الذين يسردون الصوم حتى تضمر بطونهم والقبب: الضمر. (قبح) قوله تعالى: {هم من المقبوحين} أي من المبعدين، والقبح: الإبعاد. وقال عمار لما تناول رجل عائشة رضي الله عنها (اسكت مقبوحا منبوحا مشقوحا) قال شمر: المقبوح: الذي يرد ويخسأ، يقال: قبحه الله أي أبعده، والمنبوح: الذي يضرب له مثل الكلب. وفي الحديث: (لا تقبحوا الوجه) أي لا تنسبوه إلى القبح، لأن الله تعالى: صوره وأحسن كل شيء خلقه، وقيل: لا تقولوا قبح الله وجه فلان، من القبح وهو الإبعاد.

(قبر)

/في الحديث أم زرع: (عنده أقول فلا أقبح) أي لا يرد علي قولي، لميله إلى وإكرامه إياي، يقال: قبحت فلانا إذا قلت له قبحك الله كما تقول: جزيته الخير إذا قلت له جزاك الله خيرا. (قبر) قوله تعالى: {ثم أماته فأقبره} أي جعل له قبرا يواري فيه وسائر الأشياء تلقى على وجه الأرض، يقال: قبرته أي دفنته وأقبرته أي جعلت له قبرا. وفي حديث ابن عباس: (أن الدجال ولد مقبورا) قال أحمد بن يحيى: المعنى أنها وضعته وعليه جلدة مصمتة ليس فيها ثقب، فقالت قابلته: هذه سلعة شبه خراج، وليس ولدا، فقالت: فيها ولد، وهو مقبور فيها فشقوا عنه فاستهل. (قبس) قوله تعالى: {بشهاب قبس} القبس: الجذوة، وهي النار التي تأخذها في طرف عود، يقال: قبسته نارا، وأقبسته علما. (قبص) في الحديث: (وعنده قبص من الناس) أي عدد كبير. في الحديث: (فدعا بتمر فجعل بلال يجيء به قبصا قبصا) القبص: جمع قبصة، وهو من القبص، وهو الأخذ بأطراف الأصابع، والقبض بالكف كلها.

(قبض)

وقرأ الحسن: {فقبصت قبصة من أثر الرسول}. (قبض) قوله تعالى: {ويقبضون أيديهم} أي عن النفقة وقيل: لا يؤتون الزكاة. قوله تعالى: {والله يقبض ويبسط} أي يضيق على قوم ويوسع على قوم. قوله عز وجل: {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة} معناه الأرض في حال اجتماعها قبضته يوم القيامة، وهو كقولك في يدك وفي قبضتك. (قبط) / في حديث أسامة بن زيد: (كساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبا قطنيا) هو من ثياب مصر) وجمعها قباطي، قال ذلك: أبو بكر. (قبع) في الحديث: (كانت قبيعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فضة) حدثناه أبو بكر الرازي حدثنا محمد بن أيوب قال: أخبرني سهل بن بكار عن جرير بن حازم عن قتادة عن أنس قال: (كان قبيعة سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فضة) قال الليث: هي التي تكون على رأس القائم وربما اتخذت قبيعة من فضة على رأس السكين، وقال شمر: هو ما تحت الشاربين مما يكون فوق الغمد فيجيء مع قائم السيف.

(قبل)

وفي حديث ابن الزبير رضي الله عنهما أنه قال لفلان: (قاتله الله ضبح ضبحة الثعلب وقبع قبعة القنفذ) قوله قبع: أي أدخل رأسه واستخفى كما يفعل القنفذ. وفي بعض الحديث: (إن مكيالكم لقباع) أراد إنه لذو قعر يقال: قبعت الجوالق ثنيت أطرافه إلى داخل وخارج. ومن رباعيه: (قبعثر) في حديث المفقود: (فجاءني طائر كأنه جمل قبعثري فحملني على خافية من خوافيه) قال أبو العباس: القبعثري: الجمل الضخم وهو الهمرجل والشمرول. (قبل) قوله تعالى: {بقبول حسن} يقال: قبلت الشيء أقبله قبولا إذا رضته. وقوله تعالى: {أو تأتي بالله والملائكة قبيلا} قال ابن عرفة: أي جميعا، وأنشد: معودة أن لا تسل نصالها ... فتغمد حتى يستباح قبيل /وقال غيره: أو تأتي بهم كفيلا يكفلون بما تقول، يقال: قبلت به أقبل قبالة وتقبلت، وقيل: حتى تراهم مقابلة. وقوله تعالى: {وحشرنا عليهم كل شيء قبلا} القبل جمع قبيل أي وحشرنا عليهم كل شيء قبيلا، ويجوز أن يكون جمع قبيل بمعنى الكفيل، أي

لو حشرنا عليهم فكفلوا لهم بصحة ما يقول، ما آمنوا، ويجوز أن يكون معناه المقابلة، أي لو حشرنا عليهم فقابلهم مقابلة. وقوله تعالى: {أو يأتيهم العذاب قبلا} أي عيانا. ومنه حديث آدم عليه السلام: (أن الله عز وجل كلمه قبلا) ويجوز في العربية قبلا بفتح القاف أي مستأنفا للكلام، يقال: سقى إبله قبلا أي استأنف بها السقى. وفي الحديث: (إن الحق بقبل) أي واضح لك حيث تراه، وهو مثل قولهم: إن الحق عار أي مكشوف، والعاري أبين في العين من الكاسي. وقوله تعالى: {إنه يراكم هو وقبيله} قال ابن عرفة: جنده وأتباعه، يقال: قبيلة، وقبيل، وقال الأزهري: القبيل: الجماعة ليسوا من أب واحد، وجمعه قبل وإذا كانوا من أب واحد فهم قبيلة. وقوله تعالى: {وجاء فرعون ومن قبله} أي تباعه، ومن قرأ (ومن قبله) أراد من تقدمه. وقوله: {لا قبل لهم بها} أي لا قوام ولا طاقة.

وقوله تعالى: {ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل} أي وهو حديث السن. وقوله تعالى: {هو سماكم المسلمين من قبل} أي/ من قبل إنزال القرآن} وفي هذا} أي وفي القرآن. وقوله تعالى: {واجعلوا بيوتكم قبلة} أي صلوا في بيوتكم نحو القبلة لتأمنوا من الخوف لأنهم أمنوا على خوف من فرعون، والقبلة: الجهة. ومنه قوله تعالى: {ما ولاهم عن قبلتهم} إنما سميت قبلة لأن المصلي يقابلها وتقابله، ويقال أين قبلتك أي أين جهتك. وفي حديث ابن عمر: (ما بين المشرق والمغرب قبلة) أراد أنه قبلة للمسافر إذا التبست عليه، فأما الحاضر المقيم فعليه أن يتحرى. وفي الحديث: (كان لنعله قبلان) أي زمامان، قال أبو عبيد: القبال: مثل الزمام بين الوسطى والتي تليها، وقد أقبل نعله وقابلها.

ومنه الحديث: (قابلوا بين النعال). وفي الحديث في صفة الغيث: (واد نازح، وأرض مقبلة وأرض مدبرة) أي وقع المطر خططا وشركا، ولم يكن عاما، وقوله: (وواد نازح) أي قليل الماء. وفي الحديث: (نهى أن يضحى بخرقاء أو شرقاء أو مقابلة) قال الأصمعي: المقابلة: أن يقطع من طرف أذنها شيء ثم يترك معلقا لا يبتر كأنه زنمة. وفي حديث الدجال: (ورأى دابة يواريها شعرها، قال: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة أهدب القبال) يريد كثرة الشعر في قبالها يريد الناصية والعرف، وقبال كل شيء وقبله ما يستقبلك منه، وقيل لهذه الدابة جساسة: لأنها تجسس الأخبار للدجال. وفي حديث ذكر فيه أشراط الساعة: (أن يرى الهلال قبلا) أراد أن يرى الهلال ساعة يطلع لعظمه وتوضحه.

(قبا)

وفي حديث آخر: (من أشراط الساعة انتفاخ الأهلة) يقال: رأيت الهلال قبلا وقبلا أي مقابلة من غير أن يطلبه وتكلم فلان قبلا فأجاد إذا تكلم ولم يستعد. وفي الحديث: (خلق الله آدم بيده، ونفخ فيه من روحه ثم سواه قبلا) أي مقابلة وعيانا، يقال: لقيته قبلا وقبلا أي مقابلة فإذا فتحت القاف فمعناه الاستقبال والاستئناف. في الحديث: (ورأيت عقيلا يقبل غرب زمزم) أي يتلقاها فيأخذها، يقال: قبلت الدلو قبلة، وقبلت القابلة الولد. (قبا) وفي حديث عطاء: (يكره أن يدخل المعتكف قبوا مقبوا) قال ابن شميل: قبوت الشيء أي دفعته قال: والسماء مقبوة أي مضمومة ولا تقل مقبوبة، ولكن مقببة، وقال عبد الرزاق: القبو الطاق، قيل له ذلك لأنه معقود بعضه إلى بعض، ومنه يقال: للحرف المضموم مقبو، ومنه أخذ القباء الذي يلبس. باب القاف مع التاء (قتب) في الحديث: (فتندلق أقتاب بطنه) الأقتاب واحدها قتب، وهو ما تحوى من البطن يعني استدار من الحوايا.

(قتت)

وفي الحديث: (لا صدقة في الإبل القتوبة) يعني التي توضع الأقتاب عليها فعولة بمعنى مفعولة كالركوبة/ لما يركبون والحلوبة لما يحلبون. أراد ليس في الإبل العوامل صدقة إنما الصدقة في السوائم. (قتت) في الحديث: (لا يدخل الجنة قتات) يعني النمام، يقال: قت الحديث يقته، فهو مقتوت، أي كذب، قال رؤبة: قلت وقولي عندهم مقتوت والقتات أيضا الذي يبيع القت. وفي الحديث: (أنه دهن بزيت غير مقتت) يعني غير مطيب، وهو الذي يطبخ فيه الرياحين حتى تطيب. (قتر) قوله تعالى: {ولا يرهق وجومهم قتر ولا ذلة} القتر: الغبرة التي معها سواد وهي القترة أيضا.

(قتل)

ومنه قوله: {ترهقها قترة} قال ابن عرفة: أي يلحقها غبار. وقوله تعالى: {قتورا} أي بخيلا، قال ابن عرفة: يقال قتر يقتر، ويقتر، وأقتر يقتر، والقتار: الدخان. وفي الحديث: (وقد خلفتهم قترة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي غبره الخيل. وفي حديث أنس: (أن أبا طلحة كان يرمي والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقتر بين يديه) أي يسو النصال، وقال أبو عبيد عن الأصمعي: القتر: نصال الأهداف وقال الليث: الإقتار سهام صغار، وقال بعض أهل العلم: يقتر يجمع له الحصى، والتراب فجعله قترا، وكل كثبة منه قتر، والقول هو الأول. وفي الحديث: (نعوذ بالله من قترة وما ولد) أي من إبليس وولده، وقترة اسم له، وابن قترة حية خبيثة تضرب فتقتل. /وفي الحديث: (أن رجلا سأله عن امرأة أراد نكاحها قال: وبقدر أي النساء هي؟ قال: قد رأت القتير، قال: دعها) القتير: الشيب. (قتل) قوله تعالى: {وما قتلوه يقينا} أي ما قتلوا علمهم يقينا، يقال: قتلت

الشيء علما أي علمته علما تاما، وقيل الهاء في قوله (قتلوه) لعيسى عليه السلام. وقوله تعالى: {قاتلهم الله أنى يؤفكون} أي قتلهم الله كيف يصرفون عن الحق، وقال بعضهم: معناه عاداهم الله وقال ابن عباس: لعنهم الله. ومنه الحديث: (قاتل الله اليهود) وسبيل فاعل أن يكون من اثنين وربما يكون من واحد كقولك سافرت وطارقت النعل وقابلتها. وقوله تعالى: {فإن قاتلوكم فاقتلوهم} قال ابن عرفة: أي قتلوا منكم، وهذا من فصيح كلامهم أن يقولوا قتلنا بنو فلان أي قتلوا منا قال الأخطل: لقد بلغوا الشفاء فخيرونا ... بقتلى من يقتلنا رياح قوله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} أي يسألونك عن قتال في الشهر الحرام. وفي الحديث: (في المار بين يدي المصلي قاتله فإنه الشيطان) يقول: دافعه وليس كل قتال بمعنى الدفع وربما يكون لعنا وربما يكون

(قتن)

دفعا وإذا دفعت سورة الشراب بالماء قلت: قتلت الشراب أقتله. (قتن) في الحديث: (في المرأة إنها وضيئة قتين) القتين والقنيت القليلة الطعم وقد قتن قتانة وقتنا. (قتا) وفي الحديث: (وسئل عن امرأة كان زوجها/ مملوكا إن اقتوته فرق بينهما) أي استخدمته، والقتو الخدمة. باب القاف مع الثاء (قثث) في حديث ابن عباس: (حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصدقة فجاء أبو بكر رضي الله عنه بماله كله يقثه) قال أبو العباس: أي يجمعه والقث جمع الشيء كله. باب القاف مع الحاء (قحد) في حديث أبي سفيان قال: (فقمت إلى بكرة قحدة أريد أن أعرقبها) القحدة: العظيمة السنام، والقحدة: السنام، وناقة مقحاد. (قحر) في حديث: أم زرع: (زوجي لحم جمل قحر على رأس جبل وعر) قال أبو بكر: القحر: البعير الهرم القليل اللحم فقال: جمل قحر وقحاريه معناه لحم مهزول على جبل صعب ممنع لا يوصل إلى شيء منه إلا بمؤنة ومشقة وإنما أرادت زوجها لا يوصل منه إلى خصر إلا بمؤنة شديدة.

(قحز)

(قحز) في حديث أبي وائل: (وكان الحجاج دعاه فقال: ما أني بت أقحز البارحة) قال أبو عبيد: يعني أنزى، يقال: قحز الرجل يقحز إذا قلق ورجل قحز. ومنه قول الحسن: (ما زلت الليلة أقحز كأني على الجمر) لشيء بلغه عن الحجاج. (قحط) في الحديث: (من جامع فأقحط فلا غسل عليه) أي فتر فلم ينزل وهو مثل الإكسال. وهو كالحديث الآخر: (الماء من الماء) وكان هذا في بدء الإسلام ثم/ نسخ وأمر الناس بالاغتسال بعد الإيلاج ويقال: قحط المطر إذا انقطع، وقل. وقال إعرابي لعمر- رضي الله عنه-: (قحط السحاب) قال ابن الأعرابي: قحط المطر، وأقحط الناس وقحطت الأرض وقحوط المطر: انقطاعه وزمان قاحط وعام قاحط وسنة قحيط. (قحل) وفي خبر صفين: ردوا علينا شيخنا ثم بجل

(قحم)

فأجيب: كيف نرد شيخكم وقد قحل. قال الشيخ: أراد مات وجف عليه جلده، والقحل: التزاق الجلد بالعظم من الهزال أو البلى. ومنه ما جاء في استسقاء عبد المطلب قال: (تتابعت على قريش سنوا جدب قد أقحلت الظلف). (قحم) قوله تعالى: {هذا فوج مقتحم معكم} أي داخل النار معكم. وقوله: {فلا اقتحم العقبة} قال الأزهري: معناه فلم يقتحم العقبة الشاقة، واقتحامها فك رقبة، الجواز عليها يكون بفك رقبة وقال ابن عرفة: {فلا اقتحم العقبة} أي لم يتحمل الأمر العظيم في طاعة الله تعالى. وفي حديث عبد الله: (من لقي الله لا يشرك به شيئا غفر الله له المقحمات) أي الذنوب العظام التي تقحم أصحابها في قحم النار أي تلقيهم

باب القاف مع الدال

فيها، وقال الليث: يقال: اقتحم الإنسان، وهو رميه بنفسه في وهدة أو أهوية. وفي الحديث: (من سره أن يتقحم جراثيم جهنم فليقض في الجد). قال شمر: التقحم: التقدم والوقوع في أهوية، يقال: تقحمت به دابته، وذلك إذا ندت به فلم يضبط رأسها، وربما طوحت به في أهوية. /ومنه حديث عمر رضي الله عنه: (أنه دخل على فلان وعنده غليم أسود يغمز ظهره، فقال عمر رضي الله عنه: ما هذا الغليم؟ قال: إنه تقحمت به الناقة الليلة) يقال: تقحم الأمر إذا دخل فيه من غير تثبت، والقحم: الأمور الشاقة. وفي حديث بعضهم: (أن للخصومة قحما). وفي صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تقتحمه عين من قصر) قال أبو بكر: معناه لا تتجاوزه إلى غيره احتقارا له وكل شيء ازدريته فقد اقتحمته. في الحديث: (أقحمت السنة نابغة بني جعدة) معناه أخرجته من البادية وأوردته الحضر. باب القاف مع الدال (قدح) وفي الحديث: (لا تجعلوني كقدح الراكب) أراد لا تؤخروني في الذكر،

والراكب يعلق قدحه في آخرة رحله عند فراغه، ويجعله خلفه، قال حسان: كما نيط خلف الراكب القدح الفرد. وفي الحديث: (لو شاء الله لجعل للناس قدحة ظلمة كما جعل لهم قدحة نور) القدحة: اسم مشتق من اقتداح النار بالزند، وهو ما يقتدح بالقداح من النار، والقداح: الحجر: والمقدح: الحديدة، والإنسان يقتدح الأمر إذا نظر فيه ودبر. قال عمرو بن العاص: يا قاتل الله وردنا وقدحته ... أبدى لعمرك ما في القلب وردان / وردان اسم غلام، وكان استشاره فأجابه بما في نفسه. وفي حديث أم زرع: (يقدح قدرا وينصب أخرى) أي يغرف، يقال: قدح القدر إذا غرف ما فيها، والقديح: المرق فعيل في معنى مفعول: يقال: هو يبذل قديح قدره، والمقدحة المطرقة. وفي الحديث: (أن عمر رضي الله عنه كان يقومهم في الصف كما يقوم

(قدد)

القدح) القدح السهم أول ما يقطع قطع ثم يبرى فيسمى بريا ثم يقوم فيقال له القدح ثم يراش ويركب نصله فهو حينئذ سهم. (قدد) قوله تعالى: {كنا طرائق قددا} أي فرقا مختلفا أهواؤها ومعنى قدادا متفرقين يعني في اختلاف الأهواء، ويقال: هو جمع قدة مثل قطعة وقطع. في الحديث: (موضع قد في الجنة خير من الدنيا وما فيها) يعني موضع سوط ويقال للسوط القد، فأما القد بفتح القاف فهو جلد السخلة. ومنه الحديث: (أن امرأة أرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجديين مرضوفين وقد) فالقد سقاء صغير يتخذ من مسك سخلة ويجعل فيها اللبن. ومنه المثل: ما يجعل قدك إلى أديمك سمعت شيخي رحمه الله يقول هذا يضرب مثلا لمن يقيس الصغير بالكبير والحقير بالخطير وقال أبو بكر: يجوز أن يكون القد النعل، يعني في الحديث سميت قدا لأنها تقد من الجلد وقال ابن الأعرابي: كسيت اليماني قده لم يجرد. بكسر القاف، وتجرد الجيم، وقال: والقد النعل لم يجرد من السعي فيكون/ ألين له، ومن روى قده لم يجرد، أراد مثاله لم يعوج والتجريد أن يجعل بعض الشيء عريضا وبعضه دقيقا طويلا، والقد القطع طولا.

(قدر)

ومنه الحديث: (كان علي رضي الله عنه إذا تطاول قد وإذا تقاصر قط) فالقد القطع عرضا. ومنه قوله تعالى: {وقدت قميصه من دبر} أي خرقته. وعن الأوزاعي رحمه الله: (لا يقسم من الغنيمة للعبد ولا للأجير ولا للقديديين) عيني تباع العسكر بلغة أهل الشام. ومن الأشربة: (المقدى) قال شمر: سمعت رجاء بن سلمة يقول: هو طلاء منصف مشبه بماء قد بنصفين، قال شمر: وسمعت من أبي عبيد: بتخفيف: الدال، والذي عندي بتشديد الدال. في الحديث: (فجعله الله حسنا وقدادا) القداد: وجع البطن، والخبن: السقى في البطن. (قدر) قوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره} أي ما عرفوه حق معرفته. وما عظموه حق عظمته. وقوله تعالى: {فظن أن لن نقدر عليه} يعني ما قدرنا من كونه في بطن الحوت، قدر وقدر بمعنى واحد، وليس من القدر في شيء.

وقال أبو الهيثم: أراد فظن أن لن نقدر عليه العقوبة: ويحتمل أن يكون تفسيره، أي لن يضيق عليه من قوله: {قدر عليه رزقه} أي فضيق والقدير والقادر واحد يقال: قدرت على الشيء أقدر قدرا وقدرا وقدرة ومقدرة، وقدرانا، ومنه يقال: اقدر بذرعك، وأنشدني أبو أحمد القرشي قال زهير: فاقدر بذرعك وانظر أين مسلك ويروى: (فاقصد) وهو في معنى الرواية أي اقصد في الأمور واقدر الأمور بقدرها عندك من الاستقلال. وقوله تعالى: {أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض: بقادر على أن يخلق مثلهم} دخلت الباء في خبر إن لدخول أولم في أول الكلام، وإنما دخل تأكيدا تقديره أليس الله بقادر. {ليلة القدر} هي الليلة التي يقدر الله فيها الأشياء ويفرق فيها كل أمر حكيم. وفي الحديث: (فإن غم عليكم فاقدروا له) أي قدروا له عدد الشهر حتى تكملوا العدة ثلاثين يوما إلا أنه قال في حديث آخر: (فأكملوا العدة)

(قدس)

وقيل: قدروا له منازل القمر، فإن ذلك، يدلكم على أن الشهر تسع وعشرون أو ثلاثون يوما، وقال أبو العباس ابن سريح: هذا خطاب لمن خصه الله بهذا العلم فقوله: {ولتكملوا العدة} خطاب للعامة التي لم تعن به، يقال: قدرت الأمر كذا أقدر أقدر إذا نظرت فيه ودبرته. ومنه قول عائشة رضي الله عنها: (فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن المشتهية للنظر). وفي حديث عثمان رضي الله عنه: (إن الذكاة في الحلق واللبة لمن قدر) قال القتيبي: يعني أن هذا ذكاة لما في يدك فأما ما ند فذكاته/ في الموضع الذي يقع فيه سهمك وسيفك بمنزلة الصيد. (قدس) قوله تعالى: {الملك القدوس} يعني الظاهر. ومنه قوله: {ونقدس لك} أي نقدسك ونطهرك عما لا يليق بك، وقيل: نطهر أنفسنا لك. {الأرض المقدسة} المطهرة، وهي دمشق وفلسطين. ومثله قوله: {بالواد المقدس طوي} وبيت المقدس سمي به لأنه المكان الذي يتقدس في من الذنوب أي يتطهر، ومنه قيل: للسطل قدس أي يتوضأ

(قدع)

منه ويتطهر، وجاء في التفسير: (القدوس) المبارك، وقيل: قدوس بفتح القاف. وفي الحديث: (إن روح القدس نفث في روعي) يعني جبريل عليه السلام. وقوله تعالى: {وأيدناه بروح القدس} يعني جبريل خلق من طهارة. وفي الحديث: (لا قدست أمة لا يؤخذ لضعيفها من قويها) يقول: لا طهرها الله. (قدع) وفي الحديث: (فتقادع بهم جنبتا الصراط تقادع الفراش في النار) أي تسقطهم فيها، والتقادع: التهافت، والتتابع، يقال: تقادع القوم إذا مات بعضهم في أثر بعض. وفي الحديث: (لما خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خديجة قال ورقة بن نوفل: محمد يخطب خديجة، هو الفحل لا يقدع أنفه). يقال: قدعت الفحل، وهو أن يكون غير كريم فإذا أراد الناقة الكريمة ضرب أنفه بالرمح حتى يرتد، وهو القدوع، / قال الشماخ: إذا ما استافهن ضربن منه ... مكان الرمح من أنف القدوع فقال الحجاج: (اقدعوا هذه الأنفس فإنها أسأل شيء إذا أعطيت، وأمنع

(قدم)

شيء إذا سئلت) يقول: كفوها، وامنعوها عما تتطلع إليه من الشهوات. وفي حديث إسلام أبي ذر، قال: (فذهبت أقبل ما بين عينيه فقدعني بعض أصحابه) أي كفني يقال: قدعته وأقدعته بمعنى واحد. وفي الحديث: (كان عبد الله بن عمر قدعا) أي كثير البكاء وقال ابن الأعرابي: القدع: انسلاق العين من البكاء. وفي لحديث: (فجعلت أجد بي قدعا من مسألته) أي جبنا وانكسارا. (قدم) قوله تعالى: {يقدم قومه يوم القيامة} أي يتقدمهم، يقال: قدمته وأقدمه قدما وقدم يقدم أيضا إذا تقدم. ومنه قوله: {وقدمنا إلى ما عملوا} أي عمدنا وقصدنا، وأقدم أيضا يقدم إذا تقدم، ومنه قول عنترة: ويك عنترة أقدم وقدم يقدم أيضا إذا تقدم، قال الشاعر: قدموا إذا قيل: قيس قدموا

واستخدم أيضا يستقدم معناه. ومنه قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم}. وقوله عز وجل: {لا تقدموا بين يدي الله ورسوله} أي لا تقدموا/ وقال ابن عرفة: أي لا تعجلوا بأمر قبل أن يأمر الله فيه أو ينه عنه على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -. وقوله تعالى: {من قدم لنا هذا} أي من سنه وشرعه. وقوله: {أن لهم قدم صدق} قال الأزهري: هي المنزلة الرفيعة قال: وقيل أن معناه: لهم سابقة في الخير أي سبق لهم السعادة في الذكر الأول، ويقال: تفسير القدم في العربية الشيء تقدمه قدامك ليكون عدة لك حتى تقدم عليه، وقال القتيبي: يعني عملا صالحا قدموه وقيل في التفسير: شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام. في الحديث: (حتى يضع فيها قدمه) روي عن الحسن أنه قال: (حتى يجعل الله فيها الذين قدمهم من شرار خلقه فهم قدم الله للنار كما أن المسلم قدم للجنة) وقال أبو العباس ثعلب: القدم كل ما قدمت من خير وتقدمت

باب القاف مع الذال

لفلان فيه قدم أي تقدم في الخير، وقال أبو زيد: رجل قدم إذا كان شجاعا. ومنه حديث علي رضي الله عنه: (لغير نكل في قدم ولا واهنا قي عزم). وفي حديث ابن عباس: (أب ابن العاص مشى القدمية) ورواه بعضهم: (مشى اليقدمية وأن ابن الزبير مشى القهقري) يقال: فلان مشى القدمية وإذا تقدم في الشرف، والفضل على أصحابه، وأراد الشاعر هذا المعنى بقوله: /مشى ابن الزبير القهقري وتقدمت ... أمية حتى أحرزوا القصبات معنى قصبات السبق، يقول: أدبر أمر ابن الزبير وتولى. وفي الحديث: (اختتن إبراهيم عليه السلام بالقدوم) يقال: هو مقيل له وقيل: هي قرية بالشام. وفي الحديث: (وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي) أي على أثري. باب القاف مع الذال (قذذ) في الحديث: (فنظر في قذذة) القذذ: ريش السهم كل ريشة منها قذة.

(قذر)

وفي حديث آخر: (حذوا القذة بالقذة) أي كما يقذ كل واحدة على صاحبها يضرب مثلا للشيئين فلا يتساويان. (قذر) في الحديث: (اتقوا هذه القاذورة التي نهى عنها) قال شمر: قال خالد بن حنبة: القاذورة التي نهى الله عنها من الفعل القبيح واللفظ السيئ يقال قذرت الشيء الذي تقذرت منه، والقاذورة من الرجال الذي لا يبالي ما قال: ولا ما صنع، والقاذورة الذي تقذر الشيء فلا يأكله. وروي (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قاذورة لا يأكل الدجاج حتى تعلف). ولما رجم ماعز بن مالك قال عليه الصلاة والسلام: (اجتنبوا هذه القاذورة) يعني الزنا، وقال الليث: القاذورة من الرجال: الغيور. (قذع) في الحديث: (من روى هجاء مقذعا فهو أحد الشاتمين) المقذع الذي فيه قذع، وهو الفحش الذي يقبح ذكره، يقال: أقذع فلان لفلان/ إذا أفحش في شتمه. في الحديث: (فذلك القنذع) يعني الديوث، قال أبو محمد القنذع والديوث سواء فعيل من القذع. (قذف) قوله تعالى: {إن رب يقذف بالحق} قال ابن عرفة: أي يلقي الحق في قلب من يشاء.

(قذى)

قوله تعالى: {ويقذفون بالغيب} أي يقولون ما لا يعلمون وذلك أنهم كانوا يرجمون بالغيب في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا ساحر وكاهن. وقوله تعالى: {بل نقذف بالحق على الباطل} أي تأت به. وفي حديث ابن عمر (كان لا يصلي في مسجد قذاف) قال الأصمعي: إنما هو قذف واحدتها قذفة، وهو الشرف فكلما أشرف من رؤوس الجبال فهي القاذفات. (قذى) في الحديث: (وجماعة على أقذاء) يقول: اجتماعهم على فساد من القلوب شبه بأقذاء العين يقول: قذاة وجمعها قذي ثم أقذاء جمع الجمع. باب القاف مع الراء (قرأ) (القرآن) سمي به لأنه جمع فيه القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد وكل شيء جمعته فقد قرأته، وتحذف الهمزة، فيقال: قريت الماء في الحوض. وقوله تعالى: {إن قرآن الفجر} أي صلاة الفجر، سميت الصلاة قرآنا لما يقرأ فيها من القرآن. وقوله تعالى: {ثلاثة قروء} الواحدة قرؤ، ويجمع أقراء، وهو من

الأضداد، قال أهل الكوفة: هي الحيض، وقال أهل المدينة: هي الأطهار/ والأصل في القرء الوقت، فقيل: للحيض قرء، وللطهر قرء لأنهما يرجعان لوقت واحد، قال الأعشي: مورثة عزا وفي الحي رفعة ... لما ضاع فيها من قروء نسائكا يعني الأطهار، ويقال: هبت الريح لقرءها وقاريها أي لوقتها قال الشاعر: إذا هبت لقارئها الرياح. في الحديث: (دعي الصلاة أيام أقرائك) أي أيام حيضك، ويقال دفع فلان إلى فلان جاريته تقرءبها أي تمسكها عندها حتى تستبرئ حيضها. في إسلام أبي ذر قال أنيس أخو أبي ذر، وكان أحد الشعراء (والله لقد وضعت قوله على أقراء الشعر فلا يلتئم على لسان أحد) أي على طرق الشعر وأنواعه، واحدها قرء يقال الشعر على قرء هذا. وفي الحديث: (من أحب أن يقرأ القرآن غضا فليقرأه قراءة ابن أم عبد) قال أبو بكر: معناه، فليرتل كترتيله أو يحزن كتحزينه أو يحدره كحدره، ولا يجوز أن يحمل معناه على نظم الحروف، لأن الإجماع على مخالفيه. وفي الحديث: (أقرؤكم أبي) قال أبو بكر: بمعنى في وقت من الأوقات لأن زيدا لم كن يتقدمه أحد في إتقان القرآن، ويجوز أن يحمل أقرأ على قارئ، والتقدير: قارئ من أمتي أبي، قال اللغويون: الله أكبر بمعنى كبير.

(قرب)

(قرب) قوله تعالى: (إن رحمت الله قريب من المحسنين} أي عفوه وغفرانه ولذلك/ لم يقل قريبة لأن تأنيث الرحمة تأنيث غير حقيقي لأنه مصدر وقال الفراء: قريب إذا أريد به المكان لم يؤنث، وإذا أريد به النسب أنث، كقوله: فلان قريبي، وفلانة قريبتي، وداره منا قريب بلا هاء ليكون فرقا بين قرابة النسب وقرب المكان. وقوله تعالى: {لو كان عرضا قريبا} أي غير شاق. وقوله تعالى: {وأخذوا من مكان قريب} قال مجاهد: من تحت أقدامهم. وقوله تعالى: {يوم يناد المناد من مكان قريب} أي من المحشر لا يبعد نداؤه عن أحد.

وقوله: {يتيما ذا مقربة} أي ذا قرابة يقال: هو ذا قرابتي وذو مقربتي، وقل ما يقال فلان قرابتي. وقوله تعالى: {كلا لا تطعه واسجد واقترب} قيل: اسجد يا محمد، واقترب يا أبا جهل منه؛ أي إن اقتربت أخذت، وهذا وعيد وذلك أن أبا جهل كان ينهاه عن السجود، وهو قوله: {أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى} وقال: لأطأن عنقه فلما دنا منه رأى نحلا فاغرا فاه فنكص راجعا. وقوله: {لا تقربوا الصلاة} يقال: قربه يقربه فعل واقع فأما قرب يقرب فهو لازم وقرب الماء يقربه. قوله تعالى: {قربات عند الله} جمع قربة، وهو ما يتقرب به إلى الله عز وجل. وفي الحديث: (ولكل عشرة من السرايا ما يحمل القراب من التمر) أراد قراب السيف الذي يوضع فيه بغمده، وهو شبه جراب يطرح الرجل فيه زاده إذا كان راكبا من تمر وغيره. وفي الحديث: (إن لقيتني بقراب الأرض خطيئة) أي بما يقاربها ملأها. وفي المولد: (فخرج عبد الله ذات يوم متقربا متخصرا بالبطحاء) معنى قوله (متقربا) واضعا يده على قربه أي خاصرته، وهو يمشي، قال: أبو سعيد: يقول الرجل لصاحبه إذا استحثه تقرب تقرب يريد اعجل وأنشد:

يا صاحبي ترحلا وتقربا ... فلقد أني لمسافر أن يطربا وفي الحديث: (ثلاث لعينات رجل عو، وطريق المقربة) قال أبو عمرو المقربة: المنزل، وأصله من القرب، وهو السير بالليل، قال الراعي: في كل مقربة يدعن دعيلا. في حديث عمر: (سددوا وقاربوا) يقال: قارب فلان فلانا إذا ناغاه بكلام حسن، والمقاربة القصد في الأمور الذي لا غلو فيه، ولا تقصير، وقيل: (قاربوا) أي لا تغلوا: (وسددوا) اقصدوا السداد، وهو الصواب. وفي حديث عمر: (ما في هذه الإبل المقربة) هكذا روي بالكسر، قال شمر: أراد المقربة بنصب الراء، وهي التي حزمت للركوب، قال أبو سعيد: هي التي عليها رجال مقربة بالأدم، وهذا من مراكب الملوك، وأصله من القراب. وفي الحديث: (إذا تقارب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب) يقال: أراد اقتراب الساعة وهم يقولون تقاربت إبل فلان أي قلت وأدبرت، ويقال للمشي إذا ولى، وأدبر، تقارب، ويقال للقصير: متقارب ومتآزف، وقيل: أراد اعتدال الليل والنهار. وفي حديث ابن عمر: (تقرب بذلك) يعني ما تطلب بذلك إلا لتحمد الله عز وجل.

(قرح)

وفي الحديث قال ابن مسعود: (أنه سلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يرد عليه فأخذني ما قرب وما بعد) قال الشيخ: العرب تقول للرجل إذا أقلقه الشيء وأزعجه وغمه: أخذه ما قرب وما بعد وأخذه ما قدم وحدث، وأخذه المقيم والمحدث والمقعد كأنه يهتم لما يأتي من أمره وما دنا. وفي حديث المهدي: (يتقارب الزمان حتى تكون السنة كالشهر). أراد يطيب الزمان حتى لا يستطال. (قرح) قوله تعالى: {إن يمسسكم قرح} القرح: المصدر يقال: قرحته قرحا، والقرح ألم الجراحات. وفي الحديث: (إن معك من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - قرحان) قال شمر: قرحان من الأضداد، يقال: رجل قرحان للذي مسه القرح، وقرحان للذي لم يمسه القرح، ولا الجدري ولا الحصبة، وقوم قرحان، وامرأة قرحان، وبعضهم يقول: قرحانان، وقرحانون، ورجل قرحان للذي مسه القرح. (قرد) في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كان لنا وحش فإذا خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البيت أسعرنا قفزا، فإذا حضر مجيئه أقرد) أي ذل وسكن، وقوله: (أسعرنا) آذانا. وفي الحديث: (إياكم والإقراد، قالوا: يا رسول الله، وما الإقراد؟ قال: الرجل منكم يكون أميرا فيأتيه المسكين والأرملة، فيقول لهم: مكانكم حتى أنظر في

(قردح)

حوائجكم ويأتيه الغني فيقول: عجلوا قضاء حاجته). وأخبرنا أحمد بن محمد الخطابي عن أبي عمر عن ثعلب، قال: يقال: أخرد الرجل إذا سكت حياء وأقرد إذا سكت ذلا، والأصل فيه نزع القراد من البعير حتى يسكن إلى ذلك، قال الشيخ: والخريدة: الجارية الحيية من هذا. وفي الحديث: (لجأوا إلى قردد) يقول: تحصنوا برابية، ويقال للأرض المستوية قردد أيضا، ويروى (قرقد) وهي الأرض المرتفعة، وقردودة الظهر ما ارتفع منه. وفي الحديث: (تناول قردة من وبر البعير) يعني قطعة مما نسل منه والقرد أراد ما يكون من الصوف. (قردح) ومن رباعيه في وصية عبد الله بن حازم: (أوصى بنيه، فقال: إذا إصابتكم خطة ضيم فقردحوا لها) قال ابن الأعرابي: القردحة: القرار على الضيم والصبر على الذل، يقول: لا تضطربوا فيه فإن ذلك يزيدكم خبالا. (قرر) وقوله تعالى: {ولكم في الأرض مستقر} أي قرار وثبوت. وقوله تعالى: {لكل نبأ مستقر} قال ابن عرفة: أي لكل ما أنبأتكم عن الله نهاية وغاية ترونها في الدنيا، والآخرة.

وقوله تعالى: {وكل أمر مستقر} أي منتهاه إلى وقت في الدنيا والآخرة. وقوله: {والشمس تجري لمستقر لها} أي لمكان لا تجاوزه وقتا ومحلا وقيل: لأجل قدر لها. وقوله: {فمستقر ومستودع} أي لكم مستقر في الأرحام أي وقت مؤقت لكم، ومستودع في الأصلاب لم يخلق بعد. وقوله تعالى: {ويعلم مستقرها ومستودعها} قيل: مستقرها مأواها على ظهر الأرض، ومستودعها مدفنها بعد موتها، وقيل: مستقرها في الأصلاب ومستودعها في الأرحام. وقوله تعالى: {ذات قرار ومعين} القرار: المكان المطمئن الذي يستقر فيه الماء، ويقال للروضة المنخفضة: القرارة. ومنه حديث ابن عباس: (وذكر عليا رضي الله عنه فقال: علمي إلى علمه كالقرارة في المثعنجر) أي كالغدير في البحر. قوله تعالى: (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} هو أن يجعل

أهلهم معهم تقر به أعينهم، يقال: أقر الله عينك أي صادف فؤادك ما يرضيك فتقر عينك من النظر إلى غيره، وقيل: أقر الله عينه أي أنامها، ويقال: قر يقر إذا سكن، وقرئ: {وقرن في بيوتكن} من قررت بالمكان أقر، والأصل فيه وأقررن فلما/ خففت، قيل: وقرن حذفت الراء الأولى ليقل التضعيف وألقيت حركتها على القاف، ومن قرأ: (وقرن) فعلى وجهين: أحدهما: من وقر يقر، والوجه الثاني: أنه من قررت أقرر، والأصل: واقررن فتحذف الراء الأولى. وفي الحديث: (أفضل الأيام يوم النحر ثم يوم القر) أراد الغد من يوم النحر لأن الناس يقرون فيه بمنى. وفي حديث أم زرع: (لا حر ولا قر) أرادت لا ذو حر ولا ذو قر كما يقال: رجل عدل أي ذو عدل.

وفي حديث ابن مسعود: (قاروا الصلاة) معناه السكون فيها، وهو من القرار لا من الوقار. وفي حديث عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (تنزل الملائكة في العنان وهو السحاب فيتحدثون بما علموا به مما لم ينزل من الأمر فيأتي الشيطان فيستمع فيسمع الكلمة فيأتي بها إلى الكاهن فيقرها في أذنه كما تقر القارورة إذا أفرغ ما فيها معها مائة كذبة) فال ابن الأعرابي: القرير ترد يدك الكلام في أذن الأبكم حتى يفهمه، ومن رواه: (كقر الدجاجة) أراد صوتها إذا قطعته يقال: قرت الدجاجة تقر قرا، وقريرا، فإن رددته قلت: قر قرت قرقررة، وقرقريرا. وفي حديث عمر: (قال لأبي مسعود البدري بلغني أنك تفتي، ول حارها من تولى قارها) قال شمر: معناه ول شرها من تفول خيرها، وول شديدها من تولى هينها، جعلوا الحار/ الشديد من قولهم استحر القتل أي اشتد والقار الهين من أقر الله عينه، وكان الأصمعي يقول: القر من القرور، وهو الماء البارد، وقال شمر عن ابن الأعرابي: يقال: حر يومنا فهو حار، ويوم قر ولا أقول قار، ولكن أقول يوم حر، قال: ومثل العرب: حرة تحت قرة، يضرب مثلا للذي يظهر أمرا ويخفي غيره. وفي حديث الاستسقاء: (لقرت عيناه) قال الأصمعي: معنى أقر الله عينه أي أبرد الله دمعته لأن دمعة الفرح باردة، وقال غيره: معناه بلغك الله أمنيتك حتى ترضي به نفسك وتقر عينك، فلا تستشرف إلى غيره، ويقال للرجل إذ أدرك ثأره: وقعت بقرك، ويقال له أيضا: صابت بق أي أدرك قلبك ما كان إليه متطلعا فقر، قال أبو بكر: هذا اختيار أبي العباس.

وأنكر قول الأصمعي وقول الشاعر: كأنها وابن أيام تؤبنه ... من قرة العين مجتابا ديابوذ. أي من رضاهما بمرتعهما. وفي الحديث: (أنه عليه الصلاة والسلام قال لأنجشة، وهو يحدو بالنساء: رفقا بالقوارير) شبههن بها لضعف عزائمهن، والقوارير يسرع إليها الكسر وكان أنجشة يحدو بهن من القريض والرجز ما فيه تشبيب فلم يأمن أن يصيبهن أو يقع بقلوبهن حداؤه، فأمر بالكف عن ذلك، وقيل: الغناء رقية الزنا. وفي الحديث: (إذا قرب المهل منه سقطت قرقرة وجهه) أي جلدة وجهه. والقرقرة من لباس النساء، وسبهت بشرة الوجه بها. في الحديث: (لا بأس بالتبسم ما لم يقرقر) القرقرة: الضحك العالي. وفي الحديث: (ركبوا القراقير حتى أتوا آسية بتابوت موسى عليه السلام) القرقير: واحدها قرقور، وهو أعظم السفن. وفي حديث البراق: (أنه استصعب على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثم أرفض وأقر) معنى أقر أي ذل وانقاد.

(قرس)

في الحديث: (قلنا لرباح بن المغترف غننا غناء أهل القرار) يريد أهل المكان الذي استقروا فيه يعني الحاضرة ليسوا بأهل عمود ينتقلون في النجيع. (قرس) في الحديث: (قرسوا الماء في الشنان) أي بردوه، وفيه لغتان القرس والقرس مخفف ومثقل، وسمي القريس قرسا لأنه يجمد. (قرص) في الحديث: (أن امرأة سألته عن دم الحيض يصيب الثوب قال: قرصيه بالماء) أي قطعيه. (قرض) قوله تعالى: {وإذا غربت تقرضهم} أي تعدل عنهم وتتركهم قال ذو الرمة: إلى ظعن يقرضن أجواز مشرف ... يمينا وعن أيسارهن القوارس وأصل القرض القطع، وقال الفراء: يقال: قرضته ذات اليمين، وحذوته ذات اليمين أي كنت بحذائه من كل ناحية. قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} معناه يعمل عملا حسنا والعرب تقول: قد أحسنت قرضي أي فعلت بي جميلا، وسمي القرض الذي يدفعه الإنسان إلى أخيه ليرده عليه قرضا لأنه يقطعه من ماله، فقيل: لما

يتقرب به الإنسان العبد إلى الله ويؤمل الجزاء عنه قرض نفسه على التشبيه ويقال: قرض الشاعر الشعر إذا قطع بعضه وأمضى من قصيدته شيئا، ولا يقال: قريض إلا للقصيدة من الشعر. ومنه حديث الحسن: (كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمزحون ويتقارضون) وقال الزجاج: القرض في اللغة: البلاء الحسن والبلاء السيئ، يقال: لك عندي قرض حسن، وقرض سيئ، والقرض لا أجل فيه، فإذا كان فيه أجل فهو دين. وفي الحديث: (إلا من اقترض مسلما ظلما) أي نال منه وعابه وقطعه بالغيبة. وقال أبو الدرداء: (إن قارضت الناس قارضوك) يقول: إن ساببتهم سابوك، وإن نلت منهم نالوا منك. ومنه الحديث: (من اقترض عرض مسلم). وفي الحديث: (أقرض من عرضك ليوم فقرك) يقول: إذا اقترض من عرضك رجل فلا تجازه واستبق ذلك الأجر موفورا ليوم حاجتك إليه، والقراض يكون في العمل السيئ والقول السيء يقصد الإنسان به صاحبه والقراض في كلام أهل الحجاز المضاربة. ومنه حديث الزهري: (لا تصلح مقارضة من طعمته الحرام) يعني القراض.

(قرط)

(قرط) في حديث النعمان بن مقرن: (فليثب الرجال إلى خيولها فيقرطونها أعنتها) تقريط الخيل: إلجامها، وقيل: حملها على أشد الجري، وقال ابن دريد: لتقريط الفرس موضعان: أحدهما: طرح اللجام في رأسه، والآخر: أن يمد الفارس يده حتى يجعلها على قذال فرسه في حضره. (قرطس) ومن رباعيه قوله تعالى: {ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس} قال ابن عرفة: العرب تسمي الصحيفة قرطاسا من أي شيء كانت. (قرع) قوله تعالى: {تصيبهم بما صنعوا قارعة} أي داهية تفجأهم يقال: قرعه أمر إذا أتاه، والأصل في القرع الضرب، وقيل: في قوله: (قارعة) أي سرية من سرايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقوله تعالى: {القارعة ما القارعة} يعني القيامة تقرع بالأهوال. وفي الحديث: (لما أتى على محسر قرع راحلته) أي ضربها بسوطه. وفي الحديث: (من لم يغز ولم يجهز غازيا أصابه الله بقارعة) أي بداهية

تقرعه، وقوارع القرآن: هي الآيات التي من قرأها أمن من الشيطان. وقال عمرو بن أسد بن عبد العزى لما قيل له أن محمدا يخطب خديجة (فقال: نعم البضع هو الفحل لا يقرع أنفه) الأصل فيه مذكور في باب القاف مع الدال معناه أنه - صلى الله عليه وسلم - كفوء كريم لا مرد له. وفي حديث عبد الرحمن: (يقترع منكم وكلكم منتهى) أي يختار، يقال: هو قريع دهره أي المختار من أهل عصره. وفي الحديث: (إنك قريع/ القراء) أي رئيسهم، والقريع: المختار، واقترعت الشيء إذا اخترته، والقريع: الفحل من الإبل أيضا. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (أخذ قدح سويق فشربه حتى قرع القدح جبينه) أي ضربه يعني أنه استوفى جميع ما فيه. وفي حديث علقمة: (كان يقرع غنمه) أي ينزي التيس عليها. وفي الحديث: (يجيء كنز أحدهم يوم القيامة شجاعا أقرع) أي حية قد تمعط فروة رأسه لكثرة سمه، والأقرع الذي لا شعر على رأسه. وفي الحديث: (قرع أهل المسجد حين أصيب أهل النهر) أي قل أهله. كما يقرع الرأس إذا قل شعره، ويقال: قرع المراح إذا لم يكن فيه إبل وهم يقولون: نعوذ بالله من قرع الفناء وصفر الإناء، وقرع الفناء أن تخلو الديار من قطانها ويقال: هو انقطاع الغاشية عنها.

(قرف)

وفي حديث عمر رضي الله عنه: (فيقرع حجكم) أراد خلت أيام الحج من الناس. وفي الحديث: (لا تحدثوا في القرع، فإنه مصلى الخافين) قال ابن قتيبة: القرع في الكلأ وهو أن تكون قطع لا نبات فيها كالقرع في الرأس، وهي لمع لا يكون فيها شعر، والخافون: هم الجن. (قرف) قوله تعالى: {وليقترفوا ما هم مقترفون} أي ليعملوا ما هم عاملون من الذنب، يقال: قرف الذنب، واقترفه إذا عمله، وهذه لام الأمر ومعناه الوعيد. وقوله تعالى: {ومن يقترف حسنة} أي يكتسب، ورجل قرفة إذا كان مكتسبا، وهو قرفتي أي من أتهمه. وفي الحديث: (لو رجل قرف على نفسه ذنوبا) أي كسبها، ويقال: قارف فلان الشيء إذا داناه ولاصقه، ومنه قول: قرفة بالأمر إذا أضافه إليه والإقراف في الخيل: ملاصقة العيوب إياها. وفي حديث ابن الزبير: (ما على أحدكم إذا أتى المسجد أن يخرخ قرفة أنفه) أي ما لزق به من المخاط. وفي حديث عائشة: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبح جنبا من قراف) أي من خلاط وجماع.

(قرفص)

وفي الحديث: (أنه سئل عن أرض وبيئة، فقال: دعها فإنها من القرف التلف) القرف: مداناة المرض، وكل شيء قاربته فقد قارفته. وفي حديث عبد الملك: (أراك أحمر قرفا) القرف: الشديد الحمرة كأنه قرف أي قشر، يقال: صبغ ثوبه بقرف السدر أي بقشره. وفي الحديث: (اقرفوهم واقتلوهم) يعني الخوارج القرف: الخدش. وفي الحديث: (إذا وجدت قرف الأرض فلا تقربوها) يعني الميتة وبقلها ونباتها، والأصل فيه القشر. (قرفص) ومن رباعيه في حديث قيلة: (فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس القرفصاء) وهي جلسة المحتبى بيديه، يقال: قرفص اللص إذا شد يداه تحت رجليه. (قرق) في حديث أبي هريرة: (أنه كان ربما يراهم يلعبون بالقرق فلا ينهاهم) قال أبو إسحاق الحربي: هو شيء يتلعب به، وسمعت أنها الأربعة عش، وإنما هو خط مربع في وسطه خط مربع في وسطه خط مربع ثم يخط من كل زاوية من الخط الأول إلى الخط الثاني، وبين كل زاويتين خط فتصير أربعة وعشرين، ويقال: قاع قرق إذا كان فارغا مستويا. (قرقف) ومن رباعيه في الحديث: (يجيئ فهو يقرقف من البرد) أي يرعد.

(قرم)

(قرم) وفي الحديث: (أنه عليه السلام دخل على عائشة رضي الله عنها وعلى الباب قرام ستر) القرام الستر الرقيق. وفي الحديث: (وفيها تمر كالبعير الأقرم) قال أبو عبيدة: صوابه المقرم وهو البعير المكرم، ويكون الفحلة، وسمي السيد الكريم الرئيس مقرما تشبيها به، ولا أعرف الأقرم، فأما المقروم فهو الذي به قرمة وهي سمة فوق الأنف، تسلخ منه جلدة فتلك القرمة. وفي الحديث: (كان يتعوذ من القرم) يعني من شدة الشهوة للحم حتى لا يصبر عنه، يقال: قرمت إلى اللحم، وعمت إلى اللبن. (قرمل) ومن رباعيه في حديث علي رضي الله عنه: (أن قرمليا تردى في بئر) القرملي: الصغير الجسم من الإبل. (قرن) قوله تعالى: {وكم أهلكنا قبلهم من قرن} القرن: كل طبقة مقتربين في وقت، ومنه قيل لأهل كل مدة وطبقة بعث فيها نبي قلت السنون أو كثرت قرن. ومنه الحديث: (خيركم قرني) يعني أصحابي- ثم الذين يلونهم- يعني التابعين بإحسان، واشتقاقه من القرن، وقيل القرن ثمانون سنة، ويل: أربعون، واحتج قائل الأربعين بقول الجعدي:

ثلاثة أهلين أفنيتهم ... وكان الإله هو المستآسا وكان عاش مائة وعشرين سنة، وقيل القرن مائة دل على ذلك ما روي في الحديث: (أنه مسح على رأس غلام فقال: عش قرنا فعاش مائة سنة) وقال ابن الأعرابي: القرن الوقت من الزمان، وقال غيره: قيل له قرن: لأنه يقرن أمة بأمة وعالما بعالم، وهو مصدر قرنت جعل اسما للوقت ولأهله قال الشاعر: تلك القرون ورثنا الأرض بعدهم ... فما يحسن عليها منهم إرم وقوله تعالى: {ويسألونك عن ذي القرنين} يقال: قيل له ذلك لأنه كان ذا ضفيرتين، وقيل: إنه بلغ قطري الأرض، وقيل: إنما سمي ذا القرنين لأنه دعا قومه إلى عبادة الله فضربوه على قرنه الأيمن ثم أحياه الله فضربوه على قرنه الأيسر فأحياه الله. ومن ذلك: (ما قاله علي رضي الله عنه: حين ذكر قصة ذي القرنين وفيكم مثله) فترى أنه إنما عني بنفسه، لأنه ضرب على رأسه ضربتين إحداهما: يوم الخندق، والثانية: ضربه ابن ملجم. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن لك بيتا في الجنة، وأنت ذو قرنيها) قال بعضهم: أراد ذو طرفيها يعني الجنة، قال أبو عبيد: وأنا أحسب أنه أراد ذا قرني هذه الأمة، فأضمر الأمة، /وكنى عن غير مذكور.

ومثله قوله تعالى: {حتى توارت بالحجاب} وقيل: إنه أراد الحسن والحسين رضي الله عنهما. قوله تعالى: {وما كنا مقرنين} أي مقتدرين عليه، ويقال: أقرن له الأمر إذ قوي عليه، من قولهم: فلان قرن فلان، إذا كان له من القوة مثل ما له. وقوله تعالى: (أو جاء معه الملائكة مقترنين} أي يتلو بعضهم بعضا. وفي الحديث: (إن الشمس تطلع بين قرني الشيطان) يقال قرناه ناحيتا رأسه، وقال إبراهيم الحربي: هذا مثل، يقول: حينئذ يتحرك الشيطان فيتسلط فيكون كالمعين لها، وقيل: معنى القرن القوة أي يطلع حين قوة الشيطان، والقرون حصون ولذلك قيل لها صياصي. وفي حديث خباب: (هذا قرن قد طلع) أي بدعة حدثت لم تكن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال بعضهم: أراد بالقرن قوم أحداث نبغوا، بعد أن لم يكونوا، يعني القصاص. وكذلك الحديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) مثل، وليس معناه أن يدخل في جوفه. وفي الحديث: (الضالة إذا كتمها آخذها قال: ففيها قرينتها مثلها) قال أبو عبيد: معناه الرجل يجد ضالة من الحيوان فيكتمها ولا ينشدها حتى توجد عنده فإن صاحبها يأخذها، ويأخذ أيضا مثلها منه، وهذا على جهة التأديب حين لم يعرفها.

(قرا)

وفي صفته عليه الصلاة والسلام: (سوابغ في غير قرن) تعني حواجبه والقرن التقاء الحاجبين، وهذا خلاف ما روت أم معبد. وفي الحديث: (ولا الروم ذوات القرون) حكي عن الأصمعي: أنه قال: أراد قرون شعورهم وهم أصحاب الجمم الطويلة. وفي الحديث: (صل في القوس واطرح القرن) القرن: جعبة من جلود تشق ثم تحرر، وإنما تشق كي يصل إليه الريح فلا يفسد الريش، وأمره بنزع القرن لأنه كان من جلد غير ذكي ولا مدبوغ. ومنه حديث عمر- رضي الله عنه-: (وقال لرجل ما مالك؟ قال: أقرن وآدمة في المنيئة) الأقرن جمع قرن، وهي جعبة من جلود تكون للصيادين فيشق جانب منها على ما فسرناه. وفي حديث أبي أيوب: (فوجده الرسول يغتسل من القرنين) قال القتيبي: القرنان: قرنا البئر، وهما منارتان تبنيان من حجر أو مدر على رأس البئر من جانبيها، فإن كانا من خشب فهما زرنوقان، زيقال للزرنوق أيضا القامة والنعامة. (قرا) قوله تعالى: {وكذلك جعلنا في كل قرية} أي مدين سميت قرية لاجتماع الناس فيها من قريت الماء في الحوض إذا جمعته. وقوله: {لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} قال الشيخ القريتان مكة والطائف.

باب القاف مع الزاي

وفي حديث عمر رضي الله عنه: (ما ولي أحد إلا حامى على قرابته وقرى في/ عيبته) أي جمع والمعنى أنه اختان. وفي حديث ابن عمر: (قام إلى مقرى بستان فقعد فتوضأ) المقري والمقراة الحوض سمي بذلك لأنه يقرى فيه الماء أي يجمع. وفي الحديث: (أتينا مرة نعاتبه في ترك الجمعة فقال: إن بي جرحا يقري ثم يرفض) قوله يقري، أي تتجمع فيه المدة ثم تتفرق، والقرد يقري العلف في شدقه، ومن عيوب الشاة القري. وفي حديث عمر رضي الله عنه بلغني عن أمهات المؤمنين شيء فاستقريتهن أقول: (لتكففن عن رسول الله أو ليبدلنه الله خيرا منكن فجعلت أتتبعهن) قال الفراء: يقال: قروت الأرض أقروها إذا تتبعت ناسا بعد ناس، واقتريت واستقريت بمعناه. ومنه الحديث: (فجعل يستقري الرفاق). وفي الحديث: (أمرت بقرية تأكل القرى) يقال: هي المدينة، ومعنى تأكل القرى ما يفتح على أيديهم ويصيبون من الغنائم. باب القاف مع الزاي (قزح) في حديث ابن عباس: (كره أن يصلي الرجل إلى الشجرة المقزحة) قال

(قزز)

أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي: هي شجرة على صورة التين لها غصنة قصار في رؤوسها مثل برثن الكلب، وقال غيره: يحتمل أن كره أن يصلي الرجل إلى / شجرة قزح الكلب والسباع بأبوالها عليها، يقال: قزح الكلب ببوله إذا رفع إحدى رجليه وبال. في الحديث: (لا تقولوا قوس قزح فإن قزح من أسماء الشياطين) وقال أبو الدقيش: القزح: الطرائق التي فيها، الواحدة قزحة. وفي الحديث: (وقزحة وملحة) هو من القزح، وهو التابل يقال: قزحت القدر إذا بزرتها، ومن أمثالهم: قزح المحلبتي يلطع لهم، يقول: طيبه بالملح حرص عليه. (قزز) وفي الحديث: (إن إبليس ليقز القزة من المشرق فيبلغ المغرب) أي يثب الوثبة. (قزع) في الحديث: (نهى عن القزع) هو أن يحلق رأس الصبي ويترك منه مواضع يكون الشعر فيه متفرقا، ومنه قزع السحاب وهو قطعه.

باب القاف مع السين

ومنه حديث علي رضي الله عنه: (فيجتمعون إليه كما تجتمع قزع الخريف). باب القاف مع السين (قسر) قوله تعالى: {فرت من قسورة} القسورة: الأسد، وقيل: القسورة الرماة الذين يتصيدونها، قال ابن عرفة: قسورة فعولة من القسر المعني كأنهم حمر أنفرها من نفرها برمي أو صيد أو غير ذلك. (قسس) قوله تعالى: {ذلك بأن منهم قسيسين} القس والقسيس: رئيس النصارى وجمعه قسوس، والقس في اللغة: يتبع الخبر. وفي الحديث: (ويقال للنمام/ النمام قساس) ويقال: في جمع القسس قسوس وفي جمع القسيس قسيسون وقساوسة وقسوس أيضا. وفي حديث علي رضي الله عنه: (نهى عن لبس القسي) يقال: هي ثياب منسوبة يقال: لذلك موضع القس، وهي من ثياب مصر فيها حرير، وقال شمر: قال بعضهم: هي القزي- أبدلت الزاي سينا.

(قسقس)

(قسقس) وفي الحديث: (أن فلانة خطبها أبو جهم ومعاوية، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: أما أبو جهم فأخاف عليك قسقسته العصا) يعني تحريكه إياها عند الضرب، يقال: قسقس الرجل في مشيته إذا أسرع، يقال: ما زال يقسقس الليلة كلها إذا أدأب السير، قال الشاعر: كأنها، وقد براها الأخماس ... ودلج الليل وهاد قسقاس وكان ينبغي أن يقول: قسقسته العصا، وإنما زيدت الألف لئلا يتوالى الحركات، وقال أبو زيد: يقال للعصا القسقاسة، والنساسة، ويشبه أن تكون العصا في الحديث تفسيرا للقسقاسة، وفيه وجه آخر وهو أن يراد به كثرة الأسفار، يقول: لا حظ لك في صحبته لأنه يكثر الظعن، ويقل المقام. (قسط) قوله تعالى: {قائما بالقسط} أي بالعدل، والإقساط والقسط: العدل. ومنه الحديث: (إذا حكموا عدلوا وإذا قسموا أقسطوا) أي عدلوا فأما قسط بغير ألف فهو إذا جار. ومنه قوله تعالى: {وأما القاسطون/ فكانوا لجهنم حطبا}. قال: {وأقسطوا إن الله يحب المقسطين}. وقوله تعالى: {وتقسطوا إليهم} أي وتعدلوا فيما بينكم وبينهم من الوفاء بالعهد.

وقوله تعالى: {ذلكم أقسط عند الله} أي أعدل وأقوم، والعدل ما قام في النفوس أنه مستقيم، لا ينكره مميز. وقوله تعالى: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى} قال مجاهد: معناه إن خفتم ألا تعدلوا في اليتامى، وتحرجتم أن تلوا أموالهم فتحرجوا من الزنا، فانكحوا ما طاب أي حل، وقال غيره: معناه إن خفتم أن لا تعدلوا في اليتامي فكذلك ينبغي أن تخافوا أن لا تعدلوا بين الأربع فانكحوا واحدة. وقوله تعالى: {ونضع الموازين القسط} أي ذوات القسط وهو العدل. وقوله تعالى: {وزنوا بالقسطاس} أي ميزان العدل، ويقال: القسطاس بضم القاف، وهو أي ميزان كان.

(قسطل)

وفي الحديث: (إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ولكن يخفض القسط ويرفعه) قال ابن قتيبة: القسط الميزان، وسمي به، لأن القسط العدل، وبالميزان يقع العدل في القسمة فلذلك سمي بالقسط، وأراد أن الله يخفض الميزان، ويرفعه بما يوزن من أعمال العباد المرتفعة أليه، ويوزن من أرزاقهم النازلة من عنده. قال الله تعالى: {وما ننزله إلا بقدر معلوم} والقسطار إذا وزن بالشاهين خفض يده ورفعها، وإنما هذا تمثيل لما يعدد ثم ينزله فشبهه بوزن الوازن الذي يزن فيخفض يده ويرفعها، وقال بعضهم: أراد بالقسط الرزق الذي هو قسط كل مخلوق يخفضه فيقتره ويقدره ويرفعه فيبسطه ويوسعه وقال أبو عبيد: القسط نصف صاع. ومنه الحديث: (إن النساء من أسفه السفهاء إلا صاحبة القسط والسراج) كأنه أراد التي تخدم بعلها، وتوضئه، وتقوم على رأسه بالسراج، والقسط والإناء الذي توضئه فه، وهو نصف صاع. (قسطل) ومن رباعيه في خبر واقعة نهاوند: (لما التقى المسلمون والمشركون غشيتهم ريح قسطلانية) أي كثيرة الغبار، والقسطل: الغبار. (قسم) قوله تعالى: {وأن تستقسموا بالأزلام} معنى الاستقسام طلب ما قسم الله لنا مما هو مغيب عنا من حياة أو موت أو شقاوة أو سعادة، وهو قسمه أي نصيبه الذي قسم له فصار لكل واحد قسمة منه فهذا الاستقسام.

قال ذلك أبو منصور، وكتبه لي بخطه، وقال أبو سعيد الضرير: يقال تركته يستقسم أي يفكر ويروي من أمرين وقال غيره: يقال هو يقسم أمره أي يقدره ويدبره. وقوله تعالى: {كما أنزلنا على المقتسمين} قال ابن عرفة: هم الذين تقاسموا أو تحالفوا على كيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال ابن عباس: هم اليهود والنصارى الذين جعلوا القرآن عضين/ آمنوا ببعض وكفروا ببعض. وقوله تعالى: {وقاسمهما} أي حلف لهما. وقوله تعالى: {فالمقسمات أمرا} هي الملائكة تقسم ما وكلت به. وفي حديث علي رضي الله عنه: (أنا قسيم الجنة والنار) قال القتيبي: أراد أن الناس فريقان: فريق معي، فهم على هدى، وفريق علي فهم على ضلال كالخوارج فأما قسيم النار: نصف في الجنة معي، ونصف في النار، وقسيم في معنى مقاسم كالسمير والجليس والشريب في معنى الشارب، ومنه قول الشاعر: عليه شريب وازع لين العصا ... يساجلها حماية وتساجله وقال ابن كيسان: أراد بالشريب الذي يسقي إبله مع إبلك. وفي حديث وابصة: (مثل الذي يأكل القسامة كمثل جدي بطنه مملوء رضفا) قال: القسامة الصدقة، والتفسير في الحديث.

(قسا)

وفي حديث آخر: (إياكم والقسامة) يعني ما يأخذه القسام لأجرته يعزل من رأس المال شيئا لنفسه، مثل ما يأخذه السماسرة رسما موسوما لا أجرا معلوما. وفي حديث الحسن: (القسامة جاهلية) يقول: هي من أحكام الجاهلية، وقد قررها الإسلام. وفي حديث أم معبد: (قسيم وسيم) القسامة والوسامة الحسن ويقال لحد الوجه قسمة، قال الشاعر: كأن دنانيرا على قسماتهم وإن ... كان قد شف الوجوه لقاء شفهم أي رقق وجوههم فلم يبق فيها دم. (قسا) وفي حديث ابن مسعود: (وكانت ذيوفا وقسيانا) يعني نفاية بيت المال. قال أبو عبيد: واحد القسيان درهم القسيان قسي مخفف السين مشدد الياء مثال: شقي كأنه إعراب قاس. ومنه الحديث الآخر: (ما يسرني دين الذي يأتي العراف بدهم قسي) ويقال قست الدراهم تقسو.

باب القاف مع الشين

ومنه حديث عبد الله: (كما تقسو الدراهم) وكل صلب فهو قاس. ومنه قوله تعالى: {قلوبهم قاسية} أي صلبة لا رحمة فيها، وقال ابن عرفة: قاسية أي جافية عن الذكر غير قابلة له والقسوة جفوة القلب وغلظه والقساوة مثله. وفي حديث الشعبي: (أنه قال لفلان: تأتينا بهذه الأحاديث قسية وتأخذها منا طازجة) أي رديئة من قولهم: درهم قسي وقوله: (طازجة) أي خالصة وهو إعراب ثان. باب القاف مع الشين (قشب) في الحديث: (أن رجلا يمر على جهنم، فيقول قشبني ريحها) معناه سمني وكل مسموم قشيب ومقشب، وقال الليث: القشب اسم السم. وروي عن عمر رضي الله عنه (أنه وجد من معاوية رائحة طيبة وهو محرم فقال: من قشبنا) أراد أن رح الطيب على هذه الحال قشب؛ كما أن ريح النتن قشب، يقال: ما أقشب بيتهم أي ما أقذره، ورجل قشب خشب أي لا خير فيه، والقشب خلط السم بالطعام.

(قشر)

وقال عمر رضي الله عنه لبعض بنيه: (قشبك المال) أي ذهب بعقلك. وفي الحديث: (مروا عليه قشبانيتان) قال بعضهم: يريد بردتين والأصل فيه القشيب وهو الجديد، ويكون الخلق وهو من الأضداد ويجمع قشبا وقشبانا. (قشر) وفي حديث قيلة: (وكنت إذا رأيت رجلا ذا رواء وذا قشر) القشر: اللباس يقال: رأيت عليه قشر أهل العراق أي زيهم، والرواء المنظر. وفي الحديث: (إن الملك يقول للصبي المنفوس: خرجت إل الدنيا وليس عليك قشر) قال أبو العباس: هي الخرقة. وفي حديث معاذ: (أن امرءا آثر قشرتين على عتق هؤلاء لغبين الرأي) قال أبو عبيد: أراد بالقشرتين خرقتين، وذلك أنه كان باع حلة واشترى بثمنها خمسة أرؤس من الرقيق فأعتقهم، والحلة ذات ثوبين وقشر الحية سلخها، وإذا عري الرجل من ثيابه فهو مقشر. في الحديث: (لعن الله القاشرة والمقشرة) هي التي تقشر وجهها ليصفو لونها.

(قشقش)

(قشقش) في الحديث: (أنه كان يقال لسورتي} قل يا أيها الكافرون} / و} قل هو الله أحد} المقشقشتان) سميتا بذلك لأنهما يبرئان من النفاق والشرك كما يبرأ المريض من علته، يقال: تقشقش العليل من علته إذا أفاق منها وبرأ. (قشع) وفي حديث أبي هريرة: (لو حدثتكم بكل ما أعلم لرميتموني بالقشع) قال أبو عبيد قال الأصمعي: هي الجلود اليابسة الواحد منها قشع على غير قياس للعربية، وقال ابن الأعرابي: القشعة: النخامة وجمعها قشع أي لرميتموني بها استخفافا، وقال أبو سعيد: هي النخامة يقشعها من صدره أي يخرجها بالتنخم، أراد لبزقتم في وجهي، وقال غيره: القشعة: ما تقلف من يابس الطين إذا نشت الغدران، وجفت فتشقق رسابة الطين، وجمعها قشع كأنه أراد لرميتموني بالحجر والمدر تكذيبا لي. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: (قال: نفلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جارية عليها قشع لها) أي جلد قد ألبست. وفي الحديث: (لا أعرفن أحدكم يحمل قشعا من أدم فينادي يا محمد) يريد: أديما ونطعا، وقال شمر عن ابن المبارك: القشعة النطع، وقيل: هي القربة البالية. (قشم) في الحديث: (فإذا جاء المتقاضي قال له: أصاب الثمر القشام) هو أن ينتفض ثمر النخل قبل أن يصير بلحا.

(قشا)

(قشا) في حديث قيلة: (ومعه عسيب نخلة مقشو) أي مقشور عنه خوصه يقال: قشوت العود: إذا قشرته. ومنه حديث معاوية: (كان يأكل لياء مقشى) أي لوبياء أي مقشورا. باب القاف مع الصاد (قصب) في الحديث: (بشر خديجة ببيت من قصب) قال أهل العلم، وأهل اللغة: القصب قي هذا لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف. وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - (سبط القصب) قال الشيخ: كل عظم عريض لوح، وكلأ أجوف فيه مخ قصبة وجمعها قصب. وفي حديث سعيد بن العاص: (أنه سبق بين الخيل فجعلها مئة قصبة). أراد أنه ذرع الغاية بالقصب فجعلها مئة قصبة، ويقال: إن تلك القصبة تركز عند أقصى الغاية، فمن سبق إليها أخذها واستحق الخطر، ويقال: حاز قصب السبق، واستولى على الأمد. (قصد) قوله تعالى: {وسفرا قاصدا} أي غير شاق.

(قصر)

وقوله تعالى: {وعلى الله قصد السبيل} أي تبيين الطريق المستقيم، والدعاء إليه بالحجج والبراهين الواضحة: {ومنها جائز} أي طرق غير قاصدة. وقوله تعالى: {ومنهم مقتصد} المقتصد: بين الظالم لنفسه والسابق بالخيرات. وفي صفته عليه الصلاة والسلام: (أنه كان أبيض مقصدا) المقصد: الذي ليس بجسيم ولا قصير، وقال شمر: هو القصد من الرجال نحو الربعة. في الحديث: (كانت المداعسة بالرماح حتى تتقصد) أي تتكسر وتصير قصدا. (قصر) قوله تعالى: {ثم لا يقصرون} أي لا يكفون، ويقال: قصر وأقصر عنه إذا كف، وقال ابن عرفة: يقال: قصر عن الشيء إذا نقص منه. ومنه قوله تعالى: {أن تقصروا من الصلاة} وأقصر عنه إذا تركه عن قدرة، وقصر عنه أي ضعف.

وقوله تعالى: {وعندهم قاصرات الطرف} أي حور قد قصرن طرفهن على أزواجهن؛ لا ينظرن إلى غيرهم. ومنه قوله: {مقصورات في الخيام} أي مخدرات. وقوله تعالى: {ترمي بشرر كالقصر} جاء في التفسير أن القصر من قصور مياه الأعراب، وقراءة ابن عباس: (كالقصر) وفسر أنه أعناق الإبل، الواحدة قصرة، وقيل: القصر أصول الشجر، وقيل: كأعناق النخل. ومنه الحديث: (من كان له بالمدينة أصل فليستمسك به ومن لم يكن له فليجعل له بها أصلا ولو قصرة). وفي حديث المزارعة: (كان يشترط أحدهم كيت وكيت والقصارة).

(قصص)

قال أبو عبيد: هو ما يلقي في السبل بعدما يداس، وأهل الشام يسمونه القصري، ومنهم من يقول: قصري، على وزن فعلى. وفي الحديث: (من شهد الجمعة ولم يؤذ أحدا بقصره إن لم يغفر له يكون له كذا وكذا) أي بحسبه وغايته، يقول: قصرك أن تفعل كذا وقصارك. وقصارك أي غايتك. وفي الحديث: (فأبى ثمامة أن يسلم قصرا فأعتقه) يعني إجبارا عليه يقال: قصر نفسي على الشيء إذا حبستها عليه. (قصص) قوله تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص} أي نبين لك أحسن البيان، ولقاص: الذي يأتي بالقصة من قاصها، يقال: قصصت/ الشيء إذا تتبعت أثره شيئا بعد شيء. ومنه قوله تعالى: {وقالت لأخته قصيه} أي اتبعي أثره، ويجوز بالسين- قسست أثره قسا، وقصصت قصا وقصصا. ومنه قوله تعالى: {فارتدا على آثارهما فصصا} أي رجعا من الطريق الذي سلكاه يقصان الأثر، والقص القطع، يقال: قصصت ما بينهما، ومنه أخذ القصاص لأنه يجرحه مثل جرحه أو يقتله به. ومنه قوله تعالى: {كتب عليكم القصاص} يقال أقص الحاكم فلانا من فلان وإباءه به، وأمثله فامتثل منه أي اقتص. وفي الحديث: (فساح سلمان ورأيه مقصصا) قال ابن قتيبة: المقصص الذي له جمة، وخصلة من الشعر قصة.

(قصع)

وفي الحديث: (نهي عن تقصيص القبور) قال أبو عبيد: هو التجصيص وذلك أن الجص يقال له القصة، والجصاص، والقصاص واحد فإذا خلط الجص بالرماد ولنورة فهو الجياد، قال ذلك ابن الأعرابي. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: (لا تغتسلن حتى ترين القصة البيضاء) قال: معناه أن تخرج القطنة أو الخرقة التي تحتشي به كأنها قصة لا يخالطها صفرة وقيل: إن القصة شيء كالخيط الأبيض يخرج بعد انقطاع الدم له، وأما التسوية فالخفي اليسير، وهو أقل من الصفرة. (قصع) وفي الحديث: (وهي تقصع بجرتها) يعني الناقة، وقصع الجرة شدة المضغ، وضم بعض الأسنان على بعض، ومنه قصع القملة، ويقال للبطيء الشباب قصيع لأنه مردد الخلق، ضم بعضه إلى بعض. ومنه الحديث: (نهى أن تقصع القملة بالنواة) يحتمل أن يكون ذلك لفضل النخلة، ويحمل أنه قال ذلك لأنه وقت الدواجن، وقال أبو سعيد: قصع الجرة استقامة خروجها من الجوف إلى الشدق، ومتابعة بعضها بعضا، وإنما تفعل الناقة ذلك إذا أنت مطمئنة فإذا خافت شيئا قطعت الجرة، قال: وأصله من تقصيع اليربوع، وهو إخراجه تراب قاصعائه وهي جحره، قال الشيخ: والجرة اللقمة التي يتعلل بها البعير إلى وقت علفه، يقال: اجتر: يجتر.

(قصف)

(قصف) قوله تعالى: {فيرسل عليكم قاصفا من الريح} أي ريحا تقصف الأشياء أي تكسرها كما تقصف العيدان وغيرها، وروي عن عبد الله بن عمرو قال: (الرياح ثمان، أربعة عذاب، وأربعة رحمة، فأما الرحمة: فالناشرات والذاريات والمرسلات والمبشرات، وإما العذاب فالعاصف، والقاصف، وهما في البحر، والصرصر والعقيم وهما في البر). وفي الحديث: (أنا والنبيون فراط القاصفين) قال الشيخ: القاصفون الذي يزدحمون، يقول: نتقدم الأمام إلى الجنة، وهم على أثره فيزدحمون حتى يقصف بعضهم بعضا بدارا إليها. ومنه الحديث: (لما يهمني من انقصافهم على باب الجنة أهم) أي من زحمتهم ودفعتهم، يقال: سمعت قصفه القوم أي دفعتم في تزاحمهم، وقال أبو بكر بن الأنباري: معنى قوله: (فراط القاصفين) أي أنا والنبيون متقدمون في الشفاعة لقوم كثر، متدافعين مزدحمين. (قصم) قوله تعالى: {وكم قصمنا من قرية} أي أهلكنا، والقصم بالقاف أن ينكر الشيء فيبين، ومنه يقال: هو أقصم البنية أي منكسرها. ومنه: (ليس فيها قصم ولا فصم) أي ليس فيها صدع. ومنه الحديث: (استغنوا عن الناس ولو عن قصمة السواك) يعني ما

(قصى)

انكسر منه إذا استيك به، والفصم بالفاء وهو أن يتصدع الشيء فلا يبين. وفي الحديث: (فما يرتفع من السماء من قصمة إلا فتح لها باب من النار، يعني: الشمس، والقصمة إلا فتح لها باب من النار) يعني: الشمس، والقصمة مرقاة الدرجة سميت قصمة لأنه كسرة وكل شيء فصمته فقد كسرته. (قصى) قوله تعالى: {مكانا قصيا} أي بعيدا والقصي والقاصي البعيد. وفي الحديث: (فكنت إذا رأيته في الطريق تقصيتها) أي صرت في أقصاها، يقال: تقصيت الأمر واستقصيته أي بلغت أقصاه. باب القاف مع الضاد (قضأ) في الحديث: (إن جاءت به قضيء العينين) أي فاسدهها، يقال: فرية قضيئة، ويقضأ الثوب إذا تفرز وتشقق. (قضب) قوله تعالى: {وقضبا وزيتونا} القضب الرطبة ونحوها مما يقتضب أي يقطع. وفي الحديث: (كان إذا رأى التصليب في موضع قضبه) أي قطع موضع التصليب منه، / والقضب القطع، واقتضيت الحديث إذا ارتجلته.

(قضض)

(قضض) قوله تعالى: {فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض) أي ينكسر وينهدم وقرأ بعضهم: (يريد أن ينقاض) أي يتقلع من أصله، ويقال إذا انهارت انقاضت بالضاد معجمة. وفي حديث أبي الدحداح: (وارتحلي بالقض والأولاد) أي: يتابعك من يتصل بك، ويكون في ناحيتك، ويقال: جاءوا بقضهم وقضيضهم إذا جاؤوا مجتمعين، والقضي، والقضض في غير هذا الحصى الصغار. (قضقض) وفي الحديث: (مانع الزكاة يمثل له كنزه شجاعا فيقلمه يده فيقضقضها) يقول: يكسرها، يقال: أسد قضقاض إذا كان يقضقض فريسته. ومنه الحديث: (فرميت به عليهم بعد ما ضربت رأسه بالسيف فتقضقضوا). تريد تفرقوا، وأصل القض وهو الكسر. (قضم) في حديث الزهري: (قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقرآن في العسب والقضم)

(قضى)

القضم جمع قضيم، وهي الجلود البيض وتجمع أيضا قضما، مثل أديم وأدم، وأفيق وأفق. (قضى) قوله عز وجل: {إذا قضى أمرا} قال ابن عرفة: قضاء الشيء إحكامه وإمضاءه، والفراغ منه، وبه سمي القاضي لأنه إذا حكم فقد فرغ ما بين الخصمين، والقضاء من الله حكم على عباده يطيعون به، ويعصون به. من ذلك: {وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه} أي حكم عليه بذلك تعبدا قال: ولو كان القضاء إمضاء وإرادة لما عبد أحد غيره كما أنه قضى الموت فليس أحد ينجو منه، لأنه قضاء إمضاء وإرادة. وقال في قوله: {ثم اقضوا إلي ولا تنظرون} أي افرغوا من أموركم وامضوا في أنفسكم ولا تؤخروني. وقوله تعالى: {ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم} أي: لولا أن الله قدر أن يؤخرهم إلى أجل معلوم لفرغ مما بينك وبينهم. قوله تعالى: {فلما قضي ولوا إلى قولهم} أي فرغ من تلاوته. وقوله تعالى: {فقضاهن سبع سموات} أي فرع من خلقهن. قال وقوله تعالى: {فاقض ما أنت قاض} أي امض ما أنت ممض من أمر الدنيا، قال: وهو مثل قوله: {ثم اقضوا إلى} معناه ثم امضوا يقال: مضي فلان أي مات ومضى.

وقوله تعالى: {وقضي الأمر} أي فرغ لهم مما كانوا يوعدون، يقال: انقضى الأمر إذا مضى. وقوله تعالى: {يا ليتها كانت القاضية} أي الميتة التي لا حياة بعدها وقراءة بعضهم: {ثم اقضوا إلى} أي توجهوا إلي. وقوله تعالى: {وغيض الماء وقضي الأمر} أي ومضى هلاك قوم نوح عليه السلام، وقال الأزهري: قضى في اللغة على وجوه، مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه منها. قوله: {ثم قضي أجلا} معناه حتم أجلا وأتمه ومنها الأمر، وهو قوله: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} معناه أمر ربك لأنه أمر قاطع حتم ومنه الإعلام: وهو قوله تعالى: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب} أي أعلمناهم إعلاما قاطعا.

ومثله قوله: {وقضينا إليه ذلك الأمر} معناه أوحينا وأعلمنا. ومنه القضاء: الفضل في الحكم وهو قوله: {ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم} أي لفصل الحكم بينهم، يقال: قضى/ الحاكم أي فضل في الحكم، وقضى دينه أي قطع ما لغريمه عليه بالأداء، وكل ما أحكم فقد قضى، يقال: قضيت هذه الدار أي أحكمت عملها. وقوله تعالى: {إذا قضى أمرا} أي أحكمه. وقوله تعالى: {فقضاهن سبع سموات} أي خلقهن، وصنعهن والقضاء قطع الأشياء بإحكام، قال أبو ذؤيب: وعليهما مسرودتان قضاهما .... داود أو صنع السوابغ تبع وقوله تعالى: {يقضي بالحق} أي يحكم بالحق. وقوله تعالى: {ليقض علينا ربك} أي ليقض علينا الموت فنستريح. وهو مثل قوله: {لا يقضى عليهم فيموتوا} أي لا يقضي عليهم الموت. وقوله تعالى: {فوكزه موسى فقضى عليه} أي قتله. وقوله تعالى: {فمنهم من قضى نحبه} يقال: لمن مات قضى نحبه، والنحب: لنذر كأن الموت نذر عليه، فوفى به. وقوله: {من قبل أن يقضى إليك وحيه} أي يبين لك بيانه ويفرغ منه.

باب القاف مع الطاء

باب القاف مع الطاء (قطب) في الحديث أنه قال لرافع: {ورمي بسهم في ثندوته إن شئت نزعت السهم وتركب القطبة) هي نصل الأهداف. (قطر) وقوله تعالى: {أفرع عليه قطرا} أي نحاسا. ومثله: {وأسلنا ليه عين القطر} أي عين النحاس. وفي حديث علي رضي الله عنه: {فنفرت نقدة فقطرت الرجل في الفرات فغرق) قال ابن قتيبة/: أي ألقته في الفرات على أحد قطريه، يقال: طعنه فقطره. ومنه الحديث: (أن رجلا رمى امرأة يوم الطائف فما أخطأ أن قطرها) والنقد: صغار الغنم. ومنه حديث ابن مسعود: {حتى تنظر على أي قطريه وقع) أي على شقيه في خاتمة عمله، يقال: ما أبالي على أي قطريه وقع، أي على جانبيه؟ وكيفما وقع على شق الإسلام أو غيره. وفي حديث ابن سيرين: (كان يكره القطر) قال النضر هو أن يزن جلة

(قطرب)

من تمر، أو عدلا من المتاع، ويأخذ ما بقي على حساب ذلك ولا يزنه، قال ابن الأعرابي: المقاطرة أن يأتي الرجل إلى آخر، فيقول له: بعني مالك في هذا البيت من التمر جزافا بلا كيل ولا وزن فيبيعه. (قطرب) ومن رباعيه في حديث ابن مسعود- رضي الله عنه-: (لا أعرفن أحدكم جيفة ليل قطرب نهار) قال أبو عبيد القطرب: دويبة لا تستريح نهارها سعيا فشبه الرجل يسعى نهاره في حوائج دنياه، فإذا أمسى أمسى كالا مزحفا. فينام ليلته حتى يصبح بمثل ذلك؛ فهذا جيفة ليل، قطرب نهار. (قطط) قوله تعالى: {عجل لنا قطنا} القط: النصيب وأصله الكتاب يكتب للإنسان فيه شيء يصل إليه، واشتقاقه من القط، وهو القطع، وكذلك النصيب هو القطعة من الشيء كأنهم قالوا: عجل لنا نصيبنا من العذاب الذي تنذرنا به وقال أبو عبيدة: القط: الحساب. وفي حديث زيد وابن عمر: (كانا لا يريان ببيع القطوط بأسا إذا خرجت) / قال الأزهري: القطوط ها هنا الأرزاق، والجوائز سميت قطوطا لأنها كانت تخرج مكتوبة في رقاع، وصاك، وبيعها عند الفقهاء غير جائز ما لم تحصل في ملك من كتبت له. في الحديث: (أن النار تقول لربها قط قط) قط في معنى حسبي، ورواه

بعضهم: (قطني) أي حسبي، قال الشاعر: امتلأ الحوض قال قطني: وفي حديث علي رضي الله عنه: (كان إذا علا قد، وإذا توسط قط) يقول إذا علا قرنه بالسيف قده، بنصفين طولا كما يقد السير إذا أصاف وسطه قطعه عرضا وأبانه. ) قطع) قوله تعالى: {فأسر بأهلك بقطع من الليل} يقال: مضى من الليل قطع أي قطعة صالحة، ومن قرأ (بقطع) فهو جميع قطعة. ومنه قوله: {قطعا من الليل مظلما} وروي (قطعا). وقوله تعالى: {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} أي صابروا أحزابا وفرقا على غير دين ولا مذهب، فقال ابن عرفة: أي أخلفوا في الاعتقاد والمذاهب وقوله تعالى: {وقطعناهم في الأرض أمما} أي جعلنا في كل قرية منهم طائفة تؤدي الجزية. وقوله تعالى: {إلا أن تقطع قلوبهم} أي إلا أن يموتوا واستثنى الموت من شكهم لأنهم إذا ماتوا أيقنوا، وذلك لا ينفعهم. وقوله: {لا مقطوعة ولا ممنوعة} أي هي خلاف فاكهة الدنيا لأنها لا تنقطع، ولا تمنع، يقال: قطعته الشيء إذا انقطع عنك. وقوله: {ثم ليقطع لينظر} ليمد الحبل حتى/ ينقطع فيموت مختنقا.

ومعنى الآية: من ظن أن الله تعالى لا ينصر نبيه؛ فليشد حبلا في سقفه وهو السماء ثم ليمد الحبل، يقال: قطع الرجل برجل إذا اختنق به. وفي الحديث: (في وقت صلاة الضحى إذا انقطعت الضلال) أي قصرت وذلك لأن الظلال تكون ممتدة فلكما ارتفعت الشمس قصرت الظلام فذلك يقطعها. وفي الحديث: (وعليه مقطعات له) قال أبو عبيد: هي الثياب القصار وقال شمر: هي كل ثوب يقطع من قميص وغيره من الثياب مالا يقطع. كالأزر والأردية، ومنها مالا يقطع، ومما يقوي ذلك حديث ابن عباس (في وصفه سعف نخل أهل الجنة منها مقطعاتهم) ولم يكن وصف ثيابهم بالقصر لأنه عيب، وقال أبو بكر: المقطعات اسم للقصار من الثياب واقع على الجنس، ولا يفرد له واحد، يقال للجبة القصيرة مقطعة، ولا للقميص واحدها بعير، والمعشر واحدها رجل. وفي الحديث: (استقطعه الملح الذي بمأرب) يقال: استقطع فلان الإمام قطعة من أرض كذا؛ إذا سأله أن يقطعها له، ويثبها ملكا له، والإقطاع: يكون تمليكا، ويكون غير تمليك.

ومنه الحديث: (لما قدم المدينة أقطع الناس الدور) معناه أنزلهم في دور الأنصار. /وفي حديث عمر: (وليس فيكم من تقطع عليه الأعناق مثل أبي بكر رضي الله عنه) معناه ليس فيكم السابق إلى الخيرات تقطع أعناق مسابقيه، مسبقا إلى كل خير؛ حتى لا يلحق شأوه واحد مثل أبي بكر، ويقال للفرس الجواد تقطعت أعناق الخيل عليه، فلم يلحقه، ومنه قول الجعدي: يقطعهن بتقريبه .... ويأوى إلى حضر ملهب. وفي حديث ابن عمر: (أنه أصابه قطع) أي بهر ودبر. وفي الحديث: (كانت يهود قوما لهم ثمار لا يصيبها قطعة) يعني عطشا بانقطاع الماء عنها، يقال: أصابت الناس قطعة إذا ذهبت مياه ركاياهم. وفي حديث ابن الزبير فجاء فلان على القطع فنفضه) القطع: طنفة تكون تحت الرجل على كتفي البعير. وفي الحديث: (نهى عن لبس الذهب إلا مقطعا) يعني مثل الحلقة وما أشبهها. وفي الحديث: (أقطعوا عني لسانه) يقول: أرضوه حتى يسكت.

(قطف)

(قطف) قوله تعالى: {قطوفها دانية} أي ثمارها دانية من متناولها لا يمنعه بعد ولا شوك. وفي الحديث: (يجتمع النفر على القطع فيشبعهم) القطف: العنقود وهو اسم لكل ما قطف كالذبح والطحن. وفي الحديث: (جاء على فرس لأبي طلحة يقطف) أي يقارب الخطو في سرعة، ودابة قطوف: بينة القطاف وهو ضد الوساع. (قطمر) قوله تعالى: {ما يملكون من قطمير} / القطمير: لفافة النواة الرقيقة يضرب مثلا للشيء يقلل. (قطن) في المولد قالت أم النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لما حملت به ما وجدته في القطن والثنة) قال الشيخ: القطن: أسفل الظهر، والثنة أسفل البطن. وفي حديث سلمان: (كنت رجلا من المجوس وكنت قطن السنار) أي خازنها وخادمها، قال شمر: أراد أنه كان لازما لها لا يفارقها، يقال: هو من قطان مكة أي: من ساكنيها، ورواه بعضهم (قطن) بفتح الطاء وهو جمع قاطن مثل حارس وحرس، وخادم وخدم، ويجوز قطن، بمعنى قاطن.

باب القاف مع العين

مثل فرط وفارط، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أنا فرطكم على الحوض) أي فارطكم ومتقدمكم إليه. قوله تعالى: {شجرة من يقطين} اليقطين: كل شجرة لا تنبت على ساق ولكن تنبسط على وجه الأرض، كالقثاء والقرع والحنظل، وهو مفعيل من قطن بالمكان، قطونا إذا أقام به، وهذا الشجر مفترش الأرض فلذلك قيل يقطين، وأما القطاني من الحبوب التي تقيم في البيت، مثل العدس والحمص والخلر وهو الماش، فواحدتها قطينة وقطنية سميت بذلك لقطونها في البيت. في الحديث: (وكانت العباءة قطوانية) قال ابن الأعرابي: هي البيضاء القصيرة الخمل. باب القاف مع العين (قعبر) في الحديث: (أن رجلا قال يا رسول الله من أهل النار؟ ، قال كل شديد/ قعبري، قيل: يا رسول الله وما القعبري؟ قال: الشديد على الأهل الشديد على العشيرة الشديد على الصاحب) قال الشيخ: سألت الأزهري عنه فقال لا أعرفه في اللغة. (قعد) قوله تعالى: {مقاعد للقتال} أي مواطن لها.

وقوله تعالى: {والقواعد من النساء} يعني اللاتي لا يرجون نكاحا قعدن عن الزواج وعن الحيض، الواحدة قاعد بلا هاء؛ فإذا قعدت عن القيام فهي قاعدة بالهاء. قوله: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد} يعني الأساس، واحدتها: قعدة وكل قاعدة أصل للتي فوقها. ومنه قوله: {فأتى الله بنيانهم من القواعد} وقوله تعالى: {عن اليمين وعن الشمل قعيد} كما يقال شريب في معنى مشارب وأكيد في معنى مواكل المعنى: عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد. وفي الحديث: (نهى عن أن يقعد على القبر) أراد القعود للتخلي والإحداث، فاقتصر على هذه اللفظة، ويقال للأحداد وهو أن يلزمه ولا يرجع عنه وقيل: أراد بذلك تهويل الأمر فيه، لان القعود على القبر تهاونا بالميت والموت. وروي عن النبي عليه الصلاة والسلام: (أنه رأى رجلا متكئا على قبر فقال: لا تؤد صاحب القبر). وفي حديث عاصم بن ثابت الأنصاري: أبو سليمان وريش المقعد .... وضالة مثل الجحيم الموقد

(قعر)

(المقعد) كان رجفا يريش لهم السهام، يقول: أنا أبو سليمان ومعي سهام راشها المقعد فما عذري في أن لا أقاتل (والضالة) شجرة من السدر يعمل منها السهام وكثير ما يذكرونها، وهم يريدون بها السهام المعمولة منها وشبه السهام بالجمر لتوقدها، والجحيم النار الكثيرة. (قعر) في الحديث: (أن رجلا تقعر عن مال له) يريد انقلع من أصله. (قعص) في الحديث: {من قتل قعصا فقد استوجب حسن المآب) القعص: هو أن يضرب فيموت قبل أن ينزح. وفي حديث آخر: (موتان كقعاص الغنم) قال أبو عبيد: القعاص: داء يأخذ الغنم لا يلبثها أن تموت، ومنه أخذ الإقعاص، وهو القتل على المكان، يقال: ضربه فأقعصه، وأراد بحسب المآب قوله تعالى: {وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب}.

(قعط)

(قعط) في الحديث: (نهى عن الاقتعاط) يقال: جاء الرجل مقتعطا إذا جاء متعمما طابقيا لا يجعلها تحت ذقنه، ويقال للعمامة: المقطعة. (قعقع) في الحديث (أن ابنأ لبيت فلان احتضر فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه فجيء بالصبي ونفسه تقعقع) قال شمر: قال خالد ابن حنبة أي: كلما صار إلى حال لم يلبث أن يصير إلى أخرى يثرب من الموت لا يثبت على حالة واحدة يقال: تقعقع الشيء إذ اضطرب وتحرك، ويقال: إنه ليتقعقع لحياه من الكبر. ومن لأمثالهم: من يجتمع تتقعقع عمده، أي من غبط بكثرة العدد واتساق الأمر فهو بعرض الزوال، والانتشار. (قعى) في الحديث: (نهى أن يقعي الرجل في صلاته) قال أبو عبيد: هو أن يلصق الرجل إليتيه بالأرض، وينصب ساقيه ويضع يده بالأرض كما يقعي الكلب قال: وتفسير الفقهاء هو أن يضع إليتيه على عقبيه بين السجدتين والقول هو الأول، وقد روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (أنه أكل مقعيا).

باب القاف مع الفاء

وقال ابن شميل: الإقعاء: أن يجلس على وركيه وهو الاحتفاز والاستيفاز. باب القاف مع الفاء (قفر) في الحديث: (ظهر أناس يتقفرون العلم) أي يطلبونه، يقال: تقفرت الشيء إذا قفوته. (قفز) وفي حديث عائشة- رضي الله عنها-: (رخص للمحرمة في القفازين) قال شمر: هو شيء تلبسه نساء الأعراب في أيديهن لتغطية الأصابع والكف، وقال ابن دريد: وهو ضرب من الحلي تتخذه المرآة ليديها، ومن ذلك يقال: تقفزت المرأة بالحناء إذا نقشت يديها به. وفي الحديث: (نهى عن قفيز الطحان) قال ابن المبارك: هو أن يقول: اطحن بكذا وزيادة قفيز من نفس الطحين. (قفش) في خبر عيسى- عليه السلام-: (أنه لم يخلق إلا قفشين ومخذفة) قال ابن الأعرابي: القفش: الخف، والمخذفة: المقلاع.

(قفص)

(قفص) في حديث أبي هريرة: (من أشراط الساعة أن تعلوا التحوت الوعول، فقيل: ما التحوت؟ قال: بيوت القافصة يرفعون فوق صالحيهم) القافصة: اللئام والسين فيه أكثر، يقال: عبد أقفس وأمة قفساء (قفع) في حديث عمر: (وذكر عنده الجراد فقال: ليست عندنا منه قفعة أو قفعتين) قال أب عبيد: هو شيء شبيه بالزبيل ليس بالكبير يعمل من الخوص وليس له عري وقال شمر: هو مثل القفة يتخذ واسعة الأسفل ضيقة الأعلى، قال: وسمعت محمد بن يحيى يقول: القفعة: الجلة بلغة أهل اليمن. (قفقف) في حديث سهل بن حنيف: (فأخذته قفقفة) أي رعدة، يقال: تقفقف من البرد: أي ارتعد. (قفف) وفي حديث بعضهم: (وضرب مثلا فقال: ذهب قفافي إلى صيرفي بدراهم) قال الشيخ: القفاف: الذي يسرق بكفه عند الانتقاد: يقال قف فلان درهما، كما قال الشاعر: فقف بكفه سبعين منها .... من السود المروقة الصلاب.

وفي حديث عمر رضي الله عنه: (إني لأستعين بالرجل بما يكون على قفانه) قال الأصمعي: قفان كل شيء جماعه، واستقصاء معرفته، يقول: استعين بالرجل الكافيء وإن لم تكن بذلك الثقة، ثم أكون على تتبع أمره حتى استقصي علمه، قال بعضهم: قفانه إبانه، يقال: هذا حين ذاك، وربانه وإمائه وقفانه، بمعنى واحد، ويقال: قفيته بعضا إذا ضربته. وفي الحديث: (فأصبحت مذعورة قد قف جلدي ووله عقلي) أرادت (قف شعري) فقام من الفزع، ويقال: قف النبات إذا يبس. وعن أبي رجاء قال: (تأتوني فتحملوني كأني في قفة) القفة: الشجرة اليابسة البالية والقفة، أيضا شبه زبيل من خوص. قوله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم} أي لا تتبعه فتقول فيه بغير علم، بقال: قفوته أقفوه واقفته أقفوه وقفيته إذا اتبعت أثره وبه سميت القافة لتتبعهم الآثار. وقوله: {ثم قفينا على آثارهم برسلنا} أي أتبعنا نوحا وإبراهيم عليهم السلام رسلا بعدهم رسولا بعد رسول، هذا يقفو هذا أي يتبعه. ومثله: {وقفينا من بعده بالمرسل} أي تابعناهم، هذا يلي هذا، وقفا كل

شيء وقافيته آخره، ومنه: قافية الشعر، وهم يسمون البيت وحده قافية والقصيدة قافية، قالت الخنساء: وقافية مثل حد السنان: تبقى ويهلك من قالها. وفي الحديث: (على قافية أحدكم ثلاث عقد) يعني بها القفا. وفي الحديث: (لي خمسة أسماء أنا محمد وأحمد والمقفى). وفي حديث آخر: (وأنا العاقب) قال شمر: المقفى والعاقب واحد، هو المولي الذاهب، يقال: قفا عليه أي ذهب فكان المعنى أنه آخر الأنبياء فإذا قفى فلا نبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن الأعرابي: المقفى: المتبع للنبيين. وفي الحديث آخر: (وأنا العاقب) قال شمر: المقفى والعاقب واحد، هو المولي الذاهب، يقال: قفا عليه أي ذهب به فكان المعنى أنه آخر الأنبياء فإذا قفى فلا نبي بعده صلى الله عليه وسلم، وقال ابن الأعرابي: المقفى: المتبع للنبيين. وفي الحديث: (فوضعوا الملح على قفي) يعني وضعوا السيف على قفاي لغة طابية. وفي الحديث: (فاستقفاه بسيفه) أي أتاه: من قبل قفاه، يقال تقفيت فلانا (واستقفيته). وروي عن النخعي: (فيمن ذبح فأبان الرأس، قال: تلك القفية لا بأس بها قال أبو عبيد: هي التي تبان رأسها بالذبح، ولعل المعنى يرجع إلى القفا وقالوا للقفا القفن.

باب القاف مع القاف

قال الشاعر: أحب منك موضع القرطن .... وموضع الإزار والقفن وقال شمر: القفينة المذبوحة من قبل القفا، وقال ابن الأعرابي: هي القفينة بمعنى واحد. وفي حديث الاستسقاء: (أن عمر قال: اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك وقفية آبائه) قال الشيخ: يقال: هذا ففي الأشياخ إذا كان الخلق منهم مأخوذ من قفوت الرجل إذا اتبعته وكنت في أثره؛ أراد: أنه تلو عبد المطلب وكان استسقى لأهل الحرم، فسقوا. باب القاف مع القاف (ققق) في الحديث: (قيل لابن عمر: ألا تبايع أمير المؤمنين؟ يعني ابن الزبير، فقال والله ما شبهت بيعتهم إلا بققة، أتعرف ما ققة؟ الصبي يحدث فيضع يده في حدثه، فتقول أمه: ققة) وقال عبد الله بن نصر: وإنما هو ققة مخفف بكسر القاف الأولى، وفتح الثانية، وأسمعني الثقة عن الأزهري، قال: لم يجيء في كلام العرب ثلاثة أحرف من جنس واحد في كلمة واحدة إلا قولهم: قعد الصبي على قققة وصصصة. باب القاف مع اللام (قلب) قوله تعالى: {وقلبوا لك الأمور} أي بنوا لك الغوائل.

وقوله: {ونقلبهم ذات اليمين} قيل: إنهم لكثرة تقلبهم، يظن من يراهم أنهم غير نيام، وأتت ذات لأنه ذهب بها إلى الناحية. وقوله: {فأصبح يقلب كفيه} أي أصبح نادما، وتقليب الكفين من فعل الآسف النادم. وقوله: {تتقلب فيه القلوب والأبصار} أي ترجف وتجف. وقوله تعالى: {فلا يغررك تقلبهم} يعني خروجهم من بلد إلى بلد سالمين آمنين، فإن الله محيط بهم. وقوله تعالى: {والله يعلم متقلبكم ومثواكم} أي منصرفكم ومقامكم في الأولى والعقبى. وقوله تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} قال الليث: أي عقل، يقال: ما قلبك معك أي ما عقلك معك. وفي الحديث: (أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا، وألين أفئدة) كأن القلب أخص من الفؤاد، وقيل هما قريبان من السواء، وكرر لفظتهما لاختلاف اللفظين تأكيدا. في الحديث: أن يحيى بن زكريا عليه السلام كان يأكل الجراد وقلوب الشجر) يعني ما كان منها رخصا، وقلبة النخيل رخصة. وفي الحديث: (كان علي رضي الله عنه قرشيا قلبا) أي فهما فطنا صوابه أي محضا خالصا صميما.

(قلت)

وفي حديث معاوية: (لما احتضر، وكان يقلب على فراشه فقال: إنكم لتقلبون حولا قلبا إن وقي هول المطلع) يقال رجل حول قلب، إذا كان محتالا يحسن التقليب للأمور وقد ركب الصعب والذلول. وفي حديث: عمر رضي الله عنه: (اقلب قلاب) هذا مثل يضرب للرجل تكون منه السقطة فيتداركها بان يقلبها عن جهتها ويصرفها إلى غير معناها. وفي الحديث: (قال شعيب لموسى: لك من غنمي ما جاءت به قالب لون) تفسيره في الحديث: أنها جاءت على غير ألوان أمهاتها. (قلت) في حديث أبي مجلز: (لو قلت لرجل، وهو على مقلته كيت وكيت) أي على مهلكة، يقال: قلت يقلت قلتا، وقلت قلتا، وقال بعضهم: (إن المسافر وماله على قلت، إلا وما وقى الله) أي على هلاك، والمقلات التي لا يبقى لها ولد.

(قلح)

(قلح) وفي الحديث: (ما لكم تدخلون على قلحا) القلح: صفرة تعلو الأسنان ووسخ يركبها من طول ترك السواك. (قلد) قوله تعالى: {ولا الهدي ولا القلائد} القلائد: من الهدي ما يقلد بلحاء الشجر وكان الحرمي ربما قلد ركابه بلحاء شجر الحرم، فيعتصم بذلك ممن يريد. وقوله تعالى: {له مقاليد السموات والأرض} واحدها إقليد كما قالوا محاسن، ويجوز ذلك، وقال مجاهد: مفاتيح السموات والأرض. وفي الحديث: (قلدوا الخيل ولا تقلدوها الأوتار) فيه قولان: أحدهما: لا تطلبوا عليها الدخول، والآخر: لا تقلدوها الأوتار فتختنق والقول هو الأول. وفي حديث عمر: (أنه قال لقيمه: إذا أقمت قلدك من الماء فاسق الأقرب فالأقرب) القلد: يوم النوبة وما بين القلدين ظمأ. ومنه حديث عمر رضي الله عنه: (فقلدتنا السماء)} أي مطرتنا لوقت،

(قلس)

مأخوذ من قلد الحمى وهو يوم وردها، يقال: هم يتقالدون بئرهم ويتقارطون بئرهم أي يتناوبونها. (قلس) في الحديث عمر- رضي الله عنه-: (لما قدم الشام لقيه المقلسون بالسيوف والريحان) هم الذين يلعبون بين يدي الأمير إذا دخل البلد، الواحد مقلس، ومنه قول الكميت: كما غنى المقلس بطريقا بأسوار أراد مع السوار. وفي الحديث: (لما رأوه قلسواله) التقليس: التكفير: وهو وضع اليد على الصدر خضوعا. (قلع) وفي الحديث: (لا يدخل الجنة قلاع ولا ديبوب) قال أبو زيد: القلاع الساعي إلى السلطان بالباطل، قال: والقلاع القواد، والقلاع: النباش والقلاع الشرطي، والقلاع الكذاب، وقال أبو العباس: سمي الساعي قلاعا. لأنه يقلع التمكن من الأمير من قلبه، فيزيله عن رتبته. وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - (إذا مشى تقلع) أي كان قوي المشية.

وفي حديث ابن أبي هالة: (إذا زال زال قلعا) المعنى أنه كان يرفع برجليه من الأرض دفعا بائنا بقوة لا كمن يمشي اختيالا، ويقارب خطأه تنغما، وهي المشية المحمودة للرجال، فأما النساء، فإنهن يوصفن بقصر الخطوة. وقرأت هذا الحرف في كتاب غريب الحديث لابن الأنباري: (زال قلعا) بفتح القاف وكسر اللام وكذلك قرأته بخط الأزهري، قال: وهذا كما جاء في حديث آخر (كأنما ينحط من صبب) والانحدار من صبب والتكفؤ إلى قدام والتقلع من الأرض قريب بعضه من بعض، وقال أبو بكر: أراد كأنه يستعمل التثبت، ولا يبين منه في هذه الحال استعجال ومبادرة شديدة ألا ترى أنه يقول: يمشي هونا ويخطو تكفؤا. وفي حديث جرير: (أنه قال يا رسول الله: إني رجل قلع فادع الله لي) قال الشيخ: القلع: الذي لا يثبت على السرج، ورواه بعض أهل الأدب: (قلع) بفتح القاف وكسر اللام، وسماعي القلع. وفي الحديث: (فخرجنا من المسجد نجر قلاعنا) أي كنفنا وأمتعتنا وهو جمع قلع وهو الكنف. وعن مجاهد في قوله تعالى: {وله الجوار المنشآت} قال: ما رفع قلعه) القلع: الشراع. وفي حديث الحجاج: (أنه قال لأنس لأقلعنك قلع الصمغة) يريد لأستأصلن والصمغ إذا أخذ انقلع كله، ولم يبق له أثر، يقال: تركتهم على مثل تقلع الصمغة ومقرف الصمغة إذا لم يبق لهم شيء إلا ذهب.

(قلف)

(قلف) في حديث ابن المسيب: (أنه كان يشرب العصير ما لم يقلف) قال أحمد بن صالح: أي يزيد. (قلل) قوله تعالى: {حتى إذا أقلت سحابا ثقالا} أي أقلت الرياح سحابا أي رفعتها، يقال: أقل فلان الشيء: إذا حمله. وقوله تعالى: {لشرذمة قليلون} قال الأزهري: هذا كما يقال: واحدون، وهم حي واحد، ومعنى واحدون: واحد، قال الكميت: نرد قواصي الأحياء منهم .... فقد أضحوا كحي واحدينا. وفي الحديث: (إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل نجا) قال أبو عبيد: يعني هذا الحباب العظام، يقال لواحدها: قلة، وهي معروفة بالحجاز، والجمع: قلال. ومنه الحديث: (وذر نبق الجنة، فقال: مثل قلال هجر) والقلة منها تأخذ مزادة من الماء سميت بها لأنها تقل أي ترفع.

(قلم)

وفي الحديث: (الربا وإن كثر فإنه إلى قل) أي قلة وانتقاص. (قلم) قوله تعالى: {وإذ يلقون أقلامهم} قال الأزهري: الأفلام ها هنا قداح عليها جعلوا علامات يعرفون بها من يكفل مريم على جهة القرعة، ويقال للسهم قلم، لأنه يبرى، ومنه يقال: قلم أظفاره. (قلن) وفي الحديث: (أن عليا رضي الله عنه قال لشريح في مسألة سأله عنها فلما أجابه قال على: قالون) قال أهل العلم بالرومية: أصبت (قلهم) في الحديث: (أنهم افتقدوا سخاب فتاتهم فاتهموا امرأة فجاءت عجوز ففتشت قلهمها) أي فرجها. (قلا) قوله تعالى: {إني لعملكم من القالين} أي الكارهين له. وقوله: {وما قلى} أي ما أبغض، يقال: قلاه يقليه وقليه يقلاه قلى، وربما فتح ومد فقيل قلاء. ومنه حديث أبي الدرداء: (وجدت الناس أخبر تقله) أي من جربهم

باب القاف مع الميم

رماهم بالمقت بخبث سرارئهم، وقلة إنصافهم وفرط استثارهم، ولفظه لفظ أمر، ومعناه الخبر. وفي حديث ابن عمر: (كان لا يرى إلا مقلوليا) قال أبو عبيد: هو المتجافي المستوقر، وفره بعض أهل الحديث: أي كأنه على مقلى وليس بشيء. باب القاف مع الميم (قمح) قوله تعالى: {فهم مقمحون} المقمح: الرافع رأسه الغاض بصره، وقيل للكانونين شهرا قماح لأن الإبل إذا وردت الماء، رفعت رءوسها لشدة البرد. وفي حديث أم زرع: (وأشرب فأتقمح) أرادت: أنها تشرب حتى تروى، فترفع رأسها، يقال: بعير قامح، وقد قمحت وأقمحتها إذا فعلت بهذا هذا الفعل. ومنه قوله: {فهم مقمحون} ومن رواه (فأتقنح) بالنون قال شمر: قال أبو زيد: التقنح: أن تشرب فوق الري، يقال: تقنحت من الشراب أقنح قنحا إذا تكارهت على شربه بعد الري. وفي الحديث: (فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاة القطر صاعا من بر أو صاعا من قمح) البر والقمح شيء واحد، شك الراوي في اللفظ.

(قمر)

(قمر) في حديث الدجال: (هجان أقمر) قال القتيبي: هو الأبيض الشديد البياض، والأنثى: قمراء. (قمس) في حديث ابن عباس: (ملك موكل بقاموس البحار) أي وسطها ومعظمها، والقمس: الغوص وغيبوبة الشيء في الماء. ومنه الحديث: (في مفازة تضحي أعلامها قامسا وتمسي طامسا) أي جبالها تبدو للعين ثم تغيب، وأراد كل علم من أعلامها فلذلك ذكر. ومنه الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل رجمه إنه لينقمس في رياض الجنة). (قمص) في حديث عثمان رضي الله عنه: (إن الله سيقمصك قميصا وإنك تلاص على خلعه) قال ابن الأعرابي: القميص: الخلافة، والقميص: علاف القلب والقميص البرذون الكثير القصاص، وقوله: (تلاص) أي تراد على خلعه. (قمط) في حديث شريح: (اختصم إليه رجلان في خص، فقضى بالخض للذي

(تمطر)

تليه القمط) وقمطه: شرطه التي يشد به من ليف كان أو خوص أو غيره ومعاقد القمط: تلي صاحب الخص. وفي حديث ابن عباس: (فما زال يسأله شهرا قميطا) أي تاما. (تمطر) ومن رباعيه قوله تعالى: {يوما عبوسا قمطريرا} قال ابن عرفة: أي منقبضا لا فسحة فيه، ولا انبساط، يقال: اقمطر إذا تقبض، وقال الأزهري: القمطرير: المقبض ما بين العينين: ومعناه شديدا غليظا. (قمع) في الحديث: (ويل لأقماع الآذان) يعني الذين يسمعون القول لا يعونه، الأقماع: جمع قمع وهو ظرف تفرغ الأشربة والأدهان منها في سائر الظروف شبه الآذان بها، وقيل: الأقماع: الأسماع والآذان. وفي حديث عائشة: (فإذا رأين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انقمعن) أي تغيبن، يقال: فمعته فانقمع أي ذللته فذل، قال: وانقماعهن: دخولهن في بيت أو ستر. (قمل) قوله تعالى: {والقمل} قيل: القمل كبار القردان، وقيل: هي دواب هن أصغر من القمل، وقيل: هي الدباء.

(قمم)

(قمم) في الحديث: (فقام رجل صغير القمة) القمة: شخص الإنسان إذا كان قاتما، وهي القامة، والقمة والقومية، والقمة أيضا وسط الرأس. (قمن) في الحديث: (فإنه قمن أن يستجاب لكم) أي خليق وجدير، يقال: هو قمن أن يفعل ذلك، وقمن وقمين قمن قال: قمن أراد المصدر لم يثن ولم يجمع ولم يؤنث، ومن قال: قمن أراد النعت فثنى وجمع. باب القاف مع النون (قنأ) في الحديث: (مررت بأبي بكر رضي الله عنه، فإذا لحيته قائنة) شديدة الحمرة، يقال: قنات أطراف المرأة بالحناء تقنؤ قنوءا إذا أحمرت شديدا. (قنب) في حديث عمر- رضي الله عنه- واهتمامه للخلافة (فذكر له سعد، فقال: ذلك إنما يكون في مقنب من مقانبكم) قال أبو عبيد: المقنب: جماعة الخيل يريد: أنه صاحب جيوش وحرب وليس بصاحب هذا الأمر قال أبو الهيثم: والمقنب أيضا خريطة الصياد. (قنت) قوله تعالى: {كل له قانتون} أي مطيعون ومعنى الطاعة: أن كل من في

السموات والأرض مخلوقون كما أراد الله تعالى: لا يقدر أحد على تغيير الخلقة، فآثار الصنعة دالة على أن الطاعة طاعة الإرادة والمشيئة وليست طاعة العبادة. وقوله تعالى: {أمة قانتا لله} أي مطيعا. وقوله تعالى: {اقنتي لربك} أي اعبديه وقوله: {ومن يقنت منكن لله} أي من يقم على الطاعة. وقوله: {قانتات} أي قيمات بحقوق أزواجهن، والقنوت القيام والقنوت الدعاء. ومنه الحديث: (قنت شهرا) أي قام يدعو، والقنوت: الخشوع أيضا. وقيل في قوله: {قانتات} مصليات. ومنه قوله: {اقنتي لربك} قال بعض أهل اللغة: أي صل.

(قنزع)

وفي الحديث: (كمثل الصائم القانت) يريد المصلي. ومنه قوله: {أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما} وقال أبو بكر الأنباري: القنوت: ينقسم إلى أربعة أقسام: الصلاة، وطول القيام، وإقامة الطاعة، والسكوت. وروي عن زيد بن أرقم: (كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت: {وقوموا لله قانتين} فأمسكنا عن الكلام). في حديث أم زرع: (وأشرب فأتقنح) قال أبو بكر: قال ابن السكيت: معناه أقطع الشرب ولم يذكر للفظه اشتقاقا. (قنزع) في الحديث: (خضلي قنازعك) القنازع: خصل الشعر، يقول: نذيها ورويها بالدهن ليذهب شعثها. وفي حديث آخر: (نهى عن القنازع) قال الأصمعي: واحدتها اقنزعة وهو أن يؤخذ الشعر ويترك منه مواضع لا تؤخذ، يقال: لم يبق من شعره إلا قنزعة وعنصوة، وهذا مثل نهيه عن القزع. (قنص) في الحديث: (فتخرج النار عليهم قوانص) أي قطعا تأخذهم كما تخطف الجارحة الصيد، وقيل: أراد شررا كقوانص الطير.

(قنط)

(قنط) قوله تعالى: {ومن يقنط من رحمة ربه} القنوط: اليأس وقد قنط يقنط وقنط لغة. (قنطر) ومن رباعيه قوله تعالى: {والقناطير المقنطرة} القناطير جمع قنطار وهي الجملة من المال، وجاء في التفسير مثل مسك ثور ذهبا وجاء ثمانون ألفا والمقنطرة المضعفة، ويقال: المكملة، كما يقال: بدرة مبدرة، وألف مؤلف، وقال بعضهم: ولقد سمى البناء القنطرة لتكاثف بعض البناء على بعض والقنطار عند العرب: المال الكث. ومنه قول الله تعالى: {وآتيتم إحداهن قنطارا} أي مالا كثيرا. ومنه الحديث: (أن صفوان بن أمية قنطر في الجاهلية وقنطر أبوه) أي صار له قنطارا من المال. في الحديث حذيفة: (يوشك بنو قنطوراء أن يخرجوا أهل العراق من عراقهم كأني بهم خنس الأنوف خزر العيون عراض الوجوه) يقال: والله أعلم- أن قنطوراء كانت جارية لإبراهيم عليه السلام، ولدت له أولاد منهم الترك والصين. (قنع) قوله تعالى: {مهطعين مقنعي رءوسهم} أي رافعي رءوسهم ينظرون في

ذل، قال ابن عرفة: أقنع رأسه إذا نصبه لا يلتفت يمينا ولا شمالا، وجعل طرفه موازيا لما بين يديه، وكذلك الإقناع في الصلاة أقنع صوته إذا رفعه. ومنه الحديث: (وتقنع يديك في الدعاء) أي ترفعهما. ومنه الحديث أيضا: (كان إذا ركع لا يصوب رأسه ولا يقنعه). أي لا يرفعه حتى يكون أعلى من جسده. وقوله تعالى: {وأطعموا القانع والمعتر} القانع: الذي يسأل، والمعتبر: الذي يتعرض ولا يسأل، يقال: قنع يقنع قنوعا إذا سأل، ويقال من القناعة قنع يقنع، وقال بعضهم: القانع: السائل الذي يقنع القليل. ومنه الحديث: (لا تجوز شهادة القانع مع أهل البيت لهم) هو كالتتابع والخادم وأصله السائل. وفي الحديث: (أنه اهتم للصلاة كيف يجتمع لها الناس فذكر له القنع وفلم يعجبه) وجاء تفسيره في الحديث أنه الشبور، وحكاه بعض أهل العلم عن أبي عمر الزاهد: القثع- بالثار- وهو البوق، قال الشيخ عرضته على الأزهري، فقال: هذا باطل.

(قتن)

في الحديث: {زار قبر أمه في ألف مقنع) أي في ألف فارس مغطى بالسلاح. في الحديث: (أتيته بقناع من رطب) القناع والقنع والقنع الطبق الذي يؤكل عليه ويقال في جمع القنع: أقناع، كما يقال: برد وأبراد، وقفل وأقفال، ويجوز قناع كما تقول: عش وعشاش، وجمع القناع أقناع. (قتن) وفي الحديث: (إن الله حرم الكوبة والقنين) قال ابن قتيبة: القنين: لعبة للروم، وقال غيره، يتقامرون به، وقال ابن الأعرابي: القنين: الضرب بالقنين، وهو الطنبور بالحبشة والكوبة النرد، ويقال: الطبل. (قنا) وقوله تعالى: {وأنه هو أغنى وأقنى} قوله: (أقنى) أي أرضى وقيل: أعطي قنية من المال، جعلها له أصلا، باقيا يقناه أي يلزمه وهي القنية، والقنيان وقنيت الشيء أقناه إذا لزمته. قوله تعلى: {قنوان دانية} القنوان جمع قنو، وهو الحذق وهي الكناسة، وتثنيته قنوان، وجمعه قنوان مصروف، ومثله صنو وصنوان للجذوع التي أصلها واحد.

باب القاف مع الواو

باب القاف مع الواو (قوب) قوله تعالى: {فكان قاب قوسين أو أدنى} أي قدر قوسين عربيين. ومنه الحديث: (القاب قوس أحدكم أو موضع قده من الجنة) وقال مجاهد: قاب قوسين أي قدر ذراعين، يقال: بيني وبينه قاب رمح، وقاد رمح، وقيد رمح وقدى رمح، قال: والقوس: الذراع بلغة أزد شنوءة. وفي الحديث: (أن عمر رضي الله عنه نهى عن التمتع بالعمرة بالحج وقال: إنكم إن اعتمرتم في أشهر الحج رأيتموها مجرية من حجكم فكانت قائبة قوب عامها) ضرب عمر هذا مثلا لخلاء مكة من المعتمرين سائر السنة، قال شمر: يقال: قيبت البيضة، فهي مقوبة إذا خرج فرخها، قال الفراء القائبة: البيضة، والقوب: الفرخ، وتقويت البيضة إذا انفلقت عن فرخها، يقال: انقضت قابية من قوبها وانقضى قوبي من قاوبه، معناه أن الفرخ إذا نضج فارق بيضته لم يعد إليها، وسمعت الأزهري يقول: إنما قيل للبيضة: قائبة، وهي مقوبة، أراد أنها ذات قوب أي ذات فرخ، وقيل: قاوبة لأنها قوبت عن فرخها أي خلت. (قوت) قوله تعالى: {وكان الله على كل شيء مقيتا} قيل: مقتدرا يعطي كل

(قوح)

إنسان قوته، وقيل: حفيظا يحفظ كل نفس بما يكفيه من القوت، يقال: قته أقوته قوتا، وأقت أقيته، إقاتة فأنا قائت ومقيت. وفي الحديث: (فاجعل رزق آل محمد قوتا) أي ما يمسك الرمق. (قوح) في الحديث: (من ملأ عينيه من قاحة بيت قبل أن يؤذن له فقد فجر) قال الشيخ: قاحة الدار وباحتها واحد عاقبت القاف الباء. ومثله: (طين لازب) ولاصق ونقيثة البشر ونقيثتها. (قور) في الحديث: (صعد قارة الجبل) قال الأصمعي: القارة وجمعها قرر جبال صغار، يقال: قارة وقور، كما يقال: لابة ولوب. وفي الحديث: (مثل قور حسمي) وهو بلد حذام. وفي الحديث: (في الصدقة ولا مقورة الألياط) أي لا مسترخية الجلود لهزالها، والإقورار: الاسترخاء في الجلود، والهزال، والألياط: جمع ليط، وهو القشر اللائط، العود يعني اللازق به. (قوز) في حديث أم زرع: (زوجي لحم جمل غث على رأس قوز وعث) قال

(قوس)

أبو بكر: القوز: العالي من الرمل كأنه جبل، فالصعود فيه شاق وجمعه أقواز وقيزان وأقاوز في الكثرة، قال الشاعر: ومخدلات باللجين كأنما .... أعجازهن أقاوز الكثبان (قوس) في الحديث: (أطعمنا من بقية القوس الذي في نوطك) القوس: البقية تبقى في أسفل الجلة. (قوض) في الحديث: (فمررنا بشجرة فيها فرخا حمرة فأخذناهما، فجاءت الحمرة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي تقوض) أي تجيء وتذهب ولا تقر وقد قوض القوم خيامهم فتقوضت، وقضت البناء فانقاض. وفي الحديث: (فإذا كان كذلك قيضت هذه السماء الدنيا فبثرت أهلها) أي نفضت: (قول) قوله تعالى: {قول الحق الذي فيه يمترون} أي القول الحق. كقوله: {إن هذا لهو حق اليقين} أي الحق اليقين. وقوله: {أم يقولون تقوله} التقول: الكذب. في الحديث: (أنه سمع صوت رجل يقرأ بالليل فقال: أتقوله مرائيا) يريد أتظنه.

ومنه حديثه - صلى الله عليه وسلم -: (أنه أراد أن يعتكف انصرف إلى المكان الذي يريد أن يعتكف فيه، إذا أخبية لعائشة وحفصة رضي الله عنهما قال: البر تقولون بهن) أي تظنون وترون وقال الفراء: العرب تجعل ما بعد القول مرفوعا على الحكاية في جميع الأحوال، قال الله تعالى: {قال إنه يقول إنها بقرة} إلا في هذا الموضع، ينزلوها منزلة الظن على الاستفهام فيقول: أتقول أنك خارج وأنشد الفراء: أما الرحيل فدون بعد غد .... فمتى تقول الدار تجمعنا في الحديث: (إلى الأقوال العباهلة) الأقوال جمع قيل: وهو الملك دون الملك الأعظم، قيل له ذلك لأنه إذا قال نفذ قوله. وفي حديث ذكر فيه رقية النمل (والعروس تحتفل وتقتال وتكتحل). قوله: (تقتال): أي تحتكم على زوجها، وقد اقتالت تقتال. وفي الحديث: (نهى عن قيل وقال) قال أبو عبيد: فيه نحو وعربية. وذلك أنه جعل القال مصدرا كأنه قال: عن قيل وقول، يقال: قلت قولا، وقيلا وقالا. في الحديث: (في دعائه عليه- الصلاة السلام-: سبحان الذي تعطف العز وقال به) سمعت الأزهري يقول: اشتمل بالعز وغلب به، وأصله من القيل، وهو الملك ينفذ قوله، وقال ابن الأعرابي: يقال قالوا بزيد أي قتلوه.

(قوم)

وأنشدني الأزهري: نحن ضربناه على نطابه .... فلنا به قلنا به قلنا به أي قتلناه. وفي حديث ابن المسيب: (وقيل له: ما تقول في عثمان وعلي رضي الله عنهما؟ فقال: أقول: ما قولني الله} والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان} قال شمر: يقال: قولني فلان حتى قلت أي علمني وأمرني أن أقول. (قوم) قوله تعالى: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} يعني الموضع الذي قام عليه، ويكون الموضع الذي يقام به، ويكون مصدرا يقال أقام بالمكان إقامة ومقاما ومقاما ومقمامة. ومنه قوله: {الذي أحلنا دار المقامة من فضله} أي دار الإقامة، وسميت القيامة قيامة لأن الخلق يقومون من قبورهم أحياء. وقوله تعالى: {لا مقام لكم فارجعوا} أي لا مكان لكم، ومن ضم الميم فمعناه لا إقامة لكم. وقوله تعالى: {في مقام أمين} أي في مجلس أمين كما قال: {في مقعد صدق}. ومنه قوله: {قبل أن تقوم من مقامك} أي من مجلك وهي المقامة أيضا.

وقوله تعالى: {ذلك لمن خاف مقامي} أي خاف المقام الذي وعدته للثواب والعقاب. وقوله تعالى: {الحي القيوم} القيوم والقوام: القائم بالأمر، يقال: هو قيم قومه إذا كان قائما بأمورهم، وهم قوام قومهم. وقوله تعالى: {ولم يجعل هل عوجا قيما} أي أنزل عليه الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا ومعنى القيم المستقيم. وقوله تعالى: {دينا قيما} أي مستقيما، ومن قرأ (قيما) فهو مصدر كالصغر والكبر، وقال: ابن عرفة: القيم: الاستقامة، وأنشد لكعب بن زهير فهم حدفوكم حتى جرتم عن الهدى بأسيافهم حين استقمتم على القيم وقال أبو عبيد: القيوم: القائم، وهو الدائم الذي لا يزول، ويقال: قام بالأمر وأقام الأمر: إذا حفظه ولم يضيع شيئا منه. ومنه قوله: {يقيمون الصلاة} أي يقيمونها إيمانا ووقتا وعددا. وقوله تعالى: {أفمن هو قائم على كل نفس} قال الحسن: بأرزاقهم وآجالهم وأعمالهم، وقال غيره: قائم على كل نفس، آخذ لها ومجاز.

وقوله تعالى: {إلا ما دمت عليه قائما} أي مواظبا بالاقتضاء. ومنه قوله: {أمة قائمة}. وقوله: {وإذا أظلم عليهم قاموا} أي وقفوا فلم يتقدموا ولم يتأخروا، وليس من القيام بعد القعود، وهم يقولون للماشي قم أي قف، وأقام بالمكان من هذا. وقوله: {للطائفين والقائمين} أي المصلين. وقوله: {وإقام الصلاة} إي إدامتها، ولم يقل، وإقامة لأن الإضافة قامت مقام الهاء. قوله تعالى: {التي جعل الله لكن قياما} أي ملاكا يقيمكم فتقومون بها، والمعنى: جعلها الله قيمة الأشياء فيه تقوم بأموركم، يقال: هذا قوام الأمر وقيامه أي هذا يستقيم ويصلح به الأمر وكذلك قيمة. ومن ذلك قوله عز وجل: {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس}. أي صلاحا ومعاشا لأمن الناس بهم. وقوله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال قتادة: على الطاعة، وقال الأسود بن هلال: أي لم يشركوا به شيئا يقال: أقام، واستقام، كما يقال: أجاب واستجاب.

ومنه الحديث: (استقيموا لقريش ما استقاموا لكم) يقول: استقيموا لهم على الطاعة، ما اتبعوا الحق ويقال: ما أقاموا على الشريعة والدين واحدة. وقوله تعالى: {وذلك دين القيمة} أي دين الملة القيمة بالحق. وقوله تعالى: {في أحسن تقويم} أي في أحسن صورة. وقوله تعالى: {أمة قائمة} أي متمسكة بدينها، وهم قوم آمنوا بموسى وعيسى ومحمد عليه الصلاة والسلام. ومنه حديث حكيم بن حزام: (قال: بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ألا أخر إلا قائما) قال أبو العباس: أي متمسكا بديني، وقال أبو عبيد: أراد أن لا أموت إلا ثابتا على الإسلام، يقال: قام فلان على الشيء إذا ثبت عليه وتمسك به. وفي الحديث: (ما أفلح قوم قيمتهم امرأة) يعني الذي يقوم بسياسة أمورهم. وفي حديث: ابن عباس: (إذا استقمت بنقد وبعت بنقد فلا بأس وإذا استقمت بنقد وبعت بنسيئة فلا خير فيه) قال أبو عبيد: يعني قومت وهذا

(قوا)

كلام أهل مكة، يقولون استقمت المتاع أي قومته قال: ومعنى الحديث: أن يدفع الرجل إلى الرجل الثوب فيقومه ثلاثين ثم يقول: بعه فما زاد عليها فهو لك فإن باعه بأكثر من ثلاثين بالنقد فهو جائز، ويأخذ ما زاد فإن باعه بالنسيئة فأكثر مما يبيعه بالنقد فالبيع مردود لا يجوز. (قوا) قوله تعالى: {خذوا ما آتيناكم بقوة} أي بعزيمة وجد. وقوله تعالى: {ما استطعتم من قوة} أي من سلاح وخيل وعدة وروي مرفوعا إنه الرمي. وقوله تعالى: {ومتعا للمقوين} أي منفعة لمن ينزل بالأرض القي، وهي التي ليس فيها أحد يقال: أقوى الرجل إذا نزل بالقواء من الأرض، وقيل: المقوى الذي لا زاد معه، والمقوى فيه غير هذا الموضع الذي معه دابة قوية. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: (وبي رخص لكم في صعيد الأقواء) الأقواء جمع قواء، وهو القفر من الأرض، وهي القي أيضا. ومنه الحديث: (أنه صلى بأرض قي). وفي حديث ابن سيرين: (لم يكن يرى بأسا بالشركاء يتقاون المتاع بينهم فمين يزيد) هو أن يشركوا في شراء سلعة يتزايدونها بينهم. وفي الحديث مسروق: (أنه أوصى في دارية له أن قولوا البني لا يقتؤوها بينهم، ولكن بيعوها) قال النضر بن شميل: تقول: بيني وبين فلان ثوب.

(قوه)

فتقاويناه، أي أعطيته به ثمنا وأعطاني هو، فأخذه أحدنا، وقد اقتويت منه الغلام الذي كان بيننا أي اشتريت حصته وقال شمر: قال أبو زيد: إذا كان الغلام أو الجارية أو الدابة أو الدار بين الرجلين فقد يتقاويانها، وذلك إذا قومها فقامت على ثمن فهما في التقاوي سواء فإذا اشتراها أحدهما فهو المقتوي دون صاحبه وقد قواه البائع والتقاوي والإقواء والاقتواء، يكون من الشريكين فأما في غير الشركاء فلا. (قوه) في الحديث: (إنا أهل قاه فإذا كان قاه أحدنا دعا من يعينه فعلموا له) القاه: سرعة الإجابة والمعاونة، وأصله الطاعة، قال العجاج: لما سمعنا لاميرقاها قال الأزهري: والذي يتوجه لي فيه: إنا أهل طاعة لمن يتملك علينا، وهي عادتنا لا نرى خلافه فإذا كان قاه أخدنا أي ذو قاه أحدنا فأطعمنا وأسقانا. باب القاف مع الهاء (قهز) في الحديث: (أن رجلا أتاه ولعيه ثوب من قهز) القهز ثياب بيض وليست بعربية محضة. (قهقهر) في الحديث: فأقول يا رب أمتي، فيقال: إنهم كانوا يمشون بعدم القهقري) قال أبو عبيد: القهقهري التراجع إلى خلف.

(قهل)

وقال الأزهري: معنى الحديث: الارتداد عما كانوا عليه. (قهل) في حديث عمر- رضي الله عنه-: (أتاه شيخ متقهل) أي شعث وسخ يقال: تقعل الرجل وأقهل. باب القاف مع الياء (قيأ) في الحديث (استقاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامدا فأفطر) أي تعمد القيء. (قيد) في الحديث: (قيد الإيمان الفتك) معناه: أن الإيمان يمنع من الفتك بالمؤمن كما يمنع ذا العبث عن عبثه، يقال: هذا فرس قيد الأوابد؛ إذا كان يلحق الوحوش فيعجلها أن تفوته، يريد: أنه يلحقها بسرعة فكأنه قيدها. وقالت امرأة لعائشة (أقيد جملي) أرادت تأخيذ زوجها عمن سواها من النساء. وفي الحديث قيلة: (الدهناء مقيد الجمل) أرادت أنها مخصبة في ممرعة. فالجمل يقيد مرتعه حتى يسمن. وفي الحديث: (فأمر فلانا أن يسم إبله في أعناقها قيد الفرس) هي سمة معروفة وهما حلقتان ومدة.

(قيس)

(قيس) في حديث أبي الدرداء (خير نساءكم التي تدخل قيسا، وتخرج ميسا). يريد أنها إذا مشت قاست بعض الخطى ببعض فلم تعجل فعل الخرقاء، ولم تبطئ لكناه تمشي مشيا وسطا مستويا، وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: يقال: هو يخطو قيسا إذا جعل هذه الخطوة بميزان هذه الخطوة، وقال غيره: أراد: خير نساءكم التي تدبر إصلاح بيتها، لا تخرق في مهنتها. (قيض) قوله تعالى: {وقيضنا لهم قرناء} أي سببنا لهم من حيث لا يتحتسبونه، ويقال: هذا قيض لهذا وقياض له أي مساو. ومنه قوله: {نقيض له شيطانا}. وفي الحديث: (ما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه) أي سبب الله له وقدر. حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن مالك الرازي، وأبو حفص فاروق بن عبد الكبير الخطابي بالبصرة قالا: حدثنا أبو سليمان محمد بن المنذر القزاز، حدثنا يزيد بن بيان المعلم عن أبي الرحال عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر الحديث: والمقايضة في البيوع شبه المبادلة مأخوذ من القيض وهو العوض يقال هم قيضان أي مثلان متساويان. وفي حديث القيامة: (فإذا كان كذلك قيضت هذه السماء الدنيا عن أهلها) معناه شتت ومنه اشتق قيض البيضة وانقاضت البئر انقياضا.

(قيظ)

(قيظ) في حديث عمر رضي الله عنه: (إنما هي أصوع ما يقيظن بني) أي ما يكفيهم لقيظهم يقال قيظني هذا الشيء وشتاني وصبغني. (قيع) قوله تعالى: {قاعا صفصفا} القاع: المكان المستوي الواسع في وطأه من الأرض يعلوه ماء السماء فيمسكه ويستوي نباته وجمعه قيعة وقيعان. ومنه قوله تعالى: {كسراب بقيعة} يقال قاع وقيعة مثل جار وجيرة. وفي الحديث: (أنه قال لأصيل: كيف تركت مكة؟ قال: تركته قد ابيض قاعها) قال الفراء: القاع: مستنقع الماء، المعنى قد غسله المطر فابيض. (قيل) وقوله: {وأحسن مقيلا} المقيل: المقام وقت القائلة، وهو النوم نصف النهار. ومنه قوله تعالى: {أو هم قائلون} يقال: قلت أقيل قائلة وقيلولة أراد جاءهم بأسنا وهم غافلون. وفي الحديث: (كان لا قيل مالا ولا يعينه) يقول: كان لا يمسك من المار ما جاءه صباحا إلى وقت القائلة، وما جاءه مسار لا يمسكه إلى غد وسمعت الأزهري رحمه الله يقول: القيلولة والمقيل: الاستراحة نصف النهار عند العرب وإن لم يكن مع ذلك نوم، والدليل على قوله تعالى أحسن مقيلا والجنة لا نوم فيها.

(قين)

وفي حديث خزيمة: (واكتفى من حمله بالقيلة) أي يكتفي بها لا يحتاج إلى حملها للخصب والسعة، وقال أبو بكر: قال الرسمي: القيل: شرب نصف النهار والصبوح: شرب الغداة والعنوق: شرب العشي، والفحمة: شرب أول الليل والجا شربة شرب السحر، ويقال الفحمة: شرب العشي. وفي حديث (أهل البيت ولا حامل القيلة) أي الإرادة قال أبو العباس هي الإدرة. (قين) وفي الحديث: (وعند عائشة الصديقة قينتان تغنيان) القينة: الماشطة وتدقين العروش إذا زينه، والقينة: الأمة والقين: العبد، والقينة: المغيبة وأراد: جاريتان تنشدنا الشعر. آخر كتاب القاف

الكاف ك

كتاب الكاف

كتاب الكاف بسم الله الرحمن الرحيم باب الكاف مع الباء (كبب) قوله عز وجل: {فكبكبوا فيها} أي: دهوروا، وألقي بعضهم على بعض. وقيل: جمعوا؛ مأخوذ من الكبكبة: وهي الجماعة. وفي الحديث: (كبكبة من بني إسرائيل) أي: جماعة. ويقال: كببته لوجهه فأكب. ومنه قوله تعالى: {فكبت وجوههم في النار}. وقوله: {أفمن يمشي مكبا على وجهه}. وفي حديث ابن زمل: (فأكبوا رواحلهم على الطريق). هكذا الراية، والصواب: (كبوا)، والمعنى: ألزموها الطريق، والرجل يكتب على عمل يعمله: إذا لزمه، ومنه قول عنترة: *قدح المكب على الزناد الأجذم* يعني: الذي لزمه فهو يعالجه. (كبت) وقوله تعالى: {كبتوا كما كبت الذين من قبلهم} أي: أذلوا، وأخذوا، يقال: كبته لوجهه؛ أي: صرعه. وقيل في قوله} كبتوا}: أي: غيظوا، والكبت والكبد: شدة الغيظ.

(كبث)

وقوله تعالى: {أو يكبتهم} قال أبو عبيدة: أو يهزمهم. وقيل: أو يحزنهم، والمكبوت: الحزين. ومنه الحديث: (أنه رأى طلعة حزينا مكبوتا). وقيل: الأصل فيه: مكبود؛ أي: بلغ الهم كبده، فقلبت التاء دالا كما قلبت في: سبت رأسه وسبد؛ أي: حلقه. (كبث) في الحديث: (كنا معه بمر الظهران نجتني الكباث) يعني النضيج من ثمر الأراك. (كبد) قوله عز وجل: {لقد خلقنا الإنسان في كبد} يعني: إنه يكابد أمره في الدنيا والآخرة. وقيل: خلق منتصبا غير منحن كسائر الحيوان. وقال ابن عرفة: (في كبد) في ضيق، وأنشد للبيد: يا عيني هلا بكيت أربدا وقمنا وقام الخصوم في كبد. فالإنسان في بطن أمه في ضيق، ثم يكابد ما يكابده من أمر دنياه وآخرته، ثم الموت إلى أن يستقر في جنة أو في نار، وفلان يكابد معيشته؛ أي: يتحمل منها ضيقة وشدة. في الحديث: (كبدهن البرد) أي: شق عليهم، وضيق، وكبد كل شيء: وسطه.

(كبر)

وفي الحديث: (فوضع يده على كبدي) أي: على جنبي من الظاهر مما يلي الكبد. وفي الحديث: (وتلقى الأرض أفلاذ كبدها) أي: تلفظ ما خبئ في بطنها من الكنوز؛ وهي كبد الأرض. وقيل: ترمي ما في بطنها من معادن الذهب والفضة. (كبر) قوله تعالى: {وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها} أي: جعلنا مجرميها أكابر؛ لأن الرئاسة والدعاة أدعى لهم إلى الكفر. وقوله عز وجل: {وتكون لكما الكبرياء} أي: اللد ومثله قوله: {وله لكبرياء في السموات والأرض} أي: العظمة والملك. وقوله: {فلما رأينه أكبرنه} أي: أعظمنه. وقوله تعالى: {كبرت كلمة} أي: كبرت مقالتهم: اتخذ الله ولدا، ونصبه على التمييز. وقوله تعالى: {الذي تولى كبره منهم} أي: معظم الإفك. وقال الليث الكبر: الإثم؛ اسم للكبيره كالخطيء من الخطيئة. وقوله تعالى: {غنها لإحدى البر} أي: إحدى العظائم؛ وهي النار نعوذ بالله منها.

وفي حديث أبي هريرة: (سجد أحد الأكبرين في: {إذا السماء انشقت}) يريد أبا بكر وعمر رضي الله عنهما. قال شمر: الكبير يكون في الفضل والسن والعلم، قالوا في تفسير قوله: {إنه لكبيركم} أي: معلمكم، وقيل في قوله: {كبيرهم} كان أكبرهم في العقل لا في السن. وفي حديث عبد الله بن زيد الذي أرى النداء: (أنه أخذ عودا في منامه ليتخذ منه كبرا) قال شمر: الكبر: الطبل، وقال الليث: الطبل الذي له وجه واحد. وفي حديث ابن الزبير وهدمه الكعبة قال (فلما أبرز عن ربضه دعا بكبره فنظروا إليه) أي بمشايخه وهو جمع أكبر، وفي الآذان الله أكبر قيل: معناه الكبير فوضع فعيل، كما قال الشاعر: أي لا منجد الصدود وإنني ... قسما إليك مع الصدود لأميل. أي لمائل فوضع أفعل لموضع فاعل قال الفرزدق: إن الذي سمك السماء بنالنا .... بيتا دعائمه أعز وأطول. أي دعائمه عزيزة طويلة، وقال النحويون: معناه أكبر من كل شيء فحذفت من لوضوح معناها لأنها صلة لأفعل، أفعل خبر والأخبار لا ينكر الحذف منها قال الشاعر: فلما بلغت كف امرئ متناول .... بها المجد إلا حيث ما نلت أطول

(كبس)

أي أطول منه، قال أبو بكر: عوام الناس يضمون الراء من الله أكبر، وكان أبو العباس يقول: الله أكبر الله أكبر، ويحتج بان الأذان سمع موقوفا غير معرب في مقاطعه كقولهم: حي على الصلاة حي على الفلاح قال: والأصل فيه الله أكبر الله أكبر بتسكين الراء فحولت فتحة الألف من الله عز وجل إلى الراء. وفي الحديث (كان إذا افتتح قال: الله أكبر كبيرا) قال الشيخ: نصب كبيرا على القطع من الله وهو معرفة وكبيرا نكرة خرجت من معرفة وقيل: نصب بإضمار فعل كأنه أراد أكبر كبيرا. وفي الحديث (لا تكابروا الصلاة بمثلها من التسبيح في مقام واحد) كأنه أراد لا تغالبوها أي خففوا التسبيح بعد التسليم، وقال بعضهم: لا يكون تسبيحك أكثر من صلاتك ولتكن الصلاة زائدة عليه. (كبس) في حديث عقيل (فانطلقت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستخرجته من كبس) أي: من بيت صغير، قال: والكبس اسم لما كبس من الأبنية، قال شمر: ويجوز أن يجعل البيت كبسا لما يكبس فيه أي يدخل كما يكبس الرجل رأسه في ثوبه. في مقتل حمزة رضي الله عنه قال (فمكنت له في صخرة، وهو مكبس له كتيت) يقول: يقتحم الناس فيكبسهم، وقوله (له كتيت) أي هدير كهدير النحل، يقال: كت النحل يكت.

(كبش)

(كبش) في الحديث (قال أبو سفيان لقد عزم ملك ابن أبي كبشة) كان المشركون ينسبون النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي كبشة، وكان أبو كبشة رجلا من خزاعة خالف قريشا في عبادة الأوثان، وعبد الشعري العبور، فلما خالفهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في عبادة الأوثان، سهوه به، وقيل: إنه كان جد جد النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمه فأرادوا أنه نزع إليه في الشبه. (كبل) وفي الحديث (إذا وقعت السهمان فلا مكابلة) قال الأصمعي: المكابلة بمعنيين: يكون من الحبس، يقول إذا حدت المحدود فلا يحبس عن أحد حقه، والأصل فيه الكبل، وهو القيد، والوجه الآخر: أن يكون من الاختلاط وهو مقلوب، يقال: لبكت الشيء وبكلته إذا خلطته، يقول إذا حدت الحدود فقد ذهب الاختلاط، قال أبو عبيد: وهذا الوجه غلط، لأنه لو كان من بكلت لكانت ملابكة، والذي في الحديث مكابلة، وقال بعضهم: المكابلة أن تباع الدار إلى جنب دارك وأنت تريدها، فتؤخرها حتى يستوجبها المشترى، ثم يأخذها بالشفعة، وهي مكروهة. (كبن) في الحديث (مر بفلان فهو ساجد، وقد كبن ضفيرتيه وشدهما بنصاح) قال أبو عمرو يعني ثناهما.

(كبا)

(كبا) في الحديث (ما أحد عرضت عليه الإسلام إلا كانت له كبوة غير أبي بكر) قال أبو عبيدة: الكبوة: الوقفة تكون عند الشيء يكرهه الإنسان، ومنه يقال كبأ الزند إذا لم يخرج شيئا، والكبوة: في غير هذا السقوط للوجه. وفي حديث العباس رضي الله عنه (قلت يا رسول الله إن فريشا جعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض) قال شمر: لم تسمع الكبوة، ولكن سمعت الكبى، والكبة، وهي الكناسة والتراب الذي يكتس من البيت، وقال غيره: الكبة: من الأسماء الناقصة، أصلها كبوة مثل القلة. أصلها قلوة، وثبة أصلها ثبوة، ويقال للربوة كبوة، وقال أبو بكر: الكبى جمع كبة وهي البعر، ويقال هي المزبلة، ويقال في جمع كبة ولغة لغين وكبين. وفي حديث جرير (خلق الله الأرض السفلى من الزبد الجفاء والماء الكباء) قال القتيبي: الكباء العظيم العالي، ومنه يقال: هو كأبى الرماد أراد أنه خلقها من زبد اجتمع للماء وتكاثف في جنباته. باب الكاف مع التاء (كتب) قوله تعالى: {ذلك الكتاب} يعني؛ القرآن سمي كتابا لما جمع فيه من القصص والأمر والنهى والأمثال والشرائع والمواعظ وكل شيء جمعت بعضه إلى بعض فقد كتبته، ويقال للخرز الكتب لتدانى بعضها من بعض، واحدتها كتبة. ومنه قبل للقطعة المجتمعة من الجيش كتيبة.

وقوله تعالى: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب} قال السدى أي ما كتب لهم من العذاب. وقوله تعالى: {لقد لبثتم في كتاب الله} أي: أنزل الله في كتابه أنكم لابثون إلى أن تقوم القيامة. وقوله تعالى: {إلا ولها كتاب معلوم} أي أجل لا يتقدمه ولا يتأخره. وقوله تعالى: {لولا كتاب من الله سبق} أي: حكم من الله. ومنه قوله: {لأغلبن أنا ورسلي} أي: حكم وقضى. وقوله تعالى: {كتب ربكم على نفسه الرحم} أي: أوجب. وقوله تعالى: {سنكتب ما قالوا} أي: سنحفظ عليهم قولهم. وقوله عز وجل: {كتب في قلوبهم الإيمان} أي: ثبت. وقوله: {أم عندهم الغيب فهم يكتبون} قال القتيبي: أي يحكمون، ويقولون بفضل بك كذا ونطردك ونقيلك وتكون العاقبة لنا عليك. وقوله: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا} المكاتبة: أن يكاتب الرجل عبده على مال يؤديه منجما عليه، فإذا أداه فهو حر.

(كتب)

وقوله تعالى: {اكتتبها} أي: كتبها من ذاته لنفسه، وقيل: اكتتبها طلب كتابتها له. ومنه حديث ابن عمر (من اكتتب ضمنا بعضه الله ضمنا يوم القيامة) وقد مر تفسيره في حرف الضاد. وفي الحديث (لأقضين بينكم بكتاب الله) أي: بحكم الله. (كتب) في الحديث (ندهن بالمكتومة) وهي دهن من أدهان العرب فيه الزعفران، وقيل: يجعل فيه الكتم، وهي الوشمة، قال أبو عبيدة: الكتم مشددة التاء. والبقم مشددة القاف وخضم اسم موضع. (كتن) في حديث الحجاج (أنه قال لامرأة: إنك لكتون) الكتون: اللزوق، يقال

باب الكاف مع الثاء

كتن الوسخ عليه قال ابن مقيل: والعير ينفخ في المكتان قد كتبت .... منه حجا فله والغضرس الثجر الئجر: المجتمع في نباته، ويروى الثجر وهو الريان. باب الكاف مع الثاء (كثب) في الحديث (أنه - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدر: أن أكثبكم القوم فأنبلوهم) يقول إن قاربوكم فارموهم. ومنه حديث عائشة رضي الله عنها تصف أباها (وظن رجال أن قد أكثبت أطماعهم) والكثب: القريب. في حديث آخر (إذا أكثبوكم فارموهم بالنبل) رواه أبو العباس ابن حمويه صاحب شمر بإسناد له، قال أبو العباس: قوله (كثبوكم) أي قربوا منكم، قال الشيخ: ولعلها لغتان. وفي الحديث (يعمد أحدكم إلى المغيبة فيخدعها بالكثبة) يعني بالقليل من

(كثث)

اللبن، وكذلك من غير اللبن، وكلما جمعته من طعام أو غيره بعد أن يكون قليلا فهو كثبة والجمع كثب، وقد كثباته أكثبه إذا جمعته. (كثث) في صفته - صلى الله عليه وسلم - (كث اللحية) يقال: الكثوثة فيها أن تكون غير رقيقة ولا طويلة، ولكن فيها كثافة. وفي الحديث (مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بعبد الله بن أبي، فقال: يذهب محمد إلى من أخرجه من بلاده، فأما من لم يخرجه وكان قدمه كث منخره فلا يغشاه) يعني رغم أنفه وكأن أصله من الكثكث وهو التراب. (كثر) قوله تعالى: {ألهاكم التكاثر} يعني: المفاخرة بكثرة الولد والعدد والمال يقال: تكاثروا فكثرهم فلان أي غلبهم، ويقال للمغلوب مكثور. ومنه ما جاء في مقتل الحسين رضي الله عنه (ما رأيت مكثورا أجرا مقدما منه) فأما المكثور عليه فهو الذي كثرت عليه الحقوق. قوله تعالى: {قد استكثرتم من الإنس} أي: أضللتم منهم كثيرا. وقوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} قيل: الكوثر نهر في الجنة، وجاء في التفسير أيضا أن الكوثر القرآن والنبوة، وقيل: هو نوع من الكثرة، ومعناه الخير الكثير، والكوثر في غير هذا الرجل الكثير العطاء.

باب الكاف مع الجيم

وفي الحديث: (لا قطع في ثمر ولا كثر) الكثر: جمار النخل، وهو الجذب أيضا. وفي الحديث قيس بن عاصم (المال أربعون والكثر ستون) والكثر: الكثير، قال أبو بكر: (نسأل الله الكثر ونعوذ به من القل) أي: نسأله الكثير. في حديث ابن عباس: (انتهى إلى علي رضي الله عنه يوم صفين وأنا في كثف) أي في حشد وجماعة. باب الكاف مع الجيم (كجج) في حديث ابن عباس: (في كل شيء قمار حتى في لعب القبيان بالكجة). قال ابن الأعرابي: هو أن يأخذ الصبي خرقة فيدورها كأنها كرة ثم يتقامرون بها، وكجج إذا لعب بالكجة. باب الكاف مع الحاء (كحب) في حديث الدجال: (فيعقل الكرم ثم يكحب) قال أبو عمرو: أي تخرج القطوف وهي العناقيد.

باب الكاف مع الحاء

باب الكاف مع الحاء (كخ) في الحديث: (أكل الحسن أو الحسن رضي الله عنهما ثمرة من ثمر الصدقة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - كخ كخ) وهو زجر للصبيان. باب الكاف مع الدال (كدب) قرأ بعضهم: {بدم كدب} رواه عنا لحسن، وحكى أنه المتغير. (كدح) قوله تعالى: {إنك كادح إلى ربك كدحا} أي ساع سعيا، وعامل عملا، قال أبو عمرو: يقال كدح إذا سعى وعمل وحرص وعنى وقال: غيره: تعب، والكدح: السعي في العمل للدنيا كان أو للآخرة. (كدر) قوله تعالى: {وإذا النجوم انكدرت} أي تهافتت وتناثرت ويقال: لهما انتثر ومر مرا سريعا قد انكدر، وقال ذو الرمة يصف كلب صيد: فانصباع جانبه الوحشي وانكدرت .... بلجين لا يأتي المطلوب والطلب (كدس) في الحديث: (إذا بصق أحدكم في الصلاة فليبصق عن يساره أو تحت

(كدم)

رجله فإن غلبته كدسة أو سعلة ففي ثوبه) الكدسة: العطسة، يقال: كدس إذا عطس قال الشاعر: *ولم تجيشك عني الكوادس* يريد العواطس يتطير بها فترجع عني (كدم) قال أنس: (فلقدر رأيتهم- يعني الرهط العرنيين- يكدمون الأرض بأفواههم) أي: يقبضون عليها وأصل الكدم العض. (كدا) قوله تعالى: {وأعطى قليلا وأكدى} أي: قطع العطاء وأصله الحافر ينتهى إلى كدية من الأرض لا يمكنه الحفر لصلابته، فيقال: أكدى الحافر إذا بلغ الكدية فقطع الحفر. ومنه قوله عائشة ووصفت أباها رضي الله عنهما فقالت: (سبق إذ ونيتم ونجح إذا أكديتم) يعني: إذا خبتم ولم تظفروا. وفي الحديث: (عرضت في الخندق كدية) أراد قطعة غليظة لا يعمل فيها الفأس. وفي الحديث: (أن فاطمة- رضي الله عنها- خرجت في تعزية بعض جيرانها، فلما انصرفت قال لها: لعلك بلغت معهم الكدى) أراد المقابر

باب الكاف مع الذال

وذلك لأن مقابرهم تكون في مواضع صلبة الواحدة كدية، قال الشيخ: قلت للأزهري رواه بعضهم (الكرى) بالراء فأنكره! . باب الكاف مع الذال (كذب) قوله تعالى: {فإنهم لا يكذبونك} وقرئ (يكذبونك) يقال: كذبته إذا قلت له كذبت، وأذبته أريته يعني أن ما أتى به كذب، المعنى أنه صادق عندهم ولكنهم يجحدونه بألسنتهم وأكذبته أيضا إذا وجدته صادقا. وقوله تعالى: {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا}. رواه عروة عن عائشة أنها قالت في قوله: {حتى إذا استيأس الرسل} ممن كذبهم من قومهم أن يصدقوهم وظنت الرسل أن من أمن بهم من قومهم قد كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك، وقرئ بالتخفيف (قد كذبوا) وظن قومهم الكفرة أنهم قد كذبوا فيما وعدوا فيه أي الرسل قالوا لهم الكذب، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس، وقال ابن عرفة: الكذب الانصراف عن الحق، يقال حمل فما كذب أي ما انصرف عن القتال وكذلك، الإفك يقال: ما أفكك

أي ما صرفك، قال: فمعنى قوله: (كذبوا) أي تكذيبا لا تصديق بعده، وأكثر أهل اللغة تذهب بالظن هاهنا إلى العلم، قال: [من] وقراءه بالتخفيف ذهب إلى أن القوم ظنوا أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من نصرهم على قومهم. قوله عز وجل: {بدم كذب} أي: مكذوب فيه فسمى الدم بالمصدر. وقوله: {وكذبتم به} أي: بالقرآن. وقوله تعالى: {وكذبوا بآياتنا كذابا} وقرئ: (كذابا) مخفف ويقال في مصدر فعل أكثر من فعال. وقوله تعالى: {لا تسمع فيها لاغية} أي لغوا، } فهل ترى لهم من باقية} أسماء وضعت موضع المضاد. وقوله تعالى: {ناصية كاذبة خاطئة} أي ناصية صاحبها كاذب خاطئ، كما يقال: نهاره صائم وليله قائم أي هو صائم في يومه قائم في ليله. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (كذب عليكم الحج، كذب عليكم الجهاد). قال أبو عبيد: قال الأصمعي: معناه الإغراء أي عليكم به وكان وجهه النصب، ولكنه جاء شاذا مرفوعا. ومنه حديث الآخر: (شكا إليه رجل النقرس فقال: كذبتك الظهائر) أي عليك بالمشي فيها.

باب الكاف مع الراء

ومنه الحديث: (فيمن حتجم يوم الخميس أو الأحد، كذباك) أي: عليك بهما. وفي حديث علي رضي الله عنه: (كذبتك الحارقة) قال أبو الهيثم: يقول: عليك بمثلها، وقال الفراء: معنى كذب علي وجب عليك، وهو الكذب في الأصل بمعنى قوله: (كذب عليكم الحج) إن قيل لا حج فهو كذب، وقال أبو عبيد: معناه الحض، يقول: إن الحج ظن بهم حرصا عليه ورغبة منه فكذب ظنه. وفي حديث ابن الزبير (إن شددتم عليه- يعنى الكفار- فلا تكذبوا) يقال للرجل إذا حمل ثم ولى كذب عن قرنه، وهلك نكل وجبن. باب الكاف مع الراء (كرب) في الحديث: (فإن استغنى أو كرب استعف) قوله: (كرب) أي دنا من ذلك وقرب، وكل دان قريب فهو كاذب. وفي حديث أبي العالية: (الكروبيون سادة الملائكة) قال الليث: يقال لكل شيء من الحيوان إذا كان شديد المفاصل، إنه لمكرب المفاصل، وقال أبو زيد: إنه لمكرب الخلق إذا كان شديد الأسر. وفي الحديث: (أيفع أو كرب) أي: قارب الإيفاع قال الشاعر:

(كرد)

يابني إن أباك كارب يومه فإذا .... دعيت إلى المكارم فاعجل أي: قريب من يوم أجله. (كرد) في الحديث: (فحمل عليهم بسيفه فكردهم) أي شلهم وطردهم. وفي حديث معاذ: (والله لا أقعد حتى تضربوا كرده) أي رقبته. (كردس) ومن رباعيه في صفته - صلى الله عليه وسلم - (ضخم الكراديس) قال أبو بكر: معناه ضخم الأعضاء، والكراديس رءوس العظام، ويقال لكتائب الخيل: كراديس. وفي حديث الخدري أنه وصف جواز الناس على الصراط فقال (ومنهم مكردس في النار) أراد الموثق الملقى فيها. (كرر) قوله عز وجل: {ثم رددنا لكم الكرة عليهم} أي جعلنا لكم الظفر والغلبة، والكرة: الرجعة، ومنه يقال: كر في الحرب إذا رجع إليها مرة بعد أخرى. في الحديث: (وتكركر حبات من شعير) قال القتيبي: أي تطحن، سميت كركرة لترديدها على الرحى على الطحن.

(كرزن)

قال أبو ذؤيب: إذا كركرته رياح الجنوب .... ألقح منها عجانا حيالا ومنه الحديث: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر تضيفوا أبا الهيثم بن التيهان، فقال لامرأته: ما عندك؟ قالت: شعير، قال: فكركرى) يريد اطحني، والكركرة: صوت يردده الإنسان في جوافه، وقال شمر: الكركرة: من الإدارة والترديد، وهو من كر. وفي حديث ابن سيرين (إذا كان لماء قدر كر لم يحمل القدر) قال النضر: الكر بالبصرة ستة أوقار، وقال الأزهري: الكر: ستون قفيزا، والقفيز: ثمانية مكاكيك، والمكوك: صاع ونصف، وهو ثلاث كلجات، والكر على هذا الحساب: اثنا عشر وسقا، كل وسق ستون صاعا. (كرزن) في الحديث الخندق قال: (فأخذ الكرزين فحفر) يعني الفأس، يقال: كرزن وكرزم وكرزن وكرزين. (كرس) في حديث أبي أيوب: (ما أدرى ما أصنع بهذه الكراييس) يعني: الكنف، واحدها كرياس، وهو الذي يكون مشرفا على سطح بقناة الأرض، فإذا كان أسفل فليس بكرياس، وسمى بذلك لما يعلق به من الأقذار فتكرس ككرس الدمن فيقال منه.

(كرش)

(كرش) في الحديث: (الأنصار كرشى وعيبتي) قال أبو عبيد أي وتد: يقال كرش من الناس أي جماعة فكأنه أراد أنهم جماعتي وصحابتي الذين أثق بهم وأعتمدهم في أموري. وفي حديث الحجاج، وقال لفلان: (لو وجدت إلى دمك فاكرش لشربت البطحاء منك) قال القتيبي: حدثني أبو حاتم عن الأصمعي أنه قال: أراد لو وجدت إلى دمك سبيلا، قال: وهو مثل نرى أصله أن قوما طبخوا شاء في كرشها فضاق فم الكرش عن بعض الطعام، فقالوا للطباخ أدخله، قال: إن وجدت إلى ذلك فاكرش. (كرع) في الحديث: (أن رجلا سمع قائلا يقول في سحابة: اسقي كرع فلان) أراد موضعا يجتمع فيه ماء السماء فيسقى صاحبه زرعه، يقال: شربت الإبل بالكرع، أو شربت من الغدير، والكرع: أن يشرب الرجل بفيه من النهر. في الحديث: (لا بأس بالطلب في أكارع الأرض) قال أبو عبيد: هي أطرافها القاصية، سميت بأكارع الشاة، وهي قوائمها، والأكارع: من الناس السفلة. وفي الحديث (فهل ينطق فيكم الكرع) تفسيره في الحديث، هو الدنئ النفس والمكان.

(كركم)

وفي حديث معاوية (شربت عنفوان المكرع) أي: في أول الماء قال القتيبي: أراد أنه عز فشرب أول الماء، وشرب غيره الرنق، وهو الكدر. (كركم) وفي الحديث: (تغير وجه جبريل عليه السلام حتى عاد كأنه كركمة) هي الزعفران فارسي معرب. (كرم) قوله تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم} أي: فضلناهم بالنطق والتمييز والطيبات، وعن ابن عباس: جعلناهم يأكلون الطعام بأيديهم. وقوله: {وإذا مروا باللغو مروا كراما} أي: معرضين عنه أكرموا أنفسهم من الدخول فيه. وقوله تعالى: {ورزق كريم} أي: أكرم عما في رزق الدنيا من الانقطاع والتنقيص والفساد. وقوله: {ألقي إلى كتاب كريم} قيل: مختوم، وقيل: حسن ما فيه، وقيل: جعلته كريما لكرم صاحبه. وقيل: لابتدائه ببسم الله الرحمن الرحيم. وقوله تعالى: {إنه لقرآن كريم} أي: كثير الخير دال على أنه من عند الله. وقوله تعالى: {وأجر كريم} يعني: الجنة.

وقوله تعالى: {انبتنا فيها من كل زوج كريم} معنى الزوج: الجنس أي من كل جنس حسن، والكريم: المحمود. يقال: نخلة كريمة إذا طاب حملها أو كثر، وشاة كريمة أي غزيرة اللبن. وفي الحديث: (لا تسموا العنب الكرم، فإنما الكرم الرجل المسلم) قال أبو بكر محمد بن القاسم: سمي الكرم كرما، لأن الخمر المتخذ منه، يحث على السخاء والكرم، فاشتقوا اسما من الكرم للكرم الذي يتولد منه، فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يسمى الخمر باسم مأخوذ من الكرم، وجعل المؤمن أولى بهذا الاسم الجنس فأسقط الخمر عن هذه الرتبة تحقيرا لها تأكيدا لحرمته، يقال: رجل كرم أي كريم، وصف بالمصدر. في الحديث: (أن رجلا أهدى له راوية خمر، فقال: إن الله حرمها، قال الرجل: أفلا أكارم بها يهود) بقول: أفلا أهديها لهم يثيبوني عليها. وفي الحديث: (إن الله تعالى يقول: إذا أنا أخذت من عبدي كريمتيه). وفي بعض الحديث (كريمته) يريد عينيه، قال شمرس: كل شيء يكرم عليك فهو كريمك، وكريمتك. وجاء في بعض الحديث: (إذا أتاكم كريمة قوم) أي كريم قوم.

(كرنف)

وفي الحديث: (خير الناس يومئذ بين كريمين) قال بعضهم: هنا الحج والجهاد، وقيل: بين فرسين يغزو عليهما، وقيل: بين أبوين مؤمنين كريمين، قال أبو بكر: وهذا هو القول لأن الحديث يدل عليه، ولأن الكريمين لا يكونا فرسين ولا بعيرين إلا بدليل في الكلام يدل عليه. (كرنف) وفي الحديث الواقمي: (وقد ضافه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتى بقربته نخلة فعلها بكرنافة) هي واحد الكرانيف، وهي أصول السقف الغلاظ. في حديث الزهري: (والقرآن في الكرانيف) يعني أنه يكتب عليها. (كره) قوله تعالى: {لا يحل لكم أن ترثوا الناس كرها} قال ابن عرفة: الكره: المشقة والكره- بالفتح- ما أكرهن عليه، هذا هوا الاختيار، ويجوز الضم في معنى الفتح، فيكونان لغتين، يقال: كرهت الشيء كرها وكرها وكراهية

(كرا)

وكراهة، وأكرهه عليه إكراها، قال: وكان الرجل يموت في الجاهلية فإذا ترك امرأة فإن سبق وارث الميت فألقى عليها ثوبا فهو أحق بها أن ينكحها بمهر صاحبه، أو ينكحها فيأخذ مهرها، وإن سبقت فذهبت إلى أهلها فهي أحق بنفسها. وقال الأزهري: كان الرجل إذا مات وله امرأة وله ولد من غيرها ذكر، يقول: أنا الحق بامرأته فيمسكها على العقد الذي كان عقد أبوه ليرثها ما ورثه من أبيه، فأعلم تعالى أن ذلك حرام. (كرا) وقوله تعالى: {وهو كره لكم} أي: ذو كره. في الحديث: (تحدثنا عنده حتى أكرينا الحديث) معناه: أخرناه وأطلناه، يقال: أكرى إذا زاد وأطال، وأكرى إذا نقص وقصر من الأضداد باب الكاف مع الزاي (كزم) في الحديث: (كان يتعود من الكزم) فيه قولان: يقال هو شدة الأكل من قولك كزم فلان الشيء بفيه يكزمه كزما إذا كسر، المصدر ساكن والاسم مفتوح، ويقال: هو البخل من قولك فلان أكرم البنان أي أقصرها، كما يقال: هو جعد الكف، وجعد الأنامل، وهذا قول قتادة. وفي حديث عون بن عبد الله: (وذكر رجلا، فقال: إن أفيض فيخير كزم وضعف واستسلم) يريد إن تكلم الناس فيه سكت، والأصل فيه ضم الفم على الشيء حتى يكسره.

باب الكاف مع السين

باب الكاف مع السين (كسب) قوله تعالى: {ما أغنى عنه ماله وما كسب} أي: أي شيء أغنى عنه ماله وكسبه، وكسبه ولده، يقال: كسبت مالا وكسبت زيدا مالا، وحكى ابن الأعرابي: أكسبته مالا، وأنشد: *فأكسبني مالا وأكسبته حمدا* (كسح) في حديث ابن عمر: (وذكر الصدقة، فقال: هي مال الكسحان والعميان) الواحد منه أكسح، وهو المقعد. (كسر) في الحديث: (فنظر إلى شاة في كسر الخيمة) أي: في جانبها ولكل بيت كسران عن يمين وشمال، كسر وكسر- بالكسر والفتح. وفي الحديث: (فدعا بخبز يابس وأكسار بعير) الأكسار جمع كسر، وهي عظم بلحمه. (كسع) في الحديث (ليس في الكسعة صدقة) قال أبو عبيد: هي الحمير، وقال غيره: سميت كسعة لأنها تكسع في أدبارها، وقال ابن الأعرابي: م الرقيق سميت كسعة لأنك تكسع بها إلى حاجتك.

(كسف)

وفي الحديث: (أن رجلا كسع رجلا من الأنصار) أي ضرب دبره. وفي الحديث: (فضربت عرقوب فرسه حتى اكتسعت) أي سقطت من ناحية مؤخرها، يقال كسعت الرجل إذا ضربت مؤخره فاكتسع أي سقط على قفاه. (كسف) قوله تعالى: {أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا} وقرئ: (كسفا) فمن قرأ (كسفا) مثقلا جعله جمع كسفة، وهي القطعة والجانب، تقديره كسرة وكسر، ومن قرأ (كسفا) على التوحيد فجمعه أكساف وكسوف كأنه قال: أو تسقطها طبقا علينا، واشتقاقه من كسفت الشيء كسفا إذا غطيته. وفي حديث جابر: (انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) يقال: كسفت الشمس وانكسفت، وقال شمر: الكسوف في الوجه الصفرة والتغير، ورجل كاسف مهموم قد تغير لونه، قال أبو زيد: يقال: كسفت باله إذا حدثته نفسه بالشر، وقيل: كسوف باله أن يضيق عليه أمله. (كسل) في الحديث: (ليس في الإكسال إلا الطهور) يقال: اكسل الرجل إذا

(كسا)

جامع ثم أدركه فتور فلا ينزل، هذا مذهب من قال: الماء من الماء أي الغسل من المني. ومثله قوله: (من أتى أهله فاقحط فلا يغتسل) وقد مر تفسيره. (كسا) في الحديث: (ونساء كاسات عاريات) قال أبو بكر: فيه ثلاثة أوجه: أحدهما: كاسيات من نعم الله عاريات من الشكر. والثاني: كاسيات يكشفن بعض جسدهم ويرسلن الخمر من ورائهن فتنكشف صدورهن فهن كاسيات عاريات إذا كان لا يستر لباسهن جميع أجسادهم. والثالث: يلبسن ثيابا رقاقا تصف ما تحتها فهن كاسيات في ظاهر الأمر عاريات في الحقيقة. باب الكاف مع الشين (كشح) في الحديث: (أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح) هو العدو الذي يضمر عداوته في كشحه، قال: واظهر إضغانا على كشوحها. (كشط) قوله تعالى: {وإذا السماء كشطت} أي: قلعت كما يقلع السقف، يقال:

(كشف)

كشطت الجل عن ظهر الفرس، وقشطته إذا كشفته، وقال ابن عرفة: يكشط السماء كما يكشط الغطاء عن الشيء. (كشف) قوله تعالى: {ليس لها من دون الله كاشفة} كشف وظهور مصدر جاء على فاعلة. وفي الحديث (لوتكا شفتم ما تدافنتم) قال المبرد: لو علم بعضكم سريرة بعض لا ستثقل تشييعه ودفنه. (كشى) في حديث ابن عمر (أنه وضع يده في كشية ضب) يعني شحم بطنه، والجمع كشى. باب الكاف مع الظاء (كظظ) في الحديث: (واكتظ الوادي بثجيجه) أي امتلأ بالمطر، والثجيج: سيلان المطر، يقال: تظنى الأمر إذا ملأني وشغل قلبي، وروى (كظ الوادي يثجيجه). وفي الحديث: (وهو كظيظ) أي ممتلئ، يقال: كظه الشراب وكظه الغيظ، إذا ملأ صدره فهو كظيظ أي ممتلئ، والكظيظ: الزحام، يقال: رأيت على بابه كظيظا.

(كظم)

وفي حديث الحسن: (حين ذكر الموت، فقال: كظ ليس كالكظ) أي هم يملأ الجوف ليس كسائر الهموم، ولكنه أشد. (كظم) قوله تعالى: {والكاظمين الغيظ} قال ابن عرفة: الكاظم: الممسك على ما في قلبه. قوله تعالى: {لدى الحناجر كاظمين} ليس مستقرها في الحجرة فأعلم الله أن قلوبهم قد زالت عن مستقرها لهول ما نزل بهم، والأصل في الكظم للبعير، وهو أن يرد جرته في حلقه، يقال: كظم البعير إذا لم يجتر وكظم للبعير، وهو أن يرد جرته في حلقه، يقال: كظم البعير إذا لم يجتر وكظم فلان غيظه إذا تجرعه، وهو قادر على الإيقاع بعدوه فأمسك ولم يمضه، ومنه يقال: كظم خصمه إذا أجابه بالمسكت فأفحمه وكظه كذلك أيضا. ومنه قوله تعالى: {فهو كظيم} أي: ممسك على غيظ. وقوله تعالى: {إذ نادى وهو ومكظوم} أي: مملوء كربا. باب الكاف مع العين (كعب) في حديثك قيلة (والله لا يزال كعبك عاليا) معناه: الشرف، يقول: يثبتك الله ويشرفك، والأصل فيه كعب القناة وهي أنبوبها وأنبوب ما بين كل عقدين كعب وكل شيء علا وارفتع فهو كعب، وبه سميت الكعبة.

(كعكع)

(كعكع) في حديث: (فتكعكعت) أي: جبنت، يقال تكعكع وتكأكأ وكع يكع كعوعا إذا أحجم وجبن. (كعم) في الحديث: (نهى عن المكاعمة) قال أبو عبيد: هو أن يلثم الرجل صاحبه، أخذ من كعام البعير، وهو أن يشد فاه إذا هاج، يقال كعمته فهو مكعوم، جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لثمه إياه بمترلة الكعام. باب الكاف مع الفاء (كفأ) قوله عز وجل: {ولم يكن له كفوا احد} أي: نظيرا ومساويا، يقال: تكافأ القوم إذا تساووا. ومنه الحديث (المسلمون تتكافأ دماؤهم) أي: تتساوى في الديات والقصاص.

وفي حديث العقيقة: (عن الغلام شاتان متكافئتان) أي: متساويتان حدقنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن مالك الرازي حدقنا محمد بن أيوب أخبرنا موسى ابن إسماعيل، حدثنا أبان حدثنا مطر عن عطاء عن أم كرز الخزاعية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: في العقيقة (عن الغلام شاتان متكافئتان، وعن الجارية شاة، والزوج كفؤ المرأة) أي: مثلها، ومنه المكافأة بين الناس، يقال: كافأت فلانا في فعله أس ساويته فيه، وهو كقول: وكفيك وكفاؤك أي مساويك. وفي صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كان لا يقبل الثناء إلا من مكافئ) قال القتيبي: معناه إذا أنعم على رجل نعمة فكافأه بالثناء عليه قبل ثناءه، وإذا أثنى قبل أن ينعم عليه لم يقبله، قال أبو بكر بن الأنباري: هذا غلط بين، لأنه لا ينفك أحد من إنعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان الله قد بعثه إلى الناس كافة ورحم به وأنقذ به وانتاش به، فنعمته سابقة إليهم لا يخرج منها مكافئ ولا غير مكافئ هذا والثناء عليه فرض لا يتم الإسلام إلا به، وإنما المعنى أنه لا يقبل الثناء عليه إلا من رجل يعرف حقيقة إسلامه، ولا يدخل عنده في جملة المنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، فإذا كان المثنى عليه بهذه الصفة قبل ثناؤه، وكان مكافأ ما سلف من نعمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وإحسانه إليه. قال الأزهري: وفيه قول ثالث: إلا من مكافئ، أي من مقارب في مدحه غير مجاز به حد مثله، ولا ينقص به عما رفعه الله إليه.

ألا تراه يقول: (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ولكن قولوا عبد الله ورسوله) فإذا قيل: هو نبي الله أو رسول الله، فهذا وصف بما لا يجوز أن يوصف به أحد من أمته فهو مدح مكافئ له، يقال: هو كفيه وكفوه أي مثله. في الحديث: (لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ ما في إنائها) إنما هو تفعيل من كفأت القدر إذا كببتها ليفرغ ما فيها، وهذا مثل لإمالة الضرة بحق صاحبتها من زوجها إلى نفسها، قال الكسائي: يقال: كفأت الإناء كببته وكفأته إذا أملته. ومنه الحديث في صفته عليه الصلاة والسلام: (كان إذا مشى تكفى تكفيا). أي تمايل إلى قدام كما تتكفى السفينة في جريها، والأصل فيه الهمزة ثم تركت. وفي حديث عمر رضي الله عنه: أنه انكفأ لوه عام الرمادة) أي: تغير عن حاله، يقال: رأيته متكفئ اللون، ومنكفت بمعنى، والأصل في الانكفاء الانقلاب من كفأت الإناء إذا قلبته.

(كفت)

وفي الحديث: (وكان يكفى لها الإناء) أي: يميل لها الإناء لتصل إلى الشرب بسهولة- يعني الهر-. في حديث أي ذر (ولنا عباءتان تكافئ بهما عين الشمس) أي: تدفع وأصل المكافأة: المقاومة والموازنة، يقال: بني فلان ظلمة يكافئ بها الشمس أي يدافع، وأصل المكافأة المقاومة والموازنة. وفي الحديث: (أن فلانا اشترى معدنا بمائة شاة متع، فقالت له أمه: إنك اشتريت ثلاث مائة شاة أمهاتها مائة، وأولادها مائة وكفاءتها مائة) الكفأة: أصلها في الإبل، وهو أن تجعل الإبل قطعتين تراوح بينهما في النتاج، وقال الأزهري: جعلت الكفاءة نتاج مائة في كل نتاج مائة لأن الغنم لا تجعل قطعتين ولكن ينزل عليها جميعا وتحمل جميعا ولو كانت إبلا كانت كفأة مائة من الإبل خمسين. (كفت) قوله تعالى: {ألم نجعل الأرض كفاتا} أي: ذات كف أي ضم وجمع تضمهم أحياء على ظهورها وتضمهم أمواتا في بطونها، والمعنى كفات أحياء وأموات. وفي الحديث: (أكفتوا صبياكم) يقول: ضموهم إليكم، وكل من صمته إليك فقد كفته. في الحديث: (ورزقت الكفيت) قيل: أراد ما أكفت به معيشتي، وقيل:

(كفح)

القوة على الجماع، وقال بعضهم: الكفيت، قدر أنزلت له من السماء فأكل منها وقوى على الجماع. ومنه الحديث (أتأتى جبريل عليه السلام بقدر يقال لها الكفيت) والقدر الصغيرة يقال لها الكفيت. ومن أمثالهم: كفت إلى ويبة، يضرب مثلا للذي يحمل إنسانا مكروها ثم يزيده، والويبة: القدر الكبير، وإلى بمعنى مع. وفي حديث عبد الله (صلاة الأوابين ما بين أن ينكفت أهل المغرب إلى أن يقوم أهل العشاء) أي: ينصرفون إلى منازلهم، يقال: كفت الشيء فانكفت أي ضممته فانضم. وفي الحديث (إذا مرض عبدي فاكتبوا له مثل ما كان يعمل في صحته حتى أعافيه وأكفته) أي: أضمه إلى القبر. (كفح) في الحديث (أنه قال لحسان لا تزال مؤديا بروح القدس ما كافحت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -) المكافحة: المضاربة تلقاء الوجه وفي رواية أخرى (ما نافخت). وفي الحديث (أن رجلا من شهداء أحد كلمه الله كفاحا) أي: مواجهة ليس بينهما حجاب. وقال ابن شميل في تفسير قوله (أعطيت محمدا كفاحا) أي: كثيرا من الأشياء من الدنيا والآخرة.

(كفر)

وفي حديث أبي هريرة (وقيل له: أتقبل وأنت صائم؟ قالوا: نعم، وأكفحها) وبعضهم يرويه (واتحفها) قال أبو عبيد: من رواه- بالكاف- أراد بالكفح اللقاء والمباشرة للجلد، وكل من واجهته ولقيته كفه كفه فقد كافحته، ومن رواه- بالقاف- أراد شرب الريق من تخف الرجل ماا في الإناء إذا شرب ما فيه. ومنه قول امرئ القيس *اليوم نخاف وعدا ثقاف* ويقال: أكفحت الدابة إذا تلقيت فاه باللجام تضربه، وكبحت الدابة إذا أخذت لجامه ليقف، وشنقت الدابة وعنجتها إذا جذبت خطامها إليك وأنت راكبها، وأكمحت الدابة إذا جذبت عنانه إليك حتى تنصب رأسه. (كفر) قوله تعالى: {أولئك هم الكافرون) الكفر: تغطية الإنسان نعماء الله عليه بالجحود، وبه سمي الليل كافرا لأنه يغطى بظلمته كل شيء. وقوله: {قتل الإنسان ما أكفره} يقول: ما أجحده بنعم الله عليه. وقوله تعالى: {فكفارته} أي فمحوه. وقوله: {إني كفرت بما أشركتمون بمن قبل} أي: تبرأت، قال ذلك شمر. وقوله تعالى: {ذلك كفارة إيمانكم} أي: ذلك الذي يغطى على أثامكم، وقيل: سمي الكافر كافرا لأنه يستر بكفره الإيمان، ومثله قيل للزارع كافر لأنه إذا بذر البذر غطاه بالتراب، وهو قوله: {أعجب الكفار نباته} أي: الزراع، وقيل: الكفار ها هنا هم أكفار بالله لأنهم أشد إعجابا بالحرث وزخرفه.

وقوله تعالى: {كل كفار عنيد} الكفار: الذي يجحد وقتا بعد وقت يكرر الكفر مرات. وقوله تعالى: {فلا كفران لسعيه} الكفران: مصدر كالفقران. وقوله تعالى: {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين} يعني لنعمتي. وفي الحديث (ألا لا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) قال أبو منصور فيه قولان: أحدهما: لا بسين السلاح، يقال كفر فوق درعه إذا لبس فوقها ثوبا، والقول الثاني: أنه يكفر الناس فيكفر كما يفعله الخوارج إذا استعرضوا الناس، وهو كقوله عليه الصلاة والسلام (من قال لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما).

وفي الحديث (من ترك قتل الحيات خشية النار فقد كفر) قال القتيبي: الكفر صنفان: أحدهما: الكفر بالأصل، وهو الكفر بالله نعوذ بالله منه والآخر: الكفر بفرع من الفروع كالكفر بالقدر وما أشبه ذلك، وهذا لا يخرج به عن الإسلام، لا يقال لمن كفر بشيء منه كافر، كما أنه يقال للمنافق آمن، ولا يقال: هو مؤمن، وسمعت الأزهري يقول وسئل عن من يقول بخلق القرآن أتسمه كافرا فقال: الذي يقوله كفر فأعيد عليه السؤال ثلاثا كل ذلك فيقول مثل ما قام ثم قال في الآخر قد يكون المسلم كفرا. وفي الحديث (لتخرجنكم الروم منها كفرا كفرا) يعني قرية قرية. ومنه حديث معاوية (أهل الكفور هم أهل القبور) يعني أهل القرى النائية عن الأمصار، ومجتمع أهل العلم: يكون الجعل عليهم أعلب، وهم إلى البدع، أشرع، وقال أبو عمرو قال أبو العباس: يقال: اكتفر الرجل إذا لزم الكفور، وهي القرى. وفي الحديث (الأعضاء تكفر للسان) أي تذل وتخضع. وفي الحديث (المؤمن مكفر) أي مرزا في [نفسه] وماله لتكفر خطاياه. وفي القنوت (واجعل قلوبهم كقلوب نساء كوافر) يعني في التعادي والاختلاف والنساء أضعف قلوبا لاسيما إذا كن كوافر.

(كفف)

(كفف) قوله عز وجل: {إلا كافة للناس} أي: جامعا لهم بالإنذار، ومعنى كافة في اللغة: الإحاطة، مأخوذ من كفه الشيء، وهو حرفه، وإذا انتهى الشيء إلى ذلك كف عن الزيادة، ولا يثنى كافة ولا يجمع وكفه القميص وحاشيته، وكل مستطيل كفة، مثل كفة الرمل، وكل مستدير كفة- بكسر الكاف- مثل كفة الميزان، وكفة الحائل، وأصل الكف المنع، ومنه قيل لطرف اليد كف لأنه يكف بها عن سائر البدن، ورجل مكفوف ممنوع البعير. وقوله تعالى: {ادخلوا في السلم كافة} أي: ابلغوا في الإسلام إلى حيث تنتهى شرائعه فتكفوا من أن تعدوا أي تجاوزوا، وأراد بالكافة الإحاطة، بجميع حدود الإسلام معناه: ادخلوا كلكم حتى يكف عن واحد منك ولم يدخل فيه، يقال: كففه فكف. وفي الحديث (إن بيننا وبينهم عيبة مكفوفة) يعني: التي أشرجت على ما فيها ومنعت بذلك أن تنال ضربها مثل للصدور أنها بقية من الغل والغش فيما كتبوا من الصلح والهدنة، والعرب تشبه الصدور التي فيها القلوب بالعياب التي تشرج على حر الثياب وفاخر المتاع، وقال أبو سعيد: معناه أن يكون الشر بينهم مكفوفا كما تكف العيبة إذا أشرجت على ما فيها من المتاع، كذلك الدخول التي كانت بينهم قد اصطلحوا على ألا ينشرونها بل يتكافون عنها كأنهم قد جعلوا في وعاء وأشرجوا عليها.

(كفل)

وروي عن الحسن رحمه الله: (إبدأ بمن تعو لولا تلام على كفاف) يقول: إذا لم يكن عندك فضل لا تلم على أن لا تعطى تقول: نفقته الكفاف ليس فيها فضل. وفي الحديث (أن رجلا رأى في المنام، كأن ظله تنطف عسلا وسمنا، وكأن الناس يتكففونه) أي يأخذونه بأكفهم. ومنه الحديث (خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس) أي: يسألونهم في أكفهم. وفي الحديث (فاستكفوا جنابي عبد المطلب) أي: أحاطوا به واجتمعوا حوله، ويقال: استكفت الحية إذا نزحت. (كفل) قوله تعالى: {وذا الكفل} سمى به لأن تكفل بأمر نبي في أمته، والكفل في اللغة: النصيب. ومنه قوله تعالى: {يكن له كفل منه} أي: نصيب. ومنه قوله تعالى: {يؤتكم كفلني من رحمته} أي نصيبين، واشتقاقه من الكساء الذي يحويه راكب البعير على سنامه يقسط فتأويله: يعطكم نصيبين يحفانكم من هلكة المعاصي كما يحفظ الكفل الراكب، قال أبو منصور. وقوله تعالى: {وكفلها زكريا} أي: كفل الله زكريا إياها، ومن قرأ

(كفهر)

بالتخفيف. {وكفلها زكريا} مرفوعا أي: ضمن القيام بأمرها. وقوله تعالى: {أكفلنيها} أي: اجعلنى كافلا لها وانزل أنت عنها. وفي الحديث (وأنت خير المكفولين) أي: الحق من كفل في صغره وأرضع حتى ينشأ، وكان - صلى الله عليه وسلم - مسترضعا في بني سعد بن بكر. وفي الحديث (فلان وفلان متكفلان على بعير) يقال: تكفلت البعير، وأكفلته إذا أدرت كساء حول سنامه ثم ركبته. وفي الحديث (الراب كافل) الراب زوج أم اليتيم، كأنه كفل نفقته. وفي الحديث (لك كفلان من الأجر) أي حظان ونصيبان. وفي حديث إبراهيم (أنه كره الشرب من ثلمة القدح، قال: إنها كقل الشيطان) قال أبو عبيد: الكفل أصله المركب، فأراد أن الثلمة مركب الشيطان (كفهر) في الحديث (القوا المخالفين بوجه مكفهر) أي: غليظ، وقد اكفهر في وجهه إذا عبس وقطب.

باب الكاف مع اللام

باب الكاف مع اللام (كلا) في الحديث (نهى عن الكالئ بالكالئ) هو النسيئة بالنسيئة وذلك أن يشترى الرجل شيئا مؤجلا الثمن، فإذا حل الأجل لم يجد ما يقضى به فيقول بعه منى إلى أجل أخر بزيادة شيء، فيبيعه منه غير مقبوض، منه يقال: بلغ الله بك أكلأ العمر أي أخره وأبعده وفي الحديث (لا يمنع الماء ليمنع الكلأ) قال أبو بكر: الكلأ للنبات قال: ومعنى الحديث أن البئر تكون في البادية أو في صحراء، ويكون قربها كلأ فإذا ورد ع ليها وارد فغلب على مائها ومنه من يأتي بعده من الاستسقاء منها كان منعه الماء مانعا الكلأ لأنه متى ورد رجلا بإبله فأرعاها ذلك الكلأ، ثم لم يسقها، قتلها العطش، فالذي يمنع ماء البئر يمنع النبات القريب منه، وهو مثل الحديث الآخر (لا يمنع فضل الماء ليمنع به فضل الكلأ). وفي الحديث (من مشى على الكلأ قذفناه في الماء) قال الشيخ: الكلأ والمكلأ شاطئ النهر ومرفأ السفن، فيقال: كلأن وكلاوان ومنه: سوق الكلأ بالبصرة، وهذا مثل ضربه لمن عرض بالقذف شبهة في مقاربته التصريح بالماشي على شاطئ النهار وإلقاؤه إياه في الماء إيجابه عليه القذف وإلزامه الحد.

(كلب)

(كلب) قوله تعالى: {من الجوارح مكلبين} قال ابن عرفة: المكلب الذي يسلط الكلاب على الصيد، والذي يعلمها، يقال له مكلب أيضا، والكلاب صاحب الكلب الصائد بها، يقال له أيضا كلاب ونصب مكلبين على الحال إي في حال تكليبهم هذه الجوارح أي تضربنكم لبانها على الصيد. وفي حديث غزوة أحد (أن فرسا ذب بذنبه فأصاب كلاب سيف فاستله) قال شمر: الكلب والكلاب الحلقة التي فيه السير في قائم السيف. في الحديث في ذكر ذي الئدية (يبدو في رأس شعيرات كأنهها كلية كلب) يعني مخالبه، وهي البازي كلاليبه. (كلثم) في الحديث (لم يكن - صلى الله عليه وسلم - بالمكلثم) قال شمر المكلثم من الوجوه القصير الحنك الداني الجبهة المستدير الوجه، ولا يكون إلا مع كثرة اللحم، وقال أبو عبيد: يقال: كان أسيلا ولم يكن مستدير الوجه. (كلح) قوله تعالى: {وهم فيها كالحون} الكالح: الذي قلصت شفته عن أسنانه كما تقلص عن رءوس الغنم إذا شيطت بالنار. (كلل) قوله تعالى: {وهو كل على مولاه} أي: ثقل على وليه.

قوله تعالى: {وإن كان رجلا يورث كلالة} قال السدى: الذي لا بدع والدا ولا ولدا، قال أبو منصور: أصلها من تكلله النسب إلى لم يكن الذي يرثه ابنه ولا أباه، فالكلالة: ما خلا الوالد والولد كأنه قال: وإن كان رجل يورث متكللا لهم نسبا، وتكون الكلالة الوارث وتكون الموروث وهو ها هنا الموروث، وهم الإخوة للأم دون الأب، فأما الكلالة في آخر هذه السورة فهي الأخت للأب، وقال ابن عرفة؟ : فإذا مات الإنسان، وليس له ولد ولا والد فذلك الكلالة لأن ورثتهم متكلل نسبهم، وقال القتيبي: الأب والابن طرفان للرجل فإذا مات، ولم يخلفهم فقد مات عن ذهاب طرفيه فسمى ذهب الطرفين كلالة وقال غيره: كلما احتف بالشيء من جوانبه فهو إكليل له، وبه سميت الكلالة لتكلل النسب والعصبة وإن بعدوا كلالة. وفي حديث جابر (مرضت مرضا أشفيت منه على الموت فأتاني النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: إني رجل ليس يرثني إلا كلالة) أي: يرثني ورقة ليسوا بولد ولا والد، وإنما كان يرثه أخواله. وفي الحديث (تبرق أكاليل وجهه) وهي الجبهة، وما يتصل بها الجبين، وذلك أن الإكليل يوضع هنالك. وفي الحديث (نهى عن تقصيص القبور وتكليلها) قال الدبري: صاحب عبد الرزاق التكليل: رفعها ببناء مثل الله، وهي الصوامع والقباب التي تبنى على القبور، وقال غيره: وهو ضرب الكلة عليه وهو ستر مربع يضرب على القبور.

(كلم)

وفي الحديث (أنه قال - صلى الله عليه وسلم - تقع فتن كأنها الظلل، فقال أعرابي: كلا يا رسول الله) أي: ساءه ذلك، وكلا ردع في الكلام وتنبيه، والظلل السحاب. (كلم) قوله تعالى: {كبرت كلمة} أي: أكبره الله وأعظمه كما تقول العرب: قبح هذا قولا، وحسن هذا قولا أي ما أحسنه وأقبحه. وقوله تعالى: {وجعل كلمة الذين كفروا السفلى} يعني الشرك، } وكلمة الله هي العليا} هي: لا إله إلا الله، وقال مجاهد والسدى في قوله تعالى: {وجعلها كلمة باقية في عقبة}: يعني شهادة أن لا إله إلا الله. وقوله تعالى: {ولولا كلمة سبقت من ربك} يعني: وعدهم الساعة قال الله تعالى: {بل الساعة موعدهم}. وقوله تعالى: {تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم} كل ما دعا الله الناس إليه فهو كلمة. وقوله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} وكلم الله فهي جمع كلمة وقوله} قبل أن تنفد كلمات} يعني علمه. وقوله: {وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا} يعني قوله: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض}. وقوله: {لا تبديل لكمات الله} أي: لا خلف لما وعده. وقوله: {وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات} هي عشر خصال من الطهارة معروفة.

باب الكاف مع الميم

وقوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات} وهو قوله: {ربنا ظلمنا أنفسنا} وقوله: {وصدقت بكلمات ربها} يعني عيسى عليه السلام وكذلك قوله: {وكلمته ألقاها إلى مريم} يعني عيسى سماه كلمة لأنه كان عن الكلمة فسمى بها كما يقال للمطر رحمه الله لأنه بالرحمة ما يكون. وفي الحديث (أعوذ بكلمات الله التامات) يعني القرآن. وفي الحديث (واستحللتم فروجهن بكلمة الله) يعني والله قوله تعالى: {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}. باب الكاف مع الميم (كمش) في حديث موسى وشعيب عليهما السلام (ليس فيها فشوش ولا كموش) الكموش: الصغيرة الضرع وهي الكمشة والكميشة أيضا سميت بذلك لانكماش ضرعها وهو تقلصه، ومنه يقال رجل كميش الإزرار والكشور مثل الكموش. (كمع) في الحديث (نهى عن المكامعة) قال أبو عبيد: هو أن يضاجع الرجل صاحبه في ثوب واحد، أخذ من الكيع والكمع وهو الضجيع ويقال لزوج المرآة هو كميعها. (كمل) قوله تعالى: {تلك عشرة كاملة} أي: كاملة الأجر يقال كمل من كمل كامل ومن كمل كميل وكمل أيضا فهو كمل وكمل.

(كمم)

(كمم) قوله تعالى: {والنخل ذات الأكمام} الأكمام جمع كم وهو كل ما عطى به شيء وكل شجرة تخرج من أكمها فهي ذات أكمام وأكمام النخلة ما غطى حمارها من السعف والليف وكم الطلعة فشرها ومنه قيل للقلنسوة كمة لأنها تغطى الرأس وكما القميص تغطيان اليدين. ومنه قوله: {وما تخرج من ثمرات من أكمامها} أي: من أوعيتها وكل ما وارى شيئا فهو كم له وكمام له. وفي حديث عمر رضي الله عنه (أنه رأى جارية متكمكة) قال أبو عبيد: أراد المتكممة وأصله من الكمة وهي القلنسوة شبه قناعها بها وتكمم الرجل في ثوبه إذا تلفف به وكل ظرف غطيت به شيئا فقد كممته. وفي حديث النعمان بن مقرن (فليثب الرجال إلى أكمنة خيولها) أراد مخاليها التي علقت على رءوسها. (كمن) في الحديث (فإنهما يكمنان الأبصار أو يكمهان) قال شمر: الكمنة ورم في الأجفان، وقيل: قرح في المآقى وقيل: يبس وحمرة وقال ابن مقبل: تأوبنى داءى الذي أنا حاذره .... كما أعتاد مكمونا من الليل عائره وقد كمنت تكمن كمنة ومن روى تكمهان فمعناه تعميان وقد كمه يكمه والأكمه الذي يولد أعمى ويقال الذي عمى بعد. (كمى) في حديث حذيفة (للدابة ثلاث حرجات ثم تنكمى) أي: تستتر يقال كمى فلان شهادته إذا سترها، ومنه قيل للشجاع كمى ويجوز أن يقال سمى كميا لأنه كمى بالدرع أي ستر. وفي الحديث (أنه مر على أبواب دور متسغلة فقال: اكموها) أي استروها لئلا تقلع عيون الناس عليها، وفي رواية (أكيموها) أي ارفعوها لئلا يهجم السيل عليها مأخوذ من الكومة وهي الرملة المشرفة وجمعها كوم.

باب الكاف مع النون

ومنه الحديث (أن قوما من الموحدين يحبسون يوم القيامة على الكوم أن يجذبوا) وهي المواضع المشرفة وكذلك الأعراف. باب الكاف مع النون (كنع) في حديث أبي بكر رضي الله عنه (أتت قافلة من الحجاز فلما بلغوا المدينة كنعوا عنها) أي: عدلوا، والكنيع: العادل. (كنف) في الحديث (أنه توضأ فأدخل يده في الإناء فكنفها) أي: جمع كفه ليصير كنفها لها، والكنف: الوعاء. وفي الحديث (كنيف ملئ علما). وفي الحديث (فجاءت امرأة تحمل صبيا به جنون، فحبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأجلس ثم اكتنع إليها) أي: دنامنها. ويقال: كنع الموت أي قرب ودنا. وفي الحديث (أعوذ بك من الكنوع) وهو الدنو في الذل. باب الكاف مع الواو (كوب) قال الله تعالى: {بأكواب وأباريق} قال الأزهري: الأكواب لا خراطيم لها، فإذا كان لها خرطوم فهي أباريق، وقال غيره: الكوب: إناء مستدير لا عروة له، ويجمع أكوابا وأكاويب.

(كور)

وفي الحديث (إن الله حرم الخمر والكوبة) قال ابن الأعرابي: الكوبة: النرد، ويقال: الطبل، وقيل: اليربط. (كور) قوله تعالى: {يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل} قال أبو عبيدة: أي يدخل هذا على هذا، ومعنى التكوير الكف والجمع، ومنه تكوير العمامة. ومنه قوله تعالى: {إذا الشمس كورت} أي: جمعت ولفت، وقال الربيع ابن خثم: (كورت) أي رمى بها، يقال: طعنه فكوره إذا ألقاه. وفي الحديث (كان يتعوذ من الحور بعد الكور) قال أبو عبيد: الحور، النقصان، والكور: الزيادة. (كوز) في حديث الحسن (يأتي الحب فيكتاز) أي: يغترف، وهو مفعول من الكوز. (كوس) وفي حديث سالم (أنه قال للحجاج: أما لو فعلت كذا لكوسك الله في

(كوع)

النار وأعلاك أسفلك) أي أكبلك الله في النار، يقال: كوسته تكويسا إذا قلبته، وقد كاوس يكوس. (كوع) في حديث ابن عمر (وبعثه أبوه إلى خيبر، فقاسمهم الثمر، فسحروه فتكوعت أصابعه) الكوع: أن تعوج اليد من قبل الكوع، والكوع: رأس اليد الذي يلي الإبهام، والكرسوع: رأس اليد الذي يلي الخنصر، يقال: كوعت يده وتكوعت. (كوم) في الحديث (أعظم الصدقة رباط فرس في سبيل الله لا يمنع كومه) يعني ضرابه. في الحديث (أنه رأى في إبل الصدقة ناقة كوماء) يعني: مشرفة السنام، والكوم موضع مشرف. ومنه الحديث (إن قوما من الموحدين يحبسون يوم القيامة على الكوم) وقد مر تفسيره. (كون) قوله تعالى: {ليكون لهم عدوا وحزنا} أي: يصير الأمر إلى ذلك، ومثله قول الشاعر: *وللموت ما تلد الوالدة* وهي لا تلده طلبا لأن يموت ولدها، ولكن المصير إلى ذلك، وهذه تسمى لام الصيرورة.

وفي الحديث (ودخل عليه المسجد وعامة أهله الكنتيون) قال: فقيل: وما الكنتيون؟ فقال: الشيوخ الذين يقولون: كان كذا وكنا وكنت، قال شمر: قال الفراء يقال: كأنك والله قدمت وصرت إلى كان [وكأنكما متما وصرتما] إلى كانا والجمع كانوا، والمعنى: صرت إلى أن يقال: كأنك وأنت ميت قال الشاعر: وكل امرئ يوما .... يصير إلى كان ويقل للرجل كأني بك وقد صرت كائنا، والمرأة كائنة، وإن أردت أنك صرت من الهرم إلى أن يقال: كنت مرة قلت أصحبت كنتيا، وكنيتيا، وإنما يقال: كنتيا، لأنه أحدث نونا مع الياء. [في النسبة ليتبين] الرفع كما أرادوا تبين النصب في (ضربني) ومنه قول الشاعر: وما كنت كنتيا وما كنت عاجزا .... وسر الرجال الكنتي عاجز وفي حديث عمر رضي الله عنه: (أنه دخل المسجد فرأى رجلا بذ الهيئة فقال: كن أبا مسلم الخولاني) قال أبو العباس ثعلب: العرب تقول: كن وبذا أي أنت وبذ. ومثله قوله تعالى: {كنتم خير أمة} وقال ابن الأعرابي: (كنتم خير أمة) أي كنتم في علمي خير أمة. وفي حديث بعضهم: (فإني لأغتسل من الجنابة ثم أتكوى بجاريتي) يقول: أستدفيء بها.

باب الكاف مع الهاء

باب الكاف مع الهاء (كهر) في حديث معاوية بن الحكم: (ماكهرنى ولا شتمني) قال أبو عبيدة الكهر: الانتهار. وفي قراءة عبد الله: (فأما اليتيم فلا تكهر) والكهر في غير هذا ارتفاع النهار. (كهل) قوله تعالى: {ويلكم الناس في المهد وكهلا} الكهل: الذي انتهى شبابه، واكتهل النبت ثم طوله، ورجل كهل، وامرأة كهلة يقول: يكلم الناس في المهد آية، ويكلهم كهلا بالوحي والرسالة وقال أبو العباس: كلمهم في المهد حين برأ أمه، فقال: (إني عبد الله آتاني الكتاب ... الآية)، وأما كلامه وهو كهل فإذا أنزله الله أنزله في صورة ابن ثلاث وثلاثين سنة، وهو الجهل فيقول لهم: (إني عبد الله) كما كلمهم في المهد فهاتان آيتان وحجتان. وفي الحديث: (فهل لك في أهلك من كاهل) ويروى (من كاهل) قال أبو عبيدة: وهو مأخوذ من الجهل، يقول: هل فيهم من أسن وصار هلا، رد أبو سعيد عليه، فقال: قد يخلف الرجل الرجل في أهله كهلا وغير كهل، قال: والذي سمعناه من العرب، أن الرجل الذي يخلف الرجل في أهله يقال له: الكاهن وقد كهن كهونا فلا يخلو هذا الحرف من شيئين:

(كهه)

أحدهما: أن يكون المحدث سائلا سمعه فظن أنه كاهل ويكون الحرف يعاقب منه بين الكاف والنون، كما يقال: هتنت السماء وهتلت، والغريبين والغربيل، وقال أبو منصور: وفيه وجه أقرب من هذا، سمعت العرب تقول: فلان كاهل بني فلان أي عمدتهم في الملمات وسندهم في الملمات، ويقولون: مضر كاهل العرب وتميم كاهل مضر، وهو مأخوذ من كاهل الظهر لأن عنق الفرس يتساند إليه في عدوه، وهو محمل مقدم السرج، وإنما أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (هل لك في أهلك من كاهل) هل في أهلك من تعتمده في القيام يعول من تخلف من صغار ولدك لئلا يضيعوا ألا ترى أنه قال: (ما هم إلا أصيبية صغار) أجابه فقال: (ففيهم فجاهد). وفي حديث عمر أنه قال لمعاوية: (أتيتك وأمرك كحق الكهول) الكهول: العنكبوت أراد أمرك ضعيف واه. في الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: (يخرج من الكاهنين رجل يقرأ القرآن قراءة لا يقرأ أحد قراءته) قيل: إنه محمد بن كهب القرظي وقيل: لقريظة والنضير، الكاهنان، وهما قبيلتا اليهود بالمدينة. (كهه) في الحديث: (كان الحجاج أصغر كهاهة) هو الذي إذا نظرت إليه كأنه يضحك فليس بضاحك. (كها) في حديث ابن عباس: (أن امرأة جاءتها فقال: في نفسي مسألة وأنا أكتهيك أن أشافهك بها) أي أجلك وأعظمك، ويقال: رجل أكهى أي جبان كأنها

باب الكاف مع الياء

أرادت الجبن أن أسألك عنها وقد كهى يكهى كهى فقال: (اكتبيها في بطاقة) أي رقعة، ويروى: (نطاقة) والباء تبدل من النون. باب الكاف مع الياء (كيد) قوله عز وجل: {فيكيدوا لك كيدا} أي: يحتالوا احتيالا، والكيد: الاحتيال والاجتهاد، ولهذا سميت الحرب كيدا لاحتيال الناس فيها، قال عمر بن لحاء: تراءت كي تكيدك لم يشر .... وكيد بالتبرج ما تكيد وقوله تعالى: {كذلك كدنا ليوسف} أي: علمناه الكيد على إخوته. وقوله تعالى: {فيجمع كيده} أي: حيلته وقد كاده يكيده. وقوله تعالى: {لأكيدن أصنامكم} أي: لأحتالن لها. وقوله تعالى: {إذا أخرج يده لم يكد يراها} أي: لا رؤية ثم ولا مقاربة للرؤية، من قولهم: كاد يكاد. وفي حديث الحسن: (إذا بلغ الصائم الكيد أفطر) الكيد: القئ: والكيد: الحيض أيضا. ومنه حديث ابن عباس: (أنه نظر إلى جوار وقد كدنا في الطريق، فأمر أن ينحين).

(كيس)

وفي الحديث: (دخل على سعد وهو يكيد بنفسه) أي يجود بها والكيد الحرب. ومنه حديث ابن عمر (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزا غزوة كذا فرجع ولم يلق كيدا). وفي حديث عمرو: (ما قولك في عقول كادها خالقها) أي أرادها بسوء. (كيس) في الحديث: (فإذا قدمتك فالكيس الكيس) قال ابن الأعرابي: الكيس: الجماع، والكيس: العقل، كأنه جعل طلب الولد عقلا. وفي الحديث: (أي المؤمنين أكيس) قال أبو بكر: أي: أعقل، قال: وقال أبو العباس: الكيس العقل وأنشد وإنما الشعر لك المرء يعرضه .... على المجالس إن كيسا وإن حمقا وفي الحديث: (أتراني إنما كستك لآخذ جملك) أي غلبتك بالكيس، يقال: كاسني فكسته أي كنت أكيس منه.

(كعع)

(كعع) وفي الحديث: (ما زالت قريش كاعة حتى مات أبو طالب) الكاعة: جمع كائع، وهو الجبان، وقد كاع يكع وكع يكع وقد كععت يا رجل وكعت، أراد أنهم يجبنون على إيذاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما مات اجترؤا يؤذون. (كيف) وقوله تعالى: {كيف تكفرون بالله} قال ابن عرفة: كيف هاهنا على جهة التوبيخ والإنكار والتعجب، كما تقول: كيف فعلت ما لا يحل لك أي لم فعلته، ويقولون: كيف تفعل إذا أقبل قبلك أي كيف أنت إذا استقبل وجهك بما تكره. ومنه قوله تعالى: {كيف يكون للمشركين عهد عند الله} أي: لا عهد لهم، فوقعت كيف في مكان النفي ومنه قول الشاعر: كيف قوى على الفراش .... ما تشمل الشام غارة شغراء ومثل قوله تعالى: {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم}. وقوله تعالى: {كيف وإن يظهروا عليكم} قال أبو منصور: المعنى كيف يكون عهد وهم يظهروا عليكم} لا يرقبوا فيكم} لا يحفظوا (إلا) أي عهدا، (ولا ذمة) أي أمانا، وأنشد للحطيئة في إضمار الضمير مع كيف: فكفيف ولم أعلمه خذلوكم .... على معظم ولاذيمكم قدوا أي كيف تلومونني على مدح قوم. قال: وقوله تعالى: {لننظر كيف تعملون} فموضع كيف موضع نصب لأنها حرف استفهام، والاستفهام يعمل فيه ما بعده ولا يعمل فيه ما قبله.

(كيل)

(كيل) في الحديث: (أن رجلا سأله سيقا، فقال: لعلى إن أعطيتك أن تقوم في الكيول) قال أبو عبيد: هو مؤخر الصفوف، وقال الأزهري: الكيول ما خرج من حر الزند مسودا لأنار فيه، وقال الكسائي: كال الزند يكيل كيلا إذا كبا فشبه مؤخر الصفوف به لأنه لا يقاتل من كان فيه. في الحديث: (المكيال مكيال أهل المدينة، والميزان ميزان أن مكة) قال أبو عبيد: هذا الحديث أصل لكل شيء من الكيل والوزن، إنما يأثم الناس فيهما بهم، ألا ترى أن أهل التمر بالمدينة كيل وهو يوزن في كثير من الأمصار، وأن السمن عندهم وزن وهو كيل في كثير من الأمصار، قال: والذي يعرف أصل الكيف والوزن أن كل ما لزمه اسم المختوم والقفيز والمكوك والمد والصاع فهو كيل، وكل ما لزمه اسم الأرطال والأواقي والأمناء فهو وزن، وقال أبو منصور: التمر أصله الكيل فلا يجوز أن يباع رطلا برطل ولا وزن بوزن لأنه إذا رد بعد الوزن إلى الكيل لم يؤمن فيهما التفاضل، وغنما احتيج إلى هذا إذا رد بعد الوزن إلى الكيل لم يؤمن فيهما التفاضل، وإنما احتيج إلى هذا الحديث لمعنى ولئلا يتهافت الناس في الربا. وفي حديث عمر رضي الله عنه (نهى عن المكايلة) هي المقايسة وهو أن تكيل له مثل ما يكيل لك، من قولهم جاذيته كيل الصاع بالصاع. آخر حرف الكاف

اللام ل

كتاب اللام

كتاب اللام بسم الله الرحمن الرحيم باب اللام مع الهمزة (لأم) في حديث علي رضي الله عنه: (كان يحرض أصحابه، يقول: تجلببوا السكينة، وأكملوا اللؤم) قال القتيبي: هي جمع لأمة على غير قياس، وهي الدرع، وكأنه جمع لؤمة، قال الشيخ: اللؤمة الحديدة التي يحرث بها. (لأواء) في الحديث: (من صبر على لأواء المدينة) اللأواء: شدة الضيق. (لألأ) وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - (يتلألأ وجهه تلألؤ القمر) أي: يستنير ويشرق، قال أبو بكر: هو مأخوذ من اللؤلؤ. (لأى) في حديث عائشة رضي الله عنها: (فبلأى ما كلمته) تعنى: ابن الزبير أي بعد مشقة وجهد. وفي حديث أبي هريرة (يجيء من قبل المشرف قوم وصفهم، ثم قال: حتى يلحقوا الزرع بالزرع، والضرع بالضرع والراوية يؤمئذ يستقى عليها أحب إليَّ

باب اللام مع الباء

من لاء وشاء) قال القتيبي: هكذا رواه نقلة الحديث: (لاء) مثل ماء وإنما هو (الآء) مثل السعاع، وهي الثيران، واحدها (لأى) تقديره ألفا مثل قفا وأقفاء، يقول: بعير يستقى عليه يومئذ خير من اقتناء البقر والغنم كأنه أراد الزراعة لأنه أكثر من يقتنى الثيران والغنم الزراعون، ومعنى قوله: (حتى يلحقوا الزرع بالزرع) يقول: إذا أهلكوا زرعا ألحقوا الذي يليه به. باب اللام مع الباء (لبأ) في حديث بعض الصحابة: (أنه مر بأنصارى يغرس، فقال: يا ابن أخي إن بلغك أن الدجال قد خرج فلا يمنعك من أن تلبأها) يقال: لباب الودية أي غرستها وسقيتها أول سقيها مأخوذ من اللباء ولمأت أيضا. (لبب) في التلبية (لبيك اللهم لبيك) قل الفراء: نصب على المصدر وقال أبو بكر: فيه أربعة أقوال: أحدهن: إجابتي يا رب لك مأخوذ من لب بالمكان وألب به إذا أقام، وقالوا لبيك فثنوا لأنهم أرادوا إجابة بعد إجابة كما قالوا حنانيك أي رحمة بعد رحمة، وقال بعض النحويين: أصل لبيك لبببك فاستثقلوا الجمع بين ثلاث باءات، فأبدلوا من الثانية ياءا، كما قالوا: تظنيت، والأصل تظننت. والثاني: اتجاهي إليك يا رب وقصدي فثنى للتوكيد أخذ من قولهم: دارى تلب دارك أي تواجهها.

والثالث: محبتي لك يا رب، من قول العرب: امرأة لبة أي محبة لولدها عاطفة عليه، ومنه قول الشاعر *وكنتم كأم لبة ظعن ابنها* والرابع: إخلاصي لك يا رب، من قولهم: حسب لباب إذا كان خالصا محضا، ومن ذلك لب الطعام ولبابه. وفي الحديث: (إن الله منع مني بنى مدلج بصلتهم الرحم، وطعنهم في الباب الإبل) وروى (في لبات الإبل) قال أبو عبيدة: من رواه (الباب الإبل) فله معنيان: أحدهما: أن يكون أراد جمع اللب، ولب كل شيء خالصه أراد خالص إبلهم وكرائهما. والمعنى الثاني: أنه أراد جمع اللبب، وهو المنحر من كلئ شيء، ويري أن لبب الفرس إنما سمي به، قال: وإن كان المحفوظ (اللبات) فهو جمع لبة، وهو موضع النحر. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (أنه صلى في ثوب واحد متلببا به) قال أبو عبيد: هو الذي تحزم به عند صدره، وكل من جمع ثوبه متحزما به فقد تلبب، ويقال: أخذ بتلبيبه إذا جمع عليه ثوبه الذي هو لابسه قبض عليه يجره. ومنه الحديث: (أن رجلا خاصم أباه فلب به) أي: جربه مأخوذا يلببه.

(لبد)

(لبد) قوله تعالى: {كادوا يكونون عليه لبدا} أي: يسقطون عليه ويتكابسون تعجبا منه وشهرة للقرآن ومعنى (لبدا) يركب بعضهم بعضا وكل شيء ألصقته بشيء إلصاقا نعما فقد لبدته وواحد اللبد لبدة ومن قرأ لبدا فهو جمع لابد مثل راكع وركع، يقال: لبد بالمكان إذا ثبت به. وقوله تعالى: {أهلكت مالا لبدا} قال الفراء: هو المال الكثير. وفي الحديث (أن عائشة أخرجت كساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ملبدا) أي: مرقعا، وقد لبدت الثوب ولبدته وألبدته، أخبرنا بذلك ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب قال: ويقال للرقعة التي ترقع بها قبة القميص القبيلة، وللرقعة التي ترقع بها قبة القميص القبيلة، وللرقعة التي يرقع بها قدر القميص اللبدة، وقد لبدت الثوب ألبده وألبده. في حديث أبي بكر رضي الله عنه (أنه كان يحلب فيقول: ألبد أم أرغى؟ فإن قالوا: أليد، ألزق العلبة بالضرع فيحلب، ولا يكون لذلك الحلب رغوة، وإن أبان العلبة رغا الشخب لشدة قرعه في العلبة). وفي حديث ابن عمر (من لبد أو عقص فعليه الحق) قوله: (لبد) هو أن

(لبس)

هو يجعل في رأسه شيئا من صمغ لتلبد شعره، ولا يقمل، والتلبيد: بقيا على الشعر لئلا يشعث في الإحرام، وربما لبد الشعر لطول الشعث فيكون لبد بمعنى تلبد. ومنه الحديث: (لا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبدا) ومروى (ملبيا). وفي الحديث في صفة الغيث (فلبدت الدماث) أي: صيرتها لا تسوخ فيها الأرجل، والدماث: الأرضون السهلة. وفي حديث حذيفة وذكر فتنة فقال: (البدوا لبود الراعي على عصاه، لا يذهب بكم السيل) فيقول: اقعدوا في بيوتكم ولا تخرجوا منها فتهلكوا، وتكونوا كمن ذهب به السيل، يقال: لبد بالأرض إذا لزق يلبد لبودا. وفي حديث أم زرع (على رأس قوز وعيث ليس بلبد فيتوقل ولا له عندي معول) قال ابن الأنباري: معناه ليس بمستمتك فيسرع المشي فيه. وفي حديث قتادة: (وذكر إلباد البصر في الصلاة) يعني: إلزامه موضع السجود من الأرض وقد لبد الشيء وتلبد، انضم بعضه إلى بعض. (لبس) قوله عز وجل: {ولا تلبسوا الحق بالباطل} قال ابن عرفة: أي لا تخلطوه به، يقال: ليست الشيء بالشيء إذا خلطته فالتبس قال بشر:

ولما تلبس خيل بخيل .... فيطعنوا ويضطربوا اضطرابا وقوله تعالى: {أو يلبسكم شيعا} أي: يخلط أمركم خلط اضطراب لا خلط اتفاق، وقوله: {شيعا} أي: فرقا، وعن ابن عباس (أو يلبسكم شيعا) قال: الأهواء المتفرقة. وقوله تعالى: {ولم يلبسوا إيمانكن بظلم} أي: لم يخلطوه بشرك. وقوله تعالى: {لم تلبسون الحق بالباطل} قال الأزهري: أي لم تغطون أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويقال: لبست عليه الأمر لبسا إذا أشبهته عليه. ومنه قوله تعالى: {وللبسنا عليهم ما يلبسون} أي: ولشبهنا عليهم، ولأضللناهم كما ضلوا. وقوله تعالى: {جعل لكم الليل لباسا} أي: يستر الناس بظلمته وكل شيء يستره شيء فهو لباس له. وقوله تعالى: {هن لباس لكن وأنتم لباس لهن} قال مجاهد: أي سكن لكم، وقال ابن عرفة: اللباس من الملابسة وهو الاختلاط والاجتماع وأنشد للجعدى: إذا ما الضجيج ثنى عطفه تثنت فكانت عليه لباسا وقال غيره: العرب تسمى المرأة لباسا.

(لبط)

وقوله تعالى: {ولباس التقوى} قال السدى: هو الإيمان، وقال غيره: هو الحياء، وقيل: ستر العورة لباس المتقين، وهو مرفوع بإضمار هو. وقوله تعالى: {صنعة لبوس لكم} يعني: الدرع سمى لبوسا لأنه يلبس، كما يقال: للبعير الذي يركب ركوب. وفي الحديث: (فيأكل وما يلتبس بيده طعام) أي: لا يلزق به لنظافة أكله. وفي المولد والمبعث: (فجاء الملك فشق عن قلبه، قال: فخفت أن يكون قد ألتبس بي) أي: خولطت من قولك في رأيه لبس. (لبط) وفي الحديث: (أن فلانا رأى سهل بن حنيف قعانه فلبط به) يعني: صرع فسقط، يقال: لبط فهو ملبوط به. ومنه الحديث (أنه خرج وقريش ملبوط بهم) يعني: أنهم سقطوا بين يديه. وسئل - صلى الله عليه وسلم - عن الشهداء فقال: (أولئك يتلبطون في الغرف العلى) أي يتمرغون، والمعنى يضطجعون، وهو يتفعلون من لبطته بالأرض ألبطه. وفي حديث آخر: (لا تسبوا ما عزا فإنه يتلبط في الجنة) قال أبو العباس: اللبط: التقليب على الرياض وغيرها.

(لبك)

وفي حديث بعضهم: (فألتبطوا بجنبي ناقتي) يقول: سعوا يقال التبط السياط وسعى سعيا، وأقرأ قرأ وأبز أبزا إذا غدا. في الحديث: (ثم لبقها) يعني الثريدة، قال أبو عبيد: يقول: جمعها بالمقدحة، وقال شمر: ثريدة ملبقة خلطت خلطا شديدا. (لبك) في حديث الحسن: (أنه قال لرجل سأله عن شيء لبكت على) أي خلطت وأمر لبك أي مختلط وبكل أيضا إذا خلط وهو من المقلوب. (لبن) في الحديث: (أن خديجة بكت، فقال لها: ما يبكيك؟ فقالت: درت لبنة القاسم فذكرته) قال الليث: اللبن خلاص الجسد من بين الفرث والدم فإذا أرادوا الطائفة القليلة من اللبن، قالوا لبنة، كما يقال: كنا في ثريدة ولحمة. وفي حديث عائشة (عليم بالمشتيئة النافعة التلبين) وهو حساء يعمل من دقيق أو نخالة، وربما جعل فيها عسل، سميت تلبينة تشبيها باللبن لبياضها ورقتها والمشنيئة: البغيضة. وجاء في حديث آخر لها مرفوعا (التلبينة مجمة لفؤاد المريض) ويقال لها بالفارسية السبونئاك.

باب اللام مع التاء

وفي حديث جرير: (كان إذا سقط كان درينا، وإن أكل كن لبينا) أي: مدرا للبن مكثرا له يريد أنه يلبن النعم إذا رعته يعني البرير وحمل السلم فعيل بمعنى فاعل، كما يقال: قدير بمعنى قادر وحفيظ بمعنى حافظ وكفيل بمعنى كافل، وكذلك لبين بمعنى لابن كأنه يعطيها اللبن، يقال: لبنت القوم: لبنهم إذا سقيتهم اللبن. وفي حديث الاستسقاء .... أتيناك والعذراء يدمى لبانها اللبان: أصله للفرس، وهو موضع اللبب، ثم يستعمل في الناس على جهة الاستعارة، والمعنى يدمى صدرها لامتهانها نفسها في الخدمة لا تجد ما تعطيه من يخدمها لصعوبة الزمان. وفي الحديث (وصحيفة فيها خطيئة وملبنة) الملبنة: الملعقة. باب اللام مع التاء (لتت) في الحديث: (فما أبقى منا إلا لتاتا) يعني المرض، واللتات: مافت من قشور الشجر كأنه يقول: ما أبقى منه إلا جلدا يابسا، وذكره الشافعي في باب التيمم، فقال: لا يجوز به التيمم. باب اللام مع الثاء (لثث) في حديث عمر رضي الله عنه: (لا تلثوا بدار معجزة) الإلثاث: الإقامة

(لثق)

بالمكان، يقال: ألق بالمكان وألث به، يقول: لا تقيموا ببلد أعجزكم فيه الرزق والكسب، وقيل: لا تقيموا بالثغور مع العيال. (لثق) في الحديث: (فلما رأى لثق الثياب على الناس ضحك) اللثق: الوحل، وقد الثقت ثيابي ولثق الطائر بالمطر إذا ابتل ريشه. (لثن) في المبعث شعر: فبغضكم عندنا مر مذاقته .... وبغضنا عندكم يا قومنا لثن سمعت الأزهري يقول: سمعت محمد بن إسحاق السعدي يقول: سمعت على بن حرب يقول: وكان معربا يقول: لثن أي حلو لغة يمانية قال الأزهري: ولم أسمعه لغيره وهو ثبت. باب اللام مع الجيم (لجب) في الحديث: (ولا الجذعة اللجبة) هي التي أتى عليها بعد نتاجها أربعة أشهر فخف لبنها، وجمعها لجبات، وقد لجبت. ومنه حديث شريح (أن رجلا قال له: ابتعت من هذا شاة فلم أجد لها لبنا، فقال شريح: لعلها لجبت) وقيل: إنها في المعزى خاصة ومثلها من الضأن الجدود. (لجج) قوله عز وجل: {في بحر لجي} منسوب إلى اللجة، وهو الذي لا يدرك آخره واللجة: معظم الماء، والجمع لجج، واللج: البحر إذا تلاطمت أمواجه.

ومنه الحديث: (من ركب البحر إذا التج). ومنه قوله تعالى: {حسبته لجة} أي ماء له عمق، والتج الأمر إذا عظم وخلط. في الحديث (إذا استلج أخدكم بيمينه، فغنه آثم له عند الله) قال شمر: معناه أن يلج فيها ولا يكفرها، ويزعم أنه صادق فيها، وقيل: هو الظاهر أن يحلف، ويرى أن غيرها خير منها فيقيم على ترك الكفارة، فلذلك أثم له، وقال النضر: يقال: استلج فلان متاع فلان وتلججه إذا ادعاه. وفي حديث طلحة: (قدموني فوضعوا اللج على قفى) قال أبو عبيد: عن الأصمعي: عني باللج السيف، قالوا: ونرى أنه اسم سمي به السيف كما قالوا: الصمصامة، وذو الفقار ويقال أنه شبهه يلجة البحر في هوله، وقال شمر: قال بعضهم: اللج: السيف بلغة طئ. وفي حديث علي: (الكليمة من الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج حتى تخرج إلى صاحبها) أي تتحرك في صدره حتى يسمعها المؤمن منه. وفي كتاب عمر إلى أبي موسى (الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك مما ليس في كتاب ولا سنة) أي: تردد في صدرك، قال المبرد: وأصل ذلك المضغة والأكلة يرددها الرجل من فمه فلا تزال تردد إلى أن يسيغها ويقذفها والكلمة يرددها الرجل إلى أن يصلها بالأخرى، ويقال للغي لجلاج.

(لجن)

ومنه قولهم: (الحق أبلج والباطل لجلج) أي يتردد فيه صاحبه ولا يجد مخرجا. (لجن) في حديث جرير (خير المراعي الأراك والسلم إذا أخلف كان لجينا) اللجين: الخبط بعينه، وذلك أن ورق الأراك والسلم يخبط حتى يسقط ويخف ثم يدل حتى يتلجن أي يتلزج ويصير كالخطمى ثم بوجوه الإبل وكل شيء يتزلج فقد تلجن، ومنه قيل للناقة البطيئة لجون. في حديث العرباض قال: (بعت من النبي - صلى الله عليه وسلم - بكرا فأتيته أتقا ضاه ثمنه، فقال لا أقضيكها إلا لجينة) اللجين: الفضة. باب اللام مع الحاء (لحب) في حديث ابن زمل الجهني (على طريق رحب لاحب) اللاحب الطريق المنقاد الذي لا ينقطع. ومنه حديث أم سلمة (لا تعف سبيلا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لحبها) أي: نهجها (لحت) في الحديثة: (فإذا فعلتم ذلك كذا بعث الله عليكم شر خلقه فلحتوكم كما يلحت القضيب) يقال: لحت فلان عصاه إذا قشرها واللحت واللتح واحد

(لحح)

مقلوب، وفي رواية أخرى (فألتحوكم كما يلتحى القضيب) يقال: التحيت العصا ولحوتها إذا أخذت لحاءها. (لحح) وفي الحديث: (أن ناقته تلحلحت عن بيت أبي أيوب) أي أقامت، وأصله من ألح يلح وألحت الناقة إذا أقامت فلم تبرح. ومنه الحديث: (فبركت به ناقته فزجرها المسلمون فألحت) أي لزمن مكانها، ويقال ألح الجمل وخلأت الناقة. ومنه حديث إسماعيل وأمه هاجر قال: (والوادي يومئذ لاح) أي ضيق أشب من الشجر، يقال: مكان لاح ولحح، ومنه يقال: لححت عينه إذا التصقت، ورواه شمر (لاخ) بالخاء ويقال تلحلح الرجل إذا أقام وثبت وتحلحل إذا زال عن الموضع. (لحد) قوله تعالى: {الذين يلحدون في أسمائه} أي يميلون صفاته إلى غير ما وصف به نفسه: يدعون له الصاحبة والشريك والولد، يقال: ألحد ولحد إذا جار عنا لحق قال الأجمر: جرت وملت وألحدت جادلت وماديت. ومن ذلك قوله تعالى: {لسان الذي يلحدون إليه أعجمي} ويقال: الحدت الميت ولحدت واللحد والملحد والملحد- بضم الميم وفتحها واحد وهو الشق في ناحية القبر.

(لحط)

وقوله تعالى: {ولن تجد من دونه ملتحدا} أي معدلا تجعله حرزا. وقوله تعالى: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} فيل: الإلحاد: الشرك بالله، وقيل: كل ظالم فيه ملحد، ودخول الباء في قوله: (بإلحاد) معناه ومن إرادته فيه أن يلحد بظلم. وفي الحديث: (حتى يلقى الله وما على وجهه لحادة من لحم) أي: قطعة. (لحط) في الحديث: (مر على قوم قد لحطوا باب دارهم) أي: رشوه قال أبو العباس: واللحط: الرش أخبرنا به ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب. (لحظ) في صفته - صلى الله عليه وسلم -: (جل نظره الملاحظة) هو أن ينظر الرجل بلحاظ عينيه إلى الشيء شزرا، وهو شق العين الذي يلى الصدغ وأما الذي يلى الصدغ وأما الذي يلى الأنف فهو الموق والماق. (لحف) قوله تعالى: {لا يسألون الناس إلحافا} أي: إلحاحا يقال: ألح عليه

(لحك)

وألحف، وقال الزجاج: معنى ألحق شمل المسألة، ومنه اشتق اللحاف. في الحديث (من سأل وله درهما فقد سأل الناس إلحافا). وفي حديث عائشة (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يصلى في شعرنا ولا لحفنا) قال أبو عبيد: اللحاف: كل ما تغطيت به وقد التحفت ولحفت فلانا. (وكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرس يقال له: اللحيف) لطول ذنبه، فعيل بمعنى فاعل، كأنه كان يلحف الأرض بذنبه. (لحك) في صفته - صلى الله عليه وسلم - (كان إذا سر فكأن وجهه المرآة، وكان الجدر تلاحك وجهه) الملاحكة: شدة الملائمة أي يرى شخص الجدر في وجهه. (لحم) قوله تعالى: {أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا} أي يغتابه يقال: هو يأكل لحوم الناس أي يغتابهم. وفي الحديث (إن الله يبغض أهل البيت اللحمين) قال سفيان الثوري: هم الذين يكثرون أكل لحوم الناس، وقيل هم الذين يكثرون أكل اللحم.

(لحن)

ومنه قول عمر رضي الله عنه (اتقوا هذه المجازر فإن لها ضراوة كضراوة الخمر) وقال ابن عرفة: يقال: ألحمت فلانا فلانا أي مكنته من عرضه. وفي حديث جعفر الطبار رضي الله عنه (أنه أخذ الراية يوم مؤتة، فقتال بها حتى ألحمه القتال) يقال: ألحم الرجل واستلحم إذا نشب في الحرب فلم يجد مخلصا، ولحم إذا قتل فهو ملحوم ولحيم. ومنه لحديث عمر رضي الله عنه في صفة الغزاة (ومنهم من ألحمه القتال) وفي الحديث (أن أسامة لحم رجلا من العدو) أي قتله، ويقال: قرب منه حتى لزق به، ومنه يقال: التحم الجرح إذا التزق خرقه. وفي الحديث (المتلاحمة) وهي التي أخذت في اللحم، وتكون المتلاحمة التي برأت والتحمت، ويقال: التحمت وتلاحمت. وفي الحديث (قال لرجل صم ثلاثة أيام في الشهر وألحم عند الثالثة) قال بعضهم: أي وقف عند الثالثة فلم يزده عليها، قال: ألحم الرجل بالمكان إذا أقام فلم يبرح. (لحن) قوله تعالى: {ولتعرفنهم في لحن القول} أي: في نحوه وقصده ولحن فلان

لي أخذ في ناحية من الصواب قال الشاعر: منطق صاحب وتلحن أحيانا .... وخير الحديث ما كان لحنا يقال: خير الحديث من مثل هذه، ما كان لحنا لا يعرفه كل أحد إنما يعرف أمرها في أنحاء قولها، واللحن: اللغة والنحو. ومنه قول عمر رضي الله عنه (تعلموا اللحن كما تعلمون القرآن) يقول: تعلموا كيف لغة العرب فيه. ومنه قول أبي ميسرة (العرم: المسناة بلحن أهل اليمن) يريد بلغة اليمن. ومنه قول عمر رضي الله (أبي أقرأنا وإنا لنرغب عن كثير من لحنه) أي لغته قال الشاعر: وقوم لهم لحن سوى لحن قومنا .... وشكل وبيت الله لسنا نشاكله وقال أبو عبيد: قول عمر تعلموا اللحن أي الخطأ في الكلام، قال ومنه قول أبي العالية (كنت أطوف مع ابن عباس وهو يعلمني اللحن). وسئل معاوية (بابن زياد فقيل: إنه ظريف على أنه يلحن، قال: أوليس ذلك أظرف له) قال القتيبي: ذهب معاوية إلى اللحن الذي هو الفطنة- محرك الحاء- وقال غيره: لم يذهب إلى ذلك لكنه أراد اللحن بعينه، وهو يستملح في الكلام إذا قل، ويستثقل الإعراب والتشديق ألم تسمع قول الشاعر: وخير الحديث ما كان لحنا أراد: أطيب الحديث.

(لحا)

في الحديث (لعل بعضكم أن يكون ألحن بجحته من بعض) أي أفطن لها. ومنه قول عمر بن عبد العزيز (عجبت لمن لاحن الناس كيف لا يعرف جوامع الكلم) أي فاطنهم، وقال أبو الهيثم: العنوان واللحن واحد، وهما العلامة يشير بها إلى الإنسان ليفطن بها يقال لحن فلان ففطنت، ويقال: للذي يعرض ولا يقترح، قد جعل كذل لحنا لحاجته وعنوانا. (لحا) في الحديث: (نهيت عن ملاحاة الرجال) اللحاء والملاحاة كالسباب يقال: لحنت الرجل إذا لمته لا غير، واللحاء: القشر، وقد لحيت الشجرة. والتحيتها ولحوتها إذا قشرتها، واللحو واللحاء القشر. ومنه الحديث (قال: فالتحوكم كما يلتحى القضيب). وقال الحجاج في بعض خطبه (لألحونكم لحو العصا). وفي حديث لقمان (فلحيا لصاحبنا لحيا) أي: لوما وعذلا ونصب على المصدر وإن شئت على الدعاء، كما تقول بعدا له وسقا وسقيا ورعيا. في الحديث (احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - بلحى جمل) وهو مكان بين مكة والمدينة.

باب اللام مع الخاء

باب اللام مع الخاء (لخخ) في قصة إسماعيل عليه السلام (والوادي يومئذ لاخ) قال شمر: معوج قال: وهو بالتخفيف لاخ ذهب به إلى الألخى واللخواء، وهو المعوج الفم، وقال الأزهري: الرواية بالتشديد وهو صحيح ومعناه المتضايق المتلاخي لكثرة شجر وقلة عمارته، ويقال: لججت عيناه ولخخت إذا التزقت من الرمص كذلك قال الأصمعي. وفي الحديث (فأتانا رجل فيه لخلخانية) أي عجمة. في حديث علي رضي الله عنه (قعد لتخليص ما التبس على غيره) التخليص والتخليص قريب من السواء. (لخف) في الحديث زيد حين أمره الصديق رضي الله عنه بجمع القرآن (قال: فجعلت أتتبعه من الرقاع والعسب واللخاف) قال أبو عبيد: واحدتها لخفة: وهي حجارة بيض رقاق. باب اللام مع الدال (لدد) قوله تعالى: {قوما لدا} اللد: جمع الألد، وهو الشديد الخصومة وهو

(لدم)

مثل قوله: {بل هم قوم خصمون}. ومنه قوله تعالى: {هو ألد الخصام} يقال: رجل ألد وامرأة لداء، وهم أهل لدد، وقد لددت تلد لددا أي صرت ألد ولددته ألده إذ جادلته فغلبته، وقال ابن عرفة: اللديدان جابنا الوادي وحانبا الفم وقيل: خصم ألد لأعماله لديدية في الخصومة، وقال غيره: الخصم الألد لأنك كلما أخذت في جانب الحجة أخذ في جانب آخر منها. وفي الحديث على قال: (رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم، فقلت: يا رسول الله ماذا لقيت بعدك من الأود واللدد) قال أبو العباس: اللدد: الخصومات، والأود: العوج. وفي الحديث (خير ماتداويتم باللدود) يعني ما سقى الإنسان في أجد شقى الفم. ومنه الحديث (أنه لد في مرضه) وفي حديث عثمان رضي الله عنه (فتلددت تلدد المضطر) التلدد: التلفت يمينا وشمالا تحيرا، مأخوذ من اللديدين وهما صفحتا العنق. (لدم) في الحديث: (بل اللدم اللدم، والهدم الهدم) قال أبو العباس عن

(لدن)

ابن الأعرابي: اللدم: الحرم، والهدم: القبر فالمعنى حركم حرمى وأقبر حيث تقبرون، وهذا كقوله: (المحيا محياكم، والممات مماتكم لا أفارقكم) قاله عليه السلام للأنصار لما قالوا له: إنك ترجع إلى قومك إذا أظهرك الله عليهم ويروى بل الدم الدم والهدم الهدم، والعرب تقول: دمي دمك وهدمي هدمك، يقال ذلك في النصرة يقول: إن ظلمت فقد ظلمت، وقال القتيبي: قال أبو عبيدة: معناه حرمتي مع حرميكم، وبيتي مع بيتكم قال: واللدم جمع لآدم ويسمى نساء الرجل وحرمه لدما لأنهن يلتدمن عليه إذا مات. (لدن) قوله تعالى: {من لدني عذرا} لدن أقرب من عند لأنك تقول: عندي مال والمال غائب عنك، ولا تقول: لدني إلا ما يليك لا غير وفيه لغات لدن ولدن ولدن ولد. وفي الحديث (أن رجلا ركب ناضحا لهف ثم بعثه فتلدن عليه) أي تمكث وتلكأ ولم ينبعث، يقال: تلدنت في الأمر وتلبثت. باب اللام مع الذال (لذذ) في الحديث: (إذا ركب أحدكم الدابة فليحمها على ملاذما) أي: ليجزيها في السهولة لا في الحزونة. قوله تعالى: {لذة للشاربين} أي: ذات لذة، يقال: لذة لذيذة، واللذ

باب اللام مع الزاي

واللذيذ يجريان مجرى واحد في النعت، يقال: شراب لذ ولذيذ، وسمعت شيخي يقول: لذ الشراب ولذذته ألذه. وكان أبن الزبير رضي الله عنه يرقص أبنه عبد الله ويقول: أبيض من آل أبي عتيق .... مبارك من ولد الصديق *ألذه كما ألذ ريقي* وفي حديث عائشة رضي الله عنها (أنها ذكرت الدنيا فقالت: قد مضت لذواها، وبقيت بلواها) قال ابن الأعرابي: اللذوي واللذاذة، واللذة كله الأكل والشرب بنعمة وكفاية كأنها أرادت بذهاب لذواها حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبالبلوى: ما امتحن بعده أمته من الخلاف والإقبال على الدنيا. باب اللام مع الزاي (لزب) قوله تعالى: {من طين لازب} قال مجاهد: ملصق بالبيد ويقال: ضربة لازب ولازم أي أمر يلزم، واللازب واللابت واحد. (لزز) (كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرس يقال له: اللزاز) لشدة دموجه وتلززه. (لزم) قوله تعالى: {فسوف يكون لزاما} أي: سوف يكون التكذيب لازما لمن

باب اللام مع السين

كذب حتى يجازى يعمله وقال غيره يلزمكم التكذيب. فلا تعطون التوبة وتلزمكم العقوبة، وقال أبو عبيدة: لزاما أي فيصلا، وقوله: (كان لزاما) أي كان القتل الذي نالهم يوم بدر لازما لهم أبدا، وكان العذاب لازما لهم. باب اللام مع السين (لسن) في حديث عمر: (وامرأة إن دخلت عليها لسنتك) يعني: أخذتك لسانها، يقال: ألسنت الرجل ألسنه، قال طرفة: وإذا تلسنني ألسنها إنني لست بموهون فقر باب اللام مع الصاد (لصق) في حديث قيس بن عاصم (فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكيف أنت عند القرى؟ قال: ألصق بالناب الفانية والضرع الصغير الضعيف) أراد أنه يعرقبها فيلصق بها السيف، ومنه قول الراعي: فقلت له ألصق بأيبس ساقها .... فإن يرقاء العرقوب لا يرقاء النا (لصف) في الحديث: (يلصف وبيص الطيب من مفرقه) تقول: لصف يلصف إذا تلألأ، وكذل وبص يبص وبض يبض.

باب اللام مع الطاء

باب اللام مع الطاء (لطأ) في الشجاع (اللاطئة) قال أبز زيد: هي التي تدعوها السمحاق. (لطط) في الحديث: (لا تلطط في الزكاة) أي: لا تمنعها، قال أبن الأعرابي: لط الغريم وألط إذا منع الحق ولط الحق بالباطل إذا ستره كما تلط الناقة فرجها بذنبها إذا أرادها الفحل. وروى عن يحيى بن يعمر (أنه قال لرجل منه امرأته مهرها أنشأت تلطها) أي تمنعها حقها من المهر، ويروى (تطلها) وهو مفسر في بابه. وفي شعر الأعشى الجرمازي يخاطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شأن امرأته وكانت نشزت عليه: خرجت أبغيها الطعام في رحب .... فخلقتني بنزاع وهرف أخلفت الوعد ولطت بالذنب يريد أنها توارت وأخفت شخصها دونها، يقال: لط الغريم دوني إذا اختفى عنك، وقال الأزهري: أراد أنها منعته بعضها. من لطت الناقة بذنبها. وفي حديث عبد الله (الملطاة طريق بقية المؤمنين هرابا من الدجال) قال الأصمعي: الملطاط: ساحل البحر، وأنشد:

(لطف)

نحن جمعنا الناس بالمطاط .... فأصبحوا في ورط الأوراط (لطف) (اللطيف) من أسماء الله تعالى، هو الرفيق بعباده، يقال: لطف له يلطف إذا رفق به، يقال: لطف الله لك أي أوصل إليك مرادك برفق، واللطيف منه، فأما لطف يلطف فمعناه صغر ودق. باب اللام مع الظاء (لظظ) في الحديث: (ألظوا بياذا الجلال والإكرام) يقول: ألزموه وثابروا عليه وأكثروا من قوله، يقال: ألظ بالشيء يلظ إلظاظا إذا لازمه وثابر عليه. (لظا) قوله: {إنها لظى} لظى: اسم من أسماء النار، نعوذ بالله منها. وقوله: {تلظى} كأنها تتلهب. باب اللام مع العين (لعب) قوله تعالى: {ثم ذرهم في خوضهم يلعبون} يقال: لكل من عمل عملا لا يجدي عليه نفعا إنما أنت لاعب. ومنه قوله تعالى: {ضحى وهم يلعبون} يقال: لعب يلعب من اللعب ولعب- بفتح العين- يلعب من اللعاب، ومعناه سال لعابه.

(لعثم)

(لعثم) رباعي في الحديث (فإنه لم يتلعثم) أي: لم يتوقف حتى أجاب إلى الإسلام- يعني أبا بكر. ومنه ما جاء في حديث لقمان بن عاد (فليست فيه لعثمة) معناه أنه لا توقف في ذكر مناقبه وعد مما وجد. (لعس) في الحديث: (أن الزبير رأى فتية لعسا) قال الأزهري: لم يرد به سواد الشفة كما فسره أبو عبيد، وإنما أراد سواد ألوانهم، يقال: جارية لعساء إذا كان في لونها أدنى سواد، وشربة من الحمرة، فإذا قيل: لعساء الشفة فهو على ما فسره أبو عبيد: قال العجاج: وبشر مع البياض ألعسا .... فدل: على أن اللعس في البدن كله (لعط) في الحديث: (أخذ فلان الذبحة فأمر من لعطه بالنار) أي: كواه في عنقه، وشاة لعطاء إذا كان بعرض عنقها سواد، والعلاط والعراض واحد، وهو الوسم عرضا على العنق والحرف من المقلوب. (لعع) في الحديث: (إنما الدنيا لعاعة) قال الأصمعي: هي نبت ناعم في أول ما ينبت، يقال: خرجنا نتلعى، أي نأخذ اللعاعة، والأصل نتلعع.

(لعلع)

(لعلع) في الحديث (ما قامت لعلع) وهو اسم جبل، وأنثته لأنه جعله اسما للبقعة ولما حول الجبل، وهو إذا ذكر صرف وإذا أنث لم يصرف. (لعق) في الحديث (إن للشيطان لعوقا) اللعوق: اسم لما تلعقه واللعاق: ما بقى في فيك من طعام لعقته. (لعن) قوله عز وجل: {لعنهم الله بكفرهم} قال ابن عرفة: أي أبعدهم الله من رحمته، واللعن: الإبعاد، وكانت العرب إذا تمرد الرجل أبعدوه منهم وطردوه لئلا تلحقهم جرائره فيقال هو لعين بني فلان. ومنه قوله تعالى: {لعناهم} أي: باعدناهم من الرحمة. وقوله: {والشجرة الملعونة في القرآن} جعلها ملعونة لأنه لعن آكليها. وهي شجرة الزقوم، والعرب تقول لكل طعام كريه: ملعون. وفي الحديث: (اتقوا الملاعن) نهى أن يتغوط الرجل على قارعة الطريق، وظل الشجرة، وما أشبهها من المواضع فإذا مر بها الناس لعنوا فاعله.

باب اللام مع الغين

باب اللام مع الغين (لغب) قوله عز وجل: {وما مسنا من لغوب} أي: إعياء وقد لغب يلغب لغويتا. وفي الحديث: (أهدى يكسون إليه عليه الصلاة والسلام سلاحا فيه سهم لغب) يقال: سهم لغب ولغاب إذا لم يلتئم ريشه، فإذا التئم ريشه فهو لؤام. (لغز) وفي حديث عمر (ومر بعلقمة بن الفغواء يبايع أعرابيا يلغز له باليمين ويرى الأعرابي أنه قد حلف له ويرى علقمة أنه لم يحلف فقال له عمر: ما هذه اليمين اللغيزي) وأصل اللغيزي من اللغز وهي حجرة اليرابيع تكون ذات جهتين تدخل من جهة وتخرج من أخرى وكذلك معاريض الكلام وملاحنه. (لغن) في الحديث (أن رجلا قال لفلان: إنك لتلفى بلغن ضال مضل) اللغن: ما تعلق من لحم اللحيين، يقال: لغن ولغانين ولغد ولغاديد. (لغا) قوله تعالى: ٍلا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} قالت عائشة رضي الله عنها: هو أن تقول لا والله بلى والله، وهو لا يعقد عليه اليمين.

وقيل: اللغو سقوط الإثم عن الحالف إذا كفر عن يمينه، وقال ابن عرفة: اللغو الشيء المسقط، الملقى، يقال: ألغيته أي أطرحته، فاليمين التي يحلفها الإنسان على غير نية أي على سهو فهي معفاة في العقد. ومنه قوله تعالى: {لا يسمعون فيها لغوا} أي: كلاما مطرحا، يقال: لغى الإنسان إذا تكلم بالمطرح، وألغى أسقط، وأنشد: كما ألغيت في الدية الحوارا وقوله تعالى: {والغوا فيه} قيل: ما رضوه بكلام لا يفهم، يقال: لغوت ألغو وألغى ولغى يلغى ثلاث لغات. قوله: {والغوا فيه} من لغى إذا تكلم بما لا محصول له وقيل: ألغوا فيه يبدل أو بشيء فلبوه به. وقوله تعالى: {والذين هم عن اللغو معرضون} يعني: كل لغب ومعصية. ومنه قوله: {وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه} فاللغو: كل ما يجوز وينبغي أن يلغى، وقال الفراء: في قوله: {وإذا مروا باللغو} أي: بالباطل. وقوله تعالى: {لا تسمع فيها لاغية} قال الأزهري: أي لغوا فاعلة بمعنى المصدر كقوله: {فهل ترى لهم من باقية} أي: من بقاء، وقال غيره: {لاغية} أي قائلة لغوا.

باب اللام مع الفاء

في الحديث (من مس الحصى فقد لغى) يعني في الصلاة يوم الجمعة أي تكلم، وقيل: لغى عن الصواب، أي مال عنه، وقال النضر: أي خاب قال وألغيته خيبته. وفي حديث سلمان (إياكم وملغاة أول الليل) يريد اللغو والباطل. في الحديث (والحمولة المائرة لهم لاغية) المائرة: التي تحمل الميرة. وقوله: {لاغية} أي ملغاة لا تعد، ولا يلزمون لها صدقة، فاعلة بمعنى مفعول بها. باب اللام مع الفاء (لفت) قوله: {أجئتنا لتلفتنا) أي: لتصرفنا، يقال: لفته عن الأمر أي صرفته فالتفت أي انصرف. ومنه ما جاء في صفته - صلى الله عليه وسلم - (فإذا التفت التفت جميعا). يقول: كان لا يلوى عنفه يمنة ويسرة ناظرا إلى الشيء، وإنما يفعل ذلك الطائش الخفيف، ولكن لا يقبل جميعا ويدبر جميعا. وفي حديث حذيفة (إن من أقرأ الناس منافقا لا يدع منه واوا ولا ألفا يلفته بلسانه كما تلفت البقرة الخلا بلسانها) أي: تلويه، ويقال: لفته. وفتله إذا لواه.

(لفج)

وفي حديث عمر رضي الله عنه: (وذكر أمره في الجاهلية وأن أمه اتخذت لهم لفيته من الهبيد) قال ابن السكيت: هي العصيدة المغلظة، قال أبو عبيد: هو ضرب من الطبيخ لا أقف على حده أراه الحساء ونحوه. وفي حديثه وذكر سياسته فقال: (وأنهز اللفوت وأضم العنود) قال شمر: قال الكلابي: اللفوت: الناقة الضجور عند الحلب تلتفت إلى الحالب فتعضه فينهزها بيده فتدر وذلك إذا مات ولدها، وإنما تدر لتفتدى باللبن من النهر. (لفج) وفي الحديث: (وأطعموا ملفجيكم) قال أبو عمرو: الملفج: الفقير يقال ألفج فهو ملفج على غير قياس، قال الشيخ: لا تقول العرب افعل فهو مفعل إلا في ثلاثة أحرف أشهب فهو مشهب وأحصن فهو محصن وألفج فهو ملفج. ومنه حديث الحسن وسئل (أيدالك الرجل المرأة؟ قال: نعم، إذا كان ملفجا) أي: يماطلها بمهرها وقال أبو عبيد: الملفج بكسر الفاء- الذي أفلس وعليه الدين. (لفح) قوله تعالى: {تلفح وجوههم النار} أي: تضرب، واللفح: أعظم تأثيرا من النفح.

(لفع)

وقوله تعالى: {ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك} أي: أدنى شيء منه نعوذ بالله من عذابه. (لفع) وفي الحديث: (كان نساء المؤمنين يشهدن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح ثم يرجعن متلفعات بمروطهن) أي: متجللات بأكسيتهن، يقال: لفعت المرأة إذا ضممتها إليك مشتملا عليها، ويقال: لذلك الثوب لفاع وتلفع بالثوب إذا شمله. (لفف) قوله عز وجل: {جئنا بكم لفيفا} أي: أتينا بكم من كل قبيلة. وقوله تعالى: {وجنات ألفافا} أي: ملتفة جمع لف مثل عد وأعداد، وقيل: هو جمع لف، يقال: جنة لفاء وشجرة لفاء أي ملتفة الأغصان وجمعها لف ثم ألفاف جمع الجمع. وفي حديث أم زرع (إن كان لف) أي: قمش وخلط من كل شيء ومنه يقال للقوم إذا أخلفوا لف ولفيف. في الحديث: (كان عمر وعثمان وابن عمر لفا) أي: فرقة وحزبا.

(لفق)

وفي الحديث (وإن رقد التف) أخبرت أنه إذا نام التف ونام في ناحية ولم يضاجعني. (لفق) وقال امرأة لزوجها ذامة له: (إن ضاجعتك لنجعاف وإن شملتك لالتفاف، وإن شربك لشتفافا وإنك لتشيع ليلة تضاف وتأمن ليلة تخاف) قال شمر: روى بعضهم قول لقمان بن عاد (صفاق لفاق) باللام، قال: واللفاق: الذي لا يدرك ما يطالب، يقال: لفق فلان إذا طلب أمرا فلم يدركه، قال: ويفعل ذلك الصقر إذا اشتهى أن يرسله ممسكه، ضرب بجناحيه فإذا أرسله فسبقه الطير فلم يدركه فقد لفق، قال: والديك الصفاق الذي يضرب بجناحيه إذا صوت. باب اللام مع القاف (لقح) قوله: تعالى: {وأرسلنا الرياح لواقح) أي: حوامل للسحاب كما تلقح الناقة إذا حملت. قال الأزهري: جعل الريح لاقحا لأنها تحمل السحاب أي تنقله وتصرفه ثم تمر به فتشذره، وناقة لاقح ونوق لواقح إذا حملت الأجنة في بطانها، وقيل: لواقح بمعنى ملقحة، وقيل: ذوات لقح، وكل ذلك صحيح أي تلقح الشجر وتأتي بالسحاب، وضد اللاقح العقيم، ومعناه السبب أي ذات لقاح كما يقال: هم ناصب أي ذو نصب، وامرأة ناشز ذات نشور وقال ابن السكيت: اللواقح: الحوامل، واللقاح: ذوات الألبان، الواحدة لقوح ولقحة، وقال غيره: ناقة لقحة لقحة، وهي التي تحب للقاح حديثا، والجميع لقح ولقح، وناقة لقوح إذا كانت غزيرة، الجمع لقح.

(لقس)

وفي حديث ابن عباس: (اللقاح واحد) قال الليث: اللقاح ماء الفحل كأنه أراد كأن ماء الفحل الذي حملت منه واحد والذي أرضعت كل واحد منهما به كان أصله ماء الفحل، ويحتمل أن يكون اللقاح في هذا الحديث بمعنى الإلقاح، يقال: ألقح الفحل الناقة إلقاحا ولقاحا كما تقول أعطى إعطاء وعطاء، والأصل فيه للإبل ثم يستعار للنساء. وفي حديث عمر رضي الله عنه (أدروا لقحة المسلمين) قال ذلك لعماله، قال شمر: أراد عطاءهم، وقال الأزهري: كأنه أراد درة الفئ والخراج، والذي منه عطاؤهم، وإداراره: جبايته وجمعه. وفي حديث أبي موسى أنه قال لمعاذ: (حتى تذاكر قراءة القرآن أما أنا فأتفوقه تفوق اللقوح) يقول: اقرأ متمهلا جزءا بعد جزء بتدبر وتذكر ومداومة، وذلك أن اللقوح تجلب فواقا بعد فواق لكرك لبنها فإذا أتى عليها ثلاثة أشهر حلبت غدوة وعشيا. وفي الحديث: (نهى عن الملاقيح) قال أبو عبيد: هي الأجنة، الواحدة ملقوحة، وهي من بيوع الغرر، وأنشد غيره: منيتني ملاقحا في الأبطن .... تنتج ما تلقح بعد أزمن (لقس) في الحديث: (وعقة لقس) قال ابن شميل: هو السيئ الخلق وقال غيره: هو الشحيح، قال الأخطل:

(لقط)

موطئ البيت محمود شمائله .... عند الحمائلة لاكز ولا لقس في الحديث: (لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي، ولكن ليقل: لقست نفسي) لقست إذا غثث. (لقط) قوله تعالى: {فالتقطه آل فرعون} قال ابن عرفة: الالتقاط: وجود الشيء على غير طلب. ومنه قوله: {يلتقطه بعض السيارة} أي: يجده من غير أن يحتسبه. قال الشاعر: ومنهل وردته التقاطا أي على غير قصد وطلب. وفي الحديث: (أن رجلا التقط شبكة) الشبكة: الآبار القريبة الماء. (لقع) في حديث سالم (فلقعني الأحول بعينه) أي أصابني بها. وفي الحديث: (فلقعه ببصره) أي رماه بها. (لقف) قوله تعالى: {فإذا هي تلقف ما يأفكون} أي تلتهم وتبتلع، يقال: لقفت الشيء وتلقفته وترقفته إذا أخذته في الهواء بسرعة.

(لقلق)

وفي حديث الحجاج: (أنه قال لامرأة إنك لقوف صيود) قال الأصمعي: اللقوف: أي إذا مسها الرجل لقفت يده سريعا، والصيود قريب منها كأنها تصيد شيئا إذا هي لقفت يده. (لقلق) في حديث عمر رضي الله عنه (ما لم يكن نقع ولا لقلقة) اللقلقة: الجلية كأنه حكاية الأصوات إذا كثرت، وهي اللقلاق واللقلق اللسان. (لقق) وفي الحديث أنه قال لأبي ذر: (مالي أراك لقا بقا كيف بك إذا أخرجوك من المدينة؟ ) قال الأزهري: هو الكثير الكلام، يقال: رجل لقلاق بقاق وبقاق. (لقن) في حديث الغار (ويبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب لقن) أي حسن التلقن لما يسمعه، يقال: لقنت الحديث ألقنه لقنا، واللقن: الفهم. ومنه حديث علي رضي الله عنه: (إن هاهنا علما وأومأ إلى صدره لو أصبت له حملة بلى أصيب لقنا غير مأمون). (لقى) قوله تعالى: {فألقوا إليهم القول} قال الفراء: يعني آلتهتم ردت عليهم قولهم: إنكم لكاذبون لم ندعكم إلى عبادتنا.

وقوله تعالى: {إذ تلقونه بألسنتكم} قال ابن عرفة: أي يرويه بعضكم عن بعض، يقال: تلقيت الحديث من فلان أي أخذته عنه قال المؤرج: تلقى أي قيل، يقال: تلقيت هذا الكلام من فلان أي أخذته منه فقبلته. ومنه قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات} أي: لقنها وأخذها عنه عز وجل، وقال بعضهم: تعلمها ودعا بها. ومنه قوله تعالى: {ولا يلقاها إلا الصابرون} أي: وما يعلمها وما يوفق لها، وقال ابن عرفة: لا يوفق له الأمر جعله الله من أهل الصبر، يراد به قوله: {ويلكم ثواب الله خير}، وقوله: {فلا تكن في مرية من لقائه} أنك تلقاه بعد الموت، وقيل: من لقاء موسى ربه عز وجل. وقوله: {فالتقى الماء على أمر قد قدر} يعني ماء السماء، وماء الأرض، والماء هاهنا في معنى التثنية ألا ترى أن بعض القراء قرأ: {فالتقى الماءان على أمر قد قدر}. وقوله تعالى: {فالملقيات ذكرا} قال الفراء: هي الملائكة تلقى بالذكر من الله عز وجل على الأنبياء عليهم السلام. وفي الحديث (نهى عن تلقى الركبان) يعني أن يستقبلها ليبتاع منهم، قبل أن يعرفوا الأسعار.

باب اللام مع الكاف

في الحديث (دخل أبو قارظ مكة، فقالت قريش: حليفنا وعضدنا وملتقى أكفنا) قال القتيبي: أرادت الحلق الذي كان بينه وبينهم، إن أيدينا تلتقى مع يده وتجتمع. وفي الحديث: (فأخذت ثيابها فجعلت لقى) اللقى: الملقى المطروح. باب اللام مع الكاف (لكد) في الحديث: (إذا كان حول الجرح قيح ولكد) أي: دم علق به. يقال: لكد الدم بجلدى أي لصق. (لكع) في الحديث: (يأتي على الناس زمان يكون أسعد الناس لكع ابن لكع) قال أبو عبيد: اللكع عند العرب: العرب، قال الليث: يقال: لكع الرجل يلكع لكعا فهو ألكع ولكع ملكعان، وامرأة لكاع ملكعانة، ورجل لكيع كل ذلك يوصف به الحمق. وفي حديث سعد: (أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - أرأيت إن دخل الرجل بيته فرأى لكاعا قد تفخذ امرأته) فجعله صفة للرجل. وفي الحديث: (أنه طلب الحسن فقال: أثم لكع أثم لكع) سئل

باب اللام مع الميم

بلال بن جرير عن لكع فقال: هو في لغتها الصغير وإلى وإليها ذهب الحسن إذا قال الإنسان: يالكع يريد يا صغير في العلم، وقال الأصمعي: الأصل في لكع من الملاكيع وهي التي تخرج مع بسلا على الولد. باب اللام مع الميم (لمأ) في المولد: (فلمأتها نورا يضئ لها ما حوله كإضاءة البدر) قوله لمأتها أي أبصرتها بمنزلة ولمحتها. (لمز) قوله تعالى: {ومنهم من يلزمك في الصدقات} أي يعيبك يقال لمزه يلمزه ويلمزه، وهمزه يهمزه إذا عابه، والهمز واللمز: العيب والغض بين الناس. ومنه قوله: {ولا تلمزوا أنفسكم}. وقوله تعالى: {ويل لكل همزة لمزة} قال الليث: اللمزة الذي يعيبك في وجهك والهمزة الذي يعيبك بالغيب، وقال غيره: شيء واحد وأنشد: تبالى بودى إذا لاقيتنى كذبا .... وإن أغيب فأنت الهامز اللمز والأصل فيها الرفع. (لمس) قوله تعالى: {أو لامستم النساء} وقرئ: {لمستم} والملامسة منهما

(لمظ)

جميعا ويكون مس الذكر ويكون جماعا ومن مس البشرة} فلمسوه بأيديهم}. وفي الحديث: (نهى عن بيع الملامسة) قال أبو عبيد: هي أن يقول إذا لمست ثوبي أو لمست ثوبك فقد وجب البيع، يقال: هو أن يلمس المتاع من وراء الثوب فلا ينظر إليه ثم يوقع البيع عليه، وهذا من بيوع الغرر. (لمظ) وفي الحديث (الإيمان يبدو لمظة في القلب، واللمظة): مثل النكتة أو نحوها من البياض، ومنه قيل: فرس ألمظ إذا كان بجحفلته بياض. (لمع) في حديث عمر رضي الله عنه: (أنه ذكر الشام، فقال: هي اللماعة

(لمم)

بالركبان) قال شمر: وقال السلمى: (تلمع بهم) أي تدعوهم وتطيبهم. وفي حديث ابن مسعود (لعل بصره سيلتمع) أي: يختلس، ومنه يقال التمع لونه إذا ذهب. وفي حديث لقمان بن عباد (إن أرى مطمعى فحدوا تملع). أي: تختطف الشيء في انقضاضها وأرد بالحدو الحدأ وهي لغة أهل مكة، ويروى (تلمع) يقال لمع الطائر بجناحيه إذا خفق بهما ولمع الرجل بيده إذا أشار، ويقال للجناح ملمع قال حميد: لهما ملمعان إذا أوغضا .... يحئان جؤجؤها بالوحى أراد الحفيف. (لمم) قوله عز وجل: {إلا اللمم} قال السدى: قال أبو صالح: سئلت عن قول الله عز وجل: {إلا اللمم} فقلت: هو الجر يلم بالذنب ثم لا يعاوده فذكرت ذلك لابن عباس فقال: لقد أعانك عليها ملك كريم، قال ابن عرفة: واللمم: أن يفعل الإنسان الشيء في الحين لا يكون له عادة قال: والمذنبون أربعة: فأعظم الذنوب أن يأتي الإنسان الشيء وهو يعلم أنه محرم عليه ثم يجحد ذلك، ويأتيه على علم أنه محرم عليه غير جاحد لذلك، فإن أصر كان ذلك في المشيئة فهذا المصر والمسلم أن يأتي الشيء ليس بعادة له فهذا يغفر له ما اجتنبت الكبائر والرابع أن يعصى ثم يتوب فهذا مضمون له القبول.

ومن كلامهم: ما يأتينا فلان إلا لماما أي الغيبة بعد الغيبة ويقال: إنها تأتينا اللمة بعد اللمة، واللمام والإلمام الزيارة التي لا تمتد قال أمية: إن تغفر اللهم تغفر جما .... وأي عبد لك لا ألما أي: يلم بمعصية. وفي حديث بريدة (أن امرأة شكت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمما بابنتها) قال شمر: هو طرف من الجنون يلم بالإنسان. وفي الحديث: (وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم) قال أبو عبيد: معناه أو يقرب في ذلك. ومنه الحديث في صفة الجنة قال: (فلولا أنه شيء قضاه الله لألم أن يذهب بصره) أي: لقرب أن يذهب بصره. في الحديث: (ومن كل عين لامة) قال أبو عبيد: أراد ذات لمم، ولذلك لم يقل ملمة أصلها من ألممت بالشيء. وقوله تعالى: {وتأكلون التراث أكلا لما} قال ابن عرفة: اللمم الشديد، وقال غيره: أي يلم بجميعه. في حديث ابن مسعود (لابن آدم لمتان لمة من الملك ولمة من الشيطان).

(لملم)

قال الأزهري: أراد النزول به والقرب منه أي يقرب من الإنسان بهذين السببين، وقال شمر: السلمة الهمة تقع في القلب واللمة كالخطوة والزورة والآنية قال قيس: وكان إذا ما التم منها بحاجة .... يراجع هترا من تماضر هاترا قوله: التم، من اللمة أي زار. وفي الحديث (اللهم ألمم شعثنا) أي: اجمع ما تشتت من أمرنا، يقال: ألممت الشيء ألمه لما أي جمعته. (لملم) وفي حديث (فأتى مصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - ململمة فأبى أن يأخذها) الململمة هي المستديرة سمنا وأصله من اللمم. (لمه) في حديث عمر رضي الله عنه (ليتزوج كل رجل منكم لمته) أي: شكله وتربه يعني من السن. وفي حديث فاطمة البتول عليها السلام (أنها خرجت في لمة من نسائها) قيل: في جماعة، وقيل: اللمة ما بين الثلاثة إلى العشرة من الرجال، ويقال: لك فيه لمة أي أسرة قال الشاعر: فإن نعير فإن لنا لمات .... وإن نغبر فنحن على نذور قال ابن الأعرابي: لمات أي أشابها وأمثالا، وقوله: فنحن على نذور أي سموت لابد من ذلك.

باب اللام مع الواو

باب اللام مع الواو (لوب) في الحديث (أنه حرم ما بين لابتيها) قال الأصمعي: اللابة الأرض ذات الحجارة التي قد ألبستها حجار سود، وجمعها لابات، ما بين الثلاثة إلى العشر فإذا كثرت فهي اللاب واللوب مثل قازة وقوز وساحة وسوح وباحة وبوح. وفي حديث عائشة ووصفت أباها رضي الله عنهما فقالت (بعيد ما بين اللابتين) أرادات واسع العطن واسع الصدر، والأصل فيه أن مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين لابتين وحرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بين لابتيها، يقال: ما بين لابتيها أجهل من فلان، أراد ما بين طرفي المدينة. (لوث) في الحديث (فلما انصرف من الصلاة لاث به الناس) أي أحاطوا به واجتمعوا حوله، وكل شيء اجتمع والتبس بعضه ببعض فهو لاثث ولاث، ويقال: لاث به، وألاث بمعنى واحد. وفي حديث أبي ذر (كنا إذا ألتاث على أحدنا جمله طعن بالسروة في ضبعه) يقال: إذا أبطأ سيره لم يجد نخسه بالسروة، وهي النصل الصغير،

(لوح)

يقال: إلتاث في عمله إذا أبطأ، وسحابة لوثاء بطيئة. في حديث أبي بكر رضي الله عنه (أن رجلا وقف عليه فلاث لوثا من كلام في دهش) قال ابن قتيبة: أصل اللوث الطى يقال: لثت العمامة ألوثها لوثا أراد أنه تكلم بكلام مطوى لم يشرحه ولم يبينه حتى خلابه، واللوث أيضا النشر، وفيه لوثة أي شكيمة، وفيه لوثة أي حمقة. (لوح) وفي الحديث (كان لحمزة الشهيد رضي الله عنه سيق يقال له: اللياح) قال الليث: الصبح، يقال له لياح، لأنه يلوح، والثور الوحشي لياح أيضا، وقال ابن السكيت: لاح سهيل إذا بدا، وألاح إذا تلألأ، وألاح من الشيء أشفق. ومنه ما جاء في الحديث (قيل للمغيرة أتحلف عند منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فألاح في اليمين) وكذلك لاح منه، لغتان جيدتان ويقال: أبيض لياح ولياح، وأبيض مقق ولهق، ويقال: لاحته الشمس ولوحته إذا غيرت لونه. ومنه قوله تعالى: {لواحة للبشر} أي: تحرق الجلد فتسوده. (لوذ) قوله تعالى: {قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا} قيل: معناه استتار يستتر بعضهم ببعض.

(لوص)

ومنه الحديث (يلوذ به الهلاك) أي: يستر به الهالكون وقال بعضهم: لواذا أي يلاوذونه فرارا منه وتباعدا، ويقال: لاذبه إذا استغاث به لياذا ولاوذه لواذا أي: تباعد عنه، ويصح الواو في فاعل ويعتل في فعل مثل قولك قام قياما وقاوم يقاوم قواما، وقال الأزهري: معنى اللواذي المحلاف. (لوص) في الحديث قال - صلى الله عليه وسلم - لعثمان رضي الله عنه (إن الله سيقمصك قميصا تلاص على خلعه) أي: تراد عليه، يقال: ألصته على الشيء أليثه، وأردته عليه أريده، وأدرته عليه أديره. ومنه قول عمر رضي الله عنه (لكلمة الإخلاص: وهي الكلمة التي ألاص عليا عمه عند الموت) أي: أداره عليها، وراوده، وداوره عنها، يقال: ألصته أليصه ولاوصته ألاوصه. (لوط) في حديث وائل بن حجر (في التيعة شاة لا مقورة الألياط) الليط: اللون وهي المتغيرة الحائلة عن أحوالها قال حميد: قوال الذيول قصار الخطى .... على عونها ليط أبكارها قال ذلك الأزهري، وقال غيره: الليط: القشر اللاذق بالشجر أراد لا مسترخية الجلود لهزالها، قال: والإقورار: الاسترخاء في الجلد. في الحديث (أن أنس بال فمسح ذكره بلطى) أراد جمع ليطة وكان

القياس ليطا إلا أنه قدم حرف العلة وأراد قطعا يقشرها عن وجه الأرض. وفي الحديث (فإنه لياط مبرأ من الله) اللياط: الربا وجمعه ليط، وأصله لوط. وفي الحديث (أن الأقرع بن حابس قال لعيينة بن حصين: استلطتم دم هذا الرجل) أراد استوجبتم واستحققتم، وذلك أنهم لما استحقوا الدم وصار لهم ألصقوه بأنفسهم، وقال ابن الأعرابي: استلاط الرجل وأوجب وأعذرهم، استحق إذا أذنب ذنبا يكون لمن يعاقبه العذر لاستحقاقه ذلك، ويقال: من أحب الدنيا التاط منها بثلاث: سؤل لا ينقضى، وأمل لا يدرك، وحرص لا ينال. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه (الولد ألوط) أي: ألصق بالقلب وكل شيء لصق بشيء فقد لاط به يلوط لوطا ويليط ليطا. وفي حديث ابن عباس (إن كنت تلوط حوضها) أي: تمدره وتطينه وتصلحه، وأصل اللوط اللصوق، ومنه قيل: المشي إذ لم يوافقك هذا ولا يلتاط بصفرى أي لا يلصق بقلبي. ومنه حديث على بن الحسين رضي الله عنهما (في المستلاط إنه لا يرث) يعني الملصق بالرجل في النسب. ومنه حديث عمر رضي الله عنه (كان يليط أولاد الجاهلية بمن ادعاهم في الإسلام).

(لوق)

(لوق) في حديث عبادة (ولا آكل إلا ما لوق لي) أي: لين لي، وأصله من اللوقة وهي الزبدة، ويقال: الزبد بالرطب، ويقال لها ألالوقة لغتان. (لوم) وقوله تعالى: {ولا أقسم بالنفس اللوامة} كل نفس تلوم صاحبها في الآخرة إن كان عمل سوءا لامته نفسه وإن كان عمل صالحا لامته على تركه الاستكثار منه. وقوله تعالى: {وهو مليم} أي: مذنب، ويقال: ألام الرجل إذا جاء بما يلام عليه. (لون) قوله تعالى: {ما قطعتم من لينة} أي: نخلة، والنخل كله ما خلا اليرنى والعجوة يسميها أهل المدينة الألوان وأصل لينة لونة فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها. في حديث عمر بن عبد العزيز رحمه الله (أنه كتب في صدقة التمر: تؤخذ في البرنى من البرنى، وفي اللون من اللون) قالوا: اللون: الدقل وجمعه الألوان. (لوا) قوله تعالى: {لووا رءوسهم} يقال: لوا رأسه وعواه ليا وعيا إذا شاه عنك خلافا عليك ولوى أركد.

وقوله تعالى: {يلوون ألسنتهم بالكتاب} أي: يحرفون الكلم، ويعدلون به عن القصد. وقوله: {ولا تلوون على أحد} أي: لا تعرجون عليه، يقال: لوا عليه إذا عرج وأقام. وقوله: {ليا بألسنتهم} أي: غاو عن الحق. وقوله: {وإن تلووا أو تعرضوا} وقرئ: (وإن تلوا) فمن قرأ (تلوا) أراد قمتم بالأمر أو أعرضتم من قولك وليت الأمر ومن قرأ (وإن تلووا فهو من لويت فلانا حقه ليا أذا دافعته به، وقال القتيبي: تلووا من اللي في الشهادة، والميل إلى أحد الخصمين. وفي الحديث (لي الواجد يحل عقوبته وعرضه) اللي: المطل، والواجد:

باب اللام مع الهاء

الغني الذي يجد ما يقضى به دينه، وأراد بعرضه لومه وبعقوبته حبسه. وفي حديث جابر (قال: تبيعونه- يعني جملا- قالوا: لا بل هو لك، قال: أما لا فأحسنوا إليه) أراد إلا تبيعوه فأحسنوا إليه، والعامة تقول: إماليى بكرة وحسنه، وهو خطأ، قال أبو حاتم: خذ إما لا، ولا تقل إما لي أي إن لم تأخذ هذا فخذ هذا. وفي حديث أبي سعيد (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن العزل فقال: ما عليكم ألا تفعلوا فإنما هو القدر) قال المبرد: معناه لا بأس عليكم أن تفعلوه، ومعنى لا الثانية طرحها، وتقول لاويت أي قلت لا. باب اللام مع الهاء (لهث) قوله تعالى: {إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث} ضربه الله تعالى مثلا لمن ترك آياته، وذلك أن الكلب إذا كان لاهثا فهو لا يقدر لنفسه على ضر ولا نفع، واللهث رداع اللسان من العطش. ومنه حديث سعيد بن جبير (في المرأة اللهثى أنها تفطر في رمضان) يقال: رجل لهثان وامرأة لهثى وبه لهاث شديد أي عطش. (لهف) في الحديث (اتقوا دعوة اللهفان) يعني: المكروب وقد لهق يلهف لهفا فهو لهفان، ولهف يلهف فهو ملهوف ولهيف.

(لهق)

(لهق) في الحديث (كان خلقه سجية، ولم يكن تلهوقا) أي: تصنعا، يقال: تلهوق الرجل إذا تزين بما ليس فيه من الخلق والمرءة، وقال الليث: هو أن يبدى من سجائه ويفتخر بغير ما عليه سجيتة. (لها) قوله تعالى: {لاهية قلوبهم} أي: متشاغلة عما يدعون إليه، يقال: لهيت عن الشيء ألهي إذا غفلت عنه. وقوله تعالى: {لو أردنا أن نتخذ لهوا} قيل: الولد، وقيل: المرأة. وقوله تعالى: {ومن الناس من شتري لهو الحديث} قال الفراء: نزلت هذه الآية في النضر بن الحارث الداري، وكان قرأ كتب الأعاجم فيحدث بها أهل مكة، فإذا سمع أعرض عنه، وقال مجاهد، لهو الحديث الغناء وما يلهى عن ذكر الله تعالى. قوله تعالى: {فأنت عنه تلهى} أي: تغفل وتتشاغل والأصل تتلهى. وقوله تعالى: {ألهاكم التكاثر} أي: شغلكم، يقال: ألهاني فلهيت وتلهيت بكذا أي تعللت.

باب اللام مع الياء

ومنه حديث عمر رضي الله عنه (أنه بعث بكذا دينارا إلى أبي عبيدة في صرة فقال للغلام أذهب بها إليه ثم تله ساعة في البيت فانظر ماذا يصنع) أي تشاغل وتعلل. وفي الحديث (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سألت ربي أن لا يهذب اللاهين من ذرية البشر) قيل: هم الأطفال لم يقترفوا ذنبا، وقيل: هم الذين لم يتعمدوا الذنوب، وإنما فعلوها نسيانا وسهوا وهو القول. باب اللام مع الياء (ليث) في الحديث (أنه كان يواصل فيصبح وهو أليث أصحابه) أي: أجلدهم وأشدهم، ومنه سمي الليث. (ليس) في الحديث (كل ما أنهر الدم فكل ليس السن والظفر) معناه إلا السن والظفر، والعرب تستثنى بليس فتقول: قام القوم ليس أخاك، وليس أخويك، وقام النسوة ليس هندا، وقام القوم ليسى وليسنى وليس إياى، وأنشد. *قد ذهب القوم الكرام ليسنى*

(ليل)

وقال آخر: وأصبح ما في الأرض منى بقية .... لنظرة ليس العظام البواليا (ليل) قوله: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} الليل هاهنا في معنى الجمع أي كانوا قليلا من الليل ما ينامون أي يصلون في أكثرها. (لين) في الحديث (كان إذا عرس بليل توسد لينة) قيل: اللينة كالمسورة أو كالرفادة سميت لينة للينها. (ليا) في الحديث (دخل فلان على معاوية وهو يأكل لياء مقشورا) اللياء: واحدتها لياة، وهو اللوبياء مقصور وممدود واللي مليح. آخر حرف اللام

الميم م

كتاب الميم

كتاب الميم باب الميم مع الهمزة (مأق) في الحديث: (ما لم تضمروا الإماق) قال القتيبي: أصله من الإماق ثم خففت الهمزة، وهي من المأقة، وهي الأنفة والحمية والجرأة، يقال: رجل ميق إذا كان فيه ذلك، ويقال: أماق الرجل يميق إذا دخل في المأقة كما يقال أكاب إذا دخل في السكابة، وأراد بالإماق ها هنا: النكث والغدر سمي بذلك لأنه يكون من أجل الأنفة والحمية من أن يسمعوا لو يعطوا. في الحديث: (كان يمسح المأقيين) المأق: طرف العين الذي يلي الأنف وفيه لغات مؤق ومنأق، وجمعه آماقه، وموق وجمعه فآقه، وماق مثل قاض، والجمع مواقي مثل قواضي. (مأن) في الحديث: (طول الصلاة وقصر الخطبة مئنة من فقه الرجل) قال أبو عبيد: قال الأصمعي: سألت شعبة عن هذا الحرف فقلت: وكقولك علامة، ومخلقة ومجدرة، قال أبو عبيد: يعني هذا مما يستدل به على فقه الرجل قال أبو منصور: جعل أبو عبيد فيه الميم أصلية، وهي ميم مفعلة فإن كان كذلك فليس من هذا الباب. باب الميم مع التاء (متح) في حديث ابن عباس: (لا تقصر الصلاة إلا في يوم متاح) أي: في يوم

(متخ)

يمتد سيره من أول النهار إلى آخره، وكذلك يوم أجرد وجريد وكريت أي ثام، ويقال: فرسخ متاحف أي مدام ومتح النهار ومتع إذا طال. وفي الحديث: (فلم أر الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوجها إليه) أي مدت أعناقها، ومنه متح الدلو من البئر وهو مدك الرشاء بها. (متخ) في الحديث: (أنه أتي بسكران فأمر بالمتيخة فضرب بها) قال أبو زيد يقال: للعصا متيخة ومتيخة التاء ساكنة، قبل الياء، وميتخة الياء قبل التاء ثلاث لغات. (متع) قوله عز وجل: {يمتعكم متاعا حسنا} أي: يعمركم والتميتع التعمير. ومنه قوله تعالى: {أفرأيت إن متعناهم سنين} والماتع الطويل. ومنه قوله: (متع النهار) إذا طال وأمتع الشيء طالت مدته، ومنه يقال: أمتعني الله بك. ومنه حديث عمر رضي الله عنه: (بينا أنا جالس في أهلي إذا متع النار). وحديث كعب حين ذكر الدجال فقال: (يسخر معه جبل ماتع) وقيل: امتعنيي الله بك أي نفعني، والمتاع كل ما استمتع به الإنسان، وهو قوله} استمتعتم به منهن} أي: انتفعتم به من وطئهن.

وقوله تعالى: {ومتعوهن} أي زودهن يعني نفقه المرأة يستمتع بها والمتعة ما تبلغ به خير الزاد والجميع متع. ومنه قوله: {متاعا لكم وللسيارة}. وقوله تعالى: {تمتعوا في داركم} يقول: تزودوا، وقيل: عيشوا فيها ثلاثة أيام وهذا أمر وعيد. وقوله تعالى: {متاع الحياة الدنيا} أي: منفعتها التي لا تدوم. وقوله تعالى: {فأمتعه قليلا} أي: أبقيه وأوخره وإنما قال قليلا لأن المتاع يكثر ويطول. وقوله عز وجل: {ومتاع إلى حين} أي: إلى مدة ويقال: إلى يوم القيامة. وقوله تعالى: {فاستمتعوا بخلاقهم} قال الفراء: أي رضوا بنصيبهم من الدنيا عن نصيبهم من الآخرة. وقوله تعالى: {ربنا استمتع بعضنا ببعض} أي استنفع واستمتاع الجن بالإنس استعاذتهم بهم وان الرجل منهم إذا سافر فينزل واديا قال أعوذ برب الوادي أراد الجني واستمتاع الجن بالإنس تعظيمهم إياهم حيث يستعيذون بهم، قال ذلك كله الأزهري. وقوله تعالى: {يمتعكم متاعا حسنا} أي يبقيكم ولا يستأصلكم.

(متك)

وقوله تعالى: {ابتغاء حلية أو متاع} أي ذهب وفضة، ومتاع أي حديد، وصفر ونحاس ورصاص. وفي الحديث: (حرم شجر المدينة ورخص في الهش، ومتاع الناضح) أراد أداة الناضح التي تؤخذ من الشجر. (متك) في حديث عمرو بن العاص (أنه كان في سفر فرفع عقيرته بالغناء واجتمع الناس عليه، فقرأ القرآن فتفرقوا، ففعل ذلك وفعلوه غير مرة فقال: يا بني المتكاء، إذا أخذت في مزامير الشيطان اجتمعتم، وإذا أخذت في كتاب الله تفرقتم) المتكاء: التي لم تخفض، ويقال هي التي لا تحبس بولها، وكان الحرف من البتك، وهو الخرق أبدلت الميم من الباء، كما يقال سمد رأسه وسبده. وفي شعر بعضهم يخاطب النعمان بن بشير: ريادتنا بنعمان لا تمحرنها ويجوز لا تمحينها يقال: محيت الكتاب محوا ومحيته محيا. باب الميم مع الثاء (مثل) قوله تعالى: {وقد خلت من قبلهم المثلات} يعني: العقوبات الواحدة مثل، ومن قال في الواحدة مثلة قال في الجميع مثلات ومثلات ومثلات. وقال ابن اليزيدي: المثلات: الأمثال والأشباه.

وقوله تعالى: {ومضى مثل الأولين} أي ذكر عقوباتهم. وقوله تعالى: {مثل الجنة} أي: صفتها، و} مثل الجنة} مبتدأ وخبره} تجري من تحتها الأنهار}. ومثله قوله: {ومثل الذين كفروا} أي: صفاتهم. ومن ذلك قوله تعالى: {ذلك مثلهم في التوراة}. وقوله تعالى: {ولما يأتكم مثل اللذين خلوا من قبلكم} أي: صفة من مضى قبلكم. وقوله تعالى: {وله المثل الأعلى} أي: التوحيد والخلق والأمر ونفي كل إله سواه، وترجم عن هذا بقول لا اله إلا الله. وقوله تعالى: {وخلقنا لهم من مثله} قال قتادة: السفن، وقال الحسن: هي الإبل، فكأنهم قالوا للإبل سقن البر من ها هنا. وقوله: {ومثلهم معهم} أي: إيحاء من مات من ولد أيوب عليه السلام ورزقه مثلهم. وقوله تعالى: {ليس كمثله شيء} هذه الكاف مؤكدة أي ليس مثله شيء. وقوله تعالى: {ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون} يعني الأصنام.

وقوله تعالى: {من محاريب وتماثيل} أي: أنها صور الأنبياء عليهم السلام. وقوله تعالى: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} المثلى: تأنيث الأمثل. قال ابن عرفة: أي يصرفان وجوه أمثال الناس إليهما أي تغلبان على الأشراف. وقوله تعالى: {أمثلهم طريقة} قال ابن عرفة: أي أشهدهم مذهبا. وسئل أبو الهيثم مالك: (فقال الرجل ائتني بقومك فقال: إن قومي مثل) فقال أبو الهيثم: يريد سادات ليس فوقهم أحد ويقال: امتثل من القوم أماثلهم إذا أخاه أفاضلهم الواحد مثل يقال: هذا مثل القوم، ويكون ماثل جمع أمثال، ويكون جمع الأمثل. وفي الحديث: (نهى أن يمثل بالدواب وأن يركل الممثول بها) وهو أن ينصب فيرمى، وقد مذل يمثل مثلا، والمثلة: الاسم، ومعنى قوله: المريض اليوم أمثل أي أفضل من حاله التي كان عليها وهو من قولهم: هذا أمثل ثومه أي أفضلهم. وفي الحديث: (وفي البيت مثال رث) أي فراش خلق. ومنه الحديث: (فاشترى علي لكل واحد منهما مثالين) قال جرير: فقلت

(مثن)

لمغيرة: ما مثالان؟ قال: نمطان والنمط: ما يفترش من مفارش الصوف الملونة. وفي الحديث: (أنه ندب الناس إلى الصدقة فقيل له: إنه منع أبو جهم وخالد والعباس فقال: أما العباس فإنا عليه ومثلها معها) قال أبو عبيد: أخر النبي - صلى الله عليه وسلم - الصدقة عنه عامين. وقال بعض أهل العلم ليس وجه ذلك إلا أن يكون بالعباس حاجة إليها فإنه يجوز للإمام أن يؤخرها إذا كان على وجه النظر ثم يأخذه منه بعد، وقال غيره: لما في الحديث: (فإنها علي ومثلها معها) كأنه أخذ منه صدقة عام وتعجل صدقة عام، وقد جاء هذا مفسرا في حديث أخر: (إنا تسلفنا من العباس صدقة عامين) أي تعجلنا وقيل تعجلها منه أي أوجبها عليه وضمته إياها، ولم يقبضها فكانت دينا على العباس ألا ترى أنه قال: (فإنها عليه ومثلها معها). في الحديث: (من يمثل بالشعر فليس له خلاق عند الله) يقال: هو حلقه في الخدود ويقال: هو خضابه بالسواد. وفي الحديث: (من سره أن يمثل له الناس فليتبوأ مقعده من النار) أي يقومون له، يقال: مثل الرجل يمثل مثولا إذا انتصب قائما. (مثن) في حديث عمار (صلي في تبان، فقال: إني ممثون) هو الذي يشتكي

باب الميم مع الجيم

مثانته وكذلك إذا ضرب لرجل على مثانته فهو ممثون، فإذا كان لا يستمسك بوله فهو أمثن. باب الميم مع الجيم (مجج) في الحديث: (أنه أخذ حسوة من ماء فجمها في بئر ففاضت بالمار عند الرواء) قال شمر: مجها أي صبها وقال خالد بن حبنة لا يكو مجا حتى تبعاد به، وكذلك مج لعابه. وفي الحديث (كان يأكل القتاء بالمجاج) أي: بالعسل لأن النحل تمجه. ويقال لما يسيل من أفواه الدبي مجاج. وفي حديث بعضهم (الأذن مجاجة وللنفس حمضة) معناه أن للنفس شهوة في استماع العلم، والأذن لا تعي كل ما سمعت ولكنها تلقيه نسيانا كما تمج الشيء من الفم. في الحديث: (لا تبع العنب حتى يظهر مججه) روى عمرو عن أبيه المجج: بلوغ العنب. (مجد) من صفاته تعالى: (المجيد) وهو الكريم الفعال وقيل: المجيد الشريف. ومنه قوله: {ق والقرآن المجيد} أي: الشريف، والمجد في: لام العرب الشرف الواسع ورجل ماجد مفضال كثير الخير، وقد مجدت.

(مجر)

الإبل إذا وقعت في مرعي كبير واسع، وتقول العرب: في كل شجر نار واستمجد المرخ والعقار يقول: استكثر من النار. (مجر) في الحديث: (نهى عن المجر) قال أبو عبيد: قال أبو زيد: المجر: أن تباع البعير أو غيره بما في بطن الناقة، يقال: أمجرت في البيع إمجارا، وروى العباس عن الأثرم عن أبي عبيدة: المجر: ما في بطن الناقة، والثاني حبل الحبلة، والثالث: الغميس، وذهب القتيبي فيه إلى: المجر- بفتح الجيم- ولم يصب والمجر: أن يعظم بطن الشاة الحامل، فتهزل، فيقال: شاة مجر وغنم مماجير- بفتح الجيم- وذلك بإسكان الجيم. وفي الحديث: (فمسخه الله ضبعانا أمجر) الأمجر: العظيم البطن المهزول الجسم. (مجع) في حديث: عمر بن عبد العزيز رحمه الله (أنه دخل على سليمان بن عبد الملك فمازحه فقال: إياي وكلام المجعة) واحدهم مجع وهو الرجل الجاهل ورجل مجع وامرأة مجعة، وروى أبو عبيد: المجعة: التي تتكلم بالفحش، ويروى: (وكلام المجاعة) يقال: في نساء بني فلان مجاعة أي يصرخن بالرفث الذي يكني عنه، وقوله: (إياي) يقول: احذروني وجنبوني.

(مجل)

ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: (أنا فرطكم على الحوض، وإياي أن يأتي أحدكم، وهو كذا). (مجل) في الحديث: (أن جبريل عليه السلام نقر رأس رجل من المستهزئين فتمجل قيحا) أي: امتلأ. ومنه الحديث: (أن فاطمة عليها السلام شكت إلى علي رضي الله عنه مجل يدها من الطحن) قال الأصمعي: مجلت يده وتمجل مجلا ومجلت تمجل مجلا إذا خرج فيها ثخ يشبه البثر من عمل نفاس أو ما أشبهه. باب الميم مع الحاء (محح) في الحديث: (إلا ذهب نوره، ومح لونه) يقال: مح الكتاب وأمح إذا درس.

(محش)

(محش) في الحديث: (يخرج قوم من النار قد امتحشوا) أي احترقوا. وقال أبو الهيثم المحش تتأول من اللهب يحرق الجلد ويبدي العظم. (محص) قوله تعالى: {وليمحص الله الذين آمنوا} قال ابن عرفة: أي يبتليهم، ومعنى التمحيص: النقض، يقال: محص الله عنك ذنوبك أي نقضها فسمى الله ما أصاب من المسلمين من بلاء تمحيصا لأنه ينقض ذنوبهم وسماه للكافرين محقا وسمعت الأزهري يقول: يقال محصت العقب من اللحم إذا نقيته منه لتفتله وترأ فأراد أنه يخلصهم من الذنوب، ويقال محصت الذهب بالنار، وفرس ممحص القوائم إذا خلص من الرهل. وفي حديث علي رضي الله عنه وذكر فتنة فقال: (يمحص الناس فيها كما يمحص الذهب المعدني) أي: يختبر الناس فيها كما يختبر الذهب فيعرف جودته من رداءته. (محق) قوله تعالى: {ويمحق الكافرين} أي: يستأصلهم ويحبط أعمالهم. وقوله تعالى: {يمحق الله الربا} يهلكه ويذهب ببركته، وقد محقه الله فانمحق.

(محل)

(محل) قوله تعالى: {وهو شديد المحال} قال أبو بكر: قال أبو العباس: المحال: مأخوذ من قول العرب: محل فلان بفلان أي سعى به إلى السلطان وعرضه لما يهلكه، قال غيره: ومنه يقال: تمحلت الدراهم إذا سعيت في طلبها، وروى ابن اليزيدي عن أي زيد: (وهو شديد المحال) أي النقمة، وقال الأزهري: {شديد المحال} أي القوة والشدة المحل الشدة، الميم أصلية، وما حلت فلانا محالا، أي قاويته أينا أشد، وقال أبو عبيدة: المحال: العقوبة والمكروه، وقال اللحياني عن الكسائي: محلني أي قوني، وقال ابن عرفه: المحال: الجدال: يقال: ما حل عن أمره أي جادل، ومنه قول ذي الرمة: ولبس من أقوام وكل .... أعد له الشغازب والمحالا ومنه حديث أنس: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إلي عظيم من المشركين يدعوه إلى الله عز وجل، فقال لرسوله أخبرني عن إلهك هذا أهو من فضة أم ذهب أم نحاس فاستعظم ذلك فرجع إليه فأعلمه فقال: ارجع إليه فادعه فرجع إليه وقد أصابته صاعقة وعاد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد نزل} وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال}). قال القتيبي أي شديد الكيد: وأصله من الحيلة جعل ميمه كميم المكان، وأصله من الكون ثم يقال تمكنت، قال الأزهري غلط ابن قتيبة أن الميم فيه زائدة بل هي أصلية وإذا رأيت الحرف على مثال فعال أوله ميسم مكسورة فهي أصلية مثل مهاد وملاك، ومراس وغير ذلك من الحروف ومفعل إذا كان باب الثلاثة فإنه يجيء بإظهار الواو مثل مزود ومحول ومحور وغيرها من

(محن)

الحروف، وقال غيره: قرأ الأعرج: {هو شديد المحال} بفتح الميم جاء تفسيره على هذه القراءة عن ابن عباس أنه الحول. وفي حديث الساعة: (أن إبراهيم عليه السلام يقول: أنا الذي كذبت ثلاث كذبات، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما فيها من كذبة إلا وهو يماحل بها في الإسلام) أي يماكر يقال: محل به إذا وشى به وسعى به. ومنه الحديث: (ألقرآن شافع مشفع وماحل مصدق) أي: ساع مصدق، وقيل: خصم مجادل مصدق. وفي الحديث: (عهدهم لا ينقض عن شية ماحل) معناه لا ينتقض من أجل وشاية واش. وفي حديث علي رضي الله عنه: (إن من ورائكم أمورا متماحلة) أي فتنا طويلة المدة والمتماحل من الرجال: الطويل. (محن) قوله تعالى: {أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى} أي: أخلصها وقيل: اختبرها، يقال: امتحنت الذهب، والفضة إذا أذبتهما فتختبرهما حتى خلصت الذهب والفضة، وقال أبو عبيد: صفها، وهذبها. وفي الحديث: (فذلك العهد الممتحن) قال شمر: هو المصفى المذهب.

(محى)

(محى) قوله تعالى: {يمحو الله ما يشاء ويثبت} معناه يمحوا مما يكتبه الحفظة ما يشاء ويثبت ما يشاء، وقيل: ينسخ ما يشاء من الأمر والنهي ويبقي ما يشاء. في الحديث: (لي خمسة أسماء: أنا محمد وأحمد وأنا الماحي - صلى الله عليه وسلم -) أي يمحوا الله به الكفر وآثاره. باب الميم مع الخاء (مخر) قال الله تعالى: {وترى الفلك فيه مواخر} قال أبو عبيد: بشق السفن الماء بجناحيها، والمخر الشق، يقال مخرت السفينة إذا مشت فشقت الماء بصدرها ومخر السابح إذا شق الماء بيده ومخر الأرض إذا شقها للزراعة ومخرها بالماء إذا حبس الماء فيها حتى تصير أريضة أي خليقة بجودة نبات الزرع. وفي الحديث: (فاستمخروا الريح) قال ابن شميل: يقول اجعلوا ظهوركم إلى الريح عند البول كأنه إذا أولاها ظهره شق أستان الريح بظهره فأخذت عن يمينه ويساره، وقد يكون استقبال الريح تمخرا غير أنه في الحديث استدبار. وفي حديث آخر: (إذا بال أحدكم فليتمخر للريح) قال أبو عبيد: يعني أن ينظر أين مجراها فلا يستقبلها، ولكن يستدبرها كي لا ترد عليه البول. وفي حديث زياد لما قدم البصرة واليا عليها قال: (ما هذه المواخير الشراب

باب الميم مع الدال

عليه حرام حتى تسو بالأرض هدما وحرقا) قال الليث: المواخير: مجلس الريبة ومجتمعه. باب الميم مع الدال (مدد) قوله تعالى: {ويمدهم في طغيانهم يعمهون} أي: يمهل لهم ويطيل. وقوله: {كيف مد الظل} أي: بسط. وقوله تعالى: {فليمدد له الرحمن مدا} لفظ أمر معناه الخبر، ومعناه أن الله جعل جزاء ضلالته أن يمده فيها وإذا جاء الخبر في لفظ الأمر كان أوكد وألزم. وقوله تعالى: {ولو جئنا بمثله مددا} أي: زيادة. وفي دعائه - صلى الله عليه وسلم - (مدام كلماته) أي: مثلها، وعددها وقيل: المدام مصدر كالهدد، يقال: مددت الشيء مدا ومدادا، ويقال: بنو بيوتهم على غرار واحد ومداد واحد أي مثال واحد. وفي حديث آخر: (ينبعث فيه ميزابان من الجنة مدادهم أنهار الجنة) أي تمدهما أنهارها. في حديث عثمان رضي الله عنه: قال لبعض عماله (بلغني أنك تزوجت

(مدر)

امرأة مديدة) قال أبو العباس: رجل مديد أي طويل وامرأة مديدة والمد ربع الصاع. (مدر) في قصة إبراهيم عليه السلام: (يلتفت إلى أبيه يوم القيامة فإذا هو بضبعان أمدر فيقول ما أنت بأبي) الأمدر: المنتفخ الجبين العظيم البطن ويقال الأمدر الذي تترب جنباه من المدر وقال بعضهم: هو الكثير الرجيع لا يقدر على حبسه. وفي حديث أبي ذر (أما إن العمرة من مدركم) يريد من بلدكم ومدرة الرجل بلده يقول: من أراد العمرة ابتدأ لها سفرا من بلده غير سفر الحج وهذا على الفضيلة لا على الوجوب. وفي الحديث: (فانطلقا إلى البئر فنزعا من الحوض سجلا أو سجلين ثم مداره) أي طيناه، ويقال: مدرت الحوض مدرا إذا طينته لئلا يتسرب منه الماء. (مدى) وفي الحديث: (أنه كتب ليهود يتماء أن لهم الذمة وعليهم الجزية بلا عداء النار مدى والليل سدى) المدى: الغاية أي ذلك لهم أبدا ما دام الليل والنهار وقوله: (والليل سدى) أي مخلى أراد ما ترك الليل والنهار على حالهما وذلك أبدا إلى يوم القيامة. وفي الحديث: (أن عليا رضي الله عنه أجرى للناس المديين والقسطين).

باب الميم مع الذال

المديان: مكيلان يأخذنا جريبين، والقسطان: قسطان من الزيت كان يرزقهما الناس. ومنه الحديث: (البر بالبر مدي بمدي). باب الميم مع الذال (مذح) في حديث عبد الله بن عمر: (ولو شئت لأخذت سبتي فمشيت فيها ثم لم أمذح حتى أطأ المكان الذي تخرج منه الدابة) المذح: أن تصطك الفخذان من الماشي، يقال: مذح يمذح مذحا، وهذا نصيب السمان من الرجال وكان عبد الله كذلك، وأراد قرب الموضع. (مذق) في الحديث: (بارك لكم في محضها، ومخطها ومذقها) المذق: ما مزج، يقال: مذقت اللبن فهو مذيق والمخض: ما مخض والمحض اللبن الحامض. (مذقر) رباعي في حديث: عبد الله بن خباب: (فما أمذ قردمه) قال أبو عبيد: ما امتزج بالماء وقال شمر: الأمذ قرار: أن يجتمع الدم ثم يتقطع قطعا ولا يختلط بالماء: يقول: لم يكن كذلك، ولكنه سال وامتزج، ورواه بعضهم (فما ابذقردمه) وهي لغة أي ما تفرق فإذا انقطع اللبن فصار ناحية والماء ناحية فهو ممذقر.

(مذل)

(مذل) في الحديث: (المذال من النفاق) وهو أن يقلق الرجل بفراشه الذي يضاجع عليه حليلته ويتحول عنه حتى يفترشه غيره، وقد مذل بسره يمذل، ومذل يمذل إذا قلق به ورواه بعضهم: (المذاء من النفاق) وهو أن يدخل الرجل الرجال على أهله ثم يخليهم يماذي بعضهم بعضا وقال ابن الأعرابي يقال: أمذي إذا قاد على أهله مأخوذ من المذي وهو أرق ما يكون من النطفة يخرج عند الممازجة والتقبيل، وقد مذى وأمذى. (مذى) ومنه حديث علي عليه السلام: (كنت رجلا مذاء). وفي حديث رافع بن خديج: (كنا نكري الأرض بما على الماذيان) وفي رواية أخرى: (بما على السواقي) أي: بما ينبت على الأنهار الكبار والعجم يسمونها الماذيبان، وليست بعربية لكنها سوادية والسواقي دون الماذيانات. باب الميم مع الراء (مرأ) في حديث: (أحسنوا ملاكم أيها المرؤون) هو جمع المرء قال: رؤبة لطائفة زاهم (أين يريد المرؤن). وفي حديث: (لا يتمرأى أحدكم بالدنيا) قال أبو حمزة: أي لا ينظر فيها فأدخلت الميم في حروف الفعل، والأصل فيه رأي وهي المرأة.

(مرث)

(مرث) في الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم -: (أتى السقاية، فقال: اسقوني، فقال العباس: إنهم قد مرثوه وأفسدوه) قال شمر: معناه وضروه بإدخالهم أيديهم الوضرة فيه قال: ومرثه ووضره واحد، وقال المفضل (أدرك عناقك لا يمرثوها) أي: لا يمسحوها بأيديهم. في حديث الزبير رضي الله عنه: (فكأنهم صبان يمرثون سخابهم) قال القتيبي: يعضون يقال: مرث الصبي إذا عض بدر دره. (مرج) قوله تعالى: {مرج البحرين يلتقيان} قال مجاهد: أرسلهما وأفاض أحدهما في الآخر وقال ابن عرفة: {مرج البحرين} أي: خلطهما فهما يلتقيان، وجعل بينهما برزخا وهو الحاجز لا يغلب أحدهما على صاحبه يقال: مرجته خلطته، وبهذا سميت مروج الدواب. ومنه قوله تعالى: {فهم في أمر مريج} أي: مختلط مرة يقولون شاعر ومرة كاهن ومرة مجنون، ويقال: مرج الدين خلط ومرج الشيء إذا قلق فلم يثبت، ومرج الخاتم في يده، وحرج إذا قلق فلم يستقر، وقال الأزهري: {مرج البحرين} خلى بينهما، يقال: مرجت الدابة، إذا خليتها ترعى، وأخبرنا ابن عمار عن أبي عمر وعن ثعلب قال: المرد الإجراء، فقوله تعالى: {مرج البحري} أي: أجراهما.

(مرخ)

وفي الحديث: (إذا مرج الدين) أي: فسد وقلقت أسبابه. ومنه قوله لعبد الله بن عمر: (قد مرجت عهودهم) أي: اختلطت. وقوله تعالى: {من مارج من نار} المارج اللهب المختلطة بسواد النار، وقال الفراء: المارج: نار دون الحجاب، ومنها هذه الصواعق، وترى جلل السماء منها. وقوله تعالى: {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} اللؤلؤ اسم جامع للحب والمرجان، صغاره، وقال أبو الهيثم: قال: بعضهم: المرجان البسد وهو جوهر أحمر. (مرخ) في الحديث: (ليس عمر ممن يمرخ معه) أي: ليس ممن يمرخ معه، وقال ابن الأعرابي: المرخ المزاح، وقال غيره: إنما هو مأخوذ من مرخت الرجل بالدهن إذا دهنته ثم دلكته، قال: وأصله من مرخت العجين إذا أكثرت ماءه، أو من المريخ، هو القرن الذي داخل القرن اليابس ويقال: أيضا المريح وهو يكون دسما لاتصاله بالدماغ. قوله تعالى: {شيطانا مريدا} قال الأزهري: المارد: الخارج عن الطاعة، وقد مرد الرجل يمرد مرودا إذا عتا وخرج عن الطاعة وقد مرد الرجل يمرد فهو مارد ومريد ومريد ومتمرد، وقال ابن عرفة: هو الذي ظهر شره، ومن هذا يقال: شجرة مرداء إذا تساقط ورقها فظهرت عيدانها، وقد قيل للرجل: أمرد أي ظاهر مكان الشعر من عارضيه.

(مرر)

وقوله تعالى: {ممرد من قوارير} أي: مملس وقيل: مطول. وقوله تعالى: {مردوا على النفاق} مرنوا واستمرووا. (مرر) وقوله: {وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر} أي: محكم قوي. وقال الفراء: معنا سيذهب ويبطل، من مر يمر إذا ذهب، وقال الزجاج: مستمر دائم ومثله: {في يوم نحس مستمر} أي: دائم الشؤم وقال غيره: قوي في نحوسه، وقيل مستمر مر، وقيل: نافذ ماحق قبل التوبة وسخر له، وقيل: إنه يوم الأربعاء الذي لا يدور في الشهر. وقوله تعالى: {ذو مرة فاستوى} أي: قوى يعني جبريل عليه السلام، ويقال: أمر الشيء إذا أحكم صنعته وفرس ممر موثق الخلق، وحبل ممر محكم الفتل. في الحديث: (لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي) أي: ذو عقل وشدة. وقوله: {أدهى وأمر} أي: أشد مرارة، يقال: مر الشيء وأمر واستمر. وقوله تعالى: {فمرت به} قال الزجاج: معناه استمرت به، قامت وقعدت ولم يثقلها. وفي حديث ابن الزبير: (لما قتل عثمان رضي الله عنه، قال: لا أستقيلها أبدا

فلما مات أي انقطع بي ثم استمرت مريرتي) يقال: اسمرت مريرة فلان على كذا أي استحكم عليه وقويت شكيمته، وأصله من الفتل أن يستقيم للفاتل فتضرب مثلا. وفي حديث الوحي: إذا سمعت الملائكة صوت مرار السلسلة على الصفا) المرار أصله الفتل لأنه يمر أي يفتل، وإن روي (إمرار السلسلة) فحسن، يقال: أمررت الشيء إذا جررته قال الحويدرة: ونفي بآمن مالنا أحسابنا .... ونمر في الهيجا الرماح وندعي أي: ننتسب، ويروى: بأمن مالنا. وفي حديث آخر: (كإمرار الحديد في الطست الجديد). وفي الحديث: (ماذا في الأمرين من الشفاء: الصبر والثفاء) جاء على لفظ التثنية الواحدة منهما الأمر بمعنى المر كما يقال الأثقل بمعنى الثقيل، وما أشبهه، فإذا قلت لقيت منه الأمين قلته بلفظ الجع وهي الدواهي. في حديث ابن مسعود: هما المريان الإمساك في الحياة والتبذير في الممات) قال أبو عبيد: المريان: الخصلتان الواحد المري مثل الصغرى والكبرى، والثنتان الصغريان، والكبريان نسبهما إلى المرارة لما فيهما من الإثم. في الحديث: (كره النبي - صلى الله عليه وسلم - من الشاء سبعا: الدم والمرار، وكذا وكذا) قال القتيبي: أراد المحدث أن يقول الأمر وهو المصارين، فقال: المرار، وقال الشاعر:

(مرز)

فلا تهدي الأمر وما يليه .... ولا تهدن معروق العظام وقال الليث: المرارة لكل ذي روح إلا البعير فإنه لا مرارة له والجمع مرار. (مرز) وفي حديث عمر رضي الله عنه: (فمرزه حذيفة) أي: قرصه بأصابعه، يقال: مرزته أمرزه وذلك أنه أراد الصلاة على بعض من مات من أهل النفاق، قال الفراء: يقال: أمرز إلى هذا العجين مرزة أي اقطع لي منه قطعة. (مرس) في الحديث: (إن من اقتراب الساعة أن يتمرس الرجل بدينه كما يتمرس البعير بالشجر) قال ابن الأعرابي: التمرس شدة الالتواء قال القتيبي: هو أن يتلعب بدينه ويعبث به تمرس البعير أي كما يتحكك البعير بالشجر، وقال غيره: تمرس الرجل بدينه هو أن يمارس الفتن ويشاهدها ويخرج على إمامه فيضر بدينه ولا ينفعه غلوه فيه كما أن الجرب من الإبل إذا تحكك بالشجر أدماه ولم تبرئه من جربه. (مرش) في حديث أبي موسى: (إذا حك أحدكم فرجه وهو في الصلاة فيلمرشه من وراء الثوب) قال الحربي: المرش بأطراف الأظافر والإنسان يمرش الشيء بعد الشيء أي يجمعه. وفي خبر غزوة حنين: (فعدلوا ناقته إلى شجرات فمرشن ظهره) أي خدشن، يريد أنه أغصان الشجر قد علقت به فأثرن في ظهره.

(مرض)

(مرض) قوله تعالى: {في قلوبهم مرض} أي: شك ونفاق، يقال: فلان يمرض القول أي لا يصححه، وقال ابن عرفة: المرض في القلب فتور عن الحق، وفي الأبدان فتور الأعضاء، وفي العين فتور النظر. ومنه قوله: {فيطمع الذي في قلبه مرض} أي: فتور عما أمر به ونهى عنه. قال الشيخ: وقيل في قوله: {في قلوبهم مرض} أي ظلمة: قال الشاعر أنشد ابن كيسان. وليلة مضت من كل ناحية .... فما يحس بها نجم ولا قمر (مرط) في الحديث: (كان يصلي في مروط نسائه) يعني في أكسيتهن الواحد مرط. وفي حديث أبي موسى: (وأمرط قذذ السهم) أي: سقط ريشه وهو سهم أمرط وأملط، وهو سهم مرط. وفي حديث أبي محذورة: (قال له عمر رضي الله عنه حين سمع أذانه: ما خشيت أن تنشق مريطاؤك) هذه كلمة جاءت مصغرة، وهي ما بين السرة والعانة.

(مرع)

(مرع) وفي حديث الاستسقاء (اللهم اسقنا غيثا مريعا مربعا) المربع: المخصب الناجع في المال، والمربع: المغن عن الارتياد لعمومه. والناس يريعون حيث كانوا، يقال: أمرع الوادي، ومرع، وقال الليث: مرع مراعة. أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب عن عمرو عن أبيه قال: المرعة: طائر أبيض حسن اللون طيب الطعم في حد السماني. (مرق) في الحديث: (يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية) أي: ينفذونه ويجوزونه كما ينفذ السهم من الرمية. وفي الحديث: (ورأسه متمرق الشعر) وهو بمنزلة المتمرط وهو الذي انتثر شعره وانتتف يقال: مرق الصوف عن الإرهاب يمرق مرقا، وقد تمرق الجلد.

(مره)

(مره) في الحديث: (لعن المرهاء) قال القتيبي: يعني التي لا تكتحل. (مرا) قوله تعالى: {فلا تك في مرية} أي: في شك، وقد امترى وتماري إذا شك. ومنه قوله: {فيه يمترون} والخطاب: في قوله: {فلا تك} للنبي - صلى الله عليه وسلم -، والمراد أمته، وقال ابن عرفة في قوله تعالى: {أفتمارونه على ما يرى} أي: أتجادلونه جدال الشاكين، قال: والتماري المجادلة على مذهب الشك. من قوله تعالى: {فبأي آلاء ربك تتمارى} أي: بأي نعم ربك تشك ومن قرأ} أفتمرونه} أراد: أفتجحدونه. وقوله تعالى: {فلا تمار فيهم} أي: لا تجادل. في الحديث: (لا تماروا في القرآن فإن مراء فيه كفر) قال أبو عبيد: ليس وجه الحديث عندنا على الاختلاف في التأويل، ولكنه عندنا على الاختلاف في اللفظ، وهو أن يقرأ الرجل على حرف.

باب الميم مع الزاي

فيقول له الآخر ليس هو هكذا، ولكن على خلافه، وقد أنزلهما الله جميعا، يعلم ذلك بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - (نزل القرآن على سبعة أحرف) فإذا جحد كفل واحد منهما قراءة صاحبه لم يؤمن أن يكون ذلك قد أخرجه إلى الكفر، قال أبو بكر: المراء والممارة الجدال، والمراء أيضا من الإمتراء، وهو الشك، وأصله في اللغة: الجدال، وأن يستخرج الرجل من مناظره كلاما ومعاني من خصومة، وغيرها، من مريت الشاة إلا حلبتها واستخرجت لبنها، يقال: ما رأيت الرجل ماررته. ومنه قول الأسود: (أنه سأل عن رجل فقال: ما فعل الذي كانت امرأته تشاره وتماره) قال: وإنما أخرجه إلى الكفر لأنه نفى حرفا أنزله الله على نبيه عليه الصلاة والسلام. وفي الحديث: (إمر الدم بما شئت) أي: استخرجه وسيله من مري يمري إذا مسح الضرع ليدر. ومنه حديث الأحنف: (وساق معه ناقة مريا) يعني: التي تدر مع المسح، وروى بعضهم: (أمر الدم) أي: أجره، يقال: مار الدم يمر مورا إذا جرى وسال ومرته أنا. باب الميم مع الزاي (مزز) في حديث أبي العالية: (أشرب النبيذ ولا تمزز) قال أبو عبيد: أي

(مزع)

اشربه كما تشرب الماء، ولا تشربه شربة بعد أخرى، قال ابن الأعرابي: كأنه المعاقرة. في الحديث: (فترضعها جارتها المزة والمزتين) يعني: المصة والمصتين يقال: تمززت الشيء إذا تمصصته. في الحديث: (إذا كان المال ذا مز) أي: فضل وكثرة، وشيء مزيز وقد مز مزازة. (مزع) في الحديث: (وما عليه مزعة لحم) أي: قطعة، يقال: أطعمة مزعة من لحم أي قطعة ونتفة من لحم أي شيئا قليلا ومزعت المرأة قطنها إذا زبدته قطعته ثم الفته تجوده بذلك. وفي الحديث: (فصار أنفه كأنه يتمزع) أي: ينقطع ويتشقق غضبا. (مزق) قوله تعالى: {ومزقناهم كل ممزق} أي: فرقناهم فتفرقوا. وقوله تعالى: {إذا مزقتم كل ممزق} أي: إذا فرقت أجسامكم في القبور. وفي الحديث: {أن طائرا مزق على ابن عمر) يقال: ذرق وزرق ومزق وخذق إذا رمى بسلحه.

باب الميم مع السين

باب الميم مع السين (مسح) قوله عز وجل: {بكلمة منه اسم المسيح عيسى ابن مريم} قال الأزهري: سمى الله عز وجل ابتداء أمره كلمة لأنه ألقى إليها الكلمة ثم كون الكلمة بشرا، ومعنى الكلمة معنى الولد، المعنى يبشرك بولد اسمه المسيح. وفي الحديث: (أنه كان يتعوذ من المسيح الدجال) قال أبو إسحاق الحربي: سمي مسيحا لأن فرد عينه ممسوحة عن أن يبصر بها، وسمي عيسى مسيحا باسم خصه الله به أو لمسح زكريا إياه. وفي الحديث: (أما مسيح الضلالة فدجل) دل هذا الحديث على أن عيسى مسيح الهدى، وأن الدجال مسيح الضلالة وليس من قال للدجال مسيح على فعيل بشيء، وقال أبو الهيثم: المسيح: ضد المسيخ يقال: مسحه الله أي خلقه خلقا حسنا مباركا، ومسخه أي خلقه خلقا معلونا قبيحا، وقال أبو العباس: سمي مسيحا لأنه كان يمسح الأرض أي يقطعها، وروي عن ابن

عباس: (أنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برأ) فكأنه سمي مسيحا لذلك، وقال ابن الأعرابي: المسيح: الصديق وبه سمي عيسى، والمسيح الأعور، وبه سمي الدجال، وقال أبو عبيد: المسيح أصله بالعبرانية مشيحا فعرب كما عرب موشى بموسى، وأما الدجال فسمي مسيحا لأنه ممسوح إحدى العينين. وقوله: {وامسحوا برءوسكم} أخبرنا الأزهري قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سعيد الدارمي عن أبي حاتم عن أبي زيد الأنصاري قال: المسيح في كلام العرب يكون مسيحا ومنه يقال للرجل إذا توضأ وغسل أعضاءه قد تمسح، ويقال: مسح الله ما بك أي غسل عنك وطهرك من الذنوب. وقوله تعالى: {فطفق مسحا بالسوق والأعناق} معنى المسح: القطع ويقال: مسح رأسه إذا قطعه، وقال أبو منصور الأزهري قال أخبرنا أو الفضل المنذري أنه حضر أبا العباس ثعلبا وسئل عن هذه الآية فقال: قال قطرب: يمسحها، وينزل عليها فأنكر أبو العباس قوله وقال: ليس بشئ، والقول: ما قال الفراء: فضرب أعناقها وسوقها لأنها كانت سبب ذنبه، وهكذا قال المفسرون وقال غيره: كأنه أراد أن يفجع نفسه بها لما كانت سبب ذنبه بعد أن أباح الله له ذلك. وفي الحديث في صفته - صلى الله عليه وسلم - (مسيح القدمين) أراد أنهما ملساوان ليس فيهما وسخ ولا شقاق ولا تكسر فإذا أصابهما الماء نبا عنهما، وقال شمر: أراد بمسيح القدمين الملاسة واللين، ويقال: مسحته إذا لينت له القول وقلت له ما يحب، ويجوز أن يكون ممسوحا من اللحم عاريا، قال الشيح: المسيح العرق أيضا والمسيح أيضا سبائك الفضة.

(مسد)

وفي الحديث: (كان لا يسمح بيده ذا عاهة إلا برأ) أي: لا يمرها عليه. وفي الحديث (على وجهه مسحة ملك) قال شمر: تقول: العرب عليه مسحة جمال ومسحة عتق لا يقال: ذلك إلا في المدح. في حديث الملاعنة: (إن جاءت به ممسوح الإليتين) قال شمر: هو الذي لزقت إليتاه بالعظم، يقال: رجل أمسح وامرأة مسحاء وهي الرسحاء قاله النضر. في حديث أبي بكر رضي الله عنه: (غارة مسحاء) وهي فعلا من مسحهم يمسحهم إذا مر بم مرا خفيفا لم يقم فيه عندهم. (مسد) قوله تعالى: {حبل من مسد} أي حبل مسد، يقال: مسد أي قتل ولوي أي أنها تسلك في النار في مسلسلة ممسودة، وقال ابن عباس: أراد بها الحبل السلسة التي ذكرها فقال: {ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا} وامرأة ممسودة الخلق إذا كانت ملتفة الخلق ليس في خلقها اضطراب. (مس) قوله تعالى: {الذي يتخبطه الشيطان من المس} المس: الجنون. ويقال: به مس والسن وظيف ولم، وقد مسن فهو ممسين وقوله تعالى: {ذوقوا مس سقر} قال الأخفش: جعل المس يذاق كما

(مسك)

تقول وجدت طعم الضرب، ويقال: وجدت مس الحمى أي أول ما يأي منها. وقوله تعالى: {أن تقول لا مساس} أي: لا تخالط أحدًا، حرم مخالطة السامري عقوبة له ويكني بالمساس عن الجماع، وهو قوله: {من قبل أن تمسوهن}. وفي حديث أم زرع: (المس مس أرنب) وصفته بلين الجانب وحسن الخلق. (مسك) قوله تعالى: {والذين يمسكون بالكتاب} أي يتمسكون به، يقال: مسك بالشيء وتمسك وأمسك واستمسك قال زهير: بأي جبل جوار كنت امسك ومنه الآية: {لا تمسكوا بعصم الكوافر} وفي الحديث: (خذي فرصة فتمسكي بها) قال بعضهم: أي تطيبي بها مأخوذة من المسك، وقال آخرون: هو من التمسك باليد، قال القتيبي: ممسكة أي محتملة، يقول تحملينها معك أي تعالجين بها قلب، قال: والعرب تقول: مسكت بكذا بمعنى أمسكت وتمسكت.

باب الميم مع الشين

وفي الحديث: (لا يمسكن الناس علي بشيء، فإني لا أحل إلا ما أحل الله ولا أحرم إلا ما حرم الله) قال الشافعي: معناه: إن صح أن الله تعالى أحل للنبي - صلى الله عليه وسلم - أشياء خطرها على غيره من عدد النساء الموهوبة، وفرض عليه أشياء خففها على غيره، فقال: (لا يمسكن الناس علي بشيء) يعني مما خص به النبي - صلى الله عليه وسلم - دونهم. وفي الحديث: (نهى عن بيع المسكان) روى ثعلب عن عمرو عن أبيه المساكين العرابين وأحدتها سكان. وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - (بادن متماسك) أي معتدل: معتدل الخلق يمسك بعض أعضاءه بعضا. وفي حديث عثمان رضي الله عنه: (بنو فلان فحسك أمراس- أي حسونة- ومسك/أخماس) المسك: جمع مسكة، وهو الرجل الذي لا يتعلق بشيء فيتخلص من، ولا ينازله منازل فيفلت منه، وقيل: للبخيل مسيك وفيه مساك لأنه يمسك ما في يده لا يخرجه إلى أحد. باب الميم مع الشين (مشج) قوله تعالى: {أمشاج نبتليه} قال ابن السكيت: هي اختلاط النطفة لأنها ممتزجة من أنواع ما تولد الإنسان عنها ذا طابع الواحد مشج ومشيج.

(مشر)

ومنه الحديث: (في صفة المولود ثم يكون مشيجا أربعين ليلة) وقال الفراء: يقال للشيء إذا خلط مشيج من هذا، ويقال علينا مشاج من عين أي أخلاط. (مشر) وفي الحديث: (إذا أكلت اللحم وجدت في نفسي تمشيرا) قال ابن الأعرابي: التمشير: نشاط النفس للجماع، وتمشر الشجر أصابه مطر فخرج ورقة. ومنه الحديث: (فأكلوا الخبط وهو يومئذ ذو مشر) أي خرج ورقه، والسلم: شجر، ويقال: سلمة وجمعها سلام مثل أكمه وأكمام والسلام: الصخور أيضا وأحدها سلمة-بكسر اللام ويقال: مشر فلان القوم إذا كساهم، مأخوذ من هذا وأمشرت الأرض إذا خرج نبتها. (مشش) في صفته - صلى الله عليه وسلم - (جليل المشاش) قال أبو عبيد: المشاش: رؤوس العظام مثل المرفقين والركبتين. (مشط) في الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - طلب وجعل سحره في مشط مشاطة) المشاطة: الشعر الذي يسقط من الرأس واللحية عند التسريح بالمشط.

(مشع)

(مشع) في الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يتمشع بروث أو عظم) قال النضر: التمشع: التمسح في الاستنجاء، وقال ابن الأعرابي: تمشع الرجل، وامتشع إذا زال عنه الأذى (مشق) في حديث طلحة: (ورآه عمر رضي الله عنهما وعليه ثوبان مصبوغان وهو محرم، فقال: ما هذا؟ فقال: إنما هو بمشق) المشق: المغرة وثوب ممشق مصبوغ بالمشق. (مشى) قوله تعالى: {أفمن يمشي مكبًا} ويقال لكل سائر كان له قراع أو لم يكن له ماش. ومنه قوله: {فمنهم من يمشي على بطن} ومشى الامر وتمشى إذا استمر. قوله تعالى: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا} كأنه دعا لهم بالنماء يقال: مشى الرجل وأمشى إذا كثرت ماشيته. وقال إسماعيل لإسحاق عليهما السلام: (إنك أثريت وأمشيت) قال الشاعر: والشاة لا تمشي على التملع

باب الميم مع الصاد

يعني الذنب في الحديث: (خير ما تداويتم به المشي) يعني المسهل من الدواء يقال: شربت مشيا ومشوا يعني دواء المشي. باب الميم مع الصاد (مصخ) في الحديث: (والله لو ضربك بأمصوخ كذا لقتلك) الامصوخ: خوص الثمام أراد لو ضربك بخوصة وذلك أضعف ما يكون، يقال ظهرت أما صيخ الثمام أي خوصه. (مصر) في حديث المسيح: (ينزل بين ممصرتين) الممصرة: من الثياب: التي فيها صفرة خفيفة. وفي حديث زياد: (أن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يقطع بها ذنب غير مصور لو بلغت إمامه سفك دمه) المصور من المعز خاصة وهي التي انقطع لبنها، والجمع مصاير، قيل لها ذلك لأنه يتمصر لبنها قليلا قليلًا والمصر والقطر الحلب بإصبعين أو ثلاث. (مصص) في الحديث: (القتل في سبيل الله ممصمصة) أي: مطهرة وغاسلة من الذنوب وأصله من الموص وهو الغسل وقد يكون للعرب الحرف وأصله معتل من ذلك خضخضت الدلو في الماء أصله من الخوض وإنما أخرجنا الحرف من

(مصع)

هذا الباب وحكمه باب الميم والواو، صورته ولئلا يبعد على الطالب أصابته من الكتاب، وقال الأصمعي: مصمص إناءه إذا جعل فيه الماء وحركه وضمضه كذلك، فالمعنى أن القتل يطهره من الذنوب كما يمصص الإناء بالماء وروي عن بعض التابعين: (أمرنا أن نمصمص الإناء من اللبن ولا نمضمض) يقال: مصمص فاه ومضمضه إذا حركه بالماء أو غسله، وقال أو عبيد: المصمصة بطرف اللسان والمضمضة بالفم كله. (مصع) في حديث مجاهد: (البرق مصع ملك) قال أبو بكر: معناه في اللغة التحريك والصرف أي يضرب السحاب ضربة فترى البراق قال القطامي: ويجنبون من صدق المصاعا أي: الضراب. وفي الحديث: (والفتنة مصعتهم) أي: عركتهم ونالت منهم والأصل فيه الضرب. باب الميم مع الضاد (مضر) في حديث حذيفة حين ذكر خروج عائشة رضي الله عنها فقال: (تقاتل معها مضر مضرها الله في النار) أي: جعلها في النار أشتق لذلك لفظًا من اسمها تقول مضرنا فلانًا فتمضر وقيناه فتقيس أي صيرناه كذلك بأن نسبناه إليها ومضر مأخوذ من اللبن الماضر الذي يحذي اللسان.

(مضض)

(مضض) في الحديث: (ولهم كلب يتمضمض عراقيب الناس) أي يمص أي يتمضمض. وروي عن الحسن أنه قال: (خياث، كل عيدانك قد مضمضنا، فوجدنا عاقبته مرًا) يخاطب الدنيا، يقال: لا تمض مضيض الغير أي لا تمتص، وقال الليث: المض: مضيض الماء كما تمضيه، يقال: أرشف ولا تمتص إذا شربت. (مضغ) قوله تعالى: {فخلقنا العلقة مضغة} المضغة: القطعة من اللحم وجمعها مضغ ويقال: مضيغة، وتجمع مضائغ. في حديث عمر رضي الله عنه: (إنا لا نتعاقل المضغ بيننا) المضغ: ما ليس فيه أرش معلوم من الجراح والشجاج سميت بمضغة الخلق قبل نفخ الروح والمضغة الواحدة من اللحم، وقلب الإنسان مضغة من جسده. ومنه الحديث: (أن في بني آدم مضغة إن صلحت صلح الجسد كله) ألا وهي القلب. باب الميم مع الطاء (مطر) قوله تعالى: {وأمطرنا عليهم مطرًا} جاء في التفسير: أمطرنا في العذاب

(مطط)

ومطرنا في الرحمة، وأما كلام العرب فيقال: مطرت السماء وأمطرت. وفي الحديث: (خير نساءكم العطرة المطرة) المطرة: التي تتنظف بالماء. (مطط) قوله تعالى: {ثم ذهب إلى أهله يتمطى} قال ابن عرفة: هو مد أعضائه وهو التمشي والمطا وأنشد: شممتها فكرهت شممي .... فهي تمطي كمطا المحموم وقال الأزهري: يتمطى يتبختر مأخوذ من المطا وهو الظهر، قال: ومطرت ومططت ومددت واحد. وفي حديث: (إذا مشيت أمتي المطيطياء) قال أبو عبيد: هي مشية فيها تبختر ومد يدين. (مطا) وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: (مر على بلال وقد مطى في الشمس) أي مد، وكل شيء مددته فقد مطوته. ومنه حديث خزيمة السلمى فذكر السنة فقال: (المطي هارًا) أي: تركت يعني السنة المطي، وهي جمع مطية، وهي الناقة التي يركب مطاها أي ظهرها، ويقال: يمطى بها في السير أي يمدها. باب الميم مع الظاء (مظظ) في حديث: أبي بكر رضي الله عنه: (أنه مر بابنه عبد الرحمن، وهو يماظ

باب الميم مع العين

جارًا له فقال: لا متاظ جارك) يقول: لا تشاده، والماظة: شدة المنازعة مع طول اللزوم. وفي حديث الزهري: (جعل الله رمان بني إسرائيل المظ) المظ: رمان بري لا ينتفع بحمله باب الميم مع العين (معج) (فمعج البحر معجة تفرق لها السفن) أي: ماج واضطرب، يقال: معج الفرس يمعج إذا أسرع في جريه. (معد) في حديث عمر رضي الله عنه: (تمددوا واخشوشونوا) قال أبو عبيد: فيه قولان: يقال: هو من الغلظ، ومنه قيل للغلام إذا شب وغلظ تمعدد قال الشاعر: ربيته حتى تمعدد ويقال: تمعددوا تشبهوا بعيش معد، وكانوا اهل غلظ وقشف، ييقول: فكونوا مثلهم، ودعوا التنعم وزي العجم (معر) قوله عز وجل: {فتصيبكم منهم معرة} يقول: لولا رجال ونساء آمنوا بمكة وأن لا تصيبكم معرة بسببهم، أو أصبتموهم أي تصيبكم دياتهم ومسبة من العرب أنكم قتلتم أهل دينكم لفعلنا ذلك، وقال الليث: معرة الجيش أن

(معز)

ينزلوا بقوم فيصيبوا من زروعهم، وهذا الذي أراد عمر رضي الله عنه في قوله: (اللهم إني أبرأ إليك من معرة الجيش) وفي الحديث: (ما أمعر حاج قط) معناه: ما افتقر، وأصله من معر الرأس، والمعر الزمر القليل الشعر. (معز) في حديث عمر رضي الله عنه: (تمعززوا) أي: كونوا أشداء صبرا من المعزة، وهو الشدة، ورجل ماعز، وهو ماعز وإن ذهبت به إلى العز فاسم زائد، كقولهم تمدرع وتمسكن. (معس) في الحديث: (مر على أسماء وهي تمعس إهبابا لها) أي: تدبغ، وأصل المعس الدلك، يقال: معسه يمسعه معسا. (معط) في الحديث: (كأنها شاة معطاء) وهي التي/ يسقط صوفا، ييقال: معط شعره، وتمعط وأمرط إذا تناثر. (معمع) في الحديث: (لا تهلك أمتي حتى يكون بينهم التمايل والتمايز والمعامع)

(معك)

المعامع: شدة الحرب، والجد في القتال، والأصل فيه معمعة النار، وهو سرعة تلهبها. ومنه حديث ابن عمر: (كان يتبع اليوم المعمعاني فيصومه) يعني الشديد الحر. (معك) في حديث ابن مسعود: (لو كان المعك رجلا لكان رجل سوء). وفي حديث شريح: (المعك طرف من الظلم) يعني: المطل واللي، يقال: معكه بذنبه وماعكه ودالكه والمعك الدلك وقد معكته في التراب. (معن) قوله تعالى: {ويمنعون الماعون} قال ابن عباس: الماعون: العارية، قال أبو عبيد: الماعون في الجاهلية: العطاء والمنفعة، وفي الإسلام الزكاة والطاعة. قال الراعي: قوم على الإسلام لما يمنعوا .... ما عونهم ويضيعوا التهليل وقال أبو علي قطرب: ماعون مفعول من المعن والمعن المعروف وأنشد: ولا ضيعته فألام فيه فإن .... ضياع مالك غير معن وقال بعض العرب: الماعون الماء، وأنشد: يمج صبره الماعون صبا. قال الفراء: ويجوز أن يكون قوله تعالى: {فمن يأتيكم بماء معين} فعلا

(معا)

من الماعون، وهو المعروف، وقال غيره: هو من الماعون الذي هو الماء يقال: معنى الماء: وامعن إذا سال قال عبيد: واهية أو معين ممعن .... أو هضبة دونها لهوب معين جاء من العيون، وهو الماء الظاهر وفي الحديث: (قال أنس لمصعب: أنشدك الله في وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزل عن فراشة وتمعن علىى بساطه، وقال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الرأس والعين) قوله: (تمعن) أي تصاغر له وتذلل انقيادا مأخوذ من المعنن وهو الشيء القليل، ويقال: تمعن أي اعترف، يقال: أمعن بحقي وأذعن أي أعترف به وأظهره وروي (وتمعك علي). وقوله تعالى: {وكأس من معين} أي: خمر تجري كما يجري الماء على وجه الأرض. (معا) في الحديث: (المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء) قال أبو عبيد: نرى ذل لتسمية المؤمن عند طعامه فتكون فيه البركة، والكافر لا يفعل ذلك، وقيل: إنه خاص لرجل، قال غيره: فيه وجه أحسن من ذلك كله، وهو مثل ضربة النبي - صلى الله عليه وسلم - للمؤمن زهده في الدنيان والكافر وحرصه عليها، ولهذا قيل: الرعب شؤم لأنه يحمل صاحبه على اقتحام النار وليس

باب الميم مع الغين

معناه كثرة الأكل دون اتساع الرغبة في الدنيا، يقال: معي ومعيان وأمعاء. وفي الحديث: (ورأى عثمان رضي الله عنه رجلًا يقطع سمرة، فقال: ألست ترعى معوتها) أي ثمرتها إذا أدركت، شبهها بالمعو، وهو البسر إذا أرطب. باب الميم مع الغين. (مغث) في الحديث: (كنت أمغث له الزبيب غدوة فيشربه عشية) تعني أمرسه وأدلكه. (مغر) في الحديث أن أعرابيا قدم عليه وهو مع أصحابه فقال: أيكم ابن عبد المطلب، فقالوا: (هو الأمغر المرتغق) هو الأحمر المتكئ على مرفقه مأخوذ من المعرة، من شيات الخيل أشقر أمغر، وهو الذي ليس بناصع الحمرة، وقال الليث: الأمغر الذي وجهته حمره في بياض صافٍ، وقال الأزهري: أرادوا بالأمغر الأبيض، وقد مر شرحه في بابه. وفي خبر عبد الملك بن مروان: (أنه قال لجرير: مغر يا جرير) أراد أنشد كلمة بن مغراء وهو أحد شعراء مضر، والمغراء تأنيث الأمغر. (مغط) في صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لم يكن بالطويل الممغط) أي: لم يكن بالبائن

(مغل)

الطول قال أبو زيد: يقال: أمغط النهار أي امتد ومغطت الحبل: فأتمغط وأمغط، وقال أبو تراب في كتاب الاعتقاب ممغط وممعط بالغين والعين. (مغل) وفي الحديث: (صوم ثلاثة أيام من كل شهر يذهب بمغلة الصدر) يعني: نغله وفساده، وأصله المغلة، وهو داء يأخذ الغنم في بطونها، يقال: أمغلت الغنم. باب الميم مع الفاء (مفج) في حديث بعضهم: (وأخذني الشراة فرأيت مساورا قد اربد وجهه، ثم أومأ بالقضيب إلى الدجاجة كانت تبخثر بين يديه، وقال: تسمعي يا دجاجة تعجبي يا دجاجة ضل علي واهتدي مفاجة) يقال: ثفج ومفج إذا حمق ورجل ثفاجة ومفاجة، إذا كان أحمق. باب الميم مع القاف (مقت) قوله تعالى: {إنه كان فاحشة ومقتا} المقت: أشد البغض قال ابن عرفة: أي كان فاحشا عند الله ومقتا في شميتكم، فقد كانت العرب إذا تزوج الرجل إمرأة أبيه فأولدها قبل للولد المفتي، وقالوا في قوله عز وجل: {لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم} يقول: مقت الله إياكم على كفركم. أشد من مقتكم أنفسكم في الآخرة إذا تبين لكم سوء عقب كفركم.

(مقط)

وفي الحديث: (لم يصيبنا عيب من عيوب الجاهلية في كحاحها ومقتها) قال أبو عباس: سألت ابن الأعرابي عن نكاح المقت، فقال: هو أن يتزوج الرجل امرأة أبيه إذا طلقها أو مات عنها، ويقال: لهذا الرجل الضيزن. (مقط) في حديث عمر رضي الله عنه: (كنت قدرته وذرعته بمقاط عندي) ال مقاط: الحبل وجمعه مقط، وقال الليث: يكاد هذا الحبل يقوم من شدة إغارته. (مقل) في الحديث: (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه) يعني فأغمسوه في الإناء والطعام والشراب، والمقل الغمس، يقال: للرجلين إذا تعاطا في الماء يتماقلان، والمقل في غير هذا النظر. وفي الحديث: (أن ابن لقمان الحكيم قال لأبيه: أرأيت الحبة التي تكون في مقل البحر) أي في مغارص البحر يقال: مقل يمقل أي أغاض، وقد مقلته لازم ومتعد. وفي حديث: ابن مسعود: (وترك مس الحصا خير من مائة ناقة لمقلة) قال أبو عبيد: هي العين، يقول: تركها خير من مائة ناقة يختارها الرجل على عينه/ونظره، كما يريد، وقال الأوزاعي: معنهاه أنه ينفقها في سبيل الله قال أو عبيد: هو كما قال: ولم يرد أنه يقتنيها

(مقا)

(مقا) في الحديث: (مقوتموه- يعني عثمان رضي الله عنه- مقو الطست ثم قتلتموه) يقال: مقوت الطست إذا جلوته ونقيته. باب الميم مع الكاف (مكد) في حديث ابن عمر: (أن عيينة بن حصن أخذ عجوزًا من هوازن فلما رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السبايا أبا عينينة أن يردها، فقال له أبو صرد: خذها إليك فوالله ما فوها ببارد ولا ثديها بناهد، ولا بطنها بوالد، ولا درها بماكد) يعني دائم المكود التي يدوم لبنها ولا ينقطع يقال: مكد بالمكان يمكد إذا أقام به. (مكر) قوله تعالى: {إذا لهم مكر في آياتنا} قال ابن عرفة: أي يحتالونه لما رأوا من الآيات بالتكذيب فيقولون سحر وأساطير الأولين: {قل الله أسرع مكرا} أي: أقدر على مكروهكم وعقوبتكم إن شاء ذلك، وقال غيره: أراد قولهم: مطرنا بنوء كذا، ونظيره قوله تعالى: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبونه} يعني: تقولون مطرنا بنوء كذا. وقوله تعالى: {أفأمنوا مكر الله} أي: عذاب الله تعالى. وقوله: {ومكروا ومكر الله} قال الأزهري: المكر من الخلائق خب

(مكس)

وخداع، ومن الله مجازاة للماكر، ويجوز أن يكون استدراجه إياهم من حيث لا يعلمون مكره. وقوله تعالى: {بل مكر الليل والنهار} أي: مكركم بالليل والنههار. (مكس) وفي الحديث: (لا يدخل الجنة صاحب مكس) قال الأصمعي: الماكس العشار، وأصله الخاينة، والمكس ما يأخذه، وقال الشاعر: وفي كل ما باع امرؤ مكس درهم. (مكك) في الحديث: (لا تتمككوا على غرمائكم) يقول: لا تلحوا عليهم إلحاحًا يضر بماعايشهم، ولا تأخذوهم على عسرة، وأنظروه إلى ميسرة، يقال: مك الفصيل ما في ضرع النافة إذا لم يبق من اللبن شيئا. (مكن) قوله تعالى: {اعلموا على مكانتكم} أي: على ما تمكنكم تقول: اثبت على مكانك أي على ما أنت عليه، وهو أمر وعيد كأنه قال: اثبتوا عليه إن رضيتم بالنار، والعرب تتوعد فتقول: بمكانك وانتظر. ومنه قوله: {مكانكم أنتم وشركاؤكم} كأنه قيل لهم: انتظروا مكانكم، ونصب على الآمر، وقال بعضهم: {اعملوا على مكانتكم} أي: على شاكلتكم وناحيتكم التي اخترتموها وجهتكم التي تمكنتم عند أنفسكم في العلم بها أي عامل على جهتي.

باب الميم مع اللام

وقوله تعالى: {ونمكن لهم في الأرض} قال ابن عرفة: التمكين: زموال الموانع. وقوله تعالى: {ولقد مكناكم} أي: ملكناكم. وفي الحديث: (أقروا الطير على مكناتها) قال أبو عبيد: المكنات: بيض الضباب واحدتها مكنة، وقد مكنت الضبة، وأمكنت قال: وجائز في الكلام أن يستعار مكن الضباب فيجعل للطير كما قالوا: مشافر الحبش، وإنما المشافر للإبل، وقيل في التفسير على مكناتها: أي على أمكنتها، قال: ومعناه الطير التي تزجر بها، يقول: لا تزجروها بل أقروها على مواضعها التي طجعلها الله بها فإنها لا تضر ولا تنفع، وقال شمر: الصحيح فيها أنها جمع المكنة وهي التمكن تقول العرب: إن فلانا ذو مكنة من السلطان أي ذو تمكن فيقول: أقرونا على: مكنهة ترونها عليها، ودعوا التطير بها، وهذا مثل التبعة من التتبع، والطلب من التطلب. باب الميم مع اللام (ملأ) قوله تعالى: {يا أيها الملأ أفتوني} قال أبو عبيد: الملأ أشراف الناس ورؤسائهم الذين يرجع إلى قولهم وجمعه إملاء، مثل نبأ، وأنباء. ومثله قوله تعالى: {ألم تر إلى الملأ من بني إسرايل} وقال بعضهم: إنما قيل لهم ذلك لأنهم ملاؤا بالرأي والغناء، وملاء جمع الملئ ويقال: مليء بين الملاء.

(ملج)

في الحديث: (أنه سمع رجلا من الأنصار: منصرفهم من غزوة بدر، يقول: ما قتلنا إلا عجائز صلعا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أولئك الملأ من قريش لو حضرت فعالهم لاحتقرت فعالك) يعني أنهم أشراف قريش. وفي حديث أبي قتادة: (وأحسنوالملأ) يقول: أحسنوا خلقًا. قوله تعالى: {ملء الأرض ذهبا} أي مقدار ما يملأها. ومنه حديث أم زرع: (جارية أبي زرع ملء كسائها، وغيط جارتها) أرادت أنها ذات لحم، فهي ملأ كسائها. في حديث علي رضي الله عنه: (والله ما قلت عثمان ولا مالأت في قتله) أي: ما ساعدت ولا عاونت، يقال: تمالأوا على الأمر إذا اجتمع رأيهم عليه. ومنه قول عمر رضي الله عنه: (لو تمالأ عليه أهل صنعاء لأقدتهم به). (ملج) في الحديث: (لا تحرم الإملاجة والإملاجتان) قال أبو عبيد: يعني المصة والمصتين وملجان، ومكان كل هذا من المص يعنون أنه يرضع الغنم وأملجت المرأة صبيها، والإملاج أن تمصه لبنها مرة واحدة.

(ملح)

ومنه الحديث: (فجعل مالك بن سنان يملج الدمخ بفيه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ازدرده). وفي الحديث: (وفد عليه قوم يشكون القحط، فقال قائلهم سقط الأملوج ومات العسلوج) قال أبو منصور: الأملوج عندي: نوى المقل، ومثله الملج، وجمعه أملاج، وقال القتيبي: الأملوج ورق كالعيدان ليس بعريض نحو ورق الطرفاء والسرو، وجمعه الأماليج، وقال أبو بكر: الأملوج: ضرب من النبات ورقه كالعيدان وهو العبل، قال: وقال بعضهم: هو ورق مفتول. (ملح) في الحديث: (الصادق يعطي ثلاث خصال: المحبة والملحة والمهابة) أراد بالملحة: البركة، يقال: كان ربيعنا مملوحا فيه أي مخصبا مباركا فيه، ويقال: لا ملح الله فيه ولا بارك. وفي الحديث: (وقال له وفد هوازن إنا لو كنا ملحنا للحارث أو للنعمان ثم نزل منزلك لحفظ ذلك فينا) قال الأصعمي: قوله: (ملحنا) أي أرضعنا ذلك/ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان مسترضعا فيهم أرضعته حليمة السعدية. ومنه الحديث: (لا تحرم الملحة والملحتان) أي: الرضعة الواحدة فأما الملجة بالجيم فهي المصة وقد مر في موضعه. في حديث الحسن: (كالشاة المملوحة) يعني: المسموطة، يقال: ملحت

الشاة إذا سمطتها، وقال أبو الطحمان: وإني لأرجوا ملجها في بطونكم .... وما بسكت من جلد أشعث أغبرا. وقال أبو سعيد: الملح في هذا الموضع: البيت الحرمة والذمام، يقال فيهما ملحة وملح أي ذمام وحرمة، يقول: إني لأرجوا أن يؤاخذكم الله بحرمة صاحبها، وعذركم به، كأنهم ساقوا له نعما كان يسقيهم من ألبانها. وقال أبو العباس: العرب تعظم أمر الملح والنار والرماد، وقال في قولهم ملحة على ركبته قولان. أحدهما: أنه مضيع لحق الرضاع فأدنى شيء ينسيه ذمامه كما أن الذي يضع الملح على ركبتيه يبدره أدنى شيء والقول الآخر: أنه سيء الخلق أي يغضب من أدنى شيء والملح يذكر ويؤنث والتأنيث أغلب. وفي الحديث: (ضحى بكبشين أملحين) قال الكسائي: هو الذي فيه بياض وسواد والبياض أكثر، وقال ابن الأعرابي: هو النقي البياض. وفي الحديث: (ولكن حمزة لم يكن له إلا نمرة ملحاء) الملحاء بردة فيها خطوط سواد وبياض، والنمرة: البردة. وفي الحديث: (وكانت امرأة ملاحة) أي مليحة، والعرب تجعل الفعيل فعالًا ليكون أشد مبالغة في النعت.

(ملخ)

وفي الحديث المختار: (لما قتل عمر بن سعد جعل رأسه فبي ملاح وعلقه) الملاح: الملخلاة. وفي حديث ظبيان: (يأكلون ملاحها ويرعون سراحها) السراح جمخع سرح وهو شجرة: الملاح ضرب من النبات، قال أبو النجم: يحضن ملاحا كذاوي القرمل. (ملخ) في حديث الحسن: (يملخ في الباطل ملخا) قال شمر: قال أبو عدنان: أي يمر فيه مرأ سهلا، وبكرة ملوخ إذا كانت سريعة المر يقال: ملخ في الأرض إذا ذهب فيها. (ملس) وفي الحديث: (أنه يبعث رجلا إلى الجن، فقال له: سر ثلاثا ملسًا) يقول سر سيرا سريعا، وقد أملس في سيره إذا أسرع فيه. (ملص) في حديث ابن عمر: (وسئل عن إملاص المرأة الجنين) يعني: أن تزلقها قبل وقت الولادة، وكلما زلق من اليد فقد ملص يملص ملصًا. ومنه حديث الدجال: (فأملصت به أمه) قال أبو العباس: يقال: أملصت به، وأزلقت به، وأسهلت به وخطأت به.

(ملق)

(ملق) قوله تعالى: {خشية إملاق} أي: فقر. في الحديث: (أن امرأة سألته أأتفق من مالي ما شئت؟ قال: نعم، أملقي من مالك ما شئت) قال الليث: الإملاق: إنفاق المال، وقال اب شميل: يقال: إنه مملق أي مفسد، وقال شمر: أملق لازم ومتعد، وأملق إذا افتقر، وأملق الدهر ما بيده قال أوس: وأملق ما عندي خطوب تبل وفي حديث عبيدة السلماني أن ابن سيري قال له: ما يوجب الجنهابة نقال (الرف والاستملاق) الرف المص والاستملاق من ملق الجدي أمه إذا رضعها أراد أن الذي يوجب الغسل امتصاص المرأة ماء الرجل إذا خالطها كما يرضع الرضيع إذا لقم حلمة الثدي. (ملك) قوله تعالى: {مالك يوم الدين} اختار أبو عمرو (ملك) وإليه ذهب أبو عبيد، وقال أبو عمر: (الملك) أبلغ من المالك في المدح لأن الملك لا يكون إلا مالكا، وقد يكون المالك غير ملك، قال غيره: كذا هو إذا كانا وصفين للمخلوقين، فأما في صفة الخالق فالمالك والملك سواء وأحسبه قول الحس بن كيسان، قال أبو العباس والذي أختاره، مالك، قال: وقوله: {ملك الناس} أي ذو البسطة والسلطان عليهم و {مالك يوم الدين} أي: تملك يوم الدين،

قال: والاختيار أن يكونه مع اليومخ مالك أي ذو الملك ومع الناس ملك أي ذو الملك والسلطان والذي قال أبو عمرو: إن الملك أبلغ من المالك إنما يكون في المخلوقين لأن أحدهم يملك شيئا دون شيء والله يملك كل شيء والملك من أملاكه، والملوك من أملاكه ألا تراه يقول: {قل اللهم مالك الملك} وقال الأزهري: الملك تمام القدرة واستحكامها، يقال: ملك بين الملك، ومالك بين الملك وقد ملكت الشيء أملكه ملكا، ويقال: ذلك الأمر على ملك فلان أي في عهده وسلطانه. ومنه قوله تعالى: {على ملك سليمان} أي: على عهد ملكه. وقوله تعالى: {ما أخلفنا موعدك بملكنا} أي: بطاقتنا. وقوله تعالى: {فهم لها مالكون} أي: ضابطون، المعننى أنها ذللت لهم فملكوا رؤسها وركبوها كيف شاءوا. وقوله تعالى: {الذي بيده ملكوت كل شيء} الملكوت ملك الله، زيدت فيه التاء كما قالوا: رهبوت ورحموت. وقوله تعالى: {تؤتي الملك من تشاء} قال مجاهد: يعني ملك النبوة، وقال: السلطان والبسطة. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (أملكوا العجين فإنه أحد الريعين) يقال: ملكت العجين أملكه وأملكته أملكه إذا أنعمت عجنه لغتان، وأخبرني

(ملل)

ابن عمار عن أبي عمر عن ثعلب عنه سلمة عن الفراء: يقال للعجين إذا كان متماسكا متقنا مملوك ومملك ومملك ويقال: أملكي عجينك وأملكيه ومليكه. وفي حديث أنس: (البصرة إحدى المؤتفكات فأنزل في ضواحيها وإياك والمملكة) أراد بالملكة وسطها. وفي الحديث: (أملك عليك لسانك) يقول: لا تجره إلا بما يكون لك لا عليك. (ملل) قوله تعالى: {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة} أي: النصرانية ولا في اليهودية، وقال ابن الأعرابي لله معظم الدين والشريعة والحلال والحرام، قال أبو العباس يعني بمعظم الدين جملة ما جاء به الرسول. في حديث عمر رضي الله عنه: (ليس على عربي ملك ولسنا بنازعين من يد رجل شيئا أسلم عليه ولكن تقومهم الملة على آبائهم خمسا من الإبل) قال أبوالهيثم: الملة: الدية والجمع ملل، وقال الأزهري: كأنه أراد إنا / نقومهم كما نقوم أروش الجراحات ونذرها، وجعل لكل رأس منهم خمسًا من الإبل فيضمنها عشارهم الذي ملكوهم، قال الشيخ: وسمعته يقول: كان أهل الجاهلية يطؤن الإمام فيلدن من مائهم فكان أولئك الأولاد ينسبون إلى آباءهم وهم عرب فرأى عمر أن يردهم على آبائهم فيعتقون وتأخذ من آباءهم الملة لكل ولد خمس من الإبل.

في حديث أبي هريرة: (فكأنما تسفهم الملل) فكأنما تسفي في وجوههم الملل وهي التراب المحمى بالنار. وفي حديث آخر: (قال: يا رسول الله إن لي قرابات أصلهم ويقطعونني وأعطيهم فيكفرونني، فقال عليه الصلاة والسلام: إنما تسفهم الملل) قال الشيخ: تسففهم من السفوف، قال الأزهري: أصل الملة: التربة المحماة ليدفن فيها الخبزة الملة تهال على الخبزة، وقال القتيبي: المل: الجمر، ويقال للرماد الحار أيضا المل والملة موضع الخبزة ومنه يقال: هو يتململ على فراشه يقول: إذا لم يشكروك، فإن إعطاءك إياهم حرام عليهم ونار في بطونهم. وفي الحديث: (فإن الله لا يمل حتى تملوا) قال أبو بكر: فيه ثلاثة أقوال: أحدها: أن الله تعالى: لا يمل أبدا، مللتهم أو تملوا فجرى هذا مجرى قول العرب حتى يشيب الغراب، وحتى يبيض القار. والثاني: أن الله لا يطرحكم حتى تتركوا العمل له وتزهدوا في الرغبة إليه فسمى الفعلين مللا، وليسا بملل على الحقيقة على مذهب العرب في وضع الفعل موضع الفعل، إبذا وافق معناه/ قال عدي:

(ملا)

ثم أضحوا لعب الدهر بهم .... وكذاك الدهر يودي بالرجال فجعل الهلاكة إياهم لعبا. والثالث: وهو الذي أذهب إليه أن يكون المعنى فإن الله لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله فسمي فعل الله مللا وليس بملل، وهو في التأويل على جهة الازدواج، وهو أن يكون إحدى اللفظتين موافقة للأخرى، وإن خالفت معناها كما قال: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه} معناه: فجاوزه على اعتدائه فسماه اعتداء هو عدل لتزدوج اللفظة الثانية مع الأولى. ومنه قوله تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} قال الشاعر: ألا لا يجهلن أحد علينا .... فنجهل فوق الجهل الجاهلينا أراد فنجازيه فسماه جهلا، والجهل لا يفخر به ذو عقل ولكنه على المذهب الذي وصفناه. (ملا) قوله تعالى: {إنما نملي لهم} أي: نطيل لهم المدة: يقال: أقام ملاوة من دهر حينا. ومنه قوله تعالى: {أمليت لها} أي: أمهلت وأخرى، وقال أبو بكر في قوله: {إنما نملى} اشتقاقه من الملوة وهي المدة والزمان، ومنه قوله: أليس

باب الميم مع النون

جديدا وتمل حبيبا أي لتطل أيامك معه. باب الميم مع النون (منح) / في الحديث: (كنت منيح أصحابي يوم بدر) أي: لم أكن ممن يضرب له سهم لصغره، والمنيح أحد السهام التي لا غنم لها ولا غرم عليها. في الحديث: (هل من أحد يمنح من إبله أهل بيت لا در لهم). في الحديث: (من منح منحة ورق أو منح لبا كان له مثل عتق رقبه) قال أبو عبيد: المنحة عند العرب: على معنين: أحدهما: أن يعطي الرجل صاحبه صلة فتكون له، والأخرى: أن يمنحه ناقة أو شاة ينتفع بلبنها ووبرها زمانا ثم يردها، وهو تأويل قوله (والممحضة مردودة) والمنحة تكون في الأرض يمنح الرجل أخاه أرضه ليزرعها. ومنه الحديث (من كانت له أرض فليزرعها أو يمنحها أخاه) قال الفراء: منحته أمنحه وأمنحه وقال أحمد بن حنبل: منحة الورق هو القرض.

(منع)

وفي بعض الروايات في حديث أم زرع (وآكل فأتمنح) أي أطعم غيري والأصل في المنحة أن يجعل لبن شاته أو ناقته لآخر سعة ثم جعلت كل عطية منحة. (منع) (المانع) في صفات الله تعالى له معنيان: أحدهما: روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (اللهم لا مانع لما أعطيت). والثاني: أن يمنع أهل دينه أي يحوطهم وينصرهم، ومنه يقال: فلان في منعة أي في تمنع على من رامه، ويجوز في منعة أي في قوم يمنعونه من الأعداء، ويقال: مانع ومنعة. (منن) قوله تعالى: {لا تبطلوا صدقاتكم بالمن} المن: تعداد المعطى/ على المعطى ما أعطاه. وقوله تعالى: {لهم أجر غير ممنون} أي: غير منقوص، وقيل: غير مقطوع وجبل منين أي مقطوع، وقيل: غير محسوب، وقيل: لا يمن عليهم بالثواب الذي استوجبوه.

وقوله تعالى: {فامنن أو أمسك بغير حساب} جعل له أن يمن على من يشاء من الجن، ويحبس عن من يشاء، ولا حساب عليه. وقوله تعالى: {فإما منا بعد} يقال: من على أسيره إذ أطلقه. وقوله تعالى: {ولا تمنن تستكثر} قال ابن عرفه: يقول: لا تمنن ما أوذيت به في جنب الله ولا تستكثر فإنه قليل في جنب ما يريد الله أن يثيبك، المعنى لا تمن مستكثرا، وقال غيره: لا تعطي العطية تريد أن تأخذ بها أكثر ما أعطيت والمن يكون عطاء. ومنه الحديث (ما أحد أمن علينا من اب أبي قحافة رضي الله عنه) أي أجود بذات يده ويكون اعتدادا بالصنيعة، وهو المذموم. ومنه الحديث (ثلاثة يشنؤهم الله، البخيل المنان). ويكون قطعا ويكون الذي ينزل من السماء، ويكون الترنجبين وهو قوله: {وأنزلنا عليهم المن والسلوى}. ومنه الحديث (الكمأة من المن، وماؤها شفاء العي) قال أبو عبيد: إنما شبهها بالمن الذي كان يسقط على بي إسرائيل عفوا بلا علاج كذلك الكمأة لا مؤنة فيها ببذر ولا سقي. وقال أبو بكر المن على وجهين. أحدهما: يوصف به الله وهو قولهم: يا حنان يا منان أي يا منعم. والثاني: لا وصف به الله تعالى.

(منا)

وروي عن بعضهم (لا تتزوجن/ حنانة ولا منانة) فالمنانة: التي تتزوج لمالها فهي أبدا تمن على زوجها، وهي المنون أيضا. (منا) قوله تعالى: {إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} أي: إذا تلى ألقى الشيطان في تلاوته قال الشاعر: تمنى كتاب الله آخر ليلة .... تمنى داود الزبور على رسل قوله تعالى: {لا يعلمون الكتاب إلا أماني} قال الأزهري إلإ تلاوة من غير كتاب، وقال اب عرفة: إلا كذبا من قولهم مان في حديثه مينا، وتمنى تمينا. ومنه قول عثمان رضي الله عنه (ما تمنيت منذ أسلمت) أي: ما كذبت وقال أبو بكر: الأماني تنقسم على ثلاثة أقسام: يكون من المنى، ويكون من التلاوة ويكون من الكذب، وأشد الشاعر يرثى عثمان بن عفا رضي الله عنه: تمنى كتاب الله أول ليلة .... وآخره لاقي حمام المقادر وقال رجل لابن دأب (أهذا شيء رويته أم شيء تمنيته) أي: افتعلته ولا أصل له. وقال عثمان رضي الله عنه (ما تغنيت ولا تمنيت) قال القتيبي: أي ما

افتعلت الأحاديث ولا تحرصت الكذب، ويقال لتلك الأحاديث المفتعلة الأماني واحدتها أمنية. وفي الحديث أن منشدًا أنشده: لا تأمنن وإن أمسيت في حرم .... حتى تلاقي ما يمنى لك الماني أي يقدر لك المقدر، يقال: منى الله عليك خيرا يمني منيًا، ويقال: سميت/منى لأن الأقدار وقعت على الضحايا بها فذبحت، ومنه أخذت المنة. وقيل في قوله تعالى: {من نطفة إذا تمنى} إنه من التقدير، وقيل: من المنى يقال: أمنى الرجل يمنى إذا أنزل المني. ومنه قوله: {أفرأيتم ما تمنون}. وفي الحديث (إذا تمنى أحدكم فليكثر) قال أحمد بن يحيى: التمني السؤال للرب عز وجل في الحوائج، والتمني حديث النفس فيما يكون وفيما لا يكون. وفي حديث عروة (أنه قال للحجاج يا ابن المتمنية) أراد أمة وهي فريعة بنت همام، وكانت قبل تحت المغيرة بن شعبة وهي القائلة فيما قيل: ألا سبيل إلى خمر فأشربها .... أم هل سبيل إلى نصربن حجاجِ وكان نصر بن حجاج رجلا من بنى سليم رائع الجمال يفتتن به النساء فمر عمر رضي الله عنه بهذه المرأة وهي تنشد هذا البيت فدعا بنصر فسيرة إلى البصرة.

باب الميم مع الواو

وفي الحديث (البيت المعمور منا مكة) أي يحاذيها، يقال: لدىري منا دار فلان. باب الميم مع الواو (موت) قوله تعالى: {ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} قال الأزهري: لفظ النهى واقع على الموت، والمعنى الأمر بالإقامة على الإسلام. وقوله تعالى: {ولقد كنتم تمنون الموت} أي: القتال حبا للشهادة، وهو سبب الموت. وقوله تعالى: {سقناه للبلد ميت} أي: جدب ال نبات فيه فإضا عمر الأرض فقد أحياها. وقوله تعالى: {وكنتم أمواتًا} أي: نطفًا في الأرحام فأحياكم فيها. وفي الحديث (أرى القوم مستميتين) هم الذين يقاتلون على الموت. وفي الحديث (أما همزة فالموتة) يعني: الجنون والتفسير في الحديث. (موج) قوله تعالى: {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض} أي: يختلط بعضهم

(مور)

ببعض مقبلين ومدبرين حيارى، يقال: ماج الشيء إذا اضطرب. (مور) قوله تعالى: {يوم تمور السماء مورا} قال مجاهد: أي تدور دورا، وقال غيره: تجئ وتذهب، يقال: مار الدمخ يمور مورًا إذا جرى على وجه الأرض وسمي الطريق مورا لأنه يذهب فيه ويجايء، ومار الشيء إذا اضطرب. وفي الحديث (فأما المنفق فإذا أنفق مارت عليه) قال الأزهري: أي ترددت وذهبت وجاءت. وفي حديث عكرمة (لما نفخ في آدم عليه السلام الروح مار في رأسه فعطس) أي: دار. (موص) في حديث عائشة رضي الله عنهها (مصتموه كإيماص الثوب، ثم عدوتم عليه فقتلتموه) أي غلبتموه والموص: الغسل بين إصبعيك، يقال، مصته أموصه موصا، يقال: إنهم استتابوه مما نقموا منه فأعتبهم. (موق) في الحديث (أن امرأة رأت كلبا في يوم حار يطيف ببئر قد دلع لسانه من العطش، فنزعت له بموقها فغفر لها) الموق: الخف فارسية معربة.

باب الميم مع الهاء

باب الميم مع الهاء (مهد) قوله تعالى: {وبئس المهاد} أي: لبئس ما مهد لنفسه في معاده والمهاد الفراش. ومنه قوله تعالى: {فلأنفسهم يمهدونهن} أي: يوطيئون وأصل المهد التوثير. يقال: مهدت لنفسي ومهدت أي جعلت لها مكانًا وطيئًا وسهلًا. قوله تعالى: {ألم نجعل الأرض مهادا} أي: بساطا ممكنا للسلوك والسكون، ويقال للأ} ض مهد ومهاد. (مهر) وفي الحديث (مهل الماهر بالقرآن مثل السفرة) الماهر: الحاذق بالقراءة، وأصله الحذق بالسباحة، والسفرة الملائكة. (مهش) في الحديث (أنه لعن من النساء المتهمشة) جاء تفسيره في الحديث أنها التي تحلق وجهها بالموس، وقال القتيبي: لا أعرف الحرف إلا أن تكون الفاء مبدلة من الحاء، يقال: مربى جمل فمحشني إذا حاكه فيسحج جلده، قال غيره يقال محشته النار ومهشته إذا أحرقته، وقدامتحش وامتهش.

(مهق)

(مهق) في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - (وليس بالأبيض الأمهق) الأمهق: الأبيض الكريه البياض كلون الجص، يقول: كان نير البياض. (مهل) قوله تعالى: {بمهاء كالمهل} أي: كالرصاص المذاب أو الصفر أو الفضة وكل ما أذيب من هذه الأشياء فهو مهل، وقيل: المهل دردى الزيت، وقيل: المهل: الذي يسيل من جلود أهل النار. في حديث أبي بكر رضي الله عنه (ادفنوني في ثوبي هذين، وإنما هما للمهل والتراب) قال أو عبيد: المهل في هذا الحديث الصديد والقيح. قال الأصمعي: وحدثني رجل وكان فصيحا/ أن أبا بكر قال (فإنهما للمهلة) وبعضهم- بكسر الميم، فيقول: للمهلة. وفي حديث علي رضي الله عنه (إذا سرتم في العدو فمهلا مهلا) أي: رفقا رفقا فإذا وقعت العين في العين فهملا مهلا، أي تقدما تقدما. وفي الحديث (ما يبلغ سعيهم مهله) يقول: ما يبلغ إسراعهم إبطاءه. (مهم) وفي حديث سطيح الكاهن أزرق مهم الناب صرار الأذن. قوله (مهم الناب) أي حديد الناب، وقال الأزهري هكذا روي وأظنه (مهو الناب) بالواو، يقال: سيف مهو أي حديد.

(مهن)

وفي الحديث (أنه قال لعبد الرحمن بن عوف ورأى عليه وضرا من صفرة مهيم) أي ما أمرك؟ كلمة يمانية. (مهن) قوله تعالى: {من ماء مهين} أي: ضعيف وكل ضعيف مهين. ومنه قوله تعالى: {أم أنا من هذا الذي هو مهين} أي: قليل، والمهانة القلة، والذلة.، ومنه قوله تعالى: {ولا تطع كل حلاف مهين} أي: ضعيف الرأي والتمييز وقال الفراء: المهين الفاجر ها هنا. وفي حديث سلمان (أكره أن أجمع على ماهن مهنتين) الماهن: الخادم، والمهنة: الخدمه، يقال: مهنت الوقم أمهنهم وأمهنهم وامتهنوني أي ابتذلوني كره يجمع خدمتين في وقت واحد على خادمه، قال شمر عن مشايخه: المهنة بنصب الميم خطأ. (مها) في حديث عمر بن عبد العزيز رحمه الله (أنه رأى رجل فيما يرى النائم جسد رجل ممهى يرى داخله من خارجه) كل شيء صفي فأشبه المها فهو ممها، والمهى الحجارة البيض أي تبرق، وهو البلُور، ويقال للثغر إذا أبيض فكثر ماؤه مها قال الأعشى:

باب الميم مع الياء

ومها ترف غزوبه يشفى المتيم ذا الحراره مها جمع مهاة، وأراد به النساء، وغروبة برودة أسنانه، وذا الحرارة أي من به حرارة العشق، ويقال للكواكب مها قال أمية: رسخ المها فيها فأصبح لونها .... في الوارثات كأنهن الإثمد وقال أبو زيد: مهوا الذهب ماؤه. وفي الحديث: (أن ابن عباس قال لعتبة بن أبي سفيان وقد أثنى عليه يا أبا الوليد أمهيت) أي: في الثناء واستقصيته ويقال للرجل إذا حفر فانبسط قد أمهى وأماه. باب الميم مع الياء (ميث) في الحديث (اللهم مث قلوبهم كما يمخاث الملح في الماء) يقال: مثيت الشيء أميثه وأموثه إذا دفته في الماء فانماث ينماث. (ميح) في الحديث (فنزلنا فيها ستة ماحة) أي: مستقية، الواحد مائح وهو الذي ينزل في الركية إذا قل ماؤها فيملأ الدلو بيده ويقال: ماح يميح ميحًا وكل من أعطى معروفًا فقد ماح والقابل ممتاح، ومستميح. ووصفت عائشة أباهما رضي الله عنهما فقالت (وامتاح من المهواة) أي: استقى. (ميد) قوله تعالى: {أنزل علينا مائدة من السماء} هو مأخوذ من الميد وهو العطاء يقال: مادي يمدي أي أعطاني، والممتاد المطلوب منه العطاء قال رؤبة.

(مير)

إلى أمير المؤمنين الممتاد وقوله تعالى: {أن تميد بكم} أي: لئلا تضطرب بكم وتحرك حركة شديدة: يقال: ماد الرجل يميد ميدا إذا أدير برأسه وقوم ميدي إذا دير برؤسهم عند ركوبهم البحر الواحد مائد. وفي الحديث (نحن الآخرون السابقون ميد أننا أوتينا الكتاب من بعدهم) ميد وبيد لغتان أراد غير أنا، وقيل: على أنا. (مير) وقوله تعالى: {ونمير أهلنا} المير: كلما يقات، وقدمرت القوم أميرلهم إذا أتيتهم بالميرة، ويقال للرفقة التي تنهض من البادية إلى القرى لتمتار ميارة. (ميز) قوله تعالى: {واهتازوا اليوم} قال ابن عرفة: أي كونوا فرافة إلى النار. وقوله تعالى: {تميز من الغيظ} أي: تنقطع من غيزها. وقوله تعالى: {حتى تميز} يقال: ميزته أميزه ومزته أميزه فإنماز ويقال: لا مستماز لك أي لا ملجأ تماز إليه. وفي حديث إبراهيم (استماز رجل من رجل به بلاء فابتلى به) أي تباعد منه، من الميز، وهو الفصل بين الشيئين. (ميس) في حديث أبي الدرداء (التي تدخل قيسا وتخرج ميسا) أي: تبخترا يقال: ماست المرأة تمس ميسا، ومثله الريس.

(ميط)

وفي الأمثال: إن الغنى لطويل الذي ماس، يريد أن المال يظهر فلا يخفى، والميح أيضا مثله. (ميط) في الحديث (أدناها إماطة الأذى عن الطريق) أي تنحيته، وقال أبو عبيد: عن الكسائي: مطت عنه وأمطت نحيت، وكذلك مطت غيري وأمطته، وأنكر الأصمعي ذلك وقال: مطت أنا وأمطت غيري. وفي الحديث: (أمط عنا يدك) وفي الحديث: (لو كان عمر ميزانا ما كان فيه ميط شعرة) أي ميل شعرةٍ يقال: ماط في مشيه إذا عدل عن المحجة يمنة ويسرة، والميط أيضا البعد. ومنه الحديث: (مط عنا يا سعد) يريد أبعد عنا. (ميع) في حديث ابن عمر: (وسئل عن فأرة وقعت في سمن، فقال: إن كان مائعا فأرقه) أي ذائبا سائلا، ومنه سميت هذه الهنة في العطر ميعة لسيلانه، يقال: ماع الشيء يميع وتميع إذا ذاب. ومنه حديث عبد الله: (حين سئل عن المهل، فأذاب فضة، فجعلت تميع فقال" هذا من أشبه ما أنتم راؤون بالمهل).

(ميل)

ومنه حديث جرير بن عبد الله: (ماؤنا يميع أو قال يربع، وجنا بنا مريع). قوله: يميع أي يسيل، وتريع أي يثوب، وكل شيء عاد فقد راع، ومنه يقال راع عليه الفييء إذا رجع إلى خلفه. (ميل) وفي الحديث في ذكر النساء: (مائلات مميلات) قال أبو بكر: قوله (مائلات) أي: زائغات عن طاعة الله تعالى، وما يلزمهن من حفظ الفروج، (ومميلات) يعلمن غيرهن الدخول في مثل فعلهن يقولون أخبث فلانا فهو مخبث إذا علمه الخبث، وأدخله فيه، وفيه وجه آخر: مائلات متبخترات في مشيهن مميلات يملن أكتافهن، وأعطافهن، وفيه: وجه ثالث: يتمشطن المشطة الميلاء وهي التي جاءت كراهيتها في الحديث، قال امرؤ القيس: غدائرة مستشزرات إلى العلى .... وهي مشطة البغايا والمميلات بمعنى كما قالوا جاد مجد وضراب ضروب. وفي الحديث: (رؤسهن كأسمنة البخت) معناه أنهن يعظمن رؤوسهن بالخمر والعمائم حتى تشبه أسنمة البخت، قال غيره: ويجوز أن يطمحن إلى الرجال لا يغضضن من أبصارهن، ولا ينكسن رؤوسهن. وفي الحديث: (لا تهلك أمتي حتى يكون بينهم التمايل، والتمايز) أي: لا

(مين)

يكون سلطان يكف الناس عن التظالم فيميل بعضهم على بعضٍ بالغارة، وأراد بالتمايز أن الناس يتجزبون أحزابا بوقوع القضية فيما بينهم. وفي حديث أبي موسى: (أنه قال لأنس: عجلت الدنيا وغيبت الآخرة، أما والله لو عاينوها ما عدلوا ولا ميلوا) قال شمر: قوله (ميلوا) أي لم يشكوا لقول العرب: إني لأميل إليك بين ذينك لأمرين وأمايل بينهما أيهما آتي، وأمايط بينهم مثله، وإني لأميل بين فلان وفلان أيهما أفضل، وقوله: (ما عدلوا) أي ما عدلوا بها شيئًا (مين) في حديث بعضهم قال: (خرجت مرابطًا ليلة محرسي إلى الميناء) الميناء: الموضع الذي ترفأ إليه السفن قال نصيب: تيممن منها خارجات كأنها .... بدجلة في الميناء سفن مقير وفي الحديث (وكانت امرأة ميلة) أي ذات مال، يقال: رجل ميل صير، أي: ذو ما كثير وصورة حسنة. آخر حرف الميم

النون ن

كتاب النون

كتاب النون بسم الله الرحمن الرحيم باب النون مع الهمزة (نأج) في الحديث: (ادع لنا ربك بأنأج ما تقدر عليه) يعني بأضرع ما يكون من الدعاء وأحرته والنئيح الصوت. قوله تعالى: (وهم ينهون عنه وينئون عنه) أي ينهون الناس عن متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام وبتباعدونه عنه يقال نأي ينأي إذا تباعد والنائي البعيد. (نأنأ) وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه (طوبى لمن مات في النأنأة) قال أبو عبيد: معاها أول الإسلام إذ هو ضعيف بعد وأصل النأنأة الضعف، ومنه قيل رجل نأنأ إذا كانه ضعيفًا. ومنه قول علي رضي الله عنه: (لسليمان بن صرد وكان تخلف عنه يوم الجمل أتاه فقال: تنأنأت وتربصت فكيف رأيت صنع الله) يقول: ضعفت واسترحت، ويقال نأنأت الرجل إذ نهنهته فتنأنأ كأنه قال نهنهته. باب النون مع الباء (نبأ) قوله تعالى: {نبئنا بتأويله} أي: خبرنا بتفسيره والنبأ الخبر.

(نبب)

وقوله تعالى: {عن النبأ العظيم}. قال مجاهد: القرآن وقال غيره: عم نبأهم على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - في أمر القيامة. ومثله قوله تعالى: {قل هونبأ عظيم أنتم عنه معرضون} وبه سمى النبي - صلى الله عليه وسلم - نبيا لأنه أنبأ عن الله عز وجل. وقوله تعالى: {لتنبئنهم بأمرهم هذا} أي لنجازينهم ونعلمهم والعرب تقول للرجل إذا تواعدوه لأنبئنك وأعرفنك. (نبب) في حديث عمر رضي الله عنه (ليكلمني/ بعضكم ولا تنبو على نبيب التيوس). قال الشيخ: فهو صوتها عند السفاد يقال نب التيس ينب نبيا. (نبت) وقوله تعالى: {تنبت بالدهن}. قال ابن عرفة: أي تنبت ما يكون فيه الدهن ويطبع به الأكل. وقال الأزهري: أي تنبت وفيها دهن ومعها دهن كما يقال جاء زيد بالسيف أي ومعه السيف. وقوله عز وجل: {وأنبتها نباتا حسنا} أي جعل زيتها أحسن الزيت. وفي حديث الأحنف (أن معاوية قال لمن ببابه: لا تتكلموا بحوائجكم) فقال الأحنف (لولا عزمة أمير المؤمنين لأخبرته أن دافة دفت، وأن نابتة لحقت) يعني ناسا ولدوا فلحقوا وصاروا زيادة في العدد.

(نبذ)

(نبذ) قوله تعالى: {فنبذوه وراء ظهورهم} أي رموا به ورفضوه. ومنه قوله: {نبذه فريق منهم}. وقوله تعالى: {إذ انتبذت من أهلها} أي اعتزلت وتنحت يقال جليس نبذه من الناس ونبذة أي ناحية، وهو إذا جلس قريبا منك بحيث لو نبذت إليه شيئا لوصل إليه ونبذت الشيء رميته به. ومنه الحديث (فنبذ خاتمه فنبذ الناس خواتيمهم) وبه سمى النبيذ نبيذا لأنه يطبخ في الظرف حتى يدرك وأصله منبوذ فصر عن مفعول إلى فعيل وقيل للقيط لأنه رمي به. ومنه الحديث (مر بقبر منبوذ فصلى عليه) في قوله بقبر منبوذ منونًا أراد بقبر منتبذ عن الطريق. وقوله تعالى: {فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها} أي ألقيتها في العجل. ومنه قوله تعالى: {فانبذ إليهم} أي انبذ إليهم/ عقدهم الذي عاهدتهم عليه.

قال الأزهري: إذا هدنت قومًا فعلمت منهم النقض للعهد فلا توقع سابقا إلى النقض حتى يلقي إليهم أنك قد نقضت العهد والموادعة فتكونوا في علم النقض مستوين ثم توقع بهم. وفي حديث عدي بن خاتم: {أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر لما أتاه بمنبذة) أي وسادة سميت بها لأنها تنبذ أي تطرح للجلوس عليها والنبذ: الطرح والرفض. ومنه الحديث: (نهى عن المنابذة) قال أبو عبيدة: هو أن يقول الرجل لصاحبه ابنذ إلى الثوب أو أنبذه إليك ليجب البيع وقيل: هو أن يقول إذا نبذت إليك الحصاة فقد وجب البيع. في حديث أم عطية في المحيض (نبذة قسط وأظفار) يعني قطعة منها (نبر) وفي حديث حذيفة (كجمر دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبرا).

(نبز)

قال أبو عبيد: النتبر: المتنفط. ومنه حديث عمر رضي الله عنه (إياكم والتخلل بالقصب فإن الغم ينتبر منه) وكل شيء رفع شيئا فقد نبره ومنه اشتق المنبر ومنه يقال نبرت الحرف إذا همزته. وفي الحديث (أنه لما قيل له يا نبيء الله مهموز قال - صلى الله عليه وسلم - إنا معشر قريش لا ننبئ) وفي الحديث (إن الجرح ينتبر في رأس الحول أي يرمي ويتنفط). (نبز) قوله تعالى: {ولا تنابزوا بالألقاب} النبز واللقب، يقول لا تداعوا بها. (نبس) في حديث عبد الله بن عمر (فما ينبسون) أي ما ينطقون. (نبط) قوله تعالى: {يستنبطونه منهم} أي يستخرجونه وأصله من النبط وهو الماء الذي يخرج من البئر في أول/ ما يحفر يقال أنبط في غضراء أي استخراج الماء من الطين. في حديث بعضهم، أنه سئل عن رجل فقال (ذاك قريب الثرى بعيد النبط) أراد أنه وافي الموعد بعيد النجز. وفي الحديث (ورلج ارتبط فرسًا ليستنبطها) أي يطلب نسلها ونتاجها وفي رواية أخرى ليستنبطها أي يطلب ما في بطنها.

(نبغ)

وفي حديث سعد وسأل عمر رضي الله عنه عمرو بن معد يكرب عنه فقال (أعرابي في حبوته نبطي في جبوته) أراد في حبوة العرب كالنبطي في عمله بأمر الخراج وجبايته وعمارة الأرضين حذقا بها ومهارة فيها. وفي حديث عمر رضي الله عنه (تمعددوا ولا تستنبطوا) يقول: لا تتشبهوا بالنبط. (نبغ) وفي حديث عائشة أنها قالت في أبيها تصفه (غاض نبغ النفاق والردة) تقول: أذهبه ونقضه يقال نبغ الشيء إذا ظهر ونبغ فيهم النفاق إذا ظهر ما كانوا يخفونه منه ونبغت الزادة إذا كانت كتومًا فعادت سرية والدقيق ينبغ من خصاصات المنخل. (نبل) في الحديث (فأعدوا النبل). قال أبو عبيدة: هي حجارة الاستجاء والمحدثون يقولون نبل بفتح النون قال: ونراها إنما سميت نبلا لصغرها، وهو من الأضداد يقال للعظام نبل وللصغار نبل قال الأصمعي: هو برفع النون يقال نبلني حجارة للاستنجاء أي أعطينيها وهي جماعة نبلة كما تقول سترة وستر وحجرة وحجر. في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال (كنت أنبل على/ عمومتي يوم الفجار).

(نبا)

قال أبو عبيدة: أي كنت أجمع النبل لهم وقال الأصمعي: نبلت الرجل بالتشديد أي ناولته النبل. ومنه الحديث (أن سعدًا كان يرمى بالنبل من يدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد ذهب الناس وفتى ينبله كما نفدت نبله نبله) أي أعطاه النبل. وفي بعض الأحاديث (ما علني وأنا جلد نابل) أي معي نبلي وهي السهام العربية اسم جماعة وإذا أرادوا الواحدة قالوا نشابه أو سهم. (نبا) في حديث قتادة (ما كان بالبصرة رجل أعلم من حميد بن هلال غير أن النباوة أضرب به). قال الأزهري: كأنه أراد طلب الشرف أضربه. والنباوة والنبوة الارتفاع وقال غيره: النبي ما ارتفع من الأرض واحدودب. وفي الحديث: (لا تصلوا على النبي) يقول: على الأرض المرتفعة المحدودبة، وقيل: على الطرق وسمى رسل الله أنبياء لأنهم الطرق لله تعالى ومن الناس من يجعل النبي منه فينزل همزة يريد الأشرف على الخلائق والنباوة أيضا موضع بالطائف معروف (خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا بالنباوة من الطائف). (نبه) في الحديث: (إنه منبهة للكريم) أي مشرفة ومعلاة يقال نبه ينبه إذا صار نبيها شريفا. باب النون مع التاء (نتج) في الحديث: (هل تنتج إبل قومك صحاحا آذانها) أي تولدها فتلى نتاجها يقال نتجت الناقة أنتجها. والناتج للناقة كالقابلة للنساء ويقال نتجت الناقة/ إذا

(نتخ)

ولدت فهي منتوجة كما تقول: نفست فهي منفوسة فإذا أردت أنها حاضت قلت: نفست بفتح النون وانتجت الفرس حمخلت فهي نتوج ولا يقال منتج. (نتخ) وفي حديث ابن عباس: (إن في الجنة بساطا منتوخا بالذهب) أي منسوجًا، قال الأعرابي: النتخ والنسخ واحد أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر قال: حدثنا ثعلب عن انب الأعرابي قال: نتجته نسجته ونتجته نفته ونتجته أهنته. (نتر) في الحديث: (إن أحدكم يعذب في قبره فيقال: إنه لم يكن يستنر عند بوله) الاستنار: كالاجتذاب مرة بعد أخرى يعني الاستبراء. قال الليث النتر جذب فيه جفوة. في الحديث (إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاث مرات) أي ليحكه. وفي حديث علي رضي الله عنه (اطعنوا النتر) أي الخلس وهو من فعل الحذاق ويقال طعنه نتر أي مخلس وضرب هبر أي يلقي قطعة من اللحم. ومنه حديث علي كرم الله وجهه (فإذا تعانقت الأبطال فانظروا شزرا واضربوا هبرًا واطعنوا نترًا وارموا سعرًا) قال الشيخ: والشزرة النظرة بالبغضاء إلى الأعداء. (نتش) في بعض الأحاديث أهل البيت رضي الله عنهم (لا يحبنا حامل القيلة ولا النتاش لسفل) قال أبو عمرو وقال ثعلب: هم النغاش والعيارون.

(نتق)

قال الشيخ: والنتش والنتف واحد كأنهم أنتتفوا من جمخلة أهل الخير. (نتق) قوله تعالى: {وإذا نتقنا الجبل فوقهم} قال أبو عبيدة: أي زعزعناه فاستخرجناه من مكانه قال: وكل شيء قلعته فرميت به فقد نتقته ولهذا قيل للمرأة الكبيرة/ الولد ناتق لأ، ها ترمى بالأولاد رميًا. ومنه الحديث (فإنهن أنتق أرحامًا). وقال غيره: نتقنا الجبل أي رفعناه ودليله قوله: {ورفعنا فوقهم الطيور}. وقال ابن الأعرابي: الناتق الرافع والناتق الباسط والناتق الفاتق وامرأة ناتق ونتاق كثيرة الولد وقال ابن قتيبة: أخذ ذلك من نتق السقاء وهو نفضه حتى يقتلع الزبد منه قال وقوله: {وإذ نتقنا الجبل} كأنه قلع من أصله وقال ابن ايزيدي: يقال نتق الجرب إذا نتر ما فيها. وفي حديث علي رضي الله عنه (البيت المعمور نتاق الكعبة من فوقها) أي هو مطل عليها. قال القتيبي: هو من قوله} وإذ نتقنا الجبل}. (نتل) في الحديث أنه رأى الحسن رضي الله عنه (يلعب ومعه صبية في السكة فاستنتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمام القوم) أي تقدم. قال أبو بكر: وبه سمى الرج لناتلا ونتيلة أم العباس بن عبد المطلب. ويقال: استنتل وابرنتأ، وابرندع إذا تقدم.

باب النون مع الثاء

ومنه حديث أبي بكر رضي الله عنه (وإنه ارتاب بلبن شربه أنه لم يحل له ما استنتل يتقيأ) أي تقدم، قال الشيخ رحمه الله: ويقال نتل أيضًا إذا تقدم. ومنه ما جاء في الحديث: (أن عبد الرحمن بن أبي بكر برز يوم بدر فقال: هل من مبارز فتركه الناس لكرامة أبيه، فنتل أبو بكر- رضي الله عنه- أي تقدم. ومعه سيفه). باب النون مع الثاء (نثث) في حديث أم زرع: (لا تنث حديثنا نتثيثا) ويروى تبث بالباء والنث قريب من البث تقول: لا تطلع الناس على أسرارنا. وقال الأعرابي: النثاثون المغتابون للمسلمين. في حديث عمر رضي الله عنه (وأن رجلًا أتاه يسأله فقال: هلكت، قال: أهلكت وأنت تنث نثيث الحميت). ورواه بعضهم تمث أي يرى جسدك كأنه يقطر دسما والنجى تمث والجرة تمث أي له نز ينضح بالماء. قال أبو عبيد النثيث أن يرشح ويعرق من كثرة اللحم يقال نث الحميت ومث إذا رشح بما فيه من السمن ينث ويمث وأما في الحديث فإنك تقول نث الحديث ينث برفع النون. (نثر) في الحديث: (إذا توضأت فانثر) يقال نثر فانثر واستنثر إذا حرك النثرة في الطهارة وهي طرف الأنف.

(نثط)

وفي حديث آخر (فاستنثر) قال بعضهم يعني الاستنثار والنثر أن يستنشق بالماء ثم يستخرج من أنفه ما فيه ومما يدل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم - (إضا توضأ أحدكم فليجعل الماء في أنفه ثم لينثر). وفي حديث آخر: (أنه كان يستنشق ثلاث في كل مرة يستنثر) فجعل الاستنشاق غير الاستنثار. ويقال: نثر ينثر بكسر الثاء ونثر السكر ينثره بضم الثاء لا غير. في الحديث: (أيوافقكم العدو قدر حلب شاة نثور) هي الواسعة الإحليل كأنها تنثر اللبن نثرا، وامرأة نثور كثيرة الولد. في الحديث: (فلما خلا سنى ونثرت له ذا بطنى) أرادت أنها كانهت شابه تلد أولاده عنده. وفي حديث ابن عباس: (الجراد نثرة الحوت) أي عطسته. في حديث أم زرع (ويميس في حلق النثرة). أي يتبختر في حلق الدرع وهو ما لطف منها. (نثط) في الحديث: (كانت الأرض تميد فوق الأرض فنشطها الله بالجبال، فصارت لها أوتادًا).

(نثل)

قال أبو حمزة: النثط خروج الكمأة من الأرض أو النبات إذا صدع الأرض فظهر المعنى أخرج منها الجبال فصيرها أوتادًا. وقال الدريدي: النثط، غمزك الشيء حتى يتطد. (نثل) وفي الحديث: (أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته فينتشل ما فيها). النثل: نثرك الشيء بمرة واحدة يقال: نثر ما في كنانته: إذا صبها ونثرها. (نثى) في الحديث في صفة مجلسه: (لا تنثى فلتاته) أي لا تشاع ولا تذاع يقال نثوت الحديث أنثوه إذا أذعته والفلتات: جمع فلتة وهي الزلة، وعن ابن الأعرابي أي لم يكن لمجلسه فلتات فتنثى، يقال: تناث القوم الحديث إذا تذاكروه، ويقال: ما أقبح نثاه في الناس وأحسن نثاه قال شمر: سمعت ابن الأعرابي يقول النثا في الكلام القبيح والحسن. وأنشد لامرئ القيس: ولو عن نثا غيره جاءني .... وجرح اللسان كجرح اليد باب النون مع الجيم (نجا) في الحديث: (ردوا نجأة السائل باللقمة) أي اعطه شيئا مما تأكل لتدفع به شدة نظره إليك، ويقال للرجل الشديد الإصابة بالعين: إنه لنجوء العين على فعول، ونجؤ العين على مثال فعل، ونجئ العين على مثال فعل ونجئ العين على مثال فعل.

(نجب)

(نجب) في حديث ابن مسعود: (الأنعام من نواجب القرآن أو نجائب / القرآن) قال أبو عدنان: نجائبه أفضله ومحضه والنجابة الكرم، وقيل: النجيب التي قشرت نجبيته، وبقى لبابه ونجبة الشجر لحاؤها. قال شمر: وقيل من نواجب القرآن أي من عتاقه. (نجث) وفي حديث عمر رضي الله عنه: (انجثوا إلى ما عند المغيرة فإه كتامة للحديث) النجث: استخراج الحديث، يقال: بدا نجيث القوم وهو رجل نجيث أي مستخرج للأجناد والنجث استخراج الدفين ومنه قول هند: لو نجئتم قبر أمنة أم محمد أي نبشتم قبر آمنة أم محمد - صلى الله عليه وسلم -. (نجد) قوله تعالى: {وهديناه النجدين} أي طريق الخير، وطريق الشر، والنجد ما علا من الطرق وما ارتفع من الأرضين والجمع نجاد. وقال مجاهد: هما الثديان والنجاد: حمالة السيف. ومنه حديث أم زرع (زوجي طويل النجاد) أرادت أنه طويل القامة وإذا طالت القامة طول النجاد قال الشاعر: قصرت حمائله عليه فقلصت ولقد يحفظ فيها مأكالها وفي حديث الشورى: (وكانت امرأة نجودًا) أي ذات رأي، قال ذلك شمر. وفي حديث آخر جاءه رجل بكفه وضح، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (انظر بطن واد، لا منجد ولا متهم فتمعك فيه) ففعل فلم يزد شيئا حتى مات ولم ترد لغة ليس من نجدٍ

(نجذ)

ولا تهامة أراد نجدا من نجد ونجدا من تهامة فليس ذلك الموضع من نجد كله ولا من تهامة كله وفي الحديث (إلا من أعطى في نجدتها ورسلها) قال أبو عبيد: نجدتها أن يكثر شحومها حتى يمنع ذلك صاحبها أن/ ينحرها نفاسة بها فصار ذلك بمنزلة السلاح لها تمتنع به من ربها فهو يعطيها على رسله أي مستفيضا بها كأن معناه أنه يعطيها على مشقة من النفس وعلى طيب منها. وقال أبو سعيد الضرير: نجدتها ما ينوب أهلها مما يشق عليه من الغارم والديات والرسل ما دون ذلك وهو أن يمنح ويفقر. قال الأزهري: وفي الحديث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (نجدتها ورسلها) عسرها ويسرها وقيل لأبي هريرة ما حق الإبل؟ فقال: تعطى الكريمة وتمنح العزيزة وتفقر الظهر (وتطرق الفحل) وهذا يقوي قول أبي سعيد. وفي الحديث: (وعليها مناجد من ذهب) قال أبو عبيد: هي الحلى المكلل بالفصوص وأصله من تجيد البيت وهي تزيينه بالفرش، وقال أبو سعيد: واحدها منجد وهي قلائد من لؤلؤ وذهب وقرنفل مأخوذ من نجاد السيف. وفي الحديث: (أنه آذن في قطع المنجدة) يعني من شجر الحرم، المنجدة: عصار تساق بها الدواب وتحث على السير ويكون الخشبة التي ينفش بها الصوف لتحشى بها الثياب، وسمي النجاد نجادًا لأنه يرفع من الثاب بحشوه إياها. (نجذ) وفي الحديث (وعلى أكتافها) يعنهي الإبل مثل النواجذ شحمًا يعني طرائق

(نجس)

الشحم واحدتها ناجدة سميت بذلك لارتفاعها. وفي الحديث (وحتى بدت نواجذه) قال أبو العباس: اختلف فيه قال الأصمعي: هي الأضراس، وقال غيره: هي المضاحك. ورجل منجذ إذا جرب الأمور ويقال: منجد بالدال والذال في الحديث (وإن الملكين قاعدين/ على ناجذي العبد يكتبان) قال أبو العباس: معنى النواجذ في قول على الأنياب وهو أحسن ما قيل في النواجذ لأن في الخبر أنه - صلى الله عليه وسلم - (كان جل ضحكة التبسم) وفي الحديث (إلا ناجزًا بناجز) أي حاضرًا بحاضر، يعني في الصرف يقول: لا يجوز إلا كذلك، يقال: نجز ينجز نجزًا إذا حضر وحصل وأنجز وعدًا إذا أحضره والمناجزة في الحرب المحاضرة، فأما نجزًا ينجز فإنه بمعنى فنى. قال الشيخ: أنشدني شيخي (رحمهما الله): قلنا كأن بناجز من مالنا .... ولنشربن بدين عام قابل أي بحاضر من مالنا (نجس) قوله تعالى: {إنما المشركون نجس} يقال: لكل مستقذر نجس فإذا ذكرت الرجس قلت: رجس نجس بكسر النون وسكون الجيم. (نجش) في الحديث (نهى عن النجش) قال أبو بكر: معناه لا يمدح أحدكم السلعة

(نجع)

ويزد في ثمنها ولا يريد شرائها ليسمعه غير فيزيد، وأصل النجش مدح الشيء واطراؤه. وقال غيره: النجش تغير الناس عن الشيء إلى غيره والأصل فيه تغير الوحش من مكان إلى مكان. وفي حديث آخر (لا تناجشوا) وهو تناجشوا من النجش. (نجع) وفي حديث أبي بن كعب وسئل عن النبيذ فقال: (عليك باللبن الذي نجعت به) أي غذيت به، يقال: نجع الصبي لبن الشاة إذا غذى به وسقيه وقال: نجع فيه الدواء ينجع وينجع ونجع وأنجع إذا عمل ونفع. كل ذلك عن ابن الأعرابي. ومنه الحديث عن علي رضي الله عنه أن المقداد دخل عليه بالسقيا وهو ينجع بكرات له دقيقا وخبطا يقال: نجعت البعير إذا سقيته المديد/ وهو أن تسقيه الماء بالبرد أو السمسم أو الدقيق واسم المديد النجوع.

(نجف)

(نجف) في حديث عائشة رضي الله عنها (ودخل حسان عليها فأكرمته ونجفته) أي رفعت منه والنجفة شبه التل. ومنه الحديث: (أن فلانا جلس على مناجف السفينة) أي على سكانها سمي بذلك لارتفاعه. وفي الحديث (فأكون تحت نجافة الجنة) قال الأزهري: نجاف الجنة هو أعلا الباب. (نجل) في الحديث: (أنا جيلهم في صدورهم) يعني كتابهم، وحكى شمر من بعضهم الإنجيل كل كتاب مكتوب وافر السطور وقيل: نجل صنع وعمل. قال بلقاء بن قيس: وأنجل في ذاك الصنيع كما نجل واصنع وفي حديث عائشة الصديقة رضي الله عنها (وكان واديها يجري نجلًا) أي نزا تعنهي واد بالمدينة. واستنجل الوادي إذا ظهرت نزوزته، وفي حديث الزهري: (كان له كلب صائد كان يطلب لها الفحولة يطلب نجلها) أي ولدها، يقال فتح الله ناجليه يعني: والديه. (نجم) قوله تعالى: {وبالنجم هم يهتدون} أراد بالنجوم فدل الواحد على الجنس. وقوله تعالى: {فنظر نظرة في النجوم} قيل نظر في بعض مقاييس النجوم ليوهمهم أنه ينظر فيما ينظرون. وقيل في النجوم: أي فيما نجم له من الرأي وقيل: رأى نجمًا فقال إني سقيم أي سأسقم.

(نجا)

وقوله تعالى: {والنجم إذا هوى} قيل: هو الثريا وقيل: هو القرآن ونزوله نجمًا نجمًا وقيل معناه النجوم وقوله: {والنجم والشجر يسجدان} فالنجم ما ينبت على وجه الأرض مما لا ساق/ له والشجر ماله ساق ويقال لكل ما طلع قد نجم ومنه الحديث (هذا إبان نجومه) يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - أي وقت ظهوره. (نجا) قوله تعالى: {ومن نجواهم} أي من أسرارهم وقد نجوت فلانًا أي ناجيته ونجوته إذا استنكهته، ونجوت الشيء إذا خلصته. ونجوت الجلد إذا سلخته ونجوت العقب خلصته، ونقيته لتفتله وترًا. وقوله تعالى: {وقرباه نجيا} أي مناجيًا وهو مصدر كالصهيل والنهيق يقع على الواحد والجماعة كما تقول: رجل عدل وصوم، ومنه قوله تعالى: {فلما استيأسوا منه خلصوا نجيًا} أي متناجين، وقال ابن عرفة: أراد فلما استيأسوا منه وعلموا أنه محبوس عنهم فنجوا عن الناس فتشاوروا قال: والنجى يكون للواحد والجمع. وقال جرير: يعلو النجى إذا النجى أضجهم .... أمر يضيق به الصدور جليل وقال الأزهري: النجى جمع أنجية وكذلك قوى نجوى، ومنه قوله تعالى: {وإذ هم نجوى} وقيل: أي ذو نجوى، والنجوى اسم يقوم مقام المصدر، وقيل: نجى جمع ناج، مثل ناد وندى لأهل المجلس وغاز وغزى وحاج وحجيج. وقوله تعالى: {فاليوم ننجيك ببدنك} أي نلقيك على نجوة من الأرض وهو المكان المرتفع، وقيل: نلقيك عريانًا، وقوله تعالى: {وإذا نجيناكم من آل فرعونه} يثقال نجاه وأنجاه إذا خلصه ومنه يقول نجوت عنه جلدًا إذا خلصته من يديه.

(نجه)

وفي الحديث: (أتوك على قلص نواج) أي مسرعات، الواحدة نجيه وقد نجت/ تنجو نجاءًا إذا أسرعت، وفي الحديث (إذا سافرتم في الجدب فاستنجوا) أي أسرعوا السير، ويقال للقوم إذا انهزموا: قد استنجوا ومنه قول لقمان بن عاد: واخرنا إذا استنجيتنا يقول هو: حمايتنا إذا انهزمنا يدفع عنا. وفي الحديث: (وإني لفي عذق أنجي منه رطبًا) أي ألتقط وفي رواية أخرى استنجى يقال استنجيت النخلة إذا لقطتها. (نجه) وفي حديث عمر رضي الله عنه (من بعد ما نجهها عمر) أي ردها وانتهرها يقال نجهت الرجل نجهًا إذا استقبلته بما ينهنهه عنك. باب النون مع الحاء (نحب) قوله تعالى: {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلًا} أي قضى نذره كأنه ألزم نفسه أن تموت فوفى به، يقال: تناحب القوم إذا تواعدوا للقتال إلى وقت ما وفي غير القتال أيضًا، وفي الحديث (طلحة ممن قضى نحبه) كأنه ألزم نفسه أن يصدق أعداء الله في الحرب فوفى به ولم يفسخ قاله أبو بكر وفي حديث طلحة: (أنه قال لابن عباس: هل لك أن أناجيك وترفع النبي - صلى الله عليه وسلم -) أي هل لك أن أفاخرك وترفع النبي - صلى الله عليه وسلم - من راض الأمر أي لا تذكر في فضائلك وقرابتك، ومنه يقال: ناحبت الرجل إذا فاخرته ونافرته إلى رجل.

(نحر)

في الحديث (لو علم الناس ما في الصف الأول لاقتتلوا عليه وما تقدموا إلا بنحبه). أي بقرعة ومثله: حديث (الآذان لاستهموا عليه) / وأصله من المناحبة وهي المحاكمة ويقال للقمار: النحب لآنه كالمساهمة. (نحر) قوله تعالى: {فصل لربك وانحر} قيل: عني به صلاة الغداة في يوم النحر وانحر البدن بعد الصلاة وقيل: عني صلاة يوم الأضحى وهذا أقرب وقال أبو عباس: انحر أي انتصب بنحرك فإذا انتصب الإنسان في صلاته (فنهض) قيل: قد نحر وفي حديث حذيفة: (وكلت الفتنة بثلاثة: بالحاد النحرير) والنحرير الطبن الفطن البصير بالأمور، يقال النحرير بين النحررة. (نحس) قوله تعالى: {في أيام نحسات} وقرئ: {نحسات} أي مشؤومات يقال: يوم نحس ونحس. (نحص) وفي الحديث: (يا ليتني غودرت مع أصحابي نحص الجبل) قال أبو عبيد: هو أصل الجبل وسفحه تمنى أن يكون استشهد معهم يوم أحد.

(نحل)

(نحل) قوله تعالى: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة} أي عطية وهو النحل قال ابن عرفة: نحلة أي دينا نحلو ذلك، يقال: ما نحلتك أي ما دينك. وكان أهل الجاهلية إذا زوج الرجل ابنته استعجل لنفسه جعلا يسمى الحلوان، وكانوا يسمون ذلك الشيء الذي يأخذونه الناتجة يقولون: بارك الله لك في الناتجة فأوجب الل هالصدقة على البعولة، ونهى أن يأخذ الموالي شيئًا. (نحم) في الحديث: (دخلت الجنة فسمعت فيها نحمة من نعيم) أي صوتا، وهي النحمة والنحيم. (نحى) وفي حديث ابن عمر (أنه رأى رجلا ينتحي في سجوده فقال: لا تشينن صورتك). قال شمر: هو الاعتماد على الجبهة والأنف حتى يؤثر فيهما. وقال ابن الأعرابي: يقال نحى وأنحى وانتحى أي اعتمد على الشيء. وفي الحديث: (فانتحى له عمرو بن الطفيل) أي عرض له وقصده. ومثله: تنحى له، قال الشاعر: تنحى له عمرو فشك ضلوعه .... بنافذة نجلاء والخيل تضبر باب النون مع الخاء (نخب) قال الشيخ: قرأت بخط الأيادي فيما علقه على شمر في حدبيث رواه بإسناده (المؤمن لا تصيبه مصيبة ذعرة ولا عثرة قدم، ولا اختلاج عرق، ولا نخبة

(نخخ)

نلة إلا بذنب) قال شمر: النخبة بالنون والخاء والباء وهي العضة وهو مثل النتفة، يقال: نخبت النملة تنخب إذا عضت. (نخخ) في الحديث (ليس في النخة صدقة) قال أبو عبيد: هي الرقيق. وقال لليث: النخة اسم جامع للحمير، وقال بعضهم: هي البقر العوامل وقال قوم: هي الإبل العوامل واختار ابن الأعرابي من هذه كلها الحمير قال ويقال لها: الكسعة، وقال ابو سعيد: كل دابة استعملت من إبل وبقر وحمير ورقيق في نخة ونخة. (نخر) قوله تعالى: (عظامًا نخرة) وقرئ ناخرة يقال: نخر العظم ينخر فهو نخر إذا بلي ورم وقيل: ناخرة أي فارغة تجئ منها عند هبوب الرياح كالنخير وخوذ ناخرة بمعنى نخرة أي بالية. وفي حديث عمر رضي الله عنه (أنه أتى بسكران في شهر رمضان فقال للمنخرين) أراد كبه الله لمنخريه، ومنه قولهم/ لليدين والفم دعاء عليه. وهو كقولهم: بعدا وسحقا والنخرة مقدم الأنف. وفي الحديث: (ركب عمرو بن العاص على بغلة شمط وجهها هرمًا، فقيل له: أتركب بغلة وأنت على أكرم ناخرة بمصر؟ ) فقال المبرد: يريد الخيل، يقال: للواحد ناخر وللجماعة ناخرة كما يقال: رجل حمار ويقال للجماعة:

(نخس)

الحمارة والبغالة، وقال غيره: يريد بقوله وأنت على أكرم ناخرة أي ولد أكرم ناخرة، ويقولون: ، أن عليه عكرة من مال، أي أن له عكرة والأصل فيه أنه تروح عليه. وفي بعض الحديث: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها) يريد لوقتها. وفي حديث النجاشي (أنه لما دخل عليه عمرو بن العاص والوفد قال لهم نخروا) يقول تكلموا جاء تفسيره في الحديث ولعله مأخوذ من النخير. (نخس) في الحديث (أن قادمًا قدم عليه فسأله عن خصب البلاد فحدثه أن سحابة وقعت فاخضر لها الأرض وفيها غدر تناخس) قال شمر: أي يصيب بعضها في بعض قال غيره كأن الواحد ينخس الآخر أي يدفعه. (نخش) في حديث عائشة رضي الله عنها (كان لنا جيران من الأنصار ونعم الجيران كانوا يمنحوننا شيئا من ألبانهم وشيئًا من شعير ننخشه) سمعت الأزهري: يقول ننخشه أي نقشره وننحى عنه قشره يقال نخش بعيره بطرف عصاه إذا خرشه ونخش الرجل إذا هزل فهو منخوش. (نخع) في الحديث: (إن أنخع الأسماء أن يتسمى الرجل باسم ملك الأملاك) رواه بعضهم: (إن أخنع) / فمن رواه أنخع أراد أقتل والنخع هو القتل الشديد حتى يبلغ النخاع.

(نخل)

ومنه الحديث (ألا لا تنخعوا الذبيحة) وهو أن يفعل بها هذا الفعل، والنخاع: خيط الرقبة. (نخل) في الحديث (لا يقبل الله إلا الناخلة) يعني الخالصة من كل شيء ويروى (لا يقبل الله إلا نخائل القلوب) يعني النيات الخالصةيقال: نخلت له النصيحة أي خلصتها. (نخم) في حديث الشعبي: (اجتمع شرب) من الأنبار فغنى باخمهم) قال ابن الأعرابي: النخم أجود الغناء. باب النون مع الدال (ندب) في الحديث: (انتدب الله لمن يخرج في سبيله) أي أجابه إلى غفرانه. يقال ندبته للجهاد وغيره فانتدب له أي أجاب. وفي حديث مجاهد لما قرأ قوله تعالى: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} قال ليس بالندب ولكنه صفرة الوجه والخشوع. الندب: أثر الجرح إذا لم يرتفع عن الجلد والندب في غير هذا الخطو.

(ندح)

(ندح) في حديث أم سلمة أنها قالت لعائشة رضي الله عنها: (قد جمع القرآن فلا تندحيه) أي لا تفرقيه ولا توسعيه. يقال: ندحت الشيء ندحًا إذا وسعته، ويقال: إنك لفي ندحة ومندوحة من كذا، أي سعة. ومنه حديث عمران بن حصين (إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب) أي سعة وفسحة أي فيها ما يستغنى به الرجل ع الأضرار/ إلى الكذب. (ندد) قوله تعالى: {وجعل لله أندادا} أي مثالا الواحد ندونديد وهو المثل. (ندر) في حديث عمر رضي الله عنه (أن رجلا ندر في مجلسه فأمر القوم كلهم بالطهارة لئلا يخجل النادر) الندرة الخضفة بالعجلة. (ندس) وفي حديث أبي هريرة (دخل المسجد وهو يندس الأرض برجله) أي يضرب بها والندس الطعن. (ندغ) في حديث الحجاج: (أنه كتب إلى بعض عماله أن أرسل إلى بعسل الندغ والسخاء) الندغ السعتر البري وهو من مراعي النحل.

(ندا)

(ندا) في الحديث (لو رأيت قاتل عمر رضي الله عنه في الحرم ما ندهته) أي ما زجرته، والنده الزجر بصه ومه. قوله تعالى: {إذ نادى ربه نداء خفيًا} قال ابن عرفة: النداء هنا الاستعانة والدعاء وقوله تعالى: {يوم التناد} أي يوم القيامة لأن أصحاب الجنة ينادون أهل النار} أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًا}. وينادى أصحاب النار أصحاب الجنة} أن أفيضوا علينا من الماء}. وقيل سمى يوم التناد لأن الناس ينادون على الرحمن عز وجل، وقيل: لأنه يدعى كل أناس بإمامهم وقرئ} يوم التناد} ومعناه النداد دل على ذلك قوله تعالى: {يوم تولون مدبري}. وقوله تعالى: {يوم يفر المرء من أخيه} أي يندون فارين يقال ند اليعير وند الإنسان. وقوله تعالى: {فليدع ناديه} أي إنك ناديه وهم أهل مجلسه أي يستشيرهم والنادي والندى المجلس. ومنه قوله تعالى: {أحسن نديا} والندوة الاجتماع للمشاورة وتنادي/ القوم إذا اجتمعوا في النادي. وفي الحديث (قريب البيت من النادي يقول: ينزل

باب النون مع الذال

وسط الحلة وقريبا منه ليغشاه الأضياف والطراق ولا ينزل الفجاج والشعاب فعل الأوغاد والأذناب). وفي الحديث: (فإنه أندى صوتا) أي أرفع صوتًا. وأنشدني أبو أحمد القرشي رحمه الله تعالى: فقلت أدعى وادع فإنه أندى لصوت أن ينادي داعيان. وفي حديث طلحة: رضي الله عنه (خرجت بفرس لي لأنديه). قال أبو عبيد: عن الأصمعي: التندية: أن يورد الرجل الإبل حتى تشرب فتشرب قليلًا ثم يرعاها ساعة ثم يردها إلى الماء وهو في الإبل والخيل أيضا. قال الأزهري وأنكره القتيبي وقال: الصواب! لأبدية أي لأخرجه إلى البدو ولا تكون التندية إلا للإبل، قال الأزهري: أخطأ القتيبي والصواب ما قاله الأصمعي وللتندية معنى آخر وهو تضمير الفرس وإجراؤه حتى سيل عرقه ويقال لذلك العرق إذا سال الندى. وفي الحديث (من لقى الله ولم يتند من الدم الحرام بشيء دخل الجنة) يقال: نديت بشيء تكرهه، أي ما أصبت وما بلغني من فلان شيء أكرهه أي ما أصابني وما نديت هذا الأمر أي ما قربته. باب النون مع الذال (نذر) قوله عز وجل: {وتنذر به قومًا لدًا}.

قال ابن عرفة: الإنذار الإعلام بالشيء/ الذي حذر منه وكل منذر معلم وليس كل معلم منذرا. وليس كل معلم منذرا. ومنه قوله تعالى: {وأنذرهم يوم الحسرة} أي حذرهم يقال أنذرته فنذر ينذر أي علم والاسم منه الإنذار والنذير والنذر. ومنه قوله تعالى: {ليكون للعالمين نذيرا} أي مخوفا. وقوله تعالى: {وجاءكم النذير} يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - وقيل هو الشيب ينذر بالموت. وقوله تعالى: {لتنذر قومًا ما أنذر آباؤهم} دل على ذلك قوله: {وما أرسلنا إليهم مقبلك من نذير} والجمع نذر. ومنه قوله تعالى: {كذبت ثمود بالنذر}. وقوله تعالى: {عذرا أو نذرا} أي للإعذار والإنذار. وقوله تعالى: {إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب} تأويله إنما إنذارك ينفع الذين يخشون ربهم. وقوله تعالى: {أو نذرتم من نذر} أي أوجبتم في أنفسكم شيئا من التطوع يقال نذرت أنذر وأنذر قال ابن عرفة: ولو قال قائل على أن أتصدق بدينار أنكرناه ولو قال على إن شفا الله مريض أورد على غايتي صدقة بدينار كان ناذرًا فالنذر ما كان وعدًا على شرط فكل ناذر واعد وليس كل واعد ناذر. وفي حديث سعيد بن المسيب أن عمر وعثمان رضي الله عنهما (قضيا في الملطاة بنصف نذر الموضحة) النذر ما يجب في الجراحات/ من الديات بلغة أهل الحجاز وأهل العراق: يسمونه الإرش وقال أبو سعيد: إنما يقال لها نذر لا نذير وفيه أي أوجب من قولك نذرت على نفسي أي أوجبت.

باب النون مع الزاي

باب النون مع الزاي (نزح) في الحديث: (نذل الحديبية وهي نزح) النزح: البئر التي نزحت فلم يبق فيها ماء يقال نزحت البئر ونزحت لازم وتعد. (نزر) في حديث عمر (قال لنفسه: نزرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وذلك أنه سأله مرارًا فلم يجبه. قال ابن الأعرابي: النزر الإلحاح في السؤال يقول ألححت عليه في مسألته إلحاحًا أدبك بسكوته عنك وإضرابه عن جوابك. وفي وصف كلامه - صلى الله عليه وسلم - (لا نزر ولا هذر) النزر القليل يقول ليس بقليل فيدل على عي ولا كثير فاسد. (نزع) وقوله تعالى: {ونزغ يده} أي أخرجها من جيبه. وقوله تعالى: {فلا ينازغنك في الأمر} أي لا يجادلنك وقال أبو منصور: معناه لا ينازعنهم وهذا جائز في الفعل الذي يكون من اثنين فإذا قلت لا يجادلنك فلان فهو بمنزلة لا يجادلنه ولا يجوز ذلك في قولك لا يضربنك فلان وأنت تريد لا تضربنه، ومن قرأه} لا ينزعنك} في الأمر فمعناه لا يغلبنك يقال: نازعته في الأمر فنزعته أنزعته.

وقوله تعالى: {ونزعنا من كل أمةٍ شهيدًا} أي أحضرنا من يشهد عليهم. وقوله تعالى: {يتنازعون فيها كأسًا} أي تعاطونها تعطية بعضهم بعضا. قوله تعالى: {والنازعات غرقًا} قيل في التفسير إنها الملائكة تنزع أرواح الكفار نزعًا وتنشطها نشطًا، وقال الفراء نحوًا من ذلك قال: وهو كقولك والنازعات إغراقًا كما يغرق النازع في القوس. وقال أبو منصور الأزهري: الغرق اسم أقيم مقام المصدر وقيل: معنى النازعات غرقا: القسي، والناشطات: الأوهاق. وفي الحديث: (رأيتني أنزع على قليب) أي استقي بالدلو باليد وبئر نزوع نزع منها باليد وقال أبو بكر: معناه استقي منها. وأنشد: مالي إذا أنزعها صأيت .... أكبر غيرتي أم بنت يريد المرأة. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لقوم صلوا خلفه مالي أنازع القرآن أي أجاذب في قراءته) كأنهم جهروا بالقرآن فشغلوه. وفي الحديث: (إنما هو عرق نزعه) يقال: نزع إليه في الشبه إذا اشتبهه ونزع مشبهه عرق. وفي الحديث (لقد نزعت بمثل ما في التوراة) أي فهذا المعنى ما في

(نزغ)

التوراة وفي الحديث: (طوبى للغرباء. قيل: ومن هم؟ قال النزاع من القبائل). النزاع جمع نزيع ونازع وهو الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته والنزائع من الإبل الغرائب. ومنه حديث ظبيان (أن قبائل من الأزد نتجوا فيها النزاع) أي نتجوا إبلا انتزعوها من أيدي الناس، أراد بقوله: (طوبى للغرباء) المهاجرين الذين هاجروا أوطانهم في الله عز وجل. (نزغ) قوله تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} النزغ والهمز الوسوسه، يقول: إن نالك من الشيطان أدنى وسوسة. وقال اليزيدي: {ينزغنك} يستخفنك، يقال: نزغ بيننا، أي أفسد. وقال غيره: النزغ الإغراء. وقوله: {نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي} أي أفسد. (نزف) قوله تعالى: {ولا هم عنها ينزفون} أي لا يسكرون، يقال: نزف الرجل ينزف إذا ذهب عقله من السكر وقرئ} لا ينزفون} أي لا تغنى خمرهم، يقال أنزف الرجل فنيت خمره، أراد أنه دائب لهم ويقال للسكران: منزوف، ونزيف. قال امرؤ القيس: وإذا هي تمشي كمشي النزيف ..... يصرعه بالكئيب البهر وفي الحديث: (زمزم لا تنزف ولا تذم) أي لا يفنى ماؤها.

(نزك)

(نزك) في حديث أبي الدرداء أنه: (ذكر الأبذال فقال: ليسوا بنزاكين ولا معجبين) النزاكون العيابونه للناس يقال: نزكت الرجل إذا عبته كما يقال: طعنت عليه وأصله من النيزك وهو رمح قصير. ومنه الحديث: أن عيسى عليه السلام يقتل الدجال بالنيزك. وذكر شهر بن حوشب عند ابن عون يقال: إن شهرًا نزكوه أي طعنوا فيه. (نزل) قوله تعالى: {هذا نزلهم يوم الدين} أي: رزقهم وطعامهم، ومثله قوله: {نزلا من عند الله} أي ثوابا، وقيل رزقا. قوله تعالى: {وأنا خير المنزلين}. قال ابن عرفة: أي خير من نضيف بهذا البلد، ويقال لضيف القوم: نزيلهم. وقوله: {رب أنزلني منزلا مبارك} المنزل من الأنزال، والمنزل اسم للموضع. وفي قوله تعالى: {فنزل من حميم} أي فغذاؤه. وقوله تعالى: {أذلك خير نزلا} النزل الريع والفضل، يقال: أقمت للقوم نزلهم أي ما يصلح أن ينزلوا عليه من الغذاء.

(نزى)

(نزى) في الحديث (أن رجلًا أصابته جراحة فنزى منها حتى مات) يقال نزف دمه ولم يرق، ونزى ونزف واحد. باب النون مع السين (نسأ) قوله تعالى: {إنما النسيء زيادة في الكفر} النسيء تاخير الشيء وسمعت الأزهري يقول: أنسأت الشيء ونسيئًا اسم موضع المصدر الحقيقي، وكانوا يحرمون القتال في المحرم فإذا احتاجوا إلى ذلك حرموا صفر بدله، وقاتلوا في المحرم. وقوله تعالى: {تأكل منسأته} يعني عصاه، يقال: نسأت الدابة إذا ضربتها بالعصا لتسير، ونسأت اللبن إذا جعلت فيه الماء تكثره به، وهو النسأ، ونسأ الله في أجله وأنسأ الله أجلك إذا أخره، ونسئت المرأة وهي أول ما يظن بها حمل. وفي الحديث (إن فلانة دخلت عليه وهي نسوء) أي مظنون بها الحمل. ونسوء نساء. وقال أبو مصنور: إنما قيل: لها نسوء لأن الحمل زيادة ومنه يقال: نسأت اللبن لأن الماء زيادة فيه. وفي الحديث (من أحب أن ينسأ في أجله فليصل رحمه) والنسأ التأخير ومنه قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه (من سره النساء ولا نساء).

(نسج)

وفي حديث عمر رضي الله عنه (ارموا فإن الرمي عدةٌ فإذا رميتم فانتسوا عن البيوت) قال الشيخ: هكذا روي والصواب انتسئوا بالهمز يريد تأخروا عن البيوت وابعدوا عنها ويروى (نئسوا) أي تأخروا يقال نئست أي تأخرت قال ابن زغبة: إذا انتسأوا فوق الرماح أتتهم عوائر سهم كالجراد تطيرنا. (نسج) وفي حديث عمر رضي الله عنه (من يدلني على نسيج وحده) يريد رجلا لا عيب فيه، وقالت عائشة في عمر رضي الله عنهما (كان والله أحوذيا نسيج وحده) قال القتيبي: أصله الثوب فإذا كان نفسيًا لم ينسج على منوال غيره وإذا لم يكن نفسيًا عمل على منواله سدى لعدة أثواب ونتكلم بها على الإضافة. (نسخ) قوله تعالى: {إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} أي نأمر بنسخه وإثباته وقيل الاستنساخ كت كتاب من كتاب والنسخ في اللغة: إبطال الشيء وإقامة آخر مقامه يقال نسخت الشمس الظل إذا أذهبته وحلت محله وهو معنى قوله تعالى: {وما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها}. وفي الحديث (لم تكن نبؤة إلا تناسخت) أي تحولت من حال إلى حال يعي أمر الأمة. (نس) في صفته - صلى الله عليه وسلم - (كان ينس أصحابه) أي يسوقهم ويمشي خلفهم ويقدمهم.

(نسنس)

وفيه حديث عمر رضي الله عنه (كان ينس الناس بعد صلاة العشاء) وكانت العرب تسمى مكة الناسة، لأن من بغى فيها/ أو أحدث حدثًا أخرج عنها فكأنها ساقته. (نسنس) وفي حديث أبي هريرة (ذهب الناس وبقى النسنساس) بفتح انلون وكسرها وتفسيره في حديث آخر (أن قومًا عصوا رسولهم فمسخهم الله نسناسًا لكل إنسان يد ورجل فهو شق إنسان ينقر كما ينقر الطائر). (نسف) وقوله تعالى: {ثم لننسفه في اليم نسفا) أي لنذريه تذرية. قوله تعالى: {ينسفها ربي نسفا} أي يقلعها من أصلها يقال نسف البعير النبت إذا قلعه بفيه من الأرض بأصله وقيل: نسف الجبال دكها وتذريتها. ومنه قوله تعالى: {وإذا الجبال نسفت} أي ذهب بها كلها بسرعة. (نسق) في حديث عمر (ناسقوا بين الحج والعمرة) قال شمر: معناه تابعوا يقال ناسق بين الأمرين ونسقت الشيء نسقًا ورأيت نسقًا من الرجال والمتاع أي بعضها إلى جنب بعض. (نسك) وقوله تعالى: {وأرنا مناسكنا} أي عرفنا متعبداتنا وكل متعبد منسك ثم سمى أمور الحج مناسك.

(نسل)

وقوله تعالى: {لكل أمة جعلنا منسكًا} قال مجاهد: أي مذبحا وقيل نسك إذا ذبح ينسك نسكًا والذبحة نسيكة وجمعها نسك. ومنه قوله: {أو صدقة أو نسك} والنسك الطاعة، وقال بعضهم: النسك ما أمرت الشريعة به والورع ما نهت عنه. أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر: قال سئل ثعلب عن معنى الناسك ما هو فقال مأخوذ من النسيكة وهي السبيكة من الذهب المصفى فكأنه صفى الله نفسه وقال الأزهري: في قوله تعالى: {إن صلاتي ونسكي} النسك كل ما تقترب به إلى عز وجل وقول الناس فلان من النساك أي عابد يؤبدي المناسك وما فرض الله عليه وما يقترب به إليك قال والمنسك في قوله: {لكل أمة جعلنا منسكًا} يدل على موضع النحر في هذا الموضع أراد مكان نسك ويقال منسك ومنسك. وقال ابن عرفة في قوله: {لكل أمة جعلنا منسكًا} أي مذهب من طاعة الله يقال: نسك نسك قومه إذا سلك مذهبهم. (نسل) قوله تعالى: {من كل حدب ينسلون} أي يسرعون يقال نسل ينسل نسلانا وفي الحديث (أنهم شكوا إلى رسول اله - صلى الله عليه وسلم - الضعف فقال عليكم بالنسل). قال الأعرابي: النسل ينشط وهو الأسرع في المشي والنسل أيضا الذرية والولد. وفي حديث آخر (وأن قومًا شكوا إليه الإعياء، فأمرهم أن ينسلوا) وفي حديث لقمان بن عاد (فإذا سعى القوم نسل) يريد إذا عدوا لغارة أو

(نسم)

مخافة [] الخطر في إسراع والنسلان دون السعي. (نسم) في الحديث (م أعتق نسمة) قال شمر: النسمة الفس فكل دابة فيها روح فهي نسمة والنسم الروح ومعناه من اعتق ذا روح وكان علي رضي الله عنه (إذا اجتهد في اليمين) قال (والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة). وفي الحديث (تنكبوا الغبار، فإن فيه تكون النسمة). قيل النسمة ها هنا/ الربو ولا يزال صاحب العلة يتنفس نفسا ضعيفا وسميت العلة نسمة لاستراحة صاحبها إلى تنفسه. وفي الحديث (بعثت في نسم الساعة) في تفسيره قولان أحدهما بعثت في ضعف هبوبها وأول أشراطها فهذا قول ابن الأعرابي: قال والنسم أول هبوب الريح وقال غيره: بعثت في ذوي أرواح خلقهم الله قبل اقتراب الساعة كأنه قال في آخر النشيء من بني آدم عليه السلام. في حديث عمرو بن العاص (من استقام المسنم، وإ الرجل لنبي) معناه: تبين الطريق، يقال رأيت منسما من الأمر أعرف به وجهه والأصل فيه من المنسم وهو خف البعير بهما يستبان أثر البعير الطالب. (نسى) قوله تعالى: {نسوا الله فنسيهم} أي تركوا أمر الله فطردهم من رحمته. وقوله تعالى: {فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} أي تركتها وكذلك تترك في النار.

وقوله: {ما ننسخ من آية أو تنسها} أي نأمركم بتكرها، يقال: أنسيته أي أمر بتركه، ونسته تركته. ومنه قوله تعالى: {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} قال السدى أي نتركهم من الرحمة كما تركوا العمل للقاء يومهم هذا. وقوله تعالى: {فأنساهم أنفسهم} أي أنساهم أن يأخذوا لأنفسهم حظا من الآخرة. قوله تعالى: {وما كان ربك نسيا} أي ما نسيك ربك وإن أخر الوحي. وقوله تعالى: {وكنت نسيا منسيا} قيل جيفة ملقاه والنسيء عندهم كل شيء لا يؤبه له يترك وينسى، وحكى عن العرب أنهم إذا أرادوا الرحيل عن منزل قالوا أحفظوا ناسائكم. والأنساء جمع نسئ، وهو الشيء الحقير يغفل فينسى. وقوله تعالى: {إن الإنسان لظلوم كفار. قال ابن عرفة: الإنسان هاهنا اسم للجنس يقصد به الكافر غير المؤمن وقال ابن عباس: إنما سمي إنسانًا لأنه عهد إليه فنسى. قال أبو منصور: وهذا دليل على أن أصل الإنسان انسيان ولذلك صغر فقيل أُنسيان كأنه أفعلان من النسيان. وقوله تعالى: {وأناسي كثيرًا} هو جمع إنسي ويجوز أن يكون جمع إنسان فيكون الياء في أناسي بدلًا من النون والأصل أناسين مثل سراحين،

باب النون مع الشين

فيقال: سراحى كما يقال في جمع الأرنب [أرانى]. باب النون مع الشين (نشأ) قوله تعالى: {وهو الذي أنشأكم} أي ابتداء خلقكم وكل من ابتداء شيئًا فقد أنشأه، ومنه يقال أنشأ الشاعر يقول إذا ابتدأ، والنشأ الأحداث الواحد ناشئ كما يقال: خادم وخدم ويقال للذكور نشأ وللإناث نشأن. قوله تعالى: {أنشأ جنات} أي أبدعها. وقوله تعالى: {وينشئ السحاب الثقال} أي يبدعها ويبدأها. يبقال نشأت السحابة تنشأ إذا ابتدأت وارتفعت ويقال لهذا السحاب نشؤ حسن وهو أو ظهورها، وقوله تعالى: {أو من ينشأ في الحيلة} أي ترسخ وتثبت وأصله من نشاء أي ارتفع. وقوله تعالى: {وأن عليه النشأة الأخرى} أي إعادة الخلق يوم القيامة، والنشأة الأولى/ ابتداء الخلق، يقال: نشأة ونشآة وكأبة وكآبة ورأفة ورآفة. وقوله تعالى: {إن ناشئة الليل} قال ابن عرفة: كل ساعة قامها قائم في الليل فهي ناشئة وقال غيره: كل ما حدث بالليل وبدأ فقد نشأ فهو ناشيء والجمع ناشئة. وقال الأزهري: ناشئة الليل قيام الليل مصدر جاء على فاعلة. وهو بمعنى النشء مثل العافية بمعنى العفو والعاقبة بمعنى العقب والخاتمة بمعنى الختم.

(نشب)

وقوله تعالى: {وله الجوار المنشآت} يعني: السفن التي أنشأت أي ابتدائ بها في الحرب لتجري فيه وقيل: المنشآت المرفوعات الشرع ومن قرأ} المنشئات} فهي المبتدآت في الجري. وفي الحديث (دخلت مستنشئة على خديجة) رضي الله عنها يعني كاهنة يقال: هو ينتشئ الأخبار أي يبحث عنها ومن أي نشيت هذا الخبر، وروى غير مهموز أيضًا وهو مفسر في بابه. (نشب) في الحديث (فرجع قوم حتى تناشبوا حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي: تضاموا فشب بعضهم ببعض أي تعلق. (نشج) في حديث عائشة ووصفت أباها رضي الله عنهما فقالت (شجي النشج) والنشج: صوت معه يردد الصبي بكاء في صدره أرادت أنه كان يحزن ببكائه من يسمعه. ومنه حديث عمر رضي الله عنه (أنه قرأ سورة يوسف في الصلاة فبكى حتى سمع نشيجه خلف الصفوف).

(نشر)

في الحديث (لا تحل لقطتها إلا لمنشد) قال أبو عبيد: إلا معزف قال: والطالب ناشد يقال: نشدت الضالة أنشدتها نشدانًا فإذا عرفها قلت أنشدتها. ومما يبين ذلك حديثه الآخر (أيها الناشد غيرك الواجد). قال لرجل ينشد ضالته في المسجد وإنما قيل للطالب ناشد لرفعه صوته بالطلب، والنشيد رفع الصوت ومنه إنشاد الشعر إنما هو رفع الصوت به. وقولهم نشدتك بالله أي سألتك بالله، ترفع نشيدي أي صوتي. وفي حديث قيلة (فنشدت عليه فسألته الصحبة) تعني عمرو بن حريث أي سألته وطلبت إليه. (نشر) قوله تعالى: {والناشرات نشرا} قال الفراء: هي الرياح تأتي بالمطر. وقوله تعالى: {يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته}. النشر جمع نشور ويقال نشرت الريح نشرا إذا جرت قال جرير: نشرت عليك فذكرت بعد البلى ... ريح ثمانية بيوم ماطر وقرئ نشرًا أي منتشرة متفرقة من كل جانب وقال الفراء النشر من الرياح

الطيبة التي تنشيء السحاب. وقوله تعالى: {ينشر لكم ربكم من رحمته} أي: ينشئ لكم من رزقه. وقوله تعالى: {كذلك النشور} أي: مثل إحياء الميت يقال أنشر الله الموتى فنشروا. وقوله تعالى: {وانظروا إلى العظام كيف ننشرها} أي تحببها، وقرأ الحسن ننشرها من النشر عن الطي. وقوله تعالى: {فانتشروا في الأرض} أي: اسلكوا، أي: مسالكهم شئتم. وقوله تعالى: {وجعل النهار نثورا} أي: ينشر فيه الناس في حاجاتكم. وفي حديث معاوية: (أنه خرج ونثره أمه) يعني: ريح المسك. وقال أبو عبيد: النشر الريح وقال أبو الدقيش النشر: ريح فم المرأة وأعطافها بعد النوم. وفي حديث عائشة رضي الله عنها (فرد نشر الإسلام على غره) أي: رد ما انتشر من الإسلام إلى حال التي كانت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعني من الردة وكفاية أبيها إياه. في حديث الحسن (أيملك نشر الماء). قال أبو العباس: هو ما تطاير منه عند الوضوء وانتشر. وقال ابن الأعرابي: النشر نفيان الطهور، ويقال: (جاء القوم نشر) أي متفرقين ويقال اللهم أضمم لي نشرى.

(نشز)

وفي حديث معاذ (إن كل نشر أرض يسلم عليها صاحبها فإنه يخرج عنها ما أعطى نشرها). قال أبو عبيد: نشر الأرض ما خرج من نباتها. وفي بعض الأحاديث: (إذا دخل أحدكم الحمام فعليه بالنشير لا يخصف) النشير الإزار سمي به لأنه ينشر ومعنى قوله ولا يخصف أي لا يضع يده على فرجه يقال: خصفت النعل إذا خرزته. (نشز) قوله تعالى: {وانظر إلى العظام كيف ننشزها} برفع النون والزاي قال ابن عرفة: كيف نعلي بعض العظام على بعض، أي كيف نركبها بعضا على بعض. وقال الأزهري: كيف نجعل العظام بعد بلائها ناشرة بعضها إلى بعض أي ترفع وتتحرك مأخوذ من النشر وهو ما ارتفع من الأرض ويقال: نشز الرجل ينشز إذا كان قاعدا فينهض قائما فهو ينشر وينشز. ومنه قوله تعالى: {وإذا قيل انشزوا فانشزوا} أي: انهضوا إلى حرب أو أمر من أمور الله./ ومنه قوله: {تخافون نشوزهن} أي: عصيانهن وتعاليهن عما أوجب الله عليهن من طاعة الأزواج. قال أبو منصور: الشوز كراهة كل واحد من الزوجين صاحبه يقال: نشزت تنشز فهي ناشز بغيرها، ونشصت وهي السيئة العشرة.

(نشش)

(نشش) في الحديث (لم يصدق امرأة من نسائه أكثر من ثنتي عشرة أوقية ونش) قال مجاهد: الأوقية أربعون والنش عشرون. وقال ابن الأعرابي: النش: النصف من كل شيء ونش الرغيف نصفه. وفي حديث عمر رضي الله عنه (كان ينش الناس بعد العشاء بالدرة). قال أبو عبيد: هو ينس الناس بالسين أي ينوس أي يتناولهم بالدرة، والنس السوق الشديد، وقال شمر صح الشين عنه شعبة وهو صحيح، قال ابن الأعرابي: النش السوق الرفيق يقال نشنش الرجل الرجل إذا دفعه وحركه. قال: ونشنش ونش بمعنى نسنس أي ساق وطرد. وحديث عمر رضي الله عنه: (قال لابن عباس: نشنشة أعرفها من أخزم): يعني حجرا من جبل، والتعبير في الحديث. حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن مالك الرازي، حدثنا أبو علي بشر بن موسى بن شيخ بن عميرة الأسدي، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عاصم بن كليب قال أخبرني أبي أنه سمع ابن عباس يقول: (كان عمر إذا صلى صلاة جلس الناس فمن كانت له حاجة كلمه وإبن لم يكن لأحد حاجة قام فدخل فصلى صلوات لا يجلس للناس فيهن). قال ابن عباس حضرت/ الباب فقلت يايرفأ أبأمير المؤمنين شكاه فقال ما بأمير المؤمنين شكوي فجلست فجاء عثمان بن عفان رضي الله عنه: فجلس فخرج يرفأ فقال: قم يا عثمان بن عفان قم يا ابن عباس فدخلنا على عمر فإذا

(نشط)

بين يديه صبر من مال على كل صبرة منها كتف. فقال عمر: إني نظرت في أهل المدينة فوجدتكما من أكثر أهلها عشيرة فخذا هذا المال فاقتسماه فما كان من فضل فردا فأما عثمان فحثا وأما أنا فجثوث على ركبتي فقلت: وإن كان نقصانًا رددت علينا فقال عمر: نشنشة أعرفها من أخشن: يعني حجرًا من جبل أما كان هذا عند الله إذ محمد وأصحابه يأكلون التمر قلت: بلى والله لقد كان هذا عند الله ومحمد حي ولو علمه كانه فتح لصنيع فيها غير الذي نصنع قال فصمت عمر رضي الله عنه وقال إذا صنع ماذا قلت إذا الأكل وأطعمنا قال فنشج عمر حتى اختلفت أضلاعه ثم قال وددت إني خرجت منها كفافًا لا لي ولا علي. وفي حديث عطاء (في الفأرة تموت في السمن الذائب أو الدهن فقال ينش وتدهن به إن لم تقذره) قال ابن الأعرابي: النش الخلط وزعفران منشوش. وفي كلام الشافعي: رحمه الله في صفة الأدهان مثل البان المنشوش بالطيب أي مخلوط. وفي الحديث (فإذا نش فلا تشرب) أي: إذا غلى، والخمر نشيشًا إذا أخذت تغلي. (نشط) قوله تعالى: {والناشطات نشطا} قال ابن عرفة: أي الملائكة تنشط أرواح المسلم تحلها حلا/ رفيقا. وفي الحديث (كأنما نشط من عقال) يقال أنشطت العقدة إذا حللتها ونشطتها عقدتها بأنشوطة.

(نشغ)

في حديث أم سلمة (فجاء عمار وكان أخاها من الرضاعة فنشط زينب من حجرها) أي نزعها يقال نشط ينشط نشطًا فهو ناشطًا أي نازع. (نشغ) وفي حديث أبي هريرة ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - (فنشغ). قال أبو عبيد: النشغ الشهيق حتى يكاد يبلغ به الغشى يقال نشغ ينشغ نشغًا وإنما يفعل ذلك الإنسان تشوقًا إلى صاحبه وأسفًا عليه. وفي حديث آخر (فإذا هو ينشغ) أي يمتص بفيه. قال الليث: يقال نشغت الصبي وجورًا فانتشغه. ورواه أبو التراب للأصمعي نشغه بالسين والغين، ونسغه بالسين والعين إذا أوجره وقال أبو عمرو تشغ به أي أولع به. وقال شمر: المنشغة المسقط أو الصدفة يسقط بها. وفي الحديث (لا تعجلوا بتغطية وجه الميت حتى ينشغ أو يتنشغ). وقال الأصمعي: النشغات عند الموت فواقات خفيات واحدتها نشغة. وقال أبو عمرو: النشغ الشهيق يبلغ بصاحبه الغشى وفد نشغ ينشغ نشغًا (نشق) في الحديث (كان يستنشق ثلاثًا في وضوئه) أي: يبلغ الماء خياشيمه وقد استنشقت الريح: إذا شممتها.

(نشف)

(نشف) في الحديث (كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - نشافة ينشف بها غسالة وجهه) يعني منديلا يمسح به وضوءه، ويقال: نشفت الخرقة الماء إذا تشربته. (نشل) في حديث أبي بكر رضي الله عنه (عليك بالمنشلة) يعني موضع الخاتم من/ الخنصر سمي بذلك لأنه إذا أراد غسله نشل الخاتم من ذلك الموضع أي قلعه ثم غسله. وفي الحديث (أخذ بعضد فلان فنشله نشلات) أي: جذبه جذبات. وفي الحديث (أنه مر على قدر فانتشل منها عظما) أي: أخذه قبل النضج وهو النشيل. (نشم) في الحديث في مقتل عثمان رضي الله عنه (لما نشم الناس في أمره). قال أبو عبيد: معناه طعنوا فيه ونالوا منه، قال: وهو من ابتداء الشر، يقال: نشم القوم في الأمر تنشسمًا إذا أخذوا في الشر وأصله مأخوذ من تنشيم اللحم أول ما ينتن. وقال شمر عن ابن الأعرابي: نشم في الشيء وينشم إذا اببتدأ وأنشد: والليل قد نشم في أديمه .... [والصبح قد نشم في أديمه] يريد تبدأ وأديم الليل سواده.

(نشى)

(نشى) في الحديث (أنه دخل على خديجة رضي الله عنها ليخطبها، ودخلت عليها مستنشية من مولدات قريش). قال الأزهري: هي اسم تلك الكاهنة لا غير وقال غيره المستنشية الكاهنة: سميت بذلك لأنها كانت تستشئ الأخبار إذا كانت تبحث عنها، ورجل نشيان للخبر ونشوان ويقال: من أين نشيت هذا الخبر ونشوان من السكر لا غير. في الحديث (إذا استنشيت واستنشرت) يريد إذا استنشقت مأخوذ من قولك نشيت الرائحة إذا شممتها وشممت نشوة أي رائحة طيبة والنشوة السكر مفتوح. باب النون مع الصاد (نصب) قوله تعالى: {والأنصاب والأزلام} وقوله تعالى: {وما ذبح على النصب} واحدها نصب ونصب ونصب. وقال القتيبي: النصب صنم أو حجر كانت الجاهلية تنصبه وتذبح عليه فيحمر للدم. ومنه الحديث أبي ذر في إسلامه قال فخررت مغشيًا على ثم ارتفعت (كأني نصب أحمر) يريد أنهم أدموه والنصب والنصب التعب.

(نصت)

ومنه قوله تعالى: {بنصب وعذاب} وقد نصب نصبًا ونصبًا بمنزلة الرشد والرشد. ومنه قوله تعالى: {لا يمسنا فيها نصب} وقيل في قوله تعالى: {بنصب وعذاب} بضر في بدني وعذاب في أهلي ومالي. وقوله تعالى: {إلى نصب يوفضون} قال أبو منصور: أي إلى علم منصوب لهم ومنه أنصاب الحرم أعلامها ومن قرأ نصب برفع النون فمعناه إلى أصنام لهم. وقوله تعالى: {فإذا فرغت فانصب} أي: إذا فرغت من صلاتك فانصب في الدعاء من قولك نصب إذا تعب وقيل إذا فرغت من الفريضة فانصب في النافلة. وفي الحديث (لو نصبت لنا نصب العرب) أي: لو تغنيت والنصب ضرب من أغانهي العرب وقد نصب الراكب هو شبه الحداء. (نصت) قوله تعالى: {وأنصتوا} أي اسكتوا سكوت المستمعين وفي حديث طلحة (أنصتوني أنصتوني) يقال أنصته أنصت له مثل نصحته ونصحت له.

(نصح)

(نصح) ومنه قوله تعالى: {وهم له ناصحون} وقال أبو زيد: نصحته أي صدقته وتوبه نصوح أي صادقة وقال الزجاج: قوله تعالى: {توبة نصوحًا} بالغة في النصح وهو مأخوذ من النصح وهي الخياطة كأن العصيان يخرق والتوبة ترقع والنصاح الخيط الذي يخاط به ويقا للخيط أيضا نصاح ومنصح كما يقول إزار ومئزر، ويقال: نصحت له نصحًا ونصاحة ونصوحًا وقال ابن عرفة: نصوحًا خالصة يقال: نصح الشيء إذا خلص ونصح له أخلص له القول قال جرير بن الخطفى: تركت بناء أزماء أوشيت جادنا .... بعيد الكرى ثلج بكرمان ناصح (نصر) قوله تعالى: {فمن ينصرني من الله إن عصيته} أي من يمنعني من عذابه. وقوله تعالى: {ولا هم ينصرون} أي لا يعالو والنصير والناصر المعين ويقال نصر الغيث البلد إذا أعانه على الخصب والنبات ونصرت المكان أتيته. وأنشد أحمد بن يحيى: إذا دخل الشهر الحرام فودعي ... بلاد تميم وانصري أرض عامر حكاه عنه أبو عبيد الله إبراهيم بن محمد بن عرفه نفطوية. قال وواحد النصاري نصران مثل ندمان وندامى والأنثى نصرانه. وأنشد: كما سجدت نصرانه لم تحنف .... قال وهم منسوبون إلى ناصرة قال الشيخ: ويقال نصراني وأنصار ومنه قول الشاعر: لما رأيت نبطًا أنصارًا

(نصص)

يريد نصارى يقال: نصراني من النصرانية وصابئ من الصبوية مثل الصبوعية والصبوء مثل الصبوع. وقوله: {حرقوه وانصروا آلهتكم} أي عظموها. وفي الحديث: (إن هذه السحابة تنصر أرض بني كعب) أي: تطرهم، يقال نصرت الأرض فهي منصورة أي ممطورة. وفي بعض الحديث (لا يؤمنكم أنصر ولا أزن ولا أقرع) تفسيره في الحديث الأنصر الأقلف، والأزن الحاقن، والأقرع الموسوس. (نصص) في الحديث: (حتى دفع من عرفة سار العنق، فإذا وجد فجوة نص) قال أبو عبيد النص التحريك حتى يستخرج من الناقة أقصى سيرها. قال والنص أصله منتهى الأشياء وغايتها ومبلغ أقصاها. ومنه حديث علي رضي الله عنه: (وإذا بلغ النساء نص الخفاق فالعصبة أولى) نص الخفاق. الخفاق غاية البلوغ وقال ابن المبارك هو بلوغ العقل إذا بلغت من سنها المبلغ الذي تصلح أي تخاصر وتخاصم وهو الحقاق فالعصبة أولى بها من أمها. وقالت أم سلمة لعائشة رضي الله عنهما: (ما كنت قائلة لو أن رسو الله - صلى الله عليه وسلم - عارضك ببعض الفلوات ناصة قلوصًا من منهل إلى آخر) أي: رافعة لها في السير.

(نصنص)

وقال عمرو بن دينار رحمه الله: ما رأيت رجلًا أنص من الحديث من الزهري أي أرفع له. يقال نص الحديث إلى فلان أي رفعه. وروى عن كعب أنه قال (يقول الجبار: احذروني، فإني لا أناص عبدا إلا عذبته) قال ابن الأعرابي: أ] لا استقصى عليه. نصص الرجل غريمه: أي استقصى عليه. وقال أبو عبيد يقال نصصت الرجل استقضيت مسألته عن الشيء حتى تستخرج ما عنده. (نصنص) وفي الحديث: (وما ينصنص بها لسانه) أي: ما يحركه يقال نضنض لساه ونصنصه بالضاد والصاد لغتان إذا حركه. ومنه (حية نضناض) إذا كانت سريعة التلوي، لا تثبت مكانها. (نصع) في حديث الإفك (وكان متبرز النساء بالمدينة قبل أن تستوي الكنف المناصع). قال أبو سعيد: هي التي المواضع يتخلى فيها لبول أو حاجة الواحد منصع. قال الأصمعي أراها مواضع خارجة المدينة وهي في الحديث (إن المناصع صعيد أفيح خارج المدينة). (نصف) في الحديث: (لو أن أحدكم أنفق ما في الأرض ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) النصيف: النصف كما يقال للعشر عشير.

(نصل)

وفي الحديث: في صفه الحور (ونصيف إحداهن على رأسها خير من الدنيا وما فيها) يعني الخمار وقيل نصيف المرأة معجرها. وفي حديث ابن عباس أنه ذكر داود (فقال دخل المحراب وأقعد منصفًا على الباب) يعني خادمًا يقال: نصفت الرجل فأنا أنصفه نصافة إذا خدمته. (نصل) في الحديث: (فامرط قذذ السهم وانتصل) أي سقط سهمه ونصله ويقال: انصلت السهم فانتصل. وفي الحديث: (مرت سحابة فقالت: تنصلت) معناه أقبلت ومن رواه تنصلت معناه تقصد للمطر يقال: انصلت له أي إذا تجرد. وفي الحديث: (وإن كان لرمحك سنان فانصله) أي فانزعه يقال: نصلت الرمح إذا جعلت له نصلا وأنصلته إذا نزعت نصله. وفي حديث الخدري: (فقام النحام العدوي يومئذ وقد أقام على صلبه نصيلا). وفي حديث آخر: (فأصاب ساقه نصيل حجر). النصيل: حجر طويل مدملك. (نصا) في حديث عائشة رضي الله عنها: (فقالت علام تنصون ميتكم) أي تسرحون شعره يقال: نصوت الرجل انصوه نصوًا إذا مددت ناصيته.

باب النون مع الضاد

وفي حديث آخر: (أن فلانة تسلبت على حمزه رضي الله عنه ثلاثة أيام فدعاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمرها أن تنصى وتكتحل) يقال: نصت المرأة تنتصي إذا رجلت شعرها. وقال ابن عباس للحسين رضي الله عنهما لما أراد العراق (لولا أني أكره لنصوتك) أي أخذت بناصيتك ولم أدعك تخرج. وفي حديث: ذي المشعار: (نصية من همدان، من كل حاضر وباد) الصنية: الرؤساء والأشراف كأنه مأخوذ من الناصية والعرب تكني عن الزعماء بالرؤوس، وعن الأتباع بالأذناب ويقال: قد انتصيت القوم رجلًا أي اخترته. باب النون مع الضاد (نضب) في حديث أبي بكر رضي الله عنه (نضب عمره وضحى ظله) أي: مات ونفد عمره والأصل في نضب بعد ويقال: نضب الماء ينضب إذا ذهب، وضحى ظله إذا مات. (نضج) في حديث: لقمان بن عاد: (قريب من نضيج، بعيد من نيء) النضيج: المطبوخ قال القتيبي: أراد أنه يأخذ ما طبخ لإلفه المنزل، وطول مكثه في الحي، فلا يأكل النيء كما يأكله من غزا واصطاد ومن أعجله الأمر عن إنضاج ما اتخذوهم يمدحون ذلك. قال الشماخ: وأشعث قد قد السنار قميصه ..... وجر الشواء بالعصا غير منضج

(نضخ)

في الحديث: (ما سقى من الزرع نضحًا ففيه نصف العشر) يريد ما سقى بالسواقي وهي النواضح، واحدها ناضحة. ومنه قول معاوية (للأنصار، وقد قعدوا عن تلقيه منصرفه من الحج، ما فعلت النواضح) ومن السنن العشر الانتضاح بالماء وهو أن يأخذ قليلا من الماء فينضح به مذاكيره بعد الوضوء، لينفي عنه الوسواس. (وسئل عطاء عن نضح الوضوء) النضح النشر وهو ما انتضح من الماء عد الوضوء. (نضخ) وفي حديث أبي قتادة: (النضخ) يقول من أصابه نضخ من البول فعليه أن ينضخه بالماء وليس عليه أن يغسله والنضح دون النضخ ويقال نضخت الأديم إذا بللته وشربت شربة نضخت عطشى ويقال لكل إناء ينضخ بما فيه: أي يحلب بما فيه. قوله عز وجل: {فيهما عينان نضاختان} جاء في التفسير أنهما ينضخان بكل خير يفوران. وفي الحديث: (ينضخ البحر ساحله) يقال نضخ عليه الماء ينضخ وقال ابن الأعرابي: النضخ ما نضخته ببذل معتمدًا والنضخ من غير اعتماد إذا مر هو عىل ماء فنضخ عليه.

(نضد)

في حديث إبراهيم: (لم يكن يرى بنضخ البول بأسا) يعني بنشره. (نضد) قوله عز وجل: (حجارة من سجيل منضود) أي: بعضه نضد فوق بعض أي إلى بعض في إثر بعض كالمزن. وقوله عز وجل: {لها طلع نضيد} أي: نضد بعضه إلى جنب بعض. وفي الحديث: (إن الوحي احتبس لكلب كان تحت نضد لهم). قال الليث: النضد السرير وقال ابن السكيت: النضد متاع/ البيت المنضود بعضه فوق بعض، وقيل تحت نضد أي تحت سرير نضدت عليه الثياب وسمي السرير نضد لأن النضد توضع عليه. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه (لتتخذن نضائد الديباج) قال المبرد واحدتها نضيدة وهي الوسادة وما حشى من المتاع وأنشد. وقدمت خدامها الوسائدا .... حتى إذا ما علوا النضائدا قال: والعرب تقول لجماعة ذلك: النضائد وفي حديث مسروق: وشجر الجنة نضيد من أصلها إلى فرعها ليس لها سوق بارزة ولكنها منصودة بالوربق والثمار من أسفلها إلى أعلاها. (نضر) وقوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة} أي: ناعمة بالنظر إلى ربها ومثله} نضرة النعيم} أي: نعمة النعيم.

(نضض)

وفي الحديث: (نضر الله عبدًا سمع مقالتي فوعاها) رواه الأصمعي بالتشديد وأنشد: نضر الله أعظمًا دفنوها .... بسجستان طلحة الطلحان ورواه أبو عبيد: بالتخفيف وأنشد شمر: قول جرير: والوجه لا حسنًا ولا مضورًا ومنضور لا يكون إلا من نضير بالنحيف أراد نعم الله عبد أو معناه الذي له بريق ورفيق من نعمته ويقال: نضره الله فنضر ينضر ونضر ينضر لغتان وقال الحسن زهير بن موسى الأزدي المؤدب ليس هذا من الحسن في الوجه إنما معناه حسن الله وجهه في خلقه أي جاهه وقدره. وهو مثل قوله عليه الصلاة والسلام: (اطلبوا الحوائج إلى حسان الوجوه) يعني به ذوي الوجوه/ في الناس وذوي الأقدار قال ونحو هذا سمعت أبا الصلت يحكيه عن سفيان بن عيينه وقال ابن شميل: نضر اله ونضر الله وأنضر الله. وفي حديث إبراهيم: (لا بأس أن يشرب في قدح النضار). وقال شمر: قال بعضهم معنى النضار هذه الأقداح الحمر الجيشانية سميت نضارا وقال ابن الأعرابي: النضار: النبع والنضار: شجر الأثل والنضار: الخالص من كل شيء والنضار النصيرن والنضر الذهب. (نضض) في حديث عكرمة (في الشريكين يفترقا قال يقسمان ما نض بينهما من العين) أي: ما صار ورقا أوعينًا. ومنه حديث عمر رضي الله عنه (كان يأخذ الزكاة من ناض المال).

(نضنض)

قال الشيخ: الناض الدراهم والدنانير التي ترتفع من أثمان المتاع. وفي الحديث (وخذ صدقة ما قد نض من أموالهم) أي ما ظهر وحصل من أثمانها وقد نض المال إذا تحول عينًا بعد أن كان متاعًا. (نضنض) وفي حديث أبي بكر (أنه دخل عليه وهو ينضنض لسانه). وقد فسرناه. باب النون مع الطاء (نطح) قوله عز وجل: {والنطيحة} يعني: الدابة تنطح فتموت. وفي الحديث (فارس نطحة أو نطحتان ثم لا فارس بعدها أبدًا) قال أبو بكر: معناه فارس تنطح مرة أو مرتين فيبطل ملكها ويزول أمرها فحذف (تنطح) لبيان معناه كما قال الشاعر: رأتني بحبليها فصدت مخافةً .... وفي الحبل روعاء الفؤاد فروق أراد رأتني أقبلت بحبليها، فحذف الفعل. (نطس) في حديث عمر رضي الله عنه (لولا/ التنطس ما باليت ألا أغسل يدي) قال ابن علية: هو التقذر وقال الأصمعي: هو المبالغة في الطهور وكذلك كل من أدق النظر في الأمور واستقصى علمها فهو متنطس ومنه قيل للطبيب نطاسي ونطيس وقال النضر: أنه ليتنطس في اللبس والطعمة أي لا يأكل إلا نظيفًا ولا يلبس إلا حسنًا.

(نطنط)

(نطنط) في الحديث كان - صلى الله عليه وسلم -: (يسئل عما تخلف عن عفار ما فعل النفر الطوال النطانط). قال القتيبي: النطاط الطوال واحدهم نطناط. (نطع) في الحديث: (هلك المتنطعون) هم المتعمقون الغالون ويكون الذين يتكلمون بأقصى حلوقهم مأخوذ من النطع وهو الغار الأعلى. (نطف) قوله تعالى: {ألم يك نطفة} العرب تقول للماء الكثير نطفه وللقليل نطفة. ومنه الحديث: (حتى يسير الراكب بين النطفتين لا يخاف جورًا) أراد بحر المشرق وبحر المغرب، وشرب أعرابي من ركية شربة فقال هذه نطفة عذبة. وفي بعض الأخبار (إنا نقطع إليكم هذه النطفة) يعني ماء البحر والنطف القطر نطف ينطف وينطف وليلة نطوف دائمة القطر. ومنه الحديث أن رجلًا أتاه فقال يا رسول الله (إني رأيت ظلة تنطف سمنًا وعسلًا) وقيل للقبيطي ناطف لأنه يتنطف قبل استضرابه.

(نطق)

(نطق) قوله تعالى: {علمنا منطق الطير} قال ابن عرفة: إنما يقال لغير المخاطبين من الحيوان صوت، النطق إنما يكون لمن عبر عن معنى فلما علم الله تعالى أصوات الطير سماه منطقًا لأنه عبر عن معنى فهمه فأما معنى قوله: لقد نطق اليوم الحمام ليطربا، فإن الحمام لا تطق له وإنما هو صوت فكل ناطق مصوت وليس كل مصوت ناطقًا. ولا يقال للصوت: نطق حتى يكون هناك صوت وحروف تعرف بها المعاني وإنما استجاز الشاعر أن يقول لقد نطق الحمام لأن عنده أن الحمام إنما صوت شوقًا إلى الآفه وبكى طربًا إليها فكأنه ناطق إذا عرف ما أراد. وفي الحديث: (فعمدان إلى حجر ناطقهن) المناطق واحدها منطق وهو النطاق وهو أن تأخذ المرأة ثوبًا فتلبسه ثم تشد وسطها بحبل ثم ترسل الأعلى على الأسفل قال وبه سميت أسماء بنت أبي بكر رضيث الله عنهما ذات النطاقين لأنها كانت تطارق نطاقًا على نطاق وقيل: كان لها نطاقان تلبس أحدهما وتحمل في الآخر الزاد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في الغاز. وفي مديح العباس للنبي - صلى الله عليه وسلم -. حتى احتوى بيتك المهيمن من .... خنف علياء تحتها النطق ضرب النطاق مثلا له، في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته وجعله في علياء وجعلهم تحته نطاق له، وقال الليث: إذا بلغ الماء النطق من الأكمنة أو الشجرة فقد نطقها. (نطل) في حديث ظبيان (وسقوهم بصبير النيطل) النيطل: الموت والهلاك، ويقال: رماه الله بالنيطل والصبير السحاب. والنيطل: يقال: الخمر أيضا الصبير، السحاب.

(نطى)

(نطى) في الحديث: إنه قال لرجل (انطه) أي: أعطه. ومنه قوله في الدعاء (لا مانع لما انطيت ولا منطى لما منعت). وفي حديث: يزيد بن ثابت (كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يملي كتابًا فدخل رجل فقال له أنط) أي اسكت. قال ابن الأعرابي: فقد شرف النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه اللغة وهي حميرية. قال المفضل: وزجر للعرب إذا نفر البعير يقول انط فيسكن. وفي حديث طهفة (في أرض عائلة النطاء) النطاء: البعد، قال العجاج: وبلدة نياطها نطى، يناطها متعلقة ونطى: بعيد وأناط وانتطى: إذا بعد وهو نيط ونطى. ومنه الحديث: (إذا انتطات المغازي). وفي حديث معاوية: (عليك بصاحبك الأقدم فإنك تجده على مودة واحدة وإن قدم العهد وانتاط الرياد) أي: شعت وقيل في قول العجاج: يناطها نطى. أي: بعدها بعيد. باب النون مع الظاء (نظر) قوله تعالى: {فنظرة إلى ميسرة} النظرة التأخير اسم من الأنظار ومنه قوله تعالى: {أنظرني إلى يوم يبعثون} وقرئ: {انظرونا نقتبس من نوركم} أي: لا تعجلوا ومن قرأ انظرونا يقال: نظرته انظره إذا انتظرته.

ومنه قوله تعالى: {وقولوا انظرنا} أي: أرقبنا وانتظر ما يكون منا. قوله تعالى: {فهل ينظرون إلا سنت الأولين} أي: هل ينتظرون إلا نزول العذاب بهم. وقوله تعالى: {فقد رأيتموه وأنتم تنظرون} أي: وأنتم بصراء لا علة في أيعنكم. وقوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله}. وقوله: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة} أي: هل ينظرون. وقوله تعالى: {فينظر كيف تعلمون} أي: نرى ما يكون منكم فنجازيه على ما نشاهده مما قد علم غيبه قبل وقوعه، قال ذلك كله أو أكثره الأزهري. وفي الحديث: (إن فلانة بها نظرة فاسترقوا لها) يقول بها عين أصابتها من نظر الجن والنظرة، العين، وصبى منظور أصابته العين، والنظرة الهيئة أيضًا يقال به نظرة وردة أي ثبج يرد البصر عنه. وفي حديث الزهري (لا تناظر بكتاب الله ولا بسنة الرسول) - صلى الله عليه وسلم - أي لا تجعل شيئًا نظيرًا لهما يقول لا تتبع قول قائل وتدعهما قال أبو عبيد: ويجوز أيضًا في وجه آخر لا تجعلهما مثلًا للشيء يعرض كقول القائل للرجل يجئ في وقت تحتاج إليه وفيه} جئت على قدر يا موسى}. وفي حديث: ابن مسعود (لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم

باب النون مع العين

فيها عشرين من المفصل) سميت نظائر لاشتباه بعضها ببعض في الطول. في الحديث (النظر إلى وجه على عبادة)، حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد ابن عبد الله الفزاز المقرئ بالبصرة حدثا أبو مسلم البوسم بن عدنان ابن مسلم الجمخحي البصري، حدثنا عمران بن خالد بن طليق عن أبيه عن عمران بن الحصين قال: (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: النظرة إلى وجه علي بن أبي طالب عبادة) قال ابن الأعرابي إن تأويله أن عليا رضي الله عنه كان إذا برز قال الناس لا إله إلا الله ما أشرف هذا الفتى لا إله إلا الله ما أشجع هذا الفتى لا إله إلا الله ما أعلم هذا الفتى لا إله إلا الله ما أكرم هذا الفتى! . قال الشيخ: أراد بأكرم أتقى وفي الحديث: (أن عبد المطلب مر بامرأة كانت تنظر) أي: تتكهن. باب النون مع العين (نعث) في مقتل عثمان رضي الله عنه (لا يمنعك مكان ابن سلام أن تسب عثلا) قال أبو عبيد الكلبي إنما قالوا أعداء عثمان له نعثلًا لأنهم شبهوا رجل من مصر كان طويل اللحية وقال الليث: النعثل الذيخ والنعثل: الشيخ الأحمق. (نعج) قوله تعالى: {بسؤال نعجتك إلى نعاجه} أي: بسؤاله نعجتك ليضمها إلى نعاجه وكنى عن المرأة بالنعجة ويقال للبقرة الوحشية نعجة وللثور الوحشي رأيت شاة.

(نعر)

(نعر) وفي حديث أبي الدرداء (إذ أردت نعرة الناس ولا تستطيع أن تغيرها فدعها حتى يكون الله تعالى يغيرها). قال الأصمعي الأصل في النعرة: ذباب كبير أزرق له إبره يلسع بها وربما دخل أنف البعير فيركب فلا يرده شيء والعرب تشبه داء الكبر بذلك البعير وتشبه الرجل يركب رأسه ويمضى على الجهل فلا يرده شيء بذلك. ومنه قول عمر رضي الله عنه (لا أقلع عنه حتى أطير نعرته) أي: أزيل نخوته وأخرج جهله من رأسه. وفي حديث ابن عباس: (أعوذ بالله من شر عرق نعار) ويقال: نعر العرق بالدم إذا ارتفع دمه. وفي حديث الحسن (كلما نعر بهم ناعر اتبعوه) أي: نهض فدعا إلى الفتنة يقال: ما كنت فتنة إلا نعربها فلان أي نهض. (نعش) وفي الحديث: (انتعش) معناه ارتفع يقال: نعش الله فلانا وإنما سمى نعش الجنازة نعشًا لارتفاعه. وفي حديث عائشة: تصف أباها رضي الله عنه (فانتاش الدين بنعشه) أي: استدركه بنعشه إياه أي بإقامته إياه من مصرعه ويقال انتعش المريض إذا أفاق.

(نعظ)

(نعظ) في حديث أبي مسلم الخولاني: (النعظ أمر عارم) يقال نعظ الذكر إذا انتشر، وانعظ أي اشتهى الجماع، انعظت المرأة. قال أبو عبيد إذا شجت الفرس ظبئتها وقبضتها قيل انتعظت انتعاظا. (نعف) في الحديث (ثم عقد هدبة القطيفة بنعفة الرحل) النعفة سير يشد في آخر الرحل يعلق فيه الشيء. (نعق) قوله تعالى: {ينعق بما لا يسمع} يقال نعق الراعي بالغنم إذا دعاها ينعق نعيقا. (نعل) في الحديث: (إذا ابتلت النعال فالصلاة في الرحال). قال أبو منصور: النعل ما غلظ من الأرض في صلابة يقال للرجل الذليل نعل أيضا تشبيها بالنعل الذي يلبس قال الشاعر: ولم أكن دارجة ونعلا وفي حديث: (كان نعل سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فضة قال شمر: النعل من السيف: الحديدة التي تكون في أسفل قرابه.

(نعم)

(نعم) قوله تعالى: {ومن يبدل نعمة الله}. وقوله تعالى: {فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون} أي: برأك الله من هذين بنعمته عليك كما تقول ما أنت بنعمة الله بكاذب أي قد أنعم الله عليك بأن برأك من الكذب. قوله تعالى: {يعرفون نعمت الله} نعمة الله هاهنا الدين والإسلام. قوله تعالى: {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها} يمعنى نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم -. قوله تعالى: {فكفرت بأنعم الله} قال بعضهم: هو جمع نعم وقيل: جمع نعمة كما تقول شدة وأشد. وقوله تعالى: {أولى النعمة} أي: التنعم والنعمة: المنة. وقوله تعالى: {فعما هي} أي: نعم شيئا هو. وقوله تعالى: {وإ لكم في الأنعام لعبرة} معنى الأنعام النعم والنعم يذكر ويؤنث والأنعام المواشي من الإبل والبقر والغنم فإذا قيل النعم فهو الإبل خاصة. وفي الحديث (وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما) يعني من أهل عليين وقوله (وأنعما) أي زادا يقال أحسنت إلى وأنعمت أي زدت على الإحسان قال الفراء: (وأنعما) أي صارا إلى النعيم ودخلا فيه قال أبو بكر: وهذا أحب إلي

(نعى)

لأن العرب تقول: أجنب الرجل إذا دخل في الجنوب وأشمل إذا دخل في الشمال قال: وقولهم أحسنت إلي وأنعمت أي اصرت إلى نعمة يقال نعم ينعم إذا تنعم وأنعم أصار نعمة إلى غيره وأنعم دخل في النعيم. وفي الحديث: (كيف أنعم) أي: أتنعم، وقيل كيف أفرح والنعمة المسرة. وفي الحديث: (فنعم ونعمة عين) أي: قرة عين. وفي الحديث: (إنها لطير ناعمة) أي: سمان. (نعى) في حديث شداد بن أوس: (يا نعايا العرب) قال الأصمعي: إنما هو يا نعاء العرب وتأويلها أنع العرب وكانت العرب إذا قتل منهم شريف أو مات بعثوا راكب إلى القبائل ينعاه إليهم ويقول: نعا فلانا أويقول يا نعا العرب فنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك كأنه يقول: هلكت العرب بموت فلان والنعي الرجل الميت. والنعي: الفعل ويجوز أن يجمع النعي نعايا مثل صفى وصفايا وبرى وبرايا ويقولون يا نعيان العرب وهو جمع ناع كما يقول راع وراعيان قال أبو بكر: هذا الحرف نعيت بمنزلة قولهم في الإغراء نطا دون ذلك وقوله يا نعياء العرب أي هؤلاء نعاء فحذف يا هولاء إذ كانت العرب تنادي بيا بها الأسماء ولا تنادي بها الأفعال فمن كلام العرب يا قم بمعنى يا هذا قم ويا ضربا أي يا هؤلاء ضربا، وقال ذو الرمة. ألا يا سلمى يا دارمي على البلى .... ولا زال منهلا بجر عائك القطر وبعد يا اسم مستأنث، قالوا: يا لعنة الله على الكافرين، ويا رحمة الله على المؤمنين. قال الشاعر:

باب النون مع الغين

يا لعنة الله الأقوام كلها .... والصالحين على سمعان من جار أراد يا هؤلاء لعنة الله وقال الله تعالى: {ألا يسجدوا} أي يا هؤلاء اسجدوا. باب النون مع الغين (نغر) في الحديث: (ما فعل النغير يا أبا عمير) النغير: طائر يشبه العصفور وسمي نغيرا والجمع نغران. وفي حديث (علي رضي الله عنه) ردددفي إلى أهلي غيري نفرة) قال الأصمعي: سألني شعبة عن هذا الحرف فقلت هو مأخوذ من نغر القد روهو غليانها قال أبوبكر: يقال نغرت القدر ونغرت تنغر وتنغر منهما جميعا المعنى أن جوفها كانت تغلي من الغيرة والغيظ. (نغش) في الحديث: (رأى نغاشًا ويروى نغاشًا فيسجد) قال أبو عبيد: هو القصير الثياب قال أبو العباس: النغاشيو القصار والضعاف الحركة والتلطي فوق النغاش. وفي حديث آخر (أنه قال: من يأتيني بخبر سعد بن الربيع؟ قال فلان فرأيته

(نغض)

وسط القتلى، فقلت إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسلني إليك فتنغش كما تنغش الطير) أي: تحرك. (نغض) وقوله تعالى: {فيستنغضون إليك رؤوسهم} أي: يحركونها على سبيل الهز ويقال نغضت برأسي فنغض لازم ومتعدى. ومنه قول عثمان رضي الله عنه (وسلي بولي ونغضت أسناني) أي: قلقت وتحركت. وفي حديث: أبي ذر (بشر الكنازين برضف في الناعض) أي: بحجر يحمي فيوضع على ناغضه وهو فرع الكتف قيل له ناعض لتحركه ومنه قيل للظليم نفض لأنه يحرك رأسه إذا عدا. ومنه حديث سلمان (فإذا الخاتم في ناغض كتفه الأيسر يعني خاتم النبوة) ويروي (في نغض كتفه). وفي حديث عبد الله بن سرجي قال (نظرت إلى ناغض كتف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) قال شمر: الناغض من الإنسان أصل العنق حيث ينغض برأسه ونغض الكتف العظم الرقيق على طرفها وقال غيره: الناغض عظم الكتف ووصف على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال وكان نغاض البطن فقال له عمر ما نغاض البطن؟ قال: معكن البطن، وكانت عكنه أحن من سبائك الذهب والفضة. (نغف) في الحديث (فيرسل الله عليهم النغف) النغف دود يكون في أنوف الغنم والإبل واحدتها نغفة ومنه يقال: للرجل الذي يحتقر إنما أنت نغفة.

باب النون مع الفاء

باب النون مع الفاء (نفث) قوله تعالى: {النفاثات في العقد} هي السواحر تنفث أي تتفل بلا ريق كما تعمل الرقاة. وفي الحديث: (أعوذ بالله من نخفه ونفثه) تفسيره في الحديث إنه الشعر وإنما سمى الشعر نفثا لأنه كالشيء ينفثه الإنشان من فيه كالرقية. وفي الحديث (إن روح القدس نفث في روعي) قال أبو عبيد النفث بالفم شبيه بالنفخ فأما التفل فلا يكون إلا ومعه شيء من الريق ومعناه أوحى إلي ومه الحديث: (أنه قرأ المعوذتين على نفسه ونفث). ومنه الحديث فقال النجاشي (والله ما يزيد عيسى على ما يقول محمد مثل هذه النفاثه من سواكي هذا) يعني ما يتشظى من السواك فيبقى في الفم فينفثه صاحبه. (نفج) وحديث قيلة: (فانتفجت منه الأرنب) أي وثبت. وفي حديث آخر وذكر فتنتين فقال: (ما الأولى عند الآخرة إلا كنفجة أرنب). قال ابن شميل كوثبته من مجثمه. وقال شمر: انفجت الأرنب من جحره فنفج أي أثرته فثار.

(نفخ)

وفي الحديث: (فنفجت بهم الطريق) أي رمت بهم فجأة ونفجت الريح، إذا جاءت بغتة ورياح نوافج. وروى عن أبي بكر رضي الله عنه (أنه كان يحلب بعيرًا فقال أنفج ام ألبد؟ ) ومعنى الإنفاج إبانة الإناء عن الضرع عند الحلب والإلباد إلصاق الإناء بالضرع وشربت الدابة فانتفجت إذا شربت حتى خرج جنباها ونفجت الشيء فانتفج أي عظمته ورفعته وهم يقولون لمن ولدت له بنت هنيئًا لك النافجة، يريدون أن يأخذ مهر ابنته فيضمه إلى ماله فينفجها. وفي حديث الزبير رضي الله عنه: (أنه كان نفج الحقبة) أي: عظيم العجز. (نفخ) قوله تعالى: {ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك) أي: فورة. وفي حديث شريح: (أنه أبطل النفح) أراد نفح الدابة برجلها وهو رقسها كان لا يلزم صاحبها شيئا. وفي الحديث (أول نفحة من دم الشهيد) أي: أول فورة وطعنة تفوح وقال نفح الطيب وله نفحة طيبة. (نفذ) وفي الحديث: (إيما رجل أشاد على مسلم بما هو بريء منه كان حقًا على الله أن يعذبه أو يأتي بنفذ ما قال) أي بالمخرج منه يقال: ائتني بنفذ ما قلت: أي بالمخرج منه.

(نفر)

وفي حديث ابن مسعود: (إنكم مجموعون في صعيد واحد ينفذكم البصر) قال أبو عبيد: المعنى أنه ينفذهم بصر الرحمن حتى يأتي عليهم كلهم قال الكسائي: يقال نفذني بصره، إذا بلغني وجاوزني وقال ابن عون ينفذهم البصر أنفذت القوم إذا خرقتهم، ومشيت في وسطهم، فإن جزتهم حتى تخلفهم قلت نفذتهم بلا ألف وقال غير أبي عبيد: أراد يرخقهم لاستواء الصعيد والله تعالى قد أحاط بالناس أولا وآخرا. وفي حديث عمر رضيث الله عنه (أنه طاف بالبيت مع فلان فلما انتهى إلى الركن الغربي الذي يلي الأسود قال له: ألا تستلم؟ فقال له انفذ عنك، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يستلمه) تفسيره في الحديث. أي دعه والعرب تقول: سر عنك أي جز وأمضى ولا معنى لعنك. (نفر) قوله عز وجل: {وجعلناكم أكثر نفيرا} نفير: جمع نفر، وهو مثل الكليب والعبيد ونفر الإنسان ونفره ونفيره ونافرته ونفرته رهطه الذين ينصرونه. ومنه قوله تعالى: {وأعز نفرًا} أي: قوما ينصرونه. وقوله تعالى: {وما يزيدهم إلا نفورا} أي: باعدا عن الحق يقال نفر ينفر نفورا وقوم نفور. ومنه قوله تعالى: {ولو على أدبارهم نفورا} أي: نافرين مثل شاهد وشهود.

(نفس)

وقوله تعالى: {كأنهم حمر مستنفرة} أي: نافرة ومن قرأ (مستنفرة أي: منفرة. وفي حديث: عمر رضي الله عنه: (أن رجلا تخلل بالقصب، فنفرفوه) أي ورم مأخوذ من نفار الشيء وهو تجافيه عنه والنافر على أربعة أوجه والذي ينفر من الشيء يهرب، وينفر من حجة، أي ينطلق ويدفع والوارم، والغالب، يعني بالوارم الذي نفرفوه. وفي حديث غزوان (أنه لطم عينه فنفرت) أي: ورمت والغالب يقال نافرته فنفرته أي: غلبته. وفي حديث عمر (لا تنفر الناس) أي: لا تخيفهم واستنفرنا أي دعانا إلى قتال العدو فنفرنا أي انطلقنا. (نفس) قوله تعالى: {ويحذركم الله نفسه} أي: يحذركم إياه. وقوله تعالى: {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك} قال ابن الأنباري: أي تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في غيبك وقال أهل اللغة: النفس في كلام العرب على وجهين أحدهما قولك خرجت نفس فلان أي روحت ويقال في نفسه أن يفعل كذا أي في روعة، والثاي أن معنى النفس حقيقة الشيء وجملته تقول: قتل فلان نفسه والمعنى أن أوقع الهلاك بذاته كلها وسمعت الأزهري: يقول: النفس نفسان أحدهما نزول بزوال العقل والأخرى تزول بزوال الحياة فذلك قوله تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها}.

وقوله تعالى: {ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا}. قال ابن عرفة: أي بأهل الإيمان وأهل شريعتهم. وقوله تعالى: {ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة}. أي: كخلق نفس واحدة فترك ذكر الخلق وأضيف إلى النفس، كما قال النابغة. وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي .... على وجه من ذي المطارة عاقل أي: على مخافة وجل. قوله تعالى: {والصبح إذا تنفس} أي: إذا امتد حتى يصيير نهارًا بينًا وفي الحديث (نهى عن التنفس في الإناء). وفي حديث إسماعيل (فلما تعلم العربية وأنفسهم) أي: أعجبهم. ومنه حديث آخر (كان ينتفس في الإناء ثلاثا) قال بعضهم: الحديثان صحيحان والتنفس له معنيان أحدهما: أن يشرب ولا يتنفس في الإناء من غير أن يبينه عن فيه وهو مكروه. والتنفس الآخر: أن يشرب الماء وغيره من الإناء بثلاثة أنفاس فيبين فاه عن الإناء في كل نفس. وفي الحديث (أجد نفس ربكم من قبل اليمين) يقال عني به الأنصار لأن الله نفس الكرب عن المؤمنين بهم وهم يمانون. يقال أن في نفس من أمرك أي في سعة، واعمل وأنت في نفسٍ من أمرك أي في فسحة قبل الهرم والمرض.

ونحوه الحديث الآخر (لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن عز وجل) يريد بها أنها تفرج الكرب وتنشر الغيث وتنشئ السحاب وتذهب الجذب. يقال اللهم نفس عني أي فرج. ومنه الحديث (من نفس عن مؤمن كربة) أي فرج عنه قال أبو منصور: النفس: في هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من نفس ينفس نفيسًا كما يقال في فرج تفريجًا وفرجًا كأنه قال: أجد تنفيس ربكم من قبل اليمن. وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام (الريح من نفس الرحمن) أي ينفس الله بها عن المكروبين. وفي الحديث (ما من نفس منفوسة) أي مولودة يقال نفست المرأة ونفست إذا ولدت فإذا حاضت قلت نفست بفتح النون لا غير. وفي الحديث: (قالت أم سلمة كنت معه في الفراش فحضت فقال: أنفست) أي: حضت. وفي حديث ابن المسيب (لا يرث المنفوس حتى يستهل صارخًا) يعني: المولود. وفي حديث النخعي: (كل شيء ليست له نفس سائلة، فإنه لا ينجس الماء إذا سقط فيه) أي: دم سائل. وفي حديث ابن المسعود (أنه نهى عن الرقي إلا في ثلاث: النملة والحمة والنفس) النفس: العين.

(نفش)

يقال أصابت فلانا نفس: أي عين. ومنه حديث ابن عباس: (الكلاب من الجن فإذا غشيتكم عند طعام فالقوا لهن أنفسا) ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - حين مسح بطن رافع (فالقى شحمة خضراء كأن فيها أنفس سبعة) يريد عيونهن، ويقال للعائ: نافس. (نفش) قوله تعالى: {إذا نفشت فيه غنم الوقم} النفش: الرعي بالليل يقال نفشت السائمة بالليل وهملت بالنهار إذا رعت بلا راع وأنفشها صاحبها وإبل نفاش. وفي الحديث: (وإن أتاك منفش المنخرين) يعني الواسع المنخرين المتطامن من المارن كأنوف الزينج. في حديث عبد الله بن عمرو (الحبة في الجنهة مثل كرش البعير يبيت نافشًا) أي: راعيا. (نفض) وفي حديث قيلة (ملاءتين كانتا مصبوغتين وقد نفضتا) أي: نفضتا لون الصبغ فلم يبق إلا الأثر يقال نفض الثوب المصبوغ صبغة إذا زال معظم لون الصبغ والأصل في النفض التحريك. (نفق) قوله تعالى: {نفقا في الأرض} أي: مدخلا تحت الأرض، وقال ابن عرفة: النفق السرب، يقال نفق في المكان وتنفقه إذا استخرجته من نفقه وأنشد أحمد ابن يحيى:

(نفل)

إذا الشيطان قطع في قفاها .... تنفقناه بالحبل التؤام ومنه أخذ نافقاء اليربوع. قال ابن الأعرابي: وفي الإسلام سمى المنافق منافقا لثلاثة أقوال: أحدهن أنه سمى به لأنه يستركفره ويدفنه بالذي يدخل النفق وهو السرب يستتر فيه. والثاني: أنه نافق كاليربوع وذلك أن اليربوع له جحر يقال له النافقاء وآخر يقال له الياصعاء فإذا طلب من النفافقاء تصنع فخرج من الياصعاء فشبه المنافق باليربوع لأنه يخرج من الإيمان من غير الوجه الذي يدخل فيه والثالث: سمى منافقًا لإظهاره غير ما يضمر تشبيها باليربوع وذلك أنه يخرق الأرض حتى إذا كاد يبلغ ظاهر الأرض أرق التراب فإذا رابه ريب دفع ذلك التراب يرأسه فخرج وظاهر جحره تراب كالأرض وباطنه حفر وكذلك المنافق ظاهره إيمان وباطنه كفر. قوله تعالى: {خشية الإنفاق} أي: خشية الفناء والنفاد. وقال قتادة: أي خشية الفاقة يقال نفق الزاد ينفق إذا فنى وأنفقه صاحبه إذا أنفده وأنفق القوم فنى زادهم. وفي حديث ابن عباس: (لا ينفق بعضكم لبعض) أي: لا يقصد أن ينفق سلعته على جهه النجش. وفي الحديث (اليمين الكاذبة منفقة للسلعة ممحقة للبركة) يقال: نفق البعير نفاقًا: إذ كثر المشترون والرغبات. (نفل) قوله تعالى: {يسألونك عن الأنفال} يعني عن الغائم الواحد نفل وكل شيء كان زيادة على الأصل فهو نفل، وإنما قيل للغنيمة نفل لأنه مما زاد الله هذه الأمة في الحلال لأنه كان محرمًا على من كان قبلهم وبه سميت نوافل الصلاة لأنها زيادة على الفرض.

(نفه)

وقوله تعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة} جعل يعقوب نافلة لأن إبراهيم كان دعا الله إن وهبه الله ولدًا من سارة فوهب له إسحاق فولد له يعقوب نافلة فالنافلة ليعقوب خاصة، يقال لود الولد نافلة لأنه زيادة على الولد. وفي الحديث: (أن فلانًا من ولده) أي: تبرأ منه. ومنه الحديث: (لوددت أن بني أمية رضوا ونفلناهم خمسين رجلًا من بني هاشم، يحلفون ما قتلنا عثمان) أي: حلفنا لهم خمسين على البراءة والنفل أصل النفي يقال نفلت الرجل عن نسبه فانتفل وسمي اليمين في القسامة نفلا لأن القصاص ينفى بها. (نفه) في الحديث: (هجمت عيناك ونفهت نفسك) أي: أعيت وكلت ويقال للمعيي ناتفه ومنفقة. (نفى) وقوله تعالى: {أو ينفوا من الأرض} يقال نفيت فلانًا أي طردته نفيًا ونفيت الدراهم نفاية رددتها والنفاية بضم النون المنفي ويقال: له النفي. وفي حديث محمد بن كعب القرظي (قال لعمر بن عبد العزيز حي استخلف فرآه شعثا فقال له: مالك تديم النظر إلي؟ فقال: أنظر إلى ما نفى من شعرك وحال من لونك). قوله نفي أي ثار ينفي والنفي إذا تساقط وكذلك

باب النون مع القاف

انتفي ورق الشجر وقال أبو منصور الأزهري: يقال: نفيته فنفى قال: هو حرف غريب صحيح في اللغة. وفي حديث زيد بن أسلم (يصنع لنا نفيتين نشرر عليهما الأقط) قال أبو الهيثم: أي سفرتين من خوص. وقال ابن الأعرابي: النفية والنفية والسمه الشيء مدور يف من خوص النخل يسميها الناس النبية وهي الفية بالياء. باب النون مع القاف (نقب) قوله عز وجل: {فنقبوا في البلاد} أي ساروا وطوفوا في نقوبها الواحد نقب وهي المناقب أيضا قال الشاعر: وقد نقبت في الآفاق حتى .... رضيت من الغنيمة بالإياب والنقيب في اللغة كالأمير الذي يصدق عنهم وهو الذي يعرف طرق أمورهم وهو تفسير قوله} اثنى عشر نقيبا}. وقد نقب على قومه ينقب نقابة وقيل: نقب. وفي الحديث: (أنهم فزعوا من الطاعون، فقال: لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أرجو ألا يطع إلينا نقابها). النقاب جمع النقب وهو الطريق بي الجبلين أراد لا يطلع إلينا من نقاب المدينة أي لا أتوفى عليه فأضمر عن غير مذكور. وفي الحديث: (لا شفقة في فناء ولا طريق ولا منقبة). المنقبة: الطريق بين الدارين.

(نقث)

وفي الحديث: (إن النقبة قد تكون بمشفر البعير) يعني أول الجرب وجمعها نقب والنقبة في غير هذا اللون. والنقبة: سراويل لها حجزة من غير نيفق وساقان. ومنه حديث عمر رضي الله عنه (ألبستنا أمنا نقبتها) فإذا جعل لهما نيفق وساقان فهو سروايل. وفي حديث الحجاج: وذكر ابن عباس: فقال: (إن كان لنقابا). النقاب: الرجل العالم بالأشياء، الكثير البحث عنها يقول: ما كان إلا نقابا. (نقث) وفي حديث أم زرع (ولا تنقث ميرتنا تنقيثا) أي: أنها أمينة على ما ائتمنت عليه من طعامنا فلا تأخذ الطعام فتسرع به. والتنقيث الإسراع في السير وخرج فلان يتنقث في السير إذا أسرع. (نقخ) في الحديث (أنه لما شرب من رومة فقال: هذا النقاخ) النقاخ: الماء العذب ينقخ العطش أي يكسره ويقال كثير وقال الفراء: هذا نقاخ العربية أي مخها وخالصتها. (نقد) وفي حديث أبي الدرداء (إن نقدت الناس نقدوك) أي: عبتهم واغتبتهم من قولك: نقدت رأسه بإصبعي أي ضربته ونقدت الجوزة أنقدها.

(نقذ)

وفي حديث خزيمة: (وعاد النقاد مجرنثما) النقاد جمع النقد، رذال الضأن وفي رواية أخرى لها الراع) وهو مفسر في بابه. (نقذ) قوله عز وجل: {لا يستنقذوه منه} أي لا يقدروا يقال: أنقذته واستنقذته إذا نجيته. (نقر) قوله تعالى: {ولا يظلمون نقيرا} النقير ما كان في ظهر النواة ومنه ينبت النخلة. قال اليزيدي: وروي عن ابن عباس أنه وضع طرف إبهامه على بطن السبابة ثم نقرها وقال: هذا النقير. وقوله تعالى: {فإذا نقر في الناقور} الناقور: الصور ينفخ فيه. وفي الحديث (نهى عن النقير والمزقت) النقير: أصل النخلة ينقر جوفها ثم يشدخ فيه الرطب والبسر، ثم يدعونه حتى يهدر ثم يموت.

(نقز)

وفي الحديث (انتقرها عكرمة) وهذا يحمل معنيين: إن أراد التصديق له فمعناه: استنبطها من القرآن، والنقر: البحث. وإن أراد التكذيب له فمناه: أفتى بها من قبل نفسه واختص بها، والانتقار الاختصاص. وفي حديث بعضهم (ما بهذه النقرة أعلم بالقضاء من ابن سيرين) أراد البصرة. والنقرة: حفرة يستنقع فيها الماء. وفي الحديث (ما كان الله لينقر عن قاتل المؤمن) أي: ليقلع. يقال: أنقر عن الشيء: إذا أقلع وكف. (نقز) في حديث ابن مسعود (كان يصلي الظهر والجنادب تنقر من الرمضاء) أي تثب نقز وقفز إذا وثب والرمضاء: أن تحمى الأرض من شدة الحر. (نقش) في الحديث: (من نوقش الحساب عذب) أي: من استقصى عليه فيه يقال: انتقشت منه جميع حقى: أي استقطته ومنه أخذ نقشى الشوكة وهو استخراجها. ومنه حديث أبي هريرة (نقش فلا انتقش، وشيك فلا انتقش) أي: لا أخرجه من الموضع الذي دخله.

(نقص)

وفي الحديث (استوصوا بالمعزى خيرًا، فإنه مال رقيق، وانتقشوا له عطنه) أي نقوا مرابضها مما يؤذيها من حجارة وشوك وغيره ويقال للرجل إذا اختار لنفسه خادمًا أو غيره انتقش لنفسه قال الشاعر: وما اتخذت هداما للمكوث بها .... وما انتقشتك إلا للوصرات هذا رجل ندب لعم لجاء على فرس يقال له صدام والوصرة القبالة بالدربة. (نقص) في حديث السنن العشر (انتقاص الماء) قال أبو عبيد: معناه انتقاص البول فالماء إذا غسل المذاكير به وقيل: هو الانتضاح به. (نقض) قوله تعالى: {الذي أنتقض ظهرك}. قال ابن عرفة: أي أثقله حتى جعله نقضا. وقال الأزهري: أي أيقله حتى جعله نقضا، سمع نقيضه أي صوته. وفي بعض الحديث: (فأنقض به دريد) يريد أنه نقر بلسانه فيه، كما يزجر الحمار، والشاة فعلها استجهالا له.

(نقع)

(نقع) قوله تعالى: {فأثرن به نقعًا) أي أثرن بمغارها غباره، مغار موضع الغارة. وفي حديث عمر رضي الله عنه (أنه قال في نساء اجتمعن بسكين على خالد بن الوليد ما عليهن أن يسفكن من دموعهن ما لم يكن نقع ولا لقلقة). النقع: ؟ رفع الصوت، قال لبيد: فمتى ينقع صراخ صادق يجلبوها .... ذات جرس وزجل أي يرتفع وقيل: يدوم ويثبت، قال شمر: وقيل في قوله (ما لم يكن نقع ولا لقلقة): أنه شق الحبوب قال المرار: نقعن جيوبهن على حيا .... واعددن المراثي والعويلا وفي الحديث (نهى أن يمنع نقع البئر) يعني: فضل ما به الذي يخرج منه. قيل له نقع لأنه يقع به: أي يروى به يثقال نقع بالري وشرب حتى نقع. وقال ابن الأعرابي: النقع: الماء الناقع وهو كل ماء مستنقع. والجمع: أنقع. وفي الأمثال: (إن فلانا لشراب بأنقع) يضرب مثلا للذي جرب الأمور ومارسها. وفي الحديث (لا يقعد أحدكم عند الحديث في طريق أو نقع ماء) الأصل فيه أن الدليل إذا عرف المياه في الفلوات حذق سلوك الطريق أي تؤديه إليها. وقال ابن جريج: إنه لشراب بأنقع أي إنه كتب من كل وجه، وركب في الحديث كل حزن. وقال الأصمعي: يقال فلان شراب بأنقع أي معاود للأمور التي تكره.

(نقف)

وقال الحجاج: إنكم يا أهل العراق لشرابون على بأنقع. وفي المولد (فاستقبلوه في الطريق منتقعًا لونه) يقال: انتقع لونه وابتقع، والتمع واستنقع، والتمي، وانتسف، وابتسر والتهم بمعنى واحد. حكاه أبو بكر عن أبيه عن محمد بن الجهني الفراء والمعنى أثبته عن الأزهري قال: يقال التمع لونه والتمغ بالعين والغين وانتسف وانتشف بالسين والشين معا. وفي حديث: محمد بن كعب (إذا استنقعت نفس المؤمن جاءه ملك الموت) قال شمر: لا أعرفه، وسمعت الأزهري يقول: يعني إذا اجتمعت في فيه حين تريد أن تخرج، كما يستنقع الماء في قرار. والنفس الروح ها هنا. وفي الحديث: (أنه حمى غرز النقيع) النقيع: موضع حماه عمر لمنع الفئ. (نقف) في الحديث في بعض أراجيز أصحابه (لكن غذاها حنظل نقيف) أي منقوف. وقال أبو محمد القتيبي: جاني الحنظل ينقفها بظفره فإن صوتت، علم أنها مدركة فاجتناها، وإن لم تصوت علم أنها لم تدرك بعد فتركها والظليم ينتقف الحنظلة فيستخرج هبدها. في الحديث: (ثم يكون النقف والنقاف) يعني الفتن والقتال. والنقف: هشم الرأس والهامة. (نقل) وفي الحديث (إلا امرأة قد بئست من العبولة فهي في منقليها).

(نقى)

قال أبو عبيد: المنقل: الخف ويقال الخفين الأنقلان وكذلك النعلين. وقال ابن الأعرابي: يقال للخف المنذل، والمنقل من الشجاج المنقلة: وهي التي تخرج منها فراش العظام. وفي الحديث: (كان على قبره النقل) النقل والجرل الحجارة. (نقى) في حديث أم زرع: (لا سمين فينتقي) أي: ليس له نقى فيستخرج. يقال: نقوت العظم وانتقيته، إذا استخرجته ونقيته أيضا، وفي رواية أخرى (فينتقل) أي ينقله الناس إلى بيوتهم فيأكلونه وفيه: (دائس ومنق) وأصحاب الحديث يقولون ومنق بكسر النون. قال أبو عبيد: لا أعرف المنق وأما المنقى فالذي ينقي الطعام وقال أبو بكر: قال إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه المنق بكسر النون نقيق أصوات المواشي والأنعام تصف كثره أمواله. وفي الحديث (يجيء الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرص النقي) يعني الحواري، قال الشاعر: من نقي فوقه أدمه وفي الحديث: (خلق الله جؤجؤ آدم من نقا ضرية أ] من رملها) يقال: نقى ونقيان ونقوان. باب النون مع الكاف (نكب) قوله تعالى: {عن الصراط لناكبون} أي: عادل عن القصد يقال مربة فنكبه

(نكت)

إذا أعرض عنه وأقبل نحو غيره فولاه منكبه. وقوله تعالى: {فامشوا في مناكبها} قيل: في جبالها، وقيل: في طرقها. وفي حديث عمر رضي الله عنه (نكب عنا ابن أم عبد) أي: نحه عنا يقال: نكب عن الصواب تنكب أو نكبي غيره. وفي حدث: سعد أنه قال يوم الشورى: (إني نكبت قرنى فأخذت سهمي الفالج وقد كببت كنانتي). ومنه قول الحجاج: (إن أمير المؤمنين نكب كنانته فعجم عيدانها) يقال نكب كنانته ينكبها نكبا ونكوبا. وانتكب قوسه وترسه ونتكبه علقها في منكبه مثل ضربه لنفسه يريد أنه اختاره لأنه اختبره فوجده شديد العارضة صلب المكسر ونكبها إذا كبها. (نكت) في حديث ابن مسعود: (ذرق على رأسه عصفور، فنكته بيده) أي: رمى به الأرض. وفي حديث أبي هريرة (ثم لأنكتن بك الأرض) أي: أطرحك على رأسك يقال: طعنه فنكته، إذا ألقاه على رأسه. قال الشاعر: متتكت الرأس فيه جائفة .... جياشة لا تردها الفتل (نكث) قوله تعالى: {إذا هم ينكثون} النقص والنكث واحد والاسم النكث

(نكد)

والنقص وهو ما نكث من نسائج الصوف والجمع منه نكاث. وهو قوله تعالى: {من بعد قوة أنكاثا}. وفي حديث بعضهم (أنه كان يأخذ النكث) وهو الخليط الخلق من صوف أو شرع أو وبر سمى نكثا لأ، هـ ينكث أي: ينقض ثم يعاد فتله. ومنه قليل من نقض ما أعطاك من عهد نكث. (نكد) قوله تعالى: {والذي خبث لا يخرج إلا نكدا} أي: قليلا عسراء والنكد: القليل النزل والريع وهذا مثل لقلوب المؤمنين والكافرين. (نكر) قوله تعالى: {فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم} أي: أنكرهم. يقال نكدت الشيء وأنكرته وهو منكور ومنكر واسنتكرته أيضا. وقوله تعالى: {نكروا لها عرشها} قال مجاهد: غيروه أتعرفه أم لا. وقوله تعالى: {إن أنكر الأصوات} أي: أقبحها ووجه منكر أي قبيح. وقوله تعالى: {فكيف كان نكير} أي: لا تقدرون على أن تنكروا ذنوبكم. وفي الحديث: (إنه لم يناكر أحدًا قط إلا كانت معه الأهوال) أي لم

(نكس)

يحارب ويقال للمحاربة المناكرة لأن كل فريق يناكر الآخر أي يخادعه ومعنى قوله (إلا كانت معه الأهوال) كقوله (نصرت بالرعب). وفي حديث بعضهم (كنت لي أشد نكرة) قال الشيخ: اسم من الإنكار أراد كت لي أشد إنكارًا وهو كالنفقة في الإنفاق. وفي حديث أبي وائل وذكره أبا موسى فقال: (ما كان أنكره) أي: أدهاه والنكر: مفتوحة النون الدهاء والكر مضمومة المنكر. (نكس) قوله تعالى: {ثم نكسوا على رؤوسهم} قال الفراء: أي رجعوا عما عرفوا من الحجة لإبراهيم عليه السلام قال الأزهري: أي: ضلوا. وقوله تعالى: {ومن نعمره ننكسه في الخلق} أي: أطلنا عمره نكسنا خلقه فصار بدل القوة الضعف وبدل الشباب الهرم. وفي حديث ابن مسعود قيل له: (إن فلانا يقرأ القرآن منكوسا) قال أبو عبيد: وهو عندي أن يقرأ القرآن من المعوذتي ثم يرفع إلى البقرة بنحو مما يتعلم الصبيان في الكتاب. (نكش) في حديث علي رضي الله عنه وذكره رجل فقال: (عنده شجاعة ما تنكش) أي: ما تستخرج ولا تزف، لأنها بعيدة الغاية. يقال: هذه بئر ما تنكش: أي ما تنزح.

(نكص)

(نكص) قوله تعالى: {لن يستنكف المسيح} أي: لن يأنف، يقال نكفت من الشيء واستنكفت منه وانكفته أي نزهته عما يستنكف منه. ومنه الحديث سئسل عن سبحان الله فقال (إنكاف الله من كل سوء) يعني تنزيهه وتقديسه عن الأنداد والأولاد وقال الزجاج: استنكف أي أنف مأخوذ من نكفت الدمع إذا نحيته بأصبعك عن خدك. ومنه الحديث (جاء بجيش لا ينكف) أي: لا يقطع آخره. (نكل) وقوله تعالى: {إن لدينا أنكالًا} أي: قيودًا الواحدة نكل وسميت القيود أنكالًا لأنها ينكل بها أي يمنع ويقال للجام النكيل ومنكل لأن الدابة تمنع به ونكل عن الأمر ينكل، ونكل ينكل إذا امتنع. وفي الحديث: (أنه نكل في قدم ولا واخنا في عزم) أي: بغير جبن وإحجام وقد نكلته عني فنكل أي امتنع ومنه النكول عن اليمين إنما هو الامتناع منها وترك الإقدام عليها. وقوله تعالى: {فجعلناها نكالا} يعني نكالا لمن يأتي بعدها فيتعظ بها.

باب النون مع الميم

وقوله تعالى: {وأشد تنكيلا} التنكيل: إصابة الأعداء لعقوبة تنكل من ورائهم أي تجنبهم، وقال الأزهري: النكال العقوبة التي تنكل الناس عن فعل ما جعلت له جزاء ونكلت الرجل عن حاجته إذا دفعته عنها ومنعته وأنكلت الحجر عن مكانه إذا دفعته. وفي الحديث (مضر صخرة الله التي لم تنكل) أي: لا تدفع عما سلطته عليه لثبوتها في الأرض. وفي الحديث: (إن الله يحب النكل) قيل: وما ذلك قال: الرجل القوي المجرب المبدئ المعيد في الفرس المجرب المبدء المعيد. باب النون مع الميم (نمر) في الحديث (فجاءه قوم مجتابى النمار) كل شملة مخططة من مآزر الأعراب فهي نمرة وجمعها أنمار، أي جاءه قوم لابسي أزر من صوف مخططة يقال: اجتاب فلان ثوبا إذا لبسه. ومنه الحديث (أن فلانا أقبل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه نمرة). قال القتيبي: النمرة: بردة تلبسها الإماء جمعها نمرات ونمار. (نمس) وفي الحديث: (وإنه ليأتيه الناموس الأكبر) الناموس صاحب سر الملك. يقشال نمس ينمس نمسا ونامسته منامسة: إذا ساررته وسمي جبريل عليه

(نمص)

السلام ناموسًا لأن الله خصه بالوحي والغيب اللذين لا يطلع عليهما غيره. (نمص) في الحديث: (لعن النامصة والمتنمصة) النامصة التي تنتف الشعر من الوجه ومنه قيل للمنقاش منماص. والمتنمصة التي يفعل بها ذلك. (نمط) في حديث علي رضي الله عنه (خير هذه الأمة النمط الأوسط) قال أبو عبيد: النمط: الضريقة: يقال: الزم هذا النمط والنمط: الذرب من الضروب والنوع من الأنواع. يقال ليس هذا من ذلك النمط أي من ذلك النوع كره على الغلو والتقصير. (نمل) في الحديث: (علمي حفصة رقية النملة) قال الأصمعي: هي قروح تخلج بالجنب، واما النملة بضم النون: فهي النميمة. (ونهى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عن قتل الرقية من الدواب منها النملة) قال الحربي: النمل ما كان له قوائم وأما الصفار فهو الذر. وسمعت الأزهري يقول: الذر الحمراء والحبشية السوداء. (نمى) في حديث عمر بن العزيز (طلب من امرأته نمية أو نمامي يشترى بها عنبًا، فلم يجدها) النمى! الفلس وجمعة نمامى.

باب النون مع الواو

في الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا ً أو نمى خيرًا) يقال: نميت الحديث، إذا بلغته على وجه الصلاح وطلب الخير أنميه، فإذا بلغته على وجه النميمة وإفساد ذات البين قلت: نميته بتشديد الميم لا إختلاف فيهما. كما قال أبو عبيد: ويعني بقوله: نمى خيرا ً أي أبلغ خيرًا ورفع خيرًا وكل شيء فعلته فقد نميته. وفي الحديث: أنه أتاه رجل فقال: (إني أرمي الصيد فًاصمى وأنمى) الإنماء: أي يرمي الصيد فيغيب عن الرامي فيموت وهو لا يراه يقال: أنميت الرمية فنمت تنمى إذا غابت ثم ماتت. وفي الحديث: (لا تمثلوا بنامية الله) قال الفراء: النامية: الخلق يقال نمى ونموا إذا زاد. الغزو. وفي الحديث: (أن رجلا أراد الخروج إلى الغزو فقالت له أمه، كيف بالودي؟ فقال: الغزو أنمى للودي) أي ينميه الله للغازي. ومن ذلك قيل بقية السيف أنمى أي أوفر عددا مال أبي طالب. باب النون مع الواو (نوأ) في الحديث: (من أمر الجاهلية كذا وكذا والأنواء). قال أبو عبيد: هي

(نور)

ثمانية وعشرون نجمًا معروفة المطالع في أزمنة السنة يسقط منها بكل ثلاث عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر ويطلع آخر يقابله من ساعته وانقضاء هذه الثمانية والعشرين مع انقضاء السنة وكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم وطلع آخر قالوا: لابد من أن يكون عند ذلك مطر، فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى النجم، فيقولون: مطرنا بنوء كذا قال، وإنما سمي نوءًا لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق ينؤ وذلك المنهوض هو النوء فسمى النجم به ناءً، وقد يكون النوء السقوط. قال شمر: ولا تسمى العرب بها كلها إنما تذكر الأنواء/ بعضها. قال: وكان ابن الأعرابي يقول: ولا يكون نوء حتى يكون معه مطر وإلا فلانوء، وجمع النوء نوء وأنواء. قال: والساقط في المغرب هي النوأة والطالعة في المشرق هي البوارح وإنما غلط النبي - صلى الله عليه وسلم - القول فيمن يقول: مطرنا بنوء كذا لأن العرب كانت تقول: إنما هو فعل النجم ولا يجعلونه سقيا من الله، وأما من قال: مطرنا بنوء كذ اولم يرد هذا المعنى، وأراد مطرنا في هذا الوقت فجائز كما جاء عن عمر رضي الله عنه أنه استقى بالمصلى ثم نادى العباس (كم بقي من نوء الثريا) فقال: إن العلماء يزعمون أنها تعترض في الأفق سبعًا بعد وقوعها فوالله نسيت تلك السبع حتى نسيت الناس وأراد عمر: كمن بقي من الوقت الذي قد جرت العادة أنه إذا تم أتى الله تعالى بالمطر قال ذلك كل المؤمنون. وفي الحديث: (أن رجلا ربط الخيل فخرًا ورياء ونواء لأهل الإسلام) أي: معاداة لهم يقال: ناوأت الرجل نواء ومناوأة، إذا عاديته وأصله أنه ناء إليك ونؤت إليه أي نهضت. (نور) قوله تعالى: {الله نور السماوات والأرض} قال الأزهري: أي: مدبر أمرهما

لحكمة بالغة. قال ابن عرفة: أي منور السماوات والأرض كما تقول: غياثنا أي مغيثنا وفلا زادي أي مزودي. قال جرير: وأنت لنا نور وغيث وعصمة .... ونبت لمن يرجو نداك وريق أي ذو ورق. وقال سمعت أحمد بن يحيى يقول: مثل نور [,,,] وأضاءت/ به سبل الحق. وقوله تعالى: {قد جاءكم من الله نور} هو محمد - صلى الله عليه وسلم - والنور هو يبين الأشياء. وقال الأزهري: في قوله مثل نوره أي مثل نور هذا في قلب المؤمن. وقوله: {نور على نور} أي نور الزجاجة ونور المصباح. وفي حديث علي رضي الله عنه: (نائرات الأحكام، ومنيرات الإسلام) يريد الواضحات البينات يقال: أنار الشيء واستنار إذا وضح. في الحديث: (فرض عمر رضي الله عنه للجد ثم أنارها زيد بن ثابت) أي: نورها وأوضحها. وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - (أنور المتجرد) العرب تقول للحسن المشرق الحسن أنور معناه إذا تجرد من ثيابه كان أنور ملء العين وأراد بالأنوار النير فوضع أفعل موضع فعيل كما قال: هو أهون عليه قال أبو عبيدة: معناه وهو هين عليه يقال أنار الشيء ينير فهو منير ونار فهو نير ونورت الشيء فهو منور. في الحديث: (ولما نزل تحت الشجرة أنورت) قال أبو بكر: إنارة الشجر إنما هو لحسن خضرتها. وفي الحديث: (لا تستضيئوا بنار المشركين) قال أبو العباس: سألت ابن

الأعرابي عنه فقال: النار هاهنا الرأي يقول: لا تشاوروهم. وفي حديث صعصعة (قال: وما ناراهما) يقول: ما سمتهما؟ ويقال في مثل نجاراها نارها أي سمتها نجارها. قال الشاعر: حتى سقوا إبلهم بالنار .... النار قد تشفى من الأواد معناه حتى سقوا إبلهم بالسمة حتى إذا نظر إلى سمة البعير عرف صاحبه فسقى وقدم على غيره لشرف أرباب تلك السمة وخلوا لها الماء وكل وسم بمكوى نار فإذا كان بغير مكوى قيل له حز وحرق وقرع وقرم وزنم. في الحديث: (إنه قال - صلى الله عليه وسلم - أنا بريء من كل مسلم مع مشرك فقيل: لم يا رسول الله؟ قال: لا تراءى ناراهما) قال أبو عبيد: فيه وجهان أحدهما لا يحل لمسلم أن يسكن ديار المشركين فيكون كل واحد منهما يفقد ما يرى نار صاحبه فجعل الرؤية للنار ولا رؤية لها ومعناه أن ينور هذه من هذه يقال دارى نطو إلى دار فلان أي تقابلها ودورنا تناظر الوجه الآخر أنه أراد نار الحرب يقول: ناراهما مختلفتان هذه تدعو إلى الله وهذه تدعو إلى الشيطان فكيف يتفقان؟ وكيف نساكنهم في بلادهم وهذه حال هؤلاء؟ في الحديث (لعن الله من غير منار الأرض) المنار: العلم والحد ما بين الأرضين ومنار الحرم أعلامها التي ضربها إبراهيم عليه السلام على أقطاره. أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر، عن أبي العباس قال: سألت ابن الأعرابي عن قوله (لا تستشضيئوا بنار المشركين) فقال: النار هاهنا: الرأي يقول: لا تشاوروهم ومما يثبت ذلك تقدمه عمر إلى أبي موسى لعزل كاتبه النصراني، وقال: (لا تشاورهم بعد أن جهلهم الله، ولا تكرموهم بعد إذا أهاههم الله تعالى).

(نوز)

(نوز) وفي حديث عمر رضي الله عنه: (أنه أتاه رجل من مزينة عام الرماد يشكو إليه سوء الحال فأعطاه ثلاثة أنياب وقال: سر، فإذا قدمت فانتحر ناقة ولا تكثر في أول ما تطعمهم ونوز) قال شمر: قال القتيبي: أي قلل. قال: ولم أسمعها إلا له. (نوس) وفي حديث أم زرع (أناس من حلى أذني) كل شيء تحرك متدليا فقد ناس ينوس نوسا ونوسانا يريد أنه حلاها قرطة وشنوفا تنوس بأذنيها أي يحركها. وفي الحديث (ورأيت العباس وضفيرتاه تنوسان على ترائبه) أي: يتحركا وكان يقال لبعض ملوك حمير ذو نواس لضفيرتين كانتا تنوسان على عمامته وقال بعضهم: النوس أصله السيلان والتدلي يضارع السيلان. (نوش) قوله عز وجل: (وأني لهم التناوش) أي: التناول أي كيف لهم تناول ما بعد عنهم وهو الإيمان وقد كان قريب في الحياة فضيعوه؟ . ومنه حديث عبد الملك بن مروان (أنه لما أراد الخروج إلى مصعب بن الزبير ناشت به امرأته وبكت فبكت جواريها) تقول: فعلقت به ومن همز فهو من النئش وهو حركة في إبطاء يقال جاء نئيشًا أي مبطئًا متأخرًا يقول: كيف لهم بالحركة فيما لا جدوى به؟ .

(نوص)

(نوص) قوله تعالى: {فنادوا ولات حين مناص} أي استغاثوا وليس ساعة ملجأ ولا مهرب. والنوص الفرار يقال ناص ينوص والمناص المهرب، ويكون الهرب كالنوص سواء ولات في الأصل لاه، وهاؤها هاء التأنيث، تصير تاء عند المرور عليها في حالة الوصل مثل ثم وثمت تقول: رأيت عمرًا ثمت خالدًا. (نوط) في حديث علي: (ود معاوية أنه ما بقي من بني هاشم نافح ضرمة إلا طعن في نيطة) يريد إلا مات يقال: طعن في نيطه وطعن في جنازته ومن ابتدأ في شيء ودخل فيه فعد طعن فيه وقال أبو سعيد: النيط: نياط القلب والقياس: النوط لأنه من ناط ينوط غير أن الياء تعاقب الواو في حروف كثيرة. وفي حديث الحجاج (وقال لحفار له بئرًا أخفت أم أوشلت؟ فقال: لا واحدًا منص ولكن نيطا بين الماءين). قال القتيبي: إن كان الحرف على ما روى من ناطه ينوطه إذا علقه أراد أنه وسط بين القرير والقليل كأنه معلق منهما وإن كانت الرواية فإنه نبط بين الماءين بالباء فيقال للركية إذا استخرجت هي نبط. وفي الحديث: (أهدوا إليه نوطا من نعضوض) أي جلة صغيرة يقال به نوطة أي ورم في عقله. (نوق) في الحديث: (أن رجلًا سار معه على جمخل قد نوقه) أي راضه وذلله وهو المنوق، والمخبس والمعبد والمديث.

(نول)

(نول) قوله تعالى: {لن ينال الله لحومها} يقال نالني من فلان معروف ينالني أي وصل إلى أي يصل إليه ما يعد لكم بعد ثوابه غير التقوى ويقال نالني خير ينولني نيالا ونيلا وأنالني خيرا إنالًا. وقوله تعالى: {ولا ينالون من عدوٍ نيلا} يقال هو ينال من عدوه أي وتره، في مال أو عرض، أو غير ذلك، من نلت أنال، أي أصبت. وفي الحديث: (أن رجلًا كان ينال من الصحابة) أي يقع فيهم. ويقال: نلته معروفًا، ونولته. في قصة موسى والخضر عليهما السلام: (حملوهما في السفينة بغير نول) يريد بغير جعل والنول والنوال العطاء. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قد نال الرحيل) يريد حان الرحيل. ومنه حديث الحسن: (ما نال لهم أن يفقهوا) أي لم يأن لهم ومنه قولهم: نولك: أي بفعل كذا أي حقك. وقد نال له ينول نولا. (نوم) وفي حديث علي أنه حث على قتال الخوارج فقال: (إذا رأيتموهم فأنيموهم) أي اقتلوهم ويقال نامت الشاة وغيرها من الحيوان إذا ماتت. وقال الفراء: النائمة: الميتة. ونامت الوق إذا كسدت. وفي الحديث: (خير ذلك الزمان كل مؤمن نومة).

(نون)

قال أبو عبيد هو الخامل الذكر الغامض في الناس الذي لا يعرف الشر وأهله. وفي حديث ابن عباس: (قال لعلي ما النومة؟ قال: الذي يسكت في الفتنة، فلا يبدو منه شيء). قال الدريدي في كتاب الجمهرة: رجل نومة إذا كان خاملًا ونؤمة إذا كان كثير النوم فأما النومة مثل فعله فهو كثير النوم. وفي حديث علي: (دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا على المنامة) قال القتيبي: هو الدكان هاهنا وفي غيره: القطيفة. (نون) وقوله عزوجل: (وذا النون) أراد يونهس عليه السلام والنون السمكة. وفي حديث عثمان رضي الله عنه: (أنه رأى صبيًا مليحًا، فقال دسموا نونته كي لا تصيبه العين). روى ثعلب عن ابن الأعرابي: النون: النقرة التي تكون في ذق الصبي الصغير. ومعنى (دسموا) أي سودوا وقد مر تفسيره. وفي حديث عبد الرحمن بن عوف: (تزوجت امرأة من الأنصار على وزن نواة من ذهب) قال أبو عبيد: يعني خمسة دراهم قال وقد كان بعض الناس يحمل معنى هذا أنه قدر نواة من ذهب كانت قيمتها خمسة دراهم ولم يكن ثم ذهب إنما هي خمسة دراهم تسمى نواة كما تسمى الأربعين: أوقية والعشرون: نشأ. وقال الأزهري لفظ الحديث يدل على أنه تزوج المرأة على هذب قيمته خمسة دراهم ألا تراه قال: نواة من ذهب ولست أدري لم أنكره أبو عبيد.

(نوا)

(نوا) وفي بعض الحديث قال (وكان خلف الحائط شرف فيهم حمزة رضي الله عنه ففي المعنى. (ألا يا حمز للشرف النواء وهن معقلات بالفناء). قال الشيخ: النواء: السمان. وقد نورت الناقة تنوي إذا سمنت. وفي الحديث: (من ينو الدنيا تعجزه) يقول من يسع لها يخب. يقال نويت الشيء، إذا جدوت في طلبه. ولي عنده نية ونواة أي حاجة. في الحديث (أنها تنتوي حيث انتوى أهلها) أي تنتقل وتتحول. باب النون مع الهاء (نهبر) قال عمرو بن العاص لعثمان رضي الله عنهما: (إنك ركبت بهذه الأمة نهابير من الأمور فتب عنها) النهابير: الرمال المشرفة، وأراد أمورًا شدادًا صعبة، شبهها بنهابير الرمل، لأن المشي يصعب على من ركبها، وقال القتيبي: واحد نهبور ويجمع نهابر وتجمع نهابر أيضا ومنه يقال للمهالك تهابرقال ومنه الحديث (من أصاب مالا من مهاوش، أذهبه الله في نهابر). قال المهاوش الاختلاط. وفي حديث كعب وذكر الجنة: (فقال: فيها هنابير المسك) وقيل: في الهنابير أيضًا أنها الأنابير جمع الأنبار وهي كثبان مشرفة. (نهت) وفي الحديث: (أريت الشيطان، فرأيته ينهت كما ينهت القرد). قوله ينهت أي يصوت. والهيت صوت يخرج من الصدر شبيه بالزجير.

(نهج)

(نهج) قوله تعالى: {شرعة ومنهاجًا} النهج والمنهاج والمنهج: الطريق المستقيم يقال نهج بك منهج فالزمه. وفي حديث عمر رضي الله عنه (وضربه حتى أنهج) أي وقع عليه الربو ومنه حديث عائشة (فناداني وإني لأنهج أربو وأتنفس). يقال: نهج وأنهج ومنه الحديث: (فنهج بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قضى). وفي الحديث: (لم يمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ترككم على طريق ناهجة). أي واضحة بينة. وقد نهج الأمر وأنهج أي: وضح. (نهد) في حديث ابن عمر: (أنه دخل المسجد فنهد الناس يسألونه) أي: نهضوا، ونهد القوم لعدوهم إذا صمدوا له. ومنه الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - كان ينهد إلى غدوة حتى تزول الشمس). ونهد ثديُ المرأة: ارتفع، وصار له توء وحجم. وفي الحديث: (فأخذ من كل قبيلة شابًا نهدًا) أي قويًا ضخما. وفي حديث الحسن: (أخرجوا نهداكم فإنه أعظم للبركة، وأحسن لأخلاقكم) النهد: ما تخرجه الرفقة عند المناهدة وهو استقام النفقة بالسوية في السفر وغيره.

(نهر)

والعرب تقول كما قسم يهدي بكسر النون. (نهر) في الحديث: (ما أنهر الدم فكل) معناه ما أساله وصبه بكثرة، وأنهر أفعل من النهر: شبه خروج الدم من مواضع الذبح بجري الماء في النهر. قال قيس بن الخطيم: ملكت بها كفي فأنهرت فتقها .... يرى قائم من دونها ما وراءها معناه: أجريت الدم منها كما يجري الماء من النهر. وفي حديث عبد الله بن أنيس: (فأتوا منهرا فاختبأوا فيه). والمنهر: خرق في الجبين نافذ يدخل فيه الماء. وقوله تعالى: {في جنات ونهر} نهر في معنى أنهار وقرئ و (نهر) وقيل جمع نهار وقال أحمد بن يحيى: هو جمع نُهُر وهو جمع النهار وقال غيره: في جنات ونهر أي في جنات وضياء لا ظلمة فيه لأن الجنة ليس فيها ليل إنما هو نور يتلألأ وقيل: نهر ونهر والفتح أفصح. (نهز) في الحديث أبي الدحداح (وشعره: وانتهز الحظ إذا الحظ وضح). قال أبو بكر: معناه سارع إليه وقبله وأسرع تناوله وفلان نهزة المخلس.

(نهش)

وفي الحديث: (وكان المال نهز عشرة آلاف) أي قربها، وقد ناهز الحلم، أي قاربه. وفي حديث عمر رضي الله عنه (من أتى هذا البيت ولا ينهزه إليه غيره رجع وقد غفر له) أي لا يدفعه يقال نهزت الرجل ولهزته وهمزته إذا دفعته ومنه الهمز في الحروف وفي حديث عطاء (أو مصدور ينهز قيحًا) أي يقذف. يقال نهز الرجل إذا مد من عنفه، وناء بصدره ليتهو. (نهش) وفي حديث على (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - منهوش القدمين) ومنهوس القدمين إذا كان معرق القدمين. وقال أبو عباس: النهس بأطراف الأسنان والنهش بالأضراس وقال النضر: يقال نهشت عضداه أي ذقتها وروى منوس العقبين بالسين غير معجمة أي قليل لحمها والنهش: أخذها على العظم من اللحم بأطراف الأسنان. وفي الحديث لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (والمنتهشة والحالقة) قال القتيبي: هي التي تخمش وجهها عند المصيبة، فتأخذ لحمه بأظافرها. ومنه نهشته الكلاب. (نهك) وفي الحديث: (لا ناهك في الحلب) أي ولا مبالغ فيه حتى يضر ذلك بها وقد نهكت الناقة حلبا إذا نفضتها فلم تبق في ضرعها لبا، وأنهكت عرضه إذا بالغت في شتمه.

(نهل)

في الحديث: (لينهك الرجل ما بين أصابعه أو لينتهكنه النار) يقول: ليبالغ في غسل ما من أصابعه مبالغة ينعم بها غسله. وفي حديث يزيد بن شجرة (انهكوا وجوه القوم) أي: أبلغوا جهدكم في قتالهم، يقال نهكته الحمى تنهكه نهكة ونهكا إذا بلغت منه نهشان. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للخافضة (أشمى ولا تنهكي) أي: ولا تبالغي في استقصائه. وفي الحديث: (كان من أنهك أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي أشجعهم ورجل نهيك أي شجاع من النهاكة. (نهل) وفي حديث لقيط (ألا فتطلعون على حوض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يظمأ والله ناهله) يقول: من روى منه لم يعطش بعد ذلك والناهل: الريان والناهل: العطشان قال النابغة: والطاعن الطعنة يوم الوغا .... ينهل منها الأسل الناهل أي: يروى منها الرمح العطشان فأتى بالمعنيين جميعا. وفي حديث الدجال: (أنه يرد كل منهل). المنهل: كل ما يطؤه الطريق، وما كان على غير الطريق لا يدعى منهلا، ولكن يقال: ماء بني فلان. ويقال: من أين نهلت اليوم؟ أي من أين شربت؟ فيقول: من ماء بني فلان. (نهم) في إسلام عمر رضي الله عنه قال (فتهمني، وقال: ماجاء بك؟ ) أي زجرني وصاح بي.

(نهى)

ومنه الحديث: (قيل لعمر إن خالدًا بن الوليد نهم ابنك فاتصم) أي زجره فانزجر، وقد نهم الرجل الإبل إذا زجرها لتجدى سيدها. (نهى) قوله تعالى: {لأولي النهى} أي لذوي العقول الواحد نهية لأنه ينتهي بها عن القبائح وقيل لأنه ينتهي إلى رأيه واختياره لعقله. قوله تعالى: {فهل أنتم منتهون} أي: نهيتم فهل أنتم مطيعون لما نهيتم عنه لأن قوله تعالى: {فاجتنبوه} نهى. وقوله تعالى: {سدرة المنتهى} أي إلى منتهى لا يجاوز (عندها جنة المأوى) أي هي التي فيها. قوله تعالى: {إلى ربك المنتهى} قال ابن الأعرابي المنتهى إلى الله. ومنه الحديث: (أنه أتى على نهى من ماء). قال أبو بكر: النهى موضع يجتمع فيه الماء كالغدير سمى نهيًا لأن له حاجز ينهى الماء عن أن يفيض منه وفيه لغتان نهى والنهي ويقال لها أيضا تنهيه وتجمع أنهاء ونهاء وتناهي. وفي الحديث (قلت يا رسول الله، هل من ساعة أقرب إلى الله؟ قال: نعم، جوف الليل الآخر، فصل حتى تصبح ثم أنهه حتى تطلع الشمس) قال القتيبي: قوله (أنهه) معناه انته يقال أنهى الرجل: إذا انتهى فإذا أموت: قلت أنهه كما تقول اقتده.

باب النون مع الياء

باب النون مع الياء (نبب) في الحديث: (من الصدقة الثلث والناب) قال أبو بكر: الناب الناقة الهرمة التي طال نابها وذلك من أمارات هرمها. وفي الحديث: (أنه قال رجل: كيف أنت عند القرى؟ فقال: ألص بالناب الفانية) أراد ألصق السيف بالناب الفانية فحذف السيف لوضوح معناه قال الشاعر: فقلت ألصق بأنفس ساقها .... فإن يرقاء العرقوب لا يرقاء النساء. أراد ألصق السيف. (نيح) في بعض الحديث: (لا نيح الله له عظامه) قال القتيبي: أي لا صلبها ولا شدد منها، يقال عظم نيح أي صلب وناح العظم ينيح نيحًا. (نير) في حديث ابن عمر رضي الله عنهما (لولا أن عمر كره النير لم نر بالعلم بأسًا) النير العلم، وجمعه أيار تقول: نرت الثوب وأنرته ونيرته إذا جعلت له علمًا. آخر حرف النون

الهاء هـ

كتاب الهاء

كتاب الهاء باب الهاء مع الهمزة (هأ) قوله عز وجل: (هاؤم اقرءوا كتابيه) أي: خذوا كتابي فانظروا ما فيه لتقفوا على نجاتي وفوزي، يقال للرجل ها أي: خذ وللأثنين هاؤ وللجميع هاؤم، ومن العرب من يقول: هاك للواحد وهاكما للاثنين وهاكم للجميع. وفي الحديث: (لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا هاء وهاء) اختلفوا في تفسيره وظاهر معناه: أن يقول كل واحد من البيعين هاء فيعطيه ما في يده، وقيل: معناه: هاك، وهات، أي: خذ وأعطه مثل الحديث الآخر: (إلا يدًا بيد). باب الهاء مع الباء (هبب) في الحديث: (لقد رأيت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهبون إليهما كما يهبون إلى المكتوبة) يعني الركعتين، قال النضر: أي يسعون. وفي الحديث: أنه قال لامرأة رفاعة بعد أن طلقها وتزوجها عبد الرحمن بن الزبير فادعت عليه الهبة (لا، حتى تذوقي عسيلته) قالت: (فإنه قد جاء هبة)

(هبت)

قال بعض أهل العلم: تريد مرة، وقال غيره: الهبة تكون بمعنى الوقعة، يقال: احذر هبة السيف، يريد أنه واقعها مرة قال: وتكون الهبة بمعنى الخرقة والدهر هبات وسبات أي: عصر بعد عصر. وفي الحديث: (أنه قد جاء هبه) أي مرة، وهبة السيف وقعته، وهبة من الدهر وسبة وسنية أيضا أي قطعة مديدة. (هبت) وفي حديث ابن عوف: (فهبتموها حتى فرغوا منهما) أي: ضربوهما بالسيف يعني أمية بن خلف وابنه، قال شمر: الهبت: الضرب بالسيف. وفي حديث عمر رضي الله عنه، قال: لما مات فلان على فراشه: (هبته الموت عندي منزلة). أي: طأطأه، وحط من قدره في قلبي، لم يقتل في سبيل الله. (هبج) في الحديث: (دلوني على موضع بئر تقطع به هذه الفلاة فقالوا: هوبجة تنبت الأرطي) قالوا: الهوبجة: بطن من الأرض. (هبر) في حديث الشراة قال: (فهبرناهم بالسيوف هبرًا) أي قطعناهم ويقال: لكل قطعة هبرة. في حديث ابن عباس في قوله تعالى: {فجعلهم كعصف مأكول} قال: هو الهبور قال: هو دقاق الزرع بالنبطية، ويحتمل أن يكون من الهبر وهو القطع.

(هبط)

(هبط) قوله تعالى: {وإن منها لما يهبط من حشية الله} يعني نحو الجبل الذي تجلى الله عز وجل له حتى كلم موسى فصار أرضا، وكما يقال: هبطته فهبط لازم وواقع). وفي الحديث: (اللهم غبطا لا هبطا) أي نسألك الغبطة، ونعوذ بك أن تهبطنا إلى حال سفال، وقال الفراء: الهبط: الذل وأنشد للبيد: إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا .... يوما بصيروا لهلك والنفذ وقال العباس: يمدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ثم هبطت البلاد لا بشر أنـ .... ـت ولا مضغة ولا علق (هبل) في حديث أبي ذر: (فاهتبلت غفلة) يقول: تحينتها واغتنمتها والهبالة: الغنيمة. وفي حديث الإفك: (والنساء يومئذ لم يهبلهن اللحم) أي لم يرهلهن يقال: أصبح فلان مبهلا إذا كان مهيجًا وكان متورمًا في سمنه، أرادت لم تكثر شحومهن ولحومهن. وفي الحديث: (الخير والشر خطا لابن آدم وهو في المهبل) يعني: وهو في الرحم.

(هبو)

(هبو) قوله تعالى: {هباء منثورا} قال ابن عرفة: الهبوة والهباء: التراب الدقيق قال رؤبة: في قطع الآل وهبوات الدقق وقال الأزهري: الهباء: ما يخرج من الكوة مع ضوء الشمس شبيه بالغبار تأويله: أن الله أحبط أعمالهم حتى صارت بمنزلة المنثور، فأما المنبث فهو ما تثيره الخيل بسابكها من الغبار، والمنبث: المتفرق. وفي الحديث: (إن فلانا جاء يتهبأ كأنه جمل آدم) قال الأصمعي: يقال: جاء يتهبى إذا جاء ينقض يديه كما يقال: جاء يضرب أصدريه، إذا جاء فارغًا ويقال: أهبا التراب إذا أثار يهبه هباء. باب الهاء مع التاء (هتت) في الحديث: (فهتها) يعني الخمر في (البطحاء) أي: صبها حتى سمع لها هتيت الكلام، فيعقل عنهم، يقال: رجل هتات ومهت أي مهزار وهو يهت الحديث هتا يسرده ويتابعه، والهث بالثاء: الكذب ورجل هثاث وهثهاث، والهت أيضا: الكسر.

(هتر)

ومنه الحديث: (أقعلوا عن المعاصي قبل أن يأخذكم الله فيدعكم هتًا بتًا) والبت: القطع. (هتر) في الحديث: (سبق المفردون قالوا: وما المفردون؟ قال: الذين أهتروا في ذكر الله). وفي بعض الحديث: (المستهترون بذكر الله) يعني الذين أولعوا به، يقال: استهتر فلان بهذا إذا أولع به. وفي بعض حديث (استهتروا بذكر الله) قال بعضهم: أراد بقوله: أهتروا في ذكر الله أي: كبروا في طاعة الله وهلك لذاتهم، ويقال: أهتر الرجل فهو مهتر إذا اشتط في كلامه من الكبر، والهتر: السقط من الكلام كأنه بقي في ذكر الله حتى خرق وأنكر عقله. وفي حديث ابن عمر: (أعوذ بك من أن أكون من المستهترين) يقال: استهتر فلان: فهو مستهتر إذا كان كثير الأباطيل، والهتر: الباطل. (هتك) وفي حديث نوف البكالي: (قال: كنت أبيت على باب دار علي فلما مضت هتكة من الليل قلت: كذا) أراد ساعة من الليل، والليل حجاب، وكل ساعة مضت منها فقد هتك بها طائفة منه.

باب الهاء مع الجيم

باب الهاء مع الجيم (هجد) قوله تعالى: {فتهجد به} يقال: تهجد الرجل إذا سهر وألقى الهجود وهو النوم ع نفسه، وهجد: نام. (هجر) قوله تعالى: {سامرا تهجرون} أي تهجرون القرآن وقيل: تهذون ويقال: هجر البلبل إذا هذا يهجر هجرًا، وقرى: {تهجرون} أي: تفحشو وقد أهجر في منطقه إذا أفحش، والهجر بضم الهاء: الفحش. وقوله: {اتخذوا هذا القرآن مهجورا} أي: حلوه بمنزلة الهذيان وقوله: {مهجورا} متروكًا. وفي الحديث: (فزوروها) يعني القبور (ولا تقولوا هجرًا) أي: فحشًا وفي حديث أبي سعيد: (إذا طفتم بالبت فلا تلغوا ولا تهجروا) أي: لا تفحشوا ورواه بعضهم: (فلا تهجروا) أي لا تهذوا ولكن خذوا في ذكر الله تعالى. وفي الحديث: (ومن الناس من لا يذكر الله إلا مهاجرا) يقول قلبه مهاجر للسانه غير مطابق له.

(هجرس)

وفي حديث عمر رضي الله عنه: (هاجروا ولا تهجروا) يقول: أخلصوا الهجرة لله ولا تشبهوا بالمهاجرين على غير صحة منكم، قال الأزهري: أصل المهاجرة عند العرب: خروج البدوي من البادية إلى المدن، يقال: هاجر البدوي إذا حضر القرى وأقام بها. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (ماله هجير غيرها) أي: ماله دأب ولا يفارقه. وفي الحديث: (لو يعلم الناس ما في التهجير لاستبقوا إليه) أراد التكبير إلى الصلاة، ولم يرد الخروج في وقت الصلاة، وعن النضر بن شميل عن الخليل: التهجير إلى الجمعة: التبكير: قاله في تفسير قوله عليه السلام: (والمهجر كالمهدي بدنه) أراد المبكر يوم الجمعة، وهي لغة حجازية ومنه قول لبيد: راح القطين بهجر بعد ما ابتكروا (هجرس) ومن رباعية في الحديث: (قال أسيد لعيينة بن حصين وهو ماد رجليه بين

(هجل)

يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا عين الهجرس أتمد رجليك بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) شبه عيينة بعين الهجرس وهو ولد الثعلب والجمع هجارس. (هجل) في الحديث: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ قصبة فهجل بها) أي: رمى بها قال أبو منصور: لا أعرف هجل بمعنى رمى ولعله نجل بها. (هجم) في الحديث: (فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عيناك) أي: غارتا دخلتا ومنه يقال: هجمت على القوم: إذا دخلت عليهم. (هجن) في الحديث في ذكر الدجال: (أزهر هجان) الهجان: الأبيض، رجل هجان.

(هجا)

وامرأة هجان، وقوم هجان، ونسوة هجان، بينة الهجانة، وفرس هجين: بين الهجنة. في الحديث: (مال يشاة تحلب غير عناق حملت أول الشتاء وقد اهتجنت) أي تبين حمخلها والهاجن التي قد حملت قبل وقت حملها. ومن أمثالهم: (جلت الهاجن ع الولد) واهتجنت النخلة: إذا حملت قبل أوان حملها. (هجا) في الحديث: (اللهم إن فلانا هجاني فاهجه) أي جازة جزاء هجائه إياي مثل قوله: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} ويقال: فلان يهجي صحبه أي: يذمه. باب الهاء مع الدال (هدب) في الحديث: (ومن أينعت ثمرته فهو يهدبها) أي يجنيها. يقال: هدب الثمرة يهدبها هدبا إذا اجتناها وقطفها.

(هدد)

وفي الحديث: (ما من مؤمن يمرض إلا حط الله هدبة من خطاياه) أي: قطعة وطائفة، يقال: قد هدبت الشيء إذا قطعته ومنه هدبة الثوب. (هدد) في الحديث: (اللهم إني أعوذ بك من الهدو والهدة) قال شمر: قال أحمد بن عتاب المروزي: الهدة الخسوف والهد: الهدم، وقال الليث: هو الهدم الشديد كحائط يهد بمرة ويقال: هدني الخبر وهدركنى أي: كسرني وبلغ مني. وفي الحديث: (جاء شيطان فحمل بلالا فجعل يهدهد كما يهدهد الصبي وذلك حين نام عن إيقاظ القوم للصلاة) والهدهدة: تحريك الأم ولدها لينام.

(هدف)

وفي الحديث: أن أبا لهب قال: (لهد! ما سحركم صاحبكم) قوله (لهد) كلمة يتعجب بها. قال الأصمعي: يقال: لهد الرجل: أي: ما أجلده، وقال: غيره: هدك من رجل أي: حسبك. (هدف) في الحديث: (كان إذا مر بهدف مائل أسرع المشي) وروى بصرف. قال الأصمعي: الهدف من كل شيء مرتفع عظيم، شبه الرجل العظيم والغرض الهدف نحو منه، قال النضر بن شميل: الهدف: ما رفع من الأرض للنضال ويسمى القرطاس أيضا هدفا على الاستعارة. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه قال له ابنه عبد الرحمن (لقد أهدفت لي يوم بدر فضفت عنك فقال أبو بكر: لكنك لو أهدفت لي لم أضف عنك). يقال لك لشيء دنا منك فانتصب لك واستقبلك قد أهدف لي الشيء واستهدف ومنه أخذ الهدف لانتصابه. (هدم) في الحديث أن أبا الهيثم بن التيهان قال لرسول الله: (إن بيننا وبين القوم

حبالًا ونحن قاطعوها فنخشى إن الله أعزك وإظهرك أن ترجع إلى قومك فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: بل الدم الدمخ والهدم الهدم) قال الأزهري: سمعت المنذري يحكي عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العرب تقول: (دمي دمك وهدمي هدمك) رواه بفتح الدال قال: وهذا في النصرة والظلم، يقول: فقد ظلمت، وكان أبو عبيد يقول: هو الهدم الهدم واللدم اللدم أي: حرمتي مع حرمتكم، وبيني مع بينكم وأنشد: ثم ألحقي بهدمي ولدمي أي: بأصلي وموضعي، قال: وأصل الهدم: ما انهدم ويقال: هدمت هدمًا، والمهدوم هدم، ومنه سمي منزل الرجل هدمًا لانهدامه وقال غيره: ويجوز: أن يسمى القبر هدمًا لأنه يحفر ثم يرد ترابه وهو هدمه فكأنه قال: مقبري مقبركم أي: لا أزال معكم حتى أموت عندكم. قال أبو منصور: وأخبرني المنذر عن أبي الهيثم قال: قولهم في الحلف دمي دمك يقول: إن قتلني إنسان طلبت بدمي كما تطلب بدم وليك وهدي هدمك أي: من هدم لي عزًا أو شرفًا فقد هدمه منك، وقال غيره: كأنه قال: تطلب بدمي وأطلب بدمك، وما هدمتني الدماء فهدمت أي ما عفوت عنه وأهدرته فقد عفوت عنه وتركته، ويقال: إنهم كانوا إذا تحالفوا قالوا هدمي هدمك ودمي دمك وترثني وأرثك فنسخ الله ذلك بآيات المواريث. في الحديث: (كان يتعوذ من الأهدمين) قال شمر: قال أحمد بن

(هدن)

الحرميش: الأهدمان: أن ينهار عليك بناء أو تقع في بئر أو أهوية. وفي الحديث: (من هدم بنيان ربه فهو ملعون) أي: من قتل النفس المحرمة لأنها بنيان الله وتركيبه. (هدن) في الحديث حين ذكر الفتنة فقال: (هدنة على دخن) الهدنة: السكون يقال: هدنت أهدن الهدنة هدونًا ومهدنة وهدنت الرجل وأهدنته. ومنه حديث: سلمان (ملغاة أول الليل مهدنة لآخر) المعنى إذا لغا في أول الليل فهر لم يتقيظ في آخره للتهجد، ويقال للصلح بعد القتال: هدنة وربما جعلت لها مدة معلومة فإذا انقضت المدة عادوا إلى القتال. (هدى) قوله تعالى: {إهدنا الصراط المستقيم} أي: أدلنا وثبتنا عليه والهادي: الدليل: ومنه قوله تعالى: {ولكم قوم هاد} أي: دليل وقام بعضهم: الهدي: هديتان التهدي هديان هدى دلالة فالخلق به مهديون وهو الذي تقدر عليه الرسل.

قال الله: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} فأثبت له الهدى الذي معناه: الدلالة والدعوة والتنبيه وتفرد هو تعالى: بالهدى الذي معناه: التأييد والتوفيق فقال لتبيه - صلى الله عليه وسلم - وتفرد هو تعالى بالهدى: {إنك لا تهدي من أحببت} ويقال: هديته كذا وهديته لكذا وهديته إلى كذا. ومنه قوله: {قل الله يهدي للحق} وقال} فاهدوهم إلى صراط الجحيم} أي: دلوهم. وقوله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} أي الحالة التي هي أقوم. وقوله تعالى: {إن علينا للهدى} أي: الدلالة على الحق. وقوله تعالى: {أو أجد على النار هدى} أي دليلا يدلني على الطريق. وقوله تعالى: {هدى للمتقين} أي: رشد وبيان. وقوله: {أو لم يهد لهم} أي: أو لم يبين لهم. وكذلك قوله: {وأما ثمود فهديناهم} أي: بينا لهم الحق ودعوناهم إليه.

قوله: {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا} أي: يهدون إلى شرائعنا، ويقال: يدعون إلى الإسلام، ومنه قوله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} أي: تدعو وقوله: {وأن الله لا يهدي كيد الخائبين} أي: لا يمضيه ولا ينفذه ويقال: لا يصلحه وقوله: {حتى يبلغ الهدى محله} الهدي والهدي: لغتان وهو ما يهدي إلى بيت الله من نعم أو غيرها، والواحد: هدية وهدية. وفي حديث فيه ذكر السنة: (هلك الهدى ومات الودى) أي: هلكت الإبل ويبست النخيل، والعرب تقول: كم هدي بني فلان: أي إبلهم. وقال أبو بكر: سميت هديا، لأن منها ما يهدي إلى بيت الله فسميت بها، بما لحق بعضها كما قال: {فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب} أراد كان زنى الإماء فعلى الأمة منهن إذا زنت نصف ما عىل الحرة البكر إذا زنت كأن الأمة تجلد خمسين جلدة فذكر الله المحصنات وهو يريد الأبكار، لأن الإحصان يكون في أكثرهن فسمين ما يوجد في بعضهن، والمحصنة من الحرائر هي ذات الزوج يجب عليها إذا زنت الرجم، والرجم لا يتبعض فيكون على الأمة نصفه ما تكشف بهذا أن المحصنات يراد بهن الأبكار لو أولات أولو الأزواج وقال الفراء: أهل الحجاز وبنو أسد يخففون الهدي قال: وتميم: وسفلى قيس يثقلون الياء فيقولون: هدي، قال الشاعر: حلفت برب مكة والمصلى .... وأعناق الهدي مقلدات

قال واحد الهدي هدية ويقال في جمع الهدى إهداء. وفي حديث ابن مسعود: (إن أحسن الهدى هدية محمد - صلى الله عليه وسلم -) أي: أحسن الطريق. وفي حديث آخر: (كنا ننظر إلى هديه ودله) أي سمته وهيئته ويقال: فلان حسن الهدي أي حسن المذهب وتهدى بهدي فلان إذا سرت سيرته. وفي الحديث: (خرج في مرضه يهادي بين اثنين). قال أبو عبيدة: معناه أنه كان يعتمخد عليهما من ضعفه وتمايله وكل من فعل ذلك بأحد فهو يهاديه وتهادات المرأة في مشيتها إذا تمايلت. وفي الحديث: (يعني بالرقبة فإنها هادية الشاة) قال الأصمعي: الهادية من كل شيء أوله وما تقدمه منه ولهذا قيل: أقبلت هوادي الخيل إذا مدت أعناقها، وهادية الصواب متقدماتها. وفي حديث محمد بن كعب قال: (بلغني أن عبد الله بن أبي سليط

باب الهاء مع الذال

الأنصاري شهد الظهر بقباء وعبد الرحمن بن زيد بن حارثة يصلي بهم فأخر الظهر شيئًا فنادى ابن أبي سليط عبد الرحمن حين صلى يا عبد الرحمن: أكنت أدركت عثمان وصليت في زمانه؟ قال: نعم قال: أكنت أدركت عمر؟ قال: نعم قال: فكانا يصليان هذه الصلاة الساعة قال: لا والله فما هدى مما رجع) قال: شمر: قال أبو معاذ النحوي: أراد لم يجئ بحجة وبيان مما رجع، يقول: مما أجابا إنما قال: لا والله وسكت. قال شمر: مما هدى: ما بين، قال الله تعالى: {وأما ثمود فهديناهم} أي بينا لهم، قال ابن المظفر: لغة الغور في معنى بينت لك: هديت لك قال: وبلغتهم نزلت: {أو لم يهد لهم}. باب الهاء مع الذال (هذب) في بعض الآثار أي: (إني أخشى عليكم الطلب فهذبوا) أي: أسرعوا السير، يقال: هذب وأهذب وهذب خفيف إذا أسرع. وفي الحديث: (فجعل يهذب الركوع والسجود) أي يسرع فيه ويتابعه. (هذذ) في حديث ابن مسعود: (قال له رجل: قرأت المفصل الليلة: قال: أهذا

(هذر)

كهذ الشعر) أراد: أتهذ القرآن هذا فتسرع فيه، كما تسرع في قراءة الشعر، ونصبه على المصدر، والهذ: سرعة القطع. (هذر) في وصف كلامه عليه الصلاة والسلام: (لا نذر ولا هذر) أي: قصد لا قليل ولا كثير، ورجل هذر وهذار ومهذار وقال الأعرابي هذريان ونيثران كثير الكلام. (هذرم) في حديث ابن عباس: (لأن أقرأ القرآن في ثلاث أحب إلى من أن أقرأه في ليلة: كما يقرأ هذرمة) الهذرمة: السرعة في الكلام والشيء وقال: فلان يهذرم في كلامه هذرمة إذا خلطه يقال للتخطليط: الهذرمة. وفي الحديث: (وقد أصبحتم تهذرمون الدنيا) أي تتوسعون فيها. ومنه هذرمة الكلام وهو الإكثار والتوسع منه.

باب الهاء مع الراء

باب الهاء مع الراء (هرب) في الحديث: (ما لعيالي هارب ولا قارب) أي صادر من الماء ولا وارد آخر أي: لا شيء لهم. (هرت) في الحديث: (أنه أكل كتفا مهرتة ومسح يده فصلى). يقال: ناقة مهرته قال: الكسائي: يقال: لحم مهرد إذا تضج فهو مهروت. ومهرت وهرت عرضه وثوبه وهرته إذا شقه. (هرج) في الحديث: (قدام الساعة هرج) أي: قتال واختلاط وقد هرج الناس يهرجون هرجًا إذا اختلطوا.

(هرد)

في حديث ابن عمر: (لأكونن فيها- يعني الفتنة- مثل الجمل الرداح يحمل عليه الحمل الثقيل فيهرج فيبرك ولا ينبعث حتى ينحر) قوله يهرج أي يشدد يقال: هرج البعير هرجًا. في حديث عمر رضي الله عنه: (فذلك حين استهرج له الرأي) أي: قوي واتسع يقال: هرج الفرس يهرج إذا كثر جريه. (هرد) في خبر عيسى عليه السلام: (أنه ينزل في ثوبين مهرودتين) أي في شقتين أو حلتين وقال شمر عن أبي عدنان أخبرني العالم من أعراب باهلة أن الثوب يصبغ بالورس ثم بالزعفران فيجئ لونه مثل لون زهرة الحودانة فذلك الثوب المهرود. وقال القتيبي: هو عندي خطأ من النقلة وأراه مهروتين أي: صفرواين، يقال: هريت العمامة إذا لبستها صفراء وكأن فعلت منه هروت. وقال أبو بكر: روى هذا الحرف مهروذتي بالذال ومهرودتين بالدال كل قد روي. وقال ابن قتيبة: إن كان الحديث روي مهروذتين وهو ما حكى من الثوب والهرد والهرت وهو الشق. وكان المعنى بين شقتين، قال: والشقة: نصف الملاءة. قال أبو بكر: وكل ما قاله: إن صوابه مهروتين: فيه خطأ لأن العرب لا تقول: هروت الثوب ولكنهم يقولون: هريت فلو بني على هذا لقيل مهراة في دائم على ما لم يسم فاعله.

(هرس)

وبعد فإن العرب لا تقول: هريت إلا في العمامة خاصة، فليس له أن يقيس الشقة على العمامة لأن اللغة رواية وقوله: (بين مهرودتين) أي: بين شقتين أخذتا من الشق خطأ، لأن العرب لا تسمي الشق للإصلاح هرد بل يسمونه الإفراق، والإفساد هردًا وقال ابن السكيت: يقال: هرد القصار الثوب وهرته إذا أخرقه وضربه وهرد فلان عرض فلان وهرده فهذا يدل على الفساد والقول في الحديث عندنا بين مهروذتين بالدال والذال أي: بين ممصرتين على ما جاء في الحديث: ولم نسمعه إلا في الحديث كما لم نسمع الصير الصحناءة إلا في الحديث: وكذلك الثفاء الحرف ولم يوجد في غير هذا الحديث إلى أشباه ذلك كثيرة. وروي في حديث آخر أنه عليه السلام وصف عيسى فقال: رجل مربوع إلى البياض والحمرة يمشي بين ممصرتين والدال والذال أختان تبدل إحداهما من الأخرى، يقال: رجل مدل ومذل إذا كان قليل الجسم خفي الشخص وكذلك الدال والذال في قوله مهرودتين وقال بعضهم: ومنه أخذ الثوب المهرود الذي يصبغ بالعروق والعروق يقال لها الهرد. (هرس) في الحديث: (أنه عطش يوم أحد فجاءه علي بماء من المهراس، فعافه وغسل به الدم عن وجهه) قال: أراد بالمهراس ماء بأحد. قال شبل: وقتيلا بجانب المهراس

(هرع)

وفي حديث آخر: (فإذا جئنا إلى مهراسكم كيف نصنع؟ ) أراد هذا الصخر المنقور الذي لا يقله الرجال لثقله يسع كثيرا من الماء ويتطهر الناس منه وفي حديث آخر: (مر بمهراس يتجاذونه) هو الحجر الذي يشال ليعرف به شدة الرجال سمي مهراسًا، لأنه يهرس به أي: يدق. (هرع) قوله تعالى: {يهرعون إليه} قال ثعلب أي: يستحثون وقال غيره: يسرعون في فزع، ومنه قوله: {فهم على آثارهم يهرعون} أي: يتبعونهم مسرعين: وقيل: كأنهم يزعجون من الإسراع يقال: هرع وأهرع إذا استحثت. (هرف) في الحديث: (إن رفقة جاءت وهم يهرفون بصاحب لهم) أي: يمدحونه ويطنبون فيه يقال: هرفت بالرجل أهرف به ومن أمثالهم: (ولا تهرف قبل أن تعرف) يقول: لا تمدح قبل التجربة، قال الشيخ: الهرف: مدح الرجل على غير معرفة فإذا كان على معرفة وصدق وخبر فليس بهرف. باب الهاء مع الزاي (هز) وقوله تعالى: {وهزي إليك بجذع النخلة} أي: حركي، والعرب تقول: هزه، وهز به إذا حركه ومثله قولهم خذ الخطام وخذ بالخطام وتعلق زيدًا وتعلق بزيد.

(هزم)

وقوله تعالى: {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت} أي تحركت بالنبات عند وقوع الماء عليها. وفي الحديث: (اهتز عرش الرحمن لموت سعد) قال بعض أهل العلم ارتاح بروحه حين صعد به واستبشر لكرامته على ربه وكل من خف لأمر وارتاح له فقد اهتز له وأكثر أهل العلم على أنه عرش الرحمن تعالى وقال بعضهم: أراد سريره الذي حمل عليه إلى ربه. وقال الأزهري: أراد فرح أهل العرش بموته. وفي الحديث: (سمعنا هزيزًا كهزيز الرحا) أي: صوتًا. (هزم) قوله تعالى: {فهزموهم} أي: كسروهم وأصل الهزم: الكسر وسقاء منهزم إذا تكسر بعضه على بعض متثبتًا، وهزمت البئر خسفتها وبئر هزيمة خسفت وكسر جناباها حتى فاض ماؤها. ومنه الحديث: (زمزم هزمة جبريل) أي: ضربها برجله فنبع الماء

باب الهاء مع الشين

وقصب منهزم منكسر ومهزم مكسر وسمعت هزمة الرعد وهو صوت فيه كالانشقاق. وفي بعض الحديث: (فاجتنبوا هزم الأرض فإنها مأوى الهوام) يعني: ما تهزم منها أي: ما تشقق وتكسر. وفي الحديث: (أول جمعة جمعت في الإسلام في المدينة: في هزم بني بياضة). باب الهاء مع الشين (هش) قوله تعالى: {وأهش بها على غنمي} أي: أخبط بها الشجر: ليتساقط ورقها فترعاه الغنم، يقال: هش يهش إذا فعل ذلك وهش للمعروف يهش وهششت أنا. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (هششت يومًا فقبلت وأنا صائم) قال شمر: أي: فرحت واشتهيت، قال: يجوز هاش يمعنى هش قال الراعي: فكبر للرؤيا وهاش فؤاده .... وبشر نفسا كانه يوما يلومها. أي: طرب وهش الرغيف يهش إذا كان خوارًا.

(هشم)

(هشم) قوله تعالى: {فأصبح هشيمًا} أي جافًا تذروه الرياح ومنه قوله: {كهشيم المحتظر} أي: أهلكتم الصيحة فهمدوا ويبسوا كالشجر الذي يحظر به على الإبل فإذا يبس تحطم وتكسر. باب الهاء مع الصاد (هصر) في حديث سطيح: (الأسد المهاصير) هو جمع مهصار وهو الأسد الذي يفترس الفرائس ويدقها، ويقال للأسد هصور، وهصرت الشيء إذا مددته فكسرته. وفي الحديث: (فرفع حجرًا ثقيلا فهصره إلى بطنه) أي جذبه. باب الهاء مع الضاد (هضب) في الحديث أن أصحابه كانوا معه في سفر فغرسوا ولم ينتبهوا حتى طلعت الشمس والنبي - صلى الله عليه وسلم - نائم فقال: (أهضبوا) معناه تكلموا وأفيضوا في الحديث لكي ينتبه رسول الله يقال: تهضب وأهضب أذا فعل ذلك. وقال الأصمعي: هضب في الحديث: إذا اندفع فيه، وهضبت السماء

(هضم)

تهضب هضبًا إذا مطرت وفي حديث لقيط: (فأرسل السماء بهضب) أي بمطر، والأهاضيب: دفعات من المخطر وهو جمع الجمع كأنه جمع أهضاب وأهضاب: جمع هضب مثل قول وأقوال وأقاويل. (هضم) قوله تعالى: {ولا هضمًا} أي: نقصًا يقول: الإجحاف: أن يظلم بأن حمل ذنب غيره ولا يهتضم: ينتقص من حسناته، ويقال: هذا دوار يهتضم الطعام أي: ينتس ثقله، يقال: هضمه واهتضمته وتهضمه إذا نقصه حقه وقال هيثم بن الفضل لابنه لم يشرب النبيذ قال إنما شربت القدح والقدحين يهضم الطعام قال: والله هو لذنبك: أهضم. وقوله تعالى: {طلعها هضيم} قال أبو عبد الله هو المنضم في وعائه قبل أن يظهر، ومنه يقال: رجل أهضم الجنبي أي: منضمهما هذا قول أهل اللغة. وقال مجاهد: وهضيم: يتهسم هضمًا. وفي الحديث: أن امرأة رأت سعدًا متجردًا وهو أمير أهل الكوفة فقالت: (إن أميركم هذا لأهضم الكشحين). باب الهاء مع الطاء (هطع) قوله تعالى: {مهطعين} يقال: أهطع الرجل فهو مهطع إذا أقبل وهطع: أسرع، وقال أحمد بن يحيى: المهطع: الذي ينظر في ذل وخشوع ولا ينقطع بصره.

(هطل)

(هطل) في الحديث: (اللهم ارزقني عينين هطالتين ذرافتين للدموع) يقال: عين هطالة إذا زرفت بالدموع وهطلت السماء وهتلت وهتنت بمعنى واحد. باب الهاء مع الفاء (هفف) في حديث علي رضي الله عنه: (أنه قال في تفسير قوله: {أن يأتيكم التابوت فيه سكينة} قال: لها وجه كوجه الإنسان وهي بعد ريح هفافه) أي سريعة المد في هبوبها وجناح هفاف خفيف الطيران، وقال الحسن للحجاج: هل كان إلا حمارًا هفافًا، أي: سريعًا في طيشه وقال أبو عمرو الهيف: الريح وقد هف تهف هفيفًا. في بعض الحديث: (كان فلان يفطر في كل ليلة على هفة يشويها) قال المبرد: الهف كبار الدعاميص وقال ثعلب والهف أيضًا: الشهدة. (هفى) في حديث عثمان رضي الله عنه (أنه ولى أبا غاضرة الهوافي) يعني الإبل الضوال يقال: هفا الشيء يهفو إذا طار.

باب الهاء مع الكاف

قال الشاعر: سائلة الأصداع يهفو طاقها أي: يطير كساؤها والطاقة: الطيلسان: ومن ذلك قيل للزلة هفوة. باب الهاء مع الكاف (هكم) في الحديث: (قال عبد الله بن أبي حدرد: فإذا بريط طويل مدحرد سيفه صلتا وهو يمشي القهقري ويقول: هلم إلى الجنة يتهكم بنا) أي يستهزئ بنا ويستخف ومنه قول سكينة لهشام يا أحول لقد أصبحت تتهكم بنا. باب الهاء مع اللام (هلب) في الحديث: (السماء تلهبني) قال شمر: أي: تبلني وتمطرني وقد هبلتنا السماء إذا مطرت بجود ويقال: أتيته في هلبة الشتاء أي في برده. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (رحم الله الهلوب ولعن الله الهلوب). قال ابن الأعرابي: الهلوب: المرأة التي تقرب من زوجها وتحبه تتباعد من غيره وتقصيه، والهلوب أيضا: المرأة ذات خدن فهي تحبه وتطيعه وتقصي غيره ترحم على الأولى ولعن الأخرى. في حديث آخر: (لأن يمتلئ ما بين عانتي وهبلتي) قال الهبلة: ما فوق العانة إلى قريب السرة. (هلع) قوله تعالى: {إن الإنسان خلق هلوعًا} الهلوع: على ما في الآية من

(هلك)

التفسير الذي يجزع ويفزع م الشر ويحرص ويشح على المال وقيل: هلوعًا ضجورًا لا يصبر على المصائب. وفي الحديث: (من شر ما أعطى العبد شح هالع، وجبن خالغ) والهالع المحزن والهلع: أشد الفزع والخالع: الذي تخلع قلبه. (هلك) قوله تعالى: {وجعلنا لمهلكهم موعدا} أي لوق تهلاكهم أجلًا ومن قرأ} لمهلكهم} معناه: لإهلاكهم. في حديث الدجال: (فأما الهلك الهلك فإ ربكم ليس بأعور) وقال شمر: قال الفراء: العرب تقول: افعل كذا إما إذا هلكت هلك مجرى وهلك غير مجرى وبعضهم يضيفه إما هلكت هلكه أي على ما خيلت أي: على كل حال. وقال القتيبي: يقول: إن شبه عليكم بكل معنى فلا يتشبهن عليكم أن ربكم ليس بأعور. قال: رواه بعضهم: (ولكن الهلك كل الهلك إن ربكم ليس بأعور) يريد: أنه يدعي الربوبية ويلبس على الناس الأشياء إلا العور فإنه لا يقدر أن يزيله فالهلك له كل الهلك إنه أعور والناس يعلمون أن الله ليس بأعور، قال: والهلك: جمع هالك وقال أبو بكر: أراد بيان كذبه في عوره، وهو هلكه قال: ومن رواه: فإن (هلكت هلك) أراد ما اشتبه عليكم من أمره، فلا يشتبهن علكم أن ربكم ليس بأعور ويقال: هلك فلان إذا مات.

(هلل)

ومنه قوله: {وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة}. وفي حديث أبي هريرة: (إذا قال: الرجل: هلك الناس فهو أهلكهم). معناه: أن المغالين الذين يؤيسون الناس من رحمة الله يقولون: هلك الناس أي: استجوبوا النار، والخلود فيها بسوء أعمالهم فإذا قال الرجل كذلك فهو أهلكهم وقيل: هو أقساهم لله ومن رواه بضم الكاف (أهلكهم) ومن روى بفتح الكاف أراد هو الذي يوجب لهم ذلك لا الله تعالى. وفي حديث أم زرع: (وهو إمام القوم في المهالك) أرادت في الحروب وإنه لثقته بشجاعته يتقدم ولا يتخلف، وقيل: إنه لعلمه بالطرق يتقدم القوم يهديهم وهم على أثره. وفي الحديث: (ما خالطت الصدقة حمالا إلا أهلكته) حض على تعجيل الزكاة من قبل أن يختلط بالمال فتذهب به ويقال: أراد تحذير العمال عن اختزال شيء منها وخلطهم إياه بأموالهم. في الحديث: (إني مولع بالخمر والهلوك من النساء) يعني الفاجرة منهن سميت بذلك لأنها تتهالك أي: تتمايل: وتنثي. (هلل) قوله تعالى: {وما أهل لغير الله به} أي: ما ذكر عليه غير اسم الله وقال

ابن عرفة: الإهلال: رفع الذابح صوته بذكر الله وكل رافع صوته مهل ومستهل. ومنه الحديث في استهلال الصبي: (قال لا يورث حتى يستهل صارخًا) وذلك أنه يستدل بصوته على أنه ولد حيا، وأهل بالحج إذا لبى ورفع صوته. قوله تعالى: {ويسألونك عن الأهلة} الواحد: هلال والقمر: إذا بدا دقيقا في أول الشهر يقال له في الثلث الأول هلال قال أبو العباس: وإنما قيل: له هلالًا، لأن الناس يرفعون أصواتهم بالأخبار عنه ويقال: أهلنا الهلال: إذا دخلنا فيه، واسم القمر الزبرقان واسم دارته الهالة واسم ضوئه الخفت واسم ظله السمير، ومنه قيل للمتحديثين ليلا سمار. وفي حديث النابعة الجعدي قال: (فنيف على المائة وكأن فاه البرد المنهل) كل شيء انصب فقد انههل يقال: انهل السماء بالمطر ينهل انهلالا وهو شدة انصبابه، وسمعت الأزهري يقول: هل السماء بالمطر هلا قال: ويقال: للمطر: هلل، واهلول. وقوله تعالى: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} أي: قد أتيت على الإنسان ومعناه الخبر وقد تأتي هل خبرًا وتأتي جحدًا وتأتي استفهامًا وقيل أراد إذا لم يأت على الإنسان يقرره بذلك، وتأتي شرطًا وتأتي توبيخًا وتأتي أمرًا وتأتي تنبيهًا. ومنه قوله الله: {فهل أنتم منتهون} فإذا زدت على هذا ألفًا كان بمعنى التسكين.

(هلا)

(هلا) وهو معنى قول عبد الله (إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر) معنى حي: أي أسرع إلى ذكره ومعنى هلا: اسكن عند ذكره حتى تنقضي فضائله وقالت ليلى الأخيلية: أغيرتني داء بأمك مثله .... وأي حصان لا يقال لهلا هلا؟ أي أسكني للزوج فإن شددت لامها صارت بمعنى اللوم والتحضيض. (هلم) قوله تعالى: {هلم إلينا} أي تعالوا إلينا وقوله} هلم شهدائكم} أي: هاتوا وقربوا ومنهم من لايثنيه ولا يجمعه ولا يؤنثه ومنهم من يفعل ذلك. وفي الحديث: (ليذادن عن حوضي رجال، قال: فأناديهم ألا هلم) أي: تعالوا.

باب الهاء مع الميم

باب الهاء مع الميم (همج) في حديث علي رضي الله عنه: (وسائر الناس همج رعاع). قال الليث: الهمج: كل دودة تتفقأ عن ذباب أو بعوض وأشباه ذلك. ويقال: لرذال الناس همج تشبيها بها وقال ابن السكيت: الهمج: جمع همجة وهو ذباب صغير يسقط على وجوه الغنم والحمير، ويقال للرعاع الحمقى همج، فإذا أكدوه قالوا همج هامج قال ابن حلزة: يترك ما رقح من عيشه .... يعيث فيه همج هامج أي: ضعيف قال أبو الهيثم يقال: أهتمجت نفسه إذا ضعفت فهو همج. قال: ومعنى قوله: (وسائر الناس همج) أي: ضعيف كالهمج الذي هو البعوض. (همد) قوله تعالى: {وترى الارض هامده} أي: جافه ذات تراب وقال شمر: يقال: أهمد شجر الارض إذا بلى وذهب وهمدت أصواتهم إذا سكنت وهمود الارض: أن لا يكون فيها حياه ولا بعث ولا عود ولم يصبها مطر.

(همر)

في الحديث: (حتى كاد يهمد من الجوع) أي: يهلك يقال همد الثوب: يهمد إذا بلى وهمدت النار تهمد. (همر) قوله تعالى: {بماء منهمر} أي: كثير شديد الانصباب ومنه يقال: رجل مهمار إذا كان كثير الكلام (همز) قوله: {هماز} أي: مغتاب كذلك الهمزه ومنه قوله: {ويل لكل همزة لمزه} وقال ابن الأعرابى: الهماز: العياب بالغيب واللماز: الغياب بالجضره وروى عن ابن عباس فى تفسيره: هو المشاء بالنميمة المفرق بين الجماعة المغرى بين الاحبة. وفى الحديث: (أما همزه فالموته) قال ابو عبيد: الموته الجنون سماه همزا لانه جعله من النخس والغمز وكل شئ دفعته فقد همزته. (همس) قوله تعالى: {فلا تسمع الا همسا} أي: صوتا خفيا من وطء أقدامهم إلى المحشر.

(همط)

وفي الحديث: (كان يتعوذ من همز الشيطان ولمزه وهمسه) قال الليث: الهمز: كلام من وراء القفا , واللمز مواجهه والشيطان يوسوس فيهمس وسواسه فى صدر ابن ادم وهو قوله: {اعوذ بك من همزات الشيطان} أى نزعات الشيطان الشاغله عن ذكر الله وقال ابو الهيثم: اذا اسر الكلام واخفا فذلك الهمس فى الكلام وسمى الاسد هموسا لانه يمشى خفيه فلا يسمع صوت وطئه. (همط) فى حديث النخعى (انه سئل عن عمال يمضون الى القرى فيهمطون الناس) أى: يأخدون منهم على سبيل القهر والغلبه يقال: همطه واهتمطه. (همل) فى الحديث: (فسألته عن الهمل) يعنى: الضوال من النعم، واحدها: هامل مثل حارس وحرس وطالب وطلب. وفي الحديث: (في الهمولة الراعية كذا من الصدقة) يعني التي أهملت ترعى.

(همم)

(همم) قوله تعالى: {ولقد همت به وهم بها} قال أحمد بن يحيى: أي همت زليخا بالعمصية مصرة أما يوسف فلم يواقع ما هم به فبين الهمتين فرق وقال أبو حاتم: كنت اقرأ كتاب غريب القرآن علي أبي عبيد فلما أتيت على قوله: {ولقد همت به وهم بها} الآية قال أبو عبيد: إن هذا على التقديم كأنه أراد: ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها. وقوله تعالى: {وهموا بما لم ينالوا} كان طائفة عزموا أن يغتالوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر ووقفوا على طريقه فلما بلغه أمر بتنحيتهم عن طريقه وسماهم رجلا رجلًا. وفي الحديث: (كان يعوذ الحسن والحسين علهيما السلام ويقول: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة) الهوام: الحيات وكل ذي سم يقتل وأما ما لا يقتل ويسم فهي السوام مثل العقرب والزنبور ومنها القوام مثل

(همن)

القنافذ والخنافس والفأر واليرابيع وقد تقع الهامة على ما يدب م الحيوان ومنه قوله عليه السلام لكعب بن عجزة: (أيؤذيك هوام رأسك) أراد القمل سماها هوامًا لأنها تهم في الرأس وتثبت ويقال: هو يتهم رأسه إذا كان يغلبه ويقولونه: نعم الهامة بها يعنون الفرس. وفي حديث سطيح: شمر فإنك ماضي الهم شمير. الهم ها هنا: ما يهم به من الأمور وتقول إذا عزمت على أمر أمضيته. وفي الحديث: (أحب الأسماء إلى الله عبد الله وهمام) لأنه ما من أحد إلا وهو عند الله وهو يهم بأمور رشد أو غوي. (همن) قوله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال بعضهم: شاهدًا وقيل: رقيبا وقيل: مؤتمنًا عليه وقيل: هو من أسماء الله القديمة في الكتب وقال أبو العباس المبرد: مؤيمن يعني مؤتمن أراد أن الهاء أبدلت من الهمزة كما قالوا هزقت وأرقت قال أبو العباس يمدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حتى احتوى بيتك المهيمن من .... خندف علياء تحتها النطق. قال القتيبي: حتى احتويت يا مهيمن من خندف علياء يريد به النبي - صلى الله عليه وسلم -: فأقام البيت مقامه لأن البيت إذا حل بهذا المكان فقد حل به صاحبه وأراد ببيته

باب الهاء مع النون

شرفه، والمهيمن من نعته كأه قال: حتى احتوى شرفك الشاهد على فضلك علينا الشرف من نسب ذوي خندف التي تحتها النطق وهي أوساط الجبال العالية. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (إني داع فهيمنوا) أراد أمنوا فقلب إحدى الميمين فصار أيمنوا ثم قلب الهمزة هاء في حديث وهيب (إذا وقع العبد في ألهانية الرب ومهيمنية الصديقين) أي: الأمانة. باب الهاء مع النون (هنأ) قوله تعالى: {فكلوه هنيئًا مريئًا} أي: أكلا هنيئًا يطيب الأنفس يقال: هنأني الطعام ومرأني فإذا لم يذكر هنأني قلت أمراني الطعام بالألف أي انهضم وقد هنأت الطعام أهنأ وهنأت فلانا بالمال هناءً. وقال أبو العباس عن ابن الأعرابي: يقال هنئني وهنأني ومرأني وأمراني ولا يقال: مرئني وقيل: (هنيئًا) لا إثم فيه ومريئًا لا دار فيه. وفي حديث ابن مسعود: (أن أزاحم جملًا قد هنئ بالقطران أحب إلي من مال كذا) قال أبو عبيد: هنئ الرجل وقد هنأت البعير أهنؤه وأهنئه والهناء القطران.

(هنبث)

(هنبث) في بعض الأخبار: قد كان بعدك أنباء وهنبثة. أي: أمور هات يقال: وقعت هنابث من الناس قال رؤبة: وكنت لما تلهني الهنابث (هنع) وفي الحديث: (فيه هنع) قال شمر: أي: انحناء. قال رؤبة: والإنس والجن إلينا هنع أي خضوع (هنم) في حديث عمر رضي الله عنه: (ما هذه الهيمنة) قال أبو عبيدة: هو الكلام الخفي. (هنن) في الحديث: (أنه قال لفلان: ألست تنتجها وافية أعينها وآذانها فتجدع هذه وتقول صربي وتهن هذه وتقول: بحيرة).

باب الهاء مع الواو

قال بعض أهل العلم: قوله يهن أي يصب الهن هذه أي الشيء منها كالأذن والعين ونحوها وهي كناية عن الشيء لا تذكره باسمه، يقال: أتاني هن وهن مشدد ومخفف، وهننته أهنه إذا أصبت منه هنأ أي موضعًا قال الشيخ اعرضته على الأزهري فأنكره وقال: إنما هي وتهن هذه أي: ذكره في المعتل أي: وتضعفه يقال: وهنته فهو موهون أي: أضعفته. باب الهاء مع الواو (هوأ) في الحديث: (إذا قام الرجل إلى الصلاة كان قلبه وهوءه إلى الله انصرف كما ولدته أمه) الهوء: الهمة قال رؤبة. لا عاجز الهوء ولا جعد القدم. (هوت) في الحديث: (أنه لما نزل قوله: {وأنذر عشيرتك الأقربين} بات النبي - صلى الله عليه وسلم - يفخذ عشيرته، فقال المشركون: لقد بات يهوت). قال أبو عمرو: هوت بهم وهيت إذا ناداهم وهيت النذير والأصل: حكاية فيه الصوت وقال أبو زيد: هو أن تقول: ياه ياه. وفي حديث عثمان رضي الله عنه: (وددت أن بيننا وبين العدو هوته لا يزول قعرها إلى يوم القيامة). قال ابن الأعرابي: الهوتة والوهتة والمعراة، هوة في الأرض وقال مرة أخرى هو الطريق إلى الماء. وقال القتيبي: أراد علامة المسلمين وهو مثل قول عمر: وددت أن ما وراء الدرب جمرة واحدة ونار توقعد تأكلون ما وراءه وتأكل ما دونه.

(هود)

(هود) قوله تعالى: {إنا هدنا إليك} أي تبنا يقال: هاد يهود هودًا وقال ابن عرفة: هدنا إليك أي: سكنا إلى أمرك والهوادة: السكون والموادعة: قال ومنه قوله: {والذين هادوا} وأما قوله: {كانوا هودًا أو نصارى} قال الفراء: الواحد: هايد وكذلك قال في قوله: {إلا من كان هودًا أو نصارى} قال: وغير التائب يقال: هاد وتاب بمعنى. قوله تعالى: {وعلى الذين هادوا حرمنا} قيل: معناه: دخل في اليهودية وقيل في قوله: {هودا} أراد يهودًا فحذف الياء. وفي الحديث: (فأبواه يهودانه) أي يعلمانه دين اليهودية ويدخلانه فيه. وفي حديث عمران بن حصين: (ولا تهودوا بي) أي: تفتروا. قال أبو عبيد: التهويد المشي الرويد مثل الدبيب ونحوه وأصله من الهوادة والتهويد السير الرفيق.

(هور)

ومنه حديث عبد الله: (إذا كنت في الجدب فأسرع السير ولا تهود) أي: لا تفتر. والتهويد: السكون وفيه الهوادة وهي المحاباة والرخصة. في الحديث: (لا تأخذه في الله هوادة) أي: لا يسكن عند وجوب حق الله ولا يرخص فيه حتى يمضيه. (هور) قوله تعالى: {شفا جرف هار} أي: هائر منهار، وهو المتهدم كقولهم شاك في السلاح وشائك، وقوله تعالى: {فانهار به} أي: تهور به. وقال أبو بكر في} جرف هار} أي: ساقط، قال: ومنه جاء في حديث خزيمة في ذكر السنة: (تركت المخ رارًا والمطي هارًا) الهار: الساقط الضعيف: يعني من شدة الزمان قال تعالى: {جرف هار} وهار والذي يقال: هار يقول أصله هار فترك الهمز، والذي ينفك هار يقول: أصله هاري لأن الياء تقلب في موضع العين إلى موضع اللام وأصله الهمز وقبل أن ينقل فيجري مجرى قولهم عاقني وقعاني. وفي الحديث: (حتى تهور الليل) أي: ذهب أكثره من قولهم: تهور

(هوش)

البناء: يقال: تهور الليل وتهير وتهور البناء: ذهب أكثره. وفي الحديث: (من أطاع ربه فلا هوارة عليه) أي: لا هلاك أخبرنا ابن عمار وعن ابن عمر عن ثعلبة عن ابن الأعرابي يقال: اهتور فلان إذا هلك وفي رواية أخرى: (من اتقى الله وقي الهورات) يعني المهالك واحدتها هور. (هوش) وفي حديث الإسراء: (فإذا بشر كثير يتهاوشون) أي: يدخل بعضهم في بعض. وفي حديث عبد الله: (إياكم وهوشات الأسواق) روي هيشات. قال أبو عبيد: الهوشة: والهيشة والهيج والاختلاط: يقال: هوش القوم: اختلطوا. وفي حديث آخر: (من أصاب مالا من مهاوش) قال أبو عبيد: هو كل مال من غير حلة وهو شبيه بما ذكرنا من الهوشات وقال ابن الأعرابي: أموال مهوشة إذا أخذت من ها هنا وها هنا، وقال بعض أهل العلم: الصواب من جمع مالا من تهاوش بالتاء أي من تخاليط يقال: هوشت إذا خلطت. ومنه الحديث: (كنت أهاوشهم في الجاهلية) وهو يرجع إلى هذا المعنى.

(هوك)

(هوك) في الحديث: (أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى). يريد: أمتحيرون والهوك: الحمق ورجل أهوك وقد هوك يهوك والتهوك: السقوط في هوة الردي. (هول) وفي المبعث أنه - صلى الله عليه وسلم -: (رأى جبريل عليه السلام ينتثر من جناحه الدر والتهاويل) يعني الألوان المختلفة، ومنه يقال لما خرج في الرياض من ألوان الزهخر والشقايق التهاويل. (هوم) وفي الحديث: (لا عدوى ولا هامة) قال أبو عبيد: العرب كانت تقول: إن عظام الموتى تصير هامة فتطير وكانوا يسمون ذلك الطائر الذي زعموا أنه خرج من هامة الميت إذا بلي الصدى وقال شمر عن ابن الأعرابي: معنى قوله: (ولا هامة ولا صفر) كانوا يتشاءمون بها يقال: أصبح فلان هامة إذا مات وأزقيت هامة فلان إذا قتلته قال الشاعر:

(هون)

فإن تك هامة بهراة تزقوا ... فقد أزقيت بالمروين هاما وكانوا يقولون: إن القتيل: يخرج من هامته هامة فلا يزال يقول: اسقوني اسقوني حتى يقتل قاتله ومنه قول الشاعر: يا عمرو ألا تدع شتمي ومنقصتي ... أتركك حين تقول الهامة اسقوني أي: أقتلك. وفي الحديث: (اجتنبوا هوم الأرض فإنه مأوى الهوام) يقال: هو بطنان الأرض ببعض اللغات ويقال: بل هو من هزم وهو ما تهزم منها أي: ما تكسر. (هون) قوله تعالى: {عذاب الهون} أي: الهوان ومنه قوله: {أيمسكه على هون} قال أبو عبيدة: الهون الهوان، يقال: هان علي هونا وهوانا، والهون: الرفق واللين: ويقال: خذ أمرك بالهون وبالهوينا أي بالرفق واللين ومنه ما جاء في صفته - صلى الله عليه وسلم -: (يمشي الهوينا). قال أبو بكر: معناه الرفق أي: اللين، كأنه يميد في مشيته كما يميد الغصن إذا حركته ... والهون: معناه: الترفق والتثبث. ومنه قوله: {يمشون على الأرض هونا} يريد بالسكينة والوقار. ومنه حديث على رضي الله عنه: (أحبب حبيبك هونا ما) أي حبا مقصدا لا إفراط/ فيه.

(هوى)

قال شمر: الهون: الرفق والدعة والهينة، يقال: امض على هينتك، وهذا كقول الله تعالى: {وقولوا للناس حسنا} أي: قولوا ذا حسن. وقال بعضهم: الهوينا: تصغير لهوني والهوني: تأنيث الأهون كقولك الأكبر والكبرى. وفي الحديث: (المسلمون هينون لينون) قال ابن الأعرابي: العرب تمدح بالهين اللين مخففا وتذم بالهين اللين مثقلا وقال غيره: هماش واحد والأصل فيه مخفف. (هوى) قوله تعالى"} بما لا تهوى أنفسكم} أي: لا تميل إليه ومنه قوله: {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} أي: ما تميل إليه نفسه فالهوى في المحبة: ميل النفس إلى من تحبه وهو على الإطلاق مذموم ثم يضاف إلى ما لا يذم يقال: هواي مع صاحب الحق أي: ميلي وقوله تعالى: {أفئدة من الناس تهوي إليهم} أي: تنزع إليهم، يقال: هوى نحوه إذا مال وهوت الناقة تهوي هويا فهي إذا عدت عدوا شديدا كأنها في هواية وقوله تعالى: {تهوي إليهم} مأخوذ منه وقوله: {وأفئدتهم هواء} أي: لا تعي شيئا ولا تعقل من الخوف وأصله من الهواء الذي لا يثبت فيه شيء وهو خال قال جرير: ومجاشع قصب هوت أجوافهم ... لو ينفخون من الخؤرة طاروا

أي: هم بمنزلة قصب جوفه هواء خال كالهواء الذي بين السماء والأرض وقال ابن عرفة: قوله: {وأفئدتهم هواء} هو مبين في قوله: {إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين} فيها فهذا إعلام أن القلوب قد فارقت الأفئدة فالأفئدة هواء لا شيء فيها/ والهواء المنخرق الخالي، قال امرؤ القيس: وبطن وصدر هواء تحب صلب كأنه ... من الهضبة الخلقاء زحلوق حبة ملعب. وقوله تعالى: {كالذي استهوته الشياطين} قال ابن عرفة: أي ذهبت به وقال غيره: (استهوته) أي أضلته الشياطين فهوى أي: أسرع إلى ما دعته إليه. قوله تعالى: {والمؤتفكة أهوى} قال مجاهد: هم قوم لوط أهوى بها جبريل علي جناحيه فرفعها إلى السماء ثم أهوى بها ومعنى أهوي ألقى في هوة من الأرض. وقوله تعالى: {والنجم إذا هوى} يعني إذا سقط وإذا كان معناه القرآن فمعنى هوى نزل. وقوله تعالى: {فقد هوى} أي: هلك قال أبو الهيثم: يقال: هويت أهوى إذا سقطت من علو سفل قال: والهوي في السير المضي وهوت الوحشية: إذا عدت وهو قوله: {تهوي به الريح} أي: تمر في سرعة وقوله تعالى: {فأمه هاوية} أي (جهنم) تهوي بأهلها من أعلاها إلى قرارها. وفي حديث البراق: (ثم انطلق يهوي) أي: يسرع وقد هوى في الصعود والهبوط يقال هوى يهوي هويا إذا هبط وهويا إذا صعد.

باب الهاء مع الياء

وفي الحديث: (إذا عرستم فاجتنبوا هوي الأرض فإنها مأوى الهوام) هوي الأرض: الواحدة هوة وهو البطنان أيضا. وهوى الأرض: جمع هوة وهي الحفرة والقشرة ويقال لها المهواة أيضا. ومنه حديث عائشة تصف أباها (وامتاح من المهواة) أرادت البئر العميقة أرادت: / أنه تحمل ما لم يتحمله أحد غيره في الفتوح وتحلب الفيء. باب الهاء مع الياء (هيب) في حديث عبيد بن عمير: (الإيمان هيوب) في وجهان: أحدهما: أن المؤمن يهاب الذنب فيتقيه فهو فعول بمعنى فاعل والآخر المؤمن هيوب بمعنى مهيب لأنه يهاب الله فيهابه الناس فعول بمعنى: (مفعول) يقال: هبت الرجل إذا وقرته وعظمته ويقال: هب الناس يهابونك أي: وقرهم يوقروك ومنه قول الشاعر: لم يهب حرمة النديم وحقت ... يالقومي للسواة السواء يقول: لم يعظمها. وفي الحديث: (وأهاب الناس إلى بطحه) أي دعا الناس إلى تسويته يقال: أهبت بالرجل إذا دعوته.

(هيت)

(هيت) قوله تعالى: {هيت لك} أي: هلم لك أي: أقبل إلى ما أدعوك إليه وقال ابن عرفة: هيت لك أي: تعالى وهيت لك أي: تهيأت لك. (هيج) وقوله تعالى: {ثم يهيج فتراه} أي يأخذ في الجفاف فيصفر بعد خضرته وقد هاج الزرع يهيج هيجا. وفي حديث علي رضي الله عنه: (لا يهيج على التقوى زرع قوم) أراد من عمل لله عملا لم يفسد عمله ولم يبطل كما يهيج النبات لكنه لا يزال ناضرا، والهيج: الجفاف والهيج هيجان الشوق. (هيد) في الحديث: (كلوا واشربوا ولا يهيدنكم الطالع المصعد) الهيد: الحركة: يقال: هاد/ الشيء إذا حركته وأقلقته يقول: لاتكترث للفجر المستطيل فإنه الصبح الكذاب ولا تمتنعوا به عن الأكل والشرب. وفي حديث الحسن: (فإن كانت الأولى منهما لله تعالى: فلا تهيدنه الآخرة) يقول: لا يكترثن لها. يقال: ما يهيد في كلامه أي ما اكترث له.

(هيس)

وفي حديث ابن عمر: (لو لقيت قاتل أبي في الحرم ما هدته) ما حركته. يقول الشاعر ابن هرمة: فما يقال له هيد ولا هاد أي لا تحرك ولا تمنع من شيء وفي الحديث: (يا نار لا تهيديه) قال ابن الأعرابي: لا تزعجيه. وفي الحديث: (أنه قيل له في مسجده: يا رسول الله هده فقال: عرش كعرش موسى) قال ابن عينية: معناه أصلحه. وقال أبو عبيدة: هو الإصلاح بعد الهدم وكل شيء حركته فقد هدته تهيده هيدا فكان المعنى أنه يهدم ويستأنف بناؤه. (هيس) في خبر الأسود: (لا تعرفوا عليكم فلانا فإنه ضعيف ما علمته وعرفوا فلانا فإنه الأهيس الأليس). قال أبو بكر: الأهيس ومعناه في كلام العرب الذي يهوس أي: يدور والأليس الذي لا يبرح مكانه يقال: إبل أليس على الحوض إذا كانت تعرفه يعنى أنه يدور في طلب ما يأكله فإذا حصله جلس فلم يبرح. قال والأصل في الهيس أهوس فبدله إلى الياء ليزاوج الأليس. وفي الحديث: (الألد الملحس) الألد الشديد الخصومة والملحس الحريص الذي لا يفوته شيء من لحست الشيء إذا استقصيت/ علمه.

(هيش)

(هيش) في الحديث: (ليس في الهوشات قود) يعني به القتيل يقتل في الفتنة لا يدري من قتله وهو الهيشات والهوشات أيضا. (هوش) ومنه الحديث: (إياكم وهوشات الأسواق) وقد مر تفسيره. وقال أبو بكر: العامة تقول: استوشت الأمر والصواب: هوشت الأمر. (هيض) وفي حديث عائشة يوم توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فوالله لو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضها) أي: كسرها والهيض: الكسر بعد جبور العظم وهو أشد ما يكون من الكسر وقال بعضهم لأبي بكر رضي الله عنه (خفض عليك فإن هذا يهضك) ويقال: عظم مهيض وجناح هيض ثم يستعار لغير العظم والجناح. ومنه حديث عمر بن عبد العزيز وهو يدعو على يزيد بن المهلب لما كسر سجنه وأفلت: (اللهم إنه قد هاضني فهضه) يقول: كسرني وأدخل الخلل علي فاكسره وجازه بما فعل.

(هيع)

(هيع) في الحديث: (كلما سمع هيعة طار إليها) قال أبو عبيدة: الهيعة: الصوت الذي يفزع منه ويخافه من عدو وقد هاع يهيع هيوعا وهيعانا إذا جبن وهاع يهاع إذا جاع وهاع يهاع إذا تهوع. وفي الحديث: (كنت عند عمر رضي الله عنه فسمع الهائعة) يعني الصيحة. (هيل) قوله تعالى: {كثيبا مهيلا} أي: مصبوبا سائلا لا يتماسك ويقال: تهيل الرمل وانهال إذا سال وقد هلته وأهيله إذا نثرته وصببته من يدك وهيلته إذا أرسلته إرسالا. ومنه الحديث: (كيلوا ولا تهيلوا) وأهلته لغة. وفي حديث الخندق: (فعادت كثيبا أهيل) الأهيل والهيال السيال. (هيق) في الحديث: (فانخزل عبد الله بن أبي يقدم في كتيبة كأنه هيق) أي: ظليم في سرعة ذهابه.

(هيم)

(هيم) قوله تعالى: {في كل واد يهيمون} أي يمرون على وجوههم وقال مجاهد: في كل من القول يفتنون وقال الحسن: قد رأينا أوديتهم التي يهيون منها من مديح هذا مرة وفي هجاء هذا مرة وقوله تعالى: {شرب الهيم} قال بعض المفسرين الهيم: الرجال التي لا يرويها ماء السماء يقال: كثيب أهيم وكثبان هيم. وقال أهل اللغة: الهيم: الإبل التي يصيبها داء يسمى الهيام يكسبها العطش فلا تروى من الماء حتى تموت واحدها أهيم وهيمان. ومنه حديث ابن عمر: (أن رجلا باع إبلا هيما) أي مراضا فهي تمص الماء مصا ولا تروى وقيل: عطاشا. وقوله تعالى: {ومهيمنا عليه} أي: شاهدا ويقال: مهيما عليه. وفي الحديث: (كان ابن عباس أعلم بالقرآن وكان على أعلم بالمهيمات) وقال بعضهم إنما يعني: المشتبهات أي: دقائق المسائل التي تهيم الإنسان أي: تحيره يقال: هام يهيم إذا تحير. ومنه حديث الاستسقاء: (أغبرت أرضنا وهامت دوابنا) أي: عطشت والهيمان: العطشان. (هيه) قوله تعالى: {هيهات هيهات} يقال: هيهات ما قلت: وهيهات لما قلت، فمعناه البعد كقولك، ومن وقف بالهاء وأصله من ها هي يهاهي هي هيهاه وهي حث على السير السريع وفيها لغات (هيهأت وأيهات وأيهآت). آخر كتاب الهاء

كتاب الواو

كتاب الواو بسم الله الرحمن الرحيم باب الواو مع الهمزة (وأد) / قال الله عز وجل: {وإذا الموءودة سئلت} هي البنية التي تدفن وهي حية، يقال: وأدت الموائدة ولدها بنية وأدا. ومنه الحديث: (نهى عن وأد البنات ومنع وهات). (وأل) قوله تعالى: {موئلا} أي: ضحى مفعل من مال يئل إذا لجأ فهو مائل سمى الرجل مائلا. وفي الحديث: (فوألنا إلى حواء) أي: لجأنا إليه. وفي حديث علي رضي الله عنه (أن درعا كانت صدرا بلا مؤخر فقيل له: هلا احترزت من ظهرك؟ فقال: إذا أمكنت من ظهري فلا وألت) أي: لا نجوت. وفي حديثه: (أنه قال لفلان: أنت من بني فلان؟ قال: نعم، قال: فأنت من وألة إذا قم فلا تقربني) أخبرني الثقة عن أبي عمر عن ثعلب قال ابن الأعرابي: هذه قبيلة خسيسة سميت بالوألة، وهي البقرة الوحشية.

باب الواو مع الباء

باب الواو مع الباء (وبر) في الحديث: (لا توبروا آثاركم) قال الرياشي: التوبير: التعفية ومحو الآثر، وقال الأزهري: روى شمر هذا الحرف: لا توتروا آثاركم فتولتوا أنفسكم في الوتر والثأر، والصواب ما رواه الرياشي، ألا ترى أنه يقال: وترت فلانا، ولا يقال أوترت. وفي الحديث: (في الوبر شاة) وهي دويبة على قدر السنور وبرأو نحوه. (وبش) في الحديث: (إن قريشا وبشت لحرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوباشا) أي: جمعت لها جموعا من قبائل شتى، وهم الأوباش والأوشاب. وفي حديث كعب: (أجد في التوراة أن رجلا/ أوبش الثنايا يحجل في الفتنة) قال شمر: قال بعضهم: يعني ظاهر الثنايا، وقال ابن شميل: الوبش البياض الذي يكون في الاظفار، يقال: بظفره وبش، وهي نفط من البياض في الأظفار. (وبص) في الحديث: (رأيت وبيص الطيب في مفارق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم) أي بريقه، وقد وبص يبص وبيصا ووبص يبص بصيصا قال: وتلألأ وهص ولصف كله بمعنى واحد.

(وبق)

وفي حديث الحسن: (لا تلقى المنافق إلا وباصا) أي ترابا. (وبق) وقوله تعالى: {وجعلنا بينهم موبقا} أي جعلنا بينهم من العذاب ما يوبقهم أي يهلكهم، يقال: وبق يبق ووبق يوبق إذا هلك وقال أبو عبيدة: اليوبق: الموعد واحتج بقوله: وجاد شروري والشقاء فلم يدع تعارا له الواديين بموبق أي بموعد. وقال ابن عرفة: موبقا أي مجمسا، يقال: أوبقه إذا حبسه قال: ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - (يصف المارين على الصراط ومنهم الموبق بذنوبه). وقوله تعالى: {أو يوبقهن بما كسبوا} أي: يعني السفن التي تجري عقوبة لأهلها بذنوبهم. (وبل) قوله تعالى: {أصابها وابل} الوابل: المطر العظيم القطر وجمعه وبل كما يقال راكب وركب وصاحب وصحب وقد وبلت السماء وأبلت. وقوله سبحانه: {وبال أمرها} الوبال/ ثقل الشيء المكروه وماء وبيل وطعام وبيل إذا كانا غير مرئيين.

باب الواو مع التاء

ومنه قوله تعالى: {فأخذناه أخذا وبيلا} أي ثقيلا شديدا وقيل: الوبيل: الذي يوقد، استوبل فلان البلد إذا اشتدت عليه الإقامة ولم توافقه. وقوله تعالى: {فذاقت وبال أمرها} أي خاصة عاقبة أمرها. وفي الحديث: (أي مال أديت عنه زكاته فقد ذهب في أبلته) أي ربته وهو وباله فقلبت الواو همزة ومعناه ذهاب مضرته وشره. وفي الحديث: (لا تبع الثمرة حتى يأتي عليه الأبلة أي العامة). وفي الحديث: (أهدي رجل للحسن، أو الحسين رضي الله عنهما هدية، وكان محمد بن الحنفية رضي الله عنه بينهما جالسا فانكسر قلبه فأومأ علي رضي الله عنه إلى وابلة محمد ثم قال: وما شر الثلاثة أم عمرو ... يصاحبك الذي لا تصحبينا عنى به نفسه، فأهدى الرجل لمحمد مثل ذلك. أخبرنا ابن عمار، عن أبي عمر، عن ثعلب، عن ابن الأعرابي: الوابلة طرف الكتف، الوابلة: الأولاد. باب الواو مع التاء (وتر) قوله تعالى: {والشفع والوتر} قال ابن عباس الوتر آدم والشفع: زوجته وقيل الوتر هو: الله عز وجل والشفع: جميع الخلق خلقوا أزواجا وقيل: الوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر وقيل: الأعداد كلها وتر وشفع.

/ وقوله تعالى: {ثم أرسلنا رسلنا تترا} أي: متواترة يجيئ بعضها في إثر بعض، وأن يمر تترة، وهي في الأصل: وترى. ومنه حديث أبي هريرة: (لا بأس بقضاء رمضان تترى) أي: منقطعا وقال يونس في قوله: {ثم أرسلنا رسلنا تترا} أي: متقاربة الأوقات وجاءت الخيل تترى إذا جاءت متقطعة. وفي خبر أحمد عن أبي هريرة في قضاء رمضان قال: (أتواتره)، قال أبو الدقيش: يصوم يوما ويفطر يوما، أو يصوم يومين ويفطر يومين وقال الأصمعي: لا تكون المواترة مواصلة حتى يكون منهما شيء. وفي حديث القضاء: (لا بأس أن تواتر قضاء رمضان) مدل على التفريق، لأن المتابعة فهو مما لا يختلف فيه. وقوله تعالى: {ولن يتركم أعمالكم} أي: لن ينقصكم شيئا من ثواب أعمالكم. وفي الحديث: (من فاتته صلاة فكأنما وتر أهله وماله) أي: نقص

يقال: وترته أي نقصته، قال أبو بكر: وفيه قول آخر: وهو أن الوتر أصله الجناية التي يجنيها الرجل على الرجل من قتله حميمه أو أخذه ماله فشبه ما يلحق هذا الذي يفوته العصر بما يلحق الموتور من قتل حميمه أو أخذه ماله. وفي حديث العباس: (فلم يزل على وتيرة واحدة حتى مات) قال أبو عبيدة: الوتيرة: المداومة على الشيء، وهو ما نحو دين التواتر. وفي الحديث: (إذا استجمرت فأوتر) أي إذا استنجيت بالحجارة فاجعلها وترا وكذلك المصلي يوتر، وكذلك أنه يصلي مثنى ثم يصلي آخرها ركعة./ وفي الحديث: (إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا). وفي الحديث: (قلدوا الخيل، ولا تلقدوها الأوتار) قال النضر: أي لا تطلبوا عليها الدخول التي وترتم بها في الجاهلية. وقال محمد بن الحسن: لا تقلدوها أوتار القسى فتنخنق يقول: لا تقلدوها

(وتغ)

بها، وقال مالك بن أنس رضي الله عنه: كانوا يقلدونها أوتار القسى لئلا تصيبها العين، فأمرهم بقطعها يعلمهم أن الأوتار لا ترد من أمر الله شيئا. وفي حديث زيد: (في الوترة ثلث الدية) يعني الحاجز بين المنخرين وهي الوتيرة وأيضا وتيرة اليد ما بين الأصابع واليد. وفي حديث هشام بن عبد الملك: (أنه كتب إلى عامله أن أصب لي ناقة مواترة) أصله من الوتر وهو أن تضع قوائمها الأرض وترا وترا، ولا تزج بنفسها عند البروك، فيشق على راكبها. (وتغ) في الحديث: (فإنه لا يوتغ إلا نفسه) أي: لا يهلك. ومنه الحديث الآخر: (حتى يكون عمله هو الذي يطلقه أو يوتغه) يقال: أوتغع فوتغ، توتغ، ويقال: أتغاه بمعنى أوتغه. (وتن) قوله تعالى: {ثم لقطعنا منه الوتين} يعني غليظ القلب، فإذا انقطع لم يبق معه حياة، وقد وتن الرجل فهو موتون. وفي الحديث: (أما بينهما فعين جارية وأما خيبر فماء واتن) الواتن: الدائم.

باب الواو مع الثاء

باب الواو مع الثاء (وثب) في الحديث: (دخل عامر بن الطفيل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوثب له وسادة) أي أجلسه عليها/ وألقاها له، والوثاب: الفراش بلغة حمير، وقد وثبته وثابا إذا فرشته له. في الحديث: (نهى عن ميثرة الأرجوان) هي مرفعة تتخذ لصفة السرج، وكانوا يحمرونها، والأرجوان: صبغ أحمر. (وثق) قوله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين} أخذ الله عليهم أن يؤمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وأخذ الميثاق بمعنى الاستخلاف. ومنه قوله تعالى: {حتى تؤتون موثقا من الله}. (وثن) قوله تعالى: {أوثانا} أي أصناما، وقال ابن عرفة: ما كان صورة من

باب الواو مع الجيم

حجارة أو جص أو غيره فهو وثن، وقال أبو منصور: الفرق بين الصنم والوثن: أن الوثن: كل ما كان له جثة من خشب أو حجر أو فضة أو جوهر أ, غيره ينحت وينصب فيعبد، والصنم الصورة بلا جثة ومنهم من جعل الوثن صنما. باب الواو مع الجيم (وجأ) في الحديث: (عليكم بالباءة، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) قال أبو عبيد: ويقال للفحل إذا رضت أنثياه قد وجئ وجاء أراد أنه يقطع النكاح، وقال غيره: الوجاء: أن توجئ العروق والخصيتان بحالهما، والخصاء: شق الخصيتين واستئصالهما والجب: أن تحمي الشفرة ثم تستأصل بها الخصيتان. وفي الحديث: (أنه عاد سعدا فوصف له الوجيئة) يعني التمر يبل بلبن أو سمن حتى يلزم بعضه بعضا. ومنه الحديث: (فليأخذ سبع تمرات من حمى المدينة فليجأهن) أي فليدقهن. / بعضه بعضا، ومنه أخذ الوجاء. (وجب) قوله تعالى: {فإذا وجبت جنوبها} أي: سقطت إلى الأرض والوجوب: السقوط، يقال: جبت به فوجب وقد وجبت به الأرض توجيبا وجبت الشمس إذا سقطت في المغيب. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: (فإذا وجب ونصب عمره وضحى ظله) يريد بهذه الألفاظ الثلاث إذا مات.

(وجد)

ومنه الحديث: (إذا وجب فلا تبكين باكية) قالوا: وما الوجوب؟ قال: إذا مات) قال الأنصاري: أطاعت بنو عمر وأمير نهاهم عن السلام حتى كان أو واجب أي أول ميت. وفي الحديث: (من فعل كذا فقد أوجب) أي: وجبت له النار والموجبات: الأمور التي أوجب الله عليها العذاب والنار، أو الرحمة والجنة. ومنه قوله في الدعاء: (أسألك موجبات رحمتك). ومنه الحديث: (أن قوما أتوه، فقالوا: إن صاحبا لنا أوجب) أي: ركب خطيئة استوجب بها النار. (وجد) قوله تعالى: {وجدكم} الوجد والجدة في المال السعة والمقدرة ورجل واجد أي غنى بين الوجد والجدة، ووجد الضالة وجدانا ووجد السلطان عليه وجدا وموجدة ويقال. افتقر بعد وجد ووجد بعد فقر. ومنه الحديث (لي الواجد) يحل عقوبته وعرضه أراد مطل الغنى وهو الذي يجد ما يقضي به دينه، وفلان يجد بفلانة وجدا يعني في الحب./ في حديث ابن عمر قال أبو صرد في صفة عجوز: (ما بطنها بوالد ولا زوجها بواجد) أعنى أنها لا تلد، وأن زوجها لا يأتيها.

(وجح)

(وجح) في حديث عمر رضي الله عنه: (أنه صلى بقوم، فلما سلم قال: من استطاع منكم فلا يصل موجحا، فقلنا: وما الموجح، قال: المرهق من خلاء وبول) قال شمر: يقال: وجح يوجح وجحا إذا إلتجأ، وقد وجحه بقوله، ورواه بعضهم: موجح بفتح الجيم والوجح والوجح هو الملجأ، وقال شمر: وثوب موجح غليظ كثيف كبير الغزل كأنه شبيه ما يجده الحاقن من الامتلاء بذلك، قال: والموجح أيضا الذي يستر الشيء ويمنعه من الوجح، وهو المجأ. (وجر) في حديث عبد الله بن أنيس: (فوجرته بالسيف وجرا) قال القتيبي: يريد طعنته، ويقال: أوجرته بالرمح بالألف، ولم أسمع بوجرته في الطعن، فأما في الدواء، فيقال: وجرته وأوجرته جميعا. (وجز) في الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لجرير بن عبد الله إذا قلت فأوجز، وإذا بلغت حاجتك فلا تتكلف) يقال: وجز الشيء إذا سرع وخف، وكلام وجز يجز ووجيز. (وجس) قوله تعالى: {فأوجس منهم خيفة} أي: أضمر منهم خوفا، وقيل: أوجس أي أحس ووجد ووقع في نفسه. ومثله قوله تعالى: {فأوجس في نفسه خيفة موسى}.

(وجف)

وفي الحديث (كانوا يكرهون الوجس) وهو أن يكون الرجل مع جاريته والأخرى تسمع حسه، وهو الفهر/ أيضا وقد أفهر الرجل. (وجف) قوله تعالى: {فما أوجفتهم عليه من خيل ولا ركاب} يقال وجيفها سرعتها في سيرها وقد أوجفها راكبها إيجافا. قوله تعالى: {قلوب يومئذ واجفة} أي: شديدة الاضطراب. (وجم) في حديث أبي بكر أنه قال لطلحة رضي الله عنه: (مالي أراك واجما) أي مهتما وقد وجم يجم وجوما، وقال ابن الأعرابي: وجم أي حزن وأوجم أي مل. (وجن) في حديث سطيح الكاهن (ترفعني وجنا وتهوي بي وجن ويروي وجبا) أراد جمع وجن وتجن قاله الأزهري الوجنن: الأرض الغليظة الصلبة، وهي الوجن أيضا والوجين وقوله: وتهوى بي أي تسرع بي فيها. (وجه) وقوله تعالى: {وجهت وجهي} أي: قصدت بعبادتي وتوحيدي إليه. وقوله: {فأقم وجهك للدين القيم} أي: أقم قصد له.

وقوله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه} أي: إلا إياه، والعرب تذكر الوجه تريد به صاحبه فيقولون: أكرم الله وجهك يريدون أكرمك الله. وقوله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله} قال ابن عرفة: اعلم أن الوجوه كلها له فأينما وجه أمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بتعبدها فذلك الوجه له عز وجل. وقوله: {أفمن يتقي بوجهه سوء عذاب} قال مجاهد يخبر على وجهه، وقال ابن عرفة: الكافر يبدل اليد ومن شأن الإنسان أن يتقي بيده، فأعلم الله أن الكافر يتقي بوجهه فيتقي العذاب بما يقيه بخيره. وقوله تعالى: {وجه النهار} أي: أوله فمعنى قوله: {آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا/ آخره} قال قتادة: قال بعضهم لبعض: أعطوهم الرضا بدينهم أول النهار واكفروا بالعشى فإنه أجدر أن يصدقهم الناس ويقولوا: إنكم رأيتم منهم ما تكرهون فرجعتم فيرجعوا عن دينهم. وقوله تعالى: {وجيها في الدنيا والآخرة} أي: ذو جاه في الدنيا بالنبوة وفي الآخرة بالزلفة، يقال: أوجه فلان فلانا إذا جعل له جاها أي قدرا ومنزلة ويقال: ماله جاه ولا تاه أي قدر ولا طاعة أي لا يقادر ولا يطاع. وفي الحديث: (وذكر فتنا كوجوه البقر) يقول: إنها يشبه بعضها بعضا. قال الله تعالى: {إن البقر تشابه علينا} أخبر أنها يعني الفتن عميا لا يدري أنى يؤتي بها. وفي حديث عائية: (وكان لعلى وجه من الناس حياة فاظمة رضوان الله عليهما) أي: جاه افتقده بعدها.

باب الواو مع الحاء

وفي حديث أم سلمة (ووعظت عائشة رضي الله عنهما حين خرجت إلى البصرة فقالت لها: لو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عارضك ببعض الفلوات ناصية قلوصا من منهل إلى منهل قد وجهت سدافته تركت عهيدا) قولها: (وجهت سدافته) أي أخذت وجها هتكت سترك فيه، قال القتيبي: ويجوز أن يكون معنى وجهتها أي أزالتها من المكان الذي أمرت أن تلزميها وجعلتها أمامك والوجه مستقبل كل شيء والجهة النحو. وفي حديث أهل البيت - صلى الله عليه وسلم - (لا يحبنا الأحدب الموجه) قال أبو العباس هو صاحب الحدبتين واحدة من خلف، وأخرى من قدام./ باب الواو مع الحاء (وحح) في شعر أبي طالب في المبعث حتى تجالدكم عنه وحاوحة صيد صناديد لا تذعرهم الأعل أي عن رسول الله والوحاوحة: السادة (وحد) قوله تعالى: {إنما أعظكم بواحدة} أي: أعظكم بخصلة واحدة ونحو عظة واحدة، وهي هذه} أن تقوموا لله مثنى وفرادى} وقيل: أعظكم بأن توحدوا الله تعالى. وقوله تعالى: {لستن كأحد من النساء} ولم يقل كواحدة، لأن أحدا نفى عام، المذكر والمؤنث والواحد والجماعة.

(وحر)

وفي صفاته عز وجل: {الواحد الأحد} قال الأزهري: الفرق بينهما أن الأحد: بني لنفي ما يذكر معه من العدد، الواحد: اسم لمفتتح العدد وتقول: ما أتاني منهم أحد، وجاءني واحد، والواحد: بني على انقطاع النظير ويجوز المثل، والواحد: بني على الواحدة والانفراد عن الأصحاب. وقال تعالى: {ذرني ومن خلقت وحيدا} أي لم يشركن في خلقه أحد ويكون وحيد من صفة المخلوقين أي ومن خلقه وحده لا مال له، ولا ولد، ثم جعل له مالا وبنين. وفي حديث بلال (أنه رأى أمية بن خلف يقول يوم بدريا حدراها) قال أبو عبيد: يقول هل أحد رأى مثل هذا؟ وقد فسرنا هبها معنى. (وحر) في الحديث: (من سره أن يذهب كبير من وحر الصدر) وحر الصدر/ غشه وبلابله ووساوسه ويقال إن أصل هذا دويبة كالعضاة تلزق بالأرض يقال لها الوحر. وفي حديث الملاعنة: (إن جاءت به مثل الوحرة) الوحرة: جمعها وحر شبهت العدواة والغل بها لتشبيثه بالقلب، وقد وحر صدره وغر، وقال ابن شميل: الوحر: أشد الغضب، فإنه لوحر الصدر على وقال غيره: الوحر: الحقد والغيظ.

(وحش)

(وحش) وفي الحديث: (ولقد بتنا وحشيين مالنا طعام) يقال رجل وحش إذا لم يكن له طعام من قوم أوحاش وقد توحش الدواء إذا احتمى له. وفي الحديث: (وحشوا برماحهم واستلوا السيوف) أي رموا برماحهم. في الحديث: (فوحشوا بأسنتهم) اعتنق بعضهم بعضا. في الحديث: (لا تحقرن شيئا من المعروف ولو أن تؤنس الوحشان) يقال رجل وحشان إذا كان منعما وقومي وحاش. (وحم) في المولد: (فجعلت توحم) أي تشتهى اشتهاء الحامل، يقال: وحمت توحم فهي وحمى بينة الوحام، وهم يقولون وحمى ولا حمل. (وحي) قوله تعالى: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه} قيل: معنى أوحينا ها هنا إلقاء الله تعالى في قلبها، قال أبو منصور: الذي بعد هذا دل على أنه وحي إعلام لا وحي إلهام، ألا تراه يقول: {إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين} وأصله في اللغة: إعلام في خفاء ولذلك كان الإلهام يسمى وحيا. ومنه قوله: {وإذ أوحيت إلى الحواريين}. وقوله: {وأوحى ربك إلى النحل} وقيل معنى (أوحيت إلى الحواريين)

باب الواو مع الخاء

أي أمرتهم/ يقال: وحى وأوحى وحي وأوحي بمعناه قال العجاج: وحى لها القراد فاستقرت ... أي: أمر الأرض بالإقرار. قوله تعالى: {بأن ربك أوحى لها} أي: ألهمها. وقوله تعالى: {فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا} أي: أومأ ورمز، وقيل: كتب لهم في الأرض بيده. وقوله تعالى: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم} أي: يوسوسون فيلقون في قلوبهم الجدال بالباطل. وفي الحديث (الوحاء الوحاء) هو السرعة، والفعل منه توحيت توحيا. باب الواو مع الخاء (وخز) في الحديث: (فإنه وخز إخوانكم من الجن) الوخز: طعن ليس بنافذ. وقال سليمان بن المغيرة للحسن (أرأيت التمر والبسر أيجمع بينها؟ قال: لا، قلت: البسر الذي يكن فيه الوخز) وقال شمر: الوخز القليل يقال بها وخزى بني فلان فشبه ما أرطب في قلته بالوخز. (وخط) في حديث أبي أمامة (فاتبعناه عليه الصلاة والسلام، فلما سمع وخط نعالنا) أي: خفق نعالنا.

(وخش)

(وخش) في الحديث: (وإن قرن الكبش معلق في الكعبة وقد وخش) أي يبس فتضاءل. (وخف) في الحديث: (فدعا بمسك ثم قال أوخفيه في تور) يقول: اضربيه بالماء. والوخيف: الخطمى المضروب، وقد أوخفته والميخف الإناء يوخف فيه. في الحديث: (فكشف له عن سرته كأنه ميخف لجين) مدهن فضة./ (وخا) قوله تعالى: {فأصبحتم بنعمته إخوانا} أي: متوارين، وقيل: إخوة لأن مقصده مقصد أخيه، من قولك يتوخى الحق ويناخا أي يقصد وتحراه والعرب تقول خذ هذا الوخي أي على هذا الصوب والقصد. في الحديث: (اذهبا فتوخيا) أي اقصدا الحق فيما تصنعانه من القسمة وليأخذ كل واحد منها ما تخرجه القسمة بالقرعة. باب الواو مع الذال (ودد) (الودود) من صفات الله تعالى، قال أبو بكر: هو المحبب لعباده، يقال وددت الرجل أوده ودا وودادا وودادا. وقوله تعالى: {ودوا ما عنتم} أي: ود المنافقون ما عنت المؤمنون في دينهم. وقوله: {يود أحدهم} أي: يتمنى.

(ودس)

وقوله تعالى: {سيجعل لهم الرحمن ودا} قال ابن عباس: محبة في قلوب الصالحين وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: ما أحد من الناس يعمل خيرا أو شرا، إلا رداه الله رداء عمله، يعني أنه يظهر عليه ذلك فيجعله لباسا فيعرف به. (ودس) في حديث خزيمة وذكر السنة، فقال: (وأيبست أرض الوديس) الوديس: ما أخرجت الأرض من النبات، يقال: أودست الأرض وما أحسن ودسها، وأبشرت وما أحسن بشرتها وما أحسن مشرتها كل ذلك سواء. (ودع) قوله تعالى: {فمستقر ومستودع} يقال: مستقر في الصلب ومستودع في الرحم. وفي شعر العباس يمدح النبي - صلى الله عليه وسلم -: / من قبلها طبت في الظلال وفي ... مستودع حيث يخصف الورق قوله: (مستودع) يحمل معنيين: أحدهما: الرحم، والآخر: الموضع الذي استودع آدم وحواء من الجنة. وقوله: {ما ودعك ربك وما قلى} أي ما تركك. وأخبرنا ابن عمار، عن أبي عمر عن ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: قال ابن عباس: قوله: {ما ودعك ربك} ما قلعك مذ أرسلك} وما قلى} ما أبغضك مذ أحبك، وسمى الوداع وداعا، لأنه فراق ومتاركة. وفي الحديث: (الحمد لله غير مودع ربي ولا مكفور) أي عير تارك طاعة ربي، وقيل: غير مودع ربي.

(ودف)

وفي الحديث: (لينتهين الناس عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن على قلوبهم) أي عن تركهم إياها، وقال شمر: زعمت النحوية أن العرب أماتوا مصدره وماضيه والنبي - صلى الله عليه وسلم - أفصح. في الحديث: (إذا لم ينكر الناس المنكر فقد تودع منهم) أي أسلموا إلى ما استحقوه من النكير عليهم كأنهم تركوا ما استحقوه من المعاصي حتى قصروا فيها فيستوجبوا العقوبة فيعاقبوا، وأصله من التوديع وهو الترك. وفي الحديث (دع داع اللبن) يريد اترك منه في الضرع شيئا ليستنزل اللبن ولا تنهكه حلبا فقط. وفي حديث طهفة قال - صلى الله عليه وسلم - (يا بني نهد ودائع الشرك) يريد العهود، يقال توادع الفريقان إذا أعطى كل واحد منهم الآخر عهدا ألا يغزوه، واسم ذلك العهد الوديع، قال أبو محمد/ القتيبي: يقال أعطيته وديعا أي عهدا. وفي الحديث: (صلى معه عبد الله بن أنيس وعليه ثوب متمزق فلما انصرف دعا له بثوب فقال تودعه بخلقك هذا) التوديع: أن يجعله ثوبا وقاية ثوب ميدع أي مبتذل. (ودف) في الحديث: (في الأداف الدية) يعني في الذكر، سمي أدافا بالقطر، ودفت الشحمة إذا قطرت واستودفتها أنا.

(ودق)

(ودق) في الحديث: (فتمثل له جبريل على فرس وديق) يعني التي تشتهي الفحل. (ودن) في حديث ذي الثدية: (إنه مودن اليد) وروي (مودون) قال أبو بكر فمن رواه (مودون اليد) (ومودن اليد) فهو مأخوذ من قول العرب ودنت الشيء وأودنته إذا نقصته وصغرته. وفي الحديث (وعليه قطعة نمرة، وقد وصلها بإهاب قد ودنه) أي بله يقال ودنت القد أدنه ودنا إذا بللته، وخبز ودين إذا كان مبلولا. ومنه ما جاء في حديث ظبيان قال: (إن وجا كان لبني فلان غرسوا ودانة وذنبوا خشانة ورعوا تريانة) الودان: مواضع الندى والماء الذي يصلح للغراس، من ودنت الشيء إذا بللته، وأراد بالخشان ما خشن من الأرض، وبالقريان مواضع الماء، والواحد قرى. (ودى) قوله تعالى: {ولا يقطعون واديا} يقال: واد وأودية على غير قياس، وقد جمع أوداة. قال جرير: عرفت بعرفة الإداوة رسما ... بجيلا طاب عهدك من رسوم يقال: ودى الشيء يدى إذا سأل. قوله تعالى: {ألم تر أنهم في كل واد/ يهيمون} قال الأزهري يعني أودية

باب الواو مع الذال

الأرض إنما هو مثل لقولهم الشعر كما تقول: أنالك في واد وأنت لي في واد آخر ... وإنما قاد أنالك في واد من النفع أي في صنف، وأنت لي في صنف آخر، والمعنى: أنهم يغلون في المدح والذم يمدحون يكذبون ويذمون فيظلمون. باب الواو مع الذال (وذأ) في حديث عثمان رضي الله عنه: (قام رجل فنال منه فوذأه ابن سلام فاتذأ) أي: زجره فانزجر قال أبو زيد هو إذا حقرته. (وذر) قوله تعالى: {ذرني ومن خلقت وحيدا} يقول: كله إلي فإني أجازيه وأكفيك أمره. في حديث أم زرع (إني أخاف ألا أذره) قال أبو بكر: قال ابن السكيت: معناه: إني أخاف أن لا أذر صفته، ولا أقطعها من طولها، وقال أحمد بن عبيد: معناه: أخاف أن لا أقدر على فراقه لأن أولادي منه والأسباب بيني وبينه. وفي حديث عثمان رضي الله عنه: (ورفع إليه رجل قال لآخر: يا ابن شامة الوذر) قال أبو عبيد: هي كلمة معناه القلف، والوذرة: القطعة من اللحم مثل القدر، وإنما أراد يا ابن شامة المذاكير أي كأنها كانت تشم كمرا مختلفة فكنى عن الكمر والعرب تسابت بها وقال أبو زيد: أراد بها القلف. وفي الحديث: (فأتينا بثريدة كبيرة الوذر) أي: كثيرة بضع اللحم.

(وذف)

(وذف) في حديث الحجاج (فقام يتوذف حتى دخل على أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما) / قال أبو عمرو: وهو التبختر، وقال أبو عبيد: هو الإسراع. في الحديث (أنه نزل بأم معبد وذفان مخرجه إلى المدينة) أي: حدثان مخرجه وسرعان مخرجه. (وذل) في حديث عمرو: (فمازلت أرم أمرك بواذئله) فأصله بوصائله الوذائل: جمع وذيلة، وهي السبيكة من الفضة. (وذم) في حديث علي رضي الله عنه (لئن وليت بني أمية لأنفضنهم نفض القصاب التراب الوذمة) يقال الصواب الوذام: التربة والوذام واحدتها وذمة وهي الحزة من الكرش أو الكبد، ومنه قيل لسيور الدلاء الوذم لأنها مقدودة طوال والتراب التي سقطت في التراب فتتربت والقصاب ينفضها وقال شمر: في قوله نفض القصاب التراب الوذمة أنه أراد بالقصاب السبع والتراب أصل ذراع الشاة والسبع إذا أخذ الشاة قبض على ذلك المكان، فنفض الشاة قال: والوذمة في حياء الناقة زيادة في اللحم نبت فلا تلقح إذا ضربها الفحل قال: ويقال للدلو وذمت إذا انقطع وذمها. وقال أبو سعيد: الكروش كلها تسمى تربة لأنها تحصل فيها التراب من المرتع قال: والوذمة التي أخمل باطنها والكروش وذمة لأنها تخملة، ويقال يحملها الوذم قال: فيقول لئن وليتهم لأطهرنهم من الدنس ولأذيبنهم بعد الخبث.

باب الواو مع الراء

وفي حديث أبي هريرة: (حين سئل عن كلب الصيد، فقال: إذا وذمته وأرسلته وذكرت اسم الله عليه فكل) قال الأزهري: توزم الكلب أن يشدفى عنقه سير يعلم به أنه معلم مؤدب، والأصل فيه: الوذام وهي سيور تقد طولا واحدتها وذمة، وإنما أراد بتوذيمه أن لا يطلب الصيد بغير إرسال ولا تسمية. في الحديث: (أريت الشيطان فوضعت يدي على وذمته) وهو السير الذي يكون في عنقه، يقال: وذمت الكلب والقرد إذا جعلت ذلك في أعناقها. باب الواو مع الراء (ورب) في الحديث: (وإن بايعتهم واربوك) أي: خادعوك من الأرب، وهو الدهاء، وإن جعلته من التورب وهو الفساد فجائز يقال: عرق ورف. (ورث) في الحديث: (متعني بسمعي وبصري وأجعله الوارث مني) قال ابن شميل: أي أبقهما معي حتى أموت، وقال غيره: أراد بالسمع وعي ما يسمع والعمل به، وبالبصر الاعتبار بما يرى. وفي صفته جل وعز: (الوارث) وهو الباقي بعد فناء خلقه يجوز أن أراد بقاء السمع والبصر كما قاله ابن شميل وقوتهما عند الكبر وانحلال القوى النفسانية فيكون السمع والبصر وارثي سائر القوى والباقين بعدها، ورد الهاء إلى الامتناع لذلك وحده فقال: (واجعله الوارث مني).

(ورد)

قوله تعالى: {للذين يرثون الأرض من بعد أهلها} أي لو نشاء أصبناهم بذنوبهم أي لم يبين لهم وراثتهم الأرض عن القوم المهلكين أننا لو نشاء أصبناهم بذنوبهم فأهلكناهم/ كما أهلكنا من ورثوا أرضه. وفي الحديث: (فإنكم على إرث من إرث إبراهيم عليه السلام) قال أبو عبيد: الإرث: الميراث، وأصله ورث فقلبت ألفا لمكان الكسرة أي إنكم على بقية من شرائع إبراهيم. (ورد) قوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها} قال ابن عرفة: الورود عند العرب: موافاة المكان قبل دخوله، وقد يكون الورود دخولا، ومن هذا حديث عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (أنه ليس بدخول مؤبد) ذلك القرآن ألا تسمع قوله: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون}، وهم لا يدخلونها. وقوله تعالى: {ولما ورد ماء مدين} أي: يبلغ ماء مدين قال زهير: فلما وردن الماء زرقا حامه ... وضعن عصى الحاضر المتخيم أي أشرفوا عليه، والورد: المال الذي يرد عليه، قال الله تعالى: {وبئس الورد المورود} ويقال للإبل التي ترد الماء ورد أيضا، واليوم النوبة ورد، وللحمى التي تجيء لوقت ورد، وللجزء الذي يجعله قارئ القرآن أجزاء كل جزء منها فيه سور مختلفة على غير التأليف ورد. قوله تعالى: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} قال الأزهري: أي مشاة عطاشا كالإبل ترد الماء، فيقال: جاء وردى فلان، وقال ابن عرفة: الورد:

(ورض)

القوم يردون الماء فسمى العطاش وردا بطلبهم ورود الماء كما يقال قوم صوم أي صيام وقوم زود إلى زواد. وقوله تعالى: {فكانت وردة كالدهان} قال ابن عرفة: سمعت أحمد بن يحيى يقول: هي اللهوة تنقلب حمراء بعد أن كانت صفراء، والورد: الأحمر، قال الفرزدق يصف قوما. ألقى عليه يديه ذو قوميه ... ورد يدق مجامع الأوصال وقال الأزهري: فصارت وردة أي صارت كلون الورد يتلون ألوانا يوم الفزع الأكبر كما يتلون الدهان المختلفة، وهي جمع دهن. قوله: {من حبل الوريد} هما وريدان أي عرقان يستنبطان العنق ينبضان أبدا، وكل عرق ينبض فهو من الأوردة، والوريد من العروق: ما جرى فيه النفس والجداول التي فيها الدماء. وفي الحديث: (هذا الذي أوردني الموارد) يعني اللسان، وأراد موارد الهلكات، فاختصر لوضوح المعنى، والموارد: الطرق إلى الماء واحدتها موردة بالهاء، والموارد: الشوارع. ومنه الحديث: (اتقوا البراز في الموارد) والموارد الطريق أيضا. (ورض) في الحديث: (لا صيام لمن لم يورض من الليل) أي لم ينو يقال ورضت الصوم وأرضته إذا نويته. (ورط) في الحديث: (لا خلاط ولا وراط) قال أبو بكر قوله: (لا وراط) هو أن يجعل الغنمة في هوة في الأرض ليخفى موضعه على المصدق مأخوذ من

(ورع)

الورطة وهو الهوة في الأرض يقال: وقعوا في ورطة أي في بلية تشبه البئر الغامضة ويقال: تورطت الغنم إذا وقعت في الورطة ثم يستعمل في الناس فإذا وقع الرجل موقعا لا يسهل تورط واستورط، وقال شمر: الورط أن يغيب إبله في أخرى أو في مكان فلا ترى وقد ورطنا وأورطنا، وقال أبو سعيد: الوراط أن يورط بعضهم بعضا فيقول أحدهم: عند فلان صدقة وليست عنده، فهي الوراط والإيراط. (ورع) وفي حديث عمر رضي الله عنه (ورع اللص ولا تراعه) يقول: إذا رأيته في منزلك فاكففه بما استطعت، ولا تراعه أي ولا تنتظر فيه شيئا، وكل شيء كففت عنه فقد ورعته. وفي الحديث: (ورع عني في الدرهم والدرهمين) يقول: كف عني الخصوم بأن تنظر في ذلك وتقضي بينهم، يقول: تنوب عني في ذلك وتقضي بينهم. وفي حديث قيس بن عاصم (ولا يورع رجل عن جمل يختطمه) أي: لا يحبس، يقال: رجل ورع أي جاف، وقد ورع يورع وراعة، ورجل ورع أي متحرج وقد ورع يرع، وهو ورع بين الورع والسرعة. وفي الحديث: (كان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يوارعانه يعني عليا رضي الله عنه- كانا يستشيرانه) وقال أبو العباس الموارعة المناطقة. (ورق) قوله: {فابعثوا أحدكم بورقكم هذه} الورق، والورق، والرقة: الدراهم خاصة، ورجل: وارق كبير الورق.

(ورك)

في الحديث: (في الرقة ربع العشر) فأما الورق فهو المال كله. وفي الحديث: (عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق فأتوا صدقة الرقة). قال أبو بكر: الرقة معناها في كلامهم الورق وجمعها رقات ورقون وتقول وجدان الرقيق يعطي أفن الأفين تقول: الغنى وقاية للحمق. وفي الحديث أنه قال أراه لعمار (أنت طيب طيب الورق) أراد بالورق نسله وأولاده، شبهوا بالورق، وورق القوم أحداثهم قاله ابن السكيت. وفي الحديث (سن الكافر مثل ورقان) يعني في النار وورقان جبل معروف. وفي حديث الملاعنة (إن جاءت به أورق جعدا) الأورق: الأسمر، وهو الورقة، ومنه قيل للرماد: أورق. وللحمامة ورقاء. (ورك) وفي الحديث: (كره أن يسجد الرجل متوركا) يعني أن يرفع وركه إذا سجد حتى يفحش في ذلك ويقال التورك أن يلصق غليته بعقبيه في السجود. وفي الحديث (نهى أن يجعل في وراك صليب) قال أبو عمرو: والوراك: ثوب يخف به الرجل، والميركة تكون من يدي الرجل يضع الرجل رجله عليهما وهي الموركة وقد ورك عليها وورك مشدد ومخفف. وعن إبراهيم النخعي في الرجل يستحلف قال (إن كان مظلوما فورك إلى شيء جزى عنه) التوريك في اليمين نية ينويها الحالف غير ما نواه مستحلفه.

(ورم)

(وكان مجاهد لا يرى بأسا بتورك الرجل على رجله اليمنى في الأرض المستحيلة في الصلاة) قال أبو عبيد: التورك وضع الورك عليها وقال الأزهري في الصلاة ضربان: أحدهما: سنة، والآخر: مكروه، فأما السنة: فأن ينحى رجليه في التشهد الأخير، ويلصق مقعده بالأرض، وأما المكروه: فأن يضع يديه على وركيه في الصلاة وهو قائم، وقد نهي عنه. ومنه الحديث (أنه ذكر فتنة تكون فقال: ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع) أي يصطلحون على أمر واه لا نظام له ولا استقامة، لأن الورك لا يستقيم على الضلع ولا يتركب عليه. (ورم) وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه (وليت أموركم خيركم فكلكم ورم أنفه على أن يكون الأمر من دونه) يقول: امتلأ من ذلك غضبا، وذكر الأنف من سائر الأعضاء كما يقال شمخ بأنفه، قال الشاعر: ولا يهاج إذا ما أنفه ورما أي: لا يكلم عند الغضب. (ورا) قوله تعالى: {فالموريات قدحا} قال أبو سعيد: يعني الخيل في المكر أي تقدح النار بحوافرها فإذا ركضت الحجارة، يقال: أورى النار إذا أوقدها وأشعلها. ومنه يقول: {أفرأيتم النار التي تورون} ويقال إنه لوارى الزناد وقد بك

نادى أي أدركت حاجتي وقدح ما ورى وأثقب إذا أظهر النار فإذا لم يور قيل قدح ماكبي وأصلت. وفي الحديث (كان إذا أراد سفرا ورى بغيره) أي ستره ووهم غيره وأصله من الوراء أي ألقى البيان وراء ظهره. وقوله تعالى: {ومن ورائه عذاب غليظ} قال ابن عرفة: يقول القائل: كيف قال: (ومن ورائه) وهو أمامه؟ فزعم أبو عبيدة وأبو علي قطرب: أن هذا من الأضداد، وأن وراء في معنى قدام، وهذا غير متحصل، لأن أمام ضد وراء، وإنما يصلح هذا في الأماكن والأوقات كقول الرجل إذا وعد وعدا في رجب لرمضان ثم قال: من ورائك شعبان لجاز وإن كان أمامه لأنه مخلفه إلى وقت وعده، ومنه قول لبيد: أليس ورائي أن تراخت منيتي ... لزوم العصا تحنى عليها الأصابع؟ يريد أمامي ألا ترى قوله} ومن ورائه عذاب غليظ} أنه يدخل في العذاب فيخلف ما دخل فيه ورائه. وكذلك قوله: {وكان وراءهم ملك} والملك أمامهم فجاز أن يقول: وراءهم، لأنه يكون أمامهم فطلبتهم خلفه فهو وراء مطلبهم، إلى هذا ذهب الفراء وأحمد بن يحيى، وقال الأزهري: في قوله} من ورائه جهنم} وراء يكون بمعنى خلف وقدام، ومعناه: ما توارى عنك واستتر ومنه قول النابغة. وليس وراء الله للمرء مذهب

أي: بعد الله جل جلاله وكذلك قوله: {ومن ورائه عذاب غليظ} أي من بعده. وقوله تعالى: {ويكفرون بما وراءه} أي: بما سواه قاله الفراء، وقال أبو عبيد: بما بعده. وفي الحديث (لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا) قال أبو عبيد: هو من الورى، وهو أن تدوى جوفه يقال: رجل مورى، وقد ورى يوري وريا ووراوه الداء يريد أصابه قال الشاعر: قالت له وريا إذا تنحنحا ... دعت عليه بالورى وفي الحديث (وفي الشوى الورى مسنة) الورى: السمين فعيل في معنى فاعل، وهو الواري أيضا قال الشاعر: وأنهرها صوم السديف الواري وفي حديث عمر رضي الله عنه (أنه جاءته امرأة جليلة فحسرت عن ذراعيها فإذا كدوح، وقالت: هذا من احتراش الضباب، فقال: لو أخذت الضب فوريته ثم دعوت بمكتفة فثمليه لكان أشبع) قال شمر: قوله وريته أي روغته في الدهن والدسم، من قولك لحم وارى سمين وجزور وار أي سمين اللحم، وقوله (فثملته) أي أصلحته. وفي حديث علي رضي الله عنه (حتى أورى قبسا لقا بس) أي أظهر.

باب الواو مع الزاي

نور الحق يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال: ورى الرند يرى، وورى يرى لغتان جيدتان. باب الواو مع الزاي (وزر) قوله عز وجل: {وازرة وزر أخرى} أي: لا يؤخذ أحد بذنب أحد والوزر الثقل المثقل للظهر والجمع أوزار. ومنه قوله: {وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم} أي: ثقل ذنوبهم، وقد وزر إذا حمل فهو وزار والهاء في قوله وازرة كناية عن النفس أي لا تؤخذ نفس آثمة بإثم أخرى. وقوله تعالى: {ألا ساء ما يزرون} أي: بين الشيء شيئا يزرونه أي يحملونه. وقوله تعالى: {وزيرا من أهلي} الوزير: الذي يوازره فيحمل عنه ما أحمله، ويجوز أن يكون صاحبه الذي يفزع إلى رأيه وتدبيره فهو ملجأ له ومفزع. وقوله تعالى: {ووضعنا عنك وزرك} أي: ثقل إثمك. وقوله: {حتى تضع الحرب أوزارها} الأوزار: السلاح والوزر ما يحمله الإنسان فسمى السلاح أوزارا لذلك، ولأنها ثقل على لابسها. وقوله: {أوزارا من زينة القوم} أراد أحمالا من حلي كانوا أخذوها من آل

(وزع)

فرعون حين غرقوا وألقاهم البحر إلى الساحل، وأخذوا الذهب والفضة والجواهر التي وجدوها عليهم. وقوله تعالى: {كلا لا وزر} الوزر: المكان الذي يلجأ إليه في الجبل. (وزع) قوله تعالى: {فهم يوزعون} جاء في التفسير يحبس أولهم على آخرهم، والوزع الكف والمنع/ وقد وزع يوزع. ومنه حديث أبي بكر رضي الله عنه (لا أقيد من وزعة الله) أي: الغفية وهم الذين يكفون الناس على الإقدام على الشر. وقال الحسن لما ولى القضاء (لابد للناس من وزعة) هم الذين يزعون بعضهم من بعض وهم شرطية السلطان الواحد وازع. وفي حديث جابر (لما قتل أبوه قال: فأردت أن أكشف عن وجهه والنبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر إلي فلا يزعني) أي: لا يزجرني ولا ينهاني. في الحديث (من يزع السلطان أكثر ممن يزع القرآن) أراد من يكف عن ارتكاب العظائم مخافة السلطان أكثر ممن يزع القرآن يكفه خوف الله تعالى. وقوله: {رب أوزعني أن أشكر} أي: ألهمني. وفي الحديث (كان موزعا بالسواك) أي: مولعا به، وقد أوزع بالشيء إذا ولع به. وفي حديث عمر رضي الله عنه (خرج ليلة في شهر رمضان والناس

(وزغ)

أوزاع) أي فرق يريد أنهم كانوا يتنقلون في شهر رمضان بعد صلاة العشاء فرقا، وقد وزعت الشيء بينهم إذا قسمته وفرقته. (وزغ) في الحديث (أن الحكم بن العاص حاكى النبي - صلى الله عليه وسلم - من خلفه فعلم بذلك، فقال: كذا فلتكن فأصابه مكانه وزغ لم يفارقه) الوزغ الارتعاش يقال موزع إذا كان يرتعش. (وزن) قوله تعالى: {والوزن يومئذ الحق} قال مجاهد: الوزن القضاء بالعدل، وقال السدى: توزن الأعمال. وقوله تعالى: {كل شيء موزون} أي: معلوم مقداره، وقيل: أراد كل شيء يوزن ولا يكال. ومنه الحديث (نهى عن بيع الثمار قبل أن توزن) معناه أن يحزر ويخرص، سماه وزنا لأن الخارص يحزرها ويقدرها فيكون كالوازن لها يقال: وزن فلان ثمر نخله إذا احزره، وأراد والله أعلم: حتى تبين منها حصة المساكين. قوله تعالى: {فمن ثقلت موازينه} جاء في التفسير أنه ميزان له كفتان، وقيل: الميزان العدل. ومنه قوله: {أنزل الكتاب بالحق والميزان}. فكذلك قوله: {ووضع الميزان} والمعادلة موازنة الأشياء، وقال

باب الواو مع السين

الأزهري: العرب تقول لما توزن به الدراهم والدنانير موازين فالممن الذي يوزن به المتاع ميزان، وزنة الدراهم والدنانير من الحديد ميزان والآلة التي توزن بها الأشياء ميزان. وقوله: {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا} أي: لا يزن لهم سعيهم عند الله مع كفرهم شيئا، وقال ابن الأعرابي: فيه العرب تقول: مالفلان عندنا وزن أي قدر لخسته. باب الواو مع السين (وسد) في الحديث (لا يتوسد القرآن) قال ابن الأعرابي: يكون هذا مدحا ويكون ذما فالمدح أنه لا ينام الليل عن القرآن متوسدا معه، ويحتمل الذم لأنه إذا لم يحفظ من القرآن شيئا، فإذا نام لا يتوسد معه القرآن. وروي في حديث آخر (من قرأ ثلاث آيات في ليلة لم يكن متوسدا للقرآن) يقال: توسد فلان/ ذراعه إذا نام عليه وجعل كالوسادة له. (وسس) وقوله تعالى: {فوسوس لهما الشيطان} يقال وسوس له ووسوس إليه. ومنه قوله: {فوسوس إليه الشيطان}. وقوله تعالى: {من شر الوسواس} قال الفراء: الوسواس: إبليس والوسواس والوسوسة أيضا المصدر. (وسط) قوله تعالى: {والصلاة الوسطى} اختلف العلماء فيها، فقال أكثرهم: هي

(وسع)

صلاة العصر سميت بها، لأنها بين صلاتين من صلاة النهار، وهما الفجر والظهر وبين صلاة الليل، وهما المغرب والعشاء، وقال آخرون: الصلاة الوسطى صلاة الظهر، لأنها في وسط النهار، وقال قوم: هي الصبح لأن ابتدأ وقتها بين الليل المحض والنهار المحض. وقوله تعالى: {قال أوسطهم} أي أعدلهم وخيرهم. ومنه قوله: {أمة وسطا} أي غير الأحبار وفلان من أوسط قومه وإنه لواسطة قومه ووسيط قومه أي من خياركم وأصل الحسب فيهم وقد وسط وساطة وسطة. وقوله تعالى: {فوسطن به جمعا} أي فتوسطن المكان وقد وسط البيوت يسطها إذا نزل وسطها. (وسع) (الواسع) من صفات الله تعالى الذي وسع رزقه جميع خلقه ووسعت رحمته كل شيء، وقال ابن الأعرابي: الواسع: الذي يسع لما يسأل، ويقال الواسع المحيط بكل شيء من قوله تعالى: {وسع كل شيء علما}. وقوله تعالى: {وسع كرسيه السموات والأرض} أي اتسع لهما. وقوله: {وسعت كل شيء رحمة وعلما} قال الأزهري: أي وسع كل برحمتك علمك وانتصبا على التمييز المحول ويقال: وسعت رحمة الله كل شيء ولكل شيء وعلى كل شيء. وقوله: {واسع عليم} أي جواد لا ينقصه تجوده عليم حيث يجعل فضله.

(وسق)

وقوله تعالى: {إلا وسعها} أي قدر طاقتها. وقوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} جعلنا بينها وبين الأرض سعة. وفي حديث جابر (فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عجز جملي وكان فيه قطاف فانطلق أوسع جمل ركبته قط) يريد أعجل جمل سيرا، يقال: جمل وساع وسير وسيع. (وسق) في الحديث (ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة) الوسق: سبعون صاعا بصاع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو خمسة أرطال وثلث، والوسق على هذا: مائة وستون مدا قال شمر: وكل شيء حملته فقد وسعته، ويقال لا أفعل ذلك ما وسقت عني الماء أي حملته، وقال غيره: الوسق ضمك الشيء إلى الشيء بعضه إلى بعض. ومنه قوله تعالى: {والليل وما وسق} أي: ما جمع وضم ويقال للذي

(وسل)

يجمع الإبل ويطردها واسق، وللإبل نفسها وسيقة، وطاردها يجمعها لئلا تتعثر عليه، وقد وسقتها فاستوسقت أي اجتمعت أي انضمت. ومنه (استوسقوا كما يستوسق جرب الغنم). قوله تعالى: {والقمر إذا اتسق} أي: اجتمع ضوءه في الليالي البيض، وقال مجاهد: استوى، وقال ابن عرفة: إذا تابع ليالي ينتهي منتهاه. وفي حديث أحد (أن رجلا كان/ يجوز المسلمين ويقول: استوسقوا) أي اجتمعوا ولا تفرقوا. (وسل) وقوله تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة} أي: القربة. (وسم) وقوله تعالى: {للمتوسمين} أي: المتقين في نظرهم حتى يعرفوا سمة الشيء وميسمته أي علامته، يقال: توسمت فه الخير إذا عرفت وسم ذلك فيه. وفي الحديث (بئس لعمر الله عمل الشيخ المتوسم والشاب المتلوم) يعني الممتلئ بسمة الشيوخ، والمتلوم: الذي يأتي القبيح فيجر اللائمة. قوله تعالى: {سنسمه على الخرطوم} أي: سيجعل له في الآخرة علما يعرف به أهل النار من سواد الوجوه، ويجوز أن يفرد بسمة على حدتها لأنه كان شديدا على النبي - صلى الله عليه وسلم -.

(وسن)

(وسن) قوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم} قال ابن عرفة: السنة: النعاس تبدأ في الرأس، فإذا صار إلى القلب فهو نوم ورجل وسنتان. باب الواو مع الشين (وشب) في الحديث قال لفلان: (إني أرى معك أوشابا) الأوشاب والأوباش والآشاب هم الأخلاط من الناس، وواحد الأشاب أشابة. (وشج) في حديث خزيمة بن حكيم السلمى (أفنت أصول الوشيج) يعني السنة والوشيج: ما التفت من الشجر، ومنه يقال: رحم واشجة أي مشتبكة أراد أنها أفنت أصول الشجر إذا لم يبق في الأرض ثرى. (وشح) في حديث عائشة رضي الله عنها/ (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوشحني وينال من رأسي) قولها يتوشحني أن يعانقني وينال من رأسي يريد القبلة. ) وشر) في الحديث (لعن الواشرة والمستوشرة) قال أبو عبيد: الواشرة المرأة تنشر أسنانها حتى يكون لها أشر وهو تحدد ورقة تكون في أطراف أسنانا لأحداث تفعله المرأة الكبيرة تتشبه بأولئك، والموتشرة التي تسل أن يفعل بها ذلك. (وشظ) في حديث الشعبي (إياكم والوشائظ) يرد السفل، وقال الأصمعي: الأوشاط: الدخلاء في القوم الواحد وشيظ.

(وشع)

(وشع) في الحديث (والمسجد يومئذ وشيع بسعف) الوشيع: شريحة من السعف يلقى على خشبة السقف والجمع وشائع. وأخبرني ابن عمار عن أبي عمر الوشيع عريش يبنى للرئيس في العسكر يشرف منه على عسكره. (وكان أبو بكر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الوشيع) يعني العريش يوم بدر. (وشق) في الحديث (فأتى بوشيقة يابسة) قال أبو عبيد: هي اللحم يؤخذ فيغلى إغلاءة، ويحمل في الأسفار ولا ينضج فيهترأ وقد وشقت اللحم فانشق واتشقت اللحم أيضا قال: فلا تهد منها واتشق وتجبجب وقال غيره الوشيقة القديد. في الحديث (فتوشقوه بأسيافهم) أي قطعوه كما يقطع اللحم إذا قدد. (وشل) في حديث الحجاج (أنه قال لحفار حفر له بئرا: أخسفت أم أوشلت) الوشل: الماء القليل الذي يقطر، وقد وشل الماء يشل./ (وشم) في الحديث (لعن الواشمة والمستوشمة) وروى (المتوشمة) الوشم في

باب الواو مع الصاد

اليد أن يغرز كف المرأة ومعصمها بإبرة، ثم يغشى بالكحل أو النوود فيخضر، وقد وشمت تشم وشمًا فهي واشمة، والموتشمة: التي يفعل بها ذلك. قوله تعالى: {لا شية فيها} كان في الأصل وشية كالزنة والصلة والعظة يقول: ليس فيها لون مخالف معظم لونها، وأصله من وشى الثوب إذا نسجه على لونين وثر موشى في وجهه وقوائمه سواد قال ابن عرفة: الشية اللون ولا يقال لمن نم. واش يغير الكلام ويلونه فيجعله ضروبًا ويزين منه ما شاء. وفي حديث الزهري (أنه كان يستوشى الحديث) أي: يستخرجه بالبحث، والمسألة كما يستوشي الرجل جرى الفرس وهو ضربه جنبه بعقبيه وتحريكه فيجري، يقال: أوشى فرسه واستوشاه. في الحديث (فدق عنقه إلى عجب ذنبه فائتشى محدودبًا) معناه أنه برأ من الكسر الذي أصابه والتأم، قال أبو عبيد، عن أبي عمرو: انتشي العظم إذا برأ من كسر كان به. باب الواو مع الصاد (وصب) قوله تعالى: {وله الدين واصبا} قال ابن عرفة: الواصب: الباقي الدائم

(وصد)

والمعنى له الحكم دائما أبدًا، وحكم غيره زائل فذلك ثبوت دين الله أنه باق، وما سواه مضمحل قال: ويقال للعليل وصب إذا ألزمه الوجع وثبت به/ وقد واصب على الأمر وواكب وواظب أي دام عليه. وقيل أيضا في قوله تعالى: {ولهم عذاب واصب} أي: موجع من الوصب، وقد وصب يوصب فهو مصب إذا لزمه الوجع. في الحديث (إن فارعة بنت أبي الصلت قال لأخيها أمية: هل تجد شيئا؟ قال: لا، إلا توصيبًا) أي: فتورا والتوصيب، والتوصيم واحد كما يقال دائم وواصب ودائب، ولازم ولازب. (وصد) قوله تعالى: {نار مؤصدة} أي: منطبقة يهمز، ولا يهمز، وقد وصدت الباب، وآصدته أي أغلقته. وقوله تعالى: {باسط ذراعيه بالوصيد} الوصيد: قباء الكهف عند عتبته. (وصر) في حديث شريح (أن رجلين اختصما إليه فقال أحدهما: إن هذا اشترى مني أرضًا وقبض مني وصرها) قال القتيبي: الوصر كتاب الشراء يريد أخذ مني كتاب شرائها، والأصل فيه: إصرًا وهو العهد وإنما سمي كتاب الشراء إصرًا لما فيه من العهود، قال الله تعالى: {وأخذتهم على ذلكم إصري} وسمعت أبا منصور يقول: الوصرة: القبالة بالذرية، وأنشد: وما اتخذت صداما للمكوت بها .... وما انتقيتك إلا للوصرات وقد مر تفسير البيت.

(وصع)

(وصع) في الحديث (فيتواضع لله حتى يصير مثل الوصع) قال الشيخ: الوصع: صغار العصافير والجمع الوصعات، قال أبو حمزة: الوصيع صوته ويقال الصعو والوصع واحد./ (وصف) قوله: {سيجزيهم وصفهم} أي: جزاء وصفهم الذي هو كذب. وقوله تعالى: {والله المستعان على ما تصفون} أي: تكذبون. وفي الحديث (نهى عن بيع المواصفة) قال القتيبي: هو أن يبيع ما ليس عنده، ثم يبتاعه فيدفعه إلى المشري، قيل له ذلك: لأنه باع بالصفة من غير نظر ولا حيازة ملك. وفي حديث عمر رضي الله عنه (إن لا يشف فإنه يصف) أي: يصفها الثوب الرقيق كما يصف الرجل بلغته. وفي الحديث (وموت يصيب الناس حتى يكون البيت بالوصيف) قال شمر: يقول: يكثر الموت حتى يصير موضع غير بعيد من كثرة الموت مثل الموتان الذين وقع بالبصرة وبيت الرجل قبره. (وصل) قوله تعالى: {لا وصيلة} قال أبو بكر: الوصيلة الشاة كانت إذا ولدت

ستة أبطن عناقين عناقين وولدت في السابع عناقًا وحديًا، قالوا: وصلت أخاها فأحلوا لبنها للرجال وحرموه على النساء، وقال ابن عرفة: الوصيلة من الغنم كانوا إذا ولدت الشاة ستة أبطن، فإذا كان السابع ذكرا ذبح وأكل منه الرجال والنساء، وإن كان أنثى تركت في الغنم، وإن كانت أنثى قالوا: وصلت أخاها فلم يذبح، وكان لحمها حرامًا على النساء. وقوله تعالى: {فلما رأي أيديهم لا تصل إليه} أي لما رآهم لا يأكلون. وقوله تعالى: {ولقد وصلنا لهم القول} قال ابن عرفة: أي أنزلناه شيء بعد شيء يصل بعضه ببعض ليكونوا له أدعى/. وقوله تعالى: {إلا الذين يصلون إلى قوم} يغنمون. وفي الحديث (من اتصل فأعضوه). وفي حديث آخر (أنه أعضى إنسانًا اتصل) أي: دعا دعوى الجاهلية هو أن يقول: يال فلان. وفي حديث عبد الله (إذا كنت في الوصيلة فأعط راحلتك حظها) الوصيلة: العمارة والخصب، وإنما قيل لها الوصيلة لا تصالها، واتصال الناس فيها، وقال بعضهم: الوصيلة: أرض مكلية تتصل بأخرى ذات كلأ. وفي حديث عمرو (ما زلت أرم أمرك بوذائله وأصله بوصائله) قال القتيبي: الوصائل ثياب يمانية.

(وصم)

ومنه الحديث (كسا الكعبة الوصائل) ضرب هذا مثالاُ لا حكاية إياه ويجوز أن يكون المراد بالوصائل الصلات جمع وصيلة. في الحديث (لعن الواصلة والمستوصلة) يعني المرأة التي تصل شعرها بشعر آخر. في الحديث (نهى عن الوصال) هو أن لا يفر أيامًا تباعًا. (وصم) في كتاب وائل بن حجر (ولا توصيم في الدين) يقول: لا تفتروا في إقامة الحد، ولا تحابوا فيها، والوصم: الكسل والتواني: في حسب فلان وصمة أي غميزة. (وصى) قوله تعالى: {يوصيكم الله} يفرض عليكم، لأن الوصية من الله فرض.

باب الواو مع الضاد

وقوله تعالى: {أتواصوا به} قال الأزهري: أي أوصي أولهم آخرهم، والألف ألف استفهام، ومعناه التوبيخ. والوصي تكون الموصي والموصى عليه، وأصله من وصى البنت يصي إذا اتصل./ باب الواو مع الضاد (وضأ) في الحديث (توضأوا مما غيرت النار) قيل: معناه نظفوا أيديكم من الزهومة، وكان جماعة من الأعراب لا يغسلونها ويقولون: فقدها أشد من ريحها، واشتقاق الضوء من الوضاءة، وهي الحسن، وقال الأصمعي: قلت لأبي عمرو: ما الوضوء؟ الوضوء بالضم مصدر وضوء وضاءة ووضوءا، وقال غيره: الوضوء التوضؤ وهو مصدر، والوضوء بالفتح اسم من يتوضأ به. ومنه الحديث: (في فضل إسباغ الوضوء في السبرات) يعني ما لا يجوز الصلاة إلا به وهو ما أجمع عليه المسلمون من إقامة حدودها. وروى عن الحسن (الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر، والوضوء بعد الطعام ينفي اللمم) هذا بضم الواو، وأراد التوضؤ الذي هو غسل اليد. وروى عن قتادة: (من غسل يده فقد توضأ). في الحديث: (ذكر الميضاة) وهي مطهرة يتوضأ بها مفعلة من الوضوء

(وضح)

(وضح) في الحديث: (أن يهوديًا قتل جارية على أوضاح لها) قال أبو عبيد: يعني حلى فضى. (وفي الشجاج الموضحة) وهي التي تبدى وضح العظم أي بياضه والوضح بياض الصبح، وبياض الغرة، والتحجيل وضح أيضا، وهي الأوضاح، والبرص وضح ووضح القدم باطنه، واللبن يقال له وضح أيضا. وفي المبعث: (أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يلعب وهو صغير/ بعظم وضاح) وهي لعبة صبيان الأعراب يعمدون إلى عظم أبيض يرمونه بعيدًا بالليل ثم يتفرقون في طلبه فمن وجده منهم ركب صاحبه. وفي الحديث: (أنه أمر بصيام الأوضاح) يعني: أيام البيض يقال أوضح الصبح إذا بان بيانًا شافيًا. وفي حديث آخر (من الوضح إلى الوضح) يريد الهلال إلى الهلال وأصل الوضح: البياض توضحت الشيء واستوضحته تعمدته لأراه. وفي الحديث: (غيروا الوضح) أي: بياض الشيب. (وضر) وفي الحديث: (أنه رأي بعبد الرحمن بن عوف وضرًا من صفرة) أي: لطخًا

(وضع)

من خلوق أو طيب له لون، وذلك من فعل العروس إذا بنى بأهله قال شمر: يقال: وضر الإناء يوضر إذا اتسخ ويكون الوضر من الصفرة والحمرة والطيب. (وضع) قوله تعالى: {ولأوضعوا خلالكم يبغونكم} أي: حملوا ركابكم على العدو السريع، وقد وضع البعير يضع أوضعه راكبه. ومنه الحديث (وأوضح في وادي محسر) ويقال الإيضاح سير مثل الخبب وأوجف يوجف إيجافًا. وفي حديث طهفة (لكم يا بني نهد ودائع الشرك، ووضائع الملك) يريد لكم الوظائف التي توظفها على المسلمين في الملك لا يتجاوزها ولا يزيد عليكم فيها، وهو ما يلزم الناس في أموالهم من الصدقات والزكوات. وفي الحديث: (إنه نبي، وإن اسمه وصورته في الوضائع) قال الأصمعي: الوضائع كتب تكتب فيها الحكمة. وفي الحديث: (من رفع السلاح ثم وضعه/ فدمه هدر) قيل في تفسير (ثم وضعه) أي قاتل به، وضرب به يعني في الفتنة وهو مثل قوله (ليس في الميشات قود) أراد الفتن وليس معناه الوضع من اليد، يقال وضع القوم أيديهم في الطعام إ ذا أكلوه ومنه قول سديف:

(وضم)

فضع السيف وارفع السوط حتى .... لا ترى لفوق ظهرها أمويا يقول: ضع السيف على المضروب به وارفع السوط للضرب. وفي الحديث: (من أنظر معسرًا أو وضع له) أي حط له من أصل المال شيئًا. (وضم) في الحديث: (إنما النساء لحم على وضم إلا ماذب عنه) قال الأصمعي: الوضم الخشبة، أو البارية التي يوضع عليها اللحم قال: فيهن الضعف مثل ذلك اللحم الذي لا يمتنع من أحد إلا أن يذب عنه، وقال الأزهري: إنما خص اللحم على الوضم وشبه النساء به لأنه من عادة العرب في باديتها إذا نحر بعير لجماعة يقتسمون لحمه أو يقلعوا شجرًا كثيرًا ويوضم بعضه على بعض ويعضى اللحم ويوضع عليه ثم يلقى لحمه على عراقه ويقطع على الوضم هبرًا للقسم وتؤجج نارًا، إذا سقط جمرها اشتوى من حضر شيئًا بعد شوائه على ذلك الجمر لا يمنع أحد منه إذا وقعت المقاسم حول كل شريك قسمه عن الوضم إلى بيته ولم يعرض له أحد فشبه عمر رضي الله عنه النساء وقلة امتناعهن على طلابهن من الرجال باللحم ما دام على الوضم. (وضن) قوله تعالى: {على سرر موضونة} قال مجاهد: مرمولة بالذهب، ويقال: ما أدخل بعضه في بعض بالمنسوج/ وقال الأزهري أي مرمولة منسوجة الدروع وكل شيء وضعت بعضه على بعض فهو موضون.

باب الواو مع الطاء

وفي حديث عبد الله بن عمر: إليك تعدو قلقًا وضينها الوضين بطان منسوج بعضه على بعض، ومنه قيل للدروع موضونه أي مداخلة الحلق في الحلق. باب الواو مع الطاء (وطأ) قوله عز وجل: {ليواطئوا عدة ما حرم الله} أي: ليوافقوا والمواطأة الموافقة والمماثلة، ويقال: وطأت الشعر إذا قال بيتين على قافية واحدة والوطاء في الشعر وواطأ واحدة. ومثله قوله: {أشد وطئًا} أي: مواطأة، وهي المواطأة والموافقة وذلك أن اللسان يواطئ العمل، والسمع يواطئ فيها القلب، ومن يقرأ (أوطأ) فمعناه أبلغ في القيام وأوطأ للقائم وقيل: أبلغ في الثواب ويجوز أن يكون معناه أي أغلط على الإنسان من القيام بالنهار وكأن الليل جعل سكنا. وقوله تعالى: {لم تعلموهم أن تطئوهم} أي: تنالوهم بمكروه يقال وطئهم العدو إذا نكى فيهم. ومنه الحديث: (اللهم اشدد وطئتك على مضر) أي: خذهم أخذًا شديدًا وقد وطئنا العدو وطأة شديدة وتكون بالقدم وبالقوائم وبالخيل أيضًا قال جرير:

خيبات مجاشعًا وشددت وطائ .... على أعناق تغلب واعتمادي/ ومنه الحديث: (آخر وطأة لله بوج) يعني آخر وقعة، ووج هي الطائف وكانت غزوة الطائف آخر غزوات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وفي الحديث: (أقربكم مني مجالس يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا الموطأون أكنافًا الذين يألفون ويؤلفون) قال: المراد هذا مثل وحقيقته أن التوطئة هي التذليل والتمهيد، يقال: دابة وطئ لا تحرك راكبها وفراش وطئ وتثير لا يؤذى جنب النائم، فأراد أن ناحيته يتمكن فيها صاحبها غير مؤذي ولا تاب به موضعه والأكناف الجوانب يقال هو في كنفه. في الحديث: (أنه قال للخراص: احتاطوا لأهل المال في النائبة والواطئة) الواطئة: المارة السابلة، سموا بذلك لوطئهم الطريق يقال بنو فلان يطأهم الطريق إذا كانوا ينزلون قريبا ً منه يريد يطأوهم أهل الطريق يقول: استظهروا في الخرص لما ينوبهم وينزل بم من الضيفان، وقال أبو السعيد الضرير: هي الوطايا واحدتها وطئة، وهي تجري مجرى العربة سميت بذلك، لأن صاحبها وطأها لأهله فهي لا تدخل في الخرص، وقال غيره: الواطئة سقاطة التمر يقع فتوطأ بالأقدام فاعل بمعنى مفعول كقوله تعالى: {لا عاصم اليوم من أمر الله} أي لا معصوم، وقد يجئ مفعول بمعنى فاعل، ومنه قوله تعالى: {حجابًا مستورًا} أي ساترًا. ومنه قوله تعالى: {كان وعده مأتيًا} أي آتيا. في الحديث: {أن رعاء الإبل، ورعاء الغنم تفاخروا عنده فأوطأهم رعاء

(وطد)

الإبل غلبة) أي: غلبوهم وقهروهم بالحجة، وأصله أن من صارعته أو قابلته فصرعته أو أثبته فقد وطئته أو وطأته غيرك. وفي الحديث: (فأخرج إلينا ثلاث أكل من وطيئة) الوطيئة الغرارة وهي القعيدة أيضا يكون فيها الكعك والقديد. وفي حديث عمار (أن رجلا وشى إلى عمر رضي الله عنه فقال: اللهم إن كان كاذبًا فاجعله موطأ العقب) قال القتيبي: كثير الاتباع، كأنه دعا عليه أن يكون سلطانًا يطأ الناس عقبه أي يتبعونه ويمشون وراءه أو يكون رأسًا أو ذا مال فيتبعه الناس. وفي الحديث: (إن جبريل عليه السلام صلى به العشاء حتى غاب الشفق واتطأ العشاء) هو افتعل من وطأته يقال وطأت الشيء فاتطأ أي هيأته فتهيأ، وأراد كمل ظلام العشاء وأوطأ بعض الظلام بعضًا. (وطد) في حديث ابن مسعود: (فوطده إلى الأرض) أي: غمزه، يقال: ودته أطده إذا وطئته وغمزته وأثبته فهو موطود ومنه الوطيدة وهي خشبة أو حجر يوطد به المكان الذي يؤسس لبناء أو غيره فيصلب ويمطده النجاد معروفة. وفي حديث البراء: (أنه قال لخالد بن الوليد طدني إليك) أي: ضمني إليك من قولك وطد يطد، وكان حماد بن سلمة يروي (اللهم اشدد وطدتك على مضر).

(وطر)

(وطر) قوله: {فلما قضى زيد منها وطرًا} الوطر: كل حاجة لكون من همتك فإذا بلغها الإنسان، فقد قضى وطره وإربه./ (وطف) وفي الحديث: (وفي أشفاره وطف) أي: طول وقد وطف يوطف فهو أوطف وكل طويل مسترسل كالسحابة المتدالية من الأرض أوطف ومنه قبل للسحابة وطفاء. (وطن) قوله تعالى: {في مواطن كثيرة} أي: أمكنة، يقال: استوطن فلان المكان إذا قام به، وأوطنته مثله. وفي الحديث: (نهى عن إيطان المسجد). باب الواو مع العين (وعب) في الحديث: (إن النغمة الواحدة تستوعب جميع عمل العبد) أي: تأتي عليه، وإذا استؤصل الشيء فقد استوعب. ومنه الحديث: (في الأنف إذا استوعب جدعه الدية) ويروى (أوعب كله) معناه: استؤصل جدعا.

(وعث)

وفي حديث حذيفة: (في الجنب ينام قبل أن يغتسل فهو أوعب للغسل) يعني أنه أحرى أن يخرج كل بقية في ذكره من الماء. وفي حديث عائشة رضي الله عنها (كان المؤمنون يوعبون في النفير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيدفعون مفاتيحهم إلى ضمناهم ويقولون: إن احتحتم فكلوا). يوعبون: أي يخرجون بأجمعهم في المغازي، يقال: أوعب بنو فلان. ومنه الحديث: (أوعب الأنصار مع علي رضي الله عنه إلى صفين) أي: لم يتخلف منهم أحد عنه، وبيت وعيب أي واسع وركض وعيب وهو أقصى ما عند القوس. (وعث) في الحديث: (نعوذ بك من وعثاء السفر) يعني: شدته ومشقته، وأصله من الوعث وهو الدهس، وهو الرمل الرقيق والمشي فيه يشد على صاحبه يجعل مثلا لكل ما يشق على صاحبه. (وعد) قوله تعالى: {يوعدون} يقال: وعدته خيرًا، ووعدته شرا، فإذا لم يذكر واحدًا منهما قلت: في الخير وعدته، وفي الشر أوعدته، وقد أوعدته كذا وأوعدته بكذا.

(وعر)

وقوله: {وما أخلفنا موعدك بملكنا} قال مجاهد: عهدك وكذلك قوله (أخلفتم موعدي) قال: عهدي. وقوله تعالى: {وفي السماء رزقكم وما توعدون} رزقكم المطر وما توعدون الجنة. وقوله تعالى: {الشيطان يعدكم الفقر} أي يخوفكم به فحملكم على منع الزكوات وتقول: هذا غلام يعد سكرا رشدا وهذه الغداة تعد بردًا إذا عرفت أمارات ذلك فيه. (وعر) في حديث أم زرع: (وزوجي لحم جمل غث على رأس جبل وعر) أي غليظ حزن يصعب الصعود إليه شبهته بلحم لا ينتفع به ولا يطلب لقلة جيره. (وعظ) في الحديث: (يأتي على الناس زمان يستحل فيه الربا بالبيع، والقتل بالموعظة) هو أن يتقل البري ليتعظ به المريب. (وعق) في حديث عمر رضي الله عنه: (وذكر بعض الصحابة فقال: وعقة لقس) الوعقة، واللقس، والضبيس، والشرس الشديد الخلق الصعب النفس. (وعل) في الحديث: (لا تقوم الساعة حتى تهلك الوعول) يعني الأشراف.

(وعا)

(وعا) قوله تعالى: {وتعيها أذن واعية} أي حافظة ما سمعت عاملة به يقال وعيت العلم وأوعيت المتاع./ ومنه قوله: {والله أعلم بما يوعون} قال الفراء: أي ما يجمعون في صدورهم من التكذيب والإثم. وأخبرني ابن عمار عن أبي عمر عن أبي العباس قال: الوعي: الحافظ الكيس الفقيه المسلم. وفي الحديث: (الاستحياء من الله أن لا تنسوا المقابر والبلى وأن لا تنسوا الجوف وما وعى) أي: وما حشوته من الطعام والشراب حتى يكونا من حلهما وأراد بالجوف البطن والفرج وهما الأجوفان ويقال بل أراد القلب والدماغ لأنهما مجمعا العقل. وفي حديث أبي أمامة: (لا يعذب الله قلبًا وعلى القرآن) قال أبو بكر: معناه عقل القرآن إيمانًا به، وعملًا فأما من حفظ ألفاظه، وضيع حدوده، فإنه غير واع له، والدليل على ذلك الحديث المروري في الخوارج (يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم). باب الواو مع الغين (وغب) في حديث الأحنف: (إياكم وحمية الأوغاب) هم الأوغاد اللئام، الواحد وغب، والأوقاب: الحمقى الواحد وقب وإنما قيل له وقب، لأنك تريد أنه أجوف

(وغل)

لا عقل له كما قال الله تعالى: {وأفئدتهم هواء} أي: خالية لا تعي خيرًا وأصل الوقبة النقبة في الحجر أو الجبل وكل شيء نقبته فقد وقبته. (وغل) في الحديث: (إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق) أي: سر فيه برفق والإنغال السير الشديد، والوغول: الدخول في الشيء، وقد وغل يغل وغولًا، ومنه قيل للطفيلي واغل./ وفي حديث عكرمة: (من لم يغتسل يوم الجمعة فليستوغل) يريد ليغسل المغابن والبواطن، وأصله من وغلت في الشيء إذا دخلته حتى بلغ أقصاه. باب الواو مع الفاء (وفر) قوله تعالى: {جزاء موفورًا} أي: موفرًا، يقال: وفرته أفره فهو موفور أي لا تنقصون من جزائكم شيئًا. ومن كلامهم: إذا عرض على أحدهم الطعام أو غيره أن يقول: توفر ويحمد أي لا ينقص من مالك ولا من عرضك شيء على معنى الدعاء أي لا زلت محمودًا وقد وفرت عرضك أفره إذا لم أنتقصك شيئًا. (وفض) قوله تعالى: {كأنهم إلى نصب يوفضون} أي: كأنهم نصب لهم شيء فهم يسرعون إليه ويستبقون، نوقد وفض بفض وأوفض يوفض إذا أسرع في عدوه. في الحديث: (أنه أمر بصدقة أن توضع في الأوفاض) قال أبو عبيد: هم الفرق من الناس والأخلاط قال: وقال الفراء: هم الذين مع كل واحد منهم وفضه يلقي فيها طعامه وشرابه، وهو مثل الكنانة الصغيرة.

(وفه)

وفي كتاب وائل بن حجر: (ومن زنى من بكر فاصقعوه) ذا أي اضربوه والصقع الضرب: (واستوفضوه عامًا) أي غربوه وانفوه واطردوه وأصله من قولك استوفضت الإبل: إذا تفرقت في رعيها. ومنه: (قيل للأخلاط الأوفاض) قال بعضهم: المستوفض النافر/ من الذعر ومنه قول دي الرمة: مستوفض من بات النفر مشهوم كأنه طلب وفضه أي عدوه يقال: وفض وأوفض إذا عدا. (وفه) في الحديث: (في كتاب كتبه - صلى الله عليه وسلم - لأهل نجران لا يحرك راهب عن رهبانيته ولا وافه عن وفهيته) رواه نقلة الحديث وافه عن وفهيته) رواه نقلة الحديث وافه بالقاف والصواب بالفاء، وقال الليث: الوافه القيم الذي يقوم على بيت النصارى الذي فيه صليبهم بلغة أهل الجزيرة، وقال ابن الأعرابي: هو الواهف، وكأنهما لغتان. (وفا) قوله تعالى: {إني متوفيك} قال الفراء: تقديم وتأخير أي رافعك إلي ومتوفيك قال: وقد تكون الوفاة قبضًا ليس بموت فقال: توفيت حقي من فلان واستوفيته بمعنى واحد وقال غيره: متوفيك أي مستوفٍ كونك في الأرض وقال القتيبي: قابضك من الأرض من غير موت. قوله تعالى: {يتوفاكم بالليل} أي: ينيمكم، والوفاة النوم هاهنا قال ذو الرمة:

صريع تنايف ورقيق صرعى ..... توبوا آجال الحمام وقوله تعالى: {قل توفاكم ملك الموت} أي: يستوفي في عددكم وقوله: {الله يتوفى الأنفس حين موتها} فالنفس التي تتوفى وفاة الموت هي التي تكون فيها الحياة والنفس والحركة، وهي الروح، والنفس التي تتوفى في النوم هي النفس المميزة العاقلة فهذا الفرق بين النفسين ومنه قوله تعالى: {وهو الذي يتوفاكم بالليل} أي: يميتكم. وقوله تعالى: {وإبراهيم الذي وفى} أي: وفى فهام الإسلام امتحن بذبح ابنه فعزم عليه وصبر على عذاب قومه واختتن فصبر على مضضه ففد وفى عدد ما أمر به، وقيل: وفي بمعنى وفى ولكنه أوكد. وقوله: {الذين إذا اكتالوا على الناس بيستوفون} يقال: استوفيت عليه الكيل إذا أخذته منه تامًا كافيًا وعلى بمعنى من. وفي الحديث: (إنكم وفيتم سبعين أمة أنتم خيرها) أي: تمت العدة بكم سبعين أمة، وقال أبو الهيثم: يقال وفي الكيل، ووفى الشيء إذا تم وأوفيته أتممته، قال الله تعالى: {وأوفوا الكيل} ووفى ريش الطائر بلغ كمال التمام، ودرهم واف وكيل واف. وفي الحديث: (وافية أعينها وآذانها) أي: تامة يقال وفي شعره إذا تم وطال. ومنه الحديث: (فمررت بقوم شفاههم كلما قرضت وفت).

باب الواو مع القاف

باب الواو مع القاف (وقب) قوله تعالى: {ومن شر غاسق إذا وقب} أي: دخل في كل شيء وأظلم يعني الليل. وفي الحديث: (لما رأي الشمس قد وقبت، قال: هذا حين حلها) أي: غابت ومعنى حلها أي وقت وجوب صلاة المغرب. (وقت) قال الله تعالى: {وإذا الرسل أقتت} وقرئ (وقتت) أي: جعل لها وقت واحد للفصل والقضاء بين الأمة والألف بدل من الوار وقال ابن عرفة: أقتت أي جمعت للميقات، وهو يوم القيامة والميقات يصير الوقت. ومنه قوله: {ولما جاء موسى لميقاتنا} أي: لوقت الذي وقتنا له./ وقوله تعالى: {كتابًا موقوتًا} أي: فرضًا مؤقتًا. (وقد) وقوله: {وقودها الناس والحجارة} الوقود بفتح الواو الحطب، والوقود مصدر وقدت النار تقدد وقودا، وتوقدت واستوقدت بمعنى واحد وتكون استوقد بمعنى أوقد. ومنه قوله: {كمثل الذي استوقد نارا} أي: أوقدها.

(وقذ)

(وقذ) وقوله تعالى: {والموقوذة} يعني التي تقتل بعصا أو حجارة لا حد لها فتموت بغير ذكاة، يقال: وقدتها أقدها إذا أثخنتها ضربًا. وفي حديث عائشة تصف أباها رضي الله عنهما: (وكان وقيذ الجوانح) أخبرت أنه كان محزون القلب كأن الحزن قد ضعفه وكسره، والجوانح: تجن القلب فلذلك قالت: (وقيذ الجوانح). وفيه: (فوقذ النفاق) أرادت أنه دمغه وكسره. وفي حديث عمر رضي الله عنه (إني لأعلم متى تهلك الهرب إذا ساسها من لم يدرك الجاهلية فيأخذ بأخلاقها، ولم يدركه الإٍسلام فيقذه الورع) أي يسكنه ويبلغ به مبلغا يمنعه من انتهاك مالا يحل ولا يجمل فقال: وقذه الحلم إذا سكنه، وقال أبو السعيد: الوقذ الضرب على رأس القفا فتصير هدتها إلى الدماغ فيذهب إلى العقل. (وقر) وقوله تعالى: {وفي آذاننا وقر} أي: ثقل، وقد وقرت أذنه توقر ووقرت توقر. وقوله تعالى: {ما لكم لا ترجون لله وقارا} أي: لا تخافون لله عظمة. وقوله تعالى: {وتوقروه} أي: تعظموه وتفخموا شأنه.

(وقش)

وفي الحديث: (ووقير كثير الرسل) قال ابن السكيت: الوقير: أصحاب الغنم، والقرة والقار الغنم، وقال أبو عبيد: القار الإبل، والوقير والوقرة: الغنم، ويصدق هذا الحديث قول أبو عبيد وقول مهلهل: كان التابع المسكين فيها ... أجير في حدايات الوقير يحتمل كلا القولين (وقش) في الحديث: (دخلت الجنة فسمعت وقشا) قال ابن الأعرابي: هو الحركة، وقال أبو زيد: الوقشة أيضا. (وقص) في الحديث: (فوقصت به ناقته) قال أبو عبيد: الوقص كسر العنق ومنه قيل الرجل: أوقص إذا كان مائل العنق قصيرها. وفي حديث علي رضي الله عنه: (أنه قضى في العارضة والقامصة والواقصة بالدية أثلاثا) وهن ثلاث جواري ركبت إحداهن الأخرى فقوصت الثالثة المركوبة فقمصت فسقطت الراكبة فقصى الشي وقصمت أي انداق عنقها ثلثي الدية على صاحبتها، فالواقصة بمعنى الموقوصة كما قال لمشوة بمعنى ماشورة، قال الشاعر: لنذعيل الأيتام طعنه ناشرة .... أنا شز لا زلت يمينك آشوة أي: ما شودة

(وقط)

وفي حديث معاذ: (أنه أتى بوقص في الصدقة) قال أبو عمرو: الوقص: هي ما وجبت الغنم فيه من فرائض الصدقة في الإبل ما بين الخمسين إلى العشرين قال أبو عبيد: هو عندنا ما بين الفريضتين وهو ما زاد على الخمس إلى تسع وجمعه أقاص، ويعطى الناس بجعل الأوقاص في البقر خاصة والأشتاق في الإبل. وفي الحديث: (ركب فرسًا فجعل يتوقص) أي: ينزو ويثب به ويقارب الخطو./ وفي حديث جابر: (وكانت على بردة فخالفت بين طرفيها ثم تواقصت عليها لا تسقط) تقول: أمسكت عليها بعنق وهو أن يحني عليها عنقه والأوقص الذي قصرت عنقه. (وقط) في الحديث: (كان إذا نزل الوحي وقط في رأسه) وبعضهم يرويه بالظاء فمن رواه بالطاء أراد وضع رأسه يقال ضربه فوقطه إذا صرعه ومن رواه بالظاء أراد ثقل رأسه عاقبت الظاء الذال يقال وقذت الرجل أقذه وقد وقذه الضرب والسكر إذا أثقله وأضعفه. (وقع) قوله تعالى: {إن عذاب ربك لواقع} أي: واجب على الكفار. ومنه قوله: {وإذا وقع القول عليهم} أي: وجب، وقيل: ثبتت الحجة عليهم.

وكذلك قوله: {فوقع الحق} أي ثبت قال أبو زيد: واستحدث القوم أمرًا غير ما همو ..... وطار أبصارهم شتى وما وقعوا أي ما ثبتوا. وقوله تعالى: {إذا وقعت الواقعة} أي قامت القيامة ويقال لكل شيء آت كان يتوقع قد وقع. وقوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم} أي مساقطها وكل مواقع النجوم نجوم القرآن في نزوله شيئًا بعد شيء وهو قرآن ابن عباس. في الحديث: (اتقوا النار ولو بشق تمرة فأنها تقع من الجائع موقعها من الشبعان) قال بعضهم: إن شق التمرة لا يغني من جوع ولا يتبين له كبير موقع على الجائع إذا تناول كما لا يتبين على الشبعان إذا أكله فلا يعجزوا الجائع إن تصدقوا به وقيل: لأنه يسأل هذا شق تمرة وذا شق تمرة، والثالث والرابع فيجتمع له ما يسد به جوعته. وفي حديث أم سلمة قالت لعائشة رضي الله عنها (اجعلي حصنك بيتك ووقاعة الستر قبرك حتى نلقيه) قال القتيبي: وقاعة الستر موقعه على الأرض إذا أرسلته وهي موقعته أيضًا وكذلك موقعه الطائر. وفي حديث عمر رضي الله عنه: (من يدلني على نسيج وحده فقالوا: ما نعلمه غيرك فقال: ما هي الإبل موقعها ظهورها) الموقع: الذي تكثر آثار الدبر بظهره أراد أنا مثل تلك في العيب.

(وقف)

وفي حديث أبي: (أنه قال لرجل لو اشتريت دابة نقيك الوقع) الوقع أن تصيب الحجارة القدم فتوهنها يقال وقعت وقع وقعًا. وفي المثل: كل الحذاء تحدى الحافي الوقع. (وقف) في الحديث: (المؤمن وقاف متأن) الوقاف: هو المتأني بعينه، ويقال للمحجم عن القتال وقاف قال دريد: فما كان وقافا ولا رعش اليد في الحديث: (ولا واقفا من وقيفاه) الواقف: خادم البيعة لأنه وقف نفسه على خدمتها الوقفي الخدمة. (وقل) وفي حديث أم زرع: (ليس بلبد فيتوقل) قال أبو بكر: التوقل: الإسراع يقال توقل في الجبل إذا [أسرع] فيه ووقل كذلك. ومنه حديث ظبيان قال: (فتوقلت بنا القلاص) وقال غيره: إذا صعد فيه. (وقا) قوله تعالى: {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} قال ابن عباس: يقول: إنه أنا أهل لأن اتقى، فإن عصيته فإني أهل أن أغفر قال: [والتقوى اسم] ابن علي فعلى وهو التوقي/ من المعاصي، والأصل فيها وقوى قلبت الواو فيها ياء من وقيته أقيه منعته ورجل تقي أصله وقى، وكذل تقاه كانت في الأصل وقاه

كما قالوا: تجاه، والأصل وجاه وتراث والأصل وراث وهو قوله: {إلا أن تتقوا منهم تقاة} أي اتقاء مخالفة القيل وجمع التقاة تقي مثل طلاة وطلئ للعتق وقرئ تقية والتقية والتقاة اثنان يوضعان موضع الاتقاءة، وقال ابن عرفة في قوله (إلا أن تتقوا منهم تقاة) أي يكون لهم عهدًا ذمام أو رحم فتحالفون على ذلك وتجابلون عليه. وقوله: {وآتاهم تقواهم} أي جزاء تقواهم. وقوله: {لعلكم تتقون} قال ابن عرفة: أي لعلكم أن تجعلوا بقبول ما أمركم الله به وقاية بينكم من النار ومن هذا قول العرب اتقاة بحقه أي استقبله فكأنه جعل دفعة حقه إليه وافية له من المطالبة. ومنه قول علي رضي الله عنه: (كنا إذا احمر البأس اتقينا بالنبي - صلى الله عليه وسلم -) أي جعلناه وقاية لنا من العدو. قال وقوله: {فكيف تتقون إن كفرتم يوما} يقول: كيف يكون بينكم وبين العذاب واقية إذا جحدتم يوم القيامة؟ وقوله تعالى: {أفمن يتقي بوجهه} أي: يتوقى. قال عنترة: إذ يتقون في الأسنة لم أخم عينها ولكنني تضايق مقدمي أي: تقدموا إلى القتال فيتوقون في حرها. وقوله تعالى: {وما لهم من الله من واق}.

باب الواو مع الكاف

ومنه الحديث: (من عصى الله يقه الله واقية) وكل من/ وقى شيئا فهو له واقية. وفي الحديث: (فوقى أحدكم وجهه النار) فهذا خبر معناه الأمر أي ليق أحدكم وجهه النار بالصدقة والطاعة. باب الواو مع الكاف (وكت) في الحديث: (إلا كانت وكتة في قلبه) الوكتة: الأثر اليسير وجمعه وكيت، ومنه قيل للبسر: إذا وقعت نكتة من الإرطاب قد وكت. ومنه حديث حذيفة: (فيظل أثرها كأثر الوكت). (وكد) وفي حديث الحسن وذكر طالب العلم فقال: (أوكدتاه يداه وأعمدتاه رجلاه) أوكدتاه أي أعملتاه يقال: وكد فلان أمرًا إذا قصده وطلبه وتقول: مازال ذلك وكدي أي: دأبي وقصدي، والوكد المصدر، والوكد الاسم. (وكز) قوله تعالى: {فوكزه موسى} أي ضربه بجمع الكف، ويقال: ضربه بالعصا. (وكع) في المبعث: (قلب وكيع واع) أي: متين، ومنه يقال: سقاء وكيع أي محكم الخرز.

(وكف)

(وكف) في الحديث: (من منح منحة وكوفًا) قال أبو عبيد: هي الغزيرة اللبن، ومنه قيل: وكف البيت والدمغ وقال ابن الأعرابي: هي التي لا ينقطع لبنها وسنتها جميعا. وفي الحديث: (أنه توضأ واستوكف ثلاثا) يريد غسل يديه ثلاثا، وهو استفعل من وكف البيت إذا قطر كأنه أخذ ثلاث دفع من الماء، وقيل: بالغ في غسيل اليدين حتى وكف منهما الماء أي قطر./ وفي الحديث: (أهل القبور يتوكفون الأخبار) أي: يتوقعونها. في الحديث: (خيار الشهداء عند الله أصحاب الوكف) قيل: ومن أصحاب الوكف قال: قوم تكفأ عليهم مواكبهم في البحر) قال شمر: أصل الوكف: الميل والحور ويقال: إني لأخشى وكف فلان أي جوره. وفي الحديث: (ليخرجن ناس من قبورهم على صورة القردة بما داهنوا أهل المعاصِ، ثم وكفوا عن علمهم وهم يستطيعون) قال الزجاج: أي قصروا عنه ونقصوا يقال: ما عليك من ذلك وكف أي نقص. وفي الحديث: (البجيل في غير وكف) الوكف النقص يقال ليس عليك منه وكف أي منقصة. (وكل) قوله تعالى: {ألا تتخذوا من دوني وكيلا} قال الفراء: كفيلا ويقال: كافيا قال

(وكا)

ابن عرفة: أي لا تجعلوا لي شريكًا تكلون أموركم إليه. وقال: {فليتوكل المتوكلون} أي ليكلوا أمورهم إليه يقال توكل بالأمر إذا ضمن القيام، ووكل فلان فلانًا أي وكل أمره إليه يستكفيه إياه فربما يكون ذلك لضعف في الموكل، وربما يكون ثقة بالكفاية، ويقال: استكف القوم فتواكلوا أي وكلي بعض إلى بعض. في الحديث: (فتواكلوا الكلام) أي: اتكل كل واحد منهما على الآخر فيه. وقوله: {هو دليل واضح على وقوع} أي: بحفيظ نزل قبل الأمر بالقتال. وقوله تعالى: {فاتخذه وكيلا} قال الفراء: أي حفيظًا. في مقتل الحسين رضي الله عنه قال: قاتله سنان للحجاج: (ووليت رأسه إمرًا غير وكل) قال شمر: وكل ووكل أي بليد والوكالة البلادة وقد واكلت الدابة إذا أساءت السير. (وكا) في حديث الزبير: (أنه كان يوكي بين الصفا والمروة سعيًا) قال أبو عبيد: هو من إمساك الكلام كأنه كان يوكي فاه فلا يتكلم، ويروى عن أعرابي سمع رجلا يتكلم فقال: أول خلقك، قال الأزهري: فيه وجه آخر وهو أصح وذلك أن لا تكاء في كلام العرب يكون بمضي السعي الشديد ومما يدل على ذلك قوله في الحديث: (أنه كان يوكى بينهما سعيًا) وإنما قيل للذي يشتد سعيه مؤل، كأنه ملأ ما بين خواء رجليه وأوكى عليه. باب الواو مع اللام (ولث) 0 في الحديث: (وإن عثمان ولث لهم ولثا) أي: أعطاهم عهدًا غير محكم ولا مؤكد.

(ولج)

ومن ذلك قول عمر رضي الله عنه للجاثليق (لولا ولث عقد لك لأمرت بضرب عنقك) (ولج) قوله تعالى: {ولا المؤمنين وليجة} أي دخيلة بطانة يقال: هو وليجتي وبطانتي أي خاصتي والأصل ولج يلج إذا دخل. وقوله تعالى: {يولج الليل في النهار} يولج ليل الصيف في نهار وليج النهار في الليل أي يدخل نهار الشتاء في ليله. وقوله تعالى: {يعلم ما يلج في الأرض} أي يدخلها/ من مطر وغيره وما يخرج منها من نبات وغيره. وفي حديث عبد الله (إياك والمناخ على ظهر الطريق فإنه منزل للوالجة) يعني السباع والحيات سميت والجة لولوجها بالنهار واستتارها بالليل في الأولاج والولج: ما ولجت فيه من كهف أو شعب (ولد) قوله تعالى: {ووالد وما ولد} يعني آدم عليه السلام وما ولد من نبي وصديق وشهيد ومؤمن. وقوله تعالى: {وولده} وقرئ} وولده} وهما لغتان بمنزلة العرب والعرب والعجم والعجم. وفي حديث رقيقة (إلا وفيهم الطيب الطاهر لدلته) يريد موالده جعل المصدر اسمًا ثم جمعه يقال: ولد ولادة ولدة كالمعدة والجدة. وفي حديث مجاشع: (أن فلانة قالت: أنا ولدت عامة أهل دارانا) أي: قبلت المولودين والمولدة القابلة. وفي الإنجيل (أنا ولدتك) أي: ربيتك.

(ولغ)

وفي حديث شريح: (أن رجلا اشترى جارية وشرط أنها مولودة فوجدها تليدة) قال القتيبي: التليدة التي ولدت ببلاد العجم وحملت فنشأت ببلاد العرب: قال والمولدة التي ولدت في بلاد الإسلام، وقال ابن شميل: التليد والمولد واحد وهما اللذان ولدا عندك، وقال غيره: إنما سمي مولدا لأنه يربى تربية الأولاد ويعلم الآداب، والمراد في الكلام: ما استحدث ولم يكن في القديم. (ولغ) في حديث علي رضي الله عنه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه ليدي قوما قتلهم خالد بن الوليد فأعطاهم ميلغة الكلب وعلبة الحالب) قوله (ميلغة الكلب) هي الظرف/ الذي يشرب منه الكلب فيبلغ فيه وأراد أنه أعطاهم قيمة كل ما ذهب لهم حتى ميلغة الكلب التي لا ثمن لها وعلبة الحالب التي لا خطر لها. (ولق) قرأت عائشة: (إذا تلقونه بألسنتكم) الولق: الاستمرار في الكذب. وفي حديث علي رضي الله عنه: (كذبت وولقت) وكذلك ولعت والولق والولع الكذب. (ولم) في الحديث: (أولم ولو بشاة) الوليمة الطعام الذي يصنع عند العرس والنقيعة التي تصنع عند الإملال.

(وله)

(وله) في الحديث: (لا توله والدة عن ولدها) قال أبو عبيد: هو أن يفرق بينهما في البيع وكل أم فارقت ولدها فهي والة، وقال ابن شميل: ناقة ميلاءة وهي التي فارقت ولدها وقد ولهت إليه تله وولهت توله. وفي حديث الجمل: (أنا ابن عتاب وسيفي ولول) هو سيف كان لأبيه. (ولي) وقوله تعالى: {ولكل جعل موالي} المولى ابن العم والمولى الحليف وهو العقيد والمولى المنعم على المعتق والمولي ولي المنعم عليه والمولى الولي. ومنه قوله تعالى: {وإني خفت الموالي} يعني بني الأعمام والعصبة ومعناه الذين يلونه في النسب. وقوله تعالى: {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا} أي: وليهم والقائم بأمرهم وكل من ولى عليك أمرك فهو ملاك. وقوله تعالى: {مأواكم النار هي مولاكم} أي: هي أولى بكم. وفي الحديث: (من كنت مولاه فعلى مولاه) قال أبو العباس: أي من أحبني وتولاني فليتولاه، وقال ابن الأعرابي: الولي البالغ المخصب. وفي الحديث: (أيما امرأة نكحت بغير إذن موليها) وروى (بغير إذن وليها) قال الفراء: الولي واحد، قال: والموالي ورثة الرجل وبنو عمه.

وفي الحديث: (مزينة وجهينة وأسلم وغفار موالي الله ورسوله قال يونس أي أولياء الله قال: وقوله (وان الكافرين لا مولى) لهم أي لا ولي لهم وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي قال: والموالي أي لا ولي لهم وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي قال: والموالي العصبة ومنه قول زكريا قال: والمولى الناصر وقال ابن عرفة في قوله وأن الكافرين لا مولى لهم الله مولى الخلق جميعا ثم يوالي من يشاء ويعادي من يشاء. وقوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياؤه} قال أبو بكر: إذ يخوفكم أولياؤه فحذف المفعول الأول كما تقول أعطيت الأموال أعطيت القوم الأموال وقيل: أراد يخوف بأوليائه فحذف الباء وأعمل العقل ويقال فلان ولي فلان أي بلا صفة بالنصرة وأصله من الولي وهو القرب. وقوله تعالى: {أنت وليي في الدنيا والآخرة} أي: أنت تتولى أمري في الأولى والعقبى وأنت القائم به وأولياء الشيطان أنصاره الواحد ولي. وقوله تعالى: {من الذين استحق عليهم الأوليان} أي: الأقربان بالميت. ومنه قوله: {قاتلوا الذين يلونكم} أي: يقربون منكم. وقوله: {مالكم من ولايتهم من شيء} قال الأزهري: الولاية القرب في النسب والنصرة يقال: ولي بين الولاية وأما الولاية فهي كل الإمارة ويقال: وال بين الولاية يشبه بالصناعة. / وقوله تعالى: {وما لهم من دونه من ولي} كما يقال قادر وقدير.

وقوله تعالى: {فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون} وقيل: تول عنهم مستقرًا من حيث لا يروك فانظر ما يردون عليك من الجواب. وقوله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله} أي: توجهوا وجوهكم. وقوله: {فول وجهك شطر المسجد الحرام} أي: وجه وجهك نحوه والتولية تكون مراقبا لا منها. وقوله: {ولكل وجهة هو موليها} أي: مستقبلها ويكون انصرافا. ومنه قوله: {يولوكم الأدبار} ويكون بمعنى التولي قال: وليت فتوليت وقال أبو معاذ: ومنه قوله: {هو موليها} أي: متبعها وراضيها والتولي يكون بمعنى الإعراض ويكون بمعنى الإباخ قال الله تعالى: {وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم} أي: تعرضوا عن الإسلام. وقوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإن منهم} أي: من يتبعهم وينصرهم وتوليت الأمر إذا وليته قال الله تعالى: {والذي تولى كبره} أي ولي وزر الإفك وإشاعته، والتولية في البيع هو أن تشتري الشيء ثم يوليه غيره. وقوله تعالى: {أولى لك فأولى} قال الأصمعي: معناه قاربك ما تكبره فاحذره مأخوذ من المولى وهو القربى.

باب الواو مع الميم

وفي الحديث: ألحقوا المال بالفرائض فما أبقت السهام فلأولى رجل ذكر) يعني أدنى وأقرب في النسب. في الحديث: (سئل عن الإبل فقال: أعنان الشيطان لا تقبل إلا مولية، ولا تدبر إلا مولية)./ قيل: هو كالمثل المضروب فيها لا تقبل إلا مدبرة ولا تدبر إلا مدبرة. وفي حديث ابن عمر: كان يقوم له الرجل من لية نفسه فلا يقعد في مكانه) قال الأزهري: هو عندي فعله من الحروف الناقصة أوائلها وهو من ولي يلي مثل رنة وشنة وكان أصلها ولية، وقا لابن الأعرابي: يقال فعل كذا من إلية نفسه أي قبل نفسه كأن الواو قلبت همزة. وفي الحديث: (نهى أن يجلس الرجل على الولايا) هي البراذع واحدتها ولية سميت بذلك لأنها تلي ظهر الدابة. وفي الحديث: (نهى عن بيع الولاء) كانت العرف تبيع الولاء وتهبه فنهى عن ذلك. باب الواو مع الميم (ومض) في الحديث: (هلا أومضت إلي يا رسول الله فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يومض) أي هلا أشرت إلى إشارة خفية يقال أومض إليه وومض وأومض البزق.

باب الواو مع النون

باب الواو مع النون (ونى) قوله تعالى: {ولا تنيافى ذكرى} أي: لا تفتروا ولا تضعفا، يقال: ونني يني ونيا إذا ضعف، وتوانى عن أمره إذا كبر والمونى: الفتور. باب الواو مع الهاء (وهب) / في الحديث: (لقد هممت أن لا أتهب إلا من قرشي) يقول: لا أقبل الهدية وذلك أن في أخلاق العرب جفاء وذهابا عن المروءة وطلبا ً للزيادة. (وهز) وفي الحديث: (لما انصرفنا عنها إذا الناس يهزون الأباعر وهز) يقال: وهزته إذا دفعته يريد كانوا يحثون إبلهم ويدفعونها. وفي الحديث: (حماديات النساء غض الطرف وقصر الوهازة) أراد قصر الخطا من وهز يهز إذا دفع الشيء (وهص) في الحديث: (إلا وهصه الله إلى الأرض) أي: حطه ودقه يقال وهصت الشيء ووطسته. ومنه الحديث: (إن آدم حيث أهبط من الجنة وهصه الله إلى الأرض) وقال أبو حمزة: معناه رمي رميًا عنيفًا وكل من وضع قدمه على شيء فشدخه فقد وهصه، وقال شمر: الوهيص الوطء الشديد قال النمر: شديد وهص قليل الرهص معتدل ..... بصفحتيه من الأنساح أنداب قال: والرهص الغمز والعشار.

(وهط)

(وهط) في حديث ذي المشعار الهمداني (على أن لهم وهاطها وعزازها) قال القتيبي: الوهاط المواضع المطمئنة، واحدها وهط، وبه سمى الوهط وهو مال كان لعمرو بن العاص بالطائف. (وهف) في حديث عائشة رضي الله عنها تصف أباها (قلده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهف الدين) أي: قلده القيام بشرف الدين بعده كأنها أرادت أمره إياه بالصلاة في مرضه بالناس. في حديث عمر رضي الله عنه: (في عهد النصارى ويترك الواهف/ على وهافته) قال ابن الأعرابي عن المفضل: الواهف قيم البيعة، ويروى هذا الحرف: (وافه على وهفيته) وقد مر ذكره. قال قتادة في كلام له: (كلما وهف له شيء من الدنيا آخذه) أي: كلما عرض له يقال: وهف الشيء وهفًا يهفوا إذا طار وهفت الصوفة في الهواء ومنه قيل: هفوة العالم وهي زلته. (وهق) في الحديث: (فانطلق الجمل يواهق ناقته مواهقة) أي: يباريها في السير. (وهل) في الحديث: (كيف أنت إذا أتاك ملكان فتوهلاك في قبرك) يقال: توهلت فلانا أي عرضته، لأن يهل أي يغلط وقد وهل يهل إذا ذهب وهمه إلى الشيء.

(وهم)

ومنه قول ابن عمر: (وهل أنس) يريد غلط يقال وهل إلى الشيء يهل ووهم إلى الشيء يهم وهلا ووهما. في الحديث: (فلقيته أول وهلة) سمعت أبا أحمد القرشي يقول: وهلت من كذا الوهل وهلا إذا فزعت وكل إنسان إذا رأي شيئا لن يكن رآه قبل ذلك فأنه يرتاع له أدنى ارتياع كأنه يقول: لقيته أول فزعه فزعتها بلقاء إنسان. ومنه الحديث: (فقمنا وهلين من صلاتنا) أي: فزعين. (وهم) في الحديث: (أنه صلى فأوهم في صلاته أي أسقط منها شيئا) وقال أبو العباس: أوهمت الشيء إذا تركته ووهم إلى الشيء يهم إذا ذهب وهمه إليه ووهم يوهم إذا غلط. وفى الحديث: (أنه سجد للوهم وهو جالس) أي: للغلط. وفى حديث ابن عباس: (وهم في تزويج ميمونة) يقال: ذهب وهمه إليه. وفى الحديث: (فقيل له كأنك وهمت/ فقال: وكيف لا أيهم) قال أبو بكر هو في الأصل أوهم بفتح الألف فكسروها لأن الماضي على فعل والعرب تكسر مستقبل أفعل فتقول: أنت بعلم وأنا أعهد إليك وأخاف ربى وأخاف كذا ولا تكسرون أول مستقبل فعل ولا فعل إلا أن تكون فعل فيه حرف حلف فيخيرون كسر أول مستقبله كقولهم ذهبت وأنا أذهب وأنا الحق وأصل ذهبت فرد إلى الفتح استثقالا للكسر مع حرف الحلق ويكسر أول فعل المستقبل ذي الزوائد

(وهن)

كقولهم استعين وإلا أيقطع إلى الله تعالى ولا يكسرون الياء لا يقولون هو يعلم لان ألكسره ثقيلة والياء ثقيلة فينتكبون إدخالها عليه وإذا قالوا وجعت أوجع ووجلت أوجل أجازوا كسره الياء هاهنا فقالوا هو يوجل وينجبل وتوجع قد يجع ويأجل ويأجع ومجل ومجع. (وهن) قال تعالى: {حملته أمه وهنا على وهن} قال قتادة: جهدا على جهد. يقول: ضعفت بحملها إياه مره بعد مره. ومنه قوله تعالى: {ولا تهنوا} أي: لا تضعفوا وقال الفراء: يقال وهنه وأوهنه. ومنه قوله تعالى: {وهن العظم منى} أي: رق وضعف. وفى الحديث (أن فلانا دخل عليه وفى عضده حلقه من صفر) وفى بعض الحديث (وعليه خاتم من صفر فقال: ما هذا؟ قال: هذا من الواهنة قال: أما إنها لا نريدك إلا وهنا) قال خالد بن جنبه: الواهنة عرق يأخذ في المنكب وفى اليد كلها فيرقى منها وقال شمر: قال الاشجعى: هو وجع يأخذ في عضد الرجل وربما عقد عليها جنس من الحرث يقال له حرز الواهنة وهى تأخذ الرجال دون النساء. (وها) قوله تعالى: {فهي يومئذ واهية} أي: ضعيفة جدا ويقال للسقاء إذا انشق خرزه قد وهى يهى. في الحديث: (المؤمن واه راقع) الواهي: هو الذي يذنب فيصير بمنزله السقاء الواهي الذي لا يمسك الماشية الزال الخاطئ به والواقع: الذي يتوب بمرقع ما وهي التوبة.

باب الواو مع الياء

باب الواو مع الياء (ويح) في الحديث: (أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لعمار: ويح ابن سميه تقتلك الفئة الباغية) علم بإعلام الله إياه ما ينزل به من القتل فيتوجع له وويح كلمه تقال لمن وقع في هلكه لا يستحقها فيترحم عليه ويرثى له والويل يقال للذي يستحقها ولا يترحم عليه فقال ابن كيسان: قال ثعلب: قال الأصمعي: الويل قبوح والويح ترحم وويس تصغيرها أي هو دونها وقال سيبويه: ويح زجر لمن أشرف على الهلكه وويل لمن وقع في صفه الهلكة. (ويل) قوله تعالى: {ويل لهم} قال ابن عرفه: الويل: الحزن يقال: تويل الرجل إذا دعا بالويل وإنما يقال ذلك عند الحزن والمكروه وأنشد: تويل أن مددت يدي وكانت .... يميني لاتعلل بالقليل وعن ابن عباس: الويل: المشقة من العذاب. ومنه قوله تعالى: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم} وكل من وقع في هلكه دعا بالويل. ومنه قوله} ياويلتنا} وهى الويل والويلة وهما الهلكة، ومعنى النداء. في قوله: {يا ويلتى} تنبيه المخاطبين يقال: ياويلتى ويا ويلتى لغتان المعنى: ياويلتى تعالى فهذا حينك وكذلك قولهم: يا عجبي: أي يا أيها العجب

فهذا وقتك وقال الفراء: الأصل في الويل: وي أي حزن كما يقول: دي لفلان أي حزن له فوصل العرب باللام. قال ابن عرفه: في قوله: {ويكأن الله} قال قطرب: وي كلمة تفجع وكأن حرف تشبيه. وقال: وهذا لا شيء وقال الخليل: ويك كلمة وأن كلمة. وقال الفراء: سقط ابن الإعرابي في وكيه فسأل عنه أعرابيا فقال: ويكأنه ما أخطأ الوكيه فجعله كلمه موصوله. أخر حرف الواو

الياء ي

كتاب الياء

كتاب الياء بسم الله الرحمن الرحيم باب الياء مع الهمزة (يأس) قوله تعالى: {أفلم ييأس الذين أمنوا} معناه: ألم يعلموا وقيل: إنها لغة للنخع، قال الشاعر: أقول لهم بالشعب إذ يأسروننى .... ألم تيئسوا أنى ابن فارس زهدمي وهو قول قتادة. قال الفراء: أفلم يعلموا علما ييأسوا من أن يكون غير ما علموا. وقيل: معناه: أفلم ييأس الذين أمنوا من إيمان هؤلاء الذين من وصفهم الله بأنهم لا يؤمنون، لأنه قال: {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى}. قوله تعالى: {كما يئس الكفار من أصحاب القبور} قال ابن عرفه: معنى قول مجاهد كما يئس الكفار في قبورهم من رحمه الله، لأنهم أمنوا بعد الموت بالغيب فلم ينفعهم إيمانهم من جديد وقال غيره: كما يئس من أصحاب القبور أن يحيوا ويبعثوا. وقوله تعالى: {كان يئوسا} أي مؤيسًا من روح الله، وفى صفته - صلى الله عليه وسلم - (لا يأس من طول) معناه: أن إقامته لا تؤيس من طوله، لأنه كان إلى الطول أقرب، ومثله قول الشاعر: / يئاس القصار فليس من نسوانها .... وخماشهن لها من الحساد

باب الياء مع التاء

يقول: يئيس من مباراتها في القيام ويئيس منصوب بالنفي وهو ضد الرجاء ورواه أبو بكر في كتابه (لا يأس من طول) قال: ومعناه لا ميئوس منه من أجل طوله أي لا يتيأسن من مطاوله منه لإفراط طوله فيأيس بمعنى ميئوس كما يقال: ماء دافق بمعنى مدفوق. باب الياء مع التاء (يتم) قوله: {وأتوا اليتامى أموالهم} وسماهم يتامى بعد بلوغهم وإيناس رشدهم للزوم اليتم إياهم كما قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - بعد كبره يتيم أبي طالب لأنه رباه وإذا بلغ الإنسان زال عنه اسم اليتيم، يقال: يتيم ويتامى كما يقال أسير وأسارى وقد يتم ييتم يتما إذا فقد أباه هذا في الإنسان فأما في سائر الحيوان فيتمه من قبل أمه، قلت: واليتامى جمع يتيم ويتيمه قال الله تعالى: {في يتامى النساء} ثم قال الشاعر: إن القبور تنكح الأيامى .... النسوة الأرامل اليتامى ومثله المساكين جمع المسكين والمسكينة. وفى الحديث (إني امرأة موتمة) أي: ذات أياتم

باب الياء مع الدال

باب الياء مع الدال (يد) قوله عز وجل: {وقالت اليهود يد الله مغلولة} أي: ممسكه عن الاتساع علينا كما قال فيه: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك} أي لا تمسكها عن الإنفاق وقوله تعالى: {بل يداه/ مبسوطتان} أي: ينفق كيف شاء على من يشاء ومعنى} غلت أيديهم} أي يعنى في النار جزاء ما قالوا. وقوله تعالى حكاية عن إبليس} ثم لأتينهم من بيد أيديهم ومن خلفهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم} من أتاه من بين وأتاه من قبل التكذيب مما هو أمامه من البعث والحساب والثواب والعقاب ومن أتاه من خلفه أتاه من قبل المال فهذمه الفقر فلم يؤد زكاه ولم يصل رحما، ومن أتاه من قبل الشهوات وقوله تعالى: {ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن}. قال ابن عرفه: أي من جميع الجهات قال: والأفعال تنسب إلى الجوارح لأنها تكتسب، والعرب تقول لمن عمل شيئا فوبخ به: يداك أوكتا وقال الزجاج: يقال للرجل إذا وبخ ذلك بما كسبت يداك وإن كانت اليدان لم تجنيا شيئا لأن اليدين هما الأصل في التصرف، قال الله تعالى: {فبما كسبت أيديكم}.

وقال تعالى: {تبت يدا أبى لهب} قال أبو منصور: وأراد بقوله: {ولا يأتين ببهتان} ولذا تحمله من غير زوجها وكنى بين يديها ورجليها عن الولد لأن فرجها بين الرجلين وبطنها الذي تحمل فيه بين/ اليدين والله أعلم. وقوله: {وحتى يعطوا الجزية عن يد} قيل: عن ذل واعتراف بأن دين الإسلام عال على دينهم وقيل: عن إنعام عليهم بقبول الحرية وقيل: (عن يد) أي نقدا ليس بنسيئة. وقوله: {أولى الأيدي والأبصار} أي: أولى القوه والبصائر وقيل: أولى القدرة. ويقال للقوم: هم يد على الآخرين أي: قادرون عليهم وقال الشاعر: فاعمد لما يعلو فما لك بالذي .... لا تستطيع من الأمور يدان أي: طاقه وقوه. وقوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم} قيل: في الوفاء وقيل: في الثواب وجاء في التفسير: يد الله في المنة عليهم فوق أيديهم في الطاعة. وقوله تعالى /} فردوا أيديهم في أفواههم} قال ابن مسعود: عضوا على أطراف أصابعهم. قال غيره: كأنهم نساء حنقا قال الشاعر:

يردون في فيه عشر الحسود وقال الهذلى: قد أثنى أنامله أزمة .... فأمسى يعض على الوظيفا قال الأزهري: واعتبار هذا بقوله عز وجل: {وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ} وهو من أحسن ما قيل وقيل: ردوا أيديهم في أفواههم. أي: كذبوا الرسل وردوا عليهم ما قالوا. وفى الحديث (وهذه يدي لك) أي: استسلمت اليك. يقال ذلك [قالها - صلى الله عليه وسلم - في مناجاته ربه] للعاتب واليد: الاستسلام. قال الشاعر: أطاع يدا بالقول وهو ذلول أي: انقاد واستسلم. ومنه حديث عثمان رضي الله عنه (هذه يدي لعمار فليصطبر) أي: أنا مستسلم له منقاد فليحتكم على، واليد: النعمة، واليد: القدرة، واليد: الملك، واليد: القوه والحكم والسلطان واليد: الطاعة واليد: الجماعة واليد: الأكل يقال: ضع يدي أي: كل واليد الندم، يقال سقط في يده ومنه قوله: {ولما سقط في أيديهم} أي: ندموا ورددت يده في فيه إذا: غظته وخرج فلان نازع يد أي: عاصيا وهم عليه يدا أي: مجتمعون.

ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - (وهم يد على من سواهم) يعني المسلمين لا يسعهم التخاذل بل يعاون بعضهم بعضا على جميع الأديان والملل، وأعطاني عن ظهر يد أي عن ابتداء. وفي الحديث (فأخذ بهم يد البحر) يريد طريق الساحل، ويقال للقوم إذا تمزقوا وتفرقوا في الأرض صاروا أيدي سبا. وفي الحديث أنه قال لنسائه (أسرعكن بي لحوقًا أطولكن يدًا) فكانت سودة وكانت تحب الصدقة. ويقال فلان طويل اليد وطويل الباع إذا كان سمحًا جوادًا. وفي الصدقة (قصير اليد قصير الباع، وجعد الأنف جعد الأيادي) وفي حديث علي رضي الله عنه (لليدين والفم) ذلك للرجل إذا دعى عليه بالسوء، يقال: كبه الله لوجهه ويقال: إن هؤلاء من الشراة مروا بقوم من/ أصحاب على وهم يدعون عليهم فقال: (بكم اليدان) أي: حاق بم ما تدعون به والعرب تقول: كانت به اليدان .. أي: فعل الله به ما يقوله. واليد: الحفظ الوقاية.

باب الياء مع الراء

ومنه الحديث (يد الله على القسطاط) وهو المصر الجامع كأنهم خصوا بواقية الله وحسن دفاعه باب الياء مع الراء (يرر) في الحديث في الشبرم قال (إنه حار يار) قوله: يار اتباع للحار ويقال: حار يار وحران ويران. (يرع) وفي حديث خزيمة وذكر السنة فقال: (وعادلها اليروع مجرنثما) اليراع: الضعاف من الغنم والأصل في اليراع القصب ثم سمى العرب الرجل الجبان الضعيف يراعا ويراعة تشبيها بالقصب. باب الياء مع السين (يسر) قوله عز وجل: {فنظرة إلى ميسرة} أي: إلى يسار ويقال: أيسر الرجل إيسارًا وميسرة إذا كثر ماله. وقوله: {قولا ميسورا} أي: لا جفاء فيه.

وقوله: {فسنيسره لليسرى} أي: نهيؤه، يقال: يسرت الغنم إذا تهيأت للولادة وقوله: {لليسرى} أي للأمر السهل الذي لا يقدر عليه أحد إلا المؤمنون، وأنشد الفراء: / هما سيدنا يزعمان وإنما .... يسوداننا أن يسرت غنماهما ومنه الحديث (كل ميسر لما خلق له) أي: مهيأ ومصروف إليه قال الأعشى: ويسر منها ذا غرار يسوقه .... أمين القوى في ضآلة المترنم أي: هيأه وقوله: {ثم السبيل يسره} أي: تيسير إخراجه من الرحم. وقوله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر} قال مجاهد: كل شيء فيه قمار فهو من الميسر حتى لعب الصبيان بالجوز. وقال الأزهري: الميسر: الجزور الذي كانوا يتقامرون عليه سمي ميسرًا لأنه يجزء أجزاء موضع التجزئة وكل شيء جزأته فقد يسرته والياسر: الجازر

باب الياء مع العين

لأنه يجزئ لحم الجزور. قال: وهذا الأصل في الياسر ثم قال للضارين بالقداح، والمتقامرين على الجزور ياسرون لأنهم جازرون إذا كانوا سببا لذلك. وفيه حديث علي رضي الله عنه (إن المسلم ما لم يغش دناءة يخشع لها إذا ذكرت ويفرى بها لئام الناس كالياسر الفالج). ويقال: يسر القوم إذا قامروا ورجل يسر وياسر والجمع أيسار. وفي الحديث: (كان عمر رضي الله عنه أعسر أيسر) قال أبو عبيد: هكذا رواه المحدثون والصواب أعسر يسره، وهو في الأصل: الذي يعمل بيديه جميعا وهو الأضبط الذي يعمل بيديه جميعا. وفي الحديث (تياسروا في الصداق). / يقول: تراضوا بما استيسر ولا تغالوا به. وقوله تعالى: {ذلك كيل يسير} أي: سهل على الذي مضى إليه. ومنه الحديث (من أطاع الإمام وياسر الشريك) أي: ساهله، ورجل يسر، ويسر إذا كان سهلا لينا منقادًا. باب الياء مع العين (يعر) في حديث أم زرع (وترويه فيقة اليعرة) اليعرة: العناق أرادت معنى قول الشاعر:

باب الياء مع الفاء

ويروى شربه الغمر قالا أبو عبيد: اليعر: الجدى، والفيقة: الدرة التي تجتمع بين الحلبتين. باب الياء مع الفاء (يفع) في الحديث (ومعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أيفع أو كرب) أيفع الغلام فهو يافع نادر، إذا شارف الاحتلام ولما يحتلم وجمع اليافع: أيفاع ويقال: غلام يافع ويفعة فمن قال: يافع ثنى وجمع، ومن قال: يفعة قال في الإثنين والجمع يلفظ واحد. باب الياء مع القاف (يقظ) قوله تعالى: {وتحسبهم أيقاظًا وهم رقود} أي: منتبهين الواحد: يقظ ويقظ فإذا قلت يقظان فالجمع يقاظى. (يقن) قوله تعالى: {حتى يأتيك اليقين} أي: الموت وقد أيقن الرجل بالشيء ويقن واستيقن وتيقن. باب الياء مع الميم (يمم) قوله تعالى: {ولا تيمموا الخبيث} أي: لا تقصدوا فيه.

(يمن)

ومنه قوله: {فتيمموا صعيدا طيبًا} أي: اقصدوا قصد التراب. وقوله: {في اليم وهو مليم} اليم: البحر الذي يقال له إساف وفيه غرق فرعون. (يمن) قوله تعالى: {إنهم لا أيمان لهم} أي ينكثون العهد الموثق بالأيمان ومن قرأ} لا أيمان لهم} أي لا إسلام لم وقيل: إذا أمنوا لهم يفوا بهم. وقوله تعالى: {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال ابن عرفة: أي تمنعونا عن الطاعة لم تأتوننا من قبل الحق فتلبسوه علينا وتزينون لنا الباطل، يقال: أتاه عن يمينه إذا أتاه من الجهة المحمودة العرب تنسب الفعل المحمود والإحسان إلى اليمين، ومضاده إلى اليسار. قال الشماخ: إذا ما راية رفعت لمجد .... تلقاها عرابة باليمين. وقال ابن عرفة: أي لأخذنا بيمينه فمعناه التصرف، قال: وبعض أهل اللغة يذهب به إلى القوة وهذا خلاف ظاهر القرآن والقرآن على ظاهره ما احتمل الظاهر. وقوله تعالى: {فراغ عليهم ضربًا باليمين} أي بيمينه، وقيل: بالقوة والقدرة وقيل: باليمين أي التي حلف بها حين قال: /} لأكيدن أصنامكم} وهذا حسن.

وقوله تعالى: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وقوله: فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} يعني: أصحاب المنزلة الرفيعة} وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} {وأصحاب المشأمة} يعني: أصحاب المنزلة الدنيئة الخسيسة. قال ابن عرفة: {أصحاب الميمنة} أي: يسلك بهم يمينًا إلى الجنة. وفي حديث عمر- رضي الله عنه- (وذكر ما كان فيه من الفقر في الجاهلية وأنه وأخت له خرجا يرعيان ناضحا لها قال: فزودتنا أمنا يمينتيها من الهبيد كل يوم). قال أبو عبيد: وجه الكلام عندي (يمينيها) بالتشديد لأنه تصغير يمين: وتصغيره يمين، أرادت أنها أعطت كل واحد منها كفا يمينها فهاتان يمينان. قال شمر: وقال غير أبي عبيد إنما هو يمينتيها وهكذا سمعته من يزيد بن هارون ثم سمعته من العرب كما سمعته من يزيد قال: وهذا هو الجيد، لأن اليمنة: إنما هي فعل، يقال أعطى يمنة ويسرة قال: وسمعت من لقيت من غطفان يتكلمون فيقولون إذا أهويت بيمينك مبسوطة إلى طعام أو غيره فأعطيت بها ما حملت مبسوطة فإنك تقول: أعطاه يمنة من الطعام، فإن أعطاه بها مقبوضة قلت: أعطاه قبضة من الطعام فإن حثى له بيده فهي الحثيثة والجفنة. قال الأزهري: والصواب عندي ما رواه أبو عبيد يمينتيها وهو صحيح كما روي وهو تصغير يمنتيها هما تصغير/ يمينين أرادا أنها أعطت كل واحد منا بيمينها يمنة فتصغير اليمنة يمينة فلما ثنى قال: يمينتين وهذا هو الوجه.

وفي حديث سعيد بين جبير (أنه قال في تفسير قوله} كهيعص} هو كاف هاد يمين عزيز صادق) وقال أبو هيثم: جعل الياء من اليمين من قولك يمن الله الإنسان يمينه ويمنا فهو ميمون، فالمين واليامن يكونان بمعنى واحد كالقدير والقادر. قال رؤبة: بيتك في اليامن بيت الأيمن وفي حديث عروة (ليمنك لئن ابتليت لقد عافيت). قال أبو عبيد: ليمنك وأيمنك إنما هو يمين حلف بها وهو كقولهم: يمين الله ثم تجمع اليمين أيمنا قال زهير: فتجمع أيمن منا ومنكم .... بمقسمة تخور بها الدماء ثم يحلفون فيقولون وأيمن الله وأيمنك يا رب إذا خاطب، ثم كثر في كلامهم فحذفوا النون، فقالوا: وأيم الله كما حذفوا من لم يكن فقالوا: لم يك قال أبو منصور: أحسن أبو عبيد فيما فسر إلا أنه لم يفسر ليمنك لم ضمت النون ولم يبين علتها وهي نظيرة قولهم لعمرك كأنه أضمر يمينًا ثانيًا فقال: وأيمنك فلأيمنيك عظيمة، وكذلك لعمرك فلعمرك عظيمة ومثله قوله: {الله لا إله إلا هو} كأنه قال: والله الذي لا إله إلا هو العظيم ليجمعنكم. وقال بعضهم للحلف/ يمينًا باسم يمين اليد لأنهم كانوا يبسطون أيمانهم إذا

تحالفوا وقال عمر رضي الله عنه لأبي عبيدة: (ابسط يدك أبايعك فقال: أتبايعني وفيكم الصديق ثاني اثنين) رضي الله عنهم أجمعين. وقد روى عن ابن عباس (أن يمين اسم من أسماء الله تعالى) فإن صح ذلك عنه فهو الحلف بالله تعالى وسمعت أبا أحمد القرشي يقول: ويقولون م الله فيحذفون سائر الحروف. قال الشيخ: يقولون م الله يم الله وم الله بميم واحدة ويقولون: من الله ومن الله ومن الله وأيمن الله وأيمن الله وأيمن الله وليمن الله، كل ذلك قد قيل. وقيل أيضا إيم الله بكسر الألف. وفي الحديث (الإيمان يمان والحكمة يمانية) قال أبو عبيدة: إنما بدأ الإيمان من مكة لأنها مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - ومبعثه ثم هاجر إلى المدينة وقال: إن مكة من أرض تهامة وتهامة من أرض اليمن ولهذا سمي مكة وما يليها من أرض التهائم بمكة على هذا التفسير وفيه وجه آخر: وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال هذا لقول وهو يومئذ بتبوك، ومكة والمدينة حينئذ بينه وبين اليمن وأشار إلى ناحية اليمن وهو يريد مكة والمدينة. وقال بعضهم: أراد/ بهذا القول الأنصار لأنهم يمانون. كما قالوا يمانيون والأشعرون والشعرون.

باب الياء مع النون

وفي حديث أبي هريرة: (يمينك على ما يصدقك به صاحبك) أي: يجب عليك أن تحلف على يمين يصدقك به صاحبك إذا حلفت. وفي الحديث (فأضمرهم أن يتميامنوا عن الغميم) أي: يأخذون يمينا ً عنه. وقال ابن السكيت يقال: يا من أصحابك أي: خذ بهم يمينًا وشايم بهم أي: خذ بهم شمالًا وتشام القوم ويتامنوا إٍ ذا أخذوا بهم اليمن والشام. باب الياء مع النون (ينع) قال تعالى: {وينعه} الينع: النضج وينع الثمر وأينع إذا أدرك ويينع ويونع، والثمر يناع وهو نع. وقال أبو بكر ابن الأنباري: الينع جمع اليانع وهو المدرك البالغ قال: وقال الفراء: أينع: أكثر من ينع. وفي حديث الملاعنة: (إن ولدته أحيمر مثل الينعة). الينعة: خرزة حمراء والينع: ضرب من العقيق معروف. باب الياء مع الواو (يوم) قوله تعالى: {وذكرهم بأيام الله}. قال مجاهد: بنعم الله تعالى التي أنعم عليهم وأنجاهم/ من آل فرعون، وظلل عليهم الغمام، وقال الأزهري: أيام الله نقمة التي انقم بها من الأمم السالفة، وأيام العرب ووقائعها.

باب الياء مع الهاء

وفي حديث عبد الملك قال للحجاج (سر إلى العراق غرار النوم طويل اليوم) يقال ذلك لمن جد في العمل يومه وهجر بالليل نومه هلا يشتغل بلهو ولا لعب ويقال للمتهجد هو طويل الليل. باب الياء مع الهاء (يهم) في الحديث (كان - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بالله من الأيهمين) هما السيل والحريق لأنه لا يهتدى فيهما كيف العمل، كما يهتدى في اليهماة وهي الغلاة التي لا يهتدى لطراقها، ولا ما فيها، والأيهم: البلد الذي لا علم به. (انتهى كتاب (الغريبين) للإمام الهوري، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد السادات، وخاتم النبوات، وعلى آله الأعلام، وأصحابه الكرام، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كمل الكتاب والحمد لله وحده، وكان الفراغ من هذه الإكمالة نهار الإثنين من ختام جمادي الآخرة وفي شهور السنة خمس وتسعون وألف على يد العبد الفقير إبراهيم بن سليمان بن مجاهد ابن عبد العزيز الحنفي الجينيني الأصل الدمشقي الدار أكمله لنفسه ولمن آمن بالله ... من بعده غفر الله له ولجميع المسلمين أجمعين.

§1/1