العمل الصالح

سامي محمد

العَمَل الصَّالِح خَيرُ الزَّادِ وَخَير رَفِيقاً لِيَومِ المَعَادِ مَعَ تَعْلِيقَات مُحَمَّد نَاصِر الدِّين الألبَايِن وَغَيرِهِ مِنَ العُلَمَاء وَيَتَقَدَّمُهُ رَسْمٌ شَجَرِيٌّ لِبَعض مُصطَلَحَات الحَدِيث

حقوق النسخ متاحة لكل مسلم سواء للتوزيع الخيري أو التجاري على أن لا يزاد فيه ولا ينقص منه

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم الحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى مَنْ لاَ نَبِيَّ بَعْدَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً - صلى الله عليه وسلم - عَبْدُهُ وَرَسُوله؛ أَمَّا بَعْد. فَهَذِهِ أَحَادِيثُ مُخْتَصَرَة عَنْ فَضَائِلِ الأَعْمَال، أَحَادِيثُ تَرغِيبٍ وَبَعْضٌ مِنْ أَحَادِيثِ التَّرهِيبِ، بِالإِضَافَةِ إِلَى بَعْضِ أَحَادِيثِ أَحْكَامِ الطَّهَارَةِ وَالصَّلاَةِ لأَهَمِّيَتِهَا، وَإِلاَّ فَأَصْلُ الْكِتَابِ عَنْ فَضَائِلِ الأَعْمَالِ، وَبِالإضَافَةِ أَيْضاً إِلَى أَوْصَافِ أُمَّة مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وَأُمُور الآخِرَةِ، وَوَصْف الْجَنَّةِ، وَالنَّار. وَهَذَا الْكِتَابُ هُوَ مُتَوسِّطٌ بَينَ الْكِتَابَين: الطَّوِيلِ الْمُمِلِّ وَالْمُخْتَصَرِ الْمُخِلّ، بِحَسَبِ أَهَمِّيَةِ الْمُوضُوعِ تَكُونُ الإِطَالَةُ أَوْ الإيْجَازُ. وَتَرتِيبُ أَحَادِيْثَة الأوْلَى فَالأوْلَى! مِثَالُ ذَلِكَ: إِذَا أَرَدتَ الْوضُوءَ فَإِنَّكَ تَبْدَأُ باِلبَسْمَلَة، ثُمَّ الوُضُوء، ثُمَّ التَّشَهُّد، وَكَذَلِكَ فِي تَرْتِيب فَضَائِل الْوُضُوء، أَوَّلاً يَكُونُ الْكَلاَمُ عَنْ الْبَسْمَلَةِ، ثُمَّ عَنْ فَضْلِ الْوُضُوءِ، ثُمَّ عَنْ فَضْلِ التَّشَهد بَعْدَ الْوضُوء، مِثَالٌ آخَرُ فِي تَرْتِيب فَضَائِل الْقُرآن: أَوَّلاً فَضْلُ سُورَة الْفَاتِحَة، ثُمَّ فَضْلُ آيَة الكُرسِي، ثُمَّ الآيَتَينِ مِنْ آخِر سُورَة الْبَقَرَة، ثُمَّ فَضْل السُّورَة. عِلماً بِأَنَّ مَرَاتبْ أَحَادِيثِ هَذَا الْكِتَاب هِي كَالآتِي. *صحيح و *حسن صحيح و *صحيح لغيره و *إسناد جيد و *حسن و *حسن لغيره وهناك الـ *مرسل والـ *موقوف وَتَعْرِيفُ كُلٍّ مِنْهَا كَمَا يَلِي. تَعْرِيف الْحَدِيث الصَّحِيح قَالَ ابنُ الصَّلاَح: «أَمَّا الحَدِيث الصَّحِيح فَهُوَ الحَدِيث المُسنَد الَّذِي يَتَّصِلُ

إِسنَادُه بِنَقلِ العَدْل الضَّابِط عَنِ العَدْل الضَّابِط إِلَى مُنتَهَاهُ، وَلاَ يَكُونُ شَاذّاً وَلاَ مُعَلَّلاً». (¬1) وَسَأَذكُر تَعرِيفاً آخَر لابن حَجَر قَالَ: «وَخَبَرُ الآحَادِ بِنَقْلِ عَدْلٍ تَامِّ الضَّبطِ مُتَّصِلِ السَّنَدِ غَيرِ مُعَلَّلٍ وَلاَ شَاذٍّ هُوَ الصَّحِيحُ لِذَاتِهِ». (¬2) وَبِمَعْنًى أَوْضَحَ: هُوَ حَدِيثٌ تَوَفَّرَتْ فِيهِ خَمْسُ شُرُوطٍ وَهِيَ: 1 - اتِّصَالُ السَّنَدِ، وَمَعْنَاهُ: أَنَّ كُلَّ رَاوٍ مِنْ رُوَاتِهِ قَدْ أَخَذَهُ مُبَاشَرَةً عَمَّنْ فَوْقَهُ مِنْ أَوَّلِ السَّنَدِ إِلَى مُنْتَهَاهُ. 2 - عَدَالَةُ الرُّواة: أَيْ: كُلُّ رَاوٍ مِنْ رُوَاتِهِ صِفَتُهُ بِأَنَّهُ مُسْلِمٌ بَالِغٌ عَاقِلٌ غَيْرُ فَاسِقٍ، وَغَيْرُ مَخْرومِ الْمُروءَةِ. 3 - ضَبْط الرُّوَاة: أَيْ أَنَّ كُلَّ رَاوٍ مِنْ رُوَاتِهِ صِفَتُهُ بِأَنَّهُ تام الضَّبْط، إِمَّا ضَبْطُ صَدْرٍ، أَوْ ضَبْطُ كِتَابٍ، وَمَعْنَى الضَّبْط: أَيْ: الْحِفْظُ، وَرَجُلٌ ضَابِطٌ أَيْ: حَافِظٌ. 4 - عَدَمُ الشُّذُوذ: أَيْ: لاَ يَكُون الْحَدِيثُ شَاذًّا، وَالشُّذُوذ: هُوَ مُخَالَفَةُ الثِّقَةِ لِمَنْ هُوَ أَوْثَقُ مِنْهُ. 5 - عَدَمُ الْعِلَّةِ: أَيْ لاَ يَكُونُ الْحَدِيثُ مَعْلُولاً، وَالْعِلَّةُ سَبَبٌ غَامِضٌ خَفِيٌّ يَقْدَحُ فِي صِحَّةِ الْحَدِيث، مَعَ أَنَّ الظَّاهِرَ السَّلاَمَةُ مِنْهُ. ¬

_ (¬1) الباعث الحثيث في احتصار علوم الحديث (1/ 99). (¬2) نزهة النظر شرح نخبة الفكر (37).

وَيَنْقَسِمُ الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ إِلَى سَبْعِ مَرَاتِبَ هِيَ: 1 - الْمُتَّفَق عَلَيْهِ: وَهُوَ مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ. "وَهَذَا أَعْلَى الْمَرَاتِب". 2 - ثُمَّ مَا انْفَرَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ. 3 - ثُمَّ مَا انْفَرَدَ بِهِ مُسْلِمٌ. 4 - ثُمَّ مَا كَانَ عَلَى شَرْطِهِمَا وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. (¬1) 5 - ثُمَّ مَا كَانَ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيّ وَلَمْ يُخَرِّجْهُ. 6 - ثُمَّ مَا كَانَ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم وَلَمْ يُخَرِّجْهُ. 7 - ثُمَّ مَا صَح عِنْدَ غَيْرِهِمَا مِنْ الأئِمَّة كَأَصْحَابِ السُّنَنِ وابنِ خُزَيْمَةَ وابنِ حِبَّان وَالْمَسَانِيدِ مِمَّا لَمْ يَكُنْ عَلَى شَرْطِهِمَا. وَالْبُخَارِيُّ الْتَزَمَ بِشَرْطٍ (¬2) لِقَبُولِ الْحَدِيثِ وَكَذَلِكَ مُسْلِمٌ رَحِمَهُمَا اللهُ، فَشَرْطُ الْبُخَارِيّ هُوَ: اللُّقْيَا: أَيْ كُلُّ رَاوٍ يَكُونُ قَدْ لَقِيَ مَنْ رَوَى عَنْهُ. (¬3) وَشَرْطُ مُسْلِمٌ: الْمُعَاصَرَةُ (¬4) ¬

_ (¬1) على شرطهما: أي: رجاله رجال البخاري ومسلم، وما كان على شرط البخاري: أي: رجاله رجال البخاري وما كان على شرط مسلم: أي: رجاله رجال مسلم، هذا أحد الأقوال. (¬2) سوى ما تقدم من الإتصال والعداله والضبط وعدم العله وعدم الشذوذ. (¬3) هذا الشرط لم يُفْصِح عنه البخاري وإنما عرف بالتتبع والاستقراء. (¬4) المعاصرة هي: أن يعيش كلا الراويان في زمن واحد. وبمعنى آخر لفهم مراد الإمام مسلم رحمه الله: عندما يروي الرواه عن بعضهم فإنهم لا يخلون من ست حالت أو أكثر 1 - أن يروي عن من لم يدرك عصرة. وهذا منقطع بالإتفاق، وهو ما يسمى بالمرسل الجلي، أو بالمنقطع. 2 - أن يروي عن من عاصرة وثبت أنهما لم يلتقيا، وهذا أيضا منقطع ويردة البخاري ومسلم وغيرهما وهو ما يسمى بالمرسل الخفي. =

مَلْحُوظَة: بَعْضٌ مِنَ النَّاسِ يَثِقُ فِي الأحاديث الَّتِي يَرْوِيهَا الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم فَقَطْ، وَهَذَا خَطَأ، فَكَلاَمُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُحْصِيهِ رَجُلاَن. فَقَدْ نُقِلَ عَنِ البُخَارِيّ أَنَّهُ قَالَ: «مَا تَرَكْتُ مِنَ الصِّحَاحِ أَكْثَر». وَقَالَ مُحَمَّد بن حمدويه سَمِعتُ البُخَارِيَّ يَقُولُ: «أَحْفَظُ مائَةَ أَلْف حَدِيث صَحِيح، وَأَحْفَظُ مائَتَي أَلف حَدِيث غَيْرِ صَحِيح». (¬1) وَصَحِيح الْبُخَارِيّ فِيهِ بِحَذْف الْمُكَرَّر (2602) حَدِيث وَبِالْمُكَرَّرِ (7397) حَدِيثاً. فَهُنَاكَ قرابة (97400) سَبْعَة وَتِسعينَ ألفاً وَأربَعِ مائةِ حَدِيثٍ عِنْدَ الْبُخَارِيّ لَمْ يَرْوِهَا وَكُلّهَا صَحِيحَة. ¬

_ = 3 - أن يروي عن من عاصرة ولم يثبت أنهما ألتقيا وكذلك لم يثبت أنهما لم يلتقيا، فهذا هو موضع الخلاف بين البخاري ومسلم رحمهما الله، فالبخاري يرى أنه منقطع ومسلم يرى أنه متصل. - على أن يكون الراوي سالما من التدلس - أنظر للكلام الذي تحته خط من كلام الإمام مسلم رحمه الله: [ .. وما علمنا أحدا من أئمة السلف ممن يستعمل الأخبار ويتفقد صحة الأسانيد وسقمها مثل أيوب السختياني وابن عون ومالك بن أنس وشعبة بن الحجاج ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ومن بعدهم من أهل الحديث فتشوا عن موضع السماع في الأسانيد كما ادعاه الذي وصفنا قوله من قبل وإنما كان تفقد من تفقد منهم سماع رواة الحديث ممن روى عنهم إذا كان الراوي ممن عرف بالتدليس في الحديث وشهر به فحينئذ يبحثون عن سماعه في روايته ويتفقدون ذلك منه كي تنزاح عنهم علة التدليس فمن ابتغى ذلك من غير مدلس على الوجه الذي زعم من حكينا قوله فما سمعنا ذلك عن أحد ممن سمينا ... ] 1/ 32. فهاهو الإمام مسلم ينكر على من أشترط عبارة - حدثنا أو سمعت - من الثقات الذي سلموا من التدليس، بقوله [فمن ابتغى ذلك من غير مدلس]. 4 - أن يروي عن من عاصرة وثبت أنه لقيه وسمع منه، وهذا الذي يعنية البخاري ويقبلة. 5 - أن يروي عن من عاصرة ولقية الحديث نفسة، وهذا أقوى الحلات. 6 - أن يروي عن من عاصرة ولقية مالم يسمعه منه، وهذا ميسمى بالتدليس. (¬1) مقدمة الفتح (1/ 487).

تعريف الحديث الحسن الصحيح

وَكَثِير مِنْ أَحَادِيث أَصْحَاب السُّنَن وَالْمَسَانِيد وَغَيْرهم، رِجَالُهَا رِجَال الصَّحِيحَين، أَو الْبُخَارِيّ أَوْ مُسْلِم، وَلَيْسَتْ مَوْجُودَةً عِنْدَ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم. تَعْرِيف الْحَدِيثِ الْحَسَنِ الصَّحِيحِ قَدْ اخْتَلَف الْعُلَمَاءُ فِي مُرَادِ التِّرمِذِيّ بِقَوْلِهِ:"حسن صحيح" وَذَكَرُوا أَقْوَلاً كَثِيرَة وَمِنْهَا: - إِذَا كَانَ لِلْحَدِيث إِسْنَادَانِ فأَكْثَر، فَالْمَعْنَى: حَسَنٌ بِاعتِبَار إِسنَادٍ، صَحِيحٌ بِاعتِبَار إِسنَادٍ آخَرَ. - وَإِنْ كَانَ لِلحَدِيث إِسنَاد وَاحِد فَقَطْ فَهُنَاكَ رَاوٍ مِنْ روَاتِهِ مُخْتَلَفٌ فِيهِ فَمِنهُم مَنْ وَثَّقَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ فَيَكُونُ حَسَنَ الحَدِيثِ عِندَ قَومٍ صَحِيح الحَدِيث عِند الآخَرِين. تَعْرِيف الْحَدِيث الصَّحِيح لِغَيرِه هَوُ الْحَسَنُ لِذَاتِهِ إِذَا رُوِيَ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ مِثْلهُ أَوْ أَقْوَى مِنْهُ، وَسُمّيَ صَحِيح لِغَيْرِهِ لأَنَّ الصِّحةَ لَمْ تَأْتِهِ مِنْ ذَات السَّنَد، وَإِنَّمَا جَاءَت مِن انْضِمَامِ غَيْره لَهُ. مَرْتَبتُه: أَعْلَى مِنْ مَرْتَبَة الْحَسَن لِذَاتِهِ، وَأَقَلُّ مِن مَرتَبة الصَّحِيح لِذَاتِهِ. تَعْرِيف «إِسْنَادُه جَيد». هُوَ كَالْحَسَن، وَالْبَعْض يَرَى أَنَّهُ أَرْفَعُ مِنَ الْحَسَنِ. تَعْرِيف الْحَدِيث الْحَسَن هَوُ: مَا رَوَاهُ عَدلٌ خَفِيفُ الضَّبْطِ مُتَّصِلُ السَّنَد وَلاَ يكَوُن شَاذًّا وَلاَ مُعَلَّلاً.

تعريف الحديث الحسن لغيره

قاَلَ ابْنُ حَجَر: «وَخَبَرُ الآحَاد بِنَقْل الْعَدْل تَامِّ الضَّبط مُتَّصِل السَّنَد غَيْرِ مُعَلَّلٍ وَلاَ شَاذ هُوَ الصَّحِيح لِذَاتِهِ، فَإِنْ خَفَّ الضَّبْط فَالْحَسَن لِذَاتِهِ». (¬1) والْحَدِيث الْحَسَنُ كُلُّ شُرُوطِ الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ مُتَوَفِّرَةٌ فِيهِ مَا عَدَا تَمَام الضَّبط. فَفِي الْحَدِيث الصَّحِيح: يَكُون الرَّاوِي تَامَّ الضَّبْطِ. وَفِي الْحَدِيث الْحَسَن: يَكُون الرَّاوِي خَفِيفُ الضَّبْط. حُكْمُهُ: هُوَ كاَلصَّحِيح فِي الاحْتِجَاج بِهِ، وَإِنْ كَانَ دُونَهُ فِي الْقُوَّة، وَقَدْ أَدْرَجَهُ بَعْضُ الْمُتَسَاهِلِينَ فِي نَوْع الصَّحِيح، كَالْحَاكِم وابن حِبَّان وابن خُزَيْمَةَ، مَعَ قَوْلهم بَأَنَّهُ دُونَ الصَّحِيح. تَعْرِيف الْحَدِيث الْحَسَن لِغَيرِه هُوَ: الضَّعِيف إِذَا تَعَدَّدَتْ طُرُقه، وَلَمْ يَكُن سَبَب ضَعْفه فِسق الرَّاوِي أَوْ كَذِبه. يُسْتَفَاد مِنْ هَذَا التَّعْرِيف: أَنَّ الْحَدِيث الضَّعِيف يَرتَقِي إِلَى دَرَجَة الْحَسَنُ لِغَيْرِهِ بثلاثة أمور هي: أ) أَنْ يُروَى مِنْ طَرِيق آخَر فَأَكْثَر. ب) أَنْ يَكُون الطَّرِيق الآخَر مِثلهُ أَوْ أَقْوَى. ج) أَنْ يَكُونَ سَبَب ضَعْف الْحَدِيث إِمَّا سُوء حِفْظ رُوَاتِه، أَو انْقِطَاع فِي ¬

_ (¬1) نزهة النظر شرح نخبة الفكر (37، 45).

تعريف الحديث المرسل

سَنَدهِ، أَوْ جَهَالَة فِي رِجَالِهِ. * وَيَجُوزُ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيث وَغَيْرهم رِوَايَة الأَحَادِيث الضَّعِيفَة وَالتَّسَاهُل فِي أَسَانِيْدهَا مِنْ غَيْرِ بَيَان ضَعْفهَا بِشَرْطَينِ: 1) أَنْ لاَ تَتَعَلَّق بِالْعَقَائِد، كَصِفَاتِ اللهِ تَعَالَى. 2) أَنْ لاَ تَكُون فِي بَيَان الأَحْكَام الشَّرْعِيِّة، مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِالْحَلاَل وَالْحَرَام. وَالَّذِي عَلَيْهِ جمْهُور الْعُلَمَاء أَنَّهُ يُسْتَحَب الْعَمَل بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِل الأَعْمَال وَلَكِنْ بِشُرُوطٍ ثَلاَثَة أَوْضَحَهَا الْحَافِظ ابْنُ حَجَر وَهِيَ: 1) أَنْ يَكُونَ الْضَّعْف غَيرَ شَدِيدٍ. 2) أَنْ يَنْدَرِجَ الْحَدِيث تَحْتَ أَصْلٍ مَعْمُولٍ بِهِ. 3) أَنْ لاَ يَعْتَقِد عِنْدَ الْعَمَل بِهِ ثُبُوتهُ، بَلْ يَعْتَقِد الاحْتِيَاط. قَوْله: أَنْ يَنْدَرِجَ الْحَدِيثُ تَحْتَ أَصْلٍ مَعْمُولٍ بِهِ، أَيْ لاَ يَكُون عَمَلاً مُحْدَثاً لاَ أَصْلَ لَهُ؛ وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَم. * وَيُسْتَثنى مِنْ ذَلِكَ الْحَدِيث الْمَوضُوع وَهُوَ أَشَرُّ الأَحَادِيث الضَّعِيفَة وَأَقْبَحهَا وَبَعْضُ الْعُلَمَاء يَعْتَبِرُهُ قِسْماً مُسْتَقِلاًّ وَلَيْسَ مِنْ أَنْوَاع الأَحَادِيث الضَّعِيفَة، فَلاَ يَجُوزُ نَقْلُه. تَعْرِيف الْحَدِيث الْمُرسَل هُوَ مَا قَالَ فِيهِ التَّابِعِّي: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كذا أو فعل كذا.

وَمُجْمَل أقوَال العُلَمَاء فِي المُرسَل ثَلاَثَة أَقْوَال هِيَ: أ) ضَعِيفٌ مَردُود: عِندَ جُمهور المُحَدِّثِين، وَكَثَيرٌ مِنْ أَصحَاب الأُصُول وَالفُقَهَاء. وَحُجَّة هَؤلاَء الجَهْل بِحَال الرَّاوِي المَحذُوف لاحْتِمَال أَنْ يَكُونَ غَيرَ الصَّحَابِي. ب) صَحِيحٌ يُحْتَجُّ بِهِ: عِنْدَ الأَئِمَّة الثَّلاَثَة: أَبي حَنِيفَة، وَمَالِك، وَأَحْمَد فِي الْمَشْهُور عَنْهُ، وَطَائِفَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ: صَحِيح يُحْتَجُّ بِهِ بِشَرْط. أَنْ يَكُونَ الْمُرْسِلُ ثِقَة، وَلاَ يُرْسِلُ إِلاَّ عَنْ ثِقَة، وَحُجَّتهُمْ: أَنَّ التَّابِعِي الثِّقَة لا يَسْتَحِلُّ أَنْ يَقُولَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلاَّ إِذَا سَمِعَهُ مِنْ ثِقَة. ج) قبوله بِشُروط: أي: يَصِحُّ بِشُروط، وَهَذَا عِندَ الشَّافِعِي وَبَعضِ أَهْل العِلم. 1 - أَنْ يَكُونَ المُرسِل مِنْ كِبَار التَّابِعِين. 2 - وَإِذَا سَمَّى مَنْ أَرسَلَ عَنهُ سَمَّى ثِقَة. 3 - وَإِذَا شَارَكَ الحُفَّاظ المأمُونون لَمْ يُخَالفُوه. 4 - وَأَنْ يَنْضَمَّ إِلَى هَذِهِ الشُّرُوط الثَّلاَثَة وَاحِد مِمَّا يَلِي: أ) أَنْ يُروَى الحَدِيث مِنْ وَجْه آخَر مُسنَدا. ب) أَوْ يُروَى مِنْ وَجْهٍ آخَر مُرسَلاً، أَرْسَلَهُ مَنْ أَخَذ العِلمَ عَنْ غَيرِ رِجَال المُرسَل الأوَّل. ج) أَوْ يوَافِق قَول صَحَابِي.

تعريف الحديث الموقوف

د) أَوْ يُفْتِي بِمُقتَضَاهُ أَكْثَرُ أَهْل العِلم. تَعْرِيف الْحَدِيث الْمُوقُوف هَوُ: مَا أُضِيفَ إِلَى الْصحَابِي مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْل، شَرِيطَةَ ألاَّ يُوجَد مَا يَدُلُّ عَلَى رَفْعِهِ حُكْماً. ******* وَهُنَاكَ تَعرِيف آخَر بِالنِّسبَة لِلْحَسَن، وَالصَّحِيح لِغَيرِهِ وَالْحَسَن الصَّحِيح؛ وَلَكِن التَّعْرِيف الْمَذْكُور مِنْ أَشْهَرِهَا. مُعْظَم هَذِهِ التَّعَارِيف مِنْ كِتَاب: تَيسِير مُصْطَلَح الْحَدِيث. مَلْحُوظَة: فِي نِهَايَة حَاشِيَة كُل حَدِيث (¬1) سَتَجِدُ تَعْلِيقاً عَلَيهِ مِنْ صِحَّة وَحُسن وَغَيْرهَا وَهَذَا التَّعْلِيق لأحْد الْعُلَمَاء الْمَعْرُوفِين كَالألْبَانِي وَشُعَيب، وَقَدِيْماً كَالذَّهَبِي وَابْن حَجَر وَابْن كَثِير وَغَيْرِهُم؛ وَأَكْثَر مِن 95% هِيَ ¬

_ (¬1) ما عدا المتفق عليه أو ما رواه البخاري أو مسلم، قال ابن كثير " ثم حكى - أي: ابن الصلاح - أَنَّ الأمة تلقت هذين الكتابين بالقبول، سوى أحرف يسيرة، انتقدها بعض الحفاظ، كالدارقطني وغيره" قال ابن كثير: ثم استنبط من ذلك القطع بصحة ما فيهما من الأحاديث، لأن الأمة معصومة عن الخطأ، فما ظنّت صحّتَه وجب عليها العمل به، لا بد وأن يكون صحيحاً في نفس الأمر. وهذا جيد" ثم قال ابن كثير "وأنا مع ابن الصلاح فيما عَوَّلَ عليه وأرشد إليه والله أعلم"، وتعقب الشيخ أحمد شاكر كلام ابن الصلاح بقوله "الحق الذي لا مرية فيه عند أهل العلم بالحديث من المحققين، ومن اهتدى بهديهم وتبعهم على بصيرة من الأمر، أن أحاديث «الصحيحين» صحيحة كلها، ليس في واحد منها مطعن أو ضعف، وإنما انتقد الدارقطني وغيره من الحفاظ بعض الأحاديث، على معنى أن ما انتقدوه لم يبلغ في الصحة الدرجة العليا التي التزمها كل واحد منهما في كتابه، وأما صحة الحديث في نفسه فلم يخالف أحد فيها، فلا يهولنَّك إرجاف المرجفين، وزعم الزاعمين أن في «الصحيحين» أحاديث غير صحيحة، وَتَتَبَّع الأَحَادِيث التي تكلموا فيها، وَانْقُدْها على القواعد الدقيقة التي سار عليها أئمة أهل العلم، وَاحْكُم عَنْ بَيِّنَه ". الباعث الحثيث (1/ 124). تنبية!! بعض الأحاديث يكون قد رواها البخاري ومسلم ولكن اللفظ للنسائي أو لابن ماجه وغيرهم في هذه الحال ستجد تعليقا للألباني أو غيره وهذا التعليق ليس على أحاديث الصحيحين وإنما على المذكور معهما في الحاشية. وبمعنى أوضح: إن كان العزو للبخاري ومسلم فقط فلن تجد تعليقا، وإن كان للبخاري ومسلم وأبو داود فستجد تعليقا للألباني خاصا بما رواه أبو داود.

تَعْلِيقَات الألبَانِي رَحِمَهُ الله. مَلْحُوظَة أُخْرَى: بَعْض مِنَ الأحَادِيث يَكُونُ قَدْ رَوَاهَا أَهْلُ السُّنَن جَمِيعُهُم وَلَكِنْ يَكْفِي ذِكْرُ وَاحِدٍ أَوْ اثْنَينِ مِنْهُم لأنَّ الْغَايَة عَزُو الْحَدِيث وَلَيْسَ تَخْرِيْجهُ. وَخِتَاماً أَقُولُ عَنْ أَخْطَائِي فِي هَذَا الْكِتَاب- وَلاَ سِيَّمَا النَّحْوِيَّة - كَمَا قَالَ الشَّيْخ أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد حَسَن الشَّيْخ "إِنْ وُفِّقْتُ فِيهِ إِلَى الصَّوَابِ فَذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ تَعَالَى وَكَرَمِهِ، وَإِنْ لَمْ أُوَفَّقْ فِيهِ إِلَى الصَّوَابِ فَحَسْبِي أَنِّي كُنْتُ حَرِيصاً عَلَيْهِ، فَرَحِمَ اللهُ أَخَاً نَظَرَ فِيهِ نَظْرَةَ تَجَرُّدٍ وَإِنْصَاف وَدَعَا لِي بَظَهْرِ الْغَيبِ عَلَى صَوَابٍ وَفَّقَنِي اللهُ إِلَيْهِ، وَاسْتَغْفَرَ لِي زَلاَّتِي". وَأَيْضاً لِيَكُونَ الصَّوَاب وَالْكَمَال مِنْ بَين الْكُتُب لِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى. *******

رسم شجري لبعض من مصطلحات الحديث

رَسْم شَجَرِي لِبَعْض مِن مُصطَلَحَات الْحَدِيث

مراتب رجال الحديث

مراتب رجال الحديث هَذَا تَقْسِيم الشَّيخ أَحْمَد شَاكِر رَحِمَهُ الله. (الباعث الحثيث 1/ 319)، وَلَكِنْ مَنْ تَتَبَّعَ طَرِيقَتَهُ فِي التَّصْحِيح يَجِدْ أَنَّهُ لَمْ يَلْتَزِمْ بِهَذَا التَّقْسيم؟!. ¥

المرفوع

المرفوع الْمَرْفُوع هُوَ: مَا أُضِيفَ إِلَى الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - مِنْ قَولٍ أَوْ فِعلٍ أَو تَقْرِير وَيُسَمَّى أَيضاً مُسنداً. ¥

الموقوف

الموقوف الْمَوْقُوف هُوَ: مَا أُضِيفَ إِلَى الصَّحَابِي مِنْ قَولٍ أَوْ فِعل [أَوْ تَقْرِير مَعَ خِلاَفٍ فِيهِ]. شَرَيطَة أَلاَّ يُوجَد مَا يَدُلُّ عَلَى رَفْعِهِ حُكْماً. انظر إِلَى الحَدِيث رقم (1945) فَهُوَ مَوْقُوفٌ عَلَى عَلِيٍّ وَلَكِنَّهُ فِي حُكْم المَرفُوع إِذْ لاَ مَجَالَ لِلرَّأي فِي مِثلِ هَذِهِ الأمُور. ¥

الأثر

الأثر الأَثَر هُوَ أَيْضاً أَقْوَال الصَّحَابَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم. ¥

المرسل

المرسل الْمُرسَل هُوَ: مَا قَالَ فِيهِ التَّابِعِّي قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كذا أو فعل كذا. فِي هَذَا الشَّكْل أَسْقَطَ صَحَابِي فَقَط، وَقَدْ يُسْقِطُ صَحَابِيَّان أو ثَلاَثَة .. إلخ مَثَلاً لَوْ قَالَ ابن عُمَر حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ ... فِي هَذِا الحَال لَوْ قَالَ التَّابِعِي عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ ... يَكُونُ قَدْ أَسْقَطَ صَحَابِيَّانِ. المُهِمّ إِنْ كَانَ أَسْقَطَ الصَّحَابَة فَقَط فَلاَ إِشْكَال لأنَّ جَهَالَة الصَّحِابِيّ لا تَضُر. وَلَكِنَّ المُشكِلَة فِي إِسْقَاط تَابِعِيّ آخَر فَلاَ يُدْرَى عَنْ حَالهِ، انْظُر إِلَى المِثَال الآتِي. ¥

مرسل آخر

مرسل آخر هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ التَّابِعِيّ عَنْ تَابِعِيّ آخَر، عَنِ الصَّحَابِي فَأَسْقَطَ الاثْنَين كَمَا تَرَى وَأَصْبَحَ مُعْضَلٌ مُرْسَل. وَمِن هُنَا يَتَبَيَّنُ أَهَمِّيَّةُ شَرطِ الشَّافِعِي فِي قَبُول المُرسَل بِقَولِهِ: «أَنْ يَكُونَ المُرسِل مِنْ كِبَار التَّابِعِين». لأنَّ أَكْثَر مَشَايِخ كِبَارُ التَّابِعِين هُمُ الصَّحَابَة بِخِلاَف صِغَار التَّابِعِين الَّذِينَ أَكْثَر مَشَايِخَهُم كِبَار التَّابِعِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الصَّحَابَة. ¥

المقطوع

المقطوع الْمَقْطُوع هُوَ: مَا أُضِيفَ إِلَى التَّابِعِي صَغِيرا كَانَ أو كَبِيرا مِنْ قَوْلٍ أو فِعْلٍ، وَهُوَ كَالْمَوْقُوف وَلَكِن إِنْ كَانَ مُنْتَهَى السَّنَد الصَّحَابِي سُمِّي: مَوْقُوفاً، وَإِنْ كَانَ التَّابِعِي سُمِّي: مَقْطُوعاً. شَرِيطَة أَلاَّ يُوجَد مَا يَدُلُّ عَلَى رَفْعِهِ حُكْماً. ¥

المنقطع

المنقطع الْمُنْقَطِع هُوَ: مَا سَقَطَ مِن وَسَط إِسنَادِه رَاوٍ أَوْ أَكْثَر لاَ عَلَى التَّوَالِي. ¥

نوع آخر منقطع

نوع آخر منقطع هَذَا الإِسْنَاد فِيهِ انْقِطَاعَينِ وَلَوْ كَنَا مُتَتَاليين لَكَانَ مُعْضَلاً كَمَا فِي الشَّكْل الآتِي. ¥

المعضل

المعضل الْمُعْضَل هُوَ: مَا سَقَطَ مِنْ وَسَطِ إِسنَادِه رَاوِيَان عَلَى التَّوَالِي. ¥

المعلق

المعلق الْمُعَلَّق هُوَ: مَا سَقَطَ مِنهُ رَاوٍ أَوْ أَكْثَر مِن بِدَايَة الإسنَاد. ¥

نوع آخر معلق

نوع آخر معلق هَذَا نَوع آخَر قَدْ حُذِفَ مِنهُ رَاوِيَانِ. ¥

نوع آخر معلق

نوع آخر معلق وَهَذَا نَوع آخَر مُعَلَّق. ¥

نوع آخر معلق

نوع آخر معلق وَهَذَا نَوع آخَر، وَالْحَدِيث الْمُعَلَّق نَوع مِنْ أَنْوَاع الْحَدِيث الضَّعِيف لِفُقْدَانِهِ شَرط مِنْ شُرُوط الصِّحَة وَهُوَ اتِّصَالُ السَّنَد، وَأَمَّا الْمُعَلَّقَات الَّتِي فِي الْبُخَارِيّ إِنْ كَانَتْ بِصِيغَة الْجَزْم فَهِي صَحِيحَة إِلَى مَنْ عَلَّقَهَا عَنهُ - أَيْ أَنَّ السَّنَد صَحِيح مِنَ الْبُخَارِيّ إِلَى مَوْضِع التعليق وَيُنْظر فِيمَا بَعْده - مِثَالُ ذَلِكَ إِنْ قَالَ الْبُخَارِيّ: قَالَ بَهْزُ بْنُ حَكِيم عَنْ أبيه عَنْ جَدِّه عَنْ رَسُولِ اللهُ - صلى الله عليه وسلم - فَإِنَّ السَّنَدَ مِنَ الْبُخَارِيّ إِلَى بَهْز بن حَكِيم صَحِيح وَلَكِن يُنْظَرُ فِي بَهْز وَمَنْ بَعْدَهُ، وَكَذَلِك مُعَلَّقَات مُسْلِم، وَإِنْ كَانَتْ بِصِيغَة التَّمْرِيض كَأَنْ يَقُولُ: قِيلَ أَوْ يُروَى أَوْ يُذْكَر أَوْ نَحْوَهَا؛ فَفِي هَذِهِ الْحَالَة لاَ يُحْكَمُ عَلَيهَا بِالصِّحة إِلاَّ إِذَا رُويَت مُتَّصِلَة فِي مَكَان آخَر مِنَ الصَّحِيح أَو غَيره مِنَ الْكُتُب شَرِيطَة أَنْ يَصِح إِسنَادها. ¥

الغريب

الغريب الْغَرِيب هُوَ: مَا رُوِيَ مِنْ طَرِيقٍ وَاحِد، وَلاَ يُشْتَرَط أَنْ يَكُون التَّفَرّد فِي جَمِيع الطَّبَقَات وَلَكِن يَكْفِي أَنْ يَكُونَ التَّفَرُّد فِي طَبَقَة، كَأَنْ يَتَفَرَّد بِهِ التَّابِعِي عَنِ الصَّحَابِي، وَصُور الْغَرِيب كَثِيرَة مِنهَا هَذِهِ الأَشْكَال الآتِيَة. ¥

نوع آخر غريب

نوع آخر غريب هَذَا أيضا حَدِيث غَرِيب. ¥

مثال على الغريب

مثال على الغريب هَذَا الْحَدِيث تَفَرَّدَ بِهِ مَالِك عَنِ الزُّهْرِي عَنْ أَنَس وَهُوَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ: «اقْتُلُوهُ». رَوَاه البُخَارِيّ وَمُسْلِم وَأَحْمَد وَغَيْرُهم. ¥

نوع آخر غريب

نوع آخر غريب هَذَا أيضا حَدِيث غَرِيب. ¥

مثال على الغريب

مثال على الغريب هَذَا الْحَدِيث بِهَذَا السَّنَد فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَهُوَ قَوْلهُ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَان يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ». متفق عليه. تَفَرَّد أَبُو هُرَيرَة بِرِوَايَة هَذَا الْحَدِيث عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَمْ يَرْوِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلاَّ سَالِمٌ وَهُوَ أَبُو الْغَيْث، وَلَمْ يَرْوِهِ عَنْ أَبِي الْغَيْث إِلاَّ ثَور بن زَيْد، ثُمَّ تَفَرَّعَ مِنَ الطَّبَقَة الَّتِي تَلِي ثَور. ¥

العزيز

العزيز هَذَا هُوَ: الْعَزِيز وَهُوَ أَنْ لاَ يَقِلَّ رُوَاتُه عَنْ اثْنَينِ فِي جَمِيع طَبَقَاتِ السَّنَدِ. وَبِمَعْنًى أَوْضَح: أَنْ لاَ يُوجَد فِي طَبَقَة مِنْ طَبَقَاتِ السَّنَد أَقَلُّ مِنْ اثْنَينِ أَمَّا إِنْ وُجِدَ فِي بَعْضِ طَبَقَاتِ السَّنَدِ ثَلاَثَةٌ فَأَكْثَر فَلاَ يَضُر، بِشَرط أَنْ تَبْقَى وَلَوْ طَبَقَة وَاحِدَة فِيهَا اثْنَانِ، لأَنَّ الْعِبْرَةَ لأقَل طَبَقَاتِ السَّنَدِ. ¥

المشهور

المشهور هَذَا هُوَ: الْمَشْهُور، وَهُوَ: مَا رَوَاهُ ثَلاَثَة فَأَكْثَر مِنْ كُلِّ طَبَقَة مَا لَمْ يَبْلُغ حَدّ التَوَاتُر، وَتَفْصِيلُهُ كَمَا مَضَى فِي - الْعَزِيز - أَنْ لاَ يُوجَد فِي طَبَقَة مِنْ طَبَقَاتِ السَّنَد أَقَلُّ مِنْ ثلاثة أَمَّا إِنْ وُجِدَ فِي بَعْضِ طَبَقَاتِ السَّنَدِ أَرْبَعَة فَأَكْثَر فَلاَ يَضُر، بِشَرط أَنْ تَبْقَى وَلَوْ طَبَقَة وَاحِدَة فِيهَا ثَلاَثَةٌ. ¥

المتواتر

المتواتر الْمُتَوَاتِر هُوَ: مَا رَوَاهُ عَدَد كَثِير تَحيل العَادَة تَوَاطؤهُم عَلَى الْكَذِب وَأَن يَكُونَ مُستَند خَبرهُم الحِس، كَقَولِهم: سَمِعنَا أو رَأينَا أو لَمَسْنَا ... . وَبِمَعْنًى أَوْضَح: هَوُ الْحَدِيث أَوْ الْخَبَر الَّذِي يَروِيه فِي كُلِّ طَبَقَة مِنْ طَبَقَات سَنَدِهِ رُوَاة كَثِيرُون يَحْكُم الْعَقْل عَادَة بِاسْتِحَالة أَنْ يَكُون أولئك الرُّوَاة قَدْ اتَّفَقُوا عَلَى اخْتِلاَق هَذَا الْخَبَر. وَقَد اخْتُلِفَ فِي حَدّ الْكَثْرَة قَالَ الإِصْطَخْرِي: اقلَّة عَشْرَة وَهُوَ الْمُخْتَار لأنَّه أَوَّل جُمُوع الْكَثْرَة، وَقِيلَ: أَرْبَعُون وَقِيلَ: سَبْعُون .. [تدريب الراوي 2/ 177]. ¥

المتابعة

المتابعة قَالَ ابنُ حَجَر «والفَرد النِّسبِي إِنْ وَافَقَهُ غَيره فَهُوَ المُتَابَع». (نخبة 1/ 15). هَذِهِ الْمُتَابَعَة التَّامَة، وَهُوَ أَنْ يَلْتَقِي الْمُتَابِع مَعَ الْمُتَابَع فِي شَيخِهِ كَمَا فِي الشَّكْل، عَلِيّ بن الْمَدِيْنِي مُتَابِعاً لِمُحَمَّد بن بَشَّار وَالْتَقَى مَعَهُ فِي شَيْخِهِ: يَحْيَى بن سَعِيد. صُورَة الإسَّنَاد بِاللَّفْظ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّار وَعَلِيّ بْنُ الْمَدِيْنِي قَالاَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعَيد حَدَّثَنَا شُعْبَة بْنُ الْحَجَّاج حَدَّثَنَا قَتَادَة بْنُ دعَامَة حَدَّثَنَا أَنَس بْنُ مَالِك قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ... ¥

نوع آخر

نوع آخر وَهَذِهِ مُتَابَعَة قَاصِرَة، وَهُوَ أَنْ يَلْتَقِي الْمُتَابِع مَعَ الْمُتَابَع فِي شَيخِ شَيْخِهِ كَمَا فِي الشَّكْل، قُتَيْبَة بْنُ سَعِيد مُتَابِعاً لِشُعْبَة بن الْحَجَّاج وَلَكِن الْتَقَى مَعَهُ فِي شَيْخِ شَيْخِه الزُّهْرِي. صُوْرَة الإِسْنَاد بِاللَّفْظ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَس ح وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا الزُّهْرِي حَدَّثَنَا سِعِيد بْنُ المُسَيَّب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - .. ¥

مثال للمتابعة التامة

مثال للمتابعة التامة أَيْضاً فِي هَذَا الشَّكْل، مَالِك بن أَنَس وَاللَّيْث بن سَعْد تَابَعُوا ابن وَهْب، وَلَفْظ الْمُتَابَع يُطْلَق عَلَى حَسَبْ ذِكْر الرَّجُل فِي الإِسْنَاد، فَمَثَلاً لَوْ قَالَ التِّرْمِذِي عَنْ اللَّيْث بن سَعْد وَسَاقَ الإِسْنَاد إِلَى مُنْتَهَاهُ يُصْبِح فِي هَذِهِ الْحَالَة ابن وَهْب وَمَالِك بن أَنَس مُتَابِعِينَ اللَّيث بن سَعْد وَهَكَذَا. ¥

مثال أوضح

مثال أوضح فِي هَذَا الإِسْنَاد رَجُلٌ ضَعِيف وَلَكِن تَابَعَةُ رَجُلٌ ثِقَة كَمَا هُوَ مُوَضَّح بِالسَّهْم الأَخْضَر، فَالْحَدِيث صَحِيحٌ بِهَذِهِ الْمُتَابَعَة لأنَّ الْحَدِيث رُويَ بِإسنَادَين أَحَدهُمَا ضَعِيف والآخَر صَحِيح، وَتَجِدُ أَنَّ كَثِيراً مِنَ الْمُحَقِّقِينَ يَقُولُ عَنْ بَعْض الأَحَادِيث: صَحِيح فِي الْمُتَابَعَات، وَهَذِهِ هِيَ الْمُتَابَعَة. ¥

مثال للمتابعة القاصرة

مثال للمتابعة القاصرة فِي هَذَا الشَّكْل مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَد مُتَابِعاً لِعَبْدِ اللهِ بن الزُّبَير وَالْتَقَى مَعَهُ فِي شَيْخِ شَيْخِهِ يَحْيَى بن سَعِيد، وَإِنِ الْتَقَى مَعَهُ فِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَوْ فِي عَلْقَمَة بن أَبِي وَقَّاص أَوْ فِي عُمَر بن الْخَطَّاب أَوْ فِي صَحَابِي آخرَ، فَهِي أَيْضاً مُتَابَعَة قَاصِرَة. ¥

مثال أوضح

مثال أوضح هَذِهِ مُتَابَعَة قَاصِرَة، وَهِيَ فِي هَذَا الشَّكْل أَفْضَل مِنَ التَّامَة، لأنَّهُ كَمَا تَرَى الإسْنَاد الَّذِي بِالسَّهْم الأَخْضَر صَحِيحٌ مِنْ بِدَايَته إِلَى مُنْتَهَاه، وَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْمُتَابَعَة تَامَّة لالتقى الثِّقَتَان عِندَ الرَّجُل الضَّعِيف، وَإِلَيكَ شَكْل الإسْنَاد الآتِي بِصُورَة الْمُتَابَعَة التَّامَة. ¥

توضيح المثال السابق

توضيح المثال السابق كَمَا تَرَى الرَّجلان الثِّقَتَان الْتَقَيَا عِندَ الرَّجُل الضَّعِيف، وَلَمْ يَنْدَفِع بِهَذِهِ الْمُتَابَعَة الضَّعْف عَنِ الإسْنَاد، وَفِي هَذِهِ الْحَالَة الْمُتَابَعَة الْقَاصِرَة الَّتِي فِي الشَّكْل السَّابِق أَفْضَل مِنْ هَذِهِ. ¥

المتابعة التامة والقاصرة معا

المتابعة التامة والقاصرة معا فِي هَذَا الْشَّكل مُحَمَّد بْنُ سَلَمَة مُتَابِعاً لِعَمْرُو بْنُ سَوَّاد وَأَحْمَد بْنِ عِيسَى مُتَابَعَةً تَامَّة وَقَاصِرَة كَمَا تَرَى فِي الشَّكْل رَوَاهُ مَرَّةً عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ وَهْب عَنْ عَمْرو بن الْحَارِث عَنْ يَزِيد بن أَبِي حَبِيب، وَرَوَاهُ مَرَّةً عَنْ عَبْدِ اللهِ بن وَهْب عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ لَهِيعَة عَنْ يَزِيد بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، صُورَة السَّنَد بِاللَّفْظ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ وَمُحَمَّد بْنُ سَلَمَة وَأَحْمَد بْنُ عِيسَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَمْرُو بْنِ الْحَارِث ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ سَلَمَة عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ لَهِيعَة، جَمِيْعاً عَنْ يَزِيد بْنِ أَبِي حَبِيب عَنْ مُوسَى بْن سَعْد عَنْ حَفْص بْنِ عُبَيدِ اللهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ... ¥

الشاهد

الشاهد إِنْ كَانَ الْحَدِيث غَرِيباً لَمْ يُروَ إِلاَّ مِنْ طَرِيق وَاحِد، ثُمَّ وَجَدْنَا حَدِيثا آخَر يُشْبِهة أَوْ بِمَعْنَاهُ، كَانَ الثَّانِي شَاهِداً للأوَّل، مِثَالُ ذَلِكَ كَمَا فِي الشَّكْل، أَنْ يَرْوِيَ الْبُخَارِيّ حَدِيثاً مُسْنَداً إِلَى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ يَروِي مُسْلِم حَدِيثاً يُشْبِهة فِي اللَّفْظ وَالْمَعْنَى أَوْ فِي الْمَعْنَى فَقَط مِن طَرِيق آخَر مَعَ الاخْتِلاَف فِي الصَّحَابِي. ¥

مثال على الشاهد

مثال على الشاهد هَذَا مِثَال عَلَى الشَّاهِد كَمَا تَرَى رَوَى التِّرْمِذِي الْحَدِيث بِاللَّفْظ وَسَنَدُه ضَعيف وَرَوَاه الدَّارِمِي بلفظ مشابه وَسَنَدُهُ صَحِيح. قَالَ ابنُ حجَر: وَالْفَرد النِّسبِي إِنْ وَافَقَهُ غَيرُه فَهُوَ الْمُتَابَع، وَإِنْ وُجدَ مَتن يُشبِهه فَهُوَ الشَّاهِد، وَتَتَبُّع الطُّرُق لِذَلِكَ هُوَ الاعْتِبَار. (نخبة الفكر، 1/ 15). مَا تَحْتَهُ خَطّ هُوَ الَّذِي يَعْنِينا مِن كَلاَم بن حَجَر. ¥

مثال آخر

مثال آخر هَذَا مِثَال آخر على الشَّاهِد كَمَا تَرَى رَوَى التِّرْمِذِي الْحَدِيث بِاللَّفْظ وَسَنَدُه ضَعيف وَرَوَاه ابن ماجه بِالْمَعْنَى وَسَنَدُهُ صَحِيح. ¥

الصحيح

الصحيح هَذِهِ ثَلاَث صُوَر لِلْحَدِيث الصَّحِيح، وَهُنَاكَ خَمْسَة شُرُوط إِنْ تَوَفَّرَت صَحَّ الْحَدِيث وَهِي: عَدَالَة الرُّوَاة، ضَبْط الرُّواة، اتِّصَالُ السَّنَد، عَدَمُ الْعِلَّة، عَدَمُ الشُّذُوذ؛ وَفِي هَذَا الشَّكْل تَوَفَّرَت ثَلاَثَة شُرُوط، وَهِيَ: الْعَدَالَة وَالضَّبْط وَاتِّصَالُ السَّنَد، أَمَّا الْعِلَّة وَالشُّذُوذ فَلاَ تَتَبَيَّن إِلاَّ بِجَمع طُرق الْحَدِيث وَمُقَارَنَتها بِبَعضِهَا، فَمَثلاً الْعِلَّة قَدْ تَكُون: بِالإرْسَال فِي الْمَوصُول، أَوْ الوَقْف فِي الْمَرفُوع، أَوْ بِدخُول حَدِيث فِي حَدِيث، أَوْ وَهْم وَاهِم وَغَير ذَلِك، وَسَيَأتِي إِنْشَاء اللهُ مِثَال عَلَى مَعْلُول السَّنَد (صـ 58) وَالشُّذُوذ هُوَ: مُخَالَفَة الثِّقَة لِمَنْ هُوَ أَوْثَقُ مِنهُ. ¥

إسناد صحيح

إسناد صحيح الْقَول عَنِ الْحَدِيث صَحِيحُ الإِسْنَاد لاَ يَعْنِي أَنَّ الْحَدِيث صَحِيح، فَإِنْ قَالَ الْمُحَقِّق: إِسْنَادُهُ صَحِيح فَقَدْ ضَمِنَ لَكَ ثَلاَثَة شُرُوط مِن شُرُوط الْحَدِيث الصَّحِيح وَهِي: عَدَالَة الرُّوَاة، ضَبْط الرُّوَاة، اتِّصَالُ السَّنَد، وَاسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ الْعِلَّة وَالشُّذُوذ، وَفِي بَعض الأحْيَان تَكُون الْعِلَّة فِي الإسْنَاد فَلاَ يُقَالُ عَنِ الإسْنَاد: صَحِيح حَتَّى لَوْ تَوَفَّر فِيهِ الاتِّصَال وَالْعَدَالَة وَالضَّبْط، وَسَيَأتِي بَيَانُ ذَلِكَ فِي "الْمَعلُول". تَنْبِيه!! اعْلَمْ أَنَّ أَكْثَر الأَحَادِيث الَّتِي وُصِفَتْ بِأَنَّها ِصَحِيحَة الإِسْنَاد هَيِ أَحَادِيث صَحِيحَة إِلاَّ إِذَا تَبَيَّنَتْ عِلَّة لِذَلِكَ الْمَتْن. ¥

رجاله ثقات

رجاله ثقات عِبَارَة «رِجَالُهُ ثِقَات» لاَ تَعْنِي أَنَّ الْحَدِيثَ صَحِيح وَلاَ تَعْنِي أَيْضاً أَنَّ إِسْنَادَهُ صَحِيح، فَهَذَا الشَّكْل إِسْنَادُهُ صَحِيح وَتَصِح عَلَيْهِ عِبَارَة «رِجَالُهُ ثِقَات». وَسَيَتَبَيَّن الْمَعْنَى بَعْدَ الأشْكَال الآتِيَة. ¥

رجاله ثقات

رجاله ثقات هَذَا الْحَدِيث ضَعِيف وَتَصح عَلَيهِ عِبَارَة «رِجَالُهُ ثِقَات»، لأن علته الانقطاع. وَالْقَولُ عِنَ الْحَدِيث: «رِجَالُهُ ثِقَات» أَو «رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح» أَو «رُوَاتُه مُحْتَجٌّ بِهِم فِي الصَّحِيح»، هَذِهِ الْعِبَارَات لاَ تُحَقِّق مِنْ شُرُوط الْحَدِيث الصَّحِيح إِلاَّ الْعَدَالَة وَالضَّبْط، فَإِنْ قَالَ الْمُحَقِّق: رِجَالُهُ ثِقَات فَقَدْ ضَمِنَ لَكَ شَرْطَينِ مِنْ شُرُوط الْحَدِيث الصَّحِيح، وَهِيَ: الْعَدَالَة وَالضَّبْط، وَاسْتَثْنَى: اتِّصَال السَّنَد وَعَدَم الْعِلَّة وَعدَم الشُّذُوذ، فَقَدْ يَكُونُ الْحَدِيثُ: صَحِيحاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ ضَعِيفاً جِداً أَوْ مُنْقَطِعاً أَوْ مُعْضَلاً أَوْ مُعَلَّقاً أَوْ مَعْلُولاً أَوْ شَاذّاً أَوْ مُنْكَراً؛ وَكُلّ هَذِهِ الأنْوَاع تَنْدَرج تَحْتَ عِبَارَة «رِجَالُهُ ثِقَات». ¥

رجاله ثقات

رجاله ثقات هَذَا الإِسْنَاد ضَعِيف وَتَصح عَلَيهِ عِبَارَة «رِجَالُه ثِقَات»، لأنَّ الشَّرْط الْمَفْقُود فِي الصِحَّة هُوَ: اتِّصَالُ السَّنَد، فَهُوَ مُعَلَّق كَمَا تَرَى. ¥

رجاله ثقات

رجاله ثقات وَهَذَا أَيْضاً كَسَابِقِة تَصح عَلَيهِ عِبَارَة «رِجَالُهُ ثِقَات» مَعَ ضَعْفِهِ وَسَبَب ضَعْفه عَدَم اتِّصَالِ السَّنَد فَهُوَ مُعْضَل، وَقَدْ يَكُون أَحَدُ هَذَين الرَّجُلَين الْمُسْقَطَين مَتْرُوكاً فَتَكُون مَرْتَبَة الْحَدِيث ضَعِيفاً جِداً. فَالْخُلاَصَة: كَلِمَة «رِجَالُه ثِقَات» أَو «رِجَالُه رِجَالُ الصَّحِيح» وَغَيْرهَا "يُسْتَأنَسُ بها فقط". ¥

حسن صحيح

حسن صحيح إِنْ كَانَ لِلحَدِيث إِسْنَادَين فَأَكْثَر فَهُوَ صَحِيح بإِسْنَاد، حَسَن بِإسنَاد آخَر، كَمَا فِي الشَّكْل، فَلَوْ أَنَّ الدَّارِمِي رَوَى حَدِيثاً بِسَنَد حَسَن وَرَوَاهُ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحِة حِينئِذٍ يَرْتَقِي الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الدَّارِمِي إِلَى "حَسن صَحِيح"، وَبَعْض مِنَ المُحَقِّقِين إِذَا وَجَدَ لِلْحَدِيث الحسن طَرِيقاً آخر صَحِيح يَكْتَفِي بِكَلِمَة "صحيح" دُونَ "حسن صحيح". وَإِنْ كَانَ لِلحَدِيث إِسنَاد وَاحِد فَقَطْ فَهُنَاكَ رَاوٍ مِنْ روَاتِهِ مُخْتَلَفٌ فِيهِ، فَمِنهُم مَنْ وَثَّقَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ، فَيَكُونُ حَسَنَ الحَدِيثِ عِندَ قَومٍ صَحِيح الحَدِيث عِند الآخَرِين. ¥

الصحيح لغيره

الصحيح لغيره الصَّحِيح لِغَيرِهِ هُوَ: الْحَسَن لِذَاتِهِ إِذَا رُويَ مِنْ طَرِيق آخَر مِثلُه أَوْ أَقْوَى مِنهُ، وَسُمِّيَ صَحِيحاً لِغَيرِهِ لأنَّ الصِّحة لَمْ تَأْتِهِ مِنْ ذَات السَّنَد، وَإِنَّمَا أَتَتهُ مِنْ انْضِمَام غَيره لَه، فَلَوْ أَنَّ الدَّارِمِي رَوَى حَدِيثاً بِسَنَد حَسَن وَرَوَاهُ النَّسَائِي مِنْ طَرِيق آخَر بِسَنَدٍ حَسَن فَإِنَّ الْحَدِيث فِي هَذِه الْحَالة يَرْتَقِي إِلَى دَرَجَة "الصَّحِيح لِغَيْرِهِ". ¥

الحسن

الحسن الحديث الحسن هَوُ: مَا رَوَاهُ عَدلٌ خَفِيفُ الضَّبطِ مُتَّصِل السَّنَد وَلاَ يكَوُن شَاذًّا وَلاَ مُعَلَّلاً. هَذَا الإسْنَاد فِيه رَاوٍ خَفِيفُ الضَّبْط: صَدُوق، نَزَلَ عَنْ مَرتَبَة الثِّقَة وَهُوَ: تَام الضَّبْطَ، وَمِن أَجْلِهِ نَزَلَ الْحَدِيث إِلَى دَرَجَة الْحَسَن، وَالْحَدِيث الْحَسَن هُوَ كاَلصَّحِيح فِي الاحْتِجَاج بِهِ وَإِنْ كَانَ دُونَهُ فِي الْقُوَّه، وَقَدْ أَدْرَجَهُ بَعْضُ الْمُتَسَاهِلِينَ فِي نَوْع الصَّحِيح، كَالْحَاكِمِ وَابْنِ حِبَّان وَابْنِ خُزَيْمَةَ، مَعَ قَوْلِهِمْ بَأَنَّهُ دُونَ الصَّحِيح. ¥

الحسن لغيره

الحسن لغيره الْحَدِيث الضَّعِيف إِذَا رُويَ مِنْ طَرِيق آخَر صَحِيحٌ أو حَسَن أو ضَعِيف - كَمَا فِي الأشْكَال الآتِيَة - يُقَالُ لَهُ: حَسن لِغَيرِه. فَلَوْ أَنَّ الدَّارِمِي رَوَى حَدِيثاً بِسَنَدٍ ضَعِيف وَرَوَاه التِّرمِذِي بِسَنَدٍ صَحِيح حَينَئِذٍ يُقَالَ لِلْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الدَّارِمِي "حَسَن لِغَيْرِه"ِ. وَبَعض الْعُلَمَاء وَمِنهُم - الألبَانِي - إِنْ كَانَ سَنَد الْمَتن ضَعِيفاً وَوَجَدَ سَنَداً آخَر صَحِيحاً لِهَذَا المَتِن حَكَمَ عَلَيه بِالصِّحة: "صحيح". ¥

نوع آخر

نوع آخر هَذَا أَيْضاً كَسَابِقِة رَوَى الدَّارِمِي الْحَدِيث بِسَنَدٍ ضَعِيف، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِي مِنْ طَرِيق آخَر بِسَنَدٍ حَسَن، وَيَصِير بِذَلِك حَدِيث الدَّارِمِي "حَسَناً لِغَيْرِه"ِ. ¥

نوع آخر

نوع آخر وَالضَّعِيف أيضا إِنْ تَعَدَّدت طُرقه يُقَالُ لَهُ: حَسَن لِغَيرِه. مَلْحُوظَة: فِي هَذِا الْمِثَال وَالْمِثَالَين السَّابِقَين يُحْكَمُ عَلَى الْحَدِيث بَأَنَّهُ حَسَناً لِغَيْرِهِ إِذَا سَلِم مِنَ الشُّذُوذ وَالْعِلَل الْقَادِحَة. ¥

الضعيف

الضعيف هَذِهِ صُورَتَانِ مِن صُوَر الْحَدِيث الْضَّعِيف؛ وَفِي بَعْض الأَحْيَان يُسَلَّك حَدِيثُ الرَّجُل الْمَجْهُول إِنْ وُجِدَ حَدِيثُةُ مُقَارِباً لِحَدِيث الْثِقَات، فَمَثَلاً إِنْ كَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ مَجْهُول وَوُجِدَنا أَنَّ حَدِيثةُ مُوَافِقاً لِحَدِيث الْثِّقَات غَيْر مُخَالِفٍ، فَفِي هَذِهِ الْحَال يُسَلَّكُ حَدِيثُة وَيُقْبَلُ مَا لَمْ يُخَالِف، كَمَا سُؤلَ الأَلبَانِي: عَنِ الرَّجُل الْمَجْهُول إِنْ وُجِدَ حَدِيثَة مُسْتَقِيماً هَلْ يُوَثَّقُ، فَأَجَابَ أَنَّهُ لاَ يُوَثِّقه وَلَكِنَّهُ يُسَلِّكُ حَدِيثَة. أي: يقبله وَيُمَشِّية. ¥

المدار

المدار الْمَدَار: هُوَ الرَّجُل الَّذِي تَلْتَقِي أَسَانِيد الْحَدِيث عِندَهُ فَهُوَ مَجْمَعها، وَقَدْ يَكُونُ الْمَدَار هُوَ التَّابِعِي أَوْ تَابِع التَّابِعِي كَمَا فِي الشَّكْل أَوْ أَتْبَاع الأتبَاع .. الخ. ¥

المنكر

المنكر هَذَا مُجَرَّد مِثَال وَهْمِي، فَلَوْ أَنَّ الزُّهْرِي رَوَى حَدِيثٍ عَنْ أَنَس بن مَالِك عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يَروِه عَنِ الزُّهْرِي لاَ مَالِك بن أَنَس وَلاَ اللَّيث بن سَعْد وَلاَ سُفْيَان بن عُيَينَة وَلاَ غَيرَهُم مِمَّن لاَزَم الإمَام الزُّهْرِي وَأَكْثَرَ عَنهُ، فَيَأْتِي رَجُلٌ ضَعِيف لاَ يُحْتَمَل تَفَرُّده وَيَأْتِي بِحَدِيث عَنْ الزُّهْرِي لَمْ يَروِه طُلاَبه الْمُقَرَّبِين الْمُلاَزِمِينَ لَهُ؛ وَهَذَا مَا يُسَمِّيه الْمُحَقِّقُونَ: بـ "منُكَر" وَفِي اصطِلاَح البَعض "لاَ أَصْلَ لَهُ" لأنَّهُ لَوْ كَانَ صَحِيحاً لَمْ يَفُت طُلاَب الزُّهْرِي الْمُقَرَّبِين. ¥

آخر منكر

آخر منكر هَذَا مِثَال عَلَى الْمُنْكَر - وَهُوَ مِنْ أَنْوَاع الضَّعِيف جِداً - وَصُوْرَتُه أَنْ يَرْوِي الرَّجُل الضَّعِيف حَدِيثاً يُخَالِف فِيهِ الثِّقَات، فَمَثَلاً فِي الشَّكْل إِسْنَاد الثِّقَات الَّذِي بِالسَّهْم الأَخْضَر يَأْمُر بِفِعْل أَمْر مَا، وَالإِسْنَاد الآخَر الَّذِي فِيهِ الرَّجُل الضَّعِيف يَأْمُر بِتَرك ذَلِكَ الأَمْر. ¥

المعلول

المعلول هَذَا الإسْنَاد الَّذِي بِالسَّهْم الأخْضَر جَمَعَ ثَلاَثَة شُرُوط مِنَ الصِّحة: وَهِيَ الاتِّصَال وَالعَدَالَة وَالضَّبْط، وَلَكِنَّه مَعْلُول بِعِلَّة قَادِحَة وَهِي أَنَّ يَعْلَى الطَّنَافِسِي اخْطأ فِي شَيخ سُفْيَان الثَّورِي عَبدِ الله بن دِينَار فَأسْتَبْدَلَهُ بِعَمْرو بن دِينَار، وَهَذَا خَطَأ، فَكَمَا تَرَى الْفَضل بن دُكَين وَمُحَمَّد الْفِريَابِي وَمَخْلَد بن يَزِيد كُلّهُم رَوَوهُ مِن طَرِيق سُفيَان عَنْ عَبدِ اللهِ بن دِينَار وَخَالَفَهُم يَعْلَى، وَهَذِهِ الْعِلَّة وَقَعَت فِي الإِسْنَاد، وَهُنَاك عِلَل كَثِيرَة مِنهَا إِرْسَال الْحَدِيث الْمُوصَول أَوْ وَقْف الْمَرفُوع وَغَيرهَا. {هَذَا الْحَدِيث الَّذِي فِي الشَّكْل هُوَ قَولُه - صلى الله عليه وسلم -:"الْبَيِّعَان بِالْخِيَار .. ".} مُلاَحَظَة: رِوَايَة النَّسَائِي تَحَرَّفَت فِي الطِّبَاعَة فَوَقَعَت "عَمْرو بن دِينَار" وَالنَّاظِر فِي تُحْفَة الأشْرَاف يَرَى صَوَاب هَذَا الْخَطَأ (الباعث الحثيث 1/ 202). ¥

توضيح المسأله

توضيح المسأله هَذَا الَّذِي كان ينبغي لِيَعْلَى الطَّنَافِسي، أن يوافق مَخْلَد بن يَزِيد وَمُحَّمد الْفِريَابِي وَالْفَضْل ابن دُكَين، فَيَرْوِي الْحَدِيث عَنْ سُفَيان الثَّوْرِي عَنْ عَبدِ اللهِ بن دِينَار، وَكَمَا تَرَى فَإِنَّ العِلَّة سَبَبٌ خَفِي غَامِض لا يَتَبَيَّن إِلاَّ بِجَمع طُرق الْحَدِيث وَمُقَارَنتها بِبَعضِهَا، وَكَمَا قَالَ بَعْضُ أَهْل هَذَا الفَنِّ [:"مَعْرِفَتنا بِهَذا كَهَانَة عِندَ الْجَاهْل" - أَيْ أَنَّ الْجَاهِل يَعْتَقِد أَنَّ عَالِم الْعِلَل كَاهِن لأنَّهُ يُخْبِر بِأمُور لَمْ يُدْرِكهَا - وَقَالَ عَبْدُ الرَّحمن بن مَهْدِي:"مَعْرِفَة عِلَلِ الْحَدِيث إِلْهَام، وَلَو قُلتَ لِلعَالِم بِعِلَل الْحَدِيث: مِن أَيْنَ قُلتَ هَذَا؟ لَمْ يَكُن لَهُ حُجَّة"] الباعث الحثيث (1/ 196)، (1/ 200). ¥

الموضوع

الموضوع هَذَا الْحَدِيث بِهَذَا الإِسْنَاد فِي جَامِع التِّرمِذِي وَهُوَ الْحَدِيث الْمَنْسُوب لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:"الْوَقْت الأَوَّلُ مِنْ الصَّلاةِ رِضْوَانُ اللَّهِ وَالْوَقْت الآخِرُ عَفْوُ اللَّهِ". وَالْحَدِيث مَوضُوع وَالسَّبَب هُوَ يعقوب ابن الوليد، قَالَ عَنهُ أَحْمَد بن حَنبَل: مِنَ الْكَذَّابِين الْكبَار يَضَع الْحَدِيث. ¥

ضعيف جدا

ضعيف جدا وَهَذَا الْحَدِيث مَوْجُود فِي جَامِع التِّرمِذِي وَهُوَ قَولهُ - صلى الله عليه وسلم - لِبِلاَل " يَا بِلاَل إِذَا أَذَّنتَ فَتَرَسَّل فِي أَذَانِك وَإِذَا أقَمْتَ فَاحْدُر ..... ". وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا بِسَبَب عَبد الْمُنْعِم، قال عَنْهُ ابْنُ حَجَر: مَتْرُوك، وَقَالَ الذَّهَبِي: واه ¥

تدليس الإسناد

تدليس الإسناد هَذَا الرَّجُل الْمُدَلِّس قَدْ أَسْقَطَ الضَّعِيف الَّذِي بَينَهُ وَبَينَ الثِّقَة، وَهَذَا الثِّقَة هُوَ شَيخ الْمُدَلِّس وَلَكِن فِي بَعْض الأحْيَان يَروِي الْمُدَلِّس أَحَادِيث عَنْ شَيْخِهِ بِوَاسِطَة كَمَا تَرَى فِي الشَّكْل لَمْ يَسْمَعها مِنْ شَيْخِهِ مُبَاشَرة بَلْ بِوَاسِطَة رَجُل ضَعِيف فَيُسْقِطُه وَيَروِيه بِصِيغَة تُوهِم أَنَّهُ سَمِعَه مِنهُ كـ: عَنْ، أَوْ قَالَ، وَيُقبَلُ حَدِيث الْمُدَلِّس إِذَا صَرَّح بِالسَّمَاع، أَوْ التَّحْدِث، أَيْ إِنْ قَالَ: سَمِعتُ أَوْ حَدَّثَنِي، وَبِصُورة أَوْضَح لِفِهم التَّدلِيس، لَوْ أَتَاكَ رَجُل وَحَدَّثَكَ بأحادِيث سَمِعَهَا مِن شَيخِكَ وَلَمْ تَسْمَعهَا أَنْتَ مِنهُ وَهَذَا الرَّجُل ضَعِيف فَإِن كُنتَ مُدَلِّساً تُسْقِط هَذَا الضَّعِيف الَّذِي بَينَكَ وَبَينَ شَيْخكَ وَتَرْوِيه بِصِيغَة تُوهِم أَنَّك سَمِعته مِن شَيخِكَ. ¥

تدليس التسوية

تدليس التسوية هَذَا النَّوع مِنَ التَّدلِيس هُوَ تَدْلِيس التَّسْوِيَة، وَهُوَ أَنْ يُسْقِطَ ضَعِيفاً بَينَ ثِقَتَين - وَكِلاَ الثِّقَتَين قَد التَقَيَا- وَصُورَتُه أَنَّ الثِّقَة الْحَافِظ الَّذِي فِي الشَّكْل يَروِي أَحَادِيث عَنْ الثقة الثبت بِدُون وَاسِطَة وَلَكِن فِي بَعْض الأحْيَان يَروِيهَا بِوَاسِطَة كَمَا فِي الشَّكْل رَوَاه عَنْ الثقة الثبت بِوَاسِطَة رَجُل ضَعِيف، فَيَأْتِي الْمُدَلِّس فَيُسْقِط الضَّعِيف الَّذِي بَينَهُمَا وَيُوهِمُ أَنَّ الثِّقَة الْحَافِظ رَواَهُ عَنْ الثقة الثبت. ¥

التدليس عن الثقات

التدليس عن الثقات هَذَا النَّوع مِنَ التَّدْلِيس لا يُؤثِّر فِي صِحَّة الْحَدِيث لأنَّهُ قَدْ أَسْقَطَ رَاوٍ ثِقَة. وَالمَقْصَد مِنْ هَذَا الفِعل: هَوُ العُلُو بِالإسنَاد أَي: لِيَكُونَ عَدَدَ الرُّوَاه بَينَهُ وَبَينَ رَسُولِ - صلى الله عليه وسلم - قَلِيلٌ. ¥

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

باب الطهارة

بَابُ الطَّهَارَة التَّسْمِيَة عِنْدَ الْوضُوءِ 1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لاَ وُضُوءَ لَهُ، وَلاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ». (¬1) =صحيح فَضْل السِّوَاك قَبْلَ الْوضُوء 2 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاك مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ». (¬2) =صحيح فَضْل الْوضُوء 3 - عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوضُوء، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِن تَحْتِ أَظْفَارِهِ». (¬3) =صحيح 4 - عَنْ أَبِي أَيّوب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَن تَوَضَّأَ كَمَا أُمِرَ، وَصَلَّى كَمَا أُمِرَ، غُفِرَ لَهُ مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلٍ». (¬4) =صحيح 5 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ خَلِيلِي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «تَبْلُغُ ¬

_ (¬1) أَبو داود (101) باب في التسمية والدعاء، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) البخاري (2/ 682) باب السواك الرطب واليابس للصائم "معلقا"، ورواه موصولا بلفظ " ... مع كل صلاة"، أحمد (9930)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) مسلم (245) باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء، أحمد (476)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬4) النسائي (144) باب ثواب من توضأ كما أمر، تعليق الألباني "صحيح".

فضل إسباغ الوضوء

الْحِلْيَةُ (¬1) مِنَ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوضُوءُ». (¬2) =صحيح 6 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «تَبْلُغ حِلْيَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَبْلَغَ الْوضُوءِ». (¬3) =صحيح 7 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ تَرَ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «غُرٌّ (¬4) مُحَجَّلُونَ (¬5) بُلْقٌ (¬6) مِنْ آثَارِ الْوَضُوءِ». (¬7) =حسن صحيح فَضْل إِسْبَاغ الْوضُوء 8 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ (¬8) فَلْيَفْعَلْ (¬9)». (¬10) =صحيح ¬

_ (¬1) الحلية: هي ما يحلى به أهل الجنة من الأساور ونحوها وهذا قول أكثر العلماء؛ هو من قوله تعالى {يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا}. (¬2) مسلم (250) باب تبلغ الحلية حيث يبلغ الوضوء، النسائي (149) حلية الوضوء، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) ابن حبان (1042) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح". (¬4) غرا: هو بياض في الوجه يكون يوم القيامة من نور الوضوء. (¬5) محجلون: التحجيل في الدواب ذوات القوائم البيض، والمراد ظهور النور في أعضاء الوضوء يوم القيامة. (¬6) بلق: مفردها: أبلق وهو من الفرس ذو سواد وبياض، وفي القاموس الأبلق: هو ارتفاع التحجيل إلى الفخذين. (¬7) ابن حبان (1044) تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬8) فمن استطاع منكم أن يطيل: المعنى إدخال شيء من العضد في الوضوء وكذلك شيء من الساق وإدخال أطراف الوجه إلى حد الأذنين وإلى حد منبت شعر الرأس. من غير مبالغه. (¬9) قوله فمن أستطاع .. إلى آخر الحديث قيل أنه مدرج من كلام أبي هريرة وليس من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (¬10) متفق عليه، البخاري (136) باب فضل الوضوء والغر المحجلون من آثار الوضوء، مسلم (246) باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء، واللفظ له.

فضل الوضوء بعد الحدث والبقاء على طهر دائم

9 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنْتُم الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ إِسْباَغِ (¬1) الْوضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ فَلْيُطِلْ غُرَّتَهُ وَتَحْجِيلَهُ». (¬2) =صحيح 10 - عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِسْبَاغُ الوضُوءِ عَلَى الْمَكَارِة (¬3)، وَإِعْمَالُ الأَقْدَامِ إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ يَغْسِلُ الْخَطَاياَ غَسْلاً». (¬4) =صحيح 11 - عَنْ ثَوَباْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا (¬5) وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعَمَالِكُمْ الصَّلاَة، وَلاَ يُحَافِظُ عَلَى الْوضُوءِ إِلاَّ مُؤمِنٌ (¬6)». (¬7) =صحيح فَضْل الْوضُوء بَعْدَ الْحَدَث وَالبَقَاء عَلَى طُهْرٍ دَائِم 12 - عَنِ بُرَيدَه الأَسْلَمِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ خَشْخَشَةً أَمَامَهُ (¬8) فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟». قَالُوا: بِلاَل، فَأَخْبَرَهُ، وَقَالَ: «بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ؟!». فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا أَحْدَثْتُ إِلاَّ تَوَضَّأْتُ، وَلاَ تَوَضَّأْتُ إِلاَّ ¬

_ (¬1) إسباغ الوضوء: إتمامه وإكماله كما هو مسنون. (¬2) متفق عليه، البخاري (136) الباب السابق، مسلم (246) الباب السابق، واللفظ له. (¬3) على المكاره: هو أن يتم ويكمل الوضوء في الحال التي يتأذى من الماء، إما لبرد أو لمرض. (¬4) مستدرك الحاكم (456) كتاب الطهارة، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم"، تعليق الألباني "صحيح" صحيح الجامع (926). (¬5) لن تحصوا: لن تطيقوا الاستقامة. (¬6) ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن: أي: بإسباغه وإدامته واستيفاء سننه وآدابه، إلا مؤمن كامل الإيمان، ولا يديم فعله في المكاره وغيرها منافق. (¬7) ابن ماجه (277) باب المحافظة على الوضوء، تعليق الألباني "صحيح". (¬8) أمامه: أي: في الجنة.

فضل الوضوء عند كل صلاة

رَأَيْتُ أَنَّ للهِ عَلَيَّ رَكْعَتَينِ أُصَلِّيهمَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «بِهَا (¬1)». (¬2) =صحيح فَضْل الْوضُوء عِنْدَ كُلِّ صَلاَة 13 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ بِوُضُوءٍ، وَمَعَ كُلِّ وضُوءٍ بِسِوَاكٍ». (¬3) =حسن 14 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَة بن أَبِي عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أُمِرَ باِلوضُوءِ لِكُلِّ صَلاَةٍ طَاهِراً أَوْغَيرَ طَاهِرٍ، فَلَمَّا شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ أُمِرَ بِالسِّوَاكِ لِكُلِّ صَلاَةٍ. (¬4) =حسن 15 - عَنْ أَنَس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ (¬5) عِنْدَ كُلِّ صَلاَة. (¬6) =صحيح فَضْل التَّخَلِيْل وَإِتْمَام الْوضُوء 16 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «حَبَّذَا (¬7) الْمُتَخَلِّلُونَ مِنْ أُمَّتِي». (¬8) =حسن ¬

_ (¬1) بها: جواب لسؤاله «بم سبقتني». (¬2) ابن حبان (7045) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) سنن النسائي الكبرى (3039)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5318). (¬4) أبو داود (48) باب السواك، ابن خزيمة (138) باب الأمر بالسواك عند كل صلاة أمر ندب وفضيلة لا أمر وجوب وفريضة، تعليق الألباني "حسن". (¬5) الوضوء عند كل صلاة هو الأفضل. (¬6) البخاري (211) باب الوضوء من غير حدث. (¬7) حبذا: كلمة مدح. (¬8) مسند الشهاب (1333)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3125).

17 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا تَوَضَّأَ أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَأَدْخَلَهُ تَحْتَ حَنَكِهِ فَخَلَّلَ بِهِ لِحْيَتَهُ وَقَالَ: «هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ». (¬1) =صحيح 18 - عَنْ أَبِي وَائِلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَان رضوَان اللهِ عَلَيْهِ تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ ثَلاَثاً، وَقَالَ: «هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَهُ». (¬2) =حسن صحيح 19 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَتَنْتَهكُنَّ الأَصَابِعَ (¬3) بِالطّهورِ أَوْ لَتَنْتَهِكنّها النَّار». (¬4) =حسن صحيح 20 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ، وَبُطُونِ الأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ». (¬5) =صحيح 21 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ تَوَضَّأَ وَتَرَكَ عَلَى قَدَمِهِ مِثْل مَوْضِعِ الظُّفُر، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ارْجِعْ فَأَحْسِن وضُوءَكَ (¬6)». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) أَبو داود (145) باب تخليل اللحية، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4696). (¬2) ابن حبان (1078) تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح لغيره". (¬3) لتنتهكن: أي: لتبالغن في غسلها أو لتبالغن النار في إحراقها. (¬4) المعجم الأوسط (2674)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (218)، الصحيحة (3489). (¬5) ابن خزيمة (163) باب التغليظ في ترك غسل بطون الأقدام في الوضوء ... .، تعليق الأعظمي "إسناده صحيح"، أحمد (17743)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (7133). (¬6) ارجع فأحسن وضوءك: هذا إذا نشفت الأعضاء، وأما إن كانت أعضاؤه مبتلة فيكفي أن يغسل هذا الموضع المتبقي، ولا يلزمه الإعادة. (¬7) أبو داود (173) باب تفريق الوضوء، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في الوضوء مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثا

مَا جَاءَ فِي الوضُوُء مَرَّةً مَرَّة وَمَرَّتَينِ مَرَّتَينِ وَثَلاثاً ثَلاثاً 22 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: تَوَضَّأَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّةً مَرَّة. (¬1) =صحيح 23 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ. (¬2) =صحيح 24 - عَنْ علي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ ثَلاَثاً ثَلاَثاً. (¬3) =صحيح 25 - عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَان وَعَلِيًّا يَتَوَضَّآنِ ثَلاثاً ثَلاثاً، وَيَقُولاَنِ: «هَكَذَا كَانَ وضُوءُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -». (¬4) =صحيح 26 - عَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ وَاحِدَةً، وَاثْنَتَيْنِ، وَثَلاثًا ثَلاثًا، كُلُّ ذَلِكَ كَانَ يَفْعَلُ». (¬5) =صحيح مَا جَاءَ فِي كَرَاهَة الزِّيَادَة عَلَى ثَلاث 27 - عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلىَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَسأَلُهُ عَنِ الْوضُوءِ، فَأَرَاهُ ثَلاَثاً ثَلاَثًا قَالَ: «هَذَا الْوضُوء، ¬

_ (¬1) البخاري (156) باب الوضوء مرة مرة. (¬2) البخاري (157) باب الوضوء مرتين مرتين. (¬3) الترمذي (44) باب ما جاء في الوضوء ثلاثا ثلاثا، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (928)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناد صحيح". (¬4) ابن ماجه (413) باب الوضوء ثلاثا ثلاثا، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) المعجم الكبير (125)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4909)، الصحيحة (2122).

فضل الشهادة بعد الوضوء

فُمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا، فَقَدْ أَسَاءَ وَتَعَدَّى وَظَلَم». (¬1) =صحيح 28 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الطّهُورِ وَالدُّعَاءِ». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي اقْتِصَاد النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فِي الْوضُوء 29 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِثُلُثَيْ مُدّ مَاءً فَتَوَضَّأَ، فَجَعَلَ يَدْلكُ ذِرَاعَيْهِ. (¬3) =صحيح فَضْل الشَّهَادَة بَعْدَ الْوضُوء 30 - عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ - أَوْ فَيُسْبِغُ (¬4) - الْوضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه، إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَة، يْدَخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ». (¬5) =صحيح زَادَ التِّرْمِذِيّ بَعدَ ذِكْر الشَّهَادَة: «اللَّهُمَّ! اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (6684)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح وهذا إسناد حسن"، تعليق أحمد شاكر "إسناده صحيح"، النسائي (140 (الاعتداء في الوضوء، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الصحيحة (2980). (¬2) أبو داود (96) باب الإسراف في الماء، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) ابن حبان (1080)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬4) فيسبغ: إسباغ الوضوء: إتمامه وإكماله كما هو مسنون. (¬5) مسلم (234) باب الذكر المستحب عقب الوضوء، واللفظ له، أبو داود (169) باب ما يقول الرجل إذا توضأ، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) الترمذي (55) باب ما يقال بعد الوضوء، تعليق الألباني "صحيح".

فضل الاستغفار بعد الوضوء

فَضْلُ اِلاسْتِغْفَار بَعْدَ الْوضُوءِ 31 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَقَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ كُتِبَ فِي رِقٍّ (¬1) ثُمَّ طُبِعَ بِطَابِعٍ (¬2) فَلَمْ يُكْسَر إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة». (¬3) =صحيح فَضْل السِّوَاك 32 - عَنْ أُمْ حَبِيبَة رضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لأَمَرْتهُم بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ، كَمَا يَتَوَضَّئون». (¬4) =صحيح 33 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أُمِرتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُوحَى إِلَيَّ فِيهِ». (¬5) =حسن لغيره 34 - عَنْ عَائِشَة زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «فَضْلُ الصَّلاَةِ بِالسِّوَاكِ عَلَى الصَّلاَةِ بِغَيْرِ سِوَاكٍ، سَبْعِينَ ضِعْفاً». (¬6) (¬7) * ¬

_ (¬1) الرق: هو جلد رقيق يستخدم للكتابة. (¬2) الطابع: هو الخاتم، والمعنى أنه يختم على هذا الرق فلا يفتح إلى يوم القيامة، ويوم القيامة يكون مكافأة لمن قاله. (¬3) مستدرك الحاكم (2072) ذكر فضائل سور وآي متفرقة، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، سنن النسائي الكبرى (9909)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6170)، الصحيحة (2333). (¬4) أبو يعلى (7127)، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح، أحمد (27455) "عن زينب بنت جحش"، تعليق الألباني "حسن" الترغيب والترهيب (207). (¬5) أحمد (2895)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حسن لغيره"، تعليق الألباني "حسن لغيره" الترغيب والترهيب (213). (¬6) مستدرك الحاكم (515) كتاب الطهارة، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم"، أحمد (26218)، تعليق شعيب الأرنؤوط "ضعيف"، تعليق الألباني "ضعيف" ضعيف الجامع (3965). (¬7) هذا الحديث كثير من أهل العلم من صححه ومنهم من حسنه ومنهم من ضعفه، وقال عنه عبد العظيم المنذري في =

35 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ الْنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لأَمَرْتهُمْ باِلسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ». (¬1) =صحيح 36 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ». (¬2) =صحيح 37 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا قَامَ أَحَدكُمْ يُصَلِّي مِنَ اللَّيلِ فَلْيَسْتَكْ (¬3) فَإِنَّ أَحَدكُمْ إِذَا قَرَأَ فِي صَلاَتِهِ وَضَعَ مَلَكٌ فَاهُ عَلَى فِيهِ وَلاَ يَخْرُجُ مِنْ فِيهِ شَيْءٌ إِلاَّ دَخَلَ فَمَ الْمَلَك». (¬4) =صحيح 38 - عَنِ ابْنِ شِهَاب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا قَامَ الرَّجُل فَتَوَضَّأَ لَيْلاً، أَوْ نَهَاراً فَأَحْسَنَ وضُوءهُ، وَاسْتَنَّ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، أَطَافَ بِهِ مَلَكٌ، وَدَنَا مِنْهُ، حَتَّى يَضَع فَاهُ عَلَى فِيهِ، فَمَا يَقْرَأُ إِلاَّ فِي فِيهِ، وَإِذَا لَمْ يَسْتَنَّ أَطَافَ بِهِ (¬5) وَلَمْ يَضَع فَاهُ عَلَى فِيهِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لاَ يَقُومُ إِلَى الصَّلاَةِ حَتَّى ¬

_ = الترغيب والترهيب "إسناده جيد". وتعقبه الألباني قائلا "كذا قال وخالفه الحافظ في: التلخيص (1/ 121، 122 (فقال: «وأسانيده كلها معلولة». والحافظ أقعد بهذا العلم وأعرف بعلله من المؤلف رحمهما الله تعالى، فالقول قوله عند التعارض عندي حين لا يتيسر لنا الوقوف على الأسانيد المختلف فيها كما هو الشأن هنا". (¬1) متفق عليه، البخاري (847) باب السواك يوم الجمعة، مسلم (252) باب السواك، واللفظ له. (¬2) البخاري (2/ 682) باب السواك الرطب واليابس للصائم، «معلقا»، النسائي (5) باب الترغيب في السواك، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) يستك: يتسوك. (¬4) شعب الإيمان (2117)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (720). (¬5) أطاف به: يقال أطاف به القوم إذا حلقوا حوله حلقة وإن لم يدوروا، وطافوا إذا داروا حوله، مثال ذلك قول الحارث بن عمرو أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بمنى أو بعرفات وقد أطاف به الناس، وعن أنس قال رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - والحلاق يحلقه وقد أطاف به أصحابه، أي: اجتمعوا حوله، وفي المعنى اللغوي: أطاف به: ألم به.

يَسْتَنَّ». (¬1) =صحيح مرسل ******* ¬

_ (¬1) الزهد لابن المبارك (1205)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (723).

باب الصلاة

بَابُ الصَّلاَة فَضْل الْمَسَاجِد وَبِنَائهَا 39 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقهَا». (¬1) =صحيح 40 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «الْمَسْجِد بَيتُ كُلّ تَقِيّ». (¬2) =حسن 41 - عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ بَنَى للهِ مَسْجِداً، بَنَى اللهُ لَهُ مِثْلهُ فِي الْجَنَّةِ». (¬3) =صحيح 42 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ بَنَى مَسْجِداً للهِ كَمَفْحَصِ قَطَاه (¬4) أَوْ أَصْغَر، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ». (¬5) =صحيح مَا جَاء فِي زَخْرَفَة الْمَسَاجِد 43 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا أُمِرْتُ بِتَشْيِيدِ الْمَسَاجِد». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) مسلم (671) باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح وفضل المساجد، ابن حبان (1598)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) مسند الشهاب (72)، تعليق الألباني "حسن". صحيح الجامع (6702)، الصحيحة (716). (¬3) ابن ماجه (736) باب من بنى لله مسجدا، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) كمفحص قطاه: القطاه طائر، والمفحص: هو محل تتخذه لبيضها في الأرض كالعش، وهو مذكور للمبالغة وإلا فأقل المساجد أن يكون موضعا لصلاة واحد. (¬5) ابن ماجه (738) باب في بناء المساجد، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) ابن حبان (1613) تعليق الألباني "صحيح".

فضل الأذان

44 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِد». (¬1) =صحيح 45 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «إِذَا زَخْرَفْتُم مَسَاجِدَكُمْ، وَحَلَّيتُمْ مَصَاحِفَكُمْ، فَالدَّمَارُ عَلَيكُمْ». (¬2) =حسن أَمَاكِن لا تَجُوز الصَّلاة بِهَا 46 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الأرْضُ كُلّهَا مَسْجِد، إِلاَّ الْمَقْبرَة وَالْحَمَّام». (¬3) =صحيح 47 - عََنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «صَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلاَ تُصَلُّوا فِي مَعَاطِنِ (¬4) الإِبِلِ، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ (¬5)». (¬6) =صحيح فَضْل الأَذَان 48 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ¬

_ (¬1) ابن حبان (6722) تعليق الألباني "صحيح". (¬2) الزهد لابن المبارك (797)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (585)، الصحيحة (1351). (¬3) ابن حبان (2316) تعليق الألباني "صحيح". (¬4) معاطن الإبل: مفردها عطن وهو مبرك الإبل حول الماء. (¬5) فإنها خلقت من الشياطين: قال أبو حاتم: «أراد به أن معها الشياطين». انتهى كلامة؛ وهناك حديث قال - صلى الله عليه وسلم -: «على ظهر كل بعير شيطان». وسيأتي إن شاء الله. (¬6) ابن حبان (1699) تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (20590)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين".

مَا فِي النِّدَاء وَالصَّفِّ الأَوَّل، لاَسْتَهَمُوا (¬1) عَلَيهِ». (¬2) =صحيح 49 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاس مَا فِي الأَذَان وَالصَّفّ الأَوَّل، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيهِ، لاسْتَهَمُوا عَلَيهِ». (¬3) =صحيح 50 - عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «الْمُؤذِّنُونَ أَطْوَل النَّاسِ أَعْنَاقاً (¬4) يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬5) =صحيح 51 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لاَ يَسمَعُ صَوتَهُ، شَجَرٌ وَلاَ مَدَرٌ وَلاَ حَجَرٌ وَلاَ جِنٌّ وَلاَ إِنْسٌ، إِلاَّ شَهِدَ لَهُ». (¬6) =صحيح 52 - عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفّ الْمُقَدَّمِ، وَالْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ بِمَدِّ صَوْتِهِ، وَيُصَدِّقُهُ ¬

_ (¬1) لا ستهموا: أي: يجعلونها قرعة، فمثلا إن جاء الناس ووجدوا الصف الأول قد امتلأ ولم يبق إلا مكان يتسع لشخص لجعلوا نيل هذا المكان قرعة، وكذلك الأذان لا يكون إلا بقرعة لعظيم فضله. (¬2) متفق عليه، البخاري (590) باب الاستهام في الأذان، مسلم (437) باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها والازدحام على الصف الأول والمسابقة إليها وتقديم أولي الفضل وتقريبهم من الإمام، ابن خزيمة (1554) باب ذكر الاستهام على الصف الأول، واللفظ له. (¬3) متفق عليه، البخاري (2543) باب القرعة في المشكلات، مسلم (437) الباب السابق، ابن خزيمة (391) باب الاستهام على الأذان إذا تشاجر الناس عليه، واللفظ له. (¬4) أطول الناس أعناقا: قيل معناه أنهم أكثر الناس تشوفا إلى رحمة الله تعالى لآن المتشوف يطيل عنقه إلى ما يتطلع إليه، فمعناه كثرة ما يرونه من الثواب. (¬5) مسلم (387) باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه، ابن ماجه (725) باب فضل الأذان وثواب المؤذنين، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (16907)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬6) البخاري (584) باب رفع الصوت بالنداء وقال عمر بن عبد العزيز أذن أذانا سمحا وإلا فاعتزلنا، ابن خزيمة (389) باب فضل الأذان ورفع الصوت به وشهادة من يسمعه من حجر ومدر وشجر وجن وإنس للمؤذن، واللفظ له.

مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى مَعَهُ». (¬1) =صحيح 53 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَذَّنَ ثِنتَي عَشْرَةَ سَنَهً، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّة، وَكُتِبَ لَهُ بِتَأْذِينِهِ فِي كُلِّ يَومٍ ستُّونَ حَسَنَهً، وَلِكُلِّ إِقَامَةٍ ثَلاَثُونَ حَسَنَهً». (¬2) =صحيح 54 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُوْلُ: «الْمُؤذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَى (¬3) صَوْتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَشَاهِدُ (¬4) الصَّلاَةِ يُكْتَب لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ صَلاَةً، وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بْينَهُمَا». (¬5) =صحيح 55 - عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ خِيَارَ عِبَاد الله الَّذِيْنَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ، وَالْقَمَرَ، وَالنُّجُومَ، وَالأَظِلَّةَ، لِذِكْرِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ -». (¬6) =صحيح دُعَاء الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - للمُؤذِّن بِالْمَغْفِرَة 56 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الإِمَامُ ضَامِن وَالْمُؤَذِّنُ مُؤتَمَن، اللَّهُمَّ أَرْشِد الأئِمَّةَ، وَاغْفِر للمُؤَذِّنِيْنَ». (¬7) =صحيح 57 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ ¬

_ (¬1) النسائي (646) رفع الصوت بالأذان، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) ابن ماجه (728) باب فضل الأذان وثواب المؤذنين، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) مدى صوته: المَدَى: هو الغاية والقَدْر، والمراد أقصى مسافة يصل إليها صوته. (¬4) وشاهد الصلاة: أي: الذي حضر وصلى مع الأمام سمي (شاهد) لحضوره مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - للرجل الذي سأله هل لي من حج لسبب تأخره قال «من شهد معنا الصلاة .. ». أي: حضرها وصلاها معنا. (¬5) أبو داود (515) باب رفع الصوت بالأذان، ابن حبان (1664) تعليق الألباني "صحيح". (¬6) مستدرك الحاكم (163) كتاب الإيمان تعليق الذهبي قي التلخيص "إسناده صحيح"، تعليق الألباني "صحيح لغيره" الصحيحة (3440 ( (¬7) أبو داود (517) باب ما يجب على المؤذن من تعاهد الوقت، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في النهي عن اخذ أجرة على الأذان

مُؤْتَمَنٌ، فَأَرْشَدَ اللهُ الأَئِمَّةَ، وَغَفَرَ لِلْمُؤَذِّنِينَ». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي النَّهي عن اخْذ أُجْرة عَلَى الأذَان 58 - عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعاَص رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ «يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْنِي إِمَامَ قَوْمِي». قَالَ: «أَنْتَ إِمَامُهُمْ، وَاقْتَدِ بِأَضْعَفِهِمْ (¬2) وَاتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًا». (¬3) =صحيح فَضْلُ الأَذَان وَالصَّلاَة فِي الصَحْراء وأن الْمَلاَئِكَة تُصَلِّي مَعَهُ 59 - عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا كَانَ الرَّجُلُ بِأرْضٍ قِيٍّ (¬4) فَحَانَتِ الصَّلاَة، فَلْيَتَوضَّأ فَإِن لَمْ يَجِد مَاءَ فَلْيَتَيَمَّم، فَإِن أَقَامَ صَلَّى مَعَهُ مَلَكَاه، وَإِنْ أَذَّنَ وَأَقَامَ صَلَّى خَلْفَهُ مِنْ جُنُودِ اللهِ مَا لاَ يُرَى طَرَفَاهُ». (¬5) =صحيح 60 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «يَعْجَبُ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رَاعِي غَنَم فِي رَأْسِ شَظِيَّةٍ (¬6) بِجَبل، يُؤَذِّنُ بِالصَّلاَةِ وَيُصَلِّي، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: اُنظُروا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُؤذِّنُ وَيُقِيمُ للِصَّلاَة يَخَافُ مِنِّي، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلتهُ الْجَنَّة». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن حبان (1670) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) واقتد بأضعفهم: هو بأن ينظر ما يَحْتَمِلَهُ أضعف القوم فيقتدي به فيصلي بصلاته مراعيا له، من غير أن يخل بها. (¬3) أبو داود (531) باب أخذ الأجر على التأذين، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) قي: هي الأرض القفر الخالية. (¬5) مصنف عبد الرزاق (1955)، تعليق الألباني "صحيح" الترغيب والترهيب (414). (¬6) رأس شظية: هي القطعة تنقطع من الجبل ولم تنفصل منه. (¬7) أبو داود (1203) باب الأذان في السفر، تعليق الألباني "صحيح".

فضل الصلاة مطلقا

61 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الصَّلاَةُ فِي جَمَاعَة تَعْدِل خَمْساً وَعِشْرِينَ صَلاَة، فَإِذَا صَلاَّهَا فِي فَلاَةٍ فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا، بَلَغَتْ خَمْسِيْنَ صَلاَةً». (¬1) =صحيح 62 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلاَتِهِ وَحْدَهُ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً، فَإِنْ صَلاَّهَا بِأَرْضٍ قَيٍّ فَأَتَمَّ وضُوءَهَا وَركُوعَهَا وَسجُودَهَا تُكْتَبُ صَلاتهُ بِخَمْسِينَ دَرَجَةً». (¬2) =صحيح فَضْلُ مَنْ سَأَلَ الْوَسِيلَةَ لِرَسَوْلِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - 63 - عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعاَصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُول، ثُمَّ صَلُّوا عَلَىَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهاَ مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَناَ هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ (¬3) لَهُ الشَّفَاعَةُ». (¬4) =صحيح فَضْل الصَّلاَة مُطْلَقاً 64 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ للهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا عَمِلَ ابنُ آدَمَ شَيْئاً أَفَضَلَ مِنَ: الصَلاَةِ، وَصَلاَحُ ذَاتِ الْبَينِ، وَخُلُقٍ حسن». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) أبو داود (560) باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) ابن حبان (1746) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي". (¬3) حلت: وجبت. (¬4) متفق عليه، البخاري (589) باب الدعاء عند النداء، مسلم (384) باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه. (¬5) البخاري في التاريخ الكبير (139)، صحيح الجامع (5645)، الصحيحة (1448)، تعليق الألباني "صحيح".

فضل الاعتناء بالمظهر لأداء الصلاة

65 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الصَّلاَةُ خَيرُ مَوْضُوعٍ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَكْثِرَ فَلْيَسْتَكْثِر». (¬1) =حسن 66 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى قَبْرٍ دُفِنَ حَدِيثاً فَقَالَ: «رَكْعَتَانِ خَفِيْفَتَانِ مِمَّا تَحْقِرُون وَتَنْفلون يَزِيْدُهُمَا هَذَا فِي عَمَلِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ». (¬2) =صحيح 67 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِقَبْرٍ فَقَالَ: «مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ؟». فَقَالُوا فُلاَن، فَقَالَ: «رَكْعَتَانِ أَحَبُّ إِلَى هَذَا مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ». (¬3) =حسن صحيح فَضْل الاعتِنَاء بِالْمَظهَرِ لأدَاء الصَّلاَة 68 - عَنِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا صَلَّى أَحَدكُمْ فَلْيَلْبَس ثَوْبَيه فَإِنَّ اللهَ أَحَقُّ مَنْ تُزُيِّنَ لَهُ فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ثَوْبَانِ فَلْيَتَّزِر إِذَا صَلَّى وَلاَ يَشْتَمِلُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ اشْتِمَالَ الْيَهُودِ». (¬4) =صحيح 69 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أُمِرتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ لا أَكُفُّ (¬5) شَعْراً وَلا ثَوباً». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) المعجم الأوسط (243)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3870). (¬2) الزهد لابن المبارك (31)، صحيح الجامع (3518)، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) المعجم الأوسط (920)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (391). (¬4) المعجم الأوسط (9368)، أبو داود (635) باب إذا كان الثوب ضيقا يتزر به تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (652). (¬5) أكف: المعنى النهي عن جمع الشعر وضمه، وكذلك الثياب، لكي لا يقيهما من التراب إذا صلى صيانة لهما عن التتريب ولكن يرسلهما حتى يقعا على الأرض فيسجدا مع الأعضاء. (¬6) متفق عليه، البخاري (783) باب لا يكف ثوبه في الصلاة، واللفظ له، مسلم (490) باب أعضاء السجود والنهي عن كف الشعر والثوب وعقص الرأس في الصلاة.

فضل التبكير إلى الصلاة

فَضْل التَّبْكِير إِلَى الصَّلاَة 70 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا فَقَالَ لَهُمْ: «تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ (¬1) لا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُم اللَّهُ». (¬2) =صحيح 71 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا (¬3) عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِير (¬4) لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ (¬5) وَالْصُّبْح لأَتُوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً». (¬6) =صحيح فَضْل الْمَشي إِلىَ الصَّلاَة 72 - عَنْ شَرِيْح قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا ابنَ آدَمَ قُمْ إِلَيَّ أَمْشِ إِلَيْكَ، وَامْشِ إِلَيَّ أُهَروِلُ إِلَيْكَ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم: أي: اقتدوا بأفعالي وليقتد بكم من بعدكم مستدلين بأفعالكم على أفعالي. (¬2) مسلم (438) باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها والازدحام على الصف الأول والمسابقة إليها وتقديم أولي الفضل وتقريبهم من الإمام، أبو داود (680 (صف النساء وكراهية التأخر عن الصف الأول، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) يستهموا: أي: يجعلونها قرعة فمثلا إن جاء الناس ووجدوا الصف الأول قد امتلأ ولم يبق إلا مكان يتسع لشخص لجعلوا نيل هذا المكان قرعة، وكذلك الأذان لا يكون إلا بقرعة لعظيم فضله. (¬4) التهجير: التبكير للصلوات؛ وهو المضي إليها في أوائل أوقاتها وانتظارها. (¬5) العتمة: صلاة العشاء. (¬6) متفق عليه، البخاري (590) باب الاستهام في الأذان، مسلم (437) باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها والازدحام على الصف الأول والمسابقة إليها وتقديم أولي الفضل وتقريبهم من الأمام. (¬7) أحمد (15967)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير شريح - وهو ابن الحارث الكوفي القاضي - فقد أخرج له البخاري في الأدب المفرد، والنسائي وهو ثقة"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (434).

فضل من مشى في ظلمة الليل

73 - عَنْ أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَرْويِهِ عَنْ رَبِّهِ قَالَ: «إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ إِلَىَّ شِبْراً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعاً، وَإِذَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعاً تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعاً (¬1) وَإِذَا أَتَانِي مَشْياً أَتَيْتهُ هَرْوَلَةً». (¬2) =صحيح 74 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ مَشَى إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فِي جَمَاعَة فَهِي كَحَجَّهٍ، وَمَنْ مَشَى إِلَى صَلاَةِ تَطَوعٍ، فَهِي كَعُمْرَةٍ تَامَّة». (¬3) =حسن فَضْل مَنْ مَشىَ فِي ظُلمَة اللَّيل 75 - عَنْ بُرَيْدَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬4) =صحيح 76 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ مَشَى فِي ظُلْمَةِ اللَّيلِ إِلَى الْمَسَاجِد آتَاهُ اللهُ نُوراً يَومَ الْقِيَامَة». (¬5) =صحيح 77 - عَنْ سَهلِ بْنِ سَعْد السَّاعِدِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لِيَبْشَرِ (¬6) الْمَشَّاؤونَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِنورٍ تَامٍّ يَومَ الْقِيَامَة». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) باعا: هو طول ذراعي الإنسان + عضديه + عرض صدره. وهو قدر أربعة أذرع. (¬2) متفق عليه، البخاري (7098) باب ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - وروايته عن ربه، مسلم (2675) باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله، واللفظ للبخاري. (¬3) المعجم الكبير (7578)، صحيح الجامع (6556)، تعليق الألباني "حسن". (¬4) أبو داود (561) باب ما جاء في المشي إلى الصلاة في الظلم، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) ابن حبان (2044) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح بشواهده". (¬6) ليبشر: هو مثل «ليفرح» وزنا ومعنى، أو من البشارة؛ بمعنى أبشروا بهذا الفضل والثواب. (¬7) ابن ماجه (780) باب المشي إلى الصلاة، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في ضمان الله جل وعلا لمن خرج للمسجد واتباع الملك له براية

مَا جَاء فِي ضَمَان الله جَلَّ وَعَلاَ لِمَنْ خَرَجَ للمَسجِد وَاتِّبَاع الْمَلَك لَهُ بِرَايَة 78 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ثَلاَثْةٌ فِي ضَمَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ خَرَجَ غَازِياً فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ خَرَجَ حَاجاً». (¬1) =صحيح 79 - عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُج - يَعْنِي مِنْ بَيْتِهِ - إِلاَّ بِيَدِهِ (¬2) رَايَتَانِ، رَايَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ وَرَايَةٌ بِيَدِ شَيْطَانٍ، فَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُحِبُّ الله عَزَّ وَجَلَّ، اتَّبَعَهُ الْمَلَك بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الْمَلَك حَتَّى يَرجِعَ إِلَى بَيْتِهِ، وَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُسْخِطُ الله، اتَّبَعَهُ الشْيطَانُ بِرايَتِهِ، فَلَمْ يَزلْ تَحْتَ رَايَةِ الشَّيْطَانِ حَتَّى يَرجِعَ إِلَى بَيْتِهِ». (¬3) =حسن 80 - عَنْ ميتم - رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «بَلَغَنِي أَنَّ الْمَلَكَ يَغْدُو بِرَايَتِهِ مَعَ أَوَّل مَنْ يَغْدُو إِلَى الْمَسْجِد، فَلاَ يَزَالُ بِهَا مَعَهُ حَتَّى يَرْجِعَ فَيَدخُلَ بِهَا مَنْزِلَهُ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَغْدُو بِرَايَتِهِ إِلَى السُّوق مَعَ أَوَّل مَنْ يَغْدُو، فَلاَ يَزَال بِهَا مَعَهُ حَتَّى يَرْجِعَ فَيُدخِلَها مَنْزِلَهُ». (¬4) =صحيح موقوف فَضْل كَثْرَة الْخُطَى إِلَى الْمَسَاجِد 81 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا تَطَهَّرَ الرَّجُلُ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ يَرْعَى الصَّلاَةَ: كَتَبَ لَهُ كَاتِبَاهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا ¬

_ (¬1) مسند عبد الله الحميدي (1090) باب الجهاد، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3051). (¬2) عند الطبراني: «ببابه».، وهذا الخروج عام في كل خير يشمل الصلاة وغيرها. (¬3) أحمد (8269)، تعليق أحمد شاكر "إسناده صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬4) الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (2394) تعليق الألباني "صحيح موقوف"، الترغيب والترهيب (422).

إِلَى الْمَسْجِدِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ». (¬1) =صحيح 82 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ، فَخَطْوَةٌ تَمْحُو سَيِّئَةً، وَخَطْوَةٌ تُكْتَبُ لَهُ حَسَنَةٌ ذَاهِبًا وَرَاجِعًا». (¬2) =حسن 83 - عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أَجْراً فِي الصَّلاَةِ أَبْعَدهُمْ إِلَيْهَا مَمْشَى فَأَبْعَدهُمْ، وَالَّذِي يَنْتَظِر الصَّلاَة حَتَّى يُصَلِّيَها مَعَ الإِمَامِ، أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ الَّذِي يُصَلِّيهَا ثُمَّ يَنَام». (¬3) =صحيح 84 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الأَبْعَدُ فَالأَبْعَدُ مِنَ الْمَسْجِدِ أَعْظَمُ أَجْراً». (¬4) =صحيح 85 - عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِسْبَاغُ الوضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ (¬5) وَإِعْمَالُ الأَقْدَامِ إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ: يَغْسِلُ الْخَطَاياَ غَسْلاً». (¬6) =صحيح 86 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟! إِسْبَاغُ الْوضُوءِ عَلَى الْمَكَارِةِ ¬

_ (¬1) ابن حبان (2043) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناد صحيح على شرط مسلم ". (¬2) ابن حبان (2037)، تعليق الألباني "حسن"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناد حسن". (¬3) متفق عليه، البخاري (623) باب فضل صلاة الفجر في جماعة، مسلم (662) باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد، واللفظ له. (¬4) أبو داود (556) باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) إسباغ الوضوء على المكاره: هو أن يتم ويكمل الوضوء في الحال التي يتأذى من الماء، إما لبرد أو لمرض. (¬6) مستدرك الحاكم (456) كتاب الطهارة، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (926).

ما جاء في تحية المسجد

وَكَثرةُ الْخُطى إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ (¬1)». (¬2) =صحيح فَضْل ذِكْر الله عِندَ دُخُول الْمَسجِد 87 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: «أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ». قَالَ: «أَقَطْ؟ (¬3)». قُلْتُ: «نَعَمْ». قَالَ: «فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ قَالَ الشَّيْطَانُ: حُفِظَ مِنِّي سَائِرَ الْيَوْمِ». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِي تَحِيَّة الْمَسْجِد 88 - عَنْ أَبِي قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا دَخَلَ أَحَدكُمُ الْمَسْجِد فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِس». (¬5) =صحيح 89 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا دَخَلَ أَحَدكُم الْمَسْجِد فَلاَ يَجْلِس حَتَّى يَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) فذلكم الرباط: الرباط أصله الحبس على الشيء، كأنه حبس نفسه على هذه الطاعة. (¬2) مسلم (251) باب فضل إسباغ الوضوء على المكارة، ابن حبان (1035)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أقط: هذه الكلمه لها قصه وهي أن حيوة بن شريح -أحد رجال الحديث- قال: لقيت عقبة بن مسلم فقلت له: بلغني أنك حدثت عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا دخل المسجد .. فذكل الجمله الأولى من الحديث فقال له عقبه بن مسلم: "أقط" أي: أهذا الذي بلغك عني فقط، فقال حيوة:"نعم"، ثم زاده الجمله الأخيره "فإذا قال ذلك قال الشيطان .. ". (¬4) أَبو داود (466) باب فيما يقول الرجل عند دخول المسجد، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) متفق عليه، البخاري (433) باب إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس، مسلم (714) باب استحباب تحية المسجد بركعتين وكراهة الجلوس قبل صلاتهما وأنها مشروعة في جميع الأوقات. (¬6) متفق عليه، البخاري (1110) باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى .. ، واللفظ له، مسلم (714) الباب السابق.

الصلاة بين الأذان والإقامة

الصَّلاَة بَيْنَ الأَذَان وَالإِقَامَة 90 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «بَيْنَ كُلِّ أَذَانَينِ صَلاَةٌ، بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاَةٌ، بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاَةٌ، لِمَنْ شَاءَ». (¬1) =صحيح 91 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «عِنْدَ كُلِّ أَذَانَينِ صَلاَةٌ، عِنْدَ كُلِّ أَذَانَينِ صَلاَةٌ، عِنْدَ كُلِّ أَذَانَينِ صَلاَةٌ، لِمَنْ شَاءَ». (¬2) =صحيح الصَّلاَة قَبْل الْفَرِيضَة 92 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَير رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ صَلاَةٍ مَفْروضَةٍ، إِلاَّ وَبَيْنَ يَدَيْهَا رَكْعَتَانِ». (¬3) =صحيح الصَّلاَة بَعدَ الْفَرِيضَة 93 - عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي دُبُرَ كُلِّ صَلاَة مَكْتُوبَة رَكْعَتَينِ إِلاَّ الْعَصْرَ وَالصُّبْح. (¬4) =صحيح 94 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي عَلَى إِثْرِ كُلِّ ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (601) باب بين كل أذانين صلاة لمن شاء، مسلم (838) باب بين كل أذانين صلاة، النسائي (681 (الصلاة بين الأذان والإقامة. (¬2) أحمد (20593)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) ابن حبان (2479) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي". (¬4) الأحاديث المختارة (524)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح".

فضل الصلاة مع الجماعة

صَلاَة مَكْتُوبَة رَكْعَتَينِ إِلاَّ الْفَجْر وَالْعَصْر. (¬1) =صحيح 95 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لاَ يُصَلِّي صَلاَة يُصَلَّى بَعْدَهَا، إِلاَّ صَلَّى بَعْدَهَا رَكْعَتَينِ. (¬2) =صحيح فَضْل الصَّلاَة مَعَ الْجَمَاعَة 96 - عَنْ أبِي أَيُّوب الأَنْصَارِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ كُلَّ صَلاَةٍ تَحُطُّ مَا بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ خَطِيئَةٍ». (¬3) =صحيح 97 - عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ الصَّلَوَاتِ الْخَمْس يَذْهَبنَ بِالذُّنُوبِ، كَمَا يُذهِبُ الْمَاءُ الدَّرَنَ». (¬4) =صحيح 98 - عَنْ أَبِي أَيّوب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَن تَوَضَّأَ كَمَا أُمِرَ، وَصَلَّى كَمَا أُمِرَ، غُفِرَ لَهُ مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلٍ». (¬5) =صحيح 99 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِد أَوْ رَاحَ، أَعَدَّ اللهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلاً (¬6) كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) الأحاديث المختارة (523)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح". (¬2) الأحاديث المختارة (525)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح". (¬3) أحمد (23395)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2144). (¬4) أحمد (518)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1668). (¬5) النسائي (144) باب ثواب من توضأ كما أمر، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) النزل: ما يهيأ للضيف عند قدومه. (¬7) متفق عليه، البخاري (631) باب فضل من غدا إلى المسجد ومن راح، مسلم (669) باب المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا وترفع به الدرجات، واللفظ له.

فصل

100 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «صَلاَةُ الرَّجُل فِي الْجَمَاعَة تَزِيدُ عَلَى صَلاَتِهِ وَحْدَهُ سَبْعاً وَعِشْرِينَ دَرَجَةً». (¬1) =صحيح 101 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «صَلاَةٌ مَعَ الإِمَام أَفْضَلُ مِنْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلاة يُصَلِّيهَا وَحْدَهُ». (¬2) =صحيح 102 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «صَلاَةُ الْجَميع تَفْضُلُ صَلاَة الرَّجُل وَحْدَهُ، خَمْساً وَعِشْرِين صَلاَةً كُلُّهَا مِثْل صَلاَتهِ [فِي بَيْتِهِ]». (¬3) =صحيح فَصْل * هَلْ بَقِي لِلتَّرَدُّد مَجَال بَعْدَ هَذِهِ الأَحَادِيث؟ مَجْمُوع الصَّلَوَات الْخَمْس - 17 - رَكْعَة وَلَوْ صَلاَّهَا فِي بَيْتِهِ لاحْتَاجَ إِلَى أَنْ يُدْرِكَ أَجْرَ الْجَمَاعَة - وَلَنْ يُدْرِكَهُ - إِلَى أَنْ يُعِيد كُلَّ صَلاَة - 25 - مَرَّةً وَلَوْ فَعَل ذَلِكَ. لَكَانَ فَرْضُ الْفَجْرِ عَلَيْهِ - 50 - رَكْعَة وَالظُّهْر - 100 - رَكْعَة ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (619) باب وجوب صلاة الجماعة، مسلم (650) باب فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها، واللفظ له. (¬2) متفق عليه، البخاري (620) الباب السابق، عن أبي سعيد، مسلم (649) الباب السابق، واللفظ له. (¬3) أحمد (4323)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص فمن رجال مسلم"، الزيادة بين المعقوفتين من المعجم الكبير (10098)، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (405).

مثال

وَالْعَصْر - 100 - رَكْعَة وَالْمَغْرِب - 75 - رَكْعَة وَالْعِشَاء - 100 - رَكْعَة فَيَكُون مَجْمُوع مَا يُصَلِّيهِ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة - 425 - رَكْعَة. هَذَا عَلَى رِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَة، وَلَوْ كَانَ عَلَى رِوَايَة ابْنِ عُمَرَ لَكَانَ أَكْثَر. * وَلَوْ فَعَلَ ذَلِكَ بِلا عُذْر لَمْ تُقْبَل لِقَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاء فَلَمْ يَأْتهِ فَلاَ صَلاَةَ لَهُ إِلاَّ مِنْ عُذْر». (¬1) =صحيح مِثَال * لَوْ أَنَّ رَجُلاً تَاجِراً عِنْدَهُ بضَاعَة يَبِيعهَا فِي قَرْيَتِهِ مَثَلاً بـ -10 - رِيَال وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ هُنَاكَ مَدِينَة تَبْعد مِئَةَ كِيلُو مِتْر تسَاوِي بِضَاعَتكَ هَذِهِ فِيهَا -250 - ريال. وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمَا تَرَدَّد فِي الذَّهَاب إِذَا لَمْ يَسْكُن تِلْكَ الْمَدِينَة لِعَظِيم رِبْحِه فِيْهَا. وَالْمَسَاجِد كَذَلِكَ الرَّكْعَة بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ رَكْعَة هَذَا فِي الْفَرِيضَة، وَأَمَّا النَّافِلَة فَالْعَكْس تَمَاماً إِنْ كَانَ ثَوَابُها فِي الْمَسْجِد دَرَجَة فَفِي الْبَيْت خَمْساً وَعِشْرِينَ دَرَجَةً كَمَا فِي أَحَادِيث سَتَأْتِي فِي بَاب فَضْل صَلاَة النَّافِلَة إِنْ شَاءَ اللهُ. ***** ¬

_ (¬1) ابن ماجه (793) باب التغليظ في التخلف عن الجماعة، تعليق الألباني "صحيح".

103 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ حَافَظَ عَلَى هَؤُلاءِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ، لَمْ يُكْتَب مِنَ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِئَةَ أَيَةٍ، لَمْ يُكْتَب مِنَ الْغَافِلِين أَوْ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِين». (¬1) =صحيح 104 - عَنْ سُلَيْمَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ فَأَحْسَنَ الْوضُوء ثُّمَ أَتَى الْمَسْجِدَ، فَهُوَ زَائِرٌ الله، وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُور أَنْ يُكْرِمَ الزَائِرَ». (¬2) =صحيح 105 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ للهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَتَوَضَّأُ أَحَدُكُمْ فَيُحْسِنُ وَضُوءهُ وَيُسْبِغهُ، ثُّمَ يَأَتِي الْمَسْجِدَ لاَ يُريِدُ إِلاَّ الصَّلاَةَ فِيهِ، إِلاَّ تَبَشْبَشَ اللهُ إليه (¬3) كَماَ يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغائِبِ بِطَلْعَتِهِ». (¬4) =صحيح 106 - عَنْ قَبَّاتِ بْنِ أَشْيَم رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «صَلاَةُ رَجُلَيْنِ يَؤمُّ أَحَدهُمَا صَاحِبَهُ، أَزْكَى عِنْدَ اللهِ مِنْ صَلاَةِ أَرْبَعَةٍ تَتْرَى (¬5) صلاَةُ أَرْبَعَةٍ يَؤمّهُمْ أَحَدهُمْ، أَزْكَى عِنْدَ اللهِ مِنْ صَلاَةِ ثَمَانِيَةٍ تَتْرَى، وَصَلاَةُ ثَمَانِيَة يَؤمّهُمْ أَحَدهُمْ، أَزْكَى عِنْدَ اللهِ مِنْ صَلاَةِ مِئَهٍ تَتْرَى». (¬6) =حسن ¬

_ (¬1) ابن خزيمة (1142) باب ذكر فضيلة قراءة مائة آية في صلاة الليل إذا قرئ مائة آية في ليلة لا يكتب من الغافلين، تعليق الألباني "إسناد صحيح على شرط الشيخين"، الترغيب والترهيب (640)، الصحيحة (657). (¬2) المعجم الكبير (6139)، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (322)، الصحيحة (1169). (¬3) إلا تبشبش اللهُ إليه: البشاشة: طلاقة الوجه، واللطف في المسألة، والإقبال على الرجل والضحك إليه، وتبشبش به: آنسه وواصله، وهو من الله تعالى: الرضاء والإكرام. (¬4) ابن خزيمة (1491) باب ذكر فرح الرب تعالى بمشي عبده إلى المسجد متوضيا، تعليق الأعظمي "إسناده صحيح"، تعليق الألباني "صحيح" الترغيب والترهيب (303). (¬5) تترى: أي: متفرقين. (¬6) سنن البيهقي الكبرى (4745) باب ما جاء في فضل صلاة الجماعة، تعليق الألباني "حسن" صحيح الجامع (3836).

فضل صلاة الفجر والعصر في جماعة

107 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلاَةَ يَوماً فَقَالَ: «مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا، كَانَتْ لَهُ نُوراً وَبُرهَاناً وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَة، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظ عَلَيْهَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ نُوراً وَلاَ بُرهَاناً وَلاَ نَجَاةً، وَكَانَ يَوْم الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بن خَلَفْ». (¬1) =صحيح 108 - عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّه الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ مِنْ قُضَاعة، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَأَيْتَ إِنْ شَهِدْتُ أَنْ لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَصَلَّيْتُ الصَّلَوَات الْخَمْس، وَصُمْتُ الشْهرَ وَقُمْتُ رَمَضَانَ، وَآتَيْتُ الزَّكَاةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا، كَانَ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُهَداءِ». (¬2) =صحيح فَضْل صَلاَة الْفَجْر وَالْعَصْر فِي جَمَاعَة 109 - عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَنْ يَلِجَ النَّار أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوع الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبهَا». (¬3) =صحيح 110 - عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسىَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ صَلَّى الْبَرْدَينِ (¬4) دَخَلَ الْجَنَّةَ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (6576)، تعليق أحمد شاكر "إسناده صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، تعليق الألباني "صحيح"، مشكاة المصابيح (578). (¬2) ابن خزيمة (2212) باب في فضل قيام رمضان واستحقاق قائمه أسم الصديق والشهيد، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (749). (¬3) مسلم (634) باب فضل صلاة الصبح والعصر والمحافظة عليهما، واللفظ له، النسائي (471) باب فضل صلاة العصر، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) البردين: الفجر والعصر. (¬5) متفق عليه، البخاري (548) باب فضل صلاة الفجر، مسلم (635) باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما.

111 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَتَعَاقَبُونَ فِيْكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيْكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ». (¬1) =صحيح 112 - عَنْ جُنْدُب بَنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، فَلاَ يَطلُبَنَّكُمُ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيءٍ فَيُدْرِكَهُ فَيَكبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّم». (¬2) =صحيح 113 - وَعَنهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ فَلاَ تُخْفِروُا (¬3) اللهَ فِي ذِمَّتِهِ». (¬4) =صحيح 114 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَوَاتِ عِنْدَ اللهِ، صَلاَةُ الصُّبْح يَومَ الْجُمعَةِ فِي جَمَاعَةٍ». (¬5) =صحيح 115 - عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلاَة (¬6) عُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، وَلاَ صَلاَةَ بَعْدَهَا حَتَّى يَطْلُعَ الشَّاهِدُ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (530) باب فضل صلاة العصر، واللفظ له، مسلم (632) الباب السابق. (¬2) مسلم (657) باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة، واللفظ له، الترمذي (2164) باب ما جاء من صلى الصبح فهو في ذمة الله، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) فلا تخفر: أي: لا تغدروا. (¬4) الترمذي (222) باب ما جاء في فضل العشاء والفجر في جماعة، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) شعب الإيمان (3045)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1119)، الصحيحة (1566). (¬6) إن هذه الصلاة: هي صلاة العصر. (¬7) مسلم (830) باب الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها، النسائي (521) باب تأخير المغرب، تعليق الألباني "صحيح".

116 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلاَةَ عُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَضَيَّعُوهَا وَتَرَكُوهَا، فَمَنْ صَلاَّهَا مِنْكُمْ كَانَ لَهُ أَجْرُهَا ضِعْفَيْنِ، وَلاَ صَلاَةَ بَعْدَهَا حَتَّى يُرَى الشَّاهِدُ (¬1)». (¬2) =صحيح فَضْل مَنْ صَلَّى الْفَجرَ وَالْعِشَاءَ فِي جَمَاعَة 117 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي صَلاَة الْعِشَاء وَصَلاَة الْفَجْرِ، لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا». (¬3) =صحيح 117/ 1. عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ، كَانَ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ». (¬4) =صحيح 117/ 2. وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، فَكَأَنَّمَا قَامَ اللَّيْلَ». (¬5) =صحيح 118 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْف اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) الشاهد: النجم. (¬2) ابن حبان (1469) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي"، وقال في موضوع آخر "إسناد صحيح". (¬3) متفق عليه، البخاري (590) باب الاستهام في الأذان، -عن أبي هريرة-، مسلم (437) باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها والازدحام على الصف الأول والمسابقة إليها وتقديم أولي الفضل وتقريبهم من الإمام، - عن أبي هريرة -، ابن ماجه (796) باب فضل صلاة العشاء والفجر في جماعة -عن عائشة-، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن حبان (2056)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬5) ابن حبان (2055)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح". (¬6) مسلم (656) باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة، ابن حبان (2057)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

ما جاء من أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بتخفيف الصلاة

119 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ شَهِدَ الْعِشَاء فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ قِيَامُ نِصفِ لَيْلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ». (¬1) =صحيح 120 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَعْتِمُوا بِهَذِهِ الصَّلاَةِ، فَإِنَّكُمْ قَدْ فُضِّلْتُمْ بِهَا (¬2) عَلَى ساَئِرِ الأُمَمِ، وَلَمْ تُصَلِّهَا أُمَّةٌ قَبْلَكُمْ». (¬3) =صحيح مَا جَاءَ مِن أَمْر الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - بِتَخْفِيف الصَّلاة 121 - عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَجْعَلَنِي إِمَامَ قَوْمِي فَقَالَ: «صَلِّ بِصَلاَةِ أَضْعَفِ الْقَومِ (¬4) وَلاَ تَتَّخِذ مُؤذِّناً يَأخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْراً». (¬5) =صحيح 122 - عَنْ أَبِي وَاقِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَخَفَّ النَّاسِ صَلاَةً عَلَى النَّاس، وَأَطْوَل النَّاسِ صَلاَةً لِنَفْسِهِ - صلى الله عليه وسلم -». (¬6) =صحيح مَا جَاءَ فِيمَن أَمَّ النَّاسَ وَهُم لَهُ كَارِهُون 123 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ثَلاَثَةٌ لا ¬

_ (¬1) الترمذي (221) باب ما جاء في فضل العشاء والفجر في جماعة، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) قد فضلتم بها: أي: صلاة العشاء. (¬3) أبو داود (421) باب في وقت العشاء الآخر، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (22119)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬4) أضعف القوم: هو بأن ينظر ما يَحْتَمِلَهُ أضعف القوم فيصلي بصلاته مراعيا له، من غير أن يخل بها. (¬5) المعجم الكبير (1057)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3773). (¬6) أحمد (21949)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4636)، الصحيحة (2056).

فضل من اعتاد المساجد

تُجَاوِزُ صَلاَتهُمْ آذَانهُمْ: الْعَبدُ الآبِقُ (¬1) حَتَّى يَرْجِعَ، وَامرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَإِمَامُ قَومٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ». (¬2) =حسن 124 - عَنْ طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «أَيُّمَا رَجُلٍ أَمَّ قَوْماً وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، لَمْ تَجُزْ صَلاَتهُ أُذُنَيْهِ». (¬3) =حسن 125 - عَنْ جُنَادة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ أَمَّ قَوْماً وَهُمْ لَهُ كَارِهُون، فَإِنَّ صَلاَتهُ لا تَجَاوز تَرْقُوَتَهُ (¬4)». (¬5) =حسن فَضْل مَنْ اعْتَادَ الْمَسَاجِد 126 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ للِمَسَاجِد أَوْتَاداً (¬6) الْمَلاَئِكَة جُلَساؤهُمْ، إِنْ غَابُوا يَفْتَقِدُونَهُمْ، وَإِنْ مَرِضُوا عَادُوهُمْ، وَإِنْ كَانُوا فِي حَاجَهٍ أَعَانُوهُمْ». (¬7) =حسن صحيح 126/ 1. عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَلاَمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «إِنَّ لِلْمَسَاجِد أَوْتاَداً هُمْ أَوْتَادُهَا لَهُمْ جُلَسَاء مِنَ الْمَلاَئِكَة فَإِنْ غَابُوا سَأَلُوا عَنْهُمْ وَإِنْ كَانُوا مَرْضَى عَادُوهُمْ وَإِنْ كَانُوا فِي حَاجَةٍ أَعَانُوهُمْ». (¬8) =صحيح موقوف ¬

_ (¬1) الآبق: الهارب من سيده. (¬2) الترمذي (360) باب ما جاء فيمن أم قوما وهم له كارهون، تعليق الألباني "حسن". (¬3) المعجم الكبير (210)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (2718). (¬4) الترقوة: قيل: هي عظم وصل بين ثغرة النحر والعاتق من الجانبين، وجمعها تراق. (¬5) المعجم الكبير (2177)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (6102)، الصحيحة (2325). (¬6) أوتادا: أي: روادا. (¬7) أحمد (9388)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (329)، الصحيحة (3401). (¬8) مستدرك الحاكم (3507 (تفسير سورة النور، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين موقوف ولم =

ما جاء في ارتياد مسجد واحد يكون من جماعته

127 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا تَوَطَّنَ (¬1) رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ للِصَّلاَةِ وَالذِّكْرِ، إِلاَّ تبَشْبَشَ (¬2) اللهُ لَهُ كَمَا يَتبَشْبَشُ أَهَلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِم». (¬3) =صحيح 128 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا دَخَلَ الْمَيّتُ الْقَبْرَ مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمسُ عِنْدَ غُرُوبِهَا، فَيَجْلِسُ يَمْسَحُ عَينَيْهِ وَيَقْولُ: دَعُونِي أُصَلِّي». (¬4) =حسن 129 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا دَخَلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمسُ عِنْدَ غُرُوبِهَا، فَيَقْولُ: دَعُونِي أُصَلِّي». (¬5) =صحيح 130 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى للهِ أَربَعِينَ يَوماً فِي جَمَاعَهٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى، كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءةٌ مِنَ النِّفَاقِ». (¬6) =حسن مَا جَاءَ فِي ارتِيَاد مَسْجِدٍ وَاحِدٍ يَكُونُ مِنْ جَمَاعَتِهِ 131 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لِيُصَلِّ ¬

_ = يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم". (¬1) ما توطن رجل: أي: بشدة ملازمته إياها. (¬2) إلا تبشبش الله له: البشاشة: طلاقة الوجه، واللطف في المسألة، والإقبال على الرجل والضحك إليه، وتبشبش به: آنسه وواصله، وهو من الله تعالى: الرضاء والإكرام. (¬3) ابن ماجه (800) باب لزوم المساجد وانتظار الصلاة، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن ماجه (4272 (ذكر القبر والبلى، تعليق الألباني "حسن". (¬5) ابن حبان (3106) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬6) الترمذي (241) باب ما جاء في فضل التكبيرة الأولى، تعليق الألباني "حسن".

فضل من أدى الصلاة في المسجد ولو سبق بها

الرَّجُل فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي يَلِيهِ (¬1)، وَلاَ يَتَّبِعِ (¬2) الْمَسَاجِدَ». (¬3) =صحيح النَّهي عَنْ أَنْ يَتَّخِذ الْمُصَلِّي مَكَانا مُعَيَّاً لا يُصَلِّي إِلاَّ فِيهِ 132 - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ ثَلاَثٍ: عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ (¬4) وَعَنْ فِرْشَةِ السَّبُعِ (¬5) وَأَنْ يُوطِنَ الرَّجُلُ الْمَكَانَ الَّذِي يُصَلِّي (¬6) فِيهِ كَمَا يُوطِنُ الْبَعِيرُ». (¬7) =حسن فَضْل مَنْ أَدَّى الصَّلاَة فِي الْمَسْجِد وَلَوْ سُبِقَ بِهَا 133 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وضُوءَهُ، ثُمَّ رَاحَ فَوَجَدَ النَّاسَ قَدْ صَلُّوا، أَعَطْاهُ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ صَلاَّهَا وَحَضَرَهَا (¬8) لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أَجْرِهِمْ شَيْئاً». (¬9) =صحيح ¬

_ (¬1) المسجد الذي يليه: أي: بقرب مسكنه. (¬2) ولا يتبع المساجد: أي: لا يصلي في هذا مرة وفي هذا مرة على وجه التنقل فيها فإنه خلاف الأولى، إلا إذا كان هناك مسجد يجد فيه مصلحة من خشوع ونحوه، فيجوز له أن يصلي فيه ولو كان بعيداً عنه، أما أن يصلي كل فرض في مسجد فهذا هو المنهي عنه. (¬3) الفوائد لتمام الرازي (1416)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5456)، الصحيحة (2200). (¬4) نقرة غراب: تخفيف السجود. (¬5) فرشة السبع: هو أن يبسط ذراعيه في السجود. (¬6) أن يوطن الرجل المكان الذي يصلي فيه: أي: أن يتخذ لنفسه من المسجد مكاناً معيناً لا يصلي إلا فيه. (¬7) ابن ماجه (1429) باب ما جاء في صلاة النافلة حيث تصلى المكتوبة، تعليق الألباني "حسن". (¬8) مثل أجر من صلاها وحضرها: يكتب له مثل أجر من صلاها وحضرها إذا لم يكن هناك تقصير أو إهمال أو عدم إهتمام، قال ابن حجر: قال السبكي الكبير في "الحلبيات": من كانت عادته أن يصلي جماعة فتعذر فانفرد كتب له ثواب الجماعة، ومن لم تكن له عادة لكن أراد الجماعة فتعذر فانفرد يكتب له ثواب قصده لا ثواب الجماعة لأنه وأن كان قصده الجماعة لَكِنَّهُ قَصْد مُجَرَّد. فتح الباري (6/ 137). (¬9) أَبو داود (564) باب فيمن خرج يريد الصلاة فسبق بها، النسائي (855 (حد إدراك الجماعة، تعليق الألباني "صحيح"، مستدرك الحاكم (754) تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم".

ما جاء في النوم عن الصلاة ومن نام عنها متى يصليها

مَا جَاءَ فِي النَّوم عَنِ الصَّلاة وَمَنْ نَامَ عَنْهَا مَتَى يُصَلِّيهَا 134 - عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ فِي النَّومِ تَفْرِيطٌ (¬1) إِنَّمَا التَّفْرِيط فِي الْيَقَظَة، أَنْ تُؤَخَّرَ صَلاَةٌ حَتَّى يَدْخُلَ وَقْتَ أُخْرَى». (¬2) =صحيح 135 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلاَةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ صَلاَةٍ أُخْرَى». (¬3) =صحيح 136 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (حِينَ نَامُوا عَنِ الصَّلاَة)، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاء وَرَدَّهَا حِينَ شَاء». فَقَضَوا حَوَائِجَهُمْ وَتَوَضَّئوا إِلَى أَنْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَابْيَضَّتْ فَقَامَ فَصَلَّى. (¬4) =صحيح 137 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ نَسِيَ صَلاَةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا، لاَ كَفَّارَةَ لَهَا إِلاَّ ذَلِكَ {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِى}». (¬5) =صحيح 138 - عَنْ أَبِي قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا نَامُوا عَنِ الصَّلاَة ¬

_ (¬1) تفريط: أي: تقصير في فوات الصلاة، لانعدام الاختيار من النائم، على أن يتخذ الأسباب ويكون حريصاً على أن لا تفوته. (¬2) أبو داود (441) باب فيمن نام عن الصلاة أو نسيها، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) مسلم (681) باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها، - مطولا - ابن حبان (1458)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬4) البخاري (7033) باب في المشيئة والإرادة {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله}. (¬5) متفق عليه، البخاري (572) باب من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها ولا يعيد إلا تلك الصلاة وقال إبراهيم من ترك صلاة واحدة عشرين سنة لم يعد إلا تلك الصلاة الواحدة، مسلم (684) باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها.

أوقات النهي عن صلاة النافلة

حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَالَ: «فَلْيُصَلِّهَا أَحَدكُمْ مِنَ الْغَدِ (¬1) لِوَقْتِهَا». (¬2) =صحيح أَوْقَات النَّهِي عَنِ صَلاَةِ النَّافِلَة 139 - عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَحَرَّوْا بِصَلاتكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلا غُرُوبَهَا، فَإِنَّهَا تَطْلُع بِقَرنَي شَيْطَانٍ». (¬3) =صحيح 140 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ (¬4) الشَّمْسِ فَأَخِّروا الصَّلاَةَ حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَأَخِّروا الصَّلاةَ حَتَّى تَغِيبَ». (¬5) =صحيح فَضْل انْتِظَار الصَلاَة 141 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: صَلَّيناَ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) هذا أمر فضيلة لا أمر عزيمة وإلا فالواجب والأمر أن يصليها إذا ذكرها، وهذا المعنى ذهب إليه ابن خزيمة في ترجمة باب هذا الحديث فقال "باب ذكر الدليل على أن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بإعادة تلك الصلاة التي قد نام عنها أو نسيها، من الغد لوقتها بعد قضائها عند الاستيقاظ أو عند ذكرها، أمر فضيلة لا أمر عزيمة وفريضة، إذ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أعلم أن كفارة نسيان الصلاة أو النوم عنها أن يصليها النائم إذا ذكرها، وأعلم أن لا كفارة لها إلا ذلك" فتعقبه الألباني بقوله " لا يظهر من مجموع روايات أحاديث الباب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بإعادة الصلاة التي قضاها نفسها من الغد وإنما أمر بأداء صلاة الغد في وقتها وأن لا تؤخر عنه فتأمل فإن هذا الباب وكذا الذي بعده مما لا حاجة إليه بل هما خطأ ا. هـ. وترجمة الباب الذي بعده هي: " باب ذكر الدليل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أمر بإعادة تلك الصلاة التي قد ينام عنها أو ذكرها بعد نسيان من الغد لوقتها قبل نهي الله عز وجل عن الربا إذ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد زجر عن إعادة تلك الصلاة من الغد بعد أمره كان بها وأعلم أصحابه أن الله عز وجل لا ينهى عن الربا ويقبل من عباده الربا وصلاتان بصلاة واحدة كدرهم بدرهمين وواحد ما شاء مما لا يجوز فيه التفاضل. (¬2) النسائي (617 (إعادة من نام عن الصلاة لوقتها من الغد، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) متفق عليه، البخاري (3099) باب صفة إبليس وجنوده، مسلم (828) باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها، واللفظ له. (¬4) حاجب الشمس: طرفها الأعلى من قرصها. (¬5) متفق عليه، البخاري (558) باب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس، واللفظ له، مسلم (829) الباب السابق.

الْمَغرِبَ فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ، وَعْقَّبَ (¬1) مَنْ عْقَّبَ، فَجْاءَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مُسْرِعاً قَدْ حَفَزَه (¬2) النَّفَسُ وَقَدْ حَسرَ عَنْ رُكْبَتيه، فَقَالَ: «أبْشِروا هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَاباً مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ، يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلاَئِكَة يَقولُ: انْظُروا إِلَى عِبَادِي قَدْ قَضَوْا فَرِيْضَةً، وَهُمْ يَنْتَظِرونَ أُخْرَى». (¬3) =صحيح 142 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مُنْتَظِر الصَلاَة مِنْ بَعْدِ الصَّلاَةِ، كَفَارِسٍ أَشْتَدَّ بِهِ فَرَسهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَلَى كَشحهِ، تُصَلِّي عَلَيِهِ مَلاَئِكَةُ اللهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ أَوْ يَقُمْ، وَهُوَ فِي الرِّبَاط الأَكْبَرِ». (¬4) =حسن 143 - عَنْ عُقْبَهَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْقَاعِدُ عَلَى الصَّلاَةِ كَالقَانِتِ، وَيُكْتَبُ مِنَ الْمُصَلِّين، مِنْ حِيْن يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى يِرجِعَ إِلَى بَيْتِهِ». (¬5) =صحيح 144 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رِسُوْلَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟! إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ (¬6) وَكَثرةُ الْخُطى إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ (¬7)». (¬8) =صحيح ¬

_ (¬1) عقب: التعقيب في الصلاة: الجلوس بعد أن يقضيها للدعاء أو المسألة أو لانتظار الصلاة الأخرى. (¬2) حفزه: ضغطه من سرعته. (¬3) ابن ماجه (801) باب لزوم المساجد وانتظار الصلاة، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) أحمد (8610)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، تعليق أحمد شاكر " إسناده صحيح"، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (450). (¬5) ابن حبان (2036) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬6) على المكارة: هو أن يتم ويكمل الوضوء في الحال التي يتأذى من الماء أما لبرد أو لمرض. (¬7) فذلكم الرباط: الرباط أصله الحبس على الشيء، كأنه حبس نفسه على هذه الطاعة. (¬8) مسلم (251) باب فضل إسباغ الوضوء على المكارة، ابن حبان (1035)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح".

فضل من قعد يذكر الله بعد الفجر حتى تطلع الشمس

فَضْل مَنْ قَعَدَ يَذْكُرُ الله بَعْدَ الْفَجر حَتَّى تَطْلُع الشَّمَس 145 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَهٍ، ثُّمَ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُّمَ صَلَّى رَكْعَتَينِ: كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّهٍ وَعُمْرَهٍ». قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ». (¬1) =حسن 146 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى صَلاَةَ الْغَدَاةِ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ جَلَسَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَينِ انْقَلَبَ بِأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ». (¬2) =حسن صحيح فَضْل الصَّفّ الأَوَّل 147 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاء وَالصَّفِّ الأَوَّل، لاَسْتَهَمُوا (¬3) عَلَيهِ». (¬4) =صحيح 148 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ تَعْلَمُونَ - أَوْ يَعْلَمُونَ - مَا فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ، مَا كَانَتْ إِلاَّ قُرْعَة». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) الترمذي (586) باب ذكر ما يستحب من الجلوس في المسجد بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، تعليق الألباني "حسن"، الصحيحة (3403). (¬2) المعجم الكبير (7741)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (467). (¬3) يستهموا: أي: يجعلونها قرعة، مثلا: إن جاء الناس ووجدوا الصف الأول قد امتلأ ولم يبق إلا مكان يتسع لشخص لجعلوا نَيْلَ هذ المكان قرعة، وكذلك الأذان لا يكون إلا بقرعة لعظيم فضله. (¬4) متفق عليه، البخاري (590) باب الإستهام في الأذان، مسلم (437) باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها والازدحام على الصف الأول والمسابقة إليها وتقديم أولي الفضل وتقريبهم من الأمام، ابن خزيمة (1554) باب ذكر الاستهام على الصف الأول، واللفظ له. (¬5) مسلم (439) الباب السابق.

149 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الصَّفِّ الأَوَّل لَكَانَتْ قُرْعَة». (¬1) =صحيح 150 - عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ». (¬2) =صحيح 151 - عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عَلَى الصَّفِّ الأَوَّل ثَلاَثاً، وَعَلَى الَّذِي يَلِيه وَاحِدَة. (¬3) =صحيح 152 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَسْتَغْفِرُ لِلصَّفِّ الْمُقَدَّمِ ثَلاَثاً، وَلِلثَّانِي مَرَّةً. (¬4) =صحيح 153 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «خَيرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا». (¬5) =صحيح 154 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَزَالُ قَْْْْْوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ عِنَ الصَّفِّ الأوَّلِ، حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ فِي النَّارِ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن ماجه (998) باب فضل الصف المقدم، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) ابن ماجه (997) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أحمد (17197)، واللفظ له، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح"، النسائي (817) فضل الصف الأول على الثاني، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن ماجه (996) باب فضل الصف المقدم، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) مسلم (440) باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها والازدحام على الصف الأول والمسابقة إليها وتقديم أولي الفضل وتقريبهم من الإمام، واللفظ له، أبو داود (678) باب صف النساء وكراهية التأخر عن الصف الأول، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) أبو داود (679) باب صف النساء وكراهية التأخر عن الصف الأول، تعليق الألباني "صحيح".

فضل وصل الصفوف

155 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّراً، فَقَالَ لَهُمْ: «تَقَدَّمُوا فَائْتَمُّوا بِي وَلْيَأتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ (¬1) لاَ يَزَالُ قُوْمٌ يَتَأخَّرُونَ (¬2) حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ». (¬3) =صحيح فَضْل وَصْل الصُّفَوَف 156 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ وَصَلَ صَفّاً وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَ صَفّاً قَطَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ». (¬4) =صحيح 157 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ، وَمَنْ سَدَّ فُرْجَهً رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً». (¬5) =صحيح 157 - ./1 وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَدَّ فُرْجَة بَنَى اللهُ لَهُ بَيتاً فِي الْجَنَّة وَرَفَعَهُ بِهَا دَرَجَة». (¬6) =صحيح 158 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «رَاصُّوا الصُّفُوفَ فَإِنَّ الشَّيْاطَين تَقُومُ فِي الْخَلَلِ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) فائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم: أي: اقتدوا بأفعالي وليقتد بكم من بعدكم مستدلين بأفعالكم على أفعالي. (¬2) انظر إلى شرح الحديث رقم (1677). (¬3) مسلم (438) الباب السابق، أبو داود (680) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) النسائي (819 (من وصل صفا، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) ابن ماجه (995) باب إقامة الصفوف تعليق الألباني "صحيح". (¬6) أمالي المحاملي (36/ 2)، تعليق الألباني "هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبد العزيز الجروي، فهو من شيوخ البخاري"، الصحيحة (1892). (¬7) أحمد (12594)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3454).

فضل تسوية الصفوف

فَضْل تَسْوِية الصّفوف 159 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَة الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلاَةِ». (¬1) =صحيح 160 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَقِيمُوا الصَّفَّ فِي الصَّلاَةِ فَإِنَّ إِقَامَةَ الصَّفِّ مِنْ حُسْنِ الصَّلاَة». (¬2) =صحيح 161 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مِن تَمَامِ الصَّلاَة إِقَامَةُ الصَّفِّ». (¬3) =صحيح فَضْل مَنْ كَانَ لَين الْمَنَاكِب فِي الصَّلاَة 162 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «خِيَاركُمْ أَلْيَنكمْ مَنَاكِبَ (¬4) فِي الصَّلاَةِ». (¬5) =صحيح فَضْل دُعاء الاستِفْتَاح 163 - عِنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أّنَّ رَجُلاً جَاءَ فَدَخَلَ الصَّفَّ وَقَدْ حَفَزَهُ ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (690) باب إقامة الصف من تمام الصلاة، مسلم (433) باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها والازدحام على الصف الأول والمسابقة إليها وتقديم أولي الفضل وتقريبهم من الإمام، واللفظ له. (¬2) متفق عليه، البخاري (689) الباب السابق، مسلم (433) الباب السابق، واللفظ له. (¬3) أحمد (14494)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2225). (¬4) ألينكم مناكب: هو أن لا يمتنع على من يريد الدخول بين الصفوف ليسد الخلل أو لضيق المكان - أي: لا يجعل ضيق المكان حجة له لمنع من أراد الدخول في الصف - بل يمكنه من ذلك، ولا يدفعه بمنكبه لتتراص الصفوف، ويتكاتف الجموع قال الشيخ الألباني: هذا المعنى هو المتبادر من الحديث" الصحيحة (6/ 32)، وقال الشيخ عبد المحسن العباد "أي: أن كان متقدم عن الصف وَطُلِبَ منه أن يتأخر تأخر، وإن كان متأخر فَطُلِبَ منه أن يتقدم تقدم، وإن كانت بينه وبين جاره من المصلين فجوه فطلب منه أن يقرب قرب وهكذا، ومن فعل ذلك كان من خيار عباد الله"، انتهى كلامه، والأفضل الجمع بين القولين فيمكن من أراد الدخول في الصف من الدخول، وكذلك يطيع من أراد منه أن يتقدم أو يتأخر للتسوية الصف. (¬5) أبو داود (672) باب تسوية الصفوف، تعليق الألباني "صحيح".

فضل التأمين والحمد

النَّفَسُ (¬1) فَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ حَمْداً كَثِيراً طَيَّباً مُبَارَكاً فِيهِ، فِلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلاَتَهُ قَالَ: «أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ؟». فَأَرَمَّ (¬2) الْقَوْمُ فَقَالَ: «أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا، فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْساً». فَقَالَ رَجُلٌ: جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ فَقُلْتُهَا فَقَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكاً يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرفَعُهَا.» (¬3) =صحيح 164 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللهُ أَكْبَرُ كَبِيراً وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيراً وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنِ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟».قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: «عَجِبْتُ لَهَا، فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ». قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ ذَلِكَ. (¬4) =صحيح 165 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَفْتِحُ صَلاَتَهُ يَقُولُ: «سُبْحَاَنَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيرُكَ». (¬5) =صحيح فَضْل التَّأمِين وَالْحَمْد 166 - عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا يَوماً نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) حفزه: ضغطه من سرعته ليدرك الصلاة. (¬2) أرم القوم: سكتوا. (¬3) مسلم (600) باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، واللفظ له، النسائي (901 (نوع آخر من الذكر بعد التكبير، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) مسلم (601) الباب السابق، واللفظ له، الترمذي (3592) باب دعاء أم سلمه، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) أبو داود (775) باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك، ابن ماجه (804) باب افتتاح الصلاة، تعليق الألباني "صحيح".

فضل السجود والركوع وكيفيته

فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعةِ قَالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه». قَالَ رَجُلٌ مِنْ وَرَائِهِ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً كَثِيْراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «مَنِ الْمُتَكَلِّمُ؟». قَالَ: أَنَا، قَالَ: «رَأَيْتُ بِضْعةً وَثَلاَثِيْنَ مَلَكاً يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا». (¬1) =صحيح 167 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ: آمِين، وََقاَلتِ المَلاَئِكَةُ فِي السَّمَاءِ: آمِين، فَوَافَقَتْ إحْدَاهُمَا الأُخْرَى، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». (¬2) =صحيح فَضْل السُجُود وَالرُكُوع وَكَيْفيَتِه 168 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أُمَّتِي يَومَ الْقِيَامَةِ غُرٌّ مِنَ السْجُودِ (¬3) مُحَجَّلُونَ مِنَ الْوُضُوءِ». (¬4) =صحيح 169 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الصَّلاَةُ ثَلاَثَةُ أَثْلاَثٍ، الطُّهُورُ ثُلثٌ، وَالرُّكُوعُ ثُلُثٌ، وَالسُّجُودُ ثُلُثٌ؛ فَمَنْ أَدَّاهَا بِحَقِّهَا قُبِلَتْ مِنْهُ، وَقُبِلَ مِنْهُ سَائِرُ عَمَلِهِ، وَمَنْ رُدَّتْ عَلَيْهِ صَلاَتُهُ، رُدَّ عَلَيْهِ سَائِرُ عَمَلِهِ» (¬5) =حسن صحيح 170 - عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرّةَ، أَنَّ أَبَا فَاطِمَةَ حَدَّثَهُ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَخْبِرنِي بِعَمَلٍ أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَأَعْمَلُهُ، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالسُّجُودِ، فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ للهِ ¬

_ (¬1) البخاري (766) باب فضل اللهم ربنا ولك الحمد. (¬2) متفق عليه، البخاري (748) باب فضل التأمين، واللفظ له، مسلم (410) باب التسميع والتحميد والتأمين. (¬3) غر من السجود: هو نور يكون في الوجه يوم القيامة من أثر السجود، فكلما أطال السجود وأكثره كلما كان النور أعظم. (¬4) الترمذي (607) باب ما ذكر من سيما هذه الأمة يوم القيامة من آثار السجود والطهور، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) كشف الأستار عن زوائد البزار (349)، الصحيحة (2537)، الترغيب والترهيب (539)، تعليق الألباني "حسن صحيح".

سَجْدَةً إِلاَّ رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ بِهَا عَنْكَ خَطِيئَةً». (¬1) =حسن صحيح 171 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَبْرُكْ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ، وَلْيَضَعْ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ». (¬2) =صحيح 172 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَعْمَدُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِِِ فَيَبْرُكُ كَمَا يَبْرُكُ الْجَمَل». (¬3) =صحيح 173 - عَنْ وَابِصَة بْنِ مَعْبَدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي فَكَانَ إِذَا رَكَعَ سَوَّى ظَهْرَهُ، حَتَّى لَوْ صُبَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ لاَسْتَقرَّ. (¬4) =صحيح 174 - عَنْ طَلْق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَنّظُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى صَلاَةِ عَبْدٍ لاَ يُقِيمُ فِيْهَا صُلْبَهُ بَيْنَ رُكُوعهَا وَسُجُودهَا». (¬5) =صحيح 175 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ صَلاَةَ لِرَجُلٍ لاَ يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُكُوعِ وَالسْجُودِ». (¬6) =صحيح 175/ 1. عَنْ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: صَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) مسلم (488) باب فضل السجود والحث عليه، ابن ماجه (1422) باب ما جاء في كثرة السجود، واللفظ له، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬2) أَبو داود (840) باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أبو داود (841) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن ماجه (872) باب الركوع في الصلاة، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) أحمد (16326 (عن طلق، (10812 (عن أبي هريرة، تعليق الألباني "صحيح"، مشكاة المصابيح (904)، الصحيحة (2536)، الأحاديث المختارة (182)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح". (¬6) الدارقطني (1/ 348) باب لزوم إقامة الصلب في الركوع والسجود، تعليق الدارقطني "هذا إسناد ثابت صحيح"، ووافقه الألباني فقال "وهو كما قال" كتاب صلاة التراويح (صـ 117).

فَلَمَحَ بِمُؤْخِرِ عَيْنِهِ إِلَى رَجُلٍ لاَ يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، فَلَمَّا قَضَى نَبِيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّلاَة قَالَ: «يَا مَعْشَر الْمُسْلِمِينَ إِنَّهُ لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لاَ يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ». (¬1) =صحيح 176 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصلِّي ستِّيْنَ سَنَهً وَمَا تُقْبَلُ لَهُ صَلاَةٌ، وَلَعَلَّهُ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَلاَ يُتِمُّ السُّجُودَ، وَيُتِمُّ السُّجُودَ وَلاَ يُتِمُّ الرُّكُوعَ». (¬2) =حسن 176/ 1. عن أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلاتِهِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ صَلاَتِهِ؟ قَالَ: «لا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلا سُجُودَهَا». أَوْ قَالَ «لا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ». (¬3) =صحيح 177 - عَنِ النُّعْمَان بْنِ مُرَّة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا تَرَوْنَ فِي الشَّارِبِ وَالسَّارِقِ وَالزَّانِي؟». وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُنْزَلَ فِيهِمْ، قَالُوا: اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «هُنَّ فَوَاحِشُ، وَفِيهِنَّ عُقُوبَةٌ، وَأَسْوَأُ السَّرِقَة الَّذِي يَسْرِقُ صَلاَتَهُ». قَالُوا: وَكَيْفَ يَسْرِقُ صَلاَتَهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لاَ يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلاَ سُجُودَهَا». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن خزيمة (593) باب إيجاب إعادة الصلاة التي لا يتم المصلي فيها سجوده، إذ الصلاة التي لا يتم المصلي ركوعها ولا سجودها غير مجزئة عنه، واللفظ له، تعليق الأعظمي "إسناده صحيح"، ابن ماجه (871) باب الركوع في الصلاة، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (16340)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات". (¬2) الترغيب والترهيب للأصبهاني (2/ 236 (السلسلة الصحيحة (2535)، الترغيب والترهيب (529)، تعليق الألباني "حسن". (¬3) أحمد (22695)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (986). (¬4) مالك (401) باب العمل في جامع الصلاة، تعليق الألباني "صحيح"، مشكاة المصابيح (886).

قصة

178 - عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - «كَانَ إِذَا رَكَعَ فَرَّجَ أَصَابِعَهُ، وَإِذَا سَجَدَ ضَمَّ أَصَابِعَهُ». (¬1) =صحيح 179 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - رَفَعَهُ - قَالَ: «إِنَّ الْيَدَيْنِ تَسْجُدَانِ كَمَا يَسْجُدُ الْوُجْهُ، فَإِذَا وَضَعَ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ فَلْيَضَعْ يَدَيْهِ، وَإِذَا رَفَعَهُ فَلْيَرْفَعْهُمَا». (¬2) =صحيح قِصَّة 180 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَدَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - السَّلاَمَ قَالَ: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ». فَرَجَعَ الرَّجُلُ فَصَلَّى كَمَا كَانَ صَلَّى ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَعَلَيكَ السَّلاَمُ». ثُمَّ قَالَ: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ». حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا عَلِّمْنِي قَالَ: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ (¬3) رَاكِعاً، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِماً، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِداً، ثُمَّ ارْفَع حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِساً، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن حبان (1917 (واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، مستدرك الحاكم (814)، (826) باب التأمين، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم". (¬2) أبو داود (892) باب أعضاء السجود، النسائي (1092) باب وضع اليدين مع الوجه في السجود، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (4501)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) حتى تطمئن: الطمئنينة هي أن يستقر للركن استقرارا لا يعاجل فيه، ويصدق عليه قول أنه راكع أو ساجد. (¬4) متفق عليه، البخاري (724) باب هل يلتفت لأمر ينزل به أو يرى شيئا أو بصاقا في القبلة، مسلم (397) باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة وإنه إذا لم يحسن الفاتحة ولا أمكنه تعلمها قرأ ما تيسر له من غيرها، واللفظ له.

فضل سجود التلاوة

فَضْل سُجُود التِّلاَوَة 181 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَة فَسَجَدَ، اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ: يَا وَيْلِي أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّة، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيتُ فَلِيَ النَّارُ». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي مَسْح مَوْضِع السُّجُود لِتَسْوِيَة الْحَصَى وَفَضْل مَنْ تَرَكَهُ 182 - عَنْ مُعَيْقِيبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ تَمْسَحْ وَأَنْتَ تُصَلِّي فَإِنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً فَوَاحِدَة تَسْوِيَةَ الْحَصَى». (¬2) =صحيح 183 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ مَسْح الْحَصَى فِي الصَّلاَة؟ فَقَالَ: «وَاحِدَةً، وَلَوْ تُمْسِكَ عَنْهَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ مِائَةِ نَاقَةٍ، كُلُّهَا سُود الْحَدَقِ». (¬3) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ النَّار لاَ تَأْكُلُ أَثَر السُّجُودِ 184 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ ¬

_ (¬1) مسلم (81) باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة، أحمد (9711)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، ابن ماجه (1052) باب سجود القرآن، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) البخاري (1149) باب مس الحصى في الصلاة، مسلم (546) باب كراهية مسح الحصى وتسوية التراب في الصلاة، أبو داود (946) باب في مسح الحصى في الصلاة، واللفظ له. (¬3) ابن خزيمة (897) باب الرخصة في مسح الحصى في الصلاة مرة واحدة، تعليق الألباني " إسناده ضعيف شرحبيل بن سعد كان اختلط بآخره كما في التقريب لكن له شاهد قوي موقوف سندا مرفوع حكما خرجته في التعليق الرغيب "، وقال في الترغيب "صحيح"، برقم (557)، أحمد (14451) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده ضعيف لضعف شرحبيل".

ما جاء في مسابقة الإمام

آدَمَ إِلاَّ أَثَرَ السُّجُود (¬1) حَرَّمَ اللهُ عَلَى النَّار أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُود». (¬2) =صحيح 185 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ قَوماً يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ يَحْتَرِقُونَ فِيهَا إِلاَّ دَارَاتِ وُجُوهِهِمْ حَتَّى يَدْخُلُونَ الْجَنَّة». (¬3) =صحيح 186 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُخِرجُ قَوماً مِنَ النَّار بَعْدَمَا لاَ يَبْقَى مِنْهُمْ فِيْهَا إِلاَّ الْوُجوه، فَيُدْخلَهُمُ الْجَنَّة». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِي مُسَابَقَة الإِمَام 187 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الَّذِي يَسْجُدُ قَبْلَ الإِمَامِ وَيَرْفَعُ قَبْلَهُ، إِنَّمَا نَاصِيَتُهُ (¬5) بِيَدِ شَيْطَانٍ». (¬6) =حسن 188 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: الَّذِي يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ قَبْلَ الإِمَامِ إِنَّمَا نَاصِيَتُهُ بِيَدِ شَيْطَانٍ. (¬7) =حسن موقوف 189 - وعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ ¬

_ (¬1) أثر السجود: هو عام في الأعضاء السبعه. واختار هذا القول النووي، وقيل: خاص بالجبهة. واختاره عياض. (¬2) البخاري (773) باب فضل السجود، مسلم (182) باب معرفة طريق الرؤية، "البخاري ومسلم مطولا"، ابن ماجه (4326) باب صفة النار، واللفظ له. (¬3) مسلم (191) باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، أحمد (14870)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬4) مسند عبد بن حميد (905)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1893)، الصحيحة (1661). (¬5) الناصية: شعر المقدمة من الرأس. (¬6) المعجم الأوسط (7692)، هذا الحديث والذي بعده ضعفهما الشيخ الألباني، وقال الهيثمي "رواه البزار والطبراني في الأوسط وإسناده حسن". (¬7) الموطأ (208) باب ما يفعل من رفع رأسه قبل الإمام، وابن أبي شيبة (7146).

ما جاء فيمن أدرك الإمام على حال من أحوال الصلاة ماذا يفعل

- أَوْ أَلا يَخْشَى أَحَدُكُمْ - إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يَجْعَلَ اللهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ صُورَتَهُ صُوَرةَ حِمَارٍ». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِيمَن أَدْرَكَ الإِمَام عَلَى حَالٍ مِن أحوَال الصَّلاَة مَاذَا يَفْعَل 190 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ الصَّلاَةَ وَالإِمَامُ عَلَى حَالٍ فَلْيَصْنَعْ كَمَا يَصْنَعُ الإِمَامُ (¬2)». (¬3) =صحيح 191 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا جِئْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ وَنَحْنُ سُجُودٌ فَاسْجُدُوا وَلاَ تَعُدُّوْهَا شَيْئاً، وَمَنْ أَدْرَكَ الرَّكْعَةَ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلاَةَ». (¬4) =حسن أذْكَار الرُّكُوع وَالسُّجُود 192 - عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَكَعَ فَقَالَ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ». وَفِي سُجُودِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّي الأَعْلَى». (¬5) =صحيح 193 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (659) باب إثم من رفع رأسه قبل الإمام، واللفظ له، مسلم (427) باب تحريم سبق الإمام بركوع أو سجود ونحوهما. (¬2) فليصنع كما يصنع الإمام: خلاف ما يفعله الكثير!!، فكثير من الناس إذا أتى والإمام ساجد أو جالس فإنهم ينتظرونه حتى يقوم، وإن كان في التشهد الأخير أنتظروه حتى يسلم وصلوا جماعة منفردة، وهذا خلاف الأولى، والأولى متابعه الإمام في كل حال، كما في هذا الحديث والحديث الآتي. (¬3) الترمذي (591) باب ما ذكر في الرجل يدرك الإمام وهو ساجد كيف يصنع، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) أبو داود (893) باب في الرجل يدرك الإمام ساجدا كيف يصنع، تعليق الألباني "حسن". (¬5) النسائي (1046) باب الذكر في الركوع، تعليق الألباني "صحيح".

الخشوع في الصلاة، وأنه أول ما يرفع من هذه الأمة

فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي». (¬1) =صحيح 194 - عَنْها رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبُّوحٌ قُدُّوس، رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوح». (¬2) =صحيح 195 - عَنْ عُوفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةً، فَلَمَّا رَكَعَ مَكَثَ قَدْرَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ». (¬3) =صحيح الْخُشوع فِي الصَّلاَة، وَأَنَّهُ أَوَّل مَا يُرْفَعُ مِنْ هَذِهِ الأَمَّة 196 - عَنْ عَمَّار بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْصَرِفُ وَمَا كُتِبَ لَهُ إِلاَّ عُشْرُ صَلاَتِهِ، تُسْعُهَا ثُمُنُهَا سُبُعُهَا سُدُسُهَا خُمُسُهَا رُبُعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا». (¬4) =حسن 196/ 1. وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي الصَّلاَةَ مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلاَّ عُشْرُهَا تُسْعُهَا ثُمُنُهَا سُبُعُهَا سُدُسُهَا خُمُسُهَا رُبُعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا». (¬5) =صحيح 197 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَوَّلُ شَيْءٍ يُرْفَعُ ¬

_ (¬1) النسائي (1047) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) مسلم (487) باب ما يقال في الركوع والسجود، ابن حبان (1896)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرطهما". (¬3) النسائي (1049 (نوع آخر من الذكر في الركوع، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) أَبو داود (796) باب ما جاء في نقصان الصلاة، تعليق الألباني "حسن". (¬5) أحمد (18914)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح".

ما جاء في رفع البصر في الصلاة

مِنْ هَذِهِ الأُمَّة الْخُشُوع، حَتَّى لاَ يُرَى فِيهَا خَاشِعاً». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي رَفْع الْبَصَر فِي الصَّلاةِ 198 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلاَتِهِمْ». فَاشْتَدَّ قُولُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ: «لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي التَّثَاؤب 199 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ، فَلْيَكْظُمْ مَا اسْتَطَاعَ (¬3) فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ». (¬4) =صحيح 200 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ». (¬5) =صحيح 201 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤبَ، فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ، فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ ¬

_ (¬1) مسند الشاميين للطبراني (1579)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2569)، الترغيب والترهيب (542). (¬2) متفق عليه، البخاري (717) باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة، واللفظ له، مسلم (428) باب النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة (¬3) فليكظم ما اسطاع: فليكظم: أي: فليمنع كما في قوله تعالى: {والكاظمين} وهو أن يطبق أسنانه وشفتيه، وإن لم يستطع وضع يده على فمه. (¬4) مسلم (2995) باب تشميت العاطس وكراهية التثاؤب، واللفظ له، أبو داود (5026، 5027) باب ما جاء في التثاؤب، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) مسلم (2995) الباب السابق، أحمد (11280)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

ما جاء في قطع صلاة المصلي

أَنْ يُشَمِّتَهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤبَ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَان، فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِذَا قَالَ: هَا، ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ». (¬1) =صحيح 202 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْعُطَاسُ مِنَ اللهِ وَالتَّثَاؤبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعُ يَدَهُ عَلَى فِيهِ، وَإِذَا قَالَ: آهْ آهْ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ مِنْ جَوْفِهِ، وَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ: آهْ آهْ إِذَا تَثَاءَبَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ مِنْ جَوْفِهِ». (¬2) =حسن صحيح مَا جَاءَ فِي قَطعِ صَلاَة الْمُصَلِّي 203 - عَنْ أَبِي جُهَيْمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيهِ (¬3) لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْراً لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ». قَالَ أَبُو النَّضْرِ: لا أَدْرِي أَقَالَ: أَرْبَعِينَ يَوْماً (¬4) أَوْ شَهْراً أَوْ سَنَةً؟. (¬5) =صحيح 204 - وَفِي لَفْظٍ: «لأَنْ يَقِفَ أَحَدُكُمْ مِئَةَ عَامٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَي أَخِيهِ وَهُوَ يُصَلِّي». (¬6) = ¬

_ (¬1) البخاري (5869) باب ما يستحب من العطاس ويكره من التثاؤب. (¬2) أحمد (9526)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، الترمذي (2746) باب ما جاء إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، واللفظ له، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬3) لو يعلم المار ماذا عليه: أي: من الإثم لاختار الوقوف أربعين على ارتكاب ذلك الإثم. (¬4) ولو حُمِلَ هذا الحديث على أدنى العقوبة وهي أربعين يوما لكان الوقف لمدة دقيقة حتى ينتهي المصلي أيسر. (¬5) متفق عليه، البخاري (488) باب إثم المار بين يدي المصلي، مسلم (507) باب منع المار بين يدي المصل، واللفظ له. (¬6) الترمذي (336) باب ما جاء في كراهية المرور بين يدي المصلي، معلقا، تعليق الألباني "صحيح"، ثم ضعفه في الترغيب والترهيب (1/ 77 (

ما يستر المصلي

مَا يَستُر الْمُصَلِّي 205 - عَنْ طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا وَضَعَ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ مُؤْخِرَةِ (¬1) الرَّحْلِ (¬2) فَلْيُصَلِّ، وَلاَ يُبَالِ مَنْ مَرَّ وَرَاءَ ذَلِكَ». (¬3) =صحيح 206 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُخْرَجُ لَهُ حَرْبَةٌ (¬4) فِي السَّفَرِ فَيَنْصِبُهَا فَيُصَلِّي إِلَيْهَا. (¬5) =صحيح رَدُّ الْمُصَلِّي لِمَنْ أَرَادَ الْمُرور 207 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا مَرَّ بَيْنَ يَدَي أَحَدكُمْ شَيْءٌ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَمْنَعْهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيَمْنَعْهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطاَنٌ (¬6)». (¬7) =صحيح 208 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلاَ يَدَعْ أَحَداً يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِنْ أَبَي فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّ مَعَهُ ¬

_ (¬1) مؤخرة: هي خشبة تكون في مؤخرة الرحل والفائده منها أن الراكب يسند ظهره إليها، حتى لا يرهقه طول الجلوس. (¬2) الرحل: هو للبعير مثل السراج للحصان. (¬3) مسلم (499) باب سترة المصلي، واللفظ له، الترمذي (335) باب ما جاء في سترة المصلي، تعليق الألباني "حسن صحيح"، أبو داود (685) باب ما يستر المصلي، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) حربة: هي دون الرمح عريضة النصل. (¬5) ابن ماجه (941) باب ما يستر المصلي، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) فإنما هو شيطان: قيل: معناه إنما حمله على مروره وامتناعه من الرجوع الشيطان، وقيل: يفعل فعل الشيطان لأن الشيطان بعيد من الخير وقبول السنة، وقيل: المراد بالشيطان القرين، كما في الحديث الآتي. (¬7) متفق عليه، البخاري (3100) باب صفة أبيلس وجنده، واللفظ له، مسلم (505) باب منع المار بين يدي المصلي.

ما جاء في سعة القبلة

الْقَرِينَ (¬1)». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي سَعَةِ الْقِبْلَة 209 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا بَينَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ (¬3)». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِي تَعْظِيم الْقِبْلَة 210 - عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ تَفَلَ تُجَاه الْقِبْلَة جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَتَفْلَتُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ». (¬5) =صحيح 211 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ لِكُلِّ شَيء سَيِّداً، وَإِنَّ سَيِّد الْمَجَالِسِ قُبَالَةُ الْقِبْلَة». (¬6) =حسن 212 - وعنه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لَمْ يَسْتَقْبِل الْقِبْلَةَ ¬

_ (¬1) معه القرين: في النهاية: قرين الإنسان هو مصاحبه من الملائكة أو الشياطين، فقرينه من الملائكة يأمره بالخير ويحثه عليه، وقرينه من الشياطين يأمره بالشر ويحثه عليه. (¬2) مسلم (506) باب منع المار بين يدي المصلي، واللفظ له، ابن ماجه (955) باب ادرأ ما استطعت، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (5585)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح وهذا إسناد حسن رجاله رجال الصحيح". (¬3) ما بين المشرق والمغرب قبله: هذا بحسب موقع الشخص من القبلة فمثلا أهل المدينه قبلتهم ما بين المشرق والمغرب وتكون قبلتهم جنوبا وكل مدينة تقع في الشمال من مكة تكون قبلتهم جنوبا، أما في اليمن فقبلتهم ما بين المشرق والمغرب ولكن قبلتهم تكون شمالا، وهناك من تكون قبلتهم شرقا وغربا، وهذا لا يعني أن الحديث خاص بأهل المدينة أو من هو على شاكلتهم، بل كل من استقبل مكة سواء أكانت عنه شمالا أو جنوبا أو شرقا أو غربا، فهذا الحديث مقياس لهم. (¬4) الترمذي (342) باب ماجاء أن ما بين المشرق والمغرب قبلة، ابن ماجه (1011) باب القبلة، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) ابن حبان (1637)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط البخاري". (¬6) المعجم الأوسط (2354)، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (3085)، الصحيحة (2645).

ما جاء في السهو

وَلَمْ يَسْتَدْبِرْهَا فِي الْغَائِط، كُتِبَ لَهُ حَسَنَةٌ وَمُحِيَ عَنْهُ سَيِّئَةٌ». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي السَّهوِ 213 - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِذَا سَهَا أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ فَلَمْ يَدْرِ وَاحِدَةً صَلَّى أَوْ ثِنْتَيْنِ، فَلْيَبْنِ عَلَى وَاحِدَةٍ فَإِنْ لَمْ يَدْرِ ثِنْتَيْنِ صَلَّى أَوْ ثَلاَثاً، فَلْيَبْنِ عَلَى ثِنْتَيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَدْرِ ثَلاَثاً صَلَّى أَوْ أَرْبَعاً، فَلْيَبْنِ عَلَى ثَلاَثٍ، وَلْيَسْجُدْ سَجْدَتِينِ قَبلَ أَنْ يُسَلِّمَ». (¬2) =صحيح 214 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «سَجْدَتَا السَّهوِ تُجْزِئَانِ مِنْ كُلِّ زِيَادَةٍ وَنُقْصَانٍ». (¬3) =حسن مَا جَاءَ فِي الإِمَام يَسْهو وَيَتَذَكَّر قَبلَ أَنْ يَسْتَتِمَّ قِيَامَة مَاذَا يَفْعَل 215 - عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا سَهَا الإِمَامُ فَاسْتَتَمَّ قَائِماً، فَعَلَيهِ سَجْدَتاَ السَّهْوِ، وَإِذَا لَمْ يَسْتَتِمَّ قَائِماً، فَلاَ سَهْوَ عَلَيْهِ». (¬4) =صحيح 216 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ الرَّكْعَتِينِ فَلَمْ يَسْتَتِمَّ قَائِماً فَلْيَجْلِس، فَإِذَا اسْتَتَمَّ قَائِماً فَلاَ يَجْلِسْ، وَيَسْجد سَجْدَتَي السَّهْوِ (¬5)». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) المعجم الأوسط (1637)، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (151)، الصحيحة (1098). (¬2) الترمذي (398) باب ما جاء في الرجل يصلي فيشك في الزيادة والنقصان، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أبو يعلى (4592)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3626). (¬4) المعجم الكبير (947)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (623). (¬5) هذا الحكم لكل مصل سواء كان إماماً أو منفرداً. (¬6) ابن ماجه (1208) باب ما جاء فيمن قام من اثنتين ساهيا، تعليق الألباني "صحيح".

فضل التسبيح والذكر بعد الصلاة

فَضْل التْسبِيْح وَالذِّكر بَعْدَ الصَلاَة 217 - عَنْ كَعْب بْنِ عُجَرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مُعَقِّبَاتٌ لاَ يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ، أَوْ فَاعِلُهُنَّ: ثَلاَثٌ وَثَلاَثُونَ تَسْبِيْحَه، وَثَلاَثٌ وَثَلاَثُونَ تَحْمِيدَه، وَأَرْبَعٌ وَثَلاَثُونَ تَكْبِيْرَه فِي دُبُرِ كُلِّ َصلاَةٍ». (¬1) =صحيح 218 - عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أُمِرْنَا أَنْ نُسَبِّحَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ وَنَحْمَدُ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ وَنُكَبِّر أَرْبَعاً وَثَلاَثِينَ، فَأُتِيَ رَجُلٌ فِي مَنَامِهِ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ أَمَرَكُمْ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُسِبِّحُوا فِي دُبُرِ كُلَّ صَلاَةٍ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ، وَتَحْمَدُوا ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ، وَتُكِبِّرُوا أَرْبَعاً وَثَلاَثِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: اجْعَلُوهَا خَمْساً وَعِشْرِينَ وَاجْعَلُوا فِيهِ التَّهْلِيلَ (¬2) فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «فَافْعَلُوه». (¬3) =صحيح 219 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ: ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ وَحَمِدَ اللهَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ وَكَبَّر اللهَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ، فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ تِمَامَ الْمِائَة: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ لَهُ الْمُلك وَلَهُ الْحَمْد وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيء قَدِير، غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتَ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) مسلم (596) باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، النسائي (1349 (نوع آخر من عدد التسبيح، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) اجعلوها خمس وعشرين واجعلو فيها التهليل: أي: يسبح ويحمد ويكبر ويهلل خمسا وعشرين خمسا وعشرين فيكون المجموع مئة. (¬3) ابن حبان (2014)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬4) مسلم (597) الباب السابق، ابن حبان (2013)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم" أبو يعلى (6362)، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح وأخرجه مسلم".

فصل

220 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالوُا: ذَهَبَ أَهَلُ الدُّثُورِ (¬1) مِنَ الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرونَ، وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصْدَّقُونَ، قَالَ: «أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ بأَمْرٍ، إِنْ أَخْذتُمْ بِهِ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَلَمْ يُدْرَكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلاَّ مَنْ عَمِلَ مَثْلَهُ؟ تُسبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ، خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ: ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ». فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ بَعْضُنَا: نُسبِّحُ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ، وَنَحْمَدُ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ وَنُكْبِّرُ أَرْبَعاً وَثَلاَثِينَ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «تَقَولُ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَاللهُ أَكْبَرُ حَتَّى يَكونَ مِنْهُنَّ كُلِّهنَّ ثَلاَثٌ وَثَلاَثُونَ». (¬2) =صحيح فَصْل * وَرَدَتْ صِيَغ التَّسْبِيح كَثِيرَة وَالأَفْضَل الْجَمْعُ بَيْنَهَا فَيَسْتَعْمِلُ فِي كُلِّ فَرْض صِيْغَة؛ وَكُلٌّ مِنْ هَذِهِ الصِّيَغ لَهَا أَجْر مُخْتَلِف وَمَنْ جَمَعَ بَيْنَهَا كَانَ لَهُ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا نَصِيبٌ. فَعِنْدَ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم: «سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَاللهُ أَكْبَرُ حَتَّى يَكونَ مِنْهُنَّ كُلِّهنَّ ثَلاَثٌ وَثَلاَثُونَ». * وَوَعَدَ - صلى الله عليه وسلم - أَهْلَ هَذَا النَّوْع مِنَ الذِّكِر بِقَوْلِهِ: «أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ، ¬

_ (¬1) الدثور: المال الكثير. (¬2) متفق عليه، البخاري (807) باب الذكر بعد الصلاة، واللفظ له، مسلم (595) باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته.

وَلَمْ يُدْرَككُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلاَّ مَنْ عَمِلَ مَثْلَهُ». وَنَوْع آخَر: «ثَلاَثٌ وَثَلاَثُونَ تَسْبِيْحَه، وَثَلاَثٌ وَثَلاَثُونَ تَحْمِيدَه، وَأَرْبَعٌ وَثَلاَثُونَ تَكْبِيْرَه فِي دُبُرِ كُلِّ َصلاَةٍ». * وَوَعَدَ - صلى الله عليه وسلم - أَهْلَ هَذَا النَّوْع مِنَ الذِّكر بَأَنَّهُ: «لاَ يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ، أَوْ فَاعِلُهُنَّ». وَنَوْع آخَر: «مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ وَحَمِدَ اللهَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ وَكَبَّر اللهَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَة لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ لَهُ الْمُلك وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيء قَدِير». * وَوَعَدَ - صلى الله عليه وسلم - أَهْلَ هَذَا النَّوع مِنَ الذِّكْر بَأَنَّهُ قَدْ: «غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتَ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ». ****** 221 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ بيَدِي يَوماً ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاذُ!: وَاللهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ». فَقَالَ مُعَاذٌ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ! وَأَنَا وَاللهِ أُحِبُّكَ، فَقَالَ: «أُوْصِيكَ يَا مُعَاذُ لاَ تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ! أَعَنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكِ». (¬1) =صحيح ¬

_ (¬1) مستدرك الحاكم (1010) باب التأمين، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، تعليق =

فضل من حافظ على التسبيح خلف كل صلاة عشرا عشرا

فَضْلُ مَنْ حَافَظَ عَلَى التَسبِيح خَلْفَ كُلِّ صَلاَة عَشْراً عَشْراً 222 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ قَالَ: «كَيْفَ ذَاكَ». قَالُوا: صَلَّوْا كَمَا صَلَّيْنَا وَجَاهَدُوا كَمَا جَاهَدْنَا وَأَنْفَقُوا مِنْ فُضُولِ أَمْوَالِهِمْ وَلَيْسَتْ لَنَا أَمْوَالٌ قَالَ: «أَفَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَمْرٍ تُدْرِكُونَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَتَسْبِقُونَ مَنْ جَاءَ بَعْدَكُمْ، وَلاَ يَأْتِي أَحَدٌ بِمِثْلِ مَا جِئْتُمْ بِهِ إِلاَّ مَنْ جَاءَ بِمِثْلِهِ؟: تُسَبِّحُونَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ عَشْرًا وَتَحْمَدُونَ عَشْرًا وَتُكَبِّرُونَ عَشْرًا». (¬1) =صحيح 222/ 1. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - «خِصْلَتَانِ لا يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ، إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ، هُمَا يَسيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَليْلٌ، يُسَبِّحُ اللهَ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ عَشْراً، ويَحْمَدُهُ عَشْراً، وَيُكَبِّرُ عَشْراً». قَالَ: فَأَنَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَعْقِدُهَا بِيَدِهِ، قَالَ: فَقَالَ: «خَمْسُونَ وَمِئَةٌ بِاللِّسَانِ (¬2) وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِئَةٍ فِي الْمِيزَانِ وإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، سَبَّحَ وَحَمِدَ وَكَبَّرَ مِئَه (¬3) فَتِلْكَ مِئَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيْزَانِ، فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَومِ الْوَاحِدِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَ مِئَةِ سَيِّئَةٍ». قَالَ: كيْفَ لاَ يُحْصِيْهَا؟ قَالَ: «يَأَتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ وَهُوَ فِي صَلاَةٍ، فَيَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا حَتَّى شَغَلَهُ، وَلَعَلَّةُ أَنْ لاَ يَعْقِلَ، وَيَأتْيِهِ فِي مَضْجَعِهِ ¬

_ = الذهبي في التلخيص "على شرطهما"، أبو داود (1522) باب في الاستغفار، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (22179)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير عقبة بن مسلم". (¬1) البخاري (5970) باب الدعاء بعد الصلاة. (¬2) خمسون ومئة باللسان: هو مجموع تسبيحه في الصلوات الخمس، أي: إن سبح في صلاة الفجر عشرا وكبر عشرا وحمد عشرا هذه ثلاثون حسنة، وإن فعلها في باقي الصلاوات الخمس كان مجموع تسبيحه خمسون ومئة باللسان. (¬3) مئه: وتفصيلها كما في الحديث الآخر «يسبح ثلاثا وثلاثين ويحمد ثلاثا وثلاثين ويكبر أربعا وثلاثين».

فصل

فَلاَ يَزَالُ يُنَوِّمُهُ حَتَّى يَنَامَ». (¬1) =صحيح فَصْل * هَذَا النَّوْع مِنَ الذِّكْر الأَفْضَل الَمُحَافَظَة عَلَيْهِ فِي جَمِيع الصَّلَوَات بِخَلاف النَّوْع الآخَر مِنَ الذِّكْر؛ لِقَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - «خَمْسُونَ وَمِئَةٌ بِاللِّسَانِ» وَهَذَا مَجْمُوع الصَّلَوَات الْخَمْس فَمَنْ سَبَّحَ عَشْراً وَحَمِدَ عَشْراً وَكَبَّرَ عَشْراً هَذِهِ ثَلاَثُونَ بِاللِّسَان، وَإِذَا جَمَعْتَ الصَّلَوَات الْخَمْس فَهُوَ قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: «خَمْسُونَ وَمِئَةٌ بِاللِّسَانِ». ******* ¬

_ (¬1) ابن حبان (2009)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح".

باب صلاة النافلة

بَابُ صَلاَة النَّافِلَة فَضْل التَّقَرُّب إِلَى اللهِ بِالنَّوَافِل 223 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيَّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَربِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيّ عَبْدِي بِشْيءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقرَّبُ إِلَيّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتهُ، كُنْتُ سَمّعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ (¬1) وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَ بِي لأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدّدتُ فِي شَيْءٍ أَنَا فَاعِلهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسْاءَتَهُ». (¬2) =صحيح فَضْل صَلاَة النَّافلَة فِي الْمَنْزِل 224 - عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «صَلاَةُ الْمَرءِ فِي بَيْتِهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَتِهِ فَي مَسْجِدِي هَذَا إِلاَّ الْمَكْتُوبَةَ». (¬3) =صحيح 225 - عَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «صَلاَةُ الرَّجُلِ تَطَوُّعاً حَيْثُ لاَ يَراهُ النَّاسُ تَعْدِلُ صَلاَتهُ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ خَمْساً وَعِشْرِينَ». (¬4) =صحيح 226 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «فَضْلُ صَلاَة الرَّجُلِ ¬

_ (¬1) كنت سمعه الذي يسمع به وبصره .. : المعنى أنه يصبح ربانيا لا يسمع إلا ما أحب الله ولا يبصر إلا مايرضي الله .. الخ. (¬2) البخاري (6137) باب التواضع. (¬3) أَبو داود (1044) باب صلاة الرجل التطوع في بيته، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) أبو يعلى، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3821).

فضل من صلى اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة

فِي بَيْتِهِ عَلَى صَلاَتِهِ حَيْثُ يَرَاهُ النَّاسُ، كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى النَّافِلَةِ». (¬1) =حسن 227 - عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيْبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «تَطَوُّعُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ يَزِيْدُ عَلَى تَطَوُّعهِ عِنّدَ النَّاسِ، كَفَضْلِ صَلاَةِ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ عَلَى صَلاَتِهِ وَحْدَهُ». (¬2) =صحيح موقوف اسْتِحْبَاب تَغْيِير مَكَان النَّافِلَة عَنِ الْمَكْتُوبَة لِمَنْ أَدَّاهَا فِي الْمَسْجِد 228 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ إِذَا صَلَّى أَنْ يَتَقَدَّمَ (¬3) أَوْ يَتَأَخَّرَ أَوْ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ». (¬4) =صحيح 229 - عَنِ الْمُغِيْرَة بْنِ شُعْبَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ يُصَلِّي الإِمَامُ فِي مَقَامِةِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ الْمَكْتُوبَة حَتَّى يَتَنَحَّى عَنْهُ». (¬5) =صحيح فَضْلُ مَنْ صَلَّى اثْنَتِيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي الْيَوْمِ وَاللَّيلَة 230 - عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ». قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. وَقَالَ عَنْبَسَةُ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ أُمِّ حَبِيبَةَ. ¬

_ (¬1) المعجم الكبير (7322)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (4217). (¬2) مصنف ابن أبي شيبة (6455)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2953)، الصحيحة (3149). (¬3) أن يتقدم أو يتأخر .. : أي: عن المكان الذي صلى فيه المكتوبة. (¬4) ابن ماجه (1427) باب ما جاء في صلاة النافلة حيث تصلى المكتوبة، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) ابن ماجه (1428) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح".

فضل ركعتي الفجر وما يقرأ فيهما

وَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ: مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ عَنْبَسَةَ. وَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ: مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ (¬1). (¬2) =صحيح 231 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ ثَابَرَ عَلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ السُّنَّةِ بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ: أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ». (¬3) =صحيح 232 - وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ ثَابَرَ عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي الْيَومِ وَاللَّيْلَة دَخَلَ الْجَنَّة، أَرْبَعاً قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَينِ بَعْدَهَا وَرَكْعَتَينِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَرَكْعَتَينِ بَعْدَ الْعِشَاء وَرَكْعَتَينِ قَبْلَ الْفَجْر». (¬4) =صحيح فَضْل رَكْعَتي الْفَجْر وَمَا يُقْرأُ فِيهما 233 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «رَكْعَتَا الْفَجْر خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا». (¬5) =صحيح 234 - وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: «لَمْ يَكُنْ عَلَى شَيءٍ مِنَ ¬

_ (¬1) عمرو ابن أوس والنعمان بن سالم وعنبسة: هم من رجال الحديث. (¬2) مسلم (728) باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن، واللفظ له، أبو داود (1250) باب تفريع أبواب التطوع وركعات السنة، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) الترمذي (414) باب ما جاء فيمن صلى في اليوم واليلة ثنتي عشرة ركعة من السنة وما له فيه من الفضل، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) النسائي (1794) باب ثواب من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) مسلم (725) باب استحباب ركعتي سنة الفجر والحث عليهما وتخفيفهما والمحافظة عليهما وبيان ما يستحب أن يقرأ فيهما، النسائي (1759 (المحافظة على الركعتين قبل الفجر، تعليق الألباني "صحيح".

النَّوافِلِ أَشَدَّ مُعَاهَدَةً مِنْهُ عَلَى رَكْعَتَينِ قَبْلَ الصُّبْحِ». (¬1) =صحيح 235 - وَعَنْهَا قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُسْرِعُ إِلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَسْرَعَ مِنْهُ إِلَى الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ وَلاَ إِلَى غَنِيمَةٍ يَغْتَنِمُهَا». (¬2) =صحيح 236 - وَعَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُخَفِّفُ الرَّكْعَتِينِ اللَّتَينِ قَبلَ صَلاَةِ الصُّبْحِ حَتَّى إِنِّي لأقُولُ: هَلْ قَرَأ بِأُمِّ الْكِتَابِ». (¬3) =صحيح 237 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ لَمْ يُصَلِّ رَكْعَتَي الْفَجْرِ فَليُصَلِّيهمَا إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ». (¬4) =صحيح 238 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «نِعْمَ السُّورَتَانِ هُمَا - يُقْرَآنِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ - {قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}». (¬5) =صحيح 239 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلاً قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَي الْفَجْرِ، فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} حَتَّى انقَضَتِ السُّورَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «هَذَا عَبْدٌ عَرَفَ رَبَّهُ». وَقَرَأَ فِي الآخِرَة {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} حَتَّى انقَضَتِ السُّورَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «هَذَا عَبْدٌ آمَنَ بِرَبِّهِ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) مسلم (724) باب استحباب ركعتي سنة الفجر والحث عليهما وتخفيفهما والمحافظة عليهما وبيان ما يستحب أن يقرأ فيهما، أبو داود (1254) باب ركعتي الفجر. (¬2) ابن حبان (2448) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرطهما". (¬3) متفق عليه، البخاري (1118) باب ما يقرأ في ركعتي الفجر، واللفظ له، مسلم (724) الباب السابق. (¬4) ابن حبان (2463)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط البخاري". (¬5) ابن حبان (2452)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح". (¬6) ابن حبان (2451)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي".

فضل صلاة الضحى

فَضْل صَلاَةِ الضُّحَى 240 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّهً فَغَنِمُوا وَأَسْرَعُوا الرَّجْعَةَ، فَتْحَدَّثَ النَّاسُ بِقُرْبِ مَغْزَاهُمْ وَكَثْرَةِ غَنِيْمَتهمْ وَسُرْعَة رجْعَتهمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَلاَ أَدلُّكُمْ عَلَى أَقْرَبَ مِنْهُ مَغْزًى، وَأَكْثَرَ غَنِيْمَةً وَأَوْشَكَ رَجْعَهً؟ مَنْ تَوَضَّأ ثُمَّ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لِسبْحَةِ (¬1) الضُّحَى فَهُوَ أَقْرَبُ مَغْزًى وَأَكْثَرُ غَنِيمَةً وَأَوْشَكُ رَجْعَهً». (¬2) =حسن صحيح 241 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «قَالَ رَبُّكُمْ: أَتَعْجَزُ يَا ابْنَ آدَمَ أَنْ تُصَلِّيَ أَوَّلَ النَّهَارِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ أَكْفِكَ بِهِنَّ آخِرَ يَوْمِكَ». (¬3) =صحيح 242 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ اكْفِنِي أَوَّلَ النَّهَارِ بِأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ أَكْفِكَ بِهِنَّ آخِرَ يَوْمِكَ». (¬4) =صحيح 243 - عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى الضُّحَى أَرْبَعاً، وَقَبْلَ الأوُلَى (¬5) أَرْبَعاً بُنِيَ لَهُ بِهَا بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ». (¬6) =حسن 244 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك رَضِيَ الله عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - «كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى سِتَّ رَكَعَات». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) لسبحة الضحى: أي: لصلاة الضحى. (¬2) أحمد (6638)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (668). (¬3) أحمد (17828)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1913). (¬4) أحمد (17428)، شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير نعيم بن همار فقد روى له أبو داود والنسائي"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (671). (¬5) قبل الأولى: أي: قبل الظهر، الأولى هي صلاة الظهر. (¬6) المعجم الأوسط (4753)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (6340)، الصحيحة (2349). (¬7) الشمائل المحمدية (290) باب صلاة الضحى، تعليق الألباني "صحيح" صحيح الجامع (4960).

فضل أربع قبل الظهر وبعدها

245 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعاً وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللهُ». (¬1) =صحيح 246 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يُحَافِظُ عَلَى صَلاَةِ الضُّحَى إِلاَّ أَوَّاب (¬2)». قَالَ: «وَهِيَ صَلاَةُ الأَوَّابِينَ». (¬3) =حسن 247 - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَم رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَهْلِ قُبَاء وَهُمْ يُصَلُّونَ، فَقَالَ: «صَلاَةُ الأَوَّابِينَ إِذَا رَمضَتِ الْفِصَالُ (¬4)». (¬5) = 248 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي - صلى الله عليه وسلم - بِثَلاَثٍ، بِصِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ. (¬6) =صحيح فَضْل أَرْبَع قَبْلَ الظُهْرِ وَبَعْدَهَا 249 - عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَع بَعْدَهَا، حُرِّمَ عَلَى النَّارِ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) مسلم (719) باب استحباب صلاة الضحى وأن أقلها ركعتان وأكملها ثمان ركعات وأوسطها أربع ركعات أو ست والحث على المحافظة عليها، أحمد (24933)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬2) الأواب: المطيع، وقيل: الراجع إلى الطاعة. (¬3) مستدرك الحاكم (1182) كتاب صلاة التطوع، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (7628)، الصحيحة (703). (¬4) الفصال: صغار الإبل، والمعنى أن وقت صلاة الأوابين حين تحترق أخفاف الإبل من حر الشمس. (¬5) مسلم (748) باب صلاة الأوابين حين ترمض الفصال، أحمد (19284، 19366)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده على شرط مسلم، القاسم بن عوف - وإن كان ضعيفا - قد انتقى له مسلم هذا الحديث الواحد وأدرجه في صحيحه"، تعليق حمزه الزين "إسناده صحيح وهو عند مسلم وابن خزيمة والبيهقي"، الدارمي (1457) باب في صلاة الأوابين، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح". (¬6) متفق عليه، البخاري (1880) باب صيام أيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، واللفظ له، مسلم (721) الباب السابق. (¬7) أَبو داود (1269) باب الأربع قبل الظهر وبعدها، تعليق الألباني "صحيح".

فضل أربع قبل العصر

250 - وَعَنْها رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعاً وَبَعْدَهَا أَرْبَعاً حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ». (¬1) =صحيح 251 - وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ صَلَّى أَرْبَعاً قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعاً بَعْدَهَا، لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ». (¬2) =صحيح 252 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي أَرْبعاً بَعدَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَقَالَ: «إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ». (¬3) =صحيح 253 - عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أرْبَعُ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ يَعْدِلنَ بِصَلاَةِ السَّحَرِ». (¬4) =حسن مرسل 254 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ لا يَدَعُ أَرْبَعاً قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَينِ قَبْلَ الْغَدَاةِ (¬5). (¬6) =صحيح فَضْل أَرْبَع قَبْلَ الْعَصْر 255 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «رَحِمَ اللهُ امْرأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعاً». (¬7) =حسن ¬

_ (¬1) الترمذي (427)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) النسائي (1817)، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) الترمذي (478) باب ما جاء في الصلاة عند الزوال، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) مصنف ابن أبي شيبة (5940)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (882)، الصحيحة (1431). (¬5) قبل الغداة: أي: قبل الفجر. (¬6) البخاري (1127) باب الركعتين قبل الظهر. (¬7) أبو داود (1271) باب الصلاة قبل العصر، تعليق الألباني "حسن"، أحمد (5980)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن".

فضل الصلاة قبل صلاة المغرب

فَضْل الصَّلاَة قَبلَ صَلاَة الْمَغْرِب 256 - عَنْ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «صَلُّوا قَبْلَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتينِ». ثُمَّ قَالَ: «صَلُّوا قَبْلَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتينِ، لِمَنْ شَاءَ». خَشْيَةَ أَنْ يَتَّخِذَهَا النَّاسُ سُنَّةً. (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي الرَّكْعَتَينِ بَعدَ الْمَغْرِب أَينَ تُصَلَّى وَمَاذَا يُقْرَأُ فِيهَما 257 - عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَتَى مَسْجِدَ بَنِي عَبدِ الأشْهَل، فَصَلَّى فِيهِ الْمَغْرِب، فَلَمَّا قَضَوا صَلاَتهمْ رَآهُم يُسَبِّحُونَ (¬2) بَعْدَهَا فَقَالَ: «هَذِهِ صَلاَةُ الْبُيوت». (¬3) =حسن 258 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لاَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَينِ بَعْدَ الْجُمُعَة وَلاَ الرَّكْعَتَينِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ إِلاَّ فِي أَهْلِهِ». (¬4) =صحيح 259 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: مَا أُحْصِي مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَينِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَفِي الرَّكْعَتَينِ قَبْلَ صَلاَةِ الْفَجْرِ بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} (¬5) =حسن صحيح فَضْل قيَام اللَّيْل 260 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «عَلَيْكُمْ ¬

_ (¬1) البخاري دون قوله «ركعتين» (1128) باب الصلاة قبل المغرب، أبو داود (1281) باب الصلاة قبل المغرب، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (20571)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬2) يسبحون: أي: يصلون. (¬3) أَبو داود (1300) باب ركعتي المغرب أين تصليان، تعليق الألباني "حسن". (¬4) مسند الطيالسي (1836)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4857). (¬5) الترمذي (431) باب ما جاء في الركعتين بعد المغرب والقراءة فيهما، تعليق الألباني "حسن صحيح".

بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأبُ (¬1) الصَّالِحِينَ قَبْلكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ، وَمَكْفَرةٌ لِلسَّيِّئاتِ وَمَنْهَاةٌ لِلإثْمِ». (¬2) =حسن صحيح 261 - عَنْ أَنَسٍ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اجْتَهَدَ لأَحَدٍ فِي الدُّعَاءِ قَالَ: «جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمْ صَلاَةَ قَوْمٍ أَبْرَار، يَقُومُونَ اللَّيْلَ وَيَصُومُونَ النَّهَارَ، لَيْسُوا بِأَثَمَةٍ وَلاَ فُجّارٍ». (¬3) =صحيح 262 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَفْضَلُ الصِيَام بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمِ، وَأَفَضَلُ الصَّلاَة بَعْدَ الْفَرِيْضَةِ صَلاَةُ اللَّيْلِ». (¬4) =صحيح 263 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «شَرَفُ الْمُؤمِن صَلاَتُهُ بِاللَّيْلِ، وَعِزُّهُ اسْتِغنَاؤهُ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ». (¬5) =حسن 264 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ فُلاْناً يُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَقَ قَالَ: «سَيَنْهَاهُ مَا تَقُولُ». (¬6) =صحيح 265 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «صَلاَةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) دأب الصالحين: الدأب هو: العادة والشأن. (¬2) الترمذي (3549) باب في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬3) مسند عبد بن حميد (1360)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3097)، الصحيحة (1810). (¬4) مسلم (1163)، باب فضل صوم المحرم، أحمد (8515)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬5) تاريخ دمشق لابن عساكر (23/ 81)، الضعفاء الكبير للعقيلي (3/ 31)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3710)، الصحيحة (1903). (¬6) ابن حبان (2551)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي". (¬7) ابن حبان (2473)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده جيد".

فضل تلاوة الآيات في الصلاة

266 - عَنْ أَبِي سَعِيد، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ مِنَ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّيَا رَكْعَتَينِ، كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللهَ كَثيراً وَالذَّاكِرَاتِ». (¬1) =صحيح 267 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَفْضَل الصَّلاَة، طُول الْقُنوُتِ». (¬2) =صحيح فَضْل تِلاَوَة الآيَات فِي الصَّلاَة 268 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُحِبُّ أَحَدكُم إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ، أَنْ يَجِدَ فِيهِ ثَلاَث خَلفات عِظَام سِمَان». قُلنَا نَعَمْ قَالَ: «فَثَلاَثُ آيَاتٍ يَقْرَأُ بِهِنَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ، خَيرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَث خَلَفَات عِظَام سِمَان». (¬3) =صحيح 269 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَب مِنَ الْغَافِلِين، وَمَنْ قَامَ بِمِئَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِين، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطَرِين». (¬4) =صحيح 270 - عَنْ تَمِيْمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْةُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأَ ¬

_ (¬1) أبو داود (1451) باب الحث على قيام الليل، ابن ماجه (1335) باب ما جاء فيمن أيقظ أهله من الليل، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) مسلم (756) باب أفضل الصلاة طول القنوت، ابن حبان (1755)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) مسلم (802 (فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه، أحمد (10017)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، ابن ماجه (3782) باب ثواب القرآن، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) أَبو داود (1398) باب تحزيب القرآن، تعليق الألباني "صحيح".

في كم يستحب ختم القرآن في القيام

بِمِئَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ، كُتِبَ لَهُ قُنْوتُ لَيْلَةٍ». (¬1) =صحيح فِي كَمْ يُسْتَحَبُّ خَتْمُ الْقُرآن فِي الْقِيَام 271 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: جَمَعتُ (¬2) الْقُرآنَ فَقَرَأتُهُ كُلَّهُ فِي لَيلةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَطُولَ عَلَيكَ الزَّمَانُ، وَأَنْ تَمَلَّ، فَاقْرَأهُ فِي شَهْرٍ». فَقُلتُ: دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي، قَالَ: «فَاقْرَأهُ فِي عَشْرَةٍ». قُلتُ: دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي، قَالَ: «فَاقْرَأهُ فِي سَبعٍ». قُلتُ: دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي فَأبَي. (¬3) =صحيح 272 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اقْرَأ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ». قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: «فَاقْرَأْهُ فِي عِشْرِينَ لَيْلَةً». قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً قَالَ: «فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ وَلاَ تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ». (¬4) =صحيح 273 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاثٍ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (16999)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6468)، الصحيحة (644). (¬2) جمعت القرآن: أي: حفظته. (¬3) ابن ماجه (1346) باب في كم يستحب أن يختم القرآن، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) متفق عليه، البخاري (4767) باب في كم يقرأ القرآن، مسلم (1159) باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به أو فوت به حقا أو لم يفطر العيدين والتشريق وبيان تفضيل صوم يوم وإفطار يوم، واللفظ له. (¬5) أبو داود (1394) باب تحزيب القرآن، ابن حبان (755)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرطهما".

فضل القصد في العبادة وعدم تكليف النفس مالا تطيق

فَضْل الْقَصد فِي الْعِبَادَة وَعَدَم تَكلِيف النَّفس مَالا تُطِيق 274 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَجُلٍ قَائِمٍ يُصَلِّي عَلَى صَخْرَةٍ، فَأَتَى نَاحِيَةَ مَكَّةَ، فَمَكَثَ مَلِيّاً ثُمَّ أَقْبَلَ فَوَجَدَ الرَّجُلَ عَلَى حَالِهِ يُصَلِّي، فَجَمَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ! عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ، فَإِنَّ اللهَ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا». (¬1) =صحيح فَضْل قِيام اللَّيل بِخَوَاتِم سُورَة الْبَقَرَة وَأَنَّهَا تَكْفِي مَنْ قَرَأَ بِهَا 275 - عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأَ هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ». (¬2) =صحيح فَضْل الْوِتْر وَمَا يُقْرأ فِيهِ 276 - عَنِ عَبْدِ اللهِ بن عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ زَادكُمْ صَلاَةً وَهِيَ الْوِتْر فَحَافِظُوا عَلَيْهَا». (¬3) =صحيح 277 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «صَلاَةُ الْمَغْرِب وتْرُ النَّهَارِ فَأَوْتِرُوا صَلاَةَ اللَّيْلِ». (¬4) =صحيح 278 - عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْوِتْرُ حَقٌّ، ¬

_ (¬1) ابن ماجه (4241) باب المداومة على العمل، ابن حبان (358)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4513)، الصحيحة (1760). (¬2) متفق عليه، البخاري (4722) باب فضل سورة البقرة، مسلم (808) باب فضل الفاتحة وخواتم سورة البقرة والحث على قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة، واللفظ له. (¬3) أحمد (6941)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حسن"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1772). (¬4) أحمد (4847)، تعليق شعيب الأرنؤوط "رجاله ثقات رجال الشيخين"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6720).

ما جاء في جواز الجهر في قيام الليل

فَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِسَبْعٍ، وَمَنْ شَاءَ أوْتَرَ بِخَمْسٍ، وَمَنْ شَاءَ أوْتَرَ بِثَلاَثٍ، وَمَنْ شَاءَ أوْتَرَ بِواحِدَةٍ». (¬1) =صحيح 279 - عَنْ سَعدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «الَّذِي لا يَنَامُ حَتَّى يُوتِرَ، حَازِمٌ». (¬2) =صحيح 280 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: كَانَ يَقْرأُ فِي الرَّكْعَتَينِ اللَّتَينِ يُوتِرُ بَعْدَها {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَيَقرَأ فِي الْوِترِ بـ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}. (¬3) =صحيح مَا جَاءَ فِي جَوَاز الْجَهر فِي قِيَام اللَّيْل 281 - عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَرَأيْتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَجْهَرُ بِصَلاَتِهِ، أَوْ يُخَافِتُ بِهَا؟ قَالَتْ: رُبَّمَا جَهَرَ بِصَلاَتِهِ، وَرُبَّمَا خَافَتَ بِهَا، قُلتُ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الأَمْرِ سَعَةً. (¬4) =صحيح مَنْ نَامَ عَنْ حِزبِهِ 282 - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ ¬

_ (¬1) أبو داود (1422) باب كم الوتر، النسائي (1710) باب ذكر الاختلاف على الزهري في حديث أَبِي أيوب في الوتر، واللفظ له تعليق الألباني "صحيح"، مستدرك الحاكم (1128) تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرطهما". (¬2) أحمد (1461)، صحيح الجامع (5493)، الصحيحة (2208)، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) ابن حبان (2423) تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن حبان (2573)، تعليق الألباني "صحيح".

فضل من بات طاهرا

نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَيءٍ مِنْهُ، فَقَرَأهُ فِيمَا بَيْنَ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةَ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ». (¬1) =صحيح 283 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا لَمْ يُصَلِّ مِنَ اللَّيْلِ - مَنَعَهُ عَنْ ذَلِكَ النَّوْم أَوْ غَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ - صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنتَي عَشْرَةَ رَكْعَةً (¬2). (¬3) =صحيح 284 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنْوُي أَنْ يَقُومَ فَيُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَغَلَبَتْهُ عَينُهُ حَتَّى يُصبِحَ، كُتِبَ لَهُ مَا نَوَى، وَكَانَ نَومُهُ صَدَقَةً عَلَيهِ مِنْ رَبِّهِ». (¬4) =صحيح 285 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيد بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ نَامَ عَنْ وتْرِهِ فَلْيُصَلِّ إِذَا أَصْبَحَ». (¬5) =صحيح فَضْل مَنْ بَاتَ طَاهَراً 286 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «طَهِّرُوا هَذِهِ الأَجْسَاد طَهَّرَكُم اللهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ يَبِيْتُ طَاهِراً إِلاَّ بَاتَ مَعَهُ مَلَكٌ فِي ¬

_ (¬1) مسلم (747) باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض، واللفظ له، ابن حبان (2634) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) وهذا بحسب ورد الشخص فمثلا إن كان يقوم بخمس ركعات فنام يصلي من النهار ست ركعات وإن كان يقوم بسبع يصلي بثمان، والرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي إحدى عشرة ركعة فكان إذا نام صلى اثنتي عشرة ركعة؛ وهكذا يجبر الوتر. (¬3) ابن حبان (2636) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬4) النسائي (1787) باب من أتى فراشه وهو ينوي القيام فنام، ابن ماجه (1344) باب ما جاء فيمن نام عن حزبه من الليل، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) الترمذي (466) باب ما جاء في الرجل ينام عن الوتر أو ينساه، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء فيمن قام من نومه وقضى حاجته هل يتوضأ؟

شِعَارِهِ، لاَ يَنْقَلِبُ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ إِلاَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَغْفِرْ لِعَبْدِكَ فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِراً». (¬1) =حسن 287 - وَعَنِهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ بَاتَ طَاهِراً، بَاتَ فِي شِعَارِهِ مَلَكٌ، فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِكَ فُلاَنٍ، فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِراً». (¬2) =حسن صحيح 288 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيْتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِراً فَيَتَعَارَّ (¬3) مِنَ اللَّيْلِ فَيَسْأَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ خَيْراً مِنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَاه». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِيمَن قَامَ مِن نَوْمِهِ وَقَضَى حَاجَتَهُ هَلْ يَتَوَضَّأ؟ 289 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَامَ، فَبَالَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ نَامَ. (¬5) =صحيح وَفِي لَفْظٍ: فَأَتَى حَاجَتَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيهِ ثُمَّ نَامَ. (¬6) =صحيح ****** ¬

_ (¬1) المعجم الكبير (13620)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3936). (¬2) ابن حبان (1048)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "رجاله رجال الصحيح". (¬3) يتعارّ: أي: أنتبه من نومه واستيقظ. (¬4) أَبو داود (5042) باب في النوم على طهارة، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) ابن حبان (1442)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الصحيح". (¬6) متفق عليه، البخاري (5957) باب الدعاء إذا انتبه بالليل "مطولا"، مسلم (763) باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه "مطولا".

باب الجمعة

بَابُ الْجُمُعَة فَضْلُ يَومِ الْجُمُعَةِ 290 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، يَوْمُ الْجُمُعَةِ: فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّة، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ». (¬1) =صحيح 291 - عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ، وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللهِ، وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ يَوْمِ الأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ، فِيهِ خَمْسُ خِِلاَلٍ: خَلَقَ اللهُ فِيهِ آدَمَ، وَأَهْبَطَ اللهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الأَرْضِ، وَفِيهِ تَوَفَّى اللهُ آدَمَ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لاَ يَسْأَلُ اللهَ فِيْهَا الْعَبْدُ شَيْئاً إِلاَّ أَعْطَاهُ مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَاماً، وَفِيهِ تَقُومُ الْسَّاعَةُ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلاَ سَمَاءٍ وَلاَ أَرْضٍ وَلاَ رِيَاحٍ وَلاَ جِبَالٍ وَلاَ بَحْرٍ إِلاَّ وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ». (¬2) =حسن 292 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهَ - صلى الله عليه وسلم -: «نَحْنُ الآخِرُونَ (¬3) الأَوَّلُونَ (¬4) يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، بَيْدَ (¬5) أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَاخْتَلَفُوا فَهَدَاناَ اللهُ لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ، فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي اخْتَلَفَوا فِيهِ هَدَانَا اللهُ لَهُ (قَالَ: يَوْمُ الْجُمُعَةِ) فَالْيَوْمُ ¬

_ (¬1) مسلم (854) باب فضل الجمعة، واللفظ له، الترمذي (488) فضل يوم الجمعة، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (10983)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح وهذا إسناد حسن". (¬2) ابن ماجه (1084) باب في فضل الجمعة، تعليق الألباني "حسن". (¬3) الآخرون: أي: زمانا. (¬4) الأولون: أي: منزلة وفضلا. (¬5) بيد أنهم: غير أنهم.

فضل الاغتسال والتطيب يوم الجمعة ولبس أفضل الملابس

لَنَا، وَغَداً للْيَهُودِ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى». (¬1) =صحيح 293 - عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْيَومُ الْمَوعُود يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ الشَّاهِد يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّ الْمَشْهُود يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ ذَخَرَهُ اللهُ لَنَا، وَصَّلاةُ الْوُسطَى صَلاةُ الْعَصْرِ». (¬2) =حسن 294 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الأيَّام فَعُرِضَ عَلَيَّ فِيْهَا يَوْمُ الْجُمُعَة فَإِذَا هِيَ كَمِرآةٍ حَسْنَاء وَإِذَا فِي وَسَطِهَا نُكْتَةٌ سَوْدَاء فَقُلْتُ: مَا هَذَا قِيلَ: السَّاعَة». (¬3) =صحيح 295 - عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ الأَيَّامَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى هَيْأَتِهَا، وَيَبْعَثُ الْجُمُعَةَ زَهْرَاءَ مُنِيرَةً، أَهْلُهَا يَحُفُّونَ بِهَا كَالْعَرُوسِ تُهْدَى إِلَى كَرِيمِهَا تُضِيءُ لَهُمْ، يَمْشُونَ فِي ضَوْئِهَا، أَلْوَانُهُمْ كَالثَّلْجِ بَيَاضًا، وَرِيحُهُمْ يَسْطَعُ كَالْمِسْكِ، يَخُوضُونَ فِي جِبَالِ الْكَافُورِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ الثَّقَلانِ لاَ يُطْرِقُونَ تَعَجُّبًا حَتَّى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، لاَ يُخَالِطُهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ الْمُؤَذِّنُونَ الْمُحْتَسِبُونَ». (¬4) =صحيح فَضْل الاغْتِسْال وَالتْطَيّب يَوْمَ الْجُمُعَة وَلِبس أَفْضَل الْمَلاَبِس 296 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهُ - صلى الله عليه وسلم -: «عَلَى كُلِّ رَجُلٍ ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (836) باب فرض الجمعة، مسلم (855) باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة، واللفظ له. (¬2) المعجم الكبير (3458)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (8200). (¬3) المعجم الأوسط (7307)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4000)، الصحيحة (1933). (¬4) مستدرك الحاكم (1027) كتاب الجمعة، تعليق الحاكم "هذا حديث شاذ صحيح الإسناد فإن أبا معيد من ثقات الشاميين الذين يجمع حديثهم والهيثم بن حميد من أعيان أهل الشام غير أن الشيخان لم يخرجاه عنهما"، تعليق الذهبي في التلخيص "خبر شاذ صحيح السند، والهيثم وحفص: ثقتان"، تعليق الألباني "صحيح" صحيح الجامع (1872)، الصحيحة (706).

مُسْلِمٍ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ غُسْلُ يَوْمٍ، وَهُوَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ». (¬1) =صحيح لغيره 297 - عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَانَ فِي طَهَارَةٍ إَلَى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى». (¬2) =حسن 298 - عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَالسِّوَاكُ، وَيَمَسُّ مِنَ الطِّيبِ مَا قُدِّرَ عَلَيْهِ، وَلَوْ مِنْ طِيْبِ الْمَرْأةِ». (¬3) =صحيح 299 - عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُندُب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنْ اغْتَسَلَ فَالْغُسْلُ أَفْضَل». (¬4) =صحيح 300 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَة فَاغْتَسَلَ الرَّجُل وَغَسَلَ رَأْسَهُ ثُمَّ تَطَيَّبَ مِنْ أَطْيَبِ طِيبِهِ وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثَيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ أَثنَيْنِ (¬5) ثُمَّ اسْتَمَعَ للإِمَامِ، غُفِرَ لَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَزِيَادَة ثَلاَثَة أَيَّامٍ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن حبان (1216)، النسائي (1378) باب إيجاب الغسل يوم الجمعة، تعليق الألباني "صحيح لغيره". (¬2) مستدرك الحاكم (1044) كتاب الجمعة، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وهارون ابن مسلم العجلي شيخ قديم للبصريين يقال له: الحنائي: ثقة قد روى عنه أحمد بن حنبل وعبد الله بن عمر القواريري" تعليق الذهبي في التلخيص "على شرطهما"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6065)، الصحيحة (2321). (¬3) مسلم (846) باب الطيب والسواك يوم الجمعة، أبو داود (344) باب في الغسل يوم الجمعة، النسائي (1375) باب الأمر بالسواك يوم الجمعة، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) أبو داود (354) باب في الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة، الترمذي (497) باب ما جاء في الوضوء يوم الجمعة، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) ولم يفرق بين اثنين: أي: يجلس بينهما أو يتخطاهما، وبمعنى أوضح: المصلي عادة يكون بينه وبين جاره من المصلين فراغ يسير فيأتي يحشر نفسه في هذا الفراغ فيفرق بينهما، وكذلك تخطي الرقاب يفرق بينهما. (¬6) البخاري (868) باب لا يفرق بين اثنين يوم الجمعة، ابن حبان (2765) "عن سلمان"، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق =

فضل التبكير إلى الجمعة

301 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ - عَلَى الْمِنبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ -: «مَا عَلَى أَحَدِكُمْ لَوْ اشْتَرَى ثَوبَينِ لِيَومِ الْجُمُعَةِ سِوى ثَوبِ مِهْنَتِهِ؟!». (¬1) =صحيح فَضْل التَبْكِيْر إِلَى الْجُمُعَة 302 - عَنْ أَوْس بْنِ أَوْس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ (¬2)، وَغَدَا وَابْتَكَرَ، وَدَنَا مِنْ الإِمَامِ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا». (¬3) =صحيح 303 - عَنْ أَوْس بْنِ أَوْس الثَّقَفِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ (¬4) وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ وَدَنَا مِنَ الإَمَامِ (¬5) فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ (¬6) كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ، أَجُرُ صِيَامِهَا ¬

_ = شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط البخاري"، ابن خزيمة (1803) باب فضل الإنصات والاستماع للخطبة، واللفظ له، تعليق الألباني "إسناده صحيح". (¬1) أبو داود (1078) باب اللبس للجمعة، ابن ماجه (1095) باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) من غسل واغتسل: اختلف أهل العلم في معناه فمنهم من ذهب إلى أن معناهما واحد والتكرار للتأكيد واستدل بقوله - صلى الله عليه وسلم - مشى ولم يركب ومعناهما واحد، وإلى مثل هذا ذهب الأثرم صاحب أحمد. {ولكن ربما يُرَادُ من قوله - صلى الله عليه وسلم - مشى ولم يركب قطع المسافه كلها مشي ومعلوم أن الراكب لابد له أن يخطو ولو خطوات يسيره عندما ينزل من دابته إلى المسجد. والله تعالى أعلم}. وقال الحافظ أبو بكر بن خزيمة "من قال في الخبر غسل واغتسل يعني بالتشديد معناه جامع فأوجب الغسل على زوجته أو أمته واغتسل {فكأنه غسَّلها واغتسل} ومن قال غسل واغتسل يعني بالتخفيف أراد غسل رأسه واغتسل فغسل سائر الجسد". (¬3) النسائي (1381) فضل غسل يوم الجمعة، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) بكر وابتكر: بكر: أي: أتى في وقت مبكر، وابتكر: أي: أدرك الخطبة من أولها. (¬5) ودنا من الإمام: هو أن يأتي مبكرا ويدنو من الإمام، وليس بتخطي رقاب الناس. (¬6) يلغ: لم يتكلم حال الخطبة أو يشتغل بغيرها.

وَقِيَامِهَا». (¬1) =صحيح 304 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «تَقْعُدُ الْمَلاَئِكَة عَلَى أَبْوَاب الْمَسَاجِد يَوْمَ الْجُمُعَة، فَيَكْتُبونَ الأَوَّل وَالثَّانِي وَالثَّالِث، حَتَّى إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ رُفِعَت الصُّحف». (¬2) =حسن صحيح 305 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْمُسْتَعْجِل إِلَى الصَّلاَة كَالْمُهْدِي بَدَنَةً (¬3) وَالَّذِي يَلِيهِ كَالْمُهْدِي بَقَرَةً، وَالَّذِي يَلِيهِ كَالْمُهْدِي شَاةً، وَالَّذِي يَلِيهِ كَالْمُهْدِي طَيراً». (¬4) =صحيح 305/ 1. عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ضَرَبَ مَثَلَ الْجُمُعَةِ ثُمَّ التَّبْكِيرِ، كَنَاحِرِ الْبَدَنَةِ، كَنَاحِرِ الْبَقَرَةِ، كَنَاحِرِ الشَّاةِ، حَتَّى ذَكَرَ الدَّجَاجَةَ». (¬5) =حسن صحيح 306 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلاَئِكَةٌ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ، وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ (¬6) كَمَثَلِ ¬

_ (¬1) أبو داود (345) باب في الغسل يوم الجمعة، ابن ماجه (1087) باب ما جاء في الغسل يوم الجمعة، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) أحمد (22143)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح لغيره وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد"، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (710). (¬3) بدنة: أي: ناقة. (¬4) ابن خزيمة (1768) باب تمثيل المهجرين إلى الجمعة في الفضل بالمهدين والدليل على أن من سبق بالتهجير كان أفضل من إبطائه، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (1/ 137). (¬5) ابن ماجه (1093) باب ما جاء في التهجير إلى الجمعة، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬6) المهجر: الْمُبكِّر.

ما جاء فيمن غلبه النعاس ماذا يفعل

الَّذِي يُهْدِي الْبَدَنَةَ ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الْكَبْشَ، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الدَّجَاجَةَ، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الْبَيْضَةَ». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِيمَن غَلَبَهُ النُّعَاس مَاذَا يَفْعَل 307 - عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَلْيَتَحَوَّلْ إِلَى مَقْعَدِ صَاحِبهِ وَليَتَحَوَّل صَاحِبُهُ إِلَى مَقْعَدِهِ». (¬2) =صحيح فَضْل الْقُرب مِنَ الإِمَام 308 - عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «احْضُرُوا الذِّكْرَ وَادْنُوا مِنَ الإِمَامِ، فَانَّ الرَّجُلَ لاَ يَزَالُ يَتَبَاعَدُ حَتَّى يُؤَخَّرُ (¬3) فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ دَخَلَهَا». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِيمَن تَرَكَ الْجُمُعَة 309 - عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ تَرَكَ ثَلاث جُمُعَات، مِنْ غَيرِ عُذْرٍ كُتِبَ مِنَ الْمُنَافِقِين». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (3039) باب ذكر الملائكة صلوات الله عليهم، مسلم (850) باب فضل التهجير يوم الجمعة، واللفظ له. (¬2) سنن البيهقي الكبرى (5721)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (812). (¬3) حتى يؤخر: أي: عن الدرجات العُلَى في الجنة. (¬4) أحمد (20130) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله - وهو ابن المديني - فمن رجال البخاري"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (200)، الصحيحة (365). (¬5) المعجم الكبير (422)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6144).

ما جاء في ساعة الإجابة

310 - عَنْ أَبِي الْجَعْد الضَّمْري رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلاَثاً - مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ - فَهُوَ مُنَافِقٌ». (¬1) =حسن صحيح 311 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تَهَاوُناً بِهَا طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ». (¬2) =حسن صحيح 312 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلاَثَ جُمَعٍ مُتَوَالِيَاتٍ فَقَدْ نَبَذَ الإِسْلاَمَ وَرَاءَ ظَهْرِهِ». (¬3) =صحيح موقوف مَا جَاءَ فِي سَاعَة الإِجَابَة 313 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «يَوْمُ الْجُمُعَةِ ثِنْتَا عَشْرَةَ - يُرِيدُ سَاعَةً - لا يُوجَدُ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئاً، إِلاَّ أَتَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ». (¬4) =صحيح فَضْل قِرَاءَة سُوْرَة الْكَهْف يِوْمَ الْجُمُعَة وسورة هُود 314 - عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأَ سُوْرَة الْكَهْف يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَضَاءَ لَهُ مِنَ الْنُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن حبان (258)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬2) ابن ماجه (1125) باب فيمن ترك الجمعة من غير عذر، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬3) أبو يعلى (2712)، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح إلى ابن عباس وهو موقوف عليه"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (733). (¬4) أبو داود (1048) باب الإجابه أية ساعة في يوم الجمعة، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) مستدرك الحاكم (3392 (تفسير سورة الكهف، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، صحيح الجامع (647)، تعليق الألباني "صحيح".

فضل من مات يوم الجمعة

315 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ سُوْرَةَ الْكَهْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَة أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيتِ الْعَتِيق». (¬1) =صحيح 316 - عَنْ كَعبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اقَرَؤُوا سُورَة هُود يَوْمَ الْجُمُعَة». (¬2) (¬3) *صحيح مرسل فَضْل مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَة 317 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يُوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلاَّ وَقَاهُ اللهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ». (¬4) =حسن ******* ¬

_ (¬1) سنن الدارمي (3407) باب في فضل سورة الكهف، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح إلى أبي سعيد وهو موقوف عليه"، صحيح الجامع (6471)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) سنن الدارمي (3403) باب فضائل الأنعام والسور، تعليق حسين سليم أسد"أعله الشيخ سليم بالإرسال" تعليق ابن حجر "مرسل سنده صحيح". (¬3) رجال هذا الحديث رجال البخاري ومسلم إلا عبد الله بن رباح من رجال مسلم، [قال المناوي: قال الحافظ ابن حجر: حديث مرسل وسنده صحيح (2/ 67 (فيض القدير]. (¬4) الترمذي (1074) باب ما جاء فيمن مات يوم الجمعة، تعليق الألباني "حسن".

باب الزكاة

بَابُ الزَّكَاة فَضْل أَدَاء الزَّكَاةِ 318 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا أَدَّيْتَ زَكَاةَ مَالِكَ فَقَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ فِيهِ، وَمَنْ جَمَعَ مَالاً حَرَاماً ثُمَّ تَصَدَّقَ بِهِ، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِيهِ أَجْر، وَكَانَ إِصْرُهُ عَلَيْهِ». (¬1) =حسن 319 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ فَقَدْ ذَهَبَ عَنْهُ شَرُّه». (¬2) =حسن لغيره 320 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْمُعْتَدِي فِي الصَّدَقَة (¬3) كَمَانِعِهَا». (¬4) =حسن فَضْل عَامِل الصَّدَقَةِ إِذَا كَانَ أَمِيْناً 321 - عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «الْعَامِل عَلَى الصَّدَقَةِ بِالْحَقِّ، كَالْغَازِي فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى حَتَّى يَرجِعَ إِلَى بَيْتِهِ». (¬5) =صحيح فَضْل الصَّدَقَة 322 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ ¬

_ (¬1) ابن حبان (3206)، تعليق الألباني "حسن"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬2) المعجم الأوسط (1579)، تعليق الألباني "حسن لغيره"، الترغيب والترهيب (743). (¬3) المعتدي في الصدقة: الصدقة هنا الزكاة والمعنى: أن يعطي الزكاة غير مستحقها. (¬4) أبو داود (1585) باب في زكاة السائمة، تعليق الألباني "حسن". (¬5) أَبو داود (2936) باب في السعاية على الصدقة، تعليق الألباني "صحيح".

الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ عَنْ أَهْلِهَا حَرّ الْقُبُورِ، وَإِنَّمَا يَسْتَظِلُ الْمُؤمِنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ». (¬1) =حسن 323 - وَعَنْهٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «كُلُّ امْرِئ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ». أَوْ قَالَ: «حَتَّى يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ». (¬2) =صحيح 324 - عَنْ بُرَيْدَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا يُخْرِجُ رَجُلٌ شَيئاً مِنَ الصَّدَقَةِ، حَتَّى يَفُكَّ عَنْهَا لِحيَيْ (¬3) سَبْعِيْنَ شَيْطَاناً». (¬4) =صحيح 325 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ، إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً (¬5) وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً». (¬6) =صحيح 326 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ مَلَكاً بِبَابٍ مِنْ ¬

_ (¬1) المعجم الكبير (14207)، شعب الإيمان (3347)، هذا الحديث ضعفة الشيخ الألباني رحمه الله ثم تراجع فقال في الصحيحة (3484) "مما ورطني قديما وقبل طبع (المعجم الكبير (أن أخرج الحديث في (الضعيفه (برقم (3021) متابعة مني لهما ولا يسعني إلا ذلك مادام المصدر الذي عزواه إليه لا تطوله يدي، كما كنت بينت ذلك في مقدمة كتابي (صحيح الترغيب) أما وقد وقفت عليه الآن وعلمت أن ابن لهيعة قد توبع فقد قررت إيداعه في (صحيح الترغيب). أ. هـ". (¬2) ابن حبان (3299) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) لحيي: هما العظمان اللذان ينبت عليهما الأسنان العلوي والسفلي كما في قوله - صلى الله عليه وسلم - "من يحفظ لي ما بين لحييه .. "، ويريد في هذا الحديث أن سبعين شيطانا كلهم ينهى عن هذه الصدقة، ويخوفونه بالفقر كما قال تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ}. (¬4) مستدرك الحاكم (23012) كتاب الزكاة تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح على شرطهما"، أحمد (23012)، تعليق شعيب الأرنؤوط "رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن الأعمش لم يسمع من ابن بريدة فيما يظنه أبو معاوية في هذا الحديث وذهب البخاري إلى أنه لم يسمع منه فيما نقله عنه الترمذي كما في العلل الكبير (2/ 964) "، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5814)، الصحيحة (1268). (¬5) هذا الأنفاق: في مكارم الأخلاق وعلى العيال والضيفان والصدقات ونحوها، والإمساك المذموم هو عن هذه الأمور. (¬6) متفق عليه، البخاري (1347) باب قوله تعالى {فأما من أعطى وأتقى .. } مسلم (1010) باب في المنفق والممسك.

أَبْوَابِ الْجَنَّة يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَومَ يُجْزَ غَداً، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً وَأَعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً». (¬1) =صحيح 327 - عَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَينِ، رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرآن فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاء اللَّيلِ وَآنَاء النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَهُوَ يُنْفِقهُ آناء اللَّيلِ وَآناء النَّهَار». (¬2) =صحيح 328 - عَنْ مَالِكِ بْنِ نَضْلَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الأَيْدِي ثَلاَثة: فَيَدُ اللهِ الْعُليَا، وَيَدُ الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيْهَا، وَيَدُ السَّائِل السُّفْلَى، فَأَعْطِ الْفَضْلَ وَلاَ تَعجِزْ عَنْ نَفْسكَ». (¬3) =صحيح 329 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الأَكْثَرُونَ هُمُ الأَسْفَلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلاَّ مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا، وَكسَبَهُ مِنْ طَيّبٍ». (¬4) =حسن صحيح 330 - عَنْ أَبَي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَا ابْنَ آدَمَ! إِنَّكَ إِنْ تَبْذُلِ الْفَضْلَ (¬5) خَيْرٌ لَكَ، وَإِنْ تُمْسِكْهُ شَرٌّ لَكَ، وَلاَ تُلاَمُ عَلَى كَفَافٍ (¬6) ¬

_ (¬1) ابن حبان (3323) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) متفق عليه، البخاري (7091) باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به أناء الليل وآناء النهار .. ، واللفظ له، مسلم (815) باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه وفضل من تعلم حكمة من فقه أو غيره فعمل بها وعلمها. (¬3) أَبو داود (1649) باب في الاستعفاف، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن ماجه (4130) باب في المكثرين، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬5) أن تبذل الفضل خير لك: معناه إن بذلت الفاضل عن حاجتك وحاجة عيالك فهو خير لك لبقاء ثوابه. (¬6) ولا تلام على كفاف: معناه أن قدر الحاجة لا لوم على صاحبه.

ما جاء فيمن رزقه الله تعالى مالا فبخل به إلى أن صار لغيره

وَابْدَأ بِمَنْ تَعُولُ (¬1) وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى». (¬2) =صحيح 331 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ (¬3) وَمَا زَادَ اللهُ عَبْداً بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا (¬4) وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللهُ (¬5)». (¬6) =صحيح 332 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ أحُدٍ ذَهَباً لَسَرَّنِي أَنْ لاَ يَمُرَّ عَلَىَّ ثَلاَثُ لَيَالٍ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيءٌ، إِلاَّ شَيءٌ أَرْصُدُه لِدَيْنٍ». (¬7) =صحيح 333 - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «ذُكِرَ لِي أَنَّ الأَعْمَالَ تَبَاهَى فَتَقُولُ الصَّدَقَةُ أَنَا أَفْضَلُكُمْ». (¬8) =صحيح مَا جَاءَ فِيمَن رَزَقَهُ اللهُ تَعَالَى مَالاً فَبَخِلَ بِهِ إِلَى أَنْ صَارَ لِغَيْرِهِ 334 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَقُولُ ¬

_ (¬1) بمن تعول: بمن تلزمك مؤنته. (¬2) مسلم (1036) باب بيان أن أفضل الصدقة صدقة الصحيح الشحيح، الترمذي (2343)، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) ما نقصت صدقة من مال: معناه أنه يبارك فيه ويدفع عنه المضرات، وهذا ملاحظ فتجد كثيراً من الناس لا يتصدق ولكنه يخرج من ماله الشيء الكثير للبلايا التي تصيبه بعكس المتصدق فقد تصدق بالقليل ولكن الله كفاه شروراً قد تكون أضعاف المبلغ الذي تصدق به. (¬4) فيه وجهان أحدهما: من عُرِف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب وزاد عزه وكرمه، والثاني: أجره في الآخرة. (¬5) فيه وجهان أحدهما: يرفعه في الدنيا ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة ويرفعه الله عند الناس ويجل مكانه، والثاني ثواب الآخرة، وقد يكون الوجهين معاً في كلا الحالات الثلاث. (¬6) مسلم (2588) باب استحباب العفو والتواضع، الترمذي (2029)، باب ما جاء في التواضع، تعليق الألباني "صحيح". (¬7) متفق عليه، البخاري (6080) باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا"، واللفظ له، مسلم (991) باب تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة. (¬8) مستدرك الحاكم (1518) كتاب الزكاة، تعليق الحاكم"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرطهما"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (878).

الْعَبْدُ: مَالِي مَالِي، إِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلاَثٌ: مَا أَكَلَ فَأَفْنَى أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى أَوْ أَعْطَى فَاقْتَنَى، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ». (¬1) =صحيح 335 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَثَلُ ابْنِ آدَمَ وَمَالِهِ وَأَهْلِهِ وَعَمَلِهِ كَرَجُلٍ لَهُ ثَلاَثَةُ إِخْوَة أَوْ ثَلاَثَةُ أَصْحَابٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَنَا مَعَكَ حَيَاتَكَ فَإِذَا مِتَّ فَلَسْتُ مِنكَ وَلَسْتَ مِنِّي، وَقَالَ الآخَرُ: أَنَا مَعَكَ فَإِذَا بَلَغْتَ تَلْكَ الشَّجَرَة فَلَسْتُ مِنْكَ وَلَسْتَ مِنِّي، وَقَالَ الآخَر: أَنَا مَعَكَ حَيًّا وَمَيِّتاً». (¬2) =حسن صحيح 336 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لابنِ آدَمَ ثَلاَثَةُ أَخِلاَّء: أَمَّا خَلِيلٌ فَيَقُولُ: مَا أَنْفَقْتَ فَلَكَ، وَمَا أَمْسَكْتَ فَلَيْسَ لَكَ، فَهَذَا مَالُهُ، وَأَمَّا خَلِيلٌ فَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ فَإِذَا أَتَيْتَ بَابَ الْمَلِك تَرَكْتُكَ وَرَجَعْتُ، فَذَلِكَ أَهْلُهُ وَحَشَمُهُ، وَأَمَّا خَلِيلٌ فَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ حَيْثُ دَخَلْتَ وَحَيْثُ خَرَجْتَ فَهَذَا عَمَلُهُ فَيَقُولُ: إِنْ كُنْتَ لأَهْوَنَ الثَّلاَثَة (¬3) عَلَيَّ». (¬4) =حسن صحيح 337 - عَنِ النّعْمَان بْن بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ وَلاَ أَمَة إِلاَّ وَلَهُ ثَلاَث أَخِلاَّء، فَخَلِيْلٌ يَقُولُ: أَنَا مَعَكَ فَخُذْ مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْتَ فَذَلِكَ مَالُهُ، وَخَلِيلٌ يَقُولُ: أَنَا مَعَكَ فَإِذَا أَتَيْتَ بَابَ الْمَلِك تَرَكْتُكَ ¬

_ (¬1) مسلم (2958) كتاب الزهد والرقائق، واللفظ له، ابن حبان (3317)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬2) مجمع الزوائد (17847)، باب في مال الإنسان وعمله وأهله، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (3232). (¬3) لأهون الثلاثة: أي: إن عمله كان هينا عليه ولم يكن يهتم به كما يهتم بأهله وماله، وهذا حال أغلب الناس يهتم بأهله وماله وأهون ما يكون عليه عمله إلا من هدى الله تعالى. (¬4) ابن حبان (3098) تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن".

فضل الصدقة من أفضل المال

فَذَلِكَ خَدَمُه وَأَهْلُه، وَخَلِيْلٌ يَقُولُ: أَنَا مَعَكَ حَيثُ دَخَلْتَ وَحَيْثُ خَرَجْتَ فَذَلِكَ عَمَلُهُ». (¬1) =حسن صحيح وَفِي لَفْظ: «مَثَل الرَّجُل وَمَثَل الْمَوت كَمَثَل رَجُل لَهُ ثَلاَثَة أَخِلاَّء فَقَالَ أَحَدُهُم: هَذَا مَالِي فَخُذ مِنْهُ مَا شِئتَ وَأَعْط مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْتَ، وَقَالَ الآخَر: أَنَا مَعَكَ أَخْدِمُكَ فَإِذَا متَّ تَرَكْتُكَ، وَقَالَ الآخَر: أَنَا مَعَكَ أَدْخُل مَعَكَ وَأَخْرًُجُ مَعَكَ إِنْ متَّ وَإِنْ حَييتَ فَأَمَّا الَّذِي قَالَ: هَذَا مَالِي فَخُذْ مِنْهُ مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْت فَهُوَ مَالُهُ، وَالآخَر عَشِيْرَتهُ، وَالآخَر عَمَلُهُ يَدْخُل مَعَهُ وَيَخْرُجُ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ». (¬2) =حسن صحيح فَضْل الصَّدَقة مِنْ أَفْضَل الْمَال 338 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - بِضَبٍّ فَلَمْ يَأْكُلهُ فَقُلتُ: ألا نُطْعِمُهُ الْمَسَاكِين؟ قَالَ: «لا تُطْعِمُوهُمْ مِمَّا لا تَأْكُلُون». (¬3) =حسن 339 - عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَسْجِدَ وَبِيَدِهِ عَصَا، وَقَدْ عَلَّقَ (¬4) رَجُلٌ مِنَّا حَشَفاً (¬5)، فَطَعَنَ بِالعَصَا فِي ذَلِكَ الْقِنْو وَقَالَ: «لَوْ شَاءَ رَبُّ (¬6) هَذِهِ الصَّدَقَةِ تَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ مِنْهَا». وَقَالَ «إِنَّ رَبَّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ يَأْكُلُ الحَشَفَ (¬7) يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬8) =حسن ¬

_ (¬1) مجمع الزوائد (17844) الباب السابق، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (3231). (¬2) المعجم الأوسط (7396)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (3231). (¬3) أحمد (24780)، تعليق الألباني " حسن" صحيح الجامع (7364)، الصحيحة (2426). (¬4) كان بعض المتصدقين يعلق قنواً من التمر في المسجد ليأكل منه الفقراء. (¬5) حشفا: أي: قنواً من حشف. (¬6) رب هذه الصدقة: أي: صاحبها. (¬7) الحشف: هو اليابس الفاسد من التمر. (¬8) أَبو داود (1608) باب ما لا يجوز من الثمر في الصدقة، تعليق الألباني "حسن".

فضل المكثر من الصدقات

فَضْل الْمُكْثِر مِنَ الصَّدَقَات 340 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهَا فِي عُمْرَتِهَا: «إِنَّ لَكِ مِنَ الأَجْرِ عَلَى قَدْرِ نَصَبَكِ وَنَفَقَتَكِ». (¬1) =صحيح 341 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ مَالَهُ عِنْدَ اللهِ فَلْيَعْلَمْ مَا للهِ عِنْدَهُ (¬2)». (¬3) =حسن 342 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: عَادَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِلاَلاً فَأَخْرَجَ إِلَيهِ صبراً مِنْ تَمْر فَقَالَ: مَا هَذَا يَا بِلاَل؟ قَالَ: تَمْرٌ ادَّخَرْتُه يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «أَمَا خِفْتَ أَنْ تَسمَعَ لَهُ بخاراً فِي جَهَنَّم؟ أَنْفِق بِلاَل وَلاَ تَخَافَنَّ مِنْ ذِي الْعَرشِ إِقْلاَلا». (¬4) =صحيح 343 - عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ لَيْسَ لِي شَيْءٌ إَلاَّ مَا أَدْخَلَ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَرْضَخَ (¬5) مِمَّا يُدْخِلُ عَلَيَّ؟ فَقَالَ: «ارْضَخِي مَا اسْتَطَعْتِ وَلاَ تُوعِي (¬6) فَيُوعِي اللهُ عَلَيْكِ (¬7)». وَفِي رَوَايَةِ «لاَ تُحْصِي فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيْكِ». (¬8) =صحيح ¬

_ (¬1) مستدرك الحاكم (1733) كتاب المناسك، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وله شاهد صحيح" تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2160). (¬2) معنى الحديث أن الناس في فعل الأوامر وترك المناهي درجات فأوفرهم حظا منها أعظمهم درجة عنده. (¬3) حلية الأولياء (6/ 176 (- عن أبي هريرة -، (6/ 216 (- عن سمرة -، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (6006)، الصحيحة (2310). (¬4) أبو يعلى (6040) تعليق حسين سليم أسد "إسناده جيد"، تعليق الألباني "صحيح". صحيح الجامع (1512)، الصحيحة (2661). (¬5) أرضخ: الرضخ إعطاء شيء ليس بالكثير. (¬6) ولا توعي: أي: لا تمنعي فضل مالك لمن افتقر إليه. (¬7) فيوعي الله عليك: أي: يمنعك فضله ويقتر عليك كما منعتِ وقترتِ. (¬8) متفق عليه، البخاري (2451) باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها إذا كان لها زوج فهو جائز إذا لم تكن سفيهة فإذا كانت =

فضل الصدقة التي لا يفقر بعدها صاحبها

فَضْل الصَّدَقَة الَّتِي لاَ يَفْقَر بَعْدَهَا صَاحِبهَا 344 - عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ (أَوْ خَيْرُ الصَّدَقَةِ) عَنْ ظَهْرِ غِنًى (¬1) وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى (¬2) وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ». (¬3) =صحيح فَضْل الصَّدَقَة وَلَو بِالقَلِيل 345 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ اللهَ لَيُرْبِي لأَحَدِكُمُ التَّمْرَة وَاللُّقْمَةَ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلوَّهُ - أَوْ فَصِيْلَهُ - حَتَّى يَكُونَ مِثلَ أُحُدٍ». (¬4) =صحيح 346 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «سَبَقَ دِرْهَمٌ (¬5) مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ». قَالُوا: وَكَيْفَ؟ قَالَ: «كَانَ لِرَجُلٍ دِرْهَمَانِ تَصَدَّقَ بِأَحَدِهِمَا، وَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى عَرْضِ مَالِهِ فَأَخَذَ مِنْهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَتَصَدَّقَ بِهَا». (¬6) =حسن ¬

_ = سفيهة لم يجز، مسلم (1029) باب الحث على الإنفاق وكراهة الإحصاء، واللفظ له. (¬1) عن ظهر غنى: معناه أفضل الصدقة ما بقي صاحبها بعدها مستغنيا بما بقي معه. (¬2) اليد العليا هي المعطية واليد السفلى هي الآخذة، والمراد بالعلو: علو الفضل والمجد ونيل الثواب. (¬3) متفق عليه، البخاري (5040) باب وجوب النفقة على الأهل والعيال، مسلم (1034) باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى وأن اليد العليا هي المنفقة وأن اليد السفلى هي الآخذة، واللفظ له. (¬4) ابن حبان (3306)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬5) سبق درهم: أي: في الأجر والثواب، لأنه تصدق بنصف ماله 50%، أم الغني فلو كان يملك مليون ريال وتصدق بمائة ألف يكون قدر ما تصدق به عشر ماله 10%. (¬6) أحمد (8916)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن عجلان فقد روى له البخاري تعليقا مسلم في الشواهد وهو صدوق لا بأس به"، ابن خزيمة (2443) باب صدقة المقل إذا ابقى لنفسه قدر حاجته، النسائي =

347 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مَنْ طَيِّبٍ، وَلاَ يَقْبَلُ اللهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ، إِلاَّ أَخَذَهَا الرَّحْمَنُ بِيَمِيْنِهِ (¬1) وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً، فَتَرْبُو (¬2) فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدَكُمْ فَلُوَّهُ (¬3) أَوْ فَصِيلَه». (¬4) =صحيح 348 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَتَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ - وَلاَ يَقْبَلُ اللهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ - إِلاَّ كَانَ اللهُ يَأْخُذُها بِيَمِينِهِ، فَيُرَبِّيَها لَهُ، كَمَا يُرَبِّي أَحدُكُمْ فَلُوَّهُ - أَوْ فَصِيلَهُ - حَتَّى تَبْلُغَ التَّمْرَةُ مِثْلَ أُحُدٍ». (¬5) =صحيح 349 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْراً؟ قَالَ: «أَنْ تَصَّدَّقَ وَأَنْتَ صحيح (¬6) شَحِيحٌ (¬7) تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأمُلُ الْغِنَى (¬8) وَلاَ تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ (¬9) قُلْتَ: ¬

_ = (2527) جهد المقل، تعليق الألباني "حسن". (¬1) أخذها الرحمن بيمينه: كناية عن قبول الصدقة. (¬2) فتربو: تزداد. (¬3) الفلو: المهر إذا فطم، والفصيل: هو أيضا ولد الناقة إذا فصل من إرضاع أمه. (¬4) متفق عليه، البخاري (1344) باب لا يقبل الله صدقة من غلول ولا يقبل إلا من كسب طيب، مسلم (1014) باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، واللفظ له. (¬5) ابن حبان (3305) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬6) صحيح: أي: غير مريض مرض من أشرف على الموت ويأس من الحياة ورأى أن مصير المال لغيره. (¬7) شحيح: أي: قليل المال، وقيل: البخل مع الحرص. (¬8) تأمل الغنى: أي: تطمع في الغنى. (¬9) بلغت الحلقوم: أَشْرَفْتَ على الموت.

لِفُلاَنٍ كَذَا وَلِفُلاَنٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ». (¬1) =صحيح 350 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «جَهْدُ الْمُقِلِّ وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ». (¬2) =صحيح 351 - عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «اتَّقُوا النَّارَ». ثُمَّ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ (¬3) ثُمَّ قَالَ: «اتَّقُوا النَّارَ». ثُمَّ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ ثَلاَثاً، حَتَّى ظَنَنْا أَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ (¬4) تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَهٍ طَيِّبَهٍ». (¬5) =صحيح 352 - عَنْ عِكْرِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «تَصَدَّقُوا وَلَوْ بِتَمْرَةٍ، فَإِنَّهَا تَسُدُّ مِنَ الْجَائِعِ وَتُطْفِئُ الْخَطِيْئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ». (¬6) =صحيح مرسل 353 - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ بُجَيْدٍ أَنَّهَا قَالَتْ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ الْمِسْكِيْنَ لَيَقُومُ عَلَى بَابِي، فَمَا أَجِدُ لَهُ شَيْئاً أُعْطِيهِ إِيَاه؟ فَقَالَ ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (1353) باب أي: الصدقة أفضل وصدقة الشحيح الصحيح، واللفظ له، مسلم (1032) باب بيان أن أفضل الصدقة صدقة الصحيح الشحيح. (¬2) متفق عليه، البخاري (5041) باب وجوب النفقة على الأهل والعيال، مسلم (1034) باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى وأن اليد العليا هي المنفقة وأن السفلى هي الآخذ أَبو داود (1677) باب في الرخصة في ذلك، واللفظ له. (¬3) أشاح: أي: حذر النار كأنه ينظر إليها. (¬4) بشق: أي: بنصف. (¬5) متفق عليه، البخاري (6174) باب من نوقش الحساب، واللفظ له، مسلم (1016) باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو بكلمة طيبة وأنها حجاب من النار. (¬6) الزهد لابن المبارك (651)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2951).

المسكين الذي تجب عليه الصدقة

لَهَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنْ لَمْ تَجِدِي لَهُ شَيْئاً تُعْطِيْنَهُ إِيَّاه إِلاَّ ظِلْفاً مُحْرَّقاً (¬1) فَادْفَعِيهِ إِلَيهِ فِي يَدِهِ». (¬2) =صحيح الْمِسْكِين الَّذِي تَجِبُ عَلَيْهِ الصَّدَقَة 354 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الصَّدَقَةَ لا تَحِلُّ لِغَنِيٍّ، وَلاَ لِذِي مِرَّةٍ (¬3) سَوِيٍّ (¬4)». (¬5) =صحيح 355 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّاف الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ، فَتَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمِتَانِ، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ». قَالُوا: فَمَا الْمِسْكِينُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لاَ يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلاَ يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ، وَلاَ يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئاً». (¬6) =صحيح مَنْ سَأَلَ النَّاس وَعِندَهُ مَا يُغْنِيه 356 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) ظلفا: للبقر والغنم كالقدم للآدمي، محرقا: أي: نيئاً. (¬2) أَبو داود (1667) باب حق السائل، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) ذي مرة: أي: قوة. (¬4) سوي: أي: صحيح العقل والأعضاء، وهذا بحسب الشخص فبعضهم يتخذها مهنه، ولكن من ابتلي بالفقر وهو حريص على العمل فهذا تجوز عليه الصدقة مِثَالُ ذلك، الرجل الذي جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: قد هلكت {عندما جامع أهله وهو صائم} فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - بإعتاق رقبة، فلم يستطع، ثم أمره بصوم شهرين متتابعين، فلم يستطع، ثم أمره بإطعام ستين مسكينا، فلم يستطع، ثم أعطاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - عرق تمر فقال له "تصدق به"، فقال الرجل: على أفقر مني؟، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "أطعمه أهلك"، رواه البخاري، وفي لفظ لأبي داود "كله أنت وأهلك". (¬5) أبو داود (1634) باب من يعطى من الصدقة وحد الغنى، تعليق الألباني "صحيح"، ابن حبان (3279) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي". (¬6) متفق عليه، البخاري (1409) باب قول الله تعالى {لا يسألون الناس إلحافا} مسلم (1039) باب المسكين الذي لا يجد غنى ولا يفطن له فيتصدق عليه، واللفظ له.

«مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حَتَّى يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ (¬1)». (¬2) =صحيح 357 - عَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً وَهُوَ يَجِدُ عَنْهَا غِنَاء فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنَ النَّارِ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الْغِنَاء الَّذِي لاَ يَنْبَغِي مَعَهُ الْمَسأَلَة؟ قَالَ: «أَنْ يَكُونَ لَهُ شَبَع يَوْم وَلَيْلَة أَوْ لَيْلَة وَيَوْم». (¬3) =صحيح 358 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّراً (¬4) فَإِنَّمَا يَسأَلُ جَمْراً فَلْيَسْتَقِلَّ أَوْ لِيَسْتَكْثِرَ». (¬5) =صحيح 359 - عَنْ ثَوْبَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِّي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً وَهُوَ عَنْهَا غَنِيٌّ، كَانَتْ شَيئاً فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة». (¬6) =صحيح 360 - عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْمَسَائِل كُدُوحٌ يَكْدَحُ (¬7) بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ، فَمَنْ شَاءَ أَبْقَى عَلَى وَجْهِهِ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ؛ إِلاَّ أَنْ ¬

_ (¬1) مزعة لحم: أي: قطعة، قال القاضي: قيل: معناه يأتي يوم القيامة ذليلا ساقطا لا وجه له عند الله، وقيل: هو على ظاهره فيحشر ووجهه عظم لا لحم عليه عقوبة له وعلامة له بذنبه حين طلب وسأل بوجهه. (¬2) متفق عليه، البخاري (1405) باب من سأل الناس تكثرا، مسلم (1040) باب كراهة المسألة للناس. (¬3) ابن خزيمة (2391) باب كراهة المسألة من الصدقة إذا كان سائلها واجدا غداء أو عشاء يشبعه يوما وليلة وإن كان أخذه للصدقة من غير مسألة جائزا تعليق الألباني "إسناده صحيح على شرط مسلم"، صحيح الجامع (6280). (¬4) تكثرا: أي: لِيُكْثِرَ ماله، لا للاحتياج. (¬5) مسلم (1041) باب كراهة المسألة للناس، واللفظ له، ابن ماجه (1838) باب من سأل عن ظهر غنى، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (7163)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬6) أحمد (22473)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (799). (¬7) كدوح يكدح بها: الكدوح هي آثار الخدش والأذى.

قصة في التوكل على الله والاستغناء عن الناس

يَسْأَلَ الرَّجُلُ ذَا سُلْطَانٍ، أَوْ فِي أَمْرٍ لاَ يَجِدُ مِنْهُ بُدّاً». (¬1) =صحيح 361 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا يَفْتَحُ إِنْسَانٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ، إِلاَّ فَتَحَ اللهُ عَلَيهِ بَابَ فَقْرٍ، لأَنْ يَعْمَدَ الرَّجُلُ حَبلاً إِلَى جَبَلٍ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ، وَيَأْكُلُ مِنهُ خَيرٌ مِنْ أَنْ يَسأَلَ النَّاسَ مُعْطىً أَوْ مَمْنُوعاً». (¬2) =صحيح قِصَّة فِي التَّوَكُّل عَلَى الله وَالاسْتِغْنَاء عَنِ النَّاس * عَبدِ الرَّحْمَن بن عَوف رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَمَا قَدِمَ الْمَدِينَة مُهَاجِراً: آخَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْد بن الرَّبِيع الأنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فَعَرَضَ عَلَيْهِ سَعْدٌ: أَنْ يُعْطِيَهُ نِصفَ مَالِهِ، وَكَانَ مِنْ أَكْثَر الأنْصَارِ مَالاً. وَأَنْ يُطَلِّقَ إِحْدَى زَوْجَتيه فَيُزَوِّجَهَا لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ. فَقَالَ لَهُ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ وَلَكِنْ دُلَّنِي عَلَى السُّوق فَدَلَّهُ. وَمَا هِيَ نَتِيجَة هَذَا التَّوَكُّل وَالاسْتِغْنَاء؟. نَتِيجَتُه: كَانَ نَصِيبُ كُلّ امْرَأَة مِنْ نِسَائِهِ، بَعْدَ مَوْتِهِ مَائَةُ أَلْفِ دِينَار. وَلأَنَّهُ اسْتَغْنَى وَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ أَغْنَاهُ اللهُ وَجَعَلَهُ مِنْ أَكْثَر الصَّحَابَةِ مَالاً. * وَكَمَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: « .. وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ». ¬

_ (¬1) أبو داود (1639) باب ما تجوز فيه المسألة، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) ابن حبان (3378)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

من أعطي من غير مسألة

362 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَقِيَ عَبدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوفٍ وَبِهِ وَضَرٌ مِنْ خَلُوق (¬1) فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَهْيَم (¬2) يَا عَبْدَ الرَّحْمَن؟». قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَة مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ: «كَمْ أَصْدَقْتَهَا؟». قَالَ: وَزنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَوْلِمْ وُلَوْ بِشَاةٍ». قَالَ أَنَس: لَقَدْ رَأَيْته قُسِمَ لْكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ، بَعْدِ مَوْتِهِ، مِائَةُ ألَفِ دِينَار. (¬3) =صحيح مَنْ أُعْطِيَ مِنْ غَيرِ مَسأَلَة 363 - عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُعْطِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْعَطَاءَ، فَيَقُولُ لَهُ عُمَرُ: أَعْطِهِ يَا رَسُولَ اللهِ أَفْقَر إِلَيهِ مِنِّي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ (¬4) أَوْ تَصَدَّقْ بِهِ وَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ (¬5) وَلاَ سَائِلٍ، فَخُذْهُ وَمَالاَ فَلاَ تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ». قَالَ سَالِمٌ: فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لا يَسْأَلُ أَحَداً شَيْئاً، وَلاَ يَرُدُّ شَيْئاً أُعْطِيَهُ. (¬6) =صحيح 364 - عَنْ خَالِد بْنِ عُدَيٍّ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ ¬

_ (¬1) وبه وضر من خلوق: به وضر: أي: به لطخا، والخلوق: نوعا من الطيب، وقيل: الزعفران. (¬2) مهيم: كلمه يستفهم بها، معناها: ما حالك وما شأنك. (¬3) البخاري (3569) باب إخاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار، أحمد (12708)، واللفظ له، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬4) فتموله: أي: أجعله لك مالا. (¬5) غير مشرف: أي: غير متطلع إليه، ولا طامع فيه. (¬6) متفق عليه، البخاري (1404) باب من أعطاه الله شيئا من غير مسألة ولا إشراف نفس، مسلم (1045) باب إباحة الأخذ لمن أعطي من غير مسألة ولا إشراف، واللفظ له.

من سئل بوجه الله ومنع سائله

رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ - مِنْ غَيرِ مَسْأَلةٍ وَلاَ إِشْرافِ نَفْسٍ - فَلْيَقْبَلْهُ وَلاَ يَرُدَّهُ». (¬1) =صحيح 365 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ آتَاهُ اللهُ مِنْ هَذَا الْمَال شَيْئاً مِنْ غَيرِ أَنْ يَسْأَلَهُ، فَلْيَقْبَلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ رِزقٌ سَاقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ». (¬2) =صحيح مَنْ سُئِلَ بِوَجْهِ اللهِ وَمَنَعَ سَائِلَهُ 366 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ اسْتَعَاذَ بِاللهِ فَأَعِيذُوه، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِوَجْهِ اللهِ فَأَعْطُوه». (¬3) =حسن صحيح 367 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ؟ رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَتْلُوهُ؟ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي غُنَيْمَةٍ لَهُ يُؤَدِّي حَقَّ اللَّهِ فِيهَا، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ؟ رَجُلٌ يُسْأَلُ بِاللَّهِ وَلاَ يُعْطِي بِهِ». (¬4) =صحيح 368 - عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ: سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَلْعُونٌ مَنْ سَأَلَ بِوَجْهِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلْعُونٌ مَنْ سُئِلَ بِوَجْهِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ مَنَعَ سَائِلَهُ، مَا لَمْ يَسأَلْ هُجْراً (¬5)». (¬6) =حسن ¬

_ (¬1) ابن حبان (5086)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط البخاري". (¬2) أحمد (7908)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5921). (¬3) أبو داود (5108) باب في الرجل يستعيذ من الرجل، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬4) الترمذي (1652) باب ما جاء أي: الناس خير، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) هجرا: أي: ما لم يسأل أمرا قبيحا لا يليق، ويحتمل أنه أراد ما لم يسأل سؤالا قبيحا بكلام قبيح. (¬6) المعجم الكبير (18378)، الدعاء للطبراني (1993)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5890).

فضل من أراد الصدقة ولم يستطع لفقره

فَضْلُ مَنْ أَرَاد الصَّدَقَة وَلَمْ يَسْتَطِع لِفَقْرِه 369 - عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الأنْمَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ: سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «ثَلاَثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثاً فَاحفَظُوهُ». قَالَ: «مَا نَقَصَ مال عَبدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلاَ ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا، إِلاَّ زَادَهُ اللهُ عِزًّا، وَلاَ فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسأَلَةٍ إِلاَّ فَتَحَ اللهُ عَلَيهِ بَابَ فَقْرٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثاً فَاحْفَظُوهُ». قَالَ: «إِنَّمَا الدُّنْيَا لأرْبَعَةِ نَفَرٍ، عَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ مَالاً وَعِلْماً فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ للهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ عِلْماً وَلَمْ يَرْزُقهُ مَالاً فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ، يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالاَ لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِّيَتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ، وَعَبدٌ رَزَقَهُ اللهُ مَالاً وَلَمْ يَرزُقهُ عِلْماً فَهُوَ يَخْبطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لاَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَلاَ يَعْلَمُ للهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأخْبَثِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٌ لَمْ يَرزُقهُ اللهُ مَالاً وَلاَ عِلْماً فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِّيَتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ». (¬1) =صحيح فَضْل صَدَقَة الْمَاء 370 - عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «سَقْيُ الْمَاءِ». (¬2) =حسن فَضْل النَّفَقَة عَلَى الأَهْل والْقَرَابَة 371 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ للهِ - صلى الله عليه وسلم -: «دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ ¬

_ (¬1) الترمذي (2325) باب ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة نفر، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) النسائي (3665)، ابن ماجه (3684) باب فضل صدقة الماء، تعليق الألباني "حسن".

فصل

فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْراً الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ». (¬1) =صحيح 372 - عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ». قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ: وَبَدَأَ بِالْعِيَالِ، ثُمَّ قَالَ: أَبُو قِلاَبَةَ: وَأَيُّ رَجُلٍ أَعْظَمُ أَجْراً مِنْ رَجُلٍ يُنْفِقُ عَلَى عِيَالٍ صِغَارٍ، يَعِفُّهُمْ أَوْ يَنْفَعُهُمُ اللهُ بِهِ، وَيُغْنِيهِمْ. (¬2) =صحيح فَصْل * قَدْ أَخْبَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ النَّفَقَة فِي سَبِيلِ اللهِ أَنَّهَا تُضَاعَفُ إِلَى سَبعِ مِئَةِ ضِعفٍ فَقَالَ: «مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللهِ كُتِبَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةِ ضِعْفٍ». (¬3) =صحيح وَفِي هَذَا الْحَدِيث أَجْرُ النَّفَقَة عَلَى الأَهْلِ أَعْظَمُ مِنَ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ. ***** 373 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَا أَعْطَى الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ فَهُوَ صَدَقَةٌ». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) مسلم (995) باب فضل النفقة على العيال والمملوك وإثم من ضيعهم أو حبس نفقتهم عنهم، أحمد (10123)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير مزاحم بن زفر فمن رجال مسلم". (¬2) مسلم (994) الباب السابق، الترمذي (1966) باب ما جاء في النفقة على الأهل، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) الترمذي (1625) باب ما جاء في فضل النفقة في سبيل الله، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) أحمد (17654)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5540)، الصحيحة (1024).

374 - عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِذَا أَعْطَى اللهُ أَحَدكُمْ خَيْراً فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ». (¬1) =صحيح 375 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ يُرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ». (¬2) =حسن صحيح 376 - وَعَنهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبسُوا، فِي غَيْرِ مَخِيْلَةٍ وَلاَ سَرَف، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُرَى نِعْمَتهُ علَى عَبْدِهِ». (¬3) =حسن 377 - عَنِ الْحَسَن قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ». (¬4) =حسن مرسل 378 - عَنْ طَارِقٍ الْمُحَارِبِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَائِمٌ يَخْطُبُ النَّاسَ وَهُوَ يَقُولُ: «يَدُ الْمُعْطِي الْعُليَا، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، أُمَّكَ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ». (¬5) =صحيح 379 - عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ ¬

_ (¬1) مسلم (1822) باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش. (¬2) الترمذي (2819) باب ما جاء أن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬3) أحمد (6708)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، تعليق أحمد شاكر "إسناده صحيح". (¬4) الزهد لأحمد بن حنبل، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (172). (¬5) النسائي (2532) باب أيتهما اليد العليا، تعليق الألباني "صحيح"، ابن حبان (3330)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح".

فضل المرأة المنفقة من مال زوجها

الصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الرَّحِم الْكَاشِحِ (¬1)». (¬2) =صحيح 380 - عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ وَعَلَى ذِي الْقَرَابَةِ اثْنَتَانِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ». (¬3) =صحيح فَضْل الْمَرْأَة الْمُنْفِقَةِ مِنْ مَالِ زَوْجِهَا 381 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا أنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا غَيرَ مُفْسِدَةٍ (¬4) كَانَ لَهَا أَجْرُهَا، وَلَهُ مِثْلُهُ بِمَا اكْتَسَبَ، وَلَها بَمَا أَنْفَقَتْ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ (¬5) مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً». (¬6) =صحيح 382 - وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيرَ مُفْسِدَةٍ، كَانَ لَهَا أَجْرُهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَلِزَوجِهَا أَجْرهُ بِمَا كَسَبَ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ لاَ يَنْقُصُ بَعْضُهُمْ أَجْرَ بَعضٍ شَيْئاً». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) الكاشح: العدوُّ الذي يضمر عداوته، والرحم: اسم جامع لجميع الأقارب. (¬2) أحمد (23577)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح" ابن خزيمة (2386) باب فضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح، تعليق الأعظمي "إسناده صحيح" تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1110). (¬3) النسائي (2582 (الصدقة على القرابة، ابن ماجه (1844) باب فضل الصدقة، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) غير مفسدة: أي: غير مسرفة في التصدق. (¬5) وللخازن مثل ذلك: معنى ذلك أن المشارك في الطاعة مشارك في الأجر، ومعنى المشاركة أن له أجرا كما لصاحبه. (¬6) متفق عليه، البخاري (1372) باب أجر المرأة إذا تصدقت أو أطعمت من بيت زوجها غير مفسدة، مسلم (1024) باب أجر الخازن الأمين والمرأة إذا تصدقت من بيت زوجها غير مفسدة بإذنه الصريح أو العرفي، واللفظ له. (¬7) متفق عليه، البخاري (1359) باب من أمر خادمه بالصدقة ولم يناول بنفسه، واللفظ له، مسلم (1024) الباب السابق.

فضل من أنفقت من غير إذنه

فَضْل مَنْ أنْفَقَتْ مِنْ غَيرِ إِذْنِهِ 383 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرأَةُ مِنْ كَسْبِ زَوْجِهَا، عَنْ غَيْرِ أَمْرِهِ فَلَهَا نِصْفُ أَجْرِهِ». (¬1) =صحيح فَضْل صَدَقَة السِّرّ 384 - عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيْدُ فِي الْعُمرِ، وَفِعلُ الْمَعْرُوف يَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ (¬2)». (¬3) =صحيح فَضْل الصَّدَقَة عَنِ الْمَيِّت 385 - عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أنه أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ أُمِّي تُوفِّيَتْ وَلَمْ تُوْصِ أَفَيَنْفَعُهَا أَنْ أَتَصَدَّق عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ وَعَلَيْكَ بِالْمَاءِ». (¬4) =صحيح 386 - عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْلِماً (¬5) فَأَعْتَقْتُمْ عَنْهُ أَوْ تَصَدَّقْتُمْ عَنْهُ أَوْ ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (5045) باب نفقة المرأة إذا غاب عنها زوجها ونفقة الولد، واللفظ له، مسلم (1026) الباب السابق. (¬2) مصارع السوء: هو كل منظر وحال يكره أن يصيبه في نفسه وأهله ومن ذلك موته في حال يكرهها احتراق منزلة .. الخ. (¬3) شعب الإيمان (3442)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3760). (¬4) المعجم الأوسط (8061)، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (961)، الصحيحة (2615). (¬5) إنه لو كان مسلما: أي: والدهم المتوفى، وهذا الحديث له قصه وهي "أن العاص بن وائل أوصى أن يعتق عنه مائة رقبة فأعتق ابنه هشام خمسين رقبة فأراد ابنه عمرو أن يعتق عنه الخمسين الباقية فقال: حتى أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يارسول الله إن أبي أوصى بعتق مائة رقبة وإن هشاما أعتق عنه خمسين وبقيت عليه خمسون رقبة أفأعتق عنه؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث.

فضل القرض

حَجَجْتُمْ عَنْهُ، بَلَغَهُ ذَلِكَ». (¬1) =حسن فَضْل الْقَرض 387 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَنْزِلُ اللهُ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا لِشَطْرِ اللَّيْلِ - أَوْ لِثُلُثِ اللَّيْلِ الآخِرِ - فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، أَوْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَةُ، ثَمَّ يَبْسُط يَدَيْهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضُ غَيْرَ عَدُوم (¬2) وَلاَ ظَلُومٍ». (¬3) =صحيح 388 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ مَلَكاً بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّة يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَومَ يُجْزَ غَداً، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً وَأَعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً». (¬4) =صحيح 389 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «دَخَلَ رَجُلٌ الْجَنَّة، فَرَأَى عَلَى بَابِهَا مَكْتوباً: الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثاَلِهَا، وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَر». (¬5) =حسن 390 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُقْرِضُ مُسْلِماً قَرْضاً مَرَّتَينِ، إِلاَّ كَانَ كَصَدَقَتِهَا مَرَّهً (¬6)». (¬7) =حسن ¬

_ (¬1) أَبو داود (2883) باب ما جاء في وصية الحربي يسلم وليه أيلزمه أن ينفذها، تعليق الألباني "حسن". (¬2) غير عدوم: وفي رواية عديم، أي: غير فقير. (¬3) مسلم (758) باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه. (¬4) ابن حبان (3323) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬5) المعجم الكبير (7976)، شعب الإيمان (3564)، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (900)، الصحيحة (3407). (¬6) كصدقتها مرة: يُفَسَّر هذا الحديث الذي بعده وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن السلف يجري مجرى شطر الصدقة». والمعنى أنه لو أقرض رجلا ألف ريال ثم أعاده إليه ثم أقرضه مرة أخرى - أي: الألف - فكأنه تصدق بألف ريال. (¬7) ابن ماجه (2430) باب القرض، تعليق الألباني "حسن".

فضل الوفاء بالدين

391 - وَعَنِهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ السَّلَفَ يَجْرِي مَجْرَى شَطرِ الصَّدَقَةِ». (¬1) =صحيح 392 - عَن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ مَنَحَ (¬2) مَنِيحَةَ لَبَنٍ (¬3) أَوْ وَرِقٍ (¬4) أَوْ هَدَى زُقَاقاً (¬5) كَانَ لَهُ مِثلَ عِتقِ رَقَبَةٍ». (¬6) =صحيح فَضْل الْوَفَاء بِالدَّيْن 393 - عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: اسْتَقْرَضَ مِنِّي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعِينَ أَلْفًا فَجَاءَهُ مَالٌ فَدَفَعَهُ إِلَيَّ وَقَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْحَمْدُ (¬7) وَالأَدَاءُ». (¬8) =صحيح 394 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - .. : «إِنَّ خِيَارَ عِبَادِ اللهِ الْمُوَفُّونَ الْمُطَيَّبونَ (¬9)». (¬10) =صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (3911)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1640). (¬2) من منح: أي: أعطى. (¬3) منيحة: هي الناقة يعطيها الرجل ليشربوا لبنها وينتفعوا من وبرها مدة ثم يردوها إليه، وتسمى الناقة المعطاة على هذا الوجه: منيحة. (¬4) أو ورق: منيحة الورق إقراض الدراهم. (¬5) هدى زقاقا: الزقاق الطريق يريد من دل الضال أو الأعمى على طريقه. (¬6) الترمذي (1957) باب ما جاء في المنحة، تعليق الألباني "صحيح". (¬7) الحمد: هو حمد المقترض للمقرض والثناء عليه. (¬8) النسائي (4683 (الاستقراض، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬9) المطيبون: هم المؤدون للحقوق. (¬10) حلية الأولياء (10/ 290)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2062).

395 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «حُرْمَةُ مَالِ الْمُسْلِمِ كَحُرمَةِ دَمِهِ». (¬1) =حسن 396 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَطْلُ (¬2) الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ (¬3)». (¬4) =صحيح 397 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَقَاضَاهُ فَأَغْلَظَ فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «دَعُوهُ فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالاً (¬5)». ثُمَّ قَالَ: «أَعْطُوهُ سِنًّا مِثْلَ سِنِّهِ (¬6)». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلاَّ أَمْثَلَ مِنْ سِنِّهِ فَقَالَ: «أَعْطُوهُ فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً». (¬7) =صحيح 397/ 1. وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سِنٌّ (¬8) مِنْ الإِبِلِ فَجَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ فَقَالَ: «أَعْطُوهُ». فَطَلَبُوا سِنَّهُ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ إِلاَّ سِنًّا فَوْقَهَا ¬

_ (¬1) أحمد (4262)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح"، حلية الأولياء (7/ 334 (واللفظ له، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3140). (¬2) مطل الغني: المطل هو: منع قضاء ما استحق أداؤه، فإذا كان يستطيع السداد فماطله فهو ظلم. (¬3) إذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع: أي: إذا أُحِيْلَ بالدين الذي له على مليء أي: (غَنِي (فَلْيَحْتَل، كأن يقول لصاحب الدين: إن لي مالا عند فلان بقدر دينك فخذه. (¬4) متفق عليه، البخاري (2166) باب الحوالة وهل يرجع في الحوالة، مسلم (1564) باب تحريم مطل الغني وصحة الحوالة واستحباب قبولها إذا أحيل على ملي. (¬5) لصاحب الحق مقالا: أي: صولة الطلب وقوة الحجة. (¬6) سن مثل سنه: أي: أعطوه بعير سنه مثل سن بعيره، والقصه جائت مفصله عند والترمذي وغيره من طريق أبي رافع قال: استسلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكرا فجاءته إبل من الصدقة قال أبو رافع: فأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقضي الرجل بكره، فقلت: لا أجد في الإبل إلا جملا خيارا رباعيا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أعطه إياه فإن خيرا الناس أحسنهم قضاء". (¬7) متفق عليه، البخاري (2183) باب الوكالة في قضاء الديون، واللفظ له، مسلم (1601) باب من استلف شيئا فقضى خيرا منه و "خيركم أحسنكم قضاء". (¬8) سن من الإبل: أي: جملا له سن معين.

فَقَالَ: «أَعْطُوهُ». فَقَالَ: أَوْفَيْتَنِي أَوْفَى اللَّهُ بِكَ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً». (¬1) =صحيح مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ دَين 398 - عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي جَنَازَةٍ، فَقَالَ: «أَهَاهُنَا مِنْ بَنِي فُلانٍ أَحَدٌ؟». ثَلاثاً، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مَنَعَكَ فِي الْمَرَّتَيْنِ الأُولَيَيْنِ أَنْ لا تَكُونَ أَجَبْتَنِي؟ أَمَا إِنِّي لَمْ أُنَوِّهْ بِكَ إِلاَّ بِخَيْرٍ، إِنَّ فُلاناً - لِرَجُلٍ مِنْهُمْ - مَاتَ مَأْسُوراً (¬2) بِدَيْنِهِ». (¬3) =صحيح وَفِي لَفْظٍ: «إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَحْبُوسٌ عَنِ الْجَنَّةِ (¬4) بِدَيْنهٍ». (¬5) =صحيح وَفِي لَفْظٍ: «إِنَّ صَاحِبَكُم مُحْتَبَس عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فِي دَيْنٍ عَلَيْهِ». (¬6) =صحيح 399 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «نَفْسُ الْمُؤمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (2182) باب وكالة الشاهد والغائب جائزة، واللفظ له، مسلم (1601) الباب السابق. (¬2) مأسورا: أي: محبوس عما كان يستحقه من النعيم، لا يحكم له بنجاة ولا هلاك حتى يقضى دينه كما في الحديث الأتي: «نفس المؤمن معلقه بدينه». (¬3) النسائي (4685 (التغليظ في الدين، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) محبوس عن الجنة: لأن أرواح المؤمنين تكون في الجنة بعد الموت كما قال - صلى الله عليه وسلم - عندما سألته أم هانئ أنتزاور إذا متنا ويرى بعضنا بعضا؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: «تكون النسم طيرا تعلق بالشجر، حتى إذا كانوا يوم القيامة دخلت كل نفس في جسدها». والحديث صحيح وسيأتي إن شاء الله في باب "أرواح المؤمنين في البرزخ أين تكون" ويلي هذا الباب أقوال للعلماء عن هذه المسأله. (¬5) أحمد (20235)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين"، الصحيحة (3415). (¬6) أحمد (20136)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين ". (¬7) الترمذي (1078) باب ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه، تعليق الألباني "صحيح".

الوفاء بأجر الأجراء

الوَفَاء بِأَجْر الأُجَرَاء 400 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقهُ». (¬1) =صحيح 401 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «قَالَ اللهُ: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرّاً فَأَكَلَ ثَمَنهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيْراً فَاسْتَوفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ». (¬2) =صحيح 402 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ أَعْظَمَ الُّذُنوبِ عِنْدَ اللهِ: رَجُل تَزَوَّج امْرَأة فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا، طَلَّقَهَا وَذَهَبَ بِمَهْرِهَا، وَرَجُلٌ اسْتَعْمَلَ رَجُلاً فَذَهَبَ بُأُجْرَتِهِ، وَآخَرُ يَقْتُلُ دَابَّةً عَبَثاً». (¬3) =حسن وَفَاء الْعَامِل بِعَمَلِه 403 - عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ الْجُرمِي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي كُلَيْب أَنَّهُ شَهِدَ مَعَ أَبِيهِ جَنَازَة شَهِدَهَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا غُلاَمٌ أَعْقِلُ وَأَفْهَمُ، فَانْتَهَى بِالْجَنَازَةِ إِلَى الْقَبْرِ وَلَمْ يمكن لَهَا، قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «سَوّوا لَحْدَ هَذَا». حَتَّى ظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ سُنَّة، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِم فَقَالَ: «أَمَا إِنَّ هَذَا لاَ يَنْفَعُ الْمَيِّتَ وَلاَ يَضُرُّهُ، وَلَكِنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنَ الْعَامِلِ إِذَا عَمِلَ أَنْ يُحْسِن». (¬4) =حسن ¬

_ (¬1) ابن ماجه (2443) باب أجر الأجراء، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) البخاري (2150) باب إثم من منع أجر الأجير. (¬3) مستدرك الحاكم (2743) كتاب النكاح، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري" تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1567)، الصحيحة (999). (¬4) شعب الإيمان (5315)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1891)، الصحيحة (1113).

ما جاء فيمن أخذ أموال الناس يريد سدادها فعجز

مَا جَاءَ فِيمَن أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيْدُ سَدَادَهَا فَعَجِزَ 404 - عَنْ مَيْمُونَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ نَبِيِّي وَخَلِيْلِي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدَّانُ دَيْناً، يَعْلَمُ اللهُ مِنْهُ أَنَّهُ يُرِيْدُ أَدَاءَهُ، إِلاَّ أَدَّاهُ اللهُ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا». (¬1) =صحيح 405 - وعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ ادَّانَ دَيْناً يَنْوِي قَضَاءَهُ، أَدَّى اللهُ عَنْهُ (¬2) يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬3) =صحيح 406 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهَ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ حَمَلَ مِنْ أُمَّتِي دَيْناً، ثُمَّ جَهِدَ فِي قَضَائِهِ ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَهُ، فَأَنَا وَلِيُّهُ». (¬4) =صحيح 407 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى مَعَ الدَّائِن حَتَّى يُقْضَى دَيْنُهُ، مَا لَمْ يَكُنْ فِيمَا يَكْرَهُ اللهُ». (¬5) =صحيح دُعَاء بِهِ يُقْضَى الدَّيْن 408 - عَنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ مُكَاتَباً (¬6) جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَجِزْتُ ¬

_ (¬1) ابن ماجه (2408) باب من أدان دينا وهو ينوي قضاءه، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) أدى الله عنه: أي: إن لم يستطع الوفاء في الدنيا، أرضى الله تعالى غريمه في الآخرة. (¬3) المعجم الكبير (1049 (صحيح الجامع (5986)، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) أحمد (24499)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (1800). (¬5) الدارمي (2595) باب في الدائن معان، تعليق حسين سليم أسد "إسناده جيد"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1825). (¬6) مكاتبا: هو العبد إذا أراد أن يشتري نفسه من سيده يتكاتب معه على ثمن معين فيدفعه له فيعتقه، يسمى مكاتبا.

ما جاء فيمن أخذ أموال الناس ولا يريد سدادها

عَنْ مُكَاتَبَتِي، فَأَعِنِّي قَالَ: أَلاَّ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيْهُنَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ (¬1) دَيْناً أَدَّاهُ اللهُ عَنْكَ قَالَ: «قُلْ: اللَّهُمَّ! اكْفِنِي بِحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ». (¬2) =حسن مَا جَاءَ فِيمَن أَخَذَ أَمْوُالَ النَّاس وَلاَ يُرِيدُ سَدَادَهَا 409 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَخَذَ أَمْوَال النَّاس يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا، أَتْلَفَهُ اللهُ». (¬3) =صحيح 410 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَخَذَ أَمْوُالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللهُ عَنْهُ (¬4) وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا أَتْلَفَهُ اللهُ». (¬5) =صحيح 411 - عَنْ صُهَيْب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَيُّمَا رَجلٍ يَدِينُ دَيناً وهُوَ مُجْمِعٌ أَنْ لاَ يُوَفِّيَهُ إِيَّاهُ، لَقِيَ اللهَ سَارِقاً». (¬6) =حسن صحيح 412 - عَنِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ مَاتَ وَعَلَيهِ دِينَارٌ أَوْ دِرهَمٌ قُضِىَ مِنْ حَسَنَاتِهِ، لَيسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرهَمٌ». (¬7) =صحيح 413 - وَعَنهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الدَّيْنُ دَيْنَانِ فَمَنْ ¬

_ (¬1) صير: قال أبو العلا المبارك فوري في كتابه تحفة الأحوذي: هو جبل لِطَيِّئ. (¬2) الترمذي (3563)، تعليق الألباني "حسن". (¬3) ابن ماجه (2411) باب من أدان دينا لم ينو قضاءه، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) أدى الله عنه: أي: يسر له وأعانه، وإن لم يستطع الوفاء في الدنيا أرضى غريمه في الآخرة. (¬5) البخاري (2257) باب من أخذ أموال الناس يريد أداءها أو إتلافها. (¬6) ابن ماجه (2410) باب من أدان دينا لم ينوي قضاءه، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬7) ابن ماجه (2414) باب التشديد في الدين، تعليق الألباني "صحيح".

فضل من أنظر معسرا

مَاتَ وَهُوَ يَنْوِي قَضَاءَهُ فَأَنَا وَلِيُّهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلاَ يَنْوِي قَضَاءَهُ فَذَاكَ الَّذِي يُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ، لَيْسَ يَوْمَئِذٍ دِيْنَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ». (¬1) =صحيح 414 - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ وَضَعَ رَاحَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ مَاذَا نُزِّلَ مِنَ التَّشْدِيدِ». فَسَكَتْنَا وَفَزِعْنَا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ سَأَلْتُهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَذَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نُزِّلَ؟ فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَوْ أَنَّ رَجُلاً قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ، ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، مَا دَخَلَ الْجَنَّة حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ». (¬2) =حسن فَضْلُ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً 415 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة». (¬3) =صحيح 416 - عَنْ أَبِي اليُّسر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُظِلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، فَلْيُنْظِر مُعْسِراً أَوْ لِيَضَعَ لَهُ». (¬4) =صحيح 417 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَنْظَرَ ¬

_ (¬1) المعجم الكبير (2414)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3418). (¬2) النسائي (4684 (التغليظ في الدين، تعليق الألباني "حسن". (¬3) ابن ماجه (2417) باب إنظار المعسر، ابن حبان (4684)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح وإسناده حسن". (¬4) ابن ماجه (2419) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح".

مُعْسِراً أَوْ وَضَعَ لَهُ (¬1) أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّ عَرشِهِ يَومَ الْقِيَامَة». (¬2) =صحيح 418 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً أَوْ وَضَعَ لَهُ أَظَلَّهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ». (¬3) =صحيح 419 - عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيْمِهِ أَوْ مَحَا عَنْهُ كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬4) =صحيح 420 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللهُ مِنْ كُرَبِ (¬5) يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلْيُنفِّسْ (¬6) عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَع عَنْهُ». (¬7) =صحيح 421 - عَنْ أَبِي الْيَسَرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَشْهَدُ بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ (وَوَضَعَ إِصْبَعَيْه عَلَى عَيْنَيْهِ) وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ، وَوَعَاهُ قَلَبِي هَذَا (وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى مَنَاطِ قَلْبِهِ) رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَقُولُ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ». (¬8) =صحيح 422 - عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «تَلَقَّتِ الْمَلائِكَةُ ¬

_ (¬1) أو وضع له: أي: ترك له شيئا مما له عليه. (¬2) أحمد (8696)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن قيس فمن رجال مسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6107). (¬3) الترمذي (1306) باب ما جاء في انظار المعسر والرفق به، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) أحمد (22612)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬5) كرب: هو الغم الذي يأخذ بالنفس. (¬6) فلينفس: أي: يمد ويؤخر المطالبة، وقيل: يفرج عنه. (¬7) مسلم (1563) باب فضل إنظار المعسر. (¬8) مسلم (3006) باب حديث جابر الطويل وقصة أَبِي اليسر، ابن حبان (5022)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

ما جاء في أن عوض الله تعالى يتجدد كل يوم للمنظر

رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَقَالُوا: أَعَمِلْتَ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئاً؟ قَالَ: لا، قَالُوا: تَذَكَّرْ، قَالَ: كُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ، فَآمُرُ فِتْيَانِي أَنْ يُنْظِرُوا الْمُعْسِرَ وَيَتَجَوَّزُوا (¬1) عَنِ الْمُوسِرِ (¬2) قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: تَجَوَّزُوا عَنْهُ». (¬3) =صحيح وَفِي لَفْظٍ «نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ عِوَض الله تَعَالى يَتَجَدَّد كُلَّ يَومٍ لِلْمُنْظِر 423 - عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَة، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ (¬5) صَدَقَة». قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتَهُ يَقُولُ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ (¬6) صَدَقَة». قُلْتُ: سَمِعْتُكَ يَا رَسُولَ اللهِ تَقُولُ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَة». ثُمَّ سَمِعْتُكُ تَقُولُ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَة». قَالَ: «لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَة قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ (¬7) ¬

_ (¬1) يتجوَّزوا: التجوَّز والتجاوز بمعنى واحد كما في رواية البخاري، والمعنى السماحة في الاقتضاء والاستيفاء وقبول ما فيه نقص يسير. (¬2) الموسر: اختلف العلماء في حد الموسر فقيل: من عنده مؤنته ومؤنه من تلزمه نفقته، وقال: الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق من عنده خمسون درهما أو قيمتها. (¬3) متفق عليه، البخاري (1971) باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع ومن طلب حقا فليطلبه في عفاف، مسلم (1560) باب فضل من أنظر المعسر، واللفظ له. (¬4) مسلم (1561) الباب السابق، الترمذي (1307) باب ما جاء في إنظار المعسر والرفق به، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) مثله: أي: مثل المبلغ الذي أقرض. (¬6) مثليه: أي: مثل المبلغ الذي أقرض لهذا المعسر مرتين، فمثلا لو أقرض: شخصا ألف ريال لمدة شهر، فله كل يوم ثواب ألف ريال، حتى ينقضي الشهر فإذا انقضا الشهر ولم يسدده وصبر عليه فله كل يوم ثواب ألفين ريال إلى أن يسدده، مهما طالت المدة. والله تعالى أعلم، وقال السبكي: وزع أجره على الأيام يكثر بكثرتها ويقل بقلتها، وسره ما يقاسيه المنظر من ألم الصبر مع تشوق القلب لماله فلذلك كان ينال كل يوم عوضا جديدا. (¬7) قبل أن يحل: أي: قبل أن يأتي يوم السداد.

فضل من كان عيشه كفافا

الدَّيْنُ، فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ فَأَنْظَرَهُ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَة». (¬1) =صحيح 424 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «مَنْ أَنْظَرَ مَدْيُوناً فَلَهُ بِكُلِّ يَومٍ عِنْدَ اللهِ وَزْنَ أُحُدٍ مَا لَمْ يُطَالِبْهُ». (¬2) فَضْل مَنْ كَانَ عَيْشهُ كَفَافاً 425 - عَنْ فُضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «طُوبَى (¬3) لِمَنْ هُدِيَ للإِسْلاَمِ وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافاً (¬4) وَقَنَعَ». (¬5) =صحيح 426 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافاً، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ». (¬6) =صحيح 427 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ! اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتاً (¬7)». (¬8) =صحيح 428 - عَنْ الْحَسَن قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «خَيرُ الرِّزقِ الْكَفَافُ، ¬

_ (¬1) أحمد (23096)، تعليق شعيب الأرنؤوط " إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن بريدة فمن رجال مسلم" تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (907). (¬2) التذكرة (صـ 279). (¬3) طوبى: أي: هنيئا له. (¬4) كفافا: الكفاف هو الذي لا يفضل عن الشيء ويكون بقدر الحاجة إليه. (¬5) الترمذي (2349) باب ما جاء في الكفاف والصبر عليه، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) مسلم (1054) باب في الكفاف والقناعة، الترمذي (2348) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح". (¬7) قوتا: قيل ما يسد حاجتهم من طعام وشراب ولباس ونحو ذلك، وقيل: هو ما يسد الرمق. (¬8) متفق عليه، البخاري (6095) باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وتخليهم عن الدنيا، مسلم (1055) باب في الكفاف والقناعة، واللفظ له.

فضل الفقر

اللَّهُمَّ اجْعَل رِزْقَ آل مُحَمَّد كَفَافاً». (¬1) =حسن مرسل 429 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلاَّ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ مَنْ عَلَى الأرْضِ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ: أَيُّهَا النَّاسُ! هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ، مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَلاَ غَرَبَتْ إِلاَّ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ: اللَّهُمَّ! أَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً، وَأَعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً». (¬2) =صحيح 430 - عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مِحْصنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ (¬3) مُعَافىً فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ (¬4) لَهُ الدُّنْيَا». (¬5) =حسن فَضْل الْفَقْر 431 - عَنْ فُضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا لَكُمْ عِنْدَ اللهِ لأَحْبَبْتُمْ أَنْ تَزْدَادُوا فَاقَةً وَحَاجَةً». (¬6) =صحيح 432 - عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْرُجُ عَلَيْنَا فِي الصُّفَّةِ وَعَلَيْنَا الْحَوْتَكِيَّةُ (¬7) فَيَقُولُ: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا ذُخِرَ لَكُمْ مَا حَزِنْتُمْ ¬

_ (¬1) الزهد لوكيع (111)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3275)، الصحيحة (1834). (¬2) ابن حبان (3319)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) في سربه: المشهور كسر السين أي: في نفسه، وقيل: السرب الجماعة فالمعنى: في أهله وعياله، وقيل: بفتح السين أي: في مسلكه وطريقه، وقيل: بفتحتين أي: في بيته. (¬4) حيزت: جمعت. (¬5) الترمذي (2346)، تعليق الألباني "حسن". (¬6) ابن حبان (722)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬7) الحوتكية: عمامة يتعمم بها الأعراب.

عَلَى مَا زُوِيَ عَنْكُمْ وَلَيُفْتَحَنَّ لَكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ». (¬1) =صحيح 433 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ بَيْنَ أَيْديكُم عَقَبَةً كَؤوداً (¬2)، لاَ يَنْجُو مِنْهَا إِلاَّ كُلُّ مُخِفٍّ (¬3)». (¬4) =صحيح 434 - عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَتْ: قُلْتُ لَهُ مَا لَكَ لاَ تَطْلُبُ مَا يَطْلُبُ فَلاَنٌ وَفُلاَنٌ؟ قَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ وَرَاءَكُمْ عَقَبَةً كَؤُوداً، لاَ يَجُوزُهَا الْمُثْقِلُونَ (¬5)». فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَتَخَفَّفَ لِتِلْكَ الْعَقَبَة. (¬6) =صحيح 434/ 1. وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ: لأبِي الدَّرْدَاءِ: أَلاَ تَبْتَغِي لأضْيَافِك مَا يَبْتَغِي الرِّجَال لأضْيَافِهِم؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: «إِنَّ أَمَامَكُمْ عَقَبَةً كَؤوداً، لاَ يَجُوزها الْمُثقِلُون». فَأحِبّ أَنْ أَتَخَفَّفَ لِتِلكَ الْعَقَبَة. (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (17201)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5261). (¬2) عقبة كؤود: أي: يصعب لها الصعود. (¬3) مخف: قال الألباني في الصحيحة (2480 ("أي: من الذنوب وما يؤدي إليها، وفي النهاية: يقال أخف الرجل فهو مخف وخف وخفيف إذا خفت حاله ودابته، وإذا كان قليل الثقل يريد به المخف من الذنوب وأسباب الدنيا وعلقها" انتهى كلامه، ولكن قول أم الدرداء في الحديث الآتي لأبي الدرداء: مالك لاتطلب ما يطلب فلان وفلان، وامتناع أبي الدرداء عن السؤال، هذا يؤيد أن المخف من تخفف من متاع الدنيا وعلقها وفي بعض الروايات قال - صلى الله عليه وسلم - " إن بين أيديكم عقبة كؤودا لا يجوزها إلا كل ضامر مهزول". ولكن إسناده ضعيف. (¬4) كشف الأستار عن زوائد البزار (3696)، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (2480)، الترغيب والترهيب (3176)، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) المثقلون: هو نظير لقوله - صلى الله عليه وسلم - «المكثرون» فهناك وصفهم بأنهم مكثرون وهنا بأنهم مثقلون. (¬6) شعب الإيمان (10409 (الصحيحة (2480)، الترغيب والترهيب (3177)، تعليق الألباني "صحيح"، الجامع الصغير (2001). (¬7) مستدرك الحاكم (8713 (كتب الأهوال، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في =))))

435 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «لاَ يُصِيبُ أَحَدٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ نَقَصَ مِنْ دَرَجَاتِهِ (¬1) عِنْدَ اللهِ وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ كَرِيْماً». (¬2) (¬3) *صحيح 435/ 1. عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي أُحِبكُم أَهْلَ الْبَيت، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «الله». قَالَ: الله قَالَ: «فَأَعِدَّ لِلْفَقْرِ تَجفَافا فَإِنَّ الْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنا مِنَ السَّيلِ مِنْ أَعْلَى الأَكَمَة (¬4) إِلَى أَسْفَلهَا» (¬5) =صحيح 436 - عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنَ السَّيْلِ إِلَى مَعَادِنِه، وَإِنَّهُ سَيُصِيبُكَ بَلاَء فَأَعِدَّ لَهُ تَجْفَافاً (¬6)». (¬7) =حسن 436/ 1. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ = التلخيص "صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، الجامع الصغير (2001). (¬1) يشهد لقول ابن عمر قوله - صلى الله عليه وسلم - «إِلاَّ تَعَجَّلُوا ثُلثَي أجرهم من الآخرة» ويقصد بذلك السريه التي تغنم، وأما السريه التي لا تغنم فقال عنهم: «وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم». ونص الحديث عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث، وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم" رواه مسلم. وهذ يدل على أن كثرة نعم الله على عبده في الدنيا سبب لهبوط درجته، إلا من سخر هذه النعم للآخرة كما قال - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل الذي يتصدق "يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل" وقال في حديث آخر "نعم المال الصالح مع الرجل الصالح". وسيأتي الكلام عن هذا الوضوع في "فصل" يلي باب "ما يمنع من الوصول إلى الدرجات العلى". (¬2) مصنف ابن أبي شيبة (34628)، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3220). (¬3) رجال هذا الحديث رجال البخاري ومسلم. (¬4) الأكمة: تل، وقيل: شرفة كالرابية وهو ما اجتمع من الحجارة في مكان واحد. (¬5) مستدرك الحاكم (7944) كتاب الرقاق، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم"، تعليق الألباني قال بعد أن ذكر قول الحاكم وموافقة الذهبي له، قال "وأقول إنما هو صحيح فقط، فإنه من طريق محمد بن غالب: حدثنا عفان ... إلخ، فإن غالبا ليس من رجال الشيخين، وإنما عفان، لكن هذا ليس من شيوخهما إنما يرويان عنه بالواسطة". (¬6) فأعد له تجفاف: أي: درعا، ويريد من ذلك أن يصبر على مرض سيصيبه، وهذا الحديث جزأ من حديث طويل. (¬7) المعجم الأوسط (7157)، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (3271).))))

يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ، فَقَالَ: «انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ». قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ فَقَالَ: «انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ». قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ: «إِنْ كُنْتَ تُحِبُّنِي فَأَعِدَّ لِلْفَقْرِ تِجْفَافًا فَإِنَّ الْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنْ السَّيْلِ إِلَى مُنْتَهَاهُ». (¬1) (¬2) *صحيح 436/ 2. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَاجَتَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اصْبِرْ أَبَا سَعِيدٍ فَإِنَّ الْفَقْرَ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنْكُمْ أَسْرَعُ مِنْ السَّيْلِ عَلَى أَعْلَى الْوَادِي، وَمِنْ أَعْلَى الْجَبَلِ إِلَى أَسْفَلِهِ». (¬3) =صحيح 437 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِخَمْسِ مِائَةِ عَامٍ». (¬4) =صحيح 438 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ ¬

_ (¬1) الترمذي (2350)، فضل الفقر. (¬2) هذه الحديث ضعفة الشيخ الألباني رحمه الله ثم تراجع، والسبب أن للحديث شواهد ذَكَّرَهُ بها أحد طلاب العلم، فقال "كنت خرجته في " الضعيفة " (1681 (قبل الوقوف على هذين الحديثين ويعود الفضل في ذلك إلى أحد طلاب العلم السعوديين جزاه الله خيرا في كتيب له كان أرسله إلي. ثم بلغني أنه توفى فجأة رحمه الله تعالى" انتهى كلامه الصحيحة (2827)، ويقصد الألباني بالحديثين حديث أبي ذر (435/ 1 (المتقدم الذي رواه الحاكم، والثاني عن أنس قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال: إني أحبك، قال "استعد للفاقة"، واستشهد ايضأ بحديث أبي سعيد المتقدم (436/ 2)، "اصبر أبا سعيد فإن الفقر إلى من يحبني منكم أسرع ... "، وقال في كتاب النصيحة (صـ 14، 15 ("وكنت قديما ضعفته في مقدمة تخريجي لأحاديث «رياض الصالحين» طبعة المكتب الإسلامي وأحلت في بيانه على سلسلة الأحاديث الضعيفة ... ولكني أحمد الله تعالى وأشكره على أن هداني ووفقني للرجوع عن خطئي وذلك بعد أن يسر لي الوقوف على بعض الشواهد الصحيحة له فبادرت فخرجته وأودعته في المجلد السادس من الصحيحة برقم (2827 (وهو مطبوع بحمد الله تعالى"، وللمزيد من المعلومات راجع حديث رقم (50 (من كتاب تراجعات العلامة الألباني. (¬3) أحمد (11397)، الصحيحة (2828). (¬4) أحمد (7933)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح"، تعليق أحمد شاكر "إسناده صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (8076).))))

ما جاء في أن الرزق يطلب العبد كما يطلبه الأجل

الْجَنَّة قَبْلَ أَغْنِيَائِهُم بِنِصفِ يَومٍ وَهُوَ خَمْسُ مِئَةِ عَامٍ». (¬1) =حسن صحيح 439 - عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «اثْنَتَانِ يَكْرَههُمَا ابْنُ آدَمَ، الْمَوتُ وَالْمُوتُ خَيْرٌ لِلمُؤْمِنِ مِنَ الْفِتْنَةِ، وَيَكْرَهُ قِلَّةَ الْمَالِ وَقِلَّةُ الْمَالِ أَقَلُّ لِلحِسَابِ». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ الرِّزقَ يَطْلُب الْعَبد كَمَا يَطلُبه الأجَل 440 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ هَرَبَ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَهْرُبُ مِنَ الْمَوْتِ، لأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ، كَمَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ». (¬3) =حسن 441 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الرِّزق لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ أَكْثَرَ مِمَّا يَطْلبُهُ أَجَلُهُ». (¬4) =حسن 441 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُب الْعَبْدَ كَمَا يَطْلُبُه أَجَلُهُ». (¬5) =صحيح لغيره 442 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: قَالَ جَاءَ سَائِلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَإِذَا تَمْرَةٌ ¬

_ (¬1) الترمذي (2354) باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬2) أحمد (23647)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده جيد"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (139)، الصحيحة (813). (¬3) حلية الأولياء (7/ 90)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5240). (¬4) مسند الشاميين (560)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1630). (¬5) ابن حبان (3227) تعليق الألباني "صحيح لغيره"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث قوي"))))

عَائِرَةٌ (¬1) فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، وَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «خُذْهَا لَوْ لَمْ تَأْتِهَا لأَتَتْكَ». (¬2) =صحيح ******* ¬

_ (¬1) عائرة: أي: ساقطه على الأرض لا يعرف من صاحبها. (¬2) ابن حبان (3229)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي".))))

باب الصيام

بَابُ الصِّيَام فَضْل الصِّيَام 443 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مُرْنِي بِعَمَلٍ قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لا عَدْلَ لَهُ». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مُرْنِي بِعَمَلٍ قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لا عَدْلَ لَهُ». (¬1) =صحيح وَفِي لَفْظ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ». (¬2) =صحيح 444 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحسنةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وُجَلَّ: إِلاَّ الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ». (¬3) =صحيح 445 - عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ باَباً يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) النسائي (2223 (ذكر الاختلاف على محمد بن أبي يعقوب في حديث أبي أمامة في فضل الصائم تعليق الألباني "صحيح". (¬2) النسائي (2220) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) متفق عليه، البخاري (7054) باب قول الله تعالى {يريدون أن يبدلوا كلام اللهُ} {إنه لقول فصل} حق {وما هو بالهزل} باللعب، مسلم (1797) باب فضل الصيام، واللفظ له. (¬4) متفق عليه، البخاري (1896) باب الريان للصائمين، واللفظ له، مسلم (1152) باب فضل الصيام.

فضل رمضان

446 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِنَّ الصَّوْمَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، إِنَّ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَيْنِ: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ اللهَ فَجَزَاهُ فَرِحَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ». (¬1) =صحيح فَضْل رَمَضَان 447 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَهٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشّرِّ أقْصِرْ، وَللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَهٍ». (¬2) =صحيح 448 - عَنْ جَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ للهِ - عَزَّ وَجَلَّ - عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ». (¬3) =حسن صحيح فَصْل * أَجْر الْعِبَادَة فِي شَهْرِ رَمَضَانَ يُضَاعَفُ، وَهُنَاكَ حَدِيثٌ وَلَكِن قَالَ عَنْهُ الشَّيخ الألبَانِي رَحِمَهُ اللهُ: إِنَّهُ مُنْكَر وَهُوَ: «مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخصلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيْضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (1805) باب هل يقول إني صائم إذا شتم، مسلم (1151) باب فضل الصيام، واللفظ له. (¬2) الترمذي (682) باب ما جاء في فضل شهر رمضان، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) ابن ماجه (1643) باب ما جاء في فضل شهر رمضان، تعليق الألباني "حسن صحيح".

فضل العمرة في رمضان

فَرِيضَة فِيمَا سِوَاه». وَكَونُ هَذَا الْحَدِيث مُنْكَر لا يَعْنِي أَنَّ أَجْرَ الْعِبَادَةِ فِي رَمَضَان كَغَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ، وَهُنَاكَ أَدِلَّة عَلَى ذَلِكَ مِنْهَا، أَنَّ الْعُمْرَة ارْتَقَى ثَوُابُهَا فِي رَمَضَان إِلَى أَنْ صَارَتْ تَعْدِل حجة، وَهَذِهِ الَّتِي بَيَّنَهَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَرُبَّمَا تَكُنْ سَائِر الطَّاعَات عَلَى هَذَا الْمِقْيَاس، وَيَكْفِي هَذَا الشَّهر فَضْل نزُول الْقُرآن فِيهِ، ولَيْلَةُ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر، وَكَانَ الرَّسُوْلُ - صلى الله عليه وسلم - فِيه أَجْوَدُ بِالْخَيرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى فَضْلِهِ. فَضْل العُمْرَة فِي رَمَضَان 449 - عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً». (¬1) =صحيح 449/ 1. وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ: «مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا؟». قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلاَّ نَاضِحَانِ (¬2) فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ، وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحاً نَنْضِحُ عَلَيْهِ، قَالَ: «فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً». (¬3) =صحيح وَفِي رِوَايَةٍ «فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَان تَقْضِي حَجَّة مَعِي». (¬4) =صحيح فَضْل قِيَام رَمَضَانَ وَصِيَامِه 450 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَامَ ¬

_ (¬1) ابن حبان (3692)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬2) ناضحان: أي: بعيران نسقي بهما. (¬3) متفق عليه، البخاري (1690) باب عمرة في رمضان، مسلم (1256) باب فضل عمرة في رمضان، واللفظ له. (¬4) متفق عليه، البخاري (1764) باب حج النساء، واللفظ له، مسلم (1256) باب فضل عمرة في رمضان.

الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان

رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَاناً (¬1) وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». (¬2) =صحيح 451 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ». (¬3) =صحيح الاجْتِهَاد فِي الْعَشر الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَان 452 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ». (¬4) =صحيح 453 - وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَخَلَ الْعَشْر، أَحْيَا اللَّيْلَ (¬5) وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ (¬6) وَجَدَّ (¬7) وَشَدَّ الْمِئزَرَ». (¬8) =صحيح مَا جَاءَ فِي لَيلَة الْقَدْر 454 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْتَمِسُوهَا ¬

_ (¬1) إيمانا واحتسابا: إيمانا أي: تصديقا بأنه حق، معتقدا فضيلته، احتسابا: أن يريد بهذا الصيام وجه الله تعالى وحده لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص. (¬2) متفق عليه، البخاري (1802) باب من صام رمضان إيمانا واحتسابا ونية، مسلم (760) باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، واللفظ له. (¬3) الترمذي (806) باب ما جاء في قيام شهر رمضان، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) مسلم (1175) باب الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان، الترمذي (796)، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) أحيا الليل: أي: استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها. (¬6) وأيقظ أهله: لصلاة الليل. (¬7) وجد وشد المئزر: أي: جد في العبادة زيادة على العادة، وشد المئزر: كناية عن اعتزال النساء. (¬8) متفق عليه، البخاري (1920) باب العمل في العشر الأواخر من رمضان، مسلم (1174) باب الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان، واللفظ له.

أوصاف ليلة القدر وأن الملائكة تكون أكثر من عدد الحصى

فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ فَلاَ يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي». (¬1) =صحيح 455 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «تَحَرَّوْهَا لَيْلَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ». (¬2) =صحيح 456 - عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «التَمِسُوا لَيلَةَ الْقَدْرِ لَيلَةَ سَبعٍ وَعِشرَينَ». (¬3) =صحيح 457 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «التَمِسُوا لَيلَةَ الْقَدْرِ آخِر لَيلَة». (¬4) =صحيح أَوْصَافُ لَيلَةُ الْقَدْر وَأَنَّ الْمَلائِكَة تَكُونُ أَكْثَرَ مِنْ عَدَد الْحَصَى 458 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ فِي لَيْلَة الْقَدْر: «لَيْلَةٌ سَمْحَةٌ طَلقةٌ لاَ حَارَّة وَلاَ بَارِدَة تُصْبِح شَمْسُها صَبِيحَتَهَا ضَعِيفَة حَمْرَاء». (¬5) =صحيح 459 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَة السَّابِعَة أَوْ التَّاسِعَة وَعِشْرِين وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تِلكَ اللَّيْلَة أَكْثَرُ فِي الأرْضِ مِنْ ¬

_ (¬1) مسلم (1165) باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها وبيان محلها وأرجى أوقات طلبها. (¬2) المعجم الكبير (104)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2923). (¬3) المعجم الكبير (814)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1240). (¬4) ابن خزيمة (2189)، الكامل في الضعفاء (3/ 8) تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1238). (¬5) مسند الطيالسي (2680)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5475).

فضل السحور

عَدَد الْحَصَى». (¬1) =حسن فَضْل السّحُور 460 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «السّحُور أَكْلهُ بَرَكْهٌ فَلاَ تَدَعُوهُ، وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِيْنَ». (¬2) =صحيح 461 - عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَر». (¬3) =صحيح 462 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ». (¬4) =حسن صحيح 463 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «نِعْمَ السّحُور لِلْمُؤمِن التَّمْرُ». (¬5) =صحيح مَنْ سَمِعَ النِّدَاء وَفِي يَدِهِ إِنَاء مَاذَا يَفْعَل 464 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا سَمِعَ ¬

_ (¬1) ابن خزيمة (2194) باب ذكر كثرة الملائكة في الأرض ليلة القدر، تعليق الألباني "إسناده حسن"، صحيح الجامع (5473 (الصحيحة (2205). (¬2) أحمد (11101)، (11414)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح"، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3683). (¬3) مسلم (1096) باب فضل السحور وتأكيد استحبابه واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر، أبو داود (2343) باب في توكيد السحور، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن حبان (3467) تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬5) حلية الأولياء (3/ 350)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6772).))))

فضل تعجيل الفطر

أَحَدُكُم النِّدَاءَ وَالإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ فَلاَ يَضَعَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ». (¬1) =حسن صحيح فَضْل تَعْجِيل الْفِطْر 465 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى سُنَّتِي مَا لَمْ تَنْتَظِرْ بِفِطْرِهَا النُّجُوم». وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كَانَ صَائِماً أَمَرَ رَجُلا فَأَوْفَى عَلَى شَيء فَإِذَا قَالَ: غَابَتِ الشَّمْسُ: أَفْطَرَ. (¬2) =صحيح 466 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْر». (¬3) =صحيح 467 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ، عَجِّلُوا الْفِطْرَ فَإِنَّ الْيَهُودَ يُؤَخِّرُونَ». (¬4) =حسن صحيح مَا جَاءَ فِي فطُور الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - وَدُعَائِهِ بَعدَه 468 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّي، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَات فَعَلَى تَمَرَات، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَواتٍ (¬5) مِنْ مَاء». (¬6) =حسن صحيح ¬

_ (¬1) أبو داود (2350) باب في الرجل يسمع النداء والإناء على يده، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬2) ابن حبان (3501)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬3) متفق عليه، البخاري (1856) باب تعجيل الإفطار، مسلم (1098) باب فضل السحور وتأكيد استحبابه واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر. (¬4) ابن ماجه (1698) باب ما جاء في تعجيل الإفطار، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬5) حسا حسوات: أي: شرب ثلاث مرات، وفي القاموس: حسا زيد المرق شربه شيئا بعد شيء. (¬6) أبو داود (2356) باب ما يفطر عليه، تعليق الألباني "حسن صحيح".))))))))

فضل من فطر صائما

469 - عَنْ مَروَانِ بْنِ سَالِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيتُ ابن عُمَرَ يَقْبِضُ عَلَى لِحْيَتِهِ فَيَقْطَعُ مَا زَادَ عَلَى الْكَفّ وَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: «ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ العُروُق وَثَبَتَ الأجْرُ إِنْ شَاءَ الله». (¬1) =حسن فَضْل مَنْ فَطَّرَ صَائِماً 470 - عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ فَطَّرَ صَائِماً، كُتِبَ لَهُ مِثْل أَجْرِهِ لا يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيءٌ». (¬2) =صحيح فَضْل زَكَاة الْفِطر 471 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهرةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَهً لِلْمَسَاكِيْنِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاَةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ». (¬3) =حسن ******* ¬

_ (¬1) أبو داود (2357) باب القول عند الإفطار، تعليق الألباني "حسن". (¬2) الترمذي (807) باب ما جاء في فضل من فطر صائما، ابن ماجه (1746) باب في ثواب من فطر صائما، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) ابن ماجه (1827) باب صدقة الفطر، تعليق الألباني "حسن".

باب صيام التطوع

بَابُ صِيَام التْطَوُع فَضْل صِيَام يَوْم وَإِفْطَارُ يَوْم 472 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْروٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَفْضَلُ الصَّوْم صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْماً وَيُفْطِرُ يَوْماً، وَلاَ يَفِرُّ إِذَا لاَقَى». (¬1) =صحيح فَضْل صِيَام الاثْنَيْن وَالْخَمِيْس 473 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيس، فَأُحِبُ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ». (¬2) =صحيح فَضْل صِيَام ثَلاَثة أَيَّام مِنْ كُلِّ شَهْر 474 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَامَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثةَ أَيَّامٍ، فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ». فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ {مَنْ جَاءَ بِالْحسنةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} الْيَوْم بِعَشْرَةِ أَيَّامٍ. (¬3) =صحيح 475 - عَنْ أبي ذر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَا أَبَا ذَرٍّ! ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (4765) باب في كم يقرأ القرآن، مسلم (1159) باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به أو فوت به حقا أو لم يفطر العيدين والتشريق وبيان تفضيل صوم يوم وإفطار يوم، الترمذي (770) باب ما جاء في سرد الصوم، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) مسلم (2565) باب النهي عن الشحناء والتهاجر، الترمذي (747) باب ما جاء في صوم يوم الاثنين والخميس، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) الترمذي (762) باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كل شهر، تعليق الألباني "صحيح".

فضل صيام ستة أيام من شوال

إِذَا صُمْتَ مِنَ الشّهْرِ ثَلاَثةَ أَيَّامٍ، فَصُمْ ثَلاَثَ عَشْرَة وَأَرْبعَ عَشْرَة وَخَمْسَ عَشْرَة». (¬1) =حسن صحيح 475/ 1. عَنِ ابْنِ مِلْحَانَ الْقَيْسِيِّ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ». قَالَ: وَقَالَ: «هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ». (¬2) =صحيح 476 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لاَ يَدَعُ صَومَ أَيَّام الْبِيْض فِي سَفَرٍ وَلاَ حَضَرٍ». (¬3) =صحيح فَضْل صِيَام سَتّة أَيَّام مِنْ شَوْال 477 - عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّال كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ». (¬4) =صحيح 478 - عَنْ ثَوبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «جَعَلَ اللهُ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، الشَّهْرُ بِعَشْرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتّة أَيَّامٍ بَعْدَ الشَّهَرِ تَمَامُ السَّنَةِ». (¬5) =صحيح 479 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «صِيَامُ رَمَضَانَ بِعَشْرَةِ ¬

_ (¬1) الترمذي (761)، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬2) أبو داود (2449) باب في صوم الثلاث من كل شهر، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) المعجم الكبير (12320)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4848). (¬4) مسلم (1164) باب استحباب صوم ستة أيام من شوال اتباعا لرمضان، أبو داود (2433) باب في صوم ستة أيام من شوال، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (23607)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح" (¬5) تاريخ دمشق لابن عساكر (54/ 82)، ابن خزيمة (2115) تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3094).

فضل صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء

أَشْهرٍ، وَصِيَامُ السِّتَّةِ أَيَّام بِشَهْرَينِ، فَذَلِكَ صِيامُ السَّنَةِ». (¬1) =صحيح فَضْل صِيَام يَوْم عَرَفَة وَيَوْم عَاشُورَاء 480 - عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ». قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ». (¬2) =صحيح 481 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَة غُفِرَ لَهُ سَنَتَينِ مُتَتَابِعَتَينِ». (¬3) =صحيح 482 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلاَّ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ». يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ. (¬4) =صحيح 483 - عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلاً مِنْ أَسْلَم: «أَنْ أَذِّنْ فِي النَّاس أَنَّ مَنْ كَانَ أَكَلَ فَلْيَصُمْ بَقِيَّة يَوْمِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ فَإِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ عَاشُورَاء». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن خزيمة (2115)، تعليق الأعظمي "إسناده صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3851)، الترغيب والترهيب (1007). (¬2) مسلم (1162) باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء والاثنين والخميس، أحمد (22674) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) أبو يعلى (7548)، تعليق حسين سليم أسد "إسناده جيد"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (1012). (¬4) متفق عليه، البخاري (1902) باب صيام يوم عاشوراء، واللفظ له، مسلم (1132) باب صوم يوم عاشوراء. (¬5) متفق عليه، البخاري (1903) الباب السابق، واللفظ له، مسلم (1135) الباب السابق.

فضل الصيام في شهر محرم

فَضْل الصِّيَام فِي شَهْر مُحَرَّم 484 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: أَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ قَالَ: «شَهْرُ اللهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُحَرَّم». (¬1) =صحيح فَضْل الصِّيَام فِي شَهْر شَعْبَان 485 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ أَحَبُّ الشُّهُورِ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَصُومهُ شَعْبَانَ، ثُمَّ يَصِلَهُ بِرَمَضَانَ». (¬2) =صحيح 486 - عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْراً مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَب وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِيْنِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ». (¬3) =صحيح 487 - عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلاَّ شَعْبانَ وَرَمَضَانَ». (¬4) =صحيح فَضْل الصِّيَام فِي الشِّتَاء 488 - عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْغَنِيْمَةُ ¬

_ (¬1) ابن ماجه (1742) باب صيام أشهر الْحُرُم، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) أَبو داود (2431) باب في صوم شعبان، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) النسائي (2357 (صوم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأَبِي هو وأمي وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) الترمذي (736) باب ما جاء في وصال شعبان برمضان، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في جواز الصيام ولو من نصف النهار قبل الزوال للمتطوع

الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي جَوَاز الصّيام وَلَو مِن نِصف النَّهَار قَبْلَ الزَّوَال للْمُتَطَوع (¬2) 489 - عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: «هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟». فَقُلنَا: لا، قَالَ: «فَإِنِّي إِذَنْ صَائِمٌ». ثُمَّ أَتَانَا يَوْماً آخَرَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ (¬3) فَقَالَ: «أَرِِيْنِيِه، فَلَقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِماً».فَأَكَلَ. (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِي جَوَاز إِفْطَار الصَّائِم الْمتَطوع إِذَا أَرَاد 490 - عَنْ أُمَّ هَانِئ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ: «الصَّائِمُ الْمُتَطوِّع أَمِيرُ نَفْسِهِ، إِنْ شَاءَ صَامَ وَإِنْ شَاءَ أَفْطَر». (¬5) =صحيح فَضْل مَنْ مَاتَ صَائِما 491 - عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قاَلَ: «مَنْ خُتِمَ لَهُ بِصِيَامِ يُوْمٍ دَخَلَ الْجَنَّة». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) الترمذي (797) باب ما جاء في الصوم في الشتاء، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) هذا الجواز للصائم المتطوع أما في صيام الفرض أو القضاء فلا بد من تبييت النية من الليل، وأيضا يستحب للصائم المتطوع أن يبيت النية. (¬3) حيس: الحيس هو: التمر مع السمن والأقط، وقد يكون بدل الأقط الدقيق. الأقط هو: المضير. (¬4) مسلم (1154) باب جواز صوم النافلة بنية من النهار قبل الزوال وجواز فطر الصائم نفلا من غير عذر، واللفظ له، أحمد (25772)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم"، أبو داود (2455)، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬5) مستدرك الحاكم (1599) كتاب الصوم، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3854). (¬6) مسند البزار (2781)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6224).

492 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَسنَدتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى صَدْرِي، فَقَالَ: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ - قَالَ حَسَن: ابْتِغَاء وَجْهِ اللهِ - خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّة، وَمَنْ صَامَ يَوماً ابْتِغَاء وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهِ دَخَلَ الْجَنَّة، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّة». (¬1) =صحيح ******* ¬

_ (¬1) أحمد (23372)، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (985)، الصحيحة (1645).

باب الحج

بَابُ الْحَج فَضْل مَكَّةَ 493 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُدَيٍّ الزُّهْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَاقِفاً عَلَى الْحَزْوَرة (¬1) فَقَالَ: «وَاللهِ! إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ، وَلَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ». (¬2) =صحيح مَا جَاء فِي أَمَانِ مَكَّة وَأَنَّهَا لاَ تُغْزَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة 494 - عَنِ الْحَرِث بْنِ مَالِك رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ فَتحِ مَكَّة يَقُولُ: «لاَ تُغْزَى هَذِهِ بَعدَ الْيَوم إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة». (¬3) =صحيح 495 - وَعَنهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ يَوْمَ فَتحِ مَكَّةَ: «لاَ تُغْزَى هَذِهِ بَعْدَهَا (¬4) أَبَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة». (¬5) =صحيح 496 - عَنْ مُطِيع بْنِ الأَسْوَد رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّة: «لاَ يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ صَبْراً بَعْدَ هذا الْيَوم إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». (¬6) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ مَكَّة لاَ يَسْتَحِلُّهَا إِلاَّ أَهْلُهَا 497 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يُبَايَعُ لِرَجُلٍ ¬

_ (¬1) الحزورة: موضع بمكة. (¬2) الترمذي (3925) باب في فضل مكة، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) الترمذي (1611) باب ما جاء ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة إن هذه لا تغزى بعد اليوم، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) بعدها: أي: بعد هذه الغزوة. (¬5) أحمد (19042)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث حسن"، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (2427). (¬6) مسلم (1782) باب لا يقتل قرشي صبرا بعد الفتح، واللفظ له، أحمد (15444)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".))))

ما جاء في هدم الكعبة

بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ هَذَا الْبَيتَ إِلاَّ أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلاَ تَسلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَظْهَرُ الْحَبَشَةُ، فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَاباً لاَ يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَداً، وَهُمْ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ». (¬1) =صحيح 498 - عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَشْهَدُ بِاللهِ لَسَمِعتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «يُحِلُّهَا (¬2) وَيَحُلُّ بِهِ (¬3) رَجُلٌ مِنْ قُرَيش، لَوْ وُزِنَتْ ذُنُوبُه بِذُنُوب الثَّقَلَينِ لَوَزَنَتْهَا». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِي هَدم الْكَعْبَة 499 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يُخَرِّبُ الْكَعْبَة ذُو السّوَيقَتَينِ مِنَ الْحَبَشَة». (¬5) =صحيح 500 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «كَأَنِّي بِهِ أَسْوَد أَفْحَج (¬6) يَقْلَعُهَا حَجَراً حَجَراً». (¬7) =صحيح 501 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيهِ أَسْوَد أَفْحَج، يَقْلَعُها حَجَراً حَجَراً». (¬8) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن حبان (6788)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬2) يحلها: أي: مكة. (¬3) ويحل به: أي: الحرم. (¬4) أحمد (6847)، تعليق شعيب الأرنؤوط "رجاله ثقات رجال الشيخين لكن رفعه كما قال ابن كثير في النهاية قد يكون غلطا وإنما هو من كلام عبد الله بن عمرو"، تعليق الألباني "إسناد صحيح على شرط الشيخين"، الصحيحة (2462). (¬5) متفق عليه، البخاري (1519) باب هدم الكعبة قالت عائشة رضي الله عنها قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يغزو جيش الكعبة فيخسف بهم، مسلم (2909) باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء. (¬6) أفحج: هو الذي إذا مشى باعد بين رجليه كالْمُخْتَتِن. (¬7) البخاري (1518) باب هدم الكعبة قالت عائشة رضي الله عنها قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يغزو جيش الكعبة فيخسف بهم. (¬8) ابن حبان (6717)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".))))

ما جاء في أن رفع البيت يكون بعد خروج يأجوج ومأجوج

502 - عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَة، وَيَسْلُبُهَا حِلْيَتَهَا، وَيُجَرِّدُهَا مِنْ كُسْوَتِهَا، وَلَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيهِ أُصَيْلِعَ أُفَيْدِعَ (¬1) يَضْرِبُ عَلَيْهَا بِمِسْحَاتِهِ وَمِعْوَلِهِ (¬2)». (¬3) =صحيح 503 - عَنِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اسْتَمْتِعُوا مِنْ هَذَا الْبَيت فَإِنَّهُ قَدْ هُدِمَ مَرَّتَينِ وَيُرْفَعُ فِي الثَّالِثَة». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ رَفْع البَيت يَكُونُ بَعدَ خُرُوج يَأجُوج وَمَأجُوج 504 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَيُحَجَّنَّ البَيْتَ وَلَيُعْتَمرنَّ بَعْدَ خُرُوج يَأجُوج وَمَأجُوج». (¬5) =صحيح فَضْل الْمَدِينَة 505 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ بِهَا، فَإنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ يَمُوتُ بِهَا». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) أصيلع أفيدع: أصيلع: هو تصغير لـ «أصلع» وهو معنى معروف، وقوله أفيدع: تصغير لـ «أفدع». قال ابن الأثير "الفدع، بالتحريك: زيغ بين القدم وبين عظم الساق وكذلك في اليد، وهو أن تزول المفاصل عن أماكنها". (¬2) معوله: الفأس العظيم الذي يُنْقَر به الصخر. (¬3) أحمد (7053)، تعليق أحمد شاكر "إسناده صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "بعضه مرفوع صحيح وبعضه يروى موقوفا ومرفوعا والموقوف أصح". (¬4) ابن حبان (6718)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (955)، الصحيحة (1451). (¬5) البخاري (1516) باب قول الله تعالى {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس ... }. (¬6) الترمذي (3917) باب ما جاء في فضل المدينة، تعليق الألباني "صحيح".))))

فضل من صبر على الشدة والفقر بالمدينة ولم يخرج للعمل خارجها

506 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَفْعَل، فَإنِّي أَشْهَدُ لِمَنْ مَاتَ بِهَا». (¬1) =صحيح 507 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الإِيْمَانَ لَيَأْرِزُ (¬2) إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا». (¬3) =صحيح فَضْل مَنْ صَبَرَ عَلَى الشِّدَّة والْفَقْر بالْمَدِينَة وَلَمْ يَخْرُج لِلعَمَلِ خَارِجَهَا 508 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ للهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَدْعُو الرَّجُلُ ابْنَ عَمِّهِ وَقَرِيبهُ هَلُمَّ إِلَى الرَّخَاءِ! هَلُمَّ إِلَى الرَّخَاءِ! وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لاَ يَخْرُجُ مِنْهُمْ أَحَدٌ رَغْبَةً عَنهَا إِلاَّ أَخْلَفَ اللهُ فِيهَا خَيْراً مِنْهُ، أَلاَ إِنَّ الْمَدِينَةَ كَالْكِيرِ تُخْرِجُ الْخَبِيثَ، لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَنْفِيَ الْمَدِينَةُ شِرَارَها كَمَا يِنْفِيَ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ». (¬4) =صحيح 509 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ يَصْبِرُ عَلَى لأْوَاءِ (¬5) الْمَدِينَةِ وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي، إِلاَّ كُنْتُ لَهُ شَفِيعاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْ شَهِيداً». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن ماجه (3112) باب فضل المدينة، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) إن الإيمان ليأرز: أي: لينضم ويلتجي إلى المدينة النبوية، يعني يجتمع أهل الإيمان فيها وينضمون إليها. (¬3) متفق عليه، البخاري (1777) باب الإيمان يأرز إلى المدينة، مسلم (147) باب بيان أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا وأنه يأرز بين المسجدين. (¬4) مسلم (1381) باب المدينة تنفي شرارها، ابن حبان (3726)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي على شرط مسلم". (¬5) لأواء: في النهاية اللأواء: الشدة وضيق المعيشة. (¬6) مسلم (1378) باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها، ابن حبان (3731)، تعليق الألباني "صحيح"، =

فضل أهل المدينة وكرامة الله لهم

509/ 1.وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَصْبِرُ أَحَدٌ عَلَى لأْوَاءِ الْمَدِينَةِ وَجَهْدِهَا إِلاَّ كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا وَشَهِيدًا -أَوْ شَهِيدًا وَشَفِيعًا-». (¬1) =صحيح فَضْل أَهْل الْمَدِينَة وَكَرَامَةُ اللهِ لَهُمْ 510 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَقَدْ أَخَافَ مَا بَيْنَ جَنْبَيَّ». (¬2) =صحيح 511 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قاَلَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ، أَخَافَهُ اللهُ». (¬3) =حسن صحيح 512 - عَنْ سَعدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَرَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ، أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ». (¬4) =صحيح 513 - عَنْ عُبَادَة بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ ظَلَمَ أَهْلَ الْمَدِينَة وَأَخَافَهُمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلاَئِكَة وَالنَّاسِ أَجْمَعِين، لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْف (¬5) وَلاَ عَدْل». (¬6) =صحيح ¬

_ = تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬1) أحمد (7852)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح". (¬2) أحمد (15262)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5978). (¬3) ابن حبان (3730)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬4) مسلم (1387) باب من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله، ابن حبان (3729)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬5) صرف ولا عدل: قال سفيان الثوري: الصرف: الفريضة، والعدل: التطوع، وقال مكحول: الصرف: التوبة، والعدل: الفدية. (¬6) المعجم الكبير (6636)، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (351)، الأحاديث المختارة (399 (واللفظ له، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح".

فضل الصلاة في الحرمين

514 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «غِلَظُ الْقُلُوبِ وَالْجَفَاءُ فِي الْمَشْرِقِ، وَالإِيمَانُ فِي أَهْلِ الْحِجَازِ». (¬1) =صحيح فَضْل الصَّلاَة فِي الَحَرَمَيْن 515 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيْمَا سِوَاهُ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلاَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مَائَةِ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيْمَا سِوَاهُ» (¬2) =صحيح 516 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَير رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا، أَفْضَل مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَام، وَصَلاَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ صَلاَةٍ فِي هَذَا». (¬3) =صحيح 517 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي، أَفْضَل مِنْ أَلْفَي صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَام». (¬4) =صحيح 518 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ خَيْرَ مَا رُكِبَتْ إِلَيْهِ الرَّوَاحِل: مَسْجِدِي هَذَا، وَالْبَيتَ الْعَتِيق». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) مسلم (53) باب تفاضل أهل الإيمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه، أحمد (14635)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) أحمد (15306)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط البخاري". (¬3) أحمد (16162)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير حبيب المعلم فقد أخرج له البخاري متابعة واحتج به مسلم". (¬4) أحمد (4646)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬5) ابن حبان (1614)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

فضل الروضة

فَضْل الرَّوضَة 519 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الْمَازِنِىِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي، رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ». (¬1) =صحيح 520 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا بَينَ بَيتِي وَمِنبَرِي، رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاض الْجَنَّة، وَمِنبَرِي عَلَى حَوْضِي». (¬2) =صحيح 521 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ». (¬3) =صحيح 522 - عَنْ أُمِّ سَلَمَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ قَوَائِمَ مِنْبَرِي هَذَا رَوَاتِبُ فِي الْجَنَّةِ». (¬4) =صحيح فَضْل الصَّلاَة فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ 523 - عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنيفٍ رَضِيَ اللُه عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءٍ، فَصَلَّى فِيهِ صَلاَةً، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (1137) باب فضل ما بين القبر والمنبر، مسلم (1390) باب ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة. (¬2) متفق عليه، البخاري (1138) الباب السابق، مسلم (1391) الباب السابق. (¬3) أحمد (8706) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6621). (¬4) النسائي (696) فضل مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - والصلاة فيه، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (26519)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬5) ابن ماجه (1412) باب ما جاء في الصلاة في مسجد قباء، تعليق الألباني "صحيح".

524 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ، مَسْجِد قُبَاء، فَصَلَّى فِيهِ، كَانَ لَهُ عَدْلُ عُمْرَة». (¬1) =صحيح 525 - عَنْ أُسَيْدِ بْنِ ظُهَيْرٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ كَعُمْرَةٍ». (¬2) =صحيح 526 - عَنِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاء رَاكِباً وَمَاشِياً فَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَينِ». (¬3) =صحيح 527 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاء كُلَّ سَبْتٍ مَاشِياً وَرَاكِباً». (¬4) =صحيح 528 - عَنْ عَامَر بْن سَعْد وَعَائِشَةَ بِنتَ سَعد قَالاَ: سَمِعْنَا سَعْد - ابن أَبِي وَقَّاصٍ - يَقُولُ: «لأَنْ أُصَلِّيَ فِي مَسْجِدِ قُبَاء أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ فِي مَسْجِدِ بَيتِ الْمَقْدِس». (¬5) =صحيح موقوف 528/ 1. عَنْ سَعْد بْن أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «لأَنْ أُصَلِّي فِي مَسْجِد قُبَاء رَكْعَتَيْنِ أَحَبّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آتِيَ بَيْت اَلْمَقْدِسِ مَرَّتَيْنِ، لَوْ يَعْلَمُونَ مَا ¬

_ (¬1) النسائي (699) فضل مسجد قباء والصلاة فيه، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) ابن ماجه (1411) باب ما جاء في الصلاة في مسجد قباء، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) متفق عليه، البخاري (1136) باب إتيان مسجد قباء ماشيا وراكبا، مسلم (1399) باب فضل مسجد قباء وفضل الصلاة فيه وزيارته، واللفظ له. (¬4) متفق عليه، البخاري (1135) باب من أتى مسجد قباء كل سبت، واللفظ له، مسلم (1399) الباب السابق. (¬5) مستدرك الحاكم (4280) كتاب الهجرة، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم"، تعليق الألباني "وهو كما قالوا" الثمر المستطاب (1/ 573).

فضل صلاه المرأة في بيتها

فِي قُبَاء لَضَرَبُوا (¬1) إِلَيْهِ أَكْبَادَ الإِبِلِ». (¬2) =صحيح موقوف فَضْل صَلاَه الْمَرأَة فِي بَيْتِهَا 529 - عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ، وَإِنَّهَا إِذَا خَرَجَتِ، اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ (¬3) وَإِنَّهَا لاَ تَكُونُ إِلَى وَجْهِ اللهِ أَقْرَبَ مِنْهَا فِي قَعْرِ بَيْتِهَا». (¬4) =صحيح 530 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ أَحَبَّ صَلاَة تُصَلِّيهَا الْمَرأَةُ إِلَى اللهِ فِي أَشَدِّ مَكَانٍ فِي بَيْتِهَا ظُلْمَة». (¬5) =حسن لغيره 531 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «صَلاَةُ الْمَرأَةِ فِي بَيْتِهَا، أَفْضَلُ مِنْ صَلاَتِهَا فِي حُجْرَتِهَا، وَصَلاَتُهَا فِي مَخْدَعِهَا (¬6) أَفْضَلُ مِنْ صَلاَتِهَا فِي بَيْتِهَا». (¬7) =صحيح 532 - عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنْ رَسُولِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «خَيرُ ¬

_ (¬1) لضربوا إليه أكباد الإبل: هذا مذكور للمبالغه في الترغيب وإلا فالسفر لا يجوز إلا لثلاثة مساجد كما قال - صلى الله عليه وسلم - "إنما تضرب أكباد المطي إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" رواه أبو يعلى بإسناد صحيح، وفي رواية لأبي داود "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" وهو أيضا حديث صحيح. (¬2) فتح الباري (3/ 69)، تعليق بن حجر "إسناده صحيح". (¬3) استشرفها الشيطان: أي: زينها في نظر الرجال وقيل: رفع البصر إليها ليغويها أو يغوي بها فيوقع أحدهما أو كلاهما في الفتنة. (¬4) ابن حبان (5569)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "رجاله ثقات رجال الصحيح لكنه منقطع". (¬5) ابن خزيمة (1691)، تعليق الألباني "حسن لغيره"، الترغيب والترهيب (348). (¬6) مخدعها: المخدع هو: البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير يحفظ فيه الأمتعة النفيسة، ويسمى بالخزانة، والمعنى كلما كانت أستر كان أعظم لأجرها. (¬7) أبو داود (570) باب التشديد في ذلك، تعليق الألباني "صحيح".

فضل عشر ذي الحجة

مَسَاجِدِ النِّسَاءِ قَعرُ بُيُوتِهِنَّ». (¬1) =حسن فَضْل عَشْر ذِي الْحِجَّة 533 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ» يَعْنِي الْعَشْر، قَالوُا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشْيءٍ». (¬2) =صحيح 534 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَفْضَلُ أَيَّام الدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ» قيل: وَلاَ مثلهن في سبيل الله؟ قال: «وَلاَ مثلهن فِي سَبِيلِ اللهِ إِلاَّ رَجُلٌ عَفَّرَ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ (¬3)». (¬4) =صحيح فَضْل الْحَجّ وَالْعُمْرَة 535 - عَنْ مَاعِزٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ سُئِلَ أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، ثُمَّ الْجِهَادُ، ثُمَّ حَجَّةٌ بَرَّةٌ، تَفْضُلُ سَائِرَ الْعَمَلِ كَمَا بَيْنَ مَطْلَعِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا». (¬5) =صحيح 536 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَدِيْمُوا الْحَجَّ ¬

_ (¬1) أحمد (26584)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث حسن بشواهده"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3327). (¬2) البخاري (926) باب فضل العمل في أيام التشريق، أبو داود (2438) باب في صوم العشر، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) للحديث تتمه وهي: وذكر يوم عرفه فقال "يوم مباهاة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: عبادي شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يسألون رحمتي ويستعيذون من عذابي ولم يروني فلم نر يوما أكثر عتيقا وعتيقة من النار". (¬4) كشف الأستار عن زوائد البزار (1133)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1133). (¬5) أحمد (19032)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1092).

وَالْعُمْرَةَ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوب كَمَا يَنْفِيَ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ». (¬1) =صحيح 537 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ (¬2) لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّة». (¬3) =صحيح 538 - عن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَا تَرْفَعُ إِبلُ الْحَاج رِجْلاً وَلاَ تَضَعُ يَداً، إِلاَّ كَتَبَ اللهُ تَعَالَى لَهُ بِهَا حَسَنَةً، أَوْ مَحَا عَنْهُ سِيِّئَةً، أَوْ رَفَعَهُ بِهَا دَرَجَةً». (¬4) =حسن 539 - عَنْ عُثْمَانَ بن أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَبِيهِ قَالَتْ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي أُرِيْدُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى جِهَادٍ لا شَوْكَةَ فِيهِ». قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «حجُّ الْبِيْتِ». (¬5) =صحيح 540 - عَنْ عَائِشَةَ أُمُّ الْمُؤْمِنينَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلاَ نَغْزُو وَنُجَاهِدُ مَعَكُمْ؟ فَقَالَ: «لَكُنَّ أَحْسَنُ الْجِهَادِ وَأَجَمَلُهُ، الْحَجُّ حَجٌّ مَبْرُورٌ». فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَلاَ أَدَعُ الْحَجَّ بَعدَ إِذْ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. (¬6) =صحيح 540 - وَعَنْهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرَى الْجِهَادَ ¬

_ (¬1) المعجم الأوسط (4977)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (253)، الصحيحة (1185). (¬2) المبرور: هو الذي لا يخالطه إثم، مأخوذ من البر وهو الطاعة، وقيل: هو المقبول، ومن علامة القبول أن يرجع خيرا مما كان ولا يعاود المعاصي. (¬3) متفق عليه، البخاري (1683) باب وجوب العمرة وفضلها، مسلم (1349) باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة. (¬4) شعب الإيمان (4116) تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5596)، الترغيب والترهيب (1106). (¬5) المعجم الكبير (792)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2611). (¬6) البخاري (1762) باب حج النساء.

ما جاء في حج الصبي

أَفْضَلَ الْعَمَلِ أَفَلاَ نُجَاهِدُ؟ قَالَ: «لَكُنَّ أَفْضَلُ الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي حَجّ الصَّبِي 541 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا حَجَّ الصَّبِيُّ فَهِيَ لَهُ حجَّةٌ حَتَّى يَعْقِلَ، وَإِذَا عَقَلَ فَعَلَيهِ حجَّةٌ أُخْرَى، وَإِذَا حَجَّ الأعْرَابِيُّ فَهِيَ لَهُ حجَّةٌ، فَإِذَا هَاجَرَ فَعَلَيْهِ حجَّةٌ أُخْرَى». (¬2) =صحيح 542 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّمَا صَبِيٌّ حَجَّ ثُمَّ بَلَغَ الْحِنْثَ فَعَلَيهِ أَنْ يحجَّ حَجَّةً أُخْرَى، وَأَيُّمَا أَعْرَابِيٌّ حَجَّ ثُمَّ هَاجَرَ فَعَلَيهِ أَنْ يحجَّ حَجَّةً أُخْرَى، وَأَيُّمَا عَبْدٍ حَجَّ ثُمَّ أُعْتِقَ فَعَلَيهِ أَنْ يحجَّ حَجَّةً أُخْرَى». (¬3) =صحيح فَضْل التَّلْبِيَة 543 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا أَهَلَّ مُهِلٌّ (¬4) قَطّ ألاَّ بُشِّرَ، وَلاَ كَبَّرَ مُكَبِّرٌ قَطّ إِلاَّ بُشِّرَ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! بِالْجَنَّةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ». (¬5) =حسن 544 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ ¬

_ (¬1) البخاري (2632) باب فضل الجهاد والسير. (¬2) مستدرك الحاكم (1769) كتاب المناسك، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (485). (¬3) تاريخ بغداد (3/ 416)، الأحاديث المختارة (ج9، رقم 537)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح"، صحيح الجامع (2729)، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ما أهل مهل: الإهلال هو: رفع الصوت بالتلبية، ومعنى الحديث: ما رفع ملب صوته بالتلبية في حج أو عمرة. (¬5) المعجم الأوسط (7779)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5569)، الصحيحة (1621).

فضل الطواف

مُسْلِمٍ يُلَبِّي إِلاَّ لَبَّى مَا عَنْ يَمِيْنِهِ وَشِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ (¬1) حَتَّى تَنْقَطِع الأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا». (¬2) =صحيح 545 - عَنْ أَبِي بَكْر الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ: أَيُّ الْحَجِّ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْعَجُّ (¬3) وَالْثّجُّ (¬4)». (¬5) =صحيح فَضْل الطَّوَاف 546 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْن كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَة». (¬6) =صحيح 547 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ مَسْحَهُمَا (¬7) كَفَّارَةٌ لِلْخَطَايَا». وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ أُسْبُوعاً (¬8) فَأَحْصَاهُ كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ». وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «لاَ يَضَعُ قَدَماً وَلاَ يَرْفَعُ أُخْرَى، إِلاَّ حَطَّ اللهُ عَنْهُ بِهَا خَطِيْئَةً وَكَتَبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةً». (¬9) =صحيح 548 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الطَّوَافُ ¬

_ (¬1) المدر: الطين المتماسك. (¬2) الترمذي (828) باب ما جاء في فضل التلبية والنحر، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) العج: رفع الصوت بالتلبية. (¬4) الثج: سيلان دِمَاء ذبائح الحج. (¬5) الترمذي (827) باب ما جاء في فضل التلبية والنحر، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) ابن ماجه (2956) باب فضل الطواف، تعليق الألباني "صحيح". (¬7) إن مسحهما: أي: الركنين. (¬8) أسبوعاً: أي: سبعاً. (¬9) مستدرك الحاكم (1799 (أول كتاب المناسك، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على ما بينته من حال عطاء بن السائب ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح"، الترمذي (959) باب ما جاء في استلام الركنين، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح".))))

ما جاء في رخصة الصلاة في مكة في أي وقت

بِالْبَيْتِ صَلاَةٌ، وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى أَحَلَّ فِيهِ الْمَنْطِقَ، فَمَنْ نَطَقَ فَلاَ يَنْطِقُ إِلاَّ بِخَيْرٍ». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي رُخْصَة الصَّلاة فِي مَكَّة فِي أَي وَقْت 549 - عَنْ جُبَيرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ! لا تَمْنَعُوا أَحَداً طَافَ بِهَذَا الْبَيتِ وَصَلَّى، أَيَّةَ سَاعَةٍ شَاءَ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ». (¬2) =صحيح فَضْل الْحَجَر الأَسْوَد 550 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَرْفَعُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْلاَ مَا مَسَّ الْحَجَرَ مِنْ أَنْجَاسِ الْجَاهِلِيَّةِ، مَا مَسّهُ ذُو عَاهَةٍ إِلاَّ شُفِي، وَمَا عَلَى الأَرْضِ شَيءٌ مِنَ الْجَنَّةِ غَيْرُه». (¬3) =صحيح 551 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَانَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ أَشَدَّ بَيَاضاً مِنَ الثَّلجِ حَتَّى سَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ». (¬4) =صحيح فَضْل تَقْبِيل وَمَسْح الْحَجَرِ الأَسْوَد 552 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَيَأْتِيَنَّ ¬

_ (¬1) مستدرك الحاكم (3058 (من سورة البقرة، المعجم الكبير (10955)، ابن حبان (3825) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح". (¬2) ابن ماجه (1254) باب ما جاء في الرخصة في الصلاة بمكة في كل وقت، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) سنن البيهقي الكبرى (9012) باب ما ورد في الحجر الأسود والمقام، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5334)، الصحيحة (2619)، (3355). (¬4) المعجم الكبير (12285)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4449)، الصحيحة (2618).

فضل الركن والمقام

هَذَا الْحَجَرُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَينَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يِنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ عَلَى كُلِّ مَنْ يَسْتَلِمهُ بِحَقٍّ». (¬1) =صحيح 553 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ مَسْحَ الْحَجَرِ الأِسْوَدِ، وَالرُّكْن الْيَمَانِي، يحطانِ الْخَطَايَا حَطّاً». (¬2) =صحيح فَضْل الرُّكْن وَالْمَقَام 554 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ، يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ، طَمَسَ اللهُ نُورَهُمَا، وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا لأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ». (¬3) =صحيح فَضْل مَاء زَمْزَم 555 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «زَمْزَمُ طَعَامُ طُعْمٍ (¬4) وَشِفَاءُ سُقْمٍ». (¬5) =صحيح 556 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَاءُ زَمْزَم لِمَا شُرِبَ لَهُ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن ماجه (2944) باب استلام الحجر، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) المعجم الكبير (13438)، واللفظ له، ابن حبان (3690)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي". (¬3) الترمذي (878) باب ما جاء في فضل الحجر الأسود والركن والمقام، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) طعام طعم: أي: يشبع من مائها إذا شربه كما يشبع من الطعام. (¬5) البزار (3929)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3572). (¬6) ابن ماجه (3062) باب الشرب من زمزم، تعليق الألباني "صحيح".

فضل يوم عرفة

فَضْل يَوْم عَرَفَة 557 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَر مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْداً مِنَ النَّارِ مِنْ يِوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ: مَاذَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ». (¬1) =صحيح أَفْضَلُ دُعَاء يِوْم عَرَفَة 558 - عَنْ طَلْحَهَ بْنِ عُبَيْدِ الله بْنِ كَرِيْزٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَة، وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ». (¬2) =حسن مرسل فَضْل يَوْم الْعِيْد 559 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْط رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ (¬3)». (¬4) =صحيح فَضْل رَمْي الْجِمَار 560 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا رَمَيْتَ ¬

_ (¬1) مسلم (1348) باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة، النسائي (3003 (ما ذكر في يوم عرفة، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) الموطأ (500) باب ما جاء في الدعاء، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1102)، الصحيحة (1503). (¬3) القر: ثاني أيام النحر. (¬4) أَبو داود (1765) باب في الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ، تعليق الألباني "صحيح".

فضل التحليق والتقصير

الْجِمَارَ كَانَتْ لَكَ نُوراً يَومَ الْقِيَامَةِ». (¬1) =حسن صحيح فَضْل التَّحْلِيق وَالتَّقْصِير 561 - عَنْ أُمِّ حُصَين رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «دَعَا لِلْمُحَلِّقِينَ (¬2) ثَلاَثاً، وَلِلْمُقَصِّرِينَ مَرَّة». (¬3) =صحيح 562 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: « .. وَأَمَّا حَلْقُكَ رَأْسَكَ , فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ تَسْقُطُ حَسَنَةً , فَإِذَا طُفْتَ بِالْبَيْتِ خَرَجْتَ مِنْ ذُنُوبِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ». (¬4) =حسن فَضْل تَعْجِيل الرُّجُوع إِذَا قَضَى حَجَّه 563 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ حِجَّهُ فَلْيُعَجِّل الرِّحْلَةَ إِلَى أَهْلِهِ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لأَجْرِهِ». (¬5) =حسن وُجُوب الأضْحِيَة لِلْمُقْتَدِر 564 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَانَ ¬

_ (¬1) كشف الأستار عن زوائد البزار (1140)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (1557)، السلسلة الصحيحة (2515). (¬2) دعا للمحلقين: المحلق هو الذي أستخدم الموس لحلق رأسة أما استخدام المقص أو المكينه فيسمى مقصر. (¬3) متفق عليه، البخاري (1641) باب الحلق والتقصير عند الإحلال، مسلم (1303) باب تفضيل الحلق على التقصير وجواز التقصير، واللفظ له. (¬4) المعجم الكبير (13566)، تعليق الألباني "حسن"، الجامع الصغير (1360)، الترغيب والترهيب (1160). (¬5) الدارقطني (289)، تعليق الألباني "حسن"، الجامع الصغير (732)، الصحيحة (1379).

فضل الأضحية إذا كانت بيضاء

لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مُصَلاَّنَا». (¬1) =حسن 564/ 1. وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ فَلَمْ يُضَحِّ، فَلاَ يَقْرَبَنَّ مُصَلاَّنَا» وَقَالَ مَرَّةً: «مَنْ وَجَدَ سَعَةً فَلَمْ يَذْبَح، فَلاَ يَقْرَبَنَّ مُصَلاَّنَا». (¬2) =صحيح فَضْل الأضْحِيَة إِذَا كَانَتْ بَيْضَاء 565 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «دَمُ عَفْرَاءَ (¬3) أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ سَودَاوَيْنِ (¬4)». (¬5) =حسن 566 - عَنْ كَبِيْرَةَ بِنْتِ سُفْيَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «دَمُ عَفْرَاءَ أَزْكَى عِنْدَ اللهِ مِنْ دَمِ سَوْدَاوَيْنِ». (¬6) =حسن 567 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ (¬7) أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رَجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا (¬8)». (¬9) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن ماجه (3123) باب الأضاحي واجبة هي أم لا، تعليق الألباني "حسن". (¬2) مستدرك الحاكم (7565) كتاب الأضاحي، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح"، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (1087)، (102). (¬3) العفراء: هي التي يضرب لونها إلى بياض غير ناصع. (¬4) سوداوين: أي: شاتين لونهما أسود. (¬5) تاريخ دمشق (18/ 25)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3391). (¬6) المعجم الكبير (20532)، تعليق الألباني "حسن". صحيح الجامع (3392). (¬7) أملحين أقرنين: الأملح: هو الأَبِيض ويشوبه شيء من السواد، والأقرن: من له قرنان. (¬8) صفاحهما: مفردها: صفحة، وهي: جانب العنق. (¬9) متفق عليه، البخاري (5245) باب التكبير عند الذبح، مسلم (1966) باب استحباب الضحية وذبحها مباشرة بلا توكيل والتسمية والتكبير، واللفظ له.

مالا يجوز من الأضاحي

568 - عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: ضَحَّى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِكَبْشٍ أَقْرَن فَحِيلٍ (¬1) يَأْكُلُ فِي سَوَادٍ، وَيَمْشِي فِي سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ (¬2). (¬3) =صحيح مَالاَ يَجُوز مِنَ الأضَاحِي 569 - عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ ذَكَرَ الأضَاحِي فَقَالَ: أَشَارَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ وَيَدِي أَقْصَرُ مِنْ يَدِهِ فَقَالَ: «أَرْبَعٌ لا يُضَحَّى بِهنَّ، الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالْعَجْفَاءُ (¬4) الَّتِي لا تُنْقِي». (¬5) =صحيح 570 - عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ (¬6) وَالأذُنَ. (¬7) =صحيح فَضْل الرَّحمَة فِي الذَّبْح 571 - عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إِنِّي لأَذْبَحُ ¬

_ (¬1) فحيل: أي: كامل الخلقة لم تقطع خصيتاه. (¬2) يأكل في سواد: أي: فمه أسود، ويمشي في سواد: أي: قوائمه سود، وينظر في سواد: أي: ما حول عينيه أسود. (¬3) أبو داود (2796) باب ما يستحب من الضحايا، الترمذي (1496) باب ما جاء ما يستحب من الأضاحي، النسائي (4390 (الكبش، ابن ماجه (3128) باب ما يستحب من الأضاحي، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) العجفاء التي لا تنقي: العجفاء: هي الهزيلة، التي لا تنقي: قيل: التي لا شحم فيها من ضعفها، وقيل: التي لا مخ فيها أيضا من ضعفها. (¬5) ابن حبان (5889)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬6) نستشرف العين والأذن: أي: ننظر إليهما ونتأمل في سلامتهما من آفة تكون بهما كالعور والجدع، قيل: والاستشراف إمعان النظر. (¬7) ابن ماجه (3143) باب ما يكره أن يضحى به، تعليق الألباني "صحيح".

شاةً فَأَرْحَمُهَا، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «وَالشَّاة إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللهُ». (¬1) =صحيح 572 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ رَحِمَ وَلَوْ ذَبِيْحَة عَصْفُورٍ، رَحمَهُ اللهُ يَومَ الْقِيَامَةِ». (¬2) =حسن 573 - عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَجُلا أَضْجَعَ شَاة يُريدُ أَنْ يَذْبَحَهَا وَهُوَ يَحد شَفْرَتَه فَقَالَ النَّبِيُّ: «أَتُرِيدُ أَنْ تُمِيتَهَا مَوْتَات هَلاَّ حَدَدْت شَفْرَتَكَ قَبْلَ أَنْ تَضْجَعَهَا». (¬3) =صحيح ******* ¬

_ (¬1) أحمد (15630)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن مخراق: وهو المزني فقد روى له البخاري في «الأدب المفرد» وأبو داود"، المعجم الكبير (45)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (7055). (¬2) المعجم الكبير (7915)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (6261)، الصحيحة (27). (¬3) مستدرك الحاكم (7563) كتاب الذبائح، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (93)، الصحيحة (24).

باب الجنائز

بَابُ الْجَنَائِز فَضْل الابْتِلاَء 574 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغَفَّلِ رَضِيَ اللُه عَنْهُ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: وَاللهِ - يَا رَسُولَ اللهِ! - إِنِّي لأُحِبُّكَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الْبَلاَيَا أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنَ السَّيْلِ إِلَى مُنْتَهَاهُ». (¬1) =حسن صحيح 575 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيراً، يُصِبْ (¬2) مِنْهُ». (¬3) =صحيح 576 - وعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرَّجُلَ لَتَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللهِ الْمَنْزِلَةُ، فَمَا يَبْلُغُهَا بِعَمَلٍ، فَلاَ يَزَالُ اللهُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَهُ، حَتَّى يُبَلِّغَهُ إِيَّاهَا». (¬4) =صحيح 577 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَكُونُ لَهُ عِندَ اللهِ الْمَنْزِلَة الرَّفِيعَة، مَا يَنَالُهَا بِعَمَلٍ، فَمَا يَزَالُ اللهُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَه، حَتَّى يُبَلِّغَهُ إِيَّاهَا». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن حبان (2911)، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬2) يصب منه: قال أبو عبيد الهروي: معناه يبتليه بالمصائب ليثيبه عليها، فتح الباري (16/ 132). (¬3) البخاري (5321) باب ما جاء في كفارة المرض وقول الله تعالى {من يعمل سوءًا يجز به}. (¬4) أبو يعلى (6095)، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح"، ابن حبان (2897)، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) أبو يعلى (6100)، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح"، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (3408)، صحيح الجامع (1625)، الصحيحة (1599).))))

578 - عَنْ مُحَمَّد بْنِ خَالِد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ مَنْزِلَة لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ، ابْتَلاهُ اللهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى يُبَلِّغهُ الْمَنْزِلَة الَّتِيِّ سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ تَعَالَى». (¬1) =صحيح 579 - عَنْ فَاطِمَةَ بِنْت الْيَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلاءً الأَنْبِيَاءَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ (¬2) ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ». (¬3) =صحيح 580 - عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «عُظْمُ الأَجْر عِنْدَ عُظْم الْمُصِيبَة، وَإِذَا أَحَبَّ اللهُ قَوماً ابْتَلاَهُمْ». (¬4) =صحيح 581 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَم الْبَلاَءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْماً ابْتَلاَهُمْ، فَمْنَ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخطُ». (¬5) =حسن 582 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّرْعِ، لاَ تَزَالُ الرِّيحُ تُمِيلُهُ، وَلاَ يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيُبهُ الْبَلاَءُ، ¬

_ (¬1) أبو داود (3090) باب الأمراض المكفرة للذنوب، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) ثم الذين يلونهم: أي: في الفضل. (¬3) أحمد (27124)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح لغيره وهذا إسناد حسن"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (996). (¬4) أمالي المحاملي، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4013). (¬5) الترمذي (2396) باب ما جاء في الصبر على البلاء، تعليق الألباني "حسن".

فرحة الصالحين بالبلاء

وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الأَرْزِ (¬1) لاَ تَهْتَزُّ حَتَّى تَسْتَحْصِد». (¬2) =صحيح 583 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ السُّنبُلَةِ تَسْتَقِيمُ مَرَّةً، وَتَخِرُّ مَرَّةً، وَمَثَلُ الْكَافِرِ مَثَلُ الأَرْزَةِ، لاَ تَزَالُ مُسْتَقِيمَةً حَتَّى تَخِرَّ وَلاَ تَشْعُر». (¬3) =صحيح فَرْحَة الصَّالِحِينَ بِالبَلاَء 584 - عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ مَوْعُوك عَلَيهِ قَطِيْفَة فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَوَجَدَ حَرَارَتَهَا فَوْقَ الْقَطِيفَة فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: مَا أَشَدَّ حُمَّاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «إِنَّا كَذَلِكَ يَشْتَدُّ عَلَيْنَا الْبَلاَء وَيُضَاعَفُ لَنَا الأجْر». فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاَءً؟ قَالَ: «الأنْبِيَاء ثُمَّ الصَّالِحُونَ وَقَدْ كَانَ أَحَدهُمْ يُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى مَا يَجِدُ إِلاَّ الْعَبَاءَة يَجُوبُها (¬4) فَيَلْبَسهَا، وَيُبْتَلَى بِالْقَمْلِ حَتَّى يَقْتُلُهُ، وَلأَحَدُهُمْ كَانَ أَشَدُّ فَرَحاً بِالْبَلاَءِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِالْعَطَاءِ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) الأرز: من فصيلة الصنوبريات، مفردها أرزة، قيل أنه يعلو قرابة (70/ 80 (قدما وأغصانه طويلة غليظة تمتد أفقيا من الجذع، وكثيرا ما يبلغ محيط جذع الشجرة عشرين قدما أو يزيد؛ ومعنى المثل أن المؤمن مِثْلَ السنبله لا يكاد يمر عليه يوم بِلاَ بلاء كما أن السنبله لا تكاد تثبت لتقليب الرياح لها، وكذلك شجرة الأرزة لا تكاد تهتز وكذلك الكافر لا يكاد يصيبه البلاء. (¬2) متفق عليه، البخاري (5320) باب ما جاء في كفارة المرضى، مسلم (2809) باب مثل المؤمن كالزرع ومثل الكافر كشجرة الأرز، واللفظ له. (¬3) أحمد (15193)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح لغيره وهذا إسناد حسن"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5844). (¬4) يجوبها: أي: يقطع وسطها ليلبسها. (¬5) البخاري في الأدب المفرد (510) باب هل يكون قول المريض إني وجع شكاية، تعليق الألباني "صحيح" مستدرك الحاكم (7848) كتاب الرقاق، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم"

فضل المرض

فَضْل الْمَرَض 585 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ أَنَّ رَجُلاً يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى يَوْمِ يَمُوتُ هَرَماً فِي مَرْضَاةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَحَقَّرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬1) =صحيح 586 - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ أَنَّ عَبْداً خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى أَنْ يَمُوتَ هَرَماً فِي طَاعَةِ اللهِ، لَحَقَّرَهُ ذَلِكَ الْيَومِ، وَلَوَدَّ أَنَّهُ يُرَدُّ إِلَى الدُّنْيَا، كَيْمَا يَزْدَاد مِنَ الأجْرِ وَالثَّوَابِ». (¬2) =صحيح موقوف 587 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَودُّ أَهْلُ الْعَافِيةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبلاَءِ الثَّوَابَ، لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيْض». (¬3) =حسن 588 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَهً فَمَا فَوْقَهَا، إِلاَّ كُتِبَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَهٌ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (17686)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5249)، الصحيحة (446). (¬2) أحمد (17687)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3597). (¬3) الترمذي (2402)، تعليق الألباني "حسن". (¬4) متفق عليه، البخاري (5317) باب ما جاء في كفارة المرض مسلم (2572) باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك، حتى الشوكة يشاكها، واللفظ له.

فضل الحمى

فَضْل الْحُمَّى 589 - عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْحُمَّى حَظُّ الْمُؤمِنِ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬1) =صحيح 590 - عَنْ أُمّ الْعَلاَءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: عَادَنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا مَرِيضَةٌ فَقَالَ: «أَبْشِرِي يَا أُمَّ الْعَلاَءِ! فَإِنَّ مَرَضَ الْمُسْلِمِ، يُذْهِبُ اللهُ بِهِ خَطَايَاهُ كَمَا تُذْهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ». (¬2) =صحيح فَضْل مَنْ فَقَدَ بَصَرَهُ 591 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ قَالَ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيْبَتَيهِ فَصَبَرَ، عَوضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةِ». (¬3) =صحيح 592 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا بْنَ آدَمَ! إِذَا أَخَذْتُ كَرِيْمَتَيْكَ، فَصَبَرتَ وَاحْتَسَبْتَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأوْلَى، لَمْ أَرْضَ لَكَ بِثَوَابٍ دُونَ الْجَنَّةِ». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) المرض والكفارات لابن أبي الدنيا (157)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3186)، السلسلة الصحيحة (1821). (¬2) أَبو داود (3092) باب عيادة النساء، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) البخاري (5329) باب فضل من ذهب بصره. (¬4) أحمد (22282)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح لغيره وهذا إسناد حسن من أجل إسماعيل بن عياش"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (8143).

فضل عيادة المريض والزيارة في الله

فَضْل عَيَادَة الْمَرِيْض والزْيَارَة فِي الله 593 - عَنْ عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ أَتَى أَخَاهُ الْمُسْلِمَ عَائِداً، مَشَى فِي خرافَة (¬1) الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمةُ، فَإِنْ كَانَ غُدْوَهً (¬2) صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ». (¬3) =صحيح 594 - وعنه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَا مِنْ امْرِئ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِماً، إِلاَّ ابْتَعَثَ اللهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ فِي أَيِّ سَاعَاتِ النَّهَارِ كَانَ حَتَّى يُمْسِي، وَأَيّ سَاعَاتِ اللَّيْلِ كَانَ حَتَّى يُصْبِحَ». (¬4) =صحيح 595 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ عَادَ مَرِيْضاً أَوْ زَارَ أَخاً لَهُ فِي اللهِ، نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاك وَتَبوَّأْتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً». (¬5) =حسن 595/ 1. وعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا عَادَ الْمُسْلِم أَخَاهُ الْمُسْلِم - أَوْ زَارَه - قَالَ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى -: طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مَنْزِلاً فِي الْجَنَّة». (¬6) =حسن ¬

_ (¬1) خرافة الجنة: في النهاية أي: في اجتناء ثمارها. (¬2) الغدوة: أول النهار. (¬3) أبو داود (3098) باب في فضل العيادة على وضوء، الترمذي (969 (عيادة المريض، ابن ماجه (1442) باب ما جاء في ثواب من عاد مريضاً، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن حبان (2947)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬5) الترمذي (2008) باب ما جاء في زيارة الإخوة، تعليق الألباني "حسن". (¬6) ابن حبان (2950)، تعليق الألباني "حسن".

ما جاء في أن عمل المريض يجري له

596 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ أَتَى أَخاً لَهُ يِزُورُهُ فِي اللهِ، إِلاَّ نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: طِبْتَ وَطَابَتْ لَكَ الْجَنَّة، وَإِلاَّ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَلَكُوتِ عَرْشِهِ: عَبْدِي زَارَ فِيَّ، وَعَلَيَّ قِرَاهُ (¬1) الْجَنَّة فَلَمْ يَرْضَ لَهُ بِقِرًى دُوْنَ الْجَنَّةِ». (¬2) =حسن صحيح 597 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ: كَانَ ضَامِناً عَلَى اللهِ، وَمَنْ عَادَ مَرِيضاً: كَانَ ضَامِناً عَلَى اللهِ، وَمَنْ غَدَا إِلَى مَسْجِدٍ أَوْ رَاحَ: كَانَ ضَامِناً عَلَى اللهِ، وَمَنْ دَخَلَ عَلَى إِمَامٍ يُعَزِّزُهُ: كَانَ ضَامِناً عَلَى اللهِ، وَمَنْ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ لَمْ يَغْتَبْ إِنْسَاناً: كَانَ ضَامِناً عَلَى اللهِ». (¬3) =صحيح ما جَاءَ فِي أَنَّ عَمَل الْمَرِيْض يِجْرِي لَه 598 - عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيماً صَحَيْحاً». (¬4) =صحيح 599 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا اشْتَكَى الْعَبدُ الْمُسْلِم، قَالَ اللهُ تَعَالَى لِلَّذِينَ يَكْتُبوُنَ: اكْتُبوا لَهُ أَفْضَلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ إِذْ كَانَ طَلِقاً حَتَّى أُطلِقَهُ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) قراه: القرى: الضيافة، وفي هذا الحديث مبين أنه الجنة في قوله: ولم يرضَ له بقرى: أي: ضيافه وإكرام دون الجنة. (¬2) الأحاديث المختارة (2679)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده حسن"، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (2579)، الصحيحة (2632). (¬3) ابن حبان (373)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬4) البخاري (2834) باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في إقامة. (¬5) أحمد (6916)، حلية الأولياء (8/ 309)، صحيح الجامع (343)، الصحيحة (1232)، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في أن الله سبحانه يطعم المريض ويسقيه

مَا جَاءَ فِي أَنَّ اللهَ سُبْحَانَه يُطْعِمُ الْمَرِيض وَيَسْقِيه 600 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تُكْرِهُوا مَرْضَاكُمْ عَلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، فَإِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - يُطْعِمُهُمْ وَيَسْقِيهِمْ». (¬1) =صحيح فَضْل الدُّعَاء للِمَرِيْض 601 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ عَادَ مَرِيْضاً لَمْ يَحْضُر أَجَلُهُ (¬2) فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ: اسْأَلُ اللهَ الْعَظِيْم، رَبَّ الْعَرشِ الْعَظِيْم، أَنْ يَشْفِيكَ: إِلاَّ عَافَاهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ». (¬3) =صحيح فَضْل الدُّعَاء عِنْدَ الْمَرِيْض 602 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا رَأى أَحَدُكُمْ مُبْتَلَى فَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَيْكَ وَعَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِةِ تَفْضِيلاً، كَانَ شَكَرَ تلِكَ النِّعْمةِ». (¬4) =حسن 603 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ رَأى مُبْتَلًى فَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيْرٍ مِمَّنْ خَلَقَ ¬

_ (¬1) الترمذي (2040) باب ما جاء لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب، ابن ماجه (3444) باب لا تكرهوا المريض على الطعام، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) لم يحضره أجله: أي: لم ينته عمره بأن يكون ذلك المرض مرض الموت. (¬3) أَبو داود (3106) باب الدعاء للمريض عند العيادة، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) شعب الإيمان (4443)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (555).

ما جاء في تمني الموت

تَفْضِيلاً، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلاَءُ». (¬1) =صحيح 604 - عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ أَوْ الْمَيِّتَ فَقُولُوا خَيْراً، فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي تَمَنِّي الْمَوت 605 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَتَمنَّيَنَّ أَحَدُكُم الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّياً فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْراً لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَت الوَفَاةُ خَيْراً لِي». (¬3) =صحيح فَضْل مَنْ طَالَ عُمُره وَحسن عَمَلُه 606 - عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ». قِيلَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ قَالَ: «مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ». (¬4) =صحيح 607 - عَنْ عُبَيدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَينَ رَجُلَينِ فَقُتِلَ أَحَدهُمَا، وَمَاتَ الآخَر بَعْدَهُ بِجُمُعَةٍ أَوْ نَحْوهَا، فَصَلينَا عَلَيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا قُلتُمْ؟». فُقُلنَا: دَعَوْنَا لَهُ وَقُلنَا: اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ وَأَلْحِقْهُ بِصَاحِبِه ¬

_ (¬1) الترمذي (3432) باب ما يقول إذا رأى مبتلى، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) مسلم (919) باب ما يقال عند المريض والميت، النسائي (1825 (كثرة ذكر الموت، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) متفق عليه، البخاري (5990) باب نهي تمني المريض للموت، مسلم (2680) باب تمني كراهة الموت لضر نزل به، واللفظ له. (¬4) أحمد (20499)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث حسن وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين"

ما جاء في أعمار أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وأنه لا عذر لمن بلغ الستين

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «فَأَيْنَ صَلاَتُهُ بَعدَ صَلاَتِهِ، وَصَومُهُ بَعدَ صَومِهِ - شَكَّ شُعبَة فِي صَومِهِ - وَعَمَلُهُ بَعدَ عَمَلِهِ إِنَّ بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ». (¬1) =صحيح 608 - عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلَينِ مِنْ بَلِيٍّ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَ إِسْلاَمُهُمَا جَمِيعاً، فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَاداً مِنَ الآخَرِ، فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشهِد ثُمَّ مَكَثَ الآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ، قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأيتُ فِي الْمَنَامِ: بَينَا أَنَا عِندَ بَابِ الْجَنَّةِ إِذْ أَنَا بِهِمَا فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الآخِر مِنْهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيِّ فَقَالَ: ارْجِع فَإِنَّكَ لَمْ يَأَنِ لَكَ بَعْدُ، فَأَصْبَحَ طَلحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ، فَعَجِبُوا لِذَلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَحَدَّثوهُ الْحَدِيثَ فَقَالَ: «مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ؟». فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَينِ اجْتِهَاداً، ثُمَّ استُشْهِدَ وَدَخَلَ هَذَا الآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَلَيسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً؟». قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَ وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِن سَجْدةٍ فِي السَّنَةِ؟». قَالُوا: بَلَى، قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ الَّسمَاءِ َوالأَرْضِ». (¬2) =صحيح ما جَاءَ فِي أَعْمَار أُمَّة مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَّهُ لا عُذْرَ لِمَنْ بَلَغَ السِّتِين 609 - عَنِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِندَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَالشَّمْسُ عَلَى قُعَيْقِعَان (¬3) بَعْدَ الْعَصْرِ فَقَالَ: «مَا أَعْمَاركُمْ فِي أَعْمَارِ مَنْ مَضَى، ¬

_ (¬1) أبو داود (2524) باب في النور يرى عند قبر الشهيد، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (17950)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬2) ابن ماجه (3925) باب تعبير الرؤيا، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) قعيقعان: جبل بمكة إلى جنوبها بنحو اثني عشر ميلا.

إِلاَّ كَمَا بَقِىَ مِنَ النَّهَارِ فِيمَا مَضَى مِنهُ». (¬1) (¬2) *صحيح 610 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَلاَ إِنَّ مَثَلَ آجَالِكُم فِي آجَالِ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ، كَمَا بَينَ صَلاَةِ الْعَصْر إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ». (¬3) =صحيح 611 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَجَلُكُمْ فِي أَجَلِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَمَا بَينَ صَلاَةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوب الشَّمْس». (¬4) =صحيح 612 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّمَا أَجَلكُمْ فِيمَا خَلاَ مِنَ الأُمَمِ، كَمَا بَينَ صَلاَةِ الْعَصْر إِلَى مَغْرِب الشَّمْس». (¬5) =صحيح 613 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَقَلُّ أُمَّتِي الَّذِينَ يَبْلُغُونَ السَّبْعِينَ». (¬6) =حسن 614 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقلّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ». (¬7) =حسن صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (5966). (¬2) قال الشيخ أحمد شاكر "إسناده صحيح"، وقال ابن حجر "إسناده حسن" فتح الباري (11/ 35). ولفظ هذا الحديث والذي بعده مقارب، وهو عند البخاري في صحيحه. (¬3) البخاري (3272) باب ما ذكر عن بني إسرائيل - مطولا -، وأحمد (6066)، واللفظ له، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬4) أحمد (5911)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح"، تعليق أحمد شاكر "إسناده صحيح". (¬5) المعجم الأوسط (494)، واللفظ له، الترمذي (2871)، باب ما جاء في مثل ابن آدم وأجله وأمله - مطولا -، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) المعجم الكبير (13594)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1183). (¬7) ابن حبان (2969)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، مستدرك الحاكم (3598 (تفسير سورة الملائكة، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه "، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم".))))

ما جاء في فضل الشيب

615 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «مُعتَرَكُ الْمَنَايَا مَا بَينَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ». (¬1) =حسن 616 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَعْذَرَ اللهُ (¬2) إِلَى امْرِئ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً». (¬3) =صحيح 617 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَى عَبْدٍ أَحَيَاهُ حَتَّى بَلَغَ سِتِّينَ أَوْ سَبْعِينَ، لَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَيْهِ». (¬4) =صحيح 617 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا بَلَغَ الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِي سِتِّينَ سَنَةً فَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَيهِ فِي الْعُمُر». (¬5) =صحيح مَا جَاءَ فِي فَضْل الشَّيب 618 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا تَنْتِفُوا الشَّيبَ، فَإِنَّهُ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسْلاَمِ، كُتِبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئةٌ، وَرُفِعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ». (¬6) =حسن 619 - عَنْ فُضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ شَابَ ¬

_ (¬1) الأمثال للرامهرمزي (26)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5881)، الصحيحة (1517 ( (¬2) أعذر الله: أي: سلب عذر ذلك الإنسان فلم يبق له عذرا يعتذر به، كأن يقول مثلا: لو طال عمري لفعلت ما أمرت به. (¬3) البخاري (6056) باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر. (¬4) مستدرك الحاكم (3600 (تفسير سورة الملائكة، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5118). (¬5) مستدرك الحاكم (3597 (تفسير سورة الملائكة، تعليق الحاكم "صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم". (¬6) ابن حبان (2974)، تعليق الألباني "حسن"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن".

ما جاء في ذكر الموت والاستعداد له

شَيْبَةً فِي الإِسْلامِ فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَتْ لَهُ نُوراً يَوْمَ الْقِيَامَةِ». فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَ ذَلِكَ: فَإِنَّ رِجَالاً يَنْتِفُونَ الشَّيْبَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ شَاءَ فَلْيَنْتِفْ نُورَهُ». (¬1) =حسن مَا جَاءَ فِي ذِكْر الْمَوت وَالاسْتِعدَاد لَهُ 620 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الْمُؤمِنِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «أَحْسَنهُمْ خُلُقاً». قَالَ: فَأَيُّ الْمُؤمِنِينَ أَكْيَسُ؟ (¬2) قَالَ: «أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوتِ ذِكْراً، وَأَحسنهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعدَاداً، أُولئِكَ الأكْيَاس». (¬3) =حسن 621 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ، فَمَا ذَكَرَهُ عَبْدٌ - قَطُّ - وَهُوَ فِي ضِيقٍ، إِلاَّ وَسَّعَهُ عَلَيْهِ، وَلاَ ذَكَرَهُ وَهُوَ فِي سَعَةٍ إِلاَّ ضَيَّقَهُ عَلَيْهِ». (¬4) =حسن مَا جَاءَ فِي زِيَارَة القُبُور وَالسَّلام عَلَى أَهْلِهَا 622 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ، ثُمَّ قَالَ: «استأذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي، فَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُم الْمَوْتَ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (23998)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث حسن" المعجم الكبير (783)، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (2092)، الصحيحة (1244). (¬2) أكيس: الكيس: خلاف الْحُمْق، هو العقل، حسن الأدب، والرفيق في الأمور، وكذلك يراد به العلو والفطنة. (¬3) ابن ماجه (4259) باب ذكر الموت والاستعداد له، تعليق الألباني "حسن". (¬4) ابن حبان (2982)، تعليق الألباني "حسن"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬5) مسلم (976) باب استئذان النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه عز وجل في زيارة قبر أمه، وابن حبان (3159)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

ما جاء في تبشير الكافر بالنار عند المرور على قبره

623 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ فَيَقُولُ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ غَداً مُؤَجَّلُونَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ اللَّهُمَّ! اغْفِرْ لأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَد». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي تَبْشِير الْكَافِر باِلنَّار عِندَ الْمُرُورِ عَلَى قَبْرِهِ 624 - عَنْ سَالِم، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِم، وَكَانَ وَكَانَ، فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: «فِي النَّارِ». قَالَ: فَكَأَنَّهُ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! فَأَيْنَ أَبُوكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «حَيْثُمَا مَرَرْتَ بِقَبْرِ مُشْرِكٍ فَبَشِّرْهُ بِالنَّارِ». قَالَ: فَأَسْلَمَ الأَعْرَابِيُّ بَعْدُ وَقَالَ: لَقَدْ كَلَّفَنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تَعَباً، مَا مَرَرْتُ بِقَبْرِ كَافِرٍ إِلاَّ بَشَّرْتُهُ بِالنَّارِ. (¬2) =صحيح 625 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا مَرَرْتُمْ بِقُبُورِنا وَقُبُورِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَخْبِرُوهُمْ أَنَّهُمْ فِي النَّارِ». (¬3) =صحيح مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ الله 626 - عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ ¬

_ (¬1) مسلم (974) باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها، واللفظ له، أحمد (25510)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬2) ابن ماجه (1573) باب ما جاء في زيارة قبور المشركين، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) ابن حبان (844) تعليق الألباني "صحيح".

وجوب حسن الظن بالله وبالأخص عند الموت

اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ». (¬1) =صحيح 627 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاء الله أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ لَمْ يُحِب لِقَاء الله لَمْ يُحِب اللهُ لِقَاءَهُ». (¬2) =صحيح 628 - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ». قَالَتْ عَائِشَةُ - أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ - إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوتَ؟ قَالَ: «لَيْسَ ذَاك، وَلَكِنَّ الْمُؤمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللهِ وَكَرَامَتِهِ، فَلَيْسَ شَيءٌ أَحَبَّ إِلَيهِ مِمَّا أَمَامَهُ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ وَأَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللهِ وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ شَيءٌ أَكْرَهَ إِلَيهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَكَرِهَ لِقَاءَ اللهِ وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ». (¬3) =صحيح وجُوب حُسْن الظَّنِّ بِاللهِ وَبِالأخَص عِنْدَ الْمُوت 629 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، يَقُولُ: «لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ، إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ». (¬4) =صحيح 630 - عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأسْقَعِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (6143) باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، مسلم (2686) باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. (¬2) أحمد (8118) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) البخاري (657) الباب السابق، واللفظ له، مسلم (2684) الباب السابق. (¬4) مسلم (2877) باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت، أبو داود (3113) باب ما يستحب من حسن الظن بالله عند الموت، تعليق الألباني "صحيح".

فضل الرجاء والخوف عند نزول الموت

يَقُولُ: «قَالَ - اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى -: أَنَا عِنْدَ ظَنّ عَبْدِي بِي، فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ». (¬1) =صحيح 631 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ اللهَ - جَلَّ وَعَلا - يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي: إِنْ ظَنَّ خَيراً فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ شَراً فَلَهُ». (¬2) =صحيح 632 - عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأسْقَعِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: أَنَا عِندَ ظَنّ عَبْدِي بِي، إِنْ كَانَ خَيْراً فَخَيْر، وَإِنْ كَانَ شَرًّا فَشَرّ». (¬3) =صحيح فَضْل الرَّجَاء وَالْخَوف عِنْدَ نُزُول الْمَوت 633 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ: «كَيْفَ تَجِدُكَ؟». قَالَ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي أَرْجُو الله وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ، إِلاَّ أَعْطَاهُ اللهُ مَا يَرْجُو وَآمَنهُ مِمَّا يَخَاف». (¬4) =حسن مَا جَاءَ فِي حسن وَسُوء الْخَاتِمَة 634 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ ¬

_ (¬1) ابن حبان (632) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬2) ابن حبان (638) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) المعجم الأوسط (7951)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1905)، الصحيحة (1663). (¬4) الترمذي (983)، واللفظ له، ابن ماجه (5261) باب ذكر الموت والاستعداد، تعليق الألباني "حسن".))))

ما جاء في أن كل إنسان قد كتب الله مقعده من النار أو من الجنة

لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ». (¬1) =صحيح 635 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَنَ الطَّوِيلَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُخْتَمُ لَهُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَنَ الطَّوِيَل بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، ثُمَّ يُخْتَمُ لَهُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ». (¬2) =صحيح 635 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّهُ لَمَكْتُوبٌ فِي الْكِتَابِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَإِذَا كَانَ قَبْلَ مَوْتِهِ تَحَوَّلَ فَعَمِلَ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّهُ لَمَكْتُوبٌ فِي الْكِتَابِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا كَانَ قَبْلَ مَوْتِهِ تَحَوَّلَ فَعَمِلَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمَاتَ فَدَخَلَهَا». (¬3) =صحيح 636 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلَّناسِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ، فِيمَا يَبْدُو لِلَّناسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ كُلَّ إِنْسَان قَدْ كَتَبَ اللهُ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ أَوْ مِنَ الْجَنَّة 637 - عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ كَانَ فِي جَنَازَةٍ، فَأَخَذَ ¬

_ (¬1) ابن حبان (347)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) مسلم (2651) باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته، واللفظ له، أحمد (10291)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) أحمد (24806)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح". (¬4) متفق عليه، البخاري (3966) باب غزوة خيبر، مسلم (112) الباب السابق، واللفظ له.

ما جاء في أطفال المؤمنين والمشركين وأين يكونون بعد الموت

عُوداً يَنْكُتُ (¬1) فِي الأرْضِ، فَقَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ أَوْ مِنَ الْجَنَّةٍ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! أَفَلاَ نَتَّكِلُ؟ قَالَ: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}». (¬2) =صحيح 638 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «جَفَّ الْقَلَمُ، بِمَا أَنْتَ لاَقٍ». (¬3) =صحيح 639 - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ الْقَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اُكْتُبْ، فَجَرَى بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الأَبَدْ». (¬4) =صحيح 640 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «كَتَبَ اللهُ مَقَادِير الْخَلاَئقِ، قَبْلَ أَنْ يَخْلُق السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ بِخَمْسِين أَلفَ سَنَة، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ». (¬5) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَطْفَال الْمُؤمِنين وَالْمُشِرِكِينَ وَأَينَ يَكُونُونَ بَعْدَ الْمُوت 641 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَوْلاَد الْمُؤمِنِينَ فِي جَبَلٍ فِي الْجَنَّةِ، يَكْفُلهُمْ إِبْرَاهِيمُ وَسَارة، حَتَّى يَرُدَّهُمْ إِلَى آبَائِهِمْ ¬

_ (¬1) ينكت: أي: يضرب بطرفه الأرض ضربا خفيفا مرَّة بعد مرَّة، وذلك فعل المفكر المهموم. (¬2) متفق عليه، البخاري (4663) باب {فسنيسره لليسرى} واللفظ له، مسلم (2647) باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته. (¬3) البخاري - معلقا - باب جف القلم على علم الله {وأضله الله على علم} .. ، و - موصولا - (4788) الباب نفسه. (¬4) الترمذي (3319) باب ومن سورة "ن"، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) مسلم (2653) باب حجاج آدم موسى عليهما السلام، الترمذي (2156)، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في أن المولود يخلق في بطن أمة مؤمنا أو كافرا

يَومَ الْقِيَامَةِ». (¬1) =صحيح 642 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَوْلاَد الْمُشْرِكِينَ خَدَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ». (¬2) =صحيح 643 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنْ أَوْلاَدِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: «اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ». (¬3) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ الْمَولُود يُخْلَق فِي بَطنِ أُمِّة مُؤمناً أَوْ كَافِراً 644 - عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: دُعِيَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى جَنَازَةِ صَبِيٍّ مِنَ الأنْصَارِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! طُوبَى (¬4) لِهَذَا عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ، لَمْ يَعْمَلِ السُّوءَ وَلَمْ يُدْرِكْهُ، قَالَ: «أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ يَا عَائِشَةُ؟ إِنَّ اللهَ خَلَقَ لِلْجَنَّةِ أَهْلاً، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلاَبِ آبَائِهِمْ، وَخَلَقَ لِلنَّارِ أَهْلاً، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلاَبِ آبَائِهِمْ». (¬5) =صحيح 645 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «خَلَقَ اللهُ يَحْيَى بْن زَكَرِيَّا فِي بَطنِ أُمِّهِ مُؤمِناً، وَخَلَقَ فِرْعَونَ فِي بَطنِ أُمِّهِ ¬

_ (¬1) مستدرك الحاكم (1418) كتاب الجنائز، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرطهما"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1023)، الصحيحة (1467). (¬2) المعجم الأوسط (2972)، (2045)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1024)، (2586)، الصحيحة (1468). (¬3) متفق عليه، البخاري (1318) باب ما قيل في أولاد المشركين، مسلم (2659) باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين، واللفظ له. (¬4) طوبى: أي: هنيئا له. (¬5) مسلم (2662) الباب السابق، واللفظ له، أبو داود (4713) باب في ذراري المشركين، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في موت الفجأة

كَافِراً». (¬1) =حسن 646 - عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الْغُلاَمَ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ طُبِعَ كَافِراً، وَلَوْ عَاشَ لأَرْهَقَ أَبَوَيهِ طُغْياَناً وَكُفْراً». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي مَوت الْفجْأَةِ 647 - عَنْ عُبَيدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ مَرَّةً: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ مَرَّةً: عِنْ عُبَيد قَالَ: «مُوْتُ الْفجْأَةِ أَخْذَةُ أَسِفٍ (¬3)». (¬4) =صحيح 648 - عَنْ أَنَس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ مِنْ اقْتِرَاب السَّاعَة أَنْ يُرَى الْهِلاَل لِلَيْلَة فَيُقَالُ: لِلَيلَتَينِ، وَأَنْ يَظْهَر مَوتُ الْفَجْأة، وَأَنْ تُتَّخَذ الْمَسَاجِد طُرُقاً (¬5)». (¬6) =حسن مَا جَاءَ فِي أَنَّ اللهَ تَعَالَى يُوَفِّق مَنْ شَاءَ بِعَمَلٍ صَالِحٍ يَخْتِمُ بِهِ حَيَاتَهُ 649 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا أَرَادَ اللهُ ¬

_ (¬1) المعجم الكبير (10543) تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3237). (¬2) مسلم (2661) باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين، واللفظ له، أبو داود (4705) باب في القدر، تعليق الألباني "صحيح"، ابن حبان (6188) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) أسف: بفتح السين وكسرها، فبالكسر: الغضبان، وبالفتح أي: غضب، والمراد من علامات غضب الله تعالى على عبده قبضه بغته، فلا يتركه ليستعد لمعاده بالتوبة وإعداد زاد الآخرة ولم يمرضه ليكون كفارة لذنوبه. (¬4) أبو داود (3110) باب في موت الفجأة، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (15535)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير تميم بن سلمة". (¬5) وأن تتخذ المساجد طرقا: أي: للمارة، يدخل الرجل من باب ويخرج من باب فلا يصلي فيه تحية. (¬6) الأحاديث المختارة (2325)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده حسن"، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5899)، الصحيحة (2292).))))

بِعَبْدٍ خَيْراً يَسْتَعْمِلُهُ». قِيلَ: كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «يُوَفِّقهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ». (¬1) =صحيح 650 - عَنْ عَمْرِو بَنِ الْحَمِق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْراً: عَسَلَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ». قِيلَ: وَمَا عَسَلَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ؟ قَالَ: «يُفْتَحُ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ». (¬2) =صحيح 651 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْراً طَهَّرَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا طَهُورُ الْعَبْدِ؟ قَالَ: «عَمَلٌ صَالِحٌ يُلْهِمُهُ إِيَّاهُ حَتَّى يَقْبِضَهُ عَلَيهِ». (¬3) =صحيح فَضْل تَلْقِيْن الْمَيِّت لا إِلهَ إِلاَّ الله 652 - عَنْ سُعْدَى الْمُرِّيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَرَّ عُمَرُ بِطَلْحَةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: مَا لَكَ كَئِيبًا أَسَاءَتْكَ (¬4) إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ؟ قَالَ: لاَ وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لاَ يَقُولُهَا أَحَدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلاَّ كَانَتْ نُورًا لِصَحِيفَتِهِ وَإِنَّ جَسَدَهُ وَرُوحَهُ لَيَجِدَانِ لَهَا رَوْحًا عِنْدَ الْمَوْتِ». فَلَمْ أَسْأَلْهُ حَتَّى تُوُفِّيَ قَالَ: أَنَا أَعْلَمُهَا هِيَ الَّتِي أَرَادَ عَمَّهُ عَلَيْهَا (¬5) وَلَوْ عَلِمَ أَنَّ ¬

_ (¬1) ابن حبان (342) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬2) ابن حبان (344)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) المعجم الكبير (7900)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (306). (¬4) أساءتك إمرة ابن عمك: أي: إمارته. أي: أما رضيت بخلافة أبي بكر رضي الله عنه. (¬5) الكلمه التي أراد عمه عليها كلمة «لا إله إلا الله» قال - صلى الله عليه وسلم - لعمه حين حضرته الوفاة "أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله" متفق عليه.

ما جاء في خروج نفس المؤمن والكافر واتباع البصر للروح

شَيْئًا أَنْجَى لَهُ مِنْهَا لأَمَرَهُ. (¬1) =صحيح 653 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهُ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَانَ آخْرُ كَلاَمِهِ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّة». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي خُرُوج نَفس الْمُؤمِن وَالْكَافِر وَاتِّبَاع الْبَصر لِلرُّوح 654 - عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَفَعَهُ قَالَ: «لَقِّنُوا مَوتَاكُم لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَإِنَّ نَفْسَ الْمُؤمِنِ تَخْرُجُ رَشْحاً، وَنَفْسُ الْكَافِرِ تَخْرُجُ مِنْ شِدْقِهِ (¬3) كَمَا تَخْرُجُ نَفْسُ الْحِمَارِ». (¬4) =حسن 655 - عَنِ ابْنِ بُرَيدَة، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْمُؤمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ». (¬5) =صحيح 656 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَلَمْ تَرَوُا الإِنْسَانَ إِذَا مَاتَ شَخَصَ بَصَرُهُ؟ (¬6)». قَالُوا: بَلَى قَالَ: «فَذَلِكَ حِينَ يَتْبَعُ بَصَرُهُ نَفْسَهُ (¬7)». (¬8) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن ماجه (3795) باب فضل لا إله إلا الله، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (1384)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن طلحة فمن رجال أصحاب السنن" وهو ثقة. (¬2) أَبو داود (3116) باب في التلقين، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) من شدقه: أي: جانب فمه. (¬4) المعجم الكبير (10417)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5149)، الصحيحة (2151). (¬5) النسائي (1829) باب علامة موت المؤمن، ابن ماجه (1452) باب ما جاء في المؤمن يؤجر في النزع، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (23014)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين". (¬6) شخص بصره: أي: أرتفع ولم يرتد. (¬7) يتبع بصره نفسه: أي: إذا خرج الروح من الجسد يتبعه البصر ناضرا أين يذهب. (¬8) مسلم (921) باب في شخوص بصر الميت يتبع نفسه.

ما جاء في البكاء على الميت

مَا جَاءَ فِي الْبُكَاء عَلَى الْمَيِّت 657 - عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ حَفْصَةَ بَكَتْ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: مَهْلاً يَا بُنَيَّة أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ؟». (¬1) =صحيح 658 - عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ، وَذُكِرَ لَهَا أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ: «إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ». فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَغْفِرُ اللهُ لأبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ، وَلَكِنَّهُ نَسِيَ أَوْ أَخْطَأَ، إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى يَهُودِيَّةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا، فَقَالَ: «إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا، وَإِنَّهَا لَتُعَذَّبُ فِي قَبْرِهَا». (¬2) =صحيح 659 - وَلَفْظُ الْبُخَارِيّ قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَقَالَتْ: رَحِمَ اللهُ عُمَرَ وَاللهِ! مَا حَدَّثَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ لَيُعَذِّبَ الْمُؤْمِنَ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ». وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ اللهَ لَيَزِيدُ الْكَافِرَ عَذَاباً بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ». وَقَالَتْ: حَسْبُكُمْ الْقُرْآنُ {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزرَ أُخْرَى}. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عِنْدَ ذَلِكَ: وَاللهِ {هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}. قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَة: وَاللهِ! مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا شَيْئاً. ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (1226) باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه إذا كان النوح من سنته، مسلم (927) باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه، واللفظ له. (¬2) متفق عليه، البخاري (1227) الباب السابق، مسلم (932) الباب السابق، واللفظ له.

ما جاء في تغسيل الميت

* وَقَوْلُهُ تَعَالَى {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزرَ أُخْرَى} يَعْنِي: وَلاَ تَحْمِلُ حَامِلَةٌ حِمْلَ أُخْرَى مِنَ الآثَامَ، لا يُؤَاخَذُ أَحَدٌ بِذَنْبِ غَيْرِهِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ دُعَاة الضَّلاَلَة فَإِنَّهُ يَحْمِلُ مِثْلَهُ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ} فَهَذِهِ الآيَة وَالَّتِي قَبْلَهَا لاَ تَنَاقُضَ بَينَهُمَا، لاَ يَحْمِل وِزْرَه إِذَا لَمْ يَكُنْ سَبَباً فِي ضلاَلتِهِ، وَيَحْمِلُ مِثْلَ وِزْرِةِ إِذَا كَانَ سَبَباً فِي ضلاَلتِهِ. مَا جَاءَ فِي تَغْسِيل الْمَيِّت 660 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ غَسَّلَ مَيْتاً فَسَتَرَهُ سَتَرَهُ اللهُ مِنَ الذُنُوبِ، وَمَنْ كَفَّنَهُ كَسَاهُ اللهُ مِنَ الْسُّنْدُسِ». (¬1) =حسن 661 - عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ غَسَّلَ مَيِّتاً فَكَتَمَ عَلَيْهِ غُفِرَ لَهُ أَرْبَعيْنَ مَرَّهً، وَمَنْ كَفَّنَ مَيِّتاً كَسَاهُ اللهُ مِنْ سُنْدسِ وَإِسْتَبْرَقِ الْجَنَّة، وَمَنْ حَفَرَ لِمَيِّتٍ قَبْراً فَأَجَنَّهُ فِيهِ، أُجْرِي لَهُ مِنَ الأَجْرِ كَأَجْرِ مَسْكَنٍ أَسْكَنَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». (¬2) =صحيح 662 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحسن كَفَنَهُ فَإِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ (¬3) وَيَتْزَاوَرُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) المعجم الكبير (8077)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (6403)، الصحيحة (2353). (¬2) مستدرك الحاكم (1307) كتاب الجنائز، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (2492). (¬3) يبعثون في أكفانهم: قيل: يكون هذا عند الخروج من القبور. ومن ثَمَّ يُجردون. (¬4) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (9/ 80)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (845)، الصحيحة (1425).

فضل الصلاة على الميت واتباعه

663 - عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ دَعَا بِثِيَابٍ جُدُدٍ فَلَبِسَهَا ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ الْمَيِّتَ يُبْعَثُ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي يَمُوتُ فِيهَا». (¬1) =صحيح فَضْل الصَّلاَة عَلَى الْمَيْت واتِّبَاعه 664 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ مَيِّتٍ يُصَلِّى عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِئَةً - كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ لَهُ - إِلاَّ شُفِّعُوا فِيهِ». (¬2) =صحيح 665 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يِمُوتُ، فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلاً لاَ يُشْرِكُونَ بِاللهِ شَيْئاً، إِلاَّ شُفِّعُوا فِيهِ». (¬3) =صحيح 666 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ (¬4) وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ». قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: «مِثْلُ الْجَبَلَينِ الْعَظِيمَينِ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) أبو داود (3114) باب ما يستحب من تطهير ثياب الميت عند الموت، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) مسلم (947) باب من صلى عليه مائة شفعوا فيه، واللفظ له، النسائي (1991) فضل من صلى عليه مائة، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) مسلم (948) باب من صلى عليه أربعون شفعوا فيه، أَبو داود (3170) باب فضل الصلاة على الجنائز وتشييعها، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) فله قيراط: أصل القيراط في المعاملات حقير وهو نصف دانق والدانق سدس الدرهم، أي: شيء لا يذكر ولكن القيراط من قراريط الآخرة يساوي جبل أحد، وإذا كانت الصلاة على الميت تساوي قيراط وما هي إلا أربع تكبيرات وقراءة الفاتحة والصلاة على الرسول - صلى الله عليه وسلم - فكيف بصلاة الفرض والسنن ممن تحتوي على الركوع والسجود الذي هو من أفضل حالات العبد في الصلاة. (¬5) متفق عليه، البخاري (1261) باب من أنتظر حتى تدفن، مسلم (945) باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها، واللفظ له.

فضل الإسراع بالجنازة

667 - عَنْ أُبِيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! الْقِيرَاطُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ هَذَا». (¬1) =صحيح 668 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَة وَلَمْ يَتْبَعْهَا فَلَهُ قِيْرَاطٌ، فَإِنْ تَبِعَهَا فَلَهُ قِيْرَاطَانِ». قِيْلَ وَمَا الْقِيْرَاطَانِ؟ قَالَ: «أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ أُحُد». (¬2) =صحيح 669 - عَنْ مُعَاذ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «خَمْس مَنْ فَعَلَ وَاحِدَة مِنْهُنَّ، كَانَ ضَامِناً عَلَى اللهِ: مَنْ عَادَ مَرِيضاً، أَوْ خَرَجَ مَعَ جَنَازَة، أَوْ خَرَجَ غَازِياً، أَوْ دَخَلَ عَلَى إِمَامه يُرِيدُ تَعْزِيزَهُ وَتَوْقِيرَهُ، أَوْ قَعَدَ فِي بَيْتِهِ فَسَلِمَ النَّاسُ مِنْهُ وَسَلِمَ مِنَ النَّاسِ». (¬3) =صحيح فَضْل الإسْرَاع بِالْجَنَازَة (¬4) 670 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ عَلَى سَرِيرِهِ، قَالَ: قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي! وَإِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ ¬

_ (¬1) ابن ماجه (1541) باب ما جاء في ثواب من صلى على جنازة ومن انتظر دفنها، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) مسلم (945) باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها، واللفظ له أبو داود (3168) باب فضل الصلاة على الجنائز وتشييعه، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (22430 (- عن ثوبان -، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) المعجم الكبير (55)، واللفظ له، ابن حبان (373)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، مستدرك الحاكم (2450) كتاب الجهاد، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح". (¬4) وسيأتي في باب «أحوال المؤمنين في قبورهم وما بعدها من الأحداث». تكملة هذا الموضوع بما يجري على الميت في قبره من أحداث إن شاء الله.

فضل من مات يوم الجمعة أو ليلتها

- يَعْنِي السُّوءَ - عَلَى سَرِيرِهِ، قَالَ: يَا وَيْلِي أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِي؟!». (¬1) =صحيح 671 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «أَسْرِعُوا بِالْجَنَازَةِ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَرَّبْتُمُوهَا إِلَى الْخَيْرِ، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ ذَلِكَ كَانَ شَرّاً تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ». (¬2) =صحيح فَضْل مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَة أَوْ لَيْلَتَهَا 672 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يُوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلاَّ وَقَاهُ اللهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ» (¬3) =حسن فَضْل مَنْ مَاتَ غَرِيْباً 673 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ مِمَّنْ وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «يَا لَيتَهُ مَاتَ فِي غَيْرِ مَولِدِهِ (¬4)». فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ: وَلِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا مَاتَ فِي غَيرِ مَولِدِهِ، قِيسَ لَهُ مِنْ مَولِدِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ أَثَرِهِ (¬5) فِي الْجَنَّةِ». (¬6) =حسن ¬

_ (¬1) البخاري (1251) باب حمل الرجال للجنازة دون النساء، النسائي (1908 (السرعة بالجنازة، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) متفق عليه، البخاري (1252) باب السرعة بالجنازة، مسلم (944) باب الإسراع بالجنازة، واللفظ له. (¬3) الترمذي (1074) باب ما جاء فيمن مات يوم الجمعة، تعليق الألباني "حسن". (¬4) قال السندي رحمه الله: لعله - صلى الله عليه وسلم - لم يرد بذلك: يا ليته مات بغير المدينة، بل أراد يا ليته كان غريبا مهاجرا إلى المدينة ومات بها فإن الموت في غير مولده فيمن مات بالمدينة كما يتصور بأن يولد في المدينة ويموت في غيرها، كذلك يتصور أن يولد في غير المدينة ويموت بها، فليكن التمني راجعا إلى هذا الشق حتى لا يخالف الحديث حديث فضل الموت بالمدينة. (¬5) منقطع أثرة: أي: أجلة والمعنى أنه يقاس من المكان الذي ولد فيه إلى المكان الذي مات فيه، وبقدر ما بينها يعطى من الجنة. والله تعالى أعلم. (¬6) ابن حبان (2923) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، ابن ماجه (1614) باب ما جاء فيمن مات غريبا، تعليق الألباني "حسن".

فضل من قتله بطنه

674 - عَنْ أَبِي عَزَّة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِذَا أَرَادَ اللهُ قَبْضَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ فِيهَا حَاجَةً». (¬1) =صحيح 674/ 1. عَنْ مَطَر بن عَكَامِس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا جَعَلَ اللهُ أَجَلَ رَجُلٍ بِأرْضٍ إِلاَّ جُعِلَتْ لَهُ فِيهَا حَاجَة». (¬2) =صحيح فَضْل مَنْ قَتَلَهُ بَطْنه 675 - عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صرَد، وَخَالِد بْنِ عُرْفُطةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَتَلَهُ بَطْنُهُ لَمْ يُعَذَّبْ فِي قَبْرِهِ». (¬3) =صحيح فَضْل مَنْ مَاتَ بِمَرَض الطَّاعُون صَابِراً مُحْتَسِباً 676 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأنصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْفَارُّ مِنَ الطَّاعُونِ، كَالفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ، وَالصَّابِرُ فِيهِ: لَهُ أَجْرُ شَهِيد». (¬4) =صحيح 677 - وَعَنْهُ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْفَارُّ مِنَ الطَّاعُونِ كَالْفَار مِنَ الزَّحْفِ، وَالصَّابِرُ فِيهِ كَالصَّابِر فِي الزَّحْفِ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن حبان (6118)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬2) مستدرك الحاكم (126) كتاب الإيمان، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقد اتفقا جميعا على إخراج جماعة من الصحابة ليس لكل واحد منهم إلا راو واحد وله شاهد آخر من رواية الثقات"، تعليق الذهبي قي التلخيص "رواته ثقات، وأبو عزة يسار له صحبة"، تعليق الألباني "وهو كما قالا"، الصحيحة (1221). (¬3) الترمذي (1064) باب ما جاء في الشهداء من هم، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (18338)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح". (¬4) أحمد (14811) تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4277). (¬5) أحمد (14518)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3474)، الصحيحة (1292).

فضل من مات له ولد

678 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ: سَأَلتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الطَّاعُون فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ: «عَذَابٌ يَبْعَثهُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاء، وَأَنَّ اللهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً للمُؤمِنِينَ، لَيسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِراً مُحْتَسِباً يَعْلَمُ أَنَّهُ لا يُصِيبهُ إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ، إِلاّ كَانَ لَهُ مِثلُ أَجْرِ شَهِيدٍ». (¬1) =صحيح فَضْل مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَد 679 - عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ، قَالَ اللهُ لِمَلاَئِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي! فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤادِهِ! فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرجَعَ (¬2) فَيَقُولُ اللهُ: أبْنُوا لِعَبْدِي بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ». (¬3) =حسن 680 - عَنْ أَبِي سَلمَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «بَخٍ بَخٍ (¬4) - وَأَشَارَ بِيَدِهِ بِخَمْسٍ! - مَا أَثْقَلهُنَّ فِي الْمِيْزَانِ، سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ، وَالْوَلَدُ الصَالِحُ يُتَوَفَّى لِلمَرْءِ الْمُسْلِمِ فَيَحْتَسِبُهُ». (¬5) =صحيح 681 - عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّة، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) البخاري (3287) باب {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم} الكهف (¬2) استرجع: أي: قال: إنا لله وإنا إليه راجعون. (¬3) الترمذي (1021) باب فضل المصيبة إذا احتسب، تعليق الألباني "حسن". (¬4) بخ بخ: كلمة تقال عند الإعجاب بالشيء. (¬5) ابن حبان (830) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح".

فضل السقط

إِذَا جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ، يَأْتِيِه مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَهَلَكَ، فَامْتَنَعَ الرَّجُلُ أَنْ يَحْضُرَ الْحَلْقَةَ لِذِكْرِ ابْنِهِ فَحَزِنَ عَلَيْهِ، فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «مَالَي لا أَرَى فُلاناً؟!». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! بُنَيَّهُ الَّذِي رَأَيْتَهُ هَلَكَ، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَهُ عَنْ بُنَيِّهِ؟ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ هَلَكَ، فَعَزَّاهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «يَا فُلانُ! أَيُّمَا كَانَ أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ؟ أَوْ لا تَأْتِي غَداً إِلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلاَّ وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ؟». قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ! بَلْ يَسْبِقُنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَفْتَحُهَا لِي، لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، قَالَ: «فَذَاكَ لَكَ». (¬1) =صحيح 682 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ (¬2) الْجَنَّةِ، يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ - أَوْ قَالَ أَبَوَيْهِ - فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ - أَوْ قَالَ بِيَدِهِ - كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنِفَةِ (¬3) ثَوْبِكَ هَذَا، فَلاَ يَتَنَاهَى (¬4) - أَوْ قَالَ فَلاَ يَنْتَهِي - حَتَّى يُدْخِلَهُ اللهُ وَأَبَاهُ الْجَنَّةَ». (¬5) =صحيح فَضْل السِّقْط 683 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي ¬

_ (¬1) النسائي (2088 (في التعزية، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) دعاميص: مفردها دعموص، أي: صغار أهلها، وأصل الدعموص دويبة تكون في الماء لا تفارقه، أي: إن هذا الصغير في الجنة لا يفارقها. (¬3) بصنفة: أي: بطرفه. (¬4) يتناهى وينتهي: أي: لا يتركه. (¬5) مسلم (2635) باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه، أحمد (10336)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن".

فضل من مات له قريب أو صديق فصبر واحتسب

بِيَدِهِ! إِنَّ السِّقْطَ (¬1) لَيَجُرُّ أُمَّهُ بِسَرَرِهِ إلَى الْجَنَّةِ إِذَا احتَسَبَتْهُ (¬2)». (¬3) =صحيح فَضْل مَنْ مَاتَ لَهُ قَرِيْب أَوْ صَدِيْق فَصَبَر وَاحْتَسَب 684 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: مَا لِعَبْدِي الْمُؤمِن عِنْدِي جَزَاءٌ، إِذَا قَبَضْتُ (¬4) صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إِلاَّ الْجَنَّة». (¬5) =صحيح فَضْل تَعْزِيَة أَهْل الْمَيِّت 685 - عَنْ عَمْرِو بْنِ حَزمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ مُؤمِنٍ يُعزِّي أَخَاهُ بِمُصِيبَةٍ، إِلاَّ كَسَاهُ اللهُ سُبْحَانَهُ مِنْ حُلَلِ الْكَرَامَةِ يَومَ الْقِيَامَةِ». (¬6) =حسن 686 - عَنْ أَنَس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ عَزَّى أَخَاهُ الْمُؤمِن مِنْ مُصِيبَة كَسَاهُ اللهُ حُلَّة (¬7) خَضْرَاء يُحْبَرُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَة». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا يُحْبَر؟ قَالَ: «يُغْبَطُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَة». (¬8) =حسن ******* ¬

_ (¬1) السقط: ولد يسقط من بطن أمه قبل تمامه. (¬2) إذا احتسبته: أي: صبرت عليه طلبا للأجر من الله. (¬3) ابن ماجه (1609) باب ما جاء فيمن أصيب بسقط، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) صفيه: هو الحبيب المصافي كالولد والأخ وكل من يحبه الإنسان. (¬5) البخاري (6060) باب العمل الذي يبتغى به وجه الله. (¬6) ابن ماجه (1601) باب ما جاء في ثواب من عزى مصابا، تعليق الألباني "حسن". (¬7) حلة: الحُلَّة: هي ثوبَان من جنس واحد، أي: إزار ورداء ولا تسمى حُلة حتى تكون ثوبين. (¬8) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (7/ 397)، تلخيص أحكام الجنائز (صـ70)، إرواء الغليل (3/ 217)، تعليق الألباني "حسن".

باب الجهاد

بَابُ الْجِهَاد فَضْل الْجِهَاد وَالْمُجَاهِدين 687 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ: كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِم الَّذِي لاَ يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَصَلاَةٍ، حَتَّى يَرْجِعَ». (¬1) =صحيح 688 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ (¬2) نَفْسَهُ، مَاتَ عَلَى شُعْبَهٍ مِنْ نِفَاقٍ». (¬3) =صحيح 689 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ لَمْ يَغْزُ، أَوْ يُجَهِّزْ غَازِياً، أَوْ يَخْلُفْ غَازِياً فِي أَهْلِهِ بِخَيِّرٍ، أَصَابَهُ اللهُ سُبْحَانَهُ بِقَارِعَةٍ (¬4) قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ». (¬5) =حسن 690 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ - وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ - كَمَثَلِ: الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْخَاشِعِ الرَّاكِعِ السَّاجِدِ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) البخاري (2635) باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، ابن حبان (462)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬2) ولم يحدث به: أي: بالغزو. (¬3) مسلم (1910) باب ذم من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو، أبو داود (2502) باب كراهية ترك الغزو، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) بقارعة: أي: بداهية مُهلكه. ... (¬5) أبو داود (2503) الباب السابق، ابن ماجه (2762) باب التغليظ في ترك الجهاد، واللفظ له، تعليق الألباني "حسن". (¬6) النسائي (3127 (مثل المجاهد في سبيل الله عز وجل، تعليق الألباني "صحيح".

فضل الرباط في سبيل الله

691 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَا أَبَا سَعِيدٍ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةِ». فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ، فَقَالَ: أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ فَفَعَلَ، ثُمَّ قَالَ: «وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَهٍ فِي الْجَنَّةِ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ». قَالَ: وَمَا هِيَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ». (¬1) =صحيح 692 - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «عَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّة، يُذْهِبُ اللهُ بِهِ الْهَمَّ وَالْغَمَّ». (¬2) =صحيح فَضْل الرِّبَاط فِي سَبِيلِ الله 693 - عَنِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِلَيْلَة أَفْضَلَ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ حَارِسٌ حَرَسَ فِي أَرْض خَوفٍ لَعَلَّهُ أَنْ لاَ يَرجِع إِلَى أَهْلِهِ». (¬3) =صحيح ¬

_ (¬1) مسلم (1884) باب بيان ما أعد الله تعالى للمجاهد في الجنة من الدرجات، النسائي (3131 (درجة المجاهد في سبيل اللهُ عز وجل، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) مستدرك الحاكم (2404) كتاب الجهاد، واللفظ له، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح"، أحمد (22771)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حسن وهذا إسناد منقطع مكحول لم يسمعه من أبي أمامة"، تعليق الألباني "صحيح" الجامع الصغير (4063)، وقال في الصحيحة (1941 ("وجملة القول إن الحديث بمجموع الطريقين عن عبادة: صحيح .. ". (¬3) مستدرك الحاكم (2424) كتاب الجهاد، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه وقد أوقفه وكيع بن الجراح عن ثور وفي يحيى بن سعيد قدوة"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري، رفعه يحيى القطان، ووقفه وكيع، كلاهما عن ثور"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (1232)، الصحيحة (2811).

694 - عَنْ سَلْمَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ مُرَابِطاً فِي سَبِيلِ اللهِ أُومِنَ عَذَابَ اْلَقبرِ، وَنَمَا لَهُ أَجْرُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة». (¬1) =صحيح 695 - عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَومٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَنَازِلِ» (¬2) =حسن 696 - عَنْ سَلْمَانَ الْخَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ رَابَطَ يَوْماً وَلَيْلَهً فِي سَبِيلِ اللهِ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِةِ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطاً أُجْرِيَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ الأَجْرِ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ الرِّزْقُ، وَأَمِنَ مِنَ الْفَتَّانِ». (¬3) =صحيح 697 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «رِبَاطُ شَهْرٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ دَهْرٍ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطاً فِي سَبِيلِ اللهِ أمِنَ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَغُدِيَ عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ، وَريحَ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيَجْرِي عَلَيْهِ أَجْرُ الْمُرَابِطِ حَتَّى يَبْعَثهُ اللهُ». (¬4) =صحيح 698 - عَنِ الْعِرْبَاضِ بن سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كُلُّ عَمَلٍ مُنْقَطِعٌ عَنْ صَاحِبِهِ إِذَا مَاتَ، إِلا الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ، وَيُجْرَى عَلَيْهِ رِزْقُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن حبان (4606) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي". (¬2) النسائي (3169) فضل الرباط، تعليق الألباني "حسن". (¬3) النسائي (3167) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) المعجم الكبير، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3479). (¬5) المعجم الكبير (641)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4539).

فضل من جرح في سبيل الله

فَضْل مَنْ جُرِحَ فِي سَبِيلِ اللهِ 699 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ جُرِحَ جُرحاً فِي سَبِيلِ اللهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رِيحُهُ كَرِيحِ الْمِسْكِ لَوْنُهُ لَوْنُ الزَّعْفَرَان، عَلَيْهِ طَابِعُ الشُّهَدَاءِ، وَمَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ مُخْلِصاً أَعْطَاهُ اللهُ أَجْرَ شَهِيدٍ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ». (¬1) =صحيح 700 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فُوَاقَ (¬2) نَاقَةٍ فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّة، وَمَنْ سَأَلَ اللهُ الْقَتلَ مِنْ نَفْسِهِ صَادِقاً ثُمَّ مَاتَ أَوْ قُتِلَ فَإِنَّ لَهُ أَجْرَ شَهِيد، وَمَنْ جُرِحَ جُرحاً (¬3) فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ نُكِبَ نَكْبَة (¬4) فَإِنَّهَا تَجِيء يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغْزَرِ (¬5) مَا كَانَتْ لَونُهَا لَونُ الزَّعْفَرَان، وَرِيْحُهَا رِيحُ الْمِسْكِ وَمَنْ خَرَجَ بِهِ خُرَاج فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنَّ عَلَيْهِ طَابعَ الشُّهَدَاءِ». (¬6) =صحيح 701 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «زَمِّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ (¬7) فَإِنَّهُ لَيْسَ كَلْمٌ يُكْلَمُ فِي اللهِ، إِلاَّ أَتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُرْحُهُ يَدْمَى لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ». (¬8) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن حبان (3181)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬2) فواق: هو قدر ما بين الحلبتين من الراحة، وذلك أنها تحلب ثم تترك ساعة حتى تدر ثم تحلب. (¬3) ومن جرح جرحا: هي الجراح التي تكون في المعركه من فعل الكفار. (¬4) أو نكب نكبه: النكبة هي الجراح التي أصابته خطأ من نفسه كأن يقع من دابته أو يقع سلاحه عليه فيجرح نفسه. (¬5) كأغزر: كأكثر. (¬6) أبو داود (2541) باب فيمن سأل الله تعالى الشهادة، تعليق الألباني "صحيح". (¬7) قالها لقتلى أحد. (¬8) النسائي (3148) باب من كلم في سبيل الله عز وجل، تعليق الألباني "صحيح".

فضل من قتل في سبيل الله

فَضْل مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ الله 702 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلاً أَسْوَد أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي رَجُل أَسْوَد مُنْتِنُ الرِّيح، قَبِيحُ الْوَجْه، لاَ مَالَ لِي فَإِنْ أَنَا قَاتَلْتُ هَؤُلاَءِ حَتَّى أُقْتَلَ، فَأَيْنَ أَنَا؟ قَالَ: «فِي الْجَنَّة». فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «قَدْ بَيَّضَ اللهُ وَجْهَكَ، وَطَيَّبَ رِيْحَكَ وَأَكْثَرَ مَالَكَ». وَقَالَ لِهَذَا أَوْ لِغَيْرِهِ: «لَقَدْ رَأَيْتُ زَوْجَتَهُ مِنَ الْحُور الْعِين نَازِعَتَه جُبَّة لَهُ مِنْ صُوف، تَدْخُل بَيْنَهُ وَبَينَ جُبَّتَهُ». (¬1) =صحيح 703 - عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ كَربٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَينِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ». (¬2) =صحيح 704 - عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلاً ناَدَى رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَنِ الشُّهَدَاء؟ فَقَالَ: «الشُّهَدَاءُ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي الصَّفِّ الأوَّلِ، وَلاَ يَلْتَفِتُونَ بِوجُوههم حَتَّى يُقْتَلُونَ، فَأولَئِكَ يلتَقونَ فِي الْغُرفِ العُلى مِنَ الْجَنَّةِ، يَضْحَكُ إِلَيهِم رَبُّكَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا ضَحِكَ إِلَى عَبْدِهِ الْمُؤمِن فَلاَ حِسَابَ عَلَيهِ». (¬3) =صحيح ¬

_ (¬1) الحاكم (2463) كتاب الجهاد، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (1381). (¬2) الترمذي (1663) باب في ثواب الشهيد، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) المعجم الأوسط (3169)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3740).

ما جاء فيما يجد الشهيد من ألم القتل

705 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الشُّهَدَاءُ عَلَى بَارِقِ نَهْرٍ بِبَابِ الْجَنَّةِ، فِي قُبَّةٍ خَضْرَاءَ، يَخْرُجُ إِلَيْهِم رِزْقُهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ بُكْرَةً وَعَشِيّاً». (¬1) =حسن 706 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْياَ، وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ، إِلاَّ الشَّهِيد يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ». (¬2) =صحيح 707 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانكُمْ بِأُحُدٍ، جَعَلَ اللهُ أَرْوَاحَهُم فِي جَوفِ طَيرٍ خُضْرٍ، تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوُي إِلَى قَنَادِيلٍ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٌ فِي ظِلِّ الْعَرشِ، فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَأكَلِهم وَمَشْربِهم وَمَقِيلِهِمْ، قَالُوا: مَنْ يُبَلِّغُ إِخْوَانَناَ عَنَّا أَنَّا أَحَياءٌ فِي الْجَنَّةِ نُرزَقُ، لِئلاَّ يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ وَلاَ يَنكُلوا عَندِ الْحَرْبِ؟ فَقَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: أَنَا أُبَلِّغُهُم عَنْكُم قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوُاتاً}». إِلَى آخِر الآيَة. (¬3) =حسن مَا جَاءَ فِيمَا يَجِد الشَّهِيد مِنْ أَلَم الْقَتل 708 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا يَجِدُ ¬

_ (¬1) ابن حبان (4639)، تعليق الألباني "حسن"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي". (¬2) متفق عليه، البخاري (2662) باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا، واللفظ له، مسلم (1877) باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى. (¬3) أبو داود (2520) باب في فضل الشهادة، تعليق الألباني "حسن"، مستدرك الحاكم (2444) كتاب الجهاد، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم".

ما جاء في أن الشهيد لا يفتن في قبره

الشَّهِيدُ مَسَّ الْقَتْلِ (¬1) إِلاَّ كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مَسَّ الْقَرْصَةِ». (¬2) =حسن صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ الشَّهِيدَ لا يُفْتَنُ فِي قَبْرِه 709 - عَنْ رَاشِد بْنِ سَعدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا بَالُ الْمُؤمِنينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلاَّ الشَّهِيد؟ قَالَ: «كَفَى بِبَارقَةِ السُيوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتنَةً». (¬3) =صحيح أَفْضَل الشُّهَدَاء 710 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْجِهَاد أَفْضَل؟ قَالَ: «مَنْ أُهْرِيقَ دَمُهُ، وَعُقِرَ جَوَادُه». (¬4) =صحيح فَضْل مَنْ قَتَلَ كَافِراً 711 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا يَجْتَمِعُ كَافِرٌ وَقَاتِلُهُ فِي النَّارِ أَبَداً». (¬5) =صحيح 712 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَجْتَمِعُ فِي النَّارِ كَافِرٌ وَقَاتِلُهُ أَبَداً». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) ما يجد الشهيد من مس القتل: هذا المراد به ألم الإصابه التي يقتل بها لا سكرات الموت، وإلا فالشهيد ليس أكرم على الله من محمد - صلى الله عليه وسلم - إذ عانا من سكرات الموت. والله تعالى أعلم. (¬2) ابن حبان (4636)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، أحمد (7940)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي". (¬3) النسائي (2053 (الشهيد، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) المعجم الأوسط (4447 (صحيح الجامع (1108)، الصحيحة (1504)، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) مسلم (1891) باب من قتل كافرا ثم سدد، أحمد (9152)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬6) أبو داود (2495) باب في فضل من قتل كافرا، تعليق الألباني "صحيح".

فضل الغزو في البحر

فَضْل الْغَزو فِي الْبَحر 713 - عَنْ أُمِّ حَرَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «الْمَائدُ (¬1) فِي الْبَحْرِ الَّذِي يُصِيْبُهُ الْقَيءُ لَهُ أَجْر شَهِيد، وَالْغَرِق (¬2) لَهُ أَجْرُ شَهِيدَينِ». (¬3) =حسن 714 - وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «للمَائِدِ أَجْرُ شَهِيدٍ، وَلِلْغَرِيقِ أَجْرُ شَهيدَينِ». (¬4) =صحيح 715 - عَنِ ابْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «غَزْوَةٌ فِي الْبَحْرِ، خَيرٌ مِنْ عَشْرِ غَزَوَاتٍ فِي الْبَرِّ، وَمَنْ أَجَازَ الْبَحْرَ، فَكَأَنَّمَا أَجَازَ الأَودِيَة كُلَّهَا وَالْمَائِدُ فِيهِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ». (¬5) =صحيح فَضْل الرَّوحَة والْغَدْوة فِي سَبِيلِ الله 716 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَقَابُ قَوْسٍ (¬6) فِي الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ». وَقَالَ: «لَغَدْوُةٌ أَوْ رَوْحَةٌ (¬7) فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مَمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ». (¬8) =صحيح ¬

_ (¬1) المائد: هو الذي يدور رأسه من ريح البحر واضطراب السفينة بالأمواج من الميد وهو التحرك والاضطراب. (¬2) الغرق: هو الذي يموت بالغرق، وقيل: هو الذي غلبه الماء ولم يغرق فإذا غرق فهو غريق. (¬3) أبو داود (2493) باب فضل الغزو في البحر، تعليق الألباني "حسن". (¬4) جزء من حديث سيأتي برقم (1882)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5187). (¬5) مستدرك الحاكم (2634) كتاب قسم الفيء، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4154)، فقه السيرة (212). (¬6) لقاب: القاب والقيب بمعنى: القدر. (¬7) الغدوة: من أول النهار إلى الزوال، والروحة: من الزوال إلى آخر النهار. (¬8) متفق عليه، البخاري (2640) باب الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس أحدكم في الجنة، واللفظ له، مسلم (1880) باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله - دون الجمله الأولى -.

فضل السرية التي تغنم والتي لا تغنم

فَضْل السَّرِيَّة الَّتِي تَغْنَم وَالَّتِي لاَ تَغْنَم 717 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ غَازِيَةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُصِيبُونَ الْغَنِيمَةَ، إِلاَّ تَعَجَّلُوا ثُلُثَيْ أَجْرِهِمْ مِنَ الآخِرَةِ وَيَبْقَى لَهُم الثُّلُثُ، وَإِنْ لَمْ يُصِيبُوا غَنِيْمَةً، تَمَّ لَهُمْ أَجْرُهُمْ». (¬1) =صحيح فَضْل الْوُقُوف فِي الصَّفِّ لِلْقِتَالِ 718 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «قِيَامُ سَاعَةٍ فِي الصَّفِّ لِلقِتَالِ فِي سَبِيلِ اللهِ، خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ سِتِّيْنَ سَنَةً». (¬2) =صحيح 719 - وعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَوقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الحَجَرِ الأَسْوَدِ». (¬3) =صحيح 720 - عَنْ عِمْرَان بْنِ حُصَين رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَقَامُ الرَّجُلِ فِي الصَّفِّ فِي سَبِيلِ اللهِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ عِبَادَة رَجُل سِتِّينَ سَنَةً». (¬4) =صحيح فَضْل الرَّمْي فِي سَبِيلِ الله 721 - عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) مسلم (1906) باب بيان قدر ثواب من غزا فغنم ومن لم يغنم، واللفظ له، أبو داود (2497) باب في السرية تخفق، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) تاريخ دمشق (22/ 444)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4429). (¬3) ابن حبان (4584)، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (1068)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬4) مستدرك الحاكم (2383) كتاب الجهاد، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5886).

فضل الغبار في سبيل الله

يَقُولُ: «مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً». (¬1) =صحيح 722 - عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ رَمَى الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ، فَبَلَغَ سَهْمُهُ الْعَدُوَّ أَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ، فَعَدْلُ رَقَبَةٍ». (¬2) =صحيح 723 - عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهمٍ، رَفَعَ اللهُ بِهِ دَرَجَةً لَهُ». فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَن بْن النَّحَّامِ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا الدَّرَجَة؟ قَالَ: «أَمَا إِنَّها لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أُمِّكَ! مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَينِ مِئَةُ عَامٍ». (¬3) =صحيح فَضْل الْغُبَار فِي سَبِيلِ الله 724 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَجْتَمِعُ دُخَانُ جَهَنَّمَ وَغُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ فِي مَنْخَرَيْ مُسْلِمٍ». (¬4) =صحيح 725 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ عَبْدٍ أَبَداً، وَلاَ يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِيْمَانُ فِي قَلْبِ عَبْدٍ أَبَداً». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن حبان (4595)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) ابن ماجه (2812) باب الرمي في سبيل الله، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) النسائي (3144 (ثواب من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل، تعليق الألباني "صحيح"، ابن حبان (4597)، واللفظ له، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬4) النسائي (3113) فضل من عمل في سبيل الله على قدمه، تعليق الألباني "صحيح"، ابن حبان (4588)، واللفظ له، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬5) النسائي (3110) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح".

فضل النفقة في سبيل الله تعالى

726 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَا خَالَطَ قَلْبُ امْرئٍ مُسْلِمٍ رَهَجٌ (¬1) فِي سَبِيلِ اللهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّار». (¬2) =صحيح 727 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ رَاحَ رَوْحَهً فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَ لَهُ بِمِثْلِ مَا أَصَابَ مِنَ الْغُبَارِ مِسْكاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬3) =حسن فَضْل النَفَقَة فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى 728 - عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، كُتِبَتْ لَهُ بِسَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ». (¬4) =صحيح 728/ 1. وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَنْفَقَ فِي سَبِيلِ اللهِ كُتِبَت بِسَبع مَائَة ضِعف». (¬5) =صحيح 729 - عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ مَخْطومَةٍ (¬6) فَقَالَ: هَذِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَكَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ¬

_ (¬1) رهج: أي: غبار. (¬2) أحمد (24592) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن إسماعيل بن عياش - وهو الحمصي - صدوق في روايته عن أهل بلده وهذه منها وقد توبع"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5616)، الترغيب والترهيب (1274)، الصحيحة (2227)، (2554). (¬3) ابن ماجه (2775) باب الخروج في النفير، تعليق الألباني "حسن"، الصحيحة (2338). (¬4) الترمذي (1625) باب ما جاء في فضل النفقة في سبيل الله، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) مستدرك الحاكم (2441) كتاب الجهاد، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد احتج مسلم بالركين بن الربيع وهو كوفي عزيز الحديث ويسير بن عميلة عمه حدثني بصحة ما ذكرته"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح". (¬6) مخطومة: الخطام هو الحبل الذي يقاد به البعير، والمعنى أن فيها خطام؛ قال النووي في شرح صحيح مسلم قيل: يحتمل أن المراد له أجر سبعمائة ناقة , ويحتمل أن يكون على ظاهره , ويكون له في الجنة بها سبعمائة كل واحدة منهن مخطومة يركبهن =

سَبْعُمِائَةِ نَاقَةٍ كُلُّهَا مَخْطُومَة». (¬1) =صحيح 730 - وَفي لَفْظٍ: «لَتَأْتِيَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَة بِسَبعِ مِئَةِ نَاقَة مَخْطُومَة». (¬2) =صحيح 731 - وَفي لَفْظٍ: «لَكَ بِهَا سَبْعُمِائَةِ نَاقَةٍ مَخْطُومَة فِي الْجَنَّةِ». (¬3) =صحيح 732 - عَنِ ابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الْمُنْفِقَ عَلَى الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَالْبَاسِطِ يَدَهُ بِالصَّدَقَةِ لا يَقْبِضُهَا». (¬4) =حسن 733 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُنْفِقُ مِنْ كُلِّ مَالٍ لَهُ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ اسْتَقْبَلَتْهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ، كُلُّهُمْ يَدْعُوهُ إِلَى مَا عِنْدَهُ» قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَتْ إِبلاً فَبَعِيرَيْنِ، وَإِنْ كَانَتْ بَقَراً فَبَقَرَتَيْنِ». (¬5) =صحيح 734 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ (¬6) فِي سَبِيلِ اللهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ (¬7): يَا عَبْدَ اللهِ! هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ ¬

_ = حيث شاء لِلتَّنَزُّهِ كما جاء في خيل الجنة ونجبها وهذا الاحتمال أظهر، وَالله أعلم (13/ 38). (¬1) مسلم (1892) باب فضل الصدقة في سبيل الله وتضعيفها، ابن حبان (4630) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، مستدرك الحاكم (2449) كتاب الجهاد، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجه البخاري"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم". (¬2) النسائي (3187) فضل الصدقة في سبيل الله عز وجل، تعليق الألباني "صحيح"، ابن حبان (4631)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) حلية الأولياء (8/ 116)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5154)، الصحيحة (634). (¬4) المعجم الكبير (5487)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1964). (¬5) النسائي (3185) فضل النفقة في سبيل الله تعالى، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) زوجين: أي: فرسان أو بعيران أو عبدان كما في الحديث السابق. (¬7) نودي في الجنة: معناه أنه ينادى من كل باب من أبواب الجنة، يا عبد الله هذا فيما نعتقده خير لك من غيره من =

فضل الصيام في سبيل الله تعالى

أَهْلِ الصَّلاَةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّياَمِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ (¬1)». قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا عَلَى أَحَدٍ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «نَعَمْ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ». (¬2) =صحيح فَضْل الصِّيَام فِي سَبِيلِ الله تَعَالَى 735 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ اللهِ، بَعَّدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِيْنَ خَرِيفاً». (¬3) =صحيح 736 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ اللهِ، جَعَلَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقاً كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ». (¬4) =حسن صحيح فَضْل تَجْهِيز الْمُجَاهِدِ وَالنَّفَقَة عَلَى أَهْلِهِ 737 - عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ = الأبواب لكثرة ثوابه ونعيمه فتعال فادخل منه. (¬1) الريان: سمي باب الريان تنبيها على أن العطشان بالصوم في الهواجر سيروى وعاقبته إليه، وهو مشتق من الريّ. (¬2) متفق عليه، البخاري (2686) باب فضل النفقة في سبيل الله، مسلم (1027) باب من جمع الصدقة وأعمال البر، واللفظ له. (¬3) متفق عليه، البخاري (2685) الباب السابق، واللفظ له، مسلم (1153) باب فضل الصيام في سبيل الله لمن يطيقه بلا ضرر ولا تفويت حق. (¬4) الترمذي (1624) باب ما جاء في فضل الصوم في سبيل الله، تعليق الألباني "حسن صحيح".

«مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فِي سَبِيلِ اللهِ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيئاً». (¬1) =صحيح 738 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ (¬2) كُتِبَ لَهُ مِثلُ أَجْرِهِ، حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيءٌ». (¬3) =صحيح 739 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فَلَهُ مِثلُ أَجْرِهِ، وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً فِي أَهْلِهِ فَلَهُ مِثلُ أَجْرِهِ». (¬4) =صحيح 740 - عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فِي سَبِيلِ اللهِ، فَلَهُ مِثلُ أَجْرِهِ، وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً فِي أَهْلِهِ بِخَيرٍ، أَوْ أَنْفَقَ عَلَى أَهْلِهِ فَلَهُ مِثلُ أَجْرِهِ». (¬5) =حسن 741 - عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أنه قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فِي سَبِيلِ اللهِ فَقَدْ غَزَا (¬6) وَمَنْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن ماجه (2759) باب من جهز غازيا، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) خلفه في أهله: أي: في أهل الغازي من قضاء حوائجهم والإنفاق عليهم ومساعدتهم في أمرهم. (¬3) ابن حبان (4611)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬4) ابن حبان (4613)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "رجاله ثقات رجال الصحيح". (¬5) المعجم الأوسط (8047)، تعليق الألباني "حسن"، الصحيحة، الترغيب والترهيب (1239). (¬6) فقد غزا: أي: حصل له أجر بسبب تجهيزه للغازي. (¬7) متفق عليه، البخاري (2688) باب فضل من جهز غازيا أو خلفه بخير، مسلم (1895) باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره وخلافه في أهله بخير، واللفظ له.

ما جاء فيمن خان المجاهد بأهله

مَا جَاءَ فِيمَن خَانَ الْمُجَاهِد بِأَهْلهِ 742 - عَنْ بُرَيْدَه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «حُرْمَةُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ، كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْقَاعِدِينَ، يَخْلُفُ رَجُلاً مِنَ الْمُجَاهِدِينَ فِي أَهْلِهِ، فَيَخُونُهُ فِيهِمْ، إِلاَّ وُقِفَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَأْخُذُ مِنْ عَمَلِهِ مَا َشاَء، فَمَا ظَنُّكُمْ (¬1)». (¬2) =صحيح فَضْل تَمَنِّي الشَّهَادَة 743 - عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ». (¬3) =صحيح 744 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِهِ صَادِقاً مِنْ قَلْبِهِ، أَعْطَاهُ اللهُ أَجْرَ الشَّهَادَةِ». (¬4) =صحيح 745 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِ اللهِ صَادِقاً ثُمَّ مَاتَ أَعْطَاهُ اللهُ أَجْرَ شَهِيدٍ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) فما ظنكم: أي: أنه لا يُبْقِي من حسناته شيئا إن أمكنه. (¬2) مسلم (1897) باب حرمة نساء المجاهدين وإثم من خانهم فيهن، أبو داود (2496) باب في حرمة نساء المجاهدين على القاعدين، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (23027)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) مسلم (1909) باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى، واللفظ له، أبو داود (1520) باب في الاستغفار، تعليق الألباني "صحيح"، مستدرك الحاكم (2412) كتاب الجهاد، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم". (¬4) الترمذي (1654) باب ما جاء فيمن سأل الشهادة، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) مستدرك الحاكم (2411) كتاب الجهاد، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6277).

فضل جهاد النفس في طاعة الله

746 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ طَلَبَ الشَّهَادَةَ صَادِقاً، أُعْطِيَهَا وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ». (¬1) =صحيح فَضْل جِهَادُ النَّفْسِ فِي طَاعَةِ اللهِ 747 - عَنْ فُضَالَةَ بْنِ عُبَيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «الْمُجَاهِد: مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي اللهِ». (¬2) =صحيح 748 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَفْضَلُ الْجِهَادِ أَنْ يُجَاهِدَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ وَهَوَاهُ». (¬3) =صحيح 749 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ الشَّدِيدُ مَنْ غَلَبَ [النَّاس] إِنَّمَا الشَّدِيدُ مَنْ غَلَبَ نَفْسَهُ». (¬4) =صحيح 750 - عَنْ ثَوبَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَلْتَمِسُ مَرضَاةِ اللهِ وَلاَ يَزَالُ بِذَلِكَ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجِبْرِيل: إِنَّ فُلاَناً عَبْدِي يَلْتَمِسُ أَنْ يُرضِيْنِي، أَلاَ وَإِنَّ رَحْمَتِي عَلَيْهِ، فَيَقُولُ جِبْرِيلُ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَى فُلاَنٍ، وَيَقُولُهَا حَمَلَةُ الْعَرشِ، وَيَقُولُهَا مَنْ حَوْلَهُمْ، حَتَّى يَقُولَهَا أَهْلُ السَّمَاوَاتِ السَبْعِ، ثُمَّ تُهْبَطُ لَهُ إِلَى الأَرْضِ». (¬5) =حسن ******* ¬

_ (¬1) مسلم (1908) الباب السابق، أبو يعلى (3372) تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح". (¬2) ابن حبان (4686)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬3) الدرة الثمينة في اخبار المدينه لابن النجار، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1099). (¬4) ابن حبان (715) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬5) أحمد (22454)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن".

باب فضائل القرآن

بَابُ فَضَائِلِ الْقُرآن مَكَانَة الْقُرآن وَفَضْلُه 751 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْقُرْآنُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَمَاحِلٌ (¬1) مُصَدَّقٌ، مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ جَعَلَهُ خَلفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ». (¬2) =صحيح 752 - عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أُعطِيْتُ مَكَانَ التَّورَاة السَّبْع الطِوَال (¬3) وَمَكَانَ الزَّبُورِ الْمِئينَ (¬4) وَمَكَانَ الإِنْجِيلِ الْمَثَانِي (¬5) وَفُضِّلتُ بِالْمُفَصَّلِ (¬6)». (¬7) =صحيح مَكَانَةُ أَهْلِ الْقُرآنِ 753 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ للهِ ¬

_ (¬1) ماحل: خصم مجادل. (¬2) المعجم الكبير (10450)، (8655 (واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4443)، ابن حبان (124)، - عن جابر - تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده جيد". (¬3) السبع الطوال: من البقرة إلى الأعراف ثم براءة وقيل: يونس، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: في قوله عز وجل: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} قال "البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف وسورة الكهف" تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم". (3353). (¬4) المئين: هي السور التي أياتها مئة فأكثر. (¬5) المثاني: سورة الفاتحة. (¬6) المفصل: هي السور التي كثرت فصولها، وهي من الحجرات إلى آخر القرآن. (¬7) أحمد (17023) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، شعب الإيمان (2318)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1059)، الصحيحة (1480).

فضل حفظ القرآن

أَهْلِينَ (¬1) مِنَ النَّاسِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ». (¬2) =صحيح 754 - عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَاب أَقْوَاماً، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ». (¬3) =صحيح فَضْلُ حِفْظِ الْقُرآنِ 755 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ (¬4): اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرؤُهَا». (¬5) (¬6) *صحيح 756 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرآن إِذَا دَخَلَ الْجَنَّة: اقْرَأ وَاصْعَد، فَيَقْرأ وَيَصْعَد بِكُلِّ آيَة دَرَجَة حَتَّى يَقْرَأ آخِرَ شَيء مَعَهُ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) أهلين: بكسر اللام جمع أهل، وإنما يجمع تنبيها على كثرتهم. (¬2) ابن ماجه (215) باب فضل من تعلم القرآن وعلمه، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) مسلم (817) باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه وفضل من تعلم حكمة من فقه أو غيره فعمل بها وعلمها، ابن ماجه (218) باب في فضل من تعلم القرآن وعلمه، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) قال الألباني: واعلم أن المراد بقوله: صاحب القرآن: حافظه عن ظهر قلب على حد قوله - صلى الله عليه وسلم -: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله .. أي: أحفظهم فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب الحفظ في الدنيا، الصحيحة (2240). (¬5) أَبو داود (1464) باب استحباب الترتيل في القراءة، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬6) رجال هذا الحديث رجال البخاري ومسلم، قال عنه الشيخ أحمد شاكر "صحيح الإسناد" وقال عنه الألباني في صحيح الجامع "صحيح" برقم (8122 (وكذلك في الصحيحة (2240)، وقال في صحيح ابن حبان "حسن صحيح" برقم (766 (وقال الترمذي في جامعه "حسن صحيح"، (2914). (¬7) ابن ماجه (3780) باب ثواب القرآن، تعليق الألباني "صحيح".

756/ 1. عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنِ أَبِي سَعِيدٍ - شَكَّ الأَعْمَشُ - قَالَ: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اقْرَهْ وَارْقَهْ فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا». (¬1) =صحيح موقوف وهو في حكم المرفوع 757 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ القُرآن وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ، مَعَ السَّفَرَة (¬2) الْكِرَام الْبَرَرَة، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأ وَهُوَ يَتَعَاهَدُه وَهُوَ عَلَيهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَان». (¬3) =صحيح 758 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! حَلِّهِ فَيُلْبَس تَاجَ الْكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ! زِدْهُ، فَيُلْبَس حُلَّهَ (¬4) الْكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ! ارْضَ عَنْهُ، فَيَرْضَى عَنْهُ فَيُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَارْقَ، وَيُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حسنهً». (¬5) =حسن 759 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتهُ النَّومَ بِالَّليْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (10089)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين وهو في حكم المرفوع فمثله لا يقال بالرأي". (¬2) مع السفرة: قال النووي: السفرة جمع سافر ككاتب وكتبة والسافر الرسول والسفرة الرسل لأنهم يسفرون إلى الناس برسالات الله، وقيل: السفرة الكتبة والبررة المطيعون، وقال ابن الأثير: مع السفرة الكرام البررة أي: الملائكة. (¬3) البخاري (4653) باب تفسير سورة عبس. (¬4) حلة: الحُلَّة: هي ثوبَان من جنس واحد، أي: إزار ورداء ولا تسمى حُلة حتى تكون ثوبين. (¬5) الترمذي (2915)، تعليق الألباني "حسن". (¬6) أحمد (6626)، تعليق الألباني "صحيح"، الجامع الصغير (3882)، الترغيب والترهيب (984)، (1829).

فضل حفظ سور معينة

760 - عَنْ عِصْمَة بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ جُمِعَ الْقُرْآنُ فِي إِهَابٍ (¬1) مَا أَحْرَقَهُ اللهُ بِالنَّارِ». (¬2) =حسن 761 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ جُمِعَ الْقُرآنُ فِي إِهَابٍ مَا أَحْرَقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي النَّارِ». (¬3) =حسن 762 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لَوْ جُعِلَ الْقُرآنُ فِي إِهَاب ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَق». (¬4) =حسن 763 - عَنِ ابْنِ بُريدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ (¬5) فَيَقُولُ: أَنَا الَّذِي أَسْهَرتُ لَيْلَكَ وَأَظْمَأْتُ نَهَارَكَ». (¬6) =حسن فَضْل حِفظ سُوَر مُعَيَّنَة 763/ 1. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَخَذَ السَّبْعَ الأُوَل مِنَ الْقُرْآنِ فَهُوَ حَبْرٌ (¬7)». (¬8) =حسن ¬

_ (¬1) إهاب: هو الجلد، والمعنى: لو جمع القرآن في جلد لم يحرق الله ذلك الجلد بالنار، فكيف بجسم الحافظ، المخلص؛ قال أبو عبد الرحمن - أحد رجال الحديث في بعض من طرقه - ففسره أن من جمع القرآن ثم دخل النار فهو شر من خنزير. (¬2) المعجم الكبير (13934)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5266). (¬3) شعب الإيمان (2700)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5282). (¬4) الدارمي (331) باب فضل من قرأ القرآن، تعليق الألباني "حسن"، الصحيحة (3562). (¬5) كالرجل الشاحب: أي: متغير اللون والجسم لنحو مرض أو سفر أو جوع، كأنه يتمثل بصورة قارئه الذي اتعب نفسه بالسهر في الليل. (¬6) ابن ماجه (3781) باب ثواب القرآن، تعليق الألباني "حسن". (¬7) حبر: أي: عالم. (¬8) أحمد (24575)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، تعليق الألباني "حسن"، الصحيحة (2305).

فضل قراءة القرآن

فَضْل قِرَاءة الْقُرْآن 764 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأَ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَة، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ {الم} حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيْمٌ حَرْفٌ». (¬1) =صحيح 765 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اقْرَؤوا الْقُرْآن فَإِنَّكُم تُؤْجَرُونَ عَلَيْهِ، وَكُل حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، أَمَا إِنِّي لاَ أَقُولُ {الم} حَرْف وَلَكِنْ أَلِفٌ عَشْر وَلاَمٌ عَشْرٌ وَمِيْمٌ عَشْرٌ فَتِلْكَ ثَلاَثُونَ». (¬2) =صحيح فصل * عَدَدُ أَحْرُف الْقُرْآن أَكْثَر مِنْ ثَلاَثمِائَة أَلْف حَرْف، وَفِي أَجْر خَتْمَتِهِ أَكْثَر مِنْ ثَلاَثة مَلايِين حَسَنَة، فَعِنْدَمَا تَقْرَأ بِالْبَسْمَلَة فَقَطْ، مائَة وَتِسْعُونَ حَسَنَة، وَعِنْدَ قِرَاءةِ صَفْحَة مَثَلاً آيَةُ الدَّيْن عَدَدُ حُرُوفهَا خَمْسُمَائَة واثنان وَخَمْسُونَ حَرْفاً، وَيساوي ثَوَابُها خَمْسَة ألآفٍ وَخَمْسَ مِئة وعشرين حَسَنَةً، وَسَيَأْتِي فِي نِهَايَة هَذَا الْبَاب ذِكْر بَعْض السُّوَر وَعَدَد حُرُوفِهَا وَحَسَنَاتِها للتَّرْغِيب فِي تِلاَوَةِ الْقُرْآن إِنْ شَاءَ الله. * وَقَالَ ابْنُ الْقِيِّم رَحِمَهُ الله - فِي شَأْن سُرْعَة الْقِرَاءة وَكَثْرَة الْحَسَنَات أَفْضَل أَمْ التَّدَبَّر وَالتَّرتِيل -: إِنَّ ثَوَابَ قِرَاءة التَّرْتِيل وَالتَّدَبر أَجَلُّ ¬

_ (¬1) الترمذي (2910) باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ما له من الأجر، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (3327). (¬2) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1/ 286)، تعليق الألباني "صحيح"، الجامع الصغير (1164)، الصحيحة (660).

فضل تعلم القرآن وتعليمه

وَأَرْفَع قَدْراً، وَثَوَاب كَثْرَة الْقِرَاءَة أَكْثَرُ عَدَداً، فَالأَوَّل: كَمَنْ تَصَدَّقَ بِجَوْهَرَةٍ عَظِيمَة أَوْ أَعْتَقَ عَبْداً قِيمَتُهُ نَفِيسة جِداً - هَذَا مَثَلُ حَسَنَة التَّدَبُّر - وَالثَّانِي كَمَنْ تَصَدَّقَ بِعَدَد كَثِير مِنْ الدَّرَاهِم، أَوْ أَعْتَقَ عَدَداً مِنَ الْعَبِيد قِيْمَتهُم رَخِيْصَة. (¬1) فَضْل تَعَلّم الْقُرآن وَتَعْلِيْمِه 766 - عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرآنَ وَعَلَّمَهُ». (¬2) =صحيح 767 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرآنَ وَعَلَّمَهُ». (¬3) =صحيح 768 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَينا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوماً وَنَحْنُ فِي الصُّفَّة (¬4) فَقَالَ: «أيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُو إِلَى بُطْحَان (¬5) أَوْ الْعَقِيق (¬6) فَيَأْتِي كُلَّ يَومٍ بِنَاقَتَينِ كَوْمَاوَين (¬7) زَهْرَاوَين، فَيَأْخُذهُما فِي غَيرِ إِثْم وَلاَ قَطْع رَحِم». قَالَ: قُلناَ كُلُنا يَا رَسُولَ اللهِ يُحِبُّ ذَلِكَ قَالَ: «فَلأنْ يَغْدُو أَحَدكُم إِلَى الْمَسْجِد فَيَتَعَلَّم آيَتَينِ مِن كِتَابِ اللهِ خَيرٌ لَهُ مِن نَاقَتَينِ وَثَلاثٌ خَيرٌ مِن ثَلاث وَأَرْبَع خَيرٌ مِن ¬

_ (¬1) زاد المعاد (1/ 339). (¬2) البخاري (4739) باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه. (¬3) البخاري (4740) الباب السابق. (¬4) الصفة: مكان في المسجد النبوي. (¬5) بطحان: اسم موضع بالقرب من المدينة. (¬6) العقيق: اسم واد بالمدينة. (¬7) كوماوين: الكوماء عظيمة السنام.

الجدال في القرآن

أَربَع، وَمِن أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإِبِلِ». (¬1) =صحيح الْجِدَال فِي الْقُرْآن 769 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْمِرَاءُ (¬2) فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ». (¬3) =حسن صحيح 770 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أُنْزِلَ الْقُرَآنُ عَلَى سَبْعَة أَحْرُف، الْمِرَاء فِي الْقُرَآن كُفْر». (¬4) =صحيح فَضْل الْقِرَاءَة فِي الْمُصْحَف 771 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ وَرَسُولَهُ فَلْيَقْرَأ فِي الْمُصْحَفِ». (¬5) =حسن فَضْل خَفْض الصُّوت فِي تِلاَوَةِ الْقُرْآن 772 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «الْجَاهِرُ بِالْقُرْآنِ: كَالْجَاهِر بِالصَّدَقَةِ، وَالْمُسِرُّ بِالْقُرْآنِ (¬6): كَالْمُسِرِّ ¬

_ (¬1) مسلم (803) باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه، أحمد (17444)، واللفظ له، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) المراء: الجدال. (¬3) أبو داود (4603) باب النهي عن الجدال في القرآن، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬4) أحمد (7976)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، السنن الكبرى (8093 (المراء في القرآن، واللفظ له، "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬5) حلية الأولياء (7/ 209)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (6289)، الصحيحة (2342). (¬6) المسر بالقرآن أفضل من الجاهر به، لأن صدقة السر أفضل عند العلماء من صدقة العلانية.

فضل قراءة القرآن في الصلاة

بِالصَّدَقَةِ». (¬1) =صحيح فَضْلُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي الصَّلاَةِ 773 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ أَنْ يَجِدَ فِيهِ ثَلاَثَ خَلَفَات (¬2) عِظَامٍ سِمَانٍ». قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «فَثَلاَثُ آيَاتٍ يَقْرَأُ بِهِنَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَثِ خَلَفَات عِظَامٍ سِمَانٍ». (¬3) =صحيح فَضْل الْمَاهِر بِالْقُرْآن 774 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ (¬4) مَعَ السَّفَرَةِ (¬5) الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآن وَيَتَتَعْتَعُ (¬6) فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ». (¬7) =صحيح 774/ 1. وعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ ¬

_ (¬1) أبو داود (1333) باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل، الترمذي (2919) باب ما جاء في تعليم القرآن، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) خلفات: هي الحوامل من الإبل، من أول حملها إلى نصف المدة تسمى: خلفة، وجمعها: خلفات، وبعد مضي نصف المدة تسمى: عشراء، وجمعها: عِشَار. (¬3) مسلم (802) باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه، ابن ماجه (3782) باب ثواب القرآن، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (9141)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬4) الماهر: هو الحاذق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف ولا تشق عليه القراءة لجودة حفظه وإتقانه. (¬5) مع السفرة: هم الملائكة. (¬6) ويتتعتع: هو الذي يتردد في تلاوته، لضعف حفظه فله أجران: أجر للقراءة، وأجر للمشقة. (¬7) مسلم (798) باب فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه، ورواه البخاري معلقا بهذا اللفظ (6/ 2742)، ورواه متصلا بلفظ "مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ .. " تقدم (757).

فضل ترتيل القرآن والخشوع وأن الملائكة تستمع له

السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ وَهُوَ يَشُقُّ عَلَيْهِ، لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ». (¬1) =صحيح فَضْل تَرْتِيل الْقُرْآن وَالْخُشُوع وَأَنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَسْتَمِعُ لَهُ 775 - عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ الْكَهْف، وَفِي الدَّارِ دَابَّةٌ فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ، فَنَظَرَ فَإِذَا ضَبَابَهٌ أَوْ سَحَابَةٌ قَدْ غَشِيَتْهُ قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «اقْرَأْ فُلاَنٌ! فَإِنَّهاَ السَّكِيْنَةُ تَنَزَّلَتْ عِنْدَ الْقُرْآنِ، أَوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ». (¬2) =صحيح 776 - عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَير رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! بَيْنَمَا أَنَا أَقْرَأُ اللَّيْلَةَ سُوْرَةَ الْبَقَرَة، إِذْ سَمِعْتُ وَجْبَةً مِنْ خَلْفِي، فَظَنَنْتُ أَنَّ فَرَسِي انْطَلَقَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اقْرَأْ يَا أَبَا عَتِيك!». فَالَتَفَتُّ، فَإِذَا مِثْل الْمِصْبَاحِ مُدَلًّى بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَرَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «اقْرَأْ يَا أَبَا عَتِيك!» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! فَمَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَمْضِيَ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «تِلْكَ الْمَلاَئِكَةُ، نَزَلَتْ لِقِرَاءَةِ سُوْرَةِ الْبَقَرَةِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ مَضَيْتَ، لَرَأَيْتَ الْعَجَائِبَ». (¬3) =صحيح 777 - عَنْ أَبَي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْر بَيْنَمَا هُوَ لَيْلَةً يَقْرَأُ فِي مِرْبَدِهِ (¬4) إِذْ جَالَتْ (¬5) فَرَسُهُ، فَقَرَأَ ثُمَّ جَالَتْ أُخْرَى، فَقَرَأَ ثُمَّ جَالَتْ أَيْضاً، قَالَ أُسَيْدٌ: فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى، فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَإِذَا مِثْلُ ¬

_ (¬1) أحمد (26070)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬2) متفق عليه، البخاري (3418) باب علامات النبوة في الإسلام، مسلم (795) باب نزول السكينة لقراءة القرآن، واللفظ له. (¬3) ابن حبان (776)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬4) مربده: المربد هو الموضع الذي يُيَبَّس فيه التمر. (¬5) جالت: أي: وثبت.

فضل سورة الفاتحة

الظُّلَّةِ (¬1) فَوْقَ رَأْسِي، فِيْهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا، قَالَ: فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! بَيْنَمَا أَنَا الْبَارِحَةَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ أَقْرَأُ فِي مِرْبَدِي إِذْ جَالَتْ فَرَسِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اقْرَأ ابْنَ حُضَيْر». قَالَ: فَقَرَأَتُ ثُمَّ جَالَتْ أَيْضَاً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اقْرَأ ابْنَ حُضَيْر». قَالَ: فَقَرَأْتُ ثُمَّ جَالَتْ أَيْضاً فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اقْرَأ ابْنَ حُضَيْر». قَالَ: فَانْصَرَفْتُ وَكَانَ يَحْيَى قَرِيباً مِنْهَا خَشِيتُ أَنْ تَطَأَهُ، فَرَأَيْتُ مِثْلَ الظُّلَّةِ، فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «تِلْكَ الْمَلاَئِكَةُ كَانَتْ تَسْتَمِعُ لَكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ لأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ مَا تَسْتَتِرُ مِنْهُمْ». (¬2) =صحيح فَضْل سُورَة الْفَاتِحَة 778 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ نَقِيضاً (¬3) مِنْ فَوْقِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: «هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ فَنَزَلَ مِنهُ مَلَكٌ». فَقَالَ: «هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرْضِ، لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ». فَسَلَّمَ وَقَالَ: «أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيْتَهُمَا، َ لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ، فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلاَّ أُعْطِيتَهُ». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) الظلة: هي ما يقي من الشمس كسحاب أو سقف منزل وغيره. (¬2) متفق عليه، البخاري (4730) باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن، مسلم (796) باب نزول السكينة لقراءة القرآن، واللفظ له. (¬3) نقيضا: أي: صوتا كصوت الباب إذا فتح. (¬4) مسلم (806) باب فضل الفاتحة وخواتم سورة البقرة والحث على قراءة الآيتين من آخر البقرة، واللفظ له، ابن حبان (775)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

779 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ عَلَى أُبَيّ بْنِ كَعْبٍ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَا أُبَيُّ». وَهُوَ يُصَلِّي، فَالْتَفَتَ أُبَيٌّ وَلَمْ يُجِبْهُ، وَصَلّى أُبَيٌّ فَخَفَّفَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ، مَا مَنَعَكَ يِا أَبَيُّ أَنْ تُجِيبَنِي إِذْ دَعُوْتُكَ؟». فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي كُنْتُ فِي الصَّلاَةِ، قَالَ: «أَفَلَمْ تَجِدُ فِيْمَا أُوْحِيَ إِلَيَّ أَنِ {اسْتَجِيبوُا لله وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}». قَالَ: بَلَى وَلاَ أَعُودُ إِنْ شَاءَ اللهُ قَالَ: «تُحِبُّ أَنْ أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يُنْزلْ فِي التَّورَاةِ وَلاَ فِي الإِنْجِيلِ وَلاَ فِي الزَّبُورِ وَلاَ فِي الْفُرقَانِ مِثْلُهَا؟». قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَيْفَ تَقْرَأُ فِي الصَّلاَةِ؟». قَالَ: فَقَرَأَ أمَّ الْقُرْآنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّورَاةِ وَلاَ فِي الإِنْجِيلِ وَلاَ فِي الزَّبُورِ وَلاَ فِي الْفُرقَانِ مِثْلُهَا، وِإِنَّهَا سَبْعٌ مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ الَّذِي أُعْطِيْتُهُ». (¬1) =صحيح 780 - عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي فَقَالَ: «أَلَمْ يَقُلِ اللهُ: {اسْتَجِيبوُا لله وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}». ثُمَّ قَالَ لِي: «لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُوْرَةٍ فِي الْقُرْآنِ، قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ». ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَقُلْ لأُعَلِمَنَّكَ سُورَهً هِيَ أَعْظَمُ سُورَهٍ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَ: «{الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ} هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ الَّذِي ¬

_ (¬1) الترمذي (2875) باب ما جاء في فضل فاتحة الكتاب، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (9334)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح وهذا إسناد حسن".

فضل قراءتها في الصلاة

أُوتِيتُهُ». (¬1) =صحيح 781 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَسِيرٍ فَنَزَلَ فَمَشَى رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى جَانْبِهِ فَالتَفَتَ إِلَيهِ فَقَالَ: «أَلاَ أُخْبِرُكَ بَأَفْضَلِ الْقُرآن؟» قَالَ: فَتَلاَ عَلَيْهِ {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِين}». (¬2) =صحيح فَضْل قِرَاءتها فِي الصَّلاَة 782 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ - ثَلاَثاً - غَيْرُ تَمَامٍ». فَقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الإِمَامِ، فَقَالَ: اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ للهِ رِبِّ الْعاَلَمِينَ} قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {الرَّحْمَنِ لرَّحِيمِ} قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي (وَقاَلَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِليَّ عَبْدِي) فَإِذَا قَالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَالَ: هَذَا بِيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أّنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوِب عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ». (¬3) =صحيح 783 - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ ¬

_ (¬1) البخاري (4204) باب وسميت أم الكتاب. (¬2) ابن حبان (774)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬3) مسلم (395) باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة وإنه إذا لم يحسن الفاتحة ولا أمكنه تعلمها قرأ ما تيسر له من غيرها، ابن حبان (1781)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

فضل آية الكرسي

صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ». (¬1) =صحيح فَضْل آيَة الْكُرسِي 784 - عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ! أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟». قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ! أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟». قَالَ: قُلْتُ: {اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ: «وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعَلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ». (¬2) =صحيح زَادَ أَحْمَد: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيِدَهِ! إِنَّ لَهَا لِسَاناً وَشَفَتَينِ، تُقَدِّس الْمَلِكَ عَنْدِ سَاقِ الْعَرشِ» (¬3) =صحيح 785 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِي، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ مَكْتُوبَة، لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلاَّ أَنْ يَمُوتَ». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (723) باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر وما يجهر فيها وما يخافت، مسلم (394) الباب السابق، أحمد (22795)، واللفظ له، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬2) مسلم (810) باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي، واللفظ له، مستدرك الحاكم (5326)، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح". (¬3) أحمد (21315)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (1471)، الصحيحة (3410). (¬4) سنن النسائي الكبرى (9928 (ثواب من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6464).

فضل خواتم سورة البقرة

فَضْل خَوَاتِم سُورَة الْبَقَرَة 786 - عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأَ هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ، كَفَتَاهُ». (¬1) =صحيح 787 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أُعْطِيْتُ خَوَاتِمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرشِ، ولَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي». (¬2) =صحيح 788 - عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ كِتَاباً قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِأَلْفَي عَامٍ، أَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَلاَ يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلاَثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ». (¬3) =صحيح فَضْل سُورَة الْبَقَرَة وَآلِ عِمْرَان 789 - عَنْ بُرَيْدَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِندَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «تَعَلَّمُوا سُوْرَةَ الْبَقَرَة وَآلِ عِمْرَان؛ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ يُظِلاَّنِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَة كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافّ (¬4)». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (4722) باب فضل سورة البقرة، مسلم (808) باب فضل الفاتحة وخواتم سورة البقرة والحث على قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة، واللفظ له. (¬2) أحمد (21604)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح لغيره"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1060)، الصحيحة (1482). (¬3) الترمذي (2882) باب ما جاء في آخر سورة البقرة، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) صواف: جمع صافة، وهي صفة الطير عندما يبسط جناحيه في الهواء. (¬5) أحمد (22211)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين"، مستدرك الحاكم (2057) باب ما جاء في آخر سورة البقرة، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (1466).

790 - عَنْ أَبِي أُمَامَهَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْرَاوَيْنِ (¬1) الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيِايَتَانِ (¬2) أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافٍّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَؤُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلاَ تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ (¬3)». (¬4) =صحيح 791 - عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ، تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ». وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلاَثَةَ أَمْثاَلٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ قَالَ: «كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ (¬5) أَوْ ظُلًّتاَنِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ (¬6) أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ (¬7) مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا». (¬8) =صحيح 792 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، وَإِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ الْبَقَرَةُ لاَ يَدْخُلُهُ الشَّيْطَانُ». (¬9) =صحيح 793 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ ¬

_ (¬1) الزهراوين: سميتا الزهراوين لنورهما وهدايتهما وعظيم أجرهما. (¬2) غيابتان: الغيابتان والغمامتان بمعنى واحد. (¬3) البطلة: هم السحرة، ومعنى لا تستطيعها: أي: لا تقدر على تحصيلها. (¬4) مسلم (804) باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة، أحمد (22247) تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح". (¬5) غمامتان: الغمامة كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه سحابه أو غبرة وغيرهما. (¬6) بينهما شرق: أي: ضياء ونور. (¬7) حزقان: أي: قطيعان. (¬8) مسلم (805) الباب السابق، أحمد (17674)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬9) الترمذي (2877) باب ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي، تعليق الألباني "صحيح".

فضل سورة الكهف

مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ». (¬1) =صحيح فَضْل سُورَة الْكَهْف 794 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ». وَفِي رِوَايَةٍ «مِنْ آخِرِ الْكَهْفِ». (¬2) =صحيح 795 - عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَرَأَ سُوْرَة الْكَهْف في يَوْمِ الْجُمُعَةِ، أَضَاءَ لَهُ مِنَ الْنُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ». (¬3) =صحيح 796 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأَ سُوْرَة الْكَهْف يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَضَاءَ لَهُ النُّور مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْت الْعَتِيْق». (¬4) =صحيح فَضْل سُورَة الْفَتْح 797 - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَة سُورَةٌ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ». ثُمَّ قَرَأَ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً}. (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) مسلم (780) باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد، أحمد (7808)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬2) مسلم (809) باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي، أحمد (21760)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) سنن البيهقي الكبرى (5792) باب ما يؤمر به في ليلة الجمعة ويومها من كثرة الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقراءة سورة الكهف وغيرها، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6470)، الترغيب والترهيب (736). (¬4) شعب الإيمان (3039)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6471). (¬5) البخاري (3943) باب غزوة الحديبية.

فضل سورة الملك

فَضْل سُورَة الْمُلْك 798 - عَنِ ابْنِ مَسْعوُدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «سُورَةُ {تَبَارَكَ} هِيَ الْمَانِعَةٌ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ». (¬1) =صحيح 799 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ ثَلاَثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ وَهِيَ سُورَةُ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}». (¬2) =حسن 800 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «سُورَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هِيَ إِلاَّ ثَلاَثُونَ آيَةً، خَاصَمَتْ عَنْ صَاحِبِهَا حَتَّى أَدْخَلَتْهُ الْجَنَّةَ، وَهِيَ {تَبَارَكَ}». (¬3) =حسن فَضْل سُوَرة الْكَافِرُون وَالصَّمَد 801 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: « .. (¬4) قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد تَعْدِلُ ثُلثَ القرآنِ، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون تَعْدِلُ رُبُعَ الْقُرآنِ». (¬5) =صحيح 802 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ». فَقَالَ عُمَرُ بْنُ ¬

_ (¬1) طبقات المحدثين بأصبهان (526)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3643)، الصحيحة (1140). (¬2) الترمذي (2891) باب ما جاء في سورة الملك، تعليق الألباني "حسن". (¬3) المعجم الأوسط (3654)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3644). (¬4) مكان النقط جمله ضعيفه وهي "إذا زلزلت تعدل نصف القرآن". قال الألباني "صحيح دون فضل زلزلت". (¬5) الترمذي (2894)، تعليق الألباني "صحيح دون فضل (زلزلت) ".

الْخَطَّابِ: إِذَنْ أَسْتَكْثِرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ». (¬1) =حسن 802/ 1. وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد} حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْر مَرَّات بَنَى اللهُ لَهُ قَصْراً فِي الْجَنَّة». (¬2) =حسن 803 - عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ (¬3)». (¬4) =صحيح 804 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ». قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: «{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ (¬5) ثُلُثَ الْقُرْآنِ». (¬6) =صحيح 805 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَقْبَلْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ} فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَجَبَتْ». قُلْتُ: وَمَا وَجَبَتْ؟ قَالَ: «الْجَنَّةُ». (¬7) =صحيح 806 - عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَل عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ ¬

_ (¬1) أحمد (15648)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (6472)، الصحيحة (589). (¬2) عمل اليوم والليلة لابن السني (692)، تعليق الألباني "حسن"، الصحيحة (589). (¬3) أي: له مثل أجر قراءة ثلث القرآن. (¬4) السنن الكبرى للنسائي (10521)، (10522)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6473). (¬5) تعدل: تساوي، فمن قرأها حصل له من الأجر مثل من قرأ ثلث اللقرآن. (¬6) متفق عليه، البخاري (4727) باب فضل {قل هو الله أحد}، مسلم (811) باب فضل قراءة {قل هو الله أحد}، واللفظ له. (¬7) النسائي (994 (الفضل في قراءة قل هو الله أحد، الترمذي (2897) باب ما جاء في سورة الإخلاص، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح".

فضل المعوذتين

لِنَوْفَل: «اقْرَأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكِافِرُون} ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ». (¬1) =صحيح فَضْل الْمُعَوَّذَتَين 807 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أُنْزِلَ أَوْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَاتٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ الْمُعَوَّذَتَيْنِ». (¬2) =صحيح 808 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اقْرأَ بِالْمُعَوَّذَتَيْنِ فَإِنَّكَ لَنْ تَقْرأَ بِمِثْلِهِمَا». (¬3) =صحيح 809 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَنْ تَقْرَأَ شَيْئاً أَبْلَغَ عِنْدَ اللهِ مِنْ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}». (¬4) =صحيح 810 - وعنه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَا عُقْبَة بْنُ عَامِرٍ! إِنَّكَ لَنْ تَقْرَأ سُورَةً أَحَبَّ إِلَى اللهِ وَلاَ أَبْلَغَ عِنْدَهُ مِنْ أَنْ تَقْرَأَ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق} فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ تَفُوتَكَ فِي صَلاَةٍ فَافْعَلْ». (¬5) =صحيح فصل * هَذِهِ بَعْض السّوَر مَعَ بَيَان عَدَد حُروفَها وَحَسَنَاتها بِدُون الْبَسْمَلَة. ¬

_ (¬1) أبو داود (5055) باب ما يقال عند النوم، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) مسلم (814) باب فضل قراءة المعوذتين، أحمد (17341)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، النسائي (5440) كتاب الاستعاذه، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أحمد (17360)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1160)، (¬4) النسائي (953) باب الفضل في قراءة المعوذتين، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) ابن حبان (1839)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي".

عَدَد حُروف الْقُرآن (340740) ثلاثمائة وأربعون ألف وسبعمائة وأربعون حرفا هَذَا مَا أَجْمَعَ عَلَيهِ السَّلَف كَمَا هُوَ مُبَين فِي الصَّفْحَة الثَّامِنَة مِنْ تَفْسِير بْنِ كَثِير وَفِي أَجْرِ خَتْمَتِهِ أَكْثَر مِنْ (3407400) ثَلاَثَة مَلايَين وَأَرْبَع مائة أَلْف وَسَبْعة ألآف وَأَرْبَعمائة حَسَنَة. السورة ... ... عدد الأحرف ... أجر تلاوتها الفاتحة ... ... 125 ... 1250حسنة الجزء الأول من سورة البقرة ... 1692 ... 16920حسنة آية الكرسي ... 189 ... 1890حسنة آمن الرسول آخر سورة البقرة ... 360 ... 3600حسنة سورة البقرة ... 26152 ... 261520حسنة السجدة ... ... 1563 ... 15630حسنة الشمس ... ... 253 ... 2530حسنة الإخلاص ... 47 ... 470 حسنة الفلق ... ... 71 ... 710 حسنة الناس ... ... 80 ... 800 حسنة المسد ... ... 81 ... 810 حسنة وَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ بِسُوْرَتَي «الْمُلك، وَالسَّجْدَة عِنْدَ مَنَامِهِ». كَمَا فِي حَدِيثٍ سَيَأْتِي بِرَقْم «957». فَمَنْ قَرَأَ بِهِمَا عِنْدَ مَنَامِهِ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ بِإِذْنِ اللهِ «28700». حَسَنَةً، ثَمَانِية وَعِشْرُون أَلْف وَسَبْعُمِائَة حَسَنَة.

وَفِي قِرَاءةِ سُوْرَة الْبَقَرَة أَكْثَر مِنْ رُبْع مَلْيِون حَسَنَة. هَذَا الثَّوَب إِنْ كَانَتْ الْحَسَنَة بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَرُبَّمَا تُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ إِلَى عِشْرِين أَوْ ثَلاَثِين أَوْ مِائَة أَوْ سَبْعَمِائَة أَوْ أَكْثَر، فَالْعَدَد مُتَفَاوت مَا بَينَ عَشْر إِلَى سَبْعمِائَة أَوْ أَكْثَر فَهَذَا إِلَى الله، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - «يَقُولُ اللهُ: إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَة فَلاَ تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا، فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْف». (¬1) - صحيح وَهَذِهِ بِشَارَة فَتِلاَوَة الْقُرْآن لِمُدَّةِ دَقَائِق تَأْتِي بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى بِسَيْلٍ مِنَ الْحَسَنَاتِ. وَسُوْرَةُ الإِخْلاَص أَخْبَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهَا «تَعْدِلُ ثُلُث الْقُرْآن». وَثَوُاب قِراءَتِها ثَلاَث مَرَّآتٍ مِثْلُ ثَوَاب خَتْم الْقُرْآن، وَلَكِن لاَ تُغْنِي عَنْ قِرَاءة الْقُرْآنِ وَخَتْمِه. ******* ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (7062) باب قول الله تعالى {يريدون أن يبدلوا كلام الله}، واللفظ له، مسلم (128 (باب إذا هم العبد بحسنة كتبت وإذا هم بسيئة لم تكتب.

باب الذكر

بَابُ الذِّكْر فَضْل مَجَالِس الذِّكْرِ 811 - عَنْ سَهْلِ بْنِ حَنْظَلَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِساً يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ فَيَقُومُونَ، حَتَّى يُقَالَ لَهُمْ: قُومُوا قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ، وَبُدِّلَتْ سَيِّئاتكُمْ حَسَنَاتٍ». (¬1) =صحيح 812 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «لاَ يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ حَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِيْنَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ». (¬2) =صحيح فَضْل ذِكْر الله 813 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ سَاعَة تَمُرّ بِابْنِ آدَمَ لَمْ يَذْكُر اللهَ فِيهَا إِلاَّ تَحَسَّرَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَة». (¬3) =حسن 814 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلاً قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) المعجم الكبير (639)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5610)، الصحيحة (2210). (¬2) مسلم (2700) باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، ابن حبان (852)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) حلية الأولياء (5/ 362)، شعب الإيمان (511 (فصل في إدامة ذكر الله عز وجل .. واللفظ له، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5720). (¬4) أحمد (22132)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5644).

فضل ذكر الله في المسير

815 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْر الْمُازَنِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيَانِ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ أَحَدهُمَا: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ قَالَ: «طُوبَى لِمَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ». وَقَالَ الآخَر: أَيُّ الْعَمَلِ خَيْرٌ قَالَ: «أَنْ تُفَارِقَ الدُّنْيَا وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللهِ». (¬1) =صحيح 816 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «ثَلاثَةٌ لا يَردُّ اللهُ دُعَاءَهُمْ: الذَّاكر الله كَثِيراً، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَالإِمَامُ الْمُقْسِط». (¬2) =حسن 817 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ (¬3) وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ، فَتَضْرِبُوا أَعنْاَقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟». قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى». (¬4) =صحيح فَضْل ذِكْر الله فِي الْمَسيْر 818 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ رَاكِبٍ يَخْلُو فِي مَسيْرِهِ بِاللهِ وَذِكْرِهِ إِلاَّ كَانَ رَدْفهُ (¬5) مَلَكٌ، وَلاَ يَخْلُو بِشِعرٍ وَنَحْوِهِ إِلاَّ كَانَ رَدْفهُ شَيْطَانٌ». (¬6) =حسن ¬

_ (¬1) حلية الأولياء (3282)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3282). (¬2) شعب الإيمان (7358)، تعليق الألباني "حسن"، الجامع الصغير (3064)، السلسلة الصحيحة (1211). (¬3) الورق: الفضة. (¬4) الترمذي (3377)، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) ردفه: الرديف هو الذي يركب خلف الراكب، وكل شيء تبع شيئا فهو ردفه، وقال المناوي "ردفه ملك: أي: ركب معه خلفه". فيض القدير (8033). (¬6) المعجم الكبير (895)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5706).

كلمات أجرهن أكثر من ذكر الله الليل مع النهار

819 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِساً لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فِيهِ، إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً (¬1) ومَا مَشَى أَحَدٌ مَمْشًى لَمْ يَذْكُرِ اللهَ فِيهِ، إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً، وَمَا أَوَى أَحَدٌ إِلَى فِرَاشِهِ وَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ فِيهِ، إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً». (¬2) =صحيح كَلِمَات أَجْرهُن أَكْثَرُ مِنْ ذِكْر اللهِ اللَّيْل مَعَ النَّهَار 820 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَآنِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أُحَرِّكُ شَفَتَيَّ، فَقَالَ: «مَا تَقُوْلُ يَا أَبَا أُمَامَةَ؟». قُلْتُ: أَذْكُرُ اللهَ، قَالَ: «أَفَلاَ أَدلُّكَ عَلَى مَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذِكْرِكَ اللهِ اللَّيْلَ مَعَ النَّهَار، تَقُولُ: الْحَمْدُ للهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ للهِ مِلءَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ للهِ عَدَدَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْض، وَالْحَمْدُ للهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابهُ، وَالْحَمْدُ للهِ مَلءَ مَا أَحْصَى كِتَابهُ، وَالْحَمْدُ للهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْحَمْدُ للهِ مِلءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَتُسَبِّحُ اللهَ مِثْلَهُنَّ». ثُمَّ قَالَ: «تُعَلِّمُهُنَّ عَقِبَكَ مِنْ بَعْدِكَ». (¬3) =صحيح 821 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ جُويرِيَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِىَ فِي مَسْجِدِهَا (¬4) ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: «مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟» قَالَتْ: ¬

_ (¬1) ترة: أي: حسرة وندامة. (¬2) ابن حبان (850)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح". (¬3) أحمد (22198) تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن سالما - وهو ابن أبي الجعد الأشجعي الكوفي - صاحب تدليس وإرسال"، المعجم الكبير (7930)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1615)، الصحيحة (2578). (¬4) في مسجدها: أي: موضع صلاتها.

فضل ذكر الله عند التعثر

نَعَمْ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ». (¬1) =صحيح فَضْل ذِكر اللهِ عِندَ التَّعَثُّر 822 - عَنْ أَبِي الْمَلِيح، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَعَثَرَتْ دَابَّتُهُ، فَقُلتُ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: «لا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطُانُ فَإِنَّكَ إِذَا قُلتَ ذَلِكَ تَعَاظَمَ حَتَّى يَكُونَ مِثلَ الَبَيتِ وَيَقُولُ: بِقُوَّتِي، وَلَكِن قُلْ: بِسْمِ اللهِ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلتَ ذَلِكَ تَصَاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثلَ الذُّبَابِ». (¬2) =صحيح فَضْل كَلِمَة لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله 823 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَوْصِنِي قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَة، فَأَتْبِعْهَا حَسَنَة تَمْحُهَا». قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَمِنَ الْحَسَنَاتِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؟ قَالَ: «هِيَ أَفْضَلُ الْحَسَنَاتِ». (¬3) (¬4) *صحيح 824 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) مسلم (2726) باب التسبيح أول النهار وعند النوم، واللفظ له، أبو داود (1503) باب التسبيح بالحصى، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) أبو داود (4982) باب لا يقال خبثت نفسي، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أحمد (21525)، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3162). (¬4) روى هذا الحديث الإمام أحمد عن أبي معاويه عن الأعمش عن شمر بن عطية عن أشياخة عن أبي ذر، وفي إسناد هذا الحديث رجل مجهول هو شيخ شمر بن عطية، ولكن وُجِدَ متابعا لِشَمَّر كما في حلية الأولياء (4/ 218 (رواه الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر؛ والحديث صححة الألباني في الترغيب (3162 (وقال ابن حجر في الأمالي المطلقة "هذا حديث حسن"، ويقصد الإسناد الذي رواه الأعمش عن إبراهيم عن أبيه (1/ 129).

فضل من قالها عند موته

يَقُولُ: «أَفْضَلُ الذِّكْرِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ للهِ». (¬1) =حسن 825 - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ». (¬2) =صحيح 826 - عَنْ عتبَانَ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ عتبَانَ فَقُلْتُ: حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ قَالَ: أَصَابَنِي فِي بَصَرِي بَعْضُ الشَّيْءِ، فَبَعَثْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنِّي أُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنِي فَتُصَلِّيَ فِي مَنْزِلِي فَأَتَّخِذَهُ مُصَلًّى قَالَ: فَأَتَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَمَنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَدَخَلَ وَهُوَ يُصَلِّي فِي مَنْزِلِي وَأَصْحَابُهُ يَتَحَدَّثُونَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ أَسْنَدُوا عُظْمَ ذَلِكَ وَكِبَرَهُ إِلَى مَالِكِ بْنِ دُخْشُمٍ قَالُوا: وَدُّوا أَنَّهُ دَعَا عَلَيْهِ فَهَلَكَ، وَوَدُّوا أَنَّهُ أَصَابَهُ شَرٌّ فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّلاةَ وَقَالَ: «أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟». قَالُوا: إِنَّهُ يَقُولُ ذَلِكَ وَمَا هُوَ فِي قَلْبِهِ، قَالَ: «لاَ يَشْهَدُ أَحَدٌ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَيَدْخُلَ النَّارَ أَوْ تَطْعَمَهُ». (¬3) =صحيح فَضْل مَنْ قَالَهَا عِنْدَ مَوْتِهِ 827 - عَنْ طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَهً لاَ يَقُولُهَا أَحَدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ، إِلاَّ كَانَتْ نُوْراً لِصَحِيْفَتِهِ، وَإِنَّ جَسَدَهُ ¬

_ (¬1) الترمذي (3383) باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة، ابن ماجه (3800) باب فضل الحامدين، تعليق الألباني "حسن". (¬2) مسلم (29) باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا. (¬3) مسلم باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا، أبو يعلى (1505) تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح".

وَرُوحَهُ لَيَجِدَانِ لَهَا رَوْحاً عِنْدَ الْمَوتِ». (¬1) =صحيح 828 - وفي لفظ: «إِنِّي لأعْلَمُ كَلِمَةً لا يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ، إِلاَّ أَشْرَقَ لَهَا لَونهُ وَنَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُربَتَهُ». (¬2) =صحيح 829 - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنِّي لأعْلَمُ كَلِمَةً لا يَقُولهُا عَبْدٌ حَقاً مِنْ قَلْبِهِ فَيَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ، إِلاَّ حُرِّمَ عَلَى النَّارِ لا إِلَهَ إِلاَّ الله». (¬3) =صحيح 830 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهُ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَانَ آخْرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ». (¬4) =صحيح 831 - عَنْ أبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ». قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ». قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ». قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ». وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا قَالَ: وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي ذَرٍّ. (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) تقدم برقم (652) تعليق الألباني "صحيح". (¬2) الأحاديث المختارة (837)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح". (¬3) الأحاديث المختارة (250)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح". (¬4) أَبو داود (3116) باب في التلقين، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) متفق عليه، البخاري (5489) باب الثياب البيض، واللفظ له، مسلم (94) باب من مات لا يشرك بالله شيء دخل الجنة ومن مات مشركا دخل النار.

فضل من قالها مرة

فَضْل مَنْ قَالَهَا مَرّة 832 - عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيْر، كَانَ لَهُ كَعَدْلِ مُحَرَّرٍ أَوْ مُحَرَّرَيْنِ». (¬1) =صحيح 833 - عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحُمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْر، أَوْ مَنَحَ (¬2) مَنِيحَةً (¬3) أَوْ هَدَى زُقَاقاً (¬4) كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَة». (¬5) =صحيح فَضْل مَنْ قَالَهَا عَشْر مَرَّات 834 - عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مِرَارٍ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ». (¬6) =صحيح 835 - عَنْ عُمَارَةَ بْنِ شَبِيبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمْيتُ، ¬

_ (¬1) المعجم الكبير (4017)، تعليق الألباني "شاذ"، وصححه غيره، وقال الهيثمي "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح". (¬2) منح: أعطى. (¬3) منيحة: هي الناقة يعطيها الرجل ليشربون لبنها وينتفعون من وبرها مدة ثم يردونها إليه، وتسمى الناقة المعطاة على هذا الوجه منيحة. (¬4) هدى زقاقا: الزقاق بالضم الطريق يريد من دل الضال أو الأعمى على طريقه. (¬5) أحمد (18554)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (1535). (¬6) متفق عليه، البخاري (6041) باب فضل التهليل، مسلم (2693) باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، واللفظ له.

فضل من قالها مائة مرة

وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير، عَشْرَ مَرَّاتٍ عَلَى إِثْرِ (¬1) الْمَغْرِبِ، بَعَثَ اللهَ لَهُ مَسْلَحهً (¬2) يَحْفَظُونَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ مُوجِبَاتٍ (¬3) وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئاتٍ مُوْبِقَاتٍ (¬4) وَكَانَتْ لَهُ بِعَدْلِ عَشْرِ رِقَابٍ مُؤْمِنَاتٍ». (¬5) =حسن فَضْل مَنْ قَالَهَا مِائة مَرَّة 836 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلُ (¬6) عَشْرُ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مائَةُ حسنةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزاً (¬7) مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِي، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إَلاَّ رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنهُ». (¬8) =صحيح فَضْلُ مَنْ قَالَهَا مِائتَي مَرَّة 837 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحُمْدُ وَهُوَ عَلَى ¬

_ (¬1) على أثر: أي: بَعْد. (¬2) مسلحة: المسلحة القوم الذين يحفظون الثغور من العدو وسموا مسلحة لأنهم يكونون ذوي سلاح أو لأنهم يسكنون المسلحة وهي كالثغر. (¬3) موجبات: أي: للجنة. (¬4) موبقات: مهلكات. (¬5) الترمذي (3534)، تعليق الألباني "حسن". (¬6) عدل رقبة: أي: مثل عتقها. (¬7) في حرز: أي: في حفظ وصون. (¬8) متفق عليه البخاري (6040) باب فضل التهليل، واللفظ له، مسلم (2691) باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء.

فضل لا إله إلا أنت سبحانك

كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، مِائَتي مَرَّهٍ فِي يَوْمٍ، لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ، وَلاَ يُدْرِكْهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ، إِلاَّ بِأَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ». (¬1) =صحيح فَضْل لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَك 838 - عَنْ سَعْد رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «دَعْوُةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ». (¬2) =صحيح فَضْل سُبْحَانَ الله الْعَظِيْم وَبِحَمْدِه 839 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ حِيْنَ يُصْبِحُ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيم وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّهٍ، وَإِذَا أَمْسَى كَذَلِكَ، لَمْ يُوافِ أَحَدٌ مِنَ الْخَلاَئِقِ بِمِثْلِ مَا وَافَى». (¬3) =صحيح 840 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيم وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ». (¬4) =صحيح 841 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ غُرِسَ لَهُ شَجَرَة فِي الْجَنَّةِ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (6740) تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح وهذا إسناده حسن"، تعليق أحمد شاكر "إسناده صحيح". (¬2) الترمذي (3505)، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أَبو داود (5091) باب ما يقول إذا أصبح، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) الترمذي (3464)، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) ابن حبان (824)، تعليق الألباني "صحيح".

فضل سبحان الله وبحمده

فَضْل سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِه 842 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إَلاَّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ». (¬1) =صحيح 843 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلاَمِ إِلَى اللهِ؟». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَخْبِرْنِي بَأَحَبِّ الْكَلاَمِ إِلَى اللهِ، فَقَالَ: «إِنَّ أَحَبَّ الْكَلاَمِ إِلَى اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ». (¬2) =صحيح 844 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ: أَيُّ الْكَلاَمِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَا اصْطَفَى (¬3) اللهُ لِمَلاَئِكَتِهِ أَوْ لِعِبَادِهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ». (¬4) =صحيح 845 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَادَهُ، أَوْ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ عَادَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الْكَلاَمِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: «مَا اصْطَفَى اللهُ لِمَلاَئِكَتِهِ: سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ». (¬5) =صحيح 846 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَبِيبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) مسلم (2692) باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، أحمد (8821)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) مسلم (2731) باب فضل سبحان الله وبحمده، واللفظ له، أحمد (21466)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) ما اصطفى: أي: ما اختار. (¬4) مسلم (2731) الباب السابق، أحمد (21569)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬5) الترمذي (3593) باب أي: الكلام أحب إلى الله، تعليق الألباني "صحيح".

«مَنْ ضَنَّ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، وَبِاللَّيْلِ أَنْ يُكَابِدَهُ، فَعَلَيْهِ بِسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ». (¬1) =صحيح 847 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ هَالَهُ اللَّيلُ أَنْ يُكَابِدَهُ، أَوْ بَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنفِقَهُ، أَوْ جَبُنَ عَنِ الْعَدِوِّ أَنْ يُقَاتِلَهُ، فَلْيُكْثِرْ مِنْ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمدِهِ، فَإِنَّهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ جَبَلِ ذَهَبٍ يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ». (¬2) =صحيح لغيره 848 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ». (¬3) =صحيح 849 - عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبسَةَ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّهُ قَالَ: «مَا تَسْتَقِلُّ الشَّمْسُ فَيَبْقَى شَيْءٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ سَبَّحَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَحَمِدَهُ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنَ الشَّيَطِان وَأَعْتَى بَنِي آدَمَ». فَسَأَلْتُ عَنْ أَعْتَى بَنِي آدَمَ، فَقَالَ: «شِرَارُ الْخَلْقِ - أَوْ قَالَ: شِرَارُ خَلْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ -». (¬4) =حسن 850 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ ¬

_ (¬1) معرفة الصحابة لابي نعيم (3627)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6377). (¬2) المعجم الكبير (7800)، تعليق الألباني "صحيح لغيره"، الترغيب والترهيب (1541). (¬3) متفق عليه، البخاري (646) باب فضل التسبيح، مسلم (2694) باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، واللفظ له. (¬4) عمل اليوم والليلة لابن السني (148)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5599).

فضل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر

الْبَحْرِ». (¬1) =صحيح فَضْل سُبْحَان الله والْحَمْدُ لله ولا إِلَهَ إِلاًّ الله واللهُ اكْبَر 851 - عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيَعْجَزُ أَحَدكُمْ أَنْ يَعْمَلَ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلَ أُحُدٍ؟». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ؟ قَالَ: «كُلُّكُمْ يَسْتَطِيعُهُ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُوَ؟ قَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ، وَالْحَمْدُ للهِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ، وَاللهُ أَكْبَرُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ». (¬2) (¬3) *رجاله ثقات 852 - عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَحَبُّ الْكَلاَمِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ واللهُ اكْبَرُ، لاَ يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ، وَلاَ تُسَمِّيَنَّ غُلاَمَكَ يَسَاراً وَلاَ رَبَاحاً وَلاَ نَجِيحاً وَلاَ أَفْلَحَ، فَإِنَّكَ تَقُولُ: أَثَمَّ هُوَ؟ فَلاَ يَكُون فَيَقُولُ: لاَ (¬4)». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (645) الباب السابق، واللفظ له، مسلم (2691) الباب السابق. (¬2) السنن الكبرى (1672 (أفضل الذكر وأفضل الدعاء. (¬3) قال الهيثمي عن هذا الحديث "رواه الطبراني والبزار ورجالهما رجال الصحيح". وقال عبد العظيم المنذري "رجاله رجال الصحيح إلا شيخ النسائي عمرو بن منصور وهو ثقه". إلا أنه تردد في سماع الحسن من عمران بن حصين؛ وفي تهذيب الكمال للمزي ذكر أن الحسن روى عن عمران بن حصين، وذكر الذهبي شمس الدين في تذكرة الحفاظ، وفي سير أعلام النبلاء أن الحسن حدث عن عمران بن حصين، وقال أحمد بن حنبل: لا يصح سماع الحسن من عمران بن حصين. (¬4) شرح الحديث "لا تسم غلامك" أي: صبيك أو عبدك "رباح" من الربح ضد الخسارة "ولا أفلح" من الفلاح وهو الفوز "ولا يسار" من اليسر ضد العسر "ولا نجيح" من النجح وهو الظفر "أثم" أي: أهناك "هو" أي: المسمى بأحد هذه الأسماء المذكورة فيقال "لا" أي: ليس هناك رباح أو أفلح أو يسار أو نجيح، فلا يحسن مثل هذا في التفاؤل أو فيكره لشناعة الجواب، في شرح السنة: معنى هذا أن الناس يقصدون بهذه الأسماء التفاؤل بحسن ألفاظها أو معانيها وربما ينقلب عليهم ما قصدوه إلى الضد إذا سألوا فقالوا: أثم يسار أو نجيح فقيل: لا تتطيروا بنفيه واضمروا اليأس من اليسر وغيره فنهاهم عن السبب الذي يجلب سوء الظن والإياس من الخير. تحفة الأحوذي (7/ 152). (¬5) مسلم (2137) باب كراهة التسمية بالأسماء القبيحة وبنافع ونحوه، أحمد (20119)، تعليق شعيب الأرنؤوط =

853 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ اكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ». (¬1) =صحيح 854 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ: أَنَّ نَفَراً مِنْ بَنِي عَذْرة ثَلاَثَة أَتَوْا النَّبَيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَسْلَمُوا، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ يَكْفِنيهمْ». قَالَ طَلْحَةُ: أَنَا، قَالَ: فَكَانُوا عِنْدَ طَلْحَةَ فَبَعَثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْثاً فَخَرَجَ فِيهِ أَحَدُهُم فَاسْتُشْهِدَ، قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ بَعْثاً فَخَرَجَ فِيهِمْ آخَر فَاسْتُشْهِدَ، قَالَ: ثُمَّ مَاتَ الثَّالِثُ عَلَى فِرَاشِهِ، قَالَ طَلْحَة: فَرَأَيْتُ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثة الَّذِيْن كَانُوا عِنْدِي فِي الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ الْمَيَّتَ عَلَى فِرَاشِهِ أمَامَهُمْ، وَرَأَيْتُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ أَخِيراً يَلِيهِ، وَرَأَيْتُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ أَوَّلَهُمْ آخِرَهُمْ، قَالَ: فَدَخَلَنِي (¬2) مِنْ ذَلِكَ قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَا أَنْكَرتَ مِنْ ذَلِكَ؟ لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَمَّرُ فِي الإِسْلاَمِ لِتَسْبِيحِهِ وَتَكْبِيرِهِ وَتَهْلِيلِهِ». (¬3) =حسن 855 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «خُذوا جُنَّتَكُمْ (¬4)». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! أَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ؟ قَالَ: «لاَ، وَلَكِن جُنَّتكُمْ مِنَ النَّارِ قُولُ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، فَإِنَّهُنَّ يَأتِينَ ¬

_ = "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬1) مسلم (2695) باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، ابن حبان (831)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬2) فدخلني: أي: الشك. (¬3) أبو يعلى (634) تعليق حسين سليم أسد "رجاله رجال الصحيح"، أحمد (1401)، واللفظ له، تعليق الألباني "حسن"، الصحيحة (654). (¬4) جنتكم: أي: ما يستركم ويقيكم.

يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُجنّباتٍ وَمُعَقِّباتٍ (¬1) وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ». (¬2) =حسن 856 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِشَجَرَةٍ يَابِسَةِ الْوَرقِ فَضَرَبَهَا بِعَصَاهُ فَتَنَاثَرَ الْوَرقُ، فَقَالَ: «إِنَّ الْحَمْدَ للهِ وَسُبْحَانَ اللهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ، لَتُسَاقِطُ مِنْ ذُنُوبِ الْعَبْدِ، كَمَا تَسَاقَطَ وَرَقُ هَذِهِ الشَّجَرِةِ». (¬3) =حسن 857 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَغْرِسُ غَرْساً فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! مَا الَّذِي تَغْرِسُ؟». قُلْتُ: غِرَاساً لِي، قَالَ: «أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى غِرَاسٍ خَيرٍ لَكَ مِنْ هَذَا؟». قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: «قُلْ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ، يُغْرَسُ لَكَ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ». (¬4) =صحيح 858 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقِيْتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أَقْرِئ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ، وَأَخْبِرهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ، عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيْعَانٌ (¬5) وَأَنَّ غِرَاسَهَا: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ». (¬6) =حسن 859 - عَنْ مُصْعبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) مجنبات ومعقبات: مجنبات أي: مقدمات أمامكم، ومعقبات أي: تعقبكم وتأتي من ورائكم. (¬2) السنن الكبرى (10684)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3214)، الترغيب والترهيب (1567). (¬3) الترمذي (3533)، تعليق الألباني "حسن". (¬4) ابن ماجه (3807) باب فضل التسبيح، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) قيعان: مفردها قاع: وهو منبسط من الأرض متّسِع. (¬6) الترمذي (3462)، تعليق الألباني "حسن".

فضل الحمد

قَالَ لِجُلَسَائِهِ: «أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟». فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُناَ أَلْفَ حَسَنَة؟ قَالَ: «يُسَبِّحُ أَحَدُكُمْ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ تُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حسنةٍ، وَتُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ سَيِّئَةٍ». (¬1) =صحيح 860 - عَنْ أُمَّ هَانِئ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَرَّ بِي ذَاتَ يَوْمٍ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي قَدْ كَبُرتُ وَضَعُفتُ - أَوْ كَمَا قَالَتْ - فَمُرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ وَأَنَا جَالِسهٌ، قَالَ: «سَبَّحِي اللهَ مَائَةَ تَسْبِيْحَةٍ، فَإِنَّهَا تَعْدِلُ لَكِ مَائَةَ رَقَبَةٍ تُعْتِقِيْنَهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيل، وَاحْمَدِي اللهَ مَائَةَ تَحْمِيْدَةٍ تَعْدِلُ لَكِ مَائَةَ فَرَسٍ مُسْرَّجَةٍ مُلْجَمَةٍ تَحْمِلِيْنَ عَلَيْهَا فِي سَبيِلِ اللهِ، وَكَبِّرِي اللهَ مَائَةَ تَكْبِيرَةٍ فَإِنَّهَا تَعْدِلُ لَكِ مَائَةَ بَدَنَةٍ مُقَلَّدَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ، وَهَلَّلِي اللهَ مَائَةَ تَهْلِيلَةٍ». قَالَ ابْنُ خَلَفٍ - الرَّاوِي عَنْ عَاصِمٍ -: أَحْسبهُ قَالَ: «تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضَ، وَلاَ يُرْفَعُ يَوْمَئذٍ لأَحَدٍ عَمَلٌ إِلاَّ أَنْ يَأْتِي بِمِثْلِ مَا أَتَيْتِ بِهِ». (¬2) =حسن 861 - عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مِمَّا تَذْكُرونَ مِنْ جَلالِ اللهِ التَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّحْمِيدَ، يَنْعَطِفْنَ حَولَ الْعَرشِ، لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، تُذَكِّرُ بِصَاحِبِهَا، أَمَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ - أَوْ: لاَ يَزَالُ لَهُ - مَنْ يُذَكِّرُ بِهِ». (¬3) =صحيح فَضْل الْحَمْد 862 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى ¬

_ (¬1) مسلم (2698) باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، الترمذي (3463)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) أحمد (2679)، واللفظ له، ابن ماجه (3810) باب فضل التسبيح، تعليق الألباني "حسن"، الصحيحة (1316). (¬3) ابن ماجه (3809) باب فضل التسبيح، تعليق الألباني "صحيح".

عَبْدٍ نِعْمَهً فَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ إَلاَّ كَانَ الَّذِي أَعْطَاهُ أَفْضَلَ مِمَّا أَخَذَ». (¬1) =حسن 863 - عَنْ جَابِر بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «أَفْضَل الذِّكْرِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ: الْحَمْدُ للهِ». (¬2) =حسن 864 - عَنْ أَنَس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْد أَنْ يَأْكُل الأَكْلَة أَوْ يَشْرَب الشَّرْبَة فَيَحْمِدهُ عَلَيْهَا». (¬3) =صحيح 865 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ للِطَّاعِمِ الشَّاكِرِ مِنَ الأَجْرِ (¬4) مِثْلُ مَا للِصَّائِمِ الصَّابِرِ». (¬5) =صحيح 866 - عَنْ سِنَان بْنِ سَنَّة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الطَّاعِمُ الشَّاكِر لَهُ مِثلُ أَجْر الصَّائِمِ الصَّابِرِ». (¬6) =صحيح 867 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الطَّاعِمُ الشَّاكِر مِثلُ الصَّائِم الصَّابِر». (¬7) =صحيح 868 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ بِمَنْزِلَةِ ¬

_ (¬1) ابن ماجه (3805) باب فضل الحمد، تعليق الألباني "حسن". (¬2) الترمذي (3383) باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة، ابن ماجه (3800) باب فضل الحامدين تعليق الألباني "حسن"، ابن حبان (843)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬3) مسلم (2734) باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب، الترمذي (1816) باب ما جاء في الحمد على الطعام إذا فرغ منه، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) من الأجر: قال أبن بطال: هذا من تفضل الله على عبادة أن جعل للطاعم إذا شكر ربه على ما أنعم به عليه ثواب الصائم الصابر. (¬5) أحمد (7876)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، مستدرك الحاكم (7195) كتاب الأطعمة، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2179). (¬6) ابن ماجه (1765) باب فيمن قال الطاعم الشاكر كالصائم الصابر، تعليق الألباني "صحيح". (¬7) البخاري (5/ 279 (- معلقا - كتاب الأطعمة، باب الطاعم الشاكر مثل الصائم الصابر فيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

الصَّائِمِ الصَّابِرِ». (¬1) =صحيح 869 - عَنْ عِمْرَانَ بن حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْحَمَّادُونَ، ثُمَّ لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ مَنْ نَاوَأَهُمْ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ حَتَّى يُقَاتِلُوا الدَّجَّالَ». (¬2) =صحيح 870 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «التأَنِّي مِنَ الله وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَمَا شَيءٌ أكْثَرُ مَعَاذِيرَ مِنَ اللهِ، وَمَا مِنْ شَيءٍ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْحَمْدِ». (¬3) =حسن 871 - عَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي كَفَانِي وَآوَانِي، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي وَسَقَانِي، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيَّ فَأَفْضَلَ، فَقَدْ حَمِدَ اللهَ بِجَمِيع مَحَامِدِ الْخَلْق كُلِّهِم». (¬4) =حسن 872 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ: إِنَّ عَبْدِي الْمُؤْمِن عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ كُلِّ خَيرٍ يَحْمَدُنِي وَأَنَا أَنْزَعُ نَفْسَهُ مِنْ بَينِ جَنْبَيهِ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن حبان (315)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) المعجم الكبير (14673)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1571)، الصحيحة (1584)، أحمد (19909)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) أبو يعلى (4256)، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (1572)، (2677). (¬4) مستدرك الحاكم (2001) كتاب الدعاء والتكبير والتهليل والتسبيح والذكر، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، شعب الإيمان (4382)، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (609)، الصحيحة (3444 ( (¬5) أحمد (8473)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده جيد"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1910).

ما جاء في مضاعفة ثواب الحمد من بين الذكر

مَا جَاءَ فِي مُضَاعَفَة ثَوَاب الْحَمْد مِن بَين الذِّكْر 873 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اصْطَفَى مِنَ الْكَلاَمِ أَرْبَعاً: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ». قال: «وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ كُتِبَتْ لَهُ بِهَا عِشْرُونَ حَسَنَة وَحُطَّ عَنْهُ عِشْرُونَ سَيِّئَة، وَمَنْ قَالَ: اللهُ اكْبَرُ فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ (¬1) كُتِبَ لَهُ بِهَا ثَلاَثُونَ حَسَنَة، وَحُطَّ عَنْهُ ثَلاَثُونَ خَطِيئةً». (¬2) =صحيح فَضْل الْحَمْد عِندَ رُؤيَة أَهْل البَلاَء 874 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا رَأَى أَحَدكُمْ مُبْتَلًى فَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَيْكَ وَعَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ تَفْضِيلا، كَانَ شَكَرَ تِلْكَ النِّعْمَة». (¬3) =حسن 875 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ رَأى مُبْتَلًى فَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيْرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلاَءُ». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) من قبل نفسه: غالبا يقع الحمد بعد حدوث نعمه أو دفع نقمه، وأما إذا أنشأ الحمد من قبل نفسه دون أن يدفعه لذلك تجدد نعمه زاد الله في ثوابه. (¬2) أحمد (8079)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1718). (¬3) شعب الإيمان (4443)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (555). (¬4) الترمذي (3432) باب ما يقول إذا رأى مبتلى، تعليق الألباني "صحيح".

فضل شكر الناس والتحدث بنعمة الله

فَضْل شُكْر النَّاس وَالتَّحَدّث بِنِعْمَةِ اللهِ 876 - عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشْيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «التَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللهِ شُكْرٌ وَتَرْكُهَا كُفْرٌ، وَمَنْ لاَ يَشْكُرُ الْقَلِيلَ لاَ يَشْكُرُ الْكَثِيرَ، وَمَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ لاَ يَشْكُرُ اللهَ، وَالْجَمَاعَةُ بَرَكَهٌ وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ» (¬1) =حسن 877 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لاَ يَشْكُرِ النَّاسَ لاَ يَشْكُرِ اللهَ». (¬2) =صحيح 878 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ يَشْكُرِ اللهَ مَنْ لاَ يَشْكُرِ النَّاسَ». (¬3) =صحيح 879 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أُبْلِيَ بَلاَءً (¬4) فَذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ، وَإِنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ». (¬5) =صحيح 880 - عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللهُ خَيْراً، فَقَدْ أَبْلَغَ (¬6) فِي الثَّنَاءِ». (¬7) =صحيح فَضْل لا حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله 881 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَكْثِر ¬

_ (¬1) شعب الإيمان (4419)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3014). (¬2) الترمذي (1954) باب ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أَبو داود (4811) باب في شكر المعروف، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) من أبلي بلاء: أي: من أُنعم عليه بنعمه. (¬5) أَبو داود (4814) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) أبلغ: أي: بالغ. (¬7) الترمذي (2035) باب ما جاء في الثناء بالمعروف، تعليق الألباني "صحيح".

فضل الاستغفار

مِنْ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ فَإِنَّهَا مِنْ كَنْزِ (¬1) الْجَنَّةِ». (¬2) =صحيح 882 - عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوُابِ الْجَنَّةِ؟». قُلْتُ: بَلَى قَالَ: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ». (¬3) =صحيح 883 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَلاَ أُعَلِّمُكَ - أَوْ قَالَ: أَلاَ أَدُلُّكَ - عَلَى كَلِمَهٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرش مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ، تَقُولُ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَسْلَمَ عَبْدِي وَاسْتَسْلَمَ». (¬4) =صحيح 884 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَكْثِروُا مِنْ غِرَسِ الْجَنَّةِ فَإِنَّهُ عَذْبٌ مَاؤُهَا، طَيِّبٌ تُرَابُهَا، فَأَكْثِروُا مِنْ غِرَاسِهَا: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ». (¬5) =حسن فَضْل الاسْتِغفَار 885 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيْفَتِهِ اسْتِغْفَاراً كَثِيراً». (¬6) =صحيح 886 - عَنِ الزُّبَير رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ ¬

_ (¬1) كنز: هو ثواب مُدَّخَر في الجنة، وهو ثواب نفيس، كما أن الكنز أنفس الأموال. (¬2) البخاري (6952) باب قول الله تعالى {وكان الله سميعا بصيرا} .. "عن أبي موسى"، الترمذي (3601) باب فضل لا حول ولا قوة إلا بالله، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) الترمذي (3581) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) مستدرك الحاكم (54) كتاب الإيمان، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح ولا يحفظ له علة ولم يخرجاه وقد احتج مسلم بيحيى بن أبي سليم"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح لا علة له"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2614). (¬5) المعجم الكبير (13354)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1213). (¬6) ابن ماجه (3818) باب الاستغفار، تعليق الألباني "صحيح".

تَسُرّهُ صَحِيفَتُهُ فَلْيُكْثِر فِيهَا مِنَ الاسْتِغفَار». (¬1) =حسن 887 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «وَاللهِ! إِنِّي لأسْتَغْفِر الله وَأَتُوبُ إِلَيهِ فِي الْيَوم أَكْثَر مِن سَبْعِينَ مَرَّة». (¬2) =صحيح 888 - عَنِ الأَغَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «تُوبُوا إِلَى اللهِ فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيهِ كُلَّ يَومٍ مَائَة مَرَّة». (¬3) =صحيح 889 - عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا أَصْبَحْتُ غَدَاةً قَطُّ إِلاَّ اسْتَغْفَرتُ اللهَ تَعَالَى فِيهَا مِائَةَ مَرَّهٍ». (¬4) =صحيح 890 - عَنْ بِلاَل بْنِ يَسَارِ بْنِ زَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - حَدَّثَنِي أَبِي: عَنْ جَدِّي سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَاَن فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ». (¬5) =صحيح 891 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ عَلِمَ أَنِي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى مَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ غَفَرْتُ لَهُ وَلاَ أُبَالِي مَا لَمْ يُشْرِكْ بِي شَيْئاً». (¬6) =حسن ¬

_ (¬1) المعجم الأوسط (839)، شعب الإيمان (648)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5955)، الترغيب والترهيب (1619). (¬2) البخاري (5948) باب استغفار النبي - صلى الله عليه وسلم - في اليوم والليلة. (¬3) البخاري في الأدب المفرد (621) باب سيد الإستغفار، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) المعجم الأوسط (3737)، سنن النسائي الكبرى (10275 (كم يستغفر في اليوم ويتوب، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5534). (¬5) الترمذي (3577) باب في دعاء الضيف، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) المعجم الكبير (11615)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (4330).

فضل تكرار التوبة والاستغفار

892 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ صَاحِبَ الشَّمَالِ لَيَرفَعُ الْقَلَمَ سِتَّ سَاعَاتٍ عَنِ الْعَبْدِ الْمُسْلِمِ الْمُخْطِئ - أَوْ الْمُسِيء -، فَإِنْ نَدِمَ وَاسْتَغْفَرَ اللهَ مِنْهَا أَلْقَاهَا، وَإِلاَّ كُتِبَتْ وَاحِدَهً». (¬1) =حسن فَضْل تِكْرَار التَّوبَة وَالاسْتِغْفَار 893 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ: وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ لاَ أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَك مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ، فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي لاَ أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي». (¬2) =حسن 894 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: أَحَدُناَ يُذْنِبُ قَالَ: «يُكْتَبُ عَلَيْهِ». قَالَ: ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ مِنْهُ وَيَتُوبُ قَالَ: «يُغْفَرُ لَهُ وَيُتَابُ عَلَيْهِ». قَالَ: فَيَعُودُ فَيُذْنِبُ قَالَ: «يُكْتَبُ عَلَيْهِ». قَالَ: ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ مِنْهُ وَيَتُوبُ قَالَ: «يُغْفَرُ لَهُ وَيُتَابُ عَلَيْهِ، وَلاَ يَمَلُّ اللهُ حَتَّى تَمَلُّوا». (¬3) =صحيح 895 - عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَدُ اللهِ بَسطَان لِمُسِيء اللَّيْل لِيَتُوبَ بِالنَّهَارِ، وَلِمُسِيء النَّهَارِ لَيَتُوبَ بِاللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ ¬

_ (¬1) المعجم الكبير (7765)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (2097)، الصحيحة (1209). (¬2) مستدرك الحاكم (7672) كتاب التوبة والإنابة، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح"، أحمد (11255)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حسن"، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1650)، الصحيحة (104). (¬3) مستدرك الحاكم (7658)، كتاب التوبة والإنابة و (195) كتاب الإيمان، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، وقال في الموضع الآخر "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري"، وقال في الموضع الآخر "صحيح".

مثال

الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا». (¬1) =صحيح 896 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وُجَلَّ قَالَ: «أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْباً، فَقَالَ: اللَّهُمَّ! اغْفِر لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أذْنَبَ عَبْدِي ذَنْباً، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أذْنَبَ ذَنْباً، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ: اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أذْنَبَ عَبْدِي ذَنْباً، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرتُ لَكَ (¬2)». (¬3) =صحيح 897 - عَنْ ثَوبَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَلْتَمِسُ مَرضَاةَ اللهِ وَلاَ يَزَالُ بِذَلِكَ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجِبْرِيل: إِنَّ فُلاَناً عَبْدِي يَلْتَمِسُ أَنْ يُرضِيَنِي، أَلاَ وَإِنَّ رَحْمَتِي عَلَيْهِ، فَيَقُولُ جِبْرِيلُ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَى فُلاَنٍ، وَيَقُولُهَا حَمَلَةُ الْعَرشِ، وَيَقُولُهَا مَنْ حَوْلَهُمْ، حَتَّى يَقُولَهَا أَهْلُ السَّمَاوَاتِ السَبْعِ، ثُمَّ تُهْبَطُ لَهُ إِلَى الأَرْضِ». (¬4) =حسن مِثَال * الْعَالِم الَّذِي اخْتَرَعَ الْمِصْبَاح، يُقَالُ: إِنَّهُ أَجْرَى تَسعَة آلاف تَجْربَة ¬

_ (¬1) الزهد لابن السري (885) باب التوبة والاستغفار، "إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم"، وبنفس الإسناد رواه أبو عاصم في ظلال الجنة (615)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) اعمل ما شئت فقد غفرت لك: معناها ما دمت تذنب ثم تتوب، غفرت لك. (¬3) متفق عليه، البخاري (7068) باب قول الله تعالى {يريدون أن يبدلوا كلام الله}، مسلم (2758) باب قبول التوبة من المذنب وإن تكررت الذنوب والتوبة، واللفظ له. (¬4) أحمد (22454)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن".

سيد الاستغفار

وَزِيَادَة إِلَى أَنْ وَصَلَ إِلَى مَا أَرَاد، وَكَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحَدِيث الصحيح: «النَّصْرُ مَعَ الصَّبْرِ .. ». فَرَح الله تَعَالى بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ 898 - عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلاَةٍ (¬1) فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهاَ طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ (¬2) مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ! أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ». (¬3) =صحيح سَيِّد الاسْتِغْفَار 899 - عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «سَيّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ! أَنْتَ رِبِّي لاَ إِلَهَ إِلاًّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ». قَالَ: «وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجنة، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوْقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) الفلاة: هي الأرض الواسعة الخالية من الناس والماء والنبات. (¬2) فأيس: أنقطع أمله. (¬3) متفق عليه، البخاري (5950) باب التوبة، مسلم (2747) باب في الحضِّ على التوبة والفرح بها، واللفظ له. (¬4) البخاري (5947) باب فضل الاستغفار.

فضل الندم من فعل الذنب

فَضْل النَّدَم مِن فِعْل الذَّنْب 900 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «النَّدَمُ تَوْبَةٌ، وَالتَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ». (¬1) =حسن 901 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: «إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَاتُكَ وَسَاءتْكَ سَيِّئَاتُكَ، فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ». قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! فَمَا الإِثمُ؟ قَالَ: «إِذَا حَاكَ فِي قَلْبِكَ شَيءٌ فَدَعْهُ». (¬2) =صحيح مَثَلُ الَّذِي يَعْمَل الْحسناتِ وَالسَّيِّئاتِ 902 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ مَثَلَ الَّذِي يَعْمَلُ السَّيِّئاتِ ثُمَّ يَعْمَلُ الْحَسَنَاتِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ كَانَتْ عَلَيهِ دِرعٌ ضَيِّقَةٌ قَدْ خَنَقَتهُ ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً فَانْفَكتْ حَلَقَةٌ، ثُمَّ عَمِلَ أُخْرَى فَانْفَكتْ حَلَقَةٌ أُخْرَى، حَتَّى يَخْرُجَ إِلَى الأرْض». (¬3) =حسن 903 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوْصِنِي قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً فَأَتْبِعْهَا حَسَنَهً، تَمْحُهَا». قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَمِنَ الْحَسَنَاتِ (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؟) قَالَ: «هِيَ أَفْضَلُ الْحَسَنَاتِ». (¬4) =صحيح 904 - عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ ¬

_ (¬1) المعجم الكبير (775)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (6803). (¬2) أحمد (22220)، ابن حبان (176)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) المعجم الكبير (783)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (2192)، الصحيحة (2854). (¬4) تقدم برقم (823)، تعليق الألباني "صحيح"

فضل الاستغفار قبل القيام من المجلس

يُذْنِبُ ذَنباً، ثُمَّ يَتَوَضَّأ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَينِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللهَ لِذَلِكَ الذَّنْبِ، إِلاَّ غَفَرَ اللهُ لَهُ». (¬1) =حسن صحيح فَضْل الاسْتِغفَار قَبْلَ الْقِيَامِ مِنَ الْمَجْلِس 905 - عَنْ جُبَيْر بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، فَإِن قَالَهَا فِي مَجْلِسِ ذِكْرٍ كَانَتْ كَالطَّابِعِ (¬2) يُطْبَعُ عَلَيْهِ، وَمَنْ قَالَهَا فِي مَجْلِسِ لَغْوٍ كَانَتْ كَفَّارَةً لَهُ». (¬3) =صحيح 906 - عَنْ أَبِي بَرْزَة الأسْلَمِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ بأَخَرةٍ إِِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنَ الْمَجْلِسِ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ». فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّكَ لَتَقُولُ قَولاً مَا كُنْتَ تَقُولُهُ فِيمَا مَضَى؟ قَالَ: «كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ فِي الْمَجْلِسِ». (¬4) =حسن صحيح فَضْل الاسْتِغْفَار لِلْوَالِدَيْن 907 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ عَزَّ ¬

_ (¬1) أحمد (47)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح"، أبو يعلى (13)، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح"، ابن حبان (623)، واللفظ له، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬2) الطابع: أي: الخاتم. (¬3) مستدرك الحاكم (1970) كتاب الدعاء والتكبير والتهليل والتسبيح والذكر، واللفظ له، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم"، سنن النسائي الكبرى (10257)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (643)، الصحيحة (81). (¬4) أبو داود (4859) باب في كفارة المجلس، تعليق الألباني "حسن صحيح".

فضل الاستغفار للمؤمنين

وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِح فِي الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! أَنَّى لِي هَذِهِ؟ فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ». (¬1) =حسن فَضْل الاسْتِغْفَار لِلْمُؤْمِنِيْن 908 - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَهٍ حَسَنَةً». (¬2) =حسن فَضْل الصَّلاَة عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - 909 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ يَجْلِسُ قُومٌ مَجْلِساً لاَ يُصَلُّونَ فِيهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً، وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّة لِمَا يَرَوْنَ مِنَ الثَّوُابِ». (¬3) =صحيح 909/ 1. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا قَعَدَ قَوْمٌ مَقْعَدًا لاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ لِلثَّوَابِ». (¬4) =صحيح 910 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ ¬

_ (¬1) أحمد (10618)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود وهو ابن بهدلة وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح "، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1617)، الصحيحة (1598). (¬2) مسند الشاميين (2155)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (6026). (¬3) شعب الإيمان (1571)، واللفظ له، سنن النسائي الكبرى (10242)، (10243)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (7624). (¬4) أحمد (9966)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".

صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً وَاحِدَة، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَات، وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ». (¬1) =صحيح 911 - عَنِ الْحُسَينِ بْنِ عَلَي رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَخَطِئَ الصَّلاَةَ عَلَيَّ خَطِئَ طَرِيْقَ الْجَنَّةِ». (¬2) =صحيح 911/ 1. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ نَسِيَ الصَّلاَةَ عَلَيَّ خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ». (¬3) =حسن 912 - عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَكْثِرُوا الصَّلاَةَ عَلَيَّ (¬4) فَإِنَّ اللهَ وَكَّلَ بِي مَلَكاً عِنْدَ قَبْرِي، فَإِذَا صَلِّى عَلَيَّ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي، قَالَ لِي ذَلِكَ الْمَلَك: يَا مُحَمَّد! إِنَّ فُلاَنَ ابْنَ فُلاَنٍ صَلَّى عَلَيْكَ السَّاعةَ». (¬5) =حسن 913 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ حِيْنَ يُصْبِحُ عَشْراً، وَحِيْنَ يُمْسِي عَشْراً، أَدْرَكَتْهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬6) =حسن 914 - عَنِ الطُّفَيلِ بْنِ أُبِيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ ¬

_ (¬1) النسائي (1297) باب الفضل في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) المعجم الكبير (2887)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6245). (¬3) ابن ماجه (908) باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬4) أكثروا الصلاة علي: قال بعض العلماء "أدنى الكثرة ثلاث مئه فإن صلى ثلاث مئه فما فوق فهو من المكثرين الصلاة على الرسول - صلى الله عليه وسلم - ". (¬5) الديلمي (1/ 31) تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1207)، الصحيحة (1530). (¬6) أخرجه الطبرانى كما فى مجمع الزوائد (10/ 120)، قال الهيثمى "رواه الطبرانى بإسنادين وإسناد أحدهما جيد ورجاله وثقوا"، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (6357).

ما جاء في أن كل دعاء محجوب حتى يصلى على الرسول - صلى الله عليه وسلم -

رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا ذَهَبَ ثُلُثا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ: اذْكُرُوا اللهَ اذْكُرُوا اللهَ، جَاءَتْ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمُوتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ الْمُوتُ بِمَا فِيهِ». قَالَ أُبِيٌّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَل لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ». قَالَ: قُلْتُ: الرُّبعَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قَاَل: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قُلْتُ: أَجْعَل لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا (¬1) قَالَ: «إِذاً تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ». (¬2) =حسن مَا جَاءَ فِي أَنَّ كُلَّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - 915 - عَنْ عَلَيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ، حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - وَآلِ مُحَمَّدٍ». (¬3) =حسن موقوف 916 - عَنْ فُضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي، إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاْحَمِد اللهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلِّ عَلَيَّ ثُمَّ ادْعُهُ». قَالَ: ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَر بَعْدَ ذَلِكَ، فَحَمِدَ اللهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّهَا الْمُصَلِّي! ادْعُ تُجَبْ». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) أجعل لك صلاتي كلها: معنى الصلاة هنا الدعاء، ومعنى الحديث: يا رسول الله إِنْ دعوت لمدة ساعة فسوف أجعل ربعها صلاة عليك، ثلثها، نصفها، إلى أن قال: اجْعَل كُل وقت دعائي صلاة عليك. (¬2) الترمذي (2457)، تعليق الألباني "حسن". (¬3) المعجم الأوسط (721)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (4523)، الصحيحة (2035). (¬4) الترمذي (3476)، تعليق الألباني "صحيح".

فضل سؤال الوسيلة للرسول - صلى الله عليه وسلم -

فَضْل سُؤال الْوَسِيلَةَ للِرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - 917 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «سَلُوا اللهَ لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَسأَلهْا لِي عَبدٌ فِي الدُّنْيَا، إِلاَّ كُنتُ لَهُ شَهِيداً أَوْ شَفِيعاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬1) =حسن 918 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْوَسِيلةُ دَرَجَةٌ عِنْدَ اللهِ، لَيْسَ فَوْقهَا دَرَجَةٌ، فَسَلوا اللهَ أَنْ يُؤتِيَنِي الْوَسِيلَةَ». (¬2) =صحيح 919 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «سَلُوا اللهَ لِي الْوَسِيلَةَ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا الْوَسِيلَة؟ قَالَ: «أَعْلَى دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ، لا يَنَالُهَا إِلاَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُو». (¬3) =صحيح مَا جَاءَ فِي الصَّلاَة عَلَى الأنْبِيَاء 920 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «صَلُّوا عَلَى أَنْبِيَاءِ اللهِ وَرُسُلهِ، فَإِنَّ اللهَ بَعَثَهُمْ كَمَا بَعَثَنِي». (¬4) =حسن مَا جَاءَ فِي صَلاَة الرَّجُل عَلَى الرَّجُل 921 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أتَانَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَنَادَتْهُ امْرَأَتِي فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! صَلِّ عَلَيَّ وَعَلَى زَوْجِي! فَقَالَ: «صَلَّى اللهُ عَلَيْكِ وَعَلَى ¬

_ (¬1) المعجم الأوسط (633)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3637). (¬2) أحمد (11800)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (7151)، الصحيحة (3571). (¬3) الترمذي (3612) باب في فضل النبي - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) شعب الإيمان (131)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3782).

زَوْجكِ (¬1)». (¬2) =صحيح 922 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَتَاهُ قُوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلانٍ». فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ! صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى». (¬3) =صحيح ******* ¬

_ (¬1) وهذا جائز على أن لا تتخذ عاده كالصلاة على الرسول - صلى الله عليه وسلم -. (¬2) أبو داود (1533) باب الصلاة على غير النبي - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "صحيح"، ابن حبان (912 (واللفظ له، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬3) متفق عليه، البخاري (1426) باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة وقوله {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم}، واللفظ له، مسلم (1078) باب الدعاء لمن أتى بالصدقة.

باب الأدعية والأذكار

بَابُ الأدعية والأَذْكَار فَضْل الدُّعَاء 923 - عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ، وَلاَ يَزِيْدُ فِي الْعُمُرِ إِلاَّ الْبِرُّ (¬1)». (¬2) =حسن 924 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَالدُّعَاءِ يَنْفَعُ مَمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، وَإِنَّ البَلاَءَ لَيَنْزِلُ، فَيَتَلَقَّاُه الدُّعَاءُ، فَيَعْتَلِجَانِ (¬3) إِلَى يَوُمِ الْقِيَامَةِ». (¬4) =حسن 925 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللهِ سُبْحَانَهُ مِنَ الدُّعَاءِ». (¬5) =حسن 926 - عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى حَييٌّ كَرِيْمٌ، يَسْتَحيِي إَذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صَفْراً (¬6) خَائِبَتَيْنِ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) البر: بر الوالدين وصلة الأرحام. (¬2) الترمذي (2139) باب ما جاء لا يرد القدر إلا الدعاء، تعليق الألباني "حسن". (¬3) يعتلجان: يتصارعان ويتدافعان. (¬4) مستدرك الحاكم (2813) كتاب الدعاء والتسبيح والتهليل والتكبير والذكر، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (7739). (¬5) الترمذي (3370) فضل الدعاء، ابن ماجه (3829) باب فضل الدعاء، تعليق الألباني "حسن". (¬6) صفرا: أي: خاليتين. (¬7) الترمذي (3556)، تعليق الألباني "صحيح".

فضل كثرة الدعاء

فَضْل كَثْرَة الدُّعَاء 927 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا سَأَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيُكْثِر فَإِنَّمَا يَسْأَلُ رَبَّهُ». (¬1) =صحيح 928 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيْبَ اللهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالْكُرَبِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَخَاءِ». (¬2) =حسن 929 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجِزَ عَنِ الدُّعَاءِ وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلاَمِ». (¬3) =صحيح أَوْقَات الإِجَابَة وَالدُّعَاء الْمُسْتَجَاب 930 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا نُودِيَ بِالصَّلاَة فُتِحَت أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاء». (¬4) =صحيح 931 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ثِنْتَانِ لاَ تُرَدَّانِ أَوْ قَلَّمَا تُرَدَّانِ الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ وَعِنْدَ الْبَأْسِ حِينَ يُلْحِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا». قَالَ مُوسَى وَحَدَّثَنِي رِزْقُ بْنُ سَعِيدٍ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «وَوَقْتُ الْمَطَرِ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن حبان (886)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬2) الترمذي (3382) باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة، تعليق الألباني "حسن". (¬3) المعجم الأوسط (5591)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1044). (¬4) أبو يعلى (4072)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (803)، الصحيحة (1413). (¬5) أَبو داود (2540) باب ما جاء في الدعاء بين الأذان والإقامة، تعليق الألباني "صحيح".

أكثر دعاء كان يدعو به النبي - صلى الله عليه وسلم -

932 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يُرَدُّ الدُّعَاءُ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ». (¬1) =صحيح 933 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ثِنْتَانِ لا تُرَدَّانِ - أَوْ قَلَّمَا تُرَدَّانِ - الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَعِنْدَ الْبأَس، حِيْنَ يَلْحَمُ بَعْضهُ بَعْضاً». (¬2) =صحيح 934 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ، فَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكاً، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهَ رَأَى شَيْطَاناً». (¬3) =صحيح أَكثَر دُعَاء كَانَ يَدْعُو بِهِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - 935 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دُعَاء النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا! آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ». (¬4) =صحيح 936 - عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلَ قَتَادَةُ أَنَساً: أَيُّ دَعْوَةٍ كَانَ يَدْعُو بِهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَكْثَرُ؟ قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا يَقُولُ: «اللَّهُمَّ! آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ». قَالَ: وَكَانَ أَنَسٌ، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدَعْوَةٍ، دَعَا بِهَا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ ¬

_ (¬1) أَبو داود (521) باب ما جاء في الدعاء بين الأذان والإقامة، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) مكرر ما قبله (931). (¬3) متفق عليه، البخاري (3127) باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال، واللفظ له، مسلم (2729) باب استحباب الدعاء عند صياح الديك. (¬4) متفق عليه، البخاري (6026) باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "ربنا آتنا في الدنيا حسنة".

فضل دعوة الوالد لولده والرجل للرجل في ظهر الغيب

يَدْعُو بِدُعَاءٍ، دَعَا بِهَا فِيهِ. (¬1) =صحيح فَضْل دَعْوَة الْوَالِد لِوَلَدِهِ والرَّجُلِ لِلرَّجُلِ فِي ظَهْرِ الْغَيْبِ 937 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ لا تُرَدُّ: دَعْوُةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ». (¬2) =صحيح 938 - عَنْ أُمِّ كَرَز رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «دَعْوَةُ الرَّجُلِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ وَمَلَكٌ عِنْدَ رَأْسِهِ يَقُولُ: آمِينْ وَلَكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ». (¬3) =صحيح 938/ 1. عَنْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: حَدَّثَنِي سَيِّدِي (¬4) أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ دَعَا لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ». (¬5) =صحيح فَضْل الدُّعَاء فِي آخِر اللَّيْل 939 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَتَنَزَّلُ رَبُناَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةِ إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا، حِيْنَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ ¬

_ (¬1) مسلم (2690) باب فضل الدعاء باللهم: آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، واللفظ له، أبو داود (1519) باب في الاستغفار، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) الأحاديث المختارة (2057)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده حسن"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3032). (¬3) الفوائد المنتخبة الشهير بالغيلانيات لأبي بكر الشافعي (588)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3381). (¬4) حدثني سيدي: تعني زوجها أبو الدرداء رضي الله عنه. (¬5) مسلم (2732) باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب، واللفظ له، أبو داود (1534) باب الدعاء بظهر الغيب، تعليق الألباني "صحيح".

دعوة المظلوم

يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيْبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَةُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ». (¬1) =صحيح 940 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ يُمْهِلُ، حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ، نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ، هَلْ مِنْ تَائِبٍ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ، هَلْ مِنْ دَاعٍ، حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ». (¬2) =صحيح دَعْوَة الْمَظلوم 941 - عَنْ خُزَيمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اتَّقَوُا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، يَقُولُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ: وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي لأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِيْنٍ (¬3)». (¬4) =صحيح 942 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اتَّقَوُا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا تَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ كَأَنَّهَا شَرَار (¬5)». (¬6) =صحيح 943 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اتَّقَوُا ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (7056) باب قول الله تعالى {يريدون أن يبدلوا كلام الله}، واللفظ له، مسلم (758) باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه. (¬2) مسلم (758) باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه، أحمد (11911)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح". (¬3) ولو بعد حين: الحين هو الفترة من الزمن طال أم قصر. (¬4) المعجم الكبير (3718)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (117). (¬5) شرار: جمع شرارة، وهي جسم صغير متوهج ينفصل عادة من جسم يحترق. (¬6) مستدرك الحاكم (81) كتاب الإيمان، تعليق الحاكم "قد احتج مسلم بعاصم بن كليب والباقون من رواة هذا الحديث متفق على الاحتجاج بهم ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "احتج مسلم بعاصم"، وقال في مجتصر العلو "غريب وإسناده جيد" (13)، تعليق الألباني "صحيح على شرط مسلم"، صحيح الجامع (118)، الصحيحة (871).

دعاء الكرب

دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ وَإِنْ كَانَ كَافِراً فَإِنَّهُ لَيْسَ دُوْنَهَا حِجَابٌ». (¬1) =حسن 944 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «دَعْوُةُ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ وَإِنْ كَانَ فَاجِراً فَفُجُوره عَلَى نَفْسِهِ». (¬2) =حسن دُعَاء الْكَرب 945 - عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ عُمَيس رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَلِمَاتٍ أَقولُهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ: «اللهُ اللهُ رَبِّي لاَ أُشْرِكُ بِهِ شَيئاً». (¬3) =صحيح 946 - عَنْ أَبِي بَكْرَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «دَعْوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ! رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَينٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ». (¬4) =حسن 947 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَلِمَاتُ الْفَرَجِ: لاَ إِلَه إِلاَّ اللهُ الْحَلِيْمُ الْكَرِيْمُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رُبُّ السَّمَواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرشِ الْكَرِيمِ». (¬5) =صحيح 948 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ عِندَ الْكَربِ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيم، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ الْعَرش الْعَظِيم، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ ¬

_ (¬1) أحمد (12571)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (119)، الصحيحة (767). (¬2) الطيالسي (2330)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3382). (¬3) أبو داود (1525) باب في الاستغفار، ابن ماجه (3882) باب الدعاء عند الكرب، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن حبان (966)، تعليق الألباني "حسن"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده محتمل للتحسين". (¬5) الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا (47)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4571).

أذكار النوم والاستيقاظ

السَّمَاوَات وَرَبّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرش الْكَرِيْم». (¬1) =صحيح 949 - عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيس رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ يَقُولُ: «مَنْ أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ غَمٌّ أَوْ سُقْمٌ أَوْ شِدَّةٌ، فَقَالَ: اللهُ رَبِّي لاَ شَرِيْكَ لَهُ كُشِفَ ذَلِكَ عَنْهُ». (¬2) =حسن أَذْكَار النَّوْم وَالاسْتِيقَاظ 950 - عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجِعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضوءَكَ لِلصَلاَةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَن، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ! أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجِأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ! آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ (¬3) وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ». قَالَ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا بَلَغْتُ: «اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ قُلْتُ: وَرَسُوْلِكَ». قَالَ «لا: وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ». (¬4) =صحيح 951 - عَنْ حَفْصَة زَوْج النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْقُدَ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ! قِنِي عَذَابِكَ يَوْمَ تَبْعَثُ ¬

_ (¬1) البخاري (5986) باب الدعاء عند الكرب. (¬2) المعجم الكبير (396)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (6040). (¬3) على الفطرة: على الإسلام. (¬4) متفق عليه، البخاري (244) باب فضل من بات على وضوء، واللفظ له، مسلم (2710) باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع.

فضل قراءة القرآن عند النوم

عِبَادكَ». (¬1) =صحيح 952 - عَنْ أَبِي الأَزْهَر الأَنْمَارِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجِعَهُ مِنَ اللِّيْلِ قَالَ: «بِسْمِ اللهِ وَضَعْتُ جَنْبِي اللَّهُمَّ! أَغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَأَخْسِئْ (¬2) شَيْطَانِي، وَفُكَّ رِهَانِي (¬3) وَاجْعَلنِي فِي النَّدِيِّ (¬4) الأَعْلَى». (¬5) =صحيح 953 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا تَضَوَّرَ (¬6) مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَارُ، رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بِيْنَهُمَا الْعَزِيْزُ الْغَفَّارُ». (¬7) =صحيح 954 - عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَخَذَ مَضْجِعَهُ مِنَ اللَّيْلِ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ! بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْياَ». وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: «الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ». (¬8) =صحيح فَضْل قِرَاءَة الْقُرْآن عِنْدَ النَّوْم 955 - عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ لاَ يَنَامُ ¬

_ (¬1) أَبو داود (5045) باب ما يقال عند النوم، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) أخسئ: اطرد وأبعد. (¬3) وفك رهاني: أي: من الذنوب. (¬4) الندي الأعلى: الملأ من الملائكة. (¬5) أَبو داود (5054) باب ما يقال عند النوم، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) تضور: تقلب ظهرا لبطن. (¬7) ابن حبان (5505)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬8) البخاري (5955) باب وضع اليد اليمنى تحت الخد الأيمن.

فضل دعاء الخروج من المنزل

حَتَّى يَقْرأَ الْمُسَبِّحَاتِ (¬1) وَيَقُولُ: «فِيهَا آيَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ آيَةٍ». (¬2) =حسن 956 - عَنْ نَوْفَل الأَشْجَعِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِنَوْفَل: «اقْرَأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشْرِكِ». (¬3) =صحيح 957 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لا يَنَامُ حَتَّى يَقْرأَ بـ {تَنْزِيلُ} السَّجْدةِ، وبـ {تَبَارَكَ}». (¬4) =صحيح 958 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لاَ يَنَامُ حَتَّى يَقْرأَ {الزُّمَرَ} و {بَنِي إِسْرَائِيلَ (¬5)}». (¬6) =صحيح فَضْل دُعَاء الْخُروج مِنَ الْمنّزِل 959 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ تَوُكَّلْتُ عَلَى اللهِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ». قَالَ: «يُقَالُ حِيْنَئذٍ: هُدِيْتَ وَكُوفِيتَ وَوُقِيتَ، فَيَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ فَيَقُولُ لُهُ شَيْطَانٌ آخَرْ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِي وَكُفِي وَوُقِي». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) المسبحات: هي السور التي افتتحت بـ (سبحَان وسبَّحَ ويُسَبِّح .. )، وهن سبع سور: الإسراء، الحديد، الحشر، الصف، الجمعة، التغابن، الأعلى. (¬2) الترمذي (3406)، تعليق الألباني "حسن". (¬3) أَبو داود (5055) باب ما يقال عند النوم، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) الترمذي (3404)، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) بني إسرائيل: هي سورة الإسراء. (¬6) الترمذي (3405)، تعليق الألباني "صحيح". (¬7) أَبو داود (5095) باب ما يقول إذا خرج من بيته، تعليق الألباني "صحيح".

فضل دعاء دخول المنزل

960 - عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا خَرَجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ بَيْتِي قَطُّ إِلاَّ رَفَعَ طَرْفَةُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ! إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجَهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ». (¬1) =صحيح فَضْل دُعَاء دُخول الْمَنْزِل 961 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيِطَانُ: لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ». (¬2) =صحيح ذِكر الله عِندَ رُكُوب الرَّاحِلَة 962 - عَنْ عَلَيِّ بْنِ رَبِيعَهَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِياً أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ قَالَ: بِسْمِ اللهِ، فَلَمَّا اسْتَوُى عَلَى ظَهْرِهَا قَالَ: الْحَمْدُ للهِ، ثُمَّ قَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِين وَإِنَّا إِلَى رَبَّنَا لَمُنْقَلِبُون} ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ للهِ ثَلاَث مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ ثَلاَث مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِر لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الُّذُنوبَ إِلاَّ أَنْتَ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِين مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَ كَمَا فَعَلْتُ، ثُمَّ ضَحِكَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ؟ ¬

_ (¬1) أبو داود (5094) الباب السابق، واللظ له، النسائي (5539 (الاستعاذة من دعاء لا يستجاب، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) مسلم (218) باب الأمر بتغطية الإناء وإكاء السقاء وإغلاق الأبواب وذكر اسم الله عليها وإطفاء السراج والنار عند النوم وكف الصبيان والمواشي بعد المغرب، أبو داود (3765) باب التسمية على الطعام، تعليق الألباني "صحيح".

أذكار المساء والصباح

قَالَ: «إِنَّ رَبَّكَ يِعْجَبُ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يِغْفِرُ الُّذُنوبَ غَيْرِي». (¬1) =صحيح 963 - عَنْ أَبِي حَمْزَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «عَلَى ظَهْرِ كُلِّ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ، فَإِذَا رَكِبْتُمُوهَا فَسَمُّوا اللهَ وَلاَ تُقَصِّرُوا عَنْ حَاجَاتِكُمْ». (¬2) =حسن صحيح أذْكَار الْمَساء وَالصَّبَاح 964 - عَنْ أَبِي عَيَّاش الزُّرَقيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الْمُلكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ لَهُ عَدْلُ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فَي حِرْزٍ مِنَ الشَّيطَانِ حَتَّى يُمْسِي، وَإِذَا أَمْسَى فَمِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ». قَالَ: فَرأَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا يَرَى النَّائِمُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ أَبَا عَيَّاش يَرْوِي عَنْكَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ: «صَدَقَ أَبُو عَيَّاش». (¬3) =صحيح 965 - عَنْ عُمَارَةَ بْنِ شَبِيبٍ السَّبَأِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمْيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ عَلَى إِثْرِ الْمَغْرِبِ، بَعَثَ اللهَ لَهُ ¬

_ (¬1) أَبو داود (262) باب ما يقول الرجل إذا ركب، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) أحمد (16082)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، ابن حبان (1700)، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬3) ابن ماجه (3867) باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى، تعليق الألباني "صحيح".

مَسْلَحَهً (¬1) يَحْفَظُونَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا عَشْرُ حسناتٍ مُوجِبَاتٍ (¬2) وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئاتٍ مُوْبِقَاتٍ (¬3) وَكَانَتْ لَهُ بِعَدْلِ عَشْرِ رِقَابٍ مُؤْمِنَاتٍ». (¬4) =حسن 966 - عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ قَالَ: بِاسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ يَضُرُ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ، فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم ثَلاَث مَرَّاتٍ، لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ حِتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلاَث مَرَّاتٍ، لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ حَتَّى يُمْسِي». (¬5) =صحيح 967 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَدَغَتْ عَقْرَبٌ رَجُلاً فَلَمْ يَنَم لَيْلَتَهُ، فَقِيْلَ للنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ فَلاَناً لَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ فَلَمْ يَنَمْ لَيْلَتَهُ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَالَ حِينَ أَمْسَى: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، مَا ضَرَّةُ لَدْغُ عَقْرَبٍ حَتَّى يُصْبِح». (¬6) =صحيح 968 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِى: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ - ثَلاَثَ مَرَّاتِ - لَمْ تَضُرَّهُ حَيَّةٌ إِلَى الصَّباَحِ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) المسلحة: القوم إذا كانوا ذوي سلاح. (¬2) موجبات: أي: للجنة. (¬3) موبقات: مهلكات. (¬4) الترمذي (3534)، تعليق الألباني "حسن". (¬5) أَبو داود (588) باب ما يقول إذا أصبح، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) مسلم (279) باب التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره، وابن ماجه (3518) باب رقية الحية والعقرب، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬7) ابن حبان (118)، تعليق الألباني "صحيح".

دعاء نزول المنازل

دُعاء نُزُول الْمَنَازِل 969 - عَنْ خَوْلَهَ بِنْتِ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «إِذَا نَزَلَ أَحَدُكُمْ مَنْزِلاً فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، فَإِنَّهُ لاَ يَضُرُّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ». (¬1) =صحيح ******* ¬

_ (¬1) مسلم (278) باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره، واللفظ له، ابن ماجه (3547) باب الفزع والأرق وما يتعوذ منه، تعليق الألباني "صحيح".

باب العلم

بَابُ الْعِلْمِ فَضْل الإِخْلاَص 970 - عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنبَرِ يَقُولُ: «إِنَّمَا الْعَمَلُ كَالوِعَاء، إِذَا طَابَ أَعْلاَهُ طَابَ أَسْفَلُهُ، وَإِذَا خَبُثَ أَعْلاَهُ خَبُثَ أَسْفَلُهُ (¬1)». (¬2) =صحيح 971 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، فَمَنْ عَمِلَ لِي عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ». (¬3) =صحيح 972 - عَنْ أَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي فُضَالَةَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِذَا جَمَعَ اللهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ - يَوْمَ الْقِيَامَةِ - لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ، نَادَى مُنَادٍ: مَنْ كَانَ أَشْرَكَ فِي عَمَلِهِ للهِ أَحَداً فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِهِ، فَإِنَّ اللهَ أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ». (¬4) =حسن صحيح 972/ 1. عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنِ ¬

_ (¬1) معنى الحديث: أن الظاهر عنوان الباطن ومن طابت سريرته طابت علانيته. وكما لا يجتمعان صلاحا وفسادا في وعاء واحد، فكذلك لا يجتمع صلاح القلب وفساد الأعضاء بارتكاب المحرمات ولا فساد القلب وصلاح الأعضاء، كما قال - صلى الله عليه وسلم - «مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله». ولا يكون القلب صالحا إلا بالإخلاص. (¬2) ابن حبان (393) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬3) مسلم (2985) باب من أشرك في عمله غير الله، ابن ماجه (4202) باب الرياء والسمعة، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن ماجه (4203) باب الرياء والسمعة، ابن حبان (405)، واللفظ له، تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن".

فصل

اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَبِيئةٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ». (¬1) =صحيح فصل * قَالَ يَعْقُوب الْمَكْفُوف رَحِمَهُ اللهُ: «الْمُخْلِص مَنْ يَكْتُمُ حَسَنَاتِهِ كَمَا يَكْتُمُ سَيِّئاتِهِ». (¬2) * وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ رَحِمَهُمُ الله: «مَا غَايَة الإِخْلاَصِ؟». قَالَ: «أَنْ لا تُحِبَّ مَحْمَدَة النَّاس» (¬3). (¬4) مَا جَاءَ فِي الرِّيَاء 973 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَينَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟». قَالَ: قُلنَا: بَلَى، فَقَالَ: «الشِّركُ الْخَفِيّ، أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي فَيُزَيّنُ صَلاَتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ». (¬5) =حسن 974 - عَنْ عَبَّاد بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «يَا نَعَاياَ الْعَرَب (¬6) يَا نَعَايَا الْعَرَب - ثَلاَثاً - إِنَّ أَخْوَفَ ¬

_ (¬1) الأحاديث المختارة (883 ("عن الزبير موقوفا عليه"، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح"، مسند الشهاب للقضاعي (414)، "عن ابن عمر، مرفوعا"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6018)، الصحيحة (2313). (¬2) إحياء علوم الدين (4/ 378). (¬3) محمدة الناس: أي: ثناؤهم. (¬4) الكبائر للذهبي (1/ 9). (¬5) ابن ماجه (4204) باب الرياء والسمعة، تعليق الألباني "حسن". (¬6) يا نعايا العرب: الناعي هو الذي يأتي بخبر الموت، وكأنه أراد بذلك انعوهم فقد هلكوا.

فضل العلم

مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الرِّيَاءُ وَالشَّهْوَةُ الْخَفِيَّة (¬1)». (¬2) =حسن 975 - عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ؟ قَالَ: «الرِّيَاءُ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ تُجَازَى الْعِبَادُ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاؤُونَ بِأَعْمَالِكُمْ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً؟!». (¬3) =صحيح فَضْل الْعِلْمِ 976 - عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ فَضْلِ (¬4) الْعِبَادَةِ، وَخَيْرُ دِينِكُم الوَرَعُ (¬5)». (¬6) =صحيح 977 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يُبْغِضُ كُلَّ عَالِمٍ بِاْلدُّنْياَ، جَاهِلٍ بِاْلآخِرَةِ». (¬7) =صحيح 978 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ ¬

_ (¬1) الشهوة الخفية: هي حب اطِّلاع الناس على العمل، وقيل غير ذلك. (¬2) الكامل في الضعفاء لابن عدي (1020)، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (2390)، السلسلة الصحيحة (508). (¬3) أحمد (23686)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1555)، الصحيحة (951). (¬4) فضل العلم: الفضل: الزيادة، والمعنى زيادة العلم أحب إلي من زيادة العبادة. (¬5) الورع: هو ترك الأمور المشتبه فيها مخافة الوقوع في الحرام، وهي أمور خفيه لا تتبين حرمتها، فتركها هو الورع. (¬6) مستدرك الحاكم (314) كتاب العلم، تعليق الذهبي "على شرطهما"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4214). (¬7) تاريخ نيسابور للحاكم، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1879).

فضل من بلغ أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - للناس

خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ». (¬1) =صحيح فَضْل مَنْ بَلَّغ أَحَادِيث النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - لِلنَّاس 979 - عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «نَضَّرَ (¬2) اللهُ [وَجْهَ] (¬3) امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثاً، فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ (¬4) أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ». (¬5) =صحيح 980 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «رَحِمَ اللهُ مَنْ سَمِعَ مِنِّي حَدِيثاً، فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى لَهُ مِن سَامِع». (¬6) =صحيح 981 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ (¬7) وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ». (¬8) =صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (71) باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، مسلم (1037) باب النهي عن المسألة، ابن ماجه (220) باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، واللفظ له. (¬2) نضر الله: النضارة هي حسن الوجه وبريقه، كما جاء في قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} أي: حسنة بهية مشرقة مسرورة، وقال الشيخ محمد مختار الشنقيطي في معنى نضر الله "أي: بيض الله وجهه .. ". انتهى كلامه، وقال بعض العلماء: إنه يحشر يوم القيامة ابيض الوجه مشرقاً مستنيرا بهذا العلم، وقال البعض: إن الله يُنَضِّرُ لأهل الحديث وجوههم في الدنيا والآخرة. وتقديره عند بعض العلماء: جمله الله وزينه. وأحسن من فسرها هو القرآن {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} أي: كما تقدم: مشرقة حسنة بهية ناعمة. وهذا التفسير يوافق قول من قال من العلماء: جمله الله وزينه. (¬3) الزيادة بين المعقوفتين من مستدرك الحاكم (297) كتاب العلم، تعليق الذهبي "على شرط مسلم". (¬4) فرب مبلغ: أي: رب شخص بلغه كلامي كان أفطن وأفهم لمعناه من الذي نقله. (¬5) أبو داود (3660) باب فضل نشر العلم، ابن حبان (69)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) ابن حبان (68)، تعليق الألباني "صحيح". (¬7) حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج: قال مالك: المراد جواز التحدث عنهم بما كان من أمر حَسَن , أما ما عُلِمَ كذبه فلا. (¬8) البخاري (3274) باب ما ذكر عن بني إسرائيل.

فضل من علم العلم

فَضْل مَنْ عَلَّمَ الْعِلْم 982 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «وَاللهِ لأَنْ يُهْدَى بِهُدَاكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ (¬1) النَّعَمِ». (¬2) =صحيح 983 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ عَلَّمَ عِلْمَاً فَلَهُ أَجرُ مَنْ عَمِلَ بِهِ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْعَامِلِ». (¬3) =حسن 984 - عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «خَيْرُ مَا يُخَلِّفُ الرَّجُلُ بَعْدَهُ ثَلاَثٌ: وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ، وَصَدَقَةٌ تَجْرِي يَبْلُغُهُ أَجْرُهَا، وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ». (¬4) =صحيح فَضْل مَجَالِس الْعِلْم 985 - عَنْ سَهْلِ بْنِ حَنْظَلَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِساً يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ فَيَقُومُونَ حَتَّى يُقَالَ لَهُمْ: قُومُوا قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ، وَبُدِّلَتْ سَيِّئاتكُمْ حَسَنَاتٍ». (¬5) =صحيح 986 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُمَا ¬

_ (¬1) حمر النعم: هي الإبل الحمر، وهي أنفس الأموال في ذلك الوقت، وفي هذا الزمان ما هو أنفس منها وهي السيارات وهداية رجل واحد خير من أنفس السيارات. (¬2) متفق عليه، البخاري (3973) باب غزوة خيبر، مسلم (2406) باب من فضائل علي، أبو داود (3661) باب فضل نشر العلم، واللفظ له. (¬3) ابن ماجه (240) باب ثواب معلم الناس الخير، تعليق الألباني "حسن". (¬4) ابن ماجه (241) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح"، ابن حبان (93)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬5) المعجم الكبير (6039)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5610).

فضل العالم والمتعلم

شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «لاَ يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ حَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِيْنَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ». (¬1) =صحيح فَضْل الْعَالِمِ وَالْمُتَعلِّمِ 987 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا، لَمْ يَأْتِهِ إِلاَّ لِخَيْرٍ يَتَعَلَّمهُ أَوْ يُعَلِّمهُ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ جَاءَ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ يَنْظُرُ إِلَى مَتَاعِ غَيْرِهِ». (¬2) =صحيح 988 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لا يُرِيدُ إِلا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يُعَلِّمهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حِجَّتُهُ». (¬3) =حسن صحيح 989 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلاَّ ذِكْرَ اللهِ، وَمَا وَالاَهُ (¬4) أَوْ عَالِماً، أَوْ مُتَعَلِّماً». (¬5) =حسن ¬

_ (¬1) مسلم (2700) باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، ابن حبان (852)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) ابن ماجه (227) باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) المعجم الكبير (7473)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (86). (¬4) وما والاه: أي: وما أحبه الله من أعمال البر وأفعال القرب، أو معناه ما والى ذكر الله أي: قَارَبَه، من ذكر خير أو تَابَعَهُ من اتِّباع أمره ونهيه لأن ذكره يوجب ذلك. (¬5) ابن ماجه (4112) باب مثل الدنيا، تعليق الألباني "حسن".

990 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْخَلْقُ كُلُّهُمْ يُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ الْخَيرِ، حَتَّى نِينَانُ (¬1) الْبَحْرِ». (¬2) =صحيح 991 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لِلْعَالِمِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ، حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ». (¬3) =صحيح 992 - عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهُ - صلى الله عليه وسلم -: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ». (¬4) =صحيح 993 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْباَهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ، كَفَضْلِي عَلَى أَدْناَكُمْ». (¬5) =صحيح 994 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيَضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحِيْتَانُ فِي الْبَحْرِ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) نينان البحر: أي: حيتان البحر، النون هو الحوت كما قال تعالى: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا} أي: صاحب الحوت وهو يونس عليه السلام. (¬2) الديلمي (2996)، الكامل في الضعفاء لابن عدي (2/ 193)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3343)، الصحيحة (1852). (¬3) ابن ماجه (239) باب ثواب من علم العلم، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) أبو داود (3641) باب الحث على طلب العلم، الترمذي (2682) باب ما جاء في فضل الفقة على العبادة، ابن ماجه (223) باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، حلية الأولياء (9/ 45)، واللفظ له، تعليق الألباني على كل منها "صحيح". (¬5) المعجم الكبير (7911)، واللفظ له، الترمذي (2685) باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (10) باب قوله - صلى الله عليه وسلم - "طلب العلم فريضة على كل مسلم" .. واللفظ له، ابن ماجه =

فصل

995 - عَنْ صَفوَانِ بْنِ عَسَّال رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ يَطْلُبُ الْعِلْمَ، إِلاَّ وَضَعَتْ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضاً بِمَا يَصْنَعُ». (¬1) =حسن صحيح فَصْل * الْقَمَر لَيْلَةَ الْبَدْرِ أَفْضَلُ مِنْ مِئَاتِ الْكَوَاكِبِ، وَهَذِهِ بِشَارَة عَظِيمَة لِلعُلْمَاءِ وَلِطُلاَّبِ الْعِلْم أَنْ يُفَضِّلَهُم اللهُ عَلَى الْعُبَّادِ بِهَذا القَدْرِ. * وَقَدْ وَصَفَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْعَالِم بِأوْصَافٍ لَمْ يَصِف بِهَا الْمُجَاهِد؛ مِنْهَا. فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الرَّسُوْلِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَدْنَى صَحَابِي. وَضْعُ الْمَلاَئِكَة أَجْنِحَتِهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ. صَلاَةُ اللهَِ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ وَجِمِيع الْمَخْلُوقَاتِ. * بَلْ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاء فِي شَأْن الْمُقَارَنَة بَيْنَ الْعَالِمِ وَالْمُجَاهِدِ أَيُّهمَا أَفْضَلْ؛ قَالُوا: بِحَسَب حَاجَة الأُمَّة تَكُوْن الْمُفَاضَلَة. فَإِنْ كَانَتِ الأُمَّة بِحَاجَةٍ لِلْعُلَمَاء لِوُجُود الْبِدَع وَالْخُرَافَات وَالشِّرْك فَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْحَال الْعَالِم أَفْضَلَ مِنَ الْمُجَاهِد. ¬

_ = (223) باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3914). (¬1) ابن ماجه (226) باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، تعليق الألباني "صحيح"، ابن حبان (85)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن".

فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وَإِنْ كَانَتِ الأُمَّة بِحَاجَةٍ لِلمُجَاهِدِين لِوُجُودِ بَلَدٍ مُسْلِمٍ مُحْتَلٍّ فَفِي هَذِهِ الْحَال يَكُونُ الْمُجَاهِد أَفْضَل. وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَم. فَضْل الأَمْر بِالْمَعْرُوف وَالنَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ 996 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِع فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِع فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيْمَان». (¬1) =صحيح فَضْل إِنْكَار الْمُنْكَر وَأَنَّ مَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئ 997 - عَنْ الْعُرْس بْنِ عَميرة الْكِندِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا عُمِلَتْ الْخَطِيِّئة فِي الأَرْضِ كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا - وَقَالَ مَرَّةً: أَنْكَرَهَا - كَمَنْ غَابَ عَنْهَا، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا». (¬2) =حسن 998 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «سِيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ». (¬3) =حسن 999 - عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّهُ ¬

_ (¬1) مسلم (49) باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان وأن الإيمان يزيد وينقص وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان، أبو داود (1140) باب الخطبة يوم العيد، تعليق الألباني "صحيح"، ابن حبان (306)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬2) أبو داود (4345) باب في الأمر والنهي، تعليق الألباني "حسن". (¬3) مستدرك الحاكم (4884 (ذكر إسلام حمزة بن عبد المطلب، تعليق الحاكم "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "الصفار - أحد رجال الحديث - لا يُدرى من هو"، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3675)، الصحيحة (374)، الترغيب والترهيب (2308).

ما جاء فيمن علم الناس ولم يعمل

يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! أَلاَ نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: «لاَ مَا صَلَّوْا». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِيمَن عَلَّمَ النَّاس وَلَمْ يَعْمَل * قَالَ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ شُعَيبٍ: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} أَيْ: وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَنْهَاكُمْ عَنْ أَمْرٍ ثُمَّ أَفْعَلُ خِلاَفهُ، بَلْ لا أَفْعَلُ إِلاَّ بِمَا آمُرُكُمْ بِهِ، وَلاَ أَنْتَهِي إِلاَّ عَمَّا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ. 1000 - عَنْ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ الْعَالِمِ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيرَ وَيَنْسَى نَفْسَهُ، كَمَثَلِ السِّرَاجِ يُضِيءُ للنَّاسِ وَيُحْرِقُ نَفْسَهُ». (¬2) =صحيح 1001 - عَنْ أَبِي بُرْزَة وَجُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ وَيَنْسَى نَفْسَهُ، مَثَلُ الْفَتِيلَة تُضِيءُ لِلنَّاسِ، وَتُحْرِقُ نَفْسَهَا». (¬3) =صحيح فَصْل * قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ: مَا كَتَبْتُ حَدِيثاً إِلاَّ وَقَدْ عَمِلْتُ بِهِ، ¬

_ (¬1) مسلم (1854) باب وجوب الإنكار على الأمراء فيما يخالف الشرع وترك قتالهم ما صلوا ونحو ذلك، واللفظ له، أبو داود (4760)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) المعجم الكبير (1681)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5831). (¬3) رواه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (869 (وقال "رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن جابر السحيمي وهو ضعيف لسوء حفظه واختلاطه"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5837).

ما جاء في أن الله تعالى يشد هذا الدين بالرجل الفاجر

حَتَّى مَرَّ بِي أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - احْتَجَمَ وَأَعْطَى أَبَا طَيْبَةَ دِينَاراً، فَأَعْطَيتُ الْحَجَّام دِيْناَراً حِينَ احْتَجَمْتُ. (¬1) * وَقَالَ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ يَقُولُ: مَنذُ عَقَلْتُ أَنَّ الْغِيْبَةَ حَرَامٌ مَا اغْتَبْتُ أَحَداً قَطُّ. (¬2) * وَقَالَ بَكْر بن مُنِير: سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللهِ الْبُخَارِيّ (¬3) يَقُولُ: أَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللهَ وَلاَ يُحَاسِبني أَنِّي اغْتَبْتُ أَحَداً. (¬4) * وَقَالَ مُحَمَّد بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الْوَرَّاق سَمِعْتُهُ - يَعْنِي الْبُخَارِيَّ - يَقُولُ: لاَ يَكُونُ لِي خَصْمٌ فِي الآخِرَة. (¬5) مَا جَاءَ فِي أَنَّ اللهَ تَعَالَى يَشُدّ هَذَا الدِّين باِلرَّجُلِ الْفَاجِر 1002 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُؤيّدُ (¬6) الدِّينَ بِمَنْ لا خَلاَق لَهُ (¬7)». (¬8) =صحيح 1003 - عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء (11/ 213). (¬2) سير أعلام النبلاء (9/ 482). (¬3) أبو عبد الله البخاري هو محمد بن إسماعيل صاحب الصحيح. (¬4) سير أعلام النبلاء (12/ 439). (¬5) سير أعلام النبلاء (12/ 441). (¬6) ليؤيد: أي: يقوي وينصر. (¬7) لا خلاق له: أي: لا نصيب له. (¬8) الأحاديث المختارة (2063)، واللفظ له، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح"، ابن حبان (4500)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح".

ما جاء في أقوام يحدثون بأحاديث لم يسمع بها

اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُؤيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ (¬1)». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَقْوَام يُحَدِّثُونَ بِأَحَادِيثَ لَمْ يُسْمَع بِهَا 1004 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ، يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ». (¬3) =صحيح 1005 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ لا يُضِلُّونَكُمْ وَلاَ يَفْتِنُونَكُمْ». (¬4) =صحيح 1006 - عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، وَأَبِي أُسَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمْ الْحَدِيثَ عَنِّي تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ (¬5) وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيبٌ فَأَنَا أَوْلاكُمْ بِهِ، وَإِذَا سَمِعْتُم الْحَدِيثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَنْفِرُ عَنْهُ ¬

_ (¬1) بالرجل الفاجر: مِثْل الذي جاهد ثم انتحر فقد نصر الله به الدين مع أنه من أهل النار، وهذه القصة هي مناسبة قوله - صلى الله عليه وسلم - لهذا الحديث، كما في صحيح البخاري، وينطبق أيضا على من علَّم العلم رياء فقد نفع الله بعلمه، مع أنه من أول من تسعر بهم النار يوم القيامة كما في صحيح مسلم « .. تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر فسحب إلى النار .. » وعند ابن حبان « .. أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة». (¬2) متفق عليه، البخاري (2897) باب إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر، مسلم (111) باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه وإن من قتل نفسه بشيء عذب به في النار وأنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، "كلاهما عن أبي هريرة مطولا"، المعجم الكبير (13552)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1813)، الصحيحة (1649). (¬3) مسلم (6) باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها، ابن حبان (6728)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬4) مسلم (7) الباب السابق. (¬5) تعرفه قلوبكم: أي: تقبله وتشهد بحسنه.

ما جاء في أقوام يتحدثون بحديث الدنيا في مساجدهم

أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ وَتَرَونَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ، فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَقْوَام يَتَحَدِّثُونَ بِحَدِيثِ الدُّنْيَا فِي مَسَاجِدِهِمْ 1007 - عَنْ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي ابنَ مَسْعُود - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَكُونُ حَدِيْثهُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ لَيْسَ للهِ فِيهِمْ حَاجَةٌ». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِيمَن حَدَّثَ بَكُلِّ مَا سِمَع 1008 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَفَى بِالْمَرءِ كَذِباً أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سِمَعَ». (¬3) =صحيح 1009 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «كَفَى بِالْمَرءِ إِثْماً أَنْ يُحَدِّثَ بَكُلِّ مَا سَمِعْ». (¬4) =صحيح 1010 - عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ وَهُوَ يُرَى (¬5) أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (16102)، (23655)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم"، ابن حبان (63)، تعليق الألباني "حسن". (¬2) ابن حبان (6723)، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) مسلم (5) باب النهي عن الحديث بكل ما سمع. (¬4) أبو داود (4992) باب في التشديد في الكذب، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) يرى أنه كذب: بضم الياء أي: يُظَنُّ أنه كذب، وذكر بعض الأئمة جواز فتح الياء ويكون المعنى: يَعْتَقِدُ أنه كذب. (¬6) مسلم (1/ 7 (المقدمة، ابن حبان (29)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".

فصل

فَصْل * قاَلَ الشَّافِعِي: كَانَ إِذَا شَكَّ - أَيْ الإِمَام مَالِك - فِي حَدِيثٍ طَرَحَهُ كُلَّه. (¬1) * وَقَالَ ابنُ عُيَينَة: كَانَ مَالِك لاَ يُبَلِّغ الْحَدِيث إِلاَّ صَحِيحاً، وَلاَ يُحَدِّثُ إِلاَّ عَنْ ثِقَة. (¬2) * وَقَالَ أَبُو مُصعَب: قِيلَ لِمَالِك: لِمَ لاَ تُحَدِّثُ عَنْ أَهْلِ الْعِرَاق؟ قَالَ: لأَنَّنِي رَأَيتهُم إِذَا جَاؤُوناَ يَأخُذُونَ الْحَدِيثَ عَنْ غَيرِ ثِقَة، فَقُلْتُ: إِنَّهُم كَذَلِكَ فِي بِلاَدِهِم. وَقَالَ - أَيْ الإِمَام مَالِك - عِندِي أَحَادِيث لَوْ ضُرِبَ رَأْسِي بِالسَّوط مَا أَخْرَجتُهَا أَبَداً. (¬3) مَا جَاءَ فِي الْبَيع فِي الْمَسَاجِدِ وَالسُّؤالِ عَنْ أَمْرٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيا 1011 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا رَأَيْتُم الرَّجُلَ يَبِيعُ وَيَشْتَرِي فِي الْمَسْجِدِ فَقُولُوا: لاَ أَرْبَحَ اللهُ تِجَارَتَكَ». (¬4) =صحيح 1012 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَمِعَ رَجُلاً ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء (8/ 75). (¬2) ترتيب المدارك وتقريب المسالك (8/ 43). (¬3) ترتيب المدارك وتقريب المسالك (8/ 43). (¬4) الترمذي (1321) باب النهي عن البيع في المسجد، ابن حبان (1648)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

ما جاء فيمن أفتى بغير علم

يَنْشُدُ ضَالَّةً (¬1) فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ: لا رَدَّهَا اللهُ عَلَيْكَ، فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبنَ لِهَذَا». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِيمَن أَفْتَى بِغَيرِ عِلم * قَالَ تَعَالَى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} أَيْ لا تَقُلْ. 1013 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أُفْتِيَ بِغَيرِ عِلْمٍ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ، وَمَنْ أَشَارَ عَلَى أَخِيهِ بِأَمْرٍ يَعْلَمُ أَنَّ الرُّشْدَ فِي غَيرِهِ فَقَدْ خَانَهُ». (¬3) =حسن 1013/ 1. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيرِ عِلْمٍ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاه». (¬4) =صحيح 1014 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أُفْتِيَ بِفُتيا غَيْرَ ثَبْتٍ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ». (¬5) =حسن فصل * قَالَ عَامِر الشَّعْبِي: «لاَ أَدْرِي نِصفُ الْعِلْمِ». (¬6) ... ¬

_ (¬1) ضالة: أي: ضائعة، وهذا يشمل كل ضائع إن بحث عنه في المسجد. (¬2) مسلم (568) باب النهي عن نشد الضالة في المسجد وما يقوله من سمع الناشد، أبو داود (473) باب في كراهية إنشاد الضالة في المسجد، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أبو داود (3657) باب التوقي في الفتيا، تعليق الألباني "حسن". (¬4) مستدرك الحاكم (436) كتاب العلم، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ولا أعرف له علة"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرطهما ولا أعرف له علة". (¬5) ابن ماجه (53) باب اجتناب الرأي: والقياس، تعليق الألباني "حسن". (¬6) الدارمي (180) باب في الذي يفتي الناس في كل ما يستفتى، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح".

* وَقَالَ ابْنُ عَبدِ الْبَر صَحَّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: «لاَ أَدْرِي نِصفُ الْعِلم». (¬1) * عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «إِنَّ الَّذِي يُفْتِي النَّاسَ فِي كُلِّ مَا يُسْتَفْتَى لَمَجْنُونٌ». (¬2) * وَعَنْ خَالِد بْنِ خَداش قَالَ: «قَدِمتُ عَلَى مَالِك بِأرْبَعِينَ مَسْأَلَة فَمَا أَجَابَنِي مِنهَا إِلاَّ فِي خَمْس مَسَائِل». (¬3) * وَقَالَ الْهَيْثَم بْنُ جَمِيل: «سَمِعتُ مَالِكاً سُئِلَ عَنْ ثَمَان وَأَرْبَعِينَ مَسأَلَة فَأَجَابَ فِي اثْنَتَينِ وَثَلاَثِينَ (¬4) مِنهَا بـ: لاَ أَدْرِي». (¬5) * فَهَذَا الإِمَامُ مَالِكٌ إِمَامُ دَار الْهِجْرَة، رَأْس الْمُتْقِنِين، وَكَبِيرُ الْمُثْبِتِين، وَصَاحِبُ أَحَد الْمَذَاهِب الأَرْبَعَة، يُسْأَلُ عَنْ أَرْبَعِينَ مَسْأَلَة فَيُجِيبُ عَنْ خَمْس وَيَرُدُّ خَمْساً وَثَلاَثِينَ، وَفِي هَذَا الزَّمَانِ مَنْ لاَ يَكَادُ يَرُدُّ مَسْأَلَة يُسأَل فِيهَا. * وَقَالَ مُحَمَّد بْن رُمْح رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ مَالِكاً وَاللَّيث (¬6) يَخْتَلِفَانِ فَبِأيهِمَا آخُذ قَالَ: مَالِك مَالِك. (¬7) ******* ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء (8/ 77). (¬2) الدارمي (171) باب في الذي يفتي الناس في كل ما يستفتى. (¬3) سير أعلام النبلاء (8/ 77). (¬4) أي: اثنين وثلثين مسئله يقول فيها: لا أدري. (¬5) سير أعلام النبلاء (8/ 77). (¬6) هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمى، أبو الحارث المصرى، وهو ثقة ثبت فقيه إمام من نظراء مالك. (¬7) سير أعلام النبلاء (8/ 78).

باب النهي عن كثرة الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغير علم

بَابُ النَّهْيِ عَنْ كَثْرَةِ الْحَدِيْثِ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِغَيرِ عِلْمٍ 1015 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ للهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَةُ مِنَ النَّارِ». (¬1) =صحيح 1016 - عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ كَذِباً عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ». (¬2) =صحيح 1017 - عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَقُولُ: «إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي! فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ، فَلْيَقُلْ حَقّاً أَوْ صِدْقاً، وَمَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ». (¬3) =حسن 1018 - عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيْثٍ يُرَى (¬4) أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينْ». (¬5) =صحيح ******* ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (110) باب إثم من كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم -، مسلم (3) باب تغليظ الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واللفظ له. (¬2) متفق عليه، البخاري (1229) باب ما يكره من النياحة على الميت، مسلم (4) باب تغليظ الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واللفظ له. (¬3) ابن ماجه (35) باب التغليظ في تعمد الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "حسن". (¬4) يرى أنه كذب: بضم الياء أي: يُظَنُّ أنه كذب، وذكر بعض الأئمة جواز فتح الياء ويكون المعنى: يَعْتَقِدُ أنه كذب. (¬5) تقدم برقم (1010) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".

باب الآداب وحسن الخلق

بَابُ الآداب وَحسن الْخُلُقِ فَضْل حسن الْخُلُق 1019 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَات قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ». (¬1) ... (¬2) *صحيح 1020 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ السَّاهِر بِاللَّيْلِ الظَّامِئ بِالْهَوَاجِرِ». (¬3) =حسن 1020/ 1. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ لَيُبَلِّغُ الْعَبْدَ بِحُسْن خُلُقه دَرَجَة الصَّومِ وَالصَّلاَةِ». (¬4) =صحيح 1021 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَبْلُغُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ عَظِيمَ دَرَجَاتِ الآخِرَةِ وَشَرَف الْمَنَازِلِ، وَإِنَّهُ لَضَعيْفُ الْعِبَادَةِ، وَإِنَّهُ لَيَبْلُغُ بِسُوءِ خُلُقِهِ أَسْفَلَ دَرْكٍ فِي جَهَنَّم». (¬5) =حسن ¬

_ (¬1) مستدرك الحاكم (199) كتاب الإيمان، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وشاهده صحيح على شرط مسلم"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرطهما"، تعليق الألباني "صحيح"، الجامع الصغير (1620). (¬2) ملحوظة!!: هناك رجل من رجال هذا الحديث اسمه: المطلب بن عبد الله ليس من رجال الصحيحين وقال الألباني رحمه الله بعد أن ذكر قول الحاكم وموافقة الذهبي له قال "وهو كما قالا لولا أنه اختلف في سماع المطلب من عائشة فقال أبو حاتم: روايته عنها مرسلة ولم يدركها .. ثم قال: لكن الحديث على كل حال صحيح بما تقدم .. "، الصحيحة (795). (¬3) المعجم الكبير (7709)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1621)، الصحيحة (794). (¬4) مستدرك الحاكم (200) كتاب الإيمان، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم"، تعليق الألباني " قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا "، الصحيحة (522)، وقال في موضع آخر "العروقي ليس من رجاله، فهو صحيح فقط"، الصحيحة (794). (¬5) الأحاديث المختارة (1812)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده حسن"، تعليق الألباني قال في ضعيف الجامع "ضعيف"، وقال في الضعيفة "منكر".

1022 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَل فِي الْمِيزَان مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ». (¬1) =صحيح 1023 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَثْقَلُ شَيء فِي الْمِيزَان: الْخُلُقُ الْحَسَنْ». (¬2) =صحيح 1024 - عَنْ أُسَامَةَ بن شَرِيكٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كَأَنَّ عَلَى رُؤُوسِنَا الطَّيْرَ، ما يَتَكَلَّمُ مِنَّا مُتَكَلِّمٌ إِذْ جَاءَهُ أُنَاسٌ، فَقَالُوا [وَمِنْ قَوْلِهِم]: فَمَنْ أَحَبُّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا». (¬3) =صحيح 1025 - عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «أَلاَ أُخْبِركُم بِأَحِبكم إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ الْقِيَامَة؟». فَسَكَتَ الْقُومُ، فَأَعَادَهَا مَرَّتَينِ أَوْ ثَلاَثاً، قَالَ الْقَومُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «أَحْسَنكم خُلُقاً». (¬4) =حسن صحيح 1026 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَال وَيُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا (¬5)». (¬6) =صحيح 1027 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَفَ عَلَى نَاس ¬

_ (¬1) أبو داود (4799) باب في حسن الخلق، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) ابن حبان (481)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده محمد بن كثير صحيح على شرط الشيخين غير عطاء"، وقوله إسناد محمد بن كثير لأن راويان شركا محمد في هذا الحديث متابعين له. (¬3) المعجم الكبير (471)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (179)، الصحيحة (432). (¬4) أحمد (6735)، ابن حبان (485)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬5) سفسافها: حقيرها ورديئها. (¬6) المعجم الأوسط (6906)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1743).

علامات حسن الخلق

جُلُوس فَقَالَ: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِكُمْ مِنْ شَرِّكُمْ؟». قَالَ: فَسَكَتُوا، فَقَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ رَجُلٌ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرنَا بِخَيْرِنَا مِنْ شَرِّنَا قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ (¬1) وَشَرُّكُمْ مَنْ لاَ يُرْجَى خَيْرُهُ وَلاَ يُؤْمَنُ شَرُّهُ». (¬2) =صحيح عَلاَمَات حسن الْخُلق * جَمَعَ الْبَعضُ عَلاَمَات حُسْنِ الْخُلُقِ فَقَالَ: «هُوَ أَنْ يَكُونَ كَثِيرَ الْحَيَاءِ، قَلِيلَ الأذَى كَثِيَر الإِصْلاَحِ، صَدُوق اللِّسَانِ، قَلِيلَ الْكَلاَمِ، كَثِيرَ الْعَمَل، قَلِيلَ الزَّلَل، قَلِيلَ الْفُضُول، بَرّاً وَصُولاً، وَقُوراً صَبُوراً، شَكُوراً رَضِيّاً، حَلِيماً رَفِيقاً، عَفِيفاً، شَفِيقاً، لا لَعّاناً وَلاَ سَبَّاباً، وَلاَ نَمَّاماً وَلاَ مُغتَاباً، وَلاَ عَجُولاً، وَلاَ حَقُوداً، وَلاَ بَخِيلاً وَلاَ حَسُوداً، بَشَّاشاً هَشَّاشاً، يُحِبُّ فِي اللهِ، وَيُبْغِضُ فِي اللهِ، وَيَرْضَى فِي اللهِ، وَيُغْضِبُ فِي اللهِ، فَهَذَا هُوَ حَسَنُ الْخُلُقِ». (¬3) فَضْل مَنْ كَانَ هَيّناً ليَنّاً 1028 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّار». قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «عَلَى كُلِّ هَيْنٍ لَيْنٍ قَرِيْبٍ سَهْلٍ». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) خيركم من يرجى خيرة ويؤمن شره: هذا يكون في صاحب الإيمان القوي، فمتى قوي الإيمان في قلب العبد رجي خيره وأمن شره، فمثلا: رجل له حاجة عند رجل فطلب منك أن تقضيها له من عنده فإن كان هذا الرجل ممن يرجى خيره ويؤمن شره فإنك تقول له: إن كانت حاجتك عند فلان فاعتبر أن الموضوع منتهي لأنك واثق فيه وآمن له. وأيضا في حال الغضب تأمن شره لتمالكه نفسه، وأيضا في المقابل من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره وهو صاحب الإيمان الضعيف. (¬2) الترمذي (2263)، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (8798)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح". (¬3) إحياء علوم الدين (17). (¬4) ابن حبان (470)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح بشواهده".

فضل الرفق

1029 - عَنْ أَبِي عِنَبةَ الْخَوْلاَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ للهِ تَعَالَى آنِيَةً (¬1) مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، وَآنِيَةُ رَبِّكُمْ قُلُوبُ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ، وَأَحَبُّهَا أَلْيَنهَا وَأَرِقُّهَا». (¬2) =حسن 1030 - عَنْ مَكْحُولٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْمُؤْمِنُونَ هَيِّنُونَ لَيِّنُونَ كَالْجَمَلِ الأَنِفِ (¬3) إِنْ قِيدَ انْقادَ، وَإِذَا أُنِيْخَ عَلَى صَخْرَةٍ اسْتَنَاخَ (¬4)». (¬5) =حسن مرسل فَضْل الرِّفق 1031 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهَا: «إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ (¬6) مَالاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَالاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ». (¬7) =صحيح 1032 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ، وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ أَلاَّ شَانَهُ». (¬8) =صحيح 1033 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أُعْطِيَ ¬

_ (¬1) آنية: جمع إناء، وهو وعاء الشرب. (¬2) مسند الشاميين للطبراني (480)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (2163). (¬3) الأنف: أي المأنوف، وهو الذي عقر الخشاش أنفه، فهو لا يمتنع على قائده للوجع الذي به، وقيل: الأنف الذلول المنقاد. (¬4) استناخ: أي: إذا أمال به صاحبه ونوَّخَهُ على صخرة انقاد له. (¬5) الزهد لابن المبارك (387) باب حفظ اللسان، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6669)، الصحيحة (936). (¬6) يعطي على الرفق: يثيب عليه مالا يثيب على غيره. (¬7) مسلم (2593) باب فضل الرفق، واللفظ له، أبو داود (4807) باب في الرفق، تعليق الألباني "صحيح". (¬8) مسلم (2594) الباب السابق، واللفظ له، الأدب المفرد (475)، تعليق الألباني "صحيح".

فضل الرحمة

حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ، فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ، وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ، فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ». (¬1) =صحيح فَضْل الرَّحْمَة 1034 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ، يَرْحَمْكم مَنْ فِي السَّمَاءِ». (¬2) =صحيح 1035 - عَنْ جَرِيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرحَمْ، وَمَنْ لاَ يَغْفِرْ لاَ يُغْفَرْ لَهُ، وَمَنْ لاَ يَتُبْ لاَ يُتَبْ عَلَيْهِ». (¬3) =صحيح 1036 - عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءُ». (¬4) =صحيح 1037 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ (¬5) بِرَكِيَّةٍ (¬6) كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا (¬7) فَسَقَتْهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ». (¬8) =صحيح ¬

_ (¬1) الترمذي (2013) باب ما جاء في الرفق، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) أَبو داود (4941) باب في الرحمة، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) المعجم الكبير (2476)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6600). (¬4) البخاري (7010) باب ما جاء في قول الله تعالى {إن رحمة الله قريب من المحسنين}، الزهد لابن السري (1324) باب الرحمة، ولفظهما سواء إلا أن البخاري ذكر معه قصة، والحديث رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد وغيرهم. (¬5) يطيف: يدور حولها. (¬6) بركية: بئر. (¬7) موقها: خفها. (¬8) متفق عليه، البخاري (3280) باب {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم} الكهف .. ، واللفظ له، مسلم (2245) =

فضل الحلم والتأني

فَضْل الْحِلم وَالتْأَنِي 1038 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِلأَشَجِّ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْس: «إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهَ: الْحِلْمُ وَالأَنْاةُ (¬1)». (¬2) =صحيح 1039 - عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - قَالَ الأَعْمَشُ: وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «التُّؤَدةُ (¬3) فِي كُلِّ شَيْءٍ، إِلاَّ فِي عَمَلِ الآخِرَةِ». (¬4) =صحيح 1040. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجَس الْمُزَنِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «التُّؤَدةُ وَالاقتِصَادُ وَالسَّمْتُ الَحَسَن (¬5): جُزءٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ جُزءاً مِنَ النُّبُوَّةِ». (¬6) =صحيح فَضْل الْحَيَاء 1041 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «الْحَياءُ وَالإِيْمَانُ قُرِنَا جَمِيعاً، فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الأَخَرُ»؟. (¬7) =صحيح ¬

_ = باب فضل ساقي البهائم المحترمة وإطعامها. (¬1) الحلم والأناة: الحليم: هو بطي الغضب، والأناة: هي التأني والتثبت وعدم العجلة. (¬2) مسلم (17) باب الإمر بالأيمان بالله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وشرائع الدين والدعاء إليه والسؤال عنه وحفظه وتبليغه من لم يبلغه، ابن حبان (7160)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) التؤدة: هي والأناة بمعنى واحد. (¬4) أَبو داود (4810) باب في الرفق، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) السمت الحسن: أي: السيرة المرضية والطريقة المستحسنة قيل السمت: الطريق ويستعار لهيئة أهل الخير. (¬6) المعجم الأوسط (1017)، مسند عبد بن حميد (512)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3010). (¬7) مستدرك الحاكم (58) كتاب الإيمان، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرطهما فقد احتجا برواته ولم يخرجاه =

1042 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْء إِلاَّ شَانَهُ، وَمَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْء إِلاَّ زَانَهُ». (¬1) =صحيح 1043 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْحَيَاءُ وْالْعِيُّ (¬2) شُعْبَتَانِ مِنَ الإِيْمَانِ، وَالْبَذَاءُ وَالْبَيَانُ (¬3) شُعْبَتَانِ مِنَ الْنِّفَاقِ». (¬4) =صحيح 1044 - عَنْ زَيدِ بْنِ طَلْحَة بْنِ رُكَانَة يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لِكُلِّ دِينٍ خُلُق وَخُلُق الإِسْلاَم الْحَيَاء». (¬5) =حسن 1045 - عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ (¬6) مَا شِئْتَ». (¬7) =صحيح 1046 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الإِيْمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً وَالْحَياَءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيْمَانِ». (¬8) =صحيح ¬

_ = بهذا اللفظ"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرطهما"، تعليق الألباني "صحيح"، الجامع الصغير (1603)، (3200). (¬1) الترمذي (1974) باب ما جاء في الفحش والتفحش، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) العي: قلة الكلام. (¬3) والبذاء والبيان: البذا الألفاظ السيئة ورديء الكلام، والبيان: هو كثرة الكلام مثل هؤلاء الخطباء الذين يخطبون فيوسعون في الكلام ويتفصحون فيه من مدح الناس فيما لا يرضي الله. (¬4) الترمذي (2027) باب ما جاء في العي، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) الموطأ (1678) باب ما جاء في الحياء، ابن ماجه (4182) باب الحياء تعليق الألباني "حسن"، وقال في الصحيحة (940)، "صحيح". (¬6) فاصنع ما شئت: هذا وعيد كقوله تعالى: {اعملوا ما شئتم} أي: اصنع ما شئت، وكقوله: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}. (¬7) البخاري (3296) باب {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم} الكهف .. . (¬8) متفق عليه البخاري (9) باب أمور الإيمان ولفظه (بضع وستون)، مسلم (35) باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان.

فضل التواضع

1047 - عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ». (¬1) =صحيح 1048 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يُعَاتِبُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ (¬2) يَقُولُ: إِنَّكَ لَتَسْتَحِي حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ أَضَرَّ بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإِيْمَانِ». (¬3) =صحيح 1049 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: «كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ (¬4) فِي خِدْرِهَا». (¬5) =صحيح فَضْل التَّوَاضُع 1050 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ آدَمِي إِلاَّ فِي رَأْسِهِ حِكْمَهٌ بِيَدِ مَلَكٍ فَإِذَا تَوَاضَعَ قِيْلَ لِلْمَلَك: ارْفَعْ حِكْمَتَهُ وَإِذَا تَكَبَّرَ قِيْلَ لِلْمَلَك: ضَعْ حِكْمَتَهُ». (¬6) =حسن 1051 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَحِبُّوا الْمَسَاكِينَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ! أَحْيِنِي مِسْكِيناً وَأَمِتْنِي مِسْكِيناً (¬7) وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ». (¬8) =صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (5766) باب الحياء، واللفظ له، مسلم (37) الباب السابق. (¬2) يعاتب أخاه: أي: ينهاه عن الحياء ويقبِّح له هذا الفعل ويزجره عن كثرته. (¬3) متفق عليه، البخاري (5767) الباب السابق، واللفظ له، مسلم (36) الباب السابق. (¬4) من العذراء في خدرها: العذراء هي البكر، ولخدر: ستر يجعل للبكر في جانب البيت. (¬5) متفق عليه، البخاري (5768) باب الحياء، واللفظ له، مسلم (2320) باب كثرة حيائه - صلى الله عليه وسلم -. (¬6) المعجم الكبير (12939)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5675)، الصحيحة (538). (¬7) مسكينا: هذه المسكنة ليست التي يرجع معناها إلى القلة، وإنما سأل المسكنة التي يرجع معناها إلى الإخبات والتواضع. (¬8) الترمذي (2352) باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم، ابن ماجه (4126) باب مجالسة =

فضل الصدق

1052 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا اسْتَكْبَرَ مَنْ أَكَلَ مَعَهُ خَادِمُهُ، وَرَكِبَ الْحِمَارَ بِالأَسْوُاقِ، وَاعْتَقَلَ الشَّاةَ فَحَلَبَهَا». (¬1) =حسن 1053 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْداً بِعَفْوٍ إِلاَّ عَزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللهُ». (¬2) =صحيح 1054 - عَنْ طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ مِنَ التَّوَاضع الرِّضَا بِالدُّون مِن شَرَف الْمَجْالِس». (¬3) =حسن فَضْل الصِّدْق 1055 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قِيلَ لِرَسُوْلِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ». قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: «هُوَ: التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لاَ إِثْمَ فِيهِ وَلاَ بَغْيَ وَلاَ حَسَدَ». (¬4) =صحيح 1056 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ ¬

_ = الفقراء، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬1) البخاري في الأدب المفرد (550)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5527)، الصحيحة (2218). (¬2) حديث مكرر رقم (331 (ومعاني الكلمات مبينه هناك، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) الأحاديث المختارة (841) تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده حسن"، هذا الحديث ضعفة الشيخ الألباني رحمه الله. (¬4) ابن ماجه (4216) باب الورع والتقى، تعليق الألباني "صحيح".

فَيْكَ فَلاَ عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا (¬1) حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ (¬2) وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ (¬3)». (¬4) =صحيح 1057 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «تَقَبَّلُوا لِي بِسِتٍّ أَتَقَبَّلْ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ». قَالُوا: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: «إِذَا حَدَّثَ أَحَدُكْم فَلاَ يَكْذِبْ، وَإِذَا وَعَدَ فَلاَ يُخْلِفْ، وَإِذَا اؤتُمِنَ فَلاَ يَخُنْ، غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْديَكم وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ». (¬5) =صحيح 1058 - عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ: يِهْدِي إِلَى الْبِرِّ (¬6) وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيِتَحَرَّى (¬7) الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقاً، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ: يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ (¬8) وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّاباً». (¬9) =صحيح ¬

_ (¬1) فلا عليك ما فاتك من الدنيا: أي: لا بأس عليك وقت فوات الدنيا إن حصلت هذه الخصال. (¬2) خليقة: الخليقة: الطبيعة التي خلق بها الإنسان. (¬3) وعفة في مطعمة: هو بأن لا يطعم حراما ولا ما قويت الشبهة فيه، ولا يزيد عن الكفاية حتى من الحلال ولا يكثر من الأكل. (¬4) الجامع لابن وهب (533) باب العزلة، تعليق الألباني "صحيح"، الجامع الصغير (873)، الترغيب والترهيب (1718)، الصحيحة (733). (¬5) مستدرك الحاكم (8067) كتاب الحدود، شعب الإيمان (4355)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2978)، الصحيحة (1525). (¬6) البر: اسم جامع للخير كله. (¬7) يتحرى: أي: يقصده ويطلبه. (¬8) الفجور: هو الميل عن طريق الاستقامة، وقيل: الانبعاث في المعاصي. (¬9) متفق عليه، البخاري (5743) باب قول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} وما ينهى عن الكذب، مسلم (2607) باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله، واللفظ له.

ما جاء في الكذب، والحلف كذبا

مَا جَاءَ فِي الْكَذِب، وَالْحَلِف كَذِباً 1059 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يُؤْمِنُ الْعَبْدُ الإِيْمَانَ كُلَّهُ، حَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ مِنْ الْمُزَاحَة، وَيَتْرُكَ الْمِرَاء وَإِنْ كَانَ صَادِقاً». (¬1) =صحيح لغيره 1060 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ اللهَ أَذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ دِيْكٍ (¬2) رِجْلاَهُ فِي الأَرْضِ وَعُنُقُهُ مَثْنِيَةٌ تَحْتَ الْعَرشِ وَهُوَ يَقُولُ: سُبْحانَكَ مَا أَعْظَمَكَ رَبُّناَ، فَيُرَدُّ عَلَيْهِ: لاَ يَعْلَمُ ذَلِكَ مَنْ حَلَفَ بِي كَاذِباً». (¬3) =صحيح 1061 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا زَعِيمٌ (¬4) بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ (¬5) الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ (¬6) وَإِنْ كَانَ مُحِقاً، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحاً، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ». (¬7) =حسن 1062 - عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَومَ، وَيْلٌ لَهُ ¬

_ (¬1) أحمد (8751)، تعليق الألباني "صحيح لغيره"، الترغيب والترهيب (2939). (¬2) ديك: هو أحد حملة العرش. (¬3) أبو الشيخ في العظمة (512 (ذكر خلق جبريل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام الروح الأمين، مستدرك الحاكم (7813) كتاب الأيمان والنذور، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1714)، الصحيحة (150). (¬4) زعيم: الزعيم الضامن. (¬5) ربض الجنة: أسفل الجنة. (¬6) المراء: الجدال. (¬7) أَبو داود (4800) باب في حسن الخلق، تعليق الألباني "حسن".

ما جاء فيمن كذب في الرؤية

وَيْلٌ لَهُ». (¬1) =حسن 1063 - عَنِ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ، فَهُوَ مُنَافِقٌ - وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ -: مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ». (¬2) =صحيح 1064 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ أَبْغَضَ الْخُلُق إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الكذب». (¬3) =صحيح 1065 - وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اطَّلَعَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَيتِهِ كَذَبَ كَذبةً، لَمْ يَزَلْ مُعْرِضاً عَنْهُ حَتَّى يُحْدِثَ تَوبَةً». (¬4) ... ... ... (¬5) *صحيح مَا جَاءَ فِيمَن كَذَبَ فِي الرُّؤيَة 1066 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَفْرَى الْفِرَى (¬6) أَنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ فِي الْمَنَامِ مَا لَمْ تَرَيَا». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) أبو داود (4990) باب في التشديد في الكذب، تعليق الألباني "حسن". (¬2) مسلم (59) باب بيان خصال المنافق، ابن حبان (257)، واللفظ له، تعليق الألباني "حسن"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) شعب الإيمان (4817)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4618). (¬4) الضعفاء الكبير للعقيلي (11)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4675). (¬5) هذا الحديث عزاه السيوطي لأحمد والحاكم وليس عندهما بهذا اللفظ وإنما بلفظ "ما كان خلق أبغض إلى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الكذب ولقد كان الرجل يكذب عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكذبة فما يزال في نفسه عليه حتى يعلم أن قد أحدث منها توبة"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين". (¬6) أفرى الفرى: أشد الكذب وأكذب الكذبات، والفرى: جمع الفرية، وهي الكذبة الفادحة التي يتعجب منها. (¬7) البخاري (6636) باب من كذب في حلمه، أحمد (5711)، واللفظ له، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط البخاري رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار فمن رجال البخاري".

ما جاء في نقل الكلام من غير تحر وهو ما يسمى بـ «الإشاعة»

1067 - عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأسْقَعِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مِنْ أَعْظَم الْفِرَى أَنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إِلَى غَيرِ أَبِيهِ، أَوْ يُرِي عَيْنَهُ مَا لَمْ تَرَه، أَوْ يَقُولَ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا لَمْ يَقُلْ». (¬1) =صحيح 1068 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلُمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعيرَتَينِ، وَلَنْ يَفْعَل، وَمَنْ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَومٍ، وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ، صُبَّ فِي أُذُنهِ الآنك يَومَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ، وَكُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيْهَا وَلَيْسَ بِنَافِخٍ». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي نَقْل الْكَلام مِن غَيرِ تَحَرٍّ وَهُوَ مَا يُسَمَّى بـ «الإشَاعَة» * قَالَ تَعَالَى عَنْ انْتِشَار قِصَّةِ الإِفْك: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلُمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللهِ عَظِيمٌ} وَالْمَعْنَى: أَنَّ الرَّجُلَ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ: بَلَغَنِي كَذَا، وَيَتَلَقَّونَهُ تَلَقِّياً، أَي يَرْوي بَعضُكُمْ عَنْ بَعْض. * وَقَدْ أَمَرَ اللهُ تَعَالَى بِالتَّثَبُّتِ مِنْ هَذِهِ الأَخْبَار قَبلَ الْخَوض بِهَا بِغَيرِ عِلْمٍ، كَمَا فِي سُوَرةِ الْحُجُراتِ، قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الذَّيِنَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} وَالْمَعْنَى: إِنْ جَاءكُمْ خَبرٌ مِنْ إِنْسَان فَاسِقٍ فَيَجِبُ عَلَيكُمْ التَّثَبُّت مِنْ صِحَّةِ هَذَا الْخَبَر، لِكيلاَ تُصِيبُوا قَوماً بُرَآءُ مِمَّا قُذِفُوا بِهِ، فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ، مِنْ قَذْفِهِم بِالْخَطأ. ¬

_ (¬1) البخاري (3318) باب نسبة العرب إلى إسماعيل. (¬2) البخاري (6635) باب من كذب في حلمه.

* وَقَالَ تَعَالَى فِي سُوْرَة النِّسَاءِ: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوْ الْخَوفِ أَذَاعُواْ بِهِ} وَهَذَا إِنْكَارٌ عَلَى مَنْ يُبَادِر إِلَى الأمُور قَبْلَ تَحقُّقِهَا فَيُخْبِر بِهَا وَيُفْشِيهَا وَيَنْشُرُهَا وَقَدْ لا يَكُونُ لَهَا صِحةٌ، وَسَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الآيَة كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا بَعَثَ سَرِيَّة مِنَ السَّرَاياَ فَغَلَبَتْ أَوْ غُلِبَتْ، تَحَدَّثُوا بِذَلِكَ وَأَفْشَوهُ، وَلَمْ يَصبِرُوا حَتَّى يَكُونَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - هُوَ الْمُتَحَدِّثُ بِهِ، وَهَؤُلاءِ هُمْ الْمُنَافِقُون. * وَقُولُه: {إِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ} هُوَ فَوزُ السَّرِيَّة بِالظَّفَرِ وَالْغَنِيمَة،: {أَوْ الْخَوفِ} وَهُوَ خَبَر النَّكْبَة الَّتِي تُصِيبُ السَّرِيَّة. ******* 1069 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَفَى بِالْمَرءِ كَذِباً أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سِمَعَ». (¬1) =صحيح 1070 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «كَفَى بِالْمَرءِ إِثْماً أَنْ يُحَدِّثَ بَكُلِّ مَا سَمِعْ». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِيمَن جَادَلَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَم 1071 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهَ: فَقَدْ ضَادَّ اللهَ، وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ: لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ، وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ ¬

_ (¬1) مسلم (5) باب النهي عن الحديث بكل ما سمع. (¬2) أبو داود (4992) باب في التشديد في الكذب، تعليق الألباني "صحيح".

فضل الصبر

مَا لَيْسَ فِيهِ: أَسْكَنَهُ اللهُ رِدْغةَ الْخَبَال حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ». (¬1) =صحيح 1072 - وَعَنِهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ - أَوْ يُعِينُ عَلَى ظُلْمٍ- لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ». (¬2) =صحيح فَضْل الصَّبْر 1073 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَا رُزِقَ عَبْدٌ خَيراً لَهُ وَلاَ أَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ». (¬3) =صحيح 1074 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «النَّصْرُ مَعَ الصَّبْرِ، وَالْفَرَجُ مَعَ الْكَرْبِ، وَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسراً، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسراً». (¬4) =صحيح فَضْل الصَّبْر عَلَى أَذَى النَّاس 1075 - عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّاب وَأَبِي صَالِحٍ: عَنْ شَيْخٍ مَنْ أَصْحَاب مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِر عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ الْمُؤْمِن الَّذِي لاَ يُخَالِطُ النَّاس وَلاَ يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) أبو داود (3597) باب فيمن يعين على خصومة من غير أن يعلم أمرها، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) ابن ماجه (2320) باب من ادعى ما ليس له وخاصم فيه، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) متفق عليه، البخاري (1400) باب الاستعفاف عن المسألة، مسلم (1053) باب فضل التعفف والصبر، مستدرك الحاكم (3552 (تفسير سورة السجدة، واللفظ له، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم". (¬4) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (5411)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (686). (¬5) أحمد (5022)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين"، سنن البيهقي الكبرى (19962) =

فضل كظم الغيظ

1076 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلاً كَانَ يَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ، فَصَمَتَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ آذَاهُ الثَّانِيَة، فَصَمَتَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ آذَاهُ الثَّالِثَةَ، فَانْتَصَرَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حِيْنَ انْتَصَرَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَوَجَدتَ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «نَزَلَ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ فَكَذَّبَهُ بِمَا قَالَ لَكَ، فَلَمَّا انْتَصَرتَ وَقَعَ الشَّيْطَانُ، فَلَمْ أَكُنْ لأَجْلِسَ إِذْ وَقَعَ الشَّيْطَانُ». (¬1) =حسن لغيره 1077 - عَنْ أَبِي مُوْسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ الله، يَدَّعُونَ لَهُ الْوَلَدَ، ثُمَّ يُعَافِيْهِمْ وَيَرْزُقهُمْ». (¬2) =صحيح فَضْل كَظم الْغَيْظ 1078 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ كَظَمَ غَيْظاً وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاُه اللهُ عَلَى رُؤْوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرهُ فِي أَيِّ الْحُورِ شَاءَ». (¬3) =حسن 1079 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ = باب فضل المؤمن القوي الذي يقوم بأمر الناس ويصبر على أذاهم، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6651)، الصحيحة (939). (¬1) أَبو داود (4897) باب في الانتصار، واللفظ له، تعليق الألباني "حسن بما بعده"، أحمد (9622)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حسن لغيره". (¬2) متفق عليه، البخاري (6943) باب قول الله تعالى {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}، واللفظ له، مسلم (2804) باب لا أحد أصبر على أذى من الله عز وجل (¬3) الترمذي (2493)، واللفظ له، تعليق الألباني "حسن"، أحمد (15675)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، أبو يعلى (1497) تعليق حسين سليم أسد "إسناده حسن".

فضل الكرم

«مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَعْظَمَ أَجْراً عِنْدَ اللهِ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ، كَظَمَهَا عَبْدٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ». (¬1) =صحيح 1080 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَغْضَبْ وَلَكَ الْجَنَّةِ». (¬2) =صحيح 1081 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا يَمْنَعْنِي مِنْ غَضَبِ اللهِ؟ قَالَ: «لا تَغْضَبْ». (¬3) =حسن فَضْل الْكَرَم 1082 - عَنْ عَامِر بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى كَرِيْمٌ يُحِبُّ الْكُرَمَاءَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجَوَدَةَ (¬4)، وَيُحِبُّ مَعَالِي الأَخْلاَقِ، وَيِكْرَهُ سَفسَافهَا (¬5)». (¬6) =صحيح 1083 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُود، وَيُحِبُّ مَعَالِيَ الأخْلاَقِ وَيُبْغِضُ سَفْسَافَهَا». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن ماجه (4189) باب الحلم، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) المعجم الأوسط (2353)، مسند الشاميين (21)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (7374). (¬3) ابن حبان (296)، تعليق الألباني "حسن"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬4) جودة: جمع جَوَاد، هو المبالغ في الكرم، وقيل: الجَوَاد: هو الّذي يُعطِي بلا مَسأَلة صيانةً للآخِذ من ذُلِّ المسألة. وقال الشاعر: وما الجُودُ منْ يُعْطِي إِذا ما سأَلْتَه ... ولكنَّ مَن يُعطِي بغَيْر سُؤال. (¬5) سفسافها: حقيرها ورديئها. (¬6) تاريخ دمشق لابن عساكر (14/ 289)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1800). (¬7) حلية الأولياء (5/ 29)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1744).

مَا جَاءَ فِي إِكْرَام الضَّيف وَالزَّائِر وَأَنَّهُ حَقٌّ كَمَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ لِزَوْرِكَ (¬1) عَلَيكَ حَقًّا». (¬2) 1084 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «إِنَّ الضِّيَافَةَ ثَلاَثَةٌ، فَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقَة». (¬3) =حسن صحيح 1085 - عَنْ أَبِي شُريحٍ الْكَعْبِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، جَائِزَتُهُ يَومٌ وَلَيْلَةٌ (¬4) وَالضِّيافَة ثَلاثَة أَيَّامٍ، فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ، وَلاَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عَنْدَهُ، حَتَّى يُحْرِجَهُ (¬5)». (¬6) =صحيح 1086 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «لاَ خَيْرَ فِيْمَنْ لاَ يُضِيف». (¬7) =حسن ¬

_ (¬1) إن لزورك: أي: إن للزائر الذي يزورك. (¬2) متفق عليه، البخاري (1873) باب حق الضيف في الصوم، مسلم (1159) باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به أو فوت به حقا أو لم يفطر العيدين والتشريق وبيان تفضيل صوم يوم وإفطار يوم. (¬3) أبو داود (3749) باب ما جاء في الضيافة، تعليق الألباني "حسن صحيح"، أحمد (9560)، واللفظ له، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح وهذا إسناد حسن". (¬4) جائزته يوم وليلة: الجائزة هي الإكرام الزائد عن المعتاد، معناه أنه يتكلف له يوما وليلة فيزيده في البر وفي اليومين الآخرين يقدم له ما يحضره فإذا مضى الثلاث فقد مضى حقه وما زاد عليها فهو صدقة، قوله "والضيافة ثلاثة أيام"، يحتمل أن يريد به بعد اليوم الأول، ويحتمل أن يدخل فيه اليوم والليلة. (¬5) يثوي عنده حتى يخرجه: يثوي: أي: يقيم، عنده: عند المضيف، يحرجه: أي: يوقعه في الحرج وهو الإثم لأنه قد يكدره فيقول: هذا الضيف ثقيل أو قد ثقل علينا بطول إقامته أو يتعرض له بما يؤذيه أو يظن به ما لا يجوز. نيل الأوطار (13/ 63). (¬6) البخاري (5784) باب إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه. (¬7) مسند الروياني (176)، أحمد (17455)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث حسن"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (7492)، الصحيحة (2434).

كرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

كَرَم رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - 1087 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئاً قَطُّ فَقَالَ: لا». (¬1) =صحيح 1088 - عَنْ أَنِسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلاًَ سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - غَنَماً بَيْنَ جَبَلَيْنِ (¬2) فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ فَأَتَى قَومَهُ فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ أَسْلِمُوا، فَوَاللهِ إِنَّ مُحَمَّداً لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الْفَقْرَ. فَقَالَ أَنَسٌ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُسْلِمُ مَا يُرِيدُ إِلاَّ الدُّنْيَا، فَمَا يُمْسِي حَتَّى يَكُونَ الإِسْلاَمُ أَحَبَّ إِلَيهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا. (¬3) =صحيح 1089 - عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: غَزَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - غَزْوَةَ الْفَتحِ، فَتْحِ مَكَّةَ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَاقْتَتَلُوا بِحُنَينٍ، فَنَصَرَ اللهُ دِينَهُ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَعْطَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَومَئِذٍ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ مِائَةً مِنَ النَّعَمِ (¬4) ثُمَّ مِائَةً، ثُمَّ مِائَةً. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي سَعيدُ بْنُ الْمُسَيَّب، أَنَّ صَفْوَانَ قَالَ: وَاللهِ! لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا أَعْطَانِي وَإِنَّهُ لأبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ فَمَا بَرَحَ يُعْطِيِني حَتَّى ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (5687) باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل، مسلم (2311) باب ما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا قط فقال لا وكثرة عطائه. (¬2) بين جبلين: أي: كثيرة كأنها تملأ ما بين جبلين. (¬3) مسلم (2312) باب ما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا قط فقال: لا، وكثرة عطائه، واللفظ له، أحمد (12070)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬4) النعم: النعم هي الإبل.

ما جاء فيمن نزل بقوم ولم يضيفوه

إِنَّهُ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ. (¬1) =صحيح 1089/ 1. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ آثَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - نَاسًا أَعْطَى الأَقْرَعَ مِائَةً مِنْ الإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى نَاسًا فَقَالَ رَجُلٌ: مَا أُرِيدَ بِهَذِهِ الْقِسْمَةِ وَجْهُ اللَّهِ، فَقُلْتُ: لأُخْبِرَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِيمَن نَزَلَ بِقَوْم وَلَمْ يُضَيِّفُوه 1090 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «أَيُّمَا ضَيْف نَزَلَ بِقُومٍ، فَأَصْبَحَ الضَّيْفُ مَحْرُوماً، فَلَهُ أَنْ يَأْخُذَ بِقَدْرِ قِرَاهُ (¬3) وَلاَ حَرَجَ عَلَيْهِ». (¬4) =صحيح 1091 - عَنِ الْمِقْدَام أَبِي كَرِيّمَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْلَةُ الضَّيف حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِم، فَمَنْ أَصْبَحَ (¬5) بِفَنَائِهِ (¬6) فَهُوَ (¬7) دَينٌ عَلَيهِ (¬8) ¬

_ (¬1) مسلم (2313) الباب السابق. (¬2) متفق عليه، البخاري (4081) باب غزوة الطائف في شوال سنة ثمان قاله: موسى بن عقبة، واللفظ له، مسلم (1062) باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوى إيمانه. (¬3) قراه: القراء هو الضيافة، والمعنى هنا أنه يأخذ قدر ما يصرف في ثمن طعام يشبعه. (¬4) أحمد (8935)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي طلحة فقد روى له أبو داود والنسائي في السنن وهو ثقة"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2730)، الترغيب والترهيب (2591)، الصحيحة (640). (¬5) فمن أصبح: أي: ضيفه. (¬6) بفنائة: الفناء هو المتسع الذي أمام الدار. والمعنى من أصبح ضيفة بفنائة. (¬7) فهو: الضمير في هو راجع إلى قرى الضيف، أي: ضيافته. (¬8) دين عليه: أي: على صاحب المنزل الذي لم يُضِف ذلك الضيف.

أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعدم التكلف للضيف

فَإِنْ شَاءَ اقْتَضَاهُ (¬1) وَإِنْ شَاءَ تَرَكَه». (¬2) =صحيح 1092 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: قُلنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّكَ تَبْعَثُنَا فَنَنْزِلُ بِقَوْمٍ فَلاَ يَقْرُونَنَا (¬3) فَمَا تَرَى؟ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيفِ فَاقْبَلُوا، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا، فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ». (¬4) =صحيح أَمْر الرَّسُوْل - صلى الله عليه وسلم - بِعَدَم التَّكَلّفِ للضَّيف 1093 - عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «لاَ يَتَكَلَّفَنَّ أَحَدُكُمْ لِضَيْفِهِ مَالاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ». (¬5) =صحيح 1094 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لأجَبْتُ (¬6) وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ لَقَبِلْتُ». (¬7) =صحيح 1095 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ أَوْ كُرَاعٍ لأجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلتُ». (¬8) =صحيح ¬

_ (¬1) فإن شاء: أي: الضيف، أقتضاه: أي: طلب حقه. (¬2) البخاري في الأدب المفرد (744) باب إذا أصبح بفنائه، واللفظ له، أبو داود (3750) باب ما جاء في الضيافة، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (17234)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) يقروننا: أي يضيفوننا. (¬4) متفق عليه، البخاري (5786) باب إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه، واللفظ له، مسلم (1727) الباب السابق. (¬5) اخبار أصبهان (136 (ذكر عتق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلمان وكتاب عهده وولائه، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (4/ 404)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (768)، الصحيحة (2440). (¬6) لو دعيت إلى كراع لأجبت: هذا من تواضعه - صلى الله عليه وسلم - وإلا فكثير من الضيوف لا يرضى بالقليل. (¬7) البخاري (4883) باب من أجاب إلى كراع. (¬8) البخاري (2429) باب القليل من الهبة.

فضل الستر

فَضْل السِّتْر 1096 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَتَرَ مُؤْمِناً كَانَ كَمَنْ أَحْيَا مَوْءودَةً مِنْ قَبْرِهَا». (¬1) = 1097 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيْهِ الْمُسْلِمِ، سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، كَشَفَ اللهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ». (¬2) =صحيح 1098 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْداً فِي الدُّنْيَا إِلاَّ سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬3) =صحيح 1099 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِيمَن تَتَبّع عَورَات الْمُسْلِمِين وَازْدَرَاهُمْ 1100 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يُبْصِرُ ¬

_ (¬1) مستدرك الحاكم (8162) كتاب الحدود، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح" وقال الألباني بعد أن ذكر قول الحاكم وموافقة الذهبي له قال "وقد علمت أن كثيرا هذا مجهول بشهادة، الذهبي نفسه! "، الضعيفة (1265)، وقال في سنن أبي داود (4891) باب في الستر على المسلم، والأدب المفرد (758) باب من ستر مسلما، قال "ضعيف"، أحمد (17369)، واللفظ له. تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة ولجهالة مولى عقبة بن عامر". (¬2) ابن ماجه (2546) باب الستر على المؤمن ودفع الحدود بالشبهات، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) مسلم (2950) باب بشارة من ستر الله تعالى عيبه في الدنيا بأن يستر عليه في الآخرة. (¬4) ابن ماجه (2544) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء أن الله جل جلاله إذا ستر على العبد في الدنيا لا يفضحه يوم القيامة

أَحَدكُم الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ وَيَنْسَى الْجِذْعَ فِي عَيْنِهِ». (¬1) =صحيح 1101 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ (¬2)». (¬3) =صحيح 1102 - عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأسْلَمِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيْمَانُ قَلْبَهُ: لاَ تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهمْ يَتَّبِعِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَوْرَتهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللهُ عَوْرَتهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ». (¬4) =حسن صحيح مَا جَاءَ أَنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ إِذَا سَتَرَ عَلَى الْعَبْد فِي الدُّنْيَا لاَ يَفْضَحه يَوْمَ الْقِيَامَةِ 1103 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا يَسْتُرُ اللهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬5) =صحيح 1104 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «ثَلاَثٌ أَحْلِفُ عَلَيْهِنَّ، لاَ يَجْعَلُ اللهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الإِسْلاَمِ كَمَنْ لاَ سَهْمَ لَهُ، وَسِهَامُ الإِسْلاَم: الصَّومُ، وَالصَّلاَةُ، وَالصَّدَقَة، وَلاَ يَتَوَلَّى اللهُ عَبْداً [فِي الدُّنْيَا] (¬6) ¬

_ (¬1) ابن حبان (5731)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "رجاله ثقات رجال الصحيح غير كثير بن عبيد" وهو ثقة. (¬2) فهو أهلكهم: أي: أشدهم هلاكا، قال النووي: واتفق العلماء على أن هذا الذم إنما هو فيمن قاله على سبيل الإزراء على الناس واحتقارهم وتفضيل نفسه عليهم؛ وأما إن قال ذلك حزنا لما يرى في نفسه وفي الناس من النقص في أمر الدين فلا بأس. (¬3) مسلم (2623) باب النهي من قول هلك الناس، أبو داود (4983)، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) أبو داود (4880) باب في الغيبة، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬5) مسلم (2950) باب بشارة من ستر الله تعالى عيبه في الدنيا بأن يستر عليه في الآخرة، مكرر (1098 ( (¬6) الزيادة بين المعقوفتين من أحمد (25164).

ما جاء فيمن يستر الله عليه ويكشف ستر الله عنه «وهو المجاهر»

فَيُوَلِّيَهُ غَيْرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْماً إِلاَّ جَاءَ مَعَهُمْ، وَالرَّابِعَةُ إِنْ حَلَفْتُ عَلَيْهَا رَجَوْتُ أَنْ لاَ آثَمَ، مَا يَسْتُرُ اللهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الآخِرَة». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِيمَن يَستُر اللهُ عَلَيهِ وَيَكشِفُ سِترَ الله عَنْه «وَهُوَ الْمُجَاهِر» 1105 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافَاةٌ إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الإِجْهَارِ أَنْ يَعْمَلَ الْعَبْدُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً، ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ سَتَرَهُ رَبُّهُ، فَيَقُولُ: يَا فُلاَنُ! قَدْ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ فَيَبِيتُ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ». (¬2) =صحيح فَضْل الصَّمْت 1106 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيراً أَوْ لِيَسْكُتْ». (¬3) =صحيح 1107 - عَنِ الْحَسَن أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «رَحِمَ اللهُ عَبْداً قَالَ فَغَنِمَ، أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ». (¬4) =حسن مرسل 1108 - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ¬

_ (¬1) شعب الإيمان (9014)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3021)، الصحيحة (1387). (¬2) متفق عليه، البخاري (5721) باب ستر المؤمن على نفسه، مسلم (2990) باب النهي عن هتك الإنسان ستر نفسه، واللفظ له. (¬3) متفق عليه، البخاري (5785) باب إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه، مسلم (47) باب الحث على إكرام الجار والضيف ولزوم الصمت إلا عن الخير وكون ذلك كله من الإيمان، ابن ماجه (3971) باب كف اللسان في الفتنة، واللفظ له. (¬4) مسند الشهاب (581)، تعليق الألباني "حسن"، الجامع الصغير (3497)، الصحيحة (855).

فصل

«قُولُوا خَيْراً تَغْنَمُوا، وَاسْكُتُوا عَنْ شَرٍّ تَسْلَمُوا». (¬1) =صحيح 1109 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَمَتَ نَجَا». (¬2) =صحيح 1110 - عَنْ سِمَاكٍ قَالَ قُلْتُ: لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: «أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: «نَعَمْ فَكَانَ طَوِيلَ الصَّمْتِ قَلِيلَ الضَّحِكِ، وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَذْكُرُونَ عِنْدَهُ الشِّعْرَ وَأَشْيَاءَ مِنْ أُمُورِهِمْ فَيَضْحَكُونَ وَرُبَّمَا تَبَسَّمَ». (¬3) =حسن فَصْل * عَنِ الأَوْزَاعِيّ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنْ كَانَ الْكَلاَمُ مِنْ فِضَّةٍ فَالصَّمْتُ مِنْ ذَهَبٍ». (¬4) * قَالَ مُوَرَّق الْعِجلِي رحمه الله: «أَمْرٌ أَنَا فِي طَلَبِهِ مُنْذُ عَشْر سِنِين لَمْ أَقْدِر عَلَيهِ وَلَسْتُ بِتَارِكٍ طَلَبَهُ أَبَداً»، قَالَوا: وَمَا هُوَ يَا أَبَا الْمُعْتَمر؟ قَالَ: «الصَّمْتُ عَمَّا لاَ يَعْنِينِي». (¬5) * عَنْ وُهَيْب بْنِ الْوَردِ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ: «كَانَ يُقَالُ الْحِكْمَة عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ فَتِسْعَهٌ مِنْهَا فِي الصَّمْتِ وَالْعَاشِرُ عُزْلَةُ النَّاسِ». (¬6) * عَنْ عَلِىِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «لِسَانُ الإِنْسَانِ قَلَمُ الْمَلِكِ، وَرِيْقُهُ ¬

_ (¬1) مسند الشهاب (666)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4419). (¬2) الترمذي (2501)، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أحمد (20829)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث حسن"، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (4822). (¬4) الصمت لابن أبي الدنيا (47). (¬5) ابن أبي شيبة (35144). (¬6) الصمت لابن أبي الدنيا (36).

فضل حفظ اللسان

مِدَادُهُ. (¬1) * قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنِ عَمْرو رَضِيَ الله عَنْهُمَا: «دَعْ مَا لَسْتَ مِنْهُ فِي شَيْءٍ وَلاَ تَنْطِقُ فِيمَا لاَ يَعْنِيكَ، وَاخزَنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزِنُ وَرِقَكَ». (¬2) * عَنِ الْحَسَن رَحِمَهُ اللهُ قَالَ: «مَنْ كَثُرَ مَالُهُ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ، وَمَنْ كَثُرَ كَلاَمُهُ كَثُرَ كَذِبُهُ، وَمَنْ سَاءَ خُلُقُه عَذَّبَ نَفْسَهُ». (¬3) * عَنِ ابنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «وَالَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ مَا عَلَى الأَرْضِ شَيْءٌ أَفْقَرُ - وَقَالَ أَبُو مُعَاويَةَ أَحْوُجُ - إِلَى طُولِ سِجْنٍ مِنْ لِسَان». (¬4) فَضْل حِفْظ اللِّسَانِ 1111 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْمُسْلِمُ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ: مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ». (¬5) =صحيح 1112 - عَنْ أَبِي مُوْسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ؟ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) الصمت لابن أبي الدنيا (79). (¬2) الصمت لابن أبي الدنيا (24). (¬3) الصمت لابن أبي الدنيا (9). (¬4) الصمت لابن أبي الدنيا (16). (¬5) متفق عليه، البخاري (10) باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، واللفظ له، مسلم (41) باب بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل، دون قوله "والمهاجر .. الخ". (¬6) متفق عليه، البخاري (11) باب أي الإسلام أفضل، واللفظ له، مسلم (42) باب بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل.

ما جاء في الشعر

1113 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَسْتَقِيمُ إِيْمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلاَ يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلاَ يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ (¬1)». (¬2) =حسن 1114 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «أَكْثَرُ خَطَايَا ابْنِ آدَمَ فِي لِسَانِهِ». (¬3) =صحيح 1115 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَفَعَهُ قَالَ: «إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ (¬4) اللِّسَانَ فَتَقُولُ: اتْقِ اللهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا». (¬5) =حسن مَا جَاءَ فِي الشعر 1116 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لأَنْ يَمْتَلِئَ (¬6) جَوْفُ الرَّجُلِ قَيْحاً يَرِيهِ، خَيرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْراً (¬7)». (¬8) =صحيح 1117 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ ¬

_ (¬1) بوائقه: أي: شرّه. (¬2) أحمد (13071)، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (2554)، الصحيحة (2841). (¬3) المعجم الكبير (1446)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1201)، الصحيحة (534). (¬4) تكفر: أي: تذل وتخضع له. (¬5) الترمذي (2407) باب ما جاء في حفظ اللسان، تعليق الألباني "حسن". (¬6) لأن يمتلئ: هو كناية عن الانشغال بقول الشعر وروايته وإنشاده بحيث لا يتفرغ لسواه. (¬7) هذا إذا كان الشعر غالبا عليه مستوليا عليه بحيث يشغله عن القرآن وغيره من العلوم الشرعية وذكر الله تعالى، وهذا مذموم من أي الشعر كان، وأما إن كان القرآن والحديث وغيرهما من العلوم الشرعية هو الغالب عليه فلا يضر حفظ اليسير من الشعر، لأن جوفه ليس ممتلئا شعرا، على أن يكون شعرا محمودا وإن كان شِعْرَ شَرّا فإنه مذموم ومحرم ولو كان بيتا واحداً. (¬8) متفق عليه، البخاري (5802) باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن، مسلم (2257) كتاب الشعر، واللفظ له.

فضل غض البصر

رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الشِّعرُ بِمَنْزِلَةِ الْكَلاَمِ، فَحَسَنهُ كَحَسَنِ الْكَلاَمِ، وَقَبِيحُةُ كَقَبِيحِ الْكَلاَمِ». (¬1) =صحيح 1117/ 1. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الشِّعْر فَقَالَ: «هُوَ كَلاَمٌ فَحَسَنُهُ حَسَنْ وَقَبِيحُه قَبِيح». (¬2) =حسن فَضْل غَضّ الْبَصَر 1118 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «تَقَبَّلُوا لِي بِسِتٍ أَتَقَبَّلْ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ». قَالُوا: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: «إِذَا حَدَّثَ أَحَدُكْم فَلاَ يَكْذِبْ، وَإِذَا وَعَدَ فَلاَ يُخْلِفْ، وَإِذَا اؤتُمِنَ فَلاَ يَخُنْ، غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْديَكْم وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ». (¬3) =حسن 1119 - عَنْ بُرَيدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِعَلِيٍّ: «يَا عَلِيُّ! لا تُتْبِع النَّظْرَةَ النَّظْرَة، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَة». (¬4) =حسن 1120 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ (¬5) مِنَ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لا مَحَالَةَ (¬6)، فَزِنَا الْعَين النَّظَرُ، ¬

_ (¬1) سنن الدارقطني (4/ 156) باب خبر الواحد يوجب العمل، الأدب المفرد (865)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3733)، الصحيحة (447). (¬2) أبو يعلى (4760) تعليق حسين سليم أسد "إسناده حسن"، تعليق الألباني "إسناده حسن"، الصحيحة (447). (¬3) مستدرك الحاكم (8067) كتاب الحدود، شعب الإيمان (4355)، تعليق الألباني قال في صحيح الجامع (2978)، "صحيح"، وقال في الصحيحة (1525)، (1470 ("حسن". (¬4) أبو داود (2148) باب ما يؤمر به من غض البصر، تعليق الألباني "حسن". (¬5) حظه: أي: نصيبه. (¬6) أدرك ذلك لا محالة: أي: لا حيلة له ولا خلاص من الوقوع فيما كُتِبَ عليه وقدر له.

فضل رد السلام

وَزِنَا اللِّسَان الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَتَمَنَّى (¬1) وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ أَوْ يُكَذِّبُهُ (¬2)». (¬3) =صحيح 1121 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لِكُلِّ ابْنِ آدَمَ حَظُّهُ مِنَ الزِّنَا، فَالْعَينَان تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا النَّظَر، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا الْبَطْش، وَالرِّجْلاَنِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا الْمَشِي، وَالْفَمُ يَزْنِي وَزِنَاهُ الْقُبَل، وَالْقَلْبُ يهم أَوْ يَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ أَوْ يُكَذِّبُهُ». (¬4) =حسن فَضْل رَدّ السَّلاَم 1122 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِاللهِ مَنْ بَدَأَهُمْ بِالسَّلاَمِ». (¬5) =صحيح 1123 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ الرَّجُلاَنِ يَلْتَقِيَانِ أَيُّهُمَا يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ؟ فَقَالَ: «أَوْلاَهُمَا بِاللهِ». (¬6) =صحيح 1124 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ السَّلاَمَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى فَأَفْشُوهُ بَيْنَكُمْ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) والنفس تتمنى: تسول لصاحبها وتحركه. (¬2) والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه: يصدق ذلك: أي بفعل ما تَمَنَّتهُ النفس، أو يكذبه: أي: بالترك والبعد عن الفواحش ومقدماتها. (¬3) متفق عليه، البخاري (5889) باب زنى الجوارح دون الفرج، واللفظ له، مسلم (2657) باب قدر على ابن آدم حظه من الزنا وغيره. (¬4) شعب الإيمان (5428)، واللفظ له، أبو داود (2153) باب فيما يؤمر به من غض البصر، تعليق الألباني "حسن". (¬5) أَبو داود (5197) باب في فضل من بدأ السلام، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) الترمذي (2694) باب ما جاء في فضل الذي يبدأ بالسلام، تعليق الألباني "صحيح". (¬7) الضعفاء الكبير للعقيلي (239)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1638).

أفضلية السلام لمن تكون

1125 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا حَسَدَتْكُمُ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى السَّلاَم وَالتأْمِينِ». (¬1) =صحيح 1126 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ السَّلاَمَ اسمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ وَضَعَهُ فِي الأرْضِ فَأَفْشُوهُ بَينَكُمْ، فَإِنَّ الرَّجُلَ الْمُسْلِم إِذَا مَرَّ بِقَومٍ فَسَلَّمَ عَلِيهِم فَرَدُّوا عَلَيهِ، كَانَ لَهُ عَلَيهِم فَضْلُ دَرَجَةٍ بِتَذكِيرِهِ إِيَّاهُمُ السَّلاَمَ، فَإِنْ لَمْ يَرُدُّوا عَلَيهِ، رَدَّ عَلَيهِ مَنْ هُوَ خَيرٌ مِنْهُمْ وَأَطْيِبُ (¬2)». (¬3) =صحيح أَفْضَلِيَّة السَّلام لِمَنْ تَكُون 1127 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ، وَالْمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ». (¬4) =صحيح 1128 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لِيُسَلِّمِ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْمَاشِيَانِ أَيُّهُمَا بَدَأَ فَهُوَ أَفْضَل». (¬5) =صحيح 1129 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا لَقِيَ ¬

_ (¬1) ابن ماجه (856) باب الجهر بآمين، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) خير منه وأطيب: هم الملائكة. (¬3) البخاري في الأدب المفرد (1039 (- موقوفا -، البزار (1771 (- مرفوعا -، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3/ 19)، الصحيحة (184)، (1894). (¬4) البخاري (5877) باب تسليم القليل على الكثير، واللفظ له، مسلم (2160) باب يسلم الراكب على الماشي والقليل على الكثير. (¬5) ابن حبان (498)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "رجال ثقات رجال مسلم".

السلام على المعرفة وغيرهم

أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَإِنْ حَالَتْ بَيْنهمَا شَجَرَةٌ أَوْ جِدَارٌ أَوْ حَجَرٌ، ثُمَّ لَقِيَهُ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ أَيْضاً». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي الْتِقَاء جَمَاعَتَينِ يُجْْزِي أَنْ يُسِلِّمَ وَاحِدٌ مِنْ هَؤُلاءِ وَيَرَدَّ عَلَيْهِ وَاحِدٌ مِنْ هَؤُلاءِ 1130 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا مَرَّ رِجَالٌ بِقَومٍ فَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الَّذِينَ مَرُّوا عَلَى الْجَالِسِينَ، وَرَدَّ مِنْ هَؤُلاَءِ وَاحِدٌ أَجْزَأَ عَنْ هَؤُلاَءِ وَعَنْ هَؤُلاَءِ». (¬2) =صحيح السَّلامُ عَلَى الْمَعرِفَة وَغَيرِهِم 1131 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ (¬3)؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ». (¬4) =صحيح السَّلامُ عِندَ الْقِيَام مِنَ الْمَجْلِس كَمَا فِي أَوَّلِهِ 1132 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى مَجْلِسٍ، فَلْيُسَلِّمْ، وَإِذَا قَامَ، فَلْيُسَلِّمْ فَلَيْسَتِ الأوْلَى بِأَحَقَّ ¬

_ (¬1) أبو داود (5200) باب في الرجل يفارق الرجل ثم يلقاه أيسلم عليه، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) حلية الأولياء (8/ 251)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (798)، الصحيحة (1412). (¬3) أي الإسلام خير: المعنى: أي أعمال الإسلام أكثر نفعا. (¬4) متفق عليه، البخاري (12) باب إطعام الطعام من الإسلام، مسلم (39) باب بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل.

ضمان الله جل وعلا دخول الجنة لمن سلم على أهله

مِنْ الآخِرَة (¬1)». (¬2) =حسن صحيح ضَمَانُ اللهِ جَلَّ وَعَلا دُخُولَ الْجَنَّة لِمَنْ سَلَّمَ عَلَى أَهْلِهِ 1133 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «ثَلاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ إِنْ عَاشَ رُزِقَ وَكُفِي، وَإِنْ مَاتَ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّة، مَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ فَسَلَّمَ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ، وَمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ ضَامِنٍ عَلَى اللهِ». (¬3) =صحيح فَضْل الْمُصَافَحَة 1134 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ الْتَقَيَا فَأَخَذَ أَحَدُهُمَا بِيَدِ صَاحِبِهِ، إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَحْضُرَ دُعَاءَهُمَا، وَلاَ يُفَرِّقَ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا حَتَّى يَغْفِرَ لَهُمَا». (¬4) =حسن 1135 - عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ مُسْلِمَينِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلاَّ غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقا». (¬5) =صحيح فَضْل طَلاَقَة الْوَجْهِ 1136 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) فليست الأولى بأحق من الآخرة: أي: ليست التسليمه الأولى بأولى واليق من التسليمه الآخرة، بل كلتاهما حق وسنة. (¬2) ابن حبان (495)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬3) ابن حبان (499)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "الحديث صحيح". (¬4) أحمد (12474)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح لغيره , وهذا إسناد حسن". (¬5) أبو داود (5212) باب في المصافحة، تعليق الألباني "صحيح".

فضل السماحة في البيع والشراء

«كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَهٌ، وَإِنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلِقٍ (¬1) وَأَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ أَخِيكَ». (¬2) =صحيح فَضْل السَّمَاحَة فِي الْبَيعِ وَالشِّرَاء 1137 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «رَحِمَ اللهُ عَبْداً سَمْحاً إِذَا بَاعَ، سَمْحاً إِذَا اشْتَرَى، سَمْحاً إِذَا اقْتَضَى (¬3)، سَمْحاً إِذَا قَضَى (¬4)». (¬5) =صحيح 1138 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَقَالَ (¬6) مُسْلِماً أَقَالَ اللهُ عَثْرَتَهُ (¬7) يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬8) =صحيح 1139 - وَعَنْهُ رِضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَقَالَ نَادِماً بَيْعَتَهُ، أَقَالَ اللهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬9) =صحيح ¬

_ (¬1) طلق: أي: مستبشر متهلل. (¬2) متفق عليه، البخاري (5675) باب كل معروف صدقة، مسلم (1005) باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف، دون قوله "وإن من المعروف .. الخ"، وكذلك البخاري، الترمذي (197) باب ما جاء في طلاقة الوجه وحسن البشر، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) إذا اقتضى: أي: قبض. (¬4) إذا قضى: أي: أعطى. (¬5) ابن حبان (4883)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الصحيح". (¬6) من أقال: الإقالة هي أن يشترى الرجل السلعه من الرجل ثم يردها عليه إما لظهور الغبن فيها أو لزوال حاجته إليها فيقبل، وبمعنى أوضح: يقول الرجل لرجل: أريد الإقالة: أي: أريد رد البيعة فيوافقه على ذلك ويردها. (¬7) أقال الله عثرته: غفر الله ذنبه وخطيئته يوم القيامة. وهذا بسبب إحسان للمشتري وإلا فالبيع قد مضى ولا يستطيع المشتري فسخه. (¬8) ابن ماجه (2199) باب الإقالة، تعليق الألباني "صحيح". (¬9) ابن حبان (5007)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

فضل النصح للمؤمن

فَضْل النُّصح لِلمُؤمِن 1140 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْمُؤْمِن مِرآةُ الْمُؤْمِنِ». (¬1) =صحيح 1141 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَفْتَي بِغَيرِ عِلْمٍ، كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ، وَمَنْ أَشَارَ عَلَى أَخِيهِ بِأَمْرٍ يَعْلَمُ أَنَّ الرُّشْدَ فِي غَيرِهِ فَقَدْ خَانَهُ». (¬2) =حسن 1142 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْمُسْتَشَارُ مُؤتَمَنٌ». (¬3) =صحيح 1143 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «الْمُسْلِمُ أَخو الْمُسْلِمِ، وَلاَ يَحَلُّ لِمُسْلِمٍ بَاعَ مِنْ أَخِيهِ بَيعاً فِيهِ عَيبٌ إِلاَّ بَيَّنَهُ لَهُ». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِي الْحَلِف فِي البَيع 1144 - عَنْ رِفَاعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ: خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْبَقِيعِ - وَالنَّاسُ يَتَبَايَعُونَ - فَنَادَى: «يَا مَعْشَرَ التًّجَّارِ!». فَاسَتَجَابوُا لَهُ، وَرَفَعُوا ¬

_ (¬1) الأحاديث المختارة (2185)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده حسن"، المعجم الأوسط (2114)، مسند الشهاب (124)، (125)، تعليق الألباني، قال في صحيح الجامع (6655 ("صحيح" وقال في الصحيحة (926 ("حسن". (¬2) أبو داود (3657) باب التوقي في الفتيا، تعليق الألباني "حسن". (¬3) ابن ماجه (3745) باب المستشار مؤتمن، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن ماجه (2246) باب من باع بيعا فليبينه، تعليق الألباني "صحيح".

من حلف له بالله

إِلَيْهِ أَبْصَارَهُمْ وَقَالَ: «إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّاراً، إِلاَّ مَنْ اتَّقَى وَبَرَّ وَصَدَقَ». (¬1) =صحيح 1145 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالطَّرِيقِ يَمْنَعُ ابْنَ السَّبِيلِ مِنْهُ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لِدُنْيَا، إِنْ أَعْطَاهُ مَا يُرِيدُ وَفَّى لَهُ، وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ لَمْ يَفِ لَهُ، وَرَجُلٌ سَاوَمَ رَجُلا عَلَى سِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَحَلَفَ لَهُ بِاللَّهِ لَقَدْ أُعْطِيَ بِهَا كَذَا وَكَذَا، فَصَدَّقَهُ الآخَرُ». (¬2) =صحيح 1146 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ أَعْرَابِيٌّ بِشَاة فَقُلْتُ: تَبِيعُنِيهَا بِثَلاَثَة دَرَاهِمَ؟ قَالَ: لاَ وَاللهِ، ثُمَّ بَاعَنِيهَا (¬3) فَذَكَرتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاه». (¬4) =حسن مَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللهِ 1147 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلاً يَحْلِفُ بِأَبِيهِ، فَقَالَ: «لا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ حَلَفَ بِاللهِ فَلْيَصْدُق، وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللهِ ¬

_ (¬1) ابن حبان (489)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، مستدرك الحاكم (2144) تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح". (¬2) متفق عليه، البخاري (6786) باب من بايع رجلا لا يبايعه إلا للدنيا، مسلم (108) باب بيان غلظ تحريم إسبال الإزار والمن بالعطية وتنفيق السلعة بالحلف وبيان الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، النسائي (4462 (الحلف الواجب للخديعه في البيع، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) ثم باعنيها: أي: باعها بالثمن الذي حلف أن لا يبيعها به. (¬4) ابن حبان (4889)، تعليق الألباني "حسن"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن".

فَلْيَرضَ وَمَنْ لَمْ يَرضَ بِاللهِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ». (¬1) =صحيح 1148 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلاً يَسْرِقُ، فَقَالَ لَهُ: أَسَرَقْتَ؟ قَالَ: كَلاَّ وَالَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ! فَقَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللهِ وَكَذَّبْتُ عَيْنِي». (¬2) =صحيح ******* ¬

_ (¬1) ابن ماجه (2101) باب من حلف له بالله فليرض، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) متفق عليه، البخاري (3444) باب قوله {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها} .. ، مسلم (2368) باب فضائل عيسى عليه السلام، واللفظ للبخاري.

باب البر

بَابُ الْبِر فَضْل الإِحْسَان لِلْوَالِدَين 1149 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا». قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَينِ» قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ». قَالَ: حَدَثَنِي بِهِنَّ، وَلَو اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي. (¬1) =صحيح 1150 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ». (¬2) =صحيح فَضْل زِيَارَة مَنْ يُحِبُّهُمْ أَبيه 1151 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْمَرءِ أَهْلَ وِدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّي». (¬3) =صحيح 1152 - عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِيْنَةَ فَأَتَانِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ: أَتَدْرِي لِمَ أَتَيْتُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لاَ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (504) باب فضل الصلاة لوقتها، مسلم (85) باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال، واللفظ له. (¬2) الترمذي (1899) باب ما جاء في فضل رضا الوالد، تعليق الألباني "صحيح"، مستدرك الحاكم (7249) كتاب البر والصلة، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم". (¬3) مسلم (2552) باب فضل صلة أصدقاء الأب والأم ونحوهما، دون قوله "بعد أن يولي" أَبو داود (5143) باب في بر الوالدين، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في عظم حق الزوج

«مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصِلَ أَبَاهُ فِي قَبْرِهِ فَلْيَصِل إِخْوَانَ أَبِيهِ بَعْدَهُ». وَإِنَّهُ كَانَ بَينَ أَبِي عُمَرَ وَبِينَ أَبِيكَ إِخَاءٌ وَودٌّ، فَأَحْبَبتُ أَنْ أَصِلَ ذَاكَ. (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي عِظَم حَق الزَّوج 1153 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله: «حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ: لَوْ كَانَتْ بِهِ قُرْحَةٌ فَلَحَسَتْهَا، أَوْ انْتَثَرَ مِنْخَراهُ صَدِيداً أَوْ دَماً ثُمَّ ابْتَلَعَتْهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ (¬2)». (¬3) =حسن صحيح 1154 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «لاَ يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ، وَلَوْ صَلَحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا [وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَوْ كَانَ مِنْ قَدَمِهِ إِلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ قُرْحَةً تَنْبَجِسُ (¬4) بِالْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْهُ فَلَحَسَتْهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ] (¬5)». (¬6) =صحيح 1155 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ ¬

_ (¬1) ابن حبان (433)، تعليق الألباني "حسن"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط البخاري". (¬2) قصه هذا الحديث أن رجل أتى بابنته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن ابنتي هذه أبت أن تتزوج فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أطيعي أباك" فقالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته. فذكر الحديث فقالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبدا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا تنكحوهن إلا بإذنهن". (¬3) ابن حبان (4152) تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬4) تنبجس: أي: تتفجر وتنبع. (¬5) الزيادة بين المعقوفتين من أحمد. (¬6) سنن النسائي الكبرى (9147 (حق الرجل على المرأة، تعليق الألباني قال في صحيح الجامع (7725 ("صحيح"، وقال في الترغيب والترهيب "صحيح لغيره"، أحمد (12635)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح لغيره دون قوله: والذي نفسي بيده لو كان من قدمه ... الخ ".

ما جاء في كلام الحور العين عن الزوجة المؤذية

تَعْلَمُ الْمَرْأَة حَقَّ الزَّوجِ مَا قَعَدَتْ (¬1) مَا حَضَرَ غَدَاؤُهُ وَعَشَاؤُهُ، حَتَّى يَفْرغَ مِنْهُ». (¬2) =صحيح 1156 - عَنْ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اثْنَانِ لاَ تُجَاوِزُ صَلاَتُهُمَا رُءُوسهُمَا؛ عَبْدٌ ابِقٌ (¬3) مِنْ مَوَالِيهِ حَتَّى يَرْجِع، وَامْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا حَتَّى تَرْجِع». (¬4) =صحيح 1157 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا يَنْظُرُ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - إِلَى امْرَأةٍ لا تَشْكُرُ لِزَوْجِهَا، وَهِيَ لا تَسْتَغْنِي عَنْهُ». (¬5) =صحيح مَا جَاءَ فِي كَلام الْحُور العِين عَنِ الزَّوجَة الْمؤذِيَة 1158 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُؤذِي امْرَأَةٌ زَوجَهَا إِلاَّ قَالَتْ زَوجَتُهُ مِنَ الْحُور العِينِ: لا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللهُ! فَإِنَّمَا هُوَ عِندَكِ دَخِيلٌ أَوْشَكَ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَينَا». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) ما قعدت: أي: تقف ما حضر غداؤه وعشاؤه أي: مدة دوام حضوره حتى يفرغ منه لما له عليها من الحقوق. (¬2) المعجم الكبير (333)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5259). (¬3) الآبق: الهارب من سيده. (¬4) مستدرك الحاكم (7330) باب البر والصلة، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (136)، الصحيحة (288). (¬5) مستدرك الحاكم (2771) كتاب النكاح، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (1944)، الصحيحة (289). (¬6) الترمذي (1147)، ابن ماجه (2014) باب في المرأة تؤذي زوجها، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (22154)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن من أجل إسماعيل بن عياش"،

فضل الزوج المقسط والصابر على الزوجة

فَضْل الزَّوج الْمُقْسِط وَالصَّابر عَلَى الزَّوْجَة 1159 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ (¬1) عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ (¬2) الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا (¬3)». (¬4) =صحيح 1160 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ فِي الدُّنْيَا، عَلَى مَنَابِرَ مِنْ لُؤْلُؤ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَينَ يَدَي الرَّحْمَن، بِمَا أَقْسَطُوا فِي الدُّنْيَا «. (¬5) =صحيح 1161 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَفْرَكْ (¬6) مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَهً، إِنَ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقاً رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ». أَوْ قَالَ: «غَيْرَهُ». (¬7) =صحيح 1162 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الْمَرْأًةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ، فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا ¬

_ (¬1) المقسطين: مفردها مقسط: وهو العادل. (¬2) وكلتا يديه يمين: أي: هما بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما لأن الشمال تنقص عن اليمين في القوة والبطش ولا يحمل معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - «وكلتا يديه يمين». على ظاهره. لأن هناك حديث في صحيح مسلم قال - صلى الله عليه وسلم - «يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون». (¬3) ولوا: أي: ما كانت لهم عليه ولاية. (¬4) مسلم (1827) باب فضيه الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم، النسائي (5379) فضل الحاكم العادل في حكمه، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (6492)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬5) أحمد (6485)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬6) لا يفرك: لا يبغض. (¬7) مسلم (1469) باب الوصية بالنساء، أحمد (8345)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

ما جاء فيمن دعاها زوجها إلى فراشه فامتنعت

وَبِهَا عِوَجٌ، وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا، وَكَسْرُهَا طَلاَقُهَا». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِيمَن دَعَاهَا زَوْجُهَا إِلَى فِرَاشِهِ فَامْتَنَعَتْ 1163 - عَنْ طَلْقٍ بْنِ عَلِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ نَبِّيَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِذَا دَعَا الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ لِحَاجَتِهِ، فَلْتُجِبْه وَإِنْ كَانَتْ عَلَى التَّنُّورِ». (¬2) =صحيح 1164 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبْتَ، فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا، لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ». (¬3) =صحيح 1165 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهَا فَتَأْبَي عَلَيْهِ، إِلاَّ كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطاً عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِي صُوم المرأة وَهَبتِها مِن غَيرِ إِذْن زَوْجِهَا 1166 - عَنْ أَبْي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا يَحِلُّ لِلمَرأَةِ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلاَّ بِإذْنِهِ، وَلاَ تَأذَن فِي بَيتِهِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ (¬5)، وَمَا ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (4889) باب المداراة مع النساء وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنما المرأة كالضلع"، مسلم (1468) الباب السابق، واللفظ له. (¬2) الترمذي (1160) باب ما جاء في حق الزوج على المرأة، تعليق الألباني "صحيح"، ابن حبان (4153)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬3) متفق عليه، البخاري (3065) باب إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه، واللفظ له، مسلم (1436) باب تحريم امتناعها من فراش زوجها. (¬4) مسلم (1436) الباب السابق. (¬5) لا تأذن في بيته إلا بإذنه: أي: لا تسمح بدخول مسكنه لأحد يكرهه وتعلم عدم رضاه بدخوله امرأة كانت أم رجلا من =

فصل

أَنْفَقَتْ مِنْ نَفَقَةٍ عَنْ غَيرِ أَمْرِهِ فَإِنَّهَ يُؤَدَّي إِلَيهِ شطْرُهُ». (¬1) =صحيح 1167 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا يَجُوزُ لامْرَأَةٍ عَطِيَّةٌ (¬2) إِلاَّ بِإذْنِ زَوْجِهَا». (¬3) =حسن صحيح 1168 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا يَجُوزُ لامْرَأَةٍ أَمْرٌ فِي مَالِهَا إِذَا مَلَكَ زَوجُهَا عِصْمَتهَا». (¬4) =حسن صحيح 1169 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُنْفِقُ امْرَأَةٌ شَيْئاً مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلاَّ بِإِذْنِ زَوْجِهَا». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَلاَ الطَّعَام؟ قَالَ: «ذَاكَ أَفْضَلُ أَمْوَالِنَا». (¬5) =حسن فَصْل * التَّوْفِيق بَيْنَ نَهْيِهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُنْفِقَ الْمَرأَة مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا وَبَيْنَ قَوْله - صلى الله عليه وسلم - «وَمَا أَنْفَقَتْ مِنْ نَفَقَةٍ عَنْ غَيرِ أَمْرِهِ فَإِنَّهَ يُؤَدَّي إِلَيهِ شطْرُهُ». هُوَ بِحَسَب الزَّوْج فَإِنْ كَانَ يُوَافِق وَتَعْلَمُ أَنَّ مِنْ عَادَتِهِ وَخُلُقِهِ ¬

_ = الرجال الذين يجوز للمرأة مقباتهم. (¬1) متفق عليه، البخاري (4899) باب لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلا بإذنه، واللفظ له، مسلم (1026) باب ما أنفق العبد من مال مولاه. (¬2) حمله الكثير على أنه نهي تنزيه وإن كان غير ذلك فهو، لا يشمل الصدقة، لأنه قد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - كما في البخاري وغيره أنه وعظ النساء وأمرهن بالصدقة فجعلت المرأة تلقي القرط والخاتم وبلال يأخذ في طرف ثوبه. وهذه عطية بغير إذن أزواجهن. (¬3) أبو داود (3547) باب في عطية المرأة بغير إذن زوجها، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬4) أبو داود (3546) الباب السابق، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬5) أبو داود (3565) باب في تضمين العارية، الترمذي (670) باب في نفقة المرأة من بيت زوجها، واللفظ له، تعليق الألباني "حسن".

ما جاء في حق الزوجة وفضل المطيعة

الْمُوَافَقَة وَلَوْ لَم يَحْصُل مِنهُ أَمْرا فَلَهَا نِصْفُ أَجْرِهِ، عَلَى أَنْ لاَ تَكُونَ مُفْسِدَة - أَيْ: مُسْرِفَة فِي التَّصَدُّق - كَمَا فِي الرِّوَايَة الأُخْرَى، وَإِنْ كَانَ يَمْنَعُهَا وَتَعْلَمْ أَنَّهُ يَغْضَبُ لِذَلِكَ فَهَذِه لَيْسَ لَهَا أَجْرٌ بَلْ آثِمَة. * وَأَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عِنْدَمَا سُألَ هَلْ تَتَصَدَّق الْمَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهِا؟ قَالَ: «لاَ إِلاَّ مِنْ قُوتِهَا وَالأَجْرُ بَيْنَهُمَا، وَلاَ يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَصَدَّق مِنْ مَالِ زَوْجِهِا إِلاَّ بِإِذْنِهِ». (¬1) =صحيح موقوف * وَهَذَا لاَ يُخَالِف مَا تَقَدَّمَ يُحْمَلُ عَلَى التَّأوِيل الأَوَّل إِنْ سَمَحَ لَهَا أَوْ مِنْ عَادَتِهِ فلَهَا الأَجْر وَإِنْ كَانَ لاَ يَسْمَحَ وَيَغْضَب لِذَلِكَ فَلاَ يَجُوزُ لَهَا. * أَوْ يُحْمَلُ النَّهْي عَلَى الْمُفْسِدَة لِمالِ زَوْجِهَا. مَا جَاءَ فِي حَقِّ الزَّوْجَة وَفَضْل الْمُطِيعة 1170 - عَنْ حَكِيم بْنِ مُعَاويَةَ الْقُشَيري، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا حَقُّ زَوجَة أَحَدِنَا عَلَيهِ؟ قَالَ: «أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَيتَ أَوْ اكْتَسَبْتَ، وَلاَ تَضْرِبِ الْوَجْهَ، وَلاَ تُقَبِّحْ، وَلاَ تَهْجُر إِلاَّ فِي الْبَيت». قَالَ أَبُو دَاوُد: «وَلاَ تُقَبَّح». أَنْ تَقُولَ قَبَّحَكِ الله. (¬2) =حسن صحيح 1171 - عَنْ أَبِي أَذينة الصَدَفِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «خَيرُ نِسَائِكُمْ الْوَدُودُ الْوَلُودُ الْمُوَاتِيَة الْمُوَاسِيَة، إِذَا اتَّقَينَ اللهَ، وَشَرُّ نِسَائِكُمْ ¬

_ (¬1) أبو داود (1688) باب أجر الخازن، تعليق الألباني "صحيح موقوف". (¬2) أبو داود (2142) باب في حق المرأة على زوجها، تعليق الألباني "حسن صحيح".

فضل الإحسان للبنات

الْمُتَبَرِّجَاتُ الْمُتَخيِّلاَتُ وَهُنَّ الْمُنَافِقَاتُ لاَ يَدْخلُ الْجَنَّةَ مِنْهُنَّ إِلاَّ مِثلُ الْغُرَابِ الأَعْصَمِ (¬1)». (¬2) =صحيح مرسل فَضْل الإِحْسَان لِلْبَنَات 1172 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ عَالَ (¬3) جَارِيَتَيْنِ (¬4) حَتَّى يِبْلُغَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ». وَضَمَّ (¬5) أَصَابِعَهُ. (¬6) =صحيح 1173 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي يَعُولُ ثَلاَثَ بَنَاتٍ، أَوْ ثَلاَثَ أَخَوُاتٍ، فَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ، إِلاَّ كُنَّ لَهُ سِتْراً مِنَ النَّارِ». (¬7) =صحيح فَضْل السَّعْي عَلَى الأَهْل 1174 - عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) الغراب الأعصم: هو الذي يخالطه بياض، قيل: أبيض الجناحين، وقيل: أبيض الرجلين، وهذا النوع نادر من الغربان، والمراد بهذا الوصف قلة من يدخل الجنة منهن، كما أن الغراب الأعصم نادر ولا يكاد يوجد كذلك من يدخل الجنة من هؤلاء النساء نادر. (¬2) سنن البيهقي الكبرى (13256) باب استحباب التزوج بالودود الولود، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3330)، الصحيحة (1849). (¬3) عال: أي: قام عليهما بالمؤنة والتربية ونحوهما، مأخوذ من العول: وهو القرب، ومنه قوله "ابدأ بمن تعول". (¬4) الجارية: البنت الصغيرة. (¬5) أنا وهو وضم أصابعه: معناه جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وأشار بإصبعية. (¬6) مسلم (2631) باب فضل الإحسان إلى البنات، واللفظ له، الترمذي (1914) باب ما جاء في النفقة على البنات والأخوات، تعليق الألباني "صحيح". (¬7) شعب الإيمان (11023)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5372).

فضل العامل بيده

رَجُلٌ فَرَاى أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ جَلَدِهِ وَنَشَاطِهِ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنْ كَانَ خَرَجَ يِسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَاراً فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوُيْنِ شَيْخَينِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانِ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يَعفَّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رَيِاءً وَمُفَاخَرَةً فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ». (¬1) =صحيح 1175 - عَنِ الْحَسَن رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَنْفَعَهُمْ لِعِيَالِهِ». (¬2) =حسن مرسل فَضْل العَامِل بِيَدِهِ 1176 - عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الْكَسبِ أَطْيَبُ؟ قَالَ: «عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ، وَكُلُّ بَيعٍ مَبروُرٍ». (¬3) =صحيح 1177 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «خَيرُ الْكَسبِ كَسْبُ يَدِ الْعَامِلِ إِذَا نَصَحَ». (¬4) =حسن 1178 - عَنِ الْمِقْدَام رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَاماً قَطُّ خَيراً مِنْ أَنْ يَأكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ دَاوُدَ عَلَيهِ السَّلاَمُ كَانَ يَأكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) المعجم الكبير (282)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1428). (¬2) الزهد لأحمد بن حنبل، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (172). (¬3) أحمد (17304)، المعجم الكبير (4411)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1033)، الصحيحة (607). (¬4) أحمد (8393)، (8676)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3283). (¬5) البخاري (1966) باب كسب الرجل وعمله بيده.

فضل الإحسان للأيتام

فَضْل الإِحْسَان للأيتَام 1179 - عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا وَكَافِلُ (¬1) الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا». وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوَسْطَى (¬2) وَفَرَّجَ بَينِهِمَا شَيْئاً. (¬3) =صحيح 1180 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ (¬4) أَنَا وَهُوَ، كَهَاتَينِ فِي الْجَنَّةِ». وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى. (¬5) =صحيح فَضْل الإِحْسَان للأَرْمَلَة وَالْمِسْكِين 1181 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «السَّاعِي (¬6) عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِين كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ الْقَائِم اللَّيِل الْصَائِم النَّهَار». (¬7) =صحيح 1182 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «السَّاعِي عَلَى الأَرَمَلَةِ وَالْمِسْكِين كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ - وَأَحْسِبُهُ قَالَ - وَكَالْقَائِمِ لاَ يَفْتُرُ ¬

_ (¬1) كافل اليتيم: هو القائم بأموره من نفقة وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك. (¬2) السَّبَّابة والوسطى: السَّبَّابة أقصر من الوسط شيئا يسيرا، وذلك لأن منزلة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يبلغها أحد. (¬3) البخاري (4998) باب اللعان. (¬4) له أو لغيره: له: هو أن يكون اليتيم قريبا له ابن أخيه أو ابن أخته أو ابن ابنه أو ابن بنته وغيرهم من أقاربه، والذي لغيره: أن يكون اليتيم أجنبيا ليس بينهما قرابة. (¬5) مسلم (2983) باب الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم، أحمد (8868)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬6) الساعي: المراد بالساعي الكاسب لهما، الذي يسعى ويعمل لَيَحْصُل على ما ينفقه عليهما. (¬7) متفق عليه، البخاري (5038) باب فضل النفقة على الأهل، واللفظ له، مسلم (2982) الباب السابق.

فضل الإحسان إلى الجار

وَكَالصَّائِم لاَ يُفْطِرُ». (¬1) =صحيح فَضْل الإِحْسَان إِلى الْجَار 1183 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الْجِيْرَانِ عِنْدَ اللهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ». (¬2) =صحيح 1184 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهَا: «اَنَّهُ مَنْ أَعُطِىَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِىَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْن الْخُلُقِ وَحُسْن الْجِوَارِ، يَعْمُرَان الدِّيَار وَيَزِيدانَ فِي الأَعْمَارِ». (¬3) =صحيح 1185 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُه جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ». (¬4) =صحيح 1186 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (5661) باب الساعي على المسكين باب فضل النفقة على الأهل، مسلم (2982) الباب السابق، واللفظ له. (¬2) أحمد (6566)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي على شرط مسلم"، الترمذي (1944) باب ما جاء في حق الجوار، ابن حبان (519)، تعليق الألباني "صحيح"، مستدرك الحاكم (2490) كتابالجهاد، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح". (¬3) أحمد (25298)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (2524)، الصحيحة (519). (¬4) مستدرك الحاكم (7307) كتاب البر والصلة، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .. "، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح"، المعجم الكبير (12741)، شعب الإيمان (3389)، واللفظ له، الأدب المفرد (112) باب لا يشبع دون جاره، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5382).

آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعاناً وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ». (¬1) =صحيح 1187 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَا نِسَاء الْمُسْلِمَات! لاَ تَحْقِرَنَّ جَارَة لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ (¬2) شَاةٍ». (¬3) =صحيح 1188 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَلَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيُّهُمَا أُهْدِي؟ قال: «إِلَى أَقْرَبِهمَا مِنْكِ بَاباً». (¬4) =صحيح 1189 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَمْ مِنْ جَارٍ مُتَعَلِّق بِجَارِهِ يَقُولُ: يَا رَبِّ! سَلْ هَذَا لِمَ أَغْلَقَ عَنِّي بَابَهُ، وَمَنَعَنِي فَضْلَهُ؟». (¬5) =حسن 1190 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثَهُ». (¬6) =صحيح 1191 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْجَدْعَاء فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ: «أُوْصِيكُمْ بِالْجَارِ». حَتَّى أَكْثَرَ، ¬

_ (¬1) المعجم الكبير (751)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5505). (¬2) فرسن شاة: الفِرْسِن: عَظْم قليل اللحم، وأصل الفرسن هو: طرف خف البعير كالحافر للدابة، وقد يستعار للشَّاة فيقال: فِرْسِن شاة، والذي للشَّاة هو الظّلْف، وقد وردت لفظة الظلف في بعض الأحاديث قال - صلى الله عليه وسلم - لأم بجيد "ضعي في يد المسكين ولو ظلفا محرقا"، والفرسن والظلف مذكور للمبالغة مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - "من بنى لله مسجد ولو كمفحص قطاه". (¬3) متفق عليه، البخاري (2427) باب فضلها - أي الهبه - والتحريض عليها، واللفظ له، مسلم (1030) باب الحث على الصدقة ولو بالقليل ولا تمتنع من القليل لاحتقاره. (¬4) البخاري (2455) باب بمن يبدأ بالهدية. (¬5) مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا (346)، الترغيب والترهيب للأصبهاني (875)، تعليق الألباني "حسن"، الصحيحة (2646)، الترغيب والترهيب (2564). (¬6) متفق عليه، البخاري (5668) باب الوصاءة بالجار، مسلم (2625) باب الوصية بالجار والإحسان إليه.

قصه

فَقُلْتُ: إِنَّهُ لَيُورِّثُهُ. (¬1) =صحيح 1192 - عَنْ أَبِي شَرِيح رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ: النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «وَاللهِ لاَ يُؤْمِنْ وَاللهِ لاَ يُؤْمِنْ وَاللهِ لاَ يُؤْمِنْ». قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لاَ يَأْمَنُ (¬2) جَارَهُ بَوُائِقَهُ (¬3)». (¬4) =صحيح 1192 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ». (¬5) =صحيح 1193 - عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَرْبَعٌ مِنْ السَّعَادَةِ: الْمَرأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالَمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ، وَأَرْبَعٌ مِنَ الشَّقَاوَةِ: الْجَارُ السُّوءُ، وَالْمَرأَةُ السُّوءُ، وَالْمَسْكَنُ الضَّيْقُ، وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ». (¬6) =صحيح قِصَّه * كَانَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ جَارٌ يَهُوِديٌّ فَأَرَادَ أَنْ يَبِيعَ دَارَهُ، فَقِيلَ لَهُ: بِكَمْ تَبِيع؟ قَالَ: بَأَلْفَينِ، فَقِيلَ لَهُ: لا تُسَاوَي إِلاَّ أَلفاً، قَالَ: صَدَقْتُمْ، وَلَكِن أَلفٌ لِلدَّارِ وَأَلفٌ لِجِوَارِ عَبْد اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، فَأُخْبِرَ ابْنُ الْمُبَارَك بِذَلِكَ فَأَعْطَاهُ ¬

_ (¬1) مكارم الأخلاق "للخرائطي" (209)، المعجم الكبير (7523)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2548)، الترغيب والترهيب (2573). (¬2) يأمن: من الأمان وهو السلامة من الشيء. (¬3) بوائقه: جمع بائقة، وهي الظلم والشر والشئ المهلك. (¬4) البخاري (5670) باب إثم من لا يأمن جارة بوائقه. (¬5) مسلم (46) باب بيان تحريم إيذاء الجار. (¬6) ابن حبان (4021)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط البخاري".

فضل الصبر على أذى الجار

ثَمَنَ الدَّارِ وَقَالَ: لا تَبِعْهَا. * وَقِيلَ: إِنَّ ابْنَ الْمُقَفَّع كَانَ بِجِوَارِ دَارِهِ دَار صَغِيرَة وَكَانَ يَرْغَبُ فِي شِرَائِهَا لِيُضِيفَهَا إِلَى دَارِهِ، وَكَانَ جَارهُ يَمْتَنِعُ مِنْ بَيعِهَا، ثُمَّ رَكِبَهُ دَيْنٌ فَاضطُر إِلَى بَيعِهَا، وَعَرَضَهَا عَلَى جَارِهِ ابْن الْمُقَفَّع فَقَالَ: مَالِي بِهَا حَاجَةٌ، فَقِيلَ لَهُ: السْتَ طَلَبْتَ مِنْهُ شِرَاءَهَا؟ فَقَالَ: لَوْ اشْتَرَيتُهَا الآن مَا قُمتُ بِحُرمَةِ الْجِوَارِ لأَنَّهُ الآن يُرِيدُ بَيْعَهَا مِنَ الْفَقْرِ، ثُمَّ دَفَعَ إِلَى جَارِهِ ثَمَن الدَّار وَقَالَ: أبْقَ بِدَارِكَ وَأَوْفِ دَيْنَكَ. (¬1) * وَفِي هَذَا الزَّمَان، مِنَ النَّاسِ مَنْ يَرَاهَا فُرصَه، لأنْ الْمُضطَر يَبِيعُ بأَيِّ ثَمَنٍ. فَضْل الصَّبْر عَلَى أَذَى الْجَار 1194 - عَنِ ابْنِ الأَحْمَسِي قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ فَقُلْتُ: لَهُ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ تُحَدِّثُ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ لاَ تَخَالُنِي (¬2) أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، فَمَا الَّذِي بَلَغَكَ عَنِّي؟ قُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: «ثَلاَثَةٌ يُحِبُّهُمْ اللَّهُ وَثَلاَثَةٌ يَشْنَؤُهُمْ (¬3) اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» قَالَ: قُلْتُ: وَسَمِعْتَهُ؟ قُلْتُ: فَمَنْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يُحِبُّ اللَّهُ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ يَلْقَى الْعَدُوَّ فِي الْفِئَةِ فَيَنْصِبُ لَهُمْ نَحْرَهُ حَتَّى يُقْتَلَ أَوْ يُفْتَحَ لأَصْحَابِهِ، وَالْقَوْمُ يُسَافِرُونَ فَيَطُولُ سُرَاهُمْ (¬4) حَتَّى ¬

_ (¬1) محاضرات الأدباء (2/ 629). (¬2) تخالني: أخال أي: أظن. (¬3) يشنؤهم: يبغضهم. (¬4) فيطول سراهم: أي سيرهم بالليل. وفي (1/ 272)، قال: يقال: طالت سُراهم، وهي سير الليل خاصة دون النهار.

التعوذ بالله من جار السوء الدائم

يُحِبُّوا أَنْ يَمَسُّوا الأَرْضَ، فَيَنْزِلُونَ فَيَتَنَحَّى أَحَدُهُمْ فَيُصَلِّي حَتَّى يُوقِظَهُمْ لِرَحِيلِهِمْ، وَالرَّجُلُ يَكُونُ لَهُ الْجَارُ يُؤْذِيهِ جِوَارُهُ فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا مَوْتٌ أَوْ ظَعْنٌ». قُلْتُ: وَمَنْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَشْنَؤُهُمْ اللَّهُ؟ قَالَ: «التَّاجِرُ الْحَلاَّفُ - أَوْ قَالَ: الْبَائِعُ الْحَلاَّفُ - وَالْبَخِيلُ الْمَنَّانُ، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ». (¬1) =صحيح التَّعَوذ بِاللهِ مِن جَار السُّوء الدَّائِم 1195 - عَنْ أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ! إِنِّي أَعُوذُ بِكَ: مِنْ جَارِ السُّوءِ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ، فَإِنَّ جَارَ الْبَادِي يَتَحَوَّلُ». (¬2) =صحيح 1196 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ جَارِ السُّوْءِ فِي دَارِ الْمُقَامِ فَإِنَّ جَارَ البَادِيَةِ يَتَحَوَّلُ عَنْكَ». (¬3) =حسن صحيح مَا جَاءَ فِي خِيَانَة الْجَار فِي أَهْلِه وَمَالِه 1197 - عَنِ الْمُقْدَاد بْنِ الأَسْوَدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشَرة نِسْوَة أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ، وَلأَنْ يَسْرِقَ مِنْ عَشْرَةَ أَبْيَات أَيْسَرُ عَلَيهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ بَيْت جَارِه». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (21378)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3074). (¬2) ابن حبان (1029)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬3) النسائي (5502 (الاستعاذة من جار السوء، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬4) أحمد (23905)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده جيد"، المعجم الكبير (605)، المعجم الأوسط (6333)، واللفظ له، البخاري في "الأدب المفرد" (103) باب حق الجار، صحيح الجامع (543)، تعليق الألباني "صحيح".

فضل من أثنى عليه جيرانه

1198 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ - أَوْ سُئِلَ - رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللهِ أَكْبَرَ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدّاً وَهُوَ خَلَقَكَ». قُلْتُ: ثُمَّ أَيّ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ». قُلْتُ: ثُمَّ أَيّ؟ قَالَ: «أَنْ تُزَانِي بِحَلِيْلَةِ جَارِكَ». (¬1) =صحيح فَضْل مَنْ أَثْنَى عَلَيهِ جِيرَانُه 1199 - عَنْ عَبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ! مَتَى أَكُونُ مُحْسِناً؟ قَالَ: «إِذَا قَالَ جِيرَانُكَ: أَنْتَ مُحْسِنٌ، فَأَنْتَ مُحْسِنٌ، وَإِذَا قَالوُا: إِنَّكَ مُسِيءٌ، فَأَنْتَ مُسِيءٌ». (¬2) =صحيح 1200 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِرَسُوْلِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحسنتُ وَإِذَا أَسَأْتُ؟ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا سَمِعْتَ جِيْرَانَكَ يَقُولُونَ: أَنْ قَدْ أَحْسَنْتَ، فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ: قَدْ أَسَأْتَ، فَقَدْ أَسَأْتَ». (¬3) =صحيح 1201 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَشْهَدُ لَهُ أَرْبَعَةُ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَتِهِ الأَدْنَيْنَ أَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ إِلاَّ خَيْراً، إِلاَّ قَالَ اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ -: قَدْ قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ فِيهِ، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لا تَعْلَمُونَ». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (4483) باب قوله {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما} العقوبة، واللفظ له، مسلم (86) باب كون الشرك أقبح الذنوب وبيان أعظمها بعده. (¬2) ابن حبان (525)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) ابن ماجه (4223) باب الثناء الحسن، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن حبان (3015)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح بشواهده".

فضل الشفاعة والإحسان إلى الناس

فَضْل الشَّفَاعَة وَالإِحْسَان إِلَى النَّاس 1202 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «الْمَعْرُوفُ إِلَى النَّاسِ يَقِي صَاحِبَهَا مَصَارِعَ السُّوءِ (¬1) وَالآفَاتِ وَالْهَلَكَاتِ وَأَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الآخِرَة (¬2)». (¬3) =صحيح 1203 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِاصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ فَإِنَّهُ يَمْنَعُ مَصَارِعَ السُّوءِ، وَعَلَيْكُمْ بِصَدَقَة السِّرِّ فَإِنَّهَا تُطْفِئ غَضَبَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ». (¬4) =صحيح 1203 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ، تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ». (¬5) =حسن 1204 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قَالَ سَأَلتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَل؟ قَالَ: «إِيْمَانٌ بِاللهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ». قُلْتُ: فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «أَغْلاَهَا ثَمَناً، وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا». قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَالَ: «تُعِينُ صَانِعاً أَوْ ¬

_ (¬1) مصارع السوء: المصرع هو مكان الموت، كما قال - صلى الله عليه وسلم - عن قتلى بدر "والله لكأني أنظر الآن إلى مصارع القوم" أي: أماكن قتلهم، ومعنى الحديث من صنع المعروف للناس وقاه الله كل منظر وحال يكره أن يصيبه في نفسه وأهله ومن ذلك موته في حال يكرهها احتراق منزلة .. الخ. والله تعالى أعلم. (¬2) أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة: المعنى أن الذين يشفعون للناس في الدنيا، يجعلهم الله يشفعون للناس في الآخرة. (¬3) مستدرك الحاكم (429) كتاب العلم، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3795). (¬4) قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا (6)، تعليق الألباني "صحيح"، الجامع الصغير (4052). (¬5) المعجم الكبير (814)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3797).

تَصْنَعُ لأَخْرَقَ (¬1)». قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَالَ: «تَدَعُ النَّاسَ مِنْ الشَّرِّ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَّدَّقُ بِهَا عَلَى نَفْسِكَ». (¬2) =صحيح 1205 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنُهَما: أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَارَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ , وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ , أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً , أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا , أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا, وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ - يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ - شَهْرًا , وَمَنَ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ , وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثْبِتَهَا لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامِ [وَإِنَّ سُوَّء الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلّ الْعَسَل] (¬3)» (¬4) =حسن 1206 - عَن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ مَنَحَ (¬5) مَنِيحَةَ لَبَنٍ (¬6) أَوْ وَرِقٍ (¬7) أَوْ هَدَى زُقَاقاً (¬8) كَانَ لَهُ مِثلَ عِتقِ ¬

_ (¬1) تعين صانع أو تصنع لأخرق: الأخرق: هو الذي لا يحسن العمل وأيضا الذي لا رفق ولا سياسة له في الأمر، ومعنى الحديث: إذا رأيت من يحاول عَمَلَ عَمَلٍ فإن كان يحسنه فأعنه عليه، وإن لم يحسنه فاعمله له. (¬2) متفق عليه، البخاري (2382) باب أي الرقاب أفضل، واللفظ له، مسلم (84) باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال. (¬3) الزيادة بين المعقوفتين من قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا (36). (¬4) المعجم الكبير (13646)، واللفظ له، تاريخ دمشق لابن عساكر (64/ 17)، قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا (36)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (176)، الصحيحة (906). (¬5) منح: أعطى. (¬6) منيحة: هي الناقة يعطيها الرجل للرجل ليشربون لبنها وينتفعون من وبرها مدة ثم يردونها إليه، وتسمى الناقة المعطاة على هذا الوجه منيحة. (¬7) أو ورق: منيحة الورق إقراض الدراهم. (¬8) هدى زقاقا: الزقاق الطريق يريد من دل الضال أو الأعمى على طريقه.

ما جاء في الشفاعة في الحدود

رَقَبَةٍ». (¬1) =صحيح 1207 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «أَنْ تُدْخِلَ عَلَى أَخِيْكَ الْمُؤْمِن سُرُوراً، أَوْ تَقْضِي لَهُ دَيْناً، أَوْ تُطْعِمْهُ خَبْزاً». (¬2) =حسن 1208 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صْنَعْتَهُ إِلَى غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ فَهُوَ صَدَقَةٌ». (¬3) =حسن 1209 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «خَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ». (¬4) =حسن 1210 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَحِيماً وَكَانَ لاَ يَأْتِيهِ أَحَدٌ إِلاَّ وَعَدَهُ وَأَنْجَزَ لَهُ (¬5) إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَأُقِيمَتْ الصَّلاَة وَجَاءَهُ أَعْرَابِي فَأَخَذَ بِثَوْبِهِ فَقَالَ: إِنَّمَا بِقَى مِنْ حَاجَتِي يَسْيرَة وَأَخَافْ أَنْسَاهَا، فَقَامَ مَعَهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ ثُمَّ اقْبَلَ فَصَلَّى». (¬6) =حسن مَا جَاءَ فِي الشَّفَاعَة فِي الْحُدُود 1211 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) الترمذي (1957) باب ما جاء في المنحة، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (18687)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬2) قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا (112)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1096)، الصحيحة (1494)، (2715). (¬3) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (903)، تاريخ دمشق لابن عساكر (24/ 365)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (4558)، (¬4) مسند الشهاب (1234)، تعليق الألباني "حسن"، الجامع الصغير (3289). (¬5) أنجز له: قضى له حاجته. (¬6) البخاري في الأدب المفرد (278) باب سخاوة النفس، تعليق الألباني "حسن".

ما جاء في أن قضاء الحوائج نعمه من الله ومن منعها نزعت منه لغيره

يَقُولُ: «مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ فَقَدْ ضَادَّ اللهَ، وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنهُ، وَمَنْ قَالَ فِي مُؤمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخرُجُ مِمَّا قَالَ». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ قَضَاء الْحَوَائِجِ نِعْمَهٌ مِنَ اللهِ وَمَنْ مَنَعَهَا نُزِعَتْ مَنْهُ لغَيْرَهُ 1212 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ للهِ قَوماً يَختَصهم بِالنِّعَم لِمَنَافِع الْعِبَاد وَيقرّها فِيهِم مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنهُم فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِم». (¬2) =حسن فَضْل الإِصْلاَح بَيْنَ النَّاسِ 1213 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بَأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاَة وَالصَّدَقَةِ؟». قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «إِصْلاَحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَة (¬3)». (¬4) =صحيح 1214 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى (¬5) لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيِهِ». (¬6) =حسن ¬

_ (¬1) أبو داود (3597) باب فيمن يعين على خصومه من غير أن يعلم أمرها، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا (5) تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (2164)، الصحيحة (1692). (¬3) الحالقة: تحلق الدين. (¬4) الترمذي (2509)، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) طوبى: أي: هنيئا له. (¬6) ابن ماجه (237) باب من كان مفتاحا للخير، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء فيمن فرق بين الناس

مَا جَاءَ فِيمَن فَرَّقَ بَينَ النَّاسِ 1215 - عَنِ ابْنِ بُرَيدَهَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ خَبَّبَ (¬1) زَوْجَةَ امْرئ أَوْ مَمْلُوكَه فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ حَلَفَ بِالأَمَانَةِ فَلَيْسَ مِنَّا (¬2)». (¬3) =صحيح 1216 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ خَبَّبَ عَبداً عَلَى أَهْلِهِ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ افْسَدَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا فَلَيْسَ مِنَّا». (¬4) =صحيح 1217 - عَنْ أَبِي أَيُّوب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلدِهَا، فَرَّقَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬5) =حسن مَا جَاءَ فِي جَوَاز الْكَذِب للإصْلاَح 1218 - عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيراً، أَوْ يَقُولُ خَيراً». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) خبب: أي: خدع وأفسد امرأة على زوجها، بأن يذكر مساوئ الزوج عند امرأته أو محاسن أجنبي عندها. (¬2) من حلف بالأمانة فليس منا: أي: الفرائض كالصلاة والصوم والحج، فليس منا: أي: ليس من جملة المتقين ولا من جملة أكابر المسلمين وليس من ذوي أسوتنا فإنه من ديدن أهل الكتاب. (¬3) أبو داود (2175) باب فيمن خبب امرأة على زوجها، دون قوله "ومن حلف بالأمانه .. " ابن حبان (4348)، تعليق الألباني "صحيح" تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬4) ابن حبان (5534)، تعليق الألباني "صحيح"، (5534) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الصحيح". (¬5) الترمذي (1566) باب في كراهية التفريق بين السبي تعليق الألباني "حسن"، الدارمي (2479) باب النهي عن التفريق بين الوالدة وولدها تعليق حسين سليم أسد "إسناده جيد". (¬6) متفق عليه، البخاري (2546) باب ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، واللفظ له، مسلم (2605) باب تحريم الكذب وبين المباح منه.

فضل صلة الرحم

1219 - وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَمْ يَكْذِب، مَنْ نَمَّى بَينَ اثْنَينِ لِيُصْلِح». (¬1) =صحيح 1220 - وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلاَّ فِي ثَلاَثٍ، كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لاَ أَعدُّهُ كَاذِباً: الرَّجُلُ يُصْلِحُ بِيْنَ النَّاسِ، يَقُولُ الْقُولَ وَلاَ يُرِيدُ بِهِ إِلاَّ الإِصْلاَح، وَالرَّجُل يَقُولُ فِي الْحَربِ، وَالرَّجُل يُحَدِّثُ امْرَأتهُ، وَالْمَرأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا». (¬2) =صحيح فَضْل صِلَة الرَّحِمِ 1221 - عَنْ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «صِلَةُ الْقَرَابَةِ مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ، مَحَبَّةٌ فِي الأَهْلِ، مَنْسَأةٌ فِي الأَجَلِ». (¬3) =صحيح 1222 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيس لَيّلَةَ الْجُمُعَة فَلاَ يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ». (¬4) =صحيح 1223 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُعَظِّمَ اللهُ رِزْقَهُ، وَاَنْ يَمُدَّ فِي أَجَلِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) أبو داود (4920) باب في إصلاح ذات البين، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) أبو داود (4921) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) المعجم الأوسط (7810)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3768). (¬4) أحمد (10277)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (2538). (¬5) متفق عليه، البخاري (1961) باب من أحب البسط في الرزق، مسلم (2557) باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها، أحمد (12610)، واللفظ له، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح".

فضل ثناء الناس

1224 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَّ الرَّحِمَ شَجَنَةٌ (¬1) آخِذَةٌ بِحُجزةِ (¬2) الرَّحْمَنِ يَصِلُ مَنْ وَصَلَهَا وَيَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا». (¬3) =صحيح فَضْل ثَنَاء النَّاس 1225 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْ مَلأَ اللهُ أُذُنَيهِ مِنْ ثَنَاءِ النَّاسِ خَيْراً وَهُوَ يَسْمَعُ، وَأَهْلُ النَّارِ، مَنْ مَلأَ اللهُ أُذُنَيهِ مِنْ ثَناءِ النَّاسِ شَرًّا وَهُوَ يَسْمَعُ» (¬4) =حسن صحيح 1225 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «مَنْ لاَ يَمُوتُ حَتَّى تَمْلأ أُذُنَاهُ مِمَّا يُحِبّ». قِيلَ: مَنْ أَهْلُ النَّارِ؟ قَالَ: «مَنْ لاَ يَمُوتُ حَتَّى تَمْلأ أُذُنَاهُ مِمَّا يَكْرَه». (¬5) =صحيح 1226 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْ لاَ يَمُوتُ حَتَّى يَمْلأَ مَسَامِعَهُ مَمَّا يُحِبّ، وَأَهْلُ النَّارِ مَنْ لاَ يَمُوتُ حَتَّى يَمْلأَ مَسَامِعَهُ مَمَّا يَكْرَه». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) شجنة: متشابكة متماسكة. (¬2) بحجزة الرحمن: الحجزة: الوسط وهو موضع شد الإزار، والمعنى هنا: التجأت إليه اعتصمت واستجارت به. (¬3) البخاري (5642) باب من وصل وصله الله، أحمد (2956)، واللفظ له، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح وهذا إسناد حسن "، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (1602). (¬4) ابن ماجه (4224) باب الثناء الحسن، تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق البوصيري "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات وأبو الجوزاء هو أوس بن عبد الله وأبو هلال هو محمد بن سليم". (¬5) مستدرك الحاكم (1400) كتاب الجنائز، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم"، تعليق الألباني "قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا "، الصحيحة (1740). (¬6) الأحاديث المختارة (1721)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح".

ما جاء في الثناء على الرجل وهو يسمع

1226 - عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيِر: عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ: «يُوشِكُ أَنْ تَعْرِفُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مَنْ أَهْلِ النَّارِ». قَالُوا: بِمَ ذَاكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: «بِالثَّنَاءِ الْحسن وَالثَّنَاءِ السِّيئ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ». (¬1) =حسن 1227 - عَنِ الضَّحَاكِ بْنِ قَيْس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِذَا أَتَى الرَّجُلُ الْقَومَ فَقَالُوا: مَرْحَباً، فَمَرْحَباً بِهِ يَوْمَ يَلْقَى رَبَّهُ (¬2) وَإِذَا أَتَى الرَّجُلُ الْقَوْمَ فَقَالُوا لَهُ: قَحْطاً (¬3) فَقَحْطاً لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬4) =صحيح 1228 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ لِرَسُوْلِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنَ الْخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: «تِلْكَ عَاجِلُ (¬5) بُشْرَى الْمُؤْمِنِ». (¬6) =صحيح مَا جَاءَ فِي الثَّنَاء عَلَى الرَّجُل وَهُوَ يَسمَع 1229 - عَنْ إِبْرَاهِيم التَّيْمِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ذَبْحُ ¬

_ (¬1) ابن ماجه (4221) الباب السابق، تعليق الألباني "حسن"، تعليق البوصيري في مصباح الزجاجة "ليس لأبي زهير عند ابن ماجه سوى هذا الحديث وليس له رواية في شيء من الخمسة الأصول وإسناد حديثه صحيح رجاله ثقات". (¬2) فمرحبا به يوم يلقى ربه: معنى الحديث أنه إذا كان يقال له عند قدومه على الناس هذا القول فإنه يقال له مثل ذلك يوم القيامة، إن كان ترحيب فترحيب وإنكان غير ذلك يقال له أيضاً. (¬3) قحطا: قيل: القحط في كل شي قلة خيره. (¬4) مستدرك الحاكم (6235) كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم .. ، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (266)، وقال في الصحيحة (1189)، "قال الذهبي: على شرط مسلم. وهو كما قال". (¬5) تلك عاجل بشرى المؤمن: قال العلماء: معناه هذه البشرى المعجلة له بالخير، وهي دليل البشرى المؤخرة إلى الآخرة. وهذه البشرى المعجلة دليل على رضا الله تعالى عنه ومحبته له فيحببه إلى الخلق. (¬6) مسلم (2642) باب إذا أُثني على الصالح فهي بشرى ولا تضره، واللفظ له، ابن ماجه (4225) باب الثناء الحسن، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (21417)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

الرَّجُلِ أَنْ تُزَكِّيَهُ فِي وَجْهِهِ». (¬1) =صحيح مرسل 1230 - عَنِ الْمِقْدَادِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا رَأَيْتُمْ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ». (¬2) =صحيح 1231 - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَة، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَدَحَ رَجُلٌ رَجُلاً عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ، فَقَالَ: «وَيْحَكَ، قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ، قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحَبِكَ». مِرَاراً «إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحاً صَاحِبَهُ لا مَحَالَةَ، فَلْيَقُلْ: أَحْسِبُ فَلاَناً (¬3) وَاللهُ حَسِيبُهُ، وَلاَ أُزَكِّي عَلَى اللهِ أَحَداً، أَحْسِبُهُ إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَاكَ (¬4) كَذَا وَكَذَا». (¬5) =صحيح 1232 - عَنِ النَّضْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ لَمَّا قُبِرَ، قَالَتْ أُمُّ الْعَلاءِ: طِبْتَ أَبَا السَّائِبِ فِي الْجَنَّةِ! فَسَمِعَهَا نَبِيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «مَنْ هَذِهِ؟». فَقَالَتْ: أَنَا يَا نَبِيَّ اللهِ! قَالَ: «وَمَا يُدْرِيكَ». قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ!! قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَجَل عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُون، مَا رَأَيْنَاهُ إِلاَّ خَيِّراً، وَهَا أَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا يُصْنَعُ بِي!». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) الصمت لابن أبي الدنيا (596)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3427). (¬2) مسلم (3002) باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط وخيف منه فتنة على الممدوح، أبو داود (4804) باب في كراهية التمادح، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أحسب فلانا: أي: أظنه. (¬4) إن كان يعلم ذلك: أي: يقول عنه هذا الكلام وهذه التزكية إذا كان يعرفه، كما جاء مبين في رواية البخاري في الأدب المفرد قال - صلى الله عليه وسلم - "ليقل أحسب كذا وكذا إن كان يرى أنه كذلك وحسيبه الله ولا يزكى على الله أحد" (333). (¬5) متفق عليه، البخاري (5713) باب ما يكره من التمادح، مسلم (3000) الباب السابق، واللفظ له. (¬6) ابن حبان (642)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح".

فضل ثناء أهل السماء

زَادَ الْبُخَارِيِّ قَالَتْ: فَوَاللهِ لا أُزَكِّي أَحَداً بَعْدَهُ أَبَداً. (¬1) فَضْل ثَنَاء أَهْلُ السَّمَاءِ 1233 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ عَبْدٍ إِلا وَلَهُ صِيتٌ (¬2) فِي السَّمَاءِ، فَإِذَا كَانَ صِيتُهُ فِي السَّمَاءِ حَسَنًا وُضِعَ فِي الأَرْضِ، وَإِذَا كَانَ صِيتُهُ فِي السَّمَاءِ سَيِّئًا وُضِعَ فِي الأَرْضِ». (¬3) =صحيح ******* ¬

_ (¬1) البخاري (1186) باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في كفنه. (¬2) الصيت: هو الذكر الجميل. (¬3) المعجم الكبير (19/ 28)، المعجم الأوسط (5248)، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي (2/ 163)، الزهد الكبير للبيهقي (830)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5732)، الصحيحة (2275).

باب الزهد

بَابُ الزُّهْد فَضْل الْوَرَع 1234 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! كُنْ وَرِعاً (¬1) تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَكُنْ قَنِعاً تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُؤْمِناً، وَأَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِماً، وَأَقِلَّ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْب». (¬2) =صحيح 1235 - عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «فَضْلُ الْعِلْمِ (¬3) أَحَبُ إِلىَّ مِنْ فَضْلِ العَباَدَةِ، وَخَيْرُ دِينِكُمْ الوَرَعُ». (¬4) =صحيح فَضْل تَرك الشُّبُهَات وَمَا هِيَ 1236 - عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخْبِرْنِي بِمَا يَحِلُّ لِي وَمَا يَحْرُمُ عَلَيَّ؟ فَصَعَّدَ فِيَّ الْبَصَرَ وَصَوَّبَهُ، وَقَالَ: «الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَالإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ يَطْمَئِنْ إِلَيْهِ الْقَلْبُ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) الورع: هو ترك الأمور المشتبه فيها مخافة الوقوع في الحرام، وهي أمور خفيه لا تتبين حرمتها. فتركها هو الورع. (¬2) ابن ماجه (4217) باب الورع والتقى، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، أبو يعلى (5865) تعليق حسين سليم أسد "إسناده جيد". (¬3) فضل العلم: الفضل هو الزيادة، والمعنى زيادة العلم أحب إلي من زيادة العبادة. (¬4) مستدرك الحاكم (314) كتاب العلم، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرطهما"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4214). (¬5) أحمد (17777)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح"، المعجم الكبير (585)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2881).

1237 - عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: عَنِ الَبِرِّ وَالإِثْمِ؟ فَقَالَ: «الِبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ». (¬1) =صحيح 1238 - عَنْ عَبدِ الرَّحَمن بْنِ مُعَاوِيَة: أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا يَحلُّ لِي مِمَّا يَحْرُمُ عَلَيَّ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَدَّ عَلَيهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يَسْكُت رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ: «أَيْنَ السَّائِل فَقَالَ: أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ - وَنَقَرَ بِإصْبَعِه -: «مَا أَنْكَرَ قَلْبُك فَدَعْهُ». (¬2) =صحيح 1239 - عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبِيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ، اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ الْقَلبُ». (¬3) =صحيح 1240 - عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ السَّمنِ وَالْجُبنِ وَالْفِراءِ؟ قَالَ: «الْحَلاَلُ: مَا أَحَلَّ اللهُ فِي كِتَابِهِ، وَالْحَرَامُ: ¬

_ (¬1) مسلم (2553) باب تفسير البر والإثم، الترمذي (2389) باب ما جاء في البر والإثم، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (17668)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) تاريخ دمشق لابن عساكر (35/ 441)، الزهد والرقائق لابن المبارك (822)، (1162)، تعليق الألباني "صحيح" صحيح الجامع (5564)، الصحيحة (2230). (¬3) متفق عليه، البخاري (52) باب فضل من استبرأ لدينه، مسلم (1599) باب أخذ الحلال وترك الشبهات، واللفظ له.

محقرات الذنوب وخطرها

مَا حَرَّمَ اللهُ فِي كِتَابِهِ، وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ مِمَّا عَفَا عَنْهُ». (¬1) =حسن مُحَقِّراتِ الذنُوبِ وَخَطَرُها 1241 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَا عَائِشَةُ! إِيَّاكِ وَمُحَقِّرَاتِ الأَعْمَالِ فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللهِ طَالِباً». (¬2) =صحيح 1242 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ غُفِرَ لَكُمْ مَا تَأْتُونَ (¬3) إِلَى الْبَهِائِم لَغَفَرَ لَكُمْ (¬4) كَثِيراً». (¬5) =حسن 1243 - عَنْ سَهْلِ بن سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا بَطْنَ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، حَتَّى حَمَلُوا مَا أَنْضَجُوا بِهِ خُبْزَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يَأْخُذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ». (¬6) =صحيح الْمُجَاهِر بِالْمَعْصِيَة 1244 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ¬

_ (¬1) الترمذي (1726) باب ما جاء في لبس الفراء، ابن ماجه (3367) باب أكل الجبن والسمن، تعليق الألباني "حسن". (¬2) ابن ماجه (4243) باب ذكر الذنوب، تعليق الألباني "صحيح"، ابن حبان (5542) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط البخاري". (¬3) ما تأتون البهائم: أي: من نحو ضرب وإجهاد وتحميل فوق طاقة. (¬4) لغفر لكم كثير: أي: لغفر لكم شيء عظيم من الإثم. (¬5) أحمد (27526)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5274)، الترغيب والترهيب (2476)، الصحيحة (514). (¬6) المعجم الكبير (5872)، واللفظ له، أحمد (3818)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2686)، الصحيحة (389)، (3102 (

المهاجر من هجر السيئات

«كُلُّ أُمَّتِي مُعَافَاةٌ إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الإِجْهَارِ أَنْ يَعْمَلَ الْعَبْدُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ سَتَرَهُ رَبُّهُ، فَيَقُولُ: يَا فُلاَنُ! قَدْ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، فَيَبِيتُ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ». (¬1) =صحيح 1245 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَامَ بَعْدَ أَنْ رُجِمَ الأَسْلَمِيّ فَقَالَ: «اجْتَنِبُوا هَذِهِ الْقَاذُورَة الَّتِي نَهَى اللهُ عَنْهَا، فَمَنْ أَلَمَّ فَلْيَسْتَتِر بِسِتْرِ اللهِ وَلْيَتُب إِلَى اللهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِ لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ». (¬2) =صحيح الْمُهَاجِر مِنْ هَجَرَ السَّيِّئات 1246 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «الْمُهَاجِرُ: مَنْ هَجَرَ السَّيِّئاتِ، وَالْمُسْلِمُ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ». (¬3) =صحيح ما جَاءَ فِي بَعثُ الشَّيْطَانُ سَرَايَاه 1247 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ: سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «يَبْعَثُ الشَّيْطَانُ ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (5721) باب ستر المؤمن على نفسه، مسلم (2990) باب النهي عن هتك الإنسان ستر نفسه، واللفظ له. (¬2) مستدرك الحاكم (7615) كتاب التوبة والإنابة، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (2395)، الصحيحة (663). (¬3) متفق عليه، البخاري (10) باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، مسلم (42) باب بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل، "دون جملة المهاجر"، ابن حبان (196)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

فضل الزهد في الدنيا وما عند الناس

سَرَايَاهُ فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً». (¬1) =صحيح 1248 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئاً، قَالَ: ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ». قَالَ الأَعْمَش: أَرَاهُ قَالَ: «فَيَلْتَزِمُهُ (¬2)». (¬3) =صحيح 1249 - عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا أَصْبَحَ إِبْلِيسُ، بَثَّ جُنودَه فَيَقُولُ: مَنْ أَضَلَّ الْيَومَ مُسْلِماً، أَلبَسْتُهُ التَّاجَ قَالَ: فَيَخْرُجُ هَذَا فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى طَلَّقَ امْرَأتَهُ، فَيَقُولُ: أَوْشَكَ أَنْ يَتَزَوَّجَ! وَيَجِيءُ هَذَا فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى عَقَّ وَالِدَيهِ، فَيَقُولُ: أَوْشَكَ أَنْ يَبَرَّ! وَيَجِيءُ هَذَا فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى أَشْرَكَ، فَيَقُولُ: أَنْتَ أَنْتَ! وَيَجِيءُ فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى زَنَى، فَيَقُولُ: أَنْتَ أَنْتَ! وَيَجِيءُ هَذَا فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَتَلَ، فَيَقُولُ: أَنْتَ أَنْتَ وَيُلْبِسُهُ التَّاجَ». (¬4) =صحيح فَضْل الزّهُد فِي الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ النَّاسِ 1250 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قُلْنَا: ¬

_ (¬1) مسلم (2813) باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس وأن مع كل إنسان قرينا، أحمد (15159)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) فيلتزمه: أي: يضمه إلى نفسه ويعانقه. (¬3) مسلم (2813) الباب السابق. (¬4) ابن حبان (6156)، واللفظ له تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح"، مستدرك الحاكم (8027) كتاب الحدود، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح".

يَا رَسُولَ اللهِ! مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ: «ذُوْ الْقَلْب الْمَخْمُومِ، وَاللِّسَانُ الصَّادِقُ». قُلنَا: فَقَدْ عَرَفْناَ الصَّادِقُ فَمَا ذُوْ الْقَلْبُ الْمَخْمُوم؟ قَالَ: «هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، الَّذِي لاَ إِثّمَ فِيهِ وَلاَ حَسَد». قُلنَا: فَمَنْ عَلَى إِثْرِهِ قَالَ: «الَّذِي يَشْنأُ (¬1) الُّدنْيَا وَيُحِبُّ الآخِرَةَ». قَالُوا: مَا نَعْرِفُ هَذَا فِينَا إلاَّ رَافِعَ مَوْلَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَمَنْ عَلَى إِثْرِهِ؟ قَالَ: «مُؤْمِنٌ فِي خُلُقٍ حسن». قُلْنَا أَمَّا هَذِهِ فَفِينَا. (¬2) =صحيح 1251 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللهُ، وَأَحَبَّنِي النَّاسُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ازْهَدْ (¬3) فِي الدُّنْيَا يُحِبُّكَ اللهُ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّكَ النَّاسُ». (¬4) =صحيح 1252 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «صَلاَحُ أَوَّل هَذِهِ الأَمَّةِ باِلزُّهْدِ وَالْيَقِينِ، وَيَهلِكُ آخِرُهَا باِلْبُخلِ وَالأَمَلِ». (¬5) =حسن 1253 - عَنْ أَبِي أَيُّوبً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! عَلِّمْنِي وَأَوْجِز، قَالَ: «إِذَا قُمتَ فِي صَلاَتِكَ فَصَلِّ صَلاَةَ مُوَدِّعٍ، ¬

_ (¬1) يشنأ: يبغض. (¬2) ابن ماجه (4216) باب الورع والتقوى، تاريخ دمشق لابن عساكر (59/ 452)، شعب الإيمان (664)، تعليق الألباني "صحيح" صحيح الجامع (3291)، الترغيب والترهيب (2931)، الصحيحة (984). (¬3) الزهد: ضد الرغبة بمعنى عدم الرغبة. (¬4) حلية الأولياء (8/ 41)، ابن ماجه (4102) باب الزهد في الدنيا، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (944). (¬5) المعجم الأوسط (7650)، الزهد لأحمد حنبل (1/ 10)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3845)، الصحيحة (3427).

الزهد في مسألة الناس

وَلاَ تَكلَّمْ بِكَلاَمٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ، وَأجْمَع اليأَسَ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ». (¬1) =حسن الزُّهْد فِي مَسأَلَة النَّاس 1254 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَايَعَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَمْسًا، وَأَوْثَقَنِي سَبْعًا، وَأَشْهَدَ اللَّهَ عَلَيَّ تِسْعًا أَنْ لا أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ - قَالَ أَبُو الْمُثَنَّى - قَالَ أَبُو ذَرٍّ فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «هَلْ لَكَ إِلَى بَيْعَةٍ وَلَكَ الْجَنَّةُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، وَبَسَطْتُ يَدِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَشْتَرِطُ عَلَيَّ: «أَنْ لاَ تَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئًا». قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: «وَلاَ سَوْطَكَ إِنْ يَسْقُطَ مِنْكَ حَتَّى تَنْزِلَ إِلَيْهِ فَتَأْخُذَهُ». (¬2) =صحيح 1255 - عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَنْ يَتَقَبَّلُ لِي بِوَاحِدَةٍ وَأَتَقَبَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ؟». قُلتُ: أَنَا قَالَ: «لا تَسأَلِ النَّاسَ شَيْئاً». قَالَ: فَكَانَ ثَوْبَانُ يَقَعُ سَوطُهُ وَهُوَ رَاكِبٌ، فَلاَ يَقُولُ لأَحَدٍ: نَاوِلْنِيهِ، حَتَّى يَنْزِلَ فَيَأْخُذَه. (¬3) =صحيح 1256 - عَنْ عَوفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا عِندَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً، فَقَالَ: «أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللهِ؟». وَكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِبَيْعَةٍ، فَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللهِ؟». فَقُلنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ ¬

_ (¬1) ابن ماجه (4171) باب الحكمة، تعليق الألباني "حسن". (¬2) أحمد (21548)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (737)، الترغيب والترهيب (810). (¬3) ابن ماجه (1837) باب كراهية المسألة، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (22458)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح".

الزهد في تطوير البناء

اللهِ؟». قَالَ: فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَعَلاَمَ نُبَايِعُكَ؟ قَالَ: «عَلَى أَنْ تَعْبُدوُا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَتُطِيعُوا (وَأَسَرَّ كَلْمَةً خَفِيَّةً) وَلاَ تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئاً». فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ، فَمَا يَسْأَلُ أَحَداً يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ. (¬1) =صحيح الزُّهْد فِي تَطْوِير البِنَاء 1257 - عَنْ خَبَّابٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُؤْجَرُ فِي نَفَقَتِهِ كُلَّهَا، إِلاَّ فِي التُّرَابِ (¬2)». (¬3) =صحيح 1258 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَؤْجَرُ الرَّجُلُ فِي نَفَقَتِهِ كُلَّهَا إِلاَّ التُّرَابَ». أو قال «فِي الْْبِناءِ». (¬4) =صحيح 1259 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «كُلُّ نَفَقَةٍ يُنْفِقُهَا الْعَبدُ يُؤْجَرُ فِيهَا إِلاَّ الْبُنْيَانَ». (¬5) =صحيح 1260 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أُطَيِّنُ حَائِطاً لِي أَنَا وَأُمِّي فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا عَبْدَ اللهِ؟». فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ¬

_ (¬1) مسلم (1043) باب كراهة المسألة للناس، واللفظ له، أبو داود (1642) باب كراهية المسألة، النسائي (460) باب البيعة على الصلوات الخمس، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) إلا في التراب: المعنى لا يؤجر إذا أنفق في التراب فضلا عما يحتاج إليه من البناء، كأن يطور البناء ويزينه، وأما المستشفيات والمدارس والمساجد وبيت يبنيه لمساكين فكلها يؤجر فيها إن شاء الله. (¬3) البخاري (5348) باب نهي تمني المريض الموت، ابن حبان (3232)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬4) الترمذي (2483)، ابن ماجه (4163) باب في البناء والخراب، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) المعجم الكبير (3641)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4566).

ما جاء في القصد وأنه من أجزاء النبوة

شَيءٌ أُصْلِحُهُ فَقَالَ: «الأَمْرُ (¬1) أَسْرَعُ مِنْ ذَاكَ». (¬2) =صحيح 1261 - عَنْ عَوْن بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: - وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنْ أَبِيهِ - قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «سَتُفْتَحُ لَكُمُ الدُّنْيَا، حَتَّى تُنَجِّدُوا (¬3) بُيُوتَكُمْ كَمَا تُنَجَّدُ الْكَعْبَة». (¬4) =صحيح 1262 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقُبَّةٍ عَلَى بَابِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: «مَا هَذِهِ؟». قَالُوا: قُبَّةٌ بَنَاهَا فُلاَنٌ، قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كُلُّ مَالٍ يَكُونُ هَكَذَا فَهُوَ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». فَبَلَغَ الأَنْصَارِيَّ ذَلِكَ فَوَضَعَهَا، فَمَرَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدُ فَلَمْ يَرَهاَ، فَسَأَلَ عَنْهَا؟ فَأُخْبِرَ أَنَّهُ وَضَعَهَا لَمَّا بَلَغَهُ عَنْكَ، فَقَالَ: «يَرْحَمُهُ اللهُ، يَرْحَمُهُ اللهُ». (¬5) =صحيح مَا جَاءَ فِي الْقَصد وَأَنَّهُ مِنْ أَجَزَاء النُّبوَة 1263 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجَس الْمُزَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «السَّمْتُ الْحَسَن (¬6) وَالتُّؤَدَةُ وَالاقْتِصَادُ (¬7) جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءاً مِنَ ¬

_ (¬1) الأمر أسرع: أي: الأجل، والمعنى أن الموت قريب، فمثلا من قيل له: باقي لك من عمرك سنة فهل يُعمِّر المباني ويتوسع في هذه الدنيا؟ بل تجده لا يفارق المسجد، ولا ينشغل عن آخرته بشئ. (¬2) أبو داود (5235) باب ما جاء في البنا، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (6502)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) تنجدوا بيتكم: أي: تزينوها. وهذا واقع هذه الأيام وهو تلبيس البيوت بالرخام. (¬4) الزهد لابن أبي عاصم (177)، واللفظ له، المعجم الكبير (270)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3614)، الصحيحة (2486). (¬5) ابن ماجه (4161) باب في البناء والخراب، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (2830). (¬6) السمت الحسن: أي: السيرة المرضية والطريقة المستحسنة قيل: السمت الطريق ويستعار لهيئة أهل الخير. (¬7) التؤدة والاقتصاد: التودة: التأني في جميع الأمور، والإقتصاد: أي: التوسط في الأحوال والتحرز عن طرفي الإفراط والتفريط.

ما جاء في الفضول من الأمتعة والفراش والمركوب

النُّبُوَّةِ». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي الفُضُول مِنَ الأمْتِعَة وَالفراش وَالْمَركُوب 1264 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ: «فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ وَفِرَاشٌ لامْرَأَتِهِ وَالثَّالِثُ لِلضَّيْفِ وَالرَّابِعُ لِلشَّيْطَانِ (¬2)». (¬3) =صحيح 1265 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَائِهِ أَوْ فَضْلَ كَلَئهِ مَنَعَهُ اللهُ فَضْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬4) =صحيح 1266 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ (¬5) فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ ظَهْرَ لَهُ (¬6) وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا زَادَ لَهُ». قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لا حَقَّ لأحَدٍ مَنَّا فِي فَضْلٍ (¬7). (¬8) =صحيح 1267 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ مَنَعَ ¬

_ (¬1) الترمذي (2010) باب ما جاء في التأني والعجلة، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) والرابع للشيطان: قيل: هو على ظاهره وأن الشيطان يبيت عليه حقيقة، وقيل: معناه أن مازاد على الحاجة فاتخاذه إنما هو للمباهاة والاختيال والالتهاء بزينة الدنيا وما كان بهذه الصفة فهو مذموم. (¬3) مسلم (2084) باب كراهة ما زاد على الحاجة من الفراش واللباس، أحمد (14515) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح"، أبو داود (4142) باب في الفرش، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) أحمد (6673)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6560)، الصحيحة (1422). (¬5) من كان معه فضل ظهرا: الفضل: هو الزائد عن الحاجة، والظهر هو المركوب جمل أو حصان أو حمار أو سيارة وغيره. (¬6) فاليعد به على من لاظهر له: أي: فليعطه من لا مركوب له، من باب الترغيب والحث على عمل الخير. (¬7) لا حق لأحدا منا في فضل: راوي هذا الحديث يرى أن كل ما فضل عن الحاجة عليه أن يتصدق به. وهذا خيرا لمن فعله. (¬8) مسلم (1728) باب استحباب المؤاساة بفضول المال، واللفظ له، أبو داود (1663) باب في حقوق المال، تعليق الألباني "صحيح"، ابن حبان (5395)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

مثل الدنيا وهوانها على الله

فَضْلَ الْمَاء ليَمْنَع بِهِ الْكَلأ (¬1) مَنَعَهُ اللهُ فَضْلَ رَحْمَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة». (¬2) =صحيح 1267 - عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِين مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلاَثٍ: الْكَلأ وَالْمَاء وَالنَّارِ». (¬3) =صحيح مَثَل الدُّنْيَا وَهَوَانُهَا عَلَى الله 1268 - عَنِ الضَّحَاك بْنِ سُفْياَن الْكِلاَبِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَه: «يَا ضَحَّاكْ! مَا طَعَامُكَ؟». قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! اللَّحَمُ وَاللَّبَنْ قَالَ: «ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى مَاذَا؟». قَالَ: إِلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ، قَالَ: «فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ضَرَبَ مَا يِخْرُجُ مِن ابْنِ آدَمَ مَثَلاً لِلدُّنْيَا». (¬4) =حسن 1269 - عَنْ سَلْمَان الْفَارِسِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ قَوم إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لَهُمْ: «أَلَكُم طَعَامٌ؟». قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «فَلَكُم شَرَابٌ؟». قَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: «فَتُصَفُّونَه (¬5)». قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «وَتُبَرِّدُونَه (¬6)». قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «فَإِنَّ مَعَادَهُمَا كَمَعَاد الدُّنْيَا (¬7) يَقُومُ أَحدُكُم إِلَى خَلْف بَيته فَيُمْسك عَلَى أَنْفِهِ مِن ¬

_ (¬1) من منع فضل الماء ليمنع به الكلأ: معنى الحديث أن تكون لإنسان بئر مملوكة له بالفلاة وفيها ماء فاضل عن حاجته ويكون هناك كلأ ليس عنده ماء إلا هذا البئر وبطبيعة الحال فإن أصحاب الغنم لا يرعون إلا في مكان بقربه ماء فلا يمكنهم منه فيكون قد منعهم الماء ليبعدهم عن ذلك الكلأ، وفي هذه الحال يحرم عليه منع فضل هذا الماء للماشية ويجب بذله بلا عوض لأنه إذا منع بذله إمتنع الناس من رعي ذلك الكلأ. (¬2) مسند الشافعي (1496)، "إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم"، تعليق ماهر ياسين "صحيح". (¬3) أبو داود (3477) باب في منع الماء، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (23132)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬4) أحمد (15785)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح لغيره"، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1739). (¬5) فتصفونه: أي: الطعام والمعنى أنهم يصفونه وينقونه فيستخرجون النوع الجيد من النوع الرديّ. (¬6) وتبردونه: أي: الشراب. (¬7) فإن معادهما كمعاد الدنيا: أي: إن مصيرهما كمصير الدنيا، والمعنى أنكم وإن صفيتم الطعام وبردتم الشراب فإنهما صائرين إلى =

نَتَنِهِ». (¬1) =صحيح 1270 - عَنْ أُبَيّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ مَطْعَمَ ابْنِ آدَمَ ضُرِبَ لِلدُّنْيَا مَثلاً بِمَا خَرَجَ مِنِ ابْنِ آدَمَ - وَإِنْ قَزَّحَهُ (¬2) وَمَلَّحَهُ - فَانْظُرْ مَا يَصِيرُ إِلَيهِ». (¬3) =صحيح 1271 - عَنْ أُبِيّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ اللهَ ضَرَبَ الدُّنْيَا لِمَطْعَم ابن آدَمَ مَثَلاً، وَضَرَبَ مَطْعَم ابن آدَمَ للِدُّنْيَا مَثَلاً، وَإِنْ قَزَّحَهُ وَمَلَّحَهُ». (¬4) =صحيح 1272 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِراً مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ». (¬5) =صحيح 1273 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ = فضلات بعد الأكل، وكذلك الدنيا كل نعيما صائر إلى خراب، وسيتبين المعنى أوضح في الحديث الآتي. (¬1) المعجم الكبير (6119)، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3241)، الصحيحة (382). (¬2) وإن قزحه: أي: توبله، كالكمون والكزبرة، والمعنى: أن الطعام وإن تكلف الإنسان التنوق في صنعته وتطييبه فإنه عائد إلى حال قذرة، وكذلك الدنيا فإن كل نعيم صائر إلى خراب ولو أعجبك بريقه وحسنه. (¬3) ابن حبان (700)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح". (¬4) الجوع لابن أبي الدنيا (167)، (168)، واللفظ له، "إسناده صحيح رجاله من أوثق رجال البخاري ومسلم ما عدى محمد بن إدرس وهو أحد الحفاظ، وعتي بن ضمرة وهو ثقه"، زوائد عبد الله بن أحمد في المسند (133)، تعليق عامر حسين صبري "إسناده صحيح"، تعليق المنذري "رواه عبد الله بن أحمد في زوائده بإسناد جيد قوي"، الترغيب والترهيب (2150)، تعليق الألباني قال في الجامع الصغير (1778 ("حسن"، وقال في الصحيحة (382 ("هذا إسناد رجاله ثقات رجال البخاري غير عتي - مصغرا وهو ابن ضمرة السعدي - وهو ثقة"، ثم أعله بعلتين وهي عنعنة الحسن البصري، وسوء حفظ موسى بن مسعود. أما بالنسبة للعله الثانيه موسى بن مسعود فإنه لم يتفرد به وإنما تابعة كل من إسماعيل بن عالية - وهو ثقة حافظ -، وعبد السلام بن حرب - وهو أيضا ثقة حافظ -، وسفيان الثوري - وهو أيضا ثقة حافظ - قال الألباني "قد تابعه إسماعيل بن علية وغيره عند ابن أبي الدنيا، فأمنا بذلك سوء حفظه. (¬5) الترمذي (2320 (ما جاء في هوان الدنيا على الله عز وجل، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في نعيم الدنيا من الآخر وأنه قطره من بحر

بِذِي الْحُلَيفَةِ، فَإِذَا هُوَ بِشَاةِ مَيِّتَةٍ شَائِلَةٍ بِرِجْلِهَا (¬1) فَقَالَ: «أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَيَّنةً عَلَى صَاحِبِهَا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! للَدُّنْيَا أَهْوُنُ عَلَى اللهِ، مِنْ هَذِهِ عَلَى صَاحِبِهَا، وَلَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَزِنُ عِندَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، مَا سَقَى كَافِراً مِنْهَا قَطْرَةٍ أَبَداً». (¬2) =صحيح 1274 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلاً مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ، وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ (¬3) فَمَرَّ بِجَدِيٍ أَسَكْ (¬4) مَيِّت، فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ؟». فَقَالُوا: مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ قَالَ: «أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ؟». قَالُوا: وَاللهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْباً فِيهِ لأَنَّهُ أَسَكُّ فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ فَقَالَ: «فَوَاللهِ لَلدُّنْيَا أَهْوُنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ». (¬5) =صحيح مَا جَاء فِي نَعِيم الدُّنْيَا مِنَ الآخِر وَأنَّهُ قَطْرَه مِن بَحْر 1275 - عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَاللهِ مَا الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ - وَأَشَارَ يَحْيَى بِالسَّبَّابَةِ - فِي الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ (¬6)». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) شائلة برجلها: أي: رافعة رجلها من الانتفاخ. (¬2) ابن ماجه (4110) باب مثل الدنيا، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) كنفته: أي: جانبه، وفي بعض النسخ (كنفَتَيهِ (أي: جانبيه. (¬4) أسك: صغير الأذنين. (¬5) مسلم (2957) كتاب الزهد والرقائق، واللفظ له، البخاري في الأدب المفرد (962) باب من كره أن يقعد ويقوم له الناس، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (14972)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم .. " (¬6) معنى الحديث: لو أن أحدا وضع إصبعه في البحر ثم أخرجه فإن القطرة أو القطرتين التي تعلق وتخرج مع إصبعه هي الدنيا والبحر الآخرة، وهذا مثل ضرب في قصر مدة الدنيا وفناء لذاتها، ودوام الآخرة ودوام لذاتها ونعيمها. (¬7) مسلم (2858) باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة، واللفظ له، أحمد (18041)، تعليق شعيب الأرنؤوط =

فصل

1276 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَا مَثَلُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَثَلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ (¬1) فَلْيَنْظُر بِمَ يَرْجِعُ». (¬2) =صحيح 1277 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا أَخَذَتِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ إِلاَّ كَمَا أَخَذَ مِخْيَط (¬3) غُرِسَ فِي الْبَحْرِ مِنْ مَائِهِ». (¬4) =صحيح فَصْل * قَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ أَدْنَى أَهْل الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً يُقَالُ لَهُ: «أَلَمْ تَرضَ أَنْ أُعْطِيَكَ مِثلَ الدُّنْيَا مُنْذُ خَلَقْتُهَا إِلَى يَوْمِ أَفْنَيْتُهَا وَعَشْرَةَ أَضْعَافِه». (¬5) =صحيح * وَفِي رِوَايَةٍ: «لَكَ الَّذِي تَمَنَّيْتَ وَعَشَرَةُ أَضْعَافِ الدُّنَيَا». (¬6) =صحيح مَثَل مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا 1278 - عَنِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِندَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَالشَّمْسُ عَلَى قعيقعان (¬7) بَعْدَ الْعَصْر فَقَالَ: «مَا أَعْمَاركُمْ (¬8) فِي أَعْمَارِ مَنْ مَضَى، ¬

_ = "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬1) اليم: البحر. (¬2) ابن ماجه (4108) باب مثل الدنيا، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) المخيط: الإبرة. (¬4) المعجم الكبير (733)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5522). (¬5) جزء من حديث سيأتي برقم (1925)، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) جزء من حديث سيأتي برقم (1921)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬7) قعيقعان: هو جبل بمكة إلى جنوبها بنحو اثني عشر ميلا. (¬8) ما أعماركم: المراد هو عمر الأمه كما في الأحاديث الاتية، والحديث رقم (1540)، (1541).

إِلاَّ كَمَا بَقِىَ مِنَ النَّهَارِ فِيمَا مَضَى مِنهُ». (¬1) =صحيح 1279 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَلاَ إِنَّ مثل آجَالَكُم فِي آجَال الأُمَم قَبْلَكُمْ، كَمَا بَينَ صَلاَةِ الْعَصْرِ إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْس». (¬2) =صحيح 1280 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَجَلُكُمْ فِي أَجَلِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَمَا بَينَ صَلاَةَ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوب الشَّمْس». (¬3) =صحيح 1281 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّمَا أَجَلكُمْ فِيمَا خَلاَ مِنَ الأُمَمِ، كَمَا بَينَ صَلاَة الْعَصْر إِلَى مَغْرِب الشَّمْس». (¬4) =صحيح 1282 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «بُعِثتُ أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَينِ». قَالَ وَضَمَّ السَّبَّابَة (¬5) وَالوُسطَى. (¬6) =صحيح 1283 - عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لَمْ يَبقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ بَلاَءٌ وَفِتْنَةٌ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (5966)، تعليق أحمد شاكر:"إسناده صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح لغيره"، تعليق ابن حجر "إسناده حسن" فتح الباري (11/ 35). ولفظ هذا الحديث والذي بعده مقارب، وهو عند البخاري في صحيحة. (¬2) البخاري (3272) باب ما ذكر عن بني إسرائيل "مطولا"، وأحمد (6066 (واللفظ له، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) أحمد (5911)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح". (¬4) البخاري (4733) باب فضل القرآن على سائر الكلام "مطولا"، المعجم الأوسط (494)، واللفظ له. (¬5) وضم السبابة والوسطى: قيل: المراد بينهما شيء يسير كما بين الأصبعين فى الطول؛ وبمعنى أوضح لو جمعت السبابه إلى الوسطى فإن الفرق اليسير الذي بينهما في الطول هو الوقت المتبقي لقيام الساعه فالسبابه هي الوقت الذي مضى، والوسطى هي وقت قيام الساعة، والفرق الذي بينهما هو الوقت المتبقي. (¬6) متفق عليه، البخاري (6139) باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثت أنا والساعة كهاتين مسلم (2951) باب قرب الساعة، واللفظ له. (¬7) ابن ماجه (4035) باب شدة الزمان، تعليق الألباني "صحيح"، ابن حبان (689) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي".

1284 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الدُّنْيَا كُلَّهَا قَلِيلا، وَمَا بَقِيَ مِنْهَا إِلاَّ الْقَلِيل مِنَ الْقَلِيلُ، وَمَثَلُ مَا بَقِيَ مَنْهَا كَالثَّغبِ (¬1) شُرِبَ صَفْوُهُ وَبَقِيَ كَدَرُهُ». (¬2) =صحيح دُعَاء الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - رَبَّهُ بَأَن يُقَلل لِلمُؤمِن مِنَ الدُّنيَا وَبَيَان مَا يَكْفِي مِنْهَا 1285 - عَنْ فُضَالَةَ بْنِ عُبَيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «اللَّهُمَّ! مَنْ آمَنَ بِكَ، وَشَهِدَ أَنِّي رَسُولُكَ، فَحَبِّبْ إِلَيهِ لِقَاءَكَ، وَسَهِّلْ عَلَيهِ قَضَاءُكَ، وَأَقْلِل لَهُ مِنَ الدُّنيْا، وَمَنْ لَمْ يُؤمِنْ بِكَ، وَلَمْ يَشْهَدْ أَنِّي رَسُولُكَ، فَلاَ تُحَبِّبْ إِلَيهِ لِقَاءَكَ، وَلاَ تُسَهِّلْ عَلَيْهِ قَضَاءُكَ، وَأَكْثِر لَهُ مِنَ الدُّنْيَا». (¬3) =صحيح 1286 - عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْداً حَمَاهُ الدُّنْيَا (¬4) كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَةُ الْمَاء (¬5)». (¬6) =صحيح 1287 - عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَة قَالَ: عَادَ خَبَّاباً نَاسٍ مِنْ أَصْحَاب ¬

_ (¬1) الثغب: الغدير. (¬2) مستدرك الحاكم (7904) كتاب الرقاق تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح"، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1737)، الصحيحة (1625). (¬3) ابن حبان (208)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬4) حماه الدنيا: أي: حفظه من متاع الدنيا، وحال بينه وبين ذلك المتاع بأن يُبْعِدُهُ عنه ويعسر عليه حصوله، مثال ذلك رجل يستطيع شراء كل ما يريد من الأمور المباحة، ومع قدرته تجده يركب مركبا متواضعا ويلبس لبسا متواضعا لزهده في هذه الدنيا مع أنه لو أراد أفضل المراكب واللباس والزينه لأتا بها، وهذا بسبب حماية الله له. قال الشيخ محمد مختار الشنقيطي "إذا أحب الله عبده زوى عنه الدنيا وجعل الآخرة نصب عينيه هي جل همه وغمه" ملحوظه هذا القول من الشيخ ليس تفسير للحديث وإنما من كلامه عن الدنيا. (¬5) يحمي سقيمة الماء: أي: شربه إذا كان يضره، والأطباء يمنعون مرضاهم من شرب الماء في أمراض معروفة. (¬6) الترمذي (2036) باب ما جاء في الحمية، تعليق الألباني "صحيح"، ابن حبان (668)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم"، مستدرك الحاكم (7464) كتاب الطب، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وشيوخ هذا الحديث وبيانه فيما أمر به عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - "، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح".

مثل الحرص على الدنيا والمال

رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا: أَبْشِر أَبَا عَبْدِ اللهِ تَرِدُ عَلَى مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - الْحَوْض، فَقَالَ: كَيْفَ بِهَذَا؟ وَأَشَارَ إِلَى أَعْلَى الْبَيْت وَأَسْفَلهُ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ: «إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ (¬1)». (¬2) =صحيح 1288 - عَنْ عَامْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ سَلْمَانَ الْخَيْرِ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ عَرَفُوا مِنْهُ بَعْضَ الْجَزَعِ قَالُوا: مَا يُجْزِعُكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! وَقَدْ كَانَتْ لَكَ سَابِقَةٌ فِي الْخَيْرِ شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَغَازِيَ حسنةً وَفُتُوحاً عِظَاماً؟ قَالَ: يُجْزِعُنِي أَنَّ حَبِيبَنَا - صلى الله عليه وسلم - حِينَ فَارَقَنَا عَهِدَ إِلَيْنَا، قَالَ: «لِيَكْفِ الْيَوْمَ مِنْكُمْ كَزَادِ الرَّاكِبِ». فَهَذَا الَّذِي أَجْزَعَنِي، فَجُمِعَ مَالُ سَلمَانَ فَكَانَ قِيمَتُهُ خَمْسَةَ عَشَرَ دِرْهَماً. (¬3) =صحيح مَثَلُ الْحِرص عَلَى الدُّنْيَا وَالْمَال 1289 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَلاَ تَزْدَاد مِنْهُمْ إِلاَّ بَعْداً». (¬4) =حسن 1290 - عَنِ ابنِ مَسعُود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَلاَ يَزْدَادُ النَّاسُ عَلَى الدُّنْيَا إِلاَّ حِرصاً، وَلاَ يَزْدَادُونَ مِنَ اللهِ إِلاَّ ¬

_ (¬1) مثل زاد الراكب: الراكب هو المسافر، وهذا أمر بالتقلل من الدنيا والاكتفاء باليسير حتى يكون عيشه كما كانوا يعتادونه من الزاد الذي يتخذه المسافر. (¬2) المعجم الكبير (6069)، أبو يعلى (7214)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2384)، الصحيحة (1716). (¬3) ابن حبان (704)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬4) المعجم الكبير (9787)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1145)، الترغيب والترهيب (3348).

فصل

بَعْداً». (¬1) =صحيح 1291 - عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلاَ فِي غَنَمٍ، بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِيْنِهِ (¬2)». (¬3) =صحيح 1292 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ جَائِعَانِ بَاتَا فِي زَرِيبَةِ غَنَمٍ، أَغْفَلَهَا أَهْلُهَا، يَفْتَرِسَانِ وَيَأْكُلاَنِ، بِأَسْرَعَ فِيْهَا فَسَاداً مِنْ حُبِّ الْمَالِ وَالشَّرَفِ فِي دِيْنِ الْمَرءِ الْمُسْلِمِ». (¬4) =حسن صحيح فصل * عَنْ خَيْثَمَة قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كُنْتُ تَاجِراً قَبْلَ أَنْ يُبْعَث مَحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدً - صلى الله عليه وسلم - زَاوَلْتُ التِّجَارَة وَالْعِبَادَة فَلَمْ تَجْتَمِعَا فَاخْتَرْتُ الْعِبَادَة وَتَرَكْتُ التِّجَارَة. (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) مستدرك الحاكم (7917) كتاب الرقائق، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "هذا منكر"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1146)، الصحيحة (1510). تنبية!! حول قول الذهبي "هذا منكر"، قال الألباني "قال الحاكم «صحيح الإسناد» وهو كما قال، أو قريب منه، فإن في مخلد بن يزيد كلاما يسيرا. لكن وقع عنده «بشير بن زاذان» ولذلك تعقبه الذهبي بقوله: «قلت: هذا منكر، وبشير ضعفه الدارقطني، واتهمه ابن الجوزي». قلت: وهذا غير بشير بن سلمان، هذا ضعيف، وذاك ثقة من رجال مسلم، وهو صاحب هذا الحديث كما وقع في المصادر المذكورة، فلا تغتر بتعقب الذهبي المذكور". الصحيحة (1510). (¬2) معنى الحديث: أن حب المال والشرف يفسدان دين المرء المسلم أكثر من أفساد هذين الذئبين للغنم. (¬3) الترمذي (2376)، تعليق الألباني "صحيح"، ابن حبان (3218)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬4) المعجم الأوسط (772)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (3251). (¬5) الزهد لابن السري (66) باب التفرغ للعبادة.

ما جاء في اغتنام العمر والصحة والغنى قبل زوالها

مَا جَاءَ فِي اغْتِنَام الْعُمر وَالصِّحة وَالغِنَى قَبْلَ زَوَالِهَا 1293 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: «اغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ، شَبَابَكَ قَبلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوتِكَ». (¬1) =صحيح فَصْل * قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ رَحِمَهُ اللهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: مَا ظُنُّكَ بِرَجُلٍ يَرْتَحِلُ كُلَّ يَوْمٍ مَرْحَلَةً إِلَى الآخِرَة. * وَقَالَ الْحَسَن رَحِمَهُ الله: إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامُ مَجْمُوعَةٌ، كُلَّمَا مَضَي يِوْمٌ مَضَى بَعْضُكَ. وَقَالَ: ابْنُ آدَمَ إِنَّمَا أَنْتَ بَيْنَ مَطِيَّتِينَ يوضَعَانكَ، يَوْضَعُكَ اللَّيْلُ إِلَى النَّهَارِ، وَالنَّهَارُ إِلَى اللَّيْلِ حَتَّى يُسْلِمَانِكَ إِلَى الآخِرَة، فَمَنْ أَعْظَمُ مِنْكَ يَا ابْنَ آدَمَ خَطَراً. (¬2) مَا جَاءَ فِي الْحِرص وَتَكْليِف النَّفس مَالاَ تُطِيق فِي الْعِبَادَات 1294 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ (¬3) فَسَدِّدُوا، وَقَارِبُوا وَابْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالغَدْوَةِ ¬

_ (¬1) مستدرك الحاكم (7846) كتاب الرقاق، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1077)، الترغيب والترهيب (3355). (¬2) جامع العلوم والحكم (1/ 382). (¬3) المعنى: لا يتعمق أحدكم في الدين فيترك الرفق، إلا غلب الدين عليه وعجز ذلك المتعمق وانقطع عن عمله كله أو بعضه.

وَالرَّوْحَةِ وَشَيءٍ مِنَ الدُّلْجَة». (¬1) =صحيح 1295 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَجُلٍ قَائِمٍ يُصَلِّي عَلَى صَخْرَةٍ، فَأَتَى نَاحِيَةَ مَكَّةَ، فَمَكَثَ مَلِيّاً، ثُمَّ أَقْبَلَ فَوَجَدَ الرَّجُلَ عَلَى حَالِهِ يُصَلِّي، فَجَمَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ! عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ فَإِنَّ اللهَ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا». (¬2) =صحيح 1296 - عَنِ الْحَكِيم بْنِ حَزْن رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيًّهَا النَّاسُ! إِنَّكُمْ لَنْ تُطِيقُوا - أَوْ لَنْ تَفْعَلُوا - كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ، وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَابْشِرُوا». (¬3) =حسن 1297 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أكْلَفوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ». وَكَانَ إِذَا عَمَلَ عَمَلاً أَثْبَتَهُ. (¬4) =صحيح 1298 - عَنْ ثَوْبَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا (¬5) وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعَمَالَكُمْ الصَّلاَةُ، وَلاَ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤمِنٌ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) البخاري (39) باب الدين يسر. (¬2) ابن حبان (356)، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أبو داود (1096) باب الرجل يخطب على قوس، تعليق الألباني "حسن"، أحمد (17889)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي". (¬4) أبو داود (1368) باب ما يؤمر به من القصد في الصلاة، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) لن تحصوا: لن تطيقوا الاستقامة. (¬6) ابن ماجه (277) باب المحافظة على الوضوء، تعليق الألباني "صحيح".

فصل

1299 - عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ كَانَ بُرَيْدَة عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَمَرَّ مِحْجَنٌ عَلَيْهِ وَسُكْبَةُ يُصَلِّي، فَقَالَ بُرَيْدَة - وَكَانَ فِيهِ مُرَاحٌ - لِمِحْجَنٍ: أَلاَ تُصَلِّي كَمَا يُصَلِّي هَذَا؟ فَقَالَ مِحْجَنٌ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ بِيَدِي فَصَعِدَ عَلَى أُحُدٍ فَأَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ: «وَيْلُ أُمِّهَا قَرْيَةً يَدَعُهَا أَهْلُهَا خَيْرَ مَا تَكُونُ أَوْ كَأَخْيَرِ مَا تَكُونُ فَيَأْتِيهَا الدَّجَّالُ فَيَجِدُ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا مَلَكًا مُصْلِتًا جَنَاحَيْهِ فَلاَ يَدْخُلُهَا» قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ يُصَلِّي، فَقَالَ لِي: «مَنْ هَذَا». فَأَتَيْتُ عَلَيْهِ فَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ خَيْرًا، فَقَالَ: «اسْكُتْ لاَ تُسْمِعْهُ فَتُهْلِكَهُ» قَالَ: ثُمَّ أَتَى حُجْرَةَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ فَنَفَضَ يَدَهُ مِنْ يَدِي قَالَ: «إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسُرُهُ (¬1)». (¬2) =صحيح فَصْل * قَالَ الْحَافِظ ابن عَبدِ الْبَر: إِنَّ عَبدَ اللهِ الْعُمَرِي الْعَابِد كَتَبَ إِلَى مَالِكٍ يَحضُّه عَلَى الإِنْفِرَاد وَالعَمَل فَكَتَبَ إِلَيهِ مَالِكٌ: «إِنَّ اللهَ قَسَمَ الأَعْمَال كَمَا قَسَمَ الأَرْزَاق، فَرُبَّ رَجُل فُتِحَ لَهُ فِي الصَّلاَة وَلَمْ يُفْتَح لَهُ فِي الصُّوم، وَآخَر فُتِحَ لَهُ فِي الصَّدَقَة وَلَمْ يُفْتَح لَهُ فِي الصَّوم، وَآخَر فُتِحَ لَهُ فِي الْجِهَادِ، فَنَشْرُ الْعِلْمِ مِنْ أفْضَل أَعمَالِ الْبِرِّ، وَقَدْ رَضِيتُ بِمَا فُتِحَ لِي فِيهِ، وَمَا أَظُّن مَا أَنَا فِيهِ بِدون مَا أَنتَ فِيهِ وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ كَلاَنا عَلَى خَيرٍ وَبِرٍ». (¬3) ¬

_ (¬1) خير دينكم أيسره: أي: الذي لا مشقة فيه. (¬2) أحمد (20364)، البخاري في الأدب المفرد (341) باب يحثى في وجوه المداحين، واللفظ له، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3309). (¬3) سير أعلام النبلاء (8/ 114).

* مِثَالٌ آخَر. رَجُلٌ يَمْلِكُ مِليونَ رَيِال: مِنْ بِيع الْمَلاَبِس. وَآخَر يَمْلِكُ مِليونَ رِيَال: مِنْ بِيعِ الذَّهَب. وَآخَر يَمْلِكُ نَفْسَ الْمَبْلَغ: مِنَ الْعَقَار. فَكُلُّهُم مَلَكَ الْمِلْيُون، وَلَكِن بِطُرُقٍ مُخْتَلِفَة. وَكَذَلِكَ الْجَنَّة فَرُبّ رَجُل أَدْخَلَهُ اللهُ الْفِردَوسَ بِسَبَبِ الْجِهَاد. وَآخَر بِسَبَبِ الْعِلمِ، وَآخَر بِسَبَبِ الصِّيامِ وَالْقِيَام ... الخ أَمَّا حَصْر الطَّاعَاتِ وَاجْتِمَاعهَا فِي إِنْسَان فَنَادِر. * فَمَثَلاً: الإِمَامُ أَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللهُ. قَالَ ابْنُ الْمُبَارَك عَنْهُ: أَبُو حَنِيفَةَ أَفْقَهُ النَّاسِ. (¬1) وَقَالَ عَنْهُ الشَّافِعِيُّ: النَّاسُ عِيالٌ فِي الْفِقهِ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ. (¬2) وَمَعَ هَذَا كَانَ رَحِمَهُ اللهُ فِي الْحَدِيثِ لَيْسَ بِذَاك، حَتَّى قَالَ فِيهِ ابْنُ الْمُبَارَك: كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ مِسكِيناً فِي الْحَدِيثِ. (¬3) * فَيَجِبْ عَلَى كُلِّ مَنْ وَفَّقَهُ اللهُ فِي طاعة بِالْمُحَافَظَةَ عَلَيْها وَالاجْتِهَاد بِهَا وَتَنْمِيَتِهَا. ¬

_ (¬1) تذكرة الحفاظ (1/ 168). (¬2) تذكرة الحفاظ (1/ 168). (¬3) الجرح والتعديل (8/ 449).

ما جاء في أن العمل ساعة وساعة

مَا جَاءَ فِي أَنَّ الَعَمَل سَاعَةً وَسَاعَة 1300 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّا إِذَا كُنَّا عِندَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَأَيْنَا مِنْ أَنْفُسِنَا مَا نُحِبُّ، فَإِذَا رَجَعْنَا إِلَى أَهَالِينَا فَخَالَطنَاهُمْ أَنْكَرْنَا أَنْفُسَنَا، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي فِي الْحَالِ، لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلاَئِكَةُ، حَتَّى تُظِلَّكُمْ بِأَجْنِحَتِهَا، وَلَكِنْ سَاعَةً وَسَاعَة». (¬1) =صحيح 1301 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لِكُلِّ عَمَلَ شِرَّةٌ (¬2) وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ (¬3) فَإِنَّ كَانَ صَاحِبُهَا سَادَّا وَقَارَبَا، فَارْجُوهُ (¬4) وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيهِ بِالأصَابِعِ (¬5) فَلاَ تَعُدُّوهُ (¬6)». (¬7) =حسن 1302 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً، وَإِنَّ لِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً، فَمَنْ كَانَتْ شِرَّتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ وَمَنْ كَانَتْ شِرَّتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ». (¬8) =صحيح ¬

_ (¬1) مسلم (2750) باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة والمراقبة وجواز ترك ذلك في بعض الأوقات والاشتغال بالدنيا، ابن حبان (345)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬2) لكل عمل شرة: أي: حرصا على الشيء ونشاطا ورغبة في الخير أو الشر. (¬3) ولكل شرة فترة: أي: وهنا وضعفا وسكونا. (¬4) فإن كان صاحبها ساد وقارب: أي: إن جعل صاحب الشرة عمله متوسطا وتجنب طرفي إفراط الشرة وتفريط الفترة (فأرجوه). (¬5) وإن أشير إليه بالأصابع: أي: اجتهد وبالغ في العمل ليصير مشهورا بالعبادة والزهد وصار مشهورا مشارا إليه. (¬6) فلا تعدوه: أي: لا تعتدوا به ولا تحسبوه من الصالحين لكونه مرائيا، تحفة الأحوذي (7/ 126). (¬7) ابن حبان (350)، تعليق الألباني "حسن"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي". (¬8) ابن حبان (11)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرطهما".

فضل المداومة على العمل وإن قل

فَضْل الْمُدَاوَمَة عَلَى الْعَمَل وَإِنْ قَل 1303 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدكُمْ عَمَلهُ الْجَنَّة، وَأَنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ أَدْوَمُهَا إِلَى اللهِ وَإِنْ قَلَّ». (¬1) =صحيح 1304 - وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا عَمِلَ عَمَلاً أَثْبَتَهُ، وَكَانَ إِذَا نَامَ مِنَ اللَّيلِ، أَوْ مَرِضَ، صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، قَالَتْ: وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَامَ لَيْلَةً حَتَّى الصَّبَاحِ، وَمَا صَامَ شَهْراً مُتَتَابِعاً إِلاَّ رَمَضَانَ». (¬2) =صحيح فَضْل الْخَوف وَالْبُكَاء مِن خَشْيِةِ الله 1305 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «عَينَانِ لا يَرَيَانِ النَّارَ: عَينٌ بَكَتْ وَجَلاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَعَينٌ بَاتَتْ تَكْلأُ فِي سَبِيلِ اللهِ». (¬3) =صحيح 1306 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، حَتَّى يَعُودُ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ، وَلاَ يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) البخاري (6099) باب القصد والمداومة على العمل. (¬2) مسلم (746) باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض، واللفظ له، أحمد (24821)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) المعجم الأوسط (5779)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4111). (¬4) الترمذي (2311) باب ما جاء في فضل البكاء من خشية الله، تعليق الألباني "صحيح".

1307 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ قَطْرَتَينِ وَأَثَرَينِ، قَطْرَةٌ مِنْ دُموعٍ فِي خَشْيَةِ اللهِ، وَقَطْرَةُ دَمٍ تُهْرَاق فِي سَبِيلِ اللهِ وَأمَّا الأَثَرَانِ: فَأَثَرٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَثَرٌ فِي فَرِيْضَةٍ مِنْ فَرَائِضِ اللهِ». (¬1) =حسن 1308 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِالْمَلأَ الأَعْلَى وَجِبْرِيلُ كَالْحلِسِ (¬2) البَالِى مِنْ خَشْيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ». (¬3) =حسن 1309 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَروُي عَنْ رَبِّهِ جَلَّ وَعَلا - قَالَ: «وَعِزَّتِي! لا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ وأَمْنَيْنِ، إِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا، أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬4) =حسن صحيح 1310 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ يَعلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا طِمَعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ». (¬5) =صحيح 1311 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ خَافَ أَدْلَجَ (¬6) وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ غَالِيَةٌ، أَلاَّ إِنَّ سِلْعَةٌ اللهِ ¬

_ (¬1) الترمذي (1669) باب ما جاء في فضل المرابط، تعليق الألباني "حسن". (¬2) كالحلس: الحلس: هو كساء رقيق يكون تحت الرحل، يجعلونه بين الرحل وظهر الدابة، وَيُقَالُ أيضا للبساط الذي يكون بين الأرض وفراش المنزل الجيد الحلس، يجعلونه حماية. (¬3) المعجم الأوسط (4679)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5864)، الصحيحة (2289). (¬4) ابن حبان (639)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬5) مسلم (2755) باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه، أحمد (9153)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬6) أدلج: أدلج إذا سار من أول الليل ومعنى الحديث أن من خاف ألزمه الخوف من السلوك إلى الآخرة والمبادرة بالأعمال =

فصل

الْجَنَّةُ». (¬1) =صحيح فَصْل * لَوْ قَارَنْتَ بَيْنَ هَذَا الْحَدِيث «سِلْعَةَ اللهِ غَالِيَةٌ». وَبَينَ قَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الدُّنْيَا: «فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ضَرَبَ مَا يِخْرُجُ مِن ابْنِ آدَمَ مَثَلاً لِلدُّنْيَا». (مَا يَخْرُجُ مِنْ بَنِي آدَمَ: هُوَ الْغَائِط). أَلا يَكْفِي هَذَا الْحَدِيث لِوَصْف الدُّنْيا مَعَ الآخِرَة. مَا جَاءَ فِي الْوَساوس 1312 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ أَحَدَنَا لَيَجِدُ فِي نَفْسِهِ الشَّيْءَ لأَنْ يَكُونَ حُمَمَةً أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ؟! فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «اللهُ أَكْبَرُ! الْحَمْدُ للهِ الَّذِي رَدَّ أَمْرَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ». (¬2) =صحيح 1313 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّا لَنَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا أَشْيَاءَ مَا نُحِبُّ أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهِ وَإِنَّ لَنَا مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ؟ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «قَدْ وَجَدْتُمْ ذَلِكَ؟». قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: «ذَاكَ صِرِيحُ الإِيْمَانِ». (¬3) =حسن صحيح ¬

_ = الصالحة خوفا من القواطع والعوائق. (¬1) الترمذي (2450)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) ابن حبان (147)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرطهما". (¬3) ابن حبان (145)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن".

فصل

فَصْل * قَالَ أَبُو حَاتِمْ: إِذَا وَجَدَ الْمُسْلِمُ فِي قَلْبِهِ أَوْ خَطَرَ بِبَالِهِ مِنْ الأَشْيَاء الَّتِي لاَ يَحِلُّ لَهُ النطْقُ بِهَا مِنْ كَيْفِيَّةِ الْبَارَي جَلَّ وَعَلاَ - أَوْ مَا يُشْبِهُ هَذِهِ - فَرَدَّ ذَلِكَ عَلَى قَلْبِهِ بالإِيْمَانِ الصحيح وَتَرَكَ الْعَزمَ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا، كَانَ رَدُّهُ إِيَّاها مِنَ الإِيْمَانِ بَلْ هُوَ مِنْ صَرِيحِ الإِيْمَانِ لا أَنَّ خَطَرَاتِ مِثلُهَا مِنَ الإِيْمَانِ. ***** 1314 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَنْ يَدَعَ الشَّيْطَانُ أَنْ يَأْتِي أَحَدَكُمْ فَيَقُولَ: مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ؟ فَيَقُولُ: اللهُ فَيَقُولُ: فَمَنْ خَلَقَكَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ اللهَ؟ فَإِذَا حَسَّ أَحَدُكُمْ بِذَلِكَ فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ وَبِرُسُلِهِ». (¬1) =صحيح الْخَلق الَّذِينَ يُحِبُّهمُ اللهُ تَعَالِى مَنْ هُمْ 1315 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ إِذْ قَالَ: «انْظُرْ أَرْفَعَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ فِي عَيْنَيْكَ». فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَجُلٌ فِي حُلَّةٍ جَالِسٌ يُحَدِّثُ قَوْماً، فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ: «انْظُرْ أَوْضَعَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ فِي عَيْنَيْكَ». قَالَ: فَنَظَرتُ فَإِذَا رُوَيْجِلٌ مِسْكِينٌ فِي ثَوْبٍ لَهُ خَلِقٍ، قَلْتُ: هَذَا؟ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «هَذَا خَيرٌ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قَرَار (¬2) الأَرْضِ مِثْلَ ¬

_ (¬1) ابن حبان (150)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬2) قرار الأرض: أي: ملؤها، كما في روية أحمد الآتيه.

هَذَا». (¬1) =صحيح وَفِي رِوَايَة: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهَذَا أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَة مِنْ قُرَابِ الأَرْضِ مِنْ هَذَا». (¬2) =صحيح وَفِي رِوَايَة: «لَهَذَا عِندَ اللهِ أَخير يَومَ الْقِيَامَة مِن مِلء الأرض مِنْ مِثلِ هَذَا». (¬3) =صحيح 1316 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَا أَبَا ذَرٍّ! أَتَرَى كَثْرَةَ الْمَالِ هُوَ الْغِنَى؟». قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: «فَتَرَى قِلَّةَ الْمَالِ هُوَ الْفَقْرِ؟». قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: «إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى الْقَلب، وَالْفَقْرُ فَقْرُ الْقَلْب». ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ: «هَلْ تَعْرِفُ فُلاناً؟». قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: «فَكَيْفَ تَرَاهُ وَتُرَاهُ؟». قُلْتُ: إِذَا سَأَلَ أُعْطِيَ، وَإِذَا حَضَرَ أُدْخِلَ، ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ فَقَالَ: «هَلْ تَعْرِفُ فُلاناً؟». قُلْتُ: لا وَاللهِ مَا أَعْرِفُهُ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: فَمَا زَالَ يُحَلِّيهِ وَيَنْعَتُهُ حَتَّى عَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: قَدْ عَرَفْتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «فَكَيْفَ تَرَاهُ - أَوْ تُرَاهُ -». قُلْتُ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ فَقَالَ: «هُوَ خَيْرٌ مِنْ طِلاعِ الأَرْضِ مِنْ الآخَرِ». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَفَلاَ يُعْطَى مِنْ بَعْضِ مَا يُعْطَى الآخَرُ؟ فَقَالَ: «إِذَا أُعْطِيَ خَيْراً فَهُوَ أَهْلُهُ، وَإِنْ ¬

_ (¬1) ابن حبان (680)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) الزهد لابن السري (815) باب التواضع، أحمد (21531)، (21435) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) أحمد (21531)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن مسهر فمن رجال مسلم".

صُرِفَ عَنْهُ فَقَدْ أُعْطِيَ حسنةً». (¬1) =صحيح 1317 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً، دَعَا جِبْرِيلَ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فَلاناً فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ قَالَ: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْداً دَعَا، جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلاناً فَأَبْغِضْهٌ، قَالَ: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلاناً فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ». (¬2) =صحيح 1318 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ (¬3) لأَبَرَّهُ». (¬4) =صحيح 1319 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «رُبَّ أَشْعَث (¬5) مَدْفُوعٍ بِالأَبْوُابِ (¬6) لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ». (¬7) =صحيح 1320 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «رُبَّ أْشْعَث ذِي ¬

_ (¬1) ابن حبان (684)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) مسلم (2637) باب إذا أحب الله عبدا حببه إلى عباده، وروى البخاري الجملة الأولى منه، أحمد (9341)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح فمن رجال مسلم". (¬3) لو أقسم على الله لأبره: أي: لو حلف على وقوع شيء أوقعه الله إكراما له. (¬4) ابن حبان (6456)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط البخاري". (¬5) أشعث: الأشعث هو الملبد الشعر المغبَّر، غير مدهون ولا مرجَّل. (¬6) مدفوع بالأبواب: أي: لا قدر له عند الناس، ولا يؤذن له أن أراد الدخول. (¬7) مسلم (2622) باب فضل الضعفاء والخاملين.

فضل الحب في الله

طِمْرَيْنٍ (¬1) لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ». (¬2) =صحيح فَضْل الْحُبّ فِي اللهِ 1321 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ، فِي ظِلِّ الْعَرشِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلّهُ، يَغْبِطُهُمْ بِمَكَانِهمْ النَّبيُونَ وَالشُّهَدِاء». (¬3) =صحيح 1322 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ عِبَاداً لَيْسُوا بِأَنْبَياءَ، يَغْبِطهُمْ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ». قِيْلَ: مَنْ هُمْ لَعَلَّنَا نُحِبَّهُمْ؟ قَالَ: «هُمْ قَوْمٌ تَحَابُوا بِنُورِ اللهِ مِنْ غَيْرِ أَرْحَامٍ وَلاَ انْتِسَابٍ، وُجُوْهُهُمْ نُورٌ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، لاَ يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ وَلاَ يَحْزَنُونَ إِذَا حِزِنَ النَّاس ثُمَّ قَرَأَ {ألا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفُ عَلَيْهمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونْ}». (¬4) =صحيح 1323 - عَنْ أَبِي حَازِم قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ أَهْلِ الإِيْمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لأَهْلِ الإِيْمَانِ كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا فِي الرَّأْسِ». (¬5) =صحيح 1324 - عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَس الْجُهَنيِّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَعْطَى للهِ وَمَنَعَ للهِ، وَأَحَبَّ للهِ وَأَبْغَضَ للهِ، وَأَنْكَحَ للهِ، ¬

_ (¬1) ذي طمرين: أي: صاحب ثوبين خلقين. (¬2) ابن حبان (6449)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬3) ابن حبان (576)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده جيد". (¬4) ابن حبان (572)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬5) أحمد (22928)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6659)، الصحيحة (1137).

فَقَدْ اسْتَكْمَلَ إِيْمَانَهُ». (¬1) =حسن 1325 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لأَبِي ذَرٍّ: «أَيُّ عُرَى الإِيمَانِ - أَظُنُّهُ قَالَ -: أَوْثَقُ؟» قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «الْمُوَالاةُ فِي اللَّهِ، وَالْمُعَادَاةُ فِي اللَّهِ، وَالْحُبُّ فِي اللَّهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ». (¬2) =حسن 1326 - عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْماً وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْمَرءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ». (¬3) =صحيح 1327 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه ُ: أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مَا أَعْدَدْتَ لَهَا». قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلاَةٍ وَلاَ صَوْمٍ وَلاَ صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُوْلَهُ قَالَ: «أَنْتَ مَعْ مَنْ أَحْبَبْتَ». (¬4) =صحيح 1328 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخاً لَهُ فِي قَرْيَةِ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ (¬5) مَلَكاً، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخاً لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ ¬

_ (¬1) أبو داود (4681) باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه - عن أبي أمامة -، الترمذي (2521)، واللفظ له، تعليق الألباني "حسن". (¬2) المعجم الكبير (11537)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (2539)، الصحيحة (1728). (¬3) متفق عليه، البخاري (5817) باب علامة الحب في الله، واللفظ له، مسلم (2640) باب المرء مع من أحب. (¬4) متفق عليه، البخاري (5819)، الباب السابق، مسلم (2639) الباب السابق. (¬5) فأرصد الله على مدرجته ملكا: معنى أرصده: أقعده يرقبه، والمدرجة: هي الطريق.

اثنان تحابا في الله من الأفضل

تَرُبُّهَا؟ (¬1) قَالَ: لا غَيْرَ أَنِّى أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيكَ، بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ». (¬2) =صحيح اثْنَانِ تَحَابا فِي اللهِ مَنِ الأفْضَل 1329 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا تَحَابَّ اثْنَانِ فِي اللهِ إِلاَّ كَانَ أَفْضَلَهُمَا أَشَدُّهُمَا حُباً لِصَاحِبِهِ». (¬3) =حسن صحيح فَضْل الإِيثَار 1330 - عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الأشْعَرِيِّينَ، إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ (¬4) أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِيْنَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءِ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ». (¬5) =صحيح فَصْل * عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: أُهْدِيَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأْسُ شَاةٍ فَقَالَ: إِنَّ أَخِي فُلاناً وَعِيَالَهُ أَحْوَجُ إِلَى هَذَا مِنَّا قَالَ: فَبَعَثَ إلِيَه ِفَلَمْ يَزَلْ يَبْعَثُ بِهِ وَاحِداً إِلَى آخَرَ حَتَّى تَدَاوَلَهَا سَبْعَة أَبْيَات حَتَّى رَجَعَتْ إِلَى الأوَّل، فَنَزَلَتْ {وَيُؤْثِرُونَ (¬6) عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} ¬

_ (¬1) تربها: أي: تقوم بإصلاحها وتنهض إليه بسببها. (¬2) مسلم (2567) باب في فضل الحب في الله، واللفظ له، الأدب المفرد (350)، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) ابن حبان (567)، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬4) أرملوا: أي: فني طعامهم. (¬5) متفق عليه، البخاري (2354) باب الشركة في الطعام والنهد والعروض، مسلم (2500) باب من فضائل الأشعريين. (¬6) ويؤثرون: الإيثار أعلى درجات الجود، وهو أن يجود الإنسان بالشيء وهو محتاج إليه.

إِلَى آخِرِ الآيَة. (¬1) * عَنْ أَبِي الْجَهم بْنِ حُذَيفَةَ الْعَدَوِيّ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ: انْطَلَقْتُ يَوْمَ الْيَرمُوكِ أَطْلُبُ ابْنَ عَمِّي، وَمَعِيَ شَنَّة مِنْ مَاءِ وَإِنَاء فَقُلتُ: إِنْ كَانَ بِهِ رَمَاقٌ سَقَيْتُهُ مِنْ الْمَاءِ وَمَسَحْتُ بِهِ وَجْهَهُ فَإِذَا أَنَا بِهِ يَنْشِغُ، فَقُلتُ: أَسْقِيَكَ فَأَشَارَ أَنْ نَعَمْ فَإِذَا رَجُلٌ يَقُولُ: آه فَأَشَارَ ابْنُ عَمِّي أَنْ أَنْطَلِقَ إِلَيهِ فَإِذَا هُوَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ أَخُو عَمْرِو بْنُ الْعَاصِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَسْقِيَكَ فَسَمِعَ آخَر يَقُولُ: آه فَأَشَارَ هِشَامٌ أَنْ أَنْطِلِقَ بِهِ إِلَيهِ، فَجِئْتُهُ فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتْ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى هِشَامٍ فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتْ، ثُمَّ أَتَيْتُ ابْنَ عَمِّي فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ. (¬2) * عَنْ عَلَيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: الإِيْثَار أَعْلَى الإِيْمَان. ******* ¬

_ (¬1) مستدرك الحاكم (3799) تفسير سورة الحشر، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "عبيد الله بن الوليد ضعفوه". (¬2) الجهاد لأبن المبارك (116).

باب الكبائر

بَابُ الْكَبَائِر الشِّرْك 1331 - عَنْ أَنَس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْكَبَائِر قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللهِ وَعُقُوق الْوَالِدَينِ وَقَتْل النَّفْس وَقُول الزُّور». (¬1) =صحيح 1332 - وعنه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يُقَالُ لِلْكَافِر يَوْمَ الْقِيَامَة: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَباً أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ فَيُقَالُ لَهُ: قَدْ سُئِلْتَ أَيْسَرَ مِنْ ذَلِكَ». (¬2) =صحيح 1333 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْكَبَائِر الإِشْرَاكُ بِاللهِ وَعُقُوق الْوَالِدَينِ وَقَتل النَّفْس وَالْيَمِين الْغَمُوس (¬3)». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِي السِّحْر وَتَصْدِيقَه 1334 - عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «اجْتَنِبوا الْمُوبِقَات الشِّرك بِاللهِ وَالسِّحْر». (¬5) =صحيح 1335 - عَنْ صَفَّيِّة عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَتَى ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (2510) باب ما قيل في شهادة الزور، مسلم (88) باب بيان الكبائر وأكبرها، واللفظ له. (¬2) متفق عليه، البخاري (6173) باب من نوقش الحساب عذب، مسلم (2805) باب طلب الكافر الفداء بملء الأرض ذهبا، واللفظ له. (¬3) اليمين الغموس: هي الكاذبة الفاجرة كالتي يقتطع بها الحالف مال غيره سميت غموسا لأنها تغمس في الإثم والنار. (¬4) البخاري (6298) باب اليمين الغموس ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم دخلا مكرا وخيانة. (¬5) البخاري (5431) باب الشرك والسحر من الموبقات.

قاتل المؤمن بغير حق

عَرَّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْء لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةَ أَرْبَعِينَ لَيْلَة». (¬1) =صحيح 1336 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَتَى حَائِضاً، أَوْ امْرَأةً فِي دُبُرِهَا، أَوْ كَاهِناً فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ». (¬2) =صحيح قَاتِل الْمُؤمِن بِغَيرِ حَق 1337 - عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ قَتلِ مُؤمِنٍ بِغَيرِ حَقٍّ». (¬3) =صحيح 1338 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ». (¬4) =صحيح 1339 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَبَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ لِقَاتِلِ الْمُؤمِنِ تَوبَةً». (¬5) =صحيح 1340 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَبَى عَلَيَّ لِمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً - قَالَهَا ثَلاَثاً - (¬6)». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) مسلم (2230) باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان، واللفظ له، أحمد (23270)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) ابن ماجه (639) باب النهي عن إتيان الحائظ، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) ابن ماجه (2619) باب التغليظ في قتل المؤمن ظلما، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) الترمذي (1395) باب ما جاء في تشديد قتل المؤمن، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) الأحاديث المختارة (2164)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح"، محمد بن حمزة الفقيه في " أحاديثه " (215/ 2)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (23)، الصحيحة (689). (¬6) إن الله أبى علي فيمن قتل مؤمنا ثلاثا: يعني سألته أن يقبل توبته فامتنع أشد امتناع قال ذلك ثلاثا أي: كرره ثلاث مرات للتأكيد. (¬7) سنن البيهقي الكبرى (15641)، واللفظ له، أحمد (22543) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح"، تعليق الألباني =

1341 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَزَالَ الْمُؤمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً». (¬1) =صحيح 1342 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «إِنَّ مِنْ وَرطَاتِ الأمُور، الَّتِي لاَ مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيْهَا، سَفْكَ الدَّم الْحَرَامِ، بِغَيْرِ حِلِّهِ». (¬2) =صحيح 1343 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «كُلُّ ذَنبٍ عَسَى اللهُ أَنْ يَغْفِرَهُ، إِلاَّ مَنْ مَاتَ مُشْرِكاً، أَوْ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً». (¬3) =صحيح 1344 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ مُعْنِقًا (¬4) صَالِحًا مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا، فَإِذَا أَصَابَ دَمًا حَرَامًا بَلَّحَ (¬5)». (¬6) =صحيح 1345 - عَنْ أبِي سَعِيدٍ وَأبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ والأرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لأكَبَّهُمُ اللهُ فِي النَّارِ». (¬7) =صحيح ¬

_ = "صحيح"، صحيح الجامع (1698). (¬1) البخاري (6469) باب قول الله تعالى {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم}. (¬2) البخاري (6470) الباب السابق. (¬3) أبو داود (4270) باب في تعظيم قتل المؤمن، النسائي (3984) كتاب تحريم الدم، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) معنقا: المعنق طويل العنق الذي له سوابق في الخير. (¬5) بلح: أعيا وانقطع ولم يقدر على الحركة، ومنه هلاك من أصاب دما حراما. (¬6) المعجم الكبير (1751)، المعجم الأوسط (9229)، المعجم الصغير (1108)، واللفظ للطبراني، أبو داود (4270) باب في تعظيم قتل المؤمن، تعليق الألباني "صحيح". (¬7) الترمذي (1398) باب الحكم في الدماء، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في أن القاتل والمقتول في النار

1346 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَجِئُ الْمَقْتُولُ بِالقَاتِلِ (¬1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاصِيتُهُ وَرَأْسُهُ بِيَدِهِ (¬2) وَأَوْدَاجُهُ (¬3) تَشْخَبُ (¬4) دَماً يَقُولُ: يَا رَبِّ! قَتَلَنِي هَذَا حَتَّى يُدْنِيهِ مِنَ الْعَرْشِ». (¬5) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ القَاتِل وَالْمَقْتُول فِي النَّار 1347 - عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا الْمُسْلِمَان حَمَلَ أَحَدُهُمَا عَلَى أَخِيهِ السِّلاَحَ، فَهُمَا عَلَى جُرْفِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ دَخَلاَهَا جَمِيعاً». (¬6) =صحيح 1348 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِذَا التَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ (¬7)». فَقُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولُ؟ قَالَ: «إِنَّهُ كَانَ حَرِيصاً عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ». (¬8) =صحيح ¬

_ (¬1) يجيء المقتول بالقاتل: أي: يحضره ويأتي به. (¬2) ناصيته: الناصيه: هي شعر المقدمة من الرأس، والمعنى أن المقتول يحضر القاتل بهذه الهيأة، ناصية القاتل بيد المقتول، أو ناصية المقتول نفسه كما في روايه عند الطبراني بسند صحيح: «يأتي المقتول متعلقا رأسه باحدى يديه متلببا قاتله بيده الاخرى .. ». (¬3) أوداجه: الأوداج هي ما أحاط العنق من العروق التي يقطعها الذابح، مفردها ودج. (¬4) تشخب: تسيل. (¬5) الترمذي (3029)، النسائي (4005) تعظيم الدم، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) مسلم (2888) باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، ابن ماجه (3965) باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما، تعليق الألباني "صحيح". (¬7) فالقاتل والمقتول في النار: هذا إذا كان المقتول يريد قتل صاحبه، والإلتقاء بالسيوف دليل على أن كل منهما حرص على قتل صاحبة وأما إن كان لا ينوي قتله، فالقاتل يبوء بإثمه وإثم المقتول، كما حصل مع أبني آدم. (¬8) متفق عليه، البخاري (31) باب {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} فسماهم المؤمنين، واللفظ له، مسلم (2888) باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما.

ما جاء في أن الله تعالى يغفر للقاتل إن أراد

مَا جَاءَ فِي أَنَّ اللهَ تَعَالَى يَغْفِر للقَاتِل إِنْ أَرَاد 1349 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لا فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ، انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدْ اللَّهَ مَعَهُمْ وَلا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ، فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلائِكَةُ الْعَذَابِ، فَقَالَتْ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلاً بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ، وَقَالَتْ مَلائِكَةُ الْعَذَابِ: إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ، فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ فَقَبَضَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ». قَالَ قَتَادَةُ: فَقَالَ الْحَسَنُ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ لَمَّا أَتَاهُ الْمَوْتُ نَأَى بِصَدْرِهِ. (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِيمَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِسِلاح أَوْ حَدِيدَه 1350 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلاَئِكَة تَلْعَنهُ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ». (¬2) =صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (3283) باب {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم}، مسلم (2766) باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله، واللفظ له. (¬2) مسلم (2616) باب النهي عن الإشارة بالسلاح إلى المسلم، واللفظ له، الترمذي (2162) باب ما جاء في إشارة المسلم إلى أخيه بالسلاح، تعليق الألباني "صحيح".

العقوق

1351 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلاَحِ، فَإِنَّهُ لا يَدْرِى أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ (¬1) فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ». (¬2) =صحيح الْعُقُوق 1352 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْكَبَائِر الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوق الْوَالِدَينِ، وَقَتْل النَّفْس، وَالْيَمِين الْغَمُوس». (¬3) =صحيح 1353 - عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بَأَكْبَرِ الْكَبَائِر؟». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «الإِشْرَاكُ بِاللهِ وَعُقُوق الْوَالِدَين». (¬4) =صحيح 1354 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ». (¬5) =صحيح الرِّبَا 1355 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «دِرهَمْ رِبَا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاَثِينَ زَنْيَةً». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) ينزع في يده: يرمي في يده ويحقق ضربته ورميته. (¬2) متفق عليه، البخاري (6661) باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "من حمل علينا السلاح فليس منا"، مسلم (2617) باب النهي عن الإشارة بالسلاح إلى المسلم، واللفظ له. (¬3) البخاري (6298) باب اليمين الغموس. (¬4) البخاري (5918) باب من اتكأ بين يدي أصحابه قال خباب أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسد بردة قلت ألا تدعو الله فقعد، واللفظ له، مسلم (87) باب بيان الكبائر وأكبرها. (¬5) الترمذي (1899) باب ما جاء في فضل رضا الوالد، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) أحمد (21854)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3375)، الترغيب والترهيب (1855).

الزنا

1356 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الرِّبَا سَبْعُونَ حُوباً (¬1) أَيْسَرُهَمَا أَنْ يَنْكَحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ». (¬2) =صحيح 1357 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا أَحَدٌ أَكْثَرَ مِنَ الرِّبَا إِلاَّ كَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِ إِلَى قِلَّة». (¬3) =صحيح الزِّنَا 1358 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا زَنَى الرَّجُلُ خَرَجَ مِنْهُ الإِيْمَان كَانَ عَلَيْهِ كَالظُّلَّة، فَإِذَا أَقْلَعَ رَجَعَ إِلَيْهِ الإِيْمَان». (¬4) =صحيح 1359 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «يَا نَعَايَا الْعَرَبْ! (¬5) يَا نَعَايَا الْعَرَبْ! إَنَّ أَخْوَف مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الزِّنَا، وَالشَّهْوَة الْخَفِيِّة (¬6)». (¬7) =حسن شَارِبُ الْخَمْر 1360 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَعَنَ ¬

_ (¬1) حوبا: الحوب الإثم، والمراد أنه سبعين نوعا من الإثم. (¬2) ابن ماجه (2274) باب تغليظ الربا، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) ابن ماجه (2279) باب تغليظ الربا، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) أبو داود (4690) باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، تعليق الألباني "صحيح"، مستدرك الحاكم (56) كتاب الإيمان، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا برواته وله شاهد على شرط مسلم"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرطهما". (¬5) يا نعايا العرب: الناعي هو الذي يأتي بخبر الموت، والمعنى يا نعايا العرب جئن فهذا وقتكن وزمانكن يريد أن العرب قد هلكت. (¬6) الشهوة الخفية: هي حب اطِّلاع الناس على العمل، وقيل غير ذلك. (¬7) الكامل في الضعفاء لابن عدي (1020)، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (2390)، السلسلة الصحيحة (508).

ما جاء في أن شارب الخمر لا تقبل صلاته أربعين يوما

اللهُ الْخَمْرَ، وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ». (¬1) =صحيح 1361 - عَنْ مُعَاوِيَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ فَإِنْ عَادَ فِي الرَّابِعَة فَاقْتُلُوهُ». (¬2) =صحيح 1362 - عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لَقِيَ اللهَ مُدْمِنَ خَمْرٍ لَقِيَهُ كَعَابِدِ وَثَنٍ». (¬3) =صحيح 1363 - عَنِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا وَلَمْ يَتُبْ، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الآخِرَة وَإِنْ أُدْخِلَ الْجَنَّة». (¬4) =صحيح 1363 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْر، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فَمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الآخِرَة». (¬5) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ شَارِبَ الْخَمْرِ لاَ تُقْبَلُ صَلاَتُهُ أَرْبَعِينَ يَوماً 1364 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَسَكِرَ، لَمْ تُقْبَل لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً، فَإِنْ مَاتَ، دَخَلَ ¬

_ (¬1) أبو داود (3674) باب العنب يعصر للخمر، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) الترمذي (1444) باب ما جاء من شرب الخمر فاجلدوه ومن عاد في الرابعة فاقتلوه، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) ابن حبان (5323)، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) شعب الإيمان (5573)، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (2634)، الترغيب والترهيب (2361). (¬5) ابن حبان (5342)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".

إثم مانع الزكاة

النَّار، فَإِنْ تَابَ، تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ، فَشَرِبَ فَسَكِرَ، لَمْ تُقْبَل لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً، فَإِنْ مَاتَ، دَخَلَ النَّار، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ، لَمْ تُقْبَل لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً، فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيهِ فَإِنْ عَادَ الرَّابِعَة، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُسْقِيَهُ مِنْ طِينَة الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: «عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ». (¬1) =صحيح إِثْم مَانِعَ الزَّكَاة 1365 - عَنْ أَنِس بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَانِعُ الزَّكَاة يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي النَّار». (¬2) =حسن صحيح 1366 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الَّذِي لاَ يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ؛ يُخَيَّلُ إِلَيهِ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعاً أَقْرَع لَهُ زَبِيْبَتَانِ (¬3) - قال:- فَيَلْتَزِمُهُ أَوْ يُطَوِّقُهُ - قَالَ:- يَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ أَنَا كَنْزُكَ». (¬4) =صحيح 1367 - عَنْ ثَوبَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ تَرَكَ بَعْدَهُ كَنْزاً، مُثِّلَ لَهُ شُجَاعاً أَقْرَع يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ زَبِيْبَتَانِ يَتْبَعُهُ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ الَّذِي خَلَّفْتَ بَعْدَكَ فَلاَ يَزَالُ يَتْبَعُهُ حَتَّى يُلْقِمَهُ يَدَه فَيَقْضَمُها ¬

_ (¬1) ابن حبان (5333)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬2) المعجم الصغير (935)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، صحيح الجامع (5807)، الصحيحة (762). (¬3) زبيبتان: أي نابان يخرجان من فمه أو نقطتان سوداوان فوق عينيه وهو أوحش ما يكون من الحيات وأخبثه. (¬4) البخاري (1338) باب إثم مانع الزكاة، النسائي (2481) باب مانع زكاة ماله، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح".

الرشوة

ثُمَّ يُتْبِعُهُ سَائِر جَسَدِه». (¬1) =صحيح 1368 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَكُونُ كَنزُ أَحدكُم يَومَ الْقِيَامَة شُجَاعا أَقْرَع، قَالَ: وَيَفِرُّ مِنهُ صَاحِبُه وَيَطلُبُه وَيَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ، قَالَ: وَاللهِ لاَ يَزَالُ يَطْلُبُه حَتَّى يَبسُط يَدَهُ فَيُلْقِمُهَا فَاهُ». (¬2) =صحيح الرَّشْوَة 1369 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي (¬3)». (¬4) =صحيح الاسْتِهْزَاءُ بِالدِّين 1370 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ ما يتبين فيها يزل بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ». (¬5) =صحيح 1371 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ ¬

_ (¬1) ابن حبان (3246)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) أحمد (8170)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (558). (¬3) من أهل العلم من قال: إذا كانت الرشوة ليتوصل به الى حق أو ليدفع به عن نفسه مضرة فإنه غير داخل في هذا الوعيد، ويكون الإثم على الآخذ. (¬4) أبو داود (3580) باب في كراهية الرشوة، الترمذي (1336) باب ما جاء في الراشي والمرتشي في الحكم، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) متفق عليه، البخاري (6112) باب حفض اللسان، واللفظ له، مسلم (2988) باب التكلم بالكلمة يهوى بها في النار وفي نسخة باب حفظ اللسان.

البدعة

لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَرَى بِهَا بَأْساً يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفاً فِي النَّارِ». (¬1) =صحيح 1372 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ يُضْحِكُ بِهَا جُلَسَاءَهُ؛ يَهْوِي بِهَا مِنْ أَبْعَدَ مِنَ الثُّرَيَّا». (¬2) =حسن 1373 - عَنْ بِلاَل بْنِ الْحَرِثِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ أَحَدكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ أَحَدكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ». (¬3) =صحيح الْبِدْعَة 1374 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ احْتَجَرَ التَّوْبَةَ عَنْ كُلِّ صَاحِبِ بِدْعَة». (¬4) =صحيح 1375 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدّ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (7214)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح وهذا إسناد حسن"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1618). (¬2) ابن حبان (5686)، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) الترمذي (2319) باب في قلة الكلام، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) الأحاديث المختارة (2055)، (2054)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1699)، مناسك الحج والعمرة (45). (¬5) متفق عليه، البخاري (2550) باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، مسلم (1718) باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور.

تكفير المسلمين

تَكْفِير الْمُسْلِمِين 1376 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّمَا امْرِئ قَالَ لأَخِيهِ: يَا كَافِر فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدهُمَا، إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلاَّ رَجَعَتْ عَلَيْهِ». (¬1) =صحيح 1377 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لاَ يَرْمِي رَجُل رَجُلاً بِالْفُسُوقِ وَلاَ يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ إِلاَّ ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ». (¬2) =صحيح وفِي لَفْظٍ: «وَمَنْ دَعَا رَجُلاً بِالكُفْرِ أَوْ قَالَ: عَدوَّ اللهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلاَّ حَارَ (¬3) عَلَيْهِ». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِي إِثْم مَنْ قَتَلَ نَفْسَه 1378 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ (¬5) فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِداً ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (5752) باب من أكفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال، مسلم (60) باب بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم يا كافر، واللفظ له. (¬2) البخاري (5698) باب ما ينهى من السباب واللعن. (¬3) حار عليه: أي: رجع عليه. (¬4) مسلم (61) باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم، أحمد (21503)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬5) يتحساه: يشربه ويتجرعه في تمهل.

ما جاء في أن الله تعالى يغفر للمنتحر إن أراد

مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتهُ فِي يَدِهِ يَجأُ (¬1) بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً». (¬2) =صحيح 1379 - عَنْ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرحٌ، فَجَزِعَ فَأَخَذَ سكْيناً فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ، فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَات قَالَ اللهُ تَعَالَى: بَادَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ عَلَيهِ الْجَنَّة». (¬3) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ اللهَ تَعَالَى يَغْفِر لِلمُنْتَحِر إِنْ أَرَاد 1380 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ الطُّفَيلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنَعَة؟ (¬4) (قَالَ: حَصْنٌ كَانَ لِدَوْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ) فَأَبَى ذَلِكَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِلَّذِي ذَخَرَ اللهُ للأَنْصَارِ، فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَدِينَةِ، هَاجَرَ إِلَيهِ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرِو وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ (¬5) فَمَرِضَ فَجَزِعَ، فَأَخَذَ مَشَاقِصَ (¬6) لَهُ فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ (¬7) فَشَخَبَتْ يَدَاهُ (¬8) حَتَّى مَاتَ فَرَآهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ، فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حسنةٌ، وَرَآهُ مُغَطِّياً يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ؟ فَقَالَ: غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: مَالِي أَرَاكَ مُغَطِّياً يَدَيْكَ؟ قَالَ: قِيلَ لِي: لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ ¬

_ (¬1) يجأ: أي: يطعن. (¬2) متفق عليه، البخاري (5442) باب شرب السم والدواء به وبما يخاف منه والخبيث، واللفظ له، مسلم (109) باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه وإن من قتل نفسه بشيء عذب به في النار وأنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة. (¬3) متفق عليه، البخاري (3276) باب ما ذكر عن بني إسرائيل، واللفظ له، مسلم (113) الباب السابق، وبين ألفاظهما إختلاف يسير. (¬4) منعة: مفردها مانع مثل ظَلَمَة وظالم، أي: جماعة يمنعونك ممن يقصدك بمكروه. (¬5) فاجتووا المدينة: أي: كرهوا المقام بها لضجر ونوع من سقم. (¬6) مشاقص: مفردها مشقص وهو سهم طويل عريض. (¬7) براجمة: هي العقد التي على ظهر الأصبع فوق المفصل. (¬8) فشخبت يداه: أي: سال دمها، وقيل سال بقوة.

قتل المعاهد بغير حق

مَا أَفْسَدْتَ، فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ! وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ». (¬1) =صحيح قَتل الْمُعَاهَد بِغَيرِ حَق 1381 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلاً مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ لَمْ يَرِح رَائِحَة الْجَنَّة (¬2) وَإِنَّ رِيْحَهَا لَيُوْجَدُ مِنْ مَسِيْرَةِ أَرْبَعِينَ عَاماً». (¬3) =صحيح 1382 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَداً، لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيْحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَاماً». (¬4) =صحيح 1383 - عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَتَلَ نَفساً مُعَاهَدَةً بِغَيْرِ حَقِّها، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ أَنْ يَشَمَّ رِيْحَهَا». (¬5) =صحيح 1384 - عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَتَلَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ، لَمْ يَجِدْ رِيحَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَيوُجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ ¬

_ (¬1) مسلم (116) باب الدليل على أن قاتل نفسه لا يكفر، أحمد (15024)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير - وهو محمد بن مسلم بن تدرس - فمن رجال مسلم". (¬2) قال أبو حاتم: [هذه الأخبار كلها معناها لا يدخل الجنة يريد جنة دون جنة القصد منه الجنة التي هي أعلى وأرفع يريد من فعل هذه الخصال أو ارتكب شيئا منها حرم الله عليه الجنة أو لا يدخل الجنة التي هي أرفع التي يدخلها من لم يرتكب تلك الخصال لأن الدرجات في الجنان ينالها المرء بالطاعات وحطّه عنها يكون بالمعاصي التي ارتكبها]. انتهى كلامة، ابن حبان (4862 (وكفى بها خساره. (¬3) أحمد (6745)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح"، النسائي (4750 (تعظيم قتل المعاهد، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) البخاري (2995) باب أثم من قتل معاهدا بغير جرم. (¬5) ابن حبان (4862)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح".

من ادعى ما ليس له

سَبْعِينَ عَاماً». (¬1) =صحيح 1385 - عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنِ ائْتَمَنَهُ رَجُلاً عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ، فَأَنَا مِنْهُ بَرِيّء، وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِراً». (¬2) =صحيح 1386 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَمِنَ رَجُلاً عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ، فَإِنَّهُ يَحْمِلُ لِوَاءَ غَدْرٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬3) =صحيح مَنْ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ 1387 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ: سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنِ ادَّعَي مَا لَيْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا، وَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ». (¬4) =صحيح إثْم مَنْ غَصَبَ أَرْضاً 1388 - عَنْ عَلْقَمَة بْنِ وَائِل، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ غَصَبَ رَجُلاً أَرْضاً ظُلْماً، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْباً». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) النسائي (4749 (تعظيم قتل المعاهد، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) مكارم الأخلاق للخرائطي (168) باب حفظ الأمانة وذم الخيانة، واللفظ له، التاريخ الكبير للبخاري (1093)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6103)، الصحيحة (440). (¬3) ابن ماجه (2688) باب من أمن رجلا على دمه فقتله، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن ماجه (2319) باب من ادعى ما ليس له وخاصم فيه، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) المعجم الكبير (25)، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (1870)، الصحيحة (3365).

الجدال في الباطل

1389 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَخَذَ مِنَ الأَرْضِ شَيئاً بِغَيْرِ حَقِّهِ خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِين». (¬1) =صحيح 1390 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَخَذَ شَبْراً مِنَ الأَرْض بِغَيرِ حَقِّه، طُوّقه يَومَ الْقِيَامَة مِن سَبع أَرَضِين». (¬2) =صحيح 1391 - عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «أَيُّمَا رَجُلٌ ظَلَمَ شِبْراً مِنَ الأَرْضِ كَلَّفَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَحْفِرَهُ حَتَّى يَبْلُغَ آخِرَ سَبْعِ ارَضِينَ، ثُمَّ يُطَوِّقهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَة حَتَّى يُقْضَى بَينَ النَّاس». (¬3) =صحيح الْجِدَال فِي الْبَاطِل 1392 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ الأَلدّ الْخِصَم». (¬4) =صحيح 1393 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ - أَوْ يُعِينُ عَلَى ظُلْمٍ - لَمْ يَزَلْ فِي سَخِطِ اللهِ حَتَّى يَنزِعَ». (¬5) =صحيح 1394 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ ¬

_ (¬1) البخاري (2322) باب إثم من ظلم شيئا من الأرض. (¬2) ابن حبان (5139)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الصحيح". (¬3) أحمد (17607)، المعجم الكبير (692)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2722)، الترغيب والترهيب (1868)، الصحيحة (240). (¬4) متفق عليه، البخاري (2325) باب قول الله تعالى {وهو ألد الخصام}، مسلم (2668) باب في الألد الخصم. (¬5) ابن ماجه (2320) باب من ادعى ما ليس له وخاصم فيه، تعليق الألباني "صحيح".

السب واللعن

حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ فَقَدْ ضَادَّ اللهَ، وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنهُ، وَمَنْ قَالَ فِي مُؤمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخرُجُ مِمَّا قَالَ». (¬1) =صحيح السَّب وَاللَّعن 1395 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالاَ فَعَلَى الْبَادِئ (¬2) مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُوم». (¬3) =صحيح 1396 - عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «سِبَابُ الْمُسْلِم فُسُوق وَقِتَالُهُ كُفْر». (¬4) =صحيح 1397 - عَنْ عِيَاض بْنِ حِمَار رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ الرَّجُل مِنْ قَوْمِي يَشْتُمُنِي وَهُوَ دُونِي أَفَأَنْتَقِمُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ يَتَهَاتَرَانِ وَيَتَكَاذَبَانِ». (¬5) =صحيح 1398 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَجْتَمِع أَنْ تَكُونُوا لَعَّانِينَ صِدِّيقِينَ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) أبو داود (3579) باب فيمن يعين على خصومه من غير أن يعلم أمرها، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) فعلى البادي: معناه أن إثم السباب الواقع من اثنين مختص بالبادئ منهما كله إلا إن يتجاوز الثاني قدر الانتصار فيقول للبادئ أكثر مما قال له وفي هذا جواز الانتصار؛ والصبر والعفو أفضل. (¬3) مسلم (2587) باب النهي عن السباب، أبو داود (4894) باب المستبان، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) متفق عليه، البخاري (48) باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر ... ، مسلم (64) باب بيان قول النبي - صلى الله عليه وسلم - سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. (¬5) ابن حبان (5697)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الصحيح". (¬6) مستدرك الحاكم (147)، (148) كتاب الإيمان، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (2784).

الغيبة

1399 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ يَنْبَغِي لِصِّدِّيق أَنْ يَكُونَ لَعَّاناً». (¬1) =صحيح 1400 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬2) =صحيح 1401 - عَنْ جُرْمُوز الْهُجَيْمِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَوْصِنِي قَالَ: «أُوْصِيكَ أَنْ لاَ تَكُونَ لَعَّاناً». (¬3) =صحيح الْغِيبَة 1402 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَومٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاس يِخْمِشونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورهُمْ؛ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيل؟ قَالَ: هَؤُلاَءِ الذَّيِنَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ». (¬4) =صحيح 1403 - عَنْ سَعْيد بْنِ زَيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَة فِي عِرْض الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ». (¬5) =صحيح 1404 - عَنْ جَابِر بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فَارْتَفَعَتْ ¬

_ (¬1) مسلم (2597) باب النهى عن لعن الدواب وغيرها، أحمد (8428)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬2) مسلم (2598) الباب السابق، اللفظ له، أبو داود (4907)، باب في اللعن، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أحمد (20697)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي"، المعجم الكبير (2180)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2542)، الترغيب والترهيب (2788)، الصحيحة (1729). (¬4) أبو داود (4878) باب في الغيبة، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) أبو داود (4876) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح".

فصل

رِيحُ جِيفَة مُنْتِنَة، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَتَدْرُونَ مَا هِذِهِ الرِّيح هَذِهِ رِيحُ الَّذِينَ يَغْتَابُونَ الْمُؤْمِنِينَ». (¬1) =حسن فَصْل * قَالَ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ يَقُولُ: مَنذُ عَقَلْتُ أَنَّ الْغِيْبَةَ حَرَامٌ مَا اغْتَبْتُ أَحَداً قَطْ. (¬2) * وَقَالَ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيل: سَمِعتُ أَبَا عَاصِم النَّبِيل رَحِمَهُ اللهُ يَقُولُ مَا اغْتَبْتُ مُسْلِماً مُنذُ عَلمتُ أَنَّ اللهَ حَرَّمَ الْغِيبَة. (¬3) * وَقَالَ بَكْر بن مُنِير: سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللهِ الْبُخَارِيّ (¬4) يَقُولُ: أَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللهَ وَلاَ يُحَاسِبني أَنِّي اغْتَبْتُ أَحَداً. (¬5) * وَقَالَ مُحَمَّد بْنُ أَبِي حَاتِمْ الْوَرَّاق سَمِعْتُهُ - يَعْنِي الْبُخَارِيّ - يَقُولُ: لاَ يَكُونُ لِي خَصْمٌ فِي الآخِرَة. (¬6) الْكِبر 1405 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ ¬

_ (¬1) أحمد (14826)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، تعليق الألباني "حسن"، الأدب المفرد (732). (¬2) سير أعلام النبلاء (9/ 482). (¬3) الصمت لابن أبي الدنيا (698). (¬4) أبو عبد الله البخاري هو محمد بن إسماعيل صاحب الصحيح. (¬5) سير أعلام النبلاء (12/ 439). (¬6) سير أعلام النبلاء (12/ 441).

المصورون

النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْعِزُّ إِزَارِي وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، فَمَنْ نَازَعَنِي بِشَيء مِنْهُمَا عَذَّبْتُهُ». (¬1) =صحيح 1406 - عَنْ فُضَالَةَ بْنِ عُبَيدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «ثَلاَثَةٌ لاَ تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ يُنَازِعُ اللهَ كِبْرِيَاءَهُ فَإِنْ رِدَاءَهُ الْكِبرِيَاء وَإِزَارهُ الْعِزُّة، وَرَجُلٌ يَشُكُّ فِي أَمْرِ اللهِ، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ». (¬2) =صحيح 1407 - عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ، فِي صُوَر النَّاس، يَعْلُوهُم كُلَّ شَيءٍ مِنَ الصَّغَار، حَتَّى يَدْخُلُوا سِجْناً فِي جَهَنَّمَ يُقَالُ لَهُ: بُولَسُ، فَتَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَار، يُسْقَونَ مِنْ طِينَة الْخَبَالِ، عُصَارَة أَهْلِ النَّار». (¬3) =حسن الْمُصوِّرون 1408 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُون هَذِهِ الصُّوَر يُعَذَّبُونَ يَومَ الْقِيَامَة يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيِوا مَا خَلَقْتُمْ». (¬4) =صحيح 1409 - عَنْ عَبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَاباً عِندَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَة الْمُصَوِّرُون». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) البخاري في الأدب المفرد (552) باب الكبر، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) المعجم الكبير (79)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3059). (¬3) أحمد (6677)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، الأدب المفرد (557)، الترمذي (2492)، تعليق الألباني "حسن" (¬4) البخاري (5607) باب عذاب النمصورين يوم القيامة. (¬5) متفق عليه، البخاري (5606) باب عذاب النمصورين يوم القيامة، مسلم (2109) باب تحريم تصوير صورة الحيوان وتحريم اتخاذ ما فيه صورة غير ممتهنة بالفرش ونحوه وأن الملائكة عليهم السلام لا يدخلون بيتا فيه صورة ولا كلب.

إثم من اقتنى كلبا

1410 - عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ تَدْخُل الْمَلاَئِكَة بَيْتاً فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَة (¬1)». (¬2) =صحيح 1411 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُق كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّة أَوْ لِيَخْلقوا حَبَّة أَوْ شَعِيْرَة». (¬3) =صحيح إِثْم مَنِ اقْتَنى كَلْباً 1412 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَمْسَكَ كَلْباً فَإِنَّهُ يَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيرَاطٌ إِلاَّ كَلْبَ حَرثِ أَوْ مَاشِيَة». (¬4) =صحيح 1413 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنِ اقْتَنَى كَلْباً إِلاَّ كَلْبَ صَيدٍ أَوْ مَاشِيَة، نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ». (¬5) =صحيح 1414 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّمَا أَهْل دَارٍ اتَّخَذُوا كَلْباً إِلاَّ كَلْبَ مَاشِيَة أَوْ كَلْبَ صَائِدٍ، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِمْ كُلَّ يَومٍ قِيرَاطَانِ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) ولا صورة: المراد بالصور التماثيل التي فيها الأرواح كما فسرها الصحابي نفسة في حديث رقم (3780 (البخاري. (¬2) متفق عليه، البخاري (3144) باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء، واللفظ له، مسلم (2106) الباب السابق. (¬3) متفق عليه، البخاري (7120)، باب نقض الصور، مسلم (2111) باب ذم ذي الوجهين وتحريم فعله، واللفظ له. (¬4) متفق عليه، البخاري (2197) باب اقتنى الكلب للحرث، مسلم (1575) باب الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخة وبيان تحريم اقتنائها إلا لصيد أو زرع أو ماشية ونحو ذلك، واللفظ له. (¬5) متفق عليه، البخاري (5164) باب من اقتنى كلبا ليس بكلب صيد أو ماشية، مسلم (1574) الباب السابق. (¬6) متفق عليه، البخاري (5165) الباب السابق، مسلم (1574) الباب السابق، واللفظ له.

شر الناس منزلة عند الله

شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِندَ اللهِ 1415 - عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَا عَائِشَةُ (¬1) إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللهِ يَومَ الْقِيَامَةِ، مَنْ وَدَعَهُ أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ». (¬2) =صحيح ***** 1416 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَينِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلاَءِ بِوَجه وَهَؤُلاَءِ بِوَجه». (¬3) =صحيح 1417 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «تَجِدُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللهِ ذَا الْوَجْهَينِ الَّذِي يَاْتِى هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ». (¬4) =صحيح 1418 - عَنْ عَمَّار رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَانَ لَهُ وَجْهَانِ فِي الدُّنْيَا كَانَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ». (¬5) =صحيح ***** 1419 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) هذا الحديث له قصه وهي: أنه استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال "ائذنوا له فبئس ابن العشيرة أو بئس أخو العشيرة". فلما دخل أَلاَنَ له الكلام فقلت له: يا رسول الله قلت ما قلت ثم ألنت له في القول؟ فقال "أي: عائشة .. فذكر الحديث. (¬2) متفق عليه، البخاري (5707) باب ما يجوز من اغتياب أهل الفساد والريب، مسلم (2591) باب مداراة من يتقي فحشهباب ذم ذي الوجهين وتحريم فعله. (¬3) متفق عليه، البخاري (5711) باب ما قيل في ذي الوجهين، مسلم (2526) باب مداراة من يتقى فحشه، واللفظ له. (¬4) البخاري في الأدب المفرد (409) باب الشحناء، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) أبو داود (4873) باب في ذي الوجهين، تعليق الألباني "صحيح".

«إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلُ يُفْضِي (¬1) إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا (¬2)». (¬3) = 1420 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الأَمَانَةِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلُ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا». (¬4) = ******* ¬

_ (¬1) يفضي إلى امرأته: أي: يصل إليها ويباشرها - يجامعها -. (¬2) ثم ينشر سرها: أي: ثم يخبر بماجرى بينه وبينها من أمور الجماع. (¬3) مسلم (1437) باب تحريم إفشاء سر المرأة، أحمد (11673)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده على شرط مسلم، تعليق الألباني "قال في مشكاة المصابيح "صحيح" برقم (3190)، وضعفه في باقي كتبه " وفي إسناد هذا الحديث رجل ضعيف وهو: عمر بن حمزه بن عبد الله. (¬4) مسلم (1437) الباب السابق.

باب الفتن والملاحم

بَابُ الْفِتَن وَالْمَلاَحِم مَا جَاءَ فِي شِدَّة الْفِتن فِي آخِر الزَّمَان 1421 - عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لَمْ يَبقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ بَلاَءٌ وَفِتْنَةٌ». (¬1) =صحيح 1422 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ مَا يُبَالِي الرَّجُلُ مِنْ أَيْنَ أَصَابَ الْمَالَ، مِنْ حَلالٍ أَوْ حَرَامٍ». (¬2) =صحيح 1423 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى الْقَبْرِ، فَيَتَمَرَّغُ عَلَيْهِ وَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَكَانَ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ، وَلَيْسَ بِهِ الدِّينُ إِلاَّ الْبَلاَءُ». (¬3) =صحيح مَا جَاءَ فِي انْتِقَاض عُرَى الإِسْلاَم عُرْوَة عُرْوَة 1424 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإِسْلاَمِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، فَأَوَّلُهُنَّ نَقْضاً الْحُكْمُ، وَآخِرُهُنَّ الصَّلاَة». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن ماجه (4035) باب شدة الزمان، تعليق الألباني "صحيح"، ابن حبان (689)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي". (¬2) البخاري (1954) باب من لم يبالي من حيث كسب المال، النسائي (4454) باب اجتناب الشبهات في الكسب، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) متفق عليه، البخاري (6698) باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور مسلم (157) باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء، واللفظ له. (¬4) ابن حبان (6680)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي".

ما جاء في أن المتمسك بعشر دينه في آخر الزمان ينجو

مَا جَاءَ فِي أَنَّ الْمُتَمِسِّك بِعُشْر دِينِهِ فِي آخِرِ الزَّمَان يَنْجُو 1425 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ مَنْ تَرَكَ مِنْكُمْ عُشْرَ مَا أُمِرَ بِهِ هَلَكَ، ثُمَّ يَأْتِي زَمَانٌ مَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ بِعُشْرِ مَا أُمِرَ بِهِ نَجَا». (¬1) =صحيح 1426 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّكُمْ الْيَوْمَ فِي زَمَانٍ كَثِير عُلَمَاؤُه، قَلِيلُ خُطَباَؤُه، مَنْ تَرَكَ عُشْرَ مَا يَعْرِفْ هَوَى، وَيَأْتِي مِنْ بَعْدُ زَمَانٌ كَثْير خُطَبَاؤُه، قَلِيلُ عُلَمَاؤُه، مَنْ اسْتَمْسَكَ بِعُشْرِ مَا يَعْرِفُ فَقَدْ نَجَا». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِيمَن أَدْرَكُوا آبَائَهُم عَلَى لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَقَالُوهَا مِنْ غَيْرِ عَمَلٍ 1427 - عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَدْرُسُ الإِسْلامُ (¬3) كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ (¬4) الثُّوبِ، حَتَّى لا يُدْرى مَا صِيَامٌ وَلاَ صَلاَةٌ وَلاَ نُسُك وَلاَ صَدَقَةٌ، وَلَيُسْرى عَلَى كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ، فَلاَ يَبْقَى فِي الأرْضِ مِنهُ آيَةٌ، وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ الشَّيخُ الْكَبِيرُ، وَالْعَجُوزُ يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَة: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فَنَحْنُ نَقُولُهَا». فَقَالَ لَهُ صِلَةُ: مَا تُغْنِي عَنْهُم: لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَهُمْ لا يَدْرُونَ، مَا صَلاَةٌ وَلاَ صِيَامٌ وَلاَ نُسُك وَلاَ صَدَقَةٌ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلاثاً كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيفَةُ، ¬

_ (¬1) الترمذي (2267)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) ذم الكلام للهروي (15)، تعليق الألباني "صحيح"، السلسلة الصحيحة (2510). (¬3) يدرس الإسلام: أي: يذهب شيئا فشيئا. (¬4) وشي الثوب: أي: نقشه.

ما جاء في أن المتمسك بدينه كالقابض على الجمر

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: يَا صِلَة تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ ثَلاثاً. (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ الْمُتَمَسِّك بِدِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْر 1428 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِيْنِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ». (¬2) =صحيح 1429 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْمُتَمَسِّكُ بِسُنَّتِي عِنْدَ اخْتِلاَف أُمَّتِي كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ». (¬3) =حسن مَا جَاءَ فِي الْغُرَبَاء وَمَنْ هُمْ 1430 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيْباً وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيْباً فَطُوبَى (¬4) لِلْغُرَباءِ». (¬5) =صحيح 1431 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ عِنْدَهُ: «طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ». فَقِيلَ: مَنْ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «أُنَاسٌ صَالِحُونَ فِي أُنَاسٍ سُوءٍ كَثَيرٍ، مَنْ يَعْصِيْهِم أَكْثَرُ مِمَّنْ ¬

_ (¬1) ابن ماجه (4049) باب ذهاب القرآن والعلم، تعليق الألباني "صحيح"، مستدرك الحاكم (8636) كتاب الفتن والملاحم، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم". (¬2) الترمذي (2260)، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) نوادر الأصول في أحاديث الرسول (2/ 327)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (6676). (¬4) طوبى: أي: هنيئا لهم. (¬5) مسلم (145) باب بيان أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا وأنه يأرز بين المسجدين، ابن ماجه (3986) باب بدأ الإسلام غريبا، تعليق الألباني "صحيح".

فناء الصالحون الأول فالأول

يُطِيْعُهُمْ». (¬1) =صحيح فَنَاء الصَّالِحُونَ الأوَّلَ فَالأوَّلَ 1432 - عَنْ مِرْداس الأَسْلَمِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، وَيَبْقَى حُفَالَة كَحُفَالَة الشَّعِيرِ أَوْ التَّمْرِ لا يُبَالِيْهِم اللهُ بَالَةُ». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ لا يَأْتِي زَمَانٌ إِلاَّ وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ 1433 - عَنْ الزُّبَير بْنِ عَديّ قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ: «اصْبِرُوا فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ، إِلاَّ وَالَّذِي بَعْدُهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوا رَبكُمْ». سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيكُمْ - صلى الله عليه وسلم -. (¬3) =صحيح أَمَاكِنْ خُروج الْفِتَن 1434 - عَنْ سَالِم، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَامَ إِلَى جَنْبِ الْمِنبَرِ فَقَالَ: «الْفِتْنَةُ هَا هُنَا الْفِتْنَةُ هَا هُنَا، مِنْ حَيثُ يَطلُعُ قَرنُ الشَّيْطَان أَوْ قَالَ: قَرنُ الشَّمْسُ». (¬4) =صحيح 1435 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ ¬

_ (¬1) أحمد (6650)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3921)، الصحيحة (1619). (¬2) البخاري (6070) باب ذهاب الصالحين، ويقال: ذهاب المطر. (¬3) البخاري (6657) باب: لا يأتي زمان إلا والذي بعده شرا منه. (¬4) متفق عليه، البخاري (6679) باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - الفتنة من قبل المشرق، واللفظ له، مسلم (2905) باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان

ما جاء في تخوين الأمناء وأن اللئيم هو من أسعد الناس بالدنيا

الْمَشْرِقَ يَقُولُ: «أَلاَ إِنَّ الْفِتْنَةُ هَا هُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَان». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي تَخْوِين الأُمَنَاء وَأًنَّ اللئِيم هُوَ مِنْ أَسْعَدُ النَّاس بِالدُّنْيَا 1436 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «سَيَأتِي عَلَى النَّاسِ سَنَواتٌ خَدَّاعَاتٌ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ». قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ». (¬2) =صحيح 1437 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ الْفُحْشُ وَالتَّفَحُّشُ وَقَطِيعَةُ الأرْحَامِ وَتَخْوينُ الأَمِينِ وَائْتِمَانُ الْخَائِنِ». (¬3) =حسن 1438 - عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالدُّنْيَا: لُكَع (¬4) ابن لُكَع». (¬5) =صحيح مَا جَاءَ فِي رَفْع الأَمَانَة 1439 - عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثَينِ قَدْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أنْتَظِرُ الآخَرَ حَدَّثَنَا: «أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جِذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ نَزَلَ الْقُرْآنُ، فَعَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ، وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ». ثُمَّ حَدَّثَنَا ¬

_ (¬1) البخاري (6680) الباب السابق، واللفظ له، مسلم (2905) الباب السابق. (¬2) ابن ماجه (4036) باب الصبر على البلاء، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) الأحاديث المختارة (2191)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده حسن"، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5894)، الصحيحة (2238). (¬4) لكع ابن لكع: معناه اللئيم ابن اللئيم. (¬5) الترمذي (2209)، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في ولاة آخر الزمان

عَنْ رَفْعِ الأَمَانَةِ قَالَ: «يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْوَكْتِ (¬1) ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةَ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلٍ (¬2) كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رَجْلِكَ فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِراً (¬3) وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ أَخَذَ حَصًى فَدَحْرَجَهُ عَلَى رِجْلِهِ فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ، فَلاَ يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ حَتَّى يُقَالُ: إِنَّ فِي بَنِي فُلانٍِ رَجُلاً أَمِيناً، حَتَّى يُقَالُ لِلَّرجل: مَا أَجْلَدَهُ مَا أَظْرَفَهُ مَا أَعْقَلَهُ، وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيْمَانٍ». (¬4) =صحيح 1440 - عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمْ الأَمَانَة». (¬5) =صحيح 1441 - عَنْ زَيدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَوَّلُ مَا يُرْفَعُ مِنْ النَّاسِ الأَمَانَة، وَآخِرُ مَا يَبْقَى الصَّلاَة، وَرُبَّ مُصَلٍّ: لاَ خَلاقَ (¬6) لَهُ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى». (¬7) =حسن مَا جَاءَ فِي وُلاة آخِر الزَّمَان 1442 - عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ ¬

_ (¬1) الوكت: هو الأثر اليسير. (¬2) المجل: هو التنفط الذي يصير في اليد من العمل بفأس أو نحوه ويصير كالقبه فيه ماء قليل، وأيضا يصير ذلك من الحروق. (¬3) منتبرا: مرتفعا. ... (¬4) متفق عليه، البخاري (6132) باب رفع الأمانة، مسلم (143) باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب وعرض الفتن على القلوب، واللفظ له. (¬5) المعجم الكبير (7182)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (257). (¬6) لا خلاق له: الخلاق هو الحظ والنصيب. (¬7) الحكيم الترمذي، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (2575).

ما جاء في تمني الإمارة

وَتَابَعَ». قَالُوا: أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: «لا مَا صَلُّوْا». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي تَمَنِّي الإِمَارَة 1443 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الإِمَارَةِ وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَنِعْمَ الْمُرْضِعَة وَبِئْسَتِ الْفَاطِمَة». (¬2) =صحيح 1444 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَلِي أَمْرَ عَشْرَة فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ إِلاَّ أَتَى الله عَزَّ وَجَلَّ مَغْلُولاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدَه إِلَى عُنُقِهِ، فَكَّهُ بٍِرُّهُ أَوْ أَوْبَقَهُ إِثْمُهُ، أَوَّلُهَا مَلاَمَةٌ وَأَوْسَطُهَا نَدَامَةٌ وَآخِرُهَا خِزي يَومَ الْقِيَامَة». (¬3) =صحيح 1445 - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِي مَسؤولِيَّة الْحَاكِمْ 1446 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ ¬

_ (¬1) مسلم (1854) باب وجوب الإنكار على الأمراء فيما يخالف الشرع وترك قتالهم ما صلوا ونحو ذلك، واللفظ له، أبو داود (4760) باب في قتل الخوارج، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) البخاري (6729) باب ما يكره مكن الحرص على الإمارة. (¬3) أحمد (22354)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5718)، الصحيحة (349)، الترغيب والترهيب (2175). (¬4) متفق عليه، البخاري (6727) باب من لم يسأل الإمارة أعانه الله عليها، مسلم (1652) باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها، واللفظ له.

دعاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - للولاة الميسرين لأمور الأمة

وَلِيَ مِنْ أَمْر الْمُسْلِمِينَ شَيْئاً فَغَشَّهُمْ فَهُوَ فِي النَّارِ». (¬1) =صحيح 1447 - عَنْ مَعقِل بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهُمْ إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّة». (¬2) =صحيح 1448 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَنْ تَنَالَهُمَا شَفَاعَتِي إِمَامٌ ظَلُومٌ، وَكُلُّ غَالٍ مَارِقٌ». (¬3) =حسن دُعَاء الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - لِلْوُلاة الْمُيَسِّرِين لأمُور الأُمَّة 1449 - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَمَاسَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنْ شَيْءٍ فَقَالَتْ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ فَقَالَتْ: كَيْفَ كَانَ صَاحِبُكُمْ لَكُمْ فِي غَزَاتِكُمْ هَذِهِ؟ فَقَالَ: مَا نَقِمْنَا مِنْهُ شَيئْاً (¬4) إِنْ كَانَ لَيَمُوتُ لِلرَّجُلِ مِنَّا الْبَعِيرُ فَيُعْطِيهِ الْبَعِيرَ، وَالْعَبْدُ فَيُعْطِيهِ الْعَبْدَ، وَيَحْتاَجُ إِلَى النَّفَقَةِ فَيُعْطِيهِ النَّفَقَةَ فَقَالَتْ: أَمَا إِنَّهُ لا يَمْنَعُنِي الَّذِي فَعَلَ فِي مُحَمَّدٍ بْنِ أَبِي بَكْر أَخِي أَنْ أُخْبِرَكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا: «اللَّهُمَّ! مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) المعجم الأوسط (3481)، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (2206). (¬2) البخاري (6732) باب من استرعى رعية فلم ينصح. (¬3) المعجم الكبير (879)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3798)، الصحيحة (470). (¬4) ما نقمنا منه شيئا: أي: ما كرهنا منه شيئا. (¬5) مسلم (1828) باب فضيه الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم، أحمد (24666)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

ما جاء في تشديد الرسول - صلى الله عليه وسلم - في طاعة ولي الأمر

1450 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ (¬1) عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ (¬2) الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا (¬3)». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِي تَشْدِيد الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - فِي طَاعَةِ وَلِي الأَمْر 1451 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَة». (¬5) =صحيح 1452 - عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ فَجَاءَ اللهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيهِ، فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: «نَعَمْ». قُلْتُ: هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ». قُلْتُ: فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرٍ شَرٌّ؟ قَالَ: «نَعَمْ». قُلْتُ: كَيْفَ؟ قَالَ: «يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ». قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «تَسْمَعُ وَتُطِيعُ للأَمِيرِ، وَإِنْ ضَرَبَ ظَهْرُكَ وَأَخَذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ». (¬6) =صحيح 1453 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ ¬

_ (¬1) المقسطين: مفردها مقسط: وهو العادل. (¬2) وكلتا يديه يمين: تقدم شرحها في حديث رقم "1159". (¬3) ولوا: أي: كانت لهم عليه ولاية. (¬4) مسلم (1827) الباب السابق، أحمد (6492)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬5) البخاري (6723) باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية. (¬6) مسلم (1847) باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة، واللفظ له، مستدرك الحاكم (8533) كتاب الفتن والملاحم، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح".

ما جاء في أن الطاعة في المعروف وإلا فلا طاعة

الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرِّ، فَجَاءَنَا اللهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ». قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَفِيهِ دُخَنٌ». قُلْتُ: وَمَا دُخَنُهُ؟ قَالَ: «قُومٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِر». قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابِهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ صِفْهُمْ لَنَا؟ قَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتَنَا». قُلْتُ: فَمَا تَأمُرَنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ قَالَ: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ». قَلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَة وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ: «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوتُ، وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ الطَاعَة فِي الْمَعْرُوف وَإِلاَّ فَلاَ طَاعَة 1454 - عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، فَغَضِبَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُطِيعُونِي؟ قَالُوا: بَلَى قَالَ: قَدْ عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ لما جَمَعْتُمْ حَطَباً وَأَوْقَدْتُمْ نَارَاً، ثُمَّ دَخَلْتُمْ فِيْهَا، فَجَمَعُوا حَطَباً فَأَوْقَدُوا فَلَمَّا هَمُّوا بِالدُّخُولِ، فَقَامَ يَنْظُر بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا تَبِعْنَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِرَاراً مِنَ النَّارِ أَفَنَدْخُلُهَا؟ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ خَمَدَتِ النَّارُ وَسَكَنَ غَضَبُهُ، فَذُكِرَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا أَبَداً، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ». (¬2) =صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (3411) باب علامات النبوة في الإسلام، واللفظ له، مسلم (1847) باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة. (¬2) متفق عليه، البخاري (6726) باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية، واللفظ له، مسلم (1840) الباب السابق.

ما جاء في أثم من خرج على ولاة الأمر

مَا جَاءَ فِي أَثْم مَنْ خَرَجَ عَلَى وُلاة الأَمْر 1455 - عَنْ عَرْفَجَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «سَتَكُونُ فِي أُمَّتِي هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ وَهَنَاتٌ (¬1) فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ جَمِيعٍ، فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيفِ (¬2) كَائِناً مَنْ كَانَ». (¬3) =صحيح مَنْ مَاتَ مُفَارق للجَمَاعَة 1456 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَرْوِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيئاً يَكْرَهُهُ، فَلْيَصْبِر فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَة شِبراً فَمَاتَ فَمِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ». (¬4) =صحيح 1457 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَة فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ (¬5) يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ (¬6) أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلاَ يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمنهَا وَلاَ يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) هنات: الهنات مفردها هنة، وتطلق على كل شيء، والمراد بها هنا: الفتن والأمور الحادثة. (¬2) فاضربوه بالسيف: أذا لم ينتهي إلا بذلك. (¬3) مسلم (1852) باب حكم من فرق أمر المسلمين وهو مجتمع بلفظ هنات مرتين، وأبو داود (4762) باب في قتل الخوارج، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) متفق عليه، البخاري (6724) باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية، مسلم (1849) باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة، واللفظ له. (¬5) عمية: هي بضم العين وكسرها قالوا: هي الأمر الأعمى لا يستبين وجهه. وإلى هذا القول ذهب أحمد بن حنبل والجمهور. (¬6) لعصبة: العصبة هم أقارب الرجل من جهة الأب، والمعنى أنه لا يقاتل لنصرة الدين والحق بل تعصبا لقومه ولهواه. (¬7) مسلم (1848) باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة =

ما جاء في انتشار القتل

مَا جَاءَ فِي انْتِشَار الْقَتْل 1458 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلمُ، وَتَكْثُرُ الزَّلاَزِلَ، وَيَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُر الْهَرْجُ - وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ - حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُم الْمَالُ فَيَفِيضَ». (¬1) =صحيح 1459 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَتَقَارَبُ الزَّمَان، وَيَنْقُصُ الْعَمَل، وَيُلْقَى الشُّحُ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ». قَالُوا: وَمَا الْهَرْج؟ قَالَ: «الْقَتلُ الْقَتل». (¬2) =صحيح 1460 - عَنْ أُمِّ حَبِيبة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «رَأَيتُ مَا تَلْقَى أُمَّتِي بَعْدِي وَسَفك بَعضِهم دِمَاء بَعض وَسَبَقَ ذَلِكَ مِنَ اللهِ تَعَالَى كَمَا سَبَقَ فِي الأُمَمِ قَبلَهُم فَسَألتُه أَنْ يُوَلِّيني شَفَاعَة يَومَ الْقِيَامَة فِيهِم فَفَعَل». (¬3) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ عَذَاب هَذِهِ الأمَّة فِي الُّدنيَا هُوَ الْقَتَل 1461 - عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أُمَّتِي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرحُوَمةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ فِي الآخِرَةِ، عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا، الْفِتَنُ ¬

_ = الجماعة، واللفظ له، ابن حبان (4561)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬1) البخاري (989) باب ما قيل في الزازل والآيات. (¬2) البخاري (5690) باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل. (¬3) مستدرك الحاكم (227) كتاب الإيمان، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه .. "، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرطهما"، أحمد (27450)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (918)، الصحيحة (1440)، الترغيب والترهيب (3633).

قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - كن المقتول ولا تكن القاتل

وَالزَّلاَزِلُ وَالْقَتلُ». (¬1) =صحيح قَوْل الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - كُنْ الْمَقتُول وَلاَ تَكُن الْقَاتِل 1462 - عَنْ خَالِد بْنِ عَرْفَطَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «سَيَكُونُ أَحْدَاثٌ، وَفِتنَةٌ وَفُرْقَةٌ وَاخْتِلافٌ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ الْمَقْتُولَ لا القَاتِل فَافْعَلْ». (¬2) =صحيح 1463 - عَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ فِتَناً كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيْهَا مُؤْمِناً وَيُمْسِي كَافِراً، وَيُمْسِي مُؤْمِناً وَيُصْبِحُ كَافِراً، الْقَاعِدُ فِيْهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيْهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، فَكَسِّروا قِسِيَّكُمْ (¬3) وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ وَاضْرِبُوا بِسُيوفَكُم بِالْحِجَارَةِ، فَإِنْ دُخِلَ عَلَى أَحَدِكُمْ فَلْيَكُنْ كَخَيرِ ابْنِي آدَمَ». (¬4) =صحيح 1464 - عَنْ أَبِي بُردَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ وَفُرْقَةٌ وَاخْتِلافٌ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَأْتِ بِسَيفِكَ أُحُداً فَاضْرِبْهُ حَتَّى يَنْقَطِعَ، ثُمَّ اجْلِسْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ خَاطِئةٌ أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ». فَقَدْ وَقَعَتْ، وَفَعَلْتُ مَا قَالَ: رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) أَبو داود (4278) باب ما يرجى من القتل، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) مستدرك الحاكم (5223)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3616). (¬3) قسيكم: جمع قوس. (¬4) ابن ماجه (3961) باب التثبت في الفتن، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) ابن ماجه (3962) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في إثم القاتل

مَا جَاءَ فِي إِثْم الْقَاتِل 1465 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَبَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ لِقَاتِلِ الْمُؤمِنِ تَوبَةً». (¬1) =صحيح 1466 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَبَى عَلَيَّ لِمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً - قَالَهَا ثَلاَثاً - (¬2)». (¬3) =صحيح 1467 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَزَالَ الْمُؤمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً». (¬4) =صحيح 1468 - عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ قَتلِ مُؤمِنٍ بِغَيرِ حَقٍّ». (¬5) =صحيح 1469 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ». (¬6) =صحيح 1470 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الأمُور، الَّتِي لاَ ¬

_ (¬1) الأحاديث المختارة (2164)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح"، محمد بن حمزة الفقيه في " أحاديثه " (215/ 2)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (23)، الصحيحة (689). (¬2) إن الله أبى علي فيمن قتل مؤمنا ثلاثا: يعني سألته أن يقبل توبته فامتنع أشد امتناع قال ذلك ثلاثا أي: كرره ثلاث مرات للتأكيد. (¬3) سنن البيهقي الكبرى (15641 (واللفظ له، أحمد (22543) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1698). (¬4) البخاري (6469) باب قول الله تعالى {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم}. (¬5) ابن ماجه (2619) باب التغليظ في قتل المؤمن ظلما، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) الترمذي (1395) باب ما جاء في تشديد قتل المؤمن، تعليق الألباني "صحيح".

مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيْهَا، سَفْكَ الدَّم الْحَرَامِ، بِغَيْرِ حِلِّهِ». (¬1) =صحيح 1471 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «كُلُّ ذَنبٍ عَسَى اللهُ أَنْ يَغْفِرَهُ، إِلاَّ مَنْ مَاتَ مُشْرِكاً، أَوْ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً». (¬2) =صحيح 1472 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا يَزَالُ الْمُؤمِنُ مُعْنِقاً (¬3) صَالِحاً مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً، فَإِذَا أَصَابَ دَماً حَراماً بَلَّحَ (¬4)». (¬5) =صحيح 1473 - عَنْ أبِي سَعِيدٍ وَأبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ والأرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لأكَبَّهُمُ اللهُ فِي النَّارِ». (¬6) =صحيح 1474 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَجِئُ الْمَقْتُولُ بِالقَاتِلِ (¬7) يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاصِيتُهُ وَرَأْسُهُ بِيَدِهِ (¬8) وَأَوْدَاجُهُ (¬9) تَشْخَبُ (¬10) دَماً يَقُولُ: ¬

_ (¬1) البخاري (6470) كتاب الديات. (¬2) أبو داود (4270) باب في تعظيم قتل المؤمن، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) معنقا: المعنق طويل العنق الذي له سوابق في الخير. (¬4) بلح: أعيا وانقطع ولم يقدر على الحركة، ومنه هلاك من أصاب دما حراما. (¬5) أبو داود (4270) باب في تعظيم قتل المؤمن، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) الترمذي (1398) باب الحكم في الدماء، تعليق الألباني "صحيح". (¬7) يجيء المقتول بالقاتل: أي: يحضره ويأتي به. (¬8) ناصيته: الناصيه: هي شعر المقدمة من الرأس، والمعنى أن المقتول يحضر القاتل بهذه الهيأة، ناصية القاتل بيد المقتول، أو ناصية المقتول نفسه كما في روايه عند الطبراني بسند صحيح: «يأتي المقتول متعلقا رأسه باحدى يديه متلببا قاتله بيده الاخرى .. ». (¬9) أوداجه: الأوداج هي ما أحاط العنق من العروق التي يقطعها الذابح، مفردها ودج. (¬10) تشخب: تسيل.

أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالفرار من هذه الفتن لمن أدركها

يَا رَبِّ! قَتَلَنِي هَذَا حَتَّى يُدْنِيهِ مِنَ الْعَرْشِ». (¬1) =صحيح أَمْر الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - بِالْفِرَار مِنْ هَذِهِ الْفِتَن لِمَنْ أَدْرَكَهَا 1475 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «تَكُونُ فِتْنَةٌ النَّائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْيَقْظَانِ، وَالْيَقْظَانُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، فَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذاً فَلْيَسْتَعِذْ». (¬2) =صحيح 1476 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَيْفَ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو! إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ؟!». قَالَ: وَذَاكَ مَا هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟! قَالَ: «ذَاكَ إِذَا مَرَجَتْ أَمَانَاتُهُمْ وَعُهُودُهُمْ، وَصَارُوا هَكَذَا». - وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ - قَالَ: فَكَيْفَ تَرى يَا رَسُولَ اللهِ؟! قَالَ: «تَعْمَلُ مَا تَعْرِفُ، وَتَدَعُ مَا تُنْكِرُ، وَتَعْمَل بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَتَدَعُ عَوَامَّ النَّاسِ». (¬3) =صحيح 1477 - عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ أَلاَ ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي فِيهَا، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي إِلَيْهَا، أَلاَ فَإِذَا نَزَلَتْ أَوْ وَقَعَتْ، فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبلِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ». قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبِلٌ وَلاَ غَنَمٌ وَلاَ أَرْضٌ؟ قَالَ: «يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ، ثُمَّ لْيَنْجُ إِنْ اسْتَطَاعَ ¬

_ (¬1) الترمذي (3029)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) متفق عليه، البخاري (3406) باب علامات النبوة فيالإسلام، مسلم (2886) باب نزول الفتن كمواقع القطر، واللفظ له. (¬3) ابن حبان (5920)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

ما جاء في فتن لا تذر بيتا من بيوت العرب إلا دخلته

النَّجَاءَ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ! هَلْ بَلَّغْتُ؟». قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَأَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلَقَ بِي إِلَى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ أَوْ إِحْدَى الْفِئَتَيْنِ، فَضَرَبَنِي رَجُلٌ بِسَيْفِهِ أَوْ يَجِئُ سَهْمٌ فَيَقْتُلَنِي؟ قَالَ: «يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي فِتَن لا تَذَر بَيتاً مِنْ بُيوت الْعَرَب إِلاَّ دَخَلَتْهُ 1478 - عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةِ تَبُوكٍ - وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أدِمٍ (¬2) - فَقَالَ: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ: مَوْتِى، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مَوْتانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ (¬3) ثُمَّ اسْتِفَاضَةِ الْمَالِ، حَتَّى يُعْطَي الرَّجُلُ مِائَةَ دِيْنَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطاً، ثُمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلاَّ دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلفاً». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِي هَلاَكِ أُمَّةِ مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - 1479 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ الصَّادِق الْمَصْدُوقَ يَقُول: «هَلاَكُ أُمَّتِي عَلَى يَدَي غِلْمةٍ مِنْ قُرَيْشٍ». فَقَالَ مَروَانُ غِلْمَةٌ؟ قَالَ ¬

_ (¬1) مسلم (2887) باب نزول الفتن كمواقع القطر، واللفظ له، ابن حبان (5934)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) قبة من أدم: أي: من جلد. (¬3) كقعاص الغنم: هو داء يصيب الغنم فيسيل من أنوفها شيء فتموت فَجْاءَة وكذلك غيرها من الدواب، وقيل: هو الهلاك المعجل. (¬4) البخاري (3005) باب ما يحذر من الغدر.

فضل الطاعة في آخر الزمان

أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنْ شِئتَ أَنْ أُسَمِّيَهُمْ، بَنِي فُلانٍ، وَبَنِي فُلانٍ. (¬1) =صحيح 1480 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «هَلاَكُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَان سُفَهَاء مِنْ قُرَيْشٍ». (¬2) =صحيح 1481 - وعنه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبي أَبُو الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّادِقُ الْمَصْدُوق: «إِنَّ فَسَادَ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ أُغَيْلِمَة سُفَهَاء مِنْ قُرَيشٍ». (¬3) =صحيح فَضْل الطَّاعَة فِي آخِرِ الزَّمَان 1482 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ زَمَانَ صَبْرٍ، لِلْمُتَمَسِّكِ فِيهِ أَجْرُ خَمْسَيْنَ شَهِيْداً». فَقَالَ عُمَرُ: يا رَسُولَ اللهِ! مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟ قَالَ: «مِنْكُمْ». (¬4) =صحيح 1483 - عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْعِبَادَةُ فِي الْهَرجِ (¬5) كَهِجْرَةٍ إِلَيِّ». (¬6) =صحيح مَا جَاءَ فِي أُمُور كَائِنَة قَبْلَ قِيَام السَّاعَة 1484 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لأُحدِّثَنَّكُمْ حَدِيثاً لا يُحَدِّثَكُمُوه أَحَدٌ بَعْدِي سَمِعْتُهُ مِنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ». وَإِمَّا قَالَ: «مِنْ أَشْرَاطِ ¬

_ (¬1) البخاري (3410) باب علامات النبوة في الإسلام. (¬2) ابن حبان (6677)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) ابن حبان (6678)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح". (¬4) المعجم الكبير (1394)، تعليق الألباني "صحيح" صحيح الجامع (2234)، السلسلة الصحيحة (494). (¬5) في الهرج: المراد بالهرج هنا: الفتنة واختلاط أمور الناس. وسبب فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها، ويشتغلون عنها. (¬6) مسلم (3985) باب الوقوف عند الشبهات، الترمذي (2201) الهرج والعبادة فيه، تعليق الألباني "صحيح".

الملحمة

السَّاعَةِ، أَنْ يُرْفَعَ الْعِلمُ وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ وَيُشْرَبُ الْخَمْرُ وَيَظْهَرُ الزِّنَا وَيَقِلُّ الرِّجَالُ وَيَكْثَرُ النِّسَاءُ حَتَّى يَكُونَ لِلْخَمْسِينَ امرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِد (¬1)». (¬2) =صحيح الْمَلْحَمَة 1485 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قاَلَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِب، وَخَرَابُ يَثْرِب خُرُوجُ الْمَلْحَمَة، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِيِنَّية خُرُوجُ الدَّجَّال». ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذ الَّذِي حَدَّثه أَوْ مَنْكِبه ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَا هُنَا، أَوْ: كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ». يَعْنِي مُعَاذ بْنُ جَبَلٍ. (¬3) =حسن 1486 - عَنْ ذِي مِخْمَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «سَتُصَالِحُكُمْ الرُّوْمُ صُلْحاً آمِناً، ثُمَّ تَغْزُونَ أَنْتُمْ وهُمْ عَدُوًّا، فَتُنْتَصَرونَ وَتَغْنَمُونَ وَتَسْلَمُونَ، ثُمَّ تَنْصَرِفُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذي تُلولٍ، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصَّلِيبِ الصَّلِيبَ فَيَقُولُ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَقُومُ إِلَيْهِ فَيَدُقُّهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ، وَيَجْتَمِعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ». (¬4) =صحيح 1487 - عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَينَ بَنِي الأصْفَر هُدْنَةٌ، فَيَغْدِرُونَ بِكُمْ فَيَسِيرُونَ ¬

_ (¬1) القيم الواحد: أي: الذي يقوم بأمورهن، ويحتمل أن يكنى به عن إتباعهن له لطلب النكاح حلالا أو حراما. (¬2) متفق عليه (6423) باب أثم الزناة، واللفظ له، ومسلم (2671) باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان. (¬3) أبو داود (4294) باب في أمارات الملاحم، تعليق الألباني "حسن". (¬4) ابن ماجه (4089) باب الملاحم، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في المهدي

إِلَيكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةٍ، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً». (¬1) =صحيح 1488 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالأَعْمَاقِ، أَوْ بِدَابِق (¬2) فَيَخْرُج إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَة مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئذٍ فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتْ الرُّومُ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلُهُمْ فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: لاَ وَاللهِ لاَ نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ، لاَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ أَبَداً، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ، لاَ يُفْتَنُونَ أَبَداً فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمْ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتَونِ، إِذْ صَاحَ فِيْهِمْ الشَّيْطَانُ: إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ فَيَخْرُجُونَ وَذَلِكَ بَاطِلٌ فَإِذَا جَاؤُوا الشَّام خَرَجَ فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاَة فَيَنْزِلُ عِيْسَى بْنُ مَرْيَمَ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَمَّهُمْ فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ ذَابَ كَمَا يَذُوْبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ فَلَوْ تَرَكَهُ لانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ». (¬3) =صحيح مَا جَاءَ فِي الْمَهْدِي 1489 - عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمْلِكَ النَّاسَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ (¬4) اسْمُهُ اسْمِي، وَاسمُ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) ابن ماجه (4095) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) بالأعماق أو بدابق: موضعان بالشام، بقرب حلب. (¬3) مسلم (2897) باب في فتح قسطنطينية وخروج الدجال ونزول عيسى بن مريم، ابن حبان (6774)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬4) يواطيء: أي: يماثل ويوافق ويطابق.

ما جاء في مدة حكمه

اسْمَ أَبِي فَيَمْلَؤُهَا قِسْطاً وَعَدْلاً». (¬1) =حسن صحيح مَا جَاءَ فِي مُدَّة حُكْمِهِ 1490 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي أَقْنَى (¬2) يَمْلأُ، الأَرْضَ عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ قَبْلَهُ ظُلْماً، يَمْلِك سَبْعَ سِنِينَ» (¬3) =حسن صحيح مَا جَاءَ فِي إِخْرَاج الأرْض لِكُنُوزِهَا 1491 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «تَقِيءُ الأَرْضُ أَفْلاَذَ كَبِدِهَا، أَمْثَالَ الأُسْطُوَانِ، مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا (¬4) قَتَلْتُ، وَيِجِيءُ الْقَاطِعُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي، وَيِجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي، ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلاَ يَأْخُذُونََ مِنْهُ شَيْئاً». (¬5) =صحيح 1492 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَيَقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِئَةٍ تَسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ: لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن حبان (6785) تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬2) أقنى: القنا في الأنف طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه. (¬3) ابن حبان (6787)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬4) في هذا: أي: من أجل هذا وبسببه. (¬5) مسلم (1013) باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها، الترمذي (2208)، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) مسلم (2894) باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، واللفظ له، ابن حبان (6656)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الصحيح".

ما جاء في خروج الدجال

1493 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَمَنْ حَضَرَهُ، فَلاَ يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئاً». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي خُرُوج الدَّجَّال 1494 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَأْتِي الْمَسِيحُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ هَمَّتُهُ الْمَدِينَةُ، حَتَّى يَنْزِلَ دُبُرَ أُحُدٍ، ثُمْ تَصْرِفُ الْمَلاَئِكَةَ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّامِ، وَهُنَالِكَ يَهْلِكُ». (¬2) =صحيح 1495 - عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ، يُقَالُ لَهَا: خُرَاسَانُ، يَتَّبِعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ (¬3)». (¬4) =صحيح 1496 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أُحَدِّثُكُمْ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّادِقُ الْمَصْدُوقِ - حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ أَبُو الْقَاسِم الصَّادِقُ الْمَصْدُوقِ: «إِنَّ الأَعْوَرَ الدَّجَّالَ - مَسِيحُ الضَّلاَلَةِ - يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فِي زَمَانِ اخْتِلاَفٍ مِنَ النَّاسِ وَفُرْقَة، فَيَبْلُغُ مَا شَاءَ اللهُ مِنَ الأَرْضِ فِي أَرْبَعِينَ يَوْماً، اللهُ أَعْلَمُ مَا مِقْدَارُهَا؟ اللهُ أَعْلَمُ مَا مِقْدَارُهَا؟ - مَرَّتَيْنِ - وَيُنْزِلُ اللهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَيَؤُمُّهمْ (¬5) فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه قَتَلَ اللهُ ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (6702) باب خروج النار، مسلم (2894) الباب السابق. (¬2) مسلم (1380) باب صيانة المدينة من دخول الطاعون والدجال إليها. (¬3) المجان المطرقة: المجان: مفردها مجن وهو الترس، والمطرقة: هي التي ألبست العقب وأطرقت به طاقة فوق طاقة. وشبه وجوههم بالترسة لبسطها وتدويرها وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها. (¬4) ابن ماجه (4072) باب فتنة الدجال وخروج عيسى ابن مريم وخروج يأجوج ومأجوج، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) قال أبو حاتم: في هذا الخبر فيؤمهم أراد به فيأمرهم بالإمامة إذ العرب تنسب الفعل إلى الآمر كما تنسبه إلى الفاعل =

ما جاء في أوصافه

الدَّجَّالَ وَأَظْهَرَ الْمُؤمِنِينَ!». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَوْصَافه 1497 - عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الدَّجَّالُ أَعْوَرُ العَينِ اليُسْرَى، جُفَالُ الشَّعَرِ (¬2) مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ». (¬3) =صحيح 1498 - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنِّي قَدْ حَدَّثتُكُمْ عَنِ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لا تَعْقِلُوا، إِنَّ مَسيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ أَفْحَج (¬4) جَعْدٌ أَعْوَرُ مَطْمُوس الْعَين لَيْسَ بِنَاتِئَة وَلاَ حَجْرَاء (¬5) فَإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعوَر». (¬6) =صحيح 1499 - عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوماً بَيْنَ ظَهْرَي النَّاسِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَر، أَلاَ إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْن الْيُمْنَى (¬7) كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَة، وَأَرَانِي اللَّيلَة عِندَ الْكَعْبَة فِي ¬

_ = كما ذكرنا في غير موضع من كتبنا. (¬1) ابن حبان (6773)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي". (¬2) جفال الشعر: أي: كثير الشعر. (¬3) مسلم (2934) باب ذكر الدجال وصفة وما معه، أحمد (23298)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬4) أفحج: الفحج: تباعد مابين أوسط الساقين، وقيل: تباعد ما بين الفخذين، وقيل: تباعد ما بين الرجلين. (¬5) ليست بناتئه ولا جحراء: ناتئه: أي: بارزة كبروز حبة العنب، ولا جحراء: أي: غائرة منجحرة في نقرتها. (¬6) أبو داود (4320) باب خروج الدجال، تعليق الألباني "صحيح". (¬7) في هذا الحديث قال - صلى الله عليه وسلم - أنه أعور العين اليمنى، وفي حديث حذيفة الذي قبله أعور العين اليسر: قال القاضي عياض تصحح الروايتان معاً بأن تكون المطموسة والممسوحة هي العوراء الطافئة بالهمز أي: التي ذهب ضوؤها وهي العين =

ما جاء في شدة فتنته

الْمَنَامِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ كَأَحْسَنِ مَا يُرَى مِنْ آُدْمِ الرِّجَالِ تَضْرِبُ لِمَّته (¬1) بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ، رَجْل الشَّعْرِ يَقْطُرُ رَأْسهُ مَاءً، وَاضِعاً يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَي رَجُلَينِ، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيتِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَريَمَ، ثُمَّ رَأَيْتُ رَجُلاً وَرَاءَهُ جَعْداً قَطَطاً (¬2) أَعْوَرَ الْعَين الْيُمْنَى، كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ بِابْنِ قَطَنٍ، وَاضِعاً يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَي رَجُل يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ». (¬3) =صحيح مَا جَاءَ فِي شِدَّة فِتنَته 1500 - عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَين رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنأ عَنْهُ (¬4) فَوَاللهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأتِيهِ وَهُوَ يَحْسَبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ، أَوْ لِمَا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ». (¬5) =صحيح مَا جَاءَ فِي مَدَّة مُكْثِه وَسُرعَة تَنَقله 1501 - عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ = اليمنى كما في حديث بن عمر وتكون الجاحظة التي كأنها كوكب وكانها نخاعة في حائط هي الطافية بلا همز وهي العين اليسرى كما جاء في رواية حذيفة وعلى هذا فهو أعور العين اليمنى واليسرى معا فكل واحدة منهما عوراء أي: معيبة فإن الأعور من كل شيء المعيب وكلا عيني الدجال معيبة فاحداهما معيبة بذهاب ضوئها حتى ذهب ادراكها والأخرى بنتوئها. (¬1) تضرب لمته: أي: شعر رأسه، يقال له إذا جاوز شحمة الأذنين وألَمَّ بالمنكبين لمة، وإذا جاوزت المنكبين فهي: جمة، وإذا قصرت عنهما فهي: وفرة. (¬2) جعد قطط: أي: شديد جعودة الشعر، مباعد للجعود المحبوب، والشعر الأجعد هو الذي به اللتوآت، والجعود في الشعر محمود إذا لم يكن شديد. (¬3) البخاري (3256) باب قول الله: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها}. (¬4) فلينأ: أي: فليبعد. (¬5) أبو داود (4319) باب خروج الدجال.

الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ (¬1) حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رَحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا فَقَالَ: «مَا شَأنُكُمْ؟». قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ فَقَالَ: «غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيْكُمْ، فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّي بْنِ قَطَنٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُوْرَةِ الْكَهْفِ، إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِيناً وَعَاثَ شِمَالاً، يَا عِبَادَ اللهِ فَأثْبُتُوا». قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا لَبْثُهُ فِي الأرْضِ؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ يَوْماً، يَوْمٌ كَسَنَةٍ وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ». قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! فَذَلِكَ الْيَومُ الَّذِي كَسَنَةٍ أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلاَةُ يَوْمٍ قَالَ: «لاَ، اقَدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ». قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الأَرْضِ؟ قَالَ: «كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتِي عَلَى الْقَومِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونُ لَهُ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ وَالأَرْضَ فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذَراً (¬2) وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعاً، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ، فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ (¬3) لَيْسَ بِأَيْدِيْهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بِالْخرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ، فَتَتْبُعُه كُنُوزُهَا ¬

_ (¬1) فخفض فيه ورفع: خفض فيه بمعنى: حقره، ورفعه: أي: عظمه وفخمه، فمن تحقيره وهو أنه على الله تعالى عوده ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - هو أهون على الله من ذلك، وإنه لا يقدر على قتل أحد إلا ذلك الرجل ثم يعجز عنه، وإنه يضمحل أمره ويقتل بعد ذلك هو وأتباعه، ومن تفخيمه وتعظيم: فتنته والمحنة به، وقدرته على أمور خارقة للعادة. (¬2) فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا: تروح: أي: ترجع آخر النهار، والسارحة: هي الماشية. ذرا: هي أعالي الأسنمة مفردها ذروة. (¬3) فيصبحون ممحلين: أي: أصابهم المحل وهو القحط، من قلة المطر ويبس الأرض من الكلأ.

كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ (¬1) ثُمَّ يَدْعُو رَجُلاً مُمْتَلِئاً شَبَاباً فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ الْمَسِيحَ ابن مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ (¬2) وَاضِعاً كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ (¬3) فَلاَ يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلاَّ مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ (¬4) فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمْ اللهُ مِنْهُ فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ، فَبَيْنَمَا هُوْ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللهُ إِلَى عِيسَى: إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَاداً لِي لاَ يَدَانِ (¬5) لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ فَحَرِّزْ عِبَادِي إْلَى الطًُّورِ، وَيَبْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (¬6) فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرَهُمْ فَيَقُولُونَ: لَقَدْ كَانَ بِهَذهِ ِمَرَّةً مَاءٌ، وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثُّوْرِ لأحَدِهِمْ خَيْراً مِنْ مَائَةِ دِيْنَارٍ لأحَدِكُمُ الْيَوْمَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ (¬7) فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى، كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى َوَأَصْحَابُهُ إِلَى الأَرْضِ فَلاَ يَجِدُونَ فِي الأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلاَّ مَلأَهُ زَهَمُهُمْ (¬8) وَنَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ ¬

_ (¬1) كيعاسيب النحل: هو ذكور النحل جمع يعسوب، وكنى بها هنا عن جماعتها لإتباعها له لأنه أميرها. (¬2) مهرودتين: أي: لابس ثوبين مصبوغين بورس أو زعفران، وقيل: لهما شقتان والشقة نصف الملاءة. (¬3) تحدر من جمان كاللؤلؤ: الجمان حبات من الفضة تصنع على هيئة اللؤلؤ الكبار، والمراد يتحدر منه الماء على هيئة اللؤلؤ في صفائه. (¬4) باب لد: بلدة قريبه من بيت المقدس. (¬5) لا يدان: أي: لا قدرة ولا طاقة. (¬6) وهم من كل حدب ينسلون: الحدب النشز، وقال الفراء من كل أَكَمَة، من كل موضع مرتفع، وينسلون: يمشون مسرعين. (¬7) النغف: هو دود يكون في أنوف الإبل والغنم. (¬8) زهمهم: أي: دسمهم وريحهم الكريهة.

ما جاء في رؤية الصحابة له

نَبِيُّ اللهِ عِيْسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللهِ، فَيُرْسِلُ اللهُ طَيْراً كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ مَطَراً لاَ يَكِنُّ مِنْهُ بَيْتَ مَدَرٍ (¬1) وَلاَ وَبَرٍ فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ، ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ: أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ، فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا، وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ (¬2) حَتَّى أَنَّ اللَّقْحَةَ مِنَ الإِبِلِ لَتَكِفِي الْفِئَامَ (¬3) مِنَ النَّاسِ، وَاللَّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ، وَاللَّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفُخْذَ مِنَ النَّاسِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيْحاً طَيِّبَةً فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُج الْحُمُرِ (¬4) فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ». (¬5) =صحيح مَا جَاءَ فِي رُؤيَة الصَّحَابَة لَهُ 1502 - عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ نِدَاءَ الْمُنَادِي مُنَادِي رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُنَادِي: الصَّلاَةَ جَامِعَةً، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَكُنْتُ فِي صَفِّ النِّسَاءِ الَّتِي تَلِي ظُهُورَ الْقَومِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلاَتَهُ، جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ: «لِيَلْزَم كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلاَهُ». ثُمَّ قَالَ: «أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ؟». قَالُوا: اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَمُ قَالَ: ¬

_ (¬1) لا يكن منه بيت مدر: لا يكن منه أي: لا يمنع من نزول الماء، بيت مدر: المدر هو الطين الصلب. (¬2) الرسل: هو اللبن، واللقحة: هي القريبة العهد بالولادة. (¬3) الفئام: أي: الجماعة الكثيرة. (¬4) يتهارجون فيها تهارج الحمر: أي: يجامع الرجال النساء علانية بحضرة الناس كما تفعل الحمير. (¬5) مسلم (2937) باب ذكر الدجال وصفته وما معه واللفظ له، ابن ماجه (4075) باب طلوع الشمس من مغربها، تعليق الألباني "صحيح"، مستدرك الحاكم (8508) كتاب الفتن والملاحم، تعليق الحاكم "هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم ".

«إِنِّي وَاللهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلاَ لِرَهْبَةٍ وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لأنَّ تَمِيماً الدَّارِي كَانَ رَجُلاً نَصْرَانِياً فَجَاءَ فَبَايِعَ وَأَسْلَمَ، وَحَدَّثَنِي حَدِيثاً وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحُدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ حَدَّثَنِي، أَنَّهُ رَكِبَ فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مَعَ ثَلاَثِينَ رَجُلاً مِنْ لَخْمٍ (¬1) وَجُذَامَ فَلَعِبَ بِهِمُ الْمُوجُ شَهْراً فِي الْبَحْرِ، ثُمَّ أَرْفَؤُا إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ حَتَّى مَغْرِبَ الشَّمْسِ، فَجَلَسُوا فِي أَقْرُبِ السَّفِينَةِ فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ (¬2) كَثِيرُ الشَّعْرِ لا يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعْرِ فَقَالُوا: وَيْلَكِ! مَا أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ قَالُوا: وَمَا الْجَسَّاسَةُ؟ قَالَتْ: أَيُّهَا الْقَومُ! انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدِّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأشَوَاقِ قَالَ: لَمَا سَمَّتْ لَنَا رَجُلاً فَرِقْنَا مِنْهَا (¬3) أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً قَالَ: فَانْطَلَقْنَا سِرَاعاً حَتَّى دَخَلْنَا الدِّيْرَ، فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ (¬4) رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقاً، وَأَشَدُّهُ وَثَاقاً مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ مَا بَيْنَ رَكْبَتَيْهِ إِلَى كَعْبَيْهِ بِالْحَدِيدِ قُلْنَا: وَيْلَك! مَا أَنْتَ؟ قَالَ: قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي فَأَخْبِرُونِي مَا أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ، رَكِبْناَ فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِيْنَ اغْتَلَمَ فَلَعِبَ بِنَا الْمُوجُ شَهْراً ثُمَّ أَرْفَأْنَا إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ، فَجَلَسْنَا فِي أَقْرُبِهَا فَدَخَلْنَا الْجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيَرُ الشَّعْرِ لا يُدْرَي مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعْرِ، فَقُلْنَا: وَيْلَكِ! مَا أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ، قُلْنَا: وَمَا الْجَسَّاسَةُ؟ قَالَتْ: اعْمِدُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدِّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأشْوَاقِ، فَأقْبَلْنَا إِلَيْكَ سِرَاعاً وَفَزِعْنَا مِنْهَا وَلَمْ نَأْمَنْ أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً، فَقَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بِيْسَانَ، قُلْنَا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِر؟ قَالَ: ¬

_ (¬1) لخم: قبيلة معروفة. (¬2) أهلب: الأهلب غليظ الشعر وكثيرة. (¬3) فرقنا منها: أي: خفنا. (¬4) أعظم إنسان: أي: أكبر جثة، أو أهيب هيئة.

أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا هَلْ يُثْمِرُ؟ قُلْنَا لَهُ: نَعَمْ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ يُوْشِكُ أَنْ لا تُثْمِرَ، قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ، قُلْنَا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: هَلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قَالُوا: هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ، قَالَ: أَمَا إِنَّ مَاءُهَا يُوْشِكُ أَنْ يَذْهَبَ، قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرَ؟ (¬1) قَالُوا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: هَلْ فِي الْعَيْنِ مَاءٌ وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ الْعَيْنِ؟ قُلْنَا لَهُ: نَعَمْ هِيَ كَثِيرَةٌ الْمَاءِ وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ مَائِهَا، قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ نَبِيِّ الأُمِّيِّينَ مَا فَعَلَ؟ قَالُوا: قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ، قَالَ: أَقَاتَلَهُ الْعَرَبُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ قَالَ: كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ؟ فَأَخْبَرنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنَ الْعَرَب، وَأَطَاعُوهُ، قَالَ لَهُمْ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، وَإِنِّي مُخْبِرَكُمْ عَنِّى إِنِّي أَنَا: الْمَسِيحُ وَإِنِّي أَوْشَكَ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ فَأَخْرُجُ فَأَسِيرُ فِي الأرْضِ فَلاَ أَدَعُ قَرْيَةً إِلاَّ هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَىَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً، أَوْ وَاحِداً مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتاً (¬2) يَصُدُّنِي عَنْهَا وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلاَئِكَةً يَحْرُسُونَهَا قُالْتُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَطَعَنَ بِمِخْصَرَتِهِ فِي الْمِنْبَرِ هَذِهِ طَيْبَةُ هَذِهِ طَيْبَةُ هَذِهِ طَيْبَةُ». يَعْنِي الْمَدِينَةُ «أَلا هَلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذَلِكَ؟». فَقَالَ النَّاسُ: نَعَمْ «فَإِنَّهُ أَعْجَبَنِي حَدِيْثُ تَمِيمٍ أَنَّهُ وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ وَعَنْ الْمَدِينَةَ وَمَكَّةَ أَلاَ إِنَّهُ فِي بَحْرِ الشَّامِ، أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ، لا بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ (¬3) مَا هُوَ وَأَوْمَأ بِيَدِهِ إِلِى الْمَشْرِقِ». قَالَتُ: فَحَفِظْتُ هَذَا ¬

_ (¬1) عين زغر: هي بلدة معروفة في الجانب القبلي من الشام. (¬2) صلتا: أي: مسلولا. (¬3) ما هو من قبل المشرق: قال القاضي: لفظة " ما هو " زائدة، صلة للكلام ليست بنافية، والمراد: أثبات أنه في جهة المشرق.

ما يقي منه بإذن الله

مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. (¬1) =صحيح مَا يَقِي مِنْهُ بِإِذْنِ اللهِ 1503 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُوْرَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ». وَفِي رِوَايِة «مِنْ آخِرِ الْكَهْفِ». (¬2) =صحيح 1504 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ: اللَّهُمَّ! إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فَتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ فَتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجْالِ». (¬3) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ الدَّجَّال لا يَضُر مُسْلِماً 1505 - عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: «لَفِتْنَةُ بَعضِكُمْ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، إِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ فِتْنَةٍ صَغِيرَةٍ وَلاَ كَبِيرَةٍ إِلاَّ تَتَّضِعُ لِفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، فَمَنْ نَجَا مِنْ فَتْنَةِ مَا قَبْلَهَا نَجَا مِنْهَا، وَإِنَّهُ لا يَضُرُّ مُسْلماً مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيهِ: كَافِرٌ، مُهَجَّاةً: ك ف ر». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) مسلم (2942) باب قصة الجساسة، واللفظ له، الترمذي (2253)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) مسلم (809) باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي، واللفظ له، أبو داود (4323) باب ذكر جروج الدجال، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) مسلم (588) باب ما يستعاذ منه في الصلاة، واللفظ له، أبو داود (983) باب ما يقول عند التشهد، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن حبان (6769)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرطهما".

ما جاء في ابن صائد وأنه هو المسيح الدجال

مَا جَاءَ فِي ابْنِ صَائِد وَأَنَّهُ هُوَ الْمَسِيح الدَّجَّال 1506 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ انْطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي رَهْطٍ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ حَتَّى وَجَدَهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَان عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ، يَوْمَئِذٍ الْحُلُمَ، فَلَمْ يَشْعُر حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ظَهْرَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لابْنِ صَيَّادٍ: «أَتَشْهَدُ أَنِى رَسُولُ اللهِ؟». فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الأُمِّيِّينَ، فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِرَسُوْلِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَتَشْهَدُ أَنِي رَسُولُ اللهِ فَرَفَضَهُ (¬1) رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ: «آمَنْتُ بِاللهِ وَبِرُسُلِهِ». ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَاذَا تَرَى؟». قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «خُلِّطَ عَلَيْكَ الأمْرُ». ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئاً». فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ». فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: ذَرنِي يَا رَسُولَ اللهِ أَضْرِبُ عُنُقَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلاَ خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ». (¬2) =صحيح 1507 - وَقَالَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأُبِيُّ بْنُ كَعْبٍ الأنْصَارِيُّ إِلَى النَّخْلِ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - النَّخْلَ طَفِقَ يَتَّقِى بِجُذُوعِ النَّخْلِ وَهُوَ يَخْتِلُ (¬3) أَنْ ¬

_ (¬1) فرفضه: قيل: الرفض هو الضرب بالرجل، مثل الرفس، ويجوز أن يكون ترك سؤاله الإسلام ليأسه فيه حينئذ، ثم شرع في سؤله عما يرى. (¬2) متفق عليه، البخاري (1289) باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه وهل يعرض على الصبي الإسلام، مسلم (2931) باب ذكر ابن صياد، واللفظ له. (¬3) يختل: أي: يخدعه ويراوغه يطلب أن يسمع كلامه وهو لا يشعر.

ادعاء ابن صائد أنه ليس الأعور الدجال

يَسْمَعَ مِنِ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئاً قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ ابْنُ صَيَّادٍ، فَرَآهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشٍ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا زَمْزَمَةٌ (¬1) فَرَأَتْ أُمَّ ابْن صَيَّادٍ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَتَّقِى بِجُذُوعِ النَّخْلِ فَقَالَتْ لابْنِ صَيَّادٍ: يَا صَافِ! وَهُوَ اسْمُ ابْنُ صَيَّادٍ، هَذَا مُحَمَّدٌ فَثَارَ ابْنُ صَيَّادٍ (¬2) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنْ (¬3)». (¬4) =صحيح حَلِف عُمَر - رضي الله عنهم - أَمَامَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ هُوَ الدَّجَّال 1508 - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِِر قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَحْلِفُ باِللهِ، أَنَّ ابْنَ صَائِدِ الدَّجَّالُ، فَقُلْتُ: أَتَحْلِفُ بِاللهِ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يُنْكِرْهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -. (¬5) =صحيح ادِّعَاء ابن صَائِد أَنَّه لَيسَ الأعوَر الدَّجَّال 1509 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجاً أَوْ عُمَّاراً وَمَعَنََا ابْنُ صَائِدٍ قَالَ: فَنَزَلنَا مَنْزِلاً فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَبَقِيتُ أَنَا وَهُوَ، فَاسْتَوْحَشْتُ مِنْهُ وَحْشَةً شَدِيْدَةً مِمَّا يُقَالُ عَلَيْهِ، قَالَ: وَجَاءَ بِمَتَاعِهِ فَوَضَعَهُ مَعَ مَتَاعِي. فَقُلْتُ: إِنَّ الْحَرَّ شَدِيدٌ، فَلَوْ وَضَعْتَهُ تَحْتَ تِلْكَ الشَّجَرَةِ، قَالَ: فَفَعَلَ قَالَ: فَرُفِعَتْ لَنَا غَنَمٌ فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بِعُسٍّ (¬6) فَقَالَ: اشْرَبْ أَبَا سَعِيدٍ فَقُلْتُ: إِنَّ ¬

_ (¬1) زمزمة: هو صوت خفي لا يكاد يفهم، أو لا يفهم. (¬2) فثار: أي: نهض من مضجعه وقام. (¬3) لو تركته لبين: أي: لو لم تخبره أمه بمجيئنا، لبين لنا من حاله ما تعرف به حقيقة أمره. (¬4) متفق عليه، البخاري (1355) باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه وهل يعرض على الصبي الإسلام، مسلم (2931) باب ذكر ابن صياد، واللفظ له. (¬5) متفق عليه، البخاري (2869) باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من تخشى معرته، مسلم (2931) الباب السابق، واللفظ له. (¬6) بعس: هو القدح الكبير.

الدليل على أنه هو الأعور الدجال

الْحَرَّ شَدِيدٌ وَاللَّبَنُ حَارٌّ مَا بِي إِلاَّ أَنِي أَكْرَهُ أَنْ أَشْرَبَ عَنْ يَدِهِ، أَوْ قَالَ: آخُذَ عَنْ يَدِهِ فَقَالَ: أَبَا سَعِيدٍ! لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آخُذَ حَبْلاً فَأُعَلِّقَهُ بِشَجَرَةٍ ثُمَّ أَخْتَنِقَ مِمَّا يَقُولُ لِيَ النَّاسُ، يَا أَبَا سَعِيدٍ! مَنْ خَفِيَ عَلَيْهِ حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا خَفِي عَلَيْكُمْ مَعْشَرَ الأنْصَارِ أَلَسْتَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «هُوَ كَافِرٌ». وَأَنَا مُسْلِمٌ؟ أَوَ لَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «هُوَ عَقِيمٌ لاَ يُولَدُ لَهُ». وَقَدْ تَرَكْتُ وَلَدِي بِالْمَدِينَةِ؟ أَوَ لَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ وَلاَ مَكَّةَ». وَقَدْ أَقْبَلْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَنَا أُرِيدُ مَكَّةَ؟. قَالَ أَبُو سَعِيد: حَتَّى كِدْتُ أَنْ أَعْذِرَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللهِ! إِنِّي لأَعْرِفُهُ وَأَعْرِفُ مَوْلِدَهُ وَأَيْنَ هُوَ الآنَ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ. (¬1) =صحيح الدَّلِيل عَلَى أَنَّهُ هُوَ الأَعوَر الدَّجَّال 1510 - عَنْ نَافِعٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَقِيَ ابْنُ عُمَرَ ابْنَ صَائِدٍ فِي بَعْضِ طُرقِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهُ قَوْلاً أَغْضَبَهُ، فَانْتَفَخَ حَتَّى مَلأَ السِّكَّةَ، فَدَخَلَ ابْنُ عُمَرَ عَلَى حَفْصَةَ وَقَدْ بَلَغَهَا فَقَالَتْ لَهُ: رَحِمَكَ اللهُ! مَا أَرَدْتَ مِنِ ابْنِ صَائِدٍ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَم وَنُزُولِهِ 1511 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رَأَيْتُ مُوسَى وَإِذَا هُوَ رَجُلٌ ضَرْبٌ رَجِلٌ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوْءَةَ (¬3) ¬

_ (¬1) مسلم (2927) باب ذكر ابن صياد. (¬2) مسلم (2932) الباب السابق، واللفظ له، أحمد (26469 (مطولا، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) شنوءة: حي من اليمن.

ما جاء في قتل عيسى للمسيح

وَرَأَيْتُ عِيسَى فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ رَبعة أَحْمَرُ كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيْمَاسِ (¬1) وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِ إِبْرَاهِيم - صلى الله عليه وسلم - بِهِ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِإِنَاءَينِ، فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ وَفِي الآخَرِ خَمْرٌ، فَقَالَ: اشْرَبْ أَيَّهُمَا شِئْتَ فَأَخَذتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتَهُ، فَقِيلَ: أَخَذْتَ الْفِطْرَة، أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي قَتْل عِيسَى لِلْمَسِيح 1512 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَنْزِلَ الرُّومُ بِالأَعْمَاقِ - أَوْ بِدَابِقَ - فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، هُمْ خِيَارُ أَهْلِ الأرْضِ يَوْمَئذٍ، فَإِذَا تَصَافُّوا، قَالَتْ الرُّومُ: خَلُّوا بَينَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلُهُمْ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: لا وَاللهِ! لا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لا يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ أَبَداً، ثُمَّ يُقْتَلُ ثُلُثُهمْ وَهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ، وَيَفْتَتِحُ ثُلُثٌ فَيَفْتَتِحُونَ القُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيتُونِ، إِذْ صَاحَ فِيهِمْ الشَّيْطَانُ: إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْالِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ - وَذَلِكَ بَاطِلٌ - فَإِذَا جَاؤُوا الشَّامَ، خَرَجَ - يَعنِي الدَّجَّال - فَبَيْنَمَا هُمْ يُعدُّونَ لِلْقِتَالِ وَيُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَإِذَا َرَآُه َعُدُّو اللهِ يَذُوبُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلحُ، وَلَوْ تَرَكَوُه لَذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ، وَلَكِنَّهُ يَقْتُلُه اللهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِم دَمَهُ بِحَرْبَتِهِ». (¬3) =صحيح ¬

_ (¬1) من ديماس: أي: من حمام. (¬2) متفق عليه، البخاري (3214) باب قول الله تعالى {وهل أتاك حديث موسى}، {وكلم الله موسى تكليما} واللفظ له، مسلم (168) باب الإسراء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السماوات وفرض الصلوات. (¬3) مسلم (2897) باب في فتح قسطنطينية وخروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم، ابن حبان (6774)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح".

ما جاء في يأجوج ومأجوج

مَا جَاءَ فِي يَأْجُوج وَمَأْجُوج 1513 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَ كُلَّ يَوْمٍ، حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَونَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ: ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَداً، فَيُعيدُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَشَدَّ مَا كَانَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُم، وَأَرَادَ اللهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ، حَفَروا حَتَّى إِذَا كَادَوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ: ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَداً إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى، فَاسْتَثْنَوا فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ، فَينْشِفُونَ الْمَاءَ وَيَتَحَصَّنُ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي حُصُونِهِمْ فَيَرمُونَ بِسِهَامِهِم إِلَى السَّمَاءِ، فَتَرْجِعُ عَلَيْهَا الدَّمُ الَّذِي اجْفَظَّ، فَيَقُولُونَ: قَهَرْنَا أَهْلَ الأرْضِ وَعَلَونَا أَهْلَ السَّمَاءِ، فَيَبعَثُ اللهُ نَغَفاً فِي أَقْفَائِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا». قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! إِنَّ دَوَابَّ الأَرْضِ لَتَسْمَنُ وَتَشْكُرُ شَكَراً مِنْ لُحومِهِم». (¬1) =صحيح 1514 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «تُفْتَحُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ فَيَخْرُجُونَ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} فَيَعُمُّونَ الأَرْضَ وَيَنْحَازُ مِنْهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى تَصيرَ بَقِيَّةُ الْمُسْلِمُينَ فِي مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَيَضُمُّونَ إِلَيْهِمْ مَوَاشِيهِمْ حَتَّى أَنَّهُمْ لَيَمُرُّونَ بِالنَّهْرِ فَيَشْرَبُونَهُ حَتَّى مَا يَذَرُونَ فِيهِ شَيْئاً، فَيَمُرُّ آخِرُهُمْ عَلَى أَثَرِهِمْ فَيَقُولُ: قَائِلُهُمْ لَقَدْ كَانَ بِهَذَا الْمَكَان مَرَّةًَ مَاءٌ وَيَظهَرُونَ عَلَى الأَرْضِ فَيَقُولُ قَائِلُهُمْ: هَؤُلاَءِ أَهْلُ الأَرْضِ قَدْ فَرَغْنَا مِنْهُمْ وَلَنُنَازِلَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ ¬

_ (¬1) ابن ماجه (4080) باب فتنة الدجال وخروج عيسى ابن مريم وخروج يأجوج ومأجوج، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في قرب خروجهم

حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَهُزُّ حَرْبَتَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَتَرْجِعَ مُخَضَّبَةً بِالدَّمِ فَيَقُولُونَ: قَدْ قَتَلنَا أَهْلَ السَّمَاءِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ دَوَابَّ كَنَغَفِ الْجَرَادِ فَتَأْخُذُ بِأَعْنَاقِهِمْ فَيَمُوتُونَ مَوْتَ الْجَرَادِ، يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَيُصْبِحُ الْمُسْلِمُونَ لاََ يَسْمَعُونَ لَهُمْ حِسًّا، فَيَقُولُونَ: مَنْ رَجُل يَشْرِي نَفْسَهُ وَيَنْظُرُ مَا فَعَلوا؟ فَيَنْزِلُ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَدْ وَطَّنَ نَفْسَهُ عَلَى أَنْ يَقْتُلُوهُ، فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى فَيُنَادِيهِمْ أَلا أَبْشِرُوا فَقَدْ هَلَكَ عَدُوُّكُمْ، فَيَخْرُجُ النَّاسُ وَيُخلُونَ سَبِيلَ مَوَاشِيهِمْ فَمَا يَكُونُ لَهُمْ رَعْيٌ إِلاَّ لُحُومُهُمْ فَتشكرُ عَلَيْها كَأَحْسَنِ مَا شَكَرَتْ مِنْ نَبَاتٍ أَصَابَتْهُ قَطُّ». (¬1) =حسن صحيح مَا جَاءَ فِي قُربِ خُروجهم 1515 - عَنْ زَيْنَبْ ابْنَةَ جَحْش رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعاً يَقُولُ: «لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَومَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلَ هَذِهِ». وَحَلَّقَ بِإصْبَعَهِ الإِبْهَام وَالَّتِي تَلِيْهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتَ جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ!: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثْ». (¬2) =صحيح 1516 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «فَتَحَ اللهُ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلَ هَذِهِ». وَعَقَدَ وهيب تِسْعِينَ. (¬3) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن ماجه (4079) الباب السابق، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬2) متفق عليه، البخاري (6717) باب قصة يأجوج ومأجوج، واللفظ له، مسلم (2880) باب اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج. (¬3) متفق عليه، البخاري (3347) الباب السابق، مسلم (2881) الباب السابق.

ما جاء في حج البيت بعد خروج يأجوج ومأجوج

مَا جَاءَ فِي حَجّ الْبَيت بَعدَ خُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج 1517 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَيُحَجَّنَّ الْبَيْتُ وَليُعْتَمرنَّ بَعْدَ خُرُوج يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي خَرَابِ مَكَّةَ 1518 - عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ هَذَا الْبَيْتَ إِلاَّ أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ، فَلاَ تَسَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَظْهَرُ الْحَبَشَةُ، فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَاباً لاَ يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَداً، وَهُمْ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ». (¬2) =صحيح 1519 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «كَأَنِّي بِهِ أَسْوَد أَفْحَج (¬3) يَقْلَعُهَا حَجَراً حَجَراً». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِي خَرَاب الْمَدِينَة وَتَرْكُ أَهلها لَهَا 1520 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قاَلَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِب، وَخَرَابُ يَثْرِب خُرُوجُ الْمَلْحَمَة، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِيِنَّية خُرُوجُ الدَّجَّال». ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذ الَّذِي حَدَّثه أَوْ مَنْكِبه ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَا هُنَا أَوْ: ¬

_ (¬1) البخاري (1516) باب قول الله تعالى {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم}. (¬2) ابن حبان (6788)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬3) أفحج: هو الذي إذا مشى باعد بين رجليه كالمختتن. (¬4) البخاري (1518) باب هدم الكعبة.

ما جاء في خروج الشمس من مغربها ورد قبول التوبة

كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ». يَعْنِي مُعَاذ بْنُ جَبَلٍ. (¬1) =حسن 1521 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «يَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ، لاَ يَغْشَاهَا إِلاَّ الْعَوَافِ - يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ - وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ، يُرِيْدَانِ الْمَدِيْنَةَ يَنْعِقَانِ (¬2) بِغَنَمهمَا فَيَجِدَانِهَا وَحْشاً (¬3) حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ خَرّا عَلَى وُجُوهِهمَا (¬4)». (¬5) =صحيح مَا جَاءَ فِي خُروج الشَّمْس مِنْ مَغْرِبِهَا وَرَد قَبُول التَّوبَة 1522 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ فَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ، فَذَلِكَ حِينَ {لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً} وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوبَهُمَا بَيْنَهُمَا فَلاَ يَتَبَايَعَانِهِ وَلاَ يَطْويَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلاَ يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يَليِطُ حَوضَهُ فَلاَ يَسْقِي فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أَكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلاَ يَطْعَمُهَا». (¬6) =صحيح 1523 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ يَوْماً: «أَتَدْرُونَ أَيْنَ ¬

_ (¬1) أبو داود (4294) باب في أمارات الملاحم، تعليق الألباني "حسن". (¬2) ينعقان: أي: يصيحان. (¬3) وحشا: أي: يجدانها ذات وحوش. (¬4) خرا على وجهيهما: أي: سقطا مَيِّتَين. (¬5) متفق عليه، البخاري (1775) باب من رغب عن المدينة، واللفظ له، مسلم (1389) باب في المدينة حين يتركها أهلها. (¬6) متفق عليه، البخاري (6141) باب طلوع الشمس من مغربها، واللفظ له، مسلم (157) باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان.

تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ؟». قَالُوا: اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِي إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً، فَلاَ تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلَعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِي إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً، وَلاَ تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَرجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلَعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي لاَ يَسْتَنْكِرُ النَّاسُ مِنْهَا شَيْئاً حَتَّى تَنْتَهِي إِلَى مُسْتَقِرِّهَا ذَاكَ، تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي أَصْبِحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا». فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَتَدْرُونَ مَتَى ذَاكُمْ؟ ذَاكَ حِينَ {لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيراً}». (¬1) =صحيح 1524 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ثَلاَث إِذَا خَرَجْنَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيْمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيْمَانِهَا خَيراً: طُلُوع الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأَرْضِ». (¬2) =صحيح ******* ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (3027) باب صفة الشمس والقمر بحسبان، مسلم (159) باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان، واللفظ له. (¬2) مسلم (158) الباب السابق.

باب فضائل أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -

بَاب فَضَائِل أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - فَضْل أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - 1525 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهَ - صلى الله عليه وسلم -: «نَحْنُ الآخِرُونَ الأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ». (¬1) =صحيح 1526 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «نَحْنُ آخِرُ الأُمَمِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ يَقُالُ: أَيْنَ الأُمَّةُ الأُميَّةُ وَنَبِيُّهَا، فَنَحْنُ الآخِرُونَ الأَوْلُونَ». (¬2) =صحيح 1527 - عَنْ مُعَاويَة بْن حَيدَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «نُكْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعِينَ أُمَّةً، نَحْنُ آخِرُهَا وَخَيْرُهَا». (¬3) =حسن 1528 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّكُمْ وَفَّيتُم سَبْعِينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ خَيْرُهاَ وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ». (¬4) =حسن ما جَاءَ فِي رَحْمَة الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - بِأُمَّتِهِ 1529 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَلاَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ {رَبِّ إِنَهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي ¬

_ (¬1) متفق عليه، وهو جزء من حديث تقدم برقم (292). (¬2) ابن ماجه (4290) باب صفة أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) ابن ماجه (4287) الباب السابق، تعليق الألباني "حسن". (¬4) ابن ماجه (4288) الباب السابق، تعليق الألباني "حسن".

فضل الصحابة رضي الله عنهم

فَإِنَّهُ مِنِّي} وَقَالَ عِيْسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ! أُمَّتِي أُمَّتِي». وَبَكَى فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيلُ! اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ فَسْلَهُ مَا يُبْكِيكَ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَا قَالَ وَهُوَ أَعْلَمُ، فَقَالَ اللهُ: يَا جِبْرِيلُ! اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلاَ نَسُوءُكَ». (¬1) =صحيح فَضْل الصَّحَابَة رَضِي اللهُ عَنْهُم 1530 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ بَيْنَ خَالِد بْنِ الْوَلِيد وَبَيْنَ عَبْدِ الرَّحَمَنِ بْنِ عَوْف كَلاَمٌ فَقَالَ خَالِد لِعَبْدِ الرَّحْمَن: تَسْتَطِيلُونَ عَلَيْنَا بَأَيَّامٍ سَبَقْتُمُونَا بِهَا فَبَلَغْنَا أَنَّ ذَلِكَ ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «دَعُوا لِي أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَوْ أَنْفَقْتُمْ مِثْلَ أُحُدٍ أَوْ مِثْلَ الَجَبَال ذَهَباً مَا بَلَغْتُمْ أَعْمَالَهُمْ». (¬2) =صحيح 1531 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ». (¬3) =صحيح فَضْل الَّذِينَ آمَنُوا بِالرَّسُوْلِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يَرَوه 1532 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّ رَجُلاً قَالَ لَهُ: ¬

_ (¬1) مسلم (202) باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته وبكائه شفقته عليهم، ابن حبان (7191)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) مسلم (2541) باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم، أحمد (13839 (واللفظ له، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك الحراني فقد روى له النسائي وابن ماجه وهو ثقة". (¬3) متفق عليه، البخاري (3470) باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "لو كنت متخذا خليلا"، مسلم (254) الباب السابق، واللفظ له.

يَا رَسُولَ اللَّهِ: طُوبَى لِمَنْ رَآكَ وَآمَنَ بِكَ، قَالَ: «طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، ثُمَّ طُوبَى ثُمَّ طُوبَى ثُمَّ طُوبَى، لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي» قَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَمَا طُوبَى؟ قَالَ: «شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ، مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ، ثِيَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ أَكْمَامِهَا». (¬1) =صحيح 1533 - عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ طَلَعَ رَاكِبَانِ فَلَمَّا رَآهُمَا قَالَ: «كِنْدِيَّانِ مَذْحِجِيَّانِ» حَتَّى أَتَيَاهُ فَإِذَا رِجَالٌ مِنْ مَذْحِجٍ قَالَ: فَدَنَا إِلَيْهِ أَحَدُهُمَا لِيُبَايِعَهُ قَالَ: فَلَمَّا أَخَذَ بِيَدِهِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَنْ رَآكَ فَآمَنَ بِكَ وَصَدَّقَكَ وَاتَّبَعَكَ مَاذَا لَهُ؟ قَالَ: «طُوبَى لَهُ» قَالَ: فَمَسَحَ عَلَى يَدِهِ فَانْصَرَفَ، ثُمَّ أَقْبَلَ الآخَرُ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِهِ لِيُبَايِعَهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَنْ آمَنْ بِكَ وَصَدَّقَكَ وَاتَّبَعَكَ وَلَمْ يَرَكَ؟ قَالَ: «طُوبَى لَهُ ثُمَّ طُوبَى لَهُ ثُمَّ طُوبَى لَهُ». قَالَ: فَمَسَحَ عَلَى يَدِهِ فَانْصَرَفَ. (¬2) =صحيح 1533 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «طُوْبَى لِمَنْ رَآنِي ثُمَّ آمَنَ بِي، وَطُوبَى - سَبْعَ مَرَّاتٍ - لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَانِي». (¬3) =صحيح 1534 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَتَى الْمَقْبَرَةَ فَقَالَ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ، وَدَدْتُ أَنْا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَناَ». قَالُوا: أَوَ لَسْنَا إِخْوَانُكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «أَنْتُمْ أَصْحَابِي ¬

_ (¬1) أحمد (11691)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3923)، الصحيحة (1241). (¬2) أحمد (17426)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أن صحابي الحديث لم يخرج له سوى ابن ماجة"، تعليق حمزة أحمد الزين "إسناده صحيح"، تعليق الألباني "هذا إسناد جيد، صرح فيه ابن إسحاق بالتحديث"، الصحيحة (1241). (¬3) ابن حبان (7189)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن في الشواهد".

أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أمة مرحومة

وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ». فَقَالُوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: «أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مَحَجَّلَةٌ، بَيْنَ ظَهْرَيْ (¬1) خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ (¬2) أَلاَ يَعْرِفُ خَيْلَهُ». قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ (¬3) عَلَى الَحَوْضِ أَلاَ لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيَهِمْ أَلاَ هَلُمَّ فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ: سُحْقاً سُحْقاً» (¬4) =صحيح أُمَّة مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - أُمَّة مَرْحُومَة 1535 - عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أُمَّتِي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرحُوَمةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ فِي الآخِرَةِ، عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا: الْفِتَنُ وَالزَّلاَزِلُ وَالْقَتلُ». (¬5) =صحيح 1536 - عَنْ أَبِي بُردَة قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَاد، فَأُتِيَ بِرؤُوس الْخَوَارِجِ كُلَّمَا جَاءَ رَأْسٌ قُلْتُ: إِلَى النَّارِ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدٍ الأَنْصَارِيِّ: أَوَلاَ تَعْلَمُ يَا بْنَ أَخِي، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ عَذَابَ هَذِهِ الأُمَّةِ جُعِلَ فِي دُنْيَاهَا». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) بين ظهري: المراد الخيل نفسها والمعنى: لو أن له خيل غر محجله بين خيل دهم بهم. (¬2) دهم بهم: أي: سود لم يخالط لونها لون آخر. (¬3) فرطهم: أي: متقدمهم. (¬4) مسلم (249) باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء، واللفظ له، ابن ماجه (4306) باب ذكر الحوض، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) أَبو داود (4278) باب ما يرجى من القتل، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) مستدرك الحاكم (156) كتاب الإيمان، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا أعلم له علة ولم يخرجاه =

أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أجرها مثل أجر اليهود والنصارى مرتين

1537 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ وَبَعْضُهَا فِي النَّارِ وَبَعْضُهَا فِي الْجَنَّةِ (¬1) إِلاَّ أُمَّتِي فَإِنَّهَا كُلَّهَا فِي الْجَنَّةِ». (¬2) =صحيح 1538 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ». (¬3) =صحيح 1539 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَل أَوْ تَتَكَلَّم». قَالَ قَتَادَةُ: إِذَا طَلَّقَ فِي نَفُسْهِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ. (¬4) =صحيح أُمَّة مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - أَجْرهَا مِثلَ أَجْر الْيَهُود وَالنَّصَارَى مَرَّتَين 1540 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّمَا أَجَلُكُمْ فِي أَجَلِ مَنْ خَلاَ مِنَ الأُمَمِ، مَا بَيْنَ صَلاَةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، وَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، كَرَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمَّالاً فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطْ، فَعَمِلَتْ الْيَهُود إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطْ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلاَةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطْ، فَعَمِلَتْ النَّصَارَى مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلاَةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ ¬

_ = وله شاهد صحيح"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرطهما ولا علة له"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2109). (¬1) بعضها في النار وبعضها في الجنة: أي: خالدين، وأما أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - فلا يخلدون في النار. (¬2) تاريخ بغداد (3/ 322)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5693). (¬3) ابن ماجه (2043) باب طلاق المكره والناسي، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) متفق عليه، البخاري (4968) باب الطلاق في الإغلاق والكره والسكران والمجنون وأمرهما والغلط والنسيان في الطلاق والشرك وغيره، واللفظ له، مسلم (127) باب تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب إذا لم تستقر.

قِيرَاطْ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ صَلاَةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ عَلَى قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، أَلاَ فَأَنْتُمْ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ مِنْ صَلاَةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ عَلَى قِيرَاطَينِ قِيرَاطَينِ، أَلاَ لَكُمْ الأَجْرُ مَرَّتَينِ، فَغَضِبَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالُوا: نَحْنُ أَكْثَرُ عَمَلاَ وَأَقَلُّ عَطَاءً، قَالَ اللهُ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئاً؟ قَالُوا: لاَ، قَالَ: فَإِنَّهُ فَضْلِي أُعْطِيهِ مَنْ شِئتُ». (¬1) =صحيح 1541 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنبَرِ يَقُولُ: «إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَا سَلَفَ قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ، كَمَا بَيْنَ صَلاَةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أُعْطِيَ أَهْلُ التُّورَاةِ التُّورَاةَ، فَعَمِلُوا بِهَا حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ ثُمَّ عَجِزُوا فَأُعْطُوا قِيرَاطاً قِيرَاطاً، ثُمَّ أُعْطِيَ أَهْلُ الإِنْجِيلِ الإِنْجِيلَ فَعَمِلُوا بِهِ حَتَّى صَلاَةُ الْعَصْرِ ثُمَّ عَجِزُوا فَأُعْطُوا قِيرَاطاً قِيرَاطاً، ثُمَّ أُعْطِيتُمْ الْقُرآنَ، فَعَمِلْتُمْ بِهِ حَتَّى غُرُوبُ الشَّمْسِ فَأُعْطِيتُمْ قِيرَاطَينِ قِيرَاطَينِ، قَالَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ: رَبَّنَا هَؤُلاَءِ أَقَلُّ عَمَلاً وَأَكْثَرُ أَجْراً؟ قَالَ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ أَجْرِكُم مِنْ شَيْءٍ؟ قَالُوا: لاَ، فَقَالَ: فَذَلِكَ فَضْلِي أُوْتِيهِ مَنْ أَشَاء». (¬2) =صحيح 1542 - عَنْ أَبِي مُوْسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَثَلُ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ قَوْماً يَعْمَلُونَ لَهُ عَمَلاَ يَوْماً إِلَى اللَّيْلِ عَلَى أَجْرٍ مَعْلُومٍ، فَعَمِلُوا لَهُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ فَقَالُوا: لاَ حَاجَةَ لَنَا إِلَى أَجْرِكَ الَّذِي شَرَطْتَ لَنَا وَمَا عَمِلنَا بَاطِلٌ فَقَالَ لَهُمْ: لاَ تَفْعَلُوا، أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ عَمَلِكُمْ وَخُذُوا أَجْرَكُمْ كَامِلاً، فَأَبَوا وَتَرَكُوا، وَاسْتَأْجَرَ آخَرِينَ بَعْدَهُمْ فَقَالَ: ¬

_ (¬1) البخاري (3272) باب ما ذكر عن بني إسرائيل. (¬2) البخاري (7029) باب في المشيئة والإرادة.

فصل

أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَلَكُمْ الَّذِي شَرَطْتُ لَهُمْ مِنَ الأَجْرِ، فَعَمِلُوا حَتَّى إِذَا كَانَ حِينَ صَلاَةِ الْعَصْرِ قَالُوا: لَكَ مَا عَمِلنَا بَاطِلٌ، وَلَكَ الأَجْرُ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا فِيهِ فَقَالَ لَهُمْ: أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ عَمَلِكُمْ، فَإِنَّ مَا بَقِيَ مِنَ النَّهَارِ شَيْءٌ يَسيرٌ، فَأَبَوا فَاسْتَأْجَرَ قَوْماً أَنْ يَعْمَلُوا لَهُ بَقْيَّةَ يَوْمِهِم، فَعَمِلُوا بَقَيَّةَ يَوْمِهِمْ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، وَاسْتَكْمَلُوا أَجْرَ الْفَرِيْقَينِ كِلَيْهِمَا، فَذَلِكَ مَثَلُهُمْ وَمَثَلُ مَا قَبِلُوا مِنْ هَذَا النَّورِ (¬1)». (¬2) =صحيح فصل * هَذَا الْمَثَل ضَرَبَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلْيَهُودِ وَإِيْمَانهُمْ بِمُوسَى وَكُفْرِهِمْ بِعِيْسَى عَلَيْهِمَا السَّلاَم، وَلِلنَّصَارَى وَإِيْمَانُهُمْ بِعِيْسَى وَكُفْرِهِمْ بِمُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - وَبِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - وَإِيْمَانُهُا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. * فَبَدَأ بِالْيَهُودِ بِقَوْلِهِ «اسْتَأْجَرَ قَوْماً يَعْمَلُونَ لَهُ عَمَلاَ يَوْماً». وَالْمَعْنىَ أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ أَخَذَا الْمِيْثَاق عَلَى الْيَهُود بِالإِيْمَانِ بِهِ وَبِرُسُلِهِ «إِلَى اللَّيْلِ». أَيْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةٍ «فَعَمِلُوا لَهُ». وذلك إيْمَانُهُمْ بِهِ وَبِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم «إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ». وَهُوَ عَمَلُهُمْ مِنْ مَبْعَثِ مُوْسَى عَلَيْهِ السَّلاَم إِلَى مَبْعَثِ عِيْسَى عَلَيهِ السَّلاَم «فَقَالُوا». عِنْدَمَا دُعُوى للإِيْمَانِ بِعِيسَى: «لاَ حَاجَةَ لَنَا إِلَى أَجْرِكَ الَّذِي شَرَطْتَ لَنَا». وَذَلِكَ كُفْرهم بِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ «وَمَا عَمِلنَا بَاطِلٌ» إِشَارَةٌ إِلَى إِحْبَاطِ عَمَلِهِمْ وَقَوْلُهُ «وَاسْتَأْجَرَ آخَرِينَ بَعْدَهُمْ». وَهُمُ النَّصَارَى «فَعَمِلُوا». بِإِيْمَانِهِمْ بِاللهِ وَبِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ «حَتَّى إِذَا كَانَ حِينَ صَلاَةِ الْعَصْرِ». وَهُوَ ¬

_ (¬1) النور: الإسلام. (¬2) البخاري (2151) باب الإجارة من العصر إلى الليل.

مَبْعَثُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - «قَالُوا». عِندَمَا دُعُوا إِلَى الإِيْمَانِ بِمُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - «لَكَ مَا عَمِلنَا بَاطِلٌ» وَهُوَ كُفْرَهُمْ بِتِّبَاعِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - وَقَوْلُهُ: «فَإِنَّ مَا بَقِيَ مِنَ النَّهَارِ شَيْءٌ يَسيرٌ». أَيْ مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا «فَاسْتَأْجَرَ قَوْماً أَنْ يَعْمَلُوا لَهُ بَقْيَّةَ يَوْمِهِم». وَهُمْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - «فَعَمِلُوا بَقَيَّةَ يَوْمِهِمْ حَتَّى غَابَتْ الشَّمْسُ». أَيْ حَتَّى قِيَامِ السَّاعَة «وَاسْتَكْمَلُوا أَجْرَ الْفَرِيْقَينِ كِلَيْهِمَا». وَذَلِكَ بِإِيْمَانِهِمْ بِالأَنْبِيَاء الثَّلاَثَة. * وَإِلَى مِثْلِ هَذَا الْمَعْنىَ ذَهَبَ ابْنُ حَجَر رَحِمَهُ الله فَقَالَ: * فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى أَنْ اللهَ تَعَالَى قَالَ لِلْيَهُود: آمِنُوا بِي وَبِرُسُلِي إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ فَآمَنُوا بِمُوسَى إِلَى أَنْ بُعِثَ عِيسَى فَكَفَرُوا بِهِ وَذَلِكَ فِي قَدْرِ نِصْفِ الْمُدَّةِ الَّتِي مِنْ مَبْعَثِ مُوسَى إِلَى قِيَامِ السَّاعَة فَقَوْلُهُمْ لاَ حَاجَةَ لَنَا إِلَى أَجْرِكَ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُمُ ْكَفَرُوا وَتَوَلَوا وَاسْتَغْنَى اللهُ عَنْهُمْ وَهَذَا مِنْ إِطْلاَق الْقَول وَإِرَادة لازِمَه لأَن لازمَه تَرك الْعَمَل الْمُعَبر بِهِ عَنْ تَرْكِ الإِيْمَانِ وَقُولُهُم وَمَا عَمِلْنَا بَاطِلٌ إِشَارَةٌ إِلَى إِحْبَاطِ عَمَلِهِمْ بِكُفْرِهِمْ بِعِيسَى إِذْا لاَ يَنْفَعُهُمْ الإِيْمَانُ بِمُوسَى وَحْدَهُ بَعْدَ بِعْثَةِ عِيسَى وَكَذَلِكَ الْقُولُ فِي النَّصَارَى إِلاَّ أَنَّ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنْ مُدَّتَهُمْ كَانَتْ قَدْرَ نِصفِ الْمُدَّة فَاقَتَصَروا عَلَى نَحو الرُّبع مِن جَمِيع النَّهَارِ وَقَوْلُهُم: «وَلَكُمْ الَّذِي شَرَطت». زَادَ فِي رِوَايَة الإِسْمَاعِيلِي «الَّذِي شَرَطت لِهَؤلاَءِ مِنَ الأَجْرِ يَعْنِي الَّذِي قَبْلَهُمْ وَقَوْلُهُ فَإِنَّمَا بَقِي مِنَ النَّهَارِ شَيءٌ يَسِيرٌ أَيْ بِالنِّسْبَةِ لِمَا مَضَى مِنْهُ وَالْمُرَادُ مَا بَقِي مِنَ الدُّنْيَا وَقُولُهُ وَاسْتَكْمَلُوا أَجْرَ الْفَرِيْقَيْنِ أَيْ بِإِيْمَانِهِمْ بِالأَنْبِيَاء الثَّلاَثَة. (¬1) * ¬

_ (¬1) فتح الباري (4/ 448).

أعمال أجرها ضعفين اختص الله تعالى بها أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - من سائر الأمم

هَذِهِ الْبِشَارَة مِنْ أَفْضَل مَا بَشَّرَ بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أُمَّتَهُ أَنْ يُعْطِيَهُمْ اللهُ مِثْلَ أَجْرِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى مَرَّتَينِ مَعَ قِصَرِ أَعْمَارَهُمْ وَقِلَّتِ أَعْمَالَهُمْ بِالنِّسْبَة لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَلَكِن كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: «فَإِنَّهُ فَضْلِي أُعْطِيهِ مَنْ شِئتُ». فَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالَمِنَّة. أَعْمَال أَجْرهَا ضِعْفَين اخْتَصَّ اللهُ تَعَالَى بِهَا أُمَّة مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ سَائِر الأُمَمْ 1543 - عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الْعَصْرَ بِالْمُخَمَّصِ (¬1) فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلاَةَ عُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، وَلاَ صَلاَةَ بَعْدَهَا حَتَّى يَطْلُعَ الشَّاهِدُ (¬2)». (¬3) =صحيح 1544 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلاَةَ عُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا وَتَرَكُوهَا فَمَنْ صَلاَّهَا مِنْكُمْ، كَانَ لَهُ أَجْرُهَا ضِعْفَيْنِ، وَلاَ صَلاَةَ بَعْدَهَا حَتَّى يُرَى الشَّاهِدُ». (¬4) =صحيح 1545 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَعْتِمُوا بِهَذِهِ الصَّلاَةِ فَإِنَّكُمْ قَدْ فُضِّلْتُمْ بِهَا (¬5) عَلَى ساَئِرِ الأُمَمِ، وَلَمْ تُصَلِّهَا أُمَّةٌ قَبْلَكُمْ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) المخمص: قال النووي هو موضع معروف. (¬2) الشاهد: النجم. (¬3) مسلم (830) باب الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها، النسائي (521) باب تأخير المغرب، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن حبان (1469)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي". (¬5) بها: أي: صلاة العشاء. (¬6) أبو داود (421) باب في وقت العشاء الآخر، تعليق الألباني "صحيح".

أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أول من يدخل الجنة

أُمَّة مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - أَوَّلُ مَنْ يَدْخُل الْجَنَّة 1546 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهَ - صلى الله عليه وسلم -: «نَحْنُ الآخِرُونَ الأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ». (¬1) =صحيح 1547 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «نَحْنُ آخِرُ الأُمَمِ وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبْ يَقُالُ: أَيْنَ الأُمَّةُ الأُميَّةُ وَنَبِيُّهَا، فَنَحْنُ الآخِرُونَ الأَوْلُونَ». (¬2) =صحيح 1548 - عَنْ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: صَدَرنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! مَا مِنْ عَبْدٍ يُؤْمنُ ثُمَّ يُسَدِّدُ إِلاَّ سُلِكَ بِهِ فِي الْجَنَّةِ وَأَرْجُو أَلاَّ يَدْخُلُوهَا حَتَّى تَبوَّءوا أَنْتُمْ، وَمَنْ صَلَحَ مِنْ ذَرَارِيَكُمْ مَسَاكِنَ فِي الْجَنَّةِ، وَلَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي، سَبْعُينَ أَلفاً بِغَيرِ حِسَابٍ». (¬3) =صحيح وَصْفُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - لأمَّتِهِ بِأَنَّهُم سَوَادٌ قَدْ مَلأ الأفُق 1549 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرونَ مَعَهُمُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيسَ مَعَهُ أَحَدٌ، حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ، قُلتُ: مَا هَذَا؟ أُمَّتِي هَذِهِ؟ قِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقُومُهُ، قِيلَ: انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ فَإِذَا سَوُادٌ يَمْلأُ الأُفُقِ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُر ¬

_ (¬1) متفق عليه، جزء من حديث تقدم برقم (292). (¬2) ابن ماجه (4290) باب صفة أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) ابن ماجه (4285) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح".

أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - نصف أهل الجنة

هَا هُنَا وَهَا هُنَا - فِي آفَاقِ السماء - فَإِذَا سَوُادٌ قَدْ مَلأ الأُفُق، قِيلَ: هَذِهِ أُمَّتُكَ، وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلاَءِ سَبْعُونَ ألفاً بِغَيرِ حِسَابٍ». ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ فَأَفَاضَ الْقُومُ وَقَالُوا: نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللهِ وَاتَّبَعْنَا رَسُوْلَهُ فَنَحْنُ هُمْ، أَوْ أَوْلاَدُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلاَمِ فَإِنَّا وُلِدنَا فِي الْجَاهِلِية، فَبَلَغَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَخَرَجَ فَقَالَ: «هُمْ الَّذِينَ لا يَسْتَرقُونَ، وَلا يَتَطَيرُونَ، وَلا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ». فَقَالَ عُكَاشَةُ بن مِحْصَن: أَمِنهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ». فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ أَمِنْهُمْ أَنَا قَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَاشَة». (¬1) =صحيح أُمَّة مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - نَصْف أَهْل الْجَنَّة 1550 - عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَتَانِي آتٍ مِنْ عِنْدِ رَبِّي فَخَيَّرَنِي، بِيْنَ أَنْ يُدْخِلَ نِصْفَ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةَ فَاخْتَرتُ الشَّفَاعَةَ، وَهِيَ لِمَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئاً». (¬2) =صحيح 1551 - عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي قُبَّةٍ فَقَالَ: «أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ». قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ». قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ». قُلْنَا: نَعَمْ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لاَ يَدْخُلُهَا إِلاَّ نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَمَا أَنْتُمْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ إِلاَّ كَالشَّعَرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ (¬3) أَوْ كَالشَّعَرَةِ السّوْدَاءِ فِي ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (5378) باب من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو، واللفظ له، مسلم (216) باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب. (¬2) الترمذي (2441)، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) كالشعرة البيضاء .. : المعنى أن عدد المسلمين بالنسبة للمشركين قليل، كشعره واحدة من شعر ثور إلى باقي شعره.

أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ثمانين صف من الجنة

جِلْدِ الثَّوْرِ الأَحْمَرِ». (¬1) =صحيح 1552 - عَنِ الشّعْبِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيَسُرُّكُمْ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّة؟» ِ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُه أَعْلَمْ قَالَ: «أَيَسُرُّكُمْ أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟». قَالوُا: اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «فَإِنَّ أُمَّتِي ثُلثَا أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِشْرُونَ وَمَائَة صَفًّ أُمَّتِي مِنْ ذَلِكَ ثَمَانُونَ». (¬2) ... (¬3) *صحيح أُمَّة مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - ثَمَانِينَ صَفًّ مِن الْجَنَّةِ 1553 - عَنْ بُرَيدَةَ الأَسْلَمِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِئَة صَفّ، ثَمَانُونَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ». (¬4) =صحيح 1554 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَهْل الْجَنَّة عِشرُون وَمَائَة صَف هَذِهِ الأمَّة مِن ذَلِكَ ثَمَانُون صَفًّا». (¬5) ... (¬6) *صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (6163) باب الحشر، واللفظ له، مسلم (221) باب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة. (¬2) الزهد لابن السري (196). (¬3) الشعبي هو عامر وهو ثقه فقيه فاضل كما قال ابن حجر، وعادة يكون الواسطه بين الشعبي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - صغار الصحابة؛ وروى عن كبارهم أيضا، وقال أحمد بن عبد الله العجلي: «سمع الشعبي من ثمانية وأربعين صحابي، ومرسل الشعبي صحيح لا يكاد يرسل إلا صحيحا». انتهى كلامة، وهذا الحديث لا يخالف الذي قبله فهناك ذكر - صلى الله عليه وسلم - أنهم نصف أهل الجنة وهنا أنهم ثلثين أهل الجنة؛ ولو تأملت قوله - صلى الله عليه وسلم -: «أهل الجنة عشرون ومئة صف ثمانون من هذه الأمة وأربعون من سآئر الأمم». لوجدت الإجابه وانْحَلَّ الإشكال ولوجدت أن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ثلثين أهل الجنة ومعلوم أن ثلثي المئة والعشرون ثمانون؛ وأيضا قال في الحديث الأول إني لأطمع أن تكونوا نصف أهل الجنة أما في هذا الحديث فقال أمتي ثلثا أهل الجنة. (¬4) ابن ماجه (4289) باب صفة أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) أحمد (23052)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح". (¬6) رجال هذا الحديث رجال البخاري ومسلم، إلا ضرار أبو سنان فمن رجال مسلم وهو: ثقة ثبت بالإجماع.

أوصاف أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -

أَوْصَافُ أُمَّةِ مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - 1555 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «تَرِدُونَ عَلَىَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ الْوُضُوءِ، سِيْمَاء أُمَّتِي لَيْسَ لأَحَدٍ غَيْرَهَا». (¬1) =صحيح 1556 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! كَيْفَ تَعْرِف مَنْ لَمْ تَرَى مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «غُرٌّ مُحَجَّلُوُنَ بُلْقٌ (¬2) مِنْ آثَارِ الْوَضُوءِ». (¬3) =صحيح 1557 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهُ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنْتُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ إِسْباَغِ (¬4) الْوضُوُءِ فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ فَلْيُطِلْ غُرَّتَهُ وَتَحْجِيلَهُ». (¬5) =صحيح 1558 - وعنه رضي الله عنه َقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن ماجه (7199) باب صفة أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "صحيح"، ابن حبان (7199)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) بلق: مفردها: أبلق وهو من الفرس ذو سواد وبياض، وفي القاموس الأبلق: هو ارتفاع التحجيل إلى الفخذين، معاني الكلمات الباقية مبينه في حديث تقدم برقم (7). (¬3) أحمد (382)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح لغيره وهذا إسناد حسن"، ابن حبان (1044)، تعليق الألباني "صحيح"، أبو يعلى (5048) تعليق حسين سليم أسد "إسناده حسن". (¬4) إسباغ الوضوء: إتمامه وإكماله كما هو مسنون. (¬5) مسلم (246) باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء. (¬6) متفق عليه، البخاري (136) باب فضل الوضوء والغر المحجلون، واللفظ له، مسلم (246) باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء،

الكفار يكونون فدا للمسلمين

1559 - عَنْ كَعبِ بْنِ مَالِك رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يُبْعَثُ النَّاسُ فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي عَلَى تَلّ، وَيُلْبِسُونِي حُلَّة خَضْرَاء». (¬1) =صحيح 1560 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي عَلَى تَلٍّ، فَيَكْسُونِي رَبِّي حُلَّةً خَضْرَاءَ، فَأَقُولُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ أَقُولَ، فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُود». (¬2) =صحيح 1561 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: « ... فَيَأْتُونَنِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّد! اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِي بَيْنَنَا، فَأَقُولُ: أَنَا لَهَا حَتَّى يَأْذَنُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِمَنْ يَشَاءَ وَيِرْضَى، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَصْدَعَ بِيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنَادِ: أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتَهُ؟ فَنَحْنُ الآخِرُونَ الأَوَلُونَ فَنَحْنُ آخِرُ الأُمَمِ وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ فَتَفْرُجُ لَنَا الأُمَمُ عَنْ طَرِيْقِنَا، فَنَمْضِي غُرًّا مُحَجَّلِينَ مَنْ أَثَرِ الطُّهُور، وَتَقُولُ الأُمَمُ: كَادَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ أَنْ تَكُونَ أَنْبِياءَ كُلَّهَا». (¬3) ... (¬4) *صحيح الْكُفَّار يَكُونُونَ فِدَا للمسلمين 1562 - عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا ¬

_ (¬1) البخاري في التاريخ الكبير (5/ 39)، "ورجال الحديث رجال صحيحة". (¬2) ابن حبان (6445)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬3) أحمد (2692) تعليق أحمد شاكر "إسناده صحيح". (¬4) هذا حكم الشيخ أحمد شاكر رحمه الله وفي إسناده علي بن زيد، قال عنه الهيثمي «قد وثق على ضعفه». انتهى كلامه، ولكن رُوِيَ من طريق أنس بن مالك كما في كتاب «تعظيم قدر الصلاة 265» بسند صحيح رجاله رجال البخاري ومسلم إلا حماد بن سلمه فهو من رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقا، وهو ثقة عابد من أثبت الناس في الأحاديث التي يرويها عن ثابت كما هو الحال هنا، ومحمد بن الجنيد الدقاق وهو أيضا ثقة، وليس هو من رجال البخاري ومسلم. وقال الدكتور عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي:"أخرجه أحمد (1/ 296) في مسند ابن عباس عن حسن ثنا حماد بن سلمه به. وأحال على لفظ حديث ابن عباس. وإسناده صحيح". تعظيم قدر الصلاة (265).

الرجل من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - يشفع لأعداد كبيرة من الناس

كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللهُ إِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ مَلَكاً مَعَهُ كَافِرٌ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ لِلْمُؤْمِنِ: يَا مُؤْمِنْ هَاكَ هَذَا الْكَافِرُ، فَهَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ». (¬1) =صحيح 1563 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَفَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، يَهُودِياً أَوْ نَصْرَانِيًّا، فَيَقُولُ: هَذَا فَكَاكُكَ مِنَ النَّارِ». (¬2) =صحيح 1564 - عَن أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، دُفِعَ إِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ، فَقَالَ لَهُ: هَذَا فِدَاؤُكَ مِنْ النَّارِ». (¬3) =صحيح 1565 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلاَّ أَدْخَلَ اللهُ مَكَانَهُ النَّارَ، يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا». (¬4) =صحيح 1566 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَجِئُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ، فَيَغْفِرَهَا اللهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى». (¬5) =صحيح الرَّجُل مِن أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - يَشْفَعُ لأَعْدَادٍ كَبِيرةِ مِنَ النَّاس 1567 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْجَدْعَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) تاريخ دمشق لابن عساكر (65/ 200)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (779)، الصحيحة (1381). (¬2) مسلم (2767) باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله، أحمد (19578)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) أحمد (19685)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح". (¬4) مسلم (2767) الباب السابق، أحمد (19503)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬5) مسلم (2767) الباب السابق.

أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - تشهد على الأمم يوم القيامة

يَقُولُ: «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةِ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي، أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! سِوَاكَ؟ قَالَ: «سِوَايَ». قُلْتُ (¬1): أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: أَنَا سَمِعْتُهُ. (¬2) =صحيح 1568 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّة بِشَفَاعَةِ الرَّجُل الْوَاحِد لَيْسَ بِنَبِي مِثْلَ الْحَيَينِ أَوْ أَحَدُ الْحَيَينِ: رَبِيْعَةَ وَمُضَر». فَقَالَ قَائِلٌ: إِنَّمَا رَبَيعَةَ مِنْ مُضَر؟ فَقَالَ: «إِنَّمَا أَقُولُ مَا أُقَوَّلُ». (¬3) =صحيح 1569 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرَّجُلَ يَشْفَعُ للِرَّجُلَينِ وَالثَّلاَثَة وَالرَّجُل للِرَّجُل». (¬4) =صحيح أُمَّةُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - تَشْهَدُ عَلَى الأُمَمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ 1570 - عَنْ أَبِي سَعْيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ الرَّجُلاَنِ، وَيَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ الثَّلاَثَة، وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ وَأَقَلُّ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ قَوْمَكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُدْعَى قَوْمَهُ فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: لاَ، فَيُقَالُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتهُ فَتُدْعَى أُمَّةُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُقَولُ: وَمَا عِلْمُكُمْ بِذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا بِذَلِكَ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغُوا فَصَدَّقْنَاهُ». قَالَ «فَذَلِكُمْ قُوْلُهُ تَعَالَى {وَكَذَلِكَ ¬

_ (¬1) القائل: عبد الله بن شقيق. الراوي عن عبد الله بن الجدعاء. (¬2) ابن ماجه (4316) باب ذكر الشفاعة، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أحمد (22198)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5363)، الصحيحة (2178). (¬4) التوحيد واثبت صفات الرب عز وجل (474)، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (2505)، الترغيب والترهيب (3648).

ذنوب أصحابها لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة

جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}». (¬1) =صحيح ذُنُوب أَصْحَابها لا يَكُونُون شُفَعاء وَلاَ شُهَداء يَوْمَ الْقِيَامَةِ 1571 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ (¬2) وَلاَ شُهَدَاءَ (¬3) يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬4) =صحيح 1572 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ يَنْبَغِي لِصِدِّيقِ أَنْ يَكُونَ لَعَّاناً». (¬5) =صحيح ******* ¬

_ (¬1) ابن ماجه (4284) باب صفة أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) شفعاء: أي: لا يشفعون يوم القيامة حين يشفع المؤمنون في إخوانهم الذين استوجبوا النار. (¬3) شهداء: هو الشهادة على الأمم بأن نبيهم قد بلغهم الرسالة، كما في الحديث السابق. (¬4) مسلم (2598) باب النهي عن لعن الدواب وغيرها، أبو داود (4907) باب في اللعن، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) مسلم (2597) الباب السابق، واللفظ له، الترمذي - عن ابن عمر - (2019) باب ما جاء في اللعن والطعن، تعليق الألباني "صحيح".

باب في أحوال المؤمنين في قبورهم وما بعدها من الأحداث

بَابٌ فِي أَحْوَال الْمُؤْمِنِين فِي قُبُورهِم وَمَا بَعْدَهَا مِنَ الأحْدَاث مَا يُقَالُ عِندَ وَضْع الْمَيِّت فِي قَبْرِهِ 1573 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا وَضَعْتُمْ مَوْتَاكُمْ فِي اللَّحْدِ، فَقُولُوا: بِسْمِ اللهِ، وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ». (¬1) =صحيح 1574 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ كَانَ إِذَا وَضَعَ الْمَيِّتَ فِي الْقَبرِ، قَالَ: «بِسْمِ اللهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي ضَمَّة الْقَبْر 1575 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ تُوفِّيَ سَعْد بْنُ مُعَاذ وَقَفَ عَلَى قَبْرِهِ ثُمَّ اسْتَرْجَعَ (¬3) ثُمَّ قَالَ: «لَوْ نَجَا مِنْ ضَغْطَة الْقَبْرِ أَحَدٌ لَنَجَا سَعْد، لَقَدْ ضَغَطَهُ ثُمَّ رُوخِيَ (¬4) عَنْهُ». (¬5) =صحيح 1576 - عَنْ أَبِي أَيْوب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ صَبِياً دُفِنَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ أَفْلَتَ أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ لأفْلَتَ هَذَا الصَّبِيّ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن حبان (3100)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬2) ابن حبان (3099)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح". (¬3) استرجع: أي: قال إنا لله وإنا إليه راجعون. (¬4) ثم روخي عنه: أي: يضمة القبر ثم تدركة الرحمة فيوسع له وعلى قدر سرعة مجيء الرحمة يتخلص من الضمة فإن كان محسنا فإن رحمة الله قريب من المحسنين فإذا كانت الرحمة قريبة من المحسنين لم يكن الضم كثيرا وإذا كان خارجا من حد المحسنين لبث حتى تدركه الرحمة. (¬5) المعجم الكبير (12975)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5306). (¬6) المعجم الكبير (3858)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5238)، الصحيحة (2164).

ما جاء في صحوة الميت في قبره

1577 - عَنْ أَنَسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى عَلَى صَبِيّ أَوْ صَبِيَّة فَقَالَ: «لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضِيقَة أَوْ ضَغْطَة الْقَبْر لَنَجَا هَذَا الصَّبِيُّ». (¬1) =صحيح 1578 - عَنْ جَابِر بْنِ عَبدِ اللهِ الأنصاري رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِسَعْد: «هَذَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ، الَّذِي فُتِحَتْ لَهُ أَبْوابُ السَّمَاءِ، شُدِّدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ». (¬2) =صحيح 1579 - عَنِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْش، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاء، وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ ألفاً مِنَ الْمَلاَئِكَة، لَقَد ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ». (¬3) =صحيح مَا جَاءَ فِي صَحوَة الْمَيِّت فِي قَبْرِهِ 1580 - عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَكَرَ فَتَّانَي الْقَبْر، فَقَالَ عُمَر بْنُ الْخَطَّابِ: أَتُرَدُّ عَلَيْنَا عُقُولنا يَا رَسُولَ اللهِ؟! فَقَالَ: «نَعَم كَهَيئَتكُم الْيَوم». قَالَ فَبِفِيه الْحَجَر. (¬4) =حسن 1581 - عَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الْمَيِّت إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالهِم إِذَا انْصَرَفُوا». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) الأحاديث المختارة (1824) تعليق عبد الملك بن دهيش "رجاله ثقات لكنه معلول بالإرسال"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5307). (¬2) ابن حبان (6994)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬3) النسائي (2055 (ضمة القبر وضعطته، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن حبان (3105)، تعليق الألباني "حسن"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬5) متفق عليه البخاري (1308) باب ما جاء في عذاب القبر - مطولا -، مسلم (2870) باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه، واللفظ له.

ما جاء فيما يلقاه المؤمن في قبره

1582 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا دَخَلَ الْمَيّتُ الْقَبْرَ مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمسُ عِنْدَ غُرُوبِهَا فَيَجْلِسُ يَمْسَحُ عَينَيْهِ وَيَقْولُ: دَعُونِي أُصَلَّي». (¬1) =حسن 1583 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا دَخَلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمسُ عِنْدَ غُرُوبِهَا، فَيَقْولُ: دَعُونِي أُصَلَّي». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِيمَا يَلْقَاه الْمُؤْمِن فِي قَبْرِهِ 1584 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ فِي قَبْرِهِ لَفِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، وَيُرْحَبُ لَهُ قَبْرُهُ سَبْعُونَ ذِرَاعاً، وَيُنَوَّر لَهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، أَتَدْرُونَ فِيمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} أَتَدْرُونَ مَا الْمَعِيْشَةُ الضَّنْكَةُ؟». قَالُوا: اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَمْ! قَالَ: «عَذَابُ الَكَافِرِ فِي قَبْرِهِ - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - إِنَّهُ يُسَلَّطُ عَلَيْهِ تَسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّيناً، أَتَدْرُونَ مَا التِّنِّينُ سَبْعُونَ حَيَّةً، لِكُلِّ حَيَّةٍ سَبْعُ رؤوسٍ، يَلْسَعُونَهُ وَيَخْدِشُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». (¬3) =حسن 1585 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُجَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ هَانِئاً مَوْلَى عُثْمَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: تَذْكُرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلاَ تَبْكِي، وَتَبْكِي مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ¬

_ (¬1) ابن ماجه (4272 (ذكر القبر والبلى، تعليق الألباني "حسن". (¬2) ابن حبان (3106)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬3) ابن حبان (3112)، تعليق الألباني "حسن"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن".

ما جاء في الدعاء للميت بعد الدفن

«إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الآخِرَةِ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ». قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا رَأَيْتُ مَنْظَراً قَطُّ إِلاَّ وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ». (¬1) =حسن 1586 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا قُبِرَ أَحَدُكُمْ - أَوْ الإِنْسَانُ - أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقاَنِ، يُقَالُ لأَحَدِهِمَا: الْمُنْكَرُ، وَالآخَرُ: النَّكِيرُ، فَيَقُولانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ؟ فَهُوَ قَائِلٌ مَا كَانَ يَقُولُ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِناً قَالَ: هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُوْلُهُ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، فَيَقُولاَنِ لَهُ: إِنْ كُنَّا لَنَعْلَمُ إِنَّكَ لَتَقُولُ ذَلِكَ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِي سَبْعِينَ ذِرَاعاً وَيُنَوَّر لَهُ فِيهِ فَيُقَالُ لَهُ: نَمْ، فَيَنَامُ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلاَّ أَحَبَّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ؛ وَإِنْ كَانَ مُنَافِقاً، قَالَ: لا أَدْرِي كُنْتُ أَسْمَعُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئاً فَكُنْتُ أَقُولُهُ فَيَقُولانِ لَهُ: إِنْ كُنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ، ثُمَّ يُقَالُ للأَرْضِ: الْتَئِمِي عَلَيْهِ فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهَا أَضْلاَعُهُ، فَلاَ يَزَالُ مُعَذَّباً حَتَّى يَبْعَثَهُ اللهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ». (¬2) =حسن صحيح مَا جَاءَ فِي الدُّعَاء لِلمَيِّت بَعدَ الدَّفن 1587 - عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفنِ الْمَيِّتِ، وَقَفَ عَلَيهِ فَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لأخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ التَّثبِيتَ فَإِنَّهُ الآنَ ¬

_ (¬1) الترمذي (2308)، تعليق الألباني "حسن". (¬2) ابن حبان (3107)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي".

فضل الصدقة والدعاء للميت والاستغفار له

يُسْأَل». (¬1) =صحيح فَضْل الصَّدَقَة والدُّعَاء لِلمَيِّت وَالاسْتِغَفار لَهُ 1588 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ: إِنَّ أُمِّي افْتَلَتَتْ نَفْسهَا وَلَمْ تُوصِ، وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَمَتَ تَصَدَّقَتْ، أَفَلَهَا أَجْر إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ». (¬2) =صحيح 1589 - وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنهَا: أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّ أُمِّي افْتَلَتَتْ نَفْسهَا، وَإِنِّي أَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَت، فَلِيّ أَجْر أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ». (¬3) =صحيح 1590 - عَنْ أَنَس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَة: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ كَانَتْ تُحِبُّ الصَّدَقَة، أَفَيَنْفَعُها أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا بَعْدَهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ وَعَلَيْكَ بِالْمَاءِ». (¬4) =صحيح 1591 - وَفِي رِوَايَة قَالَ سَعدٌ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ يَنْفَعهَا أَنْ أَتَصَدَّق عَنْهَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «نَعَمْ». فَقَالَ سَعْد: حَائِطُ كَذَا وَكَذَا صَدَقَة عَلَيهَا - لِحَائِطٍ سَمَّاهُ-. (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) أبو داود (3221) باب الاستغفار عند القبر للميت في وقت الانصراف، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) متفق عليه، البخاري (1322) باب موت الفجأة البغتة، مسلم (1004) باب وصول ثواب الصدقات إلى الميت. (¬3) متفق عليه، البخاري (2609) باب ما يستحب لمن يتوفى فجأة أن يتصدقوا عنه وقضاء النذور عن الميت مسلم (1004) الباب السابق، واللفظ له. (¬4) الأحاديث المختارة (2056)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (961)، الصحيحة (2615). (¬5) ابن حبان (3354)، تعليق الألباني "حسن"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح".

1591 - وَفِي رِوَايَة قَالَ سَعْد: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أُمِّي تُوفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا فَهَل يَنْفَعها شَيء إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنهَا؟ قَالَ «نَعَمْ». قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدك أَنَّ حَائِطِي بِالْمِخْراف صَدَقَةٌ عَلَيْهَا». (¬1) =صحيح 1592 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن عَمْرِو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْلِماً (¬2) فَأَعْتَقْتُمْ عَنْهُ أَوْ تَصَدَّقْتُمْ عَنْهُ أَوْ حَجَجْتُمْ عَنْهُ، بَلَغَهُ ذَلِكَ». (¬3) =حسن 1593 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «خَيْرُ مَا يُخَلِّفُ الرَّجُلُ بَعْدَهُ ثَلاَثٌ: وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ، وَصَدَقَةٌ تَجْرِي يَبْلُغُهُ أَجْرُهَا، وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ». (¬4) =صحيح 1594 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا مَاتَ الإِنسَان انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثة: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَة، أَوْ علمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ». (¬5) =صحيح 1595 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِح فِي الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! أَنَّى لِي ¬

_ (¬1) البخاري (2611) باب الإشهاد في الوقف والصدقة. (¬2) أنه لو كان مسلما: الي والدهم المتوفى. (¬3) أَبو داود (2883) باب ما جاء في وصية الحربي يسلم وليه أيلزمه أن ينفذها، تعليق الألباني "حسن". (¬4) ابن حبان (93)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬5) مسلم (1631) باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته، واللفظ له، أبو داود (2880) باب فيما جاء في الصدقة عن الميت، تعليق الألباني "صحيح".

فضل الثناء على الميت

هَذِهِ؟ فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ». (¬1) =صحيح فَضْل الثْنَاء عَلَى الْمَيِّت 1596 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مُرَّ بِجَنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ». وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ. فَقَالَ: «وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ». قَالَ عُمَرُ: فِدى لَكَ أَبِي وَأُمِّي، مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقُلْتَ: «وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ». وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ، فَقُلْتَ: «وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ». فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْراً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّة، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ». (¬2) =صحيح 1597 - عَنِ الرُّبيِّع بِنْتَ مُعَوِّذ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا صَلَّوا عَلَى جَنَازَةٍ فَأَثْنَوا خَيْراً، يَقُولُ الرَبُّ: أَجَزْتُ شَهَادَتهُمْ فِيْمَا يَعلَمُونَ، وَأَغْفِرُ لَهُ مَالاَ يَعْلَمُونَ». (¬3) =صحيح 1598 - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ لَهُ ثَلاَثَةٌ إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ». قَالَ: قُلْنَا: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: «وَاثْنَانِ». قَالَ: وَلَمْ نَسْأَلْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ وَاحِدِ. (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (10618)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود وهو ابن بهدلة وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1617)، الصحيحة (1598). (¬2) متفق عليه، البخاري (1301) باب ثناء الناس على الميت، مسلم (949) باب فيمن يثنى عليه بخير أو شر من الموتى واللفظ له، ولفظ البخاري «وجبت». واحدة، وكذلك «أنتم شهداء الله في الأرض». (¬3) البخاري في التاريخ الكبير (574)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (662)، الصحيحة (1364). (¬4) الترمذي (1059) باب ما جاء في الثناء الحسن على الميت، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في كرامة الله جل وعلا للمؤمن حيا وميتا

1599 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّمَا مُسْلِمٌ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيرٍ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّة». قُلنَا: وَثَلاثَة؟ قَالَ: «وَثَلاثَة». قُلنَا: وَاثْنانِ؟ قَالَ: «وَاثْنَانِ». ثُمَّ لَمْ نَسأَلهُ عَنْ الْوَاحِدِ. (¬1) =صحيح 1600 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - هَالِكٌ بِسُوءٍ، فَقَالَ: «لا تَذْكُرُوا هَلْكَاكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي كَرَامَة الله جَلَّ وَعَلا لِلمُؤمِن حَيًّا وَمِيِّتاً 1601 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لأَنْ أَمْشِيَ عَلَى جَمْرَةٍ أَوْ سَيْفٍ أَوْ أَخْصِفَ نَعلِي بِرِجْلِي، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمْشِيَ عَلَى قَبْرِ مُسْلِمٍ، وَمَا أُبَالِي أَوَسَطَ الْقُبُورِ قَضَيْتُ حَاجَتِي أَوْ وَسَطَ السُّوْقِ (¬3)». (¬4) =صحيح 1602 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا (¬5)». (¬6) =صحيح 1603 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ فَتَخْلُصَ إِلَي جِلْدِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى ¬

_ (¬1) البخاري (2500) باب تعديل كم يجوز. (¬2) النسائي (1935 (النهي عن ذكر الهلكى إلا بخير، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) وما أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي .. : يريد لأن الموتى يجب أن يستحيا منهم كالأحياء لأن أرواحهم على القبور، شرح الزرقاني (2/ 96). (¬4) ابن ماجه (1567) باب ما جاء في النهي عن المشي على القبور والجلوس عليها، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) ككسره حي: يعنى كسر عظم الميت والحي سواء في الإثم. (¬6) ابن ماجه (1616) باب في النهي عن كسر عظام الميت، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في وصف منكر ونكير

قَبْرٍ». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي وَصْفِ مُنكَر وَنَكِير 1604 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا قُبِرَ أَحَدُكُمْ - أَوْ الإِنْسَانُ - أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقاَنِ، يُقَالُ لأَحَدِهِمَا: الْمُنْكَرُ، وَالآخَرُ: النَّكِيرُ، فَيَقُولانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ؟ فَهُوَ قَائِلٌ مَا كَانَ يَقُولُ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِناً قَالَ: هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُوْلُهُ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، فَيَقُولاَنِ لَهُ: إِنْ كُنَّا لَنَعْلَمُ إِنَّكَ لَتَقُولُ ذَلِكَ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِي سَبْعِينَ ذِرَاعاً وَيُنَوَّر لَهُ فِيهِ فَيُقَالُ لَهُ: نَمْ، فَيَنَامُ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلاَّ أَحَبَّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ؛ وَإِنْ كَانَ مُنَافِقاً، قَالَ: لا أَدْرِي كُنْتُ أَسْمَعُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئاً فَكُنْتُ أَقُولُهُ فَيَقُولانِ لَهُ: إِنْ كُنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ، ثُمَّ يُقَالُ للأَرْضِ: الْتَئِمِي عَلَيْهِ فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهَا أَضْلاَعُهُ، فَلاَ يَزَالُ مُعَذَّباً حَتَّى يَبْعَثَهُ اللهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ». (¬2) =حسن صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ الْعَبْدَ الصَّالِح لاَ يَفْزَعُ فِي قَبْرِهِ 1605 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الْمَيِّتَ يَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ، فَيُجْلَسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ وَلاَ مَشْعُوفٍ (¬3) ثُمَّ ¬

_ (¬1) مسلم (971 (النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه، واللفظ له، أبو داود (3228) باب في كراهية القعود على القبر، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) ابن حبان (3107)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي". (¬3) ولا مشعوف: الشعف: شدة الفزع حتى يذهب بالقلب.

يُقَالُ لَهُ: فِيمَ كُنْتَ؟ فَيَقُولُ: كُنْتُ فِي الإِسْلاَمِ، فَيُقَالُ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَصَدَّقْنَاهُ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ رَأَيْتَ اللهَ؟ فَيَقُولُ: مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَرَى اللهَ. فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضَهَا بَعْضاً، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُر إِلَى مَا وَقَاكَ اللهُ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُ إِلَى زُهْرَتِهَا وَمَافِيهَا، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ، وَيُقَالُ لَهُ: عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ وَعَلَيْهِ مُتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ. وَيُجْلَسُ الرَّجُلُ السُّوءُ فِي قِبْرِهِ فَزِعاً مَشْعُوفاً، فَيُقَالُ لَهُ: فِيمَ كُنْتَ؟ فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي، فَيُقَالُ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلاً فَقُلْتُهُ، فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُ إِلَى زُهْرَتِهَا وَمَا فِيْهَا، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُر إِلَى مَا صَرَفَ اللهُ عَنْكَ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضاً، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ، عَلَى الشَّكِّ كُنْتَ وَعَلَيْهِ مُتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى». (¬1) =صحيح 1606 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: جَاءَتْ يَهُودِيِّةٌ فَاسْتَطْعَمَتْ عَلَى بَابِي فَقَالَتْ أَطْعِمُونِي أَعَاذَكُمُ اللهُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ؛ قَالَتْ: فَلَمْ أَزَلْ أَحْبِسُها حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا تَقُولُ هَذِهِ الْيَهُودِيَّة؟ قَالَ: «وَمَا تَقُولُ؟». قُلْتُ: تَقُولُ أَعَاذَكُمُ اللهُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ؛ قَالَتْ عَائِشَة: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَفَعَ يَدَيهِ مَدّاً يَسْتَعِيذُ بِاللهِ مِنْ فَتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا فِتْنَةُ الدَّجَّالِ فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلاَّ قَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ وَسَأُحَذِّرُكُمُوهُ تَحْذِيراً لَمْ يُحَذِّرْهُ نَبِيٌّ أُمَّتهُ إِنَّهُ أَعْوَر وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَر مَكْتُوبٌ بَينَ عَيْنَيهِ كَافِر ¬

_ (¬1) ابن ماجه (4268) باب ذكر القبر والبلى، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في أسباب عذاب القبر

يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِن فَأَمَّا فِتنَةُ الْقَبْرِ فَبِي تُفْتَنُونَ وَعَنِّي تُسْأَلُونَ فَإِذَا كَانَ الرَّجُل الصَّالِحُ أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ غَيرَ فَزِعٍ وَلاَ مَشْعُوفٍ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: فِيمَ كُنْتَ؟ فَيَقُولُ: فِي الإِسْلاَم؛ فَيُقَالُ: مَا هَذَا الرَّجُلْ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَصَدَّقْنَاهُ فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضاً فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ إِلّى الْجَنَّة فَيَنْظُرُ إِلَى زُهْرَتِهَا وَمَا فِيْهَا فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا وَيُقَالُ: عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ وَعَلَيْهِ مُتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ الله؛ وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السُّوء أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ فَزِعاً مَشْعُوفاً فَيُقَالُ لَهُ: فِيمَ كُنْتَ؟ فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي فَيُقَالُ: مَا هَذَا الرَّجُل الَّذِي كَانَ فِيْكُمْ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلاً فَقُلْتُ كَمَا قَالُوا، فَتُفْرَجُ لَهُ فُرْجَة قِبَلَ الَجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلَى زُهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا فَيُقَالُ لَهُ: انَظُر إِلَى مَا صَرَفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْكَ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَة قِبَلَ النَّارِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضاً، وَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا كُنْتَ عَلَى الشَّكِ وَعَلَيهِ مُتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ الله، ثُمَّ يُعَذَّبُ». (¬1) ... (¬2) *صحيح مَا جَاءَ فِي أَسْبَابَ عَذَاب الْقَبْر 1607 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَولِ». (¬3) =صحيح 1608 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقَبْرَينِ ¬

_ (¬1) أحمد (25133)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬2) رجال هذا الحديث والذي قبله رجال البخاري ومسلم، وهذا الحديث رجاله أقوى وأثبت من السابق. (¬3) ابن ماجه (348) باب التشديد في البول، تعليق الألباني "صحيح".

أسباب النجاة من عذاب القبر

جَدِيدينِ فَقَالَ: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ (¬1) أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَنْزِهُ (¬2) مِنْ بَوْلِهِ، وَأَمَّا الآخَر فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَة». (¬3) =صحيح أَسْبَاب النَّجَاة مِن عَذَاب الْقَبْر 1609 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ عَنْ أَهْلِهَا حَرَّ الْقُبُورِ، وَإِنَّمَا يَسْتَظِلُ الْمُؤمِنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ». (¬4) =حسن 1610 - عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صرَدٍ، وَخَالِد بْنِ عُرْفُطةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَتَلَهُ بَطْنُهُ لَمْ يُعَذَّبْ فِي قَبْرِهِ». (¬5) =صحيح 1611 - عَنْ عَبْدِ الله بن مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «سُوْرَة {تَبَارَكَ} هِيَ الْمَانِعَة مِنْ عَذَابِ الْقَبْر». (¬6) =صحيح 1612 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلك} كُلَّ لَيْلَةٍ مَنَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ». (¬7) =حسن ¬

_ (¬1) وما يعذبان في كبير: ذكر العلماء فيه تأويلين، أحدهما: أنه ليس بكبير في زعمهما، والثاني: أنه ليس بكبير تركه عليهما. (¬2) لا يستنزه: أي: لا يتجنب ولا يحترز من وقوعه عليه. (¬3) متفق عليه، البخاري (213) باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله، مسلم (292) باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه، ابن ماجه (347) باب التشديد في البول، واللفظ له. (¬4) تقدم برقم (322). (¬5) الترمذي (1064) باب ما جاء في الشهداء من هم، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) طبقات المحدثين بأصبهان (526)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3643)، الصحيحة (1140). (¬7) السنن الكبرى (711 (الفضل في قراءة تبارك الذي بيده الملك، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (1475).

ما جاء في أن الأعمال الصالحة تكون حاجزا للعذاب عن العبد في قبره

1613 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ ثَلاَثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ وَهِيَ سُورَةُ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}». (¬1) =حسن مَا جَاءَ فِي أَنَّ الأَعْمَال الصَّالِحَة تَكونُ حَاجِزاً لِلعَذاب عَنِ الْعَبْد فِي قَبْرِه 1614 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الْمَيْتَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ إِنَّهُ يَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالهمْ حِيْنَ يُوَلُونَ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِناً، كَانَتْ الصَّلاَةُ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَكَانَ الصِّيامُ عَنْ يَمِينِهِ، وَكَانَتْ الزَّكَاةُ عَنْ شِمَالِهِ، وَكَانَ فِعْلُ الْخَيْرَاتِ وَالإِحْسَانُ إِلَى النَّاسِ عِنْدَ رَجْلَيْهِ، فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ، فَتَقُولُ الصَّلاَةُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَمِينِهِ، فَيَقُولُ الصِّيامُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى عِنْ يَسَارِهِ، فَتَقُولُ الزَّكَاةُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَي مِنْ قِبَلِ رَجْلَيهِ، فَتَقُولُ فِعْلُ الْخَيْراَتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالإِحْسَانُ إِلَى النَّاسِ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، فَيُقَالُ لَهُ: اجْلِسْ فَيَجْلِسُ، وَقَدْ مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمْسُ وَقَدْ أُدْنِيَتْ لِلْغُروُبِ، فَيُقَالُ لَهُ: أَرَأَيْتَكَ هَذَا الرَّجُل الَّذِي كَانَ فِيْكُمْ، مَا تَقُولُ فِيهِ، وَمَاذَا تَشْهُدُ بِهِ عَلَيْهِ؟ فَيَقُولُ: دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّي، فَيَقُولُونَ: إِنَّكَ سَتَفْعَلُ أَخْبِرنِي عَمَّا نَسْأَلُكَ عَنْهُ: أَرَأَيْتَكَ هَذَا الرَّجُل الَّذِي كَانَ فِيْكُمْ مَا تَقُولُ فِيهِ، وَمَاذا تَشْهَدُ عَلَيْهِ؟ قَالَ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ، وَأَنَّهُ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنَ عِنْدِ اللهِ، فَيُقَالُ لَهُ: عَلَى ذَلِكَ حَيِيِّتَ وَعَلَى ذَلِكَ مُتَّ وَعَلَى ذَلِكَ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوُابِ الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا، وَمَا أَعَدَّ اللهُ لَكَ ¬

_ (¬1) الترمذي (2891) باب ما جاء في سورة الملك، تعليق الألباني "حسن".

فِيهَا، فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُروُراً، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابً مِنْ أَبْوُابِ النَّارِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا وَمَا أَعَدَّ اللهُ لَكَ فِيهَا لَوْ عَصَيْتَهُ فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُروُراً، ثُمَّ يَفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعاً، وَيُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ وُيُعَادُ الْجَسَدُ لِمَا بَدَأَ مِنْهُ، فَتُجْعَلُ نِسْمَتَهُ فِي النِّسم الطّيْبِ وَهِي طِيْرٌ يَعْلَقُ (¬1) فِي شَجرِ الْجَنَّةِ». قَالَ: «فَذَلِكَ قُوْلُهُ تَعَالَى: {يُثَبْتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَول الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}» إِلَى آخِرِ الآيَةِ قَالَ: «وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا أُتِيَ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ لَمْ يُوجَدْ شَيْءٌ، ثُمَّ أُتِيَ عَنْ يَمِيِنهِ فَلاَ يُوجَدْ شَيْءٌ، ثُمَّ أُتِيَ عَنْ شِمَالِهِ فَلاَ يُوْجَدْ شَيْءٌ، ثُمَّ أُتِيَ مِنْ قِبَلِ رَجْلَيِهِ فَلاَ يُوجَدْ شَيْءٌ، فَيُقَالُ لَهُ: اجْلِس فَيَجْلِسُ خَائِفاً مَرْعُوباً، فَيُقَالُ لَهُ: أًرَأَيْتَكَ هَذَا الرَّجُل الَّذِي كَانَ فِيكُمْ مَاذَا تَقُولُ فِيهِ وَمَاذَا تَشْهَدُ بِهِ عَلَيْهِ؟ فَيَقُولُ: أَيُّ رَجُلٍ؟ فَيُقَالُ: الَّذِي كَانَ فِيكُمْ؟ فَلاَ يَهْتَدِي لاسْمِهِ حَتَّى يَقُالُ لَهُ: مُحَمَّدٌ فَيَقُولُ: مَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ قَالُوا قَولاً فَقُلْتُ كَمَا قَالَ النَّاس، فَيُقَالُ لَهُ: عَلَى ذَلِكَ حَيِيِّتَ وَعَلَى ذَلِكَ مُتَّ وَعَلَى ذَلِكَ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوُابِ النَّارِ فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ مِنَ النَّارِ وَمَا أَعَدَّ اللهُ لَكَ فِيهَا، فَيِزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبوُراً، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوُابِ الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: ذَلِكَ مَقْعَدُكَ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَا أَعَدَّ اللهُ لَكَ فِيه لَو أَطَعْتَهُ فَيَزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبوُراً، ثُمَّ يُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ، حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُهُ، فَتِلْكَ الْمَعْيشَةُ الضَّنْكة الَّتِي قَالَ اللهُ {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكَا وَنَحْشُرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}». (¬2) =حسن 1615 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) يعلق: يأكل. (¬2) ابن حبان (3103)، تعليق الألباني "حسن"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن".

«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِينَ يُوَلُّونَ عَنْهُ فَإِذَا كَانَ مُؤْمِناً كَانَتِ الصَّلاَةُ عِندَ رَأْسِهِ وَالزَّكَاةُ عِنْ يَمِينِهِ وَالصُّومُ عَنْ شِمَالِهِ وَفِعْلُ الْخَيْرَاتِ وَالْمَعْرُوف وَالإِحْسَانُ إِلَى النَّاس مِنْ قِبلِ رِجْلَيْهِ؛ فَيُؤتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَتَقُولُ الصَّلاَةُ: لَيْسَ قِبَلِي مَدْخَل، فَيُؤْتَى عَنْ يَمِينِهِ فَتَقُولُ الزَّكَاةُ: لَيْسَ قِبَلِي مَدْخَل، وَيُؤْتَى مِنْ قِبلِ شِمَالِهِ فَيَقُولُ الصَّوْمُ: لَيْس قِبَلِي مَدْخَل ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيهِ فَيَقُولُ فِعْلُ الْخَيْرَات وَالْمَعْرُوف وَالإِحْسَانُ إِلَى النَّاس: لَيْسَ قِبَلِي مَدْخَل فَيُقَالُ لَهُ: اجْلِسْ فَيَجْلِس وَقَدْ مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمْسُ قَدْ قَرُب لِلْغُرُوبِ فَيُقَالُ لَهُ: أَخْبِرنَا عَمَّا نَسْأَلُكَ، فَيَقُولُ: دَعُنِي حَتَّى أُصَلِّي فَيُقَالُ: إِنَّكَ سَتَفْعَلْ فَأَخْبِرنَا عَمَّا نَسْأَلُكَ، فَيَقُولُ: عَمَّ تَسْأَلُونِي؟ فَيُقَالُ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُل الَّذِي كَانَ فِيْكُمْ - يَعْنِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا فَصَدَّقْنَا وَاتَّبَعْنَا، فَيُقَالُ لَهُ: صَدَقْتَ عَلَى هَذَا جِئْتَ وَعَلَيْهِ مُتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهِ تَعَالَى، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} وَيُقَالُ: افْتَحُوا لَهُ بَاباً إِلَى النَّارِ فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ فَيُقَالُ: هَذَا كَانَ مَنْزِلكَ لَوْ عَصَيْتَ اللهَ فَيَزْدَادُ غِبْطَة وَسُروراً، وَيُقَالُ: افْتَحُوا لَهُ بَاباً إِلَى الْجَنَّةِ فَيُفْتَحُ لَهُ فَيُقَالُ: هَذَا مَنْزِلكَ وَمَا أَعَدَّ اللهُ لَكَ فَيَزْدَادُ غِبْطَة وَسُروراً فَيُعَاد الْجَسَدُ إِلَى مَا بَدَا مِنْهُ مِنَ التُّرَابِ وَتُجْعَل رُوحَهُ فِي النِّسَيم الطَّيْب وَهُوَ طَيرٌ خُضْر تَعْلَقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ». (¬1) ... (¬2) *صحيح ¬

_ (¬1) الزهد لابن السري (338) باب يوم القيامة وعظمه وما فيه. (¬2) رجال هذا الحديث رجال البخاري ومسلم.

بشرى المؤمن في قبره

بُشْرَى الْمُؤمِن فِي قَبْرِهِ 1616 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُعْرَضُ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ غُدْوَة وَعَشِيَّة فِي قَبْرِهِ». (¬1) =صحيح 1617 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ أُرِىَ مَقْعَدهُ بِالْغَدَاة وَالآصَال، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّار، ثُمَّ يُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَة». (¬2) =صحيح 1618 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ عُرِضَ عَلَيهِ مَقْعَدُهُ بِالغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَالْجَنَّةُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَالنَّارُ». قَالَ «ثُمَّ يُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ الَّذِي تَبْعَثُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬3) =صحيح 1619 - وَعَنِهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ، حَتَّى يَبْعَثَكَ اللهُ إِلَيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) الزهد لابن السري (363) باب عرض الرجل على مقعده، واللفظ له، أحمد (5234)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬2) الزهد لابن السري (364) الباب السابق. (¬3) متفق عليه، البخاري (6150) باب سكرات الموت، مسلم (2866) باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه. (¬4) متفق عليه، البخاري (1313) باب الميت يعرض عليه مقعدة بالغداة والعشي، مسلم (2866) باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه، واللفظ له.

فصل

فَصْل * قَالَ الْقُرطُبِي: يَجُوز أَنْ يَكُونَ هَذَا الْعَرضُ عَلَى الرُّوح فَقَطْ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَيهَ مَعَ جُزء مِنَ الْبَدَن، قَالَ: وَالْمُرَاد بِالْغَدَاة وَالْعَشِي وَقْتهُمَا وَإِلاَّ فَالْمَوتَى لا صَبَاحَ عِنْدَهُمْ وَلاَ مَسَاءَ، قَالَ: وَهَذَا فِي حَقِّ الْمُؤمِنِ وَالْكَافِرِ وَاضِح فَأَمَّا الْمُؤمِن المخلط فَمحتَمَل فِي حَقِّهِ أَيضاً لأنَّهُ يَدخُل الْجَنَّة فِي الْجملَة ثُمَّ هُوَ مخصوص بِغَيرِ الشُّهَدَاءِ لأنَّهُم أَحَيَاء وَأرْوَاحهُم تَسرَحُ فِي الْجَنَّة وَيُحْتَمَل أَنْ يُقَالَ إِنَّ فَائِدَةَ الْعَرضِ فِي حَقِّهِم تَبْشِيرُ أَرْوَاحهم بِاستِقرَارِهَا فِي الْجَنَّةِ مُقْتَرَنَة بَأجْسَادهَا فَإِنَّ فِيهِ قَدَراً زَائِداً عَلَى مَا هِيَ فِيهِ الآن. (¬1) مَا يَبْقَى مَع الْمَيت وَمَا الَّذِي يَلْحَقَهُ بَعدَ مَوتِهِ 1620 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَثَلُ ابْن آدَمَ وَمَاله وَأَهْله وَعَمَلِه كَرَجُلٍ لَهُ ثَلاَثَةُ إِخْوَة أَوْ ثَلاَثَةُ أَصْحَابٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَنَا مَعَكَ حَيَاتكَ فَإِذَا مِتَّ فَلَسْتُ مِنكَ وَلَسْتَ مِنِّي، وَقَالَ الآخَرُ: أَنَا مَعَكَ فَإِذَا بَلَغْتَ تَلْكَ الشَّجَرَة فَلَسْتُ مِنْكَ وَلَسْتَ مِنِّي، وَقَالَ الآخَر: أَنَا مَعَكَ حَيًّا وَمِيِّتاً». (¬2) =حسن صحيح 1621 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لابنِ آدَمَ ثَلاَثَةُ أَخِلاَء: أَمَّا خَلِيلٌ فَيَقُولُ: مَا أَنْفَقْتَ فَلَكَ، وَمَا أَمْسَكْتَ فَلَيْسَ لَكَ، فَهَذَا مَالُهُ، وَأَمَّا خَلِيلٌ فَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ فَإِذَا أَتَيْتَ بَابَ الْمَلِك تَرَكْتُكَ وَرَجَعْتُ، فَذَلِكَ ¬

_ (¬1) فتح الباري (3/ 243). (¬2) كشف الأستار عن زوائد البزار (3228)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (4889).

أَهْلُهُ وَحَشَمُهُ، وَأَمَّا خَلِيلٌ فَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ حَيْثُ دَخَلْتَ وَحَيْثُ خَرَجْتَ فَهَذَا عَمَلُهُ فَيَقُولُ: إِنْ كُنْتَ لأَهْوَنَ الثَّلاَثَة (¬1) عَلَيَّ». (¬2) =حسن صحيح 1622 - عَنْ سَمُرَةَ بن جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ لَنَا: «إِنَّ لأَحَدِكُمْ يَوْمَ يَمُوتُ ثَلاثَةَ أَخِلاءَ: مِنْهُمْ مَنْ يَمْنَعُهُ مِمَّا يَسْأَلُ، فَذَلِكَ مَالُهُ، وَمِنْهُمْ خَلِيلٌ يَنْطَلِقُ مَعَهُ حَتَّى يَلِجَ الْقَبْرَ، وَلا يُعْطِيهِ شَيْئًا، وَلا يَصْحَبُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَأُولَئِكَ قَرَابَتُهُ، وَمِنْهُمْ خَلِيلٌ يَقُولُ: أَنَا وَاللَّهِ ذَاهِبٌ مَعَكَ حَيْثُ ذَهَبْتَ، وَلَسْتُ مُفَارِقَكَ أَبَدًا، فَذَلِكَ عَمَلُهُ، إِنْ كَانَ خَيْرًا , وَإِنْ كَانَ شَرًّا». (¬3) =حسن صحيح 1623 - وَفِي لَفْظ: «مَثَل الرَّجُل وَمَثَل الْمَوت كَمَثَل رَجُل لَهُ ثَلاَثَة أَخِلاَّء فَقَالَ أَحَدُهُم: هَذَا مَالِي فَخُذ مِنْهُ مَا شِئتَ وَأَعْط مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْتَ وَقَالَ الآخَر: أَنَا مَعَكَ أَخْدِمُكَ فَإِذَا متَّ تَرَكْتُكَ، وَقَالَ الآخَر: أَنَا مَعَكَ أَدْخُل مَعَكَ وَأَخْرًُجُ مَعَكَ إِنْ متَّ وَإِنْ حَييتَ فَأَمَّا الَّذِي قَالَ: هَذَا مَالِي فَخُذْ مِنْهُ مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْت فَهُوَ مَالُهُ وَالآخَر عَشِيْرَتهُ وَالآخَر عَمَلُهُ يَدْخُلُ مَعَهُ وَيَخْرُجُ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ». (¬4) =حسن صحيح 1624 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «سَبْعٌ يُجْرَى لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ بَعْدَ مَوْتِهِ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْماً، أَوْ كَري (¬5) نَهْراً، أَوْ ¬

_ (¬1) لأهون الثلاثة: أي: أن عمله كان هينا عليه ولم يكن يهتم به كما يهتم بأهله وماله، وهذا حال أغلب الناس يهتم بأهله وماله وأهون ما يكون عليه عمله إلا من هدى الله تعالى. (¬2) ابن حبان (3098)، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬3) المعجم الكبير (6931)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (3231). (¬4) المعجم الأوسط (7396)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (3231). (¬5) كرى نهرا: حفره وأجراه.

أرواح المؤمنين في البرزخ أين تكون

حَفَرَ بِئْراً، أَوْ غَرَسَ نَخْلاً، أَوْ بَنَى مَسْجِداً، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفاً، أَوْ تَرَكَ وَلَداً يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ». (¬1) =حسن أَرْوَاح الْمُؤْمِنينَ فِي الْبَرْزَخِ أَيْنَ تَكُون 1625 - عَنِ بْنِ كَعْبِ بن مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ فِي طَيْرٍ مَعْلق فِي الْجَنَّةِ، حَتَّى يَرُدَّهَا اللَّهُ إِلَى أَجْسَادِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬2) =صحيح 1626 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «نسْمَةُ (¬3) الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ يَعْلَقُ (¬4) فِي شَجَرِ الْجَنَّة حَتَّى يَرُدَّهَا اللهُ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة». (¬5) =صحيح 1626 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «نِسمَة الْمُؤمِن إِذَا مَاتَ طَائِر تَعْلَق بِشَجَر الْجَنَّة حَتَّى يُرجِعَه اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُه اللهُ». (¬6) =صحيح 1627 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّمَا نسمَة الْمُؤمِن طَيرٌ يَعْلُق فِي شَجَرِ الْجَنَّة حَتَّى يُرْجِعَهُ اللهُ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) كشف الاستار عن زوائد البزار (149) باب بث العلم، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3602). (¬2) المعجم الكبير (120)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (912). (¬3) نسمة المؤمن: أي: روحه. (¬4) يعلق: أي: يأكل. (¬5) ابن حبان (4638)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬6) أحمد (15815)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح". (¬7) الموطأ (568)، أحمد (15818)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".

فصل

1628 - عَنْ أُمَّ هَانِئ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَتَزَاوَرُ إِذَا مِتْنَا وَيَرَى بَعْضُنَا بَعْضاً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «تَكُونُ النّسَم طَيراً تَعْلُقُ بِالشَّجَرِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ دَخَلَتْ كُلُّ نَفْسٍ فِي جَسَدِهَا». (¬1) =صحيح 1629 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا حُضِرَ الْمُؤْمِنُ، أَتَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ بِحَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ، فَيَقُولُونَ: اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِياً عَنْكِ إِلَى رَوْحِ اللهِ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانٍ، فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ رِيحِ الْمَسْكِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ السَّمَاءِ، فَيَقُولُونَ: مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرِّيحُ الَّتِي جَاءَتْكُمْ مِنَ الأَرْضِ، فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحاً بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ يَقْدُمُ عَلَيْهِ، فَيَسْأَلُونَهُ: مَاذَا فَعَلَ فُلاَنٌ؟ مَاذَا فَعَلَ فُلاَنٌ؟ فَيَقُولُونَ: دَعُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا، فَإِذَا قَالَ: أَمَا أَتَاكُمْ؟ (¬2) قَالُوا: ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمَّة الْهَاوُيَةِ وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا احْتَضَرَ أَتَتْهُ مَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ بِمِسْحٍ، فَيَقُولُونَ: اخْرُجِي سَاخِطَةً مَسْخُوطاً عَلَيْكِ إِلَى عَذَابِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيْفَةٍ، حَتَّى يِأْتُونَ بِهِ بَابَ الأَرْضِ فَيَقُولُونَ: مَا أَنْتَنَ هَذِهِ الرِّيحَ، حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ». (¬3) =صحيح فَصْل * قَالَ: الْحَافِظ ابنُ الْقَيِّم رَحِمَةُ الله هَذِهِ مَساَلَة عَظِيمَة تَكَلَّمَ فِيهَا النَّاس وَاخْتَلَفُوا فِيهَا وَهِى إِنَّمَا تتَلقى مِنَ السَّمع فَقَطْ وَاخْتُلِفَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ قَائِلُون: أروَاح الْمُؤمِنِينَ عِندَ اللهِ فِي ¬

_ (¬1) المعجم الكبير (1072)، أحمد (27427)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2989). (¬2) أما أتاكم: سألوه عن إنسان قد مات؟ فقال: أما أتاكم. (¬3) النسائي (1833) باب ما يلقى به المؤمن من الكرامة عند خروج نفسه، تعليق الألباني "صحيح".

الْجَنَّة شُهَدَاء كَانُوا أَمْ غَيرَ شُهَدَاء، إِذَا لَمْ يَحْبِسَهُمْ عَنِ الْجَنَّة كَبِيرَة وَلاَ دَين، وَتَلَقَّاهُمْ رَبُهُم بِالعَفو عَنهُم وَالرَّحْمَة لَهُمْ؛ وَهَذَا مَذْهَب أَبِى هُرَيرَةَ وَعَبدِ اللهِ بن عُمَرَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُمْ. (¬1) * وَقَالَ: وَفِي الْمُوَطَّأ وَالسُّنَن مِن حَدِيث كَعبِ ابْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّمَا نِسمَة الْمُؤمِن طَير يَعْلَق فِي شَجَر الْجَنَّة حَتَّى يُرْجِعَهَا اللهُ إِلَى جَسَدِهِ يَومَ الْقِيَامَة» وَهَذَا صَرِيحٌ فِي دُخُول الرُّوح الْجَنَّة قَبلَ يَوْمِ الْقِيَامَة. (¬2) * وَقَالَ شَيخُ الاسْلاَم بن تَيمِيَة رَحِمَةُ اللهُ: وَأَروَاح الْمُؤمِنِينَ فِي الْجَنَّة كَمَا فِي الْحَدِيث الذَّي رَوَاهُ النَّسَائي وَمَالِك وَالشَّافِعِي وَغَيرَهُم: «أَنَّ نِسمَة الْمُؤمِن طَائِرٌ يَعلَقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّة حَتَّى يُرجِعَهُ اللهُ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ». وَفِى لَفظ: «ثُمَّ تَأوِي إِلَى قَنَادِيلٍ مُعَلَّقَة بِالْعَرش». وَمَعَ ذَلِكَ فَتَتَّصِلُ بِالبَدَن مَتَى شَاءَ اللهُ، وَذَلِكَ فِي اللَّحظَة بِمَنزِلَة نُزول الملك وُظُهُور الشُّعَاع فِي الأَرض وَانْتِبَاه النَّائِم. (¬3) * وَقَالَ: وَقَدْ ثَبَتَ أَيْضاً أَنَّ أَروَاح الْمُؤمِنِين وَالشُّهَدَاء وَغَيْرَهُمْ فِي الْجَنَّة قَالَ الإِمَامُ أَحْمَد فِي رِوَايَة حَنبَل: أَرْوَاح الْكُفَّار فِي النَّار وَأَرْوَاح الْمُؤمِنِينَ فِي الْجَنَّة ¬

_ (¬1) الروح (1/ 9). (¬2) حادي الأرواح (17). (¬3) مجموع الفتاوى (24/ 365).

وَالاَبْدَان فِي الدُّنْيَا يُعَذِّبُ اللهُ مَنْ يَشَاء وَيَرحَمُ بِعَفْوِهِ مَنْ يَشَاء، وَقَالَ عَبدُ اللهِ بن أَحْمَد: سَأَلتُ أَبِي عَن أَرْوَاح الْمُوتَى، أَتَكُونُ فِي أَفْنِيَة قُبُورها، أَمْ فِي حَوَاصِل طَير، أَمْ تَمُوتُ كَمَا تَمُوتُ الأَجْسَاد؟ فَقَالَ: قَدْ رُوِى عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: نِسمَة الْمُؤمِن إِذَا مَاتَ طَائِر تَعلَق فِي شَجَرِ الْجَنَّة حَتَّى يُرجِعَهُ اللهُ إِلَى جَسَدِهِ يَومَ يَبْعَثُهُ. وَقَدْ رُوِىَ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ قَالَ: أَرْوَاح الْمُؤمِنينَ فِي أَجْوَافِ طَيرٍ خُضْر كَالزَّرَازِيرِ يَتَعَارَفُون فِيهَا وَيُرزَقُونَ مِن ثَمَرِهَا، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ أَرْوَاحُ الشُّهَدَاء فِي أَجْوَافِ طَيرٍ خُضْر تَأْوِى إِلَى قَنَادِيل فِي الْجَنَّة مُعَلَّقَة بِالْعَرش. (¬1) * وَهُنَاكَ دَلِيل آخَر: وَهُوَ أَنَّ الْعَبْدَ الصَّالِحَ إِذَا أَجَابَ عَلَى أَسْئِلَة الْمَلاَئِكَة يُنَادَى مِنَ السَّمَاء بَأَنْ يُفْرَشَ قَبرُهُ مِنَ الْجَنَّة وَأَنْ يُلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّة وَأَنْ يَفْتَحُوا لَهُ بَاباً إِلَى الْجَنَّة، قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «فَيُنَادِى مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ: أَنْ صَدَقَ عَبْدِي، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَاباً إِلَى الْجَنَّةِ».والحديث صحيح رواه أبو داود برقم (4753). فَالشَّاهِد أَنَّهُ يُفْتَحُ لَهُ بَاب إِلَى الْجَنَّة. * وَأَيْضاً فِي قِصَّة الرَّجُل الَّذِي مَاتَ مَأْسُورا بِدَينِهِ. عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي جَنَازَةٍ، فَقَالَ: «أَهَاهُنَا ¬

_ (¬1) مجموع الفتاوى (24/ 224).

ما جاء في تزاور الأموات

مِنْ بَنِي فُلانٍ أَحَدٌ؟». ثَلاثاً، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مَنَعَكَ فِي الْمَرَّتَيْنِ الأُولَيَيْنِ أَنْ لا تَكُونَ أَجَبْتَنِي، أَمَا إِنِّي لَمْ أُنَوِّهْ بِكَ إِلاَّ بِخَيْرٍ، إِنَّ فُلاناً - لِرَجُلٍ مِنْهُمْ - مَاتَ مَأْسُوراً (¬1) بِدَيْنِهِ». (¬2) =صحيح وَفِي لَفْظٍ: «إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَحْبُوسٌ عَنِ الْجَنَّةِ بِدَيْنهٍ». (¬3) =صحيح وَفِي لَفْظٍ: «إِنَّ صَاحِبَكُم مُحْتَبَس عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فِي دَيْنٍ عَلَيْهِ». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِي تَزَاوُر الأمْوَات 1630 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا وَلِىَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ، فَإِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ (¬5) وَيَتْزَاوَرُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ». (¬6) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ الأنْبِيَاء أَحْيَاء فٍي قُبُورِهِم 1631 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) مأسورا: أي: محبوس عما كان يستحقه من النعيم، لا يحكم له بنجاة ولا هلاك حتى يقضى دينه كما في حديث آخر: «نفس المؤمن معلقه بدينه». (¬2) النسائي (4685 (التغليظ في الدين، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أحمد (20235)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين". (¬4) أحمد (20136)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين". (¬5) يبعثون في أكفانهم: قيل: يكون هذا عند الخروج من القبور ومن ثَمَّ يُجردون، وسيأتي الكلام عن هذا الحديث في "فصل" يلي "باب صفاتهم حين يبعثون". (¬6) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (9/ 80)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (845)، الصحيحة (1425).

ما جاء في أن الميت مستريح أو مستراح منه

«الأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ (¬1)». (¬2) =صحيح 1632 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عِنْدَ الْكَثِيبِ الأْحْمَرَ (¬3) وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ». (¬4) =صحيح ما جَاءَ فِي أَنَّ الْمَيِّت مُستَرِيحٌ أَوْ مُسْتَرَاحٌ مِنهُ 1633 - عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الأنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: «مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: «الْعَبدُ الْمُؤمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللهِ، وَالْعَبدُ الْفَاجِرُ، يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلاَدُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ». (¬5) =صحيح مَا جَاءَ فِي بَلاَء الأجْسَاد 1634 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «كُلُّ بْن ¬

_ (¬1) أحياء في قبورهم يصلون: حياه برزخيه لا يعلم حقيقتها إلا الله سبحانه، وهذا الحديث لا ينافي ما قبله وهو قوله - صلى الله عليه وسلم - عن أرواح المؤمنين أنها في الجنة؛ قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله بعد أن ذكر أرواح المؤمنين وأنها تستقر في الجنة بعد الموت قال:"ومع ذلك فتتصل بالبدن متى شاء الله" انتهى كلامة، وأيضا شاهد آخر يوفق بين قوله - صلى الله عليه وسلم -:"الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون". وبين قوله - صلى الله عليه وسلم -:"نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة" وهو قوله:"وافتحوا له بابا إلى الجنة". والله تعالى أعلم. (¬2) أبو يعلى (3425) تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2790). (¬3) الكثيب الأحمر: هو الموضع الذي دفن فيه موس - صلى الله عليه وسلم -، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر». متفق عليه. (¬4) مسلم (2375) باب من فضائل موسى - صلى الله عليه وسلم -، واللفظ له، النسائي (1631 (ذكر صلاة نبي الله موسى عليه السلام وذكر الاختلاف على سليمان التيمي فيه، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) متفق عليه، البخاري (6147) باب سكرات الموت، واللفظ له، مسلم (950) باب ما جاء في مستريح ومستراح منه.

ما جاء في استعداد اسرافيل للنفخ في الصور

آدَمَ يَأْكُلُهُ التُّرَابُ إِلاَّ عَجْبُ الذَّنَب مِنْهُ خُلِقَ وَفِيهِ يُرَكَّبُ». (¬1) =صحيح 1635 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ فِي الإِنْسَان عَظماً لا تَأْكُلُهُ الأَرْضُ أَبَداً، فِيهِ يُرَكَّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». قَالًُوا: أَيُّ عَظْمٍ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «عَجْبُ الذَّنَب». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي اسْتِعْدَاد اسْرَافِيل لِلنَّفخِ فِي الصُّور 1636 - عَنِ الْبَرَاء رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «صَاحِبُ الصُّورِ وَاضِعٌ الصُّورِ عَلَى فِيهِ، مُذ خُلِق يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ أَنْ يَنْفُخَ فِيهِ فَيَنْفُخ». (¬3) =صحيح 1637 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا طَرَفَ صَاحِبُ الصُّور مُذ وُكِّلَ بِهِ مُستَعِدّا يَنْظُر نَحْوَ الْعَرشِ مَخَافَةَ أَنْ يُؤمَر قَبْلَ أَنْ يَرتَدَّ إِلَيهِ طَرفُهُ كَأَنَّ عَينيهِ كَوْكَبَانِ دُريِّانِ». (¬4) =صحيح 1638 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَيفَ أَنْعَمُ وَقَدِ الْتَقَمَ صَاحِبُ الْقَرْنِ الْقَرْنَ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ، وَأَصْغَى سَمْعَهُ، يَنْتَظِرُ أَنْ يُؤْمَرَ أَنْ يَنْفُخَ فَيَنْفُخُ!». قَالَ الْمُسْلِمُونَ: فَكَيفَ نَقُولُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «قُولُوا: حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، تَوَكَّلْنَا عَلَى اللهِ رَبِّنَا». وَرُبَّمَا قَالَ ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (4651) باب {يوم ينفخ في الصور}، مسلم (2955) باب ما بين النفختين، واللفظ له. (¬2) مسلم (2955) باب ما بين النفختين، أحمد (8165)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) تاريخ بغداد (5714)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3752). (¬4) مستدرك الحاكم (8676) كتاب الأهوال، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح على شرط مسلم"، مختصر العلو (صـ 93 (واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (1078).

ما جاء في النفخة الأولى

سُفْيَانُ: «عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا». (¬1) =صحيح 1639 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَيفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّورِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرنَ، وَحَنَا ظَهْرَهُ يَنْظُرُ تُجَاهَ الْعَرْشِ كَأَنَّ عَيْنَيهِ كَوكَبَانِ دُريَّانِ لَمْ يَطْرف قَطّ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْمَر قَبْلَ ذَلِكَ». (¬2) =صحيح 1640 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا الصُّورُ؟ قَالَ: «قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ». (¬3) =صحيح مَا جَاءَ فِي النَّفْخَة الأوْلَى 1641 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَإِذَا طَلَعَتْ فَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ، فَذَلِكَ حِينَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوبَهُمَا بَيْنَهُمَا فَلاَ يَتَبَايَعَانِهِ وَلاَ يَطْويَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلاَ يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يَليِطُ حَوضَهُ فَلاَ يَسْقِي فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أَكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلاَ يَطْعَمُهَا». (¬4) =صحيح مِقدَار مَا بَينَ النَّفْخَتَين 1642 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا بَيْنَ ¬

_ (¬1) الترمذي (3243)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) الأحاديث المختارة (2567)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده حسن "، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (1078)، (1079). (¬3) الترمذي (3244)، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) البخاري (6141) باب طلوع الشمس من مغربها.

النفخة الثانية والخروج من القبور

النَّفْخَتَينِ أَرْبَعُونَ قَالَ أَرْبَعُونَ يَوماً قَالَ أَبِيتُ قَالَ أَرْبَعُونَ شَهْراً قَالَ أَبِيتُ قَالَ أَرْبَعُونَ سَنَةً قَالَ: أَبِيتُ قَالَ: ثُمَّ يُنَزِّلُ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاء فَيَنبُتُونَ كَمَا يَنبُتُ الْبَقل لَيسَ مِنَ الإِنسَانِ شَيء إِلاَّ يَبْلَى إِلاَّ عَظما وَاحِدا وَهُوَ عُجْبُ الذَّنَبِ وَمِنهُ يُرَكَّبُ الْخَلق يَوْمَ الْقِيَامَة». (¬1) =صحيح النَّفْخة الثانية والْخُرُوج مِنَ الْقُبُور 1643 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ (لا أَدْرِي أَرْبَعِينَ يَوْماً أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْراً أَوْ أَرْبَعِينَ عَاماً) فَيَبْعَثُ اللهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكَهُ ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحاً بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّامِ فَلاَ يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مُثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلاَّ قَبَضَتْهُ حَتَّى لَوْ أَنْ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبَدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتَّى تَقْبِضَهُ». قَالَ: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلاَمِ السِّبَاعِ، لا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً وَلاَ يُنْكِرُونَ مُنْكَراً، فَيَتَمَثَّلُ لَهُمْ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: أَلاَ تَسْتَجِيبُونَ؟ فَيَقُولُونَ: فَمَا تَأْمُرُناَ؟ فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الأوْثَانِ وَهُمْ فِي ذَلِكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ، حسن عَيْشُهُمْ ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَلاَ يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلاَّ أَصْغَى لِيتاً وَرَفَعَ لِيتاً (¬2) قَالَ: وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبِلِهِ (¬3) قَالَ: فَيَصْعَقُ، وَيَصْعَقُ النَّاسُ ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ - أَوْ قَالَ: يُنْزِلُ اللهُ - مَطَراً كَأَنَّهُ الطَّلُّ - ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (4651) باب {يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا}، مسلم (2955) باب ما بين النفختين. (¬2) أصغى ليتا ورفع ليتا: أصغى أمال، والليت صفحة العنق، وهي جانبه. (¬3) يلوط: أي: يُطَيَّنه ويصلحه.

صفاتهم حين يبعثون

أَوْ الظِّلُّ - (نُعْمَانُ الشَّاكُّ) فَتَنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ النَّاسِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! هَلُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ} قَالَ: ثُمَّ يُقَالُ: أَخْرِجُوا بَعَثَ النَّارِ فَيُقَالُ: مِنْ كَمْ؟ فَيُقَالُ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ قَالَ: فَذَاكَ يَوْمَ يَجْعَلُ الْوِلدَانَ شِيباً، وَذَلِكَ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ». (¬1) =صحيح صِفَاتَهم حِينَ يُبْعَثُون 1644 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْمَيِّتَّ يُبْعَثُ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي قُبِضَ فِيْهَا». (¬2) =صحيح 1645 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا وَلِىَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ فَإِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ وَيَتْزَاوَرُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ». (¬3) =صحيح فَصْل * مِنْ أَهْل الْعِلم مَنْ قَالَ فِي قَولِهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْمَيِّتَّ يُبْعَثُ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي قُبِضَ فِيْهَا». أَرَادَ بِهِ فِي اعْمَالِهِ كَقَولِهِ جَلَّ وَعَلاَ وَثِيَابَكَ فَطَهِّر يُرِيد بِهِ وَأَعْمَالَكَ ¬

_ (¬1) مسلم (294) باب في خروج الدجال ومكثه في الأرض ونزول عيسى وقتله إياه وذهاب أهل الخير والإيمان وبقاء شرار الناس وعبادتهم الأوثان والنفخ في الصور وبعث من في القبور، واللفظ له، أحمد (6555)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير النعمان بن سالم ويعقوب بن عاصم فمن رجال مسلم"، مستدرك الحاكم (8632) كتاب الفتن والملاحم، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم". (¬2) ابن حبان (7272)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده على شرط مسلم". (¬3) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (9/ 80)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (845)، الصحيحة (1425).

ما جاء في أرض المحشر

فَأَصْلِحهَا لاَ أَنَّ الْمِيِّتَ يُبْعَثُ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا إِذْ الأَخْبَار الْجَمَّة تُصِرِّح عَنِ الْمُصطَفَى - صلى الله عليه وسلم - بَأَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَة حُفَاة عُرَاة غُرلا. * وَلَكِن رَاو الْحَدِيث حِينَمَا حَضَرَتهُ الْوَفَاة دَعَا بِثِيَابٍ جُدد فَلَبِسَهَا وَذَكَرَ الْحَدِيث، وَلَوْ كَانَ قَوْلَ مَنْ قَالَ: أَنَّهَا الأَعْمَالَ لَمَا لَبِسَ الثِّيَاب؛ وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَم. * وَمِن أَهْلِ الْعِلم مَنْ قَالَ: يَكُونُ هَذَا عِندَ الْخُرُوج مِنَ الْقُبُور وَمن ثَمَّ يُجَرَّدُون. مَا جَاءَ فِي أَرْضِ الْمَحْشَر 1646 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ (¬1) كَقُرْصَةٍ النَّقِيِّ (¬2) لَيْسَ فِيهَا مَعْلَمٌ (¬3) لأَحَدٍ». (¬4) =صحيح 1647 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَأَلتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ قَولِهِ عَزَّ وَجَلَّ {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} فَأَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟ يَا رَسُولَ اللهِ! فَقَالَ: «عَلَى الصِّرَاطِ». (¬5) =صحيح 1648 - وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! {وَالأَرْضُ ¬

_ (¬1) عفراء: بيضاء إلى حمرة. (¬2) كقرصة النقي: هو الدقيق النقي من الغش والنخال. (¬3) ليس فيها معلم: ليس بها علامة يستدل بها أي: هذه الأرض مستوية ليس فيها حدب يرد البصر ولا بناء يستر ما وراءه ولا علامة. (¬4) متفق عليه، البخاري (6521) باب الحشر، واللفظ له، مسلم (279) باب في البعث والنشور وصفة أرض المحشر. (¬5) مسلم (2791) باب في البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة، الترمذي (3121)، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في حشر الناس

جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطوِياَّتٌ بِيَمِينِهِ} فَأَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «عَلَى الصِّرَاطِ يَا عَائِشَةُ». (¬1) =صحيح 1649 - عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَتَدْرِي مَا سِعَةُ جَهَنَّمَ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ أَجَلْ وَاللهِ مَا تَدْرِي، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ قَوْلِهِ {وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطويَّاتٌ بِيَمِينِهِ} قَالَ: قَلَتْ: فَأَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي حَشرِ النَّاس 1650 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ: سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّكُمْ مُلاقُو اللهِ حُفَاةً عُرَاةً مُشَاةً غُرْلاً (¬3)». (¬4) =صحيح 1651 - عَنْ معاوية بن حيدة قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ رِجَالاً وَرُكبَاناً (¬5) وَتُجَرُّونَ عَلَى وُجُوهكُمْ». (¬6) =صحيح مَا جَاءَ فِي كَرب النَّاسِ فِي ذَلِكَ الْيَوم 1652 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَعْرَقُ ¬

_ (¬1) الترمذي (3242)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) الترمذي (3241)، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) غرلا: الغرله: هي الجلدة التي تقطع في الختان، والمقصود أنهم يحشرون كما خلقوا لاشيء معهم ولا يفقد منهم شيء حتى الغرله تكون معهم. (¬4) متفق عليه، البخاري (6524) باب كيف الحشر، واللفظ له، مسلم (2860) باب بيان فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة. (¬5) رجالا وركبانا: رجالا أي: مشاة، وركبانا: أي: راكبين. (¬6) الترمذي (2424) باب ما جاء في شأن المحشر، تعليق الألباني "صحيح".

ما ينجي من هذه الكرب

النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ فِي الأرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعاً وَيُلْجِمَهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ». (¬1) =صحيح 1653 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ: «يَقُومُ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيهِ». (¬2) =صحيح مَا يُنْجِي مِنْ هَذِهِ الْكُرَب 1654 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ طَلَبَ غَرِيماً لَهُ فَتَوَارَى (¬3) عَنْهُ ثُمَّ وَجَدَهُ فَقَالَ: إِنِّي مُعْسِرٌ، فَقَالَ: آللهِ؟ (¬4) قَالَ: اللهِ. قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللهُ مِنْ كُرَبِ (¬5) يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلْيُنفِّسْ (¬6) عَنْ مُعْسِرٍ، أَوْ يَضَع عَنْهُ». (¬7) =صحيح 1655 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَهً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِماً، سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ ماَ كَانَ (¬8) الْعَبْدُ فِي عَوْنِ ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (6167) باب قول الله تعالى {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين} واللفظ له، مسلم (2863) باب صفة يوم القيامة أعاننا الله عال أهولها. (¬2) البخاري (6166) الباب السابق. (¬3) فتوارى عنه: اختبئ عنه. (¬4) آلله: قسم سؤال، أي: أبالله. (¬5) كرب: هو الغم الذي يأخذ بالنفس. (¬6) فلينفس: أي: يمد ويؤخر المطالبة، وقيل: يفرج عنه. (¬7) مسلم (1563) باب فضل إنظار المعسر. (¬8) ما كان: أي: إذا كانا.

الصدقة وأعمال أخرى تكون ظل في الموقف العظيم

أَخِيْهِ». (¬1) =صحيح الصَّدَقَة وَأَعْمَال أُخْرَى تَكُونُ ظِلًّ فِي الْمَوقف الْعَظِيم 1656 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ عَنْ أَهْلِهَا حَرَّ الْقُبُورِ، وَإِنَّمَا يَسْتَظِلُ الْمُؤمِنُ يَومَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ». (¬2) =حسن 1657 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «كُلُّ امْرِئ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ». أَوْ قَالَ: «حَتَّى يُحْكَمُ بَيْنَ النَّاسِ». (¬3) =صحيح 1658 - عَنْ أَبِي الْيَسَرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أُشْهِدُ بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ (وَوَضَعَ إِصْبَعَيْةِ عَلَى عَيْنَيْهِ) وَسَمْعُ أُذُنِيَّ هَاتَيْنِ، وَوَعَاهُ قَلَبِي هَذَا (وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى مَنَاطِ قَلْبِهِ) رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَقُولُ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ». (¬4) =صحيح 1659 - عَنْ أَبِي قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ تَرَكَ لِغَرِيْمِهِ أَوْ تَجَاوَزَ عَنهُ كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَة». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) مسلم (2669) باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، أبو داود (4946) باب في المعونة للمسلم، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) تقدم برقم (322). (¬3) ابن حبان (3299)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬4) مسلم (3006) باب حديث جابر الطويل وقصة أَبِي اليسر، ابن حبان (5022)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬5) مختصر العلو (صـ 125)، تعليق الألباني "إسناده صحيح".

الحوض والشرب منه

1660 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً أَوْ وَضَعَ لَهُ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة». (¬1) =صحيح 1661 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الْمُتَحَابُونَ فِي اللهِ فِي ظِلِّ الْعَرشِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلَّهُ، يَغْبِطَهُمْ بِمَكَانِهمْ النَّبيُونَ وَالشُّهَدِاء». (¬2) =صحيح 1662 - عَنْ بُرَيْدَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِندَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «تَعَلَّمُوا سُوْرَةَ الْبَقَرَة وَآلِ عِمْرَان؛ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ يُظِلاَّنِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَة كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ (¬3) صَوَافّ». (¬4) =حسن صحيح الْحَوض وَالشُّربُ مِنْهُ 1663 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلَيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الأخْنَسِ السُّلَمِيّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا سِعَةُ حَوْضِكَ؟ قَالَ: «كَمَا بَيْنَ عَدن إِلَى عَمَّانَ، وَإِنَّ فِيهِ مَثْعَبَيْنِ (¬5) مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ». قَالَ: فَمَا حَوْضُكَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟! قَالَ: «أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مَذَاقَةً مِنَ الْعَسَلِ، وَأَطْيَبُ رائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأ أَبَداً وَلَمْ يَسْوَدَّ وَجْهُهُ أَبَداً». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (8696) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن قيس فمن رجال مسلم". (¬2) ابن حبان (576)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده جيد". (¬3) صواف: جمع صافة، وهي صِفَة الطير عندما يبسط جناحيه في الهواء. (¬4) مستدرك الحاكم (2057) باب ما جاء في آخر سورة البقرة، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (1466). (¬5) مثعبين: مفردها مثعاب: هو والميزاب بمعنى واحد، وهو مصب للماء. (¬6) ابن حبان (6423)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح".

1664 - عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَنَا عِنْدَ عُقْر (¬1) حَوْضِي أَذُود (¬2) عَنْهُ النَّاسَ، إِنِّي لأَضْرِبُهُمْ بِعَصَايَ حَتَّى يَرفَضَّ (¬3)». قَالَ: وَسُئِلَ نَبِيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ سَعَةِ الْحَوضِ؟ فَقَالَ: «مِثْلُ مَقَامِي هَذَا إِلَى عَمَّانَ مَا بَيْنَهمَا شَهْرٌ أَوْ نَحْو ذَلِكَ». وَسُئِلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ شَرَابِهِ؟ فَقَالَ: «أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ يَنْبَعِثُ فِيهِ مِيْزَابَانِ، مِدَادُهُمَا الْجَنَّةِ أَحَدُهُمَا دُرُّ، وَالآخَرُ ذَهَبٌ». (¬4) =صحيح 1665 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ (¬5) وَمَاؤُهُ أَبِيضُ مِنَ الْوَرِقِ (¬6) وَرِيْحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلاَ يَظْمَأُ بُعْدهُ أَبَداً». (¬7) =صحيح 1666 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، مَاؤُهُ أَبِيضُ مِنَ الَّلَبنِ، وَرِيْحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلاَ يَظْمأُ أَبَداً». (¬8) =صحيح 1667 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا آنِيَةُ ¬

_ (¬1) عقر: هو موضع موقف الإبل من الحوض إذا وردته، وقيل: مؤخره. (¬2) أذود: أي: أطرد. (¬3) يَرْفَضّ: أي: يسيل. (¬4) ابن حبان (6421)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬5) زواياه سواء: أي: طوله كعرضه. (¬6) الورق: الفضة. (¬7) مسلم (2292) باب إثبات حوض نبينا - صلى الله عليه وسلم - وصفاته. (¬8) البخاري (6208) باب في الحوض.

فصل

الْحَوْضِ؟ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ وَكَوَاكِبَهَا أَلا فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ الْمُصْحِيَةِ (¬1) آنِيَةُ الْجَنَّةِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُا لَمْ يَظْمَأْ آخِر مَا عَلَيْهِ يَشْخَبُ (¬2) فِيهِ مِيْزَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ عَرْضُهُ مِثلُ طُوْلِهِ، مَا بَيْنَ عَمَّانَ إِلَى أيْلَةَ (¬3) مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ». (¬4) =صحيح فَصْل * يُكِْرمُ اللهُ تَعَالَى عَبْدهُ وَرَسُوْلهُ مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَوْقِفِ الْعَظْيم بِإِعْطَائِهِ حَوْضاً وَاسِع الأَرْجَاءِ يُمْل مِنْ نَهْرِ الْكَوْثَرِ الَّذِي أَعْطَاهُ رَبُّهُ فِي الْجَنَّة مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَة لا يَضْمأُ بَعْدَهَا أَبَداً وَلاَ يَسْوَدَّ وَجْهُهُ، وَهُنَاكَ أَدِلَّه عَلَى أَنَّهُ فِي الْمَوقِف مِنْهَا. * قُولُهُ - صلى الله عليه وسلم -: «يَرِدُ عَلَىَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي، فَيُجْلَونَ (¬5) عَنِ الْحَوْضِ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: إِنَّكَ لاَ عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ إِنَّهُمْ ارْتَدْوُا عَلَى أَدْبَارِهِمِ الْقَهْقَرَى (¬6)». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) المظلمة المصحية: المظلمة التي لا قمر فيها لأن وجود القمر يستر كثيرا من النجوم، والمصحية: هي التي لا غيم فيها. (¬2) يشخب: يسيل ويصب. (¬3) أيله: بلده في الشام. (¬4) مسلم (2300) الباب إثبات حوض نبينا - صلى الله عليه وسلم - وصفاته، واللفظ له، الترمذي (2445) باب ما جاء في صفة أواني الحوض، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (21365) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت فمن رجال مسلم". (¬5) يجلون: أي: يصرفون. (¬6) القهقرى: الرجوع للخلف من غير استداره. (¬7) البخاري (6213) باب في الحوض.

قصر الموقف العظيم على المؤمن

* فَلَوْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ أَوْ بَعْدَ عُبُورِ الصِّرَاطِ لِمَا وَصَلُوا إِلَيْهِ، وَهَذَا أَقْوَى شَاهِد لِمَنْ قَالَ أَنَّهُ فِي الْمَوْقِف الْعَظِيم. وَإِلَى مِثْلَ هَذَا ذَهَبَ الْغَزَالِي وَالْقُرْطُبِي. * وَمِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ اعْتَرَضَ وَقَالَ: لَوْ كَانَ فِي الْمَوْقِف لَحَالَتِ النَّارُ بَيْنَهُ وَبَينَ وُصُول الْمَاءِ إِلَيْهِ مِنَ الَجَنَّةِ. وَالْجَوَاب: لَوْ كَانَتْ هَذِهِ حُجَّة لَحَالَت النَّارُ أَيْضاً بَينَ نِدَاء الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - وَبَيْنَهُمْ كَمَا فِي صَحِيح مُسْلِم قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «أُنَادِيْهِمْ أَلاَ هَلُم». وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُمْ قَرِيبا مِنْهُ، وَقَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: «يُجْلَون عَنِ الْحَوْضِ». أَي: يُصْرَفُون، وَلَوْ كَانَ كَمَا قِيلَ: أَنَّهُ بَعْدَ الصِّرَاط لَحَالَتْ النَّارَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ فَلاَ يُحْتَاجُ إِلَى أَنْ يُصْرَفُونَ، لأَنَّ النَّارَ سَتَتَوَلَّى ذَلِكَ وَتَصْرِفهُم. * وَقَالَ ابْنُ حَجَر: وَظَاهِر الْحَدِيث أَنَّ الْحَوْضَ بِجَانِبِ الْجَنَّة ليَنصبَّ فِيهِ الْمَاء مِنَ الْنَّهْر الَّذِي دَاخَلَهَا. 11/ 466. * وَلَكِن الْقَوْل الأَوَّل أَقْوَى لِكَثْرَة أَدِلَّتِهِ؛ وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَم. وَقَدْ أَطَالَ الْكَلاَم الحافظ ابن حَجَر فِي فَتْح الْبَارِي وَجَمَعَ الأَقْوَال وَالتَّرْجِيح 11/ 466. قِصَر الْمَوقِف الْعَظِيم عَلَى الْمُؤْمِن 1668 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «يَوْمُ

الْقِيَامَة كَقَدْرِ مَا بِيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ». (¬1) =صحيح 1669 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «مَا قَدْرُ طُول يَوْم الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُؤْمِنِ إِلا كَقَدْرِ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ إِلَى الْعَصْرِ». (¬2) ... (¬3) *صحيح 1670 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ مِقْدَارَ نِصفِ يَوْمٍ مِنْ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، يُهَوِّنُ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنينِ كَتَدَلِّي الشَّمْسِ للْغُروُبِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ». (¬4) ... (¬5) *صحيح * وَسَيَأْتِي الْكَلاَم عَنْ هَذَا الْمَوْضُوع فِي «فصل» يلي بَابَ «حِسَاب الله تَعَالَى لِلْخَلق». صـ "577". مَا جَاءَ فِي أَنَّ الْمُؤمِنِينَ يُظَلَّلُ عَلَيْهِمُ الْغَمَام فِي الْمُوقِف الْعَظِيم وَيَكُون ذَلِكَ الْيَوم عَلَيْهِم مِقْدَار سَاعَة 1671 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «تَجْتَمِعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: أَيْنَ فُقَرَاءُ هَذِهِ الأُمَّةِ وَمَسَاكِينَهَا، قَالَ: فَيَقُومُونَ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَاذَا عَمِلْتُم؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا ابْتَلَيْتَنَا فَصَبَرنَا، وَآتَيْتَ ¬

_ (¬1) مستدرك الحاكم (283) كتاب الإيمان، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين إن كان سويد بن نصر حفظه على أنه ثقة مأمون"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرطهما، لكن رفعه سويد بن نصر، عن ابن المبارك وهو ثقة، ووقفة عبدان عنه" تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (8193)، الصحيحة (2456). (¬2) مستدرك الحكم (284) كتاب الإيمان، تفسير ابن أبي حاتم (18087). (¬3) هذا الحديث أيضا رجاله رجال البخاري ومسلم. (¬4) أبو يعلى (6025)، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح"، ابن حبان (7289) تعليق الألباني "صحيح". (¬5) روى هذا الحديث أبو يعلى بإسناد رجاله رجال البخاري إلا إسماعيل بن عبد الله بن خالد وهو ثقة، ورواه ابن حبان بإسناد قال عنه شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط البخاري رجال ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن إبراهيم فمن رجال البخاري". (7333).

أسباب قصر الموقف العظيم

الأَمْوُالَ وَالسُّلْطَانَ غَيْرَنَا، فَيَقُولُ اللهُ: صَدَقْتُمْ، قَالَ: فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ النَّاسِ وَيَبْقَى شِدَّةُ الْحِسَابِ عَلَى ذَوى الأَمْوَالِ وَالسُّلْطَانِ». قَالُوا: فَأَيْنَ الْمُؤْمِنُونُ يَومَئذْ؟ قَالَ: «يُوْضَعُ لَهُمْ كَرَاسِي مِنْ نُورٍ وَتُظَلَّلُ عَلَيْهِمُ الْغَمَامُ يَكُونُ ذَلِكَ الْيَوْمُ اقْصَرَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ سَاعَةٍ مِنْ نَهَارٍ». (¬1) =حسن أَسْبَابُ قِصَر الْمَوقِف الْعَظِيم 1672 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤمِنيْنَ الْجَنَّة قَبْلَ الأَغْنِيَاء بِنِصْفِ يَوْمٍ خَمْسُ مِئَةِ عَامٍ». (¬2) =حسن صحيح 1673 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «اللَّهُمَّ! أَحْيِنِي مِسكِينا وَأَمِتنِي مِسكِيناً وَاحْشُرنِي فِي زُمْرَة الْمَسَاكِين يَوْمَ الْقِيَامَة». فَقَالَتْ عَائِشَة: لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «إِنَّهُمْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّة قَبلَ أَغْنِيَائهم بِأَربَعِينَ خَرِيفاً (¬3) يَا عَائِشَة! لاَ تَرُدِّي الْمِسكِين وَلَو بِشِقِّ تَمْرَةٍ، يَا عَائِشَة! أَحِبِّي الْمَسَاكِين وَقَرِّبِيهِم فَإِنَّ اللهَ يُقَرِّبُك يَوْمَ الْقِيَامَة». (¬4) =صحيح 1674 - عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «اثْنَتَانِ يَكْرَههُمَا بْنُ آدَمَ، الْمَوتُ وَالْمُوتُ خَيْرٌ لِلمُؤْمِنِ مِنَ الْفِتْنَةِ، وَيَكْرَهُ قِلَّةَ الْمَالِ ¬

_ (¬1) ابن حبان (7376)، تعليق الألباني "حسن"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬2) ابن ماجه (4122) باب منزلة الفقر، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬3) في هذه الرواية أربعين خريفا، والتي قبلها خمس مئة عام: ولا تناقض بينهما لأن الفقر درجات فأشدهم فقر أسبقهم للجنة، وإلى مثل هذا المعنى ذهب ابن القيم في قصيدته، والله تعالى أعلم. (¬4) الترمذي (2352) باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم، تعليق الألباني "صحيح".

فصل

وَقِلَّةَ الْمَالِ أَقَلُّ لِلحِسَابِ». (¬1) =صحيح 1675 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ بَيْنَ أَيْديكُم عَقَبَةً كَؤوداً (¬2) لاَ يَنْجُو مِنْهَا إِلاَّ كُلُّ مُخِفٍّ (¬3)». (¬4) =صحيح 1676 - عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَتْ: قُلْتُ لَهُ مَا لَكَ لاَ تَطْلُبُ مَا يَطْلُبُ فَلاَنٌ وَفُلاَنٌ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ وَرَاءَكُمْ عَقَبَةً كَؤُوداً لاَ يَجُوزُهَا الْمُثْقِلُونَ (¬5)». فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَتَخَفَّفَ لِتِلْكَ الْعَقَبَة. (¬6) =صحيح * قَالَ الأوْزَاعِي: مَنْ أَطَالَ الْقِيَامَ بِالَّليل هَوَّن اللهُ عَلَيه طُول الْقِيَام يَومَ الْقِيَامَة. (¬7) فَصْل * إِنَّ مِن أَعْظَم الأَعْمَالَ الَّتِي يُخَفِّفُ اللهُ تَعَالَى بِهَا الْمَوقِفَ عَلَى عِبَادِهِ ¬

_ (¬1) أحمد (23674)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده جيد"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (139)، الصحيحة (813). (¬2) عقبة كؤود: أي: يصعب لها الصعود. (¬3) مخف: قال الألباني في الصحيحة (2480 ("أي: من الذنوب وما يؤدي إليها، وفي النهاية: يقال أخف الرجل فهو مخف وخف وخفيف إذا خفت حاله ودابته، وإذا كان قليل الثقل يريد به المخف من الذنوب وأسباب الدنيا وعلقها" انتهى كلامه، ولكن قول أم الدرداء في الحديث الآتي لأبي الدرداء: مالك لاتطلب ما يطلب فلان وفلان، وامتناع أبو الدرداء عن السؤال، هذا يؤيد أن المخف من تخفف من متاع الدنيا وعلقها وفي بعض الروايات قال - صلى الله عليه وسلم - " إن بين أيديكم عقبة كؤودا لا يجوزها إلا كل ضامر مهزول". ولكن إسناده ضعيف. (¬4) كشف الأستار عن زوائد البزار (3696)، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (2480)، الترغيب والترهيب (3176)، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) المثقلون: هو نظيرا لقوله - صلى الله عليه وسلم - «المكثرون» فهناك وصفهم بأنهم مكثرون وهنا بأنهم مثقلون، والله تعالى أعلم. (¬6) شعب الإيمان (10409)، الصحيحة (2480)، الترغيب والترهيب (3177)، تعليق الألباني "صحيح"، الجامع الصغير (2001). (¬7) مختصر تاريخ دمشق (1/ 2000).

أسباب طول الموقف العظيم

وَيَرْفَعُ دَرَجَاتهم فِي الْجَنَّة وَيُخَلِّصَهم مِنَ التَّأخُر عَلَى الصِّرَاط هِي تَقْوَى الله تَعَالَى وَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ بَعْدَمَا ذَكَرَ مَرَاحِلَ النَّاس عَلَى الصِّرَاط مِن سُرعَةٍ وَبُطأ قَالَ: «تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَاُلُهْم». وَقَالَ: «ثُمَّ يَصْدُرُونَ مِنهَا بَأعْمَالِهِم». فَهَذَا بِشَأن عُبُور الصِّرَاط وَأَنَّ وَسِيلَةَ الْعُبُور هِيَ الْعَمَل إِنْ كَانَ صَالِحا فَالعُبُور صَالِح، وَإِنْ كَانَ سِيِّئ فَالْعُبُورُ سَيِّئ وَأَمَّا فِي شَأن دَرَجَات الْجَنَّة فَهِي أَيْضاً تُنَال بِتَقْوى الله كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}. ? وَالتَّقْوَى: هِيَ أَنْ يَجْعَلَ بَينَهُ وَبَينَ عَذَابِ اللهِ وِقَايَة بِفِعل الأَوَامِر وَتَرك الْمَنَاهِي. وَمَنْ أَعَانَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى عُبُور الصِّرَاط وَجَعَلَهُ كَالْبَرق وَرَفَعَ دَرَجَاتَهُ فَجَعَلَهُ فِي الْفِرَدوس فَهَلْ يَتَأَخَّر فِي الْمَوْقِف؟ فَحَرِيّا بِمَنْ كَانَت سُرْعَتَهُ كَالْبَرق عَلَى الصِّرَاط أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ فِي الْمَوْقِف وَفِي الصُّعود فِي دَرَجَات الْجَنَّة. أَسْبَاب طُولَ الْمَوقِف الْعَظِيم 1677 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرا، فَقَالَ لَهُمْ: «تَقَدَّمُوا فَائْتَمُّوا بِي وَلْيَأتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ (¬1) وَلاَ يَزَالُ قُوْمٌ يَتَأخَّرُونَ (¬2) حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ». (¬3) =صحيح ¬

_ (¬1) فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم: أي: اقتدوا بأفعالي وليقتد بكم من بعدكم مستدلين بأفعالكم على أفعالي. (¬2) لا يزال قوم يتأخرون: أي: عن الصف الأول، حتى يؤخرهم الله عز وجل: أي: عن دخول الجنة فيكون الجزاء من جنس العمل، يتأخرون فيؤخرون، قال الله تعالى {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} وقال تعالى {اذكروني أذكركم} وقال تعالى {إن تنصروا الله ينصركم} وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أحفظ الله يحفظك) وقال - صلى الله عليه وسلم - "إنما يرحم الله من عباده الرحماء" وأيضا "من يسر على معسر يسر الله عليه"، ومن ستر مسلما ستره الله"، وهذا كله تصديق لقول القائل الجزاء من جنس العمل، وأيضا إن حُمِلَ هذا الحديث على هذا المقياس يكون تقديره: إن تأخر يؤخر وإن تقدم يقدم، والله تعالى أعلم. (¬3) أبو داود (860) باب صف النساء وكراهية التأخر عن الصف الأول، تعليق الألباني "صحيح".

1678 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَزَالُ قوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ عِنَ الصَّفِّ الأوَّلِ، حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللهُ فِي النَّارِ». (¬1) =صحيح 1679 - عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «احْضُرُوا الذِّكْرَ وَادْنُوا مِنَ الإِمَامِ (¬2) فَانَّ الرَّجُلَ لاَ يَزَالُ يَتَبَاعَد حَتَّى يُؤَخَّرُ (¬3) فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ دَخَلَهَا». (¬4) =صحيح 1680 - عَنْ أُسَامَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّة فَكَانَ عَامَّةَ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِين، وَأَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُون (¬5) غَيْرَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِم إِلَى النَّارِ، وَقُمتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاء». (¬6) =صحيح 1681 - عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَنْ يُعْجِزَ اللهُ هَذِهِ الأُمَّة مِنْ نِصْفِ يَوْمٍ». (¬7) =صحيح 1682 - عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لاَ تَعْجَزَ أُمَّتِي عِنْدَ رَبِّهَا أَنْ يُؤَخِّرَهُمْ نِصْفَ يَوْمٍ». قِيلَ لِسَعْد: وَكَمْ ¬

_ (¬1) أبو داود (679) باب صف النساء وكراهية التأخر عن الصف الأول، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) أحضروا الذكر ودنوا من الإمام: المراد يوم الجمعة. (¬3) حتى يؤخر: أي: عن الدرجات العلى في الجنة. ومن تأخر عن الدرجات العلى كان حريا أن يؤخر في الموقف. (¬4) أحمد (20130)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله - وهو ابن المديني - فمن رجال البخاري". (¬5) واصحاب الجد محبوسون: الجد قيل: المراد أصحاب الغنى والحظ في الدنيا، ومحبوسون أي: في العرصات فلم يؤذن لهم في دخول الجنة لطول حسابهم. (¬6) البخاري (4900) باب لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلا بإذنه. (¬7) أبو داود (4349) باب قيام الساعة، تعليق الألباني "صحيح".

فصل

نِصفُ ذَلِكَ الْيَوم قَالَ: خَمْسُمِائَة سَنَة. (¬1) =صحيح فَصْل * مَعْنَى الْحَدِيث «إِنِّي لأَرْجُو». أَيْ أؤُملُ «أَنْ لاَ تَعْجَزَ أُمَّتِي». أَيْ أَغْنِيَاؤُهَا عَنِ الصَّبْرِ عَلَى الْوُقُوف لِلْحِسَاب «عِنْدَ رَبِّهَا». فِي الْمَوقِف «أَنْ يُؤَخِّرهُم». أَيْ عَنِ اللَّحَاقِ بِفُقَرَاء أُمَّتِي السَّابِقِينَ إِلَى الْجَنَّة: «نِصْفَ يَوْمِ». أَيْ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَة. * وَالَّذِي يَتَبَيَّن مِنْ الأَحَادِيث أَنَّ الْفَقْرَ وَالْغِنَى جَعَلَهُمَا اللهُ تَعَالَى سَبَبَينِ عَظِيمَينِ فِي قِصَر الْمَوقِف وَطُولَهُ. مَا جَاءَ فِي شدة الْمَوقِف عَلَى الْكَافِر وَأنَّهُ يَغِيبُ فِي عَرَقِهِ 1683 - عَنِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «{يَومَ يَقُوْمُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِين} حَتَّى يَقُومُ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ». (¬2) =صحيح 1684 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الْعَرَقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيَذْهَبُ فِي الأَرْضِ سَبْعِينَ بَاعاً، وَإِنَّهُ لَيَبْلُغُ إِلَى أَفْوَاه النَّاس، أَوْ إِلَى آذَانِهِمْ». (¬3) =صحيح 1685 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ ¬

_ (¬1) أبو داود (4350) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) ابن حبان (7288)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) مسلم (2863) باب في صفة يوم القيامة أعاننا الله على أهوالها، أحمد (9416)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح وهذا إسناده قوي".

ما جاء في أن العرق يوم القيامة على المؤمن كالزكام

الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ فِي الأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا وَيُلْجِمُهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ». (¬1) =صحيح 1686 - عَنِ الْمِقدَاد رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولُ اللهِ يَقُولُ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَة أُدْنِيَت الشَّمْس مِنَ الْعِبَاد حَتَّى تَكُون قَيدَ مِيل أَوْ مِيَلين، فَتَصْهَرهُم الشَّمْس، فَيَكُونُونَ فِي الْعَرَق كَقَدْرِ أعْمَالهُم، فَمِنهُم مَنْ يَأخُذُه إِلَى عَقِبَيهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأخُذه إِلَى رُكْبَتَيهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذَه إِلَى حِقوَيه، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ إِلْجَاماً». قَالَ: فَرَأَيتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ يَقُولُ: «يُلْجِمُهم إِلْجَاماً». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَنَّ الْعَرَق يَوْمَ الْقِيَامَة عَلَى الْمُؤْمِن كَالزُّكَام 1687 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنِي نَبِيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنِّي لَقَائِمٌ أَنْتَظِرُ أُمَّتِي تَعْبُر عَلَى الصِّرَاطِ إِذْ جَاءَنِي عِيسَى فَقَالَ: هَذِه الأَنْبِيَاء قَدْ جَاءَتْكَ يَا مُحَمَّدُ! يَشْتَكُونَ - أَوْ قَالَ - يَجْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَيَدْعُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُفَرِّقَ جَمْع الأُمَمِ إِلَى حَيْثُ يَشَاءُ اللهُ، لِعِظَمِ مَا هُمْ فِيهِ وَالْخَلْقُ مُلْجَمُونَ فِي الْعَرَقِ وَأَمَّا الْمُؤْمِن فَهُوَ عَلَيْهِ كَالزّكْمَةِ، وَأَمَّا الْكَافِر فَيَتَغَشَّاهُ الْمُوتُ، قَالَ: قَالَ: يا عِيسَى! انْتَظِر حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ قَالَ: فَذَهَبَ نَبِيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى قَامَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَلَقِيَ مَا لَمْ يَلْقَ مَلَكٌ مُصْطَفَى، وَلاَ نَبِيٌّ مُرسَلٌ فَأَوْحَي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى جِبْرِيلُ: اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ لَهُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ قَالَ: فَشُفِّعْتُ فِي أُمَّتِي أَنْ اخُرِجَ مِنْ كُلِّ تَسْعَةٍ وَتِسْعِينَ إِنْسَاناً وَاحِداً قَالَ: فَمَا زِلتُ ¬

_ (¬1) البخاري (6167) باب قول الله تعالى {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين}. (¬2) ابن حبان (7286)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح".

ما جاء في شفاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم -

أَتَرَدَّدُ عَلَى رَبِيِّ عَزَّ وَجَلَّ فَلاَ أَقُومُ مَقَاماً إِلاَّ شُفِّعْتُ حَتَّى أَعْطَانِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذَلِكَ أَنْ قَالَ: يَا مُحَمَّد! أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ خَلْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ شَهِدَ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ يَوماً وَاحِداً مُخْلِصاً وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ». (¬1) ... (¬2) *صحيح مَا جَاءَ فِي شَفَاعَة الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - 1688 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أُتِيَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِلَحْمٍ، فَرُفِعَ إِلَيهِ الذِّرَاعُ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ، فَنَهَسَ (¬3) مِنْهَا نَهْسَةً، ثُمَّ قَالَ: «أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَلكَ، يَجْمَعُ اللهُ النَّاسَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَالاَ يُطِيقُونَ وَلاَ يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ النَّاس: أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ، أَلاَ تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: عَلَيْكُمْ بِآدَمَ فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَيَقُوُلونَ لَهُ: أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللهُ بِيَدهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوْحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نِحْنُ فِيهِ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا، فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَباً (¬4) لَمْ يَغْضَبُ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنْ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ، ¬

_ (¬1) أحمد (1276)، تعليق شعيب الأرنؤوط "رجاله رجال الصحيح , وفي متن هذا الحديث غرابة"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (553)، الأحاديث المختارة (2695)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح". (¬2) رجال هذا الحديث رجال البخاري ومسلم إلا رجل واحد وهو «حرب بن ميمون» من رجال مسلم. (¬3) فنهس: النهس: هو اخذ اللحم بأطراف الأسنان. (¬4) قد غضب اليوم غضب لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله: المراد بغضب الله تعالى ما يظهر من انتقامه ممن عصاه وما يرونه من أليم عذابه وما يشاهده أهل المجمع من الأهوال التي لم تكن ولا يكون مثلها ولا شك في أن هذا كله لم يتقدم قبل ذلك اليوم مثله ولا يكون بعده مثله فهذا معنى غضب الله تعالى كما أن رضاه ظهور رحمته ولطفه بمن أراد به الخير والكرامة.

فَيَأْتُونَ نُوحاً فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ! إِنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَقَدْ سَمَّاكَ اللهُ عَبْداً شَكُوراً، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِي عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَباً، لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوُةٌ دَعَوْتُهَا عَلَى قَوْمِي، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ! أَنْتَ نَبِيُّ اللهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَيَقُولُ: لَهُمْ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَباً، لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلاَث كِذْبَاتٍ». فَذَكَرَهُنَّ أَبُو حَيَّانِ فِي الْحَدِيثْ «نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذَهَبُوا إِلَى مُوسَى، فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى! أَنْتَ رَسُولُ اللهِ فَضَّلَكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلاَمِهِ عَلَى النَّاسِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَيَقُوْلُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَباً، لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْساً لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى، فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى! أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، وَكَلِمَتهٌ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ صَبِياً، اشْفَعْ لَنَا أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَيَقُولُ عَيسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَباً، لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ قَطّ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْباً، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدً - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ! أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، وَخَاتَمُ الأَنْبِياَءِ، وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخْرَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَأنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِداً لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئاً لَمْ يَفْتَحهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ! ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ

المقام المحمود

وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا رِبِّ، أُمَّتِي يَا رِبِّ، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ! أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَابِ الأَيِمَنِ مِنْ أَبْوُابِ الْجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيْمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الأَبْوَابِ (¬1)». ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحُمَير، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى». (¬2) =صحيح 1689 - عَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا أَكْثَرُ الأَنْبِياءِ تَبَعاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ». (¬3) =صحيح الْمَقَام الْمَحْموُد 1690 - عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي عَلَى تَلّ فَيَكْسُونِي رَبِي حُلَّةً (¬4) خَضْرَاءَ فَأَقُولُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ أَقُولَ، فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُود». (¬5) =صحيح 1691 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «إِنَّ النَّاسَ يَصِيروُنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثاً كُلُّ أُمَّةٍ تَتَّبِعُ نَبِيَّهَا، يَقُولُونَ: يَا فُلانُ اشْفَعْ، حَتَّى تَنْتَهِي الشَّفَاعَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُود». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) وهم شركاء الناس .. : أي: أن الباب الأيمن خاص لأمة محمد لا يشاركهم فيه أحد وهم يشاركون الناس في كل أبواب الجنة. (¬2) متفق عليه، البخاري (4437) باب ?ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا?، واللفظ له، مسلم (194) باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها. (¬3) مسلم (196) باب في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الأنبياء تبعا". (¬4) حلة: الحُلَّة: هي ثوبَان من جنس واحد، أي: إزار ورداء ولا تسمى حُلة حتى تكون ثوبين. (¬5) ابن حبان (6445)، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) البخاري (4441) باب {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}.

ما جاء في الوسيلة

مَا جَاءَ فِي الْوَسِيلَة 1692 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «سَلُوا اللهَ لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَسأَلهَا لِي عَبدٌ فِي الدُّنْيَا، إِلاَّ كُنتُ لَهُ شَهِيداً، أَوْ شَفِيعاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬1) =حسن 1693 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْوَسِيلةُ دَرَجَةٌ عِنْدَ اللهِ، لَيْسَ فَوْقهَا دَرَجَةٌ، فَسَلوا اللهَ أَنْ يُؤتِيَنِي الْوَسِيلَةَ». (¬2) =صحيح 1694 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «سَلُوا اللهَ لِي الْوَسِيلَةَ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا الْوَسِيلَة؟ قَالَ: «أَعْلَى دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ لا يَنَالُهَا إِلاَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُو». (¬3) =صحيح السُّعَدَاء بِشَفَاعَة الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - 1695 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ حِيْنَ يُصْبِحُ عَشْراً وَحِيْنَ يُمْسِي عَشْراً، أَدْرَكَتْهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬4) =حسن 1696 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ ¬

_ (¬1) المعجم الأوسط (633)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3637)، الترغيب والترهيب (257). (¬2) أحمد (11722)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (7151)، الصحيحة (3571). (¬3) الترمذي (3612) باب في فضل النبي - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) المعجم الكبير، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (6357).

نوع من أنواع الشفاعة

أَسْعَدُ النَّاس بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَة؟ فَقَالَ: «لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ، لاَ يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيث أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ خَالِصاً مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ». (¬1) =صحيح نَوع مِن أَنوَاع الشَّفَاعَة 1697 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «شَفَاعَتِي لأهْلِ الْكَبَائِر مِنْ أُمَّتِي». (¬2) =صحيح 1698 - عَنْ أُمِّ حَبِيبة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «رَأَيتُ مَا تَلْقَى أُمَّتِي بَعْدِي وَسَفك بَعضِهم دِمَاء بَعض وَسَبَقَ ذَلِكَ مِنَ اللهِ تَعَالَى كَمَا سَبَقَ فِي الأُمَمِ قَبلَهُم، فَسَألتُه أَنْ يُوَلِّيني شَفَاعَة يَومَ الْقِيَامَة فِيهِم فَفَعَل». (¬3) =صحيح الْمَحْرُومِينَ مِنَ الشَّفَاعة 1699 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «صِنْفَانِ مِن أُمَّتِي لَنْ تَنَالَهُمَا شَفَاعَتِي إِمَامٌ ظَلُومٌ غشوم، وَكُلُّ غَالٍ مَارِق». (¬4) =حسن ¬

_ (¬1) البخاري (6201) باب صفة الجنة والنار. (¬2) ابن حبان (6433)، تعليق الألباني "صحيح" تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح"، أبو داود - عن أنس بن مالك - (4739) باب في الشفاعة، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) مستدرك الحاكم (227) كتاب الإيمان، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرطهما"، أحمد (27450)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (918)، الترغيب والترهيب (3633)، الصحيحة (1440). (¬4) المعجم الكبير (879)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3798)، الصحيحة (470).

ما جاء في شفاعة غير الأنبياء

مَا جَاءَ فِي شَفَاعَة غَير الأَنْبِيَاء 1700 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْجَدْعَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةِ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! سِوَاكَ؟ قَالَ: «سِوَايَ». قُلْتُ (¬1): أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: أَنَا سَمِعْتُهُ. (¬2) =صحيح 1701 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّة بِشَفَاعَة رَجُلٍ لَيسَ بِنَبِيٍّ مِثلَ الْحَيَّينِ أَوْ مِثلَ أَحَد الْحَيَّين رَبِيعَة وَمُضَر». فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوَمَا رَبِيعَة مِنْ مُضَر؟ فَقَالَ: «إِنَّمَا أَقُولُ مَا أُقَوَّل». (¬3) =صحيح 1702 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرَّجُلَ يَشْفَعُ للِرَّجُلَينِ وَللثَّلاَثَة وَالرَّجُل للِرَّجُل». (¬4) =صحيح 1703 - عَنِ الْحَارِث بْنِ سُوَيدٍ قَالَ: «مَا زَالَتْ الشَّفَاعَة بِالنَّاس يَوْمَ الْقِيَامَة حَتَّى إِنَّ إِبْلِيسَ الأَبالس لَيَتَطَاوَلُ رَجَاءَ أَنْ تَنَالهُ». (¬5) =إسناد صحيح مقطوع ¬

_ (¬1) القائل: عبد الله بن شقيق الراوي عن عبد الله بن الجدعاء. (¬2) ابن ماجه (4316) باب ذكر الشفاعة، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أحمد (22269) تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح بطرقه وشواهده دون قوله: «فقال رجل: يا رسول الله ... إلخ» فهي زيادة شاذة لم ترد إلا في حديث أبي أمامة"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5363)، الترغيب والترهيب (3647)، الصحيحة (2178). (¬4) التوحيد واثبت صفات الرب عز وجل (474)، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (2505)، الترغيب والترهيب (3648). (¬5) الزهد لابن السري (186) باب الشفاعة.

ما جاء في آخر شفاعة وأعظم شفاعة وهي شفاعة الله تبارك وتعالى

مَا جَاءَ فِي آخِر شَفَاعَة وأَعْظَم شَفَاعَة وَهِيَ شَفَاعَةُ اللهِ تَبَارَكَ وتَعَالَى 1704 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا زِلتُ أَشْفَعُ إِلَى رَبِّي وَيُشَفِّعني، حَتَّى أَقُول: رَبِّ شَفِّعنِي فِيمَن قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: لَيْسَت هَذِهِ لَكَ يَا مُحَمَّد، إِنَّمَا هَيِ لِي أَمَا وَعِزَّتِي وَحِلْمِي وَرَحْمَتِي لاَ أَدَعُ فِي النَّارِ أَحَداً - أَوْ قَالَ عَبْداً - قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ». (¬1) =صحيح 1705 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: « .. فَيَقُال لِي: يَا مُحَمَّد ارْفَع رَأْسَكْ وَقُلْ يُسْمَع لَك وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَع تُشَفَّع، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ ائْذَن لِي فِيمَن قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ لَكَ - أَوْ قَالَ لَيْسَ ذَاكَ إِلَيكَ - وَلَكِنْ وَعِزَّتِي وَكِبرِيَائِي وَعَظَمَتِي وَجِبريَائِي لأُخْرِجَنَّ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ». (¬2) =صحيح 1706 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - قال: « ... فَيَقُال: يَا مُحَمَّد ارْفَع رَأْسَك وَقُلْ يُسمَع وَسَلْ تُعْطَه وَاشْفَع تُشَفَّع، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ ائْذَن لِي فِيمَن قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لأُخْرِجَنَّ مِنهَا مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ». (¬3) =صحيح 1707 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) أبو يعلى (2786)، تعليق حسين سليم أسد "رجاله رجال الصحيح" السنة لابن أبي عاصم (685)، تعليق الألباني "صحيح"، ظلال الجنة (828). (¬2) متفق عليه، البخاري (7072) باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، مسلم (193) باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، واللفظ له. (¬3) متفق عليه، البخاري (7072) الباب السابق، واللفظ له، مسلم (193) الباب السابق.

ذنوب أصحبها لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة

« .. فَيَشْفَعُ النَّبِيوُنَ وَالْمَلاَئِكَة وَالْمُؤْمِنُون، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَقِيَتْ شَفَاعَتِي فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فَيُخْرِجُ أَقْوَاماً قَدْ امْتَحَشُوا، فَيُلْقَونَ فِي نَهْر بَأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ، يُقَالُ لَهُ: مَاءَ الْحَيَاةِ، فَيَنْبِتُونَ فِي حَافَتَيهِ كَمَا تَنْبتُ الْحَبَّة فِي حَمِيلِ السَّيْلِ قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَة وَإِلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ، فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كَانَ أَخْضَر، وَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَض، فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤْ، فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِيمَ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلاَءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ أَدْخَلَهُمْ الْجَنَّةِ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمَلُوهُ وَلاَ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ فَيُقَالُ لَهُمْ: لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلَهُ مَعَهُ». (¬1) =صحيح ذُنُوب أَصْحَبها لا يَكُونُون شُفَعاء وَلاَ شُهَداء يَوْمَ الْقِيَامَةِ 1708 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ (¬2) وَلاَ شُهَدَاءَ (¬3) يَوْمَ الْقِيَامَة». (¬4) =صحيح 1709 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ يَنْبَغِي لِصِدِّيقِ أَنْ يَكُونَ لَعَّاناً». (¬5) =صحيح حِسَاب الله تَعَالَى لِلْخَلق 1710 - عَنْ صَفْوانَ بْنِ مُحْرز الْمَازِنِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا ¬

_ (¬1) متفق عليه، وهو جزء من حديث سيأتي برقم (2011). (¬2) شفعاء: أي: لا يشفعون يوم القيامة حين يشفع المؤمنون في إخوانهم الذين استوجبوا النار. (¬3) شهداء: هو الشهادة على الأمم بأن نبيَّهُم قد بلَّغهم الرسالة، كما في الحديث السابق. (¬4) مسلم (2598) باب النهي عن لعن الدواب وغيرها، واللفظ له، أبو داود (4907) باب في اللعن، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) مسلم (2597) الباب السابق، أحمد (8428)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

فصل

أَمْشِي مَعَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا آخِذٌ بِيَدِهِ إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ فَقَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي النَّجْوَى؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ (¬1) وَيَسْتَرُهُ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟، فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ فَيَقُولُ الأشْهَادُ: {هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}». (¬2) =صحيح فَصْل * قِيْلَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَيْفَ يُحَاسِبُ اللهُ الْعِبَادَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: كَمَا يَرْزُقُهُمْ فِي الدُّنْيَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. (¬3) * وَقَالَ رَجُلٌ لابْنِ عَبَّاسٍ رَضِىَ اللهُ عَنْهُمَا: كَيْفَ يُحَاسِبُ اللهُ الْعِبَادَ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ؟ قَالَ: كَمَا يَرْزُقُهُمْ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ. (¬4) * وَقِيْلَ لَهُ: كَيْفَ يُكَلِّمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كُلّهُمْ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ؟ قَالَ: كَمَا يَرْزُقُهُمْ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ وَقَدْ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيَخْلُو بِهِ رَبُّهُ كَمَا يَخْلُو أَحَدكُمْ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ (¬5)». (¬6) ¬

_ (¬1) كنفه: أي: ستره. (¬2) متفق عليه، البخاري (2309) باب قول الله تعالى {الأ لعنة الله على الظلمين} واللفظ له، مسلم (2768) باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله. (¬3) تفسير الثعالبي (1/ 528)، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (1/ 277). (¬4) مجموع الفتاوى (5/ 279). (¬5) حديث «ما منكم من أحد إلا سيكلمه .. » روي موقوفا ومرفوعا، وفي إسناده شريك بن عبد الله قال عنه الهيثمي: «ثقه وفيه ضعف». (¬6) مجموع الفتاوى (5/ 246).

وَهَذَا مِنْ قُدْرَةِ اللهِ تَعَالَى وَعَظَمَتِهِ فَعِنْدَمَا يَرْزُقُ اللهُ تَعَالَى خَلْقَهُ لاَ يَرْزُقُ هَذَا ثُمَّ هَذَا وَلَكِنْ يَرْزُقُهُمْ وَيَرْزَقُ جَمِيْعَ خَلْقِهِ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ {وَمَا قَدَرُ اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتِ مَطْوِيَّات بِيَمِيْنِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون}. * وَكَذَلِكَ مَا ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم وَغَيْرِهِ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقوُلُ: «قَالَ اللهُ تَعَالَى قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْن، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيْن} قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي وَإِذَا قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيم} قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي وَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدَّين} قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي وَقَالَ مَرَّة: فَوَّضَ إِلَي عَبْدِي فَإِذَا قَالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين} قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِيْن} قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ». (¬1) =صحيح * فَهَذَا الْقَولُ مِنَ اللهِ تَعَالَى يُقَالُ لِكُلِّ مَنْ قَرَأَ بِأُمِّ الْقُرآنِ وَلَوْ بَلَغَ عَددهُمْ الْمَلاَيِيْن فِي سَاعَةٍ وَاحِدَة. * وَاللهُ سُبْحَانَهُ لاَ يَشْغَلْهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ، ولاَ يَتَحَرَّك سَاكِن وَلاَ يَسْكُنُ مُتَحَرِّكٌ إِلاَّ وَيَعْلَمُهُ الله. ¬

_ (¬1) مسلم (395) باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة وإنه إذا لم يحسن الفاتحة ولا أمكنه تعلمها قرأ ما تيسر له من غيرها، واللفظ له، أبو داود (821) باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، تعليق الألباني "صحيح".

وَهَذِهِ بِشَارَةٌ عَظِيمَة لأَهْلِ الْجَنَّة فَبِمُجَرَّد أَنْ يَبْدَأ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالْحِسَاب يَتَيَسَّر لِكُلِّ مُؤْمِنٍ طَرِيْقَهُ إِلَيْهَا إِنْشَاء الله. * وَالْبِشَارَةُ الأُخْرَى قِصَر الْمُوقِف الْعَظِيمِ عَلَيْهِمْ وَهُوَ «كقَدْر مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ». * وَهَذِهِ الْبِشَارَة وَالَّتِي قَبْلَهَا يُؤَيِّدُهَا قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْقَبْرِ: «إِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ». (¬1) =حسن * وَقَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - لِبْنَتِهِ فَاطِمَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا لَمَّا قَالَتْ عِنْدَ نُزُول الْمَوت بِهِ: وَاكَرْبَاهْ! فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ الْيَومِ». (¬2) =صحيح فَالْخُلاَصَه أَنَّ الْمُؤمِن مِنْ حِين نُزُول الْمَوْتِ بِهِ وَهُوَ فِي حَالِ تَبْشِير وَتَيْسِير إِلَى أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةِ إِنْشَاءَ الله. * وَأَمَّا قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - «فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَالاَ يُطِيقُونَ وَلاَ يَحْتَمِلُونَ». رُبَّمَا يُرَادُ بِهِ عَوَامُّ النَّاس للأوْلِيَا، أَمَّا الأوْلِيَا فَيَكْفِي قَوْل اللهِ تَعَالَى عَنْهُمْ: {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونُ الَّذِينَ أَمَنُو وَكَانُوا يَتَّقُون لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَة}. وَلاَ شَكَّ أَنَّ الْهَمَّ وَالْكَرْبَ فِي ذَلِكَ الْيَوم مِنْ أَشَدِّ أَسْبَابِ الْخَوفِ وَالْحُزْنِ. ¬

_ (¬1) جزء من حديث تقدم برقم (1585)، تعليق الألباني "حسن". (¬2) ابن حبان (6579)، تعليق الألباني "صحيح".

وَعَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عِنْدَمَا بَلَغَهَا قَوْل عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ». (¬1) =صحيح أَنْكَرَتْ ذَلِكَ وَاسْتَدَلَّتْ باِلْقُرْآن فَقَالَتْ: حَسْبُكُمْ الْقُرْآن {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزرَ أُخْرَى} وَأَيَّدَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُه، كَمَا فِي الْبُخَارِيّ وَغَيره تَقَدَّمَ بِرَقْم (659). * وَأَيْضَا فِي قَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - «فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَالاَ يُطِيقُونَ وَلاَ يَحْتَمِلُونَ». حَسْبُنَا الْقُرْآن: {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونُ الَّذِينَ أَمَنُو وَكَانُوا يَتَّقُون لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَة}. وَيُؤَيِّدُ هَذَا الرَّأي وَيُقَوِّية مَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - «تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ، حَتَّى تَكُونُ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ». (¬2) =صحيح فَهَذَا الْحَدِيث عَام وَلَكِن لاَ يَشْمَل جَمِيعَ الْخَلق، وَمِنَ الْخَلقِ الَّذِينَ لاَ يَشْمَلُهُمْ. قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: «كُلُّ امْرِئ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ». أَوْ قَالَ «حَتَّى يُحْكَمُ بَيْنَ النَّاسِ». (¬3) =صحيح ¬

_ (¬1) حديث تقدم برقم (658). (¬2) مسلم (2864) باب في صفة يوم القيامة أعاننا الله على أهوالها. (¬3) ابن خزيمة (2431) باب إظلال الصدقة صاحبها يوم القيامة إلى الفراغ من الحكم بين العباد، تعليق الألباني "إسناده صحيح على شرط مسلم"، ابن حبان، تقدم برقم (323)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

وَقَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً، أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ». (¬1) =صحيح وَقَولُهُ - صلى الله عليه وسلم -: «الْمُتَحَابُونَ فِي اللهِ، فِي ظِلِّ الْعَرشِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلَّهُ، يَغْبِطَهُمْ بِمَكَانِهمْ النَّبيُونَ وَالشُّهَدِاءِ». (¬2) =صحيح فَنُؤْمِنُ بِأَنَّ الشَّمْسَ تَكُونُ عَلَى بَعْضِ الْخَلْقِ «كَمِقْدَارِ مِيلٍ». وَالْبَعْضُ الأَخَر «فِي ظِلِّ الْعَرشِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلَّهُ». وَالْبَعْضُ الآخَر «فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ». وَنُؤْمِنُ بِأَنَّ بَعْضَ الْخَلْقِ «مَنْ يُلْجِمهُ الْعَرَق إِلْجَاماً». وَالْبَعْضُ الآخَر «عَلَيْهِ كَالزّكْمَةِ». وَهُم الْمُؤْمنُونَ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الصَّحِيح مَضَى بِرَقم (1687). وَنُؤْمِنُ بِأَنَّ الْمَوْقِفَ الْعَظِيم يَكُونُ عَلَى بَعْضِ الْخَلْقِ: «خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ». وَعَلَى الْبَعْضِ الآخَر: «كَتَدَلِّي الشَّمْسِ للْغُروُبِ إِلَى أَنْ تَغْرُب». وَنُؤْمِنُ أَنَّهُ «عَلَى الْمُؤْمِنينِ كَقَدْرِ مَا بِيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ». وَنُؤْمِنُ أَنَّهُ «اقْصَرَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ سَاعَةٍ مِنْ نَهَارٍ». كَمَا جَائَتْ بِذَلِكَ الأَحَادِيث الصَّحِيحَة، وَقَدْ تَقَدَّمَتْ فِي بَابِ قِصَر الْمَوقِف الْعَظِيم عَلَى الْمُؤْمِن. وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْكَافِر يَبْدَأُ عَذَابُهُ مِن إِنْتِهَا حَيَاتِهِ وَإِقْبَالِهِ عَلَى الآخِرَةِ، وَأَيْضاً فِي الْمُقَابِل الْمُؤْمِن يَنْتَهِي عَذَابُهُ وَتَبْدَأُ رَاحَتهُ عِنْدَ إِنْتِهَا حَيَاتِةِ وَإِقْبَالِهِ عَلَى الآخِرَة. وَيُؤَيِّدُ هَذَا الْقَول قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْمَيِّتِ: «مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ». قَالُوا: ¬

_ (¬1) مسلم، تقدم برقم (1658). (¬2) ابن حبان، تقدم برقم (1321)، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في النعيم الذي يسأل عنه العبد يوم القيامة

يَا رَسُولَ اللهِ! مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: «الْعَبدُ الْمُؤمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللهِ، وَالْعَبدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ، الْعِبَادُ وَالْبِلاَدُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ». (¬1) =صحيح وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. مَا جَاءَ فِي النَّعِيم الَّذِي يُسأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَة 1711 - عن أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَوَّلُ مَا يُقَالُ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَلَمْ أُصَحِّحْ جِسْمَكَ، وَأُرْوِيَكَ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ؟». (¬2) =صحيح 1712 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَانِي النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ فَأَطْعَمْتُهُمْ رُطَباً وَاسْقَيْتَهُمْ مَاء فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ». (¬3) =صحيح وَفِي لَفْظٍ عِنْدَ التِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ: «هَذاَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! مِنَ النَّعِيم الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ: ظِلٌّ بَارِدٌ وَرُطَبٌ طَيِّبٌ وَمَاءٌ بَارِدٌ». (¬4) =صحيح 1713 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَيَلْقَينَ أَحدكُمْ رَبَّهُ ¬

_ (¬1) متفق عليه، تقدم برقم (1633). (¬2) ابن حبان (7320)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح". (¬3) أحمد (14678) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬4) الترمذي (2369) باب ما جاء في معيشة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "صحيح".

أول ما يحاسب عليه العبد من أعماله

يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ لَهُ: أَلَمْ أُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالإِبِلَ؟، أَلَمْ أَذَرَكَ تَرْأَسْ وَتَرْبَع؟ أَلَمْ أُزَوِّجْكَ فُلاَنةَ - خَطَبَهَا الْخُطَّابُ، فَمَنَعْتُهُمْ وَزَوَّجْتُكَ -؟!». (¬1) =صحيح أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ الْعَبد مِنْ أَعْمَالِهِ 1714 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَلاَتُهُ، فَإِنْ وُجِدَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْءٌ، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ، يُكَمَّلُ لَهُ مَا ضَيَّعَ مِنْ فَرِيضَةٍ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ سَائِرُ الأَعْمَالِ تَجْرِى عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ». (¬2) =صحيح 1715 - عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَلاَتُهُ، فَإِنْ أَكْمَلَهَا كُتِبَتْ لَهُ نَافِلَةً، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَكْمَلَهَا، قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ لِمَلاَئِكَتِهِ: انْظُرُوا، هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَأَكْمِلُوا بِهَا مَا ضَيَّعَ مِنْ فَرِيضَتِهِ، ثُمَّ تَؤْخَذُ الأَعْمَالَ عَلَى حِسَبِ ذَلِكَ». (¬3) =صحيح 1716 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاَتُهُ، فَإِنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيْضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَيُكَمَّلُ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ ¬

_ (¬1) ابن حبان (7323)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح". (¬2) النسائي (466) باب المحاسبة على الصلاة، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) ابن ماجه (1426) باب ما جاء في أول ما يحاسب به العبد الصلاة، تعليق الألباني "صحيح".

أول ما يحاسب عليه العبد من حقوق العباد

الفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ (¬1) عَلَى ذَلِكَ». (¬2) =صحيح أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ الْعَبدُ مِنْ حُقُوق الْعِبَاد 1717 - عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ». (¬3) =صحيح أَدَاء الْحُقُوقِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِفْلاَسُ بَعض الْخَلقِ 1718 - عَنْ خَالِد الْحَذِّاء قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيّ يُحَدِّثُ (¬4): أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «تُرْفَعُ للِرَّجُلِ صَحِيْفَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَة حَتَّى يَرَى أَنَّهُ نَاجٍ فَمَا تَزَالُ مَظَالِمُ بَنِي آدَمَ تَتْبَعُهُ حَتَّى مَا تُبْقِي لَهُ حَسَنَةٌ وَيُزَادُ عَلَيْهِ مِنْ سَيِّئاتِهِمْ». (¬5) =صحيح 1719 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟». قَالُوا: الْمُفْلِسُ فَينَا مَنْ لاَ دَرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي، يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ ¬

_ (¬1) ثم يكون سائر عمله على ذلك: أي: إن انتقص فريضة من سائر الفرائض تكمل من التطوع، مثلا إن كان هناك تقصير في دفع الزكاه تكمل من صدقاته. (¬2) الترمذي (413) باب ما جاء أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) متفق عليه، البخاري (6471 (قول الله تعالى {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم}، مسلم (1678) باب المجازاة بالدماء في الآخرة وأنها أول ما يقضي فيه بين الناس يوم القيامة، واللفظ له. (¬4) يحدث عن النبي: قال له عاصم: عن من يا أبا عثمان قال "عن سلمان وسعد وابن مسعود" ورجلين آخرين لم يحفظهما. (¬5) مستدرك الحاكم (2268) كتاب البيوع، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ولا أعرف لشعبة عن عثمان بن غياث حديثا مسندا غير هذا"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (2224).

أسباب مغفرة الله تعالى للعبد

حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ». (¬1) =صحيح أَسْبَاب مَغْفِرة الله تَعَالى لِلعَبد 1720 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَقَالَ (¬2) مُسْلِماً أَقَالَ اللهُ عَثْرَتَهُ (¬3) يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬4) =صحيح 1721 - وَعَنْهُ رِضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَقَالَ نَادِماً بَيْعَتَهُ، أَقَالَ اللهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬5) =صحيح 1721 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَقَالَ مُسْلِماً عَثْرَتَهُ، أَقَالَهُ اللهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬6) =صحيح 1722 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّهٍ، حُطَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلُ زَبَدِ الْبَحْرِ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) مسلم (2581) باب تحريم الظلم، واللفظ له، الترمذي (2418) باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) من أقال: الإقالة هي أن يشترى الرجل الشيء من الرجل ثم يرده عليه إما لظهور الغبن فيه أو لزوال حاجته إليه فيقبل، وبمعنى أوضح: يقول الرجل للَّرجل: أريد الإقالة: أي: أريد رد البيعة فيوافقه على ذلك ويردها، والإقال تشمل البائع والمشتري، أي: إن طلب المشتري من البائع رد البيعه فهي إقاله، وإن طلب البائع من المشتري رد البيعه فهي أيضا إقاله. (¬3) أقال الله عثرته: غفر الله ذنبه وخطيئته يوم القيامة، وهذا بسبب إحسانه للمشتري وإلا فالبيع قد مضى ولا يستطيع المشتري فسخه. (¬4) ابن ماجه (2199) باب الإقالة، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) ابن حبان (5007)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬6) ابن حبان (5008)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬7) متفق عليه، البخاري (6042) باب فضل التسبيح، واللفظ له، مسلم (2691) باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء.

أسباب رحمة الله تعالى للعبد

أَسْبَاب رَحْمَة الله تَعَالَى لِلعَبد 1723 - عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءُ». (¬1) =صحيح 1724 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُما: يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ، أَرْحَمُ أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمُكم مَنْ فِي السَّمَاءِ». (¬2) =صحيح 1725 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ، وَيلٌ لأقمَاع الْقَول وَيلٌ لِلمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ». (¬3) =صحيح 1726 - عَنْ جَرِير بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَرحَمُ الله مَنْ لاَ يَرحَمِ النَّاس». (¬4) =صحيح 1727 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرحَمْ، وَمَنْ لاَ يَغْفِرْ لاَ يُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ لاَ يَتُوبُ لاَ يُتَابُ عَلَيْهِ». (¬5) =صحيح 1728 - عَنِ ابن مَسعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «رَحِمَ اللهُ ¬

_ (¬1) البخاري (7010) باب ما جاء في قول الله تعالى {إن رحمة الله قريب من المحسنين}، الزهد لابن السري (1324) باب الرحمة، ولفظهما سواء إلا أن البخاري ذكر قصه وهي مناسبة قوله - صلى الله عليه وسلم - لهذا الحديث. (¬2) أَبو داود (4941) باب في الرحمة، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) البخاري في الأدب المفرد (380) باب رحمة البهائم، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) البخاري (6941) باب قول الله تبارك وتعالى {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}. (¬5) المعجم الكبير (2476)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6600).

مَنْ سَمِعَ مِنِّي حَدِيثاً فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ؛ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى لَهُ مِنْ سَامِع». (¬1) =صحيح 1729 - عَنْ خَالِد بْنِ أَبِي عِمْرَان: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمْسَكَ لِسَانَهُ طَوِيلاً ثُمَّ قَالَ: «رَحِمَ اللهُ (¬2) عَبْداً قَالَ خَيْراً فَغَنِمَ، أَوْ سَكَتَ عَنْ سُوءٍ فَسَلِمَ». (¬3) =حسن 1730 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «رَحِمَ اللهُ امْرأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعاً». (¬4) =حسن 1731 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «رَحِمَ اللهُ عَبْداً، سَمْحاً (¬5) إِذَا بَاعَ، سَمْحاً إِذَا اشْتَرَى، سَمْحاً إِذَا اقْتَضَى (¬6) سَمْحاً إِذَا قَضَى (¬7)». (¬8) =صحيح 1732 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «رَحِمَ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ (¬9)». قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «رَحِمَ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ». قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ قَال: «رَحِمَ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ». قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ ¬

_ (¬1) ابن حبان (68)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬2) رحم الله: قوله - صلى الله عليه وسلم - رحم الله في هذا الحديث وغيره إما أن يكون إِخْبَار بأن الله تعالى سيرحم من فعل هذا الفعل، أو دعا منه - صلى الله عليه وسلم - لفاعل ذلك الفعل. (¬3) الصمت لابن أبي الدنيا (64)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3497)، الصحيحة (855). (¬4) أبو داود (1271) باب الصلاة قبل العصر، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (5980)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬5) سمحا: أي: جوادا متساهلا يوافق على ما طلب منه. (¬6) إذا اقتضى: أي: قبض. (¬7) إذا قضى: أي: أعطاء. (¬8) ابن حبان (4883)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الصحيح". (¬9) الحلقين: هو الذي حلق رأسة بالموس، أم بغير الموس ولو ترك شيئا يسيرا فإنه يعتبر مقصر، ولا تطلق لفظة التحليق إلى على من استخدم الموس.

أسباب ستر الله تعالى على عبده

يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «وَالْمُقَصِّرِينَ». (¬1) =صحيح 1733 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «رَحِمَ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ». قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «رَحِمَ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ». فَقَالَ فِي الرَّابِعَة: «وَالْمُقَصِّرِينَ». (¬2) =صحيح أَسْبَاب سِتر الله تَعَالَى عَلَى عَبدِهِ 1734 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيْهِ الْمُسْلِم، سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِم، كَشَفَ اللهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ». (¬3) =صحيح 1735 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْداً فِي الدُّنْيَا إِلاَّ سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬4) =صحيح 1736 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَةُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (1640) باب الحلق والتقصير عند الإحلال، مسلم (1301) باب تفضيل الحلق على التقصير وجواز التقصير، واللفظ له. (¬2) أحمد (6269)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) ابن ماجه (2546) باب الستر على المؤمن ودفع الحدود بالشبهات، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) مسلم (2950) باب بشارة من ستر الله تعالى عيبه في الدنيا بأن يستر عليه في الآخرة، أحمد (9033)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم"، مستدرك الحاكم (8160) كتاب الحدود، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم". (¬5) متفق عليه، البخاري (2310) باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه، مسلم (2699) باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر ابن ماجه (2544) باب الستر على المؤمن ودفع الحدود بالشبهات، مختصرا واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء أن الله جل جلاله إذا ستر على العبد في الدنيا يستر عليه يوم القيامة

مَا جَاءَ أَنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ إِذَا سَتَرَ عَلَى الْعَبْد فِي الدُّنْيَا يَسْتُر عَلَيهِ يَومَ الْقِيَامَة 1737 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا يَسْتُرُ اللهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬1) =صحيح 1738 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «ثَلاَثٌ أَحْلِفُ عَلَيْهِنَّ، لاَ يَجْعَلُ اللهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الإِسْلاَمِ كَمَنْ لاَ سَهْمَ لَهُ، وَسِهَامُ الإِسْلاَم: الصَّومُ، وَالصَّلاَةُ، وَالصَّدَقَة، وَلاَ يَتَوَلَّى اللهُ عَبْداً [فِي الدُّنْيَا] (¬2) فَيُوَلِّيَهُ غَيْرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْماً إِلاَّ جَاءَ مَعَهُمْ، وَالرَّابِعَةُ إِنْ حَلَفْتُ عَلَيْهَا رَجَوْتُ أَنْ لاَ آثَمَ، مَا يَسْتُرُ اللهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الآخِرَة». (¬3) =صحيح عَدلُ اللهِ تَعَالَى 1739 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ (¬4) مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ». (¬5) =صحيح 1740 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يقْتَصُّ الْخَلْقُ ¬

_ (¬1) مسلم (2950) باب بشارة من ستر الله تعالى عيبه في الدنيا بأن يستر عليه في الآخرة. (¬2) الزيادة بين المعقوفتين من أحمد (25164). (¬3) شعب الإيمان (9014)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3021)، الصحيحة (1387). (¬4) الجلحاء: هي التي لاقرون لها، ويوم القيامة ينعكس الوضع تصبح الجماء قرنا والقرناء جماء فتنطحها. (¬5) مسلم (2582) باب تحريم الظلم، الترمذي (2420) باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (7983)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

استلام الكتب

بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ، حَتَّى الْجَمَاء مِنَ الْقَرنَاءِ وَحَتَّى الذَّرَّة مِنَ الذَّرَّةِ». (¬1) =صحيح اسْتِلام الْكُتب * فِي خِتَامِ مَشْهَدِ يَوْم الْحِسَابِ يُعْطَى كُلّ عَبْدٍ كِتَابَهُ الْمُشْتَمِل عَلَى سِجِلٍّ كَامِل لأَعْمَالِهِ الَّتِي عَمِلَهَا فِي حَيَاتِهِ، فَأَمَّا الْمُؤْمِن فَإِنَّهُ يُوْتَى كِتَابهُ بِيَمِينِهِ، فَيُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً، وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ فِي الْجَنَّةِ مَسْرُوراً {فَأَمَّا مَنْ أوْتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً وَيَبْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً}. * وَإِذَا اطَّلَعَ الْمُؤْمِنُ عَلَى مَا يَحْتَوِيه كِتَابهُ مِنَ التَّوْحِيد وَالأَعْمَال الصَّالِحَهِ سُرَّ وَاسْتَبْشَرَ، وَأَعْلَنَ هَذَا السُّرُور، وَرَفَعَ بِهِ صَوْتَهُ {فَأَمَّا مَنْ أوْتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ اقْرَءُواْ كِتَابِيَهْ إِنِّي ضَنَنتُ أَنِّي مُلَقٍ حِسَابِيَهْ}. * وَقَالَ تَعَالَى {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ}. الْغَبِن: غَالِباً يَقَع فِي الْمُعَامَلاَت مِن بَيعٍ أَوْ شِرَاء وَهُوَ أَنْ يَبِيعَكَ السِّلْعَة بِأَضْعَاف ثَمَنها. * عَنْ مُجَاهِد قَالَ فِي تَفْسِير قَولِهِ تَعَالَى {يَومُ التَّغَابُن}. قَالَ: إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّة الْجَنَّة وَأَهْلُ النَّارِ النَّار. * وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحَدِيث الصَّحِيح: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ لَهُ مِنْزِلاَنِ: مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ وَمِنْزِلٌ فِي النَّارِ، فَإِذَا مَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ، وَرِثَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْزِلَهُ فَذَلِكَ قُولُهُ تَعَالَى: {أُوَلئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ}». (¬2) =صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (8741) تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح دون قوله «وحتى للذرة من الذرة» وهذا إسناد حسن رجاله رجال الصحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (1588)، (1967). (¬2) ابن ماجه (4341) باب صفة الجنة، تعليق الألباني "صحيح".

أعمال تسر من عملها في الصحيفه

*وَقَالَ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ عِبَادِة الْمُؤمِنُون {وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ} الْمُرَاد ارْض الْجَنَّة الَّتِي كَانَت لأَهْل النَّار فَيَحْمَدُونَ اللهَ تَعَالَى أَنْ وَرَّثَهُم مَنَازِلَهُم، وَفِي الآيَة السَّابِقَة قَوْلُهُ تَعَالَى {ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُن}. وَأَيُّ غَبنٍ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يَرَى مَنْزِلَهُ فِي الْجَنَّة يُعطَى لِغَيرِهِ. أَعْمَال تَسُر مَنْ عَمِلَها فِي الصَّحِيفَه 1741 - عَنِ الزُّبَير رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ تَسُرُّهُ صَحِيفَةُ فَلْيُكْثِر فِيهَا مِنَ الاسْتِغفَار». (¬1) =حسن 1742 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «طُوبَى (¬2) لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيْفَتِهِ اسْتِغْفَاراً كَثِيراً». (¬3) =صحيح 1743 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي كِتَابِهِ اسْتِغْفَاراً كَثِيراً». (¬4) =صحيح 1744 - عَنْ طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَهً لاَ يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلاَّ كَانَتْ نُوْراً لِصَحِيْفَتِهِ، وَإِنَّ جَسَدَهُ وَرُوحَهُ لَيَجِدَانِ لَهَا رَوْحاً عِنْدَ الْمَوتِ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) الأحاديث المختارة (892)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده حسن"، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5955)، الترغيب والترهيب (1619). (¬2) طوبى: أي: هنيئا له. (¬3) ابن ماجه (3818) باب الاستغفار، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) السنن الكبرى (1289)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3930). (¬5) تقدم برقم (652)، تعليق الألباني "صحيح".

وزن أعمال العباد

وَزْن أَعْمَال الْعِبَاد * قال تعالى {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}. * قال تعالى {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}.أَيْ إِنْ تَكُ مِثقَال حَبَّة مِنْ خَرْدَل مِن خَيرٍ أَوْ شَرٍّ يِأْتِ بِهَا اللهُ. * قال تعالى {َالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. الْحَقَّ: أَيْ الْعَدْل. * قال تعالى {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ}. * وقال تعالى {ي فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} 1745 - عَنْ سَلْمَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يُوْضَع الْمِيزَان يَوْم الْقِيَامَة فَلَوُ وُزِنَ فِيهِ السَّمَاوَات وَالأَرض لَوَسِعَت، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَة: يَا رَبِّ لِمَنْ يَزِن هَذَا؟ فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى: لِمَنْ شِئْت مِنْ خَلْقِي، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَة سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِك، وَيُوضَع الصِّرَاط مِثلَ حَدِّ الْمَوسى فَتَقُولًُ الْمَلاَئِكَة: مَنْ تُجِيزُ عَلَى هَذَا؟ فَيَقُولُ مَنْ شِئْت مِن خَلْقِي فَيَقول: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتك». (¬1) =صحيح ¬

_ (¬1) مستدرك الحاكم (8739) كتاب الأهوال، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، =

أعمال ثقيله في الميزان

أَعْمَال ثَقِيلَه فِي الْمِيزَان 1746 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَل فِي الْمِيزَان مِنْ حُسْن الْخُلُقِ». (¬1) =صحيح 1747 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَعْطَى حَظَّهُ مِنَ الرِّفْق فَقَدْ أُعْطِىَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْر، وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْر، أَثْقَلُ شَيْءٍ فِي مِيْزَان الْمُؤْمِن يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُسْنُ الْخُلُقِ وَإِنَّ اللهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِش الْبَذِىّ (¬2)». (¬3) =صحيح 1748 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ». (¬4) =صحيح 1749 - عَنْ عَبدِ اللهِ بن عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَّ نَوحاً قَالَ لابْنِهِ عِندَ مَوْتِهِ آمُرك بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فَإِنَّ السَّمَوَات السَّبْع وَالأَرَضِين السَّبْع لَوْ وُضِعَت فِي كِفَّة وَوُضِعَتْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فِي كِفَّة رَجَحَتْ بِهِم لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَات السَّبْع وَالأَرَضِين السَّبْع كُنَّ فِي حَلَقَة مُبْهَمة فَصَمَتهُنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ». (¬5) =إسناده صحيح ¬

_ = تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (941). (¬1) أبو داود (4799) باب في حسن الخلق، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) البذي: هو الردي والقبيح من الكلام. (¬3) البخاري في الأدب المفرد (464) باب الرفق، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) متفق عليه، البخاري (6043) باب فضل التسبيح، مسلم (2694) باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، واللفظ له. (¬5) كلمة الإخلاص (صـ 57)، الأدب المفرد (548) باب الكبر، تعليق الألباني "إسناده صحيح".

1750 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ (¬1) وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ». قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: «مِثْلُ الْجَبَلَينِ الْعَظِيمَينِ». (¬2) =صحيح 1751 - عَنْ أُبِيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! الْقِيرَاطُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ هَذَا». (¬3) =صحيح 1752 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَة وَلَمْ يَتْبَعْهَا فَلَهُ قِيْرَاطٌ، فَإِنْ تَبِعَهَا فَلَهُ قِيْرَاطَانِ». قِيْلَ وَمَا الْقِيْرَاطَانِ؟ قَالَ: «أَصْغَرْهُمَا مِثْلَ أُحُد». (¬4) =صحيح 1753 - عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيَعْجَزُ أَحَدكُمْ أَنْ يَعْمَلَ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلَ أُحُدٍ؟». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ؟ قَالَ: «كُلُّكُمْ يَسْتَطِيعُهُ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُوَ؟ قَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ، وَالْحَمْدُ للهِ أَعْظَمُ ¬

_ (¬1) فله قيراط: أصل القيراط في المعاملات حقير وهو نصف دانق والدانق سدس الدرهم، أي: شيء لا يذكر ولكن القيراط من قراريط الآخرة يساوي جبل أحد، وإذا كانت الصلاة على الميت تساوي قيراط وما هي إلا أربع تكبيرات وقراءة الفاتحة والصلاة على الرسول - صلى الله عليه وسلم - فكيف بصلاة الفرض والسنن ممن تحتوي على الركوع والسجود الذي هو من أفضل حالات العبد في الصلاة، وأيضا كيف بحسن الخلق الذي هو أثقل شيء في ميزان العبد. (¬2) متفق عليه، البخاري (1261) باب من أنتظر حتى تدفن، مسلم (945) باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها، واللفظ له. (¬3) ابن ماجه (1541) باب ما جاء في ثواب من صلى على جنازة ومن انتظر دفنها، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) مسلم (945) باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها، أحمد (22507)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

احتقار العبد عمله يوم القيامة

مِنْ أُحُدٍ، وَاللهُ أَكْبَرُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ». (¬1) ... (¬2) *رجاله ثقات 1754 - عَنْ أَبِي سَلمَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «بَخٍ بَخٍ (¬3) - وَأَشَارَ بِيَدِهِ بِخَمْسٍ! - مَا أَثْقَلهُنَّ فِي الْمِيْزَانِ، سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ، وَالْوَلَدُ الصَالِحُ يُتَوَفَّى لِلمَرْءِ الْمُسْلِمِ فَيَحْتَسِبُهُ». (¬4) =صحيح احْتِقَار الْعَبْد عَمَلَه يَوْمَ الْقِيَامَة 1755 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ أَنَّ رَجُلاً يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى يَوْمِ يَمُوتُ هَرَماً فِي مَرْضَاةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَحَقَرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬5) =صحيح 1756 - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ أَنَّ عَبْداً خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى أَنْ يَمُوتَ هَرَماً فِي طَاعَةِ اللهِ، لَحَقَرَهُ ذَلِكَ الْيَومِ، وَلَوَدَّ أَنَّهُ يُرَدُّ إِلَى الدُّنْيَا كَيْمَا يَزْدَاد مِنَ الأجْرِ وَالثَّوَابِ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) السنن الكبرى (1672 (أفضل الذكر وأفضل الدعاء. (¬2) قال الهيثمي عن هذا الحديث "رواه الطبراني والبزار ورجالهما رجال الصحيح"، وقال عبد العظيم المنذري "رجاله رجال الصحيح إلا شيخ النسائي عمرو بن منصور وهو ثقه"، إلا أنه تردد في سماع الحسن من عمران بن حصين؛ وفي تهذيب الكمال للمزي ذكر أن الحسن روى عن عمران بن حصين، وذكر الذهبي شمس الدين في تذكرة الحفاظ، وفي سير أعلام النبلاء أن الحسن حدث عن عمران بن حصين، وقال أحمد بن حنبل "لا يصح سماع الحسن من عمران بن حصين". (¬3) بخ بخ: كلمة تقال عند الإعجاب بالشيء. (¬4) ابن حبان (830)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬5) أحمد (17686)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5249)، الترغيب والترهيب (3596)، الصحيحة (446). (¬6) أحمد (17687)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3597).

مضاعفة الله جل وعلا لحسنات عباده المؤمنين

مُضَاعَفَة الله جَلَّ وَعَلا لِحَسَنَات عِبَادِه الْمُؤمِنِين 1757 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كُلَّ عَمَل بن آدَم يُضَاعَف الْحَسَنَة عَشْر أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمَائَة ضِعف، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلاَّ الصَّوْم فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَه وَطَعَامَه مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِندَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِندَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخَلُوف فِيهِ أَطْيَبُ عِندَ اللهِ مِنْ رِيح الْمِسك». (¬1) =صحيح 1758 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ اللهَ لَيُرَبِّي لأَحَدِكُمُ الْتَمْرَةَ وَاللُّقْمَةَ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلوَّهُ - أَوْ فَصِيْلَهُ - حَتَّى يَكُونُ مِثلَ أُحُدٍ». (¬2) =صحيح 1759 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «سَبَقَ دِرْهَمٌ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ». قَالُوا: وَكَيْفَ؟ قَالَ: «كَانَ لِرَجُلٍ دِرْهَمَانِ تَصَدَّقَ بِأَحَدِهِمَا، وَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى عَرْضِ مَالِهِ فَأَخَذَ مِنْهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَتَصَدَّقَ بِهَا». (¬3) =حسن 1760 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مَنْ طَيِّبٍ (¬4) وَلاَ يَقْبَلُ اللهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ، إِلاَّ أَخَذَهَا الرَّحْمَنُ بِيَمِيْنِهِ (¬5) وَإِنْ ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (1805) باب هل يقول إني صائم إذا شتم، (6126) باب من هم بحسنة أو بسيئة، مسلم (1151) باب فضل الصيام، واللفظ له. (¬2) ابن حبان (336)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) أحمد (8916) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن عجلان فقد روى له البخاري تعليقا مسلم في الشواهد وهو صدوق لا بأس به"، النسائي (2527 (جهد المقل، تعليق الألباني "حسن". (¬4) من طيب: أي: حلال. (¬5) أخذها الرحمن بيمينه: كناية عن قبول الصدقة.

أفضل الأعمال التي يسبق بها الخلق

كَانَتْ تَمْرَةً، فَتَرْبُو (¬1) فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمُ مِنَ الْجَبَلِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدَكُمْ فَلُوَّهُ (¬2) أَوْ فَصِيلَه». (¬3) =صحيح 1761 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَتَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ - وَلاَ يَقْبَلُ اللهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ - إِلاَّ كَانَ اللهُ يَأْخُذُها بِيَمِينِهِ، فَيُرَبِّيَها لَهُ، كَمَا يُرَبِّي أَحدُكُمْ فَلُوَّهُ - أَوْ فَصِيلَهُ - حَتَّى تَبْلُغَ التَّمْرَةُ مِثْلَ أُحُدٍ». (¬4) =صحيح أَفْضَل الأَعْمَال الَّتِي يَسْبِق بِهَا الْخَلْق 1762 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحُمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَئْءٍ قَدِيرٌ، مِائَتي مَرَّهٍ فِي يَوْمٍ، لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ، وَلاَ يُدْرِكْهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ، إِلاَّ بِأَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ». (¬5) =صحيح 1763 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِي أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ¬

_ (¬1) فتربو: تزداد. (¬2) الفلو: المهر إذا فطم، والفصيل: هو أيضا ولد الناقة إذا فصل من إرضاع أمه. (¬3) متفق عليه، البخاري (6993) باب قول الله تعالى {تعرج الملائكة والروح إليه}، مسلم (1014) باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، واللفظ له. (¬4) ابن حبان (335 (ذكر تمثيل المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الصدقة في التربية كتربية الإنسان الفلو أو الفصيل. (¬5) أحمد (6740)، تعليق أحمد شاكر "إسناده صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح وهذا إسناد حسن"، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (1591)، الصحيحة (2762).

عبور الصراط ووسائل العبور

بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إَلاَّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ». (¬1) =صحيح 1764 - عَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ حِيْنَ يُصْبِحُ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيم وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّهٍ، وَإِذَا أَمْسِي كَذَلِكَ، لَمْ يُوافِ أَحَدٌ مِنَ الْخَلاَئِقِ بِمِثْلِ مَا وَافَى». (¬2) =صحيح 1765 - عَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالوُا: ذَهَبَ أَهَلُ الدُّثُورِ (¬3) مِنَ الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ، يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرونَ، وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصْدَّقُونَ. قَالَ: «أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ بأَمْرٍ، إِنْ أَخْذتُمْ بِهِ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَلَمْ يُدْرَككُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلاَّ مَنْ عَمِلَ مَثْلَهُ؟ تُسبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ، خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ: ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ». فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ بَعْضُنَا: نُسبِّحُ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ، وَنَحْمَدُ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ وَنُكْبِّرُ أَرْبَعاً وَثَلاَثِينَ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «تَقَولُ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَاللهُ أَكْبَرُ حَتَّى يَكونَ مِنْهُنَّ كُلِّهنَّ ثَلاَثٌ وَثَلاَثُونَ». (¬4) =صحيح عُبور الصِّرَاط وَوَسَائِل الْعُبور * يُعَطَى الْعِبَاد نَوراً يَوْمَ الْقِيَامَة لإِنَّ الصِّرَاط فِي ظُلمَة كَمَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) مسلم (2692) باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، الترمذي (3469)، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (8821)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) أَبو داود (591) باب ما يقول إذا أصبح، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أهل الدثور: أي: المال الكثير. (¬4) متفق عليه، البخاري (807) باب الذكر بعد الصلاة، واللفظ له، مسلم (595) باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته.

«هُمْ فِي الظُّلْمَة دُونَ الْجِسْر». وَيُعْطَى الْعِبَاد نُوراً وَبِحَسِب النُّورِ تَكُون السُّرْعَة، وَبِحَسَب الأَعْمَال يَكُونُ النُّور، كَمَا قَال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - «تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ». 1766 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَرِدُ النَّاس النَّار كُلهُم ثُمَّ يَصْدُرُونَ عَنْهَا بَأَعْمَالهم». (¬1) =صحيح 1767 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ ثُمَّ يَصْدُرونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِم فَأَوَّلُهُمْ كَلَمْحِ الْبَرقِ، ثُمَّ كَالرِّيحِ، ثُمَّ كَحُضْرِ (¬2) الْفَرَسِ ثُمَّ كَالرَّاكِبِ فِي رَحْلِهِ، ثُمَّ كشَدِّ الرِّجُلِ (¬3) ثُمَّ كَمَشْيِهِ». (¬4) =صحيح 1768 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وحُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَجْمَعُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى النَّاسَ، فَيَقُومُ الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى تُزْلَفَ (¬5) لَهُمْ الْجَنَّةَ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: يَا أَبَانَا اسْتَفْتِحْ لَنَا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: وَهَلْ أَخْرَجَكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلاَّ خَطِيئَةُ أَبِيكُمْ آدَمَ لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ، اذْهَبُوا إِلَى ابْنِي إِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللهِ قَالَ: فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ إِنَّمَا كُنْتُ خَلِيلاً مِنْ وَرَاءَ وَرَاءَ (¬6) اعْمِدُوا إِلَى مُوْسَى - صلى الله عليه وسلم - الَّذِي كَلَّمَهُ اللهُ تَكْلِيماً، فَيَأْتُونَ مُوْسَى - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُولُ: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ اذْهَبُوا إِلَى عِيْسَى كَلِمَةِ اللهِ وَرُوحِهِ، فَيَقُولُ عِيسَى - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) أحمد (4141)، تعليق أحمد شاكر "إسناده صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (8081)، الصحيحة (311). (¬2) كحضر الفرس: أي: العدو الشديد. (¬3) كشد الرجل: أي: عَدْوَاً. (¬4) الترمذي (3159)، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) تزلف: أي: تقرب. (¬6) من وراء وراء: هذه كلمه تذكر على سبيل التواضع أي: لست بتلك الدرجة الرفيعة التي تضنون.

لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ فَيَأْتُوَن مُحَمَّداً - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُومُ فَيُؤْذَنُ لَهُ، وَتُرْسَلُ الأَمْانَةُ وَالرَّحِمُ (¬1) فَتقُومَانِ جَنَبَتَيِ (¬2) الصِّرَاطِ يَمِيناً وَشِماَلاً، فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ» قَالَ قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! أَيُّ شَيءٍ كَمَرِّ الْبَرْقِ؟ قَالَ: «أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ؟ ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ، وَشَدِّ الرِّجَالِ، تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَاُلُهْم، وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَقُولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ، حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فَلاَ يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلاَّ زَحَفاً، قَالَ: وَفِي حَافَتَيِ الصِّرَاطِ كَلاَلِيبٌ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ وَمَكْدُوسُ فِي النَّارِ». وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ! إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفاً. (¬3) =صحيح 1769 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: « ... فَيُعْطيهمْ نُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثلَ الْجَبِلِ الْعَظِيمِ يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُوراً مِثلَ النَّخْلَةِ بِيَمِينِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُوراً أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى يَكُونَ آخِرَهُمْ رَجُلاً يُعْطَى نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ يُضِيء مَرَّةً، وَيُطْفِأُ مَرَّةً، فَإِذَا أَضَاءَ قَدمُه قَدِمَ [وَمَشَى] وَإِذَا طَفئ قَامَ، قَالَ: وَالرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمَامَهُمْ حَتَّى يُمَرَّ بِهِمْ إِلَى النَّارِ فَيَبْقَى أَثَرُه كَحَدِّ السَّيْفِ ¬

_ (¬1) وترسل الأمانة والرحم: الأمانة هي الفرائض والأمور التي يثاب فاعلها ويعاقب تاركها كالصلاة والزكاة والوضوء وغيرها، فيجسد الله تعالى الأمانة والرحم كما يريد، فتكون إحداهن عن يمين الصراط والأخرى عن يساره، وهي موجودة هنا للإقتصاص ممن ضيعها ففي هذا الموطن الحرج الذي يتمنى الإنسان فيه الخلاص فإذا به يفاجأ بالحصوم، فمن كان قاطعا لرحمة فهي منتضرة بلا شك ومن كان مضيع للأوامر والمناهي فهي أيضا له بالمرصاد. (¬2) جنبتي: معنهما جانباه ناحيتاه اليمنى واليسرى. (¬3) مسلم (195) باب أدنى أهل الجنة منزلة، مستدرك الحاكم (8749) تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي قي التلخيص "على شرط البخاري ومسلم".

الاقتصاص

[دَحْض مَزَلة] قَالَ: فَيَقُولُ: مُرُّوا، فيَمُرُّونَ عَلَى قَدْرِ نُورِهِم، مِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَطَرفِ الْعَينِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالبَرقِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالسَّحَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَانْقِضَاضِ الْكَوْكَبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالرِّيحِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الْفَرَسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الرِّجُلِ، حَتَّى يَمُرُّ الَّذِي أُعْطَي نُورَهُ عَلَى ظَهْر [إِبْهَامِ] قَدَمِهِ يَحْبُوا عَلَى وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، تَخِرُّ يَدٌ وَتَعْلَقُ يَدٌ، وَتَخِرُّ رِجْلٌ وَتَعْلَقُ رِجْلٌ، وَتُصيبُ جَوَانِبَهُ النَّارُ، فَلاَ يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْلُصَ». (¬1) =صحيح الاقْتِصَاص 1770 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لأحَدُهُمْ بِمَسْكَنِهِ فِي الْجَنَّةِ أَدَلُّ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا» (¬2) =صحيح ******* ¬

_ (¬1) جزء من حديث سيأتي برقم (1925)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) البخاري (2308) باب قصاص المظالم.

باب وصف النار

بَابُ وَصْف النَّار مَا جَاءَ فِي وَصْف النَّار 1771 - عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا». (¬1) =صحيح 1772 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتِي يُوقِدُ بْنُ آدَمَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءاً مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ». قَالُوا: وَاللهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «فَإِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزءاً كُلُّهَا مِثْلُ حَرِّهَا». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي قَعْرِ جَهَنَّم 1773 - عَنْ عُتْبَة بْنِ غَزْوَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الصَّخْرَة الْعَظِيمَة لَتُلْقَى مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّم (¬3) فَتَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَاماً وَمَا تُفْضِي إِلَى قَرَارِهَا». (¬4) =صحيح 1774 - عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ ¬

_ (¬1) مسلم (2842) باب في شدة حر نار جهنم وبعد قعرها وما تأخذ من المعذبين، الترمذي (2573 (صفة النار، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) متفق عليه، البخاري (3092) باب صفة النار وأنها مخلوقة، مسلم (2843) الباب السابق، واللفظ له. (¬3) شفير جهنم: أي: حدها وطرفها. (¬4) الترمذي (2575 (صفة قعر جهنم، تعليق الألباني "صحيح".

أول من تسعر بهم النار

سَمِعَ وَجْبَةً (¬1) فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «تَدْرُونَ مَا هَذَا؟». قَالَ: قُلْنَا اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «هَذَا حَجَرٌ رُمِىَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيْفاً فَهُوَ يَهْوِى فِي النَّارِ الآنْ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَعْرِهِا». (¬2) =صحيح أَوَّلُ مَنْ تُسَعَّر بِهِم النَّار 1775 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِي بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَة فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ، وَرَجُلٌ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لِلْقَارِئ: أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُوْلِي - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ! قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَيَقُولُ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لَهُ كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ: كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلاَنٌ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ. وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ، فَيَقُولُ اللهُ لَهُ: أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعَكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ! قَالَ: فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ، فَيَقُولُ اللهِ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللهُ: بَلْ إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلاَنٌ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ. وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقَالُ لَهُ: فِي مَاذَا قُتِلْتَ؟ فَيَقُولُ: أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ، فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلتُ، فَيَقُولُ اللهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلاَنٌ جَرِيٌء، فَقَدْ قِيلَ ¬

_ (¬1) وجبة: أي: سقطة. (¬2) مسلم (2844) الباب السابق، واللفظ له، ابن حبان (7426)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح".

حجم أعضاء الكافر في النار

ذَاكَ». ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رُكْبَتِي، فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! أُوَلِئكَ الثَّلاَثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللهِ تُسَعَّرُ بِهِم النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬1) =صحيح حجم أعْضَاء الْكَافِر فِي النَّار 1776 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ غِلظَ جِلدِ الْكَافِرِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعاً، وَإِنَّ ضِرْسَهُ مِثْلُ أُحُدٍ، وَإِنَّ مَجْلِسَهُ مِنْ جَهَنَّمَ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَة». (¬2) =صحيح 1777 - عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ، وَغِلَظُ جِلْدِهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ (¬3)». (¬4) =صحيح 1778 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ضِرْسُ الْكَافِرِ، أَوْ نَابُ الْكَافِرِ، مِثْلُ أُحُدٍ وَغِلَظُ جِلْدِهِ مَسِيرَةُ ثَلاَثٍ». (¬5) =صحيح 1779 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «غِلَظُ جِلد الْكَافِر اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعاً - بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ - وَضِرْسُهُ مِثْلُ أُحُدٍ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) الترمذي (2382) باب ما جاء في الرياء والسمعه، ابن حبان (409)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬2) الترمذي (2577) باب ما جاء في وصف قعر جهنم، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) بذراع الجبار: أي: جبار من جبابرة الآدميين ممن كان في القرون الأولى، ممن كان أعظم خلقا وأطول أعضاء وذراعا من الناس. (¬4) كشف الاستار عن زوائد البزار (3496) باب خلق الكافر، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3888). (¬5) مسلم (2852) باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، ابن حبان (7487)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح"، تعليق الألباني قال في صحيح بن حبان: شاذ بذكر ثلاث، وصححة في صحيح الجامع (3889)، والترغيب والترهيب (3/ 251)، ومشكاة المصابيح (5672). (¬6) ابن حبان (7443)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، مستدرك =

ما جاء في عدد دخول بني آدم في النار

1780 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ضِرْسُ الْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ، وَعَرْضُ جِلدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعاً، وَعَضُدهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ (¬1) وَفَخِذُهُ مِثْلُ وِرْقَان (¬2) وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ مَا بَيْنِي وَبَينَ الرَّبَذَةِ». (¬3) =صحيح مَا جَاءَ فِي عَدَد دُخُول بَنِي آدَمَ فِي النَّار 1781 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَقُولُ اللهُ: يَا آدَمُ، فَيَقُولُ: لَبَّيكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، قَالَ: يَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ قَالَ: وَمَا بَعْثَ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تَسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَذَاكَ حِينَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَرَى وَمَا هُمْ بِسُكَرَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ». فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: «أَبْشِرُوا، فَإِنَّ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفاً، وَمِنْكُمْ رَجُلٌ». ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ». قَالَ: فَحَمِدْنَا اللهَ وَكَبََّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! إِنِّي لأطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنَّ مَثَلَكُمْ فِي الأُمَمِ كَمَثَلِ الشَّعْرَةِ الْبَيْضَاء فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ». (¬4) =صحيح ¬

_ = الحاكم (8760) كتاب الأهوال، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم"، وقال الألباني "وهو كما قالا" الصحيحة (1105). (¬1) البيضاء: هو اسم جبل كما قال الترمذي، وهناك منطقه بالقرب من المدينه تحيط بها جبال كبيره تسمى البيضاء. (¬2) ورقان: جبل أسود على يمين المار من المدينة إلى مكة. (¬3) مستدرك الحاكم (8759)، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة إنما اتفقا على ذكر ضرس الكافر فقط"، تعليق الذهبي قي التلخيص "صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3890 (الصحيحة (1105). (¬4) متفق عليه، البخاري (6165) باب قوله عز وجل {إن زلزلة الساعة شيء عظيم}، مسلم (222) باب قوله: يقول الله لآدم: أخرج بعث النار من كل تسعمائة وتسعة وتسعين.

ما جاء في أن عدد دخول الموحدين لا يحصيه إلا الله

مَا جَاءَ فِي أن عَدَد دُخُول الْمُوَحِّدِين لا يُحْصيه إِلاَّ الله 1782 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَدْخُلُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْقِبْلَةِ النَّارَ مَنْ لا يُحْصِي عَدَدَهُمْ إِلا اللَّهُ بِمَا عَصُوا اللَّهَ، وَاجْتَرَأُوا عَلَى مَعْصِيَتِهِ، وَخَالَفُوا طَاعَتَهُ، فَيُؤْذَنُ لِي فِي الشَّفَاعَةِ، فَأُثْنِي عَلَيْهِ جَلَّ ذِكْرُهُ سَاجِدًا كَمَا أُثْنِي عَلَيْهِ قَائِمًا». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي خُرُجهم مِنْهَا 1783 - عَنْ أَنَسِ بْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا مَسَّهُمْ مِنْهَا سَفَعٌ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّة، فَيُسَمِّيهِم أَهْلُ الْجَنَّةِ: الْجهَنَّمِيِّين». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي خُلُود أَهْل الدَّارَين 1784 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يُؤْتَى بِالْمَوتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَح (¬3) فَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَشْرَئِبُّونَ (¬4) وَيَنْظُرُونَ فَيُقَولُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ هَذَا الْمَوت، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ، ثُمَّ يُنَادِي: يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ هَذَا الْمَوْت وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ فَيُذْبَح، ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلاَ مَوْت، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلاَ مَوْت، ثُمَّ قَرَأَ {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ ¬

_ (¬1) المعجم الكبير (1401)، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3640). (¬2) البخاري (6191) باب صفة الجنة والنار. (¬3) كبش أملح: الأملح، قال ابن الأعرابي: هو الأبيض الخالص، وقال الكسائي: هو الذي فيه بياض وسود وبياضه أكثر. (¬4) يشرئبون: أي: يرفعون رؤوسهم إلى المنادي.

وعد الله للجنة والنار بأن يملأ كل واحدة منهما

الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} - وَهَؤُلاَءِ فِي غَفْلَةِ أَهْلِ الدُّنْيَا - {وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ}». (¬1) =صحيح وَعْدُ الله للْجَنَّة وَالنَّار بِأَنْ يَمْلأ كُلّ وَاحِدَة مِنْهُمَا 1785 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتْ النَّارُ: أَوْثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتْ الْجَنَّةُ: فَمَالِي لاَ يَدْخُلُنِي إِلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقْطُهُمْ وَغِرَّتُهُمْ؟ قَالَ اللهُ لِلْجَنَّةِ: إِنَّمَا أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَلاَ تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رِجْلَهُ تَقُولُ: قَطْ قَطْ قَطْ (¬2) فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَلاَ يَظْلِمُ اللهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَداً، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللهَ يُنْشِىءُ لَهَا خَلْقاً». (¬3) =صحيح ******* ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (4453) باب {وأنذرهم يوم الحسرة}، واللفظ له، مسلم (2849) باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء. (¬2) قط: معنى قط حسبي، أي: يكفيني هذا، وفيه ثلاث لغات قطْ وقطِ وقطٍ. (¬3) متفق عليه، البخاري (4569) باب قوله {هل من مزيد} مسلم (2846) باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء.

باب وصف الجنة

بَابُ وَصْف الْجَنَّة مَا جَاء فِي وَصْفِهِ - صلى الله عليه وسلم - لِرِيح الْجَنَّة 1786 - عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ لَيُوجَد مِنْ مَسِيرَة مِائَة عَامٍ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَقْتُلُ نَفْسا مُعَاهَدا، إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّة أَنْ يَجِدَ رِيْحَهَا (¬1)». (¬2) =صحيح 1787 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَتَلَ نَفْساً مُعَاهَدَة بِغَير حَقِّهَا، لَمْ يَرِح رَائِحَةَ الْجَنَّة، وَإِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَة مِئَة عَامٍ». (¬3) ... ... ... (¬4) *صحيح 1788 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما: عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ ¬

_ (¬1) حرم الله عليه الجنة أن يجد ريحها: قال أبو حاتم "هذه الاخبار كلها معناها لا يدخل الجنة يريد جنة دون جنة القصد منه الجنة التي هي أعلى وأرفع" انتهى كلامة. وكفى بها خسارة. (¬2) مصنف عبد الرزاق (19712)، أحمد (20487)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن الحسن البصري مدلس"، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (2356). (¬3) ابن حبان (7339). (¬4) رجال هذا الحديث رجال البخاري إلا الفضل بن الحباب أبو خليفة، وهو ثقه ثبت قال عنه الذهبي في تذكرة الحفاظ "الامام الثقة محدث البصرة" وقال ابن حجر "كان ثقة عالما مسند عصره" ولم يكن من رجال البخاري لصغر سنه، والألباني رحمة الله ذكر الحديث في الترغيب برقم (3692 (و (38 (وقال عنه بعد عزوه لابن حبان "صحيح" وذكره برقم (3696 (وقال "صحيح لغيره" ثم ذكره في صحيح بن حبان برقم (7339 (وقال عنه "ضعيف" فالله تعالى أعلم إن كان خطأ أو تراجع، ويستحيل أن يكون تراجع لأن الحديث صحيح وقد صححه جمع من العلما منهم الحاكم برقم "2579" وقال "هذا حديث صحيح على شرط البخاري"، ووافقه الذهبي في التلخيص فقال "على شرط البخاري" وكذلك شعيب الأرنؤوط فقال "إسناده صحيح على شرط البخاري"، (7382 (وقال ابن القيم في قصيدته "والريح يوجد من مسيرة أربعين وان تشأ مائة فمرويان وكذا روي سبعين ايضا صح ذا كله وأتى به اثران ما في رجالهما لنا من مطعن والجمع بين الكل ذو إمكان"، ثم قال مبينا العله في ذلك الإختلاف "اما بحسب المدركين لريحها قربا وبعدا ما هما سيان او بختلاف قرارها وعلوها ايضا وذلك واضح التبيان أو باختلاف السير أيضا فهو أنواع بقدر اطاقة الانسان ما بين ألفاظ الرسول تناقض بل ذاك في الافهام والاذهان".

ما جاء في عدد أبواب الجنة

ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، فَلَنْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا». (¬1) =صحيح 1789 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «نِسَاء كَاسِيَات عَارِيَات مَائِلاَت مُمِيلاَت لاَ يَدْخُلنَ الْجَنَّة وَلاَ يَجِدنَ رِيْحَهَا وَريْحهَا يُوجَد مِن مَسِيرَة خَمْسُمِائَة». (¬2) ... (¬3) *صحيح موقوف 1790 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَتَلَ نَفْسا مُعَاهَدا، لَمْ يَرِح رَائِحَة الْجَنَّة، وَإِنِّ رِيْحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَاماً». (¬4) =صحيح 1791 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَداً لَهُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّة رَسُوله، لَمْ يَرِح رَائِحَة الْجَنَّة وَرِيْحُهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَة سَبْعِينَ عَاماً». (¬5) =صحيح مَا جَاء فِي عَدَد أَبوَاب الْجَنَّة 1792 - عَنْ عُتبَة بن عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْجَنَّة لَهَا ثَمَانِيَة أَبْوَاب وَالنَّارُ لَهَا سَبْعَة أَبْوَاب». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (6834)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬2) الموطأ (1626). (¬3) ورواه مسلم وبن حبان وغيرهما مرفوعا، بغير تحديد فقال بدلا من "خمسمائة عام"، "مسيرة كذا وكذا". (¬4) البخاري (6516) باب إثم من قتل ذميا بغير جرم. (¬5) ابن ماجه (2687) باب في قتل المعاهد، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 430)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3119)، الصحيحة (1812).

1793 - عَنْ سَهلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «فِي الْجَنَّة ثَمَانِيَة أَبوَاب، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّان لاَ يَدْخُلُهُ إِلاَّ الصَّائِمُونََ». (¬1) =صحيح 1794 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لِكُلِّ أَهْل عَمَل بَابٌ مِنْ أَبوَابِ الْجَنَّة يُدْعَونَ مِنهُ بِذَاكَ الْعَمَلَ، فَلأهلِ الصِّيَامِ بَابُ يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّان». فَقَالَ أَبُو بَكْر: يَا رَسُولَ اللهِ فَهَل مِن أَحَد يُدْعَى مِن تِلكَ الأَبوَابِ كُلَّها؟ قَالَ: «نَعَمْ وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ يَا أَبَا بَكْر». (¬2) =صحيح 1795 - عَنْ أَبِي الدَّردَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «الْوَالِد أَوْسَط أَبوَاب الْجَنَّة فَحَافِظ عَلَى وَالِدَيْكَ أَوْ اترُك». (¬3) =صحيح 1796 - عَنْ قَيس بْنِ سَعدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِن أَبوَابِ الْجَنَّة؟». قُلتُ: بَلَى قَالَ: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ». (¬4) =صحيح 1797 - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهُ - صلى الله عليه وسلم -: «عَلَيْكُم باِلْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّة يُذْهِبُ اللهُ بِهِ الْهَمَّ وَالْغَمَّ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) البخاري (3084) باب صفة أبواب الجنة. (¬2) أحمد (9799)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح وهذا إسناد حسن"، مصنف ابن أبي شيبة (31965). (¬3) ابن ماجه (289) باب الرجل يأمره أبوه بطلاق امرأته، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) الترمذي (3581) باب في فضل لا حول ولا قوة إلا بالله، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) مستدرك الحاكم (2404) تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4063)، الصحيحة (1941).

ما جاء في سعة تلك الأبواب

مَا جَاء فِي سِعَةِ تِلكَ الأبوَاب 1798 - عَنْ مُعَاوِيَة بْنِ حَيدَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا بَينَ مُصْرَاعَينِ مِنْ مَصَارِيع الْجَنَّة مَسِيرَةُ سَبْعِ سِنِينَ». (¬1) =صحيح 1799 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَم رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مَا بَيْنَ مِصَراعَي الْجَنَّة مِقْدَارُ أَرْبَعِينَ عَاماً وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ يُزَاحَمُ عَلَيْهِ كَازْدِحَامِ الابِلِ (¬2) وَرَدَتْ لِخَمْسٍ ظَمْأ». (¬3) =صحيح 1800 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنْتُمْ مَوَفونَ سَبْعِينَ أُمَّة أَنْتُمْ خَيْرها وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا بَينَ مُصْرَاعَينِ مِنْ مَصَارِيع الْجَنَّة مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ عَاماً، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَومٌ وَإِنَّهُ لَكَظِيظٌ». (¬4) =حسن 1801 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ: لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَر (¬5) - أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى -». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن حبان (7345)، تعليق الألباني "صحيح بلفظ «أربعين سنة» "، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬2) كازدحام الأبل وردت لخمس: أي: أنه يزدحمون على باب الجنه كما تزدحم الأبل على الماء والتي لم تشرب منذ خمسه أيام، والمعنى أن الزحام شديد. (¬3) الأحاديث المختارة (9/ 456 رقم 430) تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح"، تعليق الألباني: قال بعد أن عزى الحديث للطبراني والضياء في المختارة وبعد أن ذكر قول الضياء في زريك بن أبي زريك وأن يحيى بن معين وثقة، قال "قلت: وكذلك وثقه ابن الجنيد كما في " الجرح والتعديل " (1/ 2 / 624) ولم يعرفه الهيثمي، فقال في المجمع (10/ 397) وتبعه المناوي: رواه الطبراني وفيه زريك بن أبي زريك ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.! ومن أخطاء المناوي أنه نقل قول الهيثمي هذا تحت حديث أبي سعيد الخدري! فأوهم أنه عند الطبراني عن زريك قلت: والإسناد صحيح لأن كل رجاله ثقات." الصحيحة (1698). (¬4) عبد بن حميد (411)، واللفظ له، وأحمد (20037)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬5) هجر: قيل أنها قرية من قرى البحرين. (¬6) ابن حبان (7346)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".

فصل

فصل * هَذِهِ الأَخْبَار لاَ تَنَاقُضَ بَينها وَلاَ شُذُوذ فَلَوْ قَارَنْتَ بَينَ قَوْله - صلى الله عليه وسلم -: «لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَر». وَقَوْله: «مَسِيرَةُ سَبْعِ سِنِينَ». وَقَوْله: «مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً» لَوَجَدَت أَنْ الْفَرْقَ كَبِير وَلاَ سَبِيلَ لِلْمُقَارَنة بَيْنَهَا لِتَفَاوت هَذِهِ الاخْبَار. * ما بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَر أَوْ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى تُقْطَعُ فِي مَسِيرَة شَهْر أو أكثر وَقَدْ تَكُونُ الْمَسَافَه بَينَ مَكَّه وَبُصْرَى ألفين كِيلُو وَاللهُ أَعْلَمْ أو أقل. * وَأَمَّا فِي حَدِيث «مَسِيرَةُ سَبْعُ سِنِين». مَسِيرَة السَّبْع سِنِين يُقْطَعُ فِيهَا أَكْثَر مِنْ مِائَتَي أَلْف كِيلو لأَنْ مَسِيرَة الْيَوم وَاللَّيْلَه ثَمَانين كيلو. * فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ أَبْوَاب الْجَنَّة تَتَفَاوَت فِي الْفَضْل وَالْحَجْم وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمْ. وَيَشْهَدُ لِهَذَا الْقَول مَا جَاءَ فِي وَصْفِةِ - صلى الله عليه وسلم - لأَعْضَاء الْكَافِر. فَحَصَلَ مِنَ التَّفَاوُت فِي وَصْف جِلْد الْكَافِر كَمَا حَصَلَ هُنَا فَوَصَفَهُ مَرَّةً بِأَنَّهُ «أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ». وَقَالَ مَرَّةً «سَبْعُونَ ذِرَاعاً». وَقَالَ مَرَّةً «مَسِيرَةُ ثَلاَثٍ». * وَالْمَعْنَى وَاضِح أَنَّ الْكُفَّار لَيْسُو سَوَاء فِي الْعَذَاب مِنْهُمْ مَنِ اسْتَحَقَّ أَنْ يَكُونَ جلدُهُ «أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ». وَمِنْهُمْ مِنَ اسْتَحَقَّ أَنْ يَكُونَ جِلْدُهُ «مَسِيرَةُ ثَلاَثٍ» .. الخ * وَكَذَلِكَ حَصَلَ التَّفَاوت فِي إِخْبَارِهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ مَنْ يَجِدُ رَائِحَة الْجَنَّة كَمَا تَقَدَّمَ فِي أَوَّل الْبَاب.

صفة أبواب الجنة

* وَقَالَ الإِمَامُ ابنُ الْقَيِّم: وَلَمَّا كَانَت الْجَنَّات دَرَجَات بَعْضُهَا فَوْقَ بَعضٍ كَانَت ابْوَابُهَا كَذَلِكَ وَبَابُ الْجَنَّة الْعَالِيَة فَوقَ بَاب الْجَنَّة الَّتِي تِحْتَهَا وَكُلَّمَا عَلَت الْجَنَّة اتَّسَعَت، فَعَالِيَهَا أَوْسَعُ مِمَّا دُونَهُ وَسِعَة الْبَاب بِحَسَب وُسع الْجَنَّة وَلَعَلَّ هَذَا وَجْهُ الاختِلاَف الَّذِي جَاءَ فِي مَسَافَة مَا بَينَ مُصْرَاعَي الْبَاب فَإِنَّ أَبْوَابها بَعْضُهَا أَعْلَى مِنْ بَعْض (¬1) * وَهَذِهِ الأَخْبَار الْمُتَقَدِّمَة فِي وَصْف أَبْوَاب الْجَنَّة كُلُّهَا صَحِيحَة فَحَدِيثُ «مَسِيرَةُ سَبْعِ سِنِينَ». إِسْنَادُه صحيح، وَحَدِيثُ «لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَر». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَحَدِيثُ: «مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً». رَوَاهُ مُسْلِم وَغَيرُه. صِفَة أبوَاب الْجَنَّة 1802 - عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ قَيس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ أَبوَابَ الْجَنَّة تَحتَ ظِلاَل السُّيُوف». (¬2) =صحيح 1803 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «دَخَلَ رَجُلٌ الْجَنَّة فَرَأَى عَلَى بَابِهَا مَكْتوباً: الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثاَلِهَا وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَر». (¬3) =حسن ¬

_ (¬1) حادي الأرواح (صـ 44). (¬2) متفق عليه، البخاري (2663) باب الجنة تحت بارقة السيوف، مسلم (1902) باب ثبوت الجنة للشهيد، واللفظ له. (¬3) شعب الإيمان (3546)، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (900)، الصحيحة (3407).

الوقت الذي فيه تفتح أبواب الجنة

الْوَقْت الَّذِي فِيهِ تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّة 1804 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّة كُلَّ اثْنَينِ وَخَمِيس، وَتُعْرَضُ الأَعْمَالُ فِي كُلِّ اثْنَينِ وَخَمِيس». (¬1) =صحيح 1805 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَان فُتِحَت أَبْوَابُ الْجَنَّة وَغُلِّقَت أَبْوَاب جَهَنَّم وَسُلْسِلَت الشَّيَاطِين». (¬2) =صحيح عَمَل بِهِ تُفْتَحُ أَبْوَاب الْجَنَّة وَعَمَلٌ آخَر َيُنَادَى بِهِ مِنْهَا 1806 - عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ، فَيُبْلِغُ - أَوْ فَيُسْبِغُ (¬3) - الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يْدَخُلُ مِنْ أَيَّهَا شَاءَ». (¬4) =صحيح 1807 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَينِ فِي سَبِيلِ اللهِ دَعَاهُ خَزَنَةُ الْجَنَّة كُلُّ خَزَنَة بَابٍ أَيْ فُلّ (¬5) هَلُمّ». قَالَ أَبُو ¬

_ (¬1) ابن حبان (3636)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح"؛ ورواه مسلم (2565 (ومالك (1618 (بزياده. (¬2) متفق عليه، البخاري (3103) باب صفة إبليس وجنوده، واللفظ له، مسلم (1079) باب فضل شهر رمضان. (¬3) إسباغ الوضوء: أي: إكماله وإتمامه واستيعاب أعضائه بالماء كما هو مسنون وقال أبو العلا المبارك فوري: أي: إتمامه وإكماله باستيعاب المحل بالغسل وتطويل الغرة وتكرار الغسل ثلاثا. (¬4) مسلم (234) باب الذكر المستحب عقب الوضوء، واللفظ له، أبو داود (169)، باب ما يقول الرجل إذا توضأ، الترمذي (55) باب فيما يقال بعد الوضوء، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) فل: أي: فلان.

بَكْر: يَا رَسُول اللهِ ذَاكَ الَّذِي لاَ تَوَى (¬1) عَلَيهِ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّي لأرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُم». (¬2) =صحيح 1808 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُنْفِقُ مِنْ كُلِّ مَالٍ لَهُ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ اسْتَقْبَلَتْهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ، كُلُّهُمْ يَدْعُوهُ إِلَى مَا عِنْدَهُ». قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَتْ إِبلاً فَبَعِيرَيْنِ، وَإِنْ كَانَتْ بَقَراً فَبَقَرَتَيْنِ». (¬3) =صحيح 1809 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ (¬4) فِي سَبِيلِ اللهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ (¬5): يَا عَبْدَ اللهِ! هَذَا خَيْرٌ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّياَمِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ (¬6)». قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا عَلَى أَحَدٍ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلَّهَا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «نَعَمْ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) لا توى عليه: أي: لا خسارة ولا هلاك. (¬2) متفق عليه، البخاري (2686) باب فضل النفقة في سبيل الله، واللفظ له، مسلم (1027) باب من جمع الصدقة وأعمال البر. (¬3) النسائي (3185) فضل النفقة في سبيل الله تعالى، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) زوجين: أي: فرسان أو بعيران أو عبدان كما في الحديث السابق. (¬5) نودي في الجنة: معناه أنه ينادى من كل باب من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا فيما نعتقده خير لك من غيره من الأبواب لكثرة ثوابه ونعيمه فتعال فدخل منه. (¬6) الريان: سمي باب الريان تنبيها على أن العطشان بالصوم في الهواجر سيروى وعاقبته إليه، وهو مشتق من الريّ. (¬7) متفق عليه، البخاري (3466) باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "لو كنت متخذا خليلا"، مسلم (1027) باب من جمع الصدقة وأعمال البر، واللفظ له.

ما جاء في أن المولود المتوفى يسبق أباه إلى باب الجنة ليفتحه له

مَا جَاءَ فِي أَنَّ الْمَولُود الْمُتَوَفَى يَسْبِق أَبَاهُ إِلَى بَاب الْجَنَّة لِيَفْتَحه لَهُ 1810 - عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّة، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ، يَأْتِيِه مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَهَلَكَ، فَامْتَنَعَ الرَّجُلُ أَنْ يَحْضُرَ الْحَلْقَةَ لِذِكْرِ ابْنِهِ فَحَزِنَ عَلَيْهِ فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «مَالَي لا أَرَى فُلاناً؟!». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! بُنَيَّهُ الَّذِي رَأَيْتَهُ هَلَكَ، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَهُ عَنْ بُنَيَّهِ؟ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ هَلَكَ، فَعَزَّاهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا فُلانُ! أَيُّمَا كَانَ أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ؟ أَوْ لا تَأْتِي غَداً إِلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلاَّ وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ؟». قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ! بَلْ يَسْبِقُنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَفْتَحُهَا لِي، لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، قَالَ: «فَذَاكَ لَكَ». (¬1) =صحيح مَنْ هُمْ أَصْحَابُ الْجَنَّة وَكَيْفَ يُعْرَفُون 1811 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْ مَلأَ اللهُ أُذُنَيهِ مِنْ ثَنَاءِ النَّاسِ خَيْراً وَهُوَ يَسْمَعُ، وَأَهْلُ النَّارِ مَنْ مَلأَ اللهُ أُذُنَيهِ مِنْ ثَناءِ النَّاسِ شَرًّا وَهُوَ يَسْمَعُ». (¬2) =حسن صحيح 1812 - عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيِر الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يُوشِكُ أَنْ تَعْرِفُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مَنْ أَهْلِ النَّار». قَالُوا: بِمَ ذَاكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: «بِالثَّنَاءِ الْحَسَن وَالثَّنَاءِ السِّيءِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ ¬

_ (¬1) النسائي (2088 (في التعزية، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) ابن ماجه (4224) باب الثناء الحسن، تعليق الألباني "حسن صحيح".

بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ». (¬1) =حسن 1813 - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ لَهُ ثَلاَثَةٌ إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ». قَالَ: قُلْنَا: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: «وَاثْنَانِ». قَالَ: وَلَمْ نَسْأَلْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ وَاحِد. (¬2) =صحيح 1814 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّمَا مُسْلِمٌ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيرٍ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّة». قُلنَا: وَثَلاثَة؟ قَالَ: «وَثَلاثَة». قُلنَا: وَاثْنانِ؟ قَالَ: «وَاثْنَانِ». ثُمَّ لَمْ نَسأَلهُ عَنْ الْوَاحِد. (¬3) =صحيح 1815 - عَنِ الضَّحَاكِ بْنِ قَيْس الْفِهْرِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِذَا أَتَى الرَّجُلُ الْقَومَ فَقَالُوا: مَرْحَباً، فَمَرْحَباً بِهِ يَوْمَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَإِذَا أَتَى الرَّجُلُ الْقَوْمَ فَقَالُوا لَهُ: قَحْطاً (¬4) فَقَحْطاً لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬5) =صحيح 1816 - عَنِ الرُّبيِّع بِنْتَ مُعَوِّذ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا صَلَّوا عَلَى جَنَازَةٍ فَأَثْنَوا خَيْراً، يَقُولُ الرَبُّ: أَجَزْتُ شَهَادَتهُمْ فِيْمَا يَعلَمُونَ، وَأَغْفِرُ لَهُ مَالاَ يَعْلَمُونَ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن ماجه (4221) الباب السابق، تعليق الألباني "حسن". (¬2) الترمذي (1059) باب ما جاء في الثناء الحسن على الميت، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) البخاري (2500) باب تعديل كم يجوز. (¬4) قحطا: قيل: القحط في كل شي قلة خيره، ومعنى الحديث أنه إذا كان ممن يقال له عند قدومه على الناس هذا القول فإنه يقال له مثل ذلك يوم القيامة. إن كان ترحيب فترحيب وإن كان غير ذلك يقال له أيضاً. (¬5) مستدرك الحاكم (6235)، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (266)، الصحيحة (1189). (¬6) البخاري في التاريخ الكبير (574)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (662)، الصحيحة (1364).

1817 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ». وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ فَقَالَ: «وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ». قَالَ عُمَرُ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي، مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقُلْتَ: «وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ». وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ، فَقُلْتَ: «وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ». فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْراً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةِ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ». (¬1) =صحيح 1818 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ أَعْرَابِياً أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُه دَخَلْتُ الْجَنَّة قَالَ: «تَعْبُد الله لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَة، وَتُؤدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَة، وَتَصُومُ رَمَضَان قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّة فَلْيَنْظُر إِلَى هَذَا». (¬2) =صحيح 1819 - عَنْ حَارِثَة بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ (¬3) لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ (¬4) ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (1301) باب ثناء الناس على الميت، مسلم (949) باب فيمن يثنى عليه بخير أو شر من الموتى واللفظ له، ولفظ البخاري «وجبت» واحدة، وكذلك «أنتم شهداء الله في الأرض». (¬2) متفق عليه، البخاري (1333) باب وجوب الزكاة وقول الله تعالى {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} مسلم (14) باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة. (¬3) متضعف: أي: يستضعفه الناس ويحتقرونه ويتجبرون عليه لضعف حاله في الدنيا. (¬4) لو أقسم على الله لأبره: أي: لو حلف على وقوع شيء أوقعه الله إكراما له.

خلق كلهم في ضمان الله عز وجل

أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ (¬1) مُسْتَكْبِرٍ». (¬2) =صحيح خَلْق كُلهم فِي ضَمَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ 1820 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ للهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ثَلاَثْةٌ فِي ضَمَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ خَرَجَ غَازِياً فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ خَرَجَ حَاجاً». (¬3) =صحيح 1821 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «ثَلاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ إِنْ عَاشَ رُزِقَ وَكُفِي، وَإِنْ مَاتَ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّة، مَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ فَسَلَّمَ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ، وَمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ ضَامِنٍ عَلَى اللهِ». (¬4) =صحيح 1822 - عَنْ عُبَادَة بْنِ الصَّامِت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «اضْمَنُوا لِي سِتًّا أَضْمَنُ لَكُمْ الْجَنَّة، اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُم، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدَتُمْ، وَأَدُوا إِذَا ائتُمِنتُم، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُم، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكفُوا أَيْدِيكُم». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) عتل جواظ: العتل: هو الجافي الشديد الخصومة بالباطل وقيل: الجافي الفظ الغليظ، وجواظ: هو الجموع الممنوع، وقيل: كثير اللحم المختال في مشيته. (¬2) متفق عليه، البخاري (4634) باب {عتل بعد ذلك زنيم}، واللفظ له، مسلم (2853) باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء. (¬3) حلية الأولياء، (9/ 251)، مسند الحميدي (1090) باب الجهاد، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3051)، الصحيحة (598). (¬4) ابن حبان (499)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "الحديث صحيح". (¬5) ابن حبان (271)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح ورجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعا".

أعمال توجب الجنة

1823 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَ ضَامِناً عَلَى اللهِ، وَمَنْ عَادَ مَرِيْضاً كَانَ ضَامِناً عَلَى اللهِ، وَمَنْ غَدَا إِلَى مَسْجِدٍ أَوْ رَاحَ كَانَ ضَامِناً عَلَى اللهِ، وَمَنْ دَخَلَ عَلَى إِمَام يُعَزِّزُهُ كَانَ ضَامِناً عَلَى اللهِ، وَمَنْ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ لَمْ يَغْتَبْ إِنْسَاناً كَانَ ضَامِناً عَلَى اللهِ». (¬1) =صحيح 1824 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «خَمْس مَنْ فَعَلَ وَاحِدَة مِنْهُنَّ كَانَ ضَامِناً عَلَى اللهِ: مَنْ عَادَ مَرِيضاً، أَوْ خَرَجَ مَعَ جَنَازَة، أَوْ خَرَجَ غَازِياً، أَوْ دَخَلَ عَلَى إِمَامه يُرِيدُ تَعْزِيزَهُ وَتَوْقِيرَهُ، أَوْ قَعَدَ فِي بَيْتِهِ فَسَلِمَ النَّاسُ مِنْهُ وَسَلِمَ مِنَ النَّاسِ». (¬2) =صحيح أَعْمَال تُوجِب الْجَنَّة 1825 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَالَ: رَضِيْتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِيْناً، وَبِمُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - رَسُولاً، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةِ». (¬3) =صحيح 1826 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَذَّنَ ¬

_ (¬1) ابن حبان (373)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، مستدرك الحاكم (767) كتاب الإمامه وصلاة الجماعة، تعليق الحاكم "هذا حديث رواته مصريون ثقات ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "رواته ثقات". (¬2) المعجم الكبير (55)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3253)، الترغيب والترهيب (3471)، ظلال الجنة (1021). (¬3) مسلم (1884) باب بيان ما أعده الله تعالى للمجاهد في الجنة من الدرجات، أَبو داود (1529) باب في الاستغفار، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح".

ثِنْتَي عَشْرَةَ سَنَةً، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّة، وَكُتِبَ لَهُ بِتَأْذِينِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ ستُّونَ حَسَنَةً وَلِكُلِّ إِقَامَةٍ ثَلاَثُونَ حَسَنَةً». (¬1) =صحيح 1827 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُدْخِلْنِي الْجَنَّةِ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَغْضَبْ وَلَكَ الْجَنَّةِ». (¬2) =صحيح 1828 - عَنْ أَبِي أُمَامَهَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِي فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ، لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلاَّ أَنْ يَمُوتَ». (¬3) =صحيح 1829 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «للهَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْماً، مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّة وَإِنْ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ (¬4)». (¬5) =صحيح 1830 - عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «خَمْسٌ مَنْ عَمِلَهُنَّ فِي يَوْمٍ، كَتَبَهُ اللهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ: مَنْ عَادَ مَرِيْضاً وَشَهِدَ جَنَازَةً وَصَامَ يَوْماً وَرَاحَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَأَعْتَقَ رَقَبَةً». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) مستدرك الحاكم (736) باب فضل الصلوات الخمس، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط البخاري، وله شاهد من حديث عبد الله بن لهيعة وقد استشهد به مسلم رحمه الله"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري"، ابن ماجه (728) باب فضل الأذان وثواب المؤذنين، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) المعجم الأوسط (2353)، مسند الشاميين (21)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (7374). (¬3) سنن النسائي الكبرى (9928 (ثواب من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6464). (¬4) وتر يحب الوتر: أي: فرد واحد، ويحب الوتر: أي: تفضيل الوتر في الأعمال: فجعل الصلاة خمس والوضوء ثلاثا والسعي سبعا وأيام الأسبوع سبعا والوتر أيضا في الأكفان وإن كانت مرأة يظفر شعرها ثلاث ضفائر .. الخ. (¬5) متفق عليه، البخاري (6047) باب لله عز وجل مائة اسم غير واحد، مسلم (2677) باب في اسماء الله تعالى وفضل من أحصاها، واللفظ له. (¬6) ابن حبان (276)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي".

أول من يقرع باب الجنة ويدخلها

أَوَّل مَن يَقْرَع بَاب الْجَنة وَيَدْخُلهَا 1831 - عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللهِ وَعِيْسَى كَلِمَةُ اللهِ وَرُوحه وَمُوْسَى كَلَّمَهُ اللهُ تَكْلِيْماً فَمَاذَا أُعْطِيتَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «وَلَدُ آدَمَ كُلُّهُمْ تَحْتَ رَايَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ». (¬1) =صحيح 1832 - عَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا أَكْثَرُ الأنْبِيَاء تَبَعاً يَوْمَ الْقِيَامَة وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَاب الْجَنَّة». (¬2) =صحيح 1833 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «آتِي بَاب الْجَنَّة يَوْمَ الْقِيَامَة فَأَسْتَفْتِح، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّد، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرتُ لاَ أَفْتَح لأحَدٍ قَبْلَكَ». (¬3) =صحيح أَوَّل زُمْرَة تَدْخُل الْجَنَّة 1834 - عَنْ سَهلِ بْن سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَيَدْخُلنَّ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُون أَلفاً أَوْ سَبْعمائةِ أَلف (¬4) لاَ يَدْخُلُ أَوَّلَهُم حَتَّى يَدْخُلَ آخِرَهُمْ وُجُوههُم عَلَى صُورَة الْقَمَر لَيْلَةَ الْبَدْرِ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) حديث المصيصي لوين (5)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (7118)، الصحيحة (2411). (¬2) مسلم (196 (في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الأنبياء تبعا، واللفظ له، أبو يعلى (3959)، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح". (¬3) مسلم (197) الباب السابق، أحمد (12420)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬4) هذا الشك من الراوي أبو حازم لا يدري أيهما قال. (¬5) متفق عليه، البخاري (3075) باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، واللفظ له، مسلم (219) باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولاعذاب.

1835 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَدخُل الْجَنَّة مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفاً زُمرَة وَاحِدَة مِنهُم عَلَى صُورَة الْقَمَر». (¬1) =صحيح 1836 - عَنِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَدْخُل الْجَنَّة مِن أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفاً بِغَيرِ حِسَابٍ، هُمْ الَّذِينَ لاَ يَسْتَرقُونَ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلى رِبّهم يَتَوَكَّلُونَ». (¬2) =صحيح 1837 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّة صُوْرَتهُمْ عَلَى صُوْرَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لاَ يَبْصقُونَ فِيهَا، وَلاَ يَمْتَخِطُونَ، وَلاَ يَتَغوَطُونَ، آنِيَتَهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ، أَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَمَجَامِرُهُمْ الأَلُوَّة (¬3) وَرَشْحُهُمُ (¬4) الْمَسْكُ وَلِكُلِّ، وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الْحُسْنِ، لاَ اخْتِلاَفَ بَيْنِهِم وَلاَ تَبَاغُضْ، قُلُوبُهُمْ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ يُسَبٍّحُونَ اللهَ بُكْرِةً وَعَشَياً». (¬5) =صحيح 1838 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «وَعَدَنِي رَبِّي سُبْحَانَهُ أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفاً لاَ حِسَابَ عَلَيْهِم وَلاَ عَذَاب، مَعَ كُلِّ أَلفٍ سَبْعُونَ أَلْفاً وَثَلاَثَ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (5474) باب البرود والحبرة والشملة، مسلم (217) الباب السابق، واللفظ له. (¬2) متفق عليه، البخاري (6107) باب {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}، مسلم (218) الباب السابق. (¬3) الألوة: البخور. (¬4) رشحهم: الرشح هو: العرق. (¬5) متفق عليه، البخاري (3073) باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، واللفظ له، مسلم (2834) باب أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر وصفاتهم وأزواجهم. (¬6) ابن ماجه (4286) باب صفة أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "صحيح".

ما جاء في بيان نعيم الدنيا من الآخرة وأنه لا شيء

1839 - عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبدٍ السُّلَمِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِى أَنْ يُدْخِلَ - مِنْ أُمَّتِي - الْجَنَّةَ، سَبْعِينَ أَلْفاً بِغَيْرِ حِسَابٍ ثُمَّ يُتْبِعَ كُلَّ أَلْفٍ بِسَبْعِينَ أَلْفاً ثُمَّ يَحْثي بِكَفِّهِ ثَلاَثُ حَثَيَاتٍ (¬1)». فَكَبَّرَ عُمَرُ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ السَّبْعِينَ أَلْفاً الأُولَ يُشَفِّعُهُم اللهُ فِي آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ، وَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ أُمَّتِي أَدْنَى الْحَثَواتِ الأَواخرِ». (¬2) ... (¬3) *حسن أو صحيح مَا جَاء فِي بَيَان نَعِيم الدُّنيَا مِنَ الآخِرَة وَأَنَّهُ لاَ شَيء 1840 - عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ أَخَا بَنِي فِهْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَاللهِ مَا الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ - وَأَشَارَ يَحْيَى بِالسَّبَّابَةِ - فِي الْيَمِّ (¬4) فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ (¬5)». (¬6) =صحيح 1841 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَا مَثَلُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ، إِلاَّ مَثَلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ فَلْيَنْظُر بِمَ يَرْجِعُ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) ثلاث حثيات: كناية عن المبالغة في الكثرة. (¬2) ابن حبان (7230)، تعليق الألباني "حسن أو صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح لغيره". (¬3) كذا قال عنه الشيخ الألباني رحمه الله والسبب هو: أن أحد رجال الحديث التبس على الشيخ فقال "ولم يترجح عندي: هل الصواب عامر أو عمرو؟!، فإن كان عامر فهو تابعي وحديثه حسن، وإن كان عمرا - وهو صحابي - فالسند صحيح" انتهى كلامه، وقال عنه ابن حجر رحمة الله إسناده جيد. (¬4) اليم: البحر. (¬5) معنى الحديث: لو أن أحدا وضع إصبعه في البحر فإن القطرة أو القطرتين التي تعلق في إصبعه وتخرج هي الدنيا والبحر الآخرة، وهذا مثل ضرب في قصر مدة الدنيا وفناء لذاتها، ودوام الآخرة ودوام لذاتها ونعيمها. (¬6) مسلم (2858) باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة، أحمد (18038)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬7) ابن ماجه (4108) باب مثل الدنيا، تعليق الألباني "صحيح".

ما أعد الله لعبادة في الجنة

1842 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا أَخَذَتْ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ إِلاَّ كَمَا أَخَذَ مِخْيَطٌ غُمِسَ فِي الْبَحْرِ مِنْ مَائِهِ». (¬1) =صحيح 1843 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَيْدُ سَوط أَحَدكم مِنَ الْجَنَّة خَيرٌ مِمَّا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ». (¬2) =صحيح 1844 - عَنْ سَهلِ بْنِ سَعدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّة خَيرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا». (¬3) =صحيح 1845 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَابُ قَوسٍ (¬4) أَوْ سَوطٍ فِي الْجَنَّة، خَيرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُب». (¬5) =صحيح 1846 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِل أَلاَ إِنَّ سِلعَةَ اللهِ غَالِيَة أَلاَ إِنَّ سِلعَةَ اللهِ الْجَنَّة». (¬6) =صحيح مَا أَعَدَّ اللهُ لِعِبَادِةِ فِي الْجَنَّة 1847 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَالاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ». فَاقْرَؤُوا إِنْ شِأْتُمْ: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ ¬

_ (¬1) المعجم الكبير (733)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5522). (¬2) أحمد (8152)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) البخاري (3078) باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة. (¬4) لقاب: القاب والقيب بمعنى: القدر. (¬5) البخاري (2640) باب الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس أحدكم من الجنة، وأحمد (10265 (واللفظ له. (¬6) الترمذي (2450)، تعليق الألباني "صحيح".

عدد درجات الجنة

أَعْينٍ}». (¬1) =صحيح 1848 - عَنِ الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْرُجُ عَلَيْنَا فِي الصُّفَّةِ وَعَلَيْنَا الْحَوْتَكِيَّةُ (¬2) فَيَقُولُ: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا ذُخِرَ لَكُمْ مَا حَزِنْتُمْ عَلَى مَا زُوِيَ عَنْكُمْ، وَلَيُفْتَحَنَّ لَكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ». (¬3) =صحيح 1849 - عَنْ فُضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا لَكُمْ عِنْدَ اللهِ لأَحْبَبْتُمْ أَنْ تَزْدَادُوا فَاقَةً وَحَاجَةً». (¬4) =صحيح 1850 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ لاَ يَبْأَسُ لاَ تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلاَ يَفْنَى شَبَابُهُ». (¬5) =صحيح عَدَد دَرَجَات الْجَنَّة 1851 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «فِي الْجَنَّةِ مِئَةُ دَرَجَةٍ (¬6) مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَينِ مِئَةُ عَامٍ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (3072) باب ما جاء في وصف الجنة وأنها مخلوقة، واللفظ له، مسلم (2824) كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها. (¬2) الحوتكية: عمامة يتعمم بها الأعراب. (¬3) أحمد (17201)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5261). (¬4) ابن حبان (722)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬5) مسلم (2836) باب في صفات الجنة وأهلها وتسبيحهم فيها بكرة وعشيا، أحمد (9380)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم". (¬6) مئة درجة: قال القاضي يحتمل أن هذا على ظاهره وأن الدرجات هنا المنازل التي بعضها أرفع من بعض في الظاهر وهذه صفة منازل الجنة كما جاء في أهل الغرف أنهما يتراءون كالكوكب الدري، وقال القرطبي: الدرجة المنزلة الرفيعة ويراد بها غرف الجنة ومراتبها التي أعلاها الفردوس قال: ولا يظن من هذا أن درجات الجنة محصورة بهذا العدد بل هي أكثر من ذلك ولا يعلم حصرها وعددها إلا الله تعالى ألا ترى أن في الحديث الآخر يقال لصاحب القرآن اقرأ وأرق فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها فهذا يدل على أن في الجنة درجات على عدد أي: القرآن وهي تنيف على ستة آلاف آية فإذا اجتمعت للإنسان فضيلة الجهاد مع فضيلة القرآن جمعت له تلك الدرجات كلها وهكذا كلما زادت أعماله زادت درجاته. (¬7) الترمذي (2529) باب ما جاء في صفة درجات الجنة، تعليق الألباني "صحيح".

فصل

1852 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «الْجَنَّةُ مَائَة دَرَجَة، مَا بَيْنَ كُلّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ». (¬1) =صحيح 1853 - عَنْ عبَادَة بْنِ الصَّامِت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْجَنَّة مِائَة دَرَجَة مَا بَينَ كُلّ دَرَجَتَينِ مَسِيرَةُ مِائَةُ عَامٍ، وَالْفِردَوس أَعْلاَهَا دَرَجَة، وَمِنهُا تُفَجَّر الأَنْهَارُ الأَرْبَعَة، وَالْعَرشُ مِن فَوقِهَا فَإِذَا سَأَلْتُم اللهَ فَاسأَلُوهُ الْفِردَوس (¬2) الأَعْلَى». (¬3) =صحيح 1854 - عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهمٍ، رَفَعَ اللهُ بِهِ دَرَجَةً لَهُ». فَقَالَ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَن بْن النَّحَّامِ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا الدَّرَجَة؟ قَالَ: «أَمَا إِنَّها لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أُمِّكَ! مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَينِ مِئَةُ عَامٍ». (¬4) =صحيح فَصْل * يَتَفَاضَل النَّاس فِي الْجَنَّة كَمَا يَتَفَاضَلُونَ فِي الدُّنْيَا، كُلّ بِحَسَب إِيْمَانِه وَعَمَله الَّذِي كَانَ يَعْمَلُه فِي الدُّنْيَا، بَلْ إِنَّ تَفَاضُلُهم فِي الْجَنَّة أَكْبَر وَأَعْظَم مِن تَفَاضُلُهم فِي الدُّنْيَا، فَالْجَنَّة لَيْسَتْ دَرَجَة وَاحِدَه، بَلْ جِنَان مُتَعدِّدَة تَتَفَاوَت فِي الْحُسُن وَالنَّعِيم فَكُلَّمَا عَلَت الدَّرَجَة كَانَ النَّعِيم أَفْضَل، قَالَ تَعاَلَى {انظُرْ كَيْفَ ¬

_ (¬1) مسلم (1884) باب بيان ما أعده الله تعالى للمجاهد في الجنة من الدرجات، صفة الجنه لابي نعيم (230 (واللفظ له. (¬2) الفردوس الأعلى: هو أفضل مكان في الجنة، والفرودس هو البستان الذي يجمع ما في البساتين من شجر وزهر ونبات. (¬3) الأحاديث المختارة (394)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح"، الترمذي دون قوله "الأعلى" (2531)، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن حبان (4597)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

الدرجات العلى

فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض} أَيْ النَّاس فِي الدُّنْيَا دَرَجَات فِي الْعَمَل وَالرِّزق وَغَيرها {وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً}. أَيْ وَكَذَلِكَ هُم فِي الآخِرَة هَذَا فِي الْغُرفَات فِي أَعْلَى الدَّرَجَات وَهَذَا فِي الْغَمَرَات فِي أَسْفَل الدَّرَكَات. الدَّرَجَات الْعُلى 1855 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلى، يَرَاهُمْ مَنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ كَمَا يُرَى الْكَوْكَبُ الطَّالِعُ فِي الأُفُقِ مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا». (¬1) =صحيح 1856 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْل الْغُرَفِ مِنْ فَوقِهِمْ، كَمَا تَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ (¬2) فِي الأُفُقِ (¬3) مِنَ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِياءِ لاَ يِبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ؟ قَالَ: «بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ». (¬4) =صحيح 1857 - عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيْهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيْهِمَا، وَمَا بِيْنَ الْقُوم وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلاَّ رَدَاءُ الْكِبْرِ عَلَى ¬

_ (¬1) ابن ماجه (96) باب في فضائل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) الدري الغابر: الدري: هو الكوكب العظيم، قيل: سمي دريا لبياضه كالدر، وقيل: لإضاءته، وقيل: شبه بالدر لكونه أرفع من باقي النجوم، كالدر أرفع الجواهر، الغابر: أي: الذاهب الماشي الذي تدلى للغروب وبعد عن العيون. (¬3) الأفق: ناحية السماء. (¬4) متفق عليه، البخاري (3083) باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقه، واللفظ له، مسلم (2831) باب إحلال الرضوان على أهل الجنة فلا يسخط عليهم أبدا.

العمل الذي يوصل إلى الدرجات العلى

وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ (¬1)». (¬2) =صحيح الْعَمَل الَّذِي يُوْصِلُ إِلَى الدَّرَجَاتِ العُلى * قَالَ تَعَالَى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} * وَالْمَعْنَى: وَلِكُلِّ فَرِيق مِنْ أَهْل الْخَيْر وَأَهْل الشَّر مَنَازِل وَمَرَاتِب عِندَ الله يَوْمَ الْقِيَمَة بِأَعْمَالهم الَّتِي عَمِلُوهَا فِي الدُّنْيَا، كُل عَلَى وَفْق مَرْتَبَتِه، وَلِيوفِّيَهُم الله جَزَاء أَعْمَالَهُمْ، وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون بِزِيَادَة فِي سَيِّئاتِهم، وَلاَ بِنَقص مِنْ حَسَنَاتِهِم. * وَقَالَ تَعَالَى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُون} * وَالْمَعْنَى: السَّابِقُونَ لِفِعْلِ الْخَيْرَاتِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا هُمْ السَّابِقُونَ إِلَى الدَّرَجَاتِ. * وَقَالَ تَعَالَى: عَنْ مَنْ هَذِهِ حَالُهُمْ: {أُوَلئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} وَأَخْبَرَ اللهُ سُبْحَانَهُ بِأَنَّ الْمُقَرَّبِينَ: {ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِين} وَهُمْ أَوَّلُ هَذِهِ الأُمَّةِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ .. : {وَقَلِيلاُ مِنَ الآخِرِينَ} الَّذِينَ يَأْتُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ. ¬

_ (¬1) وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن: قال العلماء كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخاطب العرب بما يفهمونه، ويقرب الكلام إلى أفهامهم، ويستعمل الاستعارة وغيرها من أنواع المجاز ليقرب، متناولها، فعبر - صلى الله عليه وسلم - عن زوال المانع ورفعه عن الأبصار بإزالة الرداء، وقوله: في جنة عدن، أي: الناظرون في جنة عدن فهي ظرف للناظر. (¬2) متفق عليه، البخاري (7006) باب قول الله تعالى {وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة} مسلم (180) باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى.

* وَقَالَ تَعَالَى: {وَيُؤْتِي كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} * الْفَضْل: هُوَ الزِّيَادَة. وَالْمَعنَى: أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يُعْطِي كُلَّ ذِي زِيَادَةٍ فِي الطَّاعَةِ زِيَادَتَهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَالْهَا فِي {فَضْلِهِ}. عَائِدَة إِلَى الله تَعَالَى، فَكُلَّمَا زَادَ العّبْدُ فِي الْعَمَل زَادَ اللهُ فِي الْعَطَاءِ. * وَقَالَ تَعَالَى {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى}. فَشَرْط الدَّرَجَات الْعُلَى فِي هَذِهِ الآيَة هُوَ الإِيْمَان وَالْعَمَل الصَّالِح. * وَقَالَ تَعَالَى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} عَنِ ابْنِ عَبَّاس فِي تَفْسِير هَذِهِ الآيَة قَالَ: يَرفَع الله الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلم مِن الْمُؤمنين عَلَى الَّذِين لَمْ يُؤتَوا الْعِلم دَرَجَات. 1858 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرَّجُلَ لَتَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللهِ الْمَنْزِلَةُ، فَمَا يَبْلُغُهَا بِعَمَلٍ، فَلاَ يَزَالُ اللهُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَهُ، حَتَّى يُبَلِّغَهُ إِيَّاهَا». (¬1) =صحيح 1859 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَكُونُ لَهُ عِندَ اللهِ الْمَنْزِلَة الرَّفِيعَة، مَا يَنَالُهَا بِعَمَلٍ، فَمَا يَزَالُ اللهُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَه، حَتَّى يُبَلِّغَهُ إِيَّاهَا». (¬2) =صحيح 1860 - عَنْ مُحَمَّد بْنِ خَالِد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: ¬

_ (¬1) ابن حبان (2897)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬2) أبو يعلى (6100)، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح".

سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ مَنْزِلَة لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلاهُ اللهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يُبَلِّغهُ الْمْنِزلَة الَّتِيِّ سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ تَعَالَى». (¬1) =صحيح 1861 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «صَلاَةٌ فِي إِثْرِ (¬2) صَلاَةٍ لاَ لَغْوَ (¬3) بَيْنِهِمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّيِن». (¬4) =حسن 1862 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهَا فِي عُمْرَتِهَا: «إِنَّ لَكِ مِنَ الأَجْرِ عَلَى قَدْرِ نَصَبَكِ وَنَفَقَتَكِ». (¬5) =صحيح 1863 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ مَالَهُ عِنْدَ اللهِ فَلْيَعْلَمْ مَا للهِ عِنْدَهُ (¬6)». (¬7) =حسن 1864 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ تَوَاضَعَ للهِ رَفَعَهُ اللهُ». (¬8) =صحيح 1865 - عَنْ جَرِير قَالَ: قَالَ سَلْمَان: «يَا جَرِير تَوَاضَع للهِ فَإِنَّهُ مَنْ تَوَاضَعَ ¬

_ (¬1) أبو داود (3090) باب الأمراض المكفرة للذنوب، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) صلاة في إثر صلاة: أي: صلاة خلف صلاة، وصلاة بعد صلاة. (¬3) لا لغو: الغو هو كل قول أو فعل لا فائدة منه في الدنيا ولا في الآخرة. (¬4) أَبو داود (1288) باب صلاة الضحى، تعليق الألباني "حسن". (¬5) مستدرك الحاكم (1733) كتاب المناسك، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وله شاهد صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3923). (¬6) معنى الحديث أن الناس في فعل الأوامر وترك المناهي درجات فأوفرهم حظا منها أعظمهم درجة عنده. (¬7) حلية الأولياء (6/ 176 (عن أبي هريرة، (6/ 216 (عن سمرة، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (6006)، الصحيحة (2310). (¬8) حلية الأولياء (8/ 46)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6162).

للهِ فِي الدُّنْيَا رَفَعَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَة، يَا جَرِير هَلْ تَدْرِي مَا الظُّلُمَات يَوْمَ الْقِيَامَة؟» قَالَ: قَلْتُ: لاَ أَدْرِي، قَالَ: «ظُلم النَّاس بَينَهُم فِي الدُّنْيَا» قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ عُوَيداً لاَ أَكَادُ أَرَاهُ بَينَ أُصْبُعَيه، فَقَالَ: «يَا جَرِير لَوْ طَلَبْتَ فِي الْجَنَّة مِثلَ هَذَا الْعُود لَمْ تَجِدهُ». قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَبدِاللهِ فَأَيْنَ النَّخْل وَالشَّجَر وَالثَّمَر فَقَالَ: «أُصُولُهَا اللُّؤلُؤ وَالذَّهَب وَأَعْلاَها الثَّمَار». (¬1) ... (¬2) *صحيح 1866 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلوُنَ الصُّفُوف، وَمَنْ سَدَّ فُرْجَة رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً». (¬3) =صحيح 1867 - وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَت: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَدَّ فُرْجَة رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَبَنَى لَهُ بَيتاً فِي الْجَنَّة». (¬4) =صحيح 1868 - عَنِ ابْنِ بُرَيدَة، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ خَشْخَشَةً أَمَامَهُ (¬5) فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟». قَالُوا: بِلاَلٌ، فَأَخْبَرَهُ، وَقَالَ: «بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ؟!». فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا أَحْدَثْتُ إِلاَّ تَوَضَّأْتُ، وَلاَ تَوَضَّأْتُ إِلاَّ رَأَيْتُ أَنَّ للهِ عَلَيَّ رَكْعَتَينِ أُصَلِّيهِمَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «بِهَا (¬6)». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) مصنف ابن أبي شيبة (34663)، الزهد لابن السري (1/ 91)، واللفظ له. (¬2) رجال هذا الحديث رجال البخاري ومسلم. (¬3) ابن ماجه (995) باب إقامة الصفوف، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) المعجم الأوسط (5797)، تعليق الألباني قال في الصحيحة (1892)، بعد أن عزى الحديث إلى أمالي المحاملي قال "هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبد العزيز الجروي، فهو من شيوخ البخاري". (¬5) أمامة: أي: في الجنة. ... (¬6) بها: جواب لسؤله «بما سبقتني». (¬7) ابن حبان (7045)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

ما يمنع من الصول إلى الدرجات العلى

مَا يَمْنَع مِنَ الْصُول إِلَى الدَّرَجَاتِ الْعُلَى 1869 - عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «احْضُرُوا الذِّكْرَ وَادْنُوا مِنَ الإِمَامِ (¬1) فَانَّ الرَّجُلَ لاَ يَزَالُ يَتَبَاعَد حَتَّى يُؤَخَّرُ (¬2) فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ دَخَلَهَا». (¬3) =صحيح 1870 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرا، فَقَالَ لَهُمْ: «تَقَدَّمُوا فَائْتَمُّوا بِي وَلْيَأتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ (¬4) وَلاَ يَزَالُ قُوْمٌ يَتَأخَّرُونَ (¬5) حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ». (¬6) =صحيح 1871 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَزَالُ قَْْْْْوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ عِنَ الصَّفِّ الأوَّلِ، حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللهُ فِي النَّارِ». (¬7) =صحيح 1872 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَائِهِ أَوْ فَضْلَ كَلَئِهِ مَنَعَهُ اللهُ فَضْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬8) =صحيح ¬

_ (¬1) أحضروا الذكر ودنوا من الإمام: المراد يوم الجمعة. (¬2) حتى يؤخر: أي: عن الدرجات العلى في الجنة. (¬3) أحمد (20130)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله - وهو ابن المديني - فمن رجال البخاري". (¬4) فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم: أي: اقتدوا بأفعالي وليقتد بكم من بعدكم مستدلين بأفعالكم على أفعالي. (¬5) لا يزال قوم يتأخرون: أي: عن الصف الأول، حتى يؤخرهم الله عز وجل: أي: عن دخول الجنة فيكون الجزاء من جنس العمل، يتأخرون فيؤخرون، ومن تأخر في دخول الجنة فهو من باب أول أن يؤخر عن الدرجات العلى، والله تعالى أعلم. (¬6) أبو داود (680) باب صف النساء وكراهية التأخر عن الصف الأول، تعليق الألباني "صحيح". (¬7) أبو داود (679) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح". (¬8) مصنف عبد الرزاق (14491 ("عن طاووس مرسل ورجاله رجال البخاري ومسلم"، أحمد (6673)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6560)، الصحيحة (1422).

1872 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ مَنَعَ فَضْلَ الْمَاء ليَمْنَع بِهِ الْكَلأ (¬1) مَنَعَهُ اللهُ فَضْلَ رَحْمَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة». (¬2) =صحيح 1873 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ: رَجُلٌ حَلَفَ عَلَى سِلْعَةٍ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى وَهُوَ كَاذِبٌ، وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ، فَيَقُولُ اللَّهُ: الْيَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ». (¬3) =صحيح 1873 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَنْ يَلِجَ الدَّرَجَات الْعُلَي مَنْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ أَوْ رَجَعَ مِنَ سَفَرٍ تَطَيّرا». (¬4) =حسن 1874 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «لاَ يُصِيبُ أَحَدٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ نَقَصَ مِنْ دَرَجَاتِهِ عِنْدَ اللهِ وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ كَرِيْماً». (¬5) ... (¬6) *صحيح فَصْل * يَشْهَد لِقَوْل ابْن عُمَرَ قَوْلهُ - صلى الله عليه وسلم -: «الْمُكْثِرُونَ هُم الْمُقِلُّونَ يَوْمَ ¬

_ (¬1) من منع فضل الماء ليمنع به الكلأ: معنى الحديث أن تكون لإنسان بئر مملوكة له بالفلاة وفيها ماء فاضل عن حاجته ويكون هناك كلأ ليس عنده ماء إلا هذا البئر وبطبيعة الحال فإن أصحاب الغنم لا يرعون إلا في مكان بقربه ماء فلا يمكنهم منه وبهذه الحال لن يرعوا في ذلك المكان فيكون قد منعهم الماء ليبعدهم عن ذلك الكلأ، وفي هذه الحال يحرم عليه منع فضل هذا الماء للماشية ويجب بذله بلا عوض لأنه إذا منع بذله إمتنع الناس من رعي ذلك الكلأ. (¬2) مسند الشافعي (1496)، "إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم"، تعليق ماهر ياسين "صحيح". (¬3) البخاري (2240) باب من رأى أن صاحب الحوض والقربة أحق بمائه، ورواه مسلم بلفظ مقارب (108). (¬4) الفوائد لتمام الرازي (1444)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5226). (¬5) مصنف أبن أبي شيبة (34628)، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3220). (¬6) رجال هذا الحديث رجال البخاري ومسلم.

الْقِيَامَه». متفق عليه. * وَفِي لَفْظٍ لابنِ حِبَان: «وَإِنَّ الأَكْثَرِينَ هُم الأَسْفَلُونَ». * وَاسْتَثْىَ مِنْهُمْ الْمُتَصَدِّقِين، فَقَالَ: «إِلاَّ مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِن خَلْفِهِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. * وَفِي لَفْظٍ عِندَ التِّرْمِذِي قَالَ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْمُتَصَدق أَنَّهُ: «بِأَفْضَل الْمَنَازِل». * وَقَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْسَّرِيَّة الَّتِي تَغْنَم: «مَا مِنْ غَازِيَة تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُصِيبُونَ الْغَنِيمَة إِلاَّ تَعَجَّلُوا ثُلُثَي أَجْرَهُمْ مِنَ الآخِرَة وَيَبْقَى لَهُم الثُّلُث». وَسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ السَّرِيَّه الَّتِي لاَ تَغْنَمُ فَقَالَ: «وَإِنْ لَمْ يُصِيبُوا غَنِيمَة تَمَّ لَهُمْ أَجْرَهُمْ». مسلم. تقدم برقم (717). * وَإِذَا كَانَ هَذَا الْمُجَاهِد الَّذِي هُوَ مِنْ أَكْرَم الْخَلق عَلَى اللهِ نَقَصَ ثُلُثَي أَجْرَهُ بِسَبَب غَنِيمَة أَصَابَهَا فَكَيْفَ بِغَيْرِهِ مِنْ أَهْل النِّعَم. * قَالَ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ كَرَامَة الْمُجَاهِد أَنَّهُ: «يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَل عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَة». (¬1) وَهَذَا كُلُّه تَصْدِيق لِقَولِ ابْنِ عُمَر: إِلاَّ نَقَصَ مِنْ دَرَجَاتِهِ عِنْدَ اللهِ وَإِنْ كَانَ عَلَيهِ كَرِيْماً. * وَهَذِهِ نُصُوص صَحِيحَة صَرِيْحَة فِي أَنَّ مَنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ بِنِعْمَه كَانَتْ سَبَب لِهُبُوطِ دَرَجَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة إِلاَّ مَنْ سَخَّرَهَا للآخِرَة وَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (2662) باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا، مسلم (1877) باب فضل الشهاده في سبيل الله تعالى.

الْعَكْس بَدَلاً مِنَ الْهُبوط، الصّعود وَالإِرْتِفَاع. وَهَذَا نِدَاءُ لِلاَغْنِيَاء وَلِلفُقَرَاء. إِعْلَمْ أَيُّهَ الْغَنِي أَنَّكَ الْمَعْنِي بِقَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم -: «هُم الأَسْفَلُونَ» وَبِقَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم -: «بَأَفْضَلِ الْمَنَازِل». فَخْتَر أَيّهُمَا شِئْتَ * وَأْعْلَمْ أَيُّهَ الْفَقِيْر الْمُحْتَسِب: أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَمْنَعْكَ مِنْ فَضْلِهِ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ لِيُعْطِيَك فِي الآخِرَة؛ وَأَنَّ الْفَقْرَ عَلاَمَة لِحُبِّ الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - كَمَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُني مِنَ السَّيْلِ إِلَى مَعَادِنِه». رَوَاه الطَّبَرَانِي وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنْ وَقَاَل أَيْضاً: «إِنَّ الرَّجُلَ لَتَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللهِ الْمَنْزِلَةُ، فَمَا يَبْلُغُهَا بِعَمَلٍ، فَلاَ يَزَالُ اللهُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَهُ، حَتَّى يُبَلِّغَهُ إِيَّاهَا». دَرَجَة الْمُقَرَّبِين وَأَصْحَابَ الْيَمِينِ * ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى مَنْزِلَةَ الْمُقَرَّبِين فِي سُورَة الرَّحْمنِ، وَوَصَفَهَا وَمَنْزِلَة أَصْحَابَ الْيَمِينِ وَوَصَفَهَا، وَكَذَلِكَ فِي سُوْرَة الْوَاقِعَة. * فَقَالَ تَعَالَى عَنْ مَنْزِلَة الْمُقَرَّبِينَ. {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} * وَقَالَ عَنْ مَنْزِلَة أَصْحَاب الْيَمِين {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} فَهِيَ دُونَ الأُولَى فِي الْفَضْل فَالْجَنَّتَان الأُولى لِلمُقَرَّبِينَ، وَالأخُرى لأَصْحَاب الْيَمِين.

* وَذَكَرَ اللهُ سُبْحَانَهُ لِهَذِهِ أَوْصَاف وَلِهَذِهِ أَوْصَاف. * فَقَالَ عَنْ مَنْزِلَة الْمُقَرَّبِين. {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} أَي أَغْصَان نَضِرَة حسنةٌ، تَحْمِلُ مِنْ كُلِّ ثَمَرَةٍ نَضِيجَة فَائِقَة. * وَقَالَ عَنْ مَنْزِلَة أَصْحَاب الْيَمِينِ {مُدْهَامَتَانِ} أَي سَوْدَاوُانِ مِنْ شِدَّةِ الإِخْضِرَار وَالرَّي مِنَ الْمَاءِ. * وَقَالَ تَعَالَى عَنْ أَنْهَار الْمُقَرَّبِينَ {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} تَجْرِيَانِ بِالمَاءِ الزُّلاَلِ إِحْدَاهُمَا: السَلْسَبِيل، وَالأُخْرَى: التَّسْنِيم. * وَقَالَ عَنْ أَصْحَاب الْيَمِينِ {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} أَي فَيَّاضَتَانِ، وَالْجَرِي أَقْوَى مِنَ النَّضَخ. * وَقَالَ تعالى عَنْ مَنْزِلَة الْمُقَرَّبِين {فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ} * وَقَالَ عَنْ مَنْزِلَة أَصْحَاب الْيَمِينِ {فِيهِمَا فَاكِهَةُُ وَنَخْلُُ وَرُمَّان} وَلاَ شَكَّ أَنَّ الأُولَى أَعَمُّ وَأَكْثَر. * وَقَالَ عَنْ أَزْوَاج الْمُقَرَّبِينَ {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} * وَقَالَ عَنْ مَنْزِلَة أَصْحَاب الْيَمِينِ {حُورُُ مَقْصُورَاتُُ فِي الْخِيَامِ} وَلاَ شَكَّ أَنَّ الَّتِي قَدْ قَصَرَتْ طَرْفهَا بِنَفْسهَا أَفْضَل مِمَّن قُصِرَتْ. * وَقَالَ فِي وَصْفِ أَزْوَاجِ الْمُقَرَّبِينَ {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} أَي

جنة الفردوس

هُنَّ فِي الصَّفَاءِ كَاليَاقُوتِ، وَفِي الْبَيَاضِ كَالْمَرجَانِ. * وَقَالَ عَنْ مَنْزِلَة أَصْحَاب الْيَمِين {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانُُ} مُفْرَدهَا خَيِّرَه وَهِيَ الْمَرأة الْحَسَنةُ الْخَلْقِ وَالْوَجْهِ. * وَقَالَ تَعَالَى فِي سُوَرة الْوَاقِعَة عَنْ أَزْوَاج الْمُقَرَّبِينَ. {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُوءِ الْمَكْنُونِ} فِي صَفَائِهِنَّ كَصَفَاءِ اللُّؤْلُوءِ، وَالْمَكْنُون: الَّذِي لَمْ يُغَيِّره الزَّمَانْ وَاخْتِلاَف أَحْوَالِهِ، فَهُنَّ كَاللُّؤْلُوءِ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ صَدَفِة الَّذِي لَمْ تَمَسُّهُ الأَيْدِي. * وَقَالَ عَنْ أَزْوَاج أَصْحَاب الْيَمينِ. {إِنَّا أَنْشَأنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً} إِنَّا أَنْشَأنَاهُنَّ: أَي إِنَّا أَعَدْنَاهُنَّ بَعدَ الشَّمط وَالْكبَرِ، صِغَاراً. عُرُباً: العُرُب الْعَوَاشِق لأَزْوَاجِهِنَّ وَأَزْوَاجُهُنَّ لَهُنَّ عَاشِقُون، أَتْراباً: أَي فِي سِنٍّ وَاحِد ثَلاثً وَثَلاَثِينَ سَنَة. جَنَّةُ الْفِردَوس 1875 - عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْفِردَوْس رَبوَة الْجَنَّةِ (¬1) وَأَعْلاَهَا وَأَوْسَطُهَا (¬2) وَمِنْهَا تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ». (¬3) =صحيح ¬

_ (¬1) ربوة الجنة: أي: أرفعها، والربوة الموضع المرتفع من الأرض كقوله تعالى {كمثل جنة بربوة} وقوله تعالى {وءاويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين}. (¬2) أعلاها وأوسطها: لا يكون أعلى الشيء أوسطه إلا في مثل القبة فإن أعلى القبة أوسطها، وقال أبو حاتم "قوله - صلى الله عليه وسلم - فهو أوسط الجنة يريد به ان الفردوس في وسط الجنان في العرض وقوله وهو أعلى الجنة يريد به في الارتفاع". وقول أبو حاتم هذا يؤيد القول الأول، وقال ابن القيم عن وصفه للفردوس: وسط الجنان وعلوها فلذاك كانت قبة من احسن البنيان. (¬3) المعجم الكبير (6886)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4283)، الصحيحة (2003).

منزلة الشهداء

1876 - عَنِ الْعَرْبَاضِ بْنِ سَارِيَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا سَأَلتُمُ الله تَعَالَى فَسْلَوهُ الْفِردَوسَ، فَإِنَّهُ سِرُّ (¬1) الْجَنَّةِ». (¬2) =صحيح 1877 - عَنْ عبَادَة بْنِ الصَّامِت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْجَنَّة مِائَة دَرَجَة مَا بَينَ كُلّ دَرَجَتَينِ مَسِيرَةُ مِائَةُ عَامٍ، وَالْفِردَوس أَعْلاَهَا دَرَجَة وَمِنهُا تُفَجَّر الأَنْهَارُ الأَرْبَعَة وَالْعَرشُ مِن فَوقِهَا فَإِذَا سَأَلْتُم اللهَ فَاسأَلُوهُ الْفِردَوس الأَعْلَى». (¬3) =صحيح 1878 - عَنْ أَنَسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَا أُمَّ حَارِثَة إِنَّهَا لِجِنَان، وَإِنَّ حَارِثَة فِي الْفِردَوس الأَعلَى، فَإِذَا سَأَلْتُم الله فَسْلَوُه الْفِردَوس». (¬4) =صحيح مَنْزِلَة الشُهَدَاء 1879 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّة مِئَة دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللهُ لِلمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، بَينَ الدَّرَجَتَينِ كَمَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأرضِ، فَإِذَا سَأَلْتُم الله فَاسَأُلوُه الْفِردَوسَ فَهُوَ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ الْعَرش وَمِنهُ تُفَجَّرُ انْهَار الْجَنَّة». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) سر الجنة: يعني أفضل موضع فيها، والسر: جوف كل شيء ولبه وخالصه. (¬2) البزار (3512)، المعرفة والتاريخ للفسوي (2/ 203)، البخاري في التاريخ الكبير (2273)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (592)، الصحيحة (2145)، (¬3) الأحاديث المختارة (394) تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح"، الترمذي دون قوله "الأعلى" (2531)، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) البخاري (2654) باب من أتاه سهم غرب فقتله، ابن حبان (954)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬5) البخاري (2637) باب درجات المجاهدين في سبيل الله، ابن حبان (7347)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح".

منزلة وفضل شهيد البحر

1880 - عَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُل الْجَنَّة يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنيَا وَأَنَّ لَهُ مَا عَلَى الأَرْض مِنْ شَيء، غَيرَ الشَّهِيد فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِع فَيُقتَل عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَة». (¬1) =صحيح مَنْزِلَة وَفَضْل شَهِيد الْبَحْر 1881 - عَنْ أُمِّ حَرَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «الْمَائدُ (¬2) فِي الْبَحْرِ الَّذِي يُصِيْبَهُ الْقَيء لَهُ أَجْر شَهِيد، وَالْغَرِق (¬3) لَهُ أَجْرُ شَهِيدَينِ». (¬4) =حسن 1882 - وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - غَزَاةَ الْبَحْرِ فَقَالَ: «لِلْمَائِد أَجْرُ شَهِيدٍ وَلِلْغَرِيقِ أَجْرُ شَهِيْدَينِ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا مِنْهُمْ» فَرَكِبَتِ الْبَحْرَ فَلَمَّا خَرَجَتْ رَكِبَتْ دَابَّة فَسَقَطَتْ فَمَاتَتْ. (¬5) =صحيح 1883 - عَنِ ابْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «غَزْوَةٌ فِي الْبَحْرِ، خَيرٌ مِنْ عَشْرِ غَزَوَاتٍ فِي الْبَرِّ، وَمَنْ أَجَازَ الْبَحْرَ، فَكَأَنَّمَا أَجَازَ الأَودِيَة كُلَّهَا وَالْمَائِدُ فِيهِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (2635) باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، مسلم (1878) باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى، واللفظ له. (¬2) المائد: هو الذي يدور رأسه من ريح البحر واضطراب السفينة بالأمواج من الميد وهو التحرك والاضطراب. (¬3) الغرق: بكسر الراء الذي يموت بالغرق، وقيل هو الذي غلبه الماء ولم يغرق فإذا غرق فهو غريق. (¬4) أبو داود (2493) باب فضل الغزو في البحر، تعليق الألباني "حسن". (¬5) المعجم الكبير (25/ 133 رقم 324)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5187). (¬6) مستدرك الحاكم، (2634) كتاب قسم الفي، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه"، =

أسباب نيل أجر ومنزلة الشهداء ومرافقة الأنبياء

أَسْبَاب نَيل أَجْر ومَنْزِلَة الشُّهَدَاء وَمُرَافَقَةَ الأنْبِيَاء 1884 - عَنْ سَهْلِ ابْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ». (¬1) =صحيح 1885 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِهِ، صَادِقاً مِنْ قَلْبِهِ؛ أَعْطَاهُ اللهُ أَجْرَ الشَّهَادَةِ». (¬2) =صحيح 1886 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ طَلَبَ الشَّهَادَةَ صَادِقاً؛ أُعْطِيَهَا وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ». (¬3) =صحيح 1887 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِ اللهِ صَادِقاً ثُمَّ مَاتَ أَعْطَاهُ اللهُ أَجْرَ شَهِيدٍ». (¬4) =صحيح 1888 - عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فِي سَبِيلِ اللهِ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيئاً». (¬5) =صحيح ¬

_ = تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4154). (¬1) مسلم (1909) باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى، ابن حبان (3192)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الصحيح". (¬2) الترمذي (1654) باب ما جاء فيمن سأل الشهادة، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) مسلم (1908) باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى. (¬4) مستدرك الحاكم (2411) كتاب الجهاد، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6277). (¬5) ابن ماجه (2759) باب من جهز غازيا، تعليق الألباني "صحيح".

1889 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ (¬1) كُتِبَ لَهُ مِثلُ أَجْرِهِ، حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيءٌ». (¬2) =صحيح 1890 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فَلَهُ مِثلُ أَجْرِهِ، وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً فِي أَهْلِهِ فَلَهُ مِثلُ أَجْرِهِ». (¬3) =صحيح 1891 - عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فِي سَبِيلِ اللهِ، فَلَهُ مِثلُ أَجْرِهِ، وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً فِي أَهْلِهِ بِخَيرٍ، أَوْ أَنْفَقَ عَلَى أَهْلِهِ فَلَهُ مِثلُ أَجْرِهِ». (¬4) =حسن 1892 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْفَارّ مِنَ الطَّاعُونِ كَالفَارّ مِنَ الزَّحْفِ، وَالصَّابِرُ فِيهِ لَهُ أَجْرُ شَهِيد». (¬5) =صحيح 1893 - عَنْ أَبِي هُرَيْرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «السَّاعِي (¬6) عَلَى الأَرَمَلَةِ وَالْمِسْكِين كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ - وَأَحْسِبُهُ قَالَ - وَكَالْقَائِمِ لاَ يَفْتُرُ وَكَالصَّائِم لاَ يُفْطِرُ». (¬7) =صحيح 1894 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ ¬

_ (¬1) خلفه في أهله: أي: أهل الغازي من قضاء حوائجهم والإنفاق عليهم ومساعدتهم في أمرهم. (¬2) ابن حبان (4611)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) ابن حبان (4613)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "رجاله ثقات رجال الصحيح". (¬4) المعجم الأوسط (7883)، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (1239)، الصحيحة (2690). (¬5) أحمد (14811)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4277). (¬6) الساعي: المراد بالساعي الكاسب لهما، العامل لمؤنتهما. (¬7) البخاري (5661) باب الساعي على المسكين، مسلم (2982) باب الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم.

وَالْمِسْكِين كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ الْقَائِم اللَّيِل الْصَائِم النَّهَار». (¬1) =صحيح 1895 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ (¬2) أَنَا وَهُوَ كَهَاتَينِ فِي الْجَنَّةِ». وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى. (¬3) =صحيح 1896 - عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا وَكَافِلُ (¬4) الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا». وَأَشَارَ (¬5) بِالسَّبَّابَةِ وَالْوَسْطَى (¬6) وَفَرَّجَ بَينِهِمَا شَيْئاً. (¬7) =صحيح 1897 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا، لَمْ يَأْتِهِ إِلاَّ لِخَيْرٍ يَتَعَلَّمُهُ أَوْ يُعَلِّمُهُ، فَهُوَ فِي مَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ جَاءَ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ يَنْظُرُ إِلَى مَتَاعِ غَيْرِهِ». (¬8) =صحيح 1898 - عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ». (¬9) =صحيح ¬

_ (¬1) البخاري (5038) باب فضل النفقة على الأهل. (¬2) له أو لغيره: له أي: أن يكون اليتيم قريبا له ابن أخيه أو ابن أخته أو ابن ابنه أو ابن بنته وغيرهم من أقاربه، والذي لغيره: أن يكون اليتيم: أجنبيا ليس بينهما قرابة. (¬3) مسلم (2983) باب الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم، واللفظ له أحمد (8868)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬4) كافل اليتيم: هو القائم بأموره من نفقة وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك. (¬5) وأشار: لبيان شدة قرب كافل اليتيم منه. (¬6) السبابة والوسطى: السبابة أقصر من الوسط شيئا يسيرا، وذلك لأن منزلة الأنبياء لا يبلغها أحد. (¬7) البخاري (4998) باب اللعان. (¬8) ابن ماجه (227) باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، تعليق الألباني "صحيح". (¬9) متفق عليه، البخاري (2348) باب من قاتل دون ماله، مسلم (141) باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم في حقه وإن قتل كان في النار وأن من قتل دون ماله فهو شهيد.

منزلة العلماء

1899 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أُرِيدَ مَالُه بِغَير حَقٍّ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ». (¬1) =صحيح 1900 - عَنْ سَعِيد بْنِ زَيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ أَوْ دُونَ دَمِهِ أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ». (¬2) =صحيح 1901 - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «السِّلُّ (¬3) شَهَادَةٌ». (¬4) =صحيح مَنْزِلَة العُلَمَاء * قَالَ تَعَالَى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} عَنِ ابْنِ عَبَّاس فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَة قَالَ: يَرْفَع الله الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنَ الْمُؤمِنِين عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُؤتوا الْعِلم دَرَجَات. 1902 - عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهُ - صلى الله عليه وسلم -: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) أبو داود (4771) باب في قتال اللصوص، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) أبو داود (4772) الباب السبق، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) السل: هو قرحة في الرئة معها حمى. (¬4) أبو الشيخ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3691). (¬5) أبو داود (3641) باب الحث على طلب العلم، الترمذي (2682) باب ما جاء في فضل الفقة على العبادة، ابن ماجه (223) باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، حلية الأولياء (9/ 45)، واللفظ له، تعليق الألباني على كل منها "صحيح".

منزلة أهل الخلق الحسن

1903 - عَنْ أَبِي أُمَامَهَ الْباَهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ، كَفَضْلِي عَلَى أَدْناَكُمْ». (¬1) =صحيح مَنْزِلَة أَهْل الْخُلُق الْحَسَن 1904 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَبْلُغُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ عَظِيمَ دَرَجَاتِ الآخِرَةِ وَشَرَف الْمَنَازِلِ، وَإِنَّهُ لَضَعيْفُ الْعِبَادَةِ، وَإِنَّهُ لَيَبْلُغُ بِسُوءِ خُلُقِهِ أَسْفَلَ دَرْكٍ فِي جَهَنَّم». (¬2) =حسن 1905 - عَنْ أَبِي أُمَامَهَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الْقَائِمِ بِاللَّيْلِ الظَّامِئ بِالْهَوُاجِرِ». (¬3) =حسن 1906 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَات قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ». (¬4) =صحيح 1907 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا ¬

_ (¬1) المعجم الكبير (7911)، واللفظ له، الترمذي (2685) باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) الأحاديث المختارة (1812)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده حسن"، تعليق الألباني "ضعيف"، الترغيب والترهيب (1991). (¬3) المعجم الكبير (7709)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1621)، الصحيحة (794). (¬4) مستدرك الحاكم (199) كتاب الإيمان، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وشاهده صحيح على شرط مسلم"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرطهما"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1620)، الصحيحة (794).

زَعِيمٌ (¬1) بِبَيْتٍ فِي رَبِضِ (¬2) الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ (¬3) وَإِنْ كَانَ مُحِقاً، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحاً، وَبِبَيْتِ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقَهُ». (¬4) =حسن 1908 - عَنْ أَبِي ثَعْلَبَة الْخشَني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِن مِنْ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَدْنَاكُمْ مِنِّي مَجْلِساً فِي الآخِرَة: مَحَاسِنكمْ أَخْلاَقاً، وَإِنَّ مِنْ أَبْغَضَكُمْ إِلَي وَأَبْعَدكُمْ مِنِّي مَجْلِساً فِي الآخِرَة: مَساوئكُمْ اخْلاَقاً، الثَّرْثَارُون الْمُتَشَدِّقُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ - قَالَ: يَعْنِي الْمُتَكَبِّرُونَ -». (¬5) =صحيح 1909 - عَنْ أَنَس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينا وَأَمِتنِي مِسكِينا، وَاحْشُرنِي فِي زُمْرَة الْمَسَاكِين يَوْمَ الْقِيَامَة، فَقَالَتْ عَائِشَة لِمَ يَا رَسُول اللهِ؟ قَالَ: «إِنَّهُم يَدْخُلُونَ الْجَنَّة قَبلَ أَغْنِيَائِهم بِأَرْبَعِينَ خَرِيفاً (¬6) يَا عَائِشَة لاَ تَرُدِّي الْمِسكِين وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَة، يَا عَائِشَة أَحِبِّي الْمَسَاكِين وَقَرِّبِيهِم فَإِنَّ اللهَ يُقَرِّبُكِ (¬7) يَوْمَ الْقِيَامَة». (¬8) =صحيح ¬

_ (¬1) زعيم: الزعيم الضامن. (¬2) ربض الجنة: أسفل الجنة. (¬3) المراء: الجدال. (¬4) أَبو داود (4800) باب في حسن الخلق، تعليق الألباني "حسن". (¬5) ابن حبان (482)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "رجاله ثقات على شرط مسلم"، الزهد لابن السري (1255) باب حسن الخلق، واللفظ له. (¬6) في هذه الرواية أربعين خريفا، والتي قبلها خمس مئة عام: ولا تناقض بينهما لأن الفقر درجات فأشدهم فقر أسبقهم للجنة، وإلى مثل هذا المعنى ذهب ابن القيم في قصيدته، والله تعالى أعلم. (¬7) وقربيهم فإن الله يقربك: هذه معادله كقوله تعالى {اذكروني أذكركم} وقوله {إن تنصروا الله ينصركم} وكقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أحفظ الله يحفظك" وقوله - صلى الله عليه وسلم - "من يسر على معسر يسر الله عليه، ومن ستر مسلما ستره الله" وكما قيل: الجزاء من جنس العمل، وأيضا في هذا الحديث إن قرب المساكين ولاطفهم ولم يتكبر عليهم كان حريا أن يُقَرَّب. (¬8) الترمذي (2352) باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم، تعليق الألباني "صحيح".

منزلة أهل الذكر والصلاة على الرسول - صلى الله عليه وسلم -

مَنْزِلَة أَهْل الذِّكْر وَالصَّلاَة عَلَى الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - 1910 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سِيْرُوا هَذَا جَمَدَان سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ (¬1)». قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيْراً وَالذَّاكِرَاتِ». (¬2) =صحيح 1911 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَنِ الْمُفَرِّدُون؟ قَالَ: «الَّذِينَ يهترون (¬3) فِي ذِكْرِ اللهِ». (¬4) =صحيح 1912 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رِسُوْلَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟! إِسْبَاغُ (¬5) الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِةِ (¬6) ¬

_ (¬1) سبق المفردون: المفردون قال النووي رحمه الله وقد فسرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بـ "الذاكرين الله كثيرا والذاكرات" انتهى كلامه، وأما السبق فقال عبد الرؤوف المناوي في كتابه فيض القدير:"أي: سبقوا بنيل الزلفى والعروج إلى الدرجات العلى" انتهى كلامه، وأورد هذا الحديث ابن حبان في صحيح والأمير علاء عندما بوب صحيح بن حبان ذكر هذا الحديث في باب سماه "ذكر سباق الذاكرين الله كثيرا والذاكرات في القيامة أهل الطاعات إلى الجنة" فكأن مقصده أن السابق لذكر الله هو السابق لدخول الجنة، وهذا لا ينافي القول الأول بل يؤيد الطرف الأول منه وهو قوله "أي: سبقوا بنيل الزلفى"، وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال "ألا أبنئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم ... " قالوا: بلى يارسول الله قال "ذكر الله تعالى" فالشاهد قوله "وأرفعها في درجاتكم" وهذا دليل على أن الذكر من أعظم أسباب رفعة الدرجات. (¬2) مسلم (2676) باب الحث على ذكر الله تعالى، ابن حبان (855)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) يهترون: أي: مُوْلَعُونَ به لا يتحدثون بغيره. (¬4) أحمد (8273)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن يعقوب فمن رجال مسلم". (¬5) إسباغ الوضوء: أي: إكماله وإتمامه واستيعاب أعضائه بالماء كما هو مسنون وقال أبو العلا المبارك فوري "أي: إتمامه وإكماله باستيعاب المحل بالغسل وتطويل الغرة وتكرار الغسل ثلاثا". (¬6) على المكاره: هو أن يتم ويكمل الوضوء في الحال التي يتأذى من الماء. أما لبرد أو لمرض.

منزلة المتحابين في الله تعالى

وَكَثرةُ الْخُطى إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ (¬1)». (¬2) =صحيح 1913 - عَنْ أَنَس بْنِ مَالِك رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَة وَاحِدَة، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ عَشْر صَلَوَات، وَحُطَّت عَنْهُ عَشْر خَطِيئَات، وَرُفِعَت لَهُ عَشْر دَرَجَاتٍ». (¬3) =صحيح 1914 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرفَع لَهُ الدَّرَجَة فِي الْجَنَّة، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ؟ فَيُقَالُ بِاسْتِغْفَار وَلَدَكَ لَكَ». (¬4) =حسن مَنْزِلَة الْمُتَحَابِينَ فِي اللهِ تَعَالَى 1915 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الْمُتَحَابِّينَ لَتُرى غُرَفهُم فِي الْجَنَّة كَالْكَوْكَب الطَّالِع الشَّرْقِي أَوْ الْغَرْبِي فَيُقَالُ: مَنْ هَؤُلاَءِ؟ فَيُقَالُ هَؤُلاَءِ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ». (¬5) ... (¬6) *رجاله ثقات ¬

_ (¬1) فذلكم الرباط: الرباط أصله الحبس على الشيء، كأنه حبس نفسه على هذه الطاعة، ويحتمل أنه أفضل الرباط كما قيل الجهاد جهاد النفس، وقال أبو حاتم "معناه الرباط من الذنوب لأن الوضوء يكفر الذنوب". (¬2) ابن حبان (1035)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح"، ورواه مسلم بذكر "فذلكم الرباط مرتين" برقم (251) باب فضل إسباغ الوضوء على المكارة. (¬3) النسائي (1297) باب فضل من صلى على النبي - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) مصنف ابن أبي شيبة (2974)، أحمد (1559)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود وهو ابن بهدلة وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح"، تعليق الألباني "حسن" صحيح الجامع (1617)، الصحيحة (1598). (¬5) أحمد (11768) تعليق شعيب الأرنؤوط: أعله بالإنقطاع المذكور. (¬6) رجال هذا الحديث رجال البخاري إلا أن فيه إنقطاع بين أبو حازم وهو سلمة بن دينار وأبو سعيد الخدري؛ وأبو حازم لم يسمع من أحد من الصحابه غير سهل بن سعد كما قال ابنه عندما سأله يحيى بن صالح: هل سمع أبوك من أبي هريرة؟ قال: =

منزله أهل القرآن

1916 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ عِبَادا لَيْسُوا بِأنْبِيَاء يَغْبِطُهُم الأَنْبِيَاء وَالشُّهَدَاء (¬1)». قِيلَ: مَنْ هُمْ لَعَلَّنَا نُحِبُّهُم؟ قَالَ: «هُمْ قَومٌ تَحَابُوا بِنُورِ اللهِ، مِنْ غَيرِ أَرْحَام وَلاَ انْتِسَاب، وجُوهُهم نُورٌ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُور، لاَ يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاس، وَلاَ يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاس ثُمَّ قَرَأ: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}». (¬2) =صحيح مَنْزِلَه أَهْل الْقُرآن 1917 - عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يُقَالُ لِصَاحِب الْقُرآن (¬3): اقْرَأ وَارْتَق وَرَتِّل كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِندَ آخِرِ آيَة تَقْرَأ بِهَا». (¬4) ... (¬5) *حسن صحيح 1918 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرآن إِذَا دَخَلَ الْجَنَّة: اقْرَأ وَاصْعَد، فَيَقْرأ وَيَصْعَد بِكُلِّ آيَة ¬

_ = من حدثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد فقد كذب؛ وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح. (¬1) وفي رواية: يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون. (¬2) ابن حبان (572)، تعليق الألباني "صحيح" تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬3) يقال لصاحب القرآن: قال الألباني واعلم أن المراد بقوله صاحب القرآن حافظه عن ظهر قلب على حد قوله - صلى الله عليه وسلم - "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله" أي: أحفظهم فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب الحفظ في الدنيا وليس على حسب قراءته يومئذ واستكثاره منها كما توهم بعضهم ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن لكن بشرط أن يكون حفظه لوجه الله تبارك وتعالى وليس للدنيا والدرهم والدينار وإلا فقد قال - صلى الله عليه وسلم - "أكثر منافقي أمتي قراؤها". (¬4) أحمد (6799)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (8122)، الصحيحة (2240). (¬5) رجال هذا الحديث رجال البخاري ومسلم، قال عنه الشيخ أحمد شاكر "صحيح الإسناد" وقال عنه الألباني في صحيح الجامع "صحيح" برقم (8122 (والصحيحة برقم (2240 (وقال في صحيح ابن حبان "حسن صحيح" برقم (766 (وكذلك في جامع الترمذي وسنن أبي داود، وقال الترمذي "حسن صحيح".

ما جاء في قول الله تعالى {ألحقنا بهم ذريتهم}

دَرَجَة حَتَّى يَقْرَأ آخِرَ شَيء مَعَهُ». (¬1) =صحيح 1919 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ القُرآن وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ، مَعَ السَّفَرَة (¬2) الْكِرَام الْبَرَرَة، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأ وَهُوَ يَتَعَاهَدُه وَهُوَ عَلَيهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَان». (¬3) =صحيح 1920 - عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَاب أَقْوَاماً، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ». (¬4) =صحيح مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى {ألْحَقْنَا بِهِم ذُريَّتَهُم} * قَالَ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} أَيْ أَلْحَقْنَا بِهِم ذُرِيَّتَهُم فِي الْمَنْزِلَة الرَّفِيعَة فِي الْجَنَّة وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا قَدْ شَارَكُوهُم فِي الأَعْمَال بَلْ فِي أَصْل الإِيْمَان {وَمَا أَلَتْنَاهُم} أَيْ أَنْقَصْنَا أولَئِكَ السَّادَة الرُّفَعَاء مِنْ أَعْمَالِهِم شَيْئاً حَتَّى سَاوَيْنَاهُم (¬5) وَهَؤُلاَءِ الَّذِينَ هُمْ أَنْقَص مِنهُم مَنْزِلَة بَلْ رَفَعْهُم تَعَالَى إِلَى مَنْزِلَة الآبَاء بفضله ومنته. ¬

_ (¬1) ابن ماجه (3780) باب ثواب القرآن، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) مع السفرة: قال النووي السفرة جمع سافر ككاتب وكتبة والسافر الرسول والسفرة الرسل لأنهم يسفرون إلى الناس برسالات الله، وقيل: السفرة: الكتبة، والبررة: المطيعون، وقال ابن الأثير: مع السفرة الكرام البررة أي: الملائكة. (¬3) البخاري (4653) باب تفسير سورة عبس. (¬4) مسلم (817) باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه وفضل من تعلم حكمة من فقه أو غيره فعمل بها وعلمها، ابن ماجه (218) باب فضل من تعلم القرآن وعلمة، تعليق الألباني "صحيح". (¬5) بمعنى أوضح لو كان هناك رجل في أعلى الجنة وإبنه في أسفل الجنة وجُمِعُوا في منزله، في هذه الحال إما أن يرفع الولد إلى منزله الوالد أو ينزل لوالد إلى منزله الولد، لكن في هذه الأية يقول تعالى وما ألتناهم: أي: وما أنقصناهم من درجاتهم حتى ساويناهم بأبنإهم وإنما ألحقنا بهم ذريتهم فرفعناهم إليهم.

أدنى أهل الجنة منزلة

أَدْنَى أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْزِلَة 1921 - عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهُ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّي لأَعْرِفُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجاً مِنَ النَّارِ، رَجُلٌ يِخْرُجُ مِنْهَا زَحْفاً، فَيُقَالُ لَهُ: انْطَلِقْ فَادْخُلِ الْجَنَّةِ». قَالَ: «فَيَذْهَبُ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةِ، فَيَجِدُ النَّاس قَدْ أَخَذُوا الْمَنَازِلَ، فَيُقَالُ لَهُ: أَتَذْكُرُ الزَّمَانَ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَالُ لَهُ: تَمَنَّ فَيَتَمَنَّى، فَيُقَالُ لَهُ: لَكَ الَّذِي تَمَنَّيْتَ وَعَشَرَةُ أَضْعَافِ الدُّنَيَا». قَالَ: «فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ». قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوُاجِذُه (¬1). (¬2) =صحيح 1922 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّي لأعلَمُ آخِر أَهْل النَّارِ خُرُوجاً مِنْهَا وَآخِر أَهْلِ الْجَنَّة دُخُولاً الْجَنَّة رَجُلا يَخْرُج مِنَ النَّارِ حَبْوا، فَيَقُولُ اللهُ: اذْهَب فَادْخُل الْجَنَّة فَيَأتيِهَا فَيُخَيِّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأىَ فَيَقُولُ اللهُ: ادخُل فَإِنَّ لَكَ مِثل الدُّنْيَا عَشْر أَمْثَالهَا، قَالَ: فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بِي أَوْ تَضْحَكُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِك؟». قَالَ ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ضَحِكَ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذُه قَالَ: فَكَانَ يُقَالُ ذَاكَ أَدْنَى أَهْل الْجَنَّة مَنْزِلاً. (¬3) =صحيح 1923 - عَنِ الشَّعْبِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بن شُعْبَة عَلَى الْمِنبَرِ: يَرْفَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ مُوسَى سَأَلَ رَبَّهُ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ! ¬

_ (¬1) النواجذ: الأضراس كما في حديث سيأتي بلفظ «حتى بدت أضراسه». (¬2) مسلم (186) باب آخر أهل النار خروجا، أحمد (3595)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) مسلم (186) الباب السابق، أحمد (5391)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".

أدنى أهل الجنة منزلة له مثل الدنيا منذ خلقت إلى يوم أفنيت وعشرة أضعافها وأخبار أخرى عظيمة

أَيُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَدْنَى مَنْزِلَةً؟ قَالَ: رَجُلٌ يَأْتِي بَعْدَمَا يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ فَيُقَالُ لَهُ: أُدْخُلِ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ: كَيْفَ أَدْخُلُ وَقَدْ نَزَلُوا مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ». قَالَ: «فَيُقَالُ لَهُ: أَتَرضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مَا كَانَ لِمَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ قَدْ رَضِيتُ، فَيُقَالُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ هَذَا وَمِثلَهُ وَمِثلَهُ وَمِثلَهُ، فَيَقُولُ: رَضِيتُ أَيْ رَبِّ، فَيُقَالُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ هَذَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهِ فَيَقُولُ: رَضِيتُ أَيْ رَبِّ، فَيُقَالُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ مَعَ هَذَا مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذتْ عَيْنُكَ». (¬1) =صحيح 1924 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «إِنَّ أَدْنَى أَهْل الْجَنَّة مَنْزِلا مَنْ يَسْعَى إِلَيهِ أَلف خَادِم كُل خَادِمٍ عَلَى عَمَلٍ لَيسَ عَلَيهِ صَاحِبهُ»، قَالَ: وَتَلاَ هَذِهِ الآيَة: {إِذَا رَأَيْتَهُم حَسِبتَهُم لُؤْلُؤا مَنْثُورا}. (¬2) ... (¬3) *صحيح أَدْنَى أَهْل الْجَنَّةِ مَنْزِلَة لَهُ مِثل الدُّنْيَا منذُ خُلِقَتْ إِلَى يَومِ أُفْنِيتْ وَعَشْرَة أَضْعَافِهَا وَأَخْبَارٌ أُخْرَى عَظِيمَة 1925 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَجْمَعُ اللهُ الأَولِينَ وَالآخِرِينَ لِمِيقَاتِ يَومٍ مَعْلُومٍ، قِيَاماً أَرْبَعِينَ سَنَةً، شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ [إِلَى السَّمَاءِ] يَنْتَظِرونَ فَصْلَ الْقَضَاءِ، قَالَ: وَيَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ مِنَ الْعَرشِ إِلَى الْكُرسِيِّ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادِ: أَيُّهَا النَّاسُ! أَلَمْ تَرْضَوْا مِنْ رَبِّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ، وَرَزَقَكُمْ، وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوه وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ ¬

_ (¬1) الترمذي (3198)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) الزهد لهناد (174) باب دخول الجنة، البعث والنشور للبيهقي (362 (واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3705). (¬3) رجال هناد رجال البخاري ومسلم.

شَيئاً أَنْ يوليَ كُلَّ أَناسٍ مِنْكُمْ مَا كَانُوا [يَتَوَلَّونَ و] يَعْبُدُونَ فِي الدُّنْيَا، أَلَيْسَ ذَلِكَ عَدْلاً مِنْ رَبِّكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، فَليَنْطَلِقُ كُلُّ قَومٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ وَيَتَوَلَّونَ فِي الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَنْطَلِقُونَ وَيُمَثَّلُ لَهُمْ أَشْباهُ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلَى الشَّمْسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلَى الْقَمَرِ والأَوْثَانِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَأَشْبَاهِ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، قَالَ: وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عِيسَى شَيْطَانُ عِيسَى، وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عُزَيراً شَيْطَانُ عُزَيرٍ، وَيَبْقَى مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - وَأُمَّتَهُ، قَالَ: فَيَتَمَثَّلُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَيَأتِيهمْ فَيَقُولُ: مَا لَكُمْ لا تَنْطَلِقُونَ كَمَا انْطَلَقَ النَّاسُ؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: إِنَّ لَناَ إِلَهاً مَا رَأيْنَاهُ [بَعْدُ] فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَهُ إِنْ رَأَيْتُمُوهُ؟ فَيَقُولُونَ: إِنْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عَلاَمَةً إِذَا رَأَيْنَاهَا عَرَفْنَاهُ قَالَ: فَيَقُولُ: مَا هِيَ؟ فَيَقُولُونَ: يكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ [قَالَ] فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكْشِفُ عَنْ سَاقهِ فَيَخِرُّ كُلُّ مَنْ كَانَ لِظَهْرِهِ طَبَقٌ سَاجِداً، وَيَبْقَى قَومٌ ظُهُورُهمْ كَصَياصي الْبَقَرِ يُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلاَ يَسْتَطِيُعونَ {وَقَدْ كَانُ يُدْعَونَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعُوا رُؤوسَكُمْ، فَيَرفَعُونَ رُؤوسَهُمْ، فَيُعْطِيهِمْ نُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالَهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثلَ الْجَبِلِ الْعَظِيمِ يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُوراً مِثلَ النَّخْلَةِ بِيَمِينِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُوراً أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى يَكُونَ آخِرَهُمْ رَجُلاً يُعْطَى نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ يُضِيء مَرَّةً، وَيُطْفَأُ مَرَّةً، فَإِذَا أَضَاءَ قَدمُه قَدِمَ [وَمِشَى] وَإِذَا طَفئ قَامَ، قَالَ: وَالرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمَامَهُمْ حَتَّى يُمَرَّ بِهِمْ إِلَى النَّارِ فَيَبْقَى أَثَرُه كَحَدِّ السَّيْفِ [دَحْض مَزَلة] قَالَ: فَيَقُولُ: مُرُّوا، فيَمُرُّونَ عَلَى قَدْرِ نُورِهِم، مِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَطَرفِ الْعَينِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالبَرقِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالسَّحَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَانْقِضَاضِ الْكَوْكَبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالرِّيحِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الْفَرَسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الرِّجُلِ، حَتَّى يَمُرُّ الَّذِي أُعْطَي نُورَهُ عَلَى

ظَهْر [إِبْهَامِ] قَدَمِهِ يَحْبُوا عَلَى وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، تَخِرُّ يَدٌ وَتَعْلَقُ يَدٌ، وَتَخِرُّ رِجْلٌ وَتَعْلَقُ رِجْلٌ، وَتُصيبُ جَوَانِبَهُ النَّارُ، فَلاَ يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْلُصَ، فَإِذَا خَلَصَ وَقَفَ عَلَيْهَا فَقَالَ: الْحَمدُ للهِ الَّذِيْ أَعْطَانِي مَا لَمْ يُعْطِ أَحَداً، إِذْ أنْجَانِي مِنهَا بَعدَ إِذْ رَأَيْتُهَا، قَالَ: فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى غَديرٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُ، فَيَعُودُ إِلَيهِ رِيحُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَلوَانُهُمْ فَيَرَى مَا فِي الْجَنَّةِ مِنْ خِلالِ الْبَابِ، فَيَقُولُ: رَبِّ أَدْخِلنيِ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ اللهُ [لَهُ] أَتَسألُ الْجَنَّةِ وَقَدْ نَجَّيْتُكَ مِنَ النَّارِ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ اجْعَلْ بَينيِ وَبَيْنَهَا حِجَاباً حَتَّى لا أَسْمَعُ حَسِيسَهَا، قَالَ: فَيَدخُلِ الْجَنَّةِ، فَيَرَى أَوْ يُرْفَعُ لَهُ مَنْزِلاً أَمَامَ ذَلِكَ كَأَنَّ ما هُوَ فِيهِ بالنسْبةِ إِلَيهِ حُلُمٌ، فَيَقُولُ: رَبِّ أَعْطِنِي ذَلِكَ الْمَنزِلَ، فَيُقَولُ [لَهُ] لَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيتُكَهُ تَسأَلُ غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لاَ وَعِزَّتِكَ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، وَأَنَّى مَنْزِلٌ أَحسن مِنهُ؟ فَيُعْطَاهُ فَينزلُه، وَيَرَى أَمَامَ ذَلِكَ مَنْزِلاً، كَأَنَّ مَا هُوَ إِلَيهِ حُلُمٌ قَالَ: رَبِّ أَعْطِنِي ذَلِكَ الْمَنْزِلَ، فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: لَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيتُكَهُ تَسْأَلُ غَيْرَهُ؟ قَالَ: لاَ وَعِزَّتِكَ [لا أَسْأَلُك] وَأَنَّى مَنْزِلٌ أَحسن مِنهُ؟ قَالَ فَيُعْطَاهُ، فَيَنْزِلُهُ ثُمَّ يَسْكُتُ. فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: مَا لَكَ لاَ تَسأَلُ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ قَدْ سَأَلْتُكَ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُكَ [وَأَقْسَمْتُ لَكَ حَتَّى اسْتَحْيَيتك] فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: أَلَمْ تَرضَ أَنْ أُعْطِيَكَ مِثلَ الدُّنْيَا مُنْذُ خَلَقْتُهَا إِلَى يَوْمِ أَفْنَيْتُهَا وَعَشْرَةَ أَضْعَافِه؟ فَيَقُولُ: أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ؟ [فَضَحِكَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَوْلِهِ] قَالَ: فَرَأَيْتُ عَبدَ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ إِذَا بَلَغَ هَذَا الْمَكَان مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ ضَحِكَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! قَدْ سَمِعْتُكَ تُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثِ مِرَاراً كُلَّمَا بَلَغْتَ هَذَا الْمَكَانَ ضَحِكْتَ؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثِ مِرَاراً كُلَّمَا بَلَغَ هَذَا الْمَكَان مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ ضَحِكَ، حَتَّى تَبْدوَ أَضْرَاسُه، قَالَ: فَيَقُولُ الرَّبُّ جَلَّ ذِكْرُهُ: لا وَلَكِنِّي عَلَى ذَلِكَ قَادِرٌ، فَيَقُولُ: أَلْحِقْنِي بِالنَّاسِ، فَيَقُولُ الْحَقْ بِالنَّاسِ، قَالَ:

فَيَنْطَلِقُ يَرْمُلُ فِي الْجَنَّةِ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ النَّاسِ، رُفِعَ لَهُ قَصرٌ مِنْ دُرَّةٍ، فَيَخِرُّ سَاجِداً، فَيُقَالُ لَهُ: ارْفَع رَأْسَكَ مَالَكَ؟ فَيَقُولُ: رَأَيْتُ رَبِّي أَوْ تَرَاءىَ لِي رَبِّي، فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّمَا هُوَ مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِكَ، قَالَ: ثُمَّ يَلْقَى رَجُلاً فَيَتَهَيَّأُ للِسْجُودِ لَهُ، فَيُقَالُ لَهُ: مَهْ؟ مَالَكَ فَيَقُولُ: رَأَيْتُ أَنَّكَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، فَيَقُولُ: إِنَّمَا أَنَا خَازِنٌ مِنْ خُزَّانِكَ، وَعَبْدٌ مِنْ عَبِيدِكَ تَحْتَ يَدِي أَلفُ قَهْرَمَانٍ (¬1) عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ أَمَامَهُ حَتَّى يَفْتَحُ لَهُ بَابَ الْقَصْر، قَالَ: وَهُوَ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ سَقائِفُهَا وَأَبْوَابُهَا وَأَغْلاَقُهَا وَمَفَاتِيحُهَا مِنْهَا تَسْتَقْبِلُه جَوْهَرةٍ خَضْرَاءُ، مُبَطَّنَةٌ بِحَمْرَاء (فِيهَا سَبْعُونَ بَاباً، كُلُّ بَابٍ يُفْضِي إِلَى جَوْهَرَةٍ خَضْرَاءَ مُبَطَّنَةٍ) كُلُّ جَوْهَرَةٍ تُفْضِي إِلَى جَوْهَرَةٍ عَلَى غَيرِ لَوْنِ الأُخْرى، فِي كُلِّ جَوْهَرَةٍ سُرُرٌ وَأَزْوَاجٌ ووَصَائِفُ أَدْنَاهُنَّ حَوراءُ عَيْناءُ عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ حُلَلِهَا كَبِدُهَا مَرآتَهُ، وَكَبِدُه مِرآتُهَا إِذَا أَعْرَضَ عَنْهَا إِعْرَاضَةً اِزْدَادَتْ فِي عَيْنِهِ سَبْعِينَ ضِعْفاً [عَمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ، وَإِذَا أَعْرَضَتْ عَنْهُ إِعْرَاضَهً ازْدَادَ فِي عَيْنِهَا سَبْعِينَ ضِعفاً عَمَّا كَانَتْ قَبلَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ لَهَا: وَاللهِ لَقَدْ ازْدَدتِ فِي عَيْنِي سَبْعِينَ ضِعْفاً وَتَقُولُ لَهُ: وَأَنْتَ وَاللهِ لَقَدْ ازْدَدتَ فِي عَيْنِي سَبْعِينَ ضَعْفاً] فَيُقَالُ لَهُ: أَشْرِفْ، فَيُشْرِف، فَيُقَالُ لَهُ: مَلْكُكَ مَسِيرَةُ مِئَةِ عَامٍ يَنْفُذه بَصَرُكَ». قَالَ: فَقَالَ عُمَر: أَلاَ تَسْمَعُ مَا يُحَدِّثُنا ابْن أُمِّ عَبْدٍ يَا كَعْب! عَنْ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً، فَكَيْفَ أَعْلاَهُمْ؟ قَالَ: يَا أَمْيرَ الْمُؤمِنينَ! مَالاَ عَينٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، إِنَّ اللهَ جَلَّ ذِكْرُهُ جَعَلَ دَاراً فَجَعَلَ فِيهَا مَا شَاءَ مِنَ الأَزْوَاجِ وَالثَمَرَاتِ وَالأَشْرِبَةِ، ثُمَّ أَطْبَقَهَا ثُمَّ لَمْ يَرَها أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ لا جِبْرِيلُ وَلاَ غَيرَهُ مِنَ ¬

_ (¬1) قهرمان: هو كالخازن والوكيل الحافظ لما تحت يده والقائم بأمور الرجل.

أدنى أهل الجنة يستطيع أن يضيف أهل الدنيا

الْمَلاَئِكَةِ ثُمَّ قَرأَ كَعْب {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} قَالَ: وَخَلَقَ دُونَ ذَلِكَ جَنَّتَيْنِ، وَزَيَّنَهُمَا بِمَا شَاءَ، وَأَرَاهُمَا مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ ثُمَّ قَالَ: فَمَنْ كَانَ كِتَابَهُ فِي عِلِّيِّين نَزَلَ تَلكَ الدَّارِ الَّتِي لَمْ يَرَهَا أَحَدٌ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ عَلِّيِّين لَيَخْرُجُ فَيَسِيرُ فِي مُلْكِهِ، فَلاَ تَبْقَى خَيْمَةٌ مِنْ خِيَمِ الْجَنَّةِ إِلاَّ دَخَلَهَا مِنْ ضَوءِ وَجْهِهِ، فَيَسْتَبْشِرونَ بِريْحِهِ، فَيَقُولُونَ: وَاهاً لِهَذَا الرِّيحِ! هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ عَلِّيِّين قَدْ خَرَجَ يَسِيرُ فِي مُلْكِهِ، قَالَ: وَيْحَكَ يَا كَعْب! إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ قَدْ اسْتَرسَلَتْ فَاقْبِضْهَا، فَقَالَ كَعْب [وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ] إِنَّ لَجَهَنَّمَ يَومَ الْقِيَامَةِ لَزَفْرَةً مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، وَلاَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، إِلاَّ خَرَّ لِركْبَتَيهِ حَتَّى إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَليلَ اللهِ لَيَقُولُ: رَبِّ نَفْسِي نَفْسِي حَتَّى لَوْ كَانَ لَكَ عَمَلُ سَبْعِينَ نَبِيًّا إِلَى عَمَلِكَ لَظَنَنْتَ أَنْ لاَ تَنْجُو. (¬1) =صحيح أَدْنَى أَهْل الْجَنَّة يَسْتَطِيعُ أَنْ يُضَيِّفَ أَهْل الدُّنْيَا 1926 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَكُونُ قَوْمٌ فِي النَّارِ - مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونُوا - ثُمَّ يَرْحَمُهُمُ اللهُ فَيُخْرِجُهُمْ مِنهَا فَيَكُونُونَ فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ فِي نَهْرٍ - يُقَالُ لَهُ: الْحَيَوَان - لُوْ اسْتَضَافَهُم أَهْلُ الدُّنْيَا، لأَطْعَمُوهُمْ وَسَقُوهُمْ وَأَتْحَفُوهُمْ». (¬2) =صحيح 1927 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَكُونُ فِي النَّارِ ¬

_ (¬1) المعجم الكبير (9763)، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3591 (فصل في الحشر، و (3704 (فصل فيما لأدنى أهل الجنة منزلة. (¬2) ابن حبان (7390)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي".

المؤمن يرث منزلة الكافر في الجنة

قَوْمٌ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يَرحَمُهُمُ اللهُ ثُمَّ يُخْرِجُهُمْ فَيَكُونُونَ فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ، فَيُغْسَلُونَ فِي عَينِ الْحَيَاةِ، فَيُسَمِّيَهِم أَهْلُ الَجَنَّةِ الَجَهَنَّمِيوُنَ، لَوْ طَافَ بِأَحَدِهِمْ أَهْلُ الدُّنْيَا لأَطْعَمُهُمْ وَسَقُاهُمْ وَفَرَشُهُمْ - قَالَ: وَأَحْسُبُهُ قَالَ: وَزَوَّجُهُمْ - لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مَمَّا عِنْدَه». (¬1) =صحيح فَصْل * كَيْفَ لاَ؟ وَقَد جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّى، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلُ شَيْئاً فِي مَقَامِكَ، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ (¬2) قَالَ: «إِنِّي أُرِيتُ الْجَنَّةِ فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عَنْقُوداً، وَلَوْ أَخَذْتُهُ لأَكَلْتُم مِنَهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا». (¬3) =صحيح * فَهَذَا عَنْقُود يُؤْكَلُ مِنْهُ مَدَى الدُّنْيَا لاَ يَفْنَى فَكَيْفَ بِمَنْزِلَةٍ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَتْ أَدْنَى الْجَنَّة، وَيَكْفِي قَوْلَ اللهِ تَعَالَى عَنْ أَدْنَى مَنْزِلَةٍ فِي الْجَنَّةِ «أَلَمْ تَرضَ أَنْ أُعْطِيَكَ مِثلَ الدُّنْيَا مُنْذُ خَلَقْتُهَا إِلَى يَوْمِ أَفْنَيْتُهَا وَعَشْرَةَ أَضْعَافِه؟». =صحيح الْمُؤمِن يَرِثُ مَنْزِلَةَ الْكَافِرِ فِي الْجَنَّة 1928 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ لَهُ مِنْزِلاَنِ: مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ وَمِنْزِلٌ فِي النَّارِ، فَإِذَا ¬

_ (¬1) ابن حبان (7385)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي". (¬2) تكعكعت: أحجمت وتأخرت للوراء. والقصة أنه في صلاته تلك رأى الجنة وتقدم يريد أن يتناول منها ثم رأى النار فتكعكع. (¬3) البخاري (715) باب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة، واللفظ له، مسلم (907) باب ما عرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار.

جمال أهل الجنة

مَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ، وَرِثَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْزِلَهُ فَذَلِكَ قُولُهُ تَعَالَى: {أُوَلئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ}». (¬1) =صحيح جَمَال أَهْل الْجَنَّة 1929 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْداً (¬2) مُرْداً (¬3) مُكَحَلِينَ (¬4) أَبْنَاءَ ثَلاَثِينَ، أَوْ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةٍ». (¬5) =حسن 1930 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّة جُرْداً مُرْداً مُكَحَلِينَ». (¬6) =صحيح 1930 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَة فِي صُوْرَةِ آدَم، جُرْداً مُرْداً مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ، ثُمَّ يُؤْتَى بِهِمْ بِشَجَرَة فِي الْجَنَّة، فَيُكْسَونَ مِنْهَا، لاَ تَبْلَى ثِيَابَهُمْ وَلاَ يَفْنَى شَبَابَهُمْ». (¬7) =صحيح 1931 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَدْخُلُ أَهْلُ ¬

_ (¬1) ابن ماجه (4341) باب صفة الجنة، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) جردا: مفردها أجرد: وهو الذي ليس على بدنه شعر. (¬3) مردا: مفردها أمرد: وهو الذي ليس على وجهه شعر. (¬4) مكحلين: الكحل سواد في أجفان العين خلقة. (¬5) الترمذي (2545) باب ما جاء في سن أهل الجنة، تعليق الألباني "حسن". (¬6) الأحاديث المختارة (2716)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح". (¬7) صفة الجنة لأبي نعيم (1/ 101 (ذكر أسنان أهل الجنة وميلادهم وقامتهم، تعليق علي رضا "صحيح".

جمال أقوام لم يعملوا خير كاللؤلؤ

الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْداً مُرْداً بِيضاً جُعَّاداً (¬1) مُكَحَلِينَ، أَبْناَءَ ثَلاَثً وَثَلاَثِينَ، عَلَى خَلْقِ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعاً فِي سَبْعَةِ أَذْرُعٍ». (¬2) =حسن 1932 - عَنِ الْمِقْدَام بْنِ مَعْدِي كَرِب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُوتُ سَقْطاً وَلاَ هَرَماً وَإِنَّمَا النَّاسُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ، إِلاَّ بُعِثَ ابْن ثَلاَثِينَ سَنَةً، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ كَانَ عَلَى مَسحَةِ آدَمَ، وُصُورَةِ يُوسُفَ (¬3) وَقَلْبِ أَيُوب، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، عُظِّمُوا وَفُخِّمُوا كَالْجِبَالِ». (¬4) =حسن جَمَال أَقْوُام لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرً كَالُلؤْلُؤْ 1933 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: « .. فَيَشْفَعُ النَّبِيوُنَ وَالْمَلاَئِكَة وَالْمُؤْمِنُون، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَقِيَتْ شَفَاعَتِي فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فَيُخْرِجُ أَقْوَاماً قَدْ امْتَحَشُوا، فَيُلْقَونَ فِي نَهْر بَأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ، يُقَالُ لَهُ: مَاءَ الْحَيَاةِ، فَيَنْبِتُونَ فِي حَافَتَيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَة وَإِلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ، فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كَانَ أَخْضَر، وَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَض، فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤْ، فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِيمَ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلاَءِ عُتَقَاءُ ¬

_ (¬1) جعادا: جمع أجعد: ولأجعد: هو الشعر المتجعد، وهو ضد السبط، والسبط هو المسترسل. (¬2) أحمد (7920)، تعليق أحمد شاكر "إسناده صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حسن بطرقه وشواهده دون قوله «في عرض سبع أذرع» تفرد بها علي بن زيد وهو ضعيف". (¬3) يوسف قد أعطاه الله نصف الحسن كما جاء ذلك في الحديث الصحيح الذي يرويه مسلم وغيره قال - صلى الله عليه وسلم - «أعطي يوسف شطر الحسن». (¬4) المعجم الكبير (663)، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (3701)، السلسلة الصحيحة (2512).

الرَّحْمَنِ أَدْخَلَهُمْ الْجَنَّةِ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمَلُوهُ وَلاَ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ فَيُقَالُ لَهُمْ: لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلَهُ مَعَهُ». (¬1) =صحيح عَمَل يَزيدُ الله به الْمُؤمِن جَمَالاً فِي الْجَنَّةِ 1934 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «نَضَّرَ (¬2) اللهُ امْرَءاً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثاً، فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ (¬3)». (¬4) =صحيح 1935 - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْخَيْفِ مِنْ مِنَى فَقَالَ: «نَضَّرَ اللهُ امْرءاً سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْه غَيْر فَقِيه وَربَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ». (¬5) =صحيح 1935 - عَنْ زَيد بن ثَابِت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «نَضَّرَ اللهُ امْرءا سَمِعَ مِنَّا حَدِيثاً فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَه، فَرُبَّ حَامِل فِقه إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنهُ، وَرُبَّ حَامِل فِقه لَيسَ بِفَقِيه». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، وهو جزء من حديث سيأتي برقم (2011). (¬2) نضر الله: النضارة هي في الأصل حسن الوجه وبريقة، كما جاء في قوله تعالى {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} أي: حسنة بهية مشرقة مسرورة، وقال محمد مختار الشنقيطي في معنى نضر الله: قال "أي: بيض الله وجهه". وقال بعض العلماء إنه يحشر يوم القيامة ابيض الوجه مشرق مستنيرا بهذا العلم، وقال البعض: إن الله يُنَضِّرُ لأهل الحديث وجوههم في الدنيا والآخرة، وتقديره عند بعض العلماء: جمله الله وزينه، وأحسن من فسرها هو القرآن {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} أي: كما تقدم: مشرقة حسنة بهية ناعمة، وهذا التفسير يوافق قول من قال من العلماء: جمله الله وزينه. (¬3) فرب مبلغ: أي: رب شخص بلغه كلامي كان أفطن وأفهم لمعناه من الذي نقله. (¬4) ابن حبان (69)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬5) ابن ماجه (231) باب من بلغ علم، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) أبو داود (3660) باب فضل نشر العلم، تعليق الألباني "صحيح".

أوصاف الحور العين

1936 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أُمَّتِي يَومَ الْقِيَامَةِ غُرٌّ مِنَ السْجُودِ (¬1) مُحَجَّلُونَ مِنَ الْوُضُوءِ». (¬2) =صحيح أَوْصَاف الْحُور الْعِين 1937 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «نِسَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ». (¬3) =صحيح 1938 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «قِيدُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا، وَلَنَصِيفُ امْرَأَةٍ مِنْ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا». قَالَ قُلْتُ (¬4): يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا النَّصِيفُ؟ قَالَ: الْخِمَارُ. (¬5) =حسن صحيح 1939 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُل الْجَنَّة عَلَى صُوْرَة الْقَمَر لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالثَّانِيَة عَلَى لَوْنِ أَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي الْسَمَاءِ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ عَلَى كُلِّ زَوْجَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً (¬6) يَبْدُو مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَائِها». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) غر من السجود: هو نور يوم القيامة في الوجه من أثر السجود، فكلما أطال السجود وأكثره كلما كان النور أعظم. (¬2) أحمد (17729)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) أحمد (9457)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم". (¬4) القائل هو: عبد الله بن أبي سليمان أبو أيوب الراوي عن أبي هريرة. (¬5) أحمد (10275)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح لغيره وهذا إسناد حسن"، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (3767). (¬6) حلة: الحُلَّة: هي ثوبَان من جنس واحد، أي: إزار ورداء ولا تسمى حُلة حتى تكون ثوبين. (¬7) الترمذي (2522)، تعليق الألباني "صحيح".

1940 - عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَوَّلُ زَمْرَة يَدْخُلُونَ الْجَنَّة كَأَنَّ وُجُوههُم ضُوء الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر، وَالزُّمْرَة الثَّانِيَة عَلَى لَوْن أَحْسَن كَوْكَب دُرِّي فِي السَّماءَ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنهُم زَوْجَتَانِ مِنَ الْحُور الْعِين (¬1) عَلَى كُلّ زَوْجَة سَبْعُونَ حُلَّة يُرَى مُخَّ سُوقهَا مِنْ وَرَاء لُحُومها وَحُللهَا كَمَا يُرَى الشَّرَاب الأَحْمَر فِي الزُّجَاجَة الْبَيضَاء». (¬2) ... (¬3) *صحيح 1941 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «إِنَّ الْمَرْأَة مِنَ الْحُور الْعِين لَيُرَى مُخَّ سَاقِها مِنْ وَرَاء اللَّحْم وَالْعَظْم مِنْ تَحْت سَبْعِين حُلَّة، كَمَا يُرَى الشَّرَابُ الأحْمَر فِي الزُّجَاجَة الْبَيضَاء». (¬4) ... (¬5) *صحيح موقوف 1941 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةِ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّذِينَ عَلَى آثَارِهِمْ كَأَحسن كَوْكَبٍ دُرِّيّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، لاَ تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ وَلاَ تَحَاسُد لِكُلِّ امْرِئ زَوْجَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ ¬

_ (¬1) الحور العين: الحوراء هي شديدة بياض العين شديدة سوادهما، والعين: جمع عيناء وهي واسعة العين، وفي القامس: لا تسمى الحوراء حوراء إلا إذا توفرت فيها أربع خصال: شدة بياض البياض في وجهها وشدة بياض البياض في عينها وشدة سواد السواد في عينها مع فتورا في جفنها. (¬2) المعجم الكبير (2522). (¬3) قال الهيثمي عن هذا الحديث "رواه الطبراني في الأوسط وإسناد ابن مسعود صحيح" (10/ 759)، وقوله إسناد ابن مسعود صحيح لأنه روي بإسناد آخر عن أبي سعيد الخدري، وقال عبد العظيم المنذري في الترغيب "رواه الطبراني بإسناد صحيح والبيهقي بإسناد حسن" (3745)، وقال ابن كثير في كتاب النهاية في الفتن "قال الضياء: هذا عندي على شرط الصحيح" (1/ 250)، وقال ابن القيم في حادي الأرواح:"هذا الإسناد على شرط الصحيح"، (1/ 138 (وقال الألباني في الصحيحة "صحيح بشواهده"، (1736). (¬4) مصنف عبد الرزاق (20867). (¬5) رجال هذا الحديث رجال البخاري ومسلم.

إستقبال الحور والولدن للمؤمن في الجنة وفرحهم به

وَرَاءِ الْعَظْمِ وَاللَّحْمِ». (¬1) زَادَ مُسْلِمْ «وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ (¬2)». =صحيح 1942 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا فِي الْجَنَّةِ أَحَدٌ إِلاَّ لَهُ زَوْجَتَانِ، إِنَّهُ لَيَرَى مُخَّ سَاقِهِمَا مَنْ وَرَاء سَبْعِينَ حُلَّة، مَا فِيهَا مِنْ عَزَبْ». (¬3) ... (¬4) *صحيح 1943 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ نَهْراً طُولَ الْجَنَّةِ حَافَتَاهُ الْعَذَارَى (¬5) قِيَام مُتَقَابِلاَت وَيُغَنِّين بِأَحسن أَصْوَات يَسْمَعُهَا الْخَلاَئِق حَتَّى مَا يَرَوْنَ أَنَّ فِي الْجَنَّةِ لَذَّةً مِثْلُهَا. قُلْنًا: يَا أَبَا هُرَيْرَة! وَمُا ذَاكَ الْغِنَاء؟ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ، التَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّقْدِيسُ وَثْناءُ عَلَى الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ». (¬6) =صحيح موقوف إِسْتِقْبَال الْحُور وَالْوِلدَن لِلمُؤمِن فِي الْجَنَّة وَفَرَحَهُمْ بِهِ 1944 - عَنْ عَاصِم بْنِ ضُمْرَة قَالَ: قَرَأَ عَلِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ هَذِهِ الآيَة {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرا} ثُمَّ قَرَأَ {فِي عَمَد مُمَدَّدَة} فَتَعَجَّبَ مِنَ النَّارِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَعْجَبْ، ثُمَّ قَرَأَ {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} اسْتَقْبَلَتهُم شَجَرَة فِي سَاقِهَا عَيْنَانِ فَتَوَضَّأوا وَاغْتَسَلُوا مِنْ إِحْدَاهُمَا - شَكَّ أَبُو يَحْيَى - فَلَمْ تشْعَث رُءوسُهُمْ وَلَمْ تَشْحَب ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (3254) باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، مسلم (2834) باب أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر وصفاتهم وأزواجهم. (¬2) أعزب: معنى معروف وهو من لا زوجة له. (¬3) الدارمي (2832) باب في صفة الحور العين، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح". (¬4) رجال هذا الحديث من أثبت وأوثق رجال البخاري ومسلم. (¬5) العذارى: الأبكار. (¬6) البعث والنشور للبيهقي (374) باب السماع في الجنة، والتغني بذكر الله عز وجل قال الله عز وجل {فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون}، تعليق الألباني "صحيح موقوف"، الترغيب والترهيب (3751).

جُلُودهُمْ وَجَرَتْ عَلَيْهِمْ {نَضْرَةَ النَّعِيمِ} ثُمَّ شَرِبُوا مِنَ الْعَينِ الأُخْرَى فَلَمْ تَدَعْ فِي بُطُونِهِمْ قَذَى وَلاَ أَذَى وَلاَ سُوءا {حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} قَالَ وَيَسْتَقْبِلُهُمْ الْوِلدَان كَاللُّؤْلُؤ الْمَكْنُونِ وَكَالُّلؤْلؤْ الْمَنْثُورِ يُنَادُونَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ، يُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مِنَ الْكَرَامَة يَلُوذُونَ بِهِمْ كَمَا يَلُوذُ النَّاسُ بِالْحَمِيمِ إِذَا كَانَ لَهُمْ غَائِباً فَقَدِمَ، فَيَنْطَلِقُ الْغُلاَمُ إِلَى زَوْجَتِهِ فَيُبَشِّرُهَا فَتَقُولُ: أَنْتَ رَأَيتَهُ؟ فَيَقُولُ: أَنَا رَأَيْتهُ فَتَقُولُ: أَنْتَ رَأَيْتهُ؟ فَيَقُولُ: أَنَا رَأَيْتهُ، ثَلاَثاً فَيَسْتَخِفُّهَا الْفَرَح حَتَّى تَأْتِي أُسْكُفَّةِ (¬1) بَابِها فَيَقْدُمُ عَلَى مَنْزِلٍ قَدْ بُنِي لَهُ عَلَى جَنْدَل الدُّرِّ فَيَرَى النَّمَارِق الْمَصْفُوفَة وَالزَّرَابِي الْمَبْثُوثَة، وَفَوْقَ ذَلِكَ صَرح أَخْضَر وَأَصْفَر وَأَحَمَر مِنْ كُلِّ لَون، فَيَرْفَعُ رَأْسهُ إِلَى ذَلِكَ الصَّرْح فَلَوْلاَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَهَا لَهُ دَاراً وَمَنْزِلاً لاَلْتَمَعَ بَصَرُهُ فَذَهَبْ، فَقَالُوا عِنْدَ ذَلِكَ {الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ}. (¬2) ... (¬3) *صحيح 1945 - عَنْ عَاصِم: عَنْ عَلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: ذَكَرَ النَّارَ فَعَظَّمَ أَمْرَهَا ذِكْراً لاَ أَحْفَظُهُ، قَالَ {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً} حَتَّى إِذَا انْتَهُوا إِلَى بَاب مِنْ أَبْوَابِهَا وَجَدُوا عِنْدَهُ شَجَرَةً يَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ سَاقِهَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ فَعَمِدُوا إِلَى إِحْدَاهُمَا كَأَنَّمَا أُمِرُوا بِهِ فَشَرِبُوا مِنْهَا فَأَذْهَبَتْ مَا فِي ¬

_ (¬1) أسكفة بابها: أي: عتبت بابها. (¬2) مسند ابن الجعد (2569)، صفة الجنة لأبي نعيم الأصبهاني (295 (ذكر ما يستقبلون به من الكرامات عند مصيرهم إلى الجنة ودخولها، الأحاديث المختارة (541)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح"، تعليق ابن حجر "هذا حديث صحيح وحكمه حكم المرفوع إذ لا مجال للرأي في مثل هذه الأمور "، المطالب العالية (13/ 120، رقم، 4725). (¬3) إذا كان في هذا الزمان من لا يستحل أن يقول عن اخبار الغيب بغير علم فكيف بالصحابة، قال الحاكم "وقد اتفقا - أي البخاري ومسلم - على أن تفسير الصحابي حديث مسند». كما في هذا الحديث والذي بعده.

سؤال الحور العين عن زوجها وهو في الدنيا

بُطُونِهِمْ مِنْ قَذَى وَأَذَى أَوْ بَأْس، ثُمَّ عَمِدُوا إِلَى الأُخْرَى فَتَطَهَّرُوا مِنْهَا فَجَرَتْ عَلَيْهِمْ {نَضْرَةَ النَّعِيم} وَلَمْ تَغْبَرَّ أَشْعَارهُمْ بَعْدَهَا أَبَداً، وَلاَ تَشْعَث رُؤوسهُمْ كَأَنَّمَا دُهنوا بِالدُّهْانِ، ثُمَّ انْتَهَوا إِلَى الْجَنَّة فَقَالُوا {سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِين} ثُمَّ تَلَقَّاهُم الْوِلدَان يَطِيفُونَ بِهِمْ كَمَا يطِيفُ وَلدَانُ أَهْلِ الدُّنْيَا بِالْحَمِيمِ يَقْدُمُ عَلَيْهِمْ مِنْ غَيْبَتِهِ يَقُولُونَ لَهُ: أَبْشِر بِمَا أَعَدَّ اللهُ مِنَ الْكَرَامَة، ثُمَّ يَنْطَلِقُ غُلاَمٌ مِنْ أُولَئِكَ الْوِلدَان إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ مِنَ الْحُور الْعِين فَيَقُولُ: جَاءَ فُلاَن بِاسْمِهِ الَّذِي كَانَ يُدْعَى فِي الدُّنْيَا قَالَتْ: أَنْتَ رَأَيْتهُ؟ قَالَ: أَنَا رَأَيْتهُ وَهُوَ بِأثرِي، فَيَسْتَخِفّ إِحْدَاهُنَّ الْفَرَح حَتَّى تَقُومُ عَلَى أسكفة بَابِهَا فَإِذَا انْتَهَى إِلَى مَنْزِلِهِ نَظَرَ إِلَى أَسَاس بُنْيَانِهِ فَإِذَا جَنْدل الُّلؤْلؤْ فَوْقَهُ صَرحٌ أَخْضَر وَأَحْمَر وَأَصْفَر مِنْ كُلِّ لَون، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسهُ فَنَظَرَ إِلّى سَقْفِهِ فَإِذَا مِثلُ الْبَرقِ وَلَوْلاَ أَنْ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدرَه لأَلَمَّ أَنْ يَذْهَبَ بَصَرهُ ثُمَّ طَأْطَأَ رَأْسهُ فَإِذَا أَزْوَاجَهُ {وَأْكَوابٌ مَوْضُوعَة وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَة وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَة} ثُمَّ اتَّكَأوا فَقَالُوا {الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ} ثُمَّ يُنَادِي مُنَاد: تَحْيَون فَلاَ تَمُوتُون أَبَداً، وَتُقِيمُونَ فَلاَ تَضْعنُونَ أَبَداً، وَتَصُحون - فَأَرَاهُ قَالَ: - فَلاَ تَمْرَضُونَ أَبَداً. (¬1) =صحيح سُؤال الُحور الْعِين عَن زَوْجِهَا وَهُوَ فِي الدُّنْيَا * ذَكَرَ بَعْضُ الْعُلَمَاء أَنَّ الْحُور الْعِين تَأْخُذ أَخْبَار زَوْجَهِا وَهُوَ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْمَلاَئِكَة وَتَسألُهُم عَنْ حَالِهِ، وَلَكِن هَلْ هُنَاكَ حَدِيث يِنصُّ عَلَى هَذَا؟ اللهُ تَعَالَى أَعْلَم. ¬

_ (¬1) الأحاديث المختارة (542)، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح".

* وَرَدَ حَدِيثٌ وَلَكِن بِشَأنِ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ: عَنْ مُجَاهد عَنْ يَزِيد بن شَجَرَة قَالَ: كَانَ يَصْدُق قَولَه فِعلَه (¬1) وَكَانَ يَخْطبنَا فَيَقُول: «اذْكُرُوا نَعْمَةَ اللهِ عَلَيكُم مَا أَحْسَن أَثَرَ نِعمَة اللهِ عَلَيكُم لَوْ تَرَونَ مَا ارَى مِن أَخْضَر وَأَصْفَر وَفِي الرِّحَال مَا فِيهَا قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِذَا صَفَّ النَّاسُ لِلْقِتَال أَوْ صَفُّوا فِي الصَّلاَة: فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَأَبْوَابُ الْجَنَّة وَأَبْوَابُ النَّارِ، وَزُين حَور الْعِين فَاطَّلَعْنَ فَإِذَا هُوَ أَقْبَل قُلنَ اللَّهُمَّ انْصُره وَإِذَا هُوَ أَدْبَر احْتَجَبنَ مِنهُ وَقُلنَ اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ، فَانهكوا وُجُوه الْقَوم فدَى لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي وَلاَ تَخْزُوا الْحُور الْعِين، قَالَ فَأَوَّلُ قَطْرَة تنضَحُ مِن دَمِهِ يُكَفِّرُ اللهُ بِهِ كُلَّ شَيْء عَمِلَهُ، قَالَ: وَتَنْزِل إِلَيهِ اثْنَتَانِ مِنَ الْحُور الْعِين تَمْسَحَانِ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ، وَتَقُولاَنِ: قَدْ آنَ لَكَ وَيَقُولُ هُوَ: قَدْ آنَ لَكُمَا، ثُمَّ يُكْسَى مَائَة حُلَّة لَيْسَ مِنْ نَسجِ بَنِي آدَم وَلَكِن مِنْ نَبتِ الْجَنَّة لَوْ وُضِعَت بَينَ إِصْبعين وَسِعَته، قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: أُنْبِئتُ أَنَّ السُّيُوفَ مَفَاتِيح الْجَنَّة فَإِذَا كَانَ يَوم الْقِيَامَة قِيلَ: يَا فُلاَن هَذَا نُورُكَ وَيَا فُلاَن بْن فُلاَن لاَ نُورَ لَكَ». (¬2) ... (¬3) *صحيح * وَأَيْضاً قَوْل الْحُور الْعِين عَنِ الزَّوْجَه إِذَا آذَت زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا قَالَتْ: «لا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللهُ! فَإِنَّمَا هُوَ عِندَكِ دَخِيلٌ أَوْشَكَ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَينَا». وَهَذَا قَدْ يَكُونُ شَاهِدٍ لِمَنْ قَالَ: أَنَّ الْحُور تَأْخُذا أَخْبَار زَوْجهَا مِنَ الْمَلاَئِكَه، وَفِي هَذَا ¬

_ (¬1) كان يصدق قوله فعله: هذا من كلام مجاهد يصف به يزيد بن شجرة بأنه يصدق قوله فعله. (¬2) مصنف عبد الرزاق (9538 (المعجم الكبير (2136)، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (1377). (¬3) إسناد عبد الرزاق رجال من أثبت رجال البخاري ومسلم، وإسناد الطبراني صحيح قال الهيثمي "رواه الطبراني من طريقين رجال احدهما رجال الصحيح" وقال عبد العظيم المنذري في الترغيب "رواه الطبراني من طريقين إحداهما جيدة صحيحة" وقال "الحديث رواه البزار والطبراني أيضا عن يزيد بن شجرة مرفوعا مختصرا وعن جدار أيضا مرفوعا والصحيح الموقوف مع أنه قد يقال إن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي: فسبيل الموقوف فيه سبيل المرفوع والله أعلم" (1377).

كلام الحور العين فيمن تؤذي زوجها

الْحَدِيث دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهَا مُطَّلِعَة عَلَى مَا حَصَلَ بَينَ الزَّوْجَين. وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمْ. كَلام الْحُور العِين فِيمَن تُؤذِي زَوجَها 1946 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُؤذِي امْرَأَةٌ زَوجَهَا إِلاَّ قَالَتْ زَوجَتُهُ مِنَ الْحُور العِينِ: لا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللهُ! فَإِنَّمَا هُوَ عِندَكِ دَخِيلٌ (¬1) أَوْشَكَ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَينَا». (¬2) =صحيح عَدَد مَا سَيُعطى الْعَبد مِنَ الْحُور الْعِين 1947 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لِلمُؤِمن زَوْجَتَانِ يُرَى مُخَّ سُوقِهِمَا مِنْ بِينِ ثِيَابهما». (¬3) =صحيح 1948 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لِلْمُؤْمِنِ زَوْجَتَانِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ فَوْقِ ثِيَابِهِمَا». (¬4) =صحيح 1949 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ زَوْجَتَانِ مِنْ حُورِ الْعِينِ، عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ الثِّيَابِ». (¬5) =صحيح 1950 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا فِي الْجَنَّةِ ¬

_ (¬1) دخيل: أي: ضيف ونزيل يعني هو كالضيف عليك وأنت لست بأهل له حقيقة وإنما نحن أهله فيوشك أن يفارقك ويلحق بنا. (¬2) ابن ماجه (2014) باب في المرأة تؤذي زوجها، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أبو يعلى (6473)، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح". (¬4) أحمد (8984) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح". (¬5) أحمد (8523)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

فصل

أَحَدٌ إِلاَّ لَهُ زَوْجَتَانِ، إِنَّهُ لَيَرَى مُخَّ سَاقِهِمَا مَنْ وَرَاء سَبْعِينَ حُلَّة، مَا فِيهَا مِنْ عَزَبْ». (¬1) ... (¬2) *صحيح فصل * قَدْ أَخْبَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الشَّهِيد: «يُزَوَّجُ اثْنَتَينِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ». (¬3) =صحيح * وَأَنَّ أَدْنَى أَهْلَ الْجَنَّةِ مَنْزِلَهً يُزَوَّجُ زَوْجَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، قَالَ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَدْنَاهُمْ مَنْزِلَهً: « ... ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهُ فَتَدْخُلْ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فَتَقُولاَنِ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَحْيَاكَ لَنَا، وَأَحْيَانَا لَكْ قَالَ: فَيَقُولُ: مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ». (¬4) =صحيح * وَقَالَ فِي حَدِيثٍ آخَر: «مَا فِي الْجَنَّةِ أَحَدٌ إِلاَّ لَهُ زَوْجَتَانِ إِنَّهُ لَيَرَى مُخَّ سَاقِهِمَا مَنْ وَرَاء سَبْعِينَ حُلَّة مَا فِيهَا مِنْ عَزَبْ». كَمَا تَقَدَّمَ * فإذَا كَانَ أَدْنَى أَهْلَ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَهُ زَوْجَتَانِ! فَكَيْفُ بِمَنْزِلَهِ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ قَالَ - صلى الله عليه وسلم - فِيهِم: «فَضَلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعاَبِدِ، كَفَضَلْ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائرِ ¬

_ (¬1) الدارمي (2832) باب في صفة الحور العين، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح". (¬2) رجال هذا الحديث من أثبت وأحفظ رجال البخاري ومسلم. (¬3) الترمذي وهو جزأ من حديث تقدم برقم (703)، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) مسلم (188) باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، أحمد (11232)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

الْكَوَاكِبِ». (¬1) =صحيح وقال: «فَضَلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعاَبِدِ، كَفَضَلِيْ عَلَى أَدْناَكُمْ». (¬2) =صحيح * وَقَدْ وَصَفَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْعَالِم بِأوْصَافٍ لَمْ يَصِف بِهَا الْمُجَاهِد؛ ومِنْ أَفْضَل مَا وَصَفَ بِهِ الْعَالَم الْحَدِيثَين السَّابِقَين وَهُو أَنَّ فَضْلَ الْعَالِمْ عَلَى الْعَابِد كَفَضْل الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَدْنَى صَحَابِي، وَكَفَضْل الْقَمَر عَلَى سَائِر الْكَوَاكِب، وَإِنَّ كَانَت هَذِهِ الأوْصَاف كَافِيَه لِبَيَان مَنْزِلَة الْعُلَمَاء. * وَأَيْضاً مِمَّا وَصَفَ بِهِ الْعُلَماء. وَضْعُ الْمَلاَئِكَة أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ. صَلاَةُ اللهَِ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ وَجِمِيع الْمَخْلُوقَاتِ. أَنَّ الْعُلَمَاء وَرَثَة الأنْبِيَاء، إِنَّ الأنْبِيَاء لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلاَ دِرهَماً وَوَرَّثُوا الْعِلم، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِر. * بَلْ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاء فِي شَأْن الْمُقَارَنَة بَيْنَ الْعَالِمِ وَالْمُجَاهِدِ أَيُّهمَا أَفْضَلْ؛ قَالُوا: بِحَسَب حَاجَة الأُمَّة تَكُوْن الْمُفَاضَلَة. فَإِنْ كَانَتِ الأُمَّة بِحَاجَةٍ لِلْعُلَمَاء لِوُجُود الْبِدَع وَالْخُرَافَات وَالشِّرْك فَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْحَال الْعَالِم أَفْضَلُ مِنَ الْمُجَاهِد. ¬

_ (¬1) تقدم برقم (992)، (1902)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) جز من حديث تقدم برقم (993)، (1903)، تعليق الألباني "صحيح".

وَإِنْ كَانَتِ الأُمَّة بِحَاجَةٍ لِلمُجَاهِدِين لِوُجُودِ بَلَدٍ مُسْلِمٍ مُحْتَلٍّ فَفِي هَذِهِ الْحَال يَكُونُ الْمُجَاهِد أَفْضَل. * وَقَالَ تَعَالَى {يَرْفَع اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلمَ دَرَجَات} قَالَ بْنُ عَبَّاس: يَرفَع اللهُ الَّذِينَ أوتُوا الْعِلمَ مِنَ الْمُؤمِنِينَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُؤتَوا الْعِلمَ دَرَجَات. * فَهَلْ بَعْدَ هِذِه الصِّفَات الَّتِي صَحَّت عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمَنْزِلَه الرَّفِيعَه مِنَ الله يَكُونُ لَهُم زَوْجَتَانِ مِثْلَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَهً؟. * وَكَيْفَ بِمَنْزِلَهِ أَهْلِ الْقُرآنِ الَّذِينَ قَالَ - صلى الله عليه وسلم - فِيهِم: «إِنَّ للهِ أَهْلِيْنَ (¬1) مِنَ النَّاسِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرآنِ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَتُهُ». (¬2) =صحيح فَهَلْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَتُهُ يَكُونُ لَهُمْ مَا لأَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَهً؟. * وَكَيْفَ بِمَنْزِلَة أَهْلِ الْقِيَامِ وَالصِّيَامِ وَكَفَالَةُ الأيْتَامِ وَأَهْل الذِّكْرِ وَغَيرَهُم. * وَقَالَ أَيْضاً: «إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ، طُولُهَا سِتُّونَ مِيلاً، لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ (¬3) يَطُوفُ عَلَيْهِمُ الْمُؤْمِنُ، فَلاَ يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضاً». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) أهلين: جمع أهل. (¬2) تقدم برقم (753)، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) أهلون: زوجات. (¬4) سيأتي إن شاء الله برقم (1980)، تعليق الألباني "صحيح".

* فَكَمْ زَاوِيَةٌ لِلْخَيْمَة، وَهَذَا الْحَدِيث أسْتَدَلَّ بِهِ أَبْنُ الْقَيمِ عَلَى زِيَادَة الزَّوْجَاتِ. * قَالَ ابن القيم: «وَلاَ رَيبَ أَنَّ للمُؤمِن فِي الْجَنَّة اكْثَر مِن اثْنَتَينِ لِمَا فِي الصَّحِيحَين مِنْ حَدِيث أَبِي بَكْر بْنِ عَبدِاللهِ بْنِ قَيس عَنْ ابِيه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ لِلْعَبد الْمُؤمِن فِي الْجَنَّة لَخَيْمَةٌ مِنْ لَؤْلُؤة مُجَوَّفَة طُولهَا سِتُّونَ مِيلاً لِلْعَبد الْمُؤمِن فِيهَا أَهْلُون يَطُوفُ عَلَيْهِم لاَيَرى بَعْضُهُم بَعْضاً». (¬1) * وَقَالَ شَيْخُ الاسْلاَم بن تَيْمِية: وَقَدْ صَحَّ لِكُلِّ رَجُل مِنْ أَهْل الْجَنَّة زَوْجَتَانِ مِنَ الانسِيَّات سِوَى الْحُور الْعِين وَذَلِكَ لأَنَّ مَنْ فِي الْجَنَّة مِنَ النِّسَاء أَكْثَر مِنَ الرِّجَال وَكَذَلِكَ فِي النَّار فَيَكُون الْخَلْق مِنْهُم أَكْثَر وَاللَّفْظ الْعَام لا يَجُوز أَنْ يُحْمَل عَلَى الْقَلِيل مِنَ الصُّور دُونَ الْكَثِير بِلاَ قَرينة مُتصِلة لأَنَّ ذَلِك تَلْبِيس يُنَزَّه عَنْهُ كَلاَم الشَّارِع. (¬2) * وَقَالَ ابْنُ حَجَر: وَالَّذِي يَظْهَر أَنَّ الْمُرَاد، أَنْ أَقَلَّ مَا لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ وَقَدْ أَجَابَ بَعْضُهُمْ بِاحْتِمَالِ أَنْ تَكُونَ التثَنَيةَ نَظِيراً لِقُولِهِ جَنَّتَانِ وَعَيْنَانِ وَنَحو ذَلِكَ أَوْالْمُرَادُ تَثْنَيَةُ التَّكْثِيرِ وَالتَّعْظِيمِ نَحو لَبيكَ وَسَعْدَيكَ وَلاَ يَخْفَى مَا فِيهِ وَاسْتَدَلَّ أَبُو هُرَيْرَةَ ¬

_ (¬1) حادي الأرواح (16). (¬2) مجموع الفتاوى (6/ 432).

بِهَذَا الْحَدِيثِ (¬1) عَلَى أَنَّ النِّسَاء فِي الْجَنَّةِ أَكْثَرُ مِنَ الرِّجَالَ. (¬2) * وَقَالَ أَبُو الْفَرَج عَبْدِ الرَّحْمَن بن أَحْمَد الْحَنّبَلِي: وَقَوْلُهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُم زَوْجَتَانِ فَهَاتَان الزَّوْجَتَان مِنَ الْحُور الْعِين لاَ بُدَّ لِكُلِّ رَجُل دَخَلَ الْجَنَّة مِنهُمَا (¬3) وَأَمَّا الزِّيَادَة عَلَى ذَلِكَ فَتَكُونُ بِحَسَب الدَّرَجَات وَالأَعْمَال وَلَمْ يَثبُت فِي حَصْر الزِّيَادَة عَلَى الزَّوْجَتَينِ شَيء. (¬4) * وأما قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: «لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ». وَقَوْلُهُ «يُزَوَّجُ اثْنَتَينِ وَسَبْعِينَ». لَيْسَ عَلَى سَبِيلِ الْحَصرِ إِمَّا زَوْجَتَانِ أَوْ أَثْنَتَانِ وَسَبْعُون فَهَذَا إِلَى اللهِ إِنْ شَاءَ زَوْجَتَانِ وَإِنْ شَاءَ عَشر أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَر .. الخ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمْ. * وَأَيْضاً قَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحَدِيث الْمُتَّفَق عَلَيهِ «أَنَّ أَقْوَام يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارلَمْ يَعْمَلُو خَير قَطْ فَيُلْقَونَ فِي نَهْر بَأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤْ»؛ وَهَؤُلاَء لَمْ يَدْخُلو النَّار إِلاَّ بِسَبَب الْمَعَاصِي وَمَعَ هَذَا فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنهُم زَوْجَتَانِ وَإِذَا كَانَ الْعُصَاه الَّذِينَ لَمْ يَعْمَلُو خَير قَطْ جَعَلَ اللهُ تَعَالَى صُوَرَهُم كَاللؤلؤ وَزَوَّجَهُم بِزَوْجَتَانِ فَكَيفَ بِحَال الأتْقِيَاء هَلْ يَكُونُ لَهُم زَوْجَتَانِ؟ وَلَنْ يُسَوِّيَ اللهُ تَعَالَى الطَّائِعِيبَ بِالعُصَاه كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَمْ حَسِبَ ¬

_ (¬1) أي: حديث الخيمة. (¬2) فتح الباري (6/ 325). (¬3) هذا مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: «الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف» فمعناه: أن التضعيف الحسنات بعشرة أمثالها لا بد منه بفضل الله ورحمته ووعده الذي لا يخلف , والزيادة بعد بكثرة التضعيف إلى سبعمائة ضعف , وإلى أضعاف كثيرة , يحصل لبعض الناس دون بعض على حسب مشيئته سبحانه وتعالى، وكذلك هنى فالزوجتان لا بد لكل من دخل الجنة إنشاء الله تعالى والزيده على الزوجتان إلى الله. (¬4) التخويف من النار (1/ 195).

عمل ثوابه الحور العين

الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئات أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُون}. عَمَل ثَوُابُه الْحُور الْعِين 1951 - عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ كَظَمَ غَيْظاً وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاُه اللهُ عَلَى رُؤْوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي أَيِّ الْحُورِ شَاءَ». (¬1) =حسن أوْصَاف نِسَاء الدُّنْيَا فِي الْجَنَّة 1952 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «نِسَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ». (¬2) =صحيح 1953 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لِرَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ غَدْوَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَقْابُ قَوْس (¬3) أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ أَوْ مَوْضِعَ قَيْدٍ - يَعْنِي سَوْطَهُ - خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلأَتْهُ رِيْحاً وَلَنَصِيفُهَا (¬4) ¬

_ (¬1) الترمذي (2493)، تعليق الألباني "حسن". (¬2) أحمد (9433)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم". (¬3) لقاب: القاب قيل: هو القدر ومعنى الحديث ولقدر قوس أحدكم أو قدر الموضع الذي يوضع فيه سوطه خير من الدنيا وما فيها. (¬4) النصيف: هو قطعة قماش توضع على الرأس لزينه. وإذا كان هذا النصيف خيرا من الدنيا وما فيها فكيف بها، وكما قال ابن القيم رحمه الله: ونصيف إحداهن وهو خمارها ليست له الدنيا من الاثمان.

صفة جماع أهل الجنة

عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا». (¬1) =صحيح 1954 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَوْ اطَّلَعَت امْرَأة مِن نِسَاءِ أَهْل الْجَنَّة عَلَى أَهْلِ الأَرْض لأضَاءَت مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلأَت مَا بَيْنَهُمَا رِيْحاً وَلَنَصِيفها عَلَى رَأْسِهَا خَيْر مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا». (¬2) =صحيح صِفَة جِمَاع أَهْل الْجَنَّة 1955 - عَنْ زَيدِ بْنِ أَرْقَم رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُعْطَى قَوَّةَ مِائَة رَجُلٍ فِي الشَّهْوَة وْالْجِمَاع». (¬3) =صحيح 1956 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يُعْطَى الْمُؤْمِن فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْجِمَاعِ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَوَيُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «يُعْطَى قُوَّةَ مِئَةٍ». (¬4) =حسن صحيح 1957 - عَنْ زَيدِ بْنِ أَرْقَم رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! إِنَّ أَحَدَهُم لَيُعْطَى قُوَّةَ مِئَةِ رَجُلٍ فِي الْمَطْعَم وَالْمَشْرَب وَالشَّهْوَة وَالْجِمَاع». (¬5) =صحيح 1958 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! ¬

_ (¬1) البخاري (2796) باب الحور العين وصفتهن. (¬2) ابن حبان (7356)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) الزهد لابن السري (9) باب جماع أهل الجنة. (¬4) الترمذي (2536) باب ما جاء في صفة جماع أهل الجنة. (¬5) جذء من حديث سيأتي برقم (2018)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح".

المؤمن إذا أشتهي الولد في الجنة

هَلْ نَصِلُ إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّة؟ فَقَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصِلُ فِي الْيَومِ إِلَى مَائَة عَذْرَاء». (¬1) ... (¬2) *صحيح 1959 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - انَّهُ قِيلَ لَهُ: أَنَطَأُ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - دَحْماً دَحْماً فَإِذَا قَامَ عَنْهَا رَجَعَتْ مُطَهَرَةً بِكْرا». (¬3) =حسن 1960 - عَنْ عِكْرِمَة فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَومَ فِي شُغُل فَاكِهُونَ} قَالَ: فِي افْتِضَاض الأَبْكَارَ. (¬4) =إسناد صحيح مقطوع الْمُؤْمِن إِذَا أَشْتَهَي الْوَلَد فِي الْجَنَّة 1961 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «الْمُؤْمِن إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ كَمَا يَشْتَهِى». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) المعجم الصغير (795). (¬2) قال الحافظ المقدسي عن هذا الحديث "هو عندي على شرط الصحيح" وقال الألباني تعليقا على كلام المقدسي فقال "وأقره الحافظ ابن كثير (4/ 292 (وهو كما قالا فالسند صحيح ولا نعلم له عله خلافا لأبي حاتم وأبي زرعة في العلل (2/ 213 (وقد وجدت له شاهدا من حديث ابن عباس مرفوعا". انتهى كلامه، الصحيحة (367 (وقال الهيثمي بعد عزوه لطبراني والبزار قال:"ورجال هذه الرواية - يعني رواية البزار - رجال الصحيح غير محمد بن ثواب وهو ثقة" وقال ابن القيم في قصيدته ولقد روينا أنه يغشى بيوم واحد مائة من النسوان ورجاله شرط الصحيح رووا لهم فيه وذا في معجم الطبراني هذا دليل أن قدر نسائهم متفاوت بتفاوت الايمان وبه يزول توهم الاشكال عن تلك النصوص بمنة الرحمن وبقوة المائة التي حصلت له أفضى إلى مائة بلا خوران .... ومعنى كلام ابن القيم أن الرجل في الجنه يعطى قوة مئة وبهاذه المئة أفضى إلى مائة عذراء. (¬3) ابن حبان (7359)، تعليق الألباني "حسن". تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬4) الزهد لابن السري (89) باب جماع أهل الجنة. (¬5) ابن ماجه (4338) باب صفة الجنة، تعليق الألباني "صحيح".

أوصاف حلي أهل الجنة

أَوْصَاف حُلِي أَهْل الْجَنَّة 1962 - عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ أَنَّ مَا يُقلُّ (¬1) ظُفرٌ مِمَّا فِي الْجَنَّةِ بَدَا لَتَزَخْرَفَتْ لَهُ مَا بَيْنَ خَوَافِقِ (¬2) السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَ فَبَدَا أَسَاورُهُ، لَطَمَسَ ضَوْءَ الشَّمْسِ كَمَا تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضُوْءَ النُّجُومِ». (¬3) =صحيح عَمَل ثَوَابُه الْحُلِي 1963 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ خَلِيلِي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ (¬4) مِنَ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوَضُوءُ». (¬5) =صحيح 1964 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ الْحِلْيَة تَبْلُغُ مَوَاضِع الطّهُور». (¬6) =صحيح 1965 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «تَبْلُغُ حِلْيَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَبْلَغَ الْوَضُوءِ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) ما يقل: أي: يحمله. (¬2) خوافق: جوانب. (¬3) الترمذي (2538) باب ما جاء في صفة أهل الجنة، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) الحلية: هي ما يحلى به أهل الجنة من الأساور ونحوها وهذا قول أكثر العلماء؛ هو من قوله تعالى {يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا}. (¬5) مسلم (250) باب تبلغ الحلية حيث يبلغ الوضوء، النسائي (149) باب حلية الوضوء، تعليق الألباني "صحيح". (¬6) مسند أبي عوانة (665)، ابن خزيمة (7) باب استحباب تطويل التحجيل بغسل العضدين في الوضوء إذ الحلية تبلغ مواضع الوضوء يوم القيامة بحكم النبي المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (176). (¬7) ابن حبان (1042)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح".

سوق الجنة

1966 - عَنْ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يُحَدِّثُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بِمُصيبَةٍ، إِلاَّ كَسَاهُ اللهُ سُبْحَانَهُ مِنْ حُلَلِ الْكَرَامَةِ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (¬1) =حسن سُوق الْجَنَّة 1967 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقاً يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ، فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ فَتَحْثُو فِي وُجُوهِهِمْ وَثِيَابِهِمْ، فَيَزْدَادُونَ حسناً وَجَمَالاً، فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ وَقَدْ ازْدَادُوا حسناً وَجَمَالاً، فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ: وَاللهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حسناً وَجَمَالاً، فَيَقُولُونَ: وَأَنْتُمْ وَاللهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حسناً وَجَمَالاً». (¬2) =صحيح أَوْصَاف تُربَة الْجَنَّة 1968 - عَنْ أَبِي سَعيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ بنَ صَياد سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ تُرْبَة الْجَنَّة؟ فَقَالَ: «دَرْمَكَة بَيْضَاء مِسكٌ خَالِص». (¬3) =صحيح أَوْصَاف مساكن الْجَنَّة 1969 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «بِنَاءُ الْجَنَّة لَبِنَة مِنْ ذَهَب، وَلَبِنَة مِنْ فِضَّة». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) ابن ماجه (1601) باب ما جاء فيمن عزى مصابا، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) مسلم (2833) باب في سوق الجنة وما ينالون فيها من النعيم والجمال، ابن حبان (7382)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) مسلم (2928) باب ذكر بن صائد. (¬4) أحمد (8732)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح".

عمل ثوابه قصر في الجنة

1970 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «خَلَقَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْجَنَّة، لَبِنَة مِنْ ذَهَب وَلَبِنَة مِنْ فِضَّة، وَغَرَسَهَا، وَقَالَ لَهَا: تَكَلَّمِي فَقَالَتْ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤمِنُونَ}. فَدَخَلَتْهَا الْمَلاَئِكَة، فَقَالَت طُوبَاكِ مَنْزِل الْمُلُوكِ». (¬1) =صحيح 1971 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «بِنَاءُ الْجَنَّةِ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّة». (¬2) =صحيح عَمَل ثَوَابُه قَصْر فِي الْجَنَّة 1972 - مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ». فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِذَنْ أَسْتَكْثِرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ». (¬3) =حسن 1972 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد} حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْر مَرَّات بَنَى اللهُ لَهُ قَصْراً فِي الْجَنَّة». (¬4) =حسن 1973 - عن سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ نَبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، بُنِيَ لَهُ بِهَا قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَرَأَ عِشْرِينَ مَرَّةً، بُنِيَ لَهُ ¬

_ (¬1) كشف الأستار عن زوائد البزار (3507) باب في بناء الجنة، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (2662)، الترغيب والترهيب (3714)، (¬2) أحمد (8732)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح". (¬3) أحمد (15648)، تعليق الألباني "حسن". صحيح الجامع (6472)، الصحيحة (589). (¬4) عمل اليوم والليلة لابن السني (692)، تعليق الألباني "حسن"، الصحيحة (589).

بِهَا قَصْرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَرَأَهَا ثَلاثِينَ مَرَّةً، بُنِيَ لَهُ بِهَا ثَلاثَةُ قُصُور فِي الْجَنَّةِ». فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِذَنْ لَتَكْثُرَنَّ قُصُورُنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُ أَوْسَعُ مِنْ ذَلِكَ». (¬1) ... (¬2) *صحيح 1974 - عَنْ أُمِّ حَبِيبَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ». (¬3) =صحيح 1975 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا عَادَ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، أَوْ زَارَهُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ مَنْزِلاً (¬4) فِي الْجَنَّةِ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) الدارمي (3429) باب في فضل {قل هو الله أحد}، تعليق ابن كثير "مرسل جيد" التفسير (4/ 733)، تعليق الألباني "إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي عقيل واسمه زهرة بن معبد فهو من رجال البخاري وحده"، الصحيحة تحت الحديث (589). (¬2) رجال هذا الحديث رجال البخاري بل من أوثق رجال البخاري، وإليك سند الحديث حدثنا عبد اللهُ بن يزيد [هو المقرئ قال عنه بن حجر: ثقة فاضل] حدثنا حيوة [هو بن شريح بن صفوان قال عنه بن حجر: ثقة ثبت فقيه زاهد] قال: أخبرني أبو عقيل [وهو زهرة بن معبد قال عنه ابن حجر: ثقة عابد] أنه سمع سعيد بن المسيب [قال عنه بن حجر: أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل وقال بن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علما منه] يقول أن نبي اللهُ - صلى الله عليه وسلم - قال .. فذكره والحديث مرسل قال يحيى بن معين "أصح المراسيل مراسيل سعيد بن المسيب"، وقال أحمد بن حنبل "مرسلات سعيد بن المسيب أصح المراسيل"، وقال الشافعي "إرسال ابن المسيب عندنا حسن"، وقال بعض أصحاب الشافعي "أراد أن مرسل سعيد بن المسيب حجة"، الكفاية في علم الرواية [1/ 404]؛ وقال الشافعي أيضا "إن الحديث المرسل إذا روي من طريق آخر مسندا فإن المرسل يرتقي إلى مرتبة الحجة". وقد توفَّر شرط الشافعي في هذا الحديث، فقد رواه الإمام أحمد متصلا ولكن بسند ضعيف، (15648)، ورواه الدارمي مرسل وإسناده صحيح. (¬3) مسلم (728) باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن، واللفظ له، النسائي (1809)، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) قال الأمير علاء في ترجمته لباب هذا الحديث: ذكر بناء الله جل وعلا منزلا في الجنة لمن زار أخاه المسلم أو عاده في الله جل وعلا. (¬5) البخاري (439) باب من بنى مسجدا، مسلم (533) باب في بناء المساجد، ابن ماجه (736) باب من بنى لله مسجدا، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح".

أوصاف خيام الجنة

1976 - عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى الضُّحَى أَرْبَعاً وَقَبْلَ الأولَى (¬1) أَرْبَعاً بُنِىَ لَهُ بِهَا بَيت فِي الْجَنَّة». (¬2) =حسن 1977 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَدَّ فُرْجَه بَنَى اللهُ لَهُ بَيتاً فِي الْجَنَّة وَرَفَعَهُ بِهَا دَرَجَة». (¬3) =صحيح 1978 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبِضِ (¬4) الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ (¬5) وَإِنْ كَانَ مُحِقاً، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحاً، وَبِبَيْتِ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حسن خُلُقَهُ». (¬6) =حسن أَوْصَاف خِيَام الْجَنَّة 1979 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «فِي الْجَنَّة خَيْمَة مِن لُؤْلؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلاً فِي كُلِّ زَاوِيَة مِنْهَا أَهْل مَا يَرَونَ الآخَرِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِم الْمُؤمِن». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) قبل الأولى: أي: قبل الظهر، الأولى هي صلاة الظهر. (¬2) المعجم الصغير (4753)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (6340)، الصحيحة (2349). (¬3) أمالي المحاملي (36/ 2)، الصحيحة (1892)، تعليق الألباني "هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبد العزيز الجروي، فهو من شيوخ البخاري". (¬4) ربض الجنة: أسفل الجنة. (¬5) المراء: الجدال. (¬6) أَبو داود (4800) باب في حسن الخلق، تعليق الألباني "حسن". (¬7) متفق عليه، البخاري (4598) باب {حور مقصورات في الخيام} ومسلم (2838) باب في صفة الجنة وما للمؤمن فيها من الأهلين، واللفظ له.

أماكن وجود الخيام

1980 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ لِلْمُؤْمِن فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ، طُولُهَا سِتُّونَ مِيلاً لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ (¬1) يَطُوفُ عَلَيْهِمُ الْمُؤْمِنُ، فَلاَ يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضاً». (¬2) =صحيح 1981 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «الْخَيْمَة دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ فَرسَخٌ (¬3) فِي فَرْسَخِ لَهَا أَرْبَعَةُ آلاَفِ مِصْرَاعٍ مِنْ ذَهبٍ». (¬4) =صحيح أَمَاكِن وُجُود الْخِيَام 1982 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَتَاهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي فِي مَجْرَى الْمَاءِ فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ أَوْ أَعْطَاكَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ». (¬5) =صحيح 1983 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّة فَإِذَا أَنَا بِنَهْر يَجْرِي، بَيَاضُهُ بَيَاضُ اللَّبَنِ، وَأَحْلَىَ مِنَ الْعَسَلِ، وَحَافَتَاهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ، فَضَرَبتُ بِيَدِي، فَإِذَا الثَّرَى مِسْكٌ أَذْفَرُ، فَقُلتُ لِجِبْرِيلَ: مَا هَذَا فَقَالَ: هَذَا الْكَوْثَر الذَّيِ أَعْطَاكَهُ اللهُ». (¬6) =صحيح ¬

_ (¬1) أهلون: زوجات. (¬2) متفق عليه، البخاري (3243) باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، ومسلم (2838 (الباب السابق، واللفظ له. (¬3) فرسخ: الفرسخ ثلاثة أميال أو ستة. (¬4) صفة الجنة لابن أبي الدنيا (314)، البعث والنشور للبيهقي (291)، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3716). (¬5) أحمد (12172)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬6) ابن حبان (6439)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

أوصاف أشجار الجنة وثمارها

1984 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ، إِذا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ، فَإِذَا طِينهُ أَوْ طِيَبهُ مِسْكٌ أَذْفَرَ (¬1)». (¬2) =صحيح 1985 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى السَّمَاءِ قَالَ: «أَتَيْتُ عَلَى نَهْرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفاً، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ». (¬3) =صحيح أَوْصاَف أَشْجَار الْجَنَّة وَثِمَارها 1986 - عَنْ سَعيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ الْجَوَادَ الْمُضَمَّرَ (¬4) السَّرِيعَ، مِائَةَ عَامٍ مَا يَقْطَعُهَا». (¬5) =صحيح 1987 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عن رَسُولُ اللهُ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّة شَجَرَة يَسِير الرَّاكِب فِي ظِلّها مَائَة سَنَة». (¬6) =صحيح 1988 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ إِلاَّ وَسَاقُهَا مِنْ ذَهَبٍ». (¬7) =صحيح ¬

_ (¬1) الأذفر الذي اشتدت رائحته. (¬2) البخاري (6581) باب في الحوض. (¬3) البخاري (4964 (سورة الكوثر أنآ أعطيناك الكوثر. (¬4) المضمر: هو هزيل البطن قليل الحم. (¬5) متفق عليه، البخاري (6553) باب صفة الجنة والنار، واللفظ له، مسلم (2828) باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها. (¬6) أحمد (9831)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬7) الترمذي (2525) باب ما جاء في صفة شجر الجنة، تعليق الألباني "صحيح".

1989 - عَنْ جَرِير قَالَ: قَالَ سُلْمَان: «يَا جَرِير لَوْ طَلَبْتَ فِي الْجَنَّة مِثلَ هَذَا الْعُود لَمْ تَجِدْهُ». قَالَ قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِالله فَأَيْنَ النَّخْل وَالشَّجَر وَالثَّمَر؟ فَقَالَ: «أُصُولُهَا اللُّؤْلُؤ وَالذَّهَب وَأَعْلاَها الثَّمَار». (¬1) =صحيح 1990 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «نَخَل الْجَنَّة: جُذُوعهَا زَمُرَّد أَخْضَر، وَكُربُهَا ذَهَبٌ أَحْمَر، وَسَعَفهَا كِسوَة أَهْل الْجَنَّة مِنهَا مقَطَعاتهُم وَحُلَلهم». (¬2) =صحيح 1991 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {فِيهَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّان}. قَالَ: نَخْلُ الْجَنَّةِ جُذُوعهَا زمُرُّد أَخْضَر وَكرانيفَهَا ذَهَبٌ أَحْمَر وَسَعفُهَا كِسْوَهٌ لأَهْلِ الْجَنَّةِ، مِنْهَا مُقَطَّعاتُهمْ وَحُلَلُهُمْ، وَثِمَرُهَا أَمْثَالُ الْقِلاَلِ وَالدِّلاَءِ (¬3) أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَليَنُ مِنَ الزُّبْدِ، وَلَيْسَ لَهَا عَجَمٌ (¬4)». (¬5) =صحيح 1992 - عَنْ عُتبَة بْنِ عَبد السُّلَمِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَاءَ أَعْرَابِيّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَسْمَعك تَذْكُر شَجَرَة فِي الْجَنَّة لاَ أَعْلَم فِي الدُّنيَا شَجَرَة أَكْثَرُ شَوْكاً مِنهَا يَعْنِي الطَّلْح فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «فَإِنَّ اللهَ يَجْعَلُ مَكَانَ كُلِّ شَوْكَة مِثلَ خصَية التَّيس الْمَلْبُود - يَعْنِي الْمَخْصِي - ¬

_ (¬1) جزاء من حديث تقدم برقم (1865). (¬2) الزهد لابن السري (99) إسناده صحيح على شرط مسلم. (¬3) الدلاء: مفردها دلو وهو مثل ضرب لحجم الثمر. (¬4) عجم: أي: نوى. (¬5) مستدرك الحاكم (3776) تفسير سورة الرحمن، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (5391).

عمل ثوابه اشجار الجنة

فِيهَا سَبْعُونَ لَوْناً مِنَ الطَّعَام لاَ يُشْبَه لَونه لَون الآخَر». (¬1) ... (¬2) *صحيح 1993 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «انْتَهَيْتُ إِلَى السِّدْرَةِ، فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ الْجِرَارِ، وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ، فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا غَشِيَهَا، تَحَوَّلَتْ يَاقُوتًا أَوْ زُمُرُّدًا أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ». (¬3) =صحيح 1994 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «رُفِعَتْ لِي سِدْرَة الْمُنْتَهَى فِي السَّمَاء السَّابِعَة نِبقهَا مِثل قِلالِ هَجَر وَوَرَقها مِثل آذَان الْفِيَلَة يَخْرُجُ مِنْ سَاقِها نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيل مَا هَذَانِ؟ قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّة وَأَمَّا الظَّاهِرَان فَالنِّيل وَالْفُرَات». (¬4) =صحيح عَمَل ثَوَابُه اشْجَار الْجَنَّة 1995 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ الله الْعَظِيم وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَهٌ فِي الْجَنَّةِ». (¬5) =صحيح 1996 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ ¬

_ (¬1) مسند الشاميين (492)، المعجم الكبير (318). (¬2) قال الألباني "أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 130 / 318)، وفي مسند الشاميين (ص 91 (عن يحيى بن حمزة عن ثور بن يزيد عن حبيب بن عبيد عن عتبة بن عبد السلمي قال: كنت جالسا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء أعرابي فقال: يا رسول الله أسمعك تذكر شجرة في الجنة لا أعلم في الدنيا أكثر شوكا منها، يعني الطلح، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فإن الله .. قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال البخاري غير حبيب بن عبيد، فهو من رجال مسلم. وقال الهيثمي (10/ 414 («رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح». وللحديث شاهد من رواية سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا نحوه. أخرجه الحاكم (2/ 476)، وقال: «صحيح الإسناد». ووافقه الذهبي". الصحيحة (2734). (¬3) أحمد (12323)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬4) أحمد (12695)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬5) الترمذي (3464)، تعليق الألباني "صحيح".

أنهار الجنة

الْعَظِيمَ غُرِسَ لَهُ شَجَرَة فِي الْجَنَّةِ». (¬1) =صحيح 1997 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَكْثِروُا مِنْ غِرَسِ الْجَنَّةِ فَإِنَّهُ عَذْبٌ مَاؤُهَا، طَيِّبٌ تُرَابُهَا، فَأَكْثِروُا مِنْ غِرَاسِهَا: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَةَ إِلاَّ بِاللهِ». (¬2) =حسن 1998 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَغْرِسُ غَرْساً فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! مَا الَّذِي تَغْرِسُ؟». قُلْتُ: غِراساً لِي، قَالَ: «أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى غِراسٍ خَيرٍ لَكَ مِنْ هَذَا». قَالَ: بَلَى، يَا رَسُولُ اللهِ، قَالَ: «قُلْ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ، يُغْرَسُ لَكَ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ». (¬3) =صحيح 1999 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقِيْتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أَقْرِئ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ، وَأَخْبِرهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيْعَانٌ (¬4) وَأَنَّ غِرَاسَهَا: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ». (¬5) =حسن أَنْهَار الْجَنَّة 2000 - عِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «سَيْحَانُ ¬

_ (¬1) ابن حبان (824)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) المعجم الكبير (13354)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1213). (¬3) ابن ماجه (3807) باب فضل التسبيح، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) قيعان: مفردها قاع: وهو منبسط من الأرض متّسِع. (¬5) الترمذي (3462)، تعليق الألباني "حسن".

وَجَيْحَانُ وَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ». (¬1) =صحيح 2001 - عَنِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الشُّهَدَاء عَلَى بَارِق، نَهْر بِبَاب الْجَنَّة فِي قُبَّة خَضْرَاء، يَخْرُجُ إِلَيهِم رِزقهُم مِنَ الْجَنَّة بُكْرَة وَعَشِيًّا». (¬2) =حسن 2002 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «لَعَلَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ أَنْهَار الْجَنَّةِ أُخْدُود فِي الأرْضِ، لاَ وَاللهِ إِنَّهَا لَسَائِحَةٌ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، أَحَد حَافَتَيهَا اللُّؤْلُؤ والأخْرَى اليَاقُوت وَطِيْنَه الْمِسْكُ الأذْفِر». قُلْتُ: مَا الأذْفِر؟ قَالَ: «الَّذِي لاَ خَلْط لَهُ». (¬3) =صحيح 2003 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أُعْطِيتُ الْكَوْثَر فَإِذَا هُوَ نَهْرٌ يَجْرِي كَذَا عَلَى وَجْه الأَرْض حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤلُؤ لَيْسَ مشفوفا فَضَرَبتُ بِيَدِي إِلَى تُرْبَتِهِ فَإِذَا مسكَة ذفرَة وَإِذَا حَصَاهُ اللُّؤلُؤ». (¬4) =صحيح 2004 - عن حَكيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) مسلم (2839) باب ما في الدنيا من أنهار الجنة، أحمد (7873)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬2) أحمد (2390)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، مستدرك الحاكم (2403)، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم"، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3742)، تعليق أحمد شاكر "إسناد صحيح"، وقال الهيثمي: رواه أحمد واسناده رجاله ثقات، وقال بن كثير: تفرد به أحمد وقد رواه بن جرير - فذكر الإسناد وقال - «وهو إسناد جيد». (¬3) صفة الجنة لابن أبي الدنيا (66)، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3723)، السلسلة الصحيحة (2513)، (¬4) أحمد (12564)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

نهر الكوثر

قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَحْرَ الْمَاءِ، وَبَحْرَ الْعَسَلِ، وَبَحْرَ اللَّبَنِ، وَبَحْرَ الْخَمْرِ، ثُمَّ تُشَقّقُ الأَنْهَارُ بَعْدُ». (¬1) =صحيح نَهْر الْكَوْثَر 2005 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَتَاهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي فِي مَجْرَى الْمَاءِ فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ أَوْ أَعْطَاكَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ». (¬2) =صحيح 2006 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ، فَإِذَا طِينهُ أَوْ طِيَبهُ مِسْكٌ أَذْفَرَ (¬3)». (¬4) =صحيح 2007 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى السَّمَاءِ قَالَ: «أَتَيْتُ عَلَى نَهْرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفاً، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ». (¬5) =صحيح 2008 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) الترمذي (2571) باب ما جاء في صفة أنهار الجنة، تعليق الألباني "صحيح"، السلسلة الصحيحة (2513). (¬2) أحمد (12172)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬3) الأذفر: هو الذي اشتدت رائحته. (¬4) البخاري (6581) باب في الحوض. (¬5) البخاري (4964 (سورة الكوثر أنآ أعطيناك الكوثر.

أوصاف طير الجنة

«الْكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ حَافَتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ، وَمَجْرَاهُ عَلَى الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، تُرْبَتَهُ أَطْيِبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَمَاؤُهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَأَبِيضُ مِنَ الثَّلْجِ». (¬1) =صحيح أَمَاكِن خُرُوجُ أَنْهَار الْجَنَّة 2009 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ تِلاَلِ - أَوْ مِنْ تَحْتِ جِبَالِ - الْمِسْكِ». (¬2) =حسن صحيح 2010 - عَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «رُفِعَتْ لِي سِدْرَة الْمُنْتَهَى فِي السَّمَاء السَّابِعَة نِبقهَا مِثل قِلالِ هَجَر وَوَرَقها مِثل آذَان الْفِيَلَة يَخْرُجُ مِنْ سَاقِها نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيل مَا هَذَانِ؟ قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّة وَأَمَّا الظَّاهِرَان فَالنِّيل وَالْفُرَات». (¬3) =صحيح 2011 - عَنْ عبَادَة بْنِ الصَّامِت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْجَنَّة مِائَة دَرَجَة مَا بَينَ كُلّ دَرَجَتَينِ مَسِيرَةُ مِائَةُ عَامٍ، وَالْفِردَوس أَعْلاَهَا دَرَجَة وَمِنهُا تُفَجَّر الأَنْهَارُ الأَرْبَعَة وَالْعَرشُ مِن فَوقِهَا فَإِذَا سَأَلْتُم اللهَ فَاسأَلُوهُ الْفِردَوس الأَعْلَى». (¬4) =صحيح أَوْصاَف طَير الْجَنَّة 2012 - عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «إِنَّ طَيْرَ الْجَنَّةِ ¬

_ (¬1) الترمذي (3361)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) ابن حبان (7365)، تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن". (¬3) أحمد (12695)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (¬4) الأحاديث المختارة (394)، واللفظ له، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح"، الترمذي (2531)، تعليق الألباني "صحيح".

أول طعام أهل الجنة

كَأَمْثَالِ الْبُخْتِ (¬1) تَرْعَى فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ». فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَطَيْرٌ نَاعِمَةٌ؟ فَقَالَ: أَكَلَتُهَا (¬2) أَنْعَمُ مِنْهَا - قَالَهَا ثَلاَثًا - وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَأْكُلُ مِنْهَا يَا أَبَا بَكْرٍ». (¬3) =صحيح 2013 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سُئلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا الْكَوْثَرُ؟ قَالَ: «ذَاكَ نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ اللهُ - يَعْنِي فِي الْجَنَّةِ - أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، فِيهِ طَيْرٌ أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْجُزُرِ (¬4)». قَالَ عُمَر: إِنَّ هَذِهِ لَنَاعِمَةٌ، قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَكَلَتُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا». (¬5) =حسن صحيح 2014 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْكَوْثَر؟ فَقَالَ: «هُوَ نَهْرٌ أَعْطَانِيه الله عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّة، تُرابهُ الْمِسك مَاؤُه أَبيَض مِنَ اللَّبَن وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ تَرِدُهُ طَيرٌ أَعْنَاقهَا مِثلَ أَعْنَاقِ الْجُزُر». قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ؟ فَقَالَ: «أَكَلَتُهَا أَنْعَمُ مِنهَا». (¬6) =صحيح أَوْل طَعَام أَهْل الْجَنَّة 2015 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَوَّلُ شَيْءٍ ¬

_ (¬1) البخت: الجمال. (¬2) أكلتها أنعم منها: أي: الذين يأكلون هذه الطير أنعم منها. (¬3) أحمد (13335)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح". (¬4) الجزر: مفردها جزور وهو الجمل. (¬5) الترمذي (2542) باب ما جاء في صفة طير الجنة، تعليق الألباني "حسن صحيح". (¬6) أحمد (13500)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح".

يَأْكُلهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ زِيَادَةُ (¬1) كَبْدِ الْحُوتِ». (¬2) =صحيح 2016 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدِمَ الْمَدَيْنَةَ فَأَتَى عَبْدُ اللهِ بن سَلاَمٍ فَقَالَ: أَنِي سَائِلُكَ عَنْ أَشْيَاءٍ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ نَبِي فَإِنْ أَنْتَ أَخْبَرتَنِي بِهَا آمَنْتُ بِكَ [وَمِنْ أَسْئِلَتِهِ] عَنْ أَوَّلِ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَوَّلُ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: رَأْسُ ثَوْرٍ وَكَبِدُ حُوتٍ». (¬3) =صحيح 2017 - عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ كُنْتُ قَائِماً عِنْدَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَاءَ حَبْرٌ (¬4) مِنْ أَحْبَار الْيَهُودِ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، فَدَفَعْتُهُ دَفْعُةُ كَادَ يُصْرَعُ مِنْهَا، فَقَالَ لِمَ تَدْفَعُنِي؟ فَقُلْتُ: أَلاَ تَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: الْيَهُودِيُّ إِنَّمَا نَدْعُوهُ بِاسْمِهِ الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اسْمِي مُحَمَّدٌ الَّذِي سَمَّانِي بِهِ أَهْلِي» فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيَنْفَعُكَ شَيْءٌ إِنْ حَدَثْتُكَ؟». قَالَ: أَسْمَعُ بِأُذُنيَّ فَنَكَتَ (¬5) رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعُودِ مَعَهُ، فَقَالَ: «سَلْ». فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ}. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «هُمْ فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ». قَالَ: فَمَنْ أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَةً؟ (¬6) قَالَ: «فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ». قَالَ الْيَهُودِيُّ: فَمَا تُحْفَتُهُمْ حِيْنَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةِ (¬7) قَالَ: «زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ». قَالَ: فَمَا ¬

_ (¬1) زيادة كبد الحوت: هي القطعة المنفردة المعلقة في الكبد وهي أطيبها. (¬2) مسند الطيالسي (2051)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2567). (¬3) ابن حبان (7380)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬4) حبر: عالم. (¬5) ينكت: أي: يضرب بطرفه الأرض مرة بعد مرة وذلك فعل المفكر المهموم. (¬6) إجازة: أي: عبورا. (¬7) فما تحفتهم .. : هي ما يهدى إلى الرجل ويخص به ويلاطف.

صفة أهل الجنة في أكلهم وشربهم

غِذَاؤُهُمْ (¬1) عَلَى إِثْرِهَا؟ قَالَ: «يُنْحَرُ لَهُمْ ثَوْرُ الْجَنَّةِ الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِهَا». قَالَ: فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَيْهِ؟ قَالَ: «مِنْ عَيْنٍ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً». قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: وَجِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ مِنَ أَهْلِ الأَرْضِ إِلاَّ نَبِي أَوْ رَجُلٌ أَوْ رَجُلاَنِ قَالَ: «يَنْفَعُكَ إِنْ حَدَّثْتُكَ؟» قَالَ: أَسْمَعُ بِأُذُنيَّ، قَالَ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنِ الْوَلَدِ؟ قَالَ: «مَاءَ الرَّجُلِ أَبِيضُ وَمَاءُ الْمَرأَةِ أَصْفَرُ، فَإِذَا اجْتَمَعَا فَعَلاَ مَنِيُّ الرَّجُلِ مَنِيُّ الْمَرأَةِ أَذْكَرَا (¬2) بِإِذْنِ اللهِ، وَإِذَا عَلاَ مَنِيُّ الْمَرأَةِ مَنِيُّ الرَّجُلِ آنَثَا (¬3) بِإِذْنِ اللهِ». قَالَ الْيَهُودِيُّ: لَقَدْ صَدَقْتَ وَإِنَّكَ لَنَبِيٌّ، ثُمَّ انَصَرَفَ فَذَهَبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ سَأَلَنِي هَذَا عَنْ الَّذِي سَأَلَنِي عَنْهُ وَمَالِي عِلْمٌ بِشَيْءٍ مِنْهُ حَتَّى أَتَانِي اللهُ بِهِ». (¬4) =صحيح صِفَة أَهْل الْجَنَّة فِي أَكْلهِم وَشُربهم 2018 - عَنْ زَيدِ بْنِ الأَرْقَمِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ! أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ فِيهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِئَةِ رَجُلٍ، فِي الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ». فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ تَكُونُ لَه الْحَاجَة؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «حَاجَتُهُمْ عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ ¬

_ (¬1) غذائهم: روي على وجهين غِذَائهم وغدائهم، قال القاضي عياض: هذا الثاني هو الصحيح وهو رواية الأكثر ين. (¬2) أذكر: أي: كان المولود ذكرا. (¬3) آنثا: أي: كان المولود أنثى. (¬4) مسلم (315) باب بيان صفة مني الرجل والمرأة وأن الولد مخلوق من مائهما، واللفظ له، ابن حبان (7379)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح".

فصل

جُلُودِهِمْ مِثْل الْمِسكِ فَإِذَا الْبَطْنُ قَدْ ضَمُر (¬1)». (¬2) =صحيح 2019 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيَشْتَهِي الشَّرَابَ مِنْ شَرابِ الْجَنَّةِ فَيَجِيءُ الإبْرِيقُ فَيَقَعُ فِي يَدِهِ فَيَشْرَبُ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى مَكَانِهِ». (¬3) =حسن فَصْل * لَقَدْ كَثُرَة الأَحَادِيث الْمُوضُوعَة وَالْمُكْذُوبَة عَنْ وَصفِ الْجَنَّةِ، وَلَكِنَّ الْجَنَّةِ لَو أَجْتَهَدَ أَفْصَح النَّاسِ مِنْ هَاؤُلاءِ لِيَصِفَهَا وَلَوْ للِتضْلِيلِ فَلَنْ يَصِفَهَا، قَالَ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحَدِيثِ الَّذِي يَرْوُيهِ ابْنُ عَبَّاسٍ: «لَيْسَ الْخَبَرُ كَالمُعَايَنَةِ، قَالَ اللهُ لِمُوسَى: إِنَّ قَوْمَكَ صَنَعُوا كَذَا وَكَذَا (¬4) فَلمَّا يُبَالِ، فَلَمَّا عَايَنَ أَلْقَى الأَلوَاحَ». (¬5) =صحيح * وَكَذَلِكَ الْجَنَّة الَّذِي يَرَاهَا لَوْ اجْتَهَدَ فِي وَصْفِهَا فَلَنْ يَصِفَهَا لِغَيرِه كَمَا رَآهَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ وَصْفِ نِسَاء الْجَنَّةِ «لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلأَتْهُ رِيْحاً وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا». مَنْ كَانَتَ بِهَاذِهِ الأوْصَاف، وَبِهَذَا الْجِسم الصَّغِير الذي أَضَاءَ مَابَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَمَلأَهُ طِيباً، مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصِفَ جَمَالَهَا؟. ¬

_ (¬1) قد ضمر: أي: أنهضم ما فيه. (¬2) ابن حبان (7381)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬3) صفة الجنة لابن أبي الدنيا (128)، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (3738). (¬4) هو خبر عبادتهم للعجل. (¬5) ابن حبان (6180)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح".

ما جاء في أبأس أهل الأرض إذا أدخل الجنة كيف يكون حاله

مَا جَاءَ فِي أَبْأَسِ أَهْل الأرْضِ إِذَا أُدْخِلَ الْجَنَّة كَيفَ يَكُونُ حَالُهُ 2020 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا، مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ: يَا بْنَ آدَمَ! هَلْ رَأَيْتَ خَيْراً قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لا وَاللهِ يَا رَبِّ! وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْساً فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا بْنَ آدَمَ! هَلْ رَأَيْتَ بُؤْساً قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لا وَاللهِ يَا رَبِّ! مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ وَلاَ رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ». (¬1) =صحيح رُؤيَة اللهِ سُبْحَانَه فِي الْجَنَّة 2021 - عَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي قَوْلِهِ {لِلَّذِينَ أَحسنواْ الْحسنى وَزِيَادَةٌ}. قَالَ: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ نَادَى مُنَادٍ: إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ مَوْعِداً، قَالُوا: أَلَمْ يُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَيُنَجِّينَا مِنَ النَّارِ وَيُدْخِلَنَا الْجَنَّةَ؟ قَالُوا: بَلَى قَالَ: فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ، قَالَ: فَوَاللهِ! مَا أَعْطَاهُمْ شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ». (¬2) =صحيح 2022 - عَنْ أَبِي سَعْيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «هَلْ تُضَارُّونَ (¬3) فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ إِذَا كَانَتْ صَحْواً؟». قُلْنَا: لاَ، قَالَ: «فَإِنَّكُمْ لاَ تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئذِ إِلاَّ ¬

_ (¬1) مسلم (2807) باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار وصبغ أشدهم بؤسا في الجنة، أحمد (13134)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) الترمذي (2552) باب ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى، تعليق الألباني "صحيح". (¬3) هل تضارون: أي: هل يحصل لكم تزاحم وتنازع يتضرر به بعضكم من بعض.

كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا». ثُمَّ قَالَ: «يُنَادِي مُنَادِ: لِيَذْهَبَ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونْ، فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ، وَأَصْحَابُ الأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ، وَأَصْحَابُ كُلُّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِم حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ، مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ وَغَبَرَاتٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ، فَيُقَالُ لِليَهُودِ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْراً ابْنُ اللهِ، فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ للهِ صَاحِبَةٌ وَلاَ وَلَدٌ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا، فَيُقَالُ: اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُقَالُ لْلنَّصَارَى: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنُ اللهِ، فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ للهِ صَاحِبَةٌ وَلاَ وَلَدٌ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا، فَيُقَالُ: اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ، حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُد اللهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا يَحْبِسَكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ؟ فَيَقُولُونَ: فَارَقْنَاهُمْ وَنَحْنُ أَحَوجُ مِنَّا إِلَيهِ الْيَومَ (¬1) وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِيَلْحَق، كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا، قَالَ: فَيَأْتِيَهُمْ الْجَبَّارُ فِي صُورَةٍ غَيْرَ صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبَّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنّتَ رَبُّنَا فَلاَ يُكَلِّمهُ إِلاَّ الأَنْبِياءُ، فَيَقُولُ: هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةً تَعْرِفُونَهَ؟ فَيَقُولُونَ: السَّاق، فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، وَيَبْقُى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ للهِ رَيَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ كَيمَا يَسْجُدُ فَيَعُودُ ظَهْرَهُ طَبَقاً وَاحِداً، ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجِسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ». قُلنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا الْجِسْر؟ قَالَ: «مَدْحَضَةٌ مَزَلَةٌ (¬2) عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلاَلِيبُ وَحَسَكَةٌ ¬

_ (¬1) فارقناهم ونحن أحوج منا إليهم اليوم: معناه التضرع إلى الله في كشف الشدة عنهم بأنهم لزموا طاعته وفارقوا في الدنيا من زاغ عن طاعته من أقاربهم مع حاجتهم إليهم في معاشهم ومصالح دنياهم كما جرى لِمُؤْمِنِي الصحابة حين قاطعوا من أقاربهم من حاد الله ورسوله مع حاجتهم إليهم والارتفاق بهم. (¬2) دحض مزلة: الدحض والمزله بمعنى واحد: وهو الموضع الذي تزل فيه الأقدام ولا تستقر.

مُفَلْطَحَةٌ (¬1) لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاء، تَكُونُ بِنَجْد يُقَالُ لَهَا: السَّعْدَان، الْمُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَنَاجِ مَخْدُوشٌ وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ (¬2) حَتَّى يَمُرُّ آخِرَهُمْ يُسْحَبُ سَحْباً فَمَا أَنْتُمْ بَأَشَدَّ لِي مُنَاشَدَةً فِي الْحَقِّ، قَدْ تَبَينَ لَكُمْ مِنَ الْمُؤْمِن يَوْمَئذٍ لِلجَبَّارِ، وَإِذَا رَأَوا أَنَّهُم قَدْ نَجوْا فِي إِخْوُانِهِم، يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوُانَنَا، كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا، فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدَتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ دِينَارٍ مِنْ إِيْمَانٍ فَأَخْرِجُوه، وَيُحَرِّمُ اللهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (¬3) فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُم قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمَهِ وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيهِ فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ نِصفُ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدَتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةِ مِنْ إِيْمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا». قَالَ أَبُو سَعْيدٍ: فَإِنْ لَمْ تُصَدِقُونِي فَاقْرَؤُوا {إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حسنةً يُضَاعِفْهَا} فَيَشْفَعُ النَّبِيوُنَ وَالْمَلاَئِكَةَ وَالْمُؤْمِنُونَ، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَقِيَتْ شَفَاعَتِي فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فَيُخْرِجُ أَقْوَاماً قَدْ امْتَحَشُوا، فَيُلْقَونَ فِي نَهْر بَأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ، يُقَالُ لَهُ: مَاءَ الْحَيَاةِ، فَيَنْبِتُونَ فِي حَافَتَيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَةِ وَإِلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ، فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كَانَ أَخْضَرَ، وَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبِيضَ، فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤْ، ¬

_ (¬1) الحسكة: شوك صلب من حديد. (¬2) المعنى: أن الناس على الصراط ثلاثة أقسام: قسم يسلم فلا يناله شيء، وقسم يخدش ثم يرسل فيخلص، وقسم يكردس ويلقى في جهنم. (¬3) ويحرم الله صورهم على النار: يفسر هذا قوله - صلى الله عليه وسلم - «تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود، حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود».

ما جاء في أعظم نعيم بعد رؤية الله تعالى

فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِيمَ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلاَءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ أَدْخَلَهُمْ الْجَنَّةِ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمَلُوهُ وَلاَ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلَهُ مَعَهُ». (¬1) =صحيح مَا جَاءَ فِي أَعْظَم نَعِيم بَعْدَ رُؤيَة الله تَعَالَى 2023 - عَنْ جَابِر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - «إِذَا دَخَلَ أَهْل الْجَنَّة الْجَنَّة، قَالَ اللهُ هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئاً فَأَزيدَكُموه؟ قَالُوا: يَا رَبَّنَا وَهَلْ بِقَيِ شَيءٌ إِلاَّ قَدْ نلنَاهُ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ رِضَائِي فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُم أَبَداً». (¬2) =صحيح 2024 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ يَقُولُ لأَهْل الْجَنَّة: يَا أَهِل الْجَنَّة؟ فَيَقُولُونَ: لَبيكَ وَسَعْدَيكَ وَالْخَيرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُم؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى يَا رَب وَقَدْ أَعْطَيتَنَا مَا لَمْ تُعطِ أَحَداً مِن خَلْقِكَ، فَيَقُولُ أَلاَ أُعْطِيكُم أَفْضَل مِن ذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبّ وَأَيُّ شَيء أَفْضَل مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيكُم رِضْوَانِي فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُم بَعْدَهُ أَبَداً». (¬3) =صحيح ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (7439) باب قول الله تعالى {وجوه يومئذ ناضر ة إلى ربها ناظرة}، مسلم (183) باب معرفة طريق الرؤية. (¬2) صفة الجنة لأبي نعيم (301)، واللفظ له، مستدرك الحاكم (276) كتاب الإيمان، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقد تابع الأشجعي محمد بن يوسف الفريابي على إسناده ومتنه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرطهم". (¬3) متفق عليه، البخاري (78) باب كلام الرب مع أهل الجنة، واللفظ له، مسلم (2829) باب إحلال الرضوان على أهل الجنة فلا يسخط عليهم أبدا.

ما جاء في قرب الجنة وأن الكل يدخلها إلا من أبى

مَا جَاءَ فِي قُرب الْجَنَّة وَأَنَّ الْكُلَّ يَدخُلهَا إِلاَّ مَن أَبَى 2025 - عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «الْجَنَّةٌ أَقْرَبُ إِلَى أَحِدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ (¬1) نَعْلِهِ وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ». (¬2) =صحيح 2026 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَتَدْخُلُنَّ الْجَنَّةَ كُلُّكُمْ، إِلاَّ مَنْ أَبِى وَشَرَدَ عَلَى اللهِ كَشِرَادِ الْبَعِيرِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَنْ يَأْبَى أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدَ أَبِى». (¬3) =صحيح عَمَل بِهِ يَسْهل الوُصُول إِلَى الْجَنَّة 2027 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً: سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقاً مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُه». (¬4) =صحيح مَنْ سَئَلَ الله الْجَنَّة وَسْتَجَارَ مِنَ النَّار 2028 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا اسْتَجَارَ عَبْدٌ مِنَ النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي يَوْمٍ إِلاَّ قَالَتْ النَّارُ: يَا رَبِّ! إِنَّ عَبْدَكَ ¬

_ (¬1) شراك نعله: أحد سيور النعل. (¬2) البخاري (6488) باب الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار كذلك. (¬3) ابن حبان (17)، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) مسلم (2699) باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، وابن حبان (84)، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".

فُلاَناً قَدْ اسْتَجَارَكَ مِنِّي فَأَجِرْهُ، وَلاَ يَسأَلُ الله عَبْد الْجَنَّةَ فِي يَوْمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلاَّ قَالَتْ الْجَنَّةُ: يَا رَبِّ! إِنَّ عَبْدَكَ فُلاَناً سَأَلَنِي فَأَدْخِلْهُ». (¬1) ... (¬2) *صحيح 2029 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الْجَنَّةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ! أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ! أَجِرهُ مِنَ النَّارِ». (¬3) =صحيح 2030 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا سَأَلَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْجَنَّةَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، إِلاَّ قَالَتْ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ! أَدْخِلْهُ الْجَنَّةِ، وَلاَ اسْتَجَارَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ مِنَ النَّاِر ثَلاثَ مَرَّاتٍ، إِلاَّ قَالَتْ النَّارُ: اللَّهُمَّ! أَجِرهُ». (¬4) =صحيح 2031 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ ثَلاَثًا، قَالَتْ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ ثَلاَثًا، قَالَتْ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ النَّارِ». (¬5) =صحيح 2032 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا سَأَلَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ ثَلاَثًا، إِلاَّ قَالَتْ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَلاَ ¬

_ (¬1) أبو يعلى (6192)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) قال الألباني "أخرجه أبو يعلى في مسنده (4/ 1472 - 1473 (والضياء أيضا في صفة الجنة (3/ 89 / 1 (: حدثنا أبو خيثمة أخبرنا جرير عن يونس عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. وقال الضياء: «هذا الحديث عندي على شرط الصحيحين». وكذا قال المنذري قبله في الترغيب (4/ 222 (وتبعهما ابن القيم في حادي الأرواح (1/ 148 (وهو كما قالوا ". الصحيحة (2506 ( (¬3) ابن ماجه (434) باب صفة الجنة، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن حبان (1010)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬5) أحمد (13196)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير بريد بن أبي مريم , فقد روى له البخاري في " الأدب المفرد " وأصحاب السنن , وهو ثق".

السؤل باسم الله الأعظم

اسْتَجَارَ مِنْ النَّارِ مُسْتَجِيرٌ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، إِلاَّ قَالَتْ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنْ النَّارِ». (¬1) =صحيح 2033 - وعنه رضي الله عنته قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا سَأَلَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْجَنَّةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَطُّ، إِلاَّ قَالَتْ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَلاَ اسْتَجَارَ مِنْ النَّارِ، إِلاَّ قَالَتْ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ». (¬2) =صحيح السُّؤل بِاسمِ اللهِ الأعْظَم 2034 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَه، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلاً يَقُولُ: اللَّهُمَّ! إِنِّي أَسْأَلُكَ بأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ». (¬3) =صحيح 2035 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلاً يَقُولُ: اللَّهُمَّ! إِنِّي أَسْأَلُكَ بأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدُكَ لا شَرِيكَ لَكَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، فَقَالَ: «لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ». (¬4) =حسن صحيح ¬

_ (¬1) أحمد (12607)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5630). (¬2) أحمد (13781)، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق". (¬3) ابن ماجه (3857) باب اسم الله الأعظم، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) ابن ماجه (3858) الباب السابق، تعليق الألباني "حسن صحيح".

سعة كرم الله تعالى وأنه يعطي على التمني

سِعَة كَرَمُ اللهِ تَعَالَى وَأَنَّهُ يُعْطِي عَلَى التَّمَنِّي 2036 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ يَمِينَ اللهِ مَلأى لاَ يَغِيُضَها (¬1) نَفَقَةٌ سَحَّاءُ (¬2) اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُنْقِص مَا فِي يَمِيْنِهِ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الأُخْرَى الْفَيضُ - أَوْ الْقَبْضُ - يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ». (¬3) =صحيح 2037 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَلامُ، فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ (¬4) فَفَقَأَ عَيْنَهُ، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لا يُرِيدُ الْمَوْتَ، قَالَ: فَرَدَّ اللهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيهِ، فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ (¬5) ثَوْرٍ فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ، سَنَةٌ (¬6) قَالَ: أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَهْ؟ (¬7) قَالَ ثُمَّ الْمَوْتُ، قَالَ: فَالآنَ، فَسَأَلَ اللهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «فَلَوْ كُنْتُ ثُمَّ لأرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ ¬

_ (¬1) لا يغيضها: أي: لا ينقصها. (¬2) سحاء: أي: دائمة الصب. (¬3) متفق عليه، البخاري (7419) باب وكان عرشه على الماء، هو رب العرش العظيم، والفظ له، مسلم (993) باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف. (¬4) صكه: أي: لطمه. (¬5) متن ثور: ظهره. (¬6) هذا من كرمة سبحانه فلم يزده سنة أو سنتين ونحوهما ولكن زاده بما غطت يده من الشعر، واليد عندما توضع على متن الثور فإنها تغطي المئات من الشعر. وأيضا ثبت عن أنس أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه غنما بين جبلين رواه مسلم وغيره وروى مسلما أيضا أنه - صلى الله عليه وسلم - أعطى صفوان بن أمية مائة من النعم ثم مائة ثم مائة، وأيضا أعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل وأعطى عيينة مثل ذلك متفق عليه، وإذا كان هذا كرم النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطي ثلاثة رجال خمسمائة من الإبل، فكيف بكرم الخالق جل وعلا؟. (¬7) مه: أي: ثم ماذا يكون؟ أحياة أم موت.

إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ، تَحْتَ الْكَثِيبِ الأحْمَرِ». (¬1) =صحيح 2038 - عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ». (¬2) =صحيح 2039 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِهِ صَادِقاً مِنْ قَلْبِهِ أَعْطَاهُ اللهُ أَجْرَ الشَّهَادَةِ». (¬3) =صحيح 2039 - عَنْ أَنَس بْنِ مَالِك رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَأَلَ الله الْقَتْلَ فِي سَبِيل اللهِ صَادِقاً ثُمَّ مَاتَ أَعْطَاهُ اللهُ أَجْرَ شَهِيد». (¬4) =صحيح 2040 - عَنْ أَبِي كَبْشَهَ الأنْمَارِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّمَا الدُّنْيَا لأرْبَعَةِ نَفَرٍ، عَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ مَالاً وَعِلْماً فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ للهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ عِلْماً وَلَمْ يَرْزُقهُ مَالاً فَهُوَ صَادِقُ النِّيةِ، يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالاَ لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِّيَتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ، وَعَبدٌ رَزَقَهُ اللهُ مَالاً وَلَمْ يَرزُقهُ عِلْماً فَهُوَ يَخْبط فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لاَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَلاَ يَعْلَمُ للهِ فِيهِ حَقًّا، ¬

_ (¬1) متفق عليه، البخاري (347) باب وفاة موسى وذكره بعد، مسلم (2372) باب من فضائل موسى - صلى الله عليه وسلم -، واللفظ له. (¬2) مسلم (1909) باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى، ابن حبان (3182)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الصحيح". (¬3) الترمذي (1654) باب ما جاء فيمن سأل الشهادة، تعليق الألباني "صحيح". (¬4) مستدرك الحاكم (2411) كتاب الجهاد، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم".

ما جاء في حب الله سبحانه وتعالى للمدح

فَهَذَا بِأخْبَثِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٌ لَمْ يَرزُقهُ اللهُ مَالاً وَلاَ عِلْماً فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِّيَتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ». (¬1) =صحيح مَا جَاء فِي حُب الله سُبحَانَه وَتَعَالَى لِلمَدح 2041 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ». (¬2) =صحيح مَا جَاءَ فِي سِعَة رَحْمَة اللهِ تَعَالَى 2042 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ تَعْلَمُونَ قَدْرَ رَحْمَةِ اللهِ لاتَّكَلْتُمْ - أًحْسِبُهُ قَالَ - عَلَيْهَا». (¬3) =صحيح 2043 - عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ بِيَدِهِ - قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ - رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي». (¬4) =حسن صحيح 2044 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ يَعلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا ¬

_ (¬1) جزء من حديث تقدم برقم (369)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) متفق عليه، البخاري (4358) كتاب التفسير "سورة الأنعام"، مسلم (2760) باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش، واللفظ له. (¬3) كشف الأستار عن زوائد البزار (3256) باب في رحمة الله، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5260). (¬4) ابن ماجه (189) باب فيما أنكرت الجهيمة، تعليق الألباني "حسن صحيح".

ما جاء في قرب الله سبحانه وأنه أقرب من عنق الراحلة

عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا طِمَعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ». (¬1) =صحيح 2045 - عَنْ مُعَاويَةَ بْنِ حَيْدَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «إِنَّ اللهَ خَلَقَ مِائَةَ رَحْمَهٍ، فَبَثَّ بَيْنَ خَلْقِهِ رَحْمَةً وَاحِدَةً، فَهُمْ يَتَرَاحَمُونَ بِهَا، وَادَّخَرَ عِنْدَهُ لأَوْلِيَائِهِ تِسْعهً وَتِسْعِينَ». (¬2) =صحيح 2046 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «قَالَ لِي جِبْرِيل عَلَيهِ السَّلاَم: لَوْ رَأيتَنِي وَأَنَا آخُذُ مِنْ حَال الْبَحرِ فَأدُسُهُ فِي فِي فِرعَونَ، مَخَافَةَ أَنْ تُدْرِكَهُ الرَّحمةُ». (¬3) =صحيح مَا جَاءَ فِي قُرب الله سُبْحَانَه وَأَنَّهُ أَقْرَبُ مِنْ عُنُق الرَّاحِلَة 2047 - عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَجْهَرُونَ بِالتَّكْبِيرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّهَا النَّاسُ! أَرْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، إِنَّكُمْ لَيْسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِباً، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعاً قَرِيباً وَهُوَ مَعَكُمْ، وَالَّذِي تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَةِ أَحَدِكُمْ». (¬4) =صحيح ¬

_ (¬1) مسلم (2755) باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه، ابن حبان (655)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬2) تاريخ دمشق لابن عساكر (8/ 259)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1766). (¬3) أحمد (3154)، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح موقوفا على ابن عباس"، الطيالسي (3154)، مستدرك الحاكم (7635) كتاب التوبة والإنابة، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4353)، الصحيحة (2015). (¬4) متفق عليه، البخاري (3968) باب غزوة خيبر، مسلم (2704) باب استحباب خفض الصوت بالذكر، واللفظ له.

ما جاء في أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - بتبشير الناس لا تقنيطهم

2048 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَصَم وَلاَ غَائِب هُوَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رُءُوسِ رِحَالِكُمْ». ثُمَّ قَالَ: «يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ! أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَنْزاً مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟! لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ». (¬1) =صحيح ... مَا جَاءَ فِي أَمْر الله رَسُوله - صلى الله عليه وسلم - بِتَبْشِير النَّاس لا تَقْنِيطَهُمْ 2049 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يَضْحَكُونَ، فَقَالَ: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً». فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ قَالَ لَكَ: لِمَ تُقَنِّطُ عِبَادِي؟» قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: «سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا». (¬2) =صحيح 2050 - عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا بَعَثَ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ قَالَ: «بَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا وَيَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا». (¬3) =صحيح مَا جَاءَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لا يُعَذِّب مِن عِبَادِة إِلاَّ مَن لاَ خَيرَ فِيهِ 2051 - عَنْ عَبدِاللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيل قَالَ: خَرَجَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِر إِلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَنْتَظِرونَه، فَقَالُوا: أبْطَأتَ عَلَينَا أَيُّهَا الأمِير، فَقَالَ: أَمَا إِنِّي سَأُحَدّثكُمْ حَديِّثاً كَانَ أخ لَكُمْ مِمَّنْ كَانَ قَبلَكُمْ وَهُوَ مُوسى - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَا رَبِّ! ¬

_ (¬1) الترمذي (3374)، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) ابن حبان (359)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". (¬3) مسلم (1732) باب في الأمر بالتيسير وترك التنفير، واللفظ له، أبو داود (4835) باب في كراهية المراء، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (19588)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".

الدعاء بالتثبيت على الخير وحسن الختام

أَخْبِرنِي بِأَحَبّ خَلقكَ إِلَيكَ؟ قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لأُحِبَّهُ لَكْ، قَالَ: سَأحَدِّثكَ رَجُلٌ فِي طَرفٍ مِنَ الأرْضِ يَعْبُدنِي وَيَسمَع بِهِ أَخُ لَهُ فِي طَرفِ الأرْضِ الأخَرِى لا يَعْرَفَهُ فَإِنْ أَصَابَتهُ مُصِيَبةٌ فَكَأَنَّمَا أَصَابَتهُ، وَإِنْ شَاكَتهُ شَوكَةٌ فَكَأَنَّمَا شَاكَتهُ، لا يُحِبُّهُ إِلاَّ لِي فَذَلِكَ أَحَبُّ خَلْقِي إِلَيَّ. ثُمَّ قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ! خَلَقْتَ خَلقاً فَجَعَلتهُم فِي النَّارِ؟ فَأَوحَى اللهُ تَعَالَى إِلَيهِ: أَنْ يَا مُوسَى ازْرَع زَرعاً فَزَرَعَهُ وَسَقَاهُ وَقَامَ عَلَيهِ حَتَّى حَصَدَهُ وَدَاسَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا فَعَلَ زَرعُكَ يَا مُوسَى؟ قَالَ قَدْ رَفَعتُه، قَالَ: فَمَا تَرَكْتَ مِنْهُ؟ قَالَ: مَا لاَ خَيرَ فِيهِ، قَالَ فَإِنِّي لاَ أُدْخِلُ النَّارَ إِلاَّ مَنْ لا خَيرَ فِيهِ». (¬1) الدُّعاَء بِالتَّثبِيت عَلَى الْخَيرَ وَحسن الْخِتَامِ 2052 - عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلِّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبِ وَاحِدٍ، يُصَرِّفَهُ حَيْثُ يَشَاءُ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ! مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ». (¬2) =صحيح 2053 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الإِيمَانَ لَيَخْلَقُ (¬3) فِي جَوْفِ أَحَدكُم كَمَا يَخْلَقُ الثَّوبَ الْخَلِق، فَاسْأَلوا اللهَ ¬

_ (¬1) الزهد لابن المبارك (351). (¬2) مسلم (2654) باب تصريف الله تعالى القلوب كيف يشاء، ابن حبان (939)، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح". (¬3) ليخلق: أي: يبلى ويقدم.

أَنْ يُجَدِّدَ الإِيَمَانَ فِي قُلُوبِكُم». (¬1) =صحيح 2054 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَنَ الطَّوِيلَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُخْتَمُ لَهُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَنَ الطَّوِيَل بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ ثُمَّ يُخْتَمُ لَهُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ». (¬2) =صحيح 2055 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلَّناسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلَّناسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ». (¬3) =صحيح 2056 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ قَبَضَ قَبْضَةٌ فَقَالَ: لِلْجَنَّةِ بِرَحْمَتِي، وَقَبَضَ قَبْضَةٌ فَقَالَ: لِلنَّارِ وَلاَ أُبَالِي». (¬4) =صحيح 2056 - عَنْ أَبِي نَضْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَجُلٍ (¬5) مِنْ أَصْحَاب النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَبَضَ قَبْضَةً بِيَمِينِهِ وَقَالَ: هَذِهِ (¬6) لِهَذِهِ وَلاَ أُبَالِي وَقَبَضَ قَبْضَةً أُخْرَى بِيَدِهِ الأُخْرَى جَلَّ وَعَلاَ فَقَالَ: هَذِهِ ¬

_ (¬1) مستدرك الحاكم (5) كتاب العلم "هذا حديث لم يخرج في الصحيحين ورواته مصريون ثقات وقد احتج مسلم في الصحيح بالحديث الذي رواه عن ابن أبي عمر عن المقري عن حيوة عن أبي هاني عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن شاء الله تعالى ذكره كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض الحديث"، تعليق الذهبي في التلخيص "رواته ثقات"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1590)، الصحيحة (1585). (¬2) مسلم (2651) باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته. (¬3) متفق عليه، البخاري (423) باب غزوة خيبر، مسلم (112) الباب السابق. (¬4) أَبو يعلى (3422)، تعليق الألباني "حديث صحيح وإسناده ثقات غير الحكم بن سنان فهو ضعيف لكن الحديث صحيح لأن له شواهد كثيرة "، ظلال الجنة (248)، صحيح الجامع (1784)، الصحيحة (47). (¬5) هو أبو عبد الله كما سماه في الحديث الآتي. (¬6) هذه: أي: القبضة، لهذه: أي: للجنة.

لِهَذِهِ (¬1) وَلا أُبَالِي». فَلا أَدْرِي فِي أَيِّ الْقَبْضَتَيْنِ أَنَا. (¬2) =صحيح 2056 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يُقَالُ لَهُ أَبُو عَبد اللهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَبَضَ بِيَمِينِه قَبْضَة وَأُخْرَى بِاليَدِ الأُخْرَى، وَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ وَهَذِهِ لِهَذِهِ وَلاَ أُبَالِي». فَلاَ أَدْرِي فِي أَيِّ الْقَبْضَتَيْنِ أَنَا. (¬3) =صحيح ******* ¬

_ (¬1) لهذه: أي: للنار. (¬2) أحمد (17630)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله رجال الصحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، مشكاة المصابيح (120)، الصحيحة (50). (¬3) أحمد (17629)، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله رجال الصحيح"، تعليق الألباني "صحيح".

وصية الختام

وَصِيَةُ الْخِتَام إِلَى مَنْ تَرَكَ الطَّاعَة بِسَببِ الْمَعُصِيَة 2057 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَلَهُ ذَنْبٌ يِعْتَادُهُ الْفَينَةَ بَعْدَ الْفَينَة (¬1) أَوْ ذَنْبٌ هُوُ مُقِيمٌ عَلَيْهِ لاَ يُفَارِقَهُ حَتَّى يُفَارِق، إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُفَتَّناً (¬2) تَوَّاباً، نَسِيّاً إِذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ (¬3)». (¬4) =صحيح 2058 - عَنِ الْمِقْدَاد بْنِ الأَسْوَدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لَقَلْبُ ابنُ آدَمَ أَشَدُّ انْقِلاَباً مِنَ الْقِدْرِ إِذَا اجْتَمَعَ غَلَيَاناً». (¬5) =صحيح 2059 - عَنْ أَبِي مُوْسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيْشَة بِأرْضٍ فَلاَة تُقَلِّبُهَا الرِّيْح ظَهْراً لِبَطن». (¬6) =صحيح 2060 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ لَمْ تَكُونُوا تُذْنِبُون، خَشِيتُ عَلَيْكُمْ مَا هُوَ أَكْبَر مِنْ ذَلِكَ، الْعُجْب ¬

_ (¬1) الفينة بعد الفينة: أي: الحين بعد الحين. (¬2) مفتنا: أي: ممتحنا يمتحنه الله بالبلاء والذنوب مرة بعد أخرى والمفتن الممتحن الذي فتن كثيرا. (¬3) توابا نسيا إذا ذُكر ذَكر: أي: يتوب ثم ينسى فيعود ثم يتذكر فيتوب. فكثير من الناس عندما تذكره يتأثر وربما يبكي من حديث يعرفه وقد يحفظه ولكنه نسيه مِثَالُ ذلك ما حصل مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يصدق بموته بل توعد من يقول أن محمد قد مات بالقتل فلما تلا أبو بكر رضي الله عنه قول الله تعالى {وما محمد إلا رسول قدخلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل} إلى آخر الآيه قال أهذه في كتاب الله مع أنه يحفظ القرآن. (¬4) المعجم الكبير (1181)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5735)، الصحيحة (2276). (¬5) مستدرك الحاكم (3142 (تفسير سورة آل عمران، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5147)، الصحيحة (1772). (¬6) ظلال الجنة (2365)، تعليق الألباني "إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم والحديث أخرجه أحمد ثنا يزيد قال أنا الجريري به وله عنده إسناد آخر صحيح وتابعه يزيد الرقاشي عن غنيم بن قيس به ".

الْعُجْب». (¬1) =حسن 2061 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَيَتَمَنَّيْنَ أَقْوَامٌ لَوْ أَكْثَرُوا مِنَ السَّيْئَاتِ». قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِينَ بَدَّلَ اللهُ سِيِّئَاتِهِمْ حسناتٍ (¬2)». (¬3) =صحيح 2062 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ضَرَبَ عَلَى كَتْفِ أَبِي بَكْرٍ وَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَوْ شَاءَ أَنْ لاَ يُعْصَى مَا خَلَقَ إِبْلِيس». (¬4) =حسن ... 2063 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَفَّارَةُ الذَّنْبِ النَّدَامَةُ». وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ لِيَغْفِرَ لَهُمْ». (¬5) =صحيح ¬

_ (¬1) شعب الإيمان، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5303). (¬2) الذين بد الله سيئاتهم حسنات: يكون هذا التبديل لمن تاب من السيئات كما في قوله تعالى {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما}. ولو كان هذا التبديل يشمل كل مسيء تاب أو لم يتب لكان من كثرت سيئاته أحسن حالا ممن قلت سيئاته. ولاكن أهل السيئات فريقين فريق تاب قبل الموت وهذا هو المعني وفريق أصر حتى الموت فهؤلاء ورد حديث وهو قوله:"من أحسن فيما بقي غفر له ما مضى ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضى وما بقي". (3389 (الصحيحة. وورد حديث في صحيح مسلم عن أبي ذر قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا منها رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها فتعرض عليه صغار ذنوبه فيقال: عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا فيقول: نعم لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه فيقال له: فإن لك مكان كل سيئة حسنة فيقول: رب قد عملت أشياء لا أراها ها هنا فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحك حتى بدت نواجذه" قال القارىء وهو إما لكونه تائبا إلى الله تعالى وقد قال تعالى {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} لكن يشكل بأنه كيف يكون آخر أهل النار خروجا ويمكن أن يقال فعل بعد التوبة ذنوبا استحق بها العقاب وإما وقع التبديل له من باب الفضل من الله تعالى والثاني أظهر (تحفة الأحوذي 7/ 272). (¬3) مستدرك الحاكم (7643) كتاب التوبة والإنابة، تعليق الحاكم "إسناده صحيح ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح"، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5359)، الصحيحة (2177)، (3053). (¬4) حلية الأولياء (6/ 92)، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1812)، السلسلة الصحيحة (1642). (¬5) أحمد (2623)، تعليق الألباني "صحيح" صحيح الجامع (5301).

2064 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤوسِ الْخَلاَئِقِ، فَيُنْشَرُ لَهُ تَسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلاًّ كُلُّ سِجِلٍّ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَلْ تُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئاً؟ فَيَقُولُ: لاَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَظَلَمَتْكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ ثُمَّ يَقُولُ: أَلَكَ عُذْرٌ؟ أَلَكَ حسنةٌ؟ فَيَهَابُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لاَ، فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عَنْدَناَ حسناتٍ، وَإِنَّهُ لاَ ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُه، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاَّتِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّكَ لاَ تُظْلَمُ، فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتِ فِي كِفَّةٍ، وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتْ السِّجِلاَّتُ وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ». (¬1) =صحيح 2065 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «خَلَقَ اللهُ آدَمَ عَلْيْهِ السَّلاَم، فَضَرَبَ كَتِفَهُ الْيُمنَى، فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّةً بَيْضَاءَ كَأَنَّهُمْ اللَّبَنُ، ثُمَّ ضَرَبَ كَتِفَهُ الْيُسرىَ فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّةً سَوْدَاءُ كَأَنَّهُمْ الْحِمَمُ، قَالَ: هَؤُلاَءِ فِي الْجَنَّةِ وَلاَ أُبَالِي، وَهَؤُلاَءِ فِي النَّارِ وَلاَ أُبَالِي». (¬2) =صحيح 2066 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنُ الْعَاصِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَفِي يَدِهِ كِتَابَانِ فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا هَذَانِ الْكِتَابَانِ؟». فَقُلْنَا: لاَ يَا رَسُولَ اللهِ إِلاَّ أَنْ تُخْبِرَنَا، فَقَالَ لِلَّذِي فِي يَدِهِ الْيُمْنَى: «هَذَا كِتَابٌ مِنَ رَبَّ الْعَالَمِين، فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلهُمْ ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرهِمْ فَلاَ يُزَادُ فِيهِمْ وَلاَ يَنْقُصُ مِنْهُمْ أَبَداً». ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي فِي شِمَالِهِ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ ¬

_ (¬1) ابن ماجه (4300) باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة، تعليق الألباني "صحيح". (¬2) تاريخ دمشق (52/ 366)، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3234).

رَبِّ الْعَالَمْين، فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلهُمْ ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرهِمْ فَلاَ يُزَادُ فِيْهِمْ وَلاَ يُنْقَصُ مِنْهُم أَبَداً». فَقَالَ أَصْحَابُهُ: فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ إِنْ كَانَ أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟ فَقَالَ: «سَدِّوُا وَقَارِبُوا، فَإِنَّ صَاحِبَ الْجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ، وَإِنَّ صَاحِبَ النَّارِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدَيهِ فَنَبَذَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: «فَرَغَ رَبُّكُمْ مِنَ الْعِبَادِ، فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ، وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ». (¬1) =حسن وَهَذِهِ الأَحَادِيث لَيْسَتْ تَشجِيعاً لِلْمَعَاصِي وَلَكِن لِمَن يَترُك الطَّاعَة بِسَبَبِ الْمَعْصِيَةِ {يَقُولُ: أَعْمَلُ كَذَا وَقَدْ عَمِلْتُ كَذَا} {الْحَمْدُ للهِ الَّذِي بِنِعْمَةِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ} ¬

_ (¬1) الترمذي (2141) باب ما جاء أن الله كتب كتابا لأهل الجنة وأهل النار، تعليق الألباني "حسن".

§1/1