العجاب في بيان الأسباب

ابن حجر العسقلاني

المجلد الأول

المجلد الأول مقدمة ... المقدمة: الحمد لله منزل القرآن نورًا وشفاءً، والصلاة والسلام على سيد الرسل وخاتم الأنبياء، على آله الأصيفاء، وأصحابه النبلاء، ومن اقتفى أثرهم من المفسرين والمحدثين والفقهاء، وسائر العلماء وبعد: فلما كان الإنسان مسافرًا في هذه الحياة، كان لا بد من دليل يرشده في مسالكها، ويعرفه بأخطارها، ويبين له ما سينقلب إليه، ويقبل عليه، من دار أخرى فيها النعيم للمتقين، والجحيم للخائضين المعرضين. وقد أرسل الله رسلًا كرامًا وأنزل عليهم كتبًا، تنير الطريق، وتعصم السالكين، إلى أن ختم الأنبياء بسيدهم الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم، وأيده بمعجزاته وأنزل عليه كلماته وقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} 1 وقال: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} 2

_ 1 من سورة النساء، الآية 174-175. 2 من سورة المائدة، الآية 15-16.

وقد بلغ صلوات الله وسلامه عليه الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، ودعا إلى الله بحاله، وقاله، فاستنارت الدنيا بهديه، وأشرقت الظلمات بسنته، وطابت الحياة بأيامه وأحكامه، وقد ترك فينا من إن تمسكنا به فلن نضل؛ كتاب الله وسنته1، ومن هنا كان من المحتم على الأمة الاعتصام بهما، والورود إليهما والصدور عنهما. ولا بد لذلك من الإقبال على درسهما، والبحث الدائم عن أسرارهما، والتطلع الدائم إلى أحكامهما وإرشاداتهما، فهما العالم المحقق واللبات المصفى يقول الحافظ ابن حجر: "إن أولى ما صُرفت فيه نفائس الأيام، وأعلى ما خص بمزيد الاهتمام الاشتغال بالعلوم الشرعية، المتلقاة عن خير البرية، ولا يرتاب عاقل في أن مدارها على كتاب الله المقتفى، وسنة نبيه المصطفى، وأن باقي العلوم إما آلات لفهمها وهي الضالة المطلوبة، أو أجنبية عنهما وهي الضارة المغلوبة"2. وما من ريب في أن علم التفسير أفضل العلوم: يقول الإمام أبو الفرج بن الجوزي "ت579هـ": "لما كان القرآن العزيز أشرف العلوم، كان الفهم لمعانيه أوفى الفهوم؛ لأن شرف العلم بشرف المعلوم"3. وقد روى أبو الليث السمرقندي4 بسنده إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

_ 1 روى الحاكم في "المستدرك" "1/ 93" بسنده عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في خطبة الوداع: "إني قد تركت فيكم من إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدًا: كتاب الله وسنة نبيه ... " وفيه كلام انظره فيه. 2 "هدي الساري" "ص3". 3 "زاد المسير في علم التفسير" "1/ 3". 4 انظر "تفسيره" "1/ 204".

أنه قال: "من أراد العلم فليثر القرآن، وفي رواية أخرى: فليثور1 القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين"2. وهو المراد بالحكمة: فقد أخرج ابن حاتم وغيره من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ} 3 قال: المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه، وأمثاله4. وأخرج عن أبي الدرداء أيضًا: "يؤتي الحكمة" قال: قراءة القرآن والفكرة فيه5. فمن علمه الله علم كتاب فقد أنعم عليه فليفرح وليشكر، ومن حرمه الله فذاك محروم فليتب وليقبل. يقول عمرو بن مرة: ما مررت بآية في كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنتني؛ لأني سمعت الله يقول: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} 6.

_ 1 قال ابن الأثير في "النهاية" "1/ 138": "أي: لينقر عنه، ويفكر في معانيه وتفسيره وقراءته". 2 قال الزركشي في "البرهان" "1/ 8": "رواه البيهقي في "المدخل" وقال: أراد به أصول العلم". 3 من سورة "البقرة"، الآية "269". 4 انظر "الإتقان" للسيوطي "2/ 175" ونقل منه -ولم يصرح- طاش كبري زاده في "مفتاح السعادة ومصباح السيادة" "2/ 577-578". 5 المصدر السابق. 6 من سورة العنكبوت، الآية "43" وهذا القول أخرجه عنه ابن أبي حاتم كما في "الإتقان" "2/ 175" و"مفتاح السعادة" "2/ 578" ويوجد بهذا الاسم: "عمرو بن مرة" رجلان: صحابي وتابعي انظر "تقريب التهذيب" ص"426-427" و"طبقات الحفاظ" للسيوطي ص"46" ولم يتبين لي المقصود الآن لعدم وجود السند كاملًا. وقال ابن كثير في تفسير قوله: {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} "1/ 65": "قال بعض السلف: إذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي؛ لأن الله قال: {تِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} .

ويقول الإمام الحافظ سفيان بن عيينة "ت: 198" في قوله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} 1: أنزع عنهم فهم القرآن، وأصرفهم عن آياتي2. ومن علم التفسير اهتدى لمراد الله، وقام بأمره وفاز برضاه. يقول التابعي الجليل القاضي إياس بن معاوية "ت: 122": "مثل الذين يقرءون القرآن ولا يعرفون تفسيره، كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلًا وليس عندهم مصباح، فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح، فقرءوا ما في الكتاب"3. وكان السلف صحابة وتابعين أحرص الناس على تحصيل علمه، والاستنارة بفهمه، والترغيب بالوقوف على معانية، والتنفير من الجهل بمراميه: أخرج ابن الأنباري عن عبد الله بن بريدة، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أني أعلم إذا سافرت أربعين ليلة أعربت آية من كتاب الله لفعلت4. وأخرج أبو ذر الهروي في "فضائل القرآن" من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: الذي يقرأ القرآن ولا يحسن تفسيره كالأعرابي الشعر هذا5.

_ 1 من سورة "الأعراف"، الآية "146". 2 انظر "تفسير" ابن كثير "2/ 274". 3 انظر "المحرر الوجيز" لابن عطية "1/ 26" و"الجامع" للقرطبي "1/ 26-27" ومثله تقريبًا في "زاد المسير" "1/ 4". 4 انظر "الإتقان" "2/ 275". 5 المصدر السابق "2/ 175" وقوله ابن عباس دون مصدر في "المحرر الوجيز" "1/ 26".

وقال الإمام الشعبي: رحل مسروق بن الأجدع "ت: 62" إلى البصرة في تفسير آية: فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى بلاد الشام، فتجهز ورحل إليه، حتى علم تفسيرها1. وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بمن أنزل2. والحرص البالغ على القرآن ومدارسته هو الذي دفع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ترك تدوين السنة: فقد روى البيهقي في "المدخل" عن عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن، فاستشار في ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأشاروا عليه أن يكتبها. فطفق عمر يستخير الله، ثم أصبح يومًا وقد عزم الله له، فقال: إني كنت أردت أن أكتب السنن، وإني ذكرت قومًا كانوا قبلكم، كتبوا كتبًا فأكبوا عليه وتركوا كتاب الله، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبدًا3. ومن هذا نفهم أيضًا ما رواه الحاكم في "مستدركه"4 عن قَرَظَة5 بن كعب قال: "خرجنا نريد العراق، فمشى معنا عمر بن الخطاب إلى "صرار"6 فتوضأ ثم قال: أتدرون لِمَ مشيت معكم؟ قالوا: نعم نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيت معنا.

_ 1 "المحرر الوجيز" "1/ 26" و"الجامع" للقرطبي "1/ 21". 2 انظر المصدرين السابقين. 3 انظر "تدريب الراوي" للسيوطي "2/ 67-68". 4 في كتاب "العلم" "1/ 102". 5 هكذا ضبط اسمه الفيروزآبادي في "القاموس" ص"901" وابن حجر في ترجمته له في "الإصابة" "3/ 231". 6 صرار: ككتاب: موضوع بقرب المدينة كما في "القاموس" ص"543".

قال: إنكم تأتون قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تبدؤنهم بالأحاديث فيشغلونكم1، جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وامضوا أنا شريككم. فلما قدم قرظة قالوا: حدثنا. قال: نهانا ابن الخطاب". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ... ووافقه الذهبي. ومما يؤسف عليه قلة العناية بالتفسير على الوجه المرضي الذي يستحقه، وهذا الإمام الذهبي في القرن الثامن "توفي سنة 748هـ" يقول: "قلَّ من يعتني اليوم بالتفسير ... "2 وهذا السيد بدر الدين الحلبي في القرن الرابع عشر يقول: "طلاب العلوم الشرعية أقل الناس عناية بالتفسير وأزهدهم فيه، فالطالب الذي يصرف عشر سنوات من عمره في تعلم النحو من حواشي المتأخرين، أو بالحري يمضي عشر سنوات في قراءة قيل وقال، وأعترض وأجيب، مما ليس بعلم من العلوم، يضن على كتاب الله قانون دينه ومبدأ سعادة البشر في النشأتين بسنة يصرفها في قراءة تفسير من تفاسيره اللطيفة الموثوق بها، والمعلومة درجة مؤلفيها وطبقتهم بين العلماء"3. وقد مَنَّ الله عليَّ -ومننه لا تحصى فله الحمد- فجعلني من طلبة العلم وخدمة الشريعة ثم وفقني للتخصص بعلم التفسير وذلك عبء أسأله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يعينني عليه، ويلهمني السداد والرشاد فيه ويجعلني من الشاكرين له حق شكره.

_ 1 أورد الزركشي هذا الأثر مختصرًا -ولم يبين مخرجه- وهذه العبارة فيه هكذا: "فلا تشغلوهم بالأحاديث فتصدوهم" انظر "البرهان" "1/ 480". 2 بيان زغل والطلب ص"19". 3 نقل كلامه الشيخ قاسم القيسي في "تاريخ التفسير" ص"125" من كتابه "التعليم والإرشاد".

وقد كتب سبحانه وتعالى لي في مرحلة الماجستير، أن أدرس "التفسير الحديث" للأستاذ محمد عزة دَرْوَزَة وهو من المعاصرين المعمرين رحمه الله. ورأيت في المرحلة اللاحقة أن أعود إلى الأعماق، وأن أخذم أثرًا من آثار أحد أعلام الأمة الكبار، وهو شيخ الإسلام الحافظ الناقد الجبل أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي المعروف بابن حجر العسقلاني أشهر علامة في القرن التاسع الهجري، تقديرًا له وترحمًا عليه، وشكرًا لما أسداه للعلم والدين والأمة، وانتفاعًا بعلمه الواسع واطلاعه الغزير وفهمه الثاقب. وقد وقع الاختيار على كتابه "العجاب في بيان الأسباب" لخدمته ودراسته والكشف عن منهجه وموارده وإظهاره إلى علم النور وتيسير وصول أيدي الباحثين والدارسين والمثقفين إليه بعد أن مر على تأليفه ستة قرون ظل فيها راقدًا في خزائن المخطوطات، وقد كنت في رسالتي للماجستير قلت عنه: "وليت له من يخدمه وينشره"1 فالحمد لله أن وفقني لذلك، وسهله لي. وكنت قد تطلبت الوقوف عليه مذ رأيت ابن حجر يحيل عليه في استكمال مباحث ذكرها في كتابه "الإصابة". والذي دعاني إلى اختياره أسباب هي: 1- أنه أوسع كتاب وقفت عليه في حشد أسباب النزول المنقول والمقولة، فأشهر كتاب وصل إلينا من القدماء، كتاب الواحدي وفيه إلى الآية "78" من سورة النساء: "155" عنوانًا، ونجد في هذا الكتاب "320" عنوانًا، وإن نوزع في قسم مما أورد. وهو في كل هذا يسهب في إيراد الطرق المتفقة والمختلفة، مع الحكم على

_ 1 التفسير الحديث للأستاذ محمد عزة دروزة: دراسة وتحليل ص"190".

الأسانيد والرواة، وبيان الوصل والإرسال والنكارة والشذوذ وغير ذلك، وقد قدم في المقدمة "فصلًا جامعًا" عن حال المفسيرين وطرق التفسير أغناه عن كثير من التكرير، وهو فصل مهم جدًّا يهدي المشتغل بالتفسير وغيره في رجوعه إلى التفاسير وإفادته منها. 2- أننا نجد في هذا الكتاب نقولًا من تفاسير تعد الآن مفقودة كتفسير الفريابي، وسنيد، وإسحاق بن راهوية، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ ابن حيان وابن شاهين، وابن مردويه وغيرهم ونقولًا من تفاسير لم تطبع إلى الآن كتفسير يحيى بن سلام، وعبد الرزاق، والثعلبي، "الوسيط" للواحدي، وابن ظفر، والمرسي، وغيرها، ونقولًا من كتب السنة كثيرة ومنها ما هو مفقود الآن أو مخطوط أيضًا، وفي الوقوف على هذه النصوص فائدة كبرى للباحثين والدارسين ومتعة لا تقدر. 3- ضرورة العناية بتراث ابن حجر المخطوط والمطبوع على حد سواء ففي كل شيء كتبه فائدة يتعين الوقوف عليها والإفادة منها، وما يزال عدد من مؤلفاته -التي وصلت إلينا- راقدًا على رفوف الخزائن لم ير النور. وكثير مما طبع منه بحاجة إلى إعادة طبعه محققًا مفهرسًا يبين منهجه وتُستخرج موراده ويُشار إلى فوائده. ومن هذا المطبوع: "فتح الباري" و"التلخيص الحبير" و"تهذيب التهذيب" وغيرها. 4- أن هذا الكتاب يبحث في موضوع مهم يتعلق بالقرآن الكريم وهو علم أسباب النزول الذي يبين لنا الظرف الزماني والمكاني لنزول الآية، وما بي من حاجة هنا إلى بيان أهمية هذا العلم، إذ تكلمت على ذلك في الدارسة التي صدرت بها الكتاب. وحسبي أن أستأنس هنا بالرواية التي تقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرم عبد الله

ابن أم مكتوم الذي نزلت فيه: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} ويقول له: "مرحبًا بمن عاتبني فيه ربي " 1. وفي ذلك اهتمام بمن نزلت فيه الآيات وتعريف به وإظهار له، وهذا هو علم أسباب النزول بعينه، على أن لنا في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: "بلغوا عني ولو آية" 2 ما يمكن الاستدلال به على ذلك، إذ كان علم أسباب النزول قائمًا على النقل المرفوع الصحيح3. ولولا هذا العلم لزلت الأقدام وكبت الأفهام، وبالجهل به هلك الخوارج وكان ابن عمر رضي الله عنهما يراهم شرار خلق الله. وقال: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين4. ومن اللطائف أن الحافظ الإمام أحمد بن علي الدلجي المصري "ت837هـ" قال عن الصحابة في حديث عن العلوم الإسلامية: إنهم تلقوا "أصولها من حضرته صلى الله عليه وسلم ومشاهدتهم الوحي، وتفقههم بأسباب النزول وما أفاضته عليهم أنوار النبوة".

_ 1 أخرج هذا الخبر: ابن أبي حاتم من رواية العوفي عن ابن عباس، وذكره الثعلبي بلا إسناد كما في "تخريج أحاديث الكشاف" لابن حجر "4/ 700". وكذلك ذكره بلا إسناد: الواحدي في "أسباب النزول" "ص479" وابن الجوزي في "زاد المسير" "26/ 9-27" وبدأه بقوله: "قال المفسرون". وذكره الرازي في "تفسيره" "31/ 55" والقرطبي في "الجامع" "139/ 9"، وعلقه عن الثوري، والسيوطي في "الجلالين" "ص791" والبروسوي في "روح البيان" كما في "تنوير الأذهان" "492/ 4"، والصابوني في "صفوة التفاسير" "519/ 3" وعزاه إلى "حاشية الصاوي على الجلالين". 2 رواه البخاري في كتاب "حديث الأنبياء" باب ما ذكر عن بني إسرائيل. انظر "الفتح" "2/ 496". 3 ومن المستغرب جدًّا أن يقول الباحث عبد الرحيم أبو علبة في كتابه "أسباب نزول القرآن" ص"90": "ومن الجدير بالذكر كذلك أنه لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لفت الأنظار إلى علم أسباب النزول، ولا طلبه، ولم توجد آيات وأحاديث بهذا الخصوص ... إلخ". 4 علقه البخاري ووصله ابن حجر انظر تعليقي على الآية "4" من سورة آل عمران.

فقد جعل تفقههم بأسباب النزول من أصول العلم وقد مدح أحد أساتذة المدرسة المستنصرية المحدث المقرئ أبو الفتح مصدق البغدادي "ت677هـ" بأنه كان "عارفًا بالتفسير وأسباب النزول"1. 5- إن هذا الكتاب يبالغ في استقصاء الأسانيد، وعزو الأقوال إلى قائليها، وبيان مصادر الروايات، ويلاحق الواحدي وغيره في إظهار مآخذهم، وذكر المؤاخذات، عليهم. والعلوم الإسلامية في قائمة الإسناد2. وكلما ازداد ضيق القارئ اليوم بالأسانيد ازدادت فرحة الدارسين العارفين بقيمة الإسناد، واشتد حفولهم وتقديرهم لمن يعتني بإيرادهم والكلام عليها. وقد أهمل عدد من المفسرين الأسانيد وأوردوا الأقوال مرسلة فاختلط القوي بالضعيف، والصحيح بالمكذوب ومنهم: 1- الماوردي في تفسيره "النكت والعيون". 2- والزمخشري في "الكشاف". 3- وابن الجوزي في "زاد المسير". 4- والرازي في "مفتاح الغيب". 5- والبيضاوي في "أنوار التنزيل". 6- والنسفي في "مدارك التأويل".

_ 1 "تلخيص مجمع الآادب" لابن الفوطي "5/ 314" عن تاريخ علماء المستنصرية للدكتور ناجي معروف "1/ 176". 2 انظروا لزامًا الكتاب المهم: "الإسناد من الدين مشرقة من تاريخ الحديث عند المحدثين". للأسناد الشيخ عبد الفتاح أبو غُدَّة.

7- وأبو حيان في "البحر المحيط". وغيرهم فإنهم أغفلوا الإسناد تماما! وإذا عذر من لم يكن الحديث من فنونه فما القول في ابن الجوزي وهو الحافظ المؤلف في الموضوعات والواهيات والضعفاء؟ وما القول في أبي حيان وهو الذي انتقد المفسرين فقال: "وكذلك ذكروا ما لا يصح من أسباب نزول وأحاديث في الفضائل وحكايات لا تناسب، وتورايخ إسرائيلية، ولا ينبغي ذكر هذا في علم التفسير"1. 6- و"العجاب" -هذا الكتاب الموسوعة في بابه- هو واحد من كتب أخرى ألفها الحافظ ابن حجر في علم التفسير وهي: 1- الإتقان في فضائل القرآن2. 2- الإحكام لبيان ما في القرآن من الإبهام: جمع في كتابي السهيلي وابن عسكر3. 3- تجريد التفسير من صحيح البخاري: رتبه على السور منسوبًا لمن نقل عنه4.

_ 1 "البحر المحيط" "1/ 5" ونقله السيوطي في "الإتقان" "النوع 78" "2/ 186" ولم يبين مصدره وعنه نقله الأستاذ الدكتور عبد الستار حامد في "مباحث في علم التفسير" ص"96" ومنه أفدت هذا النص. 2 انظر عنوان "الزمان" للبقاعي "1/ 52" و"نظم العقيان" للسيوطي ص"47" و"كشف الظنون" للحاج خليفة "1/ 8". 3 "كشف الظنون" "1/ 2". 4 انظر: "ابن حجر العسقلاني" للدكتور شاكر محمود "1/ 285" وهناك عمل لإعادة صياغة هذا الكتاب على ضوء ما وصف به انظر: "القواعد المنهجية في التنقيب عن المفقود من الكتب والأجزاء التراثية" للدكتور حكمت بشير ياسين ص"20-21".

4- كتاب في المتشابهات1. وهذا الجانب غير معروف من جوانب شخصية ابن حجر، فهو بحاجة إلى دراسة وتجلية، وسيأتي معنا إنه درس التفسير في "الحسنية والمنصورية" من مدارس القاهرة2 وقد قال فيه الشيخ القاضي أبو محمد عبد الكريم بن محمد الهيثمي من إرجوزة: يتيقن ما يلقيه من دروس ... برتبة تعظم في النفوس إن درس التفسير فهو آية ... والفقه منه تسمع الحكاية3 وقال فيه تليمذه الإمام البقاعي: "الذي إن سلك بحر التفسير كان الترجمان"4. وقال تلميذه الأمير تغري برمش: "جمع الله له التفسير والحديث والشعر والأدب"5. وكان يظهر التأسف في إهماله تقييد ما يقع له من ذلك، مما لا يكون منقولًا،

_ 1 المصدر السابق قد نقل عن السخاوي قوله عنه: "وسمعت من يذكر أن شيخنا لخص ذلك من كتاب "درة التنزيل وغرة التأويل" الذي كتبه إبراهيم بن علي بن محمد المعروف بابن أبي الفرج الأردستاني من إملاء أبي عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب وزاد شيخنا عليه مواضع، كما أخبرني من وقف عليه، والظاهر أن بعضهم أخفاه فلا حول ولا قوة إلا بالله". 2 "الضوء اللامع" "2/ 38". 3 انظر "الجواهر والدرر" للسخاوي "1/ 468" والبيتان من أرجوزة عمل فيها صداقًا لابنة ابن حجر "رابعة" التي تزوجها الشهاب من مكنون "ت380هـ" فهي إذن هذا التاريخ". 4 انظر "الجواهر" "1/ 258". 5 المصدر السابق "1/ 244" وانظر أيضًا "1/ 249".

وربما قال: فضيحتنا من الله نتكلم في كلامه بالاحتمالات. وفي آخر الأمر صار بعض طلبته يعتني بكتابة ذلك1، وكان يأتي في مجلسه من التفسير بدقائق ومهمات وغرائب لا توجد في سائر التفاسير، بل ينشئها من فكره، ولا يشتغل بإبداء ما في التفاسير من المنقول، لسهولة ذلك على ما يطالعها2. ولعلي أو لعل أحدًا ينهض بإبراز هذا الجانب المهم عند ابن حجر، ويتتبعه من كتبه الخاصة بعلوم القرآن أو التي فيها ما يتعلق بها كفتح الباري3. ولعل تحقيق كتابه "العجاب" هذا ودراسته تفتح الباب أمام الدارسين لمتابعة الكشف عن هذا الجانب وإعطائه الاهتمام اللائق به4. وبعد: فهذا جهدي واجتهادي: حقق هذا المخطوط على نسخة فريدة في العالم وحررته تحريرًا بالغًا5.

_ 1 سجل لنا البقاعي في ترجمته لشيخه في "عنوان الزمان" بعض كلامه في ذلك، ولولا خشية التطويل لنقلته فهو نفيس انظر "1/ ورقة 64". 2 انظر مقدمة "تغليق التعليق" للدكتور سعيد القزقي "1/ 165" وقد نقل عن ملخصات من "الجواهر والدرر" للشيخ ظاهر الجزائري. 3 نسب الدكتور شاكر إلى ابن حجر منظومة في "المُعَرّب"، انظر كتابه "ابن حجر" "1/ 286-287" والواقع أنها خمسة أبيات أوردها في "فتح الباري" "8/ 252-353" في تفسير سورة النساء، فهي ليست برسالة مستقلة. 4 وللشيخ إبراهيم بن حسن الكوراني "ت1101هـ": التحرير الحاوي لجواب إيراد ابن حجر على البيضاوي في تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَه} ومنه نسخة في التيمورية في القاهرة انظر "الفهرس الشامل العربي الإسلامي" المخطوط "2/ 739"، وهو ينفع أيضًا في هذا المجال. 5 جاء في "لحظ الألحاظ" في ترجمة أحد طلاب ابن حجر: محمد بن محمد المعروف بابن الغرابيلي "796-835" ص"299": "رحل إلى القاهرة فصحب بها الحافظ أبا الفضل بن حجر وحرر "تحرير المشتبه" له ... " وكذلك كان يستعين بطلبته في تحرير "فتح الباري": انظر: "ابن حجر" للدكتور شاكر محمود "1/ 308 و366". و"العجاب" مات عنه الحافظ مسودة فلم يحرر، فمن هنا كانت خدمته متعبة جدًّا ولكن لا مناص من ذلك لإخراج الكتاب إلى عالم الحياة.

وعلقت عليه بما يخدم موضوعه، فصوله، ويظهر مقصوده، وييسر الانتفاع به على الوجه الأمثل إن شاء الله تعالى. وقدمت له: بعد ذلك بدراسة هي: "القسم الأول"1 من هذه الرسالة اشتملت على ثلاثة فصول: الفصل الأول: التعريف بالمؤلف الحافظ ابن حجر: وقد جاء في تمهيد أحصيت فيه ما كتب عنه في القديم والحديث مرتبًا على السنين، ومبحثين: المبحث الأول: حياته. تكلمت فيه على اسمه، ونسبه ونسبته وكنيته ولقبه، وولادته ونشأته، وطلبه العلم ورحلاته فيه وحجه، وشيوخه، ووطائفه، وأسرته، وتلاميده، وطرف من ورعه وتعبده، ووصف أحواله، ومكانته العلمية وثناء العلماء عليه، ووفاته، وأشرت إلى بعض أوهام دارسي حياته. المبحث الثاني: مؤلفاته. أحصيت فيه مؤلفاته، وذكرتها مرتبة على الحروف الهجائية وبينت ما كمل وما لم يكمل أو يبيض وما طبع والذي ما يزال مخطوطًا وتجمعت لدي استدراكات كثيرة تتجاوز "80" استدراكًا على من كتب عن مؤلفاته لم اتطرق لها خشية التطويل، ولها مكان آخر إن شاء الله.

_ 1 أما الكتاب "العجاب" والتعليق عليه فقد عددته القسم الثاني.

ولم أتوسع في هذا الفصل لأني ملتزم بعدم تطويله أصلًا. الفصل الثاني: علم أسباب النزول وجاء في مبحثين: المبحث الأول: المؤلفات في أسباب النزول. وأحصيت فيه ما كتب في أسباب النزول رواية ودراية قديمًا وحديثًا، وعلقت على ما ذكرت تعليقات تكشف عن هذه الكتب، وتظهر حاليًا، واستفادة اللاحق من السابق فيها، والمؤصل من المقلد منها بعد أن رتبتها حسب القدم. ورددت على ما وقع فيه بعض الباحثين في أسباب النزول من تكذيب شيخ المفسيرين الإمام الطبري وزيفت ذلك. المبحث الثاتي: قواعد علم أسباب النزول: ذكرت فيه: تعريفه وفوائده وأهميته، وطريق معرفة سبب النزول، وقضية تعدد الأسباب والنازل واحد. الفصل الثالث: دراسة "الكتاب" وفيه خمسة مباحث: المبجث الأول: التعريف بالكتاب. تكلمت فيه على محتواه، وعنوانه، ونسبته إلى مؤلفه، وتاريخ تأليفه، وبحثت مسألة إكمال المؤلف لتأليف كتابه، ومسألة تبيضه وكيفية ظهوره، وقد اقتضت هذه المسائل تتبعًا دقيقًا لإبرازها. المبحث الثاني: منهجه وأثره فيمن بعده. بينت فيه الركائز التي قام عليه الكتاب وعلقت عليها، وفصلت ما توصلت إليه من وجود منهجين فيه، وهذا يؤكد القول: أن ابن حجر لم يبيض كتابه، وإلا لكان وحَّد المنهج وذكرت ما وقع لي من استدراكات عليه. وكذلك ذكرت ما توصلت

إليه من إفادة السيوطي من منهج ابن حجر في تأليف كتابه "لباب النقول". وهذا في نظري أهم من التطويل بذكر الجزئيات في اشتراك مادة الكتابين. المبحث الثالث: مصادره. وقد أحصيت هذه المصادر إحصاء دقيقًا فبلغت "123" كتابًا: منها ما صرح به، ومنها ما أبهمه واكتشفته بالتتبع والفحص. - منها في التفسير: "36" كتابًا، وفيها تفاسير تعد الآن مفقودة، كما ذكرت، وثَمَّ نقول عن تفسير الطبري لا توجد في المطبوع مما يؤكد ضرورة العناية بخدمة هذا التفسير من جديد. - وفي علوم القرآن "4" كتب. - وفي الحديث وعلومه: "52" كتابًا. - وفي السيرة: "7" كتب. - وفي التاريخ: "20" كتابًا. ومصدران آخران في أصول الفقه، والفرق، وآخران لم يحددهما. وقد تتبعت عدد إفاداته من كل كتاب من هذه الكتب فظهر أن تفسير الطبري يحتل المركز الأول فقد أفاد منه أكثر من "600" مرة. المبحث الرابع: آراؤه. جهدت في هذا المبحث أن اكتشف آراءه في مسائل علم أسباب النزول، فبحثت في مفهوم سبب النزول عنده، والألفاظ الدالة على سبب النزول، وطريق اعتمادها، وتعدد الأسباب والنازل واحد، وتعدد النازل والسبب واحد، وتكرر النزول،

وتجزئة الآية. وعموم اللفظ وخصوص السبب ولهذه الآراء قيمتها في دراسة علم أسباب النزول وتثبيت قواعده ومسائله. المبحث الخامس: وصف النسخة الخطية وبيان طريقتي في التحقيق. تكلمت فيه على النسخة المعتمدة وترجمت لناسخها وهو من كبار علماء عصره، وبحثت في رموزه التي استعملها في النسخة، ثم ختام النسخة وتاريخ النسخ، ورحيلها من القاهرة إلى مراكش. وبعد هذا بينت الأسس التي اتبعتها في التحقيق. وزودت الرسالة بصور من بداية المخطوط ونهاتيه. وختمتها بـ"نتائج البحث". ويعلم الله كم عانيت في تحقيق هذا الكتاب ودراسته، ورُبَّ عبارة وقفت أمامها ساعات أحاول فكها وتوجيهها وتقريبها، وذلك أن مؤلفه تركه مسودة ولم أعثر له على نسخة ثانية -إلا نصوصًا قليلة جدًّا نقلها السيوطي والمناوي- وقد عرا بعض صفحاته طمس وسوء تصوير، إضافة إلى أن الناسخ استعمل رموزًا غير معتادة في المخطوطات، فاستدعى ذلك تأملًا طويلًا فيها. وقد استطعت الرجوع إلى أكثر من "70" مصدرًا من مصادر المؤلف البالغة "123" مصدرًا، وما زلت جادًّا في استكمال الباقي، وحققت النقول عن المصادر الأخرى، بالواسطة فكل ما نقله عن سُنيد مثلًا رأيته في تفسير الطبري إلا رواية واحدة وهكذا. واتبعت في التحقيق أسسًا بينتها في آخر الفصل الثالث تقوم على مراجعة كل ما كتبه المؤلف وتوضيحه وإكماله والاستدراك عليه، ومن ذلك ملء الفراغات وحل المشكلات وكشف التحريفات فيه: وهي أكثر من "250" تحريفًا. وفي غيره: وهي كثيرة أيضًا. وكذلك بمناقشة الأقوال والآراء -ما استطعت- وقد تجازوت

تعليقاتي عليه "5000" تعليق فما كان من صواب فمن الله، وما كان من زلل وخطأ فمن نفسي وأسأل الله العفو. والحق أقول: إن كل تعب، يسهل في سبيل خدمة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم و"العجاب" يجمع بينهما في موضوعه ومادته. ولعل في ذلك بعض وفاء للإمام المؤلف الذي خدم الأمة والعلم والدين بالتدريس والتصنيف والإفتاء والقضاء أكثر من نصف قرن. وأخيرًا: هذا ما لدي "وإلى الله الاستناد، وعليه الاعتماد، ومنه الاستمداد. وإياه أسأل أن يعاقبني من شر المفاخرة، وأن يقربني لما يرضيه في الدنيا والآخرة، إنه سميع مجيب، عليه توكلت وإليه أنيب"1. "والله تعالى المسئول أن ينفعنا بما علمنا، ويعلمنا ما ينفعنا، وأن يزيدنًا علمًا، وأن يعيذنا من حال أهل النار، وله الحمد على كل حال"2. "والله أسأل أن لا يجعل ما علمناه، علينا وبالًا، وأن يرزقنا العمل بما يرضيه سبحانه وتعالى"3.

_ 1 من مقدمة المؤلف لكتابه "الإمتاع بالأربعين المتباينة بشرط السماع" ص"58-59". 2 من مقدمته لكتابه "التخليص الحبير" "1/ 9". 3 من مقدمة "بلوغ المرام" ص"10".

القسم الأول

القسم الأول الفصل الأول: التعريف بالحافظ ابن حجر تمهيد ... الفصل الأول: التعريف بالحافظ ابن حجر. تمهيد: قدر الله للحافظ ابن حجر أن يكون علمًا كبيرًا من أعلام الأمة، يتردد اسمه في أقطار الأرض، ويقبل العلماء على كتبه ينهلون العلم المحقق، ويتبحرون في السنة وعلومها وقد ترجم له كثيرون، وفيما يأتي قائمة بأسماء الكتب التي جاء فيها ترجمة له: - "المطالع البدرية لمن اشتهر بالصناعة الشعرية" للعلامة محمد البشتكي1. - "ذيل التقييد بمعرفة رواة السنن والأسانيد" للعلامة محمد الفاسي "ت832" "1/ 352"2. - بعض مجاميع حافظ حلب البرهان سبط ابن العجمي "ت841"3. - "توضيح المشتبه" للذهبي، للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي "ت842"4.

_ 1 ذكره السخاوي في "الجواهر والدرر" "1/ 225" ونقل نصوصًا من هذه الترجمة. 2 ذكره السخاوي أيضًا في "الجواهر" "1/ 227". 3 ذكره في "الجواهر" "1/ 233" ونقل منه. 4 ذكره في "الجواهر" "1/ 235-236" ونقل نصه.

- "الدر المنتخب في تاريخ حلب" للعلاء ابن خطيب الناصرية "ت843"1. - "العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة" للمقريزي "ت844"2. - "التاريخ" للعلامة تقي الدين بن قاضي شهبة "ت851"3. - "عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان" للقاضي بدر الدين العيني "ت855"4. - "بهجة الناظرين إلى تراجم المتأخرين من الشافعية البارعين" للغزي "ت864"5. - "لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ" للحافظ محمد فهد الهاشمي المكي "ت871" "ص326-342"6. - "المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي" لابن تغري بردي "ت874"7. - "كراسة خاصة لمحدث حلب أبي ذر ابن البرهان السابق "ت844"8. - "عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأعيان" للإمام البقاعي "ت885" مخطوط

_ 1 ذكر في "الجواهر" "1/ 238" ونقل منه بعض ما قاله. 2 ذكره في "الجواهر" "1/ 239" ونقل منه. 3 عين السخاوي "التاريخ" في "الضوء اللامع" "2/ 39"، وأما في "الجوهر" "1/ 243" فقال: وجد بخطه ترجمة لابن حجر بظاهر تصنيفه "الدرر" نخسة البرهان العجلوني. 4 مخطوط في دار الكتب المصرية. 5 ذكره في "الجواهر" "1/ 248" ونقله منه. 6 ذكره في "الجواهر" "1/ 249-250" ونقله منه. 7 ذكر هذه الترجمة في "الجواهر" "1/ 251" ونقل منها. 8 ذكرها في "الجواهر" "1/ 253" ونقل منها.

"1/ 35-74" "وهذه الترجمة لا تتعدى أحداثها سنة 864"1. - "معجم الشيوخ للإمام عمر بن فهد الهاشمي "ت885" "ابن السابق" "ص70-78"2. - "اللمع الألمعية لأعيان الشافعية" للعلامة قطب الدين الخيضري "ت894"3. - "رونق الألفاظ بمعجم الحفاظ" لسبط ابن حجر: أبي المحاسن يوسف بن شاهين الكركي "ت899"4. - "التبر المسبوك في ذيل السلوك" للحافظ السخاوي "ت902" "ص230-235". - "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" له أيضًا "2/ 36-40".

_ 1 مخطوط مصور في دار الكتب المصرية عن نسخة كوبر يلي، تفضل الأستاذ الدكتور شاكر محمود بإعارتي الجزء الخاص بترجمة ابن حجر جزاه الله كل خير. 2 ذكره في "الجواهر" "1/ 259" ونقل منه وقال: "هو المحرك لي لتبييض هذه الترجمة" أي: كتابه "الجواهر والدرر". 3 ذكره في "الجواهر" "1/ 263" ونقل منه. وقال الدكتور شاكر محمود في كتابه "ابن حجر" "1/ 25": "لم أقف عليه على الرغم من البحث عنه". قلت رأيت نسخة المؤلف مخطوطة في دار صدام للمخطوطات ورقمها "8642" ولكنها ناقصة تبدأ بحرف العين. 4 رأيت الجزء الثاني منه مخطوطًا بخط المؤلف مصورًا عن المكتبة الخالدية في القدس في مكتبة الشيخ صبحي السامرائي ويبدأ بحرف العين المعجمة. وله كتاب آخر ذكره السخاوي في ترجمته له في "الضوء اللامع" "10/ 215" وسماه النجوم الساهرة بأخبار قضاة مصر والقاهرة لعله ترجم فيه جده أيضًا.

- "الذيل على رفع الأصر عن قضاة مصر" لشيخه ابن حجر، له أيضًا "ص75-89". - "الجواهر والدرر" في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر "وهو كتاب خاص عنه فرغ من تأليفه سنة 871 بمكة"1. وله مختصران: - للسفيري تليمذ السيوطي. - "جمان الدرر" لعبد الله بن أحمد الدمشقي "انتهى منه في سنة 1160"2. - "الرياض اليانعة في أعيان المائة التاسعة" للجمال ابن عبد الهادي "ت909"3. - "حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة" للسيوطي "ت911هـ" "1/ 363-366". - "طبقات الحفاظ" له "ص547-548"4. - "نظم العقيان في أعيان الأعيان" له "ص45-53". - "بدائع الزهور ووقائع الدهور" لابن إياس الحنفي "852-؟ ".

_ 1 طبع منه الجزء الأول بتحقيق الدكتورين حامد عبد المجيد وطه الزيني، وفيه حاجة ماسة إلى إعادته وخدمته ونشره لما وقع فيه من تحريفات وأخطاء، وتتأكد العناية به لأهميته ونفاسته وإحاطته واستطراداته المهمة والنافعة. 2 انظر في المختصرين كتاب "ابن حجر" للدكتور شاكر محمود "1/ 31-32". 3 ذكره الشيخ زاهد الكوثري في تعليقه على "لحظ الألحاظ" لابن فهد "ص338" ونقل عنه. 4 هذا الكتاب مختصر من "تذكرة الحفاظ" للذهبي، وقد ذيل السيوطي عليه وانتهى بترجمة ابن حجر ثم أفرد ما ذيله وطُبع بعنوان "ذيل طبقات الحفاظ" انظر ترجمة ابن حجر فيه "ص380-382".

- "القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية" للعلامة محمد بن طولون الصالحي "ت953" "ص331-333". - "مفتاح السعادة ومصباح السيادة" لطاش كبري زاده "ت968" "1/ 209-210". - "وذيل وفيات الأعيان المسمى درة الحجال في أسماء الرجال" للمكناسي "ت1025" "ص64-72". - "اليواقيت والدرر في شرح نخبة ابن حجر" للمناوي "ت1035"1. - "شذرات الذهب" لابن العماد الحنبلي "ت1089". - "روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات" للميرزا محمد باقر الخوانساري "ت1303". - "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع" للشوكاني "ت1250" "1/ 87". - "التعليقات السنية على الفوائد البهية" للعلامة عبد الحي اللكنوي "ت1304" "ص16". - "مبتكرات اللآلي والدرر في المحاكمة بين العيني وابن حجر" للبوصيري ت1354". - "عقود الجوهر في تراجم من لهم خمسون تصنيفًا ومائه فأكثر" لجميل بك العظم "ص188-194".

_ 1 مخطوط في دار الكتب المصرية انظر "ابن حجر" للدكتور شاكر "1/ 35" [وقد طبع في مجلدين لطيفين. دار ابن الجوزي] .

- "فهرس الفهارس للشيخ عبد الحي الكتابي "1/ 236-250". - "الأعلام" للزركلي "1/ 173". - "معجم المؤلفين" لعمر رضا كحالة "1/ 20-22". وقد ترجم ابن حجر لنفسه في كتابه: - "رفع الأصر عن قضاة مصر" "ص85-88" وتكلم عن نفسه بصيغة الغائب وتنتهي هذه الترجمة بتوليه القضاء سنة "827هـ". وترجم لشيوخه في: - "المجمع المؤسس للمعجم المفهرس". وذكر مروياته في: - "المعجم المفهرس". وثم معلومات عنه متناثرة في: - "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة". - "وأنباء الغمر بأنباء العمر" "بدأه بسنة 773 -أي: سنة ولادته- إلى سنة 850". وفي العهد القريب كتبت عنه دراسات متعددة منها: - "ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته ومنهجه وموارده في كتاب الإصابة" رسالة دكتواره في كلية الآداب بجامعة بغداد للدكتور شاكر محمود عبد المنعم وهي رسالة موعبة أفاد منها من جاء بعده1.

_ 1 طبع الجزء الأول منها في بغداد في عام "1976".

- "ابن حجر المحدث" في جامعة الأزهر. - "ابن حجر الشاعر". - "دراسة وتحقيق لكتابه: ذيل الدرر الكامنة" في جامعة الإمام بالرياض. - "التاريخ والمنهج التاريخي لابن حجر العسقلاني" للدكتور محمد كمال عز الدين1. وهو الذي ذكر الرسائل الثلاث السابقة ولم يذكر أصحابها، ودراسته هذه عن منهج ابن حجر في كتابه "أنباء الغمر بأنباء العمر". - "تغليق التعليق لابن حجر: دراسة وتحقيق" للدكتور سعيد القزقي نال به شهادة الدكتوراه في كلية أصول الدين بالقاهرة عام 1980 2. - تحقيق القسم الأول من كتابه "موافقة الخُبر الخَبر في تخريج أحاديث المختصر" قام به السيد عبد الله محمد علي وحصل بذلك على درجة الدكتوراه من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة3. - "البحث النحوي عند الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري" وهي أيضًا رسالة دكتوراه تقدم بها الباحث علاء الدين هاشم الخفاجي إلى كلية الآداب في

_ 1 طبع هذا الكتاب في بيروت دار اقرأ عام 1984 ثم طبع في عالم الكتب عام 1987 بعنوان جديد هو "ابن حجر العسقلاني مؤرخًا". قال المؤلف فيه "ص9": "إن هذا البحث في الأصل أطروحة جامعية أجيزت بتقدير ممتاز ثم قدر لها أن تنشر في نشرة شوهاء، مما دفعني إلى إعادة نشرها -الآن- بعد أن استغنيت عن الكثير من مادة الأطروحة الرئيسة تلخيصًا وحذفًا". 2 ثم طبعت في كتاب قام بنشره المكتب الإسلامي ودار عمار في الأردن. 3 انظر "تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب" لابن كثير "ص86". وقد حققه الأستاذ صبحي السامرائي، وطبع كاملًا.

جامعة بغداد عام 1993. - "الحافظ ابن حجر العسقلاني ومنهجه في فتح الباري" رسالة دكتوراه للأخ عبد الحميد عبطان تقدم بها إلى كلية العلوم الإسلامية في جامعة بغداد عام 1993. ونظرا لتوفر التراجم القديمة والحديثة ولأني ملتزم بعدم تطويل الترجمة فقد اقتصرت هنا في التعريف به على مبحثين، تكلمت في المبحث الأول على حياته العلمية والشخصية، وفي المبحث الثاني سردت مصنفاته مرتبة على الحروف.

المبحث الأول: حياته

المبحث الأول: حياته 1- اسمه ونسبه ونسبته وكنيته ولقبه: هو أحمد بن علي بن محمد بن علي، وما فوق ذلك مختلف فيه، وليس هذا موضع التفصيل في ذلك، وهو كناني القبيلة كما وجد بخط أبيه، وينتسب إلى عسقلان: المدينة التي جاءت منها أصوله بعد سنة 583هـ، وأما حجر فهو اسم أحد أجداده أو لقب له، وأشتهر بـ"ابن حجر" وقد كناه والده أبا الفضل، ولقب شهاب الدين وله كتاب عنوانه: "القصد الأحمد بمن كنيته أبو الفضل واسمه أحمد"1. 2- ولادته ونشأته: ولد في الثاني والعشرين من شعبان سنة 773هـ على شاطئ النيل بمصر2 ونشأ يتيمًا إذ مات أبوه العالم الأديب الشاعر التاجر سنة 777هـ3 وكانت أمه قد ماتت قبل ذلك4. وكان له أخ شقيق نشأ وطلب العلم ثم مات فحزن عليه والده جدًّا ولكن أحد المشايخ الصالحين بشره بأن الله سيخلف عليه غيره ويعمره قال ابن حجر: "فولدت أنا

_ 1 انظر "الجواهر والدرر" "1/ 46-49". 2 المصدر السابق "1/ 49". 3 ترجمه في "أنباء الغمر" "1/ 174-175" ونقل السخاوي هذه الترجمة في "الجواهر" "1/ 51-53" ولم يصرح باسم مصدره. 4 "رفع الأصر عن قضاة مصر" "ص85".

له بعد ذلك بيسير، وفتح الله بما فتح"1 وليس له سوى شقيقة واحدة أكبر منه نشأت ومهرت في العلم وتوفيت سنة 798 وقد وصفها أخوها بقوله: أمي بعد أمي2. وقد دخل الكُتَّاب في الخامسة، وأكمل حفظ القرآن في التاسعة، وصلى بالناس التروايح بمكة سنة 785 وله اثنتا عشرة سنة، إذ كان مجاوزًا مع وصيه زكي الدين الخروبي كبير التجار، وسمع في تلك السنة "صحيح البخاري" على مسند الحجاز عفيف الدين عبد الله النشاوري3. 3- طلبه العلم ورحلاته فيه وحجه: في سنة 786 عاد من مكة إلى مصر، فحفظ كتبًا من مختصرات العلوم "كالعمدة والحاوي ومختصر ابن الحاجب الأصلي، والملحة للحريري وغيرها"، وعرضها -كما هي العادة- على جماعة من أئمة العصر وكتبوا له خطوطهم بذلك4. بثم عرضت له فترة إلى سنة 790 فعاد إلى الطلب يقول السخاوي5: "واشتغل بطلب ما غلب على العادة طلبه، من أصل وفروع ولغة ونحوها، وطاف على شيوخ الدراية، لكنه كان في مدة الفترة -وهو في المكتب- وبعد ذلك حبب إليه النظر في التواريخ وأيام الناس حتى إنه كان يستأجرها ممن في عنده، فعلق بذهنه الصافي الرائق شيء كثير من أحوال الرواة، وكان ذلك بإشارة شخص من أهل الخير سماه

_ 1 قال: هذا في "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" في ترجمة الشيخ يحيى الصنافيري "ت772هـ". 2 ترجمها في "أنباء الغمر" "3/ 302" وانظر "الجواهر والدرر" "1/ 58-59". 3 "رفع الأصر" "ص85-86". 4 "رفع الأصر" "56" "الحواهر والدرر" "1/ 64" "والضوء اللامع" "2/ 36". 5 في "الجواهر" "1/ 65-66" وانظر "رفع الأصر" "ص86-87" و"معجم الشيوخ" لابن فهد "ص71".

صاحب الترجمة لي وأنسيته، وممن رغبه في ذلك أيضًا البدر البشتكي، وأعانه عليه بإعارة "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني وغيره ... ". وفي سنة 792 نظر في فنون الأدب ففاق فيها، حتى كان لا يسمع شعرًا إلا ويستحضر من أين أخذه الناظم، وتولع بذلك، وما زال يتتبعه خاطره حتى فاق فيه وساد، وطارح الأدباء، وقال الشعر الرائق، والنثر الفائق، ونظم مدائح ومقاطيع، وكتب عنه الأئمة من ذلك، ثم شغل عن ذلك بعد سنة 800 فلم ينظر في كتب الفن ودواوينه إلا اتفاقًا، وأكثر نظمه قبل سنة "816"1. - وأول ما طلب العلم بنفسه في سنة 793.. وفي هذه السنة رحل إلى "قوص" وغيرها من بلاد الصعيد لكنه لم يستفد بها شيئًا من المسموعات الحديثية، بل لقي جماعة من العلماء2. - ولم يكثر الطلب إلا في سنة 796 فإنه -كما كتب بخطه: رفع الحجاب، وفتح الباب، وأقبل العزم المصمم على التحصيل، ووفق للهداية إلى سواء السبيل فأخذ عن مشايخ ذلك العصر وقد بقي منهم بقايا، وواصل الغدو والرواح إليهم بالبواكر والعشايا. واجتمع بحافظ العصر زين الدين العراقي، وذلك في شهر رمضان من هذه السنة، وحبب إليه علم الحديث، فلازمه عشرة أعوام، وتخرج منه وانتفع بملازمته، وقرأ عليه "الألفية" و"شرحها" له بحثًا، وانتهى ذلك في رمضان سنة 798، ثم قرأ عليه "النكت على علوم الحديث لابن الصلاح" له مجالس آخرها في جمادى الأولى سنة 899. وهو أول من أذن له في التدريس في علوم الحديث، وكان إذنه في سنة

_ 1 انظر "الجواهر" "1/ 66-67" و"رفع الأصر" و"معجم الشيوخ" "ص71". 2 انظر "الجواهر" "1/ 67 و81".

797. ولم تنسلخ سنة 796 حتى خرَّج لشيخه مسند القاهرة أبي إسحاق التنوحي "المائة العشارية" وكان أول مَنْ قرأها على المخرَّجَة له في جمع حافل الحافظ أبو زرعة ابن شيخه العراقي في سنة 797 وكذا قرأها عليه غيره من الأعيان، وقرظ له جماعة من أئمة العصر وشهدوا له بالتقدم يقول السخاوي: "كل ذلك مع اشتغاله بغير الحديث من العلوم، والمحافظة على المنطوق منها والمفهوم، كالفقه والعربية والأصول وغيرها من العلم المنقول والمعقول"1. وفي سنة 797 رحل إلى الإسكندرية ودخلها أواخر ذي القعدة، وسمع من مسنديها، وأقام بها إلى أن تمت السنة، ودخل في التي تليها عدة أشهر، وكتب جزءًا سماه "الدرر المضيئة من فوائد إسكندرية" ذكر في مسموعه هنالك، وما وقع له من النظم والمرسلات وغير ذلك، انتقاه السخاوي ثم أعلن ندمه على عدم كتابته كله2 - وفي آخر شوال خرج قاصدًا أرض الحجاز، فدخل الطور ثم ينبع وفي ربيع الأول من سنة 800 دخل بلاد اليمن، فلقي بـ: تعز وزبيد وعدن والمهجم ووادي الخصيب وغيرها غير واحد من العلماء والفضلاء. واجتمع في زبيد ووادي الخصيب بصاحب القاموس الفيروزآبادي فقرأ عليه أشياء ... وتناول النصف الثاني من كتابه هذا لتعذر وجود باقيه حينئذ. وقد خرج وهو هنالك من مرويات نفسه، وكتب بخطه أشياء واجتمع بالملك الأشرف -مالك اليمن- وأهداه تذكرته الأدبية في أربعين مجلدًا لطافًا. ورجع من اليمن وقد زادت معارفه، وانتشرت علومه ولطائفه، إلى مكة فحج

_ 1 انظر "الجواهر" "1/ 76-69" و"رفع الأصر" "ص87" و"معجم الشيوخ" "ص71". 2 انظر "الجواهر" "1/ 84-85".

حجة الإسلام وعاد إلى مصر1، وجد في استكمال ما بقي عليه من مسموع القاهرة ومصر، وقد سمع بالجيزة ومنها توجه إلا الأهرام. وسمع بالقرافة2. - وفي 16 من شعبان سنة 802 قرأ على شيخه العراقي تصنيفه في أحاديث مسند أحمد وكتب له عليه: "قرأ عليَّ هذا الجزء فيما وقع في "مسند أحمد" من الأحاديث التي قيل إنها موضوعة: صاحبه وكاتبه الشيخ المحدث المفيد الحافظ المتقن شهاب الدين أبو العباس أحمد بن الإمام نور الدين علي ... "3 وهذه الأوصاف تبين لنا ما صار إليه في تلك السنة، وهي شهادة كبيرة من حافظ كبير. - وفي 23 من شعبان خرج راحلًا إلى الشام، فسمع بسرياقوس وقطية وغزة والرملة والخليل ودمشق والصالحية ونابلس وبيت المقدس وكانت إقامته بدمشق مائة يوم، ومسموعه في تلك المدة نحو ألف جزء حديثية، منها من الكتب الكبار: "المعجم الأوسط" للطبراني، و"معرفة الصحابة" لابن منده، وأكثر "مسند أبي يعلى"، وغير ذلك. وقد كتب بخطه من الأجزاء الحديثية والفوائد النثرية والسماعات التي يلحقها في تصانيفه ونحوها ثماني مجلدات فأكثر، وعمل "أطراف كتاب المختارة" للحافظ الضياء المقدسي في مجلد ضخم. وفي أول سنة 803 وفي أول سنة إلى القاهرة4. وقد حمل

_ 1 انظر التفصيل في "الجواهر" "1/ 84-89 و91 و121" و"ابن حجر" للدكتور شاكر "1/ 125-126" ومقدمة كتاب "المراسيل" لأبي داود للشيخ شعيب الرنئوط "ص12". 2 انظر "الجواهر" "1/ 93-95". 3 المصدر السابق "1/ 210". 4 انظر في ذلك: "رفع الأصر" "ص87-88" و"عنوان الزمان" للبقاعي "المخطوط 1/ 38-39" و"الجواهر" "1/ 95-104" و"معجم الشيوخ" "ص71".

عن شيوخ كثيرين منهم نساء عدة قرأ عليهن كتبًا مدهشة1. وفي هذه السنة توفي شيخه محب الدين بن الوحدية الذي نصحه أن يهتم بالفقه وقد ترجمه في كتابه "المجمع المؤسس" فقال2: "اجتمع بي مرة بمصر فرآني حريصًا على سماع الحديث، وكبته فقال: اصرف بعض هذه الهمة إلى الفقه، فأنني أرى بطريق الفراسة أن علماء هذا البلد سينقرضون، وسيُحتاج إليك، فلا تقصر بنفسك، فنفعتني كلمته، ولا أزال أترحم عليه لهذا السبب رحمه الله تعالى". وعلق السخاوي على هذا بقوله3: "فكان كذلك، ما مات حتى شدت إليه الرحال" وهذا يوضح لنا عنايته بالفقه واهتمامه به وقد كان له فيه شيوخ أجلاء منهم شيخ الإسلام البلقيني. - وفي سنة 805 حج وهناك تلقى الخبر بموت البلقيني ومحاصرة النصارى للإسكندرية. وقد جاور بعض سنة 806، وسافر فيها إلى اليمن -وهي المرة الثانية- فلقي بها بعض من رآهم سابقًا وغيرهم، فحملوا عنه وحملوا عنهم، وفي طريق الذهاب انصدع المركب فغرق ما معه ومن ذلك كتبه، ومن جملة هذه الكتب مما هو بخطه "أطراف" المزي، وأطراف "مسند أحمد"، و"أطراف المختارة" وترتيب كل من "مسندي الطيالسي" و"عبد بن حميد" وكلها من تصنيفه4.

_ 1 انظر ما قرأه على فاطمة بنت محمد بن المنجا في "المعجم المفهرس" "ص257-274"، وعلى فاطمة بنت الهادي المقدسية فيه أيضًا "ص240-256". 2 "ص317". 3 في "الجواهر" "1/ 114". 4 انظر "المصدر السابق "1/ 89-91".

- وهذا وقد حج في سنة 815 ومعه زوجته1 ثم في سنة 824 وهي آخر حجاته فسمع وأسمع2. - وفي سنة 836 رحل إلى حلب بصحبة السلطان الأشراف والعسكر، فمر بدمشق وحمص وحماة، وزار القرى المجاورة لحلب، وفيها سمع وأسمع وأملى الحديث وألف عددًا من الكتب وتزوج امرأة من أهلها، استقدمها بعدُ إلى القاهرة، ولولا ضيق المجال لتوسعت في تفاصيل هذه الرحلة ففيها فوائد جمة، وهي توضيح لنا جانبًا من حياة ابن حجر في حبه للعلم وانصرافه له وحفظه الوقت والقيام بجلائل الأعمال، وعدم الاستنكاف من طلب العلم وهو في الثالثة والستين من العمر! وهذه الرحلة هي آخر رحلاته3. 4- شيوخه: تلقى ابن حجر العلم عن كثيرين، وقد خصص لشيوخه كتابه المسمى "المجمع المؤسس للمعجم المفهرس" قال في مقدمته4: "إن كثيرًا من سلف المحدثين اعتنوا بجمع أسامي مشايخهم وتدوين أخبار كبارهم، فتغايرت مقاصدهم في الترجمة، فرأيت أن أحذوا حذوهم، وأسير تلوهم لأتذكر عهدهم، وأجدد لهم الرحمة بعدهم، فجمعت أسامي شيوخي على المعجم مرتبًا وقسمته على قسمين مهذبًا، فالأول مَنْ حملت عنه على طريق الرواية، والثاني من "حملت" عنه شيئًا على طريق الرواية،

_ 1 المصدر السابق "1/ 91" وابن حجر للدكتور شاكر "1/ 100". 2 ذكر هذه الحجة في "فتح الباري" "3/ 448" وانظر "الجواهر" "1/ 91-93" و"لحظ الألحاظ" لابن فهد "ص335-336" وقد كان من الآخذين عنه في هذه الحجة. 3 انظر التفصيل في "الجواهر" "1/ 116-133" وعد إلى آخر "تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة" "ص72" و"ابن حجر" للدكتور شاكر "1/ 104/ 105 و367". 4 "ص2-3".

وأضفت إلى الثاني من أخذت عنه شيئًا في المذاكرة من الأقران ونحوهم، وقد قسمتهم من حيث العلو إلى خمس طبقات ... وقد بدا لي أن يكون هذا المعجم مشتملًا على الفهرست جمعًا ين النوعين، وتأصيلًا للفرعين، فذكرت في ترجمة كل شخص جميع ما سمعته منه أو قرأته عليه إلا ما غاب عني ... "1. وقد قسمهم تلميذه السخاوي إلى ثلاثة أقسام2: القسم الأول: فيمن سمع منه ولو حديثًا تامًا وعدتهم أزيد من 230 نفسًا. القسم الثاني: فيمن أجاز له وعدتهم أزيد من 220. القسم الثالث: فيمن أخذ عنه مذاكرته أو إنشادًا3 وعدتهم أزيد من 180 فجملة الأفسام -من غير الحوالات- 630 نفسًا. وأهم شيوخه هم الذين ذكرهم السخاوي إذ قال4: "واجتمع له من الشيوخ الذين يشار إليهم، ويعول في حل المشكلات عليهم، ما لم يجتمع لأحد من أهل عصره؛ لأن كل واحد منهم كان متبحرًا ورأسًا في فن اشتهر به لا يلحق فيه: 1- فالبلقيني "724-805" في سعة الحفظ وكثرة الاطلاع5.

_ 1 هذا الكتاب في غاية الأهمية وهو يوضح لنا التكوين العلمي لابن حجر تمام التوضيح وفيه فوائد جمة فليت له من يحققه ويخدمه الخدمة اللائقة. "وقد طبع الكتاب مع فهارسه بأربع مجلدات. دار ابن الجوزي". وكذلك كتابه "المعجم المفهرس" وغيابهما عن أيدي الباحثين إلى هذه الساعة خسارة جسيمة. 2 انظر "الجواهر" "1/ 135-177". 3 في "الجواهر "1/ 164": إنشاء. ولعل الصواب ما أثبت. 4 "الجواهر والدرر" "1/ 79-80" وقد زدت ذكر الولادة والوفاء على النص، وأشرت إلى موضع ترجمة كل واحد من هؤلاء في الهامش. 5 "المجمع المؤسس" "ص216"، و"أنباء الغمر" "5/ 107" و"الضوء اللامع" "6/ 85".

2- وابن الملقن "723-804" في كثرة التصانيف1. 3- والعراقي "725-806" في معرفة علم الحديث ومتعلقاته2. 4- والهيثمي "735-807" في حفظ المتون واستحضارها3. 5- والمجد الشيرازي "729-817" في حفظ اللغة واطلاعه عليها4. 6- والغماري "720-802" في معرفة العربية ومتعلقاتها5. 7- وكذا المحب ابن هشام "نحو 749-799" كان حسن التصرف فيها لوفور ذكائه6، وكان الغماري فائقًا في حفظها. 8- والأنباسي "725-802" في حسن تعليقه، وجودة تفهيمه7. 9- والعز ابن جماعة "747-819" في تفننه في علوم كثيرة، بحيث إنه كان يقول: أنا أقرئ في خمسة عشر علمًا لا يعرف علماء عصري أسماءها8. 10- والتنوخي "709-800" في معرفته القراءات وعلو سنده فيها9.

_ 1 "المجمع المؤسس" "ص225"، و"أنباء الغمر" "5/ 252" و"الضوء اللامع" "6/ 100". 2 "المجمع المؤسس" "ص176" و"أنباء الغمر" "5/ 170". 3 "المجمع المؤسس" "ص204" وسأذكر نبذة عنه في قسم التحقيق انظر رقم "37". 4 "المجمع المؤسس" "ص307" و"أنباء الغمر" "7/ 159". 5 "أنباء الغمر" "4/ 181". 6 "أنباء الغمر" "3/ 359". 7 "المجمع المؤسس" "ص39" و"أنباء الغمر" "3/ 144". 8 "أنباء الغمر" "7/ 240". 9 "المجمع المؤسس" "ص5" و"الدرر الكامنة" "1/ 11" و"أنباء الغمر" "3/ 398".

وهم مع ذلك في غاية التبجيل لصاحب الترجمة والتكريم، والتحرز عن مخاطبته بغير تعظيم، بل ربما راجعوه للتفهيم. 5- وظائفه: تقلد الحافظ ابن حجر وظائف متعددة وهي: 1- التدريس: وقد ولي التدريس: أ- "التفسير" في المدرسة "الحسنية" في مستهل سنة 829، وفي "القبة المنصورية". ب- و"الحديث" في مدارس كثيرة: هي "الشيخونية" وهي أول مكان ولي فيه تدريس الحديث في شوال سنة 808، و"قبة الخانقاه البيبرسية" في سنة 813 بعد ولايته مشيخة الصوفية ونظرها بيسير، و"المدرسة الجمالية" المستجدة أول ما فتحت سنة 811 و"الجامع الطلوني" سنة 833 و"القبة المنصورية" و"المدرسة الزينية" سنة 851 وغيرها، ومن خلال هذه الوظيفة أملى أكثر من ألف مجلس حديثي. ج- و"الفقه في "الشريفية" الفخرية سنة 808 و"الشيخونية" في سنة 811 و"الكهارية" و"المؤيدية" أول ما فتحت سنة 822 و"الصالحية" سنة 833 والصلاحية ونظرها أيضًا سنة "846"1. 2- الإفتاء:

_ 1 انظر "الضوء اللامع" "2/ 38-39" و"رفع الأصر" "ص88" وابن حجر للدكتور شاكر "205/ 1-227" وابن حجر مؤرخًا للدكتور محمد الدين عز الدين "ص56-62" وقد فصل الإملاء عن التدريس وعدهما وظيفتين وهذا خطأ فالإملاء شكل من أشكال تدريس الحديث.

ولي أفتاء العدل في سنة 811 واستمرت هذه الوظيفة معه حتى مات1. 3- القضاء: ولي قضاء الشافعية في محرم سنة 827، وعزل في نفس السنة ثم أعيد وعزل مرات إلى سنة 852 وقد كانت ولايته القضاء تزيد على إحدى وعشرين سنة بأشهر2. وهناك وظائف أخرى كالخطابة بالجامع الأزهر، وجامع عمرو بن العاص، وخزن كتب المدرسة المحمودية. والنظر على حمام ابن الكويك قال السخاوي: "وغير ذلك مما لم يجتمع له في آن واحد"3. 6- أسرته: - تزوج ابن حجر في سنة وفاة أخته 798 وأولى زوجاته "أنس" ابنة القاضي كريم الدين عبد الكريم بن أحمد النستراوي الأصل المصري4. وقد جاءه منها خمس بنات: زين خاتون "802-833"5 وفرحة "804-

_ 1 "الجواهر" "1/ 221" و"ابن حجر" للدكتور شاكر "1/ 248-250" وابن حجر مؤرخًا "ص62-64". 2 "رفع الأصر" "ص88" و"الذيل على رفع الأصر" "ص80-85" وقد فصل في توليه وعزله وملابسات ذلك. و"الضوء اللامع" "2/ 38" و"التبر المسبوك" "ص231" وابن حجر "1/ 291-247" وابن حجر مؤرخًا "ص64-73". 3 "الضوء اللامع" "2/ 39" وابن حجر "1/ 247 و250-252" وابن حجر مؤرخًا "ص77-79". 4 انظر ترجمتها في "الضوء اللامع" "12/ 10". 5 ترجمتها في "الضوء" "12/ 151".

828"1 وغالية "807-819"2 ورابعة "811-832"3 وفاطمة "817-819"4. وتزوج "الأولى" الأمير شاهين الكركي وولدت له "يوسف" المعروف بسبط ابن حجر الذي أعطاه جده مسودة كتابه "ترتيب طبقات الحفاظ للذهبي" ليكمله فأكمله بعد وفاة جده وسماه: "رونق الألفاظ بمعجم الحفاظ". وهو مؤلف: "النجوم الزاهرة بأخبار قضاة مصر والقاهرة" الذي بناه على مسودة "رفع الأصر عن قضاة مصر" لجده أيضًا5. وتزوج "فرحة" شيخ الشيوخ محب الدين بن الأشقر وماتت عنده، فتزوج أختها رابعة أرملة الشهاب ابن مكنون وأما غالية وفاطمة فقد ماتتا مبكرًا6. - وتسرى ابن حجر بجارية كانت لزوجته فولدت له ابنه الوحيد بدر الدين محمدًا "815-969" الذي صنف له كتابه بلوغ المرام من أدلة الأحكام، وقد انتقد بسببه7. - وتزوج أرملة "الزين أبي بكر الأمشاطي سنة 834 حين كانت زوجته أنس مجاورة، وولدت له سنة 835 بنتًا سماها آمنة ماتت في شوال سنة 836 حين كان هو في حلب، وبموتها طلقت أمها، فإنه كان علق طلاقها عند سفره على موتها8.

_ 1 ترجمتها في "الضوء" "12/ 115". 2 ترجمتها في "الضوء" "12/ 85" واسمها بالغين المعجمة وقد يتحرف إلى العين. 3 ترجمتها في "الضوء" "12/ 34". 4 ترجمتها في "الضوء" "12/ 88". 5 انظر ترجمة السبط في "الضوء" "10/ 313-317" وقد ذكر عنه أشياء مستغربة! 6 انظر "أنباء الغمر" "7/ 206". 7 انظر ترجمته في "الضوء" "7/ 20" وابن حجر "1/ 103" وابن حجر مؤرخًا "ص83-84" ولحظ الألحاظ "ص331". 8 انظر "الضوء" "12/ 3"، و"ابن حجر" "1/ 103".

- وتزوج في حلب سنة 836 "ليلى بنت محمود بنت طوعان" وكانت ثيبًا ذات ولدين بالغين، وطلقها عند عودته إلى القاهرة ثم استقدمها وأعادها، وفي سنة 841 سافرت إلى حلب في زيارة أهلها ففارقها وعادت في سنة 842 فأعادها إلى عصمته واستمرت معه حتى مات وورثته، وتزوجت بعده عدة أزواج، ولم يرزق منها أولادًا1 7- تلاميذه: ذكر البقاعي أن تلاميذه ملأت الآفاق ولا يحصون كثرة2. وقال السخاوي في "التبر المسبوك"3: "اشتهر ذكره وبعد صيته، وارتحل الأئمة إليه، وتبجح الفضلاء بالوفود عليه، وكثرت طلبته حتى كان رءوس العلماء في كل مذهب وبكل قطر من تلامذته" وزاد في الضوء4: "وأخذ الناس عنه طبقة بعد أخرى وألحق الأنباء بالآباء، والأحفاد، بل وأبناءهم بالأجداد". وقد سرد في "الجواهر والدرر" أسماء جماعة من الذين أخذوا عنه رواية ودراية مرتبًا إياهم على حرف المعجم وأوصل عددهم إلى خمسمائة شخص، وهم من أقطار شتى ومذاهب مختلفة5. ومن هؤلاء التلاميذ: 1- الحافظ ابن فهد المكي صاحب "لحظ الألحاظ" "ت871"6.

_ 1 انظر "الضوء" "12/ 123" و"الجواهر" "1/ 133" وابن حجر "1/ 104-105" وابن حجر مؤرخًا "ص82-83". 2 انظر عنوان الزمان "المخطوط" "1/ 84". 3 "ص231". 4 "2/ 39". 5 انظر ابن حجر "1/ 167". 6 انظر ترجمته في "صدر ذيول تذكرة الحفاظ" "ص2-5".

2- العلامة محمد بن سليمان الكافيجي الحنفي "ت879"1. 3- العلامة المفسر المحدث إبراهيم عن عمر البقاعي "ت885"2. 4- العلامة المحدث المؤرخ محمد بن محمد الخيضري "ت894"3. 5- الحافظ المؤرخ محمد بن عبد الرحمن السخاوي "ت902" حامل علمه وكاتب سيرته والقائم بنشر فضله وإحياء ذكره4. 6- العلامة المفنن الشيخ زكريا بن محمد الأنصاري "ت926"5. 8- طرف من روعه وتعبده: قال البقاعي: وهو "منور الشيبة" من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ... "6. "وهو كثير الصوم: قليل الأكل جدًّا، شديد التحري في المطعم، لا يأكل هدايا الإخوان، ولا من مرتبات السلطات، كان في السفر يشتري له من ماله ما يشتهي من دجاج وغيره، وربما فني ذلك في المفازة فيبل7 البقسماط ويأكله بسكر أو نحوه،

_ 1 انظر ترجمته في "الضوء اللامع" "7/ 259" و"بغية الوعاة" "1/ 117". 2 انظر ترجمته في "الضوء اللامع" "1/ 101". 3 انظر ترجمته في "الضوء اللامع" "9/ 117". 4 انظر ما قاله عن علاقته بشيخه في "التبر المسبوك" "ص232-233" وقد أطال في ذلك. و"الضوء" "2/ 40". 5 انظر ترجمته في "الذيل على رفع الأصر" "ص140". 6 "عنوان الزمان" "1/ 47". 7 هذا ما ترجح عندي من هذه الكلمة ونقلها الدكتور محمد كمال الدين في ابن حجر مؤرخًا "ص103": فعمل وهو بعيد.

ومَنْ معه يأكلون اللحم المرتب على السلطان على السفرة التي يأكل عليها ... يستعين على الشدائد بالصبر والصلاة.."1. وقال السخاوي2: "ومما يدل على عدم تضييع وقته بدون عبادة أنه توجه مرة للمدرسة المحمودية فلم يجد مفتاحها، كان قد سها عنه بمنزلة، فأمر بإحضار نجار، وشرع هو في الصلاة، إلى أن انتهى النجار من فتح الباب وقيل له: لو أرسلت أحضرت المفتاح من البيت كان أقل كلفة؟ فقال: هذا أسرع ويحصل الانتفاع بالمفتاح الثاني. وتوجه مرة هو وصهرة القاضي محب الدين بن الأشقر في السماسم3 بالخانقاه فأخرج من جيبه مصحفا حمائليا وشرع في التلاوة فيه. وكان -رحمه الله- إذا جلس مع الجماعة بعد العشاء وغيرها للمذاكرة تكون السبحة داخل كمه بحيث لا يراها أحد، ويستمر يديرها وهو يسبح أو يذكر غالب جلوسه. وربما تسقط من كمه، فيتأثر لذلك رغبة في إخفائه" وقد وصف بأنه "متين الديانة"4. 9- كلمات معبرة في وصفه: تكلم مَنْ ترجمه عن أخلاقه وآدابه وأحواله كلمات مهمة معلمة اقتصر هنا على بعضها: قال البقاعي في وصفه له5: " ... حلو الشمائل، بديع القول، طريف النادرة

_ 1 المصدر السابق "1/ 55". 2 في "الجواهر" "1/ 111". 3 كذا في المصدر المسمى! 4 انظر "لحظ الألحاظ" لابن فهد "ص336" و"معجم الشيوخ" لابنه ص"77". 5 "عنوان الزمان" "14/ 47".

جدًّا، مجلسه كأنه البستان، فيه من جميع ما يشتهي الإنسان، العلم والأخبار الحسان، والنوادر اللطاف، وأحوال الناس في كل زمان من غير خروج في ذلك عن السنة، إذا رأى من بعض جلساته ما يسوءه قطع المجلس وقام إلى الصلاة، أو دخل إلى البيت، ونحو ذلك، قلَّ أن يواجه أحدًا بما يكره، يؤدب بأحواله، ويهذب بأقواله.." إلخ. وقال السخاوي بعد كلام على قضائه وتدريسه ومؤلفاته وغير ذلك1: "كل ذلك مع تواضعه وحلمه، واحتماله وصبره وبهائه وظرفه وصيامه وقيامه واحتياطه، وورعه وميله إلى النكتة اللطيفة، والنادرة الطريفة، ومزيد أدبه مع الأئمة المتقدمين والمتأخرين، بل ومع كل مجالس من كبير وصغير، ومحبته في أهل الفضل، والتنويه بذكرهم وعدم إطراء نفسه، وركونه إلى هضمها، وبذله، وخصاله التي لم تجمع لأحد من أهل عصره ... ". ووصفه بمزيد الأدب مع الأئمة المتقدمين والمتأخرين يؤكد لنا سمو نفسه ووفور فضله مع ما بلغه من مرتبة عالية في العلم والمنصب، وهذا على عكس ما وصف به الإمام الواحدي فقد قال فيه الإمام عبد الغافر الفارسي: "وكان حقيقًا بكل احترام وإعظام، لولا ما كان فيه من غمزة وإزرائه على الأئمة المتقدمين، وبسطه اللسان فيهم بغير ما يليق بماضيهم، عفا الله عنا وعنه"2. 10- مكانته العلمية وثناء العلماء عليه: بلغ ابن حجر مكانه علمية رفيعة جدًّا يقول البقاعي3: "ولم يزل على خدمة العلوم حتى صار رأس الناس قاطبة، وإمام المسلمين كافة".

_ 1 "التبرك المسبوك" "ص231". 2 انظر "معجم الأدباء" "12/ 260". 3 "عنوان الزمان" "1/ 46".

وقد وُصف بالحفظ مبكرًا، وصفه بذلك شيوخه الإمام سراج الدين البلقيني وولده جلال الدين والحافظ العراقي وغيرهم. يقول ابن حجر في كتابه "المجمع المؤسس"1 في ترجمة الشيخ سراج الدين البلقيني: "قرأت عليه كتاب "دلائل النبوة" للبيهقي..وجرت لي معه في حال قراءتها نوادر، وذلك أنه كان يستكثر ما يقع لي من النكت الحديثية في المجلس، ويقول: هذا لا يصدر إلا عن تبييت مطالعة ومراجعة، فكنت أتنصل من ذلك فلا يقبل، إلى أن أمرني بترك الجزء الذي نقرأ فيه عنده تلك الليلة، وكان يعرف أن لا نسخة لي، فتركته عنده، فلما أصبحنا وشرعت في القراءة مر إسناد فيه: "ثنا تمتام" فقطع عليَّ القراءة وقال: مَنْ تمتام هذا فإرنني راجعت الأسماء فلم أجده، وظننته تصحيفًا؟ فقلت: لا بل هو لقب واسمه محمد بن غالب بن حرب، حافظ مشهور. قال مَنْ ذكره؟ قلت: الخطيب في "تاريخ بغداد" وله ترجمة عندكم في "الميزان" للذهبي؛ لأن بعض الناس تكلم فيه. فسكت الشيخ، وقال له ولده جلال الدين: هذا حافظ فلا تمتنحه بعدها"2. ثم كتب له على الجزء الأول من "تغليق التعليق". "الجزء الأول من "تغليق التعليق" جمع الشيخ الحافظ، المحدث المتقن المحقق شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن الفقير إلى الله تعالى الفاضل المرحوم نور الدين علي الشهير بابن حجر، نفع الله به وبفائده آمين"3.

_ 1 "ص220". 2 جاء قول جلال الدين هذا منسوبًا إلى أبيه في "ابن حجر العسقلاني ومنهجه في فتح الباري" "ص71" وهو سهو. 3 "الجواهر والدرر" "1/ 207".

وقد أذنا له بالفتوى والتدريس وكتب له: "أجزت له أن يفتي بذلك لطالبيه بالتوجيه، فإنه نعم الفاضل النبيه"1. قال السخاوي: "وقد كان صاحب الترجمة رأى في المنام إذ ذاك إنه دخل مدرسة الشيخ "سراج الدين" وهو يصلي الظهر، فأحس الشيخ بداخل، فتمادى في الركوع فأدرك معه صلاة الظهر، فعبرها عليه، فقال له الشيخ: يحصل لك ظهور كبير. قال صاحب الترجمة: فقلت له: لأنك تأخرت لي حتى أدركتك فأخذت عنك وأذنت لي، فأقر ذلك3. قلت: وكان الأمر كذلك، حقق الله تعبير شيخ الإسلام بالظهور العام، جعلهما الله بدار السلام مع السادة الكرام". ومما يدل على منزلة ابن حجر العلمية في حياة شيوخة -فضلًا عما صار إليه مع تقدم العمر وزيادة الفصل- ما جاء عن العلامة النحوي ابن العباس النحوي ابن العباس الحناوي قال: كنت أكتب الإملاء عن شيخنا العراقي، فإذا جاء ابن حجر ارتج المجلس له، وعند عرض الإملاء قل أن يخلو من إصلاح يفيده ابن حجر. ومن إجلال شيخه العراقي له أنه كان يودعه إذا أراد سفرًا، ويهنئه بالسلامة إذا قدم4.

_ 1 المصدر السابق "1/ 208". 2 المصدر السابق. 3 أورد الدكتور محمد كمال الدين هذا المنام على أنه واقعة حقيقية، وهذا غريب! انظر ابن حجر مؤرخًا "ص28". 4 "الجواهر" "1/ 212".

هذا طرف من منزلته عن شيوخه، وأما تلامذته فقد قالوا وأطالوا وهو الجدير بكل ثناء، الحقيق بكل تقدير، وقد عبق الزمان بنشر ذكره، وأطبقت الألسن على تفضيله وتبجيله حتى اليوم1. وقد أنصفه جلال الدين السيوطي إذ قال عنه: "فريد زمانه، وحامل لواء السنة في أوانه: ذهبي هذا العصر ونضاره، وجوهره الذي ثبت به على كثير من الإعصار فخاره، أمام هذا الفن للمقتدين، ومقدم عساكر المحدثين، وعمدة الوجود في التوهية والتصحيح، وأعظم الشهود والحكام في بابي التعديل والتجريح ... "2. وإذ قال: "انتهت إليه الرحلة والرئاسة في الحديث في الدنيا بأسرها، فلم يكن في عصره حافظ سواه"3. وكذلك الإمام عبد الحي اللكنوي الحنفي "ت1304هـ" حين قال: "وكل تصانيفه تشهد بأنه إمام الحفاظ، محقق المحدثين، زبدة الناقدين، لم يخلف بعده مثله"4. وهو ممن حاز لقب "أمير المؤمنين في الحديث"5. 11- وفاته:

_ 1 أطال السخاوي في ذكر المثنين عليه وإيراد عباراتهم في باب خاص فعد إليه: "الجواهر" 1/ 204-267". 2 "نظم العقيان" "ص45". 3 "حسن المحاضرة" "1/ 363". 4 "التعليقات السنية على الفوائد البهية" "ص16". 5 انظر: "أمراء المؤمنين في الحديث" للشيخ عبد الفتاح أبو غدة "ص116-117".

يقول السخاوي1: "ولم يزل على جلالته وعظمته في النفوس، ومداومته على أنواع الخيرات إلى أن توفي في أواخر ذي الحجة سنة 852، وكان له مشهد لم ير مَنْ حضره من الشيوخ -فضلًا عمن دونهم- مثله، وشهد أمير المؤمنين والسلطان فمَنْ دونهما الصلاة عليه، وقدم السلطان الخليفة للصلاة، ودفن تجاه تربة الديلمي بالقرافة وتزاحم الأمراء والأكابر على حمل نعشه، ومشى إلى تربته مَنْ لم يمش نصف مسافتها قط، ولم يخلف في مجموعه مثله، ورثاه غير واحد بما مقامه أجل منه". ويقول السيوطي2: وأخبرني الشهاب المنصوري3 أنه شهد جنازته، فلما وصل إلى المصلى أمطرت السماء على نعشه، فأنشد في ذلك الوقت: قد بكت السحب على ... قاضي القضاء بالمطر وانهدم الركن الذي ... كان مشيدًا من حجر وممن رثاه الحجازي "790-875"4 بقصيدة تضم أكثر من خمسين بيتًا وضمنها أبيات الزمخشري التي أنشدها ابن حجر قبيل وفاته، ومطلع القصيدة: كل البرية للمنية صائرة ... وقفولها شيئًا فشئيًا سائرة5

_ 1 في "الضوء" "2/ 40". 2 في "طبقات الحفاظ" "ص548". 3 انظر ترجمته في "حسن المحاضرة" "1/ 575"، توفي سنة "887". 4 ترجمته في "حسن المحاضرة "أيضًا "1/ 573-574". 5 أوردها كلها ابن فهد في "لحظ الألحاظ" "ص339-342" والسيوطي في "حسن المحاضرة" 1/ 364-366" وعن مراثيه الأخرى انظر ابن حجر "1/ 196-197".

ويصور لنا الإمام عمر بن فهد الهاشمي المكي "812-885" أثر موته على الناس فيقول1: "وكثر الأسف عليه لوفور محاسنه، وانتاب الناس قبره مدة، وكان موته مصيبة يا لها من مصيبة عمت الأنام، وهدمت ركن الإسلام، وأصمت المسامع، وأجرت المدامع، وإنها -والله- لمن أعظم الفجائع وأطم الوقائع، فلقد كان للإسلام والمسلمين سندًا، وللدين -في هذا الوقت- عضدًا فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا الله وإنا إليه راجعون، ولم يخلف في معناه مثله".

_ 1 في "معجم الشيوخ" "ص78".

المبحث الثاني: مؤلفاته

المبحث الثاني: مؤلفاته بدأ ابن حجر بالتأليف مبكرًا ففي سنة 795 وله من العمر اثنتان وعشرون سنة اختصر "التلبيس" لابن الجوزي "ت597هـ"1 وكتب شيئًا في العروض2، أما مؤلفاته الحديثية فقد ابتدأ بها سنة 796 فخرَّج لشيخه التنوخي مائة عشارية3. وفي سنة 800 وهو في اليمن خرج الأربعين النووية بأسانيده4، وكذلك: الأربعين المهذبة بالأحاديث الملقبة5، وفي سنة 804 ظهر كتابه "تغليق التعليق"6 الذي نال إعجاب شيوخه فأثنوا عليه كثيرًا7 وكان سببًا من أسباب شهرته. وتوالت مصنفاته حتى زادت على مائة وخمسين تصنيفًا معظمها في فنون الحديث، وفيها ما فنون الأدب والفقه والأصلين وغير ذلك كما قال السخاوي في "الضوء اللامع"8، وإن كان قد عد له في "الجواهر" ما يزيد على 270 عنوانًا9، وقد انفرد السخاوي بهذا الإحصاء ولم يصل ما ذكره المترجمون الآخرون إليه، وتعد قائمة السيوطي من

_ 1 "الجواهر والدرر" الورقة "158ب" عن ابن حجر "1/ 666-667". 2 "الجواهر والدرر" الورقة "159ب" عن ابن حجر "1/ 613". 3 انظر المبحث الأول. 4 "الجواهر والدرر" الورقة "153أ" عن ابن حجر "1/ 405". 5 انظر "الجواهر الدرر" "1/ 88". 6 انظر "مقدمة انتفاض الاعتراض" له الورقة "1-2". 7 انظر "الجواهر والدرر" "1/ 207 و209 و241". 8 "2/ 38". 9 انظر ابن حجر "1/ 256 و274".

أطول القوائم ومع ذلك فلا يتجاوز العدد عنده "200" عنوان1. وكان البقاعي الذي ترجم لشيخه ابن حجر في حياته سنة 846 قد قال: "ومصنفاته تناهز مائة وخمسين مصنفًا" ثم ذكر "140" عنوانًا، ومنها ما لم يكمل وما لم يبيض2. وقد جمع الحافظ ابن حجر أسماء كتبه في فهرست3. وفي العصر الحديث كتب عن مؤلفاته: 1- الدكتور شاكر محمود عبد المنعم في كتابه "ابن حجر العسقلاني ومصنفاته ومنهجه وموارده في كتابه الإصابة" وقد رتبها على العلوم ولم يراع الحروف في ترتيب الكتب ضمن كل علم، وأفرد الكتب المنسوبة في آخرها4. وقد أحصاها وتتبعها تتبعًا جيدًا، ولكنه ذكر كتبًا كثيرة في غير مواضعها فقد أورد "تبيين العجب فيما ورد في فضل رجب" في كتب الفقه وأصوله و"الأربعون الموضوعة والواردة في مصابيح السنة للبغوي" في كتب العشاريات و"الاستنصار على الطاعن المعثار" الذي هو في الرد على العيني في كتب طرق الحديث، و"التعليق النافع في النكت على جمع الجوامع" للسبكي في كتب شرح الحديث، ثم إنه ذكر في الكتب المنسوبة إليه كتبًا عزاها ابن حجر لنفسه، أو عزاها إليه البقاعي أو السخاوي: وكذلك فقد فاته ذكر بعض منها. 2- ثم كتب الدكتور سعيد القزقي في صدر تحقيقه لـ"تغليق التعليق" عن

_ 1 انظر "نظم العقيان" "ص46-50". 2 انظر "عنوان الزمان" "1/ 49-52". 3 وممن وقف عليها ونقل منها البقاعي -فيما أرجح- والسخاوي -كما صرح هو- والسيوطي كمن في مقامته "الكاوي" انظر "شرح المقامات" "2/ 90" ومقامته "السبل الجلية في الآباء العلية" "ص8". 4 انظر ابن حجر "1/ 255-687".

مؤلفاته والظاهر أنه أفاد من الدكتور شاكر، واتبع طريقته نفسها، ولم يستوعب، ووعد أن يجمعها كلها بعد1. ولم يكن تقسيمه دقيقًا. 3- ثم كتب الدكتور علاء الدين هاشم الخفاجي في رسالته "البحث النحوي عند ابن حجر" عنها ورتبها كلها حسب الحروف الهجائية2، وأدخل ما ذكره الدكتور شاكر في الكتب المنسوبة ووصل العدد عنده إلى "339" عنوانًا، وقد ظهر لي من خلال التتبع أن قرابة "70" عنوانًا مكرر أو منسوب وفاته عدد منها. 4- ثم كتب الدكتور عبد الحميد عبطان في رسالته "ابن حجر العسقلاني ومنهجه في فتح الباري" عنها3 وأفاد من الدكتور شاكر ورتب الكتب في ضمن كل نوع على الحروف وقد دخل في الأنواع ما ليس منها، كذكر "مختصر الترغيب والترهيب" في كتب العقائد. وقد اقتصرت هنا على الكتب الذي ذكرها البقاعي والسخاوي والسيوطي، ولم أذكر ما انفرد بذكره الحاج خليفة في كشف الظنون ومن بعده، ورتبتها على الحروف لتسهيل الكشف عن الكتاب المطلوب، ولصعوبة تفريق عدد منها على العلوم أو الأنواع، وأذكر ما لم يكمل أو يبيض، وما طبع والذي ما يزال مخطوطًا4. هذا وللحافظ السخاوي كلمة عن تصانيفه أوردها قبل الدخول في تعدادها، يقول رحمه الله5: "ورزق فيها من السعد والقبول -خصوصًا فتح الباري بشرح البخاري الذي لم يسبق نظيره- امرًا عجبًا، بحيث استدعى طلبه ملوك الأطراف

_ 1 انظر "مقدمة تغليق التعليق" "1/ 181-212". 2 انظر "ص16-41". 3 انظر "ص55-69". 4 وفي النية في جمع المؤلفات التي عزاها هو لنفسه في مؤلفاته. 5 "الضوء اللامع" "2/ 38".

بسؤال علمائه لهم في طلبه، وبيعه بنحو ثلاث مائة دينار، وانتشر في الآفاق، ولما تم لم يتخلف عن وليمة ختمه في "التاج والسبع" وجوه من سائر الناس إلا النادر، وكان مصروف ذلك إليهم خمسمائة دينار، واعتنى بتحصيل تصانيفه كثير من شيوخه وأقرانه فما دونهم، وكتبها الأكابر وانتشرت الأكابر وانتشرت في حياته، وأقرأ الكثير منها، حفظ غير واحد من الأبناء عدة منها، وعرضوها -على جاري العادة- على مشايخ العصر"1. حروف الهمزة: - الآيات النيرات في معرفة الخوارق والمعجزات. - الأبدال الصفيات من "الثقفيات". - أبدال عبد بن حميد وموافقاته. - الأبدال العليات من "الخلعيات". - الأبدال العوالي والموافقات الحسان من مسند الدارمي عبد الله بن عبد الرحمن. - الأبدال العوالي من أبي داود الطيالسي. - إتحاف المهرة بأطراف العشرة. كمل، مخطوط. - الإتقان في فضائل القرآن. لم يكمل. - الإجزاء بأطراف الأجزاء.

_ 1 لم يورد السخاوي في ترجمة شيخه في "الضوء" شيئًا من كتبه فمن عجب قول "الشوكاني في البدر الطالع" "1/ 88": "وقد عددها السخاوي في "الضوء اللامع".

- الأجوبة الآنية عن الأسئلة العينية. - الأجوبة المشرقة عن المسائل المفرقة. - الأجوبة الواردة عن الأسئلة الوافدة. مخطوط في دار الكتب المصرية. - الأحاديث الموضوعة الواردة في مصابيح السنة للبغوي. مخطوط. - الاحتفال في بيان أحوال الرجال زيادة على ما في تهذيب الكمال. في مجلد ضخم لم يبيض. - الإحكام لما في القرآن من الإبهام. أحال عليه في كتابه "الإصابة"، مخطوط كما في "الأعلام" للزركلي. - أربعون حديثًا من الوحدان من مسند أحمد. - الأربعون العالية لمسلم على البخاري في صحيحهما. مخطوط في الظاهرية. - الأربعون الممتازة عن شيوخ الإجازة من حديث المراغي "ت817هـ". - الأربعون المنتقاة من عوالي الليث بن سعد. - الأربعون من مسموع ابن عبد الدائم من "الترغيب" للتيمي. - الأربعون المهذبة بالأحاديث الملقبة. - أسباب النزول وهو كتابنا هذا. - الاستنصار على الطاعن المعثار. - الاستدراك على تخريج أحاديث الإحياء للعراقي. - الاستدراك على النكت على ابن الصلاح. في مجلد ضخم لم يكمل.

- الاستدراك على من جمع ديوان. ابن نباتة. - الإصابة في تمييز الصحابة. لم يكمل. طبع. - الأصلح في صحة إمامة غير الأفضح. - أطراف الأحاديث المختارة للضياء، غرق سنة 806. - أطراف المسند المعتلي بأطراف المسند المعتلي، أفرده من "إتحاف المهرة" طبع. - الاعتراف بأوهام الأطراف. - الإعلام بمن سمي محمدًا قبل الإسلام. - الإعلام بمن ولي مصر في الإسلام. - أفراد مسلم عن البخاري، علقها سنة 830. - الإفصاح بتكميل النكت على ابن الصلاح. - الإفنان في رواية الأقران. - إقامة الدلائل على معرفة الأوائل. كمل وهو في المسودة. - الإمتاع بالأربعين المتباينة بشرط السماع. طبع. - الأمالي الحديثية. - الأمالي الحلبية، مخطوط بعضها في دار صدام للمخطوطات. - أنباء الغمر بأنباء العمر. تركه مسودة، طبع. - الانتفاع بترتيب العلل للدراقطني على الأنواع.

- انتقاض الاعتراض. مخطوط في الخزانة التيمورية1. - الأنوار بخصائص المختار. - الإيثار برجال الآثار لمحمد بن الحسن الشيباني. طبع. - الإيناس بمناقب العباس. مجلدة في المسودة. حرف الباء: - بذل الماعون في فضل الطاعون. مخطوط في أكثر من مكتبة. - البسط المبثوث في خبر البرغوث. - بغية الداري بأبدال البخاري. - بلوغ المرام من أدلة الأحكام. فرغ منه سنة 828 طبع. - بيان أحوال الرواة في "إتحاف المهرة"، مما ليس في تهذيب الكمال. شرع فيه. - بيان الفصل لما رجع فيه الإرسال على الوصل. - بيان ما أخرجه البخاري عاليًا عن شيخ، أخرج ذلك الحديث أحد الأئمة عن واحد عنه. حرف التاء: - تبصير المنتبه بتحرير المشتبه. طبع. - تبيين العجب فيما ورد في فضل رجب. لم يكمله، بيضه السخاوي، طبع. - التتبع بصفة المتمتع. مخطوط في كوبريلي. طبع.

_ 1 طبع بتحقيق الأستاذ صبحي السامرائي.

- تجريد التفسير من صحيح البخاري على ترتيب السور. - تجريد لحق المزي بالأطراف، وهي أحاديث أحمد عن الشافعي عن مالك. - تجريد الوافي بالوفيات للصفدي. مخطوط في مكتبة فيض الله. - تحرير الميزان. - تحفة المستريض بمسألة التحميض. - تخريج أحاديث الأذكار للنووي، أملى منه 660 مجلسًا ولم يكمل، أكمله السخاوي. طبع منه أجزاء. - تخريج الأربعين النووية بالأسانيد العلية. - تخريج أحاديث شرح التنبيه للزنكلوني. شرع فيه. - تخريج أحاديث مختصر الكفاية. لم يكمل. - تخريج الأحاديث المنقطعة في السيرة الهشامية. - التخريج الواف بآثار الكشاف. ولعله "الاستدراك على الكافي الشاف" لم يبيض. - التذكرة الأدبية. - التذكرة الحديثية. - ترتيب أطراف الصحيحين على الأبواب مع المسانيد. - ترتيب طبقات الحفاظ للذهبي على حروف المعجم. لم يكمل وأكمله سبطه.

- ترتيب غرائب شعبة لابن منده. - ترتيب فوائد تمام. - ترتيب فوائد سمويه. - ترتيب المبهمات على الأبواب. مجلدة ضخمة. لم يبيض. - ترتيب المتفق للخطيب. لم يكمل. - ترتيب مسند الطيالسي، غرق سنة 806. - ترتيب مسند عبد بن حميد، غرق سنة 806. - تسديد القوس في أطراف مسند الفردوس. طبع. - تسمية من عرف ممن أبهم في العمدة. مخطوط في الأزهرية. - التشويق إلى وصل المهم من التعليق. - تصحيح الروضة للنووي. لم يكمل. - تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة. طبع. - التعريج على التدبيج. - التعريف الأجود بأوهام من جمع رجال المسند. - تعريف أولي التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، وهو "طبقات المدلسين" طبع. - تعريف الفئة بمن عاش من هذه الأمة مائة. مجلدة في المسودة. - التعليق على مستدرك الحاكم. شرع فيه.

- التعليق على الموضوعات لابن الجوزي. شرع فيه1. - التعليق النافع في النكت على جمع الجوامع. كتب فيه اليسير. - تعليق من تاريخ ابن عساكر. مخطوط في دار الكتب المصرية. - تغليق التعليق. طبع. - تقريب التهذيب. طبع. - تقريب الغريب الواقع في صحيح البخاري، اختصره من القرطبي مع زيادة عليه، سنة 818. - تقريب المنهج بترتيب المدرج، لخصه من "الفصل للوصل المدرج في النقل" للخطيب وزاد عليه، فرغ منه سنة 807. - تقويم السناد بمدرج الإسناد.

_ 1 للخيضري تلميذ ابن حجر كتاب عنوانه "البرق اللموع لكشف الحديث الموضوع" ذكره الحاج خليفة في كشف الظنون "1/ 239" وقال: "وهو الحديث المذكور في الإحياء لصلاة الرغائب، جرد ما لابن حجر من المناقشات مع ابن الجوزي في الموضوعات مما هو بهوامش نسخته غيرها ثم ضم ذلك لتخليصه الأصل". وقال السيوطي في مقامته "الفارق بين المصنف والسارق". "وحُكي لي عن الحافظ ابن حجر أنه حشا نسخته من "الطبقات" بزوائد من التواريخ القديمة، لو جردت لكانت في عدة ورقات فاستعارها كبير من تلامذته حافظ مفيد، يصنف طبقات جمع فيها الأصل والمزيد، وعزا الزيادات للأصول التي نقل منها أستاذه، ولم ينبه على أنه اعتمد على خطه وأنه إليه ملاذه، فكتب له ورقة يلومه فيها أشد اللوم، ويقول له: أما بلغك ما ورد في ذلك عن القوم ... إلخ" انظر "شرح المقامات" "2/ 826". ونهذه الطبقات هي طبقات الشافعية للسبكي والتلميذ هو الخيضري، صرح بذلك البقاعي في "عنوان الزمان" "1/ 52" وفات شارح المقامات السيد الدروبي معرفة ذلك.

- تلخيص الإمتاع بالأربعين المتباينة بشرط السماع. - تلخيص البداية والنهاية لابن كثير. مخطوط في دار الكتب المصرية. - تلخيص الترغيب والترهيب للمنذري. طبع. - تلخيص التصحيف للدارقطني. - التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، فرغ منه تمامًا سنة 820، طبع. - تلخيص مسألة الساكت، تصنيف بعض تلامذته. - تمهيد العقود الجمة في تحديد عقود الأمة -أو الذمة. - تهذيب التهذيب، طبع. - توالي التانيس بمعالي ابن إدريس. طبع. - التوفيق في وصل المهم من التعليق. حرف الثاء: - ثقات الرجال ممن لم يذكر في تهذيب الكمال. لم يبيض. - ثلاثيات البخاري. - ثنائيات الموطأ. حرف الجيم: - الجامع الكبير من سنن البشير النذير وهو "المؤتمن في جمع السنن" كتب منه كراسة.

- جزء في إحداث الجمعة بمدرسة ابن سويد بمصر، مخطوط في الأزهرية. - جزء في التهنئة في الأعياد وغيرها. - جزء فيه التعقيب على ابن الجزري في مشيخه شيخه الجنيد. - جزء في ضرب الرمل، ظل في المسودة. - جزء في قصة هاروت وماروت. - جزء من حديث التقي الدجوي. - جزء من حديث عبد الله بن زيد الأنصاري. - جزء من حديث العزالطيبي. - جزء من حديث النجم البالسي. - جزء من حديث عوالي ابن المقير بالإجازة. - جزء من عوالي الدبوسي. - جزء من مسند السراج. - جزء من المستخرج على البخاري لأبي نعيم. - جزء من المستخرج على البخاري للإسماعيلي. - جلب حلب. جمع فيه فوائد رحلته إليها. - الجواب الجليل عن حكم بلد الخليل. - الجواب الجليل الوقعة فيما يرد على الحسيني وأبي زرعة فرغ منه سنة 833.

- جواب سؤال فيمن عاش بعد الموت. - جواب سؤال عن المؤرخ الذي يذكر تراجم الناس، على ما يعلم منها من خير وشر، مخطوط مصور في معهد المخطوطات. - الجواب الشافي عن السؤال الخافي. طبع. حرف الخاء: - خبر الثبت في صيام السبت. - الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والموخرة. طبع مجردًا من الأسانيد. - الخصال الموصلة للظلال. - خماسيات الدارقطني. حرف الدال: - الداعي البشير لتخريج أحاديث ابن بشير. - الدراية في تخريج أحاديث الهداية. لخصه من "نصب الراية" للزيلعي فرغ منه سنه 827، طبع. - الدرر في نفقة قليلة! - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة. طبع. - الدرر المضية في فوائد الإسكندرية. - ديوان الخطب الأزهرية. - ديوان الخطب القلعية.

- ديوان شعر "الكبير" مخطوط مصور في المجمع العلمي العراقي. حرف الذال: - ذكر الباقيات الصالحات. - ذيل التبيان لمنظومة الحفاظ بديعة البيان. - ذيل الدرر الكامنة. حقق. حرف الراء: - الرحا الدائرة على اليمين الدائرة، سفر صغير. - الرحمة الغيثية بالترجمة الليثية. طبع. - ردع المجرم في الذب عن عرض المسلم، صنفه في سنة 851، طبع. - رفع الأصر عن قضاة مصر. طبع. حرف الزاي: - زهر الفردوس. طبع. - الزهر المطلول في الخبر المعلول. - الزهر النضر في نبأ الخضر، فصله من كتابه الإصابة. طبع. - زوائد الأدب المفرد للبخاري. - زوائد ما في الكتب الأربعة السنن على الصحيحين بما هو صحيح. كتب من كراريس. - زوائد مسند أحمد بن منيع.

- زوائد مسند البزار. مخطوط. - زوائد مسند الحارث بن أبي أسامة على الستة وأحمد. - زيادات بعض الموطأت على بعض. مخطوط في الأزهرية. حرف السين: - السبعة السيارة النيرات "من شعره". طبع. - الستون العشارية. - السهل المنيع في شواهد البديع. حرف الشين: - شرح الترمذي. شرع فيه سنة 808 فكتب منه جزءًا لطيفًا وفتر عزمه. - شفاء الغلل في بيان العلل. - شرح قطع مفرقة من المنهاج للنووي. - شرح مناسك المنهاج للنووي. - الشمس المنيرة في تعريف الكبيرة. - شرح نظم السيرة للعراقي. حرف الضاد: - ضوء الشهاب "من شعره". - ضياء الأيام بعوالي البلقيني شيخ الإسلام.

حرف الطاء: - طرق حديث: الأئمة من قريش. جزء ضخم سماه: "لذة العيش". - طرق حديث: الأعمال بالنيات. - طرق حديث الإفك. - طرق حديث أنس: إذا لقيت أحدًا من أمتي فسلم عليه يطل عمرك. مخطوط في الظاهرية. - طرق حديث: أولى الناس بي أكثرهم عليَّ صلاة. - طرق حديث: تعلموا الفرائض. - طرق حديث: جابر في البعير. - طرق حديث: حج آدم موسى. - طرق حديث: زر غبًّا تزدد حبًّا. - طرق حديث: الشيخ الهرم، ومَنْ مات في الفترة، ومَنْ ولد أكمه أعمى أصم. - طرق حديث: الصادق المصدوق. - طرق حديث: صلاة التسبيح. - طرق حديث: الغسل يوم الجمعة. مخطوط في المكتبة الأزهرية. - طرق حديث: قبض العلم. - طرق حديث: القضاة ثلاثة.

- طرق حديث: لو أن نهرًا في باب أحدكم. - طرق حديث: ماء زمزم لما شرب له. طبع. - طرق حديث: مثل أمتي كالمطر. - طرق حديث: المجامع في رمضان كتبه سنة 823. ويسمى: "نزهة المناظر والسامع في طرق حديث الصائم المجامع" مخطوط في المكتبة الأزهرية. - طرق حديث: من صلى على جنازة فله قيراط. - طرق حديث: المسح على الخفين. - طرق حديث: المغفر. - طرق حديث: من بنى مسجدًا. مخطوط في المكتبة الأزهرية. - طرق حديث: من كذب عليَّ متعمدًا. - طرق حديث: نضر الله امرءًا. - طرق حديث: يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة. حرف العين: - عجب الدهر في فتاوى شهر. - عشاريات الصحابة. في المسودة وأملى منه نحو مائتي مجلس. - العشرة العشارية. - علم الوشي وبنده فيمن روى عن أبيه عن جده. - العوالي التالية للمائة العالية.

حرف الغين: - غبطة الناظر في ترجمة الشيخ عبد القادر. - الغنية في الرؤية. مخطوط في التيمورية. حرف الفاء: - فتح الباري في شرح البخاري. طبع. - فهرست الشرف بن الكويك. - فهرست كتب المدرسة المحمودية. - فهرست مرويات جلال الدين البلقيني بالإجازة، كراسة. - فهرست مرويات أخيه علم الدين البلقيني بالإجازة. - الفوائد الجمة فيمن يجدد الدين لهذه الأمة. - الفوائد المجموعة بأطراف الأجزاء المسموعة. حرف القاف: - قذى العين من نعيب غراب البين. - القصد الأحمد في من كنيته أبو الفضل واسمه أحمد. ظل في المسودة. - القصد البادي بين المراجع والبادي. - القول المسدد في الذب عن مسند أحمد. فرغ منه سنة 819. طبع. - قوة الجبل في الكلام على الحيل.

- قوة الحجاج في عموم المغفرة للحجاج. طبع. - قوة السير في حكم عمل الخير. حرف اللام: - اللبان في تخريج ما يقول فيه الترمذي: وفي الباب. شرع فيه فكتب من أوله ثلاث كواريس، ومن كتاب الحج كراسة. - لسان الميزان. طبع. حرف الكاف: - الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف، لخصه من كتاب الزيلعي فرغ منه سنة 821. طبع. - كتاب العشاريات الستين من حديث العراقي. - كتاب في المتشابهات. - كتاب المعمرين. - كشف الستر عن حكم الصلاة بعد الوتر. مخطوط في دار الكتب المصرية. - الكلام على حديث إن إمرأتي لا ترد يد لامس. حرف الميم: - متباينات التنوخي. - مجلس في تحريم الظلم. - مجلس عن الصبر.

- المجلس الجمالي أول ما فتحت المدرسة الجمالية. - المجمع المؤسس للمعجم المفهرس. مخطوط. - المجمع العام في آداب الشرب والطعام ودخول الحمام. - مختصر تلبيس إبليس. - مزيذ النفع بمعرفة ما رجع فيه في الوقف على الرفع. - مسألة الدور. - مسألة السريجية. - مسألة شراء السلطان بماله لنفسه من أراضي بيت المال. - مشيخة ابن أبي المجد الذين تفرد عنهم. جزء ضخم. - مشيخة البرهان الحلبي. - المشيخة الباسمة للقبابي وفاطمة. مخطوط مصور في معهد المخطوطات العربية. - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، طبع. - المعجم الكبير للشامي. مجلدة ضخمة. - المعجم للحرة مريم. مخطوط في دار الكتب المصرية. - المعجم المفهرس مخطوط. - المقترب في المضطرب. - المقرر في شرح المحرر. لابن عبد الهادي كتب منه قطعة.

- الملتقط من التلقيح في شرح الجامع الصحيح للبرهان الحلبي التقطه في حلب. - ملخص الجمع بين الصحيحين. - الممتع في منسك المتمتع. مخطوط في كوبريلي. - المنحة في ما علق الشافعي القول به على الصحة، في سنة 835 لم يكن قد كمل1. - منتخب رحلة ابن رشيد. - المنتخب من زوائد البزار. - المنتخب من كتاب الأدب. - المنتقى من تاريخ ابن خلدون. - المنتقى من مشيخات ابن عساكر وابن السراري، والفخر ابن البخاري. - المنتقى من معجم السبكي. - المنتقى من مغازي الواقدي، مخطوط في دار الكتب المصرية. - المهمل من شيوخ البخاري. - موافقة الخبر الخبر في تخريج أحاديث المختصر، انتهى منه إملاء سنه 836. حقق القسم الأول منه، وطبع كاملًا كما مر. حرف النون:

_ 1 انظر "توالي التأسيس" له "ص109".

- النباء الأنبه في بناء الكعبة. عمله للمؤيد سنة 822. - نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر. طبع. - نزهة الألباب في الألقاب. طبع. - نزهة السامعين في رواية الصحابة عن التابعين. - نزهة القلوب في معرفة المبدل والمقلوب في مجلد. ويسمى أيضًا جلاء القلوب في معرفة المقلوب. - نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر. طبع. - نزهة النواظر المجموعة في النوادر المسموعة. لم يكمل. - نظم الآلي بالمائة العوالي "المائة العشارية للتنوخي" مخطوط في التيمورية. - النكت الظراف على الأطراف. طبع. - النكت على ابن صلاح لم يكمل كما قال السخاوي، طبع. - النكت على تنقيح الزركشي. شرع فيه، مخطوط في المكتبة الأزهرية. - النكتب على الألفية للعراقي، لم ير السخاوي منه سوى ورقتين، وسماه البقاعي النكت على شرح الألفية وقال: لم يكمل. - النكت على شرح صحيح مسلم للنووي. شرع في أوائله. - النكت على شرح العمدة لابن الملقن. شرع فيه. - النكت على شرح المهذب. شرع فيه. - النكت على نكت العمدة له.

حرف الهاء: - هداية الرواة إلى تخريج المصابيح والمشكاة. مخطوط في الحميدية1. - هدي الساري مقدمة فتح الباري. طبع. حرف الواو. - الوقوف على ما في صحيح مسلم من الموقوف. تتبعه في حلب سنة 836. طبع.

_ 1 في خزانة الأستاذ صبحي السامرائي نسخة مصورة منه. يسر الله له من يخدمه وينشره.

الفصل الثاني: علم أسباب النزول

الفصل الثاني: علم أسباب النزول. المبحث الأول: المؤلفات في أسباب النزول. أ- ما ألف في "أسباب النزول" رواية مرتبة حسب القدم: 1- تفصيل لأسباب التنزيل عن ميمون بن مهران "ت117هـ" مخطوط1. 2- أسباب النزول للإمام علي بن المديني "ت234"2. 3- القصص والأسباب التي نزل من أجلها القرآن للمحدث القاضي عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فُطيس "ت402هـ" في نحو مائة جزء ونيف3. 4- أسباب النزول للإمام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي "ت468هـ" طبع مرات4 وله نسخ خطية كثيرة له في "الفهرس الشامل" سبعًا وستين

_ 1 انظر مقدمة "أسباب نزول القرآن" للعراقي الآتي بقلم الأستاذ محمد عبد الكريم الراضي وقد تفضل باطلاعي عليه. 2 انظر "البرهان" للزركشي "1/ 22" و"الإتقان" للسيوطي "1/ 28". وقد عزته الدكتورة ابتسام مرهون الصفار في كتابها "معجم الدراسات القرآنية" "ص75" إلى أبي الحسن علي بن محمد المدائني "ت228هـ" ومن قبلها إسماعيل البغدادي في "هدية العارفين" في ترجمة المدائني "1/ 671" وهو خطأ. 3 انظر "طبقات المفسرين" للداودي "1/ 291-293" و"معجم مصنفات القرآن الكريم" للدكتور علي شواخ إسحاق "1/ 133". 4 منها طبعة السيد أحمد صقر -وعليها اعتمادي- وطبعة السيد عصام بن عبد المحسن الحميدان وقد اعتنى بتخريجه ولم أقف عليه بعد. انظر "أسباب نزول القرآن" لعبد الرحيم فارس أبو علبة "ص58".

نسخة1. 5- أسباب النزول والقصص الفرقانية لأبي المظفر بن أسعد العراقي الحنفي الحكيمي "ت567هـ" وهو كتاب يخلو من الأسانيد تماما! 2 6- "الأسباب والنزول على مذهب آل الرسول" لأبي جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب الطبري الشيعي "ت588هـ"3. 7- "أسباب النزول" للإمام أبي الفرج بن الجوزي "ت597"4. 8- "أسباب نزول الآي" للملك الصالح أبي الفتح محمود بن محمد بن قراسلان الأرتقي "ت619هـ" وهو مختصر كتاب الواحدي5. 9- "عجائب النقول في أسباب النزول" لأبي إسحاق إبراهيم بن عمر

_ 1 "الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي" المخطوط "مخطوطات التفسير وعلومه" الصادر عن المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية الأردني "1/ 103-105". 2 حققه الصديق السيد محمد بن الكريم الراضي عن نسختين من برلين وجستربيتي ولم يطبع بعد وقد ذكر في "الفهرس الشامل للتراث" مرتين في "1/ 205" ثم أعادوا ذكره في "1/ 261" باسم أحمد بن أسعد، وأرخوا وفاته بـ"667هـ" خطأ. هذا وقد نشرت "أخبار التراث الإسلامي في عددها 22" الصادر في عام "1410-1990" "ص7" أن الباحث عصام أحمد غانم -كلية الآداب، جامعة عين شمس- يقوم بالتحضير لرسالته العالمية العالية بعنوان: "تراث أسباب النزول في العربية" مع تحقيق كتاب "أسباب النزول والقصص الفرقانية". تحت إشراف الدكتور رمضان عبد التواب. 3 انظر "بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة" للسيوطي "1/ 181" و"كشف الظنون" "1/ 77" و"إيضاح المكنون" لإسماعيل باشا البغدادي "1/ 69"، معجم الدكتور إسحاق "1/ 127". 4 أول من عزاه إليه الحاج خليفة "ت1067هـ" في "كشف الظنون" "1/ 67" ثم إسماعيل باشا البغدادي في "إيضاح المكنون" "1/ 69" وعنهما نقل الأستاذ عبد الحميد العلوجي في "مؤلفات ابن الجوزي" "ص68" وهذا عزو متأخر! وقد رجعت إلى كتاب ابن الجوزي: "فنون الأفنان في عيون علوم القرآن" فما رأيته عرض لأسباب النزول. 5 انظر "الفهرس الشامل للتراث" "1/ 242".

الجعبري "ت732هـ"1 ذكر السيوطي أنه اختصره من كتاب الواحدي فحذف أسانيده ولم يزد عليه شيئًا2. 10- "سبب النزول في تبليغ الرسول" لابن الفصيح: فخر الدين أحمد بن علي بن أحمد الكوفي "ت755هـ"3. 11- "رسالة في أسباب النزول" لعلي بن شهاب الدين حسن بن محمد الهمذاني "ت786هـ"4. 12- "العجاب في بيان الأسباب" للحافظ ابن حجر العسقلاني "ت852هـ" وهو كتابنا هذا. 13- مدد الرحمن في "أسباب نزول القرآن" للقاضي زين الدين عبد الرحمن بن علاء الدين علي بن إسحاق التميمي الداري الخليلي المقدسي الشافعي "ت876هـ"5. 14- "لباب النقول في أسباب النزول" للحافظ جلال الدين السيوطي "ت911هـ" ألفه بعد "الإتقان"6 وقد ذكر فيه أسباب نزول لمائة سورة واثنتين. طبع مرات7.

_ 1 انظر "برهان الدين الجعبري فهرست مصنفاته" للأستاذ صالح مهدي عباس "ص34" و"الفهرس الشامل للتراث" "1/ 373" وقد ذكروا له نسختين في دار الكتاب المصرية وفي برلين. 2 "الإتقان" "1/ 28". 3 "الفهرس الشامل للتراث" "1/ 410". 4 "الفهرس الشامل للتراث" "1/ 424". 5 انظر "إيضاح المكنون" للبغدادي "2/ 455" ومعجم الدكتور إسحاق "1/ 136". 6 أقول هذا لأنه أحال عليه في مقدمته مرتين انظر "لباب النقول" "ص13 و15" وأما ذكره له في "الإتقان" "1/ 28" فلا بد أنه ألحقه فيه فيما بعد. 7 يذكر هنا أنه قد ذكر في "الفهرس الشامل للثراث" "2/ 729" قصيدة في أسباب النزول "بدون عنوان" لمحمد بن تاج العارفين -كان حيًّا سنة: 1094هـ- منها نسخة في برلين لم يذكر شيء عن محتواها فأشرت إليههنا ولم أدرجها في أحد القسمين.

15- "إرشاد الرحمن لأسباب النزول والنسخ المتشابه وتجويد القرآن" لعطية الله بن عطية البرهاني الشافعي الأجهوري "ت1190هـ". منه نسخ متعددة في الأزهرية بمصر وغيرها1. 16- "لب التفاسير في معرفة أسباب النزول والتفسير" لمحمد بن عبد الله القاضي الرومي الحنفي الشهير بلُبي الحافظ "ت1195هـ"2. 17- "أسباب التنزيل" لأحمد بن علي بن أحمد بن محمود الحنفي "مجهول الوفاة" مخطوط في دار الكتب المصرية3. 18- "أسباب النزول" لعبد الجليل النقشبندي "ت:" مخطوط في الأزهر4. وهناك كتب أخرى غيرها لكنها مجهولة المؤلف5. أما الكتب الحديثة فهي: 19- "الصحيح المسند في أسباب النزول" للشيخ مقبل الوداعي، والسور التي ذكرها هي "56" سورة فقط. طبع قبل عام "1983"6. 20- "جامع النقول في أسباب النزول وشرح آياتها" لعليوي خليفة عليوي، طبع الطبعة الأولى في سنة 1404هـ الموافق سنة 1984.

_ 1 المصدر السابق "2/ 778" ومعجم الدكتور إسحاق "1/ 127" ومعجم الدكتورة الصفار "ص56" وثم كلمة عنه في "أسباب نزول القرآن" لأبي علبة "ص51-52". 2 انظر "إيضاح المكنون" "2/ 400" معجم الدكتور إسحاق "1/ 135". 3 انظر "الفهرس الشامل" "2/ 835". 4 انظر معجم الدكتورة الصفار "ص57". 5 انطر "الفهرس الشامل" "2/ 905-906" وقد ذكر هنا ستة كتب. 6 ذكره الدكتور إسحاق في "معجمه" المطبوع في تلك السنة.

21- "أسباب النزول القرآني" للدكتور غازي عناية، طبع في الجزائر سنة "1987"1. 22- "أسباب النزول عن الصحابة والمفسرين" لعبد الفتاح القاضي طبع سنة "1987" 2. ب- مَنْ كتب في أسباب النزول دراية: 1- ابن تيمية "ت728هـ" في "مقدمة التفسير"3. تناول العموم والخصوص، وفائدة معرفة السبب، ومعنى قولهم: نزلت في كذا، ودرجة قول الصاحب: هذه الآية نزلت في كذا، وهو يرى تعدد الأسباب، ويرى تكرار النزول. 2- الشاطبي "ت790هـ" في "المؤلفات"4.

_ 1 هذان الكتابان لم أرهما وقد ذكرهما الباحث أبو علبة في كتابه "أسباب نزول القرآن" "ص56-57". 2 عد الدكتور علي شواخ إسحاق في كتابه "معجم مصنفات القرآن الكريم" في كتب أسباب النزول ما ليس منها جزمًا مثل "التبيان في نزول القرآن" لابن تيمية، و"التبيين لهجاء التنزيل" لأبي داود الأندليس، و"الراسخ في المنسوخ والناسخ" للرومي، و"كتاب التنزيل وترتيبه" للنيسابوري، و"نزول القرآن" للضحاك بن مزاحم، والحسن البصري، وغيرهما مما أهملته انظر "1/ 129-137". ومثل هذا يقال على الدكتورة ابتسام مرهون الصفار، فقد ذكرت "الإكليل في استنباط التنزيل" للسيوطي، و"تنزيل القرآن" للزهري، و"شرح حديث النزول" لابن تيمية، و"مقالات عن تنجيم القرآن وكيفية نزوله"، وغيرها: مثل "نزول القرآن" لابن عباس، الذي هو في بيان المكي والمدني. انظر كتابها "معجم الدراسات القرآنية" "ص53-59" واربط بما قالته "ص11-13". 3 انظر "مجموع الفتاوى" "13/ 338-340". 4 انظر "3/ 347-350".

تكلم على لزوم معرفة أسباب التنزيل. 3- الزركشي "ت794هـ" في "البرهان في علوم القرآن"1. وقد جعله "النوع الأول" ذكر فيه كتابي المديني والواحدي ثم فوائده، وهي عنده ست فوائد، وهو يرى تكرر النزول، ثم تنازل درجة قول الصحابي، ثم خصوص السبب وعموم الصيغة، ثم تقدم نزول الآية على الحكم. ثم ناقش مسألة البداءة بالسبب أو المناسبة أيهما أولى. 4- السيوطي "ت911هـ" في كتابه "التخبير في علم التفسير"2 النوع الحادي عشر، وكلامه هنا مختصر ثم توسع في "الإتقان في علوم القرآن"3. وقد جعله "النوع التاسع" وأفاد من ابن تيمية والزركشي، وطوى ذكر الثاني كثيرًا! وأضاف تحقيقات مهمة. ثم ألف "لباب النقول" وأعاد في مقدماته ما قاله في "الإتقان" ولكن باختصار4. 5- طاش كبري زاده "ت968هـ" في كتابه "مفتاح السعادة ومفتاح السيادة"5. وكل ما قاله أخذه من السيوطي ولم يصرح! 6- الحاج خليفة "ت1067هـ" في "كشف الظنون عن أسامي الكتب

_ 1 انظر "1/ 22-34". 2 انظر "ص86-88" وقد فرع من تأليفه في رجب عام 872 وعمره "23" سنة انظر "ص446" منه. 3 انظر "1/ 28-34". 4 انظر "ص13-16". 5 انظر "2/ 385-387".

والفنون"1. أفاد من طاش كبري والسيوطي. 7- حجة الله الدهلوي "ت1176هـ" في "الفوز الكبير في أصول التفسير"2. 8- محسن المساوي "ت1354هـ" في "نهج التيسير شرح منظومة التفسير"3 والمنظومة لعبد العزيز الزمزمي "ت976هـ" أخذها من كتاب "النقاية" للسيوطي4. وأفاد الشارح معظم شرحه من الإتقان وشرح النقاية لليسوطي، صرح بذلك في الخاتمة5. 9- محمد عبد العظيم الزرقاني في "مناهل العرفان في علوم القرآن"6. وأكثر ما أورده مستفاد من السيوطي ولم يشر إلا أنه قال في تصدير الطبعة الثالثة7: "لا أدعي أنني أنشأت وابتكرت، ولا أحدثت وابتدعت، بل قصاراي أنني فهمت وأحسنت العرض إذا كنت وُفقت، أما المادة نفسها فالفضل فيها لعلماء هذه الأمة.." وهذا كلام عام أيضًا. وقد أضاف العموم والخصوص بين لفظ الشارع وسببه، وعموم اللفظ وخصوص السبب بتوسع فقط8.

_ 1 انظر "1/ 76-77". 2 انظر "ص54-61". 3 وقد كتب السيد علوي بن السيد عباس المالكي حاشية على ذلك الشرح سماها "فيض الخبير وخلاصة التقرير" وكذلك الأستاذ محمد ياسين الفاداني انظر "فيض الخبير" "ص53-56". 4 انظر "فيض الخبير" "ص7". 5 المصدر السابق "ص170". 6 انظر "1/ 99-130". 7 انظر "1/ ب". 8 انظر "1/ 116 ثم 1/ 118-127".

10- قاسم القيسي "ت1375هـ" في "تاريخ التفسير"1 الذي انتهى منه سنة 1363هـ وكل ما كتبه مستفاد من كشف الظنون ولم يشر! 11- محمد عزة دروزة "ت1404هـ" في كتابه "القرآن المجيد"2 وهو مقدمة تفسيره "التفسير الحديث". قال فيه3: "إن هناك روايات كثيرة في أسباب النزول ومناسباته، وقد حشرت في كثير من كتب التفسير التي كتبت في مختلف الأدوار، لا تثبت على النقد والتحميص طويلًا، سواء بسبب ما فيها من تعدد وتناقض ومغايرة، أو من عدم الاتساق مع روح الآيات التي وردت فيها وسياقها بل ونصوصها أحيانًا، ومع آيات أخرى متصلة بموضوعها أو موضحة لها أو عاطفة عليها، حتى إن الناقد البصير ليرى في كثير من هذه الروايات أثر ما كان من القرون الإسلامية الثلاثة من خلافات سياسية ومذهبية وعنصرية وفقهية وكلامية قوي البروز، وحتى ليقع في نفسه إن كثيرًا منها منحول أو مدسوس أو محرف عن سوء نية وقصد تشويش وتشويه ودعاية ونكاية وحجاج وتشهير، أو قصد تأييد رأي أو شيعة على شيعة ... إلخ"4. 12- محمد الطاهر بن عاشور "ت1393هـ" في مقدمات تفسيره "التحرير والتنوير"5. انتقد إكثار المفسرين من تطلب أسباب النزول. ثم قال: "وقد تصفحت أسباب النزول التي صحت أسانيدها فوجدتها خمسة

_ 1 انظر "ص90-92". 2 طبع عام 1952م. 3 "ص217". 4 انظر "ص218-224". 5 طبعت المقدمات وتفسير الفاتحة وجزء عم عام 1376هـ-1956م.

أقسام" وأورد هذه الأقسام ومثل لها ثم كتب كلمة عن فائدة الأسباب1 ومادته مستقاة من الإتقان وقد أحال عليه أكثر من مرة2. 13- الدكتور محمد محمد أبو شهبة: في كتابه "المدخل لدراسة القرآن الكريم"3 وما كتبه مطابق لما جاء في "مناهل العرفان" تماما لم يشر "إلى شيء من ذلك4!! 14- الدكتور صبحي الصالح "ت1407هـ" في كتابه "مباحث في علوم القرآن"5 مادته من البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي، وجديدة في حسن العرض الأدبي والتنسيق والترتيب6. 15- الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه "روائع القرآن"7. اعتمد على "الواحدي وفتح الباري والإتقان" والظاهر أنه أفاد من الدكتور صبحي الصالح ولا جديد لديه8. 16- الأستاذان فاضل شاكر وفرج توفيق الوليد في كتابهما "المنتقى في علوم القرآن"9 وما يتعلق بأسباب النزول كتبه الأستاذ الوليد.

_ 1 انظر "ص42-45". 2 انظر "ص44". 3 صدرت الطعبة الأولى عام "1377هـ-1958م". 4 انظر "1/ 99-127". 5 صدرت طبعته الأولى عام 1985 والثانية عام 1385 أي: الموافق: 1965. 6 انظر "ص127-163". 7 أرخت مقدمة الطبعة الأولى بـ: 1395هـ-1975م. 8 انظر "ص42-47". 9 طبع عام 1979م.

وصرح بمصادره في الهامش1. 17- الدكتور حماد عبد الخالق حلوة في كتابه "أسباب نزول القرآن: مصادرها ومناهجها" وهو في الأصل رسالة نال بها درجة الدكتوراه قبل عام 1980 وقد طبع في جزأين خصص الأول لبحث مصادر روايات أسباب التنزيل من كتب الحديث وعلوم القرآن، والكتب المخصصة لذلك. والثاني لبحث مناهج العلماء في دراسة أسباب التنزيل، فتحدث عن مناهج المحدثين والمفسرين والمؤرخين والمصنفين في أسباب التنزيل، كما بحث أثر الوضع والنزعات المذهبية في الأسباب وأثرها على بناء المجتمع الإسلامي2. 18- الدكتور غانم قدوري حمد في كتابه "محاضرات في علوم القرآن"3، وقد اعتمد على مصادر جيدة صرح بها في هوامشه4. 19- الدكتور عدنان محمد زرزور في كتابه "علوم القرآن: مدخل إلى تفسير القرآن وبيان إعجازه"5. لا جديد لديه، وقد أفاد من ابن تيمية والزركشي والسيوطي بدون استقصاء في العزو6. 20- مقبل الوداعي في مقدمة كتابه "الصحيح المسند في أسباب النزول"، وقد أوجز الكلام عنها تحت عنوان "قواعد أصولية" وأفاد من "مباحث في علوم القرآن" لمناع القطان7.

_ 1 انظر "ص123-139". 2 انظر "أسباب نزول القرآن" لأبي علبة "ص54". 3 طبع عام 1981م. 4 انظر "ص210-218". 5 أرخت مقدمة الطبعة الأولى بـ:1410هـ. 6 انظر "ص127-134". 7 انظر "ص13-15".

21- الدكتور جمعة عبد الله سهل "من السودان" وقد كتب في أسباب النزول رسالة نال بها شهادة الدكتوراه في جامعة أم القرى بمكة في حدود عام 1405هـ1. 22- الأستاذ بهاء الدين الزهوري في مقاله: "القرآن الكريم ومعرفة أسباب النزول" ولا جديد فيه2. 23- الدكتور غازي عناية في أول كتابه "أسباب النزول القرآني" وقد خصص أول تسعين صفحة لقواعد الأسباب وهي مأخوذة من كتابي "البرهان والإتقان"2. 24- عبد الفتاح القاضي في مقدمة كتابه "أسباب النزول عن الصحابة والمفسرين". وما كتبه مستفاد من الإتقان ولم يشر4. 25- عصام عبد المحسن الحميدان في "أسباب النزول وأثرها في التفسير"، وهي رسالة ماجستير في كلية أصول الدين بجامعة محمد بن سعود5. 26- عبد الرحيم فارس أبو علبة في كتابه "أسباب نزول القرآن: دراسة وتحليل" وهو في الأصل رسالة نال بها الباحث شهادة الماجستير في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية عام 1410-1990 6. وعلى هذا الكتاب مؤاخذات كثيرة سأعرض لبعض منها في مناسباتها، ولكن

_ 1 أخبرني بذلك الشيخ عداب محمود الحمش. 2 نشر في مجلة "نهج الإسلام الصادرة في دمشق العدد "20" من السنة الخامسة عام 1405هـ-1985م في ثماني صفحات. 3 انظر "أسباب نزول القرآن لأبي علبة "ص56". 4 انظر "ص5-10". 5 ذكر هذا الدكتور أكرم ضياء العمري في كتابه "السيرة النبوية الصحيحة" "1/ 19" وأفاد منها. 6 صدر عن الوكالة العربية للتوزيع وليس عليه تاريخ الطبع، وعلمت أنه طبع هذا العام 1995.

يتأكد عليَّ هنا أن أذكر أمرًا خطيرًا جدًّا وقع فيه المؤلف وهو تكذيب الإمام شيخ المفسرين محمد بن جرير الطبري، وهو شيء لا يسكت عليه -وإن لم تكن له مناسبة ظاهرة: ذلك أن الطبري يروي في تفسيره عن محمد بن سعد ونصه: "حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي عن أبيه، عن ابن عباس" وهذا السند كثير الدوران في التفسير، والمقصود بالأب الأعلى: عطية العوفي، وقد صرح ابن حجر باسمه في جميع المواضع التي نقل فيها روايته، وعلى هذا فمحمد بن سعد شيخ الطبري من ذريته وقد ذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال"1 فقال: "محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي ... قال الخطيب: كان لينًا في الحديث، وروى الحاكم عن الدارقطني أنه لا بأس به توفي سنة 276" ولكن الباحث أبا علبة جعل محمد بن سعد هذا: صاحب الطبقات كاتب الواقدي، وقال عنه2 وهو يناقش روايته: "توفي سنة 230 وولد الطبري سنة 224 أي: أن عمره كان ست سنوات ولم يكن قد وعي وخرج من بلده وآمل بطبرستان حتى يتم لقاء بينهما فيحدثه، ولذلك ترد هذه الرواية" وأعاد هذا في موضع آخر3 وقال: إن الطبري لم يأخذ عن محمد بن سعد وهو صاحب كتاب الطبقات ... إلخ". وهذا أمر في غاية الاستغراب ولا أدري كيف فات اللجنة التي ناقشته! وكان على الباحث أن يتأنى كثيرًا قبل أن يصدر حكمه القاضي بتكذيب هذا الإمام الذي ينص على السماع من محمد بن سعد هذا بصيغة خاصة وهي "حدثني" وهو بهذا.

_ 1 "3/ 560". 2 "ص75". 3 "ص152".

يهدم الثقة بالتفسير كله، لاحتمال أن يكون الطبري قد استعمل هذه الصيغة في شيوخ آخرين لم يدركهم ولم يحدثوه!!! أكتفي الآن بهذه الإشارة ولي إلى الكتاب عودة أخرى في مكان آخر إن شاء الله.

المبحث الثاني: قواعد علم أسباب النزول

المبحث الثاني: قواعد علم أسباب النزول أ- تعريفه: قال السيوطي1: "والذي يتحرر في سبب النزول أنه ما نزلت الآية أيام وقوعه ليخرج ما ذكره الواحدي في تفسيره2 في سورة الفيل من أن سببها قصة قدوم الحبشة3 فإن ذلك ليس من أسباب النزول في شيء بل هو من باب الإخبار عن الوقائع الماضية ... ". وعلى هذا فنزول القرآن -كما يقول الجعبري- على قسمين: - قسم نزل ابتداء. - وقسم عقب واقعة أو سؤال4. فكل رواية لا تذكر واقعة عينية او سؤالًا محددًا في أيام تنزل الوحي فلا تقبل على أنها سبب نزول، وإنما تؤخذ باعتبارها تفسير لتلك الآية أو الآيات، وبهذا التحديد يحصل التمايز بين القسمين. على أننا يجب أن لا يغيب عن بالنا ما قاله الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور: "أسباب النزول ما هي إلا مناسبات، لا أسباب

_ 1 في "الإتقان" "1/ 31" و"لباب النقول" "ص14" وقد شرح الزرقاني هذا التعريف انظر "مناهل العرفان" "1/ 99-101". 2 لم يقل في "لباب النقول": في تفسيره، وفي "الأسباب" "ص500": نزلت في قصة أصحاب الفيل ... ". 3 في الأصل هنا زيادة هي: "به" وهي زيادة لا معنى لها فحذفتها. 4 "الإتقان" "1/ 28".

حقيقية، وإن سميت أسبابًا على طريقة التسامح والتجاوز"1. ب- فوائده وأهميته: تواردت كلمات العلماء والباحثين على فائدة هذا العلم وأهميته، وقد عد له الزركشي2 ست فوائد هي باختصار: 1- "معرفة"3 وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم. 2- تخصيص الحكم به عند مَنْ يرى أن العبرة بخصوص السبب. 3- الوقوف على المعنى قال الشيخ أبو الفتح القشيري4: بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني الكتاب العزيز هو أمر تحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا. 4- أنه قد يكون اللفظ عامًّا, ويقوم الدليل على التخصيص، فإن محل السبب لا يجوز إخراجه بالاجتهاد والإجماع5، كما حكاه القاضي أبو بكر6 في "مختصر التقريب" لأن دخول السبب قطعي7.

_ 1 "التفسير ورجاله" "ص20" عن "محاضرات في علوم القرآن" للأستاذ غانم قدوري "ص211". 2 في "البرهان" "1/ 22-29". 3 ساقطة من الأصل زدتها من الإتقان. 4 نقل الباحث أبو علبة في كتابه "أسباب نزول القرآن" "ص19" هذا القول ثم علق بأن الزركشي نسبه إلى أبي الفتح القشيري وأن السيوطي نسبه إلى ابن دقيق العيد! ولم يعرف أنهما واحد فأبن دقيق العيد يكنى بأبي الفتح وينسب: القشيري انظر ترجمته لموسعة في مقدمة "كتاب الاقتراح في بيان الاصطلاح" للأستاذ الدكتور قحطان بن عبد الرحمن الدوري "ص18". 5 كذا العبارة في الأصل، ولعل الصواب: بالإجماع. 6 وهو الباقلاني. 7 أورد الباحث أبو علبة هذه الفائدة بنص: "معرفة أن سبب النزول غير خارج عن حكم الآية إلا إذا ورد مخصصًا لها". انظر كتابه "أسباب نزول القرآن" "ص28".

5- دفع توهم الحصر ولا يتضح هذا إلا بإيراد المثال الذي ذكره الزركشي1 ونقله مَنْ بعده حتى اليوم وهو: "قال الشافعي ما معناه في معنى قوله تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} الآية 2: إن الكفار لما حرموا ما أحل الله، وأحلوا ما حرم الله، وكانوا على المضادة والمحادة جاءت الآية مناقضة لغرضهم، فكأنه قال: لا حلال إلا ما حرمتموه، ولا حرام إلا ما أحللتموه نازلًا منزلة مَنْ يقول: لا تأكل اليوم حلاوة، فتقول: لا آكل اليوم إلا الحلاوة، والغرض المضادة لا النفي والإثبات على الحقيقة؛ فكأنه قال: لا حرام إلا ما حللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به، ولم يقصد به حل ما وراءه؛ إذ القصد إثبات التحريم لا إثبات الحل". 6- إزالة الإشكال. ومثل له بسؤال مروان بن الحكم3 عن قوله تعالى: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} وجواب ابن عباس له. وقد أخذ السيوطي كل هذه الفوائد وذكرها في "الإتقان" ولم يعزها للزركشي، وتصرف بأن جمع بين الثالثة والسادسة في فائدة واحدة، وزاد أخرى وهي4: 7- "معرفة اسم النازل فيه الآية وتعيين المبهم فيها، ولقد قال مروان في عبد الرحمن بن أبي بكر: إنه الذي أنزل فيه: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَاْ} 5 حتى ردت عليه

_ 1 "البرهان" "1/ 23". 2 "سورة الأنعام" "145". 3 انظر التفصيل في الآية "188" من "سورة آل عمران". 4 انظر "الإتقان" "1/ 259". 5 "سورة الأحقاف": "17".

عائشة وبينت له سبب نزولها". وقد أخذ الزرقاني نص السيوطي وزاد فائدة هي1: 8- "تيسير الحفظ، وتسهيل الفهم، وتثبيت الوحي، في ذهن كل مَنْ يسمع الآية إذا عرف سببها، وذلك لأن ربط الأسباب بالمسببات، والأحكام بالحوادث، والحوادث بالأشخاص والأزمنة والأمكنة. كل أولئك من دواعي تقرر الأشياء وانتقاشها في الذهن، وسهول استذكارها عند استذكار مقارناتها في الفكر وذلك هو قانون تداعي المعاني، المقرر في علم النفس". وقد ناقش الباحث أبو علبة الفائدة الأولى والخامسة والثانية والرابعة فرد الأوليين وذهب إلى أن موضع الآخريين في علم أصول الفقه لا هنا2. هذا وقد اعتاد المؤلفون أن يوردوا في هذا السياق قول الواحدي: "لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها"3 وقول ابن تيمية4: "معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب"5. ومن المهم إيراد بعض كلام الإمام الشاطبي في هذا الموضوع لأهميته فإنه يقول: "معرفة أسباب التنزيل لازمة لمن أراد علم القرآن، والدليل على ذلك أمران:

_ 1 انظر "مناهل العرفان" "1/ 106-107". 2 انظر التفصيل في كتابه "أسباب نزول القرآن" "ص23-29". 3 هكذا نقله السيوطي في "الإتقان واللباب ونص الواحدي" في كتابه "ص4-5" في كلامه على الأسباب: "إذ هي أوفى ما يجب على الوقوف عليها، وأولى ما تصرف العناية إليها، لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها، دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها". 4 في "مقدمة التفسير" المدرجة في مجموع الفتاوى "13/ 339". 5 وتتمة قوله: "ولهذا كان أصح قولي الفقهاء إنه إذا لم يعرف ما نواه الحالف رجع إلى سبب يمينه وما هيجها وآثارها".

أحدهما: إن علم المعاني والبيان الذي يعرف به إعجاز نظم القرآن، فضلًا عن معرفة مقاصد كلام العرب، إنما مداره عن معرفة مقتضيات الأحوال: حال الخطاب من جهة نفس الخطاب، أو المخاطِب، أو المخاطَب، أو الجميع؛ إذ الكلام الواحد يختلف فهمه بحسب حالين، وبحسب مخاطبين، وبحسب غير ذلك، كالاستفهام لفظه واحد ويدخله معانٍ أخر من تقرير وتوبيخ وغير ذلك، وكالأمر يدخله معنى الإباحة والتهديد والتعجيز وأشباهها. ولا يدل على معناها المراد إلا الأمور الخارجة، وعمدتها مقتضيات الأحوال: وليس كل حال يُنقل ولا كل قرينة تقترن بنفس الكلام المنقول، وإذا فات نقل بعض القرائن الدالة فات فهم الكلام جملة، أو فهم شيء منه، ومعرفة الأسباب رافعة لكل مشكل في هذا النمط فهي من المهمات في فهم الكتاب ولا بد، ومعنى معرفة السبب هو معنى معرفة مقتضى الحال، وينشأ عن هذا الوجه. الوجه الثاني: وهو أن الجهل بأسباب التنزيل موقع في الشبه والإشكالات، ومورد للنصوص الظاهرة مورد الإجمال حتى يقع الاختلاف، وذلك مظنة وقوع النزاع ويوضح هذا المعنى ما روى أبو عبيد1 عن إبراهيم التيمي قال: خلا عمر ذات يوم، فجعل يحدث نفسه: كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد [فأرسل إلى ابن عباس فقال: كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد] 2 وقبلتها واحدة؟ فقال ابن عباس: يا أمير المؤمنين إنا أنزل علينا القرآن فقرأناه، وعلمنا فيم نزل وأنه سيكون بعدنا أقوام يقرءون القرآن ولا يدرون فيم نزل، فيكون لهم فيه رأي فإذا كان لهم فيه رأي اختلفوا، فإذا اختلفوا اقتتلوا. قال: فزجره عمر وانتهره، فانصرف ابن

_ 1 هو القاسم بن سلام في كتابه "فضائل القرآن" باب فضل علم القرآن والسعي في طلبه "مخطوط الورقة 13ب و14أ"، و"الخبر في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" للخطيب البغدادي "2/ 285" في كتب أحاديث التفسير، ونحوه في "سير أعلام النبلاء" للذهبي "3/ 234". 2 ما بين المعقوفين ساقط من "الموافقات" استدركته من "فضائل القرآن".

عباس، ونظر عمر فيما قال، فعرفه، فأرسل إليه، فقال: أعد علي ما قلت. فأعاده عليه، فعرف عمر قوله وأعجبه. وما قاله صحيح في الاعتبار، يتبين بما هو أقرب فقد روى ابن وهب عن بكير أنه سأل نافعًا: كيف كان رأي ابن عمر في الحرورية؟ قال: يراهم شرار خلق الله، إنهم انطلقوا إلى آيات أنزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين. فهذا معنى الرأي الذي نبه ابن عباس عليه، وهو الناشئ عن الجهل بالمعنى الذي نزل فيه القرآن". ثم ذهب يمثل على كلامه. وقد اشترط العلماء للمفسر معرفته بأسباب النزول: يقول مؤلف1 "مقدمة كتاب المباني لنظم المعاني"2: "ووجه آخر من التفسير أن يبين الناسخ والمنسوخ من أحكام القرآن وما هو حتم من أوامر، أو ترغيب أو تأديب، وما هو عام من الأخبار أو خاص، ويقطع على مراد الله تعالى من كل شيء من ذلك. وما كان من هذا الوجه فإن أولئك الذين شاهدوا وعرفوا سبب نزول الآيات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم الذين بعدهم ممن كانوا مِنْ علم تلك الأحوال بمنزلة مَنْ شاهدها لقرب عهدهم بها، واستفاضة أخبارها لديهم وهم التابعون، مَنْ3 كان يجوز لهم تفسير آيات القرآن على مقتضى ما

_ 1 المؤلف غير معروف ويرى الأستاذ الدكتور غانم قدوري حمد في بحثه "مؤلف التفسير المسمى كتاب المباني لنظم المعاني" المنشور في مجلة الرسالة الإسلامية "السنة السابعة عشرة في العديين "164-165 ص243-255" أنه محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام وهو من رجال القرن الخامس الهجري، ويرجح أنه شرقي. 2 "ص195" من الفصل الثامن وهو "في ذكر مَنْ تخرج عن التفسير واستنكره، وفيمن شرع فيه وقام به وأظهره..". 3 في الأصل: "ومَنْ" فرجحت حذف الواو ليكون "مَنْ" خبر قوله: "إن أولئك" وهذا الكتاب حققه "! " المستشرق "آرثر جفري".

شاهدوه وعرفوا من أسباب نزولها وأحوال من نزلت فيهم، وليس لمن بعدهم ممن لم يتحققوا تلك الأحوال إلا بأخبار تنقل إليهم على ألسنة الرواة مما لا ينقطع على مغيبه باليقين، أن يتعاطوا هذا الوجه من التفسير، وإنما عليهم أن يتبعوا أولئك السابقين ويتطلبوا مذاهبهم وأقوالهم في ذلك فيأخذوا بما أجمعوا عليه أخذًا لا معدل عنه، وينظروا فيما اختلفوا فيه فيتخيروا ما هو أهنأ وأهدى ... ". وعلى هذا درج الزركشي1 والسيوطي2 والمتأخرون3 ولم أقف على مخالف إلا حجة الله الدهلوي فقد قال4: "إن أكثر أسباب النزول لا مدخل لها في فهم معاني الآيات اللهم إلا شيء قليل من القصص يذكر في هذه التفاسير الثلاثة5 التي هي أصح التفاسير عند المحدثين، وأما إفراد محمد بن إسحاق والواقدي والكلبي وما ذكروا تحت كل آية من قصة فأكثره غير صحيح عند المحدثين وفي إسناده نظر، ومن الخطأ البين أن يعد ذلك من شروط التفسير" قلت: لم يعد أحد هذا من شروط التفسير وقد اشترطوا الصحة

_ 1 انظر "البرهان" "1/ 31". 2 انظر "الإتقان" "2/ 181" في النوع "78". 3 انظر "التفسير والمفسرون" للذهبي "1/ 85" و"التحرير والتنوير" لابن عاشور: المقدمات "ص42" "ومقاصد القرآن الكريم" للشيخ حسن عبد الرحمن البنا "ص27" و"مبادئ أساسية لفهم القرآن" لأبي الأعلى المودودي المطبوعة في صدر ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية بقلم عبد الله يوسف علي "ص7" وغيرها. 4 "الفوز الكبير في أصول التفسير" "ص60-61". 5 يقصد: "البخاري والترمذي الحاكم". والكلام مسلم على الإمام البخاري، وأما على الإمامين الترمذي والحاكم ففيه نظر معلوم.

في الأسباب وصرخوا بذلك كما سيأتي. ج- طريق معرفة سبب النزول: لا طريق لمعرفة أسباب النزول إلا النقل الصحيح يقول الإمام السيوطي في "المقامة السندسية في النسبة المصطفوية": "قد تقرر في علوم الحديث أن سبب النزول حكمه حكم الحديث المرفوع، لا يقبل منه إلا الصحيح المتصل الإسناده، لا ضعيف ولا مقطوع"1. وهذا أدق من قول الواحدي2: "لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل، ووقفوا على الأسباب، وبحثوا عن علمها وجدوا في الطلاب". فإن اشتراط الرواية والسماع لا يكفي ولا بد من التصريح باشتراط الصحة ولهذا انتقد ابن حجر المواحدي كما سيأتي3. وقد رويت أسباب النزول عن صحابة وتابعين: 1- فما كان من صحابي فهو مقبول، وله حكم الرفع -في هذا الباب- والإمام الحاكم، وإن قال في "المستدرك4 على الشيخين": "وتفسير الصحابي عندهما مسند" فإنه قيد هذا في "معرفة علوم الحديث" فقال5: "فأما ما نقول في تفسير الصحابي

_ 1 "المقدمة السندسية "ص7" -في ضمن الرسائل التسع له- وانظر "التحبير في علم التفسير" "ص86". 2 في "أسباب نزول القرآن" "ص5". 3 انظر مقدمة "العجاب". 4 انظر "1/ 27، 123، 452". 5 "ص20".

فإنه قيد هذا في "معرفة علوم الحديث" فقال1: "فأما ما نقول في تفسير الصحابي: مسند، فإنما نقوله في غير هذا النوع2 فإنه كما أخبرناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار حدثنا إسماعيل3 بن إسحاق القاضي ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: كانت اليهود تقول: مَنْ أتى امرأته من دبرها. في قبلها، جاء الولد أحول، فأنزل الله عز وجل {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُم} . "ف"4 هذا الحديث وأشباهه مسندة عن آخرها، وليست بموقوفة، فإن الصحابي الذي5 شهد الوحي والتنزيل فأخبر عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا وكذا فإنه حديث مسند". وقد تبعه الخطيب البغدادي6 وابن الصلاح7 والعراقي فقال في ألفيته: وعد ما فسره الصحابي ... رفعًا فمحمول على الأسباب8

_ 1 "ص20". 2 يقصد النوع الخامس وهو الموقوفات من الروايات. 3 الأصل: إسحاق والتصحيح من نسخ أخرى. 4 زيادة منى وفي الأصل: قال الحاكم، ثم رأيت اللفظ كذلك في تدريب الراوي للسيوطي "1/ 193" منقولًا عن الحاكم. 5 في نسختين: إذا. 6 في "الجامع" "2/ 444" وانظر "النكت" لابن حجر "2/ 530" و"فتح المغيث" للسخاوي "1/ 142". 7 في "علوم الحديث" النوع الثامن "ص45-46" وقد قال السخاوي في "فتح المغيث" "143/ 1" إن ابن الصلاح قيد إطلاق الحاكم. والوقع أن الحاكم هو الذي قيد الإطلاق وإن ابن الصلاح تابعه ونقل كلامه ومثاله ولم يشر إلى مصدره! والظاهر أن السخاوي لم ينظر في أثناء كتابة هذا في "معرفة علوم الحديث" واكتفى نظره بالاقتصار على المستدرك. 8 انظر "فتح المغيث" للسخاوي، "بحث المقطوع" "1/ 139".

وليس كل تفسير له حكم الرفع يقول الحافظ ابن حجر في كتابه "النكت على ابن الصلاح"1: والحق أن ضابط ما يفسره الصحابي رضي الله عنه إن كان مما لا مجال للاجتهاد فيه، ولا منقولا عن لسان العرب فحكمه الرفع، وإلا فلا، كالإخبار عن الأمور الماضية من بدء الخلق وقصص الأنبياء، وعن الأمور الآتية: كالملاحم والفتن والبعث وصفة الجنة والنار، والإخبار عن عمل يحصل به ثواب مخصوص أو عقاب مخصوص، فهذه الأشياء لا مجال للاجتهاد فيها فيحكم لها بالرفع. قال أبو عمرو الداني: قد يحكي الصحابي رضي الله عنه قولًا يوقفه، فيخرجه أهل الحديث في المسند، لامتناع أن يكون الصحابي قاله إلا بتوقيف ... وأما إذا فسر آية تتعلق بحكم شرعي فيحتمل أن يكون مستفادًا عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن القواعد، فلا يجزم برفعه، وكذا إذا فسّر مفردًا فهذا نقل عن اللسان خاصة، فلا يجزم برفعه2. وهذا التحرير الذي حررناه هو معتمد خلق كثير من كبار الأئمة كصاحبي الصحيحين والإمام الشافعي وأبي جعفر الطبري وأبي جعفر الطحاوي وأبي بكر بن مردوية في تفسيره المسند والبيهقي وابن عبد البر في آخرين3. وكلام ابن تيمية يشير إلى أن قول الصحابي: نزلت هذه الآية في كذا أي: غير الصريح في السببية فيه نزاع يقول4:

_ 1 "2/ 531-532". 2 أفاد السخاوي من كلام شيخه هذا في "فتح المغيث" "1/ 143" ولم يشر. 3 ثم استثنى مِنَ الصحابة مَنْ عرف بالنظر في الإسرائيليات انظر "النكت" "2/ 532-533" و"نزهة النظر" شرح نخبة الفكر له "ص84". 4 في مقدمة التفسير انظر "مجموع الفتاوى" "13/ 340".

"وقد تنازع العلماء في قول الصاحب: نزلت هذه الآية في كذا، هل يجري مجرى المسند كما يذكر السبب الذي أنزلت لأجله، أو يجري مجرى التفسير منه الذي ليس بمسند، فالبخاري يدخله في المسند، وغيره لا يدخله في المسند، وأكثر المساند على هذا الاصطلاح كمسند أحمد وغيره بخلاف ما إذا ذكر سببًا نزلت عقبه، فإنهم كلهم يدخلون مثل هذا في المسند". ويفهم من هذا أن البخاري رحمه الله لا يفرق بين التصريح بالسبب وعدمه ويكتفي بظاهر العبارة والله أعلم. ومن متعلقات الموضوع ما قاله السيوطي في "تدريب الراوي"1 في هذا المبحث: "ما ذكروه من أن سبب النزول مرفوع، قال شيخ الإسلام: يعكر على إطلاقه ما إذا أسقط الراوي السبب: كما في حديث زيد بن ثابت أن الوسطى الظهر، نقلته من خطه". هذا وقد كان الصحابة يطلبون علم ذلك ويبحثون عنه: روى الإمام البخاري عن ابن عباس قال: "مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له، حتى خرج حاجًّا فخرجت معه، فلما رجعت وكنا ببعض الطريق، عدل إلى الأراك لحاجة له، قال: فوقفت له حتى فرغ، ثم سرت معه فقلت له: يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه؟ فقال: تلك حفصة وعائشة، قال: فقلت: والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة فما أستطيع هيبة لك، قال: فلا تفعل، ما ظننت أن عندي من علم فاسألني، فإن كان لي علم خبرتك به ... "2. وإضافة إلى ذلك كانوا يفخرون بهذا

_ 1 انظر "1/ 194". 2 انظر "فتح الباري" "8/ 657" و"تفسير القرطبي" "1/ 26" و"مفحمات الأقران في مبهمات القرآن" للسيوطي "ص7" وقد كتب الدكتور عبد المجيد محمد أحمد الدوري في رسالته للماجستير "تفسير =

تحدثًا نبعمة الله عليهم: أخرج الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" من طريق أبي بكر بن عياش عن نصير بن سليمان الأحمسي عن أبيه عن علي "بن أبي طالب" قال: والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيمَ أنزلت وأين نزلت، إن ربي وهب لي قلبًا عقولًا ولسانًا سئولًا"1. وروى الإمام البخاري في كتاب فضائل القرآن من "صحيحه" عن مسروق قال: "قال عبد الله "بن مسعود" رضي الله عنه: والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه"2. ب- وإن كانت الرواية عن تابعي: فقال قال السيوطي3: "ما تقدم أنه من قبيل المسند من الصحابي إذا وقع من

_ = ابن عباس: دراسة وتحليل: عن أسباب النزول عنده وقال "ص142": "إن ما انفرد به ابن عباس هو معرفته بأسباب النزول وكذلك معرفته أول ما نزل من القرآن، كل هذا له أثره في ترتيب الأحكام المستقاة من القرآن الكريم، ومما يؤيد تفرد ابن عباس بهذه المعرفة أن بعض الآيات كانت تشكل على كثير من الصحابة فيأتون إلى ابن عباس مستفسرين عنها، مثال ذلك ما أشكل على مروان بن الحكيم..". ملاحظة: في قوله: "كثير من الصحابة" وعده مروان بن الحكم منهم نظر، وهذا "التقريب" لابن حجر -وهو من المصادر القريبة- يقول عن مروان "ص525": "لا تثبت له صحبة". 1 "حلية الأولياء" "1/ 67-68" ونقله السيوطي في "الإتقان" النوع "80" "2/ 187". 2 انظر "فتح الباري" "9/ 47" ونقله الشاطبي في "الموافقات" "3/ 350" وقال: "وهذا يشير إلى أن علم الأسباب من العلوم التي يكون العالم بها عالمًا بالقرآن" وقد كتب الدكتور هاشم المشهداني في رسالته للدكتوراه "عبد الله بن مسعود ومدرسته في تفسير القرآن الكريم" عن أسباب النزول وفيمن نزل عند ابن مسعود فانظره "ص458-464"، وأما الدكتور مشعان سعود في رسالته "أبي بن كعب ومكانته بين مفسري الصحابة" فلم يذكر عن أسباب النزول عنده شيئًا. 3 في "الإتقان" "1/ 31" وانظر "اللباب" "ص15" و"مناهل العرفان" "1/ 107" وأفاد من قول السيوطي هذا الباحثان عبد الهادي عبد الكريم المحمد في رسالته "سعيد بن جبير وأثره في التفسير" "ص163" وأحمد محمد السروان في رسالته "أبو العالية الرياحي وأثره في تفسير القرآن الكريم" "ص140" وإن لم يطبقاه علميًّا وأما الباحث مد الله مجيد الدوري في رسالته "مجاهد وأثره في تفسير القرآن الكريم" فلم يذكر عن أسباب النزول شيئًا.

تابعي فهو مرفوع أيضًا لكنه مرسل1، فقد يقبل: 1- إذا صح السند إليه. 2- وكان من أئمة التفسير الآخذين عن الصحابة كمجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير. 3- أو2 اعتضد بمرسل آخر ونحو ذلك"3. وقد جاء عن التابعين ما يدل على اهتمامهم بالأسباب: روى أبو عبيد4 في "فضائل القرآن"5 عن الحسن البصري أنه قال: "ما أنزل الله آية إلا وهو يحب أن يعلم فيما أنزلت، وما أراد بها"6. وقال القرطبي7: "قال عكرمة في قوله عز وجل: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ

_ "ص163" وأحمد محمد السروان في رسالته "أبو العالية الرياحي وأثره في تفسير القرآن الكريم" "ص140" وإن لم يطبقاه علميًّا وأما الباحث مد الله مجيد الدوري في رسالته "مجاهد وأثره في تفسير القرآن الكريم" فلم يذكر عن أسباب النزول شيئًا. 1 مثل هذا في "تدريب الرواي" "1/ 193". 2 أثبته الزرقاني واوًا وبين الحرفين فرق واضح. 3 وانظر "التحبير" "ص86". 4 نقل عنه هذا السيوطي في "الإتقان" "2/ 175" وتحرف في المطبوع "عبيد" إلى "عبيدة". 5 في باب "فضل علم القرآن والسعي في طلبه" "الورقة 12ب". 6 أورد هذا أيضًا ابن عطية في "المحرر الوجيز" "1/ 26" وابن الجوزي في "زاد المسير" "1/ 4" والنص عنده: ألا أحب أن أعلم. وإن لم يكن تحريفًا -وهو الراجح- فلعله رواية آخرى: والقرطبي في "الجامع" "1/ 26" والشاطبي في "الموافقات" "3/ 350" وعلق عليه بقوله: "وهو نص في الموضع مشير إلى التحريض على تعلم علم الأسباب" وللقول تتمية في "قصة التفسير" للدكتور أحمد الشرباصي "ص14". 7 في تفسيره "1/ 21" وانظر "مفحمات الأقران في مبهمات القرآن" للسيوطي "ص8 و34".

وَرَسُولِه} " طلبت اسم هذا الرجل أربع عشرة سنة حتى وجدته. وقال ابن عبد البر: هو ضمرة بن حبيب". وروى الواحدي1 بسنده عن ابن سيرين قال: سألت عبيدة "بن عمرو" عن آية من القرآن فقال: اتق الله وقل سدادًا، ذهب الذين يعلمون فيم أنزل القرآن2. وفي ختام هذه الفقرة لا بد من ذكر كلام لابن تيمية في شرح هذا الاستعمال: "نزلت في كذا" يقول رحمه الله3: "وقولهم: تزلت هذه الآية في كذا": 1- يراد به تارة أنه سبب النزول". 2- ويراد به تارة أن ذلك داخل في الآية، وإن لم يكن السبب، كما تقول: عُني بهذه الآية كذا. والظاهر أن الزركشي أفاد هذا المعنى من ابن تيمية ولكنه ضيقه حين قال4: "قد عرف من عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال: إذا نزلت هذه الآية في كذا فإنه يريد بذلك أن هذه الآية تتضمن هذا الحكم، لا أن هذا كان السبب في نزولها، وجماعة من المحدثين يجعلون هذا من المرفوع المسند كما في قول ابن عمر في قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُم} وأما الإمام أحمد فلم يدخله في المسند وكذلك مسلم

_ 1 في "أسباب نزول القرآن" "ص5". 2 وكان قد قدم لهذا بقوله: "والسلف الماضون رحمهم الله، كانوا في أبعد الغاية احترازًا عن القول في نزول الآية ". 3 انظر "مجموع الفتاوى" "13/ 339". 4 في "البرهان" "1/ 31-32".

وغيره، وجعلوا هذا مما يقال بالاستدلال وبالتأويل فهو من جنس الاستدلال بالآية على الحكم بالآية، لا من جنس لنقل لما وقع". قلت: وفي هذا التضييق نظر، وقولهم: "نزل في" ليس مقصورًا على هذا. د- قضية تعدد الأسباب والنازل واحد: ممن تكلم في تحقيق هذه القضية الإمام السيوطي، وسأورد هنا كلامه وأطوي ذكر الأمثلة اعتمادًا على ورودها في "الإتقان"1 قال رحمه الله: كثيرًا ما يذكر المفسرون لنزول الآية أسبابًا متعددة، وطريق الاعتماد في ذلك أن ينظر في العبارة الواقعة: 1- فإن عبر أحدهم بقوله: "نزلت في كذا" والآخر: "نزلت في كذا" وذكر أمرًا آخر، فقد تقدم أن هذا يراد به التفسير لا ذكر سبب النزول فلا منافاة بين قولها إذا كان اللفظ يتناولهما وزاد في "لباب النقول"2 هنا قوله: "وحينئذ فحق مثل هذا أن لا يورد في تصانيف أسباب النزول، وإنما يذكر في تصانيف أحكام القرآن". 2- وإن عبر واحد بقوله: "نزلت في كذا" وصرح الآخر بذكر سبب خلافه فهو المعتمد، وذاك استنباط. 3- وإن ذكر واحد سببًا وآخر سببًا غيره، فإن كان إسناد أحدهما صحيحًا دون الآخر، فالصحيح: المعتمد. 4- أن يستوي الإسنادان في الصحة فيرجح أحدهما بكون راويه حاضر

_ 1 انظر "1/ 31-34 ". قد اختصر هو هذا في كتابه "اللباب". 2 "ص15".

القصة زاد في "اللباب"1: "أو من علماء التفسير كابن عباس وابن مسعود" أو نحو ذلك من وجوه الترجيحات. 5- أن يمكن نزولها عقيب السببين أو الأسباب المذكورة بأن لا تكون معلومة التباعد، فيحمل على ذلك ... قال ابن حجر2: لا مانع من تعدد الأسباب3. 6- أن لا يمكن ذلك فيحمل على تعدد النزول وتكرره. ثم ختم السيوطي كلامه بثلاثة تنبيهات: - قال في الأول: "قد يكون في إحدى القصتين: "فتلا" فيهم الراوي فيقول: "فنزل". - وفي الثاني: "عكس ما تقدم أن يذكر سبب واحد في نزول الآيات المتفرقة ولا إشكال في ذلك، فقد ينزل في الواقعة الواحدة آيات عديدة في سورٍ شتى".

_ 1 "ص15-16". 2 تكررت الإشارة إلى هذا المعنى في "فتح الباري" "8/ 213، 227، 233، 450". في العجاب في الآية "11" من سورة النساء، ولكن هذا اللفظ في "الفتح" "8/ 531". 3 انتقد الباحث أبو علبة تعدد روايات أسبابا التنزيل وعده إشكالًا وجعل من صورة: "ذكر أسباب نزول مختلفة لآية واحدة مع تباعد زمن حدوث الوقائع" وقال "ص239": "ولكن ديدن مَنْ بحثوا في أسباب تنزيل القرآن أن لا يضرهم لو جمعوا الروايات مع اختلاف زمن حدوثها، وقالوا: إنها جميعًا سبب نزول آية واحدة أي: قالوا بتعدد الأسباب والنازل واحد. فسبب هذا الإشكال". قلت: واشتراط السيوطي عدم التباعد واضح وصريح فكان ينبغي الإشارة إليه والإشادة به، ولكن الباحث يميل إلى رد هذا أصلًا وقد قال في نتائج دراسته "ص309": "إن القول بتعدد الأسباب غير دقيق، والصواب تعدد القصص والحوادث وفي هذه الحالة لا بد من الترجيح والتغليب". وسيأتي ما يتعلق بهذا.

- وفي الثالث: "تأمل ما ذكرته لك في هذه المسألة، واشدد به يديك، فإني حررته واستخرجته بفكري من استقراء صنيع الأئمة ومتفرقات كلامهم، ولم أسبق إليه". قلت: والفقرات الأولى والثانية والرابعة والخامسة من كلام ابن تيمية1، والتنبيه الأول مستنبط من كلام ابن حجر2، والباقي والأمثلة له3. هذا وقد اعتاد الكاتبون في أسباب النزول التعرض إلى قضية عموم اللفظ وخصوص السبب وهي مسألة أصولية وموضعها في كتب الأصول4. وكذلك يتناولون مسألة السبب والتناسب والعلاقة بينهما، ولم أر داعيًا لذكر هذا هنا5.

_ 1 انظر "مجموع الفتاوى" "13/ 339-340" وكتابه "مقدمة التفسير" من مصادره في "الإتقان" فقد ذكره في المقدمة "1/ 8" وسماه "قواعد في التفسير". 2 فقد نبه في "العجاب" في كلامه على الآية "77" من سورة آل عمران، وقد أورد حديثًا إن في بعض طرقه: "تلا" وفي بعضها: "فأنزل". 3 وقد أخذ منه هذا الزرقاني في "المناهل" والدكتوران أبو شهبة والصالح! 4 وهذا رأي شيخنا الأستاذ فرج توفيق الوليد من قبل كما في "المنتقى" "ص139". وقد ناقش هذه المسألة الزرقاني في "المناهل" "1/ 118-127" فعد إليه إن شئت، وثم كلام للسيوطي فيه جوابًا على سؤال في الفتاوى الأصولية في "الحاوي" "2/ 3". وقد ناقش مسالة انطباق هذه القاعدة على قوله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى} في كتابه "الحبل الوثيق في نصرة الصديق" في الحاوي" "2/ 44-54" فانظره فإنه مهم. 5 انظر "البرهان" "1/ 25-26" و"الإتقان" "1/ 30" "المسألة الثالثة" و"مباحث في علوم القرآن" للصالح "ص149-157".

الفصل الثالث: دراسة الكتاب

الفصل الثالث: دراسة الكتاب. المبحث الأول: التعريف بالكتاب. 1- محتواه وصفًا وكمًّا ونوعًا: يحتوي الكتاب على أسباب نزول الآيات القرآنية التي ذكر لها سبب في الروايات عن الصحابة والتابعين، وفي كتب التفسير مستقرأة من مصادر كثيرة. وطريقته أن يورد الآية بل بعضها ثم يسوق الروايات كما هي طريقة الواحدي من قبل، وإذا أراد أن يورد قولًا آخر عنون لذلك بقوله: "قول آخر" أو "سبب آخر" ولم أجد فرقًا بين التعبيرين، وأما الواحدي فلم يستعمل إضافة "قول آخر" حين تتعدد الأقوال إلا مرة واحدة في كتابه كله1. وفي الآية التي تشتمل على مضامين متعددة نراه يذكر الآية جزءًا جزءًا، ليورد تحت كل جزء ما ورد فيه من أسباب، وإن نظرة سريعة على الأرقام بعد الآيات تظهر لك هذا سريعًا، وقد استعمل هذا من قبله الواحدي2، ومن بعده السيوطي3. وهو أوسع الكتب المؤلفة في هذا المجال وإليك هذا الجدول الموضح لعدد العناوين عند الأئمة الثلاثة: الواحدي وابن حجر والسيوطي:

_ انظر "ص68". 2 انظر مثلًا: "ص48، 146، 195، 215، 243، 251، 303، 307، 388". 3 انظر مثلًا: "ص35، 159، 196، 221، 229، 231".

وقد درج على إيراد الآيات متسلسلة وكذلك المقاطع في ضمن الآية إلا في سبعة مواضع هي: "143 و179 و197 من البقرة و15 و159 من آل عمران و74 من النساء" وأذنت لنفسي بترتيبها حسب التسلسل رعاية لنظم القرآن وأشرت في الهوامش إلى ذلك. ووقع شيء من هذا عند الوحدي: "كما في الآية 75 من البقرة و43 من الأحزاب" والسيوطي: "كما في الآية 26 من سورة الإسراء". وهو يورد الآيات العناوين على قراءة حفص عن عاصم إلا في موضعين في الآية "106" من البقرة و"33" من النساء. 2- عنوانه: صرح المؤلف في نهاية مقدمته أنه سماه: "العجاب في بيان الأسباب"1، وقد ذكره في كتابه الإصابة أربع مرات: مرتين باسم "أسباب النزول"2، ومرة باسم "سبب النزول"3 ومرة أخرى باسم "الأسباب"4.

_ 1 انظر الصفحة "9" من "المخطوط". 2 انظر ترجمة هلال الثقفي "3/ 609" وترجمة أبي قيس بن الأسلت "4/ 161". 3 انظر ترجمة "عميرة بنت محمد بن مسلمة الأنصارية "4/ 370". 4 في ترجمة "كبشة بنت معن بن عاصم الأنصارية" "4/ 395" وقد تحرف هنا إلى "الأنساب".

ونقل الدكتور شاكر محمود عن السخاوي -تلميذ المؤلف- أنه ذكر له في كتابه "الجواهر والدرر" في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر" عنوانين: "الإعجاب بتبيان الأسباب" و"العباب في بيان الأسباب"1. وذكره البقاعي بعنوان "الإعجاب ببيان الأسباب"2 ورأى الدكتور شاكر أن "الأنساب" محرفة عن "الأسباب"3. وهو كما رأى. أما السيوطي فقد ذكر في كتابه "نظم العقيان": "الإعجاب ببيان الأنساب" ثم في صفحة ثانية ذكر "أسباب النزول"4 ولم يسمه في "التحبير" و"الإتقان"5. ولكنه في آخر "الدرر المنثور" نقل عنه نصًّا طويلًا وقال: "قال الحافظ ابن حجر رضي الله عنه في أول كتابه أسباب النزول وسماه "العجاب في بيان الأسباب"6". وسماه المناوي: "أسباب النزول"7. وذكره الحاج خليفة مرتين الأولى سماه فيها "أسباب النزول" والثانية: "الإعجاب ببيان أو تبيان الأسباب" وزاد قوله هنا موضحًا: "في مجلد ضخم في

_ 1 انظر "ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته ومنهجه وموارده في كتابه الإصابة" "1/ 282"، ولم أرجع إلى "الجواهر والدرر" مباشرة لأن الجزء الثاني ليس عندي. 2 انظر "عنوان الزمان" في "تراجم الشيوخ والأعيان" "الورقة 1/ 50". 3 انظر كتابه السابق الذكر "1/ 282". 4 انظر "ص47 ثم 48" ويرى الدكتور شاكر أن الأنساب محرفة عن الأسباب أيضًا. قلت: ويدعم رأيه ورودها على الصواب في كشف الظنون. 5 انظر "التحبير" "ص86" و"الإتقان" "1/ 28". 6 "8/ 699". 7 انظر "الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي "1/ 145".

أسباب النزول"1، وكذلك ذكره إسماعيل باشا البغدادي وبهذين العنوانين2. والراجح هو الاسم الأول: "العجاب في بيان الأسباب". أما العنوان الآخر: "الإعجاب ببيان أو تبيان الأسباب" فلعله سماه به أولا ثم غيره إلى هذا العنوان المثبت في المخطوط، وقد ذكر بالعنوان الأول في كتاب تقليد المؤلف منصب القضاء في السابع من محرم سنة "827" الذي أنشأه العلامة الأديب ابن حجة الحموي3 وضمنه أسماء مؤلفاته بطريق الإشارة وفيه: " ... فإنه الشهاب الذي نجوم تصانيفه مشرقة في ظلمة كل إشكال، ولما خشينا من الجهل برجال الحديث بادر إلى "الاحتفال بأسماء الرجال" وهو بحمد الله "نخبة" هذا العصر، وصاحب "المقدمة" وبه حصل "التغليق"4 وفزنا بـ"التوفيق"، وهمنا إليه بـ"التشويق" فأكرم بها مكرمة. ولقد تميز عندنا بـ"تقريب الغريب"، وقلنا: لا يُنكر ذلك لمن جبل على "تهذيب التهذيب" وتالله إن "ثقاه الرجال" تشهد له بـ"التمييز"5 و"الإعجاب" فإنه المقرر "للإصابة" وعنده "شفاء الغلل" وخاص "اللباب" ... إلخ"6.

_ 1 انظر "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" "1/ 76 ثم 120". 2 انظر "هدية العارفين" "1/ 128-129". 3 أورد نص هذا التقليد السخاوي في "الجواهر والدرر" "1/ 361-366" ناقلًا له من كتاب "قهوة الإنشاء" لابن حجة. 4 في الأصل: التعليق وهو الحريف في كتابه "تغليق التعليق". 5 هو كتاب "التلخيص الحبير" انظر: ابن حجر للدكتور شاكر محمود "1/ 381". 6 فات المحققين الدكتورين حامد عبد المجيد وطه الزيني معرفة بعض الكتب التي أشار إليها ابن حجة وليس هنا موضع بيان ذلك.

وأما "العباب" اللفظ المنقول عن "الجواهر والدرر" فهو محرف عن "العجاب"1. 3- نسبته إلى مؤلفه: لا شك في نسبة هذا الكتاب إلى ابن حجر عزاه هو إلى نفسه في الإصابة كما مر، وعزاه إليه تلميذاه السخاوي والبقاعي، ثم السيوطي وطاش كبري زاده2 والمناوي والحاج خليفة والبغدادي3. ويؤكد هذا أن ابن حجر ذكر فيه كتابين مشهورين له هما: كتابه في "الصحابة"4، و"تغليق التعليق"5. ولا شك في نسبة هذه النسخة منه إليه لتطابق ما نقل عنها مع ما وجد فيها، ولأن ناسخها من كبار العلماء الأثبات وستأتي ترجمته. 4- تاريخ تأليفه: لا بد لمعرفة تاريخ تأليفه من الرجوع إلى الكتاب نفسه، وقد أحصيت المواضع التي تفيد في اكتشاف التاريخ بعد بحث دقيق فكان لدي ما يأتي: - في الصحفة الثانية من المخطوط قال عن حديث: "وقرأته على أم الحسن بنت العز محمد بن أحمد بن المنجا بدمشق" وكانت رحلته إلى دمشق سنة "802".

_ 1 وقد أثبت العنوان على الغلاف كما جاء في المخطوط، ووضعت تحته العنوان الدال على موضوعه -أسباب النزول- للتوضيح. إذ يرد لفظ الأسباب في أكثر من علم. 2 "مفتاح السعادة" "2/ 385". 3 مرت الإحالات قريبًا. 4 انظر صفحة "127" من "المخطوط". 5 انظر صفحة "191" من "المخطوط".

قال البقاعي في ترجمته1: "وكان له وصوله إليها في مستهل رمضان سنة اثنتين وثمانمائة، وانفصل عنها إلى القاهرة في أول المحرم سنة ثلاثة وثمانمائة". وتأليف "العجاب" كان بعد هذه الرحلة. - وفي الصفحة "120" قال عن "الصُلب بن حكيم": "وهو أخو بهز بن حكيم" وكذلك قال في كتابه "لسان الميزان"2 الذي انتهى من تأليفه سنة 805هـ3. ولكنه قال في كتابه "تبصير المنتبه بتحرير المشتبه"4: "وقيل: إن الصلب بن حكيم، المتقدم ذكره، أخو بهز من حكيم، ولا يصح" وقد انتهى من تأليف التبصير سنة "816"5. ولولا أنه زاد على "لسان الميزان" كثيرًا بعد عام 805 لأمكن لنا أن نجزم بهذا الدليل: إن تأليف "العجاب" كان قبل 816، ولكن الأدلة الأخرى تدل على هذا فهذا يؤيد. - وفي الصفحة "127" قال عن الصحابي: "وذكرت في كتابي في الصحابة أن بعضهم قال أنس بن صرمة، وأن بعضهم صحفة فقال: ضمرة" وقد ابتدأ بكتابه الإصابة عام "809"6 وعندي أن قوله هذا ملحق على كتاب بعد زمن من تأليفه".

_ 1 انظر "عنوان الزمان" "1/ الورقة 39". 2 انظر "3/ 195" في باب الصلت. 3 انظر ابن حجر للدكتور شاكر "1/ 522". 4 انظر "3/ 839". 5 انظر "تبصير المنتبه"4/ 1514". 6 انظر ابن حجر للدكتور شاكر "1/ 697-698".

- وفي الصفحة "173" قال عن "حضرمي" شيخ سليمان التميمي: إنه ابن لاحق وأنه ثقة، والظاهر أنه تابع المزي في تهذيب الكمال وقال هذا، وإلا فإنه في تهذيب التهذيب1 الذي انتهى منه سنة 808هـ2 بين أن ابن المديني قال عنه: مجهول وأن ابن حبان قال: لا أدري من هو ولا ابن من هو. ولم يوثقه أحد3 وهذا يعني أن "العجاب" سابق على "تهذيب التهذيب". هذا وقد سمى أباه وأنه "لاحق" في الصفحة "363" أيضًا. - وفي الصحفة "183" ذكر رواية عن الكلبي ولم ينتقدها ولكنه في "الكافي الشاف"4 الذي انتهى منه سنة "821"5 انتقدها وبَيَّن الصواب. وهذا يعني أن "العجاب" سابق على "الكافي الشاف". - وفي الصحفة "191" ذكر كتابه "تغليق التعليق" وكان قد كمل سنة "804"6. فلا بد أن "العجاب" بعده. - وفي الصفحة "252" ذكر راويًا هو "أبو الحسن الأسدي" وتردد فيه: أهو المذكور في رواية أوردها عن الطبري وابن أبي حاتم والثعلبي أو غيره. ولكنه في "لسان الميزان"7 جزم بأنه هو.

_ 1 انظر "2/ 395". 2 انظر "تهديب التهذيب" "12/ 493". 3 انظر التفصيل في التعليق على الآية "217" من سورة البقرة. 4 انظر "1/ 264". 5 انظر ابن حجر للدكتور شاكر "1/ 389". 6 المصدر السابق "1/ 356". 7 انظر "7/ 33".

ولولا زياداته على "لسان الميزان" بعد عام 805 لقلنا أن "العجاب" كان قبل هذا التاريخ. - وفي الصفحة "299" قال عن نزول قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} في بئر معونة: "في هذا نظر" ثم قال بإمكان الجمع بين أحد وبئر معونة ولكنه في "فتح الباري" جزم بأن الصواب نزولها في أحد، وبين أن بلاغ الزهري في ذلك لا يصح، ثم ذكر احتمالًا بنزول الآية في الأمرين وقد ابتدأ بالفتح في أوائل سنة "817هـ"1 مما يدل سبق "العجاب" "للفتح". - وفي الصفحة "328" قال عن الآية 180 من سورة آل عمران: "قال الواحدي: أجمع جمهور المفسرين على أنها نزلت في معاني الزكاة" ولكنه في الجزء الثامن من "فتح الباري"2 رد عليه فقال: "وفي صحة هذا النقل نظر". وهذا يفيد تقدم "العجاب" على "الفتح" أيضًا. - وفي الصفحة "361" قال عن معاذة زوج شجاع بن الحارث السدوسي: "وقصتها شبيهة بقصة معاذة زوج الأعشى المازني وهي عند أحمد في المسند وما أدري أهما واحدة أو اتفق الاسم والقصة" ولكنه في "الإصابة"3 جزم بالتعدد. "فالعجاب" إذن متقدم على "الإصابة" وإذا أضفنا هذا الدليل الآخر وهو أن المؤلف أحال على كتاب "أسباب النزول" في "الإصابة" أربع مرات تأكد لنا ما ذهبت إليه أن ذكره لكتابه "الإصابة" "ص127" أضيف لاحقًا كما قلت وبذلك ينحل الإشكال في ذكره "للإصابة" هنا وذكره "لأسباب النزول" هناك.

_ 1 انظر ابن حجر للدكتور شاكر "1/ 308". 2 انظر "8/ 230". 3 انظر "2/ 138" في ترجمة "شجاع".

- وننتهي من هذه الجولة إلى أن تأليفه "العجاب" كان ما بين سنتي "804" و"808" ولا يبعد أنه أضاف عليه أشياء أخرى على التراخي1 والله تعالى أعلم2. وعلى أية حال فقد كان موجودًا قبل محرم سنة 827، لورود اسمه في "مرسوم توليه القضاء" ومما يلفت النظر عدم ذكره في "فتح الباري". 5- إكمال المؤلفغ لتأليف الكتاب: جاء في آخر المخطوط: "إلى هنا انتهى ما وجد من أسباب النزول لشيخ الإسلام العالم العلامة الحافظ شهاب الدين أبي الفضل أحمد "ابن حجر" بخطه ... ". والكلام ينقطع فجأة وهو ينقل نصًّا يراه سببًا في نزول قوله تعالى:

_ 1 كان من منهج الحافظ في التأليف تعاهد كتبه ومن الأمثلة على ذلك كتابه "التخليص الحبير" فقد جاء في آخره "4/ 219": فرغه مختصرًا أحمد بن علي بن حجر تعليقًا في 21 شوال سنة 812.. ثم فرغ منه تتبعًا في جمادى الآخرة سنة 820" وكتابه "تعجيل المنفعة" ففي آخره "ص372": "فرغ من تعليقه أحمد بن علي بن حجر.. سنة 835، ثم وقفت على "الإكمال فيما في مسند أحمد من الرجال ممن ليس في تهذيب الكمال" للحسيني أيضًا فألحقت في كتابي هذا ما وجدته فيه من مدح وقدح، وفرغت من تحريره بمدينة حلب في رمضان سنة 836.. إلخ" وكتابه "فتح الباري" ففد فرغ منه سنة 842 انظر "13/ 546" ولكنه ظل يتعاهده وقد رأيت في "3/ 449" حدثًا تاريخه سنة "843. وهكذا ولولا ضيق المجال لأفردت لمنهجه في التأليف مبحثًا، ولعلي أعود إلى ذلك بعدُ. 2 وقد أطلت في هذه الفقرة لما يترتب على معرفة تاريخ كل كتاب من كتب ابن حجر من فوائد وذلك حين تختلف آراؤه فيها، وقد وقع منه هذا في مواضع متعددة، كما بينته في الهوامش، وفي كتاب "تجريد أسماء الرواة الذين تكلم فيها الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ومقارنة كلامه بما قاله فيهم في "تقريب التهذيب" ذكر مؤلفه الباحث، نبيل بن منصور البصارة "ص9" أن عدد الرواة الذين اختلف قول الحافظ فيهم في "الفتح" عن "التقريب" ثمانية عشر راويًا! وقد حاول تعليل هذا ولكنه لم يتطرق إلى تاريخ الكتابين لمعرفة رأيه الأخير.

{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ} من سورة النساء الآية "78" ... دون أن ينتهي النص. والظاهر أنه أكمله ويستأنس لذلك بما يأتي: 1- أنه في تسعة عشر موضعًا أحال في استيفاء الموضوع إلى مواضع آتية، وإليك بيان هذه المواضع بنصها: - في الصفحة "39" من المخطوط: سيأتي في تفسير سورة الجمعة. - في الصفحة "52" من المخطوط: كما سيأتي في سورة ص. - في "53" سأذكره بتمامه في سورة سبأ إن شاء الله. - في "59": وسيأتي ذكره في تفسير حم. - في "73": وسيأتي في تفسير سورة سبحان. - في "138": سيأتي في سورة الحج. - في "179": ستأتي بقية طرقه في تفسير سورة النساء، وتفسير سورة المائدة إن شاء الله. - في "230": كما سيأتي بيانه في تفسير سورة الممتحنة. - في "253": فذكر القصة الآتية في سورة المائدة. - في "254": ونورده في تفسير سورة الأحزاب. - في "303": سيأتي في تفسير هود. - في "303": أيضًا: تأتي في سورة هود. - في "318": وسيأتي في سورة الأنفال.

- في "328": تأتي في تفسير سورة المائدة. - في "363": سيأتي في سورة الأحزاب. - في "368": وله طريق أخرى ذكرت في أواخر سورة طه. - في "372": وبقية طرقه تأتي في تفسير المائدة. - في "376": يأتي في أواخر السورة "يعني سورة النساء". - في "389": القصة الآتية في سورة المائدة. نعم قد يقال: إنه وعد ولم يف، والإحالة إلى سورة طه بصيغة الماضي كانت يمكن أن تكون دليلًا قويًّا غير أن فيها نظرًا بسبب سياقها فقد قال الحافظ عن حديث: "وأخرجه عبد بن حميد من رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة: بلغنا، فذكر نحوه، وزاد في آخره: أردنا، وله طريق أخرى ذكرت في أواخر سورة طه. فقد يكون قصد أن الطريق ذكرت في تفسير عبد بن حميد" أقول: يضعف هذا أنه لم يتطرق إلى ذكر "تفسير" عبد. 2- ورد في ثنايا سورة البقرة كلام على الآية "26" من سورة الحج وهي {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ} مكان الآية "125" من سورة البقرة وهي {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} ويبعد أن يكون هذا من سهو المؤلف لأنه من حفظة القرآن، أتم حفظه وله تسع سنين وصلى به التراويح بالناس إمامًا في مكة، وهو في الثانية عشرة من عمره، وتفسير هذا -والله أعلم- أن المؤلف وصل إلى سورة الحج وتكلم على هذه الآية، ثم ضاع هذا وبقي الكلام على هذه الآية فسبق وهم الناسخ -الناسخ الأول وهو الشيخ كمال الدين- إلى أنها من سورة البقرة. ولكن قد يقال: فكيف خفي هذا على ناسخ هذه المخطوطة الثاني -وقد نقل في هذا الموضع من خط الشيخ كمال

الدين- وكيف لم يضع أي إشارة استغراب وهو في العالم المحدث الدقيق؟ وقد يقال أيضًا: إن هناك تفسيرًا آخر وهو أن المؤلف ابن حجر تكلم على هذه الآية من سورة الحج لمناسبة عرضت على أمل أن يلحقها بموضعها -حين يصل إليه- ولم يتيسر له ذلك ووضعها الناسخ الأول هنا سهوًا! وتابعه الثاني! وقد يقال: لعل المؤلف أراد قوله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} فسبق إلى ذهنه قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ} ولكن يضعف هذا أن ما ذكره من نقول مرتبط بالتبوئة مما يدل على قصد ذلك. 3- أن الكلام في آخر المخطوط ينقطع فجأة، في منتصف أثر مجاهد، وقد يبدو من المستغرب أن يتوقف المؤلف هكذا دون أن يكمل النص ولا يعود إليه بعدُ أبدًا، وهذا وإن كان لا يدل على أنه أكمل الكتاب كله، لكن على الأقل قد يدل على أن لكلام المؤلف تتمة ضائعة. 4- أن تلميذ المؤلف البقاعي قال عن هذا الكتاب: "في مجلد ضخم لم يبيض"1 ولم يقل: لم يكمل في حين أنه قال عن أكثر من خمسة كتب لم تكمل وقال عن أخرى: شرع فيها2. ولكن قد يقال: ولكنه قال عن كتب أخرى: "كمل وهو في المسودة" فإذا سكت هنا فلا يمكن الجزم. نعم يقوي أنه أكمله قول السخاوي عنه أن شرع في تبييضه وكتب منه جزءًا1 فلا يشرع في تبييضه إلا وقد أكمله، وإن كان يمكن أن يقال: أيضًا: أنه بيض منه جزءًا ليخرجه إلى الناس ثم يشتغل بالباقي تباعًا. وقد انتشر نسخ من "فتح

_ 1 "عنوان الزمان" "1/ الورقة 50". 2 انظر المصدر السابق "50-51".

الباري" قبل أن يكمل. 5- أن السخاوي يقول في "الضوء اللامع"2 في ترجمة السيوطي وهو يذكر مؤلفاته "مما اختلسه من تصانيف شيخنا: لباب النقول في أسباب النزول و ... وليته إذ اختلس لم يمسخها، ولو نسختها على وجهها لكان أنفع". موضع الشاهد: أن ابن حجر كان قد أكمل كتابه، وإلا كيف يتسنى للسخاوي أن يتهم السيوطي بسرقته وهو لم يتجاوز نصف سورة النساء في حين نجد كتاب السيوطي كاملًا! 6- وقد يقال: إن وجود مقدمة للكتاب يعني أنه أكمله ويُجاب بأن كتابًا آخر لم يكمله له مقدمة وهو "تبيين العج بما ورد في شهر رجب"3 وقد نقل من المسودة4. وهنا قد يسأل: إذا كان قد أكمله فأين ذهب سائر الكتاب ولماذا لم يبيضه؟ وللجواب على السؤال يقال: لعل سائر الكتاب خرج من يد ابنه بدر الدين محمد بسبب تفريطه يقول الدكتور شاكر5: "إن السخاوي انتقد بدر الدين محمد وبعد أن قال إنه أمضى أكثر ما أوصى به والده "قال": لكنه ضيع ما كان الأولى به الحرص على بقائه، من تصانيف أبيه وغيرها مما كتبه بخطه وتفرقت من غير مقابل"1. فلم يحصل الانتفاع مما لم يبيض

_ 1 "الجواهر والدرر" عن كتاب ابن حجر للدكتور شاكر "1/ 282-283" وعبارة الدكتور سعيد القزفي في مقدمة "تغليق التعليق" "1/ 184" -وقد نقل عن نفس المصدر: "فكتب قدر مجلدة". 2 "4/ 68". 3 انظر "ص21" منه. 4 انظر كتاب الدكتور شاكر "1/ 440-441". 5 في كتابه المذكور "1/ 110". قلت: ومثل هذافي ترجمته في "الضوء" "7/ 20".

في حياته"1. - والجواب على الثاني: أن هناك كتبًا أخرى لم تبيض أيضًا، ولعل مشاغل المؤلف بالقضاء والإفتاء وتأليف كتبه الأخرى حالت دون ذلك يقول السخاوي2: "ومن تصانيفه ما كمل قبل الممات، ومنها ما بقي في المسودات، ومنها ما شرع فيه فكاد، ومنها ما صلح أن يدخل تحت الإعداد". وقد ظفر السخاوي بخط ابن حجر وهو يعتذر عن الاهتمام بما لم يكمله منها لانشغاله بشرح صحيح البخاري "وكل الصيد في جوف الفرا"3. 6- تبييض الكتاب وكيفية ظهوره: علمنا من قول السخاوي أنه بيض منه جزءًا، ولا ندري إلى أين وصل، وظل الباقي مسودة، ثم جاء "الشيخ الإمام العامل العالم العلامة كمال الدين ... " فكتب في أوله إلى أثناء قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} الآية "223" من سورة البقرة. ثم جاء الإمام المحدث الفقيه الشيخ عبد الحق السنباطي "842-931" فنقل من أول الكتاب إلى هذه الآية من خط المذكور ثم إلى الآية "78" من سورة النساء -وهو آخر الكتاب- من خط المؤلف، ولا ندري أنقل الشيخ كمال الدين هذا من خط المؤلف أم لا، كما لا ندري كيف حصل الشيخ عبد الحق على تتمة الكتاب! لكن يحتمل أن شيخه السخاوي حصل عليه فيما استطاع تحصيله من مخلفات شيخه،

_ 1 علق الدكتور هنا: على أن السخاوي أعمل الفكر في تحصيل التراث الذي لم يبيض بطريقة خاصة. وهو شيء كثير كما قال. انظر "الجواهر" الورقة "284أ". 2 في "الجواهر" انظر كتاب شاكر "1/ 257". 3 المصدر السابق في الهامش.

وإنه اخذه منه. وإذا علمنا أن ولد ابن حجر توفي سنة 869 عرفنا أن السخاوي حصَّل هذا التراث قبل موته فلماذا لم يكتب "العجاب" كاملًا إلى سنة 889، أي: عشرين سنة من موت الابنح؟ تلك أسرار طواها الزمان فالله أعلم بها1 وحسبنا أن نعلم أن الناسخ إمام كان قد حصلت له إجازة من ابن حجر وهو في الثامنة من عمره وقدم القاهرة بعد ثلاث سنوات من وفاته، فابن حجر شيخه ولا بد أن يهتم بتراثه. ولا ندري فلعل الأيام تكشف لنا عن نسخة كاملة من "العجاب" أو تكشف بعض أسراره.

_ 1 يقول السيوطي في "نظم العقيان" في ترجمة ابن حجر "ص45": وله "التصانيف التي ما شبهتها إلا بالكنوز والمطالب، فمن ثم قيض لها موانع تحول بينها وبين كل طالب". والظاهر أنه يعرض بأناس منعوها من الآخرين ولعله يقصد السخاوي وقد كان بينهما نزاع وخلاف انظر "الحافظ السخاوي ومنهجه في كتابه "فتح المغيث بشرح ألفيه الحديث" للشيخ عبد السيمع الأنيس "ص86-91".

المبحث الثاني: منهجه وأثره فيمن بعده

المبحث الثاني: منهجه وأثره فيمن بعده كان الإمام الواحدي قد قدم لكتابه "أسباب النزول" مقدمة ذكر فيها أهمية هذا العلم وأنه لا يحل القول فيه إلا بالرواية والسماع واستدل لذلك بالحديث القائل "اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم، فإنه من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار، ومن كذب على القرآن من غير علم فليتبوأ مقعده من النار". وبيَّن أن السلف كانوا في أبعد الغاية احترازًا عن القول في نزول الآية قال: "وأما اليوم فكل أحد يخترع سببًا. ويختلف إفكًا وكذبًا"، فذلك الذي حدا به إلى إملاء هذا الكتاب، الجامع للأسباب، لينتهي إليه طالبوا هذا الشأن، والمتكلمون في نزول القرآن1. وقد ابتدأ الحافظ ابن حجر فساق إسناده إلى الواحدي في كتابه هذا2 ثم ساق بعض كلماته وروى الحديث المذكور من طريقه هو، ثم انتقد الواحدي -رحمه الله- بأنه قد وقع فيما عاب، من إيراد كثير من ذلك بغير إسناد، مع تصريحه بالمنع إلا فيما كان بالرواية والسماع وقال: "ثم فيما أورده بالرواية والسماع ما لا يثبت لوهاء بعض رواته"3.

_ 1 انظر "ص5-6". 2 ومثل هذا فعله في أول شرحه على البخاري وفي ذلك قال "1/ 5": "وقد رأيت أن أبدأ الشرح بأسانيدي إلى الأصل بالسماع أو الإجازة، وأن أسوقها على نمط مخترع فإني سمعت بعض الفضلاء يقول: الأسانيد أنساب الكتب فأحببت أن أسوق هذه الأسانيد مساق الأنساب". 3 "العجاب" "ص4" من الأصل.

وبين هنا أنه ليس المعول عليه سياقة القول بسنده، وإنما المهم صحة هذا المسند سواء سيق أم لا. قال رحمه الله: "فكم من سند موصول برواية كذاب أو متروك أو فاحش الغلط، وكم من خبر يذكر بغير سند، وينبه على أنه من تصنيف فلان مثلًا بسند قوي ... "1. وبعد هذا انتقد الواحدي في شيء آخر وهو ظاهر كلامه يدل على أنه استوعب ما تصدى له والواقع أنه قد فاته منه شيء كثير. ولما رأى ابن حجر أن الناس قد عكفوا على كتابه، وسلموا له الاستبداد بهذا الفن من فحوى خطابه، دفعه كل هذا إلى تأليف كتابه هذا، وقد بيَّن الركائز الأساسية في منهجه، وهي: الركيزة الأولى: قال رحمه الله: "فلما رأيت الناس قد عكفوا على كتابه ... تتبعت -مع تلخيص كلامه- ما فاته محذوف الأسانيد غالبًا، لكن مع بيان حال ذلك الحديث من الصحة والحسن والضعف والوهاء قصد النصح للمسلمين وذبًّا عن حديث سيد المرسلين، ولا سيما فيما يتعلق بالكتاب المبين"2. قالكتاب -إذن- قائم على أمرين: الأمر الأول: تتبع ما فات الواحدي -مع تلخيص كلامه- وقد أورد في الصفحة "126" حديثًا أسنده الواحدي ثم قال: "وهذا الحديث مع إرساله ضعيف السند من

_ 1 المصدر السابق. 2 "العجاب" "ص4".

أجل إسحاق بن أبي فروة ولولا أني التزمت أن استوعب ما أورده الواحدي لاستغنيت عن هذا". ومن مجموع النصين يتضح لنا أنه التزم استيعاب ما جاء في الواحدي ولكنه ملخص. وهذا التلخيص في حذف أسانيده، والتعويض عن السند ببيان درجة الحديث، وفي حذف بعض النقول التي لا داعي لها. مثال الأول: روى الواحدي1 بسنده عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس أنه قال: "أول ما نزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا محمد استعذ ثم قل: بسم الله الرحمن الرحيم". فحذف ابن حجر السند وقال: "أسند من طريق أبي روق ... والراوي له عن أبي روق ضعيف فلا ينبغي أن يحتج به"2. مثال الثاني: إن الواحدي بعد أن ساق المروي في سبب نزول الآية "217" من سورة البقرة وهي قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَام} قال3: "قال المفسرون ... " وذكر كلامًا طويلًا في قرابة ثلاث صفحات يشابه المروي. فجاء ابن حجر وطوى هذا الكلام اكتفاء بالمرويات التي أوردها.

_ 1 "ص15". 2 "ص9-10". 3 "ص62".

الأمر الثاني: إيراد ما فات الواحدي محذوف الأسانيد الأسانيد غالبًا، لكن مع بيان حاله قبولًا وردًّا والأمثلة على ذلك كثيرة جدًّا، ولا فائدة من تكرار سردههنا فانظر من ذلك الصفحات الآتية: "47، 50، 52، 57، 58، 59، 61، 63، 72، 75، 77، 79، 83، 78، 113، 118، 119، 124، 126، 132، 133، 134، 136، 137، 140، 143، 146، 148، 154، 155، 163، 167، 169، 170، 172، 174، 179، 181، 190، 200، 203، 204، 206، 211، 213، 214، 231، 244، 271، 278، 297، 302، 303، 318، 329، 336، 340، 347، 349، 350، 351، 375، 380، 394، 397" وغيرها، وفي الكتاب حكم على الأسانيد والرواة وتنبيه على أوهامهم وبيان المنكر والمحفوظ، والمرسل والموصول والزيادات المدرجة وبعض الفوائد الحديثية والتطرق إلى نقد بعض المتون وهكذا. وقد أعانه على ذلك أنه قدم "فصلًا جامعًا" لبيان حال من نُقل عنه التفسير من التابعين ومَن بعدهم، فأغناه هذا التكرير، وهذا الفصل مهم جدًّا إذ يلقي الضوء على أسانيد التفسير في القرون الثلاثة الأولى باختصار فيكون الدارس عنها فكرة تنفعه كثيرًا في مرجعاته ومطالعاته1. الركيزة الثانية: ثم قال المؤلف رحمه الله: "فأبدأ غالبًا بكلام الواحدي، ثم بما استفدته من كلام الجعبري، ثم بما التقطه من كتب غيرهما من كتب التفاسير وكتب المغازي،

_ 1 من المستحسن جدًّا إفراد هذا الفصل والتعليق عليه بالنشر وتقرير حفظه على طلبه المعاهد والجامعات الإسلامية فهو مدخل بارع لعلم التفسير صاغة ابن حجر بعد اطلاع واسع وحرث دقيق.

وكتب المسانيد والسنن والآثار، وغير ذلك من الأجزاء المتفرقة، ناسبًا كل رواية لراويها وكل مقالة لمخرجها"1. قلت: سيأتي الكلام على مصادره في مبحث خاص، ويهمني هنا التعليق على أول كلامه، فهو يصرح بأنه يبدا -غالبًا- بكلام الواحدي، فكيف كان هذا الابتداء وهل التزم ذلك؟ - أقول: لقد جرى المؤلف على الابتداء بنقل كلام الواحدي -في الآيات التي تكلم عليها- ثم يقول: قلت ويعلق على كلامه، إما ببيان مصدره، أو الحكم عليه، أو مناقشته ثم يزيد عليه ما وقف عليه من الروايات والأقوال2. ولكنه لم يلتزم ذلك، فقد لاحظت أنه منذ الآية "215" من سورة البقرة، الرقم "124" عدل عن الابتداء بكلام الواحدي، واستقل عنه، وهو وإن كان بقي ملتزمًا باستيعاب ما يورده، تراه يعدل عن أسانيده، ويورد الأحاديث والآثار من الكتب المشهورة المعروفة، وفي أحيان قليلة ينقل عنه، وقد ظهر لابن حجر أن الواحدي اعتمد على شيخه الثعلبي3، وبما أن تفسير الثعلبي تحت يده فقد بدأ يرجع إليه مباشرة وكذلك في مصادره الأخرى. وهكذا غابت شخصية الواحدي من الآية "215" من سورة البقرة إلى آخر الكتاب إلا في مواضع قليلة بعد أن كانت ظاهرة يدور "العجاب" في فلكها. وطريقة العزو إلى التصانيف المعروفة المشهورة هي طريقة المتأخرين وقد علق ابن حجر على كتاب "الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة" للإمام بدر

_ 1 "العجاب" "ص4-5". 2 انظر جميع الآيات التي ليس عليها "ز" قبل الآية "215" من البقرة. 3 هذا الاكتشاف من فوائد ابن حجر في كتابه هذا، وقد نبه على ذلك مرات.

الدين الزركشي "ت794هـ" بقوله1: "أصل هذا التصنيف للأستاذ الجليل أبي منصور عبد المحسن "بن"2 محمد بن علي بن طاهر الفقيه المحدث المشهور، رأيته في مجلدة لطيفة، وجملة ما فيه من الأحاديث خمسة وعشرون حديثًا ... نعم لمصنف "الإجابة" حسن الترتيب والزيادات البينة والعزو إلى التصانيف الكبار والأول3 على عادة من تقدم يقتصر على سوق الأحاديث بأسانيده إلى شيوخه، وجملة من أخرج ذلك عنه من شيوخه نحو من ثلاثين شيخًا من شيوخ بغداد ومصر وغيرهما، ولا يعزو التخريج إلى أحد. وقد نقل هذا المصنف عن4 أبي منصور في هذا الكتاب، فعُلِم أنه وقف عليه، وكان ينبغي له أن ينبه على ذلك ... "5. وهذا النص مهم جدًّا في فهم طريقة ابن حجر الثانية، فقد راح يعزو إلى الكتب المعروفة، وأكد أنه استوعب ما أورده الواحدي كيلا يتهم فيما نقله عنه ولم يبين، أنه غمطه حقه. والطريقة الثانية أجود، وادعى إلى التركيز على موضوع الكتاب، وهو "أسباب النزول"، أما الطريقة الأولى فقد جعلت الكتاب كأنه موجه لتتبع عمل الواحدي

_ 1 انظر مقدمة الإجابة بقلم محققة الأستاذ سعيد الأفغاني "ص17"، وصورة غلاف الأصل "ص21" وقد نقل هذا أيضًا السخاوي في "الجواهر والدرر" "1/ 317". 2 سقط من "الجواهر". 3 ضبط محققًا الجواهر هذه اللفظة هكذا: "والأول" ووضعا الفاصلة بعدها وهذا خطأ! 4 في "الجواهر": "على" وهو خطأ. 5 يقول السخاوي: "قلت: وأبو منصور هذا ليس هو مصنف الأصل، بل هو شيخه، والمصنف إنما هو الأستاذ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي، وقد وقعت على النسخة التي أشار إليها شيخنا فسبحان مَن لا يسهو" "الجواهر والدرر" "1/ 317".

ومناقشته، وهذا كان جيدًا ويطلع على أسراره، ويظهر جهد ابن حجر واضحًا إلا أن الأهم هنا هو التعرف على الأسباب وطرقها ومناقشتها. هذا وقد أفاد السيوطي من طريقة ابن حجر الثانية هذه واستعملها إذ نجده يقول في مقدمته لكتابه "لباب النقول" وهو يعدد مميزاته على كتاب الواحدي. "ثالثها: عزوه كل حديث إلى من خرجه من أصحاب الكتب المعتبرة، كالكتب الستة، والمستدرك، وصحيح ابن حبان، وسنن البيهقي، والدارقطني، ومسانيد: أحمد، والبزار، وأبي يعلى، ومعاجم الطبراني، وتفاسير: ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبي الشيخ، و1 ابن حبان، والفرياني، وعبد الرزاق، وابن المنذر وغيرهم. وأما الواحدي فتارة يورد الحديث بإسناده، وفيه مع التطويل عدم العلم بمخرج الحديث، فلا شك أن عزوه إلى أحد الكتب المذكورة أولى من عزوه إلى تخريج الواحدي، لشهرتها واعتمادها وركون الأنفس إليها2، وتارة يورده مقطوعًا فلا يدري هل له إسناد أو لا3. وهذا يثبت إفادته من "العجاب" إثباتًا يصعب رده، ومن المقطوع به أنه وقف على الكتاب لإفادته منه باسمه في آخر "الدر المنثور"4 وبدون تصريح في قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} 5 وفي غيره، ولتصريحه برؤيته في "الإتقان"، ومن المستغرب

_ 1 أخشى أن تكون هذه الواو زائدة، وحبان محرفة عن حيان! 2 قلت: فكل ما كان قبل: "ك" -وهو رمز زيادات السيوطي على الواحدي- فهو مما ذكره الواحدي بمتنه، وأما تخريجه فهو من السيوطي، وملاحظة هذا مهمة للمراجع فيه، حتى لا يتوهم أن العزو للمصادر المعروفة في زياداته فقط. 3 "لباب النقول" "ص16". 4 "8/ 699". 5 من سورة البقرة: "23" وقد كان من مصادره هنا مسند الحسن بن سفيان ومستخرج أبي نعيم وغرائب مالك للدارقطني ودعلج وفوائد الرفاء تخريج الدارقطني وفوائد التجيبي ومشكل الآثار للطحاوي وغيرها وهي مصادر ابن حجر في هذ الموضوع. انظر "الدر المنثور" "635-638" "ذكر القول الثاني في الآية ".

أن يتجاهله في "اللباب"1، وعلى أية حال فاكتشاف إفادته من منهج ابن حجر يغني عن الإطالة بإيراد الجزئيات، وقد تتبعت "اللباب" فوجدته يشترك مع "العجاب" في المادة كثيرًا وذلك واضح للناظر فيهما. وقد اتهم السخاوي السيوطي باختلاسه من كتاب شيخه ابن حجر، ولكن هل يُستغرب على مؤلف "الدر المنثور" الذي رجع فيه إلى مئات المصادر أن يؤلف مثل "اللباب"؟ وعندي أن السيوطي أفاد من منهج ابن حجر، ولعله تابعه أيضًا في النقول والعزو وإن كان يزيد ونقص، ويرجع -في بعض الأحيان- إلى مصدر ابن حجر، ذلك أن ابن حجر قد يذكر مخرج الرواية فقط فنجد السيوطي يضيف نص الرواية2. وقد صرح السيوطي بالنقل من "فتح الباري"3 وأغفل ذلك في مواضع متعددة مكتفيًا باسم المؤلف4. وحسبنا أنه قال في ترجمته له:

_ 1 يذكر هنا أن السيوطي قال في مقامته: "الكاوي في تاريخ السخاوي": "وقد علم الله والناس من عادتي في التأليف أني لا أنقل حرفًا من كتاب أحد إلا مقرونًا بعزوه إلى قائله، ونسبته إلى ناقله، أداء لشكر نعمته، وبراءة من دركه وعهدته" انظر "شرح المقامات" "2/ 949-950" وهو -كما ترى هنا- لم يذكر "العجاب" وكذلك رأيته أفاد في رسالته "الدر المنظم في الاسم الأعظم" "المدرجة في الحاوي" "2/ 135-139" سبعة عشر قولًا في تعيين الاسم الأعظم من كلام الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" "11/ 224-225" ولم يعز ذلك إليه إلا في موضعين! وقد استوقفني هذا فذكرته للبحث عن تخريج له، وأرجو أن لا يكون في ذلك إساءة لمقام الحافظ السيوطي رحمه الله وأجزل مثوبته. 2 انظر زيادته على الواحدي في الآية "108 ص25" وكلامه على الآية "188 ص35" والآية "214 ص41" من سورة البقرة والآية "97" من آل عمران "ص55" والآية "43" من النساء "ص69". 3 انظر "ص44". 4 انظر "ص57، 63، 64، 99، 150، 154، 178".

"وإن يكن فاتني حضور مجالسه والفوز بسماع كلامه والأخذ عنه، فقد انتفعت في الفن بتصانيفه، واستفدت منه الكثير، وقد غلق بعده الباب، وختم به هذا الشأن". وقال بعد أن عدد بعض مؤلفاته مثبتًا حاجته إليها: "وله تعاليق وتخاريج، ما الحفاظ والمحدثون لها إلا محاويج"1. الركيزة الثالثة: ثم قال رحمه الله: "ثم لا أذكر من الزيادات إلا ما هو سبب نزول ببادئ الرأي لا ما يكون من هذا القبيل بضرب من التأويل، وقد أورد الواحدي من ذلك أشياء ليست بكثيرة فلم أحذف منها شيئًا، بل جعلت علامة ما أزيده "ز" يكتب على أول القول، وأما ما أزيده في أثناء كلامه فهو علامة، لكن ربما عرف إذا كان في صورة الاعتراض مثلًا"2. وههنا أمران: الأمر الأول: قضية الزيادات فقد التزم أن لا يذكر إلا ما هو سبب نزول ببادئ الرأي، وقد أثبت التتبع الدقيق لعمله أنه أورد أشياء ليست بقليلة لا تعد سبب نزول أو على الأقل لا تعد سبب نزول مباشرًا أو صريحًا والأمثلة كثيرة، وانظر تعليقي على ما أورده في سورة الفاتحة، وعلى الآيات الآتية من سورة البقرة 1، 2، 6، 11، 21، 27، 40، 75، 76، 78، 79، 89، 96، 102 وما أنزل على الملكين 113، 115 "القول الخامس"، 116 "الآية 26 من الحج الواقعة هنا"، 138 "القول الثاني"، 143 "إلا لنعلم"، 146، 117 "القول الثاني"، 178، 179،

_ 1 "طبقات الحفاظ" "ص548". 2 "العجاب" "ص5".

183 "القول الثاني"، 184، 185 {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا} ، 188، 190 "القول الثاني"، 194، 195 "القول الثالث من زياداته" و"القول الخامس"، 196، 200 {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُم} 200 {فَمِنَ النَّاس} ، 207 "القول الخامس"، 228 {وَلا يَحِلُّ لَهُن} ، 231 {وَلا تُمْسِكُوهُن} ، 231 {وَلا تَتَّخِذُوا} 234، 235، 257 {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} ، 274 "القول الثاني" 283-286 {وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا} . وتعليقي على الآيات الآتية من سورة آل عمران: "7" "القول الثالث" 21، 61، 103، 105، 106، 123، 151، 195. وتعليقي على الآيات الآتية من سورة النساء: 2 "القول الثاني" 2 {وَلا تَتَبَدَّلُوا} ، 4، 5 "القول الثاني والثالث"، 6 {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا} ، 8، 9، 19 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ} ، 19 {وَلا تَعْضُلُوهُنّ} 24 "القول الثاني"، 24، 40، 59 "القول الثاني والثالث"، 74، 78 "القول الثاني". ولا بد من القول أن المؤلف انتقد الواحدي لإيراده ما ذكره أئمة التفسير في تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} فقال في الصفحة "219-220": "وهذا ليس من أسباب النزول التي يكثر السؤال عنها، ويبني عليها الأحكام أهل الكلام حيث يكون الحكم عامًّا أو يختص بها من نزلت بسببه، وإنما هو ذكر أسباب ما وقع في الأمم الماضية، وقد أخل بالكثير من هذا، أوله القصة التي قبل هذه في الذي أنزلت فيه {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة} وقد استدركت كثيرًا مما فاته في ذلك، من غير استيعاب، بخلاف ما هو صريح في سبب نزول الآية المخصوصة فإنني استوعبته بحسب الطاقة، والكثير منه مما استدركته عليه". وقد عجبت من هذا! يستدرك ما يقول عنه هو بأنه ليس من أسباب النزول!

فما الغرض من حشر هذا في كتاب مختص بأسباب النزول؟ فلا جرم أني استدركت عليه -رحمه الله- ما ذكره، في ضمن استدراكاتي السابقة، مع إجلالي الكبير لمقام المؤلف، وإذا كان الغرض خدمة العلم والدين فأرجو أن لا يكون في ذلك إساءة والله من وراء القصد، وهو المستعان على إخلاص النيات وقبول الأعمال. الأمر الثاني: قضية "ز". التزم المؤلف وضع "ز" على زياداته، فإما أن يضعه على قوله: "قوله تعالى" أو على "قول آخر" وجرى على هذا إلى المكان الذي بينت أنه استقل فيه بالتأليف، فلا نجد "ز". ولا بد من القول أنه زاد في الآيات التي كان الواحدي قد سبقه بالكلام عليها: كثيرًا من الروايات ومع ذلك لا نجد "ز" في هذه الزيادات، وإنما نجده يقول: قلت -بعد إيراد كلام الواحدي- ويذكر ما عنده. ولكن منذ الآية "215" يتغير الحال ويختفي "ز" تمامًا، وهذا يؤكد أن المؤلف تراجع عن جعل كتاب الواحدي محوره واستقل. ومن أجل أن يقف القارئ بسرعة على الآيات التي زادها ابن حجر في كتابه هذا فقد وضعت "ز" على قوله "قوله تعالى" كما كان يفعل ونبهت على ذلك مرة واحدة حين بدأت بذلك، ولكن يجب أن نكون على ذكر من أن عدم وجود "ز" لا يعني أن الكلام على تلك الآية هو من الواحدي فقط، لا بل هناك الإضافات الكثيرة وهناك إدارة الحافظ ابن حجر، الكلام على طريقته واختياره هو، وقد بينت في الهوامش والروايات والنقول التي تشترك بين الكتابين، وإذا لاحظ الدارس هذه الهوامش ولاحظ "ز" علم ما أضافه في كتابه وهو شيء كثير. هذه هي ركائز منهجه التي صرح بها في المقدمة وتعليقي عليها، وقد ظهر لي

من خلال تتبعي ودرسي للكتاب: أمور أخرى: 1- فمن منهجه أنه يسوق الرواية التي تنص على السبب، ومقابلها من الرواية التي لا تنص عليه. ومن ذلك ما جاء في الآية "271" من سورة البقرة والآية "68" من آل عمران. 2- ومنه التطرق إلى مسائل فقهية وأصولية. ومن ذلك ما جاء في الآية "195" من البقرة والآية "29" من آل عمران. 3- ومنه إضافة فوائد تفسيرية: ومن ذلك بعض القراءات، وبعض مسائل علوم القرآن كنزول الآيات والنسخ. فانظر عن التفسير الآيات 13، 105، 143، 241، من البقرة و110، 111، 130، 183 من آل عمران. وأود الإشارة إلى ما أبداه في الآية "130" من آل عمران وهي {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} فقد ذكر هنا حديثًا رواه أبو داود عن أبي هريرة، وهو أن عمرو بن أقيش كان له ربا في الجاهلية فكره أن يسلم حتى يأخذه. فجاء يوم أحد فقال: أين بنو عمي؟ قالوا بأحد. قال: فأين فلان؟ قالوا: بأحد. فلبس لأمته وركب فرسه وتوجه قبلهم، فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنا يا عمرو. قال: إني قد آمنت، فقاتل حتى جُرح فحمل إلى أهله جريحًا ... فمات فدخل الجنة وما صلى لله صلاة. ثم قال ابن حجر:

"ما زلت أبحث عن مناسبة ذكر آية الربا في وسط قصة أحد حتى وقفت على هذا الحديث، فكأنها نزلت فيه فترك الربا وخرج إلى الجهاد، فاستشهد، أو أن ورثته طالبوا بما كان له من الربا فنهوا عنه بالآية المذكورة". وهذا انتباه رائع من الحافظ ابن حجر، يجيب على تساؤل المفسرين الذين وقفوا أمام هذه الآية حائرين في تعليل ورودها هنا. وانظر عن القراءات الآيات: 88، 102، 104، 119 من البقرة و12 من آل عمران. وعن نزول الآيات 142، 186، 216، 240، 245 من سورة البقرة. وعن النسخ: 62، 190، 285، من البقرة و8 من النساء. 4- ومنه ضبط ما يحتاج إلى ضبط وبيان بعض الأنساب. وعن الضبط لاحظ الأسماء الواردة في "الفصل الجامع". وعن الأنساب انظر الأرقام 89، 103، 116، 252، 299. 5- ومنه الترجيح بين الأقوال أو الجمع بينهما أحيانًا. وعن الترجيح انظر 32، 128 من آل عمران. وعن الجمع انظر 197 "ولا جدال" من البقرة و9، 65 من النساء. 6- ومنه تفسير النصوص التي ينقلها فانظر من ذلك الأرقام 76، 129، 251، 287، 312 وغيرها.

المبحث الثالث: مصادره

المبحث الثالث: مصادره بدأ الحافظ ابن حجر بالتأليف سنة "795هـ" وله من العمر 22 سنة، كما مر معنا وقد انتهى سنة "804هـ" من كتابه المهم: "تغليق التعليق" الذي عاد فيه إلى "279" مصدرًا1. فلا عجب إذا ما رأيناه يعود في تصنيف كتابه "العجاب" هذا إلى "123" كتابًا في التفسير وعلوم القرآن والحديث وعلومه والسيرة والتاريخ وغيرها، ويشترك هذان الكتابان في "27" كتابًا. وقد كانت مصادره في سورة البقرة: "106" مصادر، وفي آل عمران "47" مصدرًا وفي النساء: "33" مصدرًا وربما قل العدد؛ لأن الموجود منها لا يتجاوز الآية "78". وقد ظهر لي من تتبع نقولانه ما يأتي: 1 أنه كثير التصرف في النصوص التي ينقلها، ويبدو أن هذا من عادته في التأليف، يقول الشيخ عبد الفتاح أبو غدة عن الشيخ طاهر الجزائري في مقدمته لكتابه التبيان: "وجرت عادة المؤلف إذا نقل نصًّا من كتاب وسماه وسمى مؤلفه: أنه لا يلتزم دائمًا نقل عبارته كما هي، بل قد يتصرف فيها ويحذف منها أو يبدل بعض كلماتها بأولى أو أخصر منها، وتارة يصوغ معنى كلام العالم بعبارة من عنده، ولا ينبه على

_ 1 انظر "1/ 243-265".

ذلك، وهذه طريقة الحافظ ابن حجر قبله في "فتح الباري" واللكنوي في "ظفر الأماني"1. وكنت وقفت على هذا النص فدفعني إلى مزيد التدقيق في مقابلة النصوص التي يوردها بأصولها المنقولة منها، وأشرت في الهوامش إلى ذلك، مبينًا مواضع الاتفاق والافتراق إن اقتضى الأمر. وتصرفه يكون بالحذف والزيادة وتبديل لفظ بلفظ. ومن أمثلة الزيادة قوله في الآية "217" من البقرة: "أخرج الطبراني في المعجم الكبير من طريق سليمان التيمي عن الحضرمي هو ابن لاحق وهو اسم بلفظ النسب ثقة ... ". فقوله: "هو ... إلخ" من زيادة المؤلف، والانتباه مهم كيلا يعزى هذا الرأي إلى الطبراني، وقد اختلف العلماء في حضرمي شيخ سليمان: أهو ابن لاحق أم غيره؟ ومن أمثلة تبديل لفظ بلفظ قوله في الآية "222" منها: "أخرج الواحدي من طريق سابق بن عبد الله البربري" وقوله البربري من تصرفه، وفي الواحدي: الرقي, وقد نبه بذلك إلى أنهما -عنده- واحد والعلماء مختلفون في ذلك. وهكذا. وقد أداه التصرف وعدم الرجوع إلى مصادره مباشرة -في بعض الأحيان- إلى الوقوع في مؤاخذات كما هو مبين مفصل في الهوامش ومكانه ابن حجر تدفعني إلى عدم التمثيل فأحيل عليها. 2- أن ابن حجر استدرك كثيرًا على مَن نقل عنهم، وقدم في ذلك فوائد جمة من ذلك استدراكه على جويبر والكلبي ومقاتل وسنيد وعبد الغني بن سعيد والبزار والطبري والطبراني والدارقطني والحاكم والثعلبي والماوردي وابن حزم وابن عبد البر

_ 1 التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن على طريق الإتقان "ص6-7".

والواحدي والحميدي، وابن عطية وابن العربي وعياض وابن ظفر وأبي حيان والجعبري، وهذه الاستدراكات منثورة على صفحات الكتاب كله، ولو جمعت لكونت بحثًا في غاية الأهمية سواء وفق فيها أم خولف. 3- أنه -رحمه الله- كان يبهم أسماء مصادره أحيانًا، وكل ما كان بين هلالين -وهو "24" مصدرًا من المصادر الآتية- فهو مما أبهمه، واكتشفته بالتتبع والفحص، وقد يذكر الاسم في مكان ويهمله في مكان آخر. وفي أحيان أخرى كان يبهم أسماء القائلين كأن يقول: وقال آخر أو قال غيره، ومن خلال التتبع وقفت على هؤلاء أيضًا1. وفي مواضع قليلة أفاد من غيره -فيما يبدو لي- ولم يصرح. وفيما يأتي مسرد مصادره -مرتبة حسب القدم- مبينًا فيها عدد المرات التي رجع فيها إليها عمومًا وخصوصًا، ويأتي تفسير الطبري في مقدمة مصادره إذ نقل منه قرابة "610" مرات ما بين رواية أو قول أو ترجيح وهذا يعكس أهميته البالغة، ولا بد من القول أن ابن حجر أفاد من غيره أشياء، وهي موجودة فيه، كأن ينقل عن ابن أبي

_ 1 يبدو أن الإبهام طريقة لجأ إليها العلماء لحفظ مؤلفاتهم من السرقة، يقول السيوطي في مقامته: و"الفارق بين المصنف والسارق" عمن اتهمه بسرقة بعض كتبه: "وعمد إلى التخاريج والنقول" التي وقعت عليها في أصول القوم، فذكر العزو مستقلًّا به من غير واسطة كتابي موهمًا أنه وقف على تلك الأصول وهو لم يرها بعينه إلى اليوم ولا في النوم، ولقد أبهمت نقولًا عن أئمة فأوردها على إبهامها، ولو سئل في أي كتاب هي لم يدر خنصرها من إبهامها ... ". ثم يقول: " ... أأمن أن يناقش في بعض ما نقله من كتابي فلا يحسن منه الخلاص أو يقال له في بعض ما أبهمت نقله: من أين أصل هذا؟ فينادي ولات حين مناص! أو يمتحن كما كانت الفضلاء قديمًا يمتحنون السارقين، ويقال له: صنف لنا كتابًا في النوع الفلاني إن كنت من الصادقين ... ". انظر "شرح مقامات جلال الدين السيوطي "2/ 820-821 و842-843".

حاتم ويدع الطبري مع أنه متقدم عليه، ولو عاد إليه لارتفع الرقم أكثر، وقد بينت في الهوامش ما ينقله من غير الطبري وهو موجود فيه. 1- مصادره من كتب التفسير: 1- تفسير جويبر بن سعيد عن الضحاك "ت ما بين 140 إلى 150". نقل منه مباشرة1 "5" مرات، في سورة آل عمران. وأما ما نقله بواسطة فلا يشمله العدد هنا، وفي سائر المصادر. 2- تفسير محمد بن السائب الكلبي "146هـ". نقل منه مباشرة "11" مرة، "6" مرات في البقرة و"5" في آل عمران. و"12" مرة: لا أدري أكان النقل مباشرة أم بواسطة فإن مانقله منه كان قد نقله الواحدي في الأسباب، منها "3" مرات في البقرة و"9" في آل عمران. ونقل منه مرات بواسطة مصرح بها عن الثعلبي والواحدي، في البقرة. وذكره في ثلاثة مواضع ذكرًا يوحي أن التفسير ليس عنده! أو أنه لم ينشط للمراجعة. منها موضعان في "البقرة" وموضع في "النساء". ويسميه "الكلبي" و"ابن الكلبي"! ولا يوجد لهذا التغاير2!

_ 1 أعني بقولي: مباشرة أنه لم يصرح بواسطة، وقد ثبت لي أنه يطوي ذكر الواسطة أحيانًا، كما في نقله عن مقاتل -الذي ينقل عنه الواحدي- وعبد الرزاق وسنيد اللذين ينقل عنهما الطبري، وابن عطية الذي نيقل عنه أبو حيان الأندلسي. 2 قلت: إن المفسر معروف بـ"الكلبي" وأما المعروف بـ"ابن الكلبي" فهو ابنه النسابة صاحب "جمهرة النسب" وغيره، ومع ذلك وجدت القاضي عياضًا قال مرة في "الشفاء" "قال ابن الكلبي" وترجمه شارحه الشيخ القارئ "1/ 34" بقوله: "هو محمد بن السائب أو أبو النضر المفسر النسابة الأخباري..". وقد سماه ابن حجر: ابن الكلبي أيضًا في "فتح الباري" "7/ 158 و10/ 549"، الكلبي في "3/ 220، 8/ 356-439، 546، 11/ 309، 387، 439، 13/ 359-523". ملاحظة: أفدت هذه الإحالات من كتاب "توجيه القارئ إلى القواعد والفوائد الأصولية والحديثية والإسنادية في فتح الباري" لحافظ ثناء الله الزاهدي "ص346 و350". وكان الواحدي قد نقل عنه في "الأسباب": "85" مرة، وفي كل هذه المرات يسميه "الكلبي" وابن حجر ينقل عنه هنا وقد يزيد لفظ "ابن" فحيثما رأيت "ابن الكلبي" فهو من تصرفه.

3- تفسير مقاتل بن حيان "ت قبل 150هـ". نقل منه مباشرة مرة واحدة في البقرة، وقد يكون نقل عنه بواسطة. 4- تفسير مقاتل بن سليمان "ت150هـ". نقل منه مباشرة "122" مرة منها "58" مرة في البقرة، و"47" في آل عمران و"17" في السناء. 5- تفسير عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح "ت150هـ" رواية محمد بن ثور. نقل منه مرتين في أوائل البقرة، وقد يكون نقل عنه بواسطة. 6- تفسير سفيان الثوري "ت161هـ". نقل منه "4" مرات مرتين في البقرة ومرتين في آل عمران، الثلاثة الأولى من رواية أبي حذيفة النهدي، والرابعة من رواية الأشجعي. 7- تفسير سفيان بن عيينة "ت168هـ". نقل منه مرة واحدة في آل عمران. 8- تفسير يحيى بن سلام "ت200هـ".

نقل منه "13" منها "12" مرة في البقرة، ومرة واحدة في النساء. 9- تفسير عبد الرزاق بن همام الصنعاني "ت211هـ". نقل منه "56" مرة، منها "34" مرة في البقرة و"10" مرات في آل عمران و"12" مرة في النساء. وربما نقل منه بواسطة الطبري، ولم يصرح بذكر "التفسير" إلا في "12" موضعًا. 10- تفسير محمد بن يوسف الفريابي "ت212هـ". نقل منه "42" مرة، منها "25" مرة في البقرة و"8" مرات في آل عمران، و"9" مرات في النساء وذكر "التفسير" في "7" مواضع. 11- تفسير الحسين بن داود المعروف بـ"سنيد" "ت266هـ". نقل منه "37" مرة، منها "6" مرات في البقرة، و"28" مرة في آل عمران، و"3" مرات في النساء. ولك ما نقله عنه رأيته في الطبري إلا رواية واحدة. 12- تفسير عبد الغني بن سعيد الثقفي "ت229هـ"1. رجع إليه ثلاث مرات في سورة البقرة. 13- تفسير إسحاق بن راهوية الحنظلي "ت238هـ". نقل منه "11" مرة، منها "4" مرات في البقرة، و"5" مرات في آل عمران، ومرتين في النساء، وفي ثلاثة مواضع لم يذكر "التفسير".

_ 1 يلاحظ أن المؤلف قال في "فصله الجامع": "ومن التفاسير الواهية التفسير الذي جمعه موسى بن عبد الرحمن الثقفي. ورواه عنه عبد الغني بن سعيد الثقفي وهو ضعيف" ا. هـ. باختصار، فعبد الغني هنا راوٍ ولكنه في داخل الكتاب نسب إليه تفسيرًا، فلعله هو نفسه الذي يرويه عن موسى عُرف باسمه، وكذلك عزا إليه التفسير في كتابه الإصابة "1/ 336" في ترجمة "حصين بن الحارث".

14- تفسير عبد بن حميد "ت249هـ". نقل منه "160" مرة، منها "96" مرة في البقرة و"35" مرة في آل عمران و"29" مرة في النساء. وقد صرح بذكر "التفسير" مرة واحدة، وبحثت عن هذه النقول الأخرى في "المنتخب من المسند" فلم أجدها. 15- أحكام القرآن لإسماعيل القاضي "ت282هـ". نقل منه مرة واحدة في البقرة. تفسير النسائي "303هـ" يأتي في السنن. 16- تفسير محمد بن جرير الطبري "ت310هـ". نقل منه "610" مرات، منها "400" مرة في البقرة، و"128" في آل عمران و"82" في النساء. 17- معاني القرآن للزجاج "ت311هـ". نقل منه "3" مرات في البقرة. 18- تفسير محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري "ت318هـ". نقل منه "21" مرة، منها "6" مرات في البقرة و"4" في آل عمران، و"21" مرة في النساء. 19- تفسير عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي "ت327هـ". نقل منه "179" مرة منها "87" في البقرة، و"47" في آل عمران و"45" مرة في النساء. 20- تفسير أبي الشيخ ابن حيان "ت369هـ".

نقل منه مرتين في البقرة. 21- تفسير ابن شاهين "ت385هـ". نقل منه مرة واحدة في آل عمران. 22- تفسير ابن مردويه "ت410هـ". نقل منه "22" مرة منها "10" مرات في البقرة و"8" في آل عمران و"4" في النساء، وذكر "التفسير" في "5" مواضع. 23- تفسير الثعلبي "ت427هـ" "ويسمى الكشف والبيان"1. نقل منه "129" مرة، منها "55" مرة في البقرة، و"53" في آل عمران و"21" في النساء. 24- تفسير الماوردي "ت450هـ" "وطبع بعنوان: النكت والعيون". نقل منه "16" مرات في البقرة. 25- تفسير الواحدي "ت468": "الوسيط". نقل منه "4" مرات في البقرة. 26- تفسير الزمخشري "ت538هـ". نقل منه "4" مرات في البقرة. 27- تفسير ابن عطية "ت541هـ".

_ 1 أما الثعالبي صاحب "الجواهر الحسان في تفسير القرآن" فهو متأخر عنه توفي سنة "886" انظر ترجمته في "الضوء اللامع" للسخاوي "4/ 152" وقد كتب عنه الأخ أنس السعدي رسالة ماجستير في كلية العلوم الإسلامية.

نقل منه "14" مرة في البقرة. 28- أحكام القرآن لابن العربي "ت543هـ". نقل منه "3" مرات في البقرة. 29- تفسير ابن ظفر "ت565هـ" المسمى "ينبوع الحياة". نقل منه "42" مرة، منها "36" في البقرة، و"6" في آل عمران. 30- "زاد المسير" لابن الجوزي "ت597هـ". نقل منه مرتين في البقرة. 31- تفسير فخر الدين الرازي "ت606هـ". نقل منه "6" مرات في البقرة. 32- "تفسير" المرسي "ت655هـ". نقل منه مرة واحدة في البقرة. 33- تفسير القرطبي "ت671هـ". نقل منه "10" مرات في البقرة. 34- تفسير الكواشي "ت680هـ". نقل منه مرة واحدة في البقرة. 35- تفسير أبي حيان "ت745هـ" "البحر المحيط". نقل منه "14" مرة في البقرة.

36- "تفسير" ابن كثير "ت774هـ". صرح بالنقل منه مرتين، في البقرة، ويبدو لي أنه أفاد منه في مواضع متعددة1. 2- مصادره من كتب علوم القرآن: 1- "الناسخ والنسوخ" لأبي داود "ت275هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. "فضائل القرآن" للنسائي "ت303هـ" يأتي في السنن. 2- "أسباب النزول" للواحدي "ت468هـ". رجع إليه "119" مرة، منها "93" مرة إلى الآية "215" من سورة البقرة، ثم "18" مرة إلى نهاية السورة و"5" مرات في آل عمران و"3" مرات في النساء. 3- "ذيل الأعلام بما في القرآن من الإبهام" لابن عسكر "ت636هـ". رجع إليه مرة واحدة في سورة البقرة. 4- "مختصر أسباب النزول" للجعبري "ت732هـ". رجع إليه سبع مرات في سورة البقرة آخرها في الآية "120". 3- مصادره من كتب الحديث النبوي وعلومه:

_ 1 كان لابن حجر عناية بابن كثير فقد ترجمه في "الدرر الكامنة وأنباء الغمر"، واختصر كتابه "البداية والنهاية" سنة 821 انظر كتاب الدكتور شاكر "1/ 588-592" وأفاد منه كثيرًا في كتابه "موافقه الخبر الخبر" انظر مقدمة "تحفة الطالب" لابن كثير بقلم الباحث عبد الغني الكبيسي "ص68" وقد نقل عنه قولًا هنا في الآية "62" من البقرة ولم يسمه، إلى غير ذلك مما هو مبين في الهوامش.

1- "الموطأ" لمالك بن أنس "ت179هـ". رجع إليه "5" مرات، "4" منها في البقرة ومرة في النساء. 2- "مسند" أبي داود الطيالسي "ت203هـ". رجع إليه مرتين في البقرة والنساء. 3- "المصنف" لعبد الرزاق الصنعاني "ت211هـ". نقل عنه واحدة في آل عمران، ولم أجد ذلك فيه. 4- "مسند" الحميدي "ت219هـ". رجع إليه مرة واحدة في آل عمران. 5- "النكاح" لأبي عبيد القاسم بن سلام "ت224هـ". نقل عنه مرة واحدة في النساء. 6- "السنن" لسعيد بن منصور "ت227هـ"1. رجع إليه "3" مرات، مرة في البقرة ومرتان في آل عمران. 7- "مسند" يحيى بن حميد الحماني "ت228هـ". رجع إليه مرة واحدة في آل عمران. 8- "مسند" مسدد بن مسرهد "ت228هـ".

_ 1 كان من مصادر السيوطي في "الإتقان" تفسير سعيد بن منصور قال "1/ 7": "وهو جزء من سننه" فلعل الحافظ ابن حجر كان يريده، ولم أجد هذه النقولات فيما طبع من السنن، وما يزال "التفسير" مفقودا. "وهذا الجزء المفقود يطبع الآن بتحقيق الشيخ سعد الحميد، دار ابن الجوزي"

رجع إليه مرة واحدة في آل عمران. 9- "مسند" أبي بكر بن أبي شيبة "ت235هـ". رجع إليه مرة واحدة في آل عمران. 10- "مسند" إسحاق بن راهوية "ت238هـ". رجع إليه ثلاث مرات في البقرة. 11- "مسند" أحمد بن حنبل "ت241هـ". رجع إليه "42" مرة منها "22" مرة في البقرة، واثنتا عشرة مرة في آل عمران وثماني مرات في النساء. 12- "مسند" ابن أبي عمر العدني "ت243هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 12- "مسند" عبد بن حميد "ت249هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 14- "السنن" للدارمي "ت255هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 15- "صحيح" البخاري "ت256هـ". رجع إليه "60" مرة منها "29" مرة في البقرة و"17" مرة في آل عمران، و"14" في النساء. 16- "الزهريات" للذهلي "ت258هـ".

رجع إليه مرتين، في البقرة وآل عمران. 17- "صحيح" مسلم "ت261هـ". رجع إليه "41" مرة، منها "19" مرة في البقرة و"11" مرة في آل عمران و"11" مرة في النساء. 18- "سنن" أبي داود "ت275هـ". رجع إليه "29" مرة، منها "21" مرة في البقرة، و"11" مرة في آل عمران، و"6" مرات في النساء. 20- "سنن" ابن ماجه "ت283هـ". رجع إليه "9" مرات، مرة في البقرة و"3" مرات في آل عمران، و"5" مرت في النساء. 21- "مسند" البزار "ت292هـ". رجع إليه "4" مرات، مرة في البقرة وأخرى في آل عمران ومرتين في النساء. 22- "السنن" لأبي مسلم الحجي "ت298هـ". رجع إليه مرتين، في البقرة والنساء.

23- "سنن" النسائي "ت303هـ" "الصغرى والكبرى"1. رجع إليه "39" مرة منها "20" مرة في البقرة، و"10" مرات في آل عمران و"9" مرات في النساء. ومن كتب "الكبرى" التى أفاد منها -ووقفت عليها: "التفسير" و"عشرة النساء" فلم يصرح بهما، "فضائل القرآن" وقد رجع إليه مرة واحدة. 24- "مسند"2 إبراهيم بن "دُحيم: عبد الرحمن" "ت303هـ". رجع إليه مرة في النساء الآية "65". 25- "مسند" الحسن بن سفيان "ت303هـ". رجع إليه أربع مرات، واحدة في البقرة والباقي في النساء. 26- "مسند" أبي يعلي "ت307هـ". رجع إليه سبع مرات: "3" منها في البقرة والباقي في آل عمران. 27- "مسند" الروياني "ت307هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة.

_ 1 لم أجد الحافظ ابن حجر يفرق في العزو إلى النسائي بين الصغرى والكبرى ثم رأيت شيخنا الأستاذ محمد عوامة قال في تعليقه على مسند أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز للباغندي "ص286": "وكان الحافظ ابن حجر ممن يتابع المزي في العزو إلى النسائي سواء كان في الصغرى أو الكبرى". ولو ذُكر "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" للمزي في مصادره هنا فليس بخطأ وإن لم يصرح به. 2 سماه ابن كثير والسيوطي: "تفسيرًا" أفهما كتابان أم في النقل هنا خطأ؟ الله أعلم.

28- "صحيح" ابن خزيمة "ت311هـ". رجع إليه ست مرات، "3" منها في البقرة والأخرى في آل عمران. 29- "صحيح" أبي عوانة "ت316هـ" وهو "المستخرج على مسلم". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 30- "مشكل الآثار" للطحاوي "ت321هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 31- "شرح معاني الآثار" له. رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 32- "غرائب مالك" لدعلج "ت351هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 33- "الدعاء" للطبراني "ت360هـ". رجع إليه مرتين في البقرة. 34- "المعجم الكبير" له. رجع إليه فيما تأكد عندي "10" مرات منها "3" في البقرة و"4" في آل عمران و"3" في النساء ولم يصرح به إلا مرتين، في البقرة وآل عمران، وثم "5" مواضع آخرى أخرجتها من مجمع الزوائد للهيثمي، و"3" أخرى لم أجدها في الكبير، وحديث سقط اسم صحابيه! ومجموع هذا "19" موضعًا. 35- "المعجم الأوسط" له.

156- صرح بالرجوع إليه "6" مرات، "3" منها في البقرة و"2" في آل عمران و"1" في النساء. 36- "فوائد" أبي الشيخ ابن حيان "ت369هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 37- "السنن" للدارقطني "ت385هـ". رجع إليها "3" مرات في البقرة. 38- "الأفراد" له. رجع إليه مرة واحدة في آل عمران. 39- "غرائب مالك" له. رجع إليه "5" مرات في البقرة. 40- "رواية حامد الرفاء" "ت356هـ" تخريج الدارقطني. رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 40- "المستخرج على صحيح البخاري" للإسماعيلي "ت371هـ". رجع إليه مرتين في البقرة والنساء. 42- "جزء لوين" "ت245هـ" وصاحبه أبو حعفر الأبهري "ت393هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 43- "المستدرك على الصحيحين" للحاكم "ت405هـ". رجع إليه "35" مرة، منها "19" مرة في البقرة و"13" في آل عمران و"3" في

النساء. 44- المستخرج "على صحيح البخاري" لأبي نعيم الأصبهاني "ت430هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 45- "المستخرج" "على صحيح مسلم" له أيضًا. رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 46- "التمهيد" لابن عبد البر "ت463هـ". نقل عن ابن عبد البر مرتين في البقرة إحداهما من التمهيد. 47- "الجمع بين الصحيحين" للحميدي "ت488هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 48- "المختارة" للضياء المقدسي "ت463هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 49- "الترغيب والترهيب" للمنذري "ت656هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 50- "زوائد المسند" -مسند أحمد- للهيثمي "ت807هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 51- "تغليق التعليق" للمؤلف "ت852هـ". ذكره مرة واحدة في البقرة.

52- "فوائد" أحمد بن أسامة التجيبي "ت؟ ". رجع إليه ست مرات في البقرة. 4- مصادره من كتب السيرة: 1- "المغازي" لموسى بن عقبة "ت141هـ". ذكره في الفصل الجامع، ورجع إليه، مرة واحدة في البقرة. 2- "السيرة" لابن إسحاق "ت151هـ". وهي تضم ثلاث كتب: المبتدأ والسيرة والمغازي. وقد ذكر الأول مرة واحدة في البقرة، والثاني "1" مرة، "4" منها في البقرة و"6" في آل عمران ومرة في النساء، وذكرها باسم "السيرة الكبرى"1 في موضعين من تلك المواضع في البقرة وآل عمران. ورجع إلى المغازي "10" مرات، "4" منها في البقرة و"6" في آل عمران وصرح أنها من رواية يونس بن البكبير وسلمة بن الفضل. وكل ما جاء أنه من رواية ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت ... إلخ فهو من السيرة، وقد يعود فيه المؤلف إلى تفسير الطبري. 3- "المغازي" للواقدي "ت207هـ". ذكره في "الفصل الجامع". 4- "السيرة" لابن هشام "ت218هـ".

_ 1 وكذلك سماها في كتابه "الإصابة" "4/ 506" في ترجمة مالك بن كعب الأنصاري من القسم الرابع.

رجع إليه مرة واحدة في آل عمران. 5- "دلائل النبوة" للبيهقي "ت458هـ". رجع إليه "3" مرات في آل عمران، ولم يسمه في المرة الأولى. 6- "الشفاء" لعياض "ت544هـ". رجع إليه مرة واحدة مصرحًا باسمه، ونقل عن عياض مرة أخرى ولم أجد ما نقله فيه. 7- "الروض الأنف" للسهيلي "ت581هـ". رجع إليه مرتين في البقرة. 5- مصادره من كتب التاريخ: 1- "الطبقات الكبرى" لمحمد بن سعد "ت230هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 2- "التاريخ" ليحيى بن معين "ت233هـ". نقل عن يحيى ثلاث مرات في البقرة، وأولى هذه المرات من التاريخ والثانية بواسطة لم يصرح بها، والثالثة يظهر أنها من "تهذيب الكمال" للمزي "ت742هـ". 3- "كتاب مكة" للأزرقي "ت250هـ". رجع إليه مرة واحدة في النساء. 4- "التاريخ الكبير" للبخاري "ت256هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة.

5- "النسب" للزبير بن بكار "ت256هـ". رجع إليه مرة واحدة في آل عمران. 6- "التاريخ" لابن أبي خيثمة "ت279هـ". رجع إليه "3" مرات، لابن أبي خيثمة "ت279هـ". رجع إليه "3" مرات، الأولى في البقرة والأخريان في النساء. 7- "معجم الصحابة" للبغوي "ت317هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 8- "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم "ت327هـ". رجع إليه مرة واحدة في آل عمران. 9- "كتاب مكة" للفاكهي "ت353هـ". رجع إليه "6" مرات، "3" منها في البقرة وهو هنا لم يسم الكتاب، ومرة في آل عمران، ومرتان في النساء. 10- "الصحابة" لأبي علي بن السكن "ت353هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 11- "الثقات" لابن حبان "ت354هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 12- "الضعفاء" له أيضًا. مرة واحدة في البقرة. 13- "تاريخ نيسابور" للحاكم "ت405هـ". مرة واحدة في البقرة.

مرة واحدة في البقرة. 14- "حلية الأولياء" لأبي نعيم "ت430هـ". مرة واحدة في البقرة. 15- "معرفة الصحابة" له أيضًا. مرة واحدة في البقرة. 16- "المؤتنف تكملة المؤتلف والمختلف" للخطيب البغدادي "ت463هـ". مرة واحدة في البقرة. 17- "الضعفاء" للعقيلي "ت463هـ". مرة واحدة في البقرة. 18- "تاريخ دمشق" لابن عساكر "ت571هـ". مرة واحدة في البقرة. 19- تهذيب الكمال في أسماء الرجال" للمزي "ت742هـ" انظر الرقم "2" هنا، ولا بد أنه أفاد منه في حكمه على الرواة. 20- "الإصابة في تمييز الصحابة" للمؤلف "ت852هـ". مرة واحدة في البقرة. 6- مصادر أخرى: 1- "الرسالة" للشافعي "ت204هـ". رجع إليه مرة واحدة في النساء. 2- "الفصل في الملل والنحل" لابن حزم "456هـ". رجع إليه مرة واحدة في البقرة. 3- وقد رجع إلى كتاب لأبي عبيد في سورة البقرة ولم أعرفه. 4- وأبهم موارد فقال عن اسم: ذكره أصحاب المشتبه وذلك في آل عمران.

المبحث الرابع: آراؤه

المبحث الرابع: آراؤه لم يفرد المؤلف لبيان آرائه في قضايا علم أسباب النزول فصلًا يوردها فيه وقد قمت بتتبع كلماته وإيراده الروايات لأقف على ذلك، فكان لدي ما يأتي. 1- مفهوم سبب النزول عنده: لم أجده يصرح بهذا المفهوم في شيء من كتابه، إلا أنه من خلال انتقاده للواحدي نعلم أنه يفرق بين سبب نزول الآية على النبي صلى الله عليه وسلم وبين سبب الحوادث أو الأمور التي اشتملت عليها الآية. وتوضيح هذا أنه قال في الآية "255" من سورة البقرة وهي {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَه} : "قال الثعلبي: قال المفسرون: سبب نزولها أن الكفار كانوا يعبدون الأصنام ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله فانزل {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} إلى آخرها فبين الله أن لا شفاعة إلا لمن أذن له. هذا يصلح في هذا الكتاب، وأما الذي قبله فليس هو سبب نزولها على النبي، وإنما هو سبب محصل ما اشتملت عليه على موسى1، وقد ذكر الواحدي نظائر لذلك وليس من شرطه ... " وهذا الذي قبله هو ما أورده في قوله تعالى: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} إذ قال: "أخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم ... عن سعيد "بن جبير" قال: قالت بنو إسرائيل لموسى: هل ينام ربك؟ قال: فقال موسى: اتقوا الله، فقالوا: أيصلي ربك؟ قال:

_ 1 كذا العبارة في الأصل.

اتقوا الله، فقالوا: هل يصبغ ربك؟ قال: اتقوا الله، قال: فأوحى الله إليه إن بني إسرائيل سألوك أينام ربك فخذ زجاجتين فضعهما على كفيك ثم قم الليل. قال: ففعل موسى ذلك، فلما ذهب من الليل ثلث نعس موسى فوقع لركبتيه ثم ضبطهما فقام، فلما أدبر الليل نعس أيضًا فوقع لركبتيه فسقطت الزجاجتان فانكسرتا، فأوحى الله: لو كنت أنام لسقطت السماوات على الأرض، ولهلك كل شيء كما هلك هاتان قال أشعث "عن جعفر عن سعيد": وفيه نزلت {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} الحديث". وقال في الآية "260" وهي قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} : "ذكر الواحدي ما أورده أئمة التفسير في ذلك عن ابن عباس والحسن وعكرمة وقتادة وعطاء الخراساني والضحاك وابن جريج وابن إسحاق في كتاب المبتدأ، وهذا ليس من أسباب النزول التي يكثر السؤال عنها، ويبني عليها الأحكام أهل الكلام حيث يكون الحكم عامًّا، أو يختص بها من نزلت بسببه، وإنما هو من ذكر أسباب ما وقع في الأمم الماضية، وقد أخل بالكثير من هذا.." إذن فهو يرى أن أسباب النزول المقصودة هي ما يقع أيام نزول القرآن وليته اقتصر على هذا فلم يستدرك النوع الثاني. هذا وقد نقل عن الجعبري في كلامه على الفاتحة أن نزول البسملة سببين، أحدهما التبرك بالابتداء بها، والثاني الفصل بين السورتين. ومثل هذا لا يعد من أسباب النزول بالمعنى الاصطلاحي، وقد يشعر نقله هذا بأنه لا يفيد النزول بالأسباب الأرضية. وفات ابن حجر أن الواحدي تكلم على أول ما نزل وآخر ما نزل وآية التسمية والفاتحة من باب التقديم لكتابه لا أنه يقصد أن لها أسبابًا فقد قال في خاتمة

مقدمته: "ولا بد من القول أولًا في مبادئ الوحي، وكيفية نزول القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعهد جبريل إياه بالتنزيل، والكشف عن تلك الأحوال، والقول فيها على طريق الإجمال، ثم نفرغ للقول مفضلًا في سبب نزول كل آية روي لها سبب مقول، مروي منقول ... "1. والسبب عنده قد يكون في الدنيا، وقد يكون في عالم الغيب، والأول كثير، ومن الثاني ما ذكره في سبب نزول الآية "169" من سورة آل عمران وهي: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} . وقد وقع منه ما يثير التساؤل: ذلك أن الواحدي أورد عن المسور بن مخرمة قال: قلت لعبد الرحمن بن عوف: أي خال أخبرني عن قصتكم يوم أحد. قال: اقرأ العشرين ومائة من آل عمران تجد قصتنا {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَال} إلى قوله: {مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} . فقال ابن حجر: "ليس في هذا سبب نزول وإنما كتبته تبعًا له" أقول: صحيح أنه لم يذكر جزئية ولكن أليس الفصل كله قد نزل بسبب المعركة تلك وأحداثها ومخلفاتها؟ على حين نجده أصاب في نقده ما أورده الواحدي في الآية "200" من آل عمران إذ قال: "أورده الواحدي وليس من شرطه" فانظره في محله. ومما يتعلق بمفهوم سبب النزول: ضرورة أن تكون الرواية منسجمة مع الآية في سياقها.

_ 1 أسباب نزول القرآن" "ص6".

وقد التفت الحافظ ابن حجر إلى ذلك في مواضع متعددة منها في الآية "194" من سورة البقرة الرقم "106" والآية "65" من سورة النساء الرقم "312". 2- الألفاظ الدالة على سبب النزول: لم يبين لنا ابن حجر الألفاظ الدالة على سبب النزول عنده إلا إنه التزم في مقدمته أن لا يذكر إلا ما هو سبب نزول ببادئ الرأي لا ما يكون من هذا القبيل بضرب من التأويل. وهذا الالتزام يعني أن ينص على قصة صريحة تقع في عهد الني صلى الله عليه وسلم فينزل فيها قرآن، ولكن المؤلف لم يلتزم ذلك. فقد ذكر ما يحتاج إلى تأويل وما لا ينفع معه التأويل فلاحظ معي: - قال في قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} البقرة "284" "قيل: نزلت في كتمان الشهادة". أسند الطبري من طريق يزيد بن أبي زيادة عن مقسم عن ابن عباس أنه قال: "في هذه الآية ... نزلت في كتمان الشهادة ... ". - وقال في قوله تعالى: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَة} النساء "74" "قال الثعلبي: معناه أنه يؤمر بالإيمان ثم بالقتال. قال: وقال بعضهم: نزلت هذه الآية في المؤمنين المخلصين". فأين سبب النزول هنا؟ والظاهر أنه يرى في لفظة: "نزلت في كذا" سببًا صريحًا، سواء ذكرت واقعة عينية أم لم تذكر.

"وأخرج البخاري ... عن أبي هريرة رفعه: من أتاه الله مالًا فلم يؤد زكاته مثل له شجاعًا أقرع.. ثم تلا هذه الآية ". وأين "تلا" من "نزل"؟ 3- طريق اعتماد الأسباب: انتقد ابن حجر الواحدي لأنه أورد أسبابًا بغير إسناد وأن فيما أورده من الأسانيد ما لا يثبت وهذا يعني أنه يرى الأسباب مرتبطة بالإسناد، وقائمة عليه ويشترط فيه أن يكون صحيحًا. ولكن الواقع يثبت أنه لم يلتزم ذلك، وقد دفعه حب الاستيعاب والاستقصاء إلى إيراد ما قاله مقاتل والكلبي والزجاج والثعلبي وابن ظفر وفي ذلك ما لا يصح وما ليس له إسناد أصلًا. وهو معذور في النقل عن مقاتل والكلبي وغيرهما من الضعفاء، لكلامه عليهم في المقدمة، فأما ما ليس له إسناد فهو خارج عن شرطه. 4- تعدد الأسباب والنازل واحد: صرح ابن حجر في كلامه على الآية "11" من سورة النساء أنه "لا يمتنع نزولها في عدة أسباب". وفي الآية "128" من آل عمران وهي {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْء} أورد ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ثم أورد رواية عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على لحيان ورعل وذكوران وعصية ثم ترك ذلك لما نزلت عليه الآية. وهنا قال: "وفي هذا نظر لأن ظاهر الآثار الماضية أن الآية نزلت أيام أحد، وقصة بئر معونة متراخية عن ذلك بمدة، لكن يمكن الجمع بأن نزولها تأخر حتى وقعت بئر

ورعل وذكوان وعصية ثم ترك ذلك لما نزلت عليه الآية. وهنا قال: "وفي هذا لا ينظر لأن ظاهر الآثار الماضية أن الآية نزلت أيام أحد، وقصة بئر معونة متراخية عن ذلك بمدة، لكن يمكن الجمع بأن نزولها تأخر حتى وقعت بئر معونة فكان يجمع الدعاء بين من شج وجهه بأحد، ومن قتل أصحاب بئر معونة، فنزلت الآية في الفريقين جميعًا فترك الدعاء على الجميع، وبقي بعد ذلك الدعاء للمستضعفين إلى أن خلصوا وهاجروا وهذه أولى من دعوى النزول مرتين". وهذا تصريح آخر بقوله بتعدد الأسباب، وإن كان قد ذهب بعد في "فتح الباري" إلى أن ذكر نزول هذه الآية بلاغ من الزهري لا يصح، وعد الصواب نزولها في أحداث أحد على أنه لم يخل الأمر من احتمال فقال: "ويحتمل أن يقال إن قصتهم كانت عقب ذلك وتأخر نزول الآية عن سببها قليلًا، ثم نزلت في جميع ذلك"1. ومهما يكن فإن هذا المعنى -أي تعدد الأسباب- تعدد منه في الفتح2، مما يدل على أنه رأي له ملتزم، ووجدنا السيوطي يستند إليه3. وقد أورد هنا في كتابه هذا في آيات كثيرة أسبابًا متعددة، وعلينا حين نمر عليها أن نلاحظ أسانيدها، فإن لم يكن الترجيح بمرجح، وكانت غير متباعدة صرنا إلى القول بتعدد الأسباب. وفيما يأتي بيان الآيات التي ذكر فيها أكثر من سبب، أبدأ بالآية وبجانبها رقم الأسباب.

_ 1 "فتح الباري" "8/ 227". 2 انظر "8/ 213، 227، 233، 531، 550". 3 انظر "لباب النقول" "ص178".

سورة البقرة: 76: 3، 102: 2، 108: 2، 109: 2، 114: 2، 115: 5، 138: 2، 177: 2، 183: 2، 186: 6، 189: 6، 190: 2، 194: 2، 195: 9، 196: 2، 197: 2، 198: 3، 199: 2، 200: 3، 204: 2، 207: 6، 215: 2، 223: 3، 224: 2، 228: 2، 232: 2، 245: 2، 256: 4، 271: 2، 272: 2، 274: 2. سورة آل عمران: 7: 3، 12: 2، 19: 4، 23: 4، 28: 4، 31: 4، 32: 2، 65: 2، 77: 4، 79: 4، 86: 2، 128: 5، 135: 3، 161: 4، 165: 2، 169: 4، 180: 2، 188: 5. سورة النساء: 2: 2، 3: 2، 4: 4، 5: 3، 6: 2، 11: 4، 19: 2، 24: 2، 32: 2، 33: 3، 43: 2، 43: 4، 49: 2، 59: 4، 60: 3، 77: 2، 78: 2. والقول بالتعدد ذهب إليه ابن تيمية1 والسيوطي2 والآلوسي3 وهو صنيع كثير من المفسيرين4 ونازع فيه بعض المعاصرين5 كما أسلفت وأرى أن للتعدد

_ 1 انظر "الفتاوى الكبرى" "13/ 340". 2 وهذا رأيه الآخير كما في "الإتقان" "1/ 33" وكان في "التحبير" قد قال "ص78": "فإن استويا "أي الإسنادان" فهل يحمل على النزول مرتين أو يكون مضطربًا يقتضي طرح كلٍ منهما؟ عندي فيه احتمالان، وفي الحديث ما يشبهه". 3 انظر "روح المعاني" "3/ 204" ونصه: "ولا مانع من تعدد سبب النزول كما حققوه". أفدت هذه الإحالة من كتاب "الآلوسي مفسرًا" لأستاذنا الدكتور محسن عبد الحميد "ص226". 4 انظر على سبيل المثال "زاد المسير" لابن الجوزي. 5 أعني الباحث عبد الرحيم أبا علبة في رسالته "أسباب نزول القرآن" "ص239".

صورتين: الصورة الأولى: تعدد أسباب لآية تشتتمل على عدة مضامين ولم تكن هذه الأسباب معلومة التباعد، وهذا ينبغي أن لا يكون فيه نزاع، فإن كانت معلومة التباعد فهذا يعني تجزئة الآية وسيأتي بحث ذلك. الصورة الثانية: تعدد أسباب لآية ذات مضمون واحد، وهذا ينظر فيه إلى الأسانيد ويرجع إلى المرجحات وإلا قيل بالتعدد، وليس في ذلك -عندئذ- من مانع عقلًا ولا نقلًا. 5- تعدد النازل والسبب واحد: لقد أورد ابن حجر أقوالًا أو روايات تصرح بنزول أكثر من آية بسبب واحد ولم يعلق عليها مما يشير إلى قبوله هذا الأمر ومن ذلك في الآية "136" من البقرة و"26" من آل عمران و"51" من النساء، وهذا إن نازع فيه بعض الباحثين وقال بأنه يحتاج إلى تحرير وتحقيق1 قد يكون مقبولًا بالقياس إلى أمر آخر لاحظته في "العجاب" وهو أن المؤلف رحمه الله كان يورد آية ويحيل على نظيرها. - فمن ذلك أنه قال في الآية "123" من البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} "تقدم". - وفي الآية "69" من آل عمران: {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَاب} : "تقدم في قوله تعالى في سورة البقرة: {وَدَّ كَثِيرٌ} ". - وفي الآية "99" منها: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّه} . "تقدم في نظيرتها أي: "69 أنها نزلت في حذيفة ... ". - وفي الآية "176" منها أيضًا: {وَلا يَحْزُنْكَ} : "تأتي في تفسير سورة

_ 1 "أسباب نزول القرآن" لأبي علبة "ص245".

المائدة" وغير ذلك. وهذا الأمر غريب، وليس من الضرورة في الآيات المتشابهة في اللفظ أو في المعنى أن يكون لها سبب واحد ما دام أن هذا العلم يستند إلى النقل الصحيح أولًا، فإذا لم يكن هناك فيجب التوقف. 6- تكرر النزول: مر معنا أن ابن تيمية يجيزه وكذلك الزركشي، والسيوطي، وغيرهم، وعبارة ابن حجر السابقة في أن الجمع أولى من دعوى النزول مرتين تشير إلى إمكانية القول به عنده ولكن حين لا يمكن الجمع. يقول السيوطي في النوع الحادي عشر وهو معقود لـ"ما تكرر نزوله"1: "صرح جماعة من المتقدمين والمتأخرين بأن من القرآن ما تكرر نزوله". ثم يقول: "أنكر بعضهم كون شيء من القرآن تكرر نزوله، كذا رأيته في كتاب "الكفيل بمعاني التنزيل"2. - وعلله بأن تحصيل ما هو حاصل لا فائدة فيه. وهو مردود بما تقدم من فوائده. - وبأنه يلزم منه أن يكون كل ما نزل بمكة نزل بالمدينة مرة أخرى فإن جبريل كان يعارضه القرآن كل سنة. ورد بمنع الملازمة.

_ 1 انظر "الإتقان" "1/ 35-36". 2 ذكره الحاج خليفة في "كشف الظنون" "2/ 1502" وقال: "وهو تفسير العماد الكندي قاضي الإسكندرية النحوي المتوفى سنة 720.. وهو تفسير ضخم في ثلاث وعشرين مجلدة كبيرة..".

- وبأنه لا معنى للإنزال إلا أن جبريل كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقرآن لم يكن نزل به من قبل فيقرئه إياه. ورد بمنع اشتراط قوله: لم يكن نزل به من قبل. - ثم قال: ولعلهم يعنون بنزولها مرتين أن جبريل نزل حين حولت القبلة فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الفاتحة ركن من الصلاة كما كانت فظن ذلك نزولًا لها مرة أخرى، أو أقرأه فيها قراءة أخرى لم يقرئها له بمكة فظن ذلك إنزالًا. وقد نقل الشيخ طاهر الجزائري كلام المنكر وحدف ردود السيوطي ومال إلى عدم القول بالتكرار غير منكر له1. وأرى أن الخلاف قد يعود لفظًا، وإذا بدلنا لفظ "التكرار" وقلنا إنه نزل للتذكير به مثلًا: إما لحدوث واقعة تشتمل الآية على حكمها، أو للمعارضة السنوية، ارتفع به مثلًا: إما لحدوث واقعة تشتمل الآية على حكمها، أو للمعارضة السنوية، ارتفع الخلاف إن شاء الله. 7- تجزئة الآية: الظاهر من عمل المؤلف أنه يقبل نزول الآية مجزأة، وقد أورد روايات تفيد ذلك وسكت عليها، ومن ذلك رواية الشيخين في سبب نزول قوله تعالى: {مِنَ الْفَجْرِ} في الآية "187" من سورة البقرة {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُم} إلى أن قال: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} . ونص البخاري: عن سهل بن سعد قال: أنزلت {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} ولم ينزل {مِنَ الْفَجْر} وكان رجال إذا أردوا الصوم ربط

_ 1 انظر "التبيان" له "ص56".

أحدهم في رجليه الأبيض والخيط الأسود، ولا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله بعده {مِنَ الْفَجْر} فعلموا أنما يعني الليل من النهار. ثم نقل عن ابن عطية قوله: "روي أنه كان بين طرفي المدة عام "من رمضان إلى رمضان تأخر البيان إلى وقت الحاجة". ونقل في "فتح الباري" عن القرطبي المحدث مثل هذا1 دون أن يذكر هو ولا ابن عطية من قبله دليلًا وسكت ابن حجر في كتابيه، وعلى أية حال فإن المهم وهو أن الحديث صريح ينزول جزء من الآية متأخر عنها. ويقول السيوطي في "التحبير"2: "والذي استقرئ من الأحاديث الصحيحة وغيرها أن القرآن كان ينزل على حسب الحاجة خمسًا وعشرًا وأقل، وآية وآيتين، وقد صح نزول قصة الإفك جملة وهي عشر آيات، ونزول بعض آية وهي قوله تعالى: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} 3. وهذا الحديث رواه البخاري من طرق متعددة منها عن ابن شهاب قال: حدثني سهل بن سعد الساعدي أنه رأى مروان بن الحكم في المسجد، فأقبلت حتى جلست إلى جنبه؛ فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّه} فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها عليَّ قال: يا رسول الله والله لو استطيع الجهاد لجاهدت -وكان أعمى- فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي، فثقلت على حتى خفت أن ترض فخذي ثم سرّي عنه فأنزل الله {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} 4.

_ 1 "فتح الباري" "4/ 134". 2 انظر "النوع العشرين: كيفية النزول" "ص117". 3 النساء: "95". 4 "صحيح البخاري مع الفتح" "8/ 259".

قال ابن حجر في شرحه1: "وزاد في رواية خارجة بن زيد: قال زيد بن ثابت: فوالله لكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع كان في الكتف". وقد عد بعض الباحثين2 القول بتجزئة تنزيل الآية الواحدة إشكالًا وقال: "لقد ثبت بالتواتر أن ترتيب الآيات في السور توقيفي، وأن الآية كانت تنزل متكاملة دون تجزئة والقول: بخلافه لا يقبل إلا إذا ورد دليل قطعي عليه قال الشافعي رحمه الله3: "ولم أعلم مخالفًا أن كل آية أنما أنزلت متتابعة لا مفرقة، وقد تنزل الآية ان في السورة مفرقتين، فأما آية فلا؛ لأن معنى الآية أنها كلام واحد غير منقطع.." وعليه فلا بد من تأويل أو رد رواية سهل بن سعد الساعدي التي رواها البخاري. أقول: وهذا كلام لا يثبت على النقد، فأين التواتر في نزول الآية متكاملة؟ والاستشهاد بكلام الإمام الشافعي لا يسلم فكل ما هنالك أنه نفى علمه هو إذ ثبت ذلك في الحديث، ولأكثر من واقعة أيضًا فرده مردود، وتأويله غير سائغ وهذه جزأة على الصحيح غير محمودة {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ} 4. نعم قد يقال: إن إلحاق مقطع بالآية بعد عام وقد سارت في الآفاق وانتشرت بين المسلمين يثير إشكالًا في كيفية إلحاقها؟! أقول: إن الفارق الزمني المقدر بعام في الآية الأولى لم يثبت، وفي الحالة الثانية كان الفارق يسيرًا جدًّا، ومهما يمكن فإذا ثبت مثل هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فالأمر

_ 1 "8/ 261". 2 انظر "أسباب نزول القرآن" لأبي علبة "ص234". 3 انظر "أحكام القرآن" له الذي جمعه البيهقي، مبحث "ما يؤثر عنه في الصيام" "ص124". 4 من سورة النحل، الآية "101".

متروك له وهو المبلغ المختار {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَه} 1. وينبغي أن نعلم أن ذكر أسباب متعددة للآية ذات المضامين المتعددة لا يعني بالضرورة نزولها مجزأة، فقد تقع الأسباب ثم تنزل الآية لتعالجها كلها. وكذلك يقال في الفصل القرآني ذي الموضوع الواحد الذي تذكر له أسباب، لكل آية منه سبب، فإن هذا لا يعني بالضرورة أيضًا نزوله مفرقًا. 8- عموم اللفظ وخصوص السبب: لم يذكر المؤلف عن هذه القاعدة صريحًا، إلا أنه في الآية "7" من آل عمران التي فيها {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْه} أخرج حديثًا مرفوعًا رواه الإمام أحمد قال: هم الخوارج ثم قال: "وذكر الخوارج نبه به الحديث المذكور على من ضاهاهم في اتباع المتشابه وابتغاء تأويله فالآية شاملة لكل مبتدع سلك ذلك المسلك. قال ابن حجر: المراد في قلوبهم زيغ كل مبتدع بدعة تخالف ما مضى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأول من بعض الآيات التأويل ما يشيد به بدعته". وذكره لكلام ابن جرير يشير إلى قاعدة: "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"2. كما أنه في الآية "204" من سورة البقرة {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} نقل عن الطبري من طريق أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن، قال:

_ 1 من سورة الأنعام، الآية "124". 2 من الموافقات الطريفة أن الأستاذ الدكتور غانم قدوري حمد استشهد بكلام ابن جرير هذا للغرض نفسه، ولم يقف على كتاب ابن حجر انظر كتابه "محاضرات في علوم القرآن" "ص217".

سمعت سعيدًا المقبري يذاكر محمد بن كعب فقال: إن في الكتب: "إن لله عبادًا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر". الحديث، فقال محمد بن كعب هذا في كتاب الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} الآية فقال سعيد: قد عرفت فيمن أنزلت هذه الآية؟ فقال محمد بن كعب: إن الآية لتنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد". وقد استدل السيوطي بهذا الخبر على هذه القاعدة1 -مع أن السند ضعيف- وتعرض ابن حجر لذكرها في مواضع متعددة من الفتح2، وفي إحداها نقل عن الإمام المازري قوله: "والعموم إذا خرج على سبب قصر عليه عند بعض الأصوليين، وعند الأكثر العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"3. هذا وقد أكد ابن حجر هنا في موضعين أن القول بعموم اللفظ لا يمنع خصوص السبب ففي الآية "121" من البقرة {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِه} نقل عن قتادة وعكرمة: "نزلت في أصحاب محمد"، ثم قال: "وجوز غيره "هو ابن عطية": أن يكون المراد عموم المسلمين انتهى وهذا لا يمنع خصوص السبب". وفي الآية "188" منها أيضًا وهي {وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّام} نقل عن الرازي قوله: "قيل المراد مالًا بينه عليه كالودائع، وقيل: شهادة الزور وقيل: في دفع الأوصياء بعض مال الآية ام إلى الحاكم، وقيل: أن يخلف ليذهب حق غريمة وقيل: تزلت في

_ 1 انظر "الإتقان" "1/ 29". 2 انظر 1/ 18، 261، 315، 4/ 184، 5/ 228، 8/ 185، 191، 213، 214، 9/ 459، 659، 12/ 35، 107، 13/ 112، وهذه الإحالات مستفادة من "توجيه القاري" للزاهدي "ص: 81". 3 انظر "فتح الباري" "8/ 191".

الرشوة وهو الظاهر وإن كان الكل منهيًا عنه". وهنا علق ابن حجر: "بل السبب لا يعدل عن كونه مرادًا، وإن كان اللفظ يتناول غيره". وهذه المسألة قريبة مما قاله الزركشي1: "فإن محل السبب لا يجوز إخراجه بالاجتهاد، بالإجماع" أي: في حالة ورود مخصص.

_ 1 البرهان "1/ 22-23".

المبحث الخامس: نسخ المخطوط

المبحث الخامس: نسخ المخطوط وصف النسخة الخطية وبيان طريقتي في التحقيق: 1- وصف النسخة: اعتمدت في تحقيق هذا الكتاب على النسخة الخطية المحفوظة في خزانة ابن يوسف العمومية في مدينة مراكش في المغرب، وتحمل الرقم "258"1. وهي تقع في "405" صفحات، والترقيم حديث بالأرقام الإنجليزية ولكن سقطت منها الصفحتان "18 و19" وتكرر الرقم "244" فانتهى الترقيم إلى "402" وقد أثبته في النسخ كما هو ولم أغيره لتسهيل المراجعة على من يريد، وقد سقطت منها كذلك الورقة الأولى وفيها العنوان وأول الديباجة، وابتدأ المرقم بالرقم "2". وقد احتضنت كل صفحة "19" سطرًا، ومعدل الكلمات في كل سطر اثنتا عشرة كلمة. وهذه النسخة حسنة، ذات خط واضح جميل وقد عرا بعض الصفحات طمس، وأدى ترميم النسخة إلى وضع شريط من الورق من الداخل فغابت الأحرف أو الكلمات الأخيرة من الصفحات الآتية: 3، 398، 399، 402، كما ظهر بسبب التصوير بياض عرا بعض الأسطر والكلمات ولكنه قليل جدًّا، وقد ترك الناسخ الشيخ عبد الخالق السنباطي إعجام كثير من الكلمات، وضبط أخرى بالقلم ضبطًا دقيقًا2،

_ 1 انظر "الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي"، المخطوط "1/ 461" وقد اعتمد هذا الفهرس على "قائمة لنوادر المخطوطات العربية المعروضة في مكتبة جامعة القرويين" "ص13". 2 وقد نبهت إلى ذلك في الهوامش حيث ورد.

ذلك أنه كان عالمًا محدثًا فقيهًا مشهودًا له. 2- ترجمة الناسخ: قد ترجم له شيخه الإمام المحدث المؤرخ محمد بن عبد الرحمن السخاوي "ت902" في "الضوء اللامع" وابن تلميذه بدر الدين الغزي: الشيخ نجم الدين الغزي في "الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة"، وأثبت هنا نص الترجمة الأولى بحروفها وهي ترجمة دقيقة وفيها تفاصيل جيدة، تعرفنا على أسلوب الترجمة في ذلك العهد في ذلك العهد، والغرض من إثباتها كلها حصول الثقة بهذا الرجل الذي وصل إلينا العجاب عن طريقه الوحيد. يقول السخاوي رحمه الله1: عبد الحق بن محمد بن عبد الحق بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد العال، الشرف بن الشمس السنباطي ثم القاهري ثم الشافعي. وأحمد هو أخو أمين الحكم بسنباط محمد، صاحبنا الشمس السنباطي لأمه. ويعرف صاحب الترجمة كأبيه بابن عبد الحق. ولد في إحدى الجمادين سنة "842" بسنباط. ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي، ثم أقدمه أبوه القاهرة في ذي القعدة سنة "855" فقطناها، وحفظ العمدة والألفيتين والشاطبيتين، والمنهاج الأصلي، وتلخيص المفتاح، والجعبرية في الفرائض، والخزرجية، وعرض على خلق كالجلال المحلي، وابن الهمام، وابن الديري، وأبي الفضل المغربي، والولي السنباطي، والبدر البغدادي، وجد في الاشتغال، فأخذ عن الأولين يسيرًا والفقه عن المناوي ولازمه،

_ 1 "الضوء اللامع" "4/ 37-39".

والعبادي، ومن قبلهما عن الجلال البكري والمحيوي والطوخي، وكذا أخذ فيه عن الفخر المقسي والزين زكريا والجوجري، والأصلين عن التقيين الشمني والحصني والأقصرائي والشرواني وأصل الدين فقط عن زكريا، وأصل الفقه عن السنهوري، وكذا أخذ عنه وعن التقيين والنور الوراق والأبدي العربية، وعن الحصني والعز عبد السلام البغدادي الصرف، وعن الشرواني والسنهوري والتقيين المعاني والبيان وعن الوراق والسيد علي الفرضي الفرائض والحساب، واليسير من الفرائض عن أبي الجود، وعن الشرواني قطعة من الكشاف، وحاشيته، وعن السيف الحنفي قطعة من أولهما، وبعض البيضاوي عن الشمني، وشرح ألفية العراقي بتمامه عن الزين قاسم الحنفي، والكثير منه عن المناوي، والقراءات بقراءته إفرادًا لغالب السبع، وجمعًا إلى أثناء الأعراف عن النور الإمام، وجمعًا تامًّا عن ابن أسد، بل قرأ عل الشهاب السكندري يسيرًا لنافع، إلى غير هؤلاء. وبعضهم في الأخذ أكثر من بعض، وجل انتفاعه بالتقي الحصني ثم بالشمني ومما أخذه عنه حاشيته على "المغني" والشرواني. - وسمع مني "القول البديع"1 وغيره من التآليف والفوائد، وحضر عندي أشياء، بل سمع بقراءتي جملة، وكذا سمع بقراءة غيري، وربما قرأ هو. - وأجاز له استدعاء مؤرخ بشوال سنة "850" شيخنا2 والبدر العيني والعز ابن الفرات، وآخرون فيه. وفي آخر مؤرخ بذي الحجة منها، وخلق في غيرهما. - وأذن له غير واحد في التدريس والإفتاء.

_ 1 وتتمة العنوان: "في الصلاة على الحبيب الشفيع" مطبوع. 2 يقصد الحافظ ابن حجر.

- وتنزل في الجهات كالسعيدية والبيبرسية والأشرفية، والباسطية، بل وخانقاه سرياقوس، مع مباشرة وقفها بعناية الشمس الجوجري المتحدث فيها لكونه صاهره على ابنته، مخطوبًا منه في ذلك. - وولي أمامه المسجد الذي جدده الظاهر جقمق بخان الخليلي. وتدريس الحديث بالقبة البيبرسية. ومشيخة الصوفية بالأزبكية في وقف المنصور بن الظاهر، شريكًا للزين خالد الوقاد، لكون كل منهما يقرئ ولد الزيني سالم. - وناب في تدريس التفسير بالمؤيدية عوضًا عن الخطيب الوزيري حين حج لكونه أجل الطلبة فيه. وكذا بقية المنصورية عن ولد النجم ابن حجي، بعد موت الجمال الكوراني، بل كان النجم عينه للنيابة عنه في حياته فوثب عليه المشار إليه، وقدر استقلاله بعد موت الولد المذكور بكليفة. وكذا ناب في الفقة بالأشرقية برسباي، عن العلاء الحصني، ثم بعد موته عن صاحبي الوظيفة. إلى غيرها من الجهات التي حصلت له بعد موت صهره، وكذا بجامع طولون وغيره. وتصدى للإقراء بالأزهر وغيره، وكثر الآخذون عنه. - وحج مع أبيه أولًا في البحر، وسمع هناك يسيرًا، ثم حج بعده في سنة "882" وجاور بمكة التي تليها، ثم بالمدينة النبوية التي تليها ثم بمكة أيضًا مع السنباطي سنة "885"، وأقرأ الطلبة بالمسجدين فنونًا كثيرة، بل قرأ بجانب الحجرة

النبوية مصنفي "القول البديع" وغيره. - ثم رجع فاستمر على الإقراء. - وربما تردد لأبي البركات بن الجيعان نائب كاتب السر في الإقراء، وبواسطته استقر في مرتب بالجوالي، وكذا تردد لغيره. - وربما أفتى. - وهو على طريقة جميلة في التواضع والسكون والعقل وسلامة الفطرة، وفي ازدياد من الخير، بحيث إنه الآن أحسن مدرسي الجامع، ولكن لا أحمد مزيد شكواه، وإظهاره تأوهه، وبلواه، مع إضافة ما يزيد على كفايته إليه، ونظافة أحواله المقتضية لتجنبه ما لعله يُنكر عليه. وقد عاش المترجم بعد شيخه السخاوي "29" سنة ازداد فيها خيرًا وقد وصفه الغزي بقوله: "الشيخ الإمام شيخ الإسلام الحبر البحر العلامة الفهامة خاتمة المسندين"1 ثم قال: "وانتهت إليه الرئاسة بمصر في الفقه والأصول والحديث، وكان عالمًا عابدًا متواضعًا طارحًا للتكليف، من رآه شهد فيه الولاية والصلاح قبل أن يخالطه"2. ثم حكى خبر وفاته وأنه توفي في غرة رمضان سنة "931هـ" بمكة ودفن بشعب النور3. وفي هذ الكتاب "الكواكب السائرة" تراجم لعدد من تلامذته4.

_ 1 "الكواكب السائرة" "1/ 221". 2 المصدر السابق "1/ 222". 3 المصدر السابق "1/ 222-223". 4 انظر "1/ 239 و2/ 62، 80، 119، 143، 145، 3/ 26، 45، 51، 73، 210".

والواقع أن من نعم الله على هذا الكتاب أن هيأ له هذا الرجل الإمام فاعتنى به وأخرجه للناس بخطه الجميل الدقيق، ولا يمكن أن يصبر على خط الحافظ ابن حجر ويفكه إلا العلماء، صحيح أن البقاعي ينقل عن الحافظ تقي الدين الفاسي قوله عنه: "وكتب الخط المنسوب الذي هو غاية في الرشاقة، أنه في الحلاوة كأنه سلاسل الذهب وأجيز به"1 إلا أن الشيخ محمد زاهد الكوثري يقول2: "كان سريع الكتابة إلا أنه كان رديء الخط، ومع رداءة خطه ما كان يجري في كتاباته على نمط واحد، ومن ثمة تصعب معرفة خطه، والممارسة على قراءته، على ما أشار إلى ذلك أبو المحاسن في المنهل الصافي. وقد طالعنا عدة كتب بخطه سوى خطوطه في الطباق والسماعات فوجدنا ما يشير إليه أن أبو المحاسن صوابًا، وكان كثيرًا ما يتراجع عما بيضه أولًا فيصبح مبيضه مسودًا، فتختلف مؤلفاته زيادة ونقصًا وتبديلًا ... ". ويقول الشيخ شعيب الأرنئوط عنه3: "إنه -رحمه الله- على جلالة قدره، واتساع دائرته في العلم والتحقيق مشهور بين أهل العلم برداءة الخط". وما وقع في النسخة من تحريفات4 فمرد قسم منها إلى صعوبة قراءة خطه والله أعلم.

_ 1 انظر "عنوان الزمان" "1/ الورقة 36". 2 في تعليقه على "لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ" ابن فهد "ت871" "ص336". 3 في مقدمته على "المراسيل" لأبي داود "ص12". 4 وهي بحدود "250" تحريفًا.

3- رموزه: استعمل الشيخ عبد الحق السنباطي عدة رموز وهي: 1- كتابة: "صـ" -وهي رمز الصحة- على ما يخشى أن يظن القارئ فيه غلطًا وتكرارًا، وكذلك يضعها في نهاية اللحق. وقد تكرر هذا منه بحدود "30" مرة. 2- كتابة: "كذا" على ما هو خطأ -وقد يصححه في الهامش- أو على ما يظنه خطأ، وفي هذه الحالة قد يصيب وقد لا يصيب، وعلى ما يشك ويشتبه فيه، وفي الفراغات التي يجدها في أصله. ومن شواهد دقته وحرصه على تأديه الأصل، كما هو، أنه رأى خطأين في رسم آيتين فأثبتهما كما هما ووضع عليهما "كذا" وهما الآية "229" من البقرة {وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا} والآية "103" من آل عمران في الصفحة "286" من الأصل. وكتابة "كذا" كانت بحدود "45" مرة. 3- كتابة "ط" على ما يشك فيه، ويرى فيه حاجة للمراجعة والمطابقة وقد كتبها بحدود "31" مرة، كان في أكثرها مصيبًا، وفي "6" مواضع تقريبًا كان السياق سليمًا، وكتبها مرات حين وجود فراغ، مرة فيه ومرة بجانبه. وقد يضع نقاطًا في الهامش إضافة إلى "ط". 4- كتابة نقاط هكذا " ... " في الفراغ أو في جانبه في أربعة مواضع. 5- كتابة رمز اللحق في الهامش " ... " على كلمة محرفة أو غير واضحة المعنى أو في فراغ دون استدراك في الهامش وذلك في "13" موضعًا، وفي مواضع أخرى قليلة

ولكني لم أدر لم؟ وقد يضع رمز اللحق فقط ليدل على وجود سقط، أو على كلمة غير منقطة، وفي مواضع أخرى أثبت رمز اللحق وكتب في الهامش ما كان فاته حسب المعتاد. وهناك رموز لم يستعملها إلا نادرًا مثل: "خ" على كلمة صحيحة و"صـ وض" في فراغين وقد أثبت كل هذه الرموز في الهوامش. 4- ختام النسخة وخبر رحيلها: أفاد الشيخ الناسخ أنه إلى هنا انتهى ما وُجد من أسباب النزول لابن حجر وأنه كتبه من أوله إلى أثناء قوله: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُم} من خط شيخ سماه كمال الدين وذهبت بقية الاسم بسبب لزق شريط ورق على الصفحة -كما قدمت. الباقي من خط ابن حجر مباشرة. وكان الفراغ ليلة "16 أو 26" من شهر شوال سنة "889" أي: بعد وفاة المؤلف بـ"37" سنة. والظاهر أن الشيخ الكاتب كتبه في القاهرة وأن النسخة بقيت فيها لإفادة السيوطي والمناوي والأجهوري1 منها في كتبهم، وإذا علمنا أن الأجهوري توفي سنة "1190هـ" استطعنا أن نقول: إن خروج النسخة من مصر كان بعد ذلك. وقد رأيت على الورقة التي وضعت في أول المخطوط بدل الورقة الضائعة وقفية وهذا نصها: "الحمد لله وحده أمير المؤمنين ومولانا عبد العزيز أيده الله ونصره هذا الجزء أسباب نزول الآي القرآنية والأسرار الربانية للعلامة ابن حجر

_ 1 يؤخذ من نقله كلام الحكيم الترمذي في الآية "75" من سورة البقرة أنه وقف على "العجاب" انظر ما نقله عنه أبو علبة في كتابه "ص86". 2 كلمة لم استطع قراءتها.

على مسجد.....1 وإني قيم خزانته العلمية في رابع عشر صفر الخير، عام واحد وعشرين وثلاثمائة وألف. توقيع. وهذا يعني وجود النسخة هناك في هذا التاريخ: 1321، وما بين هذين التاريخين من "1190 إلى 1321" فالله أعلم أين كانت. ويجب القول إنها نسخة فريدة في العالم ولم أعثر لها على أخت2 وإنها سليمة من الحك والتغيير. 5- بيان طريقتي في تحقيق الكتاب: كان منهجي في تحقيق الكتاب كما يأتي: 1- اعتمدت على النسخة المصورة عن نسخة مراكش، فنسختها، ثم دققت النسخ بالمقابلة على الأصل مرتين، المرة الثانية مع فضيلة المشرف الأستاذ الدكتور محيي هلال السرحان. 2- كان النسخ بطريقة الإملاء المعاصر، ولم أشر الاختلاف -وإن كنت أري في بعض ذلك فائدة- كيلا تطول التعليقات في الشرح أكثر. 3- راعيت في النسخ، تفصيل جمله، وتحديد مقاطعه، وضبط نصوصه لتسهيل القراءة على الناظر فيه، ووضعت لكل عنوان "أو ترجمة بمصطلح ابن

_ 1 كلمة لم استطع قراءتها. 2 فقد راجعت الفهارس المتيسرة و"الفهرس الشامل" الذي اعتمد على كل ما صدر من فهارس، وراسلت المعنيين بالمخطوطات والتحقيق ومنهم فضيلة الأستاذ الشيخ الأرنئوط جوابه بالنفي أيضًا.

حجر" رقمًا متسلسلًا من أول الكتاب إلى آخره. 4- جعلت كل آية في أول السطر، بخط متميز، ووضعت أرقامها بعدها كما هي في المصحف، ولم أتبع طريقة أحمد صقر في تقديم الأرقام، وعزوت الآيات الأخرى إلى مواضعها. 5- أثبت رموز النسخة كلها للإفادة منها في معرفة اصطلاحات العلماء في العصور الماضية. 6- عزوت الأحاديث التي ذكر المؤلف مخرجيها، إلى مواضعها -وقد استدعى هذا بحثًا طويلًا- وبينت مواضعها بذكر الكتاب والباب والصفحات في جميعها وأزيد الأرقام في بعضها أيضًا. وزدت عليه مستدركًا ومتعقبًا زيادات كثيرة وخرجت مالم يخرجه وتوسعت في ذلك. 7- ترجمت لكل الأعلام المذكورين في "الفصل الجامع لبيان حال من نقل عنه التفسير من التابعين ومن بعدهم" وذلك لأهمية هذا الفصل البالغة؛ إذ عليه تستند كثير من أسانيد الكتاب. واكتفيت فيمن ذكر في الكتاب بترجمة من يتوقف عليه بيان حال السند، أو من رأيت فائدة بترجمته. وكذلك ترجمت أكثر أصحاب المصادر التي اعتمد عليها المؤلف، تراجم موجزة. 8- أحصيت كل مصادره التي استقى منها، وعدد المرات التي رجع إلى كل

مصدر منها كذلك رجعت في كل نص نقله إلى مصدره مطبوعًا أو مخطوطًا ما استطعت إلى ذلك سبيلًا لتقويم هذه النصوص والتأكد من سلامتها ودفع الخطأ عنها ولا سيما أن المؤلف كثير التصرف. وحاولت في المصادر التي لا أصل إليها أن أعود إلى من نقل منها كتفسير سُنيد الذي أكثر ابن جرير التخريج عنه. 9- علقت على النص بما يتمم مبناه ويكمل معناه: بشرح غريبة، وبيان وهمه وإكمال نقصه، وكشف تحريفه، وإضافة ما يتعلق به نقلًا أو اكتفاء بالعزو والتعريف بالأماكن، وقد رأيت أيضًا أن أشير إلى ما أجده من التحريفات في المصادر التي أرجع إليها فإن منها ما لا ينكشف إلا بالبحث والمراجعة. 10- ربطت بين هذا الكتاب وبين كتب المؤلف الأخرى كـ: "فتح الباري والإصابة وتهذيب التهذيب والتقريب ولسان الميزان والمعجم المفهرس والدرر الكامنة والمطالب العالية وغيرها ... 11- كان النص في مواضع كثيرة غير منقط، فنقطته، ولم أشر إلى ذلك إلا مرات قليلة، لعدم الفائدة من هذه الإشارة إلا إرباك الحواشي. 12- رقمت الأقوال التي يذكرها المؤلف في ضمن الآية الواحدة، وقد وصلت في بعض الآيات إلى "9" أقوال؛ لإعانة القارئ على سرعة القراءة أو المراجعة وتيسيرها. 13- بعد إتمام تحقيق النص رجعت إليه فقرأته قراءة متأنية فاحصة واستدركت على المؤلف -رحمه الله رحمة واسعة- ما ذكره على أنه من أسباب النزول، وليس هو -فيما بدا لي- منها، وأرجو الله الرشاد والسداد والصواب والثواب. 14- لم أبين طبعات المصادر التي اعتمدتها عند ذكرها في الهوامش، كيلا يتضخم النص، أكثر، ولعدم الفائدة من ذلك إذ هي مذكورة في فهرسها في الأخير.

صور من المخطوطة

صور من المخطوطة ...

القسم الثاني

القسم الثاني: المقدمة: [أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي الخير] 1 [مشافهة] 2 أنا محمد بن حبيب الحلبي أنا [بيبرس بن عبد الله العقيلي أنا محمد] بن [عبد الله بن أبي] سهل الواسطي أنا أبو [الخير] أحمد بن إسماعيل القزويني3 أنا عمر [ابن عبد الله] بن أحمد الأرغياني4 أنا المصنف5. وقد عاب في خطبة كتابه على من يعتمد في المنقول على كتب من غير أن

_ 1 الصفحة الأولى ضائعة من الأصل، وفيها -كما هو ظاهر- الافتتاح، وبداية سند المؤلف إلى الواحدي. وقد ذكر ابن حجر كتاب "أسباب النزول" للواحدي في كتابه "المعجم المفهرس" -وهو الكتاب الذي جمع فيه مروياته- في مكانين "ص90 و345" وبين الموضعين اختلاف، وقد استدركت ذكر شيخ ابن حجر هذا من "ص90". 2 في هذه الصفحة، والتي تليها طمس وسوء تصوير، وقد استعنت بالمصادر على إيضاحه، وكل ما بين المعقوفين في هذا السند فهو مستدرك من المعجم "المعجم المفهرس". 3 ولد في سنة "512" وتوفي في "950" وهو إمام فقيه وكان جامعًا لعلوم كثيرة. انظر ترجمته في التكملة "لوفيات النقلة" للمنذري "1/ 200" برقم "224". 4 هكذا جاء الاسم هنا وفي "ص90" من "المعجم المفهرس" وقد كناه أبا العباس، وفي "ص345" منه: "أحمد بن عمر بن عبد الله الأرغياني". وقد ذكر الذهبي في "السير" "18/ 340" والسيوطي في "طبقات المفسرين" في ترجمة الواحدي "ص67" فيمن روى عنه: أحمد بن عمر الأرغياني، وكذلك فعل الداوديس في "طبقاته" أيضًا "1/ 394" فلعل تسميته "أحمد" هي الصواب، ويرجع هذا أن الشائع تكنية أحمد بأبي العباس. ولم أجد له ترجمة وقد رجعت إلى "التكملة" للمنذري "وسير أعلام النبلاء وتذكرة الحفاظ" للذهبي. 5 أي الواحدي: الإمام العلامة الأستاذ أبو الحسن: علي بن أحمد النيسابوري الشافعي صاحب التفاسير وإمام علماء التأويل، مات بنيسابور سنة "468" وقد شاخ. انظر "سير أعلام النبلاء" للذهبي 18/ 342" الترجمة "160".

يكون لما1 يذكره سماع أو رواية فقال ما نصه:2 "ولا يحل القول في أسباب نزول الكتاب العزيز3 إلا بالرواية والسماع عمن4 شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن عملها وجدوا في الطلاب5" "6 وقد ورد الوعيد7 للجاهل ذي العثار في هذا العلم بالنار". ثم ساق الحديث الذي أخبرنا به أبو هريرة8 بن الحافظ شمس الدين الذهبي9 إجازة منه " "10 لنا من دمشق وقرأته على أم الحسن11 بنت العز

_ 1 هذا أقرب ما بقي إلى الرسم. 2 "أسباب النزول" للواحدي "ص5" والعزو إلى طبعة السيد أحمد صقر المحققة. 3 لا توجد هذه اللفظة في كتاب الواحدي بطبعتيه المصرية والبيروتية، والأرجح حذفها ليتم السجع الذي التزمه المؤلف. 4 في المطبوع: "ممن" وكلا اللفظين جائز. 5 في الأصل: الطلب، وأثبت ما في الواحدي. 6 في الأصل كلمة غير مقروءة، كأنها: قال. 7 في المطبوع: ورد الشرع بالموعيد. 8 هو شهاب الدين عبد الرحمن ولد سنة "715هـ" وسمع من عيسى المطعم المتوفى سنة "719"، وأبي نصر بن الشيرازي، وجماعة فأكثر جدًّا وخرَّج له أبوه أربعين حديثًا عن نحو المائة نفس، وحدث قديمًا بعد الأربعين واستمر يحدث إلى أن مات في سنة "799"، وخلف ولدًا اسمه محمد، سمع من جده، وأجاز له رواية كتابه "تاريخ الإسلام". انظر "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" للمؤلف "2/ 449" والذهبي ومنهجه في "تاريخ الإسلام" للدكتور بشار عواد معروف "ص138". وقد روى عنه ابن حجر كثيرًا في "المعجم المفهرس". 9 هو أشهر من أن يعرف به، وكتب عنه الكثير ومن ذلك الدراسة السابقة. 10 كلمة غير مقروءة. 11 هي فاطمة بنت العز محمد بن أحمد بن المنجا التنوخية الدمشقية ولدت سنة "712" تقريبًا وأسمعت على عبد الله بن الحسن بن أبي التائب وغيره، وأجاز لها التقي سليمان وأبو بكر الدشتي والمطعم وابن عساكر وابن الشيرازي الوزراء ابنة عمر بن المنجا وجمع جم تفردت بالرواية عنهم في الدنيا، وحدثت بالكثير، سمع منها الأئمة، قال الحافظ السخاوي: ووصل عليها شيخنا -أي ابن حجر- بالإجازة جملة وقال: ماتت قي حصار دمشق في ربيع الآخر أو الذي بعده سنة "803". انظر "الضوء اللامع" لأهل القرن التاسع" للسخاوي "ج12" وهو خاص بالنساء "ص101" برقم "635" وقد ترجم ابن حجر لست الوزراء في "الدرر الكامنة" "2/ 223" في حرف السن وقال: تدعى وزيرة، وأرخ وفاتها بـ716هـ.

محمد بن أحمد بن المنجا بدمشق. كلاهما عن إسماعيل بن يوسف بن مكتوم القيسي قال أنا عبد الله بن عمر بن علي بن زيد نا أبو المعالي محمد بن محمد بن النحاس1 نا أبو القاسم علي بن أحمد البندارة إجازة إن لم يكن سماعًا عن أبي طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص أنا ابن منيع يعني عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي نا يزيد2 بن بنت أحمد بن منيع أنا ليث هو ابن حماد3 " "4 نا أبو عوانة هو الوضاح عن عبد الأعلى هو ابن عامر الثعلبي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا5 الحديث [عني] 6 إلا ما عرفتم فإن من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار "7. هذا حديث حسن أخرجه أحمد عن حسين بن محمد8، وأبو داود في رواية أبي الحسن بن العبد

_ 1 كتبت السين بعيدة قليلًا عن الألف. 2 طمس الاسم في الأصل واستدركته من "تاريخ التراث العربي" لفؤاد سزكين "1/ 346" وقد توفي سنة "317". انظر تاريخ الطبري لعريب بن سعد القرطبي "ص126". 3 طمس الاسم كذلك واستدركته من "أسباب النزول" للواحدي "ص5". 4 كلمة غير مقروءة. 5 طمست في الأصل واستدركتها من مصادر تخريج الحديث المذكورة. 6 سقطت من الأصل ومن كتاب الواحدي واستدركتها من مسند أحمد في مواضع الحديث الثلاثة. 7 طمست في الأصل. 8 هو في سنن أبي داود، رواية اللؤلؤي، كتاب "العلم" "3/ 319- 320" ولكن ليس من طريق أبي عوانة.

عنه، عن مسدد1، كلاهما عن أبي عوانة فوافقناهما في شيخ شيخيهما بعلو2 وأخرجه الترمذي في "التفسير"3، والنسائي في "فضائل القرآن" كلاهما من رواية سفيان الثوري عن عبد الأعلى5، وأخرجه الترمذي أيضًا6 عن سفيان بن وكيع عن سويد بن عمرو عن أبي عوانة وقال: حسن، فوقع لي7 وأخرجه الواحدي عن إسماعيل بن إبراهيم الواعظ عن أبي الحسين بن حامد8 عن أحمد بن الحسن بن

_ 1 أخرجه أحمد من حديث ابن عباس في ثلاثة مواضع "1/ 392 و323 و327"، ولم يذكر حسين هذا في واحد منها. 2 انظر عن العلو علوم الحديث لابن الصلاح النوع "29" "ص233" وفي الأصل: شيخها. 3 أي: في كتاب التفسير من جامعة "5/ 183" "3950". 4 في "السنن الكبرى" كما في "تحفة الأشراف بعرفة الأطراف" للمزي في مسند ابن عباس "4/ 423". 45 مدار الحديث عليه وقد تُكلم فيه قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" "6/ 94-95": "قال أحمد: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، ربما رفع الحديث وربما وقفه، وقال أبو حاتم: ليس بقوي: وقال النسائي: ليس بالقوي ويكتب حديثه، وقال ابن عدي: يحدث بأشياء لا يتابع عليها وقد حدث عنه الثقات قلت: ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ليس بذاك القوي، وقال الساجي: صدوق يهم وقال يحيى بن سعيد: يعرف وينكر، وقال الكرابيسى، كان من أوهى ... الناس. وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال في العلل: ليس بالقوي عندهم، وصحح الطبري حديثه في الكسوف، وحسَّن له الترمذي، وصحح له الحاكم وهو من تساهله" ولخص هذا في "التقريب" "ص331" بقوله: "صدوق يهم". وكأن الطبري صحح له حديثه في النهي عن تأويل القرآن بالرأي أيضًا انظر تفسيره "1/ 77-78"، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" "1/ 147": "الأكثر على تضعيفه" وانظر "طرق حديث من كذب علي متعمدًا" للطبراني "ص70-72"، و"ميزان الاعتدال في الرجال" للذهبي "2/ 530". 6 "5/ 183" "2951"، وكل هذا التخريج في "تحفة الأشراف" "4/ 423". 7 طمست كلمتان إلا حرفين، وكأن الأصل: بعلو بدلًا، وهو يصح عليه. 8 طمست الكلمتان ولم يبق إلا حرف الحاء، واستدركت الاسم من المطبوع "ص5"، وهو محمد بن أحمد بن حامد.

عبد الجبار عن ليث بن حماد فوقع لنا عاليًا1 درجات. أورد الواحدي هذا الحديث مستدلا به على ما قال في صدر كتابه: "لا يحل القول في سبب نزول القرآن إلا بالرواية والسماع" إلى آخره ثم قال2: "وكان3 السلف الماضون في أبعد غاية احتراز عن القول في نزول الآية" ثم ساق عن محمد بن سيرين عن عبيدة بن عمرو السلماني أنه سأله عن آية من القرآن فقال: "اتق الله وقل سدادًا، فقد ذهب الذين كانوا يعلمون فيما أنزل القرآن" وسنده صحيح4، عبيدة وهو5 بفتح أوله6. قال: "وأما اليوم فكل أحد يخترع للآية7 سببا8 ويختلق إفكا وكذبا" إلى أن قال: "فذلك الذي حداني9 إلى إملاء هذا الكتاب الجامع للأسباب، لينتهي إليه طالبوا هذا الشأن والمتكلمون في نزول القرآن ليعرفوا10 الصدق ويستغنوا به عن

_ 1 كلمة لم استطع قراءتها ولعلها: بثلاث، فإن علوه هنا بعدة درجات. 2 "ص5". 3 في المطبوع: والسلف الماضون، والحافظ لا يتقيد بحرفية النقل فلن أشير إلى الخلافات غير المهمة. 4 وقد روى الطبري هذا عن ابن سيرين من طريقين في "ذكر الأخبار التي غلط في تأويلها منكرو القول في تأويل القرآن" انظر "تفسير" "1/ 84" و"الفتاوى" لابن تيمية "13/ 374" وقد ذكر ما أورده عنه ولم يشر. 5 هكذا في الأصل: وهو. 6 هو عبيدة بن عمرو السلماني، أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين، ومات سنة "72هـ أو 74"، انظر "تهذيب التهذيب" "7/ 84". 7 لا توجد في المطبوع. 8 تصحف الكلمة في المطبوع إلى "شيئًا"! 9 في المطبوع: حدابي، وكلاهما جائز انظر "القاموس المحيط" مادة "حدا" "ص1643". 10 في المطبوع: "فيعرفوا" وهو الأولى.

التمويه [والكذب] 1 ويجدوا في حفظه بعد السماع والطلب انتهى كلامه. ولما وقفت2 على هذه الخطبة3 لخطابها، وسعيت4 إلى الوصول لألج من أبوابها فوجدته -رحمه الله- قد وقع فيما عاب، من إيراد كثير من ذلك بغير إسناد مع تصريحه بالمنع إلا فيما كان بالرواية والسماع، ثم فيما أورده بالرواية والسماع ما لا يثبت لوهاء بعض رواته ثم ما اقتضاه كلامه أن الممنوع أن يساق الخبر من غير رواية دون5 سياق برواية أو سماع لا يكون فيه ذلك ليس بمسلم طردا ولا عكسا6، بل المحذور أن يكون الخبر من رواية من لا يوثق به سواء ساق المصنف سنده به أم لم يسقه فكم من سند موصول برواية7 كذاب أو متروك أو فاحش الغلط وكم من خبر يذكر بغير سند وينبه على أنه من تصنيف فلان مثلا بسند قوي. أفيرتاب مَنْ له معرفة أن الاعتماد على الثاني هو الذي يتعين قبوله أو يشك عالم أن الاعتماد على الأول هو الذي يتعين اجتنابه؟ ثم إن ظاهر كلامه أنه استوعب ما تصدى له، وقد فاته منه شيء كثير، فلما رأيت الناس عكفوا على كتابه وسلموا له الاستبداد بهذا الفن من فحوى خطابه تتبعت مع -تلخيص كلامه- ما فاته محذوف الأسانيد غالبا، لكن مع بيان حال

_ 1 سقطت من الأصل، واستدركتها من المطبوع ليتم السجع. 2 هذا أقرب ما بقي من الرسم. 3 هنا كلمتان مطموستان. 3 في هذه الصفحة كلمات وحروف مطموسة استعنت عليها بالسياق. 5 هنا في الأصل كلمة ممسوحة. 6 انظر عن الطرد: "التعريفات للجرجاني "ص146" وعن العكس "ص159" وعنهما "شرح مختصر الروضة" في أصول الفقه لنجم الدين سليمان بن عبد القوي الطوفي الحنبلي "ت716" "2/ 168-169". 7 اللام من الكلمة السابقة والباء هنا غير واضحين، وهذا ما أداني إليه اجتهادي.

ذلك الحديث من الصحة والحسن والضعف والوهاء قصد النصح للمسلمين، وذبًا عن حديث سيد المرسلين، ولا سيما فيما يتعلق بالكتاب المبين. فأبدأ غالبا بكلام الواحدي ثم بما استفدته من كلام الجعبري1 ثم بما التقطته من كتب غيرهما من كتب التفاسير وكتب المغازي وكتب المسانيد والسنن والآثار وغير ذلك من الأجزاء المتفرقة2 ناسبا كل رواية لراويها، وكل مقالة لمخرجها، ثم لا أذكر من الزيادات إلا ما هو سبب نزول ببادئ الرأي لا ما يكون من هذا القبيل بضرب من التأويل، وقد أورد الواحدي من ذلك أشياء ليست بكثيرة فلم أحذف منها شيئا بل جعلت علامة ما أزيده "ز" يكتب على أول القول وأما ما أزيده في أثناء كلامه فهو بغير علامة لكن ربما عرف إذا كان في صورة الاعتراض مثلا3. ومن قبل الخوض في المقصود أقدم "فصلا جامعا" لبيان حال مَنْ نقل عنه التفسير من التابعين

_ 1 ذكره للجعبري هنا يشعر أنه سبق له ذكر، وذلك في الصفحة الأولى الضائعة، وقد رجع إليه في سبعة مواضع فقط آحرها في الآية "120" من سورة البقرة. وهو العلامة إبراهيم بن عمر قال الذهبي في "المعجم المختص" "ص60": "العلامة ذو الفنون مقرئ الشام، شيخ بلد الخليل، له التصانيف المتقنة في القراءات والحديث والأصول والعربية والتاريخ وغير ذلك. ولد في حدود عام "640" وتوفي في "732". وترجمه الحافظ في "الدرر الكامنة" "1/ 51-52" والدكتور حسن محمد مقبول الأهدل في صدر تحقيقه لكتابه "رسوخ الأخبار في منسوخ الأخبار" والأستاذ صالح مهدي عباس في نشرته "برهان الدين الجعبري" وفهرست مصنفاته" التي حقق فيها "الهباب الهنيات في المصنفات الجعبريات له. قال السيد أحمد صقر في مقدمته على الواحدي "ص28" عن كتابه: "وهو مختصر لا وزن له، لإجحافه في الاختصار". 2 الكملة غير منقطعة في الأصل ويحتمل أن تكون: المفردة. 3 حصل في هذا العبارة في الأصل طمس أدى إلى استغلاقها، وقد قضيت وقتًا في تأملها إلى أن اتضحت فالحمد لله على فضله.

ومَنْ بعدهم يُغني عن التكرير1: فالذين اعتنوا بجمع التفسير2 من طبقة الأئمة الستة3: - أبو جعفر بن جرير الطبري [224-310هـ] 4. - ويليه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري [ت318هـ] 5. - وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم بن إدريس الرازي [240-327هـ] 6.

_ 1 وقد نقل هذا الفصل بطوله الإمام السيوطي في خاتمة "الدر المنثور في التفسير المأثور" "8/ 699-702" وقد فرغ من تبيضه يوم عيد الفطر سنة "898"، أي: بعد تاريخ هذه النسخة من "العجاب" بتسع سنوات، وقد وقع في هذا النص من طبعة دار الفكر للدر تحريفات سأشير إليها. وكان السيد أحمد صقر قد أورد هذا النص في مقدمته لـ"أسباب النزول" للواحدي: ناقلًا له من السيوطي ولم يشر!! ولم ينتبه إلى ما فيه من تحريف! 2 في "الدر": المسند. 3 وضع الناسخ في هامش الأصل بجانب هذا السطر ثلاث نقط هكذا ... ولعله يعترض على المؤلف في جعله المذكورين من طبقة الأئمة الستة، واعتراضه وارد صحيح. 4 وضعت سنتي ولادته ووفاته فوق الإيضاح السريع. وقد ترجمه الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" "14/ 267-282" فقال: "الإمام العلم المجتهد، عالم العصر، صاحب التصانيف البديعة ... أكثر الترحال، ولقي نبلاء الرجال، وكان من أفراد الدهر علمًا وذكاء، وكثرة تصانيف. قل أن ترى العيون مثله". وترجمته حافلة عطرة محفزة والمقام لا يتحمل البسط في ذلك رحمه الله. وتفسيره من مرويات الحافظ، انظر "المعجم المفهرس" "ص86". 5 ترجمه الذهبي في "السير" "14/ 490-492" فقال: "الإمام الحافظ العلامة شيخ الإسلام ولد في حدود موت أحمد بن حنبل.. وأرخ الإمام أبو الحسن بن قطان الفاسي وفاته في سنة ثماني عشرة ... ولابن المنذر "تفسير" كبير في بضعة عشر مجلدًا يقضي له بالإمامة في علم التأويل أيضًا" ومن تفسيره قطعة في مكتبة جوتا في ألمانيا، انظر "الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي" المخطوط "1/ 41". 6 ترجمه في "السير" "13/ 263-269" بعد ترجمة أبيه وصفه بالعلامة الحافظ وقال: كان بحرًا لا تكدره الدلاء، وذكر كتبه، وقال: "وله "تفسير" كبير في عدة مجلدات، عامته آثار بأسانيده، من أحسن التفاسير". وهو من مرويات الحافظ كما في "معجمه المفهرس" "ص 86".

ومن طبقة شيوخهم: - عبد بن حميد بن نصر الكشي [ت249هـ] 1. فهذه التفاسير الأربعة قل أن يشذ عنها شيء من التفسير المرفوع والموقوف على الصحابة والمقطوع عن التابعين. وقد أضاف الطبري إلى النقل المستوعب أشياء لم يشاركوه فيها كاستيعاب القراءات والإعراب والكلام في أكثر الآيات على المعاني2 والتصدي لترجيح بعض الأقوال على بعض، وكل من صنف بعده لم يجتمع له ما اجتمع فيه2؛ لأنه في هذه الأمور في مرتبة2 متقاربة وغيره يغلب عليه فن3 من الفنون فيمتاز فيه ويقصر في غيره. والذين اشتهر عنهم القول في ذلك من التابعين أصحاب ابن عباس، وفيهم ثقات وضعفاء، فمن الثقات:

_ 1 انظر ترجمته في "السير" "12/ 235-238". وتفسيره من مرويات الحافظ، انظر "المعجم المفهرس" "ص85". 2 طمست في الأصل، واستدركتها من "الدر". 3 عليها في الأصل رمز الصحة.

1- مجاهد بن جبر1، ويُروى التفسير عنه من طريق ابن أبي نجيح2 عن مجاهد، والطريق3 إلى ابن أبي نجيح قوية، فإذا ورد من غيره بينته4. 2- ومنهم عكرمة5: ويُروى التفسير عنه من طريق

_ 1 تصحف في "الدر" إلى جبير، قال الحافظ في "التهذيب" "10/ 42-44" في ترجمته: "أبو الحجاج المخزومي المقرئ مولى السائب بن أبي السائب، ولد في مكة سنة 21هـ، واختلف في وفاته على أقوال هي: 101، 102، 103، 104هـ". وجاء عنه أنه قال:" عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة، ومن وجه آخر: قرأت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم نزلت وكيف كانت. وقد تُكلم في تفسيره وفي سماعه من بعض الصحابة: "قال أبو بكر بن عياش: قلت للأعمش: ما لهم يقولون: تفسير مجاهد! قال: "كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب" ا. هـ باختصار، وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال في نقد الرجال "3/ 440": "أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به" وانظر مصادر ترجمته في هامش "طبقات علماء الحديث" لابن عبد الهادي الصالحي "1/ 162"، وقال الأستاذ فؤاد سزكين في "تاريخ التراث العربي" "1/ 71" عن تفسيره: "وصل إلينا هذا التفسير برواية عبد الله بن أبي نجيح المتوفى سنة 131، وقد نقل الطبري من هذا التفسير حوالي {كذا} "700" مرة" وقد طبع قريبًا. 2 هو عبد الله بن أبي نجيح يسار الثقفي أبو يسار المكي مولى الأخنس بن شريق وقد ذكرت وفاته آنفًا قال في "التهذيب" "6/ 54": "قال وكيع: كان سفيان يصحح تفسير ابن أبي نجيح، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يحيى بن سعيد: لم يسمع ابن أبي نجيح التفسير من مجاهد، قال ابن حبان: ابن أبي نجيح نظير ابن جريح في كتاب القاسم بن أبي بزة عن مجاهد في التفسير، رويا عن مجاهد من غير سماع" ا. هـ باختصار، وانظر "ميزان الاعتدال" "2/ 527". 3 في الأصل: والطرق. وأثبت ما في "الدر". 4 سقطت هذه الجملة من "الدر". 5 هو عكرمة بن عبد الله البريري أبو عبد الله المدني الهاشمي مولى ابن عباس: قال ابن عبد الهادي في "الطبقات" "1/ 168": "قال ابو الشعثاء: هو أعلم الناس، وقال قتادة: أعلم الناس بالتفسير عكرمة، وعن شهر بن حوشب قال: عكرمة حبر الأمة، وقال طاوس: لو ترك من حديثه، واتقى الله لشدت إليه الرحال، وقد احتج بعكرمة أحمد ويحيى والبخاري والجمهور، وأعرض عنه مالك ومسلم لرأيه، مات سنة 105 بالمدينة". وقد ذكره الحافظ في "هدي الساري" في الفصل التاسع منه المعقود لسياق أسماء مَنْ طعن فيه من رجال صحيح البخاري، ودافع عنه في قرابة خمس صفحات كبيرة. انظر "ص425-430" ورد أقول مَنْ وهاه برميه بالكذب وأنه كان يرى رأي الخوارج، وأنه كان يقبل جوائز الأمراء. وانظر مصادر ترجمته في هامش الطبقات.

الحسين1 بن واقد عن يزيد النحوي2 عنه، ومن طريق محمد بن إسحاق3 عن محمد بن أبي محمد4 مولى زيد بن ثابت عن عكرمة أو سعيد بن

_ 1 تصحف في "الدر" الحسن وترجمته في "التهذيب" "2/ 373-374" وفيها: "قال الأثرم عن أحمد ليس به بأس، وأثنى عليه، وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ثقة، وقال أبو زرعة والنسائي: ليس به بأس، وقال ابن حبان: كان على قضاء مرو، وكان من خيار الناس وربما أخطأ في الروايات.. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ما أنكر حديث حسين بن واقد عن أبي المنيب، وقال العقيلي: أنكر أحمد بن حنبل حديثه، وقال الأثرم: قال أحمد في أحاديثه زيادة ما أدري أي شيء هي؟ -ونفض يده- وقال ابن سعد: كان حسن الحديث، وقال الآجري عن أبي داود: ليس به بأس، وقال الساجي: فيه نظر وهو صدوق يهم، وقال أحمد: أحاديثه ما أدري أيش هي. وقال في "التقريب" "ص169": "ثقة له أوهام"، وفي "الميزان" "1/ 549": "مات سنة سبع أو تسع وخمسمائة والصواب سنة تسع وخمسين وخمسمائة" ولفظة: خمسمائة تصحيف والصواب: مائة. وفي "طبقات المفسرين" للداودي "1/ 164": "صنف التفسير ووجوه القرآن والناسخ والمنسوخ". 2 ثقة متفق على توثيقه قُتل سنة 131. انظر "التهذيب" "11/ 332" و"تاريخ الإسلام" للذهبي الجزء الذي يضم حوادث ووفيات "121-140" "ص569". 3 هو صاحب السيرة المعروف ثقة توفي سنة 151 انظر "التهذيب" "9/ 383" و"طبقات علماء الحديث" لابن عبد الهادي "1/ 267" وفي هامشه تعداد لمصادر ترجمته. ولابن حجر قول فيه قاله في "فتح الباري" في شرح كتاب المحصر باب الإطعام في الفدية "4/ 17": "وهو حجة في المغازي، لا في الأحكام إذا خالف" وقد جمع المنذري الأقوال فيه آخر "الترغيب والترهيب" "4/ 577" وخلص إلى أنه حسن الحديث، وانظر لزامًا "السيرة النبوية الصحيحة" للدكتور أكرم العمري "1/ 56-58" ومقالًا للأستاذ الدكتور محيي هلال السرحان بعنوان "كتب السيرة النبوية" نشر في مجلة الرسالة الإسلامية العدد "223" سنة 1410هـ "ص50-51". 4 ذكره الذهبي في "الميزان" "4/ 26" برقم "8129" وقال عنه: "لا يعرف" قال الأستاذ أحمد شاكر في تعليقه على تفسير الطبري "1/ 219": وهو معروف، ترجمه البخاري في "الكبير" "1/ 225" فلم يذكر فيه جرحًا، وذكره ابن حبان في الثقات، وكفى بذلك معرفة، وتوثيقًا، وذكره الحافظ في "التقريب" "ص505" برقم "6276" وقال: "مجهول، من السادسة، تفرد عنه ابن إسحاق د" وتبع ابن أبي حاتم البخاري فلم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. انظر "الجرح والتعديل" "8/ 88" ولهذا اختلفت أنظار المخرجين تجاه هذا السند فالشيخ شعيب الأرنئوط والشيخ عبد القادر الأرنئوط يضعفانه كما في تعليقهما على "زاد المسير في علم التفسير" لابن الجوزي "1/ 514" والشيخ أحمد شاكر يرتضيه وقد علق على خبر من هذا الطريق في كتابه "عمدة التفسير" "3/ 82" بقوله: وإسناده جيد أو صحيح. وكان السيوطي قد قال في "الإتقان" "2/ 188-189" "وهي طريق جيدة، وإسنادها حسن، وقد أخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم كثيرًا، وفي معجم الطبراني الكبير منها أشياء" وذكر هذا الذهبي في "التفسير والمفسرون" "1/ 79" موهمًا أنه له وليس كذلك!! تنبيه: الشك في عكرمة أو سعيد بن محمد صرح بذلك في السند نفسه ساقه الطبري في "3/ 132" "2149" وقد تردد الحافظ انظر كلامه على الآية "23" من آل عمران.

جبير1 -هكذا بالشك ولا يضر لكونه يدور على2 ثقة3. 3- ومن طريق معاوية بن صالح4، عن علي بن أبي طلحة5 عن ابن عباس،

_ 1 هو أشهر من يعرف به قتل سنة 95. انظر "تهذيب الكمال" للمزي "10/ 358-376". 2 في الدر: لكونه عن ثقة. 3 وللمؤلف ما يؤيد هذا في الآية "80، 108، 109، 118" من سورة البقرة وهذا السند كثير الورود هنا. 4 قال الحافظ في التقريب "ص538" برقم "6762": "معاوية بن صالح بن حُدَيْر -المهملة، مصغر- الحضرمي، أبو عمرو وأبو عبد الرحمن، الحمصي، قاضي الأندلس، صدوق له أوهام، من السابعة، مات سنة 158 وقيل بعد "170" رم" أي: أخرج حديثه البخاري في جزء القراءة ومسلم في الصحيح وأصحاب السنن الأربعة. 5 قال الحافظ في "التهذيب" "7/ 339". "علي بن أبي طلحة، واسمه سالم بن المخارق، الهاشمي، أصله من الجزيرة وانتقل إلى حمص، روى عن ابن عباس ولم يسمع منه، بينهما مجاهد، وعنه الحكم بن عتيبة وهو أكبر منه، وداود بن أبي هند، ومعاوية بن صالح الحضرمي.. وسفيان الثوري ... والحسن بن صالح بن حي ... قال الميموني عن أحمد: له أشياء منكرات وهو أهل حمص، وقال الآجري عن أبي داود: إن شاء الله مستقيم الحديث ولكن له رأي سوء، كان يرى السيف، وقد رآه حجاج بن محمد وقال النسائي: ليس به بأس، وقال دحيم: لم يسمع التفسير من ابن عباس، وقال صالح بن محمد: روى عنه الكوفيون والشاميون وغيرهم، وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف الحديث منكر ليس محمود المذهب، وقال في موضع آخر: شامي ليس هو بمتروك، ولا هو حجة وذكره ابن حبان في الثقات وقال: روى عن ابن عباس ولم يره، وذكر الخطيب أن أحمد بن حنبل قال: إن علي بن أبي طلحة الذي روى عنه الثوري والحسن بن صالح ورآه حجاج الأعور كوفي غير الشامي، والصواب أنهما واحد. قال أبو بكر بن عيسى صاحب "تاريخ حمص": مات سنة 143. له عند مسلم حديث واحد في ذكر العزل، وروى له الباقون [د س ق] حديثًا آخر في الفرائض ووثقة العجلي" وسيأتي قريبًا ما يفهم أن رأي أحمد بما رواه علي في التفسير غير رأيه ما رواه من الحديث، وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري "6/ 281" و"معرفة الثقات" العجلي "ص348" و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم "6/ 191" و"المرسيل" له "ص140" و"ميزان الاعتدال" للذهبي "3/ 134" و"التقريب" للحافظ "ص402".

وعلي صدوق لم يلق ابن عباس1. لكنه إنما حمل2 عن ثقات أصحابه3. فلذلك كان البخاري وابن أبي حاتم4 وغيرهما يعتمدون على هذه النسخة5.

_ 1 قال الخليلي في "الإرشاد" "1/ 393-394" "تفسير معاوية بن صالح قاضي الأندلس عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، رواه الكبار عن أبي صالح كاتب الليث عن معاوية، وأجمع الحفاظ على أن ابن أبي طلحة لم يسمعه من ابن عباس" ونقله السيوطي في "الإتقان" "2/ 188"، وقد استغل جولدزيهر هذه النقطة وذهب يشكك في التفسير عن ابن عباس، انظر كتابه "مذاهب التفسير الإسلامي" "ص98" وما سيأتي يرد عليه, وانظر "التفسير والمفسرون" للذهبي "1/ 78". 2 في الدر: جمل وهو تصحيف. 3 قال أبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" "ص75" بعد أن ذكر رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: "والذي يطعن في إسناده يقول ابن أبي طلحة لم يسمع عن ابن عباس، وإنما أخذ التفسير عن مجاهد وعكرمة. وهذا القول لا يوجب طعنًا لأنه أخذه عن رجلين ثقتين وهو في نفسه ثقة صدوق". وقال الذهبي في "الميزان": "أخذ تفسير ابن عباس عن مجاهد، فلم يذكر مجاهدًا، بل أرسله عن ابن عباس" وقال: "روى معاوية بن صالح عنه، عن ابن عباس تفسيرًا كبيرًا ممتعًا"، وقال السيوطي في "الإتقان" "2/ 188": "قال قوم: لم يسمع ابن أبي طلحة من ابن عباس التفسير، وإنما أخذه عن مجاهد أو سعيد بن جبير، قال ابن حجر: بعد أن عرفت الواسطة وهو ثقة فلا ضير في ذلك" ولم أجد كلمة ابن حجر هذه وقد رجعت إلى كتابيه: "فتح الباري والتهذيب"، وقد ضعف الشيخ أحمد شاكر هذا الإسناد في تخريج الطبري "2/ 528" لانقطاعه، ولو وقف على كلام ابن حجر لكان له رأي آخر. 4 في الأصل وفي الدر: وأبو حاتم، والصحيح ما أثبت كما في "فتح الباري" "8/ 439". 5 على قوله "النسخة" رمز الصحة. هذا وقد قال الحافظ في "الفتح" "8/ 438-439" في تفسير سورة الحج من كتاب "التفسير في الكلام" على "تمنى": قال أبو جعفر النحاس في كتاب معاني القرآن له بعد أن ساق رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تأويل الآية: هذا من أحسن ما قيل في تأويل الآية وأعلاه وأجله، ثم أسند عن أحمد بن حنبل قال: بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة، لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدًا ما كان كثيرًا انتهى. وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث، رواها عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وهي عند البخاري عن أبي صالح وقد اعتمد عليها في صحيحه هذا كثيرًا -على ما بيناه في أماكنه- وهي عند الطبري وابن أبي حاتم وابن المنذر بوسائط بينهم وبين أبي صالح انتهى". ونقل قول ابن حجر هذا السيوطي في "الإتقان" ولم يصرح باسم المصدر. قلت: وما نسبه إلى معاني القرآن لم أجده فيه وقد طبع بتحقيق الشيخ محمد علي الصابوني، انظر "4/ 425" ووجدته في "إعراب القرآن" له "2/ 409". ونسبه السيوطي في "الإتقان" "2/ 188" إلى كتابه "الناسخ والمنسوخ"، وهو فيه "ص75" ونصه فيه: "بمصر كتاب التأويل عن معاوية بن صالح، لو جاء رجل إلى مصر فكتبه ثم انصرف به ما كانت رحلته عندي ذهبت باطلًا". هذا وقال ابن حجر في "التهذيب" أيضًا "7/ 340": "نقل البخاري من تفسيره رواية معاوية بن صالح عنه عن ابن عباس شيئًا كثيرًا في التراجم وغيرها ولكنه لا يسميه، يقول: قال ابن عباس أو يذكر عن ابن عباس". وقد استقر الأمر على أن هذه الطريق من أحسن الطرق وأجودها عن ابن عباس. انظر "الإتقان" "2/ 188" ونقل عنه ولم يشر طاش كبري زاده في "مفتاح السعادة" "2/ 64" وعنه الحاج خليفة في "كشف الظنون" "1/ 429"، ويؤكد الأستاذ فؤاد سزكين أن التفسير الذي رواه علي هو من تأليف ابن عباس نفسه قال في تاريخه "1/ 66": "وذلك لأن علي بن أبي طلحة قد جرح لروايته هذا التفسير دون أن يكون قد أخذه سماعًا عن ابن عباس"، ونقله مقرًا الدكتور علي شواخ إسحاق في "معجم مصنفات القرآن الكريم" "4/ 521" في مبحث "الوجوه والنظائر". أقول في هذا أمران: الأول: أننا لا نستطيع الجزم بأن هذا التفسير من تأليف ابن عباس فقد يكون من تدوين مجاهد. الثاني: أن العلماء لم يروا إرساله عن ابن عباس جرحًا لأن الواسطة معروفة وهو مجاهد أو سعيد بن جبير وكلاهما ثقة ولهذا نقل عنه الأئمة في كتبهم كما رأيت.

4- ومن طريق ابن جريج1 عن عطاء بن أبي رباح2 عن ابن عباس، لكن فيما يتعلق بالبقرة وآل عمران3، وما عدا ذلك يكون عطاء هو الخراساني4، وهو لم

_ 1 قال في "التهذيب" "6/ 402": عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم أبو الوليد وأبو خالد المكي، أصله رومي ... قال الأثرم بن أحمد: إذا قال ابن جريج: قال فلان وقال فلان وأخبرت، جاء بمناكير، وإذا قال: أخبرني وسمعت فحسبك به ... وقال الدارقطني: تجنب تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه في مجروح مات سنة 150 وانظر "الطبقات" لابن عبد الهادي وهامشه "1/ 262" و"ميزان الاعتدال" "1/ 659" و"طبقات المفسرين" للداودي "1/ 358". 2 هو من رجال التهذيب "7/ 199" قال الذهبي في "الميزان" "2/ 70": "ثبت رضى" وزاد ابن حجر فيما نقله من خطه: "حجة إمام كبير الشأن" اختلف في وفاته على أقوال ما بين "114-117هـ" وترجمته في "الطبقات" لابن عبد الهادي "1/ 171" وصحح وفاته في 114هـ. 3 لم أجد هذا التحديد فيما رجعت إليه من مصادر ترجمته ابن جريج، ثم رأيت مسند الحافظ في حكمه هذا في "فتح الباري" "8/ 667" في شرح تفسير سورة نوح في كتاب التفسير فقد قال هنا: "قال الإسماعيلي: أخبرت عن علي بن المديني أنه ذكر عن "تفسير ابن جريج" كلامًا معناه: أنه كان يقول عن عطاء الخراساني عن ابن عباس، فطال عى الوراق أن يكتب "الخراساني" في كل حديث، فتركه فرواه مَنْ روى، على أنه عطاء بن أبي رباح، انتهى. وأشار بهذا إلى القصة التي ذكرها صالح بن أحمد عن علي بن المديني، ونبه عليها أبو علي الجياني في "تقييد المهمل" قال ابن المديني: سمعت هشام بن يوسف يقول: قال لي جريج: سألت عطاء عن التفسير من البقرة وآل عمران، ثم قال: اعفني من هذا. قال هشام: فكان بعدُ إذا قال عطاء عن ابن عباس قال: "عطاء الخراساني". قال هشام: فكتبنا ثم مللنا -يعني: كتبنا "الخراساني". قال ابن المديني: وإنما بينت هذا لأن محمد بن ثور كان يجعلها -يعني في روايته عن ابن جريج- عن عطاء عن عباس، فيظن [مَنْ حملها عنه] أنه ابن أبي رباح، وأورد كلام ابن المديني في كتابه "التهذيب" في ترجمة عطاء الخراساني "7/ 213-214" وما بين المعقوفتين سقط من الفتح هذا وقد الأستاذ سزكين في تاريخه "1/ 74" عن تفسير ابن أبي رباح: "يبدو أنه لم يكن كبيرًا" وهذا ملحظ صحيح، استنتجه من ملاحظة تفسيري الطبري والثعلبي، ولو اطلع على هذا الخبر لجزم به. 4 وخلاصه الكلام فيه ما قاله الحافظ في "التقريب" "ص392" برقم "4600" "عطاء بن أبي مسلم، أبو عثمان الخراساني، واسم أبيه ميسرة، وقيل: عبد الله صدوق يهم كثيرًا ويرسل ويدلس، من الخامسة، مات سنة 135، لم يصح أن البخاري أخرج له، م4" وإخراج البخاري له أمر مختلف فيه، وقد ذكره في موضعين، وهما من المشكلات انظر "فتح الباري" كتاب التفسير سورة نوح "8/ 667-668"، وكتاب الطلاق باب نكاح من أسلم من المشركات وعدتهن "9/ 417-419".

يسمع من ابن عباس1، فيكون منقطعًا2، إلا إن صرح ابن جريج بأنه عطاء بن أبي رباح3. من روايات الضعفاء عن ابن عباس: 1- "التفسير المنسوب" لأبي النضر4 محمد بن السائب الكلبي5، فإنه يرويه عن أبي صالح6، وهو مولى أم هانئ عن ابن عباس، والكلبي اتهموه بالكذب، وقد مرض فقال لأصحابه في مرضه: كل شيء حدثتكم عن أبي صالح كذب7.

_ 1 قال الذهبي في "الميزان" في ترجمته "3/ 73-74": "أما رواياته عن ابن عباس وابن عمر وعبد الله بن السعدي وهذا الضرب فمرسلة، فإن الرجل كثير الإرسال ... وقال أبو داود: لم يدرك ابن عباس، وقال الدارقطني: ثقة في نفسه إلا أنه لم يلق ابن عباس" وانظر "شرح علل الترمذي" لابن رجب "2/ 877"، و"جامع التحصيل" للعلائي "ص290"، و"فتح الباري" "8/ 678" كتاب التفسير، سوة المدثر. 2 ويضاف إلى هذا أن ابن جريج لم يسمع التفسير من عطاء وإنما أخذ الكتاب من ابنه عثمان انظر "التهذيب" "7/ 214" وقد تصحف فيه لفظ "ابنه" إلى أبيه. وقال فيه في ترجمة ابن جريج "406/ 6": "في كتاب علي بن المديني" سألت يحيى بن سعيد عن حديث ابن جريج عن عطاء الخراساني فقال: ضعيف، إنما هو كتاب دفعه إليه" وانظر "الفتح" "8/ 668". 3 وانظر كلمة فيها فوائد في الطرق عن ابن جريج قالها الخليلي في الإرشاد "1/ 391-392"، ونقلها السيوطي في "الإتقان" "1/ 288". 4 تصحف في الدر إلى: النصر. 5 انظر ترجمته في "ميزان الاعتدال" "3/ 556-559" و"التهذيب" "9/ 178"، و"التقريب" "ص479" مات بالكوفة سنة 146هـ وتفسيره من مرويات الحافظ انظر "المعجم المفهرس" "ص92". 6 قال الأستاذ أحمد شاكر في تخريج تفسير الطبري "1/ 91" في التعليق على الخبر "112": هو تابعي ثقة ومن تكلم فيه فإنما تكلم لكثرة كلامه في التفسير، وفي رواية الكلبي عنه انظر شرح المسند في الحديث "2030" وفي ترجمته في "الميزان" "1/ 296" تفصيل بمن ضعفه ومن وثقه. 7 الخبر دون ذكر المرض في "التهذيب" "9/ 179-180". وقد ذكر الطبري قولًا مرويًّا عن ابن عباس وعقبه بقوله "1/ 66" في الخبر "65": "وليست الرواية عنه من رواية من يجوز الاحتجاج بنقله، وذلك أن الذي روى عنه ... الكلبي عن أبي صالح". وقال الذهبي في "الميزان" "3/ 559": "عن ابن معين قال: الكلبي ليس بثقة، وقال الجوزجاني وغيره: كذاب، وقال الدارقطني وجماعة: متروك وقال ابن حبان: مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه. يروي عن أبي صالح، عن ابن عباس التفسير، وأبو صالح لم ير ابن عباس، ولا سمع الكلبي من أبي صالح إلا الحرف بعد الحرف، فلما احتيج إليه أخرجت له الأرض أفلاذ كبدها، لا يحل ذكره في الكتب فكيف الاحتجاج به؟ ". وقوله: أخرجت له الأرض ... كناية عن الكذب والاختلاق انظر "الشرح والتعليل لألفاظ الجرح والتعديل" ليوسف محمد صديق "ص102".

ومع ضعف الكلبي فقد روى عنه تفسيره مثله أو أشد ضعفا وهو محمد بن مروان السدي الصغير1، ورواه عن محمد بن مروان مثله أو أشد ضعفا وهو صالح بن محمد الترمذي2. وممن روى التفسير عن الكلبي من الثقات سفيان الثوري3 ومحمد بن فضيل بن غزوان4، ومن الضعفاء من قبل الحفظ حبان -بكسر المهملة وتثقيل الموحدة- وهو ابن علي العنزي5 بفتح المهملة والنون، بعدها زاي منقوطة.

_ 1 نقل هذا القول عن هذا الكتاب المناوي "ت1031هـ" في كتابه "الفتح السماوي بتخريج أحاديث تفسير القاضي والبيضاوي" "1/ 145" وسماه "أسباب النزول، وترجمته في "الميزان" "4/ 32" برقم "8154" وفيه: "تركوه واتهمه بعضهم بالكذب وهو صاحب الكلبي، قال البخاري: سكتوا عنه، وهو مولى الخطابين، لا يكتب حديثه ألبته، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال أحمد: أدركته وقد كبر فتركته ... قال ابن عدي: الضعف على روايته بين" وفيه في ترجمة السدي الكبير "1/ 237": "واهٍ بمرة". 2 ترجمته في "الميزان" "2/ 300" برقم "3825" وفيه "متهم ساقط، قال ابن حبان في تاريخ الثقات: صالح بن عبد الله الترمذي صاحب سنة وفضل، ليس بصالح بن محمد الترمذي، ذاك مرجئ دجال من الدجاجلة" وهذا يكفي. 3 جاء في "الميزان" في ترجمة الكلبي "3/ 557": "قال الثوري: اتقوا الكلبي، فقيل: فإنك تروي عنه فقال: أنا أعرف صدقه من كذبه" في "ص558": "قال ابن عدي: حدث عن الكلبي سفيان وشعبة وجماعة ورضوه في التفسير وأما في الحديث، فعنده مناكير إذا روى عن أبي صالح عن ابن عباس". وقد استقرأت تفسير الثوري المطبوع -وهو ناقص- فرأيته روى عن الكلبي ثلاث مرات في "ص73، 115، 160". في مكانين رفعه إلى ابن عباس، وفي مكان واحد وقفه على أبي صالح. وروى الخطيب البغدادي في كتابه "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" في مبحث كتب أحاديث التفسير "2/ 286" عن يحيى بن سعيد قوله: "تساهلوا في أخذ التفسير عن قوم لا يوثق بهم في الحديث -ثم ذكر ليث بن أبي سليم، وجوبير بن سعيد، والضحاك ومحمد بن السائب- وقال: هؤلاء لا يحمد أمرهم ويكتب التفسير عنهم" وذكر الذهبي هذا في "الميزان" "1/ 427" في ترجمة جويبر وكان الخطيب قد قال في "231/ 2": "وأما الكتب المصنفة في تفسير القرآن، أشهرها كتابا الكلبي ومقاتل بن سليمان" ثم روى بسنده عن أحمد بن حنبل أنه سئل عن تفسير الكلبي فقال: "من أوله إلى آخره، كذب، فقيل له: فيحل النظر فيه؟ قال: لا" ولم يخرج الطبري عنه شيئًا. وانظر "الإتقان" للسيوطي "2/ 189" و"المصنوع في معرفة الحديث الموضوع" لعلي القاري "ص223"، و"تاريح التراث العربي" لسزكين "1/ 81". 4 انظر "التقريب" "ص502" برقم "6227" وفيه "صدوق عارف مات سنة 195ع". 5 مات سنة 171 انظر ترجمته في "الميزان" "1/ 449" برقم "1682" و"التقريب" "ص149" وقد أخرج له ابن ماجه.

2- ومنهم جويبر بن سعيد وهو واهٍ1، روى التفسير عن الضحاك بن مزاحم2 وهو صدوق عن ابن عباس ولم يسمع منه شيئا3، وممن روى التفسير عن الضحاك علي بن الحكم وهو ثقة4 وعبيد بن سليمان وهو صدوق5، وأبو روق عطية بن الحارث6 وهو لا بأس به. 3- ومنهم عثمان7 بن عطاء الخراساني يروي التفسير عن أبيه عن ابن عباس ولم يسمع أبوه من ابن عباس. 4- ومنهم إسماعيل بن عبد الرحمن السدي -بضم المهملة وتشديد الدال- وهو كوفي صدوق8 لكنه جمع التفسير من طرق منها عن أبي صالح9 عن ابن عباس وعن مرة بن شراحيل10 عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة

_ 1 ترجمته في "الميزان" "1/ 427" برقم "1539" و"التهذيب" "2/ 123" قال: "وذكره البخاري في التاريخ الأوسط في فصل من مات بين الأربعين إلى الخمسين ومائة" وانظر ما سيقوله المؤلف عنه في الآية "80" من البقرة، والآية "161" من آل عمران. 2 ترجمته في "الميزان" "2/ 325" برقم "3942" وفيه "قيل: مات سنة 105هـ". 3 قال هذا شعبة وقال: سمعت عبد الملك بن ميسرة يقول: الضحاك لم يلق ابن عباس: إنما لقي سعيد بن جبير بالري، فأخذ عنه التفسير كما في "الميزان" "2/ 325-356" و"التهذيب" "453-454"، وسيعيد المؤلف قوله هذا في الآية "80" من البقرة. 4 وقد تكلم فيه بعضهم وعلى أية حال فقد أخرج له البخاري والأربعة واختلف في وفاته على أقوال ومنها قول البخاري في التاريخ مات سنة 135 انظر "التهذيب" "7/ 311". 5 هو الباهلي مولاهم، أصله من الكوفة، وقد اختلف فيه وفي جوبير أيهما أفضل انظر "التهذيب" "7/ 67" و"التقريب" "ص377" ولم يروِ عنه أحد من الستة وذكر في "التهذيب" تمييزًا. 6 ترجمته في التهذيب "7/ 24" وأخرج له "د س ق". 7 وهو ضعيف يقال: مات سنة 155، وانظر الميزان "3/ 48-49" برقم "5540". 8 توفي سنة 128هـ انظر ترجمته في "التاريخ الكبير" للبخاري "1/ 361" و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم "1/ 184" و"الميزان" "1/ 236" و"سير أعلام البنلاء" "5/ 264" و"التهذيب" "1/ 313-315". 9 هو مولى أم هانئ وقد مر ذكره. 10 تابعي ثقة، من كبار التابعين، ليس فيه خلاف بينهم. انظر "التهذيب" "10/ 88".

وغيرهم1. وخلط روايات الجميع فلم تتميز رواية الثقة من الضعيف2، ولم يلق السدي من الصحابة إلا أنس بن مالك3 وربما التبس الصغير الذي تقدم ذكره.

_ 1فهاهنا إسنادان أو ثلاثة أسانيد فقوله: "وعن ناس من الصحابة" يحتمل أن يكون من روايته هو عنهم، ويحتمل أن يكون من رواية مرة وهو ما أرجحه. 2 يقصد الحافظ بالضعيف: أبا صالح وهو مختلف في توثيقه كما مر وكان أحمد بن حنبل قال عن السدي: "إنه ليحسن الحديث إلا أن هذا التفسير الذي يجيء به قد جعل له إسنادًا واستكلفه" "التهذيب "1/ 314"، وكأنه يقصد هذا الخلط الذي ذكره المؤلف. وعن هذا السند قال الخليلي في الإرشاد "1/ 397-398": "وتفسير إسماعيل بن عبد الرحمن السدي فإنما يسنده بأسانيد إلى عبد الله بن مسعود وابن عباس، وروى عن السدي الأئمة مثل الثوري وشعبة، لكن التفسير الذي جمعه رواه أسباط بن نصر، وأسباط لم يتفقوا عليه، غير أن أمثل التفاسير تفسير السدي". قال السيوطي في "الإتقان" "2/ 188": و"تفسير السدي المشار إليه يورد منه ابن جرير كثيرًا من طريق عن أبي مالك عن [كذا وصواب: و] أبي صالح، وعن مرة عن ابن مسعود، وناس من الصحابة، هكذا، ولم يورد منه ابن أبي حاتم شيئًا لأنه التزام أن يخرج أصح ما ورد، والحاكم يخرج منه في مستدركه أشياء ويصححه، لكن من طريق مرة عن ابن مسعود وناس فقط، دون الطريق الأول وقد قال ابن كثير: إن هذا الإسناد يروي به السدي أشياء فيها غرابة". قلت: قول السيوطي عن ابن عباس بن أبي حاتم بسديد فقد أخرج عن السدي، ولعل عذره أن ابن أبي حاتم لا يسوق سند السدي بل يقف عنده. وقال قارنت ما ساقه عن السدي بما ساقه ابن جرير عن السدي بالسند المذكور فتطابقت الأقوال، ولهذا فقول ابن حجر في "التهذيب" "1/ 315": "قد أخرج الطبري وابن أبي حاتم وغيرهما في تفاسيرهم تفسير السدي مفرقًا في السور، من طريق أسباط بن نصر عنه" أصح. وكان الشيخ أحمد شاكر قد توقف في قول السيوطي ولم يبت لأنه لم يقف على تفسير ابن أبي حاتم وقال: "ولكني أميل إلى ترجيح نقل ابن حجر لأنه حجر لأنه أكثر تثبتًا ودقه في النقل من السيوطي" تفسير الطبري "1/ 158". ولا بد من القول أن أحمد شاكر يدافع عن هذا الإسناد وقد خصه ببحث غير قصير في المصدر المشار إليه. ويرى الأستاذ سزكين أنه "قد يكون من الممكن، إعادة تكوين النص الكامل لهذا التفسير". انظر تاريخه "1/ 78". 3 في هذا خلاف انظر مصادر ترجمته.

5- ومنهم إبراهيم1 بن الحكم بن أبان العدني وهو ضعيف يروي التفسير عن أبيه عن عكرمة، وإنما ضعفوه لأنه وصل كثيرًا من الأحاديث بذكر ابن عباس وقد روى عنه تفسيره عبد بن حميد 6- ومنهم إسماعيل بن أبي زياد الشامي، وهو ضعيف جمع تفسيرا كبيرا2 فيه الصحيح والسقيم وهو في عصر أتباع التابعين.

_ 1 ترجمته في "التهذيب" "1/ 115" وفيه: "قال أحمد بن حنبل: في سبيل الله دراهم أنفقناها في الذهاب إلى عدن، إلى إبراهيم بن الحكم، ووقت رأيناه لم يكن به بأس، وكأن حديثه كان يزيد بعدنا ... وقال عباس بن عبد العظيم: كانت هذه الأحاديث في كتبه مرسلة ليس فيها ابن عباس، ولا أبو هريرة -يعني أحاديث أبيه عن عكرمة- وقال ابن عدي: إنه كان يوصل المراسيل عن أبيه، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه ... ". وفي الميزان" "1/ 27" برقم "75": "تركوه، وقل من مشَّاه". 2 في الدر: كثيرًا وهو تصحيف. 3 ذكره الذهبي في "الميزان" "1/ 231" برقم "884" وقال: "واسم أبيه مسلم، عن ابن عون وهشام بن عروة قال الدارقطني: هو إسماعيل بن مسلم، متروك يضع الحديث قلت: أظنه قاضي الموصل". وانظر عنه "التهذيب" "1/ 333" و"لسان الميزان" "1/ 406" و"طبقات المفسرين" للداودي "1/ 108" برقم "99" وفيه: "قال الخليلي: شيخ ضعيف ليس بالمشهور، كان يعلم ولد المهدي، وشحن كتابه في "التفسير" بأحاديث مسندة يرويها عن شيوخه، ثور بن يزيد، ويونس الأيلي، لا يتابع عليها". قلت انظر "الإرشاد" "1/ 390-391" وليس فيه قوله: "شيخ ضعيف" وفيه: "كان يكون في دار المهدي، يقال: إنه كان يعلم بنيه، وهو من جملة الحواشي". ثم ذكر له في "فتح الباري" "11/ 420" وأما قاضي الموصل فانظر عنه في "الميزان" "1/ 230" و"التهذيب" "1/ 298".

7- ومنهم عطاء بن دينار1، وفيه لين2 روى3 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس تفسيرا4 رواه عن ابن لهيعة وهو ضعيف. - ومن تفاسير التابعي 1- يروى عن قتادة6 وهو من طرق منها رواية عبد الرزاق7

_ 1 توفي سنة 126هـ وهو ثقة وترجمته في "الجرح والتعديل" "6/ 332" و"المراسيل" "ص158" و"ميزان الاعتدال" "3/ 69" وفيه "بصري" وهو تصحيف والصواب: مصرى، و"التهذيب" "7/ 198". 2 لا ينسجم هذا الحكم مع ما جاء في ترجمته وليس فيه تضعيف له إلا ما قاله ابن حجر في آخر ترجمته في "التهذيب": "ذكر أبو القاسم الطبراني في جزء من اسمه عطاء أن أحمد بن حنبل ضعف عطاء بن دينار هذا، وكان قد نقل عن أحمد وأبي داود أنه ثقة! 3 في الدر: "يروي التفسير وهو غير مستقيم لأنه يعيد لفظة "تفسير" بالرفع بعد قوله ابن عباس. 4 روى ابن أبي حاتم عن أحمد بن صالح أنه قال: "عطاء دينار هو من ثقات أهل مصر، وتفسيره فيما يروى عن سعيد بن جبير صحيفة، وليست له دلالة على أنه سمع من سعيد بن جبير" وقال: "سئل أبي عن عطاء بن دينار فقال: هو صالح الحديث إلا أن هذا التفسير أخذه من الديوان، فإن عبد الملك بن مروان كتب يسأل سعيد بن جبير أن يكتب إليه بتفسير القرآن، فكتب سعيد بن جبير بهذا التفسير إليه، فوجده عطاء بن دينار في الديوان فأخذه، فأرسله عن سعيد بن جبير". وقال الخليلي في "الإرشاد" "1/ 393": "تفسير عطاء بن دينار يكتب ويحتج به" ونقله في "الإتقان" "2/ 188". 5 عبد الله بن لهيعة توفي سنة 174 ترجمته في "الميزان" "2/ 475-483" و"التهذيب" "5/ 373-379". 6 قتادة بن دعامة السدوسي توفي سنة 117 أخرج له الستة. انظر "التهذيب" "8/ 315-356". 7 عبد الرزاق بن همام الصنعاني توفي سنة 211 أخرج له الستة. انظر "التهذيب" "6/ 310-315" وله ترجمة جيدة في "السير" للذهبي "9/ 563-580" وتفسيره من مرويات الحافظ انظر "المعجم المفهرس" "ص58".

عن معمر1 عنه ورواية آدم بن أبي إياس2 وغيره عن شيبان3 عنه. ورواية يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة5 عنه6 2- ومن تفاسيرهم تفسير الربيع بن أنس7 بعضه8 عن أبي العالية، واسمه رفيع الرياحي -بالمثناة التحتانية والحاء المهملة-9 وبعضه10 لا يسمي الربيع فوقه أحدا، وهو يروى من طرق منها رواية عبد11 الله بن أبي جعفر

_ 2 توفي سنة 220 أو 21 أخرج له الستة دون أبي داود "التهذيب" "1/ 196". 3 وفي الأصل: سفيان وهو تصحيف وهو شيبان بن عبد الرحمن التيمي مولاهم النحوي توفي سنة 164 أخرج له الستة، وقال الدوري عن ابن معين: وشيبان أحب إليَّ من معمر في قتادة. انظر التهذيب" "4/ 373-374" و"تاريخ بغداد" في ترجمة مقاتل بن سليمان "13/ 163". 4 توفي سنة 182 أخرج له الستة "التهذيب" "11/ 325-328". 5 توفي سنة 156 من رجال الستة "التهذيب" "4/ 63-66". 6 سقطت "عنه" من الدر. 7 هو البكري ويقال: الحنفي البصري ثم الخراساني، صدوق له أوهام، ورمي بالتشيع توفي سنة 140 أو التي قبلها، أخرج له الأربعة "التهذيب" "3/ 328" و"التقريب" "ص205". 8 لم ترد في الدر. 9 مات سنة 93 على الصحيح، أخرج له الستة "التهذيب" "3/ 284" طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي "1/ 132-124". 10 عليها في الأصل رمز الصحة. 11 في الدر: أبي عبيد وهو تحريف، وعبد الله هذا مختلف فيه فقد رماه محمد بن حميد بالفسق وقال أبو زرعة: ثقة صدوق وقال ابن عدي: بعض حديثه مما لا يتابع عليه وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه وقال الساجي: فيه ضعف "التهذيب" "5/ 176-177" ومال في "التقريب" "ص298" إلى أنه "صدوق يخطئ" أخرج له أبو داود وانظر "الميزان" "2/ 404".

الرازي1 عن أبيه عنه. 3- ومنها تفسير2 مقاتل بن حيان3. من طريق محمد بن مزاحم4 عن5 بكير بن معروف6 عنه، ومقاتل هذا

_ 1 هو عيسى بن عبد الله بن ماهان، اختلف علماء الجرح والتعديل فيه بين موثق ومجرح واختصر الحافظ الخلاف بقوله في "التقريب" "ص629": "صدوق سيئ الحفظ خصوصًا عن مغيرة [بن مقسم] مات في حدود 160" وترجمته في "التاريخ الصغير" "ص171" و"الجرح والتعديل" "6/ 280" و"المجروحين" لابن حبان "2/ 120" و"تاريخ بغداد" "11/ 143-147" و"الضعفاء لابن الجوزي" "2/ 240"برقم "2653" و"التهذيب" "2/ 56" "في الكني". 2 في الدر: تفاسير وهو تحريف. 3 قال الذهبي في "الميزان" "4/ 171": "أبو بسطام، النبطي، البلخي، الخراساني، الخراز، أحد الأعلام، كان عابدًا كبير القدر صاحب سنة وصدق، وهرب أيام أبي مسلم الخراساني إلى كابُل، ودعا خلقًا إلى الإسلام فأسلموا، وثقه يحيى بن معين، وأبو داود وغيرهما. قال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو الفتح الأزدي: سكتوا عنه، ثم ذكر أبو الفتح عن وكيع أنه قال: ينسب إلى الكذب. كذا قال أبو الفتح وأحسبه التبس عليه مقاتل بن حيان بمقاتل بن سليمان، فابن حيان صدوق قوي الحديث، والذي كذبه وكيع فابن سليمان ... مات قبل 150 فيما أرى" وانظر "الجرح والتعديل" "8/ 353" و"التهذيب" "10/ 277" وهو يصحف إلى حبان في عدد من المصادر. 4 هو العامري أبو وهب توفي سنة 209هـ. وثقة ابن حبان وقال الذهبي: صدوق، وتبعه ابن حجر في "التقريب" وقال ابن سعد: كان خيرًا فاضلًا، أما السليماني فقال: فيه نظر. انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" "8/ 190" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا و"الميزان" "4/ 34" و"التهذيب" "9/ 437" ونسب ما نقله الذهبي عن السليماني فيه إلى محمد بن مزاحم آخر!! و"التقريب" "ص506". 5 في الدر: بن وهو تحريف. 6 هو الأسدي: أبو معاذ، الدامغاني، قاضي نيسابور، ثم نزل دمشق صدوق فيه لين، مات سنة 163. انظر "الجرح والتعديل": "2/ 406" و"تهذيب الكمال"للمزي "4/ 252" وفيه: "صاحب التفسير" و"الميزان" "1/ 351" و"التهذيب" "1/ 495" و"التقريب" "ص128".

صدووق، وهو غير مقاتل بن سليمان الآتي ذكره. ومن تفاسير ضعفاء التابعين فمَنْ بعدهم: 1- تفسير زيد بن أسلم1 من رواية ابنه عبد الرحمن2 عنه، وهي نسخة كبيرة يرويها ابن وهب3 وغيره عن عبد الرحمن عن أبيه وعن غير أبيه، وفيها أشياء كثيرة لا يسندها لأحد. وعبد الرحمن من الضعفاء، وأبوه من الثقات. 2- ومنها تفسير مقاتل بن سليمان4، وقد نسبوه إلى الكذب، وقال الشافعي: مقاتل قاتله الله تعالى5، وإنما قال الشافعي فيه ذلك لأنه اشتهر عنه القول بالتجسيم.

_ 1 الإمام الثقة توفي سنة 136 أخرج له الستة ومصادر ترجمته كثيرة انظر "تهذيب الكمال" للمزي "10/ 12" وفيه "ص17" قال يعقوب بن شيبة: ثقة من أهل الفقه والعلم، وكان عالمًا بتفسير القرآن، له كتاب في تفسير القرآن" و"تهذيب التهذيب" "3/ 395" وفيه "ص396" من زيادات ابن حجر: "وقال حماد بن زيد عن عبيد بن عمر: لا أعلم به بأسًا إلا أنه يفسر برأيه القرآن ويكثر منه". 2 توفي سنة 182هـ ضعيف بالاتفاق. انظر "الجرح والتعديل" 5/ 233" و"المخرجين" لابن حبان "2/ 57" و"الضعفاء" لابن الجوزي "2/ 95" وقاعدة جليلة في التوسل والوسيلة "ص80-81" و"الميزان" "2/ 564" و"التهذيب "6/ 177". 3 هو عبد الله بن وهب القرشي مولاهم أبو محمد المصري الفقيه الإمام الثقة توفي سنة 197هـ أخرج له الستة ومصادر ترجمته كثيرة انظر "التهذيب" "6/ 71". 4 بعد اطلاعي على مصادر ترجمته رأيت ما كتبه الأستاذ فؤاد سزكين خلاصة حسنة ولهذا أنقله هنا. قال في تاريخه "1/ 85": "هو أبو الحسن، مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخي، أصله من بلخ، عاش في البصرة، ثم في بغداد، وكان مفسرًا ومتكلمًا، لم يكن تفسيره للقرآن موضع تقدير لأنه في شروحه كان يطلق العنان لخياله: ويكمل الجوانب الموجزة في القرآن الكريم بمأثورات النصارى واليهود، وفوق هذا، فإنه أفاد من تفاسير قديمة دون ذكر الأسانيد ودون سماع "13/ 160-169" و"الميزان" "173-175" و"التهذيب" "10/ 279-285" و"الإتقان" "2/ 191" و"طبقات المفسرين" للداودي "2/ 330"، و"مذاهب التفسير الإسلامي" لجولد تسهر "75-78 و109 و134". 5 لم أجد هذه الكلمة في مصادر ترجمة مقاتل ولا في مناقب الشافعي للبيهقي، وقد روى عنه في باب ما يستدل به على معرفة الشافعي رحمه الله بالجرح والتعديل "1/ 523" أنه قال من كلمة له: " ومن أراد التفسير فعليه بمقاتل بن سليمان".

وروى تفسير مقاتل هذا عنه أبو عصمة نوح بن أبي مريم الجامع وقد نسبوه إلى الكذب1. ورواه أيضًا عن مقاتل2 هذيل بن حبيب3 وهو ضعيف لكنه أصلح حالًا من أبي عصمة.

_ 1 مات سنة 173هـ انظر "التهذيب" "10/ 486-489". 2 وضع على "مقاتل" في الأصل رمز الصحة. 3 في الأصل وفي "الدر": الحكم بن هذيل ولم أجد له ذكرًا في "الميزان" ولا في "التهذيب"، والذي ينتهي إليه السند في مقدمة تفسير المطبوع "ص3": "الهذيل بن حبيب أبو صالح الزبداني [كذا] " وفي تاريخ بغداد في آخر ترجمة مقاتل "13/ 169" روى الخطيب عن الساجي قوله" ... بلغني عن الهذيل بن حبيب أن مقاتلًا في سنة 150"، وسيأتي في الآية "21" من البقرة: "الهذيل بن حكيم [كذا] " و"الهذيل فقط وسيأتي في الآية "144" من آل عمران: "الهذيل أبي صالح" وقد بحثت عن ترجمة للهذيل بن حبيب في سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين، و"التاريخ الكبير" للبخاري و"أحوال الرجال" للجوزجاني و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم و"الضعفاء والمتروكين" للدراقطني ولابن الجوزي و"الميزان" للذهبي "شرح علل الترمذي" لابن رجب، و"ذيل ميزان الاعتدال" للحافظ العراقي و"ذيل الكاشف" لأبي زرعة والتهذيب فلم أجد ثم وجدتها في "تاريخ بغداد" للخطيب "14/ 78-79" برقم 7431" وفيه: "الهذيل بن حبيب، أبو صالح الدنداني، حدث عن حمزة بن حبيب الزيات، روى عن مقاتل بن سليمان كتاب التفسير، حدث عنه ثابت بن يعقوب التوزي" ثم روى عن عبد الله بن ثابت هذا أنه قال: "رأيت في كتاب أبي مكتوبًا: سمعت هذا الكتاب من أوله إلى آخره -يعني كتاب التفسير- من هذيل أبي صالح عن مقاتل بن سليمان ببغداد في درب السدرة بالمدينة في سنة 190" وقد أفادنا هذا النص أن الهذيل بغدادي أو أنه سكن بغداد وأنه في سنة 190 كان حيًّا أي: بعد وفاة شيخه بـ"40" سنة أقول: ثم وجدت كلام عبد الله بن ثابت في تفسير مقاتل في أكثر من موضع منها "1/ 79". أما "الدنداني" فقد جاءت في تفسير مقاتل: "الزبداني" ولم يذكر هاتان النسبتان في الإكمال لابن ماكولا ورجعت إلى معجم البلدان" لياقوت و"الروض المعطار في خبر الأقطار" فلم أجد "دندان" ووجدت في "الروض" "ص296" "الزبداني: بلدة كثيرة المياه والأشجار بين دمشق وبعلبك فلعله منسوب إليها. يقول ياقوت في "معجمه" في الزبداني" "2/ 130" "فلفظ الموضع والنسبة إليه واحد" وفي "معجمه" كذلك "2/ 130" "زَبَد: قال محمد بن موسى زَبَد -بفتح الزاي والباء الموحدة- في غربي مدينة السلام، له ذكر في تايخ المتأخرين" ويحتمل كذلك أن يكون منسوبًا إليه، والله أعلم.

3- ومنها تفسير يحيى بن سلام المغربي1 وهو كبير في نحو ستة أسفار أكثر فيه النقل عن التابعين وغيرهم، وهو لين الحديث وفيما يرويه مناكير كثيرة وشيوخه مثل سعيد بن أبي عروبة، ومالك والثوري. 4- ويقرب منه تفسير سُنيد2 -بمهملة ونون مصغر- واسمه الحسين بن داود وهو من طبقة شيوخ الأئمة الستة، يروي عن حجاج بن محمد المصيصي3 كثيرا وعن أنظاره وفيه لين4، وتفسيره نحو تفسير يحيى بن سلام، وقد أكثر ابن

_ 1 توفي في مكة حاجًّا سنة 200هـ ترجمته في غاية النهاية لابن الجزري "2/ 373" و"الميزان" "4/ 380" و"لسان الميزان" لابن حجر "6/ 259" و"طبقات المفسرين" للداودي "2/ 371" برقم "685" و"تاريخ التراث العربي" لسزكين "1/ 90-91" وذكر أن من تفسيره نسخة غير كاملة في الزيتونة بتونس. وثم كلمة عنه قالها ابن حجر في "فتح الباري" "11/ 439" في شرح كتاب الرقائق باب صفة الجنة والنار، وخبر عن تصحيف وقع فيه علوم الحديث لابن الصلاح "ص254" وتفسيره من مرويات الحافظ، انظر "المعجم المفهرس" "ص88". 2 الإمام الحافظ أحد أوعية العلم توفي سنة 226 انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" "4/ 326" و"تاريخ بغداد" "8/ 42" وقد دافع عنه و"سير أعلام النبلاء" "10/ 627" و"الميزان" "2/ 236". و"تذكرة الحافظ" "2/ 459" و"التهذيب" "4/ 244" و"طبقات المفسرين" للداودي "1/ 214". وقد صحف اسمه في الأصل في مواضع إلى "سعيد" وصحف في "لباب النقول" للسيوطي "ص71" في الكلام على الآية "58" من سورة النساء إلى "شعبة" فاعرفة واجتنبه وذلك في أكثر من طبعة. وسيأتي للحافظ كلام فيه في الآية "165" من آل عمران. 3 الإمام الثقة أحد الأثبات توفي سنة 206 أخرج له الستة ومصادر ترجمته كثيرة "تهذيب الكمال" "5/ 451-457". 4 قال المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة سنيد "12/ 162-163": "قال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: رأيت سنيد بن داود عند حجاج بن محمد وهو يسمع منه كتاب "الجامع" لابن جريج، فكان في كتاب "الجامع": ابن جريج أُخبرت عن يحيى، وأخبرت عن الزهري، وأُخبرت عن صفوات بن سليم قال: فجعل سنيد يقول لحجاج: قل يا أبا محمد: ابن جريج عن الزهري، وابن جريج عن يحيى بن سعيد، وابن جريج عن صفوان بن سليم، وكان يقول له هكذا، قال: ولم يحمده أبي فيما رآه يصنع بحجاج وذمه على ذلك. قال أبي: وبعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة. كان ابن جريج لا يبالي من أين أخذها يعني قوله: أُخبرت وحُدثت عن فلان ... ". قال الحافظ في "فتح الباري" في شرح كتاب التفسير، سورة النساء، باب "اطعيوا الله ... " "8/ 253": "وكأن هذا هو السبب في تضعيف من ضعفه" وكان قد قال "ص252" منه: "هو من حفاظ الحديث له وتفسير مشهور، لكن ضعفه أبو حاتم والنسائي ... " وسيأتي قول للمؤلف عنه في الكلام على الآية "119" من البقرة.

جرير1 التخريج منه. 5- ومن التفاسير الواهية لوهاء رواتها التفسير الذي جمعه موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني2 وهو قدر مجلدين يسنده إلى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس وقد نسب ابن حبان موسى هذا إلى وضع الحديث، ورواه عن موسى عبد الغني بن سعيد الثقفي وهو ضعيف3. وقد يوجد كثير من أسباب النزول في كتب المغازي، فما كان منها من رواية معتمر بن سليمان4 عن أبيه5، أو من رواية إسماعيل6 بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة7 فهو أصلح مما فيها

_ 1 في الدر: ابن جريج وهو تصحف، ومن مواضع في الجزء الأول من تفسير الطبري: "229، 259، 265، 270، 290، 298، 310، 324، 340، 344، 345، 351، 356، 374، 377، 382، 386، 390، 391، 401، 469" وقد يذكر في الصفحة الواحدة أكثر من مرة، ومع هذا يقول ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" "13/ 385": "وأما التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها "تفسير محمد بن جرير الطبري" فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة ... ". 2 ذكره الذهبي في "الميزان" فقال "4/ 211": "معروف، ليس بثقة فإن ابن حيان قال فيه: دجال، وضع على ابن جريج عن عطاء بن ابن عباس كتابًا في التفسير، وقال ابن عدي: منكر الحديث يعرف بأبي محمد المفسر، ثم ذكر أحاديث بواطيل من روايته. انظر "لسان الميزان" لابن حجر "6/ 124" و"تاريخ التراث العربي" لسزكين "1/ 90" و"الإتقان" "2/ 188" وقد تحرف فيه اسم أبيه "عبد الرحمن" إلى "محمد"!! وقاعدة جليلة في "التوسل والوسيلة" لابن تيمية "ص83" وفات الداودي أن يترجمه في "طبقاته". وللحافظ كلام عنه في "الإصابة" "3/ 550" وسيأتي له ذكر في الآية "135" من سورة آل عمران. 3 وفي الميزان" "2/ 642": "حدث عنه بكر بن سهل الدمياطي وغيره، ضعفه ابن يونس". 4 توفي سنة 187 أخرج له الستة "التهذيب" "10/ 277". 5 سليمان بن طرخان البصري توفي سنة 143 أخرج له الستة "التهذيب" "4/ 201". 6 ثقة تكلم فيه بلا حجة، مات في خلافة المهدي أولها أو آخرها "التهذيب" "1/ 72" و"التقريب" "ص105". 7 إمام ثقة توفي سنة 141 أخرج له الستة، واتفق العلماء على أن "مغازيه" من أصح المغازي انظر "التهذيب" "10/ 360" و"السيرة النبوية الصحيحة" للدكتور أكرم العمري "1/ 55-56".

من كتاب محمد بن إسحاق1، وما كان من رواية ابن اسحاق أمثل مما فيها من رواية الواقدي2. وإنما قدمت هذه المقدمة ليسهل الوقوف على أوصافهم لمن تصدى للتفسير، فيقبل من كان أهلًا للقبول، ويرد مَنْ عداه ويستفاد من ذلك تخفيف حجم الكتاب لقلة التكرار فيه وسميت هذا الكتاب: "العجاب في بيان الأسباب" وعلى الله أعتمد، ومن فيض فضله أستمد، لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه مآب.

_ 1 مرت ترجمته. 2 هو محمد بن عمر توفي بغداد سنة 207. انظر تفصيل حالة في "التهذيب" "9/ 363-368" وختم الترجمة بما يلي: "قال النووي في شرح المهذب في كتاب الغسل منه: الواقدي ضعيف باتفاقهم وقال الذهبي في الميزان: استقر الإجماع على وهن الواقدي وتعقبه بعض مشايخنا [كذا هو خطأ مطبعي والصواب مشايحنا] بما لا يلاقي كلامه، وقال الدارقطني: "الضعف يتبين على حديثه وقال الجوزجاني: لم يكن مقنعا" وفي "الجامع" للخطيب "2/ 234": "وأما الواقدي فسوء ثناء المحدثين عليه مستفيض، وكلام أئمتهم فيه طويل عريض"، وفي "السيرة النبوية الصحيحة" للدكتور أكرم العمري كلام عنه "1/ 61-63" فانظره.

سورة الفاتحة

سورة الفاتحة: افتتح الواحدي كتابه1 بذكر أول ما نزل من القرآن ثم بذكر آخر ما نزل2 ثم بنزول البسملة3 ثم بنزول الفاتحة4 وساق الاختلاف هل هي مكية أو مدنية5، ثم أسند6 من طريق أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس قال: أول ما نزل

_ 1 "ص7". 2 "ص12". 3 "ص15". 4 "ص17". 5 قال رحمه الله: "اختلفوا فيها: فعند الأكثرين: هي مكية من أوائل ما نزل من القرآن" ثم ساق الروايات المؤيدة لذلك. 6 "ص15" وتعبير المؤلف ابن حجر رحمه الله بـ"ثم" غير دقيق لأن الرواية ساقها الواحدي قبل ذكر الاختلاف في نزول الفاتحة، إلا إذا استعملها بمعنى العطف أو غيره، فقد قال في "الفتح" "3/ 517" في شرح كتاب الحج، في الكلام على قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} : "وأما الإتيان في الآية بقوله: "ثم" فقيل: هي بمعنى الواو وهذا اختيار الطحاوي، وقيل لقصد التأكيد لا لمحض الترتيب، والمعنى: فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام ثم اجعلوا الأفاضة التي تفيضونها من حيث أفاض الناس لا من حيث كنتم تفيضون ... ". وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} الأنعام "154" "2/ 191": قال ابن جرير: "ثم آتينا موسى الكتاب" تقديره: ثم قل يا محمد مخبرًا عنا إنا آتينا موسى الكتاب بدلالة قوله: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُم} قلت: وفي هذا نظر، وثم ههنا إنما لعطف الخبر بعد الخير لا للترتيب ههنا كما قال الشاعر: قل لمن ساد ثم ساد أبوه ... ثم قد ساد قبل ذلك جده وقال ابن هشام في "المغني" "1/ 117" في الكلام على "ثم": "حرف عطف يقتضي ثلاثة أمور"التشريك في الحكم، والترتيب، والمهلة وفي كل منها خلاف" ثم ذهب يناقش ذلك.

[به] جبريل1 على النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا محمد استعذ ثم قل بسم الله الرحمن الرحيم" والراوي له عن أبي روق ضعيف2 فلا ينبغي أن يحتج به. ثم2 أسند من طريق يزيد النحوي عن عكرمة والحسن4 قالا: "أول ما نزل من القرآن: بسم الله الرحمن الرحيم" وهذا مرسل5، ولعل قائله تأول الأمر في قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّك} وإلى ذلك أشار السهيلي6 فقال7: "يستفاد من هذه الآية ابتداء8 القراءة بالبسملة"، وأما خصوص نزول البسملة سابقا ففي صحته نظر. وقد أسند الواحدي9 من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقال: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين} وهذا إن ثبت دل على

_ 1 استدركتها في المطبوع ومن تفسيري الطبري وابن كثير. 2 هو بشر بن عمارة الخثمعي المكتب الكوفي اتفقت كلمات النقاد على تضعيفه مثل أبي حاتم والبخاري والنسائي وابن حبان والدارقطني والعقيلي والساجي إلا ابن عدي: فقال: "لم أر في أحاديثه حديثًا منكرًا وهو عندي حديثه إلى الاستقامة أقرب"، انظر "التهذيب" "1/ 455". 3 هذا التعبير غير دقيق لأن هذه الرواية أوردها الواحدي في مطلع كتابه في القول في أول ما نزل من القرآن "ص8". 4 هو البصري الإمام العلم توفي سنة 110، أخرج له الستة، انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" للمزي "6/ 95-127". 5 وفي السند علي بن الحسين بن واقد متكلم فيه، وقال الحافظ: "صدوق يهم" انظر "التهذيب" "7/ 308" و"التقريب" "ص400". 6 هو عالم الأندلس الحافظ أبو زيد عبد الرحمن بن عبد الله الخثمعي المالقي توفي سنة "581" انظر "سير أعلام النبلاء" للذهبي "21/ 157" و"بغية الوعاة" للسيوطي "2/ 81" و"طبقات المفسرين" للداودي "1/ 272-274". 7 في كتابه "الروض الأنف" في شرح السيرة النبوية لابن هشام في أوائل كتاب "المبعث" "2/ 397". 8 في "الروض": وجوب ابتداء. 9 في "القول في سورة الفاتحة". "ص17".

أن الفاتحة مكية1. ومن طريق أبي ميسرة2 أحد كبار التابعين3 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا برز سمع مناديا ينادي يا محمد فإذا سمع الصوت انطلق هاربا فقال له ورقة بن نوفل: إذا سمعت النداء4 فاثبت حتى تسمع ما يقول لك، فلما برز سمع النداء4 فقال: "لبيك" قال: قل: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ثم قل: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيم} حتى فرغ من فاتحة الكتاب قلت: وهو مرسل ورجاله ثقات، فإن ثبت حمل على أن ذلك كان بعد قصة غار حراء ولعله كان بعد فترة الوحي، والعلم عند الله تعالى. ثم5 أسند من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف ختم السورة حتى ينزل عليه: "بسم الله الرحمن الرحيم" وهذا رواته ثقات6. وأخرجه أبو داود7 لكنه اختلف في وصله وإرساله، وأورد الواحدي له

_ 1 وقد علمت أنه لا يثبت لوهاء سنده. 2 وقد ساقه الواحدي قبل المذكور هنا قبله. 3 هو عمرو بن شرحبيل الهمذاني ثقة عابد مخضرم مات سنة 63 أخرج الستة دون ابن ماجه، "التقريب" "ص422" وجاء في تعليق السيد صقر على كتاب الوحدي "ص17": عمر وهو خطأ. 4 في المطبوع بعدها: يا محمد. 5 هذا التعبير نظر كما سبق والصحيح: وكان أسند. 6 انظر "مجمع الزوائد" "6/ 310". 7 في كتابه "السنن" كتاب الصلاة باب من جهر بالبسملة "209" برقم "778" وقد رواه عن ثلاثة من شيوخه وهم قتيبة بن سعيد وأحمد بن محمد المروزي وابن السرح وقال قتيبة فيه: عن ابن عباس. ولفظه عن ابن السرح: "لا يعرف فصل السور، حتى تنزل" وانظر "تحفة الأشرف" "4/ 434".

شاهدين1 بسندين ضعيفين. قال الجعبري: يؤخذ من هذا أن لنزول البسملة سببين، أحدهما: التبرك بالابتداء بها، والثاني: الفصل بين السورتين والله أعلم2.

_ 1 الأول عن ابن مسعود: كنا لا نعلم فصل ما بين السورتين حتى تنزل "بسم الله الرحمن الرحيم" والثاني عن ابن عمر: نزلت "بسم الله الرحمن الرحيم" وهما في "الدرر المنثور" للسيوطي "1/ 7". 2 يلاحظ أن ما أورده الحافظ هنا من كلام على "الفاتحة" لا يعد من أسباب النزول بالمعنى الاصطلاحي.

سورة البقرة

سورة البقرة: 1- قوله ز تعالى: {الم} . قال شيخ شيوخنا أبو حيان1 في "البحر"2: "قال قوم: إن المشركين لما أعرضوا عن سماع القرآن نزلت ليستغربوا ذلك فيفتحون لها أسماعهم فيستمعون القرآن لتجب عليهم الحجة"3. قلت: وقد حكى نحو ذلك أبو جعفر الطبري4، وتبعه ابن عطية5 حيث جمع الاختلاف في المراد بالحروف المقطعة أول السور6.

_ 1 هو الإمام العلامة ذو الفنون حجة العرب: محمد بن يوسف الأندلسي قال الذهبي: "عالم الديار المصرية وصاحب التصانيف البديعة ولد سنة "654هـ" وتوفي في القاهرة سنة "745" انظر "المعجم المختص بالمحدثين" "ص267-268" وترجمه الحافظ في "الدرر الكامنة" "5/ 70-76". 2 "البحر المحيط" "1/ 34" وهو من مروياته انظر كتابه "المعجم المفهرس" "ص346" من المخطوط. 3 ثم قال في "1/ 35": "والذي أذهب إليه أن هذه الحروف التي في فواتح السور هو المتشابه الذي استأثر الله بعلمه، وسائر كلامه تعالى محكم، وإلى هذا ذهب أبو محمد علي بن أحمد اليزيدي وهو قول الشعبي والثوري وجماعة من المحدثين ... " وهذه الأسماء أخذها من "المحرر الوجيز" لابن عطية "1/ 138" ولم يشر، اكتفاء بما قاله في مقدمته من اعتماده عليه. 4 انظر تفسيره "1/ 210". 5 هو الإمام العلامة شيخ المفسرين أبو محمد عبد الحق بن أبي بكر غالب المحاربي الغزناطي مولده سنة "480" ووفاته سنة "541" انظر ترجمته في "السير للذهبي" "19/ 587-288" ولابن تيمية كلام على تفسيره "المحرر الوجيز" انظره في الفتاوى "113/ 361 و388". وهو مرويات الحافظ انظر "المعجم المفهرس" "ص345". 6 انظر "المحرر الوجيز" "1/ 140" وقد ذكر في تفسيرها اثني عشر قولًا، المذكور هنا آخرها ولا بد من القول أن سورًا كثيرة نزلت بمكة تبدأ بالحروف المقطعة، وليست البقرة أول سورة تبدأ بذلك، وإذا كان هذا القول يصح على تلك السور فإنه لا يصح هنا والله أعلم.

2- قوله زتعالى: {ذَلِكَ} . قال مقاتل بن سليمان1: "لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن الأشرف وكعب بن أسد2 إلى الإسلام فقالا: ما أنزل الله تعالى من بعد موسى كتابا أنزل الله تعالى {الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ} يعني هذا الكتاب الذي جحدتم نزوله لا ريب فيه أنه أنزل من عند الله تعالى على محمد". وقال الطبري3: يحتمل أن تكون الإشارة لما أنزل من قبل سورة البقرة4 وقيل5: الإشارة إلى التوراة والإنجيل وحكى ابن ظفر6 في تفسيره المسمى "ينبوع الحياة" ما نصه: "قيل: ذكر في كتب الله السالفة أن علامة القرآن الموعود بإنزاله أن في أوائل سورة منه حروفا غير منظومة فنزل القرآن كما قيل لهم وأشار بقوله: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} إلى ما وعدهم"7 وقال أبو جعفر بن الزبير8: يحتمل

_ 1 انظر تفسيره "1/ 17" ولم يلتزم الحافظ بحرفية النص. 2 في تفسير مقاتل: أسيد. 3 التفسير "1/ 226" ولم يلتزم كذلك بحرفية النص. ملاحظة: من قول الطبري هذا إلى آخر ما جاء في الفقرة لا يعد أسباب النزول فتأمل! 4 ورجح الطبري قول عامة المفسرين الذين أولو "ذلك" بـ"هذا". 5 كما في تفسير الطبري "1/ 227-228". 6 هو الإمام محمد بن عبد الله المكي ولد بمكة وتوفي بحماة سنة "565" انظر ترجمته في "معجم الأدباء" "7/ 102" و"لسان الميزان" للحافظ "5/ 371" و"طبقات المفسرين" للداودي "2/ 171" وانظر عن نسخ تفسيره "الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط" "1/ 205". 7 وكان قد ذكر مثل هذا ابن عطية في "المحرر الوجيز" "1/ 139". 8 هو أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي العاصمي الجيابي المولد، الغرناطي المنشأ، قال تليمده أبو حيان في "النضار": كان محدثًا جليلًا ناقدًا نحويًّا، أصوليًّا، أديبًا، فصيحًا، مفوهًا، حسن الخط، مقرئًا مفسرًا مؤرخًا. ولد سنة "627" وتوفي سنة "708" انظر ترجمته في "بغية الوعاة" "1/ 291" وفي "الإتقان" للسيوطي في النوع "63" في الآيات المتشابهات قال "1/ 114": "أفرده بالتصنيف خلق ... وألف في توجيهه الكرمان في كتابه "البرهان في متشابه القرآن"، وأحسن منه "درة التنزيل وغرة التأويل" لأبي عبد الله الرازي وأحسن من هذا، "ملاك التأويل" لأبي جعفر بن الزبير ولم أقف عليه، وذكره الحاج خليفة في "كشف الظنون" في حرف الميم "2/ 1813" وسماه "ملاك التأويل القاطع لذوي الإلحاد والتعطيل وتوجيه المتشابه اللفظي من آي التنزيل"، وأخذ ذكره منه الشيخ قاسم القيسي في "تاريخ التفسير" "ص97" ولم يشير -على عادته في هذا الكتاب- وقد طبع بتحقيق سعيد الفلاح وجاء في مجلدين.

أنهم لما أمروا في الفاتحة أن يقولوا: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم} فقالوا: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم} فقيل لهم ذلك الصراط هو الكتاب لا ريب فيه1. 3- قوله تعالى: {الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِين} إلى {الْمُفْلِحُونَ} [البقرة: 1-5] . أسند الواحدي2 من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: "أربع آيات من أول هذه السورة نزلت في المؤمنين وآيتان بعدها [نزلتا] 3 نزلتا في الكافرين، وثلاث عشرة آية نزلت في المنافقين". قلت: وقال مقاتل بن سليمان4: "نزلت الآية ان الأوليان في المؤمنين من المهاجرين والأنصار، والآية ان بعدها في من آمن من أهل الكتاب، منهم عبد الله بن سلام5

_ 1 نقل هذا القول أبو حيان في البحر "1/ 36" سماعًا من شيخه أبي جعفر، وتصرف ابن حجر في النقل فقوله: "يحتمل" غير موجود في البحر، بل هو فيه بصيغة الجزم، وعلق أبو حيان عليه بقوله: "وبهذا الذي ذكره الأستاذ تبين وجه ارتباط سورة البقرة بسورة الحمد، وهذا القول أولى لأنه إشارة إلى شيء سبق ذكره إلى شيء لم يجز له ذكره. 2 "ص19"، وانظر تفسير سفيان الثوري "41". 3 استدركتها من المطبوع. 4 في تفسيره "ص17" والنقل بتصرف. 5 كتب فوقها في الأصل: "خفـ" إشارة إلى نقطه، بالتحقيق، قال السهيلي في "الروض الأنف" في شرح قصة إسلام عبد الله بن سلام. "4/ 407": "سلام هو بتخفيف اللام، ولا يوجد من اسمه -سلام- بالتخفيف- في المسلمين؛ لأن السلام من أسماء الله، فيقال عبد السلام ويقال: سلام -بالتشديد- وهو كثير، وإنما سلام -بالتخفيف- في اليهود، وهو والد عبد الله بن سلام منهم".

وأسيد بن زيد وأسيد1 بن كعب، وسلام بن قيس وثعلبة بن عمرو، وأبو2 يامين واسمه سلام أيضا"3. 4- قوله {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُم} . تقدم قول مجاهد إنها والتي بعدها نزلتا في الكافرين وقال الضحاك: نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته، وقال الكلبي نزلت في اليهود4. قلت: ونقله شيخ شيوخنا أبو حيان عن الضحاك5 ثم قال: "وقيل6: نزلت في أهل القليب7 قليب بدر. منهم أبو جهل، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وعقبة

_ 1 ضبط في الأصل بضم الهمزة، وهو في "تفسير مقاتل" المطبوع: أسد، وأسد وأسيد إخوان كما سيأتي. 2 في المطبوع: ابن، وكذلك سيأتي في الكلام على الآية "121" من هذه السورة فلعله هو الصواب والله أعلم انظر الكلام على الآية "208". 3 ترجم للأول ابن حجر في كتابه "الإصابة "2/ 320" وقال: توفي بالمدينة سنة "43"، وذكر أسيد بن كعب في "1/ 50" وأحال على موضع ذكر أخيه أسد "1/ 33" وفي هذا الموضع قال: "روى ابن جرير من طريق ابن جريج قال في قوله تعالى: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَة} قال: هم عبد الله بن سلام وأخوه ثعلبة وسعيد وأسد وأسيد ابنا كعب". وأما الأربعة الباقون فلم يذكرهم ورأيت في ترجمة "سلمة بن سلام الإسرائيلي" في "2/ 65": "روى الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} الآية في عبد الله بن سلام، وأسد وأسيد ابني كعب، وثعلبة بن قيس، وسلام ابن أخت عبد الله بن سلام، وسلمة ابن أخيه، ويامين بن يامين، وهؤلاء مؤمنوا أهل الكتاب". 4 القولان عند الواحدي "ص19". 5 "البحر المحيط" "1/ 50" وقد ذكر ستة أقوال في سبب نزول الآية ين "6-7"، وهذا هو الثالث. 6 وهو القول الرابع عنده، ولم يلتزم ابن حجر بحرفية النص. 7 في "القاموس" مادة قلب" "ص163": "القليب: البئر، أو العادية القديمة منها، ويؤنث".

بن أبي معيط والوليد بن المغيرة كذا حكاه أبو حيان ولم ينسبه لقائل1، وأقره2، وفيه خطأ لأن الوليد بن المغيرة مات بمكة قبل الهجرة3، وعقبة بن أبي معيط إنما قتل بعد رحيل المسلمين من بدر راجعين إلى المدينة قتل بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصفراء4 باتفاق أهل العلم بالمغازي5 وقال أبو العالية: نزلت في قادة

_ 1 أصل القول دون ذكر الأسماء مروي بالسند عن الربيع بن أنس كما فى تفسير الطبري "252/ 1" ونصه: "آيتان في قادة الأحزاب: إن الذين كفروا ... فهم الذين قتلوا يوم بدر". قال ابن عطية في "152/ 1": هكذا حكي هذا القول، وهو خطأ؛ لأن قادة الأحزاب قد أسلم كثير منهم، وإنما نزلت ترتيب الآية في أصحاب القلب ... " وعلة تخطئته لهذا القول انصراف ذهنه إلى غزوة الخندق -والله أعلم- وليس هذا بلازم، فالمقصود من الأحزاب هنا المشركون الذين تحزبوا على المسلمين في بدر، وهذا قول أبي العالية، ويرويه عنه الربيع كما في "تفسير ابن كثير" "1/ 45". 2 أي: بالسكوت وعدم التعقيب. 3 قال ابن إسحاق في كلامه على كفاية الله نبيه أمر المستهزئين: "حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، أو غيره من العلماء: أن جبريل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم يطوفون بالبيت فقام وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبه فمر به الأسود بن المطلب، فرمى في وجهه بورقة خضراء فعمي، ومر به الأسود بن عبد يغوث، فأشار إلى بطنه، فاستسقى بطنه فمات منه حبنا [هو انتفاخ البطن من داء] ، ومر به الوليد بن المغيرة، فأشار إلى أثر جرح بأسفل كعب رجله، كان أصابه قبل ذلك بسنين، وهو يجر سَبَله [أي: فضول ثيابه] وذلك أنه مر برجل من خزاعة وهو يريش نبلًا له، فتعلق سهم من نبله بإزاره فخدش في رجله ذلك الخدش، وليس بشيء، فانتقض به [أي: تجدد] فقتله ... " انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 410". 4 هي قرية فوق ينبع، على ست مراحل من المدينة، وهي كثيرة المزارع والنخل، وفيها مات عبيدة بن الحارث بن المطلب، وكانت قُطعت رجله ببدر، فوصل إليها مرتثًا [الترييث: الإعياء] . وفيها بقرب منها قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم النضر بن الحارث مرجعه من بدر بموضع يقال له الأثيل. انظر "الروض المعطار في خبر الأقطار" "ص362" و"القاموس" مادة الريث "ص218" و"الإصابة" للمؤلف "2/ 449" ترجمة عبيدة برقم "5375". 5 الذي في سيرة ابن هشام "1/ 644" ما يلي: "قال ابن إسحاق: حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء قتل النضر بن الحارث، ثم خرج حتى إذا كان بعرق الظبية قتل عقبة بن أبي معيط. قال ابن هشام: عرق الظنية عن غير ابن إسحاق" ا. هـ باختصار. ولا يمكن قبول هذا السبب لأن الآية تدل على أنها نزلت في كفار أحياء لا أموات!

الأحزاب، وهم الذين قال الله تعالى فيهم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَار} 1 وقال غيره: أنزلت في مشركي العرب من قريش وغيرهم2. ويوافق قول الكلبي ما أورده ابن إسحاق عن ابن عباس بالسند المذكور في المقدمة قال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} بما أنزل إليك وإن قالوا إنا قد آمنا بما جاءنا من قبلك {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُم} لأنهم كفروا بما جاءك وبما عندهم من ذكرك مما جاءهم به غيرك فكيف يسمعون منك إنذارا وتحذيرا وقد كفروا بما عندهم من علمك3. وقال علي بن أبي طلحة4 عن ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص أن يؤمن جميع الناس ويبايعوه5 على الهدى، فأخبره الله تعالى أنه لا يؤمن إلا مَنْ

_ 1 ذكره أبو حيان في "البحر" "1/ 50" وتسلسله عنده الثاني وهو نفس القول الماضي الذي ذكره برقم الرابع، وكل ما هنالك أنه قسمه إلى قسمين: قادة الأحزاب وأصحاب القليب، وفي هذا نظر. والآية من سورة إبراهيم "28". 2 ذكره في "البحر" "1/ 50" وتسلسله "الخامس". 3 الخبر في سيرة ابن هشام القسم الأول "ص531" في فصل "الأعداء من يهود" دون سند و"تفسير ابن أبي حاتم" "ص42": وقد ذكر الخبر الطبري مفرقًا على فقرتين في "1/ 251 و257" وابن كثير في "تفسيره" "1/ 45"، والسيوطي في "الدر المنثور" "1/ 29" والشوكاني في "فتح الباري" في "فتح القدير" "1/ 28". ولم يلتزم ابن حجر بالنقل الحرفي، بل حذف وقدم وأخر. 4 فيما يرويه الطبري "1/ 252" وهو عند ابن كثير "1/ 45" والسيوطي "1/ 28-29" والشوكاني "1/ 28" ونسباه إلى ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي ولم أجده في "تفسير ابن أبي حاتم"، هذا، وقد تصرف ابن حجر في النقل بالاختصار. 5 في المصادر المذكورة: يتابعوه وكلا الوجهين جائز لكنه بالتاء أرجح.

سبقت له السعادة انتهى. وحاصله أنها خاصة بمن قدر الله تعالى أنه لا يؤمن1. 5- قوله ز2 تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِر} 8. تقدم قول مجاهد إنها وتمام ثلاث عشرة آية نزلت في المنافقين انتهى. وقال أبو العالية والحسن البصري وقتادة والسدي نحوه3. وقال الطبري4: أجمعوا على أنها نزلت في قوم من أهل النفاق5، وقال ابن إسحاق في روايته: هم المنافقون من الأوس والخزرج6. قلت: وسرد ابن إسحاق أسماءهم في أوائل الهجرة من السيرة النبوية7. ورجح أبو حيان8 أنها نزلت في قوم معينين9؛ لأن الله تعالى حكى عنهم أقوالا معينة

_ 1 وإلى هذا القول مال ابن عطية "1/ 152" فقد حكاه أولًا ثم قال: "والقول الأول مما حكيناه هو المعتمد عليه، وكل من عين أحدًا فإنما مثل بمن كشف الغيب -بموته على الكفر- أنه في ضمن الآية ". 2 سقطت "ز" من الأصل، وهي لازمة لأن هذا السبب مما أخل به الواحدي. 3 لم أجد هذه الأسماء مجتمعة هكذا إلا في "تفسير ابن كثير" "1/ 47" فالظاهر أن المؤلف نقل منه، وهو كما ترى لم يشر. 4 في "1/ 268". 5 وتتمة القول فيه: "وإن هذه الصفة صفتهم". 6 وتتمة الرواية عنده كما في الطبري "1/ 269": ومَنْ كان على أمرهم. وانظر "سيرة ابن هشام" "1/ 531". 7 انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 519-527" ولم أجده في "السير والمغازي" المطبوع. 8 انظر "البحر" "1/ 54". 9 قال: "وهم عبد الله بن أبي بن سلول، وأصحابه، ومن وافقه من غير أصحابه ممن أظهر الإسلام وأبطن الكفر ... " وهو في هذا يرد على أبي البقاء إذا استضعف أن تكون "مَنْ" موصولة بمعنى الذي قال: لأن "الذي" يتناول قومًا بأعيانهم، والمعنى هنا على الإبهام.

قالوها، فلا يكون ذلك صادرا إلا من معين 6- قوله ز تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْض} الآية 11. قال الجمهور1: نزلت في الكفار وفسادهم بالكفر، وفي المنافقين وفسادهم بالمعصية. وأخرج الطبري2 عن سلمان قولا آخر إنها لم يأت أصحابها بعد.

_ 1 رجعت إلى المصادر التي يرجع إليها ابن حجر وهي تفاسير الطبري وابن أبي حاتم وابن عطية وأبي حيان وابن كثير فلم أجد ما نسبه إلى الجمهور هكذا لكن جاء في "البحر" "1/ 64-65": "وإفسادهم في الأرض بالكفر قاله ابن عباس، أو المعاصي قاله أبو العالية ومقاتل، أو بهما قاله السدي عن أشياخه، أو بترك امتثال الأمر واجتناب النهي قاله مجاهد، أو بالنفاق الذي صافوا به الكفار وأطلعوهم على أسرار المؤمنين ذكره علي بن عبيد الله، أو بإعراضهم عن الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن، أو بقصدهم تغيير الملة قاله الضحاك أو باتباعهم هواهم وتركهم الحق مع وضوحه قال بعضهم، وقال الزمخشري، الإفساد في الأرض: تهييج الحروب والفتن ... " وأنت ترى أن هذه الأقوال كلها تتحدث عن المنافقين، فالقول بأنها نزلت في الكفار ونسبته إلى الجمهور موضع نظر الطويل. 2 أخرج الطبري "1/ 287" هذا القول بسندين ينتهي الأول إلى "عباد بن عبد الله عن سليمان" وأخرجه من طريقه ابن أبي حاتم "ص51"، وعباد هذا هو الأسدي الكوفي قال عنه البخاري: "فيه نظر" وسكت ابن أبي حاتم، ووثقه ابن حبان وقال ابن الجوزي في الضعفاء: "روى عن علي أحاديث لا يتابع عليها" وأخرج في الموضوعات حديث علي: "أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر" وقال: "هذا موضوع، المتهم به عباد بن عبد الله، قال علي بن المديني، كان ضعيف الحديث، وقال الأزدي: روى أحاديث لا يتابع عليها، وقال أبو بكر الأثرم: سألت أبا عبد الله عن "حديث علي" فقال: اضرب عليه فإنه منكر". وذكره الذهبي في ترجمته الحديث المذكور وحكم عليه بالكذب، ونقل ابن حجر ما تقدم وزاد: "قال ابن حزم: هو مجهول". انظر "التاريخ الكبير" "6/ 32" و"الجرح والتعديل" "6/ 82" والثقات" "5/ 141" و"الضعفاء والمتروكين:" "2/ 75" و"الموضوعات" "1/ 341" و"ميزان الاعتدال" "2/ 368" و"تهذيب التهذيب".

وفي سنده مقال1. 7- قوله ز تعالى: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء} . قال الثعلبي2: "نزلت في قريظة، قال سعيد بن جبير ومحمد بن

_ = "5/ 89" ولم أجد له ذكرًا في "تجريد أسماء الرواة الذين تكلم فيهم ابن حزم جرحًا وتعديلًا مقارنة مع أقوال أئمة الجرح والتعديل" لمؤلفيه عمر بن محمود أبو عمر وحسن محمود أبو هنية، فهو مما يستدرك عليهما، ومع هذا كله حسن الشيخ أحمد شاكر حديثه في تفسير الطبري "1/ 288" وشرح مسند أحمد برقم "883" متابعة لابن حبان وكان من منهجه اعتماد تصحيحه والأخذ برأيه. انظر مقدمة "الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان" للأستاذ شعيب الأرنئوط "1/ 62". وفي السند الثاني: عبد الرحمن بن شريك عن أبيه. وعبد الرحمن قال فيه أبو حاتم: واهي الحديث وذكره ابن حبان في "الثقات" فقال: ربما أخطأ وقال ابن حجر: صدوق يخطئ، انظر الجرح والتعديل" "5/ 244" و"تهذيب التهذيب" "6/ 194" و"تقريب التهذيب" "ص342"، "شريك القاضي فيه كلام شديد للعلماء لكن قال ابن حجر: صدوق يخطئ كثيرًا، وقال يحيى بن سعيد: مازال مخلطًا. انظر ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق للذهبي "ص99" و"تهذيب التهذيب" "4/ 333"، وقال أحمد شاكر: "وإسناده عندي حسن، وقد مضى قبله بإسناد آخر حسن، فكل منهما يقوي الآخر" تفسير الطبري "1/ 288". والخبر أورده ابن كثير من طريقيه "1/ 50" وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" "1/ 30" إلى وكيع وابن جرير وابن أبي حاتم، وانظر تفسير البيضاوي "1/ 27" و"الفتح السماوي بتخريج أحاديث تفسير القاضي البيضاوي" للمناوي "1/ 143-144". 1 انظر توجيه قول سلمان هذا عند الطبري "1/ 289" ونقله عنه ابن كثير "1/ 50" وانظر كذلك تفسير البيضاوي "1/ 27"، ومثل هذا لا يعد سبب نزول. 2 ترجمه الذهبي في "السير" "17/ 435-437" فقال: "الإمام الحافظ العلامة، شيخ التفسير، أبو إسحاق، أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري، كان أحد أوعية العلم، له كتاب التفسير الكبير، توفي سنة 427"، وفي هامشه كلمة عن هذا التفسير مهمة فانظرها، وانظر "معجم مصنفات القرآن الكريم" للدكتور علي شواخ إسحاق "2/ 237" وتفسيره من مرويات الحافظ، كما في "المعجم المفهرس "ص90"، وفي دار صدام للمخطوطات ببغداد جزء منه يبدأ من آخر الواقعة إلى سورة الفيل، وفي المكتبة القادرية قطعة، تبدأ بسورة القدر.

كعب1 وعطاء، قالوا: كان عبد الله بن الهيبان2 قبل الهجرة يحض على اتباع محمد إذا ظهر فمات قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فلما دخلها كفروا به بغيا وحسدا". والمراد بالسفهاء: الصحابة أخرجه ابن أبي حاتم3 عن الضحاك4 وعن السدي5. وأخرج الطبري من وجه آخر عن الضحاك قال السفهاء: الجهال6. ونقل الماوردي7 عن الحسن:

_ 1 هو القرظي تابعي جليل مفسر قال ابن سعد وغيره: مات سنة 120 أخرج له الستة "التهذيب 9/ 420" وانظر التراث العربي" "لسزكين "1/ 76". 2 انظر حديثه مفصلًا ومعنى اسمه وضبطه في "الروض الأنف" وهامشه "2/ 327-330" وذلك قبل كتاب المبعث. 3 1/ 1/ 53. 4 رفعه إلى ابن عباس، وفي السند بشر بن عثمان متفق على ضعفه كما سبق. 5 ذكره بلا سند، وساق سنده ابن جرير "1/ 293-294" وقد مر الكلام عليه في المقدمة. وفات ابن حجر ذكر أبي العالية فقد كان يقول ذلك أيضًا. أخرجه ابن أبي حاتم "1/ 1 ص53". 6 ذكر الطبري هذه في تفسير كلمة "السفهاء" الثانية المذكورة في قوله: "ألا إنهم هم السفهاء" وفي سنده بشر المذكور، انظر "1/ 295". 7 قال الماوردي: في تفسير "النكت والعيون" في تفسير هذه الآية "1/ 70": "فيه وجهان: أحدهما: أنهم عنوا بالسفهاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقج سقط الوجه الثاني الذي نقله ابن حجر هنا من الشيخ المخطوطة فوضع محقق التفسير الأستاذ خضر محمد خضر بدلًا من الساقط: [الثاني: أنهم أرادوا مؤمني أهل الكتاب] وهذه الزيادة أخذها من تفسير القرطبي، وتبين مما نقله ابن حجر خطأ عمله. والماوردي هو الإمام العلامة أبو الحسن: علي بن محمد البصري مات في سنة "450" وقد بلغ "86" سنة. انظر ترجمته في "السيرة" للذهبي "186/ 64-67" وفيها كلام لأبي عمرو بن الصلاح عن تفسيره وأنه اعتزالي عظيم الضرر "والميزان" "3/ 155" و"اللسان" "4/ 260". والتفسير من مرويات الحافظ انظر المعجم المفهرس" "ص345".

النساء الصبيان1. وقال مقاتل2: أرادوا بها قوما من الصحابة بأعيانهم وهم سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وأبو لبابة3. وقيل: بل عبد الله بن سلام ومن آمن من اليهود 8- قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا} . أسند الواحدي4 من طريق محمد بن مروان السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي وأصحابه، وذلك

_ 1 لم أجد شيئًا من ذلك في تفاسير الطبري وابن أبي حاتم وابن كثير في هذا الموضع لكن ذكر ابن كثير قول الحسن هذا في تفسير قوله تعالى في سورة النساء: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُم} انظر التفسير "1/ 452" فتفسير السفهاء هنا بالنساء والصبيان من باب توحيد المراد باللفظ، وحصر المراد بذلك هنا غير سديد، وجميل قول ابن جرير في تفسير آية البقرة: "والسفيه: الجاهل، الضعيف الرأي، القليل المعرفة بمواضع المنافع والمضار، ولذلك سمى الله عز وجل النساء والصبيان سفهاء فقال تعالى: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُم} فقال عامة أهل التأويل: هم النساء والصبيان لضعف آرائهم، وقلة معرفتهم بمواضع المصالح والمضار التي تصرف إليها الأموال" انظر "1/ 293". 2 "1/ 24" وما نقله ابن حجر مختلف تمامًا عما هو في التفسير المطبوع والذي فيه أن قوله تعالى: {إِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا} نزلت في منذر بن معاذ وأبي لبابة ومعاذ وأسيد قالوا لليهود: صدقوا بمحمد أنه نبي كما صدق به عبد الله بن سلام وأصحابه. فقالت اليهود "قالوا أنؤمن" يعني نصدق "كما أمن السفهاء" يعني الجهال، يعنون عبد الله بن سلام وأصحابه ... ". وظاهر أن مقاتل أراد بيان الدعاة إلى الإيمان لا أن اليهود سموهم سفهاء. هذا، وما أرى قوله: "منذر بن معاذ" إلا تصحيفًا ولا وجود لصحابي بهذا الاسم في "الإصابة" فالصواب: سعد بن معاذ. 3 انظر تراجمهم في "الإصابة" للمؤلف، الأول في "2/ 37" برقم "3204"، والثاني في "1/ 49" برقم: "185"، والثالث -وقد اختلف في اسمه- في "4/ 186" برقم "981" من تسلسل باب الكنى. "4 "ص20" ومن قبله الثعلبي. انظر "لباب النقول" للسيوطي "ص17" ومن بعده الزمخشري في "الكشاف" "1/ 184" دون سند، والخبر في "تفسير مقاتل بن سليمان" "ص23".

أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله بن أبي انظروا كيف، أرد هؤلاء السفهاء عنكم، فأخذ بيد أبي بكر الصديق فقال: مرحبا بالصديق سيد بني تيم وشيخ الإسلام وثاني رسول الله في الغار والباذل نفسه وماله لرسول الله1، ثم أخذ بيد عمر فقال: مرحبا بسيد بني عدي بن كعب الفاروق القوي في دين الله الباذل نفسه وماله لرسول الله، ثم أخذ بيد علي فقال: مرحبا بابن عم رسول الله وختنه وسيد بني هاشم ما خلا رسول الله2، ثم افترقوا فقال عبد الله لأصحابه: كيف رأيتموني فعلت فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت فأثنوا عليه خيرا فرجع المسلمون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبروه بذلك فأنزل الله هذه الآية. قلت: الكلبي والراوي عنه تقدم وصف حالهما وآثار الوضع لائحة على هذا الكلام3، وسورة البقرة نزلت في أوائل ما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كما ذكره ابن إسحاق4 وغيره وعلي إنما تزوج فاطمة رضي الله عنهما في السنة الثانية من

_ 1 الكلمتان ليستا في الواحدي، وهما في "لباب النقول" مما يدل على وجودهما فيه إذ نقل السيوطي عنه. 2 زاد أبو حيان في "البحر" "1/ 74" و"الخازن في لباب التأويل" "1/ 28" عبارة هي أن عليًا وبخه وقال له لا تنافق فقال: ألي تقول هذا؟ والله إن إيماننا كإيمانكم، وفي "تفسير مقاتل" "ص23" أن الذي وبخه: عمر بن الخطاب. 3 ونقل نقد النص عنه الشيخ عبد الرءوف المناوي في "الفتح السماوي بتخريج أحاديث تفسير القاضي البيضاوي" "1/ 145" في الفقرة "37". ويؤخذ على المحقق أحمد مجتبى بن نذير سالم السلفي أنه لم يدرج كتاب ابن حجر هذا في مصادر المناوي "1/ 70-75": وهذا الخبر أورده السيوطي في "الدر المنثور" "1/ 31" وفي "لباب النقول في أسباب النزول" "ص17-18" وقال: "هذا الإسناد واهٍ جدًّا فإن السدي الصغير كذاب وكذا الكلبي، وأبو صالح ضعيف". 4 قال ابن إسحاق وهو يتحدث عن اليهود والمنافقين بعد حديث الهجرة بقليل: "ففي هؤلاء من أحبار يهود، والمنافقين من الأوس والخزرج، نزل صدر سورة البقرة إلى المائة منها -فيما بلغني- والله أعلم ثم مضى يفصل في ذلك انظر سيرة ابن هشام "1/ 530" فما بعدها ففي نقل ابن حجر تجوز.

الهجرة1. وقد روي غيره محمد بن مروان عن الكلبي أن المراد بشياطينهم هنا: الكهنة2. وأخرج الطبري بسند ابن اسحاق إلى ابن عباس أن هذه الآية نزلت في المنافقين إذا خلوا باليهود وهم شياطينهم لأنهم الذين أمروهم بأن يكذبوا بالحق3. ومن طريق أبي روق4 عن الضحاك عن ابن عباس قال: كان رجال من اليهود إذا لقوا الصحابة أو بعضهم قالوا: إنا على دينكم وإذا رجعوا5 إلى أصحابهم وهم شياطينهم قالوا إنا معكم.

_ 1 قال المؤلف في كتابه "الإصابة" في ترجمة السيدة فاطمة رضي الله عنها "4/ 377" برقم "83" من تسلسل النساء: "وتزوجها علي أوائل المحرم سنة اثنتين بعد عائشة بأربعة أشهر وقبل غير ذلك ... " وراجع التفصيل هناك. 2 لم أجد هذا القول عن الكلبي في التفاسير التي رجعت إليها وهي تفاسير الزمخشري وابن عطية والرازي والبيضاوي والخازن وأبي حيان وابن كثير والآلوسي. وانفرد بذكره أبو الليث السمرقندي في "تفسيره" "1/ 276" ومن بعده ابن الجوزي في "زاد المسير" "1/ 35" دون سند ونسبه إلى الضحاك أيضًا، ونسبة القول إلى الضحاك وآخرين غير معينين في "البحر المحيط" "1/ 69" و"روح المعاني" للآلوسي "1/ 157"، ولم يعين ابن عطية قائلًا بل قال: "1/ 175": "وقال جمع من المفسرين: الكهان" وتابعه القرطبي في الجامع "1/ 145". 3 انظر:"1/ 297" برقم "350" ونصه: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} قال: إذا خلوا إلى شياطنهم من يهود، الذين يأمرونهم بالتكذيب وخلاف ما جاء به الرسول {قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ} أي: إنا على مثل ما أنتم عليه "إنما نحن مستهزئون". 4 أي: أخرج الطبري من طريقه "1/ 296" برقم "349" وفي السند بشر بن عمارة. 5 في الطبري: خلوا.

وحكى أبو حيان عن الضحاك أن المراد بشياطينهم: الجن1 والأول، أصح2 9- قوله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} . قال الواحدي3: قال السدي: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأسلم ناس ثم نافقوا، فكانوا كمثل رجل في ظلمة فأوقد نارا فأضاءت له فأبصر ما يتقيه إذ طفئت ناره في حيرة، أخرجه الطبري4.

_ 1 سبق نظر الحافظ هنا فنسب ما قاله الكلبي إلى الضحاك ففي "البحر" "1/ 69": "وشياطينهم هم اليهود الذين كانوا يأمرونهم بالتكذيب قاله ابن عباس. أو رؤساءهم في الكفر قاله ابن مسعود، وروي أيضًا عن ابن عباس، أو شياطين الجن قاله الكلبي، أو كهنتهم قاله الضحاك وجماعة، كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكهنة جماعة منهم: كعب بن الأشرف من بني قريظة، وابو بردة في بني أسلم، وعبد الدار في جهينة، وعوف بن عامر في بني أسد، وابن السوداء في الشام ... إلخ". وقد نسب القول بأنهم الجن إلى الكلبي في "المحرر الوجيز" "1/ 175" وتابعه القرطبي في "الجامع "1/ 145" قال ابن عطية: "وهذا في هذا الموضع بعيد". قلت: ولا أرى بعده لما نقله أبو الليث السمرقندي في "تفسيره" "1/ 276-277": "قال الكلبي: يعني كهنتهم، وهم خمسة رهط من اليهود، ولا يكون كاهن إلا ومعه شيطان منهم ... إلخ". وعلى هذا فرجوعهم إلى الكهنة هو رجوع الجن في آن واحد، وبذلك يجمع بين القولين، وينتهي الخلاف. 2 وقد عرفت أن القولين يجتمعان. 3 لم أجد هذا النقل في كتابه "أسباب النزول"، ويدل على عدم ذكره فيه أن السيوطي نقله عن السدي في كتابه "اللباب" "ص18" ورمز له بـ"ك" وهو اصطلاحه فيما يزيده على الواحدي. 4 في "1/ 322" برقم "388" بالسند المعروف الذي مر ذكره في المقدمة، وأخرجه ابن أبي حاتم "ص61" برقم "162"، وقد اختصر المؤلف كثيرًا وأشار إليه ابن كثير "1/ 55" وصححه واستظهره على غيره من الأقوال في معنى الآية.

10- قوله ز1 تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاء} الآية 19. قال أيضا2: قال السدي أيضا3: هرب رجلان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين فأصابهما ما ذكر الله تعالى في هذه الآية فجعلا يقولان: ليتنا أصبحنا فأتينا محمدا، فوضعنا أيدينا في يده حتى أصبحنا فأتياه فأسلما فضرب الله شأنهما مثلا4. 11- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} 5. ساق الواحدي6 سندا صحيحا إلى الأعمش7 عن إبراهيم هو -النخعي8- عن علقمة -هو ابن قيس9- أحد كبار التابعين قال: كل شيء نزل فيه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}

_ 1 زدت الرمز "ز" لأن هذه الفقرة من زيادات ابن حجر. 2 أي: الطبري في "1/ 374" برقم "452". 3 أي: فيما يرويه عن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد مر الكلام عليه. 4 ساقه المؤلف باختصار شديد، وقد جمع السيوطي في "الدر" "1/ 81-82" بين هذا النص والذي قبله نقلًا من ابن حجر ثم قال: "وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدي مثله" ولم أجد عند ابن أبي حاتم الفقرة الثانية هذه. 5 كل ما جاء هنا في الكلام على هذه الآية لا علاقة له بسبب النزول، وإنما هو تفسير. 6 "ص20-21". 7 هو سليمان مهران الإمام الثقة توفي سنة 148 أخرج له الستة. انظر "تهذيب الكمال" "12/ 76". 8 إبراهيم بن يزيد الإمام الفقية مات 96 أخرج له الستة. انظر المصدر السابق "2/ 233" وقوله "النخعي" من إضافة الحافظ. 9 هو النخعي الكوفي ولد في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، مات سنة 61 أخرج له الستة انظر "التهذيب" "7/ 276" وبيان اسم أبيه في إفادة الحافظ.

فهو مكي، وكل شيء نزل فيه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فهو مدني1. قلت: وقد وصله بذكر ابن مسعود فيه البزار2 والحاكم3 وابن مردويه4. قال

_ 1 وفي "الدر المنثور" "1/ 84": "أخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن الضريس وابن المنذر وأبو الشيخ بن حيان في التفسير عن علقمة" وذكره، وروى مثله من طرق مختلفة عن الضحاك وميمون بن مهران وعروة وعكرمة. أقول: كذا جاء حبان بالباء وهو تصحيف والصواب: حيان بالياء بوزن شداد وهو جد أبي الشيخ انظر "القاموس" مادة الحين "ص1539" وصحف في "اللباب" في أكثر من موضع انظر "ص16، 64، 93". 2 هو الشيخ الإمام الحافظ الكبير أبو بكر أحمد بن عمرو البصري قال الذهبي: صاحب المسند الكبير الذي تكلم على أسانيده، ولد سنة نيف عشرة ومائتين وتوفي بالرملة سنة 292 انظر "سير أعلام النبلاء" "13/ 554" وانظر ما سيأتي عنه في الآية "86" من آل عمران في "الرسالة المستطرفة" للكتاني "ص68": "له مسندان الكبير المعلل وهو المسمى بالبحر الزاخر، يبين الصحيح من غيره، قال العراقي: ولم يفعل ذلك إلا قليلًا إلا أنه يتكلم في تفرد بعض رواة الحديث ومتابعة غيره، والصغير". وقد جرد زوائده، الحافظ الهيثمي وسماه "كشف الأستار عن زوائد البزار" ونشرته مؤسسة الرسالة في أربعة أجزاء بتحقيق العلامة حبيب الرحمن الأعظمي. ورأيت من الأصل خمسة مجلدات طبع بعنوان "البحر الزخار" حققه الدكتور محفوظ الرحمن زين الله ومن حديثه عن وصف النسخ الخطية "1/ 43-48" يعلم أنه لم يحصل على نسخة كاملة بعد. 3 لم أجده في كتاب التفسير من "المستدرك" ثم رأيت الزركشي قد أرود هذا الخبر في كتابه "البرهان" في النوع التاسع "معرفة المكي والمدني" "189-190" وبين موضعه فقال: "رواه الحاكم في مستدركه في آخر كتاب الهجرة" فرحمه الله على هذه الدلالة، فانظر "المستدرك" "3/ 18"، وجاء في "البرهان": "عن الأعمش وعن علقمة" وهذه الواو مزيدة يجب خذفها ولم ينتبه المحقق السيد محمد أبو الفضل إبراهيم إلى ذلك. هذا والحاكم هو محمد بن عبد الله، وأبو عبد الله بن البيع ولد سنة 321 وتوفي سنة 405، انظر ترجمته في "السير" للذهبي "17/ 162-177" وفيها كلمة مهمة عن حال المستدرك" فعد إليها. 4 ترجمه الذهبي في "السير" "17/ 308-311" فقال: "الحافظ المحدود العلامة، محدث أصبهان أبو بكر أحمد بن موسى صاحب "التفسير الكبير" و"التاريخ" والأمالي الثلاث مائة مجلس، مولده سنة "323"، ومات سنة "410". وتفسيره للقرآن في سبع مجلدات انتهى بتصرف وتفسيره هذا من مرويات الحافظ انظر "المفهرس" "ص87".

الواحدي: أراد أن {يَا أَيُّهَا النَّاس} خطاب لأهل مكة، و {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} خطاب لأهل المدينة، فقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُم} خطاب لمشركي أهل مكة إلى قوله: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين} انتهى1. وقال القرطبي2: قال علقمة ومجاهد: كل آية أولها: {يَا أَيُّهَا النَّاس} نزلت بمكة وكل آية أولها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} نزلت بالمدينة. وقال أبو حيان3: روي عن ابن عباس وعلقمة ومجاهد أنهم قالوا: كل شيء نزل فيه: {يَا أَيُّهَا النَّاس} فهو مكي، وكل شيء نزل فيه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} مدني. وحكى الماوردي4 في المراد بالناس هنا قولين5: أحدهما: أنه على العموم في أهل الكفر، قال وبه جزم مقاتل6.

_ 1 نقله باختصار وتصرف فيه: "إلى قوله: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا} وهذه الآية نازلة في المؤمنين، وذلك: أن الله تعالى لما ذكر جزاء الكافرين بقوله: {النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين} ذكر جزاء المؤمنين". 2 في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن" في تفسير الآية "21" من البقرة "1/ 157" واستشكل الفقرة الأولى منه. والقرطبي هو محمد بن أحمد بن أبي بكر المتوفى سنة 671، قال الداودي في "طبقات المفسرين" "2/ 69": "مصنف التفسير المشهور" الذي سارت به الركبان ونقل عن الذهبي أنه قال فيه: "إمام متقن متبحر في العلم، له تصانيف مفيدة، تدل على إمامته وكثرة اطلاعه ووفور فضله". وانظر عنه "القرطبي ومنهجه في التفسير" للدكتور القصبي محمود زلط. 3 في "البحر" "1/ 94". 4 سقط تفسير الآية "21" هذه من تفسير الماوردي المعنون بـ"النكت والعيون" كله، فلا أدري أسقط من الناسخ أم من المحقق خضر محمد خضر أم "من الطابع أم ذلك يعود إلى اختلاف النسخ الله أعلم، وكان ينبغي أن يكون هذا النص في "1/ 77". 5 وأورد ابن الجوزي في "زاد المسير" "1/ 147" أربعة أقوال، هذان منها فانظره. 6 نسبه في "الزاد" إلى السدي فقط.

والثاني: أنه على أعم من ذلك ويتناول المؤمنين أيضا1، والمطلوب منهم الدوام على ذلك انتهى. وما نقله عن مقاتل وجد في "تفسيره"2 رواية الهذيل بن حبيب3 عنه ما يخالفه4، وقال أبو حيان5: {يَا أَيُّهَا النَّاس} هنا خطاب لجميع من يعقل، قاله ابن عباس، وقيل لليهود خاصة، قاله الحسن ومجاهد، وزاد مقاتل: والمنافقين، وعن السدي: لمشركي أهل مكة وغيرهم من الكفار انتهى6.والذي نقله عن مقاتل هو الموجود في "تفسيره" من رواية الهذيل عنه، وقد استشكل ما نقل عن علقمة وغيره، مع اختلاف العبارة ففرق بين قول من قال: {يَا أَيُّهَا النَّاس} مكي وبين قول: من قال خوطب به أهل مكة؛ لأن الأول أخص من الثاني؛ لأن الذي وقع عليه الاتفاق في الاصطلاح بالمكي والمدني7: أن المكي ما نزل قبل الهجرة ولو نزل بغير مكة كالطائف، وبطن نخل، وعرفة، والمدني ما نزل بعد الهجرة، ولو نزل بغيرها من الأماكن التي دخلها النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته حتى مكة وأرض الطائف وتبوك

_ 1 قال في "الزاد": إنه عام في جميع الناس وهو قول ابن عباس. 2 انظر "1/ 26". 3 في الأصل: حكيم وهو تصحيف، وقد مر ذكره في "الفصل الجامع". 4 وفيه: يعني المنافقين واليهود. 5 في "البحر" "1/ 93"، وقد تصرف في النقل -على عادته. 6 أكاد أجزم أن أبا حيان نقل هذا النص من "المسير" لابن الجوزي "1/ 47" فهو الذي جمع هذه الأقوال ولم أجدها في غيره. 7 في تعين المكي والمدني ثلاثة اصطلاحات كما قال الزركشي في "البرهان في علوم القرآن" في النوع التاسع "1/ 187"، وقد عبر هذا القول الذي نقل المؤلف الاتفاق عليه بـ"المشهور"، ومثله مع مزيد بيان في "الإتقان في علوم القرآن" في النوع الأول "1/ 9" للسيوطي، وهما عمدة من كتب في علوم القرآن من المتأخرين كالشيخ طاهر الجزائري في "التبيان" "ص33" والزرقاني في "مناهل العرفان" "1/ 186" والدكتور صبحي الصالح في "مباحث في علوم القرآن" "ص167" والدكتور غانم قدروي حمد في "علوم القرآن الكريم" "ص99" والدكتور عدنان زرزور في "علوم القرآن" "ص138".

وغيرها1، وإذا تقرر ذلك فالذي قال: {يَا أَيُّهَا النَّاس} مكي، يقتضي اختصاصه بما قبل الهجرة فلا يدخل فيه المنافقون؛ لأنه2 إنما حدث بعد الهجرة جزما، وأما اليهود فمحتمل، والذي قال: {يَا أَيُّهَا النَّاس} خوطب به، أهل مكة، يعم ما قبل الهجرة وما بعدها لكنه يخص أهل مكة دون غيرهم من المشركين. وإشكال القرطبي حيث قال: إن البقرة مدنية باتفاق وكذلك سورة النساء، وقد وقع فيهما {يَا أَيُّهَا النَّاس} لا يرد إلا على العبارة الأولى3، وكذا قول أبي حيان: الضابط في المدني صحيح، وأما المكي فيحمل على الأغلب4، وقد قيد الجعبري كلام علقمة بما لم أره في كلام غيره5.

_ 1 قال الدكتور غانم في كتابه المشار إليه: "وقد عرف هذا الاتجاه في تعريف المكي والمدني منذ زمن مبكر، فقد روى الداني [في كتابه البيان في عد آي القرآن ورقة 44 ط] عن يحيى بن سلام "ت200هـ" أنه قال: ما نزل بمكة وما نزل بطريق المدينة قبل أن يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فهو من المكي، وما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره بعدما قدم المدينة فهو من المدني". قال السيوطي في "الإتقان" "1/ 9": "وهذا أثر لطيف يؤخذ منه أن ما نزل في سفر الهجرة مكي اصطلاحًا"، وقد نقل هذا القول هو والزركشي من قبله، وتصحف "الداني" في "الإتقان" إلى "الرازي" وفي "التبيان" للجزائري "ص34" و"البرهان" "1/ 188" إلى "الدارمي" وترجمه محقق البرهان محمد أبو الفضل إبراهيم على أنه صاحب "المسند الكبير" المتوفى سنة "280" وهذا خطأ وفاته أن صاحب المسند يكنى بأبي سعيد وليست كنيته أبا عمرو، وقد ذكر أيضًا أن في نسخة مخطوطة أخرى من "البرهان" وردت النسبة: "الداني" وحكم عليها بالتحريف، وحكمه هو التحريف بعينه. 2 في هامش الأصل كتابة سقطت من التصوير وبقي حرف "ق" ويبدو لي أن ما سقط هو: أي: النفاق أو لأن النفاق. 3 نعم فقد وصف الشق الثاني من قول علقمة ومجاهد بأنه صحيح انظر "تفسيره" "1/ 157". 4 "البحر" "1/ 49". 5 سقط هنا ورقة من الأصل ولم ينتبه مرقمه فدرج على التسلسل وقد نقل الزركشي في "البرهان" كلام الجعبري ومنه نفهم هذا القيد الذي يشير إليه المؤلف فلاحظ، جاء في "1/ 189": =

12-[قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا} . قال الواحدي: قال ابن عباس في رواية أبي صالح: لما ضرب الله تعالى هذين المثلين للمنافقين، يعني قوله: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} وقوله: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاء} قالوا: الله أجل وأعلى من أن يضرب الأمثال. فأنزل الله هذه الآية. وقال الحسن وقتادة: لما ذكر الله الذباب والعنكبوت في كتابه، وضرب للمشركين به المثل ضحكت اليهود وقالوا: ما يشبه هذا كلام الله، فأنزل الله هذه الآية. ثم روى الواحدي بسنده عن عبد الغني1 بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي

_ = "قال الجعبري: لمعرفة المكي والمدني طريقان: سماعي وقياسي فالسماعي ما وصل إلينا نزوله بأحدهما. والقياسي: قال علقمة عن عبد الله: كل سورة فيها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} فقط أو "كلا" أو أولها حروف تهج سوى الزهراوين والرعد في وجه، أو فيها قصة آدم وإبليس سوى الطولي فهي مكية؛ وكل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية فمكية، وكل سورة فيها فريضة أو حد فهي مدنية فانتهى". وقد استفدنا من هذا النص فائدتين الأولى أننا عرفنا مصدرًا من مصادر الزركشي وهو "أسباب النزول"للجعبري كما يفيده كلام ابن حجر، والثانية هي سداد نقص أورثه سقوط ورقة. وانظر التعليقة الآتية. 1 تصحف الاسم في "أسباب النزول" بطبعتيه إلى "العزيز" والصواب: "الغني" كما جاء في الفصل الجامع في المقدمة وفي "اللباب" للسيوطي.

أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا} قال: وذلك أن الله ذكر آلهة المشركين فقال: {وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا} وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت، فقالوا: أرأيت حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد أي شيء1 كان2 يصنع بهذا؟] 3 فنزلت4. قلت: الروايتان عن ابن عباس واهيتان، فقد5 تقدم التنبيه على وهاء الكلبي وعبد الغني الثقفي6، وأما قول قتادة فأخرجه عبد الرزاق7 عن معمر عنه ولفظه: لما ذكر الذباب والعنكبوت في القرآن قال المشركون: ما بال العنكبوت والذباب يذكر8؟ وأخرجه الطبري9 من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بلفظ: قال أهل الضلال10، وأخرجها ابن المنذر من هذا الوجه بلفظ: فقال أهل الكتاب11، وأخرجه الطبري وابن أبي حاتم عن السدي نحو قول ابن الكلبي12، زاد ابن أبي حاتم: وعن

_ 1 طمست الكلمتان في الأصل واستدركتهما من الواحدي. 2 لا وجود لهذه الكلمة في الواحدي. 3 ما بين المعقوفتين استدركته من "أسباب النزول" للواحدي "ص21-22" بحيث اتصل الكلام، وقد علمت أن المؤلف نقله، من السطر الذي تبدأ به الصحفة الثامنة عشرة، ومن محتوى تعقيبه وتعليقه بعد قوله: "قلت" والحمد لله الذي هدى إلى هذا، وإلى نص الجعبري، فأكملت به الفراغ الحاصل من جراء سقوط ورقة، وهذان النصان يملأان أكثر من صفحة، فيبقى الساقط أقل من ذلك، ولعله في التعقيب على كلام الجعبري. 4 نقل هذا النص بطوله القرطبي في "الجامع" "1/ 186" ولم يشر إلى مصدره! 5 في الأصل: إذ، وصححت في الهامش بـ"فقد". 6 قال السيوطي في "اللباب" "ص19": "عبد الغني واهٍ جدًّا". 7 أضاف السيوطي في "اللباب" "ص19": "في تفسيره" وقد سقطت الورقة التي هو فيها من النسخة الخطية من "التفسير" وأضاف السيوطي أيضًا في "الدر" "1/ 103": "وعبد بن حميد وابن جرير [1/ 400 برقم 558] وابن المنذر وابن أبي حاتم [1/ 93 برقم 274] ". 8 في المصادر المذكورة: يذكران. 9 في "1/ 399" برقم "557". 10 في الطبري: الضلالة. 11 وقد فات السيوطي ذكره في "الدر المثور" "1/ 103-104 ". 12 انظر الطبري "1/ 398" برقم "554" وابن أبي حاتم "1/ 93" برقم "273" وهو بضم الجزء الأول في سورة البقرة بتحقيق وتخريج الدكتور أحمد العماوي الزهراني.

الحسن نحو قول قتادة1، والأرجح نسبة القول لأهل النفاق لأن كتب أهل الكتاب ممتلئة2 بضرب الأمثال فيبعد أن ينكروا ما في كتبهم مثله. وعن الربيع بن أنس3 أن الآية نزلت من غير سبب4، وإنما هو مثل ضربه الله للدنيا وأهلها، فإن البعوضة تحيا ما جاعت، فإذا امتلأت هلكت وكذلك حال أهل الدنيا إذا امتلئوا منها كان سببا لهلاكهم غالبا. 13- قوله ز تعالى: {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِه} . قال سعد بن أبي وقاص نزلت في الحرورية يعني الخوارج، وأخرجه البخاري من حديث سعد5.

_ 1 وزاد كذلك: إسماعيل بن أبي خالد. 2 طمست الكلمة في الأصل ولم يبق شيء من الهمزة فاستظهرت ما أثبته. 3 رواه عنه الطبري في "1/ 398-399" برقم "555" وقد تصرف المؤلف في النقل. 4 هكذا فهم المؤلف، ولم يصرح الربيع بذلك، ولا يعني كونه مثلُ استغناءه عن سبب. 5 وذلك في "صحيحه"، كتاب التفسير في سورة الكهف باب {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} رواه عن مصعب قال: "سألت أبي: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالً} هم الحرورية؟ قال: لا، هم اليهود والنصارى، أما اليهود فكذبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، وأما النصارى كفروا بالجنة وقالوا: لا طعام فيها ولا شراب، والحرورية: الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، وكان سعد يسميهم الفاسقين، انظر "فتح الباري" "8/ 425" ورواه النسائي في "السنن الكبرى" في كتاب التفسير انظر "تحفة الأشراف" للمزي "319، 3/ 320" في ذكر أحاديث مصعب عن أبيه. وأخرجه كذلك كما في "الدر" "1/ 104": "ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم [برقم 288، 293] ولم أجده عند أبي جرير في هذا الموضع, وأخرج الحاكم في "المستدرك" في كتاب التفسير في سورة الكهف "2/ 370" عن مصعب قال: "قلت لأبي: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} الحرورية هم؟ قال: لا ولكنهم أصحاب الصوامع، والحرورية: قوم زاغوا فأزاغ الله قلوبهم" وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

وأخرجه الفريابي1 في "تفسيره" من طريق مصعب بن سعد عن أبيه قال: هم الخوارج. واستشكل بأن بدعة الخوارج -والحرورية صنف منهم- إنما حدثت في خلافة علي رضي الله عنه2 2- وقد أخرج ابن أبي حاتم3 من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية

_ = الحروية: قال ابن حجر في الموضع المشار إليه آنفا: "نسبة إلى حروراء وهي القرية التي ابتدأ خروج الخوارج على علي منها" وهي بنواحي الكوفة وقد تكلم عليهم في شرح كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم في باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم "12/ 282-290" من "الفتح" وقال "ص385": "قد صنف في أخبارهم أبو مخنف لوط بن يحيى كتابًا لخصه الطبري في تاريخه، والهيثم ابن عدي كتابًا، ومحمد بن قدامة الجوهري -أحد شيوخ البخاري خارج الصحيح- كتابًا كبيرًا، وجمع أخبارهم أبو العباس المبرد في كتابه "الكامل"، لكن بغير أسانيد بخلاف المذكورين قبله". وانظر الأنساب للسمعاني "4/ 133" و"اللباب في تهذيب الإنساب" لابن الأثير "1/ 359" و"معجم البلدان" لياقوت "2/ 245". 1 هو الإمام الحافظ شيخ الإسلام محمد بن يوسف ولد سنة بضع وعشرين ومائة ومات سنة "212" انظر ترجمته في "السير" للذهبي "10/ 114-118" وقال الحافظ في "تغليق التعليق" عن تفسيره "4/ 170": "وهو كتاب صغير نفيس ومصنفه من أكابر شيوخ البخاري" وهو من مروياته انظر "المعجم المفهرس" "ص85". 2 وكان ابن كثير قد أجاب عنه فقد أورد حديث مصعب عن ابن أبي حاتم ثم قال "1/ 65": "وهذا الإسناد إن صح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فهو تفسير على المعنى، لا أن الآية أريد منها التنصيص على الخوارج الذين خرجوا على علي بالنهروان فإن أولئك لم يكونوا حال نزول الآية، وإنما هم داخلوان بوصفهم فيها، مع من دخل؛ لأنهم سموا خوارج لخروجهم عن طاعة الإمام، والقيام بشرائع الإسلام ... ". وتعبير ابن كثير: "إن صح" دقيق لأن في السند وهب بن جرير عن شعبة وقد نفى عبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل سماعه منه انظر "ميزان الاعتدال" "4/ 350-351" وتعليق الزهراني على "تفسير ابن أبي حاتم" "ص97-98". ومنهما يكن فإن هذا لا يعد سبب نزول وكذلك ما جاء بعده. 3 "1/ 1/ 98" برقم "289" ونقله عن السدي ابن الجوزي في "زاد المسير" "1/ 56" وابن كثير في "1/ 66".

أنها نزلت في المنافقين1. ومن طريق السدي2: عهد الله ما عهده في القرآن فاعترفوا3 به ثم كفروا فنقضوه4 ومن طريق بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان5: في التوراة أن يؤمنوا بمحمد ويصدقوه فكفروا به ونقضوا الميثاق الأول. وقال الطبري6: يحتمل أن يكون المراد بالعهد ما أخذ الله على ذرية آدم حين أخرجهم7 من ظهر آدم 14- قوله ز تعالى: {يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُم} 8. قال ابن الكلبي:9 كان عهد الله إلى بني إسرائيل أني باعث نبيا10 من بني إسماعيل

_ 1 وانظر هناك قوله مفصلًا. 2 "1/ 1/ 99" برقم "291". 3 في المصدر المنقول منه: فأقروا. 4 طمست في الأصل فاستعنت بمصدر الخبر. 5 "ص99" برقم "292". 6 "1/ 40" ويستدرك على المؤلف نسبته هذا القول إلى الطبري، وما هو له إنما نقله عن آخرين ولم يرتضه وقال: "وأولى الأقوال عندي بالصواب في ذلك قول من قال: إن هذه الآيات نزلت في كفار أحبار اليهود الذين كانوا بين ظهراني مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما قرب منها من بقايا بني إسرائيل، ومَن كان على شركه من أهل النفاق الذين قد بينا قصصهم فيما مضى من كتابنا هذا". 7 في الأصل: أخذهم وهو تحريف، والتصحيح من الطبري. 8 ما ذكر هنا تفسير وليس بسبب نزول. 9 المعروف أنه الكلبي، وقد جاء بصيغة "ابن الكلبي" هنا في خمسة عشر موضعًا. 10 وضع الناسخ عليها رمز الصحة.

وفي1 تفسير ابن عباس رواية محمد بن إسحاق في قوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي} : هو العهد الذي عهد إذا جاءكم النبي محمد تصدقونه وتتبعونه، وفي قوله تعالى: {وَتَكْتُمُوا الْحَق} قال: هو محمد2. وفي رواية محمد بن ثور3 عن ابن جريج نحوه4. وأخرج الطبري عن السدي مثله5 وأخرج الطبري6 من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية {أَوْفُوا بِعَهْدِي} عهده7 دين الإسلام أن تتبعوه8 {أُوفِ بِعَهْدِكُم} يعني الجنة9. ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم نحوه10 وزاد ثم قرأ:

_ 1 نقله أيضًا أبو الليث السمرقندي في "تفسيره" "1/ 335" أطول مما هنا، وكذلك أبو حيان في "البحر" "1/ 175". 2 انظر الطبري "1/ 558" برقم "905" و"ص571" برقم "832". 3 ثقة مات بحدود سنة "190" انظر "التهذيب: "9/ 87". 4 لم أقف على هذا الرواية، وقد رجعت إلى الطبري وابن أبي حاتم وأبي الليث السمرقندي وابن كثير والسيوطي، وانفرد ابن عطية بذكر القول منسوبًا إلى ابن جريج دون ذكر الراوي عنه انظر "المحرر الوجيز" "1/ 269" وتابعه أبو حيان "1/ 175" لكنه جعله قولًا مستقلًّا عن قول ابن عباس وقد ذكر قولًا في معنى العهدين. 5 انظر "1/ 571" برقم "836" وعلى الطبري في الأصل رمز الصحة. 6 في الأصل كلمة مطموسة بقي منها "الـ" ولا بد أنها "الطبري" وعليها رمز الصحة. 7 في الأصل: عبادة هو تحريف. 8 في الطبري: "يتبعوه والأمر سهل. 9 انظر الطبري "1/ 588" برقم "506". 10 "1/ 559" برقم "810".

{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّة} 1 [الآية: 2] . وقال مقاتل بن سليمان3: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} هو الذي ذكر في المائدة: {وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ} إلى قوله: {سَوَاءَ السَّبِيل} . 15- قوله ز تعالى: {وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِه} 4. أخرج الطبري5 من طريق الربيع عن أبي العالية: {وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} قال: لا تكونوا أول من كفر بمحمد. وفي "تفسير الكلبي" عن ابن عباس نزلت في قريظة6 وكانوا أول من كفر من اليهود بمحمد، وتبعهم يهود فدك وخيبر7.

_ 1 سورة التوبة "111". 2 وفيه: "قال: هذا عهده الذي عهده لهم". وقال أحمد شاكر: هذا الأثر لم أجده في مكان! وكان قد قال مثل ذلك في "1/ 556". قلت: هو من النسخة التي تكلم عليها الحافظ في المقدمة. 3 "1/ 33"، وقد نقل كلامه باختصار، وهو في الأصل قول قتادة أخرجه عنه عبد بن حميد انظر "الدر المنثور" "1/ 154" وذكره مجردًا أبو الليث في "1/ 335". 4 الآية "12". 5 "1/ 563" برقم "818" وعلى "الطبري" في الأصل رمز الصحة. 6 أضاف أبو الليث في "تفسيره" "1/ 337": و"النضير" ولم ينسب القول إلى أحد. 7 لم أجد هذا في "تنوير المقباس من تفسير ابن عباس" للفيروزآبادي، مع أن المذكور أنه جمع فيه رواية الكلبي عن ابن عباس انظر "تاريخ التفسير" للشيخ قاسم القيسي "ص135"، وكذلك فإن السند الذي ذكر في المقدمة ينتهي إليه انظر "ص2"، وقد رجعت إليه في البحث عن عدد من النصوص المنقولة هنا عن الكلبي فلم أجدها أو لم يتطابق النصان فلن أشير إليه بعد. وأما فدك ففي "الروض المعطار في خبر الأقطار" "ص437": "فدك: معروفة بينها وبين المدينة يومان، وحصنها يقال له: الشمروخ، بقرب خبير".

16- قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُم} . 1- قال الواحدي1: قال ابن عباس في رواية الكلبي نزلت في يهود المدينة كان الرجل منهم يقول لصهره وذي قرابته، ولمن بينه وبينه2 رضاع من المسلمين: أثبت على هذا الدين وما يأمرك به محمد فإنه حق فكانوا يأمرون بذلك ولا يفعلونه. وفي تفسير ابن جريج رواية3 محمد بن ثور عنه: هم أهل الكتاب كانوا يأمرون الناس بالصوم والصلاة ويتركونها فعيرهم الله تعالى بذلك4. وأخرج الطبري5 من طريق6 السدي كانوا يأمرون الناس بطاعة الله وهم يعصونه، وفي "تفسير عبد الرزاق"8 عن معمر عن قتادة: كان أهل الكتاب9 يأمرون الناس بطاعة الله وتقواه وبالبر ويخالفون10 فعيرهم الله عز وجل. 2- أخرج الطبري11 عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قولا آخر قال: كان

_ 1 "ص22" ومن قبله الثعلبي كما في "اللباب" "ص19" و"الدر المنثور" "1/ 156" للسيوطي ونقله القرطبي في "الجامع": "1/ 248" عن ابن عباس دون ذكر من رواه عنه! 2 في "اللباب والدر": بينهم وعند الواحدي تقدمت "بينهم" على "بينه". 3 طمس نصفها في الأصل. 4 نقله عن ابن جريج بمعناه مجردًا عن ذكر الراوي ابن عطية في "المحرر" "1/ 276" وتابعه القرطبي في "الجامع" "1/ 248". 5 "2/ 8" "842". 6 طمست في الأصل. 7 ولم يرفع السند فوقه. 8 انظر "ص5" وقد أورده الطبري عنه "2/ 8" "843". 9 في التفسير والطبري: بنو إسرائيل. 10 في التفسير: وهو يخالفون ذلك. 11 "2/ 8" "845".

اليهود إذا جاء أحد يسألهم عن الشيء ليس فيه رشوة1 أمروه بالحق فنزلت. 17- قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاة} 2. قال الواحدي:3 عند أكثر أهل العلم أن الخطاب في هذه الآية لأهل الكتاب4 وقال بعضهم: رجع إلى خطاب المسلمين5. وسبق إلى ذلك الطبري فقال6: معنى الآية واستعينوا أيها الأحبار بحبس أنفسكم على طاعة الله وبإقامة الصلاة التي اقترنت برضى الله، قال7: والخطاب وإن كان ابتداء لبني إسرائيل فإنهم لم يقصدوا بها على التخصيص بل هي عامة لهم ولغيرهم وقال الجعبري: معنى الآية على القول المذكور يا أيها الذين آمنوا بموسى آمنوا بمحمد واستعينوا على [ترك] 8 رئاستكم بما تتلون فيها9.

_ 1 فيه: يسألهم ما ليس فيه حق ولا رشوة ولا شيء. 2 لا أجد فيما جاء هنا سبب نزول. 3 "ص22". 4 وفيه هنا: وهو مع ذلك أدب لجميع العباد. 5 قال الواحدي: القول الأول أظهر. 6 "2/ 17" وقد اختصر الحافظ وتصرف. 7 لم أجد هذا النص في التفسير، فلعل الأصل: "قلت" وظنها الناسخ: "قال". 8 هذه زيادة لا بد منها ليتضح المقصود من الكلام. 9 أي: في الصلاة قال الطبري "2/ 11-12": "فإن قال لنا قائل: ... فما معنى الأمر بالاستعانة بالصلاة على طاعة الله وترك معاصيه، والتعري عن الرياسة وترك الدنيا؟ قيل: إن الصلاة فيها تلاوة كتاب الله الداعية آياته إلى رفض الدنيا وهجرنعيمها، المسلية النفوس عن زينتها وغرورها، المذكورة الآخرة وما أعد الله فيها لأهلها، ففي الاعتبار بها المعونة لأهل طاعة الله على الجد فيها، كما روي عن نبيا صلى الله عليه وسلم "أنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة".

18- قوله ز تعالى: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَة} . قال مقاتل1: "نزلت في الصرف عن القبلة". يقول: كبر على المنافقين2 واليهود صرفك عن بيت المقدس إلى الكعبة، وقال غيره الضمير للصلاة3 وقيل للاستعانة التي أمروا بها، وقيل عائدة على الإجابة5، ورده الطبري6. 19- قوله ز تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} . قال أبو إسحاق الزجاج7 في "معاني القرآن":

_ 1 "1/ 34" وليس فيه "نزلت"! فهذا تفسير. 2 ليس في كلام مقاتل ذكر المنافقين وإنما قال: "فكبر ذلك على اليهود، منهم جدي بن أخطب وسعيد عن عمرو الشاعر وغيرهم". ونعم في "تفسير ابن أبي حاتم" "1/ 1/ 156" برقم "492" عن مقاتل بن حيان من رواية بكير بن معروف عنه مثل قوله مقاتل بين سليمان وفيه: "كبير ذلك على المنافقين واليهود" وإشار إلى هذا القول ابن الجوزي في "الزاد" "1/ 76" والسيوطي في "الدر" "1/ 164" قال: وأخرج البيهقي في "الشعب" عن مقاتل وذكره. 3 قال ذلك الطبري "2/ 15". ورواه ابن أبي حاتم بسند صحيح عن مجاهد انظر التفسير "1/ 1/ 155" برقم "490" وذكره الماوردي دون ذكر القائل انظر "1/ 103". 4 ذكر هذا القول أبو الليث في "تفسيره" "1/ 343". 5 ذكره الماوردي في "تفسيره" "1/ 103" ولم يعزه إلى قائل، وكأنه استفاده من الطبري فقد ذكره وأبهم القائل كذلك. 6 قال رحمه الله "2/ 15": "وقد قال بعضهم: إن قوله: "وإنها" بمعنى: إن إجابة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يجر لذلك بلفظ الإجابة ذكر، فتجعل "الهاء والألف" كناية عنه، وغير جائز ترك الظاهر المفهوم من الكلام، إلى باطن لا دلالة على صحته". 7 هو الإمام نحوي زمانه إبراهيم بن محمد بن السري البغدادي مات سنة "311" انظر "نزهة الألباء" لان الأنباري "ص183-185" و"السير" للذهبي "14/ 360" و"بغية الوعاة" للسيوطي "411-413/ 1".

كانت1 اليهود تزعم أن الأنبياء من آبائهم شافعون لهم فارتشوا، فأنزل الله هذه [الآية: 2] . 20- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِين} الآية 62. أخرج الواحدي3 من تفسير أبي الشيخ4 عبد الله بن محمد بن حيان الحافظ الأصبهاني5 بسند له صحيح إلى ابن جريج عن عبد الله بن كثير عن مجاهد6 قال: لما قص سلمان الفارسي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة أصحابه الذين كان يتعبد معهم قال: "هم في النار" قال سلمان: فأظلمتْ عليَّ الأرض فنزلت، قال: فكأنما كُشف عني جبل7.

_ 1 طبع في خمسة مجلدات بتحقيق الدكتور عبد الجليل عبده شلبي انظر "1/ 128" والنص فيه: "كانت اليهود تزعم أن آباءهم الأنبياء تشفع لها عند الله فأيأسهم الله من ذلك". ولعل هذا الخلاف يعود إلى اختلاف نسخة فقد قال المحقق "1/ 21-22" عن الزجاج وكتابه: "ويبدو أنه درسه، غير مرة؛ لأننا نجد تباينا جوهريا بين النسخة "ك" والنسخة الأخرى في تقديم بعض العناصر أو الآيات، وفي التعبير كثير من الألفاظ والعبارات مما فهمنا معه أنه كان إملاء آخر". هذا وللدكتور حاتم الضامن نقد على هذه الطبعة منشور في "مجلة العرب" "ج7-8 محرم - صفر 1411هـ" فانظره. 2 وهو -كما ترى- لا سند له! 3 "ص22-23". 4 طمست الكلمتان في الأصل إلا بقايا الخاء واستدركتهما من مصادر ترجمته وهي كثيرة منها "سير أعلام النبلاء" "16/ 276" و"تذكرة الحفاظ" للذهبي "3/ 945"، وهو يكنى بأبي محمد ويلقب بأبي الشيخ انظر "مقدمة ابن الصلاح مع محاسن الاصطلاح" "ص512". 5 تفسيره هذا من مرويات الحافظ. انظر "المعجم المفهرس" "ص92". 6 في انقطاع؛ مجاهد لم يسمع من سلمان، انظر "جامع التحصيل في أحكام المراسيل" للعلائي "ص336-337". 7 انظر قصة إسلامه مطولة في كتاب "طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها" لأبي الشيخ المذكور آنفا المتوفى سنة 369هـ وقد توسع في تخريجها محققه الأستاذ عبد الغفور عبد الحق حسين البلوشي "1/ 209-217".

وأخرج الطبري هذا الأثر من هذا الوجه1 وزاد في آخره: "فنزلت هذه الآية فدعا سلمان فقال: "هذه الآية نزلت في أصحابك من كان على دين عيسى قبل الإسلام فهو على خير2، ومن سمع بي ولم يؤمن فقد هلك". وأخرج ابن أبي حاتم3 بسند صحيح عن مجاهد قال:4 قال سلمان: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل دين كنت منهم5 فذكر من صلاتهم وعبادتهم فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} الآية. وأخرج الواحدي6 أيضا من "تفسير إسحاق بن راهويه" بسنده القوي7 إلى

_ 1 "2/ 154" الرقم "1113" وهو من تفسير سنيد "الحسين بن داود" وليس فيه، "عبد الله بن كثير". 2 النص في الطبري: "من مات على دين عيسى ومات على الإسلام قبل أن يسمع بي، فهو على خير، ومن سمع بي اليوم ... " وفي قوله: "ومات على الإسلام" انظر! وانظره في "الدر" "1/ 182". 3 "1/ 1/ 198" الرقم "683" عن أبيه عن ابن أبي عمر العدني، وهو في "تفسير ابن كثير" 1/ 103" وتصحف فيه العدني إلى: العدوي: "والدر المنثور" "1/ 179" و"اللباب" "ص19"، و"فتح القدير" للشوكاني "1/ 94". 4 سبق أن فيه انقطاعًا. 5 في ابن أبي حاتم والسيوطي: معهم. 6 "ص23" والتصريح بتفسير إسحاق، من زيادة الحافظ، وأصل الخبر مطولًا عند الطبري "2/ 150-154" وابن أبي حاتم "1/ 1/ 198" الرقم "640" والسيوطي في "الدر" "1/ 179". 7 في السند أسباط بن نصر وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وابن حبان، ووصفه بالصدق البخاري في "الأوسط"، وتوقف فيه أحمد وضعفه النسائي وأبو نعيم والساجي، ومرة قال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن حجر" صدوق كثير الخطأ يغرب، وقال في التهذيب": علق له البخاري حديثًا في الاستسقاء، وقد وصله الإمام أحمد والبيهقي في "السنن الكبرى" [3/ 352] وهو حديث منكر أوضحته في التغليق" [في الأصل: بالعين المهملة وهو خطأ] . انظر "التاريخ الكبير" "2/ 53" و"الجرح والتعديل" "1/ 322" و"تهذيب الكمال" "2/ 357" و"التهذيب" "1/ 211" و"التقريب" "ص98 "321" و"تغليق" "2/ 390" وزاد أن البيهقي في "الدلائل" ولم يوضح أنه منكر سوى أنه ساق السند وقد وثقه أحمد شاكر انظر تعليقه على مسند أحمد في الحديث رقم "1286".

السدي قال: نزلت في أصحاب سلمان لما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل1 يخبره عن عبادتهم واجتهادهم وقال يا رسول الله كانوا يصلون ويصومون ويؤمنون بك ويشهدون أنك تبعث نبيا، فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال: "يا سلمان هم من أهل النار"، فأنزل الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} الآية. وأخرجه الواحدي2 أيضا من طريق السدي بأسانيده التي قدمتُ ذكرها في المقدمة وزاد: وما بعد هذه الآية [نازلة] 3 نازلة في اليهود. ونسب الجعبري هذه الرواية الى ابن مسعود وابن عباس فقط وفيه نظر. وأخرج الطبري4 من طريق السدي قصة سلمان بطولها وقال في آخرها: فأخبر سلمان رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرهم فذكر نحوه وزاد قال:5 "فكان إيمان اليهود أن من

_ 1 في الأصل: "وجعل" والواو زائدة فحذفتها. 2 "ص23-24" وجاء في السند: "عن السدي عن أبي مالك عن أبي صالح" والصواب وعن أبي صالح، وأبو مالك وأبو صالح كلاهما تابعيان والسدي يروي عنهما وقد سقطت الواو من "الإتقان" أيضًا "2/ 188" ولكن أحمد شاكر نقل النص في "تخريج الطبري" "1/ 158"، وسيرد ذكر أبي مالك في الآية "178" من سورة البقرة. 3 ساقطة من الأصل. 4 "2/ 150-154" "1112". 5 "2/ 154" والنقل بتصرف، والظاهر أن هذا من كلام السدي، فقد أورده ابن أبي حاتم وابن كثير كذلك وفصله المحقق الأستاذ محمود شاكر.

تمسك بالتوراة حتى جاء عيسى فمن آمن به نجا وإلا كان هالكا، وكان إيمان النصارى أن من تمسك منهم بالإنجيل حتى جاء محمد فمن اتبعه نجا وإلا كان هالكا". وقد أخرج الطبري1 من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين} 2. ومن طريق سعيد بن عبد العزيز التنوخي وهو من طبقة الأوزاعي من فقهاء أهل الشام3 نحو ذلك4 قال الطبري:5 معنى من آمن منهم: من دام على إيمانه بنبيه6 فلم يغير ولم يبدل، ومات على ذلك، أوعاش حتى بُعث محمد فصدق به فهو الذي أجره عند ربه قال:7 ومعنى ما رواه علي بن أبي طلحة أن ابن عباس كان يرى أن الله وعد مَن عمل صالحا من اليهود وغيرهم الجنة ثم نسخ ذلك8.

_ 1 "2/ 155" الرقم "1114" ومثله عند أبي حاتم "1/ 1/ 198" الرقم "639" وعزاه السيوطي كذلك إلى أبي داود في "الناسخ والمنسوخ". انظر "الدر" "1/ 182". 2 آل عمران: "85". 3 هو الإمام الفقيه مفتي أهل الشام بعد الأوزاعي مات سنة 167 أخرج له البخاري في "الأدب المفرد" والخمسة، ومصادر ترجمته كثيرة. انظر "تهذيب الكمال" للمزي "10/ 539". 4 الظاهر أن هذا الطريق من تفسير الطبري ولكني لم أجدها فيه في هذا الموضع. ولا في غيره وقد رجعت إلى تفاسير ابن أبي حاتم والسمرقندي والماوردي وابن عطية وابن الجوزي والرازي والقرطبي والحازن وأبي حيان وابن كثير والسيوطي والآلوسي ورشيد رضا وغيرها ولم أجدها في الكت الخمسة، ولم يخرج البخاري لسعيد في صحيحه شيئًا. 5 "2/ 148-149" وقد نقل الحافظ بالمعنى وتصرف كثيرًا. 6 في الأصل: بنيته وهو تحريف. 7 "2/ 155" وقد زاد الحافظ ونقص. 8 هكذا جزم الطبري بالنسخ، وليس في قول ابن عباس ما يدل على أنه أراده، فلعله أراد أن الآية الأولى تتحدث عمن كان قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ثم نزلت الآية الثانية تبين حكم من لم يؤمن به =

وقال غيره:1 معنى النسخ إنما هو في حق من أدرك محمدا لا مَن كان قبل وهو متجه وبالله التوفيق. قلت: إن ثبت حديث سلمان أنه صلى الله عليه وسلم حكم عليهم بالنار دل ذلك على أن من كان ليس على دين الإسلام فهو هالك فنزلت الآية مخبرة بأن من آمن بنبيه الذي هو من أمته ولم يغير بعده ولم يبدل وآمن بنبي بعث إليه مثلا ناسخا لشريعة من قبله فإنه ناج وأن اسم الإسلام يشمله وإن سُمي بغيره من اليهودية والنصرانية مثلا2،

_ = بعد مبعثه كما سيأتي في توجيه ابن كثير. وقد كان ابن الجوزي أدق حين قال في "نواسخ القرآن" "ص43" في التعقيب على هذا الخبر: "وكأنه أشار بهذا إلى النسخ، وهذا القول "يقصد بالقول النسخ" لا يصح لوجهين: الأول: أنه إن أشير بقوله {وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى} إلى ما كان تابعًا لنبيه قبل أن يبعث النبي الآخر فأولئك على الصواب، وإن أشير إلى ما كان في زمن نبينا صلى الله عليه وسلم، فإن من ضرورة من لم يبدل دينه ولم يحرف أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ويتبعه. والثاني: أن هذه الآية خبر، والأخبار لا يدخلها النسخ". وكان محققو "المحرر الوجيز" قد قالوا في هامش "1/ 326": وقال بعضهم: هذا القول لا يصح عن ابن عباس لأن النسخ لا يجوز أن يدخل الخبر االذي يتضمن الوعد وهذا منهم -إن قصدوا ابن الجوزي وإن لم يقصدوه- غير سديد لأنه لم يرد القول ولكنه أنكر النسخ الذي قد يُفهم منه، ولأن سند القول من أجود الأسانيد عن ابن عباس كما علمت. 1 أرجح أنه يقصد ابن كثير فلم أجد هذا التوجيه عند غيره من المفسيرين المذكورين آنفًا فقد قال في "تفسيره" "1/ 103": "إن هذا الذي قاله ابن عباس أخبار عن أنه لا يقبل من أحد طريقة ولا عملا إلا ما كان موافقا لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن بعثه به، فأما قبل ذلك فكل من اتبع الرسول في زمانه فهو على هدى وسبيل نجاة". 2 هو يختص اسم "الإسلام" بهذه الأمة أو يطلق على من كان قبلها؟ مسألة خلافية وقد ألف فيها الإمام السيوطي كتابا سماه "إتمام النعمة في اختصاص الإسلام بهذه الأمة" وأورده في الفتاوى الأصولية الدينية من كتابه "الحاوي للفتاوي" "2/ 286-304" وقد ألفه في شوال من عام 888 وفي أوله: "وقد وقع السؤال: هل كان الأمم السابقون يوصفون بأنهم مسلمون أو لا؟ فأجبت بما نصه: اختلف العلماء هل يطلق الإسلام على كل حق، أو يختص بهذه الملة الشريفة على قولين أرجحهما الثاني ... ".

وإطلاق النسخ على ذلك ينبني على جواز دخول النسخ في الخبر وهو الراجح في الأصول1

_ 1 في قول الحافظ هذا نظر، وأرجح أنه نظر في "البحر المحيط" في أصول الفقه للإمام الزركشي "ت79هـ" فقال ما قال. وقد جاء في "البحر" "4/ 98-99". في مسألة نسخ الأخبار: "الخبر إما أن ينسخ لفظه أو مدلوله ... والثاني وهو نسخ مدلوله وثمرته، وهي المسألة الملقبة بنسخ الأخبار بين الأصوليين، فننظر فإن كان لا يمكن تغييره بأن لا يقع إلا على وجه واحد كصفاته الله، وخبر ما كان من الأنبياء والأمم، وما يكون من الساعة وآياتها، كخروج الدجال، فلا يجوز نسخه بالتفاق كما قال أبو إسحاق المروزي وابن برهان في "الأوسط" لأنه يفضي إلى الكذب، وإن كان مما يصح تغييره بأن يقع على غير الوجه المخبر عنه، ماضيًا كان أو مستقلًّا، أو وعدًا، أو خبرًا عن حكم شرعي، فهو موضع الخلاف. فذهب أبو عبد الله وأبو الحسن البصريان وعبد الجبار والإمام الرازي إلى جوازه مطلقًا ونسبه ابن برهان في "الأوسط" إلى المعظم. وذهب جماعة إلى المنع، منهم أبو بكر الصيرفي كما رأيته في كتابه، أبو إسحاق المروزي كما رأيته في كتابه في "الناسخ والمنسوخ" والقاضي أبو بكر، وعبد الوهاب، والجبائي وابنه أبو هاشم، وابن السمعاني، وابن الحاجب، وقال الأصفهاني: إنه الحق ... ". وكأن ابن حجر وقف على نسبة القول الأول إلى "المعظم" فقال قوله هذا، ولكن لا بد من النظر: فهل يصح إدراج أخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن أصحاب سلمان تحت القاعدة المختلف فيها أم هو مما يعود إلى المتفق على عدم جوازه؟ يبدو لي أن المسألة هنا أقرب إلى القاعدة الأولى، وأرى -فرارًا من القول بدخول النسخ في هذا الخبر- أن نقول: لعل النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عنهم باجتهاده فنزلت الآية تخبر بحكم الله فيهم، وهذا أسلم وأقرب إلى القبول. ولتجلية موقف العلماء الأصوليين من نسخ الأخبار أسوق هذه الأقوال: 1- قال ابن الحاجب في "مختصر المنتهى": "المختار: جواز نسخ التكليف بالأخبار بنقيضه خلافًا للمعتزلة، وأما نسخ مدلول خبر لا يتغير فباطل" وانظر "شرح العضد الإيجي" " 2/ 195" بحاشيتي التفتازاني والجرجاني. 2- وقال السبكي في "جمع الجوامع": "ونسخ بإيجاب الأخبار بنقيضه، لا الخبر. قيل: يجوز إن كان من مستقبل" وقال الأستاذ عبد الكريم الدبان رحمه الله في شرحه عليه "1/ 299" "مخطوط": "أما =

21- قوله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُم} [الآية: 75] 1. قال الواحدي:2 قال ابن عباس ومقاتل: نزلت في السبعين الذين اختارهم.

_ = مدلول الخبر فلا يجوز نسخه، أي: إذا أخبر بخبر امتنع أن يخبر بنقيضه سواء كان المخبر به مما يتغير أم لا؛ لأنه يوهم الكذب، وقيل: يجوز إن كان الخبر عن مستقبل، مثل سيكون كذا، وكان مما يمكن أن يتغير، لجواز أن يمحوه الله تعالى فقد قال سبحانه: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ} أما عن الماضي فلا يجوز". 3- وقال ابن جُزي في "تقريب الوصول إلى علم الأصول" "ص124": "لا يجوز النسخ إلا بثلاثة شروط: الأول: أن يكون في الأحكام لا في الاعتقادات ولا في الأخبار إلا إذا اقتضت حكما". 4- وقال ابن ملك في "شرح المنار" "ص712": "قال الجمهور: لا نسخ في الأخبار؛ لأنه يلزم منه البداء، أو الجهل، بعواقب الأمور". 5- وقال ابن الجوزي في "نواسخ القرآن" "ص21-22". "فأما الأخبار فهي على ضربين: الأول: ما كان لفظه الخبر، ومعناه معنى الأمر كقوله تعالى: {لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} فهذا لاحق بخطاب التكليف في جواز النسخ عليه. والثاني: الخبر الخالص، فلا يجوز عليه؛ لأن يؤدي إلى الكذب، وقال محال، وقد حُكي جواز ذلك عن عبد الرحمن بن زيد أسلم، والسدي، وليس بشيء يعول عليه، وقال أبو جعفر النحاس: وهذا القول عظيم جدًّا يؤول إلى الكفر؛ لأن قائلا لو قال: قام فلان ثم قال: لم يقم، فقال: نسخته، لكان كاذبًا. وقال ابن عقيل "الحنبلي ت513": الأخبار لا يدخلها النسخ؛ لأن نسخ الأخبار كذب، وحوشي القرآن من ذلك. وانظر "البرهان" للزركشي النوع "34" "2/ 33" و"الإتقان" للسيوطي النوع "47" "2/ 21" و"الأنموذج في أصول الفقه" للدكتور فاضل عبد الواحد "ص272" وفيها مثل ذلك، ومن هذا تعرف ما في قول الحافظ!! إلا إذا كان يرى أنه خبر تضمن حكمًا وقد قال في "الفتح" "8/ 207" في شرح كتاب التفسير، آخر سورة البقرة: "ومهما كان من الأخبار يتضمن الأحكام أمكن دخول النسخ فيه كسائر الأحكام، وإنما لا يدخله النسخ من الأخبار ما كان خبرًا مخصا لا يتضمن حكمًا كالأخبار عما مضى من أحاديث الأمم ونحو ذلك وتبقى عبارته هنا موهمة مشكلة. 1 كثيرة مما ورد هنا هو من باب التفسير. 2 "ص25" وقد ذكر الواحدي هذه الآية ذات الرقم "57" بعد الآية "79" و"80"!! ولم يعلق المحقق بشيء وأسقط السيوطي هذا السبب في كتابه "اللباب": فلم يتكلم عليه.

موسى ليذهبوا معه إلى الله تعالى فلما ذهبوا معه إلى الميقات وسمعوا كلام الله وهو يأمره وينهاه فلما1 رجعوا إلى قومهم فأما الصادقون فأدوا كما سمعوا. وقالت طائفة منهم: سمعنا الله في آخر كلامه يقول: إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا، وإن شئتم فلا تفعلوا ولا بأس. وعند أكثر المفسرين نزلت الآية في الذين غيروا آية الرجم وصفة النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: أما الأول فأخرجه الطبري من طريق ابن إسحاق بسنده المقدم ذكره عن ابن عباس2 قال: قال الله تعالى لنبيه ولمن آمن معه يؤيسهم من إيمان اليهود3 {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ الله} وهم الذين سألوا موسى رؤية ربهم فأخذتهم الصاعقة. قال محمد بن إسحاق4 فحدثني5 بعض أهل العلم أنهم قالوا: يا موسى، قد حيل بيننا وبين رؤية ربنا، فأسمعنا كلامه حين يكلمك فطلب موسى ذلك إلى ربه فقال له: مرهم فليتطهروا وليطهروا ثيابهم وليصوموا ففعلوا وخرج بهم إلى الطور فلما غشيهم الغمام أمرهم موسى فوقعوا سجودا وكلمه ربه فسمعوا كلامه يأمرهم وينهاهم، حتى عقلوا ما سمعوا ثم انصرف بهم إلى قومه فحرف فريق منهم ما

_ 1 لا توجد "فلما" في الواحدي وهي قلقة حذفها أولى. 2 "2/ 246" الرقم "1333" ولم يذكر فيه فوق ابن إسحاق أحد، وقد صرح بالسند المتقدم في "تفسير ابن أبي حاتم" "1/ 1/ 234-235" وقد فرق المذكور هنا على فقرتين "773، 775" وجاء مجموعًا في "الدر" "1/ 198" وقد أشار إلى ابن اسحاق وابن أبي حاتم وهو كذلك في "تفسير ابن كثير" "1/ 115". 3 لا يوجد هذا في الطبري، والذي فيه: "ليس قوله: {يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّه} يسمعون التوراة، كلهم قد سمعها، ولكنهم الذين.." فإما أن يكون سقط منه أو أن الحافظ تصرف في النقل. 4 حذف الحافظ من ابن إسحاق انظر الطبري "2/ 247" الرقم "1334" و"تفسير ابن أبي حاتم" "1/ 1/ 235" الرقم "777" و"سيرة ابن هشام" "ق1/ 537". 5 في "الطبري "2/ 247": بلغني عن بعض.

سمعوا فحين قال موسى لبني إسرائيل: إن الله يأمركم بكذا وكذا قال ذلك الفريق: إنما قال كذا وكذا خلافا لما قال موسى1 فهم الذين عنى الله في قوله لرسوله محمد: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَه} الآية. فهذا كما ترى لم ينسبه ابن إسحاق في روايته لابن عباس وإنما ذكر فيما أسنده عن ابن عباس أصل القصة2 وهذا التفصيل إنما أسنده عن بعض أهل العلم ولم يسمه، وأخلق به أن يكون عنى الكلبي أو بعض أهل الكتاب، فإن من جملة ما عابوه على ابن إسحاق أنه كان يعتمد على أخبار بعض أهل الكتاب فيما ينقله عن الأخبار الماضية3. وأما ابن الكلبي فإنه ذكر هذا في "تفسيره" عن أبي صالح وهو من رواية محمد بن مروان السدي الصغير عنه وقد تقدم أن هذه سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب4. وقد ذكر يحيى بن سلام وهو أصلح حالا من محمد بن مروان بكثير فقال:

_ 1 في "الطبري: "لما قال الله عز وجل لهم" والحافظ لا يلتزم بحرفية النص. 2 ذكرت آنفا في ذلك. 3 ذكر ياقوت الحموي في "معجم الأدباء" في ترجمته "18/ 8" عن ابن أبي خازم قال:" "محمد بن إسحاق، كانت تعمل له الأشعار فيضعها في كتب المغازي فصار بها فضيحة عند رواة الأخبار والأشعار، وأخطأ في كثير من النسب الذي أورده في كتابه، وكان يحمل عن اليهود والنصارى ويسميهم في كتبه: أهل العلم الأول". وفي "الميزان" للذهبي "3/ 470": "قال ابن أبي فُديك: رأيت ابن إسحاق يكتب عن رجل من أهل الكتاب قلت: ما المانع من رواية الإسرائليات عن أهل الكتاب مع قوله صلى الله عليه وسلم: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج". وقال: "إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم"، ولا تكذبوهم، فهذا إذن نبوي في جواز سماع ما يأثرونه في الجملة، كما سمع منهم ما ينقلونه من الطب، ولا حجة في شيء من ذلك، إنما الحجة في الكتاب والسنة" وكان ابن تيمية قد قال في "مقدمة التفسير" "هذه الأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد" انظر "الفتاوى" "13/ 366". 4 انظر ما جاء عنه في "الفصل الجامع".

"قال الكلبي بلغني أنهم السبعون الذين1 اختار موسى" ثم قص القصة نحو ما ساقها ابن إسحاق وفي آخرها: فلما رجعوا إلى العسكر قال لهم مَنْ لم يكن معهم: ماذا قال ربكم؟ قالوا: أمرنا بكذا وكذا ونهانا عن كذا وكذا. هذا قول الذين صدقوا منهم وأما الذين كذبوا فقالوا: نعم قال ما قلتم ولكن وسع لنا في آخر ذلك فقال: إن لم تستطيعوا إلا الذي نهيتكم عنه فافعلوا قال: فلما قدم محمد صلى الله عليه وسلم المدينة كلم اليهود ودعاهم إلى الله عز وجل وإلى الإيمان بكتابة فجحدوا وكتموا، فأنزل الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّه} الآية. وأما مقاتل بن سليمان فأورده مختصرا2 فقال: قوله {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ الله} نزلت في السبعين الذين اختار موسى ليذهبوا معه حتى يسمعوا كلام الله فلما ذهبوا معه سمعوا كلام الله وهو يأمر وينهى، فلما رجعوا أدى الصادقون ما سمعوا، وأما طائفة منهم فقالوا: سمعنا الله في آخر كلامه يقول: إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا وإن شئتم فلا تفعلوا. وأخرج الطبري3 من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس في هذه الآية قال: كانوا يسمعون الوحي فيسمعون من ذلك كما يسمع أهل النبوة ثم يحرفونه من بعدما عقلوه، وقد استنكر ابن الجوزي4 القصة المتقدم ذكرها فقال5: أنكر

_ 1 في الأصل: الذي ووضع الناسخ عليها: كذا وصححت في الهامش. 2 اعتمد الحافظ هنا على نقل الواحدي عن مقاتل كما مر فقال: هذا ولو رجع إلى تفسيره لوجد ما أورده مقاتل مطولا غير مختصر. انظر التفسير "1/ 47-49". 3 "2/ 46" الرقم "1333" وكذلك ابن أبي حاتم "1/ 1/ 235" "776". 4 هو الشيخ الإمام العلامة الحافظ المفسر شيخ الإسلام مفخر العراق جمال الدين أبو الفرج عند الرحمن بن علي ولد سنة 510 على الأرجح وتفي سنة 597 له مصنفات كثيرة انظر ترجمته في "السير" للذهبي "21/ 365-384". 5 في تفسيره "زاد المفسر في علم التفسير" "1/ 103-104".

الحكيم الترمذي1 أن يكون أحد من بني إسرائيل سمع كلام الله غير موسى لأن ذلك من خصائص موسى. قال ابن الجوزي: وهذا هو المعتمد والآثار الواردة في ذلك واهية لأنها من رواية ابن إسحاق عن بعض أهل العلم ومن تفسير مقاتل والكلبي وليس واحد من هذا بحجة2 انتهى. ورجح الطبري أنهم كانوا يسمعون قال3: وذلك أن الله أخبر أن التحريف كان من فريق منهم كانوا يسمعون كلام الله، استعظاما من الله عز وجل لما كانوا يأتون من البهتان، بعد توكيد الحجة عليهم إيذانا عباده المؤمنين بقطع أطماعهم من إيمان بقايا نسلهم بما جاءهم به محمد فقال: كيف تطمعون في تصديق هؤلاء إياكم، وإنما تخبروهم عن غيب لم يشاهدوه وقد كان بعض سلفهم يسمع من الله كلامه بأمره ونهيه، ثم يبدله ويجحده فهؤلاء الذين بين أظهركم أحرى أن يجحدوا ما آتيتموهم به انتهى. وعلى هذا فالذي اختص به موسى هو كلام الله سبحانه وتعالى على قصد مخاطبته إياه لا مطلق سماع الكلام ويحتمل أن يكون أولئك إنما كانوا يسمعون كلام

_ 1 هو محمد بن علي بن الحسن، أبو عبد الله قال ابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد": كان إمامًا من أئمة المسلمين له المصنفات الكبار في أصول الدين ومعاني الحديث، وقد لقي الأئمة الكبار وأخذ عنهم وفي شيوخه كثرة، وله كتاب "نوادر الأصول" مشهور ... وقد تكلم فيه ابن العديم صاحب "تاريخ حلب" ورد عليه ابن حجر ثم قال: ولم أقف لهذا الرجل -مع جلالته- على ترجمة شافية. عاش إلى حدود 320". انظر "لسان الميزان" "5/ 308-310". 2 النص في "زاد المسير" هكذا: "وقد أنكر بعض أهل العلم، منهم الترمذي صاحب "النوادر" هذا القول إنكارًا شديدًا، وقال: إنما خص بالكلام موسى وحده، وإلا فأي ميزة؟! وجعل هذا من الأحاديث التي رواها الكلبي وكان كذابًا". 3 "2/ 247-248" وقد تصرف -على عادته.

الله عز وجل من بعض الملائكة فيكون لهم بذلك المزية على من بعدهم بما يدل عليه سياق الآية كما أشار إليه الطبري، ويصح ما أطلقه الترمذي ومن تبعه من اختصاص موسى بسماع كلام الله سبحانه وتعالى، على أن في الحصر1 نظرًا فظواهر القرآن والأحاديث تدل على أن موسى عليه السلام اختص بقدر زائد2 من ذلك لا مطلق الكلام والله أعلم. 22- قوله ز تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم} الآية 76. 1- أما صدرها فذكر أبو حيان بغير إسناد قال:3 قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

_ 1 أي: في حصر الحكيم الترمذي سماع كلام الله بموسى عليه السلام فقط. 2 وهذا القدر الزائد هو مخاطبته وكأن الحافظ يشير إلى قوله تعالى في سورة الأعراف: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} . وإلى حديث الشفاعة الذي رواه الشيخان وغيرهما. وفيه كما في صحيح البخاري كتاب "الرقاق" باب صفة الجنة والنار: "ائتوا موسى الذي كلمه الله فيأتونه، فيقول: لست هناكم، فيذكر خطيئته". قال الحافظ في "الفتح" "11/ 435": "وفي رواية مسلم: "ولكن أئتوا موسى" وزاد وأعطاه التوراة وكذا في رواية هشام وغيره، وفي رواية معبد بن هلال" "ولكن عليكم بموسى فهو كليم الله" وفي رواية الإسماعيلي": "عبدًا اعطاه الله التوراة وكلمه تكليمًا" زاد همام في روايته: "وقربه نجيا". وفي كتاب التفسير في سورة الإسراء باب {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} في سياق حديث الشفاعة أيضًا: "فيقولون: يا موسى، أنت رسول الله، فضلك الله برسالته وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك" انظر "الفتح" "8/ 395-396". 3 في "البحر المحيط" "1/ 271" وقد ذكر سبعة أقاويل. نقل الحافظ منها الخامس.

"لايدخل 1 قصبة المدينة إلا مؤمن" 2 فقال كعب بن الأشرف وكعب3 بن يهوذا وغيرهما: اذهبوا فتجسسوا4 أخبار من آمن وقولوا لهم آمنا واكفروا إذا رجعتم. وأما باقيها فأخرج الطبري5 من طريق ابن جريج6 عن مجاهد قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم تحت حصون بني قريظة فقال: "يا إخوان القردة والخنازير ويا عبد الطاغوت". فقالوا: من أخبر محمدا بهذا؟ ما خرج هذا إلا منكم! أتحدثونهم بما فتح الله عليكم فيكون لهم حجة عليكم7. وأخرجه عبد بن حميد8 من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد9: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عليا إلى بني قريظة فآذوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اخسئوا يا أخوة القردة والخنازير". فقالوا من حدث محمدا بهذا10؟

_ 1 في "البحر" زيادة هي علينا. 2 عزا ابن كثير هذا الحديث إلى رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، فيما رواه ابن وهب عنه. انظر التفسير "1/ 115" وقد أخذه من الطبري "2/ 253". 3 في "البحر": وهب. 4 في الأصل: بالحاء. 5 "2/ 252" الرقم "1347" وقد تصرف واختصر. 6 فيه وفي ابن كثير "1/ 116": عن ابن جريج قال: أخبرني القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد وتحرف: بزة في ابن كثير إلى برزة. 7 وفيه بعد: "قال ابن جريج عن مجاهد: هذا حين أرسل إليهم عليا فآذوا محمد صلى الله عليه وسلم". 8 والطبري أيضًا "2/ 252" الرقم "1345، 1346" من نفس الطريق وبلفظ متقارب. 9 انظر تفسير مجاهد "1/ 80-81". 10 ليس في الخبرين أن الآية نزلت في ذلك. وعلى هذا القول لا يبقى أي اتصال بين هذا المقطع وصدر الآية!

وللطبري1 من طريق بشر2 بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله {بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُم} : بما أكرمكم3 الله به فيقول الآخرون: إنما نستهزئ بهم. قلت: فعلى هذا المراد بالفتح الإنعام والكرامة، وعلى الأول الفتح العقوبة، ويشهد له {افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ} 4. وقد أخرج الطبري5 من طريق السدي التصريح بأن المراد بالفتح هنا العذاب ولفظه: قال في قوله تعالى: {أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُم} يعني من العذاب وهو الفتح قولوا لهم: نحن أكرم على الله منكم6. وجاء في السبب المذكور: 2- قول آخر7 فأخرج عبد الرزاق في "تفسيره"8 عن معمر عن قتادة قال: كانوا يقولون إنه سيكون نبي -يعني في آخر الزمان9- فخلا بعضهم إلى بعض

_ 1 "2/ 250-251" الرقم "139". 2 في الأصل: بسر وهو من عادة الناسخ في ترك الأعجام. 3 في الطبري: أمركم ولعل في النسخة التي نقل منها الحافظ: أكرمكم! ولكن ما موضع الاستهزاء في حديث الإنسان عن إكرام الله له؟! 4 سورة الأعراف "89". 5 "2/ 253" البقرة "1348". 6 اللفظ هنا مختلف عما في الطبري، والجملة الأخيرة فيه: "أتحدثونهم بما فتح الله عليكم من العذاب، ليقولوا: نحن أحب إلى الله منكم، وأكرم على الله منكم؟ " فلعل قوله في المتن: "قولوا لهم" محرف عن "ليقولوا لكم". 7 هذا القول أوفق الأقوال بسياق الآية. 8 "ص8". 9 التوضيح من الحافظ.

فقالوا: أتحدثونهم بهذا فيحتجون1 عليكم به. وكذا أخرجه عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة وسياقه أبسط من هذا ونحوه للطبري2 من طريق أبي العالية ولفظه: يعني بما أنزل الله في كتابه3 من بعث4 محمد صلى الله عليه وسلم. وذكره ابن إسحاق5 عن محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس بلفظ آخر في قوله: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا} أي: إن صاحبكم رسول الله ولكنه إليكم خاصة {وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم} بهذا فتقوم عليكم الحجة جحدوا ولا تقروا بأنه نبي أصلا يعني أن النبي لا يكذب وقد قال إنه رسول الله إلى الناس جميعا. 3- وجاء فيه قول آخر ابن أبي حاتم6 من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة: إن امرأة من اليهود أصابت فاحشة فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون7 منه الحكم رجاء الرخصة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم، عالمهم8 فذكر قصة الرجم قال ففي ذلك نزلت:

_ 1 في التفسير: ليحتجوا. 2 "2/ 251" الرقم "1341". 3 في الطبري: كتابكم وهو الأولى. 4 في الطبري: نعت وكلاهما جائز ولعل "نعت" أولى. 5 فيما رواه الطبري "2/ 251" الرقم "1340" وقد تصرف الحافظ واختصر. 6 في تفسيره "1/ 1/ 237" الرقم "785". 7 في التفسير: يبغون هو الصواب. 8 تتمة الخبر في اليفسير: "وهو ابن صوريا فقال له: احكم. قال: فجبوه قال عكرمة: التجبية: يحملونه على حمار، ويجعلون وجهه إلى ذنب الحمار، وذكر فيه كلامًا. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبحكم الله حكمت؟ أو بما أنزل على موسى؟ " فقال: لا ولكن نساءنا كن حسانًا فأسرع فيهن رجالنا فغيرنا الحكم. وفيه أنزلت: {وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْض} قال عكرمة: إنهم غيروا الحكم منذ ستمائة سنة".

{وَإِذَ خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُم} الآية1. 23- قوله ز تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} [الآية: 78] 2. أخرج الطبري3 من طريق ابن جريج عن مجاهد في هذه الآية {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّون} قال: ناس من اليهود لم يكونوا يعلمون4 شيئا وكانوا يتكلمون بالظن بغير ما في كتاب الله تعالى ويقولون: هو من الكتاب أماني يتمنونها. وأخرج ابن أبي حاتم5 من طريق عباد بن منصور عن الحسن البصري نحوه بتمامه6 وأخرج الطبري7 من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: الأميون هنا قوم

_ 1 الخبر ضعيف. ففي السند حفص بن عمر العدني وهو متفق على ضعفه. انظر "الجرح والتعديل" "3/ 182" و"المجروحين" "1/ 257" و"تهذيب الكمال" "7/ 42" و"الميزان" "1/ 560" و"التهذيب" "2/ 410" والحكم مختلف فيه انظر ترجمته في "الميزان" "1/ 569". وفي ترجمته موسى بن عبد العزيز العدني الراوي عن الحكم في "الميزان" "4/ 212-213" قال الذهبي أيضًا: "وحديثه في المنكرات لا سيما والحكم بن أبان ليس بالثبت أيضًا". 2 ليس في الكلام هنا سبب نزول فلاحظ. 3 "2/ 57" الرقم "1345"، "ص261" من تفسير سُنيد. 4 في الطبري زيادة: من الكتاب. 5 "1/ 1/ 242" الرقم "802" وقال محققه الدكتور أحمد عبد الله العماري الزهراني: لم أقف عليه عند غير المؤلف. 6 وإسناده ضعيف، عباد بن منصور الناجي أبو سلمة البصري المتوفى سنة "152هـ" ضعيف تغير بأخرة، وفي أحاديثه نكارة، وكان مدلسًا وقدريًّا للقدر، وكان قاضيًا بالبصرة، وقال أبو حاتم: في روايته عن عكرمة وأيوب ضعف. انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" "6/ 86" و"تهذيب الكمال" "156/ 14" و"الميزان" "5/ 13" و"التهذيب" "5/ 13". 7 "2/ 258-259" الرقم "1358".

لم يصدقوا رسولا أرسله الله، ولا كتابا أنزل الله فكتبوا كتابا بأيديهم، ثم قالوا لقوم سِفْلة1 جهال: هذا من عند الله فأخبر أنهم يكتبون بأيديهم ثم سماهم أميين2. وهذا استنكره الطبري من جهة اللغة العربية3 وقد تقدم أن الضحاك لم يسمع من ابن عباس وإسناده [من ابن منصور] 4 إلى الضحاك ضعيف5 وكأنه جعل ما في الآية وصف مَنْ ذكر في التي بعدها وعند الأكثر أنها صفة قوم آخرين وهو أولى. 24- قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا} [الآية: 79] 6. قال الواحدي:7 قال الكلبي بالإسناد الذي ذكرنا أنهم غيروا صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابهم وجعلوه آدم سبطا طويلا وكان صلى الله عليه وسلم ربعة أسمر. وقالوا لأصحابهم وأتباعهم انظروا إلى صفة النبي صلى الله عليه وسلم الذي يُبعث في آخر الزمان ليس يشبه نعت هذا وكانت8 للأحبار والعلماء مأكلة من سائر اليهود فخافوا أن تذهب مأكلتهم إن بينوا

_ 1 حركها الناسخ في الأصل بفتح السن والفاء وفي القاموس مادة سفل "ص1312": "وسفلة الناس، بالكسر وكفرحة: أسافلهم وغوغاؤهم". 2 وتتمة النص: لجحودهم كتب الله ورسله. 3 قال رحمه الله: "وهذا التأويل تأويل على خلاف ما يعرف من كلام العرب المستفيض بينهم وذلك أن "الأمي" عند العرب: هو الذي لا يكتب". 4 هذه العبارة التي جعلها بين معقوفتين -والله أعلم- من الناسخ، ولا علاقة لابن منصور بخبر الضحال، إنما هو مذكور في سند ابن أبي حاتم. 5 لما علمت من حال جوبير، وبشر بن عمارة الذي يرويه عنه. 6 المذكور هنا تفسير ولم يذكر فيه سبب نزول. 7 "ص24" وعلى كل من الكلمتين رمز الصحة. 8 في الأصل: فكانت.

صفته فمن ثم غيروا1. قلت: الكلبي تقدم وصفه وقد وجدت هذا من وجه آخر قوي أخرجه ابن أبي حاتم من طريق شبيب بن بشر2 عن عكرمة عن ابن عباس، وفيه مغايرة لسياق الكلبي، ولفظ شبيب بن بشر هذا -وقد وثقه ابن معين-3 قال: هم أحبار يهود وجدوا نعت النبي صلى الله عليه وسلم محمد مكتوبا في التوراة أكحل أعين ربعة جعد الشعر حسن الوجه. فمحوه حسدا وبغيا فأتاهم نفر من قريش من أهل مكة فقالوا: أتجدون في التوراة نبيا أميا؟ قالوا: نعم نجده طويلا أزرق سبط الشعر فقالت قريش ما هذه صفة صاحبنا4. ومن طريق أبي العالية:5 عمدوا إلى ما أنزل الله في كتابهم من نعت محمد فحرفوه عن مواضعه يبتغون بذلك عرضا من6 الدنيا.

_ 1 "1/ 1/ 244" الرقم "806" و"ص245" الرقم "810" ونقله السيوطي في "اللباب" "ص20". 2 في الأصل: نشر وهو تحريف. 3 انظر تاريخه برواية "الدوري" "2/ 248"، وانظر عنه "الجرح والتعديل" "4/ 357" و"تهذيب الكمال" "12/ 359" و"الميزان" "2/ 62" و"التهذيب" "4/ 306" وفي "التقريب" "ص263" "شبيب، بوزن طويل، ابن بشر، أبو نشر البجلي، الكوفي، صدوق يخطئ ... " وتحرفت نسبته في "البجلي" في "التهذيب" وفي تراجم تفسير أبي حاتم "ص471" إلى الحلبي! وابن معين من المشاهير توفي سنة 233هـ. انظر ترجمته في "السير" للذهبي "71-95". 4 في التفسير: فأنكرت قريش، وقالوا: ليس هذا منا. 5 تفسير الطبري "2/ 271" الرقم "1394" وتفسير ابن أبي حاتم "1/ 1/ 247" الرقم "816" بالسند المتقدم ولكنه هنا من رواية آدم "ابن أبي إياس العسقلاني" عن أبي جعفر لا من رواية ابنه، وآدم ثقة مأمون عابد وقد مر ذكره. 6 في الطبري: من عرض، وجاء في تفسير ابن أبي حاتم بالغين وهو تحريف وقد ذكر "العرض" في القرآن خمس مرات النساء "94"، الأعراف "169"، الأنفال "67"، النور "33" ولم يقرأ على آية قراءة بالغين. انظر "معجم القراءات القرآنية" للدكتور عبد العال سالم مكرم وأحمد مختار عمر. والغرض -محركة- هدف يرمى فيه. انظر "القاموس" مادة غرض "ص836".

ومن طريق1 السدي: كان ناس من اليهود كتبوا كتابا من عندهم يبيعونه من العرب وغيرهم ويحدثونهم أنه من عند الله ليأخذوا به ثمنا قليلا. ومن طريق2 قتادة عن معمر نحوه. 25- قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَة} . أسند الواحدي3 من طريق محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة عن ابن عباس قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، واليهود تقول: إنما هذه الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما يعذب الناس في النار لكل ألف سنة من أيام الدنيا، يوما واحدا4 من أيام الآخرة وإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع العذاب فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَة} . ثم أسند من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال5: وجد أهل الكتاب ما بين طرفي جهنم مسيرة أربعين يوما6، فقالوا: لن نعذب في النار إلا ما وجدنا في التوراة فإذا كان يوم القيامة اقتحموا في النار فساروا في العذاب حتى انتهوا

_ 1 تفسير الطبري "2/ 270" الرقم "1388" وتفسير ابن أبي حاتم "1/ 244" الرقم "807 و808" و"ص246" الرقم "811". 2 تفسير الطبري "2/ 271" الرقم "1393" وتفسير ابن أبي حاتم "1/ 1/ 246" الرقم "813". 3 "ص24". 4 في الواحدي: في النار. 5 "ص25",. 6 سقطت هذه اللفظة من كتاب الواحدي بطبيعته، ووضع المحقق السيد أحمد صقر هنا "عامًا".

إلى سقر1 وفيها شجرة الزقوم إلى آخر يوم من الأيام المعدودة. قال فقال لهم خزنة أهل النار: يا أعداء الله زعمتم أنكم لن تعذبوا في النار إلا أياما معدودة فقد انقضى العدد وبقي الأمد2. قلت: وجويبر ضعيف جدا والضحاك لم يسمع من ابن عباس والسند الذي قبله إلى ابن عباس أولى بالاعتماد. وقد أخرجه الطبري3 من رواية العوفي عن ابن عباس والعوفي4 ضعيف، ولعله أخذه عن الضحاك لكن سياق العوفي أتم من سياق الضحاك وعنده عن ابن عباس "ذكر أن اليهود وجدوا في التوراة" فذكره وقال في آخره ساروا في العذاب حتى انتهوا إلى شجرة الزقوم آخر يوم من الأيام المعدودة [فلما أكلوا من شجرة الزقوم وملئوا منها البطون] 5 قال لهم خزان سقر: زعمتم أنكم لن تمسكم النار إلا أياما معدودة فقد خلا6 العدد وأنتم في

_ 1 سقطت الواو في الأصل. 2 في الواحدي: الأبد. 3 "2/ 275" الرقم "1404". 4 هو عطية بن سعد بن جنادة العوفي، أبو الحسن "ت111 وقيل 127هـ" ضعيف، يدلس ويخطئ كثيرًا، رمي بالتشيع، وضعفه أحمد والثوري ويحيى وهشيم وأبو حاتم وأبو زرعة والنسائي وأبو داود والساجي، قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب وقال الذهبي: تابعي شهير ضعيف. انظر "الطبقات" لابن سعد "26/ 217" و"التاريخ الكبير" "7/ 8" و"الجرح والتعديل" "6/ 383" و"المجروحين" "2/ 176" و"الضعفاء" لابن الجوزي "2/ 180" و"الميزان" "3/ 79" و"التهذيب" "7/ 24". 5 لا توجد هذه الجملة في الطبري. 6 خلا: فرغ انظر "القاموس" مادة خلا "ص1652".

الأمد1 فأخذ بهم في صعود2 في جهنم يرهقون. وأخرج الطبري3 من وجه آخر عن جويبر عن الضحاك في هذه الآية قال: قالت اليهود: لا نعذب في النار إلا أربعين يوما بمقدار ما عبدنا العجل. وأما السند الأول من طريق ابن إسحاق فقد تقدم في حال النسخة المروية عن محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد وأنه صدوق عند ابن أبي حاتم4 وغيره لكن الأحاديث التي يقول فيها ابن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس فالترديد بين عكرمة وسعيد بن جبير، وفي هذا الموضع اقتصر

_ 1 في الطبري: الأبد. 2 روى ابن أبي حاتم عن عطية العوفي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "سأرهقه صعودًا قال هو جبل في النار، من نار، يكلف أن يصعده، فإذا وضع يده ذابت، وإذا رفعها عادت، فإذا وضع رجله ذابت، وإذا رفعها عادت" أورد هذا الحافظ ابن كثير في تفسير في سورة المدثر "4/ 442"، وقال: "ورواه البزار وابن جرير من حديث شريك به، وقال قتادة عن ابن عباس: صعودًا: صخرة في جهنم، يسحب عليها الكافر على وجهه، وقال السدي: صعودًا: صخرة ملساء في جهنم يكلف أن يصعدها، قال مجاهد: "سأرهقه صعودًا" أي مشقة من العذاب، وقال قتادة: لا راحة فيه واختاره ابن جرير". 3 "2/ 277" الرقم "1408". 4 لم يسبق لرأي ابن أبي حاتم ذكر ولم أره يصرح في كتابه "الجرح والتعديل" في ترجمة ابن إسحاق "7/ 191-194" برأيه هو فيه لكنه قال "ص192": "سئل أبو زرعة عن محمد بن إسحاق بن يسار فقال: صدوق، مَنْ تكلم في محمد بن إسحاق؟ محمد بن إسحاق صدوق" ونقل "ص194" عن أبيه أنه سمعه يقول: "محمد بن إسحاق ليس عندي في الحديث بالقوي، ضعيف الحديث، وهو أحب إليَّ من أفلح بن سعيد، يكتب حديثه". وقد روى في تفسيره عنه، مع أنه التزم -كما في مقدمته "ص9": "إخراج تفسير القرآن مختصرًا بأصح الأسانيد، وحذف الطرق". ملاحظة: تقدم في "الفصل الجامع" وصف ابن حجر لرواية ابن أبي طلحة عن ابن عباس بـ"النسخة" وذكر أن البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما يعتمدون على هذه "النسخة" فلعل ذهنه انصرف إلى هذا حين كتابته في هذا الموضع! والله أعلم.

الواحدي في سياقه على عكرمة وأظنه اختصر وإلا فقد أخرجه الطبري1 من طريق ابن إسحاق على العادة قال: عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس. وقد أخرجه الطبري2 أيضا من طريق حفص بن عمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة مرفوعا مرسلا قال: خاصمت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: لن ندخل إلا أربعين ليلة ويخلفنا فيها قوم آخرون يعنون3 أصحاب محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم4: "بل أنتم فيها خالدون لا يخلفكم فيها أحد". فأنزل الله تعالى ذكره هذه الآية 5. وأخرجه سُنيد6 في "تفسيره" عن حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عكرمة قال: "اجتمعت يهود تخاصم النبي صلى الله عيله وسلم فقالوا لن تصيبنا النار" فذكره وفيه: "كذبتم بل أنتم خالدون مخلدون فيها لا نخلفكم فيها إن شاء الله تعالى أبدا". فنزل القرآن تصديقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم وتكذيبا لهم {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً} إلى قوله: {هُمْ فِيهَا خَالِدُون} . وأخرج الطبري7 عن قتادة قال: قالت اليهود: لن ندخل النار إلا تحلة القسم عدد الأيام التي عبدنا فيها العجل فقال الله

_ 1 "2/ 278" الرقم "1411". 2 "2/ 276" الرقم "1406". 3 في الطبري: محمدا وأصحابه. 4 في الطبري: "فقال ... بيده على رؤسهم" قال المحقق الأستاذ محمود شاكر: أي: أشار. 5 في السند حفص بن عمر على ضعفه وقد مر. 6 والطبري "2/ 276" الرقم "1407" من طريقه، وفيه زيادة ليست هنا. وعزاه السيوطي في "الدر" "1/ 207" إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، وهو فيه "ص248" الرقم "820" من طريق حفص بن عمر العدني. 7 "2/ 279" الرقم "1417" وتفسير ابن أبي حاتم "1/ 1/ 249" الرقم "823".

تعالى: {قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا} أي: بهذا الذي تقولون فهاتوا حجتكم. وأخرج الطبري1 من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال حدثني أبي زيد بن أسلم2 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليهود: "أنشدكم الله الذي أنزل التوراة على موسى مَنْ أهل النار الذين ذكرهم الله تعالى في التوراة؟ " قالوا: إن ربهم غضب عليهم غضبة فنمكث في النار أربعين ليلة ثم نخرج فتخلفوننا فيها فقال: "كذبتم والله لا نخلفكم فيها أبدا". فنزل القرآن تصديقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةْ} إلى {خَالِدُون} . قلت: أصل هذا دون ذكر نزول الآية في "صحيح البخاري" من حديث أبي هريرة أخرجه من رواية الليث عن سعيد المقبري عنه في أثناء حديث قال فيه: قال لهم -أي النبي صلى الله عليه وسلم: "من أهل النار؟ " قالوا: نكون فيها يسيرا ثم تخلفوننا فيها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اخسئوا فيها والله لا نخلفكم فيها أبدا" 3.

_ 1 "2/ 277" الرقم "1409". 2 هو تابعي وقد سبقت ترجمته فالحديث مرسل. 3 أخرج البخاري في كتاب "الجزية والموادعة" باب إذا غدر المشركون بالمسلمين هل يُعفى عنهم انظر "الفتح" "6/ 272" وفي كتاب "الطب" باب ما يذكر في سم النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر "الفتح" "7/ 497"، ونصه في الموضع الأول: "عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما فتحت خيبر أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اجمعوا لي من كان ههنا من يهود"، فجمعوا له، فقال: "إني سائلكم عن شيء، فهل أنتم صادقي عنه؟ " فقالوا: نعم، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "من أبوكم؟ " قالوا: فلان، فقال: كذبتم، فقال: "كذبتم بل أبوكم فلان"، فقالوا: صدقت. قال: "فهل أنت صادقي عن شيء إن سألت عنه؟ " فقالوا: نعم يا أبا القاسم وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا، فقال لهم: "من أهل النار؟ " قالوا: نكون فيها يسيرًا، ثم تخلفونا فيها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اخسئوا فيها، والله لا نخلفكم فيها أبدًا"، ثم قال: "هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟ " قالوا: نعم يا أبا القاسم. قال: "هل جعلتم في هذه الشاة سمًّا؟ " قالوا: نعم، قال: "ما حملكم على ذلك؟ " قالوا: إن كنت كاذبًا نستريح وإن كنت نبيًّا لم يضرك". فهذا، كما ترى وقع في العام السابع من الهجرة، وأول البقرة من أول ما نزل بالمدينة.

26- قوله ز تعالى: {وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [الآية: 85] . قال ابن إسحاق بسنده عن ابن عباس: كانوا فريقين يعني بالمدينة بنو قينقاع ولهم حلفاء الخزرج، وقريظة والنضير ولهم حلفاء الأوس فوقع بين الأوس والخزرج حرب، فخرجت بنو قينقاع مع الخزرج، وخرجت قريظة والنضير مع الأوس، فظاهر كل فريق حلفاءه على إخوانهم حتى سفكت دماؤهم، وبأيديهم التوراة، يعرفون فيها تحريم سفك دمائهم، والأوس والخزرج أهل شرك يعبدون الأوثان، لا يعرفون حلالا من حرام فاذا انقضت الحرب افتدوا أسرى من أسر منهم فتفتدي قينقاع من أسرة الأوس، وتفتدي قريظة والنضير من أسرة الخزرج فأنبهم الله تعالى بذلك. قال ابن إسحاق: ففي ذلك من فعلهم مع الأوس والخزرج نزلت هذه القصة فيما بلغني، أخرجه الطبري1. وأخرج2 من طريق السدي نحوه لكن خالف في بعضه فقال: إن الله أخذ علي بني إسرائيل في التوراة أن لا يقتل بعض بعضا وأيما عبد أمة وجدتم من بني إسرائيل فاشتروه فأعتقوه فكانت قريظة حلفاء الأوس، والنضير حلفاء الخزرج، وكانوا يقتتلون في حرب سمير3 فإذا أسر رجل من الفريقين جمعوا له حتى يفدوه فكان العرب تعيرهم بذلك يقولون كيف تقاتلونهم وتفدونهم فإذا4 قالوا: أمرنا بأن

_ 1 "2/ 305-306" الرقم "1417" وقد تصرف الحافظ واختصر، وانظر "السيرة" لابن هشام "ق1/ 539-540". 2 "306-307" الرقم "1472" وعلى عادته اختصر وتصرف. 3 حرب سُمير، كانت في الجاهلية بين الأوس وسمير رجل من بني عمرو بن عوف. وانظر خبر هذه الحرب في "الأغاني" "3/ 18: 26" عن هامش الطبري. 4 هذه اللفظة قلقة هنا جدًّا، والصواب حذفها ولم ترد في الطبري.

نفديهم فإن قيل لهم: فقد نهيتم عن قتالهم قالوا: إنا نستحيي من حلفائنا فنزلت الآية بتوبيخهم على ذلك1. 27- قوله ز تعالى: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ} . أخرج ابن أبي حاتم2 من طريق أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس قال: قالت اليهود قلوبنا مملوءة علما لا نحتاج إلى علم محمد ولا غيره3 بل هي غلف فنزلت {بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِم} . ومن طريق4 فضيل بن مرزوق5 عن عطية6 العوفي قالوا: قلوبنا أوعية العلم7.

_ 1 لم ينقل لنا أن قتالًا وقع بين بني النضير وقريظة بعد الهجرة فما ذكر هنا لا يعد سبب نزول، وإنما هو من باب حكاية ما مضى والله أعلم. 2 "1/ 1/ 272" الرقم "899" ومثله في الطبري "2/ 237" الرقم. 3 ما بعده غير موجوه في التفسير. 4 "ص272" الرقم "900" ومثله في الطبري "2/ 327" الرقم "1510". 5 هو الأغر الرقاشي أو الرواسي الكوفي أبو عبد الرحمن وقد اختلفوا فيه بين موثق ومضعف. وقال الحافظ في "التهذيب" "8/ 299": "قال ابن حبان في الثقات: يخطئ، وقال في الضفعاء: كان يخطئ على الثقات، ويروي عن عطية الموضوعات". وانظر "الجرح والتعديل" "7/ 57"، و"المجروحين" "2/ 209". 6 في الأصل: باطية وهو تحريف ظاهر. 7 قال ابن قتيبة في "غريب القرآن" "ص85": "ومن قرأه "غلف" مثقل. أراد جمع غلاف أي: هي أوعية للعلم. وقد قرأ "غلف" أبو عمرو -رواية اللؤلؤي- وابن عباس وابن محيصن والأعرج وابن هرمز. انظر "معجم القراءات القرآنية" "1/ 85". ولم يرتض الطبري هذه القراءة وعدها شاذة. انظر "2/ 327-328".

قال1: وروي عن عطاء الخراساني مثله. قلت: ويستفاد من هذا أمران: أحدهما: أن قراءة الجمهور "غُلْف" بسكون اللام مخففة2. ثانيهما: أن بل للإضراب على بابها3. 28- قوله ز تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} . أخرج الطبري4 وابن أبي حاتم5، من طريق محمد بن إسحاق بالسند المذكور أولا: أن اليهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعثته، فلما بعثه الله جحدوا ما كانوا يقولون فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء6 بن معرور أحد7 بني سلمة: يا معشر يهود اتقوا الله وأسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل "شرك وتخبروننا بأنه مبعوث وتصفونه لنا بصفته فقال: سلام بن مِشكم

_ 1 أي: ابن أبي حاتم "1/ 1/ 273". 2 قال الطبري "2/ 324": "وهي قراءة عامة الأمصار في جميع الأقطار ... تأولوها أنهم قالوا: قلوبنا في أكنة وأغطية". 3 انظر "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" لابن هشام "ص151-152". 4 "2/ 333" الرقم "1520". 5 "1/ 1/ 276" الرقم "911". 6 ترجمته في "الإصابة" للحافظ "1/ 150" الرقم "654". 7 كذا في الأصل: وفي الطبري: أخو، وفي ابن أبي حاتم: وداود بن سلمة ونقله الحافظ عنه في "الإصابة" "1/ 473" الرقم "2388" في ترجمة داود وقال: "كذا رأيته في نسخة، ووقع في نسخة أخرى: فقال لهم معاذ وبشر بن البراء أخو بني سلمة، كذا ذكره الطبري من هذا الوجه فلعل الأول تصحيف" ونقل ابن تيمية حديث ابن أبي حاتم في "قاعدة جليلة" "ص110" ولم يعقب عليه.

أخو بني النضير: ما جاءنا بشيء نعرفه وما هو بالذي كنا نذكره لكم! فأنزل الله عز وجل {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية1. وهكذا أخرجه ابن إسحاق في "السيرة الكبرى"2 وأخرج فيها أيضا3 والطبري من طريقه4 عن عاصم بن عمر بن قتادة5 عن أشياخ منهم6 قالوا: فينا والله وفيهم -أي: الأنصار واليهود- نزلت هذه القصة قالوا: كنا علوناهم دهرا7 في الجاهلية ونحن أهل شرك وهم أهل كتاب فكانوا يقولون: إن نبيا يُبعث الآن نتبعه قد أظل زمانه نقتلكم معه قتل عاد وأرم. فلما بعث الله عز وجل رسوله من قريش واتبعناه كفروا به8 قال الله عز وجل: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِه} الآية.

_ 1 وعزاه السيوطي في "الدر" "1/ 217" إلى أبي المنذر وأبي نعيم في "الدلائل". 2 ولم أجد هذا في القسم المطبوع من "السير والمغازي" لابن إسحاق، وهو في السيرة لابن هشام "ق1/ 547". قلت: وهذا يصلح أن يعد سبب نزول لذكره جدالًا بين بعض الأنصار وبين اليهود فنزلت الآية معقبة على ذلك. وما عداه مما سيذكر هنا فهو تفسير. 3 هو في السيرة لابن هشام "ق1/ 541". 4 "2/ 332" "1519"، وفي "الدر" "1/ 215": "أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل من طريق عاصم". 5 الإمام الثقة الأنصاري مات ما بين "119-127" أخرج له الستة، وقال محمد بن سعد:" كانت له رواية للعلم، وعلم بالسيرة، ومغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ثقة كثير الحديث عالمًا ومصادر ترجمته كثيرة، انظر "تهذيب الكمال" "13/ 528". 6 أي: من الأنصار. 7 في السيرة: ظهرًا. 8 في الأصل وكفروا وهذه الواو قلقة لا وجود لها في ابن هشام والطبري، لذلك حذفتها.

وأخرج الطبري1 من طريق العوفي عن ابن عباس قال: كان أهل الكتاب يستنصرون بخروج محمد عليه الصلاة والسلام على مشركي العرب فلما بعث الله عز وجل محمدا ورأوه من غيرهم كفروا به وحسدوه. ومن طريق قتادة2 نحوه وزاد: وقالوا: اللهم ابعث هذا النبي الذي نجده مكتوبا في التوراة، يعذبهم ويقتلهم فلما بعث من غيرهم كفروا به حسدا. 29- قوله تعالى: {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} 3. قال الواحدي4: قال ابن عباس: كانت يهود خيبر تقاتل غطفان، فإذا التقوا هزمت يهود، فعاذت اليهود بهذا الدعاء اللهم إنا نسألك بحق النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم، فكانوا إذا التقوا فدعوا بهذا الدعاء هزموا غطفان فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كفروا به فأنزل الله عز وجل {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} أي: بك يا محمد إلى قوله: {فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِين} . قال5: وقال السدي كانت العرب تمر باليهود فتلقى اليهود منهم أذى وكانت اليهود تجد نعت محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة فيسألون الله عز وجل أن يبعثه ليقاتلوا معه فلما جاءهم محمد كفروا به حسدا وقالوا: إنما كانت الرسل من بني إسرائيل6.

_ 1 "2/ 334" "1522". 2 "2/ 334-335" "1525" وقد اختصره. 3 أعاد المؤلف هذا المقطع، وكان بإمكانه أن يجمع ما قاله هنا وهناك. 4 "ص25-26". 5 أي: الواحدي. 6 وللنص تتمة فيه: فما بال هذا من بني إسماعيل؟!

قلت: المحفوظ عن ابن عباس ما تقدم1، وأما هذا الطريق بهذا اللفظ فأخرجه الحاكم في "المستدرك"2 من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عنه3 واعتذر عن إخراجه فقال: غريب من حديثه أدت الضرورة إلى إخراجه في التفسير. قلت: وأي ضرورة تحوج إلى إخراج حديث من يقول فيه يحيى بن معين: كذاب4 في "المستدرك" على البخاري ومسلم، ما هذا إلا اعتذار ساقط5. وجاء عن ابن عباس في تفسير {يَسْتَفْتِحُون} : 2- قول آخر أخرجه الطبري6 من طريق أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله {يَسْتَفْتِحُون} قال: كانوا يستظهرون يقولون نحن نعين محمدا عليهم وليسوا كذلك بل يكذبون.

_ 1 أي: في الترجمة السابقة. 2 في كتاب التفسير، سورة البقرة "2/ 263" وزاد السيوطي: والبيهقي في "الدلائل" بسند ضعيف انظر "اللباب" "ص21". 3 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. 4 يقصد عبد الملك، وقوله هذا في "الميزان" "2/ 666" "5259" وانظر عنه أيضا: "التاريخ الكبير" "5/ 436" و"التاريخ الصغير" "2/ 262" "الضعفاء""218"، ثلاثتها للبخاري و"الضعفاء" للنسائي "384" و"الجرح والتعديل" "4/ 374" و"الضعفاء" للدارقطني "179" و"المجروحين" "2/ 132" و"الضعفاء" لابن الجوزي "2/ 153" و"المغني" للذهبي "2/ 409" و"لسان الميزان" لابن حجر "4/ 71". 5 ومن قيل قال الذهبي في تلخيص "المستدرك" "2/ 263": "لا ضرورة في ذلك، فعبد الملك متروك هالك" وانظر "قاعدة جليلة" "ص111". وقد عزا السيوطي الخبر في "لباب النقول" "ص21" وفي "الدر" "1/ 216" إلى الحاكم والبيهقي في "الدلائل" واكتفى بقوله:"بسند ضعيف". 6 "2/ 336" "1532" وكذلك ابن أبي حاتم "ص275" "909".

وأما أثر السدي فأخرجه الطبري وابن أبي حاتم1 من طريق أسباط عنه بهذا ولكن فيه: تمر باليهود ويؤذونهم، وكانوا يجحدون محمدا في التوراة وفيه فيقاتلوا2 معه العرب، وفيه: كفروا به حين لم يكن، والباقي سواء. زاد ابن أبي حاتم في آخره: فما بال هذا من بني إسماعيل؟ وأخرجه الطبري3 من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية قال: كانت اليهود تستنصر بمحمد صلى الله عليه وسلم على مشركي العرب، يقولون: اللهم ابعث هذا النبي الذي نجده مكتوبا عندنا4 حتى يعذب المشركين ويقتلهم5.فلما بعث الله محمدا ورأوه أنه من غيرهم كفروا به حسدا للعرب وهم يعلمون أنه رسول الله فقال عز وجل: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِه} الآية. ومن طريق6 ابن جريج قلت لعطاء7 قوله تعالى: {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُون} قال: كانوا يرجون أن يكون منهم فلما خرج ورأوا أنه ليس منهم، كفروا به وقد عرفوا أنه الحق. ومن طريق8 عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: كانت يهود يستفتحون على كفار العرب يقولون: أما والله لو قد جاء النبي الذي بشر به موسى وعيسى، أحمد لكان لنا

_ 1 الأول في "2/ 235" "1527" ولم أجد عند الثاني، ولعله سقط من هذه النسخة. 2 في الأصل: فتقاتلوا. تحريف. 3 "2/ 335" "1526" وتفسير ابن أبي حاتم "ص276-277" "912". 4 في الأصل: عندهم وهو تحريف. 5 جاء الفعلان في الطبري الأول بالياء والثاني بالنون في ابن أبي حاتم وبدون نقط في الأصل. 6 "2/ 335" "1528" وما هنا مختصر. 7 أي: ابن أبي رباح كما مر معنا. 8 "2/ 336" "1533" وفي النقل تصرف.

عليكم! وكانوا يظنون أنه منهم، وكانوا بالمدينة1 والعرب حولهم، فلما كان من غيرهم أبوا أن يؤمنوا به وحسدوه، وقد تبين لهم أنه رسول الله فمن هناك نفع الله الأوس والخزرج بما كانوا يسمعون منهم أن نبيا خارج. ومن طريق2 ابن أبي نجيح عن علي الأزدي هو ابن عبد الله البارقي3 تابعي ثقة قال قالت اليهود: اللهم ابعث لنا هذا النبي يحكم بيننا وبين الناس، {يَسْتَفْتِحُون} يستنصرون. وأخرج عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة نحو رواية السدي وأوله: كانت اليهود تستفتح بمحمد على كفار العرب، وقال في آخره: كفروا به حسدا للعرب وهم يعرفون أنه رسول الله4. 30- قوله ز تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاس} [الآية: 94] . ذكر ابن الجوزي5 أنها نزلت لما قالت اليهود: إن الله لم يخلق الجنة إلا لإسرائيل وبنيه. قلت: الذي أخرج الطبري6 من طريق أبي العالية قال: قالت اليهود

_ 1 "الكلمتان ليستا في الطبري. 2 "2/ 334" "1523، 1524". 3 قوله: هو ابن عبد الله من إفادة الحافظ. وهو من رجال الستة إلا البخاري ترجمته في "التهذيب" "7/ 358-359" وفيه "نقل ابن خلفون عن العجلي أنه وثقة" وانظر "معرفة الثقات" للعجلي "2/ 159" "1315" و"الثقات" لابن حبان "5/ 164" وقال البخاري في "الكبير" في ترجمته "6/ 283": "وبارق جبل نزله سعد بن عدي.. ابن الأزد فسموا به". 4 وهو من طريق سعيد عن قتادة في الطبري "2/ 334" "1525". 5 في تفسيره "زاد المسير في علم التفسير" "1/ 116" ولم يذكر لما نقل سندًا. 6 "2/ 364-365" "1573".

يعني والنصارى: {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} 1 {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} 2 فأنزل الله عز وجل {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَة} الآية3. ومن طريق قتادة ونحوه4. ومن طريق ابن إسحاق بسنده المتكرر عن ابن عباس قال5: لو تمنوه يوم قال لهم: فتمنوا الموت، ما بقي على ظهر الأرض يهودي إلا مات6 وذلك أنهم فيما ذكر لنا قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه. وبه إلى ابن عباس7 في قوله تعالى: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْت} : أي: ادعوا بالموت على أي الفريقين أكذب فأبوا ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال عبد الرزاق8 عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة قال: قال ابن عباس: لو تمنى اليهود لماتوا، وهذا سند صحيح9.

_ 1 سورة البقرة الآية "111". 2 سورة المائدة الآية "18". 3 لاحظ أن البحث في سبب نزول الآية "94" وأن الآية الأولى رقمها "111" فهي متأخرة عنها في الرسم والثانية من سورة المائدة وهي متأخرة في النزول!! 4 "2/ 364" "1572". 5 "2/ 363" "1570" وانظر "السيرة" لابن هشام "1/ 542". 6 ما بعد هذا غير موجود في الطبري ولا في ابن هشام. 7 "2/ 364" "1571" و"ص367" "1578" وفي النقل اختصار. 8 في تفسيره "ص9" وقد اختصر الحافظ الرواية. 9 وهو في الطبري "2/ 363" "1568" وابن أبي حاتم "ص285" "943" وعزاه السيوطي في "الدر" "1/ 220" إلى ابن المنذر أبي نعيم في "الدلائل" أيضًا ثم قال: "وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا، ولرأوا مقاعدهم من النار ". وقد حكم عليه بالصحة قبل ابن حجر: ابن كثير انظر "1/ 127".

وعند ابن أبي حاتم من طريق الأعمش2 أحسبه عن المنهال -يعني ابن عمرو- عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: لو تمنوا الموت لشرق أحدهم بريقه. وهذه الطرق موقوفة على ابن عباس، وقد رفعه عبيد الله بن عمرو الرقي وهو ثقة3 عن عبد الكريم4. أخرجه الطبري من طريقه5 ولفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا" 6 أو "لو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني نصارى نجران- لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا". وأخرجه أحمد في "مسنده" من وجه آخر عن عبد الكريم7 وسند الطبري صحيح. وقد أخرجه الضياء المقدسي8 في "المختارة"9.

_ 1 "1/ 1/ 284" "941" والخبر في الطبري "2/ 363" "1567": عن الأعمش عن ابن عباس وعلق الأستاذ أحمد شاكر عليه بقوله: "إسناده هذه مقطع، الأعمش لم يدرك ابن عباس". 2 في ابن أبي حاتم: قال: لا أظنه: لا عن المنهال، فالظن من الأعمش. والمنهال مختلف فيه انظر "الجرح والتعديل" "8/ 356" و"الميزان" "4/ 192" و"التهذيب" "319/ 10". وفي "التقريب" "ص547": "صدوق ربما وهم" وقد أخرج حديثه البخاري والأربعة. 3 أخرج له الستة مات بالرقة سنة "180" قال ابن سعد: كان ثقة صدوقًا كثير الحديث وربما أخطأ، وكان أحفظ من روى عن عبد الكريم الجزري ولم يكن أحد ينازعه في الفتوى في دهره "التهذيب" "7/ 42-43". 5 هو الجزري أبو سعيد الحراني له الستة مات سنة "127" "التهذيب" "6/ 373". 5 "2/ 362" "1566". 6 وفيه: ولرأوا مقاعدهم من النار. 7 انظر "المسند" "2225" من طبعة شاكر. 8 هو الشيخ الإمام الحافظ القدوة المحقق المجود بقية السلف أبو عبد الله: محمد بن عبد الواحد المقدسي ثم الدمشقي ولد سنة "569" وتوفي سنة "643هـ" انظر "السير" للذهبي "23/ 126-130" 9 هو من مرويات الحافظ انظر "المعجم المفهرس" "ص118" وقد طبع ثمانية مجلدات بتحقيق الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش ولم يصل بعد إلى مسند "عبد الله بن عباس".

ووقع في "تفسير ابن ظفر" أنهم لما ادعوا أنه لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا أو نصرانيا أعلم الله نبيه أنه يحول بينهم وبين تمني الموت فجمعهم وتلا عليهم الآية فامتنعوا من تمني الموت فقال: "لو تمنوا الموت لما قام رجل منهم من مجلسه حتى يغصه الله بريقه فيموت" 1 وسيأتي في تفسير سورة الجمعة ما يؤيد رواية ابن إسحاق أنها نزلت في زعمهم أنهم أولياء الله. ويؤخذ من مجموع الآيتين2 أن دعاءهم إلى تمني الموت نزل بسبب القولين معا دعواهم أنهم أولياء الله وأن الدار الآخرة خالصة لهم. 31- قوله ز تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاة} [الآية: 96] . قال محمد بن يوسف الفريابي في "تفسيره": حدثنا قيس بن الربيع3 عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان أهل الكتاب يقول أحدهم لصاحبه عش ألف سنة كُلْ ألف سنة فنزلت. وأخرجه الحاكم4 أيضا من طريق الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد عن

_ 1 هذا الحديث ذكره مقاتل بن سليمان في "تفسيره" "1/ 55، 56" بدون إسناد، كما جاء هنا في تفسير ابن ظفر. 2 أي: الآية "94" من البقرة و"18" من المائدة، وإدخال هذه الآية من المائدة هنا غريب! فإنها تتحدث عن أمر آخر. 3 قال في "التقريب" "ص457" عنه: "صدوق تغير لم كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به". وحديثه هذا في "المستدرك" "2/ 263-264". 4 في "المستدرك" كتاب التفسير، سورة البقرة "2/ 263" وقال: "وقد اتفق الشيخان على سند تفسير الصحابي وهذا إسناد صحيح على شرطهما ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي وأخرجه كذلك ابن أبي حاتم "ص286" "949، 951" وقال محققه الدكتور الزهراني: صحيح الإسناد. وهذه الرواية تفسير وليست بسب نزول.

ابن عباس {وَلَتَجِدَنَّهُم} قال: هم اليهود {وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا} قال: الأعاجم. وأخرجه1 من تفسير2 إسحاق بن راهويه عن أبي معاوية عن الأعمش بهذا السند بلفظ {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَة} هو قول الأعاجم إذا عطس: زَهْ هزار سالَ. وأخرجه الطبري3 وابن المنذر من طريق أبي معاوية4 وقال في آخره: يعني عش ألف سنة. 32- قوله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيل} إلى قوله {لِلْكَافِرِين} [97-98] . أسند الواحدي5 من طريق بكير بن6 شهاب7 عن سعيد بن جبير عن ابن

_ 1 أي: الحاكم في "المستدرك" "2/ 263". 2 التصريح بالتفسير من المؤلف. 3 "2/ 373" "1596". 4 وسند الطبري: "وحدثت عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن سعيد عن ابن عباس". وطريقا الفريابي والحاكم السابقان يظهران أن في هذا السند انقطاعًا أي: إن الأعمش لم يسمعه من سعيد بن جبير وانظر كلام الشيخ أحمد شاكر "2/ 373". 5 "ص26". 6 في الواحدي: عن ابن شهاب وهو تحريف. 7 هو الكوفي قال في "التهذيب" "1/ 490": "روى عن سعيد بن جبير وصالح بن سلمان، روى عنه عبد الله بن الوليد المزني، ومبارك بن سعيد الثوري، قال أبو حاتم: شيخ، رويا له "أي: الترمذي والنسائي" حديثًا واحدًا في السؤال عن الرعد قلت: "القائل ابن حجر": وذكره ابن حبان في الثقات". ووصفه في "التقريب" "ص128" بأنه مقبول.

عباس قال: أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم نسألك عن أشياء فإن أجبتنا فيها اتبعناك، أخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة فإنه ليس نبي إلا يأتيه ملك من عند ربه بالرسالة أو1 بالوحي، فمن صاحبك؟ قال: "جبريل عليه السلام"، قالوا: ذاك الذي نزل بالحرب وبالقتال ذاك عدونا، لو قلت: ميكائيل الذي ينزل بالقطر والرحمة تابعناك فأنزل الله عز وجل {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيل} الآية إلى قوله: {لِلْكَافِرِين} . قلت: أخرجه أحمد2 والترمذي3 والنسائي4 من هذا الوجه5 وفي أول الحديث إنا نسألك عن خمسة أشياء وذكرها في سياقه وهي علامة النبي، وكيف تُؤنث المرأة وتذكر، وعما حرم إسرائيل على نفسه، وعن الرعد، وآخرها من صاحبك من الملائكة؟ الحديث. وعند أحمد أيضا6 وعبد بن حميد7 والطبري8 من طريق شهر بن حوشب9 عن ابن عباس قال: حضرت عصابة من اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا

_ 1 في الواحدي: و. 2 انظر "المسند" "1/ 274" ونقله ابن كثير "1/ 130". 3 في كتاب التفسير، سورة الرعد من جامعه "5/ 274" "3117" وقال: "حسن غريب". 4 في الكبرى في كتاب "عشرة النساء" كما في "تحفة الأشراف" للمزي "4/ 394" في مسند ابن عباس وأشار إليهما ابن كثير. 5 وكذلك ابن أبي حاتم في التفسير "ص288" "958". 6 انظر "المسند" "1/ 278" و"2514" من طبعة شاكر و"مرويات الإمام أحمد في التفسير" "1/ 81-82" والأسئلة فيه مجموعة قبل الجواب عليها. 7 في تفسيره كما صرح ابن كثير "1/ 129"، ولم أجده في "المنتخب من مسنده". 8 "2/ 377" "1605" وحكم عليه الشيخ أحمد شاكر بأن إسناده صحيح والأسئلة فيه مجموعة كالمسند. 9 قال في "التقريب" "ص269": "صدوق، كثير الإرسال والأوهام" "وقد روى عنه الخمسة والبخاري في الأدب المفرد. وانظر "الكاشف" للذهبي "2/ 14" "2336" وفيه أن رواية مسلم عنه مقرونة، وثم بحث مستفيض عنه في كتاب "شرح ألفاظ التجريح النادرة أو قليلة الاستعمال" للأستاذ الدكتور سعدي الهاشمي "ص7-18" فانظره فإنه مهم.

القاسم حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبي، فقال: "سلوا عم شئتم"، فذكر الحديث وفيه: قالوا فأخبرنا أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه قال: "أنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن إسرائيل مرض مرضا شديدا، وطال سقمه 1، فنذر لله نذرا إن شفاه الله من سقمه ليحرمن أحب الشراب إليه، وأحب الطعام إليه، وكان أحب الطعام إليه لحمان الإبل، وأحب الشراب إليه ألبانها؟ " قالوا: اللهم نعم، قال: "اللهم اشهد عليهم". قالوا فأخبرنا بهذا النبي الأمي مَنْ وليه من الملائكة؟ قال: "فإن وليي جبريل ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه". قالوا: فعندها نفارقك لو كان وليك سواه من الملائكة تابعناك وصدقناك، قال: "فما يمنعكم؟ " قالوا: إنه عدونا فأنزل الله عز وجل الآية2. وأخرجه ابن إسحاق3 عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب بنحوه ولم يذكر ابن عباس وزاد فيه: قالوا: فأخبرنا عن الروح، قال: "أنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل هل تعلمون أنه جبريل وهو الذي يأتيني؟ " قالوا: نعم ولكنه لنا عدو وهو ملك إنما يأتي بالشدة وسفك الدماء ولولا ذاك اتبعناك فأنزل الله الآية إلى قوله: {كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُون} .

_ 1 ضبطها الناسخ: سَقَمُه وسُقْمُه. 2 قال الهيثمي في "المجمع" "6/ 315": "رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف". 3 هو في "السيرة لابن هشام "ق1/ 453-455"، وأورده الطبري من طريقه "2/ 379" "1606" وهو كما ترى مرسل انظر ابن كثير "1/ 129".

وقال عبد الرزاق في "تفسيره"1 عن معمر عن قتادة: قالت اليهود: إن جبريل يأتي محمدا وهو عدونا لأنه ينزل بالشدة والحرب والسنة2، وإن ميكائيل ينزل بالرخاء والعافية والخصب، فقال الله تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيل} الآية. وأخرج الطبري3 من طريق القاسم بن أبي بزة يهودا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم من صاحبك الذي ينزل عليك بالوحي قال: "جبريل"، قالوا: فإنه عدونا لا يأتي إلا بالحرب والشدة والقتال فنزلت4. وفي "صحيح البخاري"5 عن أنس قال سمع عبد الله بن سلام بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث، وفيه أنه سأله عن أشياء فقال: "أخبرني بهن جبريل آنفا"، قال: جبريل؟ قال: "نعم" قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة، هكذا في هذه الطريق من قول عبد الله بن سلام وهي قصة غير التي في حديث ابن عباس6. وأسند الواحدي7 من طريق علي بن مُسْهر والطبري8 من طريق ربعي بن عُلية وهو أخو9 إسماعيل عن داود بن أبي هند10 عن الشعبي11 قال: نزل عمر

_ 1 "ص9-10"، وأورده الطبري من طريقه "2/ 383" "1612". 2 قال في "القاموس" في مادة سنو -"ص1673": "والسنة: الجدب والقحط". 3 "2/ 380" "1607" من تفسير سنيد وفي النقل تصرف، وذكره ابن كثير "1/ 130". 4 الأثر منقطع والقاسم ثقة يروي عن التابعين انظر "التهذيب" "8/ 310". 5 في كتاب التفسير، سورة البقرة باب قوله: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيل} "الفتح" "8/ 165". 6 وقد بين المؤلف في "الفتح" أن قصة عبد الله بن سلام ليست سبب النزول فانظر ما قال. 7 "ص27-28". 8 "2/ 381-382" "1068". 9 في الأصل: أبو. وهو تحريف، وربعي ثقة صالح كما في "التقريب" "ص205". 10 أي: كلاهما عنه. 11 أورد ابن كثير هذا الحديث "1/ 131" من طريق داود هذا ومجالد الآتي عن الشعبي وقال: "وهذان الإسنادان يدلان على أن الشعبي حدث به عن عمر، ولكن فيه انقطاع بينه وبين عمر فإنه لم يدرك زمانه". وذكره السيوطي في "اللباب" "ص22" وفي "الدر" "222-223" وزاد نسبته إلى ابن شيبة في "المصنف" وإسحاق بن راهوية في مسنده ثم قال: "صحيح الإسناد" ولكن الشعبي لم يدرك عمر وانظر "مشاهير علماء الأمصار" لابن حيان "ص1" وتعليق الشيخ أحمد شاكر على الطبري.

الروحاء1 فذكر قصة فيها "فقال عمر: كنت أشهد اليهود يوم هم فأعجب من التوراة كيف تصدق الفرقان، ومن الفرقان كيف يصدق التوراة، فبينما أنا عندهم ذات يوم فقالوا: يابن الخطاب ما أحد أحب إلينا منك. إنك تأتينا وتغشانا قال: ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يابن الخطاب، ذاك صاحبكم فالحق به. فقلت لهم عند ذلك: نشدتكم بالله الذي لا إله إلا هو، وما استرعاكم من حقه واستودعكم من كتابه، أتعلمون أنه رسول الله؟ فسكتوا فقال عالمهم وكبيرهم: إنه قد عظم عليكم فأجيبوه، قالوا: أنت عالمنا وسيدنا، فأجبه أنت، قال: أما إذ نشدتنا بما نشدتنا به، فإنا نعلم أنه رسول الله، قال: قلت: ويحكم فأنى2 هلكتم قالوا: إنا لم نهلك. قال: كيف ذاك، وأنتم تعلمون أنه رسول الله ثم لا تتبعونه ولا تصدقونه؟ قالوا: لأن لنا عدوا من الملائكة وسلما، وأنه قرن بنبوته3 عدونا من الملائكة. قال قلت: ومن عدوكم ومن سلمكم؟ قالوا: عدونا جبريل وسلمنا ميكائيل قال قلت: وفيم عاديتم جبريل؟ وفيم سالمتم ميكائيل؟ قالوا: إن جبريل ملك الفظاظة والغلظة والإعسار والتشديد والعذاب ونحو هذا، وإن ميكائيل ملك الرأفة والرحمة

_ 1 قال في "الروض المعطار" "ص277": "الروحاء: قرية جامعة لمزينة على ليلتين من المدينة". 2 في أصل الطبري: أي: هلكتم وحولها المحقق إلى: إذًا وقال: الصواب في تفسير ابن كثير. وقلت: وهو تحريف الصواب: أني. 3 في الطبري: به.

والتخفيف ونحو هذا. قال: قلت: وما منزلتهما من ربهما قالوا: أحدهما عن يمينه، والآخر عنة يساره قال: قلت: فوالله الذي لا إله إلا هو إن الذي بينهما لعدو لمن عاداهما وسلم لمن سالمهما، ما ينبغي لجبريل أن يسالم عدو ميكائيل، وما ينبغي لميكائيل أن يسالم عدو جبريل قال: ثم قمت فاتبعت النبي صلى الله عليه وسلم، فلحقته وهو خارج من خوخه1 لبني فلان، فقال لي: "يابن الخطاب، ألا أقرئك آيات نزلن قبل" 2 فقرأ: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْه} حتى قرأ الآيات قال: قلت: بأبي وأمي [أنت يا رسول الله] 3 والذي بعثك بالحق لقد جئت وأنا أريد أن أخبرك الخبر فأسمع اللطيف الخبير قد سبقني إليك بالخبر. لفظ الطبري، وأخرجه4 أيضا من طريق إسماعيل5 بن علية عن داود نحوه. ومن طريق مجالد عن الشعبي نحوه6.

_ 1 كذا في الأصل: وفي تفسير ابن كثير "1/ 131"، وفي أصل الطبري: خرفه قال الأستاذ محمود شاكر: والصواب مخرفة كما أثبتها. قلت: وفي القاموس في مادة خرف "ص1038": "خَرَفَ الثمار خرفًا ومَخْرفًا وخرافًا، ويكسر: جناة وكمرجلة": البستان، وسكة بين صفين من نخل يخترف المخترف من أيهما شاء ... والخرفة، بالضم، والمجتنى. 2 لم ترد في الطبري، وهي في الواحدي. 3 لم ترد في الأصل، ولا الواحدي، وأثبت ما في الطبري وابن كثير. 4 "2/ 383" "1609". 5 والأول طريق أخيه ربعي كما علمت. 6 "2/ 385" "1614" وهو عند ابن أبي حاتم "ص290" "966" من هذا الطريق، وفيه ضعف وانقطاع. أما مجالد فهو ابن سعيد بن عمير الهمذاني ضعيف أخرج له الأربعة ومسلم مقرونًا انظر "الضعفاء الصغير" للبخاري "ص112" و"التاريخ الكبير" "8/ 9" و"الجرح والتعديل" "8/ 361" و"المجروحين" "10/ 3" و"الميزان" "3/ 438" و"التهذيب" "10/ 39" والانقطاع مر.

وأخرج أيضا من طريق قتادة1 قال: ذكر لنا أن عمر انطلق ذات يوم إلى اليهود، فلما أبصروه رحبوا به. فقال لهم عمر: أما والله ما جئت لحبكم ولا لرغبة فيكم، ولكن جئت لأسمع منكم، فسألهم وسألوه، فقالوا: من صاحب صاحبكم؟ فقال لهم: جبريل، فقالوا: ذاك عدونا من أهل السماء، يطلع محمدا على سرنا، وإذا جاء جاء بالحرب والسنة2، ولكن صاحب صاحبنا ميكائيل، وكان إذا جاء جاء بالخصب وبالسلم. فقال لهم عمر: أفتعرفون جبريل وتنكرون محمدا؟ ففارقهم وتوجه نحو النبي صلى الله عليه وسلم ليحدثه، حديثهم فوجده قد أنزلت عليه {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ} الآية. ومن طريق السدي3 قال: كانت لعمر أرض بأعلى المدينة، فكان ممره على طريق مدارس اليهود، فدخل فسمع منهم، فقالوا: يا عمر، ما في أصحاب محمد أحب إلينا منك، فإنك تمر بنا فلا تؤذينا فقال عمر: أي يمين أعظم فيكم؟ قالوا: الرحمن الذي أنزل التوراة على موسى بطور سيناء، فقال لهم عمر: فأنشدكم بالرحمن الذي أنزل التوراة على موسى بطور سيناء أتجدون محمدا عندكم، فذكر نحو حديث الشعبي بطوله. ومن طريق هشيم4 عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قالت اليهود للمسلمين: لو أن ميكائيل الذي ينزل عليكم اتبعناكم فإنه ينزل بالرحمة والغيث، وإن جبريل ينزل بالنقمة والعذاب، وهو لنا عدو فنزلت هذه الآية

_ 1 "2/ 383" "1610". 2 عليها في الأصل: خف أي تقرأ بالتخفيف. 3 "2/ 384" "1613". 4 "2/ 386" "1615" وابن أبي ليلى تابعي انظر "مشاهير علماء الأمصار" لابن حبان "ص102" فالأثر مرسل.

{مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيل} . وأخرجه ابن أبي حاتم1 من طريق عبد الرحمن الدشتكي2 عن حصين عن ابن أبي ليلى مختصرا ولفظه: إن يهوديا لقي عمر فقال: إن جبريل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا فقال عمر: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهْ} إلى {لِلْكَافِرِين} قال: فنزلت على لسان عمر3. قلت: وهذا غريب إن ثبت فليضف إلى موافقات عمر4، وقد جزم ابن عطية بأنه ضعيف، ولم يبين جهة ضعفه5، وليس فيه إلا الإرسال. ثم قال الواحدي6: قال ابن عباس: أن حبرا من أحبار اليهود من "فدك" يقال

_ 1 "1/ 1/ 291" "967". 2 سقط هنا من الأصل بعد الدشتكي: "أنبأ أبو جعفر". 3 وبمثل هذا اللفظ رواه الطبري "2/ 395" "1635" بسند يتصل بحصين. 4 وقد ضم الإمام السيوطي "ت911" هذه إلى موافقاته فقال في منظومته "قطف الثمر في موافقات عمر" التي أوردها في كتابه "الحاوي" "2/ 813". وذكر جبريل لأهل الغدر ... وآيتين أنزلا في الخمر وهي في "19" بيتًا فانظرها وانظر شرحها "الدر المستطاب في موافقات عمر بن الخطاب، وأبي بكر وعلي أبي تراب" للشيخ العلامة حامد العمادي مفتي دمشق "1103-1171" وعن البيت المذكور انظر: "الورقة 28ب وما بعدها". وهذا الكتاب من محفوظات مكتبة الأوقاف المركزية ببغداد. 5 الذي في "المحرر الوجيز" "1/ 410": "هذا الخبر ضعيف من جهة معناه" وقد نقل عنه أبو حيان في "البحر" "1/ 323" واقتصر على قوله: ضعيف -ومثله في "روح المعاني" للآلوسي "2/ 334"- ولعل ابن حجر اقتصر نظره على نقل أبي حيان، ولو رأى قول ابن عطية كاملًا لعبر بوجه آخر، وقد تكون نسخته من "المحرر" خلت من ذلك. 6 "ص28". وفي "فتح الباري" "8/ 166" قال: حكى الثعلبي عن ابن عباس وأورده وبهذا ينكشف مصدر الواحدي.

له "عبد الله بن صوريا1" حاج النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله عن أشياء، فلما اتجهت عليه الحجة قال: أي ملك يأتيك من السماء؟ قال: "جبريل، ولم يبعث الله نبيا إلا وهو وليه". قال: ذاك عدونا من الملائكة، ولو كان ميكائيل مكانه لآمنا بك، إن جبريل ينزل بالعذاب والقتال والشدة، على يدي رجل يقال له بخت نصر، وأخبرنا بالحين الذي يخرب فيه، فلما كان وقته بعثنا رجلا من أقوياء2 بني إسرائيل في طلب بخت نصر ليقتله، فانطلق يطلبه حتى لقيه ببابل غلاما مسكينا ليست له قوة، فأخذه صاحبنا ليقتله، فدفع عنه جبريل، وقال لصاحبنا: إن كان ربكم هو الذي أذن في هلاككم فلن تسلط عليه، وإن لم يكن هذا فعلى أي حق تقتله؟ فصدقه صاحبنا، ورجع إلينا، وكبر بخت نصر وقوي، وغزانا وخرب بيت المقدس، فلهذا نتخذه عدوا، فأنزل الله عز وجل هذه الآية. قلت: يتعجب من جزمه بهذا عن ابن عباس مع ضعف طريقه فإنه من تفسير عبد الغني بن سعيد الثقفي وقد قدمت أنه هالك3. وقد أخرج الطبري4 من طريق أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس "أن اليهود سألت محمدا صلى الله عليه وسلم عن أشياء كثيرة فأخبرهم بها على ما هي عندهم إلا جبريل، فإن جبريل كان عند اليهود صاحب عذاب وسطوة، ولم يكن عندهم صاحب

_ 1 قال السهيلي في "الأرض الأنف" في "تسمية اليهود الذين نزل فيهم القرآن" "4/ 397": وذكر [أي: ابن هشام] فيهم عبد الله بن صوريا الأعور، وكان أعلمهم بالتوراة، ذكر نقاش أنه أسلم لما تحقق من صفات محمد صلى الله عليه وسلم في التورة وأنه هو، ليس في سيرة ابن إسحاق ذكر إسلامه. وفي "القاموس" مادة صور "ص548": "وعبد الله بن صوريا، كبوريا من أخبارهم أسلم ثم كفر". 2 هذه الكلمة استدركها الناسخ في الهامش. 3 قلت لم يسق الواحدي له إسنادًا لم يقف له على إسناد. 4 "2/ 387" "1617" وفي النقل تصرف واختصار.

وحي ينزل1 من الله على رسله، ولا صاحب رحمة، فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما سألوه عنه: أن جبريل صاحب وحي وصاحب نقمة، وصاحب رحمة، فأنكروا ذلك. وقالوا هو عدو لنا فأنزل الله عز وجل تكذيبا لهم {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} الآية، ثم قال الواحدي2: "قال مقاتل3: قالت اليهود إن جبريل4 أمره الله أن يجعل النبوة فينا فجعلها في غيرنا فأنزل الله هذه الآية ". قلت: جعل الواحدي هذا السبب ترجمتين5 من أجل الإختلاف في سبب عداوتهم لجبريل وإن كان سبب النزول واحدا وحاصل ما ذكر فيه ثلاثة أقوال: أحدهما قول الجمهور: إن عداوتهم لكونه ينزل بالعذاب. ثانيها: كونه حال دون قتل بخت نصر الذي خرب مسجدهم وسفك دماءهم، وسبى ذراريهم. ثالثها: كونه عدل بالنبوة عن بني إسرائيل إلى بني إسماعيل. وهذا الثالث قواه الفخر الرازي6 من جهة المعنى7؛ لأن معاداة جبريل وهو

_ 1 في الطبري: - يعني: تنزيل من الله. 2 "ص28". 3 انظر تفسيره "1/ 65". 4 في الواحدي بعد جبريل: عدونا، وفي مقاتل: لنا عدو. 5 انظر "ص26، 27". 6 انظر تفسير "3/ 211" وهو الإمام العلامة الكبير ذو الفنون محمد بن عمر القرشي البكري. وترجمته في "السير" للذهبي "21/ 500-501" مختصرة، وفي: "تاريخ الإسلام" موسعة وفيهما مدح ونقد فانظرهما ولد سنة "544" وتوفي "606" وللأستاذ الدكتور محسن عبد الحميد كتاب "الرازي مفسرًا" درس فيها حياته وتفسيره فعد إليه. 7 ولكنه لم يرد القولين الآخرين، بل اعتبرهما وفسر الآية على ضوئها ثلاثتها، والقول الثاني هنا هو الأول عنده.

رسول الله بامتثاله أمر الله فيما ينزل به من الشدة والعذاب لا يصدر من عاقل بخلاف تجويز النسيان عليه مع من أمر بالإنزال عليه. هذا حاصل ما رجحه به1،

_ 1 ليس في كلام الرازي ذكر للنسيان مطلقًا وليس هذا حاصل ما رجحه به فقط وابن حجر يعبر عما فهمه هو بلفظه هو، والذي أفهمه من كلام ابن حجر في نقله عن الرازي ما يأتي. إن سبب عداوة اليهود لجبريل لأنه ينزل بالعذاب لا يعقل أن يصدر عنهم، وأن الرازي رجح أن يكون سبب عداوتهم له عدوله بالوحي عنهم إلى محمد، من باب النسيان، وتجويزهم النسيان عليه يسوغ الرد عليهم في الآية قلت: ولكن كلام الرازي لا يدل على شيء من ذلك فقد حكى الاقوال الثلاثة في سب نزول هذه الآية ثم قال: "واعلم أن الأقرب أن يكون سبب عداوتهم له، أنه كان ينزل القرآن على محمد عليه السلام لأنه قوله: "من كان عدوًا لجبريل فإنه نزله على قلبك" مشعر بأن هذا التنزيل لا ينبغي أن يكون سببًا للعداوة لأنه إنما فعل ذلك بأمر الله، فلا ينبغي أن يكون سببًا للعداوة. وتقرير هذا من وجوه: أحدهما: أن الذي نزله جبريل من القرآن: بشارة المطيعين بالثواب، وإنذار العصاة بالعقاب، والأمر بالمحارية والمقاتلة [و] لما لم يكن ذلك باختياره، بل بأمر الله، الذي يعترفون أنه لا محيص عن أمره، ولا سبيل إلى مخالفته، فعداوة من هذا سبيله توجب عداوة الله، وعداوة الله كفر، فيلزم أن عداوة من هذا سبيله كفر. وثانيهما: أن الله تعالى لو أمر ميكائيل بإنزال مثل هذا الكتاب، فإما أن يقال: إنه كان يتمرد أو يأبى عن قبول أمر الله، وذلك غير لائق بالملائكة المعصومين، أو كان يقبله ويأتي به على وفق أمر الله، فحينئذ يتوجه على ميكائيل ما ذكروه على جبريل عليهما السلام فما الوجه في تخصيص جبريل بالعداوة؟ وثالثهما: أن إنزال القرآن على محمد، كما شق على اليهود، فإنزال التوراة على موسى شق على قوم آخرين، فإن اقتضت نفرة بعض الناس لإنزال القرآن قبحه، فلتقتض نفرة أولئلك المتقدمين إنزال التوراة على موسى عليه السلام قبحه. ومعلوم أن كل ذلك، باطل، فثبت بهذه الوجوه فساد ما قالوه". قلت: وواضح من هذا أن الرازي يفسر الآية على ضوء الأسباب الثلاثة، ويبدو من سياق كلامه أنه يعتبرها ثلاثتها. والواقع أنه يمكن الجمع، فقد يكون منشأ العداوة حيلولته دون قتل بختنصر، وهو جزء من النزول بالعذاب، وختم ذلك بنزوله بالوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني خروج النبوة منهم.

وفاته ترجيح أن1 يرجح الثاني2؛ لأنه ليست مخالفة لما أمر به لا عمدا ولا سهوا، بل هو راجع إلى اجتهاده، ومن عادى من اجتهد فأداه اجتهاده إلى ضرر من عاداه لا يلام في المعاداة3. وقد وجدت ما يصلح معه إفراد الترجمة الثانية وهو سبب معاداتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الأولى من جميع طرقها خاصة بجبريل عليه السلام، وذلك فيما أخرجه الطبري4 من طريق عبيد الله العتكي -وهو أبو المنيب المروزي صدوق5- عن رجل من قريش قال: سأل النبي صلى الله عليه وسلم اليهود فقال: "أسألكم بكتابكم الذي تقرءون، هل تجدونني قد بشر بي عيسى أن يأتيكم رسول من بعدي اسمه أحمد؟ " قالوا: اللهم وجدناك في كتبنا، ولكنا كرهناك لأنك تستحل الأموال -يعني الغنائم- وتهريق الدماء. فأنزل الله عز وجل {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِه} [الآية: 6] .

_ 1 عليها في الأصل ما يشبه رمز الصحة! وهذا غريب إذ يبدو لي سقط من الكلام، فقوله: "وفاته ترجيح" غير متصل بما بعده. 2 كلام ابن حجر هنا -فيما ترجح عندي- في تعليل عدول الرازي عن ترجيح القول الثاني. 3 أي: لو كان هو السبب لما ليم اليهود في عداوتهم له؛ لأن اجتهاده أدى إلى أيقاع الضرر بهم. 4 "2/ 394-395" "1634". 5 قال في "التقريب" "ص372": "صدوق يخطئ" وقد لخص بذلك الخلاف فيه، فقد قال ابن معين وعباس بن مصعب والنسائي في موضع والحاكم: ثقة وقال أبو حاتم: صالح: يحول من كتاب الضعفاء. وقال البخاري: عنده مناكير، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وقال ابن حبان: يتفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات. وذهب آخرون إلى أنه ضعيف انظر "التهذيب" "7/ 26" و"الجرح والتعديل" "5/ 322". 6 هذا الحديث منقطع، ضعيف الإسناد؛ لأن أبا المنيب إنما يروي عن التابعين انظر هامش الطبري "2/ 395" قلت: وفيه نكارة فكيف يسأل اليهود عن بشارة عيسى وهم لا يؤمنون به إصلًا؟!

33- قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَات} . قال الواحدي1: قال ابن عباس: هذا جواب لابن صوريا حيث قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه، وما أنزل الله عليك من آية بينة نتبعك2 بها فأنزل الله عز وجل هذه الآية3. قلت: أخرجه الطبري4 من طريق محمد بن إسحاق حدثني محمد عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال ابن صوريا الفطيوني5 لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد فذكره وفي آخره: فأنزل الله في ذلك من قوله: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} وأخرجه ابن المنذر من وجه آخر عن ابن إسحاق بغير سند لابن إسحاق لكن قال: قال ابن صلوبا الفطيوني والمحفوظ ما تقدم.

_ 1 "ص28-29". 2 في الواحدي: فتبعك وهو أولى. 3 الذي في "السيرة" لابن هشام "ق1/ 548" أن قائل هذا: "أبو صلوبا الفطيوني وبالنسبة لاسم هذا القائل فكذلك جاء "أبو" في "الروض الأنف" "5/ 348" وأشار محققو السيرة إلى أنه في نسختين: ابن، وبذلك ذكر "ص514" في فصل "الأعداء من اليهود" و"5/ 306" من "الروض" وابن صلوبا هذا غير ابن صوريا والمذكور في "السيرة" "ق1/ 549" عن ابن صوريا دعوته النبي صلى الله عليه وسلم إلى التهود. 4 "2/ 398" "1637". 5 في الأصل "القطيوني" بالقاف، وهو تحريف، قال السهيلي في "الروض الأنف" في "تسمية اليهود الذين نزل فيهم القرآن" "4/ 397": والفطيون: كلمة عبرانية وهي عبارة عن كل من ولي أمر اليهود، وملكهم، كما أن النجاشي عبارة عن كل من ملك الحبشة، وخاقان ملك الترك.

34- قوله ز تعالى: {أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} 100. أخرج الطبري1 وابن أبي حاتم2 من طريق محمد بن إسحاق3 عن محمد عن عكرمة أو سعيد عن ابن عباس قال: قال مالك بن الصيف4 -حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرهم ما أخذ الله عليهم من الميثاق، وما عهد إليهم في محمد: والله ما عهد الله إلينا في محمد، ولا أخذ علينا ميثاق فأنزل الله عز وجل: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} الآية. وأخرج الطبري5 من طريق ابن جريج في هذه الآية قال: لم يكن في الأرض عهد يعاهدون عليه إلا نقضوه، ويعاهدون اليوم وينقضون غدا6 ومن طريق أخرى عن عطاء7: قال هي العهود بينه وبين اليهود نقضوها، كفعل قريظة والنضير وهي كقوله تعالى: {الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُم} الآية8. وذكر ابن ظفر في قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَات} قيل: كان اليهود يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أخبرتنا عن كذا وكذا آمنا بك فيوحي الله إليه بذلك. فيخبرهم به، فلا يؤمنون وهو المراد بقوله: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُم} .

_ 1 "2/ 400-401" "1639". 2 "1/ 1/ 295" "979". 3 انظر "السيرة" لابن هشام "ق1/ 547-548". 4 قال ابن هشام "ق1/ 514": "ويقال: ابن ضيف" قلت: وبذلك جاء في ابن أبي حاتم. 5 "2/ 402" "1642" وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق الحسن "ص295" "980". 6 وتتمة النص فيه: "وفي قراءة عبد الله. نقضه فريق منهم". 7 لم أجد هذا الطريق، وقد رجعت إلى "تفسير الطبري" وابن أبي حاتم وابن كثير والسيوطي، ورأيته في "زاد المسير" "1/ 120" و"تفسير القرطبي" "2/ 29"، من غير سند. 8 الأنفال الآية "56".

قال: وقيل: إن الأعراب التي كانت منازلهم بقرب يثرب، كانوا يغيرون عليهم، ويقاتلونهم، فيقولون: إن خرج النبي الذي يسفك دماءكم ويسبي أولادكم لنقاتلنكم معه، ونؤمن به، ويكررون الحلف فلما بعث نبذوا جميع تلك العهود1. 35- قوله ز تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ الله} [الآية: 101] . أخرج الطبري2 وابن أبي حاتم3 من طريق أسباط عن السدي4 قال: في هذه الآية {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ} . قال: "لما جاءهم محمد عارضوه بالتوراة فخاصموه بها، فاتفق التوراة والقرآن، فنبذوا التوراة وأخذوا بكتاب آصف ونسخة5 هاروت وماروت6، فلم توافق القرآن، فأنزل الله عز وجل هذه الآية إلى قوله: {كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُون} . وأخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس7 قال: لما ذهب ملك سليمان

_ 1 الجديد في هذين القولين ما ذكر سببًا لنزول هذه الآية، وقد مر معنا أن ما ذكر كان سببًا لنزول الآيات السابقة وكما ترى فإن ابن ظفر لم يذكر لما قال اسم قائل، ولا ساق إسنادًا. 2 "2/ 404" "1644". 3 "1/ 1/ 296" "983" و"985". 4 ونقله ابن كثير عنه "1/ 134" دون أن يذكر مصدره! وعزاه السيوطي في "الدر" "1/ 223" إلى ابن جرير فقط. 5 في المصادر المذكورة كلها: سحر. 6 ما بعد هذه الكلمة لم يرد في الطبري والسيوطي. 7 لم يذكر هذا السند في "تفسير الطبري" "2/ 408" بل جاء الخبر بعد خبر ساقه عن ابن إسحاق "برقم 1650" وسيأتي قريبًا" وقد أورد الخبر ابن كثير "1/ 134" مصدرًا ذلك بقوله: "وقال العوفي في تفسيره عن ابن عباس". ولهذا علق الأستاذ محمود شاكر على هذا بقوله: "لست أدري أفي نسخ الطبري سقط، أم هذه جزء من رواية الطبري عن ابن إسحاق من حديث ابن عباس". أقول: بل الراجح أن في النسخة سقطًا، والخبر الماضي عن ابن إسحاق لم يذكر فيه ابن عباس أصلًا، وتصريح الحافظ يؤيد هذا.

ارتد فئام1 من الجن والإنس واتبعوا الشهوات، فلما رجع2 إلى سليمان إلى ملكه، أقام3 الناس على الدين كما كان، ثم ظهر سليمان على كتبهم فدفنها تحت كرسيه، ومات حدثان ذلك4، فظهرت الجن والإنس على الكتب بعد وفاته فقالوا هذا كتاب من الله نزل على سليمان أخفاه منها، فأخذوا به فجعلوه5، دينا فأنزل الله عز وجل {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ، وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِين} من المعازف، واللعب وكل شيء يصد عن ذكر الله عز وجل. 36- قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَان} [الآية: 102] . 1- أخرج الواحدي6 من "تفسير7 إسحاق بن راهويه". قال: أنا جرير عن

_ 1 الفئام: الجماعة من الناس، لا واحد له من لفظه انظر "القاموس" "مادة فأم" "ص1477" وفي "أساس البلاغة" للزمخشري "ص232": "وهي الجماعة الكثيرة، وتقول: بنو فلان فئام، إلا أنهم لئام". 2 في الطبري: رجع الله وفي ابن كثيرًا: أرجع الله. 3 في الطبري: قام وفي ابن كثير: وقام. 4 حدثان الأمر، بالكسر: أوله وابتداؤه انظر "القاموس" مادة حدث "ص214" و"الكليات للكفوي "ص401". قال الأستاذ محمود شاكر: وهو منصوب على الظرفية. 5 في الطبري: به ولم ترد في ابن كثير. 6 "ص29" وأخرجه كذلك -كما في الدار "1/ 233": "سفيان بن عيينة وسعيد بن منصور وابن جرير "2/ 415" "1662" وابن المنذر وابن ابي حاتم "ص300" "996" والحاكم "2/ 265" وأورده ابن كثير نقلًا عن الطبري "1/ 135" وسيأتي كلام المؤلف على السند. 7 التصريح باسم "التفسير" من إضافة الحافظ.

حصين عن عمران بن الحارث قال: بينا نحن عند ابن عباس إذ قال: إن الشياطين كانوا يسترقون السمع من السماء فيجيء أحدهم بكلام1 حق فإذا جرب من أحدهم الصدق كذب معها سبعين كذبة فيشربها2 قلوب الناس، فاطلع على ذلك سليمان فأخذها -يعني الصحف التي نسخوا فيها تلك الأكاذيب وما قبلها من الصدق3- فدفنها تحت الكرسي فلما مات سليمان قام شيطان بالطريق4 وقال: ألا أدلكم على كنز سليمان المنيع5 الذي لا كنز6 مثله قالوا: بلى. قال: تحت الكرسي. فأخرجوه، فقالوا: هذا سحر فتناسخها7 الأمم فأنزل الله تعالى عذر سليمان عليه السلام {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَان} 8. قال الواحدي9: وقال الكلبي: إن الشياطين كتبوا السحر والنيرنجيات10 على لسان آصف بن

_ 1 في المصادر المذكورة: كلمة. 2 في الأصل: فيضغن بها وهو تحريف ولم أجدها عند غير المؤلف، وفي الواحدي والحاكم: فيشربها، وفي الطبري: بالتاء، وأثبت ما ترى. 3 هذا التفسير من المؤلف. 4 كتب الناسخ فوقها: كذا، واللفظة صحيحة، وكذلك جاءت في الواحدي والطبري، والسيوطي، والذي في ابن كثير: شيطان الطريق وفيه نقص، ولم ترد في ابن أبي حاتم. 5 في الواحدي والطبري وابن كثير والسيوطي: الممنع. 6 في الواحدي: لا كنز له، ولم ترد "له" في الطبري، ولكنها وردت في ابن كثير، وقد نقل عنه. 7 في الواحدي: فتناسخته، وفي الطبري وابن كثير كما هنا. 8 وليس في هذا سبب نزول كما هو ظاهر إلا إذا حملنا الروايات على بعض، وأن اتهام اليهود لسليمان عليه السلام استمر إلى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم خاصموه وجادلوه فيه. 9 "ص29-30". 10 قال السيد أحمد صقر في تعليقه: "النارنجيات" وهي: رقى تعمل عمل السحر، وليست به =

برخيا: هذا ما علم آصف بن برخيا سليمان الملك، ودفنوها تحت مصلاه، حين نزع الله ملكه، ولم يشعر بذلك سليمان، فلما مات سليمان استخرجوها من تحت مصلاه وقالوا للناس: إنما ملككم سليمان بهذا، فتعلموه، فأما علماء بني إسرائيل فقالوا: معاذ الله أن يكون هذا علم سليمان، وأما السفلة فقالوا: هذا علم سليمان، وأقبلوا على تعلمه، ورفضوا كتب أنبيائهم، وفشت الملامة على سليمان فلم تزل هذه حالهم حتى بعث الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عذر سليمان على لسانه، وأظهر براءته مما رمي به. فقال: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} الآية. ثم أسند الواحدي1 من طريق سعيد بن منصور ثنا عتاب بن بشير أنا خصيف2 قال: كان سليمان إذا نبتت الشجرة قال لأي داء أنت؟ فتقول: لكذا وكذا. فلما نبتت شجرة الخروب3 قال لأي شيء أنت؟ قالت لمسجدك أخربه. قال:

_ = ولم يبين مصدره وقد ذكر الحاج خليفة هذا العلم في كتابه "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" "2/ 1994" ولم يتكلم عليه بشيء ومن قبله ذكره طاش كبري زاده في كتابه "مفتاح السعادة ومصباح السيادة" "1/ 365" وعده من فروع علم السحر وقال: "هو معرب نيرنك. وهو التمويه والتخييل. وهو إظهار غرائب الامتزاجات بين القوى الفاعلة والمنفعلة، وبالجملة مؤلفة بين العالم الأكبر والأصغر لصدور آثار مطلوبة من الحب والبغض، والإقبال والإعراض، وأمثال ذلك، مخصوصة مؤلفة من الروحانيات المبثوثة في العالم، وإن كانت بكتابات مجهولة الدلالات، فكأنها أرقام وحروف للأوائل، وخواصها مجهولة اللمية معروفة الأنية..". 1 "ص20". 2 هو خصيف بن عبد الرحمن الجزري قال الذهبي في "الكاشف" "1/ 213" "صدوق سيئ الحفظ، ضعفه أحمد، توفي سنة "136" وزاد ابن حجر في "التقريب" "ص193": "خلط بأخرة ورمي بالإرجاء" أخرج حديثه الأربعة وتحرف رمزهم "4" من طبعة الكاشف إلى "ع" وهو رمز الستة وهذا تحريف قبيح! وانظر تفصيل حاله في "التهذيب" "3/ 143-144". وسيأتي وصف المؤلف لهذا الأثر بأنه معضل. 3 في الواحدي: الخرنوبة.

تخربينه؟ قالت: نعم. قال: بئس الشجرة أنت. فلم يلبث أن توفي فجعل الناس يقولون في مرضاهم: لو كان لنا مثل سليمان. فأخذت الشياطين فكتبوا كتابا فجعلوه في مصلى سليمان، وقالوا: نحن ندلكم على ما كان سليمان يداوي به، فانطلقوا فاستخرجوا ذلك الكتاب فإذا فيه سحر ورقى، فأنزل الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} إلى قوله {فَلا تَكْفُر} . قال الواحدي1: وقال السدي: إن الناس في زمن سليمان اكتتبوا السحر واشتغلوا بتعلمه، فأخذ سليمان تلك الكتب وجعلها في صندوق ودفنها تحت كرسيه، ونهاهم عن ذلك، فلما مات سليمان وذهب الذين كانوا يعرفون دفن تلك الكتب، تمثل الشيطان على صورة إنسان، فأتى نفرًا من بني إسرائيل فقال: هل أدلكم على كنز لا تأكلونه أبدا -أي: لا ينفد-2؟ قالوا: نعم. قال: فاحفروا تحت الكرسي، فحفروا فوجدوا تلك الكتب فلما أخرجوها قال الشيطان: إن سليمان كان يضبط الإنس والجن والشياطين والطير بهذا. فاتخذ بنو اسرائيل تلك الكتب فلذلك أكثر ما يوجد السحر في اليهود فبرأ الله سليمان من ذلك وأنزل هذه الآية. قلت: أثر ابن عباس أخرجه الحاكم في "المستدرك"3 من هذا الوجه وعمران أخرجه له مسلم4، وباقي رجاله من رجال الصحيح. وأما أثر الكلبي فأخرج الطبري نحوه عن ابن إسحاق، ولفظه5 قال: عمدت

_ 1 "ص30-31". 2 هذا التفسير من الحافظ. 3 في كتاب التفسير "2/ 265" وفيه قصة، وقد سكت الحاكم عنه لكن قال الذهبي في "التلخيص": "صحيح". 4 انظر "التقريب" "ص429". 5 "2/ 407" "1650".

الشياطين حين عرفت موت سليمان فكتبوا أصناف السحر: من كان يحب أن يبلغ كذا فليقل كذا، حتى إذا استوعبوا1 أصناف السحر جعلوه في كتاب ثم ختموه بخاتم نقشوه على خاتم سليمان، وكتبوا في عنوان الكتاب: "هذا ما كتب آصف بن برخيا الصديق للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم"، ثم دفنوه تحت كرسيه، فاستخرجه بعد ذلك بقايا من بني إسرائيل حين أحدثوا ما أحدثوا، فلما عثروا عليه قالوا: والله2 ما كان ملك سليمان إلا بهذا، فأفشوا السحر وتعلموه وعلموه، فليس هو في أحد أكثر منه في اليهود فلما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم سليمان3 وعده في مَنْ عده -يعني من الأنبياء-4 قال مَنْ كان بالمدينة من اليهود: ألا تعجبون لمحمد يزعم أن ابن داود كان نبيا! والله ما كان إلا ساحرا. فأنزل الله عز وجل هذه الآية، هكذا ذكره ابن إسحاق بغير إسناد وأخرج الطبري5 من طريق شهر بن حوشب نحوه بطوله فلعل ابن إسحاق أخذه عنه وعن الكلبي. وحكى الماوردي6: "إن آصف بن برخيا كاتب سليمان واطأ نفرا من الشياطين على كتاب كتبوه سحرا، ودفنوه تحت كرسي سليمان ثم استخرجوه" فذكر القصة ولم أر في الآثار المسندة أن آصف واطأ الشياطين. وأما ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد7 قال: "لما جاءهم محمد بالقرآن عارضوه بالتوراة،

_ 1 في الطبري: صنعوا وفي ابن كثير: صنفوا قال محمود شاكر: وهي أجود، وما هنا لعله من تصرف المؤلف. 2 لفظ الجلالة لم يذكر في الطبري. 3 في الطبري زيادة: فيما نزل عليه من الله. 4 في الطبري: في من عده من المرسلين. 5 "2/ 416" "1666" من تفسير سُنيد. 6 في تفسيره "1/ 140-141". 7 هذا سبق خاطر من المؤلف وقد ورده في أول الكلام على هذا الآية عن أسباط عن السدي، ولا يوجد في "تفسير ابن أبي حاتم" خبر بهذا الإسناد.

فاتفقت التوراة والقرآن، فنبذوا التوراة وأخذوا بكتاب آصف وسحر هاروت وماروت". فمراده بكتاب آصف الكتاب الذي ادعت الشياطين أن آصف هو الذي ألفه وهذا لا يلزم منه أنهم صدقوا فيما ادعوه على آصف. ثم إن الثابت في كتابة الشياطين السحر أنه إنما وقع لهم حين نزع من سليمان ملكه، كذلك أخرجه الطبري1 من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان الذي أصاب سليمان بن داود في سبب أناس من أهل امرأة يقال لها جرادة، وكانت من أكرم نسائه عليه. فكان هوى سليمان أن يكون الحق لأهل جرادة فيقضي2 لهم، فعوقب حين لم يكن هواه في الفريقين واحدا، وكان سليمان إذا أراد أن يدخل الخلاء، نزع خاتمه فذكر القصة بطولها كما سيأتي في سورة "ص"3 إلى أن قال: "فعمدت4 الشياطين في تلك الأيام فكتبت كتبا فيها سحر وكفر، ثم دفنوها تحت كرسي سليمان، ثم

_ 1 "2/ 414" "1660". 2 في الأصل: فقض وهو تحريف وأثبت ما في الطبري. 3 أي عند قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ} الآية "34". وقد أورد ابن كثير القصص الواردة في تفسير هذه الآية ثم قال "4/ 35": "ومن أنكرها ما قاله ابن أبي حاتم" وذكر السند المذكور هنا عند الطبري ومتنه، ثم قال في نهايته "ص36": "إسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قوي، ولكن الظاهر أنه إنما تلقاه ابن عباس رضي الله عنهما -إن صح عنه- من أهل الكتاب، وفيهم طائفة لا يعتقدون نبوة سليمان عليه الصلاة والسلام، فالظاهر أنهم يكذبون عليه، ولهذا كان في السياق منكرات، ومن أشدها ذكر النساء، فإن المشهور عن مجاهد وغير واحد من أئمة السلف أن ذلك الجني لم يسلط على نساء سليمان، بل عصمهن الله عز وجل منه تشريفًا وتكريمًا لنبيه عليه السلام، وقد رويت هذه القصة مطولة عن جماعة من السلف، رضي الله عنهم كسعيد بن المسيب وزيد بن أسلم وجماعة آخرين، وكلها متلقاة من قصص أهل الكتاب، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب". 4 في الطبري: فانطلقت.

أخرجوها -يعني بعد موته1- فقرءوها على الناس فقالوا2: إنما كان سليمان يغلب الناس بهذه الكتب! فبرئ الناس من سليمان وكفروه، حتى بعث الله محمدا فأنزل الله {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَان} 3 وأخرج ابن أبي حاتم4 أثر الأعمش عن المنهال عن سعيد عن ابن عباس بلفظ كان5 آصف كاتب6 سليمان يعلم الاسم الأعظم، وكان يكتب كل شيء بأمر سليمان ويدفنه تحت كرسيه، فلما مات سليمان أخرجته الشياطين فكتبوا بين كل سطرين سحرا وكفرا، وقالوا: هذا الذي كان سليما يعمله7 فأكفره جهال الناس وسبوه8، حتى أنزل على محمد {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَان} . وأما أثر خُصيف ففيه ضعف مع إعضاله، وأصل قصة سليمان في خطاب الشجرة إذا نبتت وما يتداوى بها منه ثابت في حديث آخر أخرجه الحاكم في "المستدرك"9 من طريق جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: مات سليمان وهو قائم يصلي، ولم تعلم الشياطين يموته10، حتى أكلت

_ 1 التفسير من الحافظ. 2 في الطبري: وقالوا. 3 وتتمة النص: -يعني الذي كتب الشياطين من السحر والكفر- {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} ، فأنزل الله عز وجل عذره. 4 "1/ 1/ 297" "988" قال: "حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو أسامة عن الأعمش" ونقله ابن كثير "1/ 134". 5 تحرفت في تفسيره المطبوع إلى "قال". 6 تحرفت في الأصل إلى "صاحب" وأثبت ما في التفسيرين. 7 في ابن أبي حاتم: يعمل بها وهو خطأ. 8 وتتمة الخبر: "ووقف علماؤهم، فلم يزل جهالهم يسبوه" [كذا من غير نون] . 9 في كتاب التفسير، سورة سبأ "2/ 234" وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. 10 في "المستدرك": بذلك بدل: بموته.

الأرضة1 عصاه فخر، وكان إذا نبتت شجرة سألها لأي داء أنت؟ فتخبره2 فلما نبتت الخروب3 سألها: لأي شيء أنت؟ فقالت لخراب هذا المسجد. فقال: إن خراب هذا المسجد لا يكون إلا عند موتي4 فاتخذ منها عصا يتوكأ عليها وقال: اللهم عم عن الجن موتي، الحديث وسأذكره بتمامه في سورة سبأ إن شاء الله تعالى. وأما أثر السدي فأخرجه الطبري5 مطولا وفي أوله نظير القصة التي في أثر ابن عباس بأبسط منه وأوضح بيانا ولفظه من طريق أسباط عن السدي قال: كانت الشياطين تصعد إلى السماء، فتقعد منها مقاعد للسمع، يستمعون من كلام الملائكة فيما يكون في الأرض من موت أو غيب6 أو أمر، فيأتون الكهنة فيخبرونهم، فتحدث الكهنة الناس، فيجدونه كما قالوا. حتى إذا أمنتهم الكهنة كذبوا لهم فأدخلوا فيه غيره، فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة، فاكتتبت الناس ذلك الحديث في الكتب، وفشا في بني إسرائيل أن الجن تعلم الغيب. فبعث سليمان في الناس فجمع تلك الكتب، فجعلها في صندوق، ثم دفنها تحت كرسيه. ولم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يدنو من الكرسي إلا احترق وقال سليمان: لا أسمع أحدا يذكر أن الشياطين تعلم الغيب إلا ضربت عنقه! فلما مات سليمان وذهب العلماء الذين

_ 1 في الأصل: الأرض وهو تحريف. 2 وفي "القاموس" في مادة أرض "ص820": "أرض: كعني.. والخشب أكلته الأرَضَة، محركة، لدويبة". 2 تتمة النص هنا: كما أخبر الله عز وجل: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْر} الآيات كلها. 3 في "المستدرك": الخرنوب. 4 في "المستدرك": "فقام يصلي" ولم يرد باقي الحديث! 5 "2/ 405-406" "1646" وعنه ابن كثير "1/ 135". 6 وكذلك جاءت الكلمة في ابن كثير، وفي الطبري: غيث.

يعرفون أمر سليمان، وخلف بعد ذلك خلف، تمثل شيطان في صورة إنسان فذكره، وفيه: فأراهم المكان وقام ناحية. فقالوا: ادن! قال: لا، ولكني ههنا في أيديكم، فإن لم تجدوه فاقتلوني! فحفروا فوجدوا تلك الكتب. فلما أخرجوها قال الشيطان1: إن سليمان إنما كان يضطر2 الإنس والجن3 والشياطين والطير بهذا السحر. ثم طار فذهب. وفشا في الناس أن سليمان كان ساحرا واتخذت بني إسرائيل تلك الكتب، فلما جاء محمد صلى الله عليه وسلم خاصموه بها فذلك حين يقول الله عز وجل {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْر} . وأخرج الطبري4 أيضا من طريق الربيع بن أنس قال إن اليهود سألوا محمدا صلى الله عليه وسلم زمانا عن أمور التوراة، لا يسألونه عن شيء من ذلك إلا أنزل الله عليه ما سألوه عنه، فيخصمهم5. فلما رأوا ذلك قالوا: هذا أعلم بما أنزل الله إلينا منا! وإنهم سألوه عن السحر وخاصموه به، فأنزل الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَان} الآية وذلك أن الشياطين عمدوا إلى كتاب فكتبوا فيه السحر والكهانة وما شاء الله من ذلك فدفنوه تحت مجلس سليمان، وكان سليمان لا يعلم الغيب. فلما فارق سليمان الدنيا استخرجوا ذلك السحر وخدعوا به الناس، وقالوا هذا علم كان سليمان يكتمه ويحسد الناس عليه فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث، فرجعوا من عنده بخزي6 وقد أدحض الله حجتهم.

_ 1 في الأصل: الشياطين وهو تحريف، وأثبات ما في الطبري وابن كثير. 2 في المصدرين السابقين: يضبط. 3 لم ترد في المصدرين. 4 "2/ 406" "1647" من رواية ابن أبي جعفر الرازي عن أبيه. 5 قال في "القاموس" في مادة خصم "ص1424": "الخصومة: الجدل. خاصمه مخاصمة وخصومه فخصمه يخصِمُهُ: غلبه، وهو شاذ؛ لأن فاعلته ففعلته يُرد يفعل إلى الضم، إن لم يكن عينه حرف حلق فإنه بالفتح". 6 في الطبري بدل "بخزي": وقد حزنوا، وفي ابن كثير: وقد خرجوا وكلا اللفظين تحريف.

وأخرج الطبري1 من طريق عمرو بن دينار عن مجاهد في قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَان} قال: كانت الشياطين تستمع الوحي فما سمعوا من كلمة زادوا فيها مائتين مثلها، فأرسل سليمان إلى ما كتبوا من ذلك فأخفاه3. فلما مات سليمان وجدته الشياطين، فعلمته الناس وهو السحر. قلت: وجاء في سبب نزول قوله تعالى: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} : 2- قول آخر أخرجه الطبري أيضا2 من طريق عمران بن حُدير4، عن أبي مِجْلَز5 قال: أخذ سليمان من كل دابة عهدا فإذا أصيب رجل فسئل6 بذلك العهد، خلي عنه فزاد الناس السجع والسحر، وقالوا: هذا كان يعمل به سليمان فقال الله تعالى: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} . وهذا سند صحيح لكنه في حكم المرسل؛ لأن أبا مجلز تابعي وسط من طبقة محمد بن سيرين. وجاء فيه أيضا ما أخرجه الطبري7 من طريق جعفر بن أبي المغيرة8، عن

_ 1 "2/ 409-410" "1651 ". 2 في الطبري: فجمعه. 3 "2/ 414-415" "1661". 4 في الأصل: جدير وهو تحريف قال في "التقريب" "ص429": "عمران بن حدير، بمهملات، مصغر.. ثقة ثقة". 5 وهو لاحق بن حميد السدوسي البصري، أبو مجلز، بكسر الميم وسكون الجيم وفتح اللام بعدها زاي، مشهور بكنيته، أخرج له الستة مات سنة "106" كما في التقريب "ص586". 6 في الطبيري: فسأل. 7 "2/ 413-414" "1659" وفي النقل تصرف يسير وذكره ابن كثير "1/ 135" معلقًا بلفظ: "قال سعيد". 8 في "التقريب" "ص141": "صدوق يهم: وسيأتي كلام عنه في الآية "138".

سعيد بن جبير قال: كان سليمان يتتبع ما في أيدي الشياطين من السحر ويأخذه فيدفنه تحت كرسيه في بيت خزائنه1. فلم تقدر الشياطين أن يصلوا إليه، فدبت2 إلى الإنس فقالوا لهم: أتريدون العلم الذين كان سليمان يسخر به الشياطين والرياح وغير ذلك؟ قالوا: نعم. قالوا: فإنه في بيت خزائنه3 وتحت كرسيه فاستشارته4 الإنس فاستخرجوه فعملوا به. فقال أهل الحجى: ما كان5 سليمان يعمل بهذا وهذا سحر فأنزل الله تعالى على نبيه براءة سليمان فقال: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} الآية، فأبرأ الله سليمان على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. 37- قوله تعالى: {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوت} . سبب نزولها ما تقدم في قوله: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ} وما بعده6 فأخرج الطبري من7 طريق السدي في هذه الآية قال هذا سحر آخر خاصموه به -أي: خاصموه بما أنزل الله على الملكين- لأن8 كلام الملائكة فيما بينهم إذا علمته الإنس وعلمت به كان سحرا.

_ 1 "1"، "3" في الطبري وابن كثير: خزانته. 2 هكذا أعجمها وضبطها الناسخ، وكتب فوقها: صح، وجاءت في الطبري وابن كثير: فدنت. 4 في ابن كثير: فاستشار به وهو تحريف. 5 هكذا في الأصل. وفي الطبري وابن كثير: أهل الحجار: كان والفرق بينهما كبير! ولعل الصحيح ما في هذين المصدرين. 6 أطال المؤلف هنا في الكلام على هذا المقطع من الآية إطالة بالغة، وليس فيما أورده سبب نزول، وإنما هو تفسير -سلم به- وأقول: إن سلم به لأن حصيلة الروايات لا تنطبق على النص القرآني إطلاقًا وقد أهمل السيوطي في "لباب النقول" الكلام على هذا الآية فأحسن. 7 "2/ 421" "1674" وهو تتمة الأثر السابق الذي أوله: كانت الشياطين تصعد إلى السماء. 8 في الطبري: وأن.

ومن طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة1: قال السحر سحران سحر تعلمه الشياطين وسحر يعلمه هاروت وماروت. وأخرج الطبري2 من طريق العوفي عن ابن عباس قال: لم ينزل الله السحر. ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس مثله3 قال الطبري4: "فعلى هذا فالمراد بالملكين جبريل وميكائيل، وهاروت وماروت: رجلان من أهل بابل، وفي الكلام تقديم وتأخير والتقدير وما كفر سليمان وما أنزل على الملكين، ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ببابل، وهاروت وماروت بدل5 من الناس" والقراءة المشهورة أن6 الملكين بفتح اللام، وبنى الطبري الإختلاف فيها على تفسيرها فمن قرأ بالفتح قال: هما هاروت وماروت، أو جبريل وميكال، ومن بالكسر قال: هما علمان ملكا بابل أو شيطانان7.

_ 1 "2/ 421" "1674". 2 "2/ 419" "1670". 3 "2/ 419" "1671". 4 "2/ 419-420" وقد أخذ المؤلف المعنى، ولم يلتزم بالألفاظ. 5 في الأصل:" بدلًا عليها الناسخ: كذا" والصواب منا أثبت، ولا بد من القول أن الطبري لم يأخذ بهذا الرأي. 6 وضع الناسخ عليها إشارة لحق، وفي الهامش:. 7 لم أجد شيئًا من ذلك في "تفسير الطبري" وقد قرأت ما كتبه في هذه الآية "2/ 419-457" وبعد بحث وقفت على كلام ابن حيان فتبين لي أن ابن حجر أخذ ما قاله هنا منه، وسأنقل كلامه ليتضح هذا الاستنتاج، قال رحمه الله في تفسير "على الملكين" "1/ 329": قراءة الجمهور بفتح اللام، وظاهره أنهما ملكان من الملائكة. فقيل: هما جبريل وميكال.. وقيل: ملكان غيرهما وهما هاروت وماروت، وقيل ملكان غيرهما.. وقرأ ابن عباس، والحسن وأبو الأسود الدؤلي والضحاك وابن أبزى الملِكين -بكسر اللام- فقال ابن عباس: هما رجلان ساحران كانا ببابل لأن الملائكة لا تعلم الناس السحر، وقال الحسن: هما علجان ببابل العراق، وقال أبو الأسود: هما هاروت وماروت، وهذا موافق لقول الحسن، وقال ابن أبزي: هما داود وسليمان على نبينا وعليهما الصلاة والسلام، وقيل: هما شيطانان، فعلى قول ابن أبزي تكون "ما" نافية، وعلى سائل الأقوال في هذه القرأءة تكون "ما" موصولة. وعلى هذا فالصواب أن نقول: وبنى أبو حيان، وإذا لم يكن هذا من سهو المؤلف، فهو من سهو الناسخ الأول أو من صعوبة قراءة خط الحافظ.

ورجح1 الأول لشهرة القراءة بالفتح ولتعسف التأويل والتركيب ممن قال: جبريل وميكال. واختلف في الأمر الذي أنزل الملكان بسببه فوردت في ذلك أقوال2: 1- أن السحرة كانوا كثروا، وفشا منهم عمل السحر، حتى ادعوا النبوة فجاء الملكان يعلمان الناس السحر، ليتمكنوا من معارضة السحرة. 2- وقيل: كان السحر الذي يوقع التفرقة بين أعداء الله وأوليائه مباحا فنزلا لذلك، فاستعمله بعضهم في التفرقة بين الزوجين، وغير ذلك، من الباطل. 3- وقيل: إن الجن كانوا يقدرون من السحر على ما لا يقدر عليه البشر، فنزلا ليعلما البشر ليحذروا من فعل الجن.

_ 1 أرجع أن الصواب: "وأرجح" ويكون الحافظ متحدثًا عن نفسه، فلم أجد هذا الترجيح في "البحر المحيط" نعم قد رجح الطبري قراءة الملكين بفتح اللام وذهب أنهما هاروت وماروت ولكن لم يصرح في الترجيح بهذين السببين هكذا. وفي هامش الأصل كلمة سقطت بقيتها في التصوير أولها "و" في جانب "ورجح" فلعلها تتعلق بما نحن فيه. 2 أخذ ابن حجر هذه الأقوال كلها باختصار يسير من "البحر المحيط" "1/ 329". ولم يشر كما ترى!! وقد ذكر أبو حيان خمسة أقوال وأسقط ابن حجر خامسها الذي هو الثاني في "البحر" ونصه: "أو لأن المعجزة والسحر ماهيتان متباينتان، ويعرض بينهما الالتباس فجاء لإيضاح الماهيتين". ثم تبين لي أن أبا حيان استفاد هذه الأقوال من "تفسير الرازي" "3/ 238" وقد ذكر الرازي ستة أقوال. ولو ذكر مورده لكان أحسن!

4- وقيل: إنهما نزلا بالوحي على إدريس. وهذه الأقوال جمعت مما ذكره من ينقل كل ما وجد سواء ثبت عن قائليه أم لا، ومنهم من يحذف اسم من نقل ذلك ومن نقل عنه، ومهم من يعسر عليه التأويل فيبادر إلى تكذيب المنقول لعدم معرفته بأحوال النقلة، حتى إن أبا حيان1 مع أنه ممن ينتسب إلى الحديث وأهله، ويتبسط في توثيق بعض الشيوخ وتجريحهم تبع غيره في إنكار ما ورد من قصة هاروت وماروت والزهرة كما سأذكر لفظه، وقد ورد في ذلك خبر مرفوع2، رجاله موثقون وله شواهد كثيرة. قال أحمد في "مسنده":

_ 1 في الأصل: أبا حسين وهو تحريف لا ريب فيه، والصواب يحتمل وجهين: أما أبا حيان -وهو الراجح ولذلك أثبته- أو ابن حزم، وقد وعد أن يذكر لفظه، وذكر لفظي ابن حزم وأبي حيان وغيرهم، وإنما رجحت أن يكون المقصود هنا: أبا حيان لأن ابن حزم كان متبوعًا، والموعود به هنا تابع لا مبتوع، ثم إن هذا الوصف أقر انطباقًا على أبي حيان من ابن حزم وقد قال عنه الذهبي في "المعجم المختص" "ص268": "كتب إليَّ بمروياته، وله عمل جيد في هذا الشأن وكثرة طلب له..". وقال الحافظ في "الدرر الكامنة" في ترجمته "5/ 70" نقلًا عن الصفدي: "وله اليد الطول في التفسير والحديث وتراجم الناس ومعرفة طبقاتهم وخصوصًا المغاربة". وجاء في "ص75": "أكثر من سماع الحديث حتى بلغت عدة شيوخه أربعمائة، وأجاز له جمع جم، وقد جمعهم في كتاب "البيان في شيوخ أبي حيان" فبلغوا ألفًا وخمسمائة". 2 رواه البزار "2938" وأحمد في "المسند" "2/ 1134" وانظر "مرويات الإمام أحمد بن حنبل في التفسير" "1/ 64"، وعبد بن حميد كما في "المنتخب من مسنده" "ص251" "787" وابن حبان كما في "الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان" لابن بلبان في كتاب التاريخ باب بدء الخلق "14/ 63-64" ""6186" والبيهقي في "السنن الكبرى" كتاب الضحايا باب النهي عن التداوي بالمسكر "10/ 4-5" كلهم من طريق يحيى.

حدثنا يحيى بن أبي بكير1 ثنا زهير بن محمد2 عن موسى بن جبير3 عن نافع4 مولى ابن عمر5 عن عبد الله بن عمر أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة6 {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} الآية إلى {مَا لا تَعْلَمُون} قالت الملائكة: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم. فقال الله تبارك وتعالى للملائكة هلموا ملكين من الملائكة حتى يهبطا7 إلى الأرض فننظر كيف يعملان قالوا ربنا: هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة8 امرأة من أحسن البشر.

_ 1 طمست الياء والراء في الأصل وفي المسند بكر، خطأ وفي ابن كثير: بكير دون أبي خطأ ويحيى هذا كوفي الأصل سكن بغداد أخرج له الستة متفق على توثيقه مات سنة "208 أو 209" "التهذيب" "11/ 190". 2 في "التقريب" "ص217" "2049": "زهير بن محمد التميمي، أبو المنذر الخراساني، سكن الشام ثم الحجاز، رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها، قال البخاري عن أحمد: كأن زهيرًا الذي يروي عنه الشاميون آخر. وقال أبو حاتم. حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه مات سنة "162" أخرج له الستة. 3 في "التقريب" "ص550" "6954": جبر وهو خطأ. وفي "التهذيب" "10/ 339": هو "الأنصاري المدني في الحذاء ... ذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن يونس: أقام بمصر. قلت: بقية كلام ابن حبان: كان يخطئ ويخالف وقال ابن القطان: لا يعرف حاله" وفي التقريب: "مستور من السادسة" أخرج له داود وابن ماجه، وقوله: "مستور" سبقه به ابن كثير في "التفسير" "1/ 138" كما سيأتي. 4 هو أشهر من أن يعرف به أخرج له الستة مات سنة "117" قال البخاري وغيره: أصح الأسانيد: مالك عن نافع عن ابن عمر. انظر "طبقات علماء الحديث" لابن عبد الهادي "1/ 174" "90". 5 انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" "15/ 332". 6 في "المسند" "زيادة: أي رب. 7 في "المسند" يهبط بهما. 8 قال الخفاجي في "نسيم الرياض" "4/ 232": "والزهرة بضم الزاي وفتح الهاء، وتسكينها لحن ولا مانع منه تخفيفًا".

فجاءاها1 فسألاها نفسها فقالت: لا والله حتى تكلما بهذه الكلمة من الشرك2، فقالا: لا والله لا نشرك شيئا3 أبدا، فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها فقالت: لا والله حتى تقتلا هذا الصبي. فقالا: لا والله لا نقتله أبدا، فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله4، فسألاها نفسها فقالت: لا والله حتى تشربا هذا الخمر، فشربا فسكرا فوقعا عليها، وقتلا الصبي فلما5 أفاقا قالت المرأة: والله ما تركتما شيئا مما أبيتماه علي إلا قد فعلتماه حين سكرتما، فخُيرا عند ذلك بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا6.

_ 1 في "المسند": فجاءتهما. 2 فيه: الإشراك. 3 لم ترد في "المسند". 4 لم ترد في في "المسند". 5 في "المسند": لما. 6 وقد روى هذا الحديث الإمام الطبري "2/ 433" "1688" والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" في ترجمة سنيد "8/ 42-43" والإمام ابن الجوزي في كتابه "الموضوعات" كتاب المبتدأ، باب ذكر المسوخ، "1/ 186-187" من طريق سنيد بن داود قال: حدثنا الفرج بن فضالة عن معاوية بن صالح عن نافع قال: "سافرت مع ابن عمر" وذكر القصة ثم قال: "هذا حديث لا يصح، والفرج بن فضالة قد ضعفه يحيى. وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد، ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا يحل الاحتجاج به، وأما سنيد فقد ضعفه أبو داود، وقال النسائي: ليس بثقة". قلت: واللفظ الذي ساقة ابن حجر من طريق زهير بن محمد، ومن هذا الطريق أيضًا ساقه في كتابه "القول المسدد في الذب عن مسند الإمام أحمد" "ص47-48" ثم قال: "قلت: وبين سياق معاوية ابن صالح وزهير تفاوت وقد أخرجه من طريق زهير بن محمد أيضًا أبو حاتم ابن حبان في صحيحه وله طرق كثيرة جمعتها في جزء مفرد، يكاد الواقف عليه أن يقطع بوقوع هذه القصة لكثرة الطرق الواردة فيها، وقوة مخارج أكثرها والله أعلم". قلت: انظر عن الفرج بن فضالة "التاريخ الكبير" للبخاري "4/ 1/ 134" و"الجرح والتعديل" "23/ 85" و"التهذيب" "8/ 260".

قال شيخنا الحافظ أبو الحسن1 في "زوائد المسند": "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن جبير وهو ثقة"2. قلت: السند على شرط الحسن3 وقد أخرجه ابن حبان في "صحيحه" كعادته في تصحيح مثله فأخرجه في النوع الرابع من القسم الثالث عن الحسن بن سفيان عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن أبي بكير ورجاله رجال الصحيح إلا موسى بن جبير فإنه مدني نزل مصر وروى عنه جماعة ولم أر فيه تجريحا ولا تعديلا4 إلا ذكر ابن حبان5 له في "الثقات"6 وإخراج حديثه في "صحيحه"7.

_ 1 هو الإمام الهيثمي: علي بن أبي بكر ولد سنة "735" وتوفي سنة "807هـ" ترجمه الحافظ في "أنباء الغمر" "5/ 256-260" والسخاوي في "الضوء اللامع" "5/ 200" والسيوطي في "طبقات الحفاظ" "ص541". قال الحافظ: "خرج زوائد الكتب الستة: مسند أحمد والبزار وأبي يعلي ومعاجم الطبراني الثلاثة مفردات ثم جمعها في كتاب واحد محذوف الأسانيد. قرأت عليه ... نحو الربع من زوائد مسند أحمد.. وكان يودني كثيرًا ويشهد لي بالتقدم في الفن جزاه الله عني خيرًا" وأفادني الأستاذ صبحي السامرائي أن شابًّا هنديًّا اسمه سيف الرحمن حقق زوائد المسند لنيل شهادة الدكتوراه في السعودية. 2 والقول بنصه في "مجمع الزوائد" له "6/ 314". وقد حكم الشيخان شعيب وعبد القادر الأرنئوط في تعليقهما على "زاد المسير" "1/ 125" بأنه حديث ضعيف جدًّا. 3 وضع في الأصل على كل من قوله شرط والحسن رمز الصحة. 4 وسبق أنه نقل عن ابن القطان قوله فيه: لا يعرف حاله. 5 هو الإمام العلامة الحافظ المجود شيخ خراسان أبو حاتم محمد بن حبان التميمي الدارمي البستي ولد سنة بضع وسبعين ومائتين وتوفي سنة "354" انظر ترجمته في "السير" للذهبي "16/ 92-104". 6 "7/ 451" وفيه: "يخطئ ويخالف". 7 قلت: قال البزار: "رواه بعضهم عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا، وإنما أتى رفع هذا عندي من زهير؛ لأنه لم يكن بالحافظ". وقال البيهقي: "رواه موسى بن عقبة عن نافع، عن ابن عمر، عن كعب، قال: ذكرت الملائكة.

وقال ابن حبان بعد تخريجه1: "الزهرة هذه: امرأة كانت في ذلك الزمان، لا أنها الزهرة التي هي في السماء"2. قلت: وهذا مما قاله من عنده3 وقد ورد الخبر بخلاف ما زعم وصرح فيه بأنها

_ = أعمال بني آدم، فذكر بعض هذه القصة، وهذا أشبه". وقد أورد ابن كثير الحديث المرفوع "1/ 138" ثم قال: "وهذا حديث غريب من هذا الوجه. ورجاله كلهم ثقات من رجال الصحيحين إلا موسى بن جبير. فهو مستور الحال، وقد تفرد به عن نافع ... وروي له متابع من وجه آخر عن نافع كما قال ابن مردويه" وبعد أن أورد رواية ابن مردويه ورواية ذكرها ابن جرير من تفسير سنيد قال: "وهذان أيضًا غريبان جدًّا، وأقرب ما يكون في هذا أنه من رواية عبد الله بن عمر عن كعب الأحبار لا عن النبي صلى الله عليه وسلم كما قال عبد الرزاق في تفسيره عن الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر عن كعب الأحبار قال ... " رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق تلتقي في موسى ثم قال ابن كثير "فهذا أصح وأثبت إلى عبد الله بن عمر من الإسنادين المتقدمين، وسالم أثبت في أبيه من مولاه نافع، فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار عن كتب إسرائيل والله أعلم". ". ومثل هذا في كتابه "البداية والنهاية" "1/ 48". 1 انظر "الإحسان" "14/ 96". 2 وتتمة الكلام فيه: التي هي من الخُنّس. 3 هذه عجلة من الحافظ فقد روى الطبري "2/ 431" "1687" عن الربيع بن أنس موقوفًا وابن أبي حاتم "ص305" "1012" والحاكم في "المستدرك"، كتاب التفسير سورة حم عسق "الشورى" "2/ 442-443" من طريقين يلتقيان في أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن قيس بن عباد عن ابن عباس، فذكرا حديث هاروت وماروت وفيه: "وفي ذلك الزمان امرأة حسناء في النساء كحسن الزهرة في سائر الكواكب، وأنهما أتيا عليها فخضعا لها القول ... " وليس فيه ذكر المسخ، وهذه العبارة من تفسير ابن أبي حاتم، أما الحاكم فقد اختصر الحديث من وسطه ثم قال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي وأشار إلى الحديث ابن كثير في "البداية والنهاية" "1/ 48" و"التفسير" "1/ 140" وقال: "فهذا أقرب ما روي في شأن الزهرة". فهذا حجة لابن حبان في قوله، وإن كان في المسألة اختلاف كما هو معلوم، وحديث ابن أبي حاتم نقله المؤلف هنا وكأنه لم يتأمله والله تعالى أعلم. ملاحظة: قال "محقق تفسير ابن أبي حاتم" الدكتور أحمد الزهراني عن هذا الحديث: "وقد استظهاره من مستدرك الحاكم فلم أستطع". قلت: هو قريب منه في كتاب التفسير إلا أنه لم يورده في سورة البقرة كما رأيت.

الزهرة الكوكب الذي هو الآن في السماء وأن تلك المرأة مسخت كوكبا فأخرج الطبري1 من طريق حماد بن زيد عن خالد الحذاء عن عمير بن سعيد قال: سمعت عليًّا رضي الله عنه يقول: "كانت الزهرة امرأة جميلة من أهل فارس، وأنها خاصمت إلى الملكين هاروت، وماروت، فراوداها عن نفسها، فأبت عليهما إلا أن يعلماها الكلام الذي إذا تكلم به يعرج به إلى السماء. فعلماها2، فعرجت إلى السماء فمسخت كوكبا" وهذا سند صحيح وحكمه أن يكون مرفوعا لأنه لا مجال للرأي فيه وما كان علي رضي الله عنه يأخذ عن أهل الكتاب. وأخرجه عبد بن حميد بسند آخر صحيح إلى علي أتم منه قال: حدثنا يعلى بن عبيد ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عمير وأخرجه الحاكم3 من طريق إسماعيل بن أبي خالد به وقال: صحيح4 عن عمير بن سعيد قال: قال علي: أرأيتم هذه الزهرة تسميها العجم "أناهيد" وكانت امرأة وكان الملكان يهبطان أول النهار يحكمان بين الناس ويصعدان آخر النهار فأتتهما فأراداها على نفسها، كل واحد من غير علم صاحبه ثم اجتمعا فأرادها فقالت لهما: لا إلا أن تخبراني بم تهبطان إلى الأرض وبما تصعدان5. فقال أحدهما للآخر: علمها. فقال: كيف بنا لشدة عذاب الله؟ قال: إنا لنرجو سعة رحمة الله فعلماها، فتكلمت به فطارت إلى السماء، فمسخها الله

_ 1 "2/ 429" "1683" وقد نقله ابن كثير "1/ 139" عنه وقال: "هذا الإسناد رجاله ثقات وهو غريب جدًّا". 2 في الطبري زيادة: فتكلمت به. 3 في "المستدرك"، كتاب التفسير "2/ 265-266" وفي سياقه بعض الاختلاف. 4 ووافقه الذهبي "انظر "2/ 266". 5 على الفعل في الأصل رمز الصحة.

فكانت كوكبا. وقال عبد الرزاق في "تفسيره"1 -وأخرجه عبد بن حميد عنه- قال أنا ابن التيمي هو معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان هو النهدي عن ابن عباس قال: إن المرأة التي فتن بها الملكان مسخت فهي هذه الكوكب الحمراء يعني الزهرة، وهذا سند صحيح أخرجه الحاكم من هذا الوجه2 وأخرجه الطبري3 من وجه آخر أتم منه وسيأتي ذكره في تفسير حم4. وجاء عن ابن عمر5 مطولا أخرجه ابن أبي حاتم6 بسند صحيح عن مجاهد

_ 1 "ص10". 2 المذكور في "المستدرك" "2/ 266" من رواية يزيد بن هارون عن سليمان، ولفظه "كانت الزهرة امرأة في قومها يقال لها: بيدحه". وقد وافق الذهبي الحاكم على تصحيحه. 3 "2/ 428" "1682". 4 يقصد سورة "الشورى" عند قوله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم} الآية "5" ففي حديث ابن أبي حاتم والحاكم -المشار إليه في تعليق قريب- عن هاروت وماروت: "وكشف الغطاء فيما بينهما وبين أهل السماء، فنظرت الملائكة إلى ما وقعا فيه من الخطيئة فعجبوا كل العجب، وعرفوا أنه من كان في غيب فهو أقل خشية، فجعلوا بعد ذلك يستغفرون لمن في الأرض فنزل في ذلك: {وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} الآية. 5 وضع الناسخ هنا إشارة لحق، ولكن ذهب الهامش في التصوير ولم يبق سوى رمز الصحة. 6 "1/ 1/ 306" "1014" قال: "حدثنا أبي ثنا عبد الله بن جعفر الرقي ثنا عبيد الله -يعني ابن عمر- عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو ويونس بن خباب عن مجاهد قال ... ". ويونس بن خباب مختلف فيه بين موثق ومكذب ومال ابن حجر في التقريب "ص613" "7903" إلى أنه "صدوق يخطئ ورمي بالرفض" وقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" والأربعة وانظر التفصيل في "التهذيب" "11/ 437". لكن تابعه المنهال بن عمرو وقد مر في الآية "94" فقول المؤلف: "بسند صحيح" موضع نظر. والخبر بنحوه في "تفسير الطبري" "2/ 434" "1689" من طريق آخر عن مجاهد موقوفًا عليه ابن كثير "1/ 139-140" عن ابن أبي حاتم وقال: "وهذا إسناد جيد إلى عبد الله بن عمر، وقد تقدم في رواية ابن كثير جرير من حديث معاوية بن صالح عن نافع عنه رفعه [2/ 433 "1688"] وهذا أثبت وأصح إسنادًا ثم هو -والله أعلم- من رواية ابن عمر عن كعب كما تقدم بيانه، من رواية سالم عن أبيه، وقوله: إن الزهرة نزلت في صورة امرأة حسناء وكذا في المروي عن على، فيه غرابة جدًّا". ونقله في "الدر المنثور" "1/ 240-241".

قال: كنت نازلا على عبد الله بن عمر في سفر فلما كان ذات ليلة قال لغلامه: انظر طلعت الحمراء؟ لا مرحبا بها ولا أهلا ولا حياها الله هي صاحبة الملكين، قالت الملائكة: رب كيف تدع عصاة بني آدم وهو يسفكون الدم الحرام، وينتهكون محارمك، ويفسدون في الأرض؟ فقال: إني قد ابتليتهم، فلعلي إن ابتليتكم بمثل الذي ابتليتهم به فعلتم كالذي يفعلون؟ قالوا: لا. قال: فاختاروا من خياركم اثنين، فاختاروا هاروت وماروت، فقال لهما: إني مهبطكما إلى الأرض، وأعهد إليكما: أن لا تشركا بي شيئًا، ولا تزنيا، ولا تخونا فأهبطا إلى الأرض وألقى عليهما الشبق، وأهبطت لهما الزهرة في أحسن صورة امرأة فتعرضت لهما، فأراداها عن نفسها، فقالت: إني على دين لا يصلح لأحد أن يأتيني إلا إن1 كان على مثله. فقالا وما ذلك2؟ قالت: المجوسية. قالا: الشرك هذا لا نقربه فسكتت3 عنهما ما شاء الله، ثم تعرضت لهما فأراداها عن نفسها فقالت: ما شئتما غير أن لي زوجا وأنا أكره أن يطلع على هذا مني فأفتضح، فإن أقررتما بديني، وشرطتما لي أن تصعداني4 إلى السماء فعلت، فأقراها5 وأتياها6، ثم صعدا بها7، فلما انتهيا بها8 اختطفت

_ 1 في "تفسير ابن أبي حاتم". "مَنْ" بدل "إن". 2 فيه: وما دينك ولعله أولى. 3 فيه: فمكثت. 4 فيه: تصعدا بي. 5 فيه: اقرأ لها. 6 فيه: فيما يريان. 7 فيه: إلى السماء. 8 فيه: إلى السماء.

منهما وقطعت أجنحتهما، فوقعا1 يبكيان، وفي الأرض نبي يدعو بين الجمعتين، فإذا كان يوم الجمعة أجيب، فقالا: لو أتينا فلانا فسألناه أن يطلب لنا التوبة، فأتياه، فقال: رحمكما الله كيف يطلب أهل الأرض لأهل السماء؟ فقالا: إنا قد ابتلينا. قال: ائتياني يوم الجمعة. فأتياه2 فقال: ما أجبت فيكما بشيء، ائتياني في الجمعة الثانية، فأتياه، فقال: اختاروا قد خيرتما، إن أحببتما معاقبة الدنيا وأنتما في الآخرة على حكم الله، وإن أحببتما عذاب الآخرة3، فقال أحدهما: الدنيا لم يمض منها إلا قليل4، وقال الآخر: ويحك إني قد أطعتك في الأمر5 فأطعني الآن، إن عذابًا يفنى ليس كعذاب يبقى، فقال6 أما تخشى أن يعذبنا في الآخرة7؟ فقال: لا إني لأرجو إنْ علم الله إنا قد اخترنا عذاب الدنيا مخافة عذاب الآخرة أن لا يجمعهما علينا، فاختاروا عذاب الدنيا فجعلا في بكرات من حديد في قليب مملوءة من نار عاليها وسافلها8. وهذه متابعة قوية لرواية موسى بن جبير عن نافع لكنها موقوفة على ابن عمر

_ 1 فيه: خائفين نادمين. 2 فيه: فأتيناه وهو خطأ. 3 كذا جاء التخيير هنا، وفي المصدر المنقول منه: "إن أحببتما معاقبة [كذا وهو تحريف والصواب: معافاة كما في ابن كثير] الدنيا، وعذاب الآخرة، وإن أحببتما فعذاب الدنيا، وأنتما يوم القيامة على حكم الله". ولعل ما هنا من تصرف الحافظ وفيه نظر طويل. 4 عليه في الأصل رمز الصحة. 5 في ابن أبي حاتم: الأول. 6 سقطت هذه الكلمة من "تفسير ابن أبي حاتم"، فارتبك السياق وسكت المحقق. 7 العبارة في ابن أبي حاتم وابن كثير: إننا يوم القيامة على حكم الله فأخاف أن يعذبنا. 8 النص في المصدرين السابقين: عاليهما سافلهما.

لم يضفها إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وجاءت من وجه آخر عن ابن عمر عن كعب الأحبار موقوفة عليه أخرج ابن أبي حاتم1 أيضا وعبد بن حميد من طريق الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم أن ابن عمر عن كعب2 قال: ذكرت الملائكة أعمال بني آدم وما يأتون من الذنوب فقيل لهم اختاروا منكم اثنين فاختاروا هاروت وماروت فقال لهما: اهبطا إلى الأرض وإني أرسل إلى بني آدم رسلا وليس بيني وبينكما رسولا لا تشركا بي شيئا ولا تزنيا ولا تشربا الخمر. قال كعب. فما أمسيا من يومهما الذي أهبطا فيه حتى استحلا3 جميع ما حرم عليهما. قلت: وسند الثوري أقوى من سند زهير، إلا أن رواية كعب مختصرة جدًّا، فيحتمل أن يكون ابن عمر استظهر برواية كعب لكونها توافق ما حمله ابن عمر4 عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد حكى المنذري5 عن بعض العلماء أنه رجح الرواية الموقوفة على كعب على الرواية المرفوعة6 والذي أقول: لو لم يرد في ذلك غير هاتين الروايتين لسلمت أن

_ 1 "1/ 1/ 306" "1013" والطبري "2/ 429" "1684". 2 أي: الأخبار وقد صدرت عنه عام "1411-1991" دراسة يجدر الاطلاع عليها تحت عنوان: "في العبور الحضاري للمكتبة العربية الإسلامية: الكتاب الثاني: كعب الأحبار" للدكتور محمد علي أبو حمدة. 3 هذا ما رجحته ويمكن أن تقرأ في الأصل: استعملا وهي في ابن أبي حاتم: استكملا. 4 كذا في الأصل، ولا حاجة لتكرار الاسم! وكان يمكن أن يقول: "توافق ما حمله هو". 5 هو الإمام العلامة الحافظ المحقق شيخ الإسلام زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبيد القوي ولد سنة "581" وتوفي سنة "656" انظر ترجمته في "السير" للذهبي "23/ 319-324". 6 انظر "الترغيب والترهيب" كتاب الحدود، الترهيب من شرب الخمر "3/ 260". ونصه: "وقد قيل: إن الصحيح وقفه على كعب والله أعلم".

رواية سالم أولى من رواية نافع لكن جاء ذلك من عدة طرق عن ابن عمر ثم من عدة طرق عن الصحابة ومجوع ذلك يقضي بأن للقضية أصلا أصيلا والله أعلم1. وقد جاء عن ابن عباس موقوفا عليه بسند حسن أخرجه ابن أبي حاتم2 من طريق الربيع بن أنس عن قيس بن عباد3 عن ابن عباس قال: لما وقع الناس بعد آدم فيما وقعوا فيه من المعاصي والكفر بالله، قالت الملائكة في السماء: يا رب هذا العالم

_ = وقال الحافظ السخاوي في "المقاصد الحسنة" في حرف الهاء "ص455" عن المنذري. وتبع البيهقي في ذلك فإنه قال في الرابع والأربعين من "الشعب" بعد أن أورده من طريق أبي حذيفة عن الثوري عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن كعب، باختصار: "هذا هو الصحيح من قول كعب، وأورد حديث ابن عباس من جهة أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن قيس بن عباد عنه". وفي الهامش تعليق مهم عن هذه القصة للشيخ عبد الله الغماري محقق الكتاب فانظره وفيه قال: أطنب السيوطي في "الحبائك" وفي "الدر المنثور" في ذكر طرقها حتى زاد عدة طرق على ما أورده الحافظ. 1 وقد قال في كتابه "القول المسدد" -وقد فرغ من تأليفه سنة 819- "ص48" كما مر آنفًا: "إن للحديث طرقًا كثير جمعتها في جزء مفرد يكاد الواقف عليه أن يقطع بوقوع هذه القصة لكثرة الطرق الواردة فيها. وقوة مخارج أكثرها". وقد رد عليه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" "6178" فقال: "أما هذا الذي جزم به الحافظ بصحة وقوع هذه القصة صحة قريبة من القطع لكثرة طرقها وقوة مخارج أكثرها. فلا، فإنها كلها طرق معلولة أو واهية، إلى مخالفتها الواضحة للعقل، لا من جهة عصمة الملائكة القطعية فقط، بل من ناحية أن الكواكب الذي نراه صغيرًا في عين الناظر قد يكون حجمه أضعاف حجم الكرة الأرضية بالآلاف المؤلفة من الأضعاف، فأنى يكون جسم المرأة الصغير إلى هذه الأجرام الفلكية الهائلة!! ". قلت: وقوله: "كلها طرق معلولة أو واهية" غير مسلم وقد مر الدليل. 2 "1/ 1/ 305" "1012" وفي بعض الألفاظ اختلاف. 3 كتب على "عباد" في الأصل: خفـ أي: يقرأ بالتخفيف وهو كذلك. قال الدكتور أحمد الزهراني في "تفسير ابن أبي حاتم" "ص546": لم أقف له على ترجمة قلت: وهذا عجيب فهو من رجال الستة -دون الترمذي- انظر ترجمته في "التهذيب" "8/ 400".

الذين إنما خلقتهم لعبادتك وطاعتك، قد وقعوا في الكفر، وقتل النفس، وأكل الحرام، والزنا، والسرقة، وغير ذلك -وجعلوا يدعون عليهم ولا يعذرونهم- فقيل لهم: إنهم في غيب، فلم يعذروهم فقيل لهم: اختاروا منكم ملكين من أفضلكم، آمرهما وأنهاهما، فاختاروا هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض، وجعل لهما شهوات بني آدم، وأمرهما الله أن يعبداه، ولا يشركا به شيئا، ونهاهما عن قتل النفس الحرام، وأكل المال الحرام، وعن الزنا والسرقة وشرب الخمر. فلبثا في الأرض زمانا يحكمان بين الناس بالحق -وذلك في زمان إدريس- وفي ذلك الزمان امرأة حسنها في النساء كحسن الزهرة في سائر الكواكب وإنهما أتيا عليها فخضعا لها في القول، وأراداها عن نفسها، فأبت إلا أن يكونا على أمرها وعلى دينها، فسألاها عن دينها، فأخرجت لهما صنما فقالت: هذا أعبده فقالا: لا حاجة لنا في عبادة هذا، فذهبا فغبرا1 ما شاء الله ثم أتيا عليها فراوداها عن نفسها ففعلت مثل ذلك، فذهبا ثم أتيا فأراداها على نفسها فلما رأت أنهما قد أبيا أن يعبدا الصنم قالت لهما: فاختارا إحدى الخلال الثلاث: إما أن تعبدا هذا الصنم، وإما أن تقتلا هذه النفس، وإما أن تشربا هذه الخمر، فقالا: كل هذا لا ينبغي، وأهون هذا شرب الخمر، فشربا الخمر فأخذت فيهما فوقعا المرأة، وخشيا أن يخبر الإنسان عنهما فقتلاه، فلما ذهب عنهم السكر، وعلما ما وقعا فيه من الخطيئة، أرادا إلى الصعود2 إلى السماء فلم يستطيعا، وحيل بينهما وبين ذلك، وكشف الغطاء فيما بينهما وبين أهل السماء، فنظرت الملائكة إلى ما وقعا فيه من الخطيئة، فعجبوا كل العجب، وعرفوا أن من كان في غيب فهو أقل خشية، فجعلوا بعد ذلك يستغفرون لمن في الأرض، فقيل لهما: اختارا عذاب الدنيا أو عذاب بالآخرة. فقالا: أما عذاب الدنيا فإنه يذهب وينقطع أما عذاب الآخرة فلا انقطاع له فاختارا عذاب الدنيا فجعلا

_ 1 في "القاموس" مادة غبر "ص575": "غير غبورًا: مكث، وذهب، ضد". 2 في ابن أبي حاتم: أن يصعدا.

ببابل فهما يعذبان. وأخرجه الطبري1 من وجه آخر عن ابن عباس وسنده صحيح إلى قتادة قال: حدثنا أبو سعيد2 العدوي في حنازة يونس أبي غلاب3 عن ابن عباس قال: إن الله أفرج السماء لملائكته ينظرون أعمال بني آدم، فذكر نحو القصة، وقال في روايته: أما أنكم لو كنتم مكانهم لعملتم مثل أعمالهم، قالوا: سبحانك ما ينبغي لنا! وقال فيها: فاهبطا إلى الأرض، وأحل لهما ما فيها4 ولم يذكر: وذلك في زمان إدريس، وقال فيها فما أشهرا5 حتى عرض لهما بامرأة6 قد قسم لها نصف الحسن يقال لها "بيذخت"7.

_ 1 "2/ 427" "1681". 2 كذا هنا "سعيد" ولم أجد أحدًا في الكني بهذا الاسم وفي الطبري: "شعبة" وقال الأستاذ أحمد شاكر في تعليقه "ص428": "أبو العدوي هذا الذي يروي عن ابن عباس: لم أعرف من هو؟ ولا وجدت له ذكرًا في شيء من المراجع، والراجع عندي أن اسمه محرف عن شيء لا أعرفه". قلت: ولعل الصواب: أبو السوار العدوي فقد ذكر ضمن شيوخ قتادة في "التهذيب" "8/ 352". وفي "الكنى منه "12/ 123": "أبو السوار العدوي البصري: قيل اسمه حسان بن حريث، وقيل: حريث بن حسان.. روى عن علي بن أبي طالب.. من ثقات الناس قلت: قال النسائي في الكنى: أبو السوار حسان بن حريث العدوي ثقة" وقد أخرج عنه الشيخان والنسائي. 3 في الأصل: علان وهو خطأ واسمه جبير. 4 ويونس بين جبير الباهلي أبو غلاب البصري ثقة أخرج له الستة قال البخاري: مات بعد التسعين انظر "التهذيب" "11/ 436". 4 في الطبري: ما فيها من شيء. 5 في الطبري: فما استمرا ولعله خطأ هنا. 6 في الطبري: امرأة. 7 في الأصل: سرحب هكذا بدون تنقيط، وكتب عليها "كذا" وأثبت ما في الطبري وقد جاءت الكلمة كذلك في أكثر من مصدر. وفي "النكت والعيون" "1/ 142": "فندرخت" والرازي "3/ 237" والقرطبي "2/ 36": بيدخت، و"البحر المحيط" "1/ 239": ميذخت، وفي "أحكام القرآن" لابن العربي "1/ 46": "وبالنبطية: بيرخت، وبالفارسية: أقاهيد"!! وفي "نسيم الرياض" للخفاجي "4/ 232": "ويقال لها بالفارسية أناهيد، وتخفف، ويقال: ناهيد".

فلما رأياها كسرا بها1 وقال فيها ودخل عليهما سائل فقتلاه وزاد: فقالت الملائكة: سبحانك! أنت2 كنت أعلم، وقال فيها فأوحى الله إلى سليمان بن داود أن يخيرهم، وقال في آخرها: فكبلا من أكعبهما إلى أعناقهما بمثل أعناق النجب3، وجعلا ببابل. وله طريق أخرى4 بسند جيد إلى يزيد الفارسي5 عن ابن عباس قال: إن أهل سماء الدنيا أشرفوا على أهل الأرض، فرأوهم، فذكر نحوه، وفيه اختاروا ثلاثة على أن يهبطوا إلى الأرض ويحكموا بينهم وجعلت فيهم شهوة الآدميين، فاستقال منهم واحد فأقيل، وأُهبط اثنان، فأتتهما امرأة يقال لها مناهيد6 فهوياها جميعا، فذكر القصة، وفي آخرها: وقالت لهما أخبراني بالكلمة التي إذا قلتماها طرتما، فأخبراها فطارت، فمسخت جمرة وهي هذه الزهرة. وأرسل إليهما سليمان بن داود فخيرهما وفي آخره "فهما مناطان بين السماء والأرض" أخرجه ابن أبي حاتم. وجاء من وجه آخر مقتصرا على آخر القصة وسنده على شرط الصحيح إن

_ 1 كتب عليها في الأصل: "كذا" ورجعت إلى مادة "كسر" في القاموس فلم أجد ما يتصل بما نحن فيه، وفي الطبري: فلما أبصراهما أرادا بها زنا. 2 لم ترد في الطبري. 3 في الطبري: البخت. 4 أخرجها ابن أبي حاتم "1/ 1/ 308" "1015" ونقل عنه ابن كثير "1/ 140" والسيوطي في "الدر" "1/ 242" وفي بعض ألفاظه خلاف. 5 انظر ترجمته في "التهذيب" "11/ 374" ونقل فيه عن ابن أبي حاتم أنه قال فيه: لا بأس به. وقال في "التقريب" "ص606": "مقبول" وسكت الذهبي في "الكاشف" "3/ 252". 6 في ابن كثير: مناهية وفي "الدر": أنا هيلة.

كان التابعي حمله عن ابن عباس قال عبد الرزاق1 أنا معمر عن الزهري2 عن عبيد الله بن عبد الله3 "إن هاروت وماروت كانا ملكين، فأُهبطا ليحكما بين الناس. وذلك أن الملائكة سخروا4 من حكام5 بني آدم فتحاكمت6 إليهما امرأة فحافا7 لها، ثم ذهبا يصعدان، فحيل بينهما وبين ذلك فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا"8. تنبيه: طعن في هذه القصة من أصلها بعض أهل العلم ممن تقدم، وكثير

_ 1 في تفسيره" "ص10". 2 هو أشهر من أن يعرف به اختلف في سنة وفاته على أقوال منها "125" انظر "التهذيب" "9/ 445" وقد قرن معه في "تفسير عبد الرزاق" المخطوط: قتادة، وكذلك نقله الطبري "2/ 420" "1672". 3 روى الزهري عن أكثر من واحد بهذا الاسم، وقد رأيت الجوزي قال في تفسيره "الزاد "1/ 124" عن الملكين "اختلف العلماء: ماذا فعلا من المعصية على ثلاثة أقوال.. الثاني: أنهما جارا في الحكم، قال عبيد الله بن عتبة" أي الهذلي وعتبه جده، والرواية هنا عن جورهما فهو المقصود إذن وهو من رجال "التهذيب" أخرج عنه الستة. "التهذيب" "7/ 23": "وقد جاء في التفسير الطبري": عن "عبد الله" هكذا، مكبرًا غير منسوب، وفي "الدر المنثور" "1/ 243": "أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طريق الزهري عن عبيد الله" وأورده "ابن كثير" "1/ 140" عن عبد الرزاق، وكذلك جاء الاسم مصغرًا منسوبًا وهو الصحيح. 4 في الأصل: نفروا وهو تحريف وفي عبد الرزاق والطبري والسيوطي: سخروا فأثبته. 5 في عبد الرزاق والطبري: أحكام وفي ابن كثير والسيوطي كما هنا. 6 في المصادر الثلاثة الطبري وابن كثير والسيوطي فحاكت. 7 في عبد الرزاق: فحابيا، وفي الطبري: فحافا -كما هنا- وفي "الدر": فخافا وهو تحريف والحيف: الجور والظلم انظر "القاموس" مادة حيف "ص1037". 8 تتمة النص في الطبري وابن كثير: "قال معمر: قال قتادة: فكانا يعلمان الناس السحر، فأخذ عليهما أن لا يعلما حتى يقولا: "إنما نحن فتنة فلا تكفر".

من المتأخرين1، وليس العجب من المتكلم والفقيه إنما العجب ممن ينتسب إلى

_ 1 أول من أنكرها وقفت عليه. 1- بعض المتقدمين: نقل كلامه أبو الليث السمرقندي "ت375هـ" في "تفسيره" "1/ 437-438" ولم يذكر اسمه. 2- ثم ابن حزم "ت456" في "الفصل" "3/ 261 و4/ 32". 3- ابن عطية "ت541" في "المحرر" "1/ 420-421". 4- ابن العربي "ت543" في "أحكام القرآن". 5- عياض "ت544" في "الشفاء". 6- ابن الجوزي "ت597" في "زاد المسير" "1/ 124" وتجاهلها في "تذكرة الأريب في تفسير الغريب". 7- الرازي "ت606" في "تفسيره" "1/ 237-238". 8- القرطبي "ت671" في "تفسيره" "2/ 36". 9- البيضاوي "ت691" في "تفسيره" "1/ 79". 10- الخازن "ت741" في "تفسيره" "1/ 71". 11- أبو حيان "ت745" في "تفسيره" "1/ 329". 12- ابن كثير. "ت771" في "تفسيره" "1/ 141" وفي تاريخه "1/ 48". وقد الحافظ هنا المذكورين برقم: "4، 8، 3، 2، 11، 5" وسترد أقوالهم، وزدت عليه ستة وممن أنكرها بعد عصر المؤلف. - الآلوسي "ت1270" في "روح المعاني" "341-343". - القاسمي "ت1332" في "محاسن التأويل" "1/ 211-213". - سيد قطب. "ت1385" في "الظلال" "1/ 65" "الطبعة الأولى". - أحمد شاكر "ت1958م" في "تعليقه على المسند" "6178". - رشيد الخطيب "ت1979" في "تفسيره" "أولى ما قيل" "1/ 90". - محمد عزة درزة "ت1404هـ" في "التفسير الحديث" "7/ 217". - سعيد حوى "ت1409هـ" في "تفسيره الأساس" "1/ 248". - حسنين محمد مخلوف "ت؟ " في "صفوة البيان" "ص26" وأنكرها من الأحياء. 1- الشيخ محمد علي الصابوني في "تنوير الأذهان من تفسير روح البيان" "1/ 89". 2- الشيخ عبد الكريم المدرس في تفسيره "مواهب الرحمن" "1/ 231". 3- الشيخ شعيب الأرنئوط في تعليقه على الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان "14/ 65" 4- الدكتور عبد الرحيم الزقة في تعليقه على "تفسير السمرقندي" "1/ 473". وقد تجاهلها تمامًا: 1- السيد رشيد رضا "ت1345" في "تفسير المنار". 2- الشيخ محمد علي الصابوني في "صفوة التفاسير".

الحديث كيف يطلق على خبر ورد بهذه الأسانيد القوية مع كثرة طرقها أو تباين أسانيدها أنه باطل1 أو نحو ذلك من العبارة مع دعواهم تقوية أحاديث غريبة، أو واردة من أوجه لكنها واهية، واحتجاجهم بها والعمل بمقتضاها. وقد لخص الثعلبي ثم ابن ظفر ثم القرطبي هذه القصة من بعض ما ذكرته ومن رواية الكلبي وغيره من المفسرين وذكروا في القصة زيادات2.

_ 1 وقد تبنى هذا الموقف من بعد الإمام السيوطي واستعمل عبارات الحافظ ابن حجر في "القول المسدد" نفسها، يقول الآلوسي في "روح المعاني" "1/ 341" بعد أن اعترض على القصة وأنكرها وذكر أقوال منكريها كالقاضي عياض وأبي حبان والرازي والشهاب العراقي. واعترض الإمام السيوطي على من أنكر القصة، بأن الأمام أحمد وابن حبان والبيهقي وغيرهم رووها مرفوعة وموقوفة على علي وابن عباس وابن عمر وابن مسعود رضي الله عنهم، بأسانيد عديدة صحيحة يكاد الواقف عليها يقطع بصحتها لكثرتها وقوة مخرجيها، وذهب بعض المحققين أن ما روي حكاية لما قاله اليهود -وهو باطل في نفسه- وبطلانه في نفسه لا ينافي صحة الرواية، ولا يرد ما قاله الإمام السيوطي عليه، إنما يرد على المنكرين بالكلية.." قلت: لا يرد على هذا القول إشكال فقد يقال: كيف يحكيها الصحابة مسلمة إذا كان باطلة في نفسها ولا يروي عنهم معها دحضها وردها؟ ملاحظة: تبين لي أن نقل الآلوسي عن السيوطي قد أفاده من "نسيم الرياض" للخفاجي ولم يصرح، وقد أفاد الخفاجي من "مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا" للسيوطي انظر: "4/ 231" وقال "ص232": "وقد جمع الجلال السيوطي طرق هذه الحديث في تأليف مستقل فبلغت نيفًا وعشرين طريقًا". 2 ذكر الحافظ ثماني زيادات ولم أجد منها في "تفسير القرطبي" غير الزيادة الخامسة وهي كما في "2/ 36": "فما مر بهما شهر حتى فتنا بامرأة اسمها ... " وهو كما ترى غير منسوب إلى كعب وقد نسب إلى كعب: "أنهما لم يستكملا يومهما حتى عملا بما حرم الله عليهما" وهذه الفقرة مرت في الأخبار الماضية فلا يصح عدها مزيدة.

1- منها: إن الذين أنكروا أعمال بني آدم هم الثلاثة الذين اختاروهم. 2- ومنها عن عطاء: بلغني أن هاروت وماروت قالا: يا ربنا إنك لتعصى في الأرض فأهبطهما إلى الأرض. 3- ومنها: أن الثالث الذي استقال يسمى عزازيل، وأنه أقام أربعين سنة مطأطئًا رأسه استحياء من ربه، وأنه عندما ركبت فيه الشهوة أحس بالبلاء فلذلك استقال. 4- ومنها: لو كنتم مكانهم لعملتم شرًّا من أعمالهم. 5- ومنها قول كعب ما مر بهما شهر حتى فتنا بالمرأة. 6- ومنها: أن أحدهما قال للآخر: هل لك أن تقضي على زوجها؟ قال: أما تعلم ما عند الله من العقوبة؟ قال: بلى، ولكن أما تعلم ما عنده من الرحمة لمن تاب فسألاها نفسها فقالت: لا إلا أن تقتلاه فأفرغ لكما فقتلاه وسألاها نفسها فقالت: لا إلا أن تعبدا معي الصنم فتقاولا ثم صلبا1 فتقاولا2 كالأول. 7- ومنها: فجعل الملائكة يعذرون أهل الأرض. 8- ومنها: أنهما لما ندما انطلقا إلى إدريس وقيل إلى سليمان وقيل إلى بعض علماء العصر. "الذين أنكروا قصة هاروت وماروت"3. وأما من أنكرها فجماعة منهم القاضي أبو بكر بن العربي4 في "أحكام

_ 1 كأنه يقصد: صلبا في الامتناع. 2 كذا في الأصل ولعل الصواب: ثم تقاولا. 3 العنوان من إضافتي. 4 هو الإمام العلامة الحافظ محمد بن عبد الله ولد سنة "468" وتوفي في فاس سنة "543" له مؤلفات من أشهرها: "عارضة الأحوذي في شرح جامع أبي عيسى الترمذي" و"أحكام القرآن" انظر "السير" للذهبي "20/ 197" الترجمة "128".

القرآن" فقال: 1 وقد روى المفسرون عن نافع قال: قال لي ابن عمر2: أطلعت الحمراء؟ قلت: نعم -وذكر أنه لعنها- فقلت: سبحان الله نجم مسخر مطيع تلعنه! قال: ما قلت إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الملائكة عجبت3 من معاصي بني آدم في الأرض -فذكر القصة ولخص بعض ما ورد في ذلك- ثم قال: وإنما سقت هذا الخبر لأن العلماء رووه ودونوه، فخشينا أن يقع لمن يضل به، وتحقيق القول فيه أنه4 لم يصح سنده، ولكنه جائز [كله] 5 في العقل لو صح النقل، ولا يمتنع أن تقع المعصية من الملك، ويوجد منهم خلاف ما كلفوه، وتخلق فيهم الشهوات فإنه لا ينكر ذلك إلا جاهل لا يدري الجائز من المستحيل أو من شم ورد الفلاسفة القائلين بأن الملك روحاني بسيط لا تركيب فيه وشهوة الطعام والشراب والجماع لا تكون إلا في مركب. وهذا تحكم لأنهم أخبروا عن كيفية لم يروها ولا نقلت إليهم ولا دل العقل6 عليها. وجواز تركيب البسيط إنما هو بطريق العادة7 وأما ما أخبر الله به عنهم أنهم

_ 1 "1/ 45-47" من طبعة محمد عبد القادر عطا و"1/ 29-30" من طبعة علي محمد البجاوي وقد نقل بالمعنى. 2 يقصد الحديث الذي رواه الإمام الطبري والخطيب وابن الجوزي عن سنيد وقد مر. 3 في المطبوع: عجت. 4 في الأصل: أن وهو خطأ. 5 من المطبوع. 6 في الأصل: عليه وهو خطأ. 7 اختصر ابن حجر بهذه العبارة قول العربي: "إنهم أحالوا على البسيط أن يتركب، وذلك عندنا جائز، بل يجوز عندنا بلا خلاف أن يأكل البسيط ويشرب ويطأ، ولا يوجد من المركب شيء من ذلك، وهذا الذي اطرد في البسيط من عدم الغذاء، وفي المركب من وجود الغذاء، عادة إلا أنه غاية القدرة، وقد مكنا القول في ذلك ومهدناه في الأصول ... ".

{يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} 1. وأنهم {يَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون} 2 فهو خبر صدق وحق لكنه إخبار عن حالهم3 إلى آخر كلامه4 فجوز وقوع ذلك، ودفع صحة النقل بوقوعه وهو محجوج بما قدمته. وقد تلقاه عنه القرطبي المفسر فقال بعد أن أشار إلى القصة باختصار ما نصه5: "وهذا كله ضعيف وبعيد على ابن عمر" وممن أنكر صحة ذلك أبو محمد ابن عطية في "تفسيره"6 فقال "روي عن علي وابن مسعود وابن عباس وابن عمر وكعب الأحبار والسدي والكلبي ما معناه" فذكر القصة ملخصة ثم قال: "وهذا كله ضعيف وبعيد عن ابن عمر وغيره، لا يصح منه شيء فإنه قول تدفعه الأصول في المنقول7، وأما العقل فلا ينكر ذلك إذ في قدرة الله تعالى كل موهوم، لكن وقوع هذا

_ 1 الأنبياء: الآية "20". 2 سورة التحريم الآية "6" ونصها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} . 3 وتتمة النص "1/ 47": "وهي ما يجوز أن تتغير فيكون الخبر عنها بذلك أيضًا، وكل صدق لا خلاف فيه". 4 وقد ختم كلامه بقوله: "وقد قال علماؤنا: إنه خبر عام يجوز أن يدخله التخصيص، وهذا صحيح أيضا. وفي هذا من العبرة الخشية من سوء العاقبة والخاتمة، وعدم الثقة بظاهر الحالة، والخوف من مكر الله تعالى، فهذا بلعام في الآدميين، كهاروت وماورت في الملائكة المقربين، فأنزلوا كل فن في مرتبة وتحققوا مقداره في درجته حسبما رويناه، ولا تذهلوا عن بعضه فتجلهوا جميعه". 5 حصل هنا أوهام من الناسخ، فإن هذه القول بهذا النص لابن عطية في "المحرر الوجيز" "420/ 1" وليس للقرطبي، وتتمة القول فيه: "ورُوي أن الزهرة نزلت إليهما في صورة امرأة من فارس، فجرى لهما ذكر ... وهذا القصص يزيد في بعض الروايات وينقص في بعض، ولا يقطع منه بشيء فلذلك اختصرته". 6 هذا القول والذي بعده للقرطبي في تفسيره "الجامع" "2/ 36"، وليس لابن عطية ولا أدري كيف حصل هذا اللبس. 7 في القرطبي: في الملائكة.

الجائز لا يدرك إلا بالسمع ولم يصح" انتهى1. ومنهم أبو محمد بن حزم2 فقال في كتاب "الملل والنحل"3 بعد أن قرر عصمة الأنبياء واستدل بالآيات الواردة في ذلك وأطنب في التمسك بظاهرها وعمومها ثم ختم بأن قال4: "وهذا يبطل ظن من قال إن هاروت وماروت كانا ملكين فعصيا بالزنا وشرب الخمر وقتل النفس" ثم أخذ يتأول القصة التي في الآية قال5 "ولم يقل الله إنهما كفرا ولا عصيا، وإنما جاء ذلك في خرافة موضوعة لا تصح من طريق الإسناد أصلا ولا هي مع ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هي موقوفة على من دونه، فسقط التعلق بها" إلى أن قال6: "نسبوا إلى الله ما لم يأت به أثر يشتغل به، وإنما هو كذب مفترى، أن الله أنزل إلى الأرض ملكين وهما هاروت وماروت وأنهما عصيا بشرب الخمر والحكم بالباطل وقتل النفس المحرمة والزنا وتعليم الزانية اسم الله الأعظم فطارت به إلى السماء فمسخت كوكبا وهي الزهرة وأنهما عذبا في غار ببابل" قال: "وأعلى7 ما في هذا الباب خبر رويناه من طريق عمير بن سعيد8 وهو

_ 1 باختصار. 2 هو كما وصفه الذهبي: الإمام الأوحد البحر ذو الفنون والمعارف أبو محمد علي بن أحمد الأندلسي صاحب التصانيف ولد بقرطبة في سنة "384" وتوفي في "456" انظر "السير" "18/ 184-212". 3 اسمه العلمي: "الفصل في الملل والأهواء والنحل". 4 "3/ 261" تحت عنوان: "الكلام في تعبد الملائكة وتعبد الحور العين والخلق المستأنف، وهل يعصي ملك أم لا؟ ". 5 "3/ 262-263" وقد تصرف الحافظ في النقل واختصر -على عادته. 6 بعد صفحات كثيرة في "4/ 32". 7 في الفصل: "وحجتهم على ما في ... ". 8 عن علي بن أبي طالب وقد سبق نصه وتخريجه.

مجهول، يقال له مرة النخعي، ومرة الحنفي، ما نعلم له رواية إلا هذه الكذبة، وليست مرفوعة، بل وقفها على علي وكذبة أخرى في أن حد الخمر لم يسنه النبي صلى الله عليه وسلم" انتهى. وكلامه في هذا الفصل ينبئ عن قصوره في النقل فإن عمير بن سعيد وثقه يحيى بن معين1 ومحمد بن سعد2 وحديثه فيما يتعلق بحد الخمر أخرجه البخاري في "صحيحه"3 ولا نعرف أحدا قدح في سنده قبله ولا جرح عمير بن سعيد ولا قال إنه مجهول4.

_ 1 لم أجد هذا في "معرفة الرجال" عن يحيى بن معين، رواية أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز ولا في سؤالات ابن الجنيد وهما مطبوعان ولا في "جمع وترتيب السؤالات عن يحيى بن معين" للشيخ صبحي السامرائي -وهو مخطوط- وقد جمع فيه سؤالات الدقاق والدرامي والدوري وابن محرز وابن الجنيد. وقد نقل توثيقه المزي في "تهذيب الكمال عن إسحاق بن منصور انظر "التهذيب" للحافظ "8/ 146"، والذهبي في "الكاشف" "2/ 303". 2 في كتابه "الطبقات الكبرى" في طبقات الكوفيين، من الطبقة التي روت عن علي بن أبي طالب وابن مسعود "6/ 170" وقال: "كان ثقة وله أحاديث" وكان ذكره في "5/ 556" في ترجمة محمد بن جابر أيضًا وزاد الحافظ قوله هذا في زيادته على المزي انظر "التهذيب". ومحمد بن سعد هو الحافظ العلامة الحجة أبو عبد الله البغدادي كاتب الواقدي ولد بعد الستين ومائة وتوفي ببغداد سنة "230" انظر ترجمته في "السير" للذهبي "10/ 664-666". 3 في كتاب "الحدود"، باب الضرب بالجريد والنعال "6778" من طريق سفيان: حدثنا أبو حصين سمعت عمير بن سعيد النخعي قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ما كنت لأقيم حدًّا على أحد فيموت فأجد في نفسي، إلا صاحب الخمر فإنه ولو مات وديته، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسنه. "الفتح" "12/ 66". 4 وقال الحافظ أيضًا في ترجمته في "التهذيب" "8/ 146-147": "وأفرط أبو محمد بن حزم في الكلام على الملائكة من كتاب "الملل والنحل" فقال: إنه مجهول، وإنه روى حديثين عن علي ما نعلم له غيرهما، أحدهما في ذكر شارب الخمر -يعني الذي أخرجه- والآخر في قصة هاروت وماروت. وقال: وكلاهما كذب كذا قال، ولقد استعظمت هذا القول، ولولا شرطي في كتابي هذا ما عرجت عليه، فإنه من أشنع ما وقع لابن حزم سامحه الله، وقد وقفنا له عن علي على حديث آخر أنه كبر على يزيد بن المكفف، أربعًا، وله روايات عن غير علي، فما أدري هذا الجزم من ابن حزم". وقد أورد الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة في تعليقاته الحافلة على كتاب "الرفع والتكميل في الجرح والتعديل" للكنوي "ص292-305" أسماء "25" عالمًا جهلهم ابن حزم معرفون ثم قال: "هذه أسماء =

وقد قال شعبة عن الحكم1 قال: عمير بن سعيد وحسبك به2 وذكر البخاري في "تاريخه"3 أنه كان بالكوفة لما كان المغيرة بن شعبة أميرها في زمن عمر رضي الله عنه4. وأما قوله: إنه ليس له إلا هذان الأثران5 فحصر مردود لأن له رواية عن أبي موسى وعبد الله بن مسعود وسعد بن أبي وقاص والحسن بن علي وغيرهم من الصحابة وعن علقمة ومسروق وغيرهما من التابعين وحدث عنه خلق من التابعين6.

_ = جملة ممن جهلهم ابن حزم -والتتبع ينفي الحصر- وقفت عليها عرضًا أثناء مراجعاتي، فأوردتها هنا تبصرة وذكرى، وحبذا لو تتبع فاضل ناقد، فجمع أسماء الذين جهلهم ابن حزم وهم معرفون، ولعلهم يبلغون جزءًا لطيفًا ويكون مفيدًا للمشتغلين بالسنة". ثم صدر بعد هذا الكلام كتاب بعنوان أسماء" الرواة الذين تكلم فيهم ابن حزم جرحًا وتعديلًا مقارنة مع أقوال أئمة الجرح والتعديل" لعمر بن محمود أبو عمر وحسن محمود أبو هنية، وفيه المجلهون، وغيرهم وذكرا عمير بن سعيد "ص200". 1 يعني الحكم بن عتيبة. 2 كلامه في "التهذيب" "8/ 146". 3 انظر "التاريخ الكبير" "6/ 532". 4 ونص البخاري: "عن ابن عيينة قال: قص علينا مطرف فقال: أخبرني عمير بن سعيد قال: ألا أخبرك بكل أمير كان علينا حتى مات معاوية؟ كان أول من أتانا سعد رضي الله عنه فاستعمله، ثم أتانا بعده عمار رضي الله عنه ثم أتانا بعده المغيرة رضي الله عنه فقتل عمر رضي الله عنه وهو علينا ثم أتانا بعده سعد رضي الله عنه، استعمله عثمان رضي الله عنه ثم أتانا بعد الوليد بن عقبة، فشكي، فعزله.." إلى أن قال: "ثم أتانا بعد النعمان بن بشير رضي الله عنهما فمات معاوية وهو علينا". وقد استشهد عمر سنة "23" كما في "تاريخ الخلفاء" "ص108" ومات عمير فيها قال: ابن سعد "6/ 170" سنة "115" وعلى فهو من المعمرين، ولهذا قال ابن حجر عنه في "الفتح" "12/ 67": "تابعي كبير ثقة" وانظر "12/ 68". 5 في الأصل: هذين الأثرين وهو خطأ. 6 أفاد الحافظ هذا المزي انظر "التهذيب" "8/ 146" وقد أخرج عنه الشيخان وأبو داود والنسائي في "مسند علي" وابن ماجه.

فسقط كلامه1. وقد تلقاه منه بالقبول شيخ من شيوخنا أثير الدين أبو حيان2 وسأذكر كلامه بعد. وممن صرح بنفي ورود حديث مرفوع في هذه القصة القاضي عياض في "الشفاء" فقال: ما نصه بعد أن حكى الخلاف في عصمة الأنبياء هل هي عامة في الجميع أو في المرسلين فقط وفيمن عداهم خلاف قال3: "فما احتج به من [لم] يوجب4 عصمة جميعهم: قصة هاروت وماروت وما ذكر فيها أهل الأخبار ونقلة التفسير5 وما يروى عن علي وابن عباس في خبرهما وابتلائهما، فاعلم أن هذه الأخبار لم يرو منها شيء لا سقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس هو شيئا يؤخذ بقياس، والذي منه في القرآن اختلف المفسرون في معناه، وقد أنكر ما قال بعضهم فيه كثير من السلف6، وهذه الأخبار من كذب7 اليهود وافترائهم" قلت: وهذا من غريب ما وقع لهذا الإمام المشتهر بالحديث8 المعدود في حفاظه9.

_ 1 وانظر عن عمير: "الجرح والتعديل" "6/ 376". 2 نص كلامه يشعر أنه تلقاه من ابن حزم وابن عطية، ولم يصرح باسم أحد منهما كما سيأتي. 3 انظر "الشفا" بشرح علي القاري "2/ 318-321" وبشرح الخفاجي "نسيم الرياض" "230/ 4" وما بين المعقوفين استدراك مهم منه. 4 في "الشفا": يثبت. 5 في "الشفا": المفسرين. 6 ليته ذكر لنا بعض هؤلاء. 7 في "الشفا" "ضمن النسيم" كتب. 8 قال ابن خلكان "ت681" في كتابه "وفيات الأعيان" في ترجمته "3/ 483" "511": "كان إمام وقته في الحديث وعلومه والنحو واللغة وكلام العرب وأنسابهم". 9 ترجمه الذهبي في "تذكرة الحافظ" "4/ 1304" "1083" و"السير" "20/ 212-218" وابن الهادي في "طبقات علماء الحديث" "4/ 78" "1061" ووصفاه بـ"الحافظ".

المصنف في شرحه1 كيف يجزم بما نفاه من ورود خبر مرفوع في هذه القصة2 وكيف يجزم بأن الذي ورد من ذلك إنما هو من افتراء اليهود مع أن عليًّا وابن عباس وابن عمر وغيرهم ثبت عنهم الإنكار على من سأل اليهود عن شيء من الأمور3,

_ 1 قال ابن خلكان: صنف التصانيف المقيدة منها "الإكمال في شرح مسلم" كمل به "المعلم في شرح مسلم" للمازري "ت536" ومنها "مشارق الأنوار" وهو كتاب مفيد جدًّا في تفسير غريب الحديث المختص بالصحاح الثلاثة وهي: الموطأ والبخاري ومسلم، وشرح حديث أم زرع شرحا مستوفى وقد طبع الأخيران وانظر عن نسخ الأول وأصله المخطوطة: "تاريخ التراث العربي" لسزكين "1/ 264-265" في ضمن كلامه على "صحيح مسلم". 2 وكذلك رد على القاضي عياض الشهاب الخفاجي في "نسيم الرياض" "4/ 237"، ولولا خشية التطويل لنقلت كلامه، فعد إليه. 3 لم أقف على إنكار علي وابن عمر وإنكار ابن عباس فسأورده قريبًا. ولعل هذه الإنكار مستند إلى حديث جابر "أن عمر أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه عليه فغضب وقال: "لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده، لو أن موسى كان حيًّا ما وسعه إلا أن يتبعني" قال الحافظ في "الفتح" "13/ 334": "أخرجه أحمد وابن أبي شيبة والبزار. ورجاله موثقون، إلا أن في مجالد ضعفًا" ثم أورد في هذا المعنى أحاديث أخرى فانظرها وإنكار ابن عباس رواه عنه البخاري في صحيحه. من رواية عبيد الله بن عتبة عنه في كتاب "الشهادات" باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة وغيرها" "الفتح 5/ 291" وكتاب "الاعتصام بالكتاب والسنة" "باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء" "الفتح" "13/ 333" وكتاب "التوحيد باب قول الله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَث} "الفتح" "13/ 496" وفي هذا الموضع الأخير رواه عن عكرمة عنه أيضًا مختصرًا. ونصه -كما في الموضع الأول: "يا معشر المسلمين، كيف تسألون أهل الكتاب، وكتابكم الذي أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله تقرءونه لم يُشب؟ وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب فقالوا: {هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} . [البقرة: 79] ، أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم؟ ولا والله ما رأينا منهم رجلًا قط يسألكم عن الذي أنزل عليكم". ملاحظة: في الأصل: بما جاءكم ولم تذكر الباء في الموضعين الآخرين فخذفتهما. ومما يذكر هنا أن =

وكثرة الأخبار الواردة في هذه القصة. وقال أبو حيان في تفسيره الكبير الذي سماه "البحر"1: "وقد ذكر المفسرون في قراءة من قرأ الملكين بفتح اللام قصصا تتضمن أن الملائكة تعجبت من بني آدم" فذكر قصة ملخصة إلى أن قال وكل هذا لا يصح منه شيء، والملائكة معصومون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ولا يصح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلعن الزهرة ولا ابن عمر" انتهى. وليعتبر الناظر في كلام هؤلاء والعجب ممن ينتمي منهم إلى الحديث ويدعي التقدم في معرفة المنقول ويسمى عند كثير من الناس بالحافظ كيف يقدم على هذا النفي ويجزم به مع وجوده في تصانيف من ذكرنا من الأئمة بالأسانيد القوية والطرق الكثيرة والله المستعان2.

_ = الطبري في "1/ 341" روى من طريق الحسن بن الفرات عن أبيه، قال: "كتب ابن عباس إلى أبي الجلد يسأله عن الرعد، فقال: الريح". ومن نفس الطريق "1/ 443": "كتب ابن عباس إلى أبي الجلد يسأله عن البرق، فقال: البرق ماء". وأبو الجلد، كما في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم "2/ 547" "2275": "جيلان بن فروة أبو الجلد الأسدي البصري صاحب كتب التوراة ونحوها" ثم نقل عن أحمد أنه ثقة. وهذا الطريق المذكور هنا من ثلاثة طرق أوردها الطبري، وقد ذكر عنه الشيخ أحمد شاكر أن رجاله ثقات، ولكن رواية فرات عن ابن عباس منقطعة، إنما هو يروي عن التابعين. وإذا ثبت هذا فيحمل نهيه على السؤال عن الأحكام دون غيرها، كما حمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "حدثوا عن نبي إسرائيل ولا حرج" على ما لم يعلم كذبه. وانظر التفصيل في "الفتح" "6/ 498-499" كتاب "أحاديث الأنبياء" باب ما ذكر عن بني إسرائيل. و"الفتاوى" لابن تيمية "13/ 366-367". 1 "1/ 329". 2 وقد كان للحافظ مثل هذا الموقف في قصة الغرانيق فقد قال في "الفتح" في كتاب التفسير، سورة الحج، "8/ 439": ".. لكن كثرة الطرق تدل على أن القصة أصلا ... وقد تجرأ أبو بكر بن العربي كعادته =

وأقول: في طرق هذه القصة القوي والضعيف ولا سبيل إلى رد الجميع فإنه ينادي على من أطلقه بقلة الاطلاع والإقدام على رد ما لا يعلمه، لكن الأولى أن ينظر إلى ما اختلفت فيه بالزيادة والنقص فيؤخذ بما اجتمعت عليه، ويُؤخذ من المختلف ما قوي، ويُطرح ما ضعف أو ما اضطرب فإن الاضطراب إذا بعد به الجمع بين المختلف ولم يترجح شيء منه التحق بالضعيف المردود1 والله المستعان, 38- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا} [الآية: 104] . [قال الواحدي] 2، قال ابن عباس في رواية عطاء: إن العرب كانوا يتكلمون3 بها، فلما سمعهم اليهود يقولونها للنبي صلى الله عليه وسلم أعجبهم ذلك. و4 كان راعنا في كلام اليهود للسب القبيح، فقالوا: إنا نسب محمدًا سرًّا فالآن أعلنوا بسب محمد؛ لأنه من كلامهم. فكانوا يأتون نبي الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: يا محمد راعنا، ويضحكون، ففطن لها

_ = فقال: ذكر الطبري في ذلك روايات كثيرة باطلة لا أصل لها، وهو إطلاق مردود عليه، وكذا قول عياض: هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل مع ضعف نقلته واضطراب رواياته وانقطاع إسناده وجميع ذلك لا يتمشى على القواعد، فإن الطرق إذا كثرت، وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلا ... ". - وكان له مثله أيضًا في شأن المعوذتين: قال في "8/ 743" في آخر كتاب التفسير: وأما قول النووي في "شرح المهذب": "أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة من القرآن، وأن من حجد منهما شيئًا كفر، وما نقل عن ابن مسعود باطل ليس بصحيح" ففيه نظر، وقد سبقه لنحو ذلك أبو محمد بن حزم فقال في أوائل "المحلى": ما نقل عن ابن مسغود من إنكار قرآنية المعوذتين فهو كذب باطل، وكذا قال الفخر الرازي في أوائل "تفسيره": الأغلب على الظن أن هذا النقل عن ابن مسعود كذب باطل "والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل، بل الرواية صحيحة، والتأويل محتمل ... ". 1 انظر "علوم الحديث" لابن الصلاح "ص84" "النوع "19". 2 سقط هذه من الأصل انظر "الأسباب" "ص31". 3 في الأصل: يعلمون وهو تحريف. 4 سقطت الواو من الأصل.

رجل من الأنصار وهو سعد بن عبادة1 -وكان عارفا بلغة اليهود- فقال: يا أعداء الله عليكم لعنة الله، والذي نفس محمد بيده لئن سمعتها من رجل منكم لأضربن عنقه. فقالوا: ألستم تقولونها له؟ فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا} الآية انتهى ما نقله الواحدي، فأوهم بقوله: "في رواية عطاء" أن السند إلى عطاء بذلك قوي وليس كذلك، وإنما هذا السياق من تفسير عبد الغني بن سعيد الثقفي بإسناده الماضي في المقدمة2، والثابت عن عطاء ما أخرجه ابن أبي حاتم3 عن الأشج عن أبي معاوية عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء: {لا تَقُولُوا رَاعِنَا} قال: كانت لغة تقولها الأنصار فنهى الله عنها فقال: {لا تَقُولُوا رَاعِنَا} الآية. وقال عبد الرزاق:4 أنا معمر عن قتادة5 والكلبي في هذه الآية قالا: كانوا يقولون راعنا سمعك! وكانت اليهود6 يأتون فيقولون مثل ذلك يستهزءون فنزلت7. وأخرجه عبد بن حميد من وجه آخر عن قتادة كانت اليهود تقول: راعنا استهزاء فكرهه الله للمؤمنين.

_ 1 ترجمته في "الإصابة" "2/ 30" "3173". 2 وفي "فتح الباري" "8/ 163": "وروي أبو نعيم في "الدلائل" بسند ضعيف جدًّا عن ابن عباس قال: راعنا. فذكر مثل ما تقدم لكن سمي الصحابي: سعد بن معاذ وحاء مثل هذا في "الدر" "1/ 252" من غير كلام على السند، لكن بين في "اللباب": "ص24" أنه من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح". 3 "1/ 1/ 318" ومن قبله الطبري "2/ 462" "1734 و1735" من طريقين عن عبد الملك وقال محقق تفسير ابن أبي حاتم: "رجال إسناده ثقات وعبد الملك وهو ابن أبي سليمان العرزمي له أوهام، لكن تابعه عبد الرزاق عن عطاء، والأصل والتابع أخرجهما ابن جرير" قلت انظر عن التابع "2/ 461" "173". 4 تفسيره "ص11". 5 لم يذكر "قتادة" في النسخة الخطية. 6 في التفسير: قال: فكان اليهود. 7 أخرجه الطبري من طريقه "2/ 461" "1730" من غير ذكر "الثعلبي"!

وأخرج ابن أبي حاتم1 من طريق أبي صخر حميد بن زياد2: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ولى3 ناداه من كانت له حاجة من الناس: أرعنا سمعك، فأعظم الله رسوله أن يقال له ذلك، ومن طريق عباد بن منصور4 عن الحسن: الراعن من القول: السخري منه، نهاهم الله أن يسخروا من قول نبيه وما يدعوهم إليه5 من الإسلام6

_ 1 "1/ 1/ 319" "1049" وعزاه السيوطي في "الدر" "1/ 253" إلى ابن المنذر أيضًا. 2 تابعي مختلف فيه انظر "الجرح والتعديل" "3/ 222" و"تهذيب الكمال" "7/ 366" و"الميزان" "1/ 612" و"الكاشف" "1/ 92" و"التهذيب" "3/ 41" و"التقريب" "ص181". 3 في ابن أبي حاتم: أدبر وهو أولى. 4 "1/ 1/ 318" "1048" وذكره ابن كثير "1/ 149" دون ذكر المصدر! وعباد ضعيف مر في الآية "78". 5 سقطت هذه اللفظة من الأصل وأظنها استدركت في الهامش فثم ما يشير إلى ذلك وأسقطها التصوير، وهي في "تفسير ابن أبي حاتم". 6 قال الحافظ في "الفتح" "8/ 162": "قوله "أي: البخاري": راعنا من الرعونة، إذا أرادوا أن يحمقوا إنسانًا قالوا راعنًا". قلت: هذا على قراءة من نون، وهي قراءة الحسن البصري وأبي حيوة، ووجهه أنها صفة لمصدر محذوف، أي: لا تقولوا راعنا أي: قولًا ذا رعونة" ثم ذكر الحافظ حديث ابن أبي حاتم وفيه: نهاهم الله أن يسخروا من محمد". ويحتمل أن يضمن القول التسمية أي: لا تسموا نبيكم راعنًا الراعن: الأحمق والأرعن مبالغة فيه. وكان الطبري قد قال: "2/ 466": "وقد حُكي عن الحسن البصري أنه كان يقرؤه: "لا تقولوا راعنًا" بالتنوين، بمعنى: لا تقولوا قولًا "راعنا" من "الرعونة" هي الحمق والجهل. وهذه قراءة لقراءة المسمين مخالفة، فغير جائز لأحد القراءة بها لشذوذها وخروجها من قراءة المتقدمين والمتأخرين، وخلافها ما جاءت به الحجة من المسلمين..". وقد نسبت القراءة بها أيضا إلى مجاهد وابن أبي حاتم وابن محيصن انظر "معجم القراءات القرآنية" "1/ 97".

قال ابن ظفر قرأ ابن مسعود راعونا وهي أشبه بلغتهم"1 ونسب ما ذكر قبل عن سعد بن عبادة لسعد بن معاذ2. وكذا ذكره القرطبي3 ووافق مقاتل في "تفسيره" على أنه سعد بن عبادة5. وذكر الثعلبي أن معنى راعنا بلغة اليهود أسمعنا لا سمعت. وأخرج ابن أبي حاتم6 من طريق أسباط عن السدي أن رجلا من اليهود كان يدعى رفاعة بن زيد7 كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فإذا لقيه فكلمه قال: أرعني سمعك ثم

_ 1 قال الطبري "2/ 467": "وقد ذكر أن قراءة ابن مسعود: 4 لا تقولوا: راعونًا" بمعنى حكاية أمر صالحة لجماعة بمراعاتهم. فإن كان ذلك من قراءته صحيحًا وجه أن يكون القوم كأنهم نهوا عن استعمال ذلك بينهم في خطاب بعضهم بعضًا، كان خطابهم للنبي صلى الله عليه وسلم أو لغيره، ولا نعلم ذلك صحيحًا من الوجه الذي تصح منه الأخبار". وفي "الفتح" "8/ 162": "وفي قراءة أبي بن كعب: "لا تقولوا: راعونًا" وهي بلفظ الجمع، وكذا في مصحف ابن مسعود، وفيه أيضًا: "أرعونًا"". ونسبت القراءة "راعونا" إلى الأعمش وزر بن حبيش، انظر "معجم القراءات القرآنية" "1/ 97". 2 ترجمته في "الإصابة" "2/ 37" "3204". 3 "2/ 40" وقد ذكره من غير سند! 4 "1/ 95". 5 النص على أنه ابن عبادة في "تفسير مقاتل" و"الثقفي"، وعلى أنه ابن معاذ من رواية الكلبي وثلاثتهم متهمون ولم يتطرق الحافظ في "الإصابة" إلى ذكر شيء من ذلك. 6 "1/ 1/ 320" "1056" ومثله بأوسع مما هنا في "تفسير الطبري" "2/ 462" "1738" وعزاه السيوطي "1/ 253" أيضًا إلى ابن المنذر ولم يذكر أبي حاتم، ونصه: "كان رجلان من اليهود، مالك بن الصيف ورفاعة بن زيد إذا لقيا النبي صلى الله عليه وسلم قالا له ... ". 7 رفاعة بن زيد بن التابوت من بني قينقاع ويتردد اسمه في مواضع من السيرة انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 515، 527، 560، 568 و2/ 292" وفيه في الكلام على غزوة بني المصطلق: "فلما راح رسول الله صلى الله عليه وسلم هبت على الناس ريح شديدة آذتهم وتخوفوها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تخافوها: فإنما هبت لموت عظيم من عظماء الكفار". فلما قدموا المدينة وجدوا ابن زيد بن التابوت، أحد بني قينقاع، وكان عظيمًا من عظماء يهود وكهفًا للمنافقين، مات في ذلك اليوم".

تقدم إلى المؤمنين فقال: لا تقولوا راعنا1. 39- قوله تعالى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُم} الآية 105. قال الواحدي2: كان المسلمون إذا قالوا لحلفائهم3: آمنوا بمحمد. قالوا: ما هذا الدين الذي تدعوننا بخير من الدين الذي نحن فيه، ولوددنا لو كان خيرا فأنزل الله هذه الآية تكذيبا لهم. قلت: سبقه الثعلبي ولم ينسبه لقائل4. وعبر عنه ابن ظفر والجعبري بـ"قيل"5 ثم قال ابن ظفر: الخير هنا القرآن6 كان ينزل بما يقصم به الكفار من البشرى للمؤمنين والوعيد للكفار فيزداد المؤمنين به في جهادهم. 40- قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا 7 نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا} [الآية: 106] .

_ 1 وتتمة النص فيه: ثم أخبرهم {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} . 2 "ص31" وفي النقل تصرف. 3 في الواحدي: زيادة: من اليهود. 4 في الأصل: لمقاتل وهو تحريف، وهو يوافق ما في "تفسير مقاتل" "1/ 59". 5 وهذا القول لا ينسجم مع سياق الآيات أصلا. 6 أصل هذا في الطبري "2/ 470" وقال ابن الجوزي في "زاد المسير" "1/ 126": "أراد: النبوة والإسلام، وقال أبو سليمان الدمشقي: أراد الدمشقي: أراد بالخير: العلم والفقه والحكمة". وكل ذلك متلازم متداخل. 7 هكذا في الاصل وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو، وقرأ الباقون: نُنسها انظر "السبعة" لابن مجاهد "ص168".

قال الواحدي:1 قال المفسرون: إن المشركين قالوا: ألا ترون إلى محمد يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه ويقول2 اليوم قولا ثم يرجع عنه غدا؟ ما هذا القرآن إلا كلام محمد يقوله من تلقاء نفسه وهو كلام ينقض3 بعضه بعضا فأنزل الله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَر} 4، وأنزل أيضا: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} الآية. قلت: وهذا أيضا تبع فيه الثعلبي فإنه أورده هكذا وتبعهما الزمخشري5 فلخصه، فذكر أنهم طعنوا في النسخ وكذلك القرطبي6 وزاد أنهم أنكروا شأن القبلة7 وغيره المنسوخ. ووجدت في المنقول عن السلف ما أخرجه عبد بن حميد

_ 1 "ص32". 2 في الأصل: فيقول وما في الواحدي أولى. 3 في الواحدي: يناقض. 4 سورة النحل الآية "101" وينبغي أن يلاحظ أن هذه السورة مكية متفق على مكيتها واختلف في مدينة آيات ليست هذه الآية منها على ما ذكره ابن الجوزي في "الزاد "4/ 425-426" في فاتحة تفسير السورة، وقال في تفسير هذه الآية "4/ 491": "سبب نزولها أن الله تعالى كان ينزل الآية، فيُعمل بها مدة، ثم ينسخها، فقال كفار قريش: والله ما محمد إلا يسخر من أصحابه، يأمرهم اليوم بأمر، ويأتيهم غدًا بما أهون عليهم منه، فنزلت هذه الآية، قاله أبو صالح عن ابن عباس". 5 انظر "الكشاف" "1/ 303". والزمشخري هو العلامة أبو القاسم محمود بن عمر ولد سنة "467" وتوفي سنة "538" وفي ترجمة الذهبي له في "السير" "20/ 151-156": "كبير المعتزلة، كانت رأسًا في البلاغة والعريبة والمعاني والبيان، وله نظم جيد.. وكان داعية إلى الاعتزال، الله يسامحه" وترجمه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في "العلماء والعزاب" "ص70-80" والأستاذ مصطفى الصاوي "منهج الزمخشري في تفسير القرآن وبيان إعجازه" ولمرتضى آية الله زاده الشيرازي "الزمخشري لغويًّا ومفسرًا" وهما مطبوعان فانظرهما". 6 في "الجامع" "2/ 43". 7 للقبلة آيات ستأتي، والظاهر أن ما هنا شيء آخر.

[عن قتادة] 1 قال: كانت الآية تنسخ الآية، وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقرأ الآية من السورة ثم ترفع فينسيها الله تعالى نبيه، فقال الله تعالى يقص على نبيه {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} الآية2. قلت: وقد أورد الثعلبي في آخر كلامه هنا حديثا يستأنس به في سبب النزول وهو ما أخرجه أبو عبيد3 من طريق الليث عن عقيل ويونس عن ابن شهاب قال: أخبرنا أبو أمامة4 بن سهل بن حنيف في مجلس سعيد بن المسيب أن رجلا كانت معه سورة فقام يقرؤها من الليل فلم يقدر عليها، وقام آخر يقرؤها فلم يقدر عليها، فأصبحوا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: قمت البارحة -فذكر حاله- فقال الآخر: ما جئت إلا لذلك، فقال آخر: وأنا يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها نسخت البارحة" 5.

_ 1 هذه زيادة لا بد منها ليستقيم الكلام وليرتبط بما سيأتي. 2 وهذا الخبر أخرجه ابن جرير عن قتادة من طريق سعيد بن أبي عروبة "2/ 474" "1751" وعزاه السيوطي أيضًا إلى أبي داود في "الناسخ والمنسوخ" "انظر الدر" "1/ 255" وفيه تتمة: "يقول: فيها تخفيف، فيها رخصة، فيها نهي". 3 هو الإمام الحافظ المجتهد ذو الفنون القاسم بن سلام ولد سنة "157" وتوفي سنة "224" بمكة انظر ترجمته في "السير" للذهبي "10/ 490-509" وقد رجعت إلى كتابه "فضائل القرآن" -مخطوط- وفيه "باب ذكر ما رفع من القرآن بعد نزوله ولم يثبت في المصاحف" فلم أجد هذا الحديث فلعله في كتابه "معاني القرآن" وهو الآن مفقود انظر مقدمة "كتاب السلاح" له بتحقيق الدكتور حاتم الضامن "ص9". 4 ذكره الحافظ في "الصحابة" في باب الكنى "4/ 9" "50" وقال في "التقريب" "ص104" "له رؤية ولم يسمع عن النبي صلى الله عليه وسلم" وأبوه صحابي بدري ترجمته في الإصابة "2/ 87" "3527". 5 إسناده صحيح، الليث هو ابن سعد وعقيل هو ابن خالد الأيلي ويونس هو ابن يزيد وابن شهاب هو الزهري وهو مرسل صحابي وقد عزاه السيوطي إلى أبي داود في "ناسخه" وابن المنذر وابن الأنباري في "المصاحف" وأبي در الهروي في "فضائل القرآن" كما في "الدر" "1/ 256" ولم يذكر أبا عبيد، ثم عزاه إلى أبي داود في ناسخه والبيهقي في "الدلائل"، قال: "من وجه آخر عن أبي أمامة". وقد روى الطبراني عن ابن عمر قال: قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكن يقرأان بها. فقاما ذات ليلة يصليان. فلم يقدرا منهما على حرف. فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكرا ذلك له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها مما نسخ" فكان الزهري يقرؤها "ما نُنسخ من آية أو ننسها" بضم النون الخفيفة. أورد هذا "ابن كثير" "1/ 149-150" ثم قال: فيه "سليمان بن أرقم: ضعيف".

قلت: ولعل قتادة أخذ ما قال من هذا الخبر، وليس في الخبر تعيين الآية الناسخة صريحا بل ما يومئ إلى ذلك والعلم عند الله تعالى. 41- قوله عز وجل: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْل} [الآية: 108] . 1- قال الواحدي1: قال ابن عباس: نزلت في عبد الله بن أبي أمية ورهط من قريش قالوا: يا محمد اجعل لنا الصفا ذهبا، ووسع لنا أرض مكة، وفجر الأنهار خلالها تفجيرا نؤمن بك فأنزل الله هذه الآية. 2- قول آخر:2 قال المفسرون: إن اليهود وغيرهم من المشركين تمنوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن قائل يقول: ائتنا بكتاب من السماء كما أتى موسى بالتوراة، ومن قائل يقول -وهو عبد الله بن أبي أمية المخزومي3: ائتنا بكتاب من السماء فيه "من رب العالمين إلى ابن أبي أمية اعلم أنني قد أرسلت محمدا إلى الناس" ومن قائل يقول: لن نؤمن بك أو تأتي بالله والملائكة قبيلا فأنزل الله تعالى هذه الآية. قلت: أما الأول فذكره الثعلبي ولعله من تفسير الكلبي عن أبي صالح عن ابن

_ 1 ص"32". 2 نقله من الواحدي أيضًا "ص32". 3 ترجمته في "الإصابة" "2/ 277" "4543" وفيه: "قال مصعب الزبيري: كان عبد الله بن أبي أمية شديدًا على المسلمين، وهو الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعًا، وكان شديد العداوة له. ثم هداه الله إلى الإسلام، وهاجر قبل الفتح فلقي النبي صلى الله عليه وسلم بطرف مكة هو وأبو سفيان بن الحارث". وهو صهر النبي صلى الله عليه وسلم وابن عمته عاتكة وأخو أم سلمة.

عباس فإني وجدته عن ابن عباس بسند جيد لكنه مغاير له1 أخرجه ابن أبي حاتم2 من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رافع بن حريملة ووهب بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرؤه، وفجر لنا أنهارا نتبعك ونصدقك، فأنزل الله تعالى: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلوا رَسُولَكُمْ} الآية. وقد قال الثعلبي عقب الأول: قال مجاهد: لما قالت قريش هذا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم، وهو لكم كالمائدة لبني إسرائيل إن لم تؤمنوا فأبوا ورجعوا قال: الصحيح أنها نزلت في اليهود حين قالوا يا محمد ائتنا بكتاب من السماء جملة كما أتى موسى بالتوراة قال الثعلبي: ويصدق هذا القول أن هذه السورة مدنية، وقد قال تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ} كما أتى موسى بالتوراة قال الثعلبي: ويصدق هذا القول أن هذه السورة مدنية وقد قال تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ} فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا {أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَة} 3 انتهى وفيما حاوله نظر فإن أثر مجاهد المذكور صريح في أن السائل في ذلك هم قريش كذا أخرجه الفريابي والطبري4 وابن أبي حاتم5 صحيحا إليه قال: سألت قريش محمدا أن يجعل لهم الصفا ذهبا، فقال: نعم وهو لكم كالمائدة لبني إسرائيل6 فأبوا ورجعوا لكن لم يقل: إن هذه الآية نزلت في ذلك7.

_ 1 في الأصل: لها وهو خطأ. 2 "1/ 1/ 328" "1081" ومن قبله الطبري "2/ 490" "1777":. 3 النساء: "153". 4 عن ابن أبي نجيح -من طريقين عنه- عن مجاهد وعن ابن جريح عن مجاهد انظر الطبري "2/ 490-491" "1780-1782" و"تفسير مجاهد" "1/ 85-68". 5 "1/ 1/ 328" "1082" من طريق ابن أبي نجيح. وعزاه السيوطي في "الدر" "1/ 261" إلى عبد بن حميد وابن المنذر أيضًا كلهم عن مجاهد. 6 زاد الطبري والسيوطي: إن كفرتم. 7 إن قصد الحافظ بقوله: "لم يقل": "مجاهدًا" فقد عجل، ففي رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد: "أم تريدون.." فقد بدأ بالآية ثم قال ما قال، وفي رواية ابن جريح عنه: "فأنزل الله" وذكر الآية، وهذا نص صريح على أن هذا سبب النزول. وإن قصد "الثعلبي" -وفي ذلك بعد- فمسلم. أقول: ولا يعني كون الآية مدنية رد الخبر، فأي مانع من أن يطلبوا إليه ذلك وهو بمكة وهو بالمدينة؟

وأما ما نقله الواحدي عن المفسرين فأومأ به إلى الجمع بين ما نقله الثعلبي عن ابن عباس ثم عن مجاهد، وسيأتي في تفسير سورة سبحان تسمية مَنْ سأل تحويل الصفا ذهبا مع عبد الله بن أبي أمية وغير ذلك. 2- وقد جاء عن إمام كبير من المفسرين سبب آخر أوضح مما نقله وأولى بأن يكون سببا لنزول هذه الآية وهو ما أخرجه ابن أبي حاتم1 بسند قوي عن أبي العالية وهو من كبار التابعين قال في قوله تعالى: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلوا رَسُولَكُم} الآية قال: قال رجل يا رسول الله: لو كانت كفارتنا ككفارات بني إسرائيل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا نبغيها، ثلاثا، ما أعطاكم الله خير مما أعطى بني إسرائيل، كان أحدهم إذا أصاب الخطيئة وجدها مكتوبة على بابه، وكفارتها. فإن كفرها كانت له خزيًا في الدنيا، وإن لم يكفرها كانت له خزيًا في الدنيا 2 والآخرة فأعطاكم الله خيرا مما أعطاهم {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} 3 " فنزلت4 {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْل} الآية.

_ 1 "1/ 1/ 329" "1083" ومن قبله الطبري "2/ 491" "1783" وعنهما السيوطي في "الدر" "1/ 260" وقد تصرف الحافظ قليلًا واختصر قال محقق "تفسير ابن أبي حاتم" الدكتور الزهراني في سنده علتان: إحداهما الإرسال من أبي العالية، والثانية: اضطرب رواية أبي جعفر عن الربيع. وقال الشيخ أحمد شاكر: "هذا الحديث مرسل.. وأبو العالية: ثقة من كبار التابعين ولكن الاحتجاج بحديثه -كغيره من التابعين فمن بعدهم- هو في الإسناد المتصل، أما المرسل والمنقطع فلا حجة فيهما". قلت: ولو علل برواية ابن أبي جعفر لكان أولى. وقد مر الكشف عنه. وأما الرجوع إلى قول التابعين فانظر إلى ما قاله عنه الشيخ ابن تيمية في "مقدمة التفسير في الفتاوى" "13/ 344، 345، 361، 368، 369، 370". 2 لم تذكر الدنيا في المصادر الثلاثة، فهي من تصرف الحافظ سهوًا والله أعلم. 3 النساء: "110". 4 قبل هذه الكلمة في "تفسيري ابن أبي حاتم" و"الطبري" "وقال صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن"، وقال: " من هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه، وإن عملها كتبت سيئة واحدة، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة واحدة، وإن عملها كتبت له عشرة أمثالها، ولا يهلك على الله إلا هالك"، "فأنزل الله عز وجل ... " وأرى أن سياق الآيات أبعد وأشمل من أن يكون المقصود به هذا والله أعلم.

3- وحكى ابن ظفر أنه قيل1: إنها نزلت في من قال من المسلمين لما رأوا شجرة يقال لها ذات أنواط فقالوا2 يا رسول الله: اجعل لنا ذات أنواط. فقال: هذا كقول قوم موسى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَة} 3 قال ابن ظفر: لأن التبرك بالشجر واتخاذها عيدا يستدرج من يجيء بعدهم إلى عبادتها4.

_ 1 ومثل هذا لا يصلح أن يستند إليه في سبب النزول؟ 2 كذا في الأصل ولا حاجة لهذه الكلمة. 3 الأعراف: "138". 4 رجعت إلى تفسير مقاتل والطبري وابن أبي حاتم والسمرقندي والماوردي والزمخشري وابن عطية وابن الجوزي، والقرطبي والخازن وابن كثير والسيوطي ورشيد رضا وسعيد حوى فلم أجد احدًا منهم ذكر هذ السبب. نعم ذكره الرازي "3/ 254" وأبو حيان "1/ 346" مثل ما هنا وذكره الآلوسي "1/ 355" بزيادة منها أن ذلك في غزوة خيبر، ولم ينسبوه إلى قائل معين، والثلاثة بعد ابن ظفر. وهذا الحديث يرويه ابن إسحاق -كما في "السيرة" لابن هشام "ق2/ 442" وأحمد بن حنبل 5"/ 218"، والترمذي في "السنن" "كتاب الفتن "3/ 321-322" وقال: حسن صحيح -والنسائي في "الكبرى"- كتاب التفسير كما في "تحفة الأشراف" "11/ 112" "15516" أربعتهم عن الزهري عن سنان بن أبي سنان الدؤلي ثم الجندعي عن أبي واقد الليثي "أنهم خرجوا عن مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين قال: وكان للكفار سدرة يعكفون عندها، ويعلقون بها أسلحتهم يقال لها "ذات أنواط" قال: "فمررنا بسدرة خضراء عظيمة. قال: فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا إلها ذات أنواط. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قلتم والذي نفسي بيده، كما قال قوم موسى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُون} إنها لسنن، لتركبن سنن من كان قبلكم سنة سنة". واللفظ لأحمد قال ابن كثير في تفسير هذه الآية [138 من الأعراف] : ورواه ابن أبي حاتم من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعًا ولم يذكر في هذا الحديث -كما هو واضح- نزول آية. =

42- قوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِم} [الآية: 109] . 1- قال الواحدي1: قال ابن عباس: نزلت في نفر من اليهود قالوا للمسلمين بعد وقعة أحد: ألم تروا إلى ما أصابكم؟ لو كنتم على الحق ما هزمتم، فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم. قلت: هذا لعله من تفسير الكلبي والذي ذكره ابن إسحاق في "المغازي" من رواية يونس بن بكير2 عنه حدثني محمد بن أبي محمد وحدثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس قال: كان حيي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشد يهود3 للعرب حسدا، إذ خصهم الله تعالى برسوله، وكانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام بما استطاعا فأنزل الله تعالى فيهما {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ} الآية. 2- قول آخر وقال عبد الرزاق4 أخبرنا معمر عن الزهري هو كعب بن

_ = ملاحظتان: الأولى: زاد الآلوسي في الخبر الذي عزاه إلى بعض المفسرين: "سنن من قبلكم حذوا النعل بالنعل، والقذة بالقذة، إن كان فيهم من أتى أمه يكون فيكم، فلا أدري أتعبدون العجل أم لا؟ " ولا توجد هذه الزيادة في السياق المذكور آنفًا. الثانية: وقع في "سنن الترمذي" و"النسائي" و"تفسير الآلوسي" ذكر "خيبر" وهذا تحريف عن حنين، وهذه الكلمة صدرت من الطلقاء، وجيش النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر كان خلاصة مستخلصة وانظر "السيرة النبوية الصحيحة" للدكتور أكرم ضياء العمري "2/ 497". 2 "ص32". 2 انظر "السيرة النبوية" لابن هشام "ق1/ ص548" ورواه عنه الطبري "2/ 499" "1788". 3 طمست في الأصل واستدركتها من الطبري. 4 في تفسيره "ص11".

الأشرف1 وللطبري2 من طريق المعمري3 عن معمر عن الزهري وقتادة مثله، ورد الطبري هذا بأنه لا يقال لمن نسب قولا إلى كثير: يجوز أن يكون المراد به واحدا ولا سيما وقد قال بعد ذلك {لَوْ يَرُدُّونَكُم} إذ لو أراد بقوله: {كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَاب} الواحد كما يقال فلان في الناس كثير أي: في رفعة القدر وعظيم المنزلة لقال يردكم ولم يقل يردونكم4. قلت: هذا الذي أورده الطبري مختصر من حديث طويل وقد أخرج الواحدي5 من طريق محمد بن يحيى الذهلي6 ما أخرجه في "الزهريات"7 من طريق الزهري أخبرني عبد الرحمن8 بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه9 أن

_ 1 ورواه عنه الطبري "2/ 499" "1786". 2 "2/ 499" "1787". 3 في الأصل: العمري وهو تحريف، والمعمري هو أبو سفيان محمد بن حميد اليشكري البصري نزيل بغداد، وقيل له "المعمري" لأنه رحل إلى معمر والأكثرون على توثيقه مات سنة "182" أخرج عنه البخاري في "الصحيح" معلقًا ومسلم والنسائي وابن ماجه، انظر "التهذيب" "9/ 131-132". 4 انظر التفصيل في "التفسير" "2/ 449-500". 5 "ص32-33" ومن قبله "ابن أبي حاتم" "ص331" "1090" وذكره ابن الجوزي في "الزاد" "1/ 131" و"ابن كثير "1/ 153". 6 ولد في حدود سنة "170" وتوفي سنة "258هـ" ترجمته في "السيرة" للذهبي" "12/ 273-285" وهو ممن لقب أمير المؤمنين في الحديث انظر "أمراء المؤمنين" في الحديث" للشيخ عبد الفتاح أبو غدة "ص113-114". 7 التصريح باسم كتاب الذهلي من إضافة الحافظ. قال الكتاني في "الرسالة المستطرفة" "ص110-111" عن "الزهريات" في مجلدين، جمع فيها حديث ابن شهاب الزهري وجوده، وكان قد اعتنى به وتعب عليه، وكان من أعلم الناس بحديثه. 8 هو الأنصاري السلمي أبو الخطاب المدني ثقة أخرج عنه الشيخان وأبو داود والنسائي مات في خلافة هشام بن عبد الملك انظر "التهذيب" "6/ 214-215". 9 عبد الله بن كعب ذكره ابن حجر في "الإصابة" "3/ 64" "6189" في القسم الثاني وهو معقود لمن ذكر في الصحابة من الأطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة من النساء والرجال ممن مات صلى الله عليه وسلم وهو في دون سنن التمييز. وهو ثقة أخرج حديثه الستة دون الترمذي انظر "التهذيب" "369/ 5". وأبوه كعب الصحابي الشاعر المشهور صاحب بانت سعاد.

كعب بن الأشرف كان يهوديا شاعرا فكان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه كفار قريش في شعره وكان المشركون واليهود من أهل المدينة يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أشد الأذى، فأمرهم الله بالصبر والعفو وفيهم نزلت {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا} إلى قوله: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا} وهذا سند صحيح وأخرجه أبو داود1 من هذا الوجه دون هذا الكلام الأخير وعلى هذا فالجمع في قوله: {يَرُدُّونَكُم} لكعب ومن تابعه ويستقيم الكلام. ونقل ابن ظفر عن ابن عباس نحو الأول ثم قال: "وبسط هذا الكلام بعض الرواة فقال"2 وذكر ما ذكره الثعلبي بغير إسناد قال نزلت هذه الآية في نفر من اليهود3 منهم فنحاص ابن عازورا وزيد بن قيس قالوا لحذيفة وعمار بعد وقعة أحد [انظروا] ما أصابكم ولو كنتم على الحق ما هزمتم فارجعا إلى ديننا فهو [خيرلكم

_ 1 في "سننه"، كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة "154/ 3" "3000" وانظر الكلام على سنده في "تحفة الأشراف" في مسند كعب بن مالك "8/ 321-322" وفي هامشه حاشية بخط الحافظ ابن حجر هي: "رواه مالك، عن الزهري، عن كعب بن مالك مرسلًا بعضه، وفيه اختلاف كثير عند محمد بن يحيى الذهلي في "الزهريات" ونقله ابن عبد البر في "التمهيد". 2 زاوية الصفحة "75" اليسرى من أسفل لا تقرأ إلا بصعوبة بسبب التصوير، وأرجح أن هذه الكلمة كذلك. 3 ذكر هذا مقاتل "1/ 60-61" أطول مما هنا، ومختصرًا السمرقندي "1/ 451"، والماوردي في "النكت" "1/ 147" والزمخشري "1/ 303-304" وابن عطية "1/ 446" وابن الجوزي "1/ 131" وعزاه إلى مقاتل.

وأفضل] ونحن أهدى منكم سبيلا. فقال لهم عمار: كيف [نقض العهد عندكم؟ قالوا: هو] 1 شديد قال: فإني عاهدت أن لا أكفر بمحمد ما عشت. فقالت اليهود: أما هذا فقد خيبنا2. فقال حذيفة: وأما أنا فقد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانا ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه بذلك فقال: "أصبتما الخير وأفلحتما" فأنزل الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم} يا معشر المؤمنين {مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا} . 43- قوله ز3 تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِن} [الآية: 112] . قال السدي وغيره: نزلت في الذين قالوا: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى أي: قالت اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا وقالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا4. 44- قوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْء} . [قال الواحدي] 5: نزلت في يهود أهل المدينة، ونصارى أهل نجران وذلك أن وفد نجران لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتاهم أحبار اليهود فتناظروا حتى ارتفعت أصواتهم، فقالت اليهود: ما أنتم على شيء من الدين، وكفروا بعيسى والإنجيل، وقالت لهم النصارى: ما أنتم على شيء من الدين وكفروا بموسى والتوراة. فأنزل الله

_ 1 ما بين المعقوفين استدركته واستعنت على قراءته بالمصادر السابقة. 2 في مقاتل والماوردي والزمخشري: صبأ وكلاهما محتمل ولكن هذا المكتوب هنا. 3 سقط الرمز "ز" من الأصل، وهو لازم لأن هذا السبب من زيادات الحافظ على الواحدي. 4 هذا في الآية السابقة "111": {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} وعلى هذا فلا بد أنهما نزلتا معًا فتأمل. 5 سقطت من الأصل وهي لازمة فالقول للواحدي في متابه "ص33"، ولهذا لم نجد الرمز "ز".

هذه الآية. قلت: وذكر ابن إسحاق في "المغازي"1 من رواية يونس بن بكير2 عنه حدثني محمد بن أبي محمد بالإسناد المذكور آنفا إلى ابن عباس قال لما قدم أهل نجران من النصارى المدينة3 أتتهم أحبار اليهود، فتنازعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رافع بن حُرَيْملة للنصارى ما أنتم على شيء! وكفر بعيسى والإنجيل وقال له رجل من أهل نجران ما أنتم على شيء وجحد نبوة موسى وكفر بالتوراة فنزلت في ذلك من قولهما {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْء} الآية. وأخرج الطبري4 من طريق الربيع بن أنس قال: نزلت في5 أهل الكتاب الذين كانوا في6 عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. 45- قوله ز7 تعالى: {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِم} الآية 113. أخرج الطبري8 من طريق سنيد عن حجاج عن ابن جريج قلت لعطاء: "من هؤلاء الذين لا يعلمون؟ " قال: أمم كانت قبل اليهود والنصارى وهكذا أخرجه ابن

_ 1 انظر "السيرة النبوية" لابن هشام "ق1/ 549". 2 وعنه روى الطبري "2/ 513" "1811". 3 في "السيرة" و"الطبري" بدل المدينة: على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 4 "2/ 514" "1812". 5 النص في الطبري: هؤلاء أهل الكتاب. 6 في الطبري: على. 7 سقط الرمز "ز" من الأصل فزدته لأن المذكور من زيادة المؤلف وما زاده يعد تفسيرًا ولا يعد سبب نزول. 8 "2/ 517" "1808".

أبي حاتم1 من وجه آخر عن حجاج لم يزد، ونقله الثعلبي وزاد فيه مثل قوم نوح وهود وصالح ونحوهم، قالوا في نبيهم: إنه ليس على شيء وإن الدين ديننا. انتهى. وأظن هذه الزيادة مدرجة من كلام غير عطاء. وللطبري2 من طريق أسباط عن السدي: هم العرب. ومن طريق الربيع بن أنس3 قال: هم النصارى لأن اليهود كانوا قبلهم. 46- قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّه} . 1- قال الواحدي4 تبعا للثعلبي: نزلت في ططوس بن استسيانوس الرومي وأصحابه من النصارى، وذلك أنهم غزوا بني إسرائيل فقتلوا مقاتلهم، وسبوا ذراريهم، وحرقوا التوراة وخربوا بيت المقدس، وقذفوا فيه الجيف وذبحوا فيه الخنازير فكان خرابا إلى أن بناه المسلمون في زمن عمر انتهى كلام الثعلبي، زاد الواحدي وهذا معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما في رواية الكلبي. وقال قتادة والسدي: هو بخت نصر وأصحابه، غزوا اليهود وخربوا بيت المقدس وأعانهم على ذلك نصارى الروم5 وقال ابن عباس في رواية عطاء: نزلت في

_ 1 "1/ 1/ 340" "115". 2 "2/ 517" "1819". 3 "2/ 516" "1816" وقد نقل بتصرف. 4 "ص33-24". 5 هنا أمر لا بد من ذكره فقد قال الإمام أبو بكر الرازي الجصاص "ت370هـ" في كتابه "أحكام القرآن" "1/ 61": "ما رُوي في خبر قتادة يشبه أن يكون غلطًا من راويه لأنه لا خلاف بين أهل العلم بأخبار الأولين إن عهد بخت نصر كان قبل مولد المسيح عليه السلام بدهر طويل، والنصاريى إما كانوا بعد المسيح، وإليه ينتمون، فكيف يكونون مع بخت نصر في تخريب بيت المقدس، والنصاري إنما استفاض دينهم في الشام والروم في أيام قسطنطين الملك، وكان قبل الإسلام بمائتي سنة وكسور، وإنما كانوا قبل ذلك صابئين عبدة أوثان، وكان من ينتحل النصرانية منهم مغمورين مستخفين بأديانهم فيما بينهم ومع ذلك فإن النصارى تعتقد من تعظيم بيت المقدس مثل اعتقاد اليهود فكيف أعانوا على تخريبه مع اعتقادهم فيه؟! ". ونقل بعض هذا عنه الفخر الرازي في "تفسيره" "4/ 10" وأيده. ومال إلى رأي آخر وقال مثل هذا الأستاذ محمد عزة دروزة في "التفسير الحديث" "7/ 227-228" وأخذ برأي الرازي.

مشركي مكة ومنعهم المسلمين من ذكر الله تعالى في المسجد الحرام. قلت: أخرج الطبري1 عن العوفي بسنده المتكرر إلى ابن عباس قال: نزلت في النصارى2. ومن طريق ابن نجيح عن مجاهد3: هم النصارى كانوا يطرحون في بيت المقدس الأذى ويمنعون الناس أن يصلوا فيه. ومن طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة4: نزلت في5 النصارى، حملهم بغض اليهود على أن أعانوا بخت نصر البابلي المجوسي على تخريب بيت المقدس. ومن طريق معمر عن قتادة6: هو بخت نصر وأصحابه خربوا بيت المقدس وأعانه النصارى على ذلك ومن طريق أسباط عن السدي7: هم الروم، كانوا ظاهروا بخت نصر على خراب بيت المقدس حتى خربه، وأمر أن يطرح فيه الجيف وإنما أعانوه من أجل أن بني إسرائيل قتلوا يحيى بن زكريا8.

_ 1 "2/ 520" "1820". 2 نصه: إنهم النصارى، والفرق بين العبارتين واضح. 3 "2/ 520" "1821" وانظر "تفسير مجاهد" "1/ 86". 4 "2/ 520" "1823". 5 نصه: أولئك أعداء الله النصارى. 6 "2/ 520-521" "1824". 7 "2/ 521" "1825". 8 وكل هذا ليس من أسباب النزول في شيء، والحملة على النصارى -إن فسرنا الآية بذلك- تشعر بالانتصار لليهود وهذا بعيد عن السياق القرآني كل البعد.

2- قول آخر أخرج الطبري1 من طريق ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذه الآية {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّه} الآية: هم المشركون حالوا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وبين أن يدخل مكة، حتى نحر هدية بذي طوى وهادنهم، بعد أن قال لهم: ما أحد يرد أحدا عن هذا البيت، فقد كان الرجل يلقى قاتل أبيه أو أخيه فيه فلا يعدو عليه، قالوا لا يدخل علينا من قتل آباءنا يوم بدر وفينا باقٍ2. ورجح الطبري3 القول الأول4 بأن في الآية {وَسَعَى فِي خَرَابِهَا} والمشركون لم يسعوا في تخريب المسجد الحرام قط بلا كانوا يفتخرون بعمارته في الجاهلية وأيد ذلك بما نقله عن قتادة5 وعن السدي6 أن كل نصراني الآن لا يدخل بيت المقدس إلا خائفا وأجاب الثعلبي عن ذلك بأن قوله: {أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُم} خبر بمعنى الأمر وإن قوله: {وَسَعَى فِي خَرَابِهَا} منع المسلمين أن يقيموا بها أمر الدين فهو خراب معنوي7.

_ 1 "2/ 521" "1826" وفي النقل شيء من التصرف. 2 ولكن قد يقال: ما معنى التعبير بـ"مساجد الله" إن كان المقصود المسجد الحرام؟ ثم ما معنى هذا الاستطراد إلى ذكر المشركين بين آيات تخص اليهود والنصارى بالدرجة الأولى؟ فالظاهر أن الأمر أعم من ذلك انظر "في ظلال القرآن" "1/ 67"، "مباحث في علوم القرآن" للدكتور صبحي الصالح "ص137-140". 3 "ص521-522". 4 وهو نزولها في النصارى. 5 "2/ 524" "1827". 6 "2/ 524" "1829". 7 وإلى هذا مال ابن كثير "1/ 156-157"، وبذلك رد على الطبري. ولم يرتض الأستاذ محمود شاكر موقف ابن كثير ورجح رأي الطبري فانظر ما قال "2/ 522-523".

47- قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه} . 1- قال الواحدي1: اختلفوا في سبب نزولها ثم ساق من طريق عبد الملك العزرمي2، عن عطاء عن جابر: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية كنت فيها، فأصابتنا ظلمة فلم نعرف القبلة، فقالت طائفة منا: هي قبل الشمال، فصلوا وخطوا خطوطا، فلما أصبحوا وطلعت الشمس أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة، فلما قفلنا من سفرنا سألنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فسكت فأنزل الله عز وجل هذه الآية. وفي السند انقطاع. ومن طريق وكيع3 ثنا أشعث السمان4 عن عاصم بن عبيد الله5، عن عبد الله6 بن عامر7 بن ربيعة عن أبيه، قال: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر في ليلة مظلمة، فلم ندر كيف القبلة، فصلى كل رجل منا على حياله، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه} الآية.

_ 1 "ص115-116". 2 في "الأصل: العزرمي بتقديم الزاي وهو خطأ وقد تقدم ذكره في الآية "104" وهو صدوق له أوهام انظر "التقريب" "ص363" وقد أخرج له الخمسة له والبخاري تعليقًا. 3 وكيع بن الجراح أخرج له الستة مات سنة "197" انظر "التهذيب" "11/ 123-131". 4 في الأصل: اليمان وهو تحريف. وهو أشعث بن سعيد البصري السمان ختم ابن حجر ترجمته في "التهذيب" "1/ 352" بقوله: قال ابن عبد البر في "كتاب الكنى": هو عندهم ضعيف الحديث، واتفقوا على ضعفه لسوء حفظه. 5 ضعيف انظر "التهذيب" "5/ 46-49" و"التقريب" "ص113". 6 اختلف العلماء في عده صحابيًّا أو تابعيًّا وحديثه في الكتب الستة "التهذيب" "5/ 270-271". 7 هو صحابي جليل أسلم قبل عمر وهاجر الهجرتين وشهد بدرًا والمشاهد كلها، وحديثه في الكتب الستة انظر "الإصابة" "2/ 249" "4381" و"التهذيب" "4/ 62-63".

قلت: أخرجه الترمذي1 وقال: "ليس إسناده بذاك، لا نعرفه إلا من حديث أشعث وأشعث يضعف في الحديث وضعفه العقيلي أيضا2. وقد أورده الطيالسي3 عن أشعث وعمرو بن قيس4 قالا: ثنا عاصم بن عبيد الله وأخرجه الدارقطني5 وعبد بن حميد6 وغيرهما7 من طريق أشعث. 2- قول آخر8 أخرج الواحدي9 عن ابن عمر: أنزلت {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه} أن تصلي حيث توجهت بك راحلتك في التطوع، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجع

_ 1 انظر "الجامع" كتاب التفسير، سورة البقرة "5/ 188". 2 انظر كتاب "الضعفاء الكبير" له "30-31" وقد روى عنها الحديث المذكور هنا عن عامر بن ربيعة ثم قال: "وله غير حديث من هذا النحو لا يتابع على شيء منها.. وأما حديث عامر بن ربيعة فليس يروى من وجه يثبت متنه". والعقيلي هو الإمام الحافظ الناقد أبو جعفر محمد بن عمرو توفي سنة "322" انظر "السير" "236-239/ 15". 3 في "مسنده" "ص156" من مسند عامر بن ربيعة البدري وزاد فيه، فقال: مضت صلاتكم، وانظر "التعليق المغني على الدارقطني" للعظيم آبادي "1/ 272" وفيه: مضت. والطيالسي حافظ كبير معروف توفي سنة "203" انظر ترجمته في "السير" للذهبي "378-384/ 9". 4 في الأصل عمر والصواب ما أثبت وهو ضعيف روى عنه أبو داود انظر "التهذيب" "490-493/ 7". 5 انظر "السنن" "1/ 272" باب الاجتهاد في القبلة وجواز التحري في ذلك والدارقطني من المشاهير ترجمته في "السير" للذهبي "16/ 449-461". 6 انظر "المنتخب" من مسنده "ص130" وقد تحرف فيه "أشعث" إلى "سعد"! 7 مثل ابن ماجه في "السنن"، كتاب الصلاة، باب من يصلي لغير القبلة وهو لا يعلم "1/ 326" "1020" وابن أبي حاتم في التفسير "ص344" "1127" وقد أطال محققه في التعليق فراجعه. 8 وهو قول تفسيري لا يمكن عدة من أسباب النزول. 9 "ص35".

من مكة صلى على راحلته تطوعا يومئ برأسه نحو المدينة أخرجه مسلم1 والترمذي2 وابن أبي حاتم3 وغيرهم ووهم الحاكم فاستدركه5 بلفظ آخر وهو من طريق أبي أسامة عن عبد الملك بن سعيد عن ابن عمر في قوله: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه} إنما نزلت في التطوع حيث توجه بك بعيرك. 3- قول آخر قال الواحدي6: وقال ابن عباس في رواية عطاء: إن النجاشي توفي فأتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن النجاشي توفي فصل عليه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يحضروا فصفهم ثم تقدم، وقال: "إن الله أمرني أن أصلي على النجاشي"، فصلى هو وهم عليه فقال بعضهم في أنفسهم: كيف نصلي على رجل مات وهو يصلي لغير قبلتنا؟ وكان النجاشي يصلي إلى بيت المقدس حتى مات وقد صرفت القبلة إلى الكعبة فأنزل الله عز وجل: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه} 7. 4- قول آخر قال الواحدي8:

_ 1 انظر "الصحيح" كتاب المسافرين وقصرها باب جواز صلاة النافلة على الدابة في السفر حيث توجهت "1/ 486". 2 في "السنن" كتاب التفسير "5/ 189" "2958". 3 "1/ 1/ 344-345" "1128". 4 مثل أحمد في "المسند" "6/ 323" والنسائي في "السنن" كتاب الصلاة "1/ 244" وابن جرير في "التفسير" "1/ 503" والدارقطني في "السنن" "1/ 272"، والبيهقي في "السنن الكبرى" "2/ 4". 5 في كتاب التفسير من المستدرك "2/ 266". 6 "ص35". 7 أخرج مثله الطبري "2/ 532" "1844" عن قتادة، وإذا كان النجاشي مات بعد صرف القبلة فإن وضع آية تخصه في ذلك الموضع -قبل مجيء آيات التحويل عن بيت المقدس إلى الكعبة- يبدو غريبًا، ومثل هذا يحتاج إلى دليل قوي، وهو الآن غير موجود. 8 "ص36".

مذهب قتادة1: أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَه} وهو موافق لرواية عطاء الخراساني عن ابن عباس: أول ما نسخ من القرآن شأن القبلة قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس وترك البيت العتيق ثم صرفه الله إلى البيت العتيق2. وقال علي بن أبي طلحة3 عن ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة -وكان أكثر أهلها اليهود- أمر أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود فاستقبلها بضعة عشر شهرا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة إبراهيم، فلما صرفه الله تعالى إليها ارتاب من ذلك اليهود، وقالوا: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل الله عز وجل {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه} 4. وسيأتي في الكلام في قوله تعالى: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} 5. وأخرج الطبري6 من وجهين عن قتادة في قوله: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه} قال: كانوا يصلون نحو بيت المقدس ورسول الله بمكة قبل الهجرة وبعدما هاجر ستة عشر شهرا ثم وجه بعد ذلك نحو الكعبة البيت الحرام بقوله {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} الآية فنسخت ما قبلها من أمر القبلة.

_ 1 وقد أخرج عنه هذا الطبري كما سيأتي. 2 انظر مرويات الإمام أحمد في "التفسير" "1/ 88-89". وليس في هذا القول -إلى هنا- سبب نزول وإنما هو تفسير فلاحظ. 3 فيما أخرجه الطبري "2/ 527" "1833". 4 قد يُسأل هنا: لماذا وُضعت هذه الآية في غير سياقها وما علاقتها بموضعها هذا؟ 5 البقرة: "142". 6 "2/ 529" من ثلاثة وجوه "1835، 1836، 1837" واللفظ المذكور هو الأخير وليس في هذه الرواية سبب نزول!

5- قول آخر حكاه الثعلبي عن الحسن ومجاهد1 والضحاك: لما نزلت {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم} 2 قالوا: أين ندعوه؟ فنزلت {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله} 3. 48- قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَه} . قال الواحدي4: نزلت في اليهود قالوا: عزير ابن الله، وفي نصارى نجران قالوا المسيح ابن الله وفي مشركي العرب قالوا الملائكة بنات الله. قلت: وكذا ذكره الثعلبي بغير سند وتبعه ابن ظفر والكواشي5 وغيرهما

_ 1 قول مجاهد أخرجه عنه الطبري من "تفسير سنيد" "2/ 534" "1847". 2 سورة غافر الآية "60". 3 هذا القول غريب فسورة غافر مكية، بالاتفاق انظر "زاد المسير" "7/ 204" وهذه الآية -موضوع البحث- مدنية. 4 "ص36" وقوله هذا يمكن أن يكون تفسيرًا، وأما سبب نزول فلا. 5 هو الإمام أحمد بن يوسف الموصلي ترجمه السيوطي في "بغية الوعاة" "1/ 401" ونقل عن الذهبي قوله فيه: برع في العربية والقراءات والتفسير. وكان عديم النظير زهدًا وصلاحًا وتبتلًا وصدقًا. وله "التفسير الصغير" و"الكبير"، جود فيه الأعراب وحرر أنواع الوقوف وأرسل منه نسخة إلى مكة والمدينة والقدس. قال السيوطي: وعليه اعتمد الشيخ جلال الدين المحلي في "تفسيره"، واعتمدت عليه أنا في تكملته مع "الوجيز" و"تفسير البيضاوى" و"ابن كثير". مات الكواشي بالموصل في جمادى الآخرة سنة "680". والحافظ يروي التفسيرين انظر "المعجم المفهرس" "ص346". وقد رأيت الجزء الثامن "الكبير" في دار صدام للمخطوطات وفيه من سورة الأحزاب إلى نهاية ص"، والمجلد الثاني من "التخليص" من تفسير النصف الثاني من القرآن. وفي مكتبة الأوقاف المركزية في بغداد جزء مخروم أتلفته الأرضة ونسخة أخرى مخرومة الأول تبدأ من سورة الكهف وكلاهما من "الكبير" انظر "فهرس المخطوطات العربية" في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد للدكتور عبد الله الحبوري "1/ 55-56" ثم وقف على المجلد الأول من "التلخيص" -مخطوط في مكتبة الأستاذ الدكتور محيي هلال السرحان- وقد قرئ على المؤلف وعليه خطه، وهذا النص المنقول هنا فيه انظر الورقة "27ب".

واقتصر الطبري على قوله: هم النصارى الذين زعموا أن عيسى ابن الله1. قلت: وهو قول مقاتل قال2: نزلت في نصارى نجران السيد والعاقب ومن معهما من الوفد قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: عيسى ابن الله فأكذبهم الله تعالى3. وزاد الزجاج4: ومشركو العرب قالوا: الملائكة بنات الله وجعل الماوردي5 ذلك قولين وحكاها الفخر الرازي6 أقوالا، وأغرب الجعبري7 فقال: قال ابن عباس: قال ابن سلام ونعمان وسابق ومالك من اليهود: عزير ابن الله وقال مقاتل: قال نصارى نجران المسيح ابن الله. وقال إبراهيم النخعي قال مشركو العرب الملائكة بنات الله. قال: وقال الثعلبي الثلاثة. 49- قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آية} . أخرج الطبري8 من طريق محمد بن إسحاق9 بسنده المتكرر عن ابن عباس

_ 1 انظر "2/ 537 ". 2 "1/ 63". 3 إن القول الأول أوفق بالسياق، والجملة تشمل الطوائف الثلاثة. 4 انظر كتابه "معاني القرآن وإعرابه" "1/ 198"، ونصه: "قالوا: هو للنصارى ومشركي العرب؛ لأن النصارى قالت: المسيح ابن الله، وقال مشركو العرب: الملائكة بنات الله، فقال عز وجل: {بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} . 5 في "تفسيره" "1/ 150". 6 انظر التفسير "4/ 24-25". 7 لعل مرد الغرابة إلى نسبة ما لا يقبل إلى عبد الله بن سلام الصحابي المسلم. 8 "2/ 551" "1862" وكذلك "ابن أبي حاتم" "1/ 1/ 352" "1147" عزاه إليهما السيوطي في "اللباب: "ص28". 9 انظر "السيرة النبوية" لابن هشام "ق1/ 549".

قال: قال رافع بن حريملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت رسولا من عند الله كما تقول فقل لله فليكلمنا حتى نسمع كلامه! فأنزل الله تعالى في ذلك من قوله: {وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا} الآية كلها. وأخرج1 من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: هم النصارى والذين من قبلهم اليهود2. ومن طريق سعيد عن قتادة قال: هم كفار العرب3. ومن طريق أسباط عن السدي، ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس جميعا مثله4. ورجح الطبري5 قول مجاهد، والراجح من حيث السند قول ابن عباس رضي الله عنهما. 50- قوله تعالى: {وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيم} 6. قال الواحدي7: "قال ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: ليت شعري ما فعل أبواي؟ فنزلت هذه الآية. قال: وقال مقاتل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن الله أنزل بأسه باليهود لآمنوا". فأنزل الله تعالى: {وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيم} . قلت: لم أر هذا في "تفسير مقاتل بن سليمان" فينظر في تفسير مقاتل بن

_ 1 "2/ 550-551" "1860-1861" و"2/ 554" "1867-1868". 2 جاء في الأصل هنا: "والنصارى" وهي مقحمة لا داعي لها فحذفتها. 3 "2/ 551" "1836". 4 "2/ 551-552" الأول برقم "1865" والثاني "1864" وفي الأصل: أبي جعفر الدشتكي وهو تحريف والصواب ما أثبت. 5 "2/ 552". 6 ليس فيما ذكر هنا ما يصلح أن يكون سبب نزول فتأمل. 7 "ص36-37".

حيان". وأما [قول] 1 ابن عباس فنسبه الثعلبي لرواية عطاء عنه وهي من تفسير عبد الغني بن سعيد الواهي، وقد أخرجه الطبري2 من مرسل محمد بن كعب القرظي وعليه اقتصر الماوردي3 وابن ظفر وغيرهما، واستبعد الفخر الرازي صحة هذا السبب قال: لأنه صلى الله عليه وسلم يعلم حال من مات كافرا انتهى4. وفي سنده موسى بن عبيدة5 وهو ضعيف6. وأخرج الطبري7 من طريق ابن جريج أخبرني داود بن أبي عاصم8 أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم، فذكره. وهذا مرسل أيضا9 وهو من رواية سنيد بن داود

_ 1 زيادة مني، وكان الناسخ قد وضع على "ابن": كذا. 2 "2/ 558" "1875-1876" ومثله في "تفسير ابن أبي حاتم" "ص355" "1185" وعزاه السيوطي كذلك "1/ 271" إلى وكيع وسفيان بن عيينة وعبد بن حميد وابن المنذر. 3 بل ذكره قولًا ثانيًا انظر "تفسيره" "1/ 152". 4 ولفظه كما في "التفسير" "4/ 32" وهو يوجه قراءة النهي: ولا تسأل: "رُوي أنه قال: ليت شعري ما فعل أبواي؟ فنهي عن السؤال عن الكفرة، وهذه الرواية بعيدة لأنه عليه الصلاة والسلام كان عالمًا بكفرهم، وكان عالمًا بأن الكافر معذب، فمع هذا العلم كيف يمكن أن يقول: ليت شعري ما فعل أبواي؟ " وظاهر كلام الرازي هنا أنه يرى كفر الأبوين ولكن كلامه في كتابه "أسرار التنزيل" غير ذلك انظر "التعظيم والمنة في أن أبوي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة" للحافظ السيوطي "ص57-58". 5 جاء في تفسير الماوردي: عبيد وهو تحريف. 6 انظر التفصيل في "التهذيب" "10/ 356-360". 7 "2/ 559" "1877" ونقله عنه السيوطي في "اللباب" "ص28". 8 تابعي ثقة أخرج البخاري حديثه معلقًا -وابن حجر يراه متصلًا- وأبو داود والنسائي انظر "التهذيب" "3/ 189-190" و"الفتح" "8/ 421". 9 قال السيوطي في "الدر" "1/ 271": "معضل الإسناد ضعيف لا يقوم به ولا بالذي قبله حجة". وإنما قال معضل لأن داود بن أبي عاصم يروي عن الصحابة وعن التابعين.

وفيه مقال. وقد ذكر الواحدي السبب الأول في "الوسيط" بأتم مما هنا فقال1: وذلك أنه سأل جبريل عن قبر أبيه وأمه فدله فذهب إلى القبرين فدعى لهما وتمنى أن يعرف حال أبويه في الآخرة فنزلت. وذكر الطبري2 أن هذا التفسير على قراءة من قرأ من أهل المدينة: {وَلا تُسْأَل} بصيغة النهي قال:3 والصواب عندي القراءة المشهورة بالرفع على الخبر لأن سياق ما قبل هذه الآية يدل على أن المراد مَنْ مضى ذكره من اليهود والنصارى وغيرهم، قال ويؤيد ذلك أنها في قراءة أبي "وما تسأل" وفي قراءة ابن مسعود "ولن تسأل"4. وقال يحيى بن سلام: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن أمه فنزلت وهو قول سفيان الثوري ذكره بإسناده. قلت: أسنده عبد الرزاق5 من طريق الثوري عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب لكنه عنده باللفظ المنقول أولا عن الطبري وذكر المهدوي6 أثر ابن عباس بلفظ أي أبوي أحدث موتا؟ وقد بالغ ابن عطية في رده وفي تخطئته نقلا ومعنى لأنه لا خلاف أن أباه مات قبل أمه7 ولأنه ليس في السؤال عن ذلك ما يناسبه الجواب

_ 1 انظر الورقة "23ب". 2 "2/ 558". 3 "2/ 559-560" وقد عبر الحافظ بلفظه. 4 انظر "معجم القراءات القرآنية" "1/ 107-108". 5 في "تفسيره" "ص13" ونقله عن "ابن كثير" "1/ 162" والسيوطي في "اللباب" "ص28". 6 هو أحمد بن عمار المهدوي نسبة إلى "المهدية: بينها وبين القيروان مرحلتان. أستاذ مشهور له مؤلفات منها: "التفسير المشهور" توفي بعد سنة "430" انظر "طبقات المفسرين" للداودي "1/ 56-75". 7 انظر "المحرر الوجيز" "1/ 467".

الوارد في الآية1. وحكى القرطبي2 كلام المهدوي ولم يتعقبه لكن قال: "قد ذكرنا في كتاب "التذكرة"3 أن الله أحيا له أبواه وآمنا به4 وذكرنا قوله للأعراب5: إن أبي وأباك في النار وبينا تأويل6 ذلك" وتعقبه العماد بن كثير بأن الخبر الذي أشار إليه في إحياء أبويه لا أصل له8.

_ 1 الظاهر أن هذا الرد للحافظ إذا لم أجده في "المحرر الوجيز" فإن كان كذلك فهو ما يشكر عليه إذ هذا القول غريب كل الغرابة عل السياق! 2 "2/ 64". 3 انظر باب ما يذكر الموت والآخرة ويزهد في الدنيا "1/ 15-17". وقد استند إلى "السابق واللاحق" للخطيب و"الناسخ والمنسوخ" لابن شاهين و"الروض الأنف" في حديث أحياء أمه لم يذكر السند واستند إلى السهيلي في حديث إحياء والديه. 4 في الأصل: وأجابه وهو تحريف وأثبت ما في القرطبي. 5 في القرطبي: للرجل. 6 لم تذكر هذه الكلمة في القرطبي. 7 ترجمه الذهبي في "المعجم المختص بالمحدثين" "ص74" والحافظ في "الدر الكامنة" "1/ 399" و"أنباء الغمر" "1/ 45" توفي سنة "774". وللأخ الفاضل فرمان إسماعيل إبراهيم رسالة عنه بعنوان "ابن كثير ومنهجه في التفسير" فانظرها. وترجمه كذلك السيد عبد الغني بن حميد الكبيسي في صدر تحققه لكتابه "تحقيق الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب" وهو مطبوع. 8 ونص ابن كثير في "التفسير" "1/ 162": "والحديث المروي في حياة أبويه عليه السلام ليس في شيء من الكتب الستة ولا غيرها، وإسناده ضعيف والله أعلم". وقال في "تاريخه" "2/ 281" في آخر مبحث "رضاعه عليه الصلاة والسلام": "وأما الحديث الذي ذكره السهيلي وذكر أن في إسناده مجهولين إلى ابن أبي الزناد عن عروة عن عائشة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يحيي أبويه فأحياهما وآمنا به، فإنه حديث منكر جدًّا، وإن كان ممكنًا بالنظر إلى قدرة الله تعالى، لكن الذي ثبت في الصحيح يعارضه".

وإن كان عياض1 والسهيلي2 قد سبقا3 القرطبي إلى ذكره4 وقد وقع في آخر رواية محمد بن كعب في تفسير الفريابي وغيره فما ذكرهما حتى توفاه5 الله عز وجل. 51- قوله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم} الآية 120. قال الواحدي6: قال المفسرون: إنهم كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم الهدنة. ويطمعونه أنه إن هادنهم وأمهلهم اتبعوه ووافقوه. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

_ 1 لم أجد شيئًا من ذلك في كتابه "الشفا" ولم يعزه إليه السيوطي في رسائله الستة الآيتة. 2 انظر "الروض الأنف" "2/ 187-188" في مبحث وفاة آمنة. 3 في الأصل: سبق. 4 خص السيوطي مسألة نجاة الأبوين بستة مؤلفات هي: 1- "مسالك الحنفا في والدي المصطفى". 2- "الدرج المنيفة في الآباء الشريفة". 3- "المقامة السندسية في النسبة المصطفوية". 4- "التعظيم والمنة في أن أبوي رسول الله في الجنة". 5- "نشر العلمين المنيفين في أحياء الأبوين الشريفين". 6- "السبل الجلية في الآباء العلية". وقد طبعت كلها مع رسائل ثلاث له أيضًا في مجموع واحد في حيدرآباد الدكن في الهند. وطبعت "المقامة السندسية" في ضمن "شرح المقامات" له "1/ 567-615". وتناول في "مسالك الحنفا" إحياء الأبوين "ص63-65" وفي "التعظيم والمنة" "1-17". ملاحظة: تحرف اسم كتاب السهيلي في مواضع متعددة من هذه الكتب إلى "الروض الأنق". بالقاف، وصوابه بالفاء. وانظر في هذه المسألة أيضًا "المقاصد الحسنة" للسخاوي "ص25". 5 وانظر "الفتح السماوي" للمناوي "1/ 180" ففيه ما يتعلق بهذا الحديث. 6 "ص37".

قال: وقال ابن عباس:1 هذا في القبلة، وذلك أن اليهود بالمدينة ونصارى نجران كانوا يرجون أن يصلي النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبلتهم فلما صرف الله تعالى القبلة إلى الكعبة شق عليهم ويئسوا أن يوافقهم على دينهم فأنزل الله عز وجل هذه الآية2. قلت: ذكره الجعبري بلفظ: قال ابن عباس: كانوا يودون ثبوت النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاة إلى الصخرة انتهى. وقال مقاتل3: كان اليهود من أهل المدينة والنصارى من أهل نجران دعوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى دينهم وزعموا أنهم على الهدى فنزلت. وقال ابن عطية4: "روي أن سبب نزول هذه الآية أن اليهود والنصارى طلبوا" فذكر نحوه5. 52- قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِه} 121. قال الواحدي:6 قال ابن عباس في رواية عطاء والكلبي: نزلت في أصحاب السفينة الذين أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة، كانوا أربعين رجلا من الحبشة وأهل الشام. وقال الضحاك: نزلت فيمن آمن من اليهود وقال قتادة وعكرمة: نزلت في أصحاب محمد.

_ 1 قال السيوطي في "الدر" "1/ 272" وفي "اللباب" "ص28": "أخرج الثعلبي عن ابن عباس" وذكره. 2 لاحظ أن كل ذكر للنصارى يحمل على "نصارى نجران"! 3 في "تفسيره" "1/ 64" وفي النقل تصرف. 4 في "المحرر الوجيز" "1/ 469". 5 ليس لما ذكر هنا سند يمكن الاعتماد عليه. 6 "ص37".

قلت: ذكره بأبسط منه الثعلبي فقال: نزلت في أهل السفينة الذين قدموا مع جعفر، وكانوا أربعين رجلا، اثنان وثلاثون من الحبشة، وثمانية من رهبان الشام، منهم بحيرا. وذكره يحيى بن سلام عن ابن الكلبي وزاد بعد قوله: "بحيرا": وسبعة من اليهود منهم عبد الله بن سلام وابن صوريا قال الثعلب: وقال الضحاك: هم من آمن من اليهود عبد الله بن سلام وسعيد بن عمرو ومام1 بن يهودا وأسيد وأسد ابنا كعب وابن يامين وعبد الله بن صوريا. وأما قول قتادة فأسنده الطبري2 عنه ورجحه3، وجوز غيره4 أن يكون المراد عموم المسلمين، انتهى. وهذا لا يمنع خصوص السبب. وحكى أبو حيان أن الأربعين كلهم من الحبشة، منهم اثنان وثلاثون من كبارهم وثمانية كانوا ملاحين5.

_ 1 كذا في الأصل ولم أجده في مكان آخر. 2 "1/ 465" "1878". 3 في هذا نظر فالطبري رجح أن يكون المراد: "الذين آتيناهم الكتاب الذي قد عرفته يا محمد -وهو التوراة- فقرءوه واتبعوا ما فيه، فصدقوك وآمنوا بك وبما جئت به من عندي، أولئك يتلونه حق تلاوته". انظر التفسير "2/ 565". نعم نقل ابن كثير "1/ 162" "وعن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: هم اليهود والنصارى" قال: "وهو قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم واختاره ابن جرير، وقال سعيد عن قتادة: هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم" وعلى هذا يستقيم كلام ابن حجر ولكن الطبري أخرج القول الثاني دون الأول فمن هنا دخل الخلل. وعلى أية حال فليس في هذا سبب نزول. 4 هو ابن عطية في "المحرر" "1/ 470" قال: "ويحتمل أن يراد بـ"الذين" العموم في مؤمني بني إسرائيل، والمؤمنين من العرب، ويكون الكتاب اسم الجنس". 5 ليس كلام ابن حيان هذا وإنما قال "1/ 369": "قال ابن عباس: نزلت في أهل السفينة الذين قدموا مع جعفر، وكانوا اثنين وثلاثين من أهل الحبشة وثمانية من رهبان الشام، وقيل: كان بعضهم من أهل نجران وبعضهم من أهل الحبشة ومن الروم، وثمانية ملاحون أصحاب السفينة أقبلوا مع جعفر".

وحكى ابن ظفر أها نزلت في النجاشي وحده، وكان أعلم النصارى في عصره، بما أنزل الله على عيسى، حتى كان هرقل يبعث إليه علماء النصارى ليأخذوا عنه العلم1. 53- قوله ز تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} 123. تقدم2. 54- قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْت} الآية3. قال عبد الرزاق: أنا معمر: بلغني أن سفينة نوح طافت بالبيت سبعا فلما أغرق الله قوم نوح رفع البيت وبقي أساسه فبوأه الله تعالى لإبراهيم عليه السلام بعد ذلك فذلك قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْت} ذكره في تفسير سورة القمر4. وأخرج الطبري5 من طريق أبي قلابة عن عبد الله بن عمرو قال:6 لما أهبط الله آدم من الجنة قال: إني منزل معك بيتا يطاف حوله كما يطاف حول عرشي، فلما كان زمن الطوفان رفع فكانت الأنبياء يحجونه ولا يعلمون مكانه حتى بوأه الله

_ 1 لاحظ أن المؤلف نقل في الآية "115" السابقة قولًا يفيد أنها تزلت وفاة النجاشي، وهنا ينقل أن هذا الآية "121" نزلت في الثناء عليه وحده بأنه يتلو الكتاب حق تلاوته مع أن الضمير في الآية للجمع أيضًا!! 2 في الآية "48". 3 هذه الآية "26" من سورة الحج فإيرادها هنا والكلام عليها غريب جدًّا! وقد تكلمت على ذلك في المبحث الأول من الفصل الثالث من القسم الأول فعد إليه. 4 سقط تفسير سورة القمر من النسخة الخطية التي وقفت عليها. 5 لم أجد هذا في تفسير آية الحج هذه. 6 قارن "بتفسير الزمخشري" "1/ 311" و"التمهيد" لابن عبد البر "10/ 30-31" و"المصنف" لعبد الرزاق "5/ 92".

لإبراهيم، وأعلمه مكانه فبناه من خمسة أجبل: حراء ولبنان وثبير وجبل الحمر والطور1. 55- قوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى} . قال الفريابي: حدثنا سفيان هو الثوري عن عبيد المكتب2 عن مجاهد قال: قال عمر: لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى} 3. وأخرج الفاكهي4 من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة5 عن من حدثه عن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف فقال: "هذا مقام أبينا إبراهيم"، فقال عمر: أفلا تتخذه مصلى؟

_ 1 ليس فيما ذكر هنا ما يصلح أن يعد سبب نزول وإنما هو حكاية عما مضى. 2 هو عبيد بن مهران، الكوفي، ثقة من الخامسة أخرج عنه مسلم وأبو داود في "الناسخ والمنسوخ" والنسائي انظر "التقريب" "ص378" "4393". 3 لم يسمع مجاهد عن عمر فالحديث مرسل انظر "جامع التحصيل" للعلائي "ص336-337". 4 هو الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن العباس الفاكهي المكي توفي سنة "353" انظر "السير" للذهبي "16/ 44-45". وقد طبع كتابه "أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه" بتحقيق عبد الملك بن دهيش في مكبة المكرمة سنة "1407هـ" ولم أقف عليه. أفدت هذا الخبر من كتاب "فضل ماء زمزم" للصديق الأستاذ سائد بكداش "ص196". وهو من مرويات الحافظ انظر "المعجم المفهرس" "ص152 وثم قول عنه في "تهذيب التهذيب" في ترجمة عثمان بن عمرو بن ساج "7/ 145" ووصفه في "تغليق التعليق" "5/ 471" بأنه "كتاب نفيس في خمسة أسفار كبار". 5 هو الهمذاني، أبو سعيد الكوفي، ثقة متقن من كبار التاسعة مات سنة "183 أو 184" أخرج عنه الستة انظر "التقريب" "ص590" "7548".

فنزلت {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى} 1. قلت: وأصله في "صحيح البخاري" أخرجه في الصلاة2 والتفسير3 من طريق حميد الطويل عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى} الحديث. وأخرجه الترمذي4 من هذا الوجه بلفظ: أن عمر قال: يا رسول الله لو صليت خلف المقام فنزلت5. وأخرج ابن أبي حاتم6 من طريق ابن جريج عن جعفر7 بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه8 أنه سمع جابرا يحدث عن حجة النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما طاف النبي صلى الله عليه وسلم قال له عمر: هذا مقام أبينا إبراهيم؟ قال: "نعم" قال: أفلا نتخذه مصلى؟ فأنزل الله {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى} سنده صحيح9 وأصله عند

_ 1 هذا السند ضعيف لجهالة مَنْ بين يحيى وبين عمر. 2 في باب ما جاء في القبلة "1/ 504". 3 في باب قوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا} "الفتح" "8/ 168". وأخرجه البخاري مختصرًا في سورة الأحزاب "8/ 527" وفي سورة التحريم "8/ 660". 4 انظر "الجامع"، كتاب التفسير، سورة البقرة "5/ 190" وقال: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن ابن عمر". 5 وانظر مزيدًا من التخريج في ابن كثير "1/ 169". 6 "1/ 1/ 370" "1205". 7 هو السيد الجليل جعفر الصادق، صدوق فقيه أمام مات سنة "148" انظر "التقريب" "ص141" "950". 8 هو السيد الكبير محمد الباقر، ثقة فاضل مات سنة مائة وبضع عشرة أخرج حديثه الستة انظر "التقريب" "ص497" "6151". 9 ولكن محقق "التفسير" الدكتور أحمد الزهراني قال: ضعيف الإسناد؛ لأن فيه عبد الوهاب بن عطاء، وابن جريج يدلس.

مسلم1 وأخرجه النسائي2 وابن مردويه من حديث جابر نحوه3. وحكى الثعلبي عن ابن كيسان4 قال: ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالمقام ومعه عمر فقال: يا رسول الله أليس هذا مقام إبراهيم؟ قال: بلى قال: أفلا نتخذه مصلى؟ قال: لم أؤمر بذلك، فلم تغب الشمس من يومهم حتى نزلت5. 56- قوله تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَه} [الآية: 130] . ذكر الثعلبي وتبعه الزمخشري6 إن عبد الله بن سلام دعا ابني أخيه سلمة ومهاجرا7 إلى الإسلام وقال لهما: لقد علمتما أن الله قال في التوراة: إني باعث من ولد إسماعيل نبيا اسمه أحمد فمن آمن به فقد رشد واهتدى ومن لم يؤمن به فهو

_ 1 انظر "الصحيح" كتاب الحج باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم "2/ 886" وفيه "ثم نقذ [أي: النيي] إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} فجعل المقام مصلى فجعل المقام بينه وبين البيت واربط بكتاب "فضائل الصحابة" باب من فضل عمر "4/ 1865" عن ابن عمر. 2 في "سننه"، كتاب المناسك باب القول بعد ركعتي الطواف والقراءة في ركعتي الطواف "235-236/ 5" وانظر "تحفة الأشراف" "2/ 271-272". 3 نقله ابن كثير "1/ 169" فعد إليه لزامًا. 4 ذكر فؤاد سزكين في "تاريخ التراث العربي" "1/ 1/ 112" وهو يتحدث عن كتب تفسيرية وصلت إلينا: "المصابيح في تفسيير القرآن العظيم" محمد بن أحمد بن كيسان المتوفى سنة "299هـ/ 911م" انظر بروكلمان "1/ 110". فلعله هو المقصود هنا. 5 تشير هذه الروايات إلى أن هذا المقطع: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} نزل بمفرده، ولا بد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بوضعه هنا، وعلى هذا فهو متأخبر عن السياق الذي يبدوا أنه نزل قبل تحويل القبلة. 6 "الكشاف" "1/ 312" وقد ذكر السيوطي هذ الخبر وصدره بقوله: "قال ابن عيينة: روي أن ... " انظر "اللباب" "ص29". 7 في الأصل: مهاجر.

ملعون، فأسلم سلمة، وامتنع مهاجر فنزلت {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيم} الآية. وقد وجدته في "تفسير" مقاتل بن سليمان1 فذكره بلفظه إلى قوله: "فقال لهما: ألستما تعلمان أن الله قد قال لموسى" فذكره بلفظ": {مِنْ ذُرِّيَّتِه} وفيه: "وأنه ملعون من كذب بأحمد النبي وملعون من لم يتبع دينه" ولم يذكر فمن آمن به فقد رشد واهتدى، وقال في آخره: وأبى مهاجر ورغب عن الإسلام فأنزل الله {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَه} إلى آخر الآية2. 57- قوله تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْت} الآية 133. قال الواحدي3: نزلت في اليهود حين قالوا للنبي صلى الله وسلم: ألست تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية فنزلت. قلت: ذكره مقاتل بن سليمان4 بلفظه وذكره الواحدي في "الوسيط"5 أيضا وزاد {إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي} قال ابن عباس: وذلك أن الله تعالى لم يقبض نبيا حتى يخيره بين الموت والحياة فلما حضرت وفاة يعقوب قال: أنظرني حتى أسأل ولدي وأوصيهم ففعل الله به ذلك، فجمع ولده وهم اثنا عشر رجلا وجمع أولادهم وقال لهم: قد حضر أجلي فما تعبدون من بعدي؟ قالوا: {نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَه آبَائِك}

_ 1 "1/ 69". 2 نقل المناوي في "الفتح" السماوي" "1/ 183" عن السيوطي قوله عن هذا الخبر: "لم أقف عليه في شيء من كتب الحديث ولا التفاسير المسندة" ثم إن حصر هذه الآية لهذا السب فيه ضيق فهي أعم من ذلك إذ هي في سياق تأنيب بني إسرائيل على عدم إسلامهم بعد أن أشارت الآية السابقة إلى أن الرسول دعوة إبراهيم صلى الله عليهما وسلم فتأمل. 3 "ص37". 4 "1/ 70". 5 انظر "الورقة "57أ" وفي النقل تصرف يسير.

إلى آخر الآية وذلك قوله تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْت} الآية. كذا ذكره بغير سند وذكر نحوه الثعلبي عن عطاء وقال أيضا: "قال الكلبي: لما دخل يعقوب مصر رآهم يعبدون الأوثان والنيران فجمع ولده وخاف عليهم فقال: ما تعبدون من بعدي؟ ". وقال ابن ظفر: "قيل: إن سبب نزولها أن اليهود اعتذروا عن امتناعهم من الإسلام بأن يعقوب أوصى الأسباط عندما حضره الموت بأن لا يبتغوا بملة اليهود بدلا فنزلت {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاء} 1. 58- قوله تعالى: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا} . قال الواحدي2: قال ابن عباس: نزلت في رءوس يهود المدينة: كعب بن الأشرف، ومالك بن الضيف، ووهب بن يهوذا؛ وأبي ياسر بن أخطب، وفي نصارى نجران3 وذلك أنهم خاصموا المسلمين في الدين كل فرقة تزعم أنها أحق بدين الله من غيرها فقالت اليهود: نبينا موسى أفضل الأنبياء، وكتابنا التوراة أفضل الكتب وديننا أفضل الأديان وكفرت بالإنجيل وبعيسى وبالقرآن وبمحمد، وقالت النصارى: نبينا عيسى أفضل الأنبياء وكتابنا الإنجيل أفضل الكتب، وديننا أفضل الأديان: وكفرت بمحمد وبالقرآن، وقال كل واحد من الفريقين للمؤمنين: كونوا على ديننا فلا دين إلا هو، ودعوهم إلى دينهم. قلت وكذا ذكره الثعلبي، وفي آخره: فقال الله تعالى: {قُل} يا محمد {بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيم} انتهى. والذي ذكره ابن جرير4 عن ابن عباس من رواية ابن إسحاق5 بالسند المتكرر

_ 1 في "الفتح السماوي" للمناوي "1/ 183-184": "قال السيوطي: لم أقف عليه". فإذا لم يكن له سند، فلا يعتمد. 2 "ص38" وفي النقل تصرف يسير. 3 لاحظ التنصيص على نصارى نجران! 4 "3/ 101" "2090" وكذلك ابن أبي حاتم "1/ 1/ 396" "1300". 5 انظر "السيرة النبوية" لابن هشام "ق1/ 549".

أخصر من هذا ولفظه: قال عبد الله بن صوريا الأعور لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الهدى إلا ما نحن عليه، فاتبعنا يا محمد تهتد، وقالت النصارى مثل ذلك، فأنزل الله عز وجل {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا} 1. وذكره مقاتل بن سليمان2 بلفظ: أن رءوس اليهود كعب بن الأشرف وكعب بن ابن أسيد وأبا3 ياسر بن أخطب ومالك بن الضيف وعازارا وأشمويل وحميسا4، والسيد والعاقب ومن معهم5 من نصارى نجران قالوا للمؤمنين: كونوا على ديننا فإنه ليس دين إلا ديننا فأكذبهم الله تعالى فقال: {بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} ثم أمر المؤمنين فقال: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} الآية. 59- قوله ز تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} الآية 136. أخرج الطبري6 من طريق ابن إسحاق7 بسنده المتكرر قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من اليهود منهم أبو ياسر بن أخطب، ورافع بن أبي رافع، وعازر وخالد، وآزار بن أبي آزار8 وأشيع9 فسألوه عمن يؤمن به من الرسل فقال: أؤمن بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي

_ 1 هذا القول أولى بالقبول من الذي قبله والذي بعده، سندًا ومتنًا. 2 "1/ 70". 3 في الأصل: وأبو، خطأ. 4 في "تفسير مقاتل": وأشماويل وخميشا. 4 فيه: معهما. 5 "3/ 110" "2101". 7 انظر "السيرة النبوية" لابن هشام "ق1/ 566". 8 لم ينقط في الأصل، وتابعت في السيرة والتفسير، والهمزة في السيرة من تحت، وفي التفسير من فوق. 9 في الأصل: أسنع وتابعت ما في السيرة والتفسير.

موسى وعيسى. فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا: لا نؤمن بعيسى ولا نؤمن بمن آمن به فأنزل الله {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ} إلى قوله {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُم} 1. وأنزل الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُون} 2. 60- قوله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} . قال مقاتل بن سليمان لما تلا النبي صلى الله عليه وسلم على الناس هذه الآية {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّه} قالت اليهود: لم نجد للإسلام في التوراة ذكرا وقالت النصارى: كيف نتبعك وأنت تجعل عيسى كالأنبياء فأنزل الله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} فأنجز له ما وعده به فأجلى بني النضير وقتل قريظة3. 61- قوله تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَة} 138. 1- قال الواحدي:4 قال ابن عباس: إن النصارى كانوا إذا ولد لأحدهم ولد

_ 1 ثم ساقه ابن جرير من طريق آخر عن إسحاق "2/ 111" "2102" فذكر نحوه إلا أنه قال: "ونافع بن أبي نافع" مكان "رفع بن أبي رافع" وبذلك جاء في "السيرة ابن هشام" وعلق الشيخ أحمد شاكر على هذا بقوله: "والخلط في أسماء يهود ذلك العهد كثير في كتب السير". 2 المائدة: "59" وسكوت المؤلف يشير إلى قبوله نزول آيتين بسبب واحد. 3 السياق في "تفسير مقاتل" "1/ 71" يختلف عما هنا تمامًا ففيه: "لما نزلت هذه الآية قرأها النبي صلى الله عليه وسلم على اليهود والنصارى فقال: إن الله عز وجل أمرني أن أوصي بهذه الآية، فإن أنتم آمنتم -يعني صدقتم بالنبي صلى الله عليه وسلم والكتاب- فقد اهتديتم، وإن توليتم وأبيتم عن الإيمان فإنما أنتم في شقاق. فلما سمعت اليهود ذكر عيسى صلى الله عليه وسلم قالوا: لا نؤمن بعيسى. وقالت النصارى: وعيسى بمنزلتهم مع الأنبياء، ولكنه ولد الله. يقول: إن أبوا أن يؤمنوا بمثل ما آمنتم به، فسيكفيكهم الله يا محمد -يعني أهل الكتاب- ففعل الله عز وجل" إلى آخر المذكور هنا ولعل الحافظ نقل بالمعنى، ولكن يبقى ذكر الإسلام غريبًا إلا أن يكون محرفًا عن "عيسى". 4 "ص38".

فأتت عليه ستة1 أيام صبغوه في ماء لهم يقال له: المعمودي، ليطهروه بذلك ويقولون: هذا طهور مكان الختان. فإذا فعلوا ذلك قالوا: الآن صار نصرانيًّا. قلت: ذكره قبله الطبري فقال2 في قوله صبغة الله: "يعني صبغة الإسلام، وذلك أن النصارى إذا أرادت أن تنصِّر أطفالها، جعلتهم في ماء لهم تزعم أن ذلك تقديس لها، بمنزلة الختان3 لأهل الإسلام، وأنه صبغة لهم في النصرانية فقال الله تعالى إذ قالوا للمسلمين: {كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا} قل لهم يا محمد بل اتبعوا ملة إبراهيم صبغة الله وهي الحنيفية المسلمة ودعوا الشرك والضلال. وأخرج4 من طريق قتادة قال: "إن اليهود تصبغ أبناءها يهودًا5، والنصارى تصبغ أبناءها نصارى وإن صبغة الله الإسلام". ثم أسند عن ابن عباس6 وعن جماعة من التابعين7 أن معنى الصبغة الدين، وهي كقوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّه} 8 أي دين الله9. وذكر ابن ظفر أن الصبغة عند اليهود الختان يوم السابع يرون أنهم يدخلونه في اليهودية بالختان فلما ترك النصارى الختان غمسوا المولود في ماء لهم سموه ماء

_ 1 في الواحدي: سبعة. 2 "3/ 117" وقد تصرف الحافظ واختصر. 3 في الطبري: "بمنزلة غسل الجنابة"! ولعل الحافظ سبق إلى وهمه ما نقله آنفًا عن مقاتل. 4 "3/ 117-118" "2113". 5 في الطبري: يهود، من غير تنوين. 6 "3/ 1119" "2123". 7 انظر "3/ 118-119" وقد نقل عن قتادة وأبي العالية ومجاهد. 8 من سورة الروم، الآية "30". 9 بل هذا قول ثالث وانظر التفسير "3/ 119-120".

المعمودية وزعموا أن يحيى بن زكرياء صبغ عيسى في الماء المذكور1. 2- قول آخر أخرج ابن مردويه في تفسير هذه الآية من طريق أشعث2 بن إسحاق عن جعفر بن أبي3 المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قالت بنو إسرائيل: يا موسي هل يصبغ ربك؟ فقال: اتقوا الله، فناداه ربه يا موسى الألوان كلها من صبغى وأنزل الله على نبيه {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَة} 4. 62- قوله ز تعالى: {قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّه} . قال ابن ظفر: "كانوا قالوا للمسلمين: نحن أبناء الله وأحباؤه وأولى به منكم5 فنزلت

_ 1 لا أحد فيما ذكر سبب نزول فتأمل. 2 في الأصل: أشعب وهو تحريف. وأشعث ثقة له ترجمة في "التهذيب" "1/ 350" تمييزًا. 3 نقل ابن كثير "1/ 188" حديث ابن مردويه، وقد سقط هذا الاسم منه. وهو ثقة وقال ابن مندة: ليس بالقوي في سعيد بن جبير لكن الحافظ يقول: وقع حديثه في "صحيح البخاري" ضمنًا حيث قال في التيمم: وأم ابن عباس وهو متيمم من رواية يحيى بن يحيى التميمي عن جرير عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير. انظر "التهذيب" "2/ 108" و"الفتح" 1/ 446" و"تغليق التعليق" له "2/ 187". 4 وقد رواه مرفوعًا أيضًا المقدسي في "المختارة". وأخرجه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في "العظمة" عن ابن عباس مرقوفًا كما في "الدر" "1/ 340" و"تفسير ابن أبي حاتم" "ص403" "1323" وقال ابن كثير بعد أن أورده من طريق ابن مردويه "1/ 188": "كذا وقع في رواية ابن مردويه مرفوعًا، وهو في رواية ابن أبي حاتم موقوف وهو أشبه إن صح إسناده والله أعلم وسيأتي أيضًا في الآية "255" من طريق ابن أبي حاتم وأبي نعيم في "الحلية". هذا من حيث السند، وأما من حيث المتن فإني لا أجد أي علاقة بسبب نزول هذه الآية. 5 انظر ما قاله الطبري "3/ 120-121" وهو أولى مما هنا وأكمل.

هذه الآية {قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} إلى آخرها1. 63- قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ الله} . قال الطبري2: نزلت في حق من قال: إن ابراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب3 كانوا هودا أو نصارى ثم كتموا شهادة عندهم من الله أنهم كانوا مسلمين. ثم أسند4 من طريق أبي الأشهب5 عن الحسن البصري قال: لما تلا هذه الآية: والله لقد كان عند القوم من الله شهادة أن أنبياءه بُرآء من اليهودية والنصرانية، كما أن عندهم من الله شهادة أن دماءكم وأموالكم بينكم حرام [فبم استحلوها] 6. ومن طريق أبي جعفر الرازي7 عن الربيع بن أنس في هذه الآية قال: هم أهل الكتاب كتموا الإسلام وهم يعلمون أنه دين الله يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل وأن الأنبياء لم يكونوا يهودا ولا نصارى بل كانت اليهودية والنصرانية بعدهم بزمان.

_ 1 ولكن أين السند؟ 2 "3/ 124"، في النقل تصرف. 3 كتب عليها في الأصل. "كذا" ولعله إشارة إلى سقوط: "والأسباط" وقد ذكر "الأسباط" في الطبري. 4 "3/ 125" "2134". 5 هو جعفر بن حيان السعدي، أخرج عنه الستة مات سنة "165" انظر التهذيب "2/ 88". 6 سقطت من الأصل. وهذا القول من الحسن البصري تفسير -كما هو واضح- وليس فيه سبب نزول. 7 "2/ 125" "2135" وقد تصرف في النقل.

وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال1: نزلت في يهود، سئلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم عن صفته2 في كتاب الله عندهم فكتموا الصفة. ومن طريق3 أخرى عن قتادة مثله سواء. وأخرج عبد بن حميد من طريق شيبان4 عن قتادة: هم اليهود5 كتموا الإسلام وهم يعلمون أنه حق وكتموا محمدا وهم يعلمون أنه رسول الله. 64- قوله ز تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَت} الآية الثانية 141. قال ابن ظفر: "قيل6: أعيدت لأنهم جادلوه مرتين في أمرين أحدهما: أن يعقوب أوصى ذريته بالثبات على اليهودية، والثاني: أن إبراهيم ومن ذكر معه كانوا هودا أو نصارى فأنزلت مرتين وتلاها عليهم في مقامين". 65- قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} الآية 142. أسند الواحدي7 من طريق أبي إسحاق8 عن البراء قال: لما قدم رسول

_ 1 "3/ 126" "2139" والخبر فيه بصيغة المضارع: يسألون، فيكتمون. 2 وضع الناسخ على: عن رمز الصحة. 3 في الأصل: طرق وما أثبت هو الصواب لأنه لا يوجد عن قتادة مثل الذي قبله سواء سوى طريق واحدة انظر "3/ 26" "2137" عن معمر. 4 والطبري من طريق سعيد "3/ 126" "2136" بأطول مما هنا، وإليهما عزاه في "الدر" "341/ 1". 5 في الطبري: "أولئك أهل الكتاب". 6 مَنْ القائل وأين السند؟ 7 "ص38-39". 8 هو عمرو بن عبد الله السبيعي أخرج عنه الستة انظر "التقريب" "ص423".

الله صلى الله عليه وسلم المدينة، صلى نحو بيت المقدس ستة عشر1 شهرا وكان يحب أن يوجه نحو الكعبة فأنزل الله عز وجل {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَام} فقال السفهاء من الناس وهم اليهود: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} فأنزل الله عز وجل {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} 2. أخرجه البخاري3 عن عبد الله بن رجاء عن إسرائيل عنه، وأخرج أيضا4 من طريق أبي بكر بن عياش5 عن أبي إسحاق نحوه وقال فيه: ثم علم الله هوى نبيه فنزلت {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} وقال: "أخرجاه من طرق عن أبي إسحاق"6 وهو كما قال7.

_ 1 في البخاري والواحدي: أو سبعة عشر. 2 تشير هذه الرواية وروايات أخرى لاحقة إلى وجود آيات متأخرة في النزول -أعني في هذا الفصل المختص بتحويل القبلة- متقدمة في الخط، وقد لا تبدو لذلك علة وبعض المفسرين يميل إلى احتمال أن يكون التبديل في بدئه إلهامًا ربانيًّا فقال اليهود وغيرهم ما قالوا، وساورت المسلمين مخاوف على من مات منهم، وهو يصلي إلى بيت المقدس فنزلت الآية تعالج كل هذا انظر التفصيل في "التفسير الحديث" للأستاذ محمد عزة دروزة "7/ 250-251". 3 في "صحيحه" كتاب الصلاة باب التوجه نحو القبلة حيث كان "الفتح" "1/ 502". 4 أي: الواحدي "ص39-40" في سبب الآية "143". 5 في الأصل: عباس وهو تحريف. 6 نص الواحدي: "رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص، ورواه البخاري عن أبي نعيم عن زهير، كلاهما عن أبي أسحاق". 7 طريق أبي نعيم عن زهير في "صحيح البخاري" كتاب "التفسير" باب سيقول السفهاء "الفتح" "8/ 171". وطريق أبي الأحوص في "صحيح مسلم" كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب تحويل القبلة "1/ 374".

ومن طرقه عند البخاري من رواية زهير1 عن أبي إسحاق بلفظ: صلى إلى بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت الحديث2. وذكر مقاتل في "تفسيره" قال3: "فلما صرفت القبلة إلى الكعبة قال مشركو مكة قد تردد على محمد أمره واشتاق إلى مولد آبائه، وقد توجه إليكم فهو راجع إلى دينكم. فكان ذلك سفها منهم فأنزل الله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاس} الآية". وأخرج الطبري4 من طريق ابن إسحاق5 بسنده المتكرر إلى ابن عباس قال: لما صرفت القبلة عن الشام إلى الكعبة وذلك في رجب على رأس سبعة6 عشر شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رفاعة بن قيس وقردم بن عمرو وكعب بن الأشرف ونافع بن أبي نافع، وفي رواية له ورافع بن أبي رافع والحجاج بن عمرو حليف كعب بن الأشرف والربيع7 أبي الحقيق وكنانة بن أبي7 الحقيق فقالوا يا محمد: ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها وأنت تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه؟ ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتبعك ونصدقك وإنما يريدون فتنته

_ 1 أي: رواية أبي نعيم عنه كما تقدم. وأما رواية عمرو بن خالد عنه ففي كتاب الإيمان باب الصلاة من الإيمان "الفتح" "1/ 95". 2 وضع الناسخ على "الحديث" رمز الصحة، ولعله خشي أن يتوهم القارئ أن "الحديث" تحريف عن "الحرام". 3 "1/ 73". 4 "3/ 132-133" "2149". 5 انظر "السيرة" لابن هشام "ق1/ 550". 6 في الأصل: ستة وفي السيرة والتفسير ما أثبت. 7 في السيرة فقط: "ابن الربيع بن أبي الحقيق" أي" تكرر اسم "الربيع".

عن دينه فأنزل الله فيهم {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ} إلى قوله {عَلَى عَقِبَيْه} . وقيل: أراد بالسفهاء أهل الكتاب حكاه الطبري1 قال: وقال آخرون: قاله المنافقون استهزاء2. ثم أسند3 من طريق أسباط عن السدي قال: لما وجه النبي صلى الله عليه وسلم قبل المسجد الحرام اختلف الناس فكانوا أصنافا فقال المنافقون: ما بالهم كانوا على قبلة زمانا ثم تركوها فأنزل الله عز وجل في المنافقين {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاس} الآية. وحكى الماوردي4 عن الزجاج: قال ذلك كفار قريش5. قلت: وحكاه يحيى بن سلام عن تفسير الحسن البصري ونبه على أن هذه الآية سابقة على ما قبلها في التأليف وهي بعدها في التنزيل6. 66- قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} 143. قال مقاتل7: "وذلك أن اليهود منهم مرحب وربيعة ورافع قالوا لمعاذ: ما ترك محمد قبلتنا إلا حسدا فإن قبلتنا قبلة الأنبياء ولقد علم أنَّا عدل بين الناس فأنزل الله

_ 1 "3/ 129-130": وفيه اليهود فقط. 2 انظر "3/ 130 و140". 3 "3/ 140" "2164" وفي النقل حذف. 4 في تفسيره "1/ 163". 5 انظر "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج "1/ 218" وفيه "سيقول السفهاء من الناس: وفيه قولان، قيل: يعني به كفار أهل مكة، وقيل: يعني به اليهود". 6 عن هذه المسألة ينظر "تفسير القرطبي" "2/ 107" ورسالتي "التفسير الحديث" للأستاذ محمد عزة دروزة "ص88-90" ومن مصادري هناك "الفتح" "8/ 194". 7 "1/ 73".

تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} يعني عدلا". وقد ثبت في حديث أبي سعيد الخدري هذا التفسير1 مرفوعا دون السبب2. وأسنده الطبري عن جماعة من الصحابة3. 67- قوله تعالى: {إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْه} 4. أخرج الطبري5 من طريق سنيد6 بن داود عن حجاج بن محمد عن ابن جريج قال قلت لعطاء7: فقال: يبتليهم ليعلم من يسلم لأمره -قال ابن جريج: بلغني أن ناسا ممن أسلم رجعوا فقالوا: مرة ههنا ومرة ههنا! قال الطبري8: معناه ليعلم الرسول والمؤمنون وأضاف ذلك إليه وفقًا لخطابهم. وأخرج عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة قال: كان في القبلة الأولى بلاء وتمحيص فصلى النبي صلى الله عليه وسلم قدومه إلى المدينة إلى بيت المقدس ثم وجهه الله إلى

_ 1 أي: تفسير "وسطًا" بـ"عدلًا". 2 رواه أحمد "3/ 9 و32" والبخاري في كتاب التفسير "الفتح" "8/ 171" والترمذي في "التفسير" "5/ 190" وابن ماجه وقد استوعب ابن كثير الروايات الواردة في هذا المعنى "1/ 190-191" وكذلك السيوطي في "الدر" "1/ 348". 3 انظر "3/ 142-154". 4 كان هذا المقطع بعد المقطع التالى {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} فقدمته مراعاة لتسلسل الآية وكان موضعه في نهاية الصفحة "96" وأول "97" من الأصل، هذا شيء والشيء الآخر هو أنه ليس فيما ذُكر هنا سبب نزول لهذه الآية فتأمل! 5 "3/ 158" "2205". 6 في الأصل: سليك وهو تحريف. 7 ذكرت في الطبري هنا الآية المتكلم عليها. 8 "3/ 158" وقد أخذ الحافظ معنى كلامه.

الكعبة. واسند الطبري1 عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس معناه: "نميز أهل اليقين من أهل الشك"2. قال3: وقال آخرون: كانوا ينكرون أن يكون الله يعلم الشيء قبل كونه ولو قيل4 لهم إن قوما من أهل القبلة سيرتدون5 إذا حولت القبلة لقالوا: إن ذلك باطل فلما حولت القبلة وكفر من كفر من أجل ذلك قال الله وما جعلت ذلك إلا لأعلم ما عندكم6 -أيها المنكرون علمي بما هو كائن من الشيء قبل وقوعه- وحاصله أن المعنى إلا لنبين لكم أنا نعلم ما كان قبل أن يكون7. وقال المارودي8: "اختلفوا في سبب الصلاة إلى بيت المقدس فقال الطبري: إنه

_ 1 "3/ 160" "2208". 2 في الطبري: "من أهل الشرك والريبة" وكلمة الشرك هنا غريبة على المقام فهي محرفة وقد فات المحقق أمرها. 3 "3/ 161-162" وفي النقل تصرف واختصار وتغيير. 4 في الطبري: وقالوا إذا قيل لهم: إن قومًا من أهل القبلة سيرتدون ... : ذلك غير كائن أو قالوا: ذلك باطل! 5 لم تنقط في الأصل سوى نقطة على الراء. وهذا خطأ! 6 حول المحقق الأستاذ محمود شاكر هذه العبارة إلى: "إلا لنعلم ما علمه غيركم" وقال: "كان في المطبوعة: أل نعلم ما عندكم. وهذا يجعل الجملة غير مستقيمة، غير مفهومة المعنى" وهذا غير سديد، وباللفظ الجديد ارتبك المعنى، والأول واضح فكأن الله يقول أيها المنكرون ما فعلت ذلك إلا لأعلم حقيقة رأيكم في علمي تأمل. 7 حذف المؤلف رأي الطبري في هذا القول وهو مهم فقد قال: "وهذا وإن كان وجهًا له مخرج، فبعيد عن المفهوم". 8 في تفسيره "1/ 164" وفي النقل تصرف.

كان ليتألف أهل الكتاب1، وقال الزجاج2: "إن العرب كانت تحج البيت غير آلفة لبيت المقدس، فأحب أن يمتحنهم بغير ما ألفوه ليعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه". 68- قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُم} . قال الواحدي2: "قال ابن عباس في رواية الكلبي -يعني عن أبي صالح عنه: كان رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين4 قد ماتوا على القبلة الأولى منهم أبو أمامة5 أسعد بن زرارة أحد بني النجار والبراء بن معرور أحد بني سلمة في

_ 1 لقد ذكر الطبري في تفسير قوله تعالى: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} "3/ 137-138" قولين في ذكر السبب الذي كان من أجله يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس، قبل أن يفرض عليه التوجه شطر الكعبة. الأول: كان ذلك باختياره وروى عن عكرمة والحسن والربيع ليتألف أهل الكتاب. الثاني: أنه فعل هو وأصحابه لفرض الله عليهم، وروى هذا عن ابن عباس وابن جريج. ولم يرجح قولًا من القولين، بينما عبارة الماوردي توهم أنه اختياره وهذا ليس بسديد! 2 انظر كتابه "معاني القرآن وإعرابه" "1/ 218". قال هذا القول في تفسير المقطع الأول من هذا السياق وهو {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ} ونصه: "ما ولاهم: ما عدلهم عنها يعني قبلة بيت المقدس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أمر بالصلاة إلى بيت المقدس؛ لأن مكة وبيت الله الحرام كانت العرب آلفة لحجه، فأحب الله عز وجل أن يمتحن القوم بغير ما ألفوه ليظهر من يتبع الرسول ممن لا يتبعه، كما قال اله عز وجل: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} فامتحن الله ببيت المقدس فيما رُوي لهذه العلة والله أعلم". 3 "ص39". 4 قوله "من المسلمين" بيان لا داعي له، ولم يذكر في الواحدي. 5 أخرت الكنية في "الواحدي" وبدئت بـ" و" فأوهم أنهما اثنان وهذا خطأ، فهو واحد وترجمته في "الإصابة" "1/ 34" "111" وفيه "ص112": "اتفق أهل المغازي والتواريخ على أنه مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قبل بدر وانظر "السيرة" لابن هشام "ق1/ 507".

أناس آخرين جاءت عشائرهم فقالوا: يا رسول الله توفي إخواننا وهم يصلون إلى القبلة الأولى، وقد صرفك الله إلى قبلة إبراهيم، فكيف بإخواننا؟ فأنزل الله عز وجل {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُم} . قلت: وذكره مقاتل في "تفسيره"1 بتمامه بنحوه وأوله: أن حُيي بن أخطب وأصحابه قالوا: أخبرونا عن صلاتكم إلى بيت المقدس كانت هدى أو2 ضلالة؟ فقالوا: إنما الهدى ما أمر الله به، والضلالة ما نهى عنه: قالوا: فما شهادتكم على مَنْ مات منكم على قبلتنا وقد كان مات؟ فذكره. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والطبري3 من طريق سماك بن حرب4 عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قالوا: يا رسول الله أرأيت الذين ماتوا وهو يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُم} . وأخرج الطبري5 من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: "أول ما

_ 1 "1/ 74" وفي النقل اختصار. 2 في الواحدي: "أم" وهو الأصل وإنما يجوز استعمال "أو" هنا قياسًا انظر "مغني اللبيب" "43/ 1" الكلام على "أم". 3 "3/ 167" "2219" ولم يسبق لفظه. 4 قال في "التقريب" "ص255": "سماك بن حرب الكوفي، أبو المغيرة، صدوق وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرة فكان ربما تلقن، مات سنة "123" أخرج حديثه البخاري تعليقًا والخمسة". وقد حكم الشيخ أحمد شاكر على السند بالصحة وقال: "والحديث رواه أحمد في المسند": "3249" نحوه، ورواه أيضًا مطولًا مختصرًا من طريق عن إسرائيل [عن سماك] : "2691، 2776، 2966" وخرحناه هناك في "2691". وانظر "مرويات الإمام أحمد في التفسير" "1/ 98". 5 في "2/ 527" ": 1833" و"3/ 183" "2160" و"174" "2236"، واللفظ هنا من الموضع الأول.

نسخ من القرآن القبلة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود أمره الله عز وجل أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبلها بضعة عشر شهرا، فقال الله عز وجل {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء} إلى قوله {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَه1} فارتاب من ذلك اليهود وقالوا: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل الله عز وجل {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِب 2} وأنزل الله عز وجل {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله} "3. وأخرج الطبري4 من طرق عن قتادة قال: "قال أناس لما صرفت القبلة نحو الكعبة: كيف بأعمالنا التي كنا نعمل قبل فنزلت". ومن طريق أسباط بن نصر عن السدي5. "لما توجه6 رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل المسجد الحرام قال المسلمون: ليت شعرنا عن إخواننا الذين ماتوا وهم يصلون قبل بيت المقدس هل قبل الله منا ومنهم أو7 لا؟ فنزلت". ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال8: قال ناس لما حولت القبلة إلى البيت الحرام: كيف بأعمالنا التي كنا نعمل في قبلتنا الأولى؟ فنزلت

_ 1 البقرة: "144". 2 البقرة: "142". 3 البقرة: "115" وأولها: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} فربما اشتبهت بالآية "142" وقد وقع هذا في "تفسير الطبري" "2/ 527". 4 "3/ 168" "2223". 5 "3/ 168" "2224". 6 يرى الأستاذ محمود شاكر أن الصواب: وجه، وبهذا اللفظ جاء الخبر في "3/ 140" "2164". 7 في الطبري: "أم" ولاحظ ما علقته قريبًا. 8 "3/ 168" "2225".

ومن طريق داود بن أبي عاصم نحوه1 لكن قال: هلك أصحابنا. ومن طريق العوفي2 عن ابن عباس: أشفق المسلمون على من صلى منهم إلى غير الكعبة أن لا تقبل منهم. قال الطبري: اتفقوا على أن الإيمان في هذه الآية: الصلاة3. ونقل يحيى بن سلام عن الحسن البصري أنه قال: معنى الآية محفوظ لكم إيمانكم عند الله حيث أقررتم بالصلاة إلى بيت المقدس إذ فرضها عليكم4. 69- قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} . قال الواحدي5 بعد ما نقله عن الكلبي في الذي قبله إلى قوله: {لِيُضِيعَ إِيمَانَكُم} : قال6: ثم قال: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء} وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام: "وددت أن الله عز وجل صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها"

_ 1 "3/ 168-169" "2226" وداود ثقة مر في الآ ية "119". 2 "3/ 169" "2227" وفي النقل تصرف. 3 الذي رأيته في التفسير "3/ 167": "قال أبو جعفر: قيل: عني: بـ"الإيمان" في هذا الموضع: "الصلاة". وفي "3/ 169": "قد دللنا فيما مضى على أن "الإيمان"، التصديق. وأن التصديق قد يكون بالقول وحده، وبالفعل وحده، وبهما جميعًا. فمعنى قوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُم} على ما تظاهرت به الرواية من أنه الصلاة، وما كان الله ليضيع تصديق رسوله عليه السلام، بصلاتكم التي صليتوها نحو بيت المقدس عن أمره؛ لأن ذلك منكم تصديقًا لرسولي واتباعًا لأمري، وطاعة منكم لي". 4 لاحظ قول الطبري المنقول في الهامش السابق، فالمعنى واحد وكأن الطبري أخذه منه. 5 "ص39". 6 لم تذكر في "الأسباب" المطبوع!

-وكان يريد الكعبة لأنها قبلة إبراهيم عليه السلام- فقال له جبريل: إنما أنا عبد مثلك لا أملك شيئا، فسل ربك أن يحولك إلى قبلة إبراهيم عليه السلام، ثم ارتفع جبريل فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل عليه السلام بما سأله، فأنزل الله عز وجل: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء} الآية. قلت: وجدت هذا السبب بهذا السياق في "تفسير مقاتل بن سليمان"1 فيحتمل أن يكون مراده بقوله: "قال ثم قال" إلى آخره غير ابن الكلبي وهو مقاتل فيكون ظاهره الإدراج على كلام ابن الكلبي عن ابن عباس، ويحتمل أن يكونا تواردا2 والذي أورده الطبري3 عن ابن عباس هو ما أخرجه من طريق علي بن أبي طلحة عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة، وكان أكثر أهلها اليهود أمره الله أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة إبراهيم عليه السلام فكان يدعو وينظر إلى السماء فنزلت. وقد جمع محمد بن إسحاق في روايته4 الأمور الثلاثة فقال: حدثني إسماعيل بن أبي خالد5 عن أبي إسحاق عن البراء: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي نحو بيت المقدس ويكثر النظر إلى السماء ينتظر أمر الله فأنزل الله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء} إلى قوله: {عَمَّا تَعْمَلُون} قال: فقال رجال من المسلمين: وددنا لو علمنا علم من مات منا قبل أن تصرف القبلة وكيف بصلاتنا إلى بيت المقدس فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُم} قال: قال السفهاء من الناس وهم أهل الكتاب: ما

_ 1 "1/ 72-73". 2 وظاهر الكلام أن "تفسير الكلبي" لم يكن تحت يد ابن حجر وهو يكتب هذا الموضع. 3 "3/ 174" "2236" وفي النقل اختصار. وقد مر الكلام على الآية "143". لم أجد روايته هذه في "السيرة" لابن هشام "1/ 606" ولا في "تفسير الطبري". 5 هو الأحمسي مولاهم ثقة مات سنة "146" أخرج حديثه الستة انظر "التهذيب" "1/ 291".

ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاس} الآية. ومن طريق سنيد ثم من رواية ابن جريج عن مجاهد1 قال: قالت اليهود: أيخالفنا محمد ويتبع قبلتنا! فكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله أن يحوله عن قبلتهم، فنزلت الآية فانقطع قول يهود. ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال2: لما أنزل الله عز وجل {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه} 3 واستقبل النبي صلى الله عليه وسلم بيت المقدس4 فبلغه أن اليهود تقول: والله ما درى محمد وأصحابه أين قبلتهم حتى هديناهم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، وجعل يرجع بوجهه5 إلى السماء فقال الله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء} الآية. ومن طريق أسباط عن السدي قال6: كان الناس يصلون إلى بيت المقدس، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة صلى كذلك إلى7 ثمانية عشر شهرا من مهاجره، وكان إذا صلى رفع رأسه إلى السماء ينتظر ما يؤمر به وكان يحب أن يصلي إلى الكعبة، فأنزل الله عز وجل {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء} .

_ 1 انظر الطبري "3/ 173-174" "2234". 2 "2/ 529" "1838" و"3/ 174" "2235". 3 البقرة: "115" وقد طوى الحافظ كلامًا مهمًّا يتضح منه السياق وهو: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هؤلاء قوم يهود يستقبلون بيتًا من بيوت الله -لبيت المقدس- لو أنا استقبلناه..". 4 في الطبري: ستة عشر شهرًا. 5 كذا هنا، وفي الطبري: ورفع وجهه. 6 "3/ 173" "2233" وفي النقل تصرف واختصار. 7 في الطبري: "المدينة على ثمانية" ولا أدري فلعل المؤلف هو الذي تصرف.

ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس1 أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقلب وجهه في الصلاة وهو يصلي نحو بيت المقدس وكان يهوى قبلة البيت الحرام، فولاه الله قبلة كان يهواها. وقال ابن ظفر: قيل كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام لصلاة الليل بالمدينة قلب وجهه في السماء قبل دخوله في الصلاة يود لو صرف عن المسجد الأقصى إلى البيت الحرام محبة لموافقة إبراهيم وكراهة لموافقة اليهود فنزلت. 70- قوله ز تعالى: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَك} . أخرج الطبري2 من طريق أسباط عن السدي قال: لما حول النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قالت اليهود: إن محمدا اشتاق إلى بلد أبيه ومولده، ولو ثبت على قبلتنا لكنا نرجو أن يكون هو صاحبنا الذي ننتظر فنزلت3. ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم نحوه4. 71- قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُم} [الآية: 146] . قال الواحدي5.

_ 1 "3/ 173" "2232". 2 "3/ 185-186" "2257"، والنقل بتصرف. 3 النص في الطبري: "فأنزل الله عز وجل فيهم: {وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ} إلى قوله: {لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُون} أي: من الآية "144 إلى 146" ولو عنون الحافظ بالمقطع المذكور هنا أولًا من الآية "144" لكان أوضح. 4 "3/ 186" "2258". 5 "ص40" وقد اختصر.

نزلت في مؤمني أهل الكتاب عبد الله بن سلام1 وأصحابه، كانوا يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يعرف أحدهم ولده إذا رآه مع الغلمان. قال عبد الله بن سلام لأبي بن كعب2: كنت أشد معرفة برسول الله صلى الله عليه وسلم مني بابني فقال له عمر بن الخطاب: وكيف ذلك يابن سلام؟ قال: لأني أشهد أن محمدا رسول الله حقًّا يقينًا، وأنا لا أشهد بذلك على ابني لأني لا أدري ما أحدث النساء، فقال عمر: وفقك الله يابن سلام. وقال يحيى بن سلام: قال الكلبي3: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال عمر بن الخطاب لعبد الله بن سلام: إن الله أنزل على نبيه وهو بمكة أن أهل الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم كيف هذه المعرفة يابن سلام؟ قال: نعرف نبي الله بالنعت الذي نعته الله به إذا رأيناه فيكم كما يعرف أحدنا ابنه إذا رآه مع الغلمان، والذي يحلف به عبد الله بن سلام لأنا بمحمد أشد مني معرفة بابني فقال له عمر: كيف ذلك؟ قال: عرفته بما نعته الله لنا في كتابنا أنه هو، وأما ابني فلا أدري ما أحدثت أمه، فقال له عمر: وفقك الله فقد أصبت وصدقت. قال يحيى بن سلام: أراد بما أنزل بمكة الآية التي في أول سورة الأنعام {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} 4 ثم نزل بعد في المدينة في سورة البقرة فذكرها.

_ 1 شدد محقق الكتاب السيد أحمد صقر اسم "سلام" وهذا خطأ. 2 لم يرد ذكر "أبي" في الواحدي وهو غريب هنا فالكلام موجه لعمر بن الخطاب وهو السائل -لاحظ الخبر الذي بعده- وفي الواحدي: لأنا كنت. وأخشى أن تكون حرفت "لأنا" إلى "لأبي" و"كنت" إلى "كعب" وأضيف بينهما "بن" والله أعلم. 3 وأخرجه الثعلبي عنه انظر "الدر" "1/ 357". 4 الآية "20".

قلت: وحاصله أن الضمير في قوله {يَعْرِفُونَه} للنبي صلى الله عليه وسلم، هو في آية الأنعام بعيد، وأما في آية البقرة فمحتمل وقد جاء أن الضمير للبيت الحرام1 كذا قال مقاتل بن سليمان2: إن اليهود منهم أبو ياسر بن أخطب وكعب بن الأشرف، وكعب بن أسيد، وسلام بن صوريا وكنانة بن أبي الحقيق، ووهب بن يهوذا وأبو رافع3 قالوا للمسلمين4: لم تطوفون بالكعبة وهي حجارة مبنية؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنهم ليع لمون 5 أن الطواف بالبيت حق، وأنه هو القبلة، وذلك مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل ولكنهم يكتمون ذلك" فقال ابن صوريا: ما كتمنا شيئًا مما في كتابنا، فأنزل الله {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَه} يعني البيت الحرام وأنه القبلة. قلت: وأخرج الطبري أن الضمير للبيت الحرام فقال6: يعني أن أحبار اليهود وعلماء النصارى يعرفون أن البيت الحرام قبلة إبراهيم. كما يعرفون أبناءهم ثم أسند من طريق العوفي عن ابن عباس7 في قوله: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُم} : عرفوا أن قبلة البيت الحرام قبلتهم التي أُمروا بها كما عرفوا أبناءهم. ومن طريق8 قتادة، و9 عن الربيع بن أنس، وعن السدي وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم كلهم

_ 1 يمكن أن يكون هذا سبب النزول -لو صح السند- وأما ما ذكر قبله فكله تفسير. 2 "1/ 75-76". 3 في التفسير: نافع. 4 في التفسير: "للنبي صلى الله عليه وسلم" بدل "المسلمين". 5 في التفسير: "إنكم لتعلمون" وكذلك الفعل الذي بعده: "ولكنكم تكتمون". 6 "3/ 187" وقد تصرف. 7 حصل هنا سبق خاطر للحافط، فالمتن الذي أورده من كلام الربيع بن أنس من طريق أبي جعفر الرازي انظر "3/ 188" "2261". وأما سند العوفي عن ابن عباس فمتنه: "يعني بذلك الكعبة البيت الحرام" وهو برقم "2262". 8 وضع الناسخ عليها إشارة لحق وفي الهامش:* وكأنه استراب من النص بسبب سقوط الواو. 9 سقطت الواو من الأصل، فأوهم أن قتادة يروي عن الربيع.

نحوه1. 72- قوله تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّة} الآية150. قال الطبري2: يعني بالناس أهل الكتاب الذين كانوا يقولون ما درى محمد وأصحابه أين قبلتهم حتى هديناهم ويقولون: يخالفنا محمد في ديننا ويتابعنا في قبلتنا، فهي حجتهم التي كانوا يموهون بها على الجهال، فقطع الله ذلك بتحويلها إلى الكعبة. قال3: "وقد ذكر الأسانيد إلى قائلي ذلك" يعني كما تقدم. قال:4 والمراد بالذين ظلموا منهم قريش لقولهم رجع محمد إلى قبلتنا وسيرد إلى ديننا. ثم أسند5 من طريق أسباط بن نصر عن السدي فيما يذكر عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس و6 عن مرة الهمذاني عن ابن مسعود و6 عن ناس من الصحابة قالوا: لما صرف نبي الله صلى الله عليه وسلم نحو الكعبة، بعد صلاته إلى بيت المقدس، قال المشركون من أهل مكة: تحير على7 محمد دينه فتوجه بقبلته إليكم وعلم8 أنكم

_ 1 انظر "3/ 183-188" والأرقام حسب تسلسل الأسماء: "2259، 2260، 2263، 2264" وبقي عليه قول ابن جريج "2265" وهو كهذه الأقوال. 2 "3/ 200" وقد تصرف في النقل واختصر. 3 "3/ 200" ونصه: وقد ذكرنا فيما مضى ما روي في ذلك. 4 "3/ 200-202" وتصرف حسب عادته. 5 "3/ 203" "2305". 6 سقطت الواو من الأصل. 7 في الأصل: "محمد على" وهو خطأ وأثبت ما في الطبري. 8 في الأصل: "وعلى" وهو تحريف.

كنتم أهدى منه سبيلا، ويوشك أن يدخل في دينكم فأنزل الله تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُم} . ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد1 في قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُم} قال: حجتهم قولهم قد راجعت قبلتنا. ومن طريق سعيد عن قتادة2 {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} : هم مشركو قريش فكانت حجتهم أن قالوا: سيرجع إلى ديننا كما رجع إلى قبلتنا فنزلت. ومن طريق سنيد بن داود بسنده إلى عطاء3 وعن مجاهد نحو ذلك4. وذكر يحيى بن سلام عن أنس5 قال: أخبره أنه لا يحول عن الكعبة إلى غيرها أبدا فيحتج عليه محتج بالظلم كما احتج عليه مشركو العرب6.

_ 1 "3/ 202" "2300". 2 "3/ 202" "2303" وقد اختصر في النقل. 3 "3/ 203" "2306". 4 "3/ 202" "2302". 5 وضع الناسخ عليه إشارة لحق وفي الهامش.* ولم أدر لم! 6 لم أجد قول أنس هذا وقد رجعت إلى تفسير مقاتل والطبري والسمرقندي والماوردي والزمخشري وابن الجوزي والرازي والقرطبي والبيضاوي والنسفي والخازن وأبي حيان وابن كثير والسيوطي والآلوسي. ورأيت في "تفسير الماوردي" "1/ 171" في تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ} قوله: "أفاد كل واحد من الأوامر الثلاثة مع استوائها في التزام الحكم فائدة مستجدة: أما الأمر الأول فمفيد لنسخ غيره، وأما الأمر الثاني فمفيد لأجل قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} أنه لا يتعقبه نسخ وأما الأمر الثالث فمفيد أن لا حجة عليهم فيه، لقوله: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ} .

73- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين} . أخرج عبد بن حميد من طريق شيبان بن قتادة1 قال: لما احتج مشركو قريش بانصراف النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة فقالوا: سيرجع إلى ديننا كما رجع إلى قبلتنا أنزل الله تعالى في ذلك كله2 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين} . 74- قوله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَات} [الآية: 154] . قال الواحدي3: نزلت في قتلى بدر وكانوا بضعة عشر رجلا، ثمانية من الأنصار، وستة من المهاجرين، وذلك أن الناس كانوا يقولون للرجل يقتل في سبيل الله: مات فلان وذهب عنه نعيم الدنيا ولذتها، فنزلت. قلت: كذا ذكره الثعلبي بغير إسناد، ووجدته في "تفسير مقاتل بن سليمان"4 به وزيادة أن سمى الستة من المهاجرين وهم عبيدة5 بن الحارث، وعمير6 بن أبي

_ 1 وكذلك ابن جرير من طريق سعيد عنه "3/ 202" "2303" وقد مر في الآية السابقة وإليهما عزاه السيوطي في "الدر" "1/ 359". 2 هكذا العبارة هنا وفي الطبري وابن كثير والسيوطي، وقال الأستاذ محمود شاكر: "وكأن صواب العبارة: فأنزل الله في ذلك، ذلك كله إلى قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} "!! 3 "ص40-41". 4 "1/ 78". 5 في الأصل: عبيد وهو خطأ وترجمته في "الإصابة" "2/ 449". 6 في الأصل:" عتبة هو خطأ "الإصابة" "3/ 35".

وقاص، وذو الشمالين1 بن عبد عمرو2 وعاقل3 بن البكير، ومهجع4 مولى عمر، وصفوان بن بيضاء5، وسمى الثمانية من الأنصار وهم سعد6 بن خيثمة ومبشر7 بن عبد المنذر وحارثة بن سراقة8، وعوف9 ومعوذ10 ابنا عفراء11، وهي أمهما، واسم أبيهما الحارث بن مالك ويزيد بن الحارث12، وعمير13 بن الحمام14 ورافع بن المعلى15.

_ 1 واسمه عمير "الإصابة" "3/ 35". 2 جاء في "تفسير مقاتل": "وذي الشمالين عبد عمر بن نضلة" وقد سقط منه لفظ "بن" وواو عمرو. 3 في الأصل وفي "تفسير مقاتل": عقيل وهو خطأ "الإصابة" "2/ 247". 4 مهجع العكي "الإصابة" "2/ 466". 5 ترجمه الحافظ في "الإصابة" باسم: صفوان بن وهب "2/ 191". 6 في الأصل: سعيد وهو خطأ "الإصابة" "2/ 25". 7 لم ينقط في الأصل "الإصابة" "3/ 360". 8 "الإصابة" "1/ 297". 9 "الإصابة" "3/ 42". 10 في الأصل: مسعود وهو تحريف "الإصابة" "3/ 450". 11 هي عفراء بنت عبيدة من بني النجار، الصحابية التي شهد سبعة من أولادها بدرًا رضي الله عنها "الإصابة" "4/ 364" و"المجتبى من المجتنى" لابن الجوزي "ص165". 12 "الإصابة" "3/ 654". 13 في الأصل: عمرو وفي "تفسير مقاتل": عمر وكلاهما خطأ "الإصابة" "3/ 31" وقال السيوطي في "اللباب" "ص30": "أخرج ابن منده في الصحابة من طريق السدي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قتل تميم بن الحمام ببدرا، وفيه وفي غيره نزلت {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} الآية قال أبو نعيم: اتفقوا على أنه عمير بن الحمام، وأن السدي صحفه". 14 قال الحافظ في ترجمته: ابنه: "بضم المهملة، وتخفيف الميم". 15 "الإصابة" "1/ 499". وانظر أسماء الشهداء الأربعة عشر في "السيرة" لابن هشام "1/ 706-708".

وذكره الماوردي1 مختصرا ولفظه: "وسبب ذلك أنهم كانوا يقولون لقتلى بدر وقتلى أحد مات فلان مات فلان، فنزلت". وحكى ابن عطية2 في سببها: "أن المؤمنين صعب عليهم فراق إخوانهم وقراباتهم، فنزلت مسلية لهم تعظم منزلة الشهداء3، فصاروا مغبوطين لا محزونا لهم"4. 75- قوله ز5 تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ} . أشار الماوردي6 إلى أن سبب نزولها دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني 7 يوسف 8 " فقال تعالى مجيبا لدعاء نبيه:

_ 1 في تفسيره "1/ 173". 2 في "المحرر الوجيز" "2/ 30-31" ولم ينسب هذا القول إلى قائل. 3 في "المحرر" زيادة: وتخبر عن حقيقة حالهم. 4 ليس لهذه الأقوال كما ترى سند يعتمد عليه ويقول الأستاذ محمد عزة دروزة في "تفسيره" "7/ 256": "والذي نرجحه أنها في صدد استشهاد بعض المؤمنين في الحركات الحربية التي أخذت تنشب بين المؤمنين وقريش بعد قليل من الهجرة وقبل واقعة بدر، وفي سورة البقرة آيات متصلة بذلك سوف تأتي بعد قليل" قال هذا في تفسير الآيات "153" إلى "157". 5 سقط الرمز "ز" من الأصل. 6 في تفسيره "1/ 173-174". 7 اللفظة بهذه الصيغة من الهامش، وفي الأصل: كسنين ولها وجه وقال ابن مالك في الألفية: وبابه ومثل حين قد يرد ... ذا الباب وهو عند القوم يطرد انظر ما قاله الشارح ابن عقيل "1/ 65". 8 رواه البخاري في "صحيحه" كتاب "الأذان" باب يهوي بالتكبير حين يسجد "الفتح" "2/ 290" بهذا اللفظ وبدون "عليهم في كتاب الاستسقاء" باب دعاء الني صلى الله عليه وسلم" اجعلها عليهم سنين كسني يوسف "الفتح" "2/ 492" وكتاب "التفسير" باب "ليس لك من الأمر شيء". "الفتح" "8/ 226".

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ} الآية. وعبر عنه أبو حيان بقوله1: وقيل هؤلاء2 أهل مكة خاطبهم بذلك إعلاما بأنه أجاب دعوة نبيه فيهم3. 76- قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّه} [الآية: 158] . أسند الواحدي1 من طريق مالك وغيره عن هشام بن عروة عن عائشة سبب ذلك وهو في "الصحيحين" من طريق هشام ومن طريق الزهري، أما الزهري5 فقال عن عروة: سألت عائشة فقلت لها: أرأيت قول الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة، فقالت: بئس ما قلت يابن أختي، إن هذه لو كانت على ما أولتها عليه لكانت لا جناح عليه أن لا يطوف بهما، ولكنها أنزلت في الأنصار كانوا يهلون قبل أن يسلموا لمناة الطاغية، التي كانوا يعبدونها عند المشلل6، وكان من أهل منها تحرج أن يطوف بالصفا والمروة فلما أسلموا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقالوا يا رسول الله: إنا كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا والمروة؟ فأنزل الله تعالى:

_ 1 في "البحر المحيط" "1/ 449" وهذا هو القول الثاني من أربعة أقوال ذكرها. 2 في الأصل: هو لأهل وأثبت ما في "البحر". 3 وتتمة نقله: "وليبقوا يتوقعون المصيبة فتتضاعف عليهم المصيبات". 4 "ص41". 5 أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب "الحج"، باب وجوب الصفا والمروة "الفتح" "497-498/ 3" من طريق شعيب عن الزهري. 6 قال الحافظ في "الفتح" "3/ 499": "بضم أوله، وفتح المعجمة ولامين الأولى مفتوحة مثقلة، وهي الثنية المشرفة على قديد ... وقديد -بقاف مصغر: قرية جامعة بين مكة والمدينة كثيرة المياه قاله أبو عبيد البكري". وانظر "معجم البلدان" "5/ 136" والروض المعطار" "ص560".

{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّه} الآية. قالت عائشة: وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما. وفي رواية يونس1 عن الزهري2 إن الأنصار كانوا قبل أن يسلموا3 هم وغسان يهلون لمناة. قال الزهري4: ثم أخبرت5 أبا بكر بن عبد الرحمن فقال: إن هذا لعلم ما كنت سمعته، ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يذكرون أن الناس -إلا من ذكرت عائشة ممن كان يهل بمناة- كانوا يطوفون كلهم بالصفا6 والمروة، فلما ذكر الله الطواف بالبيت ولم يذكر الصفا والمروة في القرآن، قالوا: يا رسول الله كنا نطوف بالصفا والمروة وإن الله أنزل الطواف بالبيت فلم يذكر الصفا والمروة7 فهل علينا من حرج أن لا نطوف8 بالصفا والمروة فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّه} الآية. قال أبو بكر: فأسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما: في الذين كانوا يتحرجون في أن لا يطوفوا9 بالصفا والمروة في الجاهلية، والذين كانوا يطوفون ثم تحرجوا

_ 1 أخرجها مسلم في "صحيحه" كتاب "الحج" باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به "2/ 930". 2 أي: عن عروة بن الزبير، أن عائشة أخبرته: 3 هذه الكلمة إلى يهلون في الأصل، استعنت على قراءتها بما ورد في "صحيح مسلم". 4 كما في رواية شعيب عنه المتقدمة. 5 كان مكان هاتين اللفظتين فراغ في الأصل، ووضع الناسخ.. واستدركتهما من البخاري. 6 في الأصل: "من الصفا" وهو تحريف وأثبت ما في البخاري. 7 لم تذكر في البخاري. 8 في البخاري: أن نطوف، وما هنا تحريف. 9 في البخاري: يتحرجون أن يطوفوا، وما هنا تحريف.

أن لا يطوفوا1 بهما في الإسلام من أجل أن الله أمر بالطواف بالبيت ولم يذكر الصفا والمروة2 حتى ذكر ذلك بعد ما ذكر الطواف بالبيت. وأما طريق هشام بن عروة عن أبيه فلفظها3 عن عائشة قالت: إنما أنزل هذا في أناس من الأنصار، كانوا إذا أهلوا لمناة في الجاهلية لا4 يحل لهم أن يطوفوا بين الصفا والمروة، فلما قدموا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحج5 ذكروا ذلك له فأنزل الله هذه الآية قالت: ولعمري ما أكمل6 الله حج من حج7 ولم يطف بين الصفا والمروة. وفي رواية أبي معاوية8 عن هشام بهذا السند قالت: إنما كان ذاك أن الأنصار كانوا يهلون في الجاهلية لصنمين على شط البحر يقال لهما "إساف ونائلة" ثم يجيئون فيطوفون بين الصفا والمروة، وسائر الرواة قالوا: كانوا لا يطوفون انتهى. ويؤيده أن في رواية عبد الرحيم بن سليمان عن هشام لا يحل لهم أن يطوفوا بين الصفا والمروة9.

_ 1 في البخاري: ثم تحرجوا أن يطوفوا، وما هنا تحريف. 2 لم تذكر في البخاري. 3 وقد أخرجها البخاري في كتابي "الحج والتفسير" "الفتح" "3/ 614 و8/ 175" ومسلم في كتاب "الحج" "2/ 928" واللفظ هنا لمسلم. 4 في مسلم: فلا يحل. 5 في مسلم: للحج. 6 في مسلم: ما أتم. 7 مَنْ حج لم تذكر في مسلم. 8 أخرجها مسلم "2/ 928". 9 أخرج هذه الرواية الواحدي بسنده انظر "ص41" وجاء في المطبوع: عبد الرحمن وهو تصحيف فالراوي عن هشام: عبد الرحيم بن سليمان وهو ثقة من رجال الستة انظر "التهذيب" "6/ 306".

قال الواحدي1: وقال أنس بن مالك: كنا نكره الطواف بين الصفا والمروة؛ لأنهما كانا من مشاعر قريش في الجاهلية، فتركناه في الإسلام، فأنزل الله تعالى هذه الآية. ثم ساقه من طريق عاصم الأحول عن أنس بلفظ: كانوا يمسكون عن الطواف بين الصفا والمروة، وكانا من شعائر الجاهلية، وكنا نتقي أن نطوف بهما، فأنزل الله هذه الآية. والحديث في "الصحيحين" من طرق عن عاصم بنحو هذا2 وفي رواية الثوري عن عاصم كانتا من مشاعر الجاهلية فلما جاء الإسلام كرهنا أن نتطوف بينهما3. والرواية التي فيها ذكر قريش4 وأخرج له الطبري5 شاهد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قالت الأنصار: إن السعي بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية! فأنزل الله {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ} الآية. ثم ذكر الواحدي6 معلقا عن عمرو بن حبشي: سألت ابن عمر عن هذه الآية، فقال: انطلق إلى ابن عباس فاسأله فإنه أعلم من بقي بما أنزل الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم، فأتيته فسألته فقال: كان على الصفا صنم على صورة رجل يقال له إساف، وكان على المروة صنم على صورة امرأة تدعى نائلة، زعم أهل الكتاب أنهما زنيا في الكعبة فمسخهما الله تعالى حجرين، فوضعا على الصفا والمروة ليُعتبر بهما.

_ 1 "ص41-42". 2 "صحيح البخاري" كتاب "الحج" "الفتح" "8/ 502"، و"صحيح مسلم"، كتاب "الحج" "2/ 930". 3 أخرجها البخاري في كتاب التفسير "الفتح" "8/ 176" ولفظه: "كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا} . 4 كذا في الأصل! وكأن في العبارة سقطًا! 5 "3/ 235" "2343". 69 "ص42".

فلما طالت المدة عبدا من دون الله. فكان أهل الجاهلية إذا طافوا بينهما تمسحوا بهما [فلما جاء الإسلام وكسرت الأصنام، كره المسلمون الطواف بينهما لأجل الصنمين] 1 فأنزل الله تعالى هذه الآية. قلت: وصله الطبري من طريقه2 وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أسباط بن نصر عن السدي عن أبي مالك عن ابن عباس. وأخرج الواحدي في "الوسيط"3 والطبري4 من طريق داود بن أبي هند5 عن الشعبي قال: كان لأهل الجاهلية6 صنمان يقال لأحدهما بإساف وللآخر نائلة وكان إساف على الصفا ونائلة على المروة فكانوا إذا طافوا بين الصفا والمروة، مسحوهما، فلما جاء الإسلام: قالوا إنما كان أهل الجاهلية يطوفون بهما لمكان هذين الصنمين وليسا من شعائر الحج فنزلت. وأخرج ابن أبي حاتم أيضا من طريق المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن أبي مجلز7 قال: كان أهل الجاهلية يفعلون ذلك فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} . وقال مقاتل بن سليمان8: قالت الحمس9 -وهم قريش وكنانة وخزاعة

_ 1 سقط هذا من الأصل، وهو لا بد من استدركته من الواحدي. 2 "3/ 233" "2340" واللفظ مقارب وحكم عليه الشيخ أحمد بالضعف فعد إليه. 3 انظر الورقة "30أ". 4 "3/ 231" "2335" وفي النقل تصرف. 5 في "التقريب" "ص200": "ثقة متقن كان يهم بأخرة" أخرج له الخمسة والبخاري تعليقًا. 6 في الأصل: المدينة، وهو تحريف، والتصحيح من الطبري. 7 ذكر في أواخر الكلام على قوله: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ} . 8 "1/ 79". 9 سيأتي الكلام على الحمس.

وعامر بن صعصعة: ليست الصفا والمروة من شعائر الله، وكان على الصفا صنم يقال له نائلة، وعلى المروة صنم يسمى إسافًا1 في الجاهلية، فقالوا -يعني بعد الإسلام-2: إنه حرج علينا في الطواف بينهما فنزلت. وذكره نحوه الثعلبي عن مقاتل بن حيان: كان الناس تركوا الطواف بين الصفا والمروة إلا الحمس، فسألت الحمس رسول الله صلى الله عليه وسلم: أهو من شعائر الله أم لا؟ فإنه ما كان يطوف بهما غيرنا فنزلت3. 77- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [الآية: 159] . قال الواحدي4: نزلت في علماء الكتاب وكتمانهم آية الرجم وأمر محمد صلى الله عليه وسلم. قلت: ذكره مقاتل بن سليمان أتم من هذا قال5: "إن معاذ بن جبل وسعد بن معاذ وخارجة6 بن زيد سألوا اليهود عن أمر محمد وعن الرجم وغيره فكتموهم، منهم: كعب بن الأشرف وابن صوريا" يعني أمر محمد7، وذكره الماوردي8 فزاد

_ 1 في مقاتل: يقال له: "يساف". 2 الجملة التفسيرية من ابن حجر. 3 يلاحظ أنه ليس في الروايات الواردة هنا ما يدل على توقيت نزول هذه الآية. 4 "ص43". 5 "1/ 80". 6 في الأصل: حارثة وكذلك في المصدر المنقول منه، ولم يُذكر صحابي بهذا الاسم والصواب كما في رواية ابن إسحاق الآتية: خارجة بن زيد، وترجمته في "الإصابة" "1/ 400". 7 كذا في الأصل، ولعله يقصد: فكتموهم أمر محمد. 8 في تفسيره "1/ 178".

فيهم كعب بن أسيد وزيد بن التابوت1. وأخرجه عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة دون ذكر الرجم، وأخرج الطبري2 من طريق محمد بن إسحاق3 بسنده المتكرر إلى ابن عباس قال: سأل معاذ بن جبل أخو بني سلمة، وسعد4 بن معاذ أخو بني عبد الأشهل وخارجة بن زيد أخو بني الحارث بن الخزرج نفرًا من أحبار يهود عما في التوراة فكتموهم إياه وأبوا أن يخبروهم عنه فأنزل الله عز وجل فيهم {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} الآية. ومن طريق الربيع بن أنس قال5: كتموا محمدا وهم يجدونه مكتوبا عندهم حسدا. ومن طريق أسباط عن السدي6: زعموا أن رجلا من اليهود كان له صديق من الأنصار يقال له ثعلبة بن عنمة7 قال له: هل تجدون محمدا عندكم؟ قال: لا. قال8 والبينات هو محمد عليه الصلاة والسلام.

_ 1 سقط هذا الاسم من الأصل واستدركته من "تفسير الماوردي"، وقد كتب في الأصل على نقط "بن" ط! وهذا الرجل مذكور في "سيرة ابن هشام" "1/ 560" وفي أكثر من موضع: رفاعة بن زيد بن التابوت وقد مر في الآية "104". 2 "3/ 249-250" "2370" وعزاه السيوطي في "اللباب" "ص31" إلى ابن أبي حاتم أيضًا. 3 انظر "السيرة" لابن هشام "1/ 551". 4 في الأصل: سعيد وهو تحريف. 5 "3/ 250" "2373". 6 "3/ 251" "2374م" كذا في الطبري ويقصد أن الرقم مكرر. 7 ترجمته في "الإصابة" "1/ 201" "949" وضبطه بـ"بفتح المهملة والنون" وذُكر في "السيرة" لابن هشام في موضعين" "1/ 463-966" بالغين المعجمة وقال المحققون في الموضع الثاني: كذا في أكثر الأصول والاستيعاب، وفي أ: "عنمة بالعين المهملة". 8 أي: السدي.

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية قال: هم أهل الكتاب، كتموا محمدا ونعته، وهم يجدونه مكتوبا عندهم وكتموا ما أنزل الله من أمره وصفته. 78- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّار} [الآية: 161] . قال الطبري1: نزلت2 في الذين جحدوا نبوة محمد وكذبوا، من اليهود والنصارى وغيرهم. وقال مقاتل3: نزلت4 فيمن مات من اليهود على الكفر. 79- قوله ز تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِد} . قال ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: قالت كفار قريش: يا محمد صف أو انسب لنا ربك. فأنزل الله تعالى هذه الآية، وسورة الإخلاص وكذا نقله الواحدي في "الوسيط"5. ومن طريق جويبر عن الضحاك6: كان للمشركين ثلاثمائة وستون صنما يعبدونها من دون الله فبين الله تعالى أنه إله واحد فأنزل هذه الآية.

_ 1 "3/ 261". 2 لم يقل الطبري: "نزلت"، وإنما قال: "يعني تعالى ذكره بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} ، إن الذين حجدوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ... " والفرق بين التعبيرين واضح. 3 "1/ 80". 4 لم يقل مقاتل: "نزلت" وإنما قال: "ثم ذكر مَنْ مات من اليهود على الكفر ... ". 5 انظر الورقة "30أ". 6 لم أجد هذا في "تفسير الطبري" وابن كثير والسيوطي.

80- قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي} الآية 164. أسند الواحدي1 من طريق ابن أبي نجيح عن عطاء قال: لما أنزل الله عز وجل بالمدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِد} قالت كفار قريش بمكة: كيف يسع الناس إله واحد؟ فأنزل الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} حتى بلغ: {لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون} . ومن طريق سعيد بن مسروق2 عن أبي الضحى3 لما نزلت هذه الآية: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِد} تعجب المشركون، وقالوا: إله واحد إن كان صادقا فليأتنا بآية، فأنزل الله تعالى هذه الآية: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض} يعني إلى آخرها. وقد أخرج الطبري الأثرين عن هذين التابعين4 وفي رواية5 له في الأول6 عن عطاء إن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أرنا آية فنزلت. وفي الثاني7 عن أبي الضحى8: جعل المشركون يعجبون [ويقولون] 9: تقول إلهكم إله واحد فآتنا بآية إن

_ 1 "ص43". 2 هو والد سفيان الثوري، ثقة، مات سنة "126" وقيل: بعدها، أخرج عنه الستة، وانظر "التقريب" "ص241" "2393". 3 هو مسلم بن صُبيح -بالتصغير- الهمداني، أبو الضحى الكوفي، العطار، مشهور بكنيته ثقة فاضل، مات سنة "100" أخرج عنه الستة. انظر "التقريب" "ص530" "6632". 4 "3/ 268" "2398" و"269" "2400" وفي ألفاظ الثاني اختلاف. 5 "3/ 269" "2402". 6 أي: في المذكور هنا أولًا. 7 أي: المذكور ثانيًا. 8 "3/ 269" "2401". 9 سقطت من الأصل وكتب الناسخ على "تقول": ط.

كنت من الصادقين. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد أثر أبي الضحى نحوه1. ثم ذكر الطبري2 سببا آخر من طريق أسباط عن السدي قال: قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: غير لنا الصفا ذهبا إن كنت صادقا آية منك3. فأنزل الله {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض} إلى قوله: {لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون} . ومن طريق جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال4: سألت قريش اليهود عما جاء به موسى من الآيات، فحدثوهم بالعصا واليد البيضاء، وسألوا النصارى فحدثوهم أنه كان يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيى الموتى بإذن الله فقالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: ادع الله أن يجعل الصفا ذهبا. فذكر نحو السدي5. قال الطبري6: يجوز أن يكون نزلت في جميع ما ذكر7.

_ 1 عزاه السيوطي في "اللباب" "ص31" إلى سعيد بن منصور والفريابي في "تفسيره" والبيهقي في "شعب الإيمان". ثم قال: "هذا معضل لكن له شاهد" ثم أورده. 2 "3/ 270" "2404" وفي النقل تصرف. 3 في الطبري: أنه منه! 4 "3/ 269" "2403". 5 وفي قول سعيد: "فخلق الله السموات والأرض، واختلاف الليل والنهار، أعظم من أن أجعل لهم الصفا ذهبا ليزدادوا يقينًا". 6 "3/ 270". 7 لم يقل الطبري هذا، وإنما قال كما في "3/ 270": "الصواب من القول في ذلك، أن الله تعالى ذكره نبه عباده على الدلالة على وحدانيته وتفرده بالألوهية، دون كل ما سواه من الأشياء، بهذه الآية. وجائز أن تكون نزلت فيما قاله عطاء، وجائز أن تكون فيما قال سعيد بن جبير وأبو الضحى، ولا خبر عندنا بتصحيح قول أحد الفريقين يقطع العذر، فيجوز أن يقضي أحد لأحد الفريقين بصحة قول على الآخر، وأي القولين كان صحيحًا، فالمراد من الآية ما قلت".

81- قوله ز تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا} . قال مقاتل1: نزلت في مشركي العرب2. 82- قوله ز تعالى: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّار} . أخرج ابن أبي حاتم3 من طريق الأوزاعي: سمعت ثابت بن معبد4 يقول: ما زال أهل النار يأملون الخروج منها حتى نزلت {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّار} 5. 83- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالًا طَيِّبًا} [الآية: 168] . 1- قال الواحدي6: قال الكلبي: نزلت في ثقيف وخزاعة وعامر بن صعصعة حرموا على أنفسهم من7 الحرث والأنعام، وحرموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام8.

_ 1 في تفسيره "1/ 81". 2 لم يقل مقاتل هذا وإنما قال: {وَمِنَ النَّاس} يعني مشركي العرب. 3 ونقله عنه السيوطي في "الدر" "1/ 403". 4 ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" "2/ 169" "2090" وقال: "روى عنه الأوزاعي، منقطع" وانظر "الجرح والتعديل" "2/ 457" و"تهذيب تاريخ ابن عساكر" "3/ 371" و"لسان الميزان" لابن حجر "25/ 79". 5 وهذا -كما ترى- تفسير لا سبب نزول لا سيما إذا لاحظت السياق. 6 "ص43-44". 7 وضع عليها في الأصل: كذا، والنص كذلك في المصدر المنقول منه. 8 انظر معاني هذه الألفاظ في "زاد المسير" لابن الجوزي "2/ 436-440" وقد ذكر في معنى البحيرة أربعة أقوال، وفي معنى كل من السائبة والوصيلة خمسة أقوال، وفي معنى الحام ستة أقوال، ونقلها يطول.

ونقل ابن عطية1 عن النقاش: أنها نزلت في ثقيف وخزاعة وبني الحارث بن كعب2. 2- قال ابن ظفر: ورُوي عن عطاء أنها نزلت في المؤمنين، وقيل في عثمان3 بن مظعون وأصحابه الذين عزموا على الترهب. قلت: وستأتي قصتهم في آية المائدة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُم} 4 وسياق آيات البقرة يدفع ذلك. 84- قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [الآية: 170] . أخرج ابن أبي حاتم5 من طريق ابن إسحاق6 بسنده المتكرر إلى ابن عباس قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود إلى الإسلام ورغبهم فيه وحذرهم الله ونقمته، فقال له رافع بن خارجة ومالك بن عوف: بل نتبع يا محمد ما وجدنا عليه آباءنا فهم كانوا خيرا منا وأعلم. فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك من قولهما: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} الآية.

_ 1 في "المحرر" "2/ 61" والنقاش لم ينقط في الأصل وهو محمد بن الحسن أبو ولد ببغداد سنة "166هـ" وتوفي سنة "251هـ" ومصادر ترجمته كثيرة انظر "تاريخ التراث العربي" لسزكين "1/ 103/ 1". 2 وكذلك قال مقاتل "1/ 82": "نزلت في ثقيف وفي بني عامر بن صعصعة وخزاعة وبني مدلج وعامر والحارث ابني عبد مناة". وانظر "البحر المحيط" "1/ 478". 3 في الأصل: عمر ووضع عليه: ط وهو تحريف. 4 الآية "87" وانظر قصتهم في "زاد المسير" "2/ 410-411". 5 وكذلك الطبري "3/ 305" "2446" وعزاه السيوطي في "الدر" "1/ 405" إلى ابن إسحاق وإليهما والأولى أن يقول: "أخرجه بن إسحاق، وابن جرير وابن أبي حاتم من طريقه". 6 "السيرة" لابن هشام "2/ 552".

85- قوله ز تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الآية: 171] . قال الطبري1: نزلت في اليهود بدليل الآية التي قبلها والآيات التي بعدها. 86- قوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْه} [الآية: 173] . قال عبد بن حميد2: حدثنا يونس3 نا شيبان4 عن قتادة قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم خرج في جيش فلبثوا ثلاثا لا يجدون طعاما فقالوا يا رسول الله: ألا نفتصد؟ قال: "بلى" قال فافتصدوا ثم طبخوا5 حتى أدركوا الطعام. قال: وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث جيشا فلبثوا خمس عشرة ليلة ليس لهم طعام إلا خبط الإبل6، ثم وجدوا حمل البحر ميتا فأكلوا منه شهرا فلما رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك له فقال: "هو رزق رزقكموه الله" 7.

_ 1 "3/ 313-314" وفي النقل طي وحذف كثير. 2 لم ينقله ابن كثير ولا السيوطي. 3 هو يونس بن محمد بن مسلم البغدادي مات سنة "207"، أخرج عنه الستة. انظر "التهذيب" "11/ 447". 4 في الأصل: سفيان وهو تحريف وانظر المقدمة. 5 في الأصل: "اطبخوا" ووضع الناسخ عليه: ط فخذفت الهمزة. 6 قال في "القاموس" مادة خبط "ص857": "الخبط محركة: ورق يُنفض بالمخابط، ويجفف ويطحن ويخلط بدقيق أو غيره ويوخف بالماء، فتوجره الإبل، وكل ورق مخبوط". والمخابط جمع مخبط: العصا، ويوخف، يضرب، وتوجره: تأكله كرهًا. وانظر "النهاية" لابن الأثير "2/ 7". 7 ليس في هذه الرواية ذكر نزول آية.

87- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَاب} [الآية: 174] . قال الواحدي1. قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: نزلت في رؤساء اليهود وعلمائهم، كانوا يصيبون من سلفتهم الهدايا والفضول، وكانوا يرجون أن يكون النبي المبعوث، منهم فلما بعث من غيرهم خافوا ذهاب مأكلتهم، وزوال رئاستهم، فعمدوا إلى صفة محمد صلى الله عليه وسلم فغيروها، ثم أخرجوها إليهم وقالوا: هذا نعت النبي الذي يخرج في آخر الزمان لا يشبه نعت النبي الذي خرج بمكة. فإذا نظرت السفلة إلى النعت المغير وجدوه مخالفا لصفة محمد صلى الله عليه وسلم فلا يتبعونه. انتهى. وقال عبد بن حميد: حدثنا يونس عن شيبان عن قتادة {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} الآية، قال أولئك أهل الكتاب كتموا ما أنزل الله عليهم من الحق والهدى وأمر محمد2. وفي "تفسير سنيد بن داود بسنده"3 عن عطاء4: هم اليهود5 [فيهم] 6 أنزل الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَاب} [والتي في آل عمران {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} ] 6.

_ 1 "ص44" ومن قبله أخرجه الثعلبي. انظر "لباب النقول" "ص32". 2 وروى نحوه الطبري "3/ 327" "2494" عن سعيد عن قتادة. 3 ورواه عنه الطبري "3/ 328" "2497" عن حجاج عن ابن جريج. 4 في الطبري: "عكرمة" بدل "عطاء" وفي "التهذيب" "6/ 402" في ترجمة ابن جري: "روى عن عكرمة وقيل لم يسمع منه" وأميل إلى أنه تحريف وابن جريج حمل تفسير سورتي البقرة وآل عمران عن عطاء بن أبي رباح كما تقدم. 5 وضع عليها في الأصل: ط لما سأذكره. 6 ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، وهو لازم لاستقامة الكلام استدركته من الطبري والخبر فيه: "عن عكرمة: قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُون} والتي في آل عمران {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُون} نزلتا جميعا في اليهود" وابن حجر يتصرف في النقل.

ومن طريق السدي1 قال: هم اليهود كتموا اسم محمد. ومن طريق الربيع بن أنس نحوه وأتم منه2. وفي "تفسير أبي حيان"3: وروي عن ابن عباس قال: إن الملوك سألوا علماءهم قبل المبعث ما الذي تجدون في التوراة؟ فقالوا: نجد أن الله يبعث نبيا من بعد المسيح يقال له محمد يحرم4 الربا والخمر والملاهي وسفك الدم بغير حق. فلما بعث قالت الملوك لليهود: هو هذا؟ -وتحرجوا5 في أموالهم- فقالوا: ليس هو بذاك الذي كنا ننتظره فأعطوهم الأموال فنزلت6. قلت: وهذا ذكره الثعلبي من رواية جويبر عن الضحاك.

_ 1 أي: فيما يرويه الطبري "3/ 328" "2496". 2 أخرجه الطبري "3/ 327-328" "2495" ونصه: "هم أهل الكتاب، كتموا ما أنزل الله عليهم من الحق والإسلام وشأن محمد صلى الله عليه وسلم. وليس في هذه الروايات كلها سبب نزول مباشر. 3 "البحر المحيط" "1/ 491". 4 في "البحر" بتحريم وكلاهما صحيح. 5 وضع عليها في الأصل: ط والتخريج: التضيق كما في "القاموس" "ص235" مادة حرج أي: ضيقوا عليهم في العطاء، وهذا من تصرف المؤلف وليس في البحر الذي بين أيدينا، وفيه: "هذا الذي تجدونه في كتابكم؟ فقالوا -طمعًا في أموال الملوك: ليس هذا بذلك النبي. فأعطاهم الملوك الأموال. فنزلت إكذابًا لهم". 6 وأضاف أبو حيان بعد هذا قائلًا: "وقيل: نزلت في كل كاتم حق، لأخذ عرض، أو إقامة غرض، من مؤمن ويهودي ومشرك ومعطل، وإن صح سبب نزول فهي عامة، والحكم للعموم، وإن كان السبب خاصًّا، وفيتناول من علماء المسلمين من كتم الحق مختارًا لذلك لسبب دنيا يصيبها". وقوله: "إن صح ... " جيد لأن هذا القول الذي أورده عن ابن عباس لا سند له -كما ترى.

88- قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِب} [الآية: 177] . قال الواحدي1: قال قتادة: ذكر لنا أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر، فأنزل الله هذه الآية، قال: وقد كان الرجل قبل الفرائض إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله ثم مات على ذلك وجبت له الجنة فأنزل الله هذه الآية. قلت: أخرجه عبد بن حميد من طريق شيبان، ووصله الطبري2 من طريق سعيد بن أبي عروبة كلاهما عن قتادة بهذا، وقال بعد قوله الآية: قال: فذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا الرجل فتلاها عليه وقد كان الرجل. فذكره إلى قوله: ثم مات على ذلك يرجى له الخير فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} وكانت اليهود توجهت قبل المغرب والنصارى قبل المشرق. وأخرج عبد الرزاق3 عن معمر عن قتادة قال: كانت اليهود تصلي قبل المغرب والنصارى قبل المشرق فنزلت {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} . ووقع في "الكشاف"4. وقيل كثر خوض المسلمين وأهل الكتاب في أمر القبلة فنزلت5.

_ 1 "ص44". 2 "2/ 338" "2519" وفي النقل تصرف يسير. وقد أخرجه ابن المنذر أيضًا. انظر "لباب النقول" "ص32". 3 في تفسيره "ص16" وعنه الطبري "3/ 338" "2518". 4 للزمخشري "1/ 330". 5 ليس فيه: "فنزلت" وإنما فيه: "فقيل: ليس البر العظيم الذي يجب أن تذهلوا بشأنه عن سائر صنوف البر أمر القبلة، ولكن البر الذي يجب الاهتمام به وصرف الهمة بر مَنْ آمن وقام بهذه الأعمال".

ومن طريق أبي جعفر الرازي1 عن الربيع بن أنس مثل الجملة الأخيرة قال: كانت اليهود تصلي قبل المغرب والنصارى قبل المشرق فنزلت هذه الآية. 2- قول ز آخر2: ذكر يحيى بن سلام في "تفسيره": حدثني الفرات بن سلمان عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد عن أبي ذر أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الإيمان؟ فتلا عليه هذه الآية {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} إلى قوله: {الْمُتَّقُونَ} قال: ثم سأله فتلاها ثلاث مرات ثم سأله فقال: إذا عملت حسنة فأحبها قلبك وإذا عملت سيئة أبغضها قلبك. وهذا منقطع بين3 مجاهد وأبي ذر4. وقد أخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن عبد الكريم5. وأخرج ابن المنذر من طريق أبي حمزة6 عن الشعبي حدثتني فاطمة بنت قيس7 أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم: في المال حق سوى الزكاة؟ قالت: فتلا علي

_ 1 أي: فيما يرويه الطبري "3/ 338" "2520". 2 ليس في هذا القول سبب نزول! إلا على تأويل: "فتلا" بـ"فنزل"!. 3 في الأصل: من وهو تحريف. 4 أما الفرات فقد ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" "7/ 129" ولم يذكر فيها جرحًا ولا تعديلًا وذكره الذهبي في "الميزان" "3/ 342" ونقل عن أحمد أنه قال: ثقة وعن ابن عدي: ولم أرهم صرحوا بضعفه، وأرجو أنه لا بأس به، مات سنة "105". وأما عبد الكريم فهو ثقة مر في الآية "94". 5 ونقله عنه ابن كثير "1/ 207" وقال: "هذا منقطع فإن مجاهدًا لم يدرك أبا ذر فإنه مات قديمًا". 6 هناك أكثر من أبي حمزة يروي عن الشعبي، والمقصود هنا أبو حمزة ميمون الأعور وهو كوفي. قال البيهقي في "السنن الكبرى" كتاب "الزكاة" "4/ 84 ": "وقد جرحه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين فمن بعدهما من حفاظ الحديث". وانظر "التقريب" "ص556" "7057". 7 ترجمتها في "الإصابة" "4/ 384" "851" وفيها: "هي التي روت قصة الجساسة بطولها، فانفردت بها مطولة، رواها عنها الشعبي لما قدمت لكوفة على أخيها [الضحاك] وهو أميرها".

{لَيْس البر أن تولوا وجوهكم قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِب} [الآية: 1] . 89- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} الآية 178. قال الواحدي2: قال الشعبي: كان بين حيين من أحياء العرب قتال، وكان لأحد الحيين طول على الآخر، فقالوا: نقتل3 بالعبد منا الحر منكم وبالمرأة الرجل فنزلت هذه الآية. قلت: وصله الطبري4 من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي قال: نزلت في قبيلتين من قبائل العرب اقتتلتا قتالا5 عميَّة6، فقالوا: نقتل بفلان العبد فلان بن فلان، وبفلانة فلان بن فلان، فأنزل الله تبارك وتعالى: {الْحُرُّ بِالْحُر} الآية.

_ 1 قال السيوطي في "الدر" "1/ 416": "أخرج الترمذي [2/ 22] وابن ماجه وابن جرير [2/ 342-343] وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عدي والدارقطني وابن مردويه عن فاطمة بنت قيس قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في المال حق سوى الزكاة"، ثم قرأ {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} الآية. وعزاه الشيخ أحمد إلى الدارمي "1/ 385" والبيهقي في "السنن الكبري" "4/ 84" وانظر بقية كلامه لزامًا وتفسير ابن كثير "1/ 208". 2 "ص44". 3 لم ينقط في الأصل وأثبت ما في الواحدي، ويحتمل: "يُقتل" أيضًا. 4 "3/ 358" "2558". 5 في الطبري: قتال على الإضافة. 6 قال في "القاموس" مادة عمي "ص1695": "والعمية، كغنية ويضم: الغواية واللجاج، والعمية، بالكسر والضم مشددتي الميم والياء: الكبر، أوالضلال، وقتل عميًّا، كرميًّا، لم يدر من قتله"، وانظر "المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث" لأبي موسى المديني "ت581هـ" "2/ 508" وما قاله محمود شاكر في هامش الطبري "وشرح السيوطي على النسائي" "8/ 39" وكذلك حاشية السندي عليه.

وذكر ابن عطية1 عن الشعبي: أن أهل العزة من العرب والمنعة كانوا إذا قتل منهم عبد قتلوا به حرا، وإذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكرا فنزلت الآية في ذلك تسوية بين العباد وإذهابا لأمر الجاهلية. وقال عبد الرزاق2: أنا معمر، وأخرجه عبد بن حميد من رواية شيبان النحوي كلاهما عن قتادة قال: لم يكن دية إنما كان القصاص أو العفو3: فنزلت هذه الآية في قوم كانوا أكثر من غيرهم، فكانوا إذا قتل من الحي الكثير عبد قالوا: لا نقتل بدله إلا حرا. وإذا قتلت منهم امرأة قالوا: لا نقتل إلا رجلا فنزلت. وأخرج الطبري4 من طريق أسباط بن نصر عن السدي في قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاص فِي الْقَتْلَى} الآية: اقتتل أهل مائين5 من العرب، أحدهما مسلم والآخر، معاهد في بعض ما يكون بين العرب من الأمر، فأصلح بينهم النبي صلى الله عليه وسلم. وقد كانوا: [قتلوا] 6 الأحرار والعبيد والنساء على أن ودي7 الحر دية الحر والعبد دية العبد والأنثى دية الأنثى، فقاصهم بعضهم من بعض. ومن طريق عبد الله بن المبارك8 عن سفيان عن السدي عن أبي مالك الغفاري9 قال: كان بين حيين من الأنصار قتال، كان لأحدهما على الآخر الطول،

_ 1 في "المحرر الوجيز" "2/ 84" وفي النقل تصرف. 2 في تفسيره "ص16-17" وأخرجه الطبري عنه "3/ 359" "2560" ونقل الحافظ تصرف. 3 واللفظ عند الطبري. "لم يكن لمن قبلنا دية، إنما هو القتل، أو العفو إلى أهله". 4 "3/ 360" "2563". 5 في الطبري: ملتين. 6 سقطت من الأصل، ووضع الناسخ بعد "كانوا": ط. 7 في الطبري: يؤدي ولعل الأقرب: يودي وكل ذلك جائز. 8 الطبري "3/ 360-361" "2564". 9 هذا البيان من ابن حجر، وأبو مالك غزوان، كوفي مشهور بكنيته، ثقة من الثالثة أخرج عنه البخاري تعليقًا وأبو داود والترمذي والنسائي انظر "التقريب" "ص442" "5354" ولم يذكر اسم أبيه.

فكأنهم طلبوا الفضل فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليصلح بينهم، فنزلت هذه الآية فجعل النبي صلى الله عليه وسلم الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى. ومن طريق أبي جعفر الرازي1 عن الربيع بن أنس قال: حُدثنا عن علي بن أبي طالب أنه كان يقول: أيما حر قتل عبدا فهو به قود، فإن شاء موالي العبد أن يقتلوا الحر قتلوه وقاصوهم ثمن2 العبد من دية الحر، وأدوا إلى أولياء الحر بقية ديته، فإن قتل العبد حرا فهو به قود، فإن شاء أولياء الحر قتلوا العبد. وأخرج ابن أبي حاتم3 من طريق عطاء بن دينار4 عن سعيد بن جبير: أن حيين من العرب اقتتلوا في الجاهلية قبل الإسلام بقليل، فكان بينهم قتل وجراحات حتى قتلوا العبيد والنساء، فلم يأخذ بعضهم من بعض حتى أسلموا، فكان أحد الحيين يتطاول على الآخر في العدد والمال فحلفوا أن لا يرضوا حتى يقتل بالعبد منا5 الحر منهم وبالمرأة منا5 الرجل منهم فنزلت فيهم {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى} وذلك أنهم كانوا لا يقتلون الرجل بالمرأة، ولكن يقتلون الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة، فأنزل الله تعالى: {النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْن} 6 فجعل الأحرار في القصاص سواء فيما بينهم من العمد رجالهم ونساؤهم في النفس وفيما دون

_ 1 "3/ 361-362" "2568". 2 فيه: بثمن. 3 وله وحده عزاه السيوطي في "الدر" "1/ 418" و"اللباب" "ص32" وكذلك نقل عنه المناوي في "الفتح السماوي" "1/ 214". 4 مر ذكره في "الفصل الجامع". 5 سقطت من "الدر". 6 المائدة: "45".

النفس1. وأخرج الطبري2 من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس من قوله: كانوا لا يقتلون الرجل بالمرأة، إلى آخره. وقضية ذلك أن تكون هذه الآية التي في3 البقرة منسوخة بالآية التي في المائدة4 وسيأتي لذلك مزيد بيان هناك إن شاء الله تعالى. وذكر يحيى بن سلام عن الحسن بن دينار5 عن الحسن البصري قال: كان أهل الجاهلية قوما فيهم عز ومنعة، فكان إذا قتل أحد منهم امرأة. فذكر نحو ما تقدم. 90- قوله ز تعالى6: {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَة} . أخرج البخاري7 والنسائي8 من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن مجاهد عن ابن عباس قال: كان في بني إسرائيل القصاص، ولم تكن فيهم الدية فقال الله تعالى لهذه الأمة {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} الآية إلى قوله: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَان} .

_ 1 وتتمة الخبر: "وجعل العبيد مستوين في العمد النفس وما دون النفس، رجالهم ونساؤهم". 2 "3/ 362" "2572". 3 وضع الناسخ فوقه: ط وكذلك فوق "بيان" الآتية. 4 انظر الكلام على ذلك في "نواسخ القرآن" لابن الجوزي "ص56-58" و"فتح الباري" في شرح كتاب الديات "12/ 209". 5 ترجمته في "الميزان" "1/ 487-489". وقد اتفقوا على ضعف حفظه وقال ابن حبان: تركه وكيع وابن المبارك، فأما أحمد ويحيى فكانا يكذبانه ... 6 ليس فيما ذكر سبب نزول فتأمل. 7 في "صحيحه" كتاب التفسير "الفتح" "8/ 176-177" وكتاب الديات "الفتح" "12/ 205" وفي النقل اختصار. 8 في "سننه"، كتاب القسامة "8/ 36-37".

وفي رواية للطبري1 من طريق محمد بن مسلم عن عمرو2: كان من قبلكم يقتلون القاتل بالقتيل، ولا تقبل منهم الدية، فأنزل الله هذه الآية {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَة} يقول: خفف عنكم ما كان على من قبلكم فالذي يقبل الدية ذلك عفو منه. ورواه ورقاء بن عمر عن عمرو عن مجاهد ليس فيه ابن عباس: عند النسائي3، ومن طريق حماد بن سلمة4 عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس: {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَة} فيما5 كان على بني إسرائيل. وأخرجه: يحيى بن سلام عن حماد6 كذلك وعن معلى بن هلال7 عن عمرو بن دينار عن مجاهد به. ومن طريق ابن أبي نجيح8 عن مجاهد عن ابن عباس: كان على بني إسرائيل القصاص في القتلى ليس بينهم دية في نفس ولا جرح، فخفف الله عن أمة محمد فقبل منهم الدية في النفس وفي الجراحة وذلك قوله تعالى: {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَة} .

_ 1 "3/ 374" "2594" وفي النقل تصرف، وهو عند ابن حبان من هذا الطريق انظر "الإحسان" كتاب الديات "13/ 262-363" وقد توسع الشيخ الأرنئوط في تخريجه فانظره. 2 وضع الناسخ عليه رمز الصحة. وعمرو هو ابن دينار المذكور في السند السابق ثقة ثبت انظر "التقريب" "ص421". 3 في "سننه" كتاب القسامة "8/ 37". 4 أي: فيما رواه الطبري "3/ 374" "2595". 5 في الطبري: مما. 6 قد روى عن عمرو الحمادان، انظر "التهذيب" "8/ 29" فلا أعلم من المقصود. 7 قال في "التقريب" "ص541" "6807 ": "اتفق النقاد على تكذيبه". 8 أي: فيما أخرجه الطبري "3/ 374" "2596" وفي النقل اختصار.

ومن طريق سعيد بن أبي عروبة1 عن قتادة {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَة} : رحم الله هذه الأمة أطعمهم الدية وأحلها لهم ولم تحل لأحد قبلهم، فكان أهل التوراة إنما هو قصاص أو عفو ليس بينهما أرش وكان أهل الإنجيل إنما هو عفو أمروا به. فجعل الله لهذه الأمة القود والعفو والدية إن شاءوا، فأحلها لهم ولم تكن لأمة قبلهم. ومن طريق أبي جعفر الرازي2 عن الربيع بن أنس مثله إلا أنه قال شيء، بدل أرش. 91- قوله ز تعالى3: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاة} . قال ابن عطية4: "كانوا في الجاهلية إذا قتل الرجل الآخر حمي القبيلان، وتقاتلوا، وكان في ذلك موت العدد الكثير، فلما شرع الله القصاص قنع الكل به". فذلك قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاة} 5. 92- قوله ز تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُم} . 1- قال مقاتل بن سليمان6: "كبر لبيد الأنصاري7 من بني عبد الأشهل

_ 1 كذلك "3/ 374" وفي تصرف يسير. 2 "3/ 374-375" "2598". 3 كانت هذه الآية قبل الآية "178" فأخرتها إلى موضعها، وهي تقع في الأصل المخطوط في الصفحة "116". 4 في "المحرر الوجيز" "2/ 91" وفي النقل تصرف يسير. 5 ليس في القول سبب نزول، وإنما هو تفسير. 6 في تفسيره "15/ 87". 7 ترجمه في "الإصابة" باختصار "3/ 328" ولم يذكر هذا.

فعجز عن الصوم فقال للنبي صلى الله عليه وسلم ما على مَنْ عجز عن الصوم؟ فأنزل الله عز وجل {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُم} إلى قوله: {أَيَّامًا مَعْدُودَات} [الآية: 1] . 2- قول آخر2 قال المسعودي وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فصام عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر ثم أنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} إلى قوله: {فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين} فكان من شاء صام ومن شاء أطعم مسكينًا فأجزأ ذلك عنه ثم إن الله عز وجل أنزل الآية الأخرى {شَهْرُ رَمَضَان} إلى قوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه} فأثبت الله صيامه على المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر وثبت الإطعام للكبير الذي يطيق الصيام. أخرجه أحمد وأبو داود والطبري3، والمسعودي صدوق لكنه اختلط4 وقد خالفه شعبه فرواه عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى قال: حدثنا أصحابنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم عليهم أمرهم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر تطوعا غير فريضة، ثم نزل

_ 1 تتمة الآية {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} ولكي يرتبط ما نقله بالآية لا بد من حمل قوله تعالى: {يُطِيقُونَه} على عدم الاستطاعة. 2 ليس في هذا القول سبب نزول! 3 "مسند أحمد" "5/ 246-247"، و"سنن أبي داود" كتاب الصلاة باب كيف الآذان "1/ 140" و"تفسير الطبري" "3/ 414" "2729" وكذلك الحاكم في "المستدرك" "2/ 274" وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. 4 انظر "التهذيب" "6/ 210" وكتاب "الاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط" لسبط ابن العجمي "ص75" "66".

شهر رمضان1 وهذا أصح من رواية المسعودي. قال الطبري2: لم يأت في خبر تقوم بمثله الحجة أن صوما فرض على أهل الإسلام قبل شهر رمضان ثم نسخ بصوم شهر رمضان. كذا قال ويشكل عليه حديث قيس بن سعد بن عبادة أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام عاشوراء قبل أن ينزل رمضان، الحديث. وفي لفظ كنا نصوم عاشوراء، الحديث أخرجه النسائي وسنده قوي3، وليس بسط ذلك من غرض هذا الكتاب4.

_ 1 رواه الطبري "3/ 415" "2731" وهذا لفظه، وأبو داود في "السنن" كتاب الصلاة باب كيف الأذان. "1/ 138-139". ورواه البخاري رواية معلقة بصيغة الجزم في كتاب الصوم باب {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ} فقال: "قال ابن نمير حدثنا الأعمش حدثنا عمرو بن مرة حدثنا ابن أبي ليلى حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نزل رمضان فشق عليهم، فكان من أطعم كل يوم مسكينًا ترك الصوم ممن يطيقه، ورخص لهم في ذلك، فنسختها {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} ، فأمروا بالصوم. قال الحافظ في "الفتح" "4/ 188": "وصله أبو نعيم في المستخرج والبيهقي من طريقه.. وهذا الحديث أخرجه أبو داود من طريق شعبة والمسعودي عن الأعمش مطولًا في الآذان والقبلة والصيام واختلف في إسناده اختلافًا كثيرًا، وطريق ابن نمير هذه أرجحها". 2 "3/ 417" وفي النقل تصرف زيادة ونقصًا. 3 روى اللفظ الأول في "السنن الكبرى" في كتاب الصوم عن إسحاق بن إبراهيم، عن وكيع بن سفيان عن سلمة بن كهيل، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي عمار به كنا في "تحفة الأشراف" "8/ 289". وروى اللفظ الثاني في "السنن الصغرى" في كتاب الزكاة باب فرض صدقة الفطر قبل نزول الزكاة "5/ 49" وفي "الكبرى" في الصوم كما في "تحفة الأشراف" "8/ 286". قال السندي في حاشيته "8/ 50": "قال الحافظ ابن حجر: وتعقب بأن في إسناده راويًا مجهولًا". قلت: وهذا سبق نظر فقد نقل ما أورده السيوطي في شرحه "زهر الربا"، وفاته أن كلام السيوطي على حديث آخر. 4 انظر بحثًا مفصلًا عن صيام يوم عاشوراء في "زاد المعاد في هدي خير العباد" لابن القيم "66-77/ 2".

93- قوله ز تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَة} [الآية: 148] . أخرج البخاري ومسلم1 من حديث سلمة بن الأكوع2 قال: لما نزلت {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} كان من أراد أن يفطر يفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها3. وأخرج الطبري من طريق السدي عن مرة عن ابن مسعود: لما نزلت {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} كان مَنْ شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكينا فكانوا كذلك حتى نسختها {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه} 4. وأخرج ابن مردويه من طريق محمد5 بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن عطاء قال: قال ابن عباس، فذكره نحوه، وقال في روايته: ثم نزلت هذه الآية فنسختها إلا في الشيخ الفاني فإنه إن شاء أطعم عن كل يوم مسكينا وأفطر6.

_ 1 صحيح البخاري" كتاب "التفسير" باب فمن شهد منكم الشهر فليصمه "الفتح" "8/ 181" و"صحيح مسلم" كتاب "الصيام" باب بيان نسخ قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ} "2/ 802". 2 ترجمته في "الإصابة" "3/ 66". 3 وأخرجه الطبري في "التفسير" "2/ 423" "2747" وذكره السيوطي في "الدر" "1/ 431" وعزاه إلى الدارمي وأبي داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة وأبي عوانة وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس والطبراني والحاكم والبيهقي في "سننه". 4 لم أجده في "تفسيره الطبري"، وذكره ابن كثير "1/ 215" عن السدي ولم ينسبه إلى أحد ولم يذكره السيوطي في "الدر" فالله أعلم. 5 قال في "التقريب" "ص493": "صدوق سيئ الحفظ جدًّا". وقد أورده ابن كثير متنًا وسندًا "1/ 215". 6 ليس فيما ذكر هنا سبب نزول لهذه الآية ولا للتي بعدها فتأمل، أما ما سيأتي في الآية الآتية فنعم.

94- قوله ز تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه} . قال عبد بن حميد: حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا وهيب بن خالد، عن ابن شبرمة -هو عبد الله- عن الشعبي قال: لما نزلت {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين} أفطر الأغنياء وأطعموا، وحصل الصوم على الفقراء، فأنزل الله عز وجل {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه} وهذا مرسل صحيح السند. وأخرج أيضا من طريق محمد بن سيرين عن عبيدة بن عمرو في قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَه فِدْيَة} قال: نسختها الآية التي تليها. وهذا أيضا مرسل وسنده معدود في أصح الأسانيد1. 95- قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر} . أخرج الطبري2 من طريق خيثمة عن أنس أنه سأله عن الصوم في السفر، فقال: قد أمرت غلامي أن يصوم فأبى، قلت فأين قول الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ} فقال: نزلت ونحن يومئذ نرتحل جياعا، وننزل على غير شبع ونحن اليوم نرتحل شباعا وننزل على شبع3.

_ 1 انظر في هذه المسألة "علوم الحديث" لابن الصلاح "ص12" و"الموقظة" للذهبي "ص24-26"، و"فتح الباري" "1/ 277، 504، 3/ 11، 210، 403، 4/ 236، 317، 10/ 32". ملاحظة: أفدت هذا التتبع من كتاب "توجيه القاري إلى القواعد والفوائد الأصولية والحديثية والإسنادية في فتح الباري" جمعه ورتبه حافظ ثناء الله الزاهدي "للحافظ "ص161-163". وانظر كذلك "النكت على ابن الصلاح" للحافظ "1/ 247-262" و"قواعد التحديث" للقاسمي "ص80-81". 2 "3/ 466" "2872". 3 موقوف، وخيثمة هو ابن أبي خيثمة البصرى قال في "التقريب": "197" "لين الحديث" ورجح أحمد شاكر في تخريج الطبري أنه ثقة وهذا الخبر ذكره السيوطي "1/ 461" وزاد نسبته إلى عبد الحميد والنسائي، قال أحمد شاكر: "ولم أجده في النسائي ولعله في "السنن الكبرى"، قلت: عزاه في "التحفة" "1/ 217" إلى كتاب "التفسير" وهو فيه "ص16" الرقم "40"، وهو تفسير وليس بسبب نزول.

96- قوله ز تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيب} [الآية: 186] . 1- قال عبد الرزاق في "تفسيره"1: أخبرنا جعفر بن سليمان عن عوف عن الحسن قال: سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أين ربنا؟ فأنزل الله عز وجل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَان} 2. 2- قول آخر أخرج الفريابي3 من طريق ابن جريج عن عطاء أنه بلغه لما نزلت {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم} 4 قال الناس: لو نعلم أي ساعة ندعو فنزلت {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيب} الآية. 3- قول ثالث أخرج الطبري5 وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق الصلب بن حكيم6 بن معاوية بن حيدة القشيري7.

_ 1 أخرجه عنه الطبري "3/ 481" "2905". ولم أجده في "تفسيره" وكذلك من قبلي أحمد شاكر: "لم أجده في تفسير عبد الرزاق. فلعله. موضوع آخر من كتبه". فهل نقله ابن حجر من تفسيره مباشرة أم اعتمد على رواية الطبري عنه؟ والله أعلم. 2 قال أحمد شاكر: "الإسناد صحيح إلى الحسن. ولكن الحديث ضعيف؛ لأنه مرسل، لم يسنده الحسن عن أحد الصحابة". وقال السيوطي في "اللباب" "ص33": "مرسل وله طريق أخرى ". 3 وكذلك الطبري "3/ 482" "2906-2908" وعليه اقتصر السيوطي في "اللباب" "ص33". 4 سورة غافر الآية "60" وهي سورة مكية. انظر "زاد المسير" "7/ 205" والخبر هنا يقتضى أن هذه الآية منها مدنية ولكنه بلاغ لا يمكن أن يعتمد في أمر كهذا!! وكان يحسن من الحافظ لو توقف عنده! 5 "3/ 480" "2904" وكذلك ابن مردويه كما في "اللباب" للسيوطي "ص32" و"الفتح السماوي للمناوي "1/ 224". 6 وضع الناسخ عليه إشارة لحق في الهامش:*. 7 لم يرفع الطبري نسبه فوق أبيه، وليس تحت يدي تفسيرا ابن أبي حاتم وأبي الشيخ لأتأكد من ذلك أيضا. وقد نقله ابن كثير "1/ 218" عن ابن أبي حاتم فرفعه كما هنا، وهو فيه وفي "زاد المسير" "179/ 1": "الصلت"، وقال السيوطي "1/ 469": "أخرج ابن جرير والبغوي في معجمه وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق الصلت بن حكيم عن رجل من الأنصار عن أبيه عن جده" وهذا مغاير لابن جرير وابن كثير، وقد خطأ أحمد شاكر السيوطي لورود عبارة "عن رجل من الأنصار" وهذا خطأ منه فالعبارة مروية وهي في "المؤتلف" للدارقطني "3/ 1435" وتابع أحمد شاكر محقق "الفتح السماوي" "1/ 224-225" فوهم!

-وهو أخو بهز1 بن حكيم- عن أبيه عن جده أن أعرابيا قال: يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله عز وجل {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيب} إلى قوله: {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} وفي سنده ضعيف2 والصلب بضم المهملة وسكون اللام وبعدها موحدة3. وذكر ابن ظفر عن الضحاك قال سأل بعض الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه4. 4- قول رابع أخرج الطبري5 من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال:

_ 1 ومثل هذا قاله ابن حجر في كتابه "لسان الميزان" في باب الصلت "3/ 195" ولكنه قال في "تبصير المنتبه" "3/ 839": "وقيل: إن الصلب بن حكيم، المتقدم ذكره، أخو بهز بن حكيم، لا يصح". 2 في "التوضيح لابن ناصر الدين "2/ 233" عن هذا الحديث: "في سنده اضطراب". 3 قال الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي "ت409هـ" في كتابه "المؤتلف والمختلف" "ص79": "وصُلب -بالباء معجمة من تحتها وضم الصاد- صلب بن حكيم عن أبيه عن جده ... " وكذلك قال الذهبي في "المشتبه" "ص316" وقال: "يشتبه بالصلت بن حكيم" وفي هامشه نقلًا عن هامش إحدى مخطوطاته: "قال الخطيب: قيل إنه أخ لبهز بن حكيم، ولا يصح". وانظر "الإكمال" "5/ 196" و"المؤتلف والمختلف" للدارقطني "3/ 1435" و"التوضيح" لابن ناصر الدين "2/ 233". 4 قال السيوطي "1/ 469-470": "أخرج سفيان بن عيينة في تفسيره، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد من طريق سفيان عن أبي قال: المسلمون" فذكره نحوه أيضًا. 5 "3/ 483" "2912".

ذُكر لنا أنه لما أنزل الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم} قال رجل: كيف ندعو يا نبي الله؟ فأنزل الله عز وجل {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيب} 1. 5- قول خامس قال مقاتل بن سليمان في "تفسيره"2: اعترف رجال من المسلمين أنهم كانوا يأتون نساءهم بعد أن يناموا في الصيام فقالوا: ما توبتنا؟ فنزلت {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيب} هكذا في تفسيره مختصرا، وذكره ابن ظفر عنه مطولا ذكر فيه القصة الآتية عن عمر بن الخطاب وعن صرمة بن أنس أبي قيس3. قلت: وهذا يستلزم أن هذه الآية مؤخرة في النزول، وإن كانت متقدمة في التلاوة4. 6- قول سادس ذكره الماوردي5 ونسبه لابن الكلبي، ونسبه غيره لابن عباس6 فكأنه عن الكلبي عن أبي صالح: أن يهود المدينة قالوا للنبي صلى الله وسلم: كيف يسمع ربنا دعاءنا وأنت تزعم أن بيننا وبين السماء خمسمائة عام7 وإن غلظ كل سماء خمسمائة عام8.

_ 1 انظر ما علقته على القول الثاني. 2 "1/ 89-90" والنقل بالمعنى. 3 وهو كذلك في "تفسير مقاتل" المطبوع مطولًا! 4 مثل هذا الأمر لا يمكن الاعتماد فيه على قول بلا سند! 5 لم أجده في تفسيره "1/ 202-203" وقد ذكر أربعة أقوال في سبب نزول هذه الآية. 6 انظر "زاد المسير" "1/ 189" وفيه: رواه أبو صالح عن ابن عباس. 7 إلى هنا ينتهي ما في "زاد المسير". 8 هنا في الأصل نصف سطر فارغ وكتب الناسخ "كذا".

97- قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [الآية: 187] . قال الواحدي1: قال ابن عباس في رواية الوالبي: وذلك أن المسلمين كانوا في شهر رمضان إذا صلوا العشاء حرم عليهم النساء والطعام إلى مثلها من القابلة، ثم إن ناسا من المسلمين أصابوا من الطعام والنساء في شهر رمضان بعد العشاء، منهم عمر بن الخطاب، فشكوا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل هذه الآية. قلت: الوالبي هو علي بن أبي طلحة. وقد وصل حديثه الطبري2 وابن أبي حاتم وغيرهما وعندهم فأنزل الله {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} و3 أخرجه الطبري. قال ابن عطية4 حكى النحاس5 ومكي6: أن عمر نام ثم وقع بامرأته، وهذا عندي بعيد على عمر. قلت: ذكره ابن كثير7 من طريق موسى بن عقبة عن

_ 1 "ص45". 2 "3/ 496" "2940". 3 وضع الناسخ هنا: ط وفي آخر "الطبري" إلى واستشكاله -كما هو ظاهر- واضح، ولعل الصواب حذف ذلك. 4 "المحرر الوجيز" "2/ 122". 5 هو أبو جعفر، أشهر من أن يعرف به وقد سقط من كتابه "معاني القرآن" تفسير الآية "18" إلى الآية "189"، وهذا القول من ضمن الساقط. 6 هو الإمام الكبير مكي بن أبي طالب العبسي، من علماء القرآن المشاهير توفي سنة "437". انظر ترجمته في "طبقات المفسرين" للداودي "2/ 337" وهي مكررة للترجمة السابقة في "2/ 331" وقد جاءت وفاته فيها في سنة "407" وهو خطأ نشأ من سقوط "ثلاثين". 7 "في تفسيره "1/ 220".

كريب1 عن ابن عباس وهذا سند صحيح، ولفظه: إن الناس كانوا قبل أن ينزل في الصوم ما نزل يأكلون ويشربون ويحل لهم شأن النساء، فإذا نام أحدهم لم يطعم ولم يشرب، ولا يأتي أهله حتى يفطر من القابلة فبلغنا أن عمر بن الخطاب بعد ما نام، ووجب عليه الصوم وقع على أهله ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أشكو إلى الله وإليك الذي صنعت قال: وماذا صنعت؟ قال: إني سولت لي نفسي فوقعت على أهلي بعدما نمت وأنا أريد الصوم فزعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما كنت خليقا أن تفعل. فنزل الكتاب {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُم} . ولهذه القصة طرق عن ابن عباس في بعضها أن امرأة عمر هي التي نامت2. فمنها3: ما أخرجه أبو داود4 من طريق يزيد النحوي5 عن عكرمة عن ابن عباس قال كان الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلوا العشاء6 حرم عليهم الطعام

_ 1 هو مولى ابن عباس، ثقة مات سنة "98" أخرج حديثه الستة. انظر "التقريب" "ص461" "5638". 2 في الأصل: "قالت" وهو عندي تحريف، والصواب ما أثبت، وقوله "نامت" هذا في بعض الطرق لكن ليس عن ابن عباس انظر الطبري "2941" وسينقله المؤلف في كلامه الآتي. ولعل الذي أدى إلى هذا الوهم متابعة المؤلف لقول ابن عطية في "المحرر" "2/ 121": "سبب هذه الآية فيما قال ابن عباس، وغيره: أن جماعة من المسلمين اختانوا أنفسهم، وأصابوا النساء بعد النوم أو بعد صلاة العشاء. على الخلاف. منهم عمر بن الخطاب جاء إلى امرأته فأرادها فقالت له: قد نمت فظن أنها تعتل فوقع عليها، ثم تحقق أنها قد كانت نامت". 3 ظاهر كلامه أنه سيورد الطرق إلى ابن عباس لا غير ولكنه أورد عنه وعن غيره وعن عكرمة مرسلًا!! 4 "السنن"، أول كتاب الصوم "1/ 295". 5 رواه عنه علي بن حسين بن واقد عن أبيه، وعلي ضعيف كما مر في تعليقي على سورة الفاتحة. 6 في "السنن": العتمة.

والشراب والنساء، وصاموا إلى القابلة، فاختان رجل نفسه فجامع امرأته، وقد صلى العشاء ولم يفطر، فأراد الله أن يجعل ذلك يسرا لمن بقي ورخصة1 فقال: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُم} فكان هذا مما نفع الله به الناس ورخص لهم بسببه2. وأخرجه سنيد بن داود من وجه آخر عن عكرمة مرسلا3 وفيه تسمية الرجل أبو قيس [بن] 4 صرمة5. ومنها: ما أخرجه عبد الرزاق6 عن معمر عن إسماعيل بن شروس7 عن عكرمة عن رجل قد سماه8 من الأنصار جاء ليلة وهو صائم فقالت له امرأته: لا تنم حتى أصنع لك طعاما فجاءت وهو نائم9 فقالت: نمت والله! قال: لا والله ما نمت، قالت: بلى والله، فلم يأكل تلك الليلة وأصبح صائما فغشي10 عليه فنزلت الرخصة

_ 1 فيها كذلك: ومنفعة. 2 فيها: ورخص لهم ويسر. 3 أخرجه عنه الطبري "3/ 503" "2951". 4 سقطت من الأصل واستدركتها من الطبري. 5 بكسر الصاد المهملة وسكوت الراء "الفتح" "4/ 130". 6 في تفسيره "ص19" وأخرجه عنه الطبري "3/ 500" "2946". 7 وضع الناسخ فوقه: "ط" وهو في الأصل دون تنقيط، قال الشيخ أحمد شاكر: و"شروس": من الأسماء النادرة، ولم أجد نصًّا على ضبطه، إلا أنه ضبط بالقلم في "تفسير عبد الرزاق" بفتحة فوق الشين المعجمة وضمة فوق الراء وكسرتين تحت السين المهملة في آخره. ونقل الشيخ عبد الرحمن اليماني هذا الضبط عن إحدى نسخ "التاريخ الكبير"، وإن بهامش نسخة أخرى مضبوطة بفتحة فوق الشين، وأخرى فوق الواو مع سكون فوق الراء، وانظر عن إسماعيل "الطبقات" لابن سعد "5/ 397" و"التاريخ الكبير" 1/ 359" و"الجرح والتعديل" "1/ 177" و"لسان الميزان" "1/ 411" وقد تحرف فيه: "كان يثبج الحديث" إلى "يضع"!! 8 في تفسير عبد الرزاق زيادة: فنسيه. 9 النص في عبد الرزاق: فنام فجاءت فقالت. 10 في عبد الرزاق: يغشى عليه، ولكنه في الطبري كما هنا.

ومنها: عن العوفي عنه: ولفظه في قوله تعالى: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُم} يعني بذلك الذي فعل عمر بن الخطاب فأنزل الله عفوه فقال: {فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُم} أخرجه ابن أبي حاتم1، وأخرجه الطبري2 مطولا وأوله: "كان الناس أول ما أسلموا إذا صام أحدهم" الحديث وفيه: وإن عمر بينما هو نائم إذ سولت له نفسه فأتى أهله فلما اغتسل أخذ يبكي ويلوم نفسه ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أعتذر إلى الله وإليك من نفسي فإنها زينت لي فهل تجد لي من رخصة. فقال: "لم تكن بذلك حقيقا يا عمر". فلما بلغ بيته أرسل إليه فأتاه فعذره3 في آية من القرآن، وأمره الله أن يضعها في المائة4 الوسطى من البقرة. وأخرج الطبري5 أيضا من طريق حماد بن سلمة عن ثابت: أن عمر واقع أهله ليلة في رمضان فاشتد ذلك عليه فأنزل الله {أُحِلَّ لَكُم} الآية6. ولها طرق أخرى عن غير ابن عباس: منها: ما أخرجه أحمد وأبو داود من حديث معاذ بن جبل عن المسعودي بسنده الماضي قريبا قال فيه7: وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا، فإذا

_ 1 مرسل ورجاله ثقات. انظر ما قاله أحمد شاكر في المصدر المذكور آنفًا. 2 "3/ 497-498" "2943" وفي النقل اختصار. 3 في الطبري: فأنبأه بعذره وكلاهما صحيح ولكن لا بد أن الراوي قال لفظًا ثم اختلف الرسم. 4 رسمت في الأصل هكذا: المات. 5 "3/ 497" "2942". 6 قال الشيخ أحمد شاكر "ثابت هو البناني، تابعي ثقة، ولكنه يروي عن صغار الصحابة كأنس، وابن الزبير وابن عمر، لم يدرك أن يروي عن عمر بن الخطاب. فهذا إسناد منقطع، ضعيف لذلك". 7 كما في "مسند أحمد" "5/ 247" وانظر الكلام في الآية "183".

ناموا امتنعوا، ثم إن رجلا من الأنصار يقال له "صرمة" كان يعمل صائما حتى أمسى، فجاء إلى أهله فصلى العشاء ثم نام فلم يأكل ولم يشرب حتى أصبح، فأصبح صائما، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جهد جهدا شديدا، فقال: "ما لي أراك جهدت جهدا شديدا؟ " قال: يا رسول الله إني عملت أمس فجئت حين جئت فألقيت نفسي فنمت فأصبحت حين أصبحت صائما. قال: وكان عمر أصاب من النساء1 بعدما نام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك فأنزل الله عز وجل: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُم} إلى قوله: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْل} . وأخرجه [الطبري] 2 أيضا من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى مرسلا. ومن طريق3 حصين بن عبد الرحمن [عن عبد الرحمن] 4 بن أبي ليلى مرسلا وقال فيه: فجاء شيخ من الأنصار يقال له صرمة بن مالك5. وأخرجه أحمد6 والطبري7 وابن أبي حاتم من طريق قيس بن

_ 1 في المسند هنا: من جارية أو من حرة. 2 سقط من الأصل وزدته ليتصل الكلام انظر "تفسير الطبري" "3/ 493" "2935". 3 "3/ 494" "2936" ووصفه الحافظ في "الإصابة" "2/ 183" بأنه صحيح الإسناد. 4 سقطت من الأصل. 5 وأخرجه كذلك من طريق ابن أبي ليلى عن معاذ بن جبل برقم "2937" قال السيوطي في "اللباب" "ص34" نقلًا دون عزو عن "فتح الباري" "8/ 182"، "هذا الحديث مشهور عن ابن أبي ليلى لكنه لم يسمع من معاذ وله شواهد"، فهذا الطريق منقطع. 6 لم أجده في مسند أبي هريرة من "مسند أحمد" "2/ 228-541"! 7 لم أجده في تفسيره، ولكن السيوطي نسبه إليه كذلك "1/ 476" ولم ينسبه إلى أحد غيره، ومن قبله ذكره ابن كثير "1/ 220" مبتدئًا بقوله: "وقال سعيد بن أبي عروبة عن قيس بن سعد" ولم يذكر من خرجه قال الشيخ أحمد شاكر "3/ 498" و"الظاهر من تتبع صنيعه أنه نقله عن الطبري أيضًا، ولم نجده في الطبري، فأما سقط الناسخين، وأما هو في موضع آخر من الطبري لم تصل إلينا معرفته. فرأينا إثباته تمامًا للفائدة وحفظًا لما ينسب لهذا التفسير العظيم" وبعد أن أورده -وهو أطول مما هنا- قال: فهذا إسناد صحيح، أما ما وراء سعيد بن أبي عروبة، فلا ندري ما حاله حتى نعرف رواته". وعزو ابن حجر هذا الحديث للطبري يؤكد وجوده فيه والله أعلم.

سعد1 عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة في قول الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُم} إلى قوله: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْل} قال: كان المسلمون -قبل أن تنزل هذه الآية- إذا صلوا العشاء الآخرة حرم عليهم الطعام والشراب والنساء حتى يفطروا وأن عمر بن الخطاب أصاب أهله بعد صلاة العشاء، وأن صرمة بن قيس الأنصاري غلبته عينه بعد صلاة المغرب فنام فلم يشبع من الطعام ولم يستيقظ حتى صلى الرسول صلى الله عليه وسلم العشاء، فقام فأكل وشرب، فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فأنزل عند ذلك {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُم} إلى قوله: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْل} فكان ذلك عفوا من الله ورحمة. كذا جاء في هذه الرواية أن صرمة بن قيس أكل وشرب بعد ما نام، والذي تقدم أصح أنه امتنع فجهد فنزلت. وأخرج الطبري2 من طريق عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه3 قال: كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام، حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد فرجع عمر بن الخطاب من عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وقد سمر عنده فوجد امرأته قد نامت فأرادها فقالت: إني قد نمت قال: ما نمت! ثم وقع بها. وصنع كعب بن مالك مثل ذلك، فغدا عمر بن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأنزل الله تعالى: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُم} الآية وأخرجه ابن أبي حاتم4 وفي سنده عندهما ابن لهيعة5، وحديثه يكتب في المتابعات.

_ 1 ثقة انظر "التهذيب" "8/ 397". 2 "3/ 496" "2941" وكذلك الإمام أحمد "3/ 460" وابن أبي حاتم كما في "اللباب" "ص34" وابن المنذر كما في "الدر" المنثور" "1/ 475" وانظر "مرويات الإمام أحمد في التفسير" "1/ 136". 3 مر ذكره في الآية "109". 4 عزاه له السيوطي في "الدر" "1/ 475" وقال بسند حسن. قال أحمد شاكر "3/ 497": "وإنما حسن إسناده من أجل ابن لهيهعة -فيما أرجح- وعندي أنه إسنادي صحيح". 45 مر ذكره في "الفصل الجامع".

ثم أسند الواحدي1 من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة حدثني أبي و2 غيره عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: كان المسلمون إذا أفطروا يأكلون ويشربون ويمسون النساء ما لم يناموا، فإذا ناموا لم يفعلوا شيئا من ذلك إلى مثلها وأن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما، فأتى أهله عند الإفطار فانطلقت امرأته تطلب شيئا وغلبته عينه فنام، فلما انتصف النهار من غد غشي عليه قال: وأتى عمر امرأته وقد نامت، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُم} إلى قوله: {مِنَ الْفَجْر} ففرح المسلمون3. ثم أسند أيضا4 من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء: كان أصحاب محمد إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يطعم لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وأن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما. فذكر نحوه ولم يذكر قصة عمر وفي آخره: فأنزلت هذه الآية {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُم} ففرحوا بها فرحا شديدا. قال: رواه البخاري عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل وهو كما قال5.

_ 1 "ص45". 2 كتب الناسخ هنا "كذا" وفي الهامش كلمة ذهبت في التصوير، وعلى أية حال فالسند سليم. 3 في السند زكريا بن أبي زائدة ثقة كان يدلس وسماعه من أبي إسحاق السبيعي بأخرة "التقريب" "216" وكان أبو إسحاق قد اختلط بأخرة "التقريب" "423" ولعل ابنه قرن به غيره لهذا السبب، والحديث صحيح كما سيأتي. 4 أي: الواحدي "ص45-46". 5 "صحيح البخاري" كتاب "الصوم" باب قول الله: {أُحِلَّ لَكُمْ} "الفتح" "4/ 129" ورواه من طريق آخر عن أبي إسحاق عن البراء في كتاب التفسير "الفتح" "8/ 181". ومن قبله الإمام أحمد من طريق أسود بن عامر وأبي أحمد الزبيري "4/ 295".

وأخرجه الإسماعيلي1 من وجه آخر عن عبيد الله بن موسى فقال عن إسرائيل وزهير كلاهما عن أبي إسحاق وأخرجه أيضا أبو داود2 من وجه آخر عن إسرائيل وقال في روايته: إن صرمة بن قيس. وأخرجه النسائي من رواية زهير وقال في روايته: ونزلت في أبي قيس بن عمرو3. وأخرج الطبري4 أيضا من طريق السدي قال: كتب على النصارى صيام رمضان وكتب عليهم أن لا يأكلوا ولا يشربوا ولا ينكحوا النساء في رمضان بعد النوم5 وكتب على المسلمين6 كما كتب على النصارى فلم يزل المسلمون7 حتى أقبل رجل من الأنصار يقال له أبو قيس بن صرمة وكان يعمل في حيطان المدينة بالأجرة فأتى أهله بتمر فقال [لامرأته] 8: استبدلي لي بهذا طحينا فاجعليه سخينة9 لعلي آكله فإن التمر قد أحرق جوفي. فانقلبت فاستبدلت له ثم صنعته فأبطأت عليه فنام فجاءت فأيقظته فكره أن

_ 1 هو الإمام الحافظ الحجة الفقية أبو بكر أحمد بن إبراهيم الجرجاني الشافعي ولد سنة "277" ومات سنة "371" له "المستخرج على صحيح البخاري" أربع مجلدات وغير ذلك انظر ترجمته في "السير" للذهبي "16/ 292-296". 2 "السنن" كتاب الصوم "2/ 295"، وكذلك الترمذي انظر "الجامع"، كتاب التفسير "5/ 194". 3 "سنن النسائي" كتاب الصيام، تأويل قول الله: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا} "4/ 147" وذكره السيوطي "1/ 475" وزاد نسبته إلى وكيع وعبد بن حميد، والنحاس في "ناسخه"، وابن المنذر، والبيهقي في "السنن". 4 "3/ 501-502" "2949" وكان قد ذكره باختصار في "3/ 411" "2721" وفي النقل هنا تصرف. 5 قيد "بعد النوم" ليس في الطبري في الموضعين. 6 في الطبري: المؤمنين. 7 في الطبري: "المسلمون على ذلك يصنعون كما تصنع النصارى". 8 سقطت من الأصل.

يعصي الله فأبى أن يأكل فأصبح صائما فرآه النبي صلى الله عليه وسلم بالعشي، فقال: "ما لك يا أبا 1 قيس؟ " فقص عليه القصة. وكان عمر وقع على جارية له -في ناس من المسلمين2 لم يملكوا أنفسهم- فلما سمع كلام أبي قيس رهب أن ينزل فيه شيء فبادر واعتذر3 وتكلم أولئك الناس فنسخ الله تعالى ذلك عنهم ونزلت {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُم} إلى قوله {مِنَ الْفَجْر} . ثم أسند الواحدي4 من طريق إسحاق بن أبي فروة عن الزهري أنه حدثه عن القاسم بن محمد [قال] 5: إن بدء الصوم: كان يصوم الرجل من عشاء إلى عشاء، فإذا نام لم يصل إلى أهله بعد ذلك ولم يأكل ولم يشرب حتى جاء عمر إلى امرأته فقالت: إني قد نمت فوقع بها، وأمسى صرمة بن قيس6 صائما فنام قبل أن يفطر فأصبح فكاد الصوم يقتله7 فأنزل الله تعالى الرخصة قال: {فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} . وهذا الحديث مع إرساله ضعيف السند من أجل إسحاق بن أبي فروة8،

_ 1 في الأصل: يابا وهو فيه كثير. 2 في الطبري: المؤمنين. 3 وضع الناسخ في أولها وآخرها رمز الصحة والعبارة في الطبري: "رهب أن ينزل في أبي قيس شيء، فتذكر هو، فقال واعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أعوذ بالله، إني وقعت على جاريتي! ولم أملك نفسي البارحة! فلما تكلم عمر، تكلم أولئك الناس ... ". 4 "ص46". 5 زيادة في الواحدي. 6 في الواحدي: أنس. 7 في الواحدي: وكاد الصوم يقتلهم. 8 قال الحافظ في "التهذيب" "1/ 242": "قال الخليلي في الإرشاد: ضعفوه جدًّا، وتكلم فيه مالك والشافعي وتركاه، وقال البزار: ضعيف، وذكره ابن الجاورد والعقيلي والدولابي وأبو العرب والساجي وابن شاهين في "الضعفاء"، وزاد الساجي: ضعيف الحديث ليس بحجة، وقال أبو حاتم ابن حبان في "الضعفاء": يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل".

ولولا أني التزمت أن استوعب ما أورده الواحدي لاستغنيت عن هذا. وأخرج الطبري1 من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد كان الرجل من الصحابة يصوم فإذا أمسى أكل وشرب وجامع، فإذا رقد حرم ذلك كله عليه حتى القابلة وكان فيهم2، رجال يختانون أنفسهم في ذلك فعفا الله عنهم وأحل ذلك قبل الرقاد وبعده وفي رواية3 ذكر عمر4. ومن طريق محمد5 بن يحيى بن حبان6 الأنصاري7: أن صرمة بن أنس8 أتى أهله وهو شيخ كبير فلم يهيئوا له طعاما فوضع رأسه فأغفى وجاءته امرأته فقالت: كل. قال: إني قد نمت! قالت: إنك لم تنم فأصبح جائعا مجهودا فنزلت. تنبيه: جمع ابن عطية الخلاف في تسمية الأنصاري بحسب ما وقع عنده في "تفسير ابن جرير" فقال9: "ورُوي أن صرمة بن قيس ويقال: ابن مالك، ويقال: أبو

_ 1 "3/ 499" "2944" وفي النقل تصرف. 2 في الطبري: منهم. 2 "3/ 500" "2945". 4 أي: فيمن اختان نفسه. 5 "3/ 503" "2952" باختصار. 6 هكذا ضبط في الأصل بالقلم وهو ضبط صحيح. 7 ثقة فقيه، مات سنة "121" أخرج عنه الستة "التقريب" "512". 8 هكذا هنا وفي "الإصابة" "2/ 184" وفي المصدر المنقول عنه، ووقع في "الفتح" "4/ 130" نقلًا عنه: أيضًا: "ابن أبي أنس" وبنى عليه الحافظ، وما أراه إلا وهمًا. 9 في "المحرر الوجيز" "2/ 122". ولم يستوعب ابن عطية صيغ الأسماء الواردة في "تفسير الطبري" انظر "3/ 494-503" والصيغ هي: "1- صرمة بن مالك 2- أبو صرمة 3- قيس بن صرمة 4- أبو قيس بن صرمة 5- صرمة بن أنس" ففي قول ابن حجر نظر، وكذلك في نقل ابن عطية فقارن بين الأسماء.

قلت: وتقدم في بعض طرقه: أبو قيس بن صرمة، وفي بعضها: أبو قيس بن عمرو، وذكرت في كتابي في "الصحابة"1 أن بعضهم قال: أنس بن صرمة2 وأن

_ 1 هو الإصابة في تمييز الصحابة. 2 ذكر هذا في حرف الهمزة الأول "1/ 70" ونصه: "أنس بن صرمة: يأتي في صرمة بن أنس" ولكنه لم يتكلم عليه بشيء، وذكر صرمة بن أنس في "2/ 182" "4061" وقال: "ابن إسحاق: وهو الذي نزلت فيه {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا} قلت: واسم الذي نزل فيه اختلف فيه اختلافًا كثيرًا، كما سأبينه في الذي بعده "ثم ذكر" صرمة بن مالك الأنصاري" وأفاض في ذكر قصته وما فيها من تعدد الأسماء، ثم قال "2/ 184": "فإن حمل في هذا الاختلاف على تعدد أسماء من وقع له ذلك، وإلا فيمكن الجمع برد جميع الروايات إلى واحد، فإنه قيل فيه: صرمة بن قيس، وصرمة بن مالك، وصرمة بن أنس، وقيل فيه: قيس بن صرمة، وأبو قيس بن صرمة، وأبو قيس بن عمرو. فيمكن أن يقال: - إن كان اسمه: صرمة بن قيس: فمن قال فيه: قيس بن صرمة قلبه، وإنما اسمه صرمة وكنيته: أبو قيس، أو العكس. - وأما أبوه فاسمه: قيس أو صرمة، على ما تقرر في القلب. وكنيته: أبو أنس، ومن قال فيه: أنس، حذف أداة الكنية. - ومن قال فيه: ابن مالك، نسبه إلى جد له والعلم عند الله تعالى ا. هـ. وقال في حرف القاف "3/ 251" في "قيس بن صرمة". "وفرق ابن حيان بين قيس بن مالك وقيس بن صرمة فقال في كل منهما: له صحبة". وقد جزم في "الفتح" بالاسم فقال: "4/ 130 ". "والجمع بين هذه الروايات أنه: أبو قيس صرمة بن أبي أنس قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ... ". قلت: ثم بين علل الأسماء الأخرى وفاته أنه في رواية: "أبو صرمة" كما في الطبر ي و"صرمة بن أنس بن صرمة ... أبو قيس" كما في مقاتل. وما ذهب إليه تلفيق فيه نظر وكان الأولى أن يرجح باعتبار السند، ومن العجب أن يميل عما في "مسند أحمد" والبخاري والترمذي وهو طريق صحيح متصل أقوى من أكثر الطرق الأخرى؟! فالراجح عندي: قيس بن صرمة وأما صرمة بن أنس فهو صحابي آخر والله أعلم.

بعضهم صحفه فقال: ضمرة بضاد معجمة1. ووقع في "تفسير مقاتل"2 أنه صرمة بن أنس بن صرمة بن مالك من بني عدي بن النجار أبو قيس3. 98- قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر} . أسند الواحدي4 من طريق أبي حازم عن سهل بن سعد قال: نزلت هذه الآية {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} ولم ينزل {مِنَ الْفَجْر} فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له زيهما5 فأنزل الله تعالى بعد ذلك {مِنَ الْفَجْر} فعلموا أنه إنما يعني بذلك الليل والنهار. قال رواه البخاري ومسلم وهو كما قال6

_ 1 ذكر هذا في حرف الضاد "ضمرة" في القسم الرابع منه "2/ 218" فقال: ضمرة بن أنس الأنصاري: استدركته ابن الأثير على من تقدمه، وهو خطأ نشأ عن تصحيف فإنه ساق عن "جزء [إبراهيم] بن أبي ثابت بإسناده عن قيس بن سعد بن عطاء بن أبي هريرة قال: كان المسلمون إذا صلوا العشاء الآخرة ... وأن ضمرة بن أنس الأنصاري غلبته عينه فنام.. الحديث في نزول قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا} . هكذا قال: والصواب صرمة بن أنس وقد مضى القول فيه. وقال مثل هذا في "الفتح" "4/ 130-131" ولكنه قال: "والصواب: صرمة بن أبي أنس ... "! 2 "1/ 90". 3 كتب الناسخ هنا "كذا" وترك بياضا يسع كلمتين، ولعله رأى أن الكلام لم يتم بعد إذ لم يرجح المؤلف هنا اسمًا من الأسماء وقد مر ستة أسماء! 4 "ص46-47" وذلك ضمن الترجمة السابقة. 5 في "صحيح مسلم": "رئيهما" وقال المحقق: "هذه اللفظة ضبطت على ثلاثة أوجه: ... والثاني: زيهما ومعناه واللفظة في "صحيح البخاري" من هذا الطريق: "رؤيتهما" انظر "الفتح" "4/ 134". 6 "صحيح البخاري" كتاب الصوم "الفتح" "4/ 133" وكتاب التفسير "182-183/ 8" و"صحيح مسلم" كتاب الصيام "1/ 767".

قال ابن عطية1 وجعل عدي بن حاتم خيطين على وسادة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إن وسادك لعريض" 2. قال ابن عطية روي أنه كان بين طرفي المدة عام. قلت: كلامه يوهم أن قصة عدي كانت قبل نزول قوله تعالى: {مِنَ الْفَجْر} وليس كذلك4 بل صنيع الأنصار وصنيع عدي وإن اتحد في الخيطين لكن مأخذ الغرضين مختلف ونزول {مِنَ الْفَجْر} كان بسبب الأنصار لأنهم حملوا الخيطين

_ 1 في "المحرر" "2/ 126". 2 هذا مقطع من حديث يرويه البخاري" "الفتح" "8/ 182" ومسلم "766-767" ولفظ البخاري: "عن الشعبي عن عدي قال: أخذ عدي عقالًا أبيض وعقالًا أسود، حتى كان بعض الليل نظر فلم يستبينا. فلما أصبح قال: يا رسول الله جعلت تحت وسادي. قال: "إن وسادك إذًا لعريض إن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك" والجملة الأخيرة عند مسلم: "إن وسادتك لعريض، إنما هو سواد الليل وبياض النهار". 2 "المحرر" "2/ 126" وتتمة كلامه: "من رمضان إلى رمضان، تأخر البيان إلى وقت الحاجة". ونقل ابن حجر في "الفتح" "1/ 134" عن القرطبي المحدث أحمد بن عمر الأنصاري "ت656هـ" صاحب "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" قوله: "قد قيل إنه كان بين نزولهما عام كامل" ولم يبين مستندًا، وكذلك ابن عطية من قبله. 4 أن منشأ هذا ما جاء عن عدي قال: "لما نزلت {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَد} عمدت إلى عقال ... " رواه البخاري، ونحوه عند مسلم. وقال الحافظ في "شرحه" "4/ 132-133": "ظاهره أن عديًا كان حاضرًا لما نزلت هذه الآية، وهو يقتضي تقدم إسلامه، وليس كذلك لأن نزول فرض الصوم كان متقدمًا في أوائل الهجرة، وإسلام عدي كان في التاسعة أو العاشرة، كما ذكره ابن إسحاق وغيره من أهل المغازي. فإما أن يقال: إن الآية التي في حديث الباب تأخر نزولها عن نزول فرض الصوم وهو بعيد جدًّا. وإما أن يؤول قول عدي هذا على أن المراد بقوله: "لما نزلت" أي: لما تليت عليَّ عند إسلامي، أو لما بلغني نزول الآية، أو في السياق حذف تقديره: لما نزلت الآية ثم قدمتُ فأسلمتُ وتعلمتُ الشرائع عمدتُ، وقد روى أحمد حديثه من طريق مجالد بلفظ" علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة والصيام فقال: "صل كذا وصم كذا، فإن غابت الشمس فكل حتي يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود" قال: فأخذت خيطين "الحديث". قلت: فحديث عدي معارض بحديث الأنصار، وقد نص فيه على نزول {مِنَ الْفَجْر} آنذاك.

على حقيقتهما. وفعل عدي استمر بعد نزول قوله تعالى: {مِنَ الْفَجْر} حملا للخيطين على الحقيقة أيضا1، وأن المراد أن يوضح الفجر الأبيض منهما من الأسود فقيل له: إن المراد بالخيط نفس الفجر ونفس الليل2. 99- قوله ز تعالى: {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِد} . قال مقاتل بن سليمان3: نزلت في علي وعمار [بن ياسر] وأبي عبيدة [بن الجراح] كان أحدهم يعتكف فإذا أراد الغائط من السحر رجع إلى أهله فيباشر ويجامع ويغتسل4 ويرجع فنزلت. وعبر عنه ابن ظفر مقتصرا عليه بقوله: قيل كان علي وأبو عبيدة إذا خرجا في حال اعتكافهما لحاجة الإنسان قد يكون منها الوطء فنزلت. وأخرج الطبري5 من طريق سفيان -وهو الثوري- عن علقمة بن مرثد عن الضحاك بن مزاحم قال: كانوا يجامعون وهم معتكفون حتى نزلت {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِد} 6.

_ 1 ويؤيد هذا أيضا ما قاله الحافظ "4/ 134": "وقد روى ابن أبي حاتم من طريق أبي أسامة عن مجالد في حديث عدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما أخبره بما صنع: "يابن حاتم ألم أقل لك: {مِنَ الْفَجْرِ} " وللطبراني وجه آخر عن مجالد وغيره: فقال عدي: يا رسول الله كل شيء أوصيتني قد حفظته غير الخيط الأبيض من الخيط الأسود، إني بت البارحة معي خيطان أنظر إلى هذا وإلى هذا، قال: "إنما هو الذي في السماء". 2 وانظر مزيد بيان في "الفتح" "4/ 132-136". 3 "1/ 91" وما بين المعقوفين زيادة منه. 4 في الأصل: يقبل وهو تحريف. 5 "3/ 541" "3039". 6 مرسل رجاله المذكورون ثقات وعلقمة هو الحضرمي، أبو الحارث الكوفي، ثقة من السادسة، أخرج عند الستة "التقريب" "391" ولكن الشيخ الطبري سفيان بن وكيع عن أبيه، وسفيان كما في "التقريب" "245": "كان صدوقًا إلا أنه ابتلي بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل فسقط حديثه". 1 "3/ 541" "3040".

وفي رواية له1 من هذا الوجه: كان الرجل إذا اعتكف فخرج من المسجد2 جامع إن شاء فنزلت، يقول: لا تقربوهن ما دمتم عاكفين في مسجد ولا غيره. ومن طريق سعيد2 عن قتادة: كان الرجل إذا خرج من المسجد وهو معتكف فلقي امرأته باشرها فنهاهم الله عن ذلك، وأخبرهم أن ذلك لا يصلح حتى يقضي اعتكافه. ومن طريق معمر عن قتادة نحوه4. ومن طريق ابن جريج قال5: قال ابن عباس: كانوا إذا اعتكفوا فخرج الرجل إلى الغائط جامع امرأته ثم اغتسل، ثم رجع إلى اعتكافه فنهوا عن ذلك. ومن طريق أبي جعفر الرازي6 عن الربيع بن أنس: كان أناس يصيبون نساءهم وهم عكوف فنهاهم الله عن ذلك. ومن7 طريق ابن أبي نجيح8 عن مجاهد: كان ابن عباس يقول: من خرج من بيته إلى بيت الله فلا يقرب النساء ومن طريق ابن جريج قال9: قال مجاهد: نهوا عن

_ 1 "3/ 541" "3040". 2 في الأصل: المساجد. 3 "3/ 541" "3043". 4 "3/ 543" "3047" وهو في "تفسير عبد الرزاق". 5 "3/ 542" "3048" وفي النقل اختصار. 6 "3/ 541" "3042". 7 على "من" رمز الصحة. 8 "3/ 542" "3046". 9 "3/ 542" "3048".

جماع النساء في المساجد حيث كانت الأنصار تجامع. 100- قوله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِل} الآية 188. قال الواحدي1: قال مقاتل بن حيان: نزلت هذه الآية في امرئ القيس بن عابس الكندي وفي عيدان2 بن أشوع الحضرمي وذلك أنهما3 احتكما إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أرض فكان امرؤ القيس المطلوب وعيدان الطالب فأنزل الله تعالى هذه الآية فحكم عيدان في أرضه ولم يخاصمه4. قلت: كذا رأيت فيه: "ابن حيان" وقد وجدته في "تفسير مقاتل بن سليمان5 وقال في آخره ولم يكن لعيدان6 بينه وأراد امرؤ القيس أن يحلف فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} فلما سمعها امرؤ القيس كره أن يحلف فلم يخاصمه في أرضه وحكمه فيها فنزلت7. وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عطاء بن دينار8 عن سعيد بن جبير بنحوه.

_ 1 "ص47". 2 في الواحدي: عبدان في مواضع ذكره الثلاثة. 3 في الأصل: لأنهما وما أثبته أولى وهو ما في الواحدي. 4 لا يمكن أن يكون هذا سبب نزول لعدم انطباق موضوعه على الآية، فهي تشير إلى تحريم الرشوة وليس في الرواية أن أحدًا لجأ إليها. ملاحظة: انظر ما سيأتي في الكلام على الآية "77" من سورة آل عمران. 5 انظر "1/ 91-92". 6 في "تفسير مقاتل": عبدان -بالباء الموحدة. 7 أن سياق هذه الرواية يقتضي أن ينزل مدح لامرئ القيس لاستجابته لتذكير النبي صلى الله عليه وسلم، أما أن ينزل تعريض به -بذكر الرشوة- فلا يبدو مقبولًا، والله أعلم. 8 قال في "التقريب" "391": "صدوق إلا أن روايته عن سعد بن جبير من صحيفة مات سنة "126" "وانظر الفصل الجامع"، فقد ذكر هناك.

وعَيدان بفتح المهملة بعدها تحتانية مثناة1 ذكره أصحاب المشتبه2. 101- قوله ز تعالى: {وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّام} . قال الماوردي3: "معنى تدلوا تصيروا بها إلى الحكام4 مأخوذ من إدلاء الدلو5، ويحتمل أن يكون المعنى تقيموا بها الحجة عندهم تقول: أدلى بحجته إذا قام بها" قال القرطبي6: "المعنى لا تدلوا إلى الحكام بالحجج الباطلة، وقيل المعنى: لا

_ 1 وذكره الحافظ في "الإصابة" "3/ 51" بهذا الاسم اعتمادًا على مقاتل وجاء اسم أبيه "أسوع" وهو تحريف وقال: "وقع في تفسير الماوردي "1/ 208": عيدان بن ربيعة: قلت: وجاء في المطبوع: "عبدان وهو تحريف. 2 الذي رأيته في "الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب": لابن ماكولا "ت475" "6/ 89": "وأما عيدان -بفتح العين وبالياء المعجمة باثنتين من تحتها- فهو ربيعة بن عيدان بن ربيعة ذي العرف بن وائل ذي طواف الحضرمي، قال ابن يونس: من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، شهد فتح مصر. وقال عبد الغني: ويقال: عيدان -بكسر العين وبالباء المعجمة بواحدة-" وفي هامشه تعليق للشيخ اليماني مهم فانظره إذن: ربيعة بن عيدان، وبهذا الاسم ذكره الحافظ في "الإصابة" "1/ 501" وقال في ضبط اسم أبيه: "بفتح المهملة وسكون التحتانية على المشهور الحضرمي، ويقال: الكندي. روى الطبراني من طريق عبد الملك بن عمير عن علقمة بن وائل عن أبيه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه خصمان فقال أحدهما: يا رسول الله إن هذا انتزع على أرضي في الحاهلية -وهو امرؤ القيس بن عابس، وخصمه ربيعة بن عيدان- الحديث. وأصله في مسلم من حديث علقمة دون تسميتها، وله طرق "ثم نقل كلام ابن يونس الذي نقله ابن موكالا". 3 "1/ 207" وفي النقل تصرف. 4 هذه العبارة ساقطة من "تفسير الماوردي". 5 في الماوردي زيادة: إذا أرسلته. 6 انظر "الجامع" "2/ 226-227". وفيه تصرف.

تصانعوا بأموالكم الحكام فترشوهم ليقضوا لكم". قال ابن عطية1: "ويترجح هذا القول بأن الحكام مظنة الرشوة [إلا من عصم وهو] الأقل" قال: "واللفظتان متناسبان2 لأن تدلوا من إرسال الدلو والرشوة من الرشا كأنها يمد3 بها [لتقضي الحاجة] . وقال الرازي4: "قيل المراد ما لا بينة عليه كالودائع، وقيل شهادة الزور وقيل: في دفع الأوصياء بعض مال الأيتام إلى الحاكم، وقيل: أن يحلف ليذهب حق غريمه، وقيل: نزلت في الرشوة، وهو الظاهر، وإن كان الكل منهيا عنه"5. قلت: بل السبب لا يعدل عن كونه مرادا وإن كان اللفظ يتناول غيره6. 102- قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجّ} . قال الواحدي7: "قال معاذ بن جبل: يا رسول الله إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة فأنزل الله تعالى هذه الآية. وقال قتادة: وذكر لنا أنهم سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم لم خلقت8 هذه الأهلة؟ فأنزل

_ 1 "المحرر الوجيز" "2/ 132" وما بين المعقوفين زدته منه. 2 في "المحرر": وأيضًا فإن اللفظتين. 3 في الأصل: "تمد" ووضع الناسخ عليها. ط وأثبتُ ما في "المحرر". 4 انظر تفسيره "5/ 128" وفي النقل تصرف كثير وحذف. 5 لفظ الرازي في العبارة الأخيرة: "ولا يبعد أيضًا اللفظ على الكل؛ لأنها بأسرها أكل بالباطل". 6 أين السبب هنا فالمذكور كله من باب التفسير. 7 "ص47". 8 في الأصل: اختلفت. وهو تحريف وأثبت ما في الواحدي.

الله تعالى: {قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} . وقال الكلبي: نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة1 -بفتح المهملة والنون- وهما رجلان من الأنصار، قالا يا رسول الله: ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير، ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود2 كما كان على حال واحد؟ فنزلت هذه الآية. قلت: أما الأول فلم أر له سندا إلى معاذ ويحتمل أن يكون اختصره أولًا3 ثم أورده مبسوطا. وأما أثر قتادة فأخرجه يحيى بن سلام عن شعبة عنه بهذا اللفظ، وأخرجه الطبري4 من طريق سعيد5 بلفظ: سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لِمَ جعلت هذه الأهلة، فأنزل الله. ومن طريق أبي جعفر الرازي6 عن الربيع بن أنس ذكر لنا أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لِمَ خلقت الأهلة فنزلت. ومن طريق ابن جريج7 قال: قال ناس. فذكر مثله.

_ 1 تحرف في "تفسير الزمخشري" "1/ 340" والرازي "5/ 129" إلى غنم وفي "الفتح السماوي" للمناوي "1/ 231" إلى "غنمة". 2 فيه: يكون. 3 أي: اختصره من قول الكلبي. 4 "3/ 553" "3067" وفي النقل اختصار. 5 وضع الناسخ فوقه: كذا وكأنه ظنه خطأ، وليس الأمر كذلك، ويقصد الطبري: من طريق سعيد -وهو ابن أبي عروبة- عن قتادة، وقد مر كثيرًا وانظر المقدمة. 6 "3/ 553" "3068" باختصار. 7 "3/ 554" "3070".

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي العالية قال: بلغنا أنهم قالوا فذكر مثله. وأما أثر الكلبي فلعله في "تفسيره" الذي يرويه عن أبي صالح عن ابن عباس1. وقد وجدت مثله في "تفسير مقاتل بن سليمان"2 بلفظه فلعله تلقاه عنه وقد توارد من لا يد لهم في صناعة الحديث على الجزم بأن هذا كان سبب النزول مع وهاء السند فيه ولا شعور عندهم بذلك بل كاد يكون مقطوعا به لكثرة من ينقله من المفسرين وغيرهم. قال الفخر الرازي:3 "ليس في الآية عن أي شيء سألوا لكن الجواب بقوله: {هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاس} يدل على أنهم سألوا عن الحكمة في تغيرها" والله أعلم. 103- قوله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى} [الآية: 189] . 1- أسند الواحدي4 من طريق شعبة عن أبي إسحاق سمعت البراء يقول: كانت الأنصار إذا حجوا فجاءوا لا يدخلون من أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها، فجاء رجل فدخل من قبل بابه فكأنه عير بذلك، فنزلت هذه الآية. متفق عليه5.

_ 1 وقد نقل الحافظ أثره في كتابه "الإصابة" في ترجمة ثعلبة "1/ 201" وسماه "ابن الكلبي" وقال المناوي في "الفتح السماوي" "1/ 232 ": "قال الولي العراقي: لم أقف له إسناد، واستدرك عليه فإن ابن عساكر أخرجه في تاريخه "ج1/ ق6/ ب" من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، لكنه إسناده واه". أفدت تعيين الموضع من المحقق، وقد عزاه السيوطي في "اللباب" "ص35" إلى أبي نعيم وابن عساكر. 2 انظر "1/ 92" وجاء فيه: ثعلبة بن غنمة -بالغين- وهو تحريف. 3 في تفسيره "5/ 129-130" والنقل بالمعنى 4 "ص48". 5 رواه البخاري عن أبي الوليد في كتاب العمرة باب قول الله {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} "الفتح" "3/ 621" ومسلم، في كتاب التفسير "4/ 2319"، ولم يعزه إليه الحافظ في شرح حديث البخاري المذكور ولا ابن كثير في "تفسيره" وكذلك السيوطي في "الدر" وفي "اللباب" والشيخ أحمد شاكر في "تخريج الطبري". ورواه كذلك النسائي في الحج والتفسير كما في "التحفة" "2/ 53".

ومن طريق الأعمش1 عن أبي سفيان عن جابر: كانت قريش تدعى الحمس، وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الإحرام فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان إذ خرج من بابه، وخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري فقالوا: يا رسول الله: إن قطبة بن عامر رجل2 فاجر وإنه خرج معك من الباب فقال: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت. فقال: إني أحمس3 قال: إن ديني دينك. فأنزل الله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} . قلت: حديث جابر أخرجه ابن خزيمة4 والحاكم5، وهو على شرط مسلم ولكن اختلف في إرساله ووصله6. وحديث البراء له شاهد قوي، وله عدة متابعات

_ 1 أي: أسند الواحدي من طريقه. 2 في الأصل: تاجر ووضع الناسخ عليها: ط وكذلك في "تفسير ابن كثير" "1/ 225"، وهو تحريف لا معنى لـ"تاجر" هنا. 3 في الواحدي والحاكم و"الفتح": أحمسي، وهو تحريف فالحمس جمع مفرده أحمس وفي ابن كثير كما هنا. 4 ليس هذا الحديث في القسم المطبوع من "صحيحه". وابن حزيمة علم معروف توفي سنة "311" انظر ترجمته في "السير" للذهبي "14/ 365-382" و"صحيحه" من مرويات الحافظ انظر "المعجم المهفرس" "ص20". 5 "المستدرك"، كتاب المناسك "1/ 483" وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه الزيادة" ووافقه الذهبي، قال الوادي في "الصحيح المسند من أسباب النزول" "ص27": "وليس كما قالا، فإن أبا الجواب وهو الأحوص بن جواب وعمار بن رزيق لم يخرج لهما البخاري شيئًا في "تهذيب التهذيب" فهو على شرط مسلم فقط". 6 وكذلك قال في "الفتح" "3/ 621" وبين من أرسله بقوله: "فرواه عبد بن حميد عنه "أي: عن الأعمش" فلم يذكر جابرًا، أخرجه بقي وأبو الشيخ في تفسيرهما من طريقه" وانظر لزامًا "الإصابة" ترجمة قطبة بن عامر "3/ 37". ملاحظة: جاء في "الفتح" "تقي" وهذا تصحيف والمراد بقي بن مخلد وله تفسير قال عنه ابن حزم: أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسيره، لا تفسير، ولا تفسير ابن جرير، ولا غيره. وانظر "طبقات المفسرين" للداودي "1/ 119".

مرسلة1. ثم قال الواحدي2: قال المفسرون: كان الناس في الجاهلية وفي أول الإسلام إذا أحرم الرجل منهم بالحج أو العمرة، لم يدخل حائطا ولا دارا ولا بيتا من بابه، فإن كان من أهل المدر3 نقب نقبا في ظهر بيته منه، يدخل ويخرج، أو يتخذ سلما فيصعد فيه، وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف الخيمة والفسطاط ولا يدخل من الباب ولا يخرج منه4 حتى يحل من إحرامه ويرون ذلك برا5 إلا أن يكون من الحمس وهم قريش، وكنانة، وخزاعة، وثقيف، وجشم، وبنو عامر بن صعصعة، وبنو النضر بن معاوية سموا حمسا لشدتهم في دينهم قالوا6: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بيتا لبعض الأنصار فدخل رجل من الأنصار على أثره من الباب وهو محرم7 فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم دخلت من الباب وأنت محرم؟ " فقال: رأيتك دخلت فدخلت على أثرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أحمس" 8 فقال الرجل:

_ 1 كما سيأتي. 2 "ص49". 3 تحرفت في الواحدي إلى: المدن. 4 قوله: ولا يخرج منه لم يذكر في الواحدي. 5 في الواحدي: دينًا. 6 في الأصل: قال ولكن الضمير يعود إلى المفسرين. 7 في الواحدي: فأنكروا عليه. 8 في الواحدي: أحمسي.

إن كنت أحمس فإني أحمس1 ديننا واحد، رضيت بهديك وسمتك ودينك. فأنزل الله عز وجل هذه الآية. قلت: وهذا جمعه من آثار مفرقة ولم أجده عن واحد معين. وأخرج عبد الرزاق في "تفسيره"2 عن معمر عن الزهري قال: كان ناس من الأنصار إذا أهلوا بالعمرة لم يحل بينهم وبين السماء شيء، يتحرجون من ذلك، وكان الرجل يخرج مهلا بالعمرة فتبدوا له الحاجة بعدما يخرج من بيته، فيرجع فلا يدخل من باب الحجرة من أجل سقف الباب3 أن يحول بينه وبين السماء، فيفتح الجدار من قدامه4 ثم يقوم في حجرته فيأمر بحاجته. فتخرج إليه من بيته، حتى بلغنا أن رسول الله5 صلى الله عليه وسلم أهل زمن الحديبية بالعمرة، فدخل حجرة، فدخل رجل على أثره، من الأنصار من بني سلمة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إني أحمس"، قال الزهري: وكان الحمس لا يبالون ذلك، فقال الأنصاري: فأنا أحمس! يقول: أنا على دينك، فأنزل الله تعالى هذه الآية. هذا مرسل رجاله ثقات أخرجه الطبري6 من طريق عبد الرزاق. وأخرج7 من طريق أسباط عن السدي في هذه الآية قال: إن ناسا من العرب كانوا إذا حجوا لم يدخلوا بيوتهم من أبوابها، كانوا ينقبون في أدبارها فلما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع أقبل يمشي ومعه رجل من أولئك وهو مسلم فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم باب البيت، احتبس الرجل خلفه وأبى أن يدخل، وقال: يا رسول الله،

_ 1 فيه كذلك: إن كنت أحمسيًّا فإني أحمسي. 2 "ص19-20". 3 في عبد الرزاق: البيت، ولكنه في الطبري كما هنا. 4 في عبد الرزاق والطبري: ورائه. 5 في عبد الرزاق: "النبي" والحافظ أورد لفظ الطبري. 6 "3/ 558" "3082". 7 أي: الطبري "3/ 559" "3085".

إني أحمس -يقول: إني محرم- وكان أولئك الذين يفعلون ذلك يسمون الحمس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأنا أيضا أحمس: فادخل"، فدخل الرجل فأنزل الله تعالى: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} . قلت: شذ السدي بهذه الرواية فخالف في زمان نزول الآية وخالف في من كان يفعل ذلك، فزعم أنهم الحمس والمحفوظ أنهم غير الحمس، وخالف في أن الصحابي امتنع حتى أذن له النبي صلى الله عليه وسلم والمحفوظ أنه صنع فأنكر عليه فإن أمكن الجمع بالحمل على التعدد مع بعده وإلا فالصحيح الأول1. وقد أخرجه الطبري وغيره من طرق أخرى: منها2: من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس في هذه الآية قال: كان أهل المدينة وغيرهم إذا أحرموا لم يدخلوا البيوت إلا من ظهورها وذلك أن يتسوروها وكان أحدهم إذا أحرم لم يدخل البيت إلا أن يتسور من ظهره، وأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل ذات يوم بيتا لبعض الأنصار ودخل رجل على أثره ممن قد أحرم فأنكروا عليه ذلك وقالوا هذا رجل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "لم دخلت من الباب وقد أحرمت؟ "، قال: رأيتك يا رسول الله! دخلت على أثرك، فقال: "إني أحمس" -وقريش يومئذ تدعى الحمس- فقال الأنصاري: إن ديني دينك فأنزل الله هذه الآية. ومن طريق العوفي3 عن ابن عباس: "إن رجالا من أهل المدينة كانوا إذا خاف

_ 1 وقال الحافظ في "الفتح" "3/ 622": "وفي مرسل الزهري أن ذلك وقع في عمرة الحديبية وفي مرسل السدي عند الطبري أيضًا أن ذلك وقع في حجة الوداع، وكأنه أخذ من قوله" كانوا إذا حجوا، لكن وقع في رواية الطبري "كانوا إذا أحرموا" فهذا يتناول الحج والعمرة، والأقرب ما قال الزهري. ولاحظ ما سيأتي. 2 "3/ 559-560" "3087" وفيه تصرف قليل. 3 "3/ 559" "3086" وفي النقل اختصار.

أحدهم من عدوه شيئا أحرم فأمن وإذا أحرم لم يلج من بابه واتخذ ثقبا من ظهر بيته فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان بها رجل محرم فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بستانا فدخل معه ذلك المحرم، فذكر نحو ما تقدم. وأخرج الطبري1 وعبد بن حميد من طريق داود بن أبي هند عن قيس بن حبتر بمهملة ثم موحدة ثم مثناة كوزن جعفر2 النهشلي قال كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من قبل بابه ولكن من قبل ظهره وكانت الحمس تفعله فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا من حيطان المدينة ثم خرج من بابه فاتبعه رجل يقال له رفاعة بن تابوت3 ولم يكن من الحمس، فقالوا: يا رسول الله نافق رفاعة، فقال: "ما حملك على ما صنعت يا رفاعة؟ " قال: رأيتك خرجت فخرجت، فقال: "إني من الحمس ولست أنت من الحمس" فقال: يا رسول الله ديننا واحد فأنزلت {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} إلى قوله: {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} . قلت: الرواية المتقدمة4 في تسميته قطبة بن عامر أصح5، وكذا سماه مقاتل

_ 1 "3/ 556" "3077" وبين اختلاف كثير، وهذا لفظ عبد إلا قليلًا وقد نقله عنه في "الإصابة" في ترجمة رفاعة بن تابوت في القسم الأول "1/ 517" وفي "الفتح" "3/ 621". 2 تحريف في فتح الباري" "3/ 621-622" وفي "الإصابة" في الموضع المشار إليه، وفي "الدر المنثور" "1/ 492" و"تفسير الماوردي" "1/ 208" إلى جبير. 3 تحرف في "تفسير الماوردي" "1/ 209" إلى أيوب! 4 يقصد رواية ابن خزيمة والحاكم عن جابر. 5 هكذا قال هنا وقال في "الفتح" "3/ 622" بعد أن أورد حديث جابر ثم حديث قيس: "وهذا مرسل، والذي قبله أقوى إسنادًا فيجوز أن يحمل على التعدد في القصة، إلا أن في هذ المرسل نظرًا من وجه آخر؛ لأن رفاعة بن تابوت معدود في المافقين، وهو الذي هبت الريح العظيمة لموته كما وقع مبهمًا في صحيح مسلم، ومفسرًا في غيره من حديث جابر، فإن لم يحمل على أنهما رجلان توافق اسمهما واسم أبويهما وإلا فكونه قطبة بن عامر أولى، ويؤيده أن في مرسل الزهري عند الطبري "فدخل رجل من الأنصار من بني سلمة" وقطبة من بني سلمة بخلاف رفاعة. ويدل على التعدد اختلاف القول في الإنكار على الداخل، فإن في حديث جابر، فقالوا: إن قطبة =

بن سليمان في "تفسيره"1 وفي هذا المرسل من النكارة قوله: إن ذلك في حائط من حيطان المدينة، وما كان النبي صلى الله عليه وسلم قط وهو بالمدينة محرما. وأخرج عبد بن حميد من طريق مغيرة2 عن إبراهيم -هو النخعي- قال: كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا بيتا من بابه فنزلت3. ومن طريق شيبان عن قتادة نحوه4. ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد: كان أهل الجاهلية جعلوا في بيوتهم كوى في ظهورها، وأبوابا في جنوبها فنزلت5.

_ = رجل فاجر "وفي مرسل قيس بن حبتر "في الأصل جبير محرف": "فقالوا: يا رسول الله نافق رفاعة" لكن ليس بممتنع أن يتعدد القائلون في القصة الواحدة". وهو كما ترى لم يجزم وإن ختم القول بذكر التعدد، وكأنه مال إلى التعدد في "الإصابة" فقد أورد "رفاعة بن تابوت" في القسم الأول "1/ 517" وذكر مرسل قيس ثم قال: "وسيأتي نحو هذه القصة لقطبة "في الأصل: لعطية وهو تحريف" بن عامر، فلعلها وقعت لهما، وأما الحديث الذي أخرجه مسلم من حديث جابر أن ريحًا عظيمة هبت فقال النبي صلى الله عليه وسم: "إنما هبت لموت منافق عظيم النفاق" وهو رفاعة بن تابوت، فهو آخر غير هذا، فقد جاء من وجه آخر "رافع بن التابوت". 1 وقال في "الفتح" "3/ 621": "وكذا سماه الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن ابن عباس ... وجزم البغوي وغيره من المفسرين بأن هذا الرجل يقال له رفاعة واعتمدوا في ذلك على ما أخرجه ... " وذكر مرسل قيس. 2 هو مغيرة بن مِقْسَم الضبي مولاهم أبو هشام الكوفي الأعمى، قال في "التقريب" "ص543": "ثقة متقن إلا أنه كان يدلس ولا سيما عن إبراهيم". وأما شيخه إبراهيم بن يزيد فهو كذلك "ثقة إلا أنه مرسل كثيرًا" "التقريب" "ص95". 3 وأخرجه الطبري عن ابن حميد عن جرير عن مغيرة "3/ 557" "3080". 4 وأخرجه الطبري عن سعيد عنه "3/ 558" "3084". 5 وبمعناه أخرجه الطبري عنه "3/ 557" "3078".

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج قلت لعطاء1: فقال كان أهل الجاهلية يأتون البيوت من أبوابها ويرونه برا فنزلت. 2- قول ز آخر: قال عبد بن حميد: حدثنا هاشم بن القاسم ثنا سليمان بن المغيرة سألت الحسن يعني البصري عن هذه الآية {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} قال: كان الرجل من أهل الجاهلية يهم بالشيء يصنعه فيحبس عن ذلك فكان لا يأتي بيتا من قبل بابه حتى يأتي الذي كان هم به وأراده2. وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عباد بن منصور عن الحسن أوضح منه قال: كان قوم من أهل الجاهلية إذا أراد أحدهم سفرا أو خرج من بيته يريد سفرا ثم بدا له أن يقيم ويدع سفره الذي خرج له لم يدخل البيت من بابه ولكن يتسوره فقال الله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} وذكره الزجاج3 بلفظ "أن قوما من قريش وجماعة من العرب كانوا إذا خرج الرجل منهم في حاجة فلم يتيسر له رجع فلم يدخل من باب بيته سنة"4.

_ 1 أي: سأله عن هذه الآية. 2 قال في "الفتح" "3/ 622": "اتفقت الروايات على نزول الآية في سبب الإحرام إلا ما أخرجه عبد بن حميد بإسناد صحيح عن الحسن" وذكره ثم قال: "فجعل ذلك من باب الطيرة، وغيره جعل ذلك بسبب الإحرام، وخالفهم محمد بن كعب القرظي فقال: كان الرجل إذا اعتكف لم يدخل منزله من باب البيت فنزلت" أخرجه ابن أبي حاتم بإسناد ضعيف، وأغرب الزجاج في "معانيه" فجرم بأن سبب نزولها ما روي عن الحسن، لكن ما في الصحيح أصح والله أعلم". ملاحظة: علق على قول الحافظ هنا: "بإسناد ضعيف" ما يأتي: في نسخة: "صحيح" من غير تعليق وهذا قصور، والسند ضعيف لأن فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف كما في كلام الحافظ في الآية: "119" وكما سيأتي قريبًا. 3 انظر كتابه "معاني القرآن وإعرابه" "1/ 262". 4 لفظ الزجاج: "قيل: إنه كان قوم من قريش وجماعة من العرب إذا خرج الرجل منهم في حاجة فلم يقضها ولم تتيسر له رجع فلم يدخل من باب بيته سنة، يفعل ذلك تطيرًا. فأعلمهم الله عز وجل أن ذلك غير بر، أي: الإقامة على الوفاء بهذه السنة ليس ببر، وقال الأكثر من أهل التفسير: إنهم الحمس وهم قوم من قريش، وبنو عامر بن صعصعة وثقيف وخزاعة كانوا إذا أحرموا لا يأقطون الأقط ... " وهذا قول ثان.

وذكر الماوردي1 بنحوه وزاد في آخره تطيرا من الخيبة، فقيل2 لهم ليس في التطير بر ولكن البر أن يتقوا الله. 3- قول ز آخر: أخرج ابن أبي حاتم من طريق موسى بن عبيدة -أحد الضعفاء3- عن محمد بن كعب القرظي قال: كان الرجل إذا اعتكف لم يدخل منزله من باب البيت فأنزل الله عز وجل هذه الآية. 4- قول ز آخر: أخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي شيبة4 عن عطاء قال: كان أهل يثرب إذا رجعوا من عيدهم دخلوا البيوت من ظهورها ويرون أن ذلك أحرى للبر فنزلت. 5- قول ز آخر: قال الماوردي6 ما حاصله: إنه قيل إنها نزلت في من كان يأتي النساء من غير قبلهن وكنى عن النساء بالبيوت للإيواء إليهن وعن الوطء في غير القبل بالإتيان من جهة الظهر، ونسبه لابن زيد. وحكاه مكي والمهدوي عن ابن الأنباري أيضا ورده ابن عطية7 مستبعدا له.

_ وجل أن ذلك غير بر، أي: الإقامة على الوفاء بهذه السنة ليس ببر، وقال الأكثر من أهل التفسير: إنهم الحمس وهم قوم من قريش، وبنو عامر بن صعصعة وثقيف وخزاعة كانوا إذا أحرموا لا يأقطون الأقط ... " وهذا قول ثان. 1 "1/ 209". 2 نصه مكان ما جاء هنا: "فأمرهما الله أن يأتوا البيوت من أبوابها". 2 انظر "ميزان الاعتدال" "4/ 213-214" "8895". 4 وذكر في باب الكنى من "التهذيب" "ثمانية رجال يكنون بأبي شيبة لم يذكر عن واحد منهم أنه يروي عن عطاء فالله أعلم! 5 وضع الناسخ فوقها: ط. 6 "1/ 209" والنقل بالمعنى. 7 "المحرر الوجيز" "2/ 183" ونصه: "بعيد مغير نمط الكلام".

6- قول ز آخر ذكره الماوردي1 عن ابن بحر2 قال: نزلت في النسيء كانوا يؤخرون الحج فيجعلون الشهر الحرام حلالا والحلال حراما فعبر البيوت وإتيانها من ظهورها عن المخالفة في أشهر الحج، والمخالفة إتيان الأمر من خلفه، والخلف والظهر في اللغة واحد. وجوز الزمخشري3 وتبعه المرسي4 أن إتيان البيوت من أبوابها كناية عن

_ 1 "1/ 209" والنقل بالمعنى كذلك. 2 في الأصل: "إسحاق" بدل "بحر" ووضع الناسخ عليه "ط"، وفي الهامش كلمة ذهبت في التصوير، بقي منها: "ر": وفي "تفسيبر الماوردي": "بحر" ولذلك أثبته وهو الصواب. ومن العلماء بالتفسير: العالم المعتزلي الأديب محمد بن بحر الأصفهاني المكنى بأبي مسلم له كتاب "جامع التأويل لمحكم التنزيل" على مذهب المعتزلة، أربعة عشر مجلدًا". انظر "الفهرست" لابن النديم "ص136" و"معجم الأدباء" لياقوت الحموي "18/ 35-38" و"بغية الوعاة" للسيوطي "1/ 95" و"تاريخ التراث العربي" لسزكين "1/ 99-100". ثم بعد كتابة ما تقدم وقفت على هذا القول في "تفسير الرازي" "5/ 163" ونسبه إلى أبي مسلم فتأكد صواب ما ذهبت إليه. ملاحظة: فات الأخ عمر محمد يحيى "الماوردي ومنهجه في التفسير" أن يذكر تفسير أبي مسلم الأصفهاني في "مصادره". 3 في "الكشاف" "1/ 341". 4 ترجمه الذهبي فقال: "الإمام العلامة البارع القدوة المفسر المحدث النحوي: ذو الفنون شرف الدين أبو عبد الله محمد بن السلمي الأندلسي. ولد بمرسية في أول سنة "570" أو قبل بأيام وتوفي سنة "655" بالعريش وهو متوجه إلى دمشق" وصنف تفسيرًا كبيرًا لم يتمه. انظر "السير" "23/ 312-318". وتفسيره من مرويات الحافظ "المعجم المفهرس" "ص345-346". وفي المكتبة الوطنية في تونس قطعة منه انظر "الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط" "1/ 254". وقد أفاد منه السيوطي في كتابه "إتمام النعمة في اختصاص الإسلام بهذه الأمة" المدرج في "الحاوي" "2/ 302".

التمسك بالطريق المستقيم، وإتيانها من ظهورها كناية عن التمسك بالطريق الباطل1. وحكاه الفخر الرازي2 وقال: هذا تأويل المتكلمين وهو أولى لاتساق النظم3 كذا قال4. 104- قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُم} الآية 190. 1- قال الواحدي5 قال ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: نزلت في صلح الحديبية، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صد عن البيت هو وأصحابه نحر الهدي بالحديبية، ثم صالحه المشركون على أن يرجع عامه {ثُمَ يَأْتِيْ} 6 القابل، ويخلوا له مكة ثلاثة أيام فيطوف بالبيت ويفعل ما شاء وصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك،

_ 1 ونص الزمخشري: "ويحتمل أن يكون هذا تمثيلًا لتعكيسهم في سؤالهم، وأن مثلهم فيه كمثل من يترك البيت ويدخله من ظهره. والمعنى: ليس البر وما ينبغي أن تكونوا عليه بأن تعكسوا في مسائلكم، ولكن البر من اتقى ذلك وتجنبه، ولم يجسر على مثله، ثم قال: " {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} أي: وباشروا الأمور من وجوهها التي يجب أن تباشر عليها، ولا تعكسوا ... " فهو قد حكاه بالمعنى، ويكاد يكون اللفظ مستفادًا من الرازي. 2 في تفسيره "5/ 136". 3 النص في المطبوع: "وهذا تأويل المتكلمين، ولا يصح تفسير هذه الآية، فإن تفسيرها بالوجه الأول يطرق إلى الآية سوء الترتيب، وكلام الله منزه عنه" وليس في النص -كما ترى- قوله: "وهو أولى لاتساق النظم"، فلعله سقط منه. 4 يؤخذ من هذا أنه لم يرتضه، وهذا واضح من منهجه، والعدول عن الحديث الصحيح غير مقبول. 5 "49-50". 6 استدركته من الواحدي ويصح الكلام بدونه وهو اختصار جيد.

فلما كان العام المقبل تجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لعمرة القضاء وخافوا أن لا تفي لهم قريش بذلك؛ وأن يصدوهم عن المسجد الحرام ويقاتلوهم فكرهوا القتال في الحرم في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ الله} يعني قريشا. قلت: الكلبي ضعيف لو انفرد فكيف لو خالف! وقد خالفه الربيع بن أنس وهو أولى بالقبول منه فقال: "إن هذه الآية أول آية في الإذن للمسلمين في قتال المشركين" وسياق الآيات يشهد لصحة2 قوله فإن قوله تعالى عقيبها: {وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيه} منسوخ بقوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُم} 3 عند الأكثر4 فوضح أنها سابقة لكن سيأتي في سورة الحج عن أبي بكر الصديق: أول آية نزلت في الإذن في القتال {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} 5. قلت: ويمكن الجمع. ولفظ الربيع قال: "هذه أول آية نزلت في القتال بالمدينة. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل من قاتله، ويكف عمن كف عنه حتى نزلت براءة" أخرجه الطبري من طريقه6 ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال7: نسخ قوله تعالى:

_ 1 في الواحدي: وكره أصحابه قتالهم. 2 انظر لزامًا "التفسير الحديث" لدروزة "7/ 294-296". 3 التوبة: "5". 4 في دعوى الأكثرية نظر وانظر "نواسخ القرآن" لابن الجوزي "ص72-73" وهناك قول ثان أنها محكمة وقد نسبه إلى مجاهد والمحققين وأخذ به. 5 الحج: "39: وانظر "تفسير ابن كثير" "3/ 225". 6 "3/ 561-562" "3089". 7 "3/ 562" "3090".

{قَاتَلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّة} 1 هذه الآية وغيرها2. وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن الربيع عن أبي العالية قال: هذه أول آية نزلت في القتال. 2- قول ز آخر3: أخرج الطبري4 من طريق يحيى بن يحيى الغساني5 قال: كتبت إلى عمر بن عبد العزيز أسأله عن قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا} قال: فكتب إليَّ أن ذلك في النساء والذرية ومن لم ينصب6 [لك] الحرب منهم. ومن طريق علي بن أبي طلحة7 عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَلا تَعْتَدُوا} قال: "لا تقتلوا النساء والصبيان والشيخ الكبير ولا من ألقى إليكم السلم فكف يده".

_ 1 سورة التوبة "36". 2 نقل الحافظ بالمعنى فوقع فيما يُستدرك عليه فإن ابن زيد يقول: "وهذه الناسخة، وقرأ: براءة من الله ورسوله" حتةى بلغ {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} إلى {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} "سورة التوبة: 1-5". ولم يرتض ابن كثير هذا القول فقال "1/ 226": "وفي هذا نظر؛ لأن قوله: {الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ} إنما هو تهييج وإغراء بالأعداء الذين همتهم قتال الإسلام وأهله، أي: كما يقاتلونكم فاقتلوهم أنتم ... ". 3 ولكن ليس فيه سبب نزل فتأمل! 4 "3/ 562" "3091" من طريق سفيان بن وكيع عن أبيه وعزاه السيوطي "1/ 493" إلى وكيع وابن أبي شيبة. 5 هو أبو مروان الواسطي قال في "التقريب" "ص59": "أصله من الشام، ضعيف، ما له في البخاري سوى موضع واحد متابعة، مات سنة 190". 6 في الأصل: يرض ووضع الناسخ عليها: ط، وأثبت ما في الطبري والسيوطي. 7 "3/ 563" "3094" باختصار يسير.

ورجح الطبري1 هذا القول، وجوز غيره2 أمورا أخرى3، قيل: نزلت في النهي عن من بذل الجزية، وفي من قتل قبل الدعوة، وقيل: في المثلة، وقيل: في القتال في الحرم، وقيل: في الشهر الحرام وفي القتال لغير وجه الله. 105- قوله تعالى: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ} . 1- قال الواحدي4: "قال قتادة: أقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في ذي القعدة حتى إذا كانوا بالحديبية صدهم المشركون، فلما كان العام المقبل دخلوا مكة فاعتمروا في ذي القعدة وأقاموا بها ثلاث ليال، فكان المشركون قد فخروا عليه حين5 ردوه يوم الحديبية فأقصه الله منهم وأنزل الشهر الحرام {بِالشَّهْرِ الْحَرَام} الآية". قلت: وصله الطبري6 من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة وقال فيه: واعتمروا في ذي القعدة وفيه7: فصالحهم نبي الله صلى الله عليه وسلم على أن يرجع من عامه ذلك ويعتمر في العام المقبل فنحروا الهدي بالحديبية وحلقوا وقصروا حتى إذا كان العام المقبل اعتمروا في ذي القعدة حتى دخلوا مكة وفي آخره: فأدخله الله مكة في

_ 1 انظر "3/ 563" ونصه بعد أن حكى قولين بالنسخ وعدمه: "وأولى هذين القولين بالصواب، القول الذي قاله عمر بن عبد العزيز؛ لأن دعوى المدعي نسخ آية ويحتمل أن تكون منسوخة، بغير دلالة على صحة دعواه، تحكم. والتحكم لا يعجز عنه أحد". 2 هو أبو حيان في "البحر المحيط" "2/ 65"، فقد ذكر هذه الأقوال كلها وقولًا أخر أسقطه الحافظ هو: "وقيل: في ترك القتال" وفي نقل الحافظ تصرف يسير. 3 وضع الناسخ بجانب هذين اللفظين في الهامش: ط والسياق بحاجة إلى: "فقال". 4 "ص50". 5 رسمت في الأصل بصورة حتى دون تنقيط. 6 "3/ 576" "3133" وفي النقل اختصار وتصرف. 7 وضع الناسخ على "القعدة" وعلى "فيه" رمزي الصحة.

ذلك الشهر الذي كانوا ردوه فيه فقال: {بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ} . قال ابن ظفر: حرمات الدين لا يدخلها قصاص وإنما المراد: حرمات الناس أضاعوا حرمة قاصدي بيت الله بمنعهم منه فأقص الله منهم بأن أمكنهم من دخوله، وأخرج الذين كانوا يمنعونهم منه ثلاثة أيام. ومن طريق معمر1 وعن قتادة وعن عثمان2، عن مقسم3 قالا: كان هذا في سفر4 الحديبية، فذكر نحوه وقال: فجعل الله لهم شهرا حراما يعتمرون فيه مكان شهرهم الذي صدوا فيه، فلذلك قال: {وَالْحُرُمَاتُ قِصَاص} . ومن طريق أبي جعفر الرازي5 عن الربيع بن أنس نحوه بطوله. ومن طريق العوفي6 عن ابن عباس نحوه باختصار. وأخرج الطبري7 أيضا من طريق نافع بن مالك عن عكرمة عن ابن عباس في

_ 1 أخرجه الطبري "3/ 577" "3134". 2 هو عثمان بن ساج، ترجم له أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "6/ 153" قال الشيخ أحمد شاكر في "تخريج الطبري" "4/ 308": "وهو غير عثمان بن عمرو بن ساج" الذي ترجم له ابن أبي حاتم "2/ 162" وقد خلط بينهما الحافظ ابن حجر وانظر ما كتبنا في ذلك في "شرح المسند": "2562" قلت: انظر "التهذيب" "7/ 144-145". 3 هو مقسم بن بجرة مولى عبد الله بن الحارث، قال في "التقريب" "ص545": "يقال له مولى ابن عباس للزومه له، صدوق، وكان يرسل، مات سنة "101"، وما له في البخاري سوى حديث واحد. خ4". 4 في الأصل: "صلح" ووضع الناسخ عليها: ط وأثبت ما في الطبري. 5 "3/ 577-278" "3137". 6 "3/ 578" "3138". 7 "3/ 575-576" "3130".

هذه الآية: هم المشركون حبسوا محمدا صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة فرجعه الله في ذي القعدة فأدخله البيت الحرام فاقتص له منهم1. ومن طريق ابن أبي نجيح2 عن مجاهد: فخرجت قريش بردها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية محرما في ذي القعدة عن البلد الحرام فأدخله الله في العام المقبل في ذي القعدة فقضى عمرته وأقصه بما حيل بينه وبين البيت. ومن طريق أسباط3 عن السدي: "لما اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم عمرة الحديبية في ذي القعدة سنة ست من مهاجره، صده المشركون، ثم صالحوه على أن يخلوا له مكة من عام قابل ثلاثة أيام فأتاهم بعد فتح خيبر في السنة السابعة". ومن طريق جويبر4 عن الضحاك قال: "حصروا5 النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة عن البيت الحرام فأدخله الله البيت الحرام في العام المقبل، واقتص له منهم". وأخرج أحمد بسند صحيح عن جابر: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو في الشهر الحرام إلا أن يُغزى6. 2- قول ز آخر: حكى الماوردي7 عن الحسن البصري "أن سبب نزولها أن مشركي العرب قالوا: أنهيت يا محمد عن قتالنا في الشهر الحرام؟ قال: "نعم"، فأرادوا أن

_ 1 في السند يوسف بن خالد السمتي قال في "التقريب" "ص610" "تركوه، وكذبه ابن معين، وكان من فقهاء الحنفية، مات سنة "189ق". 2 "3/ 756" "3131" بتصرف يسير. 3 "3/ 577" "3135" بتصرف يسير. 4 "3/ 577" "3136". 5 في الطبري: أحصروا. 6 "مسند أحمد" "3/ 334" وتتمته: "أو يغزو، فإذا حضر ذلك أقام حتى ينسلخ". 7 في "تفسيره "1/ 211" وفي النقل تصرف.

يقاتلوه في الشهر الحرام فنزلت الشهر الحرام {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ} فقاتلوهم فيه" وسيأتي مزيد بيان لهذا في قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيه} 1. 106- قوله ز تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْه} الآية 194. 1- أخرج2 الطبري من طريق علي3 بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية قال: كان المشركون يأخذون المسلمين4 بألسنتهم بالشتم والأذى، وهم بمكة فأمر الله المسلمين بالمجازاة أو الصبر أو العفو، فلما هاجروا أعز الله دينه5 أمر المسلمين أن ينتهوا في مظالمهم إلى سلطانهم ولا يعتدوا كأهل الجاهلية. 2- ثم نقل عن مجاهد6 أنها في القتال. ويرجح ذلك من جهة سياق ما قبلها وما بعدها والله أعلم7. 107- قوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة} . 1- أسند الواحدي8 من طريق هشيم عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال:

_ 1 الآية "217" فانظر ما سيأتي. 2 "3/ 580" "3142" وقد نقل بالمعنى. 3 في الأصل: عسكر وهو تحريف. 4 النص في الطبري: "فهذا ونحوه نزل بمكة والمسلمون يؤمئذ قليل، وليس لهم سلطان يقهر المشركين، وكان المشركين يتعاطونهم". 5 في الطبري: سلطانه! 6 "3/ 580" "3134" من تفسير سنيد. 7 وقد رجحه الطبري من قبل فانظر كلامه "3/ 580-581" ويبقى أن نقول إنه ليس هنا سبب نزول مباشر. 8 "ص50-52" وسيأتي كلام المؤلف على ما ينقله.

نزلت في الانصار أمسكوا عن النفقة في سبيل الله فنزلت هذه الآية. ومن طريق هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن عكرمة قال: أنزلت في النفقة في سبيل الله. ومن طريق حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن الضحاك بن1 أبي جبيرة قال: كان الأنصار يتصدقون ويطعمون ما شاء الله فأصابتهم سنة فأمسكوا فأنزل الله هذه الآية. 2- قول2 آخر: أسند الواحدي من طريق حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير في قوله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة} قال: كان الرجل يذنب الذنب فيقول: لا يغفر لي، فأنزل الله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة} . 3- قول آخر: أسند الواحدي من طريق المقري عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب أخبرني أسلم أبو عمران: كنا بالقسطنطينية، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر2 وعلى أهل الشام فضالة بن عبيد3 فخرج من المدينة صف عظيم من الروم وصففنا لهم صفا عظيما من المسلمين، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم ثم خرج4 إلينا مقبلا فتصايح5 الناس، فقالوا: سبحان الله

_ 1 كتب الناسخ هنا: كذا ووضع في الهامش وسيأتي ما في النص. 2 كتب الناسخ فوقه رمز الصحة! وهذا القول بعيد عن السياق القرآني تمامًا. 3 في الواحدي، زيادة: صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. 4 وضع الناسخ هنا رمز الصحة. 5 في الواحدي: فصاح.

ألقى بيده إلى التهلكة! فقام أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية على غير التأويل، وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار إنا لما أعز الله نبيه1، وكثر ناصريه قلنا بعضنا لبعض سرا من رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت فلو أنا أقمنا في أموالنا2 أصلحنا ما ضاع منها فأنزل الله تعالى كتابه يرد علينا ما هممنا به فقال {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة} في الإقامة التي أردنا أن نقيم في الأموال فنصلحها فأمرنا بالغزو، فما زال أبو أيوب غازيا في سبيل الله حتى قبضه الله عز وجل. قلت: أما الأول3 فأخرجه أيضا ابن أبي حاتم والبغوي4 في "معجم الصحابة" وأبو علي بن السكن5 وقال: تفرد به هدبة6 عن حماد7 والصواب أنه مرسل8.

_ 1 في الواحدي: دينه. 2 فيه: "فيها" وهو الأولي. 3 أي: الخبر الأول عن الشعبي. 4 هو الحافظ أبو القاسم: عبد الله بن محمد ولد سنة "214" وتوفي سنة "317". انظر ترجمته في "السير" للذهبي "14/ 440-456". 5 هو الإمام الحافظ سعيد بن عثمان المصري البغدادي الأصل ولد سنة "294" ومات سنة "353" انظر "السير" "16/ 117-118" له "الصحيح المنتقى" انظر "الرسالة المستطرفة" "ص25-26" وكتاب الصحابة وقد أفاد منه الحافظ في "الإصابة" في "950" موضعا فالظاهر أن النقل هنا منه. 6 هو ابن خالد، وإلى البغوي وابن السكن فقط عزاه في "الإصابة" "12/ 217". 7 أي: عن داود بن أبي هند عن عامر الشعبي عن أبي جبيرة بن الضحاك. 8 لا أدري هذا القول لابن السكن أم لابن حجر! وهو يحتمل وجهين أن أبا جبيرة ليس صحابيًّا أو أن ذكره في السند خطأ، ونقل المؤلف رواية الطبري عن الشعبي يؤيد الاحتمال الثاني. وقد أورد الهيثمي في "مجمع الزوائد" "6/ 317" حديث أبي جبيرة في سبب نزول {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وزاد: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين} ورجالهما رجال الصحيح واقتصر السيوطي في "اللباب" "ص37" على قوله: "أخرج الطبراني بسند صحيح عن أبي جبيرة" وأورده وزاد في "الدر" "1/ 500" نسبته -زيادة على ما ذكرها هنا- إلى "عبد بن حميد وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن حبان وابن قانع". وليس لأبي جبيرة في "مسند أبي يعلى" سوى حديث الألقاب ولم يذكره الطبري فالله أعلم.

وكذلك أخرجه الطبري1 من طريق معتمر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن عامر وهو الشعبي ولفظه: إن الأنصار كانوا احتبس عليهم بعض الرزق، وكانوا قد أنفقوا نفقات، فساء ظنهم وأمسكوا فأنزل الله عز وجل: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} قال فكانت التهلكة سوء ظنهم وإمساكهم وجاء عن حماد3 بهذا السند4 حديث آخر في الألقاب5 وهو مقلوب6 والصواب

_ 1 "3/ 585" "3153". 2 في الأصل وآمالهم. وهو تحريف. 3 وضع الناسخ عليه: ط ولعله يظنه وهمًا، وهو صحيح إنما الوهم في لفظة قريبة. 4 أي: عن حماد عن داود عن الشعبي عن أبي جبيرة. 5 في الأصل: الباب وهو تحريف والصواب ما أثبث، فإنه سيقول بعد قليل: أخرجه أبو داود والترمذي والذي أخرجاه حديث في الألقاب. وقد تعبت كثيرًا حتى اهتديت إلى صحة هذه الكلمة فالحمد لله. 6 فإنه سماه: الضحاك بن أبي جبيرة والصواب: أبو جبيرة بن الضحاك. وقد رواه -بالسند المقلوب- أبو يعلى في مسنده "12/ 252-253"، ورواه الحاكم على الصحة "2/ 463" وقال: "صحيح على شرط مسلم" ولم يخرجاه "ووافقه الذهبي، والطبراني انظر "مجمع الزوائد" "6/ 317" وقد ذكره المؤلف في "الإصابة" القسم الأول فيمن اسم الضحاك "2/ 205" وقال: "روى ابن منده من طريق المسعودي عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن الضحاك بن أبي جبيرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين" -أشار بأصبعيه- وأورده البغوي وابن منده وغيرهما في ترجمة حديث سبب نزول: {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} وهو مقلوب، وأبو جبيرة بن الضحاك كما سيأتي في "الكنى". وقال في القسم الرابع من حرف الضاد أيضًا "2/ 217": "وقع ذكره عند أبي يعلى والبغوي وابن السكن وهو ملقوب قال أبو نعيم: قلبه حماد بن سلمة عن داود عن الشعبي عنه بحديث الألقاب" وقال في "الكنى "4/ 31 ": "أبو جبيرة -بفتح أوله-" وبعد أن ذكر الخلاف في صحبته قال: وأخرج حديثه في البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن وصححه الحاكم وحسنه الترمذي ولفظه: فينا تزلت هذه الآية: {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} . قلت: الموجود في "سنن التزمذي" المطبوعة "5/ 362": "حسن صحيح".

رواية شعبة1 ووهيب2 وغيرهما3 عن داود عن الشعبي عن أبي جبيرة بن الضحاك. قال أبو نعيم4، وأخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما5 من هذا الوجه. وقد وافق الشعبي على التأويل المذكور قتادة، أخرجه الطبري6 من طريق معمر عنه قال في هذه الآية يقول: لا تمسكوا بأيديكم عن النفقة في سبيل الله. ومن طريق خُصيف7 عن عكرمة: لما أمر الله بالنفقة فكان بعضهم يقول8: ننفق فيذهب ما لنا ولا يبقى شيء! فقال: أنفقوا ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة يقول: أنفقوا وأنا أرزقكم. ومن طريق يونس بن عبيد9 عن الحسن: أنزلت في النفقة. وفي لفظ

_ 1 كما هو عند الترمذي في كتاب التفسير، سورة الحجرات "5/ 362". 2 كما هو عند أبي داود في كتاب الأدب، باب في الألقاب "4/ 290-291". 3 هو بشر بن المفضل كما في الترمذي "5/ 362" والنسائي في "الكبرى" في التفسير كما في "تحفة الأشراف" "9/ 138" وعبد الله بن إدريس كما في "سنن ابن ماجه" كتاب الأدب باب الألقاب "2/ 1231". 4 لا بد أنه قال في هذا كتابه "معرفة الصحابة" وقد طبع منه قسم في ثلاثة مجلدات ليس هذا فيها. ونقل الحافظ هذا القول عنه في "الإصابة" في القسم الرابع من حرف الضاد في ذكر "الضحاك بن أبي جبيرة" "2/ 317 ". 5 مر العزو إلى السنن الأربعة، ويخل تحت قوله: "غيرهما: الإمام أحمد "4/ 260" من طريق إسماعيل بن علية والبخاري في "الأدب" والطبري في "التفسير" "26/ 132" والواحدي في "الأسباب" "ص416". 6 "3/ 586" "3156". 7 "3/ 586" "3158"وخصيف مر ذكره. 8 في الطبري: فكانوا -أو بعضهم- يقولون. 9 "3/ 586" "3159" والتصريح بذكر اسم أبيه من زيادة المؤلف، ويونس هذا من رجال الستة انظر "التهذيب" "11/ 442".

له1: في التهلكة، أمرهم الله بالنفقة في سبيل الله، وأخبرهم أن ترك النفقة في سبيل الله هو التهلكة. وأخرج عبد بن حميد من طريق السكن بن المغيرة2 عن الحسن نحوه ولفظه: {إِلَى التَّهْلُكَة} قال: هو البخل3. ومن طريق عوف4 عن الحسن مثله. وأخرج الطبري5 من طريق ابن جريج أنه سأل عطاء عن هذه الآية فقال: يقول: أنفقوا في سبيل الله ما قل وكثر6: وقال لي عبد الله بن كثير نزلت في النفقة في سبيل الله. ومن طريق العوفي7 عن ابن عباس يقول: أنفقوا ما كان من قليل أو كثير ولا تستسلموا فلا تنفقوا شيئا فتهلكوا. وأخرج الفريابي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس نحوه. وأخرجه ابن المنذر ولفظه: ليس ذلك في القتال إنما هو في النفقة أن تمسك

_ 1 "3160". 2 هو الأموي مولاهم، البزاز البصري قال في "التقريب" "ص245": "صدوق". 3 وزاد السيوطي "1/ 499" نسبته إلى البيهقي في "الشعب". 4 هو عوف بن أبي جميلة العبدي الهجري، أبو سهل البصري المعروف بالأعرابي وهو من رجال الستة "انظر التهذيب" "8/ 166" وفيه: قال ابن سعد: قال بعضهم -يرفع أمره: إنه ليجيء عن الحسن بشيء ما يجيء به أحد. 5 "3/ 586" "3161 ". 6 هو الداري المكي من رجال الستة انظر "التهذيب" "5/ 367". 7 "3/ 587" "3163".

يدك عن النفقة في سبيل الله. وسنده صحيح إليه1. وأخرج البخاري2 والطبري3 وغيرهما من حديث حذيفة في قوله: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} : أنزلت في النفقة، وفي لفظ: أي لا تمسكوا عن النفقة. 2- وأما القول الثاني فحديث النعمان بن بشير، أخرجه أيضا ابن المنذر من طريق حماد عن سماك ولفظه: إذا أذنب أحدكم الذنب فلا يقولن قد أسأت فيلقي بيده إلى التهلكة ولكن ليستغفر الله ويتوب4 إليه. وجاء مثله عن البراء بن عازب أخرجه الطبري5 وعبد بن حميد وغيرهما6 من عدة طرق عن أبي إسحاق عنه، أتمها رواية حفيده إسرائيل عنه سمعت البراء -وسأله رجل: فقال يا أبا عمارة أرأيت قول الله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة} هو الرجل يتقدم فيقاتل حتى يقتل؟ قال: لا، ولكنه الرجل يعمل

_ 1 وعزاه إلى الفريابي وابن جرير وابن المنذر السيوطي "1/ 499" وانظر الطبري "3/ 584" "3149". 2 في كتاب التفسير "الفتح" "8/ 185". 3 "3/ 583" "3144": ولفظه: يعني في ترك النفقة. 4 كذا في بالأصل على أن الواو للمعية فيما يرى الأستاذ الدكتور محيي هلال السرحان. 5 جاء في "الفتح" "5/ 185": "جاء عن البراء بن عازب في الآية تأويل آخر أخرجه ابن جرير وابن المنذر وغيرهما عنه بإسناد صحيح عن أبي إسحاق" وذكر لفظ الحسين بن واقد الآتي ثم قال: "وعن النعمان بن بشير نحوه، والأول أظهر لتصدير الآية بذكر النفقة فهو المعتمد في نزولها، وأما قصرها عليه ففيه نظر؛ لأن العبرة بعموم اللفظ، على أن أحمد أخرج الحديث المذكور من طريق أبي بكر -وهو ابن عياش- عن أبي إسحاق بلفظ آخر" وذكر حديثًا سيودره بعد قليل وقال عنه: "فإن كان محفوظًا فلعل للبراء فيه جوابين، والأول من رواية الثوري وإسرائيل وأبي الأحوص ونحوهم، وكل منهم أتقن من أبي بكر فكيف مع اجتماعهم وانفراده"! 6 كالطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح انظر "مجمع الزوائد" "6/ 317".

بالمعاصي ثم يلقي بيده ولا يتوب. وفي رواية الثوري1 عن أبي إسحاق: فيقول لا يغفر الله لي. وفي رواية الحسين بن واقد2 عنه: فيلقي بيده فيقول: لا تقبل لي توبة. وأخرج الطبري أيضا3 مثله عن عبيدة بن عمرو السلماني -وهو من كبار التابعين- من طريق هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال: سألت عبيدة عن هذه الآية فقال: كان الرجل يذنب الذنب -حسبته [قال] 4: العظيم-فيلقي بيده فيهلك5 فنهوا6 عن ذلك فقيل {أَنْفِقُوا} الآية. ومن طريق هشيم7 أنا هشام، نحوه وقال بعد قوله: "بيده إلى التهلكة"، ويقول: لا توبة لي. ومن طريق أيوب8 عن ابن سيرين نحوه دون قوله: ويقول لا توبة لي، وفي لفظ عن أيوب9: هو الرجل يصيب الذنب العظيم فيلقي بيده ويرى أنه قد هلك. ومن طريق [ابن] عون10 عن ابن سيرين قال: التهلكة القنوط.

_ 1 "3/ 588" "3169". 2 "3/ 588" "3171". 3 "3/ 589" "3173" وقد رواه الطبري من طريقين عن هشام. 4 سقطت من الأصل. 5 في الطبري: فيستهلك. 6 هذه الزيادة من طريق دون طريق. 7 "3/ 589" "3174". 8 "3/ 589" "3175". 9 "3/ 589" "3178". 10 "3/ 589" "3176" وسقطت [ابن] من الأصل، وهو عمرو بن عون.

وأخرج عبد بن حميد من طريق عوف1 عن ابن سيرين قال: لا تيأس فتقنط فلا تعمل. وأما القول الثالث فأخرجه الترمذي2 من طريق أبي عاصم3 عن حيوة كذلك وأخرجه أبو داود4 والطبري5 من طريق ابن وهب عن حيوة، وابن لهيعة كلاهما6 عن يزيد ولكن قال في روايته: عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بدل فضالة بن عبيد، وقال في روايته: إنما تأولون هذه الآية هكذا أن حمل رجل يقاتل {فِي سَبِيل} 7 يلتمس الشهادة، أو يُبلى في نفسه، إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار. وقال في آخره: والإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد وقال في آخره: حتى دفن بالقسطنطينية. وأخرجه الطبري من طريق المقري8 كما تقدم قال الترمذي: حسن صحيح9.

_ 1 هو الأعرابي تقدم تقريبًا. 2 "سنن الترمذي" كتاب التفسير، سورة البقرة "5/ 169" وكذلك النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" "3/ 88". 3 هو الضحاك بن مخلد ثقة، معروف من رجال الستة انظر "التقريب" "ص280" وقد ضبط في المطبوع من "السنن الترمذي" مخلد! 4 "سنن أبي داود" كتاب الجهاد "3/ 12" والطبري "3/ 590-591" "3180". 5 "3/ 590" "3179". 6 في هذا نظر فن ابن لهيعة قرن بحيوة عند الطبري في روايته من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ "3180" لا من طريق ابن وهب! وذكر عبد الرحمن بن خالد ورد عنده في الرواية المفردة عن حيوة دون الرواية المقرونة. 7 كذا في الأصل ولم ترد في الطبري، ولفظ أبي داود مختلف. 8 "3/ 590-591" "3180". 9 في المطبوع من "الجامع" "5/ 196": إضافة "غريب".

قلت: وصححه أيضا ابن خزيمة1 وابن حبان2 والحاكم3. وجاء مثل الذي ذكره أبو أيوب4 عن عمر5 فأخرج الفريابي في: "تفسيره"6 من طريق طارق بن عبد الرحمن7 عن المغيرة بن شبيل قال: بعث عمر جيشا فحاصروا قيصر فتقدم رجل من بجيلة فقاتل حتى قتل -وهو جد المغيرة بن شبيل- فأكثر الناس فيه فقالوا: ألقى بيده إلى التهلكة فبلغ ذلك عمر فقال كذبوا يرحمه الله ثم قرأ {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ الله} 8 الآية9

_ 1 ليس في الموجود من "صحيحه" كتاب الجهاد. 2 انظر "الإحسان" كتاب السير باب فرض الجهاد "11/ 9" "4711". 3 "المستدرك" "2/ 275" على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وزاد الشيخ شعيب في "تخريج الإحسان"، فقال: "وأخرجه الطيالسي "599" وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" "ص269-270"، والطبراني في "المعجم الكبير" "4/ 211" "4060" والبيهقي "9/ 99". وزاد السيوطي "1/ 500" أبا يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، وللشيخ أحمد شاكر تعليق مفيد فانظره "3/ 591-592". 4 أي: الأنصارى رضي الله عنه. 5 ما سيذكره المؤلف هنا ليس فيه سبب نزول ولكنه تأييد لفهم أبي أيوب من الآية. 6 وكذلك الطبري "4/ 249" "4004" في تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي} . 7 وفي الطبري بعد طارق بن عبد الرحمن: عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة. 8 سورة البقرة الآية "207". 9 رجاله. ثقات، المغيرة وثقه ابن معين وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" "التهذيب" "10/ 262" وطارق بن عبد الرحمن من رجال الستة انظر "الكاشف" "2/ 36" و"التهذيب" "5/ 5" و"التقريب" "ص281". وفي "الدر" "1/ 576": أخرج وكيع والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن المغيرة بن شبيل [في الأصل: شعبة وهو تحريف] قال: كنا في غزاة فتقدم رجل فقاتل حتى قتل، فقالوا: ألقى بيده إلى التهلكة، فكتب فيه إلى عمر، فكتب عمر: ليس كما قالوا: هو من الذين قال الله فيهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّه} البقرة "207".

وله شاهد عند عبد بن حميد1 من طريق إسماعيل بن أبي خالد2 عن قيس بن أبي حازم3 عن مدرك4 بن عوف5 أنه كان ذات يوم عند عمر قال فذكروا النعمان بن مقرن ورجلا شرى بنفسه6 فقال مدرك: ذاك والله خالي يا أمير المؤمنين، زعم رجال أنه ألقى بيده إلى التهلكة؟! فقال عمر كذبوا. وأخرجه ابن المنذر من هذا الوجه ولفظه: قلت: إن خالي غزا بنفسه حتى قتل فزعموا أنه ألقى بيده إلى التهلكة؟ فقال: كذب أولئك ولكن من الذين اشتروا الآخرة بالحياة الدنيا وسنده صحيح7. وأخرج ابن المنذر من طريق القاسم بن مخيمرة8 قال: لو حمل رجل على عشرة آلاف لم يكن بذلك بأس.

_ 1 عزاه السيوطي في "الدر" "1/ 577" إلى البيهقي في "سننه". 2 ثقة ثبت مر في الكلام على الآية "144". 3 هو البجلبي، أبو عبد الله الكوفي في "التقريب" "456": "ثقة من الثانية، مخضرم، ويقال له رؤية..ع". 4 في "الدر": مدركة. 5 هو الأحمسي البجلي ذكره ابن حجر في القسم الأول من حرف الميم في كتابه "الإصابة" "3/ 394" وذكر الخلاف في صحبته ثم قال: "وقد أخرج حديثه عن عمر أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي أمامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن مدرك بن عوف الأحمسي قال: بينا أنا عند عمر إذ أتاه رسول النعمان بن مقرن" فذكر قصة تقدمت في ترجمة عوف والد شبيل "قلت: ولم أجد شيئًا في تراجم المسلمين بـ"عوف ولا: عون" فالله أعلم. 6 وضع الناسخ بين شرى وبين بنفسه: "كذا" وسيأتي في لفظ ابن المنذر: غزا بنفسه فلعله هو المراد أو: شرى نفسه وهو كذلك في "الدر المثنور". 7 وكذلك قال في "الفتح" "8/ 185" ولفظه: "روى ابن جرير وابن المنذر بإسناد صحيح عن مدرك.." وذكره وفيه قوله: "جارًا" وهنا "خالًا" ويبدو: إن لفظ الجار محرف وانظر "مرويات الإمام أحمد في التفسير" "1/ 145". 8 قال في "التقريب": "452": "أبو عروة الهمداني" -بالسكون- الكوفي، نزيل الشام، ثقة فاضل، من الثالثة، مات سنة مائة خت م4".

وذكر الطبري وغيره في سبب النزول أشياء آخر. - أحدها1: ما أخرجه من طريق أبي بكر بن عياش2 عن أبي إسحاق قال: سأل رجل البراء أحمل على المشركين وحدي فيقتلونني، أكنت ألقيت بيدي إلى التهلكة؟ قال: لا إنما التهلكة في النفقة، بعث الله رسوله فقال {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَك} 3. ومن طريق حكام بن سلمة الرازي4 عن الجراح عن أبي إسحاق قال: قلت للبراء: يا أبا عمارة الرجل يلقى ألفا من العدد فيحمل عليهم وإنما هو وحده أيكون ممن قال الله تعالى فيهم: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة} ؟ فقال: ليقاتل حتى يقتل5 قال الله تعالى لنبيه: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ} . - ثانيها: من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال6 في قوله: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة} قال: إذا لم يمكن عندك7 فلا تخرج بنفسك8 بغير نفقة و [لا قوة: فتلقي بيديك إلى التهلكة] 9.

_ 1 ليس في المذكور هنا سبب نزول جديد، فهو يتحدث عن ترك النفقة وقد مر هذا في القول الأول. 2 الطبري "3/ 588" "3168" وانظر "مسند أحمد" "4/ 281" ورجاله ثقات وإسناده صحيح كما في "مرويات الإمام أحمد في التفسير" "1/ 145". 3 النساء: "84". 4 "3/ 588" "3172". 5 لم ينقط في الأصل. 6 "3/ 587" "3166" وما بين المعقوفين منه. 7 وضع الناسخ هنا رمز الصحة، والنص في الطبري: عندك نفقة. 8 في الأصل: نفسك. 9 في الأصل فراغ بمقدار كلمة ووضع الناسخ بعد: و"ط" وفي الهامش نقاطًا هكذا هذا وقال في "الفتح" "8/ 185": "وروى ابن أبي حاتم من طريق زيد بن أسلم أنها كانت: نزلت في ناس كانوا يغزون بغير نفقة، فيلزم على قوله، اختلاف المأمورين قيل لهم: أنفقوا وأحسنوا: أصحاب الأموال، والذين قيل لهم: {لا تُلْقُوا} الغزاة بغير نفقة، ولا يخفى ما فيه".

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق زيد بن أسلم أن رجالا كانوا يخرجون في بعوث يبعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير نفقة، فإما يقطع بهم وإما كانوا عيالا فأمرهم الله أن ينفقوا مما رزقهم الله ولا يلقوا بأيديهم إلى التهلكة، والتهلكة1 أن يهلكوا من الجوع أو المشي. - ثالثها: من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة} لا يمنعكم النفقة في حق خوف العيلة2. - رابعها: معناها أن ترك الصدقة يفضي إلى الهلاك قال مقاتل في "تفسيره"3: قال رجل من الفقراء: يا رسول الله ما نجد ما نأكل فبأي شيء نتصدق؟ فقال: "بما كان ولو بشق تمرة تكفون وجوهكم عن النار. وهي التهلكة" 4. - خامسها: لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة: لا تنفقوا من حرام فتأثموا بذلك [و] تهلكوا. حكاه القرطبي5 ونحوه عن الطبري6 عن عكرمة قال: لا تيمموا الخبيث

_ 1 وضع الناسخ عليها إشارة الصحة. 2 أخرجه الطبري "3/ 585" "3154" وليس فيه: "لا" وهي في "تفسير مجاهد" "1/ 99". وليس في هذا سبب نزول. 3 "1/ 96". 4 لم يذكر جواب النبي صلى الله عليه وسلم في "تفسير مقاتل". ونصه: "فأنزل الله عز وجل: -وأنفقوا في سبيل الله- {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} فإن أمسكتم عنها فهي التهلكة. وعزاه القرطبي "2/ 241" إليه كذلك ولم يذكر الحديث. 5 انظر "الجامع" "2/ 242": والواو زيادة مني. والنص في القرطبي: "ولا تنفقوا من حرام فيرد عليكم فتهلكوا ونحوه عن عكرمة ... " وليس في هذا سبب نزول. 6 لم أجد شيئا من ذلك في هذا الموضع في الطبري ولا في قوله: {وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيث} . فلعل لفظ "عند الطبري" قمحم سهوًا.

منه تنفقون1. - سادسها: قال الطبري: هي عامة في جميع ما ذكر لاحتمال اللفظ له2. تنبيه: كان ممن تأول الآية على من يحمل وحده على العدد الكثير من العدو عمرو بن العاص أخرجه ابن أبي حاتم3 بسند جيد عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أنه أخبره أنهم حاصروا دمشق فانطلق رجل من أزدشنوءة فأسرع في العدو وحده يستقتل4 فعاب ذلك عليه المسلمون ورفعوا5 حديثه إلى عمرو بن العاص فأرسل فرده وقال له: قال الله: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة} . وأجاز الجمهور ذلك بشروط: منها أن يغلب على ظنه أنه ينجو أو ينكي العدو بذلك أو يرهبه أو يكون سببا لتجريء المسلمين على عدوهم فيصنعون كما صنع أو يكون سببا للفتح على المسلمين كما وقع في اليمامة والقادسية أو يخلص نيته لطلب الشهادة7 كما وقع ذلك في عدة مواطن كما أخرج مسلم بعضها فعنده من حديث

_ 1 البقرة "267 ". 2 لخص المؤلفل بقوله هذا أكثر من صفحة من كلام الطبري وقد ختم كلامه بقوله "3/ 593" "غير أن الأمر وإن كان كذلك، فإن الأغلب من تأويل الآية: وانفقوا، أيها المؤمنون في سبيل الله، ولا تتركوا النفقة فيها، فتهلكوا باستحقاقكم -بترككم ذلك- عذابي ... ". 3 وأورده السيوطي "1/ 501". 4 لم تنقط في الأصل ووضع الناسخ عليها: ط ولم ترد في "الدر" ورجحت ما أثبت ويتحتمل أنها: يستقبل. 5 في الأصل: ورفعه وهو تحريف. 6 في الأصل: العاصي. 7 وكذلك قال في "الفتح" "8/ 185-186": "وأما مسألة الواحد على العدد الكثير من العدو فصرح الجمهور بأنه إن كان لفرط شجاعته، وظنه أنه يرهب العدو بذلك، أو يجرئ المسلمين عليهم أو نحو ذلك من المقاصد الصحيحة فهو حسن ومتى كان مجرد تهور ولا سيما إن ترتب على ذلك وهن المسلمين، والله أعلم".

أنس في قصة الاثني عشر الذين قاتلوا بعث1 رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا بعد واحد حتى قتلوا أجمعين2، ومن حديث أبي موسى أنه حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الجنة تحت ظلال السيوف". فقال له رجل: أنت سمعت رسول الله يقول هذا؟ قال: نعم، فكسر جفن سيفه ومشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل3.

_ 1 وضع الناسخ على "بعث": ط. 2 لم أجد شيئًا من ذلك في "صحيح مسلم" في كتاب "الجهاد والسير" وكتاب "الإمارة". نعم روى مسلم عن أنس حديث القراء السبعين فلعله وهو المقصود انظر "3/ 1511". وروى عنه أيضًا في باب غزوة أحد "3/ 1415" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، فلما رهقوه قال: "من يردهم عنا وله الجنة"، أو "هو رفيقي في الجنة" فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، ثم رهقوه أيضًا: فقال: "من يردهم عنا وله الجنة" أو "هو رفيقي في الجنة" فتقدم رجل من الأنصار، فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبيه: "ما أنصفنا أصحابنا". فلعله هو المقصود كذلك ويكون في الأصل وهم في تحديد العدد، وأما "بعث" فلعلها: "عن" وفي تفسير قوله تعالى: {إِذْ تُصْعِدُونَ} من آل عمران قال ابن كثير "1/ 45": "وروى البيهقي في دلائل النبوة من حديث عمارة بن غزية عن أبي الزبير عن جابر قال: انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وبقي معه أحد عشر رجلًا من الأنصار، وطلحة بن عبيد الله وهو يصعد في الجبل، وتتمة الخبر أن الأحد عشر رجلًا قتلوا وجرح طلحة ولعل ابن حجر ذهب وهمه إلى هذا والله أعلم. 3 رواه مسلم في كتاب "الإمارة" "3/ 1511" من طريق جعفر بن سليمان عن أبي عمران الحوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه: قال سمعت أبي وهو بحضرة العدو يقول: وذكره في النقل عنه اختصار ولفظه في الحديث: "إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف". وأخرج الحاكم هذا الحديث في أوائل كتاب الجهاد من "مستدركه" "2/ 70" من طريق جعفر وبلفظ مقارب ثم قال: "حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، والحديث في مسلم كما ترى! وعزاه السيوطي في "الجامع الصغير" إلى الحاكم فقط وهذا قصور فهو في مسلم من أكثر من طريق انظر "التيسير" للمناوي "1/ 490".

108- قوله ز تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّه} . 1- أخرج ابن أبي حاتم من طريق إبراهيم بن طهمان عن عطاء عن صفوان بن أمية أنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم مضمخ بالزعفران عليه جبة، فقال: كيف تأمرني يا رسول الله في عمرتي؟ فأنزل الله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّه} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أين السائل عن العمرة؟ " قال هأنذا1 فقال له: "ألق عنك ثيابك ثم اغتسل واستنشق 2 ثم ما كنت صانعا في حجك فاصنعه في عمرتك". وهذا الحديث رواته ثقات3 لكن وقع في سياق السند وهم فإنه في الصحيح من طريق عطاء عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه فسقط من هذه الرواية كلمتان قوله: "ابن يعلى" وقوله: "عن أبيه" فصار ظاهره أنه من مسند صفوان بن أمية وهو ابن خلف الجمحي وإنما هو من رواية صفوان بن يعلى بن أمية التميمي. وقد أخرجه البخاري " "4 والنسائي من طرق عن عطاء5 وليس عند أحد منهم ذكر نزول هذه الآية في هذه القصة6

_ 1 وضع الناسخ رمزين الأول على "ذا" وهو رمزالصحة، والثاني على "فقال" وهو يشبه ح ولم أعرف قصده. 2 في الأصل: واستسن وهو تحريف والتصويب من ابن كثير. 3 وكان ابن كثير قد أورده "1/ 230-231" ثم قال: هذا حديث غريب وسياق عجيب ثم أورد الذي في "الصحيحين" وقال: "لم يذكر فيه الغسل والاستنشاق ولا ذكر نزول هذه الآية وهو عن يعلى بن أمية لا صفوان بن أمية". 4 فراغ في الأصل بمقدار كلمة، ووضع الناسخ فوقه: "صـ" ولعل المؤلف أراد: ومسلم. 5 فراغ في الأصل بمقدار نصف سطر ووضع الناسخ في أعلا نصفه "ض"! ولعل المؤلف أراد: وأبو داود والترمذي. 6 انظر "صحيح البخاري" كتاب "الحج" باب غسل الخلوق "الفتح" "3/ 393 "، وكتاب "العمرة" باب يفعل بالعمرة ما يفعل بالحج "الفتح" "3/ 614" وفي مواضع أخرى و"صحيح مسلم" أول، كتاب =

2- قول ز آخر:1 نقل القرطبي2 عن مقاتل قال: إتمامهما أن لا تستحلوا فيهما ما لا ينبغي لكم وذلك أنهم كانوا يشركون في إحرامهم فيقولون لبيك4 اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك. فقال: فأتموها لله ولا تخلطوهما بشيء آخر، وقال غيره5: كانت العرب تقصد مع الحج الاجتماع والتظاهر والتنافر والتفاخر وحضور الأسواق وقضاء الحوائج فأمر الله تعالى بالقصد إليه خالصا وفي تفسير الإتمام6 أقوال أخرى ليست من غرض هذا الكتاب

_ = "الحج" "2/ 836-838" و"سنن أبي داود" "المناسك" باب الرجل يحرم في ثيابه "2/ 164-165"، و"جامع الترمذي" كتاب "الحج" باب ما جاء في الذي يحرم وعليه قميص أوجبه "3/ 196-197"، "سنن النسائي" كتاب "المناسك"، الجبة في الإحرام "5/ 130-131" ورواه في الكبرى أيضًا كما في "التحفة" "9/ 110-112". هذا وقد قال الحافظ في "الفتح" "3/ 614": "ولم أقف في شيء من الروايات على بيان المنزل حينئذ من القرآن وقد استدل به جماعة من العلماء على أن من الوحي ما لا يُتلى، لكن وقد وقع عند الطبراني في الأوسط من طريق أخرى أن المنزل حينئذ قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّه} ووجه الدلالة منه على المطلوب عموم الأمر بالإتمام، فإنه يتنازل الهيئات والصفات". ولم يذكر رواية ابن أبي حاتم وقد ذكرها هنا فكأنه ذهل عنها. ومما يلاحظ أنه لم يشر هنا إلى حديث الطبراني! 1 وهو يصلح أن يكون تفسيرا لا سبب نزول. 2 "2/ 244" في المسألة الأولى في المراد من الإتمام. 3 من هنا إلى "وقال غيره" لم يرد في "تفسير مقاتل". 4 وضع الناسخ عليها رمز الصحة، وهي ليست في القرطبي. 5 ورد هذا في تفسير القرطبي "2/ 246" في المسألة الخامسة وهي ليست في تفسير الإتمام ولم ينسبه إلى قائل والسياق يدل على أنه له ونصه: وفائدة التخصيص بذكر الله هنا أن العرب كانت تقصد الحج للاجتماع والتظاهر والتفاضل والتنافر وقضاء الحاجة وحضور الأسواق، وكل ذلك ليس لله فيه طاعة، ولا حظ بقصد، ولا قربة بمعتقد. فأمر الله سبحانه وتعالى بالقصد إليه لأداء فرضه وقضاء حقه، ثم سامح في التجارة. 6 في الأصل "الإمام" وهو تحريف.

109- قوله ز تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِه} [الآية: 196] . أسند الواحدي1 من طريق ابن الأصبهاني2 عن عبد الله بن معقل3 عن كعب بن عجرة قال: فيَّ نزلت هذه الآية {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِه} وقع القمل في رأسي فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "احلق وافد بصيام 4 ثلاثة أيام أو النسك أو أطعم 5 ستة مساكين" وفي لفظ6: قعدت إلى كعب بن عجرة في هذا المسجد -مسجد الكوفة- فسألته عن هذه الآية: {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُك} قال: حملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي فقال: "ما كنت أرى [أن] 7 الجهد بلغ بك 8 هذا أما تجد شاة؟ " فقلت: لا، فنزلت الآية {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُك} قال: "صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين كل 9 مسكين نصف صاع من طعام". فنزلت فيَّ خاصة ولكم عامة10

_ 1 "ص52". 2 فيه عبد الرحمن الأصبهاني. 3 في الأصل: مغفل وهو تحريف. 4 في الواحدي: "وافده صيام". 5 وضع الناسخ على النسك: "كذا" وعلى، أطعم "خ" وفي الهامش شيء ذهب في التصوير والسياق كذلك في الواحدي! 6 "ص53". 7 ساقطة من الأصل. 8 في الواحدي: منك، وفي البخاري كما هنا. 9 في الواحدي والبخاري: لكل. 10 وقال الواحدي: وراه البخاري عن آدم بن أبي إياس وأبي الوليد، ورواه مسلم عن بندار عن غندر، كلهم عن شعبة. قلت: رواه البخاري في كتاب "المحصر والمغازي والتفسير والطب وكفارات الأيمان"، وروايته عن آدم في كتاب التفسير "الفتح" "8/ 186". وروايته عن الوليد في كتاب "المحصر" باب الإطعام في الفدية نصف صاع "الفتح" "4/ 16" ومسلم "2/ 816".

وفي لفظ له1 من هذا الوجه خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمين فوقع القمل في رأسي ولحيتي وشاربي حتى وقع في حاجبي وفيه: فقال: "ادع 2 الحالق"، فجاء الحالق فحلق رأسي، فقال: "هل تجد نسيكة؟ " قلت: لا -وهي شاة- قال: "فصم ثلاثة أيام أو أطعم ثلاثة آصع ستة 3 مساكين". فأنزلت في خاصة وهي للناس عامة. ومن طريق مجاهد4 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال كعب بن عجرة: فيَّ نزلت هذه الآية أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ادنه" فدنوت منه مرتين أو ثلاثا، قال: "أتؤذيك هوامك؟ " قال5: نعم، فأمرني بصيام أو بصدقة أو نسك ما تيسر6. ومن وجه آخر عن مجاهد7 عن ابن أبي ليلى عن كعب قال: مر [به] 8 رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوقد تحت قدر له وهو9 بالحديبية فقال: "أتؤذيك هوام رأسك؟ "

_ 1 الواحدي "ص54". 2 في الواحدي: ادعوا. 3 في الواحدي: بين ستة. 4 "ص52-53" عن ابن عون عنه. 5 في الأصل: قلت: وكتب في الهامش: "قال" والنص في الواحدي: "قال ابن عون: وأحسبه قال: نعم". 6 وقال: "رواه مسلم عن أبي موسى عن ابن أبي عدي، ورواه البخاري عن أحمد بن يونس عن ابن شهاب، كلاهما عن ابن عون". قلت: طريق أحمد بن يونس في البخاري في أول كتاب كفارات الأيمان "الفتح" "593-594/ 11"، وأبي موسى في مسلم "2/ 860". 7 "ص54" عن ابن أبي نجيح عنه. 8 ساقطة من الأصل. 9 لم يرد الضمير في الواحدي، والأحسن حذفه.

قال: نعم، قال: "احلق" فأنزلت هذه الآية، قال: "فالصيام ثلاثة أيام والصدقة فرق 1 بين ستة مساكين والنسك شاة". قلت: حديث كعب بن عجرة في "الصحيحين"2، ومن ألفاظه مما لم يذكر في هذه الطريق ما ذكره مسلم في رواية لعبد الله بن معقل: "لكل مسكين نصف صاع نصف صاع" كررها مرتين3. وفي رواية لعبد الكريم الجزري عن مجاهد: "أي ذلك فعلت أجزاك" 4. ولأبي داود5 في رواية: "إن شئت وإن شئت". وفي رواية لمجاهد عند الطبري6: ونحن محرومون وقد حصرنا المشركون. وفي رواية لعبد الله بن معقل7: "أتجد شاة؟ " قال: لا، قال: "فصم أو أطعم".

_ 1 في "الفتح" "4/ 16": "بفتح الفاء والراء وقد تسكن، قال ابن فارس، وقال الأزهري: كلام العرب بالفتح والمحدثون قد يسكنونه، وآخره قاف مكيال معروف بالمدينة وهو ستة عشر رطلًا..". 2 انظر "صحيح البخاري" كتاب "المحصر" باب الإطعام في الفدية نصف صاع "الفتح" "4/ 16" وكتاب التفسير "الفتح" "8/ 186" و"صحيح مسلم" كتاب "الحج" باب جواز حلق الرأس للمحرم "2/ 589-862". 3 لم أجد هذا في مسلم! ولا في البخاري، ولفت نظري أن الحافظ قال هذا في شرح حديث الباب عن أبي الوليد "4/ 17" أيضًا وعلق المحقق بقوله: "في طبعة بولاق: كذا في نسخ الشرح التي بأيدينا، وليس في نسخ البخاري التي وقفنا عليها تكرار، وفي القسطلاني ما نصه: "زاد مسلم نصف صاع كررها مرتين". 4 هذا اللفظ في الطبري "4/ 65" "3351" من طريق ابن وهب عن مالك، وهو في رواية الزهري "1/ 489" ولم يذكر مجاهد بين عبد الكريم وبين أبي ليلى وانظر تعليق الحافظ على ذلك في "الفتح" "4/ 11" وتعليق الشيخ أحمد شاكر على الطبري "4/ 65-66". 5 انظر كتاب "المناسك" باب في الفدية "2/ 172": "إن شئت فانسك نسيكة، وإن شئت فصم ثلاثة أيام، وإن شئت فأطعم ثلاثة آصع من تمر لستة مساكين". 6 "4/ 64" "3348". 7 في البخاري كتاب "المحصر" باب الإطعام "الفتح" "4/ 16" وفي النقل هنا اختصار.

وفي رواية لعطاء الخراساني عند مالك1: "صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين" قال: وكان علم أنه ليس عندي ما أنسك به -أي ما أذبحه. "تكميل" نقل ابن عبد البر2 عن أحمد3 بن صالح المصري المعروف بابن الطبري الحافظ أنه قال: حديث كعب بن عجرة سنة معمول بها لم يروها من الصحابة غيره ولا رواها عنه إلا عبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الله بن معقل وهي سنة أخذها أهل المدينة عن أهل الكوفة، فإن الزهري قال: سألت علماءنا كلهم حتى سعيد بن المسيب فلم يبينوا4 كم عدد المساكين انتهى. وفيما قال نظر فقد جاءت هذه السنة من رواية:

_ 1 هو في رواية أبي مصعب الزهري في كتاب "المناسك" باب فدية من حلق قبل أن ينحر من أذى يصيبه "1/ 490" "1260" وعزاه المحققان إلى يحيى في روايته: "269" وهو في الطبري من طريق ابن وهب عن مالك "4/ 66" "3353". ويقول فيه عطاء: "أخبرني شيخ بسوق البرم بالكوفة عن كعب". 2 نقل الحافظ قول ابن عبد البر هذا في "الفتح" "4/ 13" ولم يبين أين قاله وذكر مثل ما سيقوله في الرد عليه هنا، وهو مجرد في كتابه "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد "2/ 239" في الكلام على أحاديث حميد بن قيس الأعرج المكي، وفي النقل اختصار. وابن عبد البر هو الإمام العلامة حافظ المغرب شيخ الإسلام أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري الأندلسي القرطبي ولد في سنة "368" وتوفي في "463". انظر ترجمته في "السير" للذهبي "18/ 153-163". 3 في الأصل: إبراهيم وهو خطأ، ووضع الناسخ عليه: ط وجاء على الصواب في "الفتح" "13/ 4" وترجمته في "التهذيب" "1/ 39-42" وهو الذي تكلم فيه النسائي وقال عنه الخليلي: "اتفق الحافظ على أن كلام النسائي فيه، فيه تحامل" توفي سنة "428هـ" وانظر خلاصة القول فيه في "التقريب" "ص80" "48". 4 في التمهيد: فلم يثبتوا.

1- عبد الله بن عمرو بن العاص. 2- وأبي هريرة. 3- وعبد الله بن عمر. 4- وفضالة الأنصاري عن صحابي لم يُسَمَّ. فحديث ابن عمرو عند الطبري والطبراني1 وحديث أبي هريرة عند سعيد بن منصور2 وحديث ابن عمر عند الطبري3 وكذا حديث فضالة4. ورواه عن كعب بن عجرة غير ابن أبي ليلى وابن معقل جماعة منه أبو وائل

_ 1 "تفسير الطبري" "4/ 69" "3359" وقال أحمد شاكر: هذا إسناد صحيح ثم قال: وهذا الحديث مما لم أجده في موضع آخر، إلا أن الحافظ أشار في "الفتح" 4/ 11"، وذكر أنه رواه "الطبري والطبراني، ولم أجده في "مجمع الزوائد، مع أنه من شرطه، لروايته عند الطبراني. قلت: ومسند ابن عمرو ما زال مفقودًا من "المعجم الكبير". والطبراني هو الإمام الحافظ الثقة الرحال الجوال محدث الإسلام علم المعمرين أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الشامي صاحب المعاجم الثلاثة. ولد في مدينة عكا سنة "260" ومات سنة "360" انظر ترجمته في "السير" للذهبي "16/ 119-130". وكان الناسخ قد وضع هنا رمز الصحة على قوله "الطبراني". 2 هو الحافظ الإمام شيخ الحرم أبو عثمان الخراساني المروزي مؤلف كتاب "السنن" توفي بمكة سنة "227هـ" انظر "السير" "10/ 586-590 ". وقد عثر على المجلد الثالث من "السنن" وطبع بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي وليس فيه كتاب المناسك. 3 لم أجده في الطبري. 4 "4/ 68" "3358 ". وفضالة ترجمة البخاري في "التاريخ الكبير" "4/ 1/ 126" فقال: "يعد في أهل المدينة. عمن حدثه عن كعب بن عجرة. روى عنه الزهري" وبنحو ذلك ترجمه ابن أبي حاتم "3/ 2/ 77". وهو يشير إلى هذا الحديث فهو عن الزهري.

عند النسائي1، ومحمد بن كعب القرظي عند ابن ماجة2 ويحيى بن جعدة عند أحمد3، وعطاء عند الطبري4، وأرسله أبو قلابة والشعبي عن كعب وهو عند أحمد أيضا5، ومجاهد عند الطبري6 ولفظ الشعبي7 عن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو محرم وله وفرة وبأصل كل شعرة وبأعلاها قملة أو صؤاب8 فقال: إن هذا الأذى الحديث.

_ 1 في كتاب "مناسك الحج" باب في المحرم يؤذيه القمل في رأسه "5/ 96" وآخره: "انطلق فاحلقه وتصدق على ستة مساكين". 2 في كتاب "المناسك" باب فدية المحصر "2/ 1029" "308" ومثله في الطبري "4/ 67" "3354". 3 انظر "4/ 242" في مسند كعب بن عجرة. 4 "4/ 57" "3333" عن يعقوب عنه و"ص68" "3357" عن ابن جريج، وكأن قصده الموضع الثاني وهو الذي سينقله قريبًا. وعلق أحمد شاكر في الموضع الأول بقوله: "عطاء: الظاهر أنه ابن أبي رباح، ويحتمل أن يكون الخراساني لأن الحديث سيأتي من روايته "3353" عن شيخ مبهم عن كعب، وأيا ما كان، فهذا الإسناد ضعيف لإرساله؛ لأن عطاء يحكي قصة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يدركها، ثم لم من حدثه بها. 5 وزاد المؤلف في "الفتح" "4/ 13": "لكن الصواب أن بينهما واسطة، وهو ابن أبي ليلى على الصحيح". وحديث أبي قلابة المرسل في "المسند" "4/ 241" والمتصل "4/ 242 ". وحديث الشعبي المرسل والمتصل في "243". 6 انظر "4/ 65": "3349-3350". 7 ذكر أحمد في "المسند" السند إلى الشعبي ولم يسق متنًا وهذا المتن في الطبري "4/ 58-59" "3343" ولفظه: "عن الشعبي عن كعب قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية، ولي وفرة فيها هوام ما بين أصل كل شعرة إلى فرعها: قمل وصئبان. فقال: "إن هذا لأذى! " قلت: أجل يا رسول الله، شديد ... إلخ". وفي "القاموس" في مادة صئب "ص133": "والصؤابة، كغرابة: بيضة القمل والبرغوث، جمعها صؤاب وصئبان". 8 وضع الناسخ عليها: كذا وفي الهامش. واللفظة صحيحة لا غبار عليها.

وأخرجه عبد بن حميد والطبري أيضا ولفظ عطاء: لما كان النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية عام حبسوا بها وقمل رأس رجل من أصحابه يقال له كعب بن عجرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أتؤذيك هوامك؟ " 1، قال: نعم، قال: "فاحلق واجزز" وفيه: "أطعم ستة مساكين مدا مدا" 2. 110- قوله ز تعالى: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَج} [الآية: 196] 3. قال عبد بن حميد: ثنا أبو نعيم ثنا محمد بن شريك عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: كان أهل الجاهلية إذا حجوا قالوا: إذا عفا الأثر وتولى الدبر ودخل صفر حلت العمرة لمن اعتمر فأنزل الله تعالى: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَج} تغييرا لما كان أهل الجاهلية يصنعون وترخيصا للناس4. وأصله في الصحيح5 من حديث ابن عباس دون ذكر نزول الآية، ولفظه من طريق طاوس عنه قال كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض ويجعلون المحرم صفر6 ويقولون: إذا برأ الدبر وعفا الأثر وانسلخ صفر حلت

_ 1 في الطبري: هذه الهوام. 2 فيه "مدين قال [أي: ابن جريج] قلت: أسمى النبي صلى الله عليه وسلم مدين مدين؟ قال: نعم كذلك بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى ذلك لكعب، ولم يسم النسك ... ". 3 كان هذا المقطع قبل المقطع السابق فأخرته إلى هنا ليوافق تسلسله في الآية. 4 مرسل، رجاله ثقات. محمد بن شريك المكي، أبو عثمان ترجمته في "التهذيب" "9/ 221-222". وأبو نعيم هو الفضل بن دكين من رجال الستة ترجمته في "التهذيب" "8/ 270-276". ولا بد من القول إنه ليس فيما ذكر سبب نزول مباشر. 5 انظر "صحيح البخاري" "كتاب "الحج"، باب التمتع والقرآن والإفراد بالحج، وفسخ الحج لمن لم يكن معه هدي "الفتح" "3/ 422". 6 في الأصل: صفرا وكذلك هو في المتن من "صحيح البخاري" ولكنه جاء في الشرح: "صفر". وقال الحافظ "3/ 426": "كذا في جميع الأصول من الصحيحين".

العمرة لمن اعتمر فقدم1 النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صبيحة رابعة2 مهلين بالحج فأمرهم أن يجعلوها عمرة3. 111- قوله ز تعالى: {وَلا جِدَالَ فِي الْحَج} 4. أسند الطبري5 عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: كانوا يقفون مواقف مختلفة يتجادلون كلهم يدعي أن موقفه إبراهيم فقطعه الله حين أهل6 نبيه بالمناسك. ومن طريق أبي صخر7 عن محمد بن كعب قال: كانت قريش إذا اجتمعت [بمنى] 8 قال هؤلاء حجنا أتم من حجكم فنزلت9. ومن طريق القاسم بن محمد10: الجدال في الحج أن يقول قوم: الحج اليوم

_ 1 في البخاري: قدم وقال الحافظ "كذا في الأصول من رواية موسى بن إسماعيل عن وهيب وقد أخرجه المصنف في "أيام الجاهلية" عن مسلم بن إبراهيم عن وهيب بلفظ: "فقدم" بزيادة فاء وهو الوجه وكذا أخرجه مسلم من طريق بهز من أسد والإسماعيلي من طريق إبراهيم بن الحجاج عن وهيب". 2 قال الحافظ: أي: يوم الأحد. 3 وتتمة الحديث. "فتعاظم عند فقالوا: يا رسول الله، أي الحل؟ قال: "حل كله". 4 ليس فيما ذكر هنا سبب نزول فتأمل. 5 "4/ 146" "3073". 6 في الطبري: أعلم. 7 "4/ 145" "3701" وأبو صخر هذا هو حميد بن زياد مر في الآية "104". 8 زيادة من الطبري. 9 ليس فيه: "فنزلت"، وإنما فيه تكرار الجملة: "وقال هؤلاء: حجنا". 10 "4/ 164" "3702" والقاسم هو أحد الفقهاء بالمدينة أخرج حديثه الستة انظر "التقريب" "ص451".

ويقوم قوم: الحج غدا. ويجمع هذه الأقوال أن المراد بالجدال التنازع وذهب الجمهور إلى أنها عامة في جميع ما يصدق عليه اسم المخاصمة. ونقل ابن ظفر: إن المراد بالجدال مراجعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم لما أمرهم أن يجعلوا حجهم عمرة وهذا ذكره قبله مقاتل بن سليمان 112- قوله2 تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} . 1- أسند الواحدي3 من طريق البخاري4 ثم من طريق ورقاء عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون يقولون نحن المتوكلون فإذا قدموا مكة سألوا الناس فأنزل الله عز وجل {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} . قلت: ووصله عبد بن حميد عن شبابة وكذا أخرجه أبو داود والطبري من طريق شبابة5. وقال البخاري بعده: رواه ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة مرسلا.

_ 1 "98-99". 2 جاء في الأصل "باب قوله" ووضع الناسخ عليها كذا، وهذه لفظة غريبة على السياق فحذفتها، ولعل الصواب: "سبب". 3 "ص55". 4 انظر الصحيح، كتاب "الحج" باب قوله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا} "الفتح" "3/ 383-384". وزاد السيوطي "1/ 531" نسبته إلى ابن حبان والبيهقي في "سننه". 5 "سنن أبي داود"، كتاب "المناسك" باب التزود في الحج "2/ 141" "1730".

وكذا أخرجه عبد الرزاق1 وغير واحد عن ابن عيينة ليس فيه ابن عباس. ورواه بعض أصحاب ابن عيينة عنه موصولا وهو عند النسائي2. وأخرج الطبري3 من طريق العوفي عن ابن عباس: كان ناس يخرجون من أهليهم ليست معهم أزودة يقولون4 نحج بيت الله ولا يطعمنا! فقال الله: "تزودوا 5 ما يكف وجوههم عن الناس". وأخرجه عبد الرزاق6 أيضا عن معمر عن قتادة كان أناس7 من أهل اليمن يخرجون بغير زاد إلى مكة فأمرهم الله أن يتزودوا وأعلمهم أن خير الزاد التقوى. وعن8 عمر بن ذر9: سمعت مجاهدا يقول نحوه وقال: رخص لهم في الزاد فأنزل {وَتَزَوَّدُوا} . وأخرج الطبري10 من طريق عمر بن ذر عن مجاهد: كان الحاج لا يتزود فنزلت.

_ 1 في تفسيره "22". 2 هو في السير وفي التفسير في "السنن الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" "5/ 154-155". انظر التفسير "ص20" الرقم "53". 3 "4/ 159" "3749" 4 في الأصل: يقول وهو خطأ. 5 في الطبري: وتزودوا. 6 في "تفسيره" "ص22" وعنه الطبري "4/ 159" "3748". 7 في الطبري: "من ناس من أهل اليمن"! 8 أي: أخرج عبد الرزاق عن عمر. انظر "تفسيره" "ص22". 9 هو الهمداني المرهبي الكوفي قال في "التقريب" "ص412": "ثقة رمي بالإرجاء، مات سنة 153" من رجال البخاري وغيره. 10 "4/ 158" "3738".

وفي لفظ1: كانوا يحجون ولا يتزودون فنزلت. وأخرج الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد2 في هذه الآية قال: كان أهل الآفاق يخرجون إلى الحج يتوصلون بالناس بغير زاد فأمروا أن يتزودوا. وأخرجه الطبري3 من هذا الوجه وزاد ويقولون نحن متوكلون4. ومن طريق الحسن البصري5: إن ناسا من أهل اليمن كانوا يحجون ويسافرون ولا يتزودون فأمرهم الله بالزاد ثم أنبأهم أن خير الزاد التقوى. ومن طريق مغيرة6 عن إبراهيم كان ناس من الأعراب يحجون بغير زاد ويقولون نتوكل على الله فنزلت. وقال مقاتل7: إن ناسا من أهل اليمن وغيرهم كانوا يحجون بغير زاد وكانوا يصيبون من أهل الطريق ظلما فنزلت. 2- قول ز آخر: أخرج الطبري8 من طريق محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر كانوا إذا أحرموا ومعهم أزودة رموا بها واستأنفوا زادا آخر فأنزل الله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا} فنهوا عن ذلك، وأمروا أن يتزودوا الكعك والدقيق والسويق وهذا

_ 1 "4/ 158" "3739". 2 انظر "تفسير مجاهد" "1/ 103" وأخرجه الطبري عنه "4/ 158" "3743". 3 "4/ 158" "3742". 4 في الطبري: متكلون؟ 5 "4/ 159" "3746". 6 "4/ 157-158" "3737" ومغيرة هو ابن مقسم مر في الآية "189" وإبراهيم هو النخعي مر معه أيضًا. 7 "1/ 99-100". 8 "4/ 156" "3729".

سند صحيح1. 113- قوله تعالى: {فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} . قال مقاتل2: لما نزلت {وَتَزَوَّدُوا} قالوا: يا رسول الله ما نجد شيئا فقال3: "تزودوا تكفون به وجوهكم عن الناس وخير ما تزودتم التقوى". وذكر ابن ظفر حديث ابن عباس المذكور أولا وزاد: قال غيره: وربما ظلموهم وغصبوهم رواه عكرمة وجاء ما يشبهه عن مجاهد والضحاك4 قال: وقد شذ بعض العلماء فقال: معناه تزودوا التقوى قال: والمشهور من قول المفسرين أنه التزود بالمطعومات5. 114- قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} . 1- أسند الواحدي6 من طريق أبي أمامة التيمي سألت ابن عمر فقلت: إنا

_ 1 ولكن ليس في هذا القول ولا الذي قبله سبب نزول صريح. 2 في تفسيره "1/ 100". 3 أي: وسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن كثير "1/ 239": "قال مقاتل بن حيان: لما نزلت هذه الآية {وَتَزَوَّدُوا} قام رجل من فقراء المسلمين فقال: يا رسول الله ما نجد ما نتزوده! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تزو د ما تكف به وجهك عن الناس، وخير ما تزودتم التقوى". رواه ابن أبي حاتم". ومثل هذا عند المؤلف في "الفتح" "3/ 384" وكأنه نقل عنه، وعلى هذا فليس هنا سبب نزول. 4 مر ما جاء عن مجاهد وانظر ما جاء عن عكرمة والضحاك في "تفسير الطبري" "4/ 160-161". 5 انظر "تفسير الطبري" "4/ 156-161"، وابن كثير "238-239" و"الدر المنثور" "1/ 531-532". 6 "ص55".

قوم نكرى في هذا الوجه وإن قوما يزعمون أنه لا حج لنا، قال: ألستم تلبون، ألستم تطوفون، ألستم تسعون بين الصفا والمروة؟ ألستم ألستم؟ 1 قلت: بلى، قال: إن رجلا سأل النبي عما سألت عنه فلم يدر ما يرد عليه حتى نزل {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُم} 2. قلت: أخرجه أحمد4 وأبو داود5 وابن خزيمة6 والدارقطني7 من طريق العلاء8 بن المسيب وغيره عن أبي أمامة -رجل من بني تيم الله- مرفوعا. وأخرجه الطبري9 من طريق الثوري عن العلاء10 بن المسيب عن رجل من بني تيم الله قال: جاء رجل إلى عبد الله بن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن

_ 1 وضع الناسخ عليها: ط. 2 وضع الناسخ عليها رمز الصحة. 3 وتتمة النص: "فدعاه عليه حين نزلت، فقال: أنتم الحجاج" وفي الرواية للدارقطني في "السنن" "2/ 292": "حجاج" دون أل. 4 في "المسند" "2/ 155" وانظر "مرويات الإمام أحمد في "التفسير "1/ 154". 5 في كتاب "المناسك" باب الكري "2/ 142" "1733". 6 في "صحيحه" كتاب "المناسك" باب حج الأكرياء "4/ 350" "3051". 7 انظر "السنن"، وأواخر كتاب الحج "2/ 292-293" من طرق عن العلاء والحسن بن عمرو الفقبمي وقال العظيم آبادي في "التعليق المغني": "الحديث أخرجه ابن أبي حاتم.. وعبد الرزاق ... " كلاهما عن العلاء، وزاد السيوطي في "اللباب" "ص39" الحاكم. 8 في الأصل: المعلى. وهو تحريف. 9 "4/ 169" "3789" وقد صحح الشيخ أحمد شاكر إسناده فقال: "الحديث رواه أحمد في المسند" "6435" عن عبد الله بن الوليد العدني، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد، وقلنا في شرحه: إن إسناده صحيح، وإن إبهام الرجل من بني تيم الله لا يضر، فقد عرف أنه أبو أمامة التيمي". 10 في الأصل: المعلى. وهو تحريف.

أنا [قوم] 1 نكرى فيزعمون أنه ليس لنا حج فذكر نحو الأول وفيه: ألستم تحرمون كما يحرمون وتطوفون كما يطوفون وترمون كما يرمون؟ قال: بلى، قال: فأنت حاج جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره. وأخرجه عبد بن حميد من طريق شعبة2 عن أبي أميمة3 قال: سمعت ابن عمر سئل عن الرجل يحج فيتجر؟ فقال: لا بأس بذلك وتلا {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُم} موقوف. قلت: وهذا يوافق القول الذي يذكر بعده. وقال عبد بن حميد حدثنا أبو نعيم ثنا عمر بن ذر4 عن مجاهد: كان ناس يحجون ولا يتجرون فنزلت {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُم} فرخص لهم في المتجر والركوب والزاد. 2- قول آخر أسند الواحدي5 من طريق ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال: كان ذو المجاز وعكاظ متجر الناس في الجاهلية، فلما جاء الإسلام كأنهم كرهوا ذلك حتى نزلت {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُم} في مواسم

_ 1 ساقطة من الأصل. 2 وأخرجه عنه أيضًا الطبري "4/ 165" "3770" ونقل عنه ابن كثير "1/ 240": "وهذا موقوف وهو قوي جيد". 3 وضع الناسخ عليه: "كذا" وهو كذلك في "تفسير ابن كثير"! وقال أحمد شاكر: "الراجح الظاهر أنه أبو أمامة التيمي الماضي في الحديث "3765"، وأن هذا الخبر مختصر من ذاك الحديث، ولكنه موقوف على ابن عمر". وانظر الحديث "3765" في "4/ 164" وهو من طريق الحسن بن عمرو [الفقيمي] عن العلاء. 4 ورواه عنه الطبري أيضًا "4/ 167" "3781" من طريق أبي نعيم. 5 "ص56".

الحج. قال1: ورواه مجاهد عن ابن عباس قال: كانوا يتقون البيع والتجارة في الحج يقولون: أيام ذكر الله تعالى فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُم} فتجروا2. قلت: أخرج طريق عمرو البخاري من رواية ابن جريج به3 ومن رواية سفيان بن عيينة عن عمرو وزاد فيه: ومَجِنّة4 -وهي بفتح الميم وكسر الجيم وتشديد النون5- وقال في روايته: فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزلت والباقي مثله. وأخرج طريق مجاهد أبو داود من رواية يزيد بن أبي زياد عنه ولفظه: كانوا لا يتجرون بمنى فأمروا بالتجارة إذا أفاضوا من عرفات وقرأ هذه الآية: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُم} 6. وأخرجه الفريابي من هذا الوجه -وأخرجه الطبري7 أيضا: حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: أحلت لهم التجارة في الموسم وكانوا لا يبتاعون في الجاهلية بعرفة ولا منى لم ذكر فيه ابن عباس وكذا أخرجه ابن جرير8 من طريق عمر بن ذر عن مجاهد، وزاد في رواية9: وكانوا لا يبيعون ولا يبتاعون في

_ 1 أي: الواحدي. 2 وضع الناسخ عليها رمز الصحة، ولكنه في الواحدي: فاتجروا وكلاهما صحيح. 3 انظر كتاب "الحج" باب التجارة أيام الموسم والبيع في أسواق الجاهلية "الفتح" "3/ 593". 4 انظر كتاب البيوع "الفتح" "4/ 288" والتفسير باب {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاح} "الفتح" "8/ 186". 5 ومثل هذا في "الفتح" "8/ 594" وفيه كلام على تحديد مواضع هذه الأسواق. 6 "سنن أبي داود"، كتاب "الحج" باب التجارة في الحج "2/ 141". وفي النقل تقديم وتأخير. 7 انظر "4/ 165" "3771" و"ص168" "3784" وقد ذكر عنده "ابن عباس" واللفظ مختلف. 8 "4/ 164" "3763". 9 عن ابن أبي نجيح عن مجاهد "4/ 166" "3775".

الجاهلية بعرفة1. وأخرج عبد بن حميد من طريق هشام بن حسان2 عن الحسن البصري قال: لما فرض الله الحج كان الرجل يكره أن يدخل في حجه تجارة وكانت قريش تجارا فشق ذلك عليهم فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت هذه الآية {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} فمن شاء حمل3 ومن شاء ترك. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد4 من طريق محمد بن سوقة عن سعيد بن جبير قال: كان التجار يسمون الداج5

_ 1 ذكر هذا في "الفتح" "3/ 594" أيضًا وزاد: "ولا منى" وهذه الزيادة ليست في "تفسير الطبري" المطبوع، ثم نقل عن الحاكم في "المستدرك" من طريق عطاء عن عبيد بن عمير عن ابن عباس: إن الناس في أول الحج كانوا يتبايعون بمنى وعرفة وسوق ذي المجاز ومواسم الحج، فخافوا البيع وهم حرم، فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} في مواسم الحج "قال: فحدثني عبيد بن عمير أنه كان يقرؤها في المصحف" انظر "المستدرك" "2/ 276-277" وليس فيه الجملة الأخيرة وانظر "الفتح" "3/ 594-595" ففيه كلام على هذه القراءة. 2 في "التقريب" "ص572": "ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال لأنه قيل: كان يرسل عنهما". 3 وضع الناسخ عليها: ط. 4 والطبري أيضا "4/ 167" "3780". 5 في الأصل: الراح دون تنقيط والتصحيح من الطبري في "القاموس" مادة دج "ص240". "الداج" المكارون والأعوان والتجار، ومنه الحديث: هؤلاء الداج وليسوا بالحاج". وعلق المحقق نقلًا من "تاج العروس" للزبيدي بقوله: "أي: المروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما"، رأى قومًا في الحج لهم هيئة أنكرها، فقال: هؤلاء الداج وليسوا بالحاج "وقال أبو عبيد: هم الذين يكونون مع الحاج مثل الإجراء والخدم وما أشبههم، قال: فأراد ابن عمر: هؤلاء لا حج لهم، وليس عندهم شيء إلا أنهم يسيرون ويدجون. وعن أبي زيد: الداج: التباع والجمالون، والحاج أصحاب النيات".

وكانوا ينزلون مسجد منى وينزلون مسجد الخيف وكانوا لا يتجرون حتى نزلت الآية1. وأخرج عبد بن حميد من طريق عكرمة: كان الناس لا يتجرون في أيام الحج فأنزل الله {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} وذكره2 عن ابن عباس. 3- قول آخر قال عبد الرزاق3: أنا معمر عن قتادة كانوا إذا أفاضوا من عرفات لم يشتغلوا بتجارة ولم يعرجوا على كسير4 ولا ضالة فأحل لهم ذلك بقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} . وأخرجه الطبري5 من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: كان هذا الحي من العرب لا يعرجون على كسير ولا على ضالة [ليلة النفر] 6، وكانوا يسمونها ليلة الصدر ولا يطلبون فيها تجارة ولا بيعا فأحل الله ذلك كله للمؤمنين أن يعرجوا على حوائجهم ويبتغوا من فضل ربهم. ومن طريق أبي جعفر الرازي7 عن الربيع بن أنس مثله سواء، وزاد بعد8 قوله: "ضالة": ولا ينتظرون لحاجة.

_ 1 لفظ الطبري: "كان بعض الحاج يسمون "الداج" فكانوا ينزلون في الشق الأيسر من منى وكان الحاج ينزلون عند مسجد منى، فكانوا لا يتجرون، حتى نزلت: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} فحجوا". 2 كأن عليها في الأصل لحقًا وفي الهام وضع الناسخ:*. 3 في تفسيره "ص22". 4 في التفسير: "لم يتجروا ولا يعرجوا بكسب ولا ضالة" وفي التعبير نظر! 5 "14/ 166" "3777". 6 ساقطة من الأصل. 7 "4/ 168/ 3787". 8 وضع الناسخ هنا: ط. والسياق سليم.

115- قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس} [الآية: 199] . 1- أسند الواحدي1 من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: كانت العرب تفيض من عرفات وقريش ومن دان بدينها2 تفيض من جمع من المشعر الحرام فأنزل الله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس} . ومن طريق سفيان3 بن عيينة أخبرني عمرو بن دينار أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: أضللت بعيرًا لي يوم عرفة فخرجت أطلبه بعرفة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا مع الناس بعرفة فقلت: هذا من الحمس ما له ههنا! قال سفيان: والأحمس الشديد الشحيح على دينه، وكانت قريش تُسمى الحمس فجاءهم الشيطان واستهواهم فقال: إنكم إن عظمتم غير حرمكم استخف الناس بحرمكم، فكانوا لا يخرجون من الحرم، ويقفون بالمزدلفة فلما جاء الإسلام أنزل الله {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس} يعني عرفة. قلت: أما حديث عائشة فأخرجه البخاري4 ولفظه من طريق محمد بن خازم5 -بمعجمتين، وهو أبو معاوية الضرير- عن هشام ولفظه: يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون الحمس وكانت6 سائر العرب تقف7 بعرفات فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله تعالى:

_ 1"ص56-57". 2 في الأصل: دينها وأثبت ما في الواحدي. 3 وضعت على "سفيان" إشارة لحق، وكتب في الهامش: في بعض نسخ الواحدي بدل سفيان ابن عيينة: نصر بن كوسة! 4 في كتاب التفسير "الفتح" "8/ 186-187". 5 تصحف في طبعة "الفتح" إلى حازم! 6 في البخاري: وكان. 7 فيه: يقفون.

{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس} ولفظ مسلم1 من طريق أبي أسامة: كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحمس. والحمس قريش وما ولدت، كانوا يطوفون عراة إلا أن تعطيهم الحمس ثيابا فيعطي الرجال الرجال والنساء النساء. وكانت الحمس لا يخرجون من المزدلفة وكان الناس كلهم يبلغون عرفات قالت عائشة: الحمس هم الذين أنزل الله فيهم {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس} 2. وأخرجه عبد بن حميد3 من طريق معمر عن هشام فزاد: وعن معمر عن الزهري: كان الناس يقفون بعرفة إلا قريشا وأحلافها وهم الحمس فقال بعضهم لبعض: لا تعظموا4 إلا الحرم فإنكم إن عظمتم غير الحرم أوشك أن يتهاون الناس بحرمكم، فقصروا عن موقف الحق، فوقفوا بجمع فأمرهم الله أن يفيضوا من حيث أفاض الناس. وأخرج ابن جرير5 من طريق أبان العطار6 عن هشام بن عروة عن عروة أنه كتب إلى عبد الملك بن مروان: والحمس ملة قريش -وهم مشركون- ومن ولدت قريش في خزاعة وبني كنانة، كانوا لا يدفعون من عرفة، إنما كانوا يدفعون من المزدلفة وهو المشعر الحرام. وكانت بنو عامر حُمسًا، وذلك أن قريشا ولدتهم، ولهم قيل: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس} .

_ 1 في كتاب "الحج" باب الوقوف وقوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا} "2/ 894". 2 وللحديث تتمة. 3 وزاد السيوطي "1/ 546" نسبته إلى عبد الرزاق. 4 في الأصل: لا تعطمون من غير تنقيط وهو خطأ. 5 "4/ 185" "3832" وفي النقل اختصار. 6 هو أبان بن يزيد العطار البصري قال في "التهذيب" "ص87": "ثقة له أفراد، مات في حدود 160" أخرج عنه الستة غير ابن ماجه.

واما حديث جبير بن مطعم فأخرجه الشيخان أيضا1. ولفظ ابن أبي عمر في "مسنده"2 عن سفيان: هذا من الحمس فما له خرج من الحرم؟ قال سفيان: وكانت قريش تسمى الحمس وكانت لا تجاوز الحرم ويقولون: نحن أهل الله فلا نخرج من حرمه وكان سائر الناس يقفون بعرفة وذلك قول الله عز وجل: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} قال سفيان: والأحمس الشديد في دينه. وأخرج عبد بن حميد من طريق عطاء عن جبير بن مطعم قال: كنت مع قريش في منزلهم دون عرفة فأضللت حماري فذهبت أطلبه في الناس الذين بعرفة فوجدت رسول بعرفة. قال عطاء: وكانت قريش ينزلون دون عرفة وكان سائر أهل الجاهلية ينزلون بعرفة فذلك قول الله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} من عرفات. ومن طريق شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة: كانت قريش وكل من حولهم من أجير وحليف لا يفيضون مع الناس من عرفات إنما يفيضون من المغمس3 كانوا

_ 1 "صحيح البخاري"، كتاب "الحج" باب الوقوف في عرفة "الفتح" "3/ 515" "وصحيح مسلم"، كتاب "الحج" "2/ 894" ونقله ابن كثير "1/ 242" عن أحمد. 2 وذكر هذا في "الفتح" في شرح حديث جبير "3/ 516" وابن أبي عمر هو الإمام المحدث الحافظ شيخ الحرم أبو عبد الله محمد بن يحيى العدني مات بمكة سنة "243" انظر "السير" للذهبي "12/ 96-98". و"مسنده" من مرويات الحافظ انظر "المعجم المفهرس" "ص108" وتوجد منه قطعة في الظاهرية بمجموع رقم "344" من "ق143-153" انظر "القواعد المنهجية في التنقيب عن المفقود من الكتب والأجزاء التراثية" للدكتور حكمت بشير ياسين "ص53". 3 في الأصل فراغ بمقدار كلمة، ووضع الناسخ في وسطه: ط وفي الهامش: واستدركت الكلمة من الطبري. وفي "القاموس" مادة غمس "ص724": "المغمس، كمعظم ومحدث: موضع بطريق الطائف، فيه قبر أبي رغال، دليل إبرهة، ويرجم".

يقولون: إنما نحن أهل الله فلا نخرج من حرمه فأمرهم الله أن يفيضوا من حيث أفاض الناس وكانت سنة إبراهيم وإسماعيل الإفاضة من عرفات. وأخرجه ابن جرير1 من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة وقال في روايته2: كل حليف لهم وبني أخت لهم. وأخرجه من طريق أبي جعفر الرازي3 عن الربيع بن أنس نحوه سواء. وأخرج الطبري4 من طريق حسين بن عبد الله5 عن عكرمة عن ابن عباس: كانت العرب تقف بعرفة، وكانت قريش تقف دون ذلك بالمزدلفة فأنزل الله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} فدفع النبي صلى الله عليه وسلم الموقف إلى موقف العرب بعرفة6. ومن طريق ابن إسحاق7 عن ابن أبي نجيح: كانت قريش -لا أدري قبل الفيل أو8 بعده- ابتدعت أمر الحمس، رأيا رأوه بينهم فقالوا: نحن بنو إبراهيم،

_ 1 "4/ 187" "3837". 2 في الأصل: رواية. 3 "4/ 187" "3839". 4 "4/ 186" "3833". 5 هو حفيد عبيد الله بن عباس، الهاشمي المدني، متفق عليه ضعفه مات سنة "140" انظر "التهذيب" "2/ 341"، "التقريب" "ص167". وجاء في الطبري: حسين بن عبيد الله وقال أحمد شاكر: "لعل الأصل: عبد الله فحرفها الناسخون" وهو كما قال وفيه جاء على الصواب هنا. 6 لم يعز السيوطي هذا الحديث إلى غير الطبري "1/ 546". 7 "4/ 188" "3840" وفي النقل تصرف واختصار، والقول في "السيرة" لابن هشام "1/ 199-202" معزو إلى ابن إسحاق دون سند. 8 في الطبري: "أم" وهو الأصل.

وأهل الحرم والبيت وقاطنو مكة فليس لأحد من العرب مثل حقنا ولا مثل منزلنا ولا تعرف له العرب مثل ما تعرف لنا فلا تعظموا شيئا من الحل كما تعظمون الحرم، فإنكم إن فعلتم ذلك1 استخفت العرب حرمكم، وقالوا: قد عظموا من2 الحل مثل ما عظموا من الحرم فتركوا الوقوف على عرفة والإفاضة منها، وهم يعرفون أنها من المشاعر في3 دين إبراهيم ويرون لسائر العرب4 أن يقفوا عليها وأن يفيضوا منها، وقالوا: نحن أهل الحرم فلا ينبغي لنا أن نخرج من الحرم. ثم جعلوا لمن ولدوا من العرب من ساكني الحل مثل الذي لهم بولادتهم إياهم فيحل لهم ما يحل لهم ويحرم عليهم ما يحرم عليهم، فكانت كنانة وخزاعة قد دخلوا معهم في ذلك ثم ابتدعوا في ذلك أمورا لم تكن حتى قالوا: لا ينبغي للحمس أن يأتقطوا5 الأقط ولا يسلوا6 السمن وهم حرم، ولا يدخلوا بيتا من شعر ولا يستظلوا إن استظلوا إلا في بيوت الأدم ما كانوا حراما7. 2- قول ز آخر8: قال الطبري9: قال آخرون: المخاطب بذلك المسلمون كلهم

_ 1 في الأصل: كذلك: ووضع الناسخ عليها: ط وفي الهامش:* والتصحيح من السيرة والطبري. 2 وضع الناسخ على "من" وما قبلها إشارة الصحة وهو كذلك. 3 في الطبري: و. 4 وكذلك في السيرة: ولكن في الطبري: الناس. 5 في الأصل فراغ بمقدار كلمة ووضع الناسخ في أوله: يا وفوقها: ط وفي الهامش:.. وكتب آخر في الفراغ: يأتقطوا وهو صحيح وكأنه أخذه من "السيرة" لابن هشام، وفي الطبري: يأقطوا. قال في "القاموس" مادة أقط "ص850": "الأقط: مثلثة ويحرك، وككتف ورجل وابل شيء يتخذ من المخيض الغنمي، جمعه: أقطان الطعام يأقطه: عمله به ... ". 6 في ابن هشام والطبري ولا يسلئوا. وفي "القاموس" مادة سلأ "ص54": "سلأ السمن، كمنع: طبخه وعالجه، كاستلأه، والاسم، ككتاب". 7 لا أجد فيما مر سبب نزول مباشرًا فتأمل. 8 يصح عليه أيضًا ما قلته في الذي قبله. 9 "4/ 189" وفي النقل اختصار.

والمراد بقوله "أفاض" أي: من جمع و"الناس" إبراهيم عليه السلام. ثم أسنده عن الضحاك بن مزاحم كذلك1، ورجح الطبري الأول2. قلت: أخرج البخاري3 من طريق موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال: يطوف الرجل بالبيت الحديث وفيه ثم ليدفعوا من عرفات إذا4 أفاضوا منها حتى يبلغوا جمعا الذي يبيتون5 به ثم ليذكروا الله فيكبروا6 قبل أن يصبحوا ثم يفيضوا فإن الناس كانوا يفيضون7 وقال الله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} من مزدلفة8

_ 1 انظر الرقم "3842" ورجال الخبر كلهم ثقات انظر تخريج أحمد شاكر وعزاه في "الفتح" "3/ 517" إلى ابن أبي حاتم. 2 "4/ 190-191 ". 3 في كتاب التفسير "الفتح" "8/ 187". 4 في البخاري: فإذا. 5 كذا في الأصل، وفي البخاري: يتبرر فيه، وقال الحافظ: "قوله: يتبرر: براءين مهملين أي: يطلب فيه البر"! 6 النص في البخاري: ليذكروا الله كثيرًا، أو أكثروا التكبير والتهليل قبل أن تصبحوا، ثم أفيضوا. 7 وتتمة الحديث: "حتى ترموا الجمرة". 8 هنا في الأصل فراغ بمقدار ثلثي السطر ووضع الناسخ في الهامش: وهذا القول قاله ابن كثير "1/ 242" من قبل، وللمؤلف كلام في "الفتح" على هذا الموضوع في شرح حديث جبير "3/ 517" فانظره، وله كلام في شرح حديث عائشة أنقل منه: "وعرف برواية عائشة أن المخاطب بقوله تعالى: {أَفِيضُوا} النبي صلى الله عليه وسلم والمراد به من كان لا يقف بعرفة، من قريش وغيرهم. وروى ابن أبي حاتم وغيره عن الضحاك -وذكر ما تقدم ثم قال: "والأول أصح، نعم الوقوف، بعرفة موروث عن إبراهيم كما روى الترمذي وغيره من طريق يزيد بن شيبان قال: كنا وقوفًا بعرفة فأتانا ابن مريع فقال: إني رسول الله إليكم، يقول لكم: "كونوا على مشاعركم، فإنكم على إرث إبراهيم" الحديث، ولا يلزم من ذلك أن يكون هو المراد خاصة بقوله: {مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس} بل هو الأعم من ذلك، والسبب فيه ما حكته عائشة رضي الله عنها. ثم بين معنى استعمال "ثم" فانظراه فإنه مهم.

116- قوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُم} [الآية: 200 1] . 1- قال الواحدي2: قال مجاهد: كان أهل الجاهلية إذا اجتمعوا في الموسم ذكروا فعل آبائهم في الجاهلية، وأيامهم وأنسابهم وتفاخروا فأنزل الله تعالى: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} . قال3: و4 قال الحسن -يعني البصري: كانت العرب إذا حدثوا أو تكلموا يقولون: وأبيك إنهم ليفعلون كذا فأنزل الله تعالى هذه الآية. أما قول مجاهد فأخرجه الفريابي وعبد بن حميد5 من طريق ابن أبي نجيح عنه6 {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ} هو إراقة الدماء {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُم} تفاخر7 العرب بينها8 بفعال آبائها حين يفرغون يوم النحر فأمروا أن يذكروا الله مكان ذلك.

_ 1 لا أجد فيما ذكر هنا من أقوال -وهي ثلاثة- سبب نزول مباشرًا فتأمل. 2 "ص57". 3 أي: الواحدي: وفي النقل تصرف. 4 الواو ساقطة من الأصل. 5 وكذلك الطبري "4/ 197" "3853" وعزاه السيوطي "1/ 557" إليهما دون الفريابي. 6 لم أجده في التفسير المطبوع. 7 في الأصل: مفاخر وهو تحريف، وفي الطبري: تفاخرت. 8 في الأصل: عليها وضع الناسخ عليها: ط وفي الهامش. وقد أصاب فهو تحريف والتصحيح من الطبري والسيوطي.

وأخرجه عبد بن حميد من وجه آخر عن مجاهد1 قال: كان أهل الجاهلية من المشركين إذا اجتمعوا في الموسم ذكروا فعال آبائهم وأنسابهم في الجاهلية فتفاخروا بذلك. ومن طريق معمر2 عن قتادة: كانوا إذا قضوا مناسكهم اجتمعوا فذكروا آباءهم وأيامهم فأمروا أن يجعلوا مكان ذلك ذكر الله كثيرا. وأخرجه عبد بن حميد من رواية شيبان عن قتادة: كان هذا الحي من العرب إنما يهتمون3 في ذكر آبائهم، هو حديث محدثهم إذا حدث وبه يقوم خطيبهم إذا خطب فأنزل الله تعالى: {كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} 4. وأخرج الطبري5 والفاكهي6 من طريق القاسم بن عثمان7 عن أنس في هذه الآية قال: كانوا يذكرون آباءهم في الحج يقول8 بعضهم: كان أبي يطعم الطعام! ويقول بعضهم: كان أبي يضرب بالسيف! ويقول بعضهم: كان أبي يجز9 نواصي بني

_ 1 وفي الطبري عدد من الأخبار عن مجاهد فانظرها "4/ 195-198". 2 رواه عنه عبد الرزاق وعنه الطبري "4/ 198" "3856" واللفظ مقارب لما هنا. 3 وضع الناسخ عليها: كذا في الهامش: *. 4 وضع هنا لحق وفي الهامش.. لا غير. ولم أجد هذا الخبر في الطبري وابن كثير ولا السيوطي. وفي الطبري مقارب له عن سعيد عن قتادة "4/ 197" "3855". 5 "4/ 196" "3847". 6 وعزاه إليه السيوطي "1/ 557". 7 هو البصري قال الذهبي في "الميزان" "3/ 375": "عن أنس، قال البخاري: له أحاديث لا يتابع عليها: قلت: حدث عنه إسحاق الأزرق محفوظ وبقصة إسلام عمر، وهي منكرة جدًّا". 8 في الطبري: فيقول. 9 في الطبري: جز.

فلان. زاد الفاكهي: ويقوم من كل قبيلة شاعرهم وخطيبهم فيقول: فينا فلان وفينا فلان ولنا يوم كذا ودفعنا بني فلان يوم كذا ثم يقوم1 الشاعر فينشد ما قيل فيهم من الشعر، ثم يقول: من يفاخرنا فليأت بمثل فخرنا، فمن كان يريد المفاخرة من القبائل قام فذكر مثالب تلك القبيلة وما فيها من المساوئ فكان ذلك من شأنهم حتى جاء الله بالإسلام وأنزل على نبيه في كتابه {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} يعني دعوا هذه المفاخرة واذكروا الله. وأخرج الطبري2 والفاكهي أيضا من طريق سفيان عن عاصم بن بهدلة3 عن أبي وائل: كان أهل الجاهلية يذكرون فعال آبائهم في4، الناس فمن الناس من يقول: آتنا غنمًا هب لنا إبلًا فنزلت {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاق} . وقال الطبري أيضا:5 حدثنا أبو كريب6 ثنا أبو بكر بن عياش7 قال: كان

_ 1 في الأصل: يقول. 2 "4/ 196" "3849". 3 قال في "التقريب" "ص285": "هو ابن أبي النجود، الأسدى مولاهم، الكوفي، أبو بكر المقرئ، صدوق له أوهام، حجة في القراءة وحديثه في الصحيحين مقرون، مات سنة "128"، ع" وشيخه أبو وائل هو شقيق بن سلمة الأسدي ثقة مخضرم من رجال الستة انظر "التقريب" "ص268". 4 من هنا إلى قوله: يقول لم يُذكر في الطبري، وقوله {آتِنَا} إلى آخره هو في "4/ 201" "3867" مفصول عن أول الخبر! 5 "4/ 196-197" "3850". 6 هو محمد بن العلاء الهمداني قال في "التقريب" "ص500" "أبو كريب الكوفي، مشهور بكنيته ثقة". 7 هو الأسدي الكوفي المقرئ وفي "التقريب" "ص624": "مشهور بكنيته، والأصح أنها اسمه ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح، مات سنة "194"، وروايته في مقدمة مسلم". ا. هـ باختصار.

أهل الجاهلية إذا فرغوا من الحج قاموا عند البيت، فيذكرون آباءهم وأيامهم: كان أبي يطعم الطعام وكان أبي يفعل فذلك قوله: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُم} ، قال أبو كريب: فذكرته ليحيى بن آدم1 فقلت: عمن هو؟ فقال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي وائل. ورواه قيس بن الربيع2 عن عاصم بلفظ: كان أهل الجاهلية إذا نظر أحدهم إلى البيت يقول: كان أبي، كان جدي يقاتل يطعم يفعل يفعل يعد من ذلك ما شاء الله ثم يقول: اللهم آتني إبلا اللهم آتني غنما فقال الله تعالى: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} 3. وأخرج الطبراني في كتاب "الدعاء" من طريق أبي سعد البقال عن أبي عون الثقفي قال شهدت خطبة عبد الله بن الزبير فذكر قصة طويلة وفيها: وكانوا إذا فرغوا من حجهم تفاخروا بالآباء فأنزل الله عز وجل {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} 4. وأبو سعد اسمه سعيد بن المرزبان وهو ضعيف5.

_ 1 ثقة حافظ فاضل مات سنة "302" من رجال الستة انظر "التقريب" "ص587". 2 صدوق تغير لما كبر.. مر في الآية "96". 3 لم أجده في الطبري. 4 لم أجده في كتاب الدعاء بهذا اللفظ، وإنما وجدت ما نقله الحافظ بعد قليل، وعن اختلاف نسخ "الدعاء" انظر ما قاله المحقق الدكتور محمد سعيد البخاري في "1/ 123". 5 انظر "التهذيب" "4/ 79" و"التقريب" "ص241" و"الميزان" "2/ 158" وسيعيد المؤلف وصفه بالضعف بعد قليل!

ونقل ابن ظفر عن مقاتل1 وغيره: كانوا إذا فرغوا من المناسك وقفوا بين مسجد منى والجبل فافتخروا بمكارم آبائهم وعن ابن عباس قال: هم والله المشركون يسألون الله المال ويقولون: اللهم اسقنا المطر وأعطنا لي عدونا الظفر ولا يسألون حظا في الآخرة فإذا فرغوا من حجهم تفاخروا بالآباء فأنزل الله عز وجل هذه الآية2. 2- قول آخر: أخرج الطبري3 من طريق شعبة عن عثمان بن أبي رواد4 عن عطاء أنه قال في هذه الآية {كَذِكْرِكُم} قال هو قول الصبي يا بابا5. ومن طريق ابن جريج6 قال عطاء: ذكركم آباءكم: أبه، أمه. ومن طريق أخرى عن عطاء7 كالصبي يلهج بأبيه وأمه. ومن طريق جويبر8 عن الضحاك {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُم} يعني بالذكر ذكر الأبناء الآباء ومن طريق أبي جعفر الرازي9 عن الربيع بن أنس نحوه. ومن طريق العوف10 عن ابن عباس كذلك.

_ 1 انظر "تفسيره" "1/ 101" واللفظ فيه مقارب. 2 قال السيوطي "1/ 558": "أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف، فيقولون اللهم اجعله عام غيث، وعام خصب، وعام ولاد حسن، لا يذكرون من أمر الآخرة شيئًا، فأنزل فيهم {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} . 3 "4/ 198" "3859". 4 في "التقريب" "ص383": "العتكي مولاهم، أبو عبد الله البصري ثقة من السابعة خ". 5 في الطبري: يا أباه. 6 "4/ 198" "3861". 7 "3862". 8 "3860". 9 "3863". 10 "3864".

3- قول1 آخر: ذكر ابن ظفر عن أبي الحوراء2: قلت3 لابن عباس في هذه الآية: إن الرجل ليمر عليه اليوم وما يذكر أباه فقال: ليس بذلك، يقول أن تغضب لله عز وجل إذا عصي غضبك4 إذا ذكر والدك5 بسوء 6. 117- قوله تعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} 7. أخرج الطبراني في "الدعاء"8 من طريق أبي سعد البقال -أحد الضعفاء- عن أبي عون محمد9 بن عبيد الله الثقفي قال: شهدت خطبة عبد الله بن الزبير فذكر قصة طويلة وفيها: وكانوا إذا وقفوا عند المشعر الحرام دعوا فقال

_ 1 عليه في الأصل رمز الصحة. 2 هو ربيعة بين شيبان السعدي، البصري، ثقة من الثالثة. انظر "التقريب" "ص207" وحديثه هذا عزاه السيوطي "1/ 558" إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. 3 في "الدر": قيل. 4 في "الدر": أشد من غضبك. 5 في "الدر": والديك، تحريف. 6 هنا في الأصل: قرابة سطرين فارغين أو يأتي بعدهما في أول سطر جديد آية جديدة. 7 لا أجد فيما ذكر هنا سبب نزول مباشرًا. 8 انظر "2/ 1208" باب الدعاء بالمزدلفة الرقم "879". والنص فيه " ... سمعت عبد الله بن الزبير رضي الله عنه يخطب، فذكر حديثًا طويلًا، ثم ذكر فيه قال: وكان الناس في الجاهلية إذا وقفوا عند المشعر الحرام دعوا فقال أحدهم: اللهم ارزقني إبلاء، اللهم ارزقني غنمًا، فأنزل الله عز وجل {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} . 9 كتب الناسخ فوق "عون" و"محمد" رمز الصحة.

أحدهم: اللهم ارزقني مالا، وقال الآخر اللهم ارزقني إبلا، وقال الآخر ارزقني غنما فأنزل الله تعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا} إلى قوله: {وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب} 1. وأخرج الطبري2 من طريق القاسم بن عثمان3 عن أنس في قوله تعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} قال: كانوا يطوفون بالبيت عراة فيدعون ويقولون اللهم اسقنا المطر وأعطنا على عدونا الظفر وردنا صالحين إلى صالحين. ومن طريق مجاهد4: كانوا يقولون5 ربنا آتنا نصرا ورزقا ولا يسألون لآخرتهم شيئا ومن طريق السدي6 نحوه. وقال مقاتل7: كانوا إذا قضوا مناسكهم قالوا: اللهم أكثر أموالنا وأبناءنا ومواشينا، وأطل بقاءنا وأنزل علينا الغيث، وأنبت لنا المرعى، واصحبنا في أسفارنا، وأعطنا الظفر على عدونا، ولا يسألون ربهم في8 أمر آخرتهم شيئا فنزلت9

_ 1 قال الإمام محمد بن علان الصديقي الشافعي "ت1075هـ" في كتابه "الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية" "5/ 15": "قال الحافظ: هذا موقوف له حكم الرفع، وفي سنده ضعف، وللحديث شاهد أخرجه الطبراني [كذا والصواب الطبري] من رواية القاسم بن عثمان.." ثم ذكر ما قاله هنا. 2 "4/ 202" "3870" وعزاه إليه وحده السيوطي "1/ 558". 3 في الأصل: عمر وهو تحريف ولم يذكر أحد في "التهذيب" "باسم القاسم بن عمر أو ابن عثمان. 4 "4/ 202" "3871" وزاد السيوطي "1/ 558" نسبته إلى عبد بن حميد. 5 لم ترد اللفظتان في الطبري. 6 "3874". 7 "1/ 101". 8 في المطبوع: عن ولعل الصحيح: من. 9 كل ما جاء بعد هذا، إلى نهاية الكلام على الآية كتب في الهامش لحقًا.

وأخرج الطبري1 من طريق خصيف عن سعيد بن جبير وعكرمة قالا: كانوا يذكرون فعل آبائهم في الجاهلية إذا وقفوا بعرفة فنزلت هذه الآية. ومن طريق عبد الله بن كثير2 عن مجاهد: كانت العرب يوم النحر حين يفرغون يتفاخرون بفعال آبائهم فأمروا بذكر الله عز وجل مكان ذلك. وأخرج عبد بن حميد3 من طريق عثمان بن4 عن عطاء: كان أهل الجاهلية إذا نزلوا منى تفاخروا بآبائهم ومجالسهم فقال هذا: فعل أبي كذا وكذا [وقال هذا] 5: فعل أبي كذا وكذا فنزلت. ومن طريق طلحة بن عمر6 عن عطاء: كان أهل الجاهلية يتناشدون الأشعار يذكرون7 فيها آباءهم يفخر بعضهم على بعض8 فنزلت. وسيأتي عن عطاء خلاف هذا. ومن طريق أسباط9 عن السدي: كانت العرب إذا قضت مناسكها وأقاموا بمنى يقوم الرجل فيسأل الله: اللهم إن أبي كان عظيم الجفنة عظيم القبة10 كثير المال فأعطني

_ 1 "4/ 198" "3857 ". 2 "4/ 198" "3858". 3 وعزاه السيوطي "1/ 558" إلى وكيع أيضًا. 4 لم يتضح لي هذا الاسم إذ ذهب بعضه في التصوير، وكذلك ذهبت حروف من كلمات أخرى استعنت على قراءتها "بالدر المنثور". 5 سقط من الأصل واستدركه من "الدر". 6 ذهب الراء في التصوير. 7 ذهبت في التصوير إلا: يذ. 8 لم يبق إلا: بـ. 9 أخرجه عنه الطبري "4/ 199" "3866". 10 وضع الناسخ عليها: كذا ولم ينقطها فكأنها اشتبهت عليه في القراءة.

مثل ما أعطيت أبي ليس يذكر الله إنما يذكر أباه1 ويسأل أن يعطى في الدنيا أخرجه الفريابي عنه. 118- قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الآية: 204] . 1- قال الواحدي2: قال السدي: نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي، وهو حليف بني زهرة أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأظهر له الإسلام، وأعجب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منه، وقال: إنما جئت أريد الإسلام، والله يعلم أنني صادق وذلك قوله3: {وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ} ثم خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر فأحرق الزرع وعقر الحمر فأنزل الله تعالى فيه {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْل} . قلت: أسند بعضه الطبري4 من رواية أسباط عن السدي، قال في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} الآيتين: نزلتا في الأخنس. وقال عبد بن حميد: حدثنا يعلى هو ابن عبيد5 سمعت الكلبي يقول: كنت جالسا بمكة فسألني رجل عن هذه الآية فقلت: نزلت في الأخنس، فلما قمت تبعني

_ 1 في الطبري: آباءه. 2 "ص57-58". 3 كان هنا فراغ في الأصل بمقدار كلمة ووضع الناسخ في الهامش: ط، واستدركتها من الواحدي. 4 "4/ 229-230" "3961" وفي النقل تصرف. وقوله "أسند بعضه" فيه نظر، فالخبر فيه كله! 5 هو الكوفي، أبو يوسف الطنافسي قال في "التقريب" "ص609": ثقة إلا في حديثه عن الثوري ففيه لين، مات سنة بضع ومائتين وله تسعون سنة.

شاب من ولده فقال: إن القرآن إنما أنزل في أهل مكة فإن رأيت أن لا تسمي أحدا حتى تخرج منها فافعل. وعزاه الثعلبي للسدي والكلبي ومقاتل وساقه مطولا بلفظ مقاتل وساق مقاتل1 نسب الأخنس إلى ثقيف ونسب أمه "ريطة" إلى بني عامر بن2 لؤي قال: وكان عديد3 بني زهرة وكان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فيخبره أنه يحبه4. 2- قول ز آخر: أخرج الطبري5 من طريق ابن إسحاق بسنده المتكرر إلى ابن عباس6. قال: لما أصيبت السرية أصحاب خبيب بالرجيع بين مكة والمدينة قال رجال

_ 1 "1/ 102". 2 في مقاتل: من. 3 وضع الناسخ عليها: ط وفي الهامش: وهي صحيحة لا غبار عليها أي: معدودًا فيهم. 4 وتتمة قوله: "ويحلف بالله على ذلك، ويخبره أنه يتابعه على دينه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه ذلك ويدينه في المجلس، وفي قلبه غير ذلك، فأنزل الله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ} . هذا وقد ترجم ابن حجر للأخنس في "الإصابة" القسم الأول "1/ 25-26" "61" وقال: "حليف بني زهرة، اسمه أبي وإنما لقب الأخنس لأنه رجع بني زهرة من بدر لما جاءهم الخبر أن أبا سفيان نجا بالعير فقيل: خنس الأخنس بني زهرة فسمي بذلك، ثم أسلم الأخنس فكان من المؤلفة وشهد حنينًا ومات في أول خلافة عمر ذكره أبو موسى عبن ابن شاهين.. وكذا ذكره ابن فتحون عن الطبري" وانظر عن إرجاعه "300" من بني زهرة "تفسير مقاتل" "1/ 103" وقد نقل ابن عطية في "المحرر" "2/ 186" قول السدي، وقال: ما ثبت قط أن الأخنس أسلم". ورد عليه ابن حجر في المصدر المشار إليه فقال: "وقد أثبته في الصحابة من تقدم ذكره، ولا مانع أن يسلم ثم يرتد ثم يرجع إلى الإسلام". 5 "4/ 230" "3962" وفي النقل اختصار وتصرف. وقد نقله السيوطي في "اللباب" "ص40"، عن ابن أبي حاتم. 6 والخبر بسنده هذا في "السيرة" لابن هشام في الكلام على يوم الرجيع "2/ 174".

من المنافقين: يا ويح هؤلاء المقتولين1 الذين هلكوا لا هم قعدوا في بيوتهم ولا هم أدوا رسالة صاحبهم! فأنزل الله في ذلك {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُك} إلى قوله: {عَلَى مَا فِي قَلْبِه} أي: من النفاق {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَام} أي: ذو جدال إذا كلمك وراجعك {وَإِذَا تَوَلَّى} أي: خرج من عندك إلى قوله: {الْمِهَادْ} وأنزل في السرية المذكورة {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّه} الآية. وفي لفظ من هذا الوجه2: لما أصيبت السرية التي كان فيها عاصم ومرثد بالرجيع قال رجال من المنافقين فذكر نحوه. ومن طريق أبي جعفر الرازي3 عن الربيع بن أنس في هذه الآية {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُه} قال: هذا عبد كان حسن القول سيئ العمل كان يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحسن له القول فإذا خرج4 سعى في الأرض ليفسد فيها. ومن طريق أبي معشر5 سمعت سعيدا المقبري6 يذاكر محمد بن كعب7.

_ 1 هكذا اللفظ هنا وفي المطبوعة من الطبري لكن المحقق محمود شاكر غيرها إلى المفتونين اعتمادًا على السيرة وعده الصواب، وبهذا جاء في "لباب النقول". 2 في "الطبري" "4/ 231" "3963"، وبهذا اللفظ افتتح الخبر الذي في "سيرة" ابن هشام. 3 "4/ 233" "3968". 4 في الطبري: وإذا تولى. 5 "4/ 231-232" "3964" وفي النقل اختصار. وأبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن السندي، المدني، مولى بني هاشم، مشهور بكنيته قال في "التقريب" "ص559": "ضعيف، أسن واختلط، مات سنة "170" أخرج له الأربعة". وانظر ميزان الاعتدال" "4/ 246-248". 6 هو سعيد بن أبي سعيد: كيسان، أبو سعد المدني قال في "التقريب" "ص236": "ثقة، تغير قبل موته بأربع سنين، مات في حدود "120" أخرج له الستة". 7 هو القرظي التابعي الجليل.

فقال: إن في بعض الكتب: إن لله عبادا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر، الحديث فقال محمد بن كعب: هذا في كتاب الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} الآية، فقال سعيد: قد عرفت فيمن أنزلت هذه الآية؟ فقال محمد بن كعب: إن الآية لتنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد1. ومن طريق سعيد بن أبي هلال2 عن محمد بن كعب القرظي عن نوف3 -وكان يقرأ الكتب- فذكر نحو صدر الحديث قال: فقال محمد بن كعب: تدبرتها في القرآن فإذا هم المنافقون فوجدتها: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} الآية. ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم4 قال: نزلت في رجل كان يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: أي رسول الله أشهد أنك جئت بالحق والصدق من عند الله حتى يعجب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ثم يقول: وأيم5 الله يا رسول الله إن الله ليعلم أن الذي في قلبي على ما نطق6 به لساني. قال: وذلك قوله: {وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِه} .

_ 1 قال ابن كثير "1/ 246": "وهذا الذي قاله القرظي حسن صحيح". 2 "4/ 232" "3965" وفي النقل اختصار. وسعيد هذا هو الليثي مولاهم قال ابن حجر في "التقريب" "ص242": "صدوق لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفًا إلا أن الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط، مات سنة "130" أخرج له الستة". 3 هو ابن فضالة البكالي قال في "التقريب" "ص567": "ابن امرأة كعب، شامي مستور، وإنما كذب ابن عباس ما رواه عن أهل الكتاب، مات بعد التسعين خ م". 4 "4/ 233" "3970" وفي النقل تصرف. 5 في الطبري: أما والله. 6 نصه: "ليعلم ما في قلبي مثل ما نطق".

وساق الثعلبي قصة سرية الرجيع فقال وقال ابن عباس ومقاتل1: نزلت في سرية الرجيع وذلك أن كفار قريش بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا أسلمنا فابعث إلينا نفرا من علماء أصحابك يعلموننا وكان ذلك مكرا منهم فبعث إليهم خبيب بن عدي ومرثد بن أبي مرثد وغيرهما، فذكر القصة مطولة، وقوله2 فيها: إن قريشا هم الذين بعثوا في ذلك: منكر مردود، والقصة في الصحيح "والمغازي" لموسى بن عقبة وابن إسحاق لغير قريش3 وذلك أشهر من أن يستدل عليه. 119- قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ} . قال الطبري4: اختلف في من عني به فقيل: هو الأخنس -وقائل ذلك جعل الضمير لمن قيل في حقه- {يُعْجِبُكَ قَوْلُه} 5. وقد تقدم بيان من قال إنه الأخنس وقيل6: عني بها كل فاسق ومنافق. وأورد ما يشعر بذلك عن علي7 وابن عباس8.

_ 1 لم أجد هذا في "تفسير مقاتل بن سليمان". 2 كُتب هنا فوقها بغير خط الناسخ: مبتدأ وهو توضيح حسن. 3 انظر "صحيح البخاري" كتاب "المغازي" باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة. "الفتح" "7/ 385-392". و"صحيح مسلم" كتاب "الإمارة" باب ثبوت الجنة للشهيد "3/ 1511" وفيه "جاء ناس..". و"السيرة" لابن هشام "2/ 183-189" في حديث بئر معونة. 4 "4/ 345". 5 ما بين المعترضتين لم أجده في "تفسيره الطبري" فلعله من إضافة المؤلف. 6 "4/ 244" وهذا القول ذكره الطبري أولًا ثم ذكر الأول. 7 هذا السطر يبدأ في الأصل من قوله "أنه" ووضع الناسخ بجانبه في الهامش: ط! والسياق سليم. 8 انظر "3998" و"3999" والأول من رواية أبي رجاء العطاردي، والثاني من رواية ابن زيد.

وقال الثعلبي في سياقه قصة الرجيع: جاء رجل من المشركين يقال له: سلامان أبو ميسرة ومعه رمح فوضعه بين ثديي خبيب بن عدي فقال له خبيب: اتق الله فما زاده ذلك إلا عتوا فأنفذه فنزلت. قلت: وهذا أيضا منكر فإن الذي في الصحيح أن الذي قتل خبيبا هو أبو سروعة بن الحارث النوفلي1. 120- قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّه} . 1- قال الواحدي2: قال سعيد بن المسيب: أقبل صهيب مهاجرا نحو النبي صلى الله عليه وسلم فاتبعه نفر من قريش من المشركين فنزل عن راحلته ونثر ما في كنانته

_ 1 روى البخاري في كتاب "المغازي" باب غزوة الرجيع. عن عمرو -هو ابن دينار- أنه سمع جابرًا يقول: الذي قتل خبيبًا هو أبو سروعة. وقال الحافظ في شرحه "7/ 385 ": "زاد سعيد بن منصور عن سفيان "واسمه: عقبة بن الحارث" ووقع الإسماعيلي من رواية ابن أبي عمر مدرجًا، وهذا خالف فيه سفيان جماعة من أهل السير والنسب فقالوا: أبو سروعة أخو عقبة بن الحارث حتى قال أبو أحمد العسكري: من زعم أنهما واحد فقد وهم، وذكر ابن إسحاق بإسناد صحيح عن عقبة بن الحارث قال: ما أنا قتلت خبيبًا لأني كنت أصغر من ذلك، ولكن أبا ميسرة العبدري أخذ الحربة فجعلها في يدي ثم أخذ بيدي وبالحرية ثم طعنه بها حتى قتله". ورواية ابن إسحاق هي في "السيرة" لابن هشام "2/ 173" في قصة الرجيع. وذكر الحافظ أبا سروعة في "الإصابة" القسم الأول من حرف العين "2/ 488" وقال: "عقبة بن الحارث بن عامر.. القرشي النوفلي هو أبو سروعة في قول أهل الحديث، ويقال إن أبا سروعة أخوه، وهو قول أهل النسب وصوبه العسكري". ومما يقف عنده أنه ذكره في الألقاب القسم الأول وقال "4/ 84": "أبو سروعة النوفلي هو عقبة بن عامر عند الأكثر" ولعل اسم أبيه سقط وإلا فهو ابن الحارث وعامر جده ثم قال: "واختلف في سينه: فبالفتح عند الأكثر، وقيل بالكسر والراء الساكنة" وقد شكل في طبعة "فتح الباري" بالكسر! 2 "ص58".

وأخذ قوسه ثم قال: يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا وأيم الله لا تصلون إليَّ حتى أرمي بما في كنانتي ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ثم افعلوا ما شئتم، فقالوا: دلنا على بيتك ومالك بمكة ونخلي عنك وعاهدوه إن دلهم أن يدعوه ففعل. فلما قدم [على] 1 النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ربح البيع أبا يحيى ربح البيع" فأنزل الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّه} . قلت: أخرجه ابن أبي خيثمة2 من طريق علي بن زيد3 عن سعيد بن المسيب مرسلا4. وأخرج الطبري5 من "تفسير" سنيد بن داود من رواية ابن جريج عن عكرمة قال: أُنزلت في صهيب بن سنان وأبي ذر الغفاري جندب6 بن السكن أخذ أهل أبي ذر أبا ذر فانفلت منهم فقدم على النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا فعرضوا7 له وكانوا بمر

_ 1 سقطت من الأصل. 2 هو الحافظ الكبير المجود أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة صاحب "التاريخ الكبير" الكثير الفائدة مات سنة "279هـ" انظر ترجمته في "السير" للذهبي "11/ 492-494" وعن الباقي من "تاريخه" انظر "القواعد المنهجية في التنقيب عن المفقود من الكتب والأجزاء التراثية" للدكتور حكمت بشير ياسين ص279". 3 هو المعروف بابن جدعان قال في "التقريب" "ص401": "ينسب أبوه إلى جد جده، ضعيف مات سنة "131".." أخرج عنه البخاري في "الأدب المفرد" ومسلم مقرونًا والأربعة. 4 عزاه السيوطي "1/ 575-576" إلى ابن سعد الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي نعيم في "الحلية" وابن عساكر. 5 "4/ 248" "4001" وزاد السيوطي نسبته "1/ 576" إلى الطبراني. 6 في "الدر واللباب": وجندب وهو خطأ، وفيهما أخطاء أخرى. 7 في الطبري والسيوطي: فلما رجع مهاجرًا عرضوا.

الظهران فانفلت أيضا حتى قدم المدينة1، وأما صهيب فأخذه أهله فافتدى منهم بماله ثم خرج مهاجرا فأدركه قنفذ2 بن عمير بن جدعان فخرج له ما بقي من ماله فخلى سبيله. ومن طريق أبي جعفر الرازي3 عن الربيع بن أنس قال: كان رجل من أهل مكة أسلم فأراد أن يهاجر فتبعوه4 وحبسوه، فذكر القصة بطولها بنحوه ولم يسم صهيبًا. وأخرج الطبراني من طريق ابن جريج نحو رواية سنيد لكن لم يذكر فيه عكرمة5 ثم قال الواحدي6: و7 قال المفسرون: أخذ المشركون صهيبا فعذبوه فقال لهم صهيب: إني شيخ كبير لا يضركم أمنكم كنت أم من غيركم، فهل لكم أن تأخذوا مالي وتذروني وديني؟ ففعلوا ذلك، وكان قد شرط عليهم راحلة ونفقة فخرج إلى المدينة فتلقاه أبو بكر وعمر في رجال، فقال أبو بكر: ربح البيع8 أبا يحيى فقال

_ 1 فيه: بدل المدينة: "على النبي عليه السلام". 2 في الأصل: بدون تنقيط ووضع الناسخ عليه: ط وفي الهامش: *. ولقتفذ ذكر في "الإصابة" "3/ 241" قال: "له صحبة قاله أبو عمر، وولاه عمر مكة ثم صرفه واستعمل نافع بن عبد الحارث" وهو مذكور في قصيدة أبي طالب: وعثمان لم يرفع علينا وقنفذ ... ولكن أطاعا أمر تلك القبائل انظر "السيرة" "1/ 276-282" وتحرف اسمه في "مجمع الزوائد" "6/ 318" إلى "فنفر". 3 "4/ 248" "4002" وفي النقل اختصار. 4 في الطبري: فمنعوه وهو الصواب. 5 ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"، كتاب التفسير "6/ 318" وقال: "رواه الطبري ورجاله ثقات إلى ابن جريج" ولم يعين موضعه. 6 "ص58-59". 7 الواو في الواحدي. 8 في الأصل: العمل وهو خطأ وفي الواحدي: بيعك.

صهيب: وبيعك فلا يخسر، وما ذاك؟ قال: أنزل الله تعالى فيك كذا وقرأ عليه الآية. قلت: هو سياق مقاتل1 لكن في آخره أن الذي لقيه أبو بكر إلى آخر كلامه2. 2- قول3 آخر: نقل الثعلبي عن ابن عباس والضحاك: نزلت في الزبير والمقداد حين أنزلا خبيب بن عدي من خشبته التي صلب عليها وقال أكثر المفسرين: نزلت في صهيب. 3- قول ز آخر قال عبد الرزاق4. عن معمر عن قتادة قال: هم المهاجرون والأنصار وأخرجه عبد بن حميد من طريق شيبان5 عن قتادة أتم منه. 4- قول آخر قال الواحدي6: وقال الحسن: أتدرون فيمن نزلت هذه الآية؟ نزلت7 في أن المسلم لقي8 الكافر فقال9 له: قل لا إله إلا الله، فإذا قلتها

_ 1 انظر "1/ 103-104". 2 قلت: رد السيد عبد الرحيم أبو علبة هذا القول مستندًا إلى أن صهيبًا هاجر قبل النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ولم تكن سورة البقرة قد نزلت انظر كتابه "أسباب نزول القرآن" "ص131 و221". وقد رجعت إلى ترجمته في "الإصابة" وإذا فيه "2/ 195": "هاجر إلى المدينة مع علي بن أبي طالب في آخر من هاجر في تلك السنة، فقدما في نصف ربيع الأول" وهذا يرد قوله. 3 في "تفسيره" "ص24" وأخرجه عنه الطبري "4/ 247" "400". 4 وضع الناسخ عليه: صح. 5 في الأصل: سفيان وهو تحريف. 6 "ص59" والخبر مروي في الطبري "4/ 249-250" "4006" ورجاله ثقات انظر تعليق أحمد شاكر وعزاه السيوطي "1/ 578" إلى ابن المنذر أيضًا. 7 لم ترد في الواحدي. 8 في الأصل: إذا لقي و"إذا" هنا غريبة ولم ترد في الطبري والواحدي فحذفتها. 9 في الواحدي: يلقى، فيقول وليس بجيد.

عصمت1 فأبى أن يقولها فقال المسلم: والله لأشرين نفسي لله فتقدم فقاتل حتى قتل. 5- قول آخر قال الواحدي2: وقيل نزلت في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر3. قال الواحدي4: وقال أبو الخليل: سمع عمر [بن الخطاب] إنسانا يقرأ هذه الآية فقال عمر5: أنا لله قام رجل يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر فقتل. قلت: أسنده عبد بن حميد عن محمد بن بكر6 عن زياد أبي عمر7 سمعت أبا الخليل صالحا8 يقول: سمع عمر رجالا فذكر مثله لكن قال: فاسترجع فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون وفي السند انقطاع9.

_ 1 في المصدرين: عصمت مالك ودمك وزاد الطبري: إلا بحقهما. 2 "ص59 ". 3 نصه: "فيمن أمر بالمعروف ونهى". 4 "ص59". 5 في الأصل: ذكر اسم أبيه هنا فقدمته ليوافق الواحدي، وهو الأنسب. 6 هو البُرساني، أبو عثمان البصري قال في "التقريب" "ص470 ": "صدوق قد يخطئ، مات سنة "204" أخرج له الستة". 7 هو ابن مسلم أو ابن أبي مسلم، أبو عمر الفراء البصري، الصفار، في "التقريب" "ص221": "صدوق فيه لين" وروى عنه أو داود في "المراسيل". 8 هو ابن أبي مريم الضبعي مولاهم، البصري، في "التقريب" "ص273": "وثقة ابن معين والنسائي، وأغرب ابن عبد البر فقال: لا يحتج به، من السادسة، أخرج له الستة" وانظر "التهذيب "4/ 402". 9 والخبر أخرجه الطبري "4/ 250" "4007" من طريق زياد.

وأخرج الطبري من رواية أبي رجاء العطاردي عن علي نحوه1. 6- وقال الثعلبي: رأيت في بعض الكتب أنها نزلت في علي بن أبي طالب لما نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن هاجر يقيه بنفسه، وساق القصة مطولة ثم ساقها بسند له إلى الحكم بن ظهير2 -أحد الهلكى وممن رمي بالرفض- عن السدي قال: قال ابن عباس: نزلت في علي حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغار الحديث3. 121- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّة} [الآية: 208] . أخرج الواحدي4 من "تفسير عبد الغني الثقفي بسنده إلى عطاء عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في عبد الله بن سلام وأصحابه، وذلك أنهم حين آمنوا بالنبي قاموا بشرائعه وشرائع موسى فعظموا السبت وكرهوا لحمان الإبل وألبانها، فأنكر ذلك عليهم المسلمون، فقالوا: إنا نقوم5 على هذا وعلى هذا، وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن التوراة كتاب الله فدعنا فلنقم بها فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّة} .

_ 1 روى الطبري "4/ 244" "3988" عن العطاردي قال: "سمعت عليًّا في هذه الآية.. قال: اقتتلا ورب الكعبة" ا. هـ باختصار وزاد السيوطي "1/ 578" نسبته إلى "وكيع وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه وابن أبي حاتم والخطيب" وهذا -كما ترى- تفسير لا سبب نزول. 2 هو الفزاري وفي "التقريب" "ص175": متروك رمي بالرفض واتهمه ابن معين، مات قريبًا من سنة "180" أخرج له الترمذي. 3 لم اجد هذا عن السدي في الطبري وابن كثير والسيوطي. 4 "ص59". 5 في الواحدي: نقوى. 6 فيه: فلنعمل.

قلت: تقدم أن عبد الغني واهٍ، وذكره مقاتل بن سليمان قال1: سبب نزولها أن عبد الله بن سلام ومن آمن معه من أهل التوراة استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة التوراة في الصلاة فقال: "خذوا سنن محمد وشرائعه". كذا أورده ابن ظفر والذي في "تفسير مقاتل": أن عبد الله بن سلام وسلام بن قيس وأسدا وأسيدا ابني كعب ويامين بن يامين وهم مؤمنو أهل التوراة وزاد في آخره: فإن قرآن محمد نسخ كل كتاب كان قبله. وقد أخرجه الطبري2 من وجه آخر عن ابن عباس وإن كان فيه انقطاع فهو أمثل من هذا فأخرج من طريق سنيد واسمه حسين بن داود3 قال: حدثني حجاج -هو ابن محمد- عن ابن جريج قال: قال ابن عباس في قوله: {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّة} قال: هم أهل الكتاب. ومن طريق عبيد بن سليمان4، سمعت الضحاك يقول مثله وبه5 إلى ابن جريج عن عكرمة قوله: {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّة} قال: نزلت في ثعلبة وعبد الله بن سلام وابن يامين وأسد وأسيد ابني كعب وسعية6 بن عمرو وقيس بن زيد وكلهم

_ 1 "1/ 104". 2 "4/ 256" "1017". 3 لا حاجة لهذا البيان فقد سوق في المقدمة وسيعيده المؤلف فيما يأتي! 4 "4/ 256" "4018". وعبيد مر في "الفصل الجامع". 5 أي: بسند سنيد انظر "4/ 255-256" "4016" ونقله عنه السيوطي "1/ 579". 6 لم ينقط في الأصل، وتابعت ما في الطبري وفي هامشه يقول المحقق: "في المطبوعة: شعبة وفي "الدر المنثور": سعيد، والذي في أسماء يهود: سعية وسعنة، وأكثر هذه الأسماء من أسماء يهود يصعب تحقيقها ويطول، لكثرة الاختلاف فيها" قلت: ولم يذكره الحافظ في "الإصابة" وقد نظرت في سعية وشعبة، ولا ذكر لأحد بهذا الاسم "سعية بن عمرو" في "سيرة ابن هشام"، فالله أعلم.

من يهود، قالوا يا رسول الله يوم السبت يوم كنا نعظمه1. على ذلك2 واستظهر الطبري3 بحديث أبي هريرة المخرج أصله في

_ 1 هنا انقطاع في السياق فما بعده لا يتصل به، والظاهر أن كلامًا سقط من كلام المؤلف ولم ينتبه الناسخ، وقوله: "على ذلك واستظهر ... إلخ" يتعلق بالآية "213" والكلام هنا على الآية "208"، وهذا الساقط من زيادات ابن حجر فلم يتكلم الواحدي على ما بعد هذه الآية إلى "214" كما سيأتي، وكذلك السيوطي في "اللباب" لم يتكلم. وتتمة الخبر المذكور بعد: "يوم كنا نعظمه": "فدعنا فلنسبت فيه! وإن التورة كتاب الله، فدعنا فلنقم بها الليل! فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَان} . وقد وضعت نقاطًا للدلالة على هذا السقط. 2 هذا الكلام يتعلق بقوله تعالى: {فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} وهو مقطع من الآية "213" وأولها:" {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} وقد قال الطبري في تفسير هذا المقطع "4/ 284": "يعني جل ثناؤه بقوله: {فَهَدَى اللَّهُ} فوفق الله الذين آمنوا -وهم أهل الإيمان بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم- المصدقين به وبما جاء به أنه من عند الله، لما اختلف الذين أوتوا الكتاب فيه. وكان اختلافهم الذي خذلهم الله فيه، وهدى له الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم فوفقهم لإصابته: "الجمعة" ضلوا عنها، وقد فرضت عليهم كالذي فرض علينا، فجعلوها "السبت" فقال صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخرون السابقون، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، وهذا اليوم الذي اختلفوا فيه، فهدانا الله له، فلليهود غدا، وللنصارى بعد غد" حدثنا بذلك محمد بن حميد قال: حدثنا سلمة عن ابن إسحاق، عن عياض بن دينار الليثي قال: سمعت أبا هريرة يقول: أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث ا. هـ. ثم ساق الطبري حديث أبي هريرة الذي قال ابن حجر عنه أنه استظهر به وبهذا يتضح النص ويتصل. وقد يكون الساقط: هذا المقطع والإشارة إلى رأي الطبري هذا ليس غير.

"الصحيحين"1 فساق من طريق معمر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة في هذه الآية {فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ} قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، نحن أول الناس دخولا الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فهدانا الله لما اختلفوا فيه [من الحق بإذنه] 2، فهذا اليوم الذي هدانا الله له، والناس لنا فيه تبع غدا لليهود، بعد غد للنصارى" 3. وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه رفعه: "نحن الآخرون السابقون" فذكر فيه الهداية للجمعة وزاد فيه: واختلفوا في الصلاة فمنهم من يركع ولا يسجد، ومنهم من يسجد ولا يركع، ومنهم من يصلي وهو يتكلم، ومنهم من يصلي وهو يمشي. 123- قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا} [الآية: 214] . 1-[قال الواحدي] 4: قال قتادة والسدي: نزلت هذه الآية في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة والخوف والحر5 والبرد وضيق

_ 1 انظر "صحيح البخاري" كتاب "الجمعة" باب فرض الجمعة "الفتح" "2/ 354" عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة و"صحيح مسلم"كتب "الجمعة" باب هداية الأمة ليوم الجمعة "2/ 585-586" من عدة طرق عن أبي هريرة وطريق الأعمش برقم "20". 2 استدركتها من الطبري. 3 في الأصل: وللنصارى بعد غد فحولتها موافقة لنص الطبري المنقول عنه و"لصحيح مسلم". 4 زيادة لا بد منها انظر "الأسباب" "ص60". 5 ذكر الحر هنا غريب! فإن الروايات تشير إلى البرد آنذاك انظر "الفتح" باب غزوة الخندق "7/ 392 و407" ونص "تفسير عبد الرزاق": "أصاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوميذ بلاء وحصر" فالحر محرف عن "الحصر" والله أعلم.

العيش وأنواع الأذى فكان كما قال الله تعالى: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِر} 1. قلت: أخرجه عبد الرزاق2 عن معمر عن قتادة. [وأخرج الطبري] 3 من طريق أسباط عن السدي قال: أصابهم هذا يوم الأحزاب حين قال4 قائلهم: {مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} 5. 2- قال الواحدي6: وقال عطاء: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم [وأصحابه] 7 المدينة اشتد الضرر عليهم فإنهم خرجوا بلا مال وتركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين وآثروا رضى الله ورسوله وأظهرت لهم اليهود العداوة8 وأسر قوم من الأغنياء النفاق فأنزل الله تعالى تطييبا لقلوبهم {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّة} الآية. 124- قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُون} [الآية: 215] 9. 1- قال مقاتل10: نزل الأمر بالصدقة قبل أن ينزل لمن الصدقة فسأل عمرو

_ 1 سورة الأحزاب: "10". 2 في "تفسيره" "ص25" ومن طريقه الطبري "4/ 289" "4065" وفي اللفظ اختلاف. 3 سقط هذا من الأصل، وهو لا بد منه كما هو واضح. انظر الطبري "4/ 289" "4064". 4 في الأصل: حتى يقول! وأثبت ما في الطبري. 5 سورة الأحزاب: "12" وقد رد دروزة هذا القول لبعده عن ظروف نزول هذه الآية وترتيبها ولا سيما أن وقعة الخندق قد وردت في سورة الأحزاب وقال عن القول الثاني إنه مناسب لظروف نزول الآية أكثر انظر "التفسير الحديث" "7/ 325". 6 "ص60". 7 سقطت من الأصل. 8 العبارة في الواحدي: وأظهرت اليهود العداوة لرسول الله. 9 من هنا آخر الكتاب عدل الحافظ عن البدء بكلام الواحدي، واستقل بالتأليف. 10 "1/ 107" والنقل بالمعنى.

بن الجموح1 فنزلت. وقال الثعلبي: نزلت في عمرو بن الجموح كان شيخا كبيرا فقال: يا رسول الله بماذا نتصدق وعلى من ننفق فنزلت. كذا ذكره بغير إسناد وعزاه الواحدي2 لرواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس3، وذكره ابن عسكر4 في "ذيل الأعلام"5 بلفظ6: نزلت في عمرو بن الجموح سأل عن مواضع النفقة فنزلت {يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُون} ثم سأل بعد ذلك

_ 1 في تفسير مقاتل": "-قتل يوم أحد-" وفي هذا إشارة إلى تاريخ نزول الآية. 2 "ص60". 3 ولم يذكر المؤلف شيئًا من ذلك في ترجمته في كتابه "الإصابة" "2/ 529". 4 هو القاضي العلامة ذو الفنون أبو عبد الله محمد بن علي بن خضر الغساني، المالقي، المالكي، توفي سنة "636" انظر ترجمته في "السير" للذهبي "23/ 65-66" و"بغية الوعاة" للسيوطي "1/ 179-180". 5 سماه الذهبي في "السير": الإتمام على كتاب "التعريب والأعلام" للسهيلي، وابن حجر في "الفتح" "8/ 632": الذيل كما هنا والسيوطي في البغية: صلة الأعلام، وفي "مفحمات الأقران" "ص7": "التكميل والإتمام"، وبهذا الاسم ذكره الحاج خليفة في "كشف الظنون" "1/ 421-422" ومنه نسخ في الظاهرية بدمشق ومكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة وغيرهما انظر "الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط" "1/ 245". 6 نقله عنه السيوطي في كتابه "مفحمات الأقران في مبهمات القرآن" "ص20" دون الجملة الأخيرة وتصحف فيه اسم عسكر إلى عساكر، في هذه الصفحة وفي كل الصفحات الأخرى التي ذكره فيها وهي كثيرة، وربما صحف في الصفحة مرتين، وفي طبعة هذ الكتاب بلا يا! وكذلك صحف إلى "عساكر" في "الإتقان" "2/ 145" و"ابن حجر" للدكتور شاكر محمود "1/ 284" و"ابن حجر ومنهجه في فتح الباري" للدكتور عبد الحميد عبطان "ص55" وقد ذكرا تاريخ وفاته وهو "571"، وهذا تاريخ وفاة ابن عساكر المحدث المؤرخ صاحب "تاريخ دمشق"، وكذلك تصحف في مقدمة "تغليق التعليق" للدكتور القزقي "1/ 184".

كم النفقة؟ فنزلت الآية الأخرى {قُلِ الْعَفْو} 1. ونسبه إلى ابن فطيس2. 2- قول آخر أخرج عبد الغني بن سعيد الثقفي بسنده الواهي عن عطاء عن ابن عباس3: نزلت في رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي دينارا، فقال: "أنفقه على نفسك"، قال: إن لي دينارين، قال: "أنفقهما على أهلك"، قال: فإن لي ثلاثة، قال: "أنفقها على خادمك"، قال: فإن لي أربعة، قال: "أنفقها على والدتك"، قال: فإن لي خمسة، قال: "أنفقها على قرابتك"، قال: فإن لي ستة، قال: "أنفقها في سبيل الله هو أحسنها". وهذا سياق منكر والمعروف في هذا المتن غير هذا السياق، وهو ما أخرجه4 أحمد وأبو داود5 والنسائي6 وصححه ابن حبان7 والحاكم8 عن أبي هريرة أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله معي دينار، قال: "أنفقه على نفسك"، قال: يا رسول الله عندي آخر، قال: "أنفقه على ولدك"، قال: عندي آخر، قال: "أنفقه على زوجتك"، قال: عندي آخر، قال: "تصدق به على خادمك"، قال: عندي آخر، قال: "أنت

_ 1 البقرة "219". 2 ابن فطيس هو الإمام العلامة الوزير القاضي أبو المطرف: عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس القرطبي المالكي ولد سنة "347" وتوفي سنة "402" ومن مؤلفاته: "القصص" ثلاث مجلدات، و"أسباب النزول" في مائة جزء، وغير ذلك انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" "17/ 210-212" و"تذكرة الحافظ" "3/ 1060" للذهبي و"طبقات المفسرين" للداودي "1/ 385-387" وغيرهما مما هو في هامش السير، وقد تصحف فطيس في "مفحمات الأقران" "ص107" إلى نطيس! 3 ذكره الواحدي من رواية عطاء عن دون سند "60". 4 انظر "المسند" "2/ 251 و471". 5 انظر "السنن" "كتب الزكاة باب في صلة الرحمن "2/ 132" "1691". 6 انظر "السنن" كتاب الزكاة باب تفسير ذلك "أي: الصدقة عن ظهر غنى" "5/ 62"، وفي عشرة النساء، في "الكبرى" كما مر في "التحفة" "9/ 493-494". 7 انظر "الإحسان" "كتاب الزكاة باب صدقة التطوع "8/ 126-127". 8 "المستدرك" "1/ 415" وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

أبصر"، ووقع عند أبي داود بلفظ: "تصدق". وعند غيره بلفظ: "أنفق"، وقدم أبو داود الولد، على الزوجة والنسائي الزوجة على الولد1، وهكذا ذكره الثعلبي عن أبي هريرة لكن زاد بعد الولد الوالدين ثم القرابة، والباقي سواء إلا أنه لم يذكر الخادم وليس عندهم أن هذه الآية نزلت في ذلك، وقال قتادة في سبب نزولها: أهمتهم النفقة فسألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فنزلت {مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْر} 2. وأخرج الطبري3 نحوه عن مجاهد. 125- قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} [الآية: 216] . هي نحو قوله تعالى في سورة النساء: {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَة} الآية4. وكأن هذه سابقة على آية البقرة فإن فيها نوع تسلية وترغيب في امتثال الأمر بالقتال5.

_ 1 وزاد الشيخ شعيب الأرنئوط في تعليقه على "الإحسان" عزاه إلى الشافعي "2/ 63-64" والطبري "4/ 340" "4170" والبيهقي في "الكبرى" "7/ 466" والبغوي -في "شرح السنة"- "1685" و"1686". قلت: وقد نقله ابن كثير "1/ 256" في تفسير الآية "219" عن الطبري ثم قال: "وقد رواه مسلم في صحيحه". قال أحمد شاكر: "وقد وهم رحمه الله، فإن الحديث ليس في صحيح مسلم، على اليقين، بعد طول التتبع مني ومن أخي السيد محمود". قلت: انظر لزامًا هامش "شرح السنة" للبغوي "6/ 193". 2 عزاه السيوطي "1/ 585" إلى عبد بن حميد وابن المنذر. 3 "4/ 294" "4069" من تفسير سنيد. 4 الآية "77". 5 لا أرى ذلك ونص الآية يشير إلى عتاب على التثاقل عن الجهاد فتأمل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} .

وأخرج الطبري1 من طريق أسباط عن السدي قال: كره المسلمون القتال فقال الله تعالى: عسى أن تكرهوا القتال وهو خير لكم يقول: إن في القتال الغنيمة والظهور والريادة2 أي: اجتماعا وافتراقا، وفي تركه يفوت ذلك3. 126- قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيه} [الآية: 217] . أخرج الطبراني في "المعجم الكبير"4 من طريق سليمان التيمي عن الحضرمي -هو ابن لاحق وهو اسم بلفظ النسب ثقة5- عن أبي السوار العدوي -هو حسان

_ 1 "4/ 298" "4078" وفي النقل تصرف وحذف. 2 كذا في الأصل وفي الطبري: الشهادة! 3 والنص في الطبري: "أن لكم في القتال الغنيمة والظهور والشهادة، ولكم في العقود أن لا تظهروا على المشركين ولا تستشهدوا، ولا تصيبوا شيئًا". 4 انظر "2/ 162" "1668" و"مجمع الزوائد" كتاب المغازي والسير باب سرية عبد الله بن جحش "6/ 198" وقال: "رواه الطبراني ورجاله ثقات" رواه الطبري في "التاريخ" "2/ 45" من طريق سليمان عن أبيه عن رجل عن أبي السوار، وأبو يعلى في "مسنده" "3/ 102" وقال محققه: "إسناده حسن". 5 ليس في "المعجم الكبير" اسم أبي "حضرمي" فهو من إضافة الحافظ، والظاهر أنه نظر في "تهذيب الكمال" للمزي وكتب هذا، وقد قال المزي: "ذكره ابن حبان في الثقات". ولكن الحافظ في "تهذيب التهذيب" رجع إلى "الثقات"، وأضاف تتمة كلام ابن حبان، فظهر أن في نقل المزي بترًا. قال الحافظ: "قلت وفرق [ابن حبان] بين الحضرمي بن لاحق، وحضرمي الذي يروي عنه سليمان التيمي فقال في الثاني: لا أدري من هو ولا ابن من هو انتهى كلامه". ثم أضاف قائلًا: "وكذلك قال ابن المديني: حضرمي شيخ بالبصرة روى عنه التيمي: مجهول، وكان قاصًا وليس هو بالحضرمي ابن لاحق". ثم ختم الترجمة بقوله: "قلت: والذي يظهر لي أنهما اثنان" وهذا مخالف لرأيه هنا، ولكشف الصورة أقول: اختلف العلماء في حضرمي الذي يروي عنه التيمي أهو ابن لاحق أم غيره؟ فذهب أبو حاتم إلى =

بن حريث على الراجح ثقة أيضا1- عن جندب بن عبد الله2 عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعث رهطا وبعث عليهم أبا عبيدة ابن الجراح فلما3 ذهب لينطلق بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس، وبعث عبد الله بن جحش مكانه، وكتب له كتابا وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا، وقال: "لا تكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك"، فلما قرأ الكتاب استرجع ثم قال: سمعا4 وطاعة لله ورسوله فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب فرجع رجلان ومضى بقيتهم فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه، ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو جمادى فقال المشركون للمسلمين: قتلتم في الشهر الحرام! فأنزل الله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَام} الآية فقال بعضهم: إن لم يكونوا أصابوا وزرا فليس لهم أجر فأنزل الله عز وجل {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ}

_ = أنهما واحد، ويبدو من صنيع المزي أنه تابعه، وفرق بينهما يحيى بن معين وعلي بن المديني والبخاري وابن حبان والذهبي في "الميزان" وابن حجر في "التهذيب". وكان رأي يحيى وابن عدي فيه: ليس به بأس. ورأي ابن المديني وابن حبان ما علمت. وأما ابن لاحق فلم أقف على من وثقه إلا ذكر ابن حبان له في "الثقات". هذا وقد قال الحافظ في "التقريب" "ص171": "حضرمي بن لاحق التميمي، اليمامي القاص -بتشديد المهملة: لا بأس به، من السادسة، وفرق ابن المديني بين الحضرمي شيخ سليمان التيمي، وبين ابن لاحق". وهذا رأيه الاخير. انظر "التاريخ الكبير" "3/ 125" "الجرح والتعديل" "3/ 202" و"تهذيب الكمال" "6/ 552" "ميزان الاعتدال" "1/ 555" و"تهذيب التهذيب" "2/ 394" هامش "الفتح السماوي" "1/ 253-254". 1 انظر "التقريب" "ص158"، وباب الكنى "ص646". 2 هو البجلي انظر ترجمته في "الإصابة" "1/ 248-249". 3 في الأصل: فأينا! وأثبت ما في المعجم الكبير والمجمع". 4 في "المجمع": سمع.

الآية1. وهذا سنده حسن وقد علق البخاري طرفا منه في كتاب العلم من "صحيحه"2. وأخرجه الطبري من هذا الوجه3، وهذه القصة ذكرها محمد بن إسحاق في كتاب "المغازي"4: قال حدثني الزهري ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش مقفلة من بدر الأولى وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد، وكتب له كتابا وأمره أن لا ينظر فيه حتى

_ 1 البقرة: "218". 2 وذلك في باب ما يذكر في المناولة، وكتاب أهل بالعلم إلى البلدان "الفتح" "1/ 153-154" ونصه: "واحتج بعض أهل الحجاز في المناولة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث كتب لأمير السرية كتابًا وقال: "لا تقرأه تبلغ مكان كذا وكذا"، فلما بلغ ذلك المكان قرأه على الناس وأخبرهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الحافظ في شرحه "1/ 155": "الحديث الذي أشار إليه لم يورده موصولًا في هذا الكتاب، وهو صحيح، وقد وجدته من طريقين: أحدهما مرسلة ذكرها ابن إسحاق في "المغازي" عن يزيد بن رومان، وأبو اليمان في نسخته عن شعيب عن الزهري كلاهما عن عروة بن الزبير. والأخرى موصولة أخرجها الطبراني من حديث جندب البجلي بإسناد حسن. ثم وجدت له شاهدًا من حديث ابن عباس عند الطبري في التفسير، فمجموع هذه الطرق يكون صحيحًا". قلت: والمروي عن ابن عباس في الطبري من طريق العوفي "4/ 308" "4087". وقال الهيثمي في "المجمع" "1/ 198-199": "وعن ابن عباس في قوله عز وجل: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} "قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن فلان في سرية فلقوا عمرو بن الحضرمي ببطن نخلة. قال -وذكر الحديث بطوله- رواه البزار وفيه أبو سعيد وهو ضعيف. 3 "4/ 306" "4084". وزاد السيوطي "1/ 600" نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "سننه" [9/ 11-12] وقال: بسند صحيح عن جندب. 4 انظر "السيرة" لابن هشام "1/ 601-605"، وقد روى الخبر عن ابن إسحاق الطبري في "التفسير" "4/ 302" "4082" وفي "التاريخ" "2/ 410-413"، والواحدي في "الأسباب" "ص61" وفي نقل الحافظ تصرف يسير واختصار من آخره.

يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره به ولا يستكره من أصحابه أحدا - وذكر أسماءهم فالأمير عبد الله بن جحش وعكاشة بن محصن وعتبة بن غزوان وسعد بن أبي وقاص وعامر بن ربيعة وواقد بن عبد الله وخالد بن البكير وسهيل بن بيضاء- قال: فلما سار عبد الله بن جحش يومين فتح الكتاب فنظر فيه فإذا فيه: إذا نظرت [في] 1 كتابي فسر2 حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم فلما نظر عبد الله بن جحش في الكتاب قال: سمع3 وطاعة ثم قال لأصحابه: قد أمرني4 رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمضي إلى نخلة -إلى آخره- فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب [فيها] 5 فلينطلق ومن كره ذلك فليرجع فأما أنا فإني6 ماضٍ لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمضى ومضى أصحابه معه فلم يتخلف عنه أحد وسلك على الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع7 يقال له بحران أضل سعد وعتبة بعيرًا لهما كان يعتقبان عليه8 فتخلفا في طلبه ومضى عبد الله ومن معه حتى نزل بنخلة فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة من تجارة قريش فيها عمرو بن

_ 1 من السيرة والتاريخ. 2 في السيرة: فامض وعند الطبري في كتابيه: فسر، وترجح عندي أن ابن حجر نقل من "تفسير الطبري". 3 في السيرة والتفسير: سمعًا، وفي التاريخ: سمع. 4 في الأصل: أمر وأثبت ما في الثلاثة. 5 في المصادر الثلاثة السيرة والتفسير والتاريخ. 6 لم يذكر في المصادر. 7 قال ياقوت في "معجم البلدان" في مادة الفرع "4/ 252": "بضم أوله وسكون ثانية وآخره عين مهملة ... قال ابن الفقيه: فأما إعراض المدينة فأضخمها الفرع وبه منزل الوالي وبه مسجد صلى به النبي صلى الله عليه وسلم وقال السهيلي: هو بضمتين". قلت: ولم أجد هذا في "الروض الأنف". 8 في المصادر الثلاثة: يتعقبانه".

الحضرمي وعثمان بن عبد الله بن المغيرة المخزومي وأخوه نوفل بن عبد الله والحكم بن كيسان مولاهم فلما رآهم القوم خافوهم وقد نزلوا قريبا منهم فأشرف لهم عكاشة بن محصن وكان قد حلق رأسه فلما رأوه آمنوا وقالوا1: قوم2 عمار فلا بأس علينا3 منهم، وتشاور القوم وذلك آخر يوم من جمادى4 فقال القوم: والله إن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن به منكم ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام! فتردد القوم فهابوا الإقدام عليهم ثم تشجعوا5 عليهم وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم وأخذ ما معهم فرمى واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي [بسهم] 6 فقتله واستأسر عثمان والحكم وأفلت نوفل فأعجزهم وقدم عبد الله بن جحش وأصحابه بالغنيمة7 والأسيرين على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، قال ابن إسحاق: وقد ذكر بعض آل عبد الله بن جحش: أن عبد الله قال لأصحابه: إن لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما غنمتم الخمس، وذلك قبل أن يفرض الخمس من الغنائم فعزل خمس الغنيمة8 وقسم سائرها بين أصحابه، فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام! " فوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا فسقط في أيدي القوم وظنوا أنهم قد هلكوا وعنفهم المسلمون فيما صنعوا وقالوا لهم: صنعتم ما لم تؤمروا به! وقالت قريش: قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام، فسفكوا فيه

_ 1 في الأصل: قال وأثبت ما في الثلاثة. 2 لم ترد في الثلاثة. 3 في ابن هشام والتاريخ: عليكم وأثبت ابن حجر ما في التفسير. 4 هكذا هنا وفي التفسير، ولكن في ابن هشام والتاريخ: من رجب. 5 في السيرة شجعوا أنفسهم: شجعوا وفي التاريخ مثل ما هنا. 6 من المصادر. 7 في المصادر: بالعير. 8 وكذا في التاريخ: وفي السيرة والتفسير: العير.

الدم الحرام1 وأخذوا فيه الأموال وأسروا2 فقال من بمكة من المسلمين: إنما أصابوا ما أصابوا في جمادى2 وقالت اليهود تتفاءل على المسلمين: عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبد الله، عمرو عمرت الحرب، والحضرمي حضرت الحرب، وواقد بن عبد الله وقدت الحرب! فجعل الله ذلك عليه وبهم، فلما أكثر الناس في ذلك أنزل الله على رسوله {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} إلى آخر الآيات فلما نزل القرآن بهذا فرج الله عن المسلمين ما كانوا فيه وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمس. ورواه شعيب4 عن الزهري مختصرا ومن طريقه أخرجه الواحدي5: وفيه: وكان ابن الحضرمي أول قتيل قتل من المشركين بيد المسلمين6 فركب وفد من كفار قريش حتى قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أتحل القتال في الشهر الحرام؟ فأنزل الله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَال} الآية. وأخرجه عبد الرزاق7 عن معمر عن الزهري، وعن عثمان الجزري عن8 مقسم [مولى ابن عباس] 9 نحو رواية شعيب باختصار، ولم يذكر عروة وزاد الزهري: وكان فيما بلغنا يحرم القتال في الشهر الحرام ثم أحل له بعد.

_ 1 لم ترد في المصادر. 2 وكذلك النص في التفسير، وزاد في السيرة والتاريخ: "فيه الرجال". 3 وكذا في التفسير، وفي السيرة والتاريخ: شعبان. 4 هو ابن أبي حمزة. 5 انظر "ص61". 6 العبارة في الواحدي: "بين المسلمين والمشركين". 7 في تفسيره "ص27" وعنه الطبري "4/ 308" "4086". 8 من "تفسير عبد الرزاق". 9 هذا مرسل مروي عن اثنين من التابعين هما: الزهري ومقسم، فرواه معمر عن الزهري ورواه عن عثمان الجزري عن مقسم وقد زاد أحمد شاكر واوًا قبل "عن" هذه وهي هنا لا تصح!

وأخرج عبد بن حميد من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة، فذكر القصة مختصرة وعنده أن1 رجلا من المشركين آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتله رجل1 من المسلمين فأنكروا عليه من كان معه وفي آخره فقال المسلمون لأهل1 السرية: قد عوفيتم من الإثم فليس لكم أجر فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا} الآية. ومن طريق حميد2 بن عبد الرحمن عن أبي مالك في هذه القصة: والمسلمون يرون أنه آخر يوم من جمادى الآخرة وهو أول يوم من رجب وفيه: فقال المشركون تزعمون أنكم تحلون الحلال وتحرمون الحرام، وقد قتلتم في الشهر الحرام؟ وعند الفريابي3 من طريق مجاهد في هذه الآية: نزلت في رجل من بني سهم كان في سرية فمر بابن الحضرمي وهو يحمل خمرا من الطائف إلى مكة وكان بين قريش والمسلمين عهد4 وفي الشهر الحرام فنزلت، تقول: الكفر والصد عن سبيل الله وما ذكره كل ذلك أكبر من قتل ابن الحضرمي. وأخرج الطبري5 من طريق أسباط عن السدي هذه القصة بطولها نحو سياق ابن إسحاق وقال في أسمائهم: أبو حذيفة بن عتبة وعامر بن فهيرة بدل عكاشة وخالد، وقال فيه: وأمره أن لا يقرأه حتى ينزل بطن مَلَل -وهو بفتح "الميم"6 واللام بعدها لام أخرى7- وقال عبد الله بن المغيرة والمغيرة بن عثمان بدل عثمان بن عبد الله بن المغيرة ونوفل أخيه، وقال فيه: وانفلت المغيرة، وقال: فكانت أول غنيمة غنمها

_ 1 هنا بياض في التصوير بمقدار كلمة، والظاهر أن الذاهب ما أثبت. 2 كذا هنا والحديث أخرجه أيضًا الطبري "4/ 309" "4089" عن حصين. 3 والطبري أيضًا "4/ 307" "4085"، وكان الحافظ تصرف في النقل. 4 لفظ الطبري: ومحمد عقد. 5 "4/ 305" "4083" وكذلك في "التاريخ" "2/ 413". 6 يوجد في الأصل هنا إشارة لحق، ولكنه لم يصور ولا بد أنه "الميم". 7 هذا من إضافة المؤلف.

الصحابة، وقال فيه: فطلبوا أن يفادوا بالأسيرين فقال1 النبي صلى الله عليه وسلم: "حتى ننظر ما فعل سعد ورفيقه" 2، وقال فيه: فقالوا يزعم محمد أنه يتبع طاعة الله وهو أول من استحل الشهر الحرام. وذكر ابن ظفر: أنه وقع في رواية قتادة: عبد الله بن واقد كذا قال، والمحفوظ: واقد بن عبد الله كما تقدم ونقل حديث جندب من كتاب "الأحكام" لإسماعيل القاضي فقال بدل أبي عبيدة بن الجراح: عبيدة بن الحارث بن المطلب3. 127- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّه} [الآية 218] . تقدم في قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيه} 4. ونقل ابن ظفر عن الزهري قال: لما فرج الله عن أهل تلك السرية ما كانوا فيه من الغم؛ لقتالهم في الشهر الحرام طمعوا في الثواب. فقالوا: يا نبي الله أنطمع أن تكون هذه غزوة نعطى فيها أجر المجاهدين؟ فنزلت هذه الآية5.

_ 1 زدت الفاء من الطبري. 2 العبارة في الطبري: ما فعل صاحبانا. 3 وقد ذكر الواحدي خبر السرية مطولًا من دون سند سوى أنه قال: "قال المفسرون". انظر "ص62-64" وطواه المؤلف. 4 وهي الآية السابقة. 5 انظر "الدر المنثور" "1/ 603-604" رواية يزيد بن رومان عن عروة وقرون ابن إسحاق به الزهري انظر "تفسير الطبري" "4/ 302" "4082" و"السيرة" لابن هشام "1/ 605" و"أسباب النزول" للواحدي "ص62" هذا وقد علق الناسخ في الهامش هنا "قد تقدم في القولة السابقة ما يتعلق بسبب نزول هذه الآية أيضًا".

128- قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِر} [الآية: 219] . أسند الإمام أحمد1 عن أبي هريرة قال: حرمت الخمر ثلاث مرات قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} الآية. فقال الناس: لم تحرم علينا إنما قال: {فِيهِمَا إِثْم} فكانوا يشربون الخمر حتى كان يوم من الأيام صلى رجل المغرب فخلط في قراءته فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} 2 الآية، فكانوا يشربونها حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مفيق فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَان} 3 الآية، فقالوا انتهينا يا رب، وفي رجاله أبو المعشر المدني وهو ضعيف4. وله شاهد من حديث ابن عمر5 وستأتي بقية طرقه في تفسير سورة النساء6 وتفسير سورة المائدة إن شاء الله تعالى. وقال مقاتل في "تفسيره"7: نزلت في عبد الرحمن بن عوف وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب ونفر من الأنصار8 أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أفتنا في الخمر والميسر فإنهما مذهبة للعقل مسلبة للمال، فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} الآية.

_ 1 انظر "المسند" "2/ 351" وفي النقل تصرف واختصار. 2 سورة النساء الآية "43". 3 سورة المائدة "90". 4 مر ذكره في الآية "204" انظر "مرويات الإمام أحمد في التفسير" "1/ 174". 5 انظره في "تفسير الطبري" "4/ 231" "4143" ولاحظ تعليق أحمد شاكر. 6 أي: في الآية "43". 7 "1/ 111-112". 8 ما بعد هذا لم أجده في "تفسير مقاتل"!

وقال الثعلبي: نزلت في عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل ونفر من الأنصار قالوا: يا رسول الله أفتنا في الخمر والميسر1. 129- قوله ز2 تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْو} . تقدم3 وقال الثعلبي: حثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة ورغبهم فيها فقالوا: ماذا ننفق؟. وأخرج ابن أبي حاتم بسند صحيح إلى يحيى بن أبي كثير أنه بلغه أن معاذ بن جبل وثعلبة أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله إن لنا أرقاء وأهلين فما ننفق من أموالنا فأنزل الله الآية. ومن طريق ابن أبي ليلى عن الحكم بن مقسم عن ابن عباس قال: ما يفضل عن أهلك4. وقال مقاتل بن سليمان5: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة -قبل أن تنزلت الصدقات في براءة6- فقال عمرو بن الجموح7: كم ننفق وعلى من ننفق فقال: قال تعالى:

_ 1 وأورد هذا الواحدي في الأسباب "ص64-65" وتتمة الخبر عنده كما في الخبر الذي أورده مقاتل. 2 لا يوجد "ز" في الأصل، وكل "زاي" من هنا إلى آخر الكتاب فمن زيادتي. 3 أي: في الآية "215". 4 أخرجه الطبري أيضًا "4/ 337" "4153". وعزاه السيوطي كذلك "1/ 607" إلى وكيع وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والنحاس في "ناسخه" والطبراني والبيهقي في "شعب الإيمان". 5 "1/ 107-108" في تفسير الآية "215" وفي النقل تصرف وتبديل وحذف. 6 هذه الجملة من زيادة المؤلف. 7 في "الفتح السماوي" "1/ 257": "قيل: سائله عمرو بن الجموع: لم يرد"!

{قُلِ الْعَفْو} يقول فضل قوتك فإن كان الرجل من أهل الذهب والفضة أمسك الثلث وتصدق بسائره وإن كان من أهل الزرع والنخل أمسك بما يكفيه في سنته وتصدق بسائره وإن كان ممن يعمل بيده أمسك ما يكفيه في يومه وتصدق بسائره فما زالوا على ذلك حتى نزلت آية الصدقات في براءة. 130- قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} [الآية: 220] . أخرج أحمد1 والنسائي2 وعبد بن حميد والحاكم3 من طرق عن عطاء بن السائب4 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: لما نزلت {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن} عزلوا أموال اليتامى حتى جعل الطعام يفسد واللحم ينتن فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت. لفظ5 إسرائيل عند أحمد، ولفظ النسائي من رواية أبي كدينة نحوه وزاد: ونزلت {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} 6 اجتنب الناس مال اليتيم وطعامه

_ 1 انظر "المسند" "1/ 325" من طريق إسرائيل: و"مرويات الإمام أحمد في التفسير" "1/ 177". 2 انظر "السنن"، كتاب الوصايا، باب ما للوصي من مال اليتيم إذا قام عليه "6/ 256" "3670" من طريق عمران بن عيينة ومن طريق أبي كدينة. 3 انظر "المستدرك" كتاب التفسير "2/ 278-279" من طريق إسرائيل و"2/ 303 و318" من طريق جرير وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. 4 وكذلك أبو داود انظر "السنن" كتاب الوصايا باب مخالطة اليتيم في الطعام "3/ 114" "2871". من طريق جرير وقد عزاه ابن كثير "1/ 256" للمذكورين دون عبد، وأضاف ابن أبي حاتم وابن مردويه. قلت: وأخرجه كذلك الواحدي في "الأسباب" "ص56" من طريق جرير. 5 في الأصل: "ولفظ" فحذفت "الواو" لأن هذا اللفظ لفظ إسرائيل. 6 أي: ذكر آيتين.

فشق ذلك على الناس1 فشكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فأنزل الله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْر} إلى قوله: {حَكِيم} 2. وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"3 من رواية أبي حذيفة النهدي4 عنه عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير مرسلا لم يذكر ابن عباس وهو أقوى فإن عطاء بن السائب ممن اختلط وسالم أتقن منه5. ووافق الثوري على إرساله قيس بن الربيع عن سالم وسياقه أتم ولفظه6: كان أهل البيت يكون عندهم الأيتام في حجورهم فيكون لليتيم الصرمة من الغنم، ويكون الخادم لأهل ذلك البيت فيبعثون7 خادمهم فيرعى للأيتام وتكون لأهل البيت الصرمة من الغنم، والخادم للأيتام، فيبعثون خادم الأيتام يرعى عليهم فإذا كان الرسل وضعوا أيديهم جميعا ويكون الطعام للأيتام والخادم لأهل البيت، أو يكون الخادم للأيتام والطعام لأهل البيت، فيأمرون الخادم فتصنع الطعام فيضعون

_ 1 في النسائي: المسلمين. 2 في الأصل: علم وهو خطأ. وفي النسائي: إلى قوله: {لاعْنَتَكُم} . 3 انظر "ص91" في سورة النساء وعنه الواحدي في "الأسباب" "ص65" وتفسيره من مرويات الحافظ انظر "المعجم المفهرس" "ص86". 4 في الأصل: المهدي وهو تحريف. وهو موسى بن مسعود النهدي -بفتح النون- مختلف فيه لخص الحافظ ذلك بقوله: "صدوق سيئ الحفظ وكان يصحف مات سنة "220" أو بعدها وقد جاوز التسعين، وحديثه عند البخاري في المتابعات" انظر "التهذيب" "10/ 370" و"التقريب" "ص554"، ومقدمة التفسير "ص36-37". 5 ومن طريق أبي حذيفة الواحدي في "الأسباب" "ص65". 6 عزاه السيوطي "1/ 612" إلى ابن المنذر. 7 الكلمتان غير واضحتين في الأصل.

أيديهم جميعا فلما نزلت {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} 1 الآية قالوا: هذه موجبة فاعتزلوهم وفرقوا ما كان من خلطه فشق ذلك عليهم وشكوا للنبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الغنم ليس لها راعٍ والطعام ليس له من يصنعه، فقال: "قد سمع الله قولكم فإن شاء أجابكم": فنزلت {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُم} . وعن قيس عن أشعث بن سوار عن الشعبي: لما نزلت {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} اعتزلوا أموال اليتامى حتى نزلت {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} وهذا مرسل يعضد الأول. وجاء من وجه ثالث مرسل أيضا قال عبد الرزاق2 عن معمر عن قتادة فذكر نحو الأول وقال في روايته: فلم يخالطوهم في مأكل ولا مشرب ولا مال، فشق ذلك على الناس فأنزل الله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى} الآية. وأخرجه عبد بن حميد عن يونس بن محمد بن شيبان النحوي عن قتادة3، لكن قال في روايته: كان قد نزل قبل ذلك في سورة بني إسرائيل {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن} 4 فكانوا لا يخالطوهم. وجاء من وجه رابع مرسل ذكر الثعلبي من طريق العوفي بسنده عن ابن عباس قال كانت العرب في الجاهلية يعظمون شأن اليتيم ويشددون أمره حتى كانوا لا يؤاكلونهم ولا يركبون له دابة ولا يستخدمون له خادما وكانوا يتشاءمون بملابسة

_ 1 سورة النساء الآية "10". 2 في تفسيره "ص28" وعنه الطبري "4/ 351" "4187" وقد ذكر الحافظ لفظه، وفي "تفسيره عبد الرزاق": "في مأكول ولا مشروب". 3 وأخرجه الطبري "4/ 350" "4186" عن سعيد عنه. 4 الآية "34".

أموالهم فلما جاء الإسلام سألوا عن ذلك فنزلت هكذا حكاه الثعلبي عن ابن عباس من رواية عطية عنه1 وحكى مثله عن السدي2 والضحاك3 وحكى عن ابن عباس من رواية علي بن أبي طلحة عنه4: لما نزل: {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن} الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} الآية اعتزلوا أموال اليتامى إلى آخره، قال: وعن قتادة والربيع بن أنس مثله5. وأخرج عبد بن حميد6 من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح قال: لما نزل في اليتامى ما نزل اجتنبهم الناس فلم يؤاكلوهم ولم يشاربوهم ولم يخالطوهم فأنزل الله تعالى: {إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْر} فخالطهم الناس في الطعام وفيما سوى ذلك. وقال مقاتل بن سليمان7: "لما نزلت: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} أشفق المسلمون" فذكر نحو ما تقدم "فقال ثابت بن رفاعة الأنصاري: قد سمعنا ما أنزل الله عز وجل فعزلناهم والذي لهم فشق علينا وعليهم، فهل يصلح لنا خلطهم فيكون البيت والطعام واحدا والخدمة وركوب الدابة؟ فنزلت: {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُم} يقول ما كان لليتيم فيه صلاح فهو خير.

_ 1 وهو في الطبري من هذا الطريق "4/ 354" "4196" بمعناه واللفظ مختلف تمامًا. 2 انظر قوله في الطبري "4/ 353" "4195". 3 انظر فيه كذلك "4/ 354" "4197". 4 انظره فيه "4/ 352" "4191". 5 خبر قتادة في الطبري "4/ 351" "4187" وخبر الربيع "4188" ومن الواضح أن الثعلبي نقل عن الطبري. 6 عزاه إليه فقط السيوطي "1/ 612". 7 "1/ 112-113" وفي النقل اختصار.

131- قوله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ} . قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد1 ثنا أسباط عن السدي: نزلت في عبد الله بن رواحة وكانت له أمة سوداء وأنه غضب عليها فلطمها ثم فزع فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: "ما هي يا عبد الله؟ " قال: تصلي وتصوم وتحسن الوضوء وتشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال: "يا عبد الله هذه مؤمنة" فقال: والذي بعثك بالحق لأعتقنها وأتزوجها فطعن عليه ناس من المسلمين وقالوا: نكح أَمَة! وكانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين وينكحوا المشركات رغبة في أحسابهم فنزلت. ومن طريق بكير بن معروف2 عن مقاتل بن حيان في قوله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِن} نزلت في أبي مرثد الغنوي استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في عناق أن يتزوجها وهي امرأة مسكينة من قريش وكانت ذات حظ من جمال وهي مشركة وأبو مرثد يومئذ مسلم فقال: يا رسول الله إنها تعجبني فأنزل الله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِن} إلى آخر الآية. وبه إلى مقاتل بن حيان3: بلغنا في قوله: {وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَة} أنها كانت أمة لحذيفة سوداء فأعتقها وتزوجها. وقال الكلبي4 عن أبي صالح عن ابن عباس: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من

_ 1 وأخرجه الطبري من طريقه "4/ 368" "4225" وكذلك الواحدي في "الأسباب" "ص66". 2 وعنه الواحدي أيضًا "ص66". 3 وإليه عزاه السيوطي في "الدر" "1/ 616" وفي "اللباب" "ص42" وزاد: ابن المنذر، والواحدي انظر "الأسباب" "ص66". 4 أورد هذا الواحدي عنه في "الأسباب" "ص67".

غني يقال له مرثد بن أبي مرثد حليفا لبني هاشم إلى مكة ليخرج ناسا من المسلمين بها أسرا1 فلما قدمها سمعت به امرأة يقال لها عناق وكانت خليلة له في الجاهلية، فلما أسلم أعرض عنها فأتته فقالت: ويحك يا مرثد ألا تخلو؟ فقال: إن الإسلام قد حال بيني وبينك وحرمه علينا ولكن إن شئت تزوجتك، إذا رجعت استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فقالت له: أبي تتبرم؟ ثم استغاثت عليه فضربوه ضربا شديدا ثم خلوا سبيله فلما قضى حاجته بمكة انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه بالذي كان من أمره وأمر عناق وما لقي بسببها فقال: يا رسول الله أيحل لي2 أن أتزوجها؟ فنهاه عن ذلك ونزلت3 {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِن} الآية 4. وذكره مقاتل5 بمعناه وطوله وقال في أوله: كان أبو مرثد رجلا صالحا واسمه أيمن وكان المشركون أسروا أناسا من المسلمين فكان أبو مرثد ينطلق إلى مكة مستخفيا فيرصد المسلم ليلا فإذا خرج إلى البراز خرج معه من يحفظه فيتركه عند البراز فينطلق أبو مرثد فيحمل الرجل على عنقه حتى يلحقه بالمدينة فانطلق مرة فلقي عناق -فذكر قصتها- وقوله: إن أبا مرثد اسمه "أيمن" منكر والمعروف أن اسمه

_ 1 رسمت في الأصل هكذا: أسرا. 2 رسمت في الأصل: بي. 3 النص في الواحدي: "فأنزل الله ينهاه عن ذلك قوله". 4 قال الحافظ في كتابه "الكافي الشاف" "1/ 264 ": "نزولها في هذه القصة ليس بصحيح فقد رواه أبو داود والترمذي والنسائي من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رجل يقال له مرثد بن أبي مرثد الغنوي وكان رجلًا شديدًا، يحمل الأسارى من مكة حتى يأتي بهم المدينة، الحديث بطوله وفيه: حتى نزلت {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ} قال: فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها علي وقال: "لا تنكحها". وكذا أخرجه أحمد وإسحاق والبزار وقال: لا نعلم لمرثد بن أبي مرثد حديثًا أسنده إلا هذا انتهى" ونقله المناوي في "الفتح السماوي" "1/ 262-263" ولم يصرح باسم مصدره. 5 انظر التفسير "1/ 113" وفي النقل تصرف.

كَنَّاز -بفتح الكاف وتشديد النون وآخره زاي منقوطة-1 132- قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذى} [الآية: 222] . أخرج مسلم2 من طريق ثابت البناني عن أنس أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت فسئل النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذى} الآية فأمرهم أن يؤاكلوهن ويشاربوهن وأن يكونوا معهن في البيوت وأن يفعلوا كل شيء ما خلا النكاح، فقالت اليهود: ما يريد هذا الرجل أن يدع شيئا من أمرنا إلا خالفنا فيه، فجاء عباد بن بشر وأسيد بن حضير فأخبراه بذلك وقالا: يا رسول الله أفلا ننكحهن في المحيض؟ فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أنه قد غضب عليهما، فقاما فاستقبلهما هدية من لبن فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم في آثارهما فسقاهما فعلمنا أنه لم يغضب عليهما. وأخرج عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة3: كان أهل الجاهلية إذا حاضت المرأة لم يجامعوها في بيت، ولم يؤاكلوها في إناء فأنزل الله تعالى في ذلك، وحرم فرجها وأحل ما سوى ذلك. وقال مقاتل بن سليمان4:

_ 1 ذكره الحافظ في "الإصابة" حرف الكاف "3/ 307" "7462" وتحرف في الطبع إلى كنان وأحال إلى الكنى وهو فيها "4/ 177" "1032" قال: "أبو مرثد الغنوي: كناز بن حصين" وبعد أن ذكر الخلاف في اسمه قال: "والمشهور الأول". 2 في "صحيحه"، كتاب الحيض باب جواز غسل الحائض رأس زوجها "1/ 246"، وأخرجه الواحدي "ص67" إلى قوله: "الآية" والمؤلف تبع نصه وبين النصين خلاف، ثم زاد تتمة الحديث، وهي تولفق ما في مسلم معنى، وبين اللفظين خلاف كذلك. والحديث أخرجه أصحاب السنن الأربعة أيضًا انظر "الفتح السماوي" "1/ 264". 3 وأخرجه الطبري "4/ 373" "4231" من طريق سعد بلفظ مقارب. 4 في تفسيره "1/ 115" وفي النقل اختصار.

نزلت هذه الآية في عمر1 بن الدحداح الأنصاري وهو من بلى -حي2 من قضاعة- فلما نزلت {فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ} أخرجوهن3 من البيوت والفرش كفعل العجم ولم يؤاكلوهن في إناء واحد، فقال ناس4 للنبي صلى الله عليه وسلم: قد شق علينا اعتزال الحائض والبرد شديد، فقال: "إنما أمرتم باعتزال الفرج" وقرأ عليهم: {وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْن} . وقال الواحدي5: قال المفسرون فذكر هذا لكن قال فيه فسأل أبو الدحداح6 عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. وأخرج أيضا7 من طريق سابق بن عبد الله البربري8 بإسناده إلى جابر عن

_ 1 كذا هنا وفي نسخة من "تفسير مقاتل"، وفي نسخة أخرى منه: عمرو وهو الذي أثبته محقق التفسير الدكتور عبد الله شحاته ولا وجود لعمر أو عمرو بن الدحداح في "الإصابة". وقد روى الطبري "4/ 374" "4234" عن السدي: أن السائل كان ثابت بن الدحداح الأنصاري وزاد السيوطي "1/ 619" قوله: أخرج ابن المنذر ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال: أنزلت في ثابت بن الدحداح. وثابت بن الدحداح معروف في الصحابة وقد ترجم له المؤلف في "الإصابة" بهذا الاسم "1/ 191" "878" وقال: "ويقال ابن الدحداحة ويكنى أبا الدحداح وأبا الدحداحة ... ، وروى البارودي [في كتابه عن الصحابة، وفي "اللباب" للسيوطي "ص43" تحرف إلى البارودي] من طريق ابن إسحاق، حدثني محمد بن أبي محمد [في الأصل: عدي وهو تحريف وهذا السند مشهور] عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس أن ثابت بن الدحداحة سأل النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ} . 2 لم أجد هذه العبارة في التفسير المطبوع. 3 في الأصل: فأخرجوهن ولا داعي لهذه الفاء. 4 في التفسير: ناس من العرب. 5 "ص86-69". 6 وقد نقلت قريبًا أن هذه كنية ثابت فلا تعارض. 7 "ص68" قبل أن ينقل قول المفسرين. 8 في الواحدي: "الرقي" بدل "البربري.

رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ} قالت اليهود: من أتى امرأته من دبرها كان ولده أحول وكان نساء الأنصار لا يدعن أزواجهن يأتونهن من أدبارهن فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن إتيان الرجل امرأته وهي حائض وعما1 قالت اليهود: فأنزل الله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيض قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} يعني الاغتسال {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ} يعني القبل. وقال: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُم} وإنما الحرث حيث ينبت الولد ويخرج منه. قلت: وهذا مع انقطاعه فيه نكارة في سياقه2.

_ = وقد ذكره الذهبي في الميزان "2/ 109" "3041" وبعد أن ذكر له خبرًا منكرًا قال: "ذكر ابن عدي سابقًا، وكناه أبا عبد الله قال: ويقال: أبو سعيد، ويقال: أبو المهاجر. يروي عنه.. وروى محمد بن عبيد الله القردواني عن أبيه، عن سابق الرقي نحو ثلاثين حديثًا. قال ابن عدي: وهو غير سابق البربري الزاهد، ذاك له كلام في الزهد". قلت: وقد ذكر ابن حبان سابقًا في "مشاهير علماء الأمصار" في طبقة أتباع التابعين بالشام "ص185" فقال: "سابق بن عبد الله البربري أبو سعيد، من أهل حران، يغرب ويهم" فكناه أبا سعيد -كما ترى- والخبر الذي أخرجه الواحدي هو من رواية القردواني عن أبيه عنه فالظهر أنهما واحد. وسابق هذا ليس من رجال التهذيب ولا ذكره البخاري في "التاريخ الكبير". وله ترجمة في "تاريخ دمشق" للحافظ ابن عساكر انظر "تهذيبه" للشيخ عبد القادر بدران "6/ 40" وقد أورد قول ابن عدي الذي يفرق بين الرقي والبربري ثم قال: "قال الحافظ: قلت: هما واحد ... ". 1 في الأصل: ما وأثبت ما في الواحدي. 2 لم أعرف موضع الانقطاع فسابق يرويه عن خصيف بن عبد الرحمن الجزري -المتوفى سنة "139" على أكثر تقدير- عن محمد بن المنكدر التابعي الجليل المتوفى سنة "130" على أقل القولين، وهو يروي عن جابر، وأما خصيف فهو ضعيف انظر "تهذيب الكمال" "8/ 257" ولم يذكر روايته عن ابن المنكدر ولكنها ممكنة كما ترى وانظر ترجمة ابن المنكدر في "التهذيب" لابن حجر "9/ 473".

133- قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} 1. 1- نزلت في حيي بن أخطب واليهود قالوا للمسلمين: إنه لا يحل لكم أن تأتوا النساء إلا مستلقيات وإنا نجد في كتاب الله أن جماع المرأة غير مستلقية ذنب فنزلت. ذكره مقاتل بن سليمان2 وأصله في "الصحيحين"3 من حديث محمد بن المنكدر عن جابر ولفظه: كانت اليهود تقول في الذي يأتي امرأته في قبلها من دبرها: إن الولد يكون أحول، فأنزل الله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} . وفي رواية لمسلم من طريق سهيل بن أبي صالح عن ابن المنكدر: قالت اليهود: إن الرجل إذا أتى امرأته باركة كان الولد أحول4. وفي لفظ إذا نكح [الرجل] امرأته مجبية5 جاء ولدها أحول، وفي هذه الطريق: إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية غير أن ذلك في صمام6 واحد، أخرجه

_ 1 من أول الكتاب إلى هنا نقل ناسخ الكتاب الشيخ العلامة عبد الحق بن محمد السنباطي من خط من سماه: "الشيخ الإمام العامل العالم العلامة كمال الدين.." وهو أقل من نصف الكتاب ومن هنا إلى آخر الكتاب نقله من خط المؤلف ابن حجر مباشرة. 2 في تفسيره "1/ 115". 3 "صحيح البخاري"، كتاب التفسير، باب {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} "الفتح" "8/ 189" و"صحيح مسلم"، كتاب النكاح، باب جواز جماعه امرأته في قبلها ... "2/ 1058" وفي نقل الحافظ تصرف رواه آخرون انظر "الدر المنثور" "1/ 226-627". 4 السند موجود في الموضع المشار إليه ولكن المتن غير موجود! وقد أحال على متنين ليس لهذا أحدهما وقد أخرج الواحدي "ص70" من طريق شعبة عن ابن المنكدر سمعت جابرًا فذكر هذا المتن. 5 أي: منكبة على وجهها، تشبيها بهيئة السجود كما في "النهاية" لابن الأثير "1/ 238". 6 في الأصل: ضمام وهو تحريف.

مسلم1 من رواية النعمان بن راشد عن الزهري عن محمد بن المنكدر بهذا قال أبو حامد بن الشرقي: تفرد بن النعمان بن راشد عن الزهري وهذا الحديث يساوي مائة حديث2. وأخرج أبو داود والدارمي3 وإسحاق4 في "مسنده" من طرق عن ابن إسحاق والحاكم5 واللفظ له6 عن أبان بن صالح7 عن مجاهد قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحة الكتاب إلى خاتمته8 أوقفه عند كل آية منه فأسأله

_ 1 "2/ 1059" وقد أخذ المؤلف هذا من كتاب الواحدي "ص70-71"، والموجود في مسلم من قوله: {إِنْ شَاءَ} إلى آخرة، وما بين المعقوفين من الوحدي. 2 قول أبي حامد من كتاب الواحدي "ص71". وهو أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري صاحب الصحيح وتلميذ مسلم قال الخطيب: أبو حامد ثبت حافظ متقن وقال الخليلي: هو إمام وقته بلا مدافعة مات سنة "325" انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" للذهبي "15/ 37-40" وفي هامشه ذكر مصادر ترجمته. 3 هو الحافظ الإمام أحد الأعلام عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي دون "المسند" و"التفسير توفي سنة "255" انظر ترجمته في "السير" "12/ 224-232". 4 هو إسحاق بن راهوية من المشاهير ترجمته في "السير" "11/ 358-383". 5 "سنن أبي داود" كتاب "النكاح"، باب في جامع النكاح "2/ 249" "2164" ولم يعزه المزي في "التحفة" "5/ 213" إلى غيره، و"سنن الدارمي"، كتاب "الصلاة والطهارة" باب إتيان النساء في أدبارهن "1/ 257" "طبعة دهمان" وقد سقط سنده من المطبوعة! و"1/ 205" "طبعة المدني" والسند فيها مذكور، و"المستدرك"، كتاب "النكاح" "2/ 195"، وكتاب التفسير "2/ 279" وقال في الموضع الأول: "صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة" ووافقة الذهبي في الموضعين قلت: وأخرجه الطبري "4/ 409" والبيهقي "7/ 195"، والواحدي "69-70" وانظر "الدر المنثور" "1/ 629" وهامش الطبري "4/ 409". 6 ليس الأمر كذلك. 7 تحريف في أسباب الواحدي إلى مسلم. وانظر ترجمته في "التهذيب" "1/ 90" وهو ثقة. 8 قوله: "مِن" لم يرد في الحاكم وهو في الواحدي.

فيمن أنزلت وفيم أنزلت1 فقلت: يا أبا عباس2 أرأيت قول الله تعالى: {فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ} قال: من حيث أمركم الله أن تعتزلوهن3، قال ابن عباس: إن هذا الحي من قريش كانوا يشرحون4 النساء بمكة يتلذذون بهن مقبلات ومدبرات فلما قدموا المدينة تزوجوا إلى5 الأنصار فذهبوا ليفعلوا بهن كما كانوا يفعلون بمكة، فأنكرن ذلك، وقلن هذا شيء لم نكن نؤتى عليه فانتشر الحديث حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى في ذلك {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} قال6: مقبلة ومدبرة وإنما يعني موضع الولد للحرث يقول ائت الحرث أنى7 شئت. وأول الحديث عند أبي داود: إن ابن عمر -والله يغفر له- أوهم، إنما كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن8 مع هذا الحي من اليهود الحديث. وقال ابن الكلبي9 عن أبي صالح عن ابن عباس: نزلت هذه الآية في المهاجرين لما قدموا المدينة ذكروا إتيان النساء فيما بينهم وبين الأنصار واليهود من بين أيديهن ومن خلفهن إذا كان المأتي واحدا في الفرج فعابت10 اليهود ذلك

_ 1 عبارة الدرمي: فيم أنزلت وفيم كانت، والحاكم: فيم نزلت وكيف كانت، والطبري والواحدي: فأسأله عنها. 2 هذه كنية ابن عباس انظر "تذكرة الحفاظ" "للذهبي "1/ 40". 3 من قوله: "فقلت" إلى هنا لم أجده في الطبري والحاكم والواحدي، وهو في الدرامي. 4 في الأصل: يسرحون. 5 في الطبري: في، والحاكم والواحدي: من. 6 هذه العبارة إلى الأخير لفظ الطبري والواحدي وفي النقل اختصار. 7 في الطبري والواحدي: حيث. 8 في الأصل: دين وهو تحريف. 9 أخذ المؤلف هذا النص من الواحدي "ص71-72" وحذف كلمات قليلة، ثم نقله السيوطي في "الدر" "1/ 635". 10 في الأصل: فعاتب وهو تحريف.

إلا من بين أيديهن خاصة وقالوا: إنا نجد في كتاب الله أن كل إتيان يؤتى النساء غير مستلقيات دنس عند الله ومنه يكون الحول والخبل فذكر المسلمون ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: إنا كنا في الجاهلية وبعدما أسلمنا نأتي النساء كيف شئنا وإن اليهود عابت علينا، فأكذب الله اليهود وأنزل {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} يقول: الفرج مزرعة الولد فأتوا حرثكم كيف شئتم من بين يديها ومن خلفها في الفرج. وأخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان1 من طريق يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت، قال: "وما ذاك؟ " قال: حولت رحلي البارحة، فلم يرد عليه شيئًا، فأوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} يقول: "أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة". وقد تقدم مرسل سابق

_ 1 انظر "مسند أحمد" "1/ 297" و"مرويات الإمام أحمد في التفسير" "1/ 183" و"سنن الترمذي" كتاب التفسير" "5/ 200" "2980" والنسائي في التفسير "ص22" الرقم "60" وفي عشرة النساء "ص78" "91" عزاه المزي في "التحفة" "4/ 404"، و"الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان" كتاب "النكاح" باب النهي عن إتيان النساء في أعجازهن "9/ 516" وقال محققه الشيخ شعيب الأرنئوط: "إسناده حسن": وهو في "مسند أبي يعلى" "2736"، وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" "ص48" والطبراني "12317" والبيهقي "7/ 198" والبغوي التنزيل "1/ 198" من طرق عن يعقوب القمي، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: "حديث حسن غريب". وأورده السيوطي "1/ 529" وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" والضياء في "المختاره". 2 قال ابن الأثير في "النهاية" من مادة رحل "2/ 209": "كنى برحله عن زوجته، أراد به غشيانها في قبلها من جهة ظهرها؛ لأن المجامع يعلو المرأة ويركبها مما يلي وجهها، فحيث ركبها من جهة طهرها كنى عنه بتحويل رحله، إما أن يريد به النزول أو المأوى، وإما أن يريد به الرحل الذي تركب عليه الإبل، وهو الكور".

البربري في الذي قبله1. وأخرج الطبري2 من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: قوله: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُم} يعني بالحرث الفرج، يقول تأتيه كيف شئت مستقبله ومستدبره وعلى ما3 أردت بعد أن لا تجاوز الفرج إلى غيره. طرق أخرى: قال عبد بن حميد4: ثنا هاشم بن القاسم عن المبارك هو ابن فضالة عن الحسن: إن اليهود كانوا قوما حُسَّدًا، فقالوا يا أصحاب محمد والله ما لكم أن تأتوا النساء إلا من وجه واحد فكذبهم الله تعالى وأنزل {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُم} فخلى بين الرجال وبين نسائهم فيتفكه الرجل5 من امرأته يأتيها إن شاء من قبل قبلها وإن شاء من قبل دبرها غير أن المسلك واحد قال6: وثنا عوف عن الحسن قال: قالت اليهود للمسلمين: إنكم تأتون نساءكم كما تأتي البهائم بعضها بعضا تبركونهن فأنزل الله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُم} فلا بأس أن يغشى الرجل المرأة كيف شاء إذا أتاها في الفرج. ومن طريق شيبان عن قتادة نحو الأول إلى قوله: "وبين نسائهم"7. ومن طريق حصين بن عبد الرحمن عن مرة الهمداني قال: قال ناس من اليهود لناس من المسلمين يأتي أحدكم امرأته باركة؟ فقالوا: نعم، قال: فذكر ذلك

_ 1 انظر الكلام على الآية "222". 2 "4/ 398" "4311". 3 في الطبري: على أي ذلك. 4 وعزاه إليه وحده السيوطي "1/ 628". 5 في الأصل: هنا زيادة "من الرجل" وهو سهو من الناسخ فحذفته. 6 أي: عبد بن حميد وهو في "الدر المنثور" "1/ 628" كذلك. 7 وهو في "الدر" "1/ 628".

النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت1. وأخرج الطبري2 من طريق سعيد بن أبي هلال أن عبد الله بن علي حدثه أنه بلغه أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلسوا يوما ورجل من اليهود قريب منهم فجعل بعضهم يقول: إني لآتي امرأتي وهي مضطجعة، ويقول الآخر: إني لآتيها وهي قاعدة، ويقول الآخر: إني لآتيها وهي على جنب أو وهي باركة فقال اليهودي: ما أنتم إلا أمثال البهائم ولكنا إنما نأتيها على هيئة واحدة فأنزل الله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُم} الآية. ومن طريق الحكم بن أبان عن عكرمة:3 جاء رجل إلى ابن عباس فقال: أتيت أهلي في دبرها وسمعت قول الله تعالى: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُم} فظننت أن ذلك لي حلال فقال: لا يا لكع إنما قوله: {أَنَّى شِئْتُم} قائمة وقاعدة ومقبلة ومدبرة في القبل لا تعدوه إلى غيره. طريق أخرى عن ابن عباس أخرجها الطبري4 من طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يكره أن تؤتى المرأة في دبرها ويقول: إنما الحرث من القبل الذي يكون منه النسل والحيض، وينهى عن إتيان المرأة في دبرها ويقول: إنما أنزلت هذه الآية {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [يقول: من أي وجه شئت] 5 [وعنه أيضا قال:] 6 ذاك ظهرها لبطنها غير معاجزة يعني الدبر.

_ 1 وهو في الطبري "4/ 400" "4315". 2 "4/ 400" "4318". 3 عزاه السيوطي "1/ 631" إلى عبد بن حميد. 4 "4/ 401" "4319". 5 استدركت هذا من الطبري. 6 زدت هذه العبارة ليستقيم الكلام، وقول ابن عباس هذا مروي بنفس السند السابق انظر "4/ 401" "4320".

حديث آخر في ذلك عن أم سلمة أخرج أحمد واللفظ له والترمذي1 وعبد بن حميد وغيرهم2 من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن ابن سابط هو عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط عن حفصة بنت3 عبد الرحمن قال: قلت لها: إني أريد أن أسألك عن شيء وأنا أستحي أن أسألك عنه، قالت4: سل يابن أخي كما بدا لك، قال: أسألك عن إتيان النساء في أدبارهن فقالت:5 حدثتني أم سلمة قالت: كانت الأنصار لا تجبي وكانت المهاجرون تجبي فتزوج رجل من المهاجرين امرأة من الأنصار فجباها فأتت أم سلمة فذكرت ذلك لها، فلما أن جاء النبي صلي الله عليه وسلم استحيت الأنصارية فخرجت، فذكرت ذلك أم سلمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ادعوها لي" فدعيت فقال: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُم} "صماما واحدا" قال: "والصمام السبيل الواحد". وأخرجه عبد بن حميد عن عبد الرزاق عن معمر عن ابن خثيم عن صفية بنت شيبة عن أم سلمة وسياقه أخصر من هذا، وفي رواية أبي جعفر الطبري6: حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر عن أم سلمة قالت: تزوج رجل امرأة فأراد أن يجبيها فأبت عليه وقالت: حتى أسأل رسول الله قالت: فذكرت ذلك لي فذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أرسلي إليها"، فلما جاءته قرأ عليها:

_ 1 انظر "مسند أحمد" "6/ 305" و"سنن الترمذي"، كتاب التفسير "5/ 198" "2979" وقال: هذا حديث حسن. 2 كالدارمي في "سننه "1/ 256" والطبري "4/ 412" "4345" وسينقله المؤلف والبيهقي في "الكبرى" "7/ 195" وزاد السيوطي "1/ 628" نسبته إلى أبن أبي شيبة وابن أبي حاتم. 3 في الأصل: حفص بن وهو تحريف. 4 في الأصل: قال وهو تحريف. 5 في الأصل: فقال وهو تحريف. 6 "4/ 410" "4342".

{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُم} "صماما واحدا صماما واحدا". وفي رواية له1: قدم المهاجرون فتزاوجوا في الأنصار وكانوا يجبون وكانت الأنصار لا تفعل ذلك. 2- قول آخر: أخرج الطبري2 من طريق الحسن3 بن صالح عن ليث عن عيسى بن سنان عن سعيد بن المسيب {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} : فإن شئتم فاعزلوا وإن شئتم فلا تعزلوا. وأخرج الواحدي4 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ليث بن أبي سليم عن أبي صبيح عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن قوله تعالى: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} فقال: نزلت في العزل. قلت: هو سند ضعيف. وقد أخرج عبد بن حميد والطبري5 من رواية زائدة بن عمير: سألت ابن عباس عن العزل فقال: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُم} الآية لفظ عبد. وفي رواية الطبري: فقال: إن شئت فاعزل وإن شئت فلا تعزل. 3- قول آخر6 قال البخاري في التفسير من "صحيحه":

_ 1 "4/ 410" "4342" عن أبي كريب. 2 "4/ 408" "4335" وكذلك ابن أبي شيبة كما في "الدر" "1/ 639". 3 كأن الاسم في الأصل: الحسين وهو خطأ انظر "التقريب" "ص161". 4 "ص71 ". 5 "4/ 408" "4336". 6 مدار هذا القول الثالث على حديث ابن عمر، وسيورده الحافظ من رواية البخاري ويوضحها ويذكر المتابعات بتوسع لا يوجد في كتبه الأخرى لا "التلخيص الحبير" ولا "الفتح"، ولما كان الحديث صحيحًا لم أتوسع في التعليق، واكتفيت بوضع عناوين فرعية للتوضيح. ملاحظة لابن حجر كتاب بعنوان "تحفة المستريض بمسألة التحميض" وهو في طرق أحاديث النهي عن إتيان النساء في أدبارهن وعللها، والتنبيه على الصحيح منها والسقيم وذكر ما عارضها، وبيان علله أيضًا وسياق ما وقف عليه من كلام الصحابة والتابعين والأئمة المخالفين في حكم ذلك إباحة ومنعا وفاقًا وخلافًا. انظر ابن حجر "1/ 349" ولعل هذا يفسر لنا توسعه في الكلام هنا.

حدثنا1 إسحاق -يعني ابن راهويه- أنا النضر بن شميل أنا عبد الله بن عون عن نافع قال: كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه، قال فأخذت عليه يوما فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان فقال: تدري فيم أنزلت؟ قلت: لا، قال: نزلت في كذا وكذا ثم مضى وعن عبد الصمد حدثني2 أبي هو عبد الوارث بن سعيد حدثني أيوب عن نافع عن ابن عمر في قوله تعالى: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُم} قال: "يأتيها في"3. ورواه محمد بن يحيى بن سعيد عن أبيه -هو القطان- عن عبيد الله -يعني ابن عمر- عن نافع عن ابن عمر انتهى ما ذكره البخاري. وقد أشكل على كثير من الناس وجزم الحميدي4 في "الجمع بين الصحيحين"5 بأن الظرف الذي عبر عنه بقوله "يأتيها في" هو الفرج وليس

_ 1 انظر "الفتح" "8/ 189". 2 من هنا إلى قوله: "حدثني" ساقط من فتح الباري" ومن "تغليق التعليق" "4/ 180". 3 وضع الناسخ هنا رمز الصحة لكي لا يتصور الناظر أن ثم سقطًا. 4 هو الإمام القدوة الأثري المتقن الحافظ شيخ المحدثين أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الأزدي الحميدي الأندلسي، الميورقي الفقيه الظاهري صاحب ابن حزم وتلميذه ولد قبل سنة "420" وتوفي بغداد سنة "488" انظر ترجمته في "السير للذهبي "19/ 120-127". 5 وقفت على مجلدين منه مختلفين ينتمي الأول إلى نسخة، والثاني إلى نسخة، وكلاهما وقف السلطان مصطفى خان، وفي آخر المجلد الأول: "يتلوه في المجلد الثاني المتفق عليه من سند عبد الله بن عباس رضي الله عنه". ويبدأ المجلد الثاني من النسخة الأخرى بـ"المتفق عليه من مسند أبي هريرة الدوسي". وليس في المجلدين مسند عبد الله بن عمر.

كما قال الحميدي، وقد بينت في "تغليق التعليق"1 ما هو مراد البخاري بإيراد الطرق الثلاثة عمن نقلها عنهم. "بيان طرق البخاري"2 أما طريق إسحاق فرويناها في "مسنده" وفي "تفسيره"3 قال: أنا النضر بن شميل، فساقه كما ساقه البخاري سواء إلى قوله: "حتى انتهى إلى قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} فقال: أتدري فيم أنزلت هذه الآية؟ قلت: لا. قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن". وأما الرواية الثانية فأخرجها إسحاق أيضا في "مسنده" و"تفسيره": قال: "أنا عبد الصمد بن عبد الوارث" فساقه كما ساقه البخاري إلى قوله: "يأتيها في" فقال في روايته: "يأتيها في الدبر" وهكذا أخرجه أبو جعفر بن جرير الطبري في "التفسير"4 عن أبي قلابة عبد الملك الرقاشي عن عبد الصمد بن عبد

_ 1 حقق هذا الكتاب السيد سعيد عبد الرحمن القزقي وطبع في خمسة مجلدات منها المجلد الأول مقدمات، انظر "4/ 180-182". 2 زدت هذا العنوان للتوضيح. 3 ومثل هذا في "الدر المنثور" "1/ 635" وإلى التفسيبر فقط عزاه الحافظ في "التخليص الحبير" "3/ 184" و"تفسير إسحاق" من مرويات الحافظ انظر "المعجم المفهرس" "ص87". وجاء في "السير" للذهبي في ترجمته "11/ 373 ": "قال أحمد بن سلمة: سمعت أبا حاتم الرازي" يقول: ذكرت لأبي زرعة حفظ إسحاق بن راهوية، فقال أبو زرعة: مارئي أحفظ من إسحاق، ثم قال أبو حاتم: والعجب من إتقانه، وسلامته من الغلط مع ما رزق من الحفظ فقلت لأبي حاتم: إنه أملة التفسير عن ظهر قلبه. قال: وهذا أعجب، فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها" ثم قال الذهبي "ص375": "قد كان مع حفظه إمامًا في التفسير، رأسًا في الفقه، من أئمة الاجتهاد". 4 "4/ 406" "4331".

الوارث به سندا ومتنا. وأما الرواية الثالثة فرويناها في "المعجم الأوسط" للطبراني1 قال: نا علي بن سعيد أنا أبو بكر محمد بن أبي غياث الأعين نا محمد بن يحيى بن سعيد القطان ثنا أبي عن عبيد الله بن عمر بن نافع عن ابن عمر قال: إنما نزلت {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} على رسول الله صلى الله عليه وسلم رخصة في إتيان الدبر. قال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله2 إلا يحيى القطان3، تفرد به ابنه محمد. انتهى. وأخرجه الحسن بن سفيان4 في" مسنده" عن أبي بكر الأعين، وأخرجه أبو نعيم5 في "المستخرج"6 عن أبي عمرو بن حمدان، وأخرجه الحاكم في "المستدرك"7 عن محمد بن جعفر المزكي كلاهما عن الحسن بن سفيان8. وقد تابع النضر بن شميل على روايته عن ابن عون: إسماعيل بن إبراهيم بن

_ 1 وقد ساقها في "التلخيص الحبير" أيضًا "3/ 184". 2 في "الفتح" "8/ 190": عبد وهو خطأ. 3 هذا الحصر مردود بما سيأتي قريبًا. 4 هو الإمام الحافظ الثبت أبو العباس الشيباني، ولد سنة بضع وثمانين ومائتين مات سنة "303" انظر ترجمته في "السير" للذهبي "14/ 157-162". 5 هو الإمام الحافظ الثقة العلامة شيخ الإسلام أحمد بن عبد الله الأصبهاني ولد سنة "636" وتوفي سنة "430" انظر ترجمته في "السير" "17/ 453-464". 6 الظاهر أنه مستخرجه على البخاري. 7 لم أجده في كتاب "النكاح" ولا في كتاب التفسير، وقد عزاه في "تغليق التعليق" "4/ 182" وفي "التلخيص الحبير" "3/ 184" وفي "هدي الساري" "ص53" إلى الحاكم في "التاريخ" فلعل ما هنا وهم، وقد ذكر السيوطي في "الدر" "1/ 636" هؤلاء المخرجين ولم يقل في "المستدرك". 8 في "الدر المنثور": إن سنده حسن.

مقسم المعروف بابن علية وإسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي1. أما ابن علية فقال أبو جعفر بن جرير الطبري في "تفسيره"2: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا ابن علية عن ابن عون فذكر مثل3 رواية النضر سواء. وأما رواية الكرابيسي فأخرجها ابن جرير أيضا4 عن إبراهيم بن عبد الله قال: نا أبو عمر الضرير، نا إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي عن ابن عون عن نافع قال: كنت أمسك المصحف على ابن عمر، إذ تلا هذه الآية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} فقال: نزلت هذه الآية في الذي يأتيها في دبرها5. "الرد على حصر الطبراني"6: وقد توبع يحيى بن قطان على روايته لهذا الحديث عن عبيد الله بن عمر بخلاف ما زعم الطبراني أنه تفرد به عن عبيد الله بن عمر فأخرج7 الدارقطني في "غرائب مالك"8 من طريق أبي بشر الدولابي ثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد نا أبو ثابت محمد بن عبد الله المدني حدثني عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن

_ 1 وكذلك هشيم، وقد أخرج روايات الثلاثة الطبري ورواية هشيم برقم "4326" كلها صحيحه كما قال أحمد شاكر "4/ 404". 2 "4/ 404" "4326"، وهو ساقط من التفسير وزاد المحققان نقلًا من "تفسير ابن كثير" وتأيدًا بأن ابن حجر نقله في "الفتح" "8/ 1960" و"تلخيص الحبير" كتاب "النكاح" الفصل الخامس "3/ 184" "1542" ونقله هنا يؤيد ذلك أيضًا. 3 كتب الناسخ: "مثل": في الهامش ووضع عليها رمز الصحة. 4 "4/ 404" "4327". 5 عبارة الطبري: "أن يأتيها في دبرها" وليس فيه: نزلت إلخ. 6 العنوان من زيادتي للتوضيح. 7 في الأصل: وأخرج، وما أثبته أولى. 8 هذه الرواية ورواية حامد الرفاء الآتية في "الدر المنثور" "1/ 636".

عبيد1 الله بن عمر بن حفص وابن أبي ذئب ومالك بن أنس فرقهم كلهم عن نافع قال: قال لي ابن عمر: أمسك علي المصحف يا نافع فقرأ حتى أتى على {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} قال لي: تدري يا نافع فيم نزلت هذه الآية؟ قال: قلت: لا. قال: نزلت في رجل من الأنصار أصاب امرأته في دبرها فأعظم الناس ذلك فأنزل الله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} الآية، قلت له: من دبرها في قبلها؟ قال: لا إلا في دبرها2. وتابع الدراوردي عن ابن أبي ذئب: أبو صفوان الأموي أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" وابن مردويه في "التفسير" كلاهما من طريق محمد بن علي بن زيد الصائغ المكي عن يعقوب بن حميد نا أبو صفوان هو عبد الله بن سعيد بن عبد الملك عن ابن أبي ذئب به. ورويناه في الجزء الثاني من "رواية حامد الرفاء3، تخريج الدارقطني" قال الرفاء: "حدثنا أبو أحمد بن عبدوس نا علي بن الجعد نا ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر قال: وقع رجل على امرأته في دبرها فأنزل الله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} قال: فقلت لابن أبي ذئب: ما تقول أنت في هذا؟ قال: ما أقول فيه بعد هذا! ".

_ 1 في الأصل: عبد وهو خطأ. 2 هذه الرواية في "التلخيص الحبير" "3/ 184". 3 هو حامد بن محمد بن عبد الله بن معاذ الرفاء، حدث عن عثمان بن سعد الدارمي وغيره. كتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني وكان ثقة "ت356هـ". انظر ترجمته في "تاريخ بغداد" "8/ 172-174" و"العبر" "2/ 304" و"شذرات الذهب" "3/ 19" و"فوائده" هذه مخطوطة في المكتبة الظاهرية. انظر "الإمام الدارقطني وجهوده في الحديث وعلومه" للأخ الفاضل مظفر شاكر الحياني "ص227".

ورواه عن مالك أيضا إسحاق بن محمد القروي: أخرجه الثعلبي من طريق محمد بن عيسى الطرسوسي عن إسحاق ولفظه: "كنت أمسك المصحف على ابن عمر فقرأ هذه الآية فقال: تدري فيم نزلت؟ قلت: لا، قال: نزلت في رجل أتى امرأته في دبرها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فشق ذلك عليه فنزلت". "رواه آخرون عن نافع وهم خمسة"1. ورواه عن نافع2 غير من تقدم ذكره جماعة: 1- منهم ابنه عبد الله. 2- وعمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر. 3- وهشام بن سعد. 4- وأبان بن صالح. 5- وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة. 1- أما حديث عبد الله بن نافع فأخرجه أحمد بن أسامة بن أحمد التجيبي3 في "فوائده" من طريق أشهب حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن

_ 1 من زيادتي. 2 استدركها الناسخ في الهامش ووضع بعدها رمز الصحة. 3 لم أعثر له على ترجمة وقد رجعت إلى "الغنية" وهي فهرست القاضي عياض وفهرست ابن عطية "المفسر" وفهرست ما رواه عن شيوخه أبو بكر الإشبيلي وبرنامج الوادي آشي "وبغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس" "لأحمد بن يحيى الضبي "ت599هـ" و"سير أعلام النبلاء" و"تذكرة الحافظ" و"ميزان الاعتدال" للذهبي و"معجم الأدباء" لياقوت و"التهذيب والتقريب" و"لسان الميزان" لابن حجر، و"بغية الوعاة" للسيوطي و"كشف الظنون" للحاج خليفة و"هدية العارفين" للبغدادي و"الرسالة المستطرقة" للكتاني.

عمر قال: أصاب رجل امرأته في دبرها فأنكر الناس ذلك فأنزل الله عز وجل {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} الآية. وبه إلى نافع عن ابن عمر أنه كان إذا قرأ السورة لا يتكلم حتى يختمها فقرأ سورة البقرة فمر بهذه الآية فقال: أتدري فيم نزلت؟ فذكر ما تقدم. وبه إلى أشهب قال لي عبد الله بن نافع: لا بأس به إلا أن يتركه أحد تقذرا. 2- وأما عمر بن محمد فقال عبد الرزاق في "تفسيره"1: نا سفيان الثوري عن عمر بن محمد بن زيد عن نافع عن ابن عمر في قوله تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ، وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ} 2 أي: مثله من النساء. قال سلمة بن شبيب الراوي عن عبد الرزاق وبه يحتج أهل المدينة. وأخرجه أحمد بن أسامة التجيبي في "فوائده" بسنده إلى سلمة بن شبيب، ونقل عن أصبغ بن الفرج أنه احتج بها لذلك. وذكر أبو بكر بن العربي في "أحكام القرآن"3 عن محمد بن كعب القرظي أنه احتج على الجواز بهذه الآية. وزاد: ولو لم يبح ذلك من الأزواج ما قبح " "4 انتهى. وكذا نقل عن زيد بن أسلم وابن الماجشون5.

_ 1 لم أجد هذا في تفسير البقرة ولا في سورة الشعراء. 2 سورة الشعراء "165-166". 3 لم أجد ما نقله فيه وقد رجعت إلى طبعتيه بتحقيق البجاوي وعطا. واحتجاج محمد بن كعب موجود في "شرح معاني الآثار" "للطحاوي كتاب "النكاح" "3/ 45". 4 فراغ في الأصل ويمكن أن يكون: "ما قبح من الذكور". 5 هو العلامة الفقيه مفتي المدينة أبو مروان عبد الملك بن الإمام عبد العزيز بن عبد الله التيمي مولاهم، تلميذ الإمام مالك توفي سنة "213" انظر ترجمته في "السير" للذهبي "10/ 359-360"، وفي هامشه شرح "الماجشون" وأنه الأبيض المشرب بحمرة، معرب "ماهكون" معناه لون القمر.

وأخرج أبو الشيخ ابن حيان الأصبهاني في "فوائده" من طريق عصام بن زيد عن الثوري عن عمر بن محمد عن نافع عن ابن عمر أنه كان يتأول هذه الآية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أي: حيث شئتم. 3- وأما رواية هشام بن سعد فأخرجها1 الطبراني2 وابن مردويه من طريق هارون بن موسى عن أبيه. وأخرجها3 أحمد بن أسامة التجيبي في "فوائده"4 من طريق معن بن عيسى كلاهما عن هشام بن سعد عن نافع: قال قرأ ابن عمر هذه السورة فمر بهذه الآية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُم} الآية فقال: تدري فيم أنزلت هذه الآية؟ قلت: لا. قال: في رجال كانوا يأتون النساء في أدبارهن. 4- وأما رواية أبان بن صالح فأخرجها الحاكم في "تاريخه"5 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن نافع قال: كنت أمسك المصحف على ابن عمر، فذكر الحديث بطوله نحو ما تقدم. وهو في القطعة التي انقطعت روايتها من "صحيح ابن خزيمة"6 أخرجه الحاكم عن

_ 1 في الأصل: فأخرجه وهو خطأ. 2 لم أجده في "المعجم الكبير" وأحاديث نافع عن ابن عمر فيه "12/ 363-386". 3 في الأصل: وأخرجه وهو خطأ. 4 وذكر هذا السيوطي في "الدر" "1/ 637". 5 انظر ما جاء عن هذا الكتاب المفقود الآن في "السير" للذهبي "17/ 167" وهامشه لمحققي الجزء الأستاذين شعيب الأرنئوط ومحمد نعيم العرقسوسي. 6 قال الحافظ في كتابه "المعجم المفهرس" حين ذكر "صحيح ابن خزيمة" "ص20 من المخطوط": "المسموع لنا منه القدر الذي حصل لزاهر بن طاهر مسموعًا على عدة شيوخ، وعدم سائره" ثم قال ص21": "وقد وقع لي من هذا الكتاب الصحيح كتاب التوحيد وكتاب التوكل وكتاب السياسة وسأذكرها في المفردات". وانظر مقدمة ما طبع منه "ص17" بقلم الدكتور محمد مصطفى الأعظمي.

أبي علي الحافظ النيسابوري عن ابن خزيمة وقال أبو علي: لم أكتبه إلا عن "ابن"1 خزيمة. 5- وأما رواية إسحاق بن أبي فروة فأخرجها أحمد بن أسامة التجيبي في "فوائده" من طريق أبي علقمة القروي عنه عن نافع قال: لي ابن عمر: أمسك علي المصحف فذكر الحديث بطوله نحو رواية الدراوردي عن شيوخه الثلاثة. "عود إلى رواية مالك"2. - وأما رواية مالك فرواها عنه جماعة غير من تقدم: فأخرج الدارقطني في غرائب مالك"3 من طريق زكريا بن يحيى الساجي نا محمد بن الحارث المدني نا أبو مصعب عن مالك عن نافع عن ابن عمر أنه قال: يا نافع أمسك علي المصحف قال: فقرأ عبد الله بن عمر حتى بلغ {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُم} الآية فقال: يا نافع أتدري فيم أنزلت هذه الآية؟ قلت: لا، قال: نزلت في رجل من الأنصار أصاب امرأته في دبرها فوجد في نفسه من ذلك فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل الآية، قال الدارقطني: هذا ثابت عن مالك. وأخرج أيضا من طريق إسحاق بن محمد القروي عن مالك نحوه، لكن قال: أنزلت في الذي يأتي امرأته في دبرها. وأخرجه دعلج4 في "غرائب مالك" والثعلبي في "التفسير" من طريق إسحاق

_ 1 سقط هذا من الأصل، فزدته، وكان الناسخ قد وضع "كذا" على خزيمة. 2 من زياداتي. 3 رواية الدارقطني هذه رواية دعلج الآتية في "الدر المنثور" "1/ 637" وانظر "التخليص الحبير" "3/ 184". 4 هو المحدث الحجة الفقيه الإمام دعلج بن أحمد بن عبد الرحمن السجستاني ثم البغدادي التاجر ذو الأموال العظيمة ولد سنة "559" أو قبلها بقليل وتوفي سنة "351" انظر ترجمته في "السير" للذهبي "16/ 30-35" و "الرسالة المستطرفة" "ص 113".

المذكور. "ثلاثة رووا الحديث عن ابن عمر غير نافع"1. ورواه عن عبد الله بن عمر جماعة غير نافع2: - منهم زيد بن أسلم أخرجه النسائي3 والطبري4 والحاكم5 من طريق سليمان بن بلال عنه عن عبد الله بن عمر قال: أتى رجل امرأته في دبرها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد من ذلك وجدا شديدا فأنزل الله الآية. قال ابن عبد البر6: "الرواية عن ابن عمر بهذا المعنى صحيحة معروفة عنه مشهورة من رواية نافع فغير نكير أن يرويها زيد بن أسلم أيضا". قلت: وقد رواها غير نافع وزيد7 فأخرج النسائي8 والطبري9

_ 1 من زياداتي للتوضيح. 2 تكررت كلمة جماعة هنا ووضع الناسخ فوقها: كذا فحذفتها. 3 في "سننه الكبري"، في عشرة النساء كما في "التحفة" "5/ 349" ولم يعزه إلى غيره، وقد طبع كتاب "عشرة النساء" على حدة "ص80" الرقم "95". 4 "4/ 407" "4333". 5 لم أجده في "المستدرك" وقد نظرت في كتاب "النكاح" وكتاب التفسير "سورة البقرة"، فلعله في "التاريخ" وفي "التخليص الحبير" "3/ 184" ذكر الأولين ولم يذكر الحاكم. 6 لم أهتد إلى موضوع كلامه بعد. 7 هذه الرواية مخرجوها في "الدر" "1/ 637" وفي "التلخيص الحبير" "3/ 185" بدون ذكر الدارقطني. 8 في "عشرة النساء" "ص79" الرقم "93" عزاه إليه في "تحفة الأشراف" "5/ 434". 9 "4/ 405" "4329".

والطحاوي1 والدارقطني2 من طريق ابن القاسم قلت لمالك، فقال لي: اشهد على ربيعة يحدثني عن سعيد بن يسار أنه سأل عبد الله بن عمر فقال3: [لا بأس به] . وعند الطبري: أن ناسا يروون عن سالم: كذب4 العبد على أبي فقال مالك: أشهد على يزيد بن رومان أنه أخبرني عن سالم عن ابن عمر مثل ما قاله نافع. وقد أنكر عبد الله بن عباس على عبد الله بن عمر هذا القول ونسبه إلى الوهم في الفهم فقال فيما أخرجه أبو داود وغيره5 من طريق محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد عنه قال: ابن عمر -والله يغفر له- قد أوهم إنما كان هذا الحي من الأنصار، فذكر القصة وفي آخرها: فأنزل الله {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أي: مقبلات ومدبرات ومستلقيات يعني موضع الولد أي: من قبل دبرها أي: في قبلها، وقد تقدم في طرق القول الأول بأنها تكون باركة أو منبطحة وهذا الذي صار إليه أكثر العلماء، والمبين يقضي على المجمل والله أعلم. وقد جاء عن أبي سعيد الخدري6 كنحو ما رواه نافع وغيره عن ابن عمر

_ 1 في كتابه "شرح معاني الآثار" كتاب "النكاح" "3/ 41". والطحاوي وهو الإمام العلامة الحافظ الكبير محدث الديار المصرية وفقيهها أبو جعفر أحمد بن محمد ولد سنة "239" ومات سنة "321" في "السير" "15/ 27-32". 2 لم أجده في "السنن" فلعله في "غرائب مالك". 3 وضع الناسخ هنا رمز الصحة، وفي النص سقط فكأنه أراد أن يقول إنه ليس من قبله، وقد استدركت الساقط من "عشرة النساء". 4 أي: أن سالمًا يقول: كذب. 5 مر تخريجه موسعًا في بداية الكلام على الآية، وهو في "التلخيص الحبير" "3/ 185" من طريق أبي داود فقط وقد أرود له شاهد من حديث أم سلمة عند الإمام أحمد. 6 انظر "التخليص الحبير" "3/ 185". وقد ذكر السيوطي في هذه الرواية ومخرجيها كما هنا، وأضاف ابن راهوية وحكم على السند أنه حسن انظر "الدر" "1/ 637".

أخرجه أبو يعلى1 والطحاوي في "مشكل الآثار"2 والطبري3 وابن مردويه في "تفسيريهما" من طريق عبد الله بن نافع نا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: أثفر4 رجل امرأته على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أثفر فلان امرأته فأنزل الله عز وجل الآية والقول: في هذا كالقول في حديث ابن عمر لأنه إذا أولج وهي باركة صار ذكره كالثفر للدابة سواء كان الإيلاج في القبل أم الدبر، فحمله على القبل موافق للروايات الأولى وهي أصح وأشهر والله أعلم. وجاء نحو ذلك من مرسل خصيف عن مجاهد أخرجه عبد بن حميد من

_ 1 في مسنهد "2/ 354-355". وأرود الهيثمي في "مجمع الزوائد" "6/ 319" وقال: "واهٍ أبو يعلى عن شيخه الحارث بن سريج، وهو ضعيف كذاب". وأبو يعلى هو الإمام الحافظ محدث الموصل أحم بن على ولد سنة "210" ومات سنة "307". انظر "السير" للذهبي "14/ 174-182". و"مسنده" من مرويات الحافظ انظر "المعجم المفهرس" "ص114". 2 لم أجده فيه، ووجدته في "شرح معاني الآثار" "3/ 40". 3 "4/ 408" "433". 4 تصحف أثفر في مسند أبي يعلى إلى: أبعر! وفسره المحقق حسن أسد تفسيرًا عجيبًا فقال: "أبعر المعي، وبعره، أي: نثل ما فيه من البعر. وهي هنا كناية عن إتيان المرأة في دبرها"! وتحرف في "شرح معاني الآثار" للطحاوي ف"3/ 40" إلى "أتعز بها" وفسر في الهامش بما يأتي: "أي: أتجعلها لا زوج لها"! وأشير إلى أن الفعل في نسخه: "أثفرها" وهو الصواب، كما تصحف في "فتح الباري" "8/ 191" إلى: "قالوا: نعيرها" وقد قال الشيخ أحمد شاكر في هامش الطبري "4/ 408" قوله "أثفرها": من "الثفر بفتح الثاء المثلثة والفاء، وهو ما يوضع للدابة تحت ذنبها يشد به السرج، شبه ذلك الفعل بوضع الثفر على دبر الدابة. وفي الحديث: "أنه أمر المستحاضة أن تستثفر" قال ابن الأثير في "النهاية" "1/ 214" "هو أن تشد فرجها بخرقة عريضة بعد أن تحتشي قطنا، وتوثق طرفيها في شيء تشده على وسطها، فتمنع بذلك سيل الدم، وهو مأخوذ من ثفر الدابة الذي يجعل تحت ذنبها".

طريقه ولفظه: كانوا يجتنبون النساء في المحيض فلا يجامعوهن في فروجهن، ويأتونهن في أدبارهن فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُم} الآية هكذا قال خصيف، والمحفوظ عن مجاهد التشديد في ذلك لا الرخصة. 134- قوله تعالى: {وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ} [الآية: 224] . 1- قال ابن الكلبي1: نزلت في عبد الله بن رواحة تنهاه عن قطيعة ختنه بشير بن النعمان2 وذلك أن ابن رواحة حلف أن لا يدخل عليه أبدا ولا يكلمه ولا يصلح بينه وبين امرأته، ويقول: قد حلفت بالله أن لا أفعل ولا يحل لي إلا أن أبر في يميني، فأنزل الله تعالى الآية. وقال مقاتل بن سليمان3: نزلت في أبي بكر الصديق وفي ابنه عبد الرحمن بن أبي بكر4 وكان أبو بكر حلف أن لا يصله حتى يسلم وكان الرجل إذا حلف قال: لا يحل لي إلا أن أبر، وكان هذا قبل أن تنزل الكفارة. وعن ابن جريج نزلت في أبي بكر حين حلف أن لا ينفق على مسطح حين خاض مع أهل الإفك أخرجه الطبري5. وأخرج الطبري6 من طريق عمرو عن أسباط عن7 السدي: أما قوله

_ 1 أورده الواحدي: انظر "الأسباب" "ص72" وفيه: "قال الكلبي" من دون "ابن". وكل ما ذكر بعد زيادة من الحافظ. 2 ذكره المؤلف في "الإصابة" "1/ 160" "707" باختصار ونقل عن القداح أنه قتل يوم الحرة، وقتل أبوه يوم اليمامة. 3 في تفسيره "1/ 116" وفي النقل تصرف. 4 ذكر الأب من إضافة المؤلف. 5 "4/ 423" "4368" وفي النقل إضافة. 6 4/ 421" "4358". 7 في الأصل: بن وهو تحريف.

{عُرْضَة} فيعرض بينك وبين الرجل الأمر فتحلف بالله لا تكلمه ولا تصله، وإما {أَنْ تَبَرُّوا} فالرجل يحلف لا يبر ذا رحمه فيقول: قد حلفت فأمر الله أن لا يعرض بيمينه بينه وبين ذي رحمه وليبره ولا يبالي بيمينه وأما {وَتُصْلِحُوا} فالرجل يصلح بين الاثنين فيعصيانه فيحلف أن لا يصلح بينهما وينبغي1 له أن يصلح ولا يبالي بيمينه، قال: وهذا قبل أن تنزل الكفارة. ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس2: المعنى: لا تجعلني عرضة ليمينك أن لا تصنع الخير، ولكن كفر عن يمينك واصنع الخير. ومن طريق العوفي عن ابن عباس3: كان الرجل يحلف على الشيء من البر والتقوى لا يفعله فنهى الله عن ذلك بهذه الآية. ومن طريق سعيد بن جبير ومجاهد ومكحول وإبراهيم النخعي نحو ذلك4. قال عبد الرزاق5: أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه في هذه الآية {وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا} : هو الرجل يحلف على الأمر الذي لا يصلح [ثم] 6 يعتل بيمينه، يقول الله {أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا} يقول: هو خير من أن تمضي على ما لا يصلح، فإن7 حلف كفر يمينه وفعل الذي هو خير8.

_ 1 في الطبري: فينبغي وهو أولى. 2 "4/ 422" "4360". 3 "4/ 422" "4361". 4 انظر الأخبار عنهم في "4/ 422-424". 5 في تفسيره "ص29" وأخرجه عنه الطبري "4/ 420" "4351". 6 من عبد الرزاق. 7 من هنا إلى الأخير لم يرد في "تفسير عبد الرزاق"، وهو موجود في الطبري بلفظ: "وإن حلفت كفرت عن يمينك وفعلت ... ". 8 جاء في الأصل هنا بعد خير: "فأنزل الله الآية" ووضع الناسخ على "فأنزل" كذا، والعبارة قلقة ولم ترد في الطبري فحذفتها.

وعن معمر وعن قتادة نحوه1. وأخرجه عبد بن حميد عن عبد الرزاق وأخرجه، أيضا من طريق إسرائيل عن السدي عن من حدثه عن ابن عباس قال: هو الرجل يحلف لا يكلم قرابته أو مسلما أو لا يتصدق أو لا يقرض أو لا يصلح بين اثنين، يقول: قد حلفت فلا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم وكفر عن يمينك2. وعن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم نحوه. وأخرج عبد أيضا من طريق الربيع بن أنس: كان الرجل يحلف أن لا يصل رحمه ولا يصلح بين الناس فنزلت3. 2- وجاء في سبب ذلك قول آخر أخرجه الطبري4 من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة في هذه الآية قالت: لا تحلفوا بالله وإن بررتم5. قال الطبري6: "أولى الأقوال تأويل من قال: لا تجعلوا الحلف بالله حجة لكم في ترك فعل الخير فيما بينكم وذلك أن العرضة في اللغة القوة -والمراد بها هنا الحجة7- فالمعنى لا تجعلوا اليمين بالله حجة لأيمانكم أن لا تفعلوا الخير فليفعل ويحنث ثم يكفر".

_ 1 انظر "تفسير عبد الرزاق" "ص28" وأخرج الطبري "4/ 420" "4353" نحو ما تقدم عن قتادة من طريق سعيد. 2 وأخرجه الطبري عن إسرائيل "4/ 420" "4353 بلفظ مقارب. 3 وأخرجه الطبري أيضًا "4/ 423" "4366" بأطول مما هنا. 4 "4/ 423" "4367". 5 لا أجد في هذا القول سبب نزول. 6 انظر "4/ 424-425" وقد نقل بالمعنى. 7 هذه الجملة لم أجدها في الطبري.

وقد ذُكرت الكفارة في آية المائدة1 وقوله بعدها: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُم} إشارة إلى أن الكفارة إنما تجب في اليمين التي يُوقع2 القصد إليها لا التي تقع من غير قصد إلى اليمين، أو عن خطأ أو نسيان ونحو ذلك. 135- قوله تعالى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُر} [الآية: 226] . قال عبد بن حميد: نا يونس عن شيبان عن قتادة3: كان أهل الجاهلية [يعدون] 4 الإيلاء طلاقا فحد لهم أربعة أشهر فإن فاء فيها كفر يمينه وكانت امرأته وإن مضت أربعة أشهر ولم يفئ بها فهي تطليقه5. وذكر الثعلبي6 عن سعيد بن المسيب: كان الإيلاء من ضرار أهل الجاهلية، كان أحدهم لا يريد المرأة ولا يحب أن يتزوجها غيره، فيحلف أن لا يقربها أبدا، فكان يتركها كذلك لا أيما ولا ذات بعل وكانوا يفعلون ذلك في الجاهلية والإسلام7 فجعل الله الأجل الذي يعلم به ما عند الرجل في المرأة أربعة أشهر وأنزل {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُر} الآية. وذكر الواحدي8 من طريق الحارث بن عبيد نا عامر الأحول عن عطاء عن ابن عباس قال: كان إيلاء أهل الجاهلية السنة والسنتين وأكثر من ذلك فوقت الله بأربعة

_ 1 الرقم "89". 2 لم تنقط الياء وقد رجحت ما أثبته. 3 وأخرجه الطبري عنه "4/ 485" "4598" من طريق سعيد. طمست الكلمة في الأصل واستدركتها من الطبري. 5 وتتمة القول في الطبري: "بائنة، وهي أحق بنفسها، وهو أحد الخطاب". 6 وكذلك الواحدي "ص72-73". 7 من قوله: {وَكَانُوا} لم يرد في الواحدي. 8 "ص72".

أشهر فمن كان إيلاؤه أقل من أربعة أشهر فليس بإيلاء. 136- قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوء} . يأتي كلام قتادة ومقاتل بن حيان في ذلك في قوله تعالى: {الطَّلاقُ مَرَّتَان} إن شاء الله. 137- قوله ز تعالى: {وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِن} 1. 1- قال عبد الرزاق2: أنا معمر عن قتادة في قوله: {وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِن} قال: كانت المرأة تكتم حملها حتى تجعله لرجل آخر فنهاهن الله عن ذلك. ورواه عبد من طريق شيبان والطبري3 من طريق سعيد كلاهما، عن قتادة ولفظه: لتذهب بالولد إلى غير أبيه فكره الله ذلك لهن. وفي رواية له4: وتكتم ذلك مخافة الرجعة فنهى الله عن ذلك. 2- قول آخر: أخرج الطبري5 من طريق أسباط بن نصر عن السدي في هذه الآية: نزلت6 في رجل يريد أن يطلق امرأته فيسألها حل بك حمل؟ فتكتمه إرادة أن تفارقه فيطلقها وقد كتمته حتى تضع7.

_ 1 لا أجد فيها ذكر هنا سبب نزول. 2 في تفسيره "ص29". 3 "4/ 521" "4750". 4 "4/ 522" "4751". 5 "4/ 523" "4753". 6 نصه بعد أن ذكر الآية: "فالرجل ... " ولم يقل: نزلت. 7 في الأصل: كتمته فيضيع، والتصحيح من الطبري وللقول تتمة هي: "وإذا علم بذلك فإنها ترد إليه، عقوبة لما كتمته وزوجها أحق برجعتها صاغرة".

138- قوله تعالى: {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَان} [الآية: 229] 1. قال مالك في "الموطأ"2 عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كان الرجل إذا طلق امرأته ثم ارتجعها قبل أن تنقضي عدتها، كان ذلك له وإن طلقها ألف مرة، فعمد رجل الى امرأة له فطلقها ثم أمهلها3 حتى إذا شارفت انقضاء عدتها ارتجعها، ثم طلقها4 وقال: والله لا آويك إلي5، ولا تحلين أبدا، فأنزل الله عز وجل {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَان} 6. هكذا ذكره مرسلا، وكذا سمعناه عاليا في "مسند" عبد بن حميد7: نا جعفر بن عون عن هشام ولفظه: "كان الرجل يطلق امرأته ثم يراجعها ليس لذلك شيء، ينتهي إليه فقال رجل من الأنصار. فذكره وفيه: فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو ذلك فأنزل الله {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ} الآية، فاستقبل الناس أمرا جديدا من كان يطلق ومن لم يطلق". ووصله يعلى8 بن شبيب عن هشام موصولا يذكر عائشة وقع لنا بعلو في

_ 1 لم يذكر الواحدي في هذه الآية سوى رواية مالك، والرواية عن عائشة انظر "ص73". 2 انظر "الموطأ" روية أبي مصعب الزهري كتاب "الطلاق" باب جامع الطلاق "1/ 652" "1697". 3 "ثم أمهلها" لم ترد في المطبوع. 4 في الأصل: يطلقها وأثبت ما في "الموطأ". 5 في "الموطأ" زيادة: أبدًا. 6 وتتمته: "فاستقبل الناس طلاقًا جديدًا من يومئذ، من كان منهم طلق، أو لم يطلق". 7 لم أجده في "المنتخب منه". 8 هو المكي قال في "التقر يب" "ص609": "مولى آل الزبير، لين الحديث، من الثامنة ت ق".

"جزء لوين"1. وأخرجه الترمذي2 عن قتيبة عنه، وفيه "يطلق امرأته ما شاء [أن يطلقها] وهي امرأته إذا ارتجعها وهي في العدة وإن طلقها مائة مرة أو أكثر" فذكر نحو رواية جعفر لكن لم يقل من الأنصار، وفيه "فذهبت المرأة حتى دخلت على عائشة [فأخبرتها فسكتت عائشة حتى جاء] 3 النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فسكت حتى نزلت {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ} الآية. قالت عائشة: فاستأنفت4 الناس الطلاق مستقبلا من كان طلق ومن لم يكن طلق". ثم أخرجه من رواية عبد الله بن إدريس عن هشام5 مرسلا أيضا. وقال: هذا أصح من حديث يعلى بن شبيب. قلت: ووصل الطبري6 رواية ابن إدريس ولفظه: قال رجل لامرأته على عهد النبي صلى الله عليه وسلم: لا أؤيك ولا أدعك تحلين، أطلقك فإذا دنا أجل عدتك راجعتك فأتت

_ 1 هو الحافظ الصدوق الإمام شيخ الثغر أبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي البغدادي نزيل المصيصة، مات في أذنة في سنة "245". انظر ترجمته في "تاريخ بغداد" "5/ 292" "السير" للذهبي "11/ 500" "التهذيب" "9/ 198" وصاحب الجزء -كما قال الذهبي في "التذكرة"- هو أبو جعفر بن محمد بن المزربان الأبهري، المتوفى بأصبهان سنة "393". انظر "الرسالة المستطرقة" للكتابي "ص89"، ولم أقف على موضع هذا القول في "التذكرة". 2 انظر "الجامع"، كتاب "الطلاق" باب "لم يذكر عنوانًا" "3/ 497" "1192". وما بين المعقوفين منه. 3 في الأصل: فجاء. 4 في الترمذي: فأستأنف. 5 طمس في الأصل، واستدركته من الترمذي. 6 "4/ 539-540" "4780" وفي النقل اختصار.

النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ} الآية1. وقال عبد الرزاق2 عن معمر عن قتادة كان الطلاق ليس له وقت حتى اأنزل الله {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ} . وأخرجه الطبري3 من رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: كان أهل الجاهلية يطلق أحدهم امرأته ثم يراجعها لا حد في ذلك هي امرأته ما راجعها [في عدتها] فجعل الله حد ذلك ثلاثة قروء وجعل حد الطلاق ثلاث تطليقات. ونقل الثعلبي عن مقاتل بن حيان والكلبي قالا: كان4 الرجل في أول الإسلام إذا طلق امرأته وهي حبلى فهي أحق برجعتها ما لم تضع ولدها، إلى أن نسخ الله تعالى ذلك بقوله {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ} الآية. قال الكلبي: وطلق إسماعيل بن عبد الله الغفاري5 زوجته قتيلة وهي حبلى. وقال مقاتل: هو مالك بن الأشتر6، رجل من أهل الطائف، قالا جميعا: ولم يشعر الرجل بحبلها ولم تخبره فلما علم بحبلها راجعها وردها إلى بيته

_ 1 وقد تلكم الشيخ أحمد شاكر على هذا الحديث كلامًا جيدًا فراجعه. 2 في "تفسيره" "ص29". 3 "4/ 541" "4782" وما بين المعقوفين منه. 4 في الأصل: كان في ووضع الناسخ فوق "في" كذا، ولا يصح السياق معها فحذفتها. 5 ذكره ابن حجر في "الإصابة" "1/ 40" "142" اعتمادًا على الثعلبي، وهبة الله بن سلامة في الناسخ وقال: "استدركه ابن فتحون". 6 رسم الاسم في الأصل هكذا: الأسن غير منقط ولم أعرف كيف يقرأ ولم أجد له ذكرًا في "الإصابة" ورأى الأستاذ الدكتور محيي هلال السرحان أنه الأشتر فأثبت ما رآه.

فولدت فماتت ومات ولدها وفيها أنزل الله {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوء} 1. وأخرج الطبري2 من طريق يزيد النحوي عن عكرمة والحسن البصري قالا في قوله تعالى: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ} الآية: كان الرجل إذا طلق امرأته كان أحق برجعتها ولو طلقها ثلاثا فنزلت {الطَّلاقُ مَرَّتَان} فنسخ ذلك، فإذا طلقها الثالثة لم تحل له رجعتها إلا ما دامت في عدتها. 139- قوله ز تعالى: {وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا3 مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ 4 شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} . قال ابن جريج نزلت هذه الآية في ثابت بن قيس وفي حبيبة، قال: وكانت اشتكته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "تردين عليه حديقته؟ " فقالت: نعم فدعاه فذكر ذلك له فقال: ويطيب لي ذلك؟ قال: "نعم"، قال: [قد فعلت] 5 فنزلت {وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا} الآية إلى قوله: {فَلا تَعْتَدُوهَا} . أخرجه سنيد6 في "تفسيره" عن حجاج عنه، والطبري من طريق7 وذكره الثعلبي بغير إسناد فقال: نزلت هذه الآية في جميلة بنت عبد الله بن أبي وفي زوجها

_ 1 ومثل هذا في "تفسير مقاتل بن سليمان "1/ 118". وعزاه السيوطي "1/ 660" إلى ابن المنذر عن مقاتل بن حيان وقال: "نزلت في رجل من غفار ... ". 2 "4/ 527-528" "4756" وفي النقل تصرف وزيادة. 3 في الأصل: ولا تأخذوا ووضع الناسخ عليها: كذا. 4 في الأصل: تأخذوا منهن! 5 من الطبري. 6 في الأصل: سعيد وهو تصحيف. 7 "4/ 557" "4811".

ثابت بن قيس وكان يحبها حبا شديدا وتبغضه بغضا شديدا، فكان بينهما كلام فشكت إلى أبيها فذكر القصة مطولة إلى أن قال: خذ منها ما أعطيتها وخل سبيلها ففعل فكان أول خلع في الإسلام وأنزل الله تعالى: {وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا} . وأصل قصة ثابت بن قيس بن شماس وحبيبة بنت سهل عند مالك في "الموطأ"1 من رواية عمرة بنت2 عبد الرحمن عنها. وعند أبي داود3 من وجه آخر عن عمرة عن عائشة: جاءت حبيبة بنت سهل. وله قصة أخرى مع جميلة بنت أبي أخت عبد الله في الخلع أخرجه الطبري4 من طريق عبد الله بن رباح عن جميلة. وقال ابن عباس: أول خلع وقع في الإسلام أخت عبد الله بن أبي الحديث أخرجه الطبري أيضا5، كذا سماه ونسبها ويؤكد6 ما ذكره7 من أنها بنت عبد الله بن أبي لا أخته قوله: إنها شكت إلى أبيها لأن والد عبد الله8 لم يكن موجودا إذ ذاك9.

_ 1 في كتاب "الطلاق"، باب ما جاء في الخلع "1/ 619" "1610". 2 في الأصل: "عمر بن" وهو تحريف! 3 انظر "السنن"، كتاب "الطلاق"، باب في الخلع "2/ 269" "228". 4 "4/ 556" "4810" وإسناده صحيح كما قال أحمد شاكر. 5 "4/ 552" "4807". 6 في الأصل: ويتأكد. 7 أي: الثعلبي. 8 أي: المنافق، وابن عبد الله صحابي جليل، اسمه كاسم أبيه. 9 وانظر ما كتب عن هذا الموضوع في "فتح الباري" "9/ 399" باب الخلع.

140- قوله ز تعالى: {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَه} [الآية: 230] . قال الثعلبي: نزلت هذه الآية في تميمة1، وقيل: عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك القرظي كانت تحت رفاعة بن وهب بن عقيل فطلقها ثلاثا فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير النضري فطلقها، فأتت نبي الله فقالت: إني كنت عند رفاعة فطلقني فبتَّ طلاقي فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير، وإنما معه مثل هدبة الثوب، ولقد طلقني قبل أن يمسني أفأرجع الى ابن عمي؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "تريدين أن ترجعي إلى رفاعة"، لا الحديث، قال: فلبثت ما شاء الله ثم رجعت فقالت: إن زوجي كان قد مسني، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "كذبت بقولك الأول فلن نصدقك" فلبثت حتى قبض النبي فأتت أبا بكر فردها، ثم أتت عمر فردها، وقال لها: لأن رجعت لأرجمنك. قلت: أصل القصة في "الصحيحين"2 وليس في شيء من طرقه أن الآية نزلت فيها وإنما أوردته تبعا للثعلبي لاحتمال أن يكون وقعت له رواية3.

_ 1 انظر عن هذا الاسم "فتح الباري" "9/ 464" في شرح باب إذا طلقها ثلاثًا. وانظر عن تميمة "الإصابة" "4/ 256". 2 انظر "صحيح البخاري" كتاب "الطلاق" باب من جوز الطلاق الثلاث "الفتح" "9/ 361" وانظر باب من قال لامرأته: أنت على حرام "الفتح" "9/ 371" وباب إذا طلقها ثلاثًا ... "الفتح" "9/ 464" و"صحيح مسلم"، كتاب "النكاح"، باب لا تحل المطلقة ثلاثًا لمطلقها حتى تنكح.. "2/ 1055-1057". 3 ما بعد هذا إلى الكلام على الآية "231" كتب لحقًا في الهامش، وقد سقط منه في التصوير حروف كثيرة استدركتها من المصادر.

وقال مقاتل1: نزلت في تميمة بنت وهب بن عتيك النضري2، وفي زوجيها رفاعة وعبد الرحمن3 بن الزبير القرظيين تزوجها عبد الرحمن بعد أن طلقها رفاعة يقول فإن طلقها الزوج الثاني عبد الرحمن فلا جناح عليهما يعني الزوج الأول رفاعة ولا على المرأة تميمة أن يتراجعها بعقد جديد ومهر جديد. قلت: الأصل في القصة ما أخرجه الشيخان في "الصحيحين" واللفظ لأحمد [من] 4 طريق الزهري عن عروة [عن عائشة] 5 قالت: دخلت امرأة رفاعة القرظي وأنا وأبو بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن رفاعة [طلقني] البتة وإن عبد الرحمن [بن الزبير] تزوجني وإنما عنده مثل هذه الهدبة6 وأخذت هدبة من جلبابها، وخالد بن سعيد بن العاص بالباب لم يؤذن [له] فقال: يا أبا بكر ألا تنهى هذه عما [تجهر به] بين يدي رسول الله فصلى الله عليه وسلم؟! ما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم على التبسم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كأنك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسليتك" أخرجه البخاري7 من طريق هشام بن عروة عن أبيه مختصرا8 واتفقا عليه من رواية القاسم عن عائشة9. وأخرجه مالك في "الموطأ"10 عن المسور بن رفاعة القرظي عن الزبير بن عبد

_ 1 "1/ 119" وفي النقل تصرف. 2 تحرفت في المطبوع إلى: النقري. 3 في المطبوع: زوجها رفاعة بن عبد الرحمن وهو تحريف شديد. 4 ذهبت في التصوير واستدركتها من "المسند" "6/ 34" وكذلك كل ما كان بين معقوفين. 5 ذهبت كذلك. 6 في "المسند" مثل هدبتي. 7 في الأصل: أخرجه من طريق البخاري هشام وهو مقلوب. 8 انظر "الفتح" "9/ 371 و464". 9 انظر "الفتح" "9/ 362" و"شرح مسلم" للنووي "10/ 4". 10 "1/ 577" "1492" وفي نقله اختصار.

الرحمن بن الزبير أن رفاعة بن سموءل1 طلق امرأته تميمة بنت وهب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا فنكحت عبد الرحمن بن الزبير فأعرض2 عنها فلم يستطع أن يمسها فطلقها3 فأراد رفاعة أن ينكحها فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنهاه عن تزويجها وقال: "لا تحل لك حتى تذوق العسيلة". هكذا أخرجه مرسلا ورواه إبراهيم بن طهمان وعبد الله بن وهب عن مالك فقالا في آخر السند [عن أبيه] 4 وهو عبد الرحمن بن الزبير صاحب القصة. 141- قوله تعالى: {وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا} . قال عبد الرزاق5: أنا معمر عن قتادة: كان الرجل يحلف بطلاق امرأته فإذا بقي من عدتها شيء6 أرجعها ليضرها بذلك ويطيل عليها، فنهاهم الله عن ذلك وأمر أن يمسكوهن بمعروف أو يسرحوهن بمعروف. وأخرج الطبري7 بسند صحيح عن الحسن البصري: كان الرجل يطلق المرأة ثم يراجعها ثم يطلقها ثم يراجعها يضارها بذلك8 فنهاهم الله عن ذلك. ومن طريق العوفي عن ابن عباس نحوه9.

_ 1 رسم في الأصل: سمؤل وفي "الموطأ" سِمْوال، وانظر عنه "الإصابة" "1/ 518". 2 في "الموطأ": فاعترض. 3 فيه: ففارقها. 4 سقط هذا في التصوير، واستدركته من "الفتح" "9/ 469"، ونص على أن روايتهما عن مالك في "الغرائب" للدارقطني. 5 في "تفسيره" "ص30" وأخرجه عنه الطبري "5/ 9-10" "4916" والمذكور هنا لفظ الطبري. 6 في الأصل: يسير ووضع الناسخ فوقه: كذا وأثبت ما في الطبري. 7 "5/ 8" "4910". 8 لم ترد "بذلك" فيه. 9 "5/ 9" "4913".

ومن طريق مجاهد نحوه1. وقيل: الرجعة تأخير زمن العدة وهو أظهر في المضارة. ومن طريق الربيع بن أنس نحوه بالزيادة2. ومن طريق الضحاك نحوه3 وزاد: أنها نزلت في رجل من الأنصار اسمه ثابت بن يسار. 142- قوله ز تعالى: {وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} 4. أخرج الطبري5 بسند صحيح6 عن الزهري عن سليمان بن أرقم أن الحسن حدثه7: أن الناس كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلق الرجل أو يعتق فيقال له: ما صنعت؟ فيقول: كنت لاعبًا، قال الحسن: وهو قول الله تعالى: {وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} . قلت: وهو من رواية الأكابر عن الأصاغر فإن سليمان بن أرقم أصغر من الزهري8.

_ 1 "4911". 2 "5/ 9" "4914". وليس في هذه الأقوال سب نزول صريح فتأمل. 3 "5/ 9" "4918 ". 4 ليس في المذكور هنا سبب نزول مباشر. 5 "5/ 13" "4932" وفي النقل اختصار. 6 أخشى أن يكون هذا وهمًا من الناسخ فإن سليمان كما يقول الحافظ في "التقريب" "ص250" "2532": "ضعيف" ثم إنه مرسل كما قال ابن كثير "1/ 281" وانظر تخريج الشيخ أحمد شاكر "5/ 13". 7 في الطبري: حدثهم. 8 قال المؤلف في "التهذيب" في ترجمته سليمان "4/ 168": "روى عن الزهري ... وعنه الزهري شيخه".

ومن طريق الربيع بن أنس1: كان الرجل يطلق أو يتزوج2 أو يعتق أو يتصدق فيقول: إنما فعلت لاعبا فنهوا عن ذلك فقال تعالى: {وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} . 143- قوله تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُن} [الآية: 232] . 1- أخرج البخاري3 من طريق إبراهيم بن طهمان عن يونس بن عبيد عن الحسن -وهو البصري- قال في قوله تعالى: {فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا} الآية. قال حدثني معقل بن يسار أنها نزلت فيه قال: كنت زوجت أختا لي من رجل فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها فقلت له: زوجتك وأفرشتك وأكرمتك فطلقتها ثم جئت تخطبها لا والله لا تعود إليها أبدا، قال: وكان رجلا لا بأس به وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه فأنزل الله تعالى هذه الآية، فقلت: الآن أفعل يا رسول الله فزوجتها إياه.

_ 1 "5/ 13-14" "4924". 2 في الأصل: يزوج. 3 في كتاب "النكاح" باب من قال: لا نكاح إلا بولي "الفتح" "9/ 183" وكذلك أبو داود في كتاب "النكاح" باب في الفصل "2/ 565-570" والنسائي في "التفسير" "ص32" الرقم "62" عزاه إليه في "التحفة" "8/ 461 "، والدارقطني في "السنن" "3/ 223"، والواحدي في "الأسباب" "ص74" وانظر "الدر المنثور" "1/ 685" ففيه مزيد. 4 ما بين المعترضتين زيادة من المؤلف.

وأخرجه البخاري أيضا1 والطبري2 والدارقطني3 من طريق عباد بن راشد عن الحسن حدثني معقل بن يسار قال: كانت لي أخت "تخطب إلي"4 وكنت أمنعها من الناس، فأتاني ابن عم لي فخطبها مع الخطاب5 فأنكحتها إياه، فاصطحبا6 ما شاء الله، ثم طلقها طلاقا له رجعة، ثم تركها حتى انقضت عدتها فخطبها مع الخطاب فقلت: منعتها الناس زوجتك بها ثم طلقتها طلاقا له رجعة ثم تركتها حتى انقضت عدتها فلما خطبت إلي أتيتني تخطبها لا أزوجك أبدا فأنزل الله الآية إلى قوله: {أَزْوَاجَهُن} فكفرت عن يميني وأنكحتها7. وأخرجه عبد بن حميد وأبو مسلم الكجي8 من رواية مبارك بن فضالة عن الحسن عن معقل بن يسار: إنه زوج أخته رجلا من المسلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت عنده ما كانت ثم طلقها تطليقة ولم يراجعها حتى انقضت العدة فهويها، وهويته فخطبها مع الخطاب فقال له: يا لكع أكرمتك بها فطلقتها والله، لا

_ 1 في كتاب التفسير باب {إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء} "الفتح" "8/ 192" ولم يذكر سوى صدره إلى "إلي". 2 "5/ 18" "4929". 3 في "السنن"، كتاب "النكاح"، "3/ 224" "16" وكذلك الواحدي في "الأسباب" "ص74". 4 هذه الزيادة من البخاري، وفي الطبري، تخطب، والدارقطني: فخطبت إلي. 5 قوله: "مع الخطاب" لم يدر في المصادر الثلاثة. 6 في الدارقطني: فاضطجعها ولكن الحافط نقل عنه في "الفتح" "9/ 168": "فاصطحبا" فعل الأول تحريف. 7 لم أبين كل الاختلاف لعدم أهمية ذلك. 8 هو الشيخ الإمام الحافظ المعمر شيخ العصر إبراهيم بن عبد الله البصري صاحب "السنن" ولد سنة نيف وتسعين ومائة ومات سنة "292" انظر ترجمته في "السير" "13/ 423-425". و"سننه" من مرويات الحافظ، انظر "المعجم المفهرس" "ص26". ومن طريقه أخرج الواحدي هذا الحديث، انظر "الأسباب" "ص75".

ترجع إليك أبدا أحرما عليك1، قال: فعلم الله حاجته إليها وحاجتها إليه فأنزل الله هذه الآية قال: فسمع ذلك معقل بن يسار فقال: سمعا لربي وطاعة فدعا زوجها فقال: أزوجك وأكرمك، فزوجها إياه. وأخرجه البخاري2 من وجه آخر عن الحسن مرسلا. وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن الحسن وقتادة قالا في قوله تعالى: {فَلا تَعْضُلُوهُن} نزلت في معقل بن يسار كانت أخته تحت رجل فطلقها فذكر القصة بنحوه. وأخرجه البخاري3 والطبري4 من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن معقل باختصار، وأرسله قتادة مرة أخرى5 وأفاد الطبري6 من طريق ابن جريج أن اسم أخت معقل جمل7. ومن طريق الثوري8 عن أبي إسحاق السبيعي: هي فاطمة بنت يسار. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد من طريق مجاهد هذه القصة مختصرة مرسلة.

_ 1 كذا في الأصل ولم أجد العبارة في أسباب الواحدي ولا في مصدر آخر ولم أدر ما تعني، ولعلها: آخر ما عليك أو أحرمها عليك. 2 في كتاب التفسير "الفتح" "8/ 192" وفي "الطلاق" باب {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِن} "الفتح" "9/ 482". 3 في كتاب "الطلاق" انظر الموضع السابق. 4 "5/ 17" "4927". 5 "4930". 6 "5/ 20" "4933". 7 وبهذا الاسم ذكرها في "الإصابة" "4/ 260" "228" ثم ذكر الاختلاف في ذلك وقال: "أخرج الطبري من طريق ابن جريج أن اسمها جميلة" وهو تحريف والصحيح: جُمْل. 8 "5/ 21" "4936".

وأخرج الفريابي أيضا عن قيس بن الربيع عن خصيف عن مجاهد وعكرمة قالا في هذه الآية: كان الرجل يطلق امرأته فيندم وتندم حتى يحب أن ترجع إليه وتحب هي ذلك فيأنف الولي فقال الله عز وجل: {فَلا تَعْضُلُوهُن} الآية. وأخرج عبد بن حميد من طريق عبيدة بن معتب نحو هذا، وفيه: فيقول أولياؤها والله لا ترجعين أبدا إليه لقد استخف بحقنا بطلاقك فنزلت وأخرج " "1. 2- قول آخر: أخرج الطبري2 من طريق أسباط بن عمرو عن السدي عن رجاله3 قال: نزلت هذه الآية في جابر بن عبد الله الأنصاري كانت له بنت عم فطلقها زوجها تطليقة فانقضت عدتها ثم رجع يريد خطبتها4 فأبى5 جابر وقال: طلقت بنت عمنا وتريد أن تنكحها الثانية! وكانت المرأة تريد زوجها قد رضيته فنزلت هذه الآية. 144- قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} 6. قال عبد بن حميد7: نا شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في

_ 1 فراغ في الأصل بمقدار ثلاث كلمات ووضع الناسخ في وسطه: كذا. 2 "5/ 21" "4939" وكذلك الواحدي "ص75-76". 3 لم يقل الطبري: "عن رجاله" ولكن ذلك معروف عنه، وقال قاله الواحدي "ص76". 4 في الطبري: رجعتها. 5 في الطبري: فأما وأرواه تحريفًا. 6 لا أجد فيما ذكر هنا سبب تزول فتأمل. 7 وعزاه السيوطي "1/ 692" إلى "الفرياني والبخاري وأبي داود والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي". وانظر الطبري "5/ 258-259" "5586-5588" في تفسير الآية "240".

هذه الآية قال كانت هذه العدة تعتد عند أهل زوجها واجب ذلك عليها، فأنزل الله الآية التي بعد {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ} الآية، قال: جعل الله لها تمام السنة سبعة أشهر وعشرين يوما وصية، إن شاءت سكنت في وصيتها وإن شاءت خرجت، فالعدة كما هي واجبة عليها، قال: وقال عطاء عن ابن عباس: نسخت هذه الآية عدتها تعتد حيث شاءت قال عطاء: ثم جاء الميراث فنسخ السكنى فتعتد حيث شاءت ولا سكنى لها. وأخرج ابن أبي حاتم1 من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: كان الرجل إذا مات وترك امرأته اعتدت سنة في بيته ينفق عليها من ماله يعني ولا ترث ثم أنزل الله تعالى بعد {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} فهذه عدة المتوفى عنها إلا أن تكون حاملا فعدتها أن تضع ما في بطنها وأنزل {وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُم وَلَد} 2، بين الله ميراث المرأة وتركت الوصية لها والنفقة عليها. ومن طريق ابن جريج3 عن عطاء وهو الخراساني عن ابن عباس نحوه. ومن طريق قتادة4: كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها كانت لها السكنى والنفقة حولا من مال زوجها ما لم تخرج ثم نسخ ذلك بعد يعني بقوله تعالى هذه الآية. وكذا جاء عن جماعة من التابعين وستأتي بقية القول فيه في الآية الأخرى.

_ 1 وكذلك الطبري "5/ 255" "5574" في تفسير الآية "240". وأخرج بعضه في "5/ 79" "5071". 2 سورة النساء الآية "12". وفي الأصل: فلهن، وهو خطأ. 3 "5/ 255-256" "5577" ولا أدري لم قال المؤلف عن عطاء: "هو الخراساني"! مع أن ابن جريج تحمل البقرة وآل عمران عن عطاء بن أبي رباح كما تقدم. 4 "5/ 254" "5572" وفي النقل اختصار.

ونقل1 ابن ظفر عن " "2 وابن عباس كان الرجل3 إذا مات وترك امرأته اعتدت في بيته سنة4 ينفق عليها من ماله5، ثم نزل {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} الآية، فصارت هي عدة المتوفى عنها إلا أن6 تكون حاملا. 145- قوله تعالى: {وَلا جُنَاح عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ} . قال عبد بن حميد عن يونس عن شيبان عن قتادة: كان الرجل يأخذ عهد المرأة في مرضه أن لا تنكح زوجا غيره فنهى الله عن ذلك وأحل القول بالمعروف. وقال ابن ظفر: قيل كان السبب في نزولها أن الفاجر كان يدخل على المعتدة فتظهر له شدة الرغبة في التزويج فيطالبها بتعجيل الوقاع. قلت: وهو موافق لمن فسر السر هنا بالزنا، وقد نقلوه عن أكثر العلماء7. وقال الشعبي: هو أن يأخذ ميثاقها على أن لا تتزوج غيره ففسر المواعدة

_ 1 من هنا إلى الأخير كتب في الهامش بجانب قوله: "الآية الأخرى" وكتب في آخره: رمز الصحة. 2 كلمة ذهبت في التصوير. 3 كلمة ذهبت كذلك ولا بد أنها كما أثبت. 4 لم يبق في الأصل منها: إلا السين. 5 لم يبق في الأصل منها إلا "ما". 6 لفظ "أن" من اجتهادي وموضوعه ذاهب. 7 ذكر ابن الجوزي في تفسيره "زاد المسير" "1/ 177-178" أن في المراد بالسر أربعة أقوال، الثالث منها: الزنا قال: "قاله الحسن وجابر بن زيد وأبو مجلز، وإبراهيم وقتادة والضحاك" وقد أورد الطبري الروايات إلى هؤلاء. انظر "5/ 105-107". ثم رجع هذا القول انظر "5/ 110-111"، والظاهرب أن ابن الجوزي اعتمد في ذكر هؤلاء عليه.

بالمعاهدة والسر بالتزويج1. 146- قوله تعالى: {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِين} . قال ابن ظفر: إن هذه الآية لما نزلت قال قائل: إن أردنا الإحسان متعناهن فنزل {حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} 2 فقالوا حينئذ: كلنا نتقي الله أو نحوه3. قلت: وسيأتي من أخرجه في الآية الأخرى من عند الطبري. وقال مجاهد4: نزلت في رجل من الأنصار تزوج امرأة من بني حنيفة ولم يسم لها مهرا ثم طلقها قبل أن يمسها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أطلقتها؟ " قال: نعم إني لم أجد نفقة. قال: "متعها بقلنسوتك أما إنها لا تساوي شيئا، ولكن أردت أن أحيي سنة". 147- قوله ز5 تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} . أخرج الطبري6 من طريق شعبة أخبرني عمرو بن أبي حكيم سمعت الزبرقان يحدث عن عروة بن الزبير عن زيد بن ثابت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر

_ 1 لا أجد فيما ذكر سبب نزول مباشرًا. 2 سورة البقرة الآية "241". 3 أن موضع هذا في الآية الثانية وليس هنا. 4 ربما كان هذا القول من تفسير ابن ظفر، وقد تظرت في تفسير الطبري وابن كثير والسيوطي فلم أجده، ورأيت مثله غير منسوب لقائل في "تفسير مقاتل بن سليمان" "1/ 123" وفيه بدل قوله: "أطلقتها". وجوابه: "هل متعتها بشيء؟ " قال: لا قال: "متعها ... " إلخ وقد نقله ابن الجوزي في زاده "1/ 279". 5 في الأصل: باب قوله، وباب هنا قلقة فحذفتها وربما كان المراد: "سبب". 6 "5/ 206" "5459" وقد تكلم أحمد شاكر على رجال سنده وبين من أخرجه، والحديث في "لباب النقول" للسيوطي "ص47" فانظره.

بالهاجرة، ولم يكن يصلي صلاة أشد على أصحابه منها قال: فنزلت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} قال: وقال إن قبلها صلاتين وبعدها صلاتين" يعني1 ليليتين ونهاريتين ومن طريق ابن أبي ذئب2 عن الزبرقان: إن رهطا من قريش مر بهم زيد بن ثابت فأرسلوا إليه رجلين يسألانه عن الصلاة الوسطى فقال زيد: هي الظهر، فقام رجلان منهما فلقيا3 أسامة بن زيد فسألاه فقال: هي الظهر، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الظهر بالهجير فلا يكون وراءه إلا الصف والصفان [الناس] 4 يكونون في قائلتهم وفي تجارتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد هممت أن أحرق على أقوام لا يشهدون الصلاة بيوتهم" فنزلت هذه الآية {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} . قلت: وقد اختلف في تعيين الوسطى على أقوال كثيرة، أصحها أنها العصر، وجمع الحافظ شرف الدين الدمياطي5 فيها كتابا اتصلت روايته وليس هذا محل بسط ذلك6.

_ 1 هذا التفسير من المؤلف. 2 "5/ 207" "5460" وهو منقطع. وانظر "مسند أحمد" "5/ 206". 3 في الطبري: فأتيا. 4 من الطبري. 5 ولد سنة "613" وتوفي سنة "705". انظر ترجمته في "تذكرة الحافظ" "4/ 1477" و"حسن المحاضرة" "1/ 357" و"طبقات الحفاظ" "ص512". ويوجد من كتابه المذكور نسخة مخطوطة مصورة في مكتبة الشيخ صبحي السامرائي. 6 قال في "الفتح" "8/ 196": "اختلف السلف في المراد بالصلاة الوسطى، وجمع الدمياطي في ذلك جزءًا مشهورًا سماه "كشف الغطا عن الصلاة الوسطى" فبلغ تسعة عشر قولًا" وقد أورد هذه الأقوال وزاد قولًا تتمة العشرين فعد إليه". ومن قبله ذكره ونقل عنه ابن كثير "1/ 291" وسماه "كشف الغطا في تبيين ... "

148- قوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِين} . أخرج الشيخان في "صحيحهما"1 وآخرون2 عن زيد بن أرقم: كان أحدنا يكلم صاحبه في الصلاة حتى نزلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِين} فأمرنا بالسكوت3 ونهينا عن الكلام4. وأخرج النسائي5 والطبري6 من طريق كلثوم بن المصطلق عن ابن مسعود قال: إن النبي صلى الله علي وسلم كان عودني أن يرد علي السلام في الصلاة فأتيته7 ذات يوم

_ 1 "صحيح البخاري" كتاب "العمل في الصلاة" باب ما ينهى من الكلام في الصلاة "الفتح" "3/ 72-73". وكتاب التفسير باب {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِين} "الفتح" "8/ 198". و"صحيح مسلم"، كتاب "المساجد ومواضع الصلاة" باب تحريم الكلام في الصلاة، ونسخ ما كان من إباحته "1/ 383" "539" 2 منهم أحمد في "المسند" "4/ 368" والطبري "5/ 232" "5524" والبيهقي في "السنن الكبرى"، كتاب "الصلاة" باب ما لا يجوز من الكلام في الصلاة "2/ 248"، وقد نقل ابن كثير "1/ 294" رواية المسند ثم قال: "رواه الجماعة سوى ابن ماجه من طرق عن إسماعيل به" وعزاه السيوطي في "اللباب" "ص47" إلى الأئمة الستة، وفي "الدر المنثور" "1/ 730" إلى وكيع وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن خزيمة والطحاوي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني" ووقع فيه اسم الصحابي "زيد بن أسلم" قال الشيخ أحمد شاكر: وهذا خطأ مطبعي يقينًا صوابه: زيد بن أرقم. 3 وفي الأصل: بالصلاة. وهو تحريف. 4 انظر الجمع بين هذا الحديث والذي بعده وإيضاح ما يفيده ظاهرهما من التعارض في "الفتح" "3/ 74". 5 في "السنن" كتاب "الصلاة"، باب الكلام في الصلاة "3/ 18-19" "1220". 6 "5/ 233" "5526" وقد نقل المؤلف لفظه. 7 في الأصل: فأتيت وأثبت ما في المصدرين.

فسلمت، فلم يرد علي، وقال: "إن الله يحدث في أمره ما يشاء وإنه قد أحدث 1 أن لا يتكلم في الصلاة أحد إلا بذكر الله وما ينبغي من تسبيح وتحميد 2 {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِين} 3 ". ومن طريق زر بن حبيش عن ابن مسعود4 وله طرق عند الطبري منها طريق السدي5 في خبر ذكره عن مرة عن ابن مسعود: "كنا نقوم في الصلاة ونتكلم ويسأل6 الرجل صاحبه، عن حاجته، ويخبره، ويرد عليه، حتى دخلت فسلمت فلم يردوا علي فاشتد علي فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته: قال: "إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أنا أمرنا أن نقوم قانتين لا نتكلم في الصلاة" والقنوت السكوت. وأخرجه أبو يعلى7 من وجه آخر عن ابن مسعود. وأخرج الفريابي عن الثوري عن منصور عن مجاهد كانوا يتكلمون في الصلاة يكلم الرجل بحاجته حتى نزلت {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِين} فقطعوا الكلام، والقنوت السكوت والقنوت الطاعة.

_ 1 في الطبري: أحدث لكم في الصلاة. 2 فيه: تمجيد. 3 قال أحمد شاكر "5/ 234 ": "إسناده صحيح. وأصل المعنى ثابت عن ابن مسعود، في "المسند" و"الصحيحين"، وغيرهما، إلا أنه ليس فيه النص على آية {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِين} ". 4 الطبري "5/ 232" "5523" وفي المسند: الحكم بن ظهير، وهو كما مر في الآية "207" متروك رمي بالرفض واتهمه ابن معين. 5 "5/ 231-232" "5522" وفي النقل تصرف. وقد ذكره السيوطي "1/ 730" ولم ينسبه إلى غير الطبري. 6 في "الدر": ويسارر. 7 أخرج أبو يعلى عن ابن مسعود حديثين من طريق علقمة وأبي الرضراض. انظر "9/ 118-119" "5188-5189" وقال محققه الأستاذ حسين أسد عن الأول: "إسناده صحيح" وعن أبي الرضراض: "لم نر فيه جرحًا معللًا، ولم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجال إسناده ثقات".

وأخرجه عبد بن حميد من رواية الثوري، ومن طريق أبي معشر1 عن محمد بن كعب قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلمون في الصلاة إذا أرادوا الحاجة كما يتكلم اليهود حتى نزلت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِين} قال: فتركوا الكلام. 149- قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} [الآية: 240] 2. أخرج إسحاق بن راهويه3 في "تفسيره" من طريق مقاتل بن حيان في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ} الآية: إن رجلا من أهل الطائف قدم المدينة، وله أولاد رجال ونساء ومعه أبوان وامرأته فمات بالمدينة فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعطى الوالدين وأعطى أولاده بالمعروف ولم يعط امرأته شيئا غير أنهم أمروا4 أن ينفقوا عليها من تركة زوجها إلى الحول. وقال مقاتل بن سليمان في "تفسيره" عن حكيم بن الأشرف، فذكر نحوه وزاد في آخره5: وذلك قبل أن تنزل آية المواريث ثم نزلت {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} ونزلت آية المواريث فجعل للمرأة الثمن أو الربع، وكان ميراثها قبل ذلك نفقة6 سنة. وقد تقدم في قوله تعالى:

_ 1 مر في الآية "204". 2 رقم محقق أسباب الواحدي هذه الآية بـ"234" وهو خطأ، اشتبهت عليه بالتي قبلها. 3 وإليه وحده عزاه السيوطي "1/ 739" وقد أخرجه من طريقه الواحدي في "الأسباب" "ص76" ولم يذكر التفسير. 4 في الواحدي: غير أنه أمرهم. 5 انظر "1/ 124-125" وفي النقل تصرف. 6 في الأصل: بقية. وأثبت ما في مقاتل.

{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} 1 نحو هذا عن ابن عباس. وهذه الآية التي هنا سابقة في النزول والتي هناك سابقة في رسم المصحف2، وقد قال عثمان لعبد الله بن الزبير لما سأله عن ذلك: يابن أخي لا أغير شيئا منه مكانه3 يعني بقاء رسمها بعد التي نسختها. 150- قوله تعالى: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِين} تقدم في الآية التي قبلها التي في آخرها {حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِين} 4. قال الطبري5: حدثني يونس أنا ابن وهب قال: قال ابن زيد بن أسلم: لما نزلت {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِين} قال رجل: إن أحسنت فعلت6، فقال الله عز وجل: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِين} . وأخرج الطبري7 من طريق سعيد بن جبير بسند صحيح قال: لكل مطلقة8

_ 1 الآية "234". 2 انظر ما قاله الأستاذ محمد عزة دروزة في تفسيره الحديث" "7/ 360 و369" عن هذا الموضوع. 3 روى هذا: البخاري في "صحيحه" في بابين من كتاب التفسير "الفتح" "8/ 193 و201" ونصه في الموضع الثاني عن ابن أبي ملكية قال: قال ابن الزبير: قلت لعثمان: هذه الآية التي في البقرة {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا -إلى قوله- غَيْرَ إِخْرَاجٍ} قد نسختها الأخرى فلم تكتبها؟ قال: تدعها يابن أخي، لا أغير شيئًا منه من مكانه" وعزاه السيوطي "1/ 738" إلى البيهقي أيضًا. 4 الآية "236". 5 "5/ 264" "5595". 6 وتتمة القول: وإن لم أرد ذلك لم أفعل. 7 "5/ 263" "5592". 8 في الأصل: مطلق وهو تحريف.

متاع بالمعروف قال الطبري1: في الأولى حكم عير الممسوسة إذا طلقت، وفي هذه بيان حكم جميع المطلقات. 151- قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَة} 245. 1- قال مقاتل بن سليمان2: نزلت في أبي الدحداح واسمه عمر3. وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تصدق بصدقة فله مثلها في الجنة" فقال أبو الدحداح: إن تصدقت بحديقتي فلي مثلها في الجنة؟ قال: "نعم" 4 قال: وأم الدحداح معي؟ قال: "نعم" قال: والصبية؟ قال: "نعم" وكان له حديقتان، فتصدق بأفضلهما واسمها الجنينة فضاعف الله صدقته ألفي ألف ضعف فذلك قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَة} فرجع أبو الدحداح إلى حديقته فوجد أم الدحداح والصبية في الحديقة التي جعلها صدقة فقام على باب الحديقة وتحرج5 أن يدخلها قال: يا أم الدحداح قالت: لبيك يا أبا الدحداح قال: إني قد جعلت حديقتي هذه صدقة واشترطت مثلها في الجنة وأم الدحداح معي والصبية معي، فقالت: بارك الله6 في ما اشتريت فخرجوا منها وسلم الحديقة

_ 1 "5/ 264-265" والنقل بالمعنى. 2 في "تفسير" "1/ 126-127". 3 فرق المؤلف في "الإصابة" في الكنى بين أبي الدحداح صاحب الصدقة وبين أبي دحداح اسمه ثابت ولكنه قال في ترجمة من اسمه ثابت، في "4/ 59": "تقدم في الأسماء وزعم مقاتل بن سليمان أن اسمه عمر" وكان ينبغي أن يقول هذا في ترجمة المتصدق". 4 قوله: "قال: نعم" لم يرد في المطبوع. 5 وضع الناسخ تحت الحاء من تحج: ح للتنبيه على أنه حاء مهملة. 6 في التفسير زيادة لك.

للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كم من نخلة تدلي 1 عذوقها في الجنة لأبي الدحداح لو اجتمع على عذق فيها 2 أهل منى 3 أن يقلوه ما أقلوه". وأصح من ذلك4 ما وقع في حديث ابن مسعود بعكس ذلك وهو أن الآية سبب لتصدق أبي الدحداح بذلك فأخرج الطبري5 وابن أبي حاتم6 والطبراني7

_ 1 فيه" مدلًا. 2 فيه: منها. 3 في الأصل: أمتي، وهو تحريف وأثبت ما في التفسير. 4 في قول المؤلف "وأصح من ذلك" نظر طويل ففي السند الذي سيورده الأعرج وقد ذكره هو في "التهذيب" "3/ 53" بعد "حميد بن يزيد" وقال: "حميد الأعرج الكوفي القاص الملائي وهو حميد بن عطاء ويقال: ابن علي، ويقال: ابن عبد الله ويقال: ابن عبيد". ثم ذكر أقوال النقاد في تضعيفه ومنها: "قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، قد لزم عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود، ولا نعلم لعبد الله عن ابن مسعود شيئًا". وختم الترجمة بقوله: "قلت: وقال ابن حبان: يروى عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود نسخة كأنها موضوعة وقال الدارقطني: متروك وأحاديثه تشبه الموضوعة، وذكره العقيلي والساجي وابن الجارود وغيرهم في الضعفاء". 5 "5/ 284-285" "5620". 6 نقله عن ابن كثير "1/ 299". 7 أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" في كتاب "المناقب" باب ما جاء في أبي الدحداح "9/ 323-324" وقال: "رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات ورجال أبي يعلى رجال الصحيح" كذا قال! وذكره في كتاب التفسير "6/ 321" وقال: "رواه البزار ورجاله ثقات". وهو في "مسند أبي يعلى" "8/ 404" "4986". وقد أورده المؤلف في "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية" "4/ 105-106" "4080" وعزاه لأبي يعلى وقال: "فيه ضعف" ونقل محققه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي عن البوصيري قوله: "رواه ابو يعلى بسند ضعيف" وقد علق حكم الهيثمي السابق بقوله: "وكأنه وهم. قلت: بل هو واهم جزمًا، وما قاله المؤلف في المطالب العالية هو المعتمد وكأنه هنا تبع شيخه الهيثمي، وانظر مزيد عزوٍ وكلام في "الدر المنثور" "1/ 746" وتخريج أحمد شاكر "5/ 285-286".

من طريق خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود قال: لما نزلت {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} قال أبو الدحداح: يا رسول الله أو إن الله يريد منا القرض؟ قال: "نعم يا أبا الدحداح"، قال: يدك، قال: فتناول يده، قال: فإني قد أقرضت ربي حائطي حائطا فيه ستمائة نخلة ثم جاء يمشي حتى أتى الحائط وأم الدحداح فيه في نخلها فناداها يا أم الدحداح قالت: لبيك قال: اخرجي فإني قد أقرضت ربي حائطا فيه ستمائة نخلة. وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه نحوه1. ولأبي الدحداح قصة أخرى رواها الواحدي2 بسند صحيح على شرط مسلم لكن لا تتعلق بسبب النزول. 2- قول آخر قال ابن حبان في النوع الثاني من القسم الأول من

_ 1 قال ابن كثير بعد أن أورد حديث ابن مسعود "1/ 299": "وقد رواه ابن مردويه من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر رضي الله عنه مرفوعًا بنحوه"! وأخرجه عبد الرزاق من قول زيد، أخرجه من طريقه الطبري "5/ 283" "5618". وللحديث طرق أخرى انظر "الدر" "1/ 746". 2 لم أجد شيئًا من ذلك في كتابه "الأسباب" وتفسيريه "الوسيط" و"الوجيز" فلعله في تفسيره "البسيط" إن لم يكن في الكلمة تحريف، هذا وقد قال في كتابه "الإصابة" في ترجمة أبي الدحداح "4/ 59" "374 ": "روى أحمد والبغوي والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلًا قال: يا رسول الله إن لفلان نخلة، وأنا أقيم حائطي بها، فأمره أن يعطيني حتى أقيم حائطي بها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أعطه إياها بنخلة في الجنة". فأبى. قال: فأتاه أبو الدحداح فقال: بعني نخلتك بحائطي. قال: ففعل. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتعت النخلة. بحائطي فاجعلها له فقد أعطيتكها. فقال: "كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة! " -قالها مرارًا- قال: فأتى امرأته فقال: يا أم الدحداح اخرجي من الحائط فإني قد بعته بنخلة في الجنة. فقالت: ربح البيع. أو كلمة تشبهها". فلعل المؤلف يريد هذه القصة. ولعل صواب العبارة في المتن: "رواها الحاكم" فإن قوله: "بسند صحيح على شرط مسلم" ألصق به وليس معتادًا ذكره مع الواحدي.

"صحيحه"1: أخبرنا حاجب بن أركين نا أبو عمر الدوري حفص بن عمر نا أبو إسماعيل المؤدب عن عيسى بن المسيب عن نافع عن ابن عمر قال: لما نزلت {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِل} الآية2 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رب زد أمتي" فنزلت {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} الآية فقال: "رب زد أمتي" فنزلت {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} 3. وأخرج الطبراني في "الأوسط" حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي نا حفص بن عمر به وقال: "لم يروه4 عن نافع إلا عيسى بن المسيب ولا عنه إلا أبو إسماعيل المؤدب تفرد به حفص". كذا قال ولم ينفرد به حفص لمتابعة إسماعيل بن إبراهيم بن بسام، عن أبي إسماعيل، أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي زرعة عن إسماعيل5. وأخرجه الخطيب6 في "المؤتلف"7 من طريق الحسن بن علي بن يسار العلاف عن حفص.

_ 1 انظر "الإحسان" كتاب "السير" باب فضل النفقة في سبيل الله "10/ 505" "4648" وانظر تعليق محققه عليه. 2 البقرة: "261". 3 الزمر: "10". 4 في الأصل: يرو. ورجحت ما أثبت. 5 ونقله عن ابن أبي حاتم ابن كثير "1/ 300". 6 هو -كما وصفه الذهبي: الإمام الأوحد العلامة المفتي الحافظ الناقد محدث الوقت أبو بكر أحمد بن علي البغدادي صاحب التصانيف وخاتمة الحفاظ ولد سنة "392" وتوفي سنة "463". انظر ترجمته في "السير" "18/ 270-296". 7 يقصد كتابه "المؤتنف تكملة المؤتلف والمختلف" وعده الحافظ في نزهة النظر "ص106" ذيلًا على كتاب الدارقطني وهو كذلك، وقد وقفت على نسخة مخطوطة منه سُمعت من المؤلف وعليها سماعات أخرى كثيرة تقع في "24" جزءا ولكن سقط منها "12" جزءا، وفي تسمية جزأين من الباقي أثر تغيير ففي "ص20" عنوان هو "الجزء الأول"! ولا يمكن هذا، وفي "ص40" عنوان آخر هو "الجزء الثاني"! ولا يمكن هذا أيضًا وقد سقطت كذلك أوراق هذا الجزء المعنون بـ"الثاني" كما سقطت المقدمة، وفي الصفحات الأولى كلام على حرف "الجيم" فقد سقطت الحروف الآتية: الهمزة والباء والتاء والثاء وسقط شيء آخر لا نعمله، ويقع الباقي في "227" ورقة، ولم أجد الحديث المذكور هنا فيها.

ولم ينفرد به أبو إسماعيل، فقد أخرجه أبو بكر بن مردويه1 من وجه آخر عن عيسى فظهر أن المنفرد به عيسى وهو ضعيف عند أهل الحديث حتى إن ابن حبان ذكره في "الضعفاء"2، ولكن له شاهد من رواية [ابن المنذر عن سفيان و] 3 لفظه: لما نزلت {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} 4 قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رب زد أمتي" فنزلت {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ} 5 الآية، فقال: "رب زد أمتي" فنزلت {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} 6 الآية. فقال: "ربي زد أمتي" فنزلت {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب} 7. وعلى تقدير أن يكون محفوظا فتضم هذه الآية إلى الآيات التي وقعت في

_ 1 عزاه إليه ابن كثير "1/ 317" وذكر سنده، والسيوطي "1/ 747". 2 طبع بعنوان "المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين" انظر "2/ 119" وفيه: "كان ممن يقلب الأخبار ولا يعلم، ويخطئ في الآثار ولا يفهم، حتى خرج عن حد الاحتجاج به، أخبرنا مكحول قال: حدثنا جعفر بن أبان قال: سألت يحيي بن معين عن عيسى بن المسيب فقال: ليس بشيء". 3 ما بين المعقوفين زيادة مني استفدتها من "الدر المنثور" "1/ 747" قدرت أن المؤلف أرادها، وقد أوردها السيوطي ولم ينسبها إلى غير ابن المنذر، وكان الناسخ قد وضع على قوله "رواية": "كذا" للدلالة على ما في السياق من سقط. 4 الأنعام: "160". 5 البقرة: "261". 6 البقرة: "245"، ولا بد من القول أن الرواية في "الدر المنثور" قدمت هذه الآية "245" على التي قبله، على عكس نقل المؤلف هنا. 7 الرمز: "10" وكل هذه الروايات بعيدة عن السياق. انظر "التفسير الحديث" لدروزة "7/ 371-373".

ترتيب السور متقدمة على سبب نزول المتأخرة1 كما جاء في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} فإنها في النزول متأخرة عن الآية الأخرى وهي {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} وهذه الثانية في ترتيب سورة البقرة متأخرة عن الأخرى، وقد تقدم الكلام عليهما بما يدل لما قلته. 152- قوله ز تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيد} 253. أخرج ابن عساكر2 في ترجمة معاوية من "تاريخ دمشق"3 بسند فيه راوٍ ضعيف جدا قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية: "أتحب عليًّا؟ " قال: نعم، قال: "إنه سيكون بينكما قتال"، قال، فما بعده؟ قال: "عفو الله"، قال: رضيت بقضاء الله، قال: فنزلت {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيد} انتهى5، وفيه نكارة من أن سياق

_ 1 أن كلا الروايتين ضعيف فلا يمكن الاعتماد عليهما في مثل الأمر، ثم إن التأمل في الآيتين يرجح ما جاء في "الدر": ففي الأولى {فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} وفي الثانية {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} . أما آية الزمر فورودها هنا غريب جدًّا فالسورة مكية بالاتفاق إلا آيات قيل إنها نزلت في المدينة ليست هذه منها، ولا يمكن أن تكن منها لأنها بعض آية متصلة بالسياق اتصالًا وثيقًا. وانظر "زاد المسير" "7/ 160 و168" و"تفسير ابن كثير" "4/ 47-48" و"التفسير الحديث" لدروزة "5/ 65-69". 2 هو الإمام العلامة الحافظ الكبير المجود، محدث الشام أبو القاسم علي بن الشيخ أبي محمد الحسن ولد سنة "499" وتوفي في "571" انظر ترجمته في "السير" للذهبي "20/ 554-571". 3 ليس هذا الكتاب المخطوط تحتن يدي ولو تطبع منه سوى أجزاء ليس منها ترجمة معاوية انظر هامش "السير" "2/ 558-559" ولم يصل المطبوع من "تهذيب تاريخ دمشق الكبير" للشيخ عبد القادر بدران "ت1346" إلى حرف الميم. 4 وضع الناسخ هنا إشارة "لحق" ووضع في الهامش: * والظاهر أنه يرى وجود سقط هنا. 5 ذكره السيوطي "3/ 4" وقال: بسند واهٍ عن ابن عباس.

الآيات ظاهر أن الضمير لمن في قوله قبلها {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا} والمراد بهم ما صرح به في الآية المذكورة1 {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ} . 153- قوله ز تعالى:2 {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْم} 255. أخرج ابن أبي حاتم3 وأبو نعيم في "الحلية" في ترجمة سعيد بن جبير4 من طريق أشعث القمي5 عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد قال: قالت بنو إسرائيل لموسى: هل ينام ربك؟ فقال موسى: اتقوا الله فقالوا أيصلي6 ربك؟ قال: اتقوا الله فقالوا: هل يصبغ ربك؟ قال: اتقوا الله! قال: فأوحى الله [إليه أن بني إسرائيل سألوك أينام ربك فـ] 7 خذ زجاجتين فضعهما على كفيك، ثم قم الليل، قال: ففعل موسى ذلك، فلما ذهب من الليل الثلث8 نعس موسى فوقع لركبته ثم ضبطهما9 فقام، فلما أدبر الليل نعس أيضا فوقع لركبته فسقطت الزجاجتان فانكسرتا فأوحى الله: لو كنت أنام لسقطت10 السماوات على الأرض ولهلك كل شيء

_ 1 يقصد المؤلف: في المقطع المذكور من هذه الآية. 2 ليس في هذا سبب نزول كما سيقول المؤلف في المقطع القادم. 3 ونقل عنه ابن كثير "1/ 308-309" وأورد سنده كله عن ابن عباس: وزاد السيوطي "15/ 2" نسبته إلى "أبي الشيخ في العظمة وابن مردويه والضياء في المختارة" وفاته ذكر "الحلية" وقد مر في الآية "138". 4 انظر "4/ 276-277". 5 لم ينقط الاسم والنسبة في الأصل وهو أشعث بن إسحاق مر في الآية "138" وترجمته في "التهذيب" "1/ 350" وتصحف في "حلية الأولياء" إلى العمي. 6 في الأصل: أيصلحه وهو تحريف. 7 من "الحلية". 8 ثلث: لم ترد في "الحلية". 9 لم تذكر هذه الكملة في "الحلية" وفيه: "فقام" فقط. 10 في "الحلية": لو نمت لوقعت.

كما هلك1 هاتان: قال أشعث2: وفيه نزلت {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم} الحديث3. 154- قوله ز تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِه} 255. قال الثعلبي: قال المفسرون: سبب نزولها أن الكفار كانوا يعبدون الأصنام ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله فأنزل {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} إلى آخرها فبين الله أن لا شفاعة إلا لمن أذن له" هذا يصلح في هذا الكتاب4، وأما الذي قبله فليس هو سبب نزولها على النبي وإنما هو سبب محصل ما اشتملت عليه5 على موسى6. وقد ذكر الواحدي نظائر لذلك، وليس من شرطه وسيأتي بعض ذلك قريبا7. 155- قوله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين} الآية 256. 1- أخرج أبو داود8 والنسائي9 والطبري10 وأحمد11 وصححه ابن

_ 1 في "الحلية": هكتنا. 2 في "الحلية": قال أشعث عن جعفر عن سعيد. 3 وتتمته: "قال: وسألوك: أيصبغ ربك؟ فأنا أصبغ الألوان كلها الأحمر والأبيض والأسود، وسألوك: أيصلي ربك؟ فإني أصلي وملائكتي على أنبيائي ورسلي فذلك صلاتي". 4 قلت: إنما يصلح لو عرفنا سنده وثوثقنا منه، فأما القول المرسل هكذا فلا يمكن الاعتماد عليه. 5 في الأصل: علنه! وهو محرف. 6 كذا في الأصل وكأن في العبارة سقطًا. 7 انظر ما سيأتي في الآية "260". 8 في "سننه"، كتاب "الجهاد"، باب في الأسير يكره على الإسلام "3/ 58" "2682 ". 9 في "تفسيره" "ص25" الرقم "68 و69" عزاه إليه في "التحفة" "4/ 401". 10 "5/ 408" "5813". 11 لم أجده في "مسنده" ابن عباس فالله أعلم!

حبان1 من طريق شعبة عن أبي بشر2 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين} : "كانت المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد فتحلف لئن عاش لها ولد لتهودنه، فلما أجليت بنو النضير إذا فيهم ناس من أبناء الأنصار، فقالت الأنصار: يا رسول الله أبناؤنا! فأنزل الله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين} قال سعيد بن جبير: فمن شاء دخل في الإسلام ومن شاء لحق بهم"3. وأخرجه الطبري4 من طريق أبي عوانة عن أبي بشر سألت سعيد بن جبير عن قوله: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين} قال: نزلت في الأنصار قلت: خاصة! فذكره، وقال في آخره: قالوا: يا رسول الله أبناؤنا وإخواننا [فيهم] فسكت عنهم فأنزل الله الآية فيهم فقال: "قد خير أصحابكم فإن اختاروهم فهم منهم" [قال] : فأجلوهم معهم. طريق أخرى: أخرج الطبري5 من طريق داود بن أبي هند عن عامر الشعبي: "كانت المرأة من الأنصار" نحوه إلى قوله: لتهودنه6، فجاء الإسلام وطوائف من أبناء

_ 1 انظر "الإحسان"، كتاب "الإيمان" باب التكليف "1/ 352" "140" وقال، محققه الأستاذ شعيب الأرنئوط: "إسناده صحيح على شرطيهما" "وموارد الظمآن" للهيثمي "ص427". 2 هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية ثقة ترجمته في "التقريب" "ص139". 3 وأخرجه البيهقي في "السنن" "9/ 186" وأبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" "ص82". كما في هامش "الإحسان" والواحدي في "الأسباب" "ص76-77". وذكره السيوطي في "الدر" "2/ 20" وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن منده في "غرائب شعبة" وابن مردويه، والضياء في "المختارة". 4 "5/ 409-410" "5818" وفي النقل اختصار، وما بين المعقوفين منه. وزاد السيوطي "2/ 20" نسبته إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي [186/ 9] . والخبر عند الواحدي أيضا "ص77". 5 "5/ 408" "5814" وانظر "مرويات الإمام أحمد في التفسير" "1/ 220 ". 6 هذا تصرف من المؤلف، وفي الطبري: "فتنذر أن عاش ولدها أن تجعله مع أهل الكتاب على دينهم".

الأنصار1 على دينهم فقالوا: إنما جعلناهم على دينهم ونحن نرى أن دينهم أفضل من ديننا! فإذا جاء الله بالإسلام فلنكرهنهم فنزلت {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين} فكان فصل ما بين من اختار اليهودية والإسلام فمن لحق بهم اختار اليهودية، ومن أقام2 اختار الإسلام. وفي لفظ له3 من هذا الوجه: فكان فصل ما بينهم، إجلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير، فلحق بهم من لم يسلم وبقي من أسلم وفي رواية له4 أيضا لحق بخيبر5. 2- قول آخر: أخرج الطبري6 وإسماعيل القاضي7 في "أحكام القرآن" وأبو

_ 1 في الأصل: النصارى. ووضع الناسخ فوقها: كذا. وهو تحريف. 2 في الأصل: اختار. وهو خطأ وأثبت ما في الطبري. 3 "5/ 409" "5815 ". 4 "5/ 409" "5816". 5 نص الطبري: "ومن كره لحق بخيبر". 6 "5/ 410" "5819" وفي النقل اختصار وتصرف. 7 هو الإمام العلامة الحافظ شيح الإسلام إسماعيل بن إسحاق البصري المالكي قاضي بغداد وصاحب التصانيف ولد سنة "199" وتوفي فجأة سنة "282". قال الذهبي: "له كتاب أحكام القرآن" لم يسبق إلى مثله انظر "سير أعلام النبلاء" له "13/ 339" الترجمة "157". وقال ابن العربي في مقدمة "أحكام القرآن" وقد ذكر "تفسير الطبري" "1/ 3": "وأعظم من انتقى منه الأحكام بصيرة: القاضي أبو إسحاق فاستخرج دورها، واستحلب دورها وإن كان قد غير أسانيدها لقد ربط معاقدها، ولم يأت بعدهما من يلحق بهما". وهو من مرويات الحافظ انظر "المعجم المفهرس" "ص960" من المخطوط. وتوجد قطعة منه في تونس انظر "القواعد المنهجية في التنقيب عن المفقود من الكتب والأجزاء التراثية" للدكتور حكمت بشير ياسين "ص51". 8 نقل عنه أيضًا في "الإصابة" في ترجمة أبي الحصين في "الكنى" "4/ 44" "282" ولكنه قال: "وعن السدي أسنده إلى رجل من قومه" ونقله عنه فيمن اسمه حصين "1/ 340" "1758" ولم يذكر أحدًا فوق السدي.

داود في "الناسخ والمنسوخ"1 من طريق أسباط عن السدي2 في هذه الآية قال: نزلت في رجل من الأنصار يقال له أبو الحصين3، كان له ابنان فقدم تجار من الشام إلى المدينة يحملون الزيت فلما باعوا وأرادوا أن يرجعوا، أتاهم ابنا أبي الحصين فدعوهما إلى النصرانية، فتنصرا وذهبا معهم إلى الشام فأتى أبوهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن ابني تنصرا وخرجا أما4 أطلبهما5:؟ فقال: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين} ولم يؤمر يومئذ بقتال أهل الكتاب فقال: "أبعدهما اللهّ! هما أذل 6 من كفر" فوجد أبو الحصين في نفسه7 فأنزل الله {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُم} إلى قوله: {تَسْلِيمًا} 8 ثم نسخ {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين} فأمر بقتال أهل الكتاب في سورة براءة. - طريق أخرى: قال عبد بن حميد: نا روح بن عبادة عن موسى بن عبيدة أخبرني عبد الله بن عبيدة أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني سالم بن عون كان له ابنان تنصرا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم فقدما المدينة في نفر منهم يحملون.

_ 1 ذكره في "الإصابة" في الموضعين المشار إليهما لكنه قال في "الكنى": "ذكر المزي في ترجمة جعفر بن محمد أن أبا داود أخرجه في كتاب الناسخ والمنسوخ ... " فكأنه لم يعد إليه مباشرة، وانظر "تهذيب الكمال" للمزي ترجمة جعفر بن محمد بن الهذيل الكوفي "5/ 102" وفيه: "عن السدي، وأسنده إلى من فوقه". وزاد السيوطي "2/ 21" نسبته إلى ابن المنذر. 2 نقله عن السدي مجردًا الواحدي "ص77" وفي نقله اختصار. 3 نص أبي داود في "تهذيب الكمال" و"الإصابة" وقد نقل اختصار. 4 هذا ما رجحت، ويحتمل الرسم: أنا وهي في الأصل دون تنقيط. 5 في الطبري: "فأطلبهما؟ " بصيغة الاستفهام، هكذا أثبت المحقق. وفي الواحدي: "فقال: أطلبهما، فأنزل الله ... ". وهذا يحتمل الاستئذان ويحتمل الطلب. 6 في الطبري والواحدي: أول. 7 في "الدر" زيادة: "على النبي صلى الله عليه وسلم حين لم يبعث في طلبهما" وهذا يرجح الطلب. 8 النساء: "65".

الطعام فرآهما أبوهما فالتزمهما وقال: والله لا أدعكما حتى تسلما فأبيا أن يسلما فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن قدما المدينة فقال: يا رسول الله أيدخل بعضي النار وأنا أنظر؟ فأنزل الله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين} 1. طريق أخرى: قال محمد بن إسحاق2: حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير في قوله: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين} : نزلت في رجل من بني سالم بن عوف من الأنصار يقال له الحصين كان له ابنان نصرانيان وكان هو مسلما فذكر نحو رواية السدي. 3- قول آخر أخرج الطبري3 وعبد بن حميد من رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: كان اليهود أرضعوا رجالا من الأوس فلما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإجلائهم، قال أبناؤهم من الأوس: لنذهبن معهم ولندينن بدينهم! فمنعهم أهلوهم وأكرهوهم على الإسلام ففيهم نزلت هذه الآية {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين} . ومن رواية لعبد من هذا الوجه: كان ناس من الأنصار مسترضعين في بني قريظة. وفي رواية الفريابي: من بني النضير، وفي أخرى عند الواحدي4: قريظة

_ 1 نقله الواحدي عن مسروق مجردًا "ص78"، نقله عن الواحدي المؤلف في "الإصابة" "341/ 1" -وقد تحرف الواحدي إلى "الواقدي- ثم قال: "وأخرجه عبد بن حميد" فذكره وقال: "موسى: ضعيف" وقد مر في الآية "191". 2 نقل هذا عن محمد بن إسحاق في "الإصابة" "1/ 341 و4/ 44" وفيهما "أخرج الطبري من طريق محمد" ثم ساقه، فيبدو أنه هنا لم يرجع إلى ابن إسحاق مباشرة، انظر "تفسير الطبري" "5/ 409" "5817" و"الفتح السماوي" "1/ 312". 3 "5/ 411" "5820". 4 "ص78" من طريق خصيف عن مجاهد.

والنضير. وأخرج الطبري1 من طريق أخرى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، وعن وائل2 عن الحسن: أن أناسا من الانصار ارتضعوا في بني النضير. 4- وأخرج الطبري3 من طريق العوفي عن ابن عباس: نزلت4 {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين} لما دخل الناس في الدين وأعطى أهل الكتاب الجزية. وقال عبد الرزاق5 عن معمر عن قتادة: كانت العرب لا دين لهم فأكرهوا بالسيف6 ولا يكره اليهود ولا النصارى ولا المجوس إذا أعطوا الجزية. ونقل الثعلبي عن قتادة عن الضحاك وعطاء وأبي روق: إن معنى الآية: إن العرب كانت أمة واحدة أمية ليس لهم دين ولا كتاب فلم يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف، فلما أسلموا طوعا أو كرها أمر الله أن يقاتل أهل الكتاب إلى أن يسلموا أو يقروا بالجزية فمن أدى الجزية لم يكره على الإسلام. وعن مقاتل بن سليمان7 كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقبل الجزية إلا من أهل الكتاب فلما دخل العرب في الدين قبل الجزية من المجوس قال منافقوا أهل المدينة: زعم محمد أنه لا يقبل الجزية إلا من أهل الكتاب فما بال المجوس؟ فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل

_ 1 "5/ 412" "5826". 2 لم أجده فيمن روى عن الحسن في "تهذيب الكمال"للمزي. 3 "5/ 413-414" "5832" في ضمن القول الثاني من الأقوال التي ذكرها. 4 لم يقل في التفسير "نزلت" وإنما ذكر الآية قال: "وذلك لما دخل ... ". 5 في تفسيره "ص34" وأخرجه عنه الطبري "5/ 413" "5830" وفي النقل تصرف. 6 اللفظ في عبد الرزاق: "كانت العرب ليس لها دين، فأكرهوا على الدين بالسيف، ولا يكره اليهودي ... ". 7 انظر تفسيره "1/ 135" وفي النقل اختصار كثير وتصرف.

الله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} يعني بعد إسلام العرب. 156- قوله ز تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور} [الآية: 257] 1. أخرج الطبري2 من طريق منصور بن المعتمر عن عبدة3 بن أبي لبابة عن مجاهد أو مقسم في هذه الآية قال: كان قوم آمنوا بعيسى، وقوم كفروا به، فلما بعث الله محمدا آمن به الذين كفروا بعيسى وكفر به الذين آمنوا بعيسى فقال الله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} الآية. هذه رواية بهز4 وأخرجه من رواية معتمر5 عن منصور عن رجل عن عبدة بن أبي لبابة قال في هذه الآية: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} كان أناس آمنوا بعيسى لما جاءهم محمد آمنوا6 به فأنزلت فيهم. ونقله الثعلبي عن ابن عباس بلفظ: هم قوم كفروا بعيسى ثم آمنوا بمحمد فأخرجهم الله من كفرهم بعيسى إلى الإيمان بمحمد المصطفى في الأنبياء7.

_ 1 ما سيذكره المؤلف هنا هو أقرب إلى التفسير منه إلى سبب النزول. 2 "5/ 426" "5859" وفي النقل اختصار. 3 في الأصل: عبيدة وهو ترحيف. انظر "التقريب" "ص369" "4274". 4 كذا في الأصل، ولا ذكر لـ"بهز" في هذه الرواية! فالله أعلم. 5 "5/ 426" "5860". 6 أثبت محقق الطبري الأستاذ محمود شاكر هذه الكملة: "كفروا" وقال: في المطبوعة والمخطوطة: "آمنوا" والصواب أثبت، أخطأ "الناسخ" في نسخة وعجل ... ". قلت: ويبدو من نقل ابن حجر أن الخطأ قديم! 7 كذا العبارة ولا تخلو من نظر.

157- قوله ز تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَات} . قال المقاتلان1: هم اليهود كانوا آمنوا بمحمد قبل أن يبعث لما يجدونه في كتبهم من نعته أي: صفته فلما بعث كفروا به2. 158- قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} [الآية 260] . ذكر الواحدي3: ما أورده أئمة التفسير في ذلك عن ابن عباس والحسن بن عكرمة وقتادة وعطاء الخراساني والضحاك وابن جريج وابن إسحاق في كتاب "المبتدأ"4، وهذا ليس من أسباب النزول التي يكثر السؤال عنها ويبني5 عليها الأحكامَ أهلُ الكلام حيث يكون الحكم عاما، أو يختص بها مَنْ نزلت بسببه، وإنما هو من ذكر أسباب ما وقع في الأمم الماضية، وقد أخل بالكثير من هذا أوله القصة التي قبل هذه في الذي أنزلت فيه {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ} ، وقد استدركت كثيرا مما فاته من ذلك، من غير استيعاب، بخلاف ما هو صريح في سبب نزول الآية المخصوصة فإنني استوعبته بحسب الطاقة6، والكثير منه مما استدركته عليه.

_ 1 انظر "تفسير مقاتل بن سليمان" "1/ 136" والنقل بالمعنى. وقول مقاتل بن حيان لم أجده في ابن كثير ولا السيوطي. 2 لو وضع المؤلف هذا القول تحت عنوان: "قول آخر" في الترجمة السابقة لكان أفضل من أفراده. 3 "ص79-80". 4 التصريح بكتاب المبتدأ من زيادة المؤلف. 5 في الأصل: تنبني. 6 كتب الناسخ هنا: "وقد نبهت على الأول حيث وقع غالبًا". ثم شطب عليها، وستأتي قريبًا.

وهو في تسمية الذين قال إنه نقل عنهم هذه القصة تابع للثعلبي، فإنه نسب ذلك ذهولا، ومراده أن الرواية عنهم على سبيل التوزيع عليهم، وقد نبهت على الأول1 حيث وقع غالبا. ومحصل القول في السبب الذي حمل إبراهيم عليه السلام على السؤال خمسة أقوال: - أحدها: أنه تيقن لكنه بالمشاهدة أراد أن يزداد يقينا. وأخرج عبد بن حميد بن سلم بن قتيبة عن أبي هلال وعن روح عن عوف واللفظ له كلاهما عن الحسن قال: إن كان إبراهيم عليه السلام لموقنا بأن الله يحيي الموتى ولكن لا يكون الخبر عند ابن آدم كالعيان، وأن الله أمره أن يأخذ أربعة من الطير إلى آخره2. - الثاني: أن إبليس أراد أن يشككه ففزع إلى سؤال ربه. فأخرج أبو الشيخ في "التفسير" من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان نا أبي قال: كنت جالسا مع عكرمة عند الساحل فقال عكرمة: إن الذين يغرقون في البحر تتقسم الحيتان لحومهم فلا يبقى منهم شيء إلا العظام فتلقيها الأمواج على البر فتصير حائلة نخرة، فتمر بها الإبل فتأكلها فتبعر، ثم يجيء قوم فيأخذون ذلك البعر فيوقدون به فتخمد تلك النار فتجيء الريح فتسقي ذلك الرماد عن الأرض فإذا جاءت النفخة خرج أولئك وأهل القبور سواء، أورده الواحدي3 عقب رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم4 التي أخرجها الطبري5 قال: مر إبراهيم عليه السلام

_ 1 لعله يقصد بقوله: "الأول": الثعلبي تأمل. 2 عزاه السيوطي "2/ 36" إلى البيهقي في الشعب فقط، وذكر نصه كاملًا. 3 "ص80". 4 "ص80-81". 5 "5/ 486" "5966" وقد ساق المؤلف لفظ الواحدي.

بحوت ميت نصفه في البر ونصفه في البحر فما كان في البحر فدواب1 البحر تأكله وما كان في البر فدواب1 البر تأكله فقال له إبليس الخبيث متى يجمع الله2 هذه الأجزاء من بطون هؤلاء؟ فقال يا: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ} الآية. - الثالث: أن إبراهيم عليه السلام أتى على دابة توزعتها السباع والدواب3 فقال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} . أخرج الطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة4 ومن طريق عبيد بن سليمان5 عن الضحاك قال: مر إبراهيم على دابة ميت قد بلي وتقسمته السباع والرياح فقام ينظر فقال: سبحان الله كيف يحيى الله هذا؟ وقد علم أن الله قادر على ذلك فأراد6 أن يشاهد الكيفية. وأما ابن جريج فأخرج الطبري7 من "تفسير"8 سنيد عن حجاج عنه قال: "بلغني أن إبراهيم بينما هو يسير إذا هو بجيفة حمار" فذكر نحوه وفيه: "فعجب ثم قال: رب قد علمت لتجمعنها من بطون هذه السباع رب أرني" وفي آخره "قال: بلى ولكن ليس الخبر كالمعاينة" وهذا يمكن أن يرجع إلى الذي قبله.

_ 1 في الأصل: فذوات وأثبت ما في الطبري والواحدي. 2 ذهب لفظ الجلالة في التصوير، واستدركته من المصدرين. 3 طمست بعض حروفها واستدركتها من الطبري. 4 "5/ 485" "5964". 5 "5/ 485-486" "5963". 6 من هنا إلى الأخير لم يرد في الطبري. 7 "5/ 486" "5965" وفي النقل اختصار. 8 في الأصل: سعيد وهو تصحيف.

وذكره مقاتل بمعناه1 لكن في آخره: ليسكن قلبي بأنك أريتني الذي أردت. - السبب الرابع: أورده الطبري2 من طريق محمد بن إسحاق قال: لما جرى بين إبراهيم وبين قومه ما جرى3 وخرج من النار4 قال له نمرود5: أرأيت إلهك هذا الذي تدعو إلى عبادته ما بلغ من قدرته؟ قال: ربي الذي يحيي ويميت قال: أنا أحيي وأميت، فذكر ما قص الله تعالى فقال إبراهيم عند6 ذلك: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} إلى قوله: {لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} عن غير شك في قدرة الله ولكنه أحب أن يعلم ذلك وتاق إليه قلبه، هكذا ساقه الطبري بسنده وذكره الواحدي7 عن ابن إسحاق بلفظ: إن إبراهيم لما احتج على نمرود قتل نمرود رجلا وأطلق رجلا ثم قال: قد أمت وأحييت فقال له إبراهيم: فإن الله يحيي بأن يرد الروح إلى جسد ميت، فقال له نمرود: هل عاينت هذا الذي تقوله؟ فلم يقدر أن يقول نعم، فانطلق إلى حجة أخرى ثم سأل ربه أن يريه إحياء الموتى لكي يطمئن قلبه عند الاحتجاج ويخبر عن مشاهدة. وهذا أخرجه الطبري أيضا8 وفيه أن نمرود لما قال: أنا أحيي وأميت قال له إبراهيم: كيف تحيي وتميت؟ قال: آخذ رجلين قد استوجبا القتل في حكمي فأقتل أحدهما فأكون قد أمته وأعفو عن الآخر فأكون قد أحييته، فقال له إبراهيم عند ذلك: "فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فائت بها من المغرب" فبهت عند ذلك نمرود

_ 1 "1/ 139". 2 "5/ 487" "5967" وفي النقل تصرف. 3 فيه: مما قصه الله في "سورة الأنبياء". 4 هذه العبارة من إضافة المؤلف. 5 في الطبري والواحدي: نمروذ. 6 في الأصل: حقق وهو تحريف والتصحيح من الطبري. 7 "ص80". 8 لم أجده في تفسير هذه الآية ولا في تفسير سورة الأنبياء.

ووقعت عليه الحجة. - السبب الخامس: أخرجه الطبري1 من طريق أسباط بن نصر عن السدي قال: "لما اتخذ الله إبراهيم خليلا سأل ملك الموت ربه أن يأذن له فيبشر إبراهيم عليه السلام بذلك، فأذن له، فأتى إبراهيم وليس في البيت، فدخل داره وكان إبراهيم أغير الناس إذا خرج أغلق الباب فلما جاء فوجد في داره رجلا ثار2 إليه ليأخذه وقال له: من أذن لك أن تدخل داري؟ فقال ملك الموت: أذن لي رب هذه الدار! فقال إبراهيم: صدقت، وعرف أنه ملك الموت قال: من أنت؟ قال: أنا ملك الموت جئتك أبشرك بأن الله قد اتخذك خليلا! فحمد الله" قصة في سؤاله ملك الموت أن يريه صورته حين يقبض الكافر وفي حين يقبض المؤمن3: قال وقام إبراهيم يدعو ربه يقول: رب أرني كيف تحيي الموتى؟ حتى أعلم أني خليلك قال: أو لم تؤمن؟ أي: تصدق بأني خليلك قال: بلى ولكن ليطمئن قلبي بخلولتك4. ثم أخرج5 من طريق عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبي إسحاق6 عن سعيد بن جبير قال: {لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} بالخلة ومن طريق علي بن أبي طلحة7 عن ابن

_ 1 "5/ 487-488" "5968". 2 في الأصل: فار. بدون تنقيط. 3 في الأصل: الكافر وهو سهو من الناسخ. 4 في الاصل: بخولتك وهو خطأ. 5 "5/ 489" "5969". 6 لم يذكر: "عن ابن إسحاق" في الطبري. وعمرو بن ثابت يروي عن أبيه وعن أبي إسحاق كما في "التهذيب" "8/ 9" وعمرو ضيعف رمي بالرفض. هكذا لخص المؤلف ما قيل فيه في "التقريب" "ص419 ". وأبوه يروي عن سعيد "التهذيب" "2/ 16". فلعل صحة العبارة عن أبيه عن أبي إسحاق. 7 "5/ 494" "5986".

عباس في قوله: {لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} : أعلم أنك تجيبني إذا دعوتك، وتعطيني إذا سألتك. قلت: وهذا يمكن أن يرد إلى الخلة لأن ذلك من شأن الخليل ويجوز أن يكون سببا آخر، ويؤخذ من هذين الأمرين أن ابن عباس حمل السؤال على الكيفية لا على أصل إحياء الموتى لأنه كان يتيقن أن الله يحيي الموتى فسأله أن يريه الكيفية وعلى هذا فقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المخرج في الصحيح1: "نحن أولى 2 بالشك من إبراهيم" معناه أنه ليس في القصة ما يقتضي أنه حصل عنده شك في القدرة وإنما أراد الاستظهار على من ينكرها إذا شاهد كيفيتها فأخبر عن معاينة، وتقدير الخبر: نحن أحق بالشك من إبراهيم أن لو شك. ومنهم من قال: المراد بقوله نحن خطاب من خطابهم والتقدير أنتم وإنما عبر بنحن تأنيسا لهم بإيهام دخوله معهم3. 159- قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّه} [الآية 262] . قال الثعلبي: قال الكلبي:4 نزلت في عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف أما عبد الرحمن بن عوف فإنه جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم بأربعة آلاف درهم وأربعة آلاف أقرضها ربي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بارك الله لك 5 فيما أمسكت وفيما أعطيت"، وأما عثمان فقال: علي جهاز من6 لا جهاز له في غزوة تبوك، فجهز المسلمين

_ 1 انظر "صحيح البخاري"، كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ} . "الفتح" "6/ 410-411" وكتاب التفسير "الفتح" "8/ 201" من طريق واحد. 2 لفظ البخاري: أحق. 3 وانظر تفصيلًا في شرح ذلك في "الفتح" "6/ 412". 4 نقله الواحدي عنه "ص871". 5 "لك" من الواحدي. 6 رسمت في الأصل: ى.

بألف بعير بأقتابها وأحلاسها1، وتصدق برومة -ركية كانت له2- على المسلمين فنزلت فيهما هذه الآية. وقال مقاتل بمعناه مختصرا. وقال ابن ظفر: نزلت في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن، أما أبو بكر فأنفق جميع ماله، وأما الباقون فأنفق نصف ما عنده وكذا ابن عوف وأما عثمان فاشترى بئر رومة وجهز جيش العسرة وأما علي فباع حائطا له باثني عشر ألفا فتصدق بجميعها وأصبح يوما وليس عنده سوى أربعة دراهم فتصدق بها وكان كثير الإيثار على نفسه3 " " [وقال] 4 أبو سعيد الخدري: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا يديه5 يدعو لعثمان بن عفان ويقول: "يا رب عثمان بن عفان رضيت عنه فارض عنه" فما زال رافعا يده حتى طلع الفجر، فأنزل الله عز وجل فيه

_ 1 انظر عن هذا التجهيز "الفتح" "5/ 408 و7/ 54". والأقتاب جمع قتب وهو كما في "القاموس" "ص157": "الأكاف الصغير على قدر سنام البعير" والأحلاس جمع حِلْس وهو كما في "القاموس" أيضًا "ص694": "كساء على ظهر البعير تحت البرذعة". 2 قال البخاري في "صحيحه"، كتاب "الوصايا"، باب إذا وقف أرضًا أو بئرًا ... " وقال عبدان: أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن أن عثمان رضي الله عنه حيث حوصر أشرف عليهم وقال: أنشدكم الله، ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من حفر رومة فله الجنة"، فحفرته ألستم تعلمون أنه قال: "من جهز جيش العسرة فله الجنة"، فجهزته قال: فصدقوه بما قال" "الفتح" "5/ 406-408" وذكره دون سند في كتاب "فضائل الصحابة" مناقب عثمان "الفتح" "7/ 52" وهل حفر عثمان رومة أم اشتراها؟ خلاف ويمكن الجمع انظر "الفتح" "5/ 407-408". 3 ترك الناسخ هنا ثلاثة أرباع سطر فارغًا وكتب في منتصف السطر: كذا، وكأن ابن حجر تركه فارغًا ليثبت فيه من أخرج كلام أبي سعيد الخدري الآتي. 4 هذه الكلمة استدركتها من الواحدي "ص81" وقد ذكر قوله هذا بعد قول الكلبي السابق وزاد ابن حجر النقل عن مقاتل وابن ظفر. 5 في الواحدي: يده.

{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّه} الآية. 160- قوله تعالى: {وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُون} [الآية 267] . قال عبد بن حميد: أنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن السدي عن أبي مالك عن البراء قال: نزلت فينا هذه الآية كنا أصحاب نخل فكان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرة نخله وقلته2 فيعلقه في المسجد، وكان أهل الصفة3 ليس لهم طعام إذا جاع أحدهم أتى القنو4 فضربه فيسقط من البسر والتمر ما يأكله، وكان أناس ممن5 لا يرغب في الخير يجيء أحدهم بالقنو فيه الحشف [و] 6 بالقنو فيه الشيص [و] 6 بالقنو وقد انكسر فيعلقه قال فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} . وهكذا أخرجه الترمذي7 وابن أبي حاتم8 من رواية عبيد الله بن موسى.

_ 1 رجعت إلى "زاد المسير"لابن الجوزي و"التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان" للشيخ محمد بن يحيى الأشعري المالقي "ت741هـ" و"البحر" لأبي حيان و"تفسير ابن كثير" و"فتح الباري" و"الإصابة" لابن حجر و"الدر المنثور" فلم أجده. وقد استبعد دروزة علاقة هذه الآية بغزوة تبوك وذكر هذه الآية ضمن فصل يبدأ بالآية "261" وينتهي بالآية "474". انظر التفصيل في "التفسير الحديث" "7/ 396-398". 2 في الأصل هنا زيادة "فيجيء الفقير" وهو هنا غريب فحذفته. 3 في الأصل: الصبر وكتب في الهامش: الصفة وهو الصحيح. 4 القنو: العذق والجمع: القنوان والإقناء. انظر "مختار الصحاح" "ص580". 5 في الأصل: مما هو خطأ. 6 الواو زيادة مني استدركتها في "الدر". 7 في "الجامع"، كتاب "التفسير" "5/ 203-204" "2987" وقال: "هذا حديث حسن غريب صحيح" وكذلك نقله القرطبي في "الجامع" "3/ 211" ونقل قوله ابن كثير "1/ 320" وليس فيه "صحيح"! وعزاه السيوطي في "اللباب" "ص49" إلى ابن ماجه ايضًا وفي "الدر المنثور" "2/ 85" إلى آخرين فانظره. 8 نقله عنه وذكر سنده ابن كثير "1/ 320".

وأخرجه الروياني1 والحاكم في "المستدرك" من طريق أسباط بن نصر عن السدي عن عدي بن ثابت عن البراء نحوه ولفظه2: نزلت هذه الآية في الأنصار كانوا عند جذاذ3 النخل من حيطانها يخرجون أفناء من التمر والبسر4 فيعلقونها على حبل بين أسطوانتين في المسجد فيأكل5 منه فقراء المهاجرين الحديث فنزلت6. وأخرج الحاكم7 من طريق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن جابر

_ 1 وضع الناسخ فوقه "كذا" وكتب في الهامش كلمتين ذهب نصفهما في التصوير، ويفهم من الباقي: "لعله الفريابي" وليس كذلك، فالمقصود، الروياني، والحديث مذكور في "مسنده" في الجزء الثاني والعشرين "وفيه بقية حديث البراء" "الورقة 90ب". وهذا المنسد من مرويات الحافظ قال في "المعجم المفهرس" "ص116": "قرأت الكثير منه وأروي سائره بالإجازة". والروياني هو الإمام الحافظ الثقة أبو بكر، محمد بن هارون توفي سنة "307هـ"، انظر ترجمته في "السير" للذهبي "14/ 507-510" و"تاريخ التراث العربي" لسزكين "م1/ ج1/ ص335-336". 2 انظر "المستدرك" "2/ 285", لم يلتزم المؤلف باللفظ! وقد تصرف فزاد ونقص! وهذا أقرب ما يكون إلى لفظ الواحدي فقد روى هذا الحديث انظر "الأسباب" "ص82". وقال الحاكم بعد ذكره: "هذا حديث غريب صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، ونسب ابن كثير "1/ 320" إلى الحاكم قوله: "صحيح على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه" وقد عرفت الموجود في المطبوع! 3 جذه: كسره وقطعه انظر "المختار" "ص112". 4 في "مختار الصحاح" "ص64": "البسير: أوله طلع ثم خَلال -بالفتح- ثم بَلَح- بفتحتين- ثم بسر ثم رطب ثم تمر، الواحدة، بسرة". 5 هكذا في "مسند الروياني" والحاكم والواحدي وابن كثير، وفي الأصل: ينال والظاهر أنه تحريف. 6 ورواه الطبري "5/ 559" "6193 ". 7 في "المستدرك" "2/ 283-284" وقال: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. ونقله السيوطي عنه "2/ 59" ورواه الواحدي ايضًا "ص81-82".

قال: [أمر] 1 النبي صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر بصاع من تمر فجاء رجل بتمر رديء فنزلت. وأخرجه الفريابي وعبد بن حميد عن قبيصة عن الثوري به2 عن جعفر عن أبيه مرسلا لم يذكر جابر وزاد فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يجزين هذا التمر". فنزلت وأمر النبي صلى الله عليه وسلم [الذي يخرص التمر] أن لا يجيزه3. وأخرج عبد بن حميد والنسائي4 من طريق أبي أمامة بن سهل كان المنافقون يتلومون5 شرار ثمرهم الصدقة فنزلت. وأخرجه ابن أبي حاتم موصولا من طريق أبي الوليد عن سليمان بن كثير عن الزهري عن أبي امامة عن أبيه.

_ 1 من "المستدرك". 2 كرر هنا في الأصل: عن الثوري. ووضع الناسخ فوق "عن"كذا وهو خطأ فحذفته. 2 عزاه السيوطي "2/ 58-59" إلى عبد بن حميد فقط وليس فيه: فقال رسول الله: "لا يجزين هذا التمر" ومنه استدركت ما بين المعقوفين. 4 في "سننه" كتاب "الزكاة" باب قوله عز وجل: {وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيث} "5/ 43" "2492" ولفظه ".. {وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} قال: هو الجعرور ولون حبيق فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تؤخذ في الصدقة الرُّذالة" قال السيوطي في شرحه عليه عن المذكورين: "هما نوعان من التمر رديئان" وضبط الرذالة بضم الراء وإعجام الذال وقال: "الرديء". وكان ابن كثير أورد حديث ابن أبي حاتم، الموصول "1/ 320-321" ونصه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لونين من التمر والجعرور والحبيق وكان الناس يتيممون شرار ثمارهم ثم يخرجونها في الصدقة فنزلت {وَلا تَيَمَّمُوا} ثم قال: "رواه أبو داود ... وقد روى النسائي هذا الحديث من طريق عبد الجليل فذكر نحوه" وكأن ابن حجر نظر "تفسير ابن كثير" فقال ما قال، ولم يعد إلى النسائي مباشرة ولو عاد لوجد اللفظ مختلفًا! 5 لفظ ابن أبي حاتم عبد ابن كثير "1/ 321": يتيممون. ويتلومون من تلوم في الأمر: تمكث وانتظر كما في "القاموس" مادة لوم "ص1496" وكلا اللفظتين محتمل هنا كما ترى.

وذكره أبو داود1 عن أبي الوليد مختصرا. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد من طريق مجاهد نحوه وعبد من طريق قتادة2: ذكر لنا أن الرجل كان يكون له حائطان3 على عهد نبي الله صلى الله عليه وسلم فينظر إلى أردئهما4 تمرا فيتصدق به ويخلط5 به الحشف، فعاب الله ذلك عليهم، وتلا هذه الآية. وعن يعلى بن عبيد عن جويبر عن الضحاك: كان ناس من المنافقين يجيئون بصدقاتهم بأردئ ما عندهم من التمر فأنزل الله تعالى: {وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ} 6. ومن طريق الحسن نحوه. وأخرجه الثعلبي من طريق محمد بن مروان السدي الصغير في روايته عن الكلبي عن باذان عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: "إن لله في أموالكم حقا فإذا بلغ حق الله فأعطوا منه" فكانوا يأتون أهل الصدقة بصدقاتهم ويضعونها في المسجد فإذا اجتمعت قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل بعد ما رق أهل المسجد وتفرق عامتهم بعذق حشف فوضعه في أهل الصدقة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبصره فقال: "من جاء بهذا؟ " قالوا: لا ندري، فقال: "بئس ما صنع صاحب هذا"، وأمر به فعلق، فكل من رآه من الناس يقول: بئس ما صنع صاحب هذا الحشف فأنزل الله هذه الآية قلت: وذكره مقاتل بن سليمان7 بمعناه لكن قال في أوله: إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر

_ 1 في "سننه"، كتاب "الزكاة" باب ما لا يجوز من الثمرة في الصدقة "2/ 110-111" "1607. وانظر "تفسير الطبري" "5/ 561" و"تفسير ابن كثير" "1/ 320-321". 2 وأخرجه عنه الطبري "5/ 562". من طريق سعيد. 3 في الأصل: حلطان، هكذا بدون تنقيط. 4 في الأصل: أرادهما. 5 في الأصل: وتحلف، بدون تنقيط. 6 وأخرجه الطبري "5/ 565-566" "6156" من طريق يزيد عن جويبر. 7 في تفسيره "1/ 142".

بالصدقة قبل أن تنزل آية الصدقات. محمد1 بن يحيى بن حبان2 الأنصاري أن رجلا من قومه أتى بصدقته يحملها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنواع من التمر من الجعرور ونحوه مما لا خير فيه من التمر فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله تعالى هذه الآية. 161- قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} الآية 271. 1- قال الواحدي3: قال ابن الكلبي: لما نزل قوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ} 4 قالوا: يا رسول الله صدقة السر أفضل أم صدقة العلانية فأنزل {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ} الآية. وذكره الثعلبي بغير إسناد. 2- قول ز آخر أخرج ابن أبي حاتم5 نا أبي نا الحسين بن زياد مؤدب محارب نا موسى بن عمير عن الشعبي في قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِي} الآية: قال: أنزلت في أبي بكر وعمر، أما عمر فجاء بنصف ماله حتى دفعه للنبي

_ 1 وضع الناسخ فوقه: كذا، إشارة إلى عدم ارتباط الكلام، وقد ذكر السيوطي في "الدر" "2/ 59" هذا الخبر وعزاه إلى ابن المنذر ونصه " ... أتى بصدقته يحملها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصناف من التمر ومعروفة من الجعرور واللينة والأرياخ والخضرة وآمعاء فارة، وكل هذا لا خير فيه ... ". 2 وضع الناسخ فوق الحاء فتحة وهو مصيب، ومحمد من أتباع التابعين في المدينة إمام أخرج عنه الستة توفي سنة "121" انظر ترجمته في "التهذيب" "9/ 507-508" وفي آخرها قال ابن حجر: "قلت: قال" وينقطع الكلام! و"مشاهير علماء الأمصار" لابن حبان "ص136" "1079" فالخبر منقطع. 3 "ص82". 4 البقرة: "270". 5 نقله بسنده ابن كثير "1/ 323" وما بين المعقوفين منه، وفي نقل المؤلف اختصار.

صلى الله عليه وسلم، وأما أبو بكر فجاء بماله كله [يكاد] يخفيه من نفسه حتى دفعه للنبي صلى الله عليه وسلم1. وقصة إتيان أبي بكر وعمر بالمال وردت من طريق موصولة2، ولكن ليس فيها ذكر نزول الآية أخرجها3 أبو داود4 وصححها5 الترمذي6 والحاكم7 من رواية زيد ين أسلم عن أبيه عن عمر به. 162- قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [الآية 272] . 1- قال الفريابي في "تفسيره": نا سفيان عن الاعمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال8: كانوايكرهون أن يرضخوا لأنسابهم9 من المشركين، فسألوا فرخص لهم فنزلت هذه الآية {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} إلى قوله: {وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُون} .

_ 1 منقطع. وزاد السيوطي "2/ 85" نسبته إلى ابن مردويه والأصبهاني في "الترغيب"وابن عساكر. 2 في الأصل: "موصولة أخرجها" ووضع الناسخ بعد "أخرجها": كذا. وهو مصيب فحذفتها ويغني عنها ما سيأتي. 3 في الأصل: أخرجه. 4 في "سننه"، كتاب "الزكاة" باب الرخصة في ذلك بعد باب الرجل يخرج من ماله "2/ 129" "1678". 5 في الأصل: وصححه. 6 في "جامعه" كتاب "المناقب" باب في مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما كليهما "574/ 5" "3675" وقال: "هذا حديث حسن صحيح". 7 في "مستدركه"، كتاب "الزكاة" "1/ 414" وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. 8 في الأصل: قالوا. ووضع الناسخ فوقها كذا وعدلتها إلى ما ترى. 9 في النسائي: لأنسبائهم.

وأخرجه النسائي1 والطبراني2 من طريق الفريابي، وكذا هو في تفسير الثوري" رواية أبي حذيفة3. وأخرجه عبد بن حميد عن أبي داود [عمر] بن سعد4 الحفري5 عن سفيان. وأخرجه الطبري6 من طريق الحفري7 موصولا أيضا. ومن طريق أبي أحمد8 الزبيري9 وعبد الله بن المبارك10 عن سفيان كذلك ولفظ رواية ابن المبارك: كان أناس من الأنصار لهم أنسباء وقرابة من قريظة والنضير، وكانوا يتقون11 أن يتصدقوا عليهم ويريدون أن يسلموا فنزلت {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُم} الآية.

_ 1 في "تفسيره" "ص26" الرقم "72"، عزاه إليه في "التحفة" "4/ 402". 2 في "المعجم الكبير" "12/ 54" "12453" وأورده الهيثمي في "المجمع" "6/ 324" فسقط منه قوله: {يَكْرَهُون} وقال: "رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف ورواه البزار، بنحوه ورجاله ثقات". 3 لم أجده في المطبوع من "تفسيره" وقد مررت عليه كله، وكان ابن كثير قد قال "1/ 323" بعد أن أورد طريق النسائي: "وكذا رواه أبو حذيفة وابن المبارك وابن أحمد الزبير وأبو داود الحفري عن سفيان" وكأن ابن حجر نقل منه. 4 في الأصل: عن أبي داود عن سعيد وهو خطأ شديد. 5 لم تنقط في الأصل، ورسمت كأنها الحعرى، والصواب ما أثبت، وهذه النسبة -بفتح المهملة والفاء- نسبة إلى موضع بالكوفة، وأبو داود ثقة عابد مات سنة "203" "التهذيب" "7/ 452". 6 "5/ 587" "6202" وقد ذكره بكنيته: "أبي داود" ولم يذكر نسبته. 7 تصحف في الأصل إلى الحعدي! وفي "تفسير ابن كثير" "1/ 323" إلى الحضرمي، ونقله الشيخ أحمد شاكر في تخريج الطبري ساكتًا عليه غير منتبه إلى ما فيه! 8 في الأصل: ابن وما بعدها فراغ سقط منه اسم "أحمد". 9 "5/ 588" "6204" وقد ذكره بكنيته ولم يذكر نسبته. 10 "5/ 588" "6205". 11 في الأصل: ينهون ووضع الناسخ عليها إشارة لحق وفي الهامش:.. والتصحيح من الطبري.

وأخرج الثعلبي من تفسير الكلبي نحوه وزاد فأعطوهم بعد نزولها. ورواه أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير مرسلا، وخالف في سياقه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصدقوا إلا على أهل دينكم" فنزل قوله تعالى: [ {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} ] 1 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تصدقوا على أهل الأديان". أخرجه هكذا إسحاق في تفسيره عن جرير عنه2. وأخرجه الواحدي من طريق [سهل] بن عثمان عن جرير3. وأخرجه ابن أبي حاتم4 من طريق الدشتكي عن أشعث فوصله بذكر ابن عباس، ولفظه: كان يأمرنا5 أن لا نتصدق6 إلا على أهل الإسلام، حتى نزلت هذه الآية فأمرنا7 بالصدقة بعدها على كل من سألك من كل دين. وأخرجه الطبري8 من طريق يحيى بن يمان عن أشعث9 مرسلا بلفظ: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يتصدق على المشركين فنزلت فتصدق عليهم. وذكره الثعلبي عن سعيد بن جبير بغير إسناد ولفظه: كانوا يتصدقون على

_ 1 الزيادة من الواحداي. 2 عزاه السيوطي "2/ 87" إلى ابن أبي شيبة فقط. 3 "ص82-83" وما بين المعقوفين استدركته منه وكان فراغًا في الأصل. 4 نقله عنه ابن كثير "1/ 323-324" والسيوطي "2/ 86" وزاد نسبته إلى ابن مردويه والضياء. 5 في ابن كثير: يأمر. 6 لم تنقط في الأصل، وفي ابن كثير: يتصدق. 7 في ابن كثير والسيوطي: فأمر. 8 "5/ 587" "6201". 9 وتتمة السند: عن جعفر عن شعبة، وقوله: شعبة تصحيف لم تنتبه له محققًا التفسير والصحيح: سعيد.

فقراء أهل الذمة فلما كثر فقراء المسلمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر نحو الدشتكي1 وزاد: فمنعوهم ليدخلوا في الإسلام. وأخرج ابن أبي حاتم2 من طريق يزيد بن أبي حبيب المصري: إنما نزلت هذه الآية {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ} في [النفقة على] اليهود والنصارى. فكأنه يشير إلى هذا التفسير المذكور عن سعيد بن جبير [و] 3 عن ابن الكلبي. طريق آخر: أخرج عبد بن حميد والطبري4 من طريق سعيد عن قتادة: ذكر لنا أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: أنتصدق5 على من ليس من أهل ديننا؟ قال قتادة: فأنزل الله {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُم} الآية. طريق آخر: وأخرج الطبري6 من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس: كان الرجل من المسلمين إذا كان بينه وبين الرجل من المشركين قرابة وهو محتاج فلا يتصدق عليه يقول ليس من أهل ديني فأنزل الله عز وجل {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُم} الآية.

_ 1 وقد أسنده من قبله الطبري "5/ 589" "6209" فقال: "حدثني المثنى قال: حدثنا الحماني قال: حدثنا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير قال: كانوا يتصدقون" وهنا ينقطع الكلام وإن كان الناسخ قد وصله بما بعده انتبه إلى ذلك المحقق الأستاذ محمود شاكر واستدرك تتمة الأثر من "تفسير القرطبي". وعزاه السيوطي "2/ 87" إلى ابن المنذر. 2 نقله عنه السيوطي "2/ 88" وما بين المعقوفين منه. 3 زيادة لازمة منى. 4 "5/ 588" "6206" وقد عزاه إليهما السيوطي "2/ 87". 5 في الأصل: لا نتصدق. وأثبت ما في الطبري والسيوطي. 6 "5/ 588" "6207".

طريق آخر: أخرج الواحدي1 من طريق سهل بن عثمان العسكري عن ابن نمير عن حجاج عن سالم2 المكي عن ابن الحنفية كان المسلمون يكرهون أن يتصدقوا على [فقراء] 3 المشركين حتى نزلت هذه الآية فأمروا أن يتصدقوا عليهم. قول آخر: أخرج الثعلبي من تفسير ابن الكلبي4 قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة القضاء وكانت معه في تلك العمرة أسماء بنت أبي بكر فجاءتها أمها قتيلة5 وجدتها -يعني لأمها- تسألانها، وهما مشركتان فقالت: لا أعطيكما شيئا حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنكما لستما على ديني فاستأمرته في ذلك فأنزل الله تعالى هذه الآية، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية أن تتصدق عليهما فأعطتهما. انتهى6. وقال مقاتل بن سليمان7: نزلت في أسماء بنت أبي بكر سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن صلة جدها أبي قحافة فنزلت.

_ 1 "ص83". 2 في الواحدي: سلمان. 3 من الواحدي. 4 ونقله الواحدي عن الكلبي "ص83" ولم يذكر الثعلبي وكأنه أخذه منه. 5 ذكرها المؤلف في "الإصابة" القسم الأول "4/ 388-389" "885" باسم "قتلة" وقال: "وقيل: بالتصغير ... " ثم قال: "إن كانت عاشت إلى الفتح فالظاهر أنها أسلمت". 6 قال ابن كثير في تفسير سورة الممتحنة "4/ 349": "قال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قال: قدمت أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصلها؟ قال: "نعم صلي أمك". أخرجاه وثمة أحاديث أخرى وليس فيها ذكر {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} وإنما في بعضها فأنزل الله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} . 7 في تفسيره "1/ 144".

قلت: وهذا متوجه إن كان ما نقله ابن الكلبي ثابتا فإنه حينئذ يحتمل أن تكون أسماء سألت عن حكم صلة جدها أبي قحافة بعد أن دخلت مكة في العمرة المذكورة، والمحفوظ لأسماء أن أمها قدمت عليها المدينة تسألها كما سيأتي بيانه في تفسير سورة الممتحنة. وقال ابن ظفر: قيل إن عبد الرحمن بن أبي بكر كان مشركا بمكة، فكتب إلى أبيه يستوصله، فكره أن يصله بشيء لشركه، وإن أسماء بنت أبي بكر قدمت عليها أمها قتيلة مشركة تستوصلها فحجبتها ومنعتها، فنزلت الآية إذنا في الصدقة على الكفار. قلت: وقصة أسماء أشرت إليها، وأما عبد الرحمن فما عرفت سلفه فيه. 163- قوله ز تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّه} [الآية 273] . قال مقاتل1 هم: أهل الصفة منهم أبو هريرة وابن مسعود والموالي أربعمائة رجل لا أموال لهم بالمدينة، فإذا كان الليل أووا إلى الصفة فأمر الله بالنفقة عليهم. وقال ابن ظفر: قال ابن عباس: نزلت في الفقراء أهل الصفة مهاجرة الأعراب. وقال الثعلبي: كانوا نحوا من أربعمائة رجل لا مساكن لهم بالمدينة ولا عشائر، أووا إلى صفة المسجد، فيجيئون السوق بالنهار ويتعلمون القرآن بالليل وقالوا: نخرج في كل سرية فحض الله الناس على " "2، فكان الرجل إذا كان عنده فضل أتاهم به.

_ 1 في "تفسيره" "1/ 144". 2 فراغ في الأصل بمقدار كلمة، ويصح المعنى لو قدرنا: "النفقة" أو "الصدقة".

وذكره ابن ظفر عن ابن عباس بنحوه، وزاد في آخره حين يمسي. 164- قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَة} . 1- قال مقاتل1: نزلت في علي بن أبي طالب لم يملك غير أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما حملك على ذلك؟ " قال: حملني عليه طلب ما وعد الله فقال: "لك ذلك" فأنزل الله {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَة} . ونقل الواحدي2 هذا بعينه عن الكلبي وقد3 رويناه موصولا من طريق عبد الوهاب بن مجاهد [عن أبيه] عن ابن عباس في الطبراني4. وأسند ابن مردويه والثعلبي من طريق أيوب عن مجاهد عن ابن عباس: كان عند علي فذكره إلى قوله: علانية. وقد أخرجه الطبري5 وابن أبي حاتم6 من طريق عبد الوهاب بن مجاهد

_ 1 في "1/ 145" بتصرف يسير. وانظر "الدر المنثور" "2/ 100". 2 "ص86". 3 في الأصل، فقد، والواو أحسن، وهو من هنا إلى قوله، "الطبراني" استدركه الناسخ في الهامش. 4 "المعجم الكبير" "11/ 97" "11164" وما بين المعقوفين منه. وأورده الهيثمي في "المجمع" "6/ 324" وقال: "فيه عبد الوهاب "في الأصل: الواحد وهو تحريف" ابن مجاهد وهو ضعيف" وهو من طريق عبد الرزاق. 5 في "تفسير الطبري" في هذا الموضع سقط ذهب فيه هذا الأثر وقال محققه "5/ 601": "لم أستطع أن أجد ما يدلني عليه في كتاب آخر". ونقل ابن حجر هنا يفيد شيئًا من هذا الساقط، وقد أشار إليه من قبله ابن كثير "1/ 326" بعد أن أورده عن ابن أبي حاتم وذكر ضعف عبد الوهاب وكأن ابن حجر نقل عنه. 6 ورواه عن ابن أبي حاتم الواحدي "ص86".

عن أبيه1: كان لعلي أربعة دراهم فذكره، وعبد الوهاب ضعيف. وقد أخرجه عبد الرزاق2 عنه فوصله بذكر ابن عباس فيه3، وأخرجه عبد بن حميد عن عبد الرزاق بذلك، وينظر في رجال سنده4، وذكر بقيته الكلبي في "تفسيره"5. 2- قول آخر6، أخرج ابن أبي حاتم7 والطبراني8 والواحدي9 من طريق ابن10 مهدي عن يزيد بن عبد الله بن عريب11 عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم:

_ 1 جاء في ابن كثير هنا: "عن مجاهد عن ابن جبير عنه أبيه" وهذا تحريف والصحيح: مجاهد بن جبير عن أبيه". 2 في "تفسيره" "ص37". 3 ورواه عنه الواحدي "ص86". 4 هذه العبارة غريبة! فالسند هو "عبد الرزاق عن عبد الوهاب عن أبيه مجاهد عن ابن عباس" فما معنى النظر في سنده! ثم إن قوله: "وقد أخرجه عبد الرزاق ... إلخ" قلق هنا لأن موضعه قبل قوله: "وأسند ابن مردويه ... ". 5 قول المؤلف مشعر أن "تفسير الكلبي" كان هنا تحت يده! 6 لا أجد في هذا القول سبب نزول صريحًا. 7 نقله عنه ابن كثير "1/ 326". 8 في "المعجم الكبير" في مسند "عريب أبو عبد الله المليكي" "17/ 188" "504" وزاد الهيثمي في "المجمع" "6/ 324" أنه رواه في "الأوسط" أيضًا وقال: "ويزيد بن عبد الله وأبوه لا يعرفان" وقال السيوطي في "اللباب" "ص49": مجهولان. 9 "ص84". 10 في الأصل: أبي. 11 ترجمه المؤلف في "الإصابة" "2/ 479" "5535" فقال: "عريب المليكي أبو عبد الله" وقال في نهاية الترجمة "عريب -بمهملة- بوزن عظيم" وقد تصحف في "مجمع الزوائد" و"لباب النقول" إلى غريب وتصحف المليكي في "الدر المنثور" "2/ 100" إلى المكي!.

نزلت هذه الآية {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} الآية في أصحاب1 الخيل2. وأخرجه عبد بن حميد3 من طريق قيس بن حجاج عن حنش4 الصنعاني عن ابن عباس قال: على الخيل في سبيل الله5. وأخرجه ابن أبي حاتم من هذا الوجه بلفظ: الذين يعلفون الخيل في سبيل الله، وأخرج الطبري6 من طريق العجلان بن سهيل عن أبي أمامة في تفسير هذه الآية {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} الآية نزلت في أصحاب الخيل فيمن لم يرتبطها لخيلاء ولا مضمار. ومن طريق الأوزاعي مثله من قوله7. 165- قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا} [الآية: 275] . أخرج 8 والطبري9 من طريق ورقاء10 عن ابن أبي نجيح عن

_ 1 في "الكبير:": نفقات. 2 انظر ما قاله المؤلف عن إسناد هذا الحديث في "الإصابة". 3 وكذلك الواحدي "ص84". 4 تصحف في ابن كثير إلى: حبش. 5 النص في الواحدي: "في علف الخيل" وبهذا يتسق مع الذي بعده. وقد جمع السيوطي "2/ 100" بين الثلاثة: عبد وابن أبي حاتم والواحدي وأضاف ابن المنذر في سياق واحد وفي ابن كثير "1/ 326": قال حنش الصنعاني: عن ابن شهاب عن ابن عباس.. رواه ابن أبي حاتم. 6 سقط هذا من التفسير. وقد ساقه الواحدي بسنده "ص85" عن أبي أمامة، وعزاه السيوطي "2/ 100" إلى ابن عساكر فقط. ولو رآه في الطبري لعزاه إليه، فكأن السقط قديم! 7 سقط من التفسير أيضًا وعزاه إليه الواحدي "84" بدون سند. 8 فراغ في الأصل بمقدار كلمة. 9 "6/ 8" "6235". 10 رواية الطبري عن عيسى.

مجاهد1: كانوا في الجاهلية يكون للرجل على الرجل الدين فيقول: لك كذا وكذا وتؤخر عني2. ومن طريق سعيد3 عن قتادة: إن ربا أهل الجاهلية يبيع الرجل إلى أجل مسمى، فإذا حل الأجل ولم يكن عند صاحبه قضاء زاد وأخر عنه. وقال الثعلبي: كان أهل الجاهلية إذا حل مال أحدهم على غريمه فطالبه يقول: زدني في الأجل وأزيدك في مالك فيفعلان ذاك، ويقولان: سواء علينا الزيادة في أول البيع بالربح أو عند محل المال لأجل التأخير فأكذبهم الله فقال: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا} . وهذا أخرجه ابن أبي حاتم من طريق ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير نحوه. وأخرج الطبري4 من طريق ليث عن مجاهد: كانوا إذا حل دين بعضهم فلم يجد ما يعطي زاده وأخره فنهوا عن ذلك5. 166- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} 278. أخرج الطبري6 من طريق أسباط عن السدي: نزلت هذه الآية في العباس بن

_ 1 في الطبري: "قال في الربا الذي نهى الله عنه". 2 لم أجده عند ابن كثير ولا السيوطي. 3 "6/ 8" "6237". 4 لم أجده في تفسيره في هذا الموضع! ووجدته في تفسير الآية "280": "وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة" "6/ 32" "6293" وفي النقل تصرف. 5 لا أجد في المذكور هنا سبب نزول مباشرًا. 6 "6/ 22-13" "6258" وعزاه السيوطي "2/ 107" أيضًا إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.

عبد المطلب ورجل من بني المغيرة، كانا شريكين في الجاهلية، فيسلفان في الربا إلى ناس من ثقيف، من بني عميرة1 وهو بنو عمرو بن عمير فجاء الإسلام ولهما أموال عظيمة في الربا فنزلت. وأخرج الواحدي2 من طريق السدي أول هذا الخبر وسمى الرجل من بني المغيرة خالد بن الوليد بن المغيرة، فذكره إلى قوله: فجاء الإسلام فقال في سياقه: ولهما أموال عظيمة في الربا فأنزل الله هذه الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا إن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب". قلت: وهذا الحديث الآخر ثابت في "الصحيحين" وغيرهما، دون ما قبله، من رواية جابر وغيره في خطبة حجة الوداع3. ومن طريق ابن جريج4 كانت ثقيف قد صالحت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنه لهم ربا على الناس فهو لهم5، وما كان للناس عليهم من ربا فهو موضوع، فلما كان الفتح، استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة عتاب بن أسيد، وكانت بنو عمرو بن عمير بن عوف يأخذون الربا من بني المغيرة، وكانت بنو المغيرة يربون لهم في الجاهلية فجاء الإسلام ولهم عليهم مال كثير، فأتاهم بنو عمرو بن عمير يطلبون رباهم، فأبى بنو

_ 1 في الطبري: عمرو وفي "الدر": ضمرة. 2 "ص87-88". 3 حديث جابر في مسلم "2/ 886" ولم يخرجه البخاري. وأخرجه أيضًا أبو داود والنسائي وابن ماجه كما في "تحفة" "2/ 271-272"، وأخرجه ابن حبان انظر "الإحسان" "9/ 250". 4 أي: روى الطبري من طريقه عنه "6/ 23" "6259" ونقله المؤلف في "الإصابة" القسم الأول "3/ 609" في ترجمة هلال الثقفي. 5 هكذا العبارة هنا وفي "الإصابة" "وجاءت في الطبري: "على أن مالهم من ربا على الناس".

المغيرة أن يعطوهم في الإسلام، فرفعوا ذلك إلى عتاب بن أسيد فكتب عتاب بن أسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا} إلى {يُظْلَمُون} فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عتاب فقال: "إن رضوا وإلا فأذنهم بحرب"، قال ابن جريج: وذكر عكرمة أن بني عمرو بن عمير كانوا يأخذون الربا على بني المغيرة ويزعمون أنهم مسعود وعبد ياليل وحبيب وربيعة بنو عمرو بن عمير فهم الذين كان لهم الربا فأسلم عبد ياليل وحبيب وربيعة ومسعود وهلال. قلت: لم يتقدم لهلال ذكر في الإخوة الأربعة، فيحتمل أن يكون أخاهم فعد خامسا، ويحتمل أن لا يكون أخاهم بل كان ممن له ربا من ثقيف فأسلم وسلم الحكم1. ووقع في الرواية إشكال؛ لأن ظاهرها أن إسلام ثقيف ومصالحهم كان قبل فتح مكة! وليس كذلك، ولعل معنى الكلام أن الفاء في قوله: "فلما كان فتح مكة" معقبة لشي محذوف، وإنما ذكر فتح مكة هنا لما وقع في القصة أنهم تحاكموا إلى عتاب فبين سبب كونه حاكما ثم أكمل القصة2. وقد ساق مقاتل بن سليمان في "تفسيره"3 سياقا واضحا فقال: نزلت [يعني {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا} ] في أربعة إخوة من ثقيف -فسماهم ونسبهم- كانوا يداينون بني المغيرة بن عبد الله بن عمرو4 بن مخزوم فلما أظهر الله نبيه على الطائف اشترطت5 ثقيف، فذكر الشرط واختصامهم إلى عتاب،

_ 1 وقال مثل هذا في الإصابة "3/ 609". 2 وقال في "الإصابة" في الموضع المشار إليه: "وفي ذكر مصالحة ثقيف، قبل قوله: فلما كان الفتح، نظر ذكرت توجيهه في "أسباب النزول" وهو يعني هذا الموضع. 3 "1/ 146-147" وما بين المعقوفين من إضافة المؤلف. 4 في مقاتل: عمر. 5 في الأصل: اشترطوا، ووضع الناسخ عليها: كذا وأثبت ما في مقاتل وهو الوجه.

فقال بنو المغيرة: أجعلنا أشقى الناس بالربا وقد وضع عن الناس! فقالت ثقيف: إنا صالحنا على ذلك فكتب عتاب، الحديث. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق بكير [بن] 1 معروف عن مقاتل بن حيان نحوه وزاد: كلهم إخوة وهم الطالبون، وبنو المغيرة المطلوبون، وذكر سياق القصة التي ذكرها ابن جريج وفيه "كتب لهم في الشرط ما كان لهم من ربا" إلى آخره وزاد "ولهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم فلما طلبوهم قالت بنو المغيرة: والله لا نعطي الربا في الإسلام وقد وضعه الله فرفعوا شأنهم لمعاذ بن جبل، ويقال عتاب بن أسيد، وأحدهما عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة، فكتب بقصتهم، فأنزل الله على نبيه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فكتب إلى معاذ بن جبل: "أن اعرض عليهم هذه الآية، فإن فعلوا فلهم رءوس أموالهم، وإن أبوا فآذنهم بحرب". وأخرج أبو يعلى في "مسنده"2 من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في بني عمرو بن عمير فذكر القصة بطولها نحوه. وذكر ابن ظفر أن بعضهم ذهل فسمى ابن المغيرة الوليد، وزيفه بأن الوليد ما مات حتى سلبه الله المال الممدود.

_ 1 زيادة مني. 2 "5/ 74" "341" قال: "حدثنا محمد "في الأصل: أحمد وعدلها المحقق" الأحمسي، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا الكلبي ... " وأخرجه الواحدي "ص87" من طريقه وفيه: "أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أحمد بن الأخنس". وفي ابن كثير "1/ 331": "قال الحافظ أبي يعلى: حدثنا الأخنس أحمد بن عمران ... " فلاحظ، وذكره الهيثمي في "المجمع" "4/ 119-120" وقال: "فيه الكلبي وهو كذاب" وقد عزاه السيوطي في "اللباب" "ص50" إلى ابن منده أيضًا من نفس الطريق.

قلت: وأقوى في الرد من ذلك أنه كان مات لأن أهل الطائف إنما أسلموا بعد فتح مكة لأن1 الوليد مات قبل ذلك بدهر طويل والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة. 167- قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُم} 3،2 قال الواحدي4: "قال عطاء وعكرمة: نزلت في العباس بن عبد المطلب وعثمان بن عفان وكانا قد أسلفا في التمر فلما حضر الجذاذ قال لهما صاحب التمر: لا يبقى لي ما يكفي عيالي إن أنتما أخذتما حقكما كله، فهل لكما أن تأخذا النصف وتؤخرا النصف وأضعف لكما؟ ففعلا. فلما حل الأجل طلب الزيادة فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنهاهما عن ذلك وأنزل الله تعالى هذه الآية فقالا: سمعا وطاعة وأخذا رءوس أموالهما". 168- قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} [الآية: 280] . نقل الواحدي5 عن ابن الكلبي: قال [بنو] 6 عمرو بن عمير لبني المغيرة: هاتوا رءوس أموالنا ولكم الربا ندعه لكم، فقال بنو المغيرة: نحن اليوم أهل عسرة فأخرونا إلى أن ندرك التمر فأبوا أن يؤخروهم فأنزل الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} . وأخرج الطبري7 من طريق مغيرة عن إبراهيم النخعي في قوله: {فَنَظِرَةٌ إِلَى

_ 1 تكرار "لأن" فيه نظر ولكن النص ورد هكذا! ولعله سقط: "و" أي: ولأن. 2 كتب الناسخ: "الواو" ملتصقًا بـ"الألف" فبدا كأنه "فاء". 3 لم يكن يلزم المؤلف ذكر هذه الآية لأنها تابعة للتي قبلها، وما سينقله عن الواحدي كان الواحدي قد ذكره في ضمن الكلام على الآية "278" فهو قول آخر في سبب نزول هاتين الآيتين. 4 "ص87" في الكلام على الآية "278"، وذكر مثله ابن الجوزي في "زاد المسير" "1/ 332". 5 "ص88". 6 من الواحدي. 7 "6/ 30" "6279".

مَيْسَرَة} قال: ذاك في الربا. ومن طريق يزيد بن أبي زياد1 عن مجاهد عن ابن عباس قال: نزلت في الدين. ومن طريق ابن جريج قال لي عطاء: ذلك في الربا وفي الدين في كل ذلك2. 169- قوله ز تعالى: {وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ} . أخرج ابن أبي حاتم بعد نقله عن3 مجاهد4 والسدي وجوب الكتابة على ذلك أن سبب ذلك ما أسنده إلى بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان قال: الكاتب -يعني في زمانه- إذا كانت له حاجة ووجد غيره يذهب في حاجته ويلتمس غيره وذلك أن الكتاب في ذلك الزمان كانوا قليلا. 170- قوله ز تعالى: {وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا} 6،5 [الآية: 282] . أخرج عبد بن حميد والطبري7 من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله تعالى: {وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا} 8 قال: كان الرجل يطوف في الحواء9

_ 1 "6/ 33" "6296" وكان قد روى "ص30" "6277" من طريقه أيضًا عن ابن عباس: "نزلت في الربا". 2 لم أجده في تفسير هذه الآية. 3 لم يكن "عن" في الأصل وكتب الناسخ في الهامش: "لعله عن". 4 في الأصل: ابن مجاهد وهو خطأ وانظر رأي مجاهد في "تفسير الطبري" "6/ 52" "6339". 5 في الأصل: ولا يأبى. 6 لا أجد فيما ذكر هنا سبب نزول مباشرًا. 7 "4/ 68" "6367". 8 في الأصل: ولا يأبى. 9 في الأصل: الحرا ووضع الناسخ إشارة لحق وفي الهامش:.. وهو تصحيف والصواب ما أثبته كما في الطبري، والحِواء -بكسر الحاء: بيوت مجتمعة من الناس على ماء. انظر "النهاية" لابن الأثير "1/ 465" مادة "حوا".

العظيم فيدعوهم إلى الشهادة، فلا يتبعه أحد منهم فأنزل الله هذه الآية1. وأخرج الطبري2 من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال كان الرجل، مثله قال في "القوم" بدل الحواء3 العظيم، وقال: فأنزل الله تعالى: {وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا} 4. 171- قوله ز تعالى: {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيد} . قال الطبري5: حدثت عن عمار نا ابن أبي جعفر يعني الرازي عن أبيه عن الربيع بن أنس قال: لما نزلت هذه الآية {وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّه} كان أحدهم: يجيء إلى الكاتب فيقول له: اكتب لي فيقول: إن لي حاجة فانطلق إلى غيري! فيلزمه ويقول: إنك قد أمرت أن تكتب لي! ولا يدعه ويضارره6 بذلك وهو يجد غيره وذكر نحو ذلك في الشاهد فأنزل الله تعالى: {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيد} . وأسند عن مجاهد7 وطاوس8 والضحاك9 وعكرمة10 والسدي11

_ ـــــــ 1 قوله "فأنزل" من إضافة المؤلف، وفي الطبري: "قال: وكان قتادة يتأول هذه الآية: {وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا} ليشهدوا لرجل على رجل". 2 "6/ 86" "6368". 3 في الأصل: الحرا وهو تصحيف كما تقدم. 4 في الأصل: يأبى. 5 "6/ 89-90" "6428". 6 فيه: "يضاره" براء واحدة. 7 "6/ 88" "6420" و"6424". 8 "6/ 90" "6429". 9 "6/ 89" "6425" و"6426". 10 "6/ 88" "6423". 11 "6/ 89" "6427".

وغيرهم1 نحوه لكن ليس فيه: فأنزل الله إلى آخره. 172- قوله ز تعالى: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَه} 2 [الآية: 283] . أخرج ابن أبي حاتم3 من طريق عبد الملك بن أبي نضرة عن أبيه عن أبي سعيد. قال: نسخت هذه الآية ما تقدم من الأمر بالإشهاد والرهن. ومن طريق الشعبي4: لا بأس إذا ائتمنه أن لا يكتب ولا يشهد. 173- قوله تعالى:5 {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} . قيل: نزلت في كتمان الشهادة. أسند الطبري6 من طريق يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} قال: نزلت في كتمان الشهادة7.

_ 1 وهما رواية ابن أبي طلحة عن ابن عباس "6421" والعوفي عنه كذلك "6422". 2 ليس في المذكور هنا سبب نزول! 3 نقله ابن كثير عنه "1/ 337" وقال: بإسناد جيد. ولفظه: "هذه نسخت ما قبلها". 4 نقله ابن كثير أيضًا "1/ 337": بلفظ: "وقال الشعبي" وساقه بلفظ الجمع: "إذا ائتمن بعضكم بعضًا فلا بأس أن لا تكتبوا أو لا تشهدوا". 5 ليس في المذكور هنا سبب نزول. 6 "6/ 103" "6454". 7 وتتمة القول: "وإقامتها".

هذه رواية الثوري1 عن يزيد عن مقسم2. وفي رواية محمد بن فضيل3 عن يزيد عن مجاهد عن ابن عباس: [يعني] في الشهادة4. وسند صحيح عن عكرمة5 قال: في6 الشهادة إذا كتمها. ومن طريق الشعبي نحوه7. ومن طريق جويبر عن عكرمة8: في كتمان الشهادة وأدائها على وجهها. 174- قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ} الآية إلى آخر9 قوله: {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاء} . أخرج مسلم10 وأحمد11 وابن حبان12 من رواية العلاء بن عبد الرحمن بن

_ 1 انظر "6/ 102" "6450" ولفظه: "قال: في الشهادة" ففي قوله: "هذه رواية الثوري" نظر. 2 كان في الأصل: عن مقسم عن يزيد ووضع الناسخ على مقسم إشارة لحق، وفي الهامش: وقد أصاب فهذا مقلوب. 3 "6/ 102" "6449" وكان في مخطوطة الطبري مطبوعته: "نفيل" فصححها المحقق، وقد أصاب. وما بين المعقوفين منه. 4 في الأصل: وهى شاذة وهو تحريف والتصحيح من الطبري. 5 "6/ 102-103" "6451". 6 في الطبري: هي. 7 "6/ 103" "6453". 8 "6/ 103" "6455" وفيه: "إقامتها" بدل "أدائها". 9 كتب الناسخ هنا: "كذا" والسبب واضح ذلك أن قوله: {فَيَغْفِر ... } إلخ سابق على هذه الآية. 10 في "صحيحه"، كتاب "الإيمان" باب بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق "115/ 1" "125". 11 انظر "2/ 412" من مسند أي هريرة. 12 انظر "الإحسان" كتاب "التكليف"، ذكر الأخبار عن نفي تكليف الله عباده ما لا يطيقون "1/ 350-351" وفي روايته مغايرة لما في مسلم وتقديم وتأخير.

يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بركوا1 على الركب وقالوا: يا رسول الله كُلفنا من الأعمال2 ما نطيق من الصلاة والصيام3 والصدقة، وقد أنزلت هذه الآية ولا نطيقها، فقال: "أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير" فلما اقترأها4 القوم، وذلت بها ألسنتهم أنزل الله في أثرها {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} إلى قوله: {وَإِلَيْكَ الْمَصِير} . 175- قوله ز تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا 5 إِلَّا وُسْعَهَا} . [أخرج] 6 مسلم وأحمد وابن حبان في الحديث الذي قبله: فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى فأنزل الله عز وجل {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} إلى آخر السورة وزاد على التلاوة بعد قوله: {أَوْ أَخْطَأْنَا} قال: نعم. وكذا بعد قوله7: {مِنْ قَبْلِنَا} وكذا بعد قوله: {طَاقَةَ لَنَا بِه} وكذا بعد قوله {وَارْحَمْنَا} وكذا في آخر السورة8.

_ 1 وفي أحمد وابن حبان: جثوا. 2 في الأصل: الإيمان وهو تصحيف. 3 في مسلم وأحمد: "والجهاد" بعد والصيام، وهذه العبارة كلها لم ترد في ابن حبان. 4 في أحمد: فلما أقر بها. 5 لفظ الجلالة كتب في الهامش. 6 زيادة مني. 7 وهم الناسخ هنا فكتب: {وَارْحَمْنَا} ثم شطب عليها. 8 ذكرت "نعم" في مسلم أربع مرات وفي أحمد وابن حبان ثلاث مرات، وهنا خمس مرات وقد أضاف المؤلف "وكذا في آخر السورة"! وهي في مسلم مع {وَارْحَمْنَا} مرة واحده.

ووقع في رواية الطبري1 من وجه آخر عن العلاء بعد أن ساق هذا الحديث باختصار عند قوله: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال العلاء: قال أبي: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " [قال الله: نعم] "، {رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا} -فساق الآية إلى آخرها- قال أبي: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله: نعم". قلت: وقضيته أن في سياق رواية مسلم إدراجا2. وأخرجه أبو نعيم في "المستخرج"3 من رواية محمد بن إبراهيم البوشنجي عن أمية بن بسطام شيخ مسلم فيه ولفظه: قولوا: سمعنا وأطعنا، فقالوا: سمعنا وأطعنا، فلما ذلت بها ألسنتهم أنزل الله التي بعدها: {آمَنَ الرَّسُولُ} إلى قوله: {إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال: لا أؤاخذكم وساق إلى قوله: {مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِه} قال: لا أحملكم إلى قوله: {وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا} . حديث آخر عن ابن عباس أخرج أحمد4 ومسلم5 والطبري6 من طريق آدم بن سليمان عن سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال: لما نزلت {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم مثله7 فقال رسول الله: "قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا"، فألقى الله الإيمان في

_ 1 "6/ 103" "6456" وما بين المعقوفين منه. 2 وهو أن أبا هريرة لم يرفع قوله: "قال الله: نعم"، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. 3 الظاهر أنه مستخرجه على مسلم. 4 في "مسنده" "1/ 233" "الحلبي" وبرقم "2070" من طبعة أحمد شاكر ونقله ابن كثير "1/ 338". 5 "1/ 116" بعد الحديث السابق. 6 "6/ 104" "6457". 7 نص الثلاثة: "من شيء" بدل "مثله".

قلوبهم فأنزل الله تعالى: {آمَنَ الرَّسُول} إلى آخر السورة. وفي رواية مسلم: لما تلا إلى قوله: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال: قد فعلت وأعاد بعد قوله: {مِنْ قَبْلِنَا} وبعد قوله: {أَنْتَ مَوْلانَا} . طريق أخرى عن سعيد بن جبير: أخرج الطبري من طريق ورقاء1 ومحمد بن فضيل2 فرقهما عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: لما نزلت {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْه} قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انتهى إلى قوله: {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا} قال الله: "قد غفرت لكم" فلما قرأ {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال الله: "لا أؤاخذكم" 3 فلما قرأ {وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا} قال: "لا أحمل عليكم" فلما قرأ {وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِه} قال الله: "لا أحملكم" فلما4 قرأ: {وَاعْفُ عَنَّا} قال الله: "قد عفوت عنكم" فلما قرأ {وَاغْفِرْ لَنَا} ، قال الله: "قد غفرت لكم" فلما قرأ {وَارْحَمْنَا} قال الله: "قد رحمتكم" فلما قرأ {وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} قال الله: "قد نصرتكم عليهم". وأخرجه أبو عوانة5 في "صحيحه"6 من طريق أخرى عن عطاء بن السائب

_ 1 "6/ 142" "6534". 2 "6/ 145" "6540". 3 من هنا إلى قوله: "لا أحملكم" ساقط من الطبري! 4 من هنا أيضًا إلى "عنكم" ساقط منه! 5 هو الإمام الحافظ الكبير الجوال أبو عوانة، يعقوب بن إسحاق النيسابوري الأصل، الإسفراييني صاحب "المسند الصحيح" الذي خرجه على "صحيح مسلم" وزاد أحاديث قليلة في أواخر الأبواب. ولد بعد "230" ومات سنة "316" انظر ترجمته في "السير" "14/ 417-421". وقد طبع من كتابه هذا الجزء الأول والثاني والرابع والخامس بدائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن في الهند، وهو من مرويات الحافظ، انظر "معجمه المفهرس" "ص22". 6 انظر "1/ 76" تحت عنوان: "بيان رفع الخطأ والنسيان عن المسلمين وما حدثت به أنفسها.

نحوه وأخرجه الفريابي في "تفسيره" عن الثوري عن عطاء بن السائب مقرونا برواية الثوري عن إبراهيم بن المهاجر عن إبراهيم النخعي وروايته مختصرة. طريق أخرى عن ابن عباس قال عبد الرزاق1: أنا معتمر بن سليمان عن حميد الأعرج عن مجاهد قال: دخلت على ابن عباس: فقلت: يا أبا عباس كنت عند ابن عمر فقرأ هذه الآية فبكى قال: أية آية؟ فقال: {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ} قال ابن عباس: إن هذه الآية لما نزلت غمت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غما شديدا وغاظتهم غيظا شديدا، وقالوا: هلكنا إن كنا نؤاخذ بما تكلمنا ولا نعمل، فأما قلوبنا فليست بأيدينا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قولوا: سمعنا وأطعنا" فقالوا: سمعنا وأطعنا، قال فنسختها هذه الآية {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُون} إلى {مَا اكْتَسَبَت} وتجوز لهم عن حديث النفس وأخذوا بالأعمال". وأخرجه الطبري2 من طريق إسحاق بن سليمان [عن عبد الرزاق] عن جعفر بن سليمان نحوه3 طريق أخرى عن ابن عباس: قال الطبري4: حدثني أبو الرداد

_ 1 سقطت من النسخة الخطية من "تفسير عبد الرزاق" تتمة تفسيبر البقرة من الآية "267" إلى الأخير، ثم سورة آل عمران كلها فاتحة تفسير سورة النساء ويبدأ الموجود "ص38" بقوله: {غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ} الآية "6". ملاحظة: الترقيم المشار إليه من التفسير كان بعد سقوط ما سقط! 2 "6/ 107" "6461" وما بين المعقوفين زيادة لازمة منه. 3 نقل ابن أبي حاتم في كتابه "علل الحديث" في علل أخبار رويت في القرآن وتفسير القرآن "2/ 76" عن أبيه قال: "كنت معجبًا بهذا الحديث حتى ًأصبت له عورة، رأيت أبي ظفر عن جعفر بن سليمان عن حميد الأعرج عن الزهري عن رجل عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبي: وهذا الرجل هو سعيد بن مرجانة. ومنهم من يروي عن الزهير عن سالم، ويخطئ فيه. وأكثرهم يقولون: عن سعيد بن مرجانة. فعلمت أن حديث عبد الرزاق خطأ. 4 "6/ 106" "6458" وما بين المعقوفين منه.

المصري عبد الله بن عبد السلام نا أبو زرعة وهب الله بن راشد عن حيوة بن شريح سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول: قال ابن شهاب: حدثني سعيد بن مرجانة1 قال: جئت عبد الله بن عمر فتلا هذه الآية {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} الآية ثم قال ابن عمر: لئن أخذنا بهذه الآية لنهلكن، ثم بكى ابن عمر حتى سالت دموعه، ثم جئت ابن عباس فذكرت له فقال ابن عباس: [يغفر الله] لأبي عبد الرحمن2، لقد فرق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منها كما فرق ابن عمر منها، فأنزل الله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} الآية فنسخ الله الوسوسة وأثبت القول والفعل. ثم أخرج عن يونس3 عن ابن وهب عن يونس عن الزهري مثله وقال فيه: ثم بكى ابن عمر حتى سُمع نشيجه، فقمت حتى أتيت ابن عباس، وقال فيه: لعمري لقد وجد المسلمون منها حين أنزلت مثل ما وجد فأنزل بعدها {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} فكانت هذه [الوسوسة مما لا طاقة للمسلمين بها وصار الأمر إلى أن قضى الله عز وجل أن للنفس ما كسبت، وعليها ما اكتسبت في القول والفعل] 4. وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: قرأها ابن عمر فذكر مرسلا وفيه فقام رجل من عنده فأتى ابن عباس فذكر نحوه5.

_ 1 في الأصل: مرجابة. 2 من قوله: "فذكرت" إلى "هنا: لفظ رواية الطبري عن شيخه يونس التي سيشير إليها المؤلف. 3 "6/ 106-107" "6459" وقد نقله في "الفتح" "8/ 206" مختصرًا عن هذا الموضع وقال: بإسناد صحيح، وزاد السيوطي "2/ 128" نسبته إلى عبد بن حميد وأبي داود في "ناسخه" والطبراني والبيهقي في "الشعب". 4 ما بين المعقوفين من الطبري. 5 وقد أخرجه عنه الطبري "6/ 107" "6460".

طريق أخرى أخرج الطبري1 من طريق سفيان بن حسين عن الزهري عن سالم أن أباه قرأ {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُم} الآية فدمعت عيناه فبلغ صنيعه ابن عباس فقال2: يرحم الله أبا عبد الرحمن فذكر نحوه باختصار، وأخرجه من طريق ابن جريج3 عن الزهري قال: قال ابن عباس: لما نزلت ضج المؤمنون ضجة فذكره مختصرا وقال فيه: إنكم لا تستطيعون أن تمتنعوا عن الوسوسة. وأخرج الطبري4 من طريق بيان عن حكيم بن جابر قال: لما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} الآية إلى {الْمَصِير} قال له جبريل: إن الله قد أحسن الثناء عليك وعلى أمتك فسل تعطه. فسأل {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} إلى آخر السورة يعني5 فأجاب سؤاله. وأخرج الطبري6 من طريق السدي قال: [يوم] نزلت هذه الآية كانوا يؤاخذون بما وسوست أنفسهم وما عملوا فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: والله ما نملك الوسوسة فنسخها الله بهذه الآية التي بعدها. قلت: وأنكر بعضهم نسخها وقالوا: يؤاخذهم بها بأن يسألهم عنها يوم القيامة، وقيل غير ذلك، وليس من شرط هذا الكتاب7.

_ 1 "6/ 108" "6462". 2 في الأصل: قيل ووضع الناسخ عليها: كذا وفي الهامش كلمة ذهبت في التصوير كأنها "قال". 3 "6/ 130" "6503". 4 "6/ 129" "6501" وتكلم عليه مخرجه وبين أنه مرسل. 5 التوضيح من المؤلف. 6 "6/ 112" "6479" وفي النقل اختصار، وما بين المعقوفين منه. 7 انظر كلام المؤلف عن النسخ في "الفتح" "8/ 207" وأحال الشيخ شعيب الأرنئوط في هامش "الإحسان" "1/ 351" إلى "قلائد المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ من القرآن" لمرعي الحنبلي "ص76"، و"الناسخ والمنسوخ" للنحاس "ص87-88" وقال: "والمختار أن لفظ النسخ الوارد في الحديث لا يعني النسخ المصطلح عليه عند الأصوليين، وإن المقصود في الحديث أن الآية {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} نسخت الشدة التي اعترت الصحابة من فهم هذه الآية وبينت المقصود من الآية الأولى وهو أن الله يؤاخذ على خواطر النفس إذا كانت على سبيل العزم والتصميم على الفعل". قلت: وانظر "نواسخ القرآن" لابن الجوزي "ص96-103".

وأخرج الطبري1 من طريق جويبر عن الضحاك نحو رواية عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس التي تقدمت لكن قال في أوله: أتى جبريل فقال: يا محمد قل: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} فقالها، فقال جبريل: قد فعل وساق البقية، يقول في الجواب: فقال جبريل قد فعل ولم يستوعب التفصيل في كل كلمة2. ومن طريق أسباط عن السدي نحوه3. وأخرج عبد بن حميد من طريق إسرائيل عن السدي حدثني من سمع عليًّا يقول: لما نزلت {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله} أحزنتنا فقلنا: يحدث أحدنا نفسه فنحاسب فلا ندري من يغفر له منا ومن لا يغفر له فنزلت هذه الآية بعدها فنسختها {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} . وأخرج البخاري القصة عن ابن عمر باختصار4، وكأنه5 قال ذلك بعد أن سبق من قول [ابن عباس] 6 ما تقدم، ولفظه عن مروان الأصغر عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -أحسبه ابن عمر- قال: {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوه

_ 1 "6/ 143" "6535". 2 يقصد في الجملة الأخيرة وهي {وَاعْفُ عَنَّا..} إلخ فقد ساقها مساقًا واحدًا. 3 "6/ 144" "6536". 4 انظر "الصحيح"، كتاب التفسير "الفتح" "8/ 207". 5 أي: ابن عمر. 6 فراغ في الأصل، والظاهر أنت ما أثبت هو المراد.

يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله} قال نسختها الآية التي بعدها1. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه: نسختها {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَت} 2. طريق أخرى: قال محمد بن يوسف الفريابي: نا الثوري وقال عبد بن حميد نا قبيصة نا سفيان عن موسى بن عبيدة عن خالد بن مرثد عن محمد بن كعب3 قال: ما بعث الله من نبي ولا أرسل من رسول أنزل عليهم الكتاب إلا أنزل عليه {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} فكانت الأمم تأبى ذلك على أنبيائها، فيكفرون ويضلون فلما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم اشتد4 على المسلمين ما اشتد على الأمم فقالوا: يا رسول الله أنؤاخذ بما نحدث به5 [أنفسنا ولم تعمله جوارحنا؟ قال: "نعم فاسمعوا وأطيعوا" فذلك قوله: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} فوضع الله عنهم حديث النفس إلا ما عملت الجوارح.

_ 1 كان البخاري قد أخرجه من طريقين عن شعبة، وما أورده ابن حجر هو الطريق الثاني وأما الأول ففيه: "عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عمر ... " وقال المؤلف في شرحه "8/ 206": "لم يتضح لي مَنْ هو الجازم بأنه ابن عمر، فإن الرواية الآتية بعد هذه وقعت بلفظ: أحسبه ابن عمر" وعندي في ثبوت كونه ابن عمر توقف لأنه ثبت أن ابن عمر لم يكن اطلع على كون هذه الآية منسوخة وبعد أن أورد ما أورده هنا من الأخبار قال: "ويمكن أن ابن عمر كان أولًا لا يعرف القصة، ثم لما تحقق ذلك جزم به فيكون مرسل صحابي". 2 وأخرجه ابن الجوزي "نواسخ القرآن" "ص97". 3 زاد السيوطي "2/ 129" نسبته إلى ابن المنذر، وهو فيه بنصه، أطول مما هنا. 4 في الأصل كلمة لم تنقط كأنها" ارتج وأثبت ما في "الدر المنثور". 5 ترك الناسخ هنا بياضًا بمقدار ثلاث كلمات، وقد استدركت الساقط من "الدر".

وقال الثعلبي: روت الرواة بألفاظ مختلفة فقال بعضهم1: لما نزلت هذه الآية جاء أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وناس من الأنصار فجثوا على الركب، وقالوا: والله يا رسول الله ما نزلت آية أشد علينا من هذه الآية إن أحدنا ليحدث نفسه بما لا يحب أن يثبت في قلبه فقال: "هكذا أنزلت"، فقالوا: هلكنا وكلفنا من العمل بما لا نطيق! قال: "فلعلكم تقولون كما قال من قبلكم سمعنا وعصينا بل قولوا: سمعنا وأطعنا" فقالوا: سمعنا وأطعنا، فمكثوا بذلك حولا فأنزل الله آية الفرج والراحة: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} . قال الثعلبي: وهذا قول ابن مسعود وأبي هريرة وعائشة وابن عباس ومن التابعين وأتباعهم فسرد جماعة انتهى. وهذا من عيوب كتابه ومن تبعه عليه يجمعون الأقوال عن الثقات وغيرهم، ويسوقون القصة مساقا واحدا على لفظ من يُرمى بالكذب أو الضعف الشديد ويكون أصل القصة صحيحا2، والنكارة في ألفاظ زائدة، كما في هذه القصة من تسمية الذين ذكروا، وفي كثير من الألفاظ التي نقلت، والسياق في هذه بخصوصها إنما هو لبعضهم. طريق أخرى عن ابن عباس تخالف جميع ما تقدم: أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} قال: ذاك سر عملك وعلانيته، يحاسبه الله به وليس من عبد مؤمن يسر في نفسه خيرا فيعمل به فإن عمل به كتبت له عشر حسنات وإن هو لم يعمل به كتبت له به حسنة من أجل أنه مؤمن، وإن كان أسر في نفسه سوءا وحدث به نفسه اطلع الله عليه وأخبره به يوم تبلى السرائر فإن هو لم يعمل لم يؤاخذه الله به وإن هو عمل به تجاوز الله عنه كما قال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ

_ 1 أورده الواحدي "ص89" وصدره بقوله: "قال المفسرون" وهو فيه أطول مما هنا. 2 في الأصل: الصحيحة ووضع الناسخ عليها: كذا.

نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ} 1. ومن طريق مقاتل بن حيان أنه بلغه أن ابن عباس كان يقول إذا دعي الناس إلى الحساب يحاسب العبد بما عمل، وينظر في عمله فيخبره الله بما أبدى منه وبما أخفاه في نفسه ولم يعمله، ولم تكن الملائكة تطلع عليه، ولكن الله حاسبهم بما أسروا في أنفسهم فلم يطلع عليه أحد. 176- قوله تعالى:2 {وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا} . قال ابن الكلبي: كانت بنو إسرائيل إذا نسوا شيئا مما أمروا به، أو أخطئوا عجلت لهم العقوبة فحرم عليهم شيء من مطعم أو مشرب على حسب ذلك الذنب فأمر الله نبيه والمؤمنين أن يسألوه ترك مؤاخذتهم بذلك. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق فيض3 بن إسحاق الرقي قال: قال الفضيل في قوله تعالى: {وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا} الآية قال: كان الرجل من بني إسرائيل إذا أذنب الذنب قيل له: توبتك أن تقتل نفسك فيقتل نفسه، فوضعت الآصار عن هذه الأمة4. وأخرج الطبري5 من طريق ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح في قوله: {كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} قال: لا تمسخنا قردة وخنازير. ومن طريق عبد الرحمن بن زيد6 قال: لا تلزمنا ذنبا لا توبة فيه ولا كفارة.

_ 1 من سورة الأحقاف، الآية "16". 2 لا أجد في المذكور هنا سبب نزول مباشرًا وإنما هو في تفسير فتأمل. 3 لم تنقط في الأصل، وقد ذكره البخاري في الكبير "7/ 139" وقال: "سمع الفضيل بن عياض": ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. 4 نقله عنه السيوطي "2/ 136". 5 "6/ 137" "6521". 6 "6/ 137" "6522".

ومن طريق محمد بن شعيب1 بن شابور2 عن عمه قال المراد به الغلمة. 3 وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الوليد بن مسلم عن ابن شابور2 عن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول قال: الأنعاظ. وأخرج الثعلبي بسند ضعيف إلى الثوري عن منصور عن إبراهيم النخعي قال: {مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} هو الحب قال الثعلبي: وقيل: الفرقة، وقيل: القطعية، وقيل: شماتة الأعداء. انتهى. والأولى كما قال الطبري4: الحمل على العموم لكن فيما كان ألزم به من كان قبلنا من التكاليف والله أعلم. قال الطبري5 عن المثنى بن إبراهيم6 نا أبو نعيم نا سفيان عن أبي إسحاق أن معاذا كان إذا فرغ من هذه السورة فقال: {وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين} قال: آمين. آخر ما في سورة البقرة

_ 1 "6/ 139" "6529" وقد ذكر الطبري هذا في تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} . 2 في الأصل: سابور. 3 كرر المرقم هذا الرقم سهوًا ولم أغيره لتسهيل الأمر على من يريد العودة إلى الأصل. 4 انظر "6/ 138-141". 5 "6/ 146" "6542". 6 في الأصل: معاذ وهو خطأ وهو من شيوخ الطبري المعروفين.

المجلد الثاني

المجلد الثاني سورة آل عمران ... سورة آل عمران: 177- ذكر سبب نزول صدرها: أخرج ابن أبي حاتم1 من طريق أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس: أن النصارى أتوا النبي صلى الله عليه وسلم يخاصمونه في عيسى بن مريم، فادعوا الكذب، وقالوا: من أبوه2؟ فقال3 لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا وهو يشبه أباه؟ " قالوا: بلى، قال: "ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت، وأن عيسى يأتي عليه الفناء؟ " قالوا: بلى، قال: "ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يكلأه ويحفظه ويرزقه؟ " قالوا: بلى، قال: "فهل يملك عيسى شيئا من ذلك؟ " قالوا: لا. قال: "ألستم تعلمون أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء؟ " قالوا: بلى، قال: "أفكذلك عيسى؟ " 4قالوا: لا. قال: "فإن ربنا صير عيسي في الرحم كيف شاء 5، ألستم تعلمون أن أمه حملته كما تحمل المرأة ووضعته كما تضع المرأة ثم غذي بالطعام 6 كما يغذى الصبي

_ 1 "ج2 ق1 ص20-21" "18". وهذا القسم حققه وخرج أحاديثه الدكتور حكمت بشير ياسين الحاصل على شهادة الدكتوراه في الكتاب والسنة من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وهو ينتهي بالآية "167" من هذه السورة. وأخرجه الطبري "6/ 154" "6544". 2 النص في التفسيرين: " ... من أبوه؟ فقالوا على الله الكذب والبهتان، لا إله إلا الله لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا". 3 من هنا إلى قولهم: "بلى" الأولى من "تفسير الطبري"، ولا وجود له في ابن أبي حاتم، فكأنه سقط منه! 4 النص في التفسيرين: "فهل يعلم عيسى من ذلك شيئًا إلا ما علم؟ ". 5 طوى المؤلف هنا كلامًا متصلًا بهذا السؤال وهو: "ألستم تعلمون أن ربنا لا يأكل الطعام ولا يشرب الشراب ولا يحدث الحدث؟ " قالوا: "بلى" ثم يأتي ذلك السؤال. 6 لم ترد هذه الكلمة في التفسيرين.

ثم كان يطعم الطعام ويشرب الشراب ويحدث الحدث والله بخلاف ذلك؟ " 1 قالوا: بلى، قال: "فكيف الذي زعمتم؟ " 2 فعرفوا ثم أبوا إلا جحودًا، وأنزل الله عز وجل {ألم، اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} إلى3 قوله: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} . وأخرجه الطبري4 من طريق سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق5 عن محمد6 بن جعفر بن الزبير نحوه وأتم منه وفيه تسمية رؤساء وفد نجران. 178- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا 7 بآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} [الآية: 4] . قال مقاتل بن سليمان8: "نزلت في اليهود9 منهم حيي وجدي وأبو ياسر بنو أخطب وكعب بن الأشرف وكعب بن أسيد وزيد بن التابوت10". 179 -قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا 11 الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ

_ 1 قوله: "والله بخلاف ذلك" لا وجود له في التفسيرين. 2 النص في التفسيرين: فكيف يكون هذا كما زعمتم. 3 من هنا إلى الأخير لم يرد في التفسيرين. 4 "6/ 151-154" "6543". 5 انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 574-576". 6 هو من رجال الستة، ذكره البخاري في "الأوسط" في فصل من مات بين "110 إلى 120". انظر "الكاشف" "3/ 25" و "التهذيب" "9/ 93". 7 في الأصل: يكفرون وهو خطأ. 8 "1/ 158-159". 9 نص مقاتل: "بآيات الله: يعني القرآن وهم اليهود كفروا بالقرآن منهم ... ". 10 في مقاتل: التابوه. 11 في الأصل: وأما وهو خطأ.

فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [الآية: 7] . 1- قال ابن الكلبي1 عن أبي صالح عن ابن عباس: المتشابه حروف التهجي في أوائل السور، ولك أن رهطًا من اليهود حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف ونظراءهما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال له حيي: بلغنا أنه أنزل عليك "ألم"2 أنشدك الله أأنزلت عليك؟ قال: "نعم"، قال: فإن كان ذلك حقا فإني أعلم مدة ملك أمتك هو إحدى وسبعون سنة فهل أنزل عليك غيرها قال: "نعم المص " 3 قال: هذه أكثر من تلك هي إحدى وستون ومئة سنة فهل غيرها؟ قال: نعم "الر" 4 قال: هذه أكثر هي مائتان وإحدى وثلاثون سنة فهل غيرها؟ قال: نعم "المر" 5 قال: هذه أكثر هي مائتان وإحدى وسبعون سنة ولقد خلطت علينا فلا ندري بقليله نأخذ أم بكثيره؟ ونحن لا نؤمن بهذا فأنزل الله عز وجل {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} الآية".

_ 1 قال السيوطي "2/ 146": "أخرج البخاري في "التاريخ"، وابن جرير من طريق ابن إسحاق عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن جابر بن عبد الله بن رئاب قال: مر أبو ياسر ... " فذكره. قلت: أخرجه البخاري "2/ 52" عن زياد وسلمة عن ابن إسحاق، ولابن إسحاق طريقان عن محمد بن أبي محمد وهذا كثير الذكر هنا، وقد قرن بابن عباس جابرًا، وعن الكلبي وقد جعل ابن عباس عن جابر" وانظر "سيرة ابن هشام" "1/ 545-547". ملاحظة: تحرف "رئاب" في "الدر" إلى رباب، وفي "البحر المحيط" "2/ 381" إلى "دئاب" وأخرجه الطبري في تفسير الآية "1" من سورة البقرة انظر "1/ 216-218" وتكلم الشيخ أحمد شاكر على إسناده متوسعًا فراجعه. 2 هذه مطلع السور الآتية: البقرة وآل عمران، وهما مدنيتان، والعنكبوت والروم ولقمان والسجدة وهن مكيات. 3 أول سورة الأعراف. 4 هذه مطلع السور المكية الآتية: يونس-هود-يوسف-إبراهيم-الحجر. 5 أول سورة الرعد.

وقال مقاتل بن سليمان1 في قوله: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} قال: هي الكلمات الأربع "ألم والمص والمر والر" شبه على اليهود كم2 تملك هذه الأمة من السنين قال3 {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} هم عبد الله بن سلام وأصحابه يقولون: {آمَنَّا بِهِ} وهم الذين قالوا: {رَبَّنَا لا تُزِغْ} إلى قوله: {الْمِيعَادَ} . 2- قول آخر: قال مقاتل بن حيان4: هم وفد نجران خاصموا النبي صلى الله عليه وسلم في عيسى فقالوا: ألست تزعم أنه كلمة الله وروح منه؟ قال: "بلى" قالوا: فحسبنا، فأنزل الله تعالى هذه الآية". 3- قول آخر5: أخرج البخاري من طريق يزيد بن إبراهيم عن ابن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} إلى {أُولُو الْأَلْبَابِ} وقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله، فاحذروهم". أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود ثلاثتهم عن القعنبي عن يزيد6. وأخرج ابن أبي حاتم7 عن أبيه عن أبي الوليد عن يزيد وحماد بن سلمة عن

_ 1 في تفسيره "1/ 160". 2 في الأصل: لم وقد تكرر من الناسخ عدم كتابة الكاف. 3 "1/ 160" وفي النقل تصرف. 4 لم أجد أحدًا نقله وقد رجعت إلى "الطبري وابن أبي حاتم وابن كثير والسيوطي". 5 لا أجد في هذا القول سبب نزول فتأمل. 6 انظر "صحيح البخاري" كتاب التفسير "الفتح" "8/ 209" و"صحيح مسلم"، كتاب العلم، باب النهي عن اتباع متشابه القرآن "4/ 2035" و"سنن أبي داود" كتاب "السنة"، باب مجانية أهل الأهواء "4/ 198". 7 "2/ 1/ 64" "103" وحكم محققه عليه بأن رجاله ثقات وإسناده صحيح، وبين من أخرجه أيضًا.

ابن أبي مليكة بلفظ: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} فقال: "إذا رأيتم"، فذكره". وأخرجه الترمذي1 عن بندار2 عن أبي الوليد، بدون ذكر حماد وقال3: تفرد يزيد بذكر القاسم فيه بين عائشة وابن أبي مليكة ورواه [غير] 4 واحد ابن أبي مليكة [عن عائشة ولم يذكروا فيه] 4 القاسم. قلت: وقد وافقه حماد بن سلمة في إحدى الروايتين عنه كما تقدم من طريق [ابن] 5 أبي حاتم6. وكذا أخرجه الطبري7 من طريق يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة. وقد أغرب الوليد بن مسلم فرواه عن حماد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، [عن عائشة] أخرجه الطبري8 من طريقه. ومن طريقه9 أيضًا عنه عن نافع بن عمر10 عن ابن أبي ملكية عن عائشة، والذي يظهر أن حماد بن سلمة كان يتنوع في إيراده،

_ 1 "الجامع" كتاب التفسير "5/ 207". 2 هو محمد بن بشار. 3 "5/ 208" والنقل بتصرف. 4 طمست في الأصل، واستدركتها من الترمذي. 5 سقطت من الأصل. 6 ومثل هذا في "الفتح" "8/ 210". 7 "6/ 195" "6615" وقد حكم الشيخ أحمد شاكر على سنده بالصحة. 8 "6/ 192-193" "6611" وقد حكم عليه الشيخ أحمد كذلك بالصحة. 9 أي: طريق الوليد بن مسلم انظر "التفسير" "6/ 193" "6612" وتعليق مخرجه. 10 في الأصل: محمد وهو خطأ صححته من التفسير وهامشه بتعليق الشيخ أحمد شاكر "وفتح الباري" "8/ 210".

فإن كان حفظه فالطرق كلها صحيحة. وأخرج الإمام أحمد1 عن أبي كامل2 عن حماد بن سلمة عن أبي غالب سمعت أبا أمامة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} قال: "هم الخوارج" 3. وأخرجه ابن أبي حاتم4 وابن مردويه من طريق حميد الخياط عن أبي غالب عن أبي أمامة5 كذلك. وأصله عند الترمذي6 وغيره7 من حديث أبي أمامة وفيه قصة نصب رؤوس الخوارج على درج دمشق8، وهذا من علامات النبوة، فإن الخوارج أول من

_ 1 انظر "المسند" "5/ 262" مسند أبي أمامة الباهلي. 2 في الأصل: "بابل" هكذا بدون تنقيط وأثبت ما في "المسند" وهو الصواب وأبو كامل هو مظفر بن مدرك الخرساني الحافظ روى عن حماد انظر "التهذيب" "10/ 183". 3 وللحديث تتمة انظرها في "المسند". 4 "2/ 1/ 60" "96" وانظر "الدر المنثور" "2/ 148". 5 في الأصل: "سما، ووضع الناسخ عليه إشارة لحق، وفي الهامش: ... ! " وصححته من تفسير ابن أبي حاتم" و"المعجم الكبير" للطبراني "8/ 325" "8046" و"السنن الكبرى" للبيهقي "8/ 188". 6 انظر "الجامع"، كتاب التفسير "5/ 210" "3000" وقال: "هذا حديث حسن، وأبو غالب يقال اسمه: حزور، وأبو أمامة الباهلي اسمه صدي بن عجلان وهو سيد باهلة". 7 انظر من خرجه غير الترمذي فيما علقه الدكتور حكمت بشير ياسين على "تفسير" ابن أبي حاتم" "2/ 1/ 62" وكتابه "مرويات الإمام أحمد في التفسير" "1/ 259". 8 روى البيهقي في "السنن الكبرى" كتاب "قتال أهل البغي"، باب الخلاف في قتال أهل البغي "8/ 188" عن أبي غالب قال: "كنت بالشام فبعث المهلب ستين رأسًا من الخوارج، فنصبوا على درج دمشق وكنت على ظهر بيت لي، إذ مر أبو أمامة فنزلت فاتبعته، فلما وقف عليهم دمعت عيناه، وقال: سبحان الله ما يصنع الشيطان ببني آدم. ثلاثا كلاب كلب جهنم كلاب جهنم، شر قتلى تحت ظل السماء، ثلاث مرات، خير قتلى من قتلوه، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه، ثم التفت إلي فقال: يا أبا غالب أعاذك الله منهم. قلت: رأيتك بكيت حين رأيتهم! قال: بكيت رحمة، رأيتهم كانوا من أهل الإسلام! هل تقرأ سورة آل عمران؟ قلت: نعم؟ فقرأ {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَاب} حتى بلغ {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} وإن هؤلاء كان في قلوبهم زيغ، وزيغ بهم، ثم قرأ {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا} إلى قوله: {فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون} قلت: هم هؤلاء يا أبا أمامة؟ قال: نعم. قلت: من قبلك تقول أو شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني إذًا لجريء، بل سمعته، لا مرة، ولا مرتين، حتى عد سبعا، ثم قال: إن بني إسرائيل تفرقوا على إحدى وسبعين فرقة، وإن هذه الأمة تزيد عليهم فرقة، كلها في النار إلا السواد الأعظم. قلت: يا أبا أمامة ألا ترى ما يفعلون؟ قال: عليهم ما حملوا، وعليكم ما حملتم".

تبع1 ما تشابه منه وابتغوا بذلك الفتنة فقتلوا من أهل الإسلام ما لا يحصى كثرة، وتجنبوا قتل أهل الشرك، وأخبارهم في ذلك شهيرة، ولذلك ورد في عدة أحاديث صحيحة أنهم شر الخلق والخليقة2. وذكر الخوارج نبه به الحديث المذكور على من ضاهاهم في اتباع المتشابه وابتغاء تأويله فالآية شاملة لكل مبتدع سلك ذلك المسلك. قال ابن جرير3: المراد بالذين في قلوبهم زيغ كل مبتدع بدعة تخالف ما مضى

_ 1 في الأصل: يتبع وهو غير مناسب أظنه من الناسخ. 2 قال البخاري في "صحيحه"، كتاب "استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم"، باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم: "وكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله، وقال: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين" وقال الحافظ في "شرحه" "12/ 286": وصله الطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج أنه سأل نافعا كيف كان رأي ابن عمر في الحرورية؟ قال: كان يراهم شرار خلق الله، انطلقوا إلى آيات الكفار فجعلوها من المؤمنين. قلت: وسنده صحيح، وقد ثبت في الحديث الصحيح المرفوع عند مسلم "في كتاب "الزكاة" باب الخوارج شر الخلق والخليقة "2/ 750"" من حديث أبي ذر في وصف الخوارج: "هم شر الخلق والخليقة. وعند أحمد بسند جيد عن أنس مرفوعا، وعند البزار من طريق الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخوارج فقال: "هم شرار أمتي يقتلهم خيار أمتي". وسنده حسن، وعند الطبراني من هذا الوجه مرفوعا: "هم شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة". وفي حديث أبي سعيد عند أحمد: "هم شر البرية"، وفي رواية عبيد الله بن أبي رافع عن علي عند مسلم "كتاب "الزكاة"، باب التحريض على قتل الخوارج "2/ 749": "من أبغض خلق الله إليه". وفي حديث عبد الله بن خباب -يعني عن أبيه- عند الطبراني: "شر قتلى أظلتهم السماء وأقلتهم الأرض ... "، وهذا مما يؤيد قول من قال بكفرهم. 3 "6/ 198" وقد نقل بالمعنى.

عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتأول1 بعض الآيات المحتملة التأويل ما يشيد به بدعته2. ثم3 أسند عن قتادة نحو ذلك4. ثم5 أسند من طريق الحارث6 بن يعقوب، عن أيوب، عن ابن أبي ملكية، عن عائشة قالت: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَات} الآية كلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه والذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله 7 فاحذروهم". ورجح الطبري8 قول من قال من المفسرين: "إن المراد باتباع الفتنة في الآية اتباع الشبهات واللبس، ليروج بذلك الباطل الذي ابتدعه" وأطلق على ذلك فتنة

_ 1 هكذا رسم الفعل في الأصل ولم ينقط. 2 بدأ بن جرير كلامه بقوله: "وهذه الآية وإن كانت نزلت فيمن ذكرنا أنها نزلت فيه من أهل الشرك، فإنه معني بها كل مبتدع في دين الله بدعة فمال قلبه إليها ... إلخ". 3 لو قال: "وكان أسند" لكان أصح، وقد سبق لاستعماله هذا نظائر وعلقت عليه في سورة الفاتحة. 4 انظر "6/ 187-188" "6603". 5 لاحظ الهامش ما قبل السابق وانظر "تفسير الطبري" "6/ 191" "6609". 6 لم يذكر الطبري أباه، وقد ترجمه الشيخ أحمد شاكر على أنه الحارث بن بنهان -بالنون ثم بالباء- وقد عكسا في المطبوع -وهو ضعيف، وقد رجعت إلى ترجمة الحارث بن يعقوب في "تهذيب الكمال" للمزي "5/ 309-310" فلم أره ذكر رواية له عن أيوب ولا رواية ابن وهب عنه، وقد ذكر في ترجمة الحارث بن نبهان "5/ 288" فكان الحافظ سبق خاطره والله أعلم! وابن يعقوب ثقة، ويقول الشيخ أحمد "6/ 192": "وعلى الرغم من ضعف الحارث هذا، فإن أصل الحديث صحيح، بالأسانيد الأخر، السابقة واللاحقة". 7 بعد هذا في الطبري: "أولئك الذين قال الله، فلا تجالسوهم". 8 "6/ 197" والنقل بالمعنى.

لأنه يؤول إليها نسأل الله السلامة والعافية. 180- قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَاد} [الآية: 12] . 1- قال ابن إسحاق في "المغازي" رواية يونس بن بكير عنه1. حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس: لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا ببدر وقدم المدينة جمع اليهود في سوق قينقاع، فقال: "يا معشر اليهود احذروا من الله ما نزل بقريش يوم بدر، وأسلموا قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم فقد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم"، فقالوا: يا محمد لا يغرنك أنك لقيت قوما أغمارا لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة، أما والله لو قاتلناك لعرفت أنا نحن الناس فأنزل الله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ} الآية. وقال ابن إسحاق أيضًا2 في رواية سلمة بن الفضل عنه عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: فلما أصاب الله قريشا يوم بدر جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود في سوق بني قينقاع حين قدم المدينة، فذكر نحوه. وفي "تفسير" سنيد3: حدثني حجاج عن ابن جريج عن عكرمة في هذه الآية

_ 1 انظر "سيرة ابن هشام" "2/ 47" و"تفسير الطبري" "6/ 227" "6666" و"الأسباب" للواحدي "ص91-92" وما ذكره الحافظ موافق لنصه تمامًا. وقد عزاه السيوطي في "اللباب" "ص51" إلى أبي داود في "سننه" والبيهقي في "الدلائل". 2 رواه عنه الطبري "6/ 228" "6667" وأشار أحمد شاكر إلى وجوده في "سيرة ابن هشام"، والموجود فيها السند دون هذا المتن. 3 رواه عنه الطبري "6/ 228" "6670".

{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ} قال: فنحاص اليهودي في يوم "بدر"1: لا يغرن محمدا2 إن غلب قريشا وقتلهم أن قريشا لا تحسن القتال فنزلت. وقال ابن ظفر: يحسن أن يقال: لما شمت اليهود بالمسلمين يوم أحد، قيل لهم ستغلبون وتحشرون إلى جهنم3 يعني على القراءة بالياء4 المثناة التحتانية فيهما5. قول آخر: وقال الثعلبي: قال الكلبي6: عن أبي صالح عن ابن عباس، وأخرج عبد بن حميد من طريق قتادة، ومن طريق مجاهد، قالا: أنزلت في محمد وأصحابه، ومشركي قريش يوم بدر، أن يهود أهل المدينة قالوا لما هزم رسول الله المشركين يوم بدر: هذا والله النبي الأمي الذي بشرنا به موسى، ونجده في كتابنا بنعته وصفته، وأنه لا ترد له راية. وأرادوا اتباعه، فقال بعضهم: لا تعجلوا حتى ننظر إلى وقعة له أخرى فلما كان يوم أحد ونكب7 أصحابه شكوا وقالوا: ما هو به، فغلب عليهم الشقاء فلم يسلموا، وكان بينهم وبينه عهد، فنقضوه وانطلق كعب بن الأشرف إلى أبي سفيان بمكة فوافقهم أن يكونوا كلمة واحدة، ثم رجعوا إلى المدينة فنزلت8.

_ 1 سقطت من الأصل واستدركتها من الطبري. 2 في الأصل: محمد. 3 لا بد من القول أن في السورة فصلا تاما يتحدث عن وقعة أحد يبدأ بالآية "121"، فنزل آية بعد الوقعة ووضعها هنا يبدو غريبا ولا بد له من إسناد يصلح للاحتجاج، وأما القول المرسل فلا يصح هنا. 4 في الأصل: بالتاء، وهو تحريف. 5 قال ابن مجاهد في كتاب "السبعة" "ص202": "قرأ حمزة والكسائي: {سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُون} و {يَرَوْنَهُم} بالياء ثلاثتهن وانظر "معجم القراءات القرآنية" "2/ 9". 6 نقله الواحدي عن الكلبي ولم يذكر الثعلبي "ص91" واختلافه عما هنا يسير، أرى أنه من المؤلف. 7 لم تنقط في الأصل، وقد اتبعت ما في الواحدي. 8 لاحظ ما علقته قريبا على قول ابن ظفر.

وقال مقاتل بن سليمان1 في قوله تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا} : نزلت في بني قينقاع من اليهود توعدوا2 المسلمين بالقتال فنزلت. 181- قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} الآية والتي بعدها 14-15. قال ابن ظفر: قيل: إن وفد نجران لما دخلوا المدينة تزينوا بأحسن زي فتشوقت نفوس رجال من فقراء المسلمين إليهم فنزلت. وقال ابن إسحاق3 عن محمد بن جعفر بن الزبير: دخلوا المسجد العصر وهم في جمال رجال بني الحارث وعليهم الحبرات4. 182- قوله تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُم} الآية15 5. أخرج ابن أبي حاتم6 من طريق عطاء بن السائب عن أبي بكر بن حفص قال: لما نزلت {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ} الآية قال عمر: الآن يا رب زينتها7 لنا، فنزلت: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ} 8.

_ 1 "1/ 161" والنقل بالمعنى. 2 في الأصل: فوعدوا وهو تحريف. 3 انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 574". 4 الحبرات جمع حبرة: ضرب من برود اليمن انظر "القاموس" "ص472". 5 كانت هذه الآية بعد الآية "18" فقدمتها إلى موضعها. 6 "2/ 1/ 101" "175". 7 في ابن أبي حاتم: حين زينتها. 8 فيه زيادة: الآية كلها. وقال محققة: "الإسناد ضعيف، وله متابعات كما سيأتي في الأثر القادم حيث رواه المصنف بإسناد حسن ... " فانظر "ص102" "176". وهذا الأثر أخرجه الطبري "6/ 244" "6695" وإليهما عزاه السيوطي "2/ 160".

183- قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} الآية 18. ذكر الثعلبي عن ابن الكلبي1 قال: قدم2 حبران من أحبار الشام على النبي صلى الله عليه وسلم فلما أبصرا المدينة قال أحدهما لصاحبه: ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبي صلى الله عليه وسلم3 الذي يخرج في آخر الزمان فلما دخلا عليه عرفاه بالصفة والنعت فقالا: أنت محمد؟ قال: "نعم" قالا: وأنت أحمد؟ قال: "أنا محمد وأحمد"، قالا: فإنا نسألك عن شيء فإن أخبرتنا به آمنا بك وصدقناك قال: "سلا" قالا: فأخبرنا عن أعظم شهادة في كتاب الله عز وجل فأنزل الله تعالى {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُو} فأسلم الرجلان". 184- قوله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} الآية19 4. 1- أخرج الطبري5 من طريق الربيع بن أنس في هذه الآية قال: قال أبو العالية: {بَغْيًا} أي: طلبا للملك، قال الربيع: وذلك أن موسى عليه السلام لما حضره الموت دعا سبعين6 حبرا من أحبار بني إسرائيل فاستودعهم التوراة، وجعلهم أمناء [عليه] 7 كل حبر جزءا منه واستخلف موسى يوشع بن نون، فلما مضى القرن الأول

_ 1 وعنه نقله الواحدي "ص92" ولم يذكر الثعلبي، والاختلاف يسير. 2 النص في الواحدي: "لما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، قدم عليه حبران ... ". 3 ما بين الهلالين لم يرد في الواحدي، وإسقاطه أولى. 4 في الأصل بدل الآية: "الحديث" ووضع الناسخ عليها: كذا فأثبت ما ترى. 5 "6/ 277" "6767 و6769" وفي النقل تصرف. 6 في الأصل: "لسبعين" ووضع الناسخ عليها: ط، وكتب في الهامش: "سبعين" وهو الصواب الموافق لما في الطبري. 7 من الطبري.

والثاني والثالث وقعت الفرقة بينهم من أبناء السبعين [حتى اهراقوا الدماء بينهم، ووقع الشر "والاختلاف" وكان "ذلك" كله] 1 من قبل الذين أوتوا العلم بغيا بينهم على الدنيا وطلبا لسلطانها وزخرفها فسلط الله عليهم الجبابرة. 2- قول آخر: أخرج الطبري2 من طريق ابن إسحاق3 عن محمد بن جعفر ابن الزبير في هذه الآية قال: المراد بهم النصارى4. وسيأتي بقية كلامه في التي بعدها. 3- ونقل الثعلبي عن بعضهم: إن المراد أهل الكتاب في نبوة محمد بعد أن وجدوا نعته وصفته في كتبهم فكفروا به حسدًا5. 4- قول آخر: نقل الثعلبي عن ابن الكلبي قال: نزلت في اليهود والنصارى حين تسموا بهذين الاسمين وتركوا اسم الإسلام. 185- قوله تعالى: {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ} [الآية: 20] .

_ 1 ما بين المعقوفين وقع فيه في الأصل طمس فاستعنت على حله بالطبري، وما بين الهلالين مزيد كان المؤلف أسقطه في نقله. 2 "6/ 278" "6770" وفي النقل تصرف. 3 انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 577" في قصة وفد نجران. 4 في ابن هشام: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُم العِلْم} -أي: الذي جاءك، أي: أن الله الواحد الذي ليس له شريك- بغيا بينهم" وقد نقل الطبري هذا وزاد: "يعني بذلك النصارى" وقال الشيخ أحمد شاكر عن القول الأخير: "ليس في ابن هشام، وكأنه من تفسير الطبري للخبر" قلت: الظاهر هذا لأن السياق فيهم وقد قال ابن هشام في مورد خبر الوفد "1/ 576": "فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم، واختلاف أمرهم كله، صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها ... ". 5 ليس فيما ذكر هنا سبب نزول، وأما القول الرابع فيحتمل.

قال ابن الكلبي: لما نزلت: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} قالت اليهود والنصارى: لسنا على ما تسمينا به يا محمد إنما اليهودية والنصرانية ليست لنا، والدين هو الإسلام ونحن عليه، فأنزل الله تعالى: {فَإِنْ حَاجُّوكَ} أي: خاصموك في الدين: {فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ} قال: فقالوا: أسلمنا، فقال لليهود: "أتشهدون أن عيسى عبد الله ورسوله، فقالوا: لا فنزلت: {وَإِنْ 1 تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ} 2". 186- قوله تعالى: {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ} [الآية: 21] 3. أخرج عبد بن حميد والطبري4 من طريق ابن أبي نجيح عن معقل بن أبي مسكين قال: كان الوحي يأتي بني إسرائيل، ولم يكن يأتيهم كتاب، فيقوم الذين يوحى إليهم فيذكرون قومهم فيقتلونهم فيقول رجال ممن5 اتبعهم وصدقهم فيذكرون قومهم، فيقتلونهم، فنزلت فيهم6 {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ

_ 1 في الأصل: فإن وهو خطأ. 2 هذا القول غريب جدا، ويكفي في رده ذكر الكلبي في أوله!. 3 ليس في المذكور هنا سبب نزول، وإنما هو تفسير. 4 "6/ 285" "6777" وفي النقل تصرف. وكذلك أخرجه ابن أبي حاتم "2/ 1/ 163" "278" ولكن زاد ذكر مجاهد بين أبي نجيح ومعقل، وذكره وهم انظر ما علقه المحقق. وفات السيوطي عزوه إليه ولكنه زاد ابن المنذر انظر "الدر المنثور" "2/ 169" و"تفسير مجاهد" "1/ 123-124". 5 في الأصل: {مِنَ الَّذِينَ} وأثبت ما في الطبري وابن أبي حاتم والسيوطي. 6 ليس في المصادر المذكورة: "فنزلت فيهم" وإنما النص فيها: "عن معقل بن أبي مسكين في قول الله: {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ} قال: كان الوحي. فهم: الذين يأمرون بالقسط من الناس.

النَّاسِ} 1. قال مقاتل بن سليمان2: كان الذي يصنع ذلك ملوك بني إسرائيل. وفي حديث أبي عبيدة بن الجراح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قتلت بنو إسرائيل في ساعة واحدة من أول النهار ثلاثة وأربعين نبيا، فقام مائة واثنا عشر رجلا من عبادهم فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوا جميعا في آخر النهار من ذلك اليوم فهم الذين ذكر الله في كتابه وأنزل الآية فيهم". أخرجه الطبري3 وابن أبي حاتم4 والثعلبي كلهم من طريق محمد بن حمير5 الحمصي. عن أبي الحسن مولى بني أسد عن مكحول عن قبيصة بن ذؤيب عنه، وقد ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه ما نصه "أبو الحسن الأسدي روى عنه أبو كريب مجهول6" فما أدري هو هذا أو غيره7؟

_ 1 قال محقق ابن أبي حاتم: "معقل ... ما وجدت له ترجمة" وبحثت أنا كذلك فلم أجد. 2 "1/ 163" وفي النقل تصرف. 3 "6/ 285-286" "6780" وفي النقل اختصار وتقديم وتأخير. 4 "2/ 1/ 161-162" "276" وفيه "فقام مائة رجل وسبعون رجلا ... ". 5 تصحف في "تفسير ابن أبي حاتم" إلى "حمزة" وترجمة المحقق على أنه "محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام ... " وهذا سهو منه، فهو شيخ عمر بن حفص، وعمر بن حفص إنما يروي عن محمد بن حمير انظر "الجرح والتعديل" "6/ 103" و"التهذيب" "7/ 434". ملاحظة: جاء في "تفسير ابن أبي حاتم": "عمر بن حفص يعني ابن ثابت بن زرارة الأنصاري" وفي رفع النسب نظر طويل. 6 انظر "الجرح والتعديل" "9/ 357" ونصه: "أبو الحسن الأسدي: روى عن مسعود بن سليمان عن حبيب بن أبي ثابت، روى عنه أبو كريب، سألت أبي عنه فقال: هو مجهول". وكذلك في "الميزان" للذهبي "4/ 514": "أبو الحسن الأسدي: حدث عنه أبو كريب مجهول". 7 تردد ابن حجر هنا في كون أبي الحسن الذي أخرج حديثه الطبري وابن أبي حاتم هو الذي ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ونقل عن أبيه أنه مجهول. ولكنه جزم في "لسان الميزان" بأنه هو فقال "7/ 33" معلقا على كلام الذهبي: "ولم ينفرد عنه أبو كريب، بل روى عنه أيضا محمد بن حمير الحوضي وقال في روايته: مولى بني أسد عن مكحول أخرج حديثه الطبري وابن أبي حاتم وذكره أبو أحمد الحاكم فيمن لا يعرف اسمه ووقع في النسخة: مولى أبي أسيد والله أعلم".

187- قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ} الآية23. 1- قال ابن إسحاق في "المغازي"1 رواية يونس بن بكير عنه عن محمد عن سعيد و2عكرمة عن ابن عباس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المدراس على جماعة من يهود، فدعاهم إلى الله، فقال له نعيم3 بن عمرو والحارث بن زيد: على أي دين أنت يا محمد؟ فقال: "على ملة إبراهيم ودينه"، فقالا: إن إبراهيم كان يهوديا، فقال لهما: "فهلموا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم"، فأبيا عليه فأنزل الله {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَاب} الآية". أخرجه الطبري [و] 4 هكذا ذكره الثعلبي5 عن سعيد وعكرمة عن ابن عباس والصواب أن هذه الرواية ترد دائما بالشك وهو من ابن إسحاق أو من شيخه محمد بن أبي محمد "253".

_ 1 انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 552-553" و"تفسير الطبري" "6/ 288-289" من طريق أبي كريب "6781" وابن حميد "6782" وقد عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم "2/ 1/ 165" "286" وابن المنذر انظر "اللباب" "ص51". 2 في الأصل: أو أثبت ما في الطبري -الرواية الأولى- وهو الصحيح هنا وهو ما سينتقده المؤلف. 3 في "السيرة" وابن أبي حاتم: نعمان وانظر هامش الطبري "6/ 288". 4 زيادة مني رأيتها لازمة. 5 والواحدي أيضًا "93".

2- قول آخر: نقل الطبري1 عن قتادة وابن جريج أن المراد بالكتاب القرآن ثم ساق الرواية عنهما بذلك2 ولفظهما3: "الكتاب وهو يحتمل أن يراد به التوراة4 فيرجع إلى الأول"، نعم وقع في تفسير جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في هذه الآية قال: جعل الله القرآن حكما فيما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فحكم القرآن على اليهود والنصارى أنهم على غير الهدى فأعرضوا عنه وهم يجدونه مكتوبا عندهم. 3- قول آخر: أخرج الطبري من طريق السدي5 قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم اليهود إلى الإسلام فقال له نعمان بن أبي6 أوفى: هلم يا محمد نخاصمك إلى الأحبار7 فأنزل الله تعالى هذه الآية. وقال مقاتل بن سليمان8: نزلت في كعب بن الأشرف و9كعب بن أسيد ومالك بن الصيف10 ونعمان بن أبي11 أوفى وبحري12 بن عمرو وأبو13 نافع بن

_ 1 "6/ 289". 2 انظر "6783" و"6785". 3 أي: جاء في لفظهما "الكتاب" ولم يقولا: "القرآن". 4 ولكن سياق لفظيهما يرد هذا الاحتمال فعد إليه. 5 لم أجد هذا في "تفسير الطبري"، ولا نقله عنه ابن كثير "1/ 355" ولا السيوطي "2/ 170" وقد ذكره الواحدي "ص92-93" عن السدي ولم ينسبه إلى مصدر. 6 ليس في الواحدي: أبي. 7 تتمة النص في الواحدي: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل إلى كتاب الله"، فقال: بل إلى الأحبار فأنزل. 8 "1/ 163-164" وفي النقل اختصار. 9 في مقاتل: أو. 10 لم ينقط في الأصل، وفي مقاتل: الضيف. 11 ليس في مقاتل: أبي. 12 لم ينقط في الأصل، وهو معروف له ذكر في "السيرة"، وفي مقاتل: "يحيى" وهو تحريف وقد ذكر فيه قبل نعمان. 13 كذا في الأصل بالرفع.

قيس وأبو1 ياسر بن أخطب، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم: "أسلموا " 2 فقالوا3: نحن أهدى وأحق بالهدى منكم، وما أرسل الله نبيا بعد موسى، فقال: "أخرجوا التوراة نتبع نحن وأنتم ما فيها" فأبوا فنزلت هذه". 4- قول آخر: قال ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس4: إن رجلا وامرأة من أهل خيبر زنيا، فذكر القصة الآتية في سورة المائدة، وفيها: فحكم عليهما بالرجم، فقال له نعمان بن أبي أوفى وبحري بن عمرو: جرت علينا يا محمد، فقال: بيني وبينكم التوراة، القصة، وفيها ذكر ابن صوريا، وفي آخرها فأنزل الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} إلى قوله: {وَهُمْ مُعْرِضُونَ} . 188- قوله تعالى: {قَالُوا 5 لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَة 6} [الآية: 24] . تقدم في تفسير سورة البقرة7. 189- قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} [الآية: 26] . قال إسحاق بن راهويه وعبد بن حميد جميعا عن روح بن عبادة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يجعل ملك فارس والروم في

_ 1 كذا في الأصل بالرفع. 2 في مقاتل زيادة: تهتدوا، ولا تكفروا. 3 في الأصل: فقال، ووضع الناسخ عليها: كذا وكتب في الهامش: فقالوا. 4 نقل الواحدي هذا القول عن الكلبي باختصار ولم يرفع السند انظر "ص93". 5 في الأصل: وقالوا وهو خطأ وأول الآية: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا} . 6 في الأصل: معدودة، وهو نص آية البقرة. 7 انظر الآية "80".

أمته، فأنزل الله عز وجل هذه الآية1. وبهذا جزم مقاتل بن سليمان2 فقال: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يجعل له ملك فارس والروم في أمته. وذكر الثعلبي3 عن ابن عباس قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ووعد أمته ملك فارس والروم قال المنافقون واليهود: هيهات هيهات من أين لمحمد ملك فارس والروم؟ فنزلت. وذكر الثعلبي4 هنا حديث عمرو بن عوف المزني في قصة ضرب الصخرة بالخندق وفي آخره: ونزل قوله تعالى: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} 5. في ذلك ونزل قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} في ذلك. قلت: وحديث عمرو أخرجه البيهقي6 وغيره، وليس في آخره: ونزل قوله

_ 1 وأخرجه الطبري "6/ 300" من طريقين كلاهما عن قتادة، ومن طريق ابن أبي جعفر عن أبيه عنه: ابن أبي حاتم "2/ 1/ 171" "304" والواحدي من طريق إسحاق انظر "ص93-94" وانظر "الدر" "2/ 171". وروح ثقة فاضل من رجال الستة انظر "التقريب" "ص211". 2 في تفسيره "1/ 164". 3 والواحدي أيضًا "ص93" بغير سند!. 4 والواحدي أيضا من طريقه "ص94-96". 5 سورة الأحزاب: "12". 6 في كتابه "دلائل النبوة" باب ما ظهر في حفر الخندق من دلائل النبوة وآثار الصدق "3/ 418-420" وهو من رواية كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه عن جده قال في "الميزان" "3/ 407": "قال ابن معين: ليس بشئ، وقال الشافعي وأبو داود: ركن من أركان الكذب، وضرب أحمد على حديثه، وقال الدارقطني وغيره: متروك. وقال ابن حبان: له عن أبيه، عن جده نسخة موضوعة". لكن ابن حجر يقول في "التقريب" "ص460": "ضعيف أفرط من نسبه إلى الكذب". أما البيهقي فهو الحافظ العلامة الثبت الفقيه شيخ الإسلام أبو بكر أحمد بن الحسين ولد في سنة "384" وتوفي سنة "458" انظر ترجمته في "السير" للذهبي "18/ 163-170".

تعالى: {اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} ونورده1 في تفسير سورة الأحزاب. 190- قوله تعالى: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الآية: 28] . 1- ذكر الثعلبي2 عن ابن عباس: كان الحجاج بن عمرو وابن أبي الحقيق وقيس بن زيد بطنوا بنفر من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم، فقال رفاعة بن المنذر وعبد الله بن جبير وسعد بن خيثمة لأولئك النفر: اجتنبوا هؤلاء اليهود واحذروا لزومهم ومباطنتهم لا يفتنوكم عن دينكم فأبى أولئك النفر مباطنتهم وملازمتهم فأنزل الله عز وجل فيهم هذه الآية. 2- قول آخر قال مقاتل بن سليمان3: نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وغيره كانوا يظهرون المودة لكفار مكة فنهاهم الله عن ذلك. 3- قول آخر قال الكلبي4 عن أبي صالح عن ابن عباس: نزلت في عبد الله ابن أبي وأصحابه كانوا يتولون اليهود والمشركين ويأتونهم بالأخبار يرجون أن يكون لهم الظفر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى هذه الآية ونهى المؤمنون عن مثل5

_ 1 وضع الناسخ على هذه الكلمة إشارة لحق، ووضع في الهامش: ... ولا أدري لم!! 2 والواحدي "ص96" ومن قبلهما الطبري في التفسير "6/ 314" "6826" من طريق ابن إسحاق بسنده المتكرر. 3 "1/ 165". 4 ونقله عنه الواحدي "ص96". 5 فراغ في الأصل، وضع فيع الناسخ إشارة لحق، وفي الهامش: ... واستدركت الساقط من الواحدي.

فعلهم. 4- قول آخر ذكر جويبر1 في "تفسيره" عن الضحاك عن ابن عباس: نزلت في عبادة بن الصامت كان له حلفاء من اليهود فلما خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الأحزاب قال عبادة: يا نبي الله إن معي خمسمائة رجل من اليهود، وقد رأيت أن أستظهر بهم على العدو2، فأنزل الله عز وجل: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ} الآية. 191- قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [الآية 31] . 1- قال الكلبي3 عن أبي صالح عن ابن عباس: إن اليهود لما قالت: نحن أبناء الله وأحباؤه، أنزل الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ} الآية، فلما نزلت عرضها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأبوا أن يقبلوها. وقال مقاتل بن سليمان4: لما دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- كعب بن الأشرف وأصحابه إلى الإسلام قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه ولنحن أشد حبا لله مما تدعونا إليه فنزلت: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} . 2- قول آخر: قال محمد بن إسحاق في "المغازي"5 حدثني محمد بن جعفر بن الزبير قال: نزلت في نصارى أهل نجران وذلك أنهم قالوا: إنما نعظم المسيح ونعبده

_ 1 نقله عنه الواحدي "ص96-97"، ولم يذكر "تفسيره". 2 وضع الناسخ هنا إشارة لحق، وفي الهامش: ... ولا أدري لم فالعبارة تامة، وهي في الواحدي كذلك بزيادة هي: "وقد رأيت أن يخرجوا معي فاستظهر بهم على العدو". 3 ونقله عنه الواحدي "ص97". 4 "1/ 165-166". 5 انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 578-579" في قصة وفد نجران. و"تفسير الطبري" "6/ 323" "6849". وإليه عزاه السيوطي "2/ 178" ولم يذكر ابن إسحاق.

حبا لله وتعظيما له فقال الله: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ} 1. 3- قول آخر: ذكر سنيد في "تفسيره"2 عن حجاج عن ابن جريج قال: زعم أقوام على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنهم يحبون الله، فقالوا: يا محمد إنا نحب ربنا، فنزلت وجعل اتباع نبيه علما لحبه. 4- قول آخر ذكر جويبر3 في "تفسيره" عن الضحاك عن ابن عباس قال: وقف النبي -صلى الله عليه وسلم- على قريش، وهم في المسجد الحرام، وقد نصبوا أصنامهم، وعلقوا عليها بيض النعام، وجعلوا في آذانها الشنوف4 وهم يسجدون لها، فقال: "لقد خالفتم ملة أبيكم إبراهيم وإسماعيل" فقالوا: يا محمد إنا نعبد هذه حبا لله ليقربونا إلى الله زلفى. فقال: "أنا رسول الله إليكم وأنا أولى بالتعظيم من الأصنام". قلت: وهذا من منكرات جويبر فإن آل عمران مدنية، وهذه القصة إنما كانت بمكة قبل الهجرة، ولعل الذي نزل فيهما في أوائل الزمر5.

_ 1 النص في "السيرة": {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ} ، أي: إن كان هذا من قولكم "يعني: في عيسى" حقا حبا لله وتعظيما له: {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} أي: ما مضى من كفركم. وكذلك اللفظ في "التفسير" وما بين الهلالين زيادة منه. ولكن الحافظ ذكر لفظ الواحدي انظر "ص97-98". 2 ورواه عنه الطبري "6/ 323" "6847". وذكره الواحدي "ص97" عن ابن جريج، وفيه زيادة على ما هنا قليلة. 3 ونقله عنه الواحدي "ص97" ولم يذكر "تفسيره". 4 في الأصل: السيوف وهو تحريف، وأثبت ما في الواحدي، والشنوف: جمع الشنف وهو القرط الأعلى أو معلاق في خوف الأذن ... وأما ما علق في أسفلها فقرط انظر "القاموس" "ص1067". 5 قال تعالى فيها: {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} 3.

192 - قوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} [الآية 32] . 1 -نقل الثعلبي أن عبد الله بن أبي لما نزل قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} قال لأصحابه: إن محمدا -يجعل طاعته كطاعة الله ويأمرنا أن نعبده كما تعبد النصارى عيسى ابن مريم فنزلت: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُول} الآية. 2- وقال مقاتل بن سليمان1: نزلت في اليهود2. قلت: وهذا هو الراجح. 193- قوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ} [الآية 59] . قال عبد بن حميد: حدثنا روح بن عبادة عن عوف الأعرابي عن الأزرق بن قيس قال: جاء أسقف نجران والعاقب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الإسلام، فقالا: قد كنا مسلمين قبلك فقال: كذبتما منع الإسلام منكما ثلاث: قولكما اتخذ الله ولدا، وسجودكما للصليب، وأكلكما لحم الخنزير، قالا: فمن أبو عيسى؟ فلم يرد عليهما، فأنزل الله عز وجل {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} [الآية: 3] . وعن سعيد عن قتادة: ذكر لنا أن سيدي أهل نجران قالا: لكل آدمي أب فما بال عيسى لا أب له؟ فنزلت4.

_ 1 "1/ 166". 2 نص مقاتل: "قل -لليهود- ... ". 3 رجاله ثقات من رجال التهذيب -وقد مر الأولان- ولكنه مرسل فالأزرق من تابعي البصرة انظر "مشاهير علماء الأمصار" لابن حبان "ص92". وقد عزاه السيوطي إلى ابن سعد في "الطبقات" انظر "اللباب" "ص53". 4 أخرجه الطبري "6/ 469" "7162".

وأسند الطبري1 وابن أبي حاتم2 من طريق العوفي عن ابن عباس قال: إن رهطا من أهل نجران فيهم السيد والعاقب قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ما شأنك تذكر صاحبنا أي: عيسى تزعم أنه عبد الله قال: "أجل إنه عبد الله" قالوا: فهل رأيت مثل عيسى أو أنبئت به؟ ثم خرجوا من عنده فجاءه جبريل بأمر الله فقال: قل لهم إذا أتوك: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} الآية". ومن طريق مغيرة3 عن عامر هو الشعبي قال: كان أهل نجران أعظم قوم من النصارى في عيسى قولا فكانوا يجادلون النبي صلى الله عليه وسلم فيه، فنزلت. ومن طريق أسباط4 عن السدي قال: لما سمع أهل نجران بالنبي -صلى الله عليه وسلم- أتاه منهم أربعة نفر من خيارهم منهم العاقب والسيد وماسرجس5 وما ربحن6 فسألوه ما تقول في عيسى؟ فقال: "هو عبد الله وروحه وكلمته" فقالوا: ولكنه هو الله نزل من ملكه فدخل في جوف مريم، ثم خرج منها فأرانا قدرته وأمره فهل رأيت قط إنسانا خلق من غير أب؟ فنزلت. وأخرج سنيد7 عن حجاج عن ابن جريج: بلغنا أن نصارى أهل نجران قدم

_ 1 "6/ 468-469" "7161" وفي النقل اختصار. 2 "2/ 1/ 307" "667". 3 "تفسير الطبري" "6/ 468" "7160". ومغيرة هو ابن مقسم ثقة وقد مر. 4 "6/ 469-470" "7163". 5 لم ينقط في الأصل، وأثبت ما في الطبري، وللأستاذ محمود شاكر تعليق جيد على هذا الاسم فانظره. 6 لم ينقط في الأصل، ولم يذكر في أسماء رجال الوفد المذكورين في ابن هشام "1/ 575"، وهو في الطبري: ما ربحز وفي "الدر المنثور" "2/ 228": ما ربحر ويقول محمود شاكر: لم أعرف ضبطه وأظنه غير صحيح. 7 ورواه عنه الطبري "6/ 470" "7164" وفي النقل هنا اختصار وتصرف. وعزاه السيوطي إليه وإلى ابن المنذر انظر "الدر" "2/ 228" وهو في "الأسباب" للواحدي "ص98" ولكن بلفظ: "قال المفسرون" وذكره.

وفدهم فيهم السيد والعاقب وهما سيداهم يومئذ فقالا: يا محمد فيم تشتم صاحبنا عيسى تزعم أنه عبد؟ فقال: "أجل إنه عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم". فغضبوا وقالوا: إن كنت صادقا فأرنا عبدا يحيي الموتى ويبرئ الأكمه ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه لكنه الله، فسكت حتى أتاه جبريل فقال: يا محمد: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَم} 1 فقال: يا جبريل إنهم سألوني أن أخبرهم بمثل عيسى فقال: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} الآية. ومن طريق سلمة بن الفضل2 عن ابن إسحاق3 عن محمد بن جعفر بن الزبير قال: فإن قالوا: كيف خلق عيسى من غير ذكر فقد خلقت آدم من تراب بتلك4 القدرة من غير ذكر ولا أنثى. فكان كما جاء عيسى لحما ودما وشعرا وبشرا فليس خلق عيسى من غير ذكر بأعجب من خلق آدم. وأخرج ابن أبي حاتم5 من طريق مبارك بن فضالة سمعت الحسن البصري يقول: أتى راهبا نجران رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر نحو رواية الأزرق بن قيس لكن قال: فنزل عليه: {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ

_ 1 المائدة "17 و72". 2 "تفسير الطبري" "6/ 470-471" "7165". 3 انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 582". 4 في الأصل: بذلك وهو تحريف. 5 "2/ 1/ 304-305" "663" وحكم المحقق على إسناده بالحسن. وإليه وحده عزاه السيوطي "2/ 227"، ورواه الواحدي من هذا الطريق أيضًا انظر "ص98".

الْحَكِيمِ، إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ} الآية إلى: {الْمُمْتَرِينَ} . وسمى مقاتل بن سليمان1 فيهم الحارث وقيسا وابنيه وخالدًا وخليدًا وعمرًا. 194- قوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ} [الآية: 61] 2. قال ابن إسحاق في "السيرة الكبرى"3 رواية يونس بن بكير عنه: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، فذكر قصة وفد أهل نجران وما قالوه، ونزل فيهم: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ} إلى قوله: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيْهِ} إلى قوله: {بِالْمُفْسِدِينَ} قال: فلما أتى رسول الله الخبر من الله وفصل القضاء بينه وبينهم وأنهم إن ردوا ذلك لاعنهم [دعاهم إلى ذلك4] فقالوا: يا أبا القاسم دعنا ننظر في أمرنا ثم نأتيك بما نريد أن نفعل فانصرفوا عنه، ثم خلوا بالعاقب وكان ذا رأيهم فقالوا: يا عبد المسيح ماذا ترى؟ فقال: والله يا معشر النصارى لقد عرفتم أن محمدا لنبي مرسل ولقد جاءكم بالفصل من خبر صاحبكم ولقد علمتم أنه ما لاعن قوم قط نبيا فبقي كبيرهم ولا نبت صغيرهم، وإنه الاستئصال منكم إن فعلتم، فإن أبيتم إلا إلف دينكم والإقامة عليه فوادعوا هذا الرجل، وانصرفوا. فأتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: قد رأينا ألا نلاعنك، فذكر قصة بعثه معهم أبا عبيدة بن الجراح ليفصل بينهم في أمور اختلفوا فيها من أموالهم. ولابن إسحاق في هذه القصة سند آخر موصول أخرجه أبو بكر بن مردويه في

_ 1 "1/ 174". 2 ما ذكره المؤلف هنا جرى بعد نزول الآية ففي ذكره نظر!. 3 انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 583-584". و"تفسير الطبري" "6/ 479" "7181" من رواية سلمة بن الفضل. 4 من السيرة والتفسير.

"التفسير" من طريق أخرى عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج أن وفد أهل نجران قدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر القصة، وفيها: أن أشرافهم كانوا اثني عشر رجلا1. وأخرج البخاري أصل هذه القصة في "الصحيح" في أواخر المغازي2 من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن صلة3 بن زفر عن حذيفة قال: جاء السيد والعاقب صاحبا نجران إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يريد أن يلاعناه فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل فوالله إن كان نبيا فلاعناه لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا، قالا: نعطيك ما سألتنا فابعث معنا رجلا أمينا الحديث. وأخرج الحاكم في "المستدرك"4 من طريق علي بن مسهر وابن شاهين5 وابن مردويه في "التفسير"6 من طريق بشر بن مهران كلاهما عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن جابر قال: قدم على النبي -صلى الله عليه وسلم- العاقب والطيب7 فدعاهما

_ 1 رجاله ثقات، عاصم مر في الآية "89" من سورة البقرة ومحمود بن لبيد ورافع بن خديج صحابيان والأول صحابي صغير قال في "التقريب" "ص522": "وجل روايته عن الصحابة". 2 انظر "فتح الباري" "8/ 93" وفي النقل خلاف يسير. 3 في الأصل: صد وهو تحريف. 4 في كتاب "التاريخ:" ذكر نبي الله وروحه عيسى "2/ 593-594" وقال: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، ولكن ابن كثير عقب عليه -على الحاكم- بقوله "1/ 371": "هكذا قال". 5 هو الشيخ الصدوق الحافظ العالم، شيخ العراق وصاحب التفسير الكبير أبو حفص، عمر بن أحمد البغدادي ولد سنة "297" وتوفي سنة "385" انظر ترجمته في "السير" للذهبي "16/ 431-435" وفيها كلام على تفسيره أنه في نيف وعشرين مجلدا كله بأسانيد، وكلام الدارقطني فيه، وقول الذهبي "ت748هـ": "وتفسيره موجود بمدينة واسط اليوم". 6 عزاه إليه ابن كثير أيضا "1/ 370-371". 7 وضع الناسخ على هذا الاسم: كذا وكأنه شك بصحته، ولكنه في الرواية كذلك.

إلى الملاعنة فوعداه على أن يغادياه1 الغداة فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا وأقرا له بالخراج فقال: "والذي بعثني بالحق لو قالا 2 لأمطر عليهم الوادي نارا"، قال جابر: فيهم نزلت: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} الحديث3. ولأخره شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الحاكم في أثناء حديث4 أصله البخاري5 والترمذي والنسائي6. ولفظه عند الحاكم: ولو خرج الذين يباهلون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لرجعوا لا يجدون إبلا ولا مالا. ولفظ معمر: لو خرج الذين يباهلون مثله7.

_ 1 في ابن كثير: أن يلاعناه. 2 في ابن كثير: لو قالا: لا لأمطر. 3 هذا لفظ ابن مردويه، وقد أورده ابن كثير "1/ 370-371" أولا ثم قال: "وهكذا رواه الحاكم بمعناه" ويؤخذ على الحافظ أنه جمع بين الحاكم وابن مردويه مع أن الفرق بينهما كبير. 4 لم أجد هذا الحديث في "المستدرك" وقد مررنا عليه كله فالظاهر أنه في "التاريخ". 5 أخرج البخاري في "التفسير" سورة اقرأ عن ابن عباس: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لأطأن على عنقه. فبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "لو فعله لأخذته الملائكة"، قال الحافظ، "8/ 724": "زاد الإسماعيلي في آخره من طريق معمر بن عبد الكريم الجزري قال: قال ابن عباس: "لو تمنى اليهود الموت لماتوا، ولو خرج الذين يباهلون رسول الله -صلى الله لعيه وسلم- لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا". 6 أخرجه الترمذي في "التفسير" "5/ 413-414" وقال: "حديث حسن صحيح غريب" وكذلك النسائي انظر "التفسير" "ص29" الرقم "81" عزاه إليه في "التحفة" "5/ 148". وأخرجه أحمد في "المسند" "1/ 248" من طريق فرات عن عبد الكريم عن عكرمة بلفظ الإسماعيلي "في الأصل: فرات بن عبد الكريم وهو تحريف" انظر "مرويات الإمام أحمد بن حنبل في التفسير" "1/ 81". 7 أخرجه الطبري "6/ 482" "7186" عن عبد الرزاق عنه.

وفي "تفسير سنيد"1 عن ابن جريج: والذي نفسي بيده لو لاعنوني ما حال الحول وبحضرتهم منهم أحد إلا أهلكه الله. وأخرج البيهقي في "دلائل النبوة"2 قصة وفد نجران والملاعنة مطولة في نحو ورقة كبيرة من طريق يونس بن بكير في "المغازي" من زياداته على ابن إسحاق قال يونس عن سلمة بن عبد يسوع3 عن أبيه عن جده -وكان نصرانيا- فأسلم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل نجران يدعوهم إلى الإسلام. وفيه إرسالهم وفدًا اختاروهم وفيه فساءلهم وسألوه إلى أن انتهت به المسألة أن قالوا: ما تقول في عيسى؟ فقال: "أقيموا حتى أخبركم"، فافتتح الصلاة وأنزل4 الله عليه {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ} إلى قوله: {فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} فقصها عليهم5 فأبوا أن يقروا بذلك، فأصبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأقبل مشتملا على الحسن والحسين في خميل له، وفاطمة تمشي عند ظهره للملاعنة فذكر أنهم رضوا أن يحكموه، ورضوا بما حكم به عليهم من المال في كل سنة.

_ 1 أخرجه عنه الطبري "6/ 482" "7188". 2 "5/ 385-391" في الحديث عن الوفود "باب وفد نجران وشهادة الأساقفة لنبينا صلى الله عليه وسلم بأنه النبي الذي كانوا ينتظرونه" وقال ابن القيم في "زاد المعاد" "3/ 631": "وروينا عن أبي عبد الله الحاكم، عن الأصم، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير ... " وأورده، ونقله ابن كثير في "تفسيره" "1/ 369-370" وقال: "فيه فوائد كثيرة وفيه غرابة". 3 لم ينقط في الأصل وفي "الزاد" و"التفسير"، وهو في "الدلائل": يشوع. وبحثت عن ترجمة له في "التهذيب" وفروعه ومن قبله "التاريخ الكبير" للبخاري و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم ومن بعده "الميزان" للذهبي فلم أجد، ثم وقفت على قول محققي "زاد المعاد" الأستاذين شعيب وعبد القادر الأرنؤوط: "سنده ضعيف لجهالة سلمة بن يسوع فما فوقه فلم نقف لهم على ترجمة". 4 النص في "الدلائل" و"زاد المعاد" وابن كثير: "فأصبح الغد وقد أنزل". 5 ليس هذا في الكتب الثلاثة.

ومن مستغربات مقاتل بن سليمان1 أنه نقل في هذه القصة أن عمر قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لو لاعنتهم بيد من كنت تأخذ؟ قال: "بيد علي وفاطمة والحسن والحسين وعائشة وحفصة". وقد ساق الطبري2 آخر هذه القصة بما فيها من الزيادة عما قبلها، فأخرج من طريق مغيرة عن عامر وهو الشعبي قال: فلما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بملاعنتهم بقوله: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيه} فتواعدوا أن يلاعنوه الغد، فانطلق السيد والعاقب ومن تبعهما إلى رجل منهم عاقل فذكروا له ما عزموا عليه فقال: بئس3 ما صنعتم وندمهم4 وقال: إن كان نبيا ثم دعا عليكم لا يعصيه5 الله فيكم، وإن كان ملكا فظهر عليكم لا يستبقيكم6، قالوا: فكيف بنا وقد واعدنا! قال: إذا غدوتم عليه فعرض عليكم الملاعنة فقولوا: نعوذ بالله فلعله يعفيكم قال: فغدا النبي -صلى الله عليه وسلم- محتضنا حسينا آخذا بيد الحسن7 وفاطمة تمشي ملتفة8 فدعاهم إلى الذي فارقوه عليه بالأمس، فقالوا: نعوذ بالله ثم دعاهم فقالوا: نعوذ بالله مرارًا قال: "فإن أبيتم فأسلموا فإن أبيتم فأعطوا

_ 1 انظر تفسيره "1/ 176". 2 "6/ 478-479" "7180" وفي النقل تصرف واختصار. 3 قوله: بئس ليس في الطبري. 4 علق السيد محمود شاكر على هذا اللفظ بقوله: "قوله" "ندمهم" "مشددة الدال" لامهم حتى حملهم على الأسى والندم. وهذا لفظ عربي عريق قل أن تظفر في كثير من كتب اللغة". 5 في الطبري: لا يغضبه وما هنا أرجح. 6 في الأصل: "لا لستبقيكم" هكذا بدون تنقيط، وعلى الفعل إشارة لحق ولكن الهامش ذهب في التصوير، وأثبت ما في الطبري. 7 الاسمان في الطبري بالعكس. 8 في الطبري بدل "ملتفة" خلفه. ولعل ما هنا تحريف.

الجزية عن يد وأنتم صاغرون، فإن أبيتم فإني أنبذ إليكم على سواء فقالوا: لا طاقة لنا بحرب العرب، ولكن نؤدي الجزية، قال: فجعل عليهم ألفي حلة: ألفا في رجب، وألفا في صفر، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران حتى الطير على الشجر لو تموا على الملاعنة". ومن طريق السدي1 قال: فأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- بيد الحسن والحسين وفاطمة وقال لعلي: اتبعنا فلم يخرج النصارى وصالحوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو خرجوا لاحترقوا". ومن طريق علباء2 بن أحمد اليشكري3: فقال شاب منهم: لا تلاعنوا أليس عهدكم بالأمس بإخوانكم الذين مسخوا قردة وخنازير؟ 195- قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [الآية: 64] . قال الثعلبي: قال المفسرون: قدم وفد نجران فالتقوا مع اليهود، فاختصموا في إبراهيم، فقالوا يا محمد إنا اختلفنا في إبراهيم، فزعمت اليهود أنه كان يهوديا وهم على دينه، وهم أولى الناس به، وزعمت النصارى، أنه كان نصرانيا وهم على دينه، وهم أولى الناس به. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلا الفريقين بريء من إبراهيم ودينه بل كان حنيفا ومسلما" فقالت اليهود: يا محمد ما نريد أن نتخذك ربا كما اتخذت النصارى عيسى ربا فأنزل الله عز وجل: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم} انتهى. وإطلاقه على قائل هذا -مع ضعفه- أنه قول المفسرين مما ينكر

_ 1 "6/ 481" "7183" وفي النقل اختصار. 2 "6/ 482" "7190". 3 في الأصل: العسكري وهو تحريف وعلباء من التابعين في خراسان انظر "مشاهير علماء الأمصار" "ص125" وقال الذهبي في "الكاشف" "2/ 241": "وثقوه" ولكن ابن حجر قال في "التقريب" "ص397": "صدوق".

عليه، فإن هذه الآية1 الأولى أنزلها الله في قصة وفد نجران قبل أن يقع اجتماعهم باليهود، فلما أبوا وبذلوا الجزية واطمأنوا اجتمعوا بيهود المدينة عند النبي -صلى الله عليه وسلم- أو فيما بينهم، فتجادلوا إلى أن ذكروا إبراهيم ونزلت الآيات التي بعدها في إبراهيم وسيأتي سياق ذلك واضحا في الذي بعده. 196- قوله تعالى {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ} إلى قوله: {وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا} [الآيات: 65-67] . 1- قال ابن إسحاق في "السيرة"2: دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- أهل نجران إلى النصف وقطع3 عنهم [الحجة] . {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} إلى قوله: {مُسْلِمُون} فأبوا فنزل ما بعدها. ثم4 أسند عن محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس قال: اجتمعت نصارى نجران و [أحبار] يهود عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فتنازعوا عنده فقال الأحبار: ما كان إبراهيم إلا يهوديا. وقالت النصارى: ما كان إبراهيم إلا نصرانيا فنزلت: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيم} 5.

_ 1 أي: قوله: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا ... } . 2 انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 583". و"تفسير الطبري" "6/ 484" "7194" و"تفسير ابن أبي حاتم" "2/ 1/ 317" "695". 3 وضع الناسخ عليها: كذا، وقد أصاب لسقوط ما بين المعقوفين، وقد استدركته من المصادر المذكورة. 4 من الأولى أن يقول: وكان أسند. انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 553" و"تفسير الطبري" "6/ 490" "7202" وما بين المعقوفين منه. 5 قال السيوطي في "اللباب" "ص53": أخرجه البيهقي في "الدلائل".

ومن طريق السدي1 نحوه ولم يذكر مكان اجتماعهم. 2- وأخرج عبد بن حميد والطبري2 من طريق قتادة: ذكر لنا أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- دعا يهود أهل المدينة إلى الكلمة السواء وهم الذين حاجوه في إبراهيم وزعموا أنه كان يهوديا فأكذبهم الله تعالى ونفاهم منه فقال: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيم} . وأخرج ابن أبي حاتم3 من طريق مقاتل بن حيان قال: قال كعب -يعني ابن الأشرف- وأصحابه4: إن إبراهيم منا وموسى منا والأنبياء منا فأنزل الله عز وجل: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا} الآية وبنحوه ذكر مقاتل بن سليمان وقال5: قال رؤساء اليهود كعب بن الأشرف وأبو ياسر وأبو الحقيق وزيد بن تابوت6 ونصارى نجران كان إبراهيم والأنبياء على ديننا، القصة. وأخرج سنيد من طريق ابن جريج قال: بلغنا أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- دعا يهود المدينة إلى الإسلام وقوله تعالى: {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ 7} فأبوا عليه فجاهدهم أخرجه الطبري8.

_ 1 رواه عنه ابن أبي حاتم "2/ 1/ 319" "701" وإليه وحده عزاه السيوطي "2/ 236". 2 "6/ 491" "7204" وانظر "تفسير ابن أبي حاتم" "2/ 1/ 321" "709" و"الدر المنثور" "2/ 236". 3 "2/ 1/ 322-323" "717" وقال لمحققه: إسناده حسن. 4 في ابن أبي حاتم زيادة: ونفر من النصارى. 5 "1/ 176" وفي النقل تصرف. 6 في مقاتل: التابوه. 7 طمست هذه الكلمة وكلمات أخرى في آخر الأسطر من هذه الصفحة استدركتها من المصادر ولم أشر اختصارًا. 8 وأخرجه عن الطبري "6/ 484" "7193" وفي النقل تصرف.

ومن طريق الربيع بن أنس1 ذكر لنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا اليهود إلى كلمة السواء. واختار الطبري2 أنها نزلت في الفريقين معا يهود المدينة وأهل نجران. وقال الطبري3 حدثني إسحاق بن شاهين نا خالد الواسطي عن داود هو ابن أبي هند عن عامر هو الشعبي قال: قالت اليهود: إبراهيم على ديننا. وقالت النصارى: إبراهيم على ديننا فأنزل الله {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا} فبرأه الله منهما. 197- قوله تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيّ} [الآية 68] . 1- نقل الثعلبي والواحدي4 عن ابن عباس: إن رؤساء اليهود قالوا: يا محمد لقد علمت أنا أولى بإبراهيم منك ومن غيرك وأنه كان يهوديا وما بك إلا الحسد، فأنزل الله تعالى {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ} الآية. 2- وأخرج عبد بن حميد5 من طريق شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم6: أنه لما أن خرج أصحاب رسول الله صلة الله عليه وسلم إلى النجاشي انتدب لهم عمرو بن

_ 1 "6/ 484" "7192". 2 "6/ 485". 3 "6/ 494" "7211" وفي النقل اختصار وتصرف. وذكر الشيخ أحمد شاكر أنه لم يجد لإسحاق ترجمة. وسائر رجاله ثقات. 4 "ص100". 5 عزاه إليه وحده السيوطي "2/ 237-238" وفي النقل اختصار. 6 قال في "التقريب" "ص348": "مختلف في صحبته، وذكره العجلي في كبار ثقات التابعين مات سنة "78".

العاص وعمارة بن أبي معيط -كذا قال وإنما هو عمارة1 بن الوليد بن المغيرة2- أرادوا عنتهم3 والبغي عليهم، فقدموا على النجاشي فأخبروه أن هؤلاء الرهط الذين قدموا عليك من أهل مكة، إنما يريدون أن يخبلوا4 عليك ملكك، ويفسدوا عليك أرضك، ويشتموا ربك، فأرسل إليهم، فذكر القصة مطولة، وفيها: إن الذي خاطبهم من المسلمين حمزة وعثمان بن مظعون فقال النجاشي لما سمع كلامهم: لا دهوره5 -أي: لا خوف6- على حزب إبراهيم فقال عمرو: من هم حزب إبراهيم؟ قال: هؤلاء الرهط وصاحبهم الذي جاؤوا من عنده، ومن اتبعه، فأنزلت ذلك اليوم يوم خصومتهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيّ} الآية. قلت: وقصة عمرو بن العاص وجعفر بن أبي طالب عند النجاشي مروية من طرق متعددة: منها في "السيرة"، لابن إسحاق من طريق [محمد بن مسلم الزهري] 7.

_ 1 قال الحافظ في "الإصابة" القسم الرابع "3/ 171": "مات كافرا؛ لأن قريشا بعثوه إلى النجاشي فجرت له معه قصة فأصيب بعقله وخام مع الوحش وقد بينت أنه ممن دعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم من قريش لما وضع عقبة بن أبي معيط سلا الجزور على ظهره وهو يصلي". وأما ابن أبي معيط فقد أسلم في "الفتح" انظر "الإصابة" "2/ 516". 2 وبهذا الاسم ورد في "المنتخب من مسند عبد بن حميد" انظر: ص193" والرواية فيه هنا ليست من طريق شهر. 3 في الأصل: غير منقط سوى نقطة قبل الهاء! وأثبت ما في "الدر". 4 أي: يفسدوا انظر "القاموس" "ص1280". 5 في "الدر": فلا دهونه. 6 قوله: "لا خوف" سقط من "الدر". وقد يكون من شرح الحافظ. 7 كان هنا في الأصل فراغ بمقدار أربع كلمات وضع الناسخ في وسطه: كذا، واستدركته من "سيرة ابن هشام" "1/ 334" وتتمة السند: "عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، عن أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ... ". وانظر "السير والمغازي" لابن إسحاق "ص213".

ومنها في الثعلبي مطولة من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. ومنها في الطبراني من طريق [جعفر بن أبي طالب] 1. وليس في شيء منها نزول هذه الآية في هذه القصة، وقد خلط الثعلبي رواية الكلبي برواية شهر مع رواية ابن إسحاق، وساقها بطولها مساقا واحدا2 وهو من عيوب كتابه حيث يخلط الصادق بالكاذب بالمحتمل، فيوهم أن الجميع من رواية الصادق وليس كذلك. 198- قوله تعالى: {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ} [الآية: 69] . تقدم في قوله تعالى في سورة البقرة: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا} الآية3، حكاه الثعلبي. وقال مقاتل بن سليمان4: نزلت في عمار بن ياسر وحذيفة، وذلك أن اليهود جادلوهما ودعوهما إلى دينهم وقالوا: إن ديننا خير من دينكم ونحن أهدى سبيلا فنزلت5.

_ 1 فراغ في الأصل بمقدار كلمتين، وفيه أيضا: كذا، وملأته من "المعجم الكبير" للطبراني "2/ 110-111" "1478" وفي سنده أسد بن عمرو ومجالد بن سعيد قال في "المجمع" "6/ 30": "كلاهما ضعيف وقد وثقا". وأخرجه الطبراني أيضا من طريق ابن إسحاق عن أم سلمة عن جعفر "2/ 111-112" "1479" الطبعة الثانية وقال في "المجمع" "6/ 30": "رواه الطبراني من طريقين عن ابن إسحاق وهو مدلس" والروايتان في كتابه "الأحاديث الطوال" المطبوع في الجزء "25" من "المعجم" "ص197-199". 2 وكذلك فعل الواحدي "ص100-103" والظاهر أنه نقل من شيخه. 3 الآية "109" وكذلك أحال عليها الواحدي انظر "الأسباب" "ص104". 4 "1/ 177". 5 وانظر لزاما الكلام على الآية "109" من سورة البقرة.

199- قوله تعالى: {يَا 1 أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} [الآية: 71] . قال محمد بن إسحاق في "السيرة"2: حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال عبد الله بن الصيف3 وعدي بن زيد "266" ولا الحارث بن عوف بعضهم لبعض: تعالوا نجيء4 نؤمن بما أنزل الله على محمد وأصحابه، غدوة ونكفر به عشية، حتى نلبس عليهم دينهم، لعلهم يصنعون كما نصنع ويرجعون عن دينهم، فأنزل الله تعالى فيهم {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} . وقال مقاتل بن سليمان5: قال كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف6 لسفلة اليهود: آمنوا معهم نهارا. فذكر القصة. 200- قوله تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون} [الآية: 72] 7. أخرج الطبري8 وابن أبي حاتم9 من طريق أسباط عن السدي قال: كان أحبار

_ 1 كتب في الأصل هنا: "وقالت طائفة من" ثم شطب، وما شطب جزء من الآية الآتية. 2 انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 553" ورواه عنه الطبري "6/ 504" "7223" وابن أبي حاتم "2/ 1/ 335" "755" وزاد السيوطي "2/ 240" نسبته إلى ابن المنذر. 3 في الأصل غير منقط، واختلفت نسخ "سيرة ابن هشام" فيه وهو في الطبري وابن أبي حاتم: بالصاد، وفي "الدر": بالضاد. 4 لم يذكر هذا الفعل في المصادر المذكورة. 5 "1/ 178" في تفسير الآية الآتية. 6 في مقاتل: الضيف اليهوديان. 7 لو جمع المؤلف بين هذه الآية وبين التي قبلها لكان أحسن فهما يعالجان أمرا واحدا والسبب المذكور فيهما واحد، والتعدد بالأشخاص لا غير. 8 "6/ 507" "7233". 9 "2/ 1/ 337" "764". وإليهما عزاه السيوطي "2/ 241"، وذكره الواحدي عن الحسن والسدي "ص104".

قرى1 عربية2 اثني عشر حبرا، فقالوا لبعضهم: ادخلوا في دين محمد أول النهار، وقولوا نشهد أن محمدا حق صادق، فإذا كان آخر النهار فاكفروا به، وقولوا: إنا رجعنا إلى علمائنا وأحبارنا فسألناهم فحدثونا أنه كاذب، وليس على شيء3 وإنكم لستم على شيء، وقد رجعنا إلى ديننا فهو أعجب إلينا من دينكم، لعلهم يشكون يقولون هؤلاء كانوا معنا أول النهار فما بالهم؟ فأخبر الله عز وجل رسوله بذلك. ومن طريق أبي مالك الغفاري4 نحوه باختصار، وفي آخره فاطلع على سرهم وأنزل: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} الآية. وأخرجه ابن أبي حاتم5 من طريق إسرائيل عن السدي عن أبي مالك نحو الأول بتمامه. ومن طريق ابن أبي نجيح6 عن مجاهد نحوه. وأخرج ابن أبي حاتم7 من طريق قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس قال: كانوا يكونون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- أول النهار يكلمونه ويمارونه8 فإذا أمسوا وحضرت الصلاة

_ 1 وضع الناسخ هنا إشارة لحق، وفي الهامش. 2 هكذا في الطبري وابن أبي حاتم والسيوطي، ولكن في الواحدي: "حبرا من يهود خيبر وقرى عرينة". 3 هذه الجملة ليست في المصادر. 4 "6/ 570" "7234". 5 "2/ 1/ 337" "766". 6 "تفسير الطبري" "6/ 508" "7235" و"تفسير ابن أبي حاتم" "2/ 1/ 339" "774" و"الدر المنثور" "2/ 241" و"تفسير مجاهد" "1/ 128-129". 7 "2/ 1/ 338و339" "769" و"775". وقد جمع الحافظ بين الموضعين وقال محققة: "وفي إسناده قابوس فالإسناد ضعيف". 8 النص في ابن أبي حاتم: "كانوا يكونون معهم أول النهار يمارونهم ويكلمونهم".

كفروا به وتركوه1. ومن طريق العوفي2 عن ابن عباس: قال طائفة من اليهود لبعضهم إذا لقيتم أصحاب محمد أول النهار فآمنوا وإذا كان آخر النهار فصلوا صلاتكم لعلهم يقولون: هؤلاء أهل الكتاب، وهو أعلم منا لعلهم ينقلبون عن دينهم. 201- قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} [الآية: 73] . أخرج الطبري3 من طريق أسباط عن السدي: قال الله تعالى لنبيه: {قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ} تقول اليهود: فعل الله بنا كذا وكذا من إكرامه4 حتى أنزل المن والسلوى، فنزل: {إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} . 202- قوله تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} [الآية: 75] . قال مقاتل بن سليمان5: الفرقة الأولى: مؤمنو أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه، والفرقة الثانية: كفار اليهود كعب بن الأشرف وأصحابه يقول: منهم من يؤدي الأمانة ولو كثرت، ومنهم من لا يؤدي الأمانة ولو قلت.

_ 1 زاد السيوطي "2/ 241" نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه والضياء في "المختارة". 2 أخرجه الطبري "6/ 508" "7237" وابن أبي حاتم "2/ 1/ 339-340" "776" وذكره الواحدي "ص104" عن مجاهد ومقاتل والكلبي بلفظ مغاير قليلًا أوله: "هذا في شأن القبلة، لما صفت إلى الكعبة، شق ذلك على اليهود لمخالفتهم، فقال كعب بن الأشرف وأصحابه: آمنوا ... ". 3 "6/ 513" "7251" وكذلك ابن أبي حاتم "2/ 1/ 343" "792". وفي نقل الحافظ تصرف واختصار. 4 في التفسيرين: الكرامة. 5 "1/ 178" وفيه تصرف.

وعن جويبر بن الضحاك عن ابن عباس: الأول عبد الله بن سلام أودعه رجل ألفا ومائتي أوقية من ذهب فأداه إليه فمدحه الله، والثاني فنحاص بن عازورا أودعه رجل من قريش دينارا فخانه فيه1. وقال الثعلبي: قال أكثر المفسرين: نزلت في اليهود وقد علم أن الناس كلهم كذلك فيهم الأمين والخائن، وإنما حذر الله المؤمنين أن يغتروا بأهل الكتاب لأنهم يستحلون مال المؤمن. قلت: وسيأتي بيان ذلك في الذي بعده قال: وفي بعض التفاسير إن الذي يؤدي الأمانة هم النصارى، وإن الذي لا يؤديها هم اليهود2. 203- قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الآية: 75] . أخرج الطبري3 من طريق العوفي عن ابن عباس: إن أهل الكتاب كانوا يقولون: ليس علينا جناح فيما أصبنا من أموال هؤلاء؛ لأنهم أميون.

_ 1 قال الأستاذ محمد عزة دروزة في "تفسير الحديث" "8/ 116": "ومن الجدير بالذكر أن عبد الله بن سلام الذي ذكرت إحدى الروايات أنه المعني بالفقرة الأولى من الآية الأولى كان قد أسلم واندمج في الإسلام، ولم يعد متصفا بصفة كونه من أهل الكتاب وحسب". وقد عد دروزة الآيات "75 -76 -77" فصلا واحدا. 2 قال السيوطي في "الدر" "2/ 234" في تفسير هذه الآية: "أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْك} قال: هذا من النصارى: {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْك} قال: هذا من اليهود: {إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} قال: إلا ما طلبته واتبعته". 3 "6/ 532" "7271".

أخرج سنيد1 من طريق ابن جريج قال: بايع اليهود2 ورجال في الجاهلية، فلما أسلموا تقاضوهم ثمن بيوعهم، فقالوا: ليس لكم علينا أمانة ولا قضاء لكم عندنا؛ لأنكم تركتم دينكم الذي كنتم عليه، وادعوا أنهم وجدوا ذلك في كتابهم قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} يعني اليهود. وهو عند مقاتل بن سليمان3 بنحوه. وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ} يعنون من ليس من أهل الكتاب أخرجه الطبري4 من طريقه هكذا مختصرا. ومن طريق سعيد بن أبي عروبة5 عن قتادة: قالت اليهود: ليس علينا فيما أصبنا من أموال العرب سبيل. ومن طريق السدي6: كان يقال له: مالك لا تؤدي أمانتك فيقول: ليس علينا حرج في أموال العرب قد أحلها الله لنا. ومن طريق القمي7 [عن جعفر] عن سعيد بن جبير: لما نزلت: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كذب أعداء الله كل شيء

_ 1 أخرجه عنه الطبري "6/ 523" "7272". 2 في الأصل: النهار، ووضع الناسخ عليها: كذا، وفي الهامش كلمة ذهبت في التصوير إلا آخر حرف وهو دال فكأنه "اليهود" وهو ما جاء في الطبري. 3 "1/ 179". 4 "6/ 522" "7267". 5 "6/ 522" "7266". 6 "6/ 522" "7268". 7 "6/ 522" "7269" وكذلك أخرجه ابن أبي حاتم "2/ 1/ 349" "812" وزاد السيوطي "2/ 244" نسبته إلى عبد حميد وابن المنذر، وقد حكم الشيخ أحمد شاكر على الإسناد بأنه جيد، والدكتور حكمت بأنه ضعيف!

موضوع إلا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر 1 والفاجر ". 204- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [الآية: 77] 2. 1- قال مقاتل بن سليمان3: يعني رؤوس اليهود. وقال الحسين بن داود المعروف بسنيد في "تفسيره"4 حدثنا حجاج عن ابن جريج عن عكرمة قال: نزلت هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَة} الآية في أبي رافع وكنانة بن أبي الحقيق وكعب بن الأشرف وحيي بن أخطب5 وغيرهم من رؤوس اليهود كتموا ما عهد الله إليهم في التوارة من نبوة محمد، وكتبوا بأيديهم غيره، وحلفوا أنه من عند الله، لئلا تفوتهم المآكل التي كانت لهم على اتباعهم. 2- وبه إلى ابن جريج قال6: وقال آخرون: إن الأشعث بن قيس اختصم هو ورجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض كانت في يده لذلك الرجل، أخذها بتعززه في الجاهلية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل: "أقم بينتك" فقال: ليس يشهد لي أحد على الأشعث! قال: "فلك يمينه" فقدم الأشعث يحلف، فأنزل الله هذه الآية، فنكل الأشعث وقال: إني أشهدكم الله وأشهد له إن خصمي صادق فرد إليه أرضه، وزاده من أرض

_ 1 في الأصل: للبر وأثبت ما في الطبري. 2 الظاهر أن هذه الآية نزلت في اليهود فإن السياق قبلها وبعدها فيهم. 3 "1/ 179". 4 وأخرجه عنه الطبري "6/ 528-529" "7278" وذكره الواحدي "ص107-108" عن عكرمة دون سند. 5 ما بعد هذا لا يوجد في الطبري، وهو في الواحدي، والخلاف يسير. 6 وأخرجه عنه الطبري "6/ 531" "7281" والخلاف يسير.

نفسه زيادة كثيرة مخافة أن يبقى في يده شيء من حقه فهي لعقب ذلك الرجل بعده". قلت: كذا وقع في هذه الرواية المرسلة، والحديث مخرج في "الصحيحين" و"السنن الأربعة" و"مسند أحمد"1 من طرق عن منصور والأعمش وغيرهما عن شقيق عن الأشعث منها2 لأحمد: نا أبو معاوية3 نا الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين هو فيها فاجر، الحديث فقال الأشعث: في والله كان ذلك كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: "ألك بينة"؟ قلت: لا، فقال لليهودي: "احلف"، فقلت: يا رسول الله إذا يحلف فيذهب بمالي! فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إلى آخر الآية.

_ 1 رواه البخاري في مواضع متعددة من "صحيحه" أولها في كتاب "المساقاة" باب الخصومة في البئر والقضاء فيها "الفتح 5/ 33" وفي هذا الموضع إشارة إلى ذكر مواضعه الأخرى ومنها كتاب التفسير "الفتح" "8/ 212-213" وانظر "تحفة الأشراف" "1/ 76-77" ورواه مسلم في "الصحيح"، كتاب "الإيمان" باب وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة "1/ 122-123" وأبو داود في كتاب "الأيمان والنذور" باب فيمن حلف يمينا ليقتطع بها مالا لأحد "3/ 220-221" وانظر كتاب "الأقضية" باب إذا كان المدعي عليه ذميا أيحلف؟ "3/ 311-312"، والترمذي كتاب "البيوع" باب ما جاء في اليمين الفاجرة يقطع بها مال المسلم "3/ 569" وكتاب التفسير "5/ 208-209" والنسائي في "القضاء" وفي التفسير في "الكبرى" كما في "التحفة" "1/ 77" انظر التفسير "ص29-30" الرقم "82" وابن ماجه كتاب "الأحكام" باب البنية على المدعي واليمين على المدعى عليه "2/ 778" و"مسند أحمد" حديث ابن مسعود "1/ 379" وحديث الأشعث بن قيس "5/ 211-212"، وقد روى الواحدي "ص105-106" ثلاثة أحاديث في البخاري، وأحدها عزاه إلى مسلم أيضًا. 2 في الأصل "مسما" وعليه إشارة لحق، وليس في الهامش شيء، فرجحت أن يكون الصواب ما أثبت. 3 في الأصل: معونه وهو تحريف.

وفي رواية عاصم1 عن شقيق فجاء الأشعث، فقال: ما يحدثكم أبو عبد الرحمن فحدثناه فقال: كان في والله هذا الحديث خاصمت ابن عم لي. فذكره وفيه: في بئر بدل أرض. وفيه: مالي بينه وإن تجعلها بيمينه يذهب ببئري، إن خصمي رجل فاجر قال: فقال: "من اقتطع مال امرئ مسلم"، الحديث وقرأ هذه الآية. ووقع نحو ذلك في حديث عدي بن عميرة عند النسائي2 ولفظه3 خاصم رجل من كندة امرأ القيس بن عابس الحضرمي في أرض، الحديث، وفيه: فقال الحضرمي: أمكنته من اليمين يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذهب أرضي ورب الكعبة، فذكر الحديث، وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ} الآية وفي آخره فقال امرؤ القيس: ما لمن تركها يا رسول الله؟ قال: "الجنة": قال: فأشهدك أني قد تركتها4". وهكذا في أكثر الطرق5 أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تلا الآية عقب الحديث، وصرح في

_ 1 لم أجدها في الكتب الستة. وهي في "مسند أحمد"، حديث الأشعث بن قيس "5/ 212". 2 هو في كتاب القضاء في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" "7/ 285-286". وانظر "الفصل للوصل المدرج في النقل" للخطيب البغدادي "مخطوط الورقة 78" ففيه كلام عنه. وزاد السيوطي "2/ 245" نسبته إلى "أحمد "4/ 191-192" وعبد بن حميد وابن جرير "6/ 530 "7280"" وابن المنذر والطبراني "180 /17 "265""، والبيهقي في "الشعب" وابن عساكر. وقد تحرف فيه "عميرة" إلى: "بحيرة". وقال الهيثمي في "المجمع" "4/ 178": "رواه أحمد والطبراني في "الكبير" ورجالهما ثقات". 3 انظر ما سبق في الآية "188" من سورة البقرة. 4 جاء هنا في الأصل: "وقال مقاتل بن سليمان: قوله: {وَإِنَّ مِنْهُمْ} يعني اليهود: {لَفَرِيقًا} أي: طائفة يعني كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف وأبو ياسر وحيي ابنا أخطب وسعية بن عمرو: {يَلْوُون} أي: يحرفون، كتبوا غير نعت محمد، وحذفوا نعته يقولون: هذا النعت من عند الله، وما هو من عند الله" وورود هذا النص هنا غريب، ولا شك في أنه مقحم، وهو تابع للآية الآتية المرقمة بـ"78" وسينقل المؤلف فيها بعضه فيها بعضه فانظره ثم، ولذلك حذفته هنا. 5 إن إراد بقوله: "أكثر الطرق" حديث عدي بن عميرة فمسلم، وإن أراد حديث عبد الله بن مسعود والأشعث فلا، والطرق التي نصت على "التلاوة" في البخاري "الفتح" "13/ 423" ومسلم "1/ 123". وأحمد "5/ 212".

رواية الأعمش بقوله: فأنزل الله تعالى1 وكذلك2 ذكرها جرير عن منصور عن شقيق عند البخاري3 وغيره، كما صرح في رواية عكرمة4 المرسلة بذلك، وللمتن شواهد من حديث أبي داود5 وأبي أمامة بن ثعلبة6 وغيرهما ليس فيه سبب النزول.

_ 1 انظر "الفتح" "5/ 33-73-279" والمواضع المشار إليها من الخمسة وأحمد. 2 في الأصل: ولذلك وقد ذكرت أن هذا وقع من الناسخ في مواضع متعددة. 3 في الأصل: "السدي" وهو تحريف والصواب" ما أثبته، فقد أخرج البخاري هذا الطريق من جهتين انظر "الفتح" "5/ 145 و280". 4 لعله يقصد رواية ابن جريج المرسلة، فلا ذكر لعكرمة في هذا الحديث. 5 لم أعرف من هو أبو داود هذا ولعله محرف عن "وائل" فقد قال الترمذي في كتاب "البيوع" باب ما جاء في اليمين الفاجرة بعد أن أورد حديث الأشعث بن قيس "3/ 569": "وفي الباب عن وائل بن حجر، وأبي موسى، وأبي أمامة بن ثعلبة الأنصاري وعمران بن حصين". وحديث وائل بن حجر أخرجه مسلم "1/ 123-124" وأبو داود "3/ 221" والترمذي "3/ 625" ونص مسلم: "قال: جاء رجل من حضرموت، ورجل من كندة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال الحضرمي: يا رسول الله: إن هذا قد غلبني على أرض لي كانت لأبي. فقال الكندي: هي أرضي في يدي أزرعها ليس له فيها حق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحضرمي: "ألك بينة؟ " قال: لا. قال: "فلك يمينه". قال: يا رسول الله إن الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه. وليس يتورع من شيء، فقال: ليس لك منه إلا ذلك. فانطلق ليحلف. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما أدبر: "أما لئن حلف على ماله ليأكله ظلما ليلقين الله وهو عنه معرض" وثم بعده لفظ آخر فانظره. 6 روى حديث مسلم "1/ 122" والنسائي في كتاب "أداب القضاة في قليل المال وكثيره" "8/ 246" "5419" وفي "الكبرى" أيضًا كما في "التحفة" "2/ 8" في "ومن مسند إياس بن ثعلبة أبي أمامة الأنصاري" وابن ماجه "2/ 779" "2324" ونص مسلم: "عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة". فقال له رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا، يا رسول الله؟ قال: "وإن قضيبا من أراك". وزاد السيوطي "2/ 247" نسبيته إلى مالك وابن سعد وأحمد.

3- سبب آخر: أخرج البخاري1 وأحمد2 والطبري3 من طريق العوام بن حوشب عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى أن رجلا4 أقام سلعة له في السوق فحلف بالله لقد أعطي بها ما لم يعطه ليوقع رجلًا من المسلمين فنزلت هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} 5. وله شاهد مرسل أخرجه الطبري6 من طريق الشعبي بسند صحيح إليه أن رجلا أقام سلعة أول النهار فلما كان آخره جاء رجل يشتري فحلف لقد منعها أول النهار من كذا ولولا المساء ما باعها به فأنزل الله هذه الآية. وبه7 إلى داود عن رجل عن مجاهد نحوه. 4- سبب آخر: قال ابن الكلبي8 عن أبي صالح عن ابن عباس: إن أناسا من علماء اليهود أولي فاقة كانوا ذوي حظ من علم التوراة فأصابتهم سنة فأتوا كعب بن

_ 1 في كتاب "الشهادات" "الفتح" "5/ 286" والتفسير "الفتح" "8/ 213" ومن طريقه أخرجه الواحدي "ص107". 2 لم أجده في "المسند". 3 لم أجده في "تفسيره" في هذا الموضع ولم يعزه إليه السيوطي في "الدر" انظر "2/ 245" وقد عزاه إلى عبد حميد والبخاري وابن المنذر وابن أبي حاتم "2/ 1/ 355" "823"". 4 لم يذكر دين الرجل والظاهر من لفظ الحديث ومن تنزيل الآية عليه أنه غير مسلم ولعله يهودي، وإذا صح هذا فيحتمل في قصته أن تكن مما أشارت إليه الآية. 5 قال الحافظ في "الفتح" "8/ 213" عن حديثي الأشعث وابن أبي أوفى: " ... لا منافاة بينهما، ويحمل على أن النزول كان بالسببين جميعا ولفظ الآية أعم من ذلك، ولهذا وقع في صدر حديث ابن مسعود ما يقتضي ذلك" ومثل هذا سبق في "5/ 287" من "الفتح" أيضاً. 6 "6/ 533" "7283" وفي النقل تصرف. 7 أي: بسند الطبري "6/ 533" "7284". 8 ونقله عنه الواحدي "ص107"، وقال الحافظ في "الفتح" "8/ 213": "وقص الكلبي في تفسيره في ذلك قصة طويلة، وهي محتملة أيضا، لكن المعتمد في ذلك ما ثبت في الصحيح".

الأشرف يستميرونه، فسألهم كعب هل تعلمون أن هذا الرجل -يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم- في كتابكم؟ قالوا: نعم، وما تعلمه أنت؟ قال: لا قالوا: فإنا نشهد أنه عبد الله ورسوله قال كعب: لقد قدمتم علي وأنا أريد أن أميركم وأكسوكم، فحرمكم الله خيرًا كثيرًا، قالوا: فإنه شبه لنا فرويدا حتى نلقاه، فانطلقوا فكتبوا صفة سوى صفته، ثم أتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فكلموه ثم رجعوا إلى كعب فقالوا: قد كنا نرى أنه هو فأتيناه فإذا هو ليس بالنعت الذي نعت لنا وأخرجوا النعت الذي كتبوه ففرح كعب بذلك، ومارهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية. وسبق نظيرها في البقرة: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّار} 1. 5- وقال ابن الكلبي2 أيضا عن أبي صالح باذان عن ابن عباس: نزلت في امرئ القيس ابن عابس استعدى عليه عيدان بن أشوع3 في أرض ولم يكن له بينة فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يحلف، الحديث. 205- قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَاب} [الآية 78] . 1- نقل الثعلبي عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس: نزلت في اليهود والنصارى حرفوا التوراة والإنجيل وضربوا كتاب الله بعضه ببعض وألحقوا به ما ليس منه وأسقطوا منه الدين الحنيف. 2- وأخرج الطبري4 من طريق قتادة: إنهم اليهود حرفوا كتاب الله وابتدعوا

_ 1 "174". 2 اربط بما مر في الآية "188" من سورة البقرة. 3 لم ينقط في الأصل، وقد مر في الآية المشار إليها. 4 "6/ 536" "7292".

فيه وزعموا أنه من عند الله. ومن طريق الربيع بن أنس مثله1. ومن طريق العوفي2 عن ابن عباس نحوه، وقال: كانوا يزيدون في كتاب الله ما لم ينزل الله. وقال مقاتل بن سليمان3: هم كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف4 وأبو ياسر وحيي ابنا أخطب5 وسعية6 بن عمرو يلوون ألسنتهم بالكتاب يحرفونه كتبوا غير نعت محمد وحذفوا نعته، ويقولون: هو من عند الله وما هو من عند الله. 206- قوله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّه} [الآية: 79] . 1- أخرج الطبري7 من طريق ابن إسحاق8 عن محمد بن أبي محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو نافع9 القرظي حين اجتمعت الأحبار

_ 1 "6/ 536" "7293". 2 "6/ 536" "7294". 3 "1/ 179" وفي النقل تصرف. 4 في مقاتل: الضيف والأصل بالمهملة انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 514". 5 فيه: "وأبو ياسر جدي بن أخطب". 6 فيه. وشعبة وهو تحريف فمن أسمائهم: سعية وقد مر. 7 "6/ 539" "7296" وزاد السيوطي "2/ 250" نسبته إلى: ابن المنذر وابن أبي حاتم "2/ 1/ 369-370" "875" والبيهقي في "الدلائل" "5/ 384" وقال الواحدي "ص108": "قال ابن عباس في رواية الكلبي وعطاء" وأورده. 8 انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 544". 9 في السيرة والطبري و"الدر" و"لباب النقول" "ص54": "رافع"، وانفرد ابن أبي حاتم بـ "نافع".

من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعاهم إلى الإسلام: أتريد يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى؟ فقال رجل من أهل نجران يقال له الرئيس1: أو ذاك تريد يا محمد وإليه تدعونا فقال: "معاذ الله أن نعبد غير الله أو نأمر بعبادة غيره! ما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني"، أو كما قال فأنزل الله في ذلك من قولهما: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ} . وذكره الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس نحوه فقال: "معاذ الله أن نعبد غير الله، ما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني" فنزلت. 2- ومن طريق سنيد2 ثم3 عن ابن جريج: كان ناس من يهود يتعبدون الناس من دون ربهم، بتحريفهم كتاب الله عن موضعه فنزلت. 3- قول آخر: أخرج عبد بن حميد4 عن روح عن عوف عن الحسن: بلغني أن رجلًا قال: يا رسول الله: نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض أفلا نسجد لك؟ قال: "لا ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله ولكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق لأهله"، فأنزل الله عز وجل هذه الآية إلى قوله: {بِأَنَّا مُسْلِمُون} 5.

_ 1 في "السيرة": "يقال له: الريبس، "ويروى: الريس، والرئيس"، وبالأول جاء في الطبري والواحدي، وبالثالث جاء في ابن أبي حاتم و"الدر المنثور" وانر تعليق محمود شاكر عليه. 2 ونقله عنه الطبري "6/ 540" "7300" وابن أبي حاتم "2/ 1/ 364" "854" وإليهما عزاه السيوطي "2/ 250". 3 عبر بـ "ثم" لأن سنيدًا يروي عن حجاج عن ابن جريج. 4 لم ينسبه السيوطي في "الدر" "2/ 250" إلى غيره واقتصر في "اللباب" "ص54" على عزوه إلى عبد الرزاق في "تفسيره" وأورده الواحدي "ص108" معزوا إلى الحسن وسياقه سياق الحافظ. 5 رجاله ثقات -وقد مر هذا السند- لكنه مرسل، وانطباقه على الآية بعيد، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يدع الناس إلى عبادته، وظاهر الآية يخاطب أهل الكتاب: {بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَاب} ولم يذكر عن الرجل مقترح السجود أنه منهم.

4- قول آخر: قال مقاتل بن سليمان1: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ} يعني عيسى بن مريم و {الْكِتَاب} الإنجيل2. ونقل الثعلبي3 عن الضحاك نحوه، وزاد: نزلت في نصارى نجران. 207- قوله تعالى: {أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْر} [الآية: 80] . يعني بعبادة عيسى وعزير. قال مقاتل: نزلت ردًا على كردم بن قيس والأصبغ بن زيد4. 208- قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ} [الآية: 83] . نقل الثعلبي5 عن ابن عباس: اختصم أهل الكتاب6 إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما اختلفوا بينهم من دين إبراهيم، كل فرقة زعمت أنه أولى بدينه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلا الفريقين بريء من دين إبراهيم"، فغضبوا وقالوا: والله ما نرضى بقضائك، ولا بدينك،

_ 1 "1/ 179" وفي النقل اختصار. 2 في مقاتل: يعني التوراة والإنجيل. 3 وكذلك الواحدي "ص108". 4 أخذ الحافظ هذا من مقاتل ولكن نصه "1/ 180": {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا المَلَائِكَةَ وَالنَّبِيّينَ أَرْبَابًا} -يعني عيسى والعزيز، ولو أمركم بذلك لكان كافرا فذلك قوله: {أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْر} يعني بعبادة الملائكة والنبيين: {بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} يعني مخلصين له بالتوحيد. فقال الأصبغ بن زيد وكردم بن قيس: أيأمرنا بالكفر بعد الإيمان فأنزل الله عز وجل: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} . والظاهر من هذا أن الآية "81" هي التي نزلت ترد على المذكورين لا الآية "80". ملاحظة: في الأصل ومقاتل: أصبع -بالعين المهملة- ولكن من أسمائهم: أصبغ -بالغين المعجمة- فأثبته كذلك. 5 وكذلك الواحدي "ص108". 6 في الواحدي: الكتابين.

فأنزل الله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ} 1". 209- قوله تعالى {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا} [الآية 84] . قال ابن ظفر: لما تكلم اليهود بما قالوه، والنصارى بما ليس لهم، أمر الله نبيه أن يقول للمسلمين2: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا} الآية فأخبر أنهم يؤمنون بجميع الأنبياء ولا يفرقون بين أحد منهم3. 210- قوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْه} [الآية 85] . أخرج الطبري4 من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِين 5} الآية فأنزل الله بعد ذلك: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْه} 6. وقال مقاتل7: نزلت في طعمة بن أبيرق من الأوس ارتد عن الإسلام ولحق بكفار مكة.

_ 1 لم يذكر سند هذا القول إلى ابن عباس، وقد ردت الآيات الماضية "65-68" على هذا الجدال فلا موضع له هنا. 2 لا أجد مسوغا في الحصر القول للمسلمين، والظاهر أنه إعلان لجميع بما في ذلك اليهود والنصارى الذين فرقوا بين أنبياء الله. 3 هذا القول أقرب إلى التفسير منه إلى سبب النزول. 4 "6/ 571-572" "7359". 5 الآية "62" من سورة البقرة. وقد جاء قوله: {وَالنَّصَارَى} بعد {وَالصَّابِئِينَ} سهوًا من المؤلف أو الناسخ. 6 انظر الكلام على هذه الرواية في الآية "62" من سورة البقرة. 7 في تفسيره "1/ 181".

211- قوله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِم} [الآية 86] . 1- أخرج النسائي1 والطبري2 وصححه ابن حبان3 والحاكم4 من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رجل5 من الأنصار أسلم، ثم ارتد ولحق بالمشركين، ثم ندم فأرسل إلى قومه سلوا لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هل لي من توبة فسألوا فقالوا: إن صاحبنا قد ندم، وإنه قد أمرنا أن نسأل هل له توبة فنزلت: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} إلى قوله: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم} فأرسل إليه فأسلم. وفي رواية6 فلما قرئت عليه قال: والله ما كذبني قومي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا كذب رسول الله، والله تعالى أصدق الثلاثة فرجع تائبًا فقبل منه.

_ 1 في "تحريم الدم": باب "توبة المرتد" "7/ 107" "4068" وفي التفسير "ص33" الرقم "85" عزاه إليه في "تحفة الأشراف" "5/ 133" ورجال سنده ثقات كما سيأتي عن البوصيري. 2 "6/ 572-573" "7360" وكذلك ابن أبي حاتم "2/ 1/ 382" "914" و"2/ 1/ 385" "924". 3 انظر "الإحسان"، كتاب "الحدود"، "باب الردة" "10/ 329" "4477" وقال محققه الأستاذ شعيب: "إسناده صحيح، رجاله ثقات على شرط مسلم غير بشر بن معاذ العقدي، فقد روى له أصحاب "السنن" وهو ثقة". 4 انظر "المستدرك"، كتاب "قسم الفيء" "2/ 142" وكتاب "الحدود" "4/ 366" وقال في المكانين: "صحيح الإسناد ولم يخرجا" ووافقه الذهبي، وأخرجه كذلك أحمد في "المسند" وانظر "مرويات الإمام أحمد في التفسير" "1/ 280" والبيهقي في "الكبرى" "8/ 195" وانظر "الإصابة" "1/ 280". 5 هذه الرواية، ورواية أخرى بعدها تذكر: "رجلا" والآية تقول "قوما" فتأمل. 6 هذه رواية الواحدي عن خالد وداود عن عكرمة عن ابن عباس "ص109".

هذا لفظ1 الطبري عن محمد بن عبد الله بن بزيع عن يزيد بن زريع عن داود. وأخرجه البزار2 عن ابن بزيع هذا فقال في أوله: إن قوما أسلموا ثم ارتدوا ثم أسلموا ثم ارتدوا فأرسلوا إلى قومهم يسألون فذكره. والبزار كان يحدث من حفظه فيهم3، والمحفوظ ما رواه ابن جرير ومن وافقه. وقال عبد بن حميد نا إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة: أن رجلا ارتد عن الإسلام فذكر نحوه ولم يذكر ابن عباس. - وروى حميد الأعرج عن مجاهد قال: كان الحارث بن سويد قد أسلم وكان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم لحق بقومه وكفر، فأنزل الله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا} الآية فحملها إليه رجل من قومه فقرأهن عليه فقال الحارث: والله إنك ما علمت لصادق

_ 1 في هذا نظر، وإنما هو لفظ الواحدي، وقد روى الطبري "6/ 573" "7361" عن ابن المثنى قال: حدثني عبد الأعلى، قال حدثنا داود عن عكرمة ... -ولم يرفعه إلى ابن عباس- إلا أنه قال: فكتب إليه قومه، فقال: ما كذبني قومي! فرجع. 2 لم يصل المطبوع من "مسنده" إلى مسند ابن عباس. 3 قال السيوطي "2/ 258" بعد أن أورد هذا: هذا خطأ من البزار وكأنه استفاده من ابن حجر. وفي "سير أعلام النبلاء" للذهبي في ترجمة البزار "13/ 556": "ذكره أبو الحسن الدارقطني، فقال: ثقة، يخطئ ويتكل على حفظه. وقال أبو أحمد الحاكم: يخطئ في الإسناد والمتن". وقال الحاكم أبو عبد الله: "سألت الدارقطني عن أبي بكر البزار فقال: يخطئ في الإسناد والمتن، حدث بالمسند بمصر حفظا، ينظر في كتب الناس، ويحدث من حفظه، ولم يكن معه كتب، فأخطأ في أحاديث كثيرة"، وانظر "تاريخ بغداد" للخطيب "4/ 335" ومقدمة "البحر الزخار" للدكتور محفوظ عبد الرحمن زين الله "1/ 15-16". ولكن هل أخطأ هنا حقا؟ إني أرى روايته أقرب إلى الآية والله أعلم.

وإن رسول الله لصدوق، وإن الله لأصدق الثلاثة، ثم رجع فأسلم إسلامًا حسنا، أخرجه مسدد1 في "مسنده"2، وعبد الرزاق في "مصنفه"3. وأخرجه الطبري4 من طريق عبد الرزاق جميعًا5 عن جعفر بن سليمان عن حميد به6. وذكر ابن إسحاق في "السيرة الكبرى": [إن الحارث بن سويد بن صامت كان منافقا، فخرج يوم أحد مع المسلمين، فلما التقى الناس غدا على مسلمين فقتلهما، ثم لحق بمكة بقريش، ثم بعث إلى أخيه الجلاس يطلب التوبة، فأنزل الله فيه هذه الآيات، وذكر] 7 إن المقتول هو المجذر بن ذياد وقيس بن زيد من بني ضبيعة،

_ 1 هو الإمام الحافظ الحجة أبو الحسن مسدد بن مسرهد البصري ولد في حدود الخمسين ومائة وتوفي سنة "228" انظر ترجمته في "السير" "10/ 591-595" و"تذكرة الحفاظ" "2/ 421-422"، وله مسندان من مرويات الحافظ انظر "المعجم المفهرس" "ص108" وقد تتبع زوائده في "المطالب العالية" انظر "1/ 3-4". وهذا الأثر أخرجه الواحدي من طريقه انظر "الأسباب" "ص109". 2 أورده عنه الحافظ في "المطالب العالية" كتاب التفسير "3/ 314-315" وعلق عليه محققه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي بقوله: "أهمله البوصيري، وأتى عوضه بحديث ابن عباس في هذا المعنى، وفي هذه القصة وقال: رواه ابن منيع والنسائي في "الكبرى" بسند رواته ثقات". 3 لم أقف عليه في "المصنف" وقد عزاه الحافظ في "الإصابة" "1/ 280" إلى "تفسيره" وتفسير سورة آل عمران ساقط من النسخة الخطية التي وقفت عليها، وسكت السيوطي في "اللباب" "ص55" فلم يذكر المصدر. 4 "6/ 573" "7363". 5 يقصد مسددا وعبد الرزاق والطبري. 6 زاد في "الإصابة" "1/ 280" فيمن خرجه: "البارودي وابن منده" وأسقط السيوطي "2/ 257" ابن مندوه وزاد ابن المنذر. ومن طريق مسدد أخرجه الواحدي "ص109-110". وجعفر بن سليمان: صدوق زاهد كما في "التقريب" "ص140" وحميد هو ابن قيس الأعرج من رجال الستة وفي "التقريب" "ص182" "ليس به بأس". 7 زدت هذا من "سيرة ابن هشام" "1/ 520 و2/ 89" ليتصل السياق، وكأنه سقط من الناسخ، فلو كان السقط في الخط الحافظ لأشار إلى ذلك.

وتعقب ابن هشام1 ذكر قيس بن زيد فإنه لم يعد في قتلى أحد2. وأورد الطبري3 من طريق أسباط عن السدي نحو رواية حميد الأعرج. ومن طريق ابن أبي نجيح4 عن مجاهد قال: هو رجل من بني عمرو بن عوف، فذكره مختصرًا ولم يسمه. وذكر سنيد5 عن حجاج عن ابن جرير عن عبد الله بن كثير عن مجاهد قال: لحق رجل بأرض الروم فتنصر6 ثم كتب إلى قومه: أرسلوا لي هل لي من توبة؟! الحديث. وبه إلى ابن جريج قال: قال عكرمة: في أبي عامر الراهب والحارث بن سويد بن الصامت ووحوح بن الأسلت في اثني عشر رجلا رجعوا عن الإسلام ولحقوا بقريش ثم كتبوا إلى أهليهم هل لنا من توبة فنزلت: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} . وساق مقاتل بن سليمان7 من أسماء الاثني عشر طعمة بن أبيرق -أوسي-

_ 1 انظر الموضعين المشار إليهما من السيرة. 2 وعن مصير الحارث بن سويد بعد قتله المجذر والخلاف فيه انظر "سيرة ابن هشام" "2/ 89" و"الإصابة" في ترجمته "1/ 280" وترجمة المجذر "3/ 364" و"الباهر في حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالباطن والظاهر" للسيوطي "ص56-57". ملاحظة: لا يخلو وضع خبر ابن إسحاق في هذا الموضع من نظر، فما نقله بعده عن حميد الأعرج، متعلق بما نقله قبله عن حميد أيضا فلاحظ هذا شيء والشيء الآخر هو أن قتل الحارث للمجذر كان يوم أحد وسيأتي الفصل الخاص بهذه الواقعة بعد فوضع آيات تتحدث عن شيء وقع بعدها يحتاج إلى دليل صالح للاحتجاج. 3 "6/ 573-574" "7364" وعزاه السيوطي "2/ 257" إلى عبد بن حميد أيضًا. 4 "6/ 574" "7365". 5 أخرجه عنه الطبري "6/ 574" "7367" وابن المنذر كما في "الدر" "2/ 257". 6 في الأصل: فنصر وأثبت ما في الطبري و"الدر". 7 "1/ 182".

ومقيس بن صبابة1، ليثي، وعبد الله بن أنس بن حنظل2، تيمي، ووحوح3 بن الأسلت، أوسي، وأبو عامر الراهب، أوسي، والحارث بن سويد، أوسي، ثم ذكر ندم الحارث بن سويد ومكاتبته أخاه الجلاس. 2- قول آخر أخرج الطبري4 من طريق العوفي عن ابن عباس: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا} الآية: هم أهل الكتاب عرفوا محمدا ثم كفروا به. وبسند حسن عن الحسن5 قال: اليهود والنصارى نحوه وزاد: عرفوه فلما بعث من غيرهم حسدوا العرب على ذلك فكذبوه وأنكروه. ومن طريق معمر6 عن الحسن نحوه باختصار. 212- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} [الآية: 90] . أخرج الطبري7 من طريق عباد بن منصور عن الحسن قال: هم اليهود والنصارى.

_ 1 في مقاتل: ضبابة أي: -بالعجمة. 2 فيه: خطل. 3 فيه: وجوج أي: -بالمعجمة فيها. 4 "6/ 574" "7368" وكذلك ابن أبي حاتم "2/ 1/ 383" "915" وإليهما عزاه في "الدر" "2/ 258". 5 "6/ 575" "7369" و"7370" و"7371". وأورده ابن أبي حاتم "2/ 1/ 383" "916" بعد خبر العوفي قال: "وروي عن الحسن نحو ذلك" وعاد المحقق في قوله إلى الطبري وحكم على الأسانيد بالحسن. 6 هو "7371". 7 "6/ 578" "7372" وعباد ضعيف وقد مر في الآية "104" من سورة البقرة.

ومن طريق معمر1 عن قتادة نحوه قال2: وقال عطاء الخراساني مثل ذلك. وذكره الثعلبي عن عطاء الخراساني بلفظ: نزلت في اليهود كفروا بعيسي ثم ازدادوا كفرا بمحمد3. وأخرج عبد بن حميد عن روح عن الثوري عن داود عن أبي العالية، وعن روح عن سعيد عن قتادة هم اليهود، نحو الأول، قال أبو العالية: تابوا من الذنوب ولم يتوبوا من الكفر. وأخرجه الطبري4 من طريق داود بن أبي هند عن رفيع وهو أبو العالية قال: {ازْدَادُوا كُفْرًا} ازدادوا ذنوبا وهم كفار فلن تقبل توبتهم من تلك الذنوب ما كانوا على كفرهم وضلالتهم. - وأخرج سنيد5 من طريق ابن جريج عن مجاهد: {ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} تموا على كفرهم قال ابن جريج: لن تقبل توبتهم يقول: إيمانهم أول مرة لن ينفعهم. وأخرج الطبري6 من طريق السدي: {ازْدَادُوا كُفْرًا} أي: ماتوا وهم كفار وعند موته لا تقبل توبته7. وقال ابن الكلبي: نزلت في الأحد عشر رفقة الحارث بن سويد لما رجع الحارث

_ 1 "6/ 579" "7374". 2 أي: معمر. 3 قال الواحدي "ص110": "قال الحسن وقتادة وعطاء" ثم أورد هذا القول. 4 "6/ 579" "7376". 5 وعنه الطبري "6/ 581" "7382". 6 "6/ 581" "7383". 7 في الأصل: توبتهم وأثبت ما في الطبري.

قالوا: نقيم بمكة ما بدا لنا فمتى أردنا رجعنا فنزل1 فينا ما نزل في الحارث، فلما افتتحت مكة دخل في الإسلام من دخل منهم فقبلت توبته ونزلت فيمن مات منهم كافرا هذه الآية2. ونقل مقاتل بن سليمان3 نحوه لكن في آخره فأخرجوا من مكة4. 213- قوله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون} [الآية: 92] . يؤخذ من قصة إسرائيل في تحريمه على نفسه أحب الطعام إليه وأحب الشراب إليه كما سيأتي في الذي بعده أنه كان في شرعهم التقرب بترك بعض المباحات تحريما فشرع الله تعالى لهذه الأمة أن يتقربوا إلى الله بالصدقة بما يحبون فيحصل التوافق في الترك لكن كان أولئك إذا حرموه اقتصروا على عدم تناوله من غير أن يقترن بذلك بذله لغيرهم فيحصل لهم6 ثواب ذلك الإنفاق مضافًا إلى التورع عن تناول ذلك، ومن هنا يظهر أن مجرد ترك المباح لا يستقل بالاستحباب وبالله التوفيق. 214- قوله تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرائيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاة} [الآية: 93] . أخرج الطبري7 من طريق أسباط عن السدي قال: قالت اليهود: إنما نحرم ما

_ 1 في الأصل: فنزلت وهو تحريف. 2 وعلى هذا أن الأية تأخر نزولها إلى ما بعد فتح مكة! مثل هذا يحتاج إلى دليل صحيح. 3 "1/ 182". 4 لم أجد هذا في آخره!. 5 ما قاله المؤلف هنا لفته أصوليه استطرادية وليس لما قاله علاقة بسبب النزول. 6 أي: للأمة المحمدية. 7 "7/ 7-8" "7399" وفي النقل تصرف.

حرم إسرائيل على نفسه، وإنما حرم إسرائيل العروق1، وكان يأخذه عرق النساء، كان يأخذه بالليل ويتركه بالنهار فحلف لئن الله عافاه منه لا يأكل عرقا أبدا فحرمه الله عليه [ثم قال:] 2 {فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} يعني فإن فيها أنه ما حرم عليكم هذا غيري ببغيكم3 على أنفسكم وأنتم تحرمونه كتحريم إسرائيل له وهو كقوله في سورة النساء: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ} 4. هذا قول السدي: وقد خالفه الضحاك في بعضه، وأخرجه الطبري5 أيضا من طريق عبيد بن سليمان عن الضحاك، فذكر صدر الكلام في تحريم إسرائيل ثم قال: كان ذلك قبل نزول التوراة فسأل نبي الله صلى الله عليه وسلم اليهود: "ما هذا الذي حرم إسرائيل على نفسه؟ " فقالوا: نزلت التوراة بتحريم الذي حرم. فقال الله لمحمد: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاة} إلى قوله: {هُمُ الظَّالِمُونَ} فكذبوا وافتروا لم6 أنزل7 التوراة بذلك. ومن طريق العوفي8 عن ابن عباس فذكر نحو الضحاك لكن قال: لئن عافاني الله منه لا يأكله لي ولد. وليس تحريمه مكتوبًا في التوراة فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- نفرًا من أهل الكتاب فقال: "ما شأن هذا حراما عندكم؟ " قالوا: هو حرام علينا من قبل التوراة.

_ 1 العروق جمع العرق وهو كما في "القاموس" "ص1172": "العظم بلحمه، فإذا أكل لحمه فعراق، أو كلاهما لكليهما". وانظر "النهاية" لابن الأثير "3/ 220". 2 من الطبري. 3 في الأصل: بلعلم وعليه أشارتا لحق، وذهب الهامش في التصوير، وأثبت ما في الطبري. 4 الآية "160". 5 "7/ 9" "7400". 6 في الأصل: بم من غير نقط وأثبت ما في الطبري. 7 في الطبري: تنزل، وكلاهما جائز. 8 "7/ 10" "7401" وفي النقل تصرف.

فأكذبهم الله فقال: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائيلَ} الآية. وأخرجه سنيد1 عن حجاج عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس. فذكر نحوه وفيه: فقال اليهود نزلت التوراة بتحريمه، كذبوا، ليس في التوراة. ثم ذكر الطبري2 بسند صحيح إلى ابن عباس في قوله تعالى: {إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرائيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ} قال: كان به عرق النساء فجعل على نفسه لئن شفاه الله منه لا يأكل لحوم الإبل قال: فحرمته اليهود وتلا: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أي: أن هذا كان قبل التوراة. ومن هذا الوجه أيضًا3 كان حرم العروق على نفسه ولحوم الإبل وكان أكل من لحومها فبات ليلة4 [يرزقو] فحلف أن لا يأكله أبدًا. ونقل الثعلبي5 عن الكلبي وأبي روق: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قال: "أنا على ملة إبراهيم" قالت اليهود: كيف وأنت تأكل لحوم الإبل وألبانها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كان ذلك حلا لإبراهيم فنحن نحله"، فقالت اليهود: كل شيء نحرمه فإنه كان محرمًا على نوح وإبراهيم وهلم جرا6 حتى انتهى إلينا، فأنزل الله تعالى تكذيبا لهم: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا} ". ونقل أيضًا من طريق جويبر عن الضحاك: إن يعقوب كان نذر إن وهب الله

_ 1 وعنه الطبري "7/ 10" "7402". 2 "7/ 14" "7417" وسنده هو "حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت قال: حدثنا سعيد عن ابن عباس". 3 7/ 14" "7418". 4 في الأصل: سلناه، ووضع الناسخ عليها إشارة لحق، وفي الهامش: ... ، وأثبت ما في الطبري، وزدت منه ما بين المعقوفين، ويزقو أي: يصبح. انظر "القاموس" "ص1667". 5 والواحدي "ص110"، والظاهر أنه نقل من شيخه. 6 ليس في الواحدي: وهلم جرا.

[له] 1 اثني عشر ولدا وأتى بيت المقدس صحيحا أن يذبح آخرهم، فتلقاه ملك، فقال له يعقوب: هل لك في الصراع؟ فعالجه فلم يصرع واحد منهما صاحبه، وغمزه الملك غمزة فعرض له عرق النساء من ذلك وقال له: أما أني لو شئت أن أصرعك لصرعتك ولكني غمزتك هذه الغمزة؛ لأنك كنت نذرت إن أتيت بيت المقدس صحيحا ذبحت آخر ولدك، وقد جعل الله لك بهذه الغمزة مخرجا، فلما قدمها يعقوب أراد ذبح ولده، ونسي قول الملك، فقال: له قد وفيت بنذرك فدعه لا تذبحه. تنبيه: تقدم في أوائل البقرة في الكلام على قوله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} الآية2 شيء يتعلق بقصة يعقوب في تحريمه لحوم الإبل وألبانها وأنه كان أحب الطعام إليه لحمان الإبل وأحب الشراب إليه ألبانها فنذر إن شفاه الله أن يحرمهما، وبذلك جزم مقاتل بن سليمان3، ينبغي أن يستحضر هنا. 214أ4- قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ} [الآية: 96] . ذكر الثعلبي وتبعه الواحدي5 وابن ظفر عن مجاهد: تفاخر المسلمون واليهود فقالت اليهود: بيت المقدس أفضل؛ لأنه مهاجر الأنبياء وفي الأرض المقدسة، وقال المسلمون: مكة6 أفضل فأنزل الله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّة} الآية.

_ 1 زيادة مني. 2 هي الآية "97" فانظر ما سبق. 3 "1/ 183". 4 كرر الرقم سهوا، فميزته بـ: أ. 5 "ص110". 6 في الواحدي: الكعبة.

هكذا ذكره الثعلبي بغير إسناد، ولم أر له عن مجاهد ذكرا1، وإنما ذكره مقاتل بن سليمان2. فقال: إن المسلمين واليهود اختصموا في أمر3 القبلة فقال المسلمون القبلة: الكعبة، وقالت اليهود: القبلة بيت المقدس، فأنزل الله عز وجل أن الكعبة أول مسجد كان في الأرض، والكعبة قبلة لأهل المسجد الحرام، والمسجد الحرام قبلة لأهل الحرم، والحرم قبلة لأهل الأرض. 215- قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [الآية: 97] . أخرج الفاكهي في "كتاب مكة" من طريق ابن جريج: عن عكرمة، ومن طريق ابن أبي نجيح سمعت عكرمة قال: لما نزلت: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} 4 قالت اليهود: فنحن على الإسلام، فما يبتغي منا محمد؟ فأنزل الله عز وجل حجا مفروضا: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} الآية فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: "كتب عليكم الحج". زاد ابن أبي نجيح عن عكرمة: فقال الله تعالى لنبيه: حجهم، أي: اخصمهم، فقال لهم: "حجوا" فقالوا: لم يكن علينا فأنزل الله: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} فأبوا وقالوا: ليس علينا حج.

_ 1 قال السيوطي "2/ 266": "أخرج ابن المنذر والأزرقي عن ابن جريج قال: بلغنا" وذكره. ولم يرفعه إلى مجاهد!. 2 "1/ 184". 3 في الأصل: "ابن" من غير تنقيط وهو تحريف وأثبت ما في مقاتل. 4 من آل عمران "85".

وهو عند الفريابي وعبد بن حميد والطبري1 من طريق ابن أبي نجيح2 [عن عكرمة] ولفظه: لما نزلت [ {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِينًا} ] قال الملل3: نحن مسلمون فنزلت4، فحج المسلمون وقعد الكفار. وقال سعيد بن منصور في "السنن"5 نا سفيان عن ابن أبي نجيح عن عكرمة فذكره إلى قوله قيل لهم: حجوا فإن الله فرض على المسلمين حج البيت من استطاع إليه سبيلا، فقالوا: لم يكن علينا وأبوا أن يحجوا قال الله: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} . ومن طريق ليث بن أبي سليم1 عن مجاهد قال: آية فرقت بين المسلمين وأهل الكتاب لما نزلت: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} قالت اليهود: [قد أسلمنا] 7 فنزلت: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} الآية فقالوا: لا نحجه أبدًا

_ 1 "6/ 571" "7356" و"7518" وإليهما عزاه السيوطي "2/ 276" وفاته العزو إلى الفريابي. وما بين المعقوفين منهما وهو لا بد منه. 2 انظر "تفسير مجاهد" "1/ 130". 3 في الأصل: الكل وهو تحريف وأثبت ما في الطبري و"الدر" وفي "تفسير مجاهد": قال أهل الملل كلهم. 4 أي: الآية {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ ... } . 5 نقله ابن كثير "1/ 386" عنه ولم أجده في القسم المطبوع منها، وقد عزاه السيوطي إليه "2/ 276" وزاد عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في "سننه". 6 الظاهر أن هذا الطريق في "سنن سعيد بن منصور" أيضا فلم أجده في الطبري ولم ينقله ابن كثير، وليث كما في "التقريب" "ص464": "صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك" وفي "الكاشف" "3/ 13": "فيه ضعف يسير من سوء حفظه، كان ذا صلاة وصيام وعلم كثير وبعضهم احتج به". 7 هنا سواد في التصوير اذهب بعض الكلمات، وما بين المعقوفين هو ما ترجح عندي، وفي "الدر المنثور" "2/ 276": "فنحن مسلمون".

[ومن طريق ليث] 1 ابن أبي سليم2 أيضا: لما قالوا: إن إبراهيم كان على ديننا، قال لهم صلى الله عليه وسلم: "إن إبراهيم كان يحج البيت وأنتم تعلمون ذلك". فنزل [في ذلك] قوله تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} ". [وروى] 3 أبو حذيفة [النهدي] من "تفسير سفيان الثوري" عن إبراهيم بن يزيد الخوزي عن محمد بن جعفر قال: قال سعيد بن المسيب: نزلت في اليهود حيث قالوا: الحج إلى مكة غير واجب فأنزل الله تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} 4. وأخرج الطبري5 من طريق جويبر عن الضحاك قال: لما نزلت آية الحج [جمع] 6 رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل الأديان كلهم فخطبهم فقال: يا أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج فحجوا، فآمنت به ملة واحدة وهم من صدق به وآمن، وكفرت به خمس ملل قالوا: لا نؤمن به ولا نستقبله ولا نصلي إليه، فأنزل الله تعالى {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} 7. 216- قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ} إلي قوله: {صِرَاطٍ مُسْتَقِيم} [الآيات: 98-101] .

_ 1 أظن أن الذاهب هذا؛ لأنه سيقول: "أيضا". 2 في الأصل: "ابن سليمان" وترجح عندي أنه تحريف عما أثبت بدلالة قوله: أيضًا. 3 زيادة مني، وقد وضع الناسخ على "أبو حذيفة": كذا، لسقوط ما زدت. 4 لم أجد هذه الرواية في "تفسير سفيان" المطبوع. 5 "7/ 49-50" "7515". 6 ذهبت في السواد. واستدركتها من الطبري. 7 قال المناوي في "الفتح السماوي" "1/ 389": "وهو معضل وجويبر متروك الحديث ساقط. قاله الحافظ بن حجر" في "الكافي الشافي" "ص29" كما بينه المحقق و"1/ 391" من طبعته مع "الكشاف" نشر دار الكتاب العربي.

قال الطبري1: ذكر أن هاتين الآيتين: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ} 2 وما بعدهما إلى قوله: {وَأُولَئِكَ 3 لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} 4 نزلت في رجل من اليهود حاول الإغراء5 بين الأوس والخزرج بعد الإسلام، ليراجعوا ما كانوا عليه في الجاهلية من العداوة والبغضاء، فعنفه الله تعالى بفعله ذلك، وقبح له ما فعل، ونهى عن الافتراق وأمرهم بالاجتماع. ثم ساق6 من طريق محمد بن إسحاق7: حدثني الثقة عن زيد بن أسلم8 قال: مر شأس بن قيس وكان شيخا عظيم الكفر قد عسا9 في الجاهلية، شديد الضغن على المسلمين، والحسد لهم، بنفر من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأوس والخزرج، في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه، فغاظه ما رأى من إلفتهم وصلاح ذات بينهم في الإسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال: قد اجتمع ملأ ابني قيلة10 بهذه البلاد، ولا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملأهم بها من قرار فأمر فتى

_ 1 "7/ 54" وفي النقل تصرف. 2 في الأصل هنا "والتي بعدها" وهي زيادة لا داعي لها وليست في الطبري. 3 سقطت في الكلمة من الأصل. 4 أي: إلى نهاية الآية "105"، وما قاله الطبري هو المتسق مع السياق. 5 في الأصل: الإغواء وهو تحريف، وأثبت ما في الطبري. 6 "7/ 55-56" "7524" وفي النقل تصرف، وقد نقله الحافظ في "الإصابة" في ترجمة أوس بن قيظي "1/ 87" من تفسير أبي الشيخ عن ابن إسحاق وقال: "إسناده مرسل وفيه راو مبهم" وإلى أبي الشيخ عزاه السيوطي في "اللباب" "ص55". 7 انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 555-557". 8 ذكره الواحدي "ص111-112" عن زيد من دون سند، وفي آخره زيادة ليست في "السيرة" ولا في "التفسير"، وعزاه المناوي في "الفتح السماوي" "1/ 391" إلى الثعلبي أيضا. ولعله مصدر الواحدي. 9 أي: كبر كما في "القاموس" "ص1690". 10 قيلة: أم الأوس والخزرج. انظر "القاموس" "1359".

شابا من يهود وكان معه فقال: اعمد إليهم، فاجلس معهم، ثم ذكرهم يوم بعاث وما كان وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، وكان يوم بعاث1 اقتتلت فيه الأوس والخزرج، وكان الظفر فيه للأوس ففعل، فتكلم القوم عند ذلك فتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان على الركب وهما أوس بن قيظي من الأوس، وجبار بن صخر2 من الخزرج، فقال أحدهما لصاحبه: إن شئتم والله رددناها جذعة3 وغضب الفريقان جميعا وقالوا: قد فعلنا، السلاح السلاح موعدكم الظاهرة -والظاهرة الحرة-4فخرجوا إليها وتحاوز5 الناس فانضمت الأوس بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم في من معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم فقال: "يا معشر المسلمين الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله إلى الإسلام وألف به بينكم ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارا؟! " فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم فألقوا السلاح من أيديهم وبكوا، وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين قد أطفأ الله عنهم كيد عدوهم شأس بن قيس وما صنع. وفي [شأس بن قيس و] 6 أوس بن قيظي وجبار بن صخر

_ 1 في الأصل: بغاث -بالغين المعجمة- والمشهور الآن: بعاث -بالمهملة وكلاهما جائز. قال في "القاموس": "بعاث، وبالعين وبالغين، كغراب، ويثلث: موضع بقرب المدينة، ويومه معروف". 2 ترجمته في "الإصابة" "1/ 220" ولم يذكر فيها هذا الخبر اكتفاء بما ذكره في ترجمة أوس. 3 قال في "القاموس" "ص915": "الجذع، محركة: قبل الثني، وهي بهاء، اسم له في زمن وليست بسن تنبت أو تسقط "وقال الأستاذ محمود شاكر: نردها جذعة: أي: جديدة كما بدأت، والجذع والجذعة: الصغير السن من الأنعام، أو ما يستطاع ركوبه، يعني أعدناها شابة فتية". 4 هذا البيان في أصل الخبر. 5 في الأصل: تحاور وصوابه بالزاي، وفي "القاموس" "ص655": "تحاوز الفريقان: انحاز كل واحد عن الآخر". 6 تصرف الحافظ في النقل، فكان لا بد من هذه الزيادة.

[نزلت] 1 الآيات المذكورات الخبر2 بطوله، وفي آخره3: قال جابر4: ما كان من طالع أكره إلينا منه5 فأومأ إلينا بيده فكففنا وأصلح الله ما بيننا فما كان شخص أحب إلينا منه وما رأيت يوما قط أوحش6 أولا ولا أطيب وأحسن آخرا من ذلك اليوم. 217- قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا} [الآية: 99] . تقدم في نظيرتها7 أنها نزلت في حذيفة وعمار بن ياسر حين دعوهما إلى دينهم8. 218- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} [الآية: 100، وما بعدها] . تقدم ما فيه قبل. فصل9 وأخرج إسحاق بن راهويه في "تفسيره"10

_ 1 تصرف الحافظ في النقل، فكان لا بد من هذه الزيادة. 2 في الأصل: الخبرين وهو الخطأ. 3 يوهم هذا التعبير أن المؤلف طوى شيئا هنا، والواقع غير ذلك، فقد نقل خبر ابن إسحاق بكامله. 4 هذا من الواحدي "ص112". 5 في هذا القول غرابة ظاهرة. 6 وضع الناسخ إشارة لحق، وفي الواحدي: فما رأيت يوما أقبح ولا أوحش. 7 انظر الآية "69" وهناك أحال على الآية "109" من سورة البقرة. 8 قلت: إن هذه الآية من فصل كامل يعالج حدث الإغراء بين الأوس والخزرج يمتد من الآية "98" إلى "105"، فاعتراضه بهذا القول غريب جدًّا، ولا يلزم من تشابه آيتين أن نعيد في الثانية سبب الأولى فتأمل!. 9 كذا في الأصل، وكأنه غريب على المقام!. 10 والواحدي من طريقه "ص111" وما بين المعقوفين منه.

عن مؤمل [بن إسماعيل] 1 وعبد بن حميد عن سليمان بن حرب2 وابن أبي حاتم3 عن أبيه عن "عارم" محمد بن الفضل4 ثلاثتهم عن حماد بن زيد5 عن أيوب عن عكرمة قال: كان بين هذين الحيين الأوس والخزرج قتال في الجاهلية فلما جاء الإسلام اصطلحوا، وألف الله بين قلوبهم فجلس يهودي مجلسا فيه نفر من الأوس والخزرج فأنشد شعرا قاله أحد الحيين في حربهم، فكأنهم دخلهم من ذلك، فقال الآخرون: قد قال شاعرنا يوم كذا: كذا وكذا، فقالوا: تعالوا نرد الحرب جذعة كما كانت فنادى هؤلاء يا للأوس، ونادى هؤلاء يا للخزرج، فاجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفوا6 للقتال فنزلت {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} 7 الآية فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى قام بين الصفين فرفع صوته يقرؤها، فلما سمعوا صوته أنصتوا وجعلوا يستمعون له، فلما فرغ ألقوا السلاح، وعانق بعضهم بعضا وجثوا يبكون. طريق آخر قال: عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن حميد الأعرج عن

_ 1 قال في "التقريب" "ص555": "مؤمل، بوزن محمد ... صدوق سيء الحفظ، مات سنة "206". 2 ثقة من رجال الستة. انظر "التهذيب" "4/ 178". 3 "2/ 1/ 445" "1078" ورجاله ربجال الصحيح. 4 في الأصل: سليمان بن حرب وهو خطأ، كأن الناسخ سبق نظره إلى الاسم السابق، والتصحيح من المصدر المذكور، وقد ذكر فيه محمد بن الفضل بلقبه "عارم" وانظر "التقريب" "ص502". 5 تردد الدكتور حكمت بشير في المقصود من حماد، إذ لم يصرح باسم أبيه في الأصل، والتصريح باسمه من فوائد الحافظ. وبذلك ارتقى السند درجة؛ لأن البخاري لم يخرج لحماد بن سلمة إلا تعليقا انظر "التقريب" "ص178". 6 في الأصل: "فاصطفوا" والواو أنسب كما في الواحدي. 7 في "التفسير ابن أبي حاتم" أن النازل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} الآية "102" وكأنها آية مما نزل في تلك الحادثة، هذا وقد أورد ابن أبي حاتم الخبر باختصار شديد.

مجاهد قال: كان بين الأوس والخزرج حرب وشنآن ودماء، حتى من الله عليهم بالإسلام وبالنبي صلى الله عليه وسلم، فأطفأ الله الحرب التي كانت بينهم، وألف بين قلوبهم فبينا رجل من الأوس، ورجل من الخزرج، يتحدثان ومعهما يهودي جالس، فذكرهما أيامهما حتى استبا ثم انفتلا1 فنادى هذا قومه وهذا قومه فخرجوا بالسلاح، وصفوا للقتال ورسول الله صلى الله عليه وسلم [شاهد] 2 بالمدينة يومئذ فجاء فلم يزل يمشي بينهم ليسكتهم3 حتى رجعوا ووضعوا السلاح، وأنزل الله تعالى هذه الآية. وأخرجه الطبري4 من طريقه. طريق آخر: الأشجعي5 في "تفسير" سفيان الثوري عن سفيان6. وأخرجه الطبري7 وابن أبي حاتم8 من طريق قيس بن الربيع كلاهما عن الأغر عن خليفة بن حصين عن أبي نصر عن ابن عباس قال: كان الأوس والخزرج يتحدثون فغضبوا حتى كان بينهم حرب فأخذوا السلاح ومشى بعضهم إلى بعض فنزلت {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ} إلى قوله: {فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} . وفي رواية قيس بن الربيع: 9شر في الجاهلية، فذكروا ما بينهم فثار بعضهم إلى

_ 1 في الطبري: اقتتلا وما هنا أولى وأحسن. 2 من الطبري. 3 في الطبري: ليسكنهم وهو أحسن. 4 "7/ 59" "7530" وفي النقل تصرف. وجعفر وحميد مرا في الآية "86" من هذه السورة. 5 هو عبيد الله بن عبيد الرحمن الكوفي لخص الحافظ شرح حاله في "التقريب" "ص373" بقوله: "ثقة مأمون أثبت الناس كتابا في الثوري، مات سنة "182" "روى له الستة ما عدا أبا داود. وانظر التفصيل في "التهذيب" "7/ 34" و"تذكرة الحفاظ" "1/ 311". ومن طريقه أخرجه الواحدي "ص113". 6 لم أجده في تفسيره برواية أبي حذيفة النهدي. 7 "7/ 63-64" "7535" وفي النقل تصرف. 8 "2/ 1/ 439" "1069" وقد حكم المحقق على إسناده بأنه حسن لغيره. 9 أخرجها الواحدي "ص113". وفي قيس خلاف انظر "الكاشف" "2/ 347" ومر في الآية "96" من البقرة.

بعض بالسيوف، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب إليهم فنزلت. وأخرجه الفريابي عن قيس بن الربيع أيضا1. سياق آخر أخرج الطبري2 من طريق أسباط عن السدي قال: في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} الآية: نزلت في ثعلبة بن عنمة الأنصاري كان بينه وبين أناس من الأنصار كلام فمشى بينهم يهودي من بني قينقاع فحمل بعضهم على بعض حتى همت الطائفتان من الأوس والخزرج أن يحملوا السلاح فيتقاتلوا، فأنزل الله هذه الآية: سياق3 آخر ذكر الثعلبي عن عطاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: "يا معشر المسلمين مالي أوذى في أهلي"؟ يعني عائشة في قصة الإفك فذكر الحديث ومراجعة السعدين سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فثار الحيان حتى هموا أن يقتتلوا، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سكنهم4 فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} 5 إلى قوله: {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} 6.

_ 1 وذكره السيوطي في "الدر" "2/ 79" وتحرف فيه "أبو نصر" إلى "أبي نعيم"، وزاد نسبته إلى الطبراني. قلت: أورده الهيثمي في "المجمع" "6/ 326-327" وقال: "رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن أبي الليث وهو متروك". 2 "7/ 58-59" "7529". 3 لعل الأصح: سبب آخر. 4 طمست في الأصل. 5 الآية "102". 6 انظر التفصيل دون ذكر نزول الآية في "صحيح البخاري" كتاب "المغازي"، باب حديث الإفك "الفتح" "7/ 433" وكتاب "التفسير"، سورة النور "الفتح" "8/ 453-454" وقد أورده في مواضع أخرى ليس من غرضنا بيانها. وتوسع الحافظ في تخريجه فعد إليه "8/ 455-456".

وأخرج ابن أبي حاتم1 من طريق ابن جريج قال: نزل قوله {إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُم} 2 فيما كان بين الأوس والخزرج في شأن عائشة. وأخرجها الطبري من هذا الوجه أتم منه3. وأخرج الطبري4 من طريق أسباط عن السدي: قال نزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِه} الآية بعد الآيات المذكورة قال: فتقدم5 إلى المؤمنين من

_ 1 "2/ 1/ 456-457" "1112" من طريق ابن ثور وقد تكلم المحقق على السند "ص281" وفيه "علي بن المبارك" شيخ المؤلف لم يجد له ترجمة! 2 في الأصل: بينكم ووضع الناسخ عليها "كذا" وهو من سهو المؤلف رحمه الله. 3 إن كان يقصد رواية ابن جريج فلم أجدها في تفسيره ولم ينسبها السيوطي "2/ 287" إلى غير ابن أبي حاتم ولا ذكرها ابن كثير. نعم روى عن عكرمة "8/ 82" "7589" قال: "فلما كان من أمر عائشة ما كان، فتثارو الحيان، فقال بعضهم لبعض: موعدكم الحرة! فخرجوا إليها، فنزلت هذه الآية: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً ... } الآية، فأتاهم الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يزل يتلوها عليهم حتى اعتنق بعضهم بعضا، وحتى أن لهم لخنينا -يعني البكاء". وعلق المحقق على هذا بقوله: "لم أجد ذكر هذا الخبر في كتاب، ولم أجد في كتب "أسباب النزول" أن هذه الآية نزلت في شأن عائشة رضي الله عنها، ولا ما كان يومئذ بين الأوس والخزرج. ولم يذكر ذلك أبو جعفر مصرحا في هذا الموضع، ولا ذكر ذلك في تفسير سورة النور ... ". قلت: ولو وقف على "العجاب" لما قال ما قال، وصدق من قال: "إنه لا يغني كتاب عن كتاب ولا تستجمع كل المحاسن في نقاب". وفي إطلاقه هذا نظر أيضا فقد نقل ابن كثير "1/ 389" قول عكرمة ولم ينسبه إلى مصدر، وهو أمامه!. أقول هذا مع إني أرجح السبب الأول، فوضع هذا الفصل هنا يدل على إن ذلك حدث قبل أحد، ونزاع الأوس والخزرج في شأن السيدة عائشة متأخر وقد نزل في ذلك ما نزل في سورة النور. 4 "7/ 67" "7550" وفي النقل تصرف أدى إلى هذا التكرار الذي جعلته بين هلالين. 5 في الطبري: ثم تقدم إليهم، يعني إلى....

الأنصاري فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} وما بعدها1. 219- قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [الآية: 103] 2. قال عبد الرزاق3 عن معمر عن أيوب عن عكرمة: لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفر من الأنصار فآمنوا به، وصدقوه، وأراد أن يذهب معهم، فقالوا: يا رسول الله إن بين قومنا حربا وإنا نخاف إن جئت على هذه الحال أن لا يتهيأ لك الذي تريد، فواعدوه العام المقبل، وقالوا: نذهب يا رسول الله لعل الله يصلح تلك الحرب، ففعل4 فأصلح الله تلك الحرب وكانوا يرون أنها لا تصلح أبدا، يعني بعد يوم بعاث5، فلقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهم [سبعين] 6 رجلًا فذلك قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} قال7 فهداهم الله إلى الإسلام من الضلال ووسع عليهم في الرزق ومكن لهم في البلاد. وقال الثعلبي: يشير بذلك إلى قصة إسلام الأوس والخزرج ومبايعتهم

_ 1 ليس فيه: "وما بعدها" وإنما فيه: "أما حق تقاته، يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر". 2 ليس فيما ذكره الحافظ هنا سبب نزول مباشر، وإنما هو حكاية حال الأوس والخزرج قبل إسلامهم، وقد وقع في الآية التذكير به في سياق معالجة الفتنة اليهودية، فالفتنة هذه هي السبب. 3 أخرجه عنه الطبري "7/ 81-82" "7587" وبين النصين خلاف يسير. 4 في الطبري: ففعلوا. 5 في الأصل بالغين المعجمة. 6 سقط هذا من الأصل والنص في الطبري: "فلقوه من العام المقبل سبعين رجلا قد آمنوا، فأخذ عليهم النقباء اثنى عشر نقيبا، فذلك ... ". 7 من هنا إلى الأخير لا وجود له في الطبري.

النبي صلى الله عليه وسلم بالعقبة، ثم ساقها بطولها من السيرة النبوية. وقد ذكر قبله الطبري1 وأخرج القصة من طريق سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق2 حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه، فذكرها، وفي أولها: إن إبتداء ذلك أن سويد بن الصامت أحد3 بني عمرو بن عوف من الأوس قدم مكة حاجا أو معتمرا فتصدى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسمع منه4 فدعاه إلى الإسلام فقال: لعل الذي معك مثل الذي معي؟ فقال: "وما الذي معك"؟ قال: حكمة لقمان فعرضها عليه فقال: "إن هذا لكلام حسن ولكن معي أفضل من هذا: قرآن أنزله الله علي نورا وهدى" وتلا عليه فقال: إن هذا القول [حسن] 5 ولم يبعد من الإسلام، فانصرف إلى المدينة فلم يلبث أن قتله الخزرج قبل يوم بعاث6 وكان قومه يقولون: إنه أسلم ثم قدم7 أبو الحيسر أنس بن رافع ومعه فتية من بني عبد الأشهل من الأوس أيضا فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على الخزرج، فأتاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فجلس إليهم، وقال لهم: "هل لكم إلى خير مما جئتم فيه؟ " فذكر لهم أن الله أرسله وأنزل عليه الكتاب، ودعاهم إلى الإسلام وتلا عليهم القرآن فقال: إياس بن معاذ، وكان غلاما حدثا: أي: قوم هذا والله خير مما جئتم له، فأخذ أبو الحيسر كفا من البطحاء فضرب بها وجه إياس بن معاذ وقال: دعنا عنك فلعمري لقد جئنا لغير هذا

_ 1 "7/ 78-79" "7585" وفي النقل تصرف. 2 انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 425-427". 3 في "السيرة" و"التفسير": "أخو"؛ لأن النص فيهما: قدم سويد ... 4 النص فيهما: فتصدى له رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع به. 5 من السيرة والتفسير. 6 في الأصل بالغين المعجمة. 7 من هنا يبتدئ خبر آخر رواه ابن إسحاق عن الحصين بن عبد الرحمن عن محمود بن لبيد. انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 427-428" و"تفسير الطبري" "7/ 79-80".

فسكت عنه، وانصرفوا إلى المدينة فكانت وقعة بعاث فحج1 نفر من الأوس والخزرج فلقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كعادته في الموسم يعرض نفسه على القبائل، فلقي ستة نفر منهم أسعد بن زرارة فجلس معهم وكلمهم ودعاهم إلى الإسلام وتلا عليهم القرآن، وكان مما صنع الله أنهم كانوا أصحاب أوثان ومعهم ببلادهم طوائف من اليهود أهل كتاب وعلم فإذا كان بينهم منازعة قالوا لهم: إن نبيا يبعث قد أظل زمانه فإذا بعث تبعناه ونقتلكم معه قتل عاد. فلما كلمهم النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: وهذا والله النبي صلى الله عليه وسلم الذي توعدنا به يهود، فاستبقوهم إليه ففعلوا، فسمعوا منه القرآن، ودعاهم إلى الإسلام فأسلموا وأذعنوا وأراد أن يتوجه معهم إلى بلادهم2 وقالوا له: إنا تركنا وراءنا قوما لا قوم بينهم من العداوة والبغضاء والشر ما بينهم، فعسى الله أن يجمعهم بك وسندعوهم إليك، فإن أجابوا فلا رجل أعز منك، ثم انصرفوا مسلمين فدعوا قومهم إلى الإسلام فلم يبق دار3 من دور الأوس والخزرج إلا وفيها ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم اثنا عشر رجلا فيهم عبادة بن الصامت وغيره من الخزرج وعويم بن ساعدة وغيره4 من الأوس، وفيهم من الستة الأول أسعد بن زرارة

_ 1 ومن هنا إلى قوله: "وكان مما صنع" من تعبير الحافظ، وما بعده من رواية ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه، وقد حذف الحافظ منه وزاد وتصرف كثيرا. انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 428-429"، و"تفسير الطبري" "7/ 80". وقد يوهم هذا التعبير أنه لقي نفرا من الأوس والخزرج، والذي قاله ابن إسحاق: "فبينما هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرًا ... " ثم عدد أسماءهم وهم: 1- أسعد بن زرارة. 2- عوف بن الحارث. 3- رافع بن مالك. 4- قطب بن عامر. 5- عقبة بن عامر. 6- جابر بن عبد الله. 2 لم تذكر هذه الإرادة في خبر ابن إسحاق. 3 في الأصل: دور وهو خطأ. 4 وهو أبو الهيثم بن التيهان، فلم يشهدها منهم سوى اثنين انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 533".

وغيره1، فاجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم بالعقبة فبايعوه وهذه هي العقبة الأولى ثم رجعوا ففشا الإسلام في المدينة. ثم2 وافى الموسم أهل العقبة الثانية ليدعوا من استطاعوا من عشائرهم إلى الإسلام فدعوهم وهم اثنان وسبعون رجلا فبايعوه وأرسل معهم مصعب بن عمير3 يفقههم فنزل على أسعد بن زرارة ثم دخل في الإسلام أكابر الأوس ثم الخزرج4 وأذن الله لنبيه في الهجرة فهاجر المسلمون أولا فأولا إلى أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول فجمع الله على دينه الأوس والخزرج وأزال الشر الذي بينهم وارتفعت الحرب والشر والبغضاء عنهم، و5صاروا إخوانا متآلفين بعد الفرقة فوقعت الإشارة في الآية إلى ذلك. وأخرج عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة6 في هذه الآية {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} الآية قال: كان هذا شأن العرب أبين الناس ضلالة وأشقاه عيشا وأعراه جلدا، وأجوعه بطنا فزال ذلك عنهم كله بالإسلام. 220- قوله تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ} [الآية: 105] 7.

_ 1 في الأصل: "وعسرة" من غير تنقيط، وأثبت ما رأيته الصواب، وقد حضر من الستة خمسة، وغاب جابر بن عبد الله فقط. انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 431-433". 2 من هنا إلى الأخير تعبير الحافظ. 3 أي: للمرة الثانية. 4 هذا السياق غير دقيق، فقد كان إسلام أكابر الأوس ثم الخزرج قبل العقبة الثانية. انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 431-438". 5 الواو مطموسة في الأصل. 6 وأخرجه الطبري عن سعيد عنه "7/ 87-88" "7591" بأبسط من هذا وأبين. 7 المذكور هنا تفسير وليس بسبب نزول، والسبب ما تقدم من الفتنة اليهودية.

قال الثعلبي: قال أكثر المفسرين: هم اليهود والنصارى، وقال بعضهم: هم المبتدعة من هذه الأمة. قلت: أخرج الطبري الأول عن الربيع بن أنس والحسن والبصري وغيرهما1. وأخرج الثاني عن السدي بمعناه2. ومن طريق أبي غالب3 عن أبي أمامة قال: هم الخوارج. 221- قوله تعالى: {فَأَمَّا 4 الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [الآية: 106] . قال يونس بن أبي مسلم سألت عكرمة عنها فقال: لو فسرتها لم أخرج من تفسيرها ثلاثة أيام، ولكن سأجمل لك: هؤلاء قوم أهل من الكتاب كانوا مصدقين بأنبيائهم وبمحمد قبل أن يبعث فلما بعث كفروا به ذكروا الثعلبي. وأخرجه الفريابي عن قيس بن الربيع عن يونس عن أبي سلمة قال: قدم علينا عكرمة فأمرني رجل أن أسأله عن هذه الآية فقال: لو فسرتها لم أتفرغ من تفسيرها ثلاثة أيام ولكني سأجمل لك: هؤلاء قوم من أهل الكتاب كانوا مصدقين بأنبيائهم مصدقين لهم5 وبمحمد فلما بعث كفروا به فذلك قوله تعالى: {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} .

_ 1 انظر "7/ 92-93" "7598" و"7600". 2 انظر "7/ 94" "7602". 3 في الطبري "7/ 94" "7603": مجالد، والذي يروي هذا الحديث عن أبي أمامة: أبو غالب، انظر الكلام على الآية "7" من هذه السورة. 4 في الأصل: "وأما" وهو خطأ. 5 لعل الأولى: بهم.

قال أبو سلمة: فأخبرت الذي أرسلني بذلك فقال: صدق1. 222- قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [الآية 110] . قال الثعلبي2: قال عكرمة ومقاتل: نزلت في ابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة، وذلك أن مالك بن الصيف ووهب بن يهوذا قالا لهم: إن ديننا خير مما تدعونا إليه ونحن خير وأفضل منكم فأنزل الله هذه الآية. قلت: أما عكرمة فأخرجه سنيد في "تفسيره"3 عن حجاج عن ابن جريج قال: قال عكرمة: نزلت، فذكره ولم يذكر: وذلك أن مالك بن الصيف إلى آخره. أما مقاتل فإن لفظه4 بعد أن ذكر الآية: وذلك أن مالك بن الصيف ووهب بن يهوذا قالا لعبد الله بن مسعود إلى آخره فعلى هذا فنسبة الكلام إلى عكرمة ومقاتل المراد بها التوزيع فإن كلا منهما ذكر النصف، وهو خلاف ما يتبادر والله المستعان5. وأخرج أحمد6 والترمذي وحسنه7 وابن ماجه8 وصححه الحاكم9

_ 1 يلاحظ أن المذكور هنا تفسير ولم يذكر سبب نزول مباشر. 2 وكذلك الواحدي "ص113-114". 3 أخرجه عنه الطبري "7/ 101" "7609"، وذكره المؤلف في "الفتح" "8/ 225" وقال: "وهذا موقوف فيه انقطاع" وتحرف فيه الطبري إلى "الطبراني". 4 "1/ 187". 5 ما بعد قوله هذا استطراد فيه بيان وتوضيح ولا علاقة له بسبب النزول. 6 انظر "المسند" "5/ 3" حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده. 7 انظر "الجامع"، كتاب "التفسير" "5/ 211". 8 "السنن"، كتاب "الزهد"، باب صفة أمة محمد صلى الله عليه وسلم "2/ 1433" وليس فيه ذكر الآية. 9 انظر "المستدرك" كتاب "معرفة الصحابة"، ذكر فضائل هذه الأمة على سائر الأمم "4/ 84" ووافقه الذهبي على تصحيحه.

والطبري1 كلهم من طريق بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قال: "أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل 2 ". وأخرج الطبري3 من طريق قتادة قال: بلغنا أن عمر حج فرأى من الناس رعة4 [سيئة] 5، وقرأ هذه الآية: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} ثم قال: قال من سره أن يكون منهم فليؤد شرط الله فيها. 223- قوله تعالى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ} [الآية: 111] . قال مقاتل بن سليمان6: عمد رؤساء اليهود كعب -يعني ابن الأشرف7 وعدي8 وبحري والنعمان وأبو رافع9 وأبو ياسر وكنانة10 وابن صوريا- إلى عبد الله بن سلام ومن أسلم من اليهود فآذوهم بالقول، لكونهم أسلموا، فأنزل الله عز وجل هذه الآية.

_ 1 "7/ 104" "7622". 2 ذكره المؤلف في "الفتح" "8/ 225" وقال: "هو حديث حسن صحيح ... ". 3 "7/ 102" "7612". 4 في الأصل: دعة وهو تحريف. وقال الأستاذ محمود شاكر: هي بمعنى: الشأن والأمر والأدب. 5 زيادة لا بد منها من الطبري. 6 "1/ 188" ونقله عنه الواحدي "ص114" وفي نقل المؤلف تصرف. 7 فيه: كعب بن مالك! وفي الواحدي: "كعب". 8 هذا أقرب ما يكون إلى الرسم، ولم يذكر في الواحدي، وفي مقاتل: "وشعبة" وعلق المحقق بقوله: "في أ: سفيه، ول: شعبه" ولم يفصل، والظاهر أنه: سعية. 9 في مقاتل: أبو نافع. 10 سقط ذكره من الواحدي.

والمراد بالأذى: الطعن باللسان أو الدعاء إلى الضلال فإن المسلم يتأذى بسماع ذلك، وأما لو اتفق بينهم قتال فإنهم يخذلون. 224- قوله تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءَ} [الآية: 113] . قال الثعلبي1 عن ابن عباس ومقاتل: لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية2 وأسيد بن سعية وأسد بن عبيد ومن أسلم من اليهود قالت اليهود: ما آمن بمحمد إلا شرارنا وقالوا لابن سلام وأصحابه: لقد خسرتم حين استبدلتم بدينكم وقد عاهدتم الله أن لا تتركوا دينكم، فنزلت. قلت: أما مقاتل فهو موجود في "تفسيره"3. وأما ابن عباس فأخرجه الطبري4 من طريق العوفي عنه بنحوه. وأخرج الطبري أيضًا5 من طريق محمد بن إسحاق6 عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة وأسيد ابنا سعية7 وأسد بن عبيد ومن أسلم من اليهود، قال أهل الكفر من

_ 1 والواحدي "ص1149" والظاهر إنه نقل من شيخه، وأورده الهيثمي في "المجمع" "6/ 327" وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات وعزاه السيوطي في "اللباب" "ص56" إلى ابن أبي حاتم وابن منده في الصحابة أيضا. 2 تحرف في "مجمع الزوائد" إلى شعبة. 3 انظر "1/ 188" ونصه: "قالوا لابن سلام وأصحابه ... ". 4 "7/ 123" "7653" ونصه: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} ، يقول: أمة مهتدية، قائمة على أمر الله، لم تنزع عنه وتتركه كما تركه الآخرون وضيعوه. 5 "7/ 120-121" "7644". 6 انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 557". 7 تحرف في ابن كثير "1/ 397" إلى شعبة.

أحبارهم: ما آمن بمحمد ولا تبعه إلا شرارنا، ولو كانوا من خيارنا ما تركوا دين آبائهم، فأنزل الله عز وجل {لَيْسُوا سَوَاءَ} الآية. ونقل الثعلبي عن عطاء قال: نزلت في أربعين رجلا من أهل نجران من العرب، واثنين وثلاثين من الحبشة، وثمانية من الروم، كانوا على دين عيسى، فلما بعث محمد صدقوا به: وكان في الأنصار منهم عدة قبل الهجرة، منهم أسعد بن زرارة والبراء بن معرور ومحمد بن مسلمة، وصرمة بن قيس، كانوا موحدين ويغتسلون من الجنابة ويقومون بما عرفوا من الحنيفية. وأخرج سنيد1 عن حجاج عن ابن جريج قال: {أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} هم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سلام أخوه، وسعية ومبشر وأسد وأسيد ابنا كعب. 225- قوله تعالى: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَة} [الآية: 113] . 1- قال ابن جرير2: مقتضى كلام ابن عباس وقتادة وابن جريج إن الكلام فيما يتعلق بأهل الكتاب تم عند قوله: {لَيْسُوا سَوَاء} وإن قوله: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} خبر مبتدأ عن مدح من آمن منهم بمحمد صلى الله عليه وسلم. 2- وأخرج أحمد3 والنسائي4 وصححه ابن خزيمة5 من طريق عاصم6 عن

_ 1 أخرجه عنه الطبري "7/ 121" "7647". 2 انظر "7/ 122" والنقل بالمعنى. 3 في مسنده "1/ 396". 4 في "التفسير" "ص35" الرقم "93" عزاه إليه في "تحفة الأشراف" "7/ 25". 5 لم أجد الطريق المذكور في "صحيحه" كتاب "الصلاة" باب استحباب تأخير صلاة العشاء ... "1/ 176" وإنما فيه الحديث عن ابن عمرو، وليس فيه نزول آيات! 6 وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة كما في "الفتح السماوي" "1/ 398" والطبري "7/ 128" "7662"، وابن أبي حاتم "2/ 1/ 486-487" "1226" وابن حبان كما في "موارد الظمآن" "ص91" والواحدي "ص114-115" وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" "2/ 297" إلى البزار وأبي يعلى وابن المنذر والطبراني وقال: "رجال أحمد ثقات ليس فيهم غير عاصم بن أبي النجود وهو مختلف في الاحتجاج به. وانظر "مرويات الإمام أحمد في التفسير" "1/ 295".

زر1 بن حبيش عن ابن مسعود قال: أخر النبي صلى الله عليه وسلم ليلة صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال: "أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم". قال: ونزلت هذه الآيات2 {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ} إلى قوله: {بِالْمُتَّقِينَ} . وأخرجه الفريابي عن قيس بن الربيع عن عاصم وقال فيه: لا أعلم أحدا من أهل الأديان. إلى آخره. وأخرجه ابن جرير3 من طريق ابن وهب عن يحيى4 بن أيوب عن عبيد الله بن زحر5 عن سليمان عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال: احتبس عنا رسول الله

_ 1 تحرف في "تفسير النسائي" إلى ذر! 2 في الأصل: الآية وفي "مسند أحمد" والواحدي: "الآيات" وهو الأولى. 3 "7/ 127" "7661". 4 في الأصل: محمد وهو تحريف والصواب ما أثبت وهو كذلك في الطبري. انظر ترجمته في "التهذيب" "11/ 186" وترجمة شيخه عبيد الله "7/ 12". 5 وضع الناسخ تحت الحاء: حاء صغيرة خشية التحريف وهو كذلك قال في "التقريب" "ص371": "بفتح الزاي وسكون المهملة" وقال: "صدوق يخطئ" وفي "الكاشف" "2/ 197-198" "فيه اختلاف، له مناكير، ضعفه أحمد وقال س: لا بأس به" وقد تحرف فيه زحر إلى زجر. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" "1/ 312": "رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزار، والطبراني في "الكبير" ... وفي إسناد الطبراني عبيد الله بن زحر. وهو ضعيف". وقال السيوطي "2/ 297": "وأخرج ... الطبراني بسند حسن ... " وهذا الاختلاف راجع إلى الاختلاف في عبيد الله.

ذات ليلة عند بعض أهله ونسائه فلم يأتنا لصلاة العشاء حتى ذهب ثلث الليل، فجاء ومنا المصلي ومنا المضطجع فبشرنا فقال: إنه لا يصلي أحد هذه الصلاة من أهل الكتاب فأنزلت {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} إلى قوله {يَسْجُدُونَ} 1. سياق آخر: أخرج الطبري2 من طريق منصور بن المعتمر3: بلغني أنها نزلت في قوم يصلون فيما بين المغرب والعشاء. رجاله ثقات وهو مقطوع أو موقوف. 226- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} إلى قوله: {وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [الآيتان: 116-117] . قال مقاتل بن سليمان4: وهي نفقة سفلة اليهود على علمائهم ورؤسائهم كعب بن الأشرف وأصحابه.

_ 1 قلت: لا بد من القول: أن الآيات النازلة توافق النبي صلى الله عليه وسلم أو تخالفه، فإن قلنا: إنها توافقه فلا بد من تفسير "الكتاب" بالقرآن، وتفسير "أمة قائمة" بالمسلمين الذين كانوا ينتظرون خروج النبي للصلاة، وفي هذه الحالة سنبتعد عن السياق جدا، فنص الآية السابقة على هذه الآية -موضوع البحث-: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} يعني اليهود وبعدها: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ... } والضمير راجع إليهم أي: منهم من كفر بمحمد ومنهم من آمن. وإن قلنا: إن الآيات تخالفه فسنقع في إشكال، فكأن الآيات -عندئذ- تنص على وجود طائفة من أهل الأديان قائمة يتلون آيات الله. إلخ وقد وعدوا الوعد الحسن وهم ليسوا بمسلمين!!! 2 "7/ 129" "7663" وابن أبي حاتم "2/ 1" وزاد السيوطي "2/ 298" نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر. 3 من رجال الستة مات سنة "132" انظر "الكاشف" "3/ 156". 4 "1/ 189" وفي النقل تصرف.

وقال ابن ظفر: لما تضمن قوله تعالى فيما قبله وصف المؤمنين، ذكر بعدها ما اعتمده الكفار وأهل الكتاب من إنفاق أموالهم في الصد عن سبيل الله وإن ذلك لا يغني عنهم شيئا. وعن مجاهد: المراد نفقات الكفار وصدقاتهم، أخرجه الطبري1. وعن يمان بن المغيرة: نفقة أبي سفيان وأصحابه ببدر وأحد على عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم2. 227- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا} [الآية: 118] . قال محمد بن إسحاق3: عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس: نزلت في قوم مؤمنين كانوا يصافون المنافقين ويواصلون رجالًا من اليهود لما كان بينهم من القرابة والصداقة والحلف والجوار والرضاعة، فنزلت هذه الآية،

_ 1 "7/ 135" "7667" وإسناده صحيح وابن أبي حاتم "2/ 1/ 493" "1245" وإسناده حسن كما قال المحقق وزاد السيوطي "2/ 299" نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر. ونصه: نفقة الكافر في الدنيا. 2 رجعت إلى "تفسير الطبري" و"ابن أبي حاتم" و"أسباب الواحدي" و"تفسير ابن كثير" والسيوطي وكتابه "لباب النقول" فلم أجد هذا القول! والظاهر أن ابن حجر من ابن ظفر ثم إن الآية ذكرت الأموال والأولاد، ومعركة أحد لم تكن وقعت والسياق في أهل الكتاب. انظر "تفسير الطبري" "7/ 133" و"التفسير الحديث" "8/ 147-148". 3 انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 558". وأخرجه الطبري من طريق سلمة "7/ 141" "7680" وكذلك ابن أبي حاتم "2/ 1/ 499" "1273". وقال الواحدي "ص115": "قال ابن عباس ومجاهد" وذكره -وهو نص المؤلف-. وزاد السيوطي "2/ 299" نسبته إلى ابن المنذر.

فنهوا عن مباطنتهم خوف الفتنة1 عليهم. وأخرج عبد بن حميد2 من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: نزلت في المنافقين من أهل المدينة، ينهى المؤمنين أن يتولوهم. وأخرج الطبري3 من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: نزلت هذه الآيات في المنافقين. وأخرج سنيد4 عن حجاج عن ابن جريج قال: كانوا إذا رأوا من المؤمنين جماعة وائتلافا ساءهم ذلك، وإذا رأوا منهم افتراقا واختلافا فرحوا. وقال مقاتل بن سليمان5: دعا اليهود منهم أصبغ ورافع ابنا حرملة وهما من رؤوسهم عبد الله بن أبي ومالك بن دخشم6 إلى اليهودية وزينا لهم ترك الإسلام، حتى أرادوا أن يظهروا الكفر فأنزل الله تعالى هذه الآية يحذر من اتباع اليهود، ويبين عداوتهم لهم. 228- قوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} [الآية: 121] . قال يحيى بن عبد الحميد الحماني7 في "مسنده": نا عبد الله بن جعفر

_ 1 في الأصل: العنت وهو تحريف وأثبت ما في المصادر المذكورة. 2 والطبري "7/ 141" "7681" وابن أبي حاتم "2/ 1/ 497" "1266" وابن المنذر كما في "الدر" "2/ 300". 3 هو نفس الأثر السابق. 4 وعنه الطبري "7/ 156" "7707" قاله في تفسير الآية "120". 5 "1/ 189" وفي النقل تصرف. 6 في الأصل: دحشم -بالحاء المهملة- وفي مقاتل بالمعجمة، وهو الصواب وقد ضبطه المؤلف في "الإصابة" "3/ 343" في ترجمته بقوله: "بضم المهملة والمعجمة بينهما خاء معجمة" وهو بدري رضي الله عنه. 7 هو كما وصفه الذهبي: الحافظ الإمام الكبير أبو زكريا ... صاحب "المسند الكبير" ولد نحو الخمسين ومئة ومات في "228". انظر ترجمته واختلاف المحدثين فيه في "السير" "10/ 526-540" وفيها: "قلت: قد تواتر توثيقه عن يحيى بن معين، كما قد تواتر تجريحه عن الإمام أحمد مع ما صح عنه من تكفير صاحب". وفي "فتح الباري" "3/ 404": "الحماني ضعيف". ومسنده من مرويات الحافظ. انظر "المعجم المفهرس" "ص116".

المخرمي عن ابن عون عن المسور بن مخرمة قال: قلت لعبد الرحمن بن عوف: أي خال أخبرني عن قصتكم يوم أحد قال: اقرأ العشرين ومائة من آل عمران تجد قصتنا {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} إلى قوله: {مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} 1. أخرجه ابن أبي حاتم2 والواحدي3 من طريقه وليس في هذا سبب نزول، وإنما كتبته تبعا له4. 229- قوله تعالى: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} [الآية: 122] . أخرج البخاري5 ومسلم6 وغيرهما7 من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو

_ 1 هي الآية "154"، وهكذا قال، والفصل الخاص بأحد يمتد أكثر حتى يصل إلى الآية "171". 2 "2/ 1/ 513" "1327" وحكم المحقق على السند بأنه حسن. 3 "ص115-116" وعزاه السيوطي في "اللباب" "ص56" إلى أبي يعلى أيضا وزاد في "الدر" "2/ 302" إلى ابن المنذر. 4 إن قصد أنه ليس فيه سبب نزول جزئي فنعم وإلا فهذا الفصل نزل بسبب المعركة وأحداثها وذلك واضح. 5 في "صحيحه" كتاب "المغازي" باب غزوة أحد "الفتح" "7/ 357" وكتاب التفسير "الفتح" "8/ 225". 6 في "صحيحه"، كتاب "فضائل الصحابة"، باب من فضائل الأنصار "4/ 1948". 7 كالطبري "7/ 167" "7728" وابن حاتم "2/ 1/ 511" "1320" و"514" "1330". وزاد السيوطي "2/ 305" نسبته إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في "الدلائل".

ابن دينار سمعت جابر بن عبد الله يقول: فينا نزلت: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} قال: نحن الطائفتان بنو حارثة وبنو سلمة1، وما نحب أنها لم تنزل لقول الله {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} . وأخرج عبد بن حميد2 من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في هذه الآية قال: هم بنو حارثة، وكانوا من3 نحو أحد، وبنو سلمة، وكانوا من3 نحو سلع، وذلك يوم الخندق، كذا قال. ومن طريق قتادة: كان ذلك يوم أحد4. وقال الطبري5: اختلف في [يوم] التبوئة الذي عني بقوله: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ} . ثم أسند6 من طريق العوفي عن ابن عباس قال: كان ذلك يوم أحد. ومن طريق ابن أبي نجيح7 عن مجاهد قال: مشى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم على رجليه8.

_ 1 بكسر اللام انظر "القاموس" "ص1448". 2 والطبري "7/ 166" "7220" وأشار إليه ابن أبي حاتم "2/ 1/ 512" "1322" ونقله محققه من الطبري وقال: إسناده صحيح. وزاد السيوطي "2/ 306" نسبته إلى ابن المنذر. 3 لم ترد: "من" في الطبري والسيوطي. 4 أخرجه الطبري "7/ 166" "7721" وعبد بن حميد كما في "الدر" "2/ 306". 5 "7/ 159" والنقل بالمعنى. وما بين المعقوفين زيادة لازمة منه. 6 "7/ 160" "7711" وهو في ابن أبي حاتم "2/ 1/ 510" "1313". 7 "7/ 160" "7708" وكذلك ابن أبي حاتم "2/ 1/ 509" "1311" وعبد بن حميد وابن المنذر كما في "الدر" "2/ 303" وقال الدكتور حكمت عن إسناد الطبري: صحيح، وعن إسناد ابن أبي حاتم: حسن. 8 في الأصل: راحلته وهو هنا تحريف.

ومن طريق قتادة1 ومن طريق الربيع بن أنس2: غدا النبي صلى الله عليه وسلم من أهله إلى أحد. ومن طريق أسباط عن السدي نحوه3. ومن طريق عباد بن راشد4 عن الحسن البصري: كان ذلك يوم الأحزاب، ويوافقه قول مجاهد الآتي بعد. وبذلك جزم مقاتل بن سليمان فقال5: قوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ} أي: على راحتلك يوم الأحزاب توطن6 للمؤمنين مقاعد في الخندق قبل أن يسبق إليه الكفار ثم قال: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} قال: هما حيان من الأنصار من بني حارثة ومنهم أوس بن قيظي وأبو عمير7 بن أوس و8 ابن يامين، ومن بني سلمة بن جشم هما بترك المركز من الخندق. كذا قال! ورجح الطبري الأول، فإنه لا خلاف بين أهل المغازي أن الطائفتين اللتين همتا9 أن تفشلا كان ذلك يوم أحد10.

_ 1 "7/ 160" "7709". 2 "7/ 160" "7710". 3 "7/ 160" "7712". 4 "7/ 160-161" "7714" وكذلك ابن أبي حاتم "2/ 1/ 511" "1317" وقال محققه عن إسناد الطبري: حسن. 5 "1/ 191" وفي النقل تصرف. 6 في نسخة من "تفسير مقاتل": توطئ. 7 في مقاتل: عربة ولم أجد الرجل في "الإصابة" بكلا الكنيتين. 8 ليس في مقاتل: و. 9 في الأصل: هما. 10 انظر "7/ 161"، وفي نقل الحافظ تصرف واختصار.

وقال ابن إسحاق في "المغازي"1: حدثني محمد بن مسلم الزهري وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين2 بن عبد الرحمن بن عمرو وغيرهم من علمائنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم راح حين صلى الجمعة إلى أحد وقد لبس لأمته3، وكان المشركون نزلوا بأحد يوم الأربعاء، فأقاموا به إلى أن خرج النبي صلى الله عليه وسلم فوصل إلى الشعب يوم السبت النصف من شوال، وكان استشار أصحابه في الخروج إليهم فقال أكثر الأنصار: اقعد يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن دخلوا علينا قاتلناهم، وإن رجعوا رجعوا خائبين، وقال من كان غاب عن بدر وهو يرغب في الشهادة: اخرج بنا إليهم. فخرجوا فندموا وسألوا أن يقيم، فقال: "لا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل". وأخرج الطبري4 من طريق أسباط عن السدي نحو ذلك، وعندهما5: إن الذين خرجوا معه كانوا ألفا فرجع عبد الله بن أبي بن سلول بثلاثمائة6 فناداهم عبد الله بن عمرو بن حرام ليرجعوا وناشدهم فأبوا وقالوا: لو نعلم قتالا لاتبعناكم، وقالوا: لترجعن معنا، وكان كل من عبد الله بن أبي، وعبد الله بن عمرو من الخزرج، فهمت بنو سلمة وهم من الخزرج، وبنو حارثة وهم من الأوس أن يرجعوا أيضا، ثم قوى الله

_ 1 انظر "السير والمغازي" "ص322". و"سيرة ابن هشام" "2/ 60-63" و"تفسير الطبري" "7/ 161-162" "161". وفي النقل تصرف كثير. 2 قال الذهبي في "الكاشف" "1/ 175": "ثقة" وفي "التهذيب" "2/ 381": "ذكره ابن حبان في ثقات اتباع التابعين فكأن روايته عن الصحابة عنده مرسلة، وقال الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: حسن الحديث، وقال أبو داود لما ساق حديثه عن أسيد بن الحضير: ليس بمتصل" وكان رأيه فيه في "التقريب" "ص170" "مقبول"! 3 في "القاموس" "ص1492": "لبس اللأمة، للدرع". 4 "7/ 162-163" "7717". 5 أي: عند ابن إسحاق -انظر "سيرة ابن هشام" "2/ 64"-والطبري انظر "تفسيره" "7/ 166" "7723" من رواية أسباط عن السدي. 6 عرا اللفظتين سواد، وهذا ما رجحت أن تكونا.

عزمهم فمضوا إلى أحد. 230- قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} إلى قوله: {أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ} [الآية: 123] . أخرج الطبري1 وابن أبي حاتم2 من طريق داود بن أبي هند عن عامر وهو الشعبي قال: حدث المسلمون يوم بدر أن كرز بن جابر المحاربي3 يمد المشركين، فشق ذلك على المسلمين فقيل لهم {أَلَنْ 4 يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ} الآيات: قال: فبلغت كرزا الهزيمة فرجع فلم يمدوا بالخمسة5 ولا بالثلاثة6. ومن طريق عبيد الله بن موسى7 عن أبي إدام8 سليمان عن عبد الله بن أبي أوفى قال: حاصرنا قريظة9 ما شاء الله فلم تفتح لنا فرجعنا فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بغسل فهو يغسل رأسه إذ جاءه جبريل فقال: وضعتم أسلحتكم ولم تضعها الملائكة! فلف رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ثم نادى فينا فقمنا كالين حتى أتينا قريظة فيومئذ أمدنا الله بثلاثة آلاف من الملائكة، وفتح الله لنا: [فَتْحًا] 10 يسيرا فانقلبنا بنعمة من الله

_ 1 "7/ 173" "7743". 2 "2/ 1/ 520" "1350" وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة وابن المنذر كما في "الدر" "2/ 308". 3 في الأصل: الحارثي. وهو تحريف. 4 في الأصل: ألم وهو خطأ. 5 أين سبب النزول في هذه الرواية؟ 6 قوله: "ولا بالثلاثة" لم يرد في الطبري وابن أبي حاتم والسيوطي. 7 أخرجه الطبري "7/ 178" "7758" وفي النقل اختصار، وعلق عليه الشيخ أحمد شاكر بما لا يخلو من نظر. 8 ضعيف وقال يحيى بن معين: ليس بثقة، كذاب، ليس يسوى حديثه فلساً. انظر "التهذيب" "4/ 193" و"التقريب" "ص251" وقد تحرف "إدام" في "التهذيب" إلى آدم. 9 في الطبري زيادة هنا وفي الذي بعدها: "والنضير" وهذا غريب!! 10 من الطبري.

وفضل1. وأخرج سنيد2 عن حجاج عن ابن جريج عن عكرمة قال: لم يصبروا يوم أحد، فلم يمدوا بالملائكة ولو مدوا بالملائكة لما انهزموا. قال3 وحدثنا ابن بشار نا عبد الرحمن هو ابن مهدي انا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار سمعت عكرمة يقول: لم يمدوا بملك واحد. ومن طريق عبيد بن سليمان4 عن الضحاك قال: وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد إن المؤمنون صبروا أمددتهم بخمسة آلاف من الملائكة ففروا فلم يمدوا. ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم5: شرط عليهم إن صبروا أن يمدهم فلم يصبروا. ورجح الطبري هذه المقالة، ثم قال6: إن في القرآن دلالة على أنهم أمدوا يوم بدر بألف بخلاف أحد فإن الظاهر أنهم وعدوا بالمدد بشرط فلما تخلف الشرط لم يوجد المدد. 231- قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [الآية: 128] . 1- الجمهور على أنها نزلت في الدعاء على المشركين.

_ 1 ما بعد هذا كله تفسير وليس فيه سبب نزول. 2 وعنه الطبري "7/ 179" "7759" وفي النقل تصرف. 3 أي: الطبري "7/ 180" "7760". 4 "7/ 180" "7761" وفي النقل تصرف. وعبيد صدوق وقد مر في "الفصل الجامع". 5 "7/ 180" "7762". 6 انظر "7/ 180-181" والنقل بالمعنى.

أخرج البخاري1 والنسائي2 من طريق معمر عن الزهري حدثني سالم -هو ابن عبد الله- ابن عمر عن أبيه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الثانية من الفجر: "اللهم العن فلانا وفلانا" بعد ما يقول: "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد"، فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} الآية. زاد البخاري3: وعن حنظلة بن أبي سفيان عن [سالم] 4 بن عبد الله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام. فنزلت. هكذا ذكره مرسلاً5 ووصله أحمد6 من طريق عمر بن حمزة عن عمه7 سالم عن أبيه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم العن صفوان بن أمية"، فنزلت، قال: فتيب عليهم كلهم. ومن طريق محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر نحوه، وقال: فهداهم الله

_ 1 في كتاب "المغازي والتفسير والاعتصام" كما في "التحفة" "5/ 394"، وانظر "الفتح "8/ 225-226". 2 في كتاب "الصلاة" باب لعن المنافقين في القنوت "2/ 203" وفيه: "يدعو على أناس من المنافقين" وفي "التفسير" "ص36" الرقم "96" عزاه إليه في "التحفة" "5/ 394-395". وأخرجه الواحدي من هذا الطريق، وفيه هذه الجملة انظر "ص117". 3 في كتاب "المغازي"، باب غزوة أحد "الفتح" "7/ 365". 4 من البخاري. 5 وقد رد على من قال أنه معلق في "تغليق التعليق" "4/ 109" و"فتح الباري" "7/ 366" وبين أن قوله "عن حنظلة" معطوف على حديث معمر، والراوي له عن حنظلة هو عبد الله بن المبارك. والذي قال عنه معلق: الحافظ ابن كثير "1/ 403". 6 انظر "المسند" "2/ 93" وقال الحافظ في "التغليق" "4/ 110": "وإسناده حسن". 7 ليس في "المسند": عن عمه، فهي من إضافة الحافظ لزيادة الفائدة.

للإسلام1. وفي رواية: كان يدعو على رجال من المشركين يسميهم بأسمائهم حتى نزلت2. سياق آخر: قال أحمد3: حدثنا هشيم نا حميد عن أنس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كسرت رباعيته يوم أحد وشج في جبهته4 حتى سال الدم على وجهه فقال: "كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم؟ " فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} . وأخرجه الفريابي عن أبي بكر بن عياش5 عن حميد عن أنس: لما كان يوم أحد، فذكره، وفيه: فقال وهو يمسح الدم عن وجهه: كيف، فذكره. وأخرج مسلم6 من رواية حماد عن ثابت عن أنس نحوه. وأخرج الطبري7 من طريق مطر الوراق عن قتادة قال: كسرت رباعيته

_ 1 انظر "المسند" "1/ 104" وعزاه إليه ابن كثير "1/ 402" وكذلك الحافظ في "الفتح" "8/ 226"، وانظر "تفسير الطبري" "7/ 199" "7818" وتعليق الشيخ أحمد شاكر. 2 قال ابن كثير "1/ 402": "قال البخاري: قال محمد بن عجلان ... " وأورد المذكور هنا، وقد رجعت إلى "تحفة الأشراف" "6/ 229" فلم أجد عزاه إليه، ولم أجد من رواه بعد. 3 في "مسنده" "3/ 99" ورواه الواحدي "ص116" من طريق عبيدة بن حميد عن حميد ... 4 في الأصل: وشج في وجهه وهو تحريف وأثبت ما في المسند. 5 في الأصل: عباس وهو تحريف. وانظر "تفسير الطبري" "7/ 196" "7808". وهو ثقة مر ذكره في الآية "200" من سورة البقرة. 6 في "صحيحه"، كتاب "الجهاد والسير"، باب غزوة أحد "3/ 1417". 7 "7/ 197" "7812" وفيه تصرف يسير، وهو ابن طهمان، أبو رجاء السلمي مولاهم. قال عنه في "الكاشف" "3/ 132": "قال أحمد هو في عطاء ضعيف، قال ابن معين، هو صالح" وفي "التقريب" "ص534": "صدوق كثير الخطأ" وقد أخرج له الستة وأما البخاري فتعليقا.

وفرق1حاجبه، وعليه درعان والدم يسيل فمر به سالم مولى أبي حذيفة فأجلسه ومسح الدم فأفاق وهو يقول: "كيف بقوم فعلوا هذا بنبيهم؟ " فنزلت". وأخرج عبد بن حميد عن روح عن عوف عن الحسن: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انكشف عنه أصحابه يوم أحد وكسرت رباعيته وجرح وجهه قال وهو يصعد على أحد: "كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم 2 ". وأخرج الطبري3 من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال: نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وقد شج في وجهه وكسرت رباعيته فهم أن يدعو عليهم وقال: كيف يفلح إلى آخره وهم أن يدعو عليهم فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} فكف عن الدعاء عليهم. ونقل الثعلبي نحوه عن ابن الكلبي، وزاد: لعلمه أن كثيرا منهم سيؤمن. قلت: هذا مردود لما ثبت في الصحيح أنه دعا عليهم. وقد أخرج الطبري4 من طريق مقسم: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على عتبة بن أبي وقاص يوم أحد حين كسرت رباعيته: "اللهم لا تحل عليه الحول حتى يموت كافرًا. فما حال عليه الحول حتى مات كافرًا". وأخرج سنيد5 عن حجاج عن ابن جريج قال عكرمة: أدمى عبد الله بن قمئة

_ 1 في الأصل: وفوق وهو تحريف، وفرق: فصل. انظر "القاموس" "ص197". 2 رجاله ثقات ولكنه مرسل وقد مر مرات. 3 "7/ 197-198" "7813". 4 "7/ 198-199" "7816" من طريق عبد الرزاق. ومقسم هو ابن بجرة صدوق مر في الآية "194" من البقرة. 5 ولم أجده في الطبري.

وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعى عليه فكان حتفه أن سلط الله عليه تيسا فنطحه فقتله. ويمكن الجمع بأن المنفي الدعاء على الجميع بهلاك يعمهم1. والثابت دعاء على قوم منهم بغير الهلاك وذلك بين في الذي بعده. سياق آخر: أخرج الشيخان2 من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: لما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من الركعة الثانية قال: "اللهم انج الوليد بن الوليد وسلمة ابن هشام، وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين بمكة. اللهم اشدد وطأتك على مضر". الحديث. وفي رواية يونس بن يزيد3 عن الزهري عن سعد وأبي سلمة عن أبي هريرة: وكان يقول حين يفرغ في صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه ويقول: "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد: اللهم انج الوليد.."، فذكره، وزاد: " اللهم العن فلانا وفلانا" 4 لأحياء من العرب. وفي لفظ: "اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله" قال: ثم بلغنا5 أنه ترك ذلك لما نزل الله عليه: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} الآية. قلت: وفي هذا نظر6 لأن ظاهر الآثار الماضية أن الآية نزلت أيام أحد وقصة بئر

_ 1 ويشهد لهذا ما نقله أبو جعفر النحاس في "معاني القرآن" "1/ 473" في تفسير هذه الآية: "وقيل: استأذن في أن يدعو باستئصالهم، فنزل هذا؛ لأنه علم أن منهم من سيسلم، وأكد ذلك الآية بعدها". 2 "صحيح البخاري"، كتاب "التفسير" "الفتح" "8/ 226" و"صحيح مسلم"، كتاب "المساجد ومواضع الصلاة" باب استحباب القنوت في جميع الصلاة، إذا نزلت بالمسلمين نازلة "1/ 467". 3 عند مسلم "1/ 466-467". 4 لم أجد هذه الزيادة في مسلم. 5 للحافظ كلام على هذا البلاغ وإنه لا يصح انظر "الفتح" "8/ 227". 6 أي: في الدعاء على لحيان ... ومن قبله رد ذلك الرازي انظر "تفسيره" "8/ 238".

معونة متراخية عن ذلك بمدة، لكن يمكن الجمع بأن نزولها تأخر حتى وقعت بئر معونة فكان يجمع في الدعاء بين من شج وجهه بأحد ومن قتل أصحاب بئر معونة، فنزلت الآية في الفريقين جميعا فترك الدعاء على الجميع، وبقي بعد ذلك الدعاء للمستضعفين، إلى أن خلصوا وهاجروا، وهذه أولى من دعوى النزول مرتين1. 2- وقد جزم مقاتل بن سليمان2 بأن قوله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} إنما نزلت في القراء أصحاب بئر معونة ولفظه: "نزلت هذه الآية في أهل بئر معونة"3 وكانت في صفر سنة أربع بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلموا الناس فقتلوا، وهذا سبب آخر. وقال الزبير بن بكار4 في ترجمة بني نوفل بن عبد مناف من كتاب "النسب"5 ومطعم وأم طعيمة بن عدي بن نوفل فاختة بنت عباس بن عامر من بني

_ 1 وقد ذكر التراخي في كتابه "الفتح"، شرح كتاب "المغازي" "7/ 366" قم قال: "والصواب أنها نزلت في شأن الذين دعا عليهم بسبب قصة أحد، والله أعلم. ويؤيد ذلك ظاهر قولة في صدر الآية، ليقطع طرفا من الذين كفروا، أي: يقتلهم، أو يكبتهم، أي: يخرجهم، ثم قال: أو يتوب عليهم، أي: فيسلموا، أو يعذبهم، أي: إن ماتوا كفارا". وأكد هذا في "8/ 227" وبين إن بلاغ الزهري لا يصح كما سبقت الإشارة قريبا. 2 انظر "1/ 192". 3 ليس هذا اللفظ مقاتل وإنما قال: "وذلك أن سبعين رجلا من أصحاب الصفة فقراء كانوا إذا أصابوا طعاما فشبعوا منه تصدقوا بفضله، ثم إنهم خرجوا إلى الغزو محتسبين إلى قتال قبيلتين من بني سليم: عصية وذكوان، فقاتلوهم فقتل السبعون جميعا فشق على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قتلهم، فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوما في صلاة الغداة فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ لَكَ ... } . 4 قال الذهبي: العلامة الحافظ النسابة قاضي مكة وعالمها أبو عبد الله بن أبي بكر مولده في سنة "172"، توفي سنة "256" انظر "السير" "12/ 311-315". 5 طبع منه الجزء الأول سنة "1381" بعنوان: "جمهرة نسب قريش" شرحه وحققه الأستاذ محمود محمد شاكر، وفيه الكلام على "بني أسد بن عبد العزى" وقد وصفه الذهبي بأنه "كتاب كبير نفيس"، وهو من مرويات الحافظ انظر "المعجم المفهرس" "ص162".

رعل بن عوف بن امرىء القيس بن بهثة بن سليم، وكان بنو رعل وأخوتهم بنو ذكوان أنجدوا عامر بن الطفيل على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قتلوا ببئر معونة من أجل قتل طعيمة يوم بدر. قال الزبير: ولقتل أصحاب بئر معونة دعا رسول الله أربعين ليلة على رعل وذكوان وعصية حتى نزلت عليه {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} فأمسك عنهم. 3- سبب آخر نقل الثعلبي عن عبد الله بن مسعود: أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو على المنهزمين عنه من أصحابه يوم أحد فنهاه الله عن ذلك وتاب عليهم وأنزل هذه الآية1. 4- سبب آخر: ذكر ابن إسحاق وغير واحد: إن المسلمين لما رأوا ما صنع المشركون بمن قتل من المسلمين من جدع أنوفهم وغير ذلك حزنوا وقالوا: لئن أدالنا الله عليهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها واحد من العرب بأحد فأنزل الله هذه الآية2. وحكاه الثعلبي أيضا عن الشعبي وغيره. 5- سبب آخر: ذكر الثعلبي عن عطاء3 قال: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد أربعين يوما يدعو على أربعة من ملوك كندة: حمد ومشرح ونحى4 والمعمودة -وهي أختهم- وعلى بطن من هذيل، يقال لها: لحيان، وعلى بطون من سليم هم رعل وذكوان وعصية والقارة، فأجاب الله دعاءه وقحطوا فلما انقضت الأربعون، نزلت هذه

_ 1 نقله أبو الليث السمرقندي في "تفسيره" "2/ 147" عن الكلبي. 2 انظر "سيرة ابن هشام" "2/ 96". 3 لم أجد هذا القول فيما رجعت إليه من التفاسير وهي "تفسير مقاتل" والطبري وابن أبي حاتم وأبي جعفر النحاس والماوردي وابن الجوزي والرازي والقرطبي وأبي حيان والسيوطي. 4 لم ينقط في الأصل.

الآية1. 232- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} [الآية: 130] . أخرج أبو داود2 من طريق حماد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن عمرو بن أقيش3 كان له ربا في الجاهلية فكره أن يسلم حتى يأخذه فجاء يوم أحد فقال: أين بنو عمي؟ قالوا: بأحد. قال: فأين فلان؟ قالوا بأحد قال: فلبس لأمته وركب فرسه وتوجه قبلهم فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنا يا عمرو، قال: إني قد آمنت، فقاتل حتى جرح فحمل إلى أهله جريحا، فجاء سعد بن معاذ فقال لأخته: سليه4 حمية لقومك وغضبا لهم أو5 غضبا لله عز وجل فقال: بل غضبا لله ورسوله قال: فمات، فدخل الجنة وما صلى لله صلاة. قلت: ما زلت أبحث عن مناسبة ذكر آية الربا في وسط ذكر قصة أحد حتى وقفت على هذا الحديث، فكأنها نزلت فيه فترك الربا وخرج إلى الجهاد فاستشهد، أو أن ورثته طالبوا بما كان له من الربا فنهوا عنه بالآية المذكورة6.

_ 1 إذا كان الله أجاب دعاءه فما معنى نزول: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} ؟ 2 في "سننه" كتاب "الجهاد" باب في من يسلم ويقتل مكانه في سبيل الله "3/ 20". 3 ترجمته في "الإصابة" "2/ 526"، وأقيش: جده، واسم أبيه ثابت، وقد نقل الحافظ فيها الحديث عن أبي داود وزاد نسبته إلى الحاكم، وقال: هذا إسناد حسن. 4 تحرف هذا في "الإصابة" إلى: لأخية سلمة! 5 كذا هنا وفي "الإصابة"، وفي أبي داود "أم" وهو الوجه. 6 قلت: لم يتضح لي كيف تنزل فيه فيترك الربا ويخرج إلى الجهاد مع أن الآيات بعد انتهاء الوقعة، وأما الرأي الثاني فهو تخريج جيد، وكان القرطبي قد قال في "الجامع" "4/ 130": "هذا النهي عن أكل الربا اعتراض بين في أثناء قصة أحد. قال ابن عطية: ولا أحفظ في ذلك شيئا مرويا" ولم يقف الأستاذ محمد عزة دروزة على تخريج فقال في "تفسيره" "8/ 157" من كلام: "إن النهي عن أكل الربا أضعافا مضاعفة في الآيات لا يبدر متصلا بشيء من ذلك". أقول: ويمكن القول أن مناسبة اقتضت الكلام على الربا فنزلت هذه الآيات، عقب المعركة فوضعت في هذا المكان مراعاة للتسلسل الزمني، ثم نزلت الآيات التي تعالج آثار المعركة، وهي آثار لابد أنها امتدت زمنا فوضعت بعد المقطع السابق ومن الواجب على المؤمن التأني في الحديث عن كتاب الله.

233- قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [الآية: 133] 1. قال إسحاق بن راهويه وعبد بن حميد في "تفسيريهما"2: أنا روح بن عبادة نا محمد بن عبد الملك بن جريج عن أبيه عن عطاء: إن المسلمين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: بنو إسرائيل كانوا أكرم على الله منا كانوا إذا أذنب أحدهم3 أصبحت كفارة ذنبه4 في عتبة بابه مكتوبة: أجدع أذنك، افعل كذا! فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، فنزل: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُم} الآية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلكم ألا أخبركم بخير من ذلكم"؟ فقرأ هذه الآيات". وهذا سند قوي إلى عطاء5. وقد ذكره6 الثعلبي عن عطاء بغير إسناد ولكن قال: فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَة} أي: سابقوا إلى الأعمال التي توجب المغفرة.

_ 1 الأحسن أن يقول: الآيات؛ لأن الآية التي ستذكر في الرواية الأولى هي الآية "135" وقد عنون هو بالآية "133". 2 رواه عن إسحاق الواحدي "ص119" في الكلام على الآية "135" الآتية". 3 في الأصل: "أذنبوا" وأثبت ما في الطبري والواحدي. 4 في الأصل: ذنبهم وأثبت ما في المصدرين السابقين. 5 لربط هذه الآيات بسياق الكلام على وقعة أحد -إذ تبدو غير متصلة به- أقول: لعل سؤال المسلمين كان عن كفارة ما وقع منهم يوم أحد. 6 في الأصل: ذكر.

وجدته في "تفسير سنيد"1 عن حجاج عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح فذكره إلى قوله: [فنزلت: {وَسَارِعُوا] 2 إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ} إلى قوله: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِم} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بخير من ذلك؟ " فقرأ هؤلاء الآيات". وأخرج سنيد أيضا3 عن عمر بن [أبي] 4 خليفة عن علي بن زيد بن جدعان قال: قال ابن مسعود: كانت بنو إسرائيل إذا أذنبوا أصبح مكتوبا على بابه5 الذنب وكفارته، فأعطينا خيرا من ذلك هذه الآية. 234- قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} [الآية: 135] . 1- نقل الثعلبي عن عطاء6 قال: نزلت هذه الآية في نبهان التمار، وكنيته أبو مقبل، أتته امرأة حسناء تبتاع منه تمرا فقال لها: إن هذا التمر ليس بجيد وفي البيت أجود منه فهل لك فيه؟ قالت: نعم فذهب بها إلى بيته فضمها إلى نفسه وقبلها، فقالت له: اتق الله فتركها وندم على ذلك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر له ذلك، فنزلت هذه الآية. قلت: وهو من رواية موسى بن عبد الرحمن الصنعاني وهو كذاب7.

_ 1 أخرجه عنه الطبري "7/ 219" "7849" في "تفسير" الآية "135". 2 زيادة توضيحية من الطبري. 3 وعنه الطبري "7/ 219-220" "7850". 4 سقط من الأصل، وعمر من رجال التهذيب قال في "التقريب" "ص412": "مقبول". وعلي ضعيف مر في الآية "207" من البقرة. 5 كذا في الطبري. 6 قال الواحدي "ص118": "قال ابن عباس في رواية عطاء" وذكره باختصار. 7 وهكذا قال في "الإصابة" في ترجمة نبهان "3/ 550" وزاد: "وأورد هذه القصة الثعلبي والمهدوي ومكي والماوردي في تفاسيرهم بغير سند" ولم أجدها في "تفسير الماوردي" "1/ 344"!

والمشهور في هذه القصة نزول {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} وسيأتي في تفسير هود1. 2- وذكره2 مقاتل بن سليمان فقال3: خرج رجل غازيا4 وخلف في أهله رجلا، فتعرض له الشيطان فهوي المرأة فكان منه ما ندم عليه فأتى أبا بكر فذكر ذلك له فقال: أما علمت أن الله يغار للغازي! فأتى عمر فذكر له، فقال له مثل ذلك، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فأنزل الله هذه الآية، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك ظلمت نفسك فاستغفر الله" ففعل. ثم قال: وقيل5 نزلت في عمر بن6 قيس ويكنى أبا مقبل قصة تأتي في سورة هود. 3- سبب آخر عن الثعلبي قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رجلين أحدهما من الأنصار، والآخر من ثقيف، فخرج الثقفي في غزاة واستخلف الأنصاري على نفسه، فاشترى لهم اللحم ذات يوم، فلما أرادت المرأة أن تأخذ منه دخل على أثرها، فدخلت

_ 1 انظر التفصيل في "فتح الباري" "8/ 356-357". 2 كذا ولعل الصواب: وذكر. 3 "1/ 193-194" وفي النقل اختصار وفي "الإصابة" "3/ 550": "ذكر مقاتل بن سليمان في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس ... " وأورد سياقا يختلف عن هذا السياق هنا وسمى الرجل نبهان التمار، والذي رأيته في "تفسير مقاتل" هو ما نقله هنا. 4 إذا افترضنا أنه خرج في غزوة أحد اتضحت لنا حكمة وجود هذه الآيات في هذا السياق الخاص بأحد والله تعالى أعلم. 5 سقط هذا من "تفسير مقاتل" المطبوع. 6 وضع الناسخ هنا: "كذا" والاسم كذلك في مقاتل. ولم يذكر هذا الاسم في "الإصابة" بأقسامها وأبوابها.

المرأة بيتا، فتبعها فاتقته بيدها، فقبل يدها، ثم ندم وانصرف فقال له1: والله ما حفظت غيبة أخيك، ولا نلت حاجتك، فخرج الأنصاري، ووضع التراب على رأسه، وهام على وجهه، فلما رجع الثقفي لم يستقبله الأنصاري، فسأل امرأته عن حاله فقالت: لا أكثر الله في الإخوان مثله، ووصفت له الحال والأنصاري يسيح في الجبال تائبا مستغفرا فطلبه الثقفي حتى وجده، فأتى به أبا بكر رجاء أن يجد عنده راحة وفرجا فقال له الأنصاري: هلكت! قال: وما أهلكك؟ فذكر له القصة فقال له أبو بكر: ويحك أما علمت أن الله يغار للغازي ما لا يغار للمقيم؟ ثم لقيا عمر فقال مثل ذلك، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقال له مثل مقالتهما، فأنزل الله تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} الآية. وذكره الكلبي2 عن أبي صالح عن ابن عباس أن رجلين أنصاريا وثقفيا آخى بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانا لا يفترقان، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه، وخرج معه الثقفي، وخلف الأنصاري في أهله وحاجته، فكان يتعاهد أهل الثقفي، فأقبل ذات يوم فأبصر امرأة صاحبه قد اغتسلت وهي ناشرة شعرها، فوقعت في نفسه، فدخل ولم يستأذن حتى انتهى إليها فذهب ليقبلها فوضعت كفها على وجهها فقبل ظاهر كفها ثم ندم، واستحيا فأدبر راجعا فقالت: سبحان الله خنت أمانتك، وعصيت ربك، ولم تصب حاجتك! فندم على صنيعه فخرج يسيح في الجبال ويتقرب إلى الله من ذنبه حتى وافى الثقفي، فأخبرته أهله بفعله، فخرج يطلبه حتى دل عليه فوفقه3 ساجدا وهو يقول: رب ذنبي قد خنت أخي. فقال له يا فلان قم فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله عن ذنبك لعل الله أن يجعل لك فرجا وتوبة فأقبل معه حتى رجع إلى المدينة فكان ذات يوم عند صلاة العصر نزل جبريل بتوبته، فتلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم

_ 1 كذا في الأصل ولعل الصواب "فقالت له" ولاحظ ما سيأتي عن الكلبي. 2 نقله الواحدي عنه "ص118-119" ولم يرفع سنده. 3 في الأصل: فوفعه.

{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَة} إلى قوله: {وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين} فقال عمر: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخاص هذا به1 أم للناس عامة؟ قال: "بل للناس عامة في التوبة". 235- قوله تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} [الآية: 139] . أخرج الطبري2 من طريق ابن المبارك عن يونس عن الزهري قال: كثر في أصحاب محمد القتل والجراح حتى خلص إلى كل امرىء منهم اليأس، فأنزل الله تعالى القرآن فآسى فيه المؤمنين3 بأحسن ما أسى به قوما من المسلمين كانوا قبلهم من الأمم الماضية فقال {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا} إلى قوله تعالى: {لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} 4. 236- قوله تعالى: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} [الآية: 139] . أخرج سنيد5 عن حجاج بن محمد عن ابن جريج في قوله: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} قال: انهزم الصحابة في الشعب، فنعى بعضهم بعضا وتحدثوا أن النبي صلى الله عليه وسلم6 [قد قتل] فكانوا في هم وحزن، فبينا هم كذلك إذ علا خالد بن الوليد الجبل بخيل المشركين فوقهم وهو أسفل [في الشعب. فلما رأوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فرحوا، وقال: النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا قوة لنا إلا بك، وليس يعبدك بهذه البلدة غير هؤلاء النفر] " 7.

_ 1 في الأصل: بك وهو تحريف وفي الواحدي: "أخاص هذا لهذا الرجل". 2 "7/ 234" "7884" وإليه وحده عزاه السيوطي "2/ 330"، ورجاله ثقات من رجال التهذيب. 3 في الأصل: بالمؤمنين. 4 الآية: "154" أي: نزل خمس عشرة آية. 5 وعنه الطبري "7/ 235" "7890" وابن أبي حاتم "2/ 1/ 566" "1505" وابن المنذر من طريق ابن ثور كما في "الدر" "2/ 330" ونقله عن ابن عباس الواحدي "ص120". 6 وضع الناسخ هنا إشارة لحق، واستدركت الساقط من الطبري. 7 استدراك مهم من الطبري.

وثاب نفر [فلقوا النبي صلى الله عليه وسلم] 1 فصعدوا الجبل وفيهم رماة فرموا خيل المشركين حتى أزاحوهم2 وعلا المسلمون الجبل ونزلت {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} . وعند الطبري3 من طريق العوفي عن ابن عباس: أقبل خالد بن الوليد لما [انهزم الصحابة] 4 يريد أن يعلو عليهم الجبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا يعلون علينا [اللهم لا قوة لنا إلا بك وثاب نفر من المسلمين"] 4 فأنزل الله تعالى {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} 5. 237- قوله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} [الآية: 140] . أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم6 من رواية الحكم بن أبان عن عكرمة قال: ندم المسلمون كيف خلوا بينه7 وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم [الجبل] 8 فجاء أبو سفيان فقال: يا محمد الحرب سجال، الحديث، قال: ونام

_ 1 ما بين المعقوفين لم يرد في الطبري، وكأنه من تصرفات الحافظ. 2 في الطبري: حتى هزمهم الله. 3 "7/ 236" "7892". 4 ما بين المعقوفين لم يرد في الطبري. 5 إن المقصود من العلو الغلبة قال ابن الجوزي في "زاد المسير" "1/ 466": "قال ابن عباس: يقول: أنتم الغالبون فآخر الأمر لكم" فما ورد هنا من سبب يجعل العلو مكانيا بعيد. 6 "2/ 1/ 567-568" "1507" وقال محققه: "إسناده ضعيف، وهو مرسل، لكن له شواهد تقويه". ومن قبله أخرجه الطبري بنحوه "7/ 240" "7908" رفعه إلى ابن عباس. والحكم قال عنه الذهبي في "الكاشف" "1/ 181": "ثقة" ونقل في "الميزان" "1/ 569" توثيقه عن الأكثر، وعن ابن المبارك: الحكم بن أبان وحسام بن مصك وأيوب بن سويد: ارم بهؤلاء ثم قال في نفس الكتاب "4/ 213": "ليس بالثبت"! ومال ابن حجر في "التقريب" "ص174" إلى أنه "صدوق عابد وله أوهام" ورمز له بـ "ز4" وتحرف هذا في "الكاشف" إلى "ع" وقد مر شيء عنه في الآية "76" من سورة البقرة. 7 كذا الرواية لم يذكر المقصود صريحا. 8 من الطبري وابن أبي حاتم.

المسلمون وبهم كلوم ففيهم نزلت: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} . وذكر الثعلبي عن راشد بن سعد1: لما انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أحد كئيبا حزينا جعلت المرأة تجيء بزوجها وأبيها وابنها2 وهي تلتدم3 [فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهكذا يفعل برسولك"] 4 فنزلت. 238- قوله تعالى: {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} [الآية: 140] . قال ابن أبي حاتم5 عن أبيه عن موسى بن إسماعيل عن وهيب6 عن أيوب عن عكرمة: لما أبطأ الخبر على النساء بالمدينة خرجن يستقبلن فإذا رجلان مقتولان على بعير فقالت امرأة [من الأنصار] : من هذان؟ قالوا: فلان [وفلان] أخوها وزوجها أو [زوجها و] ابنها فقالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: حي، قالت: فلا أبالي يتخذ الله من عباده الشهداء قال: فنزل القرآن على وفق ما قالت: {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} . هذا مرسل رجاله من رجال البخاري. 239- قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ} [الآية: 142] .

_ 1 ونقل عنه الواحدي "ص120" ولم يذكر الثعلبي. وراشد: ثقة كثير الإرسال مات سنة "108". انظر "التقريب" "ص204". 2 في الواحدي: بزوجها وابنها مقتولين. 3 التدمت المرأة: ضربت صدرها في النياحة. انظر "القاموس" "ص1494". 4 استدراك من الواحدي. 5 "2/ 1/ 573" "1524" وما بين المعقوفين مستدرك منه. 6 هو وهيب بن خالد من رجال الستة ترجمته في "التهذيب" "11/ 169" وقد تحرف في تفسير ابن أبي حاتم إلى: وهب.

قال مقاتل بن سليمان1: سببها أن المنافقين قالوا للمؤمنين يوم أحد بعد الهزيمة: لم تقتلون أنفسكم وتهلكون أموالكم فإن محمدا لو كان نبيا لم يسلطوا عليه! فنزلت. 240- قوله تعالى: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ} [الآية: 143] . أخرج ابن أبي حاتم2 من طريق العوفي عن ابن عباس: إن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون: ليتنا نقتل كما قتل أصحاب بدر ونستشهد، أو ليت لنا يوما كيوم بدر نقاتل فيه المشركين ونبلي فيه خيرا ونلتمس الشهادة والجنة والحياة3 والحياة والرزق فأشهدهم الله أحدا فلم يثبتوا4 إلا من شاء الله منهم يقول الله عز وجل: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ} . وأخرج عبد بن حميد من طريق فضيل بن مرزوق5 عن عطية نحوه، ليس فيه ابن عباس. وعند الفريابي6 من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد7: غاب رجال عن بدر فكانوا يتمنون مثل يوم [بدر] 8 ليصيبوا من الأجر والخير، فلما كان يوم أحد ولى من

_ 1 "1/ 196" وفي النقل اختصار. 2 "2/ 1/ 577" "1539" وأخرج الطبري عن الضحاك "7916" نحوه. 3 في الأصل: أو الخير وأثبت ما في المصدرين. 4 في ابن أبي حاتم: فلم يلبثوا وهو تحريف. 5 مر في الآية "88" من البقرة وأزيد هنا ما قاله في "التقريب" "ص488": "صدوق يهم ورمي بالتشيع". 6 والطبري "7/ 248-249" "7930". 7 انظر "تفسير مجاهد" "1/ 137". 8 من "تفسير مجاهد" والطبري.

ولى منهم، فعاتبهم الله بذلك. وأخرجه عبد بن حميد أيضا، ومن طريق سعيد1 عن قتادة: كان ناس من المسلمين لم يشهدوا يوم بدر والذي أعطى الله أهل بدر من الشرف والفضل فذكر نحوه. وأخرجه الطبري من هذه2 الطرق كلها3 ومنها طريق ابن جريج4 قال ابن عباس: كانوا يسألون الشهادة فلقوا المشركين يوم أحد فاتخذ منهم شهداء. ومن طريق الربيع بن أنس نحو رواية قتادة5. ومن طريق هوذة6 عن عوف عن الحسن البصري قال: بلغني أن رجالا7 من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون: لئن لقينا مع النبي صلى الله عليه وسلم -يعني عدوا8- لنفعلن ولنفعلن، فابتلوا بذلك، فوالله ما كلهم صدق، فأنزل الله عز وجل هذه الآية. ومن طريق أسباط9 عن السدي: كان ناس من الصحابة لم يشهدوا بدرا قالوا: اللهم إنا نسألك أن ترينا يوما كيوم بدر. نحوه.

_ 1 أخرجه الطبري "7/ 249" "7932". 2 استدركت في الهامش. 3 في هذا الإطلاق نظر فلم أجد فيه طريقي العوفي! 4 انظر "تفسير الطبري" "7/ 243" "7915". 5 انظر "7/ 249" "7934". 6 "7/ 249-250" "7935"، وهوذة هو ابن خليفة جاء في "الكاشف" "3/ 200" و"التقريب" "575": "صدوق" وقال في "التهذيب" "11/ 75": "قال ابن سعد: طلب الحديث وكتب، فذهبت كتبه لوم يبق عنده إلا كتاب عوف الأعرابي وشيء يسير لابن عون وابن جريج. 7 في الأصل: رجلا. 8 هذا التوضيح من الحافظ. 9 "7/ 250" "7936" وفي النقل اختصار.

وقال مقاتل بن سليمان1: نزلت في الذين قالوا: يا نبي الله أرنا يوما مثل يوم بدر، فأراهم الله يوم أحد فانهزموا فعاتبهم الله. 241- قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [الآية: 144] . أخرج الطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة2 ومن طريق الربيع بن أنس3، قالا: لما فقدوا النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وتناعوه4 قال: ناس لو5 كان نبيا ما قتل! وقال ناس: قاتلوا على ما قاتل عليه نبيكم [حتى] 6 يفتح الله عليكم أو تلحقوا به فنزلت7. زاد الربيع: ذكر أن رجلا من المهاجرين مر على رجل من الأنصار وهو يتشحط8 في دمه فقال: أشعرت أن محمدًا قتل! فقال الأنصاري: إن كان محمد قتل فقد بلغ، فقاتلوا عن دينكم، فنزلت. ومن طريق أسباط9 عن السدي: لما كان يوم أحد، فذكر القصة، وفيه: وفشا في الناس أن محمدا قد قتل فقال بعضهم: ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي يأخذ

_ 1 "1/ 196". 2 "7/ 253" "7941". 3 "7/ 253" "7942" وفي النقل تصرف واختصار. 4 في "الدر" "2/ 335": وتداعوا، وهو تحريف. 5 أذهبا في الأصل بياض. 6 من الطبري. 7 أورد الواحدي نحو هذا عن عطية العوفي انظر "ص120". 8 قال في "القاموس" "ص869": "شحطه تشحيطا: ضرجه بالدم، فتشحط: تضرج به واضطرب فيه". 9 "7/ 254-255" "7943" وفي النقل اختصار وتصرف.

لنا أمانا من أبي سفيان! يا قوم ارجعوا إلى قومكم قبل أن تقتلوا، فقال أنس بن النضر: يا قوم إن كان محمد قتل فإن رب محمد لم يقتل، فقاتلوا على دينكم وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الصخرة فاجتمع عليه ناس فنزل في الذين قالوا: إن محمدا قد قتل {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ} . ومن طريق ابن إسحاق1 حدثني القاسم2 بن عبد الرحمن بن رافع الأنصاري من بني عدي بن النجار أن أنس بن النضر مال إلى نفر من المهاجرين والأنصار وقد ألقوا بأيديهم فقال: ما يجلسكم؟ قالوا: قتل رسول الله! فما تصنعون بالحياة بعده؟ موتوا على ما مات عليه، ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل. ومن طريق جويبر3 عن الضحاك: لما انهزم الصحابة نادى مناد إن محمدا قتل فأنزل الله الآية. وأخرج ابن أبي حاتم4 من طريق الربيع بن أنس نحوه. وذكر مقاتل بن سليمان5 نحوه ووقع في النسخة التي نقلت منها من رواية الهذيل أبي صالح عنه: "بشر بن النضر عم أنس" وهو تحريف وإنما هو أنس6.

_ 1 "7/ 256-257" "7946" وفي النقل اختصار. وانظر "سيرة ابن هشام" "2/ 83". 2 لم أجد له ترجمة وقد رجعت إلى "تهذيب الكمال" وفروعه و"التاريخ الكبير" للبخاري و"مشاهير علماء الأمصار"، نعم ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "7/ 113" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا وجاء فيه بياض بعد قوله: "روى عن"!. 3 "7/ 257" "7947" وقد اختصره. 4 "2/ 1/ 581-582" "1554". 5 "1/ 196". 6 انظر عن هذا الصحابي الجليل ما رواه البخاري في "صحيحه"، كتاب "المغازي" باب غزوة أحد "الفتح" "354-355" وترجمته في "الإصابة" "1/ 74" وترجمة أخته الربيع "4/ 301".

242- قوله تعالى: {انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} . قال ابن ظفر: روى سفيان بن عيينة عن الزهري قال: لما نزلت {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} 1 قالوا: يا رسول الله قد علمنا أن الإيمان يزيد فهل ينقص؟ قال: "أي والذي بعثني بالحق". فقيل: هل لذلك دلالة؟ قال: فتلا هذه الآية {انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [فالانقلاب نقصان، ولا كفر] 2. 243- قوله تعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} . أخرج الطبري من طريق أسباط3 عن السدي قال: لما ارتحل أبو سفيان والمشركون يوم أحد متوجهين نحو مكة ندموا فقالوا: بئس ما صنعتم أنكم قتلتموهم حتى إذا لم يبق إلا الشريد تركتموهم ارجعوا فاستأصلوهم فقذف الله في قلوبهم الرعب، فلقوا أعرابيا فجعلوا له جعلا وقالوا4 له: إن لقيت محمدا فأخبره5 ما قد جمعنا لهم، فأخبر الله رسوله فطلبهم حتى بلغ حمراء الأسد فأنزل الله في ذلك يذكر أبا سفيان حين أراد أن يرجع وما قذف في قلبه من الرعب {سَنُلْقِي 6 فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} 7.

_ 1 سورة الفتح: "4". 2 عزاه السيوطي "2/ 338" إلى ابن المنذر، وما بين المعقوفين منه. والأثر منقطع من أعلاه ومن أسفله! وليس فيه سبب نزول إنما قال "فتلا"! 3 "7/ 280" "8003" ونقله الواحدي عنه "ص121". 4 في الأصل: فقالوا، وأثبت ما في الطبري. 5 في الأصل: فأخبرهم، ووضع الناسخ على "محمدا": "كذا" وأثبت ما في الطبري وبه يستقيم النص. 6 في الأصل: سألقي وهو من وهم المؤلف أو الناسخ. 7 يلاحظ أن الآية تبدأ بـ"سين" الاستقبال فهذا وعد رباني أريد منه -والله أعلم- تهوين أمر الكفار وتخفيف صدمة ما حدث يوم أحد، ولو كانت الآية تذكر أبا سفيان لكان التعبير بصيغة الماضي.

وذكر مقاتل بن سليمان نحوه1 فقال: ألقى الله في قلوب المشركين الرعب بعد هزيمة المسلمين فرجعوا إلى مكة من غير شيء2. 244- قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [الآية: 152] . أخرج الطبري3 من طريق الربيع بن أنس قال: لما كان يوم أحد قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "إنكم ستظهرون فلا أعرفن ما أصبتم من غنائمهم شيئا حتى تفرغوا". فتركوا أمره الذي عهد إليهم، وتنازعوا فوقعوا في الغنائم، وتركوا العهد الذي عهد إليهم، فانصرف4 عليهم عدوهم من بعد ما أراهم فيهم ما يحبون. ومن طريق العوفي5 عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ناسا فكانوا من ورائهم فقال: "كونوا ههنا فردوا وجه من نفر 6، وكونوا حرسا لنا من قبل ظهورنا". ولما هزم المشركون رأوا النساء مصعدات في الجبل، ورأوا الغنائم فقالوا: انطلقوا ندرك الغنيمة قبل أن نسبق إليها، وقالت طائفة: بل نطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونثبت مكاننا فذلك قوله: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} فلما تنازعوا وخالفوا الأمر جدلوا7، قال: فالذين انطلقوا يريدون الغنيمة هم أصحاب الدنيا.

_ 1 لم أجد في تفسيره شيئًا من ذلك. 2 الموجود في التفسير المطبوع "1/ 198": "فانهزموا إلى مكة من غير شيء". 3 "7/ 286" "8011" وفي النقل تصرف وزيادة. 4 هكذا في الأصل، وأراها قلقة، ولعل الصواب: فانتصر، أو: فانصرف إليهم. 5 "7/ 290-291" "8024" وفي النقل تصرف وتغيير. 6 انظر عن هذه الكلمة المصدر المنقول منه. لعلها: فردوا وجه من يفر. 7 هكذا في الأصل وهو من تعبير الحافظ، وفي الطبري: "فكان فشلا حين تنازعوا بينهم" فلعل صواب: جدلوا: جبنوا، والفشل هو الجبن.

والذين قالوا لا نخالف الأمر أرادوا الآخرة، فنزلت الآيات في ذلك. ومن طريق عبيد بن سليمان1 عن الضحاك نحوه وزاد: فكان ابن مسعود يقول: ما شعرت أن أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يريد الدنيا وعرضها حتى كان يوم أحد، ومن طريق السدي2 عن عبد خير عن ابن مسعود نحوه. ومن طريق العوفي3 عن ابن عباس قال: كان ابن مسعود يقول فذكره. وأخرج البخاري4 من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: أجلس النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد جيشا من الرماة وأمر عليهم عبد الله بن جبير وقال: "لا تبرحوا و5 إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا 6 تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا". فلما لقيناهم هزموا حتى رأينا النساء يسندن7 في الجبل8 يرفعن عن سوقهن قد بدت خلاخلهن، فأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة. فقال لهم عبد الله بن جبير: عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلينا ألا نبرح فأبوا فصرف الله وجوههم، فأصيب منهم سبعون قتيلا وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ فقال: لا تجيبوه فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: لا تجيبوه، فقال: إن هؤلاء قتلوا ولو كانوا أحياء

_ 1 "7/ 294" "8032". 2 "7/ 295" "8035". 3 "7/ 296" "8038". 4 في "صحيحه"، كتاب "المغازي"، باب غزوة أحد "الفتح" "7/ 349-350" وفي النقل تصرف. 5 ليس في البخاري: و. 6 في الأصل: ولا، وأثبت ما في البخاري وهو الصواب. 7 لم ينقط هذا الفعل في الأصل وقد روي بأكثر من وجه: يشتددن، وهو الأكثر، ويسندن، كما هنا، ويشددن وغير ذلك، يقال: أسند في الجبل إذا صعد انظر "الفتح" "7/ 350". 8 في الأصل: الخيل وهو تحريف.

لأجابوا فلم يملك عمر نفسه أن قال: كذبت يا عدو الله فقد أبقى الله لك ما يخزيك، فقال: أعل هبل الحديث. وأخرج عبد بن حميد1 من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن عبد الرحمن بن أبزى2 قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسين من الرماة يوم أحد وأمر عليهم عبد الله بن جبير أخا خوات3 وأقعدهم إزاء خالد بن الوليد، وكان على خيل المشركين، فلما انهزم المشركون قال طائفة منهم: نلحق بالناس لا يسبقونا بالغنائم، وقالت طائفة: عهد إلينا النبي صلى الله عليه وسلم أن لا نزيغ4 من مكاننا حتى يأتينا أمره، فمضى أولئك فرأى خالد رقتهم5 فحمل عليه فقتلهم ونزلت {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهَ} الآية، وكانت معصيتهم توجههم عن مكانهم وقوله: {مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا} ، أي: الغنيمة {وَالْآخِرَة} الشهادة. ومن طريق عطية العوفي نحوه6. وأخرج أحمد7 والطبري8 والحاكم9 من طريق ابن أبي الزناد عن أبيه عن

_ 1 وابن المنذر كما في "الدر" "2/ 348"، وبين النص والنص هناك اختلاف. 2 جعفر ثقة وقد مر في الآية "831" من البقرة، وأما عبد الرحمن فقد قال عنه في "التقريب" ص336": "صحابي صغير، وكان في عهد عمر رجلا، وكان على خراسان لعلي" وحديثه في الكتب الستة. 3 انظر ترجمة خوات في "الإصابة" "1/ 457". 4 في الأصل: نربع ولم أعرف لها وجها ورأى الأستاذ الدكتور محيي هلال السرحان أنها نزيغ فأثبت ما رأى، والمعنى على هذا: لا نميل، وفي "الدر المنثور": أن لا نريم. 5 في الأصل: "ومنهم" من غير تنقيط وأثبت ما في "الدر" وهو الصواب. 6 انظر "تفسير الطبري" "7/ 290-291" "8024". 7 في "مسنده" "1/ 287-288" وانظر مرويات الإمام أحمد في "التفسير" "1/ 308-309". 8 "7/ 287" "8013" ولم يذكر سوى: "إذ تحسونهم: قال: القتل". 9 في "مستدركه"، كتاب "التفسير" "2/ 296-297" وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، وقد تصرف الحافظ -على عادته- ولم يلتزم بالنص.

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: ما نصر الله في موطن كما نصر في يوم أحد. قال: فأنكرنا ذلك، فقال: بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} والحس القتل {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} وإنما عنى بهذا الرماة، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أقامهم في موضع ثم قال: احموا ظهرنا فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا غنمنا فلا تشركونا، فلما انهزموا أكب1 الرماة في العسكر ينهبون، وانتشب العسكران -وشبك بين أصابعه- فدخلت خيل المشركين من ذلك الموضع، فضرب بعضهم بعضا وقتل من المسلمين ناس كثير، وصاح الشيطان: قتل محمد، وشكوا أنه حق فذكر قصة أبي سفيان. وأخرج أحمد2 من طريق حماد عن عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن مسعود قال: كان3 النساء يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبرأ أنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى نزلت الآية، فلما خالف الرماة4 ما أمروا به "يعني

_ 1 هذا لفظ المسند وفي الأصل: أكفت، وعبارة المستدرك: "انكشف الرماة جميعا فدخلوا في العكسر ينتهبون" ولولا الهمزة لكان لـ "أكفت" وجه، ففي "القاموس" "ص203": "كفت الطائر وغيره كفتا ... أسرع في الطيران والعدو، وتقبض فيه. ورجل كفت وكفيت: سريع، خفيف، دقيق" فالله أعلم. 2 في "مسنده" "1/ 463"، وقد نقله ابن كثير "1/ 412" وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" في كتاب "المغازي" "6/ 110": "رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط" وأورد قول ابن مسعود: "ما كنت أرى أن أحدا من أصحاب رسول الله ... " في كتاب "التفسير" وقال: "رواه الطبراني في الأوسط وأحمد في حديث طويل -تقدم في وقعة أحد- ورجال الطبراني ثقات" وهو في كتاب "مرويات الإمام أحمد في التفسير" "1/ 310-311". 3 لفظ المسند: إن وكذلك نقله ابن كثير، وتصرف الحافظ هذا عور الطريق على من يريد كشفه في الفهارس إلا أن يقرأ الأصل، وفي هذا وجه إحسان رحمه الله. 4 عبارة المسند: أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وانهزم الناس"1 أفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسعة، سبعة من الأنصار ورجلين من قريش وهو عاشرهم [الحديث] 2. وفي حديث عمارة بن غزية عن أبي الزبير عن جابر عند3 [النسائي] 4 والبيهقي في "الدلائل"5: انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وبقي معه أحد عشر رجلا من الأنصار وطلحة. 245- قوله تعالى: {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَم} . قال مقاتل بن سليمان6: لما تراجع المسلمون من الهزيمة حصل لهم غم عظيم لما أصابهم من الهزيمة، ولما فاتهم من الفتح7 والغنيمة، فأشرف عليهم خالد بن الوليد من الشعب في الجبل8 فلما عاينوه أنساهم ما كانوا فيه من الغم الأول، فأنزل الله تعالى: {لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ} قال: وغشى النعاس سبعة منهم أبو بكر وعمر وعلي والحارث بن الصمة وسهل9 بن

_ 1 من شرح الحافظ. 2 زيادة مني. 3 عليه في الأصل إشارة لحق، وفي الهامش: ... مما يدل على خلل، وهذا الخلل هنا سقوط: "النسائي" وإليه وإلى البيهقي عزا الحافظ هذا الحديث في "الفتح" "7/ 360" في شرح كتاب "المغازي" باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا ... ". وقال إسناد جيد. 4 في كتاب "الجهاد" باب ما يقول من يطعنه العدو "6/ 29" "3149" ولم يعزه المزي إلى سواه انظر "التحفة" "2/ 335". 5 انظر باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على القتال يوم أحد: "3/ 236". 6 "1/ 198-199" وفي النقل تصرف. 7 في الأصل: الهم وهو تحريف. 8 لا يصح هذا إلا إذا قلنا: إن هذا الإشراف غير الإشراف الأول الذي سبب الهزيمة. 9 في الأصل: شريك وهو تحريف. انظر ترجمته في "الإصابة" "2/ 87".

حنيف1 ورجلين من الأنصار أيضا. قلت: ثبت في الصحيح ذكر أبي طلحة فيمن غشيه النعاس وهو أنصاري2. 246- قوله تعالى: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} [الآية: 154] . قال الزبير بن بكار: قائل ذلك هو معتب بن قشير3 شهد عليه بذلك الزبير بن العوام. هكذا أخرجه الطبراني4 عن علي بن عبد العزيز عن الزبير بن بكار. قلت: وأخرج ابن إسحاق5 عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير أنه حدثه عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: قال الزبير: لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الخوف علينا أرسل الله علينا النوم فما منا من رجل إلا ذقنه في صدره! قال: فوالله إني لأسمع قول معتب بن قشير ما أسمعه إلا كالحلم يقول: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا6! وأخرجه إسحاق بن راهويه وابن أبي حاتم7 من هذا الوجه.

_ 1 في مقاتل: ضعيف وهو تحريف. 2 انظر "صحيح البخاري"، كتاب "المغازي"، باب غزوة أحد، "الفتح" "7/ 365"، وكتاب "التفسير" "الفتح" "8/ 228"، و"تفسير الطبري" "7/ 317-319"، و"تفسير ابن كثير" "1/ 418". 3 قلت: لفظ الآية يفيد أنهم طائفة فلعل معتب بن قشير هو أول من قال هذا فتابعه آخرون. 4 لم أجد هذا في "المعجم الكبير" ولا "الصغير" فلعله في "الأوسط" ونظرت في "مجمع الزوائد" كتابي "المناقب والتفسير" فلم أجد شيئا كذلك. 5 وعنه الطبري "7/ 323" "8094". 6 ذكر قوله هذا في "سيرة ابن هشام" "1/ 522" تحت عنوان "من اجتمع إلى يهود من منافقي الأنصار" ولم يذكر في أحداث أحد. 7 "2/ 1/ 620-621" "1697" وقد حكم المحقق على إسناده بالحسن وذكر من أخرجه أيضا فانظره.

247- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ} [الآية: 155] . قال عبد بن حميد1: حدثنا يوسف بن بهلول2 عن عبد الله بن إدريس3 عن محمد بن إسحاق قال: قال عكرمة مولى ابن عباس: جاءت [فاختة] 4 بنت غزوان امرأة عثمان بن عفان، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي يغسلان السلاح من الدماء، فقالت: ما فعل ابن عفان؟ أما والله لا تجدونه ألأم5 القوم. فقال لها علي: ألا إن عثمان فضح الذمار6 اليوم. فقال: له رسول الله صلى الله عليه وسلم: [مه] 7 وكان ممن ولى دبره يومئذ عثمان بن عفان وسعد بن عثمان وعقبة بن عثمان -إخوان من الأنصار من بني زريق8- حتى

_ 1 ذكر ما رواه: الإمام الرازي في "تفسيره" "9/ 63"، باختلاف يسير، ولم ينسبه إلى مخرج، على عادته. 2 ثقة، توفي سنة "218". انظر "التقريب" "ص610". 3 ثقة من رجال الستة توفي سنة "192" انظر "التقريب" أيضا "ص295". 4 زدته للتوضيح من "التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان" لمحمد بن يحيى الأشعري "ص19" وقد ذكرها الحافظ في "الإصابة" "4/ 374" ولم يزد على قوله: "أخت عتبة، تقدم نسبها في ترجمته وكانت من المهاجرات". وظاهر هذا أنها كانت عنده مع السيدة أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد تزوج أم كلثوم في ربيع الأول سنة ثلاث وماتت عنده في شعبان سنة تسع. انظر "الإصابة" "4/ 489"، وفي الرازي "امرأة عثمان" ولم يبين من هي. 5 في الرازي: إمام وهو تحريف. 6 لم تنقط الكلمتان في الأصل، ونقطتهما بما ترى، والذمار كما جاء في "القاموس" "ص508": "ما يلزمك حفظه وحمايته"، وفي الرازي: الزمان وهو تحريف. 7 ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، استدركت من الرزاي وفيه هنا أيضًا: "وروي أنه قال حينئذ: أعياني أزواج الأخوات أن يتحابوا". 8 انظر ترجمتها في "الإصابة" الأول "في "2/ 31" والثاني في "2/ 490" وقد أشار إلى خبر الهروب في ترجمة الثاني فقط إشارة سريعة.

بلغوا1 الجلعب2، فرجعوا بعد، فقالت: فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد ذهبتم بها عريضة" 3، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} 4. وأخرجه الطبري5 من رواية سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق6 وقال في روايته: الجلعب7 جبل8 بناحية المدينة مما يلي الأحوص أقاموا به ثلاثا ثم رجعوا9. وأخرج سنيد10 عن حجاج بن محمد عن ابن جريج قال: قال عكرمة {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} نزلت في رافع بن المعلى وغيره من

_ 1 في الأصل: "بلغت" وهذا يحتاج إلى تقدير، أي: بلغت هزيمتهم، ورجحت أن يكون الصواب ما أثبت. 2 في الأصل: الحلف، تحريف. وهو جبل بناحية المدينة. انظر "معجم البلدان" لياقوت "2/ 154" وسيعرف به قريبا. 3 قال ابن الأثير في "النهاية" "3/ 210": أي: واسعة. وقال الأستاذ محمود شاكر في "التعليق" على رواية الطبري التي نقلها المؤلف من هذه الرواية: "والضمير في قوله: "فيها" إلى "الأرض" يقول: لقد اتسعت منادح الأرض في وجوهكم حين فررتم، فأبعدتم المذهب، يتعجب من فعلهم هذا". 4 ليس في الرازي ذكر الآية. 5 "7/ 329" "8103" وكذلك ابن المنذر كما في "الدر" "2/ 355-356". 6 لم أجده في "سيرة ابن هشام". 7 في الأصل: "اطلعب" هكذا من غير تنقيط، وهو محرف. 8 في الأصل: حنل وهو تحريف. 9 في "الطبري" و"الدر" زيادة: "فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لقد ذهبتم فيها عريضة" وليس في الطبري قوله: فزعموا. 10 وعنه الطبري "7/ 329" "8102".

الأنصار وفي أبي حذيفة بن عتبة وآخر {وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} [إذ لم يعاقبهم] 1. 248- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ} [الآية: 156] . أخرج الطبري2 من طريق أسباط عن السدي قال: هؤلاء المنافقون أصحاب عبد الله بن أبي. ومن طريق ابن أبي نجيح3 عن مجاهد نحوه. وجزم مقاتل بن سليمان4 بأن الذي قال ذلك عبد الله بن أبي. 249- قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُم} 5. اتفقوا6 على أنها نزلت في حق الذين انهزموا يوم أحد، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يغلظ على الذين خالفوا أمره، حتى كانوا سببا لقتل من قتل من المسلمين. 250- قوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} . قال مقاتل بن سليمان7:

_ 1 في الطبري. 2 "7/ 331" "8107". 3 "7/ 331" "8108". 4 في "تفسيره" "1/ 200". 5 هذا المقطع والذي بعده جاءا في الأصل بعد الآية "161" فقدمتهما رعاية لتسلسل الآيات، وموضعهما في الأصل المخطوط في الصفحة "316". 6 في قوله: "اتفقوا" نظر، فإن الطبري "7/ 340"، وابن الجوزي في "الزاد" "1/ 485" وابن كثير "1/ 419" لم يذكروا هذا نعم ذكره آخرون منهم الرازي "9/ 62"، والقرطبي "4/ 160"، ونقله أبو حيان في "البحر" "3/ 97-98". 7 نقل قول مقاتل هذا -كما هو هنا- القرطبي "4/ 161" وعزاه إليه وإلى قتادة والربيع، ونص مقاتل في "تفسيره" "1/ 201": "إن العرب في الجاهلية كان إذا أراد أن يقطع أمرا دونهم ولم يشاورهم شق ذلك عليهم ... " والفرق بين النصين واضح.

"كانت سادات العرب إذا لم يشاوروا في الأمر شق عليهم، فأمر الله نبيه أن يشاور أصحابه إكراما لهم، فيكون أطيب لأنفسهم". 251- قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [الآية: 161] . 1- أخرج عبد بن حميد والترمذي1 والطبري2 وأبو يعلى3 وابن أبي حاتم4 من طريق خصيف عن مقسم: حدثني ابن عباس5 إن هذه الآية نزلت: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر، فقال بعض الناس: أخذها محمد وأكثروا في ذلك، فأنزل الله تبارك وتعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} . لفظ الطبري6 وفي رواية أبي يعلى7: فقدت قطيفة حمراء يوم بدر مما أصيب من المشركين، فقال ناس: لعل رسول الله أخذها! فأنزل الله: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} قال خصيف: فقلت لسعيد بن جبير: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ

_ 1 في "جامعه"، كتاب "التفسير" "5/ 214" من طريق عبد الواحد بن زياد. 2 "7/ 348" "8136" من طريق عبد الواحد. 3 في "مسنده" "5/ 60" "2651" ورواه في "4/ 327" "2438" عن خضيف عن عكرمة عن ابن عباس، وكذلك الواحدي في "الأسباب" "ص121-122". 4 "2/ 1/ 637" "1760" عن عكرمة بدل مقسم وكذلك رواه الطبراني في "المعجم الكبير" "11/ 364" وابن عدي في "الكامل" في ترجمة خصيف "3/ 942" وأعله به قال المناوي في "الفتح السماوي" "1/ 414": "فالحديث ضعيف ووهم من حسنه كالجلال السيوطي "في حاشيته على البيضاوي" اغترارا بتحسين الترمذي له". 5 فاته أن يذكر: أبا داود فقد أخرجه في "السنن"، كتاب "الحروف والقراءات" "4/ 31". 6 وله طريق آخر عن عتاب بن بشير عن خصيف انظر "7/ 349" "8138". 7 هي رواية عكرمة "2438".

يَغْلُلَّ} 1 يعني بفتح الغين2 فقال: بل يغل ويقتل3. وفي رواية الطبري4: قلت5 لسعيد بن جبير: كيف تقرأ أن يغل أو يغل؟ قال: أن يغل -يعني بضم الغين- قد كان والله يغل ويقتل. قال الترمذي: "حسن غريب وقد رواه عبد السلام بن حرب عن خصيف". قلت: هي رواية الطبري6 من طريقه. قال7: "ورواه بعضهم عن خصيف [عن مقسم] فأرسله". قلت: هي رواية شريك عنه عند عبد بن حميد. وأخرج الطبراني8 من طريق أبي عمرو بن العلاء عن مجاهد عن ابن عباس أنه كان ينكر على من يقرأ أن يغل "يعني بفتح الغين"9 ويقول: كيف لا

_ 1 حركها محقق "مسند أبي يعلى" بضم الغين، وهو هنا خطأ. 2 قال ابن مجاهد في "السبعة" "ص218": "قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم {أَنْ يَغُلّ} بفتح الياء وضم الغين. وقرأ الباقون: "يُغَلّ" بضم الياء وفتح الغين". ونسبت القراءة الثانية إلى ابن مسعود والحسن. انظر "معجم القراءات القرآنية" "2/ 81" ونسبها الطبري "7/ 353" إلى معظم قرأة أهل المدينة والكوفة. 3 حركها محقق أبي يعلى بضم الغين والتاء واللامين في الفعلين. وهو هنا خطأ مكشوف. 4 "7/ 348-349" "8137". 5 هذا أقرب ما بقي إلى الرسم، وفي الطبري: سألت سعيد. 6 لم أجدها في "تفسير الطبري" في هذا الموضع، وخشيت أن يكون "الطبري" محرفا عن الطبراني فرجعت إلى "المعجم الكبير" و"مجمع الزوائد" للهيثمي فلم أجدها أيضا فالله أعلم. 7 أي: الترمذي في الموضع المذكور قريبا، وما بين المعقوفين منه. 8 في "المعجم الكبير" "11/ 101" "11174" وفي النقل تصرف. ومن طريقه أخرجه الواحدي "ص122"، وهو لفظ المؤلف هنا فالظاهر أنه نقله منه! 9 من إضافة الحافظ.

يكون له أن يغل وقد كان يقتل! قال الله عز وجل: {وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ 1} لكن المنافقين اتهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من الغنيمة، فأنزل الله عز وجل: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} . وأخرجه الطبراني2 من وجه آخر عن خصيف فقال: عن عكرمة، بدل مقسم. وفي رواية3 عن عكرمة وسعيد بن جبير، والرواية المفصلة أثبت. وأخرجه4 من طريق حميد الأعرج عن سعيد بن جبير قال: نزلت في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر، لم يذكر ابن عباس. قال الطبري5: في ذكر وعيد أهل الغلول في بقية الآية دليل واضح على صحة قراءة الجمهور: قلت: أخرج عبد الرزاق6 عن معمر عن قتادة: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} قال: يغله أصحابه. وأخرجه الطبري7 من طريق سعيد عن قتادة قال: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} "بضم أوله"8.

_ 1 آل عمران: "112". 2 في "الكبير" "11/ 364" "12028" و"12029". 3 أخرجها الطبري "7/ 350" "8140". 4 أي: الطبري "7/ 350" "8141". 5 انظر "7/ 354" والنقل بالمعنى. 6 وعنه الطبري "7/ 353" "8153". 7 "7/ 353" "8152". 8 من الحافظ.

أن1 يغله أصحابه الذين معه، ذكر لنا2 أن هذه الآية أنزلت يوم بدر، وقد غل طوائف من المسلمين3. وكذا4 أخرجه الطبري5 من طريق الربيع بن أنس، ثم شرع الطبري في رد هذه القراءة6 واستشهد للمشهورة بحديث أبي هريرة المخرج في الصحيح: ألا هل عسى7 رجل منكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة الحديث8. 2- قول آخر: أخرج ابن أبي حاتم9 من طريق العوفي عن ابن عباس {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} أي: يقسم لطائفة من المسلمين ويترك طائفة فيجور في القسمة، ولكن يقسم بالعدل، ويأخذ فيه بأمر الله، فإذا فعل ذلك استنوا به. 3- قول آخر: أخرج الطبري10 من طريق سلمة بن نبيط عن

_ 1 في الأصل: كان وهو تحريف. 2 في الأصل: أما وهو تحريف. 3 في الطبري: أصحابه، وهذا من تصرف الحافظ وتلطفه ومفاضلته بين الألفاظ رحمه الله. 4 في الأصل: ولذا، وقد بينت سابقا أنه تكرر من الناسخ. 5 "7/ 353-354" "8154". 6 انظر "7/ 354-355". 7 في الأصل: "قل عن" وعلى قل إشارة لحق وفي الهامش، وقد أصاب الناسخ فهذا تحريف، صوابه ما أثبت. 8 رواه البخاري في كتاب "الجهاد" باب الغلول "الفتح" "6/ 185" وانظر "تفسير الطبري" "7/ 356-357". 9 "2/ 1/ 637-638" "1763" ومن قبله أخرجه الطبري "7/ 351" "8143" وفي النقل اختصار. 10 "7/ 351" "8145" وكذلك الواحدي "ص122"، ونقل المؤلف سياق الواحدي ولم يشر، وليس في سياق الطبري هذا التفصيل، وعزاه السيوطي في "الدر" "2/ 362"، والمناوي في "الفتح السماوي" "1/ 415" إلى ابن أبي شيبة.

الضحاك بن مزاحم قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم طليعة، وغنم النبي صلى الله عليه وسلم فقسمها بين الناس ولم يقسم للطلائع شيئا، وقدمت الطلائع فقالوا: لم يقسم لنا فنزلت {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} قرأها1 بضم الغين -أي: يعطي غير من قاتل-2. 4- قول آخر: ذكر جويبر عن الضحاك3 عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وقعت في يده غنائم هوازن يوم حنين غله رجل في مخيط، فنزلت. قلت: وهذا من تخليط جويبر، فإن هذه الآية نزلت في يوم أحد اتفاقا4. 5- قول آخر: قال مقاتل بن سليمان5: نزلت في الذين طلبوا الغنيمة يوم أحد -يعني الرماة- فتركوا المركز وقالوا: نخشى أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم من أخذ شيئا فهو له ونحن ها هنا وقوف فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألم أعهد إليكم أن لا تبرحوا من المركز حتى يأتيكم أمري؟ " قالوا: تركنا بقية إخواننا وقوفا قال: "أو ظننتم أنا نغل؟ " فنزلت {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} ". وكذا ذكره الكلبي6 في "تفسيره" بنحوه لكن قال: فقالوا: نخشى أن لا يقسم الغنائم كما لم يقسمها يوم بدر وزاد بعد قوله: إنا نغل: ولا نقسم لكم.

_ 1 أي: الضحاك كما في الواحدي. 2 في الأصل: قال وهو تحريف. ملاحظة: ما بين الهلالين من الحافظ وكأنه استفاده من الروايات عن الضحاك التي أخرجها الطبري "7/ 351" "8144" و"8146" و"8147". 3 نقله عنه الواحدي "ص122". 4 وهذا يرد الأقوال الأخرى ومنها القول بنزولها يوم بدر! 5 "1/ 201". 6 نقله الواحدي "ص123" عن الكلبي ومقاتل معا.

252- قوله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [الآية: 165] . 1- قال الثعلبي: روى عبيدة بن عمرو السلماني1 عن علي قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن الله قد كره ما صنع قومك في أخذهم الفداء من الأسرى وقد أمرك أن تخيرهم بين أن يقدموا فتضرب أعناقهم، وبين أن يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشائرنا وإخواننا! لا بل نأخذ فداءهم فنتقوى به على عدونا، ويستشهد منا عدتهم، وليس في ذلك شيء نكره، فقتل منهم يوم أحد سبعون رجلا، عدة أسارى أهل بدر". قال الثعالبي: فمعنى قوله على هذا التأويل {مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} أي: بأخذكم الفداء واختياركم القتل. قلت: حديث علي هذا أخرجه الحسين بن داود المعروف بسنيد في "تفسيره" عن إسماعيل بن علية عن ابن عون وعن حجاج بن محمد عن جرير بن حازم كلاهما2 عن محمد بن سيرين عنه. وأخرجه الطبري3 من طريق سنيد. وأصله عند الترمذي4 والنسائي5 من رواية يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن الثوري عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين6 ولفظه: أن جبريل هبط عليه فقال له: خيرهم في أسارى بدر، القتل أو الفداء

_ 1 ذكر أول مرة في المقدمة. 2 أي: ابن عون وجرير. 3 "7/ 376" "8191". 4 في "جامعة"، كتاب "السير"، باب ما جاء في قتل الأسارى والفداء "4/ 114" "1567". 5 في "السير" في "الكبرى"، كما في "التحفة" "7/ 430-431". 6 أي: عن عبيدة عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أن ... ".

على أن يقتل منهم قابل مثلهم، قالوا: الفداء ويقتل منا. قال الترمذي: "حسن غريب من حديث الثوري، ورواه أبو أسامة عن هشام نحوه، وروى ابن عون عن ابن سيرين عن عبيدة بن عمرو1 مرسلًا". قلت: أخرجه الطبري2 عن الدورقي3 عن ابن علية عنه مرسلا، ومن طريق أشعث4 بن سوار عن ابن سيرين كذلك. وقد وصل سنيد رواية ابن عون كما ترى، وزاد رواية جرير، وخالف في سياق المتن5 وقد تكلموا فيه. حديث آخر: قال الإمام أحمد6 وأبو بكر بن أبي شيبة7 في "مسنديهما"

_ 1 أي: عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في "تحفة الأشراف" "7/ 430" ولكن جاء في "الجامع" "4/ 115": "عن عبيدة عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا"!. 2 "7/ 376" "8190". 3 هو يعقوب بن إبراهيم، ولم يذكر الطبري نسبته، وإنما هي من فوائد الحافظ. وهو ثقة من رجال الستة توفي سنة "252" انظر "التقريب" "ص607". 4 "7/ 375-376" "8189". وأشعث قال عنه في "الكاشف" "1/ 82": "صدوق، لينه أبو زرعة" وفي "التقريب" "ص113": "ضعيف". 5 ولا بد من القول أن هذه المخالفة ليس فيها مغايرة لما أخرجه الترمذي {لم أذكر النسائي؛ لأن سياقه ليس تحت يدينا} وإنما هي زيادة فقط. 6 في "مسنده" "1/ 30-31" وعنه ببعضه أبو داود في "الجهاد" باب في فداء الأسير بالمال "3/ 61" "2690" وعزاه السيوطي في "اللباب" "ص60" إلى ابن أبي حاتم. 7 ترجمه الذهبي فقال: "عبد الله بن محمد بن القاضي أبي شيبة ... الإمام العلم سيد الحفاظ وصاحب الكتب الكبار "المسند والمصنف والتفسير ... " مات سنة "235". انظر "السير" "11/ 122-127" ومسنده من مرويات الحافظ. انظر "المعجم المفهرس" "ص112" وقد وقع له كاملًا. وأخرج زوائده في "المطالب العالية".

جميعا: حدثنا قراد1 أبو نوح واسمه عبد الرحمن بن غزوان ثنا عكرمة بن عمار نا سماك الحنفي حدثني ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم أحد من العام المقبل عوضوا بما صنعوه يوم بدر من أخذهم الفداء، فقتل منهم سبعون وفر القوم عن النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على [رأسه] 2 وسال الدم على وجهه، فأنزل الله عز وجل {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} بأخذكم الفداء. لفظ أبي بكر، وسياق أحمد أتم، وأصل الحديث في "صحيح مسلم" من هذا الوجه3، وأوله4: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين! الحديث بطوله، وفيه: فقتلوا يومئذ سبعين، وأسروا سبعين وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم استشار أبا بكر وعمر في الأسرى، وفيه: أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة، وأنزل الله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى} 5 وسيأتي في سورة الأنفال. حديث آخر مرسل: أخرج ابن أبي حاتم6 من طريق عباد بن منصور سألت

_ 1 بضم القاف وتخفيف الراء، ثقة له أفراد مات سنة "187" انظر "التقريب" "ص348"، وعكرمة وسماك من رجال مسلم. 2 من "المسند". 3 انظر "صحيح مسلم"، كتاب "الجهاد والسير"، باب الامداد بالملائكة في غزوة بدر، وإباحة الغنائم "3/ 1383-1384" "1763" وأخرج الترمذي بعضه في كتاب "التفسير" "5/ 251-252" وقال: "حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه من حديث عمر إلا من حديث عكرمة بن عمار عن أبي زميل، وأبو زميل اسمه سماك الحنفي ... ". 4 أي: أول حديث مسلم. 5 الآية "67". 6 "2/ 1/ 652" "1822" وفي إسناد رجل موسى بن محكم لم يجد المحقق له ترجمة وعباد: ضعيف. ذكر أول مرة في البقرة الآية "78".

الحسن عن قوله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} قال: لما رأوا من قتل منهم يوم أحد قالوا: من أين هذا؟ 1 ما كان للكفار أن يقتلوا منا، فأخبرهم الله تعالى إن ذلك بالأسرى الذين أخذوا منهم الفداء يوم بدر فردهم الله بذلك وعجل لهم عقوبة ذلك في الدنيا ليسلموا منها في الآخرة. 2- قول آخر2: قال الطبري3 في المراد بقوله: {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} قال بعضهم: تأويله ما وقع من خلافكم على نبيكم حين أشار عليكم فأبيتم إلا أن يخرج ويصحر لهم، ويقاتلهم. ثم أسند عن قتادة قال4: ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنا في جنة حصينة". فقال أناس من الأنصار، فذكر القصة، وقوله صلى الله عليه وسلم: "ما كان لنبي أن يلبس لأمته ثم يضعها حتى يقاتل". 253- قوله تعالى: {وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ} [الآية:167] . اتفقوا على أنها نزلت في عبد الله بن أبي وأتباعه الذين رجعوا قبل القتال. 254- قوله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [الآية: 169] .

_ 1 قلت: إن قولهم هذا هو سبب النزول، ولم يذكر في الأحاديث السابقة أنهم قالوا ذلك، وقد صرح به في الآية. 2 لا يصح أن يعد هذا قولًا أخر؛ لأن سبب النزول قولهم: "أنى هذا" فأما الكلام على سبب ما وقع بهم فهو تفسير لا غير. 3 "7/ 372" وفيه تصرف. 4 "7/ 372-373" "8179" وفي النقل اختصار وتصرف.

1- قال إسحاق بن راهويه1 أنا وكيع عن سفيان عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ} قال: لما أصيب حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير وغيرهما يوم أحد، ورأوا ما رزقوا من الخير، قالوا: ليت إخواننا علموا ما أصبنا من الخير كي يزدادوا رغبة في الجهاد فقال الله تعالى أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ} إلى قوله: {أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} أخرجه الطبراني2 من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم عن سالم الأفطس به. وأخرج أبو داود3 وعبد بن حميد والطبري4 وأبو يعلى5 والحاكم6 من طريق ابن إسحاق7 عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا: من يبلغ عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند الحرب؟ قال الله: أنا أبلغهم عنكم قال الله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} الآية ".

_ 1 أخرجه عنه الواحدي "ص125". 2 قال الهيثمي في "المجمع" "6/ 328-329": "رجاله ثقات إلا أنه مرسل". 3 في "سننه"، كتاب "الجهاد"، باب في فضل الشهادة "3/ 15" "2520". 4 "7/ 384-385" "8205". 5 في "مسنده" "4/ 219" وقال محققه الأستاذ حسين أسد: "رجاله ثقات، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند أحمد "1/ 266" وقد عزاه إليه السيوطي في "اللباب" "ص60". 6 في "مستدركه" "2/ 297-298" وقال: "صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. 7 وكذلك أخرجه البيهقي في "الكبرى" "9/ 163" والواحدي "ص123-124".

طريق آخر: أخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن دينار عن سعيد بن جبير قال: لما دخلوا الجنة ورأوا ما فيها من الكرامة قالوا: يا ليت إخواننا في الدنيا يعلمون ما نحن فيه فإذا شاهدوا القتال باشروه بأنفسهم حتى يستشهدوا فيصيبهم ما أصبنا من الخير، فأخبر الله تعالى نبيه بأمرهم، وما هم فيه من الكرامة، فاستبشروا بذلك. طريق أخرى: قال الفريابي: نا قيس بن الربيع أنا1 سعيد بن مسروق عن أبي الضحى في هذه الآية قال: نزلت في قتلى أحد: حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير وعبد الله بن جحش، وشماس بن عثمان، وهؤلاء الأربعة من المهاجرين، ومن الأنصار ستة وستون رجلًا نزل فيهم {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} . وعن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قال: لما أصيبوا فرأوا الرزق والخير تمنوا أن أصحابهم يعلمون بما هم فيه ليزدادوا رغبة في الجهاد فقال الله: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله هذه الآية2. وأخرجه عبد بن حميد عن أبي الوليد عن أبي الأحوص وابن أبي حاتم من طريق إسرائيل كلاهما عن سعيد بن مسروق. حديث آخر: أخرج الترمذي3 وابن ماجه4 وابن خزيمة5 وابن حبان6

_ 1 في الأصل: ابن وهو تحريف. 2 انظر الرواية في "الأسباب" للواحدي "ص125". 3 في "جامعه"، كتاب "التفسير" "5/ 214-215" "3010". 4 في "سننه"، كتاب "الجهاد"، باب فضل الشهادة في سبيل الله "2/ 236" "2800". 5 ليس في القسم المطبوع منه. 6 انظر "الإحسان"، كتاب "أخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة"، ذكر البيان بأن الله جل وعلا كلم عبد الله بن عمرو بن حرام بعد أن أحياه كفاحًا "15/ 490-491" وعلق عليه محققه الأستاذ شعيب الأرنؤوط بقوله: "إسناده جيد".

والحاكم1 والطبراني2 من طريق موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري: سمعت طلحة بن حراش يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما لي أراك منكسرا؟ " قلت: يا رسول الله توفي أبي، استشهد بأحد، وترك علي دينا وعيالا! قال: "أفلا يسرك بما لقي الله به أباك؟ " قال: بلى يا رسول الله قال: "يا عبدي تمن علي قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية. قال: إنه قد سبق مني أنهم لا يرجعون" قال: فأنزلت هذه الآية". قال الترمذي3: "حسن غريب، وقد رواه علي بن عبد الله وغيره من الكبار عن موسى وروى عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر شيئا من هذا". قلت: رواية علي في الطبراني4، ورواية ابن عقيل عن أحمد5 وأبي يعلى6

_ 1 في "مستدركه"، كتاب "معرفة الصحابة"، ذكر مناقب عبد الله بن عمرو "3/ 203-204". وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وسكت الذهبي ووقع في كلام الأستاذين حسين أسد وشعيب الأرنؤوط أن الذهبي ووافقه ولم أجد في هذه الموافقة. 2 لم أجده في "الكبير" ولا "الصغير" وليس "الأوسط" تحت يدي. 3 في "جامعه" بعد أن أورد الحديث المذكور، وفي نقل الحافظ تصرف. 4 لم أجده في "المعجم الكبير" وفي "مجمع الزوائد" "9 /317": "رواه الطبراني والبزار من طريق الفيض بن وثيق عن أبي عبادة الزرقي وكلاهما ضعيف". وهذا طريق آخر وهو الذي أورد الحاكم الحديث عنه في "المستدرك" "3/ 203" ومع ذلك صححه. فرد عليه الذهبي بقوله: فيض كذاب. وأخرجه الواحدي "ص124"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "3/ 298-299" وانظر "الدر المنثور" "2/ 371-372". 5 في "مسنده" "3/ 361" مختصرًا. 6 في "مسنده" "4/ 6" وقال محققه: إسناده حسن.

والطبري1 وغيرهما2 ولفظه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعلمت أن الله أحيا أباك فقال: ما تحب يا عبد الله؟ قال يا رب أحب أن تردني إلى الدنيا فأقاتل فيك فأقتل مرة أخرى". وأخرج سنيد3 عن حجاج بن محمد بن ابن جريج عن محمد4 بن قيس بن مخرمة قال: قالوا "يعني شهداء أحد5": يا رب لا6 رسول لنا يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما أعطيتنا؟ قال7 الله: "أنا رسولكم". فأمر جبريل أن يأتي بهذه الآية {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} الآية8. وأخرج مسلم9 وغيره10 أصل الحديث عن عبد الله بن مسعود قال: "أرواح الشهداء عند الله 11 كطير خضر 12 لها قناديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث

_ 1 "7/ 388-389" "8214" وقال مخرجه: إسناده ضعيف قال: وقد ورد معناه عن جابر بإسناد آخر صحيح ثم أورد رواية أحمد المشار إليها. 2 كالحميدي في "مسنده" "2/ 532" "1265". 3 وعنه الطبري: 7/ 390" "8217". 4 قال في "التقريب" "ص503": "يقال له: رؤية، وقد وثقه أبو داود وغيره". 5 التوضيح من الحافظ. 6 في الطبري: إلا. 7 فيه: "فقال" وهو الوجه. 8 فيه: "الآيتين". 9 في "صحيحه"، كتاب "الإمارة"، باب بيان أن أرواح الشهداء في الجنة. وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون "3/ 1502-1503". وفي النقل تصرف واختصار. 10 كالترمذي في "جامعه"، كتاب "التفسير" "5/ 215-216" وقال: "هذا حديث حسن صحيح" وابن ماجه في "الجهاد"، باب فضل الشهادة في سبيل الله "2/ 936". 11 ليس في المصادر. 12 في الأصل: خطر وهو تحريف، وهذا التعبير لابن ماجه. والعبارة في مسلم: "أرواحهم في جوف طير خضر" ولم ترد "جوف" في الترمذي.

شاءت فاطلع ربك طلاعة فقال: ما تشتهون؟ قالوا: تعيد أرواحنا في أجسادنا فنقاتل في سبيلك مرة أخرى". وفي رواية عند عبد الرزاق: تقرئ عنا نبينا السلام وتخبره أن قد رضيت عنا ورضينا. وليس في شيء من طرقه ذكر نزول الآية. 2- قول آخر أخرج الطبري1 من طريق الربيع بن أنس: ذكر لنا أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا ليتنا نعلم ما فعل إخواننا الذين قتلوا يوم أحد. ومن طريق قتادة نحوه2. 3- قول آخر3 ذكر ابن إسحاق في "المغازي"4 قصة قتلى بئر معونة مطولا، وأصلها أن أبا براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة5 قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام فقال: إن أمرك هذا الذي تدعو إليه حسن جميل، فلو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد رجوت أن يستجيبوا لك فقال: "إني أخشى عليهم". فقال أبو براء: أنا لهم جار فبعث المنذر بن عمرو الساعدي في سبعين رجلا من خيار المسلمين منهم الحارث بن الصمة6 وحرام بن ملحان وعروة بن أسماء ونافع بن بديل

_ 1 "7/ 390" "8216". 2 "7/ 389-390" "8215". وقد ذكر الطبري الخبر عن قتادة أولا ثم ساق الخبر عن الربيع وقال: بنحوه ... ولا أدري لم يلجأ الحافظ إلى هذا التقديم والتأخير! 3 ذكر الواحدي "ص125" هذا القول وعزاه إلى جماعة من أهل التفسير وقال: "قصتهم مشهورة ذكرها ابن إسحاق في "المغازي". 4 انظر "سيرة ابن هشام" "2/ 183-189" وفيها سند الخبر. 5 في الأصل: السنة، وصوبت في الهامش، هو لقب مشهور قال الحافظ في كتابه "نزهة الألباب في الألقاب" "2/ 195": "ملاعب الأسنة: عامر بن مالك ... يقال له صحبة".

وعامر بن فهيرة فذكر قصة قتلهم بإشارة عامر بن الطفيل لطائفة من بني سليم، قال: فأنزل الله تعالى في شهداء بئر معونة قرآنا: بلغوا عنا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه ثم نسخت فرفعت بعد ما قرأناها زمانا وأنزل الله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} الآية. وأخرج الطبري1 من طريق عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثني أنس في قصة أصحاب بئر معونة [قال] 2: لا أدري أربعين أو سبعين وكان على الماء عامر بن الطفيل فخرج أولئك النفر حتى أتوا الماء فقالوا: أيكم يبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج "يعني حرام بن ملحان خال أنس3" حتى أتى حواء4 منهم فاحتبى5 أمام البيوت ثم قال: يا أهل بئر معونة إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فآمنوا بالله ورسوله فخرج رجل من كسر بيت برمح، فضرب به في جنبه حتى خرج من الشق الآخر فقال: الله أكبر فزت ورب الكعبة! فاتبعوا أثره حتى أتوا أصحابه فقتلوهم قال أنس: إن الله أنزل فيهم قرآنا. فذكره وفيه: فرفعت بعد أن قرأناها6 زمنا وأنزل7 الله {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} . وأصل هذا الحديث عند مسلم8.

_ 1 "7/ 392-393" "8224". وقد تكلم الشيخ أحمد شاكر على إسناده وخرجه فعد غليه. 2 من الطبري. 3 من إضافة الحافظ وتصرفه وفي الطبري: "فقال -أراه ابن ملحان الأنصاري- أنا ... ". 4 في الطبري: حيا. 5 في الأصل: فاختبأ وهو تحريف. 6 في الطبري: رفع بعد ما قرأناه زمانا. 7 في الأصل: فأنزل، وأثبت ما في الطبري. 8 في "صحيحه"، كتاب "الإمارة"، باب ثبوت الجنة للشهيد "3/ 1511" وحديثه هذا لم يروه غيره كما في "تحفة الأشراف" "1/ 126".

وفي "الصحيحين"1 من حديث أنس في قصة القنوت وفي آخره ما في آخر هذا الحديث2. 4- قول آخر: نقله الثعلبي3 عن بعضهم ولم يسمه: أن أولياء الشهداء كانوا إذا أصابتهم نعمة أو سرور تحسروا وقالوا: نحن في النعمة والسرور، وأمواتنا في القبور، فأنزل الله تعالى هذه الآية تنفيسا لهم، وإخبارا عن أحوال قتلاهم. 255- قوله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} [الآية:172] 4. روى البخاري5 من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في قوله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُول} إلى آخرها قالت لعروة: يا ابن أختي6، كان أبواك منهم: الزبير وأبو بكر، لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ما أصاب، وانصرف عنه المشركون، خاف أن يرجعوا، فقال: "من يذهب في أثرهم"؟ فانتدب منهم سبعون رجلا، كان فيهم أبو بكر والزبير.

_ 1 انظر "صحيح البخاري"، كتاب "المغازي" باب غزوة الرجيع ... "الفتح" "7/ 385-386" و"صحيح مسلم"، كتاب "المساجد ومواضع الصلاة" باب استحباب القنوت في جميع الصلاة "1/ 468". 2 ولكن من غير ذكر هذه الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ ... } في المواضع الثلاثة. 3 وكذلك الواحدي "ص125" قال: "وقال آخرون" وأورده، والظاهر أنه نقله من شيخه! ونقله ابن الجوزي في "زاد المسير" "1/ 501" وقال: ذكره علي بن أحمد النيسابوري. 4 كل ما سيورده المؤلف هنا كان قد أورده ابن كثير "1/ 428-430". 5 في "صحيحه"، كتاب "المغازي" "الفتح" "7/ 373"، ومن طريقه أخرجه الواحدي "ص126"، وأورده ابن كثير "1/ 429" وقال: "هكذا رواه البخاري منفردا بهذا السياق" والحديث مختصرا في "صحيح مسلم"، كتاب "فضائل الصحابة"، باب من فضائل طلحة والزبير "4/ 1881" من طريق البهي. 6 في الأصل: يا ختي. وكتب الناسخ عليه: "كذا" وفيه سقط واضح.

هكذا أخرجه البخاري، وأخرجه الحاكم1 من طريق أبي سعيد المؤدب عن هشام به وهم في استدراكه2. وأخرجه3 من طريق البهي4 عن عروة عن عائشة مختصرا وأخرجه سعيد بن منصور في "السنن"5، والحميدي6 في "المسند"7 كلاهما عن سفيان بن عيينة عن هشام. وأخرج الطبري8 من طريق العوفي عن ابن عباس في قصة وقعة أحد وكانت في شوال قال: ألقى الله في قلب أبي سفيان الرعب، فسار بمن معه إلى مكة، وكان التجار يأتون بدرا الصغرى في ذي القعدة، فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس لما شاع بين الناس أن الناس قد جمعوا لكم، فانتدب معه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير و [سعد] 9 وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة وابن مسعود وحذيفة في سبعين حتى بلغوا الصفراء فلم يلقوا كيدًا فأنزل الله عز وجل: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} الآية.

_ 1 في "مستدركه"، كتاب "التفسير" "2/ 298" وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وفيه "إنها قالت لعبد الله بن الزبير" والرواية في البخاري ومسلم أن القول لعروة. 2 ومن قبل المؤلف أورده ابن كثير "1/ 429" وعقب على بقوله: "كذا قال". 3 أي: الحاكم في "مستدركه"، كتاب "معرفة الصحابة"، ذكر مناقب حواري رسول الله "3/ 363" وقال: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" ولا وجود له في "تلخيص الذهبي". 4 هو عبد الله البهي -بفتح فكسر فتشديد- مولى مصعب بن الزبير، يقال: اسم أبيه يسار، صدوق يخطئ، كما في "التقريب" "ص230" وقد تحرف في ابن كثير "1/ 429" إلى "التميمي". 5 لا وجود له في القسم المطبوع من "سننه". 6 هو الإمام الحافظ عبد الله بن الزبير، مات سنة "219" انظر ترجمته في "السير" للذهبي "10/ 616-621". 7 انظر "1/ 128" "263". 8 "7/ 401-402" "8238" وفي النقل تصرف واختصار. 9 من الطبري.

وقد ذكر ابن إسحاق1 أن أبا سفيان ومن معه ندموا على تركهم الإيقاع بالمسلمين وقالوا: أصبنا حدهم2 وأشرافهم ثم نرجع ولم نستأصلهم، وهموا بالرجوع، وإن معبد بن أبي معبد الخزاعي لقي النبي صلى الله عليه وسلم بحمراء الأسد [فعزاه] 3 فيمن أصيب من أصحابه، وأمره أن يقصد أبا سفيان ويخذله4 عن الرجوع، فرجع معبد إلى بلاده، فلقي أبا سفيان، فقال: ما وراءك؟ قال: محمد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع ما رأيت مثله يتحرقون عليكم، وقد اجتمع معه من كان تخلف عنه، وندموا وأنشده في ذلك شعرًا5 فانثنى رأي أبي سفيان ومن معه عما هموا به واستمر ذهابهم لمكة. وقد ذكر ابن إسحاق القصة مطولة، وفي آخرها: أن أبا سفيان [مر به] 6 ركب من عبد القيس فذكر القصة التي بعد هذه. 256- قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [الآية: 173] . ذكر ابن إسحاق متصلًا بالقصة التي قبل هذه قال: ومر به أي: بأبي

_ 1 انظر "سيرة ابن هشام" "2/ 120-103"، والنقل بالمعنى، وقد أخرجه عن ابن إسحاق الطبري "7/ 406-409" "8243" والبيهقي في "دلائل النبوة" "3/ 314" ونقله ابن كثير "1/ 429". 2 في "ابن هشام": "أصبنا حد أصحابه وأشرافهم وقادتهم". وفي "القاموس" "ص352": "الحد: الحاجز بين شيئين، ومنتهى الشيء، والحد من كل شيء، حدته، والحد منك بأسك". فالمراد: أصبنا حدتهم وبأسهم، وفي ابن كثير "1/ 429": "أصبنا محمدا وأصحابه وقادتهم وأشرافهم" ولفظ "محمدا" هنا -فيما رأى- تحريف والله أعلم. 3 أذهبها بياض التصوير، وهذا أقرب ما بقي من الرسم. 4 لم تنقط في الأصل، وهذا ما ترجح عندي. 5 انظر الشعر في ابن هشام والطبري وابن كثير. 6 سقط من الأصل واستدركته من المصادر المذكورة، وسيأتي قريبا على الصواب.

سفيان ركب من عبد القيس فقالوا: نريد المدينة نمتار منها. فقال: فجعل لهم جعلا على أن يبلغوا المسلمين رسالة عنه أنه يقول لهم: قد أجمعنا المسير إليكم لنستأصل بقيتكم، فمر الركب بالمسلمين وهم بحمراء الأسد، فأخبروه بما قال أبو سفيان فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل. وقال1 مقاتل بن سليمان2: لما انصرف أبو سفيان ومن معه من أحد ولهم الظفر قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني سائر في أثر القوم" وكان [النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد على بغلة شهباء] 3 فدب4 ناس من المنافقين إلى بعض المؤمنين فقالوا: أتوكم في دياركم فوطؤكم قتلا، فكيف تطلبونهم وهم عليكم اليوم أجرا، وأنتم اليوم أرعب؟ " فوقع في نفوس المؤمنين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لأطلبنهم ولو بنفسي"، فانتدب معه سبعون رجلا حتى بلغوا صفراء بدر فبلغ أبا سفيان، فأمعن السير إلى مكة ولقي نعيم بن مسعود الأشجعي متوجها إلى المدينة فقال: يا نعيم بلغنا أن محمدًا في أثرنا فأخبره أن أهل مكة قد جمعوا جمعًا كبيرًا من قبائل العرب وأنهم لقوا أبا سفيان فلاموه على رجوعه حتى هموا به فردوه قالوا: يا نعيم فإن أنت رددت عنا محمدًا فلك عندنا عشرة ذود5 من الإبل، تأخذها إذا رجعت إلى مكة، فلقي نعيم النبي صلى الله عليه وسلم بالصفراء فذكر له ذلك

_ 1 من هنا إلى "القوم" وعبارة أخرى هي "فزادهم إيمانا وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل" جاء في الأصل بعد الآية مباشرة، قبل "ذكر ابن إسحاق" وكأن عليه إشارة شطب فحذفته إذ هو تكرار، ومكانه الصحيح هنا، ولعله من سهو الناسخ. 2 في "تفسيره" "1/ 205-207" وفي النقل تصرف. 3 استدركت هذا من مقاتل وكان الناسخ قد ترك فراغا بمقدار كلمة ووضع فيه إشارة لحق، وليس في الهامش شيء. 4 في الأصل: فدر وهو تحريف. 5 قال في "القاموس" "ص359": "مؤنث، ولا يكون إلا من الإناث، وهو واحد وجمع، أو جمع لا واحد له، أو واحد".

وقال: أتاكم الناس فقال النبي: حسبنا الله ونعم الوكيل فأنزل الله: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} يعني نعيم بن مسعود: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} الجموع، الآيات. وأخرج الطبري1 من طريق السدي قال: لما تجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه للمسير إلى بدر الموعد لميعاد أبي سفيان أتاهم المنافقون فقالوا: نحن إخوانكم الذين نهيناكم عن الخروج إليهم فعصيتمونا، وقد أتوكم في دياركم فقاتلوكم وظفروا فإن توجهتم إليهم لا يرجع منكم أحد فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل. وذكر الثعلبي عن أبي معشر أن وفدا من هذيل قدموا المدينة فسألوهم عن أبي سفيان فقالوا: قد جمعوا لكم جموعا كثيرة فاخشوهم فنزلت. واشتهر في كتب الأصول قصة نعيم بن مسعود، وذكر الثعلبي2 أن عكرمة ومجاهدا وافقا مقاتلا. قلت: أما عكرمة فأخرج سفيان بن عيينة في "تفسيره"3 ومن طريق ابن أبي حاتم4 فقال: عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال: كانت بدر متجرا في الجاهلية فلما كان يوم أحد قال أبو سفيان للنبي صلى الله عليه وسلم: موعدك عام قابل بدر فقال: "هو موعد لك". فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم لموعدهم لقيهم رجل فقال: إن بها جموعا من المشركين فأما الجبان فرجع، وأما الشجاع فأخذ أهبة التجارة وأهبة القتال، وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل. ثم خرجوا حتى جاؤوها فتسوقوا بها ولم يجدوا عندها أحدا فأنزل الله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} الآية.

_ 1 "7/ 409" "8245". 2 ذهب بعض الاسم في التصوير، وترجح عندي ما أثبت. 3 هو من مرويات الحافظ، انظر "المعجم المفهرس" "ص86". 4 وكذلك الطبري "7/ 412" "8250"، وسعيد بن منصور وابن المنذر كما في "الدر" "2/ 389"، وهنا أطول مما في الطبري والسيوطي.

وأما رواية مجاهد فأخرجها الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح1 عن مجاهد ذكر الآية فقال: هذا أبو سفيان قال لمحمد: موعدك بدر حيث قتلتم أصحابنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عسى أن ننطلق". قال: فذهب2 لموعده حتى نزلوا بدرا فوافوا السوق فابتاعوا فذلك قوله: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ} . وأخرج عبد بن حميد من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن ابن أبزى قال: جعل أبو سفيان للقوم جعلا على أن من لقي منهم أصحاب محمد يخبرهم أن أبا سفيان قد جمع لكم جموعا فإذا قالوا لهم ذلك قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل3. وأخرج أبو بكر بن مردويه4 من طريق عبد الرحيم5 بن محمد بن زياد6 السكري عن أبي بكر بن عياش عن حميد عن أنس قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل.

_ 1 وأخرجه الطبري "7/ 411" "8248" عن عيسى عنه. وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم كما في "الدر" "2/ 389". وورقاء: هو ابن عمر اليشكري من رجال الستة وفي "التقريب" "ص580" "صدوق في حديثه عن منصور لين". 2 في الطبري والسيوطي: "عسى، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم لموعده". 3 رجاله ثقات مر ذكرهم وابن أبزى: هو عبد الرحمن وقد عزاه السيوطي "2/ 388" إلى ابن سعد فقط. 4 في الأصل: "أبو بكر بن جرير" ولم أعرفه، ورجحت أن يكون كما أثبت؛ لأني رأيت هذه الرواية في "الدر المنثور" "2/ 389" عن أنس معزوة إلى ابن مردويه وإلى الخطيب. 5 لم أجد له ترجمة في غير "تاريخ بغداد" "11/ 86"، وقد روى عنه الحديث المذكور هنا، ونقل عن الدارقطني أنه قال: ثقة بغدادي. 6 في "تاريخ بغداد": زيد ولم أجزم بوجه لكثرة ما في طبعة التاريخ من تحريف!

قلت: والمحفوظ عن أبي بكر بن عياش ما أخرجه البخاري1 عن شيخه أحمد بن يونس عن أبي بكر عن أبي حصين عن أبي الضحى عن ابن عباس قال: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها محمد حين قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} الآية. وكذا أخرجه النسائي2 من رواية يحيى بن أبي بكير عن أبي بكر. وأخرج سنيد3 عن حجاج عن ابن جريج قال: عمد4 رسول الله صلى الله عليه وسلم لموعد أبي سفيان فجعلوا يلقون المشركين، و5يسألونهم عن قريش، فيقولون: قد جمعوا لكم! يكيدونهم بذلك، يريدون أن يرعبوهم، فيقول الرسول6: "حسبنا الله ونعم الوكيل" حتى قدموا بدرا فوجدوا أسواقها عافية "أي: خالية من التجار"7 فلم ينازعهم فيها أحد، وقدم رجل من المشركين، فسألوه عن المسلمين8، فقال9:

_ 1 في "صحيحه"، كتاب "التفسير" "الفتح" "8/ 229". 2 في "التفسير" وفي "عمل اليوم والليلة" كما في "التحفة" "5/ 238"، وانظر "التفسير" "ص38" الرقم "101". 3 وعنه الطبري "7/ 411" "8249". 4 في الطبري: "لما عبى" وحذف "لما" هنا من عمل المؤلف، وتغيير عمد إلى عبى هناك من عمل المحقق الأستاذ محمود شاكر. انظر هامشه. 5 العطف في الأصل بالفاء، وأثبت ما في الطبري. 6 في الطبري: المؤمنون. 7 الشرح من الحافظ. 8 في الطبري: بدل هذه العبارة: وأخبر أهل مكة بخيل محمد عليه السلام وقال في ذلك. 9 هو معبد الخزاعي والأبيات في "سيرة ابن هشام" "2/ 210"، و"تاريخ الطبري" أيضًا "2/ 560".

قد نفرت من رفقتي محمد ... وعجوة من يثرب كالعنجد1 تهوي على دين أبيها الأتلد2 ... قد جعلت ماء قديد موعدي وماء ضجنان3 لها4 ضحى5 الغد6 257- قوله تعالى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ} . تقدم قبل [هذه] 7 عن مجاهد وغيره. 258- قوله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ} [الآية: 175] . بقية القصة التي تقدمت.

_ 1 في الأصل: كالعسجد وأثبت ما في المصادر الثلاثة: السيرة والتفسير والتاريخ. 2 سقط من الأصل استدركته من المصادر. 3 في الأصل: بصحبتان من غير تنقيط ولعله يريد قصر ماء أي: ما بضجنان وقد أثبت ما في المصادر. 4 في الأصل: عن وهو تحريف. 5 فراغ في الأصل استدركته من المصادر. 6 معنى هذا الرجز: إن ناقته نفرت من الأنصار والمهاجرين المرافقين للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن تمر المدينة المنورة الذي هو كالزبيب الأسود. وإنها تسرع على عادة أبيها القديم، وموعدها: ماء قديد بين مكة والمدينة. وماء ضجنان -وهو جبل على طريق المدينة من مكة، وبينه وبين قديد ليلة-. انظر هامش المصادر الثلاثة. 7 فراغ في الأصل، انظر الكلام على الآية السابقة.

259- قوله تعالى: {وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} . تأتي في تفسير سورة المائدة1. 260- قوله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} . قال الثعلبي: في هذه الآية إشارة إلى أن الذي وقع للمسلمين من الهزيمة يوم أحد كان لتمييز من اندس فيهم من المنافقين فأظهر القتال نفاقهم و {يَمِيزَ الْخَبِيثَ} وهو المنافق {مِنَ الطَّيِّبِ} وهو المؤمن ورجح أن الخطاب للمؤمنين، وأن المراد بما كانوا2 عليه اندساس المنافقين واختلاطهم بهم وتوقعهم3 بهم الجوائح فميزهم الله بالوقعة المذكورة4. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أسباط عن السدي5 قال: حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن أمته عرضت عليه كما عرضت على آدم قال: فأعلمت بمن يؤمن بي ومن يكفر بي فبلغ ذلك المنافقين فقالوا: يزعم محمد أنه يعلم من يؤمن به ومن

_ 1 يقصد عند قوله تعالى فيها: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ ... } الآية "41" ولكن هل يلزم من تشابه آيتين أن يكون سببهما واحدا؟ 2 كذا في الأصل ولعل الصحيح: أنتم. 3 لم بنقط الفعل في الأصل، ووضع الناسخ عليه إشارة لحق، ولم أجد شيئا في الهامش، ورجحت ما أثبت، وكذلك الجوائح لم تكن منقطة! 4 ما قاله الثعلبي تفسير، ولكن بما أنه يربط الآية بوقعة أحد، فتكون الوقعة هي سبب النزول، والله أعلم. 5 نقله عنه الواحدي "ص127" دون أن يبين من أخرجه، وكذلك نقل قول الكلبي الآتي.

يكفر به ونحن معه ولا يعلم بنا! فأنزل الله تعالى هذه الآية. وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: قالت قريش: يا محمد تزعم أن من خالفك فهو في النار والله عليه غضبان، ومن اتبع على دينك فهو في الجنة، والله عنه راض فأخبرنا بمن يؤمن بك ومن لا يؤمن بك فنزلت. وقال مقاتل بن سليمان1: قال الكفار إن كان محمد صادقا فليخبرنا بمن يؤمن منا ومن يكفر فنزلت. ونقل الثعلبي2 عن أبي العالية أنه قال: سأل المؤمنون أن يعطوا علامة يفرقون بها بين المؤمن والمنافق فأنزل الله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} الآية. 261- قوله تعالى: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ} [الآية: 180] . 1- قال الواحدي3: أجمع جمهور المفسرين على أنها نزلت في مانعي الزكاة4.

_ 1 "1/ 208". 2 وكذلك الواحدي "ص127"، والظاهر أنه نقله منه. 3 "ص127-128". 4 رد الحافظ في "الفتح" "8/ 230" فقال: "وفي صحة هذا النقل نظر، فقد قيل: أنها نزلت في اليهود الذين كتموا صفة محمد، قاله ابن جريج، واختاره الزجاج. وقيل: فيمن يبخل بالنفقة في الجهاد، وقيل: على العيال وذي الرحم المحتاج، نعم الأول هو الراجح وإليه أشار البخاري" وتقدم مثله في "الفتح" "3/ 271" أيضا وعزا هناك القول الأخير إلى مسروق. قلت: والأحاديث المذكورة هنا تنص على "تلا" وليس فيها: "فنزل" وبعضها لا يذكر الآية أصلا وعلى هذا فلا يفهم منها أن منع الزكاة هو السبب المباشر، والآية تشمل هذا وغيره ولكن لا بد من البحث عن خصوص السبب.

قال: وروى عطية العوفي1 عن ابن عباس أنها نزلت في أحبار اليهود الذين كتموا صفة محمد ونبوته، والبخل على هذا كتمان العلم2. وأخرج البخاري3 من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار [عن أبيه] 4 عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه: "من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له شجاعا 5 أقرع له زبيبتان يطوقه 6 يوم القيامة فأخذه بلهزمتيه -يعني شدقيه- يقول: أنا مالك أنا كنزك" ثم تلا هذه الآية: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} الآية". وأخرجه النسائي7 من طريق عبد العزيز8 بن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر نحوه. قال النسائي: هذا أثبت من رواية عبد الرحمن9.

_ 1 أخرجه عنه الطبري "7/ 432" "8279". 2 العبارة الأخيرة للواحدي، أخذها من الثعلبي كما سيظهر قريبا، ولم يشر، واللفظ لابن حجر. 3 في "صحيحه"، كتاب "الزكاة"، باب إثم مانع الزكاة "الفتح" "3/ 268"، وكتاب "التفسير" "الفتح" "8/ 230" وغير ذلك، والنسائي في كتاب "الزكاة"، باب مانع زكاة ماله "2/ 39" "2482" وأحمد في "المسند" "2/ 355"، والبيهقي في "السنن الكبرى" "4/ 81". 4 سقط من الأصل. 5 في الأصل "شجاع" وأثبت ما في المصادر الأربعة وهو الوجه. 6 في الأصل: يطوه وهو تحريف، وفي "الفتح" "3/ 270": "يطوقه -بضم أوله وفتح الواو الثقيلة- أي: يصير له ذلك الثعبان طوقا". 7 في الموضع السابق "5/ 38-39" "2481". 8 في الأصل: عبد الله وهو خطأ. 9 لم أجد قول النسائي في "السنن الصغرى"، ونقله عنه المزي في "التحفة" "5/ 459" بلفظ: "رواية عبد الرحمن أشبه بالصواب، وعبد العزيز أثبت عندنا من عبد الرحمن". ونقل الحافظ فيه نظر، وقد ترتب عليه فهمه أن النسائي يرجح رواية عبد العزيز، وكلام النسائي واضح في أن رواية عبد الرحمن أشبه بالصواب هنا، وإن كان عبد العزيز أثبت.

قلت: بل له أصل من رواية أبي صالح فقد أخرجه ابن حبان1 من رواية الليث عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم2 عن أبي صالح3. وله طريق أخرى عن أبي صالح4. وابن أبي سلمة سلك الجادة. وهذا من دقيق نظر البخاري ويحتمل أن يكون

_ 1 انظر "الإحسان"، كتاب "الزكاة" باب الوعيد لمانع الزكاة "8/ 50" "3258" وقال محققه: "إسناده قوي رجاله ثقات غير ابن عجلان، وهو صدوق أخرج له مسلم متابعة والبخاري تعليقا ... وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" "9/ 444" عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، عن يعقوب بن عبد الله الأشج، عن القعقاع بهذا الإسناد. وهذا السند صحيح على شرط مسلم". 2 تحرف في "الفتح" "3/ 269" إلى: حلية. 3 عن أبي هريرة موقوفا عليه. 4 قال الحافظ في "الفتح" "3/ 269-270" عن عبد الرحمن: "وتابعة زيد بن أسلم عن أبي صالح عند مسلم وساقه مطولا، وكذا رواه مالك عن عبد الله بن دينار "موقوفا" ورواه ابن حبان من طريق ابن عجلان ... وخالفهم عبد العزيز بن أبي سلمة فرواه عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أخرجه النسائي ورجحه، لكن قال ابن عبد البر: رواية عبد العزيز خطأ بين؛ لأنه لو كان عند عبد الله بن دينار عن ابن عمر ما رواه عن أبي صالح أصلا انتهى. وفي هذا التعليل نظر، وما المانع أن يكون له فيه شيخان؟ نعم الذي يجري على طريقة أهل الحديث أن رواية عبد العزيز شاذة؛ لأنه سلك الجادة، ومن عدل عنها دل على مزيد حفظه". قلت: وهذا رسم الإسنادين لتتضح الصورة: أبو هريرة ابن عمر أبو صالح عبد الله بن دينار عبد الله بن دينار عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة البخاري النسائي ومعنى سلك الجادة: أن عبد الله بن دينار هو مولى ابن عمر وقد روى عنه انظر "التهذيب" "5/ 201" فالجادة الرواية عنه، ومن عدل عنها دل على مزيد حفظه.

عند عبد الله بن دينار بالوجهين ويؤيده أن رواية ابن عمر ليس فيها للآية ذكر. طريق أخرى عن أبي هريرة: أخرجها ابن مردويه والثعلبي من طريق محمد بن أبي حميد عن زياد مولى1 الخطميين عن أبي هريرة رفعه: "ما من عبد له مال فيمنعه من حقه ويضعه في غير حقه إلا مثل له". فذكره وفيه: "فيقول: أعوذ بالله منك فيقول: لم تستعيذ مني وأنا مالك الذي كنت تبخل به؟ فيطوقه في عنقه حتى يدخله جهنم ويصدق ذلك في القرآن" فذكر الآية". ومحمد بن أبي حميد ضعيف2. - وفي الباب عن ابن مسعود له رفعه: "ما من عبد لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل له شجاع أقرع يتبعه وهو يفر منه يقول: أنا كنزك" ثم قرأ عبد الله مصداقه من كتاب الله {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الآية". أخرجه أحمد3 والترمذي4 والنسائي5 والحاكم6.

_ 1 في الأصل: ولي، وأثبت ما في ترجمته انظر "التهذيب" "3/ 390" وهو مقبول كما في "التقريب" "ص221". 2 انظر "التهذيب" "9/ 132-134" وقد بحث الحافظ في ترجمته: هل هو واحد أو اثنان، وانظر "الميزان" "3/ 531". 3 في "مسنده" "1/ 377". 4 في "جامعه"، كتاب "التفسير" "5/ 216" وقال: "هذا حديث حسن صحيح". 5 في "التفسير" "ص39" الرقم "104" عزاه إليه في "التحفة" "7/ 32" وفي الزكاة في "الصغرى" كتاب "الزكاة" باب التغليظ في حبس الزكاة "5/ 10" "11". 6 في "مستدركه"، كتاب "التفسير" "2/ 298-299" وقال: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وفاته أن يعزوه إلى ابن ماجه فقد أخرجه كذلك في كتاب "الزكاة" باب ما جاء في منع الزكاة "1/ 568-569".

وعن ثوبان أخرجه أبو يعلى1 وصححه ابن خزيمة2 وابن حبان3 والحاكم4، وعن " ... "5 عند الطبراني، وعن معاوية بن حيدة عند الطبري6. وأخرج الطبري7 والثعلبي من طريق داود بن أبي هند عن أبي قزعة سويد بن حجير عن رجل من قيس8 رفعه: "ما من كبير 9 رحم يأتي ذا رحمه فيسأله من فضل ما أعطاه الله فيبخل عنه إلا أخرج له من جهنم شجاع يتلمظ حتى يطوقه" ثم تلا: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} . ثم أخرجه الطبري10 من وجه آخر عن أبي قزعة عن أبي مالك العبدي، ولم

_ 1 ليس لثوبان ذكر في "مسنده"، ولم ينسبه إليه الهيثمي في "المجمع" "3/ 64". 2 انظر "صحيحه"، كتاب "الزكاة" باب ذكر أخبار رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكنز مجملة غير مفسرة "4/ 11" "2255". 3 انظر "الإحسان"، كتاب "الزكاة"، باب الوعيد لمانع الزكاة "8/ 49-50" وقال محققه: "إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير معدان بن أبي طلحة فمن رجال مسلم". 4 في "المستدرك"، كتاب "الزكاة" "1/ 388-389" وقال: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه". وقال الذهبي: "على شرطهما". وقد أخرج الحديث أبو نعيم في "حلية الأولياء" "1/ 118" والطبراني في "الكبير" "2/ 91" "1407" ط2 وقال الهيثمي في "المجمع" "3/ 64": "رواه البزار وقال: إسناده حسن، قلت: ورجاله ثقات". 5 ذهب الاسم في التصوير!. 6 "7/ 435" "8284". 7 "7/ 434" "8282" بإسناد ضعيف -على ما حكم به مخرجه-. 8 انفرد الثعلبي ببيان أنه من قيس كما قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة أبي مالك العبدي "4/ 172". 9 لفظ الطبري: ما من ذي رحم، ولفظ "كبير" هنا غريب! 10 أخرجه قبل السابق، وذلك برقم "8281" فالتعبير بـ "ثم" فيه ما فيه. وانظر ترجمة أبي مالك في "الإصابة" "4/ 172" وتعليق الشيخ أحمد شاكر على الطبري.

يرفعه. 2- قول آخر أخرج الطبري1 من طريق العوفي عن ابن عباس قال: نزلت في أهل الكتاب الذين بخلوا بما في أيديهم من الكتب المنزلة أن يبينوها. وذكره الثعلبي2 عنه بلفظ: نزلت في أحبار اليهود الذين كتموا صفة محمد ونبوته. قال: وأراد بالبخل: كتمان العلم3. 262- قوله تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا} [الآية: 181] . قال الثعلبي: ذكر الحسن قائل ذلك حيي بن أخطب. قلت: أقوى من ذلك ما أخرج ابن أبي حاتم من طريق الدشتكي عن أشعث ابن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أتت اليهود محمدا -صلى الله علية وسلم- حين أنزل الله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} 4، فقالوا: يا محمد افتقر ربك يسأل عباده القرض فأنزل الله: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ} الآية.

_ 1 "7/ 439" "8297" وقد سبق في نقل الواحدي عنه. 2 والواحدي "ص127-128" وقد سبق في نقل الواحدي عنه. 3 قلت: قد جاء في وعيد هؤلاء أنهم سيطوقون ما بخلوا به وهذا متصور في الذهب والفضة ولكنه بعيد في العلم إلا على تأويل كأن يقال: يلزم أعناقهم إثمة؟ ثم بعد قليل ستأتي الآية "187" في كتمان العلم صراحة، هذا وللأستاذ دروزة كلام على صلة هذه الآية بما بعدها فانظره في "تفسيره" "8/ 191". 4 هذا جزء من آية في سورة البقرة "245"، وسورة الحديد "11" والمقصود آية البقرة؛ لأن سورة الحديد متأخرة في النزول والله أعلم.

طريق آخر أتم منه: أخرج ابن أبي حاتم1 أيضا من طريق ابن إسحاق2 حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أنه حدثه عن ابن عباس قال: دخل أبو بكر بيت المدراس فوجد من اليهود أناسا كثيرا قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص، وكان من علمائهم وأحبارهم، ومعه حبر يقال له أشيع. فقال له أبو بكر: ويحك يا فنحاص اتق الله وأسلم فوالله إنك لتعلم أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء من عند الله بالحق تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل. فقال فنحاص: والله يا أبا بكر ما لنا إلى الله من فقر، وإنه إلينا لفقير، ما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا، وإنا عنه الأغنياء، ولو كان عنا غنيا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم، ينهاكم عن الربا ويعطينا، ولو كان غنيا عنا ما أعطانا الربا! فغضب أبو بكر وضرب وجه فنحاص ضربا شديدا وقال: والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدو الله فاكذبونا ما استطعتم إن كنتم صادقين. فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أبصر ما صنع بي صاحبك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: "ما حملك على ما صنعت؟ " فقال: يا رسول الله إن عدو الله قال قولا عظيما يزعم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء، فغضبت لله مما قال، فضربت وجهه. فقال فنحاص: ما قلت ذلك فأنزل الله تعالى فيما قال فنحاص ردا عليه وتصديقا لأبي بكر: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} الآية". وأخرجه ابن المنذر من طريق إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق بطوله بغير سند لابن إسحاق وزاد في آخره: ونزل في أبي بكر وغضبه من ذلك: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيرًا} إلى قوله: {مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} 3.

_ 1 ومن قبله الطبري "7/ 441-442" "8300". 2 انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 558-559". 3 الآية: "186".

وذكر الثعلبي1 عن عكرمة والسدي ومقاتل ومحمد بن إسحاق قالوا: كتب النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق إلى يهود بني قينقاع يدعوهم إلى الإسلام، وأن يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويقرضوا الله قرضا حسنا. فدخل أبو بكر ذات يوم بيت مدارسهم فذكر نحو ما تقدم بطوله. و [هذا] 2 الصدر ذكره مقاتل بن سليمان3 بلفظه واقتصر من القصة كلها على قول فنحاص: إن الله فقير حين يسألنا القرض. وأما عكرمة فهو الذي أخرجه ابن إسحاق من طريقه لكن الثعلبي إنما أشار إلى ما أخرجه ابن المنذر من طريق محمد بن ثور عن ابن جريج قال مولى ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر إلى فنحاص اليهودي [يستمده و] 4 نهى أبا بكر أن يفتات بشيء حتى يرجع فلما قرأ فنحاص الكتاب قد احتاج ربكم فسنفعل5 سنمده، قال أبو بكر: فهممت أن أمده بالسيف وهو متوحشه ثم ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ} إلى قوله: {أَذىً كَثِيرًا} في يهود بني قينقاع. وأما السدي فساق القصة كسياق محمد بن إسحاق وقال: فنحاص بن عازورا، وزاد بعد قوله: والإنجيل: فآمن وصدق وأقرض الله قرضا حسنا يدخلك الجنة ويضاعف لك الثواب والباقي سواء إلا أنه قال: وما يستقرض إلا الفقير من الغني فإن كان ما تقول حقا إن الله إذا لفقير ونحن أغنياء ولم يتعرض لذكر الوفاق6.

_ 1 وكذلك الواحدي "ص128"، والظاهر أنه نقل منه، ويبدأ نقله من قوله: دخل أبو بكر ... 2 ذهب اللفظ في الأصل إلا بقايا "هاء" وبما أثبت يتصل السياق. 3 "1/ 209". 4 طمست في الأصل، والاستدراك من "الدر" "3/ 397". 5 لم ينقط الفعل في الأصل، وهذا ما رجحت أن يكون، ولم يرد في "الدر" وكذلك قوله: سنمده. 6 كذا في الأصل، وعليه إشارة لحق، وفي الهامش: ... فقط، ولم أعرف المقصود من "الوفاق" ولعله محرف عن: الباقي.

وأخرج عبد بن حميد وغيره1 من طريق شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: نزلت في اليهود صك أبو بكر وجه رجل منهم وهو الذي قال أن الله فقير ونحن أغنياء، وهو الذي قال يد الله مغلولة. قال شبل: بلغني أنه فنحاص اليهودي. وعند عبد الرزاق2 عن معمر عن قتادة [لما نزلت: من ذا الذي يقرض الله] 3 قرضا حسنا قال اليهودي: إنما يقترض الفقير من الغني. زاد ابن المنذر4 من طريق سعيد عن قتادة: ذكر لنا أنها نزلت في حيي بن أخطب. 263- قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ} [الآية: 183] . قال الثعلبي: قال المفسرون: كانت الغنائم والقرابين لا تحل لبني إسرائيل فكانوا إذا قربوا [قربانا أو قربوا] 5 غنيمة فتقبل منهم ذلك جاءت نار بيضاء من السماء [.....] 6 وحفيف فتأكل ذلك القربان وتلك الغنم [فيكون ذلك علامة القبول] 7 فإن لم تقبل تبقى على حالها. قلت:

_ 1 انظر "تفسير الطبري" "7/ 443" "8303-8304" والواحدي "ص129" و"الدر المنثور" "3/ 397" وشبل هو ابن عباد: ثقة. انظر "التقريب" "ص263". 2 وعنه الطبري "7/ 444" "8308". 3 طمست العبارة في الأصل واستدركتها من الطبري، وهذه الآية "245" من سورة البقرة تقدمت قريبًا. 4 ومن قبله الطبري "7/ 444" "8307". 5 عراها سواد فلم تفهم وهذا ما رجحت أن تكون. 6 عبارة لم أتبينها. 7 ذهبت العبارة إلا خيالًا، وهذا ما تبينته.

أخرج ابن1 المنذر2 من طريق محمد بن ثور عن ابن جريج قال: كان من كان قبلنا من الأمم يقرب أحدهم القربان [فإن] تقبل منهم جاءت [نار من] السماء بيضاء فأكلته، فإن لم يتقبل [لم تأت تلك النار] فيعرف أنه [لم يقبل منهم] [......] 3. [وأخرج] 4 ابن أبي حاتم من طريق أبي يزيد النعمان بن قيس المرادي5 عن العلاء بن بدر6 قال: كانت رسل تجيء بالبينات، ورسل علامة نبوتهم أن يضع أحدهم لحم البقر على يده فتجيء نار من السماء فتأكله فأنزل الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ} الآية. قال: قلت للعلاء: كيف قال لهم {فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ} وهم لم يدركوا ذلك؟ قال: لموالاتهم قتلة الأنبياء. ولابن أبي حاتم7 من طريق العوفي عن ابن عباس: كان الرجل يتصدق فإذا تقبل منه نزعت عليه نار من السماء فأكلته. ومن طريق جويبر عن الضحاك قالوا: يا محمد إن أتيتنا بقربان تأكله النار

_ 1 من هنا إلى قوله "ابن أبي حاتم" كتب في الهامش. 2 عزاه عليه وحده السيوطي "2/ 398" وما بين المعقوفين طمس في الأصل واستدركته منه. 3 كلمات طمست لعلها تتمة الخبر. 4 زيادة مني ليتصل الكلام، وهي لا بد أنها في الكلمات المطموسة. 5 وثقه يحيى بن معين وقال أحمد: صالح الحديث انظر "الجرح والتعديل" "8/ 446" وقد سكن البخاري في "الكبير" "8/ 78". 6 نسب هنا إلى جده واسم أبيه: عبد الله وهو ثقة، أرسل عن علي انظر "التهذيب" "8/ 185" و"التقريب" "435". 7 وكذلك للطبري "7/ 448-449" "8310".

صدقناك وإلا فلست بنبي فنزلت، وقوله: {وَبِالَّذِي قُلْتُمْ} ، أي: القربان الذي تأكله النار. وذكر الثعلبي1 عن ابن الكلبي قال: نزلت في كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف ووهب بن يهوذا وزيد بن التابوت وفنحاص بن عازورا وحيي بن أخطب. قالوا: يا محمد إنك تزعم أن الله بعثك إلينا رسولا وأنزل عليك كتابا. وإن الله أنزل علينا في الترواة أن لا نؤمن لرسول يزعم أنه من عند الله حتى يأتينا بقربان تأكله النار فإن جئتنا به صدقناك فنزلت. وذكر [الثعلبي] 2 عن السدي قال3: أمر الله بني إسرائيل في التوراة من جاءكم من أحد يزعم [أنه] 4 رسول الله فلا تصدقوه حتى يأتيكم بقربان تأكله النار حتى يأتيكم المسيح5 ومحمد فإذا أتياكم فآمنوا بهما فإنهما يأتيان بغير قربان. قال الله قل يا [محمد] 6 إقامة للحجة عليهم قد جاءكم أيها اليهود رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم [......] 7 فلم قتلتموهم وأراد بذلك أسلافهم فخاطبهم بذلك أنهم رضوا فعل أسلافهم. قال الثعلبي: فمعنى الآية تكذيبهم إياك يا محمد مع علمهم بصدقك كقتل أسلافهم الأنبياء مع إتيانهم بالقربان والمعجزات.

_ 1 وكذلك الواحدي "ص129" ثم القرطبي "4/ 188". 2 طمس اسم القائل إلا بقايا رجحت منها أنه الثعلبي. 3 وقد نقل هذا القول غير منسوب إلى قائل: القرطبي "4/ 188-189" وفيه كلام عليه فانظره. 4 طمست، وبما أثبت يتصل السياق. 5 لم أتبين الاسم في الأصل تماما، وقد أثبته اعتمادا على ما قاله الحافظ. 6 ذهب في الأصل، والسياق يقتضي ما أثبت. 7 كلمة ذهبت!

قلت: إن ثبت هذا الذي نقله السدي من أنهم حذفوا من التوراة استثناء المسيح ومحمد أزال أشكالًا كبيرًا. 264- قوله تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيرًا} [الآية: 186] . تقدم قريبا في قصة أبي بكر مع فنحاص. وروينا في "حديث الزهري" جمع الذهلي1 من طريق الزهري2 عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالكعن أبيه أن كعب بن الأشرف كان شاعرا وكان يؤذي3 النبي صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه كفار قريش في شعره وكان النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وبها المشركون واليهود فأراد أن يستصلحهم وكانوا يؤذونه وأصحابه أشد الأذى فأمره الله بالصبر على ذلك منهم وأنزل: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيرًا} . وأخرجه عبد الرزاق4 في "تفسيره" عن معمر عن الزهري ولم يذكر أحدا قوله5. وشاهده في "صحيح البخاري"6 من حديث أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار، وتحته قطيفة، فذكر القصة، وفيها: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه

_ 1 ومن طريقه أخرجه الواحدي "ص129-130". 2 قال الحافظ في "الفتح" "7/ 337" في باب قتل كعب بن الأشرف: "روى أبو داود والترمذي من طريق الزهري" وأورد هذا الخبر وليس فيه ذكر الآية. 3 في الواحدي والفتح: يهجو، وكأن الحافظ غيرها هنا، وما فعله حسن. 4 وعنه الطبري "7/ 456-458" "8317". 5 هذه الكلمة تحتمل أن المتن من "قول" الزهري وتحتمل أن تكون محرفة عن "فوقه" والله أعلم. 6 في كتاب "التفسير" "الفتح" "8/ 230-231" وقد نقله الواحدي "ص130-131".

يعفون1 عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله ويصبرون على الأذى قال الله تعالى: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيرًا} إلى آخر الآية. 265- قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} [الآية:187] . يأتي في الذي بعده. 266- قوله تعالى: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [الآية: 188] . 1- أخرج البخاري2 من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رجالا من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله، فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغزو اعتذروا إليه وحلفوا له وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت. وأخرجه أيضا مسلم3 وابن حبان4 من هذا الوجه. ورواه هشام بن سعد عن زيد بن أسلم فقصر به، لم يذكر عطاء بن يسار

_ 1 طمست في الأصل واستدركتها من البخاري. 2 في "صحيحه"، كتاب "التفسير" "الفتح" "8/ 233" قال: "حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثني زيد ... " ومن طريقه الواحدي "ص131". ملاحظة: انظر تحقيقا نفسيا عن رافع بواب مروان نقله السخاوي عن شيخه ابن حجر في ترجمته له في "الجواهر والدرر" "1/ 272-280" جوابا على سؤال القاضي جلال الدين البلقيني. 3 في "صحيحه"، كتاب "صفات المنافقين وأحكامهم" "4/ 142". 4 انظر "الإحسان"، كتاب "السير"، باب الخروج وكيفية الجهاد "11/34" "4732" وقال محققه: "إسناده صحيح على شرط مسلم".

أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" من طريق الليث عنه1 عن زيد بن أسلم قال: كان أبو سعيد وزيد بن ثابت عند مروان فقال: يا أبا سعيد أرأيت قول الله تعالى: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} ونحن نفرح بما أوتينا ونحب أن نحمد بما لم نفعل؟ فقال أبو سعيد: إن هذا ليس من ذلك إنما ذلك أن ناسا من المنافقين فذكر الحديث وفيه: فإن كان فيهم نكبة فرحوا بتخلفهم، وإن كان لهم نصر حلفوا لهم ليرضوهم، ويحمدونهم على سرورهم بالنصر. فقال مروان: أين هذا من هذا؟ فقال أبو سعيد: وهذا يعلم ذلك فقال مروان: أكذلك يا زيد؟ قال: نعم صدق أبو سعيد. ثم قال أبو سعيد: وهذا يعلم ذلك -يعني رافع بن خديج- ولكنه يخشى إن أخبرك أن تنزع قلائصه في الصدقة. فلما خرجوا قال زيد بن ثابت لأبي سعيد: ألا تحمدني على ما شهدت لك؟ فقال: شهدت بالحق فقال: أولا تحمدني إذا شهدت بالحق. وأخرجه ابن مردويه2 والثعلبي من طريق عبد العزيز بن يحيى المدني عن مالك عن زيد بن أسلم عن رافع بن خديج أنه كان هو وزيد بن ثابت عند مروان وهو أمير المدينة يومئذ. فقال مروان لرافع: في أي شيء أنزلت هذه الآية {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} ؟ فقال رافع: أنزلت في أناس من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في سفر تخلفوا عنه فأنكر مروان ذلك وقال: ما هذا فجزع رافع وقال لزيد بن ثابت: أنشدك بالله هل تعلم ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال زيد: نعم. فخرجا من عند مروان فقال زيد لرافع -وهو يمزح معه-: أما تحمدني لما شهدت لك؟ فقال رافع: وأي شيء هذا أحمدك على أن تشهد بالحق! قال زيد: نعم قد حمد الله

_ 1 في الأصل: "عنهما" وهو خطأ. وهشام -كما في "التقريب" "ص572"-: "صدوق له أوهام رمي بالتشيع". 2 وكذلك عبد بن حميد في "تفسيره". انظر "اللباب" "ص62".

على الحق أهله. قلت: عبد العزيز بن يحيى ضعيف جدًّا1. ورواية هشام أصح؛ لأنها موافقة لرواية محمد بن جعفر بن أبي كثير المخرجة في الصحيح. ودلت هذه الرواية على أن مروان كان يكرر السؤال على هذه الآية؛ لأن في الصحيح2 من طريق ابن أبي مليكة أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن مروان قال لبوابه: اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل له: لئن كان كل امرىء يفرح بما أتى وأجب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن أجمعين3! فقال ابن عباس: ما لكم ولهذه؟ إنما أنزلت هذه في أهل الكتاب ثم تلا {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} قال ابن عباس: سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره وخرجوا وقد أروه أن قد أخبروه بالذي سألهم عنه واستحمدوا بذلك إليه وفرحوا بما أتوا من كتمان ما سألهم عنه. وكذا أخرجه أحمد4 ومسلم5 والترمذي6 والنسائي7 وغيرهم.

_ 1 انظر ترجمته في "التهذيب" "6/ 363" وفي "التقريب" "ص359": "متروك كذبه إبراهيم بن المنذر". 2 في الأصل: "الصحيحين" وهو خطأ؛ لأنه سيقول بعد إيراد الحديث: وكذا أخرجه أحمد ومسلم. انظر "فتح الباري" "8/ 233" وفي النقل تصرف وجمع بين ألفاظ البخاري ومسلم. والحديث رواه الواحدي. انظر "الأسباب" "ص132". 3 في البخاري: أجمعون. 4 في "مسنده" "1/ 298". 5 في "صحيحه" "4/ 2143". 6 في "جامعه" "5/ 217". 7 في "التفسير" "ص40" الرقم "106" عزاه إليه في "التحفة" "4/ 381".

ويمكن الجمع بين الحديثين بنزول الآية في حق المنافقين وفي أهل الكتاب1. 3- قول آخر: ذكر ابن إسحاق2 عن محمد مولى زيد بن ثابت عن عكرمة قال في قوله تعالى: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} الآية قال: يعني فنحاص وأشيع وأشباههما من الأحبار الذين يفرحون بما يصيبون من الدنيا على ما زينوا للناس من الضلال ويحبون أن يحمدوا أن يقول3 لهم الناس علماء وليسوا بأهل علم. 4- قول آخر: قال عبد الرزاق4 عن الثوري عن أبي الجحاف5 عن مسلم البطين6: سأل الحجاج جلساءه عن هذه الآية والتي بعدها {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} و {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} فقالوا: الأولى كتمانهم محمدا، والثانية: قولهم أنهم على دين إبراهيم. وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق شريك عن أبي الجحاف لفظه: يقولون نحن على دين إبراهيم وليسوا كذلك.

_ 1 هذا رأي القرطبي من قبل انظر "تفسيره" "4/ 195"، وانظر كلام الحافظ في ذلك في "الفتح" "8/ 233" -وقد نقله السيوطي في "اللباب" "ص63"- وكلام ابن كثير في "التفسير" "1/ 437" ورأى أن القول بنزولها في المنافقين متكلف، والسياق يشهد للقول الثاني وهو نزولها في أهل الكتاب وقد رد الباحث عبد الرحيم أبو علبة هذا القول أيضا وذهب إلى أن الآية لا سبب لها بحجة أنه لم يذكر حدث معين ولكثرة الأقوال في الذي أتوه -أي: اليهود- انظر كتابه "أسباب نزول القرآن" "ص198-204". وهو محجوج بالحديث الصحيح عن ابن عباس الذي ينص على حدث معين وهو سؤال النبي صلى الله عليه وسلم اليهود عن شيء، وأما كثرة الأقوال في أمر فلا يعني أن نردها كلها! 2 وعنه الطبري "7/ 466" "8337". 3 في الأصل: يترك وهو تحريف. 4 أخرجه عنه الطبري "7/ 468" "8343". 5 هو داود بن أبي عوف: صدوق شيعي ربما أخطأ انظر "التقريب" "ص199". 6 هو ابن عمران، أبو عبد الله الكوفي ثقة من رجال الستة. "التقريب" "ص530".

5- قول آخر: أخرج عبد الرزاق1 عن معمر عن قتادة إن أهل خيبر أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا على رأيك ودينك وإنا لكم ود2 فأكذبهم الله وقال: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} الآية. وأخرجه عبد بن حميد من رواية شيبان عنه3 نحوه4. 6- قول آخر5: أخرج عبد بن حميد من طريق جويبر عن الضحاك6: كتب يهود المدينة إلى يهود العراق ويهود اليمن ويهود الشام ومن بلغهم كتابهم من أهل الأرض: أن محمدا ليس بنبي واثبتوا على دينكم7 وأجمعوا كلمتكم على ذلك، فاجتمعت كلمتهم على الكفر بمحمد والقرآن وفرحوا7 بذلك وقالوا: الحمد لله الذي جمع كلمتنا ولم نتفرق ولم نترك ديننا [وقالوا: نحن أهل الصوم والصلاة ونحن أولياء الله. وذلك قول الله تعالى] 8 {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} من العبادة كالصوم والصلاة وغير ذلك. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عباد بن منصور سألت الحسن عن قوله {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} قال: هم يهود خيبر قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للناس حين خرجوا إليهم: إنا قد قبلنا الدين ورضينا به. فأحبوا أن يحمدوا بما لم

_ 1 وعنه الطبري "7/ 471" "8351". 2 في الطبري: ردء وكلا الوجهين جائز. 3 ذهبت في التصوير. 4 وانظر رواية سعيد عنه في الطبري "7/ 471" "8350". 5 سقط من الأصل. 6 نقله عنه الواحدي "ص132-133" بدون سند. 7 ذهبت في التصوير وأثبتها من الواحدي. 8 زيادة لازمة ليست في الأصل، زدتها من الواحدي.

يفعلوا1. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق مغيرة بن مقسم عن إبراهيم النخعي في هذه الآية: قال ناس من اليهود، جهزوا جيشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخرج ابن أبي حاتم2 من طريق أفلح بن سعيد3 عن محمد بن كعب قال: كان في بني إسرائيل رجال عباد فقهاء فأدخلتهم الملوك عليهم فرخصوا لهم فأعطوهم، فخرجوا وهم فرحون4 بما أخذوه5. وأخرجا6 من طريق أبي المعلى7 سمعت سعيد بن جبير قال: أولئك اليهود فرحوا بما أعطى الله تعالى آل إبراهيم. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق8 ابن أبي نجيح عن مجاهد هم يهود فرحوا بإعجاب [الناس] بتبديلهم الكتاب وجحودهم إياه. 267- قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [الآية:190] . أخرج عبد بن حميد عن الحسن بن موسي عن يعقوب القمي عن جعفر بن

_ 1 موضع هذا في القول الخامس فقول الحسن هنا كقول قتادة هناك. 2 عزاه إليه في "الدر" "2/ 406". 3 قال في "التقريب" "ص114": "صدوق". 4 في الأصل: "فرحين" ووضع الناسخ عليها: كذا. 5 كتب الناسخ هنا رمزا لم يتضح لي، وكتب على "إبراهيم": إلى. 6 لعله يقصد: عبد بن حميد وابن أبي حاتم. 7 هو يحيى بن ميمون الضبي، مشهور بكنيته، ثقة مات سنة "132" انظر "التقريب" "ص597". 8 وهم الناسخ هنا فكتب: "أفلح" إلى "إسرائيل" كما سبق ثم شطب عليه.

أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال: انطلقت قريش إلى اليهود فسألوهم ما أتى به موسى من الآيات؟ فذكروا عصاه ويده، وأتوا النصارى "فقالوا"1: كيف كان عيسى؟ فقالوا: كان يبرئ الأكمه والأبرص، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا فأنزل الله تعالى هذه الآية2. وأخرجه ابن أبي حاتم والطبراني3 من رواية يحيى بن عبد الحميد عن يعقوب موصولا يذكر ابن عباس فيه، والمرسل أصح4. 268- قوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ} [الآية: 195] . أخرج الترمذي5 والحاكم6 من طريق عمرو بن دينار7 عن أبي عمر بن أبي سلمة -رجل من ولد أم سلمة- قال: قالت أم سلمة: يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء فأنزل الله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ

_ 1 زيادة مني. 2 رجاله ثقات إلا يعقوب وهو صدوق يهم. انظر "التقريب" "ص608" وقد مر هذا السند مرارًا. 3 وكذلك الواحدي "ص133". وقال الهيثمي في "المجمع" "6/ 329": "رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف". 4 عزاه ابن كثير إلى الطبراني ثم قال "1/ 438": "وهذا مشكل فإن هذه الآية مدنية، وسؤالهم أن يكون الصفا ذهبا كان بمكة والله أعلم" وكذلك قال ابن حجر في "الفتح" "8/ 235" وأجاب عنه فقال: "وعلى تقدير كونه محفوظا وصله ففيه إشكال من جهة أن هذه السورة مدنية، وقريش من أهل مكة. قلت: ويحتمل أن يكون سؤالهم لذلك بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولا سيما في زمن الهدنة". 5 في "جامعه" "5/ 221" "3023". 6 في "المستدرك" "2/ 300" وقال: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. 7 ومن طريقه رواه الواحدي أيضا "ص133".

عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} في رواية الحاكم سلمة بن عمر1 بن سلمة. وقال عبد الرزاق2 في "تفسيره" أنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار سمعت رجلا من ولد أظنه قال أم سلمة فذكره. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قالت أم سلمة: لا نستشهد ولا نقاتل ولا نقطع الميراث فنزلت {أَنِّي لا أُضِيعُ} 3. 269- قوله تعالى: {لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ} [الآية 196] . قال الثعلبي: نزلت4 في مشركي العرب، وذلك؛ لأنهم كانوا في رخاء من العيش فقال بعض المؤمنين: أعداء الله فيما نرى من الخير، وقد هلكنا من الجوع! فنزلت. 270- قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} [الآية: 199] .

_ 1 لم يذكر "ابن عمر" في "المستدرك المطبوع". 2 وعنه الطبري "7/ 487" "8368" وليس فيه "أظنه قال". وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور أيضا. انظر "اللباب" "ص63". 3 قلت: إن السياق يدل على أن الاستجابة في قوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ} كانت لدعاء أولي الألباب السابق ذكرهم في الآيات، وظاهر الرواية هنا أن الاستجابة كانت لقول أم سلمة وفي ذلك بعد إلا أن نقول: أن قول أم سلمة لم يكن سببا مباشرا وأن الله عز وجل استجاب لها في هذا الفصل القرآني العظيم حين اقتضت حكمته نزوله على نبيه. وسيأتي قول أم سلمة في سبب نزول الآية "32" من سورة النساء فانظره. 4 أورده الواحدي "ص134" ولم يعزه إلى قائل، وقال المناوي في "الفتح السماوي" "1/ 447": "لم أقف عليه".

نزلت في النجاشي وذلك أنه لما مات نعاه جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه، فقال لأصحابه: "اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم"، فقالوا: ومن هو؟ قال: "النجاشي". فخرج إلى البقيع فكشف له من المدينة إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي، وصلى عليه، فكبر أربع تكبيرات واستغفر له، وقال لأصحابه: "استغفروا له". فقال المنافقون: انظروا إلى هذا يصلي على حبشي نصراني لم يره قط، ولم يكن على دينه، فأنزل الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} وينظر في تفسير البقرة من قوله: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} 1". وأخرج الدارقطني2 في "الأفراد"3 من رواية معتمر عن حميد عن أنس قال:

_ 1 الآية "115". 2 قلت: وقد نقل عنه هذا في "الإصابة" في ترجمة النجاشي تحت اسم أصحمه "1/ 109" وأضاف إليه ذكر ابن شاهين ولكن لم ينتقده كما انتقده هنا. 3 انظر عن هذا الكتاب ما كتبه الأخ الفاضل مظفر شاكر الحياني في رسالته "الإمام الدارقطني وجهوده في الحديث وعلومه" "ص186-191". وقد قرأ الحافظ بعض أجزائه على بعض مشايخه وذكر أنه في مائة جزء. انظر كتابه "المعجم المفهرس" "ص195-196" ورتبه الإمام أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي "ت507هـ" وسماه "أطراف الغرائب والأفراد" وقفت على مصورة منه عن نسخة دار الكتب المصرية في "361" ورقة كتبت في سنة "581هـ". والحديث المذكور في "مسند أنس" من هذا الكتاب الورقة "73ب"، وقد أخرجه كذلك الواحدي في الأسباب" "ص135". استطراد: كان هذا الكتاب "أطراف الغرائب" لشخصية بغدادية فقد جاء على غلافه: "ملكه عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد القادر الجيلي رحمة الله عليه" ثم آل إلى الإمام الزبيدي شارح "القاموس" و"الإحياء" في القاهرة فقد جاء على الغلاف أيضا: "اقتناه من تركة ابن العجمي وأبقاه على وقفيته الفقير محمد مرتضى أبو الفيض الحسيني غفر له بمنه وكرمه" ثم صوره الشيخ صبحي السامرائي وأعاده إلى بغداد وهكذا الأيام دول! يسر الله له من يخدمه وينشره.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قوموا فصلوا على أخيكم النجاشي". فقال بعضهم لبعض: يأمرنا أن نصلي على علج1 من الحبشة! فأنزل الله {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} الآية". قال الدارقطني2: "تفرد به معتمر ولا نعلم رواه عنه غير3 أبي هاني أحمد بن بكار4" كذا قال! وقد أخرجه ابن مردويه من طريق أبي بكر بن عياش عن حميد، وله طريق أخرى عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: لما مات النجاشي قال النبي صلى الله عليه وسلم: "استغفروا لأخيكم". فقال بعض القوم: يأمرنا أن نستغفر لهذا العلج يموت بأرض الحبشة! فنزلت {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ} الآية". وهو من رواية مؤمل5 بن إسماعيل عن حماد وفيه لين. وأخرجه6 عبد بن حميد عن سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة عن ثابت عن الحسن7، وكذا أخرجه ابن أبي حاتم عن أبيه عن ابن عائشة8 عن حماد.

_ 1 العلج: الرجل من كفار العجم انظر "القاموس" "ص254". 2 في "الأطراف": "غريب من حديث حميد عن أنس تفرد به أبو المعتمر" وقوله: "أبو المعتمر" خطأ، فالراوي عن حميد معتمر بن سليمان انظر "التهذيب" "10/ 227". 3 سقط "عنه" من "الأطراف". 4 ذكر في "التهذيب" "1/ 20" تمييزا قال ابن حبان في "الثقات": "مستقيم الحديث" وقال الحافظ في "التقريب" "ص78": "صدوق". 5 مر ذكره في الآية "100" من هذه السورة. 6 في الأصل: وأخرج وهو خطأ. 7 رجاله ثقات كلهم في "التهذيب". 8 هو عبيد الله بن محمد بن حفص قال في "التقريب" "ص374": "قيل له: ابن عائشة، والعائشي، والعيشي، نسبة إلى عائشة بنت طلحة؛ لأنه من ذريتها، ثقة جواد رمي بالقدر ولم يثبت، مات سنة "228".

وقال عبد الرزاق1: أنا معمر عن قتادة: نزلت في النجاشي وأصحابه2. وأخرج عبد بن حميد من رواية شيبان3 عن قتادة نحوه، وزاد: وكانوا على شريعة من الحق يقولون في عيسى ما قال الله عز وجل ويؤمنون برسول الله ويصدقون بما أنزل الله فيه، وذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي حين بلغه موته. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد: نزلت هذه الآية في مؤمني أهل الكتاب4. وأخرج الطبراني في "الأوسط" من طريق عبد الرحمن5 بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال: لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم موت النجاشي قال: "اخرجوا فصلوا على أخ لكم" فخرجنا وتقدم فصلى وصلينا فلما انصرف قال المنافقون: انظروا إلى هذا خرج فصلى على علج نصراني لم يره قط! فأنزل الله عز وجل فيه الآية". وأخرجه أيضا من رواية قطن6 بن خليفة عن عطية عن أبي سعيد نحوه. وأخرج الطبراني في "الكبير"7 من حديث وحشي بن حرب نحوه لكن قال: فقال رجل: يا رسول الله كيف نصلي عليه وقد مات في كفره فقال: "ألا تسمعون إلى

_ 1 وعنه الطبري "7/ 498" "8379". 2 لاحظ أنه لم يقيد القول هنا بموت النجاشي. 3 في الأصل: سفيان وهو تحريف. 4 كان ينبغي إفراد هذه الرواية بقول؛ لأنها عامة ولا تعين أحدا. 5 ضعيف مر في "الفصل الجامع" وانظر "مجمع الزوائد" للهيثمي "3/ 38-39". 6 لم أجده. 7 انظر "22/ 136" "361". وقال الهيثمي في "المجمع" "3/ 39": "فيه سليمان بن أبي داود الحراني وهو ضعيف".

قول الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} الآية" 1. 2- وأخرج سنيد2 من طريق ابن جريج: نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه. وأخرج الطبري3 من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم نحوه4. 271- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الآية:200] . أخرج الحاكم5 من طريق مصعب بن ثابت حدثني داود بن صالح قال: قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: يا ابن أخي هل تدري في أي شيء نزلت هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} الآية؟ قلت: لا قال يا ابن أخي:

_ 1 وهذا يعني أن الآية نازلة قبل موته وهذا لا يمنع أن تكون قد عنته فيمن عنت في أثناء حياته، وقد يدعم هذا أن وفاته متأخرة وهذه السورة نزلت قبل النصف الأول من الهجرة جاء في "الإصابة" "1/ 109" في وفاة النجاشي: "قال الطبري وجماعة: كان ذلك في رجب سنة تسع، وقال غيره: كان قبل الفتح". 2 وعنه الطبري "7/ 498" "8382". 3 "7/ 498-499" "8383". 4 قلت: وكان الأستاذ دروزة قد ذكر هذه الأقوال في سبب نزول هذه الآية ثم قال "8/ 204": "والآية على أية حال تحتوي تقرير حقيقة واقعية تكررت الإشارة إليها في الآيات المكية والمدنية وهي إيمان وتصديق أشخاص عديدين من أهل الكتاب نصارى ويهود برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم واندماجهم في الإسلام وإخلاصهم كل الإخلاص. ويتبادر لنا أن الآية استهدفت مع تقرير تلك الحقيقة الاستدراك على ما جاء في الآيتين "186-187" من تنديل بأهل الكتاب الذين يناوئون الدعوة النبوية ويؤذون المسلمين ويكتمون ما عندهم من بينات والله وينبذون بذلك الميثاق الذي أخذه عليهم ... " إلخ كلامه. "5" في "مستدركه" "2/ 301" وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.

[إني سمعت أبا هريرة يقول] 1: لم يكن في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم غزو يرابط فيه، ولكن انتظار الصلاة خلف الصلاة. قلت: أورده الواحدي2 وليس من شرطه. "آخر ما في سورة آل عمران"3

_ 1 ساقط من الأصل، استدركته من الحاكم. 2 "ص135". 3 زدت هذه العبارة قياسا على فعل المؤلف في آخر سورة البقرة.

سورة النساء

سورة النساء: 272- قوله تعالى: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} إلى قوله: {حُوبًا كَبِيرًا} [الآية: 2] . 1- نقل الواحدي عن الكلبي1 قال: نزلت هذه الآية في رجل من غطفان كان عنده مال كثير لابن أخ له يتيم فلما بلغ اليتيم طلب المال فمنعه عمه، فترافعا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنزلت الآية. فقال العم: أطعنا الله وأطعنا الرسول، نعوذ بالله من الحوب الكبير. فدفع إليه ماله2. وذكر مقاتل3 نحوه، وسمى العم: المنذر بن رفاعة4. وأخرجه ابن أبي حاتم5 من طريق ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير فذكر نحوه، ولم يقل: من غطفان6. 2- قول آخر7:

_ 1 ومقاتل أيضا انظر "الأسباب" "ص136" وعزاه المناوي في "الفتح السماوي" "2/ 458" إلى الثعلبي أولا، فلعل الواحدي أخذه منه. 2 للخبر تتمة فانظرها هناك. 3 "1/ 222". 4 ذكره الحافظ في "الإصابة"، القسم الأول "3/ 459" اعتمادا على مقاتل وقال: "ذكر الكلبي القصة ولم يسمه الغطفاني، ونقله الثعلبي عن الكلبي ومقاتل، ولم يسمه أيضا ومن ثم لم يذكره أحد ممن صنف في هذا الفن". 5 عزاه إليه في "الدر" "2/ 425". 6 في الأصل هنا إشارة لحق، ولكنه ذهب في التصوير! 7 ليس في هذا القول سبب نزول صريح.

أخرج الطبري1 من طريق ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: كان [أهل] 2 الجاهلية لا يورثون النساء والصبيان، ويأخذ الأكبر وحده المال، فنزلت. 273- قوله تعالى: {وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} [الآية: 2] . قال السدي: كان أحدهم يأخذ الشاة المسمنة من غنم اليتيم، ويجعل بدلها الشاة المهزولة ويقول: شاة بشاة، ويأخذ الدرهم الجيد ويطرح3 الدرهم الزيف ويقول: بدرهم أخرجه ابن أبي حاتم4 من طريق أسباط بن نصر عن السدي، [و] 5 ذكر الطبري6 وغيره عن الزهري والنخعي والضحاك وغيرهم نحوه7. 274- قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةٌ} [الآية: 3] . 1- أخرج عبد بن حميد عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد8 واللفظ له، وعبد الرزاق9 عن معمر كلاهما عن أيوب عن سعيد بن جبير قال: بعث الله

_ 1 "7/ 526" "8445". 2 سقط من الأصل، استدركته من الطبري. 3 في الأصل: "ويأخذ" ووضع الناسخ عليه: "كذا" وقد أصاب، وصوبته من مصدري الخبر. 4 ومن قبله الطبري "7/ 526" "8442" وإليهما عزاه السيوطي في "الدر" "2/ 426". 5 زيادة مني. 6 "7/ 525" "8439" و"8440" "8441". 7 ليس في المذكور هنا سبب نزول مباشر. 8 ومن طريق حماد أخرجه الطبري "7/ 537" "8471". 9 ذهب حديثه هذا من النسخة الخطية وقد أخرجه عنه الطبري "7/ 536" "8466" و"7/ 537" "8469".

محمدا صلى الله عليه وسلم والناس على أمر جاهليتهم إلا أن يؤمروا بشيء أو ينهوا1 عن شيء، وكانوا يسألون عن اليتامى فنزلت هذه الآية، فقصرهم على أربع فكما تخافون أن لا تعدلوا في اليتامى فكذلك خافوا2 أن لا تعدلوا بين النساء. ولفظ معمر خاف الناس أن لا يقسطوا في اليتامى فنزلت {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} يقول: ما أحل لكم مثنى وثلاث ورباع، وخافوا3 في النساء مثل الذي خفتم في اليتامى4. ووصله عبد بن حميد بذكر ابن عباس مختصرًا أخرجه من طريق عبد الكريم الجزري عن سعيد عن ابن عباس قال: كما خفتم في اليتامى فخافوا في النساء إذا اجتمعن عندكم. وأخرج ابن المنذر5 من طريق سماك بن حرب عن عكرمة: كان الرجل يتزوج الأربع والخمس والست والعشر فيقول6 الآخر: ما يمنعني أن أتزوج كما تزوج فلان فيأخذ مال اليتيم فيتزوج به فنهوا أن يتزوج7 الرجل فوق الأربع. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: كانوا يتحرجون عن أموال اليتامى ويترخصون في النساء فيتزوجون ما شاؤا فربما عدلوا وربما لم يعدلوا فلما سألوا عن اليتامى فنزلت {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} بدل {وَإِنْ خِفْتُمْ

_ 1 في الأصل: "ينتهيوا" وهو تحريف. 2 في الأصل: "تخافون" من غير تنقيط والتصحيح من الطبري. 3 في الطبري: "فخافوا" وهو أولى. 4 رجاله ثقات كلهم في "التهذيب". 5 ومن قبله الطبري "7/ 535" "8463". 6 الفاء من الطبري. 7 في الأصل: يزوج، وأثبت ما في الطبري.

أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىْ} فكذلك فخافوا في النساء أن لا تعولوهن فلا تزوجوا أكثر مما يمكنكم القيام بحقهن؛ لأن النساء كاليتامى في الصغر والعجز1. وأخرج عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة2 نحو الأول، وزاد في أوله: كان الرجل في الجاهلية يتزوج العشرة فما دون ذلك فأحل الله أربعًا فقصرهم على أربعة. 2- قول آخر: أخرج البخاري3 من طريق ابن جريج أخبرني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رجلًا4 كانت له يتيمة فنكحها، وكان لها عذق فكان يمسكها عليه ولم يكن لها في نفسه شيء فنزلت فيه {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا} أحسبه قال: كانت شريكته في ذلك العذق وفي ماله. هكذا5 أورده مختصرا من هذا الوجه، وأورده هو6 ومسلم7 وغيرهما من طريق أبي أسامة8 عن هشام بلفظ9: أنزلت هذه

_ 1 انظر "الأسباب" للواحدي "ص137". 2 وانظر طريق سعيد عنه في هذا في الطبري "7/ 536-537" "8468". 3 في "صحيحه"، كتاب "التفسير" "الفتح" "8/ 238-239"، وكذلك الواحدي "ص136". 4 قال المؤلف في "الفتح" "8/ 239": "هكذا قال هشام عن ابن جريج فأوهم أنها نزلت في شخص معين، والمعروف عن هشام بن عروة التعميم، وكذلك أخرجه الإسماعيلي من طريق حجاج بن محمد عن ابن جريج ولفظه: "أنزلت في الرجل يكون عنده اليتيمة إلخ" وكذا هو عند المصنف في الرواية التي تلي هذه من طريق ابن شهاب عن عروة ... ". وعلى هذا اللفظ لا يكون في هذا القول سبب نزول. 5 في الأصل: "هكذا" ولا داعي للواو فحذفتها. 6 في "صحيحه"، كتاب "التفسير"، أواخر سورة النساء "الفتح" "8/ 265". 7 في "صحيحه"، كتاب "التفسير" "4/ 14و23". 8 في الأصل: أمامة وهو تحريف. 9 هذا لفظ مسلم، وفي النقل شيء من الاختلاف.

الآية في الرجل يكون له اليتيمة وهو وليها ولها مال وليس لها أحد يخاصم دونها ولا ينكحها إلا لمالها فيضربها ويسيىء عشرتها فقال الله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ} أي: حل ودعوا هذه. وأورده1 أتم منه من طريق الزهري أخبرني عروة أنه سأل عائشة عن قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} قالت: يا ابن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله، فيعجبه مالها وجمالها فيريد أن يتزوجها بغير أن يقسط لها في صداقها، فيعطيها مثل ما يعطيها غيره فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن فيبلغوا بهن أعلى سنتهن في الصداق، وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن2. قالت عائشة: وقول الله في الآية الأخرى {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنّ} رغبة أحدكم عن يتيمته حين تكون قليلة المال والجمال. قالت: فنهوا أن ينكحوا من رغبوا في مالها وجمالها من3 يتامى4 النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن إذ كن قليلات المال والجمال5. 275- قوله6 تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةًً} [الآية: 4] .

_ 1 في الأصل: "واوردته" وهو تحريف. والمقصود بـ "أورده" البخاري وذلك في "صحيحه"، كتاب "التفسير" "الفتح" "8/ 239". وانظر "تفسير الطبري" "7/ 531-532" "8457" وهامشه. 2 سقط من الحديث هنا: "قال عروة: قالت عائشة: وإن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية، فأنزل الله {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ} وهنا يأتي: "قالت عائشة". 3 النص في البخاري: "فنهوا أن ينكحوا عن من رغبوا في ماله وجماله في" وهو خطأ مطبعي. 4 في الأصل: باقي وهو تحريف. 5 انظر "الدر المنثور" "2/ 427". 6 كان في مكانه فراغ في الأصل!

1- أخرج عبد بن حميد والطبري1 وابن أبي حاتم من طريق هشيم عن سيار2 عن أبي صالح قال: كان الرجل إذا زوج ابنته أخذ صداقها دونها، فنهاهم الله عن ذلك ونزلت {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} 3. 2- قول آخر4: نقل الثعلبي عن الكلبي وجماعة قالوا: هذا خطاب للأولياء وذلك أن ولي المرأة كان إذا زوجها فإن كانت معهم في العشيرة لم يعطها من مهرها قليلا ولا كثيرا وإن كان زوجها غريبا حملوها إليه على بعير ولا يعطونها من مهرها غير ذلك، وكذلك كانوا يقولون لمن ولدت له بنتا هنيئا لك النافحة، أي: يأخذ في مهرها إبلا يضمها إلى إبله فيكثرها بها فنهاهم الله عن ذلك، وأمر بأن يعطى الحق لأهله. 3- قول آخر: نقل الثعلبي عن الحضرمي: كان أولياء النساء يعطي هذا أخته على أن يعطيه الآخر أخته فنهوا عن ذلك، وأمروا بتسمية المهر عند العقد5. 4- قول آخر6: قال الثعلبي: قال آخرون الخطاب للأزواج أمروا بإيفاء نسائهم مهورهن التي هي أثمان فروجهن. قال: وهذا أوضح وأصح وهو أشبه بظاهر الآية وقول الأكثر.

_ 1 "7/ 556-557" "8522". 2 ترجمته في "التهذيب" "4/ 291" وهو من رجال الستة. 3 زاد السيوطي في "الدر" "2/ 431" نسبته إلى سعيد بن منصور وابن المنذر. 4 لا أجد فرقا بين هذا القول وبين الذي قبله، كما أني لا أجد فيه سبب نزول مباشرًا. 5 أخرج هذا الطبري "7/ 554" "8511" عن سليمان التيمي قال: "زعم حضرمي" وليس في هذا القول سبب نزول مباشر. 6 يصح على هذا القول ما قلته فيما تقدمه.

276- "قوله تعالى"1: {فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} [الآية: 4] . قال الثعلبي: قيل إن ناسا كانوا يتأثمون أن يرجع أحدهم في شيء مما ساق إلى امرأته فقال الله تعالى: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} 2. 277- قوله3 تعالى: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [الآية: 5] . 1- قال الثعلبي عن الحضرمي4: عمد رجل إلى امرأته فدفع إليها ماله فوضعته في غير الحق فأنزل الله هذه الآية. 2- قول آخر5: أخرج الطبري6 من طريق العوفي عن ابن عباس: هو الأولاد7. وقاله طوائف8.

_ 1 ساقط من الأصل، ومكانه فارغ. 2 أخرجه الطبري "7/ 556" "8520". 3 ساقط من الأصل، ومكانه فارغ. 4 أخرجه الطبري "7/ 564" "8546". 5 هذا تفسير لا سبب نزول. 6 "7/ 563" "8543". 7 عرا اللفظ بياض فعماه، والنص في الطبري: "يقول: لا تسلط السفيه من ولدك، فكان ابن عباس يقول: نزل ذلك في السفهاء، وليس اليتامى من ذلك في شيء". 8 قال ابن الجوزي في "زاد المسير" "2/ 12": [في] المراد بالسفهاء خمسة أقوال: أحدها: أنهم النساء، قاله ابن عمر. الثاني: النساء والصبيان، قاله سعيد بن جبير، وقتادة، والضحاك، ومقاتل، والفراء، وابن قتيبة وعن الحسن ومجاهد كالقولين. والثالث: الأولاد، قاله أبو مالك، وهذه الأقوال الثلاثة مروية عن ابن عباس، وروي عن الحسن، قال: هم الأولاد الصغار ... إلخ".

3- قول آخر1: عن سعيد بن جبير: هو مال اليتيم يكون عندك لا تعطه إياه وأنفق عليه حتى يبلغ2. قال الطبري: أضيفت الأموال إلى أولياء الأيتام؛ لأنهم هم الذين يقومون عليها وهي بأيديهم3. 278- قوله تعالى: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} . قال الثعلبي: نزلت في ثابت بين رفاعة فذكر قوله: متى أدفع إليه ماله فنزلت {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} الآية. وسيذكر في الذي يليه. 279- قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} . 1- قال الثعلبي4: نزلت في ثابت بن رفاعة وعمه وذلك أن رفاعة مات وترك

_ 1 هذا القول تفسير أيضا وليس فيه سبب نزول. 2 ورد هذا القول في "تفسير البغوي"، وجاء في "تفسير الطبري" سند ينتهي بسعيد سقط متنه ورجح المحقق أن يكون القول الذي أورده البغوي متنا لذلك السند انظر "7/ 567-568" "8557" ومن عجب أن يورد الحافظ هذا القول ولا يعزوه! وهذا القول في "الدر المنثور" "2/ 433" معزو إلى عكرمة أخرجه عبد بن حميد وابن المنذر! 3 ليس هذا قول الطبري وإنما قال "7/ 566-567": "اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: {أَمْوَالُكُمْ} فقال بعضهم: عنى بذلك: لاتؤتوا السفهاء من النساء والصبيان، أيها الرشداء أموالكم التي تملكونها ... وقال آخرون: بل معنى ذلك: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} ولكنه أضيف إلى الولاة؛ لأنهم قوامها ومدبروها" انتهى باختصار ثم قال "7/ 568": "وقد يدخل فيه أموال المنهيين عن أن يؤتوهم ذلك، وأموال "السفهاء ... " ومضى يشرح ذلك. 4 ذكر الواحدي "ص127" هذا القول مرسلا، ولا بد أنه أخذه من شيخه.

ابنه ثابتًا وهو صغير فأتى عم ثابت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن ابن أخي يتيم في حجري فما يحل لي من ماله ومتى أدفع إليه ماله؟ فأنزل الله تعالى: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَىْ} انتهى. وقال مقاتل بن سليمان1: نزلت في ثابت بن رفاعة فذكر نحوه وقال فيه: فنزلت فيه الآية كلها إلى قوله: {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} . قلت: أخرجه عبد بن حميد عن يونس بن محمد عن شيبان2 عن قتادة قال: ذكر لنا أن عم ثابت بن وديعة لأبيه3 صار إلى النبي صلى الله عليه وسلم: فقال: إن ابن أخي يتيم في حجري فماذا يحل لي من ماله قال: "أن تأكل من ماله بالمعروف من غير أن تقي مالك بماله ولا تتخذ من ماله وفرا". ومن ثلاثة طرق إلى الحسن العرني4 قال: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن في حجري يتيما فآكل من ماله؟ قال: "بالمعروف غير متأثل مالا ولا واق مالك بماله " 5.

_ 1 "1/ 224". 2 في الأصل: سفيان وهو تحريف. وأخرجه الطبري عن قتادة من طريق سعيد انظر "7/ 590-591": 8638" ونقله الحافظ في "الإصابة" في ترجمة ثابت "1/ 192" من رواية ابن مندة عن قتادة وقال: "هذا مرسل رجاله ثقات". 3 النص في الطبري: ثابت بن رفاعة. وقد ذكر في "الإصابة" "1/ 196-197" اثنان باسم: ثابت بن وديعة ليس هذا أحدهما، ووديعة أم الأول، وأبو الثاني، وقوله هنا: وديعة لأبيه يشعر أن وديعه أم ثابت هذا، ويكون رفاعة أباه فلا تعارض والله أعلم. 4 هو الحسن بن عبد الله، ثقة، أرسل عن ابن عباس أخرج عنه البخاري -مقرونًا- ومسلم انظر "التهذيب" "2/ 290" و"التقريب" "ص161". 5 أخرجه الطبري من طريقين عن الحسن البصري انظر "7/ 593" "8648" و"8649" وأخشى أن يكون "البصري" تحريفا عن "العرني" وأخرجه آخرون انظر "الدر المنثور" "2/ 437" ويلاحظ أنه لم يذكر في هذه الطرق نزول آية.

وقال البخاري1: حدثنا إسحاق أنا ابن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} أنزلت في والي2 اليتيم. وأخرج أحمد3 وأصحاب السنن إلا الترمذي4 من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ليس لي مال ولي يتيم؟ فقال: "كل من مال يتيمك، غير مسرف ولا مبذر ولا متأثل مالا ومن غير أن تقي أو تفتدي مالك بماله". ورجاله إلى عمرو رجال الصحيح5. 2- قول آخر6: أخرج الطبري7 من طريق ابن وهب عن نافع8 بن أبي نعيم

_ 1 في "صحيحه"، كتاب "التفسير" "الفتح" "8/ 241". 2 مال أو والي روايتان انظر "الفتح"، وهو كما ترى تفسير لا سبب نزول. 3 في "مسنده" "2/ 186" و"215-216". 4 انظر "سنن أبو داود"، كتاب "الوصايا"، باب ما جاء في ما لولي اليتيم ... "3/ 115" و"سنن النسائي"، كتاب "الوصايا"، باب ما للوصي من مال اليتيم ... "6/ 256" و"سنن ابن ماجه"، كتاب "الوصايا"، باب قوله: "ومن كان فقيرا ... " "2/ 907". وانظر "الفتح السماوي" "2/ 459-461". 5 زاد في "الفتح" نسبته إلى ابن خزيمة وابن الجارود وابن أبي حاتم وقال: "8/ 141": "وإسناده قوي" وزاد السيوطي "2/ 437": النحاس في "ناسخه". ملاحظة: كتب الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة مبحثا مهما في تأكيد صحة حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في تعليقه على "بلغة الأريب في مصطلح آثار الحبيب" للإمام الزبيدي انظر "ص190" ثم "210-219". 6 قلت: هو تفسير لا سبب نزول. 7 لم أجده في الطبري، وقد أورده ابن كثير "1/ 454" ولم يعزه إلى مصدر، فأخشى أن يكون الحافظ نقله منه وسبق إلى وهمه أنه أخرجه من الطبري! وقد عزاه السيوطي في "الدر" "2/ 438" إلى ابن أبي حاتم فقط. 8 صدوق ثبت في القراءة مات سنة "169" انظر "التهذيب" "10/ 407" و"التقريب" "ص558".

قال: سألت يحيى بن سعيد وربيعة عن قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قالا: ذلك في اليتيم إن كان فقيرا أنفق عليه -يعني الولي- بقدر فقره ولم يكن للولي منه شيء. 280- قوله تعالى: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} [الآية: 7] . قال الثعلبي1: نزلت في أوس بن ثابت الأنصاري، توفي وترك امرأة يقال لها أم كجة2 وثلاث بنات له منها، فقام ابنا عمه وهما وصياه -قال ابن الكلبي: هما قتادة وعرفطة، وقال غيره3: سويد وعرفجة- فلم يعطيا امرأته ولا بناته شيئا وكانوا في الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصغيرة ولو كان ذكرا، ويقولون: لا يعطى إلا من يقاتل على ظهور الخيل ويحوز الغنيمة فجاءت أم كجة فقالت: يا رسول الله إن أوس بن ثابت مات وترك علي ثلاث بنات وترك أبوهن مالا حسنا فأخذ أخواه المال ولم يعطياني شيئا وهن في حجري ولا يطعماني ولا يسقياني ولا يرفعان لهن رأسا4 فدعاهما، فقالا: يا رسول الله ولدها لا تركب فرسا ولا تحمل كلا ولا تنكأ عدوا، فقال: "انصرفوا حتى أنظر". فأنزل الله {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ} الآية فأثبت لهن في الميراث حقا ولم يبين كم هو فأرسل إليهما فقال: "لا تفرقا من مال أوس شيئا حتى

_ 1 حذف الواحدي -فيما يبدو لي- اسم شيخه وقال: "ص137-138": "قال المفسرون" وأورد هذا، وحذف بعضه. والخبر أخرجه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب "الفرائض" من طريق الكلبي انظر "لباب النقول" "ص64" و"الفتح السماوي" للمناوي "2/ 462". 2 الاسم بضم الكاف وتشديد الجيم. انظر ترجمتها في "الإصابة" "4/ 488". 3 ومن عجب أن ينسب هذا إلى الكلبي في "الإصابة" "4/ 487"! 4 في الأصل: "ولا يطعمني ولا يسقيني ولا يرفع لهن رأس" وهو تحريف والتصويب من الواحدي.

أنظر". فأنزل الله {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} الآية1. فأرسل إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادفعا إلى أم كجة الثمن مما ترك وإلى بناته الثلثين ولكما باقي المال". قلت: هذا السياق الذي أورده لم أره فيحتمل أن يكون لابن الكلبي2، وأما قوله وقال غيره: سويد وعرفجة فوقع في "تفسير مقاتل"3: ترك ابني عمه عرفطة وسويد ابني الحارث وامرأته أم كجة وابنتين إحداهما صفية. فذكر معنى القصة ونزول الآية الأولى. وأخرج سنيد والطبري4 من طريقه عن حجاج عن ابن جريج عن عكرمة في هذه الآية: نزلت في أم كجة وبنت كجة وثعلبة وأوس بن ثابت5 وهما من الأنصار أحدهما زوجها والآخر عم ولدها فذكرها باختصار. وأخرجه ابن أبي حاتم6 وابن المنذر من طريق محمد بن ثور عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: نزلت في أم كلثوم وبنت أم كجة وثعلبة بن أوس وسويد كان أحدهما زوجها والآخر عم ولدها. فذكره باختصار، زاد ابن المنذر: وقال ابن جريج:

_ 1 هي الآية "11". 2 هذا القول يثير العجب؛ لأن "تفسير الكلبي" من مصادره فلماذا لا يعود إليه؟ ويضاف إلى هذا أنه في "الإصابة" "4/ 487" نقله عن الكلبي في "تفسيره" بواسطة الواقدي! وقد يقال: إنه لم يجده في "تفسيره"! فيجاب بأنه لو رجع إلى "تفسيره" لبين! فالله أعلم. 3 "1/ 224". 4 "7/ 598" "8656"، وقد نقله الحافظ عنه أيضا في "الإصابة" في ترجمة أم كجة "4/ 488". 5 هكذا جاءت الأسماء هنا وفي "الإصابة"، ولكنها في الطبري: "أم كحلة وابنة كحلة وثعلبة وأوس بن سويد" فانظر ما قاله الأستاذ محمود شاكر في ذلك، ثم ما قاله ابن حجر في ترجمة أوس بن ثابت "1/ 80" وأم كجة "4/ 487" في الاختلاف في هذه الأسماء، وليس من غرضنا التطويل بهذا. 6 نقله عنه في "الإصابة" "4/ 488"، ولم يذكر ابن المنذر.

قال: آخرون أم كجة1. ومن طريق أسباط بن نصر2 عن السدي: كان أهل الجاهلية لا يورثون الجواري ولا الصغار، إنما يرث من الولد من أطاق القتال فمات عبد الرحمن بن ثابت أخو حسان وترك امرأة يقال لها: أم كجة وترك خمس3 جواري فجاء الورثة فأخذوا ماله، فشكت أمهم ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت آية الميراث {فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ} كما قال. ومن طريق عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير نحوه إلى قوله: ولا الصغار فقال بعدها: يجعلون الميراث لذوي الأسنان من الرجال فنزلت {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ} الآية ولم يسم أحدا منهم. وأخرج عبد الرزاق4 عن معمر عن قتادة. كانوا لا يورثون النساء فنزلت {وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ} . وكذا أخرجه عبد بن حميد عن عبد الرزاق مختصرًا. وأخرج ابن مردويه من طريق إبراهيم بن هراسة5 عن الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر: جاءت أم كجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن لي ابنتين قد مات أبوهما وليس لهما شيء، فأنزل الله {لِلرِّجَالِ نَصِيب} الآية.

_ 1 أي: فيكون "كلثوم" تحريفا، وهو ما أراده. 2 نقله في "الإصابة" أيضا "4/ 488". 3 في الأصل: خمسة وهو تحريف. 4 في "تفسيره" "ص39" وعنه الطبري "7/ 597" "8655". 5 تحرف في الأصل: إلى "هرابة" وصوبته من "ميزان الاعتدال" للذهبي "1/ 72"، وقد جاء على الصواب في "الإصابة" "4/ 487".

وإبراهيم ضعيف. وقد أخرج أحمد1 الحديث من رواية عبيد الله بن عمرو الرقي عن ابن عقيل عن جابر قال: جاءت امرأة سعد بن الربيع فقالت: يا رسول الله قتل سعد بن الربيع معك وترك اثنتين فأخذ عمهما المال، الحديث، فنزلت: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} الآية. وسيأتي بيان ذلك قريبًا2، وهذا أثبت من رواية ابن هراسة3. 281- قوله تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الآية: 8] 4. أخرج ابن أبي حاتم من طريق همام عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: كان الرجل ينفق على جاره وعلى قريبه، فإذا مات فحضروا قال لهم وليه: ما أملك منه شيئًا. فأمرهم الله أن يقولوا لهم قولا معروفًا يرزقكم الله يغنيكم الله ويرضخ لهم من الثمار. وقال الفريابي: نا قيس هو ابن الربيع عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير: كانت أموالهم الثمار فكان الوالي إذا أراد القسمة أتى أولو القربى واليتامى والمساكين فيقول لهم: مالي من هذا من [....] 5 وما أملك [....] لهم أن يطعموا وأمرهم إذا حضروا أن يطعموا [....] معروفا يقول لهم

_ 1 في "مسنده" "3/ 352" وانظر "مرويات الإمام أحمد في التفسير" "1/ 337". 2 في الكلام على الآية "11". 3 تحرف في الأصل: إلى: "هرابة" وصوبته من "ميزان الاعتدال" للذهبي "1/ 72"، وقد جاء على الصواب في "الإصابة" "4/ 487". 4 لم يظهر لي فيما أورده المؤلف هنا سبب نزول مباشر. 5 كل فراغ بين معقوفين هنا فهو بياض في الأصل بسبب التصوير.

الولي حين يطعمهم: خذ [....] بارك الله فيك، قيس بن الربيع وهو سيىء الحفظ، والمحفوظ عن سعيد بن جبير تفصيل [....] أخرجه [البخاري] 1 وابن المنذر من طريق أبي عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: إن ناسا يزعمون أن هذه الآية نسخت {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ} الآية، ولا والله ما نسخت، ولكنها مما تهاون بها الناس، وهما واليان، فوال يرث، فذلك الذي يرزق ويكسو، ووال ليس بوارث، فذاك الذي يقول قولا معروفا، يقول: إنه مال يتيم، ومالي فيه شيء. - وأخرج البخاري2 [.....] والنسائي3 عن عكرمة عن ابن عباس قال: هي محكمة، وليست بمنسوخة. وتابعه سعيد عن ابن عباس، وهذه المتابعة4 [....] .

_ 1 هنا بياض في الأصل بمقدار كلمتين، ووضع الناسخ فيه: كذا، والحديث من طريق أبي عوانة أخرجه البخاري فأثبته، وتركت فراغا للكلمة الثانية، وقد ذكر السيوطي الذين رووا الحديث فقال: "2/ 440": "أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري، وأبو داود في ناسخه، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي". وهو في البخاري، كتاب "الوصايا" باب قول الله عز وجل: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىْ ... } "الفتح" "5/ 388" وفي الطبري "8/ 16" "8698" من طريق شعبة عن أبي بشر. وقد ذهبت كلمات من الحديث بسبب التصوير استدركتها من المصارد. 2 في "صحيحه"، كتاب "التفسير" "الفتح" "8/ 242". 3 لم يعزه إليه المزي في "تحفة الأشراف" "5/ 136" ولم أجده في "التفسير" ولم ينسبه إليه ابن كثير" "1/ 455" ولا السيوطي "2/ 439" وإنما قال: "أخرج ابن أبي شيبة والبخاري وابن جرير [8/ 7] وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس" وأورده. فإن لم يكن لفظ "النسائي" محرفا من الناسخ فهو سبق خاطر من المؤلف والله أعلم. 4 فراغ هنا في الأصل بمقدار نصف سطر، ولا أدري أهو بسبب التصوير أم من أصل النسخة! وقد قال الحافظ في "الفتح" "8/ 242" في شرح قول البخاري: "تابعه سعيد": "وصله في الوصايا بلفظ ... وهذان الإسنادان الصحيحان عن ابن عباس هما المعتمدان".

وأخرج عبد الرزاق1 من طريق القاسم بن محمد [بن أبي بكر عن] 2 ابن عباس أن المراد بذلك أن يوصي الميت لذوي قرابته واليتامى والمساكين3. وجاء عن ابن عباس أنها منسوخة نسختها آية المواريث [.....] 4 فإنها من رواية الكلبي عن أبي صالح عنه، وقد عرف [....] السند. ومن طريق عطية العوفي عن ابن عباس، وعطية [....] يسمع من ابن عباس. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق إسماعيل بن [.....] ، ابن جريج وعثمان بن عطاء كلاهما عن عطاء وهو الخراساني [....] وإسماعيل وعطاء الخراساني ضعيفان مع الانقطاع بين عطاء هذا وابن عباس. 282- قوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ} [الآية: 9] 5.

_ 1 في "تفسيره" "ص39" وعنه الطبري "8/ 11" "8682"، وفي نقل الحافظ تصرف، ونص قول ابن عباس: " ... إنما هذه الآية في الوصية، يريد الميت أن يوصي لهم". 2 لم يبق من هذا في الأصل إلا خيال بعيد. 3 نقل الحافظ هذا عن عبد الرازق في "الفتح" "8/ 242" وقال: "بإسناد صحيح" ثم قال: "وهذا لا ينافي حديث الباب وهي أن الآية محكمة وليست بمنسوخة" وقد تابع في هذا الفهم الطبري انظر "تفسيره" "8/ 10". 4 قال في "الفتح" "8/ 242": "وجاءت عنه [عن ابن عباس] روايت من أوجه ضعيفة عند ابن أبي حاتم وابن مردويه أنها منسوخة ... " فيمكن أن يكون الذاهب هنا: "والرواية ضعيفة" والسياق يؤكد هذا. 5 لا أجد في المذكور هنا سبب نزول مباشرا وهو إلى التفسير أقرب.

قال الفريابي1: حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت قال: أتيت أنا والحكم سعيد بن جبير فسألته عن هذه الآية. فقال: هذا القول يقوله من حضر عند الميت إذا أوصى فيذكره بذوي قرابته يقول: أعطهم، صلهم، برهم قال: فأتينا مقسما2 فذكرنا له ذلك، فقال: ليس هكذا، ولكن يقول من حضره: اتق الله أمسك عليك مالك، فليس أحد أحق بمالك من ولدك، ولو كان من أوصى لهم من أقاربهم لأحبوا أن يوصى لهم3. وأخرج عبد بن حميد عن قبيصة عن سفيان نحوه4 انتهى. ويمكن الحمل على الصنفين معا ويجمعهما أن كلا من الفريقين يحب إيثار قرابته وحرمان الأجانب. وقال علي بن أبي طلحة5 عن ابن عباس: هذا في الرجل يحضره الموت فيسمعه رجل يوصي بوصية تضر بورثته فيرشده ويوفقه ويذكره6 للصواب، وأن ينظر لورثته كما لو كان هو الذي يوصي ويخشى على ورثته الضيعة.

_ 1 وأخرجه الطبري "8/ 21-22" "8712" و"8716". 2 في الأصل: قسيما وهو تحريف. 3 رجاله ثقات كلهم من رجال الصحيحين، سفيان هو الثوري والحكم هو ابن عتيبة. 4 إذا اجتمع الفريابي وقبيصة فذلك، وإذا اختلفا فقد قال أبو عمير بن النحاس: سألت ابن معين قلت: أيهما أحب إليك كتاب الفريابي أو كتاب قبيصة؟ قال: كتاب الفريابي. وقال السلمي: سألت الدارقطني: إذا اجتمع قبيصة والفريابي من تقدم منهما؟ قال: الفريابي نفضله ونشكره انظر "التهذيب" "6/ 536-537". 5 أخرجه عنه الطبري "8/ 19" "8707" ونقله ابن كثير "1/ 456" ولم ينسبه إلى مصدر، وبين القولين اختلاف في اللفظ، وقد ساق الحافظ نص ابن كثير فيكون قد نقله عنه! 6 في ابن كثير بدل هذا: "ويسدده".

قلت: وهذا منزع آخر، وهو يشبه ما ثبت في "الصحيحين" من قصة إشارة النبي صلى الله عليه وسلم على سعد بن أبي وقاص أن يبقي لورثته1. وأخرج الطبري2 من طريق العوفي عن ابن عباس: أنها نزلت تنبيها للأوصياء على حفظ أموال اليتامى. وهو حسن لكن يحتاج إلى حمل القول في قوله: {وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} على جميع الأعمال البدنية واللفظية والقلبية3. 283- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} [الآية: 10] . نقل4 الثعلبي5 عن مقاتل بن حيان: أنها نزلت في رجل من غطفان يقال له: مرثد بن زيد، ولي مال ابن أخيه وهو يتيم صغير [فأكله] 6 فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية. 284- قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [الآية: 11] .

_ 1 وراه البخاري في كتاب "الوصايا"، باب أن يترك ورثته أغنياء ... "الفتح" "5/ 363" وغيره ومسلم في كتاب "الوصية"، باب الوصية بالثلث "3/ 1250". وقد نقل ابن كثير "1/ 456" حديث "الصحيحين"، والحافظ تبعه. 2 "8/ 23" "8719" والنقل بالمعنى. 3 يظهر هذا من نقل قول ابن عباس بنصه: "يعني بذلك الرجل يموت وله أولاد صغار ضعاف، يخاف عليهم العيلة والضيغة، ويخاف بعده أن لا يحسن إليهم من يليهم، يقول: فإن ولي مثل ذريته ضعافا يتامى، فليحسن إليهم، ولا يأكل أموالهم إسرافا وبدارا خشية أن يكبروا، فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا". 4 في الأصل: "قال نقل" ووضع الناسخ على "قال" كذا فحذفته. 5 وكذلك في الواحدي "ص138" فهو قد أخذه من شيخه. 6 استدركته من الواحدي.

1- قال البخاري في أول باب الفرائض1: باب قوله: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} إلى قوله: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيم} 2: حدثني إبراهيم بن موسى نا هشام بن يوسف أن ابن جريج3 أخبرهم أخبرني محمد بن المنكدر عن جابر قال: عادني النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ماشيين ووجدني لا أعقل شيئا، فدعا بماء فتوضأ منه ثم رش علي، فأفقت، فقلت: ما تأمرني أن أصنع في مالي يا رسول الله؟ فنزلت {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} . وأخرجه مسلم4 من رواية حجاج بن محمد عن ابن جريج وقد اختلف الرواة عن ابن المنكدر فالأكثر أبهموا الآية وكشفها ابن جريج وابن عيينة فممن أبهمها سفيان الثوري ولفظه: نزلت آية الميراث، وكذا قال شعبة، وقال مرة: آية الفرائض، فأما ابن عيينة فقال: حتى نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ} الآية5 وكلها في الصحيح6. ورواية أحمد بن حنبل7 عن ابن عيينة تشير إلى أن تعيين الآية من جهة ابن عيينة وأن آخر الحديث عنده كما عند الثوري وشعبة.

_ 1 انظر "الفتح" "3/ 12". 2 في الأصل: "حكيم" من السهو. 3 حصل سهو للحافظ هنا، فهذا السند ساقه البخاري في كتاب "التفسير"، وأما سنده في أول كتاب الفرائض فهو: "حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن محمد ... " وكذلك المتن هو من كتاب التفسير وفيه حذف. 4 في كتاب "الفرائض"، باب ميراث الكلالة "3/ 1235" وأخرجه آخرون منهم أصحاب السنن الأربعة وأصحاب التفاسير الأربعة عبد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم انظر "الدر المنثور" "2/ 444". والواحدي أيضا انظر "الأسباب" "ص138". 5 هي الآية "176" آخر آية في السورة. 6 انظر العزو إلى "الصحيحين" السابق. 7 في "مسنده" "3/ 307".

قال أحمد "عن ابن عيينة حتى نزلت آية الميراث {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وكان له أخوات، ولم يكن له ولد". والذي يظهر أن من قوله: {يَسْتَفْتُونَكَ} إلى آخره من كلام ابن عيينة أدرج في الخبر لخلو رواية الباقين عن قوله وكان له أخوات إلى آخره فرأى البخاري أن تعيين ابن جريج أولى بالقبول من تعيين ابن عيينة لقوله1: إلى قوله: {عَلِيمٌ حَلِيم} 2 [....] 3 {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً} وقد فسرت الكلالة بمن لا ولد له ولا والد، وهي منطبقة على حال جابر. وقد توبع ابن جريج على هذا التعيين قال عبد بن حميد: نا عبد الرحمن بن سعد نا عمرو بن أبي قيس عن ابن المنكدر إلى آخره فنزلت {يُوصِيكُمُ اللَّهُ} 4. وهذا من المواضع التي تواردوا بها على استغراب ما وقع عند البخاري، ولم يقفوا على دقة نظره في ذلك. فإن قيل: قد وقع في رواية بهز5 عن شعبة. "قلت لابن المنكدر لما وقف عند قوله: آية الميراث قلت له:

_ 1 أي: لقول البخاري. 2 الآية: "12". 3 هنا ثلاث كلمات في الأصل عراها سواد فلم أستطع قراءتها، ويتصل السياق ولو وضعنا: "فإن المراد منها" انظر "الفتح" "8/ 244" "4/ 12". 4 فيه عمرو قال الذهبي في "الكاشف" "2/ 293": "وثق وله أوهام" وقال الحافظ في "التقريب" "ص426": "صدوق له أوهام" وأما عبد الرحمن فلم أعرفه! 5 في الأصل: غندر، ولكن الرواية في "صحيح مسلم" "3/ 1235" "عن بهز عن شعبة".

{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} ؟ قال: هكذا أنزلت" فإن ظاهره يساعد ابن عيينة؟ قلت: نعم، ولعل هذا هو الذي غر ابن عيينة حتى جزم بذلك، وليس صريحا في المراد فإنه يحتمل أنه أراد بقوله: هكذا أنزلت أي كما حدثتك بغير تعيين ويحتمل أنه أشار إلى الآية بعينها، ولكن لا يمتنع نزولها في عدة أسباب1 فقد تقدم في قوله: {وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} ذكر قصة بنتي سعد بن الربيع2. 2- وقد جاء عن جابر من وجه آخر في نزول آية الفرائض سبب آخر: قال أبو داود3: حدثنا مسدد نا بشر بن المفضل نا عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جئنا امرأة من الأنصار في الأسواق، فجاءت المرأة بابنتين فقالت: يا رسول الله هاتان بنتا ثابت بن قيس، قتل معك يوم أحد وقد استفاء عمهما مالهما كله ولم يدع لهما مالا إلا أخذه، فما ترى يا رسول الله؟ فوالله لا تنكحان أبدا إلا ولهما مال. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقضي الله في ذلك"، قال: ونزلت سورة النساء: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} الآية". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادعوا لي المرأة وصاحبها؛ فقال لعمهما: أعطهما 4 الثلثين، وأعط أمهما الثمن 5 وما بقي فلك" 6.

_ 1 وقد سكت النووي رحمه الله فلم يتكلم على جواب ابن المنكدر، مع أن ظاهره يستوقف الناظر. 2 انظر الكلام على الآية "7". 3 في "سننه"، كتاب "الفرائض" باب ما جاء في ميراث الصلب "3/ 120-121" وقال في "الفتح" "8/ 244": "أخرج أحمد وأصحاب السنن وصححه الحاكم" وأورده. 4 في الأصل: أعطها وهو خطأ. 5 في الأصل: الثلث وهو تحريف. 6 وقد أخرجه الواحدي من طريق بشر انظر "الأسباب" "ص139".

قال أبو داود: أخطأ فيه، هما ابنتا سعد بن الربيع، وثابت بن قيس قتل يوم اليمامة [....] 1 النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ساق الحديث من طريق ابن وهب عن داود ابن قيس وغير واحد من أهل العلم عن ابن عقيل، وقال فيه2: جاءت امرأة سعد بن الربيع بابنتيهما من سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذا رواه شريك النخعي وعبيد الله بن عمرو الرقي كلاهما عن ابن عقيل. أخرجه الترمذي3 وابن ماجه4 وغيرهما5 وقالوا: امرأة سعد بن الربيع. ونقل الثعلبي القصة عن عطاء مرسلا وزاد فيها إنها لما شكت قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "ارجعي فلعل الله أن يقضي في ذلك". فأقامت حينا ثم عادت وشكت وبكت فنزل {يُوصِيكُمُ اللَّهُ} الحديث6". 3- سبب آخر لأول الآية المذكورة قال البخاري7: حدثنا محمد بن يوسف عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: كان المال للولد، وكانت

_ 1 هنا كلمتان عرا الأول بياض والثانية سواد فلم تقرأ، ولعلها: "بعد عهد". 2 في الأصل: "فقد" ولم أعرف له معنى، ورجحت أن يكون المقصود: "فيه" كما أثبت. 3 في "جامعه"، كتاب "الفرائض"، باب ما جاء في ميراث البنات "4/ 631" من طريق عبيد الله وقال: "هذا حديث صحيح لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل، وقد رواه شريك أيضا عنه "انتهى باختصار". 4 في "سننه"، كتاب "الفرائض"، باب فرائض الصلب "2/ 908" من طريق سفيان بن عيينة عن ابن عقيل. 5 كالحاكم في "المستدرك"، كتاب "الفرائض" "4/ 233-334 و342" من طريق الرقي، وقال "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. 6 انظر ما نقله السيوطي في "اللباب" "ص64-65" عن الحافظ ابن حجر وقد ذهب إلى أنها نزلت في الأمرين معا. 7 في كتاب "التفسير" "الفتح" "8/ 244".

الوصية للوالدين، فنسخ الله من ذلك ما أحب فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين، وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس أو الثلث، وجعل للزوجة الثمن أو الربع وللزوج الشطر أو الربع"1. 4- سبب آخر لبعضها: فأخرج الطبري2 وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس: لما نزلت آية الفرائض قال بعضهم: يا رسول الله أنعطي الجارية نصف ما ترك أبوها وليست تركب الفرس ولا تقاتل القوم وكذلك الصبي؟ وكانوا في الجاهلية لا يعطون الميراث إلا لمن قاتل ويعطونه الأكبر فالأكبر فنزلت {فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} . 285- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [الآية: 19] . 1- أخرج ابن أبي حاتم3 من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية قال: كان الرجل إذا مات وترك زوجة ألقى عليها حميمه ثوبه فمنعها4. فإن كانت جميلة تزوجها وإن كانت دميمة حبسها حتى تموت فيرثها. وأخرج البخاري5 من طريق أبي إسحاق الشيباني عن عكرمة عن ابن عباس

_ 1 لم يتضح لي السبب. 2 "8/ 32" "8726" وقد اختصره. 3 ومن قبله الطبري "8/ 109" "8882" وإليهما عزاه السيوطي في "الدر" "2/ 462". 4 أي: "من الناس" كما هو في الطبري. 5 في كتاب "التفسير" "الفتح" "8/ 245" وكذلك أخرجه أبو داود في كتاب "النكاح"، باب قوله تعالى: {لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ ... } "2/ 230" والواحدي "ص140" وآخرون انظر "الدر" "2/ 462" و"اللباب" "ص65".

قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاؤوا زوجوها، وإن شاؤوا لم يزوجوها، هم أحق بها من أهلها، فنزلت هذه الآية في ذلك. وأخرجه أبو داود1 من طريق يزيد النحوي لعن عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية قال: وذلك أن الرجل كان يرث امرأة ذي قرابته فيعضلها حتى تموت أو ترد إليه صداقها "يعني الذي كان الميت أعطاها"2 فأحكم الله ذلك3. وأخرج ابن أبي حاتم4 من طريق الليث عن سعيد بن أبي هلال5 قال زيد بن أسلم في هذه الآية: كان أهل يثرب إذا مات الرجل منهم في الجاهلية ورث امرأته من يرث ماله، فكان يعضلها حتى يرثها أو يزوجها ممن أراد، وكان أهل تهامة يسيء الرجل صحبة المرأة حتى يطلقها ويشترط عليها أن لا تتزوج إلا من أراد حتى تفتدي منه ببعض. ما أعطاها، فنهى الله المؤمنين عن ذلك. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق إسرائيل عن السدي عن أبي مالك: كانت المرأة في الجاهلية إذا مات زوجها جاء وليه فألقى عليها ثوبا فإن كان له ابن صغير أو أخ حبسها حتى تشيب أو تموت فيرثها، وإن هي انفلتت فأتت أهلها من

_ 1 "2/ 231". 2 التوضيح من الحافظ. 3 النص في أبي داود: فاحكم الله عن ذلك، ونهى عن ذلك. 4 وعزاه إليه في "الدر" "2/ 463". 5 قال في "التقريب" "ص242": "صدوق لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفا إلا أن الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط" وهو من رجال الستة، والليث هو ابن سعد معروف.

قبل أن يلقى عليها ثوبا نجت فنزلت1. وأخرج الطبري2 وابن مردويه3 من طريق محمد بن فضيل، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه قال: لما توفي أبو قيس بن الأسلت أراد ابنه أن يتزوج امرأته وكان لهم ذلك في الجاهلية فنزلت4. وأخرج الطبري5 من طريق ابن جريج أخبرني عطاء أن أهل الجاهلية كانوا إذا هلك الرجل وترك امرأة حبسها أهلها على الصبي يكون فيهم فنزلت. وبه عن ابن جريج قال: وقال مجاهد: كان الرجل إذا توفي كان ابنه أحق بامرأته ينكحها إن شاء، لم يكن ابنها، أو يزوجها من شاء أخاه أو ابن أخيه. وبه قال ابن جريج: قال عكرمة: نزلت في كبيشة بنت معن بن عاصم من الأوس توفي عنها أبو قيس بن الأسلت فجنح عليها ابنه، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله لا أنا ورثت زوجي، ولا أنا تركت فأتزوج فنزلت. وأخرج ابن المنذر من طريق محمد بن ثور عن ابن جريج قال: قال عكرمة، فذكره إلا أنه قال: مات الأسلت فجنح عليها ابنه أبو قيس وهذا منكر، والمحفوظ:

_ 1 كل ما سبق ذكره ليس فيه سبب نزول مباشر. 2 "8/ 105" "8870". 3 عزاه إليه ابن كثير "1/ 465". وزاد السيوطي في "الدر" "2/ 462" نسبته إلى النسائي، وفي "اللباب" "ص65" إلى ابن حاتم وقال: بسند حسن وبهذا حكم عليه الحافظ في "الفتح" "8/ 247". 4 لعل هذه الرواية هي التي أشار إليها الحافظ في "الإصابة" "4/ 162" بقوله: "والمنقول في تفسير سنيد عن حجاج عن ابن جريج ما تقدم من نزول {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} في أبي قيس بن الأسلت وامرأته وابنه من غيرها، وقد جاء ذلك من رواية أخرى وهي مبينة في "أسباب النزول" ولاحظ ما سيأتي في الآية "22". 5 "8/ 106" "8873".

مات أبو قيس بن الأسلت فألقى عليها ابنه ثوبا. وقد جمع الثعلبي ما تقدم فنظمه في سياق واحد بزيادة ونقص فقال. قال المفسرون1. كان من أهل المدينة في الجاهلية في أول الإسلام إذا مات الرجل وله امرأة جاء ابنه من غيرها، أو قريبه من عصبته فألقى ثوبه عليها، أو على خبائها فصار أحق بها من نفسها، ومن غيره، فإن شاء أن يتزوجها تزوجها بغير صداق إلا الصداق الأول الذي أصدقها الميت، وإن شاء زوجها غيره وأخذ صداقها فلم يعطها منه شيئا، وإن شاء عضلها ومنعها من الأزواج وطول عليها وضارها لتفتدي منه بما ورثت من الميت أو تموت هي فيرثها، فإن ذهبت المرأة إلى منزل أهلها قبل أن يلقي عليها ابن زوجها ثوبه فهي أحق بنفسها، فكانوا كذلك حتى توفي أبو قيس بن الأسلت الأنصاري وترك زوجته2 كبيشة بن معن الأنصارية فقام ابن له من غيرها يقال له حصن فطرح ثوبه عليها فولي نكاحها ثم تركها فلم يقربها، ولم ينفق عليها يضارها بذلك لتفتدي منه بمالها، وكذلك3 كانوا يفعلون إذا كانت جميلة موسرة دخل بها وإلا طول عليها لتفتدي منه، فأتت كبيشة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله إن أبا قيس توفي وولي ابنه نكاحي وقد أضر بي4 وطول علي، فلا هو ينفق علي ولا هو يدخل بي ولا هو يخلي سبيلي. فقال لها: "اقعدي في بيتك حتى يأتي فيك

_ 1 وكذلك قال الواحدي "ص140-141" ولم يذكر الثعلبي. فهو قد نقله منه وزاد فيه نقلا عن مقاتل، وقد نقل الحافظ في "الفتح" "8/ 247" أول ما أورده الواحدي ثم قال: "وكأنه نقله من تفسير الثعلبي". ملاحظة: تحرف الثعلبي في الفتح إلى "الشعبي! ". 2 في الأصل: ابنته وهو تحريف. 3 من هنا إلى قوله: "فأتت" ليس في الواحدي، فلا أدري هل هو من تعبير الحافظ أم نقله عن الثعلبي. 4 في الأصل: "أجبرني" وهو تحريف.

أمر الله"، قال: فانصرفت وسمع النساء بذلك فأتين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مسجد الفضيخ1 فقلن: يا رسول الله ما نحن إلا كهيئة كبيشة غير أنه لم ينكحنا الأبناء2 وإنما نكحنا بنو العم! فأنزل الله عز وجل هذه الآية. قلت: وفي قوله إن المرأة كانت ترث زوجها مخالفة لما تقدم في قوله: إنهم كانوا لا يورثون النساء. 2- سبب3 آخر: أخرج ابن أبي حاتم من طريق قيس بن الربيع عن سالم هو الأفطس عن مجاهد في قوله: {أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} قال: الرجل يكون في حجره اليتيمة هو يلي أمرها فيحبسها رجاء أن يتزوجها أو يزوجها ابنه إلى أن تموت فيرثها. 286- قوله تعالى: {وَلا تَعْضُلُوهُنَّ} [الآية: 19] 4. تقدم في الذي قبله. وأخرج الطبري5 من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: كان العضل في قريش بمكة، ينكح الرجل المرأة الشريفة فقد لا توافقه فيشارطها على أن يطلقها ولا تتزوج إلا بإذنه، فإذا خطبها الخاطب فإن أعطته وأرضته أذن لها وإلا عضلها. وأخرج عبد الرزاق6 عن معمر عن سماك بن الفضل عن ابن البيلماني7:

_ 1 تعيين المكان ليس في الواحدي. 2 في الأصل: لم ينكحها إلا أننا وهو تحريف وأثبت ما في الواحدي "ص141". 3 الصحيح أن يقول: تفسير آخر. 4 لا أجد فيما ذكره هنا سبب نزول مباشرًا. 5 "8/ 133" "8892". 6 في "تفسيره" "ص40" وعنه الطبري "8/ 111" "8885" وأخرجه ابن المنذر أيضًا أنظر "الدر" "2/ 463". 7 في الأصل وفي "الدر المنثور" "2/ 463": "السلماني" دون تنقيط وهو تحريف والصواب ما أثبت واسمه عبد الرحمن قال عنه في "الكاشف" "2/ 141": "قال أبو حاتم: لين. وذكره ابن حبان في "الثقات" وفي "التقريب" "ص337": "ضعيف".

نزلت هاتان الآيتان1 إحداهما في أمر الجاهلية والأخرى في أمر الإسلام. وأخرجه الطبري2 من طريق ابن المبارك عن معمر، وزاد: يعني في الأولى لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها في الجاهلية، والثاني: ولا تعضلوهن في الإسلام. 287- قوله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفْ} . أخرج ابن أبي حاتم من طريق أشعث3 بن سوار عن عدي بن ثابت عن رجل من الأنصار قال: توفي أبو قيس بن الأسلت وكان من صالحي الأنصار فخطب ابنه قيس امرأة أبيه فقالت: إني أعدك ولدا ولكن أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم أستأمره فأتته، فأخبرته فأنزلت هذه الآية. وأخرجه الفريابي4 والحسن بن سفيان والطبراني5 من طريق قيس بن الربيع

_ 1 يقصد قوله: {لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} وقوله: {وَلا تَعْضُلُوهُنَّ} . 2 "8/ 111-112" "8886". 3 نقله الواحدي عن أشعث معلقا انظر "الأسباب" "ص141". 4 ذكر الحافظ هذا الخبر من طريقهما في "الإصابة" ففي ترجمة "قيس بن صيفي بن الأسلت" "3/ 251-252" وقال: في سنده قيس بن الربيع عن أشعث ... وهما ضعيفان، والخبر مع ذلك منقطع". 5 قال الهيثمي في "المجمع" "7 /3": "رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف". وقد روى عنه في "المعجم الصغير" حديثين ليس هذا منهما انظر "الروض الداني" "1/ 353-354" ثم انظر "الميزان" للذهبي "2/ 491". وهذا الحديث نقله الحافظ في "الإصابة" في ترجمة "أبو قيس الأنصاري" "4/ 162" وعزاه إلى الطبراني وسنيد. وزاد السيوطي في "الدر" "2/ 468" نسبته إلى ابن المنذر والبيهقي.

عن أشعث بسنده قال: توفي أبو قيس فذكره، فقالت: إن أبا قيس توفي -فقال لها خيرًا- وإن ابنه قيسا خطبني وهو من صالحي قومه وإنما كنت أعده ولدا؟ فقال لها: ارجعي إلى بيتك فنزلت {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} . وأخرج سنيد1 في "تفسيره" والطبري2 من طريقه عن حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عكرمة في هذه الآية قال: نزلت في أبي قيس بن الأسلت، خلف على أم عبيد الله3 بنت4 ضمرة5 وكانت تحت أبيه الأسلت، وفي الأسود بن خلف، خلف على امرأة أبيه بنت أبي طلحة بن عبد العزى وفي صفوان بن أمية خلف على فاختة بنت الأسود بن المطلب تحت أبيه "فقتل عنها"6.

_ 1 نقله هذا الحافظ في "الإصابة" في ترجمة قيس بن صيفي بن الأسلت "3/ 252"، وتحرف "سنيد" إلى "سيف" ونقل الأستاذ محمود شاكر في هامش له على الطبري "8/ 134" نص "الإصابة" ولم ينتبه إلى تحريف الاسم. 2 "8/ 133" "8940". 3 الاسم في الطبري غير مضاف، ولكنه ورد مضافا في ابن كثير "1/ 468" كأن الحافظ نقل منه. 4 في الأصل: بن وهو تحريف، وقد سقط من ابن كثير "الطبعة التي تحت يدي". 5 كذلك ورد الاسم في مطبوعة الطبري الأولى ومخطوطته، ولكن المحقق الأستاذ محمود شاكر رجح أن يكون: صخر وأثبته في طبعته كذلك وكتب تعليقا جيدا وشكك بنقل ابن كثير، ولا يمكن عد نقل ابن حجر دليلا يؤيد ابن كثير؛ لأنه ينقل عنه! وقد اختصر ابن كثير الرواية وجاءت مختصرة هنا! ووقع للحافظ سهو في نقل رواية سنيد في "الإصابة" "1/ 252" إذ سمى المرأة هناك: "ضمرة أم عبد الله، ثم ترجم لها في "الصحابيات" "4/ 354" فسبحان من لا يسهو. وقد غضب الأستاذ محمود من صنيع ابن حجر وقال: "وهذا خلط وعجب من العجب، ولم أجد من ذكر "ضمرة" هذه، ولا ذكرها الطبري كما سها الحافظ في ذكرها وإفراد ترجمتها، وأخطأ، وهو من الأدلة على عجلة الحافظ في تأليفه كتاب "الإصابة"، وصحة ما قيل من أنه لم يكن إلا مسودة لم يبيضها، فيمحها ... ". 6 من إضافة الحافظ.

وقال مقاتل بن سليمان1 في قوله تعالى: {لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} . نزلت في محصن بن أبي قيس بن الأسلت وفي امرأته هند بنت صبيرة2، وفي الأسود بن خلف وفي امرأته حبيبة بنت أبي طلحة [بن عبد العزى] 3، وفي منظور بن سيار4 الفزاري وفي امرأته كندة5 بنت خارجة بن شيبان6 المري، تزوجوا نساء آبائكم7 بعد الموت. ثم قال8 في قوله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} الآية: نزلت في محصن بن أبي قيس بن الأسلت، وفي امرأته كبيشة9 بنت معن بن سعيد10 بن عدي بن ناصر11 من الأوس انتهى وهذا هو الصواب في تسمية12 ابن أبي الأسلت.

_ 1 "1/ 229" وانظر "الأسباب" للواحدي "ص141". 2 في مقاتل: صبرة. 3 ليس في مقاتل. 4 فيه: يسار. 5 فيه: ملكه. 6 فيه: يسار. 7 في الأصل: "آبائهن" وهو تحريف. 8 "1/ 230". 9 في مقاتل: كبشة وهو خطأ. 10 في مقاتل: معبد. 11 فيه: عاصم. 12 في الأصل هنا إشارة لحق، ولم أجد شيئا في الهامش، وقوله هذا غريب وهو معارض بما سبق في الآية "19" إن المحفوظ أبو قيس بن الأسلت ولعل صواب العبارة هنا: ابن أبي قيس.

زاد الثعلبي: وفي أبي مقبل العدوي، تزوج امرأة أبيه [....] 1. 288- قوله تعالى: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ} [الآية: 23] . أخرج ابن أبي حاتم2 من طريق داود بن عبد الرحمن، وابن المنذر من طريق عبد الرزاق كلاهما عن ابن جريج: سألت عطاء عن قوله: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ} قال: كنا نتحدث -والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نكح امرأة زيد بن حارثة قال المشركون في ذلك، فأنزل الله تعالى {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ} . وقال يحيى بن سلام في "تفسيره": إنما قال: {مِنْ أَصْلابِكُمْ} لأن الرجل كان يتبنى الرجل في الجاهلية فأحل الله نكاح نساء الذين تبنوا، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم امرأة زيد بن حارثة بعدما طلقها وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك قد تبنى زيدا. وأخرج ابن المنذر من طريق محمد بن ثور عن ابن جريج: لما نكح النبي صلى الله عليه وسلم امرأة زيد بن حارثة قالت قريش: نكح امرأة ابنه3، فنزلت: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ} . 289- قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [الآية: 24] . ذكر سبب الاستثناء4:

_ 1 في الأصل فراغ بمقدار نصف سطر، وضع الناسخ في وسطه: وأرى أن الكلام قد تم. 2 وعبد الرزاق في "المصنف" وابن جرير وابن المنذر كما في "الدر" "2/ 475". 3 في الأصل: أبيه وهو تحريف. 4 قلت: أتراه يقصد المقطع الذي فيه الاستثناء أم نزول الآية كلها، فإن القصد الثاني فيرده أن الآية اشتملت على أحكام متعددة وهي مرتبطة بما قبلها ارتباطا وثيقا، ولا يمكن القول أنها نزلت منفردة فتأمل.

1- أخرج مسلم1 من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي الخليل عن أبي علقمة الهاشمي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بعث جيشا إلى أوطاس فلقي عدوا فقاتلوهم، فظهروا عليهم وأصابوا لهم سبايا فكان ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين فأنزل الله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [أي: فهن لكم حلال إذا انقضت عدتهن] 2. وقال عبد الرزاق3 عن معمر عن قتادة عن أبي الخليل أبو غيره عن أبي سعيد قال: نزلت [في يوم أوطاس] 4 فذكر نحوه وزاد قال: فاستحللناهن بملك اليمين. وعن الثوري عن [عثمان] 5 ولم يذكر أبا علقمة6.

_ 1 في كتاب "الرضاع"، باب جواز وطء المسببة بعد الاستبراء ... "2/ 1079". ومن طريقه أخرجه الواحدي "ص142" وأخرجه آخرون انظر "الدر" "2/ 478" و"اللباب" "ص66". 2 زياد من مسلم. 3 في "تفسيره" "ص41" وعنه الطبري "8/ 155" "8971" وقد ذكر الحافظ لفظ الطبري. 4 بياض بسبب التصوير وأثبت ما في الطبري. 5 بياض كذلك، والسند في الطبري "8/ 153" "8970": "أخبرنا الثوري، عن عثمان البتي، عن أبي الخليل، عن أبي سعيد الخدري، وكذلك هو في "الأسباب" للواحدي "ص141-142". 6 أي: لم يذكر أبو الخليل أبا علقمة قال الشيخ أحمد شاكر في "تخريج الطبري" 8/ 154": "وقد جزم المزي في "تهذيب الكمال"، وتبعه الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب"، بأن رواية أبي الخليل عن أبي سعيد مرسلة! هكذا دون دليل! مع أن مسلما روى الحديث بالوجهين. أمارة صحتها عنده". ولذلك قال النووي في "شرحه" "10/ 34-35" في الخلاف في إثبات "أبي علقمة" وحذفه: "ويحتمل أن يكون إثباته وحذفه كلاهما صواب، ويكون أبو خليل سمع بالوجهين، فرواه تارة كذا وتارة كذا" وعندي أن هذا هو الحق، ويكون من المزيد في متصل الأسانيد ثم ذكر من خرجه بالوجهين فقف عليه.

وقال الفريابي: [....] 1 عن سعيد بن جبير ومجاهد قالا: كان المسلمون يصيبون نساء المشركين2 فيذكروا3 أن لهن أزواجا فيقول المسلم: قد نهى الله في ذلك -قبل نزول {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} - فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت. 2- وأخرج عبد بن حميد وابن أبي خيثمة وأبو مسلم الكجي بسنده4 من طريق العباس بن أنس5 عن عكرمة: إن هذه الآية {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} 6 نزلت في امرأة يقال لها معاذة، كانت تحت شيخ من بني سدوس يقال له شجاع بن الحارث وكان معها [ضرة لها] 7 قد ولدت8 من شجاع أولادا رجالا، فانطلق شجاع -يمير أهله من هجر فمر بمعاذة ابن عم لها فقالت له: احملني إلى أهلي ليس عند هذا الشيخ خير. فحملها فوافق ذلك مجيء الشيخ، فلم يجدها فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

_ 1 بياض في الأصل. 2 هذا ما رجحت أن يكون. 3 كذا في الأصل: والصواب: فيذكرون أو فيذكرن. 4 وعن هؤلاء أخرج القصة في "الإصابة" في ترجمة شجاع "2/ 138" وبين المكانين خلاف يسير ونقلها السيوطي "2/ 482" عن عبد فقط! 5 في "الإصابة": خلس ولم أجده بكلا الاسمين في "التهذيب والميزان وتاريخ البخاري الكبير والجرح والتعديل". 6 لا أدري ما علاقة هذه الآية بهذه القصة؟ 7 في الأصل: "فتركها" وهو تحريف شديد. 8 أي: الضرة.

يا رسول الله أفضل العرب1 ... خرجت2 أبغيها الطعام في رجب فقد تولت وألطت بالذنب3 ... وهن4 شر غالب لمن غلب رأت غلاما واركا على القتب5 ... لها به6، وله بها6 أرب7 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عل عل 8، فإن كان الرجل كشف لها ثوبا فارجموها، وإلا ردوا على الشيخ امرأته". فانطلق مالك بن شجاع -ابن ضرتها- فطلبها، فجاء بها، فقالت له أمه9: يا ضار أمه، ونزلت10 معاذة بيتها، وولدت لشجاع، وجعل شجاع يشبب بها في أبيات11.

_ 1 كذلك ورد الشطر في "الدر"، وهو في "الإصابة": يا مالك الناس وديان العرب واقتصر من الأبيات عليه. 2 في "الدر": "إني خرجت" و"إني" زيادة لا تصح. 3 في "الدر": "فتولت" وكلاهما جائز، وفي "القاموس" "ص885" "ألطت الناقة بذنبها: ألصقته بحيائها عند العدو" فقد يكون يقصد الناقة حقيقة، وقد يكون يكني بها عن المرأة. 4 في "الدر": "وهي" تحريف. 5 ورك: اعتمد على وركه، والوارك: ما فوق الفخذ. والقنب: إلا كاف الصغير على قدر سنام البعير انظر "القاموس" "ص157 و1235". 6 سقط من "الدر". 7 قسيم البيت غير موزون. لعله: لها به، كما له بها، أرب. 8 جاء في "القاموس" "ص1339": "عل عل: زجر الغنم" وكأنها استعملت هنا للزجر، بمعنى أعم وقد تحرفت في "الدر المنثور" إلى: علي علي. 9 في الأصل: "ليمامه" من غير تنقيط وهو تحريف شديد. 10 في الأصل: "ويركب" وهو تحريف. 11 النص في "الإصابة": "فلما نزلت معاذة واطمأنت جعل شجاع يقول: لعمري ما حبي معاذة بالذي ... يغيره الواشي ولا قدم العهد ولم يذكر هذا في "الدر"، وفي "مسند أحمد" "2/ 202" في حديث الأعشى المازني نسبة هذا البيت للأعشى ومعه ثان هو: ولا سوء ما جاءت به إذا أزالها ... غواة الرجال إذ يناجونها بعدي

قلت: وقصتها شبيهة بقصة معاذة زوج الأعشى المازني1 وهي عند أحمد في "المسند"2، وما أدري أهما واحدة أو اتفق الاسم والقصة3؟ 290- قوله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} [الآية: 24] . 1- قال مقاتل4 نزلت5 في المتعة {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} ثم قال {وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ} أي: إذا زدتم في الأجر وازددتم في الأجل ثم نسخ ذلك. ويؤيده ما أخرجه الشيخان في "الصحيحين"6 عن ابن مسعود كنا نغزو وليس

_ 1 الأعشى المازني هو عبد الله بن الأعور وترجمته في "الإصابة" بالاسم واللقب في "1/ 54 و2/ 276" وله ذكر في ترجمة نضلة بن طريف "3/ 555". 2 انظر "المسند" "2/ 201-202" في "مسند عبد الله بن عمرو"! و"الإصابة" في ترجمة عبد الله بن الأعور "2/ 276". 3 وقال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة شجاع "2/ 138". "وقد وقع نحو ذلك للأعشى المازني" فهو جازم بالتعدد ولكنه هنا متردد! والظاهر أن "الإصابة" متأخر عن العجاب. 4 "1/ 231-232". 5 لم يقل مقاتل: نزلت، وإنما قال: "ثم ذكر المتعة ... "! 6 انظر "صحيح البخاري"، كتاب "التفسير" سورة المائدة "الفتح" "8/ 276" وكتاب "النكاح" باب تزويج المعسر وباب ما يكره من التبتل والخصاء "الفتح" "9/ 116 و117" و"صحيح مسلم"، كتاب "النكاح"، باب نكاح المتعة ... "2/ 1022". وفات الحافظ عزوه إلى النسائي فهو فيه في "التفسير" في "الكبرى" كما في "التحفة" "7/ 134".

لنا نساء1 فرخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل. الحديث. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج نا إسحاق بن سليمان عن موسى بن عبيدة2 عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال: كانت متعة النساء في أول الإسلام كان الرجل إذا قدم البلدة ليس معه من يصلح له ضيعته ولا يحفظ له متاعه فيتزوج المرأة إلى قدر ما يرى أنه يفرغ من حاجته لذلك وكان يقرأ {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ} الآية. وأخرج أبو عبيد في كتاب "النكاح" وابن المنذر من طريقه عن حجاج بن محمد عن ابن جريج أخبرني عطاء سمعت ابن عباس يقول: يرحم الله عمر ما كانت المتعة إلا رحمة من الله رحم بها أمة محمد ولولا نهيه عنها ما احتاج إلى الزنى إلا شقي قال: وقال: كأني أسمع قوله الآن إلا شقي. عطاء القائل3. قال4 وقال عطاء: وهي التي في سورة النساء {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} إلى كذا وكذا من الأجل على كذا وكذا، قال: وليس بينهما وراثة، فإن بدا لهما أن يتراضيا بعد الأجل فنعم وإن تفرقا فنعم ليس بينهما نكاح. قال: وأخبرني أنه سمع ابن عباس يراها الآن حلالًا5 وقال عبد الأعلى عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة سألت ابن عباس عن المتعة فقال: أما تقرأ سورة النساء؟ قلت: بلى قال: فما تقرأ {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} قلت: لا، قال فقال ابن عباس: والله

_ 1 ورد هذا اللفظ في الموضع الثالث من البخاري: شيء! 2 ضعيف وقد مر. 3 كذا في الأصل ولعله سهو الناسخ، يريد الحافظ أن قائل "كأني أسمع" عطاء. 4 أي: ابن جريج. 5 وفي "الدر المنثور" "2/ 487" نسبته إلى عبد الرزاق أيضًا.

لهكذا أنزلها الله عز وجل أخرجه "....."1. وقال حبيب بن أبي ثابت: أعطاني ابن عباس مصحفا فقال: هذا على قراءة أبي بن كعب فرأيت منه {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} أخرجه [الطبري] 2. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي عمر عن ابن عيينة: هي المتعة أمروا بها قبل أن ينهوا عنها. 2- سبب آخر في قوله تعالى: {وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ} . أخرج الطبري3 من طريق سليمان التيمي عن حضرمي بن لاحق4 أن رجالا كانوا يفترضون5 المهر ثم عسى أن تدرك أحدهم العسرة فنزلت6.

_ 1 فراغ في الأصل بمقدار أربع كلمات والأثر أخرجه الطبري "8/ 177" "9037" والحاكم في "المستدرك" كتاب "التفسير" "2/ 305" وقال: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" وأقره الذهبي وزاد السيوطي "2/ 484" نسبته إلى عبد بن حميد وابن الأنباري في "المصاحف". 2 في الأصل فراغ بمقدار كلمة، والخبر في الطبري، فأثبته، ولكن في نقل الحافظ ما يستدرك عليه، وأسواق ما أورده الطبري ليتبين قال رحمه الله "8/ 176-177" "9035": "حدثنا أبو كريب قال: حدثنا يحيى بن عيسى قال: حدثنا نصير بن أبي الأشعث قال: حدثني ابن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه قال: أعطاني ابن عباس مصحفا فقال: هذا على قراءة أبي "قال أبو كريب": قال يحيى: فرأيت المصحف عند نصير، فيه "فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى" إذن فالرأي هو شيخ شيخ الطبري: "يحيى" لا حبيب كما نقل الحافظ! 3 "8/ 180" "9045". 4 في الطبري: "زعم حضرمي أن" بدون ذكر اسم أبيه. 5 فيه: يفرضون. 6 لا أجد فيما ذكر سبب نزول، وإنما هو تفسير.

291- قوله تعالى: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [الآية: 27] . أخرج ابن أبي حاتم1 من طريق بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان قال: كانت اليهود تزعم أن نكاح الأخت من الأب حلال من الله فأنزل الله هذه الآية. ومن طريق السدي2 {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ} : هم اليهود والنصارى. 292- قوله تعالى: {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ} [الآية: 32] . 1- قال الترمذي3 حدثنا ابن أبي عمر نا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أم سلمة أنها قالت: يغزو الرجال ولا تغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث! فأنزل الله: {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} . قال مجاهد: وأنزل فيها: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} 4.

_ 1 وعزاه إليه في "الدر" "2/ 493" وهو فيه أطول مما هنا. 2 وأخرجه من قبله الطبري "8/ 213" "9133". 3 في كتاب "التفسير" "5/ 221"، أخرجه أحمد في "المسند" "6/ 322" والطبراني في "الكبير" "23/ 280" والحاكم في "المستدرك" "2/ 305" وقال: "صحيح الإسناد على شرط الشيخين إن كان سمع مجاهد من أم سلمة" وسكت الذهبي! والواحدي في "الأسباب" "ص143" وآخرون وانظر "مرويات الإمام أحمد في التفسير" "1/ 352" و"الدر المنثور" "2/ 507" و"اللباب" "ص67". 4 سورة الأحزاب: "35". قلت: وفي نزول {وَلا تَتَمَنَّوْا ... } هنا نظر فإنها تخاطب الرجال لا النساء واستفسار أم سلمة عن النساء يقتضي أن يكون الخطاب لهن، وهذا ما يقال في الروايات الأخرى المذكورة هنا ما عدا رواية عبد بن حميد وما بعدها. ثم إن هذه الآية مرتبطة بما قبلها وهي الآية "29": {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ ... } فالنهي عن التمني متصل بالنهي عن أكل بعض الناس أموال بعضهم انظر "التفسير الحديث" لدروزة "9/ 63". ولعل الأرجح نزول آية الأحزاب جوابا لأم سلمة فإن نصها وسياقها يساعد على ذلك والله أعلم.

وكذا أخرجه عبد الرزاق1 عن ابن عيينة. قال الترمذي: هذا مرسل "يعني: قول مجاهد"2 وقد رواه بعضهم عن الثوري3 عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أن أم سلمة قالت [كذا وكذا] 4. قلت: أخرجه الفريابي عن الثوري كذلك قال قالت أم سلمة فذكره5 وسيأتي في سورة الأحزاب. وأخرج ابن أبي حاتم6 من طريق أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله للذكر مثل حظ الأنثيين وشهادة امرأتين بشهادة رجل. أفنحن في العمل كذا إن عملت امرأة حسنة كتب لها نصف حسنة فأنزل الله تعالى: {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ} . فإنه عدل مني وأنا7 صنعته. وقال مقاتل8: لما نزلت للذكر مثل حظ الأنثيين قالت9 النساء: نحن

_ 1 وفي "تفسيره" "ص42" وعنه الطبري "8/ 262" "9141". 2 التوضيح من الحافظ. 3 ليس في "الجامع": عن الثوري. 4 من الترمذي. 5 وكذلك رواه الطبري "8/ 261" "9236-9237". 6 وإليه وحده عزاه السيوطي "2/ 507". 7 في "الدر": "وأن" وهو تحريف. 8 "1/ 234". 9 في الأصل: "قلن" وأثبت ما في مقاتل.

كنا1 أحق أن يكون لنا سهمان، ولهم سهم؛ لأنا ضعاف الكسب والرجال أقوى على التجارة والطلب منا، فإذ2 لم يفعل الله ذلك بنا فإنا نرجو أن يكون الوزر3 على نحو ذلك عنا وعنهم4 فنزلت. وأخرج إسحاق بن راهويه5 في "تفسيره"6 من طريق خصيف عن عكرمة أن النساء سألت الجهاد فقلن: وددنا أن الله جعل لنا الغزو فنصيب من الأجر ما يصيب الرجال فنزلت. وقال عبد الرزاق7 عن معمر عن شيخ من أهل مكة: كان النساء يقلن: ليتنا كنا رجالا فنجاهد كما يجاهد الرجال ونغزو في سبيل الله! فقال الله تعالى: {وَلا تَتَمَنَّوْا} . وأخرج عبد بن حميد من رواية شيبان عن قتادة8: كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء إلا الصبيان يجعلون الميراث لذوي الأسنان، وقال النساء: لو جعل نصيبنا من الميراث كنصيب الرجال، وقال الرجال: إنا لنرجوا أن نفضل بحسناتنا كما

_ 1 في الأصل: كن، وليس في مقاتل هنا وإنما جاء بعد في قوله: "فأنزل الله في ذلك من قولهم: وكنا نحن أحوج إلى سهمين". 2 في مقاتل: فإذا. 3 في الأصل: الورثة وهو تحريف! 4 في مقاتل: علينا وعليهم. 5 وعنه الواحدي "ص143". 6 لم يبين الواحدي ذلك. 7 في "تفسيره" "ص42" وعنه الطبري "8/ 236" "9242". 8 وكذلك الطبري "8/ 265-266" "9249" من طريق سعيد عنه. وانظر نصه ليتضح لك النص هنا أكثر.

فضلنا في مواريثنا فأنزل الله {وَلا تَتَمَنَّوْا} الآية يقول أن المرأة1 تجزى بحسنتها2 كما يجزى الرجل "...."3. وأخرج ابن أبي حاتم4 من طريق السدي في هذه الآية قال: إن الرجال قالوا نريد أن يكون لنا من الأجر الضعف على أجر النساء، كما لنا في السهام سهمان، ونريد أن يكون لنا في الأجر أجران. وقالت5 النساء: نريد أن يكون لنا أجر مثل أجرهم6 فإنا لا نستطيع [القتال] 7 ولو كتب علينا القتال لقاتلنا فأبى الله ذلك وقال: سلوا الله من فضله. 2- سبب آخر: قال عبد الرزاق8 عن معمر عن الكلبي لا تتمن زوجة أخيك ولا مال أخيك واسأل الله من فضله. 293- قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ 9 أَيْمَانُكُمْ} [الآية: 33] .

_ 1 في الأصل: امرأة وهو خطأ. 2 في الأصل: بحسنتنا وهو تحريف. 3 فراغ في الأصل بمقدار كلمة وكتب فيه الناسخ: كذا وفي الطبري تتمة: "قال الله تعالى: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} . 4 ومن قبله الطبري "8/ 264" "9246" ونقله الواحدي عن السدي معلقا انظر "ص143". 5 في الأصل: قال. 6 عرا الكلمة طمس في الأصل وهذا ما رجحت أن تكون، وفي الطبري: أجر الرجال. 7 استدركتها من الطبري. 8 في "تفسيره" "ص42". 9 هكذا في الأصل وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: عقدت انظر "السبعة" لابن مجاهد "ص233".

1- قال عبد الرزاق1 عن معمر عن قتادة: كان الرجل في الجاهلية يعاقد الرجل فيقول: دمي دمك وهدمي هدمك2 وترثني وأرثك وتطلب3 بي وأطلب بك، فلما جاء الإسلام بقي منهم ناس، فأمروا أن يورثوهم4 نصيبهم من الميراث وهو السدس ثم نسخها: {وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} 5. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق حصن عن أبي مالك في قوله: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} قال: هو حليف القوم يقول أشهدوه أمركم. وأخرج ابن أبي حاتم6 من طريق السدي عن أبي مالك في هذه الآية: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} قال: كان الرجل في الجاهلية يأتي القوم فيعقدون له أنه رجل منهم إن كان ضر أو نفع أو دم فإنه فيه مثلهم، ويأخذون له من أنفسهم مثل الذين يأخذون منه، فكانوا إذا كان قتال قالوا: يا فلان أنت منا فانصرنا، وإن كانت مشقة7 قالوا أعطنا أنت منا، وإن نزل به امر أعطوه وربما منعه بعضهم ولم ينصروه كنصرة بعضهم بعضا فتحرجوا من ذلك فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} قال: "أعطوهم مثل الذي تأخذون منهم". وقال مقاتل8 كان الرجل يرغب في الرجل فيحالفه بأن يعاقده على أن يكون

_ 1 في "تفسيره" "ص43" وعنه الطبري "8/ 275-276" "9270". 2 في عبد الرزاق: ذمتي ذمتك وعزمي عزمك وعن الهدم انظر تعليق الأستاذ محمود شاكر في هامش الطبري. 3 الأصل: واطلب وهو تحريف. 4 فيه: يؤتوهم. 5 سورة الأنفال الآية "75". 6 ومن قبله الطبري "8/ 280" "9287" وبين السياقين خلاف. 7 لم تنقط في الأصل، ولعل الأصح: مسغبة. 8 في "تفسيره" "1/ 234" وفي النقل اختصار.

معه وله سهم1 من ميراثه كبعض2 ولده فلما نزلت آية المواريث ولم يذكر أهل العقد أنزل الله بعدها: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} يعني من الميراث الذي عاقدتموهم عليه فلم تزل حتى نسختها: {وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} الآية. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق حجاج عن أبي جريج وعثمان بن عطاء كلاهما عن عطاء عن ابن عباس قال: كان الرجل يعاقد الرجل فذكر نحوه وزاد: كل حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة. 2- سبب آخر: أخرج البخاري3 وأبو داود4 والنسائي5 وابن أبي حاتم6 من طريق طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} قال: ورثة: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} كان المهاجرون حين قدموا المدينة يرث [المهاجر] 7 الأنصاري دون ذوي رحمة بالأخوة التي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم فنسختها هذه الآية: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} ثم قال: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} من النصرة والنصيحة والرفادة8 ويوصي لهم وذهب الميراث.

_ 1 "سهم" ليس في مقاتل. 2 في الأصل: لبعض. 3 في كتاب "الكفالة والتفسير والفرائض"، وعن الموضع الثاني انظر "الفتح" "8/ 247". 4 في كتاب "الفرائض"، باب نسخ ميراث العقد بميراث الرحم "3/ 128" "2922". 5 في كتاب "الفرائض"، وفي "الكبرى" كما في "التحفة" "4/ 418". 6 وكذلك الطبري "8/ 277" "9275" وابن المنذر والنحاس والحاكم والبيهقي في "سننه" كما في "الدر" "2/ 509". 7 من البخاري. 8 هي بكسر الراء، بعدها فاء خفيفة: الإعانة بالعيطة انظر "الفتح" "8/ 249".

وأخرج عبد الرزاق1 عن الثوري عن منصور عن مجاهد نحوه. وكذا أخرجه عبد بن حميد عن قبيصة عن الثوري. 3- سبب آخر: أخرج ابن أبي حاتم2 من طريق محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين قال: كنت أقرأ على أم سعد3 بنت سعد بن الربيع، أنا وابن ابنها موسى ابن سعد4 وكانت يتيمة5: في حجر أبي بكر الصديق6 فقرأت عليها {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} فقالت: لا ولكن {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} 7 قالت: إنها نزلت في أبي بكر الصديق وولده عبد الرحمن حين أبى أن يسلم فحلف أبو بكر أن لا يورثه فلما أسلم حين حمل على الإسلام بالسيف أمره الله أن يؤتيه8 نصيبه9. ونقل الثعلبي عن أبي روق نزلت في أبي بكر وابنه عبد الرحمن، وكان أبو بكر حلف أن لا يتبعه ولا يورثه شيئا من ماله فلما أسلم عبد الرحمن أمر أن يؤتى نصيبه

_ 1 في "تفسيره" "ص42-43" وعنه الطبري "8/ 278-279" "9278". 2 عزاه إليه ابن كثير "1/ 490" ولكن قد رواه من قبله أبو داود في كتاب "الفرائض"، باب نسخ ميراث العقد "3/ 128-129" "2923" ونقله عنه في "الإصابة" في ترجمة أم سعد "4/ 456". وإلى أبي داود وابن أبي حاتم عزاه السيوطي "2/ 511". 3 هي زوجة زيد بن ثابت انظر "الإصابة". 4 من قوله "أنا" إلى هنا لم يرد في "السنن المطبوعة" ولا في "الدر" وموسى بن سعد مترجم في "التهذيب" "1/ 345". 5 في الأصل: "سه" من غير تنقيط وهو تحريف، وفي ابن كثير "1/ 490" "وكان يتيما" وهو تحريف أيضا، وفي "اللباب المنقول" "ص67": مقيمة. 6 قوله: "بكر الصديق" سقط من "الدر"! 7 انظر لزاما "معجم القراءات القرآنية" "2/ 129". 8 في أبي داود: يؤتيه، وفي ابن كثير و"الإصابة والدر" كما هنا. 9 قوله: "فلما ... إلخ" هكذا النص هنا وفي ابن كثير -وكأن الحافظ نقل منه، والنص في أبي داود: "فلما أسلم أمر الله تعالى نبيه عليه السلام أن يؤتيه نصيبه، زاد عبد العزيز [أحد شيخي أبي داود هنا] : فما أسلم حتى حمل على الإسلام بالسيف ... ".

في المال. 294- قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [الآية: 34] . أخرج ابن أبي حاتم من طريق أشعث بن عبد الملك1 عن الحسن قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستعدي على زوجها أنه لطمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القصاص" فأنزل الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} الآية، فرجعت بغير قصاص". وأخرجه عبد بن حميد وابن المنذر من طريق حماد بن سلمة. وأخرجه الواحدي2 من طريق هشام3 كلاهما عن يونس. وأخرج ابن المنذر4 من طريق جرير بن حازم كلاهما عن الحسن أن رجلا لطم امرأته فخاصمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أهلها معها فذكر نحوه وفيه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "القصاص القصاص ولا يقضي قضاء" فأنزل الله هذه الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرادوا أمرا وأراد الله غيره". ونقل الثعلبي عن الكلبي قال: نزلت في سعد بن الربيع وامرأته عميرة بنت محمد بن مسلمة5 وذكر نحو القصة الآتية عن مقاتل.

_ 1 ثقة فقيه مات سنه "142". و"التقريب" "113". 2 "ص144-145". 3 في الواحدي: هشيم. 4 وكذلك الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه انظر "الدر" "2/ 512-513". 5 قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة عميرة هذه "4/ 370": حكى القرطبي في "التفسير" [5/ 111] أنه نزل فيها {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} إلى قوله: {عَلِيًّا كَبِيرًا} ثم وجدته في "تفسير الثعلبي" من طريق ابن الكلبي قال: لطم سعد بن الربيع زوجته عميرة، فشكته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "القصاص" فنزلت، وقد ذكرت في "سبب النزول" قولين آخرين فيما [كذا والصواب فيمن] نزلت الآية فيهما والكلبي واه".

ونقل عن أبي روق أنها نزلت في جميلة بنت عبد الله بن أبي وزوجها ثابت بن قيس بن شماس كانت نشزت عليه فلطمها فاستعدت عليه فنزلت. قلت: وقد تقدم ذكر هذه الأخيرة في تفسير البقرة في قوله تعالى: {فِيمَا افْتَدَتْ بِه} 1 وكان ذلك الخلع أول خلع في الإسلام. وقال مقاتل2: نزلت في سعد بن الربيع كان من النقباء وامرأته حبيبة بنت زيد بن أبي زهير وهما من الأنصار "وذلك إنها نشزت عليه ف"3 لطمها فانطلق أبوها معها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أفرشته كريمتي فلطمها! فقال: "لتقتص من زوجها" فانصرفت مع أبيها لتقتص منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ارجعا هذا جبريل أتاني" فأنزل الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أردنا أمرا وأراد الله أمرا والذي أراد الله خير ورفع القصاص". وقال عبد الرزاق4 عن معمر عن قتادة: صك5 رجل امرأته فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فأراد أن يقيدها منه فنزلت. وأخرجه عبد بن حميد6 من رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بلغنا فذكر

_ 1 الآية "229". 2 "1/ 234-235" وفي النقل تصرف، وقد نقل الواحدي "ص144" هذا النص، وقد ساق الحافظ لفظه! 3 ليس في مقاتل وهو في الواحدي. 4 في "تفسيره" "ص43" وعنه الطبري "8/ 291" "9306". 5 في الأصل: قتل وهو تحريف. 6 وكذلك الطبري "8/ 291" "9305".

نحوه وزاد في آخره أردنا وله طريق آخرى ذكرت في أواخر سورة طه1. 295- قوله تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [الآية: 37] . قال ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان كردم بن زيد حليف كعب بن الأشرف وأسامة بن حبيب ونافع بن أبي نافع وبحري بن عمرو وحيي بن أخطب ورفاعة بن زيد بن التابوت يأتون رجالا من الأنصار وكانوا يخالطونهم ينصحون لهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون لهم: لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم في ذهابها ولا تسارعوا في النفقة فإنكم لا تدرون ما يكون فأنزل الله فيهم {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} 2، أي: من النبوة التي فيها تصديق ما جاء به محمد أخرجه الطبري3. وأخرج الطبري4 أيضا من طريق سليمان التيمي عن الحضرمي بن لاحق5 في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} الآية قال: هم اليهود بخلوا بما عندهم من العلم فكتموا ذلك. ومن طريق مجاهد نحوه.

_ 1 انظر في هذا أيضا "الفتح السماوي" "2/ 484-486". 2 أرى أن قوله: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ ... } صفة لمن ذكروا في آخر الآية السابقة: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} فالقول لنزولها وحدها فيها نظر. 3 "8/ 353" "9501" وكذلك أخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم انظر "الدر" "2/ 538". 4 "8/ 351-352" "9494". 5 قوله: ابن لاحق من زيادة الحافظ!

ومن طريق السدي ومن طريق قتادة مثله1. وقال مقاتل2 في قوله: {وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} : إن رؤوس اليهود كعب بن الأشرف وغيره كانوا يأمرون سفلة اليهود بكتمان أمر محمد أن يظهروه. وأخرج ابن أبي حاتم3 من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال: كان علماء بني إسرائيل يبخلون بما عندهم من العلم وينهون العلماء أن يعلموا الناس شيئا فعيرهم الله بذلك فأنزل الله تعالى {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} الآية. 296- قوله تعالى4: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} [الآية: 40] . أخرج الطبري5 من طريق فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن عبد الله بن عمر قال: نزلت هذه الآية في الأعراب: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} 6 فقال رجل: فما للمهاجرين؟ قال: ما هو أعظم من ذلك {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} وإذا قال الله لشيء عظيم فهو عظيم7. 297- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىْ} [الآية: 43] .

_ 1 انظر على الترتيب "9495" و"9498" و"9497" و"تفسير مجاهد" "1/ 157-158". 2 "1/ 236-237". 3 وإليه عزاه في "الدر" "2/ 538". 4 وهم الناسخ هنا فأورده الآية الآتية وذكر عبد بن حميد ثم شطبه. 5 "8/ 367" "9511" وأخرجه كذلك سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني انظر "الدر المنثور" "2/ 539-540". 6 سورة الأنعام: "160". 7 ليس هذا من أسباب النزول، بل هو تفسير، ثم إن الآية الأولى من الأنعام -كما ذكرت- وهي مكية، والأعراب إنما كانوا حول المدينة بعد الهجرة.

1- قال عبد بن حميد: نا أبو نعيم نا طلحة هو ابن عمرو1 عن عطاء هو ابن أبي رباح قال: أول ما نزل في الخمر {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ 2} فقال3 بعض المنافقين نشربها لمنافعها وقال آخرون: لا خير في شيء فيه إثم ثم4 نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىْ} فقال بعض الناس: نشربها ونجلس في بيوتنا، وقال آخرون: لا خير في شيء يحول بيننا وبين الصلاة مع المسلمين فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} 5 فنهاهم فانتهوا. وأخرج هو والفريابي والطبري6 وأحمد7 والبزار8 وأصحاب السنن9 والحاكم10 كلهم من طريق عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب أن عبد الرحمن بن عوف صنع طعاما وشرابا فدعا نفرا من الصحابة

_ 1 متروك انظر "التهذيب" "5/ 23"، و"التقريب" "ص283". 2 من سورة البقرة: "219". 3 عليها في الأصل: ط! 4 عليها في الأصل: كذا! 5 سورة المائدة: "90". 6 "8/ 376" "9525". 7 لم أجده في "المسند" بعد بحث طويل ورجعت كذلك إلى "مرويات الإمام أحمد في التفسير" فلم أجده! 8 انظر مسنده "البحر الزخار" "2/ 211" في مسند علي بن أبي طالب. 9 أخرجه أبو داود في كتاب "الأشربة"، باب في تحريم الخمر "3/ 325"، والترمذي في "التفسير" "5/ 222" وقال: "حديث حسن صحيح غريب" والنسائي في التفسير في "الكبرى" كما في "التحفة" "7/ 402" ولم أجده في التفسير "المطبوع"! ولم يعزه المزي إلى ابن ماجه فعزوه إليه سهو. 10 في "مستدركه"، كتاب "التفسير" "2/ 307" قال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي وكتاب "الأشربة" "4/ 142" وكذلك أخرجه الواحدي "ص146".

فأكلوا وشربوا حتى ثملوا فقدموا عليا1 فقرأ بهم في المغرب {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فخلط فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} . وفي لفظ: قال دعا رجل من الأنصار عليا وعبد الرحمن فأصابوا من الخمر فقدموا عليا في صلاة المغرب فقرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فخلط فيها فنزلت. لفظ الفريابي عن الثوري. وأخرج ابن المنذر من طريق محمد بن ثور عن ابن جريج كما سيأتي قال وقال2 عن عكرمة: قرأ علي في آخر المغرب فقال في آخرها: ليس لكم دين وليس لي دين. وأخرجه الطبري3 من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن علي أنه كان هو وعبد الرحمن بن عوف ورجل آخر شربوا الخمر فصلى بهم عبد الرحمن فقرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونض} فخلط فيها فنزلت {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} وقال فيه أن عبد الرحمن هو الذي صلى بهم وقال: " ... "4 أصح طرقه؛ لأن الثوري سمع من عطاء قبل اختلاطه وعبد الرحمن بن مهدي أثبت من الفريابي.

_ 1 في أبي داود والترمذي والطبري أن المقدم علي، مصرح به وفي البراز والحاكم والواحدي: رجل مبهم وفي النسائي والحاكم في "الأشربة" المقدم عبد الرحمن: وانظر هامش "البحر الزخار" لزاما و"الفتح السماوي" "2/ 491-492". 2 أي: ابن جريج. 3 "8/ 376" "9524". 4 فراغ في الأصل بمقدار كلمة في وسكه نقاط ...

وفي رواية ابن أبي حاتم من طريق أبي جعفر الرازي عن عطاء عن أبي عبد الرحمن قال: صنع عبد الرحمن بن عوف طعاما ودعا أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فطعموا وشربوا وحضرت صلاة المغرب فتقدم بعض القوم فصلى بهم المغرب فقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فلم يقمها فأنزل الله تعالى الآية. وأخرجه عبد "...."1 من طريق حماد عن عطاء عن أبي عبد الرحمن أن عبد الرحمن بن عوف صنع طعاما وشرابا فدعا نفرًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلوا وشربوا حتى ثملوا فقدموا عليا فصلى بهم المغرب فقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ، وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} فنزلت. وفي رواية أبي داود عن علي: أن رجلا دعاه وعبد الرحمن، وفيه: فقدموا عليا2. وللترمذي والحاكم: صنع لنا عبد الرحمن، وفيه: فقدموني3. وللحاكم: دعانا رجل من الأنصار وأبهمه الأكثر4. وقال مقاتل بن سليمان5: صنع عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعا أبا بكر وعمر وعثمان وعلي6 وسعد بن أبي وقاص فأكلوا وسقاهم خمرا فحضرت الصلاة فأمهم علي فقرأ بقل يا أيها الكافرون فخلط، فنزلت فتركوا شربها إلا من بعد صلاة الفجر إلى الضحى الأكبر ليصلوا الأولى وهم أصحياء، ثم يشربونها من بعد صلاة

_ 1 فراغ في الأصل بمقدار كلمة وفي وسطه نقاط، وعبد هو ابن حميد، معروف. 2 الذي في "السنن المطبوعة": "فأمهم علي" وأخطأ الطابع في "أمهم" فكتبها: أمتهم. 3 هو كذاك في الترمذي، وأما في الحاكم في "التفسير" فاللفظ "فتقدم رجل". 4 انظر ما علقته قريبا. 5 "1/ 238" وفي النقل تصرف. 6 وضع الناسخ عليه: كذا، وهو كذلك في مقاتل، والوجه: عليا.

العشاء إلى ثلث الليل فيصبحون وهم أصحياء، ثم أن رجلا من الأنصار يقال له عتبان بن مالك دعا سعدا فأكلا وشربا ثم سكرا فأخذ عتبان [لحى] 1 البعير فكسر أنف سعد2 [فأنزل الله عز وجل تحريم الخمر في المائدة بعد غزاة الأحزاب] . وقال أبو داود الطيالسي3: نا شعبة أخبرني سماك بن حرب سمعت مصعب بن سعد يحدث عن سعد هو ابن أبي وقاص قال: نزلت في أربع آيات صنع رجل من الأنصار طعاما فدعا أناسا4 من المهاجرين وأناسا4 من الأنصار فأكلنا وشربنا حتى سكرنا ثم افتخرنا5 فرفع رجل لحى بعير ففزر6 به أنف سعد فنزلت7. وأخرجه مسلم بطوله وأصحاب السنن8 وبقية طريقه تأتي في تفسير

_ 1 وضع الناسخ بعد عتبان إشارة لحق، واستدركت الساقط من مقاتل. 2 في الأصل بعده فراغ بمقدار كلمة، وفيه إشارة لحق ولا يوجد هامش، واستدركت هذا من مقاتل. 3 في "مسنده" "ص28-29"، وقد ذكر الحافظ ما يريده من الحديث، وطوى ذكر الباقي، وقد أورده ابن كثير "1/ 500" عن ابن أبي شيبة. 4 في "المسند": ناسًا. 5 في "المسند": استخرجنا، وقال المصححون: لعلها اشتجرنا، ويستفاد الصواب مما ورد هنا. 6 في الأصل: "معصور" هكذا دون تنقيط وفي ابن كثير: "فعرز ... فكان سعد مغروز الأنف" وهو تحريف وعند الطيالسي: ففزر وهو الصواب، ومعنى فزر: شق: انظر "القاموس" "ص586". 7 أي: هذه الآية وقد صرح بها في "المسند". 8 كذلك قال ابن كثير من قبل المؤلف "1/ 500" وأضاف: "إلا ابن ماجه، من طرق عن سماك به". انظر "صحيح مسلم"، كتاب "فضائل الصحابة" باب في فضل سعد "4/ 1878" و"سنن أبي داود" كتاب "الجهاد" باب في النقل "3/ 77-78" عن عاصم عن مصعب، و"سنن الترمذي" كتاب "التفسير"، من سورة الأنفال والعنكبوت "5/ 250 و319" الأول عن عاصم والثاني عن شعبة وقال: "هذا حديث حسن صحيح وقد رواه سماك بن حرب عن مصعب أيضا" و"سنن النسائي" في التفسير، في "الكبرى" كما في "التحفة" "3/ 317" ولم أجده في "التفسير" المطبوع.

المائدة1. 2- قول آخر: أخرج الطبري2 وابن المنذر من طريق سلمة عن الضحاك {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىْ} قال: لم يعن بها الخمر إنما عنى بها سكر النوم. 298- قوله تعالى: {وَلا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيل} [الآية: 43] . أخرج الطبري3 من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب أن رجالا من الأنصار كانت أبوابهم في المسجد فتصيبهم الجنابة ولا ماء عندهم فلا يجدون ممرا إلا في المسجد فنزلت. 299- قوله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [الآية: 43] . 1- قال مالك في "الموطأ"4 عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، حتى إذا كان بالبيداء، أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس إلى أبي بكر فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء! فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال:

_ 1 أي: في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ ... } الآيتين "90-91". 2 "8/ 378" "9534" والضحاك هو ابن مزاحم مر، وسلمة هو ابن نبيط ثقة يقال: اختلط انظر "التهذيب" "4/ 158" -وله ذكر في ترجمة شيخه الضحاك "4/ 454"- و"التقريب" "ص248". 3 "8/ 384" "9567" وفي النقل تصرف. ويزيد ثقة من رجال الستة انظر "التهذيب" "11/ 318". 4 باب ما جاء في التيمم "1/ 59-60" "147" من رواية أبي مصعب الزهري. وأخرجه الواحدي "ص147" من طريق مالك رواية يحيى بن يحيى. والحافظ ساق نصه.

حبست1 رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء؟ فقال أبو بكر، ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم2 {فَتَيَمَّمُوْا} فقال أسيد بن حضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته. أخرجه البخاري3 ومسلم4 من طريق مالك5 وأخرجاه من رواية هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة6. وأخرجه الطبري7 من رواية عبيد الله بن عمر العمري عن عبد الرحمن بن

_ 1 في الواحدي: أحبست. 2 قال الحافظ في "الفتح" "1/ 434": "قال ابن العربي: هذه معضلة ما وجدت لدائها من دواء؛ لأنا لا نعلم أي الآيتين عنت عائشة، قال ابن بطال: هي آية النساء أو آية المائدة. وقال القرطبي: هي آية النساء. ووجهه بأن الآية المائدة تسمى آية الوضوء، وآية النساء، لا ذكر فيها للوضوء فيتجه تخصيصها بآية التيمم. وأورد الواحدي في "أسباب النزول" هذا الحديث عند ذكر آية النساء أيضًا، وخفي على الجميع ما ظهر للبخاري من أن المراد بها آية المائدة بغير تردد لرواية عمرو بن الحارث إذ صرح فيها بقوله: فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ} الآية. 3 في كتاب "التيمم"، قول الله تعالى [المائدة: 6] : {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ... } "الفتح" "1/ 431" وقد ذكرت في هذا الموضع أطرافه. 4 في كتاب "الحيض"، باب التيمم "1/ 279". 5 وكذلك أخرجه أحمد في "المسند" "6/ 179" وانظر "مرويات الإمام أحمد في التفسير" "1/ 364". 6 انظر "صحيح البخاري"، كتاب "التفسير"، سورة النساء "الفتح" "8/ 251" وجاء في كلام الحافظ: "إيراد المصنف له في تفسير سورة النساء يشعر بأن آية النساء نزلت في قصة عائشة، وقد سبق ما فيه في كتاب التيمم". و"صحيح مسلم" "1/ 279". 7 "8/ 400-401" "9635".

القاسم. ووقع عنده فجاء أبو بكر فجعل يهمزني1 ويقرصني، ولا أتحرك مخافة أن يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أوجعني ولا أدري كيف أصنع. ومن طريق أيوب2 عن ابن أبي مليكة مرسلا "....."3 وفي آخره: قال الناس: ما رأينا امرأة قط أعظم بركة منها. حديث آخر أخرج أحمد4 وأبو داود5 والنسائي6 من رواية الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن عمار بن ياسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرس بأولات7 الجيش ومعه عائشة زوجته فانقطع عقد لها من جزع ظفار8 فحبس الناس ابتغاء عقدها ذلك حتى أضاء الفجر وليس مع الناس ماء فأنزل الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم رخصة التطهر بالصعيد الطيب الحديث. وأخرجه النسائي9 وابن حبان10 وأبو داود11 من

_ 1 في الأصل: يهزني، وأثبت ما في الطبري، في "القاموس" "ص681": "الهمز: الغمز والضغط والنخس، والدفع والضرب والعض والكسر، يهمز ويهمز". 2 "8/ 401" "9636". 3 كلمة لم أستطع قراءتها وعليها إشارة لحق! ويتم السياق لو قدرنا "بمعناه". 4 في "مسنده" "4/ 263 و264" "بقية حديث عمار بن ياسر". 5 في كتاب "الطهارة" باب التيمم "1/ 86-87" "320". 6 في كتاب "الطهارة"، باب التيمم في السفر "1/ 167" "314" وأخرجه الواحدي "ص147-148". 7 في "المسند" بآلات وهو خطأ. 8 مدينة باليمن كما في "زهر الربى" للسيوطي "1/ 167". 9 "1/ 168" "315" عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه أخبره عن أبيه عن عمار. 10 انظر "الإحسان"، كتاب "الطهارة"، باب التيمم "4/ 133-134" "1310" وفيه: عن عبيد الله بن عبد الله عن أبيه وذكر محققه من خرجه أيضا فعد إليه إن شئت. 11 "1/ 86-87" "320".

طرق1 عن الزهري وقال أبو داود قال ابن عيينة2 -يعني عن الزهري-: مرة عن ابن عباس، ومرة عن أبيه يعني عبد الله بن عتبة. قلت: وهي رواية ابن ماجه3 وأخرجه الطبري4 من رواية الزهري5 عن عبيد الله عن أبي اليقظان وهي كنية6 عمار بن ياسر فذكره مختصرا وهو منقطع بين عبيد الله وعائشة. وفيه بعد قوله "فتغيظ أبو بكر على عائشة" وزاد فيه فدخل أبو بكر على عائشة فقال لها: إنك لمباركة. 2- سبب آخر: أخرج الطبري7 والطبراني8 وابن مردويه9 من طريق الهيثم

_ 1 في الأصل: طريق وهو خطأ؛ لأن أبا داود أخرجه من طرق. 2 نص أبي داود: "شك فيه ابن عيينة ... اضطرب فيه وفي سماعه من الزهري ... " لكن الشيخ أحمد شاكر يقول في "تخريج الطبري" "8/ 419": "ثبت أن عبيد الله سمعه من أبيه عن عمار، وسمعه من ابن عباس عن عمار فاتصل إسناده من هذين الوجهين" ونفي الاضطراب. 3 في كتاب "الطهارة" وسننها، أبواب التيمم "1/ 187" "566". 4 "8/ 418" "9670". 5 في الأصل: "حرى" هكذا من دون تنقيط، وقدرت أن الصواب: الزهري إذ الرواية من طريقه، وقد تكون: أخرى والأمر سهل. 6 في الأصل: "كنت" هكذا وهو خطأ. 7 "8/ 402 و403" "9637-9638" وروايته هي رواية الربيع بن بدر لا رواية الهيثم فهو مما يستدرك عليه! وعن اختلاف الخبرين انظر ما كتبه الحافظ في "الإصابة" في ترجمة الأسلع "1/ 36-37" ومن عجب أنه لم يذكر هناك الطبري. 8 في "المعجم الكبير" "1/ 299" "877" مسند الأسلع بن شريك الأشجعي. 9 نقله عنه ابن كثير "1/ 506-507" وتحرف فيه رزيق إلى زريق كما هنا -أي تقدمت الزاي- وأخرجه آخرون انظر "الدر" "2/ 547".

ابن رزيق المالكي1 من بني مالك بن كعب بن سعد وعاش مئة وسبع عشرة سنة عن أبيه عن الأسلع بن شريك قال: كنت أرحل ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابتني جنابة في ليلة باردة وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحلة فكرهت أن أرحل ناقته وأنا جنب وخشيت أن اغتسل بالماء البارد فأموت أو أمرض، فأمرت رجلا من الأنصار فرحلها ثم رضفت2 أحجارا فأسخنت بها ماء فاغتسلت ثم لحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال لي: "يا أسلع مالي أرى رحلتك تغيرت؟ " فقلت: يا رسول الله لم أرحلها إنما رحلها رجل من الأنصار قال: "ولم؟ " قلت: أصابتني جنابة فذكرت له القصة فأنزل الله تعالى: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} فساق الآية إلى قوله: {عَفُوًّا غَفُورًا} ". 3- سبب آخر: قال الفريابي: أنا قيس بن الربيع عن ابن أبي ليلى عن المنهال ابن عمرو عن عباد بن عبد الله عن علي في قوله تعالى: {وَلا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا} قال: نزلت في المسافر تصيبه الجنابة فيتيمم ثم يصلي. وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق قيس وفيه ضعف وانقطاع. وأخرجا أيضا من طريق قيس بن الربيع عن خصيف عن مجاهد قال: نزلت في رجل من الأنصار كان مريضا فلم يستطع أن يقوم يتوضأ ولم يكن له خادم فيناوله فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأنزل الله تعالى هذه الآية. وفيه أيضا ضعف وانقطاع. 4- سبب آخر: أخرج الطبري3 من طريق محمد بن جابر اليمامي4 عن

_ 1 قال الهيثمي في "المجمع" "1/ 262": "قال بعضهم: لا يتابع على حديثه". 2 في الطبراني: وضعت وهو كذاك في "الإصابة" مما يدل على صحته. 3 "8/ 400" "9634". 4 إضافة هذه النسبة من الحافظ وهي من فوائده. قال الذهبي في "الكاشف" "3/ 24" "سيء الحفظ، قال أبو حاتم: هو أحب إلي من ابن لهيعة" وقال في "التقريب" "ص471": "صدوق ذهبت كتبه فساء حفظه وخلط كثيرا وعمي فصار يلقن". انظر "التهذيب" "9/ 88".

حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي1 أصاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جراحة ففشت فيهم، ثم ابتلوا بالجنابة فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} الآية. وقال مقاتل2: نزلت في عبد الرحمن بن عوف أصابته جنابة وهو جريح فشق عليه الغسل وخاف منه شرا فنزلت {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى} يعني من به جرح، ونزلت3 {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ} وأنتم أصحاء نزلت في عائشة أم المؤمنين. 300- قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا} إلى قوله: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [الآية: 44-46] . أخرج الطبري4 من تفسير سنيد عن حجاج عن ابن جريج قال: قال عكرمة: نزلت في رفاعة بن زيد بن التابوت5. 301- قوله تعالى: {لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ} [الآية: 46] . ذكر الثعلبي عن ابن عباس قال: نزلت في رفاعة بن زيد بن التابوت ومالك بن دحشم كانا إذا تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم لويا لسانهما وعاباه.

_ 1 تعيين حماد وإبراهيم منه أيضا. 2 "1/ 239". 3 كذا في الأصل، وستكرر فلاحظ. 4 "8/ 427" "9688" وكذلك ابن المنذر. انظر "الدر" "2/ 553". 5 في مخطوطة الطبري: السائب ولم يقطع المحقق بخطئه فانظر هامشه والأثر المرقم "9689" الذي سينقله المؤلف ففيه: التابوت.

وذكر عنه أيضًا: كانت اليهود يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسألونه فيخبرهم ويظن أنهم يأخذون بقوله فإذا انصرفوا من عنده حرفوا كلامه {قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} إلى قوله {إِلَّا قَلِيلًا} . وأخرج الطبري1 من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس: كان رفاعة بن زيد [بن التابوت] 2 من عظماء اليهود فكان إذا كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم لوى لسانه وقال: راعنا يا محمد حتى نفهمك فنزلت3. ومن طريق عبيد بن سليمان4 عن الضحاك قال في قوله: {رَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ} قال: كان الرجل من المشركين يقول: أرعني سمعك. 302- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا 5 الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ} [الآية: 47] . أخرج الطبري6 من طريق السدي قال: نزلت في مالك بن الصيف ورفاعة بن زيد ومن طريق محمد بن إسحاق7 عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد عن ابن عباس: نزلت في أحبار اليهود عبد الله بن صوريا وكعب بن أسد8 في قصة.

_ 1 "8/ 427-428" "9689" وفيه هنا اختصار وعزاه السيوطي "2/ 553" إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "الدلائل". 2 من الطبري. 3 اربط ما هنا بما جاء في الآية "104" من سورة البقرة. 4 "8/ 435-436" "9704". 5 كتب الناسخ هنا سهوا: "نصيبا من" ثم شطبه. 6 "8/ 442" "9721" وفي نقله اختصار. 7 "8/ 445-446" "9724". 8 في الأصل: أسيد وهو تحريف؟

وأورده الثعلبي عن ابن عباس وزاد أن النبي صلى الله عليه وسلم كلمهم فقال: معشر يهود اتقوا الله، وأسلموا، فوالله إنكم لتعلمون أن الذي جئت به الحق فقالوا: ما نعرف ذلك، وأصروا على الكفر فنزلت1. وقال الثعلبي فقال2: لما نزلت أتى عبد الله بن سلام رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أن يأتي أهله فأسلم وقال: يا رسول الله قد كنت أرى أن لا3 أصل إليك حتى يتحول وجهي من قفاي4. 303- قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [الآية: 48] 5. يأتي في أواخر السورة6. 304- قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ} [الآية: 49] . 1- أخرج الفريابي وعبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد7 قال: نزلت في اليهود كانوا يقدمون صبيانهم في الصلاة فيؤمونهم يزعمون أنهم لا ذنوب لهم.

_ 1 عزاه في "الدر" "2/ 555" إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "الدلائل". 2 كأنه يقصد ابن عباس. 3 سقط "لا" من الأصل وزدته ليصح المعنى. 4 هذا القول يعني أنها متقدمة في النزول فإن إسلام عبد الله بن سلام كان مبكرًا، ومثل هذا يحتاج إلى دليل صحيح صريح. 5 انظر ما ورد فيها "الدر المنثور" "2/ 556-557" و"لباب النقول" "ص70". 6 لا أدري هل يقصد الآية "116" وهي مثل هذه، أو الآية "168" فالمخطوط ينتهي بالآية "78". 7 انظر "تفسيره" "1/ 160-161".

وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير1 عن ابن عباس قال: كانت اليهود يقدمون صبيانهم يصلون بهم، ويقربون قربانهم، ويزعمون أنه لا ذنوب لهم وكذبوا قال الله تعالى: إني لا أطهر ذا ذنب بآخر لا ذنب له ثم أنزل عز وجل {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ} الآية. وقال مقاتل2: منهم بحري بن عمرو ومرحب بن زيد. وقال ابن الكلبي3: نزلت في رجال من اليهود أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأطفالهم، فقالوا: يا محمد هل على أولادنا هؤلاء من ذنب؟ قال: "لا" قالوا: والذي يحلف به ما نحن إلا كهيئتهم ما من ذنب نعمله بالليل إلا كفر عنا بالنهار، وما من ذنب نعمله بالنهار، إلا كفر عنا بالليل". فهذا الذي زكوا به أنفسهم. 2- سبب آخر: أخرج عبد الرزاق4 عن معمر عن الحسن البصري في هذه الآية قال: هم اليهود [والنصارى] 5 الذين قالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} 6 {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} 7. وأخرج عبد بن حميد من طريق شيبان8 عن قتادة9 قال: هم أعداء الله

_ 1 في "الدر المنثور" "2/ 560" عن عكرمة. 2 في "تفسيره" "1/ 242". 3 نقله عنه الواحدي "ص148" ونص مقاتل مثله. 4 في "تفسيره" "ص46" وعنه الطبري "8/ 254" "9734". 5 استدراك من الطبري. 6 سورة المائدة: "18". 7 سورة البقرة: "111". 8 في الأصل: سفيان وهو تحريف. 9 وأخرجه الطبري "8/ 452" "9733" من طريق سعيد عنه.

اليهود زكوا أنفسهم بأمر لم يبلغوه فقالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} وقالوا: لا ذنوب لنا إلا كذنوب أبنائنا الأطفال. 305- قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} 51. قال مقاتل: هم اليهود منهم أصبغ ورافع ابنا حريملة1. 306- قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} 51. قال الطبري2: حدثنا محمد بن المثنى ثنا ابن أبي عدي عن داود عن عكرمة عن ابن عباس. لما قدم كعب بن الأشرف مكة، قالت له قريش: أنت حبر أهل المدينة وسيدهم قال: نعم. قالوا: ألا ترى إلى هذا الصنبور3 المنبتر من قومه، يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة وأهل السلطنة؟ قال: أنتم خير منه. قال: فأنزل الله {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} وأنزل {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} 4.

_ 1 لم أجد هذا في مقاتل وإنما فيه "1/ 243" {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ} يعني حيي بن أخطب القرظي {وَالطَّاغُوتِ} كعب بن الأشرف. 2 "8/ 466-467" "9786" وقد عزاه ابن كثير في "تفسيره" "1/ 513" إلى الإمام أحمد وليس هو في "مسنده"، وعزاه الهيثمي في "المجمع" "7/ 6" إلى الطبراني، وأخرجه ابن حبان انظر "موارد الظمآن" "ص428"، وعزاه السيوطي إلى عبد الرزاق انظر "الدر" "2/ 563". 3 في الأصل: "والصبر" غير منقط، وعليه إشارة لحق وفي الهامش: ... وأثبت ما في الطبري، وهو كما في "القاموس" "ص548": "الرجل الفرد الضعيف الذليل بلا أهل وعقب وناصر". 4 رجاله ثقات والإسناد صحيح وابن أبي عدي هو محمد بن إبراهيم وكلهم في "التهذيب" انظر "مرويات الإمام أحمد في التفسير" "1/ 368".

وأخرجه ابن أبي حاتم من هذا الوجه نحوه. يذكر ابن عباس فيه. وأخرجه الطبري من طريق عبد الوهاب الثقفي ومن طريق خالد الواسطي1 كلاهما عن داود عن عكرمة نحوه وقال فيه فقال: أنتم والله خير منه. لم يذكر ابن عباس في السند. ومن طريق معمر2 عن أيوب عن عكرمة كذلك. وقال فيه: إن كعب بن الأشرف استجاشهم3، وأمرهم أن يقاتلوا محمدا. قال: وإنا معكم فقالوا له: إنكم أهل كتاب وهو صاحب كتاب فنخشى أن يكون هذا خترا4 منك فإن أردت أن نخرج فاسجد لهذين الصنمين ففعل ثم قالوا: نحن أهدى أم محمد؟ فذكر نحو ما تقدم. وأخرج "....."5 والفاكهي في "كتاب مكة" وابن أبي حاتم من طريق ابن عيينة عن عمرو6 بن حصين عن عكرمة جاء حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف إلى أهل مكة فذكر القصة نحو الأول.

_ 1 انظر "8/ 467" "9787" "9788". وقوله "الثقفي" من إضافة الحافظ والواسطي مر، وكلاهما ثقتان من رجال الستة في "التهذيب". 2 "8/ 467-468" "9789". 3 في الأصل: "استحاثهم" وهو تحريف، والصواب ما أثبت، ومعناه كما قال الأستاذ محمود شاكر: طلب منهم أن يجيشوا جيشا. 4 في الطبري: مكرا، وهما بمعنى قال في "القاموس" "ص489": "الخنز -الغدر والخديعة، أو أقبح الغدر". 5 هنا فراغ في الأصل بمقدار كلمتين، وفيه إشارة لحق، وفي الهامش: ... ! ولعل الحافظ أراد "الواحدي" فالخبر في "أسبابه" "ص149"، وكذلك رواه الطبراني انظر "مجمع الزوائد" "7/ 6". 6 متروك انظر "التهذيب" "8/ 21" و"التقريب" "ص420".

وأخرج الطبري1 من طريق أسباط بن نصر عن السدي قال: لما كان من أمر يهود بني النضير ما كان أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يستعينهم في دم العامريين فهموا بقتله فاطلع الله ورسوله على ما هموا به هرب كعب بن الأشرف حتى أتى مكة فعاهدهم على المسلمين فقال له أبو سفيان: يا أبا سعد إنكم قوم تقرؤون الكتاب، فذكر نحو رواية أيوب عن عكرمة وفيه: فقال كعب: دينكم خير من دين محمد فأثبتوا عليه ألا ترون أن محمدا بعث بالتواضع وهو ينكح من النساء ما شاء وما نعلم ملكا أعظم من ملك النساء فذلك حين يقول الله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} الآية إلى قوله: {سَبِيلًا} . وأخرجه عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق إسرائيل2 بن يونس عن السدي عن أبي مالك: أن أهل مكة قالوا لكعب بن الأشرف. وأخرج الطبري3 من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد عن ابن عباس قال: كان الذين حزبوا الأحزاب من قريش وغطفان ومن قريظة: حيي بن أخطب، وأبو رافع سلام بن أبي الحقيق، والربيع بن الربيع بن أبي الحقيق، وأبو عمار، ووحوح بن عامر، وهوذة بن قيس فقدموا على قريش قالوا: هؤلاء أحبار يهود، فسلوهم أدينكم خيرا أم دين محمد؟ فذكر الخبر. ومن طريق سعيد4 عن قتادة: ذكر لنا أنها نزلت في كعب بن الأشرف وحيي

_ 1 "8/ 468-469" "9790" وفي النقل تصرف. 2 ثقة تكلم فيه بلا حجة. "التقريب" "104". 3 "8/ 469-470" "9793" وفي نقله تصرف. 4 "8/ 470" "9793"، وأخرجه كذلك الواحدي "ص150" تحت ترجمه الآية "52": {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ... } وفيه زيادة قليلة على ما في الطبري.

ابن أخطب ورجلين من اليهود، فذكر القصة مختصرة. 307- قوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [الآية: 54] . أخرج ابن أبي حاتم من طريق بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع1 سبعين شابا فحسدته اليهود فنزلت هذه الآية. ومن طريق العوفي2 عن ابن عباس قال: قال أهل الكتاب: زعم محمد أنه أوتي ما أوتي في تواضع وله تسع نسوة، وليس همه إلا النكاح فأي ملك أفضل من هذا؟ فنزلت. وقد تقدم في الذي قبله قول كعب بن الأشرف في ذلك. وقال عبد بن حميد: حدثنا عمرو بن عون عن هشيم عن خالد الحذاء3 عن عكرمة {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} قال: الناس في هذا الموضع محمد صلى الله عليه وسلم خاصة. وأخرج عبد بن حميد من طريق إسرائيل عن السدي عن أبي مالك في قوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} قال: يحسدون محمدا صلى الله عليه وسلم إذ لم يكن منهم فكفروا به. وأخرج الطبري4 من طريق أسباط بن نصر عن السدي في قوله: {وَآتَيْنَاهُمْ

_ 1 من معاني البضع -كما في "القاموس"- "ص908": "الجماع" وعلى هذا فالمعنى واضح أي: قوة سبعين. 2 ومن قبله أخرجه الطبري "8/ 478" "9823". 3 وعن خالد أخرجه الطبري "8/ 476" "9815". 4 "8/ 481" "9828" وفي النقل تصرف.

مُلْكًا عَظِيمًا} أي: في النساء فكان لداود تسع وتسعون امرأة، ولسليمان مئة، فما بال1 محمد لا يحل له ما أحل لهم؟! وأخرج الثعلبي بسند ضعيف إلى أبي حمزة الثمالي2 قال: يعني بالناس في هذه الآية نبي الله صلى الله عليه وسلم وحده، قالت اليهود: انظروا إلى هذا الذي ما شبع من الطعام لا والله ما له هم إلا النساء لو كان نبيا لشغله هم النبوة عن النساء حسدوه على كثرة نسائه وعابوه بذلك فأكذبهم الله تعالى فقال: {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ} إلى قوله: {مُلْكًا عَظِيمًا} فأخبرهم بما كان لداود وسليمان. فأقرت اليهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كان لسليمان ألف امرأة ثلثمائة مهرية وسبعمئة سرية، وعند داود مئة امرأة فقال لهم: ألف امرأة عند رجل أكثر أم تسع نسوة؟ وكان عنده يومئذ تسع نسوة. فسكتوا قال الله عز وجل: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ} 3 يعني من آمن عبد الله بن سلام وأصحابه. كذا قال وقال السدي: الهاء راجعة إلى إبراهيم، وذلك أنه زرع وزرع الناس فهلكت زروع الناس وزكا زرع إبراهيم فاحتاج الناس فكانوا يأتونه فقال: من آمن أعطيته، ومن لم يؤمن منعته. منهم من آمن به ومنهم من أبى. 308- قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [الآية: 58] . أخرج الطبري4 من تفسير "سنيد"5 وهو الحسين بن داود عن حجاج بن محمد عن ابن جريج في هذه الآية: نزلت في عثمان بن طلحة بن أبي طلحة

_ 1 في الأصل: "كما قال" والسياق في الطبري غير هذا، ورجحت أن يكون تحريفا وأن الصواب ما أثبت. 2 ضعيف رافضي انظر "التقريب" "132"، و"فتح الباري" "13/ 256". 3 النساء: "55". 4 "8/ 491-492" "9846" وابن المنذر كما في "الدر" "2/ 570-571". 5 تحرف في "لباب النقول" "ص71" إلى "شعبة".

العبدري1 قبض منه مفاتيح الكعبة، ودخل به البيت يوم الفتح، فخرج وهو يتلو هذه الآية، فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح قال: وقال عمر بن الخطاب لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكعبة وهو يتلو هذه الآية: فداه أبي وأمي ما سمعته يتلوها قبل2 ذلك! وقال سنيد3 أيضًا حدثنا الزنجي بن خالد عن الزهري: دفعه إليه وقال: أعينوه4 وقال محمد بن إسحاق في "السيرة النبوية"5. حدثني محمد بن جعفر بن الزبير بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن صفية بنت شيبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل بمكة واطمأن الناس، خرج حتى جاء البيت، فطاف به سبعا على راحلته يستلم الركن بمحجن في يده، فلما فرغ من طوافه، دعا عثمان بن أبي طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، ففتحت له فدخلها، فوجد فيها صمامة من عيدان وكسرها بيده ثم طرحها، ثم وقف على باب الكعبة وقد استكف6 الناس له في المسجد. ثم قال: ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فقام إليه علي بن أبي طالب ومفتاح الكعبة في يده، فقال يا رسول الله اجمع لنا الحجابة مع السقاية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أين عثمان بن طلحة؟ " فدعي له فقال: "هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم وفاء وبر".

_ 1 بيان نسبته من الحافظ. 2 في الأصل: "بعد" وهو خطأ، والصواب: قبل كما في الطبري والسيوطي. 3 أخرجه عنه الطبري "8/ 492" "9847". 4 في الأصل: عينوه وأثبت ما في الطبري. 5 انظر "سيرة ابن هشام" "2/ 411" وقد نقل الخبر ابن كثير "1/ 515-516"، وعبيد الله ثقة من رجال الستة "التقريب" "372" وصفية ترجمها الحافظ في "الإصابة" القسم الأول "4/ 348". 6 في الأصل: "أسلق" من غير تنقيط وفي ابن كثير: استكن وأثبت ما في "سيرة ابن هشام"، واستكف له الناس: اي جمعوا له فأحاطوا وفي "القاموس" في مادة الكف "ص1099": "استكفوا حوله: أحاطوا به ينظرون إليه".

قال الأزرقي1 في "كتاب مكة"2 حدثنا جدي3 عن4 سعيد بن سالم5 عن ابن جريج عن مجاهد6 في هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} قال: نزلت في عثمان بن طلحة قبض النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة يوم فتح مكة فدخل الكعبة وهو يتلو هذه الآية فدعا عثمان فدفع المفتاح إليه وقال: "خذوها يا بني

_ 1 هو أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي "ت نحو 250هـ" انظر ما كتبه محقق كتابه "أخبار مكة" السيد رشدي الصالح ملحس عنه في صدر الكتاب "ص11-16". 2 طبع بعنوان "أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار". انظر باب ما جاء في ولاية قصي بن كلاب البيت الحرام بعد خزاعة وما ذكر من ذلك "1/ 103" وقد ذكر هنا السند، و"ص111" وهنا ذكر هذا المقطع فالمتن طويل، ويبدو لي أن الحافظ لم ينقل منه مباشرة، وإنما نقل من الواحدي فقد أخرج في "الأسباب" "ص151" هذه الرواية من طريق أبي الوليد باللفظ المذكور هنا، والكتاب على أية حال من مرويات الحافظ انظر "المعجم المفهرس": "ص152". 3 هو أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق، ثقة، وروى عنه البخاري في "صحيحه" اختلف في سنة وفاته فقال ابن حبان والسمعاني: "212" وقال الحاكم: "222" انظر "التهذيب" "1/ 79" ويلاحظ أنه قد جاء فيه "كان حيا سنة "217"" وجاء في "التقريب" "ص84": "مات سنة سبع عشرة". وهذا من سهو النظر! وانظر "الجرح والتعديل" "2/ 70"، و"تهذيب الكمال" للمزي "1/ 480" وقد ذكر حفيدة فيمن روى عنه. 4 في الواحدي: عن سفيان عن سعيد ولم يذكر سفيان في "أخبار مكة" المطبوع ولا هنا، والجد يروي عن سعيد -كما جاء في ترجمته-فيبدو لي أن ذكر "سفيان" هنا وهم. وإن كان سفيان -الذي هو ابن عيينة- من شيوخه. 5 جاء في "أخبار مكة" المطبوع بعد سعيد بن سالم هذا: "عن عثمان بن ساج عن ابن جريج" وهذا غريب! فإن سعيد يروي عن ابن جريج. وقد اختلف فيه ولخص الحافظ ذلك بقوله: "صدوق يهم ورمي بالإرجاء وكان فقهيا" انظر "التقريب" "ص236" وقال في "الكاشف" "1/ 286": "قال أبو حاتم: محله الصدق، وقال: "صدوق يذهب إلى الإرجاء" فقد اتفق الحافظان على هذا الحكم". 6 لم يذكر "مجاهد" في المطبوع وإنما فيه: "عن ابن جريج وعن ابن إسحاق -يزيد أحدهما على صاحبه- قالا ... " وقد ذكر في الواحدي!

أبي طلحة بأمانة الله 1 لا ينزعها منكم إلا ظالم". وذكر ابن أبي خيثمة2 عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال: قال شيبة بن عثمان: دفع النبي صلى الله عليه وسلم إلي وإلى عثمان بن طلحة وقال: خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا يأخذها منكم إلا ظالم فبنو أبي طلحة هم سدنة الكعبة دون بقية بني عبد الدار. وأخرج ابن مردويه3 من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ} قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة دعا عثمان بن طلحة فلما أتاه قال: أرني المفتاح فأتاه به فلما بسط يده إليه قام العباس بن عبد المطلب فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي اجمعه لي مع السقاية، فكف عثمان يده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرني المفتاح يا عثمان" فبسط يده يعطيه، فقال العباس مثل كلمته الأولى، فكف عثمان يده، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عثمان إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر فآتني المفتاح" فقال: هاك بأمانة الله قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ففتح باب الكعبة فوجد في الكعبة تمثال إبراهيم معه قداح يستقسم بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما للمشركين قاتلهم الله ما شأن إبراهيم وشأن القداح! " ثم دعا بجفنة فيها ماء فأخذ ماء فغمسه ثم غمس به تلك التماثيل وأخرج مقام إبراهيم، وكان في الكعبة، ثم خرج فطاف بالبيت شوطا أو شوطين فنزل عليه جبريل فيما ذكر لنا برد المفتاح فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن طلحة فأعطاه المفتاح ثم قال: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} حتى فرغ من الآية.

_ 1 هكذا النص في الواحدي، ونص الأزرقي في كتابه بعد هذا: "واعملوا فيها بالمعروف خالدة تالدة لا ينزعها من أيديكم إلا ظالم". 2 روى عنه هذا الواحدي في "أسبابه" "ص151". 3 ونقله عنه ابن كثير "1/ 516"، والسيوطي في "لباب النقول" "ص71".

وقال الثعلبي: نزلت في عثمان بن طلحة الحجبي من بني عبد الدار وكان سادن الكعبة، فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح، أغلق عثمان باب البيت وصعد السطح، فطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم المفتاح، فقيل له: إنه مع عثمان، فطلب منه، فأبى وقال: لو علمت أنه رسول الله [صلى الله عليه وسلم] 1 لم أمنعه المفتاح، فلوى علي بن أبي طالب يده، وأخذ منه المفتاح وفتح الباب، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت وصلى فيه ركعتين، فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح فيجمع له بين السقاية والسدانة، فأنزل الله عز وجل هذه الآية فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا أن يرد المفتاح إلى عثمان ويعتذر إليه ففعل ذلك، فقال له عثمان: يا علي أكرهت وأذيت ثم جئت ترفق! فقال علي: لقد أنزل الله عز وجل في شأنك، وقرأ عليه الآية فقال عثمان: أشهد أن محمدا رسول الله، وجاء فأسلم فجاء جبريل عليه السلام فقال: ما دام هذا البيت أو لبنة من لبناته قائمة فإن السدانة في أولاد عثمان. فهو اليوم في أيديهم. قلت: كذا أورده الثعلبي2 بغير سند جازما به، وتلقاه عنه غير واحد منهم الواحدي3، وفيه زيادات منكرة منها أن المحفوظ أن إسلام عثمان بن طلحة كان قبل الفتح بمدة قدم هو وعمرو بن العاص4 وخالد بن الوليد فأسلموا جميعا، بين الحديبية والفتح. ومنها أنه أغلق الباب، وصعد السطح، والمعروف في كتب السير أن المفتاح كان

_ 1 ورود هذه الصلاة هنا غير مناسب. 2 ثم البغوي كما في "الكافي الشاف" "1/ 523". 3 في "الأسباب" "ص 150-151" وفي تفسيره "الوسيط" كما قال الحافظ في "الكافي الشاف" "1/ 523". انظر "الفتح السماوي" "2/ 496". 4 في الأصل: العاصي.

عند أمه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لما طلب منه المفتاح امتنعت أمه من دفعه فدار بينهما في ذلك كلام كثير، ثم كيف يلتئم قوله: لوى علي يده مع كونه فوق السطح! ثم قد أسند الطبري1 عن مكحول في قوله تعالى: {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} قال هم أهل الآية التي قبلها {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} إلى آخر الآية. ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم2 قال: قال أبي: هم الولاة3. ومن طريق علي بن أبي طلحة4 عن ابن عباس: أمر الولاة أن يعطوا النساء حقوقهن5. قال الطبري6: والأولى أنه خطاب من الله لولاة الأمور أن تودي الأمانة إلى من ولوا أمره في حقوقهم، وبالعدل بينهم والقسم بالسوية وأمر الرعية بطاعتهم فأوصى

_ 1 "8/ 491" "9843". 2 "8/ 492-493" "9848". 3 نصه: "هم السلاطين" ثم نقل الطبري بيانا لابن زيد فانظره. 4 "8/ 491" "9845". 5 هكذا القول هنا، وقد قال الطبري في تفسير هذه الآية: "وقال آخرون: أمر السلطان بذلك: أن يعظوا النساء، ثم أورد رواية علي بن أبي طلحة وهي عنده: "قال: يعني السلطان يعظون النساء". فهل الصواب: يعظوا أو يعطوا؟ والظاهر أن ابن حجر يرى "يعطوا" هو الصواب ولذلك أضاف من عند شارحا: "حقوقهن" وليس هذا اللفظ في الرواية. ولكن النص في ابن كثير "1/ 515": "قال يدخل فيه وعظ السلطان النساء يعني يوم العيد". وفي "الدر المنثور" "1/ 571" معزوا إلى الطبري وابن أبي حاتم: "قال: يعني السلطان يعطون الناس"! وفي مطبوعة الطبري الأولى: "يعظون الناس" وقال المحقق محمود شاكر: هو خطأ فتأمل! 6 انظر "8/ 492-493" وفي النقل تصرف واختصار.

الراعي بالرعية وأوصى الرعية بالطاعة. ثم قال: وأما من قال: إنها نزلت في عثمان بن طلحة فجائز أن تنزل فيه، وفي كل مؤتمن، فدخل فيه ولاة الأمور وكل مؤتمن. 309- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [الآية: 59] . 1- أخرج البخاري1 ومسلم2 والثلاثة3 والطبري4 من طريق يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} قال: نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي5 إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية. ولم يسمه الطبري قال: نزلت في رجل، وقال الباقون: عبد الله بن حذافة بغير زيادة في النسب6. وأخرجه الطبري7 من "تفسير سنيد" قال: نا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عبد8 الله بن مسلم بن هرمز عن سعيد بن جبير مثله.

_ 1 في كتاب "التفسير" باب {أَطِيعُوا اللَّهَ ... } "الفتح" "8/ 253". 2 في كتاب "الإمارة"، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية ... "3/ 1465". 3 أخرجه أبو داود في كتاب "الجهاد"، باب في الطاعة "3/ 40"، والترمذي في كتاب "الجهاد" أيضا باب ما جاء في الرجل يبعث وحده سرية "4/ 165" والنسائي في كتاب "البيعة" باب قوله تعالى: {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} "7/ 154-155" "4194". 4 "8/ 497" "9857"، وكذلك الواحدي "ص152". 5 هكذا الاسم في البخاري والنسائي، ونقص في أبي داود: قيس، وزاد مسلم والترمذي: السهمي. 6 في قوله هذا نظر، فانظر التعليق السابق. 7 "8/ 497" "9858". 8 في الأصل: عبيد وكذلك في أصل الطبري فهو تحريف قديم انظر هامش أحمد شاكر.

قلت: وهذا من أغلاط سنيد. قلت1: وإنما هو يعلى بن مسلم أخرجه الجماعة من رواية حجاج بن محمد كذلك كما تقدم وهو الصواب. وأخرج الشيخان2 وأحمد3 والطبري4 وغيرهم5 من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم رجلا من الأنصار فوجد عليهم في شيء، فقال: أليس أمركم الله أن تطيعوني؟ قالوا: بلى. قال: فاجمعوا لي حطبا ثم دعا بنار فأضرمها فيه: ثم قال: عزمت عليكم لتدخلنها! فقال بعضهم: إنما فررتم إلى رسول الله من النار فلا تعجلوا حتى تلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بذلك، فقال لهم: "لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا إنما الطاعة في المعروف". 2- قول آخر: أخرج الطبري6 من طريق أسباط بن نصر عن السدي قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد على سرية فيهم عمار بن ياسر فساروا قبل

_ 1 كذا في الأصل، كرر "قلت". 2 في الأصل "الصحيحان" وهو تحريف. وقد أخرجه البخاري في كتاب "المغازي" باب سرية عبد الله بن حذافه السهمي ... "الفتح" "8/ 58"، ومسلم في الموضع السابق "3/ 1469". 3 في "مسنده" "1/ 82 و94 و124". 4 لم أجده فيه في هذا الموضع! 5 كأبي داود في الموضع السابق "3/ 40"، والنسائي في كتاب "البيعة"/ باب جزاء من أمر بمعصية فأطاع "7/ 159-160". 6 "8/ 498-499" "9861" وفي النقل تصرف، وقد أورده مقاتل بن سليمان "1/ 245-246" كما سيقول الحافظ، وقد جمع هو هنا بين اللفظين، وعزاه السيوطي "2/ 573" إلى ابن أبي حاتم.

القوم1 الذي يريدون حتى دنوا من الماء فعرسوا قربيا، فبلغ العدو أمرهم فهربوا، وبقي منهم رجل فجمع متاعه ثم أقبل يمشي في ظلمة الليل، حتى أتى عسكر خالد فسأل عن عمار فأتاه فقال: يا أبا اليقظان إن القوم سمعوا بكم فهربوا ولم يبق غيري وقد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسوله فهل ذاك نافعي غدا وإلا هربت؟ فقال عمار: بل ينفعك فأقم، فلما أصبح خالد أغار بجنده2 فلم يجد إلا الرجل وماله فأخذوه وأخذوا ماله فبلغ عمارا الخبر فأتى خالدا فقال عمار: خل عن الرجل فقد أسلم وهو في أماني. فقال خالد: فيم أنت تجير علي وأنا أمير عليك؟ فاستبا، فلما رجعا إلى المدينة أجاز النبي صلى الله عليه وسلم أمان عمار ونهاه أن يجير الثانية على أمير، فقال خالد: يا رسول الله يسبني هذا العبد! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسب عمارا فإنه من سب عمارا سبه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله ومن لعن عمارا لعنه الله" فغض عمار وقام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد: "قم فاعتذر إليه" 3 فقام فأخذ بثوبه واعتذر إليه فرضي عنه فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} ". هكذا رواه أسباط عن السدي مرسلا، ووصله ابن مردويه4 من طريق الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي صالح عن ابن عباس5، وهكذا ساقه مقاتل بن سليمان بطوله وأكثر ألفاظه.

_ 1 في الأصل: العزم. وهو تحريف. 2 في مقاتل: بخيله. 3 قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا من تفسير مقاتل، وليس في رواية السدي. 4 لفظ "مردويه" استدركه الناسخ في الهامش. 5 وأورده ابن كثير "1/ 518" ومن طريق أبي صالح ساقه الواحدي "ص152-153" دون سند.

3- قول آخر1: أخرج الطبري من طرق عن مجاهد، ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ومن طريق عطاء بن أبي رباح، ومن طريق الحسن البصري، ومن طريق أبي العالية قالوا كلهم2: معنى {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} : أولي العلم والفقه: زاد أبو العالية: ألا ترى أنه يقول: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} 3؟ 4- قول آخر: أخرج الطبري4 من طريق ليث بن أبي سليم5 قال: سأل مسلمة يعني ابن عبد الملك6 ميمون بن مهران7 عن هذه الآية: من {أُولِي الْأَمْرِ} ؟ قال: أصحاب السرايا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن طريق الحكم بن أبان8 عن عكرمة قال: هم أبو بكر وعمر. واختار الطبري9 اختصاصها بولاة الأمور. وسبقه الشافعي10 وقرره تقريرا حسنا فقال: كان من حول مكة من العرب لم

_ 1 هذا القول والذي بعده يحملان على التفسير ليسا بسبب نزول. 2 أقوالهم في التفسير على حسب ذكرهم في "8/ 500-501" "9863" وغيره "9867" و"987" و"9871" و"9873" و"تفسير مجاهد" "1/ 162-163". 3 سورة النساء: "83". 4 "8/ 498" "9859". 5 بيان اسمي الأبوين من إضافة الحافظ. وليث مر في الآية "97" من سورة آل عمران. 6 قال في "التقريب" "ص531": مقبول مات سنة "120" أو بعدها. 7 ثقة فقيه وكان يرسل. انظر "التقريب" "ص556". 8 "8/ 502" "9875" والحكم المر. 9 انظر "8/ 502". وفي "الفتح" "8/ 254": "واختار الطبري حملها على العموم وإن نزلت في سبب خاص" وهذا غير دقيق! 10 وقد ذكر الحافظ بعض كلامه هذا في "الفتح" أيضا. انظر "8/ 254" ولم يبين مصدره، وهو مأخوذ من "الرسالة" "ص79-80" ونقله البيهقي عنه في "أحكام القرآن": فصل في فرض الله عز وجل في كتابه اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم "ص41".

يكن يعرف الإمارة، وكانت تأنف أن تعطي بعضها بعضا طاعة الإمارة فلما دانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالطاعة لم تكن ترى ذلك يصلح لغير النبي صلى الله عليه وسلم فأمروا أن يطيعوا أولي الأمر. 310- قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} [الآية: 60] . 1- أخرج إسحاق بن راهويه1 في "تفسيره"2 والطبري3 من طريق داود بن أبي هند عن عامر هو الشعبي في هذه الآية {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} قال: كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة، فكان المنافق يدعو اليهودي إلى اليهود؛ لأنه يعلم أنهم يقبلون الرشوة، وكان اليهودي يدعو إلى المسلمين؛ لأنه يعلم أنهم لا يقبلون الرشوة فاصطلحا أن يتحاكما إلى كاهن من جهينة فأنزل الله هذه الآية إلى قوله: {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} 4. وفي رواية5: فأنزل الله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} يعني المنافقين: {وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} يعني اليهود: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} يعني الكاهن: {وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} أمر هذا في كتابه، وهذا في كتابه أن يكفروا بالكاهن.

_ 1 ومن طريقه الواحدي "ص154". 2 وأورد هذا في "الفتح" "5/ 37" وقال: بإسناد صحيح. 3 "8/ 508" "9891" وكذلك ابن المنذر كما في "الدر" "580". 4 الآية: "65". 5 "9892".

وفي رواية1: كان بين رجل ممن يزعم أنه مسلم وقال فيها: أحاكمك إلى أهل دينك؛ لأنه علم أن النبي لا يأخذ الرشوة في الحكم فاختلفا ثم اتفقا على2 {أن يأتيا كاهنا في جهينة} وفيها3 يعني الذي من الأنصار والثاني مثل الثاني، وزاد: {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا} وتلا {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} الآية. ومن طريق سليمان التيمي4 قال: زعم حضرمي أن رجلا من اليهود كان قد أسلم كانت بينه وبين رجل من اليهود ودارأة في حق5 فقال اليهودي: انطلق إلى نبي الله فعرف أنه سيقضي عليه فأبى، فانطلقا إلى رجل من الكهان فتحاكما إليه، فنزلت. وأخرج ابن أبي حاتم والحسن بن سفيان6 والطبراني7 من طريق صفوان بن عمرو وعن عكرمة عن ابن عباس قال: كان أبو برزة الأسلمي يقضي بين اليهود فيما يتنافرون إليه فتنافر إليه ناس من أسلم. قلت: كذا وقع في هذه الرواية أبو برزة -براء ثم زاي منقوطة- ووقع في غيرها

_ 1 "9893". 2 كان هنا فراغ قليل في الأصل وفيه إشارة لحق، فاستدركت الساقط من الطبري. 3 أي: في الرواية. 4 "8/ 509" "9894". 5 أي: مدافعة في الخصومة انظر "القاموس" "ص50" مادة درأ. 6 ومن طريقه أخرجه الواحدي "ص153". 7 في "المعجم الكبير" "11/ 373" "12045" وقال في "مجمع الزوائد" "7/ 6": "رجاله رجال الصحيح". وفي "لباب النقول" ص72" مثله.

أبو بردة1 بدال بدل الزاي وضم أوله وهو أولى2 فما أظن أبا برزة الأسلمي3 الصحابي المشهور إلا غير هذا الكاهن4. وقد أخرج الطبري5 من طريق أسباط بن نصر عن السدي قال: كان ناس من اليهود قد أسلموا ونافق بعضهم، وكانت قريظة والنضير في الجاهلية إذا قتل الرجل من بني النضير قتلته قريظة قتلوا به منهم، فإذا قتل الرجل من بني قريظة قتلته بنو النضير أعطوا ديته ستين وسقا من تمر، فلما أسلم ناس من بني قريظة والنضير قتل رجل من بني النضير رجلا من بني قريظة فتحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النضيري: يا رسول الله إنما كان نعطيهم في الجاهلية الدية فنحن نعطيهم اليوم ذاك. فقالت قريظة: لا ولكن إخوانكم في النسب والدين، ودماؤنا مثل دمائكم ولكنكم كنتم تغلبوننا في الجاهلية فقد جاء الله بالإسلام فأنزل الله يعيرهم بما فعلوا فقال: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} 6 [فعيرهم] 7 ثم ذكر قول النضيري، فذكر القصة الآتية في سورة المائدة إلى أن قال: فتفاخرت قريظة والنضير قالت كل

_ 1 جاء كذلك في الواحدي من هذا الطريق. 2 لكن الشيخ أحمد شاكر جعل "أبا برزة" خطأ محضا! انظر هامش الطبري "8/ 510". 3 هو نضلة بن عبيد انظر ترجمته في "الإصابة" "3/ 556" وليس فيها شيء عن كونه قاضيا بين أحد. 4 هكذا قال الحافظ هنا ولكنه قال في "الفتح" "5/ 37": "وروى الطبري بإسناد صحيح عن ابن عباس أن حاكم اليهود يومئذ كان أبا برزة الأسلمي قبل أن يسلم ويصحب". وقد ترجم الحافظ لهذا الكاهن باسم "أبو بردة" في "الإصابة" "4/ 19" معتمدا على خبر أورده الثعلبي في "تفسيره" أنه أسلم. 5 "8/ 509-511" "9896" وكذلك ابن أبي حاتم كما في "الدر" "2/ 581". ونقله عن السدي الواحدي "ص155-156" من دون سند. 6 سورة المائدة: "45". 7 من الطبري.

فرقة: نحن أكرم منكم ودخلوا المدينة إلى أبي بردة1 الكاهن الأسلمي، فقال المنافق من قريظة والنضير: وانطلقوا إلى أبي بردة ينفر بيننا، وقال المسلمون: لا بل ينفر بيننا النبي صلى الله عليه وسلم، فأبى المنافقون وانطلقوا إلى أبي بردة فسألوه فقال: أعظموا اللقمة! يقول أعظموا الخطر فقالوا: لك عشرة أوساق، فقال: لا بل مائة وسق ديتي فإني أخاف أن أنفر النضير فتقتلني قريظة أو أنفر قريظة فتقتلني النضير فأبوا أن يعطوه فوق العشرة أوساق وأبى أن يحكم بينهم وأنزل الله {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} وهو أبو بردة الأسلمي. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد عن ابن عباس قال: كان الجلاس بن الصامت قبل توبته2 فيما بلغني ومتعب بن قشير ورافع بن زيد وبشر3 كانوا يدعون الإسلام فدعاهم رجال من قومهم من المسلمين في خصومة كانت بينهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعوهم إلى الكهان حكام الجاهلية فأنزل الله فيهم هذه الآية. 2- قول آخر [أخرج] 4 الطبري5 من طريق عطية العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} الآية قال: والطاغوت رجل من اليهود كان يقال له كعب بن الأشرف، وكانوا إذا ما دعوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا: بل نحاكمكم إلى كعب، فنزلت. ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، ومن طريق الربيع بن

_ 1 في أصل الطبري والدر: برزة. 2 انظر ترجمته في "الإصابة" "1/ 241". 3 لم ينقط الاسم ولم ينسب! 4 زيادة مني. 5 "8/ 511" "9897".

أنس1 وغيرهما2 نحو ذلك. وأخرج عبد بن حميد وغيره3 من طريق قتادة قال: ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في رجل من الأنصار يقال له قيس4 وفي رجل من اليهود [في] 5 مدارأة كانت بينهما في حق فساقوا إلى كاهن ليحكم بينهما، وتركا النبي صلى الله عليه وسلم، فعاب الله ذلك عليهما وكان اليهودي يدعو إلى نبي الله وقد علم أنه لا يجوز عليه، وجعل الأنصاري يأبى وهو يزعم أنه مسلم ويدعو إلى الكاهن فنزلت. 3- قول آخر: قال الكلبي6 عن أبي صالح عن ابن عباس: نزلت في رجل من المنافقين يقال له بشر7 كان بينه وبين يهودي خصومة، فقال اليهودي: انطلق بنا إلى محمد، وقال المنافق: بل نأتي كعب بن الأشرف -وهو الذي سماه الله تعالى الطاغوت- فأبى اليهودي إلا أن يخاصمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى المنافق ذلك "أتى معه"8 النبي صلى الله عليه وسلم واختصما إليه فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهودي فلما خرجا من عنده لزمه المنافق وقال: ننطلق إلى عمر بن الخطاب فأقبلا إلى عمر، فقال

_ 1 "8/ 511-512" "9898" و"9900" وانظر "تفسير مجاهد" "1/ 163-164". 2 هو الضحاك "8/ 513" "9902". 3 كالطبري "8/ 509" "9895" والواحدي "ص153-154" بإسناد صحيح كما في "الفتح" "5/ 38". 4 في الطبري: بشر، وفي الواحدي قيس. 5 من الطبري. 6 ونقله الثعلبي كما في "الفتح السماوي" "2/ 497"، والواحدي في "الأسباب" "ص155"، والحافظ في "الفتح" "5/ 37-38" وقال: "وهذا الإسناد وإن كان ضعيفا لكن تقوى بطريق مجاهد ولا يضره الاختلاف لإمكان التعدد". 7 لم يحدد الاسم في الواحدي. 8 طمس في الأصل استدركته من الواحدي.

اليهودي: اختصمت أنا وهذا إلى محمد فقضى لي عليه فلم يرض بقضائه وزعم أنه مخاصم إليك وتعلق بي فجئت معه، فقال عمر للمنافق: أكذلك؟ فقال: نعم فقال لهما: رويدكما حتى أخرج إليكما فدخل عمر البيت وأخذ السيف فاشتمل عليه ثم خرج إليهما فضرب به المنافق حتى برد وقال: هكذا أقضي بين من لم يرض بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهرب اليهودي، ونزلت هذه الآية وقال جبريل عليه السلام: إن عمر فرق بين الحق والباطل فسمي الفاروق وسيأتي في السبب1 الآتي شبيه بهذه القصة. 311- قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [الآية: 64] . تقدم في الذي قبله من طريق الكلبي أن تلك الآية وما قبلها2 وما بعدها أيضا إلى قوله: {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} كلها في قصة اللذين تحاكما إلى الكاهن وبهذا جزم مجاهد، أخرج الطبري3 وغيره من طريق ابن أبي نجيح وغيره عن مجاهد في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} وفي قوله: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ} الآية قال: هذا الرجل اليهودي والرجل المسلم اللذان تحاكما إلى كعب بن الأشرف فنزلت في ذلك هذه الآية إلى قوله تعالى: {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} . وأخرج الطبري4 من طريق ابن علية عن داود بن أبي هند عن الشعبي نحوه إلا أنه قال: إلى الكاهن. 312- قوله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} إلى قوله:

_ 1 في الأصل: الباب ورجحت أن يكون محرفا عن السبب. 2 استدركت في الهامش. 3 "8/ 517" "9907". 4 "8/ 524" "9917".

{وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الآية: 65] . 1- تقدم قبل هذا النقل عمن قال: إنها نزلت في تحاكم إلى الكاهن، وهو ظاهر السياق، فإن الآيات المذكورة متعاطفة بعضها على بعض، وأولها قصة المتحاكمين، على الاختلاف في ذلك. 2- وجاء عن جماعة [أن] 1 هذه الآية الأخيرة نزلت في قصة أخرى: قال الإمام أحمد2 والبخاري3 [جميعا] 4 حدثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن أبيه5 أنه كان يحدث أنه خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم للزبير: "اسق ثم أرسل إلى جارك"، فغضب الأنصاري وقال: يا رسول الله، إن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال للزبير: "اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر فاستوعى للزبير حقه"، وكان قبل ذلك أشار على الزبير برأي فيه سعة للأنصاري وله، فلما أحفظه الأنصاري استوعى للزبير حقه في صريح الحكم، قال الزبير: والله ما أحسب هذه الآية نزلت إلا في ذلك: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} 6. وأخرجه البخاري7 ومسلم8 من طريق الليث عن الزهري عن عروة عن

_ 1 ذهبت في التصوير. 2 في "مسنده" "1/ 165-166" وأخرجه الواحدي من طريقه "ص156-157". 3 في كتاب "الصلح"، باب إذا أشار الإمام بالصلح فأبى ... "الفتح 5/ 309-310". 4 هذا ما رجحت أن تكون. 5 ذهب في التصوير، وهذا ما ينبغي أن يكون. 6 في نقل الحافظ تصرف لم أبينه لسهولة الأمر فيه. 7 في كتاب "الشرب والمساقاة"، باب سكر الأنهار "الفتح" "5/ 34" وقد ذكرت هنا أطرافه. 8 في كتاب "الفضائل"، باب وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم "4/ 1829-1830".

عبد الله بن الزبير خاصم فذكر الحديث. وكذا أخرجه البزار1 وابن حبان2. وأخرجه النسائي3 والطبري4 والإسماعيلي وغيرهم من طريق ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد والليث عن ابن شهاب عن عروة حدثه أن عبد الله بن الزبير حدثه عن الزبير بن العوام أنه خاصم رجلًا من الأنصار. قيل: إن ابن وهب كمل رواية الليث على رواية يونس والليث لا يقول عن الزبير وإنما قال: إن الزبير كما تقدم. وأخرجه الطبري5 وغيره من رواية عبد الرحمن بن إسحاق وغيره عن الزهري عن عروة أرسلوه، ولفظ عبد الرحمن: خاصم الزبير رجل من الأنصار، وفيه: "يا زبير اشرب ثم خل سبيل الماء"، فقال الأنصاري وهو من بني أمية. بطن من الأنصار6: اعدل يا نبي الله وإن كان ابن عمتك، وفيه: "احبس الماء إلى الكعبين" وفيه فنزلت

_ 1 انظر مسنده "البحر الزخار" "3/ 184" مسند الزبير بن العوام وقال "ص185-186": "وهذا الحديث قد رواه يونس بن يزيد عن الزهري عن عروة عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: خاصمت رجلا من الأنصار في شراج الحرة، ثم ذكر نحوه ولا نعلم يروى هذا الكلام إلا عن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم. 2 انظر "الإحسان" المقدمة، باب الاعتصام بالسنة "1/ 203-204" "24" وقال محققه: "إسناده صحيح على شرط الشيخين". وقد أخرجه من طريق عن الليث بهذا الإسناد أحمد "4/ 4-5"، والترمذي في "الأحكام"، باب ما جاء في الرجلين يكون أحدهما أسفل من الآخر "3/ 644" "1363"، والنسائي في "القضاة"، باب إشارة الحاكم بالرفق "8/ 245"، وابن ماجه في "المقدمة"، باب تعظيم حديث الرسول "1/ 7-8" "15" وآخرون. 3 في "القضاة"، باب الرخصة للحاكم الأمين أن يحكم وهو غضبان "8/ 238" "5407". 4 "8/ 519-520" "9912". 5 "8/ 521-522" "9912". 6 التوضيح من الحافظ وهو مهم.

{فَلا وَرَبِّكَ} إلى آخرها. وغفل الحاكم فقال1 بعد أن أخرجه من طريق ابن أخي الزهري عن عمه عن عروة عن عبد الله بن الزبير عن الزبير: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه ولا أعلم أحدا أقام هذا الإسناد يذكر2 [عبد الله بن الزبير غير ابن أخيه، وهو عنه ضعيف] 3، طريق أخرى سمي فيها خصم الزبير. قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي نا عمرو بن عثمان4 نا أبو حيوة عن سعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن سعيد بن المسيب في هذه الآية {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} الآية قال: اختصم الزبير بن العوام حاطب بن أبي بلتعة في ماء فقضى النبي صلى الله عليه وسلم أن يسقي الأعلى قبل الأسفل. وقال الثعلبي: قال الصالحي5: اسمه ثعلبة بن حاطب ثم ساق القصة، وزاد في آخرها: ثم خرجا على المقداد فقال: لمن كان القضاء يا ثعلبة؟ قال: قضى لابن عمته -ولوى شدقه- ففطن له يهودي فقال: قاتل الله هؤلاء يشهدون أنه رسول الله

_ 1 انظر "المستدرك"، كتاب "معرفة الصحابة"، ذكر مناقب حواري رسول الله "3/ 364". 2 في الأصل: يذكر الشهاب أحمد، وعلى الشهاب إشارة لحق، وفي الهامش نقط ... وهو شيء لا معنى له وسقط الكلام المقصود. 3 استدركت هذا من "تفسير ابن كثير" "1/ 521" "1/ 521"، وقد سبق ابن حجر إلى نقد الحاكم فقد قال: والعجب كل العجب من الحاكم فإنه روى هذا الحديث ... ثم قال". وأما النص في "المستدرك" فقد جاء هكذا: "يذكر عبد الله بن الزبير عن أخيه وهو عنه ضيق" وهو محرف تحريفا شديدا". 4 قال محقق "الفتح السماوي" أحمد مجتبى السلفي "2/ 499": "لا أدري من هو". قلت: وقد أورد الحافظ هذا الحديث في "الفتح" في شرح كتاب "المساقاة" "5/ 35-36" وقال: "وإسناده قوي مع إرساله، فإن كان سعيد بن المسيب سمعه من الزبير فيكون موصولا". 5 لم أعرفه.

ثم يتهمونه في قضاء بينهم، وايم الله لقد أتينا ذنبا مرة في حياة موسى فدعاه موسى إلى التوبة فقال: اقتلوا أنفسكم القصة فنزلت1. طريق أخرى: قال ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن سلمة رجل من ولد أم سلمة عن أم سلمة أن الزبير خاصم فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير فقال الرجل: إنما قضى له أنه ابن عمته فأنزل الله تعالى {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} الآية. أخرجه2 الطبري3 والطبراني4 ورجاله ثقات إلا أن بعض أصحاب ابن عيينة أرسلوه. وأخرجه الفريابي عن ابن عيينة لم يقل عن أم سلمة، وكذا أخرجه عبد بن حميد عن أبي نعيم عن ابن عيينة. 3- سبب آخر: أخرج ابن أبي حاتم5 من طريق ابن6 لهيعة عن أبي الأسود قال: اختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى بينهما، فقال الذي قضى عليه: ردنا إلى عمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم انطلقا إليه"، فلما أتيا عمر قال الرجل: يا ابن الخطاب قضى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا فقال: ردنا إلى عمر، فردنا إليك. قال: أكذلك؟ قال: نعم، فقال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكما فأقضي بينكما، فخرج إليهما مشتملا

_ 1 وقد الحافظ هذا القول عن الثعلبي في "الفتح" "5/ 36" وذكر أنه بغير سند ولم يسكت عليه كما سكت هنا فقال: "وفي صحة هذا نظر" وقد جاء الاسم هنا: ثعلبة بن حاطب، وفي "الفتح": حاطب، وثم كلام على هذا القائل في نسبه ودينه فانظره. 2 طمست في الأصل. 3 "8/ 522-523" "9914". 4 في "المعجم الكبير" "23/ 294-295" "652" في مسند أم سلمة. وقال الهيثمي في "المجمع" "7/ 6": فيه يعقوب بن حميد وثقه ابن حبان وضعفه غيره". وأخرجه الواحدي "ص157". 5 وكذلك ابن مردويه انظر "لباب النقول" "ص73". 6 في الأصل: أبي وهو تحريف.

على سيفه فضرب الذي قال ردنا إلى عمر فقتله، وأدبر الآخر فارا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله قتل عمر صاحبي ولوما أنني أعجزته لقتلني! فقال رسول الله: "ما كنت أظن أن عمر يجترئ على قتل مسلم" فأنزل الله تعالى {فَلَا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} وأهدر دم ذلك الرجل وبرأ عمر من قتله". وستأتي بقية هذا الخبر في الذي بعده. وتقدم من طريق الكلبي في الذي قبله. وفيه تقوية لقول من قال: إن الآيات كلها أنزلت في حق المتخاصمين إلى الكاهن كما تقدم، وبهذا جزم الطبري1 وقواه بأن الزبير لم يجزم بأن الآية نزلت في قصته بل أورده ظنا2. قلت: لكن تقدم في حديث أم سلمة الجزم بذلك، ويحتمل أن تكون قصة الزبير وقعت في أثناء ذلك، فتناولها عموم الآية والله أعلم. وقد تقدم أن القصة المذكورة نزل فيها {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} 3. طريق أخرى4 فيها أن الذي ترافعا إليه عمر:

_ 1 انظر "8/ 524-525". 2 لم أجد هذا المعنى في كلام الطبري في "التفسير" وقد قال الحافظ في "الفتح" "5/ 38": "ورجح الطبري في "تفسيره" وعزاه إلى أهل التأويل في "تهذيبه" إن سبب نزولها: هذه القصة ليتسق نظام الآيات كلها في سبب واحد قال. ولم يعرض بينها ما يقتضي خلاف ذلك، ثم قال: ولا مانع أن تكون قصة الزبير وخصمه وقعت في أثناء ذلك فيتناولها عموم الآية". فلعل هذا المعنى في كتابه "التهذيب". 3 الآية: "51". 4 نقل هذا قبل ابن حجر: ابن كثير "1/ 521".

قال الحافظ بن الحافظ إبراهيم1 بن دحيم2 في "مسنده"3 نا شعيب4 بن شعيب نا أبو المغيرة5 نا عتبة6 بن ضمرة حدثني أبي7 أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى للمحق على المبطل فقال المقضي عليه: لا أرضى "حتى ترضى"8 فقال صاحبه:

_ 1 لم أقف لإبراهيم هذا على ترجمة إلا في "تهذيب تاريخ دمشق" لعبد القادر بدران "2/ 227" وفيها: "توفي في المحرم سنة 303" ولم يذكر له كتبا. 2 دحيم لقب عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو، الإمام القاضي الفقيه الحافظ محدث الشام "ولد سنة 170هـ وتوفي سنة 245" وكان له ولدان حدثا عنه: عمرو وإبراهيم، سمي الأول باسم جده والثاني باسم أبيه، وهو المذكور هنا. انظر ترجمة دحيم في "سير أعلام النبلاء" للذهبي "11/ 515-518" وفي هامشه مصادر ترجمته ويحسن التنبيه إلى أن المحقق "صالح السمر" عزا في هذه المصادر إلى "ميزان الاعتدال" وهذا وهم فليس له فيه ترجمة وإنما المذكور بهذا الاسم غيره. 3 في ابن كثير: "تفسيره" وكذلك في "الدر المنثور" "2/ 585" و"لباب النقول" "ص73" ووقع فيهما "أخرج الحافظ دحيم في تفسيره وفيه سقط، فالمخرج هو إبراهيم بن دحيم. والظاهر أن السيوطي نقل من ابن كثير". وقد ذكر ابن تيمية لإبراهيم بن دحيم هذا تفسيرا، انظر "مجموع فتاويه" "13/ 355" فكأن ما هنا من تسمية "المسند" وهم. 4 قال في "الكاشف" "2/ 12": "ثقة" وقال في "التقريب" "ص267": "صدوق مات سنة 264 وقد ذكر أبو المغيرة في شيوخه انظر "التهذيب" "4/ 353". وقد روى دحيم عن أبيه، وهذا ابن دحيم يروي عن ابنه. 5 هو عبد القدوس بن الحجاج ثقة من رجال الستة. انظر "التهذيب" "6/ 369". 6 في الأصل "عسة" غير منقط، وهو تحريف، وقد جاء على الصواب في ابن كثير قال في "التهذيب" "7/ 97": "روى عن أبيه وعمه ... قال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في الثقات". 7 هو ضمرة بن حبيب تابعي وثقه ابن معين وابن سعد وابن حبان وابن حجر وقال أبو حاتم: لا بأس به مات سنة "130". انظر "التهذيب" "4/ 461" و"التقريب" "ص280". 8 ما بين الهلالين لم يذكر في ابن كثير.

فما تريد؟ قال: أن نذهب إلى أبي بكر الصديق1 "فذكرا ذلك له"2 فقال الذي قضى له النبي صلى الله عليه وسلم: قد اختصمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى لي عليه، فقال أبو بكر: فأنتما على ما قضى به النبي صلى الله عليه وسلم فأبى صاحبه أن يرضى وفيه: أنه رد به إلى عمر، ثم ذكر قصة عمر في قتله. 313- قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} إلى قوله: {مُسْتَقِيمًا} [الآية: 66- 68] . أخرج الطبري3 من طريق أسباط بن نصر عن السدي قال: افتخر ثابت بن قيس بن شماس ورجل من يهود، فقال اليهودي: والله لقد كتب علينا4 أن اقتلوا أنفسكم فقتلنا أنفسنا5. فقال: والله لو كتب علينا أن اقتلوا أنفسكم لقتلنا أنفسنا. فأنزل الله في هذا: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} . ومن طريق أبي إسحاق السبيعي6: لما نزلت: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} الآية. قال رجل: لو أمرنا لفعلنا، والحمد لله الذي عافانا! فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

_ 1 في ابن كثير: فذهبنا إليه. 2 هذه العبارة ليست في ابن كثير. 3 "8/ 526" "9920" وكذلك ابن أبي حاتم انظر "الدر" "2/ 587" واقتصر في "اللباب" "ص74" على الأول. 4 طمست في الأصل إلا: "بنا" فتحتمل: "ربنا" و"علينا" والنص في الطبري وفي "الدر": لقد كتب الله علينا. 5 النص في الأصل: "لو كتب ... لقتلنا" وهو هنا خطأ وأثبت ما في الطبري. 6 "8/ 526" "9921".

إن من أمتي لرجالا الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي. وذكر مقاتل بن سليمان1: إن الرجل المذكور هو عمر بن الخطاب، ولفظه: لما نزلت قال عمر بن الخطاب: لو فعل ربنا لفعلنا، الحمد لله الذي لم يفعل بنا ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم. فذكره. وأخرج عبد بن حميد عن عمر بن سعد2 عن سفيان -هو الثوري- في قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} الآية قال: نزلت في ثابت بن قيس. وقال مقاتل أيضا3: لما نزلت {إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وثابت بن قيس بن شماس: هم4 من أولئك القليل. 314- قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ} [الآية: 69] . أخرج الطبري5 من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محزون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "يا فلان مالي أراك محزونا؟ " قال: يا نبي الله شيء فكرت فيه! نحن نغدو عليك ونروح ننظر في وجهك ونجالسك غدا ترفع مع النبيين فلا نصل إليك، فلم يرد عليه شيئا فأتاه جبريل بهذه الآية {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ} الآية قال: فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم فبشره".

_ 1 في "تفسيره" "1/ 250". 2 هو أبو داود الحفري ثقة عابد. انظر "التهذيب" "7/ 452" و"التقريب" "ص413". 3 "1/ 250". 4 ليس في مقاتل: هم. 5 "8/ 534" "9924".

ومن طريق أبي الضحى1 عن مسروق قال: قال أصحاب محمد: يا رسول الله ما ينبغي لنا أن نفارقك في الدنيا. فإنك لو مت رفعت فوقنا فلم نرك فأنزل الله {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ} الآية. ومن طريق سعيد2 عن قتادة: ذكر لنا أن رجالا قالوا: هذا نبي الله نراه في الدنيا وأما في الآخرة فيرفع3 فلا نراه! فنزلت إلى قوله: {رَفِيقًا} . ومن طريق السدي4 في هذه الآية: قال ناس من الأنصار يا رسول الله إذا أدخلك الله الجنة فكنت في أعلاها ونحن نشتاق إليك فكيف نصنع؟ فنزلت. ومن طريق الربيع بن أنس5 قال: إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: قد علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم له فضل على من آمن به في درجات الجنة ممن اتبعه وصدقه فكيف لهم6 إذا اجتمعوا في الجنة أن يرى بعضهم بعضا؟ فأنزل الله في ذلك فقال: إن الأعلين ينحدرون إلى من هو أسفل منهم فيجتمعون في رياضها فيذكرون ما أنعم الله عليهم ويثنون عليه وينزل لهم7 أهل الدرجات فيسعون عليهم بما يشتهون وما يدعون به فهم في روضة يحبرون ويتنعمون فيه. وروينا في "المعجم الأوسط" للطبراني8 في ترجمة أحمد بن عمرو الخلال، عن

_ 1 "8/ 534" "9925" وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم. انظر "اللباب" "ص74". 2 "8/ 534" "9926". 3 "فيرفع" من الهامش استدركها الناسخ. 4 "8/ 534-535" "9927". 5 "8/ 535" "9928". 6 في الأصل: بهم وهو تحريف. 7 في الأصل: وينزلهم وهو تحريف. 8 رواه الواحدي من طريقه "ص159" ولم يذكر معجمه هذا. وقد رواه الطبراني في "معجمه" أيضا في ترجمة أحمد بن عمرو. انظر "الروض الداني" "1/ 53-54" وفي "الدر" "2/ 588": "أخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والضياء المقدسي في "صفة الجنة" وحسنه عن عائشة". وفي "اللباب" "ص74" اقتصر على الأولين وقال: بسند لا بأس به.

عبد الله بن عمران نا فضيل1 بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وأهلي وولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين فإني دخلت إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزل جبريل بهذه الآية: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ} الآية. قلت: رجاله موثقون2. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم معا من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة قال: أتى فتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله! إن لنا منك نظرة في الدنيا وفي يوم القيامة لا نراك فإنك في الدرجات العلا فأنزل الله {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} . وذكر الثعلبي3 بغير {إسناد} 4 قال: نزلت في ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان

_ 1 في الأصل: "رفص" بدون تنقيط وهو تحريف. 2 قال الهيثمي في "المجمع" "7/ 7": "رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عمران العابدي وهو ثقة". 3 وكذلك الواحدي "ص158" وعزاه إلى الكلبي. 4 كل ما كان بين معقوفين فهو ذاهب من الأصل، وكأن ورقة لصقت عليه فأذهبت الكلمات الأخيرة من سطورها والحروف الأولى من التي بعدها. وأثبت الذاهب من "الكافي الشافي" "ص49" انظر "الفتح السماوي" "2/ 500".

[شديد الحب] لرسول الله صلى الله عليه وسلم قليل الصبر عنه فأتاه ذات يوم [وقد تغير] لونه ونحل جسمه فعرف الحزن في وجهه فقال له: "يا ثوبان! ما غير [لونك؟ " فقال] : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بي مرض ولا وجع غير إني إذا لم أرك اشتقت إليك [واستوحشت] وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة فأخاف أن لا أراك [هناك] ؛ لأني عرفت إنك ترفع مع النبيين، وإني إن دخلت الجنة كنت في [منزلة أدنى] من منزلتك وإن لم أدخل فذاك حين لا أراك أبدا فأنزل الله [تعالى هذه] الآية ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: "والذي [نفسي بيده] لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأبويه وأهله والناس [أجمعين] ". وقال مقاتل بن سليمان1: قال رجل من الأنصار يسمى عبد الله [بن زيد] بن عبد ربه وهو [الذي] 2 رأى الأذان مع عمر: يا رسول الله إنا [إذا خرجنا] من عندك إلى أهلينا اشتقنا إليك فلم ينفعنا شيء حتى نرجع [إليك] فذكرت درجتك في الجنة فكيف لنا برؤيتك إن دخلنا الجنة؟ [فنزلت] هذه الآية قال: فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حديقة [أتاه] ابنه فأخبره فقال عند ذلك: اللهم لا أرى شيئا بعد حبيبي [أبدًا، فعمي مكانه] وذلك من شدة حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. 315- قوله [تعالى: {وَإِنَّ] مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} [الآية: 72] . أخرج ابن أبي حاتم من طريق بكير بن معروف [عن مقاتل] بن حيان في قوله: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} قال: هو فيما بلغنا عبد الله [بن أبي رأس] 3

_ 1 في "تفسيره" "1/ 250-251". 2 سقطت من الأصل، واستدركتها من مقاتل. 3 استدركت هذا الذاهب من "تفسير مقاتل بن سليمان" "1/ 251".

المنافقين وبذلك جزم مقاتل بن سليمان1. وأخرج عبد بن حميد والطبري2 من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: نزلت3 في المنافقين. 316- قوله تعالى4: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ} [الآية: 74] . قال الثعلبي: معناه أنه يؤمر بالإيمان ثم بالقتال. قال: وقال بعضهم معناه نزلت هذه الآية في المؤمنين المخلصين5. 317- قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [الآية: 75] . أخرج عبد بن حميد من رواية سعيد عن قتادة: كان بمكة رجال ونساء وولدان من المسلمين فأمر الله [نبيه] 6 أن يقاتل حتى يستنقذهم. وأخرج من رواية أبي يونس القوي7 قلت لسعيد بن جبير في قوله: {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ} ؟ قال: كان بمكة ناس مظلومون مقهورون.

_ 1 في "تفسيره" "1/ 251". 2 "8/ 538" "9935". 3 ليس في الطبري: نزلت. 4 كانت هذه الآية بعد الآية "75" فقدمتها إلى موضعها الصحيح. 5 من الواضح أنه ليس هنا سبب نزول! 6 ذهب في الأصل. 7 هو الحسن بن يزيد بن فروخ الصخري ... القوي، بفتح القاف وتخفيف الواو، مكي سكن الكوفة، ثقة. انظر "التقريب" "ص164".

318- قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} [الآية: 77] . 1- أخرج الطبري1 والفاكهي في "كتاب مكة" [و] 2 الحسن بن سفيان في "مسنده3" وابن أبي حاتم4 من رواية الحسين بن واقد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس: إن عبد الرحمن بن عوف [و] 2 أصحابا له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فشكوا: إنا كنا في عز [و] 2 نحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة فقال: إني أمرت بالعفو فلا تقتلوا5 القوم فلما حوله الله تعالى إلى المدينة أمره بالقتال فكفوا فأنزل الله تعالى هذه الآية. وأخرج الطبري6 وابن أبي حاتم من طريق أسباط بن نصر عن السدي قال: هم قوم أسلموا قبل أن يفرض عليهم القتال، ولم يكن عليهم إلا الصلاة والزكاة، فسألوا الله أن يفرض عليهم القتال، فلما كتب عليهم إذا فريق منهم يكره ذلك. فذكر الخبر. ومن طريق سنيد7 بسنده إلى عكرمة نحوه. ومن طريق سعيد بن أبي عروبة8 وعبد بن حميد من طريق شيبان كلاهما

_ 1 "8/ 549" "9951". 2 ذهب في الأصل. 3 وأخرجه الواحدي من طريقه. انظر "ص160". 4 زاد السيوطي في "الدر" "2/ 594" نسبته إلى النسائي والحاكم، قال: وصححه والبيهقي في "سننه". واقتصر في "اللباب" "ص74" على الأولين. 5 كذا في الأصل، وفي الطبري: فلا تقاتلوا. 6 "8/ 550" "9954" وفيه تصرف. 7 "8/ 549" "9952". 8 "8/ 549-550" "9953".

عن قتادة قال: ذكر لنا أن أناسا من الصحابة وهم يومئذ بمكة قبل الهجرة فزعموا إلى القتال وسرعوا فيه حتى قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ذرنا نتخذ معنا معاول للمشركين1 فنهاهم عن ذلك وقال: "لم أؤمر بالقتال". فلما كانت الهجرة أمروا بالقتال فكره ذلك بعض وقالوا فيه ما تسمعون فقال الله تعالى: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى} . وقال مقاتل بن سليمان2: نزلت في عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وهما من بني زهرة وقدامة بن مظعون والمقداد بن الأسود وذلك أنهم استأذنوا في قتال كفار مكة لما يلقون منهم من الأذى فقال: "لم أؤمر بالقتال" فلما هاجر إلى المدينة وأذن بالقتال كره بعضهم ذلك". وذكر مقاتل3 المذكور أن من هذا الفريق "طلحة بن عبيد4 الله". كذا قال ولعله كان ممن قال ذلك أولا5 وأما الفريق {وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ} فاللائق أنهم ممن لم يرسخ الإيمان في قلبه وطلحة كان من الراسخين6. ونقل الثعلبي7 عن الكلبي قال: نزلت. فذكر نحو مقاتل إلا تسمية طلحة. 2- قول آخر أخرج الطبري8 من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {أَلَمْ تَرَ إِلَى

_ 1 النص في الطبري: ذرنا نتخذ معاول فنقاتل بها المشركين. 2 في "تفسيره" "1/ 252"، وفي النقل تصرف. 3 في "1/ 253". 4 في الأصل: عبد وهو تحريف. 5 عراها سواد، وأرجح إنها كذلك. 6 انظر ترجمته في "الإصابة" "2/ 229-230". 7 والواحدي "ص159". 8 "8/ 550" "9950".

الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ} الآية نزلت في يهود. ومن طريق عطية العوفي1 عن ابن عباس نحوه2 وزاد أن تصنعوا كصنيعهم. 319 - قوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [الآية: 78] 3. 1- قال الكلبي4 عن أبي صالح عن ابن عباس: لما استشهد الله من المسلمين من استشهد يوم أحد قال المنافقون الذين تخلفوا عن الجهاد لو: كان إخواننا الذين قتلوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا فأنزل الله عز وجل هذه الآية. 2- قول آخر5: قال الطبري6: حدثنا علي بن سهل ثنا مؤمل بن إسماعيل نا أبو همام ثنا كثير أبو الفضل ح وقال ابن أبي حاتم: نا أبو سعيد7 بن يحيى بن سعيد القطان [نا] 8 عيسى9 [نا] 8 حميد الرؤاسي -واللفظ له- قال ثنا كثير

_ 1 "8/ 550" "9956". 2 لم يذكر اليهود في هذا القول، ولكن الطبري أورد السند تحت عنوان "وقال آخرون: نزلت هذه وآيات بعدها، في اليهود". 3 كرر الرقم "214" سهوا فوصل العدد إلى "319" وكان ينبغي أن يكون "320". 4 أورد الواحدي "ص160" هذا القول عن أبي صالح، ولم يذكر الكلبي. 5 لا يصلح هذا أن يكون قولا آخر والسياق يأباه، وإنما هو كما سماه ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" "1/ 526": "حكاية" أي: عمن مضى وقد عزاه إلى الطبري وابن أبي حاتم وزاد السيوطي في "الدر" "2/ 595" نسبته إلى ابن أبي نعيم في "الحلية" موقوفا على مجاهد، وهو فيه في ترجمته "3/ 228-289". 6 "8/ 552" "9958". 7 اسمه محمد ثقات مات سنة "233" انظر "التقريب" "ص512"، ولا بد أن يكون بينه وبين ابن أبي حاتم واسطة فإنه ولد سنة "240" كما تقدم. 8 طمس في الأصل. 9 لم أعرفه.

الكوفي ثنا مجاهد أبو الحجاج، قال: كان قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم. وفي رواية مؤمل: كان فيمن كان قبلكم امرأة وكان لها أجير، فولدت فقالت لأجيرها: انطلق فاقتبس لي نارًا فانطلق الأجير، فإذا هو برجلين قائمين على الباب فقال أحدهما لصاحبه: ما ولدت؟ فقال: ولدت جارية فقال أحدهما لصاحبه: لا تموت هذه الجارية حتى تزني بمئة، ويتزوجها الأجير ويكون موتها بعنكبوت! فقال الأجير: أما والله لأكذبن حديثكما، فرمى بما في يده وأخذ السكين فشحذها وقال ألا تراني أتزوجها بعد ما تزني بمئة قال مجاهد: ففرى كبدها ورمى بالسكين وظن أنه قد قتلها. وقال مؤمل في روايته: فخرج فوجد بالباب رجلا فقال له ما ولدت هذه المرأة؟ قال جارية قال أما إن هذه الجارية فذكره لكن قال: وأخذ شفرة فدخل فشق بطن الصبية. فصاحت الصبية فقامت أمها فرأت بطنها قد شق فخاطته وداوته حتى برئت. وفي رواية مؤمل: وخرج على وجهه فركب البحر وخيط بطن الصبية وعولجت فبرئت فكانت تبغي فأتت ساحلا من سواحل فأقامت فيه تبغي. ولبث الرجل ما شاء الله ثم قدم ذلك الساحل ومعه مال كثير. وفي رواية عيسى: وركب الأجير رأسه، فلبث ما شاء الله أن يلبث، وأصاب [الأجير مالًا فأراد] 1 أن يطلع أرضه فينظر من مات منهم، ومن حي فأقبل حتى نزل [على عجوز وقال] للعجوز: ابغي لي أحسن امرأة في البلد أصيب منها وأعطيها فا [نطلقت العجوز] إلى تلك المرأة وهي أحسن جارية في البلد فدعتها إلى الرجل وقالـ[ت: تصيبين] منه معروفا.

_ 1 ما بين المعقوفين من الطبري.

وفي رواية مؤمل: فقال لامرأة من أهل الساحل: [ابغيني] امرأة من أجمل امرأة في القرية أتزوجها فقالت: ها هنا امرأة من [أجمل الناس] لكنها تبغي قال: ائتيني بها1. إلى هنا انتهى ما وجد من أسباب النزول لشيخ الإسلام [....] العالم العلامة الحافظ الشيخ شهاب الدين أبي الفضل أحمد [....] بخطه. انتهى ذلك وكتبه من أوله إلى أثناء قوله: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ [....] أَنَّى شِئْتُمْ} من خط الشيخ الإمام العامل العالم العلامة كمال الدين [....] ومن أثناء قوله: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} إلى هنا من خط الشيخ الإمام [....] الحافظ مؤلف هذا الكتاب شيخ الإسلام الشيخ شهاب الدين [....] أمده الله بالرحمة والرضوان: عبد الحق بن محمد السنباطي [....] غفر الله له ولوالديه ولمشايخه ولمن دعا لهم بالغفرة ولجميع المسلمين [....] وكان الفراغ من كتابة ذلك في الليلة المسفر صباحها عن الساد [....] من شهر شوال المبارك سنة تسع وثمانين وثمانمئة [....] بخير بمحمد وآله وصحبه وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

_ 1 وتتمة الحكاية كما في سياق الطبري "8/ 552-553": "فأتتها فقالت: قد قدم رجل له مال كثير، وقد قال لي: كذا. فقلت له: كذا. فقالت: إني قد تركت البغاء، ولكن إن أراد تزوجته! قال: فتزوجها، فوقعت منه موقعا. فبينما هو يوما عندها إذا أخبرها بأمره، فقالت: أنا تلك الجارية! -وأرته الشق في بطنها- وقد كنت أبغي، فما أدري بمئة أو أقل أو أكثر! قال: فإنه قال لي: يكون موتها بعنكبوت. قال: فبنى لها برجا بالصحراء وشيده. فبينما هو يوما في ذلك البرج، إذا عنكبوت في السقف، فقالت: هذا يقتلني؟ لا يقتله أحد غيري! فحركته فسقط. فأتته فوضعت إبهام رجلها عليه فشدخته، وساح سمه بين ظفرها واللحم، فاسودت رجلها فماتت. فنزلت هذه الآية: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} . ولفظ السيوطي في "الدر" "2/ 596": "وأنزل الله على نبيه حين بعث {أَيْنَمَا تَكُونُوا ... } ".

النتائج والمقترحات

النتائج والمقترحات: 1- قدمت هذه الرسالة كتابا مخطوطا موسوعيا جديدا من كتب الإمام الكبير شيخ الإسلام الحافظ أبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي المعروف بابن حجر العسقلاني "773-852هـ" الذي عرف بسعة الاطلاع والحفظ، وجودة المؤلفات والآثار، وهو "العجاب في بيان الأسباب" وقد مر على تأليفة ستة قرون، ولم يفد منه خلالها إلا قلائل تسنى لهم الوقوف عليه، وفي تحقيقه والتعليق عليه ودراسته خدمة للتفسير عامة، ولعلم أسباب النزول خاصة، وكذلك خدمة للإمام المؤلف، وللعلماء والدارسين والمثقفين الذين يهمهم فهم القرآن والتكمن من علومه. 2- واتبع في التحقيق أسس علمية تقوم على مراجعة كل ما كتبه المؤلف، والتعليق عليه بالشرح والإضافة، واستدراك والتوضيح، والتقريب والتنقيح، وإذا كان هذا واجبا في كل أثر تراثي يحقق ويخدم، فإنه هنا أشد وجوبا إذ كان المؤلف ابن حجر قد مات عن كتابه "العجاب" مسودة، ولم يتهيأ له أن يحرره، وشمل هذا كتبا أخرى له، لكثرة أعماله وأعبائه، وتنوع مصنفاته واهتماماته، فهناك كتب لم يكملها، وأخرى لم يبيضها. 3- اعتنت هذه الرسالة بتقدم دراسة قبل النص المحقق اشتملت على ثلاثة فصول. تناول الفصل الأول: التعريف بالمؤلف، والفصل الثاني: علم أسباب النزول، والفصل الثالث: دراسة الكتاب.

ومن نتائج الفصل الأول ما يأتي: 1- أن الذين كتبوا عن حياة ابن حجر قرابة خمسين مؤلفا، على مر الأزمنة وتنوع الأمكنة، وهذا يبين المكانة العالية التي تبوأها هذا الإمام. وإن أهم كتاب في هذا الباب هو "الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر" لتلميذه السخاوي، ومن الضروري جدا القيام بطبع هذا الكتاب مخدوما الخدمة اللائقة به، لغزارة فوائده واتساع مادته، وكذلك من الضروري طبع كتابيه "المجمع المؤسس للمعجم المفهرس" الذي ترجم فيه شيوخه وذكر ما قرأه عليهم وحمله عنهم، "المعجم المفهرس" الذي ذكر فيه مروياته على الأبواب، فهما يوضحان لنا التكوين العلمي له تمام التوضيح، وفيهما فائدة كبرى لطلاب العلم والراغبين فيه الذين يريدون الاقتداء به. 2- أن ابن حجر وإن عرف بالحديث وعلومه إلا أن له باعا في علوم أخرى كالتفسير والفقه والأدب وقد درست جهوده في الحديث والشعر ولم تدرس جهوده التفسيرية والفقهية، وهذا واجب مهمل، ولعل تحقيق كتابه "العجاب" هذا يفتح الباب للكتابة في هذا الجانب المهمل، وإظهار ما لابن حجر من آراء وأفكار فيه، وقد نقل البقاعي عنه كلاما نفيسا في التفسير، ومر معنا أنه تسلم منصب الإفتاء في "دار العدل" من سنة 811 إلى سنة 852 وله كتاب سماه "عجب الدم في فتاوي شهر" ضم ثلاث فتوى ليس فيها شيء، من أجوبته الحديثية!. 3- هناك اختلاف في عدد مؤلفات ابن حجر فقد قال السخاوي في "الضوء اللامع": زادت مؤلفاته على مئة وخمسين، ولكنه في "الجواهر والدرر" عد له "270" عنوانا وهذا يحتاج إلى تحقيق وتخريج، ولاحظت أن ابن حجر يذكر كتبه في كتبه، وقد يدعو بتيسير إتمامها، أو يذكر أنه ينوي تأليف كتاب. فلو تتبع هذا لكان مفيدا جدا.

وقد عد بعض الباحثين المعاصرين له كتبا تجاوزت "330" كتابا وفيها مكرر ومنسوب، وبعضهم أورد في المنسوب إليه كتبا ثابتة النسبة، ومن المستحسن إفراد كتاب تحليلي لمؤلفات ابن حجر تستقصى فيه على أن يذكر في كل كتاب من ذكره حسب التسلسل التاريخي ويشار إلى نسخة المخطوطة والمطبوعة وتبرز تواريخ تلك الكتب لمعرفة السابق من اللاحق. ويكتب فيه عن طريقه ابن حجر في التأليف. ومن نتائج الفصل الثاني: 1- بلغ عدد الذين كتبوا في "أسباب النزول رواية": "22" مؤلفا عرفت أسماؤهم وهناك كتب مجهوله المؤلف تبلغ "6" كتب فيكون العدد "28" مؤلفا. وأقدم كتاب وصل إلينا من القرن الخامس وهو كتاب الإمام الواحدي "ت:468" وهو يحتل المركز الرابع، وتوالت بعده المؤلفات إلى يومنا هذا، وأوسع كتاب في هذا المجال كتاب ابن حجر "العجاب" ولو وصل إلينا كاملا لا غنى عن كل ما كتب، إذ يورد كل ما روي أو قيل في أسباب النزول باستقصاء بالغ. وبلغ عدد الذين كتبو في "أسباب النزول دراية": "26" كتابا، يعد ابن تيمية من أولهم-فيما وقفت عليه- ويتلوه في الأهمية الزركشي والسيوطي، ولا نكاد نجد بعد هؤلاء الثلاثة شيئا جديدا حتى في الدراسات المعاصرة، وابن حجر وإن أطال النفس في جمع الأسباب إلا أنه لم يفرد فصلا للكلام على قواعد هذا العلم، ولكن جاء في ثنايا كلامه هنا، وفي الفتح تلميحا وتصريحا ما ينفع في هذا السبيل كثيرا. وقد اتكأ اللاحقوذ علي هؤلاء الثلاثة بل على السيوطي بوجه أخص إذ كان قد أفاد من دراسات ابن تيمية والزركشي وابن حجر. 2- إن المقصود بأسباب النزول في الاصطلاح: الحوادث والوقائع العينية والأسئلة والاستفتاءات المصرح بها، فأما الروايات التي لا تنص على شيء من ذلك

فلا يمكن حشرها في هذه الكتب، وقولهم: "نزلت الآية في كذا" كلام عام يحتمل السببية وغيرها فهو ليس نصا هنا، فإذا لم نجد في الرواية حدثا خاصا فلا تؤخذ على أنها سبب نزول-بالمعنى الاصطلاحي- وإن كان ذلك يعد سببا بالمفهوم الأعم، ولو ذكرنا الأمور العامة التي نزل القرآن ليعالجها ويصححها ويرشد إليها لاتسع الأمر جدًّا وخرجنا عن المقصود. وقد تواردت كلمات العلماء على أهمية هذا العلم وفوائده، وحسبه أن ينقلك إلى عصر النبوة فتعيش مع النص القرآني: كيف نزل ليعالج أمرا وقع أو سؤالا عرض، وتعرف الظرف الزماني والمكاني لذلك الحدث، وتكاد تكون شاهدا له، مشاركا فيه، وتفهم الموضوع بأبعاده ومراميه تماما. وهذا العلم بالغ الأهمية في الدراسات التاريخية والاجتماعية، ولم يلتفت إليه بعد، للإفادة منه في هذين المجالين، وسيقدم هذا الكتاب زادا كبيرا لمن سيقوم بذلك. ويجب أن يعلم: أن هذا العلم يقوم على النقل الصحيح المرفرع، وما جاء عن صحابي فله حكم الرفع، كذلك ما جاء عن تابعي ولكن بشروط. ومن نتائج الفصل الثالث: 1- أن هذا الكتاب أوسع الكتب المؤلفة في أسباب النزول التي وقفت عليها-كما قلت قريبا- وعنوانه "العجاب في بيان الأسباب" وهو ثابت النسبة إلى ابن حجر، نسبه هو لنفسه في كتابه "الإصابة" وذكر فيه كتابين معروفين له، ونسبه إليه تلميذاه البقاعي والسخاوي ثم من جاء بعدهما، وقد ألفه قبل "827" جزما، والظاهرأنه أكمله ولكن ضاع سائره بعد وفاته بقريب، ومن أسباب ذلك أنه تركه مسودة، وقد بيضه عالم كبير هو الشيخ عبد الحق السنباطي "842-931" وينتهي ما وجده

بالكلام على قوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ} [النساء: 78] . 2- أن هذا الكتاب يشتمل على منهجين، الأول: مرتبط بالواحدي، يذكركلامه ثم يعلق عليه والثاني: مستقل عنه، يرجع إلى مصادره والمصادر الأخرى مباشرة، وقد ينقل كلامه ثم يعلق عليه والثاني مستقل عنه، يرجع إلى مصادره والمصادر الأخرى مباشرة، وقد ينقل عنه ويزيد عليه زيادات كثيرة. وأخذ هذا المنهج الثاني الإمام السيوطي وطبقه في كتابه "لباب النقول في أسباب النزول" وإذا ثبت اتحاد المنهجين أغنى ذلك عن التطويل بذكر تشابه المادة. وقد التزم ابن حجر الكلام على الأسانيد، ووفى بذلك في مواضع كثيرة، وترك في مواضع أخرى. كما أنه التزم في المقدمة أن لا يذكر إلا ما هو سبب نزول ببادىء الرأي، لا ما يكون من هذا القبيل بضرب من التأويل ولكنه لم يف بهذا الالتزام تمامًا، وقد استدركت ما رأيت أنه لا يدخل في شرطه. وفي الكتاب معالم أخرى كزيادة مسائل فقهية وأصولية وتفسيرية وضبط الأسماء وبيان الأنساب والترجيح بين الأقوال، أو الجمع بينها وتفسير بعض النصوص التي ينقلها. 3- جمع الحافظ ابن حجر مادة كتابه من "123" مصدرا وفيها مصادر في التفسير والحديث تعد الآن مفقودة أو هي مخطوطة لم تر النور بعد. وقد قمت بإحصاء هذا المصادر، وإحصاء المرات التي أفاد فيها منها وظهر لي: أ- أن ابن حجر كثير التصرف في النصوص التي ينقلها حذفا وزيادة وتبديل لفظ بلفظ، ويجب أن يلاحظ هذا الذين يشتغلون بتحقيق كتبه أو يراجعون فيها، لما يترتب عليه من نتائج في الأحكام والآراء.

ب- أنه في نقوله يستدرك على من نقل عنهم، وفي استدراكاته فوائد كثيرة سواء ووفق فيها أم خولف. ج- أنه كان يبهم أسماء مصادره-أحيانا- وقد يبهم أسماء القائلين، وفي مواضع ليست بكثيرة أفاد من غيره-فيما يبدو والله أعلم- ولم يصرح. د- أن أهم مصادره على الإطلاق "تفسير الإمام الطبري" فقد أفاد منه أكثر من "600" مرة ما بين رواية أو قول أو ترجيح، وهناك نصوص أخرى ينقلها عن مصادره التفسيرية والحديثية، وهي موجودة فيه، ولكنه يعدل عنه ولو أخذها منه لارتفع الرقم أكثر، وبعض ما نقله عنه لا يوجد في المطبوع منه، وهذا يؤكد لنا أهمية هذا التفسير البالغة، وضرورة العناية به من جديد وربط طلبة المعاهد والجامعات الإسلامية به، فهو يغني عن كثير من التفاسير ولا يغني عنه غيره. 4- كان لابن حجر في هذا الكتاب آراء صرح بها أو لمح وقد قمت بتتبعها وخصصت لها مبحثا، بحثت فيه: - مفهوم سبب النزول عنده ومن ذلك انتقاده للواحدي؛ لأنه أورد أسباب ما حدث في الأمم السابقة. - والألفاظ الدالة على سبب النزول ومن ذلك استشعاري أنه يرى في قولهم "نزلت الاية في كذا" سببًا صريحًا وإن لم يذكر السبب. - وطريق اعتماد الأسباب وفيه أنه يشترط الصحة وينتقد الواحدي؛ لأنه أورد ما لا يثبت وما لا سند له، وقد وقع فيما انتقده فأورد ما لا يثبت وما لا إسناد له، وهو معذور في إيراد بعض ما لا يثبت إذ كان قد نبه عليه في "فصله الجامع" ولكنه في إيراد البعض الآخر، وإيراد ما لا سند له يبدو خارجا عن شرطه. ومن آرائه أنه يرى تعدد الأسباب وقد اعتمد السيوطي عليه كثيرا في هذه

القاعدة، وهو مسبوق بها نظريا ولكنه طبقها عمليا. ويرى تعدد النازل بسبب واحد، ويرى تكرر النزول-حين الضرورة- ولا يمنع نزول الآية الواحدة مجزأة، ويذهب إلى أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب-تلميحا هنا وتصريحا في الفتح- وأن السبب لا يعدل عن كونه مرادا، وإن كان اللفظ يتناول غيره. 5- أن هذه النسخة من "العجاب" فريدة في العالم اليوم-حسب ما تقول الفهارس- وأن ناسخها من كبار علماء عصره، ومع ذلك فقد فاتته أشياء كثيرة استدركتها كالتنبيه على "250" تحريفا، عللت وقوع بعضها بصعوبة قراءة خط ابن حجر. وأن الناسخ استعمل رموزا كأنها خاصة به وقد جمعتها وحللتها على ضوء البحث والتتبع كاستعمال ط مثلا. ومن النتائج العامة أيضا: 1- أن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس من أجود الطرق ولذلك كان البخاري وابن أبي حاتم يخرجان منها، وعلي وإن لم يلق ابن عباس إلا أنه حمل عن ثقات أصحابه، وإذا عرفت الواسطة فلا ضير فى ذلك. وما ذهب إليه الشيخ أحمد شاكر في تخريج تفسير الطبري من تضعيف هذه الطريق لانقطاعها غير سديد. 2- أن شيخ الطبري: محمد بن سعد هو من ذرية عطية العوفي، وليس محمد بن سعد كاتب الواقدي، فالثاني توفي "230"، ولم يدركه الطبري ليروي عنه، وأما الأول فقد توفي سة "276"، وقد وقع بعض الباحثين في ما يؤسف عليه إذ ذهب إلى أن المقصود: محمد بن سعد كاتب الواقدي وأصدر حكما بأن الطبري لم يلقه ولم يسمع منه وهذا يعني تكذيبه إذ ينص في كل المرات التي ذكره فيها على الرواية

عنه بصيغة "حدثني" وذلك في "1560" موضعا من تفسيره!! ولعل هذا الباحث تبع المستشرق "هورست" في حكمه هذا. 3- أن "الفصل الجامع" الذي صدر به ابن حجر كتابه "العجاب" هو كاسمه جامع لفوائد غزيرة تكشف عن طرق التفسير في الصدر الأول وهو فصل نافع للمشتغلين بالتفسير والمراجعين في كتبه. وقد ذكر الخليلي في "الإرشاد" فوائد مهمة أيضا في هذا المجال نقلها السيوطي في "الإتقان"، وزاد عليها ولو جمعت هذه الفوائد كلها، وأفردت بالطبع والتحقيق وقرر تدريسها لكان في ذلك أكبر عون للدارسين، إذ هي كمنور تكشف حال الأسانيد والرجال. 4- أن في كتبنا المطبوعة كثيرا من التصحيف والتحريف، وهذا يوجب علينا الحذر والانتباه في مطالعتها ومراجعتها إذ تترتب على ذلك نتائج خطيرة، ومن الأمثلة: "سنيد" المحدث الذي تكلم فيه يتحرف إلى "شعبة" الإمام الحافظ الثقة الثبت، ومن لم ينته لذلك قد يحكم على السند من أول نظرة بالتضعيف، وكذلك: "الثعلبي" الذي تحرف إلى "الشعبي" وهكذا. وقد التزمت في هذه الرسالة الإشارة إلى التحريفات وتصحيحها وهي كثيرة، ولولا ضيق المجال لصنعت لها فهرسا ليصحح من يشاء نسخة من تلك الكتب التي وقعت فيها على ضوئه، فإن منها ما لا ينكشف للناظر إلا أن يكون معنيا بالموضوع الذي يراجعه متوسعا فيه. ومن ناحية أخرى فإن هذا يؤكد ضرورة تحقيق عدد من الكتب المهمة التي يكثر رجوع الدارسين إليها. وفي الختام أقترح: أن تتبنى كليتنا الموقرة-التي كتبت فيها رسائل تفسيرية كثيرة- تحقيق "تفسير

الطبري"، ومن ثم دراسته وإظهار موارده والكشف عن آرائه، وتتبع المستفيدين منه وستظهر لنا آنذاك نتائج مهمة جدا. ويكون ذلك من خلال توزيعه على مجموعة من الطلاب النابهين. وإذا رؤي أن تحقيقه كله يطول، فمن الممكن البدء من حيث انتهى الأستاذ محمود محمد شاكر وقد ظهرت له مخطوطات كثيرة، ويوجد بعضها في مكتبات العراق. وبغداد التي ألف فيها هذا التفسير ودفن الإمام المفسر في ثراها أولى من غيرها لخدمته. - دراسة علم أسباب النزول دراسة استقرائية تامة من حيث التطبيق، لإظهار الآيات التي تعددت أسبابها، أو تعددت بسبب واحد، والتي تكرر نزولها، أو نزلت مجزأة، أو أريد منها العموم وسببها خاص، وعند ذلك يطوى هذا الملف، وتظهر النتائج الحاسمة في استقرار بعض هذه القواعد أو زوالها، وهناك من ينازع في هذه القواعد، ولكن عدم استناده إلى الاستقراء يجعل نتائجه غير مسلمة بل غير مجدية أحيانا.

المصادر

المصادر المصادر المخطوطة ... المصادر: أ- المصادر المخطوطة: - "أسباب النزول والقصص الفرقانية": لمحمد بن أسعد العراقي: نسخة الأستاذ محمد عبد الكريم الراضي، مصور عن نسخة جستر بتي. - "أطراف الغرائب والأفراد": للمقدسي، مصورة في مكتبة الشيخ صبحي السامرائي، عن نسخة دار الكتب المصرية. - "الأمالي الحلبية": لابن حجر، في دار صدام للمخطوطات. - "انتقاض الاعتراض": لابن حجر، مصور في مكتبة الشيخ صبحي السامرائي. - "تفسير الثعلبي": قطعة من آخره في دار صدام للمخطوطات. - "تفسير الكواشي الكبير": الجزء الثامن منه في دار صدام للمخطوطات. - "تفسير عبد الرزاق الصنعاني": مصور في مكتبة الشيخ صبحي السامرائي عن نسخة المكتبة المصرية. - "التلخيص للكواشي": الجزء الأول في مكتبة الدكتور محيي هلال السرحان والثاني في دار صدام للمخطوطات.

- "الجمع بين الصحيحين" للحميدي: مصور في مكتبة الشيخ صبحي السامرائي. - "جمع وترتيب السؤالات عن يحيى بن معين": للشيخ صبحي السامرائي. - "الدر المستطاب": لحامد العمادي، في مكتبة الأوقاف المركزية في بغداد. - "رونق الألفاظ": لسبط ابن حجر، في مكتبة الشيخ صبحي السامرائي، مصور عن نسخة المكتبة الخالدية بالقدس. - "الشرح الجديد لجمع الجوامع": للشيخ عبد الكريم الدبان "مصور عن خطه". - "عنوان الزمان": للبقاعي، الجزء الخاص بابن حجر، في مكتبة الدكتور شاكر محمود، مصور عن نسخة كوبريلي. - "الفصل للوصل المدرج في النقل": للخطيب البغدادي، في مكتبة الشيخ صبحي السامرائي، مصور عن نسخة أحمد الثالث في اسطنبول. - "فضائل القرآن": لأبي عبيد، في مكتبة الأستاذ الدكتور غانم قدوري حمد، مصور عن نسخة مكتبة الأوقاف في الموصل. - "اللمع الألمعية": للخضيري، في دار صدام للمخطوطات. - "المجمع المؤسس": لابن حجر، مصور في مكتبة الشيخ صبحي السامرائي عن نسخة دار الكتب المصرية. - "مسند الروياني": مصور في مكتبة الشيخ صبحي السامرائي عن نسخة المكتبة الظاهرية. - "المعجم المفهرس": لابن حجر، مصور في مكتبة الشيخ صبحي السامرائي،

عن نسخة دار الكتب المصرية. - "المؤتنف": للخطيب البغدادي، بخطة-مصور في مكتبة الشيخ صبحي السامرائي. - "الوسيط": للواحدي، في مكتبة الدكتور مهدي عبيد جاسم، مصور عن مكتبة الأوقاف المركزية ببغداد. ولكل هؤلاءالأساتذة الأفاضل الذين تكرموا بإفادتي من هذه الكتب أتقدم بالشكر العميق والدعاء الوفير.

المصادر المطبوعة

ب- المصادر المطبوعة: حرف الهمزة: - "الآلوسي مفسرا": للدكتور محسن عبد الحميد، مطبعة المعارف بغداد، ط1، 1388هـ-1969م. - "ابن حجر مؤرخا": للدكتور محمد كمال الدين عز الدين، عالم الكتب-بيروت، ط1، 1407هـ-1987م. - "ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته ومنهجه وموارده في كتابة الإصابة ج1": للدكتور شاكر محمود عبد المنعم، دار الرسالة-بغداد، 1978م. - "الإتقان في علوم القرآن": للسيوطي، مصورة دار الندوة الجديدة، بيروت، د. ت. - "إتمام النعمة في اختصاص الإسلام بهذه الأمة": للسيوطي "ضمن الحاوي للفتاوي"، دار الكتاب العربي-بيروت، د. ت. - "الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة": للزركشي، تحـ سعيد الأفغاني، المكتب الإسلامي-بيروت، ط4، 1405هـ-1985م. - "الأحاديث الطوال للطبراني في آخر "المعجم الكبير" ج "25": تحـ حمدي السلفي، مطبعة الأمة بغداد-ط1-1983. - "الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان": ترتيب الأمير علي بن بلبان الفارسي "ت739" تحـ شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة بيروت، ط1 1988م. - "أحكام القرآن": للجصاص "ت370هـ"، مصورة دار الكتاب العربي-

بيروت، 1406هـ-1986م. - "أحكام القرآن": لابن العربي "ت543هـ"، تحـ محمد بن عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية-بيروت ط: 1، 1408هـ- 1988م، وتحـ علي محمد البجاوي، دار الفكر بيروت. - "أحكام القرآن": للشافعي جمعه البيهقي "ت458"، مصورة دار القلم-بيروت ط1، د. ت. - "أحوال الرجال" للجوزجاني "ت259"، تحـ صبحي السامرائي، مؤسسة الرسالة-بيروت، ط1، 1405هـ-1985م. - "أخبار مكة": للأرزقي تحـ رشدي ملحس، دار الثقافة، مكة ط2، 1385هـ-1965م. - "الإرشاد": للخليلي "ت446هـ"، تحـ د. محمد سعيد بن عمر إدريس، مكتبة الرشد-الرياض ط1، 1409هـ. - "أساس البلاغة": للزمخشري "ت538هـ"، تح عبد الرحيم محمود، دار المعرفة-بيروت، 1399هـ-1979م. - "الأساس في التفسير": لسعيد حوى، دار السلام-القاهرة، ط3، 1412هـ-1991م. - "أسباب نزول القرآن": للواحدي، تحـ السيد أحمد صقر، دار الكتاب الجديد-مصر، ط1، 1389هـ-1969م. - "أسباب نزول القرآن"، دراسة وتحليل لعبد الرحيم أبو علبة، الوكالة العربية للتوزيع.

- "أسباب النزول عن الصحابة والتابعين": لعبد الفتاح القاضي، دار الندوة-بيروت، 1408هـ-1987م. - "الإسناد من الدين وصفحة مشرقة من تاريخ سماع الحديث عند المحدثين": للشيخ عبد الفتاح أبو غدة، دار القلم-بيروت، ط1، 1412هـ-1992م. - "الإصابة في تمييز الصحابة": لابن حجر، مصورة دار العلوم الحديثة-بيروت، عن الطبعة الأولى 1328هـ. - "إعراب القرآن": للنحاس "ت338هـ"، تحـ، د. زهير غازي زاهد، مطبعة العاني-بغداد، 1980م. - "الأعلام": للزركلي، بيروت ط3. - "الاغتباط بمعرفة من رمى باختلاط": لسبط ابن العجمي، تحـ فواز إحمد زمرلي، دار الكتاب العربي، ط1، 1804هـ-1988م. - "الاقتراح في بيان الاصطلاح": لابن دقيق العيد "ت702هـ"، تحـ د. قحطان الدوري، مطبعة الإرشاد-بغداد 1402هـ-1982م. - "الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب": للأمير ابن ماكولا "ت475هـ"، تحـ عبد الرحمن المعلمي، مصورة بيروت. - "ألفية الحديث": للعراقي "ضمن فتح المغيث للسخاوي". - "الإمتاع بالأربعين المتباينة بشرط السماع": لابن حجر، تحـ صلاح الدين مقبول أحمد، الدار السلفية للنشر، 1408هـ- 1988م. - "أمراء المؤمنين في الحديث": لعبد الفتاح أبو غدة مع "جواب الحافظ أبي

محمد عبد العظيم المنذري المصري عن أسئلة في "الجرح والتعديل"، مكتب المطبوعات الإسلامية، ط1، 1411هـ. - "أنباء الغمر بأنباء العمر": لابن حجر، مصورة دار الكتب العلمية، بيروت عن طبعة دائرة المعارف العثمانية في الهند. - "الأنساب": للسمعاني "ت562هـ"، تحـ عبد الرحمن المعلمي، دائرة المعارف العثمانية-الهند، ط1، 1383هـ. - "الأنموذج في أصول الفقه": للدكتور فاضل عبد الواحد، مطبعة التعليم العالي-بغداد، 1987م. - "أنوار التنزيل وأسرار التأويل": للبيضاوي "ت685هـ"، دار الكتب العلمية-بيروت. - "أولى ما قيل في آيات التنزيل": لرشيد الخطيب، مؤسسة دار الكتب-الموصل، ط1، 1392هـ-1972م. - "الإيثار بمعرفة رواة الآثار": لابن حجر، تحـ محمد عبد الرشيد النعماني، إدارة القرآن والعلوم الإسلامية-كراتشي، باكستان، ط1 1407هـ. - "إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون": لإسماعيل البغدادي، منشورات مكتبة المثنى-بغداد. حرف الباء: - "الباهر في حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالباطن والظاهر": للسيوطي

تحـ د. محمد خيري قيرباش أوغلو وقرأه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، دار السلام-القاهرة، ط1، 1407 هـ-1987م. - "البحر الزخار": للبزار، تحـ د. محفوظ الرحمن زين الله. - "البحر المحيط": لأبي حيان "ت475هـ"، مصورة دار الفكر-بيروت، ط2، 1398هـ-1978م. - "البحر المحيط": للزركشي، "ت794هـ" تحـ د. عمر سليمان الأشقر، الكويت ط1، 1409هـ-1988م. - "البداية والنهاية": لابن كثير "ت477هـ"، مصورة مكتبة المعارف-بيروت. - "البدر الطالع بمحاسن ممن بعد القرن السابع": للشوكاني "ت1250هـ" مطبعة السعادة-القاهرة، ط1، 1348هـ. - "برنامج الوادي آشي": تحـ محمد محفوظ، دار الغرب الإسلامي-بيروت، ط2، 1981م. - "البرهان في علوم القرآن": للزركشي، تحـ محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر-بيروت-ط3، 1400هـ-1980م. - "برهان الدين الجعبري": وفهرست مصنفاته لصالح مهدي عباس، نشرة مطبوعة على الآلة الكاتبة، صادرة عن مركز أحياء التراث العلمي العربي-بغداد، 1404هـ-1984م. - "بغية الأريب في مصطلح آثار الحبيب" للزبيدي "ت 1205"، مع "قفو الأثر في صفو علوم الأثر": لابن الحنبلي، تحـ الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر

الإسلامية بيروت: ط2، 1408هـ. - "بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس": لأحمد بن يحيى الضبي "ت599هـ" مصور عن طبقة روخس في مجريط 1883م. - "بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة": للسيوطي، تحـ محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية-بيروت. - "بلوغ المرام من أدلة الأحكام": لابن حجر، تحـ رضوان محمد رضوان، دار الكتاب العربي-بيروت. - "بيان زغل العلم والطلب": للذهبي، تحـ محمد زاهد الكوثري، مطبعة التوفيق، دمشق، 1347هـ. حرف التاء: - "تاريخ الإسلام": للذهبي، تحـ د. عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت، وتحـ د، بشار عواد والشيخ شعيب الأرنؤوط ود. صالح مهدي، مؤسسة الرسالة، بيروت ط1، 1408هـ. - "تاريخ بغداد": للخطيب البغدادي، مطبعة السعادة بمصر. - "تاريخ التراث العربي": لفؤاد سزكين م1 ج1 في علوم القرآن والحديث، ترجمة د. محمود فهمي حجازي طبعة جامعة محمد بن سعود، 1403هـ-1983م. - "تاريخ التفسير": لقاسم القيسي، تحـ محمود شيت خطاب مطبعة المجمع

العملي العراقي-بغداد، 1385هـ-1966م. - "تاريخ الطبري": تحـ محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف-القاهرة، ط5. - "تاريخ علماء المستنصيرية": للدكتور ناجي معروف دار الشعب-القاهرة، ط1، 1976م. - "التاريخ الكبير": للبخاري، مصورة دار الفكر، بيروت. - "التاريخ والمنهج التاريخي": لابن حجر العسقلاني، للدكتور محمد كمال الدين عز الدين، دار إقرأ-بيروت، ط1، 1404هـ-1984م. - "تاريخ يحيى بن معين": تحـ د. أحمد نور سيف، نشر مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، ط1، 1399م. - "التبر المسبوك في ذيل السلوك": للسخاوي، نشر مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة. - "تبصير المنتبه بتحرير المشتبه": لابن حجر، تحـ علي محمد البجاوي، المكتبة العلمية-بيروت. - "التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن": لطاهر الجزائري، تحـ الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر الإسلامية-بيروت، ط3، 1412هـ. - "تبين العجب بما ورد في شهر رجب": لابن حجر، تحـ طارق بن عوض الله الدرعمي، مؤسسة قرطبة-القاهرة. - "تبصير المنتبه بتحرير المشتبه": لابن حجر، تحـ طارق بن عوض الله الدرعمي، مؤسسة قرطبة-القاهرة. - "تجريد أسماء الرواة الذين تكلم فيهم ابن حزم جرحا وتعديلا": أعده عمر

بن محمود أبو عمر وحسن محمود أبو هنية، مكتبة المنار-الزرقاء، الأردن، ط1، 1408هـ-1988م. - "التحبير في علم التفسير": للسيوطي، تحـ د. فتحي عبد القادر فريد، دار المنار-القاهرة: ط1، 1406هـ-1986م. - "التحرير والتنوير": لمحمد طاهر بن عاشور، منشورات دار الكتب الشرقية-بتونس، 1376هـ-1956م. - "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف": للمزي، تحـ عبد الصمد شرف الدين، المكتب الإسلامي-بيروت، ط2، 1403هـ-1983م. - "تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب": لابن كثير. تحـ عبد الغني الكبيسي، دار حراء-مكة المكرمة، ط1، 1406هـ. - "تدريب الراوي": للسيوطي، دار الكتب العلمية-بيروت، ط2، 1399هـ-1979م. - "تذكرة الأريب في تفسير الغريب": لابن الجوزي، تحـ د. علي حسين البواب، مكتبة المعارف-الرياض، ط1، 1407هـ-1986م. - "تذكرة الحفاظ": للذهبي، مصورة دار أحياء التراث العربي، عن طبعة الهند. - "الترغيب والترهيب": للمنذري "ت656هـ"، تحـ مصطفى محمد عمارة، دار الحديث-القاهرة، 1407هـ-1987م. - "تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة": لابن حجر، بعناية عبد الله هاشم اليماني، دار المحاسن-مصر.

- "التعريفات": للجرجاني، نشر مكتبة لبنان 1978م. - "تعريف أولى التقديس": لابن حجر، راجعه طه عبد الرؤوف سعد، مكتبة الكليات الأزهرية-القاهرة. - "التعظيم والمنة": للسيوطي "ضمن الرسائل التسع"، طبعة دائرة المعارف العثمانية-الهند، 1380هـ-1961م. - "التعليقات السنية على الفوائد البهية"، للإمام اللكنوي "ت1304هـ" دار المعرفة-بيروت. - "تغليق التعليق": لابن حجر، تحـ سعيد القزقي، المكتب الإسلامي ودار عمار-الأردن، 1405-1985م. - "تفسير ابن أبي حاتم" "ت327هـ" ج1 ق1، تحقيق الدكتور أحمد الزاهرني. وج1 ق1، تحـ الدكتور حكمت بشير ياسين، هجر للطباعة-مصر ط1، 1408هـ. - "تفسير الجلالين": المحلي والسيوطي، قدم له وعلق عليه محمد كريم راجح، مكتبة النهضة-بغداد، ط5، 1988م. - "التفسير الحديث": لمحمد عزة دروزة "ت1404هـ"، دار أحياء الكتب العربية-القاهرة، ط1، 1962-1964م. - "تفسير سفيان الثوري": "ت161هـ" رواية النهدي، تحـ امتياز علي عرشي، وزارة المعارف الهندية، 1965م. - "تفسير القرآن الكريم": لرشيد رضا، مصورة دار المعرفة-بيروت، ط3. - "تفسير القرآن العظيم": لابن كثير، دار إحياء الكتب العربية-القاهرة.

- "تفسير القرآن الكريم": لأبي الليث السمرقندي، تحـ د. عبد الرحيم الزقة، مطبعة الإرشاد-بغداد، ط1، 1405هـ-1985م. - "تفسير مجاهد": تحـ عبد الرحمن القاهر بن محمد السورتي، المنشورات العلمية-بيروت. - "تفسير مقاتل بن سليمان": تحـ د. عبد الله محمود شحاته، مؤسسة الحلبي وشركائه-القاهرة، 1969م. - "تفسير النسفي"، دار أحياء الكتب العربية-القاهرة. - "التفسير والمفسرون": للدكتور محمد حسين الذهبي، دار الكتب الحديثة، ط2، 1396هـ-1976م. - "تقريب التهذيب": لابن حجر، تحـ الشيخ محمد عوامة، دار البشائر الإسلامية-بيروت، ط1، 1406هـ-1986م. - "تقريب الوصول إلى علم الأصول": لابن جزي، "ت741هـ" تحـ د. عبد الله الجبوري، مطبعة الخلود-بغداد، 1990م. - "التكملة لوفيات النقلة" للمنذري، تحـ د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة-بيروت، ط4، 1804هـ-1988م. - "تلخيص المستدرك": للذهبي "مع المستدرك للحاكم". - "التخليص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير": لابن حجر، بعناية عبد الله هاشم اليماني، القاهرة. - "التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان": لمحمد بن يحيى الأشعري المالقي الأندلسي "ت741هـ"، تحـ د. محمود يوسف زايد، دار الثقافة-الدوحة، ط1

1405هـ. - "التمهيد": لابن عبد البر، مطبعة فضالة المحمدية-المغرب، ابتدئ به في 1387هـ-1967م. - "تنوير الأذهان من تفسير روح البيان": للصابوني، دار القلم-دمشق، ط2، 1409هـ-1989م. - "تنوير المقباس": للفيروزآبادي، نشر عبد الحميد حنفي، القاهرة. - "تهذيب تاريخ ابن عساكر": لعبد القادر بدران "ت1346هـ"، دار المسيرة بيروت، ط2، 1399هـ-1979م. - "تهذيب التهذيب": لابن حجر، مصورة دائرة المعارف العثمانية-الهند. - "تهذيب الكمال في أسماء الرجال": للمزي، تحـ د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة-بيروت، ط2، 1405هـ-1985م. - "تولي التأسيس لمعالي محمد بن إدريس": لابن حجر، تحـ عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية-بيروت، ط1، 1406هـ-1986م. - "توجيه القاري إلى القواعد والفوائد الأصولية والحديثية والإسنادية في فتح الباري": جمعه ورتبه حافظ ثناء لله الزاهدي، صدر عن جامعة العلوم الأثرية-باكستان، ط1، 1406هـ-1986م. - "توضيح المشتبه": لابن ناصر "ت842هـ" تحـ محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة-بيروت، ط1، 1407هـ-1986م. - "التيسير بشرح الجامع الصغير"، للمناوي، مصور مكتبة الإمام الشافعي-الرياض عن طبعة بولاق.

حرف الثاء: - "الثقات": لابن حبان، مصور عن دائرة المعارف العثمانية-الهند. حرف الجيم: - "جامع البيان عن تأويل آي القرآن": للطبري "ت310هـ". تحـ محمود محمد شاكر وأحمد محمد شاكر، دار المعارف-مصر. - "جامع التحصيل في أحكام المراسيل": للعلائي "ت761هـ"، تحـ حمدي عبد المجيد السلفي، الدار العربية للطباعة-بغداد، ط1، 1398هـ-1978م. - "الجامع الصغير": للسيوطي مع "التيسير": للمناوي. - "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع": للخطيب البغدادي، "ت463هـ"، تحـ للدكتور محمد عجاج الخطيب، مؤسسة الرسالة-ط1، 1412هـ. - "الجامع لأحكام القرآن": للقرطبي "ت671هـ" دار الكتب العلمية-بيروت لبنان، ط1، 1408هـ-1988م. - "الجرح والتعديل": لابن أبي حاتم الرازي، دائرة المعارف العثمانية-بحيدر آباد الدكن-الهند ط1، 1372هـ-1952م. - جزء فيه الجواب عن حال الحديث المشهور "ماء زمزم لما شرب له": للحافظ ابن حجر، تحـ سائد بكداش-ملحق بكتابه "فضل ماء زمزم"، طبع دار

البشائر الإسلامية-بيروت ط2، 1415هـ. - "جمهرة نسب قريش": للزبير بن بكار "ت256هـ"، تحـ محمود محمد شاكر، مطبعة المدني-القاهرة، 1381هـ. - "الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر": للسخاوي "831هـ-902هـ"، الجزء الأول، تحـ د. حامد عبد المجيد ود. طه الزيني، القاهرة، 1406هـ-1967م. حرف الحاء: - "الحبل الوثيق في نصرة الصديق": للسيوطي، "في الحاوي للفتاوي" دار الكتاب العربي-بيروت. - "حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة": للسيوطي، تحـ محمد أبو الفضل إبراهيم، دار أحياء الكتب العربية-مصر ط1، 1387هـ-1967م. - "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء": لأبي نعيم الأصبهاني "ت430هـ" مصورة دار الكتب العلمية-بيروت، ط1، 1049هـ-1988م. - "الحيوان": للجاحظ، تحـ عبد السلام هارون، البابي الحلبي-القاهرة.

حرف الخاء: - "الخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة": لابن حجر، مطبعة الزمان، بغداد 1989م. حرف الدال: - "الدراية في تخريج أحاديث الهداية": لابن حجر، تصحـ: السيد عبد الله هاشم اليماني، مطبعة الفجالة الجديدة-القاهرة، 1384هـ-1964م. - "الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة": لابن حجر، تحـ محمد سيد جاد الحق دار الكتب الحديثة-القاهرة، ط2، 1385هـ-1966م. - "الدر المنثور في التفسير المأثور": للسيوطي، دار الفكر-بيروت، ط1، 1403هـ-1983م. - "الدر المنظم في الاسم الأعظم": للسيوطي، "في الحاوي للفتاوي" دار الكتاب العربي. - "درة الحجال في أسماء الرجال"، للمكناسي "960هـ-1025م"، تحـ محمد الأحمدي، أبو النور دار التراث-القاهرة، ط1، 1390هـ-1970م. - "الدعاء للطبراني": تحـ الدكتور محمد سعيد بن محمد حسن البخاري، دار البشائر الإسلامية-بيروت لبنان، ط1، 1407هـ-1987م. - "دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة": للبيهقي، تحـ د. عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1405هـ-1985م.

حرف الذال: - "ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثوق": للذهبي "673-748هـ"، د. محمد شكور، مكتبة المنار-الزرقاء، الأردن ط1 "1406هـ-1987م". - الذهبي ومنهجه في تاريخ الإسلام": د. بشار عواد معروف، عيسى البابي الحلبي، القاهرة، 1976م. - "الذيل على رفع الأصر": للسخاوي، "ت902"، تحـ د. جودة هلال ومحمد محمود صبح الدار المصرية للتأليف والترجمة. - "ذيل طبقات الحفاظ": للسيوطي "في ذيول تذكرة الحفاظ للحسيني وابن فهد والسيوطي"، مصورة دار أحياء التراث العربي. - "ذيل الكاشف": لأبي زرعة "ت826هـ"، تحـ بوران الضناوي، دار الكتب العلمية-بيروت، ط1، 1406هـ-1986م. - "ذيل ميزان الاعتدال": للعراقي "ت804هـ"، تحـ الشيخ صبحي السامرائي عالم الكتب-بيروت، ط1، 1407هـ-1987م. حرف الراء: - "الرازي مفسرًا": د. محسن عبد الحميد، دار الحرية-بغداد 1394هـ-1974م. - "الرحمة الغيثية في الترجمة الليثية": لابن حجر في "الرسائل المنيرية"، القاهرة، 1343هـ.

- "الرسالة للشافعي": تحـ أحمد شاكر، مطبعة البابي الحلبي-القاهرة، ط1، 1358هـ-1940م. - "الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة": للكتاني "ت 1345هـ"، دار البشائر الإسلامية-بيروت، ط4، 1406هـ، 1986م. - "رسوخ الأحبار في منسوخ الأخبار": للجعبري "ت732هـ"، تحـ الدكتور حسن محمد مقبول الأهدل، مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت، ط1، 1409هـ 1988م. - "رفع الأصر عن قضاة مصر": لابن حجر، تحـ مجموعة من الأساتذة، المطبعة الأميرية بالقاهرة، 1957م. - "الرفع والتكميل في الجرح والتعديل": لعبد الحي اللكنوي، تحـ الشيخ عبد الفتاح أبو غدة دار البشائر الإسلامية-بيروت، ط3، 1407هـ 1987م. - "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني": الألوسي "1270هـ" مصورة من دار إحياء التراث العربي–بيروت. - "الروض الأنف": للسهيلي "ت581هـ"، تحـ عبد الرحمن الوكيل، دار الكتب الحديثة، ط1، 1387هـ-1967م. - "الروض الداني إلى المعجم الصغير للطبراني": تحـ محمد شكور، المكتب الإسلامي ودار عمار–عمان، ط1، 1405هـ-1985م.

حرف الزاي: - "زاد المسير في علم التفسير": لابن الجوزي "508-597"، المكتب الإسلامي للطباعة والنشر–بيروت، ط1، 1388هـ-1968م. - "زاد الميعاد في هدي خير العباد": لابن القيم الجوزية "ت571هـ"، تحـ شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة–بيروت ط4، 1410هـ-1990م. - "الزهر النضر في نبأ الخضر": لابن حجر، مطبعة الزمان-بغداد، 1989م. حرف السين: - "سؤالات ابن الجنيد": ليحيى بن معين، تحـ السيد أبو المعاطي النووي، ومحمود محمد خليل، عالم الكتب-بيروت، ط1، 141هـ-1990م. - "السبعة في القراءات": لابن مجاهد، تحـ الدكتورشوقي ضيف، دار المعارف–مصر ط3. - "السبل الجلية في الآباء العلية": للسيوطي "في الرسائل التسع"، طبعة دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن–الهند، ط3، 1380هـ-1961م. - "السلاح": لأبي عبيد، تحـ د. حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة. - "سنن أبي داود": "ت275هـ"، تحـ د. محمد محي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، بيروت.

- "سنن ابن ماجه": تحـ محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية–القاهرة. - "سنن الترمذي": "ت297هـ"، تحـ أحمد محمد شاكر وكمال يوسف الحوت، دار الكتب العلمية–بيروت، 1408هـ-1987م. - "سنن الدارقطني وبذيلة التعليق المغني": لمحمد شمس الحق العظيم آبادي، طبعة عالم الكتب–بيروت. - "سنن الدارمي": "ت255هـ" بعناية محمد أحمد دهمان، دار إحياء السنة النبوية، وطبعة عبد الله هاشم يماني المدني دار المحاسن للطباعة–القاهرة. - "سنن سعيد بن منصور": تحـ حبيب الرحمن الأعظمي، الدار السلفية. - "سنن النسائي": رقمه وفهرسه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر–بيروت، ط2، 1406. - "السنن الكبرى": للبيهقي، مصورة دار الفكر–بيروت. - "سير أعلام النبلاء": للذهبي، تحـ مجموعة من الأساتذة، مؤسسة الرسالة بيروت، ط4، 1406هـ-1986م. - "السيرة النبوية": لابن هشام، تحـ مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي، دار الفكر–بيروت. - "السيرة النبوية الصحيحة": لأكرم ضياء العمري، مكْتبة العلوم والحكم–المدينة المنورة، 1412هـ-1992م. - "السير والمغازي": لابن إسحاق، تحـ سهيل زكار، دار الفكر–بيروت، ط، 1398هـ-1978م.

حرف الشين: - "شرح ألفاظ التجريح النادرة أو قليلة الاستعمال": د. سعدي الهاشمي. - "شرح الألفية": لابن عقيل، "698-769هـ"، تحـ محمد محي الدين عبد الحميد، دار الفكر–بيروت ط13. - "شرح السنة": للبغوي "ت516هـ" تحـ الشيخ شعيب الأرنؤوط، المكتب الإسلامي، ط1، 1403هـ. - "شرح سنن النسائي": للسيوطي مع "سنن النسائي" السابق. - "شرح الشفا": لعلي القاري "ت 1014هـ"، مصورة دار الكتب العلمية–بيروت. - "شرح صحيح مسلم": للنووي، دار الفكر–بيروت، ط2، 1392هـ. - "شرح علل الترمذي": لابن رجب الحنبلي، "ت 795هـ"، الأردن، ط1، 1407هـ-1987م. - "شرح مختصر الروضة"، للطوفي، تحـ د. إبراهيم بن عبد الله آل الشيخ، مطابع الشرق الأوسط–الرياض، ط1، 1409هـ-1989م. - "شرح مختصر المنتهى": للعضد الإيجي ومعه حاشيتان للتفتازاني والجرجاني، مراجعة شعبان محمد إسماعيل، مطبعة الفجالة الجديدة–مصر. - "شرح المنار": لابن مالك وحواشيه، المطبعة العثمانية–اسطانبول، 1315. - "شرح معاني الآثار" للإمام أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي "ت

321هـ" تحـ محمد زهري النجار، مصورة دار الكتب العلمية–بيروت ط1، 1399هـ-1979م. - "الشرح والتعليل لألفاظ الجرح والتعديل": ليوسف محمد صديق، مكتبة ابن تيمية-الكويت، ط1، 1410هـ-1990م. - "الشفا": للقاضي عياض، "مع شرحه لعلي القاري وللخفاجي". حرف الصاد: - "صحيح ابن خزيمة": تحـ محمد مصطفى الأعظمي، المكتب الإسلامي-بيروت، ط1، 1391هـ-1971م. - "صحيح البخاري مع فتح الباري": لابن حجر، دار المعرفة-بيروت. - "صحيح مسلم": "ت261هـ"، محمد فؤاد عبد الباقي، دار الحديث-القاهرة. - "الصحيح المسند من أسباب النزول": لأبي عبد الرحمن مقبل الوادعي، مكتبة ابن تيمية-القاهرة، ط4، 1408هـ-1987م. - "صفوة البيان لمعاني القرآن": لحسين مخلوف، الكويت ط3. - "صفوة التفاسير": لمحمد علي الصابوني، دار القلم-بيروت، ط5، 1406هـ-1986م. - "صلة تاريخ الطبري": لعريب بن سعد القرطبي في آخر "تاريخ الطبري"، تحـ

محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف بمصر، ط2. حرف الضاد: - "الضعفاء والمتروكين": لابن الجوزي، "ت597هـ"، تحـ عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية-بيروت، ط1، 1406هـ-1986م. - "الضعفاء الصغير للبخاري": تحـ محمود إبراهيم زايد، دار الوعي، حلب-1396هـ. - "الضعفاء": للنسائي، تحـ محمود إبراهيم زايد، دار الوعي، حلب، 1396هـ. - "الضعفاء الكبير": للعقيلي "ت322هـ"، تحـ د. عبد المعطي أمين قلعجي، دار الكتب العلمية-بيروت، لبنان، ط2، 1404هـ-1984م. - "الضعفاء والمتروكين": للدارقطني "ت385هـ"، تحـ صبحي السامرائي، مؤسسة الرسالة، بيروت ط2، 1406هـ، 1986م. - "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع": لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، منشورات دار مكتبة الحياة-بيروت.

حرف الطاء: - "طبقات الحفاظ": للسيوطي، تحـ علي محمد عمر، مكتبة وهبة-القاهرة، ط1، 1393هـ-1973م. - "طبقات علماء الحديث" لابن عبد الهادي "ت744هـ"، تحـ أكرم البوشي وإبراهيم زيبق، مؤسسة الرسالة-بيروت، ط1، 1409هـ. - "الطبقات الكبرى": لابن سعد محمد بن سعد بن منيع "ت230هـ"، دار صادر-بيروت، طبع سنة 1405هـ-1985م. - "طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها": لأبي الشيخ الأنصاري "274-369هـ"، تحـ عبد الغفور عبد الحق حسين البلوشي، مؤسسة الرسالة-بيروت، ط1، 1408هـ-1988م. - "طبقات المفسرين": للداودي "ت945هـ"، دار الكتب العلمية-بيروت، ط1، 1403هـ-1983م. - "طبقات المفسرين": للسيوطي، دار الكتب العلمية-بيروت. - "طرق حديث من كذب علي متعمدا": للطبراني "260-360هـ"، تحـ علي حسن علي عبد الحميد وهشام بن إسماعيل السقا، المكتب الإسلامي-بيروت، ودار عمار-عمان، ط1، 1410هـ-1990م. حرف العين: - "عشرة النساء": للنسائي، مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت، ط1، 1409هـ

-1989م. - "علل الحديث": لأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد الرازي الحنظلي، المطبعة السلفية-القاهرة، 1344هـ. - "العلماء العزاب"، لعبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية-بيروت ط1، 1402هـ-1982م. - "علوم الحديث": لابن الصلاح "243هـ"، تحـ نور الدين عتر، المكتبة العلمية، وطبعة الدكتورة عائشة عبد الرحمن، "مع محاسن الاصطلاح للبلقيني"، مطبعة دار الكتب-مصر1974م. - "علوم القرآن": للدكتور عدنان زرزور، المكتب الإسلامي-بيروت، ط3، 1412هـ-1991م. - "عمدة التفسير": لأحمد شاكر، دار المعارف-القاهرة. حرف الغين: - "غريب القرآن": لابن قتيبة، تحـ السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية-بيروت. - "الغنية": للقاضي عياض، تحـ ماهر زهير جرار، دار الغرب الإسلامي-بيروت، لبنان، ط1، 1402هـ-1982م.

حرف الفاء: - "الفارق بين المصنف والسارق": السيوطي "في مقاماته"، تحقيق وشرح سمير محمود الدروبي، مؤسسة الرسالة-بيروت ط1، 1409هـ-1989م. - "الفتاوي الأصولية": للسيوطي "في الحاوي"، دار الكتاب العربي-بيروت. - "فتح الباري بشرح صحيح البخاري": إخراج محمد فؤاد عبد الباقي ومحب الدين الخطيب، دار المعرفة-بيروت، لبنان. - "الفتح السماوي": للمناوي "ت1031هـ"، تحـ أحمد مجتبى بن نذير السلفي، دار العاصمة-الرياض ط1، 1409هـ. - "فتح القدير": للشوكاني "ت1250هـ"، البابي الحلبي، مصر ط2، 1383هـ. - "فتح المغيث بشرح ألفية الحديث": للسخاوي "ت902هـ" تحـ الشيخ علي حسين علي المطبعة السلفية-بنارس، الهند، ط1، 1407هـ-1987م. - "الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية": لابن علان الصديقي الشافعي "ت1075هـ". - "الفصل في الملل والنحل": لابن حزم "ت456هـ" مصورة دار الندوة الجديدة-بيروت، عن المطبعة الأدبية بمصر 1317هـ. - "الفلاكة والمفلوكون": لشهاب الدين أحمد بن علي الدلجي، مكتبة الأندلس-بغداد، 1385هـ. - "فنون الأفنان في عجائب "كذا والصحيح: عيون" علوم القرآن": لابن الجوزي، تحـ د. رشيد العبيدي، مطبعة المجمع العلمي العراقي-بغداد، 1408هـ.

- "فهرس ابن عطية": "481-541هـ"، تحـ محمد أبو الأجفان ومحمد الزاهي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط2، 1983هـ. - "الفهرست": لابن نديم، طبعة فلوجل. - "الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط"، طبعة مؤسسة آل البيت-عمان، مطابع الجمعية التعاونية، 1989م. - "فهرست ما رواه عن شيوخه،": أبو بكر محمد بن خير الإشبيلي، "ت575هـ"، منشورات دار الآفاق الجديدة-بيروت، ط2، 1399هـ. - "الفوز الكبير في أصول التفسير": للدهلوي "ت1176هـ"، دار قتيبة للطباعة-بيروت 1409هـ-1989م. - "في ظلال القرآن": لسيد قطب، البابي الحلبي، ط2. - "فيض الخبير وخلاصة التقرير": للسيد علوي بن عباس المالكي، دار الفكر، ط3، 1398هـ-1978م. حرف القاف: - "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة": لابن تيمية "ت728"، منشورات مكتبة المثنى ببغداد، 1986م. - "القاموس المحيط": للفيروزآبادي "ت817"، مؤسسة الرسالة-بيروت ط2، 1407هـ.

- "القرآن المجيد": لمحمد عزة دروزة، المكتبة العصرية-صيدا، ط2، 1952م. - "القرطبي ومنهجه في التفسير": للدكتور القصيبي محمود زلط، المركز العربي لثقافة والعلوم-بيروت. - "قصة التفسير": للشرباصي، دار الجيل-بيروت، ط2، 1978م. - "قطف الثمر في موافقات عمر": للسيوطي، "في الحاوي"، دار الكتاب العربي. - "قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث": للعلامة محمد جمال الدين القاسمي، دار الكتب العلمية-بيروت، ط1، 1399هـ-1979م. - "القواعد المنهجية في التنقيب عن المفقود من الكتب والأجزاء التراثية": للدكتور حكمت بشير ياسين، مكتبة المؤيد-السعودية، ط1، 1412هـ-1993م. - "القول المسدد في الذب عن المسند للإمام أحمد": لابن حجر، مكتبة المعارف-الرياض، ط4، 1402هـ-1982م. حرف الكاف: - "الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة": للذهبي، دار الكتب العلمية-بيروت، ط1، 1403هـ. - "الكافي الشاف": لابن حجر مع "الكشاف للزمخشري"، دار الكتاب العربي-بيروت.

- "الكامل": لابن عدي "ت365هـ"، دار الفكر-بيروت. - "الكاوي في تاريخ السخاوي": للسيوطي "في مقاماته"، تحقيق وشرح محمد سمير الدروبي، مؤسسة الرسالة-بيروت، ط1، 1409. - "الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل": للزمخشري، "ت538هـ"، البابي الحلبي-القاهرة، الطبعة الأخيرة، 1385هـ-1966م. - "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون": لحاجي خليفة، منشورات مكتبة المثنى-بغداد. - "الكليات": معجم المصطلحات والفروق اللغوية، لأبي البلقاء أيوب بن موسى الكفوي "ت1094هـ-1683م"، وضع فهارسة وقابلة عدنان درويش ومحمد المصري، مؤسسة الرسالة-بيروت، ط1، 1420هـ-1992م. - "الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة": للشيخ نجم الدين الغزي "977-1061هـ"، تحـ د. جبرائيل سليمان جبور، منشورات دار الآفاق الجديدة-بيروت، ط3، سنة 1979م. حرف اللام: - "لباب التأويل في معاني التنزيل": للخازن "بهامشه تفسير النسفي"، مصورة دار المعرفة-بيروت. - "لباب النقول في أسباب النزول": للسيوطي، دار إحياء العلوم-بيروت.

ط3، 1400-1980م. - "لحظ الألحاظ": لابن فهد "ت871هـ"، في "ذيول تذكرة الحفاظ"، مصدره دار أحياء التراث العربي في بيروت عن طبعة دمشق. - "لسان الميزان": لابن حجر، مصور "مؤسسة الأعلمي"، بيروت ط2، 1390هـ-1971م، دار الفكر-بيروت. - "اللباب في تهذيب الأنساب": للمؤرخ عز الدين بن محمد الأثير، مكتبة حسام الدين القدسي-القاهرة، 1386هـ. حرف الميم: - "المؤتلف والمختلف": لعبد الغني بن سعيد الأزدي، بعناية محمد محي الدين الجعفري، طبعة الهند، 1327هـ. - "المؤتلف والمختلف": للدارقطني، تحـ د. موفق بن عبد الله، دار الغرب الإسلامي-بيروت ط1، 1461هـ. - "مؤلفات ابن الجوزي": لعبد الحميد العلوجي، دار الجمهورية-بغداد 1385هـ-1965م. - "مباحث في علم التفسير": للدكتور عبد الستار حامد، دار الحكمة-الموصل، 1990م. - "مباحث في علوم القرآن": لصبحي الصالح، بيروت، ط3.

"مبادئ أساسية لفهم القرآن": لأبي الأعلى المودوي ضمن ترجمة معاني القرآن إلى اللغة الإنجليزية، ذات السلاسل-الكويت ط2، 1409هـ-1989م. - "المجروحين": لابن حبان، تحـ محمود إبراهيم زايد، صدر عن دار الوعي-حلب ط1، 1396هـ. - "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد": للهيثمي، طبعة دار الكتاب، بيروت سنة 1967م. - "مجموع فتاوي ابن تيمية": جمع عبد الرحمن العاصي النجدي مصورة مكتبة ابن تيمية-مصر. - "محاسن التأويل": للقاسمي دار إحياء الكتب العربية، البابي الحلبي-القاهرة، ط1، 1376هـ-1957م. - "محاضرات في علوم القرآن": لغانم قدوري حمد، دار الكتاب-بغداد، ط1، 1401هـ-1981م. تم طبع بعنوان "علوم القرآن الكريم". - "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز": لابن عطية، تحـ مجموعة، الدوحة، ط1، 1409هـ-1977م. - "المختارة": لضياء المقدسي "567-643هـ"، دراسة وتحقيق عبد الملك بن عبد الله دهش ط1، 1410هـ-1990م، مكتبة النهضة الحديثة-مكة المكرمة. - "المدخل لدراسة القرآن الكريم": للدكتور محمد أبو شهبة، مطبعة الأزهر-القاهرة ط1، 1377هـ-1958م. - "مذاهب التفسير الإسلامي": جولد تسهر، دار إقرأ-بيروت، لبنان، ط3، 1405هـ-1985م.

- "المراسيل": لابن أبي حاتم، تحـ شكر الله القوجاني، مؤسسة الرسالة-بيروت ط1، 1397هـ. - "المراسيل": لأبي داود، تحـ شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة-بيروت، ط1، 1408هـ-1988م. - "مرويات الإمام أحمد بن حنبل في التفسير": جمع وتخريج حكمت بشير ياسين وآخرين، مكتبة المؤيد-السعودية، ط1، 1414هـ-1994م. - "مسالك الحنفا في والدي المصطفى": للسيوطي "ت1991هـ-1505م" ضمن كتابة "الرسائل التسع"، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية حيدر آباد-الهند، ط1، 1380هـ-1961". - "المستدرك على الصحيحين": للحاكم حيدر آباد، الهند، ط1، 1334هـ-1340هـ. - "مسند أبي داود الطيالسي": مصورة عن طبعة دائرة المعارف النظامية في الهند ط1، 1321هـ. - "مسند أبي يعلى الموصلي": تحـ حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث، ط1، 1404هـ. - "مسند الإمام أحمد بن حنبل": الطبعة البولاقية، وتحـ الشيخ أحمد شاكر، دار المعارف-مصر ط3، 1368هـ-1949م. - "مسند أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز": للباغندي "ت312هـ" تحـ الشيخ محمد عوامة. مؤسسة علوم القرآن، د. ب، ط2 1404هـ-1984م. - "مسند الحميدي": "ت219هـ"، تحـ حبيب الرحمن الأعظمي، دار

الكتب العلمية ط1-بيروت، 1409هـ-1988م. - "المسند": لأبي عوانة، طبعة دائرة المعارف العثمانية، بحيدر آباد الدكن-الهند، 1362هـ فما بعدها. - "مشاهير علماء الأمصار": لابن حبان البستي "ت354هـ" عنى بتصحيحة م. فلا يشهمر، القاهرة، 1379هـ-1959م. - "المشتبه": للذهبي، تحـ على محمد البجاوي، دار إحياء الكتب العربية-القاهرة، 1962م. - "مشكل الآثار"، للطحاوي، دار صادر-بيروت عن طبعة دائرة المعارف العثمانية-الهند. - "المصنف": لعبد الرزاق، تحـ حبيب الرحمن الأعظمي، من منشورات المجلس العلمي ط1. - "المصنوع في معرفة الحديث الموضوع": للشيخ علي القاري "ت1014هـ"، تحـ الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية-بيروت، ط2، 1398هـ-1978م. - "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية": لابن حجر، تحـ حبيب الرحمن الأعظمي، المطبعة العصرية-الكويت، ط1، 1390هـ-1970م. - "معاني القرآن": لأبي جعفر النحاس "ت338هـ"، تحـ محمد علي الصابوني، شركة مكة للطباعة، ط1، 1408هـ-1988م. - "معاني القرآن": للزجاج، تحـ عبد الجليل عبده شلبي، ط1، 1408هـ-1988م.

"معجم الأدباء": لياقوت الحموي "ت338" دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ط3، 1400هـ-1980م. - "معجم البلدان": لياقوت الحموي بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي، مصورة دار إحياء التراث العربي-بيروت. - "معجم الدراسات القرآنية": للدكتورة ابتسام الصفار، مطبعة جامعة الموصل. - "معجم الشيوخ": لابن فهد الهاشمي المكي "812-885هـ"، تحـ محمد الزاهي، من منشورات دار اليمامة-الرياض. - "المعجم الصغير": للطبراني مع "الروض الداني"، تحـ محمد شكور محمود الحاج أمرير، المكتب الإسلامي-بيروت دار أبو عمار-عمان، ط1، 1405هـ-1985م. - "معجم القراءات القرآنية": للدكتورين أحمد مختار عمر وعبد العال سالم مكرم، ذات السلاسل-الكويت، ط2، 1408هـ-1988م. - "المعجم الكبير": للطبراني "ت360هـ"، تحـ حمدي السلفي، طبعة وزارة الأوقاف العراقية-بغداد، ط1، 1399م. - "المعجم المختص بالمحدثين": للذهبي "673-748هـ"، تحـ محمد الحبيب الهيلة-مكتبة الصديق-السعودية، ط1، 1408هـ-1988م. - "معجم مصنفات القرآن": للدكتور علي شواح إسحاق، دار الرفاعي-الرياض، ط1، 1404هـ-1984م. - "معجم المؤلفين": لعمر رضا كحالة، مطبعة الترقي-دمشق 1376هـ-

1957هـ. - "معرفة الثقات": للعجلي، تحـ عبد العليم عبد العظيم البستوي، مكتبة الدار-المدينة المنورة، ط1، 1405هـ-1985م. - "معرفة الرجال": عن يحيى بن معين رواية ابن محرز في جزأين حقق الأول محمد كامل القصار والثاني محمد مطيع الحافظ وغزوة بدر، مطبوعات مجمع اللغة العربية-دمشق، 1405هـ. - "معرفة الصحابة": لأبي نعيم، تحـ محمد راضي بن حاج عثمان، مكتبة الدار-المدينة المنورة، ط1، 1408هـ. - "معرفة علوم الحديث": للحاكم، تحـ السيد معظم حسين، المكتب التجاري-بيروت. - "مغنى اللبيب عن كتب الأعاريب": لابن هشام النحوي "ت761هـ"، تحـ محمد محي الدين عبد الحميد، دار الكتاب العربي-بيروت. - "المغني في الضعفاء": للذهبي، تحـ نور الدين عتر، دار المعارف-حلب. - "مفاتيح الغيب": "تفسير الرازي"، دار الفكر-بيروت ط3، 1405هـ-1985م. - "مفتاح السعادة ومصباح السيادة": لطاش كبرى زادة "ت968"، تحـ كامل بكري وعبد الوهاب أبو النور، مطبعة الاستقلال الكبرى-القاهرة، الناشر، دار الكتب الحديثة-مصر. - "مفحمات الأقران في مبهمات القرآن": للسيوطي، تحـ د. مصطفى البغا، مؤسسة علوم القرآن-دمشق، بيروت، ط2، 1403هـ-1983م.

- "المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة": للسخاوي "ت902هـ" دار الهجرة-بيروت، سنة الطبع، 1406هـ-1986م. - "مقاصد القرآن الكريم": لحسن البنا، دار أبو سلامة للطباعة والنشر والتوزيع-تونس. - "المقامة السندسية في النسبة المصطفوية" ضمن "الرسائل التسع"، للسيوطي "ت911هـ"، مطبعة دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن-الهند، ط3، 1385هـ-1961م. - "مقدمة التفسير": لابن تيمية ضمن "مجموع الفتاوي"، جمع، عبد الرحمن العاصمي الحنبلي، مكتبة ابن تيمية-مصر. - "مقدمة كتاب المباني لنظم المعاني": ضمن "مقدمتان في علوم القرآن"، تصحيح عبد الله إسماعيل الصاوي، مكتبة الخانحي بالقاهرة، ط2، 1392هـ-1972م. - "مناقب الشافعي": للبيهقي "384-458هـ"، تحـ السيد أحمد صقر، دار التراث-القاهرة، ط1، 1390هـ-1970م. - "مناهل العرفان في علوم القرآن": للزرقاني، دار إحياء الكتب العربية-البابي حلبي، ط3. - "المنتخب من مسند عبد بن حميد": تحـ السيد صبحي السامرائي ومحمود خليل الصعيدي، مكتبة السنة-القاهرة، ط1، 1408هـ-1988م. - "المنتقى في علوم القرآن": للأستاذين فاضل شاكر أحمد وفرج توفيق الوليد، مطبعة جامعة بغداد، 1979م.

- "من روائع القرآن": للدكتور محمد سعيد البوطي، الوكالة العامج للطباعة-بيروت ط5، 1397هـ-1977م. - "موارد الظمآن": للهيثمي "ت807هـ"، تحـ محمد عبد الرزاق حمزة، دار الكتب العلمية-بيروت. - "الموافقات": للشاطبي "ت790هـ"، بعناية محمد عبد الله دراز، دار المعرفة-بيروت. - "مواهب الرحمن في تفسير القرآن": لعبد الكريم المدرس، دار الحرية-بغداد، ط1، "1406هـ". - "الموضوعات": لابن الجوزي "ت597هـ"، تحـ عبد الرحمن محمد عثمان، مكتبة ابن تيمية، ط2، 1407هـ-1987م. - "الموطأ": للإمام مالك بن أنس برواية أبي مصعب الزهري، تحـ بشار عواد، مؤسسة الرسالة-بيروت، ط1، 1412هـ. - "الموقظة": للذهبي، بعناية عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب، ط1، 1405هـ. - "ميزان الاعتدال في نقد الرجال": للذهبي "ت748هـ"، تحـ علي محمد البجاوي، دار الفكر للطباعة. حرف النون: - "الناسخ والمنسوخ": لأبي جعفر النحاس، تحـ محمد عبد السلام محمد،

مكتبة الفلاح-الكويت، ط1، 1408هـ-1988م. - "نزهة الألباء في طبقات الأدباء": لابن الأنباري "ت577هـ"، تحـ عبد العزيز بن محمد السديدي، مكتبة المنار-الرياض، ط1، 1409هـ-1989م. - "نزهة النظر شرح نخبة الفكر": لابن حجر، تعليق صلاح عويضة، دار الكتب العلمية-بيروت، ط1، 1409هـ. - "نسيم الرياض": للخفاجي، مصورة دار الفكر-بيروت. - "نظم العقيان في أعيان الأعيان": للسيوطي، المطبعة السورية الأمريكية-نيويورك، 1927م، الناشر المكتبة العلمية-بيروت. - "النكت الظراف على الأطراف": لابن حجر، مع "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف". - "النكت على كتاب ابن صلاح": لابن حجر، تحـ د. ربيع بن هادي عمير، دار الراية-الرياض، ط2، 1408هـ-1988م. "النكت والعيون": للماوردي "364-450هـ"، تحـ خضر محمد خضر، مطابع المقهوي-الكويت، ط1، 1402هـ-1982م. - "النهاية في غريب الحديث والأثر": لابن الأثير "ت606هـ" تحـ طاهر الزاوي ومحمود الطناحي، المكتبة العلمية-بيروت. - "نواسخ القرآن": لابن الجوزي، دار الكتب العلمية، بيروت.

حرف الهاء: - "هدي الساري مقدمة فتح الباري": لابن حجر، دار المعرفة-بيروت. - "هدية العارفين": للبغدادي، أوفست طهران، ط3، 1378هـ-1967م. حرف الواو: - "وفيان الأعيان وأنباء أبناء الزمان": لابن خلكان "ت681هـ"، تحـ إحسان عباس، دار صادر-بيروت. - "الوجيز في تفسير القرآن العزيز": للواحدي على هامش "مراح لبيد لكشف معنى قرآن مجيد"، دار إحياء الكتب العربية-القاهرة.

الرسائل الجامعية

الرسائل الجامعية: - "أبو العالية الرياحي وأثره في تفسير القرآن الكريم"، رسالة ماجستير لأحمد محمد السروان، بإشراف الدكتور عبد الستار حامد في كلية العلوم الإسلامية، 1414هـ-1993م. - "ابن حجر العسقلاني ومنهجه في فتح الباري"، رسالة دكتوراه لعبد الحميد عبطان، بإشراف الدكتور أبو اليقظان الجبوري، في كلية العلوم الإسلامية، 1414هـ-1993م. - "أبي بن كعب ومكانته بين مفسري الصحابة"، رسالة دكتوراه لمشعان سعود، بإشراف الدكتور حارث الضاري في كلية العلوم الإسلامية، 1412هـ-1992م. - "الإمام الدارقطني وجهوده في الحديث وعلومه"، رسالة ماجستير لمظفر شاكر الحياني، بإشراف الدكتور حارث الضاري في كلية العلوم الإسلامية، 1408هـ-1988م. - "البحث النحوي عند ابن حجر العسقلاني في فتح الباري"، رسالة دكتوراه لعلاء الدين هاشم الخفاجي، بإشراف الدكتور عبد الأمير الورد في كلية الأداب بجامعة بغداد، 1413هـ-1993م. - "تفسير ابن عباس"، دراسة وتحليل، رسالة ماجستير لعبد المجيد الدوري، بإشراف الدكتور محسن عبد الحميد في كلية العلوم الإسلامية، 1409هـ-1988م. - "تفسير الإمام النسائي"، رسالة دكتوراه، تحقيق حمد إبراهيم الصليفيج، بإشراف الأستاذ مولانا منتخب الحق في، جامعة كراتشي، باكستان. - "الحافظ السخاوي ومنهجه في كتابة فتح المغيث بشرح ألفية الحديث"،

رسالة ما جستير لعبد السميع الأنيس، بإشراف الدكتور عبد الستار حامد في كلية العلوم الإسلامية، 1413هـ-1993م. - "سعيد بن جبير وأثره في التفسير"، رسالة ماجستير، لعبد الهادي عبد الكريم المحمد، بإشراف الدكتور محيي هلال السرحان في كلية العلوم الإسلامية، 1410هـ-1989م. - "الماوردي ومنهجه في التفسير"، لعمر محمد يحيى، بإشراف الدكتور مساعد آل جعفر ثم الدكتور حارث الضاري في كلية العلوم الإسلامية، 1412هـ-1991م. - "مجاهد وأثره في تفسير القرآن الكريم"، رسالة ماجستير، لمد الله مجيد الدوري، بإشراف الدكتور في كلية العلوم الإسلامية، 1409هـ-1988م.

المجلات

المجلات: - "أخبار التراث الإسلامي"، العدد "22"، الصادر في عام 1410هـ-1990م. - "مجلة الرسالة الإسلامية"، الصادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ببغداد، العدادن 164، 165، السنة السابعة عشرة 1404هـ-1984م، والعدد "233" عام 1410م. - "مجلة العرب"، تصدر في الرياض، ج7-8 محرم-صفر 1411م. - "نهج الإسلام"، تصدر في دمشق، العدد "20" من السنة الخامسة 1405هـ-1985م.

فهارس الكتاب

فهارس الكتاب: فهرس الفوائد والموضوعات: أ- فهرس تفصيلي لفوائد وموضوعات المقدمة: 1- إهداء إلى روح الحافظ ابن حجر. 2- بعض ما قيل في ابن حجر. 2-3 قالوا في التحقيق. 3- أهمية خدمة كتب التراث. 6- كلام نفيس للحافظ بن حجر في قضاء الأوقات في الاهتمام بالعلوم الشرعية التي مدارها على الكتاب السنة. 6- علم التفسير: شرف العلم بشرف المعلوم. 7- القرآن فيه علوم الأولين والآخرين. 7- معنى الحكمة في قوله تعالى: يؤتي الحكمة. 7- كلمة جميلة لعمرو بن مرة في أهمية فهم القرآن. 7-ت نقل ابن كثير عن بعض السلف بكاءهم عند عدم فهم أمثال القرآن. 8- نزع الله فهم القرآن عن المتكبرين. 8- تفريق إياس بن معاوية بين العالم والجاهل في القرآن. 8- السفر أربعين ليلة من أجل إعراب آية! 9- الرحلة إلى البصرة والشام من أجل تفسير آية! 9-10حرص عمر بن الخطاب على القرآن الكريم أدى إلى منع تدوين السنة. 10- قلة عناية طلبة العلم بتفسير القرآن الكريم وتنويه الذهبي وبدر الدين الحلبي على ذلك. 11-15 أسباب اختيار هذا الكتاب. 12- أهمية الإحاطة بأسباب النزول. 12-13 إكرام النبي صلى الله عليه وسلم لابن أم مكتوم بسبب نزول: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} فيه. 13- سبب هلاك الخوارج.

14- إهمال المفسرين للأسانيد كان سبب لاختلاط الصحيح من الروايات بالضعيف. 14- انتقاد المحقق لابن الجوزي وأبي حيان لإهمالهما للأسانيد في تفسيرهما. 15- الكتب التي ألفها الحافظ ابن حجر في علم التفسير. 16- ما قيل في الحافظ ابن حجر في تبحره بعلم التفسير. 16-21 عمل المحقق في هذا الكتاب. 17- تحقيق الكتاب من نسخة فريدة في العالم. 20- نقل المؤلف من تفسير ابن جرير الطبري ما لا يوجد في المطبوع منه. 21- معاناة المحقق لعدم توفر نسخة ثانية للكتاب. 27-34 مصادرة ترجمة الحافظ ابن حجر. 35- ترجمة الحافظ ابن حجر. 35- إسمه ونسبه وولادته نشأته. 36- طلبه العلم ورحلاته فيه وحجه. 36- سبب اشتغاله بالتاريخ. 37- بداية طلبه لعلم الحديث. 40- نصيحة الشيخ محب الدين بن الوحدية للحافظ بالاهتمام بالفقه. 40- غرق بعض تآليف الحافظ في البحر. 42- شيوخه. 44- وظائفه. 45- أسرته.

47- تلاميذه. 48- ورعه وتعبده. 49- خلقه وأدبه. 50- مكانته العلمية وثناء العلماء عليه. 51- قصة طريفه للحافظ مع شيخه سراج الدين البلقيني تنبئ عن سعة حفظ ابن حجر. 52- منام فيه بشرى لابن حجر بما سيصير عليه من الظهور والشهرة. 54- وفاته. 55- أثر وفاته على الناس. 56- مؤلفاته "مواضيعها، عددها". 59-78 فهرس تفصيلي لمؤلفات الحافظ مرتبة على الحروف. 80-84 المؤلفات في أسباب النزول مرتبة على القدم. 84-92 من كتب في أسباب النزول دراية. 84- تعريف بمنهج شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه مقدمة التفسير. 85- تنويه الشاطبي في موافقاته على لزوم معرفة أسباب النزول. 85- نبذه حول كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي. 85- مؤلفات السيوطي في هذا الباب. 85- تنبيه المحقق إلى أن كتاب مفتاح السعادة ومفتاح السيادة لطاش كبرى زاده مأخوذ من كتب السيوطي من غير أن يصرح بذلك. 86- تعريف بسيط بكتابي نهج التفسير شرح منظومة التفسير ومناهل العرفان في علوم القرآن.

87- تنبيه على استفادة صاحب كتاب "تاريخ التفسير" من كشف الظنون بدون إشارة منه. 87- نبذه من مقدمة كتاب القرآن المجيد لمحمد عزة دروزه حول الروايات المدسوسة في كتب التفسير. 87- انتقاد محمد الطاهر بن عاشور في كتابه التحرير والتنوير للمفسرين في إكثارهم من تطلب أسباب النزول. 88- استفادة مؤلف "المدخل لدراسة القرآن الكريم" من "مناهل العرفان" استفادة تامة بدون إشارة لذلك! 89- تعريف بكتاب أسباب نزول القرآن مصادرها ومناهجها للدكتور حماد عبد الخالق حلوة. 89- مدح لكتاب محاضرات في علوم القرآن ونقد لكتاب علوم القرآن: مدخل إلى تفسير القرآن وبيان إعجازه. 90- إشارة إلى استفادة صاحب كتاب أسباب النزول عن الصحابة المفسرين من "الإتقان" وبدون إشارة لذلك! 90-91 تكذيب مؤلف كتاب "أسباب نزول القرآن: دراسة وتحليل" للإمام الطبري، وإشارة المحقق إلى كثرة المؤآخذات على هذا الكتاب. 93- قواعد علم أسباب النزول. 93- تعريفه. 94- فوائده وأهميته. 95- كلام الشافعي حول سبب نزول قوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا ... } .

96-98 أهمية معرفة أسباب النزول عند الشاطبي. 98- اشتراط العلماء للمفسر أن يكون عالما بأسباب النزول. 99- التهوين من شأن علم أسباب النزول عند الدهلوي وتعقب المحقق له بذلك. 100- الطريق إلى معرفة أساب النزول. 100- متى يقبل قول الصحابة في التفسير. 103- عدم تفريق البخاري بين تصريح الصحابي بسبب النزول وقوله: نزلت هذه الآية في كذا. 103- طلب الصحابة معرفة أسباب النزول. 104- فخر بعض الصحابة بما رزقوا سعة اطلاع في أسباب النزول. 105- متى يقبل تفسير التابعي؟ 105- اهتمام التابعين بمعرفة أسباب النزول. 106- تفصيل لشيخ الإسلام ابن تيميه في قولهم: نزلت هذه الآية في كذا. 107- قضية تعدد الأسباب والنازل واحد وتحقيق للسيوطي في ذلك. 113- التعريف بالكتاب. 114- عنوانه. 117- نسبته إلى مؤلفه. 117- تاريخ تأليفه. 121- إكمال المؤلف لتأليف الكتاب. 125- اتهام السخاوي للسيوطي بسرقة تصانيف ابن حجر.

126- تبييض الكتاب وكيفية ظهوره. 128- منهجه وأثره فيمن بعده. 128-ت إهتمام الحافظ بالأسانيد واعتباره إياها أنساب الكتب. 129- الركيزة الأولى. 129- تتبع الحافظ ما فات الواحدي من الأحاديث مع بيان حالها. 131- الركيزة الثانية. 131- طريقة الحافظ في كتابه. 132- عدم التزام الحافظ بالبدء بكلام الواحدي على الدوام والسبب في ذلك. 133- تعقب الحافظ لبدر الدين الزركشي في أخذه مادة كتابه "الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة عن الصحابة" من كتاب ابن طاهر بل وعدم إشارته لذلك. 133-ت توضيح من السخاوي أن الكتاب المشار إليه ليس لابن طاهر بل لعبد القاهر البغدادي واعتباره ذلك سهوا من شيخه ابن حجر. 134- إفادة السيوطي من كتاب ابن حجر وعدم إشارته لذلك. 136- الركيزة الثالثة. 136- تعقب المحقق لابن حجر في ذكره أشياء لا تعد من أسباب النزول المباشرة. 137-138 تعقب المحقق لابن حجر في وقوعه في نفس الشيء الذي تعقب الواحدي به. 138- توضيح من المحقق إلى أن الحافظ قد يزيد على كلام الواحدي ولا يشير بذلك إلى حرف "ز" كما أشار بذلك في مقدمته. 139-140 بعض الأمور التي يجدر الإشارة إليها في منهج الحافظ في الكتاب. 140- مصادره.

141- الإشارة إلى عادة ابن حجر في تصرفه بالنقولات التي يعتمدها في كتبه. 142- استدراكات ابن حجر على من ينقل عنهم. 143- الإشارة إلى إبهام ابن حجر لأسماء مصادره في بعض الأحيان. 143-ت توضيح من السيوطي في سبب إبهام بعض المؤلفين أسماء المصادر التي يعتمدوها. 143- مصادره من كتب التفسير. 149- مصادره من كتب علوم القرآن. 150- مصادره من كتب الحديث النبوي وعلومه. 153-ت تنبيه إلى عدم تفريق ابن حجر في العزو إلى سنن النسائي بين الصغرى والكبرى وأن هذه هي طريقة المزي في التحقة. 157- مصادره من كتب السيرة. 158- مصادره من كتب التاريخ. 161- مصادر أخرى للكتاب. 162- آراء المصنف وينفسم إلى:- 162- 1- مفهوم سبب النزول عندهم. 165- 2- الألفاظ الدالة على سبب النزول. 166- 3- طريق اعتماد الأسباب. 166- 4- تعدد الأسباب والنازل واحد. 168- ذهاب بعض أهل العلم إلى القول بتعدد الأسباب. 168- صور تعدد أسباب النزول.

169- 5- تعدد النازل والسبب واحد. 170- 6- تكرر النزول. 171- 7- تجزئة الآية. 174- 8- عموم اللفظ وخصوص السبب. 177- وصف النسخة الخطية. 178-182 ترجمة الناسخ: عبد الحق السنباطي. 182- الإشارة إلى رداءة خط الحافظ ابن حجر. 183- رموز الناسخ. 184- ختام النسخة وخبر رحيلها. 185- بيان طريقة المحقق في تحقيقه للكتاب. 189- صورة عن المخطوطة.

ب- فهرس تفصيلي لفوائد وموضوعات الكتاب

ب- فهرس تفصيلي لفوائد وموضوعات الكتاب: 195- سند المؤلف إلى الواحدي. 195- ذم الواحدي لمن يعتمد في المنقول على الكتب من غير سماع أو رواية وتشديده على ذلك. 196- استدلال الواحدي بأن الجاهل ذي العثار في علم أسباب النزول متوعد بالنار بقوله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الحديث عني إلا ما عرفتم فإن من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار". وسياقته له بسنده وتخريجه له. 198-ت كلام أئمة العلم في عبد الأعلى وتلخيص الحافظ لأقوالهم في التقريب بأنه صدوق يهم. 199- شدة احتراز السلف عن القول في نزول الآيات وأثر عن ابن سيرين في ذلك. 199- شكوى الواحدي -رحمه الله- من اختراع أهل زمانه أسبابا للآيات كذبا وإفكا، وذكره أن هذا الذي حمله على تأليف كتابه ليعتمده طلبة العلم، ويجعلونه مرجعا صادقا لهم. 200- تعقب الحافظ ابن حجر للواحدي بأنه وقع بما عاب عليه أهل زمانه في إيراده كثير من الروايات بغير إسناد، وأن فيما ساقه بإسناده ما لا يثبت لوهاء بعض رواته. 200- رد الحافظ على الواحدي منعه ذكر الخبر بدون إسناد، وجعل الحافظ المحذور هو أن يكون رواة الأخبار ممن لا يوثق بهم سواء ساق الإسناد أم لا، ونبه على أن كثيرا من الأخبار يذكر بلا إسناد ويعتمده أهل العلم لكونه من تصنيف من يعرف بالتوثيق في الرواية.

200- تنبيه من الحافظ أن الواحدي لم يستوعب في كتابه ما تصدى له، وأن سبب تأليف الحافظ لكتابه هو اعتماد الناس على كتاب الواحدي والتسليم له. 200- تلخيص الحافظ لكلام الواحدي على بعض الحديث صحة وحسنا وضعفا. 201- طريقة الحافظ في كتابه ونسبته كل رواية لراويها واقتصاره على ذكر أسباب النزول وتعليمه ما يزيد بحرف "ز" يكتبه على أول القول فقط، أما ما زاده في أثناء الكلام فلا يعلمه. 202- الذين اعتنوا بجمع التفسير من طبقة الأئمة الستة. 202-ت نقل السيوطي للفصل الذي جمعه الحافظ لبيان من نقل عنه التفسير من التابعين في خاتمة الدر المنثور، ونقل السيد أحمد صقر ذلك الفصل أيضا في مقدمته لأسباب النزول للواحدي بدون إشارة على ما فيه من تحريفات وتنويه محقق الكتاب على ذلك. 203- شمولية الطبري وابن المنذر وابن أبي حاتم وعبد بن حميد، وتنويه الحافظ إلى أنه قل ما يشذ عنها شيء من التفسير المرفوع والموقوف والمقطوع، وتميز الطبري عنهم بإضافته أمورا لم يشاركوه بها كاستيعاب القراءات والإعراب والترجيح وغير ذلك. 203- الثقات الذي رووا عن ابن عباس التفسير. 204- رواية مجاهد عن ابن عباس من طريق ابن أبي نجيح وإشارة الحافظ إلى قوتها وتنبيهه إذا روى عن مجاهد من طريق غيرها.

204-ت ما قيل في تفسير مجاهد وسماعه من بعض الصحابة. 204- رواية عكرمة عن ابن عباس وطرق الذي أخذوا منه. 204-ت ما قيل في عكرمة مولى ابن عباس ودفاع الحافظ عنه في هدي الساري ورد أقوال من رماه بالكذب والخارجية وقبول جوائز الأمراء. 205-ت ترجمة محمد بن إسحاق صاحب المغازي وترجيح الحافظ أنه حجة في المغازي لا في أحكام، وجمع المنذري ما قيل فيه آخر الترغيب والترهيب وترجيحه أنه حسن الحديث. 205-ت ما قيل في محمد بن أبي محمد واختلاف أهل العلم فيه. 206-ت ما قيل في علي بن أبي طلحه راوي التفسير عن ابن عباس وتفريق أحمد بين روايته في التفسير وروايته في الحديث. 207- التنبيه على أن عليا لم يلق ابن عباس وإنما حمل عن ثقات أصحابه واعتماد البخاري وابن أبي حاتم على نسخته. 207-ت تأكيد الأستاذ فؤاد سزكين أن التفسير الذي رواه علي هو من تأليف ابن عباس نفسه ورد المحقق عليه في ذلك. 208- التفريق بين رواية عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس وعطاء الخراساني عنه. 208-ت متى يعرف تدليس ابن جريج في روايته؟ 209- انقطاع رواية عطاء الخراساني عن ابن عباس. 209-ت التنبيه على أن جريج لم يسمع من عطاء الخراساني وإنما أخذ الكتاب عن ابنه.

209- الضعفاء الذين رووا عن ابن عباس. 209- اتهام الكلبي بالكذب واعترافه في مرضه أن كل ما حدث به عن أبي صالح كذب. 209-ت ما المقصود بقول المحدث عن راوي: أخرجت له الأرض أفلاذ كبدها؟ 210- تضعيف المحدثين لمحمد بن مروان السدي الصغير واتهام بعضهم إياه بالكذب؟ 210-ت جرح ابن حبان لصالح بن محمد الترمذي واعتباره إياه دجالا من الدجاجلة؟ 210-ت سبب رواية سفيان عن الكلبي والتفريق بين روايته في التفسير وبين روايته في الحديث وتشديد أحمد في المنع من الأخذ من تفسيره. 211- تضعيف الحافظ لجويبر بن سعيد راوي التفسير عن الضحاك بن مزاحم وجزمه أن الضحاك لم يلق ابن عباس وإنما أخذ التفسير من سعيد بن جبير. 211- رواية عثمان بن عطاء الخراساني التفسير عن أبيه وما قيل فيه. 211-212 رواية إسماعيل بن عبد الرحمن السدي عن عدد من الصحابة من طرق، وعدم تمييز الثقة من الضعيف لخلطه روايات الجميع، ومن لقي من الصحابة وكلام أئمة العلم في روايته. 213- سبب تضعيف إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني. 213- ما قيل في إسماعيل بن أبي زياد الشامي. 214- اختلاف قول الحافظ في عطاء بن دينار مع نقله أقوال المحدثين فيه وتنبيه المحقق على ذلك.

214-ت ما قاله أبو حاتم في عطاء بن دينار. 214- من رووا التفسير عن قتادة. 215- رواية الربيع بن أنس عن أبي العالية، وما قيل في الربيع ورميه بالتشيع. 215-ت رمي عبد الله بن أبي جعفر الرازي بالفسق وأقوال الأئمة في تعديله. 216-ت ما قيل في أبي جعفر الرازي "عيسى بن ماهان" وخلوص الحافظ إلى أنه صدوق سيئ الحفظ. 216-ت توثيق الأئمة لمقاتل بن حيان وتنبيه المحقق إلى التفريق بينه وبين مقاتل بن سليمان الذي رمي بالكذب. 217- تفسير زيد بن أسلم ورواية ابنه عبد الرحمن عنه وتضعيف عبد الرحمن. 217- مقاتل بن سليمان وشدة الشافعي فيه وما توصل إليه الأستاذ فؤاد سزكين فيه. 218- حال الرواة عن مقاتل بن سليمان وهما نوح الجامع وهذيل بن حبيب والأقوال فيهما. 219- تفسير يحيى بن سلام المغربي وما قيل فيه. 219- تفسير سنيد وتوثيق الأئمة له. 219-ت تنبيه المحقق على تصحيف لاسم سنيد مرة إلى سعيد ومرة إلى شعبة! 219-ت سبب ذم أحمد لسنيد. 220- تفسير موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني والإشارة إلى وهائه ونسبة ابن حبان الوضع له، وتضعيف الراوي عنه. 220-ت عد شيخ الإسلام ابن تيمية تفسير ابن جرير الطبري أفضل التفاسير.

220-ت الإشارة إلى وقوع تصحيف في اسم موسى بن عبد الرحمن إلى موسى بن محمد في تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين، وما فات الداوددي أن يترجم لموسى بن عبد الرحمن في طبقاته. 220-221 تفضيل الحافظ ما كان من رواية معمر بن سليمان عن أبيه أو من رواية إسماعيل بن إبراهيم بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبه على ما كان في كتاب محمد بن إسحاق، وما كان من رواية ابن إسحاق عن رواية الواقدي. 221-ت نقل النووي ومن بعده الذهبي اتفاق المحدثين على تضعيف الواقدي. 222- سورة الفاتحة. 222- افتتاح الواحدي كتابه بذكر أول ما نزل من القرآن ثم ذكر آخر ما نزل ثم نزول البسملة ثم نزول الفاتحة. 222- الاختلاف في الفاتحة: هل نزلت في مكة أم في المدينة. 222-ت تعقب المحقق للحافظ بجعله ما ساقه الواحدي قبل ذكر الاختلاف في الفاتحة من طريق أبي روق، بعد الاختلاف بذكره "ثم". 222-ت الخلاف في "ثم" وهل تفيد الترتيب أو التشريك في الحكم أو المهلة أم جميعها. 223- تضعيف ابن حجر لرواية ابن عباس أن أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة ثم البسملة؛ لأنها من رواية أبي روق. 223- الذين قالوا أن البسملة أول ما نزلت من القرآن لعلهم تأولوا قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} وإلى ذلك أشار السهيلي.

223-ت تعقب المحقق لابن حجر مرة أخرى في تأخيره ما قدم الواحدي في كتابه. 223- تعليق سورة الفاتحة بكونها مكية بثبوت رواية ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بمكة: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} . 224- رواية مرسلة رجالها ثقات فيها أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ثم يقرأ الفاتحة وترجيح ابن حجر أنها كانت بعد قصة غار حراء وعلق ذلك بثبوتها. 224- معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم ختم السورة بنزول {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} والاختلاف في وصله وإرساله. 225- ايراد الواحدي للرواية السابقة شاهدين ضعيفين. 225- أسباب نزول البسملة عند الجعبري. 226- سورة البقرة. 226- "1" قوله تعالى: {الم} . 226- ما نقله أبو حيان عن قوم قولهم أن نزول الم كانت للفت انتباه المشركين ليستعموا إلى القرآن وقد حكى ذلك أيضا الطبري وتبعه ابن عطية. 226-ت ترجيح أبو حيان أن هذه الحروف هي فقط المتشابه في القرآن وأن سائر كلامه تعالى محكم ونقله ذلك عن أبي محمد اليزيدي والثوري والشعبي وجماعة من المحدثين. 226-ت نقل ابن عطية في تفسيره اثني عشر قولا بالنسبة للحروف المقطعة، وتنبيه المحقق بأن سورا كثيرة نزلت بمكة تبدأ بالحروف المقطعة، فإن كان السبب المذكور يصح فيها فإنه لا يصح بالبقرة. 227- "2" قوله تعالى: {ذَلِكَ} .

227- اختلاف المفسرين في {ذَلِكَ} على ماذا تعود ونقل المحقق عن الطبري ترجيحه أن ذلك بمعنى هذا، والتنبيه على عدم التزام ابن حجر بحرفية النص في نقله من التفاسير. 228-ت التنبيه إلى استفادة الشيخ قاسم القيسي من كشف الظنون وعدم إشارته لذلك على عادته في كتابه. 228-ت تصرف ابن حجر في نقله من تفسير ابن حيان قول أبي جعفر الرازي بإضافة كلمة يحتمل، والقول المنقول إنما هو بصفة الجزم، وترجيح أبو حيان أن قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} هو المقصود بقوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} . 228- "3" قوله تعالى: {الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ... إلى الْمُفْلِحُونَ} 1-5. 228- النقل عن مجاهد تقسيمه فواتح البقرة أن أول أربع آيات نزلت في المؤمنين والآتيان بعدها في الكافرين وثلاثة عشرة آية في المنافقين، ونقل الحافظ عن مقاتل بن سليمان ما يخالف ذلك. 228-ت تفصيل السهيلي في كيفية نطق "سلام" في عبد الله بن سلام وتوضيحه أن تخفيفها مختص باليهود وأنها تشدد عند المسلمين. 229- "4" قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} الآية 6. 229- ذكر الاختلاف فيمن نزلت هذه الآية، وتخطئة الحافظ لمن جعل الوليد بن

مغيرة وعقبة بن أبي معيط فيمن نزلت بهم؛ لأن الوليد مات بمكة قبل الهجرة وعقبة قتل بعد رحيل المسلمين من بدر إلى المدينة. 230-ت توجيه المحقق تخطئة ابن عطية للربيع بن أنس في قوله أن الآية نزلت في قادة الأحزاب؛ لأنهم أسلموا قبل ذلك، بأن ابن عطية انصرف ذهنه إلى غزوة الخندق وتقريره أن هذا ليس بلازم ونقل الحافظ القول أنها نزلت في قادة الأحزاب عن أبي العالية. 230-ت قصة يرويها ابن إسحاق تبين كفاية الله نبيه صلى الله عليه وسلم أمر المستهزئين. 231- ذكر ما يوافق قول الكلبي أن الآية نزلت في اليهود. 231-ت تعليق المحقق على الفرق بين قادة الأحزاب وأصحاب القليب. 231-ت تنبيه المحقق إلى عدم التزام ابن حجر حرفية النص في نقله. 232- ترجيح ابن حجر أن الآية نزلت فيمن قدر الله تعالى أنه لا يؤمن ونقل المحقق ذلك عن ابن عطية. 232-ت قول ابن عطية أن من عين أحدا فأنما مثل بمن كشف الغيب بموته على الكفر. 232- "5" قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ} 8. 232- نقل الطبري الإجماع على أنها نزلت في قوم من أهل النفاق، وذكر الأقوال في ذلك. 232-ت تنبيه المحقق أنه لم ير الأسماء التي نقلها الحافظ مجتمعة إلا في تفسير ابن كثير، وأن الحافظ نقل منه ولم يشر إلى ذلك. 233- "6" قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} 11. 233- نقل الحافظ عن الجمهور قولهم أنها نزلت في الكفار وفسادهم بالكفر.

وعن المنافقين وفسادهم بالمعصية، وتعقب المحقق له بأنه لم يجد ما نسبه للجمهور أن ابن حيان نقل في تفسيره أقوالا مختلفة كلها تدور حول المنافقين ولا ذكر للكفار فيها. 233- نقل الطبري عن سلمان قوله: بأن أصحابها لم يأتوا بعد. وقول ابن حجر أن في سنده مقالا وذكر المحقق أن الأثر جاء من طريقين معلولتين في أحدهما من رمي بالكذب، واستدراك المحقق على مؤلفي كتاب تجريد أسماء الرواة الذي تكلم فيهم ابن حزم جرحا وتعديلا بأنهم لم يذكر قول ابن حزم في تجهيل هذا الراوي. 234- "7" قوله تعالى: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ} 13. 234- قول الثعلبي أنها نزلت في قريظة والنضير وما نقل عن سعيد بن جبير ومحمد بن كعب وعطاء. 235- الاختلاف في المراد في: السفهاء في الآية هل قصد به الصحابة أم الجهال أم النساء والصبيان أم أناس معينون من الصحابة. 235-ت إضافة المحقق اسم أبي العالية إلى من قالوا أن المقصود بالسفهاء الصحابة، وعده ذلك مما فات الحافظ. 235-ت التنبيه على خطأ وقع به الأستاذ خضر محمد خضر في إضافته ما ظن أنه الصواب بدلا من السقط. 236-ت استحسان المحقق ما ذهب إليه الطبري من تفسير السفهاء. 236-ت الإشارة إلى اختلاف ما نقل ابن حجر عن مقاتل عما هو موجود في التفسير المطبوع، والتنبيه إلى أن تصحيفا وقع في اسم سعد بن معاذ إلى منذر بن معاذ.

236- "8" قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا: آمَنَّا} 14. 236- الاختلاف في النقل عن ابن عباس فيمن نزلت هذه الآية، وتضعيف الحافظ لما رواه الكلبي عن ابن عباس أنها نزلت في عبد الله بن أبي وأصحابه وقصة ذلك. 237-ت التنبيه على ما فات المحقق أحمد مجتبى بن نذير سالم السلفي من إدراج كتاب ابن حجر هذا في مصادر المناوي. 237-ت إشارة ابن إسحق أن أول مئة آية من البقرة نزلت في أحبار اليهود والمنافقين من الأوس والخزرج. 238- المراد بشياطينهم واختلاف الأقوال بين الكهنة والأصحاب والجن وما رجحه في ذلك. 239-ت إشارة المحقق إلى أنه قد يجمع بين الكهنة والجن إذ كل كاهن له شيطان وكان قد نبه على نسبة ابن حجر ما قاله الكلبي إلى الضحاك. 239- "9" قوله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} 17. 239- نقل المؤلف عن السدي من طريق الواحدي أنها نزلت فيمن نافق بعد إسلامه، وعدم عثور المحقق على هذه الرواية في تفسير الواحدي وترجيحه أن هذه من زيادات السدي ونقل مثل ذلك عن السيوطي. 239-ت ترجيح ابن كثير فيمن نزلت هذه الآية. 239- "10" قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ} 19. 240- ما قيل في سبب نزول هذه الآية. 240- "11" قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} 21.

240-242 ما جاء عن علقمة أن كل شيء نزل فيه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} فهو مكي وكل شيء نزل فيه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فهو مدني وتصحيح الحافظ لإسناد هذا الأثر وإشارة الحافظ إلى أنه قد وصله بذكر ابن مسعود، والنقل عمن قال بهذا القول. 243- تعقب ابن حجر للماوردي فيما نقله عن مقاتل بأنه جزم أن المراد بالناس في الآية هم أهل الكفر، بأنه وجد في تفسيره ما يخالفه. 243- تفريق الحافظ بين قولهم مكي وقولهم: خوطب به أهل مكة. 243- نقل ابن حجر الاتفاق على أن المكي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعدها، وانظر في الحاشية الاصطلاحات التي ذكرها الزركشي في ذلك. 244- كلام ابن حجر عن إشكال القرطبي في أن البقرة والنساء مدنيتان بالاتفاق وقد وقع فيهما يا أيها الناس، وكذلك قول أبي حيان في أن الضابط في المدني صحيح وفي المكي يحمل على الأغلب. 244-ت عد يحيى بن سلام ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى المدينة من المكي، واستحسان السيوطي لذلك. 244-ت الإشارة إلى تصحيف اسم "الداني" إلى "الرازي" في الاتقان للسيوطي وإلى "الدارمي" في التبيان للجزائري والبرهان للزركشي، وترجمة محقق الكتاب على أنه صاحب المسند الكبير. 245-ت تفصيل الجعبري في المكي والمدني فيما نقله عنه الزركشي. 245- "12" قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا} 26. 245-247 ما جاء عن ابن عباس في سبب نزول الآية وأن المشركين أنكروا أن يذكر

الله الذباب والعنكبوت وتضعيف ابن حجر لذلك، وتخريجه لقول قتادة وذكره الاختلاف هل هم أهل الكتاب أم أهل الضلال أم المشركون وترجيحه نسبته القول إلى أهل النفاق وعلل ذلك بامتلاء كتب أهل الكتاب بضرب الأمثال فيبعد أن ينكروا ذلك. 247- ترجيح الربيع بن أنس أن الآية نزلت بدون سبب إنما هو مثل ضربه الله للدنيا وأهلها، وجعل المحقق هذا من فهم الحافظ وليس من قول الربيع بن أنس. 247- "13" قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ} 27. 247- قول سعد بن أبي وقاص أنها نزلت في الحرورية، واستشكال الحافظ ذلك لتأخر بدعة الخوارج إلى خلافة علي. 247-ت سبب تسمية الخوارج بالحرورية ومن صنف فيهم. 248- قول أبي العالية أنها نزلت في المنافقين، وما نقل عن السدي ومقاتل بن حيان في سبب النزول، واحتمال الطبري أن يكون المراد بالعهد ما أخذ من ذرية آدم حين أخرجهم الله من ظهر آدم واستدراك المحقق على أن هذا ليس قول الطبري وإنما نقله عن غيره وذكر ما رجح الطبري في ذلك. 249- "14" قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} 40. 249- ما قيل في العهد ونقولات عن الكلبي وابن عباس وابن ثور وغيرهم والعهد المقصود بـ {أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} . 251-ت استدراك على أحمد شاكر في عدم عثوره على كلام عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وتبيين موضع الكلام.

250-ت "15" قوله تعالى: {وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} 41. 251- ما نقل عن أبي العالية وقول ابن عباس أنها نزلت في قريظة وكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، ولم يجد المحقق المنقول عن ابن عباس في تنوير المقياس من تفسير ابن عباس الذي جمع فيه روايات الكلبي عن ابن عباس. 252- "16" قوله تعالى: {أتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} 44. 252- ما جاء عن ابن عباس أنها نزلت في يهود المدينة كانوا يأمرون قرابتهم بالثبات على دين الإسلام وهم لا يفعلونه ونقولات عن ابن جريج والسدي وقتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. 253- "17" قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} 45. 253- نقل الواحدي عن أكثر أهل العلم أن الخطاب هنا لأهل الكتاب، وجعلها الطبري على الأحبار والترجيح أنهم وإن قصدوا ابتداء فلا تخصص عليهم بل هي عامة لهم ولغيرهم. 253- كلام الطبري في معنى الأمر بالاستعانة بالصلاة على طاعة الله وترك معاصيه. 254- "18" قوله تعالى: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ} 45. 254- المراد بالكبيرة وقول مقاتل أنها نزلت في المنافقين واليهود في الصرف عن القبلة وقال غيره الضمير للصلاة. وأقوال أخرى. 254- "19" قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} 48. 255- ما قاله الزجاج من أخذ اليهود الرشوة معتمدين فيه على شفاعة آبائهم الأنبياء وتنبيه المحقق بأن هذا مما لا إسناد له. 255- "20" قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ} 62.

255- نزول هذه الآية في أصحاب سلمان الذين كانوا يتعبدون معه، وتصحيح الحافظ السند إلى مجاهد، وتنويه المحقق إلى أنها منقطعة لعدم سماع مجاهد من سلمان. 256-ت ما قيل في أسباط بن نصر والاختلاف فيه. 258- قول ابن عباس بنسخ هذه الآية بقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا....} . 258- قول الطبري في معنى من آمن منهم، والتنبيه إلى نقل الحافظ بالمعنى وتصرفه في النص. 258- جزم الطبري بأن ابن عباس قال بنسخ الآية وتعقب المحقق له بذلك وتوجيه ابن حجر لمن نسخت في حقه الآية وترجيح المحقق أن هذا القول المنقول هو عن ابن كثير. 259-ت تعقب المحقق لمحققي المحرر الوجيز في نسبتهم إلى من أنكر النسخ أنه قال بعدم صحة هذا القول عن ابن عباس. 259-ت نقل المحقق عن السيوطي الاختلاف في اسم الإسلام هل يختص بهذه الأمة أو يطلق على من كان قبلها؟. 260-261- ترجيح الحافظ إلى أن النسخ قد يقع في الخبر وتعقب المحقق له وترجيح أنه نقل ذلك عن الزركشي، وذكر المحقق لأقوال أهل العلم في نسخ الخبر وتفصيلهم في ذلك ومقارنة قول الحافظ بأقوالهم. 261- "21" قوله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ} 75. 261- ما نقل عن ابن عباس ومقاتل في أنها نزلت في السبعين من قوم موسى الذين اختارهم ليذهبوا معه ويسمعوا كلام الله وتحريف بعضهم لما سمعوه من كلام الله.

263- إشارة الحافظ إلى ما عابوه على ابن إسحاق من اعتماده على أخبار بعض أهل الكتاب، ونقل المحقق عنه ما كان يحتج به في ذلك. 263- سلسلة الكذب محمد بن مروان السدي الصغير عن الكلبي. 264- إنكار الحكيم الترمذي أن يكون أحد من بني إسرائيل سمع كلام الله مع موسى، فيما نقله عنه ابن الجوزي وتأييده له. 265-ت ترجمة الحكيم الترمذي وعدم عثور الحافظ على ترجمة شافية له ودفاعه عنه في رده على كلام ابن العديم فيه. 265- ترجيح الطبري سماع هؤلاء القوم، وتوجيه الحافظ لكلامه أن الذي اختص به موسى هو مخاطبة الله له مطلق السماع وأن ظاهر القرآن والأحاديث يؤيد ذلك. 266- "22" قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ} 76. 266- ما قيل في صدر الآية من تجسس اليهود على المسلمين وخداعهم بإيمانهم كما ذكر ذلك أبو حيان عن النبي صلى الله عليه وسلم بغير إسناد. 267- ما أخرجه الطبري وعبد بن حميد في باقي الآية عن مجاهد عن النبي صلى الله عليه وسلم، والاختلاف بالفتح المراد هنا هل هو العقوبة أم الإنعام والنقل عن السدي لما يفيد أنه العذاب والعقوبة، وما أخرجه عبد الرزاق عن قتادة من أنه سيكون نبي في آخر الزمان ومنعهم بعضهم البعض من الحديث بما يحتج عليهم وهو ما رجحه المحقق. 269- ما جاء في تفسير ابن أبي حاتم من تحكيمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرأة التي أصابت الفاحشة وزعمهم حد الزنا عندهم هو التجبية وتضعيف المحقق

لهذه القصة؛ لأن في إسنادها حفص بن عمر العدني وهو متفق على تضعيفه. 270- "23" قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} 78. 270- ما أخرجه الطبري عن مجاهد أنها نزلت في قوم لم يكونوا يعلمون شيئا وكانوا يتكلمون بالظن، وما أخرجه أيضا عن ابن عباس في أنهم قوم لهم يصدقوا رسولا ولم يؤمنوا بكتاب وأنهم كتبوا كتابا من عندهم ونسبوه إلى الله واستنكار الطبري لذلك إذ كيف يكتبون وقد سماهم أميين وتضعيف الحافظ لهذه الرواية من جهة السند. 271- "24" قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} 79. 271- ما نقله الواحدي من طريق الكلبي من تغييرهم لصفة الرسول صلى الله عليه وسلم في كتابهم وسكوت الأحبار عن ذلك لألا يخسروا ما يستفيدونه واليهود ورد الحافظ لهذه الرواية؛ لأنها من طريق الكلبي ونقله رواية عن ابن عباس من تفسير ابن أبي حاتم في أنهم محو أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم من التوراة وما جاء من طريق السدي في ذلك. 272-ت عدد المرات التي ذكرت فيها الكلمة "العرض" في القرآن وأنها لم تقرأ بقراءة من القراءات بالغين. 273- "25" قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً} 80. 273- ما جاء عن ابن عباس عند الواحدي أن اليهود قدرت هذه الحياة في سبعة آلاف وأنهم سيعذبون عن كل سنة يوما واحدا! وعنه

أيضا من طريق جويبر عن الضحاك وفيه اقتحامهم النار وتبكيت خزنة النار لهم وتكذيبهم فيما قالوا وضعف الحافظ الإسناد والثاني لما قيل في جويبر ولعد سماع الضحاك من ابن عباس، وعن الإسناد الأول أولى بالاعتماد. 274- رواية ثالثة عن ابن عباس من طريق عطية العوفي، وما قيل في عطية ورميه بالتشيع. 275- ما جاء عن الضحاك من قول اليهود وأنهم لم يعذبوا إلا أربعين يوما وهو مقدار ما عبد العجل! 275- ما نقل المحقق من تفسير ابن أبي حاتم ما جاء في تفسير سأرهقه صعودا. 276- ما جاء عن عكرمة مرسلا أن اليهود قالوا لن نعذب إلا أربعين ليلة ويخلفنا قوما غيرنا ويقصدون بذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتبشير النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالخلود، وتضعيف المحقق لهذه الرواية؛ لأنها من طريق حفص بن عمر. ومجيئه أيضا من طرق أخرى. 276- ما جاء عن قتادة من قول اليهود وأنهم لن يدخلوا النار إلا تحلة القسم. 277- ما أخرجه البخاري في صحيحه من قول اليهود أنهم لن يدخلوا النار إلا يسيرا ثم يخلفهم فيها المسلمون، ورد الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك عليهم. 278- "26" قوله تعالى: {وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} 85. 278- توبيخ الله عز وجل لليهود في قتلهم بعضهم البعض لأجل حلفائهم من الأوس والخزرج بعد أن علموا بالنهي عن ذلك وتعليلهم فعلهم هذا

باستحيائهم من حلفائهم، وفي هذا ما نقله ابن إسحاق عن ابن عباس والطبري أيضًا عنه ومن طريق السدي. 279- "27" قوله تعالى: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ} 88. 279- فخر اليهود بأن قلوبهم قد ملئت علما ورد الله عز وجل عليهم، فيما أخرجوا ابن حاتم عن ابن عياش. 279- ما قيل في فضيل بن مرزوق والاختلاف فيه. 279-ت ما جاء في قراءة "غلف". 280- الفائدتان اللتان أخرجهما الحافظ من هذه الآية. "28" قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} 89. 280- ما أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من استفتاح اليهود على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعثته وإنكارهم له لما بعثه الله؛ لأنه ليس منهم. 281- ما أخرجه ابن اسحاق عما دار بين الأنصار واليهود وبعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وجحد اليهود له، وعد المحقق هذه الرواية من أسباب النزول وما عداها إنما هو تفسير. 281-282 روايات أخرى حول هذه الآية. 282- "29" قوله تعالى: {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} 89. 282- ما أخرجه الواحدي عن ابن عباس من دعاء اليهود لله بحق النبي الذي وعدهم أنه يخرجه لهم في آخر الزمان، وذلك في انهزامهم في قتالهم مع

غطفان فينصرهم الله، فلما بعث محمد من غيرهم كفروا به، رواية أخرى عن السدي وترجيح ابن حجر عن ابن عباس ما تقدم. 283- تعقب الحافظ للحاكم في إخراجه حديث من طريق عبد الملك بن هارون بدعوى الضرورة! وكان من قبل قد تعقبه الذهبي بذلك كما نقل ذلك المحقق. 283- ما جاء عن ابن عباس في تفسير {يَسْتَفْتِحُونَ} . 284- تفسير أبي العالية وقتادة لقوله تعالى: {يَسْتَفْتِحُونَ} . 285- "30" قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ} 94. 285- ما ذكره ابن الجوزي في زعم اليهود أن الله خلق الجنة لإسرائيل وبنيه، وما جاء عن ابن عباس من أنهم لو تمنوا الموت لماتوا وتصحيح الحافظ لهذه الرواية. 287- ما جاء في نصارى نجران لو أنهم باهلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا، وتصحيح الحافظ لها. 288- ما استخلصه الحافظ من أن دعاءهم إلى تمني الموت نزل بسبب ادعائهم أنهم أولياء الله وأن الدار الآخرة خالصة لهم. 288- "31" قوله تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} 96. 288-289 دعاء أهل الكتاب لبعضهم البعض العيش ألف سنة، وضم ابن عباس الأعاجم من اليهود في هذه الآية، وتشميت الأعاجم لبعضهم بالدعاء له بالعيش ألف سنة.

289- "32" قوله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ إلى قوله: لِلْكَافِرِينَ} 97-98. 290- سبب عداوة اليهود لجبريل عليه السلام واشتراطهم للرسول صلى الله عليه وسلم اتباعه لو كان ميكائيل هو الذي يأتيه بالوحي!. 291- سؤال اليهود عن الطعام الذي حرمه إسرائيل على نفسه ومفارقتهم للنبي عليه الصلاة والسلام لما علموا أن جبريل هو مولاه. 293-295 قصة عمر مع اليهود واعترافهم بصدق نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وسبب أعراضهم عن اتباعه. 296- نزول القرآن موافقا لقول عمر في أن من كان عدوا لجبريل فإن الله عدو له واستغراب الحافظ من ذلك. 296-297 ما جاء عن ابن عباس عن ابن صوريا في مناظرته للرسول صلى الله عليه وسلم وسبب عداوة اليهود لجبريل وتضعيف الحافظ لهذا عن ابن عباس. 298- افتراء اليهود على جبريل في أنه أمر أن يجعل النبوة فيهم فجعلها في غيرهم. 298-299-ت حصر ابن حجر لأسباب كره اليهود في ثلاثة أمور وما كان قد اختاره الرازي من هذا، وتوضيح من المحقق لاختيار الرازي. 300- حديث منقطع، وفيه نكارة في متنه، فيه سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم اليهود واستحلافهم بكتابهم أنهم سمعوا به من طريق عيسى عليه السلام أم لم يسمعوا. 300- "33" قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} 99. 301- ما ذكره الواحدي عن ابن عباس من أن هذه الآية نزلت جوابا لابن صوريا.

301- "34" قوله تعالى: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} 100. 302- كذب اليهود وإنكارهم الميثاق الذي أخذ عليهم، وذكر أنهم أكثر الناس نقضا للعهود، وإنزال الله الآيات التي طلبوها من الرسول صلى الله عليه وسلم ثم إعراضهم عنها. 303- "35" قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ} 101. ما أخرجه الطبري وابن أبي حاتم عن معارضة اليهود للرسول صلى الله عليه وسلم أول الأمر بالتوراة فلما رأوا اتفاق التوراة والقرآن نبذوا التوراة وأخذوا بكتاب آصف ونسخة هاروت وماروت. 303-304 أثر ابن عباس عن الطبري عن ارتداد طوائف من الجن والإنس عند ذهاب ملك سليمان، وما فعلوا بعد موته من الكذب على الله وعلى سليمان واتباعهم للمعازف وما يصد عن ذكر الله. 304- "36" قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} 102 ما جاء في تفسير الواحدي عن ابن عباس من استراق الشياطين السمع من السماء فإذا جرب من أحدهم الصدق كذب معها سبعين كذبه، وإخفاء سليمان عليه السلام لما اطلع عليها تحت كرسيه وإخراج الشياطين لها بعد موته وتعليمهم السحر للناس وإعذار الله لسليمان عليه السلام من ذلك. 305- ما جاء من طريق الكلبي أن الشياطين كتبوا السحر ونسبوه إلى آصف بن برخيا وأن سليمان ملك الناس بهذا السحر وحضهم الناس على تعلمه وتبرؤ علماء بني إسرائيل من هذا الكذب على سليمان وتعلق سفلة القوم بهذا الكذب ولومهم لسليمان عليه السلام.

305-ت معنى كلمة نيرنجيات وعد بعض أهل العلم لها من أنواع السحر. 306- ما أسنده الواحدي عن خصيف في كلام سليمان مع الشجر وأن شجرة الخروب نبتت لتخريب مسجد سليمان وذم سليمان لها، واستغلال الشياطين لذلك وتعليمهم الناس السحر. 308- تكذيب اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله بنبوة سليمان عليه السلام. 308- لم يأت في أثر مسند أن آصف بن برخيا تواطأ مع الشياطين على السحر. 310- كلام الحافظ ابن حجر على أسانيد القصص التي جاءت في أسباب نزول هذه الآية. 313- تصحيح الحافظ لما أخرجه الطبري من أخذ سليمان العهد من كل دابة فإذا أصيب رجل فسأل بذلك العهد خلي عنه، وزعم الناس أن سليمان عليه السلام كان يعمل بالسحر وتبرئة الله له من ذلك. 314- "37" قوله تعالى: {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ} الآية 102. 314-ت تشكيك المحقق فيما جاء في تفسير هذه الآية وثناؤه على السيوطي في إهماله الكلام على هذه الآية في كتابه اللباب. 315- تفريق قتادة بين السحر الذي تعلمه الشياطين، والسحر الذي يعلمه هاروت وماروت. 315-ت ما قيل في هاروت وماروت.

316- نقل الحافظ الاختلاف في الأمر الذي أنزل الملكان بسببه، فمنهم من قال: بسبب ادعاء السحرة النبوة، ومنهم من قال: إن السحر الذي يفرق بين أعداء الله وأوليائه كان مباحا فاستعمل في التفرقه بين الزوجين، أو لقدرة الجن على السحر بما لا يقدر عليه البشر وقيل غير ذلك. 317- انتقاد الحافظ ابن حجر لأبي حيان في اتباعه غيره في إنكاره ما ورد في قصة هاروت وماروت مع انتسابه للحديث وأهله. 318- ما جاء عن ابن حجر في استفهام الملائكة عن سبب إسكان الإنسان في الأرض وهم يفسدون وإنزال الله عز وجل لهاروت وماروت إلى الأرض، وكيفية إغواء المرأة لهما ووقوعهما في الشرك من أجلها. 320-321 حكم الإمام الهيثمي على الأثر السابق وتعريف موجز بكتابه مجمع الزوائد، وتفسير ابن حبان للزهرة التي جاءت في الأثر، ورد الحافظ قوله بأن الخبر جاء بخلاف تفسيره فيما أخرجه الطبري ونقل المحقق عن بعض المحدثين حكمهم على هذا الأثر. 321-ت رد المحقق على الحافظ في اعتراضه على تفسير ابن حبان للزهرة وذكره رواية ترجح ما ذهب إليه ابن حبان في ذلك. 322- تصحيح ابن حجر لرواية الطبري عن علي رضي الله عنه أن كوكب الزهرة هو مسخ المرأة التي غوت هاروت وماروت واعتبارها الحافظ في حكم المرفوع. 323-325 تصحيح الحافظ لما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عمرو مطولًا من قصة هاروت وماروت واختيارهما لعذاب الدنيا بعدما وقعا في فتنة الزهراء وطريقة عذابهما.

327-ت نقد الشيخ أحمد شاكر للحافظ ابن حجر في تصحيحه لقصة هاروت وماروت، وتضعيف الشيخ أحمد للقصة سندا ومتنا، وتعقب من المحقق له في قوله أن القصة جاءت بطرق كلها واهية. 328- ما جاء في القصة في أن سبب وقوع الملكان في الشرك والقتل، كان بسبب شربهما الخمر. 331- تعجب الحافظ ممن طعن في القصة من أهل العلم، ونقل المحقق عن عدد من المشتغلين بالحديث إنكارهم لهذه القصة! 333-334 ما لخصه الكلبي ثم ابن ظفر ثم القرطبي من هذه القصة. 333-ت السيوطي واعتماده موقف الحافظ في تصحيح القصة، واحتجاجه على ذلك بذكر الأئمة الكبار لها في مصنفاتهم موقوفا ومرفوعا. 335-338 تضعيف ابن العربي المالكي للقصة سندا، مع عدم استبعاده أن تقع المعصية من الملائكة، وكذلك قال القرطبي وأرجع ذلك إلى قدرة الله عز وجل على كل شيء وتكذيب ابن حزم للقصة، واعتبار ابن حجر ذلك قصورا منه في النقل. 338-ت نقل الشيخ أبو غدة أسماء "25" عالما جهلهم ابن حزم وهم معروفون. 340- رد القاضي لهذا الخبر بأنه لم يرد فيه خبر صحيح ولا سقيم واعتبار هذه الأخبار من كذب اليهود وافترائهم، واستغراب الحافظ منه مع علو مرتبته بين حفاظ الحديث. 342-ت نقل المحقق عن الحافظ تصحيحه لقصة الغرانيق ورده في ذلك على ابن العربي في اعتباره بطلان القصة وأنها مما لا أصل لها.

343- "38" قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا} 104. 343- مراد اليهود من قولهم راعنا للرسول صلى الله عليه وسلم واحتجاجهم بأن العرب تقولها فنهاهم الله عن ذلك. 345-ت ما نقله الطبري عن قراءة الحسن "لا تقولوا راعنا" بالتنوين، واعتباره قراءته مخالفة لقراءة المسلمين وأنها شاذة لا يجوز القراءة بها. 347- "39" قوله تعالى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} 105. 347- تكذيب الله عز وجل للكفار في زعمهم أن دين الإسلام لو كان أفضل من هذا لاتبعوه. 347- "40" قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا} الآية 106. 348- محاولة انتقاص المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم في أنه يقول القول اليوم ويرجع عنه غدا، فأنزل الله آية النحل وإذا بدلنا آية مكان آية وهذه الآية، وما جاء عند القرطبي من الأمور التي أنكروها، مثل القبلة وغيرها. 349- ما جاء عن قتادة في رفع الله تعالى الآية التي ينسخها من قلب نبيه صلى الله عليه وسلم. وأثر عن رفع الله عز وجل ما نسخ من قلوب المؤمنين. 350- "41" قوله عز وجل: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ} 108. 350- سؤال المشركين الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجعل الصفا ذهبا، ويوسع لهم مكة ويفجر الأنهار خلالها تفجيرا وغير ذلك، وما جاء في بعض الآثار أن الرسول صلى الله عليه وسلم وافق لهم وعدها كمائدة بني إسرائيل. 352- ما جاء عن ابن أبي حاتم بسند قوي عن أبي العالية من سؤال رجل

للرسول صلى الله عليه وسلم أن تكون كفارة المسلمين ككفارة بني إسرائيل وجواب الرسول صلى الله عليه وسلم عليه. 353- ما حكاه ابن ظفر أن الآية نزلت عندما طلب المسلمون الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط، وجعل ابن ظفر التبرك بالشجرة استدراجا لمن يجيء بعدهم إلى عبادتها. 354- "42" قوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} 109. 354- ما نقله الواحدي عن ابن عباس في تبكيت اليهود للمسلمين بعد وقعة أحد ودعوتهم للرجوع إلى دينهم. 357- "43" قوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} 112. 357- نزول هذه الآية في اليهود الذين حصروا دخول الجنة على من كان يهوديا أو نصرانيا. 357- "44" قوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ} 113. 357- ما نقله الواحدي أنها نزلت في مناظرة اليهود والنصارى وكفران كل منهما بدين الآخر. 358- قوله تعالى: {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} 113. 358- قول عطاء في الذين لا يعلمون أنهم أمم كانت قبل اليهود والنصارى وأقوال أخرى عن غيره في ذلك. 359- قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ} 114. 359- ماجاء عن الثعلبي في نزول هذه الآية في النصارى الذين، خربوا بيت

المقدس وحرقوا التوراة وقتلوا من بني إسرائيل، وما قاله ابن عباس أنها نزلت في مشركي مكة ومنعهم المسلمين من ذكر الله تعالى في المسجد الحرام. 361- ما أخرجه الطبري عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أنها نزلت في المشركين، ومنعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل مكة يوم الحديبية. 361- افتخار المشركين بعمارة المسجد الحرام في الجاهلية. 362- "47" قوله تعالى {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} 115. 362- ما جاء عن جابر أن الآية نزلت في الصحافة لما صلوا إلى غير القبلة خطأ وسؤالهم النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجبهم حتى نزلت الآية، وفي أثر آخر أنهم اختلفوا فصلى كل منهم إلى جهة. 363- ما جاء عن ابن عمر في نزول الآية بسبب صلاة التطوع على الراحلة حيث توجهت. 364- بيان الحافظ لما وقع فيه الحاكم من الوهم في استدراكه حديثا عند مسلم. 364- ما جاء عن عطاء من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على النجاشي لما توفي، واستغراب بعض الصحابة: الصلاة عليه مع أنه كان يصلي إلى بيت المقدس بعدما صرفت القبلة إلى الكعبة. 365- قول قتادة أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} وما جاء عن ابن عباس في ذلك. 365- تحول الرسول صلى الله عليه وسلم للكعبة وارتياب اليهود من ذلك. 366- قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ} 116.

366- ما جاء في الواحدي أنها نزلت في اليهود والنصارى ومشركي العرب. 367- "49" قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ} 118. 367- طلب المشركين من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمعوا كلام الله، وترجيح الحافظ لرواية ابن عباس على رواية مجاهد. 368- "50" قوله تعالى: {وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} 119. 368- سبب إنزال الآية وما نقله الواحدي عن مقاتل عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدم عثور الحافظ على ذلك في تفسير مقاتل بن سليمان. 369- ما استبعده الرازي من سبب نزول هذه الآية. 370- ما ذكره الواحدي في أن سبب نزول هذه الآية هو سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عن قبر أبيه وأمه. 370- ترجيح الطبري قراءة ولا تسأل بالرفع لسياق الآية، وما جاء عن ابن عطية في رد أثر ابن عباس. 371- تعقب ابن كثير للقرطبي في ذكره حديث إحياء أبوي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبيينه أن هذا لا مما لا أصل له. 372- "51" قوله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} 120. 372-373 ما نقله الواحدي عن سؤال المشركين النبي صلى الله عليه وسلم الهدنة مقابل ابتاعهم له وتيئيس الله عز وجل له من ذلك إلا باتباع ملتهم. 373- طمع اليهود والنصارى في بقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبلتهم. 373- "52" قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ} 12.

أثر ابن عباس في أنها نزلت في أصحاب السفينة الذين أقبلوا مع جعفر من أرض الحبشة، وآثار أخرى عن قتادة وعكرمة، وما رجحه الطبري في ذلك. 373-ت تعقب المحقق للحافظ فيما نقله في اختيار الطبري في سبب نزول هذه الآية. 375- النجاشي أعلم أهل عصره بما أنزل الله على عيسى من النصارى، وكان هرقل يرسل العلماء ليأخذوا عنه. 375- "53" قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} 48. 375- "54" قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ} 26 من الحج. 375-ت استغراب المحقق من إيراد هذه الآية من سورة الحج في هذا الموطن. 375- رفع الله عز وجل الكعبة من زمن الطوفان وإبقاء أساسه لإبراهيم عليه السلام. 376- "55" قوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} 125. 376- موافقة القرآن لعمر في مشورته على رسول الله صلى الله عليه وسلم باتخاذ مقام إبراهيم مصلى. 378- "56" قوله تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} 30. 378- ما جاء في دعوة عبد الله بن سلام ابني أخيه إلى الإسلام وإعلامهم بما جاء في التوراة من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم وإسلام أحدهما وإعراض الآخر. 379- "57" قوله تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ} 133.

379-380 نزلت في كذب اليهود وأن يعقوب عليه السلام أوصى بنيه عند موته ألا يبتغوا غير اليهودية دينا. 380- "58" قوله تعالى: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا} 135. 380- ما جاء في زعم اليهود والنصارى وزعم كل فرقة منهم بأنهم أحق بدين الله من غيرهم وأن نبيهم أفضل الأنبياء. 381- "59" قوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} 136. 381- سؤال وفد اليهود للرسول صلى الله عليه وسلم عمن يومن به من الرسل وجحدهم نبوته لما علموا أنه يؤمن بنبوة عيسى ولا يفرق بين أحد من الأنبياء فأنزل الله تعالى هذه الآية. 382- "60" قوله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} 137. 382- إنزال الله عز وجل هذه الآية لما أعرض اليهود والنصارى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنجازه وعده له بإجلاء بني النضير وقتل قريظة. 382- "61" قوله تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} 138. 382- صبغة النصارى لأولادهم بالماء ليطهروه بذلك بدلا عن الختان، ومعنى صبغة الله، وما جاء في زعمهم أن يحيى بن زكريا صبغ عيسى في الماء المذكور، وسؤال بني إسرائيل لموسى عن صبغة الله. 384- "62" قوله تعالى: {قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ} 139. 384- نزول الآية في محاجة من زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه. 385- "63" قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ} 140. 385- ما قاله الطبري في أنها نزلت فيمن زعم أن الأنبياء كانوا هودا أو نصارى وكتمانهم الشهادة من عند الله أنهم كانوا مسلمين.

386- "64" قوله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ} الثانية 141. 386- سبب تكرار هذه الآية مرتين في سورة البقرة. 386- "65" قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} 142. 387- نزلت في تحويل قبلة المسلمين وتساؤل السفهاء وهم اليهود عن سبب تحولهم عن قبلتهم. 388- ما قاله مشركو مكة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في تحوله إلى الكعبة، وأن هذا كان اشتياقا إلى مولد آبائه وأنه سيرجع إلى دينهم. 389- ما قيل في المراد بالسفهاء في هذه الآية. 389- "66" قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} 143. 390- المراد بالوسط في هذه الآية والرد على مزاعم اليهود في ذلك. 390- "67" قول تعالى: {إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} 143. 390- ما جاء في ارتداد بعض الناس عن الإسلام بعد تحويل القبلة، وزعم أناس آخرون أن الله لا يعلم الشيء قبل كونه. 392- "68" قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} 143. 392- تعهد الله عز وجل للمسلمين الذين ماتوا وهم يصلون إلى القبلة الأولى أن لا يضيع أعمالهم. 393- تقييد الصحابة للهدى بما أمر الله والضلالة بما نهى عنه في ردهم على حيي بن أخطب وأصحابه.

394- سبب أمر الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم بالصلاة إلى بيت المقدس في أول الأمر. 395- نقل الطبري الاتفاق على أن المراد بالإيمان في هذه الآية هو الصلاة. 395- "69" قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} 144. 396- إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام في تطلعه إلى الكعبة وحبه للتحول عنها والسبب في إرادته أن يتحول عن قبلة بيت المقدس. 398- "70" قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ} 145. 398- اعتذار اليهود بأن محمدا صلى الله عليه وسلم لو بقي على قبلتنا لاتبعناه ولكنه اشتاق إلى بلد أبيه! 398- "71" قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} 146. 398- ما جاء عن الواحدي في أنها نزلت في مؤمني أهل الكتاب ومعرفتهم بالرسول صلى الله عليه وسلم. 399- معرفة عبد الله بن سلام للرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من ابنه وتعليله لذلك. 399- استغراب المحقق من ذكر اسم أبي بن كعب في أثر عبد الله بن سلام. 400- ما رجحه الحافظ في المقصود بقوله تعالى: يعرفونه. 401- "72" قوله تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ} 150. 401- ما ذكره الطبري عن أهل الكتاب وتمويههم على الجهال بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم يخالفهم في دينهم ويتبعهم في قبلتهم.

401- من المراد بالذين ظلموا عند الطبري؟ 402- ما جاء عن قتادة من قول المشركين بأن الرسول صلى الله عليه وسلم سيرجع إلى دينهم كما رجع إلى قبلتهم. 403- "73" قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} 153. 403- إنزال الله هذه الآية عند احتجاج المشركين بأن النبي صلى الله عليه وسلم سيعود إلى دينهم كما عاد إلى قبلتهم. 403- "74" قوله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} 154. 403- ما ذكره الواحدي أنها نزلت في قتلى بدر إذ أن الناس كانوا يظنون أن من مات ذهب عنه نعيم الدنيا ولذتها. 405- ما حكاه ابن عطية في سبب نزول الآية أنها نزلت تسلية للمؤمنين على فراق إخوانهم. 405- "75" قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ} 155. 405- ما ذكره الماوردي في أن سبب نزولها هو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على مضر فأنزلها الله. 406- "76" قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} 158. 406- رد عائشة على عروة ظنه في أنه لا جناح على المحروم أن لا يطوف بهما وتبيينها لسبب نزول الآية، وما رجحه أبو بكر بن عبد الرحمن في سبب نزول الآية. 411- "77" قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} 159.

411- ما نقله الواحدي في نزولها في علماء الكتاب وكتمانهم آية الرجم وأمر النبي صلى الله عليه وسلم. 412- ما جاء عن السدي في تفسيره البينات أنها محمد صلى الله عليه وسلم. 413- "78" قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ} 161. 413- نزول هذه الآية في الذين جحدوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وما ذكره مقاتل أنها نزلت في اليهود والذين ماتوا وهم كفار. 413- "79" قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} 163. 413- نزلت في كفار قريش حين طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يصف لهم ربه. 414- "80" قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي} 164. 414- تعجب المشركين من أن للناس إله واحد، وكيف يستطيع أن يسعهم فأنزل الله هذه الآية، وما رجحه الطبري في سبب نزولها. 416- "81" قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا} 165. 416- نزولها في مشركي العرب. 416- "82" قوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} 167. 416- نزلت في القضاء على أمل المشركين بالخروج من النار. 416- "83" قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالًا طَيِّبًا} 168. 416- نزولها في الذين حرموا على أنفسهم من الحرث والأنعام، وقول آخر أنها نزلت في المؤمنين. 417- "84" قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} 170.

417- نزولها في الذين دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأبوا إلا اتباع آبائهم واحتجوا لذلك بأن آباءهم كانوا أعلم منهم! 418- "85" قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا} 171. 418- ما جاء في نزولها في اليهود. 418- "86" قوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ} 173. 418- نزولها في جيش المسلمين أكلهم من الحوت شهرا بعد نفاذ طعامهم. 419- "87" قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ} 174. 419- نزلت في اليهود الذين حرفوا أوصاف محمد صلى الله عليه وسلم من التوراة خوفا على ذهاب رئاستهم. 420- ما جاء في أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة أنه يحرم الربا والخمر والملاهي وسفك الدماء بغير حق. 421- "88" قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} 177. 421- ما جاء عند الواحدي في أنها نزلت بما سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر، وكان الرجل قبل الفرائض إذا شهد الشهادتين ثم مات وجبت له الجنة، وما أخرجه الطبري موصولا في أن اليهود كانت تصلي قبل المغرب والنصارى قبل المشرق. 423- "89" قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} 178. 423- ما جاء عند الواحدي ووصله الطبري عن الشعبي في أنها نزلت في حيين

من أحياء العرب اقتتلا، وكان لأحدهما طول على الأخر، فكانوا يقتلونه بالعبد منهم الحر من الآخرين، وبالمرأة منهم الرجل. 426- "90" قوله ز تعالى: {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} 178. 426- ما جاء عند البخاري والنسائي عن ابن عباس أنه كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية فأنزل الله تلك الآية على المسلمين. 428- "91" قولة تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} 179. 428- ما جاء عن ابن عطية في أهل الجاهلية كانوا إذا قتل الرجل الآخر حمى القبيلان وتقاتلوا فقتل الكثير منهم، فلما شرع الله القصاص قنع الكل به. 428- "92" قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} 183. 429- ما جاء عن معاذ بن جبل في أول فرض الصيام كان الرجل إذا شاء صام أو أفطر، فأثبت الله الصيام على المقيم ورخص في الإفطار للمريض والمسافر، وثبت الإطعام للكبير الذي يطيق الصيام. 430- ما قاله الطبري في أنه لم يكن قبل فرض صيام رمضان فرض غيره، وتعقب ابن حجر له بحديث أمر الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين بصيام عاشوراء قبل نزول فرض رمضان. 431- "93" قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ} 184. 431- ما جاء عن ابن عباس في نسخ قوله تعالى: فمن شهد منكم الشهر فليصمه لهذه الآية إلا في الشيخ الفاني، فإنه إن شاء أطعم عن كل يوم مسكينا وأفطر. 432- "94" قوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} 185.

432- ما جاء عن عبد بن حميد عن الشعبي بسند مرسل صحيح أن الأغنياء لما نزل قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} أفطروا وأطعموا وحصل الصوم على الفقراء فأنزل الله هذه الآية. 432- "95" قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} 186. 432- ما أخرجه الطبري عن أنس في أنهم كانوا يسافرون جياعا فأنزل الله هذه الآية. 433- "96" قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} 186. 433- نزلت في قول الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم أين ربنا؟ وتساؤلهم عن الساعة التي يدعون فيها فأنزل الله هذه الآية. 435- ما قال مقاتل بن سليمان في أنها نزلت بعد اعتراف رجال من المسلمين، أنهم كانوا يأتون نساءهم بعد أن يناموا في الصيام وسؤالهم عن كيفية التوبة. 436- "97" قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} 187. 436- ما جاء عند الواحدي عن ابن عباس في أن ناسا من المسلمين واقعوا نساءهم بعد العشاء في رمضان، وهو واجب عليهم الصيام منهم عمر بن الخطاب فأنزل الله توبته عليهم. وتصحيح الحافظ لإسناد هذه الرواية. 438- ما جاء عن عكرمة أنها نزلت في الصحابي الذي كان ينتظر الطعام وهو صائم، فنام ولم يأكل عند استيقاظه، وأصبح صائما فغشي عليه فأنزل الله الرخصة في هذه الآية.

443- ما جاء عند الطبري في أن الصيام أول ما فرض على المسلمين كما فرض على النصارى حتى كانت قصة قيس بن صرمة الأنصارى. 445- تنبيه الحافظ بعد أن ساق رواية مرسلة ضعيفة السند أنه لولا التزامه باستيعاب ما أورده الواحدي لما ذكرها. 446-ت ما رجحه المحقق في اسم الصحابي الذي كان سببا في نزول الآية. 447- "98" قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} 187. 447- ما جاء في نزول "من الفجر" بعد "وكلوا واشربوا" والسبب في ذلك. 448- كيف فهم عدي بن حاتم هذه الآية وتوجيه الرسول صلى الله عليه وسلم له بذلك. 448- رد الحافظ أن فعل عدي كان قبل إنزال من الفجر وترجيحه بأن نزولها كان بسبب الأنصار وأن فعل عدي استمر بعد نزولها حملا للخيطين على الحقيقة. 449- "99" قوله تعالى: {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} 187. 449- ما ذكره مقاتل بن سليمان في أن عليا وعمارا وأبا عبيدة كانوا يجامعون زوجاتهم وهم معتكفون إذا خرجوا إلى الغائط فأنزل الله ذلك فيهم. 450- ما جاء عن مجاهد أن النهي كان عن جماع النساء في المساجد؛ لأن الأنصار كانت تجامع. 451- "1000" قوله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} 188. 451- نزولها في امرئ القيس حينما اختلف مع عيدان في أرض كان امرؤ القيس هو المطلوب فيها.

452- قوله تعالى: {وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ} 188. 452- المراد بـ "تدلوا" في هذه الآية والاختلاف فيها. 453- قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} 189. 453- سؤال الناس عن سبب خلق الأهله وإنزال الآيه على الرسول صلى الله عليه وسلم لإعلامه بالحكمة. 455- "103" قوله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى} 189. 455- ما جاء في دخول الأنصار من ظهور بيوتهم لا من أبوابها إذا حجوا وتعبيرهم لمن يفعل ذلك منهم. 457- سبب تسمية قريش والقبائل التي معها "حمسا". 458- كان الأنصار إذا حجوا لا يدخلون البيوت من أبوابها لئلا يحول بينهم وبين السماء سقف الحجرة. 459- تعقب الحافظ للسدي في مخالفته في زمان نزول هذه الآية وفيمن كان يفعل ذلك، ومخالفته أيضا في قوله أن الصحابي امتنع حتى أذن له النبي صلى الله عليه وسلم، وتوجيه الحافظ لهذه الروايات. 460- تبيين الحافظ لنكارة جاءت في المرسل الذي أخرجه الطبري بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان محرما بالمدينة قط. 462- ما جاء عن الحسن في تفسيره لهذه الآية. 463- ما جاء عن محمد بن كعب القرظي في أن الرجل كان إذا اعتكف لم يدخل منزله من باب البيت فأنزل الله هذه الآية.

463- ما جاء عن عطاء في أن أهل يثرب كانوا إذا رجعوا من عيدهم دخلوا البيوت من ظهورها ويرون أن ذلك أحرى للبر. 463- ما نسبه الماوردي إلى ابن زيد ومكي والمهدي في أن المقصود بهذه الآية هم الذين كانوا يأتون النساء في غير قبلهن فكنى عن النساء بالبيوت، واستبعاد ابن عطيه لذلك. 464- ما ذكره الماوردي عن ابن بحر أنها نزلت في الذين يخالفون في أشهر الحج فيجعلون الشهر الحرام حلا والحلال حراما. 464- تجويز الزمخشري وابن موسى أن اتيان البيوت كناية عن التمسك بالطريق المستقيم وإتيانها من ظهورها كناية عن التمسك بالطريق الباطل وهو الذي رجحه الرازي. 465- "104" قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} 190. 465- ما جاء عن الواحدي عن ابن عباس أنها نزلت في صلح الحديبية، حينما أرجع المشركون الرسول صلى الله عليه وسلم عن مكة على أن يرجع في العام القابل، فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرة القضاء، وخافوا أن لا تفي قريش بذلك، وكرهوا أن يقاتلوا في الحرم في الشهر الحرام فأنزل الله هذه الآية. وتضعيف الحافظ لهذه الرواية؛ لأنها من طريق الكلبي. 466- ترجيح الحافظ رواية الربيع بن أنس على رواية الكلبي وفيها أن هذه أول آيه في قتال المشركين. 467- المقصود بقوله تعالى: ولا تعتدوا في قول عمر بن عبد العزيز وابن عباس وما رجحه الطبري في ذلك.

468- "105" قوله تعالى: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ} 194. 468- ما جاء عن قتادة في تفسير الآية. 469- تفسير ابن ظفر للمراد بالحرمات قصاص. 470- ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في أنه كان لا يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى. 471- "106" قوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ} 194. 471- ما أمر الله عز وجل به المسلمين حين كان المشركون يشتمونهم ويؤذونهم. 471- ترجيح مجاهد أن هذه الآية هي في القتال. 471- "107" قوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} 195. 471- ما جاء عن الشعبي في أنها نزلت في الأنصار حين أمسكوا عن النفقة في سبيل الله. 472- توضيح أبي أيوب للمسلمين المقصود بهذه الآية، وأنهم كانوا يألونها على غير معناها. 473- سبب إمساك النصارى عن الإنفاق في سبيل الله، والمقصود بالتهلكة في هذه الآية. 477- ما جاء عن سماك وغيره في أن عدم استغفار المذنب هو الوقوع في التهلكة. 478- اليأس من مغفرة الله هو التهلكة.

479- إصلاح الأموال وترك الجهاد هو الوقوع في التهلكة. 481- حمل الرجل في المعركة على عشرة آلاف لا يكون إلقاء لنفسه في التهلكة. 482- الخروج إلى المعركة بغير قوة ولا نفقه وقوع في التهلكة. 483- ما جاء عن مجاهد في قوله: لا يمنعكم النفقة في حق خوف العلية. 483- اتقاء النار -وهي التهلكة- ولو بشق تمرة. 483- الإنفاق من الحرام هلاك لصاحبه. 483- ترجيح الطبري في أن هذه الآية عامة في جميع ما ذكر فيها. 484- ما جاء في إنزال عمرو بن العاص هذه الآية على من حمل على العدد الكثير من العدو 484- الشروط التي أجاز بها الجمهور للمسلم أن يحمل بنفسه على العدد الكثير من العدو. 485- "108" قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} 196. 485- نزول هذه الآية بعد سؤال أحد الصحابة الرسول صلى الله علية وسلم عن كيفية العمرة. 486-ت ما نقله المحقق عن ابن كثير استغرابه من الحديث وذكره رواية الصحيحين، وليس فيها الغسل والاستنشاق. 487- ما نقله القرطبي عن مقاتل أن إتمام العمرة يكون بعدم استحلال ما لا ينبغي لهم. 488- "109" قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ} 196. 488- نزول هذه الآية خصوصا في كعب بن عجرة عندما عجز عن الفداء بشاة فأنزل الله التخيير في هذه الآية.

490- تنبيه المحقق إلى أن الرواية التي ساقها الحافظ ونسبها إلى مسلم لا توجد في صحيحه! 491- تعقب الحافظ لما قاله ابن عبد البر في أن هذه السنة لم تأت إلا من رواية كعب بن عجرة، ثم ساق الحافظ أسماء الصحابة الذين رووا تلك السنة. 494- "110" قوله تعالى: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ} 196. 494- ما جاء عن المشركين أنهم كانوا يعتبرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور ويجعلون المحرم صفرا، فأنزل الله هذه الآية. 495- "111" قوله تعالى: {وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} 197. 495- ما رجحه الحافظ في المقصود بالجدال في هذه الآية، وما نقله في ذلك عن الجمهور. 496- "112" قوله تعالى": {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} 197. 496- ما جاء عن ابن عباس أن أهل مكة كانوا يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون فإذا قدموا مكة سألوا الناس فأنزل الله عليهم هذه الآية. 498- ما أخرجه الطبري عن ابن عباس أنهم كانوا إذا أحرموا ومعهم أزودة رموا بها واستأنفوا زادا آخر فأنزل الله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا} ، وتصحيح الحافظ لهذه الآية. 499- قوله تعالى: {فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} 197. 499- ما جاء عن ابن ظفر في اعتبار قول العلماء أن {وَتَزَوَّدُوا} التقوى واعتباره شاذا وترجيحه أنه التزود بالمطعومات وهو المشهور من قول المفسرين. 499- "114" قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} 198.

500- سؤال أبي أمامة التيمي لابن عمر في أنهم يتاجرون في موسم الحج وأن أناسا يقولون: أنه لا حج لهم لذلك وجواب ابن عمر له. 501- ما جاء في امتناع المسلمين عن التجارة في الحج حتى نزلت هذه الآية. 504- ما جاء عن قتادة في أنهم كانوا إذا أفاضوا من عرفات لم يشتغلوا بتجارة ولم يعرجوا على كسير ولا ضالة حتى أنزل الله عليهم حل ذلك. 505- "115" قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} 199. 505- ما جاء عن عائشة أن العرب كانت تفيض من عرفات. وقريش ومن دان بدينها تفيض من جمع من المشعر الحرام فأنزل الله تعالى الآية. 505- المراد بالحمس. 506- ترجيح عائشة أن هذه الآية نزلت في الحمس. 508- متى ابتدعت قريش أمر الحمس؟ 509- ما نقله الطبري عن آخرين أن المخاطب بالآية هم المسلمون جميعا وأن المقصود بالناس ابراهيم عليه السلام. 511- "116" قوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} 200. 511- ما قاله مجاهد عن أهل الجاهلية أنهم كانوا إذا اجتمعوا في الموسم ذكروا فعل آبائهم وأنسابهم وتفاخروا بذلك فأنزل الله تعالى هذه الآية. 511- ما جاء عن الحسن أن أهل الجاهلية كانوا إذا حدثوا يقولون وأبيك أنهم ليفعلون ذلك فأنزل الله هذه الآية.

513- ما أخرجه الطبري والفاكهي عن أبي وائل أن بعض الناس كانوا يقولون آتنا غنما هب لنا إبلا فأنزل الله {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} . 515- ما جاء عن عطاء عند الطبري أنه قال في هذه الآية هو قول الصبي يا بابا. 516- ما جاء عن ابن عباس في أن المقصود هو أن يغضب الرجل لمعصية الله كما يغضب إذا ذكر أباه بسوء. 516- "117" قوله تعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} 200. 517- ما جاء في وقوف الناس عند المشعر الحرام، ودعائهم الله أن يرزقهم مالا وإبلا وغنما. 517- طواف الناس بالبيت عراة يدعون الله أن يسقيهم المطر وينصرهم على عدوهم ويسألون لآخرتهم شيئا. 518- ما جاء عن سعيد بن جبير وعكرمة أنها نزلت في الذين كانوا يذكرون فعل آبائهم في الجاهلية إذا وقفوا بعرفات. 519- "118" قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} 204. 519- ما جاء عند الواحدي عن السدي أنها نزلت في الأخنس بن شريق الذي أظهر الإسلام، وأشهد الله على ما في قلبه ثم أحرق زرع قوم مسلمين وعقر حمرهم. 520-ت ما رجحه الحافظ في حال إسلام الأخنس.

521- ما جاء عن ابن عباس في هذه الآية. 523- ما أخرجه الثعلبي عن ابن عباس ومقاتل أنها نزلت في كفار قريش الذين كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في إسلامهم ليرسل لهم مسلمين يعلمونهم فيقتلوهم، وما قاله الحافظ في هذه الآية. 523- "119" قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ} 206. 523- ذكر الطبري الاختلاف في المراد بهذه الآية، وما ذكره الثعلبي أنها نزلت في سلامان أبو ميسره الذي قتل خبيبا، وإنكار الحافظ لهذه الرواية. 524- "120" قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} 207. 524- ما ذكره الواحدي عن سعيد بن المسيب أنها نزلت في صهيب حين هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتضحيته بماله وبيته للمشركين على أن يتركوه يهاجر. 525- ما جاء عن عكرمه في أنها نزلت في صهيب وأبي ذر في هجرتهما إلى المدينة. 526- أقوال أخرى في أشخاص أنزلت فيهم هذه الآية. 527- ما جاء في أنها نزلت في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 529- ما جاء عند الثعلبي في أنها نزلت في علي بن أبي طالب لما نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم. 529- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} 208.

529- ما جاء عن ابن عباس في أنها نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه حين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وجمعهم بين شريعته وشريعة موسى عليه السلام، فأنزل الله هذه الآية. 530- ما ذكره الطبري عن ابن عباس في أنها نزلت في أهل الكتاب. 532- ما جاء مرفوعا في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم في هداية الله عز وجل للمؤمنين ليوم الجمعة وكيفية الصلاة وسبقهم الأمم يوم القيامة في دخول الجنة. 532- "123" قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا} 214. 532- ما ذكره الواحدي عن قتادة والسدي في أنها نزلت في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة والخوف. 533- ما جاء عن عطاء عند الواحدي في أنها نزلت في المؤمنين حينما دخلوا المدينة، وكانوا قد خرجوا من ديارهم وأموالهم إيثارا لرضى الله، وإظهار اليهود لهم العداوة وإسرار بعض الأغنياء والنفاق. 533- "124" قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ} 215. 533- ما ذكره مقاتل في أن الأمر بالصدقة نزل قبل أن ينزل لمن الصدقة حتى سأل عمرو بن الجموح فنزلت الآية. 535- ما جاء في سؤال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم في كيفية إنفاق دراهمه. 536- "125" قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} 216.

537- الخير الذي يتأتى من قتال العدو. 537- "126" قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} 217. 537- ما أخرجه الطبراني في الكبير في الرهط الذين أرسلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلوا الحضرمي ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو جمادى وتعيير المشركين لهم بذلك فأنزل الله هذه الآية وتحسين الحافظ لهذه الرواية. 543- أول غنيمة غنمها الصحابة. 544- "127" قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ} 218. 544- ما جاء عن الزهري في أنها نزلت في السرية لما فرج الله عنهم ما كانوا فيه من الغم لقتالهم في الشهر الحرام وطمعوا في الثواب. 545- "128" قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} 219. 545- التدرج في تحريم الخمر كما جاء في مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة، وما قاله مقاتل والثعلبي أنها نزلت في عبد الرحمن بن عوف وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب ونفر من الأنصار حين استفتوا الرسول صلى الله عليه وسلم في الخمر والميسر. 546- "129" قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} 219. 546- ما أخرجه ابن أبي حاتم عن يحيى بن أبي كثير أن معاذا وثعلبة سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا ينفقون من أموالهم في أهليهم فأنزل الله هذه الآية. 547- المقصود بـ "العفو" في هذه الآية. 547- "130" قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} 220.

547- ما جاء عن ابن عباس عند أحمد والنسائي وغيرهما أن المسلمين عزلوا أموال اليتامى حتى جعل الطعام يفسد، واللحم ينتن لما نزل قوله تعالى {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فأنزل الله هذه الآية. 549- ما أخرجه الثعلبي عن ابن عباس في عدم مؤاكلة أهل الجاهلية للأيتام والتشاؤم بملامسة أموالهم فلما جاء الإسلام وسألوا عن ذلك أنزل الله هذه الآية. 551- "131" قوله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ} 221. 551- ما أخرجه ابن أبي حاتم عن عبد الله بن رواحه حين لطم جاريته السوداء ثم أراد أن يعقتها ويتزوجها لصلاحها وعبادتها ومعايرة المشركين له بذلك وكانوا يريدون أن ينكحوا المشركات. 551- ما قاله مقاتل بن حيان في أنها نزلت في أبي مرثد الغنوي حينما استأذن الرسول صلى الله عليه وسلم في أن ينكح عناق وهي مشركة وكان على حظ من الجمال. 553- قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً} 222. 553- ما أخرجه مسلم عن أنس أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوها فأنزل الله أن يفعلوا معهن كل شيء ما عدا النكاح، وتذمر اليهود من دوام مخالطة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم. 554- ما ذكره مقاتل بن سليمان أنها نزلت في الذين اعتزلوا نساءهم، فلم يؤاكلوهم فبين الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم إنما أمروا باعتزال الفرج. 555- ما جاء عن جابر أن اليهود كانت تقول: من أتى امرأته من دبرها كان ولده أحول، وابتاع نساء الأنصار لهم في ذلك حتى أنزل الله هذه الآية.

556- "133" قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} 223. 556- ما جاء في نزول الآية في حيي بن الأخطب واليهود الذين كانوا يقولون للمسلمين أنه لا يحل لكم أن تأتوا النساء إلا مستلقيات. 556- ابتعاد اليهود عن إتيان نسائهم من أدبارهم لاعتقادهم أن الولد يأتي في هذه الحالة أحول وإنزال الله عز وجل ما يبيح ذلك إذا كان في قبلها. 557- عرض مجاهد القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات يسأله عن كل آية منه. 559- مجيء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يظن أنه هلك من أجل أنه حول رحله. 560- المقصود بالحرث في هذه الآية. 560- تعيير اليهود للمسلمين في أنهم يأتون نساءهم كما تأتي البهائم بعضها بعضا فأنزل الله هذه الآية. 563- ما جاء عن سعيد بن المسيب في نزول هذه الآية في العزل. 564- ما جاء عن ابن عمر في تفسير هذه الآية وإشكال ذلك على أهل العلم، وجزم الحميدي أنه قصد في الفرج ورد الحافظ قوله هذا. 565- ما جاء عن ابن عمر في إتيان النساء في أدبارهن. 567- تعقب الحافظ للطبراني في زعمه تفرد الراوي في أثر ابن عمر. 570- ما جاء عن ابن عمر في تفسير قوله تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ، وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ} . 570- حجة محمد بن كعب القرظي في جواز إتيان النساء من أدبارهن. 574- إنكار عبد الله بن عباس على عبد الله بن عمر فهمه لهذه الآية وتجويزه نكاح النساء من أدبارهن.

575- توجيه الحافظ لرواية أبي سعيد الخدري وتفسيره للمقصود بـ "أثفر". 575-ت وقوع محقق مسند أبي يعلى في وهم من تصحيف كلمة أثفر إلى أبعر وتفسيره إياها تفسيرا عجيبا! 576- "134" قوله تعالى: {وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ} 224. 576- الاختلاف فيمن نزلت هذه الآية والمراد بقوله تعالى {عُرْضَةً} . 578- ما اختاره الطبري من الأقوال في معنى الآية. 579- "135" قوله تعالى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ} 226. 579- ما جاء عن قتادة في اعتبار أهل الجاهلية الإيلاء طلاقا، فحد لهم أربعة أشهر إن شاء كفر وإن شاء طلق. 580- "136" قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} 228. 580- "137" قوله تعالى {وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ} 228. 580- ما جاء عن قتادة في النساء التي كانت إحداهن تكتم حملها حتى تجعله لرجل آخر أو مخافة الرجعة. 581- "138" قوله تعالى: {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} 229. 581- ما أخرجه الإمام مالك في موطئه أن رجلا كان يطلق امرأته حتى إذا شارفت عدتها على الانتهاء أرجعها ثم طلقها وكان يقصد بذلك تعليقها إلى الأبد فأنزل الله هذه الآية.

583- ما أخرجه عبد الرزاق عن قتادة في أن الطلاق لم يكن له وقت حتى أنزل الله الطلاق مرتان. 583- ما جاء عن مقاتل والكلبي أن الرجل كان في أول الإسلام إذا طلق امرأته وهي حبلى فهو أحق برجعتها ما لم تضع، فأنزل الله تعالى هذه الآية. 584- "139" قوله تعالى: {وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} 229. 584- نزلت هذه الآية في حبيبة حين ردت الحديقة إلى زوجها ثابت بن قيس وهو أول خلع في الإسلام. 586- "140" قوله تعالى: {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ} 230. 587- ما جاء في الصحيحين أن امرأة رفاعة بعد أن طلقها ثلاثا وتزوجن غيره ولم يجامعها فأرادت أن ترجع إلى رفاعة فمنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يتم الجماع. 588- "141" قوله تعالى: {وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا} 231. 588- ما جاء عند الطبري بسند صحيح عن الحسن أن الرجل كان يطلق امرأته ثم يراجعها ثم يطلقها ثم يراجعها يضارها بذلك. 589- "142" قوله تعالى: {وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} 231. 589- ما أخرجه الطبري بسند صحيح عن الحسن أن الرجل كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلق أو عتق قال: كنت لاعبا فأنزل الله هذه الآية. 590- "143" قوله تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ} 232.

590- نزولها في معقل بن يسار حين رفض إرجاع أخته إلى زوجها بعد انقضاء عدتها. 593- ما جاء في أنها نزلت في جابر حين رفض إرجاع ابنة عمه إلى زوجها، وكانت المرأة تريد زوجها. 593- "144" قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} 234. 594- ما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس أن المرأة إذا مات زوجها اعتدت سنة في بيته ينفق عليها من ماله ولا ترث حتى أنزل الله هذه الآية فأصبحت هذه عدة المتوفى عنها زوجها إلا أن تكون حاملا وحدد الله له مقدار ميراثها في قوله تعالى: {وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ} . 595- "145" قوله تعالى: {وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ} 235ص 595- ما جاء عن ابن ظفر في أن سبب نزولها أن الفاجر كان يدخل على المعتدة فتظهر له شدة الرغبة في التزويج فيطالبها بتعجيل الوقاع. وقال الحافظ: أنه موافق لمن فسر السر هنا بالزنا، وهو المنقول عن أكثر العلماء. 596- "146" قوله تعالى: {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ} 236. 596- ما جاء عن مجاهد في أنها نزلت في الأنصاري الذي تزوج امرأة ثم طلقها قبل أن يمسها ولم يكن قد حدد لها مهرا، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يمتعها بقلنسوته التي لا تساوي شيئا ليحمي بذلك سنة.

596- "147" قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} الآية 238. 597- ما جاء عن زيد بن ثابت وأسامة بن زيد في تحديد الصلاة الوسطى بالظهر وترجيح الحافظ أنها صلاة العصر. 598- "148" قوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} 238. 598- ما جاء في الصحيحين عن زيد بن أرقم أنهم كانوا يتكلمون في الصلاة حتى أنزل الله هذه الآية التي فيها النهي عن الكلام. 598- ما جاء عند النسائي والطبري عن ابن مسعود واستغرابه من عدم رد الرسول صلى الله عليه وسلم عليه سلامه وهو يصلي بعد أن كان يرد عليه، وتوضيح الرسول صلى الله عليه وسلم سبب ذلك. 598- ما جاء في تفسير القنوت. 600- "149" قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} 240. 600- ما أخرجه إسحاق بن راهويه في تفسيره من تقسيم الرسول صلى الله عليه وسلم ورثة رجل على أبويه وأولاده ولم يعط امرأته شيئا إلا أن ينفق عليها من تركة الزوج إلى الحول وذلك قبل نزول آية المواريث وآية العدة. 601- جواب عثمان لعبد الله بن الزبير لما سأله عن إبقاء الآية في القرآن بعد نسخها. 601- "150" قوله تعالى: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} .

تقدم في الآية التي قبلها التي في آخرها حقا على المحسنين 241. 601- ما أخرجه الطبري عن سعيد بن جبير بسند صحيح قوله أن لكل مطلقة متاع بالمعروف وما ذكره الطبري في هذه الآية. 602- "151" قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} 245. 602- ما جاء عن مقاتل في أنها نزلت في أبي الدحداح حين تصدق بحديقته مقابل أن يحصل على مثلها في الجنة وتكون معه أم الدحداح والصبية، وما جاء في وصف حديقته التي في الجنة. 605- ما أخرجه ابن حبان في صحيحه من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ربه أن يزيد أجور أمته بعد نزول قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ} فأنزل الله هذه الآية ثم أنزل: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} . 607- "152" قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} 253. 607- ما جاء في تاريخ ابن عساكر من إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاوية بشأن قتاله من علي وأن الله سيعفو عن الفريقين، وما قاله ابن حجر في هذه الرواية. 608- "153" قوله تعالى: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} 255. 608- ما جاء عند ابن أبي حاتم في سؤال بني إسرائيل لموسى عليه السلام هل ينام ربه، وهل يصلي ربه وغير ذلك وكيف بين الله لموسى أنه لا ينام.

609- "154" قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} 255. 609- ما ذكره المفسرون من عبادة الكفار للأصنام وزعمهم أنهم يشفعون لهم عند الله فبين الله أن لا شفيع عنده إلا بإذنه. 609- "155" قوله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} 256. 609- ما جاء عند أبي داود والنسائي وغيرهما عن ابن عباس في أن المرأة من الأنصار تحلف لئن عاش لها ولد لتهودنه فلما أجلت بنو النضير كان فيهم أناس من أبناء الأنصار فقالت الأنصار: يا رسول الله أبناءنا فأنزل الله تعالى هذه الآية. 611- ما أخرجه الطبري وغيره أنها نزلت في أبي الحصين حينما تنصر ولداه وذهبا إلى الشام، وكان ذلك قبل أن تنسخ هذ الآية بأمر قتال أهل الكتاب في سورة براءة. 613- ما أخرجه الطبري وعبد بن حميد عن مجاهد في أن اليهود كانوا أرضعوا رجالا من الأوس فلما أمر الرسول بإجلائهم أراد أبناءهم من الأوس أن يذهبوا معهم فمنعوهم فأنزل الله هذه الآية. 615- "156" قوله تعالى: {والله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} 257. 615- ما جاء في أن قوما كانوا قد آمنوا بعيسى وقوم كفروا به، فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم آمن به الذي كفروا بعيسى وكفر به الذين آمنوا بعيسى فأنزل الله هذه الآية. 616- قوله تعالى: {والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات} 257.

616- ما قاله المقاتلان في أن المقصود هنا هم اليهود كانوا يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل بعثه فلما بعث كفروا به. 616- قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى} الآية 260. 617- ما جاء في السبب الذي حمل إبراهيم على السؤال. 617- ما جاء عن الحسن في أن إبراهيم عليه السلام كان متأكدا من قدرة الله ولكن ليزداد يقينا طلب ذلك. 617- ما ذكره الطبري في أن إبليس الخبيث جعل يشكك إبراهيم عليه السلام بقدرة الله على إحياء الموتى وذلك عندما مر إبراهيم عليه السلام على حوت ميت نصفه في البر ونصفه في البحر. 618- ما جاء عن قتادة والضحاك أن سبب سؤال إبرهيم عليه السلام ذلك أنه مر على دابة ميتة قد بليت وتقاسمتها الرياح فأراد أن يشاهد كيفية إحياء الله لهذه الميتة وهو متيقن من قدرة الله على ذلك. 619- ما أورده الطبري من طريق محمد بن إسحاق أن سؤال إبراهيم عليه السلام كان بعد مناظرته لنمرود لاشتياق قلبه إلى ذلك من غير شك في قدرة الله على ذلك. 620- ما أخرجه الطبري عن السدي بأن سؤال إبراهيم عليه السلام كان بعد تبشير ملك الموت باتخاذ الله له خليلا. 621- ما رجحه الحافظ في سبب سؤال إبراهيم عليه السلام ربه أن يريه كيف يحيي الموتى.

621- "159" قوله تعالى: {الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله} 262. 621- ما ذكره الكلبي في أنها نزلت في عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما. 623- "160" قوله تعالى: {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} 267. 623- نزولها في أناس لا يرغبون في الخير يتصدقون بالقنو من النخل فيه الحشف والقنو فيه الشيص وبالقنو المكسور. 624- ما أخرجه الحاكم عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بزكاة الفطر بصاع من تمر رديء فنزلت الآية. 626- ما جاء عن الضحاك في أن ناسا من المنافقين كانوا يجيئون بصدقاتهم بأردئ ما عندهم من التمر فأنزل الله تعالى هذه الآية. 627- "161" قوله تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم} 271. 627- ما ذكره الواحدي عن الكلبي أنها نزلت عندما سأل الصحابة عن أي الصدقة أفضل صدقة السر أم صدقة العلانية؟ 627- أخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي أنها نزلت في أبي بكر وعمر حين تصدق عمر بنصف ماله وأبو بكر بماله كله يكاد يخفيه من نفسه. 628- "162" قوله تعالى: {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء} 272. 628- ما جاء عن ابن عباس أنهم يرضخون لأنسابهم من المشركين فسألوا فرخص لهم فنزلت الآية.

629- ما جاء عن سفيان في أن أناسا من الأنصار كان لهم أنسباء وقرابة من قريظة والنضير وكانوا يتقون أن يتصدقوا عليهم ويريدون أن يسلموا فأنزل الله هذه الآية. 630- ما جاء عن سعيد بن جبير مرسلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن التصدق إلا على المسلمين ثم أذن بعد نزول الآية في التصدق على أهل الأديان. 633- "163" قوله تعالى: {للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله} 273. 634- ما قاله مقاتل في أنهم أهل الصفة ومنهم أبو هريرة وابن مسعود والموالي. 634- "164" قوله تعالى: {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية} 274. 634- نزول هذه الآية في علي كما جاء عن ابن عباس ومقاتل. 635- ما جاء عند ابن أبي حاتم والطبراني والواحدي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها نزلت في أصحاب الخيل. 636- "165" قوله تعالى: {قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا} 275. 637- كيف كان ربا أهل الجاهلية؟ 637- "166" قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين} 278. 638- ما جاء عند الطبري عن السدي في نزولها في العباس بن عبد المطلب ورجل من بني المغيرة، كانا يسلفان في الربا، فجاء الإسلام ولهما أموال عظيمة من الربا.

538- مصالحة ثقيف لرسول الله صلى الله عليه وسلم على أن الربا الذي لهم على الناس فهو لهم وما كان للناس عليهم من ربا فهو موضوع، وما جاء في ذلك من نزول الآيات. 639- ما أشكل على الحافظ في هذه الرواية بالنسبة لتاريخ إسلام ثقيف. 641- "167" قوله تعالى: {وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم} 279. 641- ما جاء عند الواحدي عن عطاء وعكرمة أنها نزلت في العباس وعثمان وكانا قد أسلفا في التمر وزادا في المدة مقابل الزيادة في الثمن فلما علم الرسول صلى الله عليه وسلم نهاهما فامتثلا ورجعا عن ذلك. 641- "168" قوله تعالى: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة} 280. 641- ما جاء في طلب بني المغيرة من بني عمرو إنظارهم لإعسارهم ورفض بني عمرو لذلك فأنزل الله هذه الآية. 642- ما جاء عن النخعي في أنها نزلت في الربا. 642- "169" قوله تعالى: {ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله} 282. 642- ما ذكره مقاتل بن حبان في أن الكاتب إذا كانت له الحاجة، ووجد غيره ذهب في حاجته ويلتمس غيره، لقلة الكتاب في ذلك الزمان. 642- "170" قوله تعالى: {ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا} 282. 642- ما أخرجه عبد بن حميد والطبري عن قتادة أن الرجل كان يطوف في الحواء العظيم يدعوهم إلى الشهادة فلا يتبعه أحد. 642- "171" قوله تعالى: {ولا يضار كاتب ولا شهيد} 282.

643- ما جاء عن الربيع بن أنس لما نزل قول الله: {ولا يأب كاتب أن يكتب} كان الرجل يذهب إلى الكاتب فإذا لم يوافق الكاتب وطلب منه أن يبحث عن غيره، ضاره الرجل ولم يدعه حتى يكتب الله فأنزل الله هذه الآية. 644- "172" قوله تعالى: {فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي أؤتمن أمانته} 283. 644- ما جاء عن أبي سعيد في أن هذه الآية نسخت ما تقدم من الأمر بالإشهاد والرهن، والنقل في ذلك عن الشعبي. 644- "173" قوله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} 284. 644- ما جاء عن ابن عباس في أنها نزلت في كتمان الشهادة، والنقل عن عكرمة والشعبي بذلك. 645- "174" قوله تعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن الآية إلى آخر قوله: فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} 285. 646- ما جاء من اشتداد الأمر على الصحابة حين علموا أن الله سيحاسبهم بما في أنفسهم، ثم استجابتهم لأوامر الله فأنزل الله عليهم هذه الآية. 646- "175" قوله تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} 286. 646- نسخ الله عز وجل بهذه الآية الآية التي قبلها واستجابته لدعاء المؤمنين في هذه الآية. 649- ما جاء في بكاء بن عمر عند قراءته لقوله تعالى: إن تبدو ما في أنفسكم

أو تخفوه، وتبيينه أنها نسخت بالآية التي بعدها لما أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة. 651- ما ذكره الحافظ من إنكار البعض نسخ هذه الآية. 653- ما جاء عن محمد بن كعب بأن ما من نبي إلا أنزل عليه آية {إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه} ، فكانت الأمم تكفر من هذه الآية، فهدى الله المسلمين إلى الإيمان بها. 654- ما انتقد فيه الحافظ كتاب الثعلبي ومنه تبعه عليه. 654- ما جاء عن ابن عباس في أن العبد إذا حدث نفسه بخير فعمله كتب له به عشر حسنات وإن لم يعمل كتبت حسنة، وإن حدث نفسه بسوء فلم يعمله لم يؤاخذه وإن عمله تجاوز الله عنه. 655- "176" قوله تعالى: {ولا تحمل علينا إصرا} 286. 655- ما جاء في أن بني إسرائيل كانوا إذا أخطأوا أو نسوا شيئا مما أمروا به عوجلوا بالعقوبة، وكان الرجل إذا أذنب كانت توبته أن يقتل نفسه فوضعت الآصار عن هذه الأمة. 655- ما جاء عن عطاء بن رباح في قوله "كما حملته على الذين من قبلنا" قال: لا تمسخنا قردة وخنازير. 656- ما جاء في تفسير قوله تعالى: {ما لا طاقة لنا به} . سورة آل عمران 657- "177" ذكر سبب نزول صدرها. 657- محاجة النبي صلى الله عليه وسلم للنصارى وتبيينه لهم أن عيسى عليه السلام بشر مثلهم وأنه ليس بإله، ورفض النصارى إلا الجحود.

658- "178" قوله ز تعالى: {إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد} 4. 658- نزولها في اليهود. 658- "179" قوله ز تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} 7. 659- تفسير ابن عباس للمتشابه وتنبؤ اليهود بمقدار ما تدوم أمة محمد من استقرائهم للحروف المقطعة. 660- ما جاء عن مقاتل بن سليمان في قوله تعالى: والراسخون في العلم. 660- ما ذكره مقاتل بن حيان أنهم وفد نجران خاصموا النبي صلى الله عليه وسلم في عيسى. 660- ما جاء عند البخاري من تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته من الذين يتبعون ما تشابه منه. 662- تفسير أبي أمامة الباهلي للذين في قلوبهم زيع أنهم الخوارج. 662- الخوارج أول من اتبع ما تشابه منه وابتغوا بذلك الفتنة، وما ذكره ابن حجر في أنها شاملة لكل مبتدع بدعة تخالف ما مضى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. 664- ما رجحه الطبري في المراد باتباع الفتنة. 665- "180" قوله تعالى: {قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد} 12. 665- ما جاء في مغازي ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر اليهود أن يصيبهم مثل ما أصاب قريشا في بدر وأن يسلموا ورفض اليهود ذلك واحتجاجهم أنهم أقوى من قريش في القتال.

666- ما ذكره ابن عباس في عدم اتباع اليهود للرسول صلى الله عليه وسلم بعد انتصاره على المشركين في بدر، حتى ينتظروا ما سيحصل للرسول صلى الله عليه وسلم في معارك أخرى. 667- ما قاله مقاتل بن سليمان في قوله تعالى: {قد كان لكم آية في فئتين التقتا} . 667- "181" قوله تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء} والتي بعدها 14-15. 667- ما ذكره ابن ظفر أن وفد نجران لما دخلوا تزينوا بأحسن زي فتشوقت نفوس رجال من فقراء المسلمين إليهم. 667- "182" قوله تعالى: {قل أؤنبئكم بخير من ذلكم} 15. 667- ما جاء عن عمر في هذه الآية. 668- "183" قوله تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو} 18. 668- ما ذكره الكلبي في إسلام الحبران اللذان قدما المدينة وسألا النبي صلى الله عليه وسلم عن أعظم شهادة في كتاب الله فأنزل الله هذه الآية. 668- "184" قوله تعالى: {وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم} 19. 668- ما جاء في استوداع موسى التوراة لبسعين حبرا عندما حضره الموت، واختلاف أبنائهم من قبل الذين أوتوا العلم طلبا للدنيا وسلطانها. 669- تفسير محمد بن جعفر بن الزبير أن المراد في هذه الآية هم النصارى. 669- نقل الثعلبي عن بعضهم أن المراد بهم أهل الكتاب الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم حسدا منهم.

669- ما قاله ابن الكلبي في أنها نزلت في اليهود والنصارى. 669- "185" قوله تعالى: {فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعني} 20. 670- تبيين الرسول صلى الله عليه وسلم لكذب اليهود والنصارى حينما زعموا أنهم على الإسلام ولم يقروا بعبودية عيسى عليه السلام ونبوته. 670- "186" قوله تعالى: {ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس} 21. 670- ما جاء في قتل اليهود لأنبيائهم واتباعهم من العباد حينما كانوا يبلغونهم الوحي. 672- "187" قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم} 23. 672- ما جاء عن ابن عباس في طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من اليهود الذين زعموا أن إبراهيم كان يهوديا أن يحضروا ذلك من التوراة. 673- ما جاء عن ابن جريج أن المراد بالكتاب القرآن، وقول ابن عباس في أن الله جعل القرآن حكما على اليهود والنصارى فحكم عليهم أنهم على غير الهدى فأعرضوا عنه. 674- رجم الرسول صلى الله عليه وسلم اللذين زنيا من أهل خيبر وطلبه من اليهود أن يحكموا التوراة. 674- "188" قوله تعالى: {قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات} 674- انظر الآية 80 من البقرة. 674- "189" قوله تعالى: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء} 26.

674- ما جاء عن قتادة من طلب النبي صلى الله عليه وسلم من ربه أن يجعل ملك فارس والروم في أمته فأنزل الله هذه الآية. 675- سخرية اليهود من النبي صلى الله عليه وسلم لما وعد أمته بفارس والروم عندما فتح مكة فأنزل الله هذه الآية. 676- "190" قوله تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} 28. 676- ما جاء عن ابن عباس في نزول هذه الآية. 676- ما جاء عن مقاتل بن سليمان في أنها نزلت في حاطب وغيره إذ كانوا يظهرون المودة لكفار مكة. 677- "191" قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} 31. 677- ما جاء عن ابن عباس ومقاتل بن سليمان في أنها نزلت في اليهود حينما زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه. 677- قول محمد بن جعفر بن الزبير في أنها نزلت في نصارى نجران. 678- خبر ابن عباس وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لكفار مكة حين زعموا أنهم يحبون الله: $"أنا أولى بالتعظيم من أصنامكم"، وعد الحافظ هذا الخبر من منكرات جويبر. 679- "192" قوله تعالى: {قل أطيعوا الله والرسول} 32. 679- ترجيح الحافظ أنها نزلت في اليهود وهذا قول مقاتل بن سليمان. 679- "193" قوله تعالى: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم} 59. 679- تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم لأسقف نجران والعاقب حين ادعيا أنهما كانا

مسلمين قبل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وإنزال الله هذه الآية عند سؤالهم عن أب عيسى عليه السلام من يكون؟ 682- "194" قوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ} 61. 682- طلب الرسول صلى الله عليه وسلم الملاعنة من وفد نجران ورفضهم ذلك لتيقنهم أنه نبي مرسل، وأنه ما لاعن قوم قط نبي وبقي منهم أحد. 684- جمع الرسول صلى الله عليه وسلم علي وفاطمة والحسن والحسين للملاعنة. 687- "195" قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم} 64. 687- ما نقله الثعلبي عن المفسرين أنها نزلت لما اختلف اليهود والنصارى كل يدعي إبراهيم أنه منهم، وتخطئة الرسول صلى الله عليه وسلم كلا الفريقين وأن إبراهيم عليه السلام كان حنيفا مسلما، ورد الحافظ على الثعلبي نقله هذا مع ضعفه ونسبته إلى المفسرين عامة. 688- "196" قوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب لما تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده إلى قوله: ولكن كان حنيفا مسلما} 65-67. 688- ما ذكره ابن إسحاق في سيرته أنها نزلت بعد أن رفض أهل نجران الامتثال لدعوة الله إلى كلمة سواء بينهم وبين المسلمين. 689- قول ثان أنها نزلت في اليهود بعد دعوتهم إلى الكلمة السواء. 690- "197" قوله تعالى: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي" 68.

690- نزلت في اليهود حينما اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم بالحسد؛ لأن إبراهيم عليه السلام كان منهم! 691- ما جاء أنها نزلت في أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الذين هاجروا إلى النجاشي، واعتبار النجاشي لهم أنهم حزب إبرهيم. 692- انتقاد من الحافظ ابن حجر لكتاب الثعلبي. 692- "198" قوله تعالى: {ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم} 69. 692- نزولها في عمار بن ياسر وحذيفة حين دعاهما اليهود إلى دينهم. 693- "199" قوله تعالى: {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل} 71. 693- ما ذكره ابن عباس أنها نزلت في الذين قالوا نؤمن أول النهار ونكفر آخره لنلبس عليهم دينهم لعلهم يصنعون مثل ذلك ويرجعون عن دينهم. 693- "200" قوله تعالى: {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا واكفروا آخره لعلهم يرجعون} 72. 693- عن السدي أنها نزلت في الأحبار الذين اتفقوا على أن يؤمنوا أول النهار ويكفروا آخره ليبينوا أن دينهم أفضل من دين محمد صلى الله عليه وسلم فأخبر الله عز وجل رسوله بذلك. 695- "201" قوله تعالى: {قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء} 73. عن السدي أن اليهود كانت تقول فعل الله بنا كذا وكذا من إكرامه حتى أنزل المن والسلوى فنزلت هذه الآية. 695- "202" قوله تعالى: {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك} 75.

695- ما جاء عن ابن عباس ومقاتل بن سليمان في الفريقين الذين نزلت فيهما هذه الآية. 696- ما قاله الثعلبي أن في بعض التفاسير أن الذين يؤدي الأمانة النصارى والذي لا يؤديها اليهود. 696- "203" قوله تعالى: {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون} 75. 697- خداع اليهود للذين أسلموا ولم يرجعوا لهم حقوقهم؛ لأنهم تركوا دينهم، وادعاء اليهود أن ذلك موجود في كتابهم. 697- استحلال اليهود لأموال العرب وكذبهم على الله في أن الله قد أحلها لهم. 698- ما جاء في أهمية أداء الأمانة. 698- "204" قوله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} 77. 698- ما جاء في أنهم رؤوس اليهود وكتمانهم ما أنزل الله في التوراة من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. 699- ما جاء في الأشعث وقصة تخاصمه مع اليهود على الأرض. 702- ما أخرجه البخاري وأحمد عن رجل حلف على سلعة له بأنه أعطي بها ما لم يعطه ليوقع رجلًا من المسلمين فنزلت هذه الآية. 702- ما قاله ابن الكلبي أنها نزلت في علماء اليهود الذين حرفوا أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة مقابل أن يطعمهم كعب بن الأشرف ويكسوهم. 703- "205" قوله تعالى: {وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب} 78.

703- نزولها في اليهود والنصارى وتحريفهم لكتبهم وضربهم كتاب الله بعضه ببعض. 704- "206" قوله تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكمة والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله} 79. 704- زعم اليهود والنصارى أن النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم لعبادته وذلك عندما دعاهم للإسلام وإنزال الله ما يكذب دعواهم. 705- ما جاء عن ابن جريج في الأناس من اليهود الذين كانوا يتعبدون الناس من دون ربهم. 705- سؤال رجل الرسول صلى الله عليه وسلم أن يسجد له، وما أجابه الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك. 706- ما جاء عن مقاتل أن البشر المقصود في الآية هو عيسى عليه السلام وزاد الضحاك أنها نزلت في نصارى نجران. 706- "207" قوله تعالى: {أيأمركم بالكفر} 80. 706- يعني بعبادة عيسى وعزيز. 706- "208" قوله تعالى: {أفغير دين الله يبغون} 83. 707- نزلت في اليهود والنصارى لما رفضوا الانقياد إلى دين محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن برأ إبراهيم عليه السلام من دينهما. 707- "209" قوله تعالى: {قل آمنا بالله وما أنزل علينا} 84. 707- أمر الله لنبيه أن يقول للمسلمين ما جاء في هذه الآية لما تكلم اليهود بما قالوه والنصارى بما ليس لهم. 707- "210" قوله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه} 85. 707- ما جاء عن ابن عباس أنها نزلت بعد قوله تعالى {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين} .

708- "211" قوله تعالى: {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم} 86. 708- نزلت في الذي ارتد بعد إسلامه ثم ندم فأرسل إلى قومه ليسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل له من توبة فأنزلها الله إلى قوله {إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم} فأرسل إليه فأسلم. 712- ما قاله ابن عباس في أنها نزلت في أهل الكتاب الذين عرفوا محمدا ثم كفروا به. 712- "212" قوله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا} 90. 712- ما جاء عن الحسن في أنهم اليهود والنصارى. 713- ما جاء عن عطاء أنها نزلت باليهود والذين كفروا بعيسى ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم. 714- "213" قوله تعالى: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} 92. 714- ما ذكره الحافظ أن التعبد بترك بعض المباحات في شرع من قبلنا كان محرما فشرع الله لهذه الأمة أن يتقربوا بالتصدق مما يحبون. 714- "214" قوله تعالى: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة} 93. 715- ما الذي حرمه إسرائيل على نفسه ولماذا اتبعه اليهود في تحريم ذلك؟ 717- قصة الملك الذي لقي إسرائيل وما دار بينهما. 717- "214" قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة} 96. 717- نزولها في تخاصم المسلمين واليهود في أي المساجد أفضل الكعبة أم بيت المقدس؟

718- "215" قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} 97. 718- ما جاء في كذب اليهود أنهم على الإسلام ورفضهم الحج عندما كتب عليهم. 720- نزول {ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} بعد أن رفض اليهود الحج إلى بيت الله. 720- "216" قوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تفعلون إلى قوله: صراط مستقيم} 98- 101. 721- نزولها في رجل يهودي حاول الإغراء بين الأوس والخزرج بعد الإسلام ليوقع بينهم. 723- "217" قوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا} 99. تقدم في نظيرتها أنها نزلت في عمار وحذيفة. 723- "218" قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردونكم بعد إيمانكم كافرين} 100 وما بعدها. 724- ما جاء في فتنة اليهود ومحاولة نشب الخلاف والقتال بين الأوس والخزرج. 728- "219" قوله تعالى: {واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا} 103. 729- قصة إسلام الأوس والخزرج ومبايعتهم للرسول صلى الله عليه وسلم. 731- "220" قوله تعالى: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد} 105.

732- ما قاله الثعلبي عن أكثر المفسرين أنهم اليهود والنصارى، وما جاء عن أبي أمامة الباهلي أنهم الخوارج. 732- "221" قوله تعالى: {فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم" 106. 732- ما جاء عن عكرمة في أنها نزلت في قوم من أهل الكتاب كانوا يؤمنون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وجحدوه بعد بعثه. 733- "222" قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} 110. 733- نزولها في ابن مسعود وأبي ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة. 734- "223" قوله تعالى: {لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار} 111. 734- نزلت في رؤساء اليهود الذين آذوا بالقول عبد الله بن سلام والذين أسلموا معهم. 735- المراد بالأذى في هذه الآية. 735- "224" قوله تعالى: {ليسوا سواء} 113. 735- قول اليهود عن عبد الله بن سلام ومن آمن معه أنهم شرارهم لأنهم استبدلوا اليهودية بالإسلام! 736- ما جاء عن عطاء فيمن نزلت هذه الآية. 736- "225" قوله تعالى: {من أهل الكتاب أمة قائمة} 113. 737- إنزال الله هذه الآية حينما أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ثم قال للمسلمين أنه لا يعلم أحدا من أهل الأديان يذكر الله في هذه الساعة غير المسلمين وما رجحه المحقق في ذلك.

738- "226" قوله تعالى: {إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا إلى قوله ولكن أنفسهم يظلمون} 116-117. 738- نزول هذه الآيات في نفقات المشركين واليهود ضد الإسلام. 739- "227" قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا} 118. 739- ما جاء عن ابن عباس في أنها نزلت في المؤمنين الذين كانوا يصافون المنافقين ويواصلون رجالا من اليهود. 740- "228" قوله تعالى: {وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال} 121. 741- قصة غزوة أحد في هذه الآيات. 741- "229" قوله تعالى: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} 122. 742- من المراد بالطائفتين في هذه الآية؟ 743- الاختلاف في أن الآيات هي في غزوة أحد أو في غزوة الأحزاب. 745- "230" قوله تعالى: {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة إلى قوله إن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين} 123. 745- نزلت لما علم الصحابة أن كرز بن جابر يمد المشركين فشق ذلك على المسلمين فأنزل الله عليهم هذه الآية. 745- ما جاء في قتال الملائكة مع المسلمين في حصار قريظة. 746- سبب عدم إمداد الله عز وجل للمسلمين بالملائكة يوم أحد.

746- "231" قوله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء} 128. 746- الجمهور على أنها نزلت في الدعاء على المشركين. 749- رد الحافظ على رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدع على المشركين وإنما هم لمخالفة ذلك كما ثبت في الصحيح. 750- دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم على من شج وجهه بأحد وقد قتل أصحاب بئر معونة وتوجية الحافظ لذلك. 751- جزم مقاتل بن سليمان في أنها نزلت في القراء أصحاب بئر معونة. 752- ما جاء عن ابن مسعود عند الثعلبي أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يدعو على المنهزمين من أصحابه يوم أحد فنهاه الله عن ذلك. 752- أسباب أخرى في نزول الآية. 753- "232" قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة} 130. 753- كلام الحافظ عن مناسبة نزول آية الربا في وسط ذكر قصة أحد والجهاد وما قاله المحقق في ذلك. 754- "233" قوله تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} 133. 754- ما جاء في من الله على هذه الأمة بالاستغفار وما كان في بني إسرائيل إذا أذنب أحدهم. 755- "234" قوله تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله} 135. 756- ما قيل في سبب نزول هذه الآية والاختلاف في ذلك. 756- غيرة الله علي الغازي أكثر من غيرته على المقيم.

758- "235" قوله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون} 139. 758- مواساة الله عز وجل للمؤمنين على قتلاهم بالقرآن. 758- "236" قوله تعالى: {وأنتم الأعلون} 139. 759- دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ربه أن لا يعلو عليهم المشركون الجبل واستجابة الله لهم بصعود المؤمنين الجبل ورميهم للمشركين. 759- "237" قوله تعالى: {إن يمسسكم قرح} 140. 760- نزولها في المسلمين حينما ندموا على تركهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وحزن المسلمون على ما حصل لهم وعلى قتلاهم. 760- "238" قوله تعالى: {ويتخذ منكم شهداء} 140. 760- نزلت موافقة لقول الأنصارية حين سألت عن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما جيء بأخيها وزوجها مقتولين، فلما اطمأنت على حياة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تبال بقتلاها. 760- قوله تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولم يعلم الله الذين جاهدوا منكم} 142. 761- نزلت في تعبير المنافقين للمسلمين وتكذيبهم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم. 761- "240" قوله تعالى: {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه} 143. 761- نزلت في الذين كانوا يتمنون أن يقتلوا في سبيل الله فلما شهدوا أحدًا تولوا إلا ما شاء الله. 763- "241" قوله تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} 144.

763- نزلت فيمن قال لو كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ما قتل! وفي الذين خافوا على أنفسهم وطلبوا الأمان من المشركين حين سمعوا بمقتل محمد صلى الله عليه وسلم. 765- "242" قوله تعالى: {انقلبتم على أعقابكم} 145. 765- ما جاء في سؤال المؤمنين للرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن علموا أن الإيمان يزيد: هل ينقص؟ فتلا عليهم هذه الآية. 765- "243" قوله تعالى: {سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا} 152. 765- نزلت حين هم المشركون أن يرجعوا ليقضوا على من بقي من المسلمين فألقى الله عز وجل في قلوبهم الرعب. 776- "244" قوله تعالى: {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه} 152. 766- نزولها في مخالفة المسلمين لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد، وتفرقهم إلى فريقين فريق يريد الدنيا وفريق يريد الآخرة. 770- عدد الذين بقوا مع النبي صلى الله عليه وسلم حين انهزم عنه الناس. 770- "245" قوله تعالى: {فأثابكم غما بغم} 153. 770- الغم الذي أثاب الله به المسلمين. 771- "246" قوله تعالى: {وطائفة قد أهمهتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية} 154. 771- ما جاء من قول معتب بن قشير أنه لو كان لهم من الأمر شيء ما قتلوا ها هنا، وسماع الزبير له بذلك.

772- "247" قوله تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان} 155. 772- الاختلاف فيمن نزلت فيهم الآيات. 774- "248" قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لأخوانهم إذا ضربوا في الأرض} 156. 774- ما جاء عن السدي في نزولها في المنافقين. 774- "249" قوله تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم} 159. 774- الاتفاق على أنها نزلت في حق الذين انهزموا يوم أحد. 774- "250" قوله تعالى: {وشاورهم في الأمر} 159. 775- أمر الله لنبيه أن يشاورهم إكراما لهم. 775- "251" قوله تعالى: {وما كان لنبي أن يغل} 161. 775- نزلت في القطيفة الحمراء التي فقدت وتحدث الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذها. 776- ما جاء في قراءة "يغل". 777- ما رجحه الطبري في قراءة "يغل". 778- ما جاء عن ابن عباس أن المقصود في الآية أنه ما كان لنبي أن يجور في القسمة. 779- أقوال أخرى في سبب نزول هذه الآية. 780- "252" قوله تعالى: {أولما أصابتكم مصيبة قد أصبت مثيلها قلتم أني هذا قل هو من عند أنفسكم} 165.

780- ما جاء في المقصود بقوله تعالى: {من عند أنفسكم} . 780- 783 ما جاء من أقوال في سبب نزول الآية. 783- "253" قوله تعالى: {وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم} 167. 783- الاتفاق على أنها نزلت في عبد الله بن أبي وأتباعه الذين رجعوا قبل القتال. 783- "254" قوله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} 169. 784- نزولها في حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير لما قتلوا ورأوا النعيم فتمنوا أن يعلم من ورائهم بما حصلوا عليه من النعيم فتعهد الله بإبلاغ ذلك لهم. 786- ما جاء في إحياء الله لعبد الله بن حرام والد جابر وما تمناه على الله. 789- ما جاء في قتلى بئر معونة والنعيم الذي حصلوا عليه بعد قتلهم. 790- "255" قوله تعالى: {والذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح} 172. 790- السبعون رجلا من الصحابة الذين ذهبوا في أثر المشركين خوفا من رجوعهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم. 792- "256" قوله تعالى: {والذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم} 173.

793- ما جاء من محاولة تثبيط المنافقين والمشركين للنبي صلى الله عليه وسلم عن اللحوق بالمشركين وتوكل النبي صلى الله عليه وسلم على الله في ذلك واتخاذه حسبا له. 796- ما جاء عن ابن عباس في قول إبراهيم عليه السلام لما ألقي في النار حسبنا الله ونعم الوكيل وقالها النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له: {إن الناس قد جمعوا لكم} . 797- "257" قوله تعالى: {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل} 174. 797- تقدم ما جاء فيها. 797- "258" قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم} 175. بقية القصة التي تقدمت. 798- "259" قوله تعالى: {ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} 176. 798- تنبيه الحافظ إلى أنها ستأتي في تفسير المائدة. 798- "260" قوله تعالى: {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب} 179. 798- تمييز الله في غزوة أحد بين المنافقين والمؤمنين حقا. 799- تحدي للكفار للنبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر لهم من يؤمن به ومن يكفر. 799- "261" قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خير لهم بل هو شر لهم} 180. 799- نقل الثعلبي إجماع جمهور المفسرين على أنها نزلت في مانعي الزكاة وما جاء في نقل المحقق عن الحافظ ما يرد ذلك، وما قاله المحقق في ذلك.

800- ما جاء عن ابن عباس أنها نزلت في أحبار اليهود الذين كتموا أخبار محمد صلى الله عليه وسلم وبخلوا في نشر العلم. 800- حال مانعي الزكاة يوم القيامة. 804- "262" قوله تعالى: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا} 181. 804- ما جاء من استهزاء اليهود بالله لما أنزل قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} وقالوا: يا محمد افتقر ربك يسأل عباده القرض فأنزل الله هذه. 805- كذب اليهود على الله في أنه فقير محتاج لهم وما جاء في قصة أبي بكر الصديق رضي الله عنه معهم. 807- "263" قوله تعالى: {الذين قالوا إن الله عهد إلينا أن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار} 183. 807- كيف كانت علامة قبول الله لقرابين الأمم الماضية؟ وكيف كانت علامة نبوة الرسل فيما مضى؟ 809- طلب اليهود من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بقربان تأكله النار دليلا على صدق نبوته. 810- ما جاء عن الحافظ في هذه الآية. 810- "264" قوله تعالى: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا} 186. 810- أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالصبر على أذى المشركين واليهود من أجل إصلاحهم.

811- "265" قوله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب} 187. 811- يأتي في الذي بعده. 811- "266" قوله تعالى: {لا تحسبن الذين يفرحوا بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما يفعلوا} 188. 811- ما أخرجه البخاري أن المنافقين كانوا لا يخرجون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو ويفرحون بتخلفهم وإذا رجع اعتذروا له وحلفوا له وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت فيهم هذه الآية. 813- ما جاء في جواب ابن عباس على مروان لما أشكل عليه فهم الآية. 814- ما قاله الحافظ من إمكانية نزول الآية في المنافقين وأهل الكتاب. 814- أقوال أخرى فيمن نزلت فيهم هذه الآية. 816- "267" قوله تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} 190. 817- ما جاء في نزول هذه الآية لما سألت قريش النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا. 817- "268" قوله تعالى: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم} 195. 817- نزلت لما سألت أم سلمة الرسول صلى الله عليه وسلم أنها لا تجد للنساء ذكر في القرآن. 818- "269" قوله تعالى: {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد} 196. 818- نزلت لما استغرب المؤمنون من الرخاء الذي كان فيه المشركون. 818- "270" قوله تعالى: {وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم} 199.

819- ما جاء في صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم على النجاشي وكشف الله من المدينة إلى أرض الحبشة فأبصر النجاشي واستغراب المنافقين من ذلك فأنزل الله هذه الآية. 822- ما جاء عن ابن جريج أنها نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه. 822- "271" قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اصبرو وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} 200. 823- المقصود بالمرابطة في هذه الآية. سورة النساء 824- "272" قوله تعالى: {وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب إلى قوله حوبا كبيرا} 2. 824- ما جاء عن الكلبي أنها نزلت في رجل من غطفان كان عنده مال لابن أخيه اليتيم وأبى أن يعطيه له لما بلغ فاختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله هذه الآية فامتثل الرجل وأرجع المال إلى اليتيم. 825- أهل الجاهلية وعدم توريثهم النساء والولدان. 825- "273" قوله تعالى: {ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب} 2. 825- نزلت في الذين كانوا يستبدلون الشاة السمينة من مال اليتيم بشاة هزيلة من أموالهم. 825- "274" قوله تعالى: {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة} 3.

826- ما جاء عن ابن عباس وسعيد بن جبير قولهما: كما خفتم في اليتامى فخافوا في النساء إذا اجتمعن عندكم. 826- سبب النهي عن تزوج الرجل بأكثر من أربعة. 827- ما أخرجه البخاري عن عائشة في هذه الآية. 828- ما جاء في نزول هذه الآية فيمن يكون وليا ليتيمة ولها مال فينكحها لمالها ويبخسها صداقها فيضربها ويسيء عشرتها. 828- "275" قوله تعالى: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة} 4. 829- النهي عن أخذ الرجل صداق ابنته. 829- ما جاء في النهي عن التبادل في الزواج بدون مهر من كلا الطرفين. 829- ما نقله الثعلبي أن الخطاب في الآية للأزواج بأمر بإيفاء نسائهم مهورهن التي هي أثمان خروجهن، وهو اختيار الحافظ. 830- "276" قوله تعالى: {فكلوه هنيئا مريئا} 4. 830- نزلت في الذين كانوا يتأثمون أن يرجع أحدهم في شيء مما ساق إلى امرأته. 830- "277" قوله تعالى: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما} 5. 830- ما جاء في الاختلاف في سبب نزول هذه الآية. 831- "278" قوله تعالى: {وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم} 6. 831- نزلت في عم ثابت بن رفاعة لما سأل عن موعد دفع المال لليتيم.

831- "279" قوله تعالى: {ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف} 6. 832- ما جاء في نزولها في عم ثابت بن رفاعة عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما يحل له من مال ابن أخيه اليتيم. 833- ما جاء في البخاري عن عائشة أنها أنزلت في والي اليتيم. 834- "280" قوله تعالى: {للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون} 7. 834- ما ذكره الثعلبي في أن أهل الجاهلية كانوا لا يورثون إلا من كان يقاتل ويحوز الغنيمة أما الأطفال والنساء فلا. 837- "281" قوله تعالى: {وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا} 8. 837- ما أخرجه ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب قوله كان الرجل ينفق على جاره وعلى قريبه فإذا مات فحضروا قال لهم وليه ما أملك منه شيئا فأمرهم الله أن يقولوا لهم قولا حسنا. 838- ما جاء عن ابن عباس وسعيد بن جبير أن هذه الأمة محكمة وغير منسوخة. 839- "282" قوله تعالى: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم} 9. 840- ما جاء عن سعيد بن المسيب أن من حضر عند الميت إذا أوصى فيذكره بذوي قرابته وما رجحه الحافظ في ذلك. 841- "283" قوله تعالى: {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما} 10. 841- نزول هذه الآية في مرثد بن زيد حينما تولى مال ابن أخيه اليتيم فأكله.

841- "284" قوله تعالى: {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين} 11. 842- نزول هذه الآية عندما سأل جابر الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا يفعل في ماله؟ وكان جابر مريضا. 843- ما ذكره الحافظ من إدراج كلام ابن عيينة في الحديث. 844- ما جاء عن امرأة ثابت بن قيس وبناتها وأكل عمهما مالهما من تركة أبيهما ثابت وإنزال الله هذه الآية، وما جاء من كلام أبي داود في متن الحديث. 845- ما جاء عن ابن عباس في نزول هذه الآية. 846- "285" قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا بعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة} 19. 846- ما ذكره ابن عباس من حال الناس في الجاهلية كان إذا مات الزوج ألقى حميمه على زوجته ثوبا فمنعها فإن كانت جميلة تزوجها وإن كانت دميمة حبسها حتى تموت فيرثها فنزلت هذه الآية. 848- ما جاء عن عكرمة أنها نزلت في كبيشة بنت معن بن عاصم من الأوس توفي عنها زوجها فجنح عليها ابنه فجاءت الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله لا أنا ورثت زوجي ولا أنا تركت فأتزوج. 849- جمع الثعلبي لما جاء في أسباب نزول هذه الآية في رواية واحدة. 850- ما ذكره مجاهد في سبب نزول هذه الآية.

850- "286" قوله تعالى: {ولا تعضلوهن} 19. 850- ما أخرجه الطبري أن الرجل من قريش كان ينكح المرأة الشريفة فيشارطها على أن يطلقها ولا تتنزوج إلا بإذنه، فإذا خطبها الخاطب فإن أعطته وأرضته أذن لها وإلا عضلها. 851- "287" قوله تعالى: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف} 22. 851- نزلت في الذي استشار الرسول صلى الله عليه وسلم في أن ينكح امرأة أبيه بعد وفاته. 852-ت نقل المحقق عن محمود شاكر تعقبه لابن حجر في خطأه في اسم صخر، واعتبر هذا من الأدلة على عجلة ابن حجر في تأليف كتابه الإصابة. 853- ما جاء عن مقاتل فيمن نزلت فيه هذه الآية. 854- "288" قوله تعالى: {وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم} 23. 854- نزلت عندما نكح النبي صلى الله عليه وسلم امرأة زيد بن حارثة فتكلم المشركون في ذلك. 854- "289" قوله تعالى: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم} 24. 854- ما أخرجه مسلم من تحرج بعض الصحابة من غشيان سبايا أوطاس من أجل أزواجهن المشركين فأنزل الله هذه الآية. 856- ما جاء عن عكرمة في نزول هذه الآية في معاذة وهروبها وزوجها مع ابن عمهما وشكوى زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك. 858- ما ذكره الحافظ من تشابه قصة معاذة هذه مع قصة معاذة زوج الأعشى المزني عند أحمد، وعدم ترجيحه أنها نفس القصة أم مختلفة.

858- "290" قوله تعالى: {فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة} 24. 858- ما جاء أنها نزلت في المتعة وآثار في ذلك عن ابن عباس ومقاتل وابن عيينة وغيرهم. 860- ما أخرجه الطبري أن رجالا كانوا يفرضون المهر ثم عسى أن تدرك أحدهم العسرة فنزلت. 861- "291" قوله تعالى: {ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما} 27. 861- ما جاء عن مقاتل بن حيان أن اليهود كانت تزعم أن نكاح الأخت من الأب حلال من الله فأنزلها الله. 861- "292" قوله تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب} 32. 861- ما جاء عن أم سلمة أنها قالت يغزو الرجال ولا تغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث فأنزل الله هذه الآية. 862- ما جاء في سؤال امرأة للرسول صلى الله عليه وسلم عن العمل الصالح تعمله المرأة هل لها نصف الأجر؟ 863- تمني النساء الجهاد كما يجاهد الرجال والغزو في سبيل الله فأنزل الله هذه الآية. 864- "293" قوله تعالى: {ولكل جعلنا موالي ما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم} 33.

864- ما جاء في ميراث الرجل حليفة في الجاهلية فأنزل الله هذه الآية ثم نسخها بقوله: {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} . 866- ما جاء عن البخاري وغيره أن المهاجرين كانوا يرثون الأنصار دون ذوي رحمة بالأخوة التي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم فنسختها هذه الآية. 867- نزول هذه الآية في أبي بكر وولده عبد الرحمن حين أبى أن يسلم فحلف أبو بكر أن لا يورثه حتى أسلم فأمره الله أن يؤتيه نصيبه. 868- "294" قوله تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض} 34. 868- ما جاء عن الحسن في أنها نزلت في المرأة التي اشتكت زوجها للرسول صلى الله عليه وسلم أنه لطمها فأنزل الله هذه الآية. 870- "295" قوله تعالى: {الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله} 37. 870- نزولها في اليهود الذين كانوا ينصحون الأنصار ألا ينفقوا أموالهم في سبيل الله؛ لأنهم لا يدرون ما الذي سيكون. 870- قوله آخر أنها نزلت في اليهود الذين يبخلون بما عندهم من العلم ويكتمونه. 871- "296" قوله تعالى: {وإن تك حسنة يضاعفها} 40. 871- ما جاء عن عبد الله بن عمر أنه لما أنزل قوله تعالى في الأعراب {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} قال رجل فما للمهاجرين فأنزل الله هذه الآية. 872- "297" قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} 43.

872- ما جاء في التدرج في تحريم الخمر وانقسام المسلمين فيها فريقان وذلك قبل تحريمها بالكلية. 873- ما جاء في صلاة علي بن أبي طالب بالناس فخلط في القراءة وكان ثملا فأنزل الله هذه الآية. 876- قول آخر عن الضحاك أنه إنما عني به سكر النوم لا سكر الخمر. 876- "298" قوله تعالى: {ولا جنبا إلا عابري سبيل} 43. 876- نزلت في الأنصار الذين كانوا يمرون في المسجد وقت إصابتهم الجنابة. 876- "299" قوله تعالى: {فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا} 43. 876- إضاعة عائشة لعقدها كان سببا في نزول آية التيمم. 877- آية التيمم من بركات آل أبي بكر. 878- أعظم النساء بركة عائشة رضي الله عنها. 880- ما جاء في نزول آية التيمم بسبب الأسلع بن شريك لما أصابته الجنابة في سفره مع الرسول صلى الله عليه وسلم. 880- حمل علي بن أبي طالب الآية على المسافر إن أصابته الجنابة يتيمم ثم يصلي. 880- ما ذكر أيضا في سبب نزول آية التيمم. 881- "300" قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب} إلى قوله {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه} 44-46. 881- نزولها في رفاعة بن التابوت. 881- "301" قوله تعالى: {ليا بأسنتهم وطعنا بالدين} 446.

881- نزولها في رفاعة بن زيد ومالك بن دخشم كانا إذا تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم لويا لسانهما وعاباه. 882- "302" قوله تعالى: {يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزل مصدقا لما معكم} 47. 882- نزولها في أحبار اليهود وإصرارهم على الكفر. 883- "303" قوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به} 48. 883- يأتي في أواخر السورة. 883- "304" قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم} 49. 883- ما قاله مجاهد أنها نزلت في اليهود كانوا يقدمون صبيانهم في الصلاة فيؤمونهم يزعمون أنهم لا ذنوب لهم. 884- ما جاء عن الحسن البصري أنهم اليهود والنصارى الذين قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه. 885- "305" قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت} 51. 885- نزولها في اليهود. 885- "306" قوله تعالى: {ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا} 51. 885- نزولها في كعب بن الأشرف لما قال لكفار قريش أنتم خير من محمد، وأنزل الله أيضا فيه: {إن شانئك هو الأبتر} . 888- "307" قوله تعالى: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} 54.

888- حسد اليهود للرسول صلى الله عليه وسلم أنه أوتي قوة سبعين شابا في الجماع. 888- ما قيل أيضا في أسباب حسد أهل الكتاب للنبي صلى الله عليه وسلم. 889- "308" قوله تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} 58. 890- نزول هذه الآية في عثمان بن طلحة لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منه مفاتيح الكعبة ودخلها، ثم خرج هو يتلو هذه الآية وأرجع لعثمان المفاتيح، وروايات أخرى في نفس القصة. 893- كلام للحافظ ابن حجر في نزول هذه الآية في عثمان في رواية الثعلبي. 894- ما رجحه الطبري في هذه الآية وفيمن نزلت. 895- "309" قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} 59. 896- ما جاء عن الشيخين عن علي في السرية التي بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراد أميرهم منهم أن يدخلو النار ورفضهم، وما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لهم في ذلك. 897- ما جاء عن السدي في أنها نزلت في عمار بن ياسر وخالد بن الوليد حينما أجار عمار رجلا من العدو أسلم وكان يريد أن يقتل خالدا، وكان خالد الأمير فاختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمارا أن يجير مرة ثانية على أمير. 897- ما جاء في فضائل عمار رضي الله عنه. 898- ما جاء من أقوال أخرى فيمن نزلت هذه الآية. 899- "310" قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت} 60.

899- ما جاء عن الشعبي أنه كان بين منافق ويهودي خصومة وكان المنافق يدعو اليهودي إلى التحاكم إلى اليهود، واليهودي يدعوه إلى التحاكم إلى المسلمين فاصطلحا أن يتحاكما إلى كاهن من جهينة فأنزل الله هذه الآية. 901- ما جاء في الخلاف بين قريظة والنضير وتحاكمهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم. 902- قول آخر عن ابن عباس أن الطاغوت هو كعب بن الأشرف وكانوا يتحاكمون إليه. 903- ما جاء في قتل عمر بن الخطاب للمنافق الذي رفض حكم الرسول صلى الله عليه وسلم. 904- "311" قوله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله} 64. 904- ما جاء عن الكلبي أن هذه الآيات نزلت أي {ويسلموا تسليما} نزلت في الذين تحاكما إلى الكاهن وبهذا جزم مجاهد. 904- "312" قوله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك} إلى قوله {ويسلموا تسليما} 65. 905- ما جاء عن البخاري وأحمد في الزبير أنه خاصم رجلا من الأنصار ممن شهد بدرا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة فلم يقبل الأنصاري الحكم، وطعن في عدالة الرسول فأنزل الله هذه الآية. 907- تعقب للحاكم في إخراجه هذا الحديث في مستدركه. 909- جزم الطبري بأن الآيات كلها أنزلت في حق المتخاصمين إلى الكاهن، وقواه بأن الزبير لم يجزم بأن الآية نزلت في قصته بل أورده ظنا. 909- تعقب الحافظ ابن حجر للطبري وقوله: تقدم في حديث أم سلمة الجزم في ذلك.

909-ت تعليق المحقق بأنه لم يجد كلام الطبري السابق في التفسير. وانظر ما نقله عن الحافظ ابن حجر في "الفتح" فإنه مهم. 911- "313" قوله تعالى: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم} إلى قوله {مستقيما} 66-68. 911- ما نقله السدي عن افتخار ثابت بن قيس ورجل من اليهود. 911- نزول قوله تعالى: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم} في ثابت بن قيس. 912- "314" قوله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنهم الله عليهم من النبيين والصديقين} 69. 913- حزن بعض الصحابة وظنهم أنهم لن يجالسوا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه سيرفع مع النبيين فأنزل الله: {ومن يطع الله والرسول} . 914- "315" قوله تعالى: {وإن منكم لمن ليبطئن} . 914- ما نقل عن مقاتل بن حيان بأنها نزلت في عبد الله بن أبي رأس المنافقين، وبذلك جزم مقاتل بن سليمان. 914- "316" قوله تعالى: {فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة} 74. 915- نزلت هذه الآية في المؤمنين المخلصين. 915- "317" قوله تعالى: {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله} 75. 915- "318" قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين قيل كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة} 77.

916- لما تحول المسلمون إلى المدينة أمروا بالقتال فكفوا أيديهم فأنزل الله هذه الآية. 917- ما جاء في حماس بعض الصحابة لقتال المشركين قبل أن يفرض القتال، فلما كانت الهجرة أمروا بالقتال فكره ذلك بعض القوم. 918- "319" قوله تعالى: {أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة} 78. 918- ما قاله المنافقون عند تخلفهم في أحد: لو كان إخواننا عندنا ما قتلوا، فأنزل الله هذه الآية. 920- نهاية ما وجد من أسباب النزول لابن حجر. 921- النتائج والمقترحات.

فهرس الأيات

فهرس الآيات: الآية رقم الآية الصفحة سورة الفاتحة: بسم الله الرحمن الرحيم 2-3 224 اهدنا الصراط المستقيم 6 228 سورة البقرة: الم، ذلك الكتاب لا 1-5 226، 227، 228 ريب فيه هدى للمتقين ... إلى المفلحون إن الذين كفروا سواء 6 229، 231. عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم ومن الناس من يقول 8 232 آمنا بالله وباليوم الآخر وإذا قيل لهم لا 11 233 تفسدوا في الأرض قالوا أنؤمن كما 13 234 آمن السفهاء وإذا لقوا الذين 14 236 آمنوا قالوا: آمنا مثلهم كمثل الذي 17 239 استوقد نارا أو كصيب من 19 239 السماء يا أيها الناس اعبدوا 21 240، 241، 242 ربكم إن الله لا يستحيي 26 245، 246 أن يضرب مثلا والذين ينقضون عهد 27 247 الله من بعد ميثاقه أتجعل فيها من يفسد 30 318 فيها ... ما لا تعلمون

الآية رقم الآية الصفحة يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم 40 249، 250، 251 ولا تكونوا أول كافر به 41 251 وتكتموا الحق 42 250 أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم 44 252 واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة 45 253، 254 واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا 48 254 إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين 62 255، 256، 707 أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه 75 261، 262، 263، 264 وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم 76 266، 268، 269، 270 ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني 78 270 فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا 79 271 وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ... هم فيها خالدون 80-81 273، 276، 277

الآية رقم الآية الصفحة قل أتخذتم عند الله عهدا 80 276 وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان 85 278 وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم 88 279 ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به 89 280، 281، 284 وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا ... فلعنة الله على الكافرين 89 282، 284 قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت 94 285، 286 ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا، يود أحدكم لو يعمر ألف سنة 96 288، 289 قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه ... للكافرين 97-98 289، 290، 292، 294، 295، 296، 298، 300 ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون 99 300، 301، 302

الآية رقم الآية الصفحة أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم 100 301، 302 ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله ... كأنهم لا يعلمون101 291، 303، 304 واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا ... فلا تكفر 102 304، 305، 306، 307، 310، 312، 313، 314 وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت الآية 102 314 يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا 104 343، 344 ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم 105 347 مما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها 106 347، 348، 349 أم تريدون أن تسألو رسولكم كما سئل موسى من قبل 108 350، 352 ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم فاعفوا واصفحوا 109 354، 355، 356، 357، 692

الآية رقم الآية الصفحة لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى 111 268، 884 بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن 112 357 وقالت اليهود ليست النصارى على شيء 113 357، 358 كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم 113 358 ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم 114 359، 361 ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله 115 362، 363، 364، 365، 394، 379 وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه 116 366 وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية 118 367، 368 ولا تسأل أصحاب الجحيم 119 368 ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى 120 372 الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته 121 373 واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا 123 375 واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى 125 376، 377 ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه 378، 379

الآية رقم الآية الصفحة أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي 133 379، 380 نعبد إلهك وإله آبائك 133 379 وقال: كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا 135 380، 381، 383 قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا 136 381، 382 لا نفرق بين أحد منهم 136 382 فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم 137 382 صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة 138 382 قل أتحاجوننا في الله 139 384، 385 ومن أظلم ممن كتم شهاة عنده من الله 140 385 تلك أمة قد خلت 134، 141 386 سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم 142 365، 386، 387، 388، 389، 397 قل لله المشرق والمغرب يهدي من من يشاء 142 387، 394 وكذلك جعلناكم أمة وسطا 143 389 إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب 143 390 وما كان الله ليضيع إيمانكم 143 392، 393، 396 قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها 144 365، 387، 394، 395، 396، 397

الآية رقم الآية الصفحة ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية 145 398 الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم 146 398، 400 لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم 150 401، 402 يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين 153 403 ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات 154 403 ولنبلوكم بشيء من الخوف والجوع 155 405، 406 إن الصفا والمروة من شعائر الله 158 406، 407، 409، 410 إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى 159 411، 412 إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار 161 413 وإلهكم إله واحد 163 413، 414 إنة في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك 164 414، 415 ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا 165 416 وما هم بخارجين من النار 167 416 يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا 168 416 وإذا قيل اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع 170 417

الآية رقم الآية الصفحة ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق 171 418 فمن اضطر غير باغ ولا عاد 173 418 إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب 174 419 ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب 177 421، 422، 423 يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص 178 423، 426 الحر بالحر 178 423، 424، 425، 427، 428 فمن عفي له من أخيه شيء ... ذلك تخفيف من ربكم 178 426، 427 ولكم في القصاص حياة 179 428 يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم 183 428، 429 وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين 184 429، 431، 432 فمن شهد منكم الشهر فليصمه 185 429، 431، 432 ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر 185 432 وإذا سألك عبادي عني فإني قريب 186 433، 434، 435

الآية رقم الآية الصفحة أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم 187 436، 437، 439، 441، 442، 444. علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم 187 436، 438، 439، 441، 444. وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر 187 447، 448، 449 ثم أتموا الصيام إلى الليل 187 440، 441 ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد 187 449 ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام 188 451، 452 يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس 189 453، 454 وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى 189 455، 456، 459، 460، 462 وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا 190 465، 466، 467 ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه 191 466 الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص 191 468، 469، 471

الآية رقم الآية الصفحة فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه 194 471 وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة 195 471، 472، 473، 474، 475، 477، 482، 483، 484 وأتموا الحج والعمرة لله 196 485، 486 فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام 196 488 فمن تمتع بالعمرة إلى الحج 196 494 ولاجدال في الحج 197 495 وتزودوا فإن خير الزاد التقوى 197 496، 497، 498 ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلًا من ربكم 198 499، 500، 501، 502، 503، 504 ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس 199 505، 506، 507، 508، 510 فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا 200 511، 512، 513، 514، 515 فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله ... 200 513، 516، 517 ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام 204 519، 521، 522

الآية رقم الآية الصفحة وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها 205 519 وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم 206 523 ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله 207 480، 521، 524، 525 يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة 208 529، 530 فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه 213 532 أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم 214 532، 533 يسألونك ماذا ينفقون 215 533 كتب عليكم القتال وهو كره لكم 216 536 يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه 217 537، 542، 544 إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون ... 218 538، 543 يسألونك عن الخمر والميسر 219 545 يسألونك ماذا ينفقون قل العفو 219 535، 546، 547 ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير 220 547، 548، 549 وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح 220 549، 550 ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ... 221 551، 552

الآية رقم الآية الصفحة ويسألونك عن المحيض قل هو أذى 222 553، 555 ولا تقربوهن حتى يطهرن 222 554 فأتوهن من حيث أمركم الله 222 558 نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم 223 555، 556، 558، 559، 560، 561، 562، 563، 564، 565، 566، 567، 568، 570، 571، 572، 574، 576 ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا 224 576، 577 لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم 225 579 للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر 226 579 والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء 228 580، 584 ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن 228 570 الطلاق مرتان فإمساك بمعروف.. 229 581، 582، 583 ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا 229 584، 585 فلا جناح عليهما فيما افتدت به 229 869

الآية رقم الآية الصفحة فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره 230 586 ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا 231 588 ولا تتخذوا آيات الله هزوا 231 589، 590 وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن 232 590، 592، 593 والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشر 234 593، 594، 595، 600، 601، 607 ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء 235 595 ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين 236 596، 601 حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى 238 596، 597، 600 وقوموا لله قانتين 238 598، 599، 600 والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج 240 600، 607 وللمطلقات متاع بالمعروف 241 601 من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا 245 602، 604، 606، 804 ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد 253 607

الآية رقم الآية الصفحة فمنهم من آمن ومنهم من كفر 253 608 الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم 255 609، 608 من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه 255 609 لا إكراه في الدين 256 609، 610، 611، 612، 613، 614، 615 الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت 257 615، 616 فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب 258 619 أو كالذي مر على قرية 259 616 وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى 260 616، 618 ولكن ليطمئن قلبي 260 619، 620، 621 مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة 261 605، 606 الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله 262 621، 623 يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم 267 623

الآية رقم الآية الصفحة ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون 267 623، 626 إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء ... 271 627 ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء 272 628، 629، 631 وما تنفقوا من خير يوف إليكم 272 631 للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله 273 633 الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية 274 634، 636 قالوا إنما البيع مثل الربا، وأحل الله البيع وحرم الربا 275 636، 637 يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا 278 637، 639، 640 وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم 279 641 وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة 280 641 ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله 282 642 ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا 282 642، 643 ولا يضار كاتب ولا شهيد 282 644 فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي أوتمن أمانته 283 644

الآية رقم الآية الصفحة لله ما في السموات وما في الأرض 284 646 وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله 284 644، 647، 649، 650، 651، 652، 653، 654 آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون 285 646، 645، 648، 653 لا يكلف الله نفسا إلا وسعها 286 646، 647، 649، 650، 651، 654 ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا 286 647، 648، 652 ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا 286 655 سورة آل عمران: الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم 1-2 658 إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد 4 658 هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات وأخر متشابهات 7 658، 659، 660، 664 فأما الذين في قلوبهم زيغ 7 661، 662 لابنا لا تزغ قلوبنا 8 660 قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم 12 665، 666

الآية رقم الآية الصفحة قد كان لكم آية في فئتين التقتا 13 667 زين للناس حب الشهوات من النساء 14 667 قل أؤنبئكم بخير من ذلكم 15 667 شهد الله أنه لا إله إلا هو 18 668 إن الدين عند الله الإسلام 19 670 وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم 19 668 فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعني 20 669، 670 وإن تولوا فإنما عليك البلاغ 20 670 ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس 21 670 ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب 23 672، 674 قالوا لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودات 24 674 قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء 26 674، 675 لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين 28 676، 677 قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله 31 677، 678 قل أطيعوا الله والرسول 32 679

الآية رقم الآية الصفحة ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم 58 681 إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم 59 679، 680، 681، 682 فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم 61 682، 684، 686 قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم 64 687، 688، 689 قل يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم 65 688، 689 ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا 67 689، 690 إن أولى الناس بإبراهيم للذين ابتعوه وهذا النبي 68 691 ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم 69 692 يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل 71 693 وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار 72 693، 694 قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء 73 695 ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك 75 695

الآية رقم الآية الصفحة ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون 75 696، 697، 698 إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا 77 359، 451، 698، 699، 700، 702، 703 وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب 78 704 ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول 79 704، 705، 706 أيأمركم بالكفر 80 706 أفغير دين الله يبغون 83 706، 707 قل آمنا بالله وما أنزل علينا 84 707 ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه 85 258، 707، 718، 719 كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم 86 708، 709، 712 إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا 89 708، 711 إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا 90 712، 713 لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون 92 714 كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه 93 714، 716 قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين 93 715، 716

الآية رقم الآية الصفحة إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة 96 717 ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا فمن كفر فإن الله غني عن العالمين 97 718، 719، 720 قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد 98 720، 721 قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن 99 723 يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب 100 723، 724، 726 وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله 101 725 يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ... فأصبحتم بنعمته إخوانا 102-103 726، 727، 728 واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم 103 727، 731 ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا 105 731 فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم 106 732 كنتم خير أمة أخرجت للناس 110 733، 734

الآية رقم الآية الصفحة لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار 111 734 ويقتلون الأنبياء 112 777 ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الليل 113 735، 736، 737، 738 إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا ... ولكن أنفسهم يظلمون 116-117 738 يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا 118 739 وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال ... 121 740 إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما 122 741، 742، 743 ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ... إن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين 123 745 أن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف 124 745 ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم 128 746، 747، 748، 749، 750، 752

الآية رقم الآية الصفحة يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة 130 753 وسارعوا إلى مغفرة من ربكم 133 754 والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله 135 755 ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون 139 758، 759 إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس 140 759، 760 ويتخذ منكم شهداء 140 760 أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم 142 760 ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه 143 761 وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل 144 763، 764 انقلبتم على أعقابكم 145 765 سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا 151 765 ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم 152 766، 768، 769 منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة 152 766، 768

الآية رقم الآية الصفحة فأثابكم غما بغم لكي لا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم 153 770 من بعد الغم أمنة نعاسا 154 741 وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظت الجاهلية 154 771 لبرز الذين كتب عليهم القتال إلى مضاجعهم 154 758 إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم 155 772، 773، 774 يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض 156 774 فبما رحمة من الله لنت لهم 159 774 وشاورهم في الأمر 159 774 وما كان لنبي أن يغلل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة 161 775، 777، 778، 779 أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم 165 780، 782، 783 وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم 167 783

الآية رقم الآية الصفحة ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عن ربهم يرزقون.. أجر المؤمنين 169-171 783، 784، 785، 787، 789. الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح 172 790، 791 الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ... فانقلبوا بنعمة من الله وفضل 173-174 792، 794، 795، 796، 797 إنما ذلكم الشيطا يخوف أولياءه 175 797 ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر 176 798 ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه 179 799 ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله 180 799، 800، 803 سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة 180 802 لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير 181 804، 805 الذين قالوا إن الله عهد إلينا 183 807 لتبلون في أمولكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم 186 805، 810 وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب 187 811، 813، 814

الآية رقم الآية الصفحة لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا 188 811، 812، 814، 815 إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار 190 816 فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل 195 817 لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد 196 818 وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم 199 818، 819، 820 يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا 200 822، 823 سورة النساء: وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب 2 824، 825 826 وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة 3 825، 826، 827 وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا 4 828، 829، 830 ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما 5 830

الآية رقم الآية الصفحة وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم 6 831، 832 ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف 6 831، 833، 834 للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب ... 7 834، 836، 844 وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا 9 839 إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما 10 547، 549، 550، 841 يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين 11 835، 837، 841، 842، 844، 845 فإن كن نساء فوق اثنتين 11 836 فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما 11 846 ولهن الربع مما تركتم 12 594 وإن كان رجل يورث كلالة 12 843 يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما أتيتموهن 19 846، 850، 853

الآية رقم الآية الصفحة ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف 22 851، 852، 853 وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم 23 854 والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم 24 854، 855، 856 فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة 24 858، 859، 860 ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة 24 858 ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما 27 861 ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب 32 861، 862، 863 ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم 33 864، 865، 866 الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض 34 868، 869 الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله 37 870، 871 وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما 40 871

الآية رقم الآية الصفحة يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى 43 545، 872، 873، 876، 880 ولا جنبا إلا عابري سبيل 43 876، 880 وإن كنتم مرضى أو على سفر 43 881 فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا 43 876، 877 ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة 44 881 من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه 46 881 ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم 46 881، 882 يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا 47 882 إن الله لا يغفر أن يشرك به 48 883 ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم 49 883، 884 ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت 51 885 ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا 51 885

الآية رقم الآية الصفحة أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما 54 888، 889 فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه 55 889 إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها 58 889، 891، 892، 894 يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم 59 894، 895، 897، 898 ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت 60 899، 902 ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا 60 900 وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله 64 904 فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك ... 65 612، 900، 904، 905، 907، 908، 909 ويسلموا تسليما 65 899، 904، 905 ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم 66 911، 912 ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم 66 911

الآية رقم الآية الصفحة ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم 69 912، 913، 914 وإن منكم لمن ليبطئن 72 915 فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة 74 916 وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله 75 916 ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة 77 917، 918 فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس 77 536 أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة 78 919 ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم 83 898 فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك 84 482 من يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله 110 352 وترغبون أن تنكحوهن 127 828 يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء 153 351

الآية رقم الآية الصفحة فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم 160 715 يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة 176 842، 843 سورة المائدة: وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة ... سواء السبيل 12 251 لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم 17 72، 681 وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه 18 286، 886، 885 وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين 45 425، 901 قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا 59 382 يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم 87 417 يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس 90 872، 545

الآية رقم الآية الصفحة سورة الأنعام: الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم 20 399 من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها 160 606 سورة الأعراف: افتح بيننا وبين قومنا بالحق 89 268 اجعل لنا إلها كما لهم آلهة 138 353 سورة الأنفال: الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم 56 302 وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض 75 865، 866 سورة التوبة: فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم 5 466 إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة111 250-251 سورة هود: إن الحسنات يذهبن السيئات 114 756

الآية رقم الآية الصفحة سورة إبراهيم: ألم تر الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار 28 231 سورة النحل: وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر 101 348 سورة الإسراء: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن 34 547، 549، 550 سورة الأنبياء: يسبحون الليل والنهار لا يفترون 20 335 سورة الحج: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا 39 466 وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت 48 375 وإن يسلبهم الذباب شيئا 73 246 سورة الروم: فطرة الله 30 383

الآية رقم الآية الصفحة سورة الأحزاب: وبلغت القلوب الحناجر 10 533 وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا 12 533، 675 إن المسلمين والمسلمات 35 861 سورة الزمر: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب 10 605، 606 سورة غافر: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم 60 366، 433، 435 سورة الأحقاف: أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا 16 655 سورة التحريم: ويفعلون ما يؤمرون 6 336 سورة العلق: اقرأ باسم ربك 1 223

الآية رقم الآية الصفحة سورة الكوثر: إن شانئك هو الأبتر 3 885 سورة الكافرون: قل يا أيها الكافرون 1 873، 874

فهرس الأحاديث مرتبة على الحروف الهجائية

فهرس الأحاديث مرتبة على الحروف الهجائية ... فهرس الأحاديث مرتبة بالحروف الهجائية: الألف "أ": آخى بين رجلين أحدهما من الأنصار والآخر من ثقيف 756 أتى جبريل فقال: يا محمد، قل: "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا" ابن عباس 652 أتى راهبا نجران رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الإسلام الحسن البصري "مرسلا" 681 اتبعنا "قاله لعلي".. لو خرجوا لاحترقوا "يعني وفد نجران لما أرادوا الملاعنة ثم امتنعوا" 687 أتت اليهود محمدا صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله "من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا" يا محمد افتقر ربك ابن عباس 804 أتجد شاة؟.. فصم أو أطعم أتحب عليا؟ "قاله لمعاوية" كعب بن عجرة 490 أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك أبو هريرة 646 اتقوا الحديث عني إلا ما عرفتم فإن من كذب علي ابن عباس 197

أتؤذيك هوام رأسك؟ ... احلق ... فالصيام ثلاثة أيام كعب بن عجرة 489 أتؤذيك هوامك؟ ... فاحلق واجزز كعب بن عجرة 494 اجتمعت يهود تخاصم النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: لن تصيبنا النار عكرمة "مرسلا" 276 أجل أنه عبد الله ... فجاء جبريل بأمر الله فقال: قل لهم إذ أتوك: "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب" ابن عباس 680 أجل إنه عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم ابن جريح "بلاغا" 681 احلق وافد بصيام ثلاثة أيام، أو النسك، أو أطعم كعب بن عجرة 488 أخبرني بهن جبريل آنفا ... نعم "عندما سأله عبد الله بن سلام عن أشياء" أنس 292 أخر ليلة صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد ابن مسعود 737 اخرجوا فصلوا على أخ لكم "يعني النجاشي" أبو سعيد الخدري 821 اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم.. النجاشي جابر بن عبد الله، أنس، ابن عباس 819 اخسؤوا فيها والله لا يخلفكم فيها أبدا "قاله لليهود" أبو هريرة 277

اخسؤوا يا أخوة القردة والخنازير مجاهد "مرسلا" 267 ادع الحالق.. هل تجد نسيكة.. فصم ثلاثة أيام أو أطعم ثلاثة آصع كعب بن عجرة 489 ادعوها لي ... "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم" صماما واحدا أم سلمة 562 ادفعا إلى أم كجة الثمن مما ترك وإلى بناته الثلثين 835 ادنه.. أتؤذيك هوامك كعب بن عجرة 489 إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله "سئل عن قول الله: "فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه" عائشة 660 إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه والذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله "تفسير: هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات" عائشة 664 إذا علمت حسنة فأحبها قلبك وإذا علمت سيئة أبغضها قلبك أبو ذر 422 إذا نظرت في كتابي فسر حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم "كتاب أرسلة رسول الله عروة بن الزبير "مرسلا" 540

مع عبد الله بن جحش وأمره أن لا ينظر فيه حتى يمضي يومان أراد أن يدعو على المنهزمين عنه من أصحابه يوم أحد فنهاه الله عن ذلك عبد الله بن مسعود 752 أرادوا أمر فأراد الله غيره الحسن البصري "مرسلا" 868 ارجعي إلى بيتك فنزلت "ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء" 852 أردنا أمرا وأراد الله أمرا والذي أراد الله خير ورفع القصاص 869 أرسلي إليها.... فلما جاءته قرأ عليها "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم" صماما واحد صماما واحد أم سلمة 562 أرني المفتاح.. أرني المفتاح يا عثمان ابن عباس 892 أسألكم بكتابكم الذي تقرؤون، هل تجدونني قد بشر بي عيسى رجل من قريش 300 استغفروا له "قاله لأصحابه لما مات النجاشي" جابر بن عبد الله، أنس، قتادة "مرسلا"، ابن عباس 819 اسق ثم أرسل إلى جارك ... اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر الزبير بن العوام 905

أسلموا ... أخرجوا التوراة نتبع نحن وأنتم ما فيها فأبوا فنزلت "ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون كتاب الله ليحكم بينهم ... " 674 أصبتما الخير وأخلصتما فأنزل الله: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم} 357. أطلقتها.. متعها بقلنسوتك أما إنها لا تساوي شيئا مجاهد "مرسلا" 596 اعتمر عمرة القضاء وكانت معه في تلك العمرة أسماء بنت أبي بكر 632 أعطهما الثلثين وأعط أمها الثمن وما بقي فلك جابر بن عبد الله 844 أعلمت أن الله أحيا أباك فقال: ما تحب يا عبد الله جابر بن عبد الله 787 أقام بعد أحد أربعين يوما على أربعة من ملوك كندة: حمد ومشرح عطاء بن أبي رباح "مرسلا" 752 اقعدي في بيتك حتى يأتي فيك أمر الله "قاله لكبيشة" 849 أقم بينتك ... فلك يمينه عبد الله بن مسعود، الأشعث بن قيس 698

أقيموا حتى أخبركم فافتتح الصلاة فأنزل الله عليه "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم" "سئل من قبل وفد نجران ما تقول في عيسى؟ " 685 ألستم تعلمون أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء؟.. أفكذلك عيسى؟ أنس 657 ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت، وأن عيسى يأتي عليه الفناء؟ أنس 657 ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يكلأه ويحفظه ويرزقه؟ أنس 657 ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا وهو يشبه أباه أنس 657 ألك بينة "قاله للأشعث بن قيس" احلف "قاله لليهودي" عبد الله بن مسعود، الأشعث بن قيس 699 اللهم اشهد عليهم "يعني على بني إسرائيل" ابن عباس 291 "اللهم" اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف أبو هريرة 405 اللهم العن صفوان بن أمية: فنزلت "ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم" عبد الله بن عمر" 747 اللهم العن فلانا وفلانا بعدما يقول سمع الله لمن حمده عبد الله بن عمر 747

اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله أبو هريرة 750 اللهم انج الوليد ... اللهم العن فلانا وفلانا لأحياء العرب أبو هريرة 750 اللهم انج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة أبو هريرة 750 اللهم لا تحل عليه الحول حتى يموت كافرا مقسم بن بجرة "مرسلا" 749 اللهم لا قوة لنا إلا بك وليس بعبدك بهذه البلدة غير هؤلاء النفر ابن جريج "مرسلا" 758 اللهم لا نبغيها ثلاثا، فأعطاكم الله خيرا مما أعطى بني إسرائيل أبو العالية "مرسلا" 352 اللهم لا يعلون علينا اللهم لا قوة لنا إلا بك ألم أعهد إليكم أن لا تبرحوا من المركز حتى يأتيكم أمرى ... أو ظنتم أنا نغل 779 أليس أمركم الله أن تطيعوني ... فاجعموا لي حطبا ... عزمت عليكم لتدخلنها علي 896 أما أنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم ابن مسعود 737

أمر بزكاة الفطر بصاع من تمر، فجاء رجل بتمر رديء فنزلت "ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون" جابر 625 أمر بالصدقة قبل أن تنزل آية الصدقات 626-627 أمر بالصدقة قبل أن تنزل الصدقات، فقال عمرو بن الجموح: كم ننفق وعلى من ننفق 546 أمرنا بصيام عاشوراء قبل أن ينزل رمضان قيس بن سعد بن عبادة 430 إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة "أتجعل فيها من يفسد فيها" عبد الله بن عمر 318 إن إبراهيم كان يحج البيت وأنتم تعلمون ذلك، فنزل في ذلك قوله تعالى: "ومن كفر فإن الله غني عن العالمين" مجاهد مرسلا 720 إن الله أمرني أن أصلي على النجاشي ابن عباس 364 إن أبي وأباك في النار أنس 371 إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ابن عباس 892 إن الله يحدث في أمره ما يشاء وإنه قد أحدث أن لا يتكلم في الصلاة أحد إلا بذكر الله ابن مسعود 599 إن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله للذكر مثل حظ الأنثيين، وشهادة امرأتين بشهادة رجل ابن عباس 862

إن أمته عرضت عليه كما عرضت على آدم و ... فأعلمت بمن يؤمن بي ومن يكفر بي 798 أن تأكل من ماله بالمعروف من غير أن تقي مالك بماله قتادة "مرسلا" 832 أن جبريل هبط عليه، فقال له: خيرهم في أسارى بدر القتل أو الفداء محمد بن سيرين "مرسلا" 780 أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر، فأنزل الله هذه الآية: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب} قتادة "مرسلا" 421 أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى للمحق على المبطل ضمرة بن حبيب "مرسلا" 910 أن رجلين أنصاريا وثقفيا آخى بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عباس 757 إن شئت وإن شئت "في الذبح أو الصيام أو التصدق عند حلق شعر الرأس لعذر في الحج" كعب بن عجرة 490 إن لله في أمولكم حقا فإذا بلغ حق الله فأعطوا منه ... ابن عباس 626 إن المسلمين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: بنو إسرائيل كانوا أكرم على الله منا عطاء "مرسلا" 754

أن معاذ بن جبل وثعلبة أتيا رسول الله، فقالا: يا رسول الله إن لنا أرقاء وأهلين فما ننفق من أموالنا؟ يحيى بن أبي كثير "مرسلا" 546 إن الملائكة عجبت من معاصي بني آدم في الأرض ابن عمر 335 إن من إمتي لرجالا الإيمان أثبت في قلوبهم 546 912 إن النجاشي توفي فأتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن النجاشي توفي فصل عليه ابن عباس 364 أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا الرجل فتلاها عليه وقد كان الرجل.. ثم مات على ذلك قادة "مرسلا" 421 إن النبي صلى الله عليه وسلم كان عودني أن يرد علي السلام في الصلاة، فأتيته ابن مسعود 598 إن وسادك لعريض "قاله لعدي بن حاتم" 448 إن وفد أهل نجران قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... إن أشرافهم كانوا اثني عشر رجلا رافع بن خديج 683 إن يهود المدينة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف يسمع ربنا دعاءنا وأنت تزعم أن بيننا وبين السماء خمسمئة ابن عباس 435 أنا على ملة إبراهيم ... كان ذلك حلا لإبراهيم فنحن نحله "يعني أكل لحوم الإبل وألبانها" 716

إنا في جنة حصينة قتادة "مرسلا" 783 أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل "في قوله تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس" بهز بن حكيم عن أبيه عن جده 734 أنشدكم الله الذي أنزل التوراة على موسى من أهل النار الذين ذكرهم الله تعالى في التوراة؟ زيد بن أسلم "مرسلا" 277 أنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن إسرائيل مرض مرضا شديدا وطال سقمه ... ابن عباس 291 أنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل هل تعلمون أنه جبريل وهو الذي يأتيني؟ 291 انصرفوا حتى أنظر ... لا تفرقا من مال أوس شيئا حتى أنظر 834 أنفقه على نفسك ... أنفقه على ولدك أنفقه على زوجتك. أبو هريرة 535 أنفقه على نفسك.. أنفقهما على أهلك.. أنفقها على خادمك ابن عباس 535 أنفقهما على والدتك ... أنفقها على قرابتك ... أنفقها في سبيل الله وهو أحسنها ابن عباس 535

إنك ظلمت نفسك فاستغفر الله. 756 إنما أمرتم باعتزال الفرج، وقرأ عليهم "ولا تقربوهن حتى يطهرن" 554 إنه سيكون بينكما قتال.. عفو الله "قاله لمعاوية" 607 إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أنا أمرنا أن نقوم قانتين ابن مسعود 599 إنه لا يصلى أحد هذه الصلاة من أهل الكتاب ابن مسعود 737 إنها نسخت البارحة أبو أمامة بن سهب بن حنيف 349 إنهم ليعلمون أن الطواف بالبيت حق، وإنه هو القبلة، وذلك مكتوب عندهم في التوراة إني أحمس جابر بن عبد الله، الزهري "مرسلا" 400، 456، 457، 458، 459 إني أخشى عليهم "في حادثة بئر معونة" 788 إني أمرت بالعفو فلا تقتلوا القوم فلما حوله الله تعالى إلى المدينة أمره بالقتال ابن عباس 917 إني سائر في أثر القوم وكان يوم أحد على بغلة شهباء 793 إني من الحمس ولست من الحمس 460 أهكذا يفعل برسولك فنزلت "إن يمسسكم راشد بن سعد 760

قرح" مرسلا" أول ما أنزل من القرآن بسم الله الرحمن الرحيم عكرمة "مرسلا"، الحسن البصري "مرسلا" 223 أؤمن بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ابن عباس 381 ألا أدلكم إلا أخبركم بخير من ذلكم عطاء "مرسلا" 754 ألا إن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب جابر 638 ألا تسمعون إلى قول الله تعالى "وإن من أهل الكتاب" 821-822 أين السائل عن العمرة؟ ألق عنك ثيابك ثم اغتسل، واستنشق صفوان بن أمية 486 أين عثمان بن طلحة؟ ... هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم وفاء وبر صفية بنت شيبة 890 الباء "ب": بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت "قاله لعبد الرحمن بن عوف" 621 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين "عندما قام رسول الله بمكة" ابن عباس 223

بعث أبا بكر إلى فنحاص اليهودي يستمده ونهى أبا بكر أن يفتات بشيء حتى يرجع 806 بعث جيشا إلى أوطاس فلقي عدوا فقاتلوهم، فظهروا عليهم وأصابوا لهم سبايا بعث جيشا فلبثوا خمس عشرة ليلة ليس لهم طعام إلا خبط الأبل، قم وجدوا حمل البحر أبو سعيد الخدري 855 بعث خالد بن الوليد على سرية فيهم عمار بن ياسر فساروا قبل القوم ابن عباس 897 بعث رجلا من غني يقال مرثد بن أبي مرثد حليفا لبني هاشم إلى مكة ليخرج ناسا من المسلمين ... فنهاه عن ذلك ونزلت "ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن" "أراد أن يتزوج امرأة مشركة" ابن عباس 551-552 بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية كنت فيها فأصابتنا ظلمة فلم نعرف القبلة جابر 362 بعث رهطا وبعث عليهم أبا عبيدة بن الجراح فلما ذهب لينطلق بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس جندب بن عبد الله البجلي 538 بعث عبد الله بن جحش، مقفلة من بدر الأولى، وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد عروة بن الزبير "مرسلا" 539

بل أنتم فيها خالدون لا يخلفكم فيها أحد فأنزل الله تعالى ذكره: {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة} عكرمة "مرسلا" 276 بل للناس عامة في التوبة ابن عباس 758 بلى.. "ألا نقتصد؟ " 418 بلى "ألست تزعم أنه كلمة الله وروح منه؟ " 659 بلى ... "أليس هذا مقام إبراهيم؟ " 378 بالمعروف غير متأثل مالا ولا واق مالك بماله الحسن العرني "مرسلا" 832 بما كان ولو بشق تمرة تكفون بها وجوهكم عن النار 483 بيد علي وفاطمة والحسن والحسين وعائشة وحفصة "سأله عمر لو لاعنتهم بيد من كنت تأخذ؟ " 686 بيني وبينكم التوراة "في قصة حكم النبي على رجل وامرأة من اليهود زنيا بالرجم" ابن عباس 674 التاء "ت": تردين عليه حديقته 584 تريدين أن ترجعي إلى رفاعة عائشة 586 تزودوا تكفون به وجوهكم عن الناس، وخير ما تزودتم التقوى 499

تصدق بها على خادمك ... أنت أبصر أبو هريرة 535 الجيم "ج": جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن الله قد كره ما صنع قومك في أخذهم الفداء من الأسرى علي 780 جاء رجل إلى رسول الله، فقال: يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وأهلي وولدي ... حتى نزل جبريل بهذه الآية "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين" عائشة 913 جاء السيد والعاقب صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدا أن يلاعنا حذيفة 683 جبريل عليه السلام "لما سأله اليهود: أخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة" ابن عباس 290 جبريل، ولم يبعث الله نبيا إلا وهو وليه الجنة تحت ظلال السيوف ابن عباس 297 الجنة تحت ظلال السيوف أبو موسى الأشعري 485 الجنة "قال امرؤ القيس: ما لمن تركها يا رسول الله؟ " عدي بن عميرة 700

الحاء "ح": حجوا "وقال الله تعالى لبنيه حجهم فقال لهم" عكرمة "مرسلا" 718 حتى ننظر ما فعل سعد ورفيقه 544 حديث أبي سعيد في "قوله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطا" "يعني عدلا" 390 حديث أنس في قصة الإثني عشر الذين قاتلوا بعث رسول واحدا بعد واحد 484 حديث جابر في قوله عز وجل: "ويسألونك عن المحيض" قالت اليهود: من أتى امرأته في دبرها كان ولده أحول، وكان نساء الأنصار لا يدعن أزواجهن 555 "حديث" حصر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة عن البيت الحرام فأدخله الله البيت الحرام 470 حديث عمرو بن عوف المزني في قصة ضرب الصخرة بالخندق ... ونزله قوله تعالى: {وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا} 675

"حديث" لما اعتمر عمرة الحديبية في ذي القعدة سنة ست من مهاجرة، صده المشركون ثم صالحوه 470 حسبنا الله ونعم الوكيل ابن جريج "مرسلا" 796 حسبنا الله ونعم الوكيل فأنزل الله {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم} 793-794 الخاء "خ": خاصمت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: لن ندخل إلا أربعين ليلة ويخلفنا قوم آخرون عكرمة "مرسلا" 276 خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا يأخذها منكم شيبة بن عثمان 892 خرج في جيش فلبثوا ثلاثا لا يجدون طعاما، فقالوا: يا رسول الله ألا نقتصر 418 خرح من الكعبة وهو يتلو هذه الآية {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها عمر بن الخطاب 889 خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كان بالبيداء أوبذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه عائشة 876

الدال "د": دخل بيت المدراس على جماعة من يهود، فدعاهم إلى الله ابن عباس 672 دعا أهل نجارن إلى النصف وقطع عنهم الحجة {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بينا وبينكم" 688 دعا يهود أهل المدينة إلى الكلمة السواء الذين حاجوه في إبراهيم وزعموا أنه كان يهوديا قتادة "مرسلا" 689 دعا يهود المدينة إلى الإسلام وقوله تعالى: {تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم} فأبوا عليه فجاهدهم ابن جريج "بلاغا" 689 دعا اليهود إلى الإسلام فقال له نعمان بن أبي أوفى: هلم يا محمد نخاصمك إلى الأحبار 683 دعا اليهود إلى الإسلام ورغبهم وحذرهم الله ونقمته، فقال له رافع بن خارجة ومالك بن عوف: بل نتبع يا محمد ما وجدنا عليه ابن عباس 417 دعا اليهود إلى كلمة السواء الربيع بن أنس "مرسلا" 690

الراء "ر": رب زد أمتي فنزلت: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} ابن عمر 605، 606. رب زد أمتي فنزلت: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل} ابن عمر 606 رب زد أمتي فنزلت: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} ابن عمر 605، 606 ربح البيع أبا يحي ربح البيع سعيد بن المسيب "مرسلا" 525 ركب على حماره وتحته قطيفة ... وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب أسامة بن زيد 810 السين "س": سأل ربه أن يجعل له ملك فارس والروم في أمته قتادة "مرسلا" 674، 675 سألت قريش محمدًا أن يجعل لهم الصفا ذهبا "يعني رسول الله" مجاهد "مرسلا" 351

سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل دين كنت منهم فنزلت: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين} سلمان 256 سألهم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره وخرجوا ابن عباس 813 سألوا النبي صلى الله عليه وسلم: لم جعلت "خلقت" هذه الأهلة؟ فأنزل الله: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} قتادة "مرسلا" 453، 554 سلوا عم شئتم "عندما جاء بنو إسرائيل يسألونه عن خلال" ابن عباس 291 سئل "عن الحائض هل تؤاكل وتشارب وتجامع في البيوت" فأنزل الله تعالى: {يسألونك عن المحيض قل هو أذى} فأمرهم أن يؤاكلوهن ويشاربوهن أنس 553 الصاد "ص": صك رجل امرأته فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فأراد أن يقيدها فنزلت قتادة "مرسلا" 869 صلى إلى بيت المقدس ستة عشر أو سبعة شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت البراء 388 صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين كعب بن عجرة 491

العين"ع": عادني النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ماشيين ووجدني لا أعقل شيئا، فدعا بماء فتوضأ منه جابر 842 عرس بأولات الجيش ومعه عائشة زوجته فانقطع عقد لها من جذع ظفار عمار بن ياسر 878 عسى أن ننطلق "قاله لأبي سفيان" مجاهد "مرسلا" 795 عل عل، فإذا كان الرجل كشف لها ثوبا فارجموها وإلا ردوا على الشيخ امرأته عكرمة "مرسلا" 857 على ملة إبراهيم ودينه ... فهلموا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم ابن عباس 672 الغين "غ": غدا من أهله إلى أحد "في قوله تعالى: {وإذ غدوت من أهلك} قتادة، الربيع بن أنس 743 الفاء "ف": فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه أؤلئك الذي سمى الله فاحذروهم "قاله لما تلا: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات..} عائشة 659

فإذا أبيتم فأسلموا فإن أبيتم فأعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون الشعبي "مرسلا" 686 فإن ربنا صير عيسى في الرحم كيف شاء، ألستم تعلمون أن أمه حملته.. فكيف الذي زعمتم أنس 657 فإن وليي جبريل ولم يبعث الله نبيا قط فما يمنعكم؟ "مخاطبا به بني إسرائيل عندما سألوه عن وليك من الملائكة" ابن عباس 291 فأنزل الله عز وجل: {وإذا سالن عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان} "سئل من أصحابه أين ربنا؟ " الحسن "مرسلا" 433 فتلا عليه هذه الآية: {ليس البر أن تولوا وجوهكم} إلى قوله: {تتقون} "سئل ما الإيمان" أبو ذر 422 فتلا علي {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب} "سئل هل في المال حق سوى الزكاة" فاطمة بنت قيس 422، 423 فلعلكم تقولون كما قال من قبلكم سمعنا وعصينا، بل قولوا: سمعنا وأطعنا 654 فهل يملك عيسى شيئا من ذلك أنس 657

القاف "ق": قال الله: نعم "في قوله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} أبو هريرة 647 قال رافع بن حريملة ووهب بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إئتنا بكتاب تنزله علينا من السماء فنقرأه ابن عباس 351 قال رافع بن حريملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت رسولا من عند الله كما تقول قفل لله فليكلما ابن عباس 368 قالت بنو إسرائيل: يا موسى هل يصبغ ربك؟ فقال: اتقوا الله، فناداه ربه يا موسى ابن عباس 384 قتلت بنو إسرائيل في ساعة واحدة من أول النهار ثلاثة وأربعين نبيا أبو عبيدة بن الجراح 671 قد خير أصحابهم فإن اختاروهم فهم منهم سعيد بن جبير "مرسلا" 610 قد سمع الله قولكم فإن شاء أجابكم سعيد بن جبير "مرسلا" 549 قدم على النبي صلى الله عليه وسلم العاقب والطيب فدعاهما إلى الملاعنة فوعداه على أن يغادياه جابر 683

قدم المدينة فصام عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر ثم أنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ... } معاذ جبل 429 قدم المدينة وهم يشربون الخمر، ويأكلون الميسر، فسألوه عن ذلك فأنزل الله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر} أبو هريرة 545 القصاص فأنزل الله تعالى: {الرجال قوامون على النساء} الحسن البصري "مرسلا" 868 قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا ابن عباس 648-649 قوموا فصلوا على أخيكم النجاشي أنس 819 قيل للنبي يوم أحد أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوا فزداهم إيمانا وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل أنس 795 الكاف "ك": كأنك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك عائشة 587 كان إذا برز سمع مناديا ينادي يا محمد، فإذا سمع الصوت انطلق هاربا. أبو ميسرة "مرسلا" 224

كان إذا رجع من مكة صلى على راحلته تطوعا يومئ برأسه نحو المدينة ابن عمر 364 كان إذا قام لصلاة الليل بالمدينة قلب وجهه في السماء قبل دخوله في الصلاة 398 كان إذا ولى ناداه من كانت له حاجة من الناس أرعنا سمعك حميد بن زياد "مرسلا" 345 كان ربعة أسمر 271 كان لا يتصدق على المشركين فنزلت: {ليس عليك هداهم} فتصدق عليهم شعبة "مرسلا" 630 كان لا يعرف ختم السورة حتى ينزل عليه {بسم الله الرحمن الرحيم} ابن عباس 224 كان لا يقبل الجزية إلا من أهل الكتاب 614 كان يأمرنا أن لا نتصدق إلا على أهل الإسلام ابن عباس 630 كان يحرص أن يؤمن جميع الناس ويبايعوه على الهدى ابن عباس 231 كان يدعو على رجال من المشركين يسميهم بأسمائهم ابن عمر 748 كان يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام سالم بن عبد الله "مرسلا" 747

كان يسأل عن أمه 370 كان يصلي الظهر بالهاجرة، ولم يكن يصلي صلاة أشد على أصحابه منها زيد بن ثابت 596-597 كان يصلى الظهر بالهجير فلا يكون وراءه إلا الصف والصفان أسامة بن زيد 597 كان يصلي نحو ببيت المقدس ويكثر النظر إلى السماء ينتظر أمر الله فأنزل الله: {وقد نرى تقلب وجهك في السماء} البراء 396 كان يقلب وجهه في الصلاة وهو يصلي نحو ببيت المقدس وكان يهوى قبلة البيت الحرام الربيع بن أنس 398 كان اليهود أرضعوا رجالا من الأوس فلما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإجلائهم مجاهد "مرسلا" 613 كانوا لا يتجرون بمنى فأمروا بالتجارة إذا أفاضوا من عرفات وقرأ الآية: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} 502 كتب إلى أهل نجران يدعوهم إلى الإسلام 685 كتب إلى عتاب ... إن رضوا وإلا فآذنهم بالحرب 639 كتب إلى معاذ أن اعرض عليهم هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا} فإن فعلوا فلهم رؤوس أموالهم 640

كتب عليكم الحج: لما أنزل الله {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} عكرمة "مرسلا" 718 كتب النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق إلى يهود بني قنيقاع يدعوهم إلى الإسلام، وأن يقيموا الصلاة 806 كذب أعداء الله كل شيء موضوع إلا الأمانة فإنها مؤداة سعيد بن جبير "مرسلا" 698 كذبت بقولك الأول فلن نصدقك 586 كذبتم بل أنتم خالدون مخلدون فيها لا نخلفكم فيها إن شاء الله تعالى أبدا عكرمة "مرسلا" 276 كذبتما منع الإسلام منكما ثلاث: قولكما اتخذ الله ولدا، وسجود كما للصليب، وأكلكما لحم الخنزير الأزرق بن قيس "مرسلا" 679 كسرت رباعيته وفرق حاجبه وعليه درعان والدم يسيل قتادة "مرسلا" 748-749 كل من مال يتيميك، غير مسرف ولا مبذر ولا متأثل مالا ومن غير أن تقي أو تفتدي عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده 833 كلا الفريقين بريء من دين إبراهيم فغضبوا ابن عباس 706 كلا الفريقين بريء من إبراهيم ودينه بل كان حنيفا مسلما "يعني اليهود والنصارى" 687

كم من نخلة تدلي عذوقها في الجنة لأبي الدحداح لو اجتمع على عذوقها 603 كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر في ليلة مظلمة فلم ندر كيف القبلة عامر بن ربيعة 362 كونوا ههنا فردوا وجه من نفر، وكونوا حرسا لنا من قبل ظهرونا ابن عباس 766 كيف بقوم فعلوا هذا بنبيهم؟ قتادة "مرسلا" 749 كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم؟ الحسن البصري "بلاغا" 749 كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم أنس 748 اللام "ل": لأطلبنهم ولو بنفسي، فانتدب معه سبعون رجلا حتى بلغوا صفراء بدر 793 لتقتص من زوجها ... ارجعا هذا جبريل أتاني فأنزل الله تعالى: {الرجال قوامون على النساء} 869 لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران حتى الطير على الشجر لو تمموا على الملاعنة الشعبي "مرسلا" 687

لقد خلفتم ملة أبيكم إبراهيم وإسماعيل ... أنا رسول الله إليكم وأنا أولى بالتعظيم من الأصنام ابن عباس 678 لقد ذهبتم بها عريضة "قاله لعثمان بن عفان، وسعد بن عفان، وعقبة بن عفان" عكرمة "مرسلا" 773 لقد هممت أن أحرق على أقوام لا يشهدون الصلاة بيوتهم لقي رسول الله نفر من الأنصار فآمنوا به وصدقوه وأراد أن يذهب معهم عكرمة "مرسلا" 727 لم يكن يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى جابر بن عبد الله 470 لما أتى رسول الله الخبر من الله وفصل القضاء بينه وبينهم وأنهم إن ردوا ذلك لاعنهم "في قصة وفد أهل نجران وما قالوه" جابر بن عبد الله 682 لما أصيب أخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة ابن عباس 784 لما افتتح مكة ووعد أمته ملك فارس والروم قال المنافقون واليهود: هيهات، هيهات ابن عباس 675 لما أنزلت عبد الله بن سلام رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أن يأتي أهله فأسلم 883

لم أؤمر بذلك "أفلا نتخذه مصلى" 378 لما تجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسير إلى بدر الموعد لميعاد أبي سفيان 794 لم تكن بذلك حقيقا يا عمر "وذلك عندما أتى أهله في بداية فريضة الصوم، وكان أحدهم يمنع إذا نام أن يشرب أو يطعم أو يأتي أهله" 439 لم دخلت من الباب وأنت محرم 457 لم دخلت من الباب وقد أحرمت 459 لما تلا إلى قوله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال: قد فعلت ابن عباس 648 لما تلا هذه الآية: {قولوا آمنا بالله} قالت اليهود: لم نجد للإسلام في التوراة ذكرا 382 لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن الأشرف وكعب بن أسد إلى الإسلام، فقالا: ما أنزل الله تعالى من بعد موسى 227 لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن الأشرف وأصحابه إلى الإسلام، قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه ولنحن أشد حبا لله 677 لما طاف النبي صلى الله عليه وسلم قال له عمر: هذا مقام أبينا إبراهيم جابر بن عبد الله 337

لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا وكان يحب أن يوجه نحو الكعبة البراء بن عازب 386-387 لما قام عليهم أمرهم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر تطوعا غير فريضة 429 لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم ... استشار أبو بكر وعمر في الأسرى 783 لما نزل بمكة واطمأن الناس، خرج حتى جاء البيت فطاف به سبعا على راحلته صفية بنت شيبة 890 لما نزلت آمن الرسول بما أنزل إليه قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انتهى إلى قوله غفرانك ربنا ابن عباس 648 لما نزلت {ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} قالوا: يا رسول الله قد علمنا أن الإيمان يزيد فهل ينقص؟ الزهري "مرسلا" 765 لما نزلت {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنايل} ابن عمر 605 لما نزلت {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} قال أبو الدحداح: يا رسول الله أو إن الله يريد منا القرض ابن مسعود 604

لما نكح امرأة زيد بن حارثة قالت قريش: نكح امرأة ابنه فنزلت {وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم} 854 لما هاجر إلى المدينة -وكان أكثر أهلها اليهود- أمر أن يستقبل ببيت المقدس وكان يحب قبلة إبراهيم ابن عباس 365، 396 لما وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قالوا: يا رسول الله، أرأيت الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ ابن عباس 393 لما وقعت في يده غنائم هوازن يوم حنين غله رجل في مخيط ابن عباس 779 لو أن الله أنزل بأسه باليهود لآمنوا فأنزل الله: {ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} 368 لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ابن عباس 287 لو تمنوا الموت ما قام رجل منهم من مجلسه حتى يغصه الله بريقه فيموت 288 لو دخلتموها ما خرجتهم منها أبدا إنما الطاعة في المعروف علي 896 ليت شعري ما فعل أبواي؟ فنزلت هذه الآية: {ولا تسئل عن أصحاب الجحيم} ابن عباس 368

الميم "م": ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام عروة بن الزبير "مرسلا" 541 ما حملك على ذلك ... لك ذلك فأنزل: {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية} ابن عباس 634 ما حملك على ما صنعت؟ "قاله لأبي بكر" ابن عباس 805 ما حملك على ما صنعت؟ "قاله لقطبة بن عامر لما خرج من الباب الذي خرج منه رسول الله" جابر عبد الله 456 ما حملك على ما صنعت يا رفاعة؟ 460 ماذا صنعت؟ "أشكوا إلى الله وإليك ما صنعت" ابن عباس 437-438 ما شأن هذا محرمًا عندكم؟ 715 ما كان لنبي أن يلبس لأمته ثم يضعها حتى يقاتل 783 ما كنت أرى أن الجهد بلغ بك هذا، أما تجد شاة؟ صم ثلاثة أيام وأطعم ستة مساكين كعب بن عجرة 488

ما كنت أظن أن عمر يجترئ على قتل مسلم فأنزل الله: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} 909 ما كنت خليقا ما تفعل ابن عباس 437، 438 مالك يا أبا قيس؟ "قاله له عندما نام ولم يأكل فأصبح صائما قبل أن يشرع الطعام والشراب بعد العشاء 444 ما للمشركين قاتلهم الله ما شأن إبراهيم وشأن الأقداح ابن عباس 891 مالي أراك جهدت جهدا شديدًا "قاله لصرمة بن مالك شيخ من الأنصار" ابن عباس 440 مالي أراك منكسرا؟ أفلا يسرك بما لقي الله بن أباك؟ جابر بن عبد الله 786 ما من عبد له مال فيمنعه من حقه ويضعه في غير حقه ... أعوذ بالله منك ... لم تستعيذ مني وأنا مالك الذي كنت تبخل به أبو هريرة 802 ما من عبد لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل له شجاع أقرع يتبعه وهو يفر منه ابن مسعود 802 ما من كبير رحم يأتي ذا رحمه فيسأله من فضل ما أعطاه الله فيبخل عنه رجل من قيس 803

ما هذا الذي حرم إسرائيل على نفسه ... فقال الله لمحمد {قل فأتوا بالتوراة} 715 ما هي عباد الله؟ ... تصلي وتصوم وتحسن الوضوء وتشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله 551 ما وذاك؟.. فأوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} ابن عباس 559 مشى ذلك اليوم على رجليه في قوله تعالى: {وإذ غدوت من أهلك} مجاهد "مرسلا" 742 معاذ الله نعبد غير الله أو نأمر بعبادة غيره! ما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني ابن عباس 705 معشر يهود اتقوا الله وأسلموا، فوالله إنكم لتعلمون ابن عباس 883 من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له شجاعا أقرع له زبيبتان أبو هريرة 800 من اقتطع مال امرئ مسلم ابن مسعود، الأشعث بن قيس 700 من أهل النار "قاله مخاطبا اليهود" أبو هريرة 277 من تصدق بصدقة فله مثلها في الجنة ... نعم 602

من جاء بهذا ... ؟ بئس ما صنع صاحب هذا ابن عباس 626 من حلف على يمين وهو فيها فاجر عبد الله بن مسعود، الأشعث بن قيس 699 من يذهب في أثرهم "قاله يوم أحد" عائشة 790 مه.. "قاله لعلي بن أبي طالب يوم أحد" عكرمة "مرسلا" 772 النون "ن": نعم ... أنا محمد وأحمد.... سلا ... فأنزل الله تعالى "أشهد أنه لا إله إلا هو" 668 نعم ... "أنشدك الله أأنزلت عليك "الم" ابن عباس 659 نعم "أنهيت يا محمد عن قتالنا في الشهر الحرام؟ " الحسن البصري "مرسلا" 470 نعم، فاسمعوا وأطيعوا "يا رسول الله أنؤاخذ بما نحدث به أنفسنا ولم تعمله جوارحنا" 653 نعم "فهل أنزل عليك غيرها؟ " ابن عباس 659 نعم "قيل له هذا مقام أبينا إبراهيم" جابر بن عبد الله 377 نعم وهو لكم كالمائدة لبني إسرائيل إن لم تؤمنوا مجاهد "مرسلا" 351 نعم يا أبا الدحداح ... يدك ابن مسعود 604 نحن أولى بالشك من إبراهيم أبو هريرة 621

نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، نحن أول الناس دخولا الجنة، بيد أنهم أوتوا أهل الكتاب من قبلنا أبو هريرة 532 نزلت هذه الآية {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار} في أصحاب الخيل غريب المليكي 636 الهاء "هـ": هذا كقول قوم موسى "اجعل لنا إلها كما لهم آلهة 353 هذا مقام أبينا إبراهيم عمر 376 هذه الآية نزلت في أصحابك ممن كان على دين عيسى قبل الإسلام فهو على خير، ومن سمع بي ولم يؤمن ... "قاله لسلمان الفارسي" مجاهد "مرسلا" 256 هل لكم إلى خير مما جئتم به "قاله للأنصار" 729 هم الخوارج تفسير قوله تعالى: {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه} أبو أمامة 662 هم في النار "أصحاب سلمان الفارسي الذين كان يتعبد معهم" مجاهد "مرسلا" 255 هم من أولئك القليل "عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وثابت بن قيس بن شماس" قاله لما نزلت: {إلا قليل منهم} 912

هما أذل من كفر 612 هو رزق رزقكموه الله 418 هو عبد الله وروحه وكلمته "سئل من قبل أهل نجران: ما تقول في عيسى؟ " 680 هو موعد لك "قاله لأبي سفيان" 794 الواو "و": والذي بعثني بالحق لو قالا لأمطر عليهم الوادي نارا جابر والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأبويه 684 وأنا أيضا أحمس 459 وددت أن الله عز وجل صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها 395 وضع خمسين من الرماة يوم أحد وأمر عليهم عبد الله بن جبير عبد الرحمن بن أبزى 768 ويحك أما عملت أن الله يغار للغازي ما لا يغار للمقيم؟ 757 وما الذي معك؟ ... إن هذا الكلام حسن ولكن معي أفضل من هذا الكلام: قرآن الله علي نورا 729

"لا": لا تبرحوا وإن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا البراء بن عازب 767 لا تجيبوه ... لا تجيبوه البراء بن عازب 768 لا تحل لك حتى تذوقي عسيلته الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير "مرسلا" 588 لا تسب عمارا فإنه من سب عمارا سبه الله ... قم فاعتذر إليه "قاله لخالد بن الوليد" ابن عباس 897 لا نستشهد ولا نقاتل ولا نقطع الميراث فنزلت: {إني لا أضيع عمل عامل منكم ... } أم سلمة 818 لا تصدقوا إلا على أهل دينكم ... تصدقوا على أهل الأديان سعيد بن جبير "مرسلا" 630 لا تكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك جندب بن عبد الله البجلي 538 لا "يا محمد هل على أولادنا هؤلاء من ذنب" 884 لا يجزين هذا التمر فنزلت: {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} وأمر الذي يخرص التمر أن لا يجيزه جابر 625

لا يدخل قصبة المدينة إلا مؤمن 266-267 لا ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله ولكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق لأهله ... الحين "بلاغا" 705. لا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل 744 الياء "ي": يا ابن الخطاب، ألا أقرئك آيات نزلن قبل فقرأ "قل من كان عدوا لجبريل ... } عمر بن الخطاب 294 يا إخوان القردة والخنازير ويا عبد الطاغوت "وذلك عندما قام تحت حصون بني قريظة" مجاهد "مرسلا" 267 يا أسلع مالي أرى رحلتك تغيرت؟ الأسلع بن شريك 880 يا أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج فحجوا 720 يا نبي الله إن لنا منك نظرة في الدنيا وفي يوم القيامة لا نراك فإنك في الدرجات العلا يا ثوبان ما غير لونك؟ عكرمة "مرسلا" يا جبريل إنهم سألوني أن أخبرهم بمثل عيسى فقال: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب} ابن جريج "بلاغا" 681 يا رب عثمان بن عفان رضيت عنه فارض عنه "رفع يديه يدعو لعثمان" أبو سعيد الخدري 622

يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فأنزل الله عز وجل: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب" معاوية بن جيدة القشيري 434 يا رسول الله إن ابني تنصرا وخرجا أما أطلبهما؟ 612 يا رسول الله إن لي ابنتين قد مات أبوهما وليس لهما شيء فأنزل الله {للرجال نصيب} جابر 836 يا رسول الله إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة فأنزل الله تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} معاذ بن جبل 453 يا رسول الله إنا إذا خرجنا من عندك إلى أهالينا اشتقنا إليك "قاله عبد الله بن زيد" يا رسول الله أنعطي الجارية نصف ما ترك أبوها وليست تركب الفرس ابن عباس 846 يا رسول الله إنما كان نعطيهم في الجاهلية الدية 901 يا رسول الله أيدخل بعضي النار وأنا أنظر، فأنزل الله تعالى: {لا إكراه في الدين} 613

يا رسول الله بماذا نتصدق وعلى من ننفق فنزلت: {يسألونك ماذا ينفقون} والسائل عمرو بن الجموح 534 يا رسول الله قتل سعد بن الربيع معك وترك اثنتين فأخذ عمهما المال ... فنزلت: {يوصيكم الله في أولادكم ... } جابر 837 يا رسول الله كانوا يصلون ويصومون ويؤمنون بك ويشهدون أنك تبعث نبيا سلمان الفارسي 257 يا رسول الله لو صليت خلف المقام فنزلت {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} عمر بن الخطاب 377 يا رسول الله هاتان بنتا ثابت بن قيس، قتل معك يوم أحد جابر بن عبد الله 844 يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء فأنزل الله تعالى: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى أم سلمة 817 يا رسول الله لا أنا ورثت زوجي ولا أنا تركت فأتزوج عكرمة "مرسلا" 848 يا سلمان هم من أهل النار فأنزل الله تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين} سلمان 257

يا عثمان إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر فآتيني المفتاح ابن عباس 892 يا فلان مالي أراك محزونا؟ سعيد بن جبير "مرسلا" 912 يا محمد استعذ ثم قل: بسم الله الرحمن الرحيم ابن عباس 223 يا معشر المسلمين الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله إلى الإسلام زيد بن أسلم "مرسلا" 722 يا معشر المسلمين مالي أوذى في أهلي؟ "يعني عائشة في قصة الإفك" عطاء بن أبي رباح "مرسلًا" 726 يا معشر اليهود احذروا من الله ما نزل بقريش يوم بدر ابن عباس 665 يقضي الله في ذلك ... ونزلت سورة النساء {يوصيكم الله في أولادكم} جابر بن عبد الله 884

فهرس الآثار مرتبة على القائلين: المسانيد

فهرس الآثار مرتبة على القائلين: المسانيد أعلام الرجال: الألف "أ": إبراهيم بن يزيد النخعي: أصاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جراحة ففشت فيهم، ثم ابتلوا بالجنابة 881 ذاك في الربا تفسير قوله تعالى: {فنظرة إلى ميسرة} 641-642 قال مشركوا العرب: الملائكة بنات الله 367 قال ناس من اليهود، جهزوا جيشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا} 816 كان ناس من الأعراب يحجون بغير زاد ويقولون: نتوكل على الله فنزلت: {وتزودوا} 498 كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا بيتا من بابه فنزلت: {وليس البر أن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى} 461 هو الحب تفسير قوله تعالى: {ما لا طاقة لنا به} 656 هو الرجل يحلف لا يكلم قرابته أو مسلما أو لا يتصدق 578 ابن أبي ذئب: أبو صفوان الأموي ما أقول فيه بعد هذا ... 568 ابن أبي نجيح: كانت قريش ابتدعت أمر الحمس، رأيا رأوه بينهم، فقالوا: نحن بنو إبراهيم، وأهل الحرم 508

ابن جريح: عبد الملك بن عبد العزيز انهزم الصحابة في الشعب، فنعى بعضهم بعضا في قوله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون} 758 بايع اليهود ورجال في الجاهلية فلما أسلموا تقاضوهم ثمن بيوعهم 697 بلغنا أن نصارى أهل نجران قدم وفدهم فيهم السيد والعاقب 680، 681 بلغني أن إبراهيم بينما هو يسير إذا هو بجيفة حمار ... فعجب ثم قال: رب قد علمت لتجمعنها من بطون هذه السبع 618 بلغني أن ناسا ممن أسلم رجعوا فقالوا: مرة ههنا ومرة ههنا 390 زعم أقوام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم يحبون الله، فقالوا: يا محمد إنا نحب ربنا فنزلت: {قل إن كنتم تحبون الله} 678 كان من كان قبلنا من الأمم يقرب أحدهم القربان فإن تقبل منهم جاءت نار من السماء 808 كان ناس من يهود يتعبدون الناس من دون ربهم، بتحريفهم كتاب الله 705 كانت ثقيف قد صالحت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لهم ربا على الناس فهو لهم، وما كان للناس عليهم من ربا ... 638 كانوا إذا رأوا من المؤمنين جماعة وائتلافا ساءهم ذلك 740 الكتاب وهو يحتمل أن يراد به التوراة في قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب} 673 لم يكن في الأرض عهد يعاهد عليه إلا نقضوه، ويعاهدون اليوم وينقضون غدا 302

لن تقبل توبتهم يقول إيمانهم أول مرة لن ينفعهم 713 من هؤلاء الذين لا يعلمون في قوله تعالى: {كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم} 358 نزل قوله تعالى: {إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم} فيما كان بين الأوس والخزرج 727 نزلت في أبي بكر حين حلف أن لا ينفق على مسطح حين خاض 576 نزلت في عثمان بن أبي طلحة العبدري قبض منه مفاتيح الكعبة {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} 890 نزلت هذه الآية في ثابت بن قيس وفي حبيبة: {ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا} 584 نزلت هذه الآية في جميلة بنت عبد الله بن أبي، وفي زوجها ثابت بن قيس وكان يحبها حبا شديدا {ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا} 584 هو محمد تفسير قوله تعالى: {وتكتموا الحق} 250 هو العهد الذي عهد إذا جاءكم النبي محمد تصدقونه وتتبعونه في تفسير قوله تعالى: {وأوفوا بعهدي} 250 هم عبد الله بن سلام، وثعلبة بن سلام تفسير قوله تعالى: {أمة قائمة} 736 ابن الحنفية: محمد كان المسلمون يكرهون أن يتصدقوا على فقراء المشركين حتى نزلت هذه الآية: {ليس عليك هداهم} 632

ابن عباس = عبد الله بن عباس ابن عمر = عبد الله بن عمر ابن الكلبي = الكلبي محمد السائب ابن مسعود = عبد الله بن مسعود أمامة بن زيد: هي الظهر ": سئل عن الصلاة الوسطى" 597 الأسلع بن شريك: كنت أرحل ناقة رسول الله صلى الله فأصابتني جنابة في ليلة باردة 880 أسلم أبو عمران: كنا بالقسطنطينية، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر وعلى أهل الروم فضالة بن عبيد فخرج من المدينة صف عظيم من الروم 472 أسيد بن حُضَيْر: هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر 877 الأشعث بن قيس: في والله كان ذلك، كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني "يعني حديث: من حلف على يمين فاجرة ... " 699

كان في والله هذا الحديث، خاصمت ابن عم لي 700 أنس بن الربيع: كان أهل المدينة وغيرهم إذا أحرموا لم يدخلوا البيوت إلا من ظهورها 459 أنس بن مالك: إن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت 553 قد أمرت غلامي أن يصوم فأبى 432 كانوا يمسكون عن الطواف بين الصفا والمروة، وكانا من شعائر الجاهلية وكنا نتقي أن نطوف بهما 409 كانتا من شعائر الجاهلية فلما جاء الإسلام كرهنا أن نطوف بينهما كانوا يذكرون آباءهم، يقول بعضهم: كان أبي يطعم الطعام تفسير قوله تعالى: {كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا} 512 كانوا يطوفون بالبيت عراة فيدعون ويقولون: اللهم اسقنا المطر، تفسير قوله تعالى: {فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق} 517 كنا نكره الطواف بين الصفا والمروة؛ لأنهما كانا من مشاعر قريش في الجاهلية 409 نزلت ونحن يومئذ نرتحل جياعا، وننزل على غير شبع، ونحن اليوم نرتحل شباعا 432 لا يحول عن الكعبة إلى غيرها أبدا فيحتج عليه بالظلم كما احتج عليه مشركوا العرب 402

أنس بن النضر: ما يجلسكم؟ ... موتوا على ما مات عليه 764 يا قوم إن كان محمد قتل فإن رب محمد لم يقتل، فقاتلوا على دينكم 764 البراء بن عازب: كان أصحاب محمد إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يطعم 442 كان المسلمون إذا أفطروا يأكلون ويشربون ويمسون النساء ما لم يناموا 442 كانت الأنصار إذا حجوا فجاؤوا لا يدخلون من أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها 455 ليقاتل حتى يقتل، قال تعالى لنبيه: {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك} 482 نزلت فينا هذه الآية كنا أصحاب نخل فكان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرة نخله وقلته فيعلقه في المسجد تفسير قوله تعالى: {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} 623 نزلت هذه الآية في الأنصار كانوا عند جذاد النخل من حيطانها يخرجون أفناء من التمر والبسر {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما رزقناكم ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} 624 لا إنما التهلكة في النفقة، بعث الله رسوله فقال: {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك} 482

لا ولكنه الرجل يعمل المعاصي ثم يلقي بيده ولا يتوب 477-478 الباء "ب": بشر بن البراء بن معرور: يا معشر يهود اتقوا الله وأسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل شرك 280 الثاء "ث": ثابت بن رفاعة الأنصاري: قد سمعنا ما أنزل الله عز وجل فعزلناهم والذي لهم فشق علينا وعليهم، فهل يصلح لنا خلطهم فيكون البيت والطعام واحد 550 ثابت بن معبد: ما زال أهل النار يأمون الخروج منها حتى نزلت {وما هم بخارجين من النار} 416 ثعلبة بن حاطب: قضى لابن عمته "يعني رسول الله لما قضى للزبير في شراج الحرة" 907 الجيم "ج": جابر بن عبد الله: إذا نكح امرأته مجبية جاء ولدها أحول 556

فيهم نزلت {فقل تعالوا ندع أبناءكم وأبناءكم} يعني في وفد أهل نجران لما أرادوا الملاعنة 684 قالت اليهود: إن الرجل إذا أتى امرأته باركة كان الولد أحول 556 كانت قريش تدعى الحمس وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام، وكانت الأنصار وسائر العرب 456 كانت اليهود تقول في الذي يأتي امرأته في قبلها من دبرها إن الولد يكون أحول، فأنزل الله {نساؤكم حرث لكم} 556 ما كان طالع أكره إلينا منه فأومأ إلينا بيده فكففنا 723 فينا نزلت {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا ... } نحن الطائفتان بنو حارثة وبنو سلمة 742 جبير بن مطعم: أضللت بعيرا لي يوم عرفة، فخرجت أطلبه بعرفة، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا مع الناس بعرفة، فقلت: هذا من الحمس 505 كنت مع قريش في منزلهم دون عرفة فأضللت حماري فذهبت أطلبه مع الناس الذين بعرفة فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة 507 الحاء "ح": الحارث بن سويد بن صامت: كان منافقا فخرج يوم أحد مع المسلمين، فلما إلتقى الناس غدا على مسلمين فقتلهما 710

والله إنك ما علمت لصادق وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدوق وإن الله لأصدق الثلاثة 709 والله ما كذبني قومي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذب رسول الله، والله تعالى أصدق الثلاثة 708 حذيفة بن اليمان: أنزلت في النفقة ... أي لا تمسكوا عن النفقة في تفسير قوله تعالى: {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} 477 وأما أنا فقد رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما 357 الحسن البصري: أتدرون فيمن نزلت هذه الآية؟ نزلت في أن المسلم لقي الكافر فقال له قل لا إله إلا الله وهي: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله} 527 إن سبب نزولها أن مشركي العرب قالوا: أنهيت يا محمد من قتالنا في الشهر الحرام؟ يعني آية: {الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص} 407 إن كان إبراهيم عليه السلام لموقنا بأن الله يحيي الموتى ولكن لا يكون الخبر عند ابن آدم كالعيان 617 إن الناس كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلق الرجل أو يعتق فيقال له: 589

ما صنعت؟ فيقول: كنت لاعبا وهو قوله تعالى: {ولا تتخذوا آيات الله هزوا} . إن ناسا من الأنصار ارتضعوا من بني النضير في قوله تعالى: {لا إكراه في الدين} 614 إن ناسا من أهل اليمن كانوا يحجون ويسافرون ولا يتزودون فأمرهم الله بالزاد 498 إن اليهود كانوا قوما حسدا فقالوا: يا أصحاب محمد والله مالكم أن تأتوا النساء من وجه واحد 560 أنزلت في النفقة ... أنزلت في التهلكة، أمرهم الله بالنفقة في سبيل الله، وأخبرهم أن ترك النفقة ... 475-476 أولي العلم والفقة تفسير قوله تعالى: {وأولي الأمر منكم} 898 بلغني أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون: لئن لقينا 762 الراعن من القول: السخري منه نهاهم الله أن يسخروا من قول نبيه وما يدعوهم إليه من الإسلام 345 قالت اليهود للمسلمين: إنكم تأتون نساءكم كما تأتي البهائم بعضها بعضا 560 كان من أهل الجاهلية قوما فيهم عزة ومنعة فكان إذا قتل أخذ منهم امرأة 426 كان ذلك يوم الأحزاب تفسير قوله تعالى: {إذ همت طائفتان ... } 743 كان الرجل إذا طلق امرأته كان أحق برجعتها ولو طلقها تفسير قوله تعالى: {وبعولتهن أحق بردهن} 584

كان الرجل من أهل الجاهلية يهم بالشيء يصنعه فيحبس عن ذلك فكان لا يأتي بيتًا من قبل بابه تفسير قوله تعالى: {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} 462 كان الرجل يطلق المرأة ثم يراجعها ثم يطلقها ثم يراجعها يضارها بذلك 588 كان قوم من أهل الجاهلية: إذا أراد أحد سفرا أو خرج من بيته يريد سفرًا ثم بدا له 462 كانت العرب إذا حدثوا أو يكلموا يقولون: وأبيك إنهم ليفعلون كذا فأنزل الله تعالى: {فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم} 511 لما تلا هذه الآية والله لقد كان عند القوم من الله شهادة أن أنبياءه براء من اليهودية والنصرانية في قوله تعالى: {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله} 385 لما ذكر الذباب والعنكبوت في القرآن قال المشركون ما بال الذباب والعنكبوت يذكر 247 لما ذكر الله الذباب والعنكبوت في كتابه وضرب للمشركين به المثل ضحكت اليهود 245 لما فرض الله الحج كان الرجل يكره أن يدخل في حجه تجارة. وكانت قريش تجارا فشق ذلك عليهم 503 لما نزلت: {وقال ربكم ادعوني استجب لكم} قالوا: أين ندعوه؟ فنزلت: {فأينما تولوا} 366

معنى الآية محفوظ لكم إيمانكم عند الله حيث أقررتم بالصلاة إلى بيت المقدس 395 نزلت في معقل بن يسار كانت أخته تحت رجل فطلقها الآية: {فإذا طلقتم النساء فبلغت أجلهن فلا تعضلوهن} 592 النساء والصبيان السفهاء في قوله تعالى: {قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء} 236 هم يهود خيبر قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للناس حين خرجوا إليهم: إنا قد قبلنا الدين ورضينا به تفسير قوله تعالى: {ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا} 815 هم اليهود والنصارى تفسير قوله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا} 712 هم اليهود والنصارى تفسير قوله تعالى: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا} 732 هم اليهود والنصارى الذين قالوا: {نحن أبناء الله وأحباؤه} تفسير قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم} 884 هو البخل في قوله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} 476 اليهود والنصارى عرفوه {يعني محمدًا} فلما بعث من غيرهم حسدوا العرب على ذلك فكذبوه وأنكروه 712 حضرمي بن لاحق: إن رجالا كانوا يفترضون المهر ثم عسى أن تدرك أحدهم 860

عمد رجل إلى امرأته فدفع إليها ماله فوضعه في غير الحق فأنزل الله هذه الآية: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما} 830 كان أولياء النساء يعطي هذا أخته على أن يعطيه الآخر أخته فنهوا عن ذلك 829 هم اليهود بخلوا بما عندهم من العلم فكتموا تفسير قوله تعالى: {الذين يبخلون} 870 حكيم بن جابر: لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} ... قال له جبريل: إن الله قد أحسن الثناء عليك 651 الخاء "خ": خبيب بن عدي: اتق الله "قاله لرجل اسمه: سلامان أبو ميسرة عندما وضع رمحه بين ثديي خبيب" 524 خصيف بن عبد الرحمن الجزري كان سليمان إذا أنبتت الشجرة قال لأي داء أنت؟ فتقول لكذا وكذا فلما نبتت شجرة الخروب 306 خيثمة بن أبي خيثمة البصري: فأين قوله تعالى: {من كان مريضا أو على سفر} قال لأنس بن مالك 432

الدال "د": داود بن حصين: كنت أقرأ على أم سعد بنت سعد بن الربيع أنا وابن ابنها 867 الراء "ر": رافع بن خديج: أنزلت في أناس من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في سفر تخلفوا عنه {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا} 812 أنشدك بالله هل تعلم ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 812 وأي شيء هذا أحمدك أن تشهد بالحق 812 الربيع بن أنس: أن الآية نزلت، وإنما هو مثل ضربه الله للدنيا وأهلها، فإن البعوضة تحيا ما جاعت 247 إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: قد علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم له فضل على من آمن به في درجات الجنة إن هذه الآية أول آية في الإذن للمسلمين في قتال المشركين {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم} 465

إن اليهود سألوا محمدا صلى الله عليه وسلم زمانا عن أمور من التوراة، لا يسألونه عن شيء من ذلك إلا أنزل الله عليه ما سألوه عنه 312 إنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لم خلقت الأهلة فنزلت {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} 454 إنهم اليهود حرفوا كتاب الله وابتدعوا فيه وزعموا أنه من عند الله {وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب} 704 رحم الله هذه الأمة، أطمعهم الدية وأحلها لهم ولم تحل لأحد قبلهم، فكان أهل التوراة تفسير قوله تعالى: {ذلك تخفيف من ربكم ورحمة} 428 عرفوا أن قبلة البيت الحرام قبلتهم التي أمروا بها كما عرفوا أبناءهم في قوله تعالى: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} 400 قال ناس لما حولت القبلة إلى البيت الحرام: كيف بأعمالنا التي كنا نعمل في قبلتنا الأولى 394 كان أناس يصيبون نساءهم وهم عكوف فنهاهم الله عن ذلك 450 كان الرجل يطوف في القوم فيدعوهم إلى الشهادة فلا يتعبه أحد منهم فأنزل الله هذه الآية {ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا} 643 كان رجل من أهل مكة أسلم فأراد أن يهاجر فتبعوه وحبسوه 526 كان الرجل من المسلمين إذا كان بينه وبني الرجل من المشركين قرابة وهو محتاج فلا يتصدق عليه 631 كان الرجل يحلف أن لا يصل رحمه ولا يصلح بين الناس فنزلت {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم} 578

كان الرجل يطلق أو يتزوج أو يعتق أو يتصدق فيقول: إنما فعلت لاعبا فنهوا عن ذلك في قوله تعالى: {ولا تتخذوا آيات الله هزوا} 590 كانت اليهود تصلي قبل المغرب والنصارى قبل المشرق فنزلت هذه الآية: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب} 422 كانوا يسمعون الوحي فيسمعون من ذلك كما يسمع أهل النبوة ثم يحرفونه من عبد ما عقلوه في قوله تعالى: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه} 263 كتموا محمدا وهم يجدونه مكتوبا عندهم حسدا 412 لما نزلت هذه الآية: {ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله} كان أحدهم يجيء إلى الكاتب فيقول له: اكتب لي 623 لما نزل {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} ... و {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما} ... اعتزلوا أموال اليتامى 550 نزلت انهزم الصحابة نادى مناد إن محمدا قتل 764 نزلت في أهل الكتاب الذين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تفسير قوله تعالى: {وقالت اليهود ليست النصارى على شيء} 358 هذا عبد كان حسن القول سيء العمل كان يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحسن له القول 521 هذه أول آية نزلت في القتال في المدينة فكان رسول الله يقاتل من قاتله وهي: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم} 466 هم أهل الكتاب كتموا الإسلام وهم يعلمون أنه دين الله يجدونه 385

مكتوبا عندهم في قوله تعالى: {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله} هم أهل الكتاب، كتموا ما أنزل الله عليهم من الحق والإسلام وشأن محمد صلى الله عليه وسلم هم النصارى؛ لأن اليهود كانوا قبلهم تفسير قوله تعالى: {كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم} 359 هم اليهود والنصارى تفسير قوله تعالى: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد} 732 وذلك أن موسى عليه السلام لما حضره الموت دعا سبعين حبرا من أحبار بني إسرائيل 668 والطاغوت رجل من اليهود كان يقال له كعب بن الأشرف وكانوا ما دعوا تفسير قوله تعالى: {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت} 902 ولما فقدوا النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وتناعوه قال ناس: لو كان نبيا ما قتل وقال ناس: قاتلوا على ما قاتل عليه نبيكم 763 يعني بالذكر ذكر الأبناء الآباء في قوله تعالى: {فاذكروا الله كذكركم آباءكم} 515

رفيع بن مهران = أبو العالية الزاي "ز": الزهري: محمد بن مسلم بن شهاب سألت عماءنا كلهم حتى سعيد بن المسيب فلم يبينوا كم عدد المساكين "في فدية حلق شعر الرأس لعذر في الحج" 491 كان ناس من الأنصار إذا أهلوا بالعمرة لم يحل بينهم وبين السماء شيء 458 كان الناس يقفون بعرفة إلا قريشا وأحلافها وهم الحمس فقال بعضهم لبعض: لا تعظموا إلا الحرم 506 كثر في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم القتل والجراح حتى خلص إلى كل امرئ منهم اليأس 758 لما فرج الله عن أهل تلك السرية ما كانوا فيه من الغم لقتالهم في الشهر الحرام طمعوا في الثواب 544 زيد بن أرقم: كان أحدنا يكلم صاحبه في الصلاة حتى نزلت {وقوموا لله قانتين} ، فأمرنا بالسكوت 598 أن رجالا كانوا يخرصون في بعوث يبعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير نفقة 482 مر شأس بن قيس وكان شيخا عظيم الكفر فدعا في الجاهلية 721 هم الولاة تفسير قوله تعالى: {وأولي الأمر منكم} 894

زيد بن ثابت: أما تحمدني لما شهدت لك "قاله لرافع بن خديج" 812 ألا تحمدني على ما شهدت لك ... أو لا تحمدني إذا شهدت بالحق 812 نعم صدق أبو سعيد 812 نعم قد حمد الله على الحق أهله 812-813 هي الظهر "سئل عن الصلاة الوسطى" 597 السين "س": سالم بن عبد الله: إن أباه قرأ {إن تبدوا ما في أنفسكم} فدمعت عيناه فبلغ صنيعه ابن عمر 651 السدي الصغير: محمد بن مهران اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود فتنازعوا، فقال الأحبار: ما كان إبراهيم إلا يهوديا 689 أصابهم هذا يوم الأحزاب حين قال قائلهم: {ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا} 533 افتخر ثابت بن قيس بن شماس ورجل من يهود اقتتل أهل مائين من العرب أحدهما مسلم والآخر معاهد في بعض ما يكون ... في قوله تعالى: {كتب عليكم القصاص في القتلى} 424

أما قوله: {عرضة} فيعرض بينك وبين الرجل الأمر فتحلف بالله لا تكلمه 576-577 أمر الله بني إسرائيل في التوراة من جاءكم من أحد يزعم أن رسول الله فلا تصدقوه حتى يأتي بقربان ... 809 إن الذين خرجوا معه "مع رسول الله" كانوا ألفا فرجع عبد الله بن أبي بن سلول بثلاثمئة 744 أن الله أخذ على بني إسرائيل في التوراة أن لا يقتل بعض بعضا وأيما عبد وجدتم من بني إسرائيل 278 إن الرجال قالوا: نريد أن يكون لنا من الأجر الضعف على أجر النساء 864 إن رجلا من اليهود كان يدعى رفاعة بن زيد كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فإذا لقيه فكلمه قال أرعني سمعك 346 إن الناس في زمن سليمان اكتتبوا السحر واشتغلوا بتعلمه فأخذ سليمان تلك الكتب ... 307 إن ناسا من العرب كانوا إذا حجوا لم يدخلوا بيوتهم من أبوابها كانوا ينقبون في أدبارها 458 دخل النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ناس ثم نافقوا، فكانوا كمثل رجل في ظلمة فأوقد نارا 239 زعموا أن رجلا من اليهود كان له صديق من الأنصار يقال له ثعلبة ... 412 عرفوا أن قبلة البيت الحرام قبلتهم التي أمورا بها ... في قوله تعالى: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} 400

فكان إيمان اليهود أن من تمسك بالتوراة حتى جاء عيسى فمن آمن به نجا 257 في النساء فكان لداود تسع وتسعون امرأة، ولسليمان مئة امرأة تفسير قوله تعالى: {وآتيناهم ملكا عظيما} 889 قال الله تعالى لنبيه: {قل إن الهدى هدى الله} تقول اليهود فعل الله بنا كذا وكذا من إكرامه حتى أنزل المن والسلوى 695 قال المشركون للنبي صلى الله علية وسلم: غير لنا الصفا ذهبا آية منك فأنزل الله: {إن في خلق السموات والأرض} 415 قال ناس من الأنصار: يا رسول الله إذا أدخلك الله الجنة فكنت في أعلاها قالت اليهود: إنما نحرم ما حرم إسرائيل على نفسه 714 كان أحبار قرى عربية اثني عشر رجلا حبرا فقالوا لبعضهم: ادخلوا في دين محمد أول النهار ... تفسير قوله تعالى: {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل ... } 693-694 كان أحدهم يأخذ الشاة المسمنة من غنم اليتيم، ويجعل بدلها الشاة المهزومة 825 كان ناس من الصحابة لم يشهدوا بدرا قالوا: اللهم إنا نسألك أن ترينا.. 762 كان ناس من اليهود قد أسلموا ونافق بعضهم 901 كان ناس من اليهود كتبوا كتابا من عندهم يبيعونه من العرب 372

كان الناس يصلون إلى بيت المقدس فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم صلى كذلك إلى ثمانية عشر شهرا من مهاجره 397 كان يقال له: مالك لا تؤدي أمانتك فيقول: ليس علينا حرج في أموال العرب 697 كانت الشياطين تصعد إلى السماء، فنقعد منها مقاعد للسمع 311 كانت العرب إذا قضت مناسكها وأقاموا بمنى يقوم الرجل فيسأل الله: اللهم إن أبي عظيم الجفنة عظيم القبة 518 كانت العرب تمر باليهود فتلقى اليهود منهم أذى وكانت اليهود تجد نعت ... 282 كانت العرب يعظمون شأن اليتيم ويشدون أمره حتى كانوا لا يؤاكلونهم ولا يؤكبون له دابة 550 كانوا يأمرون الناس بطاعة الله وهم يعصونه 252 كتب على النصارى صيام رمضان وكتب عليهم أن لا يأكلوا ولا يشربوا ... 443 كره المسلمون القتال فقال الله تعالى: {عسى أن تكرهوا القتال وهو خير لكم} 537 لما اتخذ الله إبراهيم خليلا سأل ملك الموت ربه أن يأذن له فيبشر إبراهيم عليه السلام بذلك، فأذن له 620 لما ارتحل أبو سفيان والمشركون يوم أحد متوجهين نحو مكة ندموا 765 لما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل المسجد الحرام قال المسلمون: ليت شعرنا عن إخواننا الذين ماتوا وهم يصلون قبل بيت المقدس 394

لما جاءهم محمد عارضوه بالتوراة فخاصموه بها فاتفقت التوراة والقرآن في تفسير قوله تعالى: {ولما جاءهم رسول} 303 لما حول النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قالت اليهود: إن محمدًا اشتاق إلى بلد أبيه ومولده 398 لما سمع أهل نجران بالنبي صلى الله عليه وسلم أتاه منهم أربعة نفر من خيارهم منهم العاقب والسيد وماسرجس 680 لما كان يوم أحد ... وفشا في الناس أن محمدا قد قتل فقال بعضهم: ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي 763 لما نزلت هذه الآية {ولا يأت كاتب أن يكتب كما علمه الله} كان أحدهم يجيء إلى الكاتب فيقول: اكتب لي 643 لما وجه النبي صلى الله عليه وسلم قبل المسجد الحرام اختلف الناس فكانوا أصنافا فقال المنافقون: ما بالهم كانوا على قبلة زمانا ثم تركوها 389 ماتوا وهم كفار وعند موته لا تقبل توبته تفسير {ازدادوا كفرا} 713 نزلتا في الأخنس تفسير قوله تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا} ، {وإذا تولى سعى في الأرض ... } 519 نزلت في أصحاب سلمان لما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني آية: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين} 257 نزلت في الذين قالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تفسير لقوله تعالى: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن} 357 نزلت في ثعلبة بن عنمة الأنصاري كان بينه وبين أناس من الأنصار كلام {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا ... } 726

نزلت في رجل من الأنصار يقال له أبو الحصين، كان له ابنان فقدم تجار من الشام تفسير قوله تعالى: {لا إكراه في الدين} 612 نزلت في رجل يريد أن يطلق امرأته فيسألها حل بك حمل؟ في قوله تعالى: {ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن} 580 نزلت في مالك بن الصيف ورفاعة بن زيد: {يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم} 882 نزلت هذه الآية في العباس بن عبد المطلب ورجل من بني المغيرة، كانا شريكين في الجاهلية يعني آية: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ... } 638 نزلت هذه الآية في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة والخوف والحر وهي: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ... } 532 نزلت {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته} ... فتقدم إلى المؤمنين من الأنصار 727 هذا سحر آخر خاصموه به؛ لأن كلام الملائكة فيما بينهم إذا علمته الإنس وعلمت به كان سحرا تفسير: {وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت} 314 هرب رجلان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين فأصابهما ما ذكر الله تعالى في هذه الآية: {أو كصيب من السماء} 240 هم الروم كانوا ظاهروا بختنصر على خراب بيت المقدس 360 هم العرب تفسير قوله تعالى: {كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم} 359

هم قوم أسلموا قبل أن يفرض عليهم القتال تفسير قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة} هم المبتدعة من هذه الأمة تفسير قوله تعالى: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد} 732 هم اليهود كتموا اسم محمد 420 هم اليهود والنصارى تفسير قوله تعالى: {الذين يتبعون الشهوات} 861 هو بختنصر وأصحابه، غزوا اليهود وخربوا بيت المقدس 359 هو العهد الذي عهد إذا جاءكم النبي محمد تصدقونه وتتبعونه في قوله تعالى: {وأوفوا بعهدي} 250 هو محمد في قوله تعالى: {وتكتموا الحق} 250 الهاء راجعة إلى إبراهيم وذلك أنه زرع وزرع الناس فهلكت زروع الناس في قوله تعالى: {فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه} 889 {يا أيها الناس} لمشركي أهل مكة وغيرهم من الكفار 243 يوم نزلت هذه الآية كانوا يؤاخذون بما وسوست أنفسهم وما علموا فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم 651 سعد بن أبي وقاص: نزلت في أربع آيات صنع رجل من الأنصار طعاما فدعا أناسا من المهاجرين 875 نزلت في الحرورية يعني الخوارج تفسير قوله تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} 247

هم الخوارج تفسير قوله تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} 248 سعد بن عبادة يا أعداء الله عليكم لعنة الله والذي نفس محمد بيده لئن سمعتها من رجل منكم: "لما قال اليهود لرسول الله: راعنا" 344 سعد بن معاذ سليه حمية لقومك وغضبا لهم أو غضبا لله عز وجل 753 سعيد بن جبير إن حيين من العرب اقتتلوا في الجاهلية قبل الإسلام بقليل فكان بينهم قتل وجراحات حتى قتلوا العبيد والنساء 425 انطلقت قريش إلى اليهود فسألوهم ما أتى به موسى من الآيات 817 إنما نزلت هذه الآية: {وما تنفقوا من خير يوف إليكم} في النفقة على اليهود والنصارى 631 أولئك اليهود فرحوا بما أعطى الله تعالى آل إبراهيم 816 بالخلة تفسير قوله تعالى: {ليطمئن قلبي} 620 بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم والناس على أمر جاهليتهم إلا أن يؤمروا بشيء أن ينهوا عن شيء 825-826 خاف الناس أن لا يقسطوا في اليتامى فنزلت: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} يقول: ما أحل لكم مثنى 826

سألت قريش اليهود عما جاء به موسى من الآيات، فحدثوهم بالعصا واليد البيضاء، وسألوا النصارى فحدثوهم أنه كان يبرئ الأكمه والأبرص 415 فمن شاء دخل في الإسلام ومن شاء لحق بهم 610 قالت بنو إسرائيل لموسى: هل ينام ربك؟ فقال موسى: اتقوا الله تفسير قوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم} 608 كان أهل البيت يكون عندهم الأيتام في حجورهم فيكون لليتيم الصرفة من الغنم 548 كان أهل الجاهلية إذا حل مال أحدهم على غريمة فطالبه يقول: زدني في الأجل وأزيدك في مالك كان بمكة ناس مظلمون مقهورون سئل عن قوله تعالى {والمستضعفون} 637 كان التجار يسمون الداج وكانوا ينزلون مسجد منى، وينزلون مسجد الخيف، وكانوا لا يتجرون حتى نزلت: {ليس عليكم جناح أن تبيعوا فضلا من ربكم} 503 كان سليمان يتتبع ما في أيدي الشياطين من السحر، ويأخذه فيدفعه تحت كرسية في بيت خزائنه 313 كان عبد الله بن الهيبان قبل الهجرة يحض على اتباع محمد إذا ظهر 235 كان علماء بني إسرائيل يبخلون بما عندهم من العلم وينهون العلماء أن يعلموا الناس 871

كان المسلمون يصيبون نساء المشركين فيذكروا أن لهن أزواجا 856 كانوا يتصدقون على فقراء أهل الذمة فلما كثر فقراء المسلمين 631 كانوا يذكرون فعل آبائهم في الجاهلية إذا وقفوا بعرفة 518 لكل مطلقة متاع بالمعروف تفسير قوله تعالى: {وللمطلقات متاع بالمعروف} 601-602 لما نزلت: {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل} 697-698 لما نزلت: {ولا تقربوا مال اليتيم ... } عزموا أموال اليتامى 547 نزلت في الأنصار تفسير قوله تعالى: {لا إكراه في الدين} 610 نزلت في رجل من بني سالم بن عوف من الأنصار يقال له الحصين تفسير قوله تعالى: {لا إكراه في الدين} 613 نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول} 896 نزلت هذه الآية في امرئ القيس بن عابس الكندي وفي عيران بن أشوع الحضرمي ... {ولا تأكلوا أموالكم بينكم ... } 451 هو مال اليتيم يكون عندك لا تعطه إياه 831 سعيد بن المسيب: اختصم الزبير بن العوام وحاطب بن أبي بلقعة في ماء تفسير قوله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك ... } 907 أقبل صهيب مهاجرا نحو النبي صلى الله عليه وسلم فاتبعه نفر من قريش من المشركين فنزل عن راحلته ونثر ما في كنانته 524

فإن شئتم فاعزلوا وإن شئتم فلا تعزلوا تفسير قوله تعالى: {فأتوا حرثكم أنى شئتم} 563 كان الإيلاء من ضرار أهل الجاهلية كان أحدهم لا يريد المرأة ولا يحب أن يتزوجها غيره 579 نزلت في العزل: سئل عن قوله تعالى: {فأتوا حرثكم أنى شئتم} 563 نزلت في اليهود حيث قالوا: الحج إلى مكة غير واجب {ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} 720 سفيان بن عيينة: هذا من الحمس فما له خرج من الحرم؟ ... وكانت قريش تسمى الحمس وكانت لا تجاوز الحرم 507 هي المتعة أمروا بها قبل أن ينهوا عنها {فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى} 860 والأحمس الشديد الشحيح على دينه، وكانت قريش الحمس فجاءهم الشيطان فاستهواهم 505 وأنزل فيها {إن المسلمين والمسلمات} 862 سفيان الثوري: نزلت في ثابت بن قيس: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم} سلمان الفارسي: فأظلمت علي الأرض فنزلت ... فكأنما كشف عني جبل يعني نزلت آية: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا} 255

لم يأت أصحابها بعد تفسير قوله تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} 233 سلمة بن الأكوع: لما نزلت {وعلى الذين يطيقونه فدية} كان من أراد أن يفطر يفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها 431 سليمان التيمي: زعم حضرمي أن رجلا من اليهود كان قد أسلم كانت بينه وبين رجل من اليهود 900 سهل بن سعد: نزلت هذه الآية: {كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين 447 الشين "ش" الشعبي: عامر بن شراحيل إن الأنصار كانوا احتبس عليهم بعض الرزق، وكانوا قد انفقوا نفقات فساء ظنهم وأمسكوا 474 إن أهل العزة من العرب والمنفعة كانوا إذا قتل منهم عبد قتلوا حرا وإذا قتلت امرأة 424 أن رجلا أقام سلعة أول النهار فلما كان آخره جاء رجل 702

أنزلت في أبي بكر وعمر، أما عمر فجاء بنصف ماله حتى دفعه 627 حدث المسلمون يوم بدر أن كرز بن جابر المحاربي يمد المشركين 745 قالت اليهود: إبراهيم على ديننا، وقالت النصارى إبراهيم على ديينا فأنزل الله: {ما كان إبراهيم يهوديا ... } 690 كان أهل نجران أعظم قوم النصارى في عيسى قولا 680 كان بين رجل ممن يزعم أنه مسلم 900 كان بين حيين من أحياء العرب قتال، وكان لأحد الحيين طول على الآخر ... فنزلت هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى} 423 كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة ... تفسير قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا ... } 899 كانت المرأة من الأنصار في قوله تعالى: {لا إكراه في الدين} 610 كان لأهل الجاهلية ضمان يقال لأحدهما إساف وللآخر نائلة وكان إساف على الصفا ونائلة على المروة 410 لما نزلت: {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ... } اعتزلوا أموال اليتامى حتى نزلت {وإن تخالطوهم فإخوانكم ... } 549 لما نزلت {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} أفطر الأغنياء وأطعموا وحصل الصوم على الفقراء 432 نزلت في الأنصار، أمسكوا عن النفقة في سبيل الله فنزلت هذه الآية {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم ... } 472

نزلت في قبيلتين من قبائل العرب اقتتلا قتالا عميه يعني آية: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى} 423 نزل عمر الروحاء 292-293 هو أن يأخذ ميثاقها على أن لا تتزوج غيره تفسير قوله تعالى: {ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء} 595 لا بأس إذا ائتمنه أن لا يكتب ولا يشهد 644 الصاد "ص" صرمة بن أنس= أبو قيس بن صرمة صهيب الرومي: أني شيخ كبير لا يضركم أمنكم كنت أم من غيركم، فهل لكم أن تأخذوا مالي وتذروني وديني؟ 526 وبيعك فلا يخسر، وما ذاك؟ "قاله لأبي بكر الصديق" 527 يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرحامكم رجلا وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بما في كنانتي 525 الضاد "ض" الضحاك بن أبي جبيرة: كان الأنصار يتصدقون ويطعمون ما شاء الله فأصابتهم سيئة فأمسكوا 472

الضحاك بن مزاحم إن المراد بشياطينهم: الجن في قوله تعالى: {وإذا خلوا إلى شياطينهم} 238 إن معنى الآية: إن العرب كانت أمة واحدة ليس أمية ليس لهم دين ... {لا إكراه في الدين} 614 إن يعقوب كان نذر إن وهب الله له اثني عشر ولدا 716-717 السفهاء: الجهال تفسير قوله تعالى: {قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء} 234 قالت اليهود لا نعذب في النار إلا أربعين يوما بمقدار ما عبدنا العجل 275 كان الرجل من المشركين يقول: أرعني سمعك تفسير قوله تعالى: {راعنا ليا بألسنتهم} 882 كان للمشركين ثلاثمئة وستون صنما يعبدونها من دون الله فيبين الله تعالى أنه إله واحد 413 كان ناس من المنافقين يجيئون بصدقاتهم بأردى ما عندهم من التمر فأنزل الله {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} 626 كانت العرب يعظمون شأن اليتيم ويشددون في أمره حتى كانوا لا يؤاكلونهم ولا يركبون له دابة 550 كانوا يجامعون وهم معتكفون حتى نزلت {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} 449 كتب يهود المدينة إلى يهود العراق ويهود اليمن ويهود الشام ومن بلغهم كتابهم من أهل الأرض أن محمدًا ليس بنبي واثبتوا على دينكم لم يعن بها الخمر إنما عنى بها سكر النوم تفسير قوله تعالى: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} 276

لما انهزم الصحابة نادى مناد أن محمدًا قتل 764 لما نزلت {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} قالوا: أين ندعوه فنزلت: {فأينما تولوا فثم ... } 366 لما نزلت هذه الآية {ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله} كان أحدهم يجيء إلى الكاتب فيقول له: اكتب لي 643 مر إبراهيم على دابة ميت قد بلي وتقسمته السباع والرياح فقام ينظر فقال: سبحان الله ... 618 نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته تفسير قوله تعالى: {إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم ... } 229 نزلت في الزبير والمقداد حين أنزلا خبيب بن عدي من خبثه التي صلب عليها الآية: {ومن الناس من يشري نفسه ... } 227 نزلت فيمن آمن من اليهود في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته} 373 هم أهل الكتاب في قوله تعالى: {ادخلوا في السلم كافة} 530 وهم من آمن من اليهود عبد الله بن سلام وسعيد بن عمرو: "الذين قدموا مع جعفر بن أبي طالب من الحبشة" 374 يا محمد إن أتيتنا بقربان تأكله النار صدقناك وإلا فلست بنبي 808 يعني بالذكر ذكر الأبناء الآباء في قوله تعالى: {فاذكروا الله كذكركم آباءكم} 515

الطاء "ط" طاووس بن كيسان اليماني: لما نزلت هذه الآية "ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله" كان أحدهم: يجيء إلى الكاتب فيقول: اكتب لي 643 هو خير من أن تمضي على ما لا يصلح في قوله تعالى: {أن تبروا وتتقوا} 577 هو الرجل يحلف على الأمر الذي لا يصلح في قوله تعالى: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا} 577 العين "ع" عاصم بن عمر بن قتادة: عن أشياخ من الأنصار قالوا: فينا والله وفيهم أي: الأنصار واليهود نزلت هذه القصة يعني قوله تعالى: {ولما جاءهم كتاب من عند الله} 281 عبادة بن الصامت: يا نبي الله إن معي خمسمئة رجل من اليهود، وقد رأيت أن أستظهر بهم على العدو، فأنزل الله عز وجل {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء} 677 عبد الرحمن بن أبي ليلى: قالت اليهود للمسلمين: لو أن ميكائيل الذي ينزل عليكم اتبعناكم، فإنه ينزل بالرحمة والغيث 295

عبد الرحمن بن البيلماني: نزلت هاتان الآيتان: إحداهما في أمر الجاهلية، والأخرى في أمر الإسلام 850-851 عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: إذا لم يكن عندك فلا تخرج بنفسك بغير نفقة ولا قوة تفسير قوله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} 482 شرط عليهم إن صبروا أن يمدهم فلم يصبروا 746 عرفوا أن قبلة البيت الحرام قبلتهم التي أمروا بها كما عرفوا أبناءهم في قوله تعالى: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} 400 كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء والصبيان 825 كان العضل في قريش بمكة، ينكح الرجل المرأة الشريفة 850 كان اليهود إذا جاء أحد يسألهم عن الشيء ليس فيه رشوة أمروه بالحق فنزلت: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم} 253 كانت يهود يستفتحون على الكفار العرب يقولون: أما والله لو قد جاء النبي الذي بشر به موسى وعيسى 284 كانوا يقفون مواقف مختلفة يتجادلون كلهم يدعي أن موقفه إبراهيم 495 لما أنزل الله عز وجل: {فأينما تولوا فثم وجه الله} واستقبل النبي صلى الله عليه وسلم بيت المقدس فبلغه أن اليهود تقول: والله.. 397 لما نزلت: {ومتعوهن على الموسع قدرة وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف ... } 601

مر إبراهيم عليه السلام بحوت ميت نصفه في البر، ونصفه في البحر فما كان في البحر فدواب البحر تأكله 617-618 نزلت في رجل كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: أي رسول الله أشهد أنك جئت بالحق والصدق 522 نزلت في يهود، سئلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم عن صفته عن كتاب الله عندهم فكتموا الصفة في قوله تعالى: {ومن أظلم ممن كتم شهادة ... } 386 نسخ قوله تعالى: {قاتلوا المشركين كافة} هذه الآية {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم} وغيرها 467 هم المشركون حالوا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وبين من يدخل مكة، تفسير قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله} 361 لا تلزمنا ذنبا لا توبة فيه ولا كفارة 655 عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط: أسألك عن إتيان النساء في أدبارهن 562 إني أريد أن أسألك عن شيء وأنا أستحي أن أسألك عنه 562 عبد الرحمن بن عوف: إقرأ العشرين ومائة من آل عمران تجد قصتنا: {وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال} 741 عبد الرحمن بن غنم: لما أن خرج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي انتدب لهم عمرو بن العاص وعمارة بن أبي معيط 690-691

عبد الله بن أبي أمية: إئتنا بكتاب من السماء فيه "من رب العالمين إلى ابن أبي أمية" 350 عبد الله بن أبي أوفى: أن رجلا أقام سلعة في السوق فحلف بالله لقد أعطي بها مالم يعطه 702 عبد الله بن سلام: عرفته بما نعته الله في كتابنا أنه هو، وأما ابني فلا أدري ما أحدثت أمه 399 كنت أشد معرفة برسول الله صلى الله عليه وسلم مني يا بني 399 لأني أشهد أن محمدًا رسول الله حقا يقينا، وأنا لا أشهد بذلك على ابني 399 نعرف نبي الله بالنعت الذي نعته الله إذا رأيناه فيكم كما يعرف أحدنا ابنه إذا رآه مع الغلمان 399 عبد الله بن عباس: آية آية؟ ... إن هذه الآية لما نزلت غمت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غما شديدا وغاظتهم غيظا شديدا 649 ابن عمر -والله يغفر له- قد أوهم إنما كان هذا الحي من الأنصار ... فأنزل الله {نساؤكم حرث لكم ... } أي مقبلات ومدبرات ومستلقيات يعني موضع الولد 574

اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند النبي صلى الله عليه وسلم فتنازعوا عنده فقال الأحبار: ما كان إبراهيم إلا يهوديا ... فنزلت {يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم} 688 اختصم أهل الكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما اختلفوا بينهم من دين إبراهيم، كل فرقة زعمت أنه أولى بدينه 706 إذا دعي الناس إلى الحساب يحاسب العبد كما عمل، وينظر في علمه فيخبره الله عما بدى منه وبما أخفاه 655 أشفق المسلمون على من صلى منهم إلى غير الكعبة أن لا تقبل منهم 395 أعلم أنك تجيبني إذا دعوتك، وتعطيني إذا سألتك تفسير قوله تعالى: {ولكن ليطمئن قلبي} 621 الذين يعلفون الخيل في سبيل الله تفسير قوله تعالى: {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار} 636 ألقى الله في قلب أبي سفيان الرعب فسار بمن معه إلى مكة "في قصة وقعة أحد وكانت في شوال" 791 أما تقرأ سورة النساء ... فما تقرأ {فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى} 859 أمر الولاة أن يعطوا النساء حقوقهن 894 إن ابن عمر والله يغفر له أوهم إنما كان هذا الحي من الأنصار وهو أهل وثن مع هذا الحي من اليهود 558

إنا قد آمنا بما جاءنا من قبلك {إن الذين كفروا} بما أنزل إليك وإن قالوا إنا قد آمنا بما جاءنا من قبلك {سواء عليه أأنذرتهم أم لم تنذرهم} 231 إن الله أفرج السماء لملائكته ينظرون أعمال بني آدم، ... 329 إن أناسا من علماء اليوم أولي فاقة كانوا ذوي حظ من علم التوراة فأصابتهم سنة 702 إن أهل سماء الدنيا أشرفوا على أهل الأرض، فرأوهم 330 إن أهل الكتاب كانوا يقولون ليس علينا جناح فيما أصبنا من أموال هؤلاء؛ لأنهم أميون في قوله تعالى: {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل} 696 أن حبرا من أحبار اليهود من "فدك" يقال له: "عبد الله بن صوريا" حاج النبي صلى الله عليه وسلم 296 إن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون ليتنا نقتل كما قتل أصحاب بدر ونستشهد أو ليت لنا يوما كيوم بدر 761 إن رجالا من أهل المدينة كانوا إذا خاف أحدهم من عدوه شيئا أحرم فأمن 459 إن رجلا وامرأة من أهل خيبر زنيا ... فحكم عليهم بالرجم 674 إن رؤساء اليهود قالوا: يا محمد لقد علمت أنا أولى بإبراهيم منك ومن غيرك 690 إن شئت فاعزل وإن شئت فلا تعزل "سئل عن العزل" 563

إن الشياطين كانوا يسترقون السمع من السماء فيجيء أحدهم بكلام حق فإذا جرب من أحدهم الصدق 304 إن صاحبكم رسول الله ولكنه إليكم خاصة "وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم} بهذا فتقوم عليكم الحجة في قوله تعالى: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا: آمنا} 269 إن العرب كانوا يتكلمون بها، فلما سمعهم اليهود يقولونها للنبي صلى الله عليه وسلم أعجبهم ذلك في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا} 343 إن المراد بذلك أن يوصي الميت لذوي قرابته واليتامى والمساكين 839 إن المرأة التي فتن بها الملكان مسخت فهي هذه الكوكب الحمراء 323 إن معنى الصبغة: الدين في قوله تعالى: {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة} 383 إن الملوك سألوا علماءهم قبل المبعث ما الذي تجدون في التوراة؟ فقالوا: نجد أن الله يبعث من بعيد المسيح 420 إن الناس كانوا قبل أن ينزل في الصوم ما نزل يأكلون ويشربون ويحل لهم النساء 436 إن النصارى كانوا إذا ولد لأحدهم ولد فأتت عليه ستة أيام 382 صبغوه في ماء لهم 383 إن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} يعني آية: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين} 258

إن هذه الآية نزلت في بني عمرو بن عمير {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا} 640 إن هذه الآية نزلت في المنافقين إذا خلوا باليهود وهم شياطينهم {وإذا خلو إلى شياطينهم} 238 إن هذه الآية نزلت {وما كان لنبي أن يغل} في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر 775 إن هذا الحي من قريش كانوا يشرحون النساء بمكة يتلذذون بهن مقبلات ومدبرات 558 إن اليهود سألت محمدا صلى الله عليه وسلم عن أشياء كثيرة فأخبرهم بها على ما هي عندهم إلا جبريل، فإن جبريل كان عند اليهود صاحب عذاب وسطوة 297 إن اليهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعثته، فلما بعثه الله في قوله تعالى: {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا} 280 إن اليهود لما قالت: نحن أبناء الله وأحباؤه أنزل الله قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله} 667 أنزلت في محمد وأصحابه ومشركي يوم بدر، أن اليهود من أهل المدينة {قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد} 666 أنفقوا ما كان من قليل أو كثير ولا تستسلموا فلا تنفقوا شيئا فتهلكوا 476 إنما أنزلت هذه الآية {فأتوا حرثكم أنى شئتم} من أي وجه 561 إنما الحرث من القبل الذي يكون منه النسل والحيض 561

إنها نزلت تنبيها للأوصياء على حفظ أموال اليتامى {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم} 841 أول خلع وقع في الإسلام أخت عبد الله بن أبي 585 أو ما نسخ من القرآن شأن القبلة قال الله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} 365 أول ما نسخ من القرآن القبلة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود أمره الله عز وجل 393-394 أولي العلم والفقه تفسير قوله تعالى: {وأولي الأمر منكم} 898 أي: ادعوا بالموت على الفريقين أكذب فأبوا ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {فتمنوا الموت} 286 أي: يقسم لطائفته من المسلمين ويترك طائفة فيجوز في القسمة في قوله تعالى: {وما كان لنبي أن يغل} 778 الأعاجم تفسير قوله تعالى: {ومن الذين أشركوا} 289 الأميون هنا قوم لم يصدقوا رسولا أرسله الله، ولا كتابا بأيديهم في قوله تعالى: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} 270-271 الأول عبد الله بن سلام أودعه رجل ألفا ومئتي أوقية من ذهب فأداه إليه فمدحه الله 696 بما أكرمكم الله به فيقول الآخرون: إنما نستهزئ في قوله تعالى: {بما فتح الله عليكم} 268 جعل الله القرآن حكما فيما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فحكم القرآن على اليهود والنصارى 673

حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقي النار، وقالها محمد حين قالوا: إن الناس قد جمعوا لكم 796 خطاب لجميع من يعقل {يا أيها الناس} 243 دخل أبو بكر بيت المدراس فوجد من اليهود أناسا كثيرا قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له: فنحاص 805 ذاك سر عملك وعلانيته، يحاسبه الله به وليس من عبد مؤمن يسر في نفسه خيرا تفسير قوله تعالى: {إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} 654 ذاك ظهرها لبطنها غير معاجزة يعني الدبر في قوله تعالى: {فأتوا حرثكم أنى شئتم} 561 سأل معاذ بن جبل أخو بني ساعة وسعد بن معاذ أخو بني عبد الأشهل، وخارجة بن زيد، نفرا من أحبار يهود عما في التوراة فكتموهم إياه 412 سئل عن العزل {نساؤكم حرث لكم} 563 عرفوا أن قبلة البيت الحرام قبلتهم التي أمروا بها كما عرفوا أبناءهم في قوله تعالى: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} 400 على الخيل في سبيل الله تفسير قوله تعالى: {الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله} 636 عمدوا إلى ما أنزل الله في كتابهم من نعت محمد فحرفوه عن مواضعه يبتغون بذلك عرضا من الدنيا 272

فقال لهم خزنة أهل النار: يا أعداء الله، زعمتم أنكم لن تعذبوا في النار إلا أياما معدودة في قوله تعالى: {وقالوا: لن تمسسنا النار إلا أياما معدودة} 273-274 فقال اليهود: نزلت التوراة بتحريمه، كذبوا ليس في التوراة 716 فقدت قطيفة حمراء يوم بدر مما أصيب من المشركين، فقال الناس: "لعل رسول الله أخذها" 775 في قوله تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين} فأنزل الله بعد ذلك: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه} 707 فيما كان على بني إسرائيل تفسير قوله تعالى: {ذلك تخفيف من ربكم ورحمة} 427 قال ابن سلام ونعمان وسابق ومالك من اليهود: عزير بن الله 367 قال ابن صوريا الغطيوني لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد ما جئتنا بشيء فأنزل الله في ذلك قوله: {ولقد أنزلنا إليك آيات بينات} 301 قال أبو نافع القرظي حين اجتمعت الأحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الإسلام 704-705 قال تعالى لنبيه ولمن آمن معه يؤيسهم من إيمان اليهود: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله} 262 قال أهل الكتاب: زعم محمد أنه أوتي ما أوتي في تواضع وله تسع نسوة، وليس همه إلا النكاح 888 قال طائفة من اليهود لبعضهم إذا لقيتم أصحاب محمد أول النهار فآمنوا، وإذا كان آخر النهار فصلوا صلاتكم 695

قال عبد الله بن صوريا الأعور لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الهدى إلا ما نحن عليه فاتبعنا يا محمد تهتد 381 قال عبد الله بن الصيف وعدي بن زيد والحارث بن عوف بعضهم لبعض: تعالوا نؤمن بما أنزل الله على محمد وأصحابه غدوة ونكفر به عشية في قوله تعالى: {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل} 693 قال مالك بن الصيف: والله ما عهد إلينا في محمد، ولا أخذ علينا ميثاق 302 قالت قريش: يا محمد تزعم أن من خالفك فهو في النار والله عليه غضبان 799 قالت كفار قريش: يا محمد صف أو انسب النار بك، فأنزل الله تعالى هذه الآية: {وإلهكم إله واحد} ، وسورة الإخلاص 413 قالت اليهود: قلوبنا مملؤة علما لا نحتاج إلى علم محمد ولا غيره بل هي غلف فنزلت {بل لعنهم الله بكفرهم} 279 قالوا: قلوبنا أوعية العلم في تفسير قوله تعالى: {وقالوا قلوبنا غلف} 279 قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، واليهود تقول: إنما هذه الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما يعذب الناس في النار لكل ألف سنة من أيام الدنيا في قوله تعالى: {وقالوا: لن تمسنا النار إلا أياما معدودة} 273 كان آصف كاتب سليمان يعلم الاسم الأعظم، وكان يكتب كل شيء بأمر سليمان 310 كان أبو برزة يقضي بين اليهود فيما يتنافرون إليه فتنافر إليه الناس من أسلم 900

كان الذي أصاب سليمان بن داود في سبب أناس من أهل امرأة يقال لها جرادة، وكانت من أكرم نسائه عليه 309 كان الذين حزبوا الأحزاب من قريش وغطفان ومن قريظة: حيي بن أخطب 887 كان أناس من الأنصار لهم أنسباء وقرابة من قريظة والنضير فنزلت {ليس عليك هداهم} 629 كان أهل الكتاب يقول أحدهم لصاحبه عش ألف سنة كل ألف سنة فنزلت 288 كان أهل الكتاب يستنصرون بخروج محمد صلى الله عليه وسلم على مشركي العرب فلما بعث الله عز وجل محمدًا ورأوه من غيرهم 281-282 كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون يقولون: نحن المتوكلون فإذا قدموا مكة سألوا الناس 496 كان الأوس والخزرج يتحدثون فغضبوا حتى كان بينهم حرب فأخذوا السلام ومشى بعضهم إلى بعض 725 كان إيلاء أهل الجاهلية السنة والسنتين وأكثر من ذلك فوقت الله بأربعة أشهر 579 كان به عرق النساء فجعل على نفسه لئن شفاه الله منه لا يأكل لحوم الإبل تفسير قوله تعالى: {إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة} 716 كان الجلاس بن الصامت قبل توبته فيما بلغني ومتعب بن قشير ورافع بن زيد وبشر كانوا يدعون الإسلام 902

كان حيي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشد يهود للعرب حسدا تفسير قوله تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم} 354 كان الحجاج بن عمرو وابن أبي الحقيق وقيس بن زيد بطنوا بنفر من الأنصار ليفتنونهم عن دينهم 676 كان ذلك يوم أحد في قوله تعالى: {وإذ غدوت من أهلك} 742 كان ذو المجاز وعكاظ متجر الناس في الجاهلية، فلما جاء الإسلام كأنهم كرهوا ذلك 501 كان رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين ماتوا على القبلة الأولى: منهم أبو أمامة وسعد بن زرارة أحد بني النجار في قوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} 392 كان رجل من الأنصار أسلم، ثم ارتد ولحق بالمشركين، ثم ندم فأرسل إلى قومه سلوا لي رسول الله هل لي من توبة فنزلت {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم} 708 كان الرجل إذا مات وترك امرأته اعتدت سنة في بيته ينفق عليها من ماله، يعني ولا ترث 594، 595 كان الرجل إذا مات وترك زوجة ألقي عليها حميمه ثوبة في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها} 846 كان الرجل يتصدق فإذا تقبل منه نزلت عليه نار من السماء فأكلته 808 كان الرجل يحلف على الشيء من البر والتقوى لا يفعله فنهى الله عن ذلك 577

كان الرجل يطلق المرأة ثم يراجعها ثم يطلقها ثم يراجعها يضارها بذلك 588 كان الرجل يعاقد الرجل على أن يكون معه وله سهم ... كل حلف في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة 866 كان في بني إسرائيل القصاص، ولم تكف فيهم الدية فقال الله تعالى لهذه الأمة: {كتب عليكم القصاص في القتلى} 426 كان على بني إسرائيل القصاص في القتلى ليس بينهم دية في نفس ولا جرح 427 كان على الصفا صنم في صورة رجل يقال له إساف، وكان على المروة صنم على صورة امرأة تدعى نائلة في قوله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} 409 كان عند علي أربعة دراهم، فتصدق بدرهم ليلا، وبدرهم نهارا 634 كان كردم بن زيد حليف كعب بن الأشرف وأسامة بن حبيب 870 كان المال للولد، وكانت الوصية للوالدين، فنسخ الله من ذلك ما أحب 845 كان ناس يخرجون من أهليهم وليس معهم أزودة، يقولون: نحج بيت الله ولا يطعمنا! فقال الله: تزودوا 497 كان الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلوا العشاء حرم عليهم الطعام والشراب والنساء 439 كان الناس لا يتجرون في أيام الحج فأنزل الله {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} 504

كان المشركون يأخذون المسمين بألسنتهم بالشتم والأذى، وهم بمكة في قوله تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه} 471 كان المهاجرون حين قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري تفسير قوله تعالى: {والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم} 866 كان يرى أن الله وعد من عمل صالحا من اليهود وغيرهم الجنة ثم نسخ ذلك 258 كان يكره أن تؤتى المرأة في دبرها 261 ينكر على من يقرأ {أن يغل} يعني بفتح الغين 776 كان يهود خيبر تقاتل غطفان، فإذا التقوا هزمت اليهود، فعاذت اليهود بهذا الدعاء: ... 282 كانت العرب تقف بعرفة، وكانت قريش تقف دون ذلك بالمزدلفة فأنزل الله تعالى: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} 508 كان العرب يعظمون شأن اليتيم ويشددون أمره حتى كانوا لا يؤاكلونهم ولا يركبون له دابة 549 كانت متعة النساء في أول الإسلام كان الرجل إذا قدم اللبدة ليس معه ما يصلح له ضيعته 859 كانت المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد فتحلف: لئن عاش لها ولد لتهودنه تفسير قوله تعالى: {لا إكراه في الدين} 610 كانت اليهود يقدمون صبيانهم يصلون بهم، ويقربون قربانهم ويزعمون أنه لا ذنوب لهم 884

كانوا إذا اعتكفوا فخرج الرجل إلى الغائط جامع امرأته ثم اغتسل 450 كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته 847 كانوا فريقين يعني بالمدينة: بنو قينقاع ولهم حلفاء الخزرج وقريظة والنضير ولهم حلفاء الأوس في قوله تعالى: {وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم} 278 كانوا يتحرجون عن أموال اليتامى ويترخصون في النساء فيتزوجون ما شاؤا فربما عدلوا وربما لم يعدلوا 826 كانوا يتقون البيع والتجارة في الحج يقولون: أيام ذكر الله تعالى فأنزل الله تعالى: {ليس عليكم جناج أن تبتغوا فضلا من ربكم} 502 كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض ويجعلون المحرم صفر، ويقولون، إذا برأ الدبر وعفا الأثر 494 كانوا يزيدون في كتاب الله مالم ينزل الله 704 كانوا يسألون الشهادة فلقوا المشركين يوم أحد فاتخذ منهم شهداء 762 كانوا يستظهرون يقولون نحن نعين محمدا وليسوا كذلك بل يكذبون في قوله تعالى: {يستفتحون} 283 كانوا يكرهون أن يرضخوا لأنسابهم من المشركين، فسألوا نرخص لهم فنزلت هذه الآية: {ليس عليك هداهم} 628 كانوا يكونون مع النبي أول النهار يكلمونه ويمارونه فإذا أمسوا وحضرت الصلاة كفروا به وتركوه تفسير قوله تعالى: {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل ... } 694

كانوا لا يقتلون الرجل بالمرأة ولكن يقتلون الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة فأنزل الله تعالى: {النفس بالنفس والعين بالعين} 429 كانوا يودون ثبوت النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاة إلى الصخرة في قوله تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} 373 كل شيء نزل فيه {يا أيها الناس} فهو مكي، وكل شيء نزل فيه {يا أيها الذين آمنوا} مدني 242 كما خفتم في اليتامى فخافوا في النساء إذا اجتمعن عندكم 826 لعمري لقد وجد المسلمون منها حين أنزلت مثل ما وجد فأنزل بعدها {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} 650 لم ينزل الله السحر في قوله تعالى: {وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت} 315 لو تمنى اليهود الموت لماتوا 286 لو تمنوا الموت لشرق أحدهم بريقه 287 لو تمنوه يوم قال لهم فتمنوا الموت ما بقي على ظهر الأرض يهودي إلا مات 286 لو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون إبلا ولا مالا 684 لما استشهد الله من المسلمين من استشهد يوم أحد قال المنافقون الذين تخلفوا عن الجهاد 918 لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة وأسيد وابنا سعيه وأسد بن عبيد 735 لما أصيب السرية أصحاب خبيب بالرجيع بين مكة والمدينة قال رجال من النافقين: يا ويح هؤلاء المقتولين الذين هلكوا ... 520

لما أصيبت السرية التي كان فيها عاصم ومرثد بالرجيع، قال رجال من المنافقين: يا ويح هؤلاء المقتولين 521 لما ذهب ملك سليمان ارتد فئام من الجن والإنس واتبعوا الشهوات 303 لما صرف النبي صلى الله عليه وسلم نحو الكعبة بعد صلاته إلى بيت المقدس، قال المشركون من أهل مكة: تحير على محمد دينه 401 لما صرفت القبلة عن الشام إلى الكعبة وذلك في رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مقدم رسول الله المدينة 388 لما ضرب الله تعالى هذين المثلين للمنافقين يعني قوله تعالى: {مثلهم كمثل الذي استوقد نارا} وفي قوله تعالى: {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة} 254 لما قدم أهل نجران من النصارى المدينة أتتهم أحبار اليهود فتنازعوا في تفسير قوله: {وقالت اليهود ليست النصارى على شيء} 358 لما قدم كعب بن الأشرف مكة، قالت له قريش: أنت حبر أهل المدينة وسيدهم 885 لما نزل قوله: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} و {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما} ... اعتزلوا أموال اليتامى 550 لما نزلت {إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} دخل قلوبهم منها شيء، لم يدخل قلوبهم 647 لما نزلت ضج المؤمنون ضجة ... إنكم لا تستطيعون أن تمتنعوا عن الوسوسة 651

لما نزلت: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} عزلوا أموال اليتامى حتى جعل الطعام يفسد 547 لما نزلت: {وعلى الذين يطيقونه} ، ثم نزلت هذه الآية: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} إلا في الشيخ الفاني فإنه إن شاء أطعم 431 لما وقع الناس بعد آدم فيما وقعوا فيه من المعاصي والكفر بالله قالت الملائكة في السماء: يا رب هذا العالم 327 ليس كذلك يقول: أن تغضب لله عز وجل إذا أعصي في قوله تعالى: {فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا} 516 مات سليمان وهو قائم يصلي، ولم تعلم الشياطين بموته، حتى أكلت 310 ما لكم ولهذه؟ إنما أنزلت هذه في أهل الكتاب ثم تلا {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} 813 ما نصر الله في موطن كما نصر في يوم أحد 769 ما يفضل عن أهلك تفسير قوله تعالى: {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} 546 من خرج من بيته إلى بيت الله فلا يقرب النساء 450 المتشابه حروف التهجي في أوائل السور، ذلك أن رهطا من اليهود 659 نزلت في أحبار اليهود الذين كتموا صفة محمد ونبوته {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله ... } 800 نزلت في أحبار اليهود عبد الله بن صوريا وكعب بن أسد {يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا ... } 882

نزلت في أصحاب السفينة الذين أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة يعني قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته} 373 نزلت في أم كلثوم وبنت أم كجة وثعلبه بن أوس ... {للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون} 835 نزلت في امرئ القيس بن عابس استعدى عليه عيدان بن أشوع ... {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} 703 نزلت في أهل الكتاب الذين بخلوا بما في أيديهم من الكتب ... {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضلة} 804 نزلت في عبد الله بن أبي أمية ورهط من قريش يعني آية: {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى} 350 نزلت في عبد الله بن أبي وأصحابه كانوا يتولون اليهود والمشركين {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} 676 نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي يعني آية: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} 895 نزلت في علي بن أبي طالب لم يملك غير أربعة دراهم يعني آية: {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية} 634 نزلت في علي حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغار {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله} 529 نزلت في عمرو بن الجموح سأل عن مواضع النفقة {يسألونك ماذا ينفقون} 534

نزلت في الفقراء أهل الصفة مهاجرة الأعراب {للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله} 633 نزلت في قريظة وكانوا أول من كفر من اليهود بمحمد تفسير قوله تعالى: {ولا تكونوا أول كافر به} 251 نزلت في كتمان الشهادة {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} 644 نزلت في مشركي مكة ومنعهم المسلمين من ذكر الله تعالى في المسجد الحرام 359-360 نزلت في النصارى في قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله} 360 نزلت في نفر من اليهود قالوا للمسلمين بعد وقعة أحد: ألم تروا إلى ما أصابكم 354 نزلت في يهود ... أن تصنعوا كصنيعهم {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم} 354 نزلت في الدين يعني آية {فنظرة إلى ميسرة} 642 نزلت في رجل من المنافقين يقال له بشر كان بينه وبين يهودي خصومة {يريدون أن يحاكموا إلى الطاغوت} 903 نزلت في رفاعة بن التابوت ومالك بن دخشم كانا إذا تكلم رسول الله لويا لسانهما وعاباه {ليا بألسنتهم وطعنا في الدين} 881 نزلت في رؤساء اليهود وعلمائهم، كانوا يصيبون الهدايا والفضول يعني آية: {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب} 419

نزلت في رؤوس يهود المدينة: كعب بن الأشرف، ومالك بن الضيف يعني آية: {كونوا هودا أو نصارى تهتدوا} 380 نزلت في الزبير والمقداد حين أنزلا خبيب بن عدي من خشبته التي صلب عليها يعني آية: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله} 527 نزلت في السبعين الذين اختارهم موسى ليذهبوا معه إلى الله يعني آية: {أفتطعمون أن يؤمنوا لكم} 261 نزلت في سرية الرجيع وذلك أن كفار قريش بعثوا إلى رسول الله إنا أسلمنا 523 نزلت في صلح الحديبية، وذلك أن رسول الله لما صد عن البيت هو وأصحابه يعني آية: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم} 465 نزلت في عبادة بن الصامت كان له حلفاء من اليهود يعني آية: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} 677 نزلت في يهود المدينة كان الرجل منهم {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم} 252 نزلت في اليهود والنصارى حرفوا التوراة والإنجيل وضربوا كتاب الله {وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب} 703 نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي وأصحابه وذلك خرجوا ذات يوم {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا: آمنا} 236 نزلت هذه الآية في عبد الله بن سلام وأصحابه، وذلك أنهم حين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة} 529

نزلت هذه الآية في المهاجرين لما قدموا المدينة ذكروا إتيان النساء فيما بينهم وبين الأنصار 558 نزلت {لا إكراه في الدين} لما دخل الناس في الدين وأعطى أهل الكتاب الجزية 614 نسخت هذه الآية عدتها تعتد حيث شاءت {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزوجهم ... } 594 نميز أهل اليقين من أهل الشك تفسير قوله تعالى: {إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} 391 هذا جواب لابن صوريا حيث قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه 301 هذا على قراءة أبي بن كعب 860 هذا في الرجل يحضره الموت فيسمعه رجل يوصي بوصية تضر بورثته 840 هذا في القبلة، وذلك أن اليهود بالمدينة والنصارى في قوله تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} 373 هم أحبار يهود وجدوا نعت النبي صلى الله عليه وسلم محمد مكتوبا في التوراة 272 هم أهل الكتاب تفسير قوله تعالى: {ادخلوا في السلم كافة} 530 هم أهل الكتاب عرفوا محمدا ثم كفروا به تفسير قوله تعالى: {كيف يهدي الله قوما ... } 712 هم أهل الكتاب كانوا يأمرون الناس بالصوم والصلاة تفسير قوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم} 252

هم الأول تفسير قوله تعالى: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم ... } 830 هم قوم كفروا بعيشهم ثم آمنوا بمحمد فأخرجهم الله من كفرهم 615 هم المشركون، حبسوا محمدا صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة تفسير قوله تعالى: {الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص} 470 هم والله المشركون يسألون الله المال ويقولون: اللهم اسقنا المطر 515 هم اليهود تفسير قوله تعالى: {ولتجدنهم أحرص الناس على حياة} 289 هو الرجل يحلف لا يكلم قرابته أو مسلما أو لا يتصدق 578 هو العهد الذي عهد إذا جاءكم النبي محمد تصدقونه وتتبعونه تفسير قوله تعالى: {وأوفوا بعهدي} 250 هم قول الأعاجم إذا عطس زه هزار سال ... تفسير قوله تعالى: {يود أحدهم لو يعمر ألف سنة} 289 هو محمد تفسير قوله تعالى: {وتكتموا الحق} 250 هي محكمة وليست بمنسوخة {وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى} 838 والله لهكذا أنزلها الله عز وجل {فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة} 859-860 وجد أهل الكتاب ما بين طرفي جهنم مسيرة أربعين يوما تفسير قوله تعالى: {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة} 273، 274 وذلك أن الله ذكر آلهة المشركين فقال: {وإن يسلبهم الذباب شيئا} 245-246

وذلك أن الله تعالى لم يقبض نبيا حتى يخيره بين الموت والحياة فلما حضرت وفاة يعقوب في قوله تعالى: {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت} 379 وذلك أن الرجل كان يرث امرأة ذي قرابته في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ... } 847 وذلك أن المسلمين كانوا في شهر رمضان إذا صلوا العشاء حرم عليهم النساء 436 ورثة تفسير قوله تعالى: {ولكل جعلنا موالي} 866 والطاغوت رجل من اليهود كان يقال له كعب بن الأشرف تفسير قوله تعالى: {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت} 902 وكان عمر أصاب من النساء بعد ما نام 440 لا تجعلني عرضة ليمينك أن تصنع الخير في قوله تعالى: {ولا تجعلوا الله عرضه لأيمانكم} 577 لا تقتلوا النساء والصبيان والشيخ الكبير في قوله تعالى: {ولا تعتدوا} 467 لا يا لكع إنما قوله: {أنى شئتم} قائمة وقاعدة ومقبلة ومدبرة في القبل 561 يرحم الله أبا عبد الرحمن 651 يرحم الله عمر ما كانت المتعة إلا رحمه من الله رحم بها أمة محمد 859 يطوف الرجل بالبيت ... ثم ليدفعوا من عرفات إذا أفاضوا منها حتى يبلغوا جمعا 510 يعني بالحرث بالفرج، يقول: تأتيه كيف شئت في قوله تعالى: {فأتوا حرثكم أنى شئتم} 560

يعني بالذكر ذكر الأبناء الآباء في قوله تعالى: {فاذكروا الله كذكركم آباءكم} 515 يعني في الشهادة في قوله تعالى: {إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} 645 يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لقد فرق أصحاب رسول الله منها كما فرق ابن عمر منها يعني آية: {وإن تبدوا ما في أنفسكم ... } 650 عبد الله بن عبيدة: أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني سالم كان له ابنان تنصرا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم 612 عبد الله بن علي: أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلسوا يوما ورجل من اليهود قريب منهم فجعل يقول: إني لآتي امرأتي وهي مضطجعة 561 عبد الله بن عمر: أتى رجل امرأته في دبرها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد من ذلك وجدا شديدا 573 أتدري فيم أنزلت هذه الآية أنزلت في إتيان النساء في أدبارهن الآية: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} 565-570 أصاب رجل امرأته في دبرها فأنكر الناس ذلك فأنزل الله عز وجل {نساؤكم حرث لكم} 570

أطلعت الحمراء؟ "قاله لنافع مولاه" ... 335 ألستم تحرمون كما تحرمون، وتطوفون كما تطوفون وترمون ... فأنت حاج 501 ألستم تلبون، ألستم تطوفون ألستم تسعون بين الصفا والمروة 500 أمسك علي المصحف فقرأ حتى بلغ {نساؤكم حرث لكم} 572 أمسك علي المصحف يا نافع تدري يا نافع فيم نزلت هذه الآية؟ 568 {إن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} نسختها الآية التي بعدها 652-653 أنزلت: {فأينما تولوا فثم وجه الله} أن تصلي حيث توجهت بك راحلتك في التطوع 363-364 أنزلت في الذي يأتي امرأته في دبرها يعني آية {نساؤكم حرث لكم} 572 انطلق إلى ابن عباس فاسأله فإنه أعلم من بقي بما أنزل الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم 409 أنظر طلعت الحمراء؟ لا مرحبا بها ولا أهلها ولا حياها الله هي صاحبة الملكين 324 إنما نزلت {نساؤكم حرث لكم} على رسول الله صلى الله عليه وسلم رخصة في إتيان الدبر 566 إنما نزلت في التطوع حيث توجه بك بعيرك في قوله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله} 364 أي: حيث شئتم تفسير قوله تعالى: {نساؤكم حرث لكم} 571

أي: مثله من النساء تفسير قوله تعالى: {أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجهم} 570 تدري فيم أنزلت ... نزلت في كذا وكذا ثم مضى "قاله لمولاه نافع" 564 تدرى فيم أنزلت هذه الآية ... في رجال كانوا يأتون النساء في أدبارهن 571 تدري فيم نزلت ... نزلت في رجل أتى امرأته في دبرها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم {نساؤكم حرث لكم} 569 كان إذا قرأ السورة لا يتكلم حتى يختهما 570 كان إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه 564 كانوا إذا أحرموا ومعهم أزودة رموا بها، واستأنفوا زادا آخر 498 لئن أخذنا بهذه الآية لنهلكن: {إن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} 650 ما هو أعظم من ذلك: {وإن تلك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} وإذا قال الله لشيء عظيم 871 نزلت في رجل من الأنصار أصاب امرأته في دبرها فأعظم الناس ذلك فأنزل الله: {نساؤكم حرث لكم} لا إلا في دبرها 568 نزلت هذه الآية في الأعراب: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} 871 نزلت هذه الآية في الذي يأتيها في دبرها {نساؤكم حرث لكم} 567 وقع رجل على امرأته في دبرها فأنزل الله تعالى {نساؤكم حرث لكم} 568 لا بأس بذلك وتلا: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} سئل عن الرجل يحج فيتجر؟ 501

يأتيها في ... تفسير قوله تعالى: {فأتوا حرثكم أنى شئتم} 564 يا نافع أتدري فيم نزلت فيم أنزلت هذه الآية؟ ... نزلت في رجل من الأنصار أصاب امرأته في دبرها فوجد في نفسه من ذلك 572 عبد الله بن عمرو بن العاص: لما أهبط الله آدم من الجنة قال: إني منزل معك بيتا يطاف حوله كما يطاف حول عرشي 375 عبد الله بن كعب بن مالك: أن كعب بن الأشرف كان شاعرا وكان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه كفار قريش 810 إن كعب بن الأشرف كان يهوديا شاعرا فكان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم تفسير قوله تعالى: {ود كثير من أهل ... } 356 عبد الله بن مسعود: كانت بنو إسرائيل إذا أذنبوا أصبح مكتوبا على بابه الذنب وكفارته 855 كنا نقوم في الصلاة ونتكلم ويسأل الرجل صاحبه عن حاجته 599 كنا نغزو وليس لنا نساء فرخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب 858-859 لما صرف نبي الله صلى الله عليه وسلم نحو الكعبة بعد صلاته إلى بيت المقدس قال المشركون من أهل مكة تحير على محمد دينه 401 لما نزلت {وعلى الذين يطيقونه} كان من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكينا ... حتى نسختها {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} 431

ما شعرت أن أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يريد الدنيا وعرضها حتى كان يوم أحد 767 نسختها: {لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت} يعني هذه الآية نسخت آية: {وإن تبدو ما في أنفسكم أو نخفوه يحاسبكم به الله} 653 كان أناس آمنوا بعيسى، لما جاءهم محمد آمنوا به فأنزلت فيهم تفسير قوله تعالى: {الله ولي الذين آمنوا} 615 عبيد الله بن عتبة الهذلي: إن هاروت وماروت كانا ملكين فأهبطا ليكما بين الناس وذلك أن الملائكة سخروا من حكام بني آدم 331 عبيدة بن عمرو السلماني: اتق الله وقل سدادا، فقد ذهب الذين كانوا يعلمون فيما أنزل القرآن 199 في قوله تعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية ... } نسختها الآية التي تليها وهي: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} 432 كان الرجل يذنب الذنب العظيم فيلقي "بيده إلى التهلكة" ويقول: لا توبة لي 478 كان الرجل يذنب الذنب العظيم فيلقي بيده فيهلك فنهوا عن ذلك 478 هو الرجل يصيب الذنب العظيم فيلقي بيده ويرى أنه قد هلك 478 عثمان بن طلحة: أشهد أن محمدا رسول الله 893

لو علمت أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم آمنه المفتاح 893 يا علي أكرهت وأذيت ثم جئت ترفق 893 عثمان بن عفان: علي جهاز من لا جهاز له في غزوة تبوك 621 يا ابن أخي لا أغير شيئا منه مكانه يعني بقاء رسمها "قاله لعبد الله بن الزبير" 601 عروة بن الزبير: أرأيت قول الله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله ... } فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة 406 سأل عائشة عن قوله تعالى: {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى} 828 وقال رجل لامرأته على عهد النبي صلى الله عليه وسلم: لا أوذيك ولا أدعك تحلين 582 كان الرجل إذا طلق امرأته ثم ارتجعها قبل أن تنقضي عدتها، كان ذلك له 581 كان الرجل يطلق امرأته ثم يراجعها ليس لذلك شيء ينتهي إليه 581 كتب إلى عبد الملك بن مروان: والحمس ملة قريش ومن ولدت قريش في خزاعة وبني كنانة كانوا لا يدفعون عن عرفة 506 يطلق الرجل امرأته ما شاء أن يطلقها وهي امرأته إذا ارتجعها وهي في العدة وإن طلقها مئة مرة 582 عطاء بن أبي رباح:

أمم كانت قبل اليهود والنصارى في قوله تعالى: {كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم} 358 أن أهل الجاهلية كانوا إذا هلك الرجل وترك امرأة حبسها أهلها 848 أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أرنا آية فنزلت: {إن في خلق السموات} 414 إن معنى الآية: إن العرب كانت أمة واحدة ليس أمية ليس لهم دين ولا كتاب فلم يقبل منهم: {لا إكراه في الدين} 614 أنها نزلت في المؤمنين، وقيل في عثمان بن مظعون وأصحابه الذين عزموا على الترهب يعني آية: {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض ... } 417 أول ما نزل في الخمر: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس} 872 أولي العلم والفقة: تفسير قوله تعالى: {وأولي الأمر منكم} 898 بلغني أن هاروت وماروت قالا يا ربنا إنك لتعصي في الأرض، فأهبطهما إلى الأرض 333 ذكركم آباءكم: أبه، أمة في قوله تعالى: {كذكركم} 515 ذلك في الربا وفي الدين في كل ذلك: يعني آية: {فنظرة إلى ميسرة} 642 كان أهل الجاهلية إذا نزلوا منى تفاخروا بآبائهم ومجالسهم 518 كان أهل الجاهلية يأتون البيوت من أبوابها ويرونه برا 462 كان أهل الجاهلية يتناشدون الأشعار يذكرون آباءهم يفخر بعضهم على بعض 518 كان أهل يثرب إذا رجعوا من عيدهم دخلوا البيوت من ظهورها ويرون أن ذلك أحرى 463

كان عبد الله بن الهيبان قبل الهجرة يحض على اتباع محمد إن ظهر 235 كانت لغة تقولها الأنصار فنهى الله عنها في قوله تعالى: {ولا تقولوا راعنا} 344 كانوا يرجون أن يكون منهم فلما خرج ورأوا أنه ليس منهم كفروا به في قوله تعالى: {وكانوا من قبل يستفتحون} 284 كالصبي يلهج بأبيه وأمه في قوله تعالى: {كذكركم} 515 لما أنزل الله عز وجل {وإلهكم إله واحد} قالت كفار قريش بمكة كيف يسع الناس إله واحد 413 لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة اشتد الضرر عليهم فإنهم خرجوا بلا مال، وتركوا ديارهم 533 لما نزل في اليتامى ما نزل اجتنبهم الناس فلم يؤاكلوهم ولم يشاربوهم ولم يخالطوهم فأنزل الله: {إصلاح لهم خير} 550 لما نزلت {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} قال الناس لو نعلم أي ساعة ندعو فنزلت: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} 433 نزلت في أربعين رجلا من أهل نجران من العرب واثنين وثلاثين يعني آية: {ليسوا سواء} 736 نزلت في العباس بن عبد المطلب وعثمان بن عفان وكانا قد أسلفا في التمر ... يعني آية {وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم} 641 نزلت هذه الآية في نبهان التمار وكنيته أبو مقبل أتته امرأة حسناء تبتاع منه تمرا: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ... } 755

هم اليهود فيهم أنزل الله تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ... } 419 هو قول الصبي يا بابا في قوله تعالى: {كذكركم} 515 هي العهود بينه وبين اليهود نقضوها، كفعل قريظة والنضير وهي كقوله تعالى: {الذين عاهدت منهم ثم ينقضون ... } 302 وكانت قريش ينزلون دون عرفة وكان سائر أهل الجاهلية ينزلون بعرفة ... {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} 507 لا تمسخنا قردة وخنازير تفسير قوله تعالى: {كما حملته على الذين من قبلنا} 655 يبتليهم، ليعلم قد يسلم لأمره في قوله تعالى: {إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} 390 يقول: أنفقوا في سبيل الله ما قل وكثر في تفسير قوله تعالى: {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} 476 عطاء الخرساني: نزلت في اليهود كفروا بعيسى ثم ازدادوا كفرا بمحمد {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا} 713 هم اليهود والنصارى تفسير قوله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا ... } 712

عطية العوفي: إن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون ليتنا نقتل كما قتل أصحاب بدر ونستشهد 761 عكرمة: أبو عبد الله مولى ابن عباس: أدمى عبد الله بن قمئة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا عليه فكان حتفه أن سلط الله عليه 743-750 إن الذين يغرقون في البحر تتقسم الحيتان لحومهم فلا يبقى منهم شيء 617 إن امرأة من اليهود أصابت فاحشة فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون منه الحكم رجاء الرخصة 269 أن بني عمرو بن عمير كانوا يأخذون الربا على بني المغيرة ويزعمون أنهم.... 639 أن رجلا آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتله رجل من المسلمين فأنكروا عليه من كان معه 543 أن رجلا ارتد عن الإسلام ولحق بالمشركين، ثم ندم فأرسل إلى قومه 709 أن كعب بن الأشرف استجاشهم وأمرهم أن يقاتلوا محمدا 886 أن النساء سألت الجهاد فقلن: وددنا أن الله جعل لنا الغزو 863 أن هذه الآية {والمحصنات من النساء} نزلت في امرأة يقال لها معاذة أنزلت في صهيب بن سنان وأبي ذر الغفاري جندب بن السكن 856 جاء حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف إلى أهل مكة 886

عن رجل قد سماه من الأنصار جاء ليلة وهم صائم فقالت له امرأته: لا تنم حتى أصنع لك طعاما 438 ففي ذلك: {وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم ... } يعني سببها قصة الرجم 269-270 في أبي عامر الراهب الحارث بن سعيد بن الصامت ووحوح بن الأسلت في اثني عشر رجلا عن الإسلام ولحقوا بقريش 711 في الشهادة إذا كتمها في قوله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو نخفوه ... } 645 في كتمان الشهادة وأدائها على وجهها تفسير قوله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه ... } 645 قال فنحاص اليهودي يوم بدر لا يغرن محمدا إن غلب قريشا وقتلهم في قوله تعالى: {قل للذين كفروا ستغلبون..} 666 قرأ علي في آخر المغرب فقال في آخرها: ليس لكم دين وليس لي دين 873 قيل لهم حجوا فإن الله فرض على المسلمين حج البيت 719 كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، يقولون: نحن المتوكلون فإذا قدموا مكة سألوا الناس 496 كان بين هذين الحيين الأوس والخزرج قتال في الجاهلية 724 كان الرجل إذا طلق امرأته كان أحق برجعتها ولو طلقها تفسير قوله تعالى: {وبعولتهن أحق بردهن} 584 كان الرجل يتزوج الأربع والخمس والست والعشر فيقول: الآخر: ما يمنعني أن يتزوج 826

كان الرجل يطلق امرأته فيندم وتندم حتى يحب أن ترجع إليه تفسير قوله تعالى: {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن ... } 593 كان الناس أول ما أسلموا إذا صام أحدهم.. وإن عمر بينما هو صائم إذ سولت له نفسه فأتى أهله 439 كانوا يذكرون فعل آباءهم في الجاهلية إذا وقفوا بعرفة 518 لم يصبروا يوم أحد، فلم يمدوا بالملائكة ولو مدوا بالملائكة 746 لم يمدوا بملك واحد 746 لما أبطأ الخبر على النساء بالمدينة خرجن يستقبلن فإذا رجلان مقتولان على بعير 760 لما أمر الله بالنفقة فكان بعضهم يقول: ننفق فيذهب مالنا ولا يبقى شيء 475 لما نزلت {ومن يتبغ غير الإسلام دينا..} قال الملل مسلمون 719 لما نزلت: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا ... } قالت اليهود فنحن على الإسلام 718 لما نزلت هذه الآية: {ولا يأب كاتب أن يكتب ... } كان أحدهم يجيء إلى الكاتب فيقول له: اكتب لي 643 لو فسرتها لم أتفرغ من تفسيرها ثلاثة أيام ولكني سأجمل لك: هؤلاء قوم من أهل الكتاب 732 ندم المسلمون كيف خلوا بينه وبين رسول الله 759 نزلت في ابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل: {كنتم خير أمة أخرجت للناس ... } 733

نزلت في أبي قيس بن الأسلت خلف على أم عبيد بنت حمزة وكانت تحت أبيه الأسلت: {ولا تنكحوا ما نكح أباؤكم من النساء} 852 نزلت في أصحاب محمد في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته} 373 نزلت في ثعلبة وعبد الله بن سلام وابن يامين وأسد وأسيد.. وهي آية: {أدخلوا في السلم كافة} 530 نزلت في رفاعة بن زيد بن التابوت: {فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا} 881 نزلت في العباس بن عبد المطلب وعثمان بن عفان وكانا قد أسلفا في التمر ... {وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم} 641 نزلت في كبيشة بنت معن بن عاصم من الأوس توفي عنها أبو قيس بن الأسلت: {يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها..} 846 نزلت هذه الآية: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة..} في أبي رافع وكنانة بن أبي الحقيق 698 الناس في هذا الموضع محمد صلى الله عليه وسلم خاصة تفسير قوله تعالى: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضلة..} 888 لا تيمموا الخبيث منه تنفقون 483 هم أبو بكر وعمر تفسير قوله تعالى: {وأولي الأمر منكم} 898 هم قوم أسلموا قبل أن يفرض عليهم القتال تفسير قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة} 916

يعني بذلك الذي فعل عمر بن الخطاب فأنزل الله عفوه تفسير قوله تعالى: {علم الله أنكم تختانون أنفسكم} 439 يعني فنحاص، وأشيع أشبههما من الأحبار الذين يفرحون في قوله تعالى: {ولا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا..} 814 علقمة بن قيس: كل آية أولها {يا أيها الناس} نزلت بمكة، وكل آية أولها {يا أيها الذين آمنوا} نزلت بالمدينة 242 كل شيء نزل فيه {يا أيها الناس} فهو مكي، وكل شيء نزل فيه {يا أيها الذين آمنوا} فهو مدني 240، 242 علي بن أبي طالب: أرأيتم هذه الزهرة تسميها العجم أناهيد وكانت امرأة وكان الملكان يهبطان أول النهار يحكمان بين الناس 322 أن رجلا دعاه وعبد الرحمن ... فقدموا عليه 874 أن عبد الرحمن بن عوف صنع طعاما وشرابا فدعا نفرا من الصحابة فأكلوا وشربوا 873 أيما حر قتل عبد فهو به قود، فإن شاء موالي العبد أن يقتلوا الحر قتلوه 425 كان إذا خرج في حال اعتكافه لحاجة الإنسان فيكون منه الوطء فنزلت: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} 449 كان هو وعبد الرحمن بن عوف ورجل آخر شربوا الخمر فصلى بهم عبد الرحمن 873

كانت الزهرة امرأة جميلة من أهل فارس، وأنها خاصمت إلى الملكين هاروت وماروت 322 لقد أنزل الله عز وجل في شأنك، وقرأ عليه الآية: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} 893 لما نزلت {إن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه..} أحزنتنا، فقلنا يحدث أجدنا نفسه 652 نزلت في المسافر تصيبه فيتمم ثم يصلي: {ولا جنبا إلا عابري سبيل ... } 880 علي بن عبد الله البارقي الأزدي: قالت اليهود: اللهم ابعث لنا هذا النبي يحكم بيننا وبين الناس 285 عم ثابت بن رفاعة: إن ابن أخي يتيم في حجري فما يحل لي من ماله ومتى أدفع إليه ماله 832 حتى أدفع إليه ماله؟ يعني ثابت بن رفاعة وكان يتيما فنزلت: {فإن آنستم منهم رشدا..} 831 عمار بن ياسر: بل ينفعك فأقم 897 خل عن الرجل فقد أسلم وهو في أماني 897 كيف نقض العهد عندكم؟ قاله لنفر من اليهود 357

عمر بن الخطاب: أفتعرفون جبريل وتنكرون محمد؟ 295 أفلا تتخذه مصلى؟ "قاله لرسول الله صلى الله عليه وسلم" 376-378 أكذلك ... رويدكما حتى أخرج إليكما 904 أكذلك ... مكانكما حتى أخرج إليكما فأقضى بينكما 908 أما والله ما جئت لحبكم ولا لرغبة فيكم، ولكن جئت لأسمع منكم "قاله مخاطبا بني إسرائيل" 295 إن الله أنزل على نبيه وهو بمكة أن أهل الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم 399 أنا لله قام رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقتل 528 أي يمين أعظم فيكم؟ "قاله مخاطبا بني إسرائيل" 295 الآن يا رب زينتها لنا، فنزلت {قل أؤنبئكم} قاله لما نزلت {زين للناس حب الشهوات} 667 فأنشدكم بالرحمن الذي أنزل التوراة على موسى بطور سيناء أتجدون محمدا عندكم؟ فداه أبي وأمي ما سمعته يتلوها قبل ذلك: يقصدون رسول الله لما خرج من الكعبة يتلو: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} 295 فوالله الذي لا إله إلا هو إن الذي بينهما لعدو لمن عاداهما وسلم لن سالمهما 294 كذب أولئك ولكن من الذين اشتروا الآخرة بالحياة الدنيا 481

كذبت ياعدو الله فقد أبقى الله ما يخزيك 768 كذبوا يا أمير المؤمنين زعم رجال أنه ألقى بيده إلى التهلكة؟! 481 كنت أشهد اليهود يوم مدارسهم فأعجب من التوراة كيف تصدق الفرقان 293 كيف ذاك وأنتم تعلمون أنه رسول الله ثم لا تتبعونه ولا تصدقونه.. ومن عدوكم ومن سلمكم: "مخاطبا بني إسرائيل" 293 كيف ذاك؟ ... وفقك الله أصبت وصدقت: قاله لعبد اله ابن سلام 399 إن رجعت لأرجمنك 586 لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله تعالى: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} 376 لو فعل ربنا لفعلنا، الحمد لله الذي لم يفعل بنا ذلك: قاله لما أنزلت {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم} 912 من سره أن يكون منهم فليؤد شرط الله فيها: قاله لما قرأ {كنتم خير أمة أخرجت للناس} 734 {من كان عدوا لله وملائكته ورسله ... للكافرين} أنزلت على لسان عمر عندما قال له يهودي: أن جبريل صاحبكم عدو لنا 296 نشدتكم بالله بالذي لا إله إلا هو، ما استرعاكم من حقه واستودعكم من كتابه.. 293 هكذا أقضي بين من لم يرض بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم 904 وافقت ربي في ثلاث: قلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} 377

واقع أهله في ليلة من رمضان فاشتد ذلك عليه فأنزل الله: {أحل لكم} 439 وفيم عاديتم جبريل؟ وفيم سالمتم ميكائيل؟ وما منزلهما من ربهما 293 وكيف ذلك يا ابن سلام؟ وفقك الله يا ابن سلام 399 ويحكم فإني هلكتم.... مخاطبا بني إسرائيل 293 عمر بن عبد العزيز: كتب إلى أن ذلك في النساء والذرية ومن لم ينصب لك الحرب منهم: "كتبه إلى يحيى بن يحيى الغساني" 467 عمرو بن ثابت بن أقيش: إني قد آمنت، فقاتل حتى جرح فحمل إلى أهله جريحا.. غضبا لله ورسوله ... 753 أين بنو عمي ... فاين فلان ... فلبس لأمته وركب فرسه 753 عمرو بن دينار: كان من قبلكم يقتلون بالقتيل ولا تقبل منهم الدية فأنزل الله تعالى: {ذلك تخفيف من ربكم ورحمة} 426-427 عمرو بن العاص: قال الله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} فيمن يحمل وحده على العدد الكثير من العدو 484

العلاء بن بدر: كانت رسل يجيء بالبينات، ورسل علامة نبوتهم أن يضع أحدهم لحم البقر 808 لموالاتهم قتلة الأنبياء سئل كيف قال لهم {فلم تقتلوهم} وهم لم يدركوا ذلك؟ 808 الفاء "ف" الفضيل بن عياض: كان الرجل من بني إسرائيل إذا أذنب الذنب قيل له: توبتك أن تقتل نفسك في قوله تعالى: {لا تحمل علينا إصرا} 655 القاف "ق" القاسم بن محمد: إن بدء الصوم: كان يصوم الرجل من عشاء إلى عشاء، فإذا نام لم يصل إلى أهله 444 الجدال في الحج أن يقول قوم الحج اليوم، ويقول قوم: الحج غدا 495 القاسم بن مخيمرة: لو حمل رجل على عشرة آلاف لم يكن بذلك بأس 481

قتادة بن دعامة السدوسي: أقبل نبي الله وأصحابه في ذي القعدة حتى إذا كانوا بالحديبية صدهم المشركون، فلما كان العام المقبل 468 أن أهل خيبر أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا على رأيك ودينك وإنك لكم ود 815 إن ربا أهل الجاهلية يبيع الرجل إلى أجل مسمى، فإذا حل الأجل في قوله تعالى: {وقالوا إنما البيع مثل الربا} 637 إن معنى الآية: إن العرب كانت أمة واحدة ليست أمية ليس لهم دين ولا كتاب فلم يقبل منهم: {لا إكراه في الدين} 614 إن اليهود تصبغ أبناءها يهودا والنصارى تصبغ أبناءها نصارى وأن صبغة الله الإسلام 383 أنزلت في محمد وأصحابه ومشركي قريش يوم بدر ... {قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم....} 666 إنهم اليهود حرفوا كتاب الله وابتدعوا فيه وزعموا أنه من عند الله: {وإن منهم لفريقا يلوون أسلنتهم بالكتاب} 703 أهمتهم النفقة فسألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فنزلت {ما أنفقتهم من خير} 536 أولئك أهل الكتاب كتموا ما أنزل الله عليهم من الحق ... في قوله تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب} 419 ذكر لنا إن أناسا من الصحابة وهم يومذ بمكة قبل الهجرة فزعوا إلى القتال 918 ذكر لنا أن رجالا قالوا: هذا نبي الله نراه في الدنيا وأما في الآخرة 913

ذكر لنا أن رجل كان يكون له حائطان على عهد نبي الله صلى الله عليه وسلم فينظر أردئهما تمرا فيتصدق به 626 ذكر لنا أن سيدي أهل نجران قالا: لكل آدمي أب فما بال عيسى لا أب له؟ فنزلت: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم} 679 ذكر لنا أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: أنتصدق على.. فأنزل الله: {ليس عليك هداهم ... } 631 ذكر لنا أنه لما أنزل الله تعالى: {وادعوني استجب لكم} قال رجل كيف ندعو يا نبي الله؟ 435 ذكر لنا أنها نزلت في كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب ورجلين من اليهود: {ألم تر الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ... } 887 رحم الله هذه الأمة، أكعمهم الدية، وأحلها لهم.. تفسير قوله تعالى: {ذلك تخفيف من ربكم ورحمة} 428 السحر سحوان سحر تعلمه الشياطين وسحر يعلمه هاروت وماروت في قوله تعالى: {وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت} 315 بلغنا أن عمر حج فرأى الناس رعة سيئة 734 عرفوا أن قبلة البيت الحرام قبلتهم التي أمروا بها كما عرفوا أبناءهم في قوله تعالى: {يعرفونه كما يعرفون ابناءهم} 400 قال ناس لما صرفت القبلة: كيف بأعمالنا التي كنا نعمل قبل فنزلت {وما كان الله ليضيع إيمانكم} 394 قالت اليهود: إن جبريل يأتي محمد وهو عدونا لأنه ينزل بالشدة والحرب والسنة 292

قال اليهود لن يدخل النار إلا تحله القسم عدد الأيام التي عبدنا فيها العجل فقال الله تعالى: {قل أتخذتم عند الله عهدا} 276 كان أناس من أهل اليمن يخرجون بغير زاد إلى مكة فأمرهم أن يتزودوا 497 كان أهل الكتاب يأمرون الناس بطاعة الله وتقواه في قوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر ... } 252 كان أهل الجاهلية إذا حاضت المرأة لم يجامعوها في البيت 553 كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء إلا الصبيان 863 كان أهل الجاهلية يطلق أحدهم امرأته ثم يراجعها لا حد في ذلك 583 كان أهل الجاهلية يعدون الإيلاء طلاقا فحد لهم أربعة أشهر 579 كان بمكة رجال ونساء وولدان من المسلمين فأمر الله نبيه 915 كذلك يوم أحد تفسير قوله تعالى: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا ... } 742 كان الرجل إذا خرج من المسجد وهو معتكف فلقي امرأته باشرته فنهاهم الله 450 كان الرجل في الجاهلية يتزوج العشرة فما دون ذلك فأحل الله أربعا 827 كان الرجل في الجاهلية يعاقد الرجل فيقول دمي دمك 864 كان الرجل يأخذ عهد المرأة في مرضه أن لا تنكح زوجا غيره 595 كان الرجل يحلف بطلاق امرأته فإذا بقي من عدتها شيء أرجعها 588 كان الرجل يطوف في الحواء العظيم فيدعوهم إلى الشهادة ... فأنزل الله هذه الآية: {ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا} 643

كان الطلاق ليس له وقت حتى أنزل الله {الطلاق مرتان} 583 كان في القبلة الأولى بلاء وتمحيص فصلى النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم قدومه إلى المدينة 391 كان قد نزل قبل ذلك {ولا تقربوا مال اليتيم ... } فكانوا لا يخالطونهم 549 كان ناس من المسلمين لم يشهدوا يوم بدر والذي أعطى الله أهل بدر من الشرف 762 كان هذا الحي من العرب إنما يهمون في ذكر آبائهم وهو حديث محدثهم إذا حدث 512 كان هذا الحي من العرب لا يعرجون على كسير ولا على ضالة ليلة النفر وكانوا يسمونها ليلة الصدر ولا يطلبون فيها تجارة 504 كان هذا شأن العرب أبين الناس ضلالة وأشقاه عيشا وأعراه جوعا 731 كان هذا في سفر الحديبية ... نجعل الله لهم شهرا حراما يعتمرون فيه في قوله تعالى: {الشهر الحرام بالشهر الحرام ... } 469 كانت الآية تنسخ الآية وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقرأ الآية من السورة ثم ترفع فينسبها الله نبيه 349 كانت العرب لا دين لها فاكرهوا بالسيف ولا يكره اليهود والنصارى 614 كانت قريش ولكل من حولهم من أجير وحليف لا يفيضون مع الناس 507 كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها كانت لها السكنى والنفقة حولا من مال زوجها 594 كانت المرأة تكتم حملها حتى تجعله لرجل آخر تفسير قوله تعالى: {ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن} 580

كانت اليهود تستفتح بمحمد على كفار العرب.. كفروا به حسدا للعرب.. 285 كانت اليهود تصلي قبل المغرب والنصارى قبل المشرق فنزلت {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ... } 421 كانت اليهود تقول: راعنا استهزاء فكرهه الله للمؤمنين 344 كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا بيتا فنزلت {وليس البر أن تأتوا البيوت من ظهروها ... } 461 كانوا إذا أفاضوا من عرفات لم يشتغلوا بتجارة ولم يعرجوا على كسير.. 504 كانوا إذا قضوا مناسكهم اجتمعوا فذكروا آباءهم وأيامهم فأمروا أن يجعلوا مكان.. 512 كانوا يصلون نحو بيت المقدس ورسوله بمكة قبل الهجرة وبعدما في قوله تعالى: {فثم وجه الله} 365 كانوا يقولون أنه سيكون نبي -فخلا بعضهم إلى بعض فقالوا: أتحدثونهم بهذا 268 كانوا يقولون راعنا سمعك، وكانت اليهود يأتون فيقولون مثل ذلك يستهزئون 344 الكتاب وهو يحتمل أن يراد به التوراة في قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا الكتاب} 763 لتذهب بالولد إلى غير أبيه فكره الله ذلك لهن 580

لم يكن دية، إنما كان القصاص أو العفو فنزلت هذه الآية في قوم كانوا أكثر من غيرهم.. هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى} 424 لما احتج مشركو قريش بانصراف النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة فقالوا سيرجع إلى ديننا كما رجع إلى قبلتنا 403 لما ذكر الله الذباب والعنكبوت في كتابه وضرب للمشركين المثل ضحكت اليهود 245 لما ذكر الذباب والعنكبوت في القرآن قال المشركون: ما بال العنكبوت والذباب يذكر؟.. 246 لما نزل {ولا تقربوا مال اليتيم ... } و {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما..} اعتزلوا أموال اليتامى 550 لما نزلت: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} قال اليهودي إنما يقترض الفقير من الغني 807 مر إبراهيم على دابة قد بلي وتقسمته السباع والرياح فقام ينظر، فقال سبحان الله كيف يحيى الله هذا..؟ 618 نزلت في أصحاب محمد: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته..} 373 نزلت في معقل بن يسار كانت أخته تحت رجل فطلقها، الآية: {فإذا طلقتم النساء فبلغت أجلهن فلا تعضلوهن ... } 592 تزلت في النجاشي ... {وإن أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم} 821

نزلت في النصارى، حملهم بغض اليهود على أن أعانوا بخت نصر 360 نزلت في يهود سئلو عن النبي صلى الله عليه وسلم {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله} 386 نزلت هذه الآية في غزوة الخندق.. {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين..} 532 هم أعداء الله اليهود زكوا أنفسهم تفسير قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم} 885 هم كفار العرب في قوله تعالى: {وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله..} 368 هم مشركوا قريش {إلا الذين ظلموا} 402 هم المهاجرون والأنصار تفسير قوله تعالى: {ومن الناس من يشري نفسه..} 527 هم اليهود بخلوا بما عندهم من العلم.. تفسير قوله تعالى: {الذين يبخلون} 870 عن اليهود والنصارى تفسير قوله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا..} 712، 713 هو بخت نصر وأصحابه خربوا بيت المقدس 360 هو بخت نصر وأصحابه غزوا اليهود وخربوا بيت المقدس 359 وتكتم ذلك مخافة الرجعة فنهى الله عن ذلك في قوله تعالى: {ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن ... } 580

لا تمسكوا بأيديكم عن النفقة في سبيل الله 475 يعنون من ليس من أهل الكتاب في تفسير {ليس علينا في الأميين ... } 697 اليهود في قوله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ... } 713 قيس بن حبتر النهشلي: كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من قبل بابه، ولكن من قبل ظهره 460 قيس بن سعد بن عبادة: كنا نصوم عاشوراء 430 الكاف "ك" كعب الأحبار: ذكرت الملائكة أعمال بني آدم وما يأتون من الذنوب فقيل لهم اختاروا منكم اثنين فاختاروا هاروت وماروت 326 فما أمسيا من يومهما الذي أهبطا فيه استحلا جميع ما حرم عليهما: يعني الملكين هاروت وماروت 326 كعب بن عجرة: في نزلت هذه الآية: {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه} وقع القمل في رأسي 488

الكلبي: محمد بن السائب: إن الشياطين كتبوا السحر والنير نجيات على لسان آصف بن برخيا: هذا على لسان ما علم آصف بن برخيا سليمان الملك 305 أن المراد بشياطينهم هنا: الكهنة في قوله تعالى: {وإذا خلوا إلى شياطينهم} 238 إنما نزلت هذه الآية: {وما تنفقوا من خير يوف إليكم} في النفقة على اليهود والنصارى 631 أنهم غير واصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابهم وجعلوه آدم سبطا طويلا بلغني أنهم السبعون الذين اختار موسى في قوله تعالى: {أتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم ... } 271 عمدت الشياطين حين عرفت موت سليمان، فكتبوا أصناف السحر: من كان يجب أن يبلغ كذا فيقل كذا ... 307 طلق إسماعيل بن عبد الله الغفاري زوجته قتيلة وهي حبلى 583 قال بنو عمرو بن عمير لبني المغيرة: هاتوا رؤوس أموالنا ولكم الربا 641 قدم حبران من أحبار الشام على النبي صلى الله عليه وسلم فلما أبصروا المدينة 668 كان الرجل في أول الإسلام إذا طلق امرأته وهي حبلى فهي أحق برجعتها مالم تضع ولدها 583 كان عهد الله لبني إسرائيل إني باعث من بني إسماعيل تفسير قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ... } 249 كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام حرم عليه الطعام والشراب والنساء 441

كانت إسرائيل إذا نسوا شيئا مما أمروا به أو أخطاؤا عجلت لهم العقوبة 655 كانوا يقولون راعنا سمعك: ولو كانت اليهود يأتون فيقولون مثل ذلك يستهزئون فنزلت.. 344 كنت جالسا بمكة فسالني رجل عن هذه الآية، فقلت: نزلت في الأخنس الآية: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا} 519 لما دخل يعقوب مصر رآهم يعبدون الأوثان والنيران فجمع ولده 380 لما نزل قوله تعالى: {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه} قالوا يا رسول الله صدقه السر أفضل أم صدقة العلانية؟ 627 لما نزلت: {إن الدين عند الله الإسلام} قالت اليهود والنصارى لسنا على ما تسمينا به يا محمد إنما اليهود والنصرانية ليست لنا 670 نزلت في الأحد عشر رفقة الحارث بن سويد لما رجع الحارث {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ... } 713 نزلت في ثقيف وخزاعة وعامر بن صعصعة.. يعني آية {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ... } 416 نزلت في رجال من اليهود أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأطفالهم 884 نزلت في سعد بن الربيع وامرأته عميرة بنت محمد بن مسلمة {الرجال قوامون على النساء ... } 868 نزلت في عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وهما من بني زهرة.. {ألم تر الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة..} 918 نزلت في عبد الله بن رواحة تنهاه عن قطيعة ختنه بشير بن النعمان في قوله تعالى: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم ... } 576

نزلت في عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف.. في قوله تعالى: {الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ... } 621 نزلت في كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف ووهب بن يهوذا {الذين قالوا إن الله عهد إلينا أن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان..} 809 نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة قالا: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقا مثل الخيط ثم يزيد 454 نزلت في اليهود والنصارى {وما اختلف الذين أتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم} 669 نزلت هذه الآية في رجل من غطفان كان عنده مال كثير لابن أخ له يتيم {وآتوا اليتامى أموالهم..} 824 هذا خطاب للأولياء وذلك أن ولي المرأة كان إذا زوجها فإن كانت معهم في العشيرة 829 لا تتمن زوجة أخيك ولا مال أخيك واسأل الله من فضله 864 الميم "م" مجاهد بن جبر: آيه فرقت بين المسلمين وأهل الكتاب لما نزلت: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه}

أحلت لهم التجارة في المواسم وكانوا لا يبتاعون في الجاهلية بعرفة ولا منى 502 أربع آيات من أول هذه السورة فنزلت في المؤمنين "يعني سورة البقرة" 228 وآيتان بعدها نزلتا في الكافرين 229-232 إن ناسا من الأنصار ارتضعوا من بني النضير في قوله تعالى: {لا إكراه في الدين} 614 أنزلت في محمد وأصحابه ومشركي قريش يوم بدر.. {قل للذين كفروا ستغلبون..} 666 إنها في القتال في قوله تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه..} 471 تفاخر العرب بينها بفعال آبائها {فاذكروا الله كذكركم آباءكم} 511 تفاخر المسلمون واليهود فقالت اليهود: بيت المقدس أفضل لأنه مهاجر الأنبياء 717 تمموا على كفرهم تفسير قوله تعالى: {ثم ازدادوا كفرا} 713 حجتهم قولهم قد راجعت قبلتنا في قوله تعالى: {إلا الذين ظلموا منهم} 402 الرجل يكون في حجرة اليتيمة هو يلي أمرها.. تفسير قوله تعالى: {أن ترثوا النساء كرها} 850 رحض لهم في الزاد فأنزل: {وتزودوا} 497 عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحة الكتاب إلى خاتمة 557

غاب رجل عن بدر فكانوا يتمنون مثل يوم بدر ليصيبوا من الأجر 761 فخرجت قريش بردها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية محرما في ذي القعدة عن البلد الحرام 470 فيما كان على بني إسرائيل {ذلك تخفيف من ربكم ورحمة} 427 قالت الأنصار: إن السعيين بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية فأنزل الله: {إن الصفا والمروة..} 409 قالت اليهود: أيخالفنا محمد ويتبع قبلتنا، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا أنه يحوله عن قبلتهم 397 كا أهل الآفاق يخرجون إلى الحج يتوصلون بالناس بغير زاد فأمروا أن يتزودوا 498 كان أهل الجاهلية إذا اجتمعوا في الموسم ذكروا فعل آباءهم 511 كان أهل الجاهلية إذا حجوا قالوا: إذا عفا الأثر وتولى الدبر ودخل صفر حلت العمرة 494 كان أهل الجاهلية جعلوا في بيوتهم كوى في ظهورها وأبوابا في جنوبها 461 كان أهل الجاهلية من المشركين إذا اجتمعوا في الموسم ذكروا أفعال آباءهم 512 كان بين الأوس والخزرج حرب وسنان ودماء حتى من الله عليهم بالإسلام 724 كان الحاج لا يتزود فنزلت: {وتزودوا} 497 كان الحارث بن سويد قد أسلم وكان مع رسول الله ... {كيف يهدي الله قوما} 709

كان الرجل إذا توفي كان ابنه أحق بامرأته ينكحها إن شاء 848 كان الرجل من الصحابة يصوم فإذا أمسى أكل وشرب وجامع.. 445 كان الرجل يطلق امرأته فيندم وتندم حتى يحب أن ترجع إليه تفسير قوله تعالى: {وإذا طلقتم النساء..} 593 كان فيمن كان قبلكم امرأة وكان لها أجير، فولدت 920 كان لعلي أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية 635 كان المسلمون يصيبون نساء المشركين فيذكروا أن لهن أزواجا 856 كان المهاجرون حين قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري تفسير قوله تعالى: {والذين عاقدت إيمانكم فآتوهم نصيبهم} 866 كان ناس يحجون ولا يتجرون فنزلت {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} فرخص لهم في المتجر 501 كان من الأنصار مسترضعين بني قريظة كانت الشياطين تستمع الوحي فما سمعوا كلمة زادوا فيها مئتين مثلها تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين..} 312 كانت العرب يوم النحر حين يفرغون يتفاخرون بفعال آباءهم 518 كانت هذه العدة تعتد عند أهل زوجها واجب ذلك عليها تفسير قوله تعالى: {والذين يتوفون منكم يذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن} 594

كانوا إذا حل دين بعضهم فلم يجد ما يعطي زاده وآخره 637 كانوا في الجاهلية يكون للرجل على الرجل الدين فيقول: لك كذا وكذا في قوله تعالى: {إنما البيع مثل الربا} 637 كانوا يتكلمون في الصلاة يكلم الرجل بحاجته حتى نزلت {وقوموا لله قانتين} 599 كانوا يتجنبون النساء في المحيض فلا يجامعون في فروجهن ويأتوهن في أدبارهن 575 كانوا يحجون ولا يتزودون فنزلت: {وتزودوا} 498 كانوا يقولون ربنا آتنا نصرا ورزقا ولا يسألون لآخرتهم شيئا 517 كل آية أولها {يا أيها الناس} نزلت بمكة وكل آية أولها 242 كل شيء نزل فيه {يا أيها الناس} فهو مكي، وكل شيء نزل فيه.. 242 كنت نازلا على عبد الله بن عمر في سفر فلما كان ذات ليلة 324 لحق رجل بأرض الروم فتنصر ثم كتب إلى قومه: ارسلوا لي هل لي من توبة 711 لما جاءهم محمد بالقرآن عارضوه بالتوراة، فاتفقت التوراة والقرآن فنبذوا التوراة 308 لما قص سلمان الفارسي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة أصحابه الذين كان يتعبدهم 255 لما نزلت {وقال ربكم ادعوني استجب لكم} قالوا أين ندعوه فنزلت: {فأينما تولوا} 366

لما نزلت هذه الآية: {ولا يأب كاتب أن يكتب..} كان أحدهم يجيىء إلى الكاتب فيقول له: اكتب لي 643 المراد نفقات الكفار وصدقاتهم تفسير قوله تعالى {إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم} 738 مشركوا قريش فكانت حجتهم أن قالوا: سيرجع إلى ديننا كما رجع إلى قبلتنا فنزلت {إلا الذين ظلموا} 402 ناس من اليهود لم يكونوا يعلمون شيئا في قوله تعالى: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} نزلت في {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم} 270 نزلت في رجل من الأنصار.. تفسير قوله تعالى {ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدرهؤ 596 نزلت في رجل من الأنصار كان مريضا فلم يستطع أن يقوم يتوضأ ولم يكن له خادما {فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا} نزلت في رجل مكن بني سهم كان في سرية فمر بابن الحضرمي وهو يحمل خمرا ... في قوله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام..} 543 نزلت في عثمان بن طلحة قبض النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة يوم فتح مكة {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} 891 نزلت في المنافقين {وإن منكم لمن ليبطئن} 916 نزلت في المنافقين من أهل المدينة ينهى المؤمنين: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا} 740

نزلت في اليهود صك أبو بكر وجه رجل منهم وهو الذي قال إن الله فقير ونحن أغنياء {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء} 807 نزلت في اليهود كانوا يقدمون صبيانهم في الصلاة {ألم تر إلى الذين يزكون في أنفسهم..} 883 نزلت هذه الآيات في المنافقين {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم} 740 نزلت هذه الآية في مؤمني أهل الكتاب {وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم} 821 نهوا عن جماع النساء في المساجد حيث كانت الأنصار تجامع 450 هذا الرجل يهودي والرجل المسلم اللذان تحاكما إلى كعب ابن الأشرف تفسير قوله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله} قوله {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغروا الله} 904 هم بنو حارثة، وكانوا نحو أحد وبنو طلحة تفسير قوله تعالى {إذ همت طائفتان منكم} 742 هم النصارى كانوا يطرحون في بيت المقدس الأذى ويمنعون الناس أن يصلوا فيه 360 هم النصارى والذين قبلهم اليهود تفسير قوله تعالى: {وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله} 368 هم اليهود بخلوا بما عندهم من العلم فكتموا ذلك تفسير لقوله تعالى: {الذين يبخلون} 870

هم يهود فرحوا بإعجاب الناس بتديلهم الكتاب وجحودهم إياه 816 هو بإراقة الدماء تفسير قوله تعالى: {فإذا قضيتم مناسككم} 511 هو رجل من بني عمرو بن عوف "الذي ارتد ثم بعث إلى أخيه هل له من توبة وهو الحارث بن سعيد بن صامت". 711 وأنزل فيها {إن المسلمين والمسلمات} 861 والطاغوت رجل من اليهود كان يقال له كعب بن الأشرف وكانوا إذا ما دعوا، تفسير قوله تعالى: {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت} 902 لا يمنعكم النفقة في حق خوف العيلة في تفسير قوله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} 483 يا أبا عباس أرأيت قول الله تعالى: {فاتوهن من حيث أمركم الله} .. من حيث أمركم الله أن تعتزلوهن 558 محمد بن إسحاق: إن إبراهيم لما احتج على نمرود قتل نمرود رجلا وأطلق رجلا 619 حدثني بعض أهل العلم أنهم قالوا: يا موسى، قد حيل بيننا وبين رؤية ربنا فاسمعنا علامة حين يكلمك 262 لما جرى بين إبراهيم وبين قومه ما جرى وخرج من النار قال له نمرود: أرأيت إلهك هذا الذي تدعوا إلى عبادته 619 هم المنافقون من الأوس والخزرج تفسير قوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر..} 232

محمد بن جعفر بن الزبير: دخلوا المسجد العصر وهم في جمال رجال بني الحارث وعليهم الحبرات في قوله تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء ... } 667 فإن قالوا: كيف خلق عيسى من ذكر فقد خلقت آدم من تراب بتلك القدرة من غير ذكر ولا أنثى 681 المراد بهم النصارى في قوله تعالى: {وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم} 669 نزلت في نصارى أهل نجران: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} 677 محمد بن السائب= الكلبي محمد بن سيرين: التهلكة: القنوط 478 لا تيأس فتقنط فلا تعمل 479 محمد بن شعيب بن شابور عن عمه: المراد بن الغلمة تفسير قوله تعالى: {كما حلمته على الذين من قبلنا} 656 محمد بن كعب القرظي: إن في بعض الكتب: إن لله عبادا السنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر 522 تدبرتها في القرآن فإذا هم المنافقون فوجدتها: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا} 522 كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلمون في الصلاة إذا أرادوا الحاجة 600

كان الرجل إذا اعتكف لم يدخل منزله من باب البيت فأنزل الله عز وجل هذه الآية: {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} 463 كان عبد الله بن الهيبان قبل الهجرة يحض على اتباع محمد إذا ظهر 235 كان في بني إسرائيل رجال عباد فقهاء فأدخلتهم الملوك عليهم فرخصوا لهم فأعطوهم 816 كانت قريش إذا اجتمعت بمنى قال هؤلاء: حجنا أتم من حجكم 495 ما بعث الله من نبي ولا أرسل من رسول أنزل عليهم الكتاب إلا أنزل عليه: {إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه..} 653 هذا في كتاب الله تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا} إن الآية لتنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد 522 محمد بن مروان= السدي محمد بن يحي بن حبان الأنصاري: إن رجلا من قومه أتى بصدقته يحملها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنواع من التمر من الجعرور 627 مدرك بن عوف الأحمس: إن خالي غزا بنفسه حتى قتل فزعموا بأنه ألقى بيده إلى التهلكة 481 ذاك والله خالي يا أمير المؤمنين زعم رجل أنه ألقى بيده إلى التهلكة؟! 481

مرة الهمداني: قال ناس من اليهود لناس من المسلمين يأتي أحدكم امرأته باركة؟ فقالوا: نعم 560 مروان بن الحكم اذهب يا رافع إلى ابن أبي مليكة فقل له: لئن كان كل امرئ يفرح بما أتى وأحب أن محمد 813 أين هذا من هذا؟.. أكذلك يا زيد؟ 812 في أي شيء أنزلت هذه الآية؟: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا} 812 ما هذا؟: "قاله لرافع بن حديج عندما أجابه عن سؤاله في أي شيء أنزلت هذه الآية: {لا تحسبن الذين يفرحون..} 812 يا أبا سعيد أرأيت قول الله تعالى: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أوتوا ويحبون أن يحمدوا} ونحن نفرح بما أوتينا 812 مسروق: قال أصحاب محمد: يا رسول الله ما ينبغي لنا أن نفارقك في الدنيا فإنك لو مت 913 مسلم بن عمران البطين: سأل الحجاج جلساءة عن هذه الآية والتي بعدها: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب} و {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ... } 814

معاذ بن جبل: آمين. كان إذا فرغ من هذه السورة عند قوله من البقرة: {وانصرنا على القوم الكافرين} 656 يا معشر يهود أتقوا الله وأسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل شرك 280 معقل بن أبي مسكين: كان الوحي يأتي بني إسرائيل، ولم يكن يأتيهم كتاب فيقوم الذين يوحى إليهم فيذكرون قومهم 670 معقل بن يسار: الآن افعل يا رسول الله فزوجتها إياه 590 زوج أخته رجلا من المسلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت عنده ما كنت 591 سمعا لربي وطاعة. أزوجك وأكرمك 592 كانت لي أخت تخطب إلي وكنت أمنعها من الناس فأتاني ابن عم لي فخطبها 591 كنت زوجت أختا لي من رجل فطلقها حتى انقضت عدتها جاء يخطبها.. زوجتك وأفرشتك وأكرمتك فطلقتها 590 منعتها الناس، زوجتك بها ثم طلقتها طلاقا له رجعة ثم تركتها حتى انقضت 591 يا لكع أكرمتك بها فطلقتها والله لا ترجع إليك أبدا 591

معمر بن راشد: بلغني أن سفينة نوح طافت بالبيت سبعا فلما أغرق الله قوم نوح رفع البيت 375 عن شيخ من أهل مكة: كان النساء يقلن: ليتنا كنا رجالا فنجاهد كما يجاهد الرجال 863 كان ناس من اليهود كتبوا كتابا من عندهم يبيعونه من العرب وغيرهم 273 لو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون إبلا ولا مالا 684 نزلت هاتان الآيتان: {لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها} في الجاهلية 851 مقاتل بن حيان إن رجلا من أهل الطائف قدم المدينة وله أولاد رجال ونساء تفسير قوله تعالى: {والذين يتوفون منكم} 600 إنها كانت أمة لحذيفة سوداء فأعتقها وتزوجها في قوله تعالى: {ولأمة مؤمنة خير من مشركة} 551 في التوراة يؤمنوا بمحمد ويصدقوه فكفروا به ونقضوا الميثاق الأول 249 قال كعب بن الأشرف وأصحابه إن إبراهيم منا ومسى منا والأنبياء منا فأنزل الله عز وجل: {ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا} 689 كان الرجل في أول الإسلام إذا طلق امرأته وهي حبلى فهي أحق برجعتها مالم تضع ولدها 583 كان الناس تركوا الطواف بين الصفا والمروة إلا الحمس فسألت الحمس رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحمس: قريش وكنانة وخزاعة وعامر بن صعصعة" 411

كانت اليهود تزعم أن نكاح الأخت من الأب حلال من الله 861 كانوا إذا قضوا مناسكهم قالوا: اللهم أكثر أموالنا وأبناءنا ومواشينا، وأطل بقاءنا وأنزل علينا الغيث 517 الكاتب إذا كانت له حاجة ووجد غيره يذهب في حاجته ويلتمس غيره في قوله تعالى: {ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله} 642 هم اليهود كانوا آمنوا بمحمد قبل أن يبعث لما يجدونه في كتبهم في قوله تعالى: {والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت} 616 هو فيما بلغنا عبد الله بن أبي رأس المنافقين تفسير قوله تعالى: {وإن منكم ليبطئن} 915 هو مالك بن الأشتر، رجل من أهل الطائف ولم يشعر الرجل بحبلها ولم تخبره، فلما علم بحبلها راجعها 583 مقاتل بن سليمان: إثامها أن لا تستحلوا فيهما ما لا ينبغي لكم، وذلك أنهم كانوا يشركون في إحرامهم في قوله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله} 487 ارادوا بها قوما من الصحابة بأعيانهم وهم سعد بن معاذ تفسير السفهاء في قوله تعالى: {قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء} 236 اعترف رجال من المسلمين أنهم كانوا يأتون نساءهم بعد أن يناموا في الصيام 435 ألقى الله في قلوب المشركين الرعب بعد هزيمة المسلمين 766 إن رؤوس اليهود كعب بن الأشرف وغيره كانوا يأمرون تفسير قوله تعالى: {ويكتمون ما آتاهم الله من فضله} 871

إن رؤوس اليهود كعب بن الأشرف وكعب بن أسيد.. قالوا للمؤمنين كونوا على ديننا 381 أن عبد الله بن سلام وسلام بن قيس وأسد وأسيدا ابني كعب.. هم مؤمنوا أهل الكتاب 530 إن المسلمين واليهود واختصموا في أمر القبلة 718 إن معاذ بن جبل وسعد بن معاذ وخارجة بن زيد سألوا اليهود عن أمر محمد وعن الرجم وغيره فكتموهم 411 إن ناسا من أهل اليمن وغيرهم يحجون بغير زاد 498 إن اليهود منهم أبو ياسر بن أحطب، وكعب بن الأشرف، وكعب بن أسيد 400 إنما نزلت في القراء أصحاب بئر معونة "ليس لك من الأمر شيء" 751 الإنجيل في قوله تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب} 706 خرج رجل غازيا وخلف في أهله رجلا فتعرض له الشيطان 756 دعا اليهود منهم أصبغ ورافع بن حرملة وهما من رؤوسهم عبد الله بن أبي ومالك بن دخشم 740 سبب نزولها أن عبد الله بن سلام ومن آمن معه من أهل التوراة.. يعني آية: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة} 530 سببها أن المنافقين قالوا للمؤمنين يوم أحد بعد الهزيمة: لم تقتلون أنفسكم {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة} 360 صنع عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعا أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص 874

على راحلتك يوم الأحزاب توطن للمؤمنين مقاعد في الخندق تفسير {وإذ غدوت من أهلك} 743 عمد رؤساء اليهود كعب بن الأشرف.. إلى عبد الله بن سلام 734 فلما صرفت القبلة إلى الكعبة قال مشركوا مكة: قد تردد على محمد أمره واشتاق إلى مولد آبائه 388 الفرقة الأولى: مؤمنوا أهل الكتاب عبد الله بن سلام، والفرقة الثانية: كفار اليهود كعب بن الأشرف. قال رؤساء اليهود كعب بن الأشرف وأبو ياسر وأبو الحقيق.. ونصارى نجران: كان إبراهيم والأنبياء على ديننا 689 قال كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف لسفلة اليهود آمنوا معهم نهارا 693 قال نصارى نجران: المسيح ابن الله 367 قالت الحمس: ليست الصفا والمروة من شعائر الله، وكان على الصفا صنم يقال له نائلة 410-411 قالت اليهود: إن جبريل أمره الله أن يجعل النبوة فينا فجعلها في غيرنا 298 كان أبو مرثد رجلا صالحا واسمه أيمن، وكان المشركون أسروا أناسا من المسلمين 552 كان الذي يصنع ذلك ملوك بني إسرائيل تفسير قوله تعالى: "ويقتلون الذين يأمرون بالقسط..} 670 كان الرجل يرغب في الرجل فيحالفه بأن يعاقده على أن يكون معه وله سهم 865

كان اليهود من أهل المدينة والنصارى من أهل نجران دعوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى دينهم 373 كانوا إذا فرغوا من المناسك وقفوا بين مسجد منى والجبل 515 كبر لبيد الأنصاري من بني عبد الأشهل فعجز عن الصوم 428 لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية ... قالت اليهود: ما آمن بمحمد إلا شرارنا 735 لما نزلت {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما} أشفق المسلمون 550 لما نزلت {للذكر مثل حظ الأنثيين} قالت النساء: نحن كنا أحق أن يكون لنا سهمان 862 نزل الأمر بالصدقة قبل أن ينزلت لمن الصدقة فسال عمرو بن الجموح فنزلت {يسألونك ماذا ينفقون} 533 نزلت {وإن كنتم على سفر} وأنتم أصحاء نزلت في عائشة أم المؤمنين 881 نزلت الآيتان في المؤمنين من المهاجرين والأنصار "يعني الآيتين الأولين من سورة البقرة" 228 نزلت في ابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة {كنتم خير أمة أخرجت للناس} 733 نزلت في أبي بكر الصديق وفي ابنه عبد الرحمن بن أبي بكر 576 نزلت في أبي الدحداح واسمه عمر "من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} 602 نزلت في أبي مرثد الغنوي استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في عناق أن يتزوجها "يعني قوله تعالى: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن" 551

نزلت في أسماء بنت أبي بكر سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن صلى جدها أبي قحافة 632 نزلت في الذين قالوا: يا نبي الله أرنا يوما مثل يوم بدر {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه} 763 نزلت في بني قينقاع من اليهود توعدوا المسلمين بالقتال فنزلت {قد كان لكم آية في فئتين التقتا} 667 نزلت في تميمة بنت وهب بن عتيك النضري، وفي زوجها رفاعة عبد الرحمن بن الزبير {فإن آنستم منهم رشدا} 832 نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وغيرهم كانوا يظهرون المودة لكفار مكة {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} 676 نزلت في حيي بن أخطب واليهود، قالوا للمسلمين: إنه لا يحل لكم أن تأتوا النساء إلا مستلقيات {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} 556 نزلت ردا على كردم بن قيس والأصبغ بن زيد {أيأمركم بالكفر} 706 نزلت في السبعين الذين اختارهم موسى ليذهبوا معه إلى الله تعالى {أفتطمعون أن يؤمنا لكم} 261، 263 نزلت في سرية الرجيع وذلك أن كفار قريش 523 نزلت في سعد بن الربيع كان من النقباء {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله} 869 نزلت في الصرف عن القبلة يقول كبر على المنافقين واليهود صرفك عن بيت المقدس في قوله تعالى: {وإنها لكبيرة} 254

نزلت في طعمة بن أبيرق من الأوس ارتد عن الإسلام {ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه} 707 نزلت في عبد الرحمن بن عوف أصابته جنابة وهو جريح {فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا} 881 نزلت في عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاس ... وذلك أنهم استأذنوا في قتال كفار مكة {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة} 918 نزلت في عبد الرحمن بن عوف وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب ونفر من الأنصار {يسألونك عن الخمر} 545 نزلت في علي وعمار بن ياسر وأبي عبيدة بن الجراح كان أحدهم يعتكف فإذا أراد الغائط 449 نزلت في عمار بن ياسر وحذيفة، ذلك أن اليهود جادلوهما ودعوهما إلى دينهم {ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم} 692 نزلت في كعب بن الأشرف وكعب بن أسيد ومالك بن الصيف ... {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ... } 673 نزلت في المتعة {فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى} ثم قال: {ولا جناح عليكم..} أي إذا زدتم في الأجر 858 نزلت في محصن بن أبي قيس بن الأسلت وفي امرأته كبيشة بنت معن بن سعيد {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء} 853 نزلت في محصن بن أبي قيس بن الأسلت وفي امرأته هند بنت صبيرة {لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها} 853

نزلت في مشركي العرب {ومن الناس من يتخذ من دون الله أمدادا} 416 نزلت في نصارى نجران: السيد والعاقب ومن معهما من الوفد 367 نزلت في اليهود {قل أطيعوا الله والرسول} 679 نزلت في اليهود: منهم حيي وجدي وأبو ياسر بنو أخطب {إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد} 658 نزلت فيمن مات من اليهود على الكفر 413 نزلت هذه الآية في أمرئ القيس بن عابس الكندي وفي عيدان بن أشوع {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} 415 نزلت هذه الآية في عمر بن الدحداح الأنصاري فلما نزلت {فاعتزلوا النساء} أخرجوهن من البيوت والفرش 554 نزلت يعني {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا} في أربعة أخوة من ثقيف 639 هم أهل الصفة: منهم أبو هريرة وابن مسعود والموالي أربعمئة رجل لا أموال لهم تفسير قول تعالى: {للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله} 633 هم عبد الله بن سلام وأصحابه يقولون: آمنا به تفسير: {الراسخون في العلم} 659 هم كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف وأبو ياسر ابن أخطب ... يلوون ألسنتهم بالكتاب يحرفونه 704 هم اليهود وكانوا آمنوا بمحمد قبل أن يبعث لما يجدونه في كتبهم في قوله تعالى: {والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت} 616

هم اليهود منهم أصبغ ورافع ابنا حريملة في قوله تعالى: {ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا} 885 هو الذي ذكر في المائدة {وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة} إلى قوله: {سواء السبيل} 251 هي الكلمات الأربع: "الم، والمص، والمر، والر" شبه على اليهود حكم تلك هذه الأمة 660 وذلك أن اليهود منهم مرحب وربيعة ورافع قالوا لمعاذ: ما ترك محمد قبلتنا إلا حسدا 389 وهي نفقة سفلة اليهود على علمائهم ورؤسائهم كعب بن الأشرف وأصحابه 738 يعني عيسى بن مريم في قوله تعالى: {ما كان لبشر} 706 المقداد لمن كان القضاء يا ثعلبة؟ 907 مقسم بن بجرة: كانوا قوم آمنوا بعيسى وقوم كفروا به، فلما بعث الله محمدا في قوله تعالى: {الله ولي الذين آمنوا} 615 كان هذا في سفر الحديبية.... فجعل الله لهم شهرا حراما يعتمرون فيه في قوله تعالى: {الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص}

مكحول الشامي: الأنعاظ تفسير قوله تعالى: {ولا تحمل علينا إصرا} 656 هم أهل الآية التي قبلها {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} تفسير قوله تعالى: {وأولي الأمر منكم} 894 منصور بن المعتمر بلغني أنها نزلت في قوم يصلون فيما بين المغرب والعشاء يعني آية: {ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة} 738 ميمون بن مهران أصحاب السرايا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن تفسير: من {أولو الأمر؟} 898 النون "ن": نافع مولى ابن عمر: قرأ ابن عمر هذه السورة فمر بهذه الآية {نساؤكم حرث لكم} 571 كنت أمسك المصحف على ابن عمر، إذا تلى هذه الآية {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} 567 كنت أمسك المصحف على ابن عمر فقرأ هذه الآية {نساؤكم حرث لكم} 569، 571 ما تقول أنت في هذا؟ "قاله لابن أبي ذئب" 568

من دبرها في قبلها 568 نعم ... سبحان الله نجم مسخر مطيع تلعنه 335 النعمان بن بشير إذا أذنب أحدكم فلا يقولن قد أسأت فيلقي بيده إلى التهلكة 477 كان الرجل يذنب فيقول: لا يغفر لي فأنزل الله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} 472 النقاش: محمد بن الحسن: أنها أنزلت في ثقيف وخزاعة وبني الحارث بن كعب يعني آية: {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا} 417 الياء "ي": يحيى بن يحيى الغساني: كتبت إلى عمر بن عبد العزيز أسأله عن قوله تعالى: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا} 467 اليمان بن المغيرة: نفقة أبي سفيان وأصحابه ببدر وأحد على عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم 739

كنى الرجال: أبو إسحاق السبيعي: لما نزلت {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم} قال رجل: لو أمرنا لفعلنا، والحمد للفه الذي عافانا 911 أبو أمامة بن سهل بن حنيف: أن رجلا كانت معه سورة فقام يقرأها من الليل فلم يقدر عليها، وقام آخر يقرأها فلم يقدر عليها 349 كان المنافقون يتلومون شرار ثمرهم الصدقة فنزلت: {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} 625 لما توفي أبو قيس بن الأسلت أراد ابنه أن يتزوج امرأته 848 نزلت في أصحاب الخيل فيمن لم يرتبطها لخيلاء ولا مضمار 636 هم الخوارج تفسير قوله تعالى: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد} 732 أبو أيوب الأنصاري: يا أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية على غير التأويل، وإنما نزلت في هذه الآية فينا معشر الأنصار 472-473، 479 أبو بكر بن حفص: لما نزلت {زين للناس حب الشهوات} قال عمر: الآن يا رب زينتها لنا، فنزلت {قل أؤنبئكم بخير من ذالكم} 667

أبو بكر بن عبد الرحمن: إن هذا العلم ما كنت سمعته، ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يذكرون أن الناس كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة 407 فأسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما: في الذين كانوا يتحرجون في أن لا يطوفوا بالصفا والمروة في الجاهلية 407 أبو بكر الصديق: حسبت رسول الله والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء؟ 877 ربح البيع أبا يحيى ... أنزل الله تعالى فيك كذا 526-527 والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك ياعدو الله 805 ويحك يا فنحاص اتق الله وأسلم فوالله إنك لتعلم أن محمدا رسول الله جاء من عند الله 805 أبو حمزة الثمالي: يعني بالناس في هذه الآية نبي الله صلى الله علية وسلم وحده {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} 889 أبو روق عطية بن الحارث: إن معنى الآية أن العرب كانت أمة واحدة ليس أمية ليس لهم دين ولا كتاب فلم يقبل منهم {لا إكراه في الدين} 614

نزلت في أبي بكر وابنه عبد الرحمن، وكان أبو بكر حلف أن لا يتبعه {والذين عقدت أيمانكم} 867 نزلت في جميلة بنت عبد الله بن أبي وزوجها ثابت بن قيس بن شماس كانت نشزت {الرجال قوامون عل النساء بما فضل الله..} 869 أبو سعيد الخدري: أثغر رجل امرأته على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أثغر فلان امرأته 575 أن رجالا من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم 811 إن هذا ليس من ذلك إنما ذلك أن ناسا من المنافقين.. فإن كان فيهم نكبة فرحوا بتخلفهم سئل عن قوله تعالى: {ولا تحسبن الذين يفرحون بما أوتوا يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا} 812 شهدت بالحق "قاله لزيد بن ثابت" 812 نسخت هذه الآية ما تقدم من الأمر بالإشهاد والرهن {فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي أؤتمن أمانته} 644 نزلت في يوم أوطاس.. فاستحللنا بملك اليمين 855 وهذا يعلم ذلك "يعني زيد بن ثابت" 812 وهذا يعلم ذلك ولكنه يخشى أن أخبرك أن تنزع قلائصه في الصدقة "يعني رافع بن خديج" 812

أبو سلمة بن عبد الرحمن: قدم علينا عكرمة فأمرني رجل أن أسأله عن هذه الآية 732 يا ابن أخي هل تدري في أي شيء نزلت هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا} 832 أبو صالح ذكوان السمان: كان الرجل إذا زوج ابنته أخذ صداقها دونها، فنهاهم الله عن ذلك ونزلت {وآتوا النساء صدقاتهن نحله} 829 أبو الضحى مسلم بن صبيح الهمداني: جعل المشركون يعجبون ويقولون: تقول إلهكم إله واحد فائتنا بآية إن كنت من الصادقين 414 لما نزلت هذه الآية {إلهكم إله واحد} تعجب المشركون، وقالوا: إله واحد إن كان صادقا فليأتنا بآية فأنزل الله تعالى هذه الآية 414 أبو العالية رفيع بن مهران: ازدادوا ذنوبا وهم كفار فلن تقبل توبتهم تفسير: {ازدادوا كفرا} 713 إنها نزلت ففي المنافقين تفسير قوله تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقة} 249 أولي العلم والفقه ألا ترى أنه يقول: {ولو ردوه إلى رسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه ... } تفسير قوله تعالى: {وأولي الأمر منكم} 898

أي طلبا للملك تفسير قوله تعالى: {بغيا} من آية: {إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم} 668 عهد الله ما عهده في القرآن فاعترفوا به ثم كفروا فنقضوه في قوله تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} 249 عهده دين الإسلام أن تتبعوه في قوله تعالى: {أوفوا بعهدي} 250 قالت اليهود يعني والنصارى {لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى} {وقالت اليهود نحن أبناء الله وأحباؤه} فأنزل الله 285 كانت اليهود تستنصر بمحمد على مشركي العرب، يقولون: اللهم ابعث هذا النبي الذي نجده مكتوبا عندنا 284 نزلت في قادة الأحزاب، وهم الذين قال الله تعالى فيهم: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} 230-231 هذه أول آية نزلت في القتال {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم} 467 هم أهل الكتاب، كتموا محمدا ونعته، وهم يجدونه مكتوبا عندهم 413 لا تكونوا أول من كفر بمحمد في قوله تعالى: {ولا تكونوا أول كافر به} 251 يعني الجنة في قوله تعالى: {أوف بعهدكم} ثم قرأ {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} 250 يعني بما أنزل الله في كتابه من بعث محمد صلى الله عليه وسلم وفي قوله تعالى: {أتحدثونهم بما فتح الله عليكم} 269 اليهود تابوا من الذنوب ولم يتوبوا من الكفر {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ... } 713

أبو عبد الرحمن السلمي: أن عبد الرحمن بن عوف صنع طعاما وشرابا فدعا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلوا وشربوا 879 دعا رجل من الأنصار عليا وعبد الرحمن فأصابوا من الخمر فقدموا عليا في صلاة المغرب 873 صنع عبد الرحمن بن عوف طعاما ودعا أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فطعموا وشربوا 874 أبو عبيدة بن الجراح: كان إذا خرج في حال اعتكافه لحاجة الإنسان قد يكون منه الوطء فنزلت {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} 449 أبو عون الثقفي محمد بن عبد الله: شهدت خطبة عبد الله بن الزبير ... وكانوا إذا فرغوا من حجهم تفاخروا بالآباء فأنزل الله عز وجل {فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا} 514 شهدت خطبة عبد الله بن الزبير.. وكانوا إذا وقفوا عند المشعر الحرام دعوا فقال أحدهم اللهم ارزقني مالا 516 أبو قيس بن صرمة: أتى أهله وهو شيخ كبير فلم يهيئوا له طعام فوضع راسه فأغفى وجاءته امرأته فقالت: كل. قال: إني قد نمت 445

استبدلي لي بهذا طحينا فاجعليه سخينة لعلي آكله 443 أبو مالك غزوان الغفاري: إن أهل مكة قالوا لكعب بن الأشرف 887 كان بين حيين من الأنصار قتال، كان لأحدهما على الآخر الطول فكأنهم طلبوا الفضل 424 كان الرجل في الجاهلية يأتي القوم فيحقدون له أنه رجل منهم إن كان ضر أو نفع تفسير قوله تعالى: {والذين عاقدت أيمانكم} 865 كانت المرأة في الجاهلية إذا مات زوجها جاء وليه فألقى عليها ثوبا 847 هو حليف القوم يقول أشهدوه أمركم تفسير قوله تعالى: {والذين عاقدت أيمانكم} 865 يحسدون محمد صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن منهم فكفروا به تفسير {أم يحسدون الناس} 888 أبو مجلز لاحق بن حميد الدوسي البصري: أخذ سليمان من كل دابة عهدا فإذا أصيب رجل فسئل بذلك العهد خلي عنه 313 كان أهل الجاهلية يفعلون ذلك فأنزل الله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} أبو هريرة: أن عمرو بن أقيش كان له ربا في الجاهلية فكره أن يسلم حتى يأخذه 753

كان المسلمون إذا صلوا العشاء الآخرة حرم عليهم الطعام والشراب في قوله تعالى: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم.. ثم أتمموا الصيام إلى الليل} 441 لم يكن في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم غزو ويرابط فيه، ولكن انتظار الصلاة خلف الصلاة 823 أبو وائل شقيق بن سلمة: كان أهل الجاهلية إذا فرغوا من الحج قاموا عند البيت فيذكرون آباءهم وأيامهم: كان أبي يطعم الطعام 514 كان أهل الجاهلية إذا نظر أحدهم إلى البيت يقول: كان أبي، كان جدي يقاتل يطعم يفعل 514 كان أهل الجاهلية يذكرون فعال آبائهم في الناس، فمن الناس من يقول: آتنا غنما 513

أعلام النساء: حفصة بنت عبد الرحمن بنت أبي بكر الصديق سل يا ابن أخي كما بدا لك 562 عائشة أم المؤمنين: إن الأنصار كانوا قبل أن يسلموا هم وغسان يهلون لمناة 407 أن رجلا كانت له يتيمة فنكحها وكان عذق فكان يمسكها عليه 827 أنزلت في ولي اليتيم {ومن كان غنيا فليستعفف، ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف} 833 أنزلت هذه الآية في الرجل يكون له اليتيمة وهو وليها ولها مال وليس لها أحد يخاصم دونها {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء ... } 827-828 إنما أنزل هذا في أناس من الأنصار كانوا إذا أهلوا لمناة في الجاهلية لا يحل لهم أن يطوفوا بين الصفا والمروة 408 إنما كان ذلك أن الأنصار كانوا يهلون في الجاهلية لصنمين على شط البحر يقال لهما "أساف ونائلة" 408 بئس ما قلت يا ابن أختي إن هذه لو كانت على ما أولتها عليه لكانت لا جناح عليه أن لا يطوف بها 406 الحمس هم الذين أنزل الله فيهم {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} 506 جاءت حبيبة بنت سهل 585

رغبة أحدكم يتيمة حين تكون قليلة المال والجمال تفسير قوله تعالى: {وترغبون أن تنكحوهن} 828 فاستأنفت الناس الطلاق مستقبلا من كان طلق ومن لم يكن طلق في قوله تعالى: {الطلاق مرتان} 582 فنهوا أن ينكحوا من رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم 828 كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحمس. والحمس قريش وما ولدت، وكانوا يطوفون عراة إلا أن تعطيهم الحمس ثيابا 506 كانت العرب تفيض من عرفات وقريش ومن دان بينهما تفيض من جمع من المشعر الحرام فأنزل الله تعالى: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} 505 وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما 407 ولعمري ما أكمل الله حج من حج ولم يطف بين الصفا والمروة 408 لا تحلفوا بالله وإن بررتم في قوله تعالى: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم} 578 يا ابن أختي هذه اليتيمة في حجر وليها تشركه في ماله تفسير قوله تعالى: {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى} 828

كنى النساء: أم سعد بنت سعد بن الربيع: أنها نزلت في أبي بكر الصديق وولده عبد الرحمن حيت أبى أن يسلم فحلف أبو بكر 867 أم سلمة المؤمنين: كانت الأنصار لا يجبي وكانت المهاجرون تجبي، فتزوج رجل من المهاجرين امرأة من الأنصار فجابها 562 يغزو الرجال ولا تغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث 861

فهرس أسماء قائلي الآثار

فهرس أسماء قائلي الآثار: أعلام الرجال: الاسم: إبراهيم بن يزيد النخعي ابن أبي ذئب: أبو صفوان الأموي ابن أبي نجيح ابن جريح: عبد الملك بن عبد العزيز ابن الحنفية: محمد ابن عباس= عبد الله بن عباس ابن عمر= عبد الله بن عمر ابن الكلبي= الكلبي محمد بن السائب ابن مسعود =عبد الله بن مسعود أمامة بن زيد الأسلع بن شريك أسلم أبو عمران أسيد بن حضير الأشعث بن الربيع أنس بن مالك أنس بن النضير البراء بن عازب بشر بن البراء بن معرور ثابت بن رفاعة الأنصاري ثابت بن معبد ثعلبة بن حاطب جبر بن عبد الله جبير بن مطعم الحارق بن سويد بن صامت حذيفة بن اليمان الحسن البصري حضرمي بن لاحق حكيم بن جابر خبيب بن عدي خصيف بن عبد الرحمن الجزري خيثمة بن أبي خيثمة البصري داود بن حصين رافع بن خديج الربيع بن أنس رفيع بن مهران= أبو العالية الزهري: محمد بن مسلم ابن شهاب زيد بن أرقم زيد بن ثابت سالم بن عبد الله

السدي الصغير: محمد بن مروان سعد بن أبي وقاص سعد بن عبادة سعد بن معاذ سعيد بن جبير سعيد بن المسيب سلمان الفارسي سلمة بن الأكوع سليمان التيمي سفيان بن عيينة سفيان الثوري سهل بن سعد الشعبي: عامر بن شراحيل صرمة بن أنس= أبو قيس بن صرمة صهيب الرومي الضحاك بن أبي جبيرة الضحاك بن مزاحم طاووس بن كيسان اليماني عاصم بن عمر بن قتادة عبادة بن الصامت عبد الرحمن بن أبي ليلى عهبد الرحمن بن البيلماني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط عبد الرحمن بن عوف عبد الرحمن بن غنم عبد الله بن أبي أمية عبد الله بن أبي أوفى عبد الله بن سلام عبد الله بن عبيدة عبد الله بن علي عبد الله بن عمر عبد الله بن عمرو بن العاص عبد الله بن كعب بن مالك عبد الله بن مسعود عبيد الله بن عبد الله بن عتبة الهذلي عبيدة بن عمرو السلماني عثمان بن عفان عروة بن الزبير

عطاء بن أبي رباح عطاء الخرساني عطية العوفي عكرمة: أبو عبد الله مولى ابن عباس علقمة بن قيس علي بن أبي طالب علي بن عبد الله البارقي الأزدي عم ثابت بن رفاعة عمار بن ياسر عمر بن الخطاب عمر بن عبد العزيز عمرو بن ثابت بن أقيش عمرو بن دينار عمرو بن العاص العلاء بن بدر الفضيل بن عياض القاسم بن محمد القاسم بن مخيمرة قتادة بن دعامة السدوسي قيس بن حبتر النهشلي قيس بن سعد بن عبادة كعب بن عجرة الكلبي: محمد بن السائب محمد بن إسحاق محمد بن جعفر بن الزبير محمد بن السائب= الكلبي محمد بن سيرين محمد بن شعيب بن شابو عن عمه محمد بن كعب القرظي محمد بن مروان محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري مدرك بن عوف الأحمس مرة الهمداني مروان بن الحكم مسروق مسلم بن عمران البطين معاذ بن جبل معقل بن أبي مسكين معقل بن يسار معمر بن راشد

مقاتل بن حيان مقاتل بن سليمان المقداد مقسم بن بجرة مكحول الشامي منصور بن المعتمر ميمون بن مهران نافع مولى ابن عمر النعمان بن بشير النقاش: محمد بن الحسن يحيى بن يحيى الغساني اليمان بن المغيرة

كنى الرجال: أبو إسحاق السبيعي أبو أمامة بن سهل بن حنيف أبو أيوب الأنصاري أبو بكر بن حفص أبو بكر بن عبد الرحمن أبو بكر الصديق أبو حمزة الثمالي أبو روق عطية بن الحارث أبو سعيد الخدري أبو سلمة بن عبد الرحمن أبو صالح ذكوان السمان أبو الضحى مسلم بن صبيح الهمداني أبو العالية رفيع بن مهران أبو عبد الرحمن السلمي أبو عبيدة بن الجراح أبو عون الثقفي محمد بن عبيد الله أبو قيس بن صرمة أبو مالك غزوان الغفاري أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي البصري أبو هريرة أبو وائل شقيق بن سلمة

أعلام النساء: حفصة بنت عبد الرحمن بنت أبي بكر الصديق عائشة أم المؤمنين

كنى النساء: أم سعد بنت سعد بن الربيع أم سلمة أم المؤمنين

فهرس أسماء الكتب الواردة في متن الكتاب المحقق

فهرس أسماء الكتب الواردة في متن الكتاب المحقق: الألف "أ": الأحكام "أحكام القرآن"/ إسماعيل القاضي. 544، 611. أحكام القرآن/ القاضي أبو بكر بن العربي. 334، 570. الإصابة في معرفة الصحابة/ ابن حجر. 446. الأفراد/ الدارقطني. 819. الباء "ب": البحر المحيط/ أبو حيان الأندلسي. 326، 342، 420، 451. التاء "ت": تاريخ البخاري. 339. تاريخ الحاكم. 571.

تاريخ دمشق/ ابن عساكر 607. التذكرة/ القرطبي. 371. تفسير ابن جرير الطبري. 445، 565، 567، 575. تفسير ابن ظفر. 227، 288. تفسير ابن عطية. 336. تفسير ابن عيينة. 794. تفسير ابن مردويه. 568، 575، 683، 812. تفسير أبي حيان= البحر المحيط. تفسير أبي الشيخ ابن حيان عبد الله بن محمد الحافظ الأصبهاني. 254، 617. تفسير إسحاق بن راهويه. 256، 289، 304، 565، 600، 630، 723، 754، 863، 899.

تفسير الثعلبي. 572، 654. تفسير جويبر بن سعيد. 377، 378. تفسير سفيان الثوري. 548، 629، 720، 725. تفسير سنيد وهو "الحسين بن داود" 219، 276، 419، 525، 584، 618، 665، 678، 685، 698، 733، 755، 780، 852، 889، 895. تفسير عبد الرزاق 252، 268، 292، 323، 433، 458، 547، 810، 818. تفسير عبد الغني الثقفي. 529. تفسير عبد بن حميد. 754. تفسير الفريابي. 248، 288، 480، 628، 649. تفسير الكلبي "أبي النضر محمد بن السائب". 209، 251، 455، 635، 779. تفسير محمد بن يوسف= تفسير الفريابي.

تفسير مقاتل بن حيان. 216، 346، 368. تفسير مقاتل بن سليمان. 368، 379، 388، 393، 396، 403، 435، 447، 451، 455، 461، 483، 530، 545، 600، 639، 735، 835. التفسير من جامع الترمذي. 198. تفسير يحيى بن سلام المغربي. 219، 422، 854. تغليق التعليق/ ابن حجر. 565. الثاء "ث": ثقات ابن حبان. 320. الجيم "ج": جزء لوين. 582. الجمع بين الصحيحين/ الحميدي. 564.

الحاء "ح": الحلية/ أبو نعيم. 608. الدال "د": الدعاء/ الطبراني. 514، 516. دلائل النبوة/ البيهقي. 685، 770. الذال "ذ": ذيل الأعلام/ ابن عساكر. 534. الزاي "ز": الزهريات/ محمد بن يحيى الذهلي. 355، 810. زوائد المسند/ الهيثمي. 320.

السين "س": السنن الأربعة. 699. سنن سعيد بن منصور. 719، 791. السيرة الكبرى "السيرة النبوية"/ ابن إسحاق. 221، 281، 682، 688، 691، 693، 710، 890. الشين "ش": الشفاء/ القاضي عياض. 340. الصاد "ص": الصحيحان. 406، 409، 490، 532، 556، 586، 587، 598، 638، 699، 790، 841، 858. صحيح ابن حبان. 320، 605. صحيح ابن خزيمة. 571.

صحيح أبي عوانة. 649. صحيح البخاري. 277، 292، 338، 486، 494، 539، 563، 683، 810. صحيح مسلم. 486، 813، 842. الضاد "ض": الضعفاء/ ابن حبان. 606. الغين "غ": غرائب مالك/ دارقطني. 527، 572. غرائب مالك/ دعلج بن أحمد بن عبد الرحمن السجستاني. 572. الفاء "ف": فضائل القرآن من السنن الكبرى/ النسائي. 198.

فوائد أبي الشيخ أبي حيان الأصبهاني. 571. فوائد التجيبي أحمد بن أسامة بن أحمد 569، 570، 571، 572. فوائد حامد الرفاء/ بتخريج الدارقطني. 568. الكاف "ك": كتاب الثعلبي= تفسير الثعلبي. كتاب محمد بن إسحاق= السيرة الكبرى. كتاب مكة/ الفاكهي. 718، 886، 891، 917. الكشاف/ الزمخشري. 421. الميم "م": المبتدأ/ ابن إسحاق. 616. المختارة/ الضياء المقدسي. 287.

المستخرج/ أبو نعيم. 566. مستدرك الحاكم. 283، 307، 310، 566، 624، 683. مسند إبراهيم بن دحيم. 910. مسند ابن أبي عمر. 507. مسند أبي بكر بن أبي شيبة. 781. مسند أبي يعلى. 640. مسند أحمد بن حنبل. 287، 317، 699، 781، 858. مسند إسحاق بن راهويه. 757، 565. مسند الحسن بن سفيان. 566، 917. مسند الحميدي. 791.

مسند عبد بن حميد. 581. مسند مسدد. 710. مسند يحيى بن عبد الحميد الحماني. 740. مشكل الآثار/ للطحاوي. 575. مصنف عبد الرزاق. 710. معاني القرآن/ أبو إسحاق الزجاج. 254. المعجم الأوسط/ الطبراني. 566، 568، 605، 821، 913. معجم الصحابة/ البغوي. 473. المعجم الكبير/ الطبراني. 537، 821. المغازي/ ابن إسحاق. 354، 358، 532، 539، 665، 672، 677، 685، 744، 788.

المغازي/ موسى بن عقبة. 523. الملل والنحل/ أبو محمد بن حزم. 337. المؤتلف/ الخطيب. 605. موطأ مالك. 581، 585، 587، 587. النون "ن" الناسخ والمنسوخ/ أبو داود. 612. النسب/ الزبير بن بكار. 751. النكاح/ أبو عبيد. 809. الواو "و" الوسيط/ الواحدي. 370، 379، 410، 413.

الياي "ي": ينبوع الحياة= تفسير ابن ظفر.

فهرس الرواة المتكلم فيهم جرحا أو تعديلا

فهرس الرواة المتكلم فيهم جرحا أو تعديلا ... الألف "أ": إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني. 217/ ضعيف. يروي التفسير عن أبيه عن عكرمة، وإنما ضعفوه لأنه وصل كثيرا من الأحاديث بذكر ابن عباس. إبراهيم بن هراسة. 836/ ضعيف. ابن لهيعة: عبد الله المصري. 214/ ضعيف. 441/ حديثه يكتب في المتابعات. إسحاق بن أبي فروة. 444/ ضعيف "وانظر حاشية الكتاب ص "444". إسماعيل 839/ ضعيف. إسماعيل بن أبي زياد الشامي. 213/ ضعيف. جمع تفسيرا كبيرا فيه الصحيح والسقيم، وهو في عصر أتباع التابعين. إسماعيل بن عبد الرحمن السدي. 211/ كوفي صدوق.

ولم يلق السدي من الصحابة إلا أنس بن مالك، وربما التبس بالسدي الصغير "محمد بن مروان". أشعث بن سعيد البصري السمان. 363/ قال الترمذي: " ... وأشعث يضعف في الحديث". أيوب السخيتاني. 760/ من رجال البخاري. الباء "ب": البزاز: أبو بكر الحافظ. 709/ كان يحدث من حفظه فيهم. الجيم "ج": جويبر بن سعيد 211/ واه 274، 678، 799/ ضعيف جدا. الحاء "ح": حبان بن علي العنزي 210/ ضعيف من قبل حفظه. الحسين بن داود

219/ من طبقة شيوخ الأئمة الستة وفيه لين. 369، 896/ فيه مقال. الحضرمي بن لاحق. 537/ ثقة. الحكم بن ظهير الفزاري. 529/ أحد الهلكى وممن رمي بالرفض. الراء "ر": الربيع بن أنس 466/ أولى بالقبول من الكلبي. الزاي "ز": زيد بن أسلم 217/ من الثقات. السين "س": سالم الأفطس. 548/ أتقن من عطاء بن السائب. السدي= اسماعيل بن عبد الرحمن. السدي الصغير= محمد بن مروان. سعيد بن المرزبان= أبو سعد البقال.

سفيان الثوري 210/ ثقة. 873/ سمع من عطاء بن السائب قبل الإختلاط "يعني اختلاط عطاء" سنيد =الحسين بن داود الشين "ش": شبيب بن بشر 272/ وثقه ابن معين. الصاد "ص": صالح بن محمد الترمذي 210/ مثل محمد بن مروان السدي الصغير في الضعف أو أشد ضعفا. الضاد "ض": الضحاك بن مزاحم 211/ صدوق يروي عن ابن عباس ولم يسمع عنه. 270، 274/ لم يسمع من ابن عباس. العين "ع": عبد الله بن الزبير 907/ غير ابن أخيه، وهو عنه ضعيف.

عبد الرحمن بن زيد بن أسلم 217/ من الضعفاء. عبد الرحمن بن مهدي. أثبت من الفريابي. عبد العزيز بن يحيى. 813/ ضعيف جدا. عبد الغني بن سعيد الثقفي. 220، 246/ ضعيف, 297/ هالك. 344، 369، 530، 535/ واه. عبد الملك بن هارون بن عنترة 283/ قال: يحيى بن معين: "كذاب". عبد الوهاب بن مجاهد. 635/ ضعيف. عبيد الله العتكلي أبو المنيب المروزي. 300/ صدوق. عبيدة بن عمرو السلماني. 478/ من كبار التابعين. عكاء الخرساني.

208، 209، 211/ لم يسمع من ابن عباس. 839/ ضعيف عن ابن عباس منقطع. عطاء بن دينار 214/ فيه لين، روى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس تفسيرا. عطاء بن السائب. 548/ اختلط. 873/ سمع الثوري منه قبل الإختلاط. عطية 839/ [لم] يسمع من ابن عباس. عكرمة أبو عبد الله البربري "مولى ابن عباس" 204/ ثقة. 760/ من رجال البخاري. علي بن أبي طلحة 207، 436/ صدوق لم يلق ابن عباس، لكنه إنما حمل عن ثقات أصحابه فلذلك كان البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما يعتمدون على هذه النسخة. علي بن عبد الله البارقي الأزدي. 285، 287/ تابعي ثقة. علي بن الحكم 211/ ثقة.

عمران بن الحارث 307/ أخرج له مسلم. عمير بن سعيد 337/ قال ابن حزم في "الملل والنحل": مجهول، يقال له: مرة النخعي، ومرة الحنفي. 338/ وقال ابن حجر: "عمير بن سعيد وثقه يحيى بن معين ومحمد بن سعد ... ولا نعرف أحدا جرح عمير بن سعيد ولا قال أنه مجهول". 339/ وقد قال شعبة عن الحاكم قال: عمير بن سعيد وحسبك به. وذكر البخاري في "تاريخه" أنه كان بالكوفة لما كان المغيرة بن شعبة أميرها في زمن عمر رضي الله عنه. وقال ابن حجر: له رواية عن أبي موسى وعبد الله بن مسعود وسعد بن أبي وقاص والحسن بن علي وغيرهم من الصحابة وعن علقمة ومسروق وغيرهما من التابعين، وحدث عنه خلق من التابعين. عيد بن سليمان. 211/ صدوق. عيسى بن المسيب 605، 606/ ضعيف عند أهل الحديث حتى إن ابن حبان ذكره في "الضعفاء" الفاء "ف": الفريابي عبد الرحمن بن مهدي أثبت منه.

القاف "ق": قيس بن الربيع 837/ سيء الحفظ. 880/ ضعيف. الكاف "ك": الكلبي: محمد بن السائب 209، 237، 246، 272/ اتهموه بالكذب، وقد مرض، فقال لأصحابه في مرضه: كل شيء حدثتكم عن أبي صالح كذب. 466/ ضعيف لو انفرد فكيف لو خالف. الميم "م": مجاهد بن جبر 204/ ثقة. 422/ عن أبي ذر منقطع. المسعودي 429/ صدوق ولكنه اختلط. محمد بن أبي حميد 802/ ضعيف. محمد بن أبي محمد

275/ صدوق عند ابن أبي حاتم. محمد بن السائب= الكلبي. محمد بن قضيل بن غزوان 210/ ثقة. محمد بن مروان السدي الصغير. 210، 237، 263/ مثل محمد بن السائب الكلبي في الضعف أو أشد ضعفا منه. مقاتل بن حيان 216، 217/ صدوق وهو غير مقاتل بن سليمان. مقاتل بن سليمان 217/ وقد نسبوه إلى الكذب، وقال الشافعي: "مقاتل قاتله الله تعالى" إنما قال الشافعي فيه ذلك أنه اشتهر عنه القول بالتجسيم. موسى بن إسماعيل. 760/ من رجال البخاري موسى بن جبير 320/ قال الهيثمي في "زوائد المسند": "موسى بن جبير وهو ثقة" قال الحافظ ابن حجر: "مدني نزل مصر وروى عنه جماعة ولم أر فيه تجريحا ولا تعديلا إلا ذكر ابن حبان له في "الثقات" وأخرج حديثه في "الصحيح" موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني

220/ نسبه ابن حبان إلى وضع الحديث. موسى بن عبد الرحمن الصنعاني. 755/ كذاب. موسى بن عبيدة 369/ ضعيف. مؤمل بن إسماعيل 820/ فيه لين الواو "و": الوالبي= علي بن أبي طلحة وهيب بن خالد 760/ من رجال البخاري. الهاء "هـ": هذيل بن حبيب 218/ ضعيف لكنه أصلح حالا من أبي عصمة نوح بن أبي مريم الياء "ي": يحيى بن سلام المغربي 219/ لين الحديث، وفيما يرويه مناكير كثيرة، وشيوخه مثل سعيد بن أبي عروبة ومالك والثوري. 263/ أصلح حالا من محمد بن مروان السدي بكثير.

الكنى: أبو حاتم 760/ من رجال البخاري أبو الحسن الأسدي 671/ روى عنه أبو كريب مجهول. ذكر ذلك ابن أبي حاتم عن أبيه، [انظر كلام المحقق في الحاشية] أبو روق بشر بن عمارة الخثعمي 223/ ضعيف. أبو روق عطية بن الحارث 211/ لا بأس به. 514/ ضعيف. 516/ أحد الضعفاء. أبو السوار العدوي. حسان بن حرث 537/ ثقة. أبو عصمة نوح بن أبي مريم الجامع 218/ نسبوه إلى الكذب. أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي البصري. 313/ تابعي وسط من طبقة محمد بن سرين أبو المعشر المدني 545/ ضعيف.

§1/1