العميد في علم التجويد

محمود علي بسة

كلمة المحقق

كلمة المحقق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله فضل أهل القرآن على من سواهم، واختصهم من بين خلقه ليشرفهم بحمل كتابه. فأوجب عليهم تجويده، والعمل بما فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل خلقه وأكرم أحبابه القائل «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، الذين حفظوا القرآن، وحافظوا علي وجوده وتدبروا معانيه فدانت لهم الأمم، وخضعت لسلطانهم الرقاب وكان فضل الله عليهم عظيما: هذا. ولما كان كتاب (العميد فى فن التجويد) وما له من يد طولا فى تفنيد هذا الفن العظيم غير أن به بعض الجمل التى تحتاج إلي إيضاح وتنسيق فقد رأيت أن أقوم بهذا الإيضاح والتهذيب، والله أسأل أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به كما نفع بأصله، إنه سميع الدعاء، مجيب النداء. محمد الصادق قمحاوى

مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المؤلف الحمد لله الذى أورث كتابه من اصطفى من عباده المؤمنين، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد النبى الأمى، المؤيد من ربه بالمعجزات الغرر التى من أجلّها القرآن الكريم، وعلى آله وصحبه، وكل من قرأ القرآن مجودا، وتدبر معانيه بفكر صائر، وقلب سليم، وبعد: فإن علم التجويد يعتبر من أفضل العلوم المتعلقة مباشرة بالقرآن الكريم، الذى أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير، فبه الآيات البينات، والدلائل الواضحات، والأخبار الصادقة، والعظات الرائعة، والتشريعات الراقية، والآداب العالية، والعبارات التى تأخذ بالألباب، والأساليب التى ليس لأحد من الخلق بالغ ما بلغ من الفصاحة والبلاغة أن يأتى بمثلها، أو يفكر فى محاكاتها، فهو آية الله الدائمة، وحجته الباقية، ومعجزته الخالدة لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (فصلت: 42). وإن خير ما يجب أن يشتغل به المرء ليتقرب إلى ربه، ويصل إلى درجات المتقين، وليكون مخاطبا لرب العالمين، وليحيط بعلوم الأولين والآخرين، أن يقرأ القرآن، ويعلمه مجودا مرتلا كما أنزله رب العالمين، على خاتم الأنبياء والمرسلين، ولا يكون ذلك، ولا يتحقق، إلا بمعرفة أحكامه التى تكفّل ببيانها علم التجويد، ولذا كان من توفيق الله لى أن جعلنى منذ طفولتى شغوفا به، محبا للتعمق فيه، شديد الحرص على معرفة ما خفى من قواعده واستتر، كثير التكرار لما علم من مبادئه وظهر، قوى الاتصال بالمعنيين بهذا العلم الجليل، لأفهم منهم بعض ما يعرفون. وأتعلم منهم بعض ما يعلمون، حتى لقد دفعنى ذلك وأنا لم أتجاوز مرحلة التعليم الثانوى الأزهرى بعد إلى إنشاء ندوة قرآنية تضم العارفين لقيمة هذا العلم الجليل، والراغبين فى الاستزادة منه، وقد استمرت هذه الندوة سبع سنين كنت أقوم خلالها إجابة لطلبهم

وتحقيقا لرغبتهم بتدريس هذا العلم لهم، بجانب بعض مبادئ اللغة العربية، التى يحتاج القارئ إلى العلم بها فى قراءته ثم يقرأ كل منا ما تيسر من القرآن، مع مناقشته أثناء قراءته فيما يصادفه من الأحكام، تطبيقا للعلم على العمل، وقد أفادنى ذلك كثيرا وأفادهم. فرحم الله من توفى منهم، وألحقنى به على الإيمان، ووفقنى ومن بقى منهم لخدمة القرآن، وإذ ذاك ألفت رسالة فى التجويد، ولكن لسوء الحظ فقد أصلها قبل الاستعداد لطبعها ونشرها، ثم منّ الله علىّ بعد ذلك، وبعد اجتيازى مرحلة التعليم العالى، وتخصصى فى كل من التدريس والقضاء الشرعى، ودراستى لعلوم القراءات العشر، والفواصل، وعد الآى، وتاريخ المصحف، ورسمه وضبطه، فعينت مدرسا بقسم القراءات من كلية اللغة العربية، لأظل دائما فى خدمة القرآن. وأتيحت لى فرصة أخرى لتدريس علم التجويد، وغيره من علوم اللغة والدين، لطلاب قسم القراءات، الأمر الذى حدا بى إلى تبسيط بعض الكتب المقررة على المبتدئين منهم بعد أن وجدت بحكم الخبرة والمران عدم تناسبها مع مداركهم، ومقدار فهمهم، فألفت كتاب «القواعد النحوية فى شرح الآجرّومية»، وكتاب «الفجر الجديد فى علم التوحيد»، قبل ثلاث سنوات تقريبا من الآن، ولا يزال يدرس كل منهما لطلاب قسم القراءات، منذ تأليفه إلى هذا الحين. ولما أن كان هذا العام المبارك، رغبت فى تدريس علم التجويد، فأجيبت رغبتى، وقمت بتدريسه فعلا على ضوء ما عندى فيه من المعلومات لا على ضوء ما وجدته بين أيدى الطلاب من كتبه التى لم أر تناسبها مع المستوى الذى ينبغى أن يكونوا عليه فى هذا العلم الجليل، إما لكونها مختصرة جدا، لا تؤدى الفائدة المرجوة منها بالنسبة إلى هؤلاء الطلاب، الذين لا يدرسون هذا العلم إلا عاما واحدا، بينما لا يعتمد فى تدريسه بمختلف المعاهد الدينية، والدول الإسلامية، إلا على من يتخرج منهم، وإما لصعوبتها واحتوائها على بعض التعبيرات المعقدة، التى لا تتلاءم مع مدى فهمهم، بالإضافة إلى ما بهذه الكتب جميعا من أمثلة لبعض الأحكام التى لا وجود لها فى القرآن.

ومن أجل هذه الأسباب طلب منى أبنائى الطلاب أن أضع لهم كتابا فى علم التجويد، متضمنا ما أعرض له فى دروسى لهم من إيضاحات وتفصيلات، مع السهولة والتنسيق على غرار كتابىّ السابقين فى النحو والتوحيد اللذين استراحوا لدراستهما، وفهم أسلوبهما. وقد ترددت فى ذلك فى أول الأمر، لولا أن شجعنى بعض إخوانى من الأساتذة على إجابة هذه الرغبة، حرصا على مصلحة الطلاب، حتى شرح الله صدرى لتأليف هذا الكتاب المبسط فى أسلوبه، الدقيق فى معانيه وعباراته، وما بموضوعاته من تفصيلات، والمشتمل على ما يلزم القارئ لحفص بن سليمان الكوفى من الأحكام، معتمدا على أشهر ما ثبت من طرق روايته وأيسرها. وسميته «العميد فى علم التجويد»، راجيا أن يعمد ويقصد به كل قارئ له إلى ما ينفعه، وينفع غيره من تعلم وتعليم، وأن يحظى هذا الكتاب من تقدير قرائه بما يتناسب مع قيمته العلمية الضخمة، وما بذل فى كتابته من الجهد والطاقة، وما اشتملت عليه لفظة اسمه الصغيرة من المعانى العظيمة الكبيرة، وأن أنال به كل ما أردت من تأليفه، وقصدت إليه من أجله من شرف الانتساب بواسطته إلى خدمة القرآن وأهله. وقسمته إلى سبعة وعشرين درسا، بعضها يطول، وبعضها يقصر حسب ما يقتضيه موضوع الدرس من الإيجاز أو الإسهاب، وفى نهاية كل درس منها وضعت الأسئلة والتمارين حتى إذا أجاب الطالب عليها عقب قراءته للدرس، تأكد من فهمه وانتقل إلى ما يليه، وإلّا عاد إلى استظهاره، وفهم مراميه. والله تعالى أسأل أن يكون مقبولا عنده، وأن يكرمنى به، وكل من قرأه فى الدنيا والآخرة، وأن يجعله خالصا لوجهه، وسببا للفوز بجناته ورضوانه، وأن ينفع به النفع التام، كل من تقبله برضى، وتأمل واهتمام، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد النبى الأمى، وعلى آله وصحبه وسلم. المؤلف

الدرس الأول فى المقدمات العامة لعلم التجويد

الدرس الأول فى المقدمات العامة لعلم التجويد المقدمات العامة التى يبتدأ بها علم التجويد وغيره من العلوم ست، وهى: 1 - تعريفه: فأما تعريفه فهو لغة: التحسين، واصطلاحا: علم يبحث فى الكلمات القرآنية، من حيث إعطاء الحروف حقها ومستحقها، وحق الحرف هو: مخرجه وصفاته التى لا تفارقه كالهمس والجهر. ومستحقه هو الصفات التى يوصف بها الحرف أحيانا، وتفارقه أحيانا، كالتفخيم، والترقيق بالنسبة للراء. 2 - موضوعه: وأما موضوعه فهو: الكلمات القرآنية، من حيث إعطاء الحروف حقها ومستحقها 3 - نسبته: وأما نسبته فهو: أحد «1» العلوم الدينية المتعلقة بالقرآن الكريم. 4 - واضعه: وأما واضعه من الناحية العملية فهو النبى صلى الله عليه وسلم، ومن ناحية وضع قواعده فهو الخليل بن أحمد الفراهيدى، وغيره من أئمة القراء واللغة. 5 - فائدته: وأما فائدته فهى: حسن الأداء، وجودة القراءة، الموصلان إلى رضى الله تعالى

_ (1) هو من أشرف العلوم لتعلقه بأشرف الكتب وهو القرآن.

6 - حكم تعليمه، والعمل به شرعا

الذى يحقق سعادتى الدنيا والآخرة، وعصمة اللسان من اللحن فى القرآن. واللحن هو الميل عن الصواب «1»، إلى الخطأ، وهو نوعان: (1) جلى: وهو ما كان بسبب مخالفة القواعد العربية، كاستبدال حرف بحرف، أو حركة بحركة، وسمى جليا لاشتراك علماء التجويد، وغيرهم من المثقفين فى إدراكه، وحكمه: التحريم اتفاقا. (2) خفى: وهو ما كان بسبب مخالفة قواعد التجويد، كترك الغنة، وقصر الممدود، وسمى خفيا لاختصاص علماء التجويد بإدراكه دون غيرهم، وحكمه: التحريم على الراجح، وقيل الكراهة. 6 - حكم تعليمه، والعمل به شرعا: وأما حكم العمل به فهو: الوجوب العينى على كل مكلف يحفظ أو يقرأ القرآن أو بعضه، وإذا فيأثم تاركه لقوله تعالى وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (المزمل: 4) وقوله صلى الله عليه وسلم «اقرءوا القرآن بلحون العرب» الحديث. «2» وأما حكم تعليمه فهو: فرض كفاية بالنسبة إلى عامة المسلمين، وفرض عين بالنسبة إلى رجال الدين من العلماء والقراء، ومهما يكن من شىء، فإنه يأثم تاركه منهم، ويتعرض لعقاب الله، ويرى بعض العلماء ضرورة تطبيق قواعد هذا العلم فى قراءة الحديث، والحق أن ذلك يستحسن، ولا يجب.

_ (1) فى لحن القول: يعنى الميل عن القول الحق. (2) وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق، والكبائر، فإنه سيجىء من بعده أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء، والنوح، والرهبانية لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم، وقلوب من يعجبهم شأنهم.

أسئلة

أسئلة 1 - ما هو علم التجويد؟ وما موضوعه؟ وما الفرق بين حق الحرف ومستحقه؟ 2 - ما نسبة علم التجويد إلى غيره من العلوم؟ وموضعه من الناحية العملية؟ ومن ناحية وضع قواعده؟ وما فائدته؟ 3 - ما هو اللحن؟ وما أنواعه؟ وما حكم كل منها مع التمثيل، ولماذا سمى كل نوع منها باسمه؟ 4 - ما حكم العمل بالتجويد؟ وما حكم تعليمه؟ وما دليل ذلك؟ وهل تطبق قواعد التجويد فى قراءة الحديث الشريف؟ ***

الدرس الثانى فى المقدمات الخاصة بعلم التجويد

الدرس الثانى فى المقدمات الخاصة بعلم التجويد المقدمات الخاصة بعلم التجويد هى التى يبتدأ بها فيه دون غيره من العلوم، والتى لا بدّ للقارئ أن يعلمها قبل بدء قراءته سبع، وهى: 1 - أهمية التلقي فى تعلم القرآن، وأدائه، وأحكامه: للتلقى فى تعلم القرآن وأدائه أهمية كبيرة، فلا يكفى تعلمه من المصاحف دون تلقيه من الحافظين له، وذلك لأن من الكلمات القرآنية ما يختلف نطقه عن رسمه فى المصحف نحو إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ، أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ. ومنها ما يختلف القراء فى أدائه مع اتحاد حروفه لفظا ورسما تبعا لتفاوتهم فى فهم معانى هذه الكلمات وأصولها، وما يتوافر لهم من حسن الذوق، وحساسية الأذن، ومراعاة ذلك كله عند إلقائها، لدرجة أن بعضهم يخطئ فى أدائها بما يكاد يخرجها عن معانيها المراد منها، لتساهله وعدم تحريه النطق السليم بها، والذى لو وفق إليه وعود نفسه لدل على حساسية أذنه، وحسن ذوقه، وفهمه لمعانيها، وذلك نحو حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ* يَعِظُكُمْ* فَسَقى لَهُما، فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ*، وَذَرُوا الْبَيْعَ. كما أن أحكام القرآن لا يكفى مجرد العلم بها من الكتب، بل لا بدّ فيها من السماع والتلقي، والمشافهة، والتوقيف اقتداء بالسنة من أنه صلى الله عليه وسلم تلقى القرآن بأحكامه عن جبريل مشافهة عن الله تعالى، ونقل إلينا عنه كذلك متواترا إلى الآن، وتحقيقا لصحة الإسناد الذى هو ركن من أركان القرآن الثلاثة التى تتلخص فى: (1) ضرورة موافقته لوجه من وجوه النحو ولو ضعيفا. (2) ضرورة موافقته للرسم العثمانى ولو احتمالا.

2 - مراتب القراءة

(3) صحة إسناده، وفى ذلك يقول ابن الجزرى: فكل ما وافق وجه نحو ... وكان للرسم احتمالا يحوى وصح إسنادا هو القرآن ... فهذه الثلاثة الأركان 2 - مراتب القراءة: أما مراتب القراءة فأربع، وهى: (1) التحقيق: وهو القراءة بتؤدة وطمأنينة، بقصد التعليم مع تدبر المعانى ومراعاة الأحكام (2) الترتيل: وهو القراءة بتؤدة وطمأنينة، لا بقصد التعليم مع تدبر المعانى، ومراعاة الأحكام. (3) التدوير: وهو القراءة بحالة متوسطة بين التؤدة والسرعة مع مراعاة الأحكام. (4) الحدر: وهو القراءة بسرعة، مع مراعاة الأحكام. وهى فى الفضل والأولوية حسب هذا الترتيب «1». 3 - حكم الاستعاذة، وأحوالها، وأوجهها: أما حكم الاستعاذة: فالاستحباب على الراجح، وقيل الوجوب، وأما أحوالها فأربع، حالتان يجهر بها فيهما، وهما: (1) فى مقام التعليم. (2) فى المحافل. وحالتان يسرّ بها فيهما، وهما:

_ (1) وأفضلها على العموم مرتبة الترتيل لنزول القرآن بها قال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (المزمل: 4)

4 - أوجه ما بين السورتين

(1) فى الصلاة. (2) فى القراءة على انفراد. وأما أوجهها فأربعة، وهى: (1) قطع الجميع، وهو أفضلها. (2) قطع الأول ووصل الثانى بالثالث، وهو أفضل من الوجهين الآتيين. (3) وصل الأول بالثانى، وقطع الثالث، وهو أفضل من الأخير. (4) وصل الجميع. 4 - أوجه ما بين السورتين: أما أوجه ما بين السورتين فثلاثة وهى: أوجه الاستعاذة السابقة بالضبط باستثناء وصل الأول بالثانى، وقطع الثالث، فإنه لا يجوز بين السورتين، لأنه يوهم أن البسملة ملحقة بآخر السورة مع أنها لأولها. 5 - أوجه ميم آل عمران: «1» أما أوجه ميم (الم) آل عمران فثلاثة، وهى: (1) السكون الأصلى، وهو: مد الميم ست حركات مع الوقف عليها. (2) تحريك الميم بالفتح للتخلص من التقاء الساكنين، وهو: مد الميم ستا مع وصلها بما بعدها. (3) الاعتداد بالعارض، والعارض هو: التحريك فى الميم، والتحريك يكون بالفتح، وهو: مد الميم حركتين فقط مع وصلها بما بعدها.

_ (1) ميم الم فى أول آل عمران.

6 - أوجه ما بين الأنفال وبراءة

فإذا روعيت هذه الأوجه مع وصل البقرة بآل عمران كانت تسعة، وهى ثلاثة: الميم على كل من أوجه ما بين السورتين الثلاثة، وإن استعذت مبتدئا بآل عمران كانت الأوجه اثنى عشر وجها، وهى ثلاثة: الميم على كل من أوجه الاستعاذة الأربعة. 6 - أوجه ما بين الأنفال وبراءة: أما أوجه ما بين الأنفال وبراءة لا بسملة قبلها فثلاثة، وهى: (1) القطع، وهو: الوقف على عليم «1» مع التنفس، والابتداء ببراءة. (2) السكت، وهو: الوقف على عليم بلا تنفس، والابتداء ببراءة. (3) الوصل، وهو: وصل عليم ببراءة. وهذه الأوجه فى أفضليتها على هذا الترتيب المذكور. 7 - السكتات الواردة لحفص في القرآن ومقدارها: أما السكتات الواردة فى رواية حفص باتفاق فأربع، وهى السكت على: (1) عِوَجاً (1) قَيِّماً من أول سورة الكهف (2) مَرْقَدِنا هذا من سورة يس (3) مَنْ راقٍ من سورة القيامة (4) بَلْ رانَ من سورة المطففين فهذه الأربع لا يجوز فيها إلا السكت. وأما السكتات المختلف فيها فثنتان: (1) عَلِيمٌ، بَراءَةٌ* السابق ذكرها، فإنه يجوز فيها القطع، والسكت، والوصل على ما تقدم. (2) مالِيَهْ (2) هَلَكَ فإنه يجوز فيها الإظهار، والسكت، أو الإدغام، وأما مقدار السكتة فحركتان.

_ (1) عليم من قوله اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ آخر الأنفال.

أسئلة

أسئلة 1 - ما أهمية التلقى فى تعلم القرآن وأدائه؟ ولم لا يكفى أخذها من المصاحف وحدها؟ وما هى أركان القرآن؟ 2 - ما مراتب القراءة؟ وما ضابط كل منها؟ وما درجة كل فى الفضل والأولوية بالنسبة إلى غيره؟ 3 - ما حكم الاستعاذة؟ ومتى يجهر بها؟ ومتى يسرّ بها؟ وما أوجهها؟ وما ترتيبها فى الفضل والأولوية؟ 4 - ما أوجه ما بين السورتين؟ وهل يجوز بين السورتين وصل الأول بالثانى، وقطع الثالث أو لا؟ علل لما تقول. 5 - ما أوجه الم آل عمران؟ وما كيفية كل منها؟ وما عدد الأوجه الجائزة لمن وصل آخر البقرة بأول آل عمران، ولمن ابتدأ بها مستعيذا بالله. 6 - ما هى الأوجه الجائزة بين الأنفال وبراءة؟ وما كيفية كل منها؟ وما ترتيبها فى الفضل والأولوية؟ 7 - ما هى السكتات الواردة لحفص اتفاقا واختلافا؟ وما الذى يترتب على الاتفاق فى بعضها، والاختلاف فى بعضها الآخر، وما مقدار السكتة؟ ***

الدرس الثالث في تعريف النون الساكنة والتنوين، والفرق بينهما، وأحكامهما، وأقسامهما

الدرس الثالث في تعريف النون الساكنة والتنوين، والفرق بينهما، وأحكامهما، وأقسامهما تعريف النون الساكنة: النون الساكنة أى: النون الخالية من الحركة، وهى النون الثابتة فى اللفظ، والخط، والوصل، والوقف، وتكون فى الأسماء، والأفعال، والحروف، وتكون متوسطة ومتطرفة. تعريف التنوين: التنوين لغة: التصويت. واصطلاحا: نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم لفظا، وتفارقه خطا ووقفا. «1» الفرق بين النون الساكنة والتنوين: والفرق بين النون الساكنة والتنوين يكون من خمسة أمور تظهر بتأمل التعريفين السابقين، وهى: (1) النون الساكنة حرف أصلى من حروف الهجاء، والتنوين زائد. (2) النون الساكنة ثابتة لفظا وخطا، والتنوين ثابت فى اللفظ دون الخط. (3) النون الساكنة ثابتة وصلا ووقفا، والتنوين ثابت فى الوصل دون الوقف. (4) النون الساكنة تكون فى الأسماء، والأفعال، والحروف، والتنوين لا يكون إلا فى الأسماء دون الأفعال والحروف. ويستثنى من ذلك نون

_ (1) ولا يكون إلا فى الأسماء.

أحكام النون الساكنة والتنوين وأقسامهما بالنسبة إلى ما يليهما من حروف الهجاء

التوكيد الخفيفة التى لم تقع إلا فى موضعين فى القرآن وهما وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ بيوسف، لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ بالعلق. فإنها نون لاتصالها بالفعل لا تنوين، وإن كانت غير ثابتة خطا ووقفا كالتنوين، فهى إذا نون ساكنة شبيهة بالتنوين. (5) النون الساكنة تكون متوسطة، أى فى وسط الكلمة، ومتطرفة أى فى آخرها. والتنوين لا يكون إلا متطرفا أى فى آخر الكلمة. أحكام النون الساكنة والتنوين وأقسامهما بالنسبة إلى ما يليهما من حروف الهجاء: أما أحكامهما فأربعة وهى: الإظهار، والإدغام، والإقلاب، والإخفاء الحقيقى. وأما أقسامهما فستة، وهى: الإظهار الحلقى، والإظهار المطلق، والإدغام بغنة، والإدغام بغير غنة، والإقلاب، والإخفاء الحقيقى. ما يقع بعد النون الساكنة والتنوين من حروف الهجاء، وما لم يقع: وتقع النون الساكنة والتنوين قبل حروف الهجاء كلها إلا الألف اللينة أى المدية نحو جاءَ*، السَّماءِ* فلا تقع بعد النون الساكنة والتنوين، وذلك لأن الألف اللينة ساكنة، وكل من النون والتنوين ساكن، فلو وقعت الألف بعدهما لالتقى ساكنان، وهو ما لا يمكن النطق به، ومثل الألف اللينة فى ذلك كله أختاها، وهما الياء المدية نحو تَفِيءَ والواو المدية نحو قُرُوءٍ. ***

أسئلة

أسئلة 1 - عرف كلا من النون الساكنة والتنوين، وبيّن الفرق بينهما تفصيلا، ثم بيّن المواضع التى وردت فيها نون التوكيد الخفيفة فى القرآن؟ وهل هى نون ساكنة أو تنوين؟ علل لما تقول. 2 - ما أحكام النون الساكنة والتنوين، وما أقسامهما قبل حروف الهجاء؟ ولماذا لا يقعان قبل الألف اللينة وأختيها؟ تمارين 1 - اقرأ قوله تعالى: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ (البقرة: 44) إلى قوله: وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (البقرة: 48) وبين ما فى هذه الآيات من النون الساكنة المتوسطة، والمتطرفة، والتنوين. 2 - استخرج كلا من النون الساكنة المتوسطة، والنون الساكنة المتطرفة والتنوين من الكلمات الآتية: (ننسخ- من آية- ننسها- بخير منها- شىء قدير- من دون الله من ولى ولا نصير- ود كثير من أهل الكتاب- من بعد إيمانكم- من عند أنفسهم- وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله). 3 - مثّل بخمسة أمثلة لكل من النون الساكنة المتوسطة، والنون الساكنة المتطرفة والتنوين. ***

الدرس الرابع فى الإظهار الحلقى

الدرس الرابع فى الإظهار الحلقى تعريف الإظهار: الإظهار لغة: البيان. واصطلاحا: إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة فى الحرف المظهر. والمراد بالحرف المظهر هنا أى فى الإظهار الحلقى النون الساكنة أو التنوين، وفى الإظهار المطلق النون الساكنة فقط. وفى الإظهار الشفوى الميم الساكنة، وفى الإظهار لام التعريف أى لام ال. حروف الإظهار الحلقى، وحكم النون والتنوين قبلها: وحروف الإظهار الحلقى ستة مجموعة فى قول الجمزورى: همز فهاء، ثمّ عين حاء ... مهملتان، ثمّ غين خاء ورمز إليها بعضهم فى أوائل كلمات قوله: «أخى هاك علما حازه غير خاسر» وفى أوائل كلمات قوله: «إن غاب عنى حبيبى همنى خبره». فإذا وقع حرف من هذه الحروف الستة بعد النون الساكنة فى كلمة، أو فى كلمتين، أو بعد التنوين وجب الإظهار، وسمى إظهارا حلقيا. صوره، وأمثلتها: وعلى هذا فصور الإظهار الحلقى ثمانى عشرة صورة، لأن كل حرف من الحروف الستة إما أن يقع مع النون الساكنة فى كلمة أو فى كلمتين أو يقع بعد التنوين، فلكل حرف ثلاث صور، والثلاث فى ستة بثمانى عشرة.

سببه

وفيما يلى أمثلتها: الحرف/ مع النون الساكنة في كلمة/ مع النون الساكنة في كلمتين/ بعد التنوين الهمز/ يَنْأَوْنَ ولا ثاني لها في القرآن/ مَنْ آمَنَ*/ وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً الهاء/ يَنْهَوْنَ*/ مِنْ هادٍ*/ جُرُفٍ هارٍ العين/ أَنْعَمْتَ*/ مِنْ عَمَلِ*/ سَمِيعٌ عَلِيمٌ* الحاء/ وَانْحَرْ/ فَإِنْ حَاجُّوكَ/ عَلِيمٌ حَلِيمٌ* الغين/ فَسَيُنْغِضُونَ ولا ثاني لها في القرآن/ مِنْ غِلٍّ*/ وَرَبٌّ غَفُورٌ الخاء/ وَالْمُنْخَنِقَةُ ولا ثاني لها في القرآن/ مِنْ خَلاقٍ*/ عَلِيمٌ خَبِيرٌ* سببه: وسبب إظهار النون الساكنة والتنوين عند ملاقاة هذه الحروف هو التباعد بين النون والتنوين وهذه الحروف فى المخرج والصفة. مراتبه: وأما مراتبه فثلاث أعلاها عند الهمز والهاء، وأوسطها عند العين والحاء، وأدناها عند الغين والخاء. وجه تسميته إظهارا حلقيا: وإنما سمى ذلك الإظهار إظهارا لظهور النون الساكنة والتنوين عند ملاقاة هذه الحروف، وإنما سمى حلقيا لأن الحروف الستة المتقدمة تخرج من الحلق.

أسئلة

أسئلة 1 - ما هو الإظهار؟ وما المراد بالحرف المظهر؟ وما حروف الحلقى منه؟ وما حكم النون الساكنة؟ والتنوين قبلها؟ 2 - ما صور الإظهار الحلقى؟ وما أمثلتها؟ وما سببه؟ 3 - ما مراتب الإظهار الحلقى؟ وما وجه تسميته إظهارا حلقيا؟ تمارين 1 - ميز الكلمات التى يوجد بها إظهار حلقى فى قوله تعالى: وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ (البقرة: 148) إلى قوله: وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (البقرة: 150) مع بيان الحرف المظهر هل هو نون أو تنوين؟ 2 - استخرج كلا من النون الساكنة المظهرة والتنوين فى الكلمات الآتية، وإذا كان المظهر نونا فبين هل هى متوسطة أو متطرفة: (فإن أحصرتم- مريضا أو به أذى من رأسه- ومنهم من يقول ربنا آتنا فى الدنيا حسنة- ولعبد مؤمن خير من مشرك- غفور حليم- فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان). 3 - مثل لكل من حروف الإظهار الحلقى بعد النون الساكنة فى كلمة، وفى كلمتين، وبعد التنوين على أن يكون أكثر هذه الأمثلة من غير ما تقدم. ***

الدرس الخامس فى الإدغام بقسميه، والإظهار المعلق

الدرس الخامس فى الإدغام بقسميه، والإظهار المعلق تعريف الإدغام: الإدغام لغة: إدخال الشيء فى الشيء. واصطلاحا: التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا يرتفع اللسان عند النطق بهما ارتفاعة واحدة. حروف (يرملون) وحكم النون الساكنة والتنوين قبلها إجمالا: وحروف إدغام النون الساكنة والتنوين ستة مجموعة فى قولك «يرملون» فإذا وقع حرف من هذه الحروف الستة بعد النون الساكنة بشرط أن يكونا فى كلمتين أو بعد التنوين، ولا يكون إلا من كلمتين وجب الإدغام إلا النون فى يس، ن، مَنْ راقٍ فحكمها الإظهار مراعاة للرواية على خلاف القاعدة. كمال إدغام النون والتنوين فى بعض هذه الحروف ونقصه فى البعض الآخر: ثم إن الإدغام يكون ناقصا عند الياء والواو «1» وكاملا عند بقية حروف «يرملون». معنى نقص الإدغام وكماله: ومعنى نقص الإدغام عند الياء والواو بقاء أثر النون الساكنة أو التنوين مع إدغامهما فى هذين الحرفين، ومعنى كمال الإدغام عند بقية حروف «يرملون» عدم بقاء أثر النون الساكنة والتنوين عند إدغامهما فيها.

_ (1) والميم والنون فى رواية حفص، وكاملا عند اللام والراء.

سببه

سببه: وسبب إدغام النون الساكنة والتنوين فى حروف" يرملون" التماثل بالنسبة إلى النون، والتقارب بالنسبة إلى بقية الحروف. أقسامه: وينقسم الإدغام إلى قسمين: إدغام بغنة، وإدغام بغير غنة. حروف الإدغام بغنة، وحكم النون الساكنة والتنوين قبلها: فأما الإدغام بغنة فيختص بأربعة أحرف مجموعة فى قولك" ينمو" فإذا وقع حرف منها بعد النون الساكنة فى كلمتين أو بعد التنوين أو فى نون شبيهة بالتنوين فى وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ فقط وجب الإدغام بغنة، إلا النون فى يس، ن، مَنْ راقٍ مراعاة الرواية على خلاف القاعدة. صور الإدغام بغنة وأمثلتها: وعلى هذا فصور الإدغام بغنة ثمانية، لأن لكل حرف من حروفه صورتين إحداهما مع النون الساكنة فى كلمتين، والأخرى بعد التنوين، واثنتان فى أربعة بثمانية، وفيما يلى أمثلتها: الحرف/ مع النون الساكنة في كلمتين/ بعد التنوين الياء/ مَنْ يَعْمَلْ*/ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ* النون/ مِنْ نِعْمَةٍ*/ أَمَنَةً نُعاساً الميم/ مِنْ مالِ اللَّهِ/ آياتٍ مُبَيِّناتٍ* الواو/ مِنْ والٍ/ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ*

كمال الإدغام بغنة ونقصه

كمال الإدغام بغنة ونقصه: ولا يخفى كمال إدغام النون الساكنة والتنوين فى النون والميم، ونقصه فى الياء والواو لما تقدم، فتكون صور الإدغام الكامل أربعا، وصور الإدغام بغنة الناقص أربعا كذلك. حرفا الإدغام بغير غنة، وحكم النون الساكنة والتنوين قبلهما: وأما الإدغام بغير غنة فيختص بحرفين فقط وهما" اللام والراء" الباقيان من حروف" يرملون" بعد إسقاط حروف" ينمو" منها فإذا وقع أحدهما بعد النون الساكنة فى كلمتين أو بعد التنوين وجب إدغامهما فيه بغير غنة عدا النون فى (/ من راق/) لما فيها من السكت المانع من الإدغام، وسيأتى الكلام على ذلك إن شاء الله تعالى. صور الإدغام بغير غنة وأمثلتها. وعلى هذا فصوره أربع، لأن كل حرف من حرفيه يقع مع النون مرة ومع التنوين أخرى، فلكل حرف صورتان، والاثنتان فى اثنين بأربع، وفيما يلى أمثلتها: الحرف/ مع النون الساكنة في كلمة/ بعد التنوين اللام/ مِنْ لَبَنٍ/ سائِغاً لِلشَّارِبِينَ الراء/ مِنْ رَبِّهِمْ*/ غَفُورٌ رَحِيمٌ* كمال الإدغام بغير غنة: ولا يخفى أن الإدغام بغير غنة كله كامل، وأنه لا يكون إلا من كلمتين كالإدغام بغنة.

وجه تسمية الإدغام بقسميه إدغاما

وجه تسمية الإدغام بقسميه إدغاما: وإنما سمى الإدغام بقسميه إدغاما، لإدغام النون الساكنة والتنوين عند ملاقاة حروف" يرملون" فيها. الإظهار المطلق حرفاه، وحكم النون الساكنة قبلهما: وأما الإظهار المطلق فله حرفان، وهما" الياء، والواو". فإذا وقع أحدهما بعد النون الساكنة فى كلمة واحدة وجب إظهار النون، وسمى إظهارا مطلقا. صوره وأمثلته: وصوره ثنتان، وهما الياء بعد النون الساكنة فى كلمة، والواو بعد النون الساكنة فى كلمة، وليس للياء مع النون الساكنة فى كلمة إلا مثالين فى القرآن وهما (دنيا)، بُنْيانٌ، وليس للواو مع النون الساكنة فى كلمة إلا مثالين فى القرآن، وهما قِنْوانٌ، صِنْوانٌ*. سببه: وسبب ظهور النون الساكنة عند وقوعها قبل الياء والواو فى كلمة: المحافظة على وضوح المعنى الذى لو أدغمت النون فى الياء والواو لصار خفيا. وجه تسميته إظهارا مطلقا: ويسمى إظهارا لظهور النون الساكنة عند ملاقاة الياء والواو فى كلمة، ويسمى مطلقا لعدم تقييده بحلقي، أو شفوي، أو قمري.

أسئلة

أسئلة 1 - ما هو الإدغام؟ وما حكم النون الساكنة والتنوين قبل حروف «يرملون»؟ ومتى يكون الإدغام كاملا؟ ومتى يكون ناقصا؟ وما معنى كمال الإدغام ونقصه؟ وما سببه وما أقسامه؟ 2 - ما حروف الإدغام بغنة؟ وما حكم النون الساكنة والتنوين قبلها؟ وما صوره وما أمثلتها؟ ومتى يكون كاملا، ومتى يكون ناقصا؟ 3 - ما حروف الإدغام بغير غنة؟ وما حكم النون الساكنة والتنوين قبلها؟ وما صوره وما أمثلتها؟ وهل هو كامل أم ناقص؟ وما وجه تسمية الإدغام بقسميه إدغاما؟ 4 - ما حروف الإظهار المطلق؟ وما حكم النون الساكنة قبلها؟ وما صوره، وما أمثلتها الواردة فى القرآن؟ وما سببه؟ ولماذا سمى إظهارا مطلقا؟ تمارين 1 - اقرأ قوله تعالى: قَوْلٌ مَعْرُوفٌ (البقرة: 263) إلى قوله وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة: 265) مبينا ما فى هذه الآيات من الإظهار الحلقى، والإدغام بقسميه، وهل هو ناقص أو كامل، مع بيان الحرف المظهر أو المدغم، هل نون أو تنوين؟ 2 - اذكر حكم النون والتنوين فى الكلمات الآتية من حيث الإظهار بقسميه، أو الإدغام بقسميه: (من يشأ- سرا وعلانية- موعظة من ربه- كفار أثيم- ولا خوف عليهم- فرهان مقبوضة- ذلك متاع الحياة الدنيا- وليكونا من الصاغرين). 3 - مثل لكل من الإدغام بغنة، والإدغام بغير غنة بأربعة أمثلة من غير ما مثل به فيما تقدم.

الدرس السادس فى الإقلاب

الدرس السادس فى الإقلاب تعريفه: الإقلاب لغة: تحويل الشيء عن وجهه بأن يجعل البطن ظهرا، والظهر بطنا. واصطلاحا: جعل حرف مكان آخر مع مراعاة الغنة، والإخفاء فى الحرف الأول. والمراد بالحرف الأول النون الساكنة والتنوين المنقلبين ميما. حروفه، وصوره، وأمثلته وحكم النون الساكنة والتنوين قبله: وله حرف واحد وهو الباء فإن وقعت بعد النون الساكنة فى كلمة، أو فى كلمتين أو بعد التنوين أو نون شبيهة بالتنوين فى نحو لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ فقط وجب قلبهما ميما، وسمى إقلابا. صوره وأمثلتها: وصوره ثلاث فقط، وأمثلتها كما يلى: الباء مع النون الساكنة فى كلمة أَنْبِئْهُمْ، وفى كلمتين مِنْ بَعْدِ*، وبعد التنوين زَوْجٍ بَهِيجٍ*. كيفيته: وكيفية الإقلاب كما يظهر من تعريفه تتحقق بأمور ثلاثة، وهى: (1) قلب النون الساكنة، أو التنوين ميما.

سببه

(2) إخفاء الميم فى الباء. (3) الغنة مع ذلك الإخفاء. سببه: وسبب الإقلاب سهولة النطق بالنون الساكنة والتنوين بقلبها ميما، وإخفائها فى الباء فهو أيسر من الإظهار والإدغام. وجه تسميته إقلابا، أو إخفاء شفويا لفظيا: ويسمى إقلابا لما فيه من قلب النون والتنوين ميما، ويسمى إخفاء شفويا لفظا لأن النون الساكنة والتنوين بعد قلبهما ميما، ووقوع الباء بعدها، وإخفائها فيها يكونان شبيهين بالميم الساكنة التى بعدها، وهو الإخفاء الشفوى الذى سيأتى بيانه قريبا. ***

أسئلة

أسئلة 1 - ما هو الإقلاب؟ وما المراد بالحرف المنقلب؟ وما حرف الإقلاب؟ وما حكم النون الساكنة والتنوين قبله؟ وما صوره، وما أمثلتها؟ 2 - ما كيفية الإقلاب؟ وما سببه؟ ولماذا سمى إقلابا أو إخفاء شفويا لفظا؟ تمارين 1 - اقرأ قوله تعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها (البقرة: 31) إلى قوله وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (البقرة: 33) وبين ما بهذه الآيات من إقلاب. 2 - ميز النون والتنوين المنقلبين فى الكلمات الآتية، وإذا كانت نونا فبين هل هى مع الباء فى كلمة أو كلمتين: (أن بورك- بصير بما تعملون- إلّا من بعد أن يأذن الله- من أنبأك هذا- لنسفعا بالنّاصية). 3 - مثل للباء بعد النون الساكنة فى كلمة، وفى كلمتين، وبعد التنوين بغير ما تقدم من الأمثلة. ***

الدرس السابع فى الإخفاء الحقيقى

الدرس السابع فى الإخفاء الحقيقى تعريف الإخفاء، والأمور التى لا يتحقق إلا بها، وسببه: الإخفاء لغة: الستر. واصطلاحا: النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام، عار عن التشديد مع بقاء الغنة فى الحرف الأول. والمراد بالحرف الأول هنا النون الساكنة والتنوين، وفى الإخفاء الشفوى الميم الساكنة. فالإخفاء لا يتحقق إلا بثلاثة أمور كما يظهر من التعريف، وهى: (1) النطق بالنون، أو التنوين فى الإخفاء الحقيقى، وبالميم فى الإخفاء الشفوى بصفة بين الإظهار والإدغام. (2) عار عن التشديد. (3) غنة من جنس الحرف الواقع بعده، بحيث يلحظ ما بعد الغنة منها نفسها. وسبب الإخفاء الحقيقى هو: عدم التقارب بين النون الساكنة والتنوين، وبين حروف الإخفاء الحقيقى كلها حتى يدغما، وعدم تباعدهما عنها كلها حتى يظهرا. وسبب الإخفاء الشفوى: التجانس بين الميم والباء مما يؤدى إلى سهولة النطق. حروف الإخفاء الحقيقى، وحكم النون الساكنة والتنوين قبلها: وحروفه خمسة عشر حرفا، وهى المرموز إليها فى أوائل كلمات البيت الآتى: صف ذا ثناكم جاد شخص قد سما ... دم طيبا زد فى تقى ضع ظالما فإذا وقع حرف من هذه الحروف بعد النون الساكنة فى كلمة أو فى كلمتين أو بعد التنوين سمى إخفاء حقيقيا.

صوره وأمثلتها

صوره وأمثلتها: وعلى هذا فصور الإخفاء الحقيقى خمس وأربعون لأن لكل حرف من حروفه الخمسة عشر ثلاث صور، والثلاث فى خمسة عشر بخمس وأربعين وفيما يلى أمثلتها مرتبة بترتيب البيت السابق: مراتب الإخفاء الحقيقى: وأما مراتبه فثلاث، أعلاها عند الطاء، والدال، والتاء، لقربهما جدا من النون والتنوين فى المخرج، وأدناها عند القاف والكاف، لبعدهما جدا عن النون والتنوين فى المخرج، وأوسطها عند الباقى من حروفه، لعدم قربها منهما جدا كالحروف السابقة. وجه تسميته إخفاء حقيقيا: وإنما سمى إخفاء لإخفاء النون الساكنة والتنوين عند ملاقاتهما بحرف من هذه الحروف الخمسة عشر. وإنما سمى إخفاء النون الساكنة والتنوين حقيقيا لتحقق الإخفاء فيه أكثر من غيره، واتفاق العلماء على تسميته كذلك دون الإخفاء الشفوى. هذا وقد تلخص مما ذكر أن كلا من الإظهار الحلقى، والإقلاب، والإخفاء الحقيقى يتحقق مع النون الساكنة فى كلمة، وفى كلمتين، وبعد التنوين، وأن الإدغام بقسميه لا يتحقق مع النون الساكنة إلا من كلمتين فقط وبعد التنوين. وأن الإظهار المطلق لا يتحقق إلا مع النون الساكنة فى كلمة واحدة.

() صور الإخفاء الحقيقى

أسئلة

أسئلة 1 - ما هو الإخفاء؟ وما المراد بالحرف المخفى؟ وبماذا يتحقق؟ وما سببه؟ 2 - ما حروف الإخفاء الحقيقى، وما حكم النون الساكنة والتنوين قبلها؟ وما صور الإخفاء الحقيقى، وما أمثلتها؟ وما مراتبه؟ ولماذا سمى إخفاء حقيقيا؟ 3 - أى أقسام النون الساكنة والتنوين يتحقق مع النون فى كلمة، وفى كلمتين وبعد التنوين؟ وأيها لا يتحقق مع النون الساكنة إلا فى كلمتين، أو بعد التنوين؟ وأيها لا يتحقق إلا مع النون الساكنة فى كلمة؟ تمارين 1 - اقرأ قوله تعالى زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ (آل عمران: 14) إلى قوله: وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ (آل عمران: 17) وبين ما فى هذه الآيات من إخفاء حقيقى مع بيان الحرف المخفى هل هو نون أو تنوين، وإذا كان نونا فبين هل هى متوسطة أو متطرفة؟ 2 - مثل لكل من حروف الإخفاء مع النون الساكنة فى كلمة، وفى كلمتين، وبعد التنوين بغير ما تقدم من الأمثلة. 3 - اقرأ قوله تعالى: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ (آل عمران: 144) إلى قوله: وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (آل عمران: 152) مبينا ما فى هذه الآيات من أحكام النون الساكنة والتنوين، وأقسامها. ***

الدرس الثامن فى الكلام على حرف الغنة المشددة وعلى الغنة بصفة عامة

الدرس الثامن فى الكلام على حرف الغنة المشددة وعلى الغنة بصفة عامة حرف الغنة المشدد، وحكمه: المراد بحرف الغنة المشدد هو النون والميم المشددتان، وحكمه: وجوب غن كل من حرفيه غنة ظاهرة وتسميته حرف غنة مشددا. أقسامه، والفرق بينها، وصور كل منها، وأمثلتها: وحرف الغنة المشدد قسمان: متصل ومنفصل، فالمتصل هو عبارة عن النون والميم المشددتين مع فتحة، أو كسرة، أو ضمة فى كلمة واحدة لا يمكن فصلها عن بعضها، فصوره ست وهى: (1) النون المشددة المفتوحة فى كلمة نحو إِنَّ*. (2) النون المشددة المكسورة فى كلمة نحو إِنِّي*. (3) النون المشددة المضمومة فى كلمة نحو جَانٌّ*. (4) الميم المشددة المفتوحة فى كلمة نحو أَمَّا*. (5) الميم المشددة المكسورة فى كلمة نحو فَلِأُمِّهِ*. (6) الميم المشددة المضمومة فى كلمة نحو وَأُمَّهُ*. وأما حرف الغنة المشدد المنفصل فهو ما كان من كلمتين إذا اجتمعتا وجد التشديد والغنة. وإذا افترقتا ذهب التشديد، والغنة، وصوره ست أيضا، وهى: صور الإدغام بغنة الكامل الأربع السابقة، والميم الساكنة التى بعدها ميم نحو وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ*. ولام التعريف التى بعدها نون نحو النَّاسِ*.

الغنة

الغنة: وأما الكلام على الغنة فيتلخص فى بيان تعريفها، ومخرجها، ومقدارها، ومراتبها. تعريفها: فأما الغنة لغة: فهى صوت أرنّ فى الخيشوم. واصطلاحا: صوتا لذيذا مركبا فى جسم النون، ولو تنوينا، والميم. مخرجها: وأما مخرجها فهو الخيشوم وهو أعلى الأنف، وأقصاه من الداخل. مقدارها: وأما مقدارها فحركتان فقط. مراتبها: وأما مراتبها فقد اختلف فى تحديدها وعددها. رأى بعض المتقدمين فى مراتب الغنة، ودليلهم: ذهب بعض المتقدمين من علماء التجويد، ومنهم الشاطبى إلى أنها ثلاث أقواها المشدد، ثم المدغم، ثم المخفى، ولم يعدوا الغنة فى المظهر والمتحرك من النون والميم من مراتب الغنة لأنهم يعتبرون كمال الغنة أى ما تكون كاملة فيه لا مجرد أصلها، والغنة لا تكون كاملة إلا فى المشدد، والمدغم، والمخفى وأما الموجود منها فى المظهر والمتحرك فهو ضعيف فيجعل كأن لم يكن. رأى جمهور المتقدمين فى مراتب الغنة ودليلهم: وذهب جمهور المتقدمين من علماء التجويد إلى أنها خمس: أقواها المشدد، ثم المدغم، ثم المخفى، ثم المظهر، ثم المتحرك، لأن المعتبر عندهم هو مجرد

رأى المتأخرين فى مراتب الغنة، ودليلهم

أصلها الثابت فى ذلك كله بما فيه المظهر والمتحرك، واستدلوا على ثبوت أصل الغنة فى المظهر والمتحرك بتعذر النطق بالنون والميم المظهرتين والمتحركتين إذا انسد مخرج الغنة. رأى المتأخرين فى مراتب الغنة، ودليلهم: وأرى أنا ومن يوافقنى من المتأخرين من علماء التجويد أن مراتب الغنة ست: أقواها المشدد المتصل بصوره الست، ثم المشدد المنفصل بصوره الست، ثم المدغم الناقص، ثم المخفى، ثم المظهر، ثم المتحرك، موافقة لمذهب الجمهور من ناحية، ومن ناحية أخرى مراعاة للفرق بين المتصل والمنفصل من المشدد حيث إن المتصل تشديده ثابت، والمنفصل تشديده لا يكون إلا باجتماع الكلمتين فهو عارض لذلك، ثم إن المنفصل مع كون تشديده عارضا لتوقفه على اجتماع الكلمتين الذى لا يتحقق إلا به أكمل من المدغم الناقص على كل حال من حيث الغنة، ومن المخفى، ومن المظهر، ومن المتحرك من باب أولى. مرتبة الغنة فى الإقلاب: وأما مرتبة الغنة فى النون الساكنة والتنوين المنقلبين ميما فهى مرتبة المخفى باتفاق الآراء الثلاثة المتقدمة. ***

أسئلة

أسئلة 1 - ما هو حرف الغنة المشدد؟ وما حكمه؟ وما أقسامه؟ وما الفرق بينها؟ وما صور كل منها، وما أمثلتها؟ 2 - ما هى الغنة؟ وما مخرجها؟ وما مقدارها؟ وما مراتبها عند كل من المتقدمين والمتأخرين؟ وما مرتبة الغنة فى الإقلاب؟ تمارين 1 - اقرأ أول سورة النساء إلى قوله تعالى: هَنِيئاً مَرِيئاً (النساء: 4) وبين ما فى هذه الآيات من حرف الغنة المشدد، وهل هو متصل أو منفصل؟ 2 - بين مرتبة كل غنة من الغنن الواقعة فى الكلمات الآتية: (ويمنّيهم- ومن أصدق- من يعمل- ممّن أسلم- وأن تقوموا- من بعلها- فلا جناح عليهما) 3 - مثل للغنة بمثالين فى كل من مراتبها المختلفة من غير ما تقدم من الأمثلة. ***

الدرس التاسع فى الميم الساكنة

الدرس التاسع فى الميم الساكنة ما يقع بعد الميم الساكنة من حروف الهجاء، وما لا يقع: الميم الساكنة تقع فى القرآن قبل حروف الهجاء كلها إلا حروف المد الثلاثة فلا تقع الميم قبل حرف منها، خشية التقاء الساكنين وهو ما لا يمكن النطق به لما أوضحته فى نهاية الدرس الثالث. أحكام الميم الساكنة مع ما يليها من حروف الهجاء: أحكام الميم الساكنة ثلاثة وهى: (1) الإخفاء الشفوى. (2) إدغام المثلين الصغير. (3) الإظهار الشفوى. الإخفاء الشفوى، وحرفه، وحكم الميم قبله: فأما الإخفاء الشفوى فله حرف واحد وهو الباء، فإذا وقعت بعد الميم الساكنة ولا يكون ذلك إلا فى كلمتين وجب إخفاء الميم فى الباء، وسمى إخفاء شفويا نحو وَهُمْ بِالْآخِرَةِ* فليست له إلا صورة واحدة. وتعريف الإخفاء فى ذاته وسببه قد تقدما فى الدرس السابع. وجه تسميته إخفاء شفويا: وأما تسميته إخفاء فلإخفاء الميم عند ملاقاتها بالباء للتجانس بينهما مخرجا وصفة، وأما تسميته شفويا فلأن الباء والميم يخرجان من الشفتين، وهذه التسمية على القول المختار من أهل الأداء.

إدغام المثلين الصغير، وحرفه، وحكم الميم الساكنة قبله

إدغام المثلين الصغير، وحرفه، وحكم الميم الساكنة قبله: وأما إدغام المثلين الصغير فله حرف واحد أيضا وهو الميم. فإذا وقعت بعد الميم الساكنة ولا يكون ذلك إلا فى كلمتين وجب إدغام الميم الساكنة فى الميم المتحركة وسمى إدغام مثلين صغيرا. فليست له إلا صورة واحدة ومثالها: إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* وتعريف الإدغام تقدم فى الدرس الخامس. وجه تسميته إدغام مثلين صغيرا، وسببه: أما تسميته إدغاما فلإدغام الميم فى الميم. وأما تسميته مثلين فلكونه مؤلفا من ميمين أدغمت أولاهما فى الثانية. وأما تسميته صغيرا فلأن الأول من الميمين ساكن، والثانى متحرك، وهذا سبب الإدغام. الإظهار الشفوى، وحروفه، وحكم الميم الساكنة قبلها: وأما الإظهار الشفوى فله ستة وعشرون حرفا، وهى الباقية من أحرف الهجاء بعد إسقاط حرفى الإخفاء والإدغام السابقين من الحروف الثمانية والعشرين التى تقع بعد الميم الساكنة. فإذا وقع حرف منها بعد الميم الساكنة فى كلمة أو فى كلمتين وجب إظهار الميم، وسمى إظهارا شفويا. صوره وأمثلتها: وصوره أربع وأربعون لأن حروفه الستة والعشرين منها ثمانية عشر حرفا تقع بعد الميم الساكنة فى كلمة، وفى كلمتين، فينتج ذلك ستا وثلاثين صورة، ومنها ثمانية أحرف لا تقع بعد الميم إلا فى كلمتين فقط وهى المرموز إليها فى أوائل كلمات قولى:" صل ذا غرام فيك قبل جنونه خصمى ظلوم". فينتج من ذلك ثمانى صور، وبذلك يكون مجموع صور الإظهار الشفوى أربعا وأربعين كما تقدم. وفيما يلى أمثلتها مرتبة بترتيب حروف الهجاء: ()

وجه تسميته إظهارا شفويا

ونظرا لصعوبة تذكر الحروف التى تأتى بعد الميم فى كلمة، وفى كلمتين، والحروف التى لا تأتى معها إلا فى كلمتين فقط، نظمت الحروف التى لا تأتى معها فى كلمة أبدا لقلتها بالنسبة إلى الباقى، وعليه فيتميز ما يرد فى النظم من هذه الحروف، ويعرف ما عداها بجواز وقوعه مع الميم فى كلمة وفى كلمتين، فقلت: لا ميم ساكنة تجى فى كلمة ... فى حالة الإدغام والإخفاء أبدا ولا فى حالة الإظهار مع ... جيم وخاء ذال صاد ظاء غين وفاء قاف أيضا يا فتى ... من بيت صل خذها بغير عناء صل ذا غرام فيك قبل جنونه ... خصمى ظلوم انتهى بصفاء ما قد نظمت فحزه تحظى يا أخى ... برضى الإله وجنة علياء وجه تسميته إظهارا شفويا: وإنما سمى الإظهار الشفوى إظهارا لظهور الميم الساكنة عند ملاقاتها لحروفه الستة والعشرين. وسمى شفويا لأن الميم الساكنة وهى الحرف المظهر تخرج من الشفتين. سببه: وسببه تباعد الميم الساكنة فى المخرج والصفة عن أكثر حروفه، هذا وقد تقدم تعريف الإظهار فى ذاته فى الدرس الرابع. حكم الميم الساكنة قبل الفاء والواو: ويلاحظ عند وقوع الميم الساكنة قبل الفاء أو الواو وجوب إظهارها إظهارا شديدا خشية أن تخفى الميم فى الفاء لقربهما فى المخرج. أو تخفى الميم فى الواو لاتحادهما فى المخرج. وتسمى الميم الساكنة التى بعدها فاء، أو واو إظهارا شفويا أشد إظهارا لما ذكر.

أسئلة

أسئلة 1 - ما الذى يقع بعد الميم الساكنة من حروف الهجاء وما الذى لا يقع؟ وما أحكام الميم الساكنة مع ما يقع بعدها من حروف الهجاء؟ 2 - بين حروف كل من الإخفاء الشفوى، وإدغام المثلين الصغير، والإظهار الشفوى؟ ولماذا سمى كل منها باسمه؟ وما سبب الإدغام؟ 3 - ما صور الإظهار الشفوى، وما أمثلته؟ وما سببه؟ وما حكم الميم الساكنة إذا وقعت قبل الفاء أو الواو؟ تمارين 1 - بين أحكام الميم الساكنة بالنسبة إلى ما يليها من الحروف فى قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ (النساء: 170) إلى آخر سورة النساء. 2 - ميز أحكام الميم الساكنة وما بعدها من حروف الهجاء مع بيان كونها معها فى كلمة أو فى كلمتين فيما يأتى: (إذا قمتم إلى الصلاة- وإن كنتم مرضى- واثقكم به- ولا يجرمنكم شنآن قوم- لهم مغفرة- أيديهم وكف- وآمنتم برسلى) 3 - مثل لكل من أحكام الميم الساكنة بخمسة أمثلة من غير ما تقدم. ***

الدرس العاشر فى لام التعريف أى لام ال

الدرس العاشر فى لام التعريف" أى لام ال" أنواع اللام الساكنة الواردة فى القرآن: اللام الواردة فى القرآن إما متحركة، وإما ساكنة، والساكن منها لا يخرج عن خمسة أنواع، وهى: 1 - لام التعريف" أى لام ال". 2 - لام الفعل. 3 - لام الاسم. 4 - لام الحرف. 5 - لام الأمر، والكلام هنا على اللام التعريف فقط، أما باقى أنواع اللام الساكنة فسيأتى الكلام عليه فى الدرس التالى. ضابط لام التعريف: فأما لام التعريف" أى لام ال" فهى اللام الساكنة المسبوقة بهمز وصل مفتوح، وبعدها اسم من الأسماء. ثم إنها زائدة عن بنية الكلمة دائما سواء أمكن استقامة الكلمة التى تليها بدونها نحو الْأَرْضِ* أم لم يمكن نحو الَّذِينَ.* ما يقع بعد لام التعريف من حروف الهجاء، وما لم يقع: وتقع لام التعريف، وهى المعروفة فى التجويد بلام" ال" قبل حروف الهجاء كلها إلا حروف المد الثلاثة والنون الساكنة والميم الساكنة، خشية التقاء الساكنين فتقع قبل الثمانية والعشرين حرفا الهجائية، لكن لا بدّ أن يكون

حالتا لام التعريف مع ما يقع بعدها من حروف الهجاء

وقوعها مع أى حرف منها فى كلمتين لأن المفروض أنها كلمة، والحرف الواقع بعدها لا شك أنه أول الكلمة التى تليها. حالتا لام التعريف مع ما يقع بعدها من حروف الهجاء: ولها قبل هذه الحروف الثمانية والعشرين حالتان: إحداهما مظهرة وتسمى قمرية، والأخرى مدغمة وتسمى شمسية. حروف اللام القمرية، وحكم لام التعريف قبلها، وصورها، وأمثلتها: أما اللام القمرية فتختص بأربعة عشر حرفا، وهى المجموعة فى:" ابغ حجك وخف عقيمه" فإذا وقع حرف من هذه الحروف بعد لام التعريف أى لام" ال" وجب إظهارها إظهارا قمريا، وسميت لاما قمرية فصورها مع هذه الحروف أربع عشرة صورة بعدد الحروف نفسها، لأنها لا تجتمع مع كل منها إلا فى كلمتين كما تقدم، فليس لكل حرف إلا صورة واحدة، وفيما يلى أمثلتها مرتبة بترتيب العبارة الجامعة للحروف: الحرف/ مع لام التعريف الهمز/ الْأَنْعامِ* الكاف/ الْكِتابُ* القاف/ الْقَوِيُّ* الباء/ الْبارِئُ الواو/ الْوَدُودُ الياء/ الْياقُوتُ الغين/ الْغاشِيَةِ الخاء/ الْخالِقُ الميم/ الْمَوْلى * الحاء/ الْحَجِّ* الفاء/ الْفَوْزُ* الهاء/ الْهُدى * الجيم/ الْجَبَّارُ العين/ الْعِلْمِ*

وجه تسمية إظهارها إظهارا، وسببه

وجه تسمية إظهارها إظهارا، وسببه: وإنما سمى إظهار اللام إظهارا، لظهورها مع هذه الحروف الأربعة عشر، وسبب ذلك الإظهار هو: التباعد بين اللام وبين أكثر هذه الحروف مخرجا وصفة. وجه تسميتها قمرية، وإظهارها قمريا: وتسمى اللام مع هذه الحروف قمرية كما يسمى إظهارها قمريا تشبيها للام بالنجوم، والحروف التى تليها بالقمر بجامع ظهور كل مع الآخر، وعدم خفائه معه. حروف اللام الشمسية وحكم لام التعريف قبلها، وصورها، وأمثلتها: وأما اللام الشمسية فتختص بالأربعة عشر حرفا الباقية. وهى المرموز إليها بأوائل كلم البيت الآتى: طب ثم صل رحما تفز، ضف ذا نعم ... دع سوء ظن، زر شريفا للكرم فإذا وقع حرف من هذه الحروف بعد لام التعريف، أى لام ال، وجب إدغامها فيه إدغاما شمسيا، وسميت لاما شمسية، فليس لها مع هذه الحروف إلا أربع عشرة صورة أيضا كاللام القمرية، وفيما يلى أمثلتها مرتبة بترتيب البيت السابق: وجه تسمية إدغامها إدغاما، وسببه: وإنما سمى إدغام اللام إدغاما لإدغامها فى هذه الحروف الأربعة عشر. وسبب إدغامها فيها تماثلها مع اللام وقربها من أكثر الحروف الباقية فى المخرج والصفة. الحرف/ مع لام التعريف الطاء/ الطَّارِقِ* الضاد/ الضَّالِّينَ* الظاء/ الظَّانِّينَ الثاء/ الثَّقَلانِ الذال/ وَالذَّاكِرِينَ الزاي/ الزَّبُورِ الصاد/ الصَّادِقُونَ* النون/ النَّاسِ* الشين/ الشَّمْسَ* الراء/ الرَّحْمنِ* الدال/ الدَّوَابِّ* اللام/ اللَّهِ* التاء/ التَّائِبُونَ/ السين/ السَّماءِ*

وجه تسميتها شمسية، وإدغامها شمسيا

وجه تسميتها شمسية، وإدغامها شمسيا: وسميت اللام مع هذه الحروف شمسية كما سمى إدغامها شمسيا تشبيها لها بالنجوم، والحروف التى تليها بالشمس بجامع خفاء كل عند الآخر، وعدم ظهوره معه تصريف لفظ الجلالة: وقد رأيت من أمثلة اللام الشمسية لفظ: الجلالة، ولعل الكثير لا يلحظ فيه لام ال بوضوح. وتبيانا لذلك ينبغى أن تعلم أن للفظ الجلالة تصريفا خاصا يتكون من أربعة أمور، وذلك أن أصله إِلهَ* فدخلت عليه" ال" فصار (الإله)، ثم حذف الهمز الثانى للتخفيف فصار (ال) - (له)، ثم أدغمت اللام فى اللام للتماثل فصار اللَّهِ*، ثم فخمت اللام للتعظيم بعد الفتح والضم دون الكسر لمناسبته للترقيق فصار اللَّهِ.* ***

أسئلة

أسئلة 1 - ما أنواع اللام الساكنة الواردة فى القرآن؟ وما ضابط لام التعريف؟ وهل هى من الكلمة أو لا؟ وما الذى يقع بعدها من حروف الهجاء، وما الذى لا يقع؟ وما أحوالها مع ما يليها من الحروف؟ 2 - ما حروف اللام القمرية؟ وما حكم لام التعريف قبلها؟ وما صورها، وما أمثلتها؟ وما وجه تسمية إظهارها إظهارا؟ وما سببه؟ ولماذا سميت هذه اللام قمرية، وسمى إظهارها قمريا؟ 3 - ما حروف اللام الشمسية؟ وما حكم لام التعريف قبلها؟ وما صورها، وما أمثلتها؟ وما وجه تسمية إدغامها إدغاما؟ وما سببه؟ ولماذا سميت هذه اللام شمسية، وسمى إدغامها شمسيا؟ وما تصريف لفظ الجلالة؟ تمارين 1 - اقرأ قوله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ (المائدة: 27) إلى قوله: لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة: 35) وبين ما فى هذه الآيات من لام التعريف، وهل هى قمرية أو شمسية، وبين حكم كل منها من حيث الإظهار والإدغام. 2 - ميز اللام القمرية والشمسية، وبين حكم كل منهما فيما يأتى: (وجعل الظلمات والنور- وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير- والموتى يبعثهم الله- فأخذناهم بالبأساء والضراء- من الشاكرين) 3 - مثل لكل من اللام القمرية والشمسية بخمسة أمثلة من غير ما تقدم. ***

الدرس الحادى عشر فى لام الفعل، والاسم، والحرف، والأمر

الدرس الحادى عشر فى لام الفعل، والاسم، والحرف، والأمر تعريف لام الفعل، وصورها، وأمثلتها: أما لام الفعل فهى الواقعة فى كلمة فيها إحدى علامات الفعل، أو تقبل إحداها، وقد تكون فى الماضى، أو فى المضارع، أو فى الأمر، وهى فى كلّ إما متوسطة، وإما متطرفة، فصورها ست، وفيما يلى أمثلتها: الفعل/ اللام المتوسطة/ الام المتطرفة الماضى/ الْتَقَى*/ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ المضارع/ يَلْتَقِطْهُ/ أَلَمْ أَقُلْ* الأمر/ وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ/ وَتَوَكَّلْ* حكمها: وحكمها الإظهار دائما إلا إذا وقع بعدها لام نحو قُلْ لَكُمْ، أو راء، نحو قُلْ رَبِّي*، فيجب إدغامها فيهما للتماثل بالنسبة إلى اللام، والتقارب بالنسبة إلى الراء. سبب إظهارها قبل النون: وقد يقال لم لم تدغم فى النون أيضا فى نحو قُلْ نَعَمْ للتقارب بينهما كما أدغمت فى الراء للسبب نفسه؟ والجواب أن النون الساكنة إذا وقع بعدها راء يجب إدغامها فيها بغير غنة كما تقدم فى الدرس الخامس.

تعريف لام الاسم، وحكمها

ولا يصح أن يدغم فى النون شىء مما أدغمت هى فيه خشية زوال الألفة بين النون وأخواتها من حروف «يرملون». وقد يرد على ذلك بأن لام (ال) تدغم فى النون وجوبا، فلماذا لا تدغم لام الفعل فى النون كذلك؟ والجواب على ذلك أن لام ال مع النون كثيرة الوقوع فى القرآن فهى أحوج إلى الإدغام تسهيلا للنطق، بخلاف لام الفعل قبل النون فهى قليلة الوقوع فى القرآن، فلو أظهرت لم تكن فى إظهارها مشقة. تعريف لام الاسم، وحكمها: وأما لام الإسم فهى الواقعة فى كلمة فيها إحدى علامات الاسم، أو تقبل إحداها وتكون متوسطة على الدوام نحو أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ، ولا تكون متطرفة كلام الفعل، وحكمها: وجوب الإظهار مطلقا. لام الحرف، وحكمها: وأما لام الحرف فهى الواقعة فى:" هل، وبل" فقط. ولا يوجد غيرهما فى القرآن، وحكم بل حكم لام الفعل تماما أى وجوب الإظهار نحو بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ* ما لم يقع بعدها لام فتدغم فيها للتماثل نحو بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا أو راء فتدغم فيها للتقارب نحو بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، ويستثنى من ذلك بَلْ رانَ التى يجب السكت فيها على اللام كما تقدم. والسكت يمنع الإدغام، وأما لام هل فحكمها الإظهار دائما نحو هَلْ تَرَبَّصُونَ إلا إذا وقع بعدها لام فتدغم فيها للتماثل نحو هَلْ لَكُمْ. أما وقوعها قبل الراء فلم يوجد فى القرآن، ولذلك فرقت بينها وبين لام بل مع كون كل منهما حرفا على عكس ما يرى فى أكثر كتب التجويد من التسوية بينهما فى الحكم الذى يوهم وقوع كل من هل وبل فى القرآن قبل اللام والراء، وهو غير صحيح لما ذكر.

لام الأمر وحكمها

لام الأمر وحكمها: وأما لام الأمر فهى اللام الساكنة الزائدة عن بنية الكلمة، وبعدها فعل مضارع بشرط أن تكون مسبوقة بالفاء نحو فَلْيَنْظُرْ*، أو بالواو نحو وَلْيُوفُوا، أو بثم نحو ثُمَّ لْيَقْضُوا. وحكمها الإظهار مطلقا كلام الاسم، فتلخص من ذلك أن لام الإسم ولام الأمر يجب إظهارهما مطلقا، وأن لام الفعل ولام بل يجب إظهارهما ما لم يقع بعدهما لام أو راء فتدغمان، وأن لام هل يجب إظهارها إلا إذا وقع بعدها لام فتدغم فيها. هذا وقد جرى أكثر المؤلفين فى هذا العلم على اتباع هذا الدرس بدرس المثلين، والمتقاربين، والمتجانسين، والمتباعدين مراعاة للتحفة رغم توقف معرفة ذلك على معرفة المخارج والصفات. ولذلك رأيت أن أتبع هذا الدرس بالكلام على المخارج والصفات مباشرة، ثم على المثلين، والمتقاربين، والمتجانسين، والمتباعدين، وغيرها من الأحكام مراعاة للمصلحة. وينبغى أن يعلم أيضا أن الكلام فى الدروس السابقة على الحروف الهجائية كان على ثمانية وعشرين منها بناء على إسقاط الألف اللينة وأختيها لعدم إمكان وقوعها بعد النون الساكنة، أو التنوين، أو الميم الساكنة، أو اللام الساكنة. أما فى الدروس التالية فسيكون الكلام على الحروف الهجائية كلها بما فيها الألف اللينة وأختاها. ***

أسئلة

أسئلة 1 - ما هى لام الفعل؟ وما صورها؟ وما أمثلتها؟ وما حكمها؟ وما سبب إدغامها قبل اللام، والراء، وإظهارها قبل النون؟ 2 - عرف كلا من لام الاسم، ولام الحرف، ولام الأمر، واذكر حكم كل منها مع التمثيل؟ تمارين 1 - اقرأ قوله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا (الأعراف: 175) إلى قوله: يَعْمَلُونَ* وبين ما فيها من أنواع اللام الساكنة، وحكم كل منها بالتفصيل. 2 - عين اللام الساكنة الواقعة فى الكلمات الآتية، واذكر نوع كل منها وحكمه: (التقى الجمعان- والركب أسفل منكم- ومن يتوكل على الله- وإن جنحوا للسلم- قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنين- فبذلك فليفرحوا) 3 - مثل لكل من لام التعريف، والفعل، والاسم، والحرف، والأمر بثلاثة أمثلة من غير ما تقدم. ***

الدرس الثانى عشر فى مخارج الحروف

الدرس الثانى عشر فى مخارج الحروف مخارج الحروف أى موازينها، جمع مخرج. تعريف المخرج: والمخرج لغة: محل الخروج. واصطلاحا: محل خروج الحرف الذى ينقطع عنده صوت النطق به فيتميز عن غيره. «1» طريقة معرفة مخرج الحرف: والطريقة لمعرفة مخرج حرف هو النطق به ساكنا أو مشددا بعد همز وصل محرك بأية حركة، ثم تصغى إليه فحيث ما انقطع صوت النطق بالحرف فهو مخرجه. مخارج الحروف العامة والخاصة: والمخارج إما عامة، وهى المشتملة على مخرج فأكثر، وإما خاصة، وهى المحددة التى لا تشتمل إلا على مخرج واحد. اختلاف العلماء فى عدد مخارج الحروف وقد اختلف علماء التجويد واللغة فى عدد المخارج العامة والخاصة رأى الجمهور فى عدد مخارج الحروف: ذهب الجمهور ومنهم ابن الجزرى، والخليل بن أحمد إلى أن المخارج الخاصة سبعة عشر مخرجا، تنحصر فى خمسة مخارج عامة، وهى: 1 - الجوف: ويشتمل على مخرج واحد.

_ (1) ومعرفة المخرج للحرف كمعرفة الوزن والمقدار، ومعرفة الصفة كالمحك والمعيار.

رأى الشاطبى وسيبويه، وموافقيهما فى عدد مخارج الحروف

2 - الحلق: ويشتمل على ثلاثة مخارج. 3 - اللسان: ويشتمل على عشرة مخارج. 4 - الشفتان: ويشتمل على مخرجين. 5 - الخيشوم: ويشتمل على مخرج واحد. رأى الشاطبى وسيبويه، وموافقيهما فى عدد مخارج الحروف: وذهب بعض علماء التجويد واللغة، ومنهم الشاطبى وسيبويه إلى أن المخارج الخاصة ستة عشر مخرجا تنحصر فى أربعة مخارج عامة، وهى: 1 - الحلق بمخارجه الثلاثة. 2 - اللسان بمخارجه العشرة. 3 - الشفتان بمخرجيهما. 4 - الخيشوم بمخرجه. وأسقطوا الجوف، ووزعوا الحروف التى تخرج منه، وهى حروف المد على مخارج أخرى، فجعلوا الألف المدية مع الهمز من أقصى الحلق، والياء المدية مع غير المدية من وسط اللسان، والواو المدية مع غير المدية من الشفتين رأى الفراء وموافقيه فى عدد مخارج الحروف: وذهب بعض علماء التجويد واللغة، ومنهم الفراء، ويحيى، وقطرب، والجرمى إلى أن المخارج الخاصة أربعة عشر مخرجا، تنحصر فى أربعة مخارج عامة وهى: 1 - الحلق بمخارجه الثلاثة. 2 - اللسان بمخارجه الثمانية. 3 - الشفتان بمخرجيهما. 4 - الخيشوم بمخرجه.

تعدد مخارج الحروف بعدد الحروف فى الحقيقة

وأسقطوا الجوف، ووزعوا الحروف التى تخرج منه كالمذهب السابق، وزادوا أن اللام، والنون، والراء تخرج من مخرج واحد، وهو طرف اللسان، وبذلك جعلوا مخارج اللسان ثمانية بدلا من عشرة. تعدد مخارج الحروف بعدد الحروف فى الحقيقة: والحقيقة كما أرى أن الاختلاف السابق فى عدد مخارج الحروف مبنى على التقريب لا على التحديد، إذ أن المخارج لا بد أن تتعدد بتعدد الحروف الهجائية التى لا بد لكل منها مخرج خاص به يميزه عن غيره من الحروف، فالأقوال السابقة المبنية على خروج حرفين أو ثلاثة من مخرج واحد إنما هى على سبيل التجوز والتقريب، لا على سبيل الحقيقة والتحديد. تفصيل مخارج الحروف: وإليك فيما يلى مخارج الحروف تفصيلا على مذهب الجمهور لأنه المختار مرتبة بترتيبها فى نظم الجزرى: الجوف، وحروفه، وما تسمى به، ووجه هذه التسمية: أما الجوف ففي اللغة: الخلاء. وفى الاصطلاح: الخلاء الواقع داخل الحلق والفم، ومنه تخرج الألف المدية المفتوح ما قبلها نحو قالَ*، والياء المدية المكسور ما قبلها نحو قِيلَ*، والواو المدية المضموم ما قبلها نحو يَقُولُ*، وتسمى جوفية لخروجها من الجوف، وتسمى مدية لامتداد الصوت فى يسر عند النطق بها، وتسمى حروف العلة لتأوه العليل: أى المريض بها. مخارج الحلق، وحروفه، وما تسمى به، ووجه هذه التسمية: وأما الحلق ففيه ثلاثة مخارج تخرج منها ستة أحرف، وهى: 1 - أقصى الحلق: ومنه تخرج الهمز فالهاء. 2 - وسط الحلق: ومنه تخرج العين فالحاء.

مخارج اللسان، وحروفه، وما تسمى به، ووجه هذه التسمية

3 - أدنى الحلق: ومنه تخرج الغين فالخاء. وتسمى جميعا بالحروف الحلقية لخروجها من الحلق. والمراد بأقصى الحلق أبعده من الداخل، وبأدناه أقربه إلى الخارج، وبوسط الحلق ما بين الأقصى والأدنى. مخارج اللسان، وحروفه، وما تسمى به، ووجه هذه التسمية: وأما اللسان ففيه عشرة مخارج، يخرج منها ثمانية عشر حرفا، وهى: 1 - أقصى اللسان من فوق مما يلى الحلق مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى، ومنه تخرج القاف. 2 - أسفل أقصى اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى، ومنه تخرج الكاف، وتسميان لهويتين لخروجهما من قرب اللهة. 3 - وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى، ومنه تخرج الجيم فالشين مطلقا فالياء بشرط أن تكون متحركة بالفتح نحو يَعْلَمُونَ*، أو بالكسر نحو هَيِّنٌ*، أو بالضم نحو يُؤْمِنُونَ*، أو ساكنة مفتوح ما قبلها نحو خَيْرٌ*، أما الياء الساكنة المكسور ما قبلها فقد تقدم أنها تخرج من الجوف على المذهب المختار، ومن وسط اللسان على غيره، وأما الياء الساكنة المضموم ما قبلها فلم ترد فى القرآن، ولا فى اللغة، وتسمى الجيم، والشين، والياء التى تخرج من وسط اللسان شجرية لخروجها من شجر الفم أى مقدمه. 4 - حافة اللسان مما يلى الأضراس العليا، أى جانبه من الداخل، ومنها تخرج الضاد. فالضاد تخرج من إحدى حافتى اللسان مما يلى الأضراس العليا من اليسرى، أو من اليمنى، من اليسرى أيسر، وأكثر استعمالا. وتسمى مستطيلة لاستطالة مخرجها، والنطق بالضاد كاملا من مميزات العربى، إذ لا توجد الضاد فى أية لغة غير اللغة العربية، ولذلك تسمى لغة الضاد. وقد تميز النبى صلى الله عليه وسلم بكمال نطقه بها فقال: «أنا أفصح من نطق بالضاد».

ويقول الشاعر فى مدحه بذلك: ثم صلاة الله ما ترنم ... حاد بسوق العس فى أرض الحمى على نبينا الحبيب الهادى ... أجل كل ناطق بالضاد 5 - أدنى حافة اللسان إلى منتهاها مما يلى الأنياب، أى جانبه من الخارج مع ما يحاذيه من لثة الأسنان العليا، ومنه تخرج اللام، فاللام تخرج من أدنى حافة اللسان إلى منتهاها مع ما يحاذيه من لثة الأسنان العليا والأنياب من اليمنى، أو من اليسرى، من اليمنى أيسر وأكثر استعمالا، ومن اليسرى أصعب وأقل استعمالا، ومنهما مما أعز وأقل استعمالا. 6 - طرف اللسان تحت مخرج اللام قليلا مع ما يحاذيه من لثة الأسنان العليا، ومنه تخرج النون. 7 - أدنى اللسان من ظهره أدخل من النون قليلا ما يحاذيه من لثة الأسنان العليا، ومنه تخرج الراء، وتسمى اللام، والنون، والراء حروفا ذلقية لخروجها من ذلق اللسان أى من طرفه. 8 - طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا، ومنه تخرج الطاء، والدال، والتاء، وتسمى نطعية لخروجها من نطع الفم أى غاره، ونهاية تجويفه. 9 - طرف اللسان مع ما فوق الثنايا السفلى- أو مع ما بين الثنايا السفلى والعليا- ولا فرق بينهما، لأن ما فوق الثنايا السفلى هو بالضبط ما بين الثنايا السفلى والعليا، وقد جاء فى بعض الكتب بيان هذا المخرج بالتعبير الأول كالجزرية، وفى بعضها بالتعبير الثانى كالشاطبية، والعلة فى اختلاف التعبيرين ضرورة الشعر التى دعت كلا إلى التعبير بما يتسع له نظمه. ومن هذا المخرج تخرج الصاد، والزاى، والسين، وتسمى أسلية لخروجها من أسلة اللسان أى مستدقه.

مخرجا الشفتين وحروفهما

10 - طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا، ومنه تخرج الظاء، والذال، والثاء، وهى الحروف التى جرت عادة القراء على النصح بإخراج اللسان عند النطق بها، وتسمى لثوية لقرب مخرجها من لثة الأسنان. مخرجا الشفتين وحروفهما: وأما الشفتان ففيهما مخرجان: 1 - بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا، ومنه تخرج الفاء. 2 - الشفتان معا، ومنهما تخرج الباء والميم مع انطباق، والواو مع انضمام أو انفتاح. والمراد بالواو التى تخرج من الشفتين الواو المتحركة بفتح نحو ذَرُوا* أو كسر نحو وَقْراً* أو ضم نحو وَلَدٌ* والساكنة المفتوح ما قبلها نحو خَوْفٌ* أما الواو الساكنة المضموم ما قبلها فقد تقدم أنها تخرج من الجوف على المذهب المختار، ومن الشفتين على غيره. وأما الواو الساكنة المكسور ما قبلها فلا توجد فى القرآن، ولا فى اللغة، وتسمى الفاء، والياء، والميم، والواو شفوية لخروج الفاء من بطن الشفة السفلى، وخروج الباقى من الشفتين معا. الخيشوم، وما يخرج منه: وأما الخيشوم وهو أعلى الأنف، وأقصاه من الداخل فمنه تخرج الغنة المركبة فى جسم النون، ولو تنوينا والميم فقط، وقد تقدم بيان تعريف الغنة ومخرجها هذا، ومقدارها، ومراتبها فى الدرس الثامن فارجع إليه إن شئت. ***

أسئلة

أسئلة 1 - ما مخرج الحرف؟ وما طريقة معرفته؟ وما المخارج العامة والخاصة؟ وما عدد كل منها عند الجمهور، والشاطبى، والفراء؟ 2 - ما هو الجوف؟ وما حروفه؟ وما تسمى به؟ وما وجه هذه التسمية؟ 3 - ما مخارج الحلق؟ وما حروفه؟ وما تسمى به؟ وما وجه هذه التسمية؟ 4 - ما مخارج اللسان؟ وما حروف كل منها؟ وبماذا يسمى كل من هذه الحروف؟ وما وجه هذه التسمية؟ 5 - ما مخارج الشفتين؟ وما حروفها؟ وبماذا تسمى هذه الحروف؟ وما وجه هذه التسمية؟ وما هو الخيشوم؟ وما الذى يخرج منه؟ تمارين 1 - بين مخارج الحروف فى قوله تعالى: وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها (هود: 6) الآية. 2 - اذكر مخرج كل حرف من الحروف الآتية مع ذكر ما يسمى به، ووجه تلك التسمية: الألف اللينة- الغين- الضاد- التاء- الواو. 3 - مثل لكل من الحروف الشجرية، والذلقية، والنطعية، والصفيرية في كلمات قرآنية. ***

الدرس الثالث عشر فى صفات الحروف

الدرس الثالث عشر فى صفات الحروف صفات الحروف أى معاييرها، جمع صفة تعريف الصفة: والصفة لغة: ما قامت بالغير. واصطلاحا: الحالة التى تعرض للحرف عند النطق به. اختلاف العلماء فى عدد الصفات: وقد اختلف العلماء فى عددها فذهب الجمهور ومنهم ابن الجزرى إلى أنها ثمانى عشرة صفة، وهى المذكورة فى الجزرية، وأنقصها بعضهم إلى خمس عشرة صفة، حيث عدوا هذه الصفات كلها عدا الإصمات، والإذلاق، واللين، وزادها بعضهم إلى ما فوق الأربعين حيث أضافوا صفات أخرى إلى تلك الصفات. تقسيمها إلى ذاتية وعرضية: والصفات قسمان: إما ذاتية وهى الملازمة للحرف التى لا تفارقه أبدا كالجهر والرخو بالنسبة إلى حروف كل منها، وإما عرضية وهى الصفات التى تلحق الحرف أحيانا، وتفارقه أحيانا كالتفخيم والترقيق بالنسبة إلى الراء. والكلام هنا على الصفات الثمانية عشرة الذاتية الواردة فى الجزرية فقط عملا برأى الجمهور لأنه المختار. تقسيم الصفات الذاتية إلى ضدية وغير ضدية: وتنقسم الصفات الذاتية الواردة فى الجزرية إلى قسمين: قسم له ضد وهو الجهر وضده الهمس، والرخو وضده الشدة والتوسط، والاستفال وضده الاستعلاء، والانفتاح وضده الإطباق، والإصمات وضده الإذلاق.

تعريف الهمس، وحروفه، ووجه تسميتها مهموسة

وقسم لا ضد له وهو الصفير، والقلقلة، واللين، والانحراف، والتكرير والتفشى، والاستطالة، وفيما يلى بيان كل من هذه الصفات تفصيلا: تعريف الهمس، وحروفه، ووجه تسميتها مهموسة: فالهمس لغة: الخفاء، واصطلاحا: خفاء الحرف لضعفه، وجريان النفس معه عند النطق به لضعف الاعتماد عليه فى مخرجه، وحروفه عشرة مجموعة فى قول الجزرية «فحثه شخص سكت». وسميت هذه الحروف مهموسة لضعفها، وجريان النفس معها عند النطق بها لضعف الاعتماد عليها فى مخارجها. تعريف الجهر، وحروفه، ووجه تسميتها جهرية: والجهر لغة: الظهور والإعلان. واصطلاحا: ظهور الحرف وإعلانه لقوته، وانحباس النفس معه عند النطق به لقوة الاعتماد عليه فى مخرجه وحروفه تسعة عشرة، وهى الباقية من أحرف الهجاء بعد حروف الهمس العشرة، وسميت هذه الحروف جهرية للجهر بها، وقوتها، وانحباس النفس معها عند النطق بها لقوة الاعتماد عليها فى مخارجها. وإذا فالفرق بين الهمس والجهر قائم على جريان النفس فى الأول، وانحباسه فى الثانى، والحروف الهجائية مقسمة بينهما فما كان منها من حروف «فحثه شخص سكت» فهو مهموس، وما لم يكن منها فهو جهرى. تعريف الشدة، وحروفها، ووجه تسميتها شديدة: والشدة لغة: القوة، واصطلاحا: قوة الحرف لانحباس الصوت من الجريان معه عند النطق به لقوة الاعتماد عليه فى مخرجه، وحروفها ثمانية مجموعة فى قوله: «أجد قط بكت»، وسميت هذه الحروف شديدة لقوتها، وانحباس الصوت من الجريان معها عند النطق بها لقوة الاعتماد عليها فى مخارجها.

تعريف التوسط، وحروفه، ووجه تسميتها متوسطة

تعريف التوسط، وحروفه، ووجه تسميتها متوسطة: والتوسط أى البينية بين الشدة والرخاوة، وتعريفه لغة: الاعتدال. واصطلاحا: اعتدال الصوت عند النطق بالحرف لعدم كمال انحباسه معه كانحباسه مع حروف الشدة، وعدم كمال جريانه معه كجريانه مع حروف الرخو، وحروفه خمسة مجموعة فى قوله «لن عمر». وسميت هذه الحروف متوسطة أو بينية لتوسط الصوت عند النطق بها، وعدم كمال انحباسه كما فى حروف الشدة، وعدم كمال جريانه كما فى حروف الرخو، ولم يعد أكثر الشارحين للجزرية هذه الصفة من الصفات، وهو ما أخالفهم فيه، لأنها صفة ذات تعريف، وحروف كغيرها من الصفات. ومن ثمّ كان عدد الصفات عندى ثمانى عشرة لا سبع عشرة كما يرون. تعريف الرخو، وحروفه، ووجه تسميتها رخوية: والرخو لغة: اللين. واصطلاحا: لين الحرف لضعفه، وجريان الصوت عند النطق به لضعف الاعتماد عليه فى مخرجه، وحروفه ستة عشر، وهى الباقية من حروف الهجاء بعد حروف الشدة والتوسط، وسميت رخوية لضعفها، وجريان الصوت معها حتى لانت عند النطق بها. فالفرق بين هذه الصفات الثلاث، وهى الشدة والتوسط، والرخو قائم على جريان الصوت وعدمه، فما جرى معه الصوت رخوى، وما انحبس معه الصوت شديد، وما لم يكمل الانحباس والجريان معه متوسط، وحروف الهجاء مقسمة بين هذه الصفات الثلاث، فما كان من حروف «أجد قط بكت» سمى شديدا، وما كان من حروف «لن عمر» سمى متوسطا، أو بينيا، وما لم يكن من هذه ولا من تلك سمى رخويا. تعريف الاستعلاء، وحروفه، ووجه تسميتها مستعلية: والاستعلاء لغة: الارتفاع، واصطلاحا: ارتفاع اللسان إلى الحنك الأعلى

تعريف الاستفال، وحروفه، ووجه تسميتها مستفلة

بالحرف عند النطق به، وحروفه سبعة مجموعة فى «خص ضغط قظ» وتسمى مستعلية لاستعلاء اللسان، وارتفاعه إلى الحنك الأعلى عند النطق بها. تعريف الاستفال، وحروفه، ووجه تسميتها مستفلة: والاستفال لغة: الانخفاض، واصطلاحا: انخفاض اللسان بالحرف، وعدم ارتفاعه إلى أعلى الحنك عند النطق به، وحروفه اثنان وعشرون، وهى الباقية من أحرف الهجاء بعد حروف الاستعلاء، وسميت مستفلة لانخفاض اللسان فى الفم، وعدم ارتفاعه إلى أعلاه عند النطق بها. فالفرق بين الاستعلاء، والاستفال قائم على ارتفاع اللسان بالحرف عند النطق به أو انخفاضه، فما ارتفع اللسان معه مستعل، وما انخفض معه مستفل، وتنقسم الحروف الهجائية بين هاتين الصفتين، فما كان من حروف «خص ضغط قظ» السبعة سمى مستعليا، وما لم يكن منها سمى مستفلا. تعريف الإطباق، وحروفه، ووجه تسميتها مطبقة: والإطباق لغة: الإلصاق. واصطلاحا: إلصاق اللسان بالحنك الأعلى عند النطق بالحرف، وحروفه أربعة، وهى الصاد، والضاد، والطاء، والظاء، على التوالى، وسميت مطبقة، لانطباق اللسان، والتصاقه بالحنك الأعلى عند النطق به. تعريف الانفتاح، وحروفه، ووجه تسميتها منفتحة: والانفتاح لغة: الافتراق. واصطلاحا: انفتاح اللسان عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف، وحروفه خمسة وعشرون، وهى الباقية من أحرف الهجاء بعد أحرف الإطباق، وسميت منفتحة، لانفتاح اللسان عن الحنك الأعلى عند النطق بها. فالفرق بين الإطباق والانفتاح قائم على انطباق اللسان عند النطق بالحرف إلى الحنك الأعلى، وانفتاحه عنه، فما انطبق معه اللسان على الحنك الأعلى مطبق، وما انفتح معه اللسان عن الحنك الأعلى منفتح.

تعريف الإذلاق، وحروفه، ووجه تسميتها مذلقة

وتنقسم الحروف الهجائية بين هاتين الصفتين، فما كان من حروف الإطباق الأربعة سمى مطبقا، وما لم يكن منها سمى منفتحا. تعريف الإذلاق، وحروفه، ووجه تسميتها مذلقة: والإذلاق من الذلق، وهو لغة: الطرف. واصطلاحا: خفة الحرف عند النطق به لخروجه من طرف اللسان، أو من إحدى الشفتين، أو منهما معا، وحروفه ستة مجموعة فى" فر من لب" وتسمى مذلقة: أى متطرفة لخروج بعضها من طرف اللسان، وبعضها من بطن الشفة السفلى، وبعضها من الشفتين معا. تعريف الإصمات، وحروفه، ووجه تسميتها مصمتة: والإصمات لغة: المنع «1». واصطلاحا: ثقل الحرف عند النطق به لخروجه بعيدا عن طرف اللسان والشفتين، ويلاحظ أن هذا التعريف لا ينطبق على الواو التى تخرج من الشفتين، ومع ذلك فإنها توصف بالإصمات إلا أن تحمل هذه الواو على مثيلتها الجوفية، أو يعلل إصماتها بخروجها من الشفتين مع انفتاح أو انضمام دون غيرها من الحروف الشفوية، وفى ذلك بعض الثقل الذى من أجله وصفت بالإصمات، وحروف الإصمات ثلاثة وعشرون، وهى الباقية من أحرف الهجاء بعد حروف الإذلاق، وتسمى مصمتة لثقل النطق بها بسبب خروجها من غير طرف اللسان والشفتين. فالفرق بين الإذلاق والإصمات قائم على خفة النطق بالحرف لخروجه من طرف اللسان أو الشفتين، وثقل النطق به لخروجه بعيدا عن ذلك، فما خف نطقه مذلق، وما ثقل مصمت، وتنقسم الحروف الهجائية بين الإذلاق والإصمات أيضا، فما كان من حروف" فر من لب" الستة سمى مذلقا، وما لم يكن منها سمى مصمتا. وهذه هى الصفات التى لها ضد وأضدادها، وأما الصفات السبع التى لا ضد لها فستأتى فى الدرس التالى مباشرة.

_ (1) وذلك لامتناع انفرادها أصولا فى ذوات الأربع والخمس من الكلمات العربية، بل لا بدّ من وجود حرف من حروف الذلاقة معها، ولذلك قيل فى عسجد اسم للذهب أنه أعجمى.

أسئلة

أسئلة 1 - ما هى الصفة؟ وما عدد صفات الحروف؟ وما أقسامها من حيث الذاتية والعرضية، ومن حيث الضدية وعدمها؟ 2 - عرف كلا من الهمس والجهر، وبين حروف كل منهما، ووجه تسمية حروف الهمس مهموسة، وحروف الجهر جهرية، وعلى أى شىء يقوم الفرق بينهما؟ 3 - عرف كلا من الشدة، والتوسط، والرخو، وبين حروف كل منها، ووجه تسمية حروف الشدة شديدة، والتوسط متوسطة، والرخو رخوية؟ وعلى أى شىء يقوم الفرق بينها؟ 4 - هل تعتبر التوسط من صفات الحروف أو لا؟ علل لما تقول، وما عدد الصفات إذا كانت صفة التوسط منها، وإذا لم تكن؟ 5 - عرف كلا من الاستعلاء، والاستفال، وبين حروف كل منهما، ووجه تسمية حروف الاستعلاء مستعلية، وحروف الاستفال مستفلة؟ وعلى أى شىء يقوم الفرق بينهما؟ 6 - عرف كلا من الإطباق، والانفتاح، وبين حروف كل منهما، ووجه تسمية حروف الإطباق مطبقة، وحروف الانفتاح منفتحة؟ وعلى أى شىء يقوم الفرق بينهما؟ 7 - عرف كلا من الإذلاق، والإصمات، وبين حروف كل منهما، ووجه تسمية حروف الإذلاق مذلقة، وحروف الإصمات مصمتة؟ وعلى أى شىء يقوم الفرق بينهما، ولماذا وصفت الواو بالإصمات مع خروجها من الشفتين؟

تمارين

تمارين 1 - اقرأ قوله تعالى: رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي (يوسف: 101) إلى قوله: لِلْعالَمِينَ (يوسف: 104) وبين ما فى الآية الأولى من هذه الآيات من الحروف الجهرية، وما فى الآيات التى تليها من الحروف الرخوية. 2 - قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً (الرعد: 31) الآية. بين ما فى هذه الآية من حروف التوسط، وحروف الاستعلاء. 3 - اقرأ قوله تعالى: وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً (إبراهيم: 21) إلى قوله عَذابٌ أَلِيمٌ (إبراهيم: 22) وبين ما فى هاتين الآيتين من حروف الإطباق، وحروف الإذلاق. ***

الدرس الرابع عشر فى بقية صفات الحروف

الدرس الرابع عشر فى بقية صفات الحروف الصفات التى لا ضد لها سبع كما تقدم، وفيما يلى تفصيلها: 1 - تعريف الصفير، وحروفه، ووجه تسميتها صفيرية: الصفير لغة: صوت يشبه صفير الطائر. واصطلاحا: خروج صوت يشبه صوت الطائر مع الحرف عند النطق به، وحروفه ثلاثة، وهى: الصاد والزاى، والسين، وتسمى صفيرية لخروج صوت زائد يشبه صفير الطائر معها عند النطق بها. «1» 2 - تعريف القلقلة، وحروفها، ووجه تسميتها مقلقلة: القلقلة لغة: الاضطراب. واصطلاحا: اضطراب اللسان عند النطق بالحرف حتى يسمع له نبرة قوية خصوصا إذا كان ساكنا، وحروفها خمسة مجموعة فى" قطب جد"، وتسمى مقلقلة لاضطراب اللسان فى الفم عند النطق بها حتى يسمع لها نبرة قوية دون غيرها من الحروف. مراتبها: ومراتب القلقلة ثلاث، أقواها الساكن الموقوف عليه، ثم الساكن الموصول، ثم المحرك، غير أنها تكون كاملة فى المرتبتين الأولتين، وناقصة فى المحرك الذى لا يوجد فيه إلا أصلها. فالقلقلة فى هذه الحروف أشبه ما تكون بالغنة فى النون والميم التى تكمل فى بعض أحوالهما، وتضعف فى المظهر، والمحرك منهما، إذ لا يوجد فيهما حين الإظهار والتحريك إلا أصل الغنة على ما تقدم.

_ (1) فالزاي تشبه صوت الأوز، والسين صوت النحل، والصاد تشبه صوت العصفور.

اختلاف العلماء فى كيفيتها

اختلاف العلماء فى كيفيتها: واختلف فى كيفية القلقلة بالنسبة إلى ما سكن من حروفها، فقيل: إن الحرف المقلقل يتحرك بحركة مناسبة للحرف الذى قبله عند قلقلته، فإن كان ما قبله مفتوحا نحو أَقْرَبُ* كان الحرف المقلقل قريبا من الفتح، وإن كان ما قبله مكسورا نحو اقْرَأْ* كانت القلقلة أقرب إلى الكسر، وإن كان ما قبله مضموما نحو ادْعُ* كانت القلقلة أقرب إلى الضم، أى أن القلقلة تابعة لحركة الحرف الذى قبلها حتى تتناسب الحركات. وقيل إن الحرف المقلقل يتحرك بحركة مناسبة للحرف الذى بعده عند قلقلته مفتوحا كان أو مكسورا أو مضموما، أى أن القلقلة تابعة لحركة الحرف الذى بعدها حتى تتناسب الحركات. وقيل: إن القلقلة تكون أقرب إلى الفتح دائما دون التفات إلى كون ما قبل الحرف المقلقل أو ما بعده مفتوحا، أو مكسورا، أو مضموما وهو ما أرى أولوية العمل به. «1» 3 - تعريف اللين، وحرفاه، ووجه تسميتهما لينين: اللين لغة: السهولة. واصطلاحا: إخراج الحرف من مخرجه فى سهولة وعدم كلفة، وحرفاه اثنان وهما: الياء الساكنة المفتوح ما قبلها نحو عَيْنٍ*، والواو الساكنة المفتوح ما قبلها نحو قَوْمِ*، ويسميان لينين لسهولة النطق بهما وعدم الكلفة فى إخراجهما من مخرجيهما. 4 - تعريف الانحراف، وحرفاه، ووجه تسميتهما منحرفين الانحراف لغة: الميل. واصطلاحا: الميل بالحرف عن مخرجه عند النطق به حتى يصل بمخرج آخر، وله حرفان وهما: اللام والراء ويسميان منحرفين لميلهما عن مخرجيهما عند النطق بهما إلى غيرهما من الخارج.

_ (1) قال بعضهم: وقلقة ميل إلى الفتح مطلقا ... ولا تتبعنها بالذي قبل تجملا

5 - تعريف التكرير، وحرفه، ووجه تسميته مكررا

5 - تعريف التكرير، وحرفه، ووجه تسميته مكررا: التكرير لغة: الإعادة، واصطلاحا: ارتعاد رأس طرف اللسان بالحرف عند النطق به، وهو ما يؤدى إلى تكريره خصوصا إذا كان ساكنا أو مشددا ولا يكون إلا فى الراء فقط، وتسمى مكررة لارتعاد رأس طرف اللسان: أى اهتزازه عند النطق بها، فيؤدى ذلك إلى تكريرها خصوصا إذا سكنت أو شددت، ووصف الراء بالتكرير لا يعنى إلا قبولها له نطقا، وهو ما يجب تجنبه، فهو عكس كل صفات الحروف التى تعنى العمل بها لا تجنبها. 6 - تعريف التفشى، وحرفه، ووجه تسميته متفشيا: التفشى لغة: الانتشار، واصطلاحا: انتشار الريح فى الفم بالشين عند النطق بها حتى تتصل بمخرج الظاء المعجمة، ولا يكون هذا إلا فى الشين فقط، وسميت متفشية لانتشار الريح فى الفم عند النطق بها حتى تتصل بمخرج الظاء. 7 - تعريف الاستطالة، وحرفها، ووجه تسميته مستطيلا: الاستطالة لغة: الامتداد. واصطلاحا: امتداد مخرج الضاد عند النطق بها حتى تتصل بمخرج اللام، ولا يكون ذلك إلا فى الضاد فقط، وتسمى مستطيلة: لاستطالة مخرجها، وسريان النطق بها فيه كله حتى تتصل بمخرج اللام. القوى والضعيف من الحروف الهجائية: واعلم أن الصفات السابقة منها ما هو قوى كالقلقلة، والاستعلاء، ومنها ما هو ضعيف كاللين والرخو، وعليه فالحروف الهجائية منها ما هو قوى، ومنها ما هو ضعيف كذلك، وتقدر قوة الحرف، وضعفه بمقدار ما يتصف به من الصفات القوية أو الضعيفة، ولذلك نرى أن أقوى الحروف الهجائية: الطاء لكون جميع صفاتها قوية، وأضعفها: الهاء لكون جميع صفاتها ضعيفة، ولا يخفى عليك تقدير ما عدا هذين الحرفين من الحروف من حيث القوة والضعف.

طريقة معرفة صفات الحرف

طريقة معرفة صفات الحرف: والطريقة إلى معرفة صفات الحرف هى البحث عنه أولا بين صفتى الهمس والجهر، فإن وجد من حروف الهمس فهو مهموس، وإلا فهو جهرى، ثم يبحث عنه بعد ذلك بين الشدة، والتوسط، والرخو، فإن وجد من حروف الشدة فهو شديد، وإن وجد من حروف التوسط فهو متوسط وإلا فرخوى، ثم يبحث عنه بعد ذلك بين صفتى الاستعلاء والاستفال، فإن وجد من حروف الاستعلاء فهو مستعل، وإلا فهو مستفل، ثم يبحث عنه بعد ذلك بين صفتى الإطباق والانفتاح، ثم بين صفتى الإذلاق والإصمات على هذا النحو تماما. وإلى هنا يكون الحرف قد استكمل خمس صفات حتما وهو القدر الذى لا يقل عنه أى حرف هجائى. ثم يبحث بعد ذلك عن الحروف فى الصفات التى لا ضد لها واحدة واحدة، فإذا وجد له صفة منها كانت سادسة بالإضافة إلى الصفات الخمس السابقة، ولا يكون ذلك إلا فى الحروف الآتية وهى: الصاد- الزاى- السين- القاف- الظاء- الباء- الجيم- الذال- الياء الساكنة المفتوح ما قبلها- الواو الساكنة المفتوح ما قبلها- اللام- الشين- الضاد. فهذه الأحرف لكل منها ست صفات، وقد يوجد للحرف صفتان من الصفات التى لا ضد لها فيكون عدد صفاته سبعا، ولا يكون ذلك إلا فى الراء. إذا تأملت ذلك علمت أن الحرف الهجائى لا تزيد صفاته عن سبع، ولا تقل عن خمس، وتوضيحا لذلك إليك جدولا للحروف الهجائية مرتبة من الهمز فالباء إلى الياء، ومبينا ما يختص به كل منها من الصفات: «1»

_ (1) ومعرفة المخرج للحرف كالوزن والمقدار، ومعرفة الصفة له كالمحك والمعيار. () ()

فأنت ترى من هذا الجدول اتحاد كل من التاء والكاف فى جميع الصفات. والثاء والحاء والهاء فى جميع الصفات. والجيم والدال فى جميع الصفات، والميم والنون فى جميع الصفات. والواو والياء الصحيحتين، وحروف المد الثلاثة فى جميع الصفات. والواو والياء اللينتين فى جميع الصفات. ***

أسئلة

أسئلة 1 - ما هو الصفير؟ وما حروفه؟ ولماذا سميت صفيرية؟ 2 - ما هى القلقلة؟ وما حروفها؟ ولماذا سميت مقلقلة؟ وما مراتب القلقلة، وما كيفيتها؟ وما المراد من قول بعضهم: وقلقلة ميل إلى الفتح مطلقا ... ولا تتبعنها بالذى قبل تجملا 3 - عرف كلا من اللين، والانحراف، والتكرير، والتفشى، والاستطالة؟ وبين حروف كل منها؟ ووجه تسمية كل بما يتصف به من هذه الصفات؟ 4 - بماذا تقدر قوة الحرف وضعفه؟ وما طريقة معرفة عدد صفاته؟ وما هى الحروف التى تتصل بسبع صفات؟ والحروف التى تتصل بست صفات؟ والحروف التى تتصل بخمس صفات؟ 5 - اذكر الحروف المتحدة مع غيرها فى كل الصفات مسترشدا بالجدول السابق المشتمل على حروف الهجاء، وصفاته جميعا؟ «1» تمارين 1 - اقرأ الآية الأولى من سورة النحل، وبين مخارج الحروف التى تتكون منها وصفاتها. 2 - بين ما له سبع صفات، وما له ست صفات، وما له خمس صفات من الحروف الآتية: الباء- الحاء- الراء- الشين- الواو الساكنة المفتوح ما قبلها- الياء المدية. 3 - بين مخارج الحروف الآتية، وصفاتها ودرجاتها من القوة والضعف تبعا لما تتصل به من الصفات: الهمز- الدال- الصاد- العين- الفاء- الألف اللينة.

_ (1) وهل القلقلة تابعة لما قبلها، أو لما بعدها، أو مائلة إلى الفتح مطلقا؟ بين ذلك مستدلا على ما تذكر من الأدلة؟

الدرس الخامس عشر فى المثلين، والمتقاربين، والمتجانسين، والمتباعدين، وأقسامها، وأحكامها

الدرس الخامس عشر فى المثلين، والمتقاربين، والمتجانسين، والمتباعدين، وأقسامها، وأحكامها الحرفان المتلاقيان لفظا وخطا كاللامين فى هَلْ لَكُمْ، قُلْ رَبِّي*، قَدْ تَبَيَّنَ*، مِنْ عَمَلِ*، أو خطا فقط كالهائين فى إِنَّهُ هُوَ* يعتبران مثلين أو متقاربين أو متجانسين أو متباعدين، وقد يكون هذا التلاقى فى كلمة نحو مَناسِكَكُمْ، يَرْزُقُكُمْ*، وَأَمْوالٌ، وَيَنْأَوْنَ، أو فى كلمتين كالأمثلة المتقدمة، وفيما يلى تعريف كلّ، وأقسامه، وأحكامه. تعريف المثلين: المثلان هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجا وصفة. ولا يكون ذلك إلا إذا اتفقا اسما أيضا بأن يكونا لامين أو هاءين أو نحو هذا، وقد سبق التمثيل لهما. تعريف المتقاربين: المتقاربان هما الحرفان اللذان تقاربا مخرجا واختلفا صفة، أو تقاربا مخرجا واتفقا صفة. اختلاف العلماء فى المراد من التقارب فى المخرج: وقد اختلف فى المراد من التقارب فى المخرج، فقيل: إن المراد منه أن يكون كل من مخرجى الحرفين فى عضو واحد سواء قرب مخرج هذا من ذاك أم بعد، وهو غير معقول لأنه يترتب عليه اعتبار السين والقاف مثلا فى نحو اسْتَسْقى متقاربين لوقوع مخرجهما فى عضو واحد، وهو اللسان، وهو ما لا يعقل. وقيل: إن المراد من التقارب فى المخرج أن يكون كل من مخرجى الحرفين فى عضو واحد بشرط ألا يفصل بينهما مخرج آخر وهو أحسن من القول الأول، غير أنه مردود بما قرره كبار القراء واللغويين- ومنهم الشاطبى- من

المراد من الاختلاف فى الصفة

اعتبار الدال مع الجيم أو الشين متقاربين فى نحو قَدْ جاءَكُمْ*، قَدْ شَغَفَها حُبًّا، مع أن بين مخرج الدال ومخرج الجيم والشين فاصل لا يخفى عليك. وقيل: إن المراد من التقارب فى المخرج، التقارب النسبى أى المعقول، وعليه فقد يكون الحرفان متقاربين مع كون مخرج أحدهما من عضو ومخرج الثانى من عضو آخر، كالنون والميم فى نحو مِنْ ماءٍ*، وهذا هو سبب الإدغام، والغين والقاف فى لا تُزِغْ قُلُوبَنا. وقد لا يكونان متقاربين مع كون مخرجيهما من عضو واحد، لكن كل بعيد عن الآخر كالسين والقاف، وهذا هو الراجح فى رأيى لمطابقته للواقع. المراد من الاختلاف فى الصفة: والمراد من الاختلاف فى الصفة هنا وفى المتجانسين والمتباعدين عدم الاتفاق فى كل الصفات بأن يكون الاختلاف فى صفة واحدة كاللام والراء أو أكثر كالدال والسين. صور المتقاربين: وينبنى على هذا أن للمتقاربين أربع صور، وهى: (1) أن يتقارب الحرفان مخرجا وصفة بحيث يكون مخرج أحدهما قريبا من الآخر جدا، وصفات كلّ قريبة من الآخر ولا يختلفان إلا فى صفة واحدة كاللام والراء فى نحو قُلْ رَبِّ*. (2) أن يتقارب الحرفان مخرجا لا صفة بحيث يكون مخرج كل منهما قريبا من الآخر جدا، أما صفاتهما فتكون مختلفة كثيرا كالدال والسين فى نحو قَدْ سَمِعَ. (3) أن يتقارب الحرفان صفة لا مخرجا بحيث تكون صفات كل منهما قريبة من صفات الآخر، ولا يختلفان إلا فى صفة واحدة، أما مخرج كل منهما فيكون بعيدا عن الآخر بعض الشيء كالشين والسين فى نحو ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا. (4) أن يتقارب الحرفان مخرجا، ويتفقا صفة كالحاء، والهاء في نحو فَسَبِّحْهُ*.

تعريف المتجانسين

تعريف المتجانسين: المتجانسان هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجا واختلفا صفة دون نظر إلى الاختلاف فى صفة كالثاء والذال فى نحو يَلْهَثْ ذلِكَ أو فى أكثر من صفة كالدال والتاء فى نحو قَدْ تَبَيَّنَ*. تعريف المتباعدين: المتباعدان هما الحرفان اللذان تباعدا مخرجا واختلفا صفة، أو تباعدا مخرجا واتفقا صفة. صور المتباعدين: وللمتباعدين ثلاث صور، وهى: (1) أن يتباعد الحرفان فى المخرج ويختلفا فى صفة واحدة كالهمز والدال فى نحو أَدْنى *. (2) أن يتباعد الحرفان فى المخرج ويختلفا فى أكثر من صفة كالهمز والصاد فى نحو أَصْدَقُ*. (3) أن يتباعد الحرفان فى المخرج ويتفقان فى الصفة كالهاء والثاء فى نحو يَلْهَثْ*. خلاصة الصور العقلية للحرفين المتلاقيين: ويتلخص مما ذكر أن الحرفين المتلاقيين لفظا وخطا أو خطا فقط عقلا، إما أن يتفقا فى المخرج والصفة فهما المثلان، أو فى المخرج دون الصفة فهما المتجانسان، أو فى الصفة دون المخرج، وفى هذه الحالة قد يكونان متقاربين وذلك فى الحاء والهاء نحو فَسَبِّحْهُ*، والدال والجيم نحو قَدْ جاءَكُمْ*، والنون والميم نحو مِنْ ماءٍ* فقط.

أقسام المثلين، والمتقاربين، والمتجانسين، والمتباعدين

وقد يكونان متباعدين وذلك فى التاء والكاف فى نحو وَلا تُكَلِّمُونِ، والحاء والثاء نحو يَبْحَثُ، والهاء والثاء نحو يَلْهَثْ*، والياء والواو نحو يَوَدُّ*، والواو مع أحد حروف المد نحو والٍ والياء مع أحد حروف المد نحو قِياماً* فقط. وإما أن يختلفا فى المخرج والصفة معا، وفى هذه الحالة إما أن يتقاربا مخرجا وصفة. أو يتقاربا مخرجا لا صفة، أو بالعكس. وفى هذه الصور الثلاثة يكونان متقاربين إلا يتقاربا صفة، ويتباعدا جدا فى المخرج فيكونان متباعدين أيضا. فأنت ترى أن الفرق بين المثلين والمتجانسين قائم على أساس الاتفاق فى الصفة أو الاختلاف فيها، وأن الفرق بين المتقاربين والمتباعدين قائم على أساس التقارب أو التباعد فى المخرج بصرف النظر عن الصفات. وأمثلة هذا كله قد تقدمت. أقسام المثلين، والمتقاربين، والمتجانسين، والمتباعدين: وينقسم كل من المثلين، والمتقاربين، والمتجانسين، والمتباعدين إلى ثلاثة أقسام، وهى: (1) صغير: وهو أن يسكن الأول ويتحرك الثانى، ويسمى صغيرا لسهولته وقلة العمل فيه بالنسبة إلى الكبير نظرا لسكون أوله وتحرك ثانيه. (2) كبير: وهو أن يتحركا معا، ويسمى كبيرا لصعوبته وكثرة العمل فيه بالنسبة إلى الصغير لتحرك كل من حرفيه. (3) مطلق: وهو أن يتحرك الأول ويسكن الثانى عكس الصغير، ويسعى مطلقا لعدم تقييده بصغير ولا بكبير. وذلك لأن الحرفين المتجاورين عقلا إما أن يتحركا معا فهو الكبير، أو يسكن الأول ويتحرك الثانى فهو الصغير، أو يتحرك الأول ويسكن الثانى فهو المطلق، وفيما يلى أمثلة كل من أقسام المثلين، والمتقاربين، والمتجانسين، والمتباعدين:

حكم المثلين الصغير

الصغير/ الكبير/ المطلق المثلان/ فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ/ فَأَنْتَ تُسْمِعُ*/ تَتْرا المتقاربان/ قُلْ رَبِّي*/ قالَ رَبِّ*/ لَنْ* المتجانسان/ ارْكَبْ مَعَنا/ يُعَذِّبُ مَنْ*/ مُبْطِلُونَ المتباعدان/ عَلَيْهِمْ غَيْرِ/ مَحَبَّةً مِنِّي/ الْحَمْدُ* حكم المثلين الصغير: وحكم المثلين الصغير وجوب الإدغام إلا فى مسألتين: المسألة الأولى: الياء المدية التى بعدها ياء نحو فِي يَوْمٍ*، فحكمها وجوب الإظهار إبقاء على المد الذى لو أدغمت الياء فى الياء لزال. وهذا على مذهب القائلين بإسقاط الجوف من عدد مخارج الحروف، واعتبار مخرج كل من الياء المدية والياء المتحركة هو وسط اللسان. وأما بالنسبة إلى مذهب الجمهور الذى يعد الجوف من مخارج الحروف ويجعله مخرجا للياء المدية فلا يعتبر الياء المدية والياء المتحركة مثلين إطلاقا لاختلافهما فى المخرج حيث تخرج الأولى من الجوف والأخرى من وسط اللسان. وأضاف أكثر المؤلفين فى هذا الفن إلى الياء المدية التى بعدها ياء، الواو المدية التى بعدها واو على اعتبار كونهما مثلين واجب الإظهار إبقاء على المد الذى لو أدغمت الواو المدية فيما بعدها لزال، ومثلوا لذلك به قالُوا وَهُمْ، وآمَنُوا وَعَمِلُوا* ونحوهما.

حكم المتقاربين الصغير

وفى رأيي أن الواو التى بعدها واو لم تقع فى القرآن، وأن المثالين السابقين ونحوهما لا يعتبران مثلين أصلا، وأنه لا محل للتمثيل بهما فى باب المثلين إطلاقا، لا لأن الواو المدية تخرج من الجوف والواو التى تليها تخرج من الشفتين فحسب وهو مذهب الجمهور، ولكن لأن الواوات المدية الواردة فى القرآن جميعا وبعدها واو يوجد فاصل بينهما خطا وهو الألف. وشرط المثلين أن يتلاقيا خطا وهو ما لم يتحقق فى الواو المدية التى بعدها واو، إلا أن يقال إن التلاقى فى الخط شرط للإدغام لا لتحقيق التماثل فى ذاته، وهو ما لا يقبل أيضا، لأنه إن صح فإنما يصح على غير مذهب الجمهور الذى لا يرى أنهما مثلان لاختلافهما مخرجا على ما تقدم بيانه. المسألة الثانية: هاء مالِيَهْ وحكمها جواز الإظهار والإدغام، ولا بدّ من الإظهار من سكتة بين الهاءين للتمييز بينهما، والسكت يمنع الإدغام. حكم المتقاربين الصغير: وحكم المتقاربين الصغير الإظهار إلا فى ثلاث وثلاثين مسألة متفق على عدم إظهارها، وواحدة مختلف فى إدغامها إدغاما ناقصا أو كاملا. وهذه المسائل منها تسع عشرة مسألة متفق على إدغامها وهى النون الساكنة الواقع بعدها حرف من حروف" يرملو" الخمسة إلا النون مع الواو فى يس، ن ومع الراء مَنْ راقٍ وحذف النون هنا من «يرملون» لأنها لو وقعت بعد النون الساكنة لكانتا مثلين لا متقاربين، ولام «ال» التى بعدها حرف من الحروف التى يجب إدغامها فيها وهى المرموز إليها فى أوائل كلم: طب ثم صل رحما تفز ضف ذا نعم ... دع سوء ظن، زر شريفا للكرم إلا اللام لأنها لو وقعت بعدها لكانتا مثلين لا متقاربين، واللام الساكنة بعدها راء فى فعل نحو قُلْ رَبِّ*، أو فى بل نحو بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ. ومنها مسألة مختلف بين إدغامها إدغاما ناقصا أو كاملا، والراجح فيها كمال الإدغام وهى القاف الساكنة التى بعدها كاف فى أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ فقط.

حكم المتجانسين الصغير

ومعنى نقص إدغام القاف، ظهورها دون قلقلتها، ويسمى هذا النوع من الإدغام ناقصا لزوال بعض صفات الحرف المدغم أى القاف وهو القلقلة وبقاء بعضها الآخر وهو ما عدا القلقلة من صفات القاف، ومعنى كمال إدغام القاف فى الكاف إدخالها فى الكاف إدخالا بحيث لا يظهر منها شىء. ويسمى كاملا لزوال أثر الحرف المدغم وهو القاف. ومنها مسألة متفق فيها على الإقلاب وهى النون الساكنة التى بعدها باء. ومنها ثلاث عشرة مسألة متفق على إخفائها وهى النون الساكنة الواقعة قبل حروف الإخفاء الحقيقى ما عدا القاف والكاف لأنهما بالنسبة إلى النون متباعدان وأمثلة هذه المسائل كلها لا تخفى عليك. حكم المتجانسين الصغير: وحكم المتجانسين الصغير الإظهار إلا فى سبع مسائل متفق على عدم إظهارها، وهذه المسائل منها ست واجبة الإدغام وهى التاء التى بعدها دال نحو أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما. والدال التى بعدها تاء عكس سابقتها نحو قَدْ تَبَيَّنَ*. والتاء التى بعدها طاء نحو وَدَّتْ طائِفَةٌ. والذال التى بعدها ظاء نحو إِذْ ظَلَمُوا. والثاء التى بعدها ذال نحو يَلْهَثْ ذلِكَ. والباء التى بعدها ميم نحو ارْكَبْ مَعَنا فقط ومنها مسألة واحدة واجبة الإخفاء وهى الميم التى بعدها باء نحو لَعَلَّهُمْ بِلِقاءِ. أما الطاء الساكنة التى بعدها تاء فى أَحَطْتُ بَسَطْتَ فتظهر جميع صفاتها عدا القلقلة كأحد الوجهين الجائزين فى قاف نَخْلُقْكُمْ وهو ما يسمى بالإدغام الناقص. حكم المتباعدين الصغير: وحكم المتباعدين الصغير الإظهار إلا فى مسألتين متفق على الإخفاء فيهما وهما: النون الساكنة التى بعدها قاف أو كاف فحكمها الإخفاء اتفاقا.

ومن هذا يتضح لك أن المثلين الصغير يلحقه الإظهار والإدغام، والمتباعدين الصغير يلحقه الإظهار والإخفاء، والمتجانسين الصغير يلحقه الإظهار والإدغام والإخفاء، والمتقاربين الصغير يلحقه الإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء. وأما حكم الكبير والمطلق من المثلين والمتقاربين والمتجانسين والمتباعدين فالإظهار دائما، وقد سكت بعض الكاتبين فى هذا العلم عن ذكر المتباعدين بأقسامه المختلفة وعن ذكر المطلق من المثلين والمتقاربين، والمتجانسين بحجة عدم الفائدة من ذكرها. وقد ذكرتها لك هنا جميعا تتميما للبحث، وتعيينا لحكم المتباعدين الصغير على التفصيل كما تقدم. ***

أسئلة

أسئلة 1 - عرف كلا من المثلين، والمتقاربين، والمتجانسين، والمتباعدين؟ واذكر صور كل من المتقاربين والمتباعدين والصور العقلية للحرفين المتلاقيين، وما ينطبق كل منها عليه من المثلين والمتقاربين، والمتجانسين، والمتباعدين؟ 2 - ما معنى التقارب فى المخرج بالنسبة إلى المتقاربين؟ وما معنى الاختلاف فى الصفة بالنسبة إليه وإلى المتجانسين والمتباعدين؟ 3 - اذكر أقسام كل من المثلين، والمتقاربين، والمتجانسين، والمتباعدين، وعرف كلا من هذه الأقسام، واذكر وجه تسمية كلّ باسمه؟ 4 - ما حكم الصغير من المثلين، والمتقاربين، والمتجانسين، والمتباعدين تفصيلا؟ وما حكم الكبير والمطلق منها؟ تمارين 1 - اقرأ قوله تعالى: وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا (الإسراء: 41) إلى قوله: خَلْقاً جَدِيداً (الإسراء: 49) وبين ما فى هذه الآيات من صغير وكبير ومطلق من المثلين، والمتقاربين، والمتجانسين، والمتباعدين وحكم كل منها. 2 - بين التماثل، والتقارب، والتجانس، والتباعد، ونوع كلّ وحكمه فيما يأتى: نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ- فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ- فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي- قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ- وَجَبَتْ جُنُوبُها- يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ. 3 - مثل من غير ما ذكر لكل من أقسام التماثل، والتقارب، والتجانس والتباعد بمثالين.

الدرس السادس عشر فى المد والقصر

الدرس السادس عشر فى المد والقصر تعريف المد والقصر: اعلم أن للمد تعريفا وحروفا وأحكاما، وفيما يلى بيانها: فأما المد فهو لغة: الزيادة ومنه قوله تعالى: وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ أى يزدكم. واصطلاحا: إطالة الصوت «1» بحرف المد إلى أكثر من حركتين عند ملاقاة همز أو سكون. وأما القصر فضد المد وهو لغة: الحبس ومنه قوله تعالى: حُورٌ مَقْصُوراتٌ أى محبوسات. واصطلاحا: إطالة الصوت بحرف المد قدر حركتين فقط عند عدم ملاقاة همز أو سكون. حقيقة المد، والقصر، والمصطلح عليه فى تحققهما به: وحقيقة المد تحققه بأى مقدار ولو حركتين. وحقيقة القصر عدم المد مطلقا. لكن المصطلح عليه فى علم التجويد كما يستفاد من تعريفى المد والقصر السابقين أن القصر هو مقدار حركتين، والمد هو ما فوق ذلك. مقدار الحركة فى كل من المد، والغنة، والسكتة: ويلاحظ أنه يأتى فى موضوع المد والقصر ذكر الحركة بكثرة مما يتحتم معه بيان مقدارها. وليس مقدار الحركة هو نصف الألف، أو قبض الإصبع، أو بسطه، كما يرى أكثر الباحثين فى هذا الفن لأن هذه الأمور غير منضبطة فى ذاتها بالإضافة إلى عدم تناسبها مع مراتب القراءة المختلفة سرعة وبطءا، لذلك أرى أن مقدار الحركة هو مقدار النطق بحرف هجائى على الوجه الذى يقرأ به القارئ من السرعة أو البطء، وعلى هذا فإن ما مقدار مده حركتان

_ (1) الأصح في التعريف أن يقال هو إطالة زمن صوت حرف المد.

حروف المد

يكون مقداره، مقدار النطق بحرفين، وما حقه أن يمد مقدار أربع حركات يكون بمقدار النطق بأربعة أحرف هجائية وهكذا، إذ أنه أضبط فى ذاته وأنسب إلى مراتب القراءة المختلفة سرعة وبطءا. حروف المد: وأما حروف المد فثلاثة وهى: الواو الساكنة بشرط ضم ما قبلها، والياء الساكنة بشرط كسر ما قبلها، والألف ولا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا، ويجمعها لفظ" واى" ويجمع أمثلتها لفظ نُوحِيها. حرفا اللين: وأما حرفا اللين فهما الياء والواو الساكنتان المفتوح ما قبلهما نحو شَيْءٍ* ونحو قَوْمِ*. فتلخص أن الألف لا تكون إلا مدية، وأن الياء والواو إما أن تكونا مديتين وهذا إذا سكنتا وكسر ما قبل الياء وضم ما قبل الواو، وإما أن تكونا لينتين وهذا إذا سكنتا وانفتح ما قبلهما، وإما أن تكونا غير مديتين ولا لينتين وهذا إذا تحركتا نحو أَنْ يَأْتِيَ*، ونحو وَوُضِعَ*. أما الياء الساكنة المضموم ما قبلها، والواو الساكنة المكسور ما قبلها فقد تقدم عدم ورودها فى القرآن ولا فى اللغة. أقسام المد: وأما أقسام المد فاثنان: أصلى وفرعى، وفيما يلى بيان كل منهما: تعريف الأصلى، ومقداره، ووجه تسميته أصليا وطبيعيا، وأنواعه: فأما الأصلى فهو ما لا تقوم ذات الحرف بدونه وليس بعده همز ولا سكون، ومقداره حركتان، ويسمى أصليا: لأصالته بالنسبة إلى غيره من المدود نظرا لثبوت مقدار مده وهو حركتان على حالة واحدة دائما وإلى أن ذات الحرف لا تقوم بدونه، ولا يتوقف على سبب من الهمز أو السكون، ويسمى طبيعيا أيضا لأن صاحب الطبيعة السليمة لا ينقصه عن مقداره ولا يزيده عليه. وهو إما ثنائى وإما مطلق.

تعريف الطبيعى الثنائى، وحروفه، ومواضعه

تعريف الطبيعى الثنائى، وحروفه، ومواضعه: فأما الطبيعى الثنائى فهو ما كان واقعا فى فواتح السور من الحروف الثنائية لفظا لا خطا المجموعة فى" حى طهر" نحو طه، ومواضعه فى القرآن واحد وعشرون. منها سبعة للحاء وهى الحواميم السبع، واثنان للياء وهما: بأولى مريم ويس، وأربعة للطاء وهى: طه والطواسيم الثلاث وهى الشعراء والنمل والقصص، واثنان للهاء وهما: بأولى مريم وطه وستة للراء وهى: أوائل يونس وهود، ويوسف، والرعد، وإبراهيم، والحجر على التوالى. الطبيعى المطلق، وأحواله، ووجه تسميته مطلقا: وأما الطبيعى المطلق فهو ما عدا الثنائى المتقدم ذكره وقد يكون ثابتا وصلا ووقفا فى وسط الكلمة نحو وَلَمْ يُولَدْ، أو فى آخرها قالُوا وَهُمْ، وقد يكون ثابتا فى الوقف فقط دون الوصل كالألفات المبدلة من التنوين فى رَقِيباً* وكَبِيراً* عند الوقف عليهما، والمدود التى تحذف وصلا لالتقاء الساكنين نحو إِلَى اللَّهِ* وقد يكون ثابتا فى الوصل دون الوقف كالمد فى إِنَّهُ هُوَ*. وسمى مطلقا لعدم تقييده بما للطبيعى الثنائى من شروط. المد الفرعى: وأما المد الفرعى فله تعريف، وأسباب، وأنواع، وأحكام، ومراتب، وفيما يلى بيان كل منها: تعريف الفرعى، ووجه تسميته فرعيا: فأما تعريفه فهو: ما تقوم ذات الحرف بدونه «1» ويقع بعد همز أو سكون، ويسمى فرعيا لتفرعه من الأصلى نظرا إلى تفاوت مقادير المد فى أنواعه

_ (1) قال صاحب تحفة الأطفال: والمد أصلى وفرعى له ... وسم أولا طبيعيا وهو ما لا توقف له على سبب ... ولا بدونه الحروف تجتلب

أسباب المد الفرعى، ووجه تسميتها أسبابا

المختلفة بما قد يزيد عن مقدار الأصلى فى أكثرها، ونظرا إلى قيام ذات الحرف بدونه وتوقفه على سبب. أسباب المد الفرعى، ووجه تسميتها أسبابا: وأما أسبابه فاثنان، وهما: الهمز والسكون، ويسمى كل منهما سببا لأنه علة لزيادة مقدار المد الفرعى على الطبيعى. أنواعه، وسبب كل منها: وأنواعه خمسة، وهى: المتصل- والمنفصل- والعارض للسكون- والبدل- واللازم، وسيأتى الكلام على كل منها منفردا حسب هذا الترتيب. وهذه الأنواع منها ما سببه الهمز، ومنها ما سببه السكون، فالمتصل والمنفصل والبدل سببها الهمز، غير أنه متقدم على المد فى البدل، ومتأخر عنه واقع بعده فى كلمة أخرى فى المنفصل، والعارض للسكون واللازم سببهما السكون، لأن السكون إن كان أصليا، أى ثابتا وصلا ووقفا بعد المد فهو اللازم، وإن كان عارضا فى الوقف فقط دون الوصل فهو العارض للسكون. أحكام المد، وما يختص بكل منها من أنواعه، ووجه اختصاصه به: وأما أحكامه فثلاثة، وهى: الوجوب- والجواز- واللزوم. فأما الوجوب فهو خاص بالمتصل. وأما الجواز فهو خاص بالمنفصل والعارض للسكون والبدل. وأما اللزوم فهو خاص باللازم. وإنما كان المتصل واجبا لوجوب مده زيادة عن الطبيعى اتفاقا. وإنما كان المنفصل والعارض للسكون جائزين لجواز مدهما وقصرهما. وإنما كان البدل جائزا لجواز مده، وقصره عند ورش فقط. وإنما كان اللازم لازما للزوم مده حالة واحدة وهى ست حركات، وللزوم سببه له وصلا ووقفا.

مراتب المد، ووجه ترتيبها على هذا النحو، وفائدته

مراتب المد، ووجه ترتيبها على هذا النحو، وفائدته: وأما مراتبه فخمس، وهى: اللازم- فالمتصل- فالعارض للسكون- فالمنفصل- فالبدل، ويجمعها على هذا الترتيب قول الشاعر: أقوى المدود لازم فما اتصل ... فعارض فذو انفصال فبدل وإنما كان اللازم أقوى هذه المدود جميعا لأصالة سببه وهو السكون، أى ثبوته وصلا ووقفا، واجتماعه معه فى كلمة أو حرف وللزوم مده حالة واحدة وهى مده ست حركات. إنما كان المتصل فى المرتبة الثانية لأصالة سببه وهو الهمز، واجتماعه معه فى كلمة واحدة غير أنه مختلف فى مقدار مده. وإنما كان العارض للسكون فى المرتبة الثالثة لاجتماع سببه وهو السكون معه فى كلمة واحدة، غير أن السكون عارض ومختلف فى مقدار مده، وإنما كان المنفصل فى المرتبة الرابعة لانفصال سببه عنه وهو الهمز، والاختلاف فى مقدار مده. وإنما كان البدل فى المرتبة الأخيرة لأن المدود السابقة جميعا يقع سببها بعدها بينما يتقدم سبب البدل عليه ولأن المدود السابقة كلها أصلية ولم تبدل من شىء آخر، بخلاف المد البدل فإنه مبدل من همز على ما سيأتى بيانه. وفائدة ترتيب هذه المدود على هذا الوجه تظهر فى أمرين: أحدهما: أنه لا يجوز مد الأضعف مع قصر الأقوى، فلا يجوز مثلا مد المنفصل خمس حركات مع مد المتصل أربعا وإلا لزم مد الأضعف مع قصر الأقوى وهو ما لا يجوز، ويترتب على ذلك ستة أمور: (1) أنه إذا قصر العارض جاز فى المتصل أربعا أو خمسا. فأما جواز الأربع فلأنه أدنى مقدار المتصل فيتناسب مع أدنى مقدار للعارض وهو القصر، وأما جواز الخمس فلأن المتصل أقوى من العارض فلا مانع من زيادته عليه.

(2) وإذا وسط العارض جاز فى المتصل أربع أو خمس أيضا. فأما جواز الأربع فليتساويا فى المقدار. وأما جواز الخمس فلأنه أقوى من العارض فلا مانع من زيادته عليه. (3) وإذا مد العارض لم يجز فى المتصل إلا خمس حركات فقط لأن ذلك هو أعلى مقدار بالنسبة إلى كل منهما. (4) إذا قصر المنفصل جاز فى العارض القصر والتوسط، وعلى كل منهما أربع أو خمس فى المتصل لما تقدم، وجاز مد العارض مع خمس فى المتصل فقط، ويجب فى المتصل على قصر المنفصل ست مع قصر العارض وتوسطه ومداه لكن من طريق المصباح الذى سيأتى بيانه فى الدرس التالى لا من طريقنا وهو طريق الشاطبية. (5) وإذا وسط المنفصل جاز فى العارض التوسط، وفى المتصل أربع ليتساوى الجميع، أو خمس لأن المتصل أقوى من العارض والمنفصل فلا مانع من زيادته عليها، وجاز فى العارض أيضا المد لأنه أقوى من المنفصل وفى المتصل خمس لأنه منتهى مقدار مده. (6) وإذا مد المنفصل خمس حركات لم يجز فى العارض إلا المد وفى المتصل إلا خمسا، وإلا فإذا نقص العارض أو المتصل عن ذلك يكون الأضعف قد مد مع قصر الأقوى. هذا وأما إذا كانت المدود من نوع واحد كالمتصلات والمنفصلات ونحوهما فلا بد من تسويتها ببعضها عملا بقول ابن الجزرى: واللفظ فى نظيره كمثله. والثانى: أنه إذا اجتمع سببان فى المد أحدهما أقوى والآخر أضعف عمل بالأقوى، وألغى الأضعف، وذلك نحو وَجاؤُ أَباهُمْ ففي هذا المد سببان أحدهما أقوى وهو وقوع المد بعد الهمز الذى يقتضى كونه منفصلا، والآخر أضعف وهو وقوع الهمز بعده الذى يقتضى كونه بدلا فيعمل بالأقوى وهو

تعريف المد المتصل، ووجه تسميته متصلا، وحكمه، ومقدار مده

كونه منفصلا، ويلغى الأضعف وهو كونه بدلا، ونحو وَلَا آمِّينَ ففيه سببان أحدهما أقوى وهو اللازم، والآخر أضعف وهو البدل فيعمل بالأقوى وهو اللازم، ويلغى الأضعف وهو البدل وهكذا، وستأتى فيما يلى أنواع المد الفرعى تفصيلا كل على حدة. تعريف المد المتصل، ووجه تسميته متصلا، وحكمه، ومقدار مده: فأما المد المتصل فهو أن يقع الهمز بعد حرف المد فى كلمة واحدة نحو جاءَ*، وسمى متصلا لاتصال المد بسببه وهو الهمز فى كلمة واحدة، وحكمه: وجوب مده زيادة على الطبيعى اتفاقا، ومقدار مده أربع أو خمس حركات وصلا ووقفا، أو ست إذا تطرف وقفا من طريقنا. وإذا قصر المنفصل وصلا ووقفا من طريق المصباح الآتي بيانه في الدرس التالى. تعريف المد المنفصل، ووجه تسميته منفصلا، وحكمه، ومقدار مده: وأما المنفصل فهو أن يقع الهمز بعد حرف المد وكل منهما في كلمة نحو إِلى أَمْرِ اللَّهِ وسمي منفصلا: لانفصال سببه عنه وهو الهمز، وكون كل من الهمز والمد في كلمة، وحكمه: جواز مده أربع أو خمس حركات من طريقنا، وجواز قصره إلى حركتين من طرق أخرى. ولما كان قصر المنفصل لم يرد من طريقنا وهو طريق (الشاطبية) وإنما ورد من طرق أخرى تشتمل على أحكام لا بدّ للقارئ من مراعاتها عند قصر المنفصل. ولما كان القارئ كثيرا ما يحتاج إلى قصر المنفصل فى قراءاته لسهولته وتناسبه مع مرتبتى الحدر والتدوير خاصة، كان من الضرورى معرفة الأحكام التى تجب على القارئ مراعاتها عند قصر المنفصل من أقرب الطرق بالنسبة إلى طريقنا وهما طريقا المصباح، وروضة ابن المعدل. وهو ما سنوضحه فى الدرس التالى مباشرة.

أسئلة

أسئلة 1 - ما هو المد؟ وما هو القصر؟ وما حقيقة كل منهما؟ وما المصطلح عليه فى تحققها به؟ وما مقدار الحركة والمد والغنة والسكتة؟ علل لما تقول. 2 - ما حروف المد؟ وما حروف اللين؟ ومتى تكون الياء والواو مديتين؟ ومتى تكونان لينتين؟ ومتى تكونان غير مديتين ولا لينتين؟ 3 - ما أقسام المد؟ وما هو المد الأصلى؟ وما مقداره؟ وما وجه تسميته أصليا وطبيعيا؟ وما أنواعه؟ 4 - ما هو الطبيعى الثنائى؟ وما حروفه؟ وما مواضعه فى القرآن تفصيلا؟ وما الطبيعى المطلق؟ وما أحواله؟ ولماذا سمى مطلقا؟. 5 - ما هو المد الفرعى؟ وما وجه تسميته فرعيا؟ وما أسبابه؟ وما وجه تسميتها أسبابا؟ وما أنواعه؟ وما سبب كل منها؟ وما أحكام المد؟ وما يختص بكل منها من أنواعه؟ وما وجه اختصاصه به؟ 6 - ما مراتب المد؟ ولماذا كان كل منها فى مرتبته؟ وما فائدة ترتيب المدود على مراتب معينة؟ وما هى الأمور المترتبة على عدم جواز مد الأضعف مع قصر الأقوى؟ 7 - ما هو المد المتصل؟ وما هو المنفصل؟ ولماذا سمى الأول متصلا والثانى منفصلا؟ وما حكمهما؟ وما مقدار مدهما؟ ***

تمارين

تمارين 1 - اقرأ قوله تعالى: وَلَوْ رَحِمْناهُمْ (المؤمنون: 75) إلى قوله: تَعْقِلُونَ* (المؤمنون: 80) وبين ما فيها من حروف المد، واللين، والمدود الطبيعية، والمنفصلة مع بيان سبب المنفصل، ومرتبته، وحكمه، ومقدار مده. 2 - قال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً (النور: 43) إلى قوله: قَدِيرٌ (النور: 45) بين ما فى هذه الآيات من المدود الطبيعية، والمتصلة، والمنفصلة وبين حكم المتصل ومقدار مده، وسببه، ومرتبته، ولماذا سمى متصلا. 3 - مثل لكل من الطبيعى بنوعيه، والمتصل، والمنفصل بثلاثة أمثلة من غير ما تقدم. ***

الدرس السابع عشر فيما يخالف الحرز من الأحكام مع قصر المنفصل من طريقى المصباح وروضة ابن المعدل

الدرس السابع عشر فيما يخالف الحرز من الأحكام مع قصر المنفصل من طريقى المصباح وروضة ابن المعدل ما يخالف المصباح فيه الحرز من الأحكام مع قصر المنفصل؟ يخالف المصباح الحرز مع قصر المنفصل فى عشرة أحكام، وهى: (1) وجوب إشباع المتصل أى مده، ست حركات، وأما من طريق الحرز مع مد المنفصل أربع أو خمس حركات فلا يجوز فى المتصل إلا أربعا أو خمسا كذلك. (2) وجوب إبدال همزة الوصل، ألفا ومدها ست حركات على أنها مد لازم إذا وقعت بين همزة استفهام ولام ساكنة ولا يقع هذا فى القرآن إلا فى ستة مواضع وهى: آلذَّكَرَيْنِ* موضعان بالأنعام آلْآنَ* موضعان بيونس آللَّهُ* موضعان أحدهما بيونس والآخر بالنمل. وأما طريق الحرز مع مد المنفصل أربع أو خمس حركات فيجوز هذا الإبدال مع المد، ويجوز تسهيل همزة الوصل بلا مد أبدا. (3) وجوب قراءة كلمتى يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ بالبقرة، وفِي الْخَلْقِ بَصْطَةً بالأعراف بالصاد، وأما الحرز مع مد المنفصل فتقرءان بالسين، وذلك خاص بالموضعين المذكورين من مادة يبسط وبسطة. وأما ما عداهما من هذه المادة نحو يَبْسُطُ الرِّزْقَ*؛ وَزادَهُ بَسْطَةً فبالسين مطلقا مع قصر المنفصل من المصباح، ومع مده من الحرز. (4) وجوب الإدغام الكامل فى نَخْلُقْكُمْ بالمرسلات. وأما من الحرز مع مد المنفصل ففيها الإدغام الكامل، والإدغام الناقص.

أصل التكبير، وصيغه، وأوجهه، وكيفية أدائها، وطريق ثبوتها

(5) وجوب قراءة الْمُصَيْطِرُونَ بالطور بالسين فقط. وأما من الحرز مع مد المنفصل فيجوز فيها السين والصاد. (6) وجوب تفخيم راء فِرْقٍ بالشعراء فقط، وأما من الحرز مع مد المنفصل ففيها التفخيم والترقيق. (7) وجوب حذف الياء من آتانِيَ بالنمل؛ وحذف الألف من (سلاسلا) بالدهر عند الوقف عليهما. وأما من الحرز مع مد المنفصل فيجوز في كل منهما الحذف والإثبات عند الوقف. (8) وجوب الإشمام؛ أى ضم الشفتين عند النطق بالنون فى تَأْمَنَّا بيوسف. وأما من الحرز مع مد المنفصل فيجوز الإشمام، والروم: أى الإتيان ببعض الحركة فى النون. وأما نطق تَأْمَنَّا بلا روم أو إشمام فلم يرد مع القصر، ولا مع المد الحفص، وليس إلا خطأ. (9) وجوب فتح الضاد فى ضَعْفٍ، وضَعْفاً بالروم. وأما من الحرز مع مد المنفصل فيجوز فتح الضاد وضمها. (10) جواز التكبير بين السورتين من آخر سورة وَالضُّحى الى آخر سورة النَّاسِ. وجواز عدم التكبير، وأما من الحرز مع مد المنفصل فلا يجوز التكبير بين السورتين مطلقا. أصل التكبير، وصيغه، وأوجهه، وكيفية أدائها، وطريق ثبوتها واعلم أن الأصل فى جواز التكبير هو الحديث الذى رواه الحاكم فى مستدركه مرفوعا إلى النبى صلّى الله عليه وسلم من أنه تأخر عنه الوحى فترة حتى قيل: إن محمدا قلاه ربه فعاد الوحى إليه بنزول سورة وَالضُّحى للرد على الأعداء القائلين إن محمدا قلاه ربه. فكبر النبى صلّى الله عليه وسلم وتبعه الصحابة.

وإن كان هذا الحديث لم يرد فى البخارى ومسلم. وصيغته" الله أكبر". وزاد بعضهم التهليل أى" لا إله إلا الله" قبله. وزاد بعضهم التحميد أى" ولله الحمد" بعده بشرط التهليل قبله فلا يجوز اقتران التحميد بالتكبير إلا إذا سبق بالتهليل، وجوزوا فى" لا إله إلا الله" عند التكبير القصر ليتناسب مع قصر المنفصل، والمد للتعظيم. وعلى ذلك فله خمس صيغ: (1) التكبير المجرد. (2) التكبير المسبوق بالتهليل مع القصر فى اللام دون تحميد. (3) التكبير المسبوق بالتهليل مع المد فى اللام دون تحميد. (4) التكبير المسبوق بالتهليل مع القصر فى اللام، وبعده تحميد. (5) التكبير المسبوق بالتهليل مع المد فى اللام للتعظيم، وبعده تحميد. وأما الأوجه الجائزة في التكبير فسبعة، اثنان منها يعينان كونه لأول السورة وهما الثالث والرابع من الأوجه الآتية، واثنان منها يعينان كونه لآخر السورة، وهما الخامس والسادس من الأوجة الآتية، والثلاثة الباقية تجعله محتملا للأمرين، وهى كما يأتى: (1) قطع الجميع. (2) قطع الأول، والثانى، ووصل الثالث بالرابع. (3) قطع الأول، والرابع، ووصل الثانى بالثالث. (4) قطع الأول، ووصل الثانى بالثالث بالرابع. وهذه الأربعة يؤتى بها أولا على التكبير المجرد، ثم يؤتى بها على التكبير مسبوقا بالتهليل مع قصر اللام، ثم مع التكبير مسبوقا بالتهليل مع مد اللام، ثم يؤتى بها مع التكبير مسبوقا بالتهليل مع قصر اللام، وبعده التحميد، ثم مع التكبير مسبوقا بالتهليل مع مد اللام، وبعده التحميد.

(5) وصل الأول بالثانى، وقطع الثالث عن الرابع. (6) وصل الأول بالثانى، ووصل الثالث بالرابع (7) وصل الجميع، ويؤتى بهذه الثلاثة أيضا مع التكبير المجرد، ثم بها مع التكبير المسبوق بالتهليل مع قصر اللام ومدها دون تحميد، ثم بها مع التكبير المسبوق بالتهليل مع قصر اللام ومدها وبعده تحميد. وهذه الأوجه السبعة الجائزة فى التكبير إذا ضربت فى عدد صيغه الخمس السابقة أنتجت خمسة وثلاثين وجها تجوز كلها بين كل سورة وأخرى من آخر وَالضُّحى إلى آخر الْفَلَقِ. وأما ما بين الناس والحمد فيمتنع الوجهان اللذان يعينان كون التكبير لأول السورة، وهما الوجهان الثالث والرابع وما يتبعهما من التهليل والتحميد، وعلى ذلك فيكون بين الناس والحمد خمسة أوجه للتكبير فقط تضرب فى عدد صيغه الخمس السابقة فتنتج خمسة وعشرين وجها. وأما وصل الأول وهو آخر السورة بالثانى، وهو التكبير بالثالث وهو البسملة، وقطع الرابع، وهو أول السورة فممنوع لما فيه من قطع البسملة عن أول السورة وإلحاقها بآخرها. والأوجه الجائزة كلها ثبتت من طريق الرواية، أى التوقيف والتلقى، لا من طريق الدراية، أى مجرد العلم دون توقيف ولا تلق، ويكفى فى أدائها عند التلقى أداء ثلاثة أوجه منها بصيغ التكبير المختلفة: واحد مما يعين كون التكبير لأول السورة. وواحد مما يعين كونه لآخرها. وواحد مما يجعله محتملا للأمرين. لكن جرت عادة القراء أن يقرءوا تلاميذهم بهذه الخمسة والثلاثين وجها كلها ليحصل التلقى بها جميعا. وطريق أدائها أن تؤدى على هذا النظام المذكور، وهذا ما تلقيته عند تلقى القراءات العشر.

وجوب قصر هاء الضمير، وكسر الساكن، والمنون قبل التكبير المجرد

وجوب قصر هاء الضمير، وكسر الساكن، والمنون قبل التكبير المجرد: واعلم أنه لا يجوز مد هاء الضمير فى آخر البينة والزلزلة مع التكبير المجرد لئلا يلتقى الساكنان، وإذا كان آخر السورة ساكنا كآخر (والضحى) أو منونا كآخر (الإخلاص) فإنه يجب كسره عند وصله بالتكبير المجرد للتخلص من التقاء الساكنين، ويجمع هذه الأحكام العشرة حسب ترتيبها السابق ذلك النظم التالى: لحفص من المصباح ما انفصل قصرا ... ومتصلا فامدده ستا وأبدلا بالآن والباب اتل يبسط بسطتا ... بصا ونخلقكم فأدغم مكملا وبالسين فى المصيطرون اتل فخما ... بفرق وآتانى أحذفا وسلاسلا وأشمم بتأمنا افتح الروم ضعفه ... وكبر جوازا آخر الناس كالمللا من آخر والضحى وهلل وكبرن ... واحمد على ما قاله بعض من تلا من المتأخرين تم الذى يخا ... لف الحرز من هذا الطريق مجملا ما تخالف الروضة فيه الحرز من الأحكام مع قصر المنفصل: وتخالف روضة ابن المعدل الحرز مع قصر المنفصل فى تسعة أحكام، وهى: (1) وجوب توسط المتصل أى مده أربع حركات فقط، لا جواز مده أربعا أو خمسا كما فى الحرز. (2) وجوب إبدال همزة الوصل مع مدها إذا وقعت بين همز استفهام ولام ساكنة، وذلك فى المواضع الستة المذكورة قبلا فقط، لا جواز إبدالها مدا وتسهيلها بلا مد كما فى الحرز. (3) وجوب فتح الضاد فى ضَعْفٍ وضَعْفاً بالروم فقط، دون جواز فتحها وضمها كما فى الحرز.

(4) وجوب السين فى الْمُصَيْطِرُونَ فى الطور فقط، دون جواز السين والصاد كما فى الحرز. (5) وجوب الإدغام الكامل فى نَخْلُقْكُمْ بالمرسلات فقط، دون جواز الإدغام الكامل والناقص فيها كما فى الحرز. (6) وجوب الإشمام فى نون تَأْمَنَّا بيوسف فقط، لا جواز الإشمام والروم فيها كما فى الحرز. (7) وجوب التفخيم فى راء فِرْقٍ بالشعراء، لا جواز تفخيمها وترقيقها كما فى الحرز. (8) وجوب حذف الياء من آتانِيَ بالنمل، والألف من سلاسلا بالدهر عند الوقف عليها، لا جواز الحذف والإثبات فيهما كما فى الحرز. (9) عدم السكت على ألف عِوَجاً*، ونون مَرْقَدِنا، ومَنْ راقٍ، ولام بَلْ رانَ، لا وجوبه فيها كما فى الحرز، ويجمع هذه الأحكام التسعة حسب ترتيبها السابق النظم الآتى: حمدت إلهى مع صلاتى مسلما ... على المصطفى والآل والصحب والولا وبعد فخذ ما جاء عن حفص عاصم ... لدى روضة لابن المعدل تقبلا فقصر لمفصول ووسط لمتصل ... وهمزة وصل منك آلآن أبدلا وبالفتح ضعف الروم والسين فى ... المصيطرون ونخلقكم فأدغم مكملا وتأمنا بالإشمام فاقرأ وفخما ... بفرق وآتانى احذفا وسلاسلا ولا سكت فى عوجا ومرقدنا ولا ... ببل ران من راق وكن متأملا وفيم عدا هذا الذى قد ذكرته ... فكالحرز فى كل الأمور روى الملا

ما يتفق المصباح والروضة فيه من الأحكام مع قصر المنفصل، وما يختلفان فيه منها

ما يتفق المصباح والروضة فيه من الأحكام مع قصر المنفصل، وما يختلفان فيه منها: وإذا تأملت ما ثبت خلاف المصباح والروضة فيه للحرز تلخص لك أن كلا من المصباح والروضة يتفقان فى مخالفة الحرز فى سبعة أحكام، وهى: (1) وجوب إبدال همز الوصل مدا. (2) وجوب الإدغام الكامل فى نَخْلُقْكُمْ. (3) وجوب السين فى الْمُصَيْطِرُونَ. (4) وجوب التفخيم فى راء فِرْقٍ. (5) وجوب الحذف فى آتانِيَ، و (سلاسلا). (6) وجوب الإشمام فى تَأْمَنَّا. (7) وجوب الفتح فى ضاد ضَعْفٍ وضَعْفاً بالروم. وأن المصباح ينفرد عن الروضة والحرز بثلاثة أحكام، وهى: (1) وجوب إشباع المتصل. (2) وجوب الصاد فى يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وفِي الْخَلْقِ بَصْطَةً. (3) جواز التكبير من آخر وَالضُّحى إلى آخر النَّاسِ. وأن الروضة تنفرد عن المصباح والحرز بحكمين فقط، وهما: (1) وجوب توسط المتصل. (2) عدم السكت فى عِوَجاً*، ومَرْقَدِنا، ومَنْ راقٍ، وبَلْ رانَ. وأن الحرز والمصباح والروضة جميعا متفقون على ما عدا ذلك من الأحكام.

وأما ما ذكر فى تحرير طريقى المصباح والروضة لبعض المهتمين بالتجويد والقراءات من: وجوب توسط عين- والإدغام فى ثاء يلهث- وباء اركب- والإظهار فى يس ونون وصلا- والصاد فى (مصيطر) بالغاشية- وعدم الغنة فى النون قبل اللام والراء- وعدم السكت قبل الهمزة فإنه لا يعنى اختلافا بين الحرز والمصباح والروضة فى هذه الأشياء كلها لأن توسط (عين) ومدها جائزان من جميع الطرق على ما حققه المتولى، وكذلك ما بعدها من الأحكام بالنسبة إلى هذه الطرق خاصة. ويجب أن يحمل كلام هؤلاء المتحدثين فى هذه الأشياء الثمانية وذكرهم لها فى تحريرات المصباح والروضة، على أنه من باب بيان الأحكام التى يخالف فيها كل منهما غيره من الطرق الأخرى لا طرق الحرز بالذات. ***

أسئلة

أسئلة (1) اذكر الأحكام التى يخالف المصباح فيها الحرز مع قصر المنفصل؟ (2) ما أصل التكبير؟ وما صيغه؟ وما أوجهه؟ وما كيفية أدائها؟ وما طريقة ثبوتها؟ (3) هل يجوز من أوجه التكبير وصل الأول بالثانى وبالثالث، وقطع الرابع أو لا؟ علل لما تقول. (4) ما الحكم عند وصل آخر السورة بالتكبير المجرد إذا كان آخر السورة هاء ضمير أو ساكنا أو منونا؟ (5) اذكر الأحكام التى تخالف الروضة فيها الحرز مع قصر المنفصل، وبين ما تتفق فيه من ذلك مع المصباح، وما يخالف كل منهما الآخر فيه؟ ***

الدرس الثامن عشر فى المد العارض للسكون، وأقسامه، وأحكامه، والأمور الملحقة به

الدرس الثامن عشر فى المد العارض للسكون، وأقسامه، وأحكامه، والأمور الملحقة به تعريفه، ووجه تسميته عارضا للسكون، وحكمه: المد العارض للسكون هو: أن يقع السكون العارض بعد حرف المد أو اللين فى كلمة، فالأول نحو الرَّحِيمِ*، والثانى نحو مِنْ خَوْفٍ. وسمى عارضا للسكون لعروض سكونه فى الوقف دون الوصل، وحكمه الجواز لجواز قصره إلى حركتين باستثناء المتصل العارض للسكون الذى لا يجوز قصره إلى هذا المقدار. وجواز توسطه أى مده أربع حركات مطلقا. وجواز مده خمس حركات إذا كان متصلا. وجواز مده ست حركات فى كل أقسامه. أقسامه: وينقسم إلى ستة أقسام، وهى: (1) المد العارض للسكون المطلق نحو تَعْلَمُونَ*. (2) اللين العارض للسكون نحو سَوْفَ*. (3) المتصل العارض للسكون نحو جاءَ*. (4) البدل العارض للسكون نحو مَآبٍ*. (5) المد العارض للسكون وهو هاء تأنيث نحو الصَّلاةَ*. (6) المد العارض للسكون وهو هاء ضمير نحو عَقَلُوهُ. وذلك لأن الحرف الواقع قبل السكون العارض قد يكون حرف لين لا مد، فهو اللين العارض للسكون. وقد يكون حرف مد مسبوق بهمز فهو البدل العارض للسكون. وقد يكون السكون العارض نفسه فى همز فهو المتصل العارض للسكون، أو فى هاء تأنيث، أو هاء ضمير، وقد يكون السكون العارض واقعا فى غير همز ولا هاء تأنيث، ولا هاء ضمير، بعد حرف مد ليس مسبوقا بهمز فهو المطلق. وسيأتى الكلام على كل من هذه الأقسام وحكمه فيما يلى.

القسم الأول المد العارض للسكون المطلق تعريفه، ووجه تسميته مطلقا، وحكمه

القسم الأول المد العارض للسكون المطلق تعريفه، ووجه تسميته مطلقا، وحكمه: أما تعريفه: فهو أن يقع السكون العارض بعد حرف مد غير مسبوق بهمز فى كلمة، وهو الأصل بالنسبة إلى غيره من الأقسام، وكثيرا ما يأتى الكلام على المد العارض للسكون فى بعض الكتب مقصورا عليه فقط دون غيره من الأقسام، وسمى مطلقا لعدم تقييده بلين، ولا متصل، ولا ببدل ولا بهاء تأنيث، ولا بهاء ضمير. وحكمه: إن كان آخره مفتوحا فتحة إعراب نحو الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ* أو فتحة بناء نحو الْعالَمِينَ* ففيه ثلاثة أوجه وهى: المدود الثلاثة مع السكون المحض. والمراد بالمدود الثلاثة هنا: (1) القصر إلى حركتين: عملا بالأصل، ونظرا للوصل، لأن أصله طبيعى فى حالة الوصل، ولا يمد الطبيعى إلا حركتين. (2) التوسط: أى مده أربع حركات لكون سكونه عارضا، لا هو معدوم مطلقا حتى يكون طبيعيا فيمد حركتين، ولا هو موجود دائما حتى يكون السكون أصليا فيمد ستا. (3) المد ست حركات: لشبهه باللازم، حيث سبب المد فى كل منهما السكون. والمراد بالسكون المحض السكون الخالص من الروم والإشمام، وإن كان آخره مكسورا كسرة إعراب نحو الرَّحِيمِ*، أو كسرة بناء نحو هذانِ خَصْمانِ ففيه أربعة أوجه، وهى: المدود الثلاثة مع السكون المحض الجائزة فيما آخره مفتوح والروم مع القصر، أى مع المد حركتين فقط، لأن الروم كالوصل، ولو وصل لكان طبيعيا ألا يمد إلا حركتين.

ومعنى الروم فى اللغة: الطلب، وفى الاصطلاح الإتيان ببعض الحركة بصوت خفى يسمعه القريب منك دون البعيد. وإن كان آخره مضموما ضمة إعراب نحو نَسْتَعِينُ، أو ضمة بناء نحو يا إِبْراهِيمُ* ففيه سبعة أوجه وهى: المدود الثلاثة مع السكون المحض المتقدمة. والمدود الثلاثة بالسكون مع الإشمام. والروم مع القصر السابق ذكره. ومعنى الإشمام هو ضم الشفتين بعد الإسكان. فتلخص أن الإشمام خاص بما آخره مضموم، والغرض منه الإشارة إلى حركة الحرف المسكن عند وصله وأنها ضمة. وأن الروم خاص بما آخره مكسور، وما آخره مضموم، والغرض منه الإشارة إلى علم القارئ بحركة الحرف المسكن عند وصله هل هى فتحة، أو كسرة، أو ضمة. ولذا يستحسن فى قراءة السور التى يقل العلم بشكل رءوس آيها فى الوصل أن يوقف على رءوس آيها بالرّوم جمعا بين العمل بسنية الوقف على رءوس الآى، وبين إشارة القارئ إلى علمه بشكل الحرف الأخير من الآية فى الوصل. وذلك كسورتى ص والْقَمَرُ. ثم إن الرّوم سمعى، والإشمام بصرى، إذا الروم عبارة عن: النطق بجزء من حركة الحرف التى يوصل بها. أما الإشمام فإنه عبارة عن: الإشارة إلى حركة الحرف فى الوصل دون النطق بأى جزء منها. ***

القسم الثاني المد اللين العارض للسكون تعريفه، ووجه تسميته، لينا، وحكمه، والفرق بينه وبين المد العارض للسكون المطلق

القسم الثاني المد اللين العارض للسكون تعريفه، ووجه تسميته، لينا، وحكمه، والفرق بينه وبين المد العارض للسكون المطلق: أما تعريفه فهو: أن يقع السكون العارض بعد حرف اللين فى كلمة. وسمى لينا لوقوع السكون العارض بعد حرف اللين الذى لا يمد إذا وصل. وحكمه: إن كان آخره مفتوحا فتحة إعراب نحو الْيَوْمِ* أو فتحة بناء نحو كَيْفَ* ففيه ثلاثة أوجه وهى: المدود الثلاثة مع السكون المحض كنظيره من المد العارض للسكون المطلق. أما المد فلشبهه بالمد اللازم، وأما التوسط فلكون السكون عارضا، لا هو معدوم مطلقا، ولا هو موجود دائما، كما تقدم فى المد العارض للسكون المطلق. وأما القصر إلى حركتين مع أنه لا يمد عند الوصل أبدا بخلاف المطلق الذى يمد عند الوصل حركتين، فعلته هى: إجراء اللين العارض للسكون مجرى المد العارض للسكون المطلق، واعتبار حرف اللين كحرف المد عند الوقف على ما بعده تسهيلا للنطق، وإلا فلو أعطى اللين عند الوقف على ما بعده حكمه فى الوصل فلم يمد أبدا لكان ثقيل النطق لشبهه إذ ذاك وبعده السكون العارض بالساكنين الأصليين الصحيحين المتلاقيين اللذين يتعذر النطق بهما، غير أن هذا أحد سكونيه المتلاقيين لين والآخر عارض. ولهذا يكون تقبل النطق فقط لا متعذرا، ولا يزول هذا الثقل إلا بفضل سكون اللين عن السكون العارض بعده بالمد حركتين، وإن كان آخره مكسورا

كسرة إعراب نحو وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ أو كسرة بناء نحو خَلَقْنا زَوْجَيْنِ ففيه أربعة أوجه، وهى: المدود الثلاثة مع السكون المحض السابقة، والروم لكن بدون مد مطلقا لأن الروم كالوصل، ولو وصل لذهب مده، وإن كان آخره مضموما ضمة إعراب نحو ذلِكَ الْفَوْزُ* أو ضمة بناء نحو حَيْثُ* ففيه سبعة أوجه وهى: المدود الثلاثة مع السكون المحض، والمدود الثلاثة بالسكون مع الإشمام الجائزة فى نظيره من المد العارض للسكون المطلق، والروم بدون مد لما تقدم. وعلى هذا فالمد اللين العارض للسكون كالمد العارض للسكون المطلق فى أوجهه وأسبابها المتقدمة. غير أن الروم فى اللين العارض للسكون بدون مد، والروم فى المد العارض للسكون المطلق مع القصر قدر حركتين، لأن هذا فى وصله غير ذاك، والروم كالوصل دائما وذلك كله ما لم يكن سكونه العارض فى هاء ضمير مبنية على الكسر نحو إِلَيْهِ*، أو على الضم نحو رَأَوْهُ* فإن حكمه من حيث الروم والإشمام حكم هاء الضمير الذى سيأتى فى القسم السادس. ***

القسم الثالث المد المتصل العارض للسكون تعريفه، ووجه تسميته متصلا، وحكمه

القسم الثالث المد المتصل العارض للسكون تعريفه، ووجه تسميته متصلا، وحكمه: أما تعريفه فهو: أن يقع السكون العارض فى همز بعد حرف مد فى كلمة. وسمى متصلا: لاتصاله بسببه وصلا ووقفا، غير أن سببه فى الوقف يقوى بما يلحقه من السكون العارض. وحكمه: إن كان آخره مفتوحا فتحة إعراب نحو وَالسَّماءَ بَنَيْناها، أو فتحة بناء نحو شاءَ* ففيه ثلاثة أوجه وهى: السكون المحض مع مده أربع حركات، أو خمسا كحالته فى الوصل، أو ستا لقوة سببه وهو الهمز بسبب آخر، وهو السكون العارض للوقف، وإن كان آخره مكسورا كسرة إعراب نحو وَالسَّماءِ وَما بَناها، أو كسرة بناء نحو هؤُلاءِ* ففيه خمسة أوجه هى: السكون المحض مع مده أربع، أو خمس، أو ست حركات لما تقدم فيما آخره مفتوح، والروم مع مده أربع أو خمس حركات، لأن الروم كالوصل، وهو فى الوصل بمد أربع أو خمس حركات فقط، وإن كان آخره مضموما ضمة إعراب نحو يَشاءُ*، أو ضمة بناء نحو يا سَماءُ ففيه ثمانية أوجه وهى: السكون المحض مع مده أربع، أو خمس، أو ست حركات، والسكون مع الإشمام مع مده أربع، أو خمس، أو ست حركات، والرّوم مع مده أربعا، أو خمسا فقط لما تقدم. ***

القسم الرابع المد البدل العارض للسكون تعريفه، ووجه تسميته بدلا وحكمه، والفرق بينه وبين المد العارض للسكون المطلق

القسم الرابع المد البدل العارض للسكون تعريفه، ووجه تسميته بدلا وحكمه، والفرق بينه وبين المد العارض للسكون المطلق: أما تعريفه فهو: أن يقع السكون العارض بعد حرف مد مسبوق بهمز فى كلمة. وسمى بدلا لكونه فى الوصل بدلا. وحكمه: إن كان آخره مفتوحا فتحة إعراب نحو إِسْرائِيلَ*، أو فتحة بناء نحو الْمُسْتَهْزِئِينَ ففيه ثلاثة أوجه وهى: المدود الثلاثة مع السكون المحض، ولكن بشرط التدلى، أى النزول فى ترتيبها بمعنى أن يؤتى بالمد أولا، ثم بالتوسط ثانيا، ثم بالقصر أخيرا، على عكس ترتيب هذه الأوجه فى المد العارض للسكون المطلق، واللين العارض للسكون، والمد العارض للسكون، وهو هاء تأنيث، أو هاء ضمير التى لا بدّ من الإتيان فيها بهذه الأوجه بشرط الترقى: أى الصعود بمعنى أن يؤتى بالقصر أولا- فالتوسط- فالمد. وكذلك المتصل العارض، للسكون الذى لا بدّ فى أداء أوجهه من الترقى أيضا، بمعنى أن يمد أربع، فخمس، فست حركات، وذلك لأن مده أربعا فخمسا مبنى على كونه متصلا، ومده ستا مبنى على كونه عارضا للسكون والمتصل أقوى من العارض، والمبنى على الأقوى أولى بالتقدم من المبنى على الأضعف. وإنما اشترط فى المد البدل العارض للسكون أن يؤتى بمدوده على طريقة التدلى دون غيره من أقسام المد العارض للسكون، لأن جواز المد والتوسط فيه

مبنى على كونه عارضا للسكون والقصر فيه مبنى على كونه بدلا من الوصل، والعارض للسكون أقوى من البدل، فما بنى على العارض للسكون من المد والتوسط يكون مقدما على ما بنى على البدل من القصر. وإن كان آخره مكسورا كسرة إعراب نحو مَآبٍ* فيه أربعة أوجه وهى: المدود الثلاثة مع السكون المحض الجائزة فيما آخره مفتوح منه، والروم مع القصر قدر حركتين كالمد العارض للسكون المطلق، لأن هذا مقدار مده فى الوصل. والروم كالوصل. ولا يوجد فى القرآن بدل عارض للسكون مبنى على الكسر، وأما نحو وَآتِ ذَا الْقُرْبى إذا وقف على التاء فليس مبنيا على الكسر فى الحقيقة، بل على حذف حرف العلة، وهو على كل حال فى الحكم كالمكسور الآخر كسرة إعراب. وإن كان آخره مضموما ضمة إعراب نحو رَؤُفٌ* ففيه سبعة أوجه وهى: المدود الثلاثة مع السكون المحض، والمدود الثلاثة بالسكون مع الإشمام على طريقة التدلى، والروم مع القصر لما ذكر. ولم يرد فى القرآن مد بدل عارض للسكون مبنى على الضم إلا فى نحو رَآهُ* وهو من باب هاء الضمير التى سيأتى الكلام عليها، وعلى هذا فالبدل العارض للسكون فى أوجهه وأسبابها كالمد العارض للسكون المطلق تماما. غير أنه يؤتى بها فى البدل بطريقة التدلى، وفى المطلق بطريقة الترقى. ***

القسم الخامس المد العارض للسكون وهو هاء تأنيث أى تاء مبدلة هاء في الوقف

القسم الخامس المد العارض للسكون وهو هاء تأنيث أى تاء مبدلة هاء في الوقف تعريفه، ووجه تسميته هاء تأنيث، وحكمه، والفرق بينه وبين المد العارض للسكون المطلق: أما تعريفه فهو: أن يقع السكون العارض فى هاء تأنيث بعد حرف مد فى كلمة. وسمى كذلك لعروض سكونه فى هاء تأنيث هى فى الوصل تاء، وفى الوقف هاء مما أدى إلى اختلاف حكمه عن غيره. وحكمه: أنه يجوز فيه ثلاثة أوجه وهى: المدود الثلاثة مع السكون المحض مطلقا منصوبا كان نحو إِنَّ الصَّلاةَ* أو مجرورا نحو بِالتَّوْراةِ، أو مرفوعا نحو فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ دون روم، ولا إشمام فى كل أحواله للتغاير الحرفى بين وصله ووقفه، إذ هو تاء فى الوصل، وهاء فى الوقف. ولم يرد هذا القسم فى القرآن أبدا مبنيا على الفتح، ولا على الكسر، ولا على الضم. ***

القسم السادس المد العارض للسكون وهو هاء ضمير تعريفه، ووجه تسميته هاء ضمير، وأنواعه، والفرق بينه وبين هاء التأنيث، وحكمه

القسم السادس المد العارض للسكون وهو هاء ضمير تعريفه، ووجه تسميته هاء ضمير، وأنواعه، والفرق بينه وبين هاء التأنيث، وحكمه: أما تعريفه فهو: أن يقع السكون العارض فى هاء ضمير بعد حرف مد فى كلمة. وسمى كذلك لعروض السكون فى هاء الضمير الذى يؤدى إلى اختلاف حكمه بالنسبة إلى غيره من الأقسام. ولا يكون إلا مبنيا على الضم وقبله واو مدية نحو عَقَلُوهُ، أو لينة نحو رَأَوْهُ*، أو ألف نحو اجْتَباهُ*، أو مبنيا على الكسر وقبله ياء مدية نحو فِيهِ*، أو لينة نحو عَلَيْهِ* فقط، ولا يكون منصوبا ولا مجرورا ولا مرفوعا، لأن الضمير مبنى دائما، ولا يكون مبنيا على الفتح، والفرق بين هاء الضمير وهاء التأنيث كما يلى: 1 - أن الأولى هاء وصلا ووقفا، والثانية هاء فى الوقف، وتاء فى الوصل. 2 - أن الأولى اسم، والثانية حرف. 3 - أن الأولى مبنية، والأخرى معربة. 4 - أن الأولى لا تدل فى القرآن مع السكون العارض إلا على المذكر، والثانية لا تدل إلا على المؤنث. وحكم المد العارض للسكون وهو هاء ضمير مختلف فيه على ثلاثة أقوال: الأول: أنه لا يجوز فى كل أنواعه إلا القصر والتوسط، والمد مع السكون المحض، وأنه لا يدخله الروم ولا الإشمام كهاء التأنيث لشبهه بها فى الوقف. الثانى: أنه إن كان مبنيا على الكسر ففيه أربعة أوجه، وهى: المدود الثلاثة مع السكون المحض، والروم مع القصر. وإن كان مبنيا على الضم ففيه سبعة أوجه، وهى: المدود الثلاثة مع السكون

هذا ويلحق بالمد العارض للسكون سبعة أمور

المحض، والمدود الثلاثة بالسكون مع الإشمام، والروم مع القصر، أى أنه يدخله الروم والإشمام كالمد العارض للسكون المطلق. الثالث: وهو المختار، أنه إن كان مبنيا على الكسر، ولا يكون ما قبله ياء مدية نحو فِيهِ*، أو لينة نحو إِلَيْهِ*، أو كان مبنيا على الضم بشرط أن يكون قبله واو مدية نحو عَقَلُوهُ، أو لينة نحو رَأَوْهُ* ففيه ثلاثة أوجه وهى: المدود الثلاثة مع السكون المحض فقط، ولا يدخله روم، ولا إشمام كهاء التأنيث. أما إذا كان مبنيا على الضم وقبله ألف نحو اجْتَباهُ* ففيه سبعة أوجه وهى: المدود الثلاثة مع السكون المحض، والمدود الثلاثة بالسكون مع الإشمام والروم مع القصر، كنظيره من المد العارض للسكون المطلق، وإذا كان المد العارض للسكون لينا من جهة وهاء ضمير من جهة أخرى نحو رَأَوْهُ* لوحظ كونه لينا من حيث رومه بلا مد مطلقا، ولوحظ كونه هاء ضمير من حيث جواز دخول الروم والإشمام فيه أو لا حسب الأقوال الثلاثة المتقدمة. وإذا كان المد العارض للسكون بدلا من جهة، وهاء من جهة أخرى نحو رَآهُ* لوحظ كونه بدلا من حيث الإتيان بمدوده على طريقة التدلى، وكونه هاء ضمير من حيث الاختلاف المتقدم فى جواز دخول الروم والإشمام فيه أو لا. هذا ويلحق بالمد العارض للسكون سبعة أمور لا بدّ من العلم بأحكامها لشدة تعلقها به فى الحكم وهى: 1 - العارض للسكون من غير مد مطلق. تعريفه، ووجه تسميته مطلقا، وحكمه: أما تعريفه فهو: أن يقع السكون العارض فى حرف غير هاء التأنيث، وهاء الضمير، ولا مد قبله، ولا لين. ويسمى مطلقا لعدم تقييده بهاء التأنيث، ولا بهاء الضمير اللتين لكل منهما حكم خاص يأتى عند الكلام عليهما. وحكمه: إن كان آخره مفتوحا فتحة إعراب نحو الْكَوْثَرَ أو فتحة بناء نحو

2 - العارض للسكون من غير مد وهو هاء تأنيث.

ذلِكَ* ففيه السكون المحض فقط. وإن كان آخره مكسورا كسرة إعراب نحو وَالْفَجْرِ، أو كسرة بناء نحو أَنَّى لَكِ* ففيه السكون المحض والروم. وإن كان آخره مضموما ضمة إعراب نحو أَحَدٍ* أو ضمة بناء نحو تَوَكَّلْتُ* ففيه السكون المحض، والسكون مع الإشمام، والروم. 2 - العارض للسكون من غير مد وهو هاء تأنيث. تعريفه، وحكمه: أما تعريفه فهو: أن يقع السكون العارض فى هاء تأنيث لا مد قبلها. وحكمه: أنه لا يجوز فيه إلا السكون المحض مطلقا منصوبا كان نحو وَاتَّقُوا فِتْنَةً، أو مجرورا نحو فَبِما رَحْمَةٍ، أو مرفوعا نحو وَجْهَهُ*، ولا يدخله روم ولا إشمام إلا إذا رسمت تاءً، ووقف عليها بالتاء نحو وَرَحْمَتُ رَبِّكَ، وذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ ففي الأولى الروم والإشمام لكونها مرفوعة، وفى الثانية الروم فقط لكونها مجرورة، ولا يكون مبنيا لا على فتح، ولا على كسر، ولا على ضم مثل هاء التأنيث التى قبلها مد السابق ذكرها. 3 - العارض للسكون من غير مد، وهو هاء ضمير. تعريفه، وأنواعه، وحكمه: أما تعريفه فهو: أن يقع السكون العارض فى هاء ضمير لا مد قبلها ولا لين. وقد علمت فيما مضى الفروق الأربعة بين هاء الضمير وهاء التأنيث، وأنواعه أربعة: لأنه إما مبنى على ضم وقبله فتح نحو لَهُ*، أو ضم نحو لا تَأْخُذُهُ، أو سكون صحيح نحو مِنْهُ*، وإما مبنى على الكسر، وقبله كسر أيضا نحو بِهِ*. ولا يكون منصوبا ولا مجرورا، ولا مرفوعا، لأن الضمير مبنى دائما، كما لا يكون مبنيا على الفتح كهاء الضمير التى قبلها مد تماما.

وحكمه مختلف فيه على ثلاثة أقوال.

وحكمه مختلف فيه على ثلاثة أقوال. الأول: أنه لا يجوز فيه إلا السكون المحض فى أنواعه كلها، ولا يلحقه الروم، ولا الإشمام أبدا. الثانى: أنه إن كان مبنيا على الكسر نحو بِهِ* ففيه السكون المحض والروم، وإن كان مبنيا على الضم ففيه السكون المحض، والسكون مع الإشمام والروم. الثالث: وهو المختار، أنه إن كان مبنيا على الكسر ولا يكون ما قبله إلا كسرا أيضا نحو بِهِ* أو كان مبنيا على الضم بشرط أن يكون قبله ضم أيضا نحو مَنْ يَكْفُلُهُ ففيه السكون المحض فقط، ولا يدخله روم ولا إشمام كهاء التأنيث. أما إذا كان مبنيا على الضم وقبله فتح نحو لَهُ* أو سكون صحيح نحو عَنْهُ* ففيه السكون المحض، والسكون مع الإشمام والروم كنظيره من العارض للسكون من غير مد المطلق. 4 - السكون الأصلى. تعريفه، وحكمه: أما تعريفه فهو: السكون الصحيح، أو اللين الثابت، وصلا، ووقفا، ولا مد قبله نحو اقْرَأْ* وخَلَوْا*، أو حرف المد المتطرف الثابت وصلا نحو قالُوا*. وقد يكون فى فعل مجزوم بالسكون نحو أَلَمْ تَعْلَمْ* أو فى اسم مبنى على السكون نحو كَمْ* أو فى فعل مبنى على السكون نحو اضْرِبْ* أو فى حرف مبنى على السكون نحو قَدْ*، ومن السكون الأصلى أيضا ميم الجمع نحو عَلَيْكُمْ*. وحكمه: أنه ليس فيه عند الوقف عليه إلا السكون المحض دون روم ولا إشمام، ميم جمع كانت أو غيرها من نحو ما تقدم.

5 - عارض الشكل

5 - عارض الشكل: تعريفه، وحكمه: أما تعريفه فهو: ما كان فى الأصل سكونا أصليا ثم تحرك لوقوع سكون بعده للتخلص من التقاء الساكنين. وحكمه: عند الوقف عليه أنه ليس فيه إلا السكون المحض أيضا دون روم ولا إشمام مراعاة للأصل، ودون التفات إلى الشكل العارض هل هو فى كلمة مجزومة نحو إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ، أو مبنية على السكون نحو لِمَنِ ارْتَضى *، وَرَأَوُا الْعَذابَ*، لَقَدِ ابْتَغَوُا وهل هو صحيح أو لين كالأمثلة السابقة. 6 - الواو والياء المفتوحتان وصلا، وقبل الواو ضم نحو هُوَ*، وقبل الياء كسر نحو هِيَ*. وحكمها: عند الوقوف عليهما: النطق بكل منهما حرف مد ولين دون نظر إلى كونهما فى كلمة منصوبة نحو لَنْ نَدْعُوَا، أَنْ يَأْتِيَ*، أو مبنية على الفتح نحو هُوَ*، هِيَ*. وذلك لأن القاعدة تقضى بأنه إذا سكنت الواو وكان قبلها ضم، أو سكنت الياء وكان قبلها كسر تعين أن يكون كل منهما حرف مد ولين، وليس فيهما روم ولا إشمام «1» إذ لا يدخلان فى حروف المد.

_ (1) والروم: هو الإتيان ببعض الحركة لبيان أن الحرف الساكن لأجل الوقف هو محرك في الوصل والإشمام: هو إشارة بالشفتين إلى جهة الضم لبيان أصل الحركة

7 - إذا وقفت على كلمة آخرها حرف علة محذوف لأى سبب من الأسباب،

7 - إذا وقفت على كلمة آخرها حرف علة محذوف لأى سبب من الأسباب، وكان قبل السكون العارض للوقف مد نحو لَآتٍ* أو لا نحو ادْعُ* فإن المعتبر فيها من حيث الروم والإشمام شكل الحرف الموقوف عليه عند وصله بصرف النظر عن المحذوف. وعن كون الشكل فى الوصل مطابقا لحكمه الحقيقى فى الإعراب والبناء نحو لَمَّا يَقْضِ، وَأَلْقِ* أو لا نحو أَنْتَ قاضٍ وعن كون الكلمة اسما أو فعلا مجزوما بحذف حرف العلة أو مبنيا على حرف العلة، كما فى الأمثلة المتقدمة، أو فعلا مرفوعا نحو وَيَدْعُ الْإِنْسانُ أو كانت نون وقاية حذفت ياء المتكلم من بعدها نحو إِنْ يُرِدْنِ. وقد أهمل أكثر المؤلفين فى هذا العلم ذكر بعض أقسام المد العارض للسكون، والأمور المتقدمة الملحقة به، والتفرقة فيها بين المعرب والمبنى، بل مثلوا للمنصوب بالمبنى على الفتح مما يتضارب مع القواعد النحوية، وهو ما تحاشيته فى هذا الدرس واجتهدت فى توضيحه، وتحديده قدر الإمكان. ***

أسئلة

أسئلة 1 - ما هو المد العارض للسكون؟ وما وجه تسميته عارضا للسكون؟ وما حكمه؟ وما أقسامه؟ 2 - ما هو المد العارض للسكون المطلق؟ ولماذا سمى مطلقا؟ وحكمه فى مختلف أحواله؟ 3 - ما هو الروم؟ وما هو الإشمام؟ ومتى يكون كل منهما؟ وما الفرق بينهما؟ 4 - ما هو اللين العارض للسكون؟ ولماذا سمى لينا؟ وما حكمه بالتفصيل؟ وما الفرق بينه وبين المد العارض للسكون المطلق؟ 5 - ما هو المتصل العارض للسكون؟ ولماذا سمى متصلا؟ وما حكمه بالتفصيل؟ 6 - ما البدل العارض للسكون؟ ولماذا سمى بدلا؟ وما حكمه بالتفصيل؟ وما الفرق بينه وبين المد العارض للسكون المطلق؟ 7 - ما المد العارض للسكون وهو هاء تأنيث؟ ولماذا سمى هاء تأنيث؟ وما حكمه؟ وما الفرق بينه وبين المد العارض للسكون المطلق؟ 8 - ما المد العارض للسكون وهو هاء ضمير؟ ولماذا سمى هاء ضمير وما أنواعه؟ وما الفرق بينه وبين المد العارض للسكون وهو هاء تأنيث؟ وما حكمه بالتفصيل؟ وما حكم المد العارض للسكون فى كل من رَأَوْهُ*، رَآهُ*؟ 9 - ما هو العارض للسكون من غير مد المطلق؟ ولماذا سمى مطلقا؟ وما حكمه؟ وما هو العارض للسكون من غير مد وهو هاء تأنيث؟ وما حكمه؟ وما العارض للسكون من غير مد وهو هاء ضمير؟ وما أنواعه؟ وما حكمه؟

تمارين

10 - عرف كلا من السكون الأصلى وعارض الشكل؟ واذكر حكم كل منهما؟ وحكم الواو المفتوحة وصلا وقبلها ضم، والياء المفتوحة وصلا وقبلها كسر عند الوقوف عليهما وحكم الوقف على الكلمات التى آخرها حرف علة محذوف؟ تمارين اقرأ قوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً (الشعراء: 8) بالشعراء إلى قوله سِنِينَ وبين ما فيها من المد العارض للسكون، والعارض للسكون من غير مد، وما يجوز فى كل من الأوجه. 2 - بين أقسام المد العارض للسكون، والعارض للسكون الذى لا مد قبله، والأوجه الجائزة فيها فى كل من الكلمات الآتية عند الوقف عليها. (لا يحطمنكم سليمان- وأصبح فؤاد أم موسى- على أهل بيت يكفلونه لكم- أقم الصلاة- لمن يشاء ويقدر- القيّم- كأن فى أذنيه وقرا- آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله) 3 - مثل لكل من أقسام المد العارض للسكون، والأمور الملحقة به بمثالين من غير ما تقدم. ***

الدرس التاسع عشر فى المد البدل والمد اللازم

الدرس التاسع عشر فى المد البدل والمد اللازم تعريف المد البدل، ووجه تسميته بدلا، وحكمه، ومقدار مده، وأحواله: أما البدل فهو عبارة عن تقدم الهمز على المد مع كون هذا الهمز مفتوحا نحو آمَنَ*، أو مكسورا نحو إِيماناً*، أو مضموما نحو أُوتُوا*. وسمى بدلا لأنه مبدل من همز إذ أصل كل بدل هو اجتماع همزتين فى كلمة أولاهما متحركة، والأخرى ساكنة، فأبدلت الثانية حرف مد من جنس حركة الأولى للتخفيف، فإن كانت الأولى مفتوحة أبدلت الثانية ألفا لمجانستها للفتحة، وإن كانت الأولى مكسورة أبدلت الثانية ياء لمجانستها للكسرة. وإن كانت الأولى مضمومة أبدلت الثانية واوا لمجانستها للضمة كما فى الأمثلة السابقة. وحكمه: الجواز لجواز قصره إلى حركتين اتفاقا، وجواز توسطه ومده عند ورش فقط، ومقدار مده الواجب علينا مراعاته هو حركتان فقط كالطبيعى. ثم إن البدل إما أن يكون ثابتا وصلا ووقفا فى وسط الكلمة نحو وَآتُوا*، أو فى آخرها نحو إِي وَرَبِّي. وإما أن يكون ثابتا فى الوقف دون الوصل كالألفات المبدلة من التنوين فى نحو دُعاءً* ونِداءً* عند الوقف عليها، وإن كان هذا النوع من البدل فى الحقيقة من قبيل الطبيعى المشبه للبدل، أما أنه من قبيل الطبيعى فلأن المد ليس مبدلا من همز، وأما أنه مشبه البدل فلأنه مد تقدم عليه همز، وقد يكون ثابتا فى الابتداء فقط دون الوصل نحو ائْتُونِي بِكِتابٍ. ثم اعلم أن البدل إذا وقع بعده همز فى كلمة نحو بُرَآؤُا اعتبر أنه مد متصل، أو فى كلمتين نحو وَجاؤُ أَباهُمْ اعتبر أنه منفصل، أو سكون عارض نحو مَآبٍ* اعتبر أنه عارض للسكون وألغى فى الجميع كونه بدلا لقوة هذه المدود بالنسبة إلى البدل وتقدمها فى المرتبة عليه.

تعريف المد اللازم، ووجه تسميته لازما، وحكمه، ومقدار مده

تعريف المد اللازم، ووجه تسميته لازما، وحكمه، ومقدار مده: وأما المد اللازم فهو: أن يقع السكون الأصلى «1» بعد حرف المد أو اللين فى كلمة أو فى حرف، ولا يكون بعد لين إلا فى (ع) من فاتحة مريم والشورى. سمى لازما للزوم مده حالة واحدة وهى: قدر ست حركات، وللزوم سببه له وصلا ووقفا. وحكمه: اللزوم لما تقدم، ومقداره ست حركات دائما إلا فى لفظ (ع) بأولى مريم والشورى ففيه المد أى ست حركات، والتوسط أى أربع حركات، ولكن المد أفضل. وجواز التوسط فى (ع) خاصة لوقوع السكون الأصلى فيها بعد حرف لين لا مد وهو ما لا يوجد فى سواها فى المد اللازم فى القرآن. أقسام المد اللازم، وتعريف كل منها، ووجه تسميته باسمه: وينقسم إجمالا إلى قسمين كلمى وحرفى، فالكلمى هو: أن يقع السكون الأصلى بعد حرف المد فى كلمة نحو الصَّاخَّةُ، والحرفى هو: أن يقع السكون الأصلى بعد حرف المد فى حرف نحو ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ. وينقسم تفصيلا إلى خمسة أقسام: كلمى مخفف وكلمى مثقل، وحرفى مخفف، وحرفى مثقل، وحرفى شبيه بالمثقل، وستأتى كلها فيما يلى تفصيلا على هذا الترتيب. (1) الكلمى المخفف: وهو أن يقع السكون الأصلى بعد حرف المد فى كلمة بشرط كونه غير مشدد نحو آلْآنَ* موضعى يونس، ولا يوجد غيرهما فى القرآن. وسمى كلميا لوقوع السكون الأصلى بعد حرف المد فى كلمة. وسمى مخففا لخفة النطق به نظرا إلى خلو سكونه الأصلى من التشديد الدال على أنه مكون من حرفين فى الأصل أدغم أولهما فى الآخر. (2) الكلمى المثقل: وهو أن يقع السكون الأصلى بعد حرف المد فى كلمة بشرط كون السكون ممددا نحو الطامة وسمى كلميا لوقوع السكون الأصلى بعد حرف المد فى كلمة.

_ (1) كما قال ابن الجزري في مقدمة الجزرية: ولازم إن السكون أصلا ... وصلا ووقفا بعد مد طولا

وسمى مثقلا لثقل النطق به نظرا إلى كون سكونه مشددا مما يدل على أنه مكون من حرفين فى الأصل أدغم أولهما فى الآخر. (3) الحرفى المخفف: وهو أن يقع السكون الأصلى بعد حرف المد فى حرف تقتضى الأحكام إظهاره بالنسبة إلى ما بعده عند وصله به نحو ص ون. وسمى حرفيا: لوقوع السكون الأصلى بعد حرف المد فى حرف لا فى كلمة. وسمى مخففا: لخفة النطق به نظرا إلى إظهاره عند وصله بما بعده وخلوه من التشديد والغنة بعد المد الطويل اللذين يقتضيهما الإدغام له فيما بعده لو كان مدغما. (4) الحرفى المثقل: وهو أن يقع السكون الأصلى بعد حرف المد فى حرف تقتضى الأحكام إدغامه فيما بعده من الحروف عند وصله به نحو طس فى الشعراء والقصص. وسمى حرفيا: لوقوع السكون الأصلى بعد حرف المد فى حرف، لا فى كلمة. وسمى مثقلا: لثقل النطق به نظرا إلى إدغامه فيما بعده عند وصله به مما يؤدى إلى تشديد سكونه وغنته بعد مده الطويل. (5) الحرفى الشبيه بالمثقل: وهو أن يقع السكون الأصلى بعد حرف المد أو اللين فى حرف تقتضى الأحكام إخفاءه فيما بعده عند وصله به، ولا يوجد منه فى القرآن إلا أربعة مواضع منها موضعان بعد اللين، وهما: (ع) بأولى مريم والشورى، وموضعان بعد حرف المد، وهما (س) بأولى النمل والشورى. وسمى حرفيا: لوقوع السكون الأصلى بعد حرف المد أو اللين فى حرف. وسمى شبيها بالمثقل: لوجود بعض الثقل فى النطق به نظرا إلى إخفائه فيما بعده مما اقتضى غنته بعد مده الطويل وهو أحد أثرى الإدغام دون تشديده، وهو الأثر الثانى للإدغام، الذى لو وجد فيه أيضا لكان مثقلا لا شبيها بالمثقل. ولم يذكر أكثر مصنفى التجويد هذا القسم ضمن أقسام المد اللازم مما يقضى إدراجه فى الحرفى المخفف حيث اشترطوا لكونه مثقلا إدغامه فيما بعده، ولكونه مخففا عدم إدغامه.

شروط المد اللازم الحرفي، وحروفه، ومواضعه

وفيما أرى أنه إذا اعتبر مخففا لخلوه من أثرى الإدغام وهما الغنة والتشديد، والمدغم مثقلا لاشتماله على أثرى الإدغام وهما الغنة والتشديد فإن المخفى أى المتوسط بين الإظهار والإدغام مع الغنة دون تشديد مشتمل على أحد أثرى الإدغام وهو الغنة بعد مده الطويل دون الآخر وهو التشديد مما يقتضى عدم اعتباره مخففا بل ولا شبيها بالمخفف، لأن وجود الغنة فيه بعد المد الطويل يجعله أشبه بالمثقل دون المخفف. شروط المد اللازم الحرفي، وحروفه، ومواضعه: وللمد اللازم الحرفى شروط أربعة، وهى: (1) أن يقع فى حرف أحادى خطا، ثلاثى لفظا، فلو كان أحاديا خطا، ثنائيا، لكان طبيعيا لا لازما كما تقدم فى المد الطبيعى. (2) أن يكون وسطه حرف مد ولين كاللام والميم فى أول البقرة، أو اللين فقط نحو (ع) بمريم والشورى. فإن كان وسطه غير حرف مد ولين كالألف فى أول البقرة لم يمد أبدا لا طبيعيا ولا لازما. (3) أن يكون فى فواتح السور فلا يكون فى وسطها. أما اللازم الكلمى فإنه يقع فى فواتح السور نحو الْحَاقَّةُ* وفى وسطها نحو دَابَّةٍ*. (4) أن يكون فى حروف مخصوصة يجمعها:" كم عسل نقص" أو" سنقص علمك". وهذه الحروف الثمانية تقع" فى القرآن فى أربعة وأربعين موضعا وهى مواضع المد اللازم الحرفى،" فالكاف" تقع فى موضع واحد وهو أول مريم، وهو من قبيل الحرفى المخفف. والميم تقع فى سبعة عشر موضعا، وهى: أوائل (البقرة- آل عمران- الأعراف- الرعد- الشعراء- القصص- العنكبوت- الروم- لقمان- السجدة- الحواميم السبع) وكلها من قبيل الحرفى المخفف. والعين تقع فى موضعين وهما أولى مريم والشورى، وهما من قبيل الحرفى الشبيه بالمثقل.

والسين تقع فى خمسة مواضع وهى أوائل الطواسيم الثلاث المتوالية ويس والشورى. منها موضع مخفف وهو يس، وموضعان مثقلان وهما الشعراء والقصص، وموضعان شبيهان بالمثقل وهما النمل والشورى. واللام تقع فى ثلاثة عشر موضعا وهى أوائل (البقرة- آل عمران- الأعراف- يونس- هود- يوسف- الرعد- إبراهيم- الحجر- العنكبوت- الروم- لقمان- السجدة) منها خمسة من قبيل المخفف وهى أوائل (يونس- هود- يوسف- إبراهيم- الحجر) وثمانية من قبيل المثقل وهى: الباقية من مواضع اللام. والنون تقع فى موضع واحد وهو: أول القلم وهو من قبيل المخفف. والقاف تقع فى موضعين وهما أولى الشورى وسورة ق، وهما من قبيل المخفف. والصاد تقع فى ثلاثة مواضع وهى أوائل (الأعراف- مريم- ص) وهى من قبيل المخفف. ويتلخص من ذلك أن مواضع الحرفى المخفف ثلاثون وهى:" الكاف" فى موضعه الوحيد." والميم" فى مواضعها السبعة عشر" والنون" فى موضعها الوحيد." والقاف" فى موضعيها." والصاد" فى مواضعها الثلاثة." واللام" فى (يونس- هود- يوسف- إبراهيم- الحجر) " والسين" فى يس فقط. وأن مواضع الحرفى المثقل عشرة وهى: اللام فى أوائل (البقرة- آل عمران- الأعراف- الرعد- العنكبوت- الروم- لقمان- السجدة) " والسين" فى أولى (الشعراء- والقصص). وأن مواضع الحرفى الشبيه بالمثقل أربعة وهى:" العين" فى موضعيها" والسين" فى (النمل- والشورى)، كما يتلخص أن الحروف التى وقعت فى فواتح السور أربعة عشر مجموعة فى: «صله سحيرا من قطعك». وهى على ثلاثة أقسام: قسم يمد مدا لازما وهو الحروف الثمانية المجموعة فى:" سنقص علمك" أو" كم عسل نقص". وقسم يمد مدا طبيعيا وهو الحروف الخمسة المجموعة فى:" حى طهر". وقسم لا يمد أبدا لا لازما ولا طبيعيا وهو الألف.

أسئلة

أسئلة 1 - ما هو المد البدل؟ ولماذا سمى بدلا؟ وما حكمه؟ وما مقدار مده؟ وما أحواله؟ وما الحكم إذا اجتمع معه سبب آخر؟ علل لما تقول. 2 - ما هو اللازم؟ وما وجه تسميته لازما؟ وما حكمه؟ وما مقدار مده؟ وما أقسامه إجمالا وتفصيلا؟ 3 - عرف كلا من أقسام المد اللازم، وبين وجه تسمية كل منها باسمه؟ وشروط المد اللازم الحرفى؟ وحروفه؟ ومواضعه فى القرآن؟ مع إيضاح كل من المخفف، والمثقل، والشبيه بالمثقل منها، وعدد كل على حدة؟ 4 - كم عدد الحروف الواقعة فى فواتح السور؟ وما أقسامها؟ وما حكم كل قسم منها؟ تمارين 1 - اقرأ قوله تعالى: وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها (السجدة: 13) إلى قوله: وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ* وبين ما فيها من المد البدل والمتصل والمنفصل وحكم كل منها، ومقدار مده. 2 - بين أنواع المدود، ومقدار كل منها، وحكمه، وسببه، ومرتبته فى الكلمات الآتية وقفا ووصلا: (واللائى تظاهرون- لآية لكل عبد منيب- الذى أحلنا- يس- والصافات صفا- ص والقرآن ذى الذكر). 3 - مثل بمثالين لكل من أقسام البدل واللازم المختلفة، وبمثال لكل من المدود الأخرى من غير ما تقدم. ***

الدرس العشرون فى التفخيم والترقيق

الدرس العشرون فى التفخيم والترقيق تعريفهما: أما التفخيم: فهو لغة التسمين والتغليظ. واصطلاحا: حالة من القوة والسمنة تلحق الحرف عند النطق به فيمتلئ الفم بصداه. وأما الترقيق: فهو لغة: التنحيف. واصطلاحا: حالة من الرقة والنحافة تلحق الحرف عند النطق به فلا يمتلئ الفم بصداه. تقسيم الحروف الهجائية بالنسبة لهما: وتنقسم الحروف الهجائية من حيث التفخيم والترقيق إلى ثلاثة أقسام: قسم مفخم دائما، وقسم مرقق دائما، وقسم مفخم فى بعض الأحوال مرقق فى بعضها الآخر، وفيما يلى تفصيلها. الحروف المفخمة دائما، ومراتب تفخيمها، ووجه ترتيبها على هذا النحو: فأما الحروف المفخمة دائما فهى عبارة عن أحرف الاستعلاء السبعة المجموعة فى: «خص ضغط قظ». وبما أن الحروف الهجائية تتفاوت قوة وضعفا تبعا لقوة ما تتصف به من الصفات القوية أو الضعيفة، فإن حروف الاستعلاء وإن وجب تفخيمها جميعا فإنها متفاوتة فى هذا التفخيم قوة وضعفا تبعا لقوة ما تتصف به من الصفات وضعفه بالإضافة إلى استعلائها المشتركة فيه كلها. ولذا تجد أحرف الإطباق أقوى من غيرها من حروف الاستعلاء المنفتحة لأن الإطباق أقوى من الانفتاح، بل إن لكل حرف من هذه الحروف السبعة مطبقا كان أو منفتحا مرتبته الخاصة به التى لا يشاركه فيها غيره من هذه الحروف.

وعلى هذا فلأحرف الاستعلاء السبعة سبع مراتب: أقواها الطاء المقلقلة، ثم الضاد المستطيلة، ثم الصاد الصفيرية، ثم الظاء، ثم القاف، ثم الغين، ثم الخاء. ويجمعها حسب ترتيبها على هذا الوجه أوائل كلم البيت الآتي: طب ضيفنا صدرا ظلال قوانا ... غوث خفى- سبع الاستعلاء وإنما كانت أقواها جميعا لما تتصف به بالإضافة إلى الاستعلاء من كونها جهرية شديدة مطبقة مقلقلة. وهذه كلها صفات قوية لا توجد مجتمعة فى غيرها من الحروف. وإنما اعتبرت الضاد فى المرتبة الثانية لما تتصف به بالإضافة إلى الاستعلاء من كونها جهرية مطبقة مستطيلة، وهو ما لا يوجد فيما بقى من أحرف الاستعلاء مجتمعا فى أى حرف منها، ثم إنها ليست مقلقلة ولا شديدة مع ذلك حتى تكون فى مرتبة الطاء من التفخيم. وإنما اعتبرت الصاد فى المرتبة الثالثة لما تتصف به بالإضافة إلى الاستعلاء من كونها مطبقة صفيرية وهما صفتان معينتان على التفخيم ومظهرتان له ولا توجدان فيما بقى بعدها من أحرف الاستعلاء، وهى أضعف من الطاء لانعدام الجهر، والشدة، والقلقلة فيها، ومن الضاد لانعدام الجهر والاستطالة فيها. وإنما اعتبرت الظاء فى المرتبة الرابعة لما تتصف به بالإضافة إلى الاستعلاء من كونها مطبقة دون الحروف الثلاثة الباقية وهى أضعف من الثلاثة السابقة لأنها غير شديدة، ولا مقلقلة كالطاء، ولا مستطيلة كالضاد، ولا صفيرية كالصاد. وقد يقال إن الظاء أقوى من الصاد للجهر فى الأولى والهمس فى الثانية، والجواب أن الهمس من الصفير يساعدان على جريان النفس بصوت صفيرى مما يؤدى إلى امتلاء الفم بصدى الصاد عند النطق بها أكثر من الظاء. وإنما اعتبرت القاف فى المرتبة الخامسة لما تتصف به بالإضافة إلى الاستعلاء من كونها جهرية شديدة مقلقلة وهى صفات لا توجد فى الغين والخاء

المراتب الخاصة بكل من الحروف المفخمة في ذاته، واختلاف العلماء في عددها، وتحديدها

المتأخرين عنها فى المرتبة ولكنها ليست مطبقة، ولذلك كانت أضعف من الحروف الأربعة السابقة. وإنما اعتبرت الغين فى المرتبة السادسة لما تتصف به بالإضافة إلى الاستعلاء من الجهر الذى لا يوجد فى الخاء المتأخرة عنها فى المرتبة، ولأنها ليست مطبقة كالحروف الأربع الأول، ولا شديدة ولا مقلقلة كالقاف. وإنما اعتبرت الخاء فى المرتبة الأخيرة لعدم اتصافها بصفة قوية من الصفات التى اتصفت بها الحروف الستة السابقة غير الاستعلاء. المراتب الخاصة بكل من الحروف المفخمة في ذاته، واختلاف العلماء في عددها، وتحديدها: ثم إن لكل حرف من هذه الحروف فى ذاته باعتبار حركته، وسكونه، وحركة ما قبله إن كان خمس مراتب، وتسمى مراتبه الخاصة به، ولكن اختلف فى تحديدها. رأي الجمهور في تحديد المراتب الخاصة بكل من الحروف المفخمة ووجه هذا التحديد: فيرى الجمهور أن أقواها المفتوح الذى بعده ألف حيثما كان طاء نحو طالَ، أو ضادا نحو يُضاعِفُ*، أو صادا نحو صادِقِينَ* أو ظاء نحو ظاهِرِينَ*، أو قافا نحو يُقاتِلُونَ*، أو غينا نحو غافِلًا، أو خاء نحو خافَ*. ثم المفتوح الذى ليس بعده ألف حيثما كان طاء نحو طَلَباً، أو ضادا نحو ضَلَّ*، أو صادا نحو صَبَرَ*، أو ظاء نحو ظَلَمُوا*، أو قافا نحو الْقَمَرَ*، أو غينا نحو غَنِيًّا*، أو خاء نحو خَلْقِ*. ثم المضموم حيثما كان طاء نحو طَبَعَ*، أو ضادا نحو مَنْضُودٍ*، أو صادا نحو مَنْصُوراً، أو ظاء نحو مَحْظُوراً، أو قافا نحو قَتَلَ*، أو غينا نحو غَلَبَتْ*، أو خاء نحو خَلَقُوا*.

ثم الساكن حيثما كان طاء نحو يَطْبَعُ*، أو ضادا نحو يَضْرِبَ*، أو صادا نحو اصْبِرْ*، أو ظاء نحو يَظْلِمُ*، أو قافا نحو اقْرَأْ*، أو غينا نحو يَغْلِبْ، أو خاء نحو يَخْلُقُ*، ثم المكسور حيثما كان طاء نحو بَطِرَتْ، أو ضادا نحو ضِعافاً، أو صادا نحو صِراطٍ*، أو ظاء نحو ظِلالٍ*، أو قافا نحو قِتالٍ*، أو غينا نحو غَلَّ*، أو خاء نحو خِلالٌ*. وإنما كان المفتوح الذى بعده ألف أقوى المراتب لأن وجود الفتحة وإشباعها بالحرف المجانس لها وهو الألف يجعلان الفم يمتلئ بصدى الحرف عند النطق به أكثر من غيره فى المراتب التالية. وإنما كان المفتوح الذى ليس بعده ألف فى المرتبة الثانية لأن الفتح يملأ الفم بصدى الحرف عند النطق به أكثر من غيره فى المراتب التالية، لكنه أقل من المرتبة السابقة لانعدام الألف التى تزيد من ظهور تفخيم الحرف وامتلاء الفم بصداه. وإنما كان المضموم فى المرتبة الثالثة لأن الضم يقتضى تجويف الفم وامتلائه بصدى الحرف عنه فى المرتبة، ولكنه أقل من المرتبتين الأوليين لانعدام الفتحة والألف عند النطق به وهو ما لا يوجد فى غيره من الساكن والمكسور المتأخرين فيه، وهما الأمران اللذان يقتضى اجتماعهما أو وجود أحدهما انطلاق الصوت بالحرف عند النطق به حتى يمتلئ الفم بصداه أكثر من المضموم لخفة الفتحة والألف التى تجانسها فى النطق بالنسبة إلى الضمة. وإنما كان الساكن فى المرتبة الرابعة لأنه أقوى من المكسور وأضعف من المفتوح والمضموم نظرا إلى استقرار الحرف عند النطق به ساكنا فى مخرجه استقرارا تاما أكثر من المكسور الذى هو أضعف منه ومن المفتوح والمضموم أيضا اللذين هما أقوى منه إلا أن النطق بهما له صوت يملأ صداه الفم أكثر من الساكن.

رأي بعض العلماء في تحديد المراتب الخاصة بكل الحروف المفخمة

وإنما كان المكسور فى المرتبة الأخيرة لضعف الحرف المكسور إلى حالة لا تؤدى إلى امتلاء الفم بصداه كالمفتوح والمضموم، ولا إلى استقرار تام فى مخرجه كالساكن. رأي بعض العلماء في تحديد المراتب الخاصة بكل الحروف المفخمة: ويرى البعض فى تحديد هذه المراتب أن أقواها المفتوح الذى بعده ألف، ثم المفتوح الذى ليس بعده ألف، ثم المضموم والساكن الذى قبله فتح أو ضم، ثم الساكن الذى قبله كسر، ثم المكسور، أى أنهم يلحقون الساكن الذى قبله فتح أو ضم بالمضموم فى مرتبته، ويحملون الساكن الذى قبله كسر فى مرتبة خاصة. مراتب التفخيم تفصيلا علي أساس الرأيين السابقين: وإذا نظرنا إلى مراتب حروف الاستعلاء سبع بعددها، وأن لكل منها فى ذاته خمس مراتب، فمراتب التفخيم تفصيلا خمس وثلاثون مرتبة، أعلاها الطاء المفتوحة التى بعدها ألف، وأدناها الخاء المكسورة. وأن نقول: إن لكل حرف مفخم مرتبة خاصة بالنسبة له فى ذاته، ومرتبة عامة بالنسبة له ولغيره من حروف الاستعلاء. كيفية تحديد مرتبتي الحرف المفخم الخاصة والعامة: وإذا أردنا تحديد مرتبة الحرف الخاصة بحثنا عنها فى مراتب الحرف نفسه. وإذا أردنا تحديد مرتبته العامة بحثنا عنها فى مراتب الحرف نفسه، ومراتب الحروف الأخرى على أساس أن تبدأ بالطاء المفتوحة التى بعدها ألف، ثم المفتوحة التى ليس بعدها ألف، وهكذا حتى نصل إلى الطاء المكسورة التى هى فى المرتبة الخامسة. ثم تليها طبقا لمراتب الحروف الضاد المفتوحة التى بعدها ألف فتكون فى المرتبة السادسة، وهكذا حتى نصل إلى الضاد المكسورة فتكون فى المرتبة العاشرة.

حقيقة عدد المراتب الخاصة بالحرف المفخم في ذاته، وتحديدها، ودليلها، ومراتب التفخيم تفصيلا على هذا الأساس

ثم تليها المرتبة الأولى من الصاد فتكون فى المرتبة الحادية عشرة، وهكذا حتى نصل إلى الصاد المكسورة فنجدها فى المرتبة الخامسة عشرة. ثم تليها المرتبة الأولى من الظاء فتكون فى المرتبة السادسة عشرة، وهكذا حتى نصل إلى الظاء المكسورة فنجدها فى المرتبة العشرين. ثم تليها المرتبة الأولى من القاف فتكون فى المرتبة الحادية والعشرين. وهكذا حتى نصل إلى القاف المكسورة فنجدها فى المرتبة الخامسة والعشرين. ثم تليها المرتبة الأولى من الغين فتكون فى المرتبة السادسة والعشرين. وهكذا حتى نصل إلى الغين المكسورة فنجدها فى المرتبة الثلاثين. ثم تليها المرتبة الأولى من الخاء فتكون فى المرتبة الحادية والثلاثين، وهكذا حتى نصل إلى الخاء المكسورة فنجدها فى المرتبة الخامسة والثلاثين وهى أدنى المراتب كما تقدم، أى أن المرتبة الأولى من كل حرف من هذه الحروف بعد الطاء تقع فى المرتبة التالية للمرتبة الأخيرة من الحرف السابق عليه، وهكذا. حقيقة عدد المراتب الخاصة بالحرف المفخم في ذاته، وتحديدها، ودليلها، ومراتب التفخيم تفصيلا على هذا الأساس: والحقيقة فيما أرى أن لكل حرف فى ذاته ست مراتب لا خمسا كما فى الرأيين السابقين. أقواها المفتوح الذى بعده ألف، ثم المفتوح الذى ليس بعده ألف، ثم المضموم، ثم الساكن الذى قبله فتح أو ضم، ثم الساكن الذى قبله كسر إن كان مطبقا أو قافا، ثم المكسور مطلقا، والغين والخاء المسبوقتان بكسر أو ياء ساكنة، وذلك لأن النطق فى الواقع يتنافى مع رأى الجمهور من حيث كون الساكن الذى قبله فتح أو ضم نحو فَأَصْبَحُوا* فى مرتبة الساكن المطبق الذى قبله كسر نحو اصْبِرْ*، ويتنافى مع رأى من قال: إن الساكن الذى قبله فتح أو ضم كما فى المثالين السابقين فى مرتبة المضموم نحو صُرِفَتْ

وجه كون المفخم المشدد أقوى فى التفخيم من نظيره غير المشدد

كما يتنافى مع كلا الرأيين من حيث أن الغين والخاء الساكنتين بعد كسر أو ياء ساكنة نحو أَفْرِغْ*- وَلكِنِ اخْتَلَفُوا- زَيْغٌ*- شَيْخٌ فى مرتبة غيرهما من حروف الاستعلاء الساكنة بعد كسر. أو ياء ساكنة نحو اضْرِبْ*- مَحِيصٍ*، وما عليك إلا أن تقارن بينهما فى النطق. وعلى هذا فمراتب كل حرف ست، والحروف المستعلية سبعة، فإذا ضرب عدد مراتب كل حرف فى عدد الحروف أنتج اثنتين وأربعين مرتبة، وهى مراتب التفخيم تفصيلا فى الحقيقة. تعتبر المرتبة الأولى فى كل حرف غير الطاء هى التالية للمرتبة الأخيرة من الحرف السابق عليه على نحو ما تقدم تماما. وجه كون المفخم المشدد أقوى فى التفخيم من نظيره غير المشدد: والحرف المفخم إن كان مشددا نحو الطَّامَّةُ فإنه أقوى من غير المشدد الذى هو فى مرتبته نحو أَفَطالَ، لأن المشدد مكون من حرفين، الأمر الذى يجعل تفخيمه أظهر من غيره المكون من حرف واحد. مرتبة تفخيم الغين والخاء الساكنتين وقبلهما كسر أو ياء ساكنة: ويلاحظ مما تقدم أن الغين الساكنة المسبوقة بكسر أصلى وبعدها حرف مستعل نحو تُزِغْ قُلُوبَنا، أو مستفل نحو أَفْرِغْ عَلَيْنا*، أو كسر عارض ولا يكون ما بعدها إلا مستفلا نحو مَنِ اغْتَرَفَ، وكذلك الخاء الساكنة بعد كسر أصلى نحو إِخْواناً*، أو عارض نحو وَلكِنِ اخْتَلَفُوا، ولا يكون ما بعدها فى الحالتين إلا مستفلا، وكذا الغين والخاء الساكنتان للوقف بعد ياء ساكنة نحو زَيْغٌ*، وشَيْخٌ فى مرتبة ضعيفة من التفخيم وهو ما يسمى بالتفخيم النسبى، ولكن لا يقال فيهما فى هذه الأحوال كلها إنهما مرققتان لأن أحرف الاستعلاء لا ترقق أبدا إنما يتفاوت تفخيمها قوة وضعفا حسب مرتبة كل منها وشكله على ما تقدم. وعلى هذا فيخطئ من ينطق من قراءته بالغين والخاء الساكنتين وقبلهما كسر أو ياء ساكنة مفخمتين تفخيما قويا، إذ يخرجهما بذلك عن مرتبتيهما الحقيقيتين.

الحروف المرققة دائما

ويستثنى من ذلك الخاء الساكنة المكسور ما قبلها فى كلمة إِخْراجُ* حيث وقعت فى القرآن مرفوعة، أو منصوبة، أو مجرورة فإنه يجب النطق بها مفخمة تفخيما قويا لوقوع راء مفخمة بعدها، حتى تتناسب معها فى التفخيم فيتجانسان ويسهل النطق بهما. وفى ذلك يقول الشاعر: وخاء إخراج بتفخيم أتت ... من أجل راء بعدها قد فخمت ومثل خاء إِخْراجُ* فى تفخيمها القوى، وسببه الخاء فى: وَقالَتِ اخْرُجْ وإن أهمل ذكرها أكثر الباحثين فى هذا العلم. الحروف المرققة دائما: وأما الحروف المرققة دائما فهى أحرف الاستفالة كلها عدا الألف اللينة واللام فى لفظ الجلالة، والراء. الحروف التي تفخم أحيانا، وترقق أحيانا، وحكمها: وأما الحروف التى تفخم فى بعض الأحوال وترقق فى بعضها فهى هذه الأحرف الثلاثة فقط، أى الألف اللينة، واللام فى لفظ الجلالة، والراء. وحكم الألف اللينة من حيث التفخيم والترقيق أنها تابعة لما قبلها تفخيما وترقيقا. فإن كان ما قبلها مفخما فخمت نحو قالَ*، وإن كان ما قبلها مرققا رققت نحو كانَ*. وأما حكم اللام من لفظ الجلالة أنها إن وقعت بعد فتح نحو وَعَدَ اللَّهُ*، أو ضم نحو إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ فخمت، وإن وقعت بعد كسر نحو بِسْمِ اللَّهِ* رققت. وفى ذلك يقول ابن الجزرى: وفخم اللام من اسم الله ... عن فتح أو ضم كعبد الله وأما حكم الراء تفخيما وترقيقا فسأفرد له درسا خاصا به وهو الدرس التالى مباشرة، وذلك لكثرة الكلام فيها حتى أن بعض العلماء أفردها فى كتب خاصة كالنونية للسخاوى.

أسئلة

أسئلة 1 - ما هو التفخيم؟ وما هو الترقيق؟ وما أقسام الحروف الهجائية بالنسبة لهما؟ وما هى الحروف المفخمة دائما؟ وما مراتب تفخيمها؟ وما وجه ترتيبها على هذا النحو؟ 2 - بين المراتب الخاصة بكل من الحروف المفخمة فى ذاته واختلاف العلماء فى عددها وتحديدها، واذكر رأى الجمهور فى تحديدها، ووجه هذا التحديد، وبين ما رآه بعض العلماء فى تحديد المراتب الخاصة من الحروف المفخمة، ومراتب التفخيم تفصيلا على أساس هذين الرأيين؟ 3 - بين كيفية تحديد كل من مرتبتى الحرف المفخم الخاصة والعامة، وحقيقة عدد المراتب الخاصة بالحرف المفخم فى ذاته وتحديدها، ودليلهما، ومراتب التفخيم تفصيلا على هذا الأساس، ووجه كون المفخم المشدد أقوى من نظيره غير المشدد؟ 4 - ما مرتبة تفخيم الغين والخاء الساكنتين المكسور ما قبلهما؟ وما الحروف المرققة دائما؟ وما الحروف التى تفخم أحيانا وترقق أحيانا؟ وما حكم اثنين منها بالتفصيل؟ تمارين 1 - اقرأ من قوله تعالى: قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً (الزمر: 14) إلى قوله: إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ بين ما فى هذه الآيات من أحرف الاستعلاء، ومرتبة تفخيم كل منها الخاصة والعامة على مختلف الآراء المذكورة فى عدد المراتب وتحديدها. 2 - بين المرقق والمفخم من الحروف مع بيان المرتبة الخاصة والعامة للمفخم منها فى الكلمات الآتية: غافر الذنب- وقال رجل- إلا ذو حظ عظيم- صراط الله- نقيض له- بدخان مبين. 3 - مثل بمثالين لأحد الحروف المفخمة دائما، وبمثالين لأحد الحروف المرققة دائما، وبمثالين لأحد الحروف المرققة أحيانا، والمفخمة على أن يكون أحدهما واجب التفخيم والآخر واجب الترقيق من غير ما تقدم.

الدرس الحادى والعشرون في أقسام الراء، وأحوالها، والأمور الملحقة بها

الدرس الحادى والعشرون في أقسام الراء، وأحوالها، والأمور الملحقة بها أقسام الراء: الراء الواردة فى القرآن لحفص مهما اختلفت أحوالها وتعددت صورها لا تخرج عن خمسة أقسام، وهى: 1 - الراء المرققة اتفاقا. 2 - الراء التى يجوز ترقيقها، وتفخيمها، والترقيق أولى. 3 - الراء التى يجوز تفخيمها، وترقيقها، والتفخيم أولى. 4 - الراء المفخمة باتفاق القراء إلا عند أبى الحسن على بن عبد الغنى الحصرى وموافقيه فإنهم يرققونها، وهو غير معمول به. 5 - الراء المفخمة اتفاقا. وستأتى أحوال كل من هذه الأقسام على هذا الترتيب تفصيلا فيما يلى: القسم الأول: الراء المرققة اتفاقا وأحوالها: للراء المرققة اتفاقا ثمانى أحوال، وهى: (1) الراء الممالة: ولم يرد ذلك فى القرآن لحفص إلا فى موضع واحد وهو بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها بهود فقط. (2) الراء المكسورة فى أول الكلمة نحو رِزْقاً*، أو فى وسطها نحو مَرِيئاً، أو فى آخرها ولا يكون ذلك إلا فى حالة الوصل نحو لَيْلَةِ الْقَدْرِ*، متحركة كان ما قبلها أو ساكنا صحيحا، أو حرف مد. (3) الراء الساكنة وسط الكلمة بشرط أن يكون قبلها كسر أصلى وبعدها حرف مستفل نحو الْفِرْدَوْسِ*.

القسم الثاني: الراء التى يجوز ترقيقها، وتفخيمها، والترقيق أولى

(4) الراء الساكنة سكونا أصليا وصلا ووقفا فى آخر الكلمة وقبلها كسر وبعدها مستفل نحو اغْفِرْ لِي* أو مستعل نحو وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ. (5) الراء الساكنة سكونا عارضا فى آخر الكلمة للوقف بعد ياء ساكنة مدية أو لينة، وهى فى الوصل مفتوحة نحو وَالْعِيرَ الَّتِي، ونحو يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ، أو مكسورة نحو مِنْ بَشِيرٍ، ونحو مِنْ خَيْرٍ*، أو مضمومة نحو جاءَكُمُ النَّذِيرُ، ونحو ذلِكَ خَيْرٌ*. (6) الراء الساكنة سكونا عارضا فى آخر الكلمة لوقف بعد كسر وهى فى الوصل مفتوحة نحو قَيِّماً لِيُنْذِرَ، أو مكسورة نحو مُنْهَمِرٍ، أو مضمومة نحو مُنْتَشِرٌ. (7) الراء الساكنة سكونا عارضا فى آخر الكلمة للوقف وقبلها ساكن مستفل قبله كسر وهى فى الوصل مفتوحة نحو وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ، أو مكسورة نحو وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ، أو مضمومة نحو إِلَّا كِبْرٌ. (8) الراء الساكنة عارضا فى آخر الكلمة إذا كانت فى الوقف مفخمة، وفى الوصل مكسورة، ووقف عليها بالروم وكان قبلها حرف مد نحو وَنُفِخَ فِي الصُّورِ* أو لا نحو وَالْعَصْرِ لأن الروم كالوصل. القسم الثاني: الراء التى يجوز ترقيقها، وتفخيمها، والترقيق أولى: للراء التى يجوز ترقيقها، وتفخيمها، والترقيق أولى ثلاث أحوال، وهى: (1) الراء الساكنة سكونا عارضا فى آخر الكلمة للوقف وبعدها ياء محذوفة للتخفيف ولم ترد فى القرآن إلا فى وَنُذُرِ* المسبوقة بالواو وهى ستة مواضع بالقمر، وفى: اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ فمن رققها نظر إلى الأصل وهو الياء المحذوفة للتخفيف وأجرى الوقف مجرى الوصل، إذ هى فى اللفظين

مرققة عند وصلها، ومن فخمها لم ينظر إلى الأصل ولا إلى الوصل، واعتد بالعارض وهو الوقف وحذف الياء. ولا يقاس على وَنُذُرِ*، ويَسْرِ، ولفظ الْجَوارِ*، وإن أشبههما فى حذف الياء التى كانت بعد الراء للتخفيف، ولكن لم ينص عليه كما نص عليهما، والتفخيم والترقيق مبنيان على النص لا على القياس. (2) الراء الساكنة سكونا عارضا فى آخر الكلمة للوقف وبعدها ياء محذوفة للبناء ولا تكون إلا فى: أَنْ أَسْرِ*، فَأَسْرِ* فقط، فإن هذا الفعل الذى آخره راء مبنى على حذف حرف العلة وهو الياء، فمن رققها نظر إلى الأصل وهو الياء المحذوفة للبناء، وأجرى الوقف مجرى الوصل، إذ هى مرققة عند وصلها. ومن فخمها لم ينظر إلى الأصل ولا إلى الوصل، واعتد بالعارض وهو الوقف وحذف الياء. ولا يقاس على ذلك لفظ وَلَمْ أَدْرِ بالحاقة وإن أشبههما فى حذف الياء، لكن للجزم لا للبناء والجزم عارض والبناء أصلى، وأيضا فإنه لم ينصّ على لَمْ أَدْرِ كما نص على أَنْ أَسْرِ*، فَأَسْرِ*. (3) الراء الساكنة سكونا عارضا فى آخر الكلمة للوقف وقبلها ساكن مستعل، وقبل الساكن كسر، وهى فى الوصل مكسورة ولم ترد فى القرآن إلا فى موضع واحد وهو عَيْنَ الْقِطْرِ بسبإ، فمن رققها نظر إلى ترقيقها وصلا باتفاق، وإلى أن ما قبل الساكن المستعلى كسر موجب لترقيق الراء بصرف النظر عن الساكن المتوسط بينهما، ومن فخمها لم ينظر إلى حالتها فى الوصل، واعتد بالعارض وهو الوقف، واعتبر الساكن الفاصل بينها وبين الكسر حاجزا حصينا مانعا من تأثيره فى الراء.

القسم الثالث: الراء التى يجوز تفخيمها، وترقيقها، والتفخيم أولى.

القسم الثالث: الراء التى يجوز تفخيمها، وترقيقها، والتفخيم أولى. للراء التى يجوز تفخيمها، وترقيقها، والتفخيم أولى ثلاث أحوال، وهى: (1) الراء الساكنة سكونا عارضا فى آخر الكلمة للوقف، وقبلها ساكن مستعل، وقبل الساكن كسر، وهى فى الوصل مفتوحة، ولم ترد فى القرآن إلا فى لفظ واحد وهو مِصْرَ* غير المنون، فمن فخمها نظر حالتها فى الوصل حيث تكون مفتوحة واجبة التفخيم بصرف النظر عن الكسر الواقع قبل الساكن المستعلى الفاصل، وبين الراء، واعتبره حاجزا حصينا ومانعا من تأثيره فى الراء. ومن رققها لم ينظر إلى حالتها فى الوصل واعتد بالعارض وهو الوقف واعتبر الكسر المنفصل عنها بحرف الاستعلاء موجبا لترقيقها دون التفات إلى أن حرف الاستعلاء حاجز حصين فاصل بين الراء والكسر، وفى ذلك يقال: واختير أن يوقف مثل الوصل ... فى راء مصر القطر يا ذا الفضل (2) الراء الساكنة سكونا عارضا فى آخر الكلمة للوقف وقبلها ساكن مستعل، وقبل الساكن فتح، وهى فى الوصل مكسورة نحو وَالْفَجْرِ، ولَمْ أَدْرِ، فمن فخمها نظر إلى أن الساكن الذى قبلها مسبوق واجبة الترقيق وإلى أن ما قبلها مستفل يناسبه ترقيقها. (3) الراء الساكنة وسط الكلمة بعد كسر أصلى وبعدها حرف استعلاء مكسور، ولم ترد فى القرآن إلا فى موضع واحد وهو لفظ فِرْقٍ بالشعراء. فمن فخمها نظر إلى حرف الاستعلاء المفخم الواقع بعدها حتى يتناسب معه تفخيم الراء ولم ينظر إلى الكسر الواقع قبلها. ومن رققها نظر إلى الكسر الواقع ولم ينظر إلى حرف الاستعلاء الواقع بعدها لكونه مكسورا فى مرتبة ضعيفة من التفخيم يكون معه ترقيق الراء مناسبا.

القسم الرابع: الراء المفخمة عند جميع القراء إلا الحصرى وموافقيه

القسم الرابع: الراء المفخمة عند جميع القراء إلا الحصرى وموافقيه: للراء المفخمة عند جميع القراء إلا الحصرى وموافقيه الذين لا ينبغى العمل بقولهم من جواز ترقيق الراء حالتان: (1) أن تقع فى لفظ الْمَرْءِ*، أو لفظ مَرْيَمَ*، أو لفظ الْقَرْيَةَ*، فيجوز ترقيقها عندهم نظرا إلى الكسر الواقع بعدها فى لفظ الْمَرْءِ*، والياء الواقعة بعدها فى لفظ مَرْيَمَ* والْقَرْيَةَ*، بناء على أن ترقيق الراء يتناسب مع الكسر والياء. واتفق القراء عدا هؤلاء القلة على وجوب تفخيمها لوقوعها بعد فتح موجب لتفخيمها بصرف النظر عن الكسر والياء الواقعين بعدها فى هذه الألفاظ الثلاثة. (2) الراء الساكنة سكونا عارضا فى آخر الكلمة للوقف، وهى فى الوصل مكسورة إذا كان قبلها فتح نحو بِقَدَرٍ*، أو ضم نحو نُكُرٍ*، أو ساكن مستعل وقبله فتح نحو وَالْعَصْرِ، أو ضم نحو سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ*، أو ساكن مستفل وقبل الساكن ضم نحو إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ*، أو قبلها ألف وبعدها ياء محذوفة نحو الْجَوارِ*، أو قبلها ألف وليس بعدها ياء محذوفة نحو مِنْ أَنْصارٍ*، أو قبلها واو مدية نحو وَالطُّورِ، فيجوز ترقيقها عندهم إجراء للوقف مجرى الوصل وفى ذلك يقول الحصرى: وما أنت بالترقيق واصله فقف ... عليه به إذ لست فيه بمضطر وأما من عداهم من جمهور القراء فإنهم يفخمونها دون نظر إلى حالتها فى الوصل لا لجواز العمل بترقيق الراء فيها لما تقدم.

القسم الخامس: الراء المفخمة اتفاقا

القسم الخامس: الراء المفخمة اتفاقا: أما الراء المفخمة اتفاقا فهى غير ما ذكر من أحوال الراء الست عشرة السابق ذكرها، وتنحصر الراء المفخمة اتفاقا فى إحدى عشرة حالة، وهى: (1) الراء المفتوحة فى أول الكلمة نحو رَبِّيَ*، أو فى وسطها نحو تَبارَكَ* أو فى آخرها، ولا يكون ذلك إلا فى الوصل نحو لَنْ تَبُورَ، متحركا كان ما قبلها، أو ساكنا صحيحا، أو حرف مد. وإنما ذكرت هاتين الحالتين هنا تتميما للموضوع فقط. (2) الراء المضمومة فى أول الكلمة نحو رُزِقُوا، أو فى وسطها نحو تَنْظُرُونَ* أو فى آخرها، ولا يكون ذلك إلا فى الوصل نحو وَانْشَقَّ الْقَمَرُ متحركا كان ما قبلها، أو ساكنا صحيحا، أو حرف مد. (3) الراء الساكنة وسط الكلمة وقبلها فتح نحو لا تَذَرْنِي فَرْداً عدا الْمَرْءِ*- وَمَرْيَمَ- والْقَرْيَةَ* على رأى القائلين بترقيقها. (4) الراء الساكنة وسط الكلمة وقبلها ضم نحو قُرْآناً*. (5) الراء الساكنة وسط الكلمة بعد كسر عارض نحو لِمَنِ ارْتَضى *، ولا يكون ما بعدها إلا مستفلا. (6) الراء الساكنة وسط الكلمة بعد كسر أصلى قبل حرف استعلاء غير مكسور نحو مِرْصاداً. أما الواقعة بعد كسر أصلى قبل حرف استعلاء مكسور فى لفظ فِرْقٍ فقد تقدم حكمها. (7) الراء الساكنة سكونا أصليا وصلا ووقفا فى آخر الكلمة، وقبلها فتح وبعدها مستعل نحو لا يَسْخَرْ قَوْمٌ، أو مستفل نحو وَانْحَرْ إِنَّ.

الأمور الملحقة بالراء

(8) الراء الساكنة سكونا أصليا وصلا ووقفا فى آخر الكلمة، وقبلها ضم وبعدها مستعل نحو وَأْمُرْ قَوْمَكَ، أو مستفل نحو فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ. (9) الراء الساكنة سكونا عارضا للوقف فى آخر الكلمة، وهى فى الوصل مفتوحة إذا كان قبلها فتح نحو وَمَنْ شَكَرَ، أو ضم نحو كَبُرَ مَقْتاً*، أو ساكن مستعل وقبله فتح نحو أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ، أو ساكن مستعل وقبله فتح نحو إِنَّ الْأَمْرَ، أو ضم نحو بِكُمُ الْيُسْرَ، أو الألف نحو فَاتَّقُوا النَّارَ، أو واو مدية نحو أَنْ لَنْ يَحُورَ، ولم ترد فى القرآن بعد ساكن مستعل قبله ضم ك (إن القطر) بضم القاف وفتح الراء. (10) الراء الساكنة سكونا عارضا للوقف فى آخر الكلمة وهى فى الوصل مضمومة إذا كان قبلها فتح نحو مُسْتَطَرٌ، أو ضم فَما تُغْنِ النُّذُرُ، أو ساكن مستعل مسبوق بفتح نحو مَتى نَصْرُ اللَّهِ، أو ضم نحو سُندُسٍ خُضْرٌ، أو ساكن مستفل مسبوق بفتح نحو لِلَّهِ الْأَمْرُ*، أو ضم نحو جِمالَتٌ صُفْرٌ، أو ألف نحو وَبِئْسَ الْقَرارُ، أو واو نحو تَمُورُ*. ولم ترد فى القرآن بعد ساكن مستعل قبله كسر ك (الإصر) بكسر الهمز وضم الراء. (11) الراء الساكنة سكونا عارضا فى آخر الكلمة إذا كانت فى الوصل مضمومة، وفى الوقف مرققة، ووقف عليها بالروم، وكان قبلها مد نحو ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ، أو لين نحو ذلِكَ خَيْرٌ*، أو لا مد قبلها ولا لين نحو هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ لأن الروم كالوصل. الأمور الملحقة بالراء: وأما الأمور الملحقة بالراء والتى لا بدّ من العلم بها فأربعة، وهى: (1) الأصل فى الراء التفخيم، وهو أكثر أحوالها ورودا، وذلك على قول الجمهور، وهو المختار.

(2) إن كلا من تفخيم الراء وترقيقها قد ينبنى على النظر إلى الراء فى ذاتها دون ما قبلها وما بعدها كتفخيم المفتوحة والمضمومة وترقيق المكسورة. أو إلى الراء وما قبلها دون ما بعدها كتفخيم الساكنة وسط الكلمة بعد فتح أو ضم، أو إلى الراء مع ما بعدها دون ما قبلها كترقيق راء الْمَرْءِ*، مَرْيَمَ* عند من يرققها، أو إلى الراء مع ما قبلها وما بعدها كترقيق الراء فى: الْفِرْدَوْسِ*. (3) إن الراء المشددة من حيث التفخيم والترقيق كالراء غير المشددة تماما، غير أنها لا تكون فى أول الكلمة إلا إذا كان آخر الكلمة السابقة عليها نونا أو تنوينا، أو لاما مدغما فيها نحو مِنْ رَبِّهِمْ*- غَفُورٌ رَحِيمٌ*- وَإِلَى الرَّسُولِ*. وأنها لا تقع بعد الساكن الصحيح ولا حرف المد حيثما كانت فى أول الكلمة، أو فى وسطها، أو فى آخرها، إلا فى خمسة مواضع فى القرآن وهى: لا تُضَارَّ والِدَةٌ- وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ كلاهما بالبقرة، غَيْرَ مُضَارٍّ بالنساء، وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ بالمجادلة، وَلا تُضآرُّوهُنَّ بالطلاق. وأنها لا تقع مكسورة فى وسط الكلمة بعد كسر فى القرآن لحفص. (4) حكم الراء الواقعة بعد حرف لين من حيث التفخيم والترقيق كالراء الواقعة بعد حرف مد حيثما كانت فى أول الكلمة أو فى وسطها، أو فى آخرها. غير أنه يلاحظ أنها لا تقع فى القرآن فى أول الكلمة إلا بعد الواو اللينة نحو لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ دون الياء الملينة، ولا تقع فى وسط الكلمة بعد الياء أو الواو اللينتين إلا مفتوحة نحو الْخَيْراتِ*- وَأَوْرَثَكُمْ لا مكسورة ولا مضمومة. ولا تقع فى آخر الكلمة إلا بعد الياء فقط نحو خَيْرٌ* دون الواو. ***

أسئلة

أسئلة ما أقسام الراء إجمالا؟ وما أحوال الكل منها بالتفصيل؟ وما الأمور الملحقة بها؟ تمارين 1 - اقرأ قوله تعالى: وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ (الجاثية: 13) إلى قوله: إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ وبين ما فى هذه الآيات من الراء المرققة اتفاقا، والراء المفخمة اتفاقا. 2 - بين حكم الراء من حيث التفخيم والترقيق فى الكلمة الآتية وصلا ووقفا: أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ- وَاذْكُرْ أَخا عادٍ- وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها- مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ- وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا- فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ- هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ- وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً. 3 - مثل لكل من أحوال الراء المرققة اتفاقا جميعا بمثال. وللراء المفخمة اتفاقا بثلاثة أمثلة. وللراء التى لا يجوز ترقيقها إلا عند الحصرى وموافقيه بمثالين على أن تكون الأمثلة كلها من غير ما تقدم. ***

الدرس الثانى والعشرون فى استعمال الحروف، والفرق بين الضاد والظاء

الدرس الثانى والعشرون فى استعمال الحروف، والفرق بين الضاد والظاء المراد من استعمال الحروف: أما المراد من استعمال الحروف هنا فهو بيان ما ورد فى الجزرية من تنبيهات خاصة بصفات بعض الحروف الهجائية، لا بدّ للقارئ من مراعاتها فى قراءته مع الاكتفاء من هذه التنبيهات بما لم يسبق بيانه بالتفصيل فى الدروس السابقة حتى لا يحصل التكرار بإعادته وهذه التنبيهات تدور حول بعض صفات سبعة عشر حرفا من حروف الهجاء فقط، يأتى بيان ما يتعلق بكل منها من التنبيهات على حدة فيما يلى بترتيب حروف الهجاء من الألف إلى الياء لا حسب ورودها فى الجزرية حتى تتيسر الإحاطة بها لمن كان حافظا للجزرية ولغيرها، وهى: (1) الهمزة: ويجب الحرص على ما تتصف به من جهر، وشدة، واستفال، وما يترتب على ذلك من النطق بها واضحة مرققة دائما حيثما كانت همزة وصل أو همزة قطع، خصوصا إذا ابتدئ بها نحو الْحَمْدُ لِلَّهِ* لئلا تختفى فيما بعدها من الحروف أو وقعت قبل أحد أخواتها الحلقية المرققة الثلاثة وهى الهاء نحو اهْدِنَا*، والعين نحو أَعُوذُ*، والحاء نحو أَحَدٍ* لئلا تختفى فيها أيضا، ويزول ما تتصف به من جهر وشدة لا يوجدان مجتمعين فى هذه الحروف الثلاثة أو وقعت قبل مفخم حلقى نحو أَخْبارَها، أو غير حلقى نحو اللَّهِ* لئلا تختفى فيه أو تفخم مثله فيزول ما تتصف به من الاستفال. ويجب تحقيقها دائما، ولا يجوز تسهيلها أبدا إلا همزة القطع الثانية منءَ أَعْجَمِيٌّ بفصلت اتفاقا لحفص، وهمزة الوصل الواقعة بعد همزة استفهام قبل لام ساكنة على أحد الوجهين الجائزين فيها، والمتقدم بيانهما فى الدرس السابع عشر.

(2) الباء: ويجب الحرص على ما تتصف به من جهر، وشدة، واستفال، وما يترتب على ذلك من النطق بها واضحة مرققة دائما، وخصوصا إذا ابتدئ بها نحو بِسْمِ اللَّهِ* لئلا تختفى فيما بعدها من الحروف. أو وقعت قبل مفخم نحو بَرْقٌ*- باطِلٌ* لئلا تفخم مثله فيزول استفالها. أو هاء نحو بِهِمْ* لئلا تختفى مثلها وتنحرف عن مخرجها ويزول ما بها من جهر وشدة تبعا للهاء الواقعة بعدها. أو ذال نحو وَبِذِي الْقُرْبى لئلا تنحرف عن مخرجها القريب من مخرج الذال، ويزول ما تتصف به من شدة تبعا للذال غير الشديدة أو سكنت نحو صَبْراً*- رَبْوَةٍ لئلا تنحرف عن مخرجها بسبب قلقلتها. أو شددت نحو كَحُبِّ اللَّهِ لئلا تنحرف عن مخرجها. أو يزول تشديدها. (3) التاء: ويجب الحرص على الشدة فيها، خصوصا إذا وقع بعدها غير شديد نحو وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ. أو تكررت نحو وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ. (4) الجيم: ويجب الحرص على ما تتصف به من جهر وشدة دائما، وعدم المبالغة فى تعطيشها لئلا تنحرف عن مخرجها فتشبه الشين فى النطق خصوصا إذا سكنت نحو اجْتُثَّتْ- وَالْفَجْرِ لئلا تذهب القلقلة بالشدة أو شددت نحو الْحَجِّ* لئلا تنحرف عن مخرجها، أو يزول التشديد. (5) الحاء: ويجب الحرص على ما تتصف به من الاستفال دائما خصوصا إذا وقعت قبل مفخم نحو حَصْحَصَ- أَحَطْتُ- الْحَقُّ* لئلا تفخم مثله فيزول استفالها. (6) الذال: ويجب الحرص على ما تتصف به من الاستفال والانفتاح دائما نحو مَحْذُوراً لئلا تشبه الظاء المستعلية المطبقة نظرا إلى اتحادهما فى المخرج، وما عدا ذلك من الصفات. (7) السين: ويجب الحرص على ما تتصف به من استفال وانفتاح دائما لئلا تشتبه بالصاد المستعلية المطبقة نظرا إلى اتحادهما فى المخرج وفى الصفات عدا هاتين الصفتين نحو عَسى *، كما يجب إظهارها خصوصا إذا وقعت

ساكنة قبل تاء نحو الْمُسْتَقِيمَ* حتى لا تدغم فيها نظرا إلى تقاربهما فى المخرج. أو قبل مفخم كالطاء نحو يَسْطُونَ. أو القاف نحو يَسْقُونَ* لئلا تدغم فى الطاء لتقاربهما مخرجا، أو تفخم قبل القاف تبعا لها فى التفخيم. (8) الصاد: ويجب الحرص على ما تتصف به من استعلاء وإطباق نحو وَعَصى * لئلا تشتبه بالسين المتفقة معها فى المخرج والصفات عدا هاتين الصفتين. (9) الضاد: ويجب الحرص على إظهارها وما تتصف به من إطباق إذا وقعت ساكنة قبل تاء نحو أَفَضْتُمْ* لئلا تدغم فيها لتقاربهما فى المخرج. أو قبل طاء نحو اضْطُرَّ* لئلا تدغم فيها لتقاربهما مخرجا كالثاء. كما يجب الحرص على ما تتصف به من استطالة وإظهار إذا وقعت قبل ظاء نحو أَنْقَضَ ظَهْرَكَ لئلا تشتبه بها فى النطق أو تدغم فيها لتقاربهما مخرجا واتفاقهما صفة فيما عدا صفة الاستطالة الخاصة بالضاد دون الظاء. (10) الطاء: ويجب الحرص على ما تتصف به من جهر، وشدة، واستعلاء، وإطباق دون قلقلة إذا وقعت قبل تاء مضمومة نحو أَحَطْتُ، أو مفتوحة نحو بَسَطْتَ لئلا تدغم فيها إدغاما كاملا لاتحادهما فى المخرج، وإن كان هذا يعتبر إدغاما ناقصا لما فيه من بقاء صفات الطاء ظاهرة عدا القلقلة كأحد الوجهين الجائزين فى قاف نَخْلُقْكُمْ. (11) الظاء: ويجب الحرص على ما تتصف به من صفتى الاستعلاء والإطباق، كما يجب إظهارها، خصوصا إذا وقعت قبل التاء نحو أَوَعَظْتَ لئلا تدغم فيها لتقاربهما مخرجا. (12) الغين: ويجب الحرص على سكونها إذا وقعت قبل مستعل مثلها نحو الْمَغْضُوبِ لما به من شدة. (13) الكاف: ويجب الحرص على ما تتصف به من شدة، خصوصا إذا وقع بعدها غير شديد نحو نُكُرٍ، أو تكررت نحو بِشِرْكِكُمْ.

الفرق بين الضاد والظاء

(14) اللام: وفيما عدا لفظ الجلالة منها السابق حكم اللام الواقعة فيه فى الدرس العشرين يجب الحرص على ما تتصف به من استفال وما يترتب على ذلك من النطق بها واضحة مرققة دائما، خصوصا إذا ابتدئ بها، نحو لِلَّهِ الْأَمْرُ*، لئلا تختفى فيما بعدها من الحروف، أو وقعت محركة قبل نون نحو لَنا*، لئلا تنقلب نونا مثلها. أو ساكنة نحو جَعَلْنَا* لئلا تدغم فيها لتقاربهما فى المخرج والصفات فيما عدا الانحراف الخاص باللام دون النون. أو وقعت اللام قبل مفخم نحو وَلْيَتَلَطَّفْ- وَعَلَى اللَّهِ*- وَلَا الضَّالِّينَ لئلا تفخم مثله فيزول استفالها. «1» (15) الميم: ويجب الحرص على ما تتصف به من استفال وترقيق، خصوصا إذا وقعت قبل مفخم نحو مَخْمَصَةٍ*- مَرَضٌ* لئلا تفخم مثله فيزول استفالها. (16) النون: ويجب الحرص على سكونها إذا وقعت بين حرفين حلقيين نحو أَنْعَمْتَ* لئلا تختفى فى الثانى منهما لضعفها، أو تتحرك للتخلص مما بعدها فيزول السكون. (17) الهاء: ويجب الحرص على تصفيتها وإظهارها إذا وقعت بعد ياء نحو عَلَيْهِمْ*. أو تكررت نحو جِباهُهُمْ لئلا تختفى بعد الياء، أو عند تكررها لضعفها. الفرق بين الضاد والظاء: وأما الفرق بين الضاد والظاء فإنه من حيث المخرج عبارة عن أن الضاد تخرج من إحدى حافتى اللسان مما يلى الأضراس العليا، أو منهما معا، وأما الظاء فتخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا على ما تقدم تفصيلا فى مخارج الحروف. ومن حيث الصفة فإن الضاد مستطيلة، والظاء ليست كذلك. «2»

_ (1) وفي ذلك يقال: واحرص على السكون فى جعلنا ... أنعمت والمغضوب مع ضللنا وكذا قوله: وعلى الله ولا الض ... والميم من مخمصة ومن مرض وباء برق باطل بهم بذى ... فاحرص على الشدة والجهر الذى (2) وفى ذلك يقال: والضاد باستطالة ومخرج ... ميز من الظاء وكلها تجى

مواد الظاء الواردة فى القرآن

مواد الظاء الواردة فى القرآن: وإذا أردت تحديد المواد الواقعة فيها الظاء لتعرف أن الواقع فيما عداها ضاد، فاعلم أن الظاء غير المستطيلة تقع فى القرآن فى ثلاثين مادة متفق عليها، ومادة واحدة مختلف فيها. فأما المواد المتفق عليها فهى حسب ورودها فى الجزرية كما يلى: (1) مادة الظعن (بمعنى الرحيل) فى يَوْمَ ظَعْنِكُمْ فقط. (2) مادة الظل (ضد الشمس والحر) نحو وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ. (3) مادة الظهيرة (أى منتصف النهار) فى مِنَ الظَّهِيرَةِ بالنور، وَحِينَ تُظْهِرُونَ بالروم فقط. (4) مادة العظمة نحو وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ*. (5) مادة الحفظ نحو وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ*. (6) مادة اليقظة (ضد النوم) فى وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً فقط. (7) مادة الإنظار (بمعنى التأخير) نحو إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ*. (8) مادة العظم (المقابل للحم) نحو فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً. (9) مادة الظهر (المقابل للبطن) نحو إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما ومنها الظهار (بمعنى التحريم) نحو يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ. (10) مادة اللفظ (بمعنى الطرح) فى ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ فقط. (11) مادة ظهر مجردة أو مزيدة بمعانيها المختلفة كالوضوح والبيان نحو ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ*، ظَهَرَ الْفَسادُ أو الغلبة والانتصار نحو فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ، أو الاطلاع والإحاطة نحو أَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ. أو المناصرة والمعاونة نحو وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ، وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ، وغير ذلك من المعانى التى تدل عليها هذه المادة.

(12) مادة اللظى (أى النار) فى إِنَّها لَظى، ناراً تَلَظَّى فقط. (13) مادة الشواظ (أى اللهب الذى لا دخان له) فى شُواظٌ مِنْ نارٍ فقط. (14) مادة الكظم نحو وَهُوَ كَظِيمٌ*. (15) مادة الظلم نحو وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً. (16) مادة الغلظة (ضد اللين) نحو غَلِيظَ الْقَلْبِ. (17) مادة الظلمة نحو أَوْ كَظُلُماتٍ. (18) مادة الظفر بضم الظاء فى كُلَّ ذِي ظُفُرٍ فقط. (19) مادة الانتظار نحو إِنَّا مُنْتَظِرُونَ*. (20) مادة الظمأ (أى العطش) نحو لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ. (21) مادة الظفر بفتح الظاء (أى النصر) فى مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ فقط. (22) مادة الظن نحو بَلْ ظَنَنْتُمْ. (23) مادة الوعظ نحو وَهُوَ يَعِظُهُ إلا عِضِينَ بالحجر فإنها بالضاد. (24) مادة ظل (التى تفيد اتصاف الاسم بالخبر طول النهار) إذا لم يتصل بها شىء نحو ظَلَّ وَجْهُهُ*- فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ. أو اتصل بها تاء المخاطب المفرد نحو ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً. أو تاء جماعة المخاطبين نحو فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ. أو واو الجماعة نحو فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ. أو تاء التأنيث نحو فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ. أو نون النسوة نحو فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ. (25) مادة الحظر (بمعنى المنع) فى مَحْظُوراً بالإسراء فقط. (26) مادة الاحتظار فى كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ فقط.

وفى ضنين الخلاف سامى

(27) مادة الفظاظة (بمعنى الشدة) فى وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا فقط. (28) مادة النظر نحو إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ سوى يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ بالقيامة ونَضْرَةً وَسُرُوراً بالدهر، ونَضْرَةَ النَّعِيمِ بالمطففين فإنها بالضاد. (29) مادة الغيظ نحو قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ سوى وَغِيضَ الْماءُ بهود، وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ بالرعد فإنهما بالضاد. (30) مادة الحظ (بمعنى النصيب) نحو لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ. أما الحض على الطعام نحو وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ* فإنها بالضاد. وأما المادة المختلف فيها فقرئت بالضاد المستطيلة كما هى قراءة حفص، وبالظاء غير المستطيلة فهى بِضَنِينٍ بالتكوير. وفيها يقول الجزرى: وفى ضنين الخلاف سامى وما عدا ذلك من المواد الواردة فى القرآن المحتملة لأن تقرأ بالضاد أو الظاء فإنها بالضاد اتفاقا نحو ضَلَّ*- مَنْضُودٍ*- فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ. ***

أسئلة

أسئلة 1 - ما المراد باستعمال الحروف؟ وما هى الحروف التى تجب مراعاة بعض صفاتها؟ وما الصفات التى تجب مراعاتها فى كل منها؟ وما وجه التنبيه على مراعاتها فى كل من هذه الحروف؟ 2 - ما الفرق بين الضاد والظاء؟ وما مواد الظاء الواردة فى القرآن المتفق عليها والمختلف فيها؟ تمارين 1 - اقرأ أول سورة الحشر إلى قوله تعالى: أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ* (الحشر: 8) وبين ما يحتاج من الحروف إلى مراعاة بعض صفاته، مع بيان هذه الصفات، ووجه مراعاتها فى هذه الحروف بالذات. 2 - بين ما فى الكلمات الآتية من الضاد والظاء كل على حدة: وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ- وَالْبَغْضاءَ*- وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ- الظَّالِمُونَ*- غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ*- وَمَنْ أَظْلَمُ*- الْفَوْزُ الْعَظِيمُ*- فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ. 3 - مثل لكل من الحروف التى تجب مراعاة بعض صفاتها بثلاثة أمثلة، ولكل من الظاء والضاد بثلاثة أمثلة من مواد مختلفة. ***

الدرس الثالث والعشرون فى الوقف والابتداء

الدرس الثالث والعشرون فى الوقف والابتداء أهمية الوقف والابتداء، وفوائدهما، والأصل فى ذلك: الوقف والابتداء من أهم موضوعات التجويد التى لا بدّ للقارئ من معرفتها، ومن مراعاتها فى قراءته ما أمكن، ومن إحاطته بالعلوم التى تبصره بهما، وتجعله قادرا على تمييز ما جاز منهما مما لم يجز كعلوم: التفسير- وأسباب النزول- والرسم العثمانى- وعد الآى- والنحو- والبلاغة. وذلك لما للوقف والابتداء من فوائد كثيرة للسامع والقارئ تتلخص فى أمرين: أحدهما: إيضاح المعانى القرآنية للمستمع كلما كان القارئ أقدر على تحرى ما حسن من الوقف والابتداء فى قراءته، وما يوضح المعنى المراد كلما حرص على ذلك. والثانى: دلالة وقف القارئ فى تقدير درجات الوقوف جودة ورداءة، تبعا لتفاوتهم فى فهم القرآن، ومقدار إحاطتهم بهذه العلوم، وقد أدرك المتقدمون ما للوقف والابتداء من أهمية وفوائد، حتى أنهم كتبوا كتبا خاصة بهما ككتابى «التمهيد فى الوقف والابتداء» لابن هشام، و «منار الهدى»، وغيرهما. والأصل فى أهمية الوقف والابتداء ما ورد عنه صلّى الله عليه وسلم فى كثير من الأحاديث من أنه كان يقف على رءوس الآى، وأنه كان يقطع قراءته فيقول: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ويقف، ثم يقول الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ويقف ثم يقول: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ويقف وهكذا. وأنه كان يقر أصحابه على مثل ذلك، ويعلمه لهم، وأن عليا كرم الله وجهه سئل عن معنى قوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا فقال: «الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف، والوقف هو حلية التلاوة وزينة القارئ، وبلاغ التالى، وفهم المستمع، وفخر العالم».

حكم الوقف شرعا

حكم الوقف شرعا: ثم إنه لا يوجد فى القرآن وقف واجب يأثم القارئ بتركه، ولا وقف حرام يأثم القارئ بفعله، وإنما يرجع وجوب الوقوف وتحريمها إلى ما يقصده القارئ منها، وما يترتب على الوقوف والابتداء من إيضاح المعنى المراد، أو إيهام غيره مما ليس مرادا. وكل ما ثبت شرعا فى هذا الصدد هو سنية الوقف على رءوس الآى. وكراهة تركه عليها وجوازه على ما عداها ما لم يوهم خلاف المعنى المراد. تعريف الوقف، والوصل، والسكت، والقطع، ومحل كل منها: والوقف لغة: الحبس، والكف، واصطلاحا: قطع الكلمة عما بعدها مقدارا من الزمن مع التنفس وقصد العودة إلى القراءة فى الحال، ويكون فى آخر السورة، وفى آخر الآية، وفى أثنائها، ولا يكون وسط الكلمة، ولا فيما اتصل رسما كالوقف على إن فى فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ بهود. وقد يوجد وقفان متعاقبان فى لفظين متواليين إذا وقف على أحدهما لم يجز الوقف على الآخر وهو ما يعرف بين القراء بتعانق الوقوف وتعاقبها، وذلك نحو لا رَيْبَ فِيهِ بالبقرة، وجَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ بفصلت. فإنه يجوز الوقف فى الأولى على كل من رَيْبَ، وفِيهِ، وفى الثانية على كل من لفظ الجلالة ولفظ النار. فإن وقف على أحدهما لم يجز الوقف فى الأصل إلا بالسكون المحض، وقد يكون بالروم أو الإشمام فى الأحوال السابق بيانها فى الدرس الثانى عشر، وضد الوقف: الوصل، أى وصل الكلمة بما بعدها دون تنفس، ويشبه الوقف السكت، وهو لغة: المنع. واصطلاحا: قطع الكلمة عما بعدها مقدارا قصيرا من الزمن قدر حركتين دون تنفس، مع قصد العودة إلى القراءة فى الحال. ولا يكون إلا على ألف عِوَجاً*، ومَرْقَدِنا، ونون مَنْ راقٍ، ولام بَلْ رانَ اتفاقا، وبين الأنفال وبراءة، وعلى هاء مالِيَهْ على أحد الأوجه الجائزة فيهما كما تقدم فى أول الكتاب.

أقسام الوقف فى ذاته، وتعريف كل منها، ووجه تسميته باسمه، وحكمه

ولا يكون فى غير تلك الكلمات ولا فى وسط الكلمة أبدا، ويشبه الوقف أيضا القطع، أى انتهاء القراءة، والقطع لغة: الفصل والإزالة. واصطلاحا: قطع الكلمة عما بعدها مقدارا طويلا من الزمن مع التنفس دون قصد للعودة إلى القراءة فى الحال، ولا يكون إلا فى أواخر السور أو رءوس الآى على الأقل. فإذا عاد القارئ بعده إلى القراءة استحب له أن يستعيذ بالله عملا بقوله تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ. أقسام الوقف فى ذاته، وتعريف كل منها، ووجه تسميته باسمه، وحكمه: ثم إن الوقف ينقسم فى ذاته إلى ثلاثة أقسام: اضطرارى واختبارى بالباء الموحدة، واختيارى بالياء المثناة. فأما الوقف الاضطرارى فهو: ما يعرض للقارئ أثناء قراءته بسبب ضرورة ملجئة إليه كالعطاس، وضيق النفس. وسمى اضطراريا: لأن سببه الضرورة والاضطرار. وحكمه: أنه يجوز للقارئ الوقف على أية كلمة حتى تنتهى الضرورة التى دعته إليه، ثم يعود إلى الكلمة التى وقف عليها فيبتدئ بها ويصلها بما بعدها ويستمر فى قراءته إن صلح الابتداء بما وقف عليه، وإلا فبما قبله مما يصلح الابتداء به. وأما الوقف الاختبارى: فهو أن يقف القارئ على كلمة ليست محلا للوقف عادة فى مقام التعليم لبيان حكمها من حيث القطع، والوصل، والحذف والإثبات، ونحو هذا، أو للإجابة على سؤال طلب إليه به بيان شىء من ذلك. وسمى اختباريا: لحصوله فى بعض أحواله إجابة على اختبار. وحكمه: الجواز على أن يعود إلى ما وقف عليه، فيبتدئ به ويصله بغيره مما بعده، ويستمر فى قراءته، إن صلح الابتداء بما وقف عليه، وإلا فبما قبله مما يصلح الابتداء به كالوقف الاضطرارى تماما.

أقسام الوقف الاختيارى

وأما الوقف الاختيارى: فهو أن يقف القارئ على كلمة باختياره دون عروض ضرورة ملجئة للوقف، ولا تعليم حكم من الأحكام، ولا إجابة على سؤال يتطلبه. وسمى اختياريا: لحصوله بمحض اختيار القارئ دون ضرورة ولا إجابة على اختبار. وحكمه: أنه قد يعود إلى الابتداء بما وقف عليه فيصله بما بعده أو يبتدئ بما بعد الكلمة التى وقف عليها على ما سيأتى بيانه تفصيلا. أقسام الوقف الاختيارى: ثم إن الوقف الاختيارى ينقسم إلى أربعة أقسام: تام، وكاف، حسن، وقبيح. لأنه إما أن يتم الكلام فى ذاته ولا يتعلق بما بعده، لفظا، ولا معنى، فهو التام. وإما أن يتم الكلام فى ذاته ويتعلق بما بعده معنى لا لفظا فهو الكافى، وإما أن يتم الكلام فى ذاته ويتعلق بما بعده لفظا ومعنى فهو الحسن. وإما ألا يتم الكلام فى ذاته فهو القبيح. وأما أن يتم الكلام ويتعلق بما بعده لفظا لا معنى وهو الصورة العقلية التى لم تذكر، فلا وجود لها فى الواقع إذ لا يوجد كلام متعلق بما بعده فى اللفظ دون المعنى، لأن تعلق الكلام بما بعده فى اللفظ يقتضى تعلقه به فى المعنى من باب أولى. والمراد بالتعلق فى المعنى معروف، وهو ما يرجع فيه إلى علم التفسير والبلاغة، ونحوهما. والمراد بالتعلق فى اللفظ: التعلق الإعرابى الذى يرجع فيه إلى القواعد النحوية، وإليك بيان أنواع الوقف الاختيارى بالتفصيل فيما يلى:

تعريف الوقف التام، ووجه تسميته تاما، وصوره وحكمه

تعريف الوقف التام، ووجه تسميته تاما، وصوره وحكمه: أما الوقف التام فهو: الوقف على كلام تام فى ذاته غير متعلق بما بعده لفظا ولا معنى. وسمى تاما لتمام الكلام به، واستغنائه عما بعده، ويوجد غالبا فى أواخر السور، وأواخر القصص، كالوقف على الرحيم من قوله: وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ* فى مواضعها الثمانية بالشعراء لانتهاء الكلام عندها عن قصة والبدء فى قصة أخرى، وعند انقطاع الكلام على موضوع معين للانتقال إلى غيره كالوقف على تَعْلَمُونَ من قوله: وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بالبقرة لأنه نهاية الكلام على أحكام الطلاق، وما بعده بدء فى سرد أحكام أخرى. وصوره أربع لأنه قد يكون على رءوس الآى كالمثالين السابقين، أو قريبا من رأس الآية كالوقف على قوله تعالى: وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ بالبقرة، أو فى وسط الآية كالوقف على قوله تعالى: كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ بالأنعام، وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ بالنساء، وعلى قوله تعالى: فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ بالنساء أيضا. لأن هذا الجزء من الآية قد أنزل فى وقت غير الذى أنزل فيه الجزء الآخر منها وهو: إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا على ما ذكره النيسابورى، أو قريبا من أول الآية نحو مَرِيداً لَعَنَهُ اللَّهُ، وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ وهذا الوقف على كل حال هو أقل الوقوف الجائزة ورودا فى القرآن بينما هو أعلاها مرتبة. وحكمه: أنه يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده. تعريف الوقف الكافى، ووجه تسميته كافيا، وصوره وحكمه: وأما الوقف الكافى فهو: الوقف على كلام تام فى ذاته متعلق بما بعده فى المعنى دون اللفظ. وسمى كافيا: للاكتفاء به، واستغنائه عما بعده. وصوره أربع لأنه قد يكون على رءوس الآى كالوقف على قوله تعالى: لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً، أو قريبا من رأس الآية كالوقف على قوله تعالى:

الفرق بين التام والكافى

فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا، وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ، أو فى وسط الآية كالوقف على قوله تعالى: فَأُولئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ، لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي، أو قريبا من أول الآية كالوقف على قوله تعالى: وَعَلاماتٍ، وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً. وحكمه أنه يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده كالتام، وهو أكثر الوقوف الجائزة ورودا فى القرآن، وقد يتفاوت مقدار كفايته فالوقف على قوله تعالى: وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ كاف، والوقف على قوله تعالى: يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ أكثر كفاية منه. والوقف على قوله تعالى: ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ أكثر كفاية منهما. الفرق بين التام والكافى: ثم إن الفرق بين الوقف التام والكافى غير محدد تحديدا منضبطا عند جميع القراء كالفرق بينهما وبين الحسن والقبيح، لأن وجه الاختلاف بين التام والكافى تعلقه بما بعده فى المعنى أو لا، وهو أمر نسبى يرجع فيه إلى الأذواق فى فهم المعانى واعتبار ما وقف عليه متعلقا بما بعده فى المعنى، أو مستغنيا عنه، ولذا نجد منهم من يعد بعض الوقوف الكافية فى نظر غيره تامة أو العكس. أما الفرق بين التام والكافى وغيرهما من الوقوف فليس محلا لهذا الاختلاف الكبير، لأنه يعتمد على تعلق ما وقف عليه بما بعده فى الإعراب أو لا، وهو أمر منضبط بعض الشيء أكثر من التعلق المعنوى. تعريف الوقف الحسن، ووجه تسميته حسنا، وصوره وحكمه: وأما الوقف الحسن فهو: الوقف على كلام تام فى ذاته متعلق بما بعده فى اللفظ والمعنى معا. كأن يكون متبوعا وما بعده تابعا له، أو مستثنى منه وما بعده مستثنى. وسمى حسنا: لأنه يحسن الوقف عليه.

وصوره أربع لأنه قد يكون على رءوس الآى كالوقف على الْمُؤْمِنِينَ من قوله تعالى: وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ، أو قريبا من رأس الآية كالوقف على قوله تعالى: قُمِ اللَّيْلَ، أو فى وسط الآية كالوقف على قوله تعالى لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ أو قريبا من أول الآية كالوقف على قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ أول فاطر. وحكمه: أنه يحسن الوقف عليه، ولا يجوز الابتداء بما بعده إذا كان الوقف على غير رأس آية اتفاقا. وإنما يعود القارئ إلى الكلمة التى وقف عليها فيبتدئ بها ويصلها بما بعدها إن صلح الابتداء بها، وإلا فبما قبلها مما يصلح الابتداء به. وأما إذا كان الوقف على رأس آية فإنه يسن الوقف عليه كما تقدم، ولكن لا يجوز الابتداء بما بعده اتفاقا إلا بثلاثة شروط، وهى: (1) ألا يوهم الوقف على رأس الآية، والابتداء بما بعده خلاف المعنى المراد. (2) أن يفهم مما بعد رأس الآية الموقوف عليه معنى. (3) ألا يكون ما بعد رأس الآية تابعا لمتبوع فى الآية التى وقف على رأسها. وذلك كالوقف على يُنْقَذُونَ من قوله تعالى: وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ. والابتداء بما بعده وهو إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا فإنه لا يوهم خلاف المعنى المراد، ويفهم مما بعد رأس الآية معنى، وليس تابعا لمتبوع فى الآية التى وقف على رأسها. أما إذا كان الوقف على رأس الآية والابتداء بما بعده يوهم خلاف المعنى المراد كالوقف على قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ فإنه يسن الوقف على رأس الآية، ولا يجوز الابتداء بما بعده اتفاقا، وإن كان ما بعد رأس الآية الموقوف عليه لا يفهم منه معنى إذا ابتدئ به كالوقف على قوله تعالى: لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ*، والابتداء بما بعده وهو فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ* الذى لا يفيد معنى إلا إذا انضم إليه ما قبله، أو كان ما بعد رأس الآية الموقوف عليه تابعا لمتبوع

تعريف الوقف القبيح، ووجه تسميته قبيحا وصوره، وحكمه

فى الآية الموقوف على رأسها نحو صِراطَ الَّذِينَ فإنه بدل من الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ* الموقوف عليه، فقد اختلف فى جواز الابتداء بما بعد رأس الآية فى كل من هاتين الحالتين أو لا. والظاهر من كلام الجزرى- وهو ما استريح إليه- جواز الابتداء بما بعد رأس الآية فى هاتين الحالتين بصرف النظر عن كونه فى إحداهما لا يهم منه معنى، وفى الأخرى تابعا لمتبوع فى الآية الموقوف على رأسها عملا بحديث تقطيع القراءة والوقف على رءوس الآى والابتداء بما بعدها. تعريف الوقف القبيح، ووجه تسميته قبيحا وصوره، وحكمه: وأما الوقف القبيح فهو: الوقف قبل أن يتم الكلام فى ذاته كالوقف بين الفعل وفاعله، والمبتدأ وخبره، والمضاف والمضاف إليه، ونحو ذلك، وسمى قبيحا: لقبح الوقف عليه، إلا لضرورة وصوره أربع لأنه قد يكون على رءوس الآى كالوقف على قوله تعالى: إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ، أو قريبا منه كالوقف على لفظ الجلالة من قوله: فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللَّهَ، أو فى وسط الآية كالوقف على خَيْرٍ، من قوله تعالى: وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ، أو قريبا من أول الآية كالوقف على الْحَقُّ* من قوله تعالى: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ*. وحكمه: أنه لا يجوز الوقف عليه، إلا لضرورة كضيق النفس، فإن وقف عليه ابتدئ بالكلمة التى وقف عليها إن صلح الابتداء بها وإلا فبما قبلها مما يصلح الابتداء به. حكم الوقف والابتداء إذا أوهم أحدهما معنى شنيعا: ومن الغاية فى القبيح الوقف الموهم معنى شنيعا كالوقف على قوله تعالى: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ، أو بين النفى والإيجاب كالوقف على قوله تعالى:

الوقف الشاذ الذى لا يجوز

وَما مِنْ إِلهٍ*، وكذلك الابتداء بما يوهم معنى شنيعا كالابتداء بقوله تعالى: غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ. وحكم هذا النوع من الوقف والابتداء التحريم على من تعمده، فإن اعتقده كفر. الوقف الشاذ الذى لا يجوز: ومن الوقوف المنصوص عليها فى بعض الكتب ما يجب تجنبه لشذوذه نظرا إلى إيهامه خلاف المعنى المراد، وإن رآه بعض الناس مقبولا لعدم تأمل المعنى المقصود من الآية فى جملتها. وذلك كالوقف على قوله تعالى: قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا، وهو شاذ لا يجوز. بعض ما يصح الابتداء به، والوقف على ما قبله، وما لا يصح: ويلاحظ أنه مما يحسن الابتداء به والوقف على ما قبله غالبا لفظ إن بكسر الهمز وتشديد النون ما لم تقع بعد قول أو قسم فى آيتها. ومما لا يصح الابتداء به والوقف على ما قبله لفظ أَنَّ* بفتح الهمز وتشديد النون، ولكِنْ* بالتخفيف، إلا أن تكون لكِنْ* أو لكِنَّ* فى بدء آية نحو لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ، ونحو لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي. هذا والدروس الأربعة الباقية من الكتاب كلها متعلقة بالوقف والابتداء لأهميتهما. ***

أسئلة

أسئلة 1 - ما أهمية الوقف والابتداء؟ وما فوائدهما؟ وما الأصل فى ذلك؟ وما حكم الوقف شرعا؟ 2 - عرف كلا من الوقف، والوصل، والسكت، والقطع مع بيان محل كل منها؟ وما معنى تعانق الوقوف؟ وهل يكون الوقف والابتداء بالحركة أو بالسكون؟ 3 - ما أقسام الوقف فى ذاته؟ وما تعريف كل منها؟ ولماذا سمى باسمه؟ وما حكمه؟ 4 - اذكر أقسام الوقف الاختيارى، وعرف كلا منها، وبين وجه تسميته باسمه وصوره بالتفصيل؟ 5 - أجب عما يأتى: (أ) لماذا كان الفرق بين التام والكافى غير محدد ولا منضبط كالفرق بينهما وبين الحسن والقبيح؟ (ب) ما حكم الوقف والابتداء إذا أوهم أحدهما معنى شنيعا؟ وما هو الوقف الشاذ وما حكمه؟ (ج) ما يصح الابتداء به والوقف على ما قبله وما لا يصح؟ مثل لما تقول. تمارين 1 - اقرأ سورة التغابن، وبين ما فيها من الوقوف الجائزة بأنواعها المختلفة. 2 - بين نوع الوقف وحكمه على الكلمات الآتية: وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ- عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ- الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ- أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها- وَدًّا وَلا سُواعاً- فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ- عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ- قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا. 3 - مثل لكل من صور الوقوف الجائزة بمثال من غير ما تقدم.

الدرس الرابع والعشرون فى إثبات حروف المد وحذفها عند الوقف عليها

الدرس الرابع والعشرون فى إثبات حروف المد وحذفها عند الوقف عليها ضرورة اتباع الرسم في الوقف على حروف المد إثباتا وحذفا: إثبات حروف المد وحذفها من خصائص الرسم العثماني المطلوب اتباعه شرعا. فيجب على القارئ معرفة الثابت والمحذوف منها رسما، ليقف على ما ثبت رسما بالإثبات، وما حذف بالحذف، لأن الوقف عليها كرسمها إثباتا وحذفا. ومعنى هذا أنه إذا أريد الوقف على كلمة آخرها حرف من حروف المد الثلاثة، ألفا كان أو ياء أو واوا، من بنية الكلمة أو لا نظر إليه. فإن كان ثابتا وصلا ورسما، فإن الوقف عليه يكون بالإثبات كذلك كالألف فى: قالا رَبَّنا*، والياء فى: إِنِّي مَعَكُمْ* والواو فى: قالُوا خَيْراً وإن كان محذوفا وصلا ورسما فإن الوقف عليه يكون بالحذف كذلك كالألف فى وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ، وفيم الاستفهامية نحو فِيمَ أَنْتَ والياء فى: وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ، والواو فى: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ. وإن كان ثابتا رسما لا وصلا فإنه يوقف عليه بالإثبات عملا بحالته في الرسم ودون نظر إلى حالته في الوصل كالألف في: الظُّنُونَا بالأحزاب، والياء في نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ بالأنبياء، والواو في إِنَّهُ هُوَ* أي أن الوقف على الكلمات التي آخرها حرف مد ليس تابعا في الإثبات والحذف لحالتها في الوصل، وإنما هو تابع لحالتها في الرسم إثباتا وحذفا وافق فى رسمها لفظها أو لا ويستثنى من هذه القاعدة ألف سلاسلا بالدهر، وياء آتانِيَ بالنمل، فإن الأولى ثابتة رسما، والثانية محذوفة رسما، ويجوز في كل منهما مع ذلك عند الوقف عليه الإثبات والحذف، كما يستثني من ذلك أيضا ألف ثمودا بهود، والفرقان، والعنكبوت، والنجم فإنها ثابتة رسما، محذوفة وقفا على ما سيأتي بيانه، وفيما يلي تفصيل ما يثبت وما يحذف وقفا من حروف المد الثلاثة.

أحوال إثبات الألف فى الوقف دون الوصل وجوبا كرسمها

أحوال إثبات الألف فى الوقف دون الوصل وجوبا كرسمها: فأما الألف فإنها تثبت كرسمها وقفا لا وصلا فى ثمان أحوال وجوبا، وهى: (1) فى كل ما ثبتت فيه رسما وحذفت منه وصلا للتخلص من التقاء الساكنين، دون التفات إلى كونها من أصل الكلمة، أو لا نحو عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ، كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ، وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا. (2) وفى لفظ أَيُّهَا* جميع ما وقع فى القرآن نحو يا أَيُّهَا النَّبِيُّ* إلا فى ثلاثة مواضع يجب الوقف على كل منها بحذف الألف تبعا لرسمها كذلك وهى: أيه المؤمنون بالنور، يا أيه الساحر بالزخرف، أَيُّهَ الثَّقَلانِ بالرحمن. (3) وفيما ثبتت فيه رسما لا وصلا من رءوس الآى فى: الظُّنُونَا- الرَّسُولَا- السَّبِيلَا ثلاثتها بالأحزاب قَوارِيرَا* الأولى بالدهر، أما الثانية فمحذوفة وقفا ورسما ووصلا. (4) وفيما ثبتت فيه رسما لا وصلا بدلا من نون التوكيد الخفيفة فى موضعيها الواردين فى القرآن وهما: وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ بيوسف، لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ بالعلق. (5) أو بدلا من التنوين فى كل اسم منصوب نحو شَيْئاً*- اهْبِطُوا مِصْراً. (6) وفى إذا المنونة نحو إِذاً لَابْتَغَوْا. (7) وفى أنا الضمير نحو أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا. (8) وفى لفظ لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي. وجوب حذف الألف فى الوقف على خلاف رسمها، ووجهه: وتحذف الألف وقفا تبعا لحذفها وصلا رغم ثبوتها رسما على خلاف القاعدة المتقدمة فى: ثمودا من قوله تعالى: ألا إن ثمودا كفروا ربهم بهود، وَعاداً

جواز الإثبات والحذف فى ألف"سلاسلا" وقفا، ووجهه

وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ بالفرقان، وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ بالعنكبوت، وثمودا فما أبقى بالنجم فقط موافقة لمن يقرأها منونة إذا وقف عليها. جواز الإثبات والحذف فى ألف «سلاسلا» وقفا، ووجهه: ويجوز فى ألف سلاسلا بالدهر، فقط الإثبات والحذف وقفا مع مد المنفصل أربع أو خمس حركات، والحذف فقط مع قصره من طريقى المصباح وروضة ابن المعدل مع ثبوتها رسما لا وصلا. أما الإثبات فمتابعة للرسم وموافقة لقراءة من ينونها إذا وقف عليها. وأما الحذف فعلى خلاف القاعدة مع أنه أرجح من الإثبات مراعاة للوصل. حالتا إثبات الياء فى الوقف دون الوصل وجوبا كرسمها: وأما الياء فإنها تثبت كرسمها وقفا لا وصلا وجوبا فى حالتين وهما: 1 - فى كل ما ثبتت فيه رسما وحذفت منه وصلا للتخلص من التقاء الساكنين، وذلك فى: حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ بالبقرة، مُحِلِّي الصَّيْدِ بالمائدة، غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ* موضعين بالتوبة، إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً بمريم، وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ بالحج، مُهْلِكِي الْقُرى. وفى جميع هذه الكلمات يقال: ويا محلى حاضرى مع مهلكى ... آتى المقيمى معجزى- لا تترك أى لا تترك الياء وقفا فى هذه الكلمات. 2 - قوله تعالى: أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ بسورة ص. أما ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ بالسورة نفسها فبالحذف تبعا للرسم فى كل منهما. حالتا حذف الياء فى الوقف كرسمها وجوبا: وتحذف الياء وقفا وجوبا تبعا لحذفها رسما فى حالتين، وهما: 1 - إذا حذفت فى الرسم والوصل للرواية نحو: وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ وما يشبهها من الياءات الزوائد المحذوفة لحفص.

جواز إثبات ياء (آتان) وحذفها فى الوقف ووجهه

2 - إذا حذفت فى الرسم والوصل للتخلص من التقاء الساكنين دون التفات إلى كونها من أصل الكلمة أو لا، وذلك فى: وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ بالنساء، فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ بالمائدة، نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ بيونس، بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ بسورة طه، وَإِنَّ اللَّهَ لَهادِ، عَلى وادِ النَّمْلِ بالنمل، الْوادِ الْأَيْمَنِ بالقصص، بِهادِ الْعُمْيِ بالروم، إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بسورة يس، صالِ الْجَحِيمِ بالصافات، قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا بالزمر، يُنادِ الْمُنادِ بسورة ق، فَما تُغْنِ النُّذُرُ بالقمر، وَلَهُ الْجَوارِ بالرحمن، بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ بالنازعات، الْجَوارِ الْكُنَّسِ بالتكوير. جواز إثبات ياء (آتان) وحذفها فى الوقف ووجهه: ويجوز فى ياء فَما آتانِيَ اللَّهُ بالنمل الحذف والإثبات وقفا مع مد المنفصل أربع أو خمس حركات، والحذف فقط مع قصره من طريقى المصباح وروضة ابن المعدل مع حذفها رسما، أما الحذف فمتابعة الرسم وهو الراجح. وأما الإثبات فعلى خلاف القاعدة، ومراعاة لأنها توصل بياء مفتوحة. إثبات الواو وحذفها فى الوقف وجوبا كرسمها: وأما الواو فإنها تثبت وقفا وجوبا فى كل ما ثبتت فيه رسما، وحذفت منه وصلا للتخلص من التقاء الساكنين، دون التفات إلى كونها من بنية الكلمة نحو: يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ، أو واو جماعة نحو: جابُوا الصَّخْرَ، ونحوهما من كل ما فى القرآن إلا المواضع الخمسة التالية. وتحذف الواو وقفا فيما حذفت منه رسما ووصلا، وذلك فى: وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بالإسراء وَيَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ بالشورى. ويَدْعُ الدَّاعِ بالقمر، وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ بالتحريم، سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ بالعلق.

أسئلة

أسئلة 1 - ما هى القاعدة المتبعة فى الوقف على حروف المد إثباتا وحذفا؟ وما الكلمات المستثناة من هذه القاعدة؟ وهل يوجد فرق بين كون حرف المد من أصل الكلمة أو زائدا عليها؟ مثل لما تقول. 2 - ما أحوال إثبات الألف فى الوقف دون الوصل؟ ومتى تحذف فى الوقف والوصل مع ثباتها فى الرسم؟ وما وجه هذا الحذف؟ ومتى يجوز إثباتها وحذفها وقفا؟ وما وجه كل من الحذف والإثبات؟ 3 - ما أحوال إثبات الياء فى الوقف دون الوصل؟ وما أحوال حذفها فى الوقف؟ ومتى يجوز إثباتها وحذفها وقفا؟ وما وجه هذا الجواز فيما يجوز فيه؟ 4 - متى يجب إثبات الواو فى الوقف؟ ومتى يجب حذفها؟ تمارين 1 - اقرأ سورتى التكوير والمطففين، وبين ما فيهما من الكلمات المختومة بحرف مد ثابت وقفا، محذوف وصلا، أو محذوف فى الوقف والوصل. 2 - بين ما يجب إثباته، وما يجب حذفه من حروف المد الواقعة فى أواخر الكلمات الآتية عند الوقف عليها: فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا- فَعَقَرُوا النَّاقَةَ- نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ «بيونس والأنبياء» - يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ- أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ*- أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً- إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ- أَيُّهَ الثَّقَلانِ. 3 - مثل لكل من حروف المد الثلاثة بمثالين تخالف حالة الوقف على كل منها حالة الوصل. ***

الدرس الخامس والعشرون فى بيان المقطوع والموصول

المراد بالمقطوع والموصول، وضرورة العلم بهما، وما يترتب على القطع والوصل عند الوقف: المراد بالمقطوع: كل كلمة مفصولة عن غيرها رسما ولغة ك (حيث ما). والمراد بالموصول: كل كلمة متصلة بغيرها رسما، مفصولة عنها لغة نحو: وَيْكَأَنَّ، أو غير مفصولة نحو: إِلْياسَ*، والمقطوع هو الأصل والموصول فرع منه، لأن الشأن فى كل كلمة أن ترسم مقطوعة عن غيرها، والكلمات الموصولة ليست كذلك لاتصالها رسما، وانفصالها لغة فى بعض الأحوال، والقطع، والوصل كالحذف والإثبات من خصائص الرسم العثمانى المطلوب اتباعه. ولذا كان لا بدّ للقارئ من معرفة المقطوع والموصول من الكلمات القرآنية ليقف على كل منها كرسمه فى المصحف كلما أراد ذلك أو طلب منه على سبيل الاختبار لأن الوقف كالرسم من حيث القطع والوصل، كما أن الوقف تابع للرسم فى الحذف والإثبات على ما تقدم فى الدرس السابق، ويترتب على هذا أنه إذا كانت الكلمتان المتلاقيتان مقطوعتين رسما اتفاقا فإنه يجوز الوقف على كل منهما. وإذا كانتا موصولتين اتفاقا فإنه لا يجوز الوقف إلا على الثانية منهما دون الأولى، وإذا كان مختلفا في قطعهما ووصلهما بيّن الرسام، فإنه يجوز الوقف على كل منهما اعتمادا على القول بكونهما مقطوعتين، ويجوز الوقف على الثانية منهما دون الأولى اعتمادا على القول بأنهما موصولتان، ويستثنى من هذه القاعدة لفظ أَيًّا ما تَدْعُوا بالإسراء فإنه مقطوع رسما.

أقسام المقطوع والموصول

ولكن لا يجوز لحفص الوقف فيه إلا على ما دون أَيًّا خلاف لقاعدة الوقف على المقطوع والموصول، وذلك لروايتها عنه، والنص عليها كذلك دون غيرها، ثم إن كل كلمة قرآنية لا تخرج فى الحقيقة عن كونها مقطوعة أو موصولة رسما، وإنما عنيت كتب التجويد والقراءات والرسم ببيان المقطوع والموصول من بعض الكلمات القرآنية لما قد يكون فى رسمها من حيث القطع والوصل من الغموض الذى لا يوجد فى البعض الآخر، وعلى هذا فسأكتفى هنا ببيان حكم ما نص عليه فى أكثر هذه الكتب من هذه الكلمات قطعا ووصلا وهى اثنتان وأربعون كلمة دون غيرها من الكلمات الظاهر حكمها من حيث القطع والوصل ظهورا لا يحتاج معه إلى بيان معتمدا على وضوحها من جهة، وذكاء القارئ من جهة أخرى. أقسام المقطوع والموصول: وتنقسم الكلمات المراد بيان حكمها هنا من حيث القطع والوصل إلى ثمانية أقسام فيما يلى: «القسم الأول»: مقطوع دائما باتفاق الرسام وهو خمس كلمات وهى: 1 - حيث مع ما، فى: وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ* موضعين بالبقرة ولا يوجد غيرهما فى القرآن. 2 - أن (بفتح الهمزة وسكون النون) مع لم، فى ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ بالأنعام، أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ بالبلد، ولا يوجد غيرهما فى القرآن. 3 - (عن) الجارة مع (من) بفتح الميم، فى: وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ بالنور، عَنْ مَنْ تَوَلَّى بالنجم، ولا يوجد غيرهما فى القرآن. 4 - أيا مع ما، فى: أَيًّا ما تَدْعُوا بالإسراء. 5 - (من) الجارة إذا لم يكن بعدها مضمر، ولا (من) بفتح الميم، ولا (ما) نحو مِنْ مالِ اللَّهِ- مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ- وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا.

«القسم الثانى»: موصول دائما باتفاق الرسام، وهو تسع عشرة كلمة، وهى: 1 - (أما) بفتح الهمزة والميم المشددة المفتوحة أيضا، نحو أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى. 2 - (كالوا) مع (هم)، فى: وَإِذا كالُوهُمْ. 3 - (وزنوا) مع (هم) فى: أَوْ وَزَنُوهُمْ كلاهما بالمطففين. 4 - لام التعريف مع ما بعدها نحو السَّماواتِ وَالْأَرْضِ*. 5 - (هاء) التنبيه مع ما بعدها نحو ها أَنْتُمْ*. 6 - (ياء) النداء مع ما بعدها نحو يا إِبْراهِيمُ*. 7 - (وى) مع (كأن) فى: وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ- وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ كلاهما بالقصص. 8 - (من) الجارة مع (من) بفتح الميم نحو مِمَّنِ افْتَرى *. 9 - (من) الجارة مع (ما) الاستفهامية فى: مِمَّ خُلِقَ بالطارق. 10 - (من) الجارة مع الضمير نحو: مِنْها خَلَقْناكُمْ. 11 - (أى) مع (ما) فى: أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ بالقصص. 12 - (رب) مع (ما) فى: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا بالحجر. 13 - (كأن) مع (ما) نحو: كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ. 14 - (نعما) فى: فَنِعِمَّا هِيَ بالبقرة، نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بالنساء فقط. 15 - (مهما) فى مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ. 16 - (إلياس) فى: وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. 17 - (إلياسين) فى: سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ بالصافات لا غير فى رواية حفص ومن يوافقه على قراءتها كذلك.

18 - (يوم) مع (إذ) نحو وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ. 19 - (حين) مع (إذ) فى وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ بالواقعة. «القسم الثالث»: مختلف فيه بين الرسام بين القطع، والوصل، والقطع أرجح، والوصل ضعيف جدا، وهو كلمة واحدة، وهى: لات مع حين فى: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ بسورة ص لا غير. «القسم الرابع»: مقطوع فى بعض مواضعه فى القرآن اتفاقا، مختلف فيه بين الرسام فى بعضها الآخر، والراجح القطع، وهو كلمة واحدة وهى: أن (بفتح الهمزة وسكون النون) مع لو وتقطع عنها اتفاقا فى ثلاثة مواضع فى القرآن هى: أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بالأعراف أَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ بالرعد، أَنْ لَوْ كانُوا بسبإ. واختلف الرسام فى قطعها عنها ووصلها بها فى موضع واحد، والراجح القطع، وهو: وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا بالجن. ولا توجد أن لو فى القرآن إلا فى هذه المواضع الأربعة المتقدمة. «القسم الخامس»: مقطوع فى بعض مواضعه فى القرآن، موصول فى بعضها الآخر باتفاق الرسام، وهو ثمانى كلمات، وهى: 1 - إن «بكسر الهمزة وسكون النون» مع ما، وتقطع عنها فى موضع واحد وهو: وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بالرعد فقط. وتوصل بها فيما عدا ذلك نحو فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بالزخرف. 2 - عن الجارة مع ما الموصولة والاستفهامية وتقطع عنها فى موضع واحد فى القرآن، وهو: عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ بالأعراف فقط، وتوصل بها فيما عدا ذلك نحو عَمَّا يَعْمَلُونَ*، عَمَّ يَتَساءَلُونَ. 3 - (أم) بفتح الهمزة وسكون الميم، مع (من) «بفتح الميم وسكون النون، وتقطع عنها فى أربعة مواضع فى القرآن، وهى:

أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا بالنساء، أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ بالتوبة، أَمْ مَنْ خَلَقْنا بالصافات، أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً بفصلت، وتوصل بها فيما عدا ذلك نحو أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ. 4 - (إن) بكسر الهمزة وسكون النون مع (لم)، وتوصل بها فى موضع واحد بالقرآن، وهو: فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ بهود. وتقطع عنها فيما عدا ذلك نحو فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ بيوسف. 5 - (أن) بفتح الهمزة وسكون النون مع (لن)، وتوصل بها فى موضعين فقط فى القرآن، وهما: أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً بالكهف، أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ بالقيامة. وتقطع عنها فيما عدا ذلك نحو أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ بالفتح. 6 - (كى) مع (لا)، توصل بها فى أربعة مواضع فى القرآن فقط وهى: لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ بآل عمران، لِكَيْلا يَعْلَمَ بالحج، لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ بالأحزاب، لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ بالحديد، وتقطع عنها فيما عدا ذلك نحو لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ بالأحزاب. 7 - يوم مع هم، وتقطع عنها فى موضعين فى القرآن فقط، وهما يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ بغافر، يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ بالذاريات، وتوصل بها فيما عدا ذلك نحو يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ*. 8 - لام الجر مع مجرورها، وتقطع عنها فى أربعة مواضع فى القرآن فقط، وهى: فمال هؤلاء القوم بالنساء، مال هذا الكتاب بالكهف مال هذا الرسول بالفرقان، فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا بالمعارج، وتوصل بها فيما عدا ذلك نحو: وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ بالليل. «القسم السادس»: مقطوع فى بعض مواضعه فى القرآن اتفاقا وموصول فى بعض مواضعه اتفاقا، ومختلف فيه بين الرسام فى بعض مواضعه، والراجح القطع، وهو أربع كلمات وهى:

1 - (أن) بفتح الهمزة وسكون النون مع (لا)، وتقطع عنها فى عشرة مواضع فى القرآن اتفاقا، وهى: حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ كلاهما بالأعراف، أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ بالتوبة، وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ بهود، أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ الثانى بهود أيضا، أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً بالحج، أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ بسورة يس، وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ بالدخان، عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً بالممتحنة، أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ بالقلم. واختلف الرسام فى قطعها عنها ووصلها بها فى موضع واحد فى القرآن والراجح القطع، وهو أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ بالأنبياء، وتوصل بها فيما عدا ذلك اتفاقا نحو: أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ النمل. 2 - (من) الجارة مع (ما) الموصولة، وتقطع عنها اتفاقا فى موضعين فقط فى القرآن، وهما: فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ بالنساء، هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ بالروم. واختلف الرسام فى قطعها عنها ووصلها بها فى موضع واحد فى القرآن، والراجح القطع، وهو: وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ بالمنافقون. وتوصل بها فيما عدا ذلك اتفاقا نحو: مِمَّا تُحِبُّونَ. 3 - (فى) الجارة مع (ما) الموصولة والاستفهامية، وتقطع عنها اتفاقا فى موضع واحد فى القرآن فقط، وهو: أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ بالشعراء. واختلف الرسام فى قطعها عنها ووصلها بها فى عشرة مواضع فى القرآن والراجح القطع، وهى: فِي ما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ الثانى بالبقرة، لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ بالمائدة والأنعام، فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ بالأنعام أيضا، فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ بالأنبياء، فِيما أَفَضْتُمْ بالنور، فِي ما رَزَقْناكُمْ بالروم، فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ كلاهما بالزمر، فِي ما لا تَعْلَمُونَ بالواقعة. وتوصل بها فيما عدا ذلك اتفاقا نحو: فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ بالنحل والجاثية، قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ بالنساء.

4 - (أين) مع (ما)، توصل بها اتفاقا فى موضعين فقط فى القرآن وهما: فَأَيْنَما تُوَلُّوا بالبقرة، أَيْنَما يُوَجِّهْهُ بالنحل، واختلف الرسام فى قطعها عنها ووصلها بها فى ثلاثة مواضع فقط فى القرآن، والراجح القطع وهى: أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ بالنساء أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ بالشعراء، أَيْنَ ما ثُقِفُوا بالأحزاب. وتقطع عنها فيما عدا ذلك اتفاقا نحو: أَيْنَ ما كانُوا بالمجادلة. «القسم السابع»: مقطوع فى بعض مواضعه فى القرآن اتفاقا، وموصول فى بعض مواضعه اتفاقا، ومختلف فيه بين الرسام فى بعض مواضعه، والراجح الموصول، وهو ثلاث كلمات، وهى: 1 - (إنّ) «بكسر الهمزة وتشديد النون المفتوحة مع (ما)، وتقطع عنها اتفاقا فى موضع واحد فى القرآن فقط، وهو: إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ بالأنعام. واختلف الرسام فى وصلها بها وقطعها عنها والراجح الوصل فى موضع واحد فى القرآن أيضا، وهو: إِنَّما عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ بالنحل، وتوصل بها فيما عدا ذلك اتفاقا نحو إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ. 2 - (أنّ) بفتح الهمزة وتشديد النون المفتوحة مع (ما)، وتقطع عنها اتفاقا فى موضعين فى القرآن فقط، وهما: وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ بالحج، وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ بلقمان. واختلف الرسام فى وصلها بها وقطعها عنها فى موضع واحد فى القرآن فقط، والراجح الوصل، وهو: وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ بالأنفال. وتوصل بها فيما عدا ذلك اتفاقا نحو اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا. 3 - (كل) مع (ما): وتقطع عنها اتفاقا فى موضع واحد فى القرآن فقط وهو: مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ بإبراهيم.

واختلف الرسام بين وصلها وقطعها فى أربعة مواضع، والراجح الوصل، وهى: كُلَّما رُدُّوا بالنساء، كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ بالأعراف، كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها بالمؤمنون، كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ بالملك. وتوصل بها فيما عدا ذلك اتفاقا نحو: كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا. «القسم الثامن»: مقطوع فى بعض مواضعه فى القرآن اتفاقا، وموصول فى بعض مواضعه اتفاقا، ومختلف فيه بين الرسام فى أحد مواضعه، الراجح القطع، ومختلف فيه فى أحد مواضعه، والراجح الوصل، وهو كلمة واحدة، وهى: (بئس) مع (ما): وتوصل بها اتفاقا فى موضعين فقط فى القرآن، وهما: بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بالبقرة، بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي بالأعراف. واختلف الرسام فى قطعها عنها ووصلها بها، والراجح القطع فى موضع واحد، وهو: وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ بالبقرة. واختلف الرسام فى وصلها بها وقطعها عنها والراجح الوصل فى موضع واحد، وهو: قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بالبقرة. وتقطع عنها فيما عدا ذلك نحو: فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ فهذه ثمانية أقسام للمقطوع والموصول اتفاقا واختلافا تضمنت اثنتين وأربعين كلمة قرآنية. ***

أسئلة

أسئلة 1 - ما المراد بالمقطوع والموصول؟ وأيهما أصل بالنسبة إلى الآخر، وما فائدة العلم بهما؟ وما الذى يترتب على كون الكلمة مقطوعة أو موصولة عند الوقف عليها؟ 2 - ما هى الكلمات المقطوعة دائما باتفاق؟ وما هى الكلمات الموصولة دائما باتفاق؟ وما هى الكلمات المختلف فيها دائما بين قطعها ووصلها؟ 3 - ما حكم أن «بفتح الهمزة وسكون النون» مع لو من حيث القطع والوصل؟ وما هى الكلمات المقطوعة فى بعض مواضعها اتفاقا؟ والموصولة فى بعض مواضعها اتفاقا؟ دون خلاف فى شىء من مواضعها مع تحديد مواضع أى من القطع أو الوصل فى كل منها؟ 4 - ما حكم كل من الكلمات الآتية من حيث القطع، والوصل، والاختلاف بينهما مع تحديد مواضع أى من القطع أو الوصل، وتحديد مواضع الاختلاف فى كل منها: أن «بفتح الهمزة وسكون النون» مع لا- من الجارة مع ما الموصولة- فى مع ما الموصولة والاستفهامية- أين مع ما- إن (بكسر الهمزة) وأنّ بفتحها وبتشديد النون فيهما مع ما- كل مع ما- بئس مع ما. تمارين 1 - اقرأ سورتى البلد والليل، وبين ما فيهما من الكلمات التى سبق بيان حكمها من حيث القطع والوصل. 2 - بين المقطوع، والموصول، والمختلف فيه بين القطع والوصل فى كل من الكلمات الآتية: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ- قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ- وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ «بيونس» - عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ- أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ «بالأنبياء» - أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ- أَنَّما أَمْوالُكُمْ*- مِنْ ما رَزَقْناكُمْ «بالمنافقون» - وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا «بالجن» - يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. 3 - مثل لكل من المقطوع، والموصول، والمختلف بين قطعه ووصله بثلاثة أمثلة فى كلمات مختلفة.

الدرس السادس والعشرون فى بيان هاء التأنيث التى يوقف عليها بالتاء كرسمها فى المصحف، وملحقاتها

الدرس السادس والعشرون فى بيان هاء التأنيث التى يوقف عليها بالتاء كرسمها فى المصحف، وملحقاتها أقسام الكلمات المختومة بهاء التأنيث: الكلمات القرآنية المختومة بهاء التأنيث: على ثلاثة أقسام: «أ» قسم اتفق القراء على قراءته بالإفراد. «ب» وقسم اتفق القراء على قراءته بالجمع. «ج» وقسم مختلف بين القراء فى قراءته إفرادا وجمعا. حكم الوقف على هاء التأنيث فيما اتفق على إفراده: فأما القسم الأول: وهو ما اتفق على قراءته بالإفراد، فالأصل أن يوقف عليه بالهاء إذا كان مضافا إلى ظاهر وقبله مد نحو: وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا، أو لا مد قبله نحو: سُنَّةَ اللَّهِ*، بالفتح، أو غير مضاف إلى شىء وقبله مد نحو إِنَّ الصَّلاةَ*، ونحو مَناةَ من قوله تعالى: وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى بالنجم، أو لا مد قبله نحو رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ بالدخان. وأما المضاف إلى ضمير وقبله مد نحو إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي، أو لا مد قبله نحو وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فإنه لا يوقف على هاء التأنيث فيه بالهاء ولا بالتاء، بل لا بدّ من وصله بالضمير المضاف إليه الذى لا يمكن فصله عنه. المواضع التى يوقف لحفص فيها على هاء التأنيث بالتاء والكلمات المنحصرة فيها: ويستثنى من ذلك لحفص واحد وأربعون موضعا فى القرآن، تنحصر فى ثلاث عشرة كلمة، يجب الوقف له عليها بالتاء تبعا لرسمها فى المصحف تاءً، وذلك لأن الوقف على هاء التأنيث تابع للرسم فى كونه بالهاء أو بالتاء كالوقف على

الثابت والمحذوف من حروف المد، والمقطوع، والموصول على ما تقدم فى الدرسين السابقين، وإليك بيان الكلمات الثلاث عشرة والمواضع المستثناة منها لحفص: (1) نعمت: ويوقف عليها بالتاء كرسمها فى أحد عشر موضعا فى القرآن، وهى: وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ بالبقرة، وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ بآل عمران اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ بالمائدة، بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً، وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها كلاهما بإبراهيم، وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ، وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ ثلاثتها بالنحل، تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ بلقمان اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ بفاطر، فما أنت بنعمت ربك بالطور. وما عدا ذلك من لفظ «نعمة» يوقف عليه بالهاء كرسمه، وعلى الأصل نحو وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ. (2) رحمت: ويوقف عليها بالتاء كرسمها فى سبعة مواضع، وهى: أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ بالبقرة، إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ بالأعراف، رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ بهود، ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ بمريم، فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ بالروم، أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ، وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ كلاهما بالزخرف. وما عدا ذلك من لفظ رَحْمَةٌ* يوقف عليه بالهاء كرسمه، وعلى الأصل نحو فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ. (3) امرأت: ويوقف عليها بالتاء كرسمها فى سبعة مواضع أضيفت فى كل منها إلى زوجها، وهى: امْرَأَتُ عِمْرانَ بآل عمران، امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها، قالت امرأت العزيز كلاهما بيوسف، وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ بالقصص، امْرَأَتَ نُوحٍ، وَامْرَأَتَ لُوطٍ، امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ ثلاثتها بالتحريم. وما عدا ذلك من لفظ «امرأة» يوقف عليه بالهاء كرسمه، وعلى الأصل نحو وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ

(4) سنت: ويوقف عليها بالتاء كرسمها فى خمسة مواضع، وهى: فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ بالأنفال، إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ، فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا، وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ثلاثتها بفاطر، سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ بغافر. وما عدا ذلك من لفظ «سنة» يوقف عليه بالهاء كرسمه، وعلى الأصل نحو سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ بالأحزاب. (5) لعنت: ويوقف عليها بالتاء كرسمها فى موضعين فقط، وهما: فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ بآل عمران، وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ بالنور. وما عدا ذلك من لفظ «لعنة» يوقف عليه بالهاء كرسمه، وعلى الأصل نحو أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ. (6) معصيت: ويوقف عليها بالتاء كرسمها فى موضعين فقط، وهما ومعصيت الرسول وإذا جاءوك، ومعصيت الرسول وتناجوا كلاهما بالمجادلة. ولا يوجد غيرهما فى القرآن. (7) كلمت: ويوقف عليها بالتاء كرسمها فى موضع واحد متفق بين القراء على إفرادها فيه، وهو: وتمت كلمت ربك بالحسنى بالأعراف. وفيما عدا هذا الموضع والمواضع التى اختلف بين القراء فى إفرادها وجمعها منها على ما سيأتى بيانه يوقف عليها بالهاء نحو وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا. (8) بقيت: ويوقف عليها بالتاء كرسمها فى موضع واحد، وهو بَقِيَّتُ اللَّهِ بهود. وما عدا ذلك من لفظ «بقية» يوقف عليه بالهاء كرسمه، وعلى الأصل نحو وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى. (9) قرت: ويوقف عليها بالتاء كرسمها فى موضع واحد، وهو قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ بالقصص.

ما يلحق فى الحكم بالمستثنيات السابقة لحفص من المواضع والكلمات المنحصرة فيها

وما عدا ذلك من لفظ «قرة» يوقف عليه بالهاء كرسمه، وعلى الأصل نحو قُرَّةَ أَعْيُنٍ بالفرقان. (10) فطرت: ويوقف عليها بالتاء كرسمها فى موضع واحد لا يوجد غيره فى القرآن، وهو: فِطْرَتَ اللَّهِ بالروم. (11) شجرت: ويوقف عليها بالتاء كرسمها فى موضع واحد فى القرآن، وهو إن شجرت الزقوم بالدخان. وما عدا ذلك من لفظ «شجرة» يوقف عليه بالهاء كرسمه، وعلى الأصل نحو: عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ. (12) جنت: ويوقف عليها بالتاء كرسمها فى موضع واحد فى القرآن، وهو: وجنت نعيم بالواقعة. وما عدا ذلك من لفظ «جنة» يوقف عليه بالهاء نحو: أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (13) ابنت: ويوقف عليها بالتاء كرسمها فى موضع واحد لا يوجد غيره فى القرآن، وهو: وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ بالتحريم. وهذه المواضع الواحد والأربعون المستثناة لحفص فى وجوب الوقف عليها بالتاء كرسمها ما اتفق القراء على إفراده من الكلمات القرآنية المختومة بهاء التأنيث كلها مضافة لظاهر. ما يلحق فى الحكم بالمستثنيات السابقة لحفص من المواضع والكلمات المنحصرة فيها: أما ما يلحق عند حفص بالمستثنيات السابقة من هاء التأنيث التى اتفق القراء على إفرادها من حيث الوقف بالتاء كرسمها فسبعة عشر موضعا تنحصر فى ست كلمات وهى:

1 - يا أبت: فى مواضعها الثمانية الواردة بالقرآن وهى: «يا أبت إنى رأيت- يا أبت هذا» كلاهما بيوسف، «يا أبت لم تعبد- يا أبت إنى قد جاءنى- يا أبت لا تعبد الشيطان- يا أبت إنى أخاف» أربعتها بمريم، «يا أبت استأجره» بالقصص، «يا أبت افعل» بالصافات. 2 - مرضات: فى مواضعها الأربعة المضافة فى كل منها إلى الظاهر والتى لم يرد غيرها فى القرآن مضافا لظاهر وهى: مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ- يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ كلاهما بالبقرة وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ بالنساء، تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ بالتحريم. أما ما ورد منها مضافا لضمير نحو: ابْتِغاءَ مَرْضاتِي فلا يوقف عليها فيه بالتاء ولا بالهاء، وإنما يوقف على الضمير المضاف إليها والذى لا يمكن فصلها عنه. 3 - هيهات: فى موضعيها الواردين فى القرآن وهما: هَيْهاتَ هَيْهاتَ بالمؤمنون. 4 - ذات: ويوقف عليها لحفص كأكثر القراء بالتاء كرسمها فى موضع واحد فى القرآن وهو: ذاتَ بَهْجَةٍ بالنمل. وفيما عدا ذلك باتفاق كل القراء نحو: ذاتَ بَيْنِكُمْ. 5 - ولات: ويوقف عليها بالتاء كرسمها فى موضعها الوحيد الذى لم يرد غيره فى القرآن، وهو: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ بسورة ص. 6 - اللات: ويوقف عليها بالتاء كرسمها فى موضعها الوحيد الذى لم يرد غيره فى القرآن، وهو: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى بالنجم.

حكم الوقف علي هاء التأنيث فيما اتفق علي جمعه

حكم الوقف علي هاء التأنيث فيما اتفق علي جمعه: وأما القسم الثانى: وهو ما اتفق على قراءته بالجمع لكل من القراء ولا يكون إلا جمع تكسير، فإن كان مضافا إلى ظاهر نحو لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ، أو غير مضاف لشىء نحو: أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ فإنه يوقف عليها بالهاء اتفاقا كنظيره من المفرد المختوم بهاء التأنيث المتفق بين القراء على إفراده، وليس من المستثنيات السابقة، وإن كان مضافا إلى ضمير نحو: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ، فإنه لا يوقف عليه بالهاء، ولا بالتاء، وإنما يوقف على الضمير المتصل به الذى لا يمكن فصله عنه، كنظيرة من المفرد المختوم بهاء التأنيث المتفق بين القراء على إفراده. ولم يذكر هذا القسم فى كتاب التجويد لعدم الخلاف فيه بين حفص وغيره من القراء، كما فى القسمين الأول والثالث، وإنما ذكرته هنا تتميما للموضوع، والفرق بين ما أضيف منه إلى ظاهر، وما لم يضف لشىء وبين ما أضيف منه إلى ضمير فى الحكم. المواضع المختلف في إفرادها، وجمعها، والكلمات المنحصرة فيها: وأما القسم الثالث: وهو ما اختلف بين القراء فى إفراده وجمعه فهو اثنا عشر موضعا تنحصر فى سبع كلمات إليك بيانها: 1 - كلمت: وقد اختلف فيها القراء بين الإفراد والجمع فى أربعة مواضع وهى: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا بالأنعام، وكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا، إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ كلاهما بيونس، وَكَذلِكَ

حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا بغافر. وما عدا ذلك فمفرد اتفاقا نحو إِنَّها كَلِمَةٌ أو مجموع اتفاقا نحو فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ. 2 - غيابت: وقد اختلف القراء بين الإفراد والجمع فى الموضعين الواردين فى القرآن منها، وهما: وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ، أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ كلاهما بيوسف. 3 - بينت: وقد اختلف القراء فى إفرادها وجمعها فى موضع واحد فى القرآن فقط، وهو: فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بفاطر. وما عداه فمفرد اتفاق نحو حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ، أو مجموع اتفاقا نحو بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ 4 - جمالت: وقد اختلف القراء بين الإفراد والجمع فى الموضع الوارد فى القرآن منها، وهو: كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ بالمرسلات. 5 - آيات: وقد اختلف القراء بين إفرادها وجمعها فى موضعين منها وهما: آياتٌ لِلسَّائِلِينَ بيوسف، آياتٌ مِنْ رَبِّهِ بالعنكبوت. وما عداهما فمفرد اتفاقا نحو إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ، أو مجموع اتفاقا نحو قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ* 6 - غرفات: وقد اختلف القراء بين إفرادها وجمعها فى الموضع الوارد فى القرآن منها، وهو: وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ بسبإ. 7 - ثمرات: وقد اختلف القراء بين إفرادها وجمعها فى موضع واحد، وهو: وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها بفصلت.

حكم الوقف لحفص على هاء التأنيث فيما اختلف فى إفراده وجمعه

وما عداه فمفرد اتفاقا نحو كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ، أو مجموع اتفاقا نحو وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ. حكم الوقف لحفص على هاء التأنيث فيما اختلف فى إفراده وجمعه: وهذه المواضع الاثنا عشر التى اشتملت عليها الكلمات السبع المختلف بين القراء فى إفرادها وجمعها منها ما أضيف إلى ظاهر، وهو الستة الأول، ومنها ما لم يضف لشىء وهو الستة الأخر، ومنها ما قرأه حفص بالإفراد وهو الثمانية الأول، ومنها ما قرأه بالجمع وهو الأربعة الأخر، ولكن الوقف له عليها جميعا- يكون بالتاء اتفاقا إلا كلمت بغافرو كَلِمَتُ الثانية بيونس فيجوز الوقف عليهما بالتاء، أو بالهاء لرسمهما فى بعض المصاحف بالتاء، وفى بعضها بالهاء، والتاء أولى إلحاقا لهما بغيرهما من المواضع المختلف بين القراء فى إفرادها وجمعها، والتى يقف حفص عليها جميعا بالتاء كرسمها فى كل المصاحف. وزيادة على ذلك فإن الأربعة الأخر من هذه المواضع جمع مؤنث سالم فى رواية حفص يجب الوقف عليه بالتاء، وفى النص على وقف حفص عليها جميعا بالتاء يقول المتولى. وكل ما فيه الخلاف يجرى ... جمعا وفردا فبتاء فادرى ***

أسئلة

أسئلة 1 - ما أقسام الكلمات المختومة بهاء التأنيث؟ وما حكم الوقف عليها فيما اتفق على أفراده من الكلمات؟ وما القاعدة المتبعة فى الوقف على هاء التأنيث؟ 2 - ما هى الكلمات التى يقف حفص على هاء التأنيث فيها بالتاء دائما، أو فى بعض مواضعها فى القرآن فقط؟ وما هذه المواضع تفصيلا؟ وما المضاف منها، وما غير المضاف؟ 3 - ما حكم الوقف على هاء التأنيث فيما اتفق على جمعه من الكلمات المختومة بها؟ وما المواضع المختلف فى إفرادها وجمعها، والكلمات المنحصرة فيها؟ وما حكم الوقف لحفص على هاء التأنيث فى هذه المواضع، وما المضاف منها وغير المضاف؟ وما الذى قرئ لحفص منها بالإفراد؟ وما الذى قرئ بالجمع؟ تمارين 1 - اقرأ قوله تعالى: لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى إلى قوله: ضِيزى. واقرأ سورة التحريم، وبين ما فى هذه الآيات، وما فى سورة التحريم مما رسم من هاء التأنيث بالهاء أو بالتاء، وحكم الوقف لحفص على كل منها. 2 - بين ما يوقف لحفص عليه بالهاء أو بالتاء من هاءات التأنيث الواردة فى الكلمات الآتية: فَهِيَ كَالْحِجارَةِ- يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ- أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ- حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ- يا أَبَتِ*- وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ- هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ- فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى. 3 - مثل لكل من المتفق على إفراده من هاء التأنيث، والمتفق على جمعه، والمختلف بين إفراده وجمعه منها بثلاثة أمثلة. ***

الدرس السابع والعشرون في همزتي الوصل والقطع

الدرس السابع والعشرون في همزتي الوصل والقطع تعريفهما، ووجه تسمية كل منهما باسمه: الهمزات الواردة فى القرآن لا تخرج عن كونها إما همزة وصل، وإما همزة قطع. فأما همزة الوصل فهى التى تثبت ابتداء وتسقط وصلا، وسميت همزة وصل لأنه يتوصل بها إلى الساكن الواقع فى ابتداء الكلام عند إرادة النطق به، وذلك لأن الأصل فى الوقف فى غير حالة الروم أن يكون بالسكون، والأصل فى الابتداء أن يكون بالحركة على ما تقدم فى الوقف والابتداء، فإذا وقع ساكن فى أول الكلمة التى يراد الابتداء بها فلا بد من الإتيان بهمزة وصل للتوصل بها إليه، وأما همزة القطع فهى التى تثبت ابتداء ووصلا، وسميت همزة قطع لأنها تقطع بعض الحروف عن بعض عند النطق بها. الفرق بينهما، وصورهما: ولا تكون همزة الوصل إلا فى أول الكلمة المبتدأ بها، ولا تكون إلا متحركة بفتح نحو اللَّهِ*، أو بكسر نحو اقْرَأْ*، أو بضم نحو ادْعُ*، ولا تكون فى وسط الكلمة ولا فى آخرها، بل ولا تكون ساكنة فى أولها، لأن الساكن لا يبتدأ به. أما همزة القطع فإنها تأتى فى أول الكلمة مفتوحة نحو أَعْطَيْناكَ، أو مكسورة نحو إِنَّا*، أو مضمومة نحو أُوتُوا*، لا ساكنة إذ الساكن لا يبتدأ به كما تقدم، وكذلك تأتى فى وسط الكلمة مفتوحة نحو قُرْآناً*، أو مكسورة نحو سُئِلَتْ، أو مضمومة نحو الْمَوْؤُدَةُ، أو ساكنة نحو وَبِئْرٍ، وفى آخر الكلمة مفتوحة نحو شاءَ*، أو مكسورة نحو قُرُوءٍ،

الأسماء المبدوءة بهمزة الوصل لغة، والوارد منها في القرآن، وتثنية بعضها، وإضافة بعضها إلى العشرة أحيانا

أو مضمومة نحو يَسْتَهْزِئُ، أو ساكنة نحو إِنْ نَشَأْ* وتقع همزة الوصل فى كل من الاسم، والفعل، والحرف فى مواضع معينة سيأتى تفصيلها، أما همزة القطع فإنها تقع فى كل من الاسم، والفعل، والحرف مطلقا. الأسماء المبدوءة بهمزة الوصل لغة، والوارد منها في القرآن، وتثنية بعضها، وإضافة بعضها إلى العشرة أحيانا: ثم إن همزة الوصل لا تقع فى الأسماء من حيث اللغة إلا فى اثنى عشر اسما منها تسعة واردة فى القرآن، وهى: 1 - المصدر من كل فعل ماض خماسى، أى مكون من خمسة أحرف نحو افْتِراءً*. 2 - المصدر من كل فعل ماض سداسى، أى مكون من ستة أحرف نحو اسْتِكْباراً*. 3 - ابن بالتذكير نحو إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي 4 - ابنة بالتأنيث نحو ابْنَتَ عِمْرانَ 5 - امرأ بالتذكير نحو ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ، كُلُّ امْرِئٍ*، إِنِ امْرُؤٌ. 6 - امرأة بالتأنيث نحو وَإِنِ امْرَأَةٌ 7 - اثنين بالتذكير نحو لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ 8 - اثنتين بالتأنيث فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ. 9 - اسم نحو سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ. وقد يأتى كل من لفظى ابْنَهُ* وامْرَأَةٌ* بالتأنيث مفردا كالمثالين السابقين لهما، ومثنى نحو ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ، ونحو فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ، وقد يأتى كل من لفظى اثنين بالتذكير، واثنتين بالتأنيث غير مضاف لكلمة أخرى كالمثالين السابقين لهما.

حكم البدء بهمزة الوصل في الأسماء

أو مضافا للفظ العشرة لكن تحذف النون الأخيرة منهما فى هذه الحالة للإضافة، ويكون ما قبلها ألفا فى حالة الرفع، أو ياءً فى حالة النصب فقط دون الجر، إذ لا يوجدان مجرورين مع إضافتهما للعشرة فى القرآن نحو اثْنا عَشَرَ شَهْراً، اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً، اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً*، اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً وما عدا هذه الألفاظ الأربعة مما سبق ذكره فلم يثنّ ولم يضف إلى العشرة. وأما الثلاثة الباقية الواردة فى اللغة دون القرآن فهى لفظ «است» أى الدبر، ولفظ «ابنم» أى ابن بزيادة الميم، ولفظ «ايمن» بمعنى القسم نحو «ايمن الله لأفعلن الخير». وقد اختلف فى لفظ ايمن فقيل إنه اسم، وقيل إنه حرف، والراجح أنه اسم. حكم البدء بهمزة الوصل في الأسماء: يبتدأ بهمزة الوصل فى ذلك كله ما ورد منه فى القرآن، وما لم يرد مكسورة وجوبا. الأفعال المبدوءة بهمزة الوصل، وحكم البدء في هذه الأفعال: ولا تقع همزة الوصل فى الأفعال فى القرآن ولا فى غيره من اللغة إلا فى الفعل الماضى الخماسى نحو: اصْطَفى *، أو السداسى نحو: اسْتَسْقى والأمر من كل فعل ماض ثلاثى أى مكون من ثلاثة أحرف نحو انْظُرْ* والأمر من كل فعل ماض خماسى نحو: انْطَلِقُوا*، والأمر من كل فعل ماض سداسى نحو: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ* فلا تأتى همزة الوصل فى المضارع أبدا، ولا فى الماضى الثلاثى، أو الرباعى، ولا فى الأمر من الماضى الرباعى والعبرة فى عدد الحروف بالفعل الماضى دون غيره.

الحروف المبدوءة بهمزة الوصل، وحكم البدء بها في هذه الحروف

ويبتدأ بهمزة الوصل فى هذه الأفعال كلها ماضية كانت أو أمرا مضمومة وجوبا إن كان ثالث الفعل مضموما ضما لازما نحو: اسْتُهْزِئَ*، ادْعُ*، اضْطُرَّ*، اخْرُجْ*، أما إذا كان ثالث الفعل مفتوحا نحو اسْتَغْفِرْ لَهُمْ*، أو مكسورا نحو: انْطَلِقُوا*، اسْتَغْفِرُوا*، أو كان مضموما ضما عارضا وذلك فى: فَأْتُوا*، ثُمَّ اقْضُوا، وَامْضُوا قالُوا ابْنُوا، أَنِ امْشُوا أَنِ اغْدُوا، التى لم يأت غيرها فى القرآن، فإنه يبتدأ بهمزة الوصل فى ذلك كله مكسورة وجوبا، والدليل على عروض ضم الثالث فيما تقدم من: فَأْتُوا* ثُمَّ اقْضُوا وما بعدهما مما ذكر أنك لو خاطبت بأحد هذه الأفعال المفرد أو الاثنين فقلت: (فأت أو فأتيا) أو (اقض أو اقضيا) فإنه يزول الضم مما يدل على عروضه، وكونه غير لازم كالضم فى نحو انْظُرْ* التى لو خاطبت بها المفرد، أو الاثنين، أو الجماعة، فإن ضم الثالث منها لا يزول فى ذلك كله. الحروف المبدوءة بهمزة الوصل، وحكم البدء بها في هذه الحروف: ولا تقع همزة الوصل فى الحروف فى القرآن إلا فى «ال» نحو: الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ*، ولا فى غيره من اللغة إلا فى «ايمن» على القول بحرفيتها وهو ضعيف، ويبتدأ بهمزة الوصل فى «ال» مفتوحة وجوبا، ولا تفتح فى غيرها مما ورد فى القرآن. فتلخص وجوب فتح همزة الوصل فى «ال» فقط وضمها فى الفعل المضموم ثالثه ضما لازما، وكسرها فيما عدا ذلك من الأسماء والأفعال المبدوءة بهمزة الوصل.

أحكام همزتي الوصل والقطع

أحكام همزتي الوصل والقطع: ثم إن همزة الوصل إن وقعت بعد همزة استفهام وجب حذفها وذلك فى: قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً بالبقرة، أَطَّلَعَ الْغَيْبَ بمريم، أَفْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً بسبإ، أَصْطَفَى الْبَناتِ بالصافات، أَسْتَكْبَرْتَ بسورة ص، أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ بالمنافقون ولا يوجد غيرها لحفص فى القرآن، إذ أصلها جميعا: (أاتخذتم- أاطلع- أافترى- أاصطفى- أاستكبرت- أاستغفرت) فحذفت همزة الوصل لوقوعها بعد همزة الاستفهام تخفيفا، وذلك كله إذا لم تكن بعد الوصل لام تعريف، ولا يكون ذلك إلا فى: آلذَّكَرَيْنِ*، آلْآنَ*، آللَّهُ*. أما إذا كان بعد لام تعريف كما فى هذه الكلمات فإنه لا يجوز حذف همزة الوصل لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر فيتغير المعنى تبعا لذلك، وإنما تبدل ألفا وتمد مدا لازما، أو تسهل بين الهمزة والألف بلا مد مع توسط المنفصل، وتبدل ألفا مع المد فقط، ولا يجوز تسهيلا بلا مد مع قصر المنفصل على ما تقدم بيانه تفصيلا فى الدرس السابع عشر ويجوز الابتداء ب الِاسْمُ الْفُسُوقُ بالحجرات بالهمزة أو باللام فقط دون همز، والأول أولى. وأما حكم همزة القطع فتحقيقها دائما حينما وقعت بعد همزة استفهام نحو: أَأَنْذَرْتَهُمْ* أو لا نحو: وَإِذا أَرَدْنا إلا فى الهمزة الثانية من لفظ: ءَ أَعْجَمِيٌّ بفصلت فإنها تسهل بين الهمزة والألف وجوبا على ما تقدم فى استعمال الحروف. ***

أسئلة

1 - ما همزة الوصل، وما همزة القطع، وما وجه تسمية كل منهما باسمه، وما الفرق بينهما، وما صورهما؟ 2 - ما هى الأسماء المبدوءة بهمزة الوصل؟ وما الوارد منها فى القرآن، وما لم يرد؟ وما الذى قد يثنى منها فى بعض الأحيان؟ وما الذى قد يضاف منها إلى العشرة أحيانا؟ وما حكم البدء بهمزة الوصل فى هذه الأسماء؟ 3 - ما هى الأفعال المبدوءة بهمزة الوصل؟ وما حكم البدء بها فى هذه الأفعال؟ وما هى الحروف المبدوءة بهمزة الوصل؟ وما حكم البدء بها فى هذه الحروف؟ 4 - متى يجب حذف همزة الوصل وما علته؟ ومتى يجوز إبدالها وتسهيلها وما علة ذلك؟ ومتى يجب إبدالها دون تسهيلها؟ وكيف يبتدأ بلفظ: الِاسْمُ بالحجرات؟ ومتى تحقق همزة القطع، ومتى تسهل؟ ***

تمارين

تمارين 1 - بين ما فى سورة العلق من همزتى الوصل، والقطع، واذكر حكم البدء بها، وإن كانت همزة وصل. 2 - بين همزة الوصل، والقطع، وحكم البدء بهمزة الوصل فى كل من الكلمات الآتية: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى - ارْجِعْ إِلَيْهِمْ- اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ- أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ- سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى. 3 - مثل لهمزة الوصل التى يجب البدء فيها بالفتح، والتى يجب البدء فيها بالكسر، والتى يجب البدء فيها بالضم، ولهمزة الوصل المحذوفة وجوبا، ولهمزة الوصل المبدلة ألفا، ولهمزة القطع المسهلة، كلّ بمثال واحد. ***

تمرينات عامة علي ما تقدم من الأحكام في جميع الدروس السابقة

تمرينات عامة علي ما تقدم من الأحكام في جميع الدروس السابقة التمرين الأول اقرأ سورتى القدر، والتكاثر، وما بينهما من السور، وبين ما فيها جميعا مما يأتى: 1 - ما يجوز، وما لا يجوز من أوجه ما بين السورتين. 2 - ما يجوز، وما لا يجوز من أوجه التكبير، وصيغه مع قصر المنفصل بين السورتين. 3 - أحكام النون الساكنة والتنوين. 4 - حرف الغنة المشدد المتصل والمنفصل، ومرتبة الغنة فيهما، وفى غيرهما من مراتب الغنة. 5 - أحكام الميم الساكنة. 6 - أنواع اللام الساكنة، وحكم كل منها. 7 - مخرج وصفات كل من الحرفين المتلاقيين إذا كانا مثلين، أو متقاربين، أو متجانسين. ***

التمرين الثانى

التمرين الثانى بين ما فى سورتى العصر والناس، وما بينهما من السور من حيث الأحكام الآتية: 1 - أنواع المدود ومقاديرها، وأسباب، وأحكام، ومراتب المد الفرعى منها. 2 - الحروف المفخمة، ومرتبتها فى التفخيم الخاصة والعامة. 3 - الحروف التى" تفخم أحيانا"، وترقق أحيانا. 4 - الراء المرققة اتفاقا، والمفخمة اتفاقا، والمفخمة عند الحصرى وموافقيه. 5 - الحروف التى يلزم فى استعمالها مراعاة بعض الصفات، والصفات التى يلزم مراعاتها بالنسبة إلى كل من هذه الحروف. ***

التمرين الثالث

التمرين الثالث مثل لكل مما يأتى: النون الشبيهة بالتنوين- الإظهار المطلق- لام الحرف، ولام الأمر- المد الطبيعى الثنائى- الأمور الملحقة بالمد العارض للسكون- المد اللازم بأقسامه المختلفة- الراء التى يجوز ترقيقها، وتفخيمها، والترقيق أولى- ضاد وظاء متلاقيين مع بيان مخرج كل منهما وصفاته- أنواع الوقف، والابتداء الجائزة، وغير الجائزة- حرف مد واجب الإثبات وصلا ووقفا- حرف مد واجب الحذف وصلا، ووقفا ورسما- حرف مد واجب الإثبات وقفا لا وصلا- حرف مد واجب الإثبات وصلا لا وقفا- حرف مد واجب الحذف وصلا ووقفا مع ثبوته رسما- حرف مد ثابت رسما محذوف وصلا جائز الحذف والإثبات وقفا- حرف مد محذوف رسما ثابت وصلا جائز الحذف والإثبات وقفا- المقطوع والموصول بأقسامه المختلفة- هاء التأنيث الموقوف عليها بالتاء فى أقسامها المختلفة- همزتى الوصل والقطع المفتوحتين، والمكسورتين، والمضمومتين عند الابتداء همزة الوصل التى يجوز إثباتها وحذفها عند الابتداء بها. ***

خاتمة فى بيان بعض الأمور المحرم فعلها في القراءة وأحوال السلف الصالح عند ختم القرآن

خاتمة فى بيان بعض الأمور المحرم فعلها في القراءة وأحوال السلف الصالح عند ختم القرآن بعض الأمور المحرم فعلها فى القراءة: مما تجب ملاحظته البعد عما ابتدعه القراء فى هذه الأيام من أمور محرم فعلها فى القراءة كعدم الاعتناء بتجويد الحروف، وعدم التحرى فى الابتداء والوقوف، والتعسف أو الميوعة فى أداء الحروف القرآنية مما يؤدى إلى خروج الحرف من غير مخرجه، وعدم اتصافه بالصفات اللازمة له وانصراف القارئ عن العناية بلفظ القرآن، ومعناه حين قراءته أمام الناس إلى العناية بالأنغام والتطريب. بل وينقل بعض أنغام الأغانى الخليعة إلى ما يقرؤه من القرآن ليستجلب رضى المخلوقين عنه دون الخالق، وظهوره فى بعض الأحوال فى قراءته بمظهر الخاشع الحزين بقصد الرياء أو مدح الناس له، وترقيصه المدود والغنن، وتلاعبه فيها مما يؤدى إلى نقصها أو زيادتها عن القدر المقرر لها فى التجويد، وادعائه العلم بروايات غير حفص، وقراءته بها خطأ دون تلقى ولا توقيف، وتنفسه أثناء القراءة متذرعا بالسكتات الواردة فى بعض الروايات، وجمع بعض الروايات للآية الواحدة أو الجزء منها دون تنفس بين الرواية والأخرى. ومن البدع المحرمة فى القراءة أيضا قراءة بعض الناس مجتمعين لشىء من القرآن بصوت واحد كما يحدث فى المقابر، وبعض المساجد لما يؤدى إليه

أحوال السلف الصالح عند ختم القرآن

ذلك من بدء أحدهم بجزء من الآية وإكمال الآخر لها، الأمر الذى يتنافى مع قدسية القرآن وجلاله. أدعو الله لى ولكل مبتل بشيء من هذه المحرمات أن يغفر الله لنا ما مضى، وأن يوفقنا للصواب، وإلى تلاوة القرآن على الوجه الذى يرضاه ربنا وأنزله به على رسولنا فيما بقى من عمرنا. أحوال السلف الصالح عند ختم القرآن: كان بعض السلف الصالح إذا ختم القرآن أمسك عن الدعاء اكتفاء بما فى القرآن منه، ولجأ إلى الاستغفار مع الخجل، والحياء اعترافا بالتقصير وخوفا من الله. ومنهم من كان إذا ختم القرآن أردف الختام مباشرة بقراءة فاتحة الكتاب وأول البقرة حتى قوله تعالى: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ رجاء أن يكون مثلهم. ومنهم من كان إذا ختم القرآن دعا بما شاء من الأدعية، أو بالدعاء المأثور عن النبى صلى الله عليه وسلّم بعد ختم القرآن، وهو: «اللهم إنا عبيدك، وأبناء عبيدك، وأبناء إمائك، ناصيتنا بيدك، ماض فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته فى كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به فى علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا، وشفاء صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، وسائقنا وقائدنا إليك، وإلى جناتك جنات النعيم، ودارك دار السلام، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين،

اللهم اجعله لنا شفاء وهدى وإماما ورحمة، وارزقنا تلاوته على النحو الذى يرضيك عنا، ولا تجعل لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا عدوا إلا كفيته، ولا غائبا إلا رددته، ولا عاصيا إلا عصمته، ولا فاسدا إلا أصلحته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا عيبا إلا سترته، ولا عسيرا إلا يسرته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضى ولنا فيها صلاح إلا أعنتنا على قضائها فى يسر منك وعاقبة يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم». وإلى هنا بحمد الله وعونه، وحسن توفيقه تم كتاب «العميد فى علم التجويد» مشتملا على ما أفاض الله به علىّ من هذا العلم الجليل حين تأليفه، وقد راعيت فيه التحرى والتدقيق فى كل موضوعاته، مع التبسيط فى أسلوبه قدر جهدى، ليعم نفعه كل المعنيين بالقرآن وتجويده، فلا يلومننى أحد على ما قد يكون فيه من قصور، وليتداركه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وإنى لأرجو الله لى ولكل من قرأه حسن الختام، والتوفيق على الدوام، وأن ينفعنا به فى الدنيا والآخرة، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، فإنه خير مرجو وأكرم مسئول. وأوصيك أيها القارئ، لهذا الكتاب بتقوى الله، وأن لا تنسانى من صالح الدعوات فى حياتى، وبعد الممات، وبمدارسة القرآن وأحكامه، وتعليمها لكل من أتاك راغبا، وأن تخفض جناحك لمن قصدك لهذا طالبا، وأن لا يدفعك علمك بما فى الكتاب أو غيره إلى التعالى على إخوانك أو تسفيههم، والله يرشدنى ويوفقنى وإياك إلى ما فيه الخير دائما.

ونسألك اللهم يا ربنا أن لا تشمت أعداءنا بديننا. وأن تجعل القرآن العظيم شفاءنا ودواءنا، وأن تمنحنا به علما نافعا، ورزقا واسعا، وريا وشبعا، وشفاء من كل داء من الأدواء الظاهرة والخفية، وأن تغسل به قلوبنا وتملأها من خشيتك، وأن تجعله إمامنا فى الدنيا وشفيعنا فى الآخرة، وأن ترضينا وترضى عنا، وأن تعيننا على طاعتك، وأن توفقنا إلى ما تحبه وترضاه منا دائما يا رب العالمين، فإنك على ذلك قدير. وكان الفراغ من تأليف هذا الكتاب ليلة الأحد الثامن عشر من شهر رجب المبارك سنة تسع وسبعين وثلاثمائة وألف هجرية على صاحبها أفضل السلام، وأزكى التحية. وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد النبى الأمى، وعلى آله وصحبه، وسلم. «تم الكتاب بحمد الله» ***

فهرس الموضوعات

فهرس الموضوعات الموضوع الصفحة * كلمة المحقق 3 * مقدمة المؤلف 4 * الدرس الأول- في المقدمات العامة لعلم التجويد 7 * الدرس الثاني- في المقدمات الخاصة بعلم التجويد 10 * الدرس الثالث- في تعريف النون الساكنة والتنوين، والفرق بينهما وأحكامها وأقسامها 15 * الدرس الرابع- في الإظهار الحلقي 18 * الدرس الخامس- في الإدغام بقسميه والإظهار المطلق 21 * الدرس السادس- في الإقلاب 26 * الدرس السابع- في الإخفاء الحقيقي 29 * الدرس الثامن- في الكلام على حرف الغنة المشددة وعلى الغنة بصفة عامة 33 * الدرس التاسع- في الميم الساكنة 37 * الدرس العاشر- في لام التعريف «أي لام ال» 42 * الدرس الحادي عشر- في لام الفعل والاسم والحرف والأمر 47

الدرس الثاني عشر- في مخارج الحروف 51 * الدرس الثالث عشر- في صفات الحروف 58 * الدرس الرابع عشر- في بقية صفات الحروف 65 * الدرس الخامس عشر- في المثلين والمتقاربين والمتجانسين والمتباعدين وأقسامها وأحكامها 73 * الدرس السادس عشر- في المد والقصر 82 * الدرس السابع عشر- فيما يخالف الحرز من الأحكام مع قصر المنفصل من طريق المصباح وروضة ابن المعدل 91 * الدرس الثامن عشر- في المد العارض للسكون وأقسامه وأحكامه والأمور الملحقة به 100 * الدرس التاسع عشر- في المد البدل والمد اللازم 117 * الدرس العشرون- في التفخيم والترقيق 123 * الدرس الحادي والعشرون- في أقسام الراء وأحوالها والأمور الملحقة بها 132 * الدرس الثاني والعشرون- في استعمال الحروف والفرق بين الضاد والظاء 141 * الدرس الثالث والعشرون- في الوقف والابتداء 149 * الدرس الرابع والعشرون- في إثبات حروف المد وحذفها عند الوقف عليها 159 * الدرس الخامس والعشرون- في بيان المقطوع والموصول 164

* الدرس السادس والعشرون- في بيان هاء التأنيث التي يوقف عليها بالتاء كرسمها في المصحف وملحقاتها 173 * الدرس السابع والعشرون- في همزتي الوصل والقطع 182 * تمرينات عامة- على ما تقدم من الأحكام في جميع الدروس السابقة 189 * خاتمة- في بيان بعض الأمور المحرم فعلها في القراءة وأحوال السلف الصالح عند ختم القرآن 192 * الفهرس 197

§1/1