العباب الزاخر

الصغاني

أ

أجَأ ابن الأعرابي: أجَأ: فَرَّ. وأجَأُ: أحد جبلي طيء؛ والآخر سلمى، وأجَأُ مؤنث، قال ذلك ابن الأنباري في كتاب المذكر والمؤنث من تأليفه، وأنشد لامرئ القيس: أبَتْ أجِأ أن تُسْلِمَ العامَ جارَها ... فَمَنْ شَاءَ فَلْيَنْهَضْ لها من مُقَاتِلِ وإنما صرفها لضرورة الشعر. ومن العرب من لا يهمزها، فحينئذ موضع ذِكرها الحروف اللينة. وقال ابن الكلبي: أجَأُ: لبني نبهان خاصة، وسلمى: لسائر طيء، وتزعم العرب أن أجَأُ في الأصل كان اسم رجل وكان عاشقاً سلمى وكانت العوجاء؟ وهي امرأة أخرى - تجمع بينهما، وأنهم آخذوا فصُلبوا على هذه الأجبُل تعني أجَأُ وسلمى والعوجاء، فسُمِّيَت الأجبُل بأسمائهم. وقال محمد بن حبيب: أجَأُ هو ابن عبد الحي عَشِقَ بنت حام بن جُمّى من بني عمليق بن حام، وهي أولى امرأة سُمّيت سلمى فهرب بها أجِأُ فاتّبعها اخوتها منهم الغميم وفَدَك وفائد؟ يعني فَيْداً - والحَدَثان والمُضِلّ فأدركوهم بالجبلين فأخذوا سلمى ففقئوا عينيها ووضعوها على أحد الجبلين فسُمّي سلمى وكتفوا أجَأُ ووضعوه على الجبل الآخر فسُمّي أجَأُ. أزأ الفرّاء: أزَأتُ عن الحاجة: كِعْتُ عنها، وقال الأصمعي: أزَأْتُ غنمي: أشبعتُها. أوأ آء؟ على وزن عاع -: شجر، الواحدة: آءة، قال زهير ابن أبي سلمى يصف ناقته: كأنَّ الرَّحْلَ منها فوقَ صَعْلٍ ... من الظَّلمان جُؤجُؤُهُ هَواهُ أصَكَّ مُصَلَّمٍ الأُذُنَيْن أجْنى ... له بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآءُ وحُكي عن الخليل أنه كان يُصغِّر آءةً أُوَيْئَة، قال: فلو قلت من الآء كما قلتَ من الثوم مَثَامة لقلت: أرض مأءة، ولو اشتُقَّ منه مفعول لقيل: مَؤوء مثال مَعُوْع كما يُشْتَقّ من القَرَظ فيُقال: مَقْروظ إذا كان يُدبَغ به أو يُؤْدِمُ به طعام، ويقال من ذلك: أؤتُه بالآء؛ وإن بَنيتَ من آءةٍ مثل جعفر لقلت أوْأىً؛ والأصل أوْأأٌ مثل عَوعَعٍ، فقُلبت الهمزة الأخيرة ياء فصار أوْأي فانقلبت الياء ألفاً لتحرُّكِها وانفتاح ما قبلها، وإنما انقلبت ألفاً لأن هذا قلب محض كقلب الهمزة ياء في جاءٍ؛ وليس على جهة التخفيف القياسي الذي أنت فيه مُخيَّر إن شئت خفَّفتَ وإن شِئتَ حقَّقتَ. وآءٌ؟ أيضاً -: حكاية أصوات، قال: إِنْ تَلْقَ عَمْراً فقد لاقيتَ مدَّرِعاً ... وليس من هَمِّهِ إبْلٌ ولا شَاءُ في جَحْفَلٍ لَجِبٍ جَمٍّ صَواهلُهُ ... بالليل يُسْمَعُ في حافاته آءُ أيأ الكسائي: بعض العرب يقول: كأيْئَتِهِ، يريد، كهيئته. بَأْبَأْ بأبأتُ الصَّبي: إذا قلت له: بأبي أنت وأمي، قال: وصاحبِ ذي غِمْرةٍ دَاجَيْتُهُ ... زَجَّيْتُهُ بالقولِ وازْدَجَيْتُه بأبأتُهُ وإنْ أبى فَدَّيْتُهُ ... حتّى أتى الحيَّ ومَا آذَيْتُه والبؤبؤ: الأصل، قال: في بُؤبُؤِ المجدِ وبُحْبُوح الكَرَمْ والبؤبؤ؟ أيضاً -: رأس المكحلة. وبدن الجرادة بلا رأس ولا قوائم. وإنسان العين. وبحبوحة كل شيء: بؤبؤه. البؤبؤُ؟ مثال السرور -: العالِم والبأباءُ: زَجْرُ السِّنّور. ويقال: أنا بأباؤها: أي عالمها. وقال الأموي: تبأبأتُ: إذا عدوتَ، وقال الأحمر: بأبأ: أسرَعْ. بَتَأ بَتَأ بالمكان وبَتَاً: إذا أقام به. بَدَأَ بدأتُ بالشيء بَدْءً: ابتدأتُ به. وبدأتُ الشيءَ: فعلته ابتداءً. وبَدَأ الله تعالى الخلق وأبدأهم: بمعنى. وتقول: فَعَلَ ذلك عَوْداً وبًدْءً وفي عوْدِهِ وبَدْئِه وفي عودته وبدءته. ويقال: رجع عَوْدَه على بَدئه: إذا رجع في الطريق الذي جاء منه. وفلان ما يُبدئ وما يُعيد: أي ما يتكلم ببادئةٍ ولا عائدة. وقال أبو زيد: أبدأتُ من أرض إلى أخرى: إذا خَرَجْتَ منها إلى غيرها. والبدْءُ: السيد الأول في السيادة، والثُّنْيَانُ: الذي يليه في السؤدد، قال أوس ابن مَغراء السعدي: ولا تَرى مَعْشَراً نَبْكي لِمَيِّتِهِم ... إذا تَوَلّى وهُمْ يَبْكُونَ مَوْتانا ثُنْيانُنا اِنْ أتاهُمْ كان بَدْأهُمُ ... وبَدْؤُهُمْ انْ أتانا كان ثُنيانا ويروى: " ترى ثنانا إذا ما جاء بَدْأهُمُ ".

بذأ

والبَدْءُ والبَدْءَةُ: النَّصِيْبُ من الجَزُوْر، والجَمْعُ أبْدَاءٌ وبُدُوْءٌ، مثال جَفْنٍ وأجْفان وجُفُونْ، قال طَرَفَةُ بنُ العَبْد: وهُمُ أيْسَارُ لُقْمانَ اذا ... أغْلَتِ الشَّتْوَةُ أبْداءَ الجُزُرْ أيْسَارُ لُقمان ثمانية وهم: بِيْض وطُفَيْل وذُفَافَةُ وثُمَيْلٌ ومَلِكٌ وفُرْزُعَةُ وعَمارٌ وحُمَمَةُ الدَّوْسيّ. والبَديءُ: الأمرُ البَديع، وقد أبْدَأ الرَّجُلُ: اذا جاء به، قال عَبيدُ بنُ الأبرص: اِنْ تَكُ حَالَتْ وحُوِّلَ منها ... أهْلُها فلا بَدِيءٌ ولا عَجِيْبُ والبَدِيءُ: البئرُ الذي حُفِرَتْ في الإسلام وليستْ بِعاديَّةٍ، وفي حديث سعيدِ ابنِ المُسَيَّب بن حَزْنٍ: حَرِيْمُ البئرِ البَديء خَمسٌ وعشرونَ ذراعاً وفي القليبِ خَمسونَ ذراعاً. والبَدْءُ والبَديءُ ايضاً: الأوَّلُ، ومنهُ قَولُهم: افعَلْهُ بادي بَدْءٍ على فَعْلٍ وبادي بَدِيءٍ على فَعِيْلٍ: أي أوَّلَ شيءٍ، والياءُ من " باديْ " ساكنةٌ في موضع النَّصْبِ. هكذا يتكلَّمون به، وربَّما تَركوا هَمْزَه لكثر الاستعمال على ما نذكره في باب المُعْتَلّ اِنْ شاء اللهُ تعالى. ويُقال أيضاً: افْعَلْه بَدْءةَ ذي بَدْءةٍ أي: أوَّلَ أوَّلَ. والبَدْءةُ: نَبْتٌ مثلُ الكَمْأة لا تُؤكَل وإذا فُتَّتْ صارتْ مثلَ السِّهْلَة، قالها أبو عَمْروٍ الشيباني. وقَوْلُهُم: لكَ البَدْءةُ والبُدْءةُ والبُدَاءةُ ايضاً بالمَدّ: أي لكَ أنْ تَبْدَأ قبل غيرِكَ في الرَّمْي وغيرِه. وقد بُدِيءَ الرَّجُلُ فهو مَبْدُوءٌ: إذا أخَذَه الجُدَريُّ أو الحَصْبَة، وقال: فكأنَّما بُدِئَتْ ظَواهِرُ جِلْدِهِ ... ممّا يُصافِحُ من لَهِيبِ سُهامِها وبِدَاءَةُ الأمرِ - بالكَسْرِ والمَدِّ -: ابْتداؤه. وقَوْلُ العامَّةِ: البِدايَةُ - مؤازاةً للنِّهاية: لَحْنٌ، ولا تُقاس على الغَدَايا والعَشايا؛ فإنَّها مَسْموعةٌ بخلاف البِداية. وقال ابنُ حَبِيبَ: في كنْدَة: بَدَّاءُ بنُ الحَارثِ بن ثَوْرٍ وهو كِنْديٌّ، وفي جُعْفِيٍّ: بَدَّاءُ بن سَعْد بن عمرو بن ذُهْل بن مَرّانَ بن جُعْفِيّ، وفي بَجِيْلَة: بَدّاءُ ابن فِتْيَان بن ثَعْلَبَة بن مُعاوية بن سَعْد ابن الغَوْث، وفي مُرَادٍ: بَدّاءُ بن عامِر ابن عَوْبَثَانَ بن زاهِر بن مُرادٍ. قال ابن السِّيرافيِّ: بَدّاءٌ: فَعّالٌ من البَدْءِ مَصْرُوْف. والتَّرْكيبُ يَدُلُّ على افتتاح الشيء. بَذَأ بَذَأْتُ الرَّجُلَ بَذْءً: إذا رأيتَ منه حالاً كَرِهْتَها. وبَذَأتْه عَيْني بَذْءً: إذا لم تَقْبَلْه العينُ ولم تُعْجِبْك مَرْآتُهُ. وبَذَأْتُ الأرضَ: ذَمَمْتُ مَرْعاها، وكذلك الموضع: إذا لم تَحْمَدْه، وأرْضٌ بَذيئةٌ: لا مَرْعى بها. وامْرَأةٌ بَذِيَّةٌ: تُذْكَ في المُعْتَلِّ إن شاء الله تعالى. وباذَأْتُه مُبَاذَأةً وبِذَاءً: فاحَشْتُه، ومنه قَوْلُ عامِر بن شَرَاحِيْلَ الشَّعْبِيّ: إذا نعَظُمَتْ الحَلْقَةُ فإنَّما هي بِذاءٌ ونِجاء. ولولا أنَّ الأزهريَّ قال: بَاذَأْتُه لكان مَوْضع ذِكْر هذه اللغة عندي بابَ المُعْتَلّ كَذكري المرأةَ البذيَّةَ ثَمَّ؛ فهُما عندي من وادٍ واحد. والتركيب يدلُّ على خُروج الشيء عن طريقة الإحْماد. بَرَأ تقول: بَرِئتُ إليك من كذا: أي أنا بريٌ منه فلا عتبَ لكَ عليَّ، كقول النبي - صلّى اللهُ عليهِ وسَلَّم - مُنْصَرَفَ خالد بن الوليد - رضي الله عنه - من بني جَذيمَةَ: اللهمَّ إنيّ أبْرأُ إليكَ ممّا صنعَ خالدُ ٌ اللهُمَّ إني أَبرأُ إليكَ ممّا صنعَ خالدٌ، قالها مرَّتَينْ، وذلك أنَّه لمّا غشيهم جَعَلوا يقولون صَبَأْنا صَبَأْنا أرادوا أسْلَمنا، وذلك أنَّ الكفّار كانوا يقولون للنَّبي - صلّى الله عليه وسلَّم -: الصّابِئ، وجعل خالد يقتُلُ ويأسِرُ، فلمّا بلَغَ النبيَّ - صلّى الله عليه وسلَّم - ما فعلَ رفعَ يدَيْه وقال، أراد: لم أَأْمُرْه به ولم أرْضَ إذ بَلَغني. ويقال: برئتُ منك ومن الدُّيون والعيوب براءةً.

بسأ

وبرئتُ من المرض بُرْءً - بالضمّ -، وأهل الحجاز يقولون: بَرَأْتُ من المرض بَرْءً - بالفتح -، ويقول كُلُهم في المستَقْبَل: يبْرَأُ بفتح الراء، وقال الزَّجاجُ: وقد رَوَوا: برأتُ من المرض أبرُؤ بُرْءَ، قال: ولم يجيء فيما لامُه همزةٌ فَعَلْتُ أفْعُلُ، أراد: فيما لا مُهمزةٌ وفاؤه وعينهُ صحيحتانِ، قال: وقد استقصى العلماءُ باللُّغة هذا فلم يجِدوا إلاّ في هذا الحرف. ويقال أصبحَ فلانٌ بارئاً من مرضِه، وأبرَأَه اللهُ تعالى من المرض. وبَرَأ اللهُ الخلقَ بَرْءً - ايضاً -، وهو الباريءُ، والبَرِيَّةُ: الخلقُ؛ وقد تَرَكْتِ العرب همزها، وقرأ نافعٌ وابنُ ذكوانَ على الأصلِ قولَه تعالى) خَيْرُ البَرِيئة (و) شَرُ البَرِيْئة (، وقال الفرّاءانْ أُخِذتِ البَرِيَّةُ من البرى وهو التراب فأصْلُها غيرُ الهَمْز. وأبْرأْتُه ممّا لي عليه، وَبرَّأْتُه تَبْرئةً. والبُرءةُ - بالضمِّ -: قُتْرةُ الصائد، والجمع بُرَأْ، قال الأعشى يصفُ الحمير: فأوْرَدّها عَيْناً من السيفِ رَيَّةً ... بها بُرَأْ مثلُ الفَسيل المُكمَّمِ وتَبَرَّأْتُ من كذا، وأنا بَرَاءٌ منه وخَلاءٌ منه، لا يُثَنَّيانِ ولا يُجْمَعان لأنَّهما مَصْدَران في الأصل مثل سَمِعَ سَمَاعاً، فاذا قلتَ: أنا بَريءٌ منه وخَليٌّ منه ثَنَّيْتَ وجَمَعتَ وأنَّثتَ وقلتَ في الجمع: نحنُ منه بُرَءآءُ مثلُ فَقيهٍ وفُقهاء؛ وبِراءٌ - ايضاً - مثلُ كَريم وكِرام؛ وأبْراءٌ مثلُ شَريف وأشْراف؛ وأبْرِياءُ مثلُ نَصيبٍ وأنصِباء؛ وبريئون؛ وامرأةٌ بَريئةٌ، وهُما بَريئتان، وهُنَّ بَريئات وبَرايا، ورَجُلٌ بَريءٌ وبُراءٌ مثلُ عَجيب وعُجاب. والبَرَاءُ - بالفتح -: أولُ ليلةٍ من الشَّهرِ سَمِّيَتْ بذلك لِتَبَرُّؤ القَمَر من الشمس، وقال أبو عمرو: البَرَاءُ: أولُ يومٍ من الشَّهر، وقد أبْرَأ: اذا دَخَلَ في البَرَاء. وأمّا ابنُ البَرَاء: فهو أولُ يومٍ في الشَّهْر، وهذا ينصُرُ القولَ الأول، وقد سَمَّوْا " 13 - ب " بَرَاءً. وبَارَأْتُ شَريكي: اذا فارَقْتَه. وبارَأَ الرَجُل امرأتَه. واسْتبْرَأتُ الجارِيَةَ. واسْتَبْرَأْتُ ما عندَكَ. والتركيب يدلّ على الخَلْق، وعلى التَّباعُد عن الشيء ومُزايَلَتِه. بَسَأ بَسَأْتُ بالرَّجُل وبَسِئتُ به بَسْئاً وبُسُوءً: اذا اسْتَأنَستَ به. وناقةٌ بَسوءٌ: لا تمنَعُ الحالِبَ. وأبْسَأني فلانٌ فَبَسِئْتُ به. والتركيبُ يدل على الأُنس بالشيء. بشأ بَشاءَةُ - بالفتح والمَدِّ -: مَوْضِعٌ، قال خالدُ بن زهير الهُذَلي: رُوَيْدَ رُوَيْدَ واشْربوا ببَشاءةٍ ... اذا الجُدْفُ راحتْ ليلةً بعذُوبِ بَطَأ: البُطْءُ: نقيضُ السُّرعة، ويقال: لم أفْعَلْهُ بُطْءَ يا هذا وبُطْأى - مثال بُشْرى -: أي الدَّهْرَ في لُغةِ بني يَرْبُوعٌ، تقول منه: بَطُؤَ مَجيئُكَ وأبْطَأْت لإانتَ فأنت بَطيءٌ، ولا تقلْ أبْطَيتُ وقد استَبْطَأتُكَ، ويُقال: ما أبطأَ بكَ وما بَطَّأَ بك بمعنىً. وتَبَاطَأَ الرجل في مسيره. وبَطْآنَ ذا خروجا وبُطْآنَ ذا خُروجاً: أي بَطُؤَ ذا خروجاً، فجُعِلَتِ الفتحةُ التي على بَطُؤ في نُون بُطأن حين أدَّتْ عنه ليكون علماً لها ونُقِلَتْ ضمَّةُ الطاء إلى الباء، وإنما صحّ فيه النقلُ لأنّ معناه التَّعجب أي ما أبطأه. ابو زيدٍ: أبْطأَ القومُ: اذا كانت دوابهم. بَكَأ بكأت الناقةُ أو الشاةُ - بالفتح -: أي قل لبنها تبكْأُ بكأً، قال سلامةُ ابن جندل: يُقال مَحْبِسُها أدْنى لِمَرتَعِها ... ولو تَعادى بِبَكْكءٍ كُلُّ مَحْلوبِ وكذلك بَكُؤَت تبكؤُ - بالضم - بُكُوْءً وبَكاءَةً - بالفتح والمدِّ - وزاد ابو زيدٍ بُكأً فهي بَكيئٌ وبَكيئَةْ؛ وأينقٌ بِكاءٌ وبكايا على ترك الهمز، قال ابو مُكعتٍ الأسديُّ: فَلَيضربَنَّ المرءُ مَفرِقَ خاِله ... ضَربَ الفَقارِ بِمِعولِ الجزّارِ ولَيأْزِلَنَّ وتَبْكُؤنَّ لِقاحُهُ ... ويُعَلِّلَنَّ صبِيَّهُ بِسَمارِ

بوأ

ومنه حديث النبيِّ - صلّى اللهُ عليه وسلَّم - انَّه قال: " نحنُ معاشر الأنبياء فينا بَكْكءٌ، أي قلَّة الكلام، وفي حديث عمر - رضي اللهُ عنه -: انه سأل جيشاً هل يثبت لكم العدوُّ قدر حلب شاةٍ بكيئةٍ؟ فقالوا: نعم، فقال: غلَّ القومُ؛ أي خانوا في القول، ومعناه: تكذيبهم فيما زعموا من قلَّةثبات العدو لهم. وقال اللَّيث: البَككءُ - بالفتح -: نبات كالجرجير، الواحدةُ بكأَةٌ، وعند بعضهم هوالبَكا والواحدةُ بكَاةٌ. والتركيب يدلُّ على نقصان الشيءِ وقلتهِ. بَوَأ المَبَاءَةُ: منزلُ القومِ في كل موضعٍ. ويُسَمى كِناسُ الثَّور الوحشيّ مباءَةً، وكذلك معطِنُ الابل. وتَبَوَّأْتُ منزلاً: أي نزلته، وأبَأتُه منزلاً وبَوَّأْتُه منزلاً وبَوَّأْتُ له منزلاً: بمعنىً، أي هَيِّأْتْهُ ومكَّنْتُ له فيه. وأبَأْتُ بالمكان: أقَمْتُ به، واسْتَبَاءَ المنزل: أي اتَّخَذَه مَبَاءةً. وتَبَوّأَ: نزل وأقام. وهو ببيءة سَوْءٍ - مثال بِيْعَةٍ -: أي بحالة سوء، وإنَّه لَحَسَنُ البيئة. وبَوَّأْتُ الرُّمْحَ نحوه: أي سَدَّدْتُه نحوه. وأبَأْتُ الابِلَ: رَدَدْتُها إلى المَبَاءة. وأبَأْتُ على فلانٍ ماله: إذا أرَحْتَ عليه ابله أغَنَمَه. والبَاءَة، ومنه سُمِّي النكاح بَاءً وبَاءَةً؛ لأن الرجلُ يَتَبَوَّأُ من أهله: أي يَسْتَمْكِن منها كما يَتَبَوَّأُ من داره، وفي حديث النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: من استطاع منكم الباءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فإنَّه أغَضُّ للبصر وأحْصَنُ للفرج ومن لم يستطع فَعَلَيْه بالصَّوم فإنه له وجَاء. وقال يصف الحمار والأتُنَ: يُعْرِسُ أبكاراً بها وعُنَّسَا ... أكْرَمُ عِرْسٍ باءَةً اذْ أعْرَسا والبَوَاءُ: السَّوَاء، يُقال: دم فلان بَوَاءٌ لدم فلان: إذا كان كُفْؤاً له، قالت ليلى الأخْيَلِيَّةُ في مقتل تَوْبَةَ بن الحُمَيِّر: فإنْ تكُنِ القَتلى بَوَاءً فإنَّه ... فتىً ما قتَلْتُمْ آلَ عَوْفِ بن عامِرِ وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان بين حَيَّيْن طول على الآخر فقالوا: لا نرضى إلاّ أن نَقْتُل بالعبد منّا الحُرَّ منكم وبالمرأة الرجُلَ، فأمرهم أن يتباوأُوا. ووزْنُه يتقاولوا على يتفاعلوا، وهذا هو الصحيح، وأصحاب الحديث يقولون يتباءوا على مثال يَتَرَاءَوا. ويُقال: كَلَّمْناهم فأجابونا عن بَوَاءٍ واحدٍ: أي أجَابُوْنا جواباً واحداً. وبَوَاءٌ - أيضاً -: وادٍ بِتِهامَة. وبَاءَني الشَّيْءُ: أي وافَقَني. أبو زَيْد: بَاءَ الرجُل بصاحِبه: إذا قُتِل به. ويُقال: بَاءَتْ عَرَارِ بِكَحْل؛ وهما بَقَرَتانِ قُتِلَتْ احداهما بالأُخرى. ويُقال: بُؤْبِهِ: أي كُنْ ممَّنِ يُقْتَلُ به، وأنْشَد الأحْمَر لرَجُلٍ قَتَل قاتِل أخيه فقال: فقُلتُ له: بُؤْ بامريءٍ لَسْتِ مِثْلَهُ ... وإن كُنْتَ قُنْعَاناً لمن يَطلُبُ الدَّما قال أبو عُبَيْدٍ: معناه: وإن كنت في حَسَبِكَ مَقْنَعاً لكُلِّ من طَلَبكَ بِثَأْرِه فَلَسْتَ مثل أخي. وقال الأخْفَشُ في قوله تعالى:) وبَاؤُا بغَضَبٍ من الله (أي رجعوا أي صار عليهم، قال: وكذلك باءَ بإِثْمِه يَبُوْءُ بَوْءً. ويُقال: بَاءَ بحَقِّه: أي أقَرَّ، وذا يكون أبداً بما عليه لالَهُ، قال لَبيدْ: أنْكَرْتُ باطِلَها وبُؤْتُ بِحَقِّها ... عندي ولم يَفْخَرْ عَلَيَّ كرِامْها وأَبَأْتُ القاتِلَ بالقتيل واسْتَبَأْتُه أيضاً: إذا قَتَلْتَه به. وأبَاءَتِ المرْأةُ أديِمَها: جعلته في الدِّبَاغ. والتَّرْكيبُ يدلُّ على الرُّجوع إلى الشيء وعلى تساوي الشَّيْئَيْن. بَهَأ أبو زيد: بَهَأْتُ بالرَّجُل وبَهِئْتُ به بَهْئاً وبُهُوْءً: أنِسْتُ به. وقال الأصمعيُّ في كتاب الإبل: ناقةٌ بَهَاءٌ - بالفتح ممدوداً: إذا كانت قد أنِسَتْ بالحالب، وهو من بَهَأْتُ به إذا أنِسْتَ به. فأمّا البَهَاءُ من الحُسْن فهو من بَهِيَ الرَّجُلُ - غير مَهْموزٍ -. وقال ابنُ السكِّيت: ما بَهأْتُ له وما بَأَهْتُ له: أي ما فَطَنْتُ له. وقال أبو سَعيد: ابْتَهَأْتُ بالشَّيء مثلُ بَهَأْتُ به، قال الأعشى: وفي الحَيِّ مَنْ يَهْوى هوانا ويَبْتَهى ... وآخَرُ قد أبْدى الكآبَةَ مُغْضَبُ فَتَرَكَ الهَمْزَ من " يَبْتَهيء ".

تأتأ

والتركيب يدُلّ على الأُنْس. تَأْتَأَ رَجُلٌ تَأْتَاءٌ - على فَعْلاَل -؛ وفيه تَأْتَأَةٌ: أي تَرَدُّدٌ في التاء إذا تَكَلَّمِ. والتَأْتَاءُ - أيضاً -: مَشْيُ الصَّبيِّ الصَّغير. والتَّبَخْتُرُ في الحرب. ودُعاء التَّيْس إلى العَسْب. والتَأْتَأَةُ: حكاية الصوت، تقول: تَأْتَأْتُ به، وأكثر ما يُقال في التَّيْس. والتِّئْتَاءُ: العِذْيَوْطُ وهو الذي يُحْدِثُ عند الجِماع، وقال ابن الأعرابيّ: هو الذي يُنْزِل قَبْل أن يُولج، ونحو ذلك قال الفَرّاء. تَفَأ يُقال: تَفِئَ - بالكَسْر - تَفَأً - بالتَّحريك -: إذا احْتَدَّ وغَضِب. تَنَأ تَنَأْتُ بالبلد تُنُوْءً: قَطَنْتُه، والتّانيءُ: من ذلك، وهم تُنَّاءُ البلد، والاسمُ: التِّنَاءَة. ثأثأ ثَأْثَأْتُ الإبل: إذا أرْوَيْتَها. وثَأْثَأْتُها: إذا عَطَّشْتَها أيضاً، وهو من الأضداد، فمن الإرْواء قولُ الرّاجز: أنَّكَ لَنْ تُثَأْثئَ النِّهَالا ... بِمثْل أنْ تُدارِكَ السِجالا وثَأْثَأْتُ النّار: أطْفَأْتُها، وهذا ينصُر الإرْواءَ. وكذلك ثَأْثَأْتُ غَضَبَه: أي سَكَّنْتُه. وثَأْثَأْتُه: حَبَسْتُه. وقال ابن دُرَيْد: ثَأْثَأْتُ الرَّجُل عن مكانه: إذا أزلْتَه عنه. وقال الأصْمعيُّ: ثَأْثَأْتُ عن القوم: دَفَعْتُ عنهم. ولقيتُ فلاناً فتثَأْثَأْتُ منه: أي هِبْتُه. وقال أبو زَيْد: تَثَأْثَأْتُ: إذا أردت سفرَاً ثم بدا لك المُقامُ. أبو عمرو: الثَّأْثَاءُ: دُعاءُ التَّيْس إلى الضِّرَاب؛ كالتَّأْتاء. ثدأ الثُّنْدُؤَةُ للرَّجُل: بمنزلة الثَّدْي للمرأة، وقال الأصمعي: هي مَغْرِزُ الثَّدْي، وقال ابن السكِّيت: هي اللَّحْمُ الذي حَول الثَّدي؛ إذا ضَمَمْتَ أوَّلَها هَمَزْتَ فتكون فُعْلُلَة؛ وإذا فَتَحْتَه لم تَهْمِزْ فتكونفَعْلُوَة مثل قَرْنُوَةٍ وعَرْقُوَة. ثطأ يُقال: ثَطَأْتُه: إذا وطِئْتَه. وثَطِئَ ثَطَأً: حَمُقَ؛ كثَطِيَ ثَطَىً. ثفأ الثُّفَّاءُ - على مثال القُرَّاء -: الخَرْدَل، ويُقال: الحُرْف، وهو فُعَّالٌ، الواحدة ثُفَّاءَةٌ، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: ماذا في الأمَرَّيْنِ من الشِّفَاء: الصَّبِرِ والثُّفّاء. ذكر بعض أهل اللُّغة الثُّفّاءَ في باب الهمز، وعندي أنَّه مُعْتَلُّ اللاّم، وسُمِّيَ بذلك لما يَتْبَعُ مذاقه من لَذْع اللسان لحِدَّتِه؛ من قولهم: ثَفَاهُ يَثْفُوْه ويَثْفِيْه: إذا اتَّبَعَه، وتَسْمِتُهم إيّاه حُرفْاً لِحَرافتِه، ومنه بَصَلٌ حِرِّيْفٌ، وهَمْزَتُه مُنْقَلِبَةٌ عن واوٍ أو ياءٍ مُقتضى اللُّغتين. ثوأ ثَاءَةُ: موضعٌ ببلاد هُذَيل. جأجأ جُؤْجُؤُ: قريةٌ بالبحرين. وجُؤْجُؤُ الطائر والسفينة: صدْرُهُما، والجميع الجَآجِئُ. قال الأُمَويّ: جَأْجأْتُ بالإبِل: إذا دعوتها لتشرب فقلت لها: جِئْجِئْ، والاسم منه: الجِيْئُ - بالكسر - مثالُ الجِيْع، والأصلُ جِئْئٌ؛ فَلُيِّنَتِ الهمزة الأولى، وأنشد لمُعَاذٍ الهَرّاء: وما كانَ على الهِيْئِ ... ولا الجِيْئِ امْتِداحِيْكا ولكنِّي على الحُبِّ ... وطِيبِ النَّفْسِ آتيكا وقال اللَّيْثُ: تَجَأْجَأْتُ: كَفَفْتُ وانتهيتُ، وأنْشَدَ: سَأَنْزِعُ منكَ عْرسَ أبيكَ انِّي ... رأيْتُكَ لا تَجَأْجَأُ عن حِماها وتَجَأْجَأْتُ عنه: أي هِبْتُه. وقال أبو عمرو: الجَأْجَاءُ: الهَزيْمَة. وفُلان لا يجَأْجَأُ عن فلانٍ: أي هو جَرِيءٌ عليه. جبأ الجَبْئُ: واحدُ الجِبَأَةِ وهي الحَمْرُ من الكَمْأة، مثالُهُ فَقْعٌ وفِقَعَةٌ وغَرْدٌ وغِرَدَةٌ، وثلاثةُ أجْبَؤٍ. والجَبْءُ - أيضاً - نَقِيْرٌ يجتمع فيه الماء، والجمع أجْبُؤٌ أيضاً. والجَبْءُ: الأكَمَة. وجَبَأَ وجَأَبَ: أي باع الجَأْبَ وهو المَغَرَةُ عن ابن الأعرابي. وجَبْأَةُ البَطْنِ: مَأْنَتُه. والجَبْأَةُ - أيضاً -: الفُرْزُوْمُ أي الخَشَبَةُ التي يَحْذُوْ عليها الحَذَّاءُ، قال النابغة الجَعْديُّ - رضي الله عنه - يصف فَرَساً: وغَادَرةٍ تَسْعَرُ المَقَانِبَ قد ... سارَعْتُ فيها بصِلْدِمِ صَمَمِ

جرأ

فَعمٍ أسيلٍ عَريضِ أوْظِفَةِ ال ... رَِّجْلَيْن خاظي البَضيعِ مُلْتَئمِ في مِرْفَقَيه تَقَارُبٌ وله ... بِرْكَةُ زَوْرٍ كجَبْأَةِ الخَزَمِ وجَبَأَتْ عَيْني عن الشَّيء: نَبَتْ عنه. وقال ابو زيد: جَبَأْتُ عن الرَّجُل جَبْئاً وجُبُوءً: خَنَسْتُ عنه، وأنْشَدَ لِنُصَيْبٍ أبى مِحْجَن: فهلْ أنا الاّ مِثْلُ سَيِّقَة العِدى ... إِنِ اسْتَقْدَمَتْ نَحرٌ واِنْ جَبَأَت عَقْرُ وقال الأصمعي: يُقال للمرأة إذا كانتْ كَريهَةَ المنظَر لا تُستَحلى: إنَّ العَينَ لَتَجبَأُ عنها، وقال حُمَيدُ بن ثَورٍ الهِلاليُّ رضي اللهُ عنه: ليستْ إذا سَمنَتْ بجابِئةٍ ... عنها العُيونُ كريهةَ المَسِّ ويُرْوى: " إذا رُمِقَتْ ": أي إذا نُظِرَ إليها. وجَبَأَ عليه الأسْوَدُ: أي خَرَجَ عليه حَيَّةٌ من حُجْرِها، ومنه الجَابيءُ: وهو الجَراد. وجَبأَ وجَبيءَ " 17 - أ ": أي توارى. وأجبَأتُه: وارَيتُه. وأجبَأَتِ الأرضُ: كثرتْ كَمأَتُها، وهي أرضٌ مَجبَأَةٌ. وأجبَأتُ الزَّرعَ: بِعتُه قبل أنْ يَبدُو صَلاحُه، وجاء في حديث النبيِّ - صلّى اللهُ عليه وسَلَّم - بلا هَمزٍ للمُزاوَجَة، والحديثُ هو أنَّ النبي - صلّى اللهُ عليه وسَلَّم - كَتَبَ كِتاباً لوائل بن حُجْر: من محمَّد رسول الله إلى المُهاجِرِ بن أبو أُمَيَّةَ أنَّ وائلاً يُستَسعى ويَتَرَفَّل على الأقوالِ حيث كانوا، ويُروى: من محمدٍ رسول الله إلى الأقيال العَبَهِلَة من أهل حَضرَمَوتَ باِقام الصَّلاة وإيتاء الزَّكاة، على التِّيعَة شاةٌ، والتِّمَةُ لصاحبها، وفي السُّيُوبِ الخُمْسُ، لأخِلاَطَ ولا وِراطَ ولاشِنَاقَ ولا شِغارَ، ومَن أجبى فَقد أربى، وكُلُّ مُسكِرٍ حَرامٌ. والجُبَّأُ - بِضمِّ الجيم -: الجَبانُ، قال مَفروق بن عمرو بن قيس بن مسعود بن عامرٍ الشَّيباني: فما أنا من رَيبِ المَنون بِجُبَّأٍ ... وما أنا من سَيب الاِلهِ بآيِسِ والجُبَّأُ - ايضاً - والجُبَّاءُ - بالمَدِّ - من السِّهام: الذي يُجعَلُ في أسفَلِه مكانَ النَّصل كالجَوزَةِ من غيرِ أنْ يُراشَ. وجُبَّأُ: بَلدَةٌ من أعمال خُوزِسْتان. وجُبَّأُ - ايضاً -: قَريَةٌ من النَّهْروان. والجُبَّاءُ - بالضمِّ والمَدِّ والتَّشديد مثالُ جُبَّاعٍ - والجُبَّاءَةُ - بالهاء ايضاً مثالُ جُبَّاعَةٍ -: التي لا تَروعُ إذا نَظَرَت، وقال الأصمعيُّ: هي التي إذا نَظَرَت إلى الرِّجالِ انْخَزَلَت راجِعَةً لِصِغَرِها، قال تميمُ بن أُبَيِّ بن مُقبِل " 17 - ب ": وطَفلَةٍ غيرِ جُبَّاءٍ ولا نَصَفٍ ... مِن دَلِّ أمثالِها بادٍ ومكتومُ عانَقْتُها فانثَنَت طَوعَ العِناق كما ... مالَت بشارِ بِها صَهباءُ خُرطومُ كأنَّهُ قال: ليست بصَغيرةٍ ولا كبيرة، ويُروى: " غيرِ جُبَّاعٍ " بالعين وهي القَصيرة. وقال الأحْمَرُ: الجِبَأَةُ من الكَمْءِ: هي التي إلى الحُمرَة، والكَمْأَةُ: هي التي إلى الغُبرَة والسَّوَاد، والفِقَعَةُ: البِيض، وبَنَاتُ أوبَرَ: الصِّغَار. وامرأةٌ جَبْأى - على فَعْلى -: قائمَةُ الثديَين. وجَبَأ - بالتحريك -: جَبَلٌ باليَمَن، وقيل قَرْيَةٌ، وهذا هو الصحيح. جرأ الجُرأةُ - مثال الجُرْعةِ - والجُرَةُ - بتخفيفِ الهَمْز وتليينه - مثالُ الشُّبَةِ والكُرةِ كما يُقال للمرأةِ: المَرَةُ والجَراءَةُ والجَرَائيَةُ - كالكَراهةِ والكرَاهِيَةِ -:الشَّجَاعَةُ. والجَرِيءُ والمُجْتَرِىءُ: الأسَدُ. تقول: جرُءَ الرَّجُلُ. وهو جَريءُ المُقْدَمِ: أي جَريءٌ عند الإقْدام. وتقول: جَرَّأْتُكَ على فلانٍ حَتّى اجْتَرَأْتَ عليه. وقال ابنُ هانئ: الجِرِّيْئَةُ - بالمَدِّ والهَمْز -: الحَوْصَلَةُ؛ لُغَةٌ في الجِرِّيَّة. جزأ الجُزْءُ: واحِدُ الأجْزاء، وقال ثَعلَبٌ في قوله تعالى:) وجَعَلُوا له من عبادِه جُزْءً (:أي اِناَثاً؛ يَعني به الذين جَعَلُوا الملائكةَ بَناتِ اللهِ تعالى اللهُ عَمّا افتَرَوْا، قال: وأُنْشِدتُ لبعضِ أهل اللُّغة بَيْتاً يدُلُّ على أنَّ معنى جُزْءٍ معنى الإناث؛ ولا أدْري البَيْتُ قَديمٌ أمْ مصْنوع، أنشَدُوني: إِنْ أجْزَأت حُرَّةٌ يوماً فلا عَجَبٌ ... قد تُجزىءُ الحُرَّةُ المِذكارُ أحيانا

جسأ

أي: انثت، أي: ولَدَتْ أُنثى، قال الأزهريُّ: واستدَلَّ قائلُ هذا القولِ بقوله جلَّ وعَزَّ:) وجَعَلُوا الملائكةَ الذين هم عِبادُ الرحمن إناثاً (، وأنشَدَ غيرُه لبعضِ الأنصار: نكَحتُها من بَناتِ الأوسِ مُجزئةٍ ... للعَوسَجِ اللَّدنِ في أبياتها زَجَلُ يعني امرأ غَزّالةً بمغازِل سُوِّيَت من العَوسَجِ، قال الأزهريُّ: البَيتُ الأولُ مَصنوعٌ؛ يعني قولَه: " إن أجْزَأتْ ". والجُزءُ - أيضاً -: رَملٌ لِبَني خُوَيلِدٍ. والجُزءَةُ: نِصابُ الاأشفى والمِخصَف. والجُزءَةُ - بِلُغَةِ بني شَيبان -: الشُّقَّةُ المؤخَّرَةُ من البَيت. وجَزَأتُ الشَّيءَ جَزءً: قَسَمْتُهُ وجَعَلتُه أجزاءً، وكذلك التَّجزئة. وجَزَأتُ بالشيء جَزءً - وقال ابن الأعرابيّ: جَزِئتُ به لُغَةٌ -: أي اكتفيتُ به. وجَزَأَتِ الاإبلُ بالرُّطب عن الماء جُزءً - بالضم -، وأجْزَأتُها أنا، وجَزَّأْتُها تَجْزِئةً، وظَبْيَةٌ جَازِئةٌ، قال الشَّمّاخ: إذا الأرْطى تَوَسَّدَ أبْرَدَيْهِ ... خُدُوْدُ جَوازِئٍ بالرَّمْلِ عَيْنِ وقال الفرّاء: طعامٌ جَزِيءٌ وشَبِيْعٌ: لما يُجْزئُ ويُشْبِع. والمَجْزوء من الشِّعْر: ما سَقَط منه جُزءان، وبَيْتُه قولُ ذي الاصْبَع العَدْواني: عَذِيْرِ الحَيِّ من عَدْوانَ ... كانوا حَيَّةَ الأرْضِ وأجْزَأني الشيءُ: كَفاني. وأجْزَأتْ عنك شاة: لغةٌ في " جَزَتْ " بغير هَمْزٍ: أي قَضتْ. وأجْزَأْتُ عنك مُجْزَأَ فلانٍ ومُجْزَأةَ فلانٍ ومَجْزَأَتَه: أي أغْنَيْتُ عنك مَغْناه. وأجْزَأْتُ المِخْصَفَ: جَعَلْتُ له نصاباً. وأجْزَأ المَرْعى: الْتَفَّ نَبْتُه. وأجْزَأْتُ الخاتِمِ في إصبْعَي: أدْخَلْتُه فيها. وهذا رَجلٌ جازِئُكَ من رجلٍ: أي ناهيْك وكافيْكَ. وقد سَمَّوا مَجْزَأة وجْزً بالفتح، قال حَضْرَميُّ بن عامر في جِزء بن سنان بن مَوْألَةَ حين اتَّهَمَه بِفَرَحِه بموتِ أخيه: يقولُ جَزْءٌ ولم يَقُلْ جَلَلا ... غنَّى تَرَوَّحْتُ ناعماً جَذِلا إنْ كنتَ أزْنَنْتَني بها كَذِباً ... جَزْءُ فلاقَيْتَ مِثلَها عَجِلا أفْرَحُ أنْ أُرْزَأ الكِرامَ وأنْ ... أُوْرَثَ ذَوْداً شَصَائصاً نَبَلا واجْتَزأْتُ بالشيء وتَجَزَّأْتُ به - بمعنى -: إذا اكْتَفَيْتَ به. والتركيب يدلُّ على الاكتِفاء بالشيء. جسأ الجَسْيُ: الماء الجامِدُ. وجَسَأَتْ يده من العمل تَجْسَأُ جَسْئاً: صَلُبَتْ، والاسْمُ: الجُسْأَةُ مثال الجُرْعة. والجُسْأةُ في الدَّوابِّ: يُبْسُ المَعْطِف. وقال الكسائي: جُسِئَتِ الأرض فهي مَجْسُوْءةٌ، من الجَسْءِ: وهو الجَلَدُ الخشن الذي يُشبه الحصى الصِّغار. والتركيب يدل على صلابة وشدَّة. جشأ الجَشْءُ: القوسُ الخفيفة، قال أبو ذُؤيب الهذليّ: ونَمِيْمَةً من قانصٍ مُتَلَبِّبٍ ... في كفِّه جَشْءٌ أجَشُّ وأقْطُعُ وقال الأصمعي: هو القضيب من النَّبع الخفيف. شَمرٌ عن ابن الأعرابي: الجَشْءُ: الكثير. وقد جَشَأَ الليل وجَشَأَ البحرُ: إذا أظلم وأشرف عليك. وجَشَأَتِ الغَنَمُ: وهو صوتٌ يخرجُ من حُلوقِها، قاله الليث وأنشد قول امرئ القيس: إذا جَشَأَتْ سَمِعْتَ لها ثُغَاءً ... كأنَّ الحَيَّ صَبَّحَهُم نَعِيُّ ويُروى: " إذا ما قام حالِبُها أرَنَّتْ "، ويُروى: " إذا مُشَّت مَحالِبُها " أي مُسِحَتْ بالكفّ. وجَشَأَتْ نفسي جُشُوْءً: إذا نَهَضَتْ إليك وجاشت من حُزن أو فزع، قال عمرو بن الإطْنَابة: وقَوْلي كلَّما جَشأتْ وجاشَتْ ... مكانَكِ تُحْمَدي أو تَسْتَريحي وجَشَأَ القوم من بلدٍ إلى بلد: أي خرجوا. وتَجَشَّأْتُ تَجَشُّؤاً وجَشَّأْتُ تَجْشِئةً، قال أبو محمد الفَقْعَسيُّ: لم يَتَجَشَّأْ عن طعامٍ يُبْشِمُه ... ولم تَبِتْ حُمّى به تُوَصِّمُه والاسم: الجُشَأَةُ مثال تُؤَدَة، قال الأصمعي: ويقال الجُشَاءُ على فُعَال كأنَّه من باب العُطَاس والبُوال والدُّوَار. وجُشاءُ الليلِ والبَحرْ: دُفْعَتُهما. لم تُوافِقكَ. والتركيب يدلُّ على ارتفاع الشئ. جفأ

جلأ

الجُفَاءُ: الخالِيِةُ من السُّفُن. والجفَاءُ - أيضاً -: ما نَفَاه السَّيلُ، قال اللهُ تعالى:) فأمّا الزَّبَدُ فَيذهَبُ جُفاءً (أي باطلاً. وجَفَأَ الوادي جَفئاً: إذا رمى بالقَذَى والزَّبَد، وكذلك القِدرُ إذا رَمَتْ بِزَبدِها عند الغَليَان. وجَفَأتُ القِدْرَ: إذا كَفَأْتها أو أمَلتَها فَصَبَبْتَ ما فيها، قال الزاجر: جَفْؤُكَ ذا قِدْرِكَ للضِّيْفانِ ... جَفْأً على الرُّغْفَانِ في الجِفانِ خَيْرٌ من العَكِيسِ بالألْبانِ ... وجَفَأْتُ الرَّجُل: صَرَعْتُه. وجَفَأْتُ الغُثَاءَ عن الوادي: أي كَشَفتُ. وجَفَأْتُ الباب أجْفَؤهُ جَفْأً: اذا أغْلَقَتْه، وقال الحِرمازِيُّ: اذا فَتحتَه. وجُفأَةُ الابِلِ: أن يُنتجَ اكثرُها. وأجْفَأتُ الباب: لُغَةٌ في جَفَأتُه عن الزجاج. وأجْفأتُ القِدرَ: لُغةٌ ضَعيفةٌ في جَفأتُها، ويُروى حديثُ النبي - صلّى اللهُ عليه وسلم -: أنَّه نَهى عن لُحوم الحُمرُ الأهليَّة يوم خَيبرَ ونادى مُناديه بذلك فأجْفَأُ وا القُدور، ويروى: " فَجَفَأُوا "، ويروى: " فأمر بالقدور فكُفِئت "، ويروى: " فأُكْفِئَتْ ". وأجْفَأ الرَجلُ ماشيَتَهُ: أتبَعَها بالسير ولم يعلفها. وأجْفَأَتِ البلادُ: إذا ذَهبَ خيرها، وكذلك تَجَفَّأت، قال: ولما رأت أنَّ البلادَ تَجَفَأت ... تشَكَتْ إلينا أُمُ حَنْبَلِ واجتفَأْتُ الشيءَ: اقتَلعتُه ورمَيتُ به. والتركيب يدلُّ على نُبُوِّ الشيء عن الشيء. جلأ أبو زَيْد: جَلأتُ به الأرضَ وحَلأْتُ: ضَربتُ به. وجَلأْتُ به: رَمَيت به. جمأ الجَمَأُ والجَمَاءُ: الشَّخص، يُمَدُّ ويُقْصَر، وهمزةُ المَمدود غير مُنقَلِبَةٍ. والاجْمَاءُ: أن تكون غُرَّةُ الفَرَس أسِيْلَةً داخِلَةً، وفَرَس مُجْمَأُ الغُرَّة، قال: إلى مُجْمَأتِ الهام صُعْرٍ خُدودُها ... مُعَرَّقَةِ الأَلْحي سِباط المشافِرِ أبو عمرو: التَّجَمُّؤُ: أن يَنْحَنيَ على الشيء تحت ثَوبه؛ والظَّلِيْمُ يَتَجَمَّأُ على بيضِه. ونَجَمَّأَ القوْمُ: اجتمعوا. جنأ جَنَأَ الرَّجل وجَانَأَ وأجْنَأَ وتَجَانَأَ عليه: إذا أكَبَّ عليه، قال كُثَيِّرٌ: أغَاضِرَ لو شَهِدَتِ غَداةَ بِنْتُمْ ... جُنُوْءَ العائداتِ على وسادي أوَيْتِ لعاشِقٍ لم تَشْكُمِيْهِ ... نَوافِذُه تُلَذَّعُ بالزِّنادِ ورجل أجْنَأُ بَيِّن الجَنَأ: أي أحدبُ الظَّهر. والجَنئآءُ من الغنم: التي ذهب قرناها أُخُراً، عن الشيَّبْاني. والمُجْنَأُ - بالضمِّ -: التُّرْسُ، قال أبو قيس بن الأسْلَت - واسمُ أبي قَيْس صَيْفِيٌّ واسم الأسْلَتِ عامرٌ -: أحْفِزُها عَنِّي بذي رَوْنَقٍ ... مُهَنَّدٍ كالمِلْحِ قَطّاعِ صَدْقٍ حُسَامٍ وادِقٍ حَدُّهُ ... ومُجْنَأٍ أسْمَرَ قَرّاعٍ والمُجْنَأَةُ: حُفْرَةُ القبر، قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذَليّ: إذا ما زارَ مُجْنَأَةً عَلَيْها ... ثِقالُ الصَّخْر كالخَشَبِ القَطِيْلِ والتركيب يدلُّ على العطف على الشيء والحُنُوَّعليه. جيأ المَجِيْئُ: الإتيان، يُقال: جاء يَجِيْئُ جَيْئةً، وهي من بناء المرَّة الواحدة؛ إلاّ أنَّها وُضِعَتْ موضع المصدر مثل الرَّجْفَة والرَّحْمَة، والاسم الجِيْئَةُ - بالكسر -، وتقول: جِئْتُ مَجِيْئاً حسناً؛ وهو شاذٌّ، لأنَّ المصدر من فَعَلَ يَفْعِلُ مَفْعَلٌ - بفتح العين -، وقد شَذَّتْ منه حُروفٌ فجاءت على مَفْعِل، كالمجيءِ والمَعيش والمَكيل والمصير والمسير والمحيد والمميل والمقيل والمزيد والمعيل والمبيع والمحيص والمحيض. والجَيْئَةُ - بالفتح أيضاً -: الموضعُ الذي يجتمع فيه الماء، وكذلك الجِئَةُ مثال جِعَةٍ، والثانية محذوفةٌ على وَزن عِدَةٍ، قال الكُمَيْت: ضَفادِعُ جَيْئةٍ حَسِبَتْ أضاةً ... مُنَضِّبَةً ستَمْنَعُها وطيْنا والجَيْئة: موضعٌ أو مَنْهَلٌ، أنشَدَ شَمِرٌ: لا عَيْشَ إلاّ إبِلٌ جُمّاعَهْ ... مَوْرِدُها الجَيْئَةُ أو نُعَاعَهْ وإنْشَادُ ابنِ الأعرابيِّ الرَّجَزَ: " مَشْرَبُها الجُبَّةُ " هكذا أنْشَدَه بضَمِّ الجيم والياء المعجمة بواحدة المشدَّدة، وبعدَ المشطورَيْنِ:

حبأ

إذا رآها الجُوْعُ أمْسى ساعَهْ وفي كتاب الحروف لأبي عمرٍ والشيباني: الجَيْئَةُ: الدَّمُ والقَيْحُ، وأنْشَدَ: تَخَرَّقَ ثَفْرُها أيّامَ خُلَّتْ ... على عَجَلٍ فَجِيْبَ بها أدِيْمُ فَجَيَّأَها النِّساءُ فجاء منها ... قَبَعْذَاةٌ ورادِفَةٌ رَذُوْمُ أو " قَبَعْثاةٌ " على الشَّكِّ؛ شَكَّ أبو عمرو. وأنشَدَ شَمِرٌ: .......فَخَانَ منها ... كَبَعْثاةٌ ورادِعَةٌ رَدُوْمُ وقال أبو سعيد: الرَّذومُ مُعْجَمَةٌ؛ لأنَّ مارَقَّ من السَّلْح يَسيل. وفي أشعار بني الطَّمّاح في ترجمة الجُمَيْح بن الطَّمّاح: تَخَرَّمَ ثَفْرُها أيامَ حَلَّتْ ... على نَمَلى فجِيْبَ لها أديمُ فَجَيَّأها النساءُ فصار منها ... قَبَعْثاةٌ ورادفةٌ رَذُومُ قَبَعْثاةٌ: عَفَلَةٌ. وأجَأْتُه: أي جِئْتُ به. وجايَأَني فَجِئْتُهُ أجِيْئُه: أي غالبَني بكثرة المجيء فَغلبْتُه. وقال ابن الأعرابي: جايَأَني الرجل من قُرْبٍ: أي قابَلَني، ومرَّ بي مُجايَأةً: أي مُقَابَلَةً. وقال أبو زيد: يُقال جايَأْتُ فلاناً: أي وافَقْتُ مجيئه، ويقال: لو قد جاَزْتَ هذا المكان لَجايَأْتَ الغَيْثَ مُجَايَأةً وجِيَأءً: أي وافَقْتَه. وتقول: الحمد لله الذي جاء بك: أي الحمد لله إذ جئتُ، ولا تقل: الحمد لله الذي جئتَ. وأجَأْتُه إلى كذا: أي ألْجأْتُه واضطَرَرْتُه إليه، قال زُهَيْر: وجلرٍ سارَ مُعْتَمِداً إليكُمْ ... أجَاءَتْه المَخَافَةُ والرَّجَاءُ فجاوَرَ مُكْرَماً حتّى إذا ما ... دَعاُ الصَّيْفُ وانقَطَعَ الشتاءُ ضَمِنْتُم مالَهُ وغَدا جميعاً ... عليكم نَقْصُه وله النَّمَاءُ قال الفرّاء: أصلهُ من " جِئْتُ " وقد جَعَلَتْه العرب الْجَاءً. وفي المَثَل: " شَرٌّ ما يُجِيْئُكَ إلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ " قال الأصمعي: وذلك إنَّ العُرقوبَ لامُخَّ فيه وإنما يُحْوَجُ إليه مَن لا يَقْدِرُ على شيء. وقولُهم: " لو كان ذلك في الهِئ والجِئِ - بالكسر -: الطَّعامُ والجِئُ: الشَّراب، وقال الأُمويُّ: هما اسمان من قولك جَأْجَأْتُ بالإبل: إذا دَعَوْتَها للشُّرْب، وهَأْهَأْتُ بها: إذا د َعَوْتَها للعَلَف، وأنْشَدَ لِمُعَاذٍ الهَرّاء: وما كانَ على الهِيْءِ ... ولا الجِيْءِ امتِداحيْكا ولكِّني على الحُبِّ ... وطيبِ النَّفْس آتيكا وقال شَمِرٌ: جَيَّأْتُ القِرْبَةَ: خِطْتُها. وقال ابن السكِّيت: امرأةٌ مُجَيَّأَةٌ: إذا أُفْضِيَتْ؛ فإذا جُوْمِعَتْ أحْدَثَتْ. ورجُلٌ مُجَيَّأٌ: إذا جامعَ سَلَحَ. حبأ الحَبَأُ: جَلِيْسُ الملك وخاصَّتُه، والجمعُ أحبَاءٌ مثل سببٍ وأسباب. وقال ابن الأعرابي: الحَبْأَةُ: الطِّيْنَةُ السَّوداء. والتركيب يدلُّ على القُرْب. حبطأ رجلٌ حَبَنْطَأٌ وحَبَنْطَأَةٌ وحَبَنْطى - بلا هَمْزٍ -: أي قصير سمين ضخم البَطْن، وكذلك المُحْبَنْطِئُ يُهْمَزُ ولا يُهْمَز، ويقال: هو المُمْتَلئ غَيْظاً. أبو زيد: احْبَنْطَأَ الرَّجل: إذا انتفَخَ جَوْفُه، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: في السِّقْطِ يَظَلُّ مُحْبَنْطِئاً على باب الجَنَّة، وفي الحديث الآخر: إنَّ السِّقْطَ لَيُراغِمُ رَبَّه إنْ أدخل أبويه النار فَيَجْتَرُّهما بِسِرَرِه حتى يُدْخلهما الجنَّة: أي يُغاضبه. والسِّرَرُ: ما تقطعهُ القابِلَةُ من السُّرَّة. حتأ الحَتْءُ: حطَّ المتاعِ عن الإبل. والضَّربُ. والنكاحُ. وادامَةُ النَّظر. وحَتَأْتُ الكساء حَتْئاً: إذا فَتَلْتَ هُدْبه وكَفَفْته مُلزَقاً به، يُهْمَزُ ولا يُهْمَز. وقال أبو زيد في كتاب الهَمْز: أحْتَأْتُ الثوب - بالألف -: إذا فَتَلْتَه فَتْلَ الأكْسِيَة. وحَتَأْتُ الشيء وأحْتَأْتُه: إذا أحْكَمْتَه. أبو عمرو: أحْتَأْتُ الثوب: إذا خِطْتَه. والحَتِيْءُ - على فَعِيْلٍ -: لغة في الحَتِيِّ - بغير همزٍ - وهو سويق المُقل، ويُنشَدُ بالوجْهَين بيتُ المتنخِّل الهُذلي: لا دَرَّ دَرِّي إنْ أطْعَمْتُ نازِلَكَم. قِرْفَ الحَتِيءِ وعندي البُرُّ مكنوز والتركيب يدل على شِدَّة. حجأ حَجَأْتُ عنه كذا: أي حَبَسْتُه عنه. وحَجَأتُ بالأمر: فَرِحْتُ به.

حدأ

وحَجِئْتُ بالشيء حَجْئاً: إذا كنت مُولعاً به ضَنِيْناً، يُهْمَزُ ولا يُهْمز، وأنشَدَ الفَرّاءُ؛ وهو لرجل مجهول وليس للراعي كما وقع في بعض كُتُب اللغة: فإنِّي بالجَمُوْحِ وأُمِّ عَمْرو ... ودَوْلَحَ فاعلموا حَجِئٌ ضَنِيْنُ رواية ابن الأعرابي: " دَوْلَجَ " بالجيم، وروايةُ الفرّاء بالحاء المهملة. وقال اللِّحْيانيُّ: يُقال: مالَهُ مَلْجَأٌ ولا مَحْجَأٌ، بمعنى واحد. أبو زيد: إنَّه لَحَجِئٌ إلى بني فلان: أي لا جبءٌ إليهم. وتَحَجَّأْتُ به: ضَنِنْتُ به. والتركيب يدلُّ على الملازمة. حدأ الحَجَأَةُ: الفأسُ ذات الرأسين، وجمْعُها حَدَأ مثل قَصَبةٍ وقصب، عن الأصمعي، وأنْشَد للشَّمَّاخ يصف إبِلاً حداد الأنسان: يُباكِرْنَ العِضاهَ بِمُقْنَعَاتٍ ... نَواجِذُهُنَّ كالحَدَأ الوَقِيعِ والحِدَأَةُ: الطائر المعروف، ولا يُقال: حَدَأةٌ، وجمْعُها حِدَأٌ مثال حِبَرَة وحِبَرٍ وعِنَبَةٍ وعنبٍ، قال العجّاجُ يصفُ الأثافيَّ: فَخَفَّ والجَنادِلُ الثُّوِيُّ ... كما تَدانى الحِدَأُ الأُوِيُّ ومنه قولهم: حِدَأ حِدَأ وَرءكِ بُنْدُقَه، قال ابنُ السكِّيت: هي ترخيم حِجَأةَ، والعامة تقول حَدَا حَدَا بالفتح غير مهموز، وزعم الشَّرقيُّ أنَّ حِدَأُ بنُ نَمِرَةَ وبُنْدُقَةُ بن مَظَّةَ من اليمن من سعد العشيرة. والحِدَأَةُ: سالِفَةُ الفَرَس وهي ما تَقَدَّمَ من عُنُقِه، عن الأصمعي، وأنشَدَ: طويلُ الحِدَاءِ سَليم الشَّظَى ... كريم المِرَاحِ صَليب الخَرَبْ الخَرَبُ: الشَّعَرُ المُقشعِرُّ في الخاصِرَة. وقال الفَرّاء في كتاب المقصور والممدود: حَدِئتِ الشاةُ: إذا انقطع سَلاها في بطنها فاشتكت عنه. أبو زيد: حَدِئْتُ بالمكان حَدءً - بالتحريك -: إذا لَزِقْتَ به. قال: وحَدِئْتُ إليه: أي لَجأْتُ إليه. قال: وحَدِئْتُ عليه وإليه: إذا حَدِبْتَ عليه ونَصَرْتَه ومَنَعْتَه من الظُّلْم. أبو عُبَيْد: حَدَأْتُ الشيء حَدْءً: صرَفْتُه. والتركيب يدلُّ على طائر أو مشَبَّهٍ به، ومما شَذَّ عن هذا التركيب: حَدِئ به: أي لَزِقَ به. حزأ حَزَأ المرأة: جامَعَها. ابن السكِّيت: حَزَأ السَّرَابُ الشَّخصَ يَحْزَؤُه حَزْءً: رفعه، لُغَةٌ في حَزَاهُ يحَحْزُوْهُ - بلا هَمْز -. أبو زيد: حَزَأْتُ الابل حَزْءً: جَمَعْتُها وسُقْتُها. واحْزَوزَأتِ الابلُ: إذا اجتمعت. والطائر يَحْزَوْزِئُ: وهو ضَمُّهُ نَفسه وتجافيه عن بيضه، قال: مُجْزَوْزِئَيْنِ الزِّفَّ عن مَكْوَيْهِما وترك همزَه رؤبةُ فقال: يَرْكَبْنَ تَيْماءَ وما تَيْماؤُهُ ... يَهْمَاءُ يدعو جِنَّها يَهْمَاؤُهُ والسَّيْرُ مُحْزَوْزٍ بنا احْزيزاؤُهُ. والتركيب يدلُّ على الارتفاع. حشأ حَشَأْتُ بَطْنَه بالعصا: إذا ضَرَبَتْه بها. وحَشَأْتُ الرَّجل بالشهم حَشْأً: إذا أصَبْتَ به جَوْفَه، قال أسْماءُ بن خارِجَةً يصفُ ذِئْباً طَمِعَ في ناقَتِه وكانت تُسمى هَبَالَةَ: لي كُلَّ يومٍ من ذُؤَالَهْ ... ضِغْثٌ يَزيدُ على اِبَالَهْ لي كُلَّ يومٍ صِيْقَهٌ ... فَوْقي تَأَجَّلُ كالظِّلالَهْ فَلأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصاً ... أوْساً أُوَيْسُ من الهَبَالَهْ أوْساً: أي عِوَضاً. وقيل: الهَبَالَةُ في البيت: الغَنيمةُ. وحَشَأْتُ المرأةَ: إذا باضَعْتَها، والنّارَ: إذا حَشَشْتَها. والمِحْشَأُ: كِسا غَليظٌ، عن أبي زيد، والجمعُ: المَحاشِيءُ، قال عُمَارةُ بن طارق وقال الزيادي: عُمارَةُ بن أرطاة: يَنْفُضْنَ بالمَشافِرِ الهَدَالِق ... نَفْضَكَ بالمَحَاشِئِ المَحَالِقِ والتركيب يدلُّ على إيداع الشيء باستقصاء. حصأ الأصمعيُّ: حَصَأْتُ من الماء وحَصِئْتُ: أي رَوِيْتُ. وأحَصَأْتُ غيري: أرْوَيْتُه. أبو زيد: حَصأَ الصَّبيُّ من اللَّبَن: إذا امتَلأَ بّطْنُه، والجَديُ: إذا امْتَلأتْ اِنفَحَتُه. وكذلك حَصِئَ فيها من غير أبى زيد. وحَصَأضبها: حَبَقَ. والتركيب يدلُّ على تَجَمُّعِ الشيء. حضأ

حطأ

حَضَأَتِ النارُ: التَهَبَت. وحَضَأْتُها واحتَضَأْتُها: سَعَّرتُها، يُهمَزُ ولا يُهمَزُ. والعُودُ الذي تُحَرَّكُ به النارُ: مِحضَأه؛ على مِفعلِ، وإذا لم يُهمَزْ فالعُودُ مِحضاْء غال مِفْعَالٍ. وأبيضُ حَضِيْء: أي يَقَقْ. والتركيب يدلٌُ على الهيج. حطأ حَطَأتُ به الأرضَ حَطئأً: صَرعتهُ. وحَطَأَ بِسَلْحِه: رمى به، ويقال: حَطَأَ يَطِئُ: إذا جَعَسَ جَعْساً رَهواً، قال: اِحطِئ فإنك أنت أقذَرُ مَنْ مَشَى وبذاكَ سُمِّيتَ الحُطَيئةَ فاذرُقِ وحَطَأَ بها: حَبَقَ. وحَطَأَها: باضَعَها. وحَطَأَهُ: إذا ضربَ ظَهرَه بيَدِه مَبسوطةً، قال ابنُ عباس - رضي الله عنهما -: أخَذَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسَلَّم - بقَفايَ فَحَطَأَني حَطأَةً وقال: اِذهبْ فادعُ لي معاويةَ، قال: وكان كاتبه. ويروى: حَطَاني حَطوَةً؛ بغير همزة. وحَطَأَتِ القِدرُ بِزَبَدِها: أي رَمَتْه. أبو زيد: الحَطِيءُ - على فعِيلٍ -: الرُّذَالُ من الرِّجال، يقال: حَطِيءٌ بَطِيءٌ، اتباعٌ له. والحُطَيئةُ: الرَّجُلُ القصيرُ، وبه سُمي الحُطَيئةُ لِدَمامته، وقيل: كان يلعَبُ مع الصبيان فَسُمعَ منه صوتٌ فَضَحَكوا؛ فقال: مالكم! إنما كانت حُطَيئةً، فلزِمَته نَبَزاً، واسمُه جَروَلْ. وحَطَأَ به عن رأْيه: دَفَعَه عنه، ولما وَلّى معاوية عمرو بن العاص؟ رضي الله عنهما - قال له المغيرةُ بن شُعبَةَ؟ رضي الله عنه -: ما لبثَّكَ السَّهمِيُّ أن حَطَأَ بِكَ إذ تَشاورتما. والحِطءُ - بالكسر - البقيَّةُ من الماء. والحِنْطِىءُ: القصيرُ، وقال الكِسائيُّ عنزٌ حُنطِئةٌ - مثال عُلَبِطةٍ -: أي عريضَةٌ ضخمَة، ونونُهُما ذات وجهين. والتركيب يدلُّ على تطامُنِ الشيءِ وسقوطِه. حفأ الحَفَأُ: أصلُ البرديِّ الأبيض الرَّطبُ، وهو يؤكَل. واحتَفَأَ الحَفَأَ: أي اقْتَلَعه، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سُئل متى تحِلُّ لنا المَيْتَةُ؟ فقال: ما لم تَضْطَبِحوا أو تَغْتَبِقوا أو تَحْتَفئُوا بها بَقلاً فَشَأْنكم بها. هذا التفسير على رواية من روى " تَخْتَفِئُوا " بالحاء المهملة وبالهمز. حفسأ ابن السكِّيت: رجل حَفَيْسَأٌ: إذا كان قَصيراً لَئيم الخِلْقة. حكأ الأصمعيُّ: أهل مكة - حَرَسها الله تعالى - يُسَمُّون العَظاءة: الحُكَأةَ؛ مثال تُؤدَة، والجميع الحُكأُ مقصوراً. وقال أم الهيثم: الحُكَاءَةُ: مَمْدُوْدَةٌ مَهْمُوْزَةٌ، وهي كما قالت. حلأ ابن الكِّيت: حَلأْتُ له حَلُوْءً - على فَعُوْلٍ -: إذا حَكَكْتَ له حجراً على حَجَرٍ ثم جَعَلْتَ الحُكَاكَةَ على كفِّك وصدَّأْتَ به المِرْآةَ ثم كَحَلْتَه بها. والحُلاءَةُ - على فُعَالَةَ بالضمِّ -: مِثْلُ الحَلُوْءِ. والحُلاءَةُ - أيضاً -: قِشرَة الجلد يَقْشِرُها الدَّبّاغ ممّا يلي اللحم، تقول: حَلأتُ الجِلدَ: إذا قَشَرتَه. وفي المَثَل: حلأَتْ حالئَةٌ عن كُوعِها، لأنَّ المرأةَ الصَّناعَ ربَّما استجعلتْ فَقَشَرَتْ كوعَها. والمِحلأَةُ: آلَتُها. وقال شَمِرٌ: الحالئَةُ: ضَربٌ من الحَيّات تَحلأُ مَن تَلسَعُه السَّمَّ كما يَحلأُ الكَحّالُ الأرمَدَ حُكاكَةً فَيَكحُلُه بها. واسمُ تلك الحُكاكَةِ: الحُلاءُ بالضمِّ والمدِّ، قال أبو المثَلَّم الهُذَليُّ يخاطِبُ عامِرَ بنَ العَجلان الهذلي: مَتى ما أشَأ غيرَ زَهو الملوك ... أجعَلكَ رَهطاً على حُيَّضِ وأكحُلكَ بالصَّابِ أو بالحُلاَء ... فَفَقِّح لِكُحلِكَ أو غَمِّضِ ويُروى: " بالحَلُوء ". ورَجُلٌ تِحلئَةٌ: يَلزَقُ بالانسانِ فيَغُمُّه. والتِّحليءُ - بالكَسْر -: ما أفسَدَه السِّكِّينُ من الجِلدِ اذا قُشِرَ، تقول منه: حَليءَ الأديمُ - بالكَسر - حَلأً - بالتَّحريك -: إذا صار فيه التِّحليءُ. والحَلأُ - أيضاً -: العُقبولُ، وقد حَلئتْ شَفَتي: أي بَثُرَت. أبو زيد: حلأْتُه بالسَّوط حَلأً: اذا جَلَدتَه به. وحَلأْتُه بالسَّيف: ضَرَبتُه به. وحَلأْته مائةَ درهمٍ: أعطَيتُه. والحَلاَءَةُ - بالفَتح والمَدِّ -: الأرضُ الكثيرةُ الشَّجَر.

حمأ

والحِلاءُ - بالكَسر والمَدِّ -: جِبالٌ قُربَ مَيطانَ لا نباتَ بها، واحِدُهما: حِلاءةٌ، تُنْحَتُ " 24 - ب " منها الأرحِيَةُ وتُحمَلُ إلى المدينة ساكنيها السَّلام. وقال أبو زيد: أحلأْتُ الرجُل اِحلاَءً: إذا حَكَكتَ له حُكاكَةَ حَجَرَين فَداوى بِحُكتاكَتهِما عَينَيه من الرَّمَد. وما أحلأَتِ الأرضُ بشيءٍ: أي ما أنبَتَت. وأحلأْتُ السَّويقَ وحلأْْتُه تَحلئَةً، قال الفَرَّاءُ: قد هَزَموا ما ليس بمَهموزٍ؛ لأنَّه من الحَلواء. وحَلأَّْتُ الابلَ عن الماء تَحلئةً وتَحلئاً: إذا طَرَدتَها عنه ومَنَعتَها أنْ تَرِدَ، قال إسحاق بن إبراهيم الموصليُ في مُعاتَبَة المأمون أنار اللهُ بُرهانَه: لحائمٍ حامَ حتّى لا حَوامَ به ... مَحَلأٍَّ عن سبيل الماء مَطرودِ وأنشَدَه الأصمعيَّ فقال: أحسنتَ في الشِّعر غي أنَّ هذه الحاءات لو اجتمعت في آية الكرسيِّ لعابَتها، وكذلك غيرُ الاِبل، قال امرؤ القيس: وأعجَبَني مَشيُ الحُزُقَّةِ خالدٍ ... كَمشي الاتانِ حُلِّئَت بالمناهلِ وروى ابو عبيدة: " وأعجَبَني يَمشي الحِزِقَّةَ خالدٌ " بكَسر الحاء والزاي ونَصب الهاء ورَفع الدال، ويُروى: " مَشيُ الحِبِقَّةِ " أي القَصير. والتركيب يدلُّ على تنحية الشيء. حمأ الحَمأةُ: نَبتٌ ينبُتُ بنَجدٍ في الرَّمل وفي السَّهل. والحَمأَةُ والحَمَأُ: الطِّينُ الأسوَدُ، قال اللهُ تعالى:) من حَمَأٍ مَسنون (، تقول منه: حَمَأتُ البئرَ حَمئاً - بالتسكين -: إذا نَزَعتَ حَمأتَها. وحَمئَتِ البئرُ حَمَأً - بالتَّحريك -: أي كَثُرَت حَمأَتُها. وأحمَأتُها إحماءً: إذا ألقَيتَ فيها الحَمأةَ، عن ابن السكِّيت. وحَمئتُ عليه: غَضِبتُ، عن الأُمَويِّ. وانَّه لَحَميءُ العَين على فَعِلٍ؛ مثلُ نَجيءِ العَن، عن الفَرّاء: إذا كان عَيوناً، قال: ولم نسمع له فِعلاً. والحَمءُ: كُلُّ مَن كان من قِبَلِ الزَّوج مثلُ الأخِ والأب والعَمِّ، وفيه أربَعُ لُغاتٍ: حَمءٌ - بالهَمز -، وأنشَدَ أبو عمرو: قُلتُ لِبَوّابٍ لديهِ دارُها ... تئذَن فإني حَمؤها وجارُها وحَماً مثلُ قَفاً، وحَمو مثلُ أبو، وحَمٌ مثلُ أبٍ. والجَمعُ الأحماء. وأمّا الحديثُ المتفَقُ على صِحَّتِه الذي رَواه عُقبَةُ بن عامِر الجُهَني - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلّى اللهُ عليه وسلَّم - أنَّه قال: إياكم والدُّخولَ على النِّساء، فقال رَجُلٌ من الأنصار: يا رسولَ الله أفَرأيتَ الحَمو، فقال: الحَمو: الموتُ، فمعناهُ أنَّ حَماها الغايةُ في الشَّرِّ والفَساد؛ فَشَبَّهَه بالموت؛ لأنَّه قُصارى كلِّ بَلاءِ وشِدَّة، وذلك أنَّه شَرٌّ من الغريب من حيث أنَّه آمِنٌ مُدلٌّ؛ والأجنَبيُّ مُتَخَوِّفٌ مُتَرَقِّبٌ، ويُحتمل أن يكون دُعاءً عليها؛ أي كانَ الموتُ منها بمنزلة الحَمِ الداخل عليها اِنْ رَضِيَت بذلك. حنأ الحِنَّاءُ - بالمَدِّ والتَّشديد -: معروفٌ. والحِنَّاءَةُ أخَصُّ منه. والحِنّاءتانِ: رَملَتانِ في ديار تَميم، قال الأزهري: وفي ديارِهم رَكيَّةٌ تُدعى الحِنّاءةَ، قال: وقد وَرَدْتُها وفي مائها صُفرَةٌ. ووادي الحِنّاءِ: وادٍ يُنبِتُ الحِنّاءَ الكثيرَ على مَرحَلَتَين من زَبيدَ ممّا يلي تَعِزَّ، وهو مَنصَفٌ بين زّبيدَ وتَعِزَّ، قال الصَّغانيُّ مؤلِّفُ هذا الكتاب: وقد رأيتُه عند اجتيازي من تَعِزَّ إلى زَبيد. وقد سَمَّوا حِناءَةَ. وحَنَأتُ المرأةَ: جامَعتُها. وحَنَأَتِ الأرضُ: اخضَرَّت والتَفَّ نَبتُها، عن ابن الأعرابي. أبو زيد: حَنَّأتُ لِحيَتَه بالحِنّاء تَحنئةً وتَحنئاً: خَضَبتُ. وقال أبو حنيفةَ الدِّينَوَريُّ: تَحَنَّأَ الرَّجُلُ: من الحِنّاء، كما يُقال تكَتَّمَ من الكَتَمِ، وأنشَدَ لرجُلٍ من بني عامر: تَرَدَّدَ في القُرّاص حتّى كأنَّما ... تَكَتَّم من ألوانِه أو تَحَنَّأَ خبأ خَبَأتُ الشيءَ خَبئاً، ومنه الخابيةُ وهي الحُبُّ؛ الاّ أنَّ العربَ تَركَت هَمزَها كما تركَت هَمزَ البَريَّة والذُّرِّيَّة. والخَبءُ: ما خُبيءَ، وكذلك الخَبيءُ، على فَعيلٍ. وخَبءُ السَّماواتِ المَطَرُ، وخَبءُ الأرضِ النَّباتُ. وخَبءٌ: وادٍ بالمدينة على ساكِنيها السلام. وخَبءٌ: موضعٌ بمَديَنَ.

ختأ

والخَبأَةُ: البِنتُ، وفي المَثَل: خَبأةٌ خَيرٌ من يَفَعَةِ سَوءٍ. وسَمّى ابو زيد سعيدُ بن أوسٍ كتاباً من كُتُبه " كتابَ خَبأةٍ " لافتتاحه ايّاه بذِكر الخَبأَة بمعنى البِنت واستشهادِه عليها بهذا المَثَل. والخُبأَةُ - مثالُ تُؤَدَة -: المرأةُ التي تَطَّلِعُ ثم تَختَبيءُ، قال الزِّبرِ قانُ بنُ بَدرٍ: انَّ أبغَضَ كَنائني اِلَيَّ الخُبَأَةُ الطُّلَعَةُ. وقال الليث: الخِباءُ - مَدَّته هَمزَةْ -: وهو سِمَةٌ " 26 - أ " تُخْبَأُ في موضعٍ خَفيٍّ من الناقة النَّجيبة، وانما هي لَذِيْعَةٌ بالنار، والجميع أخْبِئةٌ؛ مَهمُوزةً. وكَيدٌ خابىءٌ: أي خائب. وأمّا قول النبي - صلّى الله عليه وسلَّم -: ابتَغُوا - ويُروى: التَمِسُوا - الرِّزقَ في خَبايا الأرض. فمعناه ما يَخبَؤُهُ الزُّرّاعُ من البذر، فيكون حَثّاً على الزِّراعة؛ أو ما خَبَأَه اللهُ عزَّ وجلَّ في معادنِ الأرضِ، وهي جَمعُ خَبِيئةٍ، والقياس خَبَئىءُ بهَمزَتَين: المُنقَلِبَةِ عن ياء فَعيلة ولامِ الكلمة، إلاّ أنَّه استُثقِلَ اجتِماعُهُما فَقُلِبَتِ الأخيرةُ ياءً لانكِسارِ ما قَبلَها فاستُثقِلَت، والجَمعُ ثقيلٌ، وهو مَعَ ذلك مُعتَلٌّ، فَقُلِبتِ الياءُ ألِفاً ثمَّ قُلِبَتِ الهَمزةُ الأولى ياءً لخَفائها بَينَ الألِفَين. وخابَأتُه ما كَذا؟: حاجَيتُه. وجاريةٌ مُخَبَّأَةٌ: أي مُسَتَّرَة. وقال ابنُ دريد: اختَبَأتُ له خَبيِئاً: إذا عمَّيت له شيئا ثم سألته عنه، جاء بالاختباء متعديا، وهو صحيح، ومنه حديث عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: قد اخْتَبأت عند الله خصالا: إني لرابع الإسلام وزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنته ثم ابنته وبايَعْتَه بيدي هذه اليمنى فما مسَسْت بها ذكري وما تغنيت ولا تمنيت ولا شربت خمرا في جاهلية ولا إسلام. قال الصَّغاني مؤلِّف هذا الكتاب: ابنة النبي - صلى الله عليه وسلم - الأولى التي زوّجها منه رُقية والثانية أم كلثوم رضي الله عنهما. ختأ مَفازة مُختتئة: لا يُسمع فيها صوت ولا يُهتدى فيها للسبل. واخْتَتأْتُ من فلان: أي اخْتَتأْتُ منه واسْتَترْت خوفا أو حياء، وأنشد الأخفش لعمرو بن الطفيل: ولا يَرْهَبُ ابنُ العَمِّ منِّيَ صَوْلتي ... ولا أخْتَتي من قَوْلَة المتَهَدِّدِ وإني إذا أوْعَدْتُه أو وَعَدْتُه ... لَمُخْلِفُ ايعادي ومُنْجِزُ مَوْعِدي قال: إنما ترك همزة ضرورة. أبو عبيد: اخْتَتَأْتُ له: إذا خَتَلْتَه. الليث: إذا تغير لون الرجل من مخافة شيء نحو السلطان وغيره فقد اخْتَتَأَ. خجأ خَجَأَ الليل: إذا مال. وخَجَأْتُه بالعصا: ضربته بها. وخَجَأَ المرأة: جامَعَها. وفَحْلٌ خُجَأَةٌ: كثير الضِّراب، والرجل كذلك. الخُجَأَةُ؟ أيضاً -: الرجل الكثير اللحم الثقيل. شَمِرٌ: خَجَأْتُ خُجُوءً: إذا انقمعت. وخَجِئْتُ: إذا اسْتَحْييت. والخَجَأُ - بالتحريك -: الفُحْش. أبو زيد: إذا ألحَّ عليك السائل حتى يُبرمَكَ قلت: أخْجَأَني. والتَّخاجُؤُ في المشي: التَّباطُؤ فيه، قال خحسان رضي الله عنه: دَعُوا التَّخاجُؤَ وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً ... إنَّ الرِّجالَ أُولُو عَصْبٍ وتَذكيرِ ويُروى: " دَعُوا التَّخاجِيَ " بكسر الجيم غير مهموز كالتَّناجي. وموضع ذكر هذه الرواية باب الحروف اللينة، وستُذكر ثم إن شاء الله تعالى. خذأ الكسائي: خَذَأْتُ له وخَذِئْتُ له خَذَءً وخَذْءً وخُذُوْءً فيهما: خَضَعْتُ وكذلك استَخْذَأْتُ له. وأخْذَأه فلان: أي ذَلَّله. خرأ الخُرْءُ - بالضم -: العَذِرَةُ، والجمع خُرُوء مثل جند وجنود؛ وخُرْآنٌ أيضاً، قال جوّاس بن نُعيم الضَّبِّيُّ - ويروى لِجَوّاس بن القَعْطل ولا يصحُّ: - كأنَّ خُرُوْءَ الطَّيْر فوق رؤوسِهِمْ ... إذا اجتمعتْ قَيْسٌ مَعاً وتَميمُ وقد خَرِئَ خَرْءً - ككره كَرْهاً؟ وخَرَاءةً - ككَرَاهَةٍ - وخِراءَةً - ككِلاءةٍ - فهو خارئٌ، قال الأعشى يهجو بني قِلابَةَ: يا رَخَماً قاظَ على مَطْلُوبِ ... يُعْجِلُ كَفَّ الخَارئ المُطِيْبِ ويُروى " على يَنْخُوْبِ ".

خسأ

وأمّا ما روى أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني في السنن: أن الكفار قالوا لسليمان الفارسي - رضي الله عنه -: لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخِراءة، فالرواي فيها بكسر الخاء وهي اللغة الفُصحى، وقال أبو عبيد أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الهَرَوِيُّ: الاسم من خَرِئ: الخِرَاءُ، حكاه عن الليث، قال: وقال غيره: جمْعُ الخِراَءِ خُرُوْءٌ، والموضوعُ: مَخْرَأةٌ ومَخْراَةٌ، وزاد غيرهُ: مَخْرُؤةٌ. خسأ الخَسِيْءُ - على فَعِيْل -: الرَّدِيءُ من الصُّوف. وخَسَأتُ الكلب خَسْئاً: طَرَدْته، وخَسَأَ الكلب نفسه، يتعدى ولا يتعدى، وخِسِئَ وانْخَسَأَ أيضا، قال: كالكلب إن قلت له اخْسَأِ انْخَسَأْ. ويقال: اخْشَأْ إليك: أي اخْسأْ عني. أبو زيد: خَسَأَ بصره خَسْئاً وخُسُوْءً: أي سدِر، ومنه قوله تعالى:) يَنْقِلِبْ إليكَ البَصَرُ خاسِئاً (وقيل: مُبعداً، وهو فاعِل بمعنى مَفْعول، كقوله تعالى:) في عِيْشَةٍ راضِيَةٍ (أي مَرْضِيَّة. وتَخَاسأ القوم بالحجارة: تَرَاموا بها، وكانت بينهم مُخاسَأَةٌ. والتركيب يدل على الإبعاد. خطأ خَطَأَت القِدْرُ بِزَبَدها: رمَتْه عند الغليان. والخَطَأُ: نقيض الصواب، وقد يُمَدُّ. والخَطْءُ - بفتح الخاء وسكون الطاء -، وقرأ الحسن والسُّلميُّ وإبراهيم والأعمش في النساء بالفتح والمدِّ، وفي بني سرائيل قرأ الحسن والأعرج والأعمش وخالد بن الياس وعيسى كذلك، وقرأ عُبيدُ بن عُمير خَطْأً مثال وطْء والخِطْءُ - بالكسر -: الذنب في قوله تعالى:) إنَّ قَتْلَهُم كان خِطْأً كبيراً (أي إثماً، تقول منه: خَطِئَ يَخْطَأُ خِطْأً وخِطْأَةً - على فِعْلَةَ -، والاسم الخَطِيْئَةُ على فَعِيْلَةٍ، ولك أن تُشَدِّج الياء لأن كل ياء ساكنة قبلها كسرة أو واو ساكنة قبلها ضمة وهما زائدتان للمد لا الإلحاق ولا هما من نفس الكلمة؛ فإنك تقلب الهمزة بعد الواو واوا وبعد الياء ياء؛ فَتُدْغِم فتقول في مَقروء: مقرؤ؛ وفي خَبئ خَبِيٌّ بتشديد الواو والياء، وجمع الخطِيْئة خطايا، وكان الأصل خَطَائئَ - على فَعَائِلَ -، فلما اجتمعت الهمزتان قُلِبت الثانية ياء لأن قبلها كسرة؛ ثم اسْتُثْقِلَت، والجمع ثقيل، وهو مُعْتَلّ مع ذلك فقُلِبت الياء ألفا، ثم قُلِبت الهمزة الأولى ياء لخَفائها بين الألفين. والخَطِيْئَةُ - أيضاً -: النَّبْذ اليسير من كل شيء، يقال: على النخلة خطيئة من رطب وبأرض بني فلان خطيئة من وحش: أي نبذ منه أخطأَتْ أمكنتها فظلت في غير مواضعها المعتادة. وتقول: أخْطَأْتُ، ولا تقل: أخْطَيْتُ، وبعضهم يقوله. وقولهم: ما أخْطَأَه إنما هو تعجُّب من خَطِئَ لا من أخْطَأَ. أبو عبيد: خَطِئَ وأخْطَأَ: لغتان بمعنى واحد، وأنشد لأمرئ القيس: يا لَهْفَ هِنْدٍ إذْ خَطِئْنَ كاهلا ... القاتِلينَ المَلِكَ الحُلاحِلا هند: هي بنت ربيعة بن وهب كانت تحت حجْرٍ أبي أمرئ القيس؛ فخلف عليها امرؤ القيس، أي: أخْطَأَتِ الخيل بني كاهل وأوقعن ببني كنانة. وقال ابن عرفة: يقال: خَطِئَ في دينه، وأخْطَأَ: إذا سلك سبيل خَطَأ عامدا أو غير عامد. وقال الأموي: المُخْطِئُ: من أراد الصواب فصار إلى غيره، والخاطِئُ: من تعمد لما لا ينبغي، وقله تعالى:) بالخاطِئة (أي بالخِطءِ؛ مصدر جاء على فاعِلَة. وفي المثل: مع الخَوَاطئ سهم صائب، يُضرب للذي يُكْثرُ الخَطَأَ ويأتي بالصواب أحياناً. وتَخَطَّأَ: أي أخْطَأَ. وتَخَطَّأَهُ وتَخاطَأَه: أي أخْطَأَه، قال أوفى بن مطر ألا أبْلِغا خُلَّتي جابراً ... بأنَّ خَليلَكَ لم يُقْتَلِ تَخَاطَأَتِ النَّبْلُ أحشاءه ... وأُخِّرَ يَوْمي فلم يُعْجَلِ وتقول: خَطَّأْتُه تَخْطِئَةً وتَخْطِيْئاً: إذا قلت له أخْطَأْتَ، يُقال: إن أخْطَأَتُ فَخَطِّئْني.

خفأ

ويُقال: خُطِّئ عنك السُّوء: إذا دعوا له أن يُدْفَعَ عنه السوء. وسُئل ابن عباس - رضي الله عنهما -: عن رجلٍ جعل أمر امرأته بيدها فقالت فأنت طالق ثلاثا، فقال ابن عباس: خَطَّأ الله نوءها ألاّ طَلَّقت نفسها ثلاثا، أي جَعله مُخْطِئاً لها لا يُصيبها مطره، ويروى بغير همز: أي يَتَخطّاها ولا يمطرها، ويحتمل أن يكون من الخَطِيْطَة وهي الأرض التي لم تُمطر، وأصله خطَّطَ، فقُلِبَتِ الطاء الثالثة حرف لين، كقوله العجَّاج يمدح عمر بن عُبيد الله بن مَعمر التيمي: إذا الكِرَامِ ابْتَدَرول الباعَ بَدَرْ ... تَقَضِّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ والمُسْتَخْطِئَةُ من الإبل: الحائل. والتركيب يدل على تَعَدي الشيء والذهاب عنه. خفأ الخَفءُ: أن تُشق القربة أو المزادة فتُجعل في الحوض إذا كان الماء قليلا تنشفُه الأرض. الليث: خَفَأْتُ الرجل خَفْئاً: إذا اقتلعته وضربت به الأرض مثل جَفَأْتْهُ بالجيم، وإليه وَجه بعضهم قوله - صلى الله عليه وسلم - حين سُئل: متى تحل لنا الميتة؟ فقال: ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تختفئوا بها بقلا فشأنكم بها، وفي الحديث عدّة روايات، ونحن إن شاء الله نذكر كل رواية في موضع ذكرها من تراكيب هذا الكتاب. ويقال: خَفَأَ فلان بيته:: أي قوَّضه وألقاه. خلأ خَلأَتِ الناقة خَلأً وخِلأً - بالمدِّ -: أي حرنت وبركت من غير علَّة، كما يقال في الجمل: ألح؛ وفي الفرس: حرن. وروى المِسْوَرُ بن مخزمة ومروان بن الحكم؟ رضي الله عنهما - " كذا " -: أن عام الحُديبية قال النبي؟ صلى الله عليه وسلم - إن خالد بن الوليد بالغَميم في خَيْلٍ لقريش طليعة فخذوا ذوات اليمين؛ فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش؛ وبركت القصواء عند الثنية فقال الناس: حل حل؛ فقالوا: خَلأتِ القصواءُ، فقال: ما خَلأَتِ القصواء وما ذاك لها بِخُلُقٍ ولكن حبَسها حابس الفيل، وقال زهير ابن أبي سُلمى: بآرزِةِ الفَقَارَةِ لم يَخُنْها ... قِطَافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاءُ ولا يقال في الجمل: خَلأَ. وناقة خالئ بلاهاء، ولا يُقال: خالِئة. والتِّخلِئ: الدنيا، قال: لو كان في التِّخْلِئِ زَيدٌ ما نَفَعْ ... لأنَّ زَيْداً عاجِزُ الرأي لُكَعْ إذا رأى الضيف توارى وانقمع أي: لو كانت له الدنيا. خنأ خَنَأْتُ الجِذعَ وخَنَيْتُه: قطعته. دأدأ الدَّأْدَأَةُ والدِّئْدَاءُ: أشد عدو البعير، قال أبو داود يزيد بن معاوية بن عمرو الرُّؤاسيُّ: واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ تركُضُه ... أُمُّ الفَوارِسِ بالدِّئْداءِ والرَبَعَهْ والدَّأْدَأَةُ: صوت وقع الحجارة في المَسيل. ودَأْدَأْتُه فَتَدَأْدَأَ: أي حركته فتحرك. والدَّأْداءُ: ما استوى من الأرض. والدَّآدِئُ: ثلاث ليالٍ من آخر الشهر؛ الخامسة والعشرون والسادسة والعشرون والسابعة والعشرون. وقال أبو عمرو: الدِّئْداءُ والدَّأْدَاءُ من الشهر: آخره، قال الأعشى: تَدارَكَهُ في مُنْصِلِ الأَلِّ بعدما ... مَضى غيرَ دَأْداءٍ وقد كاد يَعْطَبُ ودَأْدَأَ القوم وتَدَأْدَأُ: أي ازدحموا. وتَدَأْدَأَ الخبر: أبطأ. وقال الأزهري في هذا التركيب: الدّادي: المولع باللهو لا يكاد يتركه، فعلى هذا هو عنده مهموز. وذكره أبو عمر الزّاهد عن ثعلبٍ عن عمرو عن أبيه في ياقوتة الهادي غير مهموز. دبأ دَبَأَ: سكن. وقال ابن الأعرابي: الدَّبْأَةُ: الفرار. ودَبَأْتُه بالعصا دَبْئاً: ضربْته بها. أبو زيد: دَبَّأتُ الشيء ودَبَّأْتُ عليه تَدْبِيْئاً: إذا غطَّيت عليه وواريته. درأ دَرَأَتِ النار: إذا أضاءت. ودَرَأْتُ له وسادة: أي بسطتُها. ودَرَأْتُ وضَين البعير: إذا بسطته على الأرض ثم أربكته عليه، قال المثقِّب العَبْديُّ واسمه عائذ بن مِحْصَنٍ يصف ناقته: تقولُ إذا دَرَأْتُ لها وَضِيْني ... أهذا دِيْنُهُ أبَداً ودِيْني وفي حديث عمر - رضي الله عنه: - أنه صلى المغرب فلما انصرف دَرأ جُمعة من حصى المسجد وألقى عليها رِداءه واستلقى: أي بسطها وسوّاها، والجُمعَةُ: المجموعة؛ يُقال: أعْطِني جمعة من تمر كالقُبْضَة.

دربأ

والدَّرْءُ: الدفع، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: ادْرَأُوا الحدود يالشُّبُهات. ودَرَأَ علينا فلان يَدْرَأُ دُرُوءٍ: أي طلع مفاجأة، ومنه كوكب دِرِّيءٌ - على فِعِّيْلٍ مثال سِكِّيت - لشدة توقده وتلألؤه، وقد درأ الكوكب دُرُؤةً. قال أبو عمرو بن العلاء: سألتُ رجلا من سعد بن بكر من أهل ذات عِرقٍ فقلت: هذا الكوكب الضخم ما تُسمونه؟ قال: الدِّرِّيءُ؛ وكان من أفصح الناس. قال أبو عُبيد: إن ضَمَمت الدال قلت: دَرِّي ويكون منسوباً إلى الدُّرِّ، على فُعْلِيٍّ، ولم تهمزه، لأنه ليس في كلام العرب فُعُّيلٌ. ومن همزه من القرّاء فإنما أراد أن وزنه فُعُّولٌ مثل سبُّوح، فاستُثْقِل، فرد بعضه إلى الكسر. وحكى الأخفس عن قتادة وأبي عمرو: درِّيء بفتح الدال، من دَرَأته، وهمزها وجعلها على فَعِّيْلٍ، قال: وذلك من تَلأْلُؤهِ. وقال الفرّاء: العرب تسمي الكواكب العظام التي لا تعرف أسماءها: الدرارئ. والدَّرْءُ: العوج، يُقال: أقمت درء فلان - بالفتح -: أي اعْوِجاجه وشغْبَه، قال المتلَمِّسُ: وكُنَّا إذا الجَبّارُ ضَعَّرَ خَدَّهُ ... أقَمْنا له من دَرْئهِ فَتَقَوَّما والرواية الصحيحة: " من مَيْلِه ". ومنه قولهم: بئر ذات دَرْءٍ: وهو الحَيْد. وطريق ذو دُرُوء - على فُعُوْلٍ -: أي ذو كُسور وجِرفةٍ. ودرأ البعير دُرُوء: أي أغدَّ وكان مع الغُدة ورم في ظهره فهو دارئ، وناقة دارئ ايضاً: إذا أخذتها الغدَّة في مراقها واستبان حجمها، قال: ويسمى الحجم دَرْءً - بالفتح -. وفي الأحاديث التي لا طُرُق لها: السلطان ذو عدوان وذو بدوان وذو تدرأ: أي ذو قدرة وقوة وعدة على دفع أعدائه عن نفسه، وقيل: يدفع نفسه على الخطط ويتهوّر، وذو تُدْرَأة بالهاء كذلك، والتاء زائدة زيادتها في تُرْتَبٍ وتنضب وتتفل. وقال ابن دريد: درأ: اسم رجل، مهموز مقصور. والدَّرْيْئَةُ: البعير أو غيره يستتر به الصائد فإذا أمكنه الرمي رمى، قال أبو زيد: هي مهموز لأنها تُدْرَأ نحو الصيد: أي تُدفع. والدَّرِيْئَةُ: حلقة يُتعلم عليها الطَّعن، قال عمرو بن معد يكرب: ظَلِلْتُ كأنّي للرِّماح دَرِيْئَةٌ ... أُقاتِلُ عن أبناءِ جَرْمٍ وفَرَّتِ قال الأصمعي: هي مَهْموزة. أبو زيد: أدْرَأَتِ الناقةُ بِضَرْعها فهي مُدرئٌ: إذا أنزلت اللبن وأرخت ضرعها عند النتاج. وتقول: تدرأ علينا فلان: أي تطاول، قال عوف بن الأحوص: فلولا أنَّني رَحُبَتْ ذِراعي ... بإعْطاءِ المَغَارِمِ والحِقاقِ واِبْسَالي بَنِيَّ بغير جُرْمٍ ... بَعَوْناه ولا بِدَمٍ مُرَاقٍ لَقِيْتُمْ من تَدَرُّئِكُمْ علينا ... وقَتْلِ سَرتِنا ذاتَ العَرَاقي وانْدَرَأَ: أي اطلع مفاجأة. وتدارَأتُم: أي اختلفتم وتدافعتم، وكذلك ادّارأتم؛ أصله تدارأتم، فأُدغِمت التاء في الدال واجتُلِبَتِ الأف ليصح الابتداء بها. والمُدَارأةُ: المخالفة والمُدافعة، يُقال: فلان لا يُدارئُ ولا يُماري. وأما قول أبي يزيد السائب بن يزيد الكندي - رضي الله عنه -: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - شريكي فكان خير شريك لا يُشاري ولا يماري ولا يُداري، ففيه وجهان: أحدهما: أنه خفف الهمزة للقرينتين؛ أي لا يُدافع ذا الحقِّ عن حقِّه. والثاني: إنه على أصله في الاعتلال؛ من داره: إذا خَتَله. وقال الأحمر: المُداراةُ في حسن الخلق والمعاشرة تهمز ولا تُهمز، يقال: دارَأتُه وداريته: إذا اتَّقيته ولا ينته. أبو عبيدة: ادَّرَأْتُ الصيد - على افْتَعَلْتُ -: إذا اتَّخذت له دَرِيئةً. والتركيب يدل على دفع الشيء. دربأ تَدَرْبَأَ الشيء: تَدَهْدَأ. دفأ الدِّفْءُ: العطية. والدِّفءُ - أيضاً -: السُّخُونَةُ، تقول منه: دَفِيءَ الرجل دفَاءَةً - مثال كَرِه كَراهة -، وكذلك دَفِيءَ دفئا، مثال ظمِئَ ظَمَأً، والاسم: الدِّفْءُ بالكسر وهو الشيء الذي يُدْفِئُكَ، والجمع: الأدفاء، تقول: ما عليه دِفْءٌ لأنه اسم، ولا تقل: ما عليه دَفَاءةٌ؛ لأنها مصدر، وتقول: أُقعد في دفء هذا الحائط: أي كَنِّه.

دكأ

والدِّفْءُ - أيضا -: نتاج الإبل وألبانها وما يُنتفع به منها، قال الله تعالى:) لكم فيها دِفْءٌ (، وفي حديث النبي - صلى لله عليه وسلم -: أن وَفْدَ همدان قدموا فلقوه مُقْبِلا من تبوك؛ فقال ذو المشعار مالك بن نمط: يا رسول الله نصيَّة من همدان؛ من كل حاضر وبادٍ؛ أتوك على قُلُصٍ نواجٍ متَّصلة بحبائل الاسلام؛ لا تأخذهم في الله لومةُ لائمٍ؛ من مِخلافِ خارفٍ ويامٍ؛ عهدُهم لاينقضُ عن شية ماحلٍ ولا سوداء عنقفير ما قامت لعلع وما جرى اليعفور بصُلَّع. فكتب لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: هذا كتابٌ من محمد رسول الله لنخلاف خارف وأهل جناب الهَضب وحِقاف الرَّملِ مع وافدها ذي المشعار مالك بن نَمَطٍ ومن أسلم من قومه، على أنَّ لهم فِراعَها ووِهَاطَها وعَزازَها ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، يأكلون عِلافَها ويرعون عَفاءها ولنا من دفئهم وصِرامهم ما سَلَّموا بالميثاق والأمانة، ولهم من الصدقة الثَّلبُ وانّابُ والفَصيل والفارض والدَّاجنُ والكبش الحوريَّ، وعليهم فيه الصّالغُ والقادِح. ورَجُلٌ دَفِيءٌ - على فِعِلٍ -: اذا لبس ما يُدفئُه، وكذلك رجل دَفآنُ وامرأةٌ دَفْأى. ودَفُؤِت ليلتنا، ويومٌ دَفِيءٌ - على فَعِيل -، وليلةٌ دَفيِئَةٌ، وكذلك الثوب والبيت. والدَّفِئِيُّ - مثال العَجَمِيِّ -: المطر الذي يكون بعد الربيع قُبُلَ الصيف حين تذهب الكَمأة فلا يبقى في الأرض منها شيءٌ. قال الأصمعيُّ: دَفَئيٌّ ودَثَئيٌ بالثاء. قال ابو زيد: كلُّ ميِرةٍ يَمتارُنها قُبُلَ الصيف فهي دَفَئيَّةٌ مثال عَجَمِيَّة، وكذلك النِّتاج، قال: وأوَّلُ الدَّفَئيِّ وقوع الجبهة وآخره الصَّرفَة. وأدْفَأت الرجُلَ: اذا أعطَيته عطاءً كثيراً. وأدْفَأَ القومُ: اجتمعوا. والمُدْفِئةُ: الإبل الكثيرة لأنَّ بعضها يُدْفِيءُ بعضاً بأنفاسها، وقد تُشَدَّد. والمُدْفَأَةُ: الإبل الكثيرة الأوبارِ والشُّحوم، عن الأصمعي وأنشدَ للشمّاخ: أعَائِشَ ما لأهْلِكَ لا أرَاهُمْ ... يُضِيْعوُنَ الهِجَانَ مع المُضِيْعِ وكيفَ يُضِيْعُ صَاحِبُ مُدفآتٍ ... على أثْبَاجِهنَّ من الصَّقِيعِ وقد أدفَأَه الثَّبُ، وتَدَفَّأَ هو بالثوب، واستَدْفأَ به، وادَّفَأَ به - وهو افتَعَلَ -: أي لبِس ما يُدفِئُه. والتركيب يدلُّ على خلاف البرد. دكأ أبو زيد: داكَأتُ القوم: إذا زاحمتهم. وداكَأِتُ عليهم الديون. وتَداكَأَ القومُ: ازدحموا، والتَّدَاكُؤُ: التدافع. دنأ الدَّنِيءُ: الخَسيسُ من الرجال الدُّونُ. ودَنَأَ الرجل يَدنَأُ: صار دَنِيئأً لا خير فيه. وانَّه لَدانِيءٌ خبيثٌ. وما كان دَنِيئاً. ولقد دَنَأَ ودَنُؤَ أيضاً دُنُوءةً ودَنَاءةً: سَفُلَ في فعله ومَجَن. والدَّنِيئةُ: الننَّقيصة. والدَّنَأُ: الحدبُ. والأدنَأُ: الأحدب. ويقال: نفس فلانٍ تَتَدَنَّؤُهُ: أي تحمله على الدَّناءة. والتركيب يدلُّ على القرب كالمُعتَل. دوأ الدّاءُ: المَرضُ، والجَمع أدواءٌ. وقد داءَ الرجُلُ يَداءُ داءً ودَوءً: إذا مَرِضَ فهو " 32 - ب " داءٍ، وقد دئتَ يا رجُل. ورجُلٌ داءٌ - بالرَّفع -: أي ذو داءٍ، ورجُلانِ داءانِ، ورجالٌ أدواءٌ قاله شَمِرٌ. ويُقال: امرأةٌ داءةٌ. وداءَةُ - أيضاً -: جبلٌ يَحْجِزُ بين النحلتين اليمانية والشامية من نواحي مكة حَرَسَها اللهُ تعالى، قال حُيفةُ بن أنَسٍ الهذليُّ: هَلُمَّ إلى أكنافِ داءَةَ دونَكُم ... وما أغدَرَتْ من خَسْلِهِنَّ الحَناظِبُ ويُروى: " أكُناف دارَةَ "، والخَسْلُ: رَديءُ النَّبقِ ونُفايَتُه والأخضَرُ منه. والأدواءُ: موضعٌ. ويُقال: رجلٌ ديِّيءٌ وامرأةٌ دَيِّئَةٌ به داءٌ كما لا داءَ بالظَّبي. ويُقال: رجلٌ دَيِّيءٌ وامرأةٌ - على فَعيلٍ وفَعِلَةٍ -. وسَمِعتُ دَوْدَأَةً: أي جَلَبَةً. وأداءَ الرَّجُلُ: مثلُ داءَ؛ وأدَأتُه أنا أيضاً: أي أصَبتُه بِداءٍ، يَتعدّى ولا يَتعدّى. أبو زيد: تقول للرجُلِ إذا اتَّهَمتَه: قد أدَأتَ وأدوَأتَ. ذأذأ أبو عمرو: الذَّأذَأَةُ والذَّأذاءُ: الزَّجرُ. والذَّأذَأةُ - أيضاً -: الاضطِرابُ في المشي، وكذلك التَّذَأذُؤُ. ذبأ

ذرأ

ابن الأعرابي: الذَّبأَةُ: الجاريةُ الرَّعومُ وهي المَهزولَةُ المَليحةُ الهُزالِ الخَفيفةُ الرُّوحِ. ذرأ ذَرَأ الله الخلق يَذرَؤُهُم ذَرْءً: أي خلقهم، وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: أنه كتب إلى خالد بن الوليد - رضي الله عنه -: بلغني أنك دخلت الحمام بالشام وأن من بها من الأعاجم اتخذوا لك دلوكا عُجِن بخمر وإني أظنكم آل المُغِيرة ذرء النار: أراد أنهم خلقوا لها، ومن روى: ذَرْوَ النار - بلا هَمْز - أراد أنهم يُذْرَوْنَ في النار. وقوله تعالى:) يَذْرَؤُكُم فيه (أي يُكثِّرُكُم بالتَّزويج كأنه قال: يَذْرَؤُكم به. وذَرَأْتُ الأرض: بَذَرْتُها، وزرع ذَرِيءٌ - على فَعِيلٍ -، قال عُبيد الله بن عبد الله بن عُتيبة بن مسعود، ويُروى لقيس بن ذَريْح، وهو موجود في ديواني شعرهما: صَدَعْتِ القلبَ ثمَّ ذَرَأْتِ فيه ... هَواكِ فَلِيْمَ فالتَئأَمَ الفُطَوْرَ تَبَلَّغَ حيثُ لم يَبْلُغْ شَرَابٌ ... ولا حُزْنٌ ولم يَبْلُغ سُرورُ ويُروى: " ثم ذَرَرَت " و " ذَرَيْتِ " غير مهموز، وهذا هو الصحيح. وذَرَأَ فُوْهُ - وذَرِي غير مهموز -: سقط؛ مثل ذَرَا مثال دعا. ويقال: ما بيني وبينه ذَرْءٌ: أي حائل. وتسمى العَنْزُ: ذِرْأةَ، وتُدعى للحلب فيُقال: ذِرْءَ ذِرْءَ. والذَّرَأُ - بالتحريك -: الشَّيب في مقدم الرأس، يقال: رجل أذْرَأُ وامرأة ذَرْآءُ. وذَرِئَ شعره وذَرَأ؛ لغتان، قال ابو محمد الفقعسيُّ: قالَتْ سُلَيْمى: أَنَّنِّي لا أبْغِيْهْ ... أراهُ شَيْخاً عارياً تَرَاقِيْهْ مُحْمَرَّةً من كِبَرٍ مَآقِيْهْ ... مُقَوَّساً قد ذَرِئَتْ مَجَاليْهْ والذُّرْأَةُ - بالضمَّ -: الشيب، قال أبو نُخَيْلَة: وقد عَلَتْني ذُرْأَةٌ بادِيْ بَدِيْ ... ورَثْيَةٌ تَنْهَضُ في تَشَدُّدِيْ وفرس أذْرَأُ وجَدْيٌ أذْرَأُ: أي أرقش الأذُنين وسائره أسود. وعَناقٌ ذَرْآءُ. والذُّرْأَةُ: هي من شيات المعز دون الضَّأْن. وملح ذَرَآنِيُّ وذَرْآنيّ - بتحريك الراء وتسكينها -: للمِلْحِ الشديدة والبياض، وهو مَأخوذ من الذُّرْأةِ، ولا تقل أندرانيٌّ. وأذْرَأْتُه إلى كذا: أي ألجأته إليه. وقال الأحمر: أذْرَأني فلان وأشْكعني أي أغْضبني. وقال أبو زيد: أذرَأْتُ الرَّجل بصاحبه: إذا حَرَّشته عليه وأولعته به. وأذْرَأْتُ الدمع: أذرَيْتُه. والذُّرِّيَّةُ: نسل الثقلين، وفي اشتقاقها وجهان: أحدهما: أنها من الذَّرْء ووزنها فُعُّوْلَةُ أو فُعِّيْلَة. والثاني: أنها من الذَّرِّ بمعنى التَّفْريق لأن الله ذَرَّهُم في الأرض؛ ووزنها فُعْلِيَّةُ أو فُعُّوْلَةُ أيضاً، وأصلها ذُرُّورةٌ فقُلبت الراء الثالثة ياء كما في تقضَّت العُقاب. وقد أُوقعت الذُّرِّيَّةُ على النساء كقولهم للمطر: سماء، ومنها حديث عمر - رضي الله عنه -: حُجُّوا بالذُّرِّيَّة لا تأكلوا أرزاقها وتذروا أرباقها في أعناقها، قيل: المراد بها النساء لا الصبيان وضرب الأرباق مثلا لما قُلِّدَتْ أناقها من وجوب الحج. والتركيب يدل على لون إلى البياض وعلى شيء يُبذَرُ ويُزرع. ذَمأ ذَمَأَ عليه ذَمْأً: شق عليه. ذيأ ذَيَّأْتُ اللحم فَتَذَيَّأَ: إذا انضجْتَه حتى يسقط من عظمه. وتَذَيَّأَتِ القرْحةُ: فسدت وتقطَّعت. وتَذَيَّأ وجهه: وَرِم. رأرأ رَأْرَأ السراب: لمع. ورَأْرَأَتِ المرأةُ بعينيها: برَّقت. ابو زيد: رَأْرَأَتْ عيناه: إذا كان يديرهما. قال: ورَأْرَأَتُ بالغنم: إذا دعوتها، وهذا في الضّأن والمعز. قال: والرَّأْرَأَةُ بالمدِّ أيضاً. ورجل رَأْرَأُ العين ورَأْرَاءُ العين - على فَعْلَلٍ وفَعْلاَلٍ -: إذا كان يُكْثِرُ تقليب حدقتيه، وامرأة رَأْرَاءٌ بغير هاء، قال: شِنْظِيْرَةُ الأخْلاقِ رَأْراءُ العَيْنْ والتركيب يدل على اضطراب. ربأ الرَّبْأَةُ: الاداوَةُ تُعمل من أدَمٍ أربعة. الفرّاء: رَبَأْتُ فيه: أي علمت علمه. ورَبَأْتُ المال: أصلحْتُه. وقولهم: إني لأرْبَأُ بك عن هذا الأمر: أي أرفعك عنه.

رتأ

والمَرْبَأَةُ والمَرْبَأُ والمُرْتَبَأُ: المرْقبة، ومنه قيل لمكان البازي الذي يقف فيه: مَرْبَأَةٌ. ورَبَأْتُ القوم رَبْأً وارْتَبَأْتُهم: أي رقبتهم؛ وكذلك إذا كنت لهم طليعة فوق شرف، يُقال: رَبَأَ لنا فلان وارْتَبَأَ: إذا اعْتَانَ. ورَبَأْتُ المَرْبَأَةَ وارْتَبَأْتُها: أي عَلَوْتُها. وقال ابن السكِّيت: ما رَبَأْتُ رَبْءَ فلان: أي ما علمت به ولم أكْترث له. والرَّبِيءُ والرَّبِيْئَةُ: الطَّليعة، والجمع: الرَّبايا. ورَلبَأْتُ الشيء: إذا حذِرْته واتَّقيته. ورَبَّأْتُه تَرْبِئةً: أذْهبْتُه. والتركيب يدل على الزيادة والنماء. رتأ الفرّاء: خرجت أرْتَأُ رُتُوْءً شديداً: أي أنطلِق. ابن دريد: رَتَأْتُ العقدة - بالهمزة -: مثل رَتَوْتُها. والرجل: خَنَقْته. والرَّتَآن: مثل الرَّتَكان. وقال ابن شُميل: ما رَتَأَ كبده اليوم بطعام: أي ما أكل شيئاً يهجأ به جوعه، ولا يقال: رَتَأ إلاّ في الكبد. ورَتَأَ: أقام. وأرْتَأَ: ضحك في فتور. رثأ رَثَأَه بالعصا رَثْأً شديدا: ضربه بها. والرَّثءُ: وَجع يأخذ البعير في مَنْكِبه فَيَظْلَعُ منه، يقال: ثد رَثَأَ البعير رَثْأً. ورَثَأْتُ اللبن رَثْأً: إذا حَلَبْته على حامض فخثر، والاسم: الرَّثِيْئَة. وبلغ زياداً قول المغيرة بن شُعبة - رضي الله عنه -: لَحَديثٌ من عاقل أحبُّ إليَّ من الشُّهد بماء رصَفةٍ فقال: أكذاك هو؟ فَلهو أحَب إلي من رَثِيْئَةٍ فُثِئت بسلالة من ماء ثغب في يوم ذي وديقة ترمض فيه الآجال. وفي المثل: الرَّثِيْئَةُ تفثأُ الغضب. ابن السكّيت: قالت امرأة من العرب: رَثَأْتُ زوج بأبيات؛ وهَمَزتْ، وأصلُ المَرْثِيَةِ غير مهموز. وهم يَرْثَأُوْنَ رَأيَهم رَثْأً: أي يخلطون. وارتَثَأ اللبن: خثر، وارتَثَأْتُ الرَّثِيْئَةَ: شرِبْتُها. وارْتَثَأ عليهم أمرهم: أي اختلط، وارتَثَأ عليهم أمرهم: أي اختلط، وارْتَثَأ فلان في رأيه: أي خلَّط. والتركيب يدل على اختلاط. رجأ أرْجَأْتُ الأمر: أخَّرته. وقرأ غير المدنيين والكوفيين وعباس) وآخَرْونَ مُرْجَؤُونَ لأمْرِ الله (أي مُؤخَّرون حتى يُنزِل الله تعالى فيهم ما يريد، ومنه سميت المُرْجِئةُ؛ مثال المُرْجِعة، يقال: رجل مُرْجئٌ - مثال مُرْجِعٍ -، والنسبة إليه مُرْجِئيٌّ مثال مُرْجِعيٍّ، هذا إذا همزْت، فإذا لم تهمز قلت: رجل مُرْجٍ مثل مُعط، وهم المرجِيَّةُ بالتشديد؛ لأن بعض العرب يقول: أرْجَيْتُ وأخْطيتُ وتوضيت، فلا يهمز. وأرْجَأَتِ الناقة: دنا نِتاجُها، يُهمز ولا يُهمز، قال أبو عمرو: هو مهموز؛ وأنشد لذي الرُّمة يصف بيضة: وبيضاء لا تَنْحاشُ منا وأُمها إذا ما رأتنا زال منا زَويْلها نَتُوْج ولم تُقْرَفْ لما يُمتنى له إذا أرْجَأَتْ ماتت وعاش سَليلُها ويُروى: " إذا نُتجتْ " وهذه هي الرواية الصحيحة. والتركيب يدل على التأخير. ردأ رَدُؤَ الشيء يَرْدُؤ رَداءةً، فهو رَدِيءٌ: أي فاسد. ورَدَأْتُ الحائط: أرْدَؤُه: إذا دعمْته بخشب أو كبس يدفعه أن يسقط. والرِّدْءُ - بالكسر -: العون، قال الله تعالى:) فأرْسِلْه مَعِي رِدْءً يُصَدِّقني (. والرِّدْءُ - أيضاً -: العِدْلُ الثّقيل، والجمع أرْدَاءٌ. وقد اعتكمَنا أرداءً ثقالاً: أي أعْدَالاً. ورَدَأْتُه بكذا: أي جعلْتُه قوة له وعماداً كالحائط تَرْدَؤُه بِرِدْءٍ من بناءٍ تُلْزقه به. ورَدَأ الإبل: أحسن القيام عليها. وأردَأْتُه: سكَّنته. وأرْدَأْتُه - أيضاً -: أقرَرْته. وأرْدَأْتُ السِّتر: أرخيته. وأرْدَأْتُ الرجل: أعنته، تقول: أرْدأْتُه بنفسي: إذا كنت له رِدْءً. وأرْدَأْتُه: أفسدته. وقال الليث: أرْدَأْتُ على الخمسين: أي زِدتُ، والصواب: أرْدَيْتُ بلا همز. وقال يونس: أرْدَأْتُ الحائط لغةٌ في رَدَأْتُه. وتَرادَأُوا: أي تعاونوا. رزأ الرُّزْءُ: المصيبة، والجمع: الأرْزَتءُ، وكذلك المَرزِئَة والرَّزِيْئَةُ، رَزِيْئةٌ: أي أصابته مصيبة. ورَزَأْتُه رُزْءً - بالضم - ومَرْزِئةٍ: إذا أصبت منه خيراً ما كان. وتقول: ما رَزَأْتُه ماله وما رَزِئْتُه - بالكسر -: أي ما نقَصتُه. ورجل مُرَزَّأٌ: أي كريم يصيب الناس خيره.

رشأ

وارْتَزَأَ الشيء: انتقص، قال تميم ابن أبي بن مُقبل يصف قروماً حمل عليها: حَمَلْتُ عليها فَشَرَّدْتُها ... بِسامي اللَّبَانِ يَبُذُّ الفِحَالا كَريمُ النِّجارِ حَمى ظَهْرَه ... فلم يُرْتَزَأْ برُكُوبٍ زِبالا والتركيب يدل على إصابة الشيء والذهاب به. رشأ الرَّشَأُ - بالتحريك -: ولدُ الظَّبيَة الذي قد تحرك ومشى. والرَّشَأُ - أيضاً عن الدِّينَورَيِّ -: شجرة تسمو فوق القامة ورقها كورق الخِرْوَعِ ولا ثمرة لها ولا يأكلها شيء. ورَشَأَتِ الظبية: ولدت. ورَشَأَ المرأة: جامعها. رطأ رَطَأَ المرأة: جامعها. والرَّطِيءُ: الأحمق، والجمع رِطَاءٌ، مثل كريم وكِرام. والرَّطَأُ - بالتحريك -: الحُمْق. والرَّطئاءُ والرَّطِيْئَةُ: الحمقاء. ورَطَأَ بسلحه: رمى به. وأرْطَأَتِ المرأة: بلغت أن تُجامع. رفأ رَفَأْتُ الثوب أرْفَؤُه رَفْأً: إذا أصلحت ما وهى منه، وربما لم يُهمز، يقال: من اغتاب خرق ومن استغفر رَفَأَ. وأرْفَأْتُ السفينة: إذا قَرَّبتها من الشط، عن هشام أخي ذي الرَّمة. وأرْفَأَ إليه: لجأ. وأرْفَأَ: جنح. وأرْفَأَ: امْتَشَطَ. والرَّفَاءُ - بالكسر والمدِّ -: الالْتِئامُ والاتِّفاق. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقال للمتزوج: بالرِّفاء والبنين، كراهية إحياء سنن الجاهلية. وكان يقول للمتزوِّج مكان هذا الكلام إذا رَفَّأَه: بارَكَ اللهُ عليك وبارَكَ فيك وجمع بينكما في خير. وفي حديث شُرَيْح: أنَّه أتاه رجلٌ وامرأتُه فقال الرجُل: أين أنتَ؟ قال: دون الحائط، قال: إني امرؤْ من أهل الشام، قال: بَعيدٌ بَغيض، قال: تَزوجتُ هذه المرأةَ، قال: بالرفاءِ والبَنين " 36 - أ "، قال: فَوَلَدَت لي غُلاماً، قال: يَهنئُكَ الفارسُ، قال: وأرَدتُ الخروج بها إلى الشام، قال: مُصاحِباً، قال: وشَرَطتُ لها دارَها، قال: الشَّرط أملَك، قال: اقضِ بَينَنا أصلحك الله قال: حَدِّث حَديثين امرأةً فاِن أبَت فأربعةً، ويُروى فأربع. أي فَحَدِّثها أربعةَ أطوار، يَعني: أنَّ الحديثَ يُعادُ للرّجل طَورَين ويُضاعَفُ للمرأةِ لنُقصان عَقلِها، ومعنى: " فأربع " أي إذا كَرَّرتَ الحديثَ مَرَّتينِ فلم تَفهَم فأمسِك ولا تُتعِب نفسَك فانَّه لا مَطمَعَ في إفهامها. ويُقال: رَفَّأتُ المُملَكَ تَرفئَةً وتَرفيئاً: إذا قُلت ذلك له، قال ابن السِّكّيت: واِن شئْتَ كان معناه بالسُّكون والطُّمَأنينةِ، فيكون أصلُه غَيرَ الهَمز، من قولِهم: رَفَوتُ الرَّجُلَ: إذا سَكَّنتَه. وتَرافَأُوا: أي تَوافَقوا وتَظاهَروا. واليَرفَئيُّ في قول امرئ القيس: كأنِّي ورَحلي والقِرابَ ونُمرُقي على يَرْفَئيٍّ ذي زَوائدَ نِقنِقِ ... الظَّليمُ الفَزِعُ النّافِر المُوَلِّي هارِباً. واليَرفَئيُّ في قول الشاعر: كَأنَّه يَرفَئيٌّ باتَ في غَنَمٍ ... مُستَوهَلٌ في سَوادِ اللَّيل مَذؤوبُ عَبدٌ سِنديٌّ أسوَد. واليَرفَئيُّ - أيضاً -: الظَّبي. ويَرْفَأُ: مولى عمر بن الخَطّاب - رضي الله عنه -. والتركيبُ يدلُّ على موافَقَةٍ وسُكونٍ ومُلاءمةٍ. رقأ رَقَأَ الدَّمعُ يَرقَأُ رُقوءً: سكن، وكذلك الدَّمُ. والرَّقوءُ - على فَعولٍ بالفَتح -: ما يوضَعُ على الدَّم فيسكُنُ، وقال أكثَمُ بن صَيفيٍّ في وصيَّةٍ كَتَبَ بها إلى طَيءٍ: لا تَضَعوا رِقابَ " 36 - ب " الإبل في غير حَقِّها فانَّ فيها ثَمَنَ الكريمة ورَقوءَ الدَّم، وبألبانِها يُتحَفُ الكَبيرُ ويُغَذّى الصَّغير، ولو أنَّ الإبل كُلِّفَتِ الطَّحنَ لَطَحَنَت: أي أنَّها تُعطى في الدّيات فَتُحقَنُ بها الدِّماء. ورَقَأتُ الدَّرجَةَ: لغةٌ في رَقيتُ. والمَرقَأةُ والمرقَأةُ: لُغَتانِ في المَرقاةِ والمِرقاة. ويُقال: أرقَأ على ظَلعِكَ مثلُ أرقَ: أي ارفُق بنفسِكَ ولا تَحمِل عليها اكثَرَ ممّا تُطيقُ. وأرقَأَ اللهُ دَمعَه: سَكَّنَه. رمأ رَمَأَ بالمكان: أقامَ به، رَمأً ورُموءً، عن ابي زيد. ابنُ الأعرابي: رَمَأتُ على الخَمسين وأرمَأتُ: أي زِدتُ، مثل رَمَيتُ وأرمَيتُ. وأرمَأتُ إليه: دَنَوتُ. ومُرَمَّئاتُ الأخبار - بتَشديد الميم المفتُوحة -: أباطيلُها. رنأ

رهأ

الأصمعيُّ: جاءَ يَرنَأُ في مِشيَتِه: إذا جاء يتَثاقَلُ فيها. ورَنَأَ إليه: نَظَرَ، لغةٌ في رَنا. رهأ الرَّهيَأةُ: العَجزُ والتَّواني. أبو زيد: رَهيَأتُ رَأيي: إذا لم تُحكِمه. اللَّيث: الرَّهيَأَةُ: أن تَجعَلَ أحَدَ العدلَينِ أثقَلَ من الآخَر، يقال: رَهيَأتَ حِملَك. قال: والرَّهيأَةُ: أن تَغرَورِقَ العَينانِ من الجَهد أو من الكِبَر، وأنشَدَ: إِن كان حَظُّكُما من مال شيخكما ... ناباً تَرَهيَأُ عَيناها من الكِبَرِ ورَهيَأَتِ السحابَةُ وتَرَهيأَت: إذا تَمَخَّضَت للمَطَر، وقال ابنُ مَسعودٍ - رضي الله عنه -: اِنَّ رَجُلاً كان في أرضٍ له إِذ مَرَّت به عَنانَةٌ تَرَهيَأُ فَسَمِع فيها قائلاً يقول: اِءتي أرضَ فلانٍ فاسقيها، قال: فتلكَ عَنانَةُ النَّقِماتِ أضحَت ... تَرَهيَأَ بالعِقابِ لمُجرِميها " 37 - أ " والمرأةُ تَرَهيَأُ في مِشيَتِها: أي تَكَفَّأُ كما تَرَهيَأُ النَّخلَة العَيدانَةُ. أبو عبيد: تَرَهيَأَ الرَّجُلُ في أمرِه: إذا هَمَّ به ثمَّ أمسَكَ وهو يريدُ أن يَفعَلَه. روأ الرّاءُ: شَجَرٌ، الواحِدَةُ راءَةٌ. أبو الهَيثَم: الرّاءُ: زَبَدُ البَحر، وأنشَدَ لبعض الطائيِّين: كأنَّ بنَحرِها وبمِشفَرَيها ... ومَخلِجِ أنفِها راءً ومَظّا ورَوَّأتُ في الأمر تَروِءَةً وتَرويئاً: إذا نَظَرتَ فيه ولم تَجعَل بجَوابٍ، والاسم: الرَّوِيَّةُ، جَرَت في كَلامِهم غير مَهموزةٍ. ريأ الأصمعيُّ: رَيَّأتُ في الأمر: مثلُ رَوَّأتُ. زأزأ قِدرٌ زؤَزئةٌ وزؤازئةٌ - بالهَمز فيهما -: العَظيمةُ الواسِعَةُ، قال أبو حِزامٍ البُ بنُ الحارِث العُكليُّ: وعندي زؤازئةٌ وَأبَةٌ ... تُزَأزيءُ بالدَّأثِ ما تُهجَؤُه تُزَأزيءُ: أي تَضُمُّ. والزَّأزَأَةُ: التَّحَرُّكُ. وزَأزأَ الظَّليمُ: إذا مَشى مُسرِعاً ورفع قُطرَيه أي طَرَفَيه رأسَه وذَنَبَه. أبو زيد: تَزَأزَأَ المرأةُ: اختَبَأَت، قال جَرير: تَبدو فَتُبدي جَمالاً زانَهُ خَفَرٌ ... إذا تَزَأزَأَتِ السُّودُ العَناكيب وتَزَأزَأَتِ المرأةُ: إذا مَشَت وحَرَّكَت أعطافَها وهي مِشيَةُ القِصار. وتَزَأزَأ: تَزَعزَعَ. زبأ ابن الأعرابي: الزَّبأَةُ: الغَضبَةُ. زكأ ابنُ السكِّيت: زَكَأتُه زَكأً: عَجَّلتُ نَقدَه. وزَكَأَتِ الناقَةُ بوَلَدِها تَزكَأُ زَكأً: رَمَت به عند رِجلَيها. وزَكَأَ المرأةَ: جامَعَها. أبو زيدٍ: زَكَأتُ إليه: لَجَأتُ إليه " 37 - ب ". واِنَّه لَزُكَأُ النَّقدِ - مثالُ صُرَدٍ - وزُكَأَةٌ - مثالُ تؤَدَةٍ -: أي مُوسِرٌ كثيرُ الدَّراهِم عاجِلُ النَّقد، يُقال: هو مَليءٌ زُكَأٌ وزُكَأَةٌ. وازدَكَأتُ منه حَقِّي: أي أخَذتُه. زنأ زَنَأتُ: طَرِبتُ وأسرَعتُ، ولَزِقتُ بالأرضِ أيضاً. وزَنَأَه: خَنَقَه. وزَنَأَ في الجَبَل زَنأً وزُنوءً: صَعِدَ، قالتْ مَنفوسَةُ بنتُ زيد الفَوارس ابنِ حُصَين بن ضِرار الضَّبيّ وهي تُرَقِّصُ ابنَها حَكيماً وتَرُدُّ على زوجها قَيس بن عاصِمٍ المِنقَريِّ - رضي الله عنه -: أشبِه أخي أو أشبِهاً أباكا ... أمّا أبي فَلَن تَنالَ ذاكا تَقصُرُ عن تَنالَه يَداكا حين قال قَيس: أشبِه أبا أبيكَ أو أشبِه عَمَل ... ولا تَكونَنَّ كَهِلَّوفٍ وَكَل يُصبِحُ في مَضجَعِه قد انجَدَل ... وارْقَ إلى الخيرات زَنأً في الجَبَل وزَنَأتُ للخَمسين زَنأً. دَنَوتُ. وزَنَأَ الظِّلُّ: قَصُرَ. وزَنَأتُ إليه زَنوءً: لَجَأتُ اليه. والزَّناءُ - بالفَتح والمَدِّ -: القَصير، يُقال: رجلٌ زَناءٌ وظِلٌّ زَناءٌ، قال تَميمُ ابنُ أُبَيِّ بن مُقبل: وتلِجُ في الظِّلِّ الزَّناء رؤوسَها ... وتَحسَبُها هيماً وهُنَّ صَحائحُ والزَّناءُ - أيضاً -: الضِّيقُ. والزَّناءُ - أيضاً -: الحاقِنُ، ونَهى رسولُ الله - صلّى اللهُ عليه وسلَّم - أن يُصلِّي الرجل وهو زَنَاءٌ، يقال منه: زَنَأَ بولُه يَزْنَأُ زُنُوْءً: إذا احتَقَن. وقال ابن الأعرابي: الزَّنِيءُ - على فَعِيْلٍ -: السِّقَاءُ الصغير. وأزْنَأْتُه: ألجَأتُه.

زوأ

وزَنَّأ عليه تَزْنِئَةً: أي ضيق، قال شهاب بن العيف، ويروى للحارث بن العيف، والأول هو الصحيح، فإني وجدته في شعر شهاب بخط أبي القاسم الآمديِّ في أشعار بني شيبان: لا هُمَّ إنَّ الحارثَ بنَ جَبَلَهْ ... زَنَّا على أبيه ثمَّ قَتَلَهْ ورَكِبَ الشادِخَةَ المُحَجَّلَهْ ... وكان في جاراتِه لا عَهْدَ لَهْ فأيَّ أمْرٍ سَيِّئٍ لا فَعَلَهْ أي: لم يَفْعَلْه، كقوله تعالى:) فلا صَدَّقَ ولا صَلَّى (، قال ابن السكِّيت: إنما ترك همزه ضرورة. زوأ الأصمعي: زَوْءُ المَنِيَّةِ: ما يحدث منها؛ بالهمز. وقال أبو عمرو: قد زَاءَ الدهر بفلان: أي انقلب به، وهذا دليل على أنه مهموز، قال أبو عمرو: فَرِحْتُ بهذه الكلمة، قال أبو ذُؤْيبٍ الأيادي: ما كانَ من سُوْقَةٍ أسْقى على ظَمَأٍ ... خَمْراً بماءٍ إذا ناجُوْدُها بَردَا من ابن مامَةَ كَعْبٍ ثمَّ عَيَّ به ... زَوْءُ المنيَّةِ إلاّ حرَّةً وقَدى سأسأ أبو عمرو: السَّأْسَاءُ: زجْرُ الحمار. وقال الأحمر: سَأْسَأْتُ بالحمار: إذا دعوته ليشرب وقلت له: سَأْسَأ. وفي المثل: قَرِّب الحمار من الردهة ولا تقل له سَأْ. وقال الليث: سَأْسَأتُ بالحمار: إذا زَجَرْته ليمضي، وقد يُذكر سَأَ ولا يُكرر؛ فيكون ثُلاثيا، قال: لن تَدْرِ ما سَأْ للحَمِيْرِ ولم ... تَضْرِبْ بكَفٍّ مَخَابِطَ السَّلَمِ ويقال: تسَأْسَأتُ عَلي أموركم وتَسَيَّأتْ: أي اختلفت فلا أدري أيها أتبع. سبأ سَبَأْتُ الخمر سَبْأً ومَسْبَأً: إذا اشتريتها لِتشربها، قال إبراهيم بن علي ابن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة: خَوْدٌ تُعاطِيْكَ بعدَ رَقْدَتِها ... إذا تَوَفَّى العُيونَ مَهْدَؤُها كأساً بِفِيْها صَهْباءَ مُعْرَقةً ... يَغْلُو بأيدي التِّجَارِ مَسْبَؤُها أي: إنها من جَودتها يغلو اشتراؤها، ولا يقال ذلك إلاّ في الخمر خاصة، والاسم السِّبَاء مثال الكساء، ومنه سُمِّيت الخمر سِبِيْئَةً، قال حسان بن ثابت - رضي الله عنه -: كأنَّ سَبِيْئَةً من بَيْتِ رَأْسٍ ... يكونُ مِزاجَها عَسَلٌ وماءُ على أنْيابِها أو طَعْمَ غَضٍّ ... من التُّفّاحِ هَصَّرَهُ اجْتِناءُ ويُروى:؟ كأنَّ خَبيْئةً؟. ويسمون الخمّار: السَّبّاء، فأما إذا اشتريتها لتحملها إلى بلد آخر قلت: سَبَيْتُ الخمر؛ بلا همز. وسَبَأَ على يمين كاذبة: إذا مرَّ عليها غير مُكترث. وسَبَأْتُ الرجل: جَلَدْتُه. أبو زيد: سَبَأْتُه بالنار: أحرقته. وسَبَأْتُه: صافحته. وسَبَأُ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ولد عامة قبائل اليمن، وقال ابن دريد في كتاب الاشتقاق: سَبَأٌ لقب واسمه عبد شمس. وقال الزجاج في قوله تعالى:) وجِئْتُك من سَبَأ (هي مدينة تعرف بمأرب من صنعاء على مسيرة ثلاث ليال، فمن لم يصرف فلأنه اسم مدينة، ومن صرف فلأنه اسم للبلد فيكون مُذكرا سمي به مُذكر. والسَّبَئيَّةُ: من الغلاة؛ يُنسبون إلى عبد الله بن سبأ. والمَسْبَأُ: الطريق. وسَبِيءُ الحية وسَبِيُّها: سِلْخُها. وقال ابن الأعرابي: يقال إنك تريد سُبْأة - بالضم -: أي إنك تريد سفرا بعيدا، سميت سُبْأَةً لأن الإنسان إذا طال سفره سَبَأَتْه الشمس ولَوَّحَتْه. وإذا كان السفر قريباً قيل: تريد سُرْبَةً. ويقال: أسْبَأْتُ لأمر الله؛ وذلك إذا أخْبَتَ له قلبك. واسْتَبَأْتُ الخمر: مثل سَبَأْتُها. وأنْسَبَأَ الجلد: انسلخ. ستأ ابن الأعارابي: المُسنَتْأُ - مهموزاً مقصوراً -: الرجل يكون رأسه طويلاً الكوخ. سخأ سَخَأْتُ النار: لغة في سَخَوْتُها وسَخِيْتُها، عن الفرّاء، والعود من الأول: مِسْخَأٌ على مِفْعَلٍ، ومن الثاني والثالث: مِسْخَاءٌ على مِفْعالٍ. سدأ السِّنْدَأْوَةُ: الذِّئبةُ. وقال الكسائي السِّنْدَأْوَةُ: الرجل الخفيف والشديد المُقْدِمُ، ووزنها فِنْعَلْوة، قال: سِنْدَأْوَة مِثل الفَنِيْقِ الجافِرِ ... كأنَّ تَحْتَ الرَّحْلِ ذي المَسَامِرِ قَنْطَرَةً أوفَتْ على القَناطِرِ وكذلك السِّنْدَأْو بلا هاء، والجمع السِّنْدَأْوون. سرأ

سطأ

السَّرْءُ - بالفتح - والسِّرْءَةُ - بالكسر -: بيضة الجرادة والسمكة. ويُقال سِرْوَةٌ، وأصلها الهمز، وقيل: لا يُال ذلك حتى تُلْقِيَاه. وأرض مَسْرُوْءَةٌ: ذات سِرْءَةٍ. وضبة سَرُوْءٌ على فَعُوْلٍ وضباب سُرُءٌ على فُعُلٍ. وقال ابن دريد: سَرَأَتِ المرأة: إذا كثر ولدها فهي تَسْرَأُ سَرْءً. وأْرَأَتِ الجَرادَةُ: إذا حان لها أن تبيض. وقال الفرّاء: سَرَّأتِ الجرادة تَسْرِئةً مثل سَرَأتْ سَرْءً. سطأ أبو سعيد: سَطَأَ المرأة وشَطَأَها: باضَعها. سلأ الأصمعي: سَلأَه مائة درهم: أي نقده؛ ومائة سوط: أي ضربه. وسَلأَ السمن: طبخه وعالجه، والاسم السِّلاءُ مثال الكساء، قال الفرزدق يمدح الحكم بن أيوب الثقفي ابن عم الحجاج بن يوسف وخص في القصيدة عبد الملك بن مروان بالمديح: رامُوا الخِلافَةَ في غَدْرٍ فأخْطَأَهُم ... منهت صُدُوْرٌ وفاءُوْا بالعَراقِيْبِ كانوا كَسَالِئَةٍ حمقاءَ إذْ حَقَنَتْ ... سَلاءَها في أديْم غيرِ مَرْبوبِ وسَلأْتُ النخل والعسيب سَلأً: إذا نَزعتَ سُلاءَهُما: أي شَوْكهما، الواحدة سُلاءةٌ. واسْتَلأْتُ السَّمن: مثل سَلأْتُه. سلطأ ابن بُزُرْخ: اسْلَنْطَأْتُ: أي ارتفعت إلى الشيء أنْظرُ إليه. سوأ ساءه يَسُوْؤه سَوْءً - بالفتح - ومَسَاءَةً ومَسَائيَةً: نقيض سَرَّه، والاسم السُّوء - بالضم -، وقرأ عبد الله ابن كثير وأبو عمرو:) دائرةُ السُّوْء (يعني الهزيمة والشر، وقرأ الباقون بالفتح وهو من المَسَاءَة. وقوله تعالى:) تَخْرُجْ بيضاءَ من غيرِ سُوْء (أي من غير بَرَص. وقوله جل ذكره:) لَنَصْرفَ عنه السُّوءَ (أي خيانة صاحبة العزيز. و) سُوْءُ الحِساب (: هو ألاَّ تُقْبَلَ منهم حَسنة ولا تُغفر لهم سيِّئة. وقولهم: ما أنْكِركَ من سوء: أي لم يكن إنكاري إيّاك من سوء رأيته وإنما هو لقلة المعرفة. والسُّوْءى: نقيض الحسنى، قال أبو الغول النَّهْشَلِيّث وليس لأبي الغول الطُّهوي: ولا يَجْزُوْنَ من حَسَنٍ بسُوْءى ... ولا يَجْزُوْنَ من غِلَظٍ بِلِيْنِ ويروى: " بسوءٍ " و " بِسَيءٍ ". والسُّوْءى في قوله تعالى:) ثُم كان عاقِبَةَ الذين أساءُوا السُّوْءى (أي عاقبة الذين أشركوت النار. وتقول: هذا رجل سَوْءٍ - بالإضافة - ثم تُدخل عليه الألف واللام فتقول: هذا رجل السَّوْء؛ ويقال: الحق اليقين وحق اليقين جميعاً، لأن السَّوْءَ ليس بالرجل؛ واليقين هو الحق، قال: ولا يقال: رجل السُّوءٍ - بالضم -. والسَّيِّئةُ: أصلها سَيْوٍءئَةٌ؛ فقُلِبت الواو ياء وأدغمت. وقوله تعالى) ثمَّ بدَّلنا مكان السَّيئَةِ الحَسَنةَ (أي مكان الجَدْب والسَّنةِ الخِصْبَ والحيا. وقوله جل وعز:) ويَسْتَعْجِلُوْنَكَ بالسَّيِّئة قبلَ الحَسَنَةِ (أي يطلبون العذاب. وقوله:) وما أصابَكَ من سيئة فمن نفسِك (أي من أمْرٍ يَسُوْؤكَ. ويقال: فلان سيئ الاختيار، وقد يُخفَّف فيقال: سيئ؛ مثل هيِّنٍ وهَيْنٍ ولَيِّنٍ ولَيْنٍ، وقد سبق الاستدلال ببيت أبي الغول. ورجل أسوأ وامرأة سَوْءآءُ، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: سَوْآءُ وَلُوْدٌ خير من حسناء عقيم، وكذلك كل خَصْلَةٍ أو فَعْلَةٍ قبيحة، قال أبو زبيد حَرْملة بن المنذر الطائي: لم يَهَبْ حُرْمَةَ النَّديم وحُقَّتْ ... يا لَقَوْمٍ للسَّوْءَةِ السَّوْءآءِ والسَّوْءَةُ: العورة والفاحشة. ويقال: له عندي ما ساءه وناءه وما يسوْؤه ويَنُوْؤه. ابن السكِّيت: سُؤْتُ به ظنّا وأسَأْتُ به الظن قال: يُثْبِتُونَ الألف إذا جاؤوا بالألف واللام. وسُؤْتُ الرجل سَوايةً ومسايةً - مُخَفَّفَتان -: أي ساءه ما رآه مني. وزاد أبو زيد: سَوَاءَةً - بالهمز -. وقال سيبويه: سألته - يعني الخليل - عن سُؤْتُه سَوَائيَةً فقال: هي فَعَاليةُ بمنزلة علانية؛ والذين قالوا سواية حذفوا الهمزة وأصلها الهمز، قال: وسألته عن مسائية فقال: مقوبة وأصلها مساوئة فكرهوا الواو مع الهمزة؛ والذين قالوا مسايةً حذفوا الهمز تخفيفاً. وقولُهم: الخَيل تجريعلى مَساوئها: أي إنَّها وإِن كانت بها أوصابٌ وعُيوبٌ فانَّ كَرَمَها يحمِلُها على الجَري. وسُواءَةُ - بالضمِّ والمَدِّ -: من الأعلام. وأساءَ: نقيضُ أحسنَ.

سيأ

وسَوَّأتُ عليه ما صَنَعَ تَسوئةً وتَسويئاً: إذا عِبتَه عليه وقُلتَ له: أسَأتَ، يقال: اِن أسَأتُ فَسَوّيء عَلَيَّ. وفي الحديث: أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله لو أني لَقيتُ أبي في المشركين فَسمِعتُ منه مَقالةً قبيحةً لك فما صَبَرتُ أن طَعَنتُه بالرُّمح فَقتَلتُه فما سَوَّأ ذلكم عليه. واستاءَ الرجل من السُّوء: افتَعَل؛ منه، كما تقول من الغَمِّ: اغتَمَّ، على وَزنِ اسطاعَ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - " 41 - أ ": أنَّ رجلاً قَصَّ عليه رؤيا فاستاءَ لها؛ ثمَّ قال: خِلافَةُ نُبوَّةٍ ثم يؤتس الله المُلكَ مَن يشاء، ويُروى: فاستاءَ لها: أي طَلب تأويلَها بالتَأمُّل والنَّظر. سيأ السَّييءُ - بالفتح -: اللَّبن الذي يكون في أطراف الأخلاف قبل نُزول الدِّرَّةِ، قال زهيرٌ يصف قَطاةً: كما استغاثَ بِسيءٍ فَزُّغَيطَلَةٍ ... خافَ العُيونَ ولم يُنظَر به الحَشَكُ الفَرّاءُ: تَسَيَّأَتِ الناقَةُ: إذا أرسَلَت لَبَنَها من غير حَلَبٍ، قال: وهو السَّيءُ. وتَسَيَّأَ بِحَقّي: أقَرَّ به بعد إنكاره وتَسَيَّأَت عَلَيَّ أُمورُكُم: اختَلَفَت فلا أدري أيَّها أتبَعُ. شأشأ أبو زيد: شأشأتُ بالحِمار: إذا دَعَوتَه وقلتَ له تُشؤشؤ، وقال رَجُلٌ من بَني الحِرمازِ: تُشَأشَأ وفَتَحَ الشِّين. أبو عمرو: الشَّأشاءُ: زجرُ الحِمار. والشَّأشاءُ: والشِّيصُ. والشَّأشاء: النَّخلُ الطِّوال. وقال غيرُه: شأشأَتِ النَّخلَةُ: إذا لم تَقبَلِ اللَّقاحَ ولم يكن للبُسرِ نَوىً مثلُ صأصأَتْ. وتَشأشَأَ القَومُ: إذا تَفَرَّقوا. وتَشَأشَأَ أمرُهم: إذا اتّضَعَ وفي الحديث: أنَّ رجلاً من الأنصار أناخَ ناضِجاً فركبه ثم بعثه فتَلَدَّن عليه بعض التَّلدُّ فقال: شأْلَعَنَك الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنزل عنه ولا تَصْحَبْنا بملعون: شأْ: زجر بعد حذف التكرير. شبأ ابن الأعرابي: الشَّبْأَةُ: فراشة القُفْل. شسأ الأزهري: مكان شاسءٌ جاسِيء: أي غليظ. شطأ شَطءُ الزرع والنبات: فِراخُهُما، والجمع أشطاءٌ، وقال الخفش في قوله تعالى:) أخْرَجَ شَطْأَهُ (أي طرفه. أبو عمرو: شَطَأْتُ الناقة شَطْأً: شَدَدْتُ عليها الرَّحْلَ. وشَطَأَ المرأة: جامعها، قال: يَشْطَؤُها بفَيْشَةٍ مِثِل أجَا ... لو وُجِئَ الفِيْلُ بها لَما نَجَا ويُقال: لعن الله أُما شَطَأتْ به: أي طَرَحَتْه. وقال ابن السكِّيت: شَطَأْتُ بالحمل: أي قَوِيْتُ عليه. وشَطَأْتُ البعير بالحمل: أثْقَلْته، وبكلَيهما فسِّر قول أبي حزام غالب بن الحارث العُكلي: لأرْآدِها ولِزُؤّابِها ... كَشَطْئِكَ بالعِبءِ ما تَشْطَؤُهْ وشاطئُ الوادي: شطُّه وجانبه. وتقول: شاطئ الأودية ولا يُجمع، كذا قال بعضهم، والصحيح أنه يُجمع شُطْآناً وشواطئ. وشَطَأْتُ في شاطئ الوادي شَطْأً وشُطُوْءً: مشيتُ. وأشْطَأَ الزرع: خرج شَطْؤه. وأشْطَأَ الرجل: بلغ ابنه مبلغ الرجال: أي صار مثله، عن الدّيْنوري، مثل أصحب. وشاطَأْتُ الرجل: إذا مَشَيْتَ على شاطئ ومشى هو على الشاطئ الآخر. وشطَّأَ الوادي تَشْطِيْئاً: سال جانباه، عن ابن الأعرابي. شقأ شَقَأَ ناب البعير شَقْأً وشقُوْءً: طلع وليَّن ذو الرُّمَّة همزه فقال: كأنِّي إذا انْجابَتْ عن الرَّكْب لَيْلَةٌ ... على مُقْرَمٍ شاقي السَّديْسَيْنِ ضارِبِ وشَقَأَ شَعَرَه بالمُشْطِ شَقْأً: فَرلاَقَه. والمَشْقَأُ - بالفتح -: المَفْرِقُ. والمِشْقَأُ - بالكسر -: المُشْطُ. والمِشْقَأَةُ: المِدراة. قال الليث: المِشْقَاءُ - على مِفْعالٍ - والمِشْقى - بالقَصْر -: لُغة للمُشْط فيكون على تَليين الهمز أو على اللغتين. وشَقَأتُه شَقْأً: أصبْت مَشْقَأه: أي مَفرِقَه. وقال الفَرّاء: المَشْقِئُ - بكسر القاف -: المَفْرِقُ كالمَشْقَأ بفتحها، فهذا يكون موافقا للفظ المَفْرِق؛ فإنه يقال المَفْرَق والمَفِرق. شكأ الفَرّاءُ: به شَكأٌ شديد - بالتحريك - أي تَقَشُّرٌ. وقال غيره: شَكَأَ ناب البعير: أي طلع؛ مثل شَقَأَ. وقال ابن السكِّيت: شَكِئَتْ أظفارُه شَكَأً: أي تَشَقَّقَتْ. شنأ

شوأ

الشَّنَاءَةُ - بالفتح والمد -: البُغْض. وقد شَنَأْتُه وشَنِئْتُه شَنْأً وشِنْأً وشُنْأً ومَشْنَأً وشَنَآناً - بالتحريك - وشَنْآناً - بالتسكين -، وقرأ نافع في رواية إسماعيل وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر: بالتسكين، والباقون بالتحريك، وهما شاذّان، فالتحريك شاذ في المعنى لأن فَعَلانَ إنما هو من بناء ما كان معناه الحركة والاضطراب كالضَّربان والخَفقان، والتَّسكين شاذ في اللفظ لأنه لم يجئ شيء من المصادر عليه. قال أبو عبيدة: الشَّنانُ - بغير همرة - مثل الشّنآنن، وأنشد للأحوص: هل العيشُ إلاّ ما تَلَذُ وتَشْتَهي ... وإنْ لامَ فيه ذو الشَّنَانِ وفَنَّدا وشُنِئَ الرجل فهو مَشْنُوءٌ: أي مُبغَضٌ وإن كان جميلا. ورجل مَشْنَأٌ - على مَفْعَلٍ بالفتح -: أي قبيح المنظر. ورجُلان مَشْنَأٌ وقوم مَشْنَأٌ. والمِشْنَاءُ - بالكسر على مِفْعَالٍ - مثله. وقال الليث: رجل شَنَاءَةٌ ككراهة وشَنَائِيَةٌ ككراهية: مُبغَّضٌ سيئ الخُلُق. وشَنِئْتُ: أي أخرجت، قال العجاج: زَلَّ بنو العَوّامِ عن آلِ الحَكَمْ ... وشَنِئُوا المُلْكَ لِمَلْكٍ ذي قِدَمْ أي: أخرجوا من عندهم. وقولهم: لا أبا لِشَانِئكَ ولا أب لشانِئك: لأي لِمُبْغِضِك، قال ابن السكِّيت: هي كناية عن قولهم لا أبا لك. وشَنِئَ به: أي أقرَّ به، قال الفرزدق: فلو كانَ هذا الأمرُ في جاهليَّةٍ ... عَرَْتَ مَنِ المَوْلى القَلِيْلُ حَلائبُه ولو كانَ هذا الأمرُ في غير مُلْكِكُم ... شَنئْتُ به أو غصَّ بالماء شارِبُه ويروى: " لأدَّيْتُه أو غَصَّ ". والشَّنُوْءَةُ - على فَعُوْلَةٍ -: التقَزُّزُ وهو التباعد من الدْناس، يقال: رجل فيه شَنُوْءَةٌ، ومنه أزْدُ شَنُوءَةَ وهم حي من اليمن؛ والنسبة إليهم شَنَئيٌّ، قال ابن الكِّيت: ربما قالوا أزدُ شَنُوَّةَ - بالتشديد غير مَهْمُوزةٍ - والنسبة إليها شَنَوِيٌّ، قال: نَحنُ قُرَيْشٌ وهُمُ شَنُوَّهْ ... بنا قريشاً خُتِمَ النُّبُوَّهْ وتَشَانَأُوا: أي تباغضوا. شوأ الليث: يقال: شُؤْتُ به: أي أُعجبتُ به وفَرِحْت. قال وشُؤْتُه أشُوْؤُهُ: أي أعجبْتُه. شيأ الشَّيْئُ: تصغيره شُيَيءٌ وشَييءٌ - بكسر الشين - ولا تقل شُوَيءٌ، والجمع أشياء غير مصروفة، قال الخليل: إنما تُرك صرفُها لأن أصلها فَعْلاءُ على غير واحدها كما أن الشُّعَراء جُمعت على غير واحدها، لأن الفاعِلَ لا يُجْمَعُ على فُعَلاء، ثم اسْتَثْقَلُوا الهمزتين في آخرها فقلبوا الأولى إلى أول الكلمة فقالوا: أشياء؛ كما قالوا عُقَابٌ بَعَنْقَاةٌ وأيْنُقٌ وقِسِيٌّ، فصار تقديرها لَفْعَاء، يدل على صحة ذلك أنها لا تُصرف وأنها تُصغّر على أشياء وأنها تُجمع على أشاوى، وأصلها أشائيُّ، قُلِبت الهمزة ياء فاجتمعت ثلاث ياءات فحُذِفت الوسطى وقُلِبت الأخيرةُ ألفاً وأبدِلَت من الأولى واو، كما قالوا أتَيْتُه أتوةً. وحكى الأصمعي: أنه سمع رجلا من فُصحاء العرب يقول لِخَلَفٍ الحمر: إن عندك لأَشاوى مثال الصَّحارى، ويُجمع أيضاً على أشَايَا وأشْيَاوات، قال الأخفش: هي أفْعِلاَءُ فلهذا لم تُصْرَف، لأن أصلها أشياء، حُذفت الهمزة التي بين الياء والألف للتَّخفيف. قال له المازني: كيف تُصَغِّر العرب أشياء؟ فقال: أُشَيّاءَ، فقال له: تركْتَ قولك لأن كل جمعٍ كُسِّر على غير واحده وهو من أبنيةِ الجمع فإنه يُردُّ في التّصغير إلى واحده، كما قالوا شُويْعِرُوْنَ في تصغير الشُّعراء؛ وفيما لا يَعْقِلُ بالألف والتاء؛ فكان يجب أن يقولوا: شُيَيْآتٌ. وهذا القول لا يَلْزم الخليل لأن فَعْلاء ليس من أبنية الجمع. وقال الكسائي: أشْيَاءُ أفْعَالٌ مثل فرخ وأفراخ؛ وإنَّما تَرَكوا صرفها لكثرة استعمالهم إيّاها لأنها شُبِّهَت بِفَعْلاءَ، وهذا القول يَدْخُلُ عليه ألاّ تُصْرَف أبناء وأسماء. وقال الفرّاء: أصل شَيْءٍ شَيِّءٌ مثال شَيِّعٍ فَجُمِعَ على أفْعِلاءَ مثل هَيِّنٍ وأهْينَاءَ وليِّن وأليْنَاءَ ثم خُفِّف فقيل: شَيْءٌ؛ كما قالوا هَيْنٌ ولَيْنٌ، وقالوا أشياء فَحَذَفوا الهمزة الأولى، وهذا القول يدخل عليه ألاّ تُجمع على أشاوى.

صأصأ

والمَشِيْئَةُ: الإرادة، وقد شِئْتُ الشَّيْءَ أشَاؤُه، وقولهم: كل شَيْءٍ بِشِيْئَةِ الله عز وجل - بكسر الشين مثال شِيْعَةٍ -: أي بِمَشِيْئَة الله. أبو عبيد: الشَّيَّآنُ - مثال الشَّيَّعان -: البعيد النظير الكثير الاشتِراف، ويُنْعَتُ به الفرس، قال ثَعلبة بن صُعَيْر بن خُزَاعِيٍّ: ومُغِيْرَةٍ سَوْمَ الجَرادِ وَزَعْتُها ... قبل الصَّباح بِشَيَّآنٍ ضامِرِ وأشاءَهُ: أي ألْجَأَه. وتميم تقول: شر ما يُشِيْئُكَ إلى مُخةِ عُرقُوبِ: بمعنى يُجِيْئُكَ ويُلْجِئُكَ، قال زهير بن ذُؤيب العدويُّ: فَيَالَ تميمٍ صابِروا قد أُشِئْتُمُ ... إليه وكُونوا كالمُحَرَّبَةِ البُسْلِ ويقال: شَيَّأَ الله وجهه: إذا دعوت عليه بالقُبح، قال سالم بن دارة يهجو مُرّة ابن واقعٍ المازني: حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدانْ ... حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدى يا صِبْيان إنَّ بني فَزارةَ بنِ ذُبْيانْ ... قد طَرَّقَتْ ناقَتُهُم بإنْسَانْ مُشَيَّأ سُبْحانَ وَجْهِ الرحمنْ ... لا تَقْتُلوهُ واحذَروا ابنَ عَفّانْ حتّى يكونَ الحُكْمُ فيه ما كانْ ... قد كُنْتُ أنْذَرْتُكمُ يا نِغْرانْ من رَهْبَةِ اللهِ وخَوْفِ السُّلْطانْ ... ورَهْبَةِ الأدْهَمِ عند عُثمانْ هكذا الرواية، وأنشد أبو عمر في اليَواقِيْت ستة مشاطير، وروايته: حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدانْ ... حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدى يا صِبْيانْ إنَّ بني سُوَاءَةَ بن غَيْلانْ ... قد طَرَّقَتْ ناقَتُهُم بِإنْسَانْ مُشَيَّأِ الخَلْقِ تعالى الرحمنْ ... لا تقتُلوه واحذَروا ابنَ عَفّانْ والمُعَوَّلُ على الرِّواية الأولى الأصمعي: شَيَّأْتُ الرجل على الأمر: حَمَلْتُه عليه، وقالت امرأةٌ من العرب: إنِّي لأَهْوى الأطْوَلِيْنَ الغُلْبا ... وأُبْغِضُ المُشَيَّئين الزُّعْبا وروى ابن السكيت في الألفاظ:؟ المُشَيَّعِيْنَ؟ أي الذين يُشَيِّعُونَ الناس على أهوائهم. وقال أبو سعيد: المُشَيَّأُ مِثل المُوْتَنِ، قال النابغة الجَعديُّ - رضي الله عنه -: كأنَّ زَفيرَ القوم من خوفِ شَرَّهِ ... وقد بَلَغَتْ منه النُّفوسُ التَّراقِيا زَفِيْرُ المُتِمِّ بالمُشَيَّأِ طَرَّقَتْ ... بكاهِلِه فلا يَريمُ المَلاقِيا صأصأ صَأْصَأَ الجِرْؤ: إذا التمس النظر قبل أن تنفتح عيناه. وكان عُبيد الله بن جَحْشٍ هاجر إلى الحبشة ثم تنصَّر؛ فكان يَمُرُّ بالمسلمين فيقول: فقَّحْنا صَأْصَأْتُم: أي أبصرنا ولما تبلغوا حين الإبصار. وصَأْصَأَ الرجل: جَبُن، قال أبو حزام غالب بن الحارث العُكْلِيُّ: يُصَأْصِئُ من ثَأْرِهِ جابئاً ... ويَلْفَأُ مَنْ كانَ لا يَلْفَؤُهْ وإذا لم تَقْبَلِ النخلة اللقاح ولم يكن للبُسْرِ نوىً قيل: صَأْصَأَتْ. ابن السكِّيت: هو في صِئْصِئِ صِدْق وفي ضِئْضِئِ صدق - بالصاد والضاد -: أي في أصل صِدْقٍ. صبأ صَبَأْتُ على القوم أصْبَأُ صَبْأً وصُبُوْءً: إذا طَلعت عليهم. وصَبَأَ ناب البعير صُبُوْءً: طلع حدَّه، وكذلك ثَنِيَّةُ الغلام. وصَبَأَ الرجل صُبُوْءً: خرج من دين إلى دين آخر، كما تَصْبَأُ النجوم: أي تخرج من مطالعها. وصَبَأَ - أيضاً -: إذا صار صابِئاً، والصّابئون: جنس من أهل الكتاب. وصَبَأْتُ على القوم وصَبَعْتُ: وهو أن تدل عليهم غيرهم. وأصْبَأَ النجم: أي طلع الثُّرَيا، قال أُثيْلَةُ العبدي، ويروى لسلمة بن حنش بن أُثيلة، والأول أصح: وأصْبَأَ النَّجْمُ في غَبْرَاءَ كاسِفَةٍ ... كأنَّه بائسٌ مُجتابُ أخْلاقِ وأصْبَأْتُ القوم أصْبَاءً: إذا هجمت عليهم وأنت لا تشعر بمكانهم، عن أبي زيد، وأنشد: هوى عليهم مُصبئاً مُنقَضّا ... فغادر الجَمعَ به مُرفَضّا وقال ابن الأعرابي: قُرِّبَ إليه طعامٌ فما أصبأَ فيه: أي فما وَضَعَ إصبَعَهُ فيه، وقُرِّب إليه طعامٌ فاقتَفَّه والتَمَأه والتَمَأَ عليه. والتركيبُ يدلُّ على خُروجٍ وبُروز. صتأ ابن دريد: صَتَأتُ للشيءِ: في معنى صَمَدتُ له. صدأ

صمأ

صَدَأُ الحَديدِ: وَسَخُه، وقد صدئ يَصدَأُ صَدَءً. ويَدي من الحَديد صَدئَةٌ: أي سَهِكَةٌ. وأمّا ما ذُكِرَ عن عُمَرَ " 45 - أ " - رضي الله عنه -: أنَّه سَأَلَ الأُسقُفَ عن الخُلَفاء، فَحَدَّثَ حتى انتهى إلى ذِكرِ الرابع فقال: صَدَأٌ من حَديدٍ، ويُروى: صَدَعٌ؛ فقال عمر: وادفراه، فقيل: الهَمزَةُ مُبدَلَةٌ من العَين؛ شَبَّهَهُ في خِفَّتِهِ في الحُروب ومُزاوَلَتِه صِعابَ الامور ونُهوضِه فيها حين أفضى إليه بالوَعِلِ في قُلَّةٍ في شَعَفات الجِبال والقُلَل الشاهِقة؛ وجعل الوعل من حديدٍ مُبالغةٌ في وصفه بالبأسِ والنَّجدةِ والصَّبر والشِّدةَّ. ويجوز أن يراد بالصَّدأ: السهك، يعنى دوام لُبْسِ الحديد لاتصال الحروب حتى يَسْهَك. والمراد علي - رضي الله عنه - وما حدث في أيامه من الفتن ومُني به من مقاتلة أهل الصلاة ومُناجَزَة المهاجرين والأنصار ومُلابسة الأمور المُشكلة والخُطوب المُعضلة، ولذلك قال عمر - رضي الله عنه -: وادَفْرَاه، تَضَجُّرا من ذلك واسْتِفْحاشا له. ويقال: فلان صاغر صدِئٌ: إذا لزمه العار واللُّؤمُ. وجدْي أصدأ بيِّن الصدأ: إذا كان أسود مُشرباً حُمرة، وقد صَدِئَ، وعَناقٌ صَدْآءُ. والصُّدْءَةُ - بالضم -: اسم ذلك اللون، وهي من شِياتِ المَعْزٍ والخيل، يقال: كُمَيْتٌ أصْدأُ: إذا عَلَتْه كُدرةٌ. والصُّدْآءُ: على فَعْلاءَ -: رَكيَّةٌ ليس عندهم ماء أعذب من مائها، من الصدأ، ومنه المثل: ماء ولا كًصَدْآءَ، وهذا على قول من همز. وصَدِئَ الرجل: إذا انتصب فنظر. وصُدَاءٌ: حي من اليمن منهم زياد بن الحارث الصُّدَائي - رضي الله عنه -، قال زياد: لما كان أول أذان الصُّبح أمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - فأذَّنْتُ فَجعلْتُ أقول: أأُقيمُ يا رسول الله، فجعل ينظر إلى ناحية المشرق إلى الفجر فيقول: لا، حتى إذا طلع الفجر نزل فبرز ثم انصرف إليَّ وقد تَلاحق أصحابه فَتَوضّأ؛ فازداد بلال أن يُقيم فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن أخا صُدَاء هو أذَّن؛ ومن أذَّن فهو يقيم، قال: فأقَمْتُ. وقال لبيد - رضي الله عنه -: فَصَلَقْنا في مُرَادٍ صَلْقَةً ... وصُدَاءٍ ألْحَقَتْهُمْ بالثَّلَلْ وفي نوادر أبي مِسحَلٍ: تصدّى له وتصدّع له وتصدّأ له: أي تعرّض له. صمأ يقال: ما صَمَأَك علي وما صَمَاكَ: أي ما حملك عَليّ. وصَمَأتْه فانْصَمَأَ. صوأ الأصمعي: الصّاءَةُ - مثل الصّاعَةِ -: ما يَخرجُ من رَحِم الشاة بعد الولادة من القَذى، يقال: ألقَتِ الشّاة صَاءَتَها وصَاءَها وصِيَاءَها. صيأ الصَّيْئةُ - مثال الصَّيْعَة -: الصّاءَةُ المذكورة الآن. وصَيَّأْتُ رأسي تَصيْيْئاً: إذا غَسَلْته وثوَّرْت وسَخَه ولم تُنْقِه. ضأضأ الضِّئضيءُ والضِّئضيءُ - مثالا الجِرجِرِ والجِرجيرِ - والضّؤضؤُ والضّؤضؤُ - مثالا الهُدهُدِ والسُّرسور -: الأصلُ. وبَعَثَ عَليٌّ - رضي الله عنه - بذُهَيبَةٍ في تُربَتِها من اليمَن فقسمها النبيُّ - صلّى اللهُ عليه وسلَّم - بين الأقرع وعُيَيْنَةَ وعَلقمةَ وزيد الخيل، فقال ذو الخويصرة: اتقِ اللهَ يا محمد، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ من ضِئضييءِ هذا قوماً يَقرأونَ القرآنَ لا يجاوِز حناجرَهم يَقتلونَ أهلَ الإسلام ويَدَعونَ أهلَ الأوثان يمرُقونَ من الإسلام كما يمرُقونَ من الإسلام كما يمرُقُ السهمُ من الرمِيَّةِ لَئن أدركتُهُم لأقتُلَنَّهُم قَتلَ عادٍ. وقال الكُمَيتُ: وَجَدتُكَ في الضِّنءِ من ضئضيءٍ ... أحَلَّ الأكابِرُ منه الصِّغارا " 46 - أ " والضُّؤضُؤُ - مِثالُ هُدهُدِ -: طائرٌ، وهو الأَخيَلُ. وقال أبو عمرو: الضَّأضاءُ: أصواتُ الناس في الحربِ؛ مثل الضَّوضاء. ضبأ ضَبَأَ: طَرَرأ وأشرَفَ. والضَّابيءُ: الرَّمادٌ. وضابيءٌ: وادٍ يدفَعُ من الحَرَّةِ في ديارِ بني ذُبيان. وضابيءُ بنُ الحارث البُرجُميُّ: شاعِرٌ. ابو زيد: ضَبَأتُ في الأرضِ ضَبأً وضُبوءً: إذا اختَبَأتَ. والموضِعُ: مَضبَأٌ. وقال الأصمعي: ضَبَأَ: لصق بالأرض، ضَبْأً وضُبُوءً أيضاً. وضَبَأْتُ به الأرض: إذا ألزقْته بها. وضَبَأْتُ إليه: لَجَأْت إليه. وضَبَّاءٌ: موضع.

ضدأ

وأضْبَأَ الرجل على الشيء: إذا سَكت عليه وكتمه، يقال: أضْبَأَ فلان على داهية؛ مثل أضَبَّ. وقال ابن السكِّيت: المُضَابِئُ: الغِرارة المُثقلة تُضْبِئُ من يحملها تحتها: أي تُخْفيه، قال: وإن أبا حِزام العُكْلِي أنشده: فَهَاءؤُا مُضَابِئَةً لم يُؤَلَّ ... بادِئُها البَدْءَ إذْ يَبْدَؤُهْ أراد هذه القصيدة المُنبَّرة. واضطَبَأ: اختفى، وعليه فسَّر بين أبي حزام العُكلي من رواه بالباء: تَزَؤُّلَ مُضْطَبِئٍ آرِمٍ ... إذا ائْتَبَّهُ الادُّ لا يَفْطَؤُهْ والتركيب يدل على قريب من الاستخفاء وما شاكله من سكوت ومثله. ضدأ ضَدِئَ ضَدَأً - مثال غَضِبَ غَضَباً -: غَضِبَ. ضرأ أبو عمرو: ضَرَأَ يَضْرَأُ: إذا خَفي. وانضَرأتِ الإبل: مَوَّتَتْ. وانْضَرَأَ نَخلُهم: مات، وكذلك الشجر. ضنأ ضَنَأَتِ المرأة تَضْنَأُ ضَنْأً وضُنُوْءً: كثُر ولدها، فهي ضانِيءْ وضَانِئَةٌ أيضاً. وضَنَأَ المال وضَنِئََ: كَثُر. والظَّنْءُ - بالفتح -: الولد، عن الأموي، وقال أبو عمرو: تُفتح ضادُه وتُكْسَر. والضِّنْءُ - بالكسر -: الأصل والمعدن، يقال: فلان في ضِنْءِ صِدق. وأضْنَأَتِ المرأة: كَثُر ولدها. وأضْنَأَ القوم: كَثُرَت ما شِيَتُهم. والضَّنْأْةُ - بالضم - والضُّنَاءَةُ - بالضم والمد -: الضّارورةُ بالإنسان. وأضْطَنَأْتُ: استَحْيَيْتُ، وعليه فسَّر البيت المذكور لأبي حِزام من رواه: " مُضْطَنِئٍ " بالنون. والتركيب يدل إما على أصل؛ وإمّا على نتاجٍ، وقد شذَّ منه اضْطَنَأَ: أي اسْتَحْيَا. ضوأ ضوء بن سلمة اليشكري وضوء ابن اللَّجلاج الشيباني - بالفتح فيهما -: شاعران. والضَّوْءُ والضُّوْءُ - بالفتح والضم -: الضِّياء، يقال: ضاءَت النار ضَوْءً وضُوْءً، وأضَاءَتْ مِثلُه، وأضَاءَتْ مِثلُه، وأضَاءَتْه النار لازم ومُتعدٍّ، قال النابغة الجعدي - رضي الله عنه -: فَلَمّا دَنَوْنا لجَرْسِ النُّبُوْحِ ... ولا نُبْصِرُ الحَيَّ إلا التِماساً أضاءَتْ لنا النّارُ وَجْهاً أغَرَّ ... مُلْتَبِساً بالفؤاد التِباسا وقوله تعالى:) يَكادُ زَيْتُها يُضِيء ولو لم تَمْسَسْه نارٌ (قال ابن عَرَفة: هذا مَثَل ضَرَبه الله تعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم - يقول يكاد مَنْظَرُه يدل على نُبوَّته وإن لم يتل قرآنا، كما قال عبد الله ابن رواحة الأنصاري - رضي الله عنه -: لو لم تكنْ فيه آياتٌ مُبَيِّنَةٌ ... كانتْ بَديهتَهُ تُنْبِئْكَ بالخَبَرِ وقوله - صلى الله عليه وسلم - لا تَسْتَضِيئوا بنار أهل الشِّرك ولا تَنْقشوا في خواتِمِكم عَربيا. ضرب الاستضاءة بنارهم مثلاً لاستشارتهم في الأمور واستطلاع آرائهم؛ لأن من التَبَس عليه أمْره كأنه في ظُلمة، وأراد بالنَّقش العربي: " محمد رسول الله " لما رُوي أنه - صلى الله عليه وسلم - اتَّخذ خاتماً ونقَشَ فيه: محمد رسول الله؛ " محمدٌ " سَطْر؛ وقال: لا يَنْقُشْ أحد على نَقْشِه، وقوله: " عَربيّاً " أي نبياً عربياً، لاختصاص النبي العربي به من بين سائر الأنبياء - صلوات الله عليه وعليهم -. والإمام المستضيئ بأمر الله: أبو محمد الحسن بن يوسف أنار الله بُرهانَه. والتركيب يدل على النور. ضهأ ضُهَاءٌ - بالضم والمد -: بلد دُفِن فيه ابن لساعدة بن جُؤَيَّة الهُذليّ، وفيه يقول: لَعَمْرُكَ ما أنْ ذو ضُهَاء بهَيِّنٍ ... عَلَيَّ وما أعْطَيْتُه سَيْبَ نائلِ أي: لم أتَوَجَّعْ عليه كما هو أهله ولم أفعل ما يجب له عليَّ، و " ذو ضُهَاء " ابنه لأنَّه دُفن فيه. أبو زيد: الضَّهْيَأُ - بالهمز والقصْر -: مثل السَّيَال وجَناتُهما واحدة في سِنْفَةٍ؛ وهي ذات شَوك ضعيف، قال: ومَنبِتُها الأودية والجبال. وكذلك امرأةٌ ضَهْيَأَةٌ وهي صفة للمرأة التي لا تَحيض لأنَّها ضاهَأَت الرِّجال. وفلاةٌ ضَهْيَأَةٌ: لا ماء فيها، وامرأة ضَهْيَأَةٌ: لا لبن لها ولا ثدي. والضَّهْيَأَتان: شِعْبانِ يَجِيْئان من السَّراة قُبالةَ عشر؛ وهو شعب لهُذَيل.

ضيأ

وقال الدِّينوريّ: أخبرني بعض أعراب الأزدانَّ الضَّهْيَأ شجرة من العِضاه عظيمة لها بَرَمة وعُلَّفَة؛ وهي كثيرة الشوك؛ وعُلَّفُها أحمر شديد الحُمرة؛ وورقُها مثل وَرق السَّمُر. وضَهْيَأَ فلان أمره: إذا مَرَّضَه ولم يَصْرِمْه. والمُضَاهَأَةُ: المُشاكلة، يَقال: ضاهَأْتُ وضاهَيْتُ، يُهمز ولا يُهْمَز، وقرأ عاصم قوله تعالى:) يُضاهِئونَ قَوْلَ الذين كَفَروا من قَبْل (بالهمز " و " الباقون بغير هَمْز. والتركيب يدل على مشابهة شيء لِشيء. ضيأ قال ابن عبّاد: ضَيَّأَتِ المرأة: كثُر ولَدُها. وهو تَصحيفُ " ضَنَأَتْ " بالنون. طأطأ طَأْطَأَ الفارسُ فَرسه: إذا رَكَضه بفخذيه ثم حرَّكه للحُضْر، قال المَرّارُ ابن مُنْقِذ: شُنْدُفٌ أشْدَفُ ما ورَّعْتَه ... فإذا طُؤْطِئَ طَيَّارٌ طِمِرّ الشُّنْدُفُ: المُشْرِف، والأشْدَف: المائل في أحد شقَّيْه بَغياً. وطَأْطَأَ رَأسه: طَامَنَهُ. والطَّأْطَأُ - بالمد -: الجَمَلُ القصيرُ الأوْقَص. والطَّأْطَاءُ - أيضاً -: من الأرض ما انْهَبَطَ. وتَطَأْطَأَ: تَطامَنَ. ومنه حديث عثمان - رضي الله عنه - إنه قال حين تنكَّر له الناس: إن هؤلاء النَّفر رَعاعٌ غَثَرَة تَطَأْطَأْتُ لهم تَطَأْطُؤَ الدُّلاةَ، وتَلَدَّدتُ تَلَدُّد المضطر، أرانيهم الحق إخوانا وأراهُمَني الباطل شيطاناً، أجرَرْتَ المَرسُون رَسَنَه وأبلغتُ الراتع مَسْقاتَه، فتفرقوا عليَّ فِرَقاً ثلاثاً: فَصامِتٌ صَمْتُه أنفذ من صَوْل غيره، وساعٍ أعطاني شاهده ومَنَعَني غَائبه ومرخّص لي في مُدَّةٍ زُيِّنَت في قلبه، فأنا منهم بين ألْسُنٍ لِداد وقلوبٍ شدلد وسيوف حداد، عَذيري الله منهم، ألا يَنْهى عالِمٌ جاهلاً ولا يردع - أو لا يُنْذِر - حليم سَفِيها، والله حسبي وحسيبهم يوم لا ينطقون ولا يُؤذَنُ لهم فيَعْتذرون. والتركيب يدل على هبط شيء. طبأ الطَّبْأَةُ: خليقة الرجل؛ كريمة كانت أو لَئيمة. طثأ ابن الأعرابي: طَثَأَ: إذا لَعِب بالقُله. وقال " غيره ": طَثَأ: ألقى ما في جَوْفِه. طرأ طَرَأْتُ على القوم أطْرَأُ طَرْءً وَطُرُوْءً: إذا طلعْتَ عليهم من بلدٍ آخر. وطُرْآنُ - بالضم -: جبل فيه حَمَامٌ كثير، وهو فُعلانُ، يُقال: حَمَامٌ طُرْآنِيُّ. والطُّرْآنُ - أيضاً -: الطَّريق. والأمر المنكر أيضاً. والطّارئَةُ: الداهية. والتركيب من باب الإبدال؛ وأصله دَرَأ. طسأ طَسَأْتُ: اسْتَحْيَيْتُ. أبو زيد: طَسْأْتُ وطَسِئْتُ أطْسَأُ طَسْأً: إذا اتَّخَمْتَ عن الدَّسم. طشأ الفَراء: الطُشْأَةُ والطُّشَأَةُ - بضم الطاء وسكون الشين وفتحها -: الزُّكام، قال: وطَشَأَها: نَكَحها. وأطْشَأَ الرجل - على أفَعَلَ -: أصابه الزُّكام. طفأ طَفِئَتِ النار تَطْفَأُ طُفُوْءً، وأطْفَأْتُها أنا. ويقال ليوم من أيام العجوز: مُطْفِئُ الجمر، وهو اليوم الرابع منها. ومُطْفِئَة الرَّضف: الداهيَةُ، قال أبو عبيدة: أصلُها أنها داهيةٌ أنْسَتِ التي قَبْلها فأطْفَأَتْ حرها، وقال الليث: مُطْفِئَةُ الرَّضف شحمة إذا أصابت الرّضف ذابت فأخمدته، قال الكُميت: أجِيْبُوا رُقى الآسي النِّطاسِيِّ واحْذَرُوا ... مُطَفِّئَةَ الرَّضْفِ التي لا شَوَى لها قال: وهي الحيَّة التي تَمُرُّ على الرَّضْفِ فَيُطْفِئُ سَمُّها نار الرَّضف. وانْطَفَأَتِ النار: طَفِئَتْ. طفشأ الأمويُّ: الطَّفنْشَأُ: الضعيف من الرجال. والضعيف البصر أيضاً. طلأ طُلاّءُ الدم - مثال سُلَّءِ النخل -: قِشرته، عن أبي عمرو. طلسأ ابن بُزُرْج: اطْلَنْسَأْتُ: تحوَّلت من منزل إلى منزل. طلفأ ابن دريد: الطَّلِنْفَأُ والطَّلَنْفى - يُهْمز ولا يُهْمَز -: الكثير الكلام. أبو زيد: أطْلَنْفَأْتُ: إذا لَزِقْتَ بالأرض. وجَمَلٌ مُطْلَنْفِئُ الشرف: أي لاصِقُ السّنام. طنأ الطِّنْءُ - بالكسر -: شيء يُتّخذ لصيد السِّباع مثل الزُّبية. والفُجور. والرماد الهامد. وحَظِيْرة من حجارة. والميل بالهوى. والأرض البيضاء. والروضة. وبقية الماء في الحوض. والبساط. والمَنْزل، قال أبو حِزامٍ غالب بن الحارث العُكْلِيُّ:

طوأ

وعِنْدِيَ للدَّهْدَءِ النّابِئِيْنَ ... طِنْءٌ وجُزْءٌ لهم أجْزَؤُهْ والريبة، قال أبو حِزام العُكليّ أيضاً: ولا الطِّنْءُ من وَبَأيْ مُقْرِئٌ ... ولا أنا من مَعْبَأَي مَزْنَؤُهْ وبقية الروح، يقال: تَرَكْتُه بِطنْئِه: أي بحَشاشةِ نفسه، ومنه قولهم: هذه حيَّة لا تُطْنِئُ: أي لا يعيش صاحبها؛ تَقْتُلُ من ساعتها، يُهمز ولا يُهمز، وأصله الهَمْزُ. والطَّنَأَةُ - بالتحريك -: الزُّناةَ. وأطْنَأَ: إذا مال إلى المنزل. وإذا مال إلى البساط فَنام عليه كَسَلا. وإذا مال إلى الحوض فَشَرِبَ. طوأ الطّاءَةُ - مثال الطّاءَةِ - الإبعادُ في المرعى، يقال: فرسٌ بعيدُ الطّاءَةِ، قال: ومنه أُخذَ طَيِّىءٌ - مثال سَيِّد - أبو قبيلةٍ من اليمن؛ وهو طَيِّىءُ بن أُدَدِ بن زيد بن كهلان بن سبأ بن حمير، والنسبةُ إليه طائيٌ على غير قياسٍ؛ وأصله طيئيٌّ مثال طيِّعِي، فقلبوا الياء الأولى ألفاً وحذفوا الثانية. والطّاءَةُ - أيضاً -: الحَمْأِةُ. ظأظأ ابو عمرو: صوت التيس إذا نَبَّ. واظَّأظَاءُ - أيضاً -: حكايةُ كَلامِ الأعلم والأهتم. ظبأ الظَّبأَةُ: الضَّبعُ العرجاءُ ظرأ الظَّرءُ: الماءُ يجمد. والترابُ إذا يبسَ بالبرد. ظما ظَمِئََ ظمَاً: عطشَ. قال الله تعالى:) لا يُصِبُهُم ظَمَأْ (، والاسم: الظِمءُ بالكسر. والظِّمْءُ: ما بين الوِردَين وهو حبسُ الإبل عن الماء إلى غاية الوِرد، والجمع: الأظماء. وظِمءُ: الحياة من حين الولادة إلى وقت الموت. وقولهم ما بقي منه الآ، ظِمءُ الحمار: أي مل يبق من عمره الآ اليسيرُ، يقال: انَّه ليس شيءٌ أقصر ظِمْاً من الحمار. والظَّمَاءُ - بالفتح والمدِّ -: الظَّمَأُ، ومنه قراءةُ ابن عُميرٍ:) لا يُصِيْبُهم ظَمَءْ (بالمَدِّ. ابن شُمَيل: ظَمَاءهُ الرَّجل - بالفتح والمد -: سُوءُ خلقه ولؤمُ ضَريبته وقلَّة إنصافه لمخالطيه، والأصل في ذلك: أن الشَّرِيبَاذا ساء خلقه لم ينصف شركاءه. والظَّمآنُ: العطشان، والأنثى: ظَمْأى، والجمع: ظِماءٌ. ويقال للفرس: إن فصوصه لَظِماءٌ: أي ليست برَهلةٍ كثيرة اللَّحم. الأصمعيُّ: ريح ظَمأى: أي حارَّةُ عطشى ليست بليِّنةٍ، قال ذو الرمَّةِ يصف السَّراب: يَجْري ويَرْتَدُّ أحياناً وتَطْرُدُه ... نَكْبَاءُ ظَمْأى من القَيْظِيَّةِ الهُوْجِ وظمئت إلى لقائك: أي اشتقت. والمَظمَئيُّ: الذي تسقيهالسماء. والمَسقَوِيُّ: الذي يُسقى سَيحاً. وهما منسوبان إلى المَظمأِ والمَسْقى مَصدري ظِمِئ وسقى. وأظْمَأْتُه وظَمَّأتُه: عطّشتُه ويقال للفرس إذا ظمَّر: قد أُظمِئَ وظُمِّئَ، قال أبو النجم يصف فرساً: نَطْوِيْهِ والطَّيُّ الرَّفِيْقُ يَجْدُلُهْ ... نُظَمِّئُ الشَّحْمَ ولِسْنا نَهْزِلُهْ أي: نعتصرُ ماءه بالتَّعريق حتى يذهب رهله ويكتنز لحمه. والتركيب يدلُّ على ذبولٍ وقلة ماء. ظوأ ابن الأعرابي: الظَّوْءَةُ: الرجل الأجمق. ظيأ ابن الأعرابي: الظَّيْئَةُ: الرجل الأحمقُ. وظَيَّأْتُه تَظَييئأً: غمَمَته، قال أبو حِزام غالب بن الحارث العُكيلي: وتَظْيِيْئِهُمُ باللأظِ مِنِّي ... وذَأْ طِيْهِمْ بشِنْتُرةٍ ذَؤُوطِ عبأ أبو زيد: عَبَأْتُ الطِّيب عَباً: إذا هيَّأْته وصنعته وخلطتَه، قال أبو زُبيد يصف أسداً: كأنَّ بِنَحْرِهِ وبِمَنْكِبَيْهِ ... عَبِيْراً باتَ تَعْبَؤُهُ عِرُوسُ قال: وعَبَأْتُ المتاع عَبئاً: إذا هَيَّأتَه. وما عَبَأْتُ بفلانٍ عَباً: أي ما بالبيتُ به. وعَبْءُ الشَّمس: ضياؤها، ويُخفَّفُ فيُقال عَبْ مثل يدٍ ودمٍ، وأنشدوا في التخفيف: إذا ما رَأتْ شَمْساً عَبُ الشَّمسِ بادَرَتْ ... إلى مثلِها والجُرْهُمِيُّ عَميدُها والمَعْبَأُ - بالفتح -: المَذْهَب، مشتق من عَبَأْتُ له إذا رأيته فَذهبْتَ إليه، قال أبو حِزام غالبُ بن حارث العُكيليُّ: ولا الطِّنءُ من وَبَأي مُقْرِئٌ ... ولا أنَا من مَعْبَأي مَزْنَؤُهْ ابن الأعرابي: المِعبَأَه - بالكسر -: خِرقةُ الحائض. والعِبءُ - بالكسر -: الحِمل، والجمع الأعبَاء، قال:

عدأ

الحامِل العِبءَ الثَّقيلَ عن ال ... جاني بغيرِ يدٍ ولا شُكْرِ ويقال لِعِدلِ المَتاع: عِبْءٌ، وهُما عِبئانِ، والأعبَاءُ: الأعْدَال. وعَبْءُ الشيء: نظيره، وكذلك العِبْءُ؛ كالعَدْلِ والعِدْل. وعَبَّأْتُ الشيء تعبئةً وتعْبِيئْاً: هَيَّأْتُه، وكذلك عَبَّأْتُ الخيل، وكان يونس لا يَهمز تَعْبِية الجيش. والتركيب يدل على اجتماع في ثقل. عدأ العِنْدَأوَةُ: الالتواء. وتمامُها في تركيب ع ن د. غأغأ الغَأْغاءُ: صوت العواهق الجبليَّة. غبأ غَبَأْتُ إليه وله أغْبَأُ غَبْأً: قصَدْتُ له. غرقأ ذكر بعض من صنّف في اللغة: الغِرْقِئ وما تَفرَّع منه أن يُذكر في باب القاف. وسنذكره هنالك مُوفَّقين إن شاء الله تعالى. رجل فَأْفَأْ - على فَعْلَلٍ عن اللِّحياني - وفَأْفَاءٌ - بالمد عمَّن سواه -، وفيه فَأْفَأَةٌ، وهي أن يتردد في الفاء إذا تكلم. فبأ الفَبْأَةُ: المَطْرَةُ السريعة ساعة ثم تَسْكن. فتأ فَتِئْتُ عن الأمر فَتْأً: إذا نسيته وانقدَعْت عنه. أبو زيد: ما فَتَأْتُ أذكره، وما فَتِيْتُ أذكره، وزاد الفَرَّاء: فَتُؤْتُ أفْتُؤُ: أي ما زلت أذكره وما بَرِحْت أذكره، لا يُتكلَّم به إلاّ مع الجحْد، وقوله تعالى:) تالله تَفْتَأُ تذكُرُ يوسُفَ (أي ما تَفتَأُ. وما أفْتأْتُ أذكره - عن أبي زيد - لغة في ذلك. فثأ فَثَأْتُ القِدْر: سَكَّنْتُ غليانها بالماء، قال النابغة الجعدي - رضي الله عنه -: تَفُوْرُ علينا قِدْرُهُمْ فَنُدِيْمُها ... ونَفْثَؤُها عَنّا إذا حَمْيُها غَلَى بِطَعْنٍ كَتَشْهاقِ الجِحاش شَهِيْقُهُ ... وضَرْبٍ له ما كانَ من ساعِدٍ خَلى قِدْرُهُم: أي حَربُهم. وفَثِئَتِ القِدر: سكن غليانُها. وفَثَأْتُ الرجل فَثْأً: إذا كَسرتْه عنك بقول أو غيره وسَكَّنْت غضَبَه، ومن الأمثال في اليسير من البِرِّ: إن الرَّثِيْئَة تَفْثَأُ الغضب. وأصل المثل: أن رجلا كان غَضِب على قوم وكان مع غَضَبه جائعا فَسَقَوه رَثِيْئَة فسكن غَضبُه وكفَّ عنهم. أبو حاتم: من اللَّبن: الفاثِئُ: وهو الذي يُغلى حتى يرتفع له زبَد ويتقطَّع من التغيُّر، وقد فَثَأَ يَفْثَأُ. وقال أبو زيد: يقال: فَثَأْتُ الماء فَثْأً: إذا ما سَخَّنْتَه. وأفْثَأَ بالمكان: أقام به. وعدا حتى أفْثَأَ: أي أعيا وانبهَرَ. وأفْثَأَ الحَرُّ: أي سكن وفتَرَ. وأفْثَأُوا له: إذا كان شاكيا ولم يقدر على حمّام فعمدوا إلى حجارة فأحْمَوْها ورشُّوا عليها الماء وأكبَّ عليها الوَجِعُ لِيعرق. والتركيب يدل على تسكين شيء يغلي ويفور. فجأ فَجَأ المرأة: جامَعَها. ابن الأنباري: فَجِئَتِ الناقة: إذا عَظُمَ بطنُها، والمصدر: الفَجَأُ؛ مَهموزاً مَقْصُوراً. وفجَأَةُ الأمر وفَجِئَه فُجاءةً - بالضم والمدِّ -، ومنها: قَطَرِيُّ بن فُجاءةَ المازنيُّ الشاعر. وكذلك فاجَأه الأمر مُفاجَأة وفِجَاءً. فرأ الفَرَأُ - بالتحريك -: الحِمار الوحشيُّ، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه اسْتَأذن عليه أبو سفيان بن حرب - رضي الله عنه - فَحجَبه، ثم أذن له فقال: ما كِدتَ؟ تأذنُ لي حتى تأْذَنَ لحجارة الجُهلُمَتين، فقال يا ابا سفيان! أنت كما قال القائل، وكُلُّ الصَّيد في جوف الفرا. والمعنى: أنت كحمار الوحش في الصَّيد، يعني: أنَّه كُلُّه دونَه؛ يتَأَلَّفُه على الإسلام، وكان من المُؤلّفَةِ قُلوبُهم. وقال أبو العباس: معناه: إذا حَجَبْتُك قَنِع كُل مَحْجُوب، ومعناه: أنك سيد من أسلم معك. وقد أبدلوا من الهمزة ألفاً فقالوا: أنْكَحْنا الفَرا فَسَنرى. وفَرَأُ: جزيرة من جزائر بحر اليمن؛ ما بين عدن والسِّرَّين. وجمع الفَرأ: فِرَاءٌ؛ مثل جبل وجبال، قال مالك بن زغبة الباهلي: إذا انْتِسأُوْا فَوْتَ الرِّماحِ أتَتْهُمُ ... عَوَائِرُ نَبْلٍ كالجَرَادِ نُظِيرُها وضَرْبٌ كأذانِ الفِراءِ فُضُوْلُهُ ... وطَعْنٌ كإيزاغ المَخاضِ نَبُورُها وقرأت في أشعار باهِلَة في شعر مالك: بِكُلِّ رُقاقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّدٍ ... وبالمَشْرَفِيَّاتِ البَطِيءِ حُسُورُها

فسأ

بِضَرْبٍ تَظَلُّ الطَّيْرُ منه جَوانحاً ... وطَعْنٍ كإيزاغ المَخاضِ نَبُوْرُها وقال الكوفيون: الفَرَأُ يُمدُّ ويَقْصَر. وشيءٌ فَرِيءٌ: أي فَرِيٌّ، وقرأ أبو حَيْوَةَ:) لقد جِئْتِ شَيْئاً فَرِيئاً (بالهمز. فسأ الأفْسَأُ: الذي إذا قعد لا يستطيع القيام إلاّ بعد جَهْدٍ. د وقال ابن الأعرابي: الفَسَأُ: دخول الصُّلْب، وفي وَرِكيه فَسَأٌ، وأنشد: بِناتئِ الجَبْهَةِ مَفْسُوْءِ القَطَنْ ... وفَسَأْتُه بالعَصا: ضَرَبْتُه بها. وفَسَأْتُه - أيضاً -: مَنَعْتُه. وتَفَسَّأَ الثوب: تقطّع. وتَفَسَّأْتُه بالعصا: ضربْتُه بها؛ مثل فَسَأْتُه. وتَفَسَّأَ بالقوم المَرَضُ: إذا انتشر فيهم؛ مثل تَفَشَّأَ. وتَفَاسَأَ الرجل وتَفاسى - بالهمز وغيره -: إذا أخرج ظهره. وفَسَّأْتُ الثوب تَفْسِئةً: مَددْتُه حتى تَفَزَّر. فشأ ابن بُزُرْج: الفَشْءُ: من الفخر، يقال: فَشَأْتُ وأفْشَأْتُ. وأفْشَأَ الرجل: استكبر، قال أبو حزام غالب ابن الحارث العُكْليُّ: ونِدِّكَ مُفْشِءٍ رَيَّخْتُ منه ... نَؤُوْرٍ آضَ رِئْدَ نَؤُوْرِ عُوْطِ وتَفَشَّأ الشيء: انتشر. أبو زيد: تَفَسَّأَ بالقوم المَرضُ: إذا انتشر بهم. وتَفَشَّأَهم المرض: أي عمَّهم، قالت امرأةٌ في طاعون: وأمْرٍ عَظيمِ الشَّأْنِ يُرْهَبُ هَوْلُهُ ... ويَعْيا به مَنْ كان يُحْسَب راقِيا تَفَشَّأَ إخوانَ الثِّقات فَعَمَّهممْ ... فأسْكَتَ عَنِّي المُعْولاتِ البَوَاكيا وتَفَشَّأْتُ به: سَخِرْتُ منه. فضأ الأصمعي في باب الهَمز: أفْضَأْتُ الرجل: أطعمته، هكذا رواه شَمِرٌ عن أبي عبيد عنه. وإنَّ أقْضَأْتُه - بالقاف - لا غير. فطأ فَطَأَتِ الغنم بأولادها: وَلَدتْها. وفَطَأَ الرجل القوم: ركِبَهم بما لا يحبون. أبو زيد: فَطَأَهُ: أي ضربه على ظهره؛ مثل حَطَأَه. وفَطَأَها: جامَعَها. وفَطَأَ به الأرض: صَرعه. وفَطَأَ بِسَلْحِه: رمى به، وربما جاء بالثاء؛ لُغة أو لَثْغَة. وفَطَأَ بها: حبَق. وفَطَأْتُ الشيء: شَدَخْتُه. والفَطَأَةُ - بالتحريك -: الفَطَسَة، ورجل أفْطَأُ بيِّن الفَطَأِ، وكان مُسيلمة الكذاب أفْطَأَ. وفَطِئَ البعيرُ: إذا تَطَأْ من ظهرهُ خِلقةً. وأفْطَأءتُه: أطعَمته. ابن الأعرابي: أفْطَأَ: جامَعَ جِماعاً كثيراً. وأفْطَأَ: اتَّسَعَت حاله. وأفْطَأَ: إذا ساء خلقهُ بعد حُسنٍ. وتَفَاطَأَ عن القوم بعد ما حمل عليهم: إذا انكَسَرَعنهم ورجعَ. والتركيب يدلُّ على تَطَامُن. فقأ فَقَأتُ ناظِريه: أذهَبتُ غَضَبه. وفَقَأتُ عَينه فَقْأً: إذا بَخَقْتُها. والفَقءُ: السَّابِيَاءُ وهوالذى يخرج على رأسِ الولد. وأصابَتنا فَقأً: أي سحابةٌ لا رعدَ فيها ولا بَرقَ ومَطَرها مُتَقاربٌ. شَمِرٌ: الفَقءُ: كالحفرة أو الجفرة - شَكَّ ابو عبيد - في وسَط الحَرَّةِ، وجمعه فُقئآن. ابن الأعرابي: الفقأة - بالضمِّ -: جليدةٌ رقيقةٌ تكون على الأنف فان لم تكشفها عند الولادة مات الولد. وقال الكسائيُّ والفرَّاء: الفقأة - باضمِّ - والفقأة - بالتحريك -: السّابياء. والفقأ: خروج الظَّهر. والفَقيءُ - على فَعيلٍ -: البعيرُ الذي يأخُذُه داءٌ يُقال له الحَقْوَةُ فلا يبولُ ولا يَبعَرُ وربَّما شَرِقَت عُروقُه ولَحمُه بالدَّم فَتَنتَفِخُ فاِنْ ذُبِحَ وطُبِخَ امتلأَتِ القِدرُ دَماً وربَّما انفَقَأَتْ كَرِشُه من شدَّة انتِفاخِها، ومنه قول عُمَرَ - رضي الله عنه - في الناقة المُنكَسِرة: والله ما هي بكَذا وكَذا ولا هي بِفَقيءٍ فَتَشرَقَ بِعُرُقِها، ويُقال للعِلَّةِ بِعَينِها: الفَقيءُ. وفَقَأَتِ البُهمى فُقوءً: إذا حَمَلَ عليها المَطَرُ أو السَّيلُ تُراباً فلا تأكُلُها النَّعَمُ حتّى يَسقُطَ عنها، وكذلك كلُّ نَبتٍ. وأفقَأَ الرَّجُلُ: إذا انخَسَفَ صَدرُه من عِلَّةٍ. وتَفَقَّأَتِ السَّحابَةُ عن مائها: تَشَقَّقَت، قال عمرو بن أحمَرَ الباهليُّ: تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواري ... وجُنَّ الخازِ بازِ به جُنونا يعني فوقَ الهَجل المذكور قبل البَيت: وهو المُطمَأَنُّ من الأرض، والبيتُ الذي قَبلَه هو:

فلأ

بِهَجلٍ من قَساً ذَفِرِ الخُزامى ... تَهادى الجِربياءُ به الحَنينا وتَفَقَّأَتِ البُهمى: إذا تَشَقَّقَت لَفائفُها عن ثَمَرِها. وتَفَقَّأَ الدُّمَّلُ والقَرحُ. وتَفَقَّأَتِ الشاةُ شَحماً؛ تَنصِبهُ على التَّمييز، قال: تَفَقَّأَت شَحماً كما الإوَزِّ ... من أكلِها البَهَطَّ بالأرُزِّ الليث: انفَقَأَتِ العَينُ، وانفَقَأَتِ البَثرَةُ، وأكَلَ حتّى كادَ يَنفَقئُ. وقال اللِّحيانيُّ: قيل لامرأةٍ انَّكِ لا تُحسِنينَ الخَرْزَ فافتَقئيه: أي أعيدي عليه، يُقال افتَقَأتُه: إذا أعَدتَ عليه، وذلك أن تَجعَلَ بين الكُليَتَينِ كُليَةً كما تُخاطُ البَواريُّ إذا أُعيدُ عليها. وفَقَّأتُ عَينَه تَفقئَةً: بَخَقْتُها، وقال ابو عبيدةَ في قول الفَرزدق: وتَعدِلُ دارِماً ببَني كُلَيبٍ ... وتَعدِلُ بالمُفَقِّئةِ السِّبابا وقوله: غَلَبتُكَ بالمُفَقِّيءِ والمُعَنِّي ... وبَيتِ المُحتَبي والخافِقاتِ أرادَ: إنَّ أشعاري تُفَقِّئ عَينَكَ؛ وإنما أنتَ تَسُبُّني. والمُفَقِّئةُ: الأودِيَةُ التي تَشُقُّ الأرضَ شَقَّاً. والتركيب يدلُّ على فَتح شيءٍ وتَفَتُّحِه. فلأَ فَلأَ الشيءَ فَلأًُ: أفسَدَه. فنأ ابن الأعرابي: الفَنَأُ - بالتَّحريك -: الكَثْرةُ، ومالٌ ذو فَنَأٍ وذو فَنَعٍ: أي ذو كَثرَةٍ. ويُقال: أتانا فَنْءٌ من الناس: أي جَماعَةٌ. فيأ الفَيْءُ: الخَراجُ والغَنيمَة. والفَيءُ: ما بَعدَ الزَّوال من الظِّلِّ، قال حُمَيدُ بن ثَورٍ - رضي الله عنه - يَصِفُ سَرحَةً وكَنّى بها امرأةٍ: فلا الظِّلَّ من بَردِ الضُّحى تَستَطيعُهُ ... ولا الفَيْءَ من بَرْدِ العَشيِّ تَذُوقُ وإنما سُمِّيَ الظِّلُّ فَيئاً: لِرُجوعِه من جانبٍ إلى جانبٍ، وقال ابن السكِّيت: الظِّلُّ: ما نَسَخَتْهُ الشمسُ، والفَيءُ: ما نَسَخَ الشمسَ. وحَكى أبو عبيدةَ عن رؤبَةَ أنَّه قال: كُلُّ ما كانَت عليه الشمس فَزالَت عنه فهو فَيْءٌ وظِلٌّ، وما لم تكنْ عليه الشمسُ فهو ظِلٌّ، والجَميعُ أفياءٌ وفُيوءٌ. ابنُ الأعرابي عن المُفَضَّل: يُقال للقِطعَةِ من الطَّيرِ: فَيْءٌ وعَرَقَةٌ وصَفٌّ. ويُقال: يا فَيءَ مالي، وهي كَلِمَةُ أسَفٍ مثلُ يا هَيْءَ مالي ويا شَيءَ مالي، وقيل: هو من الكلام الذي ذَهَبَ مَن كان يُحسِنُه، أنشَدَ الكسائيُّ لنوَيفِع بن لَقيطٍ الأسَديّ: يا فَيْ أمالي مَنْ يُعَمَّرُ يُفْنِهِ ... مَرُّ الزَّمانِ عليه والتَّقليبُ حتّى يَعودَ من البلى وكأنَّهُ ... في الكَفِّ أفوَقُ ناصِلٌ مَعصوبُ والوجهُ: أنَّه " جعل " فيءَ وهَيْءَ وشَيْءَ في موضع فِعْلِ الأمر فَبَناها، ولم يُمكنْ أنْ تُبْنى على السكون لِسُكونِ ما قبلَها فَحَرَّكها بالفَتح لالتقاء الساكنين كما فَعَلوا ذلك في أينَ وكَيفَ، والفِعلُ الذي هذه الأسماءُ في موضِعِه: تَنَبَّهْ وتَبَيَّنْ واستيقِظْ وما أشبَهَ ذلك، و " يا " تَدخُلُ في فِعل الأمر لأنها للتَّنبيه؛ فَيُنَبَّهُ كما يُنَبَّهُ بها المَدْعوُّ؛ كما قال ذو الرمَّة: ألا يا اسلَمي يا دارَ مَيٍّ عل البِلى ... ولا زالَ مُنهَلاًّ بجَرْعائكِ القَطرُ والفَيْئةُ: الحِدَأةُ التي تصطادُ الفراريج من الدِّيار، والجمع فَيئاتٌ. وفاءَ يَفِيءُ فَيئاً وفُيُوءً: أي رجعَ. وفلان سريع الفيءِ من غَضبِه. وانَّه لَحسنُ الفِيئةِ - بالكسر مثال الفِيعَة -: أي حسن الرُّجوع. والفِئَةُ: الطائفة، والهاء عوضٌ من الياء التي نُقِصَتمن وسطها، وأصلها فيءٌ مثال فِيعٍ؛ لأنَّها من فاءَ، ويجمع على فِئين وفِئاتٍ مثال شِياتٍ ولِدات وهِبات. والمَفيَأَةُ والمَفيُؤَةُ: المقْنُؤَةُ. وأفَأتُه: رجعته. وأفاء االله على المسلمين مال الكُفار. وفي حديث بعض السَّلف: لا يُليّن مُفَاء على مُفِيْيءٍ قال القُتَبيُّ: المُفاء: الذي افتُتحت كُورته فصارت فَيْئا كأنه قال: لا يُليِّن أحد من أهل السواد على الصحابة الذين افتتحوا السواد عَنورة فصار السواد لهم فَيْئاً، هذا وما أشبَهَه.

قأقأ

ويقال: اسْتفأتُ هذا المال: أي أخذته فَيئا، ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: أمه خرج إلى ناحية السوق فتعلَّقت امرأة بثيابه وقالت يا أمير المؤمنين؛ فقال: ما شأنك؟ قالت: إني مُوِتِمة تُوي زوجي وتركهم ما لهم من زرع ولا ضرع وما يَسْتَنْضجُ أكبرهم الكُراع وأخاف أن تأكلهم الضَّبع وأنا بنت خُفاف بن أيماء الغفاريّ، فانصرف معها فعَمد إلى بعير ظهير فأمر به فرُحِل ودعا بِغرارَتين فَكلأهُما طعاما وودَكاً ووضع فيها صُرة نفقة ثم قال لها: قودي، فقال رجل: أكثَرْت لها يا أمير المؤمنين؛ فقال عمر: ثَكِلَتْك أمك! إني أرى أبا هذه ما كان يُحاصر الحصن من الحصون حتى افتتحه وأصبحنا نسْتَفيء سُهمانه من ذلك الحصن. ويقال: فَيَّأَت الشجرة تَفْيئَةُ، وتَفَيَّأْتُ أنا في فَيْئها. وتَفَيّضأتِ الظلال: تقلَّبت. والتَّفيْئةُ: الأثر، يقال: جاء على تَفِيْئَةِ ذلك: أي على أثره. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه دخل عليه عمر - رضي الله عنه - فكلَّمه ثم دخل أبو بكر - رضي الله عنه - على تَفِيئَةِ ذلك، وتاؤها لا تخلو من أن تكون مزيدة؛ أو أصلية فلا تكون مزيدة، والبنية كما هي من غير قلب؛ لأن الكلمة مُعَلَّة؛ مع أن المثال من أمثلة الفِعْل، والزيادة من زوائده، والإعلال في مثلها مُمتنع، ألا ترى أنك لو بنيت مثال تَضْرب أو تُكرم اسمين من البيع لقُلْتَ: تَبْيعُ وتُبْيِعُ من غير إعلال، إلاّ أن تَبْني مثال تِحْلِئٍ، فلو كانت التَّفِيْئة تَفْعِلَةَ من الفَيءِ لخرجت على وزن تَعْبِئة، فهي - إذن - لولا القلب فَعِيْلَةُ لأجل الإعلام، كما أن يأجَجَ فَعْلَل لِترك الإدغام، ولكن القلب على التَّئِفَّةِ هو القاضي بزيادة التاء، وبيان القلب: أن العين واللام أعني الفاءين قُدِّمتا على الفاء أعني الهمزة ثم أُبْدلت الثانية من الفاءين ياء؛ كقولهم: تَظَنَّيْتُ. قأقأ أبو عمرو: القَأْقاءُ: أصوات غِربان العراق. الفرّاء: القِئْقِئَةُ: القشرة الرقيقة التي تحت القَيْضَ من البيض. وقال اللّحياني: يقال لبياض البيض: القِئْقِئُ، قال: كأنَّما بنت أبي المُجَيْزِئهْ ... قاعِدَةً في اتْبِها لُؤَيْلِئَهْ والجِلْدُ منها غِرْقِئُ القُؤَيْقِئَهْ قبأ القَبْأَةُ: شجرة. وقَبَأْتُ الطعام: أكلته. الليث: قَبَأْتُ من الشراب أقْبَأُ؛ مثل قَئِبْتُ أقْأَبُ: إذا امتلأت منه. قثأ القِثَّاءُ والقُثّاءُ - بالكسر والضم -: الخيار، الواحدة: قِثّاءَة وقَثّاءَة، وقَرَأ يحيى بن وثّاب والأعمش وطلحة بن مُصَرِّف والضحّاك والأشْهب العُقيليُّ:) من بَقْلِها وقُثّائها (بضم القاف. والموضع: مَقْثَأَة ومَقْثُؤَة. وأقْثَأَ القوم: كَثُر عندهم القِثّاءُ. أبو زيد: أقْثَأَتِ الأرض: إذا كانت كثيرة القِثّاء. قدأ شَمِرٌ: رجل قِنْدَأْوَةٌ - بالهمز -: أي خفيف. وقال الفَراء: هي من النُّوق: الجريْئة، وجمَل قِنْدَأْو. والقِنْدَأْوُ: السَّيئُ الغذاء. والسَّيِّئ الخَلق أيضا. وقال الجرمي: الغَليظ القصير، وقيل: الكبير الرأس الصغير الجسم المهزول، وقل: هو المُقْدِم. ووزْن قِنْدَأْوَةٍ فِنْعَلْوَةُ، وذكرها بعضهم في تركيب ق ن د، وها موضع ذكرها. هذا إذا هُمْزت، لأن أبا العيثم قال: تُهمز ولا تُهمز؛ فإن لم تُهمز فوزْنها فِنْعالة وموضع ذِكرها باب الحروف اللينة في تركيب ق د و. قرأ القَرْء - بالفتح -: الحَيْضُ، والجمع أقْرَاءٌ وقُرُوْءٌ - على فُعُوْلٍ - وأقْرءٌ في أدنى العدد، وفي الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأم حبيبة بنت جَحْش امرأة عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهما -: دَعي الصلاة أيام أقْرائِك. والقَرْءُ - أيضا -: الطُّهرُ، وهو من الأضداد، قال الأعشى: وفي كلِّ عامٍ أنتَ جاشِمُ غَزْوَةٍ ... تَشُدُّ لأقْصَاها عَزيْمَ عَزَائكا مُوَرِّثَةٍ مالاً وفي الحَيِّ رِفعَةً ... لما ضاعَ فيها من قُرُوْءِ نِسائكا وقَرَأَتِ المرأة: حاضَتْ. والقارِئُ: الوَقْتُ، ويُروى هذا البيت لأبي ذُؤيْب ولِتَأَبَّطَ شراً؛ وقال الأصمعي: هو لمالِكِ بن الحارث أخي أبي كاهِل الهُذليّ: كَرِهْتُ العَقْرَ عَقْرَ بَني شُلَيْلٍ ... إذا هَبَّتْ لِقارئها الرِّياحُ

وقيل: العَقْرُ: القَصْر، وقارِئُ القَصْر: أعلاه، وأصل القَراءِ: الوقتُ؛ فقد يكون للحَيْض وقد يكون للطُّهْر، قال: إذا السَّماءُ لم تُغِمْ ثم أخْلَفَتْ ... قُرُوْءُ الثُّرَيّا أنْ يكونَ لها قَطْرُ يريد: وَقْتَ نوْئها الذي يُمْطَر فيه الناس. وقَرَأْتُ الشيء قُرْآنا: جَمعْتُه وضَمَمْتُ بعضه إلى بعض، ومنه قولهم: ما قَرَأَتْ هذه الناقة سَلىً قطُّ وما قَرَأَتْ جَنِيْناً: أي لم تَضُمَّ رحِمَها على ولدٍ، قال عمرو بن كلثوم: تُرِيْكَ إذا دَخَلْتَ على خَلاَءٍ ... وقد أمِنَتْ عُيونَ الناظرينا دِراعَيْ عَيْطَلٍ أدْماءَ بِكْرٍ ... هِجانِ اللَّونِ لم تَقْرَأْ جَنِينا وقَرَأْتُ الكتاب قِراءةً وقُرْآناً، ومنه سُمي القُرآن لأنه يجمع السَّور فيضُمّها، وقيل: سُمي به لأنه جُمِع فيه القصص والأمر والنَّهيُ والوعد والوعيد، وقال قُطْرب في أحد قوليْه: يقال قَرأتُ القرآن: أي لَفظْت به مجموعاً: أي القيتُه، وقال عَلقمةُ: قرأت القرآن في سنتين؛ فقال الحارث: القُرآن هَيِّن الوحي أشدُّ: أي القراءة هيِّنة والكتب أشدُّ. وقوله تعالى:) إنَّ عَلَيْنا جَمْعَه وقُرْآنَه (أي جمْعَه وقراءته) فإذا قرأْناه فاتَّبِعْ قُرْآنَه (أي قراءتَه، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: فإذا بيّناه لك بالقراءة فاعمل بما بيّناه لك. وفلانٌ قَرَأ عليك السَّلامَ. وقَرَأَ: تَنَسَّك، وجمْع القارِئ: قرَأَةٌ؛ مثل عامل وعمَلَةٍ، وقُرّاء أيضاً؛ مثل عابِد وعُبّاد. والقُرّاءُ - أيضاً -: المُتَنَسِّكُ، والجمع القُرّاؤَوْن، قال زيد ابن تُرْكِيٍّ أخو زيد: ولقد عَجِبْتُ لكاعِبٍ مَوْدونَةٍ ... أطْرافُها بالحَلْي والحِنّاءِ بيضاءَ تَصطادُ النُّفوسَ وتَسْتَبي ... بالحُسْنِ قَلْبَ المُسْلمِ القُرّاءِ والقَرْءُ من قولهم: هذا الشِّعِر على قَرْءِ هذا الشِّعر: أي على طريقته ومثاله، والجَمْعُ: الأقْرَاءُ. وقيل للقَوافي قُرُوْءٌ وأَقْراءٌ لأنها مَقاطع الأبيات وحُدودُها كما قيل للتَّحْديد: توقيت. وفي حديث إسلام أبي ذَرٍّ - رضي الله عنه -: قال أُنَيْس - رضي الله عنه - أخوه وكان شاعراً: والله لقد وَضَعْتُ قوله على أقْراءِ الشِّعر فلا يلتئمُ على لسان أحدٍ. والقِرْءَةُ - مثال القِرْعَةِ بالكسر -: الوَبَأُ، قال الأصمعي: إذا قَدِمْتَ بلاداً فمكثتَ فيها خمس عشرة فقد ذهبَتْ عنك قِرْءَةُ البلاد، قال: وأهل الحجاز يقولون قِرَةٌ بغير هَمْز؛ ومعناه: أنّه إذا مَرِض بها بعد ذلك فليس من وَبَأَ البلد. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: من أراد أن يقرأ القرآن غَضّاً كما أُنزِل فَلْيَقْرَأْهُ قراءة ابن أم عبد، معناه فَلْيَرَتِّلْ كترتيله أو يُحزِّن كتحزينه أو يَحْدُره كَحَدْرِه، ولا يجوز أن يُحْمل معناه على نَظْم الحروف؛ لأن الإجماع على مخالفته. وفي حديثه الآخر: أقْرَؤُكُم أبيٌّ، يعني في وقت من الأوقات، لأن زيداً لم يكن يتقدَّمه أحد في القرآن، ويجوز أن يُحمل " أقْرَأُ " على قارئ، والتقدير: قارئٌ من أمتي أُبَيٌّ، كما قال أهل اللغة: الله أكبر معناه: الله كبير. وأقْرَأَتِ المرأةُ: طَهَرَتْ، وقال الأخفشُ: إذا صارت صاحبة حَيضٍ، يقال أقْرَأَتْ حيضة أو حَيْضَتَيْن. وأقْرَأَتِ حاجَتُكَ: دَنَتْ. وأقْرَأَتِ النُّجوم: تأخَّرَ مَطَرُها، وغابَتْ أيضاً. وأقْرَأَكَ السَّلام: مثل قَرَأَ عليك السلام، وقال الأصمعي: لا يُقال أقْرِئْهُ السلام. وأقْرَأَةُ القرآن. وأقْرَأْتُ من سفَري: أي أنْصَرفْت، ومن أهلي: دَنوتْ منهم. وأقْرَأْتُ في الشِّعر: من الأقْرَاء. والمُقْرَئيُّوْنَ - مثال المُفْعَلِيَّيْن -: جماعةٌ من أصحاب الحديث وغيرهم يُنْسبون إلى بلد من اليمن على مرحلة من صنعاء؛ وبها يُصنع العَقيق وفيها مَعدنُه، منهم: صُبيْح بن مُحْرز وشدّاد ابن أفلح وجُمَيْع بن سعد وسُوَيد بن جَبَلَة وشُرَيْح بن عُبيد وغَيْلان بن مَعْشر ويونس بن عثمان وأبو اليَمان لا يُعرف له اسم وأم بكر بنت أزَذَ. وابن الكَلْبيِّ يَفْتَح الميم من المقرَئيِّين، وأصحاب الحديث يضُمُّونها. وقال أبو عمرو بن العلاء: يقال: دفعَ فلانٌ إلى فلانَةَ جارِيَتِهِ تُقَرِّئُها: أي تُمسِكها عندَها حتّى تَحيض؛ للاستبراء.

قضأ

وقارأْتُ فلاناً: أي دارستُه. واستَقْرَأتُ فلاناً. والتركيب يدلُّ على الجَمع والاجتماع. قرضاً: أبو عمرو: من غريبِ شَجَر البرِّ: القِرضِيءُ - بالكَسر -، واحِدَتُه: قِرضِئَةٌ. وقال غيره: القِرضِيءُ: نَبتٌ زَهرَه أشَدُّ صفرةً من الوَرسِ ينبُتُ في أصلِ السَّلَمِ والسَّمُرِ والعُرفُطِ ونحوها. قضأ الأُمَويُّ: قَضِئتُ الشئَ أقضؤُهُ قَضأً: أكَلتُه. أبو زيد: قَضِئتِ القِربةُ تَقضَأُ قَضَأً - بالتحريك -: عَفِنَت وتهافَتَت، فهي قِربَةٌ قَضِئَةٌ. ةالثوب يَقضَأُ من طول النَّدى والطَّيِّ. وما عليكَ في هذا الأمرِ قُضَأُةٌ - مثال قُضعَة بالضمِّ -: أي عَارٌ. ونكَحَ فلانٌ في قُضأَةٍ. وفي عينه قُضأَةٌ: أي فَسادٌ. وفي حسبِه قُضأةٌ: أي عَيبٌ، وقال عبدُ بن كَعبٍ جدُّ أبى النَّمِرِ بن تولب يُخاطب أخاه سالماً: تُعَيِّرُني سُلمى وليس بقُضأَةٍ ... ولو كُنتَ من سَلمى تَفَرَّعتَ دارِما وسَلمى: وهو سَلمى بن جَندل كانَ زَوجَ أُمِّ عَبدٍ قبل كعب فقال سالِمٌ: أنت لسلمى فَقَتَلَ سالماً فقال. وأقضَأْتُ الرَّجلَ: أطعَمتُه. ابنُ بُزُرج: يقال أنَّهم لَيَقَضَّأُونَ منه أن يُزَوِّجُوه: أي يسَتَخِسُّونَ حَسَبَه. قمأ قَمَأَتِ الماشِيَةُ تَقمَأُ قُمُوْءً وقُمُوءَةً وقَمُؤَت قَمَاءَةً: إذا سَمِنت. وقَمُؤَ الرَّجُلُ قَمَاءَةً وقَمَاءً: صار قِمِيأً وهو الصغير الذَّليل. وعَمروُ بنُ قَمِيئَةَ الشاعر - على فَعِيلَةَ -. وقَمَأتُ بالمكانِ: أقَمتُ به. وقَمَأْتُ الرَّجُلَ: قَمعتُه. والقَمأَةُ - بالفتح - والمَقمَأَةُ والمُقمُؤَةُ: المكان الذي لا تطلُعُ عليه الشمسُ. وأقمَأْتُه: صَغَّرتُه وذَلَّلتُه. وأقمَأَ القومُ: سَمِنَت ابِلهم. وأقمَأَني الشيءُ: أعجَبَني. وتَقَمَّأتُ المكان: وافَقَني فَأَقَمتُ به. وتَقَمَّأْتُ الشيَْ: جَمَعتُه شيئاً بعد شيءٍ، قال تميم بن أُبيِّ بن مُقبل يُخاطب ابنَتَي عَصرٍ: لقد قَضَتُ فلا تَستَهزِئا سَفَهاً ... ممّا تَقَمَّأتهُ من لَذَّةٍ وَطَري قنأ قَنَأَت لِحيته من الخضاب تَقَّننَأُ قُنُوءً: اشتَدَّت حمرتها، قال الأسوَدُ ابن يَعفُرَ؛ ويقال: يُعفِرَ؛ ويقال: يُعْفُرٍ؛ النهشليُّ: يَسعى بها تُومَتَينِ مُشَمِّرٌ ... قَنَأَت أنامِلُه من الفِرصادِ وشَيء أحمَرُ قانِئ. وقَنَأَ اللَّبَنَ: مزَجَه. وقَنَأَه قَنَأً: قتله. المؤرِّج: قَنِئَ: مات. وقَنِئَ الأديم: فسد. وأقْنَأْتُه أنا. وأقْنَأْتُه عليه: حملْتُه على قتله. وقَنَاءٌ - بالمدِّ -: ماء. وقَنَّأَ لِحيتَه تَقْنِئَةً: خضبها. قيأ قاءَ يَقِيءُ قَيْئاً، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: العائد في هِبَتِه كالكلب يعود في قَيْئِه. ابن السكِّيت: القَيُوْءُ - بالفتح -: الدواء الذي يُشرب للقَيءِ. وهذا ثوب يَقِيءُ الصِّبغ. وبه قُيَاءٌ - بالضم والمد -: إذا جعل يُكثِر القَيْءَ. وأقَأْتُه أنا وقَيَّأْتُه بمعنى. وتَقَيَّأَ: تكلّف القَيْءَ. واسْتقْيَأَ: أي تَقَيَّأَ، أنشد الدينوري: وكُنْتَ من دائكَ ذا أقْلاسِ ... فاسْتَقْيِأً بِثَمَرِ القَسْقاسِ كأكأ أبو عمرو: الكَأْكاءُ - بالفتح والمد -: الجُبن الهالِع. والكَأْكاءُ - أيضاً -: عَدْوُ اللّص. وكَأْكَأَ: تجمَّع. وكَأْكَأَ وتَكَأْكَأَ: نَكَص. والمُتَكَأْكِئُ: القصير. والتَّكَأْكُؤُ: التَّجمُّع، وسقط عيسى بن عمر عن حمار فاجتمع عليه الناس فقال: مالكم تَكَأْكَأْتُم عليَّ تَكَأْكُؤَكُم على ذي جِنَّة أفْرَنْقِعُوا عنِّي. أبو زيد: تَكَأْكَأَ الرجل: إذا ما عَيَّ بالكلام فلم يقدر على أن يتكلم. كثأ أبو زيد: كَثَأَ اللبن يَكْثَأُ كَثْأً: إذا ارتفع فوق الماء وصَفَا الماء من تحت اللبن. قال: وكَثَأَتِ القِدْرُ كَثْأً: إذا أزبَدَتْ للغلي. وكَثَأَتْ أوبار الإبل كَثْأً: نبتَتْ. وقال أبو حاتم: من الأقِطِ الكَثْءُ: وهو ما يُكْثَأُ في القِدر ويُصب ويكون أعلاه غليظا وأسفَلُه ماء أصفر. وقال الدينوري: الكَثْءُ - بالفتح -: جِرْجِيرُ البَرِّ وهو النهَقُ والأيهُقان، قال: وقال لي أعْرابي: الكَثَاةُ: الجِرْجِيْرُ ولم يَهْمِز.

كدأ

وكَثْأَةُ القِدْرِ وكُثْأَتُها - بالفتح والضم -: ما ارتفع منها بعد ما تغلي. وكَثَّأَ اللبن والوبر والنَّبْت تَكْثِئَة: مثل كَثَأَ كَثْأً، أنشد ابن السكِّيت: وأنتَ امرُؤٌ قد كَثَّأَتْ لكَ لِحْيَةٌ ... كأنَّكَ منها قاعِدٌ في جُوالِقِ ويقال أياً: كَثَّأْتُ تَكْثِئَةً: إذا أكَلْتَ ما علا رأس اللبن. والكِنْثَأْوُ: العظيم اللحية الكَثُّها، ووزنه فِنْعَلْوٌ. والتركيب يدل على وَصف من صفات اللبن ثم يُشبَّه به. كدأ أبو زيد: كَدَأَ النَّبْت يَكْدَأُ كُدُوْءً: إذا أصابه البَرْد فَلَبَّده في الأرض؛ أو عطِش فأبْطَأَ في النبات. وأرض كادِئَةٌ: بطيئة الإنبات. وكَدِئَ الغراب في شحيجه يَكْدَأُ كَدَءً - كَنَكِدَ يَنْكَدُ نَكَداً -: كأنه يَقِيءُ من شَحيجه. والكِنْدَأْوُ - بكسر الكاف -: الجَمَل الغليظ الشديد، ووزنه فِنْعَلْوٌ. ويقال: أصاب الزرع بضرْد فَكَدَّأَهُ تَكْدِئَةً: أي بَطَّأَ بنباته. وكَوْدَأَ: إذا عَدَا. كرثأ الكَرْثَأَةُ: النَّبت المجتمع المُلتف. وكَرْثَأَ شعره وتَكَرْثَأَ: الْتَفَّ. وتَكَرْثَأَ الناس: كثُروا. وبُسْر كَرِيْثَاءُ وكَراثَاءُ: من أطيب البُسْر تمراً. الأصمعي: الكِرْثئُ - بالكسر -: السحاب المرتفع المتراكم. وقشْر البيض الأعلى الذي يقال له: القَيْض: لغة في الكِرْفِئِ بالمعنيين، وكأنهم أبدلوا الثاء من الفاء كقولهم: جَدَفٌ وجَدَثٌ. كرفأ الكَرْفَأَةُ: الضِّخَمُ والكَثْرَة. وكَرْفَأَ: اسْتَكْثَفَ. والكِرْفِئَةُ: شجرة الشَّفَلَحِ وهي ثمرة كأنها رأس زنجي أسود. والكِرْفِئُ: السحاب المرتفع الذي بعضه فوق بعض، والقطعة منه: كِرْفِئَةٌ، قالت الخنساء تصف جيشاً: ورَجْرَاجَةٍ فَوْقَها بَيْضُها ... علينا المُضَاعَفُ زِفْنالَها كَكِرْفَئَةِ الغَيْثِ ذاتِ الصَّبِيْرِ ... تَرْمي السَّحَابَ ويُرْمى لَها أبو عبيد: الكِرْفِئُ: قِشر البيض الأعلى، ونظر أبو الغوث الأعرابي إلى قِرْطاسٍ رقيق فقال: غِرْقِئٌ تحت كِرْفِئٍ. وذكر بعض أهل اللغة الكِرْفِئَ في تركيب ك ر ف وحكم على الهمزة بالزيادة، وبعضهم ذكره في هذا التركيب؛ لقولهم: كَرْفَأَتِ القِدْرُ: إذا أزْبَدَتْ للغلي؛ وتَكرْفَأ الناس: اختلطوا. كسأ كَسَأْتُه: تبعْته، يقال للرجل إذا هزم القوم فمرَّ وهو يطردهم: مرّ فلان يكسؤهم ويكسعُهم: أي يتبعهم. والأكْسَاءُ: الأدْبار، قال المُثَلَّم بن عمرو التَّنوخي؛ ويقال: البُرَيْق بن عِياض الهُذلي، وهو موجود في أشعارهما: حتّى أرى فارِسَ الصَّمُوت على ... أكْسَاءِ خَيْل كأنَّها الإبِلُ يعني: خلْفَ القوم وهو يطردُهم. وكَسَأْتُ وسطه بالسيف وكَشَأْتُه: ضربْتُه. ويقال: جئت كُسْءَ الشهر وفي كُسْئِه - بالضم -: أي بعد ما مضى. كشأ أبو عمرو: كَشَأْتُ اللحم كَشْأً: شويته حتى يبس فهو كَشِيءٌ. وكَشَأْتُ القَثّاءَ: أكلْتُه. أبو زيد: كَشَأْتُ الطعام كَشْأً: إذا أكلته كما تأكل القِثّاء ونحوه. وكَشَأْتُ وسطه بالسيف؛ وكَسَأْتُه: ضربْتُه، وكَشَأْتُه: قشرْته. وكَشَأَها: جامعها. أبو عمرو: كَشِئْتُ الطعام كَشْأً: إذا أكلته حتى تَمتَلِئ منه. وما في حَسَبِه كُشْأَةٌ - بالضم -: أي عيب. الأموي: أمْشَأْتُ اللحم: مثل كَشَأْتُهُ. وأكْشَأَ: إذا أكل الكَشِيءَ. وتَكَشَّأَ الأديم: تقشر. وتَكَشَّأْتُ من الطعام: امتلآْتُ. كفأ كَفَأْتُ القوم كَفْأً: إذا أرادوا وجها فصرفْتهم إلى غيره. وكَفَأْتُ الإناء: كَببته وقلبْته. وكَفَأَه: تبِعه. وكَفَأَتِ الغنم في الشعب: دَخَلَت فيه. والكِفَاءُ - بالكسر والمد -: شُقَّة أو شُقّتان تُنصح إحداهما بالأخرى ثم يُخلُّ به مؤخَّر الخِباء. وأصبح فلان كَفِئَ اللون - على فَعِيْلٍ -: أي متغيره، كأنه كُفئَ فهو مَكْفُوْءٌ وكَفِئٌ. والكَفِئُ - أيضاً -: النظير، وكذلك الكُفء ولكُفَوْءُ - بالضم فيهما على فُعْلٍ وفُعُوْل - واكِفءُ - بالكسر، وقرأ سليمان بن علي الهاشمي:) ولم يكُن له كِفْأً أحَدٌ (بالكسر - والكِفَاءُ - مثال الكِساء -، وهو في الأصل مصدر. والكِفءُ - بالكسر - والكَفِيءُ: بطن الوادي.

كلأ

والكَفْأَةُ والكُفْأَةُ - بالفتح والضم -: نتاج الإبل سنة، يقال: أعطني كَفْأَةَ ناقتك وكُفْأَةَ ناقتك. ويقال: أكْفَأْتُ إبلي كُفْأَتَيْن: إذا جعلتها نصفين تنتِج كل عام نصفها وتترك نصفا، لأن أفضل النِّتاج أن تحمل على الإبل الفُحولة عاماً وتترك عاماً كما يُصنع بالأرض في الزراعة، قال ذو الرمة: كِلا كُفْأَتَيْها تُنْفِضَانِ ولم يَجِدْ ... له ثِيْلَ سَقْبٍ في النِّتاجَيْنِ لامِس يقول: إنها نُتِجت إناثا كلّها، وهذا محمود عندهم. وأكْفَأْتُ الإناء: لغة في كَفْأْتُه: وقال الكسائي: أكْفَأْتُه: أمَلْتُه. وأكْفَأتُ البيت: جعلت له كِفَاءً. والإكْفَاءُ في الشعر: أن يُخالف بين قوافيه بعضها ميم وبعضها نون وبعضها دال وبعضها حاء وبعضها خاء، قال حنظلة ابن مصبِّح: ألا لَها الوَيْلُ على مُبِيْنِ ... على مُبِيْنِ جَرَدِ القَصيمِ ويورة: إن لها الرِّي على. هذا قول أبي زيد، وهو المعروف عند العرب، وقال الفرّاء: أكْفَأَ الشاعر: إذا خالف بين حركات الرَّوي وهو مثل الإقْواء، حكاه عنه ابن السكِّيت. وأكْفَأْتُ القوس: إذا أملت رأسها ولم تَنصبْها نصباً حين ترمي عنها، ومنه قول ذي الرمة: قَطعتُ بها أرضاً تَرى وَجْهَ ركْبِها ... إذا ما عَلَوْها مُكْفَأً غير ساجِعِ قال أبو زيد: يعني جائراً ير قاصد. وأكْفَأْتُ الرجل: أعطيته كُفْأَةَ ناقتي. وأكْفَأْتُ في سيري: إذا جُرْت عن القصد. ورجل مُكْفَأُ الوجه: كاسِفُه. ويقال بنى فلان ظُلَّة يكافئ بها عين الشمس: أي يدافع، ومنه حديث أبي ذَرّ الغفاري - رضي الله عنه -: لنا عَباءتان نكافئ بهما عين الشمس وإني لأخشى فضل الحساب. ويقال: كافَأ الرجل بين فارسين برُمحه: إذا والى بينهما فطعن هذا ثم هذا، قال الكُميت: وعاثَ في غابِرٍ منها بِعَثْعَثَةٍ ... نَحْرَ المُكافِئِ والمَكْثُوْرُ يَهْاَبِلُ وكافَأْتُه على ما كان منه: جازَيْته. وتقول: ما لي به قِبَلٌ ولا كِفاء: أي ما لي طاقة على أن أُكافِئه. وكل شيء ساوى شيئاً فهو مكافئ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: في العقيقة عن الغلام شاتان مكافِئتان أو مكافَأتان أي كبَبْته، وقال الكسائي: وعن الجارية شاة، أي كل واحدة منهما مساوية لصاحبتها في السن، ولا فرق بين المكافِئتين والكافَأتين؛ لأن كل واحدة منهما إذا كافَأتْ أختها فقد مُوفِئَتْ؛ فهي مُكافِئة ومُكافأة؛ أو معادِلتان لما يجب في الزكاة والأضحية من الأسنان، ويحتمل في رواية من رَوى مكافأتان أن يراد مذبوحتان معا؛ من قولهم: كافأ الرجل بين بعيرين: إذا وَجَأ في لَبَّة هذا ثم لَبَّةِ هذا فنحرهُما معا، والشاهد بيت الكُميت الذي سبق. وتَكَفَّأتِ المرأة في مشيتها: ترَهْيَأت ومارات كما تتحرك النخلة العَيدانة، قال بِشر بن أبي خازم: وكأنَّ ظُعْنَهُم غّداةَ تَحَمَّلُوا ... سُفُن تَكَفَّأُ في خليجٍ مُغْرَبِ ويروى: تَكَفْكَفُ. والتَّكافُؤ: الاستواء، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: المسلمون تَتَكافَأُ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناه ويَرُد عليهم أقصاهم وهم يد على من سِواهم، - ويروى: ويُجيز عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم - يرُد مُشِدُّهم على مُضعِفِهم ومُتسرِّيهم على قاعدهم لا يُقتل ملسم بكافر ولا ذو عهد في عهده، أي تتساوى في القصاص والدِّيات لا فضل فيها لِشريف على وضيع. وأكْفتَفَأْتُ الإناء: مثل كَفَأْتُه: أي قلبته. واستَكْفَأْتُ فلاناً ابِلَه: أي سألتُه نِتاج إبِلِه سنة. وأنْكَفَأ: رجع. وانْكَفَأ لونه: تغير، وفي حدي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أنه انْكَفَأَ لونه في عام الرمادة حين قال: لا آكل سَمنا ولا سِميناً وأنه اتخذ أيام كان يُطعِم الناس قِدحاً فيه فرْض وكان يَطوف على القِصاع فيغمر القِدْحَ فإن لم تَبلغ الثَّريدة الفرض فتعال فانظر ماذا يفعل بالذي ولِي الطعام. والتركي يدل على التساوي في الشيئين وعلى الميل والإمالة والاعوجاج. كلأ وكَلأَ الدَّين: أي تأخر. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الكلِئِ بالكالِئِ: أي النسِيئة بالنَّسِيئة، قال: وعَيْنُهُ كالكالئِ الضِّمَارِ

كمأ

ويقال: بلغ الله بك أكلأَ العمر: أي أخره وأبعده. وكان الأصمعي لا يهمزه ويُنشد: وإذا تُباشِرُكَ الهُمومُ ... فإنَّه كالٍ وناجِزْ أب: منها نَسِيْئَةٌ ومنها ما هو نقْد. والكُلأَةُ - بالضم -: النَّسِيْئَة. وكَلأْتُ: أخَذت عُربوناً. والكَلُوء من الإبل: التي لا تكاد تعطيف على ولدها ولا تدُرُّ تصْرِم ثلاثة أخلاف وما تَعْطِف. وكَلأَتِ الناقة: أكلت الكَلأَ، حكاه أبو عبيد. والكَلأَ: العُشب، وقد كَلِئَتِ الأرض فهي كَلِئَةٌ. ومعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تمنعوا فضْل الماء لتمنعوا به فضْل الكَلأَ: أن البْئر تكون في البادية أو في صحراء ويكون قُربها كَلأٌ فإذا ورد عليها وارد فَغلب على مائها ومنع من يأتي بعده من الاستقاء منها كان بمنعه الماء مانعاً الكَلأَ لأنه متى ورد رجل بإبِله فأرعاها ذلك الكَلأَ ثم لم يسْقِها قَتَلها العطش، فالذي يمنع ماء البئر يمنع النبات القريب منه. وفي رواية أخرى: لا يُمنع فضل الماء ليُمنع به فضْل الكَلأِ. وكَلأَه الله كِلاءَةً - مثال قرأ قِراءة -: حَفِظه، يقال: اذهب في كِلاءَة الله. وأكْلأْتُ في الطعام: سَلَّفْتُ. وأكْلأَتِ الأرض: مثل كَلِئَتْ. وأكْلأْتُ بصري في الشيء: ردَّدْته فيه. واكْتَلأْتُ منه: احترسْتُ، قال كعب بن زهير - رضي الله عنه -: أنخْتُ قُلوصي واكْتَلأتُ بعينها. وآمرتُ نفسي أي أمريَّ أفْعل. ويقال: اكْتَلأَتْ عيني: إذا لم تنَم وسهرت وحذرَت أمراً. وتكَلأْتُ واسْتَكْلأْتُ: أي اسْتنسأتُ. واسْتَكْلأَ المكان أيضاً: صار فيه الكَلأُ. وكَلأْتُ في الطعام تَكْلِيئاً: سلَّفْت فيه وكَلأْتُ إلى فلانٍ: تقدَّمتُ إليه. وكَلأْتُ فيه: نَظَرتُ إليه مُتأمِّلاً فأَعجَبَني. والمُكَلأَُّ والكَلاَّءُ: شاطئ النهر، والكَلاَّءُ يذكَّر ويؤَنَّثُ، قال سيبويه: هو فَعَّالٌ مثالُ جَبّارٍ، والمعنى: أنَّ الموضِعَ يَدفَعُ الرِّيحَ عن السُّفُن ويحفَظُها، وهو على هذا مُذَكَّرٌ مَصروفٌ. وقال الأصمعيُّ: المُكَلأَُّ والكَلاَّءُ: موضعٌ تُرفَأُ فيه السُّفن وهو ساحلُ كلِّ نهَرٍ، والتَّثنيَةُ ذاتُ وَجهَين: كَلاءآنِ وكلاوانِ، ومنه سُوقُ الكَلاءِ بالبصرة. وفي الحديث الذي لا طريقَ له: عَرَّض غَرَّضنا له ومن مشى على الكلاءِ قَذَفناه في الماء. أي من عَرَّضَ بالقذف ضبناه للتَّأديب دون الحدِّ. وهذا مثلٌ ضَرَبَه لمن عَرَّض بالقذف شَبهَّه في مقاربة التَّصريح الماشي على شاطئِ النَّهر؛ واِلقاؤُه في الماء إيجابه عليه القذف وإلزامه الحَدَّ. وكَلأَّْتُ: إذا أتَيتَ مكاناً فيه مُستَتَرٌ من الرِّيح. والتَّركيبُ يدلُّ على مُراقَبَةٍ ونَظَرٍ وعلى " لنَّبات ". كمأ الكَمأَةُ: واحِدُها كَمْءٌ على غير قياسٍ، وهو من النَّوادِر، تقول: هذا كَمْءٌ وهذان كَمْئانِ وهؤلاء أكمُؤٌ ثلاثةٌ، فإذا كَثُرَت فهي الكَمأَةُ. وكَمَأْتُ القومَ كَمْأً: أطعَمْتُهم الكَمْأَةَ. وقال شَمِرٌ: الكَمَّاءُ: الذي يَتَّبِعُ الكَمْأَةَ، قال: وسَمعتُ أعرابيّاً يقولُ: بنو فلانٍ يَقتُلونَ الكَمَّاءَ الضعيفَ. والمكمَأَةُ والمَكمؤَةُ: موضع الكَمْأَةِ، قال أبو حِزامٍ غالِبُ بنُ الحارث العُكْليُّ: إذا الشِّعرُ أعيا على كَوْدَنٍ ... كما الفَقْعُ بالجَلْهَةِ المَكمُؤَهْ جَرَيْتُ على مَهَلٍ قد مَضى ... مُدِّلاً على القَوْلِ ذا مَجرُؤَهْ وكَمِئَتْ رِجْلُه: تَشَقَّقَتْ. الكِسائيُّ: كَمِيءَ الرَّجُلُ: إذا حَفِيَ وعليه نَعْلٌ. وأكْمَأَتِ الأرضُ: كَثُرَتْ كَمْأَتُها. وأكمَأَت فلاناً السِّنُّ: أي شَيَّخَتْه. وخَرَجَ القَومُ يَتَكَمَّأونَ: أي يَجتَنونَ الكَمأَةَ. وقال ابنُ الأعرابيِّ: تَكَمَّأَتْ عليه الأرضُ: إذا غَيَّبَتْه وذَهَبَت به. وتَكَمَّأْتُ الأمْرَ: تَكَرَّهْتُه. كيأ رَجُلٌ كَيْءٌ وكَيْئَةٌ وكاءٌ وكاءَةٌ - مثالُ كَيْعٍ وكَيْعَةٍ وكاعٍ وكاعَةٍ -: ضَعيفٌ جَبان، والهاء في الكَيْئَةِ والكاءَةِ للمُبالَغَة، قال أبو حِزام غالبُ بن الحارث العُكلي: لِلاَنَأْنَأٍ جُبَّأٍ كَيْئَةٍ ... عَلَيَّ مَآبِرُهُ تَنصَؤُهْ

لألأ

وكِئْتُ عن الأمر أكِيءُ كَيْئاً وكَيْئَةً: إذا هِبْتَه وجَبنْتَ، مثال كِعْتُ أكِيعُ. وأكَأْتُ الرَّجُلَ اِكاءَةً واِكاءً: إذا ما أراد أمراً فَفاجَأْتَه على تَئفَّةِ ذلك فَهابَكَ ورَجَعَ عنه. لألأ لأَْلأََتِ النّارُ: إذا تَوَقَّدَتْ. ولأَْلأَتِ الفُورُ: بَصْبَصَتْ بأذْنابِها، يُقال: لا أفعَلُه ما لأَْلأَتِ الفُورُ وهَبَّتِ الدَّبُورُ. وَلأَْلأَتِ العَنْزُ: بغير هَمْزٍ، وكذلكَ عَنْزٌ مُلال. ولأَْلأََ الدَّمْعَ: حَدَرَه. واللُّؤْلُؤَةُ: الدُّرَّة، والجَمْعُ: اللُّؤلُؤُ والَّلآلِئُ. واللُّؤلُؤَةُ: البَقَرَةُ الوَحشيَّة. وأبو لُؤلُؤَةَ: غُلامُ المُغيرةِ بِن شُعبَةَ قاتِلُ عُمر بن الخَطّاب - رضي الله عن المغيرة وعن عمر -. وقال الفَرّاءُ: سَمِعتُ العَرَبَ تقولُ لصاحبِ اللُّؤلُؤ: لأََّلٌ - مثالُ لَعّالٍ -، والقياسُ: لأََّءٌ مثالُ لَعّاعٍ. واللِّئالَةُ - مثال كِتابَةٍ -: حِرْفَتُه. ولَونٌ لُؤْلُؤَانٌ: يُشْبِه اللُّؤْلُؤَ. وتَلأَْلأََ البَرقُ: لَمَعَ، قال ابن الأنباريِّ: هو مأخوذٌ من اللُّؤلُؤ. والَّلألأْلاءُ: الفَرَحُ التّامُّ. والتَّركيبُ يدلُّ على صَفاءٍ وبَريق. لبأ اللَّبْأَةُ - بالفتح - واللَّباءَةُ - بالمدِّ - واللَّبُؤَةُ - مِثالبُ سَمُرَةٍ -: الأسَدَةُ، وزاد الكسائيُّ: اللُّبَأَةَ - مثال تُؤَدَةٍ -. واللَّبْءُ: أوَّلُ السَّقي، وفي حَديث بعض الصَّحابة: يا ابن أخِ! إذا غَرَسْتَ فَسيلَةً وقيل اِنَّ الساعَةَ تقومُ - ويُروى: وقيل إِنَّ الدَّجّالَ قد خَرَجَ - فلا يَمنَعكَ أنْ تَلبَأَها: أي تَسقيَها. واللِّبَأُ - مثالُ عِنَبٍ -: أوَّلُ اللَّبَنِ في النِّتاجِ، تقول: لَبَأْتُ لَبْأً: إذا حَلَبْتَ الشّاءَ لِبَأً. ولَبَأْتُ القومَ - أيضاً -: أطعَمتُهم اللِّبَأَ. وألْبَأَ القومُ: كَثُرَ عندهم اللِّبَأُ. أبو زيد: ألبأتُ الجديَ: إذا سَدَّدتَه إلى الرأش الخلف ليرضعَ اللِّبأَ؛ مثل لَبَأ تُه، قال أبو حِزامٍ غالب ابن الحارث العُكليُّ: وأُقضِئُهمُ مُابَآتِ المِئَى ... وأُلْبِئُهُم بعدما ألبَؤُة وألبَاَتِ الشاةُ وَلَدُها: أرضَعَته، وألتَبَأَها وَلَدُها، واستَلبَأَ هو إذا رَضَعَ هو من تلقاءِ نَفسٍه. ولَبَأتُ بالحج تلبِئَةٍ ً، وأصلُه لَبَّيتُ غير مَهموزٍ، وقال الفراءُ: ربما خَرَجت بهم فَصاحَتُهم إلى أن يَهمِزوا ما ليس بمهمُوزِ؛ قالوا: لَبَأتُ بالحج وحَلأتُ السَّوِيقَ ورَثَاتُ الميِّتَ. ولَبَّأتِ الناقة تَلْبِيئاً فهي مُلَبِّئٌ - بلا هاء -: إذا وقع اللِّبَأ في ضرعها. وقال أبو الهيثم في قول طُفيل الغَنَوي: رَدَدْنَ حُصَيْناً من عَدِيٍّ ورَهْطَه ... وتَيْمٌ تَلَبِّي في العُرُوج وتَحْلُب أي: تَحْلُب اللِّبَأَ وتَشْرَبه، وصوَّب قوله الأزهري، وإنما ترك همْزَه، ولم يجعلْه من لَبَّ بالمكان وألَبَّ. لتأ لَتَأْتُ الرجل بحجَر: إذا رميتَه به وأصبته فهو لَتِيءٌ، قال أبو حِزام غالب ابن الحارث العُكْليُّ: بِرَأْمٍ لِذَأّجِةَ الضِّنءِ لا ... يَنُوءُ اللَّتِيْءُ الذي يَلْتَؤُهْ الذّءّآجَةُ: الشَّقّاقَةُ. ولَتَأْتْهُ بعيني: إذا أحْدَدْتَ إليه النظر. ولَتَأْتُها: جامعْتُها. ولَتَأَتْ به أمّه: ولدَتْه، يقال: لعن الله أمّا لَتَأَتْ به. ابن الأعرابي: لَتَأَ: إذا نقص؛ كأنه مقلوب ألَتَ. ولَتَأَ به: إذا ضَرط أو رمى بِخُرْئه. واللَّتِيءُ - على فَعِيْلٍ -: اللازم للموضع. لثأ الفرَّاءُ: لَثَأ الكلب: إذا ولَغَ. لجأ لَجَأْتُ إليه لَجَأً - بالتحريك - ومَلْجَأً، والموضع: لَجَأٌ ومَلْجَأٌ أيضاً. واللَّجأُ - أيضاً -: الزَّوجَةُ. ولَجَأٌ: موضِع. وعُمر بن الأشْعَثِ بن لَجَأٍ التيمي: شاعر. واللَّجَأةُ: الضِّفدعة. وذو المَلاجِئِ: من الأقْيال. ولَجِئَ إليه والتَجَأَ: مثل لَجَأَ. لزأ لَزَأْتُ الرجل لَزْءً: أعطيته. وقبَّح الله أُمّا لَزَأَتْ به: أي ولدَتْه. ولَزَأْتُ القِرْبةَ وألْزَأْتُها: مَلأْتُها. الأصمعي: لَزَّأْتُ الإبل تَلْزِئَةً: أحسنتُ رعيها، قال أبو حزام غالب بن الحارث العُكْليُّ:

لطأ

اُلَزِّئُ مُسْتَهْنِئِي في البَدْيءِ ... فَيَرْمَأُ فيه ولا يَبْذَؤُهْ. لطأ الأحمر: لَطَأَ بالأرض لَطْأً ولَطِئَ - بالكسر - لُطُوْءً: لَصِق بها. لظأ اللَّظَأُ - بالتحريك -: الشيء القليل. لفأ لَفَأْتُ الإبل: عَدَلْتُها عن وجْهِها. ولَفَأْتُ العُود: قَشَرْتُه؛ والرجُل: اغْتَبْتُه، قال أبو حِزام غالب ابن الحارث العُكْلي: يصَأْصِئُ من ثَأْرِهِ جابِئاً ... ويَلْفَأُ مَنْ كانَ لا يَلْفَؤُهْ ولَفَأَتِ الريح السحاب عن وجه السماء: نحَّته. ولَفَأْتُ اللحم عن العَظْم: جَلَفْتُه عنه وقَشَرْتُه. ولَفَأَهُ حَقَّه: إذا أعطاه كُله؛ عن أبي عمرو، قال: ولَفَأَهُ حقّه: أعطاه أقل من حقِّه، وقال أبو تُراب: أحْسِبُ هذا الحرف من الأضداد، قال أبو الهيثم: ومنه قولهم: رضي من الوفاء باللَّفَاء. ولَفَأَه بالعصا: ضَربه بها، عن أبي عمرو. واللَّفِيْئَةُ: البَضْعَةُ التي لا عَظْمَ فيها؛ نحو النَّحْضَة والهَبْرَة والوَذْرة. ولَفِئَ: بقي. وألفَأَ: أبقى. والتركيب يدل على انكشاف شيء وكَشْفِه. لكأ لَكَأْتُ به الأرض: ضربْت به الأرض؛ قاله أبو زيد، وقال الليث: لَكَأْتُهُ بالسوط لَكْأً: ضربْتُه به. أبو عمرو: لَكَأَهُ " حَقَّه ": إذا أعطاه حقه كُله. الفرّاء: لَكِئْتُ به: لَزِمتُه، جاء به مَهموزاً ولم يهمزه غيره. وتَلَكَّأ عن الأمر: تباطَأ عنه. والتَّركيب يدل على لزوم لمَكان وتَباطُؤٍ. لمأ لَمَأْتُ عليه ولَمَأْتُه لَمْأً: إذا ضَربْت عليه يدك مُجاهرةً وسِرّاً. والمَلْمُؤَةُ: الموضع الذي يُؤخذ فيه الشيء. والمَلْمُؤةُ: الشبكة أيضاً، قال أبو حزام غالب بن الحارث العُكليُّ: تَخَيَّرْتُ قَوْلي على قُدْرَةٍ ... كَمُلْتَمِسِ الطَّيْرِ بالمَلْمُؤَهْ وقال زيد بن كَثْوَةَ: ما يَلْمَأُ فمه بكلمة: أي لا يستعْظِم شيئاً تكلَّم به من قبيح، وفي حديث المولِد: فَلَمَأْتُها نُوراً يُضِيءُ له ... ما حَوْلَه كإضاءَةِ البَدْرِ أي أبصَرْتُها؛ بمنزلة: لَمَحْتُها. وألْمَأَ به: اشتمل عليه، ويقال: ذهب ثوبي فما أدري من ألْمَأَ به والْمَأَ عليه. قال ابن السِّكِّيت: هذا لا يُتكلَّم به بغير جَحْدٍ، سمعت الطائي يقول: كان بالأرض مَرعى فهاجت به دواب ألْمَأَتْه: أي تركَتْه صعيداً ليس به شيءٌ، ويقال: ما أدري أين ألْمَأَ من بلاد الله. وألْمَأ اللص على الشيء فذهب به. وتَلَمَّأتِ الأرض عليه: استوت عليه، قال هُدْبة بن خَشْرَم: وللأرْضِ كم من صالحِ قد تَلَمَّأَتْ ... عليه فَوارَتْه بَلمّاعةٍ قَفْرِ ويروى: توادَّأتْ. والتُمِئَ لون الجرل: تغير؛ مثال التُمِعَ. والتركيب يدل على الاشتمال. لوأ الّلاءَةُ - بوزن الّلاعَةِ -: ماء من مياه بني عَبْسٍ. واللَّوْءَةُ: السَّوْءةُ، عن ابن الأعرابي. لهلأ أبو الهيثم: تَلَهْلأْتُ: أي نكَصْتُ. ليأ اللِّيَاءُ - مثال الكِساء -: حبٌّ كالحِمِّص شديد البياض، ويقال للمرأة إذا وصفت بالبياض: كأنها اللِّيَاءُ، وقيل: هو اللُّوْبِيَاءُ، وفي حديث معاوية - رضي الله عنه -: أنه دُخِلَ عليه وهو يأكل لِياءً مُقشَّىً: أي مُقشَّراً. واللِّياءُ - أيضاً -: سمكة في البحر تُتّخذ منها التِّرَسَةُ فلا يحيك فيها شيء ولا يجوز، قال: يَخْضِمْنَ هامَ القَوْمِ خَضْمَ الحَنْظَلِ ... والقُرْعَ من جِلْدِ اللِّيَاءِ المُصْمَلِ وهمزةُ اللِّيَاءِ أصلية كهمزة الخِباء. مأمأ ابن دريد: المَأْمَأَةُ: حكاية صوت الشاة إذا وصَلت صوتها فقالت: مِئْ مِئْ، وكذلك الظَّبْية، يقال: مَأْمَأَتِ الشاة والظَّبية. متأ مَتَأْتُه بالعصا: ضربتُه بها. ومَتَأْتُ الحبل - لغة في مَتَوْتُه -: إذا مَدَدْتَه. مرأ مَرْأةُ - بالفتح -: قرية مَأرِب. ومَرْأة: قرية، قال ذو الرمة: فَلَمّا دَخَلْنا جَوْفَ مَرْءَةَ غُلِّقَتْ ... دَساكِرُ لم تُرفَعْ لخَيْرٍ ظِلالُها

مسأ

ومَرَأ: أي طَعِم، يقال: مالَكَ لا تَمْرَأُ: أي لا تَطْعَمُ، ومَرَأَني الطعام، يَمْرَأ مَرْءً، ومَرَأ الطعام، ومَرِئَ، ومَرُؤَ: صار مَرِيئاً، وقال بعضهم: أمْرَأَني الطعام، وقال الفرّاءُ: يقال: هَنَأَني الطعامُ ومَرَأَني: إذا تَبِعَتْ هَنَأَني فإذا أفْرَدُها قالوا: أمْرَأني، وهو طعام مُمْرِئٌ. ومَرِئْتُ الطعام: اسْتَمْرَأْتُه. والمُرُوْءَةُ: الإنسانية، ولك أن تُشَدِّدَ. ابو زيد: مَرُؤَ الرجل: صار ذا مُرُوْءَةٍ، فهو مَرِيءٌ - على فَعِيْلٍ -. وتقول: هو مَرِيءُ الجَزور والشاة: للمُتَّصل بالحُلْقوم الذي يجري فيه الطعام والشراب، والجميع مُرُؤٌ مثال سرير وسُرُر. والهَنِيءُ والمَرِيءُ: نهران أجراهُما هشام بن عبد الملك. والمَرْءُ: الرجل، يقال هذا مرْء صالح ورأيت مَرْءً صالحاً ومَرتُ بمرءٍ صالح، وضَمَّ الميم في الأحوال الثلاث لُغة، وهما مَرْآن صالحان، ولا يُجمع على لفظه، وتقول: هذا مُرْءٌ - بالضم - ورأيت مَرْءً - بالفتح - ومررت بِمرْءٍ - بالكسر - مُعرباً من مكانين، وتقول: هذا امْرَأٌ - بفتح الراء - وكذلك رأيت امْرَأ ومررت بأمْرَأ - بفتح الراءات -، وبعضهم يقول: هذه مرأة صالحة، ومرةٌ أيضاً بترك الهمز ويُحرِّك الراء بحركتها، فإن جِئتَ بألف الوصل كان فيه أيضاً ثلاث لُغات: فتحُ الراء على كل حال - حكاها الفرّاء - وضمُّها على كل حال وإعرابها على كل حال، وتقول: هذا امرؤ ورأيت امرأً ومررت بأمرئِ معرباً من مكانين، وهذه امرأةٌ؛ مفتوحة الراء على كل حال، فإن صغَّرت أسقطت ألف الوصل فقُلت: مُرَيءٌ ومُرَيْئَةٌ، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: إني لأكْرَه أن أرى الرجل ثائراً فَريْصُ رقبته قائماً على مُرَيْئَته يضربُها. تصغيرُه المرأة استضعاف لها واستصغار ليُري أن الباطش بمثلها في ضعفها لَئيم، ويقال: المَرؤُون في جمع المَرْء، ومنه حديث الحسَنِ البصريِّ - رحمه الله -: أن عبيدة ابن أبي رائطة قال: أتيناه فازدحمنا على مَدرجَتِه مدرجة رثَّة فقال: أحسنوا أملاءكم أيها المرؤون وما على البِناء شَفَقاً ولكن عليكم فاربعوا رحمكم الله، وقال رُؤبة بن العجّاج لطائفة رآهم: أين يريد المرؤون. وربما سمّوا الذئب امرء، وذكر يونس بن حبيب: أن قول الشاعر: وأنت امْرُؤٌ تَعْدُو على كلِّ غِرَّةٍ ... فَتُخْطِئُ منها مَرَّةً وتُصِيْبُ يعني به الذئب. وقالت امرأةٌ من العرب: أنا امْرُؤ لا أخبر السِّر. والنِّسبة إلى امْرِئٍ: مَرَئيٌّ - بفتح الراء -، ومنه المَرَئيُّ الشاعر، وكذلك النسب إلى امرئ القيس؛ وإن شِئتَ امرئيٌّ. ومَرَأْتُ المرأة: نَكَحْتُها. ومَرئَ الرجل: صار كالمرأة حديثاً وهيئة. وتمرَّأ: تكلَّف المُرْوءَةَ. ابن السكِّيت: فلان يتمرَّأ بنا: أي يَطلب المروءة بنقصنا. مسأ مَسَأْتُ القدر: فَثَأْتُها، والرجل بالقول: ليَّنْتُه. أبو زيد: مَسَأَ الرجل: مَجَنَ، قال: ويقال: ركِب مَسْءَ الطريق: أي وسطه. ومَسَأْتُ بين القوم ومَأَسْتُ: أفسدْتُ. ومَسَأْتُه: خدعتْه. ومَسَأَ على الشيء: مرَنَ عليه. ومَسْأْتُ حقَّه: أنْسَأْتُه. وأمْسَأْتُ: أفسَدْتُ؛ مثل مَسَأْتُ. وتَمَسَّأَ الثوب: بَلي. وتَمَاسَأَ ما بينهم: فسدَ. مطأ مَطَأَ المرأة: جامَعها. ملأ المَلْءُ - بالفتح -: مصدر مَلأْتُ الإناء، وكوزٌ مَلأنُ، ودَلو مَلأَى، والعامة تقول: كُوزٌ مَلأَ ماءً؛ والصواب مَلآنُ ماء، وقال ابن الأعرابي في نوادره: جعبَةٌ مَلآنَةٌ وامرأة ثَكْلانةٌ. والمِلءُ - بالكسر -: اسم ما يأخذه الإناء إذا امتلأ، يُقال: أعطني مِلأَهُ ومِلْئَيْه وثلاثة أمْلائه. والمُلأَةُ - بالضم مثال المُلْعَةِ -: الزكام. ومُلِئَ الرجل؛ ويقال مَلُؤَ مثال كرُم: أي صار مَلِيْئاً: أي ثقة؛ فهو غنيٌّ مَلِيءٌ بيِّن المَلاءِ والمَلاءَةِ - ممدودين -، قال أبو ذُؤيَب الهُذلي: أدَانَ وأنْبَأَه الأوَّلُوْنَ ... بأنَّ المُدَانَ مَلِيءٌ وفِيّْ والمُلاءَةُ - بالضم والمد -: الرَّيطة، والجمْعُ مُلاءٌ. والمُلاءُ: سيف سعد بن أبي وقّاص - رضي الله عنه -، قال ابن النُّوَيْعِم يرثي عمر بن سعد بن أبي وقاص حين قتله المُختار بن أبي عُبيد:

منأ

تَجَرَّدَ فيها والمُلاءُ بِكَفِّهِ ... لِيُخمِدَ منها ما تَشَذَّرَ واسْتَعَرْ والمَلأُ - بالتحريك -: الجماعة، قال أُبيٌّ الغنَويّ: وتَحَدَّثُوا مَلأً لُصْبِحَ أُمُّنا ... عَذْراءَ لا كَهْلٌ ولا مَوْلُودُ أي: تشاوروا مجتمعين مُتمالئين على ذلك ليقتُلُونا أجمعين فتُصبِح أُمُّنا كأنها لن تَلِدْ. والملأُ - أيضاً -: الخُلُق، يقال: ما أحسن مَلأَ بني فلان: أي عِشرتَهم وأخلاقهم، قال عبْد الشّارق بن عبد العُزّى الجُهَنيُّ: فَنَادَوْا يا لَبُهْثَةَ إذْ رَأَوْنا ... فَقُلْنا أحْسِني مَلأً جُهَيْنا والجمْع أمْلاءٌ، وفي الحديث: أن أعرابيا دخل مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلّى ركعتين ثم رفع يديه وقال: اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لقد تَحَجَّرْتَ واسعاً يعني سَعَة رحمَة الله تعالى، فلم يلبَث الأعرابيُّ أن قام وبال في آخر المسجد، فقام إليه أصحابه - صلى الله عليه وسلم - ليَضْرِبوه، فقال: أحسِنوا أملاءَكم! دَعوه وأريقوا على بَوْلِه سجْلاً من ماء؛ أو قال: ذنوباً من ماء؛ فإنما بُعثْتُم مُيسَرِّين ولم تُبعثوا مُعَسِّرين. والمَلأُ - أيضاً -: الأشراف، وفي الحديث: أن المسلمين لمّا انصرفوا من بدر إلى المدينة استقبلهم المسلمون يُهَنِّئونهم بالفتح ويسألونهم عمّن قُتل؛ قال سلامَةُ بن سَلَمة - رضي الله عنه -: ما قَتَلْنا أحداً فيه طَعْم ما قَتَلْنا إلاّ عجائز صُلْعاً، فأعرض عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: يا ابن سلَمة أولئك المَلأُ من قريش. وأملأه الله: أي أزْكَمه؛ فهو ممْلُوْء على غير قياس، يُحمل على مُلِئَ. وأمْلأْتُ النَّزعَ في القوس: إذا شَدَدتَ النَّزع فيها. والمُملِئُ من الشاء: التي يكون في بطنها ماء وأغراس فيُخَيَّل إلى الناس أنَّ بها حَمْلاً. ويقال: اجتمع بنو فلان فتشاوروا فيما بينهم حتى امْتَلأُوا على أمرهم الذي أرادوا: أي اتَّفقوا. وامتَلأَ الشيء وتَمَلأَ: بمعنىً، يقال: تَمَلأْتُ من الطعام والشراب، وتَمَلأَ فلان غَيظاً. أبو زيد: مالأْتُه على الأمر: ساعدْتُه عليه وشايعْتُه، وفي حديث عليٍّ - رضي الله عنه -: ما قتلتُ عثمان ولا ملأْتُ على قتلِه. وتَمَالأُوا على الأمر: اجتمعوا عليه، وفي حديث عمر - رضي الله عنه - في القَتيل: لو تَمَالأَ عليه أهل صنعاء لَقَتلتُهُم به. والتركيب يدل على المساواة والكمال في الشيء. منأ أبو زيد: المَنِيْئَة: الجلد أول ما يُدبغ؛ ثم هو أفيْقٌ؛ ثم أديمٌ، تقول منه: مَنَأْتُ الإهابَ مَنْأً: إذا نقعتَه في الدِّباغ، قال حُميد بن ثور - رضي الله عنه - يُخاطب امرأتَه ابنة مالك ويَهجُوها: فأُقْسِمُ لولا أنَّ حُدْباً تَتابَعَتْ ... عَلَيَّ ولم أبْرَحْ بِدَيْنٍ مُطَرَّدا لَزاحَمْتُ مكْسالاً كأنَّ ثِيابَها ... تُجَنُّ غَزَالاً بالخَميْلَةِ أغْيَدا إذا أنتِ باكَرتِ المَنيْئَةَ باكَرَتْ ... مَدَاكاً لها من زَعْفَرانٍ واثْمدا قال الكسائي والأصمعي: هي المَدْبغة. موأ اللِّحياني: ماءَتِ الهِرَّة تَمُوْءُ مُواءً - مثال ماعَتْ تَمُوعُ مُواعاً -: أي صاحت، فهي هِرَّةٌ مَؤُوْءٌ - مثال مَعُوْعٍ -. والمائِئَةُ والمائيَةُ والمائِيَّةُ: السِّنَّوْرُ. وأمْوَأ: إذا صاح صياح الهِرَّةِ. نأنأ نَأْنَأْتُ في الرأي: إذا خَلَّطْتَ فيه تَخليطاً ولم تُبْرمْه، قال عبد هِند بن زيد التغَلبيُّ: فلا أسْمَعَاً فيكم بأمْرٍ مُنَأْنَأٍ ... ضَعيفٍ ولا تَسْمَعْ به هامَتي بَعْدي أبو عمرو: النَّأْنَأَةُ: الضعيف، وفي حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: طوبى لمن مات في النَّأْنَأَةِ: أي في بَدْءِ الإسلام حين كان ضَعيفاً قبل أن تَكْثُر أنصاره والداخلون فيه. وقد نَأْنَأَ في الأمر: أي قصَّر، وعن الأمر: أي ضَعُفَ، فهو نَأْنَأٌ - مثال نَفْنَفٍ - ونُؤْنُؤٌ - مثال نُعْنُعٍ - ونَأْنَاءٌ - مثال نَعْنَاعٍ -، قال امرؤ القيس يمدح سعد بن الضَّباب الأيادي: لَعْمُرُكَ ما سَعْدٌ بخُلَّةِ آثِمٍ ... ولا نَأْنَأٍ عند الحِفاظِ ولا حَصِرْ

نبأ

ونَأْنَأْتُه: أي نَهْنَهْتُه عمّا يريد وكَفَنْتُه عنه، ومنه قيل للضَّعيف: مُنَأْنَأْ؛ لأنه مَكفُوفٌ عمّا يُقدِم عليه القويّ. ونَأْنَأْتُه: أي أحسنت غِذاءه. وتَنَأْنَأَ: ضعيف. والتركيب يدل على الضعيف. نبأ النَّبْأَةُ: الصوت الخفِيُّ، قال ذو الرمَّة: وقد تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ نَدِسٌ ... بِنَبْأة الصَّوتِ ما في سَمْعِه كَذِبُ أبو زيد: نَبَأْتُ أنْبَأُ نُبُوْءً: إذا ارتفعت، وكل مُرتفع نابِيءٌ ونَبِيْءٌ، وفي الأحاديث التي لا طرق لها: لا يُصَلّى على النبي، أي: المكان المُرتَفِع المُحدَوْدِب. ونَبَأْتُ على القوم نبْأ ونُبُوْءً: إذا طلعت عليهم. ونَبَأْتُ من أرض إلى أرض: إذا خرجْت منها إلى أُخرى، وهذا المعنى أراد الأعرابي بقوله: يا نبِيءَ الله؛ أي: يا من خرج من مكة إلى المدينة، فأُنْكِر عليه الهمْز، وقال: إنّا مَعْشر قريش لا نَنْبِر، ويروى: لا تَنْبِر باسمي فإنما أنا نبيُّ الله. وسيل نابئٌ: جاء من بلد آخر، وكذلك: رجل نابئٌ، قال الأخطل: ولكِنْ قَذاها كُلُّ أشْعَثَ نابِئٍ ... رَمَتْنا به الغيطانُ من حيثُ لا ندري ونبَأَتْ به الأرض: جاءَت به، قال حَنَش بن مالك: فَنَفْسَكَ أَحْرِزْ فإن الحُتوفَ ... يَنْبَأْنَ بالمَرْءِ في كلِّ وادِ ونُبَاءٌ - بالضم والمد -: موضع بالطائف. والنَّبَأُ: الخبر، ونَبَّأَ وأنْبَأَ: أي أخبر، ومنه اشتُقَّ النبيءُ؛ لأنه أنْبَأَ عن الله عز وجل، وهو فَعِيْلٌ بمعنى فاعِل، غير أنهم تركوا الهمز في النبي والبريّة والذُرية والخابية إلاّ أهل مكة - حرسها الله تعالى - فإنهم يهمزون هذه الحروف ولا يهمزون غيرها، ويُخالفون العرب في ذلك. وتصغير النَّبيء نُبَيِّئٌ مثال نُبيِّعٍ، وتصغير النُّبُوْءَةِ نُبَيِّئَةٌ مثال نُبَيِّعة، تقول العرب: كانت نُبَيِّئةُ مُسيلِمة نُبَيِّئة سوء. وجمْع النَّبيء نُبَأةُ، قال العباس بن مِرداسٍ السُّلمي: يا خاتم النُّبَأءِ إنك مُرْسِلٌ ... بالحقِّ كُلُّ هُدى السَّبيلِ هُدَاكا إنَّ الإلهَ بَنى عليك مَحَبَّةً ... في خَلْقِه ومحمَّداً سَمّاكا ويروى: " يا خاتم الأنباء ". ويجمع أيضاً على نبيين وأنبياء، لأن الهمز لما أُبدل وأُلزِم الإبدال جُمِع جَمْع ما أصل لامه حرفُ العلة؛ كعيدٍ وأعياد. ورمى فأنْبَأ: أي لم يَشْرِمْ ولم يَخدِشْ، وقيل: الأنْبَاء: أن يَرمي ولا يُنفذَ. ونبَّأ نبيئَةً: أخبر. وقوله تعالى:) لَتُنَبِّئَنَّهم بأمْرِهم هذا (أي: لَتُجازينهم بفعلهم، وتقول العرب للرجل إذا توعَّدوه: لأُنبِّئنَّك ولأُعرِّفنَّك. قال سيبويه: ليس أحد من العرب إلاّ ويقول: تَنَبَّأَ مسيلمة؛ بالهمز. ويقال: نابَأْتُ الرجل ونابَأَني: إذا أخبرْته وأخبرَك. وقيل: نابَأْتُهم: تركتُ جِوارهم وتباعدْتُ عنهم، قال ذو الرمّة يهجو قوماً: زُرْقُ العُيونِ إذا جاوَرْتَهُمْ سَرَقوا ... ما يَسْرِقُ العَبْدُ أو نابأْتَهم كَذَبوا والاستنباء: الاستِخْبار. والتركيب يدل على الإتيان من مكان إلى مكان. نتأ نَتَأَ نَتْأً ونُتُوْءً: ارتفع، وفي المثل: تحقروه ويَنْتَأُ. وكل شيء ارتفع من نبتٍ وغيره فهو ناتِئٌ. ونَتَأَ الشيءُ: خرج من موضعه من غير أن يبيْنَ. ونَتَأَتِ القُرْحَةُ: وَرِمَتْ. ونَتَأْتُ على القوم: اطَّلَعْتُ عليهم؛ مثل نَبَأْتُ. ونَتَأَتِ الجاريَةُ: بلغتْ وارتفعت. والنُّتَأَةُ: ماء لِبني عُمَيْلَةَ، وقيل: نُخيلات لبني عُطارد. وانْتَتَأَةُ: أي ارتفع. وانْتَتَأَ أيضاً: انبرى، وبكلَيهما فُسّر قول أبي حِزام غالب بن الحارث العُكلي: فَلَمّا انْتَتَأْتُ لِدِرِّيْئْهِمْ ... نَزَأْتُ عليه الوَأَى أهْذَؤُهْ والتركيب يدل على خروج شيء عن موضعه من غير بَيْنُونةٍ. نجأ

وندأ

أبو عبيدة: نَجأتُه نَجْأً: إذا أصبته بعين، وفي الأحاديث التي لا طرق لها: رُدوا نَجْأَةَ السائل بِلُقمة، وفي الحديث معنيان: أحدهما أن ترحم السائل من مدِّ عينيه إلى طعامك شهوةً له وحرصاً على أن ينال منه فتدفع إليه ما تقصر به طَرْفَه وتَقْمَعُ شهوته، والثاني أن تحذَرَ إصابته نِعْمَتَك بعينه لفَرْطِ تحديقه وحرصه فتدفع عينه بشيء تزلُّه إليه. الفرّاء: رجل نَجُؤُ العين - على فَعُلٍ بضم العين - ونَجُوْءُ العين - على فَعُوْلٍ - ونَجِئُ العين - على فَعِلٍ بكسر العين - ونَجِيءُ العين - على فَعِيْلٍ -: أي خَبيثُ العين، قال: فلا تَخْشَ نَجْئي أنَّني لكَ مُبْغِضٌ ... وهل تَنْجَأُ العَيْنُ البَغِيْضَ المُشَوَّها ويقال: أنت تَتَنَجَّأ أموال الناس: أي تتعرَّض لتُصيبها بعينك حسداً وحرصاً على المال. وندأ نَدَأْتُ القُرْص في النار نَدْءً: دفنته في المَلّة لينضجَ، وكذلك اللحم: إذا مَلَكْته في الجمر، والاسم النَّدِيءُ على فَعِيْلٍ. ونَدَأَ علينا فلانٌ: طَلَع. ونَدَأْتُه: ذعَرْتُه. ونَدَأْتُ به الأرض: ضربْتَ به الرض. الأصمعي: نَدَأْتُ الشيء: كَرِهتُه. والنَّدْءَة والنُّدْءةُ - بالفتح والضم -: الكثرة من المال؛ مثل النَّدْهَةِ والنُّدْهَةِ. والنَّدْءَةُ والنُّدْءَةُ - أيضاً -: قَوْسُ قزح. والنُّدْءَةُ - بالضم - من الفرس: ما فوق السُّرة. والنُّدْءَةُ - أيضاً - في لَحْمِ الجزُورِ: طريقة مُخالفة للون اللحم. وقال ابن الأعرابي: النُّدْءَةُ: الدُّرْجَةُ التي يُحشى بها خوْران الناقة ثم تُخَلّل إذا عُطِفت على ولد غيرها أو على بَوٍّ أُعدَّ لها. ونَوْدَأَ نَوْدَأةً: عَدَا. والتركيب يدل على شيء يدل على طرائق وآثار. نزأ أبو زيد: نَزَأْتُ بين القومِ نَزْءً ونُزُوْءً: حَرَّشْتَ وأفْسَدْتَ. ونَزأَ الشيطان بينهم: ألقى الشر والإغراء. الكسائي: نَزَأت عليه نَزْءً: حَمَلت، يقال: ما نَزَأك على هذا الأمر: أي ما حَملك عليه، قال أبو حزام غالب بن الحارث العُكلي: فَلما انْتَتَأْتُ لِدرِّيْئِهمْ ... نَزَأْتُ عليه الوَأى أهْذَؤُهْ ورجل مَنْزُوءٌ بكذا: أي مُولع به. ويقال: إنك لا تدري عَلامَ يُنْزَأ هَرِمُكَ ولا تدري بم يُولع هَرِمُك: أي نفسك وعقلُك، عن ابن السكِّيت. نسأ نَسَأْتُ البيعير نَسْأً: إذا زجَرْته وسُقتَه. ونَسَأْتُ الشيء نَسْأً: أخَّرْته. ونَسَأَ الله في أجله. ونَسَأْتُهُ البيع: بِعته بنسِيئة. ونَسَأْتُ عنه دينه نسَاء - بالفتح والمد -، وكذلك النساء في العمر، ومنه قول عليٍّ - رضي الله عنه -: من سَرَه النَّسَاء - ويروى: من أراد النَّسَاء - ولا نَسَاء، فليُباكر الغداء وليُقِلَّ غِشيان النِّساء وليُخفف الرِّداء. ونَسَأْتُ في ظِمء الإبل نَسْأ: إذا زدتَ في ظِمئِها يوما أو يومين أو أكثر من ذلك. ونَسَأَتِ الظَّبْيَةُ غزالها نَسْأً: إذا رشَّحته، ونَسَأتْهُ: سَقَتْه النَّسْءَ. ونَسَأَت الماشية نَسْأً: وهو بَدْء سمنها حين ينبت وبَرها بعد تساقطه، يقال: جرى النَّسء في الدواب، قال أبو ذُؤيب الهُذلي: به أبَلَتْ شَهْرَيْ رَبيعٍ كِلَيْها ... فقد مارَ فيه نَسْؤُها واقْتِرارُها " به ": أي بهذا الموضِع، ويُروى: " بها ": أي بالأيْكَة، ويروى: " رَبلَتْ ": أي أكلتِ الرَّبْل. فالنَّسْءُ " بَدْء السِّمن، والاقترار: نهايَتُه.

نشأ

والنَّسْءُ: المرأة المظنون بها الحَمْل، وقال قُطْرب: هي النُّسْءُ - بالضم - والنَّسُوْءُ 0على فَعُول -، ومنه الحديث: إنه كان لعامر بن ربيعة ابن اسمْهُ عبد الله فأصابته رمْيَةٌ يوم الطائف فضَمِن منها فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأُمِّه ودخل عليها وهي نَسْءٌ: أبشري بعبد الله خَلَفا من عبد الله، فولَدت غُلاما فسمَّته عبد الله، فهو عبد الله بن عامر. وقيل لها نَسْءٌ لِتأخر حَيضها عن وقته، وفي الحديث: إنّ زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم ورضي عنها - كانت تحت أبي العاص بن الربيع؛ فلما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة أرسَلَها إلى أبيها وهي نَسُوْءٌ فنفَرَ بها المشركون بَعيرها حتى سقطت فنَفثت الدماء مكانها وألقت ما في بطنها فلم تزل ضِمَنَةً حتى ماتت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والنُّسْأَةُ - بالضم -: التأخير، يقال: بعتُه بِنُسْأَةٍ. ونُسِئَتِ المرأة نَسْأً: إذا كانت عند أول حَمْلِها. والمِنْسَأَةُ: العصا، تُهمز ولا تُهمز، قال أبو طالب بن عبد المطلب يخاطب خداش بن عبد الله بن أبي قيس بن عَبْدِ وَدٍّ في قتْلِه عمرو بن عَلْقمة بن المُطلب: أمِنْ أجْلِ حَبْلٍ لا أبالكَ صِدْتَه ... بِمِنْسَأَةٍ قد جاءَ حَبْلٌ بأحْبُلِ وقال آخر في ترك الهمز: إذا دَبَبْتَ على المِنْسَاةِ من هَرَمٍ ... فقد تَبَاعَدَ عنك اللَّهْوُ والغَزَلُ وهو نِسْءٌ نِسَاءٍ - بالكسر -: أي حدثُهُنَّ وخِدْنُهُنَّ. وأنْسَأْتُهُ الشيء: أخَّرْتُه. وأنْسَأْتُ الدَّين: أخَّرْتُ، وقوله عز وجل:) إنَّما النَّسِيْءُ زِيَادَةٌ في الكُفْر (: قيل: هو فَعِيْلٌ بمعنى مفْعُولٍ من قولك: نَسَأْتُ الشيء فهو مَنْسُوءٌ: إذا أخرته؛ ثم يُحوَّل مَنسُوْء إلى نسيء كما يُحوَّلُ مَقتول إلى قتيل. ورجل ناسئ وقوم نَسَأَةٌ مثال عامل وعَمَلَةٍ، وذلك أنهم كانوا إذا صدروا عن منىً يقوم رجل من بني كنانة فيقول: أنا الذي لا يُردُّ لي قضاء، فيقولون: أنْسِئْنا شهراً: أي أخِّر عنَّا حُرمة المُحرَّم واجعلها في صًفًر، لأنهم كانوا يكرهون أن تتوالى عليهم ثلاثة أشهر لا يُغيرون فيها، لأن مَعاشَهم كان في الغارة، فَيُحلُّ لهم المُحرَّم. وقال الفرّاء: النَّسِيءُ: مصدر، وقال الأزهري: النَّسِيءُ: بمعنى الإنْسَاء؛ اسم وُضِع موضع المصدر الحقيقي؛ من أنْسَأْتُ. قال: وقد قال بعضهم: نَسَأْتُ - في هذا الموضع -: بمعنى أنْسَأْتُ، ومنه قول عُمير بن قيس بن جِذلْ الطِّعَان: ألَسْنا النّاسِئينَ على مَعَدٍّ ... شُهُوْرَ الحِلِّ نَجْعَلُها حَرَاما وقولهم: أنْسَأْتُ سُربَتي: أي أبعدْتُ مذهبي، قال الشَّنْفرى: غَدَوْتُ من الوادي الذي بين مِشْعَلٍ ... وبين الجَبى هيهاتَ أنْسَأْتُ سُرْبَتي وانْتَسَأْتُ عنه: تأخَّرت، ورأى عمر - رضي الله عنه - قوما يرمون فقال: ارتموا فإن الرّمي جلادَةٌ وانتَسِئوا عن البيوت لا تُطمَّ امرأة أو صبي يسمع كلامكم فإن القوم إذا خَلوا تكلموا. وكذلك الإبل إذا تباعدت في المرعى، قال مالك بن زُغْبة الباهليّ: إذا انْتَسَأُوْا فَوْتَ الرِّماح أتتْهُمُ ... عوائرُ نَبْلٍ كالجَرادِ نُطِيْرُها ويقال: إن لي عنك لَمُنْتَسَأً: أي مُنْتَأىً وسعة. والتركيب يدل على تأخير شيء. نشأ النّاشئُ: الحدث الذي جاوز حدَّ الصِّغر، والجارية ناشئٌ أيضاً، والجمْع: النَّشأُ - بالتحريك مثال طالب وطَلَبٍ -، وكذلك النَّشْءُ - مثال صاحب وصحْب -. والنَّشْءُ - أيضاً -: أول ما ينشأُ من السَّحاب. ونَشأتُ في بني فلان ونَشُؤْتَ نَشْأً ونُشُوْء: إذا شَبَبْتَ فيهم. ونَشَأَتِ السَّحابَةُ: ارتَفَعَتْ، وفي حديث النبي - صلّى الله عليه وسلَّم -: اذا نَشَأَت بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غديقة، أي سحابة بحرية، والبحر من المدينة، - على ساكنيها السلام - يمانٍ وهو الجانب الذي تهب منه الجَنوبُ، وتشاءمت: أخذت نحو الشام وهي الجانب الذي تهب منها الشَّمال، والغَديقة: الغزيرة.

نصأ

وناشِئةُ الليل: أول ساعاته، وقال ابن عرفة: كل ساعةٍ قامها قائمٌ من الليل فهي ناشِئةٌ، وقيل: كلُّ ما حدث باللَّيل وبدأ فهو ناشىء؛ والجمع ناشئةْ، وقال الازهريُّ: ناشئة الليل مصدرٌ جاء على فاعلةَ؛ وهي بمعنى النَّشْءِ؛ كالعافية بمعنى العفوِ والعاقِبَةِ بمعنى العقبِ والخاتِمَةِ بمعنى الختم. وقال الدّينوري: النَّشأةُ والنَّشِيئَة من كل النبات: ناهِضه الذي لم يغْلُظ بعد، وأنشد: أرِنات صُفْر المَنَاخِرِ والأشْ ... داقِ يَخْضِدْنَ نَشْأَةَ اليَعْضِيْدِ قال: وقال ابن الأعرابي: التَّفِرَةُ: ما ابتدأ من الطَّريفة ينبت ليِّنا صغاراً رَطباً؛ فإذا غلُظ قليلا وارتفع وهو رطْب فهو النَّشِيْئَةُ؛ فإذا يَبِس فهو الطريفَة. ابن السكِّيت: النَّشِيئَةُ: أول ما يُعمل من الحوض، يقال: هو بادي النَّشِيئَة: إذا جفَّ عنه الماء وظهرت أرضه، قال ذو الرمّة: دَفَقْنَاهُ في بادي النَّشيئةِ دائرٍ ... بَعيْدٍ بِعَهْدِ النّاسِ بُقْعٍٍ نَصَائبُه وقال أبو عُبيد: هي حجر يُجعل أسفل الحوض. والنَّشْأةُ والنَّشَاءَةُ: بالفتح فيهما وبالمد في الثانية عن أبي عمرو بن العلاء -: اسم من لأنشَأَ الله الخلْقَ. وأنشَأََ يَفعَلُ كَذا: أي ابتَدَأَ. وأنشَأَ الشاعِرُ. وفلان يُنْشِئُ الأحاديث: أي يضعها. وقوله تعالى:) وله الجَوَاري المُنْشَآتُ (قال مجاهد: هي السفن التي رُفعت قلو عها وإذا لم تُرفع قلوعها فليست بِمُنشآت، وقيل: هي التي ابتُدئَ بهن في البحر لتجري فيه، وقرأ حمزة بن حبيب الزَّيّات وعلي بن حمزة الكِسائي:) المُنْشِئآت (- بكسر الشين - ومعناها: المُبتَدِئاتُ في الجري: وأنشأ الله السّحاب: رفَعَها. أبو زيد: تقول هُذيل: أنْشَأَتِ الناقة: إذا لَقِحَتْ. وأُنْشِئ ونُشِّئَ: بمعنى، وقرأ الكوفيون غير أبي بكر) أوَ مَنْ يُنَشَّأُ في الحِلْيَة (مُشَدَّدة؛ والباقون:) يُنْشَأُ (مُخفَّفة: أي يُرشَّح ويُنبَّت. وتَنَشَّأْتُ إلى حاجتي: نَهَضتُ إليها ومَشيْت، عن أبي عمرو، وأنشد للبُرج ابن مُسْهِر الطائيِّ: فلمّا أنْ تَنَشَّأ قام حِرْقٌ ... من الفِتْيَانِ مُخْتَلَقٌ هَضُوْمُ ويُروى " تَنَشّى " - بغير هَمْز -: أي سَكِرَ. وتَنَشَّأ فلان غادياً: إذا ذهب لحاجته. ابنُ السكِّيت: الذِّئبُ يَستَنشِئُ الريح - بالهمز -، قال: وإنما هو من نَشَيْتُ الرِّيح - غير مهموز -: أي شَممتُها، وفي الحديث: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على خديجة - رضي الله عنها - يخطُبُها ودخلَت عليها مُستَنْشِئة من مولَّدات قريش فقالت: أمحمد هذا! والذي يُحْلَ به إن جاء لَخاطباً. المُستَنشئَةُ: الكاهنة لأنها تتعاطى عِلْم الأكوان والأحداث وتستبحثُها. والمُسْتَنْشَآت في قول الشَّمّاخ: عَلَيْها الدُّجى مُسْتَنْشَأتٍ كأنَّها ... هَوادِجُ مَشدُوْدٌ عليها الجَزَاجِزُ ويروى: " الجزائز " و " الجَلائز " و " الجَلامِز ". والتركيب يدل على ارتفاع في شيء وسمو. نصأ الكسائي وأبو عمرو: نَصَأْتُ الشيء: رفعْتُه. أبو زيد: نَصَأْتُ الناقة: زجَرْتُها. الفرّاء: نَصَأْتُ الرجل ونَصَوْتُ: أخذتُ بناصيته. نفأ النُّفْأَةُ - بالضم -: واحدة النُّفَأ: وهي قِطع من النَّبْت مُتقرِّقة من عُظْم الكَلأِ، مِثالها صُبْرة وصُبَرٌ، قال الأسود بن يَعْفُر النَّهشلي: ولقد غَدَوْتُ لغازِبٍ مُتَنَاذَرٍ ... أحْوى المَذانِبِ مُؤْنِقِ الرُّوّادِ جادَتْ سَوارِيْهِ وآزَرَ نَيْتَه ... نُفَأٌ من الصَّفْراءِ والزُّبّادِ ونْفءٌ - بالفتح -: موضِع. نكأ نَكَأْتُ القَرْحة أنْكَؤُها نَكْأً: إذا قَشَرْتَها، قال متمِّم بن نُوَيْرة اليربوعي - رضي الله عنه - يرثي أخاه مالكاً: قَعِيْدَكِ ألاّ تُسْمِعِيْني مَلامَةً ... ولا تَنْكَئي قَرْحَ الفُؤاد فَيَيْجَعا وقولهم: هُنِّئْتَ ولا تُنْكَأْ: أي هنَّأك الله بما نلتَ ولا أصابك بوجع، ويقال: ولا تُنكَه؛ مثل أراقَ وهَراقَ. الليث: نَكأْتُ في العَدوِّ أنْكأُ نَكْأً: لغة في نَكَيْتُ أنْكي نِكاية: أي قتلْتُ فيهم وجَرَحْتُ.

نمأ

ونَكَأْتُ حقَّه نَكْأً: قَضيتُه، مثل زكَأْتُه. ولَتَجِدنَّه زُكأَة نُكَأْة: أي هو يقضي ما عليه ولا يَمطُلُ. ونَكَأَةُ الطُّرْثُوث ونُكأَتُه ونَكَعَتُه: وهي حمراء تَظهَر في رأس الطُّرثُوْث. نمأ ابن الأعرابي: النَّمَأُ - بالتحريك مهموزاً مقصوراً - الصغار من القمْل. نهأ نَهئَ اللحم يَنْهَأ نَهْأً ونَهَاءَةً ونُهُوْءَةً؛ ونَهْؤَ أيضاً؛ فهو نَهِيءٌ - على فَعِيْل -: إذا لم ينضَجْ. وفي المثل: ما أبالي ما نَهِئَ من ضبِّك: أي لا يؤثِّر فيَّ ما أصابك من خير أو شر. وما في عَزْمه مَنْهُؤةٌ: أي ترك الصَّريمة والإبرام، قال أبو حِزام غالب ابن الحارث العُكليّ: يَسُوْسُ الأُمُوْرَ فَيَأْتالُها ... وما في عَزيْمَتِه مَنْهُؤَهْ وأنْهَأْتُ اللحم: إذا لم تُنْضِجْه، وقال ابن فارس: هذا عندنا في الأصل: أنْيَأْتُه، من النِّيءِ، فقُلِبت الياء همزة. نوأ ناء يَنُوْءُ نَوْءً: نهض بجَهْدِ ومشقة، قال جعفر بن عُلبة الحارثي: فَقُلْنا لهم تِلكُم إذَنْ بعد كَرَّةٍ ... تُغادِرُ صَرْعى نَوْؤُها مُتَخَاذِلُ وناء: سقط. وهو من الأضداد، ويقال: ناء بالحِمْلِ: إذا نهض به مُثْقَلاً، وناء به الحِمْل: إذا أثقلَه. والمرأة تَنُوءُ بها عجيزتُها: أي تَنْهَض بها مُثقلة. قوله عز وجل:) ما إنَّ مَفَاتِحَه لَتَنُوْءُ بالعُصْبَة (قال الفرّاء: أي لَتُنِيءُ العُصبة بثِقْلِها، قال: إنّي وجَدِّكَ ما أقْضِي الغَريْمَ وإنْ ... حانَ القَضاءُ وما رَقَّتْ له كَبدي إلاّ عَصَا أرْزَنٍ طارَتْ بُرَايَتُها ... تَنُوْءُ ضَرْبَتُها بالكَفِّ والعَضُدِ والنَّوْءُ: سقوط نجمٍ من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقبيه من المشرق يقابله من ساعته في كل ليلة إلى ثلاثة عشر يوما؛ وهكذا كل نجم منها إلى انقضاء السّنة ما خلا الجبهة فإن لها أربعة عشر يوماً. قال أبو عبيدٍ: ولم نسمعْ في النَّوء أنه السّقوط إلاّ في هذا الموضع. وكانت العرب تُضيف الأمطار والرياح والحرَّ والبرْد إلى الساقط منها، وقال الأصمعي: إلى الطّالِع منها فتقول: مُطِرْنا بِنَوءِ كذا، وإنما غلّظ النبي - صلى الله عليه وسلم - القول فيمن يقول: مُطِرْنا بَنوْءِ كذا؛ لأن العرب كانت تقول: إنما هو من فعل النجم ولا يجعلونه سُقيا من الله تعالى. فأما من قال: مُطرِنا بَنوْء كذا ولم يُرِد هذا المعنى وأراد: مُطرنا في هذا الوقت؛ فذلك جائز، كما رُوي عن عمر - رضي الله عنه - أنه استسقى بالمصلّى ثم نادى العبّاس - رضي الله عنه -: كم بقي من نَوْء الثُّريّا فقال: إن العلماء بها يزعمون أنها تعتَرض في الأفق سبعاً بعد وقوعها، فوالله ما مضت تلك السَّبع حتى غِيْثَ الناس. أراد عمر - رضي الله عنه -: كم بقي من الوقت الذي قد جَرت العادة أنه إذا تم أتى الله بالمطر. وجمْع النَّوْء: أنْواءٌ ونُوْآن أيضاً؛ مثال عبدٍ وعُبْدان وبطْن وبُطْنان، قال حسّان بن ثابت - رضي الله عنه -: ويَثْرِبُ تَعْلَمُ أنّا بها ... إذا قَحَطَ القَطْرُ نُوْآنُها ابن السكِّيت: يقال: له عندي ما ساءَه وناءَه: أي أثقلَه، وما يَسُوؤه وينوؤُه، وقال بعضهم: أراد: ساءه وأناءَه، وغنما قال ناءَه - وهو لا يتعدى - لأجل الأزْدواج؛ كقولهم: إني لآتيه بالغَدَايا والعَشايا، والغَدَاةُ لا تُجمع على غَدَايا. وناء الرجل - مثال ناعَ -: لُغة في نَأَى: إذا بَعُد، قال سهم بن حنظلة الغَنَوي، وأنشده الأصمعي لِرجل من غَنيّ من باهلة، قال ويُقال: إنّه لِعُبادَة ابن مُحَبَّر، وهو في شِعر سهم: إنَّ اتِّبَاعَكَ مَوْلى السَّوْء تَسْأَلُه ... مِثل القُعود ولَمّا تَتَّخِذْ نَشَبَا إذا افْتَقَرْتَ نَأى واشْتَدَّ جانِبُه ... وإنْ رَآكَ غَنِيّاً لانَ واقْتَرَبا هكذا الرواية، وروى الكسائي: مَنْ إنْ رَآكَ غَنِياً لانَ جانِبُه ... وإنْ رآكَ فَقِيْراً ناءَ واغْتَرَبا والشاهد في رواية الكسائي. وأنَاءَهُ الحِمْل - مثال أناعَه -: أي أثقلَه وأماله. واسْتَنَأْتُ الرجُل: طلبْتَ نَوءَه أي رفْدَه، كما يقال: شِمْتُ بَرْقه. والمُسْتَنَاءُ: المُستعْطى، قال عمرو ابن أحمر الباهليّ:

نيأ

الفاضلُ العادِلُ الهادي نَقِيْبَتُه ... والمُسْتَنَاءُ إذا ما يَقْحَطُ المَطَرُ وناوَأْتُ الرجل: عادَيتُه، يقال: إذا ناوَأْتَ الرِّجال فاصبِر، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: الخيْل لثلاثة: لرَجُلٍ أجْر ولرَجُلٍ سِتْر وعلى رَجل وزْر، فأما الذي له أجر فرجُل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مَرْجٍ أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات ولو أنه انقطع طيلها فاسْتَلَّت شرفاً أو شرفين كانت له آثارُها وأرواثُها حسنات ولو أنها مَرَّت بنهر فشربت منه ولم يُرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له؛ فهي لذلك الرجل أجر. ورجُل ربطها تغنيِّاً وتَعفُّفاً ثم لم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك ستر. ورجل ربطها فخراً ورياءً ونِواءً لأهل الإسلام فهي على ذلك وزر. والتركيب يدل على النُّهوض. نيأ لحم ميءٌ - بالكسر مثال نِيْعٍ - بيِّن النُّيُوْءِ والنُّيُوْءَةِ: أي غير نَضيجٍ. وأنَأته أنا: إذا لم تُنْضِجه، وأصلُه: أنْيَأْتُه. ونَيَّأْتُ الأمر: إذا لم تُحكمه. وأوأ أبو عمرو: الوَأْواءُ: صياح ابن آوى. وبأ وَبَأَتْ ناقَتي تَبَأُ: أي حنَّتْ. ووَبَأْتُ إليه: أشَرْتُ. والوَبَأ - يُمَدُّ ويُقصَر -: مرضٌ عام، وجمْعُ المقصور: أوباءٌ، وجمْعُ الممدود: أوْبِئة، وقد وُبِئَت الأرض تُوْبَأُ وَبَأً؛ فهي مَوبوءةٌ، ووبِئَتْ تَوْبَأُ وتَيْبَأُ وَبَأءَةً؛ فهي وَبِئَةٌ ووَبِيْئَةٌ - على فَعِلَةَ وفَعِيْلَةَ -، وأوْبَأَتْ: إذا كثُر مرضُها. ابن الأعرابي: أُوْبِئَ الفَصيلُ: إذا سَنِق لامتِلائِه. والمُوْبِئُ: القليل من الماء، قال: ويقال للماء إذا انقطع: ماء مُوْبئٌ. وأوْبَأْتُ: أشرْتُ؛ مثل وَبَأْتُ، قال الفرزدق: تَرى الناسَ ما سِرْنا يَسِيْرُوْنَ حوْلَنا ... وإنْ نحنُ أوْبَأْنا إلى الناس وَقَّفُوا البيت لجميل بن معْمر أخذه منه الفرزدق وقال: أنا أحقُّ بهذا البيت منك؛ متى كان الملك في عذرة إنما هذا لِمُضَر. ووبَأْتُ المتاع ووَبَّأْتُه: مثال عَبَأْتُه وعَبَّأْتُه بمعناهما. وتَوَبَّأْتُ البلد واسْتَوْبَأْتُه: اسْتَوْخَمْتُه. وتأ وتَأَ في مِشيَتِه: تثاقل كِبَراً. وثأ وَثَأَ اللحم: أمَاثَه. ووُثِئَتْ يده، وقد وَثَأْتُها أنا، وأصابه وَثْءٌ، والعامة تقول وَثْيٌ: وهو أن يُصيب العَظْمَ وصْم لا يبلُغُ الكَسْر. وجأ وَجَأْتُ عُنُقه وَجْأً: ضربْتُه. ووَجَأَها: جامعها. وماء وَجْءٌ - بالفتح - ووَجَأٌ - بالتحريك - ووَجَاءٌ - بالمد -: لا خير عنده. ابن السكِّيت: الوَجِيْئَةُ: الجَراد يُدَقُّ ثم يُلَتُّ بسَمْن أو بزيت فيُؤكل، قال: وسمعت الكلاب يقول: الوَجِيْئَةُ: التمر يُدق حتى يخرُج نواه ثم يُبَلُّ بلبن وسمن حتى يتَّدِن ويلزم بعضه بعضاً فيُؤكل، وهي فَعِيْلَةُ، من الوَجْءِ وهو الدَّقّ، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه عاد سعداً فوضع يده بين ثدييه وقال: إنك رجل مَفْؤود فَأْتِ الحارث بن كلَدة أخا ثَقِيفٍ فإنه يتطبَّب فليأخُذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليجَأْهُنَّ ثم ليلُدَّك بهنّ، قال: لِتَبْكِ الباكياتُ أبا خُبَيْبٍ ... لِدَهْرٍ أو لِنائِبَةٍ تَنُوْبُ وقَعْبِ وَجِيْئَةٍ بُلَّتْ بماءٍ ... يكون أدامَها لَبَنٌ حَليبُ والوَجِيْئَةُ: البقرة. أبو زيد: وَجَأْتُ به الأرض: إذا ضَرَبْتَها به، ووَجَأْتُه بالسكين: ضَربْتُه به. والوِجَاءُ - بالكسر والمد -: رَضُّ عروق البيضتين حتى تَنْفَضِخَ فيكون شبيهاً بالخِصاءَ، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا معشر الشباب مَنِ استطاع منكم الباءَة فليتزوج فإنه أغضُّ للبصر وأحصنُ للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجَاءٌ، وفي حديثه - صلى الله عليه وسلم -: أنه ضحّى بكبشين موجُوْءَينِ. وأوْجَأَتِ الرَّكِيَّةُ وأوجَتْ: إذا لم يكن فيها ماء. وكنزت التمر في الجُلَّة حتى لتَّجأ: أي اكتنز. وتَوَجَّأْتُه بيدي: ضربته. وتَوَجَّأَ بالسكين: ضرب به بطنه، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من قَتَل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتَوَجَّأُ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مُخلداً فيها ابدا.

ودأ

وأتينا الرَّكيَّة فَوَجَّأناها ووجَّيْنَاها: أي وجدناها وَجِئَة ووجيَةً. ودأ يقال: وَدَأَ فلان بالقوم: إذا غشيهم بالإساءة. وقال الكسائي: وَدَأ الفرسُ يَدَأُ - مثال وَدَعَ يَدَعُ -: إذا أدْلى؛ مثل وَدَى يدي. وودِئَ خَبره: انقطع. وقال الفرّاء: سمعتُ بعض بني نَبهان من طَيِّءٍ يقول: دَأْني؛ يريد: دعني. أبو عبيد: المُوَدَّأَةُ: المَهْلَكة والمفازَةُ، قال: وهي لفظ المفعول به. أبو زيد: ودَّأْتُ عليه الأرض تَوْدِيئاً: إذا سوَّيتَ عليه الأرض، قال رجُل من بني ضبَّة يرثي أخاه أُبيّاً: أأُبَيُّ إنْ تُصْبِحْ رَهِيْنَ مُوَدَّاءٍ ... زَلْخِ الجَوانبِ قَعْرُه مَلْحُوْدُ وودَّأ بالقوم تَوْدِئةً: أهْلَكَهم. والمُوَدَّأَةُ: حُفرةُ المَيِّت. وتَوَدَّأَ عليه: أهْلَكَه. وتَوَدَّأَتْ عليه الأرض: استوت عليه مثل ما تستوي على الميت. وتَوَدَّأَتْ عليه الأخبار: أي انقطعت دونه، أنشد ابن الأعرابي لِهُدْبةَ بن خَشْرم: وَللأرْضِ كم من صالحٍ قد تَوَدَّأَتْ ... عليه فَوَارَتْه بلَمّاعَةٍ قَفْرِ ويروى: " تَلَمَّأَتْ ". وقال أبو مالك: تَوَدَّأْتُ على مالي: أي أخذْتُه وأحرَزْتُه. والتركيب يدل على هَلاك وضياع. وذأ وَذَأْتُ الرجل وَذْءً: عِبْتُه وحقَرْتُه، وأنشد أبو زيد: ثَمَمْتُ حَوائجي ووَذَأْتُ بِشْراً ... فَبِئْسَ مُعَرَّسُ الرَّكْبِ السِّغَابِ ووَذَأتِ العين: نَبَتْ. وما به وَذْءَةٌ ولا ظَبْظابٌ: أي لا عِلّة به. ووَذَأتُه فاتَّذَأ: أي زَجَرْتُه فانزَجر، ومنه حديث عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أنه بينا هو يَخطب ذات يوم قام رجل فنال منه فَوَذَأه ابن سلام فاتَّذأ، فقال له رجل: لا يَمْنعنَّك مكان ابن سلام أنْ تَسُبَّ نعْثَلاً فإنه من شيعته، فقال ابن سلام: فقلت له: لقد قُلت القول العظيم يوم القيامة في الخليفة من بعد نُوح. كان يُشبَّه برجل من أهل مِصر اسمه نعْثل لِطول لحيته. قوله: العظيم يوم القيامة: أي الذي يَعْظُم عقابه يوم القيامة، وقيل: أراد يوم الجُمُعة. ورأ وَرَاءٌ: بمعنى خلف وبمعنى قُدّام، وهي مؤنَّثة، وقال ابن السكِّيت: يُذكَّر ويُؤنَّث، وهي من الأضداد، وتصغيرُها وُريئَة، قال الله تعالى:) ومن وَرَائه عَذابٌ غَليظٌ (أي: من أمامِه، وقال جلّ ذكره:) وكانَ وراءَهم مَلِكٌ (أي أمامهم، وقال عز من قائل:) من وَرَائه جَهَنَّمُ (أي من أمامه، قال لبيد - رضي الله عنه -: ألَيْسَ ورائي إنْ تَرَاخَتْ مَنِيَّتي ... لُزُوْمُ العَصَا تُحْنى عليها الأصَابِعُ وأما قوله تعالى:) فَمَنِ ابْتَغى وراءَ ذلك (أي سِوى ذلك، وكذلك قوله تعالى:) ويَكْفُرُوْنَ بما زَرَاءَه (أي بما سِواه. وقيل في قول لبيد - رضي الله عنه - في رواية من روى: تَسْلُبُ الكانِسَ لم يُوْرَأْ بها ... شُعْبَةَ السّاقِ إذا الظِّلُّ عَقَلْ بتقديم الراء على الهمز: أنّه " يُفْعَلْ " من لَفْظ وراء. ويقال: ما وُرِئْتُ - على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه -: أي ما شعَرْت. وزأ وَزَأْتُ اللحم وَزْءً: أيْبَسْتُه. والوَزَأُ - بالتحريك -: الشديد الخلق. ووزأتِ الناقة براكبها تَوْزِئةً: صَرَعَتْه. أبو زيد: وزَّأْتُ الوعاء توْزِئةً وتَوْزِيْئاً: إذا شددتَ كنزه. الأصمعي: وَزَّأْتُ القِرْبَة تَوْزيْئاً: مَلأْتُها، فَتَوَزَّأَت هي، ووَزَّأْتُه أيضاً: حَلَّفْته بكل يمين. والتركيب يدل على تجمُّع واكتناز. وضأ الوَضَاءَةُ: الحُسنُ والنظافة، تقول: وَضُؤَ الرجُل: أي صار وَضِيئاً، والمرأة وَضيْئة.

وطأ

والوَضُوْءُ - بالفتح -: الماء الذي يُتَوَضَّأُ به. والوَضُوْءُ - أيضاً -: المصدر من تَوَضَّأْتُ للصلاة، مثل الوَلُوع والوَزُوع والقبُول، وأنكر أبو عمرو بن العلاء الفتْح في غير القَبول، وقال الأصمعي: قلتُ لأبي عمرو: ما لوَضوء بالفتح؟ قال: الماء الذي يُتَوَضَّأُ به، قلت: فالوُضُوءُ بالضم؟ قال: لا أعرفه. وأما إسباغُ الوَضُوءْ فبفتح الواو لا غير؛ لأنه في معنى إبلاغ الوَضُوء مواضِعه، وذكر الأخْفَشُ في قوله تعالى:) وَقُوْدُها النّاسُ والحِجارَةُ (فقال: الوَقودُ - بالفتح - الحَطَب، والوُقُودُ - بالضم -: الاتِّقاد وهو المصدر، قال: ومِثل ذلك الوَضُوْءُ وهو الماء والوُضوءُ وهو المصدر، ثم قال: وزعَموا أنَّهما لُغتان بمعنى واحد؛ تقول: الوَقود والوُقود يجوز أن يُعنى بهما الحَطَب ويجوز أن يُعنى بهما المصدر، وقال غيره: القَبُول والوَلُوْعُ مَفتوحان وهما مَصدران شاذّان، وما سِواهما من المصادر فَمَبنيٌّ على الضم. والمِيْضَأَةُ: المَطْهَرَةُ؛ وهي التي يُتَوَضَّأُ منها أو فيها، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي قتادَة الحارِث ابن رِبْعيّ الأنصاريّ - رضي الله عنه - سَحَرَ ليلةِ التَّعريْس: احفَظْ عليك مِيْضَأَتَكَ فسيكون لها نَبأٌ. والوُضَّاءُ - بالضَّم والتشديد -: الوَضْيءُ، قال زيد بن تُركيٍّ أخو يزيد، وأنشده الفرّاء في نوادِرِه لأخيه يزيد، وهو لِزيد: والمَرْءُ يُلْحِقُه بِفِتْيان النَّدَى ... خُلُقُ الكَريم وليس بالوُضّاءِ أبو عمرو: تَوَضَّأَ الغلام: إذا أدرك. وتَوَضَّأَتِ الجارية: إذا أدركتْ. وأما حديث الحسن البصري - رحمه الله -: الوُضوء قبل الطعام ينفي الفَقر وبعده ينفي اللمم ويُصِح البصر، فإن المُراد منه غسْل اليدين فقط، وكذلك المراد من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: تَوَضَّؤوا مما غيَّرت النار ولو من ثور أقط؛ أي نظِّفوا أيديكم من الزُّهومة، وكان بعض الأعراب لا يَغْسلونها وكانوا يقولون: فقدُها أشدُّ من ريحها. ويقال: واضَأْتُه فَوَضَأْتُه أضَؤُه: إذا فاخرْتَه بالوَضَاءةِ فغَلَبْتَه. والتركيب يدل على حُسنٍ ونظافة. وطأ وَطئْتُ الشيءَ برِجلي وَطْأً. ووَطِيءَ الرجلُ امرأتَه يَطَأُ فيهما، سَقَطَتِ الواوُ من " يَطَأُ " سَقوطَها من " يَسَعُ " لِتَعَدِّيهما، لأنَّ فِعلَ يفعلُ ممّا اعتَلَّ فاؤُه لا يكونُ إلاّ لازِماً، فلمّا جاءا من بينِ أخَتِهما مُتَعدِّييْن خُولِفَ بهما نَظائرُهُما. والوَطَأَةُ - بالتحريك - والواطئةُ: السّابِلَةُ، سُمُّوا بذلك لِوَطْئِهم الطَّريقَ، وفي حديث النبيِّ - صلى الله عليه وسلَّم -: احتاطوا لأهلِ الأموال في النّائبَةِ والواطِئَةِ وما يجبُ في الثَّمَرِ من حَقٍّ. والوَطْأَةُ: مَوْضِعُ القَدَمِ، وهي - أيضاً -: كالضَّغْطَة، وفي دُعاء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - على قُرَيش: اللهمَّ أنجِ الوَليدَ بن الوليد وسَلَمَةَ بن هِشامٍ وعَيّاشَ بن أبي ربيعةَ والمُستَضعَفينَ بمكَّةَ، اللهمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ على مُضَرَ، اللهمَّ اجعَلها عليهم سِنينَ كَسِني يُوسُف. وفي حديثه الآخَر: انَّه - صلى الله عليه وسلَّم - خَرَجَ ذاتَ يومٍ وهو مُحتَضِنٌ أحَدَ ابنَيْ ابنَتِه وهو يقولُ: والله إنَّكم لَتُجَبِّنونَ وتُبَخِّلونَ وتُجَهِّلونَ وإنّكم لَمِن رَيْحانِ الله، وانَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَها الله بِوَجٍّ: أي آخِرَ أخْذَةٍ ووَقْعَةٍ.

والمَوْطَأُ - بفتح الطاء -: موضع وَطْءِ القدم، وقال الليث: هو المَوطِيءُ؛ قال: وكل شيءٍ يكون الفِعلُ منه على فَعِلَ يَفعَلُ مثل سَمِعَ يَسمَعُ فانَّ المَفعَلَ منه مَفتوح العين الاّ ما كان من بناتِ الواو على بِناء وَطِيءَ يَطَأُ، ومنه حديثُ طَهْفَةَ ابن ابي زُهَيرٍ النَّهدِي؟ رضي الله عنه -: أنَّه لمّا قَدِمَت وُفودُ العرب على رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم -: قام إليه طَهْطَفَةُ بن أبى زُهَير النَّهديُّ؟ رضي الله عنه - فقال: أتَيناكَ يا رسولَ الله من غَوْرَيْ تهامَةَ بأكْوارِ المَيس تَرتَمي بنا العِيسُ نَستَحْلِبُ الصَّبيرَ ونَسْتَخْلِبُ الخَبير ونَستعضِدُ البَريرَ ونَستَخيلُ الرِّهامَ ونَستَحيلُ؟ أو نَستَجيلُ - الجَهامَ من ارضٍ غائلَةِ النِّطاءِ غلَيظةِ المَوْطَأ قد نَشِفَ المُدْهُنُ ويَبِسَ الجِعْثِن وسَقط الأُمْلوجُ ومات العُسلوجُ وهَلَكَ الهَديُّ ومات الوَدِيُّ، بَرِئْنا يا رسول الله من الوَثَنِ والعَنَنِ وما يُحدِثُ الزَّمَنُ؛ لنا دعوة السَّلام وشريعةُ الاسلام ما طَمَا البحرُ وقام تِعارُ، ولنا نَعَمٌ هَمَلٌ إغْفالٌ ما تَبِضٌ بِبِلالٍ ووَقيرٌ كَثيرُ الرَّسَلِ قليلُ الرِّسلِ أصابَتْها سُنَيَّةٌ حمراءُ مُؤزِلَةٌ ليس لها عَلَلٌ ولا نَهَلٌ. فقال رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم -: اللهمَّ بارِك لهم في مَحْضِها ومَخضِها ومَذْقِها وابعَث راعيَها في الدَّثرِ بِيانِع الثَّمَر وافجُر له الثَّمَدَ وبارك له في المال والوَلَد، مَن أقامَ الصلاةَ كان مُسلِماً ومَن آتى الزكاةَ كان مُحسِناً ومَن شَهِدَ أنْ لا اِلهَ إلاّ الله كان مُخلِصاً، لكم يا بَني نَهْدٍ ودائعُ الشِّرْكِ ووَضائهُ المِلكِ لا تُلَطِطْ في الزَّكاة ولا تُلحِد في الحياة ولا تَتَثاقَل عن الصلاة، وكَتَبَ مَعَه كِتاباً الى بَني نَهْدٍ: بسم الله الرَّحمنِ الرَّحيم: من مُحمَّدٍ رسولِِ الله إلى بني نَهْدِ بن زيدٍ، السَّلامُ على من آمَنَ باللهِ ورَسولِهِ، لكم يا بين نَهْدٍ في الوَظيفةِ الفَريضَةُ ولكم العارِضُ والفَريشُ وذو العِنانِ الرَّكوبُ والفَلُوُّ الضَّبيسُ لا يُمنَعُ سَرحُكُم ولا يُعضَدُ طَلحُكُم ولا يُحبَسُ دَرُّكُم ما لم تُضمِروا الاِماقَ وتأكُلُوا الرِّباقَ، من أقَرَّ بما في هذا الكِتاب فَلَهُ من رَسولِ الله الوَفاءُ بالعَهدِ والذِّمَّةُ ومن أبى فعليه الرِّبوَةُ. ووَطُؤَ الموضِعُ يَوْطُؤُ وَطاءَةً: أي صار وَطيئاً، وكذلك الطِّئَةُ والطَّأَةُ مثالُ الطِّعَةِ والطَّعَةِ في المصدر، فالهاء عِوَضٌ من الواو؛ كما قال الكُمَيتُ: أغْشى المَكارِهَ أحياناً ويَحمِلُني ... منه على طَأَةٍ والدَّهرُ ذو نُوَبِ أي: على حالٍ لَيِّنَةٍ، ويُروى: " على طِئَةٍ ". والوَطيئَةُ - على فَعيلَةٍ -: الغِرارَةُ، وقال بعضُ بَني عُذرَةَ: أتَينا النبيَّ - صلى الله عليه وسلَّم - بتَبُوكَ فأخرَجَ إلينا ثلاثَ أُكَلٍ من وَطيئَةِ. والوَطيئَةُ - أيضاً -: ضَرْبٌ من الطَّعام. وقوله تعالى:) لم تَعلَمُوهُم أن تَطَأُوهُم (أي تَناوَلوهُم بمكرُوهٍ. وبنو فلانٍ يَطَؤُهُم الطَّريقُ: أي ينزِلونَ قريباً منه، والمعنى: يَطَؤُهُم أهلُ الطَّريق. والواطِئَةُ: سُقاطَةُ التمر؛ لأنَّها تُوطَأُ، فاعِلَةٌ بمعنى مَفْعولَة. وأوْطَأْتُه الشيءَ فَوَطِئَه، يُقال: منأوْطَأَكَ عَشْوَةً. وفي حديث النبيِّ - صلى الله عليه وسلّم -: أَنَّ رِعاءَ الاِبِلِ ورِعاءَ الغنم تَفاخَروا عندَه فأوْطَأَهُم رِعاءُ الإبل غَلَبَةً؛ فقالوا: وما أنتم يا رِعاءَ النَّقَدِ هل تَخُبُّونَ أو تَصيدونَ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم -: بُعِثَ موسى وهو راعي غَنَمٍ وبُعِثَ داوودُ وهو راعي غَنَمٍ وبُعِثْتُ وانا راعي غَنَمِ أهلي بأجيادَ. فَغَلَّبَهم رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم -. فَأَوْطَأُونَ قَهراً وغَلَبَةً عليهم. والاِيطاءُ في الشِّعر: اِعادةُ القافيَة. وائْتَطَأَ الشيءُ - على افْتَعَلَ -: أي استَقامَ وبَلَغَ نِهايَتَه. وبنو قَيسٍ يقولون: لم يَأْتَطِيءْ السِّعرُ بعدُ: أي لم يَستَقِم.

وكأ

ولم يَأْتَطِيءْ الجِدتدُ بَعدُ: أي لم يَحِنْ، يُقال: وَطَّأْتُه فاتَّطَأَ: أي هَيَّأْتُه فَتَهَيَّأَ، وفي الحديث: أَنَّ جَبْرَئيلَ - صلوات الله عليه - صلى برسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - العِشاءَ حينَ غابَ الشَّفَقُ وائتَطَأَ العِشاءُ. ووَطَّأْتُ الشيءَ تَوْطِئَةً: جَعَلْتُه وطِيئاً، ولا تَقُل: وَطَّيْتُ. ورَجلٌ مُوَطَّأُ الأكْناف: إذا كان سَهلاً دَمِثاً كَريماً يَنزِلُ به الأضيافُ، ومنه حديث النبيِّ - صلى الله عليه وسلَّم -: ألاَ أُخْبِرُكُم بأَحبِّكُم إلَيَّ وأقرَبِكُم مِنِّي مَجالِسَ يومَ القيامة: أحاسِنُكُم أخْلاقاً الموطِئونَ أكْنافاً الذين يَأْلَفُونَ ويُؤلَفونَ. وقال المُبَرِّد: المُوَطَّأُ الأكْنافِ: الذي يَتمكن في ناحيته صاحِبُها غيرَ مُؤْذىً ولا نابٍ به مَوْضِعُه. ورَجُلٌ مَوَطَّأُ العَقِبِ: أي سلطانٌ يُتَّبَعُ وتُوْطَأُ عَقِبُه، ومنه حديث عَمّار ابن ياسِر - رضي الله عنهما - حين وشَى به رَجُلٌ إلى عُمَر - رضي الله عنه - فقال عَمّارُ: اللهُمَّ إِنْ كان كَذَبَ عَلَيَّ فاجعَلْهُ مُوَطَّأَ العَقِبِ. كأنَّهُ دعا عليه بأنْ يكونَ رَأساً أو ذا مالٍ فيتّبِعُه الناس. أبو زيد: واَطأْتُه على الأمرِ: إذا وافَقْتَه، وفلانٌ يُواطِيءُ اسمُه اسمي، وقال الأخْفَشُ في قول الله تعالى:) لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ ما حَرَّمَ الله (: أي لِيُوافِقُوا ويُماثِلوا. وقوله تعالى:) هي أشَدُّ وطَاءً (بالمَدِّ، وهي قراءةُ غيرِ أبي عمرو وابن عامِر: أي مُواطَأَةً وهي المُواتَاة: أي مُواتَاةُ السَّمْع والبَصَر ايّاه، وذلك أَنَّ اللِّسانَ يُواطيءُ العملَ والسَّمْعَ يُواطِيءُ فيها القلبَ، وقَرَأَ أبو عمرو وابنُ عامر:) أشَدُّ وطْأً (بسُكون الطاء: أي قياماً أي هي أبلَغُ في القيام وأوْطَأُ للقائم، وقيل: أبْلَغُ في الثَّواب، ويجوزُ أنْ يكونَ معناه: أغْلَظُ على الإنسان من القِيام بالنَّهار؛ لأنَّ الليلَ جُعِلَ سَكَناً. والمُواطَأَةُ في الشِّعْر: مثلُ الإيطاء. وتَوَطَّأْتُه بقَدَمي: مثلُ وَطِئْتُه. وتَواطَأُوا عليه: أي تَوافَقُوا. والتركيبُ يدلُّ على تَمْهيد شيءٍ وتَسهِيله. وكأ رجُلٌ تُكَأَةٌ - مثالُ تُؤَدَةٍ -: كثير الاتِّكاءِ، وأصلُها وُكَأَةٌ. والتُّكَأَةُ - أيضاً -: ما يُتَّكَأُ عليه، وهي المُتَّكَأُ، قال الله تعالى:) واعتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً (، قال الأخْفَش: هو في معنى مَجلِسٍ. وطَعَنه حتَى أتْكَأَه - على أفْعَلَهُ -: أي ألْقاه على هَيئَة المُتَّكِيءِ. وأوْكَأْتُ فلاناً ايْكاءً: اذا نَصَبْتَ له مُتَّكَأً. وفي نَوادِرِ أبي عُبَيْدةَ: أوْكَأْتُ عليه: أي تَوَكَّأْتُ. الليث: تَوَكَّأَتِ الناقَةُ: وهو تَصَلُّقُها عند مَخَاضِها: أي أَنِيْنُها لِوَجَعِ الوِلادَة. ومأ وَمَأْتُ اليه أَمَأُ وَمْأً. أنْشَدَ القَنانِيُّ: وقَفْنا فَقُلْنا اِيهِ سِلْمٌ فَسَلَّمَتْ ... وما كانَ إلاّ وَمْؤُها بالحَواجِبِ ويُرْوى: " فَقُلْنا السَّلامُ فاتَّقَتْ من أميرِها ". ويُقال: ذَهَبَ ثوبي فما أدْري ما كانت وامِئَتُه: أي لا أدري ىمَن أخَذَه. أبو زيد: يُال: وَقَعَ في وامِئَةٍ: أي في أُغْوِيَّةٍ وداهِيَة. وأوْمَأْتُ إليه وأوْمَأْتُه أيضاً ووَمَّأْتُ تَوْمِئَةً: أشَرْتُ. هأهأ الهِيْئُ والجِيْئُ - بالكسر فيهما -: اسمان من قولهم: هَأْهَأْتُ بالإبل: لإذل دعوتها للعلف فقلت: هِئْ هِئْ، وجَأْجَأْتُ بها إذا دعوتها للشرب فقلت: جِئْ جِئْ، قال ذلك الأصمعي: أنشد لمُعاذ الهرَّاء: وما كانَ على الهِيْئ ... ولا الجِيْئِ امْتِداحِيْكا ولكنّي على الحُبِّ ... وطِيْبِ النَّفْس آتِيْكا ابن دريد: هَأْهَأْتُ بالقوم: إذا دعوتهم أو بافبل: إذا زجَرْتها فقلت لها: هَأْهَأْ. والهَأْهَأَةُ: القهقهة، وقال اللحياني: رجل هَأْهَأْ وهَأْهاءٌ: من الضحك - على فَعْلَلٍ وفَعْلالٍ -، وأنشد: يا رُبَّ بَيْضاءَ من العَوَاسِجِ ... لَيِّنَةِ المَسِّ على المُعَالِجِ هَأْهَأَةٍ ذات جَبِينٍ سارج.

هتأ

هكذا أنشده اللحياني في نوادره: " من العَواسِج " بالسين؛ وروى الأزهري عنه في هذا التركيب كذلك، وروى في تركيب ع هـ ج عن الأصمعي: " من العَواهِجِ " بالهاء وبزيادة مشاطير؛ وهي: يا رُبَّ بَيْضاءَ من العَوَاهِجِ ... شَرّابَةٍ لِلَّبَنِ العُمَاهِجِ تَمْشي كَمَشْي العُشَراءِ الفاسجِ ... حَلاّلَةٍ للسُّرَرِ البَوَاعِجِ لَيِّنَةِ المَسِّ على المُعَالِجِ ... كأنَّ رِيْحاً من خُزَامى عالِجِ تُطْلى به دونَ الضَّجِيْجِ الوالِجِ هتأ الفَرّاء: يقال: القِرْبَة أو المزادَةُ فيها هَتَأٌ شديد - بالتحريك - وهُتُوْءٌ: أس شَقٌّ خَرْقٌ. وَهتِئَ الرجل: إذا انحنى، مثل ههَدِئَ. والأهْتَأُ: الأهْدَأُ؛ وهو الأحْدَب. وقال أبو الهثيم: جاء بعد هَتْأَةٍ من الليل؛ مثل هَدْأَةٍ، وقال اللحياني: جاء بعد هَتِيءٍ وهَتْءٍ - على فَعِيْلٍ وفَعْلٍ بالفتح - وهِتَاءٍ وهِيْتَاءٍ - ممدودين -. وقال ابن السكِّيت: ذهب هِتْءٌ من الليل - بالكسر - أي قطعة، وما بقي إلاّ هِتْءٌ، وما بقي من عنمهم إلاّ هِتْءٌ؛ وهي أقل من الذّاهبة. وتَهَتَّأ الثوب وتَهَمَّأ: تقطَّع. هجأ أبو زيد: هَجَأَ غَرَثي: سَكَنَ. أبو عمرو: هَجَأْتُ الطَّعامَ: أَكْلتُه. والهُجَأَةُ - مثال تُؤَدَةٍ -: الأحمَقُ. والهَجَأُ - بالتحريك -: كل ما كُنتَ فيه فانقَطَعَ عنك، وتَرَكَ هَمْزَه بَشّارُ بن بُرْدٍ فقال: وقَضَيْتُ من وَرَقِ الشَّبابِ هَجَاً ... من كلِّ أحْوَرَ راجحٍ قَصَبُهْ ويُروى: " هَوَىً ". وهَجَأْتُ الابِلَ والغَنَمَ: كَفَفْتُها لِتَرْعى. وأهْجَأَ طَعامُكُم غَرَثي: أي قَطَعَه؛ عن أبي زيدٍ، وأنْشَدَ: وأخْزاهُمُ رَبِّي ودَلَّ عليهُمُ ... وأطعَمَهُم من مَطْعَمٍ غيرِ مُهْجِئي وأهْجَأْتُه: أطْعَمْتُه، قال أبو حِزام غالبُ بن الحارث العُكْليُّ: وعندي زُؤازِئَةٌ وَأْبَةٌ ... تُزَأْزِيءُ بالدَّأْثِ ما تُهْجَؤُهْ وتَهَجَّأْتُ الحُروفَ وتَهَجَّيْتُها: بمعنىً. هدأ هَدَأَ هَدْءً وهُدُوْءً: سَكَنَ. ويُقال: نَظَرْتُ إلى هَدئِه وهَديِه - بالهمز وتَرْكِه -: أي سِيرَتِه. وأتَيْتُه بعد هَدْءٍ من اللَّيْل وهَدْءَةٍ وهدئٍ - على فَعِيلٍ - ومَهْدَأٍ - على مَفْعَلٍ -: إذا جئتَ بعد نَوْمَةٍ، وكذلك أتانا هُدوْءً، ويُرْوى بيتُ عَدِيِّ بن زيد: شَئِزٌ جَنْبي كأنِّي مَهْدَأً ... جَعَلَ القَيْنُ على الدَّفِّ الإبَرْ بفتح الميم نَصباً على الظَّرْف. والهَدَأَةُ - بالتحريك -: ضَرْبٌ من العَدْو. والهُدّاءَةُ - بضمِّ الهاء والدال مُشَدَّدَةٌ وبالمَدِّ -: الفَرَسُ الضّامِرُ، ولا تُوْصَفُ بالهُدّاءَةِ إناث الخَيْل. الأصمعيُّ: يُقال: تَرَكْتُ فلاناً على مُهَيْدِئَتِه: أي على حالِه التي كان عليها، تَصغيرُ المَهْدَأَةِ. ورَجُلٌ أهْدَأُ: بَيِّنُ الهَدَأِ، أي أحدَبُ، قال عُمَرُ بن الأشْعَثِ بن لَجَأٍ: حَوَّزَها من بُرَقِ الغَميمِ ... أهْدَأُ يَمْشي مِشْيَةَ الظَّليمِ وأهدأْتُ الصبيَّ: إذا جعلتَ تضرِبُ يدك عليه وتسكِّنهُ لينام. ويُروى بيت عَديّ الذي ذكرتُه الآنَ: " كأنّي مُهْدَأٌ " بضم الميم والهمزة. والتركيب يدلُّ أكثَره على السكون. هذأ الهَذْءَةُ - بالفتح -: المِسحاةُ. وهَذَأْتُه: أسْمَعْتُه ما يَكرَه. الأصمعيُّ: هَذَأْتُ الشيءَ هَذْءً: قَطَعتُه. أبو زيد: هَذَأْتُ العَدُوَّ هَذْءً: إذا أبَرْتَهُم وأفنَيْتَهُم. وهَذِيءَ من البَرْدِ وهَرِيءَ: أي هَلَكَ. وهَذَأَتِ الإبل: إذا تَساقَطَتْ. وتَهَذَّأَتِ القَرْحَةُ: فَسَدَتْ وتَقَطَّعَتْ. هرأ الأصمعيُّ: هَرَأَهُ البردُ يَهْرَؤُه هَرْءً: اشتَدَّ عليه حتّى كادَ يَقتلُه. وهَرَأْتُ اللَّحْمَ هَرْءً: إذا أجَدْتُ انْضاجَه، فهو لَحْمٌ هَرِيءٌ - على فَعِيلٍ -: أبو زيدٍ: هَرَأَ الرَّجلُ في مَنْطِقِه هَرْءً: إذا قالَ الخَنى والقَبيحَ، وقال ابنُ السِّكيت: هَرَأَ الكلامَ: إذا أكثَرَ منه في خَطَأٍ، وهو مَنْطِقٌ هُراءٌ - بالضمِّ والمَدِّ -، قال ذو الرُّمَّة:

هزأ

لها بَشَرٌ مثلُ الحَريرِ ومَنطِقٌ ... رَخيمُ الحَواشي لا هُراءٌ ولا نَزْرُ الفَزارِيُّ: هذه قِرَّةٌ لها هَريئَةٌ - على فَعيلةٍ -: أي يُصيبُ المالَ والناسَ منها ضُرٌّ وسَقْطَةٌ أو مَوتٌ. والهَرِيْئَةُ - أيضاً -: الوقْتُ الذي يَشْتَدُّ فيه البَردُ. وهُرِيءَ المالُ وهُرِيءَ القومُ فَهُم مَهْرُوؤُنَ، قال تَميمُ بن أُبَيِّ بن مُقبِل يرثي عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: نَعاءِ لِفَضْلِ العِلم والحَزْم والتُّقى ... ومَأْوى اليَتامى الغَبْرِ عامُوا وأجْدَبوا ومَلْجَأِ مَهْرُوْئيْنَ يُلفى به الحَيَا ... اذا جَلَّفَتْ كَحْلٌ هُوَ الأُمُّ والأبُ وهَرِيءَ اللَّحمُ هَرْءً وهُرْءً - بالضم عن الفرّاء - وهُرُوءً - عن الكسائيِّ -: إذا تَهَرَّأَ. ورجُلٌ هُرَأٌ - مثال صُرَدٍ -: أي هَذَّاءٌ، وامرأةٌ هُرَأَةٌ وقومٌ هُرَؤُونَ. وقال ألو عبيد: سمعتُ الأصمعيَّ يقول في صِغار النَّخْل: أوَّلَ ما يُقْلَعُ شيءٌ منه من أُمِّه هو الجَثيثُ وهو الوَدِيُّ والهِراءُ - بالكسر والمَدِّ - والفَسيلُ، وأنْشَدَ الدِّينَوَرِيُّ: أبَعْدَ عَطِيَّتي ألْفاً جَميعاً ... من المَرْجُوِّ ثاقِبَةُ الهِراءَ قال: النَّخْلُ إذا استَفْحَلَ ثُقِبَ في أُصوله فذلك معنى قولِه: " ثاقِبة الهِراءِ "، ويُروى: " من الجَبّارِ آرِزَةُ الهِراءِ ". وأهْرَأَهُ البَردُ: مثلُ هَرَأَهُ، عن الفَرّاء. وأهْرَأْنا في الرَّوَاح: أي أبْرَدْنا، قال اِهابُ بنُ عُمَيْرٍ يصِفُ حُمُراً: حتّى اذا أهْرَأْنَ بالأصائلِ ... وفارَقَتْها بُلَّةُ الأوابِلِ يقول: سِرْنَ في بَرْدِ الرَّواح. وأهْرَأَ الكَلامَ: إذا أكثَرَ ولم يُصِبْ. وأهْرَأْتُ اللَّحمَ وهَرَّأْتُه تَهرِئَةً: إذا أجَدْتَ إنضاجه فَتَهَرَّأَ، مثلُ هَرَأْتُه هَرْءً. هزأ هَزَأَ وهَزِئ: أي ماتَ. وهَزَأْتُ الرَّاحِلَةَ: إذا حَرَّكْتَها. وهَزَأَه البَرْدُ: قَتَلَه، مثلُ هَرَأَه بالرّاء. وهَزِئْتُ منه وبه - عن الأخْفَش - هُزْءً وهُزؤَاً: سَخِرتُ منه. وهَزَأتُ به - أيضاً - هَزْءً ومَهْزَأَةً - عن أبى زيدٍ - ومَهْزُءَةً، قال ابو حِزام غالبُ بن الحارثِ العُكليُّ: يَسُوسُ البَرِيَّةَ لم يَخْزُهُمْ ... لإلْحادِ إثْمٍ ولا مَهْزُؤَهْ ورجل هُزْءَةٌ - بالتسكين -: يُهْزَأُ به، وهُزَأَةٌ - مثال تُؤَدَةٍ -: يَهْزَأُ بالناس. وهُزْءآنُ الضبيُّ - مثال عثمان -: هَجاهُ حِماسُ بنُ ثامِل. وأهْزَأَه البَرْدُ: قتَله، مثل أهْرَأَه - بالراء -. وأهْزَأَتْ به ناقَتُه: أسْرَعَتْ. وأهْزَأَ: دخلَ في شِدَّةِ البَرد. واستَهْزَأَ به وتَهَزَّأ: بمعنىً. همأ الهِمْءُ - بالكسر -: الثَّوبُ الخَلَقُ، والجَمْعُ أهْماءٌ. وأهْمَأْتُ الثَّوبَ: أبْلَيْتُه. وتَهَمَّأَ: بَلِيَ وتَقَطَّعَ. هنأ هَنَأْتُه: نَصَرْتُه. وهَنَأْتُ البَعيرَ أهْنَؤُه وأهْنِئُه: إذا طَلَيْتَه بالقَطِرانِ، وقال ابنُ مَسْعود - رضي الله عنه -: لأََنْ أُزاحِم جَمَلاً قد هَنيءَ بالقَطِران أحَبُّ إليَّ من أنْ أُزاحِم امرأةً عَطِرَة، قال امرؤُ القَيس: أيَقْتُلُني وقد شَعَفْتُ فُؤادَها ... كما قَطَرَ المَهْنُوْءَةَ الرَّجُلُ الطّالي وهَنَأْتُ الرجلُ أهْنَؤُهُ وأهْنِئُه - أيضاً - هَنْئاً: إذا أعْطَيْتَه. وهَنَأْتُه شَهراً أهْنَؤُه: أي عُلْتُه. وهانئ: من الأعلام، وفي المثل: إنَّما سُمِّيتَ هانِئاً لتَهْنَأَ، وقال الأُمَويُّ: لِتَهْنِئ: أي لِتُمْرِئ. وهَنُؤَ الطَّعامُ يَهْنُؤُ وهَنِيءَ هَنَاءَةً: أي صارَ هَنِيْئاً، وقال الأخْفَشُ: هَنَأَني الطَّعامُ يَهْنَؤُني ويَهْنِئُني هَنْأً وهِنْأً - بالفتح والكَسر -، وهَنِئْتَ الطَّعامَ: أي تَهَنَّأْتُ به، المَهْنَأُ والمَهْنَأَةُ والمَهْنُؤَةُ، قال أبو حِزام غالبُ بن الحارث العُكْليُّ: إمام الهُدى ارتح لنا بالغِنى ... وتعجيل خيرٍ له مهنَؤُهْ وهَنِئتُ به: فَرِحتُ. ابو زيد: هَنِئَتِ الماشية: إذا أصابت حظاً من البَقل من غير أن تشبعَ منه.

هوأ

و) كُلُوهُ هَنِيئاً مَريئاً (: أي من عير تعبٍ، وقيل أكلاً هَنيئأً بطيبِ النَّفس، وقيلَ: هَنِيئأً: لا إثم فيه؛ وَمَرِيئاً: لا دَاءَ فيه. وقال ابن الأعرابيِّ: هَنَاَني الطَّعامُ وهَنِئَني فهو هَنِيء. والهَنِيءُ والمَريءُ: نَهرانِ أجراهُما هِشام بن عبد الملك، قال جرير: اُوتِيتِ َ من حَدَبِ الفُرات جَوارِياً ... منها الهَنِيءُ وسائِحٌ في قَرقَرآ والهَنِيءُ: الطَّعَام. ويُقال: لِتَهنئك العافيةُ، وليهَنِئك الفارِسُ، بالهَمز وتَخفِيفِ الهَمز، ولا تَحذِفِ الياءَ لأنَّ الياء بَدَلٌ من الهَمزَةِ. وأُمُّ هانئ: بنت أبي طالبٍ - رضي الله عنها -، واسْمُها فاخِتَة. والهَانِئُ: الخادم، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جاء إلى منزل أبي الهيثم بن التَّيَّهان ومعه أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - وقد خرج أبو الهيثم يَستعذب الماء فدخلوا فلم يلبث أن جاء أبو الهيثم يحمل الماء في قِرْبة يَزعبُها ثم رقي عذْقاً له فجاء بقنوٍ فيه زَهْوُه ورُطَبه فأكلوا منه وشربوا من ماء الحِسْي ثم قال: يا ابا الهيثم! ألا أرى لك هانِئاً - ويروى: ماهِناً - فإذا جاء السَّبي أخْدَ مْنَاك خادِماً. ومضى هَنْءٌ من الليل: أي طائفة منه. والهَنْءُ والهِنَاء: العطاء. والهِنَاء - أيضاً -: عِذْقُ النَّخْلة. وابل هَنْأى - مثال سَكْرى -: إذا رَعَت دون الشِّبع. والتَّهنِئة: خلاف التَّعزية، تقول: هَنَّأته بالولاية تهنئة وتهنيئاً. وهذا مُهَنَّأ قد جاء: وهو اسم رجل. واستهنأ: استنصر. واسْتَهْنَأَ - أيضاً -: استعطى، قال أبو حزام غالب بن الحارث العُكليّ: أُلَزِّئُ مُسْتَهْنئي في البَدِيءِ ... فَيَرْمَأُ فيه ولا يَبْذَؤُهْ واهْتَنَأْتُ مالي: أصلحتُه. والتركيب يدل على إصابة خير من غير مشقة. هوأ فلان بعيد الهَوْءِ - بالفتح -: أي بعيد الهِمّة، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من قام إلى الصلاة فكان هَوْؤُه وقلبُه إلى الله انْصَرَف كما ولدَتْه أمه، تقول منه: هَاءَ الرجل، وإنه لَيَهُوْءُ بنفسه: أي يسمو بها إلى المعالي، والعامة تقول: يَهوِي بنفسه. أبو زيد: هُؤْتُ به خَيراً: إذا أزْننْتَه به، ويقال: هُؤْتُه بخير، وهُؤتُه بشرّ أيضاً. وقال أبو عمرو: هُؤْتُ به: أي فَرِحْت به. اليزيدي: هَو ائَتْ نفسي إلى كذا: أي همّت. ويقال: لا هاء الله ذا ولاها الله ذا - بالمد والقصْر -: بمعنى لا والله ذا. وهاءَ - بالمد -: يكون تلبية، قال: لا بل يُجيبُك حين تدعو باسمه. فيقول: هاءَ، وطالما لبّى وقولهم: هاءِ يا رجل - بكر الهمزة - معناه: هاتِ، وللمرأة: هائِي مثال هاعِي، وللرجليَن والمرأتين: هائِيا مثال هاعِيا، وللرِّجل: هاؤوا مثال هاعُوا، وللنساء: هائين مثال هاعين، تُقيم الهمزة في كل هذا مقام التاء، وإذا قلت: هاءَ يا رجل - بفتح الهمزة - كان معناه: هاك؛ يا رجل - بفتح الهمزة - كان معناه: هاكَ؛ وللاثنين: هاؤُما؛ وللجميع: هاؤُم كثال هاكُما وهاكُم، وللمرأة: هاء - بالكسر بلا ياء - مثال هاكِ؛ وهاؤما وهاؤنَّ، تقيم الهمزة في هذا كلّه مُقام الكاف، وفيه لغة أخرى: هَأْ يا رجل - بهمزة ساكنة - مثال هَعْ، وأصله هاءْ؛ سَقَطَت الألف لاجتماع الساكنين، وللمرأة: هائي - مثال هاعِيْ -، وللرجلين والمرأتين: هاءا - مثال هَاعا -؛ وللرّجل: هاؤوا - مثال هاعُوا -، وللنِّساء: هَأْنَ - مثال هَعْنَ -. وإذا قيل لك: هَاءَ - بالفتح - قلْت: ما أهَاءُ: أي ما آخُذ؛ وما أُهَاءُ على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه: أي ما أعطى. والمُهْوَئنٌ: العادة. ومضى مُهْوَئنٌّ من الليل: أي هَوِيٌّ منه. والمُهْوَئنُّ والمُهْوَأَنُّ: الصحراء الواسعة، قال رُؤبة: جاءوا بأُخْراهُمْ على خُنْشُوْشِ ... مِنْ مُهْوَأَنٍّ بالدَّبى مَدْبوشِ هيأ يقال: هَاءَ يَهَاءُ هيْئَةً. والهَيْئَةُ: الشَّارة. وفلان حسن الهَيْئة والهِيْئَة - بالفتح والكسر -. والهَيِّءُ - على فَيْعَل -: الحَسَن الهَيْئَةِ من كل شيء. وقولهم: يا هَيْءَ مالي كلمة أسَفٍ وتلهُّفٍ، وأنشد الكِسائي لنوَيْفِع بن لَقِيْطٍ الأسدي: يا هَيْءَ مالِي مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ ... مَرُّ الزَّمان عليه والتَّقْليبُ

يأيأ

أبو زيد: هِئْتُ للأمر أهِيْءُ هَيْئَةً. وقرأ عليٌّ وابن عبائ - رضي الله عنهم - وشقيق بن سلَمة والسُّلَمي ومُجاهِدٌ وعِكْرِمَةُ وابن وَثَّاب وقَتادَةُ وطلحةُ بن مَُرِّف وابن أبي إسحاق:) وقالَتْ هِئْتُ لكَ (- بكسر الهاء -: أي تَهَيَّأْتُ لك. وهَيَّأْتُ الشيء فَتَهَيَّأَ: أي أصلحْتُه فصَلَح. والمُهَايَأَةُ: أمر يَتَهَايَأُ القوم فَيَتَراضَون. والمُتَهَيِّئَةُ من النُّوق: التي قَلَّ ما تُخْلِف إذا قُرِعت أن تَحْمِلَ. يأيأ اليُؤْيُؤُ: طائر من الجوارح شِبه الباشِق، والجميع: اليَأييءُ، وقد لَيَّن أبو نواس الحسن بن هانيء الهمز من اليَأييءِ فقال: قد أغْتَدي والصُّبْحُ في دُجَاهُ ... كَطُرَّةِ البُرْدِ على مَثْنَاهُ بِيُؤْيُؤٍ يُعْجِبُ مَنْ رَآهُ ... قانِصُهُ من وَكْرِه افْتَلاهُ ما في اليَأيي يُؤْيُؤٌ شَرْواهُ ... من سُفْعَةٍ طُرَّ بها خَدّاهُ واليَأْياءُ: صِياح اليُؤْيُؤ. ويَأْيَأْتُ: حكاية صوتِ مَن يقول للقوم: يَأْيَأْ ليجتمعوا. يرنأ اليَرَنَّأُ واليُرَنَّأُ - بالفتح والضم مقصورين - واليُرَنَّاءُ - بالضم ممدودا -: الحِنّاء، وسألَتْ فاطمة - رضي الله عنها - النبي - صلى الله عليه وسلم - اليُرَنَّأَ فقال: ممَّن سَمعْت هذه الكلمة؟ قالت: من خنساء. قال القُتَبيُّ: لا أعرف لهذه الكلمة في الأبنية مِثلاً. وقال أبو محمد الفقْعسيّ، ويُروى لِدُكَيْن بن رجاء الفقيميِّ وهو موجود في أراجيزهما: كأنَّ باليُرَنَّأَ المَعْلُولِ ... كاءَ دَوَالي زَرَجُونٍ مِيْلِ وقال مُزَرِّدٌ: يُقَنِّئُهُ ماءُ اليُرَنَّأِ تَحْتَهُ ... شَكِيْرٌ كأطرافِ الثَّغَامَةِ ناصِلُ ويَرْنَأَ رأْسَه: حَنَّأَ، وهذا من غريب الأفْعال. أبس الأَبْسُ: يكون توبيخاً ويكون ترويعاً؛ عن الخليل. يقال أبَستُه آبسه أبْساً. وأبَسْتُ به أبساً: أي ذللّته وقهرته، قال العجاج يمدح عبد الملك بن مروان: لُيوثُ هَيْجي لم تُرَمْ بأبْسِ ... يَنْفِيْنَ بالزَّأرِ وأخذٍ هَمْسِ عن باحَةِ البَطْحَاءِ كُلَّ جَرْسِ والأبسً - أيضاَ -: المكان الخشن، مثل الشَّأْزِ والشأسِ، وقال ابنُ الأعرابيِّ: هو الإبسُ - بالكسر -. قال منظور بن حبة الأسدي: يَتْرُكْنَ في كُلِّ مُنَاخٍ أبْسِ ... كُلَّ جَنِيْنٍ مُشْعَرٍ في الغِرْسِ ويُروى: " في كل مُنَاخِ أبْسِ " بالإضافة، ومَنْ روى: " مُنَاخَ إنْسِ " - بالنون - وفسره بكل منزل ينزله الإنس فليست روايته بشئ. وقوله: " مُشْعَرٍ " أي مُدْخَلٍ في الغِرْس. والأبسُ - أيضاً -: الجَدْبُ. وأبسْتُ الرجُلَ أبساً: حبستهُ. والأبْسُ: بكع الرجل بما يسوءه ومقابلته بالمكروه. وقال أبن الأعرابي: الأبس: ذَكَر السلاحف، وهو الرَّقُّ والغَيلَم. والإبس - بالكسر -: الأصلُ السَّوء. وقال ابن السكيت: امرأةٌ أُُباس - بالضم -: إذا كانت سيئة الخلق، وأنشد لخذام الأسدي: رَقْرَاقَة مِثْل الفَنِيْقِ عَبْهَرَه ... لًيْسَتْ بسوداء أُباس شهبره وقال الأصمعي: أبَّست به تأبيساً: إذا صغَّرت به وحقَّرته، مثل أبَسْتُ به أبساً، وكذلك إذا بكعته وقابلته بالمكروه. وقال ابن فارس: تأبس الشيء: تغيّر، وأنشد للمُتَلمّس: ألم ترَ الجَون أصبح راسياً ... تُطيف به الأيامُ ما يتأبَّسُ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصواب في اللغة وفي الشعر: " تَأيَّسَ " و " يتَأيَّسَ " بالياء المعجمة باثنتين من تحتها، وسيذكر - إن شاء الله تعالى - في موضعه. والتركيب يدل على القهر. أرس أُرْسَة بن مر بن أُدَّ بن طابخة بن اليَأس بن مضر: هو أخو تميم بن مر، قال الأصمعي: لا أدري من أي شئ اشتقاقه. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: اشتقاقه مما ذكر ابن الإعرابي: الأرْسُ: الأكل الطيب. وأرَسَ يأْرِسُ أرساً - مثال طَمَسَ يطمِسُ طَمْساً -: إذا صار إرِّيساً. والإرْس - بالكسر -: الأصل الطيب.

أسس

والأريس - مثال جليس - والإرِّيس - مثال سِكِّيت -: الأكّار. فالأول جمعه أريسون. وبئر أريس: من آبار المدينة - على ساكنيها السلام -، وهي التي وقع فيها خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - من يد عثمان - رضي الله عنه -. والثاني: إرِّيسون وأرارِسة وأراريس وأرارِس. والفعل منه: أَرَسَ يأرِسُ أرساً؛ مثل الأول. وكتب النبي؟ صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإنني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلِم تسلم، وأسلِم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأرِيسييّن، ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألاّ نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا بأننا مسلمون. كان أهل السواد ومن هو على دين كسرى أهل فلاحة وإثارة للأرض، وكانت الروم أهل كتاب وأهل أثاث وصنعة، فأعلمهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم وإن كانوا أهل كتاب فإن عليهم من الإثم إن لم يؤمنوا مثل إثم المجوس الذين لا كتاب لهم. ويقولون للأرِيسِ: أريْسِيٌّ - أيضاً -، كقول العجاج: والدهر بالإنسان دَوّارِيُّ ... أفنى المُلُوْكَ وهو قَعْسَرِيٌّ والإرِّيْسُ - أيضاً -: الأمير. وقد أرسه: أي استعمله، قال أبو حزام غالب بن الحارث العُكليُّ: لا تُبئني وإنني بك وغد ... لا تُبِئ بالمؤرَّسِ الإرِّيسا أي لا تجعلني مثلك ولا تَعدل نفسك بي. وقال ابنُ الإعرابي: أرَّسَ تأريساً: صار أكّاراً، مثل أرَسَ أرْساً. وقال ابنُ فارس: الهمزة والراء والسين ليست عربية، قال: ويقال إن الأراريس الزرَّاعون، وهي شَامِيَّة. أسس يقال: كان ذلك على أسِّ الدهر وإسِّ الدهر وأُُسِّ الدهر - بالحركات الثلاث -: أي على قِدَمِ الدهر ووجه الدهر. ويُروى رَجَزُ أبي نُخَيلة السعدي ودخل يوم الفطر على يزيد بن عمر بن هبيرة، وكان أخذ ابن النجم بن بسطام بن ضرار بن القعقاع بن معبد بن زرارة فحبسه، فقال ووصل همزة القطع: إنّي لمُهْدٍ للهُمامِ الغَمْرِ ... شِعري ونُصْحَ الجَيْبِ بَعْدَ الشَّعْرِ وقائلٌ وما ابنُ نجْمٍ دَهْري ... أشهَدُ إن لم يَشْرِ فيمَنْ يَشْري ما زال مجنوناً على أسِّ الدَهْرِ ... في جَسَدٍ يَنْمي وعقلٍ يَحْري والأُسُّ والأساس - مثال أثَاثٍ - والأسس - مثال الأزر، مقصور منه -: أصل البناء، وجمع الأُس: إساس - مثل عُس وعِساس -، وجمع الأَسس: آساس: مثال سَبَب وأسباب. وقال ابن دريد: قال الراجز، قال: وأحسبه كذاب بني الحرماز: وأُسُّ مجدٍ ثابت وطيد ... نال السماء فرعه المديد وأُسّ أسّ: زجر للضأن، يقال: أسّها يَؤسها أسّاً: إذا زجرها. والأًسُّ: الإفساد، قال رؤبة: وقلتُ إذْ أسُّ الأمورُ الأسّاسُ ... ورَكِبَ الشَغْبَ المسيءُ المُأّسْ أي أفسدها المفسد. وقال ابن دريد: ومَثَلٌ من أمثالهم: ألْصِقوا الأُسَّ بالحَسِّ: أي الشر بالشر، يقول: ألحقوا الشر بأصول من عاديتم، والحَسُّ في هذا الموضع: الشر، وكذلك قال ابن الأعرابي: الأسَّ بالحَسِّ - بالفتح -، وبعضهم يرويه بالكسر فيهما: أي إذا جاءك شئ من ناحية فافعل مثله. والأُسُّ - بالضم -: باقي الرماد في الموقد. ويروي بيت النابغة الذبياني: فلم يبقَ إلاّ آلُ خَيْمٍ مُنَصَّبٍ ... وسقعٌ على أُسٍّ ونؤْيٌ مُعَثْلَبُ ويروي " مُنَضَّد "، وأكثر الرواة يروونه: " على آس " ممدوداً بهذا المعنى. وقال ابن الأعرابي: الأسيس: أصل كل شئ. والأسيس - أيضاً -: العِوَضُ. وأُسَيْس - مصغراً -: موضع، قال امرؤ القيس: ولو وافقتُهُنَّ على أُسَيسٍ ... وحافَةَ إذْ ورَدْنَ بنا ورودا وهو شرقيّ دمشق، وقال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع العاملي يمدح الوليد بن عبد الملك بن مروان: قد حباني الوليدُ يومَ أُسَيْسٍ ... بِعِشارَ فيها غِنىً وبهاءُ يحسِبُ الناظِرُون ما لم يَفُرّوا ... أنها جِلَّةٌ وهُنَّ فِتَاءُ والأَسُّ: الأصل، وبعضهم يكسر الهمزة، والصواب فتحها. وأسَّ الشاة يَؤسُّها أسّاً: أي زجرها وقال لها: إسّ إسّ، وفي كتاب يافِع ويَفَعَة: أسِّ أسِّ وإسِّ إسِّ.

ألس

وأسَّه يَؤسّهُ أسّاً - أيضاً -: أي أزَّهُ. وأسَّسْتُ الدار تأسيساً: إذا بنيت حدودها أو رفعت من قواعدها. وأسَّسْتَهُ - أيضاً -: إذا بنيت أصله، قال الله تعالى:) أفَمَنْ أسَّسَ بُنْيانَه (. والتأسيس في القافية: هو الألِف التي ليس بينها وبين حرف الرَّوي إلا حرف واحد، كقول النابغة الذبياني: كِلِيني لِهَمٍ يا أُميمة ناصِبِ ... وليلٍ أُقاسيهِ بطئ الكواكِبِ وقال اللَّيث: التأسيس في الشعر ألِفٌ تلزم القافية وبينها وبين حرف الروِّي حرف يجوز كسره ونصبه ورفعه؛ نحو مَفَاعِلُنْ في القافية، فلو جاء " مُجْهِدٌ " في القصيدة لم يكن فيه تأسيس، حتى يكون " مُجَاهِدٌ " فالألف تأسيسه، وإن جاء شئ من غير تأسيس - فهو المؤسَّس - كأنَّ عيباً في الشعر، غير أنَّه ربما اضطرَّ إليه بعض، فأحسن ما يكون ذلك إذا كان الحرف الذي بعد الألف مفتوحاً، لأن فتحته تغلِب على فتحة الألف كأنها تُزالُ من الوهم، كقول العَجّاج: عِندَ كريمً منهُم مُكَرَّمِ ... مُعَلَّمِ آيَ الهُدى مُعَلِّمِ مُباركٍ للأنبياءِ خاتَمِ ... فَخِنْدِفٌ هامَةُ هذا العالَمِ ولو قال: " خاتِمِ " - مكسورة التاء - لم يَحسُن. قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: قولُه: " خاتَمِ " ليس من التأسيس في شئ، ولكن لغة العجّاجِ هَمْزُ خاتَمٍ وعالَمٍ؛ فيقول: خأْتَمٌ وعأْلَمٌ؛ فلم تبقَ ألفٌ فَيُعلّل. وقال أبو عُبيد: التأسيس: حرف القافية نفسها ومنها التأسيس، وأنشدَ: ألا طالَ هذا الليلُ واخْضَلَّ جانِبُهْ فالقافية هي الباء، والألف قبلها هي التأسيس، والهاء هي الصلة. والتركيب يدل على الأصل والشيء الوطيد. ألس الأًلسْ: اختلاط العقل؛ عن أبي عُبَيد، يقال: أَلِسَ فهو مألوس. ومنه الحديث الذي زَعَمَ أبو عبيد أنّه لا طريق له: اللهم إنّي أعوذ بك من شر الألسِ والألقِ والكِبْرِ والسَّخِيْمَةِ. وقال القُتَبيّ: هو الخيانة. وقال ابن الأنباري: أخطَأَ؛ لأنَّ المَألوس والمَسْلوسَ هُما المضطرب العقل؛ لا خِلاف بين أهل اللغة في ذلك، قال المُتلمِّس واسمه جرير بن عبد المسيح: فإن تبدّلَتُ من قومي عَدِيَّكُمُ ... إنّي إذَنْ لَضعيفُ الرأي مألوسُ جاء به بعد ضعف الرأي. وقال الحصين بن القعقاع: هُمُ السَّمْنُ بالسَنوتِ لا ألْسَ فيهم ... وهُم يمنعونَ جارَهُم أن يُقَرَّدا وقال آخر: إنَّ بنا أو بكما لألْسا ... لم نَدْرِ إلاّ أنْ نَظُنَّ حَدْسَا والألس - أيضاً -: الغِش. وقال ابنُ عبَّاد: الأَلْس: الكذب والسرقة وإخطاء الرأي. والأَلْس: الخلط، قال: كماءِ المُزْنِ لم يؤْلَسْ بأَلْسِ أي لم يُخلط بشيء ولم يُمحَق بِمِحق. وقال الهوازني: الألْسُ: الريبة وتغير الخُلُقِ من ريبة أو تغير الخَلْق ِمن مرض، يقال: ما ألَسَكَ؟، ابتدأَ باللزوم وختم بالتعدي. ويقال: إنَّه لَمَألوسُ العَطِيَّة، وقد أُلِسَت عطيته: إذا مُنِعَت من غير إياسٍ منها. وأُلِسَ فهو مألوس: أي مجنون، قال: يَتْبَعْنَ مِثلَ العُمَّجِ المَنْسوسِ ... أهْوَجَ يمشي مِشيَةَ المَألوسِ يقال: إنَّ به لأَلساً وأُلاَساً: أي جنوناً. وقال ابنُ فارس: يقال هو الذي يَظُنُّ الظَنَّ ولا يكون كذلك. وقال ابنُ عُباد: المَأْلوس من الألبانِ: الذي لا يخرُج زبده ويَمَرُّ طعمه ولا يشرب من مرارته. وما ذقتُ ألوساً: أي شيئاً. والإلسُ: الأصلُ السَّوء. وإلياسُ: النبي - صلوات الله عليه -، وهو اسم أعجمي لا ينصرف للعجمة والتعريف، قال الله تعالى:) وإنَّ إلْيَاسَ لَمِنَ المُرْسَلِيْنَ (، وأَلياس - بفتح الهمزة فيه - لُغة، ومنه قراءة الأعرج ونُبَيح وأبي واقد والجراح:) وإنَّ ألْياسَ (. وأُلَّيْسُ - مثال قُبَّيْطٍ -: من قرى الأنبار، قال أبو مِحجَن: " وقرَّبتُ روّاحاً وكوراً ونُمرُقاً ... وغودِرَ في أُلَّيْسَ بَكْرُ ووائلُ " وضرَبَهُ فما تألَّسَ: أي ما توجَّعَ. والتألُّسْ: أن يكون يريد أن يعطي وهو يمنع، قال: وصَرَمتَ حبلك بالتألُّسِ وفلان لا يُدالِس ولا يُؤالِس: أي لا يخادع ولا يخون. امبربرس:

أمس

الأمْبَرْباريْسْ - ويقال الأنْبَرْباريْسْ بالنون -: الزَّرِشْك، وهو بالرومية، وبعضهم يقول: الْبَرْباريْسْ، الاّ أنهم تصرفوا فيه بإدخال اللام عليه مفرداً ومضافاً إليه؛ وأبدلوا من نونه ميماً، كما قالوا شَمْبَاءُِ في شَنْبَاءُِ. وقالوا: حَبُّ الأمْبَرْباريْس، وهو بالنون أصحُّ. أمس أمْسِ: اسم لليوم الذي قبل يومك الذي أنت فيه بليلة، وحُرِك آخره لالتقاء الساكنين. وقال الكسائي: تقول العرب كلمتك أمسِ وأعجَبْتَني أمسِ يا هذا، وتقول في النكرة: أعجبني أمسِ وأمسٌ آخر. وقال غيره: اختلفت العرب فيه، فأكثرهم يبنيه على الكسر مَعرفة، ومنهم من يعربه معرفة، وكلهم يعربه معرفة، وكلهم يعربه إذا دخل عليه الألف واللام أو صيَّرهُ نكرة أو إضافة، يقول مضى الأمسُ المبارك ومضى أمسنا وكلُّ غدٍ صائرٌ أمْسَاً. وقال سيبويه: قد جاء في ضرورة الشِّعرِ مُذْ أمسَ - بالفتح -؛ وأنشد: لقد رأيتُ عجباً مُذْ أمْسا ... عجائزاً مثل الأفاعي خمسا يأكلن ما في رَحْلِهِنَّ هَمْسا ... لا ترك الله لهُنَّ ضِرسا وزادَ أبو زيد: فيهم عجوزٌ لا تساوي فلسا ... لا تأكل الزُّبدَةَ الاّ نَهْسا قال: ولا يُصغَّر أمْسِ كما لا يُصَغَّرُ غَدٌ والبارِحة وكيف وأين ومتى وأيُّ وما وعند وأسماء الشهور والأسبوع غير الجمعة. وقال أبو سعيد: إذا نسبت إلى أمْسِ كسرتَ الهمزة فَقُلتَ: إمْسي؛ على غير قياس، قال العجّاج يصف جملاً: كأنَّه حينَ ونَى المَطِيُّ ... وجَفَّ عنه العَرَق الإمْسِيُّ قُرقُورُ ساجٍ ساجُهُ مِطْليٌّ ... بالقِيرِ والضَّبّاتِ زَنْبَرِيَّ وقال الفرَاء: أمسْيّ - بالفتح - جائز والكسر أفصح، قال ومن العرب من يَخْفِض الأمْس وإن أدْخل عليه الألف واللام، وأنشد لِنُصَيْب يمدح عبد العزيز بن مروان: وإني ظَلِلتُ اليومَ والأمْسِ قَبْلَهُ ... بَبابك حتّى كادَتِ الشمسُ تَغْرُبُ وبعض العرب يقول: رأيتُه أمْسٍ؛ فَيُنَوَّنْ، لأنَّه لمّا بُني على الكسر شُبِّهَ بالأصوات نحو غاقٍ فَنَوَّن، وهذه لُغَةٌ شاذة. وقال الزجَّاج: إذا جَمَعْتَ أمْسِ على أدنى العدد قُلتَ: ثلاثةُ آمُسٍ - مثال فَلْسٍ وأفْلُسٍ -، ويجوز ثلاثة آماسٍ - مثال فَرْخٍ وأفْراخٍ وزَنْدٍ وأزنادٍ -، فإذا كَثُرَت فهي الأَموسَ - مثال فَلْسٍ وفُلُوسٍ -، قال: مُرَّت بنا أولَّ من أُمُوسِ ... تَميسَ فينا مِشيَةَ الَروسِ وأنشد قُطْرُب: مَرَّت بنا أولَ من أمْسَيْنَه ... تجرُّ في مَحْفَلِها الرِّجْلَيْنهْ إنس الإنْسُ: البشَرُ، الواحِدُ: إنْسي وأنَسِيٌّ - بالتحريك - وقال العجّاج: وبلدةٍ ليس بها طُوْرِيٌّ ... ولا خلا الجِنُّ بها إنسِيُّ وقال علقمة بن عبدة، وقال أبو عبيدة: إنَّه لرجل من عبد القيس: فلَسْتَ لإنسِيٍّ ولكن لملاكٍ ... تَنَزَّلَ من جَوِّ السماءِ يصوْبُ والجمع: أنَاسِيُّ، قال الله تعالى:) وأنَاسِيَّ كَثِيرا (، وقرأ الكسائي ويحيى بن الحارث: " وأنَاسيَ " بتخفيف الياء، أسقطا الياء التي تكون فيما بينَ عين الفعل ولامه، مثل قراقير وقراقِرْ. ويبيِّنُ جَوازَ أنَاسِيَ - بالتخفيف - قَوْلهم: أنَاسِيَةُ كثيرة. وقال أبو زيد: إنسيٌّ وإنْسٌ - مثال جِنِّيٍّ وجِنٍّ - وإنْسٌ وآناسٌ - مثال إجْلٍ وآجالٍ - قال: وإنْسَانٌ وأناسِيَةٌ؛ كصيارفةٍ وصياقِلةٍ. وقال الفرّاء: واحِدُ الأناسيّ إنْسِيٌّ، وإن شئت جعلته إنساناً ثم جمعته أناسِيَّ، فتكون الياء عوضاً من النون. ويقال للمرأة: إنْسانٌ - أيضاً -، ولا يقال إنسانة، والعامة تقولها، وينشد: لقد كَسَتْني في الهَوى ... ملابِسَ الصَّبِّ الغَزِلْ إنسانةٌ فتّانةٌ ... بَدرُ الدُجى منها خَجِل إذا زَنَت عيني بها ... فبالدموعِ تغتسِل وإنسان العين: المثال الذي يُرى في السواد، ويُجمَعُ أٌُناسي، قال ذو الرمة يصِفُ إبلاً غارت عيونها من التعب والسيرَ: إذا استوجسْتَ آذانها استأْنَسْتَ لها ... أناسِيُّ مَلْحودٌ لها في الحواجِبِ

ولا يجمع على أُناس. وتقدير إنسان: فِعلان، وإنما زِيْدَ في تصغيره ياءٌ كما زيّدت في تصغير رجل فقيل روَيجِل. وقال قوم: أصلُه إنْسِيَان - على إفعلان - فحُذِفت الياء استخفافاً؛ لكَثرة ما يجري على ألسِنتهم، فإذا صغَّروه ردَّوها، لأن التصغير لا يَكْثُرُ، واستدّلوا عليه بقول ابنِ عبّاس - رضي الله عنهما - أنَّه قال: أنمَّا سُمَّيَ إنساناً لأنهُ عهد إليه فنسِيَ. والأناسُ: لُغَةً في الناسِ، وهو الأصل، قال ذو جدن الحميري: إن المنايا يطَّلع ... ن على الناسِ الآمنينا فيَدَعْنَهم شتى وقد ... كانوا جميعاً وافرينا وأنس بن أبي أُناس بن محمية: شاعِرٌ. ويُجمَع الأنَسُ - بالتحريك - آناساً؛ جَبَلٍ وأجْيَالً. وقال أبو زيد: الإنْسيُّ: الأيسر من كل شئ. وقال الأصمعيُّ: هو الأيمن. قال: وكلُّ اثنين من الإنسان مثل الساعدين والزَّندين والقدمين؛ فما أقبَلَ منهما على الإنسان فهو إنسي، وما أدبر فهو وحشيّ. ولإنسِيُّ القوس: ما أقبل عليك منها. وقال أبو الهيثم: الإنسان: الأنْمَلَة، وأنشَدَ: تَمْري بإنسانها إنسان مُقلتها ... إنسانةٌ في سواد الليل عُطْبُولُ وقال: أشارَت إنسانٍ بإنسانِ كفِّها ... لَتقتُلَ إنساناً بإنسانِ عينَها والإنسانُ؟ أيضاً -: ظِلُّ الإنسان. والإنسانُ: رَأسُ الجبل. والإنسانُ: الأرض التي لم تُزرَع. وهذا حِدثي وخِدني وخِلّي وخِلصي وودّي وجِلّي وحِبّي وإنْسي. ويقال: كيف ابنُ إنسِكَ وأُنسِكَ: يعني نفسه؛ أي كيف تراني في مصاحبتي إياكَ. وفلان ابنُ أُنسِ فلانٍ: أي صفيُّه وخاصته. وقال القرّاء: قلت للدّبَيْريَّة: أيْشٍ قَوْلَهُم: كيف ترى ابن إنسِك - بالكسر -؟، فقالت: عَزَاه إلى الإنس، فأما الأُنسُ عندهم فهو الغزل. وكلبٌ أنوسٌ: وهو نقيض العقور، وكِلابٌ أُنُسٌ. وقال الليث: جاريةٌ آنسة: إذا كانت طيبة النفس تحب قُربَك وحديثك. وقال الكميت: فيهنَّ آنسةُ الحديثِ خريدَةٌ ... ليسَتْ بفاحِشةٍ ولا مِتْفالِ وجمعها: الآنساتُ والأوانِس، قال ذو الرمّة: ولم تُنْسِنِي مَيّاً نَوى ذاةُ غَربةٍ ... شطونُ ولا المستطرفاتِ الأوانِسِ وابنُ مِئناس المُرادي: شاعر، ومِئناس أُمُّه. والأغر بن مأنوس اليِشكُري: أحد الشعراء في الجاهلية والإسلام. ابن الأعرابي: الأنيسة والمأنوسة: النار، ويقال لها: السكن، لأن الإنسان إذا آنسَها ليلاً أنِسَ بها وسَكنَ إليها وزال عنه توحشُّه وإن كان بالأرض القَفْرِ. وقال أبو عمرو: يُقال للديك: الشُّقرُ والأنيس والبَرْنِية. ويقال: ما بالدار أنيس: أيّ أحَدٌ. والأنيس: المؤانس وكلُّ ما يؤنس به. وقال الزبير بن بكّار: أبو رُهم بن المطَّلب بن عبد مناف: اسمه أنيسٌ. والأَنَسُ - بالتحريك - والأُنَسَة والأُنْس: خلاف الوحشة، وهو مصدر قولك: أنَسْتُ به وأنِسْتُ به - بالحركات الثلاث -، وقال أبو زيد: أنِستُ به إنساً - بالكسر - لا غير. وقال الليث: الأنَسُ: جماعة الناس، تقول: رأيتُ بمكان كذا أنساً كثيرا: أي ناساً كثيراً. قال العجّاج: وقد ترى بالدار يوماً أنَسا ... جَمَّ الدَّخِيْسِ بالثُّغور أحْوَسا وقال سُمير بن الحارث الضبيُّ: أتَوا ناري فقُلت: مَنون أنتثم ... فقالوا: الجِنُّ قُلتُ: عِمّوا ظَلاما فقلت إلى الطعام فقال منهم ... زعيمٌ: نحسدُ الأنس الطعاما والأنَسُ - أيضاً -: الحَيُّ المقيمون. وأنس بن مالك: خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم، ورضي عنه -. وأنَسَة: مولى رسول الله - صلى الله عليه وسله، ورضي عنه -. وأُنَيْس - مُصغراً -: في الأعلامِ واسِعُ. ووَهْبُ بن مأنوس الصَّنعاني: من أتباع التابعين. وآنَسْتُه: أبصَرتُه، قال اللهُ تعالى:) إنّي آنَسْتُ ناراً (. والإيناس: الرؤية، والعِلم، والإحساس بالشيء. وقوله تعالى:) فإنْ آنَسْتُمْ منهم رُشْداً (: أي عَلِمتم. وآنَسْتُ الصوت: سمعته، قال الحارث بن حِلزة اليشكري يصِفُ نعامةً: آنَسَتْ نَبْأةً وأفزعها القَنْ ... نَاصُ عصراً وقد دَنا الإمساءُ والإيناسُ: خِلاف الإيحاش. وكانت العرب تسمي يوم الخميس: مؤنِساً، وأنشد ابنُ دريد:

أوس

أُؤمِّلُ أن أعيشَ وإنَّ يومي ... بأوَّلَ أو بأهون أو جُبَارِ أو التالي دَبَارٍ أو فَيَوْمي ... بمؤنِسٍ أو عَرَوْبَةَ أو شِيَارِ والمؤنِسة: قرية على مرحلة من نِصِيبِيْن للقاصد إلى المَوصِل. والمؤنِسِيّة: قرية بالصعيد شرقي النيل. ومؤنِسٌ من الأعلام. وقال الفرّاء: يقال للسلاح كله الرمح والدرع والمِغفَرِ والتِّجفافِ والتَّسبِغَةِ والتُّرْسِ وغير ذلك: المؤنسات. وقال الفرّاء: يقال يونُس ويونَس ويونِس - ثلاث لغات -: في اسم الرجل، قال: وحُكِيَ فيه الهمزُ أيضاً، وقرأ سعيد بن جُبَير والضحَّاك وطلحة بن مُصَرِّف والأعمش وطاوس وعيسى بن عُمَر والحسن بن عِمران ونُبَيح والجرّاح: " يُوْنِسَ " - بكسر النون - في جميع القرآن. وأنَّسه بالنار تأنيساً: أحرقه. والتأنيس: خلاف الإيحاش. وأنَّستُ الشيءَ: أبصرتُه، مثل آنَسْتُه. ومؤنِس بن فُضالة - رضي الله عنه - بكسر النون: من الصحابة رضي الله عنهم. واستأنَسَ الوحشيُّ: إذا أحَسَّ إنسيّاً، قال النابغة الذبيانيّ: كأنَّ رَحْلي وقد زال النهار بنا ... بذي الجليل على مُستأنَسٍ وَحَدِ أي على ثَورٍ وحشي أحَسَّ بما رابه فهو يستأنس: أي يتبصر ويتقلَّب هل يرى أحداً، يُريدُ أنَّه مذعور؛ فهو أنشط لعدوه وفِرارِه. وقوله تعالى:) حتّى تَسْتَأْنِسُوا (قال ابنُ عَرَفَةَ: حتى تنظروا هل هاهُنا أحَدٌ يأذن لكم. وقال غيره: معناه تستأذنوا، والاستئذان: الاستِعلام، أي حتى تستعلِموا أمُطلقٌ لكم الدخول أم لا. ومنه حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -: أنّه كان إذا دخل داره استأنسَ وتكلَّم. قال الأزهري: العرب تقول: اذهب فاستأنِسْ هل ترى أحداً: معناه تَبَصَّر. والمستأنِسُ والمُتَأنِّسُ: الأسَدُ. فأما المُستأنِّس: فهو الذي ذهب توحشه وفزعه وأنِسَ بلقاء الرجال ومُعاناة الأبطال، قال الفرزدق يمدح بِشر بنَ مروان: مُسْتأنِسٍ بلقاء الناس مُغتَصَبِ ... للألف يأخذُ منه المِقْنَبُ الخَمَرا وأما المُتِأنِّسُ: فهو الذي يحِسُّ بالفريسَةِ من بُعْدٍ، قال طُرَيح بن إسماعيل: مُتَصَرِّعاتٍ بالفضاءِ يَدُلُّها ... للمحرجاتِ تأنُّسٌ وشَمِيْمُ وتأنَّستُ بفلانٍ: أي استأنَستُ به. والبازي يتأنَّسُ: وذلك إذا ما جَلّى ونظر رافعاً رأسه وطَرَفه. والتركيب يدل على ظهور الشيء؛ وعلى كل شيء خالف طريقة التوحُّشِ. أوس الأوْسُ: الإعطاءُ، قال أبو زيد: أُسْتُ القَوْمَ أوْساً: إذا أعطيتَهم، وكذلك إذا عوّضتهم من شيءٍ، قال أسماءُ بن خارجة الفزازيُّ: لي كُلُّ يومٍ من ذؤالهْ ... ضِغْثٌ يزيدُ على إبالهْ لي كُلُّ يومٍ صِيقَةٌ ... فوقي تأجَّلُ كالظِّلالهْ فَلأَ حْشَأنَّكَ مِشْقَصاً ... أوْساً أُوَيْسُ من الهَبَالَهْ والأَوسُ - وأوَيْسٌ مُصَغَّره -: الذئب، يعني عِوَضاً يا ذِئبُ من ناقتي الهَبَالَةِ. وقال أبو خِراش الهُدَلِي في رواية أبي عمرو؛ وعمرو ذو الكَلِبِ في رواية الأصمعيِّ؛ ورجُلٌ من هُذَيل غير مُسمى في رواية ابن الأعرابيِّ: يا ليتَ شِعري عَنكَ والأمر أمَمْ ... هل جاء كعباً عنك من بين النَّسَمْ ما فعل اليوم أُوَيْسٌ في الغنم وقال أبو حِزام غالب بن الحارث العكلي: اتِّئاباً من ابنِ سِيدٍ أُوِيْسٍ ... إذ تأرّى عَدُوْفَنا مُسْتَرِيْسا وأوس: أبو قبيلة من اليمن، وهو أوس بن قَيلة أخو الخزرج، منهما الأنصار، وقَيلَة أُمُّهُما. والأوس: النُّهزَة. وأوس: زَجْرُ الغنم والبقر، يقولون: أوْسْ أوْسْ. وأُوَيس بن عامر المراديَّ ثم القَرَنيُّ. وهو الذي قال فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لعُمَرَ - رضي الله عنه -: يأتي عليكم أُوَيْسٌ بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قَرَنٍ، كان به بَرَصٌ فبَرَأ منه؛ إلاّ موضع درهمٍ، له والدة هو بها بَرٌ، لو أقسَمَ على الله لأبَرَّه، فإِن استطعت أن يغفِرَ لكَ فافعلْ. والآس: شَجَر معروف، الواحدة منها: آسة، وهو بأرض العرب كثير، ينبت في السهل والجبل، وخضرته دائمة أبداً، ويسمو حتى يكون شجراً عِظاما، وفي دوام خضرته يقول رُؤبَةُ:

أيس

تراهُ منظوراً عليه الأرغاسْ ... يَخْضَرُّ ما اخْضَرَّ الأَلاءُ والآسْ وفي منابِتِه من الجبال يقول مالك بن خالد الخُناعيُّ، ويُروى لأبي ذؤيبٍ الهُذَليِّ، وهو لِمالِكٍ: يامَيَّ لا يُعجِزُ الأيّامَ ذو حِيَدٍ ... بِمُشْمَخِرٍ به الظَّيّانُ والآسُ وللآسِ بَرَمَةٌ بيضاء طيبة الريح، وثمرة تَسْوَدُّ إذا أينعت وتَحْلو وفيها مع ذلك عَلْقَمَةٌ. والاس - أيضاً -: بقية الرماد في الموقد، قال النابغة الذبياني: فلم يبقَ إلاّ آلُ خَيْمٍ مُنَصَّبٍ ... وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مُعَثْلَبُ وقال الأصمعي: الآسُ: آثار الديار وما يُعرف من علاماتها. والآسُ: بقية العسل في الخلية، وقيل هو العسل نفسه؛ وبه فسَّرَ بعضهم قَوْلَ مالك بن خالد الخُناعي الذي ذكرته آنفاً. والآس - أيضاً -: القَبْرُ. والآسُ: الصاحبُ. وقال الأزهريُّ: لا أعرف الآس بالمعاني الثلاثة من جهة تصح ورواية عن الثِّقات. وقد احتجَّ الليث فيما قال بشعر لا يكون مثلُه حُجَّةً لأنه مصنوع: بانَتْ سُلَيْمى فالفؤادُ آسِ ... أشكو كُلوماُ ما لهُنَّ آسِ من أجلِ حوراءَ كغصنِ الآسِ ... رِيقَتُها مثل طعم الأسِ وما اسْتَأسْتُ بعدها من آسِ ... وَيْلي فانّي مُلْحقٌ بالآسِ واسْتأسَهُ: أي استعاضَهُ. واسْتَأسَهُ: أي استصحبه. واسْتَأسَهُ: أي استعطاه، قال النابغة الجعديُّ رضي الله عنه: لَبِسْتُ أُناساً فأفنيتهُمْ ... وأفنيتُ بَعدَ أُناسٍ أُناسا ثلاثَةَ أهْلِيْنَ أفنَيْتَهُمْ ... وكان الإلهُ هو المُسْتَأسا أي: اسْتَعاضَ، وقيل المُسْتَاسُ: المُسْتَعَانُ. أيس ابنُ السكِّيتِ: أيِسْتُ منه آيَسُ إياساً: أي قنطْتُ؛ لُغَةً في يئسْتُ منه أيْأسُ يَأْساً. والإيَاسُ: انقطاع الطمع. وإياسٌ: في الأعلام واسِعٌ. وقال الخليل: إنِّ العرب تقول: ائْتِ به من حيث أيْسَ ولَيْسَ، ليس يُستعمَل أيْسَ إلاّ في هذه الكلمة فقط، وإنَّما معناها كمعنى هو في حال الكينونة والوُجْدِ والجِدَةِ. وقال: إنَّ ليس معناها لا أيْسَ: أي لا وُجِدَ. وقال الأصمعي: الأَيْسُ: القَهْرُ. وقال ابنُ بُزُرْجَ: إستُ أئيْسُ أيْساً: أي لِنْتُ. وقال اللِّحيانيُّ: في لُغَةِ طَيَّئٍ: ما رأيتُ ثَمَّ إيْسَاناً - بالياء - أي إنساناً، قال ويجمعونَهُ أياسين. وآيَستُه من كذا: أي أيْأسْتُه منه، وكذلك أيَّسْتُه تأييساً. وقال الليث: التأييس: الاستقلال، تقول: ما أيَّسنا من فلان خيراً: أي ما استقللنا منه خيراً، أي أرَدْتُه لأستخرِجَ منه شيئاً فما قَدَرْتُ عليه. وقال غيره: التأييس: التأثير في الشيء، قال ذلك أبو عُبَيْدٍ، وأنشَدَ للشَّمّاخ: وجِلدُها من أطُومُ ما يؤَيِّسُهُ ... طِلْحٌ بضاحيةِ الصيداءِ مَهزولُ الأطوم: سمكة من سمك البحر؛ وقيل: هو السلحفاة. والطِّلْحُ: المَهزولُ من القِرْدانِ. وأيَّسْتُ الشَّيء: ليَّنتُه، قال العباس بن مرداس السُّلَميُّ رضي الله عنه: إنْ تَكُ جُلمودَ بِصْرٍ لا أؤيِّسُهُ ... أَوقِد عليه فأُحميهِ فَيَنْصَدِعُ وتَأيَّسَ الشيء: لانَ، قال المتلَمَّسُ: ألَمْ تَرَ أنَّ الجَوْنَ أصبَحَ راسياً ... تُطِيْفُ به الأيّامُ ما يتأيًّسُ وذَكَرَ بعض من صَنَّفَ في اللغة: أبَّسْتُ الشيء وتَأبَّسَ الشيء بالباء المُوَحَّدّة، واستشهَدَ على ذلك ببيتَي العبّاسِ والمُتَلمِّسِ هذينِ، والصَّواب ما ذكرتُ، وموضِعُهما هذا التركيبُ. وقال ابنُ فارسٍ: الهمزة والياء والسين ليس أصلاً يُقاس عليه، ولم يأتِ منه إلا كلمتان ما أحسِبُهما من كلام العرب، وقد ذكرناهما لِذِكرِ الخَليلِ إيّاهما. فَذَكرَ أيْسَ والتأيِيْسَ والتَّأيُّسَ، واستشهَدَ بالبيتين المُقَدَّمِ ذِكرُهُما. بأس البَأْسُ: العَذَابُ. والبأس: الشدَّة في الحرب، تقولُ منه: بَؤسَ الرَّجُلُ يَبْؤسُ بَأساً: إذا كان شديد البأس، حكاه أبو زيدٍ في كتاب الهَمْزِ، فهو بئيس - على فَعيل - أي شُجاعٌ. وعَذابٌ بئيس: أي شديد. وبَئسَ الرجُل يَبأسُ بؤساً وبَئيساً: أي اشتدَّت حاجته. والبَئيسُ: هو اسْمٌ وُضِعَ موضع المصدر، وأنشد أبو عمرو للفرزدق:

ببس

إذا شئتَ غنّاني من العاجِ قاصِفٌ ... على مِعْصَمٍ رَيّانَ لم يًتًخًدَّدِ لِبيضاءَ من أهل المَدينَةِ لم تَذٌق ... بئيساً ولم تَتْبَعْ حَمولَةَ مُجْحِدِ وكذلك البَئيسي والبُؤْسي، قال ربيعة بن مقروم الضَّبِّيُّ: وأجْزي القُروض وّفاءً بها ... بِبؤْسي بَئيْسي ونُعْمي نَعِيْما ويُروى: " بَئيسا ". وقوله تعالى:) وسَرَابِيْلَ تَقِيْكُم بَأْسَكُم (أي حربَكُم، وكذلك قوله تعالى:) لِتُحْصِنَكُمْ من بَأْسِكُم (. وقوله تعالى:) بَأْسُهم بَيْنَهم شَدِيدٌ (أي إذا لم يَرَوا عدوّاً نَسَبوا أنفُسَهم إلى الشدة. وقوله عزَّ وجل:) وأنزَلْنا الحَدِيْدَ فيه بَأْسٌ شَدٍيدٌ (أي امتناعٌ من العدوِّ. والأبوسُ: جمع بؤسٍ، من قولهم: يَومُ بُؤسٍ ويَوْمُ نُعْمٍ، قال العجّاج: فَنُكْثِرُ النُّعْمى ونُفشِي الأبْوُسا وفي المثل: عسى الغُوَيْرُ أبْؤُساً: أي داهيَةً. والأبْؤُسُ: من أسماء لدّاهيَةِ، وقد مضى تفسير المَثَل في تركيب غور. والبأساء: الشِّدَّة، قال الأخفش: بُنِيَت على فعلاء، وليس لها أفعل. وقوله تعالى:) مَسَّتْهُم البأساءُ والضَّرّاءُ (، قال الأزهريُّ: البأساء في الأموال وهو الفقر، والضراء في الأنفُسِ وهو القتل. والبَيْأسُ والبَيْهَسُ: الأسد. والبَيْأسُ - أيضاً -: الشديد، وقرأ عاصم:) بِعَذَابٍ بَيْأسٍ (. وبِئْسَ: كَلِمةٌ مستوفية لجميع الذم، كما إنَّ نِعمَ كلمة مستوفية لجميع المدح. فإذا ولَّينا اسماً جِنساً فيه ألف ولام ارتَفَع، تقول: بِئْسَ الرجُلُ زَيْدٌ وبِئْسَتِ المَرْأةُ هِنْدٌ، فإن لم تكن فيه ألِفٌ ولام انتصب، تقول: بِئْسِ رَجُلٌ زَيْدَاً ونِعْمَ صَدِيْقاً أنْتَ؛ على التمييز. وهُما فعلان ماضيان لا يتصرّفان لأنهما أُزيلا عن موضعيهما، فَنِعْمَ منقولٌ من قولَكِ: نَعِمَ فلان: إذا أصاب نعمةً، وبِئْسَ منقول من قولك: بَئسَ فلانٌ: إذا أصاب بُؤساً، فنقلاً إلى المدح والذم، فشابها الحروف فلم يتصرّفا. وفيهما لُغاتٌ نَذكُرُها - إن شاء الله - في نعم. وعَذَابٌ بِئْسٌ: أي شديدٌ؛ مثل بَئيْسٍ، وقرأ نصرُ بن عاصم:) بعَذَابٍ بِئْسٍ (. وبَنَاتُ بِئْسٍ: الدَّواهي. ومن العرب من يصل بِئْسَ ب " ما "، قال الله تعالى) ولَبِئْسَما شَرَوْا به أنْفُسَهم (، وفي حديث النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: بِئْسَما لأحَدِهِم أن يقولَ نسيتُ آية كَيْتَ وكَيْتَ بل هو نُسِّيَ، واستذكروا القُرآنَ فأنَّه أشدُّ تفصِّياً من صدور الرجال من النُّعَمِ من عُقُلِها. والعرب إذا أدخلت " ما " على بِئْسَ أدخلت بعدها " أن " مَعَ الفعل، وروي عن النحاة: بِئْسَما تَزويجٌ ولا مهر، والمعنى بِئْسَ شيئاً تزويجٌ ولا مهر. وقال الزَّجّاج: بِئْسَ إذا وَقَعتََ على " ما " جُعِلَتْ " ما " معها بمنزلة اسْمٍ منكر دال على جنسٍ. والإباسُ - إفعال -: من البؤسِ، قال الكُمَيت: قالوا أساء بنو كَرْزٍ فَقُلتُ لهم: ... عَسى الغُوَيرُ بإِبْأسٍ وإعوارٍ الإعوار - إفعال -: من العَوْرَةِ. والإبتئاس: الحُزن. وقوله تعالى:) فَلا تَبْتَئسْ (أي لا تضعُف ولا تَذِل ولا يَشتَدَّنَّ أمرُهُم عليك. والمُبتَئِس: الكارِه الحزين، قال حسان بن ثابت رضي الله عنه: ما يَقْسِمِ اللهُ أقْبَلْ غَيْرَ مُبْتَئِسٍ ... منه وأقعُد كريماً ناعِمَ البالِ وقال لبيد رضي الله عنه: في رَبْرَبٍ كنِعاجِ صا ... رَةَ يَبْتَئسْنَ بما لَقِيْنا وقال ابن عَبّادٍ: يُقال اغتنم الأمرَ وابْتَئسْهُ: بمعنى واحدٍ. والتبَّاؤسُ: التفاقُرُ وأنْ يَرِي من نَفْسِه تَخَشُّعَ الفقراء إخْباتاً وَتَضَرُّعاً. ومنه حديث النبيِّ - صلى الله عليه وسلّم -: الصلاة مَثنى مَثنى؛ وأنْ تَشَهَّدَ في كل ركعتين؛ وأن تباءَسَ وتَمَسكَنَ وتُقْنِع يَدَيكَ وتَقولَ: اللهُمَّ اللهُمَّ، فَمَنْ لم يَفعَل فهيَ خِدَاجٌ. والتركيب يدل على الشهادة وما ضارعها. ببس

بجس

أبنُ الأعرابيُّ: البابُوسُ - مثال فاعول -: وَلَدُ الناقة، والصبي الرضيع. ومنه حديث جُرَيْجٍ الرّاهب حين اتَّهَمُوه بالزنى وهدَموا صَومَعَتَهُ وقالوا: زَنَيتَ بهذهِ البَغيِّ فَوَلَدَت منكَ، فقال: أينَ الصبيُّ؟ فجاءوا به، فقال: دَعوني حتّى أصلّي، فصلّى فلمّا انصرفَ أُتِيَ بالصبيِّ فَطَعَنَ في بطنِهِ وقال: يا بابوسُ من أبوكَ؟ قال: فُلان الرّاعي، فأقبلوا على جُرَيجٍ يُقَبِّلونَهُ ويتمَسَّحونَ بِه، وقالوا: نَبْني لك صومعتك من ذهبٍ، قال: لا؛ أعيدوها من طينٍ كما كانت. قال عمرو بن أحمر الباهليُّ: حَنَّتْ قَلُوْصي إلى بابوسها جَزَعاً ... ماذا حَنيْنكِ أم ما أنْتِ والذِّكَرُ وقال ابنُ عبَّاد: البابُوسُ: الوَلَدُ؛ بالرومِيَّةِ. بجس بَجَسْتُ الماءَ والجُرحَ أبْجُسُه وأبْجِسُه بَجْساً: إذا شَقَقْتَه. ويُقال - أيضاً - ماءُ بَجْسٌ: أي مُنْبَجِسٌ؛ وصفاً بالمصدَرِ، كقولهم: ماءٌ غَورٌ وسَكْبٌ وصَبٌّ، قال العَجَّاجُ يمدح عبد الملك بن مروان: كالغَيثِ هَدَّ الرَّجْسَ بَعْدَ الرَّجْسِ ... فثارَتِ العينُ بماءٍ بَجْسِ وكذلك ماءٌ بَجيسٌ، قال رُؤْبَةُ: أُسْقِيْنَ نَضّاخَ الصَّبَا بَجِيْسا وبَجْسَةُ: اسمُ موضِعٍ، ويقال: اسم عينٍ باليمامة. وبَجَّسْتُ الماءَ تَبْجِيْساً: فَجَّرْتُه. ومنه حديث حُذَيفَة بن اليَمَانِ - رضي الله عنهما -: ما مِنّا إلاّ رجُلٌ له آمَّةٌ يُبَجِّسُها الظُّفُرُ غيرَ الرَّجُلَيْنِ، يعني عمر وعَلِيّاً رضي الله عنهما. يُريدُ أنَّها نغلَةٌ كثيرَةٌ الصديد؛ فإن أراد مُريد أن يفجَّرها بِظُفُرِه قَدَرَ على ذلك لامتلائها ولم يحتَجْ إلى حديدة يَبْضَعُها بها، وأراد: ليس منَّا أحَدٌ إلاّ وفيه شيءٌ. والإنبجاس: الانفجار، قال الله تعالى:) فانْبَجَسَتْ منه اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً (. وقال الليث: الإنبجاس عامٌ والنُّبوعُ في العَيُنِ خاصَّةً. قال: وتقولُ العرب: تَبَجَّسَ الغَربُ، قال العجَّاج: يا صاحِ هل تَعرِف رَسْماً مُكْرِساً ... قال: نعم أعرِفُه وأبْلَسا وانْحَلَبَتْ عيناهُ من فرطِ الأسى ... وَكِيْفَ غَرْبَيْ دالِجٍ تَبَجَّسا وقال ابنُ السكِّيت: جاءنا بثَريدَةٍ تَبَجَّسُ: وذلك من كَثْرَةِ الدَّسَمِ. وأرضٌ تَتَبَجَّسُ عُيُوناً. والسَّحَابُ يَتَبَجَّسُ بالمَطَرِ. والتَّركيب يُدلُّ على تفتُّحِ الشيءِ بالماءِ خاصَّةً. بحلس ابنُ الأعرابي: جاءَ فلانٌ يَتَبَحْلَسُ: إذا جاءَ فارِغاً. بخس البَخْس: النَّقص، يُقال: بَخَسَه حَقَّه يَبْخَسُه بَخْساً. وقوله تعالى:) وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ (أي ذي بَخْسٍ، ويكون وصفاً بالمصدر كما سبق. ويقال للبيع إذا كان قصداً: لا بَخْسَ فيه ولا شَطَطَ، كما يقال: لا وَكْسَ فيه ولا شَطَطَ. وفي المثل: تَحْسِبُها حَمٍقاء وهي باخِسٌ. هكذا جرى المثل بلا هاءٍ، وقال ثعلَبٌ: وإنْ شئت قُلْتَ: باخِسَة. فمن روى باخِس أراد أنَّها ذاةُ بَخِسٍ تَبْخَسُ الناسَ حقوقهم، ومَنْ روى باخِسَة بنى الكلام على بَخَسَت فهي باخِسَة. يقال أنَّ المثل تكلَّم به رجل من بني العًنبَر من تميم جاورته امرأة فنظر إليها فحَسِبَها حمقاء لا تَعقِل ولا تَحفَظُ ولا تعرِف مالها، فقال العَنْبَريُّ: ألاَ أخلِطُ مالي ومتاعي بمالها ومتاعها ثم أُقاسِمُها فآخذُ خير متاعها وأُعطيها الرَّديءَ من متاعي، فقاسمها بعدما خلط متاعَهُ بمتاعها، فلم تَرْضَ عند المقاسمة حتى أخذت متاعها، ثم نازَعَتهُ وأظهَرَت له الشكوى حتّى افتدى منها بما أرادَتْ. فعوقِبَ عندَ ذلك فقيل له: اختَدَعْتَ امرَأَةً وليس ذلك بِحَسِنٍ، فقال: تحسِبها حمقاء وهي باخِسٌ. يُضرَبُ لِمَنْ يَتَبَالَه وفيه دَهْيٌ. قال الله تعالى:) ولا تَبْخَسُوا النّاس أشيْائهم (أي لا تَظلِموهم أموالهم. وكَلَّ ظالِمٍ باخِس. وقَوله تعالى:) وهم فيها لا يُبْخَسونَ (أي لا يُنْقَصونَ من أرزاقِهم ولا يقلِّلون. والبَخْسُ - أيضاً -: أرْضٌ تُنبِتُ من غيرِ سَقيٍ.

بذغس

وقال الليث: البَخسُ: فَقءُ العين بالإصبَعِ وغيرِها. وقال ابن السكِّيت: يقال: بَخَصتُ عينَهُ - بالصاد -، ولا يقال بَخَسْتُها - بالسين -. وقال الأصمعيُّ: بَخَصَ عَينَهُ وبَخَزَها وَبَخَسَها: إذا فقأَها. وفي حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - يأتي على الناس زمان يُسْتَحَلُّ فيه الرِّبا بالبيع؛ والخمر بالنبيذ؛ والبَخْسُ بالزكاة؛ والسُّحتُ بالهديّة؛ والقتل بالموعظة. البَخْسُ: المَكْسُ، وقيل: هو ما يأخُذُه الوُلاةُ باسْمِ العَشْرِ؛ يَتَأوَّلون الزَّكاة والصدقات. ويُقال: إنَّهُ لَشَديدُ الأباخِسِ: وهي اللحم العَصِبُ، وقيل الأباخِس: ما بين الأصابِع وأُصولِها. والأصابِع نفسُها يقال لها الأباخِس - أيضاُ -، قال الكُمَيْتُ: جَمَعتُ نِزاراُ وهي شتّى شعوبها ... كما جَمَعَتْ كفٌّ إليها الأباخِسا وبَخَّسَ المُخَّ تبخيساً: إذا نقص ولم يبقَ إلاّ في السلامى والعين؛ وهو آخر ما يبقى، وكذلك تَبَخَّسَ المُخُّ؛ وهذه عن ابنِ عبّاد. وتبَاخسَ القوم: إذا تغابَنوا. والتَّركيب يدل على النَّقصِ. بذغس باذْغِيْسُ: قرية من أعمال هَرَاةَ، أنشَدَ الأصمعيّ لنفسه: جاريَةٌ من أكرم المجوس ... أبصَرتُها في بعض طُرق السُّوسِ جالِسَةً بحضرةِ النّاوُوسِ ... تَسُرُّ عين الناظر الجليسِ بِوَجْهِ لا كابٍ ولا عبوسِ ... وهيئةٍ كهيئةِ العَروسِ إذا غدت في مِرْطِها المَغموسِ ... بالمِسْكِ والعَنْبَرِ والوُرُوْسِ قد فتنت أشياخَ باذَغِيْسِ برس البِرسُ - بالكسر -: القُطْنُ، قال: تَنفي اللُّغام على هاماتها فزعاً ... كالبِرْسِ طَيَّرّهُ ضربُ الكرابيلِ وقال الليث: البِرسُ: قُطنُ البرديّ خاصةً، وأنشد: كَنَديفِ البِرْسِ فَوْقَ الجُمّاح وقال ابن دريد: البُرْس - بالضم - لُغَةً فيه؛ وهو القطن أو شبيهٌ به، وأنشَدَ: كأنَّ لُغامَهُ بِرْسٌ نَدِيفُ وبُرسٌ - أيضاً -: قرية من سَواد العراق بينَ الكوفة والحِلَّة المَزيَديَّةِ. وبُرْسانُ: قبيلة من الأزد، وهو بُرْسان بن كعب بن الغِطريف الأصغر بن عبد الله بن عامر. وقال ابن الأعرابي: البَرْسُ - بالفتح -: حَذَاقة الدَّليل. وبَرِسَ - بالكسر -: إذا تشدّد على غريمه. ويقال: ما أدري أي البَرساء هو وأيّ بَراساءَ هو: أي أيُّ الناس هو. ويقال: بَرَّسْتُ الأرضَ تبريساً: إذا سهَّلتها وَلَيَّنْتَها. بربس ابن الأعرابي: البِرباس - بالكسر -: البئر العميقة. وقال الليث: بربستُ فلاناً: أي طلبته، قال أبو الزَّعراء المَعني الطائي: وبَرْبَسْتُ في تَطلاب أرض ابنِ مالكٍ ... فأعجزني والمرءُ غيرُ أصيلِ ويُروى: في تَطلاب عمرو بن مالك. وقال ابنُ السكِّيتِ: جاء فلانٌ يتبربس: إذا جاء يمشي مشياً خفيفاً، وأنشد: فَصَبَّحَتْهُ سِلَقٌ تَبَرْبَسْ ... تَهتِكُ خَلَّ الحَلَقِ المًلَسْلَسْ وقال الليث: التَّبَربُسُ: مَشيُ الكلبِ، وإذا مشى الإنسان كذلك قيلَ: هو يتبَربَسُ. وقال أبو عمرو: جاءَ فلانٌ يتَبَربَس: إذا جاء متبختراً. وتَبَربَسَ - أيضاً -: مرَّ مرّاً سريعاً. برجس ناقةٌ بِرجِيس: أي غزيرة. والبِرجِيسُ - أيضاً -: نَجمٌ، قال الفَرّاء: هو المشتري؛ حكاه عن ابنِ الكَلبيِّ، قال رؤبّةُ: كافَحَ بَعْدَ النَّثرَةِ البِرْجِيْسا والبُرجَاس - بالضم -: غَرَضٌ في الهواء على رأس رمح أو خشبة طويلة وكأنَّه موَلَّد. وقال ابن بزرج: البِرجاس: شِبهُ الأمَرَةِ تُنصَب من الحجارة. بردس ابنُ فارس في المقاييس: البِردِس - بالكسر -: الرجل الخبيث، والباء زائدة وإنما هو من الرَّدْس، وذلك أن يقتحم الأمور؛ مثل المِرداس وهو الصَّخرة. وقال في المُجمَل: البْردِس والبِردِيس: الرجل المتكبر، والمنكر؟ أيضاً - وهو أجوَد. والبَردَسة: التكبُّر، والنُّكرُ - أيضاً - وهو أجْوَد. برطس ابن دريد: المُبَرطِس: الذي يكتري للناس الإبل والحمير ويأخذ على ذلك جُعلاً. وبُرطاس - بالضم -: اسم أممٍ لهم بلاد واسعة تتاخم أرض الروم. وبُرطاس: من الأعلام. برعس

برغس

ابن دريد: ناقَةُ بِرْعِسٌ وبِرْعِيسٌ: قالوا الغزيرة، وقالوا الجميلة التامة الخَلْقِ، وأنشدَ: أنتَ وهبتَ الهجمةَ الجَراجِرا ... كُوماً بَرَاعيسَ معاً خَنَاجِرا ويُروى: " كُوماً مَهاريسَ "، والمَهاريس: الشَّديدات الأكل. وأنشد ابنُ السكِّيت: إنْ سَرَّكَ الغُزْرُ المَكودُ الدائمُ ... فاعمِد بَراعِيسَ أبوها الرّاهِمُ وقال غيره: رجلٌ بِرعِيس: أي صبور. برغس أبو عمرو: البِرغيس - بالغَين المُعجَمة - من الرجال: الرزين الصبور على الأشياء لا تكرثه ولا يباليها. والبراغيس من الإبل: الكِرام، قال أبو جَوْنَة: بَراغيسُ كالآجام لم يُمشَ وسطَها ... بِسَيفٍ ولم تسمَع رُغاء قرينٍ برلس بُرُلُّسُ - بالضمات الثلاث وتشديد اللام -: قرية من سواحل مصر يُنسَب إليها جماعة من أهل العِلم. برنس البُرْنُسُ: قَلنْسُوَة طويلة كان النسَّاك يلبسونها في صدر الإسلام. وقيل البُرنُس: كل ثوب رأسه منه ملتزق به، دُرّاعة كان أو جُبَّة أو مِمْطَراً. وقال ابن دريد: البُرنُس إن كانت النون زائدة فهو من البِرْسِ مأخوذ، لأنه يقال للقطن بِرسٌ وبُرسٌ، وإن كانت أصلية فهو من قولهم: لا أدري أيُّ البَرْنَسَاءِ هو: أي أيُّ الناس هو. ويقال: ما أدري أيَّ بَرْنَسَاء هو وأيُّ البَرْنَسَاء هو وأيُّ بَرْنَسَاءَ هو وأيُّ البَرْنَسَاءِ هو وأيُّ بَرْنَاسَاءَ هو: أي أيُّ الناسِ هو. وقال الأصمعي في قولهم: لا أدري أيُّ البَرْنَسَاءِ هو أي أيُّ الناسِ هو: البَرْ بالنَّبَطِيَّة: الابن؛ والنَّسا: الإنسان. وقال غيره: بَرْناشا - مُعْجَمَةً - بالسُّريانيَّة فعرَّبته العرب. ويقال: جاء يمشي البَرْنَسي: أي في غير ضَيْعَةٍ. بسس من أسماء مكَّة - حرسها الله تعالى -: الباسَّة والبسّاسة، لأنها تَبُسُّ من أَلْحَدَ فيها: أي تهلكه وتحطمه. وقوله تعالى:) وبُسَّتِ الجِبالُ بَسَّا (أي فُتَّتَت وصارت أرضا، وقيل: نُسِفَت كما قال تعالى:) فَقُلْ يَنْسِفُها رَبّي نَسْفا (، وقيل: سِيقَت كما قال تعالى:) وسُيِّرَتِ الجبالُ فكانَتْ سَرابا (. وقال أبو زيد: البَسُّ: السَّوق اللَّيِّنُ، وقد بَسَسْتُ الإبل أبُسُّها - بالضم - بَسَّاً. والبَسُّ - أيضاً - اتخاذ البَسِيسَة؛ وهو أن يُلَتَّ السَّوِيق أو الدقيق أو الأقطِ المطحون بالسَّمن أو بالزيت ثم يؤكل ولا يُطبخ، قال يعقوب: هو أشدُّ من اللَّتِ، قال شَمْلَةُ اللِّصُّ: لا تَخبِزا خُبزاً وبُسّا بَسّا وذكر أبو عبيدة أنّهُ لصٌّ من غطفان أراد أن يخبِز فخافَ أن يُعجَلَ عن ذلك فأكله عجيناً، ولم يجعل البَسَّ من السَّوقِ اللَّيِّن. وبَسَسْتُ الإبلَ: إذا زجرتها وقلت: بِسّ بِسّ. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: تُفتَح اليمن فيأتي قومٌ يَبُسُّونَ فيتحمّلون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتُفتَح الشامُ فيأتي قوم يَبُسُّونَ فيتحمّلون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتُفتَح العراقُ فيأتي قومٌ يَبُسُّونَ فيتحمّلون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. وبَسَّ عقارِبَه: أي أرسَلَ نمائِمَه وأذاه. وَبَسَسْتُ المال في البلاد: أي أرسَلتُه وفرَّقته. وقال الكِسائي: يقال جِيءَ به من حَسِّكَ وبَسِّكَ: أي ائْتِ به على كل حال من حيث شِئت. وقال أبو عمرو: يُقال جاء به من حسّه وبسّه: أي من جَهْدِه، ولأطلُبَنَّه من حَسِّي وبَسِّي: أي من جَهْدي، ويَنشد: تركت بيتي من الأشي ... اء قفرا مثل أمسِ كل شئ كنت قد جم ... عت من حسّي وبَسِّي وقال ابن فارس: بَسٌّ: في معنى حَسب؛ ويسترذله بعضهم. وقال ابن عبّاد: يقال للهرة الأهلية: البَسَّة. والذَّكَر: بَسُّ، والجمع: بِساس. قال: والبَسُّ: الطلب والجَهد. ويقال: لا أفعل ذلك آخر باسوس الدهر: أي أبداً. وناقة بسوس: لا تدرُّ إلا على الإبساس.

والبسوس: اسم امرأة، وهي خالة جسّاس بن مُرة الشيباني، كانت لها ناقة يقال لها سراب، فرآها كُليب وائل في حِماه وقد كسرت بيض طائر قد أجاره، فرمى ضرعها بسهم، فوثب جساس على كُليب فقتله، فهاجت حرب بَكر وتَغلِب ابنَي وائل أربعين سنة، حتى ضَربت العرب المثل فيها بالشؤم. وبها سميَّت حرب البسوس. وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى:) واتْلُ عليهم نَبَأَ الذي آتَيْناه آياتِنا فانْسَلَخَ منها (قال: هو رجل أُعطيَ ثلاث دعوات يُستجاب له فيها، وكانت له امرأة يقال لها البسوس، وكان له منها ولد، وكانت لها صُحبَة. فقالت: اجعل لي منها دعوة واحدة، قال: فلك واحدة فماذا تريدين؟ قالت: ادع الله أن يجعلني أجمل امرأةٍ في بني إسرائيلَ، فلما علِمَت أنْ ليس فيهم مثلها رغبت عنه وأرادت سيئاً، فدعى الله عليها أن يجعلها كلبةً نبّاحة، فذهبت فيها دعوتان. فجاء بنوها فقالوا ليس لنا على هذا قرار؛ قد صارت أُمُّنَا كلبة يعيرنا الناس، فادعُ الله أن يَرُدها إلى الحال التي كانت عليها، فدعا الله فعادت كما كانت، فذهبت الدعوات الثلاث. وهي البسوس، وبها يضرب المثل في الشؤم فيقال: أشأمُ من البسوس. وبَسوسي: موضع قرب الكوفة. وقال اللحياني: يقال بُسَّ فلان في ماله بَسّاُ: إذا ذهب شئ من ماله. ويقال في دعاء الغنم إذا دعوتها: بُس بُس وبَس بَس وبِس بِس - بالحركات الثلاث -. وقال ابن الكَلبي: بُسٌ: هو البيت الذي كانت تعبُده بنو غطفان. وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنَّه قال: حجَّ ظالم بن أسعد بن ربيعة بن مالك بن مُرَّة بن عوف بن سعد بن ذبيان، فرأى قريشاً يطوفون حول البيت ويسعَون بين الصفا والمروة، فمسح البيت برجله عرضه وطوله، ثم أخذ حجراً من الصفا وحجراً من المروة، ثم رجع إلى قومه فقال: يا معشر غطفان؛ لقريش بيت يطوفون حوله والصفا والمروة، وليس لكم شئ. فبنى بيتاً على قدر البيت، ووضع الحجرين فقال: هذا الصفا وهذا المروة، وسمّى البيت بُساً، فاجتزءوا بذلك عن الحج وعن الصفا والمروة. فأغار زهير بن جناب الكلبي فقتل ظالماً وهدم بناءه. وبُسٌّ - أيضاً -: جبل قريب من ذاة عِرْقٍ، قال عاهان: بَنونَ وهَجمَةٌ كأشَاءِ بُسٍّ ... صَفايا كَثَّةُ الأوبار كُوْمُ وقيل: بُسٌ: أرض لبني نصر بن معاوية. والبَسْبَسْ: القَفْر، قال ذو الرمة: ألم تُسأل اليومَ الرُّسومُ الدَّوارِسُ ... بِحُزْوى وهل تدري القِفَارُ البَسَابِسُ والتُّرَّهاتُ البَسَابِسُ: هي الباطل، وربما قالوا: تُّرَّهاتُ البَسَابِسِ - بالإضافة -. وقال الليث: البَسْبَسُ: شجر تتخذ منه الرِّحال، ونسبَه الأزهري إلى التصحيف وقال: إنه السَّيْسَبُ. وبَسْبَسُ بن عمرو - رضي الله عنه -: من الصحابة. وبَسْبَاسَة: امرأة من بني أسد، وإيّاها عنى امرؤ القيس بقوله: ألا زعَمَت بَسْبَاسَة اليوم أنَّني ... كَبِرْتُ وألاّ يشهَدَ اللَّهو أمثالي ويُروى: " وألاّ يُحسِنَ السرَّ " أي النّكاح. والبَسْبَاسَة: بَسْبَاسَتان، إحداهما: تعرفها العرب ويأكلها الناس والماشية، تذكر بها ريح الجزر إذا أكلتها وطعمه، ومَنبَتها الحُزون، قال طرفة بن العبد: جمادٌ بها البَسْبَاسُ يرهَصُ مُعْزُها ... بناتِ اللبون والصلاقمة الحمرا وقال الدينوري: زعم بعض الرواة أنّ البسباسَ هو نانْخُواه البَرِّ. وفي طِيب ريح البَسْباس قال أعرابي: يا حبذا ريح الجنوب إذا غدت ... في الفجر وهي ضعيفة الأنفاس قد حُمِّلَت بَرد الثَرى وتحمَّلَت ... عبقاً من الجَثْجَاثِ والبسباسِ والأخرى: ما تستعملها الأطباء، وهي أوراق صُفُر تُجلَب من الهند. وكل واحدة منهما غير الأخرى. وقال ابن دريد: البَسيسَة: خُبْز يُجفَّف ويُدَق ويشرب كما يُشرَب السُوَيق، قال: وأحسِبُها الذي يسمى الفَتوت. وقال ابن عبّاد: البَسيسَة: الإيكال بين الناس والسِّعاية. وما أعطاه بَسيساً: أي شيئاً قليلاً من طعام. وقال ابن الإعرابي: البُسُسُ - بضمّتين -: الأسوِقة المَلتوتَة. والبُسُسُ: النُّوق الآنسة. والبُسُسُ: الرُّعاة. وأبْسَسْتُ الإبل: إذا زجرتَها، لغةٌ في بَسَسْتُها.

بطس

والإبساس عند الحَلَبِ: أن يقال بُسْ بُسْ؛ وهو صُوَيت للراعي يُسَكِّن به الناقة عند الحلب. ومنه المثل: الإيناسُ قبلَ الإبساسِ: أي ينبغي أن يتلطف للناقة وتؤنس وتُسَكَّن ثم تُحلَب، يُضرب في وجوب البَسطِ من الرجل قبل الانبساط إليه. وفي المثل: لا أفعَلُه ما أبَسَّ عَبْدٌ بِناقة. وقال أبو زيد: أبْسَسْتُ بالمَعَزِ: إذا أشليتها على الماءِ. وبَسْبَسَتِ الناقة: إذا دامت على الشيء. وبَسْبَسَ: أسرع في السير. وبَسْبَسْتُ بالغنمِ: إذا دعوتها فقلت لها: بسْ، وكذلك بَسْبَسَ بالناقة، قال الراعي يصف ناقته أنَّه أجراها عشر ليالٍ ثمَّ سَكَّنَها: ووَلَّت بوَخْدٍ كَوَخْدِ الظَّلِيْ ... مِ راح وخَمْلَتُهُ تُمْطَرُ لعاشِرَةٍ وهو قد خافها ... وظلَّ يُبَسْبِسُ أو يَنْقُرُ وتَبَسْبَسَ الماء: أي جرى، وهو مقلوب تسَبْسُبْ. والإنبِساس: الانسياق والانسياب، قال أبو النجم يصف اشتداد الحر: وماتَ دعموصُ الغديرِ المُثمَلِ ... وانْبَسَّ حَيّاتُ الكَثِيبِ الأهْيَلِ هذه رواية الأصمعي، ورواه غيره: " وانْسَابَ ". والتركيب يدل على السَّوْقِ، وعلى فَتِّ الشيء وخَلْطِه. بطس الفَرّاءُ: بِطْيَاسُ: اسم موضع على بناء الجريال؛ قال: كأنه أعجمي. قال الأزهري: قرأتُ هذا في كتاب غير مسموع، ولا أدري أبِطياسٌ هو أم نطياس - بالنون - وأيَّ ذلك فهو أعجمي. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هو بطياس - بالباء -، وهو اسم قرية على باب حلب. بطلس بَطَلْيَوْس: بلدة من أعمال ماردة بالأندلس. وبَطْليموس: من حُكماء اليونانيين. بعس ابنً عبّاد: البَعوس: الناقة الشائلة المنهوكة، والجمع: البَعائس والبِعاس. بعنس أبو عمرو: البَعْنَس: الأمة الرعناء. وقال ابن الأعرابي: بَعْنَسَ الرجل: إذا ذَلَّ بخدمةٍ أو غيرها. بغس ابن دريد: البَغْسُ: لغة يمانية؛ وهو السواد، ذكر ذلك أبو مالك واحتجَّ فيه ببيت، وليس بمعروف. بغرس بَغْرَاس: مدينة في لِحف جبل اللُّكام كانت لِمَسلمة بن عبد الملك. بكس الليث: بَكَسَ خصمه: إذا قهره. والبُكسة - بالضم -: خَزَفَة يُدَوِّرُها الصِّبيان ثم يأخذون حجراً يُدَوِّرونه كأنه كرة، ثم يتقامرون بهما، وتسمى هذه اللعبة الكُجَّة. بلس البَلَسُ - بالتحريك -: شيء يشبه التين، يَكثُر باليمن. وقال ابن الأعرابي: البَلَس: الذي لا خير عنده. وقال الأصمعي: البَلَس: الذي عنده إبلاس وشر، قال عمرو بن أحمر الباهلي: عُوْجي ابنَةَ البَلَسِ الظَّنونِ فقد ... يَربو الصَّغيرُ ويُجبَرُ الكَسْرُ " والبَلَس ": ثمر التين إذا أدركَ، الواحدة بَلَسَة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: من أراد أن يَرِقَّ قلبه فَلْيُدْ من أكل البَلَسِ. ويروى: البُلُس - بضمتين - والبُلْسُن؛ وهما العَدَسُ. وبَلَس - أيضاً -: جبل أحمر ضخم في بلاد محارب بن خَصَفَة. والبَلِسُ - بكسر اللام -: المُبْلِس الساكت على ما في نفسه. والبَلاَس: المِسْحُ؛ بلغة أهل المدينة - على ساكنيها السلام -، وهو فارِسيٌّ مُعَرَّب. ومن دُعائهم: أرانينه الله على البُلُسِ: وهي غرائرُ كبار من مُسُوْحٍ يُجعَل فيها التِّبن ويُشهَر عليها مَنْ يُنَكَّلُ به ويُنادى عليه. والبَلاّس: بائع البُلُسِ. وبَلاَسُ - أيضاً -: موضع بدمشق، قال حسّان بن ثابت رضي الله عنه: لِمَن الدار أقفرت بمَعَانِ ... بينَ أعلى اليرموك فالحِمّانِ فالقُرَيّات من بَلاَسَ فَداريْ ... يا فَسَكّاءَ فالقُصُورِ الدَّواني وبَلاَس - أيضاً -: بلدٌ بين واسط والبصرة. وقال الليث: البَلَسَان: شجر يُجعَل حبّة في الدواء، قال: ولحَبِّه دهن حار يُنافِس فيه. وبَلَنْسِيَةُ: من كُوَرِ الأندُلُسِ. والبُلسُن: العدس، والنون فيه زائدة؛ كنونات ضَيفَنٍ ورَعْشَنٍ وخَلْبَنٍ. وقال الفّراء: المِبلاس: الناقة المُحكمة الضَّبَعَة. وقال اللِّحياني: ما ذُقتُ عَلوساً ولا بَلوساً: أي شيئاً.

بلبس

وأبْلَسَ من الشيء: أي يَئسَ. وقوله تعالى:) فإذا هُمْ مُبْلِسُون (. قال ابن عرفة: الإبلاس: الحَيرَة واليأس، ومنه سُمِّيَ إبليس، لأنه أبلَسَ من رحمة الله: أي يَئسَ منها وتحيَّر. وقال الأزهري: مُبلِسون: أي نادمون ساكتون متحسّرون على ما فَرَطَ منهم. وقوله تعالى:) يُبْلِسُ المُجْرِمُوْنَ (أي ينقطعون انقطاع يائسين. وكل من انقطع في حُجَّتِه وسكت: فقد أبلَسَ، قال العجّاج: يا صاحِ هل تعرِف رَسماً مُكْرِساً ... قال: نعم أعرِفُه وأبلَسا أي: سَكَتَ غَمّاٍ. وأبلَسَتِ الناقة: إذا لم تَرْغُ من شدَّة الضَّبَعَةِِ. والتركيب يدل على اليأس. بلبس بُلْبَيْسُ: بلد على عشرة فراسخ من فُسطاط مِصْر. بلعس البَلْعَسُ - بالفتح -: الناقة الضخمة المسترخية المتبجبجة اللحم الثقيلة. وقال ابن عبّاد: البِلعوس: المرأة الحمقاء. بلقس بِلْقِيْس - بكسر الباء، والعامَّة تفتحها وهو لحن -: اسم المملكة التي ذكرها الله تعالى في كتابه فقال:) إنّي وَجَدْتُ امْرَأةً تَمْلِكُهم (. بلهس ابن فارس: بَلْهَسَ: إذا أسرع في مشيه، وهو منحوت من بَهَسَ ومن بَلِهَ؛ وهي من صفة الأبله. بنس ابن الأعرابي: البَنَس - بالتحريك -: الفِرار من الشر. قال: وأبنَسَ الرجل: إذا هرب من سلطان. وقال اللحياني: بَنَّسَ وبَنَّشَ تَبنِيسَاً وتَبنِيشَاً: أي تأخَّرَ. بنقس ابن عبّاد: يقال لما طَلَع من مستدير البطيخ: البَناقيس الواحد: بَنقوس، وكذلك بَناقيس الطُّرثُوث: شيء صغير ينبت معه أوَّلَ ما يُرى. بوس البَوْس: التقبيل، وقد باسه يَبُوسه، والبَوس فارِسيّ معرّب. وقال ابن عبّاد: البَوْس: الخَلطُ يقال: بُستُه بَوساً. وباسَ: إذا خَشُنَ. بهرس ابن عبّاد: يقال مَرَّ يَتبهرَس أو يتَهَبرَس: إذا مرَّ يتبختَر. بهس ابن دريد: البَهس: الجرأة. وأبو الدهماء قِرفة بن بُهَيسٍ - مُصَغَّراً -: من التّابعين. والبَيهَس: الأسد؛ قاله ابن دريد، وقال غيره: هو صفة له؛ وإنما وُصِفَ بذلك لجرأتِه. ويقال للشجاع: بَيْهَس. والبَيهَسيّة: صنف من الخوارج نُسبوا إلى أبي بيهس هيصم بن جابر أحد بني سعد بن ضُبَيعة بن قيس. وبَيهَس: اسم رجل يُضرب به المثل في إدراك الثأر، قال المُتَلَمِّس: فَمِن طلبِ الأوتارِ ما حَزَّ أنفه ... قصيرٌ وخاضَ الموْتَ بالسيف بَيْهَسُ وقال ابن عبّاد: امرأةٌ بيهَس: أي حَسَنَةُ المَشي. وتَبَيهَس: أي تبختر. وحقيقته مشى مِشيَةَ البَيهَس أي الأسد. وقال ابن عبّاد: أتاني فلان يَتَبَيهَس: أي لا شيء معه. بهلس ابن عبّاد: التَّبَهلُس: هو أن يطرأ الإنسان من بلدٍ ليس معه شيء. بهنس ابن عبّاد: رجل بَهْنَس: ثقيل ضخم. وبَهْنَسي - مثال قَعْفَزي -: كوْرَة بالصعيد الأدنى غربي النيل. وقال أبو زيد: جملٌ بَهنَس وبُهانِس: أي ذلول. والبَهنَسُ والمُبَهْنِسُ والمُتَبَهنِسُ: الأسد؛ لأنه يُبَهنِس في مِشيَتِهِ ويَتَبَهنَس: أي يتبختر، قال أبو زُبَيد حرمَلَة بن المنذر الطائي يَصِف الأسد: إذا تَبَهنَسَ يمشي خِلتَهُ وَعِثاً ... وَعى السواعِدَ منه بعد تكسيرِ وقال - أيضاً -: في هذه القصيدة يَصِفُه: مُبَهْنِساً حين يمشي ليس يُفزِعُهُ ... مُشَمَّراً للدَّواهي أيَّ تَشميرِ وهو منحوت من بَهَسَ: إذا جَرؤَ، ومن بَنَّسَ: إذا تأخّر، ومعناه: أنّه يمشي مُقارباً خَطوَه في تَعَظُّمٍ وكِبْرٍ. بيس بَيْسَان: موضع بالشام تُنسَب إليه الخمر، قال حسان بن ثابت رضي الله عنه: من خَمْرِ بَيْسَانَ تَخيَّرتُها ... دِرياقَةً توْشِكُ فَتْرَ العِظامْ وقال أبو دُوَادٍ جارية بن الحجّاج الإيادي: نَخَلاتٌ من نخل بَيْسان أيْنَعْ ... نَ جميعاً ونَبْتُهًنَّ تُؤامُ وفي حديث تميم الداريّ - رضي الله عنه - وذِكرِ الجَسّاسَةِ والدَّجّال: أخبرني عن نخل بَيْسان، قُلنا: عن أيِّ شأنِها تستخبِرُ، قال: أسألُكُم عن نخلِها هل تُثمِرُ؟ قُلنا نعم، قال أما أنها توشِك ألاّ تثمِرَ. وباليمامة موضعٌ يقال له: بَيسان. وبمَرو قريةٌ يقال لها: بَيْسان.

تخس

وقال ابنُ عبّاد: يقولون: بَيْسَ الرجل - بفتح الباء -. وبَيْسَك: بمعنى وَيْسَك. وبَيْسُ: ناحية بسَرقُسْطة من الأندُلُس. وقال ابن الأعرابي: باسَ يبيسُ بَيساً: إذا تكبَّرَ على الناس وآذاهُم. تخس التُّخَسُ والدُّخَسُ - مثال صُرَدٍ -: دابة تكون في البحر تُنجي الغريق؛ تمكِّنُه من ظهرها ليستعين على السباحة، وتسمى الدَّلفِين. ترس التُّرس: جمعُه تِرسَة وتِراس وأتراس وتُروس: قال يعقوب: وقد تعالَلْتُ ذَميلَ العَنسِ ... بالسَّوطِ في ديمومَةٍ كالتُّرسِ لأشْرِفَ المَرقَبَ قبل الدَمْسِ الدَّمس: الظُّلمة. وأنشد ابن دريد: كأنَّ شمساً نزلت شُموسا ... دُرُوعُنا والبَيضَ والتُّروسا ورجل تَرّاس: صاحب تُرسٍ. والتَّرّاس - أيضاً -: صانع التُّرْسِ. والتِّرَاسَةُ - بالكسر -: صَنْعَتُهُ. وقال ابنً عَبّاد: التُّرْسُ من جَلَد الأرض: الغليظ منها. والمَتَّرْس: خشبة توضع خلف الباب. وليس بعربيٍّ، وأصله بالفارسية مَتَرْسْ: أي لا تخف. وكلُّ شيء تَتَرَّسْتَ به: فهو مِترَسة لك. والتَّتْريس والتَّتَرَّس: التَّسَتُّرُ بالتُّرْسِ، ومنه حديث خالد بن الوليد - رضي الله عنه -: وأنا مُتَتَرِّسٌ بتُرْسي. وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب هـ ل ب. ترمس الليث: التُّرْمُسُ - مثال بُرنُس -: حَمْلُ شجَرٍ له حَب مُضلَّع مُحَزَّز. وقال غيره: حفر فلان تُرْمُسَةً تحت الأرض: أي سرداباً. وقال الدِّينَوري: التُّرمُسُ: الجِرجِر المصري؛ وهو من القطانيِّ، وقال في باب الجيم: الجِرجِر: الباقليّ. وتُرْمُسُ: ماء لبَني أسد، وقد تفتح تاؤه. وتُرْمُسان: من قرى حِمْص. والتَّرامِس: الجُمان. وقال ابن الأعرابي: تَرْمَسَ الرجل: إذا تغيّب عن حربٍ أو شغب. تسس ابن الأعرابي: التُّسُس - بضمّتين -: الأُصول الرديئة. تعس التَّعْسُ: الهلاك، وأصله الكَبُّ. وقوله تعالى:) فَتَعْساً لهم (أي فَعِثاراً وسقوطاً. وإذا سقط الساقِط فأُريدت به الاستقامة قيل: لَعاً له: وإذا لم يُرَد به الانتعاش قيل: تَعساً، قال الأعشى: كلَّفتُ مَجهولَها نفسي وشايَعَني ... هَمِّي عليها إذا ما آلُها لَمَعا بذاةِ لَوْثٍ عَفَرْناةٍ إذا عَثَرَتْ ... فالتَّعْسُ أدنى لها من أن أقول: لَعا وقال الزجّاج: التَّعْسُ في اللغة: الانحطاط والعَثور، قال وقوله تعالى:) فَتَعْساً لهم (يجوز أن يكون نصباً على معنى ألزَمَهم الله، يقال: تَعَسَ يَتْعَسُ - مثال مَنَعَ يَمْنَعُ -، وهذه هي اللغة الفصحى. ومنه حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلَّم -: تَعَسَ عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخَميصةِ، إن أُعطيَ رَضِيَ وإن لم يُعطَ سَخِط، تَعَسَ وانتكس، وإذا شيكَ فلا انتَقَشَ، طوبى لعبدٍ آخذٍ بِعِنان فَرَسِهِ في سبيل الله، أشْعَثَ رأسُهُ مُغبَرَّةٌ قدماه، إن كان في الحراسة، وإن كان في السّاقَةِ في السّاقَة، إن استأذَنَ لم يؤذَن له وإن شَفَعَ لم يُشَفَّعْ. وقال الفّراء: يقال تَعَستَ يا رجل - بفتح العين - إذا خاطَبتَه، فإذا صرت إلى فَعَلَ قُلْتَ: تَعِسَ بكسر العين. وقال أبو الهيثم: تَعِسَ يَتْعَسُ - مثال سَمِعَ يَسْمَعُ -: أي انْكبَّ. وقال شَمِرٌ: هكذا سمِعتُ - يعني بكسر العين - في حديث الإفك: قالت عائشة - رضي الله عنها -: فانطَلَقتُ أنا وأمُّ مِسْطَحٍ؛ تعني قِبَلَ المناصِعِ، فأقْبَلْتُ أنا وأمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ بيتي حينَ فَرَغْنا من شأنِنا، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسطَحٍ في مِرطِها فقالت: تَعِسَ مِسْطَحٌ. وقيل: التَّعسُ في كلامهم: الشَرُّ، قال الحارث بن حِلزة اليشكري يمدح قيس بن شراحيل: فَلَهُ هنالكَ لا عليه إذا ... دَنَعَتْ أُنُوفُ القَومِ للتَّعْسِ وقيل: البُعد، وقيل: الهلاك. ويقال: رجلٌ تاعِس وتَعِس. وقال أبو عبيدة: يقال تَعَسَه الله وأعسه - فَعَلتُ وأفعَلْتُ -: بمعنىً، قال مُجَمّع بن هلال: تقولُ وقد أفرَدْتُها من حَليلِها ... تَعَسْتَ كما أتعَسْتَني يا مُجَمَّعُ وانشَدَ ابن فارس: غداةَ هَزَمْنا جَمْعَهُم بِمُتَالِعٍ ... فآبوا بإتعاسٍ على شرِّ طائرِ والتركيب يدل على الهلاك. تغس

تلس

ابن دريد: التَّغٍس - زعموا -: لَطْخُ سَحَابٍ رقيقٍ في السماء، وليس بثَبَتٍ. تلس التِّلِّيسَتَان: الخُصْيَانِ. وقال الأزهري: التِّلِّيسَة - مثال سِكَّينَة -: هَنَةُ تُسَوّى من الخُوصِ شِبه القُبَّيْنَةِ التي تكون للعصَّارين. وقال ثعلب: إنَّ قول الكُتَّابِ لكيس الحساب: تَلِّيسَة - بفتح التاء - مما وَهِموا فيه، وإنَّ الصواب كَسرُها؛ كما يقال: سِكِّينَة وعشرِّيسَة. تنس تِنِّيس - مثال سكَّين -: مدينة كانت في جزيرة من جزائر بحر الروم، وكانت تعمل بها الشُّروب الجيدة وأبو قَلَمون، والآن قلَّت عِمارتُها. وتونِس: قاعدة بلاد أفريقية، عُمِرَت من أنقاض مدينة قّرطاجَنَّة، على ثلاثة أيام من سفاقِس، وهي أصحُّ بلاد إفريقية مِزاجاً. يُنسَب إليها جماعةٌ من العلماء والفقهاء وأصحاب الحديث. فإن جَعَلْتَ وزنها على فُوْعِلَ فهذا موضع ذِكرِها، وإن كان تُفْعِلَ - غير مهموز - فتركيب ون س، وإن كان مهموزاً فتركيبُ أن س. توس التُّوس والسُّوس: الطبيعة والخِيْم. ويقال: هو من تُوْسِ صِدْقٍ: أي من أصلِ صِدْقٍ، قال رؤبة يَمدح أبَانَ بن الوليد البَجَليَّ: أبانُ يا ابنَ الأُطْوَليْنَ قِيْسا ... في المَجْدِ حتّى تَبْلُغَ النَّفيسا شَرَّفَ باني عَرْشِكَ التّأسيسا ... المَحْضَ مَجداً والكَريمَ تُوسا وأنشد أبو زيدٍ شاهِداً على التُّوْسِ: إذا المُلِمّاتُ اعتصرنَ التُّوسا أي أخرجن طبائع الناس. هكذا ذكره الأزهري، والرَّجَزَ لرُؤبَةَ، والرِّوايَة: " السُّوسا "، وهو تِلْوُ قولِه: " والكَرِيْمَ تُوْسا ". ويقال: بوْساً له وتوْساُ له وجوساً له: في الدعاء على الرجل. والجوس: الجوع. وقال ابن فارس: التُّوسُ: الطَّبعُ، وليس أصلاً، لأن التاء مُبْدَلَة من السِينِ، وهو السُّوسُ. تيس التَّيس: الذَّكَرُ من الظَّباء والمَعَزِ والوعول، والجمع: تُيُوس وأتياس وتِيَسَة، قال مالك بن خالد النخاعي يصف رأسَ شاهِقَة: من فوقه أنسُرٌ سودٌ وأغْرِبَةٌ ... وتَحتَهُ أعْنُزٌ كُلْفٌ وأتياسُ وقال أبو زيد: إذا أتى على وَلَدِ المِعزي سَنَةٌ فالذَّكَرُ تَيْسٌ. والتَّيّاسُ: الذي يُمسِكُ التَّيْسَ، ومنه قول عبد الله بن صفوان بن أُميّة لأبي حاضر الأُسَيِّدِي: عُهَيْرَةٌ تَيّاسٌ. وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ع هـ ر. والوليد بن دينار: التَّيّاس البصريُّ؛ عن الحسن البصريِّ، حديثُه مُنقَطِعٌ، ذَكَرَهُ البخاري في تاريخِه. والمَتْيُوْساءُ: التُّيُوْسُ. وعَنْزٌ تيساءَ بين التَّيسِ - بالتحريك -: وهي التي يُشبِهُ قرناها قَرنَي الوعل الجبلي في طولهما. وتِيَاس - بالكسر -: موضِع التقى به بنو سعد وبنو عمرو، فكان الظَّفَرُ لبني عمرو، قال أوس بن حجر: ومثل ابنِ عَثْمٍ إنْ دخولٌ تُذُكِّرَتْ ... وقتلى تِياسٍ عن صِلاحٍ تُعَرِّبُ تُعَرِّبُ: أي تُفْسِد. وقيل: تِياسَان: علمان كل واحد منهما يسمّى تِياساً شماليَّ قَطَنٍ، قال تميم بن أُبَيِّ بن مقبل: من بعد ما نَزَّ تُزْجِيهِ موَشَّحَة ... أخلى تِياسٌ عليها فالبَراعِيمُ ويقال: التياسان نجمان، وأنشد ابن الأعرابي: بات وظَلَّت بأُوامِ بَرْحِ ... بين التِّيَاسَيْنِ وبينَ النَّطْحِ يَلْقَحُها المِجْدَحُ أيَّ لَقْحِ المِجْدَحُ: الدَّبَران، والنَّطح: أوَّل منازل القمر. ويقال: في فلان تَيْسِيَّة، وناس يقولون: تَيْسُوْسِيَّة وكَيْفُوْفِيَّة والأُولى أَوْلى. ورِجْلَةُ التَّيْسِ: موضع بين الكوفة والشَّامِ. وتِيْسِي: كلمة تقال في معنى الإبطال للشيء. ويقال للضَّبْعِ: تِيْسِي جَعَارِ، فكأنه قال لها: كَذَبْتِ يا خارِئةُ. وقال أبو زيد: يُقال: احْمُقي وتِيْسِي؛ للرَّجُلِ إذا تكلَّمَ بحُمْقٍ أو بما لا يُشبهُ شيئاً. وقال ابنُ فارس: تِيسِي: لَعنَةٌ أو سُبَّةٌ. وقال ابنُ عبّاد: يقال في زجر التَّيْسِ لِيَرْجِعَ: تِسْ تِسْ.

جبس

وتَيَّسَ الرجُل فَرَسَه: أي راضه وذلَّله، وكذلك تيَّسَ جمله. وفي حديث عَليٍّ - رضي الله عنه -: أنّه لمّا غَلَبَ على البصرة قال أصحابُه: بِمَ تَحِلُّ لنا دِماؤهم ولا تَحِلُّ لنا نِساؤهم وأموالهم، فَسَمِعَ بذلك الأحنف فدخل عليه فقال: إنَّ أصحابك قالوا كذا وكذا، فقال: لأَيْمُ الله لأُتَيِّسَنَّهُم عن ذلك. أي لأرُدَّنَهُم ولأبطِلِنَّ قولهم، وكأنَّه من قولهم: تِيْسِي جَعَارِ، لِمَن أتى بكلمة حمق: أي كُوني كالتَّيسِ في حُمقِه. والمعنى: أتَمَثَّلَنَّ لهم بهذا المثل ولأقولنَّ لهم هذا بعينه، كما يقال: فديته وسقيته: إذا قلت له فدّيْتُك وسقاك الله، وتَعْدِيَتُه ب " عَنْ " لِتَضَمُّن معنى الرَّدِّ. ويقال: اسْتَتْيَسَتِ العَنْزُ؛ كما يُقال: اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ واسْتَضْرَبَ العَسَلُ واسْتَنْسَرَ البُغِاثُ: أي صارَت كالتَّيْسِ في جُرأتِها وحركتها، يُضْرَب للرجُل الذليل يتعزَّزُ. وقال ابنُ عبّاد: بين القوم مُتَايَسَةٌ وتِيَاسٌ: أي مُمَارَسَةٌ ومُكابَسَةٌ ومُدافَعَةٌ. جبس ابن الأعرابي: الجِبْس - بالكسر -: الجامد من كل شيء الثقيل الروح الفاسق. وقال الليث: الجِبْس: الرديء الجبان. قال خالد بن الوليد - رضي الله عنه -؛ ويروى لِجُلَيح بن شُدَيدٍ: لله درُّك رافِعٍ أنّى اهتَدَى ... فوزٌ من قُرَاقِرٍ إلى سُوى خِمسٌ إذا ما سارَها الجِبْسُ بَكى قال: والجِبس: اللَّئيم من الناس، وأنشد: تَبَجَّسْتَ تهجو رسولَ المَلِي ... كِ قائلك الله جِبساً لئيما قال: ويقال الجِبْسُ: من أولاد الدببة. وقال ابن دريد: الجِبْسُ من الرجال: الثقيل الوَخِم، والجمع: أجباس وجُبُوْس. وقال أبو عمرو: الجَبُوس: الفَسْلُ من الرجال، وأنشد: لا تَعلَقي بِجَحْجَحٍ جَبوسِ ... ضَيِّقَةٍ ذِراعه يَبُوسِ وقال ابن عبّاد: الجَبيس: اللئيم. والجَبيس: من أولاد الدببة، كالجِبس. والأجْبَسُ: الضعيف. وقال ابن دريد: المَجبوس: الذي يُؤتى طائعاً، يُكْنى به عن ذلك الفعل، قال: وهذا شيءٌ لم يكن يُعرَف في الجاهلية إلا في نُفَير، قال أبو عبيدة: منهم أبو جهل بن هشام؛ ولذلك قال له عتبة بن ربيعة - رضي الله عنه - يوم بدر: سيعلَمُ المُصَفِّرُ اسْتَه مَنِ المُنتَفِخُ سَحْرُه، والزَّبرقان بن بدر، وطُفَيل بن مالك، وقابوس ابن المنذر الملك عمُّ النعمان بن المنذر بن المنذر؛ وكان يُلقَّب جَيْبَ العَروسِ. وتَجَبَّسَ في مِشيَتِه: أي تبختر، قال عَمر بن الأشعث بن لجإٍ: تمشي إلى رِواءِ عاطِناتِها ... تَجَبُّسَ العانِسِ في رَيطاتِها. جحس جَحَسَ في الشيء جَحْساً: دَخَل فيه. وجَحَسَ جِلدَه: إذا كَدَحَه؛ مثل جَحَشَه - بالشين المعجمة - وروي أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلّم - سَقَطَ عن فَرَسٍ فَجُحِسَ شِقُّهُ الأيمن. يُروى بالسين والشين جميعاً، والشين المعجمة أكثر. والجَحْسُ: القتل، قال: يوماً تراني في عِراكِ الجَحْسِ ... تَنبو بأجلال الأمور الرُّبسِ والجِحاس في القتال: مثل الجِحاش، قال الأصمعي: جاحَسْتُهُ وجاحَشْتُهُ: إذا زاحَمْتَ، وأنشد لأبي حِمَاس: إن عاش قاسى لك ما أقاسي ... من ضَرْبَيِ الهامات واختباسي والصَّقع في يوم الوغى الجِحاسِ جدس ابن دريد: جَديس: قبيلة من العرب. وجديس أخو طَسْم: أمة من العرب العاربة بادُوا إلاّ ما يقال في قوم تفرَّقوا في قبائل العرب منهم، وأنشد: يا ليلةً ما ليلةُ العروسِ ... يا طَسْمُ ما لاقَيتِ من جَديسِ إحدى لياليكِ فهيسي هيسي ... لا تنعَمي الليلة بالتعريسِ أي أسرعي كيف شئتِ، فصار هذا الكلام مثلاً، قال: وهذا رَجَزٌ قديم لا يُعرَف قائله، قال: قوله " هيسي " يقال ذلك للرجل إذا خلا له الموضِعُ؛ وقال ذلك - أيضاً - للرجل إذا أسرع. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الرَّجَزُ يُروى لرجل من جَديس، والصحيح أنَّه لأبّاقٍ الدُّبِيريِّ.

جرجس

وقال ابن دريد: جَدَس - بالتحريك -: بطنُ من لخم. قال الصّغاني مؤلف هذا الكتاب: هكذا ذكره ابن دريد في هذا التركيب؛ وكذلك ذكره أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر المعروف بابن ماكُولي، وفي جمهرة النَّسَب لابن الكلبي بِخَط ابن عبدة النَّسّابة: حَدَسٌ - بالحاء المهملة المُحَقَّقَةِ -، وهو حَدَسُ بن أُرَيْشِ بن إراش بن جَزيلة بن لَخم واسمه مالك بن عَدِيَّ بن أشرس. وقال أبو عبيد: الجادِسَة: الأرض التي لم تُعمّر ولم تُحرَث، ومنه حديث مُعاذ بن جبل - رضي الله عنه -: من كانت له أرضٌ جادِسَة قد عُرِفَت له في الجاهلية حتى أسلم فهي لِرَبِّها. وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب خ م ر. وقال ابن الأعرابي: الجَوادِس: البِقاع التي لم تُزرع، واحِدَتُها جادِس. وقال أبو عمرو: جَدَسَ الأثَرُ: إذا دَرَسَ. وقال بعضهم: الجادِس مثال الجاسِد، قال: وهو ما اشتدَّ من كل شيء. جرجس الجِرجِس والقِرقِس: البعوض الصغار: قال شٌرَيح بن جَوّاس الكَلبي: لَبيضٌ بِنَجدٍ لم يَبِتْنَ نَواظِرا ... لِزَرعٍ ولم يَدْرُج عليهِنَّ جِرْجِسُ أحَبُّ إلينا من سَوَاكِنِ قريةٍ ... مُثَجَّلَةٍ دأياتُها تتكدَّسُ والجِرْجِسُ في قول امرئ القيس مما قاله بأنقرة: وصيَّرَني القَرحُ في جُبَّةٍ ... تُخالُ لَبيساً ولم تُلبَسِ ترى أثر القَرح في جلدِهِ ... كنَقشِ الخواتِمِ في الجِرْجِسِ الشَّمع، وقيل: الطين الذي يُختَم به. وجِرْجِيْسُ النبيُّ صلوات الله عليه. جرس ابن دريد: الجَرْس: صوت خفي، يقال ما سَمِعتُ له جَرْساً: أي ما سمعت له حِساً إذا أفردوا فَتَحوا الجيم، وإذا قالوا: ما سَمِعتُ له حِسّاً ولا جِرْساً؛ كَسَروا وأتبعوا اللفظَ اللفظَ. وقال ابن السكِّيت: الجَرْس والجِرْس: الصوت، ولم يفرِّق، قال العجّاج: يَنْفينَ بالزأرِ وأخذٍ همسِ ... عن باحةِ البطحاءِ كل جَرْسِ وقال الليث: الجَرْسُ: مصدر الصوت المجروس، والجِرْسُ - بالكسر -: الصوت نفسه، قال: أنا في المُخْدَعِ أُخفي جِرْسي قال: وتقولُ جَرَسْتُ الكلامَ: أي تكلَّمْتُ به. وجَرْسُ الحرف: نَعْمَةُ الصوت. والحروف الثلاثة الجُوْفُ: لا جُروسَ لها؛ أعني الواو والياء والألف اللينة، وسائر الحروف مجروسة. قال: وتَجرُسُ البقرةُ وَلَدَها جَرْسا: وهو لَحْسُها إيّاه. والجَرْس: أكل النحل الثَّمَر، والغابر يفعُل ويفعِل. ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها - أنَّها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - يحبُّ العسل والحَلواء، وكان إذا انصَرَفَ من العصرِ دَخَلَ على نِسائه؛ فيدنو من إحداهُنَّ - في حديثٍ طويل - وفيه: جَرَسَت نَحْلُه الغرْفُطَ. وقد ذَكَرْتُ الحديث بتمامه في تركيب غ ف ر، قال أبو ذؤيب الهُذَلي: جَوَارِسُها تأري الشُّعوفَ دَوَائباً ... وتَنْصَبُّ ألْهاباً مَصِيفاً كِرابُها إذا نَهَضَت فيه تَصَعَّدُ نَفْرَها ... كفِتْرِ الغِلاءِ مُستَدِرّاً صِيابُها يَظَلُّ على الثَّمراءِ منها جَوَارِسٌ ... مَراضيعُ صُهبُ الرَّيش زُغبٌ رِقابُها ويُروى: وتَنْقَضُّ ألهاباً مَضيقاً شِعابُها، والجوارِس: الذَّكور. ويقال: فلان مَجْرَسٌ لفلان: أي يأخذ منه ويأكل عنده، وأنشد: أنت لي مَجْرَسٌ إذا ... ما نَبَا كُلُّ مَجْرسِ وقال الأصمعي: كنتُ في مجلس شُعْبَة بن الحجّاج قال: فيسمعون جَرْشَ طَيْرِ الجنَّة - بالشين المُعجَمَة -، فقلت: جَرْسَ، فنظرَ إليَّ وقال: خُذوها عنه فإنَّه أعلم بها منّا. ومضى جَرْسٌ من الليل وجَرْشٌ وجَوْشٌ: أي طائفةٌ منه. وجَرَسْتُ بكلِمَةٍ: أي تكلَّمتُ بها. والجِرس - بالكسر -: الأصل. والجَرَس - بالتحريك -: الذي يعلّق في عنق البعير، والذي يضرب به أيضاً. قال ابن دريد: اشتقاقه من الجَرْسِ أي الصوت والحس. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تَصحَب الملائِكَةُ رُفقَةً فيها كَلْبٌ ولا جَرَسٌ. وجَرَس - أيضاً -: اسم كلب. وجَرَس بن لاطِم بن عثمان بن مُزَينَة. وجُرَيس - مصغَّراً - هو عبد الرحمن وعَوف ابنا جُرَيس الجعفري: من أتباع التابعين. وقال ابن الأعرابي: الجاروس: الكثير الأكل.

جرفس

والجاوَرس: هذا الحَبُّ الذي يؤكَل؛ مثل الدُخن، وهو خير من الدُّخن في جميع أحواله، مُعَرَّبٌ كاوَرْسْ، وهو ثلاثة أصناف. وجاوَرْسَة: من قرى مَرو، بها قبر عبد الله بن بُرَيدَة بن الحُصَيب من التابعين، وكان قاضي مَرو، وأبوه بُرَيدَة بن الحُصَيب - رضي الله عنه - له صُحبَة. وجاوَرسان: من قرى الرَّي. وقال ابن عبّاد: الجَريسَة: كالحَريسَة؛ وهي ما يُسرَق من الغنم بالليل. وأجْرَسَ الطائر: إذا سَمِعتَ صوت مَرِّه، قال جندل بن المثنى الطُّهويّ: حتى إذا أجرَسَ كلُّ طائرِ ... وألجأ الكَلبَ إلى المآخِرِ تَمَيَّزَ الليلُ لأحوى جاشِرِ ... قامَتْ تُغَنْظي بك سِمْعَ الحاضِرِ وكذلك أجرَسَ الحَليُ: إذا سَمِعتَ جَرْسَهُ، قال العجّاج: تسمع للحَليِ إذا ما وَسْوَسا ... والْتَجَّ في أجيادِها وأجْرَسا زَفْزَفَةَ الريح الحَصَادَ اليَبَسا وأجرَسَ الحادي: إذا حدا الإبِلَ، قال ذلك ابن السِّكِّيت، وأنشد: أجْرِسْ لها يا ابنَ أبي كِبَاشِ ... فما لها الليلةَ من إنفاشِ غَيرَ السُّرى وسائقٍ نَجّاشِ والرَّواية: رَوَّجْ بنا يا ابن أبي كِباشِ ... وقَضِّ من حاجِكَ في انكماش وارْفَعْ من الصُّهبِ التي تُماشي ... حتى تَؤوب مَطمَئنَّ الجاشِ فما لها الليلة من انْفاشِ ... غير العَصا والسائق النَّجّاشِ وقد أجرَسَني السَّبُعُ: إذا سَمِعَ جَرَسي؛ عن ابن السِّكِّيت. والتجريس: التحكيم والتجربة. والمُجَرَّسُ: الذي جَرَّسَتْهُ الأمور: أي جرَّبَته وأحكَمَته، وكذلك المُجَرِّس، قال العجّاج: والعَصْرِ قبل هذه العصورِ ... مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَريرِ بالرَّيم والرَّيمُ على المزجورِ وقال ابن عبّاد: جَرَّسَ بالقوم: أي سَمَّعَ بهم. وقال أبو تراب: اجْتَرَستُ واجْتَرَشْتُ: أي اكتسَبْتُ. وتجَّرَّسْتُ: أي تكلَّمْتُ. والتركيب يدلُّ على الصوت؛ وما بعد ذلك فمحمول عليه، وقد شَذَّ عن هذا التركيب الرجل المجرَّس ومضى جَرْسٌ من الليل. جرفس ابن فارس: الجِرفاس: الضخم. وقال غيره: الجِرفاس والجُرافِس: الضخم الشديد، والجَمَل العظيم. والجِرفاس والجُرَافِس: الأسد. فكأنَّه وَصِفَ بذلك لمصرعه الرِّجال والفرائِسَ، من قول ابن الأعرابي: جَرْفسته إذا صرعه، وأنشد: كأنَّ كبشاً ساجيسيّاً أدْبَسا ... بين صَبِيَّيَ لَحِيْهِ مُجَرْفَسا ويروى: " أغْبَسا خَلْفَ صَبِيَّيَ ". ويجوز أن يكون مأخوذاً من جَرْفَسَهُ: إذا شدَّ وثاقه، لأنَّه إذا أخذ الفريسة فكأنّه أخذ وثاقه فلا تُفلِت منه. أو يكون مأخوذاً من جَرْفَسَ: إذا أكل أكلاً شديداً، وكذلك الأسد، ولهذا قيل له الضَّيغم. وقال ابن فارس: هو منحوت من جَرَفَ ومن جَرَسَ: كأنَّه إذا أكل شيئاً وجَرَسَهُ جَرَفَه. جرهس الليث: الجِرْهاس: الجَسيم، وأنشد في صفة الأسد: يُكْنى وما حُوِّلَ من جْرهاسِ ... من فَرْسِهِ الأسدُ أبا فِراسَ وقال ابن دريد: الجِرهاس: الأسد الغليظ الشديد؛ مثل الجِرفاس. جسس جَسَّه بِيَدِه: أي مَسَّه. والمَجَسَّة - بالفتح -: الموضع الذي يَجُسُّه الطبيب. وفي المَثَل: أفواهها مَجَاسُّها. لأن الإبل إذا أحسَنَتِ الأكل اكتفى الناظر بذلك في معرفة سِمَنِها من أن يَجُسَّها ويَضْبِثَها. ويُروى أحناكُها مجاسُّها، قال أبو زيد: إذا طَلَبَت كلأً جَسَّت برؤوسها وأحناكها، فإن وَجَدتَ مَرْتَعاً رمت برؤوسها فَرَتَعَت وإلاّ مَرّت، فالمَجاسُّ - على هذا - المواضع التي تجسًّ بها هي. يَضْرَبُ في الرواية الأولى في شواهد الأشياء الظاهرة التي تعرب عن بواطنها. والعرب تقول: فلان ضيَّق المَجَسَّة: إذا لم يكن واسع السَّرب ولم يكن رَحيب الصدر. ويقال: في مَجَسِّكَ ضِيْقٌ. وقال ابن عبّاد: الجَسُّ: جَسُّ النَّصِيِّ والصِّلِّيان حيث يخرج من الأرض على غير أرُومة. وجسَسْتُ الأخبار أجُسُّها جَسّاً: أي تَفَحَّصْتَ عنها. ومنه الجاسوس: وهو صاحب سِرِّ الشرِّ، والحاسوس والناموس: صاحب سرِّ الخير. وحُكِيَ عن الخليل: الجَواسُّ: الحَواسُّ.

جشنس

وقال ابن دريد: وقد يكون الجَسُّ بالعينِ؟ أيضاً -، يُقال جَسَّ الشَّخصُ بعينِه: إذا أحَدَّ النظر إليه ليَسْتَثْبِتَ، وانشد: وفِتيَةٍ كالذئاب الطُّلْسِ قُلتُ لهم ... إنّي أرى شبحاً قد زال أو حالا فاعْصَوْصَبُوا ثمَّ جَسُّوه بأعيُنِهم ... ثم اخْتَفَوهُ وقَرْنُ الشَّمْسِ قد زالا قال: اختَفَوه: أظْهَروه، يقال خَفَيتُ الشيءَ: إذا أظهرتَه؛ واختفى - افتَعَل -: من ذلك. انتهى ما قاله ابن دريد. قال الصَّغاني مؤلف هذا الكِتاب: الصَّوابَ " حَسُّوْه " بالحاء المهملة، يقال: حَسَّه وأحَسَّه، والبَيتان لعُبَيد بن أيوب العنبري، والرِّواية في البيت الثاني: فاهْزَوْزَعُوا ثمَّ حَسُّوهُ بأعيُنِهم ... ثمَّ اخْتَتَوْهُ بتاءين. اهْزَوْزَعُوا: أي تحرَّكوا وتنَبَّهوا حتى رأوه، واختَتَوه: أي أخذوه. والجَسيس: الجاسوس. وقال الليث: الجَسّاسّة: دابَّة تكون في جزائر البَحَر تَجُسُّ الأخبار فتأتي بها الدَّجّال. والجسّاس: الأسد الذي يؤثِّر في الفريسة ببراثِنِه فكأنَّه قد جَسَّها، ومنه قول مالك بن خالد الخُناعي؛ ويُروى لأبي ذؤيب الهُذَلي - أيضاً -؛ في صفةِ الأسد: صعب البديهة مَشبوب أظافِره ... مُواثِبٌ أهْرَتُ الشِّدْقَيْنِ جَسّاس ويُروى: نِبراس. وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين السُّكَّري: جَسّاس: يَجُسُّ الأرض أي يَطَؤها. وجَسّاس بن قُطَيب أبو المقدام: راجِز. وجَسّاس بن مُرَّة بن ذهل بن شيبان: قاتل كُلَيب وائل. وعبد الرحمن بن جسّاس المِصري: من أتباع التابعين. وجِسَاس - بالكسر وتخفيف السين -: هو جِساس بن نُشْبة بن ربيع بن عمرو بن عبد الله بن لؤي بن عمرو بن الحارث بن تَيم الله بن عبد مناة بن أُدٍّ. وقال ابن دريد جِسَّ - بالكسر -: زَجرُ للبعير لا يتصرّف له فِعْل. وقوله تعالى:) ولا تَجَسَّسُوا (قال مجاهد: أي خُذوا ما ظَهَرَ ودَعُوا ما سَتَرَ الله عزَّ وجل. والتجسُّس: التَّفَحُّص عن بواطِن الأمور، وأكثر ما يقال ذلك في الشر. وقيل: التجسُّس: البحث عن العورات. واجْتَسَّت الإبل الكَلأَ: رَعَتْه بمَجَاسِّها. واجتَسَّ الشيء: أي جسَّه بيدِه. والتركيب يدل على تَعَرُّف الشيء بِمَسٍ لطيف. جشنس جِشْنِس - مثال دِفْنِس - الشين الأولى مُعجمة والثانية مهملة: هو أبو بكر محمد بن أحمد بن جِشْنِس؛ من أصحاب الحديث. جعس الجَعْس: الرَّجيع، وهو موَلَّد. وقال ابن دريد: الجَعْسُ: الرَّجيع عند العامة، وليس كما تنسُبُه إليه، وإنما هو اسم الموضع الذي يقع فيه الجُعْموس. قال والرَّجيع بعينه: جُعْموس. وقال غيره: الميم فيه زائدة. وأنشد ابن دريد: أُقسِمُ بالله وبالشَّهر الأصَمّْ ... ما لك من شاءٍ تُرى ولا نَعَم إلاّ جَعاميسَكَ وَسْطَ المُسْتَحَمّْ والجُعسوس والجُعشوش - عن الأصمعي كلاهما -: القصير الدميم. وقال ابن السكِّيت: رجل جُعسوس وجُعشوش: وذلك إلى قَماءة وصِغَرٍ وقِلَّةٍ، يقال: هذا من جعاسيس الناس، قال: ولا يقال هذا بالشين. وقيل بالسين اللّئيم؛ وبالشين الدقيق الطويل. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: أنّه بعث عثمان بن عفان؟ رضي الله عنه - رسولاُ إلى أهل مكة، فنزل على أبي سفيان بن حرب - رضي الله عنه - وبلَّغهُ رسالته، فقال أهل مكة لأبي سفيان: ما أتاك به ابنُ عَمِّكَ؟ قال: أتاني بِشَرِّ؛ سألني أن أُُخلِيَ مكَّةَ لجَعاسيس يَثْرِب. قال غلفاء واسمه مَعْدِيْ كَرِب؛ وقيل: سَلَمَةُ: ألا أبْلِغْ أبا حَنَشٍ رَسولاً ... فمالَكَ لا تجيءُ إلى الثَّوَابِ تَعَلَّم أنَّ خيرَ الناسِ حيّاً ... قَتِيلٌ بين أحجار الكُلاَبِ تَدَاعَت حولَه جُشَمُ بنُ بَكرٍ ... وأسلَمَهُ جَعَاسِيْسُ الرِّبابِ وقال ابن عبّاد: الجَعَاعيس - في لُغة هُذَيل -: النَّخلُ. والجُعْموسَة: ماءةٌ لِبَني ضَبينَة. ورجل جُعامِس: يضع جُعْموسة بِمَرَّةٍ واحدة. وجَعْمَسَ الرجل: إذا وَضعَ جُعْموسة بِمَرَّةٍ واحدة. وتجعَّسَ الرجل: إذا تعذَّرَ. والمتجَعّس: البذيء اللسان. والتركيب يدل على خساسة وحقارة ولؤم. جعبس ابن السكَّيت: الجُعبُس - بالضم - وزاد غيره: الجُعبوس: المائق. جعنس

جفس

ابن عبّاد: الجَعَانِسُ: الجِعلان؛ قَلْبُ عجانِس. جفس الجَفَاسة: الاتَّخام، وقد جَفِسَ - بالكسر - يَجْفَسُ جَفَاسة وجَفَسا. وقال ابن دريد: الجِفْسُ: لُغةٌ في الجِبْسِ وهو الضعيف القَدْم. وقال ابن عبّاد: الجِفْس والجَفِيس: اللئيم. وفي النوادر: رجلٌ جِفْسٌ وجَفِسٌ - مثال كِبْدٍ وكَبِدٍ -: أي ضخمٍ جاف. جلس جَلَسَ الرجلُ يَجْلِسُ جُلوساً أو مَجْلَساُ - بفتح اللام -. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم - أنَّه قال: إيّاكُم والجلوس في الطُرُقات، قالوا يا رسول الله ما لنا من مجالِسِنا بُدٌ نتحدَّثُ فيها، فقال: فإذا أبيتُم إلا المجلِسَ فأعطوا الطريق حقّه، قالوا: وما حقُّ الطريقِ يا رسول الله؟ قال: غضُّ البصر وكَفُّ الأذى ورَدُّ السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والجلوس يكون عن نوم أو اضطجاع، وإذا كان قائماً كانت الحال التي يخالفها القُعود. والمَجْلِس - بكسر اللام - والمَجْلِسَة - عن الفرّاء - كالمكان والمكانة: موضع الجلوس. والمَجلِس - أيضاً -: أهل المَجلِس، كما يقال بجماعة المَقامة: أي أهل المَقامَة، قال مُهَلْهِل: نُبِّيتُ أنَّ النار بعدَكَ أُوقِدَت ... واسْتَبَّ بعدَكَ يا كُلَيْبُ المَجْلِسُ أي أهل المجلس. وكذلك الحديث: وانَّ مَجلِسَ بني عَوفٍ يَنظرون إليه. ورجلٌ جُلَسَة - مثال تُؤّدّةٍ -: أي كثير الجلوس. والجِلسَة - بالكسر -: الحالة التي يكون عليها الجالِس، يقال فلان حَسَن الجِلسَة. وفلان جِلْسي وجَليسي وخِدني وخَديني وحِبّي وحَبيبي وخِلّي وخَليلي. وهؤلاء جُلاّسُ الملك وجُلَساؤه. وقالت أم الهيثم: جَلَسَت الرَّخمَةُ: إذا جَثَمَت. والجَلْس - بالفتح -: الغَليظ من الأرض. ومنه جَمَلٌ جَلْسٌ وناقَةٌ جَلْسٌ: أي وثيق جسيم، قال العجّاج: كم قد حَسَرنا من عَلاةٍ عَنْسِ ... كَبْدَاءَ كالقوسِ وأُخرى جَلْسِ وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه أعطى بلال بن الحارث - رضي الله عنه - معادِنَ القَبَليَّة جَليسَها وغَوْرِيَّها. أي نَجدِيَّها؛ سُمِّيَ بذلك لارتفاعه، قال الشَّمّاخ يَصِفُ ناقته: وأضْحَتْ على ماء العُذَيبِ وعَينُها ... كَوَقْبِ الصَّفا جَلْسِيُّها قد تَغَوَّرا وجَلَسَ: إذا أتى نجداً، قال مروان بن الحَكَم حين قَدِمَ الفرزدق المدينة - على ساكنيها السلام - مُستَجيراً بسعيد بن العاص من زياد ابن أبيه؛ فقال: ترى الشُّمَّ الجَحاجِحَ من قُرَيشٍ ... إذا ما الأمرُ في الحَدَثانِ عالا قياماً يَنظرونَ إلى سعيدٍ ... كأنَّهُم يَرَونَ به هِلالا قعوداً يا غلام، فقال: لا والله يا أبا عبد الملك إلاّ قياماً فأغضب مروان، فلمّا وَلِيَ كَتَبَ للفرزدق كتاباً إلى واليْهِ بِضَرِيَّةَ أن يعاقبه إذا جاءه، وقال له: إني قد كتَبتُ لك بمائةِ دينار، فلم يَمْضِ خوفاً من أن يكون في الصَّحيفة ما يُكرَه، وعَلِمَ مروان أنَّه فَطَنَ لذلك فقال: قُل للفَرَزدَق والسَّفاهة كاسمها ... إن كنت تاركَ ما أمرتُكَ فاجلِسِ ودَعِ المدينَةَ إنها محروسةٌ ... واعْمِد لأَيلَةَ أو لِبَيْتِ المَقدِسِ وقال درّاج بن زُرْعَة الضِّبابي في امرأتِهِ أم سِرْياح: إذا أمُّ سِرياحَ غدت في ظعائنٍ ... جوالِسَ نجدٍ فاضت العينُ تَدمَعُ وقال مالك بن خالد الخُناعي: إذا ما جلسنا لا تزالُ تَرومُنا ... سُلَيمٌ لدى أطنابنا وهوازِنُ وقال العرجي واسمه عبد الله بن عُمَرَ بن عَمرو بن عثمان بن عفان: شِمالَ من غارَ به مُفرِعاً ... وعن يمينِ الجالِسِ المُنْجِدِ وشَجَرَةُ جَلْسُ. وشُهدٌ جَلْسٌ: أي غليظ، ويقال: الجَلْس: البقيَّة من العسل تبقى في الإناء، قال الطِّرِماح يصِفُ طيب ريق امرأتِهِ: وما جَلْسُ أبكارٍ أطاعَ لِسَرْحِها ... جنى ثَمَرٍ بالوادِيَينِ وشَوْعُ وقال بعد أحد عشر بيتاً: بأطيَبَ من فِيها إذا ما تقلَّبَت ... من الليل وَسْنى والعُيُونُ هُجُوعُ وامرأة جَلْس: وهي التي تجلس في الفناء لا تبرح ويتحدث إليها، ويقال: هي الشريفة، قال حُمَيد بن ثَور الهلالي - رضي الله عنه - يَحكي قولَ امرأةٍ سمّاها عَمْرَة:

جمس

أمّا لياليَ كُنتُ جاريَةً ... فَحُفِفْتُ بالرُّقباءِ والحَبْسِ حتى إذا ما البيت أبرزَني ... نُبِذَ الرجالُ بزولَةٍ جَلْسِ ويُروى: " إذا ما الخِدْرُ ". وقال ابن عبّاد: الجَلْس: الغدير. والجَلْس: الوقت. والجَلْس: السهم الطويل. وقال غيره: الجَلْس: الخَمر. وجَبَلٌ جَلْس: عالٍ طويل، قال المُتَنَخِّل الهُذَلي يَصِفُ وعلاً: أدفى يَبيتُ على أقذافٍ شاهِقَةٍ ... جَلْسٍ يَزِلُّ بها الخُطّافُ والحَجَلُ وقال ابن الأعرابي: الجِلْس - بالكسر -: الفَدْمُ. وجِلْس بن عامر بن ربيعة بن تَدُوْل بن الحارث بن بكر بن ثعلبة بن عُقبة ابن السَّكون. والجِلْسِيُّ: ما حوْلَ الحدَقة. والجُلاس بن سُوَيد بن الصّامت؛ والجُلاس بن عَمرو الكِندي - رضي الله عنهما -: لهما صحبة. وقال الليث: الجُلَّسان: مُعَرَّب كُلْشَان، قال الأعشى: لنا جُلَّسَانٌ عندها وبَنَفسَج ... وسِيسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوْشُ مُنَمْنَما وابْنَا جالِسٍ وسمير: طريقان يخالف كل واحد منهما صاحِبَه، قال: فإن تَكُ أشطانُ النّوى اختَلَفَتْ بنا ... كما اختَلَفَ ابْنا جالِسٍ وسَمِيْرِ وأجلَستُه في المكان: مكَّنتُهُ من الجلوس. وجالَسْتُهُ: جَلَستُ معه. ومُجالِس: فرس كانَ لبَني عُقَيل، وقال أبو النَّدى: هو لبَني فُقَيم. وتجالَسوا في المجالِس: جَلَسَ بعضهم مع بعضٍ. والتركيب يدل على الارتفاع في الشيء. جمس الجاموس: واحد من الجواميس، فارسيّ معرّب، وهو بالفارسية كاوْمِيْشْ، وقد تكلّمَت به العَرب، قال رُؤبة: لَيثٌ يَدُقَّ الأسدَ الهَموسا ... والأقْهَبَيْنِ الفيلَ والجاموسا وقال جرير: تدعوكَ تَيْمٌ وتَيْمٌ في قرى سبأٍ ... قد عضَّ أعناقَهُم جِلدُ الجواميسِ والأنثى: جاموسة، قال أبو الطوق الأعرابي في امرأتِهِ شَغْفَر: جاموسَةٌ وفيلَةٌ ووخَنْزَرُ ... وكُلُّهُنَّ في الجمال شَغْفَرُ وجُمُوْسُ الوَدَكِ: جُمُودُه. وقال ابن دريد: كان الأصمعي يقولُ: أكثر ما تستعمل العرب في الماء: جَمَدَ؛ وفي السَّمن وغيره: جَمَسِ، وكان يعيب على ذي الرُّمَّةِ قوله: نغار إذا ما الرّضوعُ أبدى عن البُرى ... ونَقْري سَدِيْفَ الشَّحْمِ والماءُ جامِسُ ويقول: لا يقال للماء إلاّ جامِد. وقال الدِّيْنَوَريُّ: الجامِس من النَّبات: ما ذَهَبَت غُضُوْضَتُه ورُطوبَتُهُ وجَسَأ، وجُمُوْسُه: صُمُوْلُه. وصخرة جامِسَة: إذا كانت قد لَزِمَت موضِعها وهي يابسة مُقشَعِرَّة، قال الفرزدق يَصِف القدور: ترى حوله المُعتَفينَ كأنَّهم ... على صَنَمٍ في الجاهليةِ عُكَّفُ قُعُوداً وخلفَ القاعدينَ سُطُورُهُم ... قيامٌ وأيديهم جُمُوسٌ ونُطَّفُ وسُئلَ ابن عمر - رضي الله عنهما - عن فأرةٍ وَقَعَت في سَمْنٍ فقال: إن كان مائعاً فالقِهِ كَلَّه، وإن كان جامِساً فألقِ الفأرَةَ وما حولَها وكلُّ ما بَقِيَ. وقول عبد الملك بن عُمَير: وقال المَدَني: والله لَفُطْسٌ خُنْسٌ؛ بِزُبدٍ جَمْسٍ؛ يغيب فيها الضِّرْسُ؛ أطيب من هذا. قولُه: " جَمْس " أي جامِس، ويجوز أن يُروى: " جُمْس " بالضّم صفةً للتَّمر؛ جمع جُمسَة: وهي البُسرَة التي أرطب كُلُّها وهي صُلبَة لم تنهضم بَعْدُ. وقد ذُكِرَ الحديث بتمامه في تركيب ع ش ر. ويقال: مرَّت بنا جُمْسَة من الإبلِ: أي قطعة منها. وتقول العرب: إذا طَلَعَتِ العَقرَبُ جَمَسَ المُذَنِّبُ. وقال ابن دريد: الجُمْسَة: القطعة اليابسة من التمر، يقال: أتانا بِجُمسة: أي بقطعة. وقال ابن عبّاد: الجمْسَة - بالفتح -: النّار؛ بلغة هذيل. وقال الفرّاء: ليلة جُماسِيَّة - بالضم -: أي باردة يَجْمُسُ فيها الماء. وقال الدَّينَوري: الجماميس: جنس من الكَمأةِ؛ لم أسمع لها بواحدة، وأنشد الفَرّاء: وما أنا والعاوي وأكبر هَمِّه ... جماميسُ أرضٍ فوقهنَّ طُسُوْمُ والتركيب يدل على جمود الشيء. جنس الليث: الجِنس: كلُّ ضربٍ من الشيء ومن الناس والطير ومن حدود النَّحوِ والعَروضِ والأشياء جُمْلَةً، والجَميع: الأجناس، وزاد ابنُ دريد: الجُنُوس.

جوس

والجِنْسُ: أعمُّ من النوع. والإبل جِنسٌ من البهائِم العُجْمِ، فإذا واليتَ شيئاً من أسنان الإبل على حدة فقد صنَّفتها تصنيفا، كأنَّكَ جعلتَ بنات المَخاضِ منها صنفا، وبنات اللَّبون صِنفا، والحِقاق صِنفا، وكذلك الجِذاع والثَّنِيّ والرُّبَع. والحيوان أجناس: فالناس جنس، والإبل جنس، والبقر جنس والشّاء جنس. وقال ابن عبّاد: شيء جَنِيس: أي عريق في جنسِه. والجِنِّيس - مثال سكَّيت -: سمكة بين البياض والصُّفرة. وقال ابن الأعرابي: الجَنَس - بالتحريك -: جمود الماء. والتَّجْنِيْس - تفعيل -: من الجنس. ويقال: هذا يُجانِس هذا: أي يُشاكِلُه. وفُلان يُجانِس البهائمَ ولا يُجانِس الناس: إذا لم يكُن له تمييز ولا عقل. وقال ابن دريد: كان الأصمعي يدفع قول العامّة: هذا مُجانِس لهذا إذا كان من شكله، ويقول: ليس بعربيٍّ خالِص، يعني لفظَةَ الجِنسِ. وقال ابن فارس: أنا أقول إنَّ هذا غلطٌ على الأصمعيِّ، لأنَّه الذي وضَعَ كتاب الأجناس، وهو أوّل من جاء بهذا اللقب في اللغة. ويقال: جَنَسَتِ الرُّطبَة: إذا نَضِجَ كُلُّها. والتركيب يدلُّ على الضَّرْبِ من الشيء. جوس الجَوْس: مصدَر قولِكَ: جاسُوا خلال الديار: أي تَخَلَّلوها فطلبوا ما فيها، كما يجوس الرَّجُلُ الأخبارَ أي يطلُبُها. وقوله تعالى:) فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيارِ (أي قَتَلوكُم بين بيوتكم فطافوا خلال الديار ينظُرُونَ هل بَقِيَ أحد لم يقتلوه. وقال ابن عَرَفة: أي فعاثوا وأفسدوا. وقال الأزهَري: أي فَوَطِئوا. وقال الزَّجّاج: الجَوْس: طِلِبُ الشيء باستِقصاءٍ. وقال الأصمعيُّ: يقال تركْتُ بَني فلان يَجوسونَ بَني فُلان: أي يَدوسونهم ويَطَؤونَهُم ويَطلبُون فيهم. وأنشد ابن الأعرابي: نَجوسُ عِمارَةً ونَكُفُّ أخرى ... لنا حتى يُجاوِزَها دَليلُ وقال أبو عُبَيد: كلُّ موضِعٍ خالَطْتَهُ ووَطِئتَهُ فقد جُسْتَه وحُسْتَه. وقال الليث: الجَوْس والجَوَسان: التردُّد خلال الدُّورِ والبيوت في الغارَةِ. وقال غيره: الجَوَسَان: الطَّوَفان باللّيل. والجَوّاس - بالفتح والتشديد -: الأسد الذي يتخلل القوم فيعيث فيهم، وقد جاسَهُم الأسد يجوسُهم جَوْساً وجَوَساناً: إذا فعل ذلك، قال رُؤبة: أشجَعُ خَوّاضُ غِيَاضٍ جَوّاس ... في نَمِراتِ لِبْدُهُنَّ أحْلاسْ عادَتُهُ خَبْطٌ وعَضٌ هَمّاسْ ومَنِ اسمه جَوَّاس من الشعراء: جَوَّاس بن القعطل بن سُوَيد بن الحارث ابن حِصْن بن ضمضم بن عَدي بن جَنَاب الكَلْبي. وجَوّاس بن قُطبَة أحّد بني الأحب بن حُنّ، وحُنُّ: هي بِنْتُ عُذرَة، وهم رَهْطُ بُثَينَة صاحِبَة جميل. وجَوَّاس بن حيَّان بن عبد الله بن مُنازِل الأزديّ؛ أزْدُ عُمَانَ. وجَوّاس بن نُعَيم؛ أحد بني حُرْثان بن ثَعْلَبَة بن ذؤيْب بن السِّيْدِ؛ الضَّبِّيُّ. وجَوّاس بن نُعَيم؛ أحد بني الهُجَيم بن عمرو بن تَميم، ويُعرَف بابنِ أُمِّ نهار، وأُمُّ نهار: أُمُّ أبيه، وبها يُعرَف هو وأبوه. وضَمضَم بن جَوْس: من التابعين. والجُوْس - بالضم -: إتْباع الجُوْع، يقال: جوعاً له وجُوساً له. وجُوسِيَة: قرية بينها وبين حِمْص للقاصِد إلى دمشق سِتَّةُ فراسِخ بين جبل لبنان وجبل سَنِير. والاجْتِيَاسُ: الجَوْس. والتركيب يدل على تَخَلُّلِ الشيءِ. جهس

جيس

جُهَيس - مصغَّراً -، وهو جُهَيس بن أوس النَّخَعِيُّ - رضي الله عنه -: قَدِمَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - في نَفَرٍ من أصحابه فقال: يا نبيَ الله؛ إنّا حَيٌّ من مَذْحِج، عُبابُ سالِفِها ولُبابُ شَرَفِها. قال الصَّغَّاني مؤلف هذا الكتاب: هكذا ذَكَرَه أبو سُلَيمان حَمْدُ بن محمد الخطّابي في غريب الحديث من تأليفِه وجارُ الله العلاّمة الزَمَخْشَريُّ؟ رحمه الله - في كتابه الفائِق الذي هو بِخَطِّه، ورأيتُ في كتاب جمهَرَة النَسَب لابْنِ الكَلْبي في نَسَب النَّخَعَ بِخَطِّ ابنِ عَبَدَةَ النَّسّابَةِ: منهم الأرقم وهو جُهَيش بن يَزيد بن مالك بن عبد الله بن الحارِث بن بشِر بن ياسِر بن جُشَم بن مالِك بن بَكِر؛ الوافِد على رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -؛ مضبوطاً بالشين المُعجَمَة، وفيها " ابن يَزِيْد " بَدَلَ " أوْسٍ " كما ذَكَرْتُ. وقد ذُكِرَ تمام الحديث في تركيب س ر د ح. جيس الأزهري: جَيْسَان: اسم. وقال الدَّيْنَوَريُّ: الجَيْسُوَانُ: جِنسٌ من النخل، واحِدَتُه: جَيْسُوَانَة، لها بُسْرٌ جَيَّد، وأصلُه فارِسيٌّ. قال الصغَّاني مؤلِّف هذا الكتاب: هو بالفارِسيَّة كِيْسُوَان ومعناه الذَّوائبُ. حبس الحَبْسُ: ضِدُّ النَّخلِيَة، يقال: حَبَسْتُه أحْبِسُه حَبْساً ومَحْبَساً - بفتح الباء -. والحَبْس - أيضاً -: الشجاعة. والحَبْسُ - بالفتح؛ ويقال: بالكسر -: موضِعٌ، وقيل: جَبَلٌ، وبالوجهين يُروى قول الحارِث بن حِلزَة اليَشكُري: لِمن الدِّيارُ عَفَوْنَ بالحبْسِ ... آياتُها كمَهَارِقِ الفُرْسِ وكذلك بالوجهين يُروى قول بِشر بن أبي خازم الأسدي: وأصعَدَتِ الرِّبابُ فليسَ منها ... بصَاراتٍ ولا بالحبْسِ نارُ وقال أبو عمرو: الحَبْسُ: الجبل العظيم، وأنشَدَ: كأنَّه حَبْسُ بِلَيلٍ مُظْلِمُ ... جَلّلَ عِطْفَيْهِ سَحابٌ مُرْهِمُ عَجَنَّسٌ عُرَاهِمُ عَجَمْجَمُ قال ثعلب: وقد يكون الجبل حَبْساً: أي أسْوَدَ؛ وتكون فيه بقعة بيضاء. وكلأٌ حابِس: إذا كان غامِراً لا تتجاوزه راعية لاخضراره. وحابِس بن سعد الطائي، وحابِس أبو حيّضة التَّميمي، والأقرع بن حابِس بن عقال الدّارِميُّ - رضي الله عنهم -: لهم صحبة، وكان الأقرع عالِم العَرَب في زمانه، قال عمرو بن الخُثارِم البَجَلِيُّ: يا أقرع بن حابِسَ يا أقرع ... إنّي أخوكَ فانُظراً ما تَصْنَع إنّك إن يُصرَعُ أخوك تُصرَع والحُبْسَة - بالضم -: الاسم من الإحتباس، يقال: الصمت حُبْسَة. وقال المُبَرَّد: الحُبسَة: تعذُّر الكلام عند إرادته، والعُقلَة: التواء اللسان عند إرادة الكلام. وحَبَسْتُ فَرَساً في سبيل الله؛ فهو محبوس وحبيس. وحَبيسٌ: موضِع بالرّقَّة فيه قبور قوم ممن شَهِدَ صِفِّين مع علّيٍ؟ رضي الله عنهم -. وذاةُ حَبيسٍ: موضع بمكَّة - حرسها الله تعالى - وهناك الجبل الأسود الذي يقال له: أظلم. وفي النوادر: جعلني فلان رَبيطَة لكذا وحَبيسَة: أي يَذهَب فيفعل الشيء وأُوخَذُ به. والحِبسُ - بالكسر -: خَشَبَة أو حجارة تُبنى في مجرى الماء لِتَحبِسَ الماء فيشرب القوم ويَسْقوا أموالَهم، قال: فَشِمْتُ فيها كَعَمودِ الحِبْسِ وقال أبو عمرو: الحِبْسُ: مثل المَصْنَعَة، وجمعُه أحْباس، يُجعَل للماء. والحِبْسُ: الماء المستنقِع. وقال ابنُ عبّاد: الحِبْسُ: الماء المجموع لا مادة له. وقال ابن الأعرابي: الحِبْس: حجارة تكون في فُوَّهَة النهر تمنع طُغيان الماء. وقال العامري: الحِبْس: صِنعٌ يصنع للماء ويُدسُّ عَمود في شِعْبِه، قال: وقد يقال بالفتح. وقال الليث: حَبَسْتُ الفِراشَ بالمِحبَسِ: وهو المِقرَمَة. وكذلك الحِبْسُ عن غَيره: للثوب الذي يُطرَح على ظهر الفراش للنَّوم. والحِبْس - أيضاً -: نِطاق الهَودَج. والحِبْس: سِوار من فِضَّة يٌجعل في وَسَطِ القِرام، وهو سِتر يُجمَع به ليضيء البيت.

حبرقس

وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - أبا عبيدة بن الجرّاح - رضي الله عنه - يوم الفتحِ على الحُبُسِ - بضمَّتين - أو الحُبَّسِ - مثال رُكَّعٍ - أو الحُسَّرِ. وهم الرَّجَّالة عن القُتْبيّ قال: سُمُّوا بذلك لِتَحَبُّسِهِم عن الرُّكبانِ وتأخَّرهم، قال: وأحسِب الواحد حبيساً، فَعيلٌ بمعنى مفعولٍ، ويجوز أن يكون واحِدُهُم حابِساً؛ كأنَّهُ يحبِسُ من يسير من الرُّكبان بمَسيرِه. وفي حديث شُرَيح بن الحارث: جاء محمد - صلى الله عليه وسلّم - بإطلاقِ الحُبُسِ. هي جَمْعُ حَبيسٍ، أراد ما كان أهل الجاهلية يحبِسونها من ظهور الحوامي والسوائِب والبَحائِر وما أشبهها، فنزل القرآن بإحلال ما حرَّموا منها فذلك إطلاقُها. والحُبُسُ - في غير هذا -: كلُّ شيء وَقَفَه صاحبُه وّقفاً مؤبَّداً من نخلٍ وكرم، يَحبِس أصله ويُسَبِّلُ غَلَّتَه. ومن ذلك ما رُوِيَ أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلَّم - ندب الناس إلى الصدقة، فقيل له: قد مَنَعَ أبو جَهَم وخالِد بن الوليد والعبّاس، فقال: أمّا أبو جَهْم فلم يَنتَقِم منّا إلاّ أنْ أغْناهُ الله ورسوله من فضلِه، وأمّا خالد بن الوليد فإن الناس يظلِمونَ خالداً؛ إنَّ خالداً قد جعل رَقيقَه وأمواله وأعْتُدَهُ حُبُساً في سبيل الله، وأما العبّاس فإنَّها عليه ومثلُها مَعَها. المعنى: أنّه كان أخَّرَ عنهُ الصدقة عامين، وليس وجهُ ذلك إلاّ أن تكون حاجَةٌ بالعبّاس - رضي الله عنه - إليها. والأعتُدُ: جمع العتاد؛ وهو ما يُعِدُّه الإنسان من آلةِ الحرب. والحبائسُ: الإبلُ التي كانت تُحبَسُ عند البيوت لكرمها، قال ذو الرمّة يصِفُ فَحلاً: سِبَحْلاً أبا شَرْخَيْنِ أحيا بناتِهِ ... مَقَاليتُها فهيَ اللُّبابُ الحَبَائسُ وحُبسانُ - مثال عُثمان -: ماءٌ غربيَّ طريق الحاج من الكوفة. وأحْبَسْتُ فَرَساً في سبيل الله: أي وقَفتُ؛ فهو مُحبَس وحَبيس. قال ابنُ دُرَيد: وهذا أحدُ ما جاء على فَعيل من أفعَل. وحبَّستُ الفِراشَ بالمِحْبَسِ تَحْبيساً: أي سَتَرتُه به، مِثْلُ حَبَسْتُهُ حَبْساً. وتَحبيس الشيء: ألاّ يورَثَ ولا يُبَاع ولا يوهَبَ، لكن يُتْرَك أصلَهَ ويُجعَل ثَمَرُهُ في سبيل الله. واحتَبَسَ الشيء، مثل حَبَسَهُ، واحْتَبَسَ - أيضاً - بنَفْسِه، يتعدّى ولا يتعدّى. وتحبَّسَ على كذا: أي حَبَسَ نفسه على ذلك. وحابَسَ الرجل صاحِبَه، قال العجّاج: إذا الولوعُ بالوَلُوعِ لَبَّسا ... حَتْفَ الحمامِ والنُّحوسِ النُّحَّا وحابَسَ الناسُ الأمورَ الحُبَّسا ... وجَدْتَنا أعزَّ مَنْ تَنَفَّسا حبرقس الليث: الحَبَرْقَس: الضئيل من الحُملانِ والبِكارَة. حبلس ابن عبّاد: الحَبَلْبَس: الذي يقيم بالمكان لا يَبرَحُه. وأنشد أبو عمرو: سَيَعلَمُ مَنْ ينوي جلائي أنَّني ... أرِيْبٌ بأكناف النَّضيضِ حَبَلْبَسُ حدس الحَدْس: الظّن والتخمين والتّوهُّم في معاني الكلام والأمور. وقال ابن دريد: حَدَسَ يَحْدُسُ ويَحْدِسُ، قال الحارث بن حلزة اليشكري يذكُرُ الدِّيارَ: فوَقَفتُ فيها الرَّكبَ أحْدِسُ في ... كُلِّ الأمور وكُنتُ ذا حّدْسٍ هذه رواية المُفَضَّل بن محمد الضَّبِّي. ورواية ابن دريد في الجَمهَرة: " فيها العَنْسُ أحْدِسُ في بعض الأمور ". وقال: وحَدَسْتُ بالرجل أحدِس به حَدْساً: إذا صَرَعْتَه، قال عمرو بن مَعْدي كَرِب - رضي الله عنه - يَذكُر الديار: تَبَدَّلَ أُدْمانَ الظِّباءِ وحَيْرَما ... فأصبَحتُ في أطلالها اليومَ حابِسا بِمُعتَرَكٍ شَطَّ الحُبَيّا تَرى بِهِ ... من القَومِ مَحْدوساً وآخَرَ حادِسا ويُروى: " ضَنْكُ الحُمَيّا ". وقال آخَر: دَلوَكَ إنَي مُمْسِكٌ دَلاتي ... وحادِسُ العَبْدِ بِجَندَلاتي وقال يعقوب: أصْل الحَدْسِ في اللغة: القصد بأيِّ شيء كان؛ ظناً أو رَمُياً أو ضَرْباً، يقال حَدَسْتُ به الأرض: أي ضَرَبْتُ به الأرض. وحَدَسْتُ الشيء برِجلي: أي وَطِئتُه. وحَدَسْتُه بسهمٍ أو بِحَجَرٍ: رَمَيتُه به. وقال أبو نَصْر: الحَدْس: الأثر، يقال رأيتُ حَدْسَ البَعير: إذا رأيتَ أثَرَه.

حرس

وقال الليث: الحَدْسُ في السير: سُرعَةٌ ومُضِيٌّ على طريقَةٍ مَستَمِرَّة، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان: حتى احتَضَرنا بعد سيرٍ حّدْسِ ... إمامَ رغسٍ في نِصابِ رَغْسِ وقال ابن دريد: حَدَسْت في سَبَلَةِ البعير: إذا وَجَأتَلَبَّتَه. والحَدسُ - أيضاً -: الذبح. وقال اللَّحياني: حَدَسْتُ الشاةَ حَدْسَاً: إذا أضجًعْتَها لِتَذْبَحَها، قال: ومنه المثل: حَدَسَ لهم بِمُطفِئَةِ الرَّضْفِ. ومعناه: ذبح لهم شاةٍ مهزولة تُطفئ النار ولا تنضَج، وقيل: تُطفئ الرَّضفَ من سِمَنِها. ويقال: حَدَسَ يَحدِسُ: إذا جادَ، والمعنى: جادَ لهم بكذا. ورَوى أبو زيد: حَدَسَهُم بمُطفِئةِ الرَّضْفِ. وقال القُتَبيُّ: ومما أودعته العرب من أسجاعها في طلوع نجمٍ نجمٍ من الدلائل على الحوادث قولهُم: إذا أمْسَتِ الثُّرَيّا قِمَّ الرأسِ ففي الدارِ فاخْنِسْ؛ وانْهَس. قولُه: " عُظَماهُنَّ فاحْدِسْ " أي تخيَّر عُظمى الإبل للنَّحر، وقولُهُم فاحْدِسْ هاهُنا مِنْ حَدَسْتُه أي تَوَهَّمْتُه؛ كأنّه يريد: تَخَيَّرْ بِوَهمِك عُظْماهُنَّ، ويجوز أن يكون الحَدْسُ هاهُنا الإضجاع والصَّرْع؛ أي التي هي عُظْماهُنَّ عَرْقِبْها حتّى تسقط إلى الأرض. وقال أبو زيد: حَدَسْتُ الناقة وحَدَسْتُ بالناقة - متعدياً وغير مُتعدٍّ - أحْدِسُها وأحْدِس بها: إذا أنَخْتَها. وقال ابنُ أرقَمَ الكوفي: حَدَسٌ - بالتحريك -: قومُ كانوا على عهد سليمان بن داود - صلوات الله عليهما -، وكانوا يَعنفون على البغال، فإذا ذُكِروا نَفَرَتِ البِغال خوفاً لما كانت لقِيَت منهم. وهذا يقوّي قول من قال حَدَسْ في زَجْرِ البغل؛ مكان عَدَس. وقال ابن دريد: بنو حَدَسٍ: بَطْنٌ عظيم من العرب. ووَكيع بن حُدْس - بضمّتين -: من التابعين، قال يَزيد بن هارون وأحمد بن محمد بن حنبل، وقال غيرهما: عُدُسٌ. وقال ابن السكَّيت: يقال بَلَغَت به الحِداس - بالكسر -: أي الغاية التي يُجرى إليها ويُعدى، ولا تَقُل الإداسَ. والمَحْدِسُ: المَطْلَبُ، قال: أُهدي ثناءً من بَعيدِ المَحْدِسِ وقال أبو زيد: تَحَدَّسْتُ الأخبار وعن الأخبارِ: إذا تَخَبَّرْتَ عنها وأرَدْتَ أنْ تَعْلَمَها من حيث لا يُعْلَمُ بك. والتَّركيب يدلُّ على الرمي والسُّرعة وما أشْبَهَهُما. حرس حَرَسْتُ الشيء أحرُسُه حَرْساً وحِرَاسَة، والجمع: حَرَسٌ - بالتحريك - وأحْراسٌ وحُرّاسٌ، قال الله تعالى:) مُلِئتْ حَرَساً شَدِيداً وشُهُبا (، وقال امرؤ القيس: تجاوزْتُ أحْراساً إليها ومعشرا ... عَلَيَّ حِراصاً لو يُشِرُّونَ مقتَلي والحَرَسُ - أيضاً -: حَرَسُ السلطان، وهم الحرّاس، الواحِد حَرَسِيُّ، ومنه قول الحجّاج: يا حَرَسِيُّ اضْرِبا عُنُقَه، لأنّه صارَ اسم جِنْسٍ فَنُسِبَ إليه، ولا تَقُل حارِسٌ إلاّ أن تَذْهَبَ به إلى معنى الحِراسَة دون الجنس. والحَرْس: الدَّهرُ، قال: في نِعمَةٍ عِشنا بِذاكَ حَرْسا ويُجمع على أحرُس، قال امرؤ القيس: لِمَن طَلَلٌ دائِرٌ آيُهُ ... تَقَادَمَ في سالِفِ الأحرُسِ والحَرَسان: جَبَلان، يقال لأحدِهما: حَرْسُ قَساً؛ في بلاد بني عامر بن صعصعة، قال زهير بن أبي سُلمى: هُم ضًرَبوا عن فَرْجِها بِكتيبَةٍ ... كبيضاءِ حَرْسٍ في طوائِفِها الرَّجُلُ بيضاؤه: شِمراخٌ منه. وحَرَسَ الرّجُلُ يحرِسُ - بالكسر - حَرْساً: إذا سَرَقَ، والمسروق: حَريسَة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: لا قَطْعَ في حَريْسَةِ الجبل، لأنه ليس بموضع حِرزٍ وإن حُرِسَ. وفي حديث آخر: أنّه سُئِلَ عن حَريسَةِ الجبل فقال: فيها غُرْمُ مِثْلِها وجَلَداتٌ نَكالا، فإذا آواها المُرَاحُ فَفِيها القَطْعُ. والحَرائسُ: جمع الحَريسة، قال: لنا حُلَمَاءُ لا يَسُبُّ غُلامُنا ... غَريباً ولا يُؤوى إلينا الحَرائِسُ ويقال: حَرَسَني شاةً: أي سرقني. وحَرِيس: في نَسَبِ الأنصار. وقال أبو سعيد: سَمِعْتُ العرب تقول: فلان يأكل الحَرَسات، كما يُقال: يأكل السَّرِقات. والحَريسَة: جِدار من حِجارَةٍ يُعمَلُ للغَنَمِ. وحَرَسَةُ الجبل: لغةٌ في حَرِيْسَتِه.

حرمس

وقال الليث: الأحْرَس: هو القديم العاديُّ الذي أتى عليه الحَرْسُ. قال رُؤبَةُ: كم ناقَلَت من حَدَبٍ وفَرْزِ ... ونَكَّبَتْ من جُؤْوَةٍ وضَمْزِ وإرَمٍ أحْرَسَ فَوْقَ عَنْزِ ... وجَدْبِ أرْضٍ ومُنَاخٍ شَأْزِ الفَرْزُ: الفُرجَة بين الجبلين، والجُؤوَة: قطعة من الأرض حمراء إلى السواد، والضَّمْزُ: المرتفع الغليظ من الأرض، والعَنْزُ: الأكَمَةُ السوداء. وحَروسُ - بفتح الحاء -: موضِع، قال عَبيد بن الأبرص: لِمَن الديارُ بِصاحَةٍ فَحَروسِ ... دَرَسَتْ من الإقفارِ أيَّ دُرُوسِ وحَرِسَ - مثال سَمِعَ -: إذا عاش زمناً طويلاً. وحُرَيسٌ - مصغراً -: هو حُرَيس بن بشير البَجَلي الكاتِب، من شيوخ سفيان الثَّوري، ويقال فيه: أبو حُرَيس. وجابر بن حُرَيس الأجَئي، وهو الذي يقول لِنَفَرِ بن قيس جَدِّ الطِّرماح: ألَم تَرَني يَمَّمْتُ للشّأْمِ ناقتي ... وخالَفَني نَفْرُ بن قَيْسٍ فَبَيْقَرا وحَرَسْتي: قرية على فَرسخ من دمشق. وحَرَسْتي - أيضاً -: حِصْنٌ من أعمال حلب. وتَحَرَّستُ من فلان واحتَرَسْتُ منه - بمعنى -: أي تَحَفَّظْتُ. وفي المثل: مُحْتَرَسٌ من مثلِهِ وهو حارِسٌ. يضرب لِمَن يعيب الخبيث وهو أخبث منه، قال: أقِلِّي عَلَيَّ اللوم يا ابنَةَ مالِكٍ ... وذُمِّي زماناً سادَ فيه الفَلاقِسُ وساعٍ مع السُلطانِ يَسْعى عليهم ... ومُحْتَرَسٌ من مثلِهِ وهو حارِسٌ واحتَرَسَ فلان: إذا اسْتَرَقَ الحَريسَة، ومنه الحديث: أنَّ غِلْمَةً لحاطِبٍ احتَرَسوا ناقةً لِرَجًلٍ فانتَحَروها. والتركيب يدل على الحِفظِ وعلى الزمان. حرمس أبو عمرو: بَلَدٌ حِرماس: أي أملَس. وقال ابن دريد: أرضٌ حِرماس: صُلبَة شديدة واسِعَة، قال: جاوَزْنَ رملَ أيلَةَ الدَّهاسا ... وبَطنَ لبنى بَلَداُ حِرماسا وقال شَمِرٌ: سِنون حِرِامِس: أي شِداد مَجْدِبَة، الواحدة حِرْمِس. حسس ابن الأعرابي: الحَسُّ: الحِيلة، يقال: لآخُذَنَّ الشيء بِحَسّ أو بِبَسٍّ: أي بِرِفقٍ أو مُشادَة. وقولهم: ائتِ به من حَسِّك وبَسِّك: أي من حيث شئت. هذا قول الأصمعي، ومنهم من يُنَوِّن. وكان بعض الصالحين يمدُّ يدهُ إلى شعلة نار؛ فإذا لذعتها قال: حَسِّ حَسِّ؛ كيف صبرُكِ على نار جهنم وتجزَعين من هذه. قال الأصمعي: حَسِّ: مثل أوَّه. وضُرِبَ فلان فم قال حَسِّ ولا بَسِّ. ولما كان يوم أُحُد أُصيبَت إصبع طلحة - رضي الله عنه - فقال: حَسِّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -: مَهْ؛ لو قُلْتَ: بسم الله لرأيت بنيانك في الجنة، وأنت في الجنة. وقال ابن دريد: هي كلمة تقال عند الألم، قال العجّاج: وما أراهم جَزَعا بِحَسِّ ... عَطْفُ البلايا المَسَّ بَعْدَ المَسِّ والحَسُّ: القتل. ومنه قوله تعالى:) إذْ تَحُسُّوْنَهم بإذْنِه (أي تقتلونهم وتستأصلونهم. ويقال: البَرْدُ مَحَسَّة للنَبْتِ: أي مُحرِقَةٌ له ذاهِبةٌ به. وسَنَةٌ حَسُوس: تأكل كل شيء، من قولهم: حَسَّ البَرْدُ الكلأ يَحُسُّه. وحَسَّ البَرْدُ الجَرَادَ: قَتلَه. والحَسيس: القتيل، فعيل بمعنى مفعول، قال الأفْوَه الأوْديُّ: نفسِي لهُم عندَ انْكسار القَنا ... وقد تردّى كلُّ قِرْنٍ حَسيسْ ويروى: حَبيس. والحَسيس: الكريم. وقوله تعالى:) لا يَسْمَعُونَ حَسِيْسَها (أي حِسَّها وحركة تَلَهُّبِها. وقال إبراهيم الحَرْبي - رحمه الله -:الحِسُّ والحَسيسْ: أن يمُرَّ بك قريباً فتسمعه ولا تراه، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه كان في مسجد الخَيف فَسَمِع حِسَّ حية فقال: اقتلوها. وحَسَسْتُ الدابة أحُسُّها حَسّا: إذا فَرْجَنْتَها. ومنه حديث زيد بن صوحان العبدي - رضي الله عنه - حين ارْتُثَّ يوم الجمل أنَّه قال: ادفنوني في ثيابي ولا تَحُسُّوا عني تُرابا، أي لا تَنفضوه. ومنه حَسُّ الدابة، إنَّما هو نفضُكَ التراب عنها. والمِحَسَّة: الفِرجَون. ومنه حديث يَحيى بن عبّاد: ما من ليلة إلا وفيها مَلَكٌ يَحُسُّ عن ظُهُور دواب الغزاة الكلال.

وجَرَاد مَحْسوس: مَسَّتْهُ النار حتى قتَلتَه، من الحَسِّ وهو القتل. ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: أنَّه أُتِيَ بِجَرادٍ محسوس فأكله. وقال حسَّان بن أنس: كنتُ عند ابنِ أختٍ لعائشة - رضي الله عنها - فَبَعَثَت إليه بِجَرادٍ محسوس. والحاسوس: الذي يَتَحَسّس الأخبارَ؛ مثل الجاسوس، وقيل: الحاسوس في الخير والجاسوس في الشر. وقال ابن الأعرابي: الحاسوس: المشؤمُ من الرجال. ويقال: سَنَةٌ حاسوس وحَسوسٌ: إذا كانت شديدة قليلة الخير، قاله أبو عُبَيدَة وأنشَدَ لرُؤبَةَ: فَتىً يُجَلّي المَحْلَ والبَئيسا ... بِمُسْفِراتٍ يَكشِفُ النُّحوسا إذا شَكَونا سَنَةً حَسُوسا ... تأكُلُ بعد الأخضَرِ اليَبيسا ويروى: تَشَكَّوْا. والمَحَسَّة والمَحَشَّة: الدُّبُرُ. والحَوَاسُّ: المشاعِرُ الخَمْسُ؛ وهي السَّمع والبصر والشَّم والذَّوق واللَّمس، الواحدة: حاسَّة. ويقال - أيضاً -: أصابَتْهم حاسَّة؛ وذلك إذا أضَرَّ البّرْد أو غيره بالكلأ. وحواسُّ الأرض خَمسٌ: البَرْدُ والبَرَدُ والرِّيح والجَرَاد والمَوَاشي. وحَسَسْتُ له أحِسُّ - بالكسر -: أي رَقَقْتُ له، قال الكُمَيت: هل مَنْ بكى الدارَ راجٍ أن تَحِسَّ له ... أو يَبكي الدار ماءُ العَبْرَةِ الخَضِلُ وقال أبو الجرّاح العُقَيْلي: ما رأيتُ عُقَيلياً إلاّ حَسَسْتُ له، وحَسِسْتُ له - بالكسر - أيضاً، لُغةٌ حكاها يعقوب. ومنه قولهم: إنَّ العامريَّ لَيَحِسُّ للسَّعديِّ؛ لِما يقال بينهما من الرَّحمِ، والمصدر الحِسُّ - بالكسر -، قال القطاميُّ: أخوكَ الذي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نفسُهُ ... وتَرْفَضُّ عند المُحفِظاتِ الكَتاَئفٌ وقال إبراهيم الحربيّ - رحمه الله - في غريب الحديث من تأليفه: المصدر الحَسُّ، والاسم الحِسُّ. وحَسَسْتُ الشيء: أي أحسَسْتُه. ومنه الحديث: أنَّ أعرابياً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلّم - فأعجَبَهُ جَلَدَهُ؛ فقال: متى حَسَسْتَ أُمَّ مِلْدَمِ؟ قال: وأيُّ شيءٍ أُمَّ مِلْدَمِ؟ قال: الحُمّى سَخْنَةٌ تكون بين الجِلْدِ واللَّحمِ، قال: ما لي بها عهد، فقال: من سَرَّهُ أن ينظُرَ إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه. وقال عُبَيد بن أيّوب العنبري: وفِتيَةٌ كالذئابِ الطُّلْسِ قلتُ لهم ... إني أرى شبحاً قد لاح أو حالا فاهزَوزَعوا ثمَّ حَسُّوه بأعينهم ... ثم اختَتَوهُ وقرنُ الشمسِ قد مالا اهزَوزَعوا: تحرَّكوا وتنبَّهوا حتى رأوه. واخْتَتَوه: أخذوه، ورواه ابن دريد بالجيم، وهو تَصحيف. ويقال - أيضاً -: حَسِسْتُ بالخبَرِ - بكسر السين -: أي أيقَنْتُ به. وربما قالوا: حَسِيْتُ به، يُبْدِلونَ من الَّينِ ياءً، قال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائيّ يصف الأسد: خلا أنَّ العِتاقَ من المطايا ... حَسينٌ به فَهُنَّ إليه شُوْسُ وحَسَسْتُ اللَّحْمَ: إذا جعلته على الجَمْرِ. وحَسَسْتُ النار: ردَدْتُها بالعصا على خبز المَلَّة أو الشواءِ من نواحيه ليَنْضَج، ومن كلامهم: قالت الخبزةُ: لولا الحَسُّ ما بالَيْتُ بالدَّسِّ. ويقال: بات فلان بِحَسَّةِ سَوْءٍ: أي بحالة سوء. وحَسّان: من الأعلام، إن جَعَلْتَه فعلان من الحَسِّ لم تُجْرِه؛ وصَغَّرْتَه حُسَيْسَان، وإن جعلتَهُ فَعّالاً من الحُسْن أجْرَيْتَه؛ وصغَّرْتَه حُسَيْسِيْناً؛ لأن النون حينئذ تكون أصلية. وحَسّان: قرية بين واسط ودَيْر العاقول، وتُعرَف بقَريَة حَسّان وقريَة أُمُّ حَسّان. والحَسّانيّات: مياه بالبادية. والحِسُّ - بالكسر -: الصوت. والحِسُّ - أيضاً -: وَجَعٌ يأخذ النُّفَساء بعد الولادة. وقال جراد بن طارق: أقبَلْتُ مع عمر - رضي الله عنه - على امرأةٍ قد ولدت، فَدَعا لها بِسَويق فقال: اشربي؛ هذا يقطع الحِسَّ ويُدِرُّ العُرُوقَ. ويقال: ألْحِق الحِسَّ بالإسِّ: أي الشيءَ بالشيءِ؛ أي إذا جاءك شيء من ناحية فافعل مثله. والحَسْحاس: السيف المُبِيْرُ. والحَسْحاس: الرجل الجَواد، قال: محبَّةُ الأبرامِ للحَسْحاس. وقال ابن فارس: يقال للذي يَطرد الجوع بسخائه: حَسْحاس، قال: واذكر حُسَيناً في النَّفيرِ وقبلَه ... حَسَناً وعُتْبَةَ ذا الندى الحَسْحاسا والحَسْحاس: من الأعلام.

حسنس

وبنو الحَسْحاس: قوم من العرب. والحُساسُ - بالضم -: الهِفُّ؛ وهو سمك صغار يجفف. وأمّا قوله: رُبَّ شريبٍ لك في حُساسِ ... ليس بِريّان ولا مُواس عطشان يمشي مِشيَةَ النِفاس ... شِرابُهُ كالحَزِّ بالمواسي ويروى: " أقعَسَ يمشي ": فيقال: هو سوء الخُلُق. وفَعَلَ ذلك مثل حُساس الأيسار: وهو أن يجعلوا اللحم على الجمرِ. والحُساس: مثل الجُذاذ من الشيءِ. وكُسارُ الحجر الصِغار: حُساس، قال يصف حجر المنجنيق: شظيَّةٌ من رَفْضِهِ الحُساسِ ... تَعْصِفُ بالمُسْتَلْئمِ التَّرّاسِ وقال ابن عبّاد: إذا طلبتَ شيئاً فلم تجده قُلْتَ: حَسَاسِ - مِثال قَطَامِ -. وأحسَسْتُ به أي أيقنتُ به، وربَّما قالوا: أحَسْتُ به؛ فألقوا إحدى السِّينَيْنِ استثقالاً، وهو من شواذ التخفيف. وكان أبو عبيدة يروي قول أبي زُبَيد الذي أنشدتُه آنفاً: " أحَسْنَ به "؛ وأصلُه أحْسَسْنَ. وأحسَسْتُ الشيء: وجدْتُ حِسَّه. وقال الأخفش: أحْسَسْتُ: معناه: ظننتُ ووجدتُ، ومنه قوله تعالى:) فَلَمّا أحَسَّ عيسى منهم الكُفْرَ (، وقيل: معناه عَلِمَه، وهو في اللغة أبصَرَه، ثم وُضِعَ موضع العلم والوجود. وقوله تعالى:) هل تُحِسُّ منهم من أحَدٍ (أي هل ترى. ويروى في الحديث الذي قد رَوَينا: متى أحْسَسْتَ أُمُّ مِلْدَمِ: أي متى وجدتَها ومتى أحسَسْتَ مسَّها. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: لا تَحَسَّسُوا ولا تَجَسَّسُوا. قال إبراهيم الحربي - رحمه الله - في غريب الحديث من تأليفه: التحسُّسُ: الاستماع لحديث القوم، والتَّجسُّس: البحث عن عوراتهم، وهذا من البحث عن الشيء وطلب معرِفَتِه، كما قال الله عزَّ وجل:) يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا من يُوسُفَ وأخِيه (أي اطلبوا عِلْمَ خَبَرِه بِمِصْرَ. وقال غيره: التَحَسُّس: في الخير، والتَجَسُّس: في الشر. وقال ابن الأنباري: إنَّما نَسَقَ أحدَهُما على الآخر لاختلاف اللفظين، كما قالوا: بُعْداً وسُحْقاً. والانْحِسَاسُ: الانقلاع والتَّحَاتُّ، يقال: انْحَسَّت أسنانُه، قال العجّاج: في مَعْدِن المَلْكِ الكريمِ الكِرْسِ ... فُرُوعِهِ وأصْلِهِ المُرَسِّ ليس بمقلوعٍ ولا مُنْحَسِّ وحَسْحَسْتُ اللحمَ: إذا جَعَلْتَهُ على الجَمْر؛ مثل حَسَسْتَه. وحَسْحَسَ: إذا توجَّعَ. وتحَسْحَسَت أوبار الإبل: سقطت. وتحَسْحَسَ للقِيام: تحرَّكَ. والتركيب يدل على غَلَبَةِ الشيء بِقتلٍ أو غيرِه؛ وعلى حكاية صوت عند توجُّع وشِبْهِه. حسنس حُسْنُس - بالضم -: لقب أبي القاسم علي بن محمد بن موسى بن سعيد بن مهدي المُقرئ المعروف بابن صُفدان الأنباري، من أصحاب الحديث. حفس رجل حِيَفْس - مثال هِزَبْر -: قصير غليظ؛ عن ابن السكِّيت. قال الأغلب العِجلي: لست من الأظماء بابنِ الخِمْسِ ... ولا القصير الهِمَّةِ الحِيَفْسِ وقال ابن دريد: رجل حِيَفْس وحِيَفْسَأ: ضخم لا خير عنده، ويقال: حِيَفْس لِيَفْس: إتْباع. وقال غيره: حَفَيْسَأ وحَفَيْتَأ. وحَفَسَ يَحْفِسُ: إذا أكل. وقال ابن عبّاد: قيل الحِيَفس: الأكول البَطين، وهو أيضاً: الذي يغضب من غير شيء ويرضى من غير شيء. قال: ورجل حَفَاسِي: مثل حَفَيْسَأ. قال: والحَيْفَس - مثال صَيْقَل -: المُغْضَبُ. والتَّحَيْفُس: التَّحَلْحُلُ، وقال غيره: التَّحَرُّكُ على المَضْجَعِ. ورجُلٌ حِيَفْسي وحَيْفَسِي وحَفَاسِي: ضخم لا خير عنده. حفدلس الحَفْدَلِس: السَّوداء. حفنس يقال للبذيئة القليلة الحياء: حِنْفِس وحِفْنِس. وقال الأزهري: المعروف عندنا بهذا المعنى: عِنْفِصٌ. وقال ابن عبّاد: الحِنْفِس: الصغير الخَلْقِ، والحِفْنِس: قريب من الحِنْفِسِ. والحَفَنْسَأُ - مهموزاً -: القصير الضخم البطن. حلس الحِلْس: كِساءٌ يكون على ظهر البعير تحت البرذعة؛ ويُبْسَط في البيت تحت حُرِّ الثياب، وجمعه: أحْلاس وحُلُوس وحِلَسَة؟ عن الفَرّاء -.

ويقال: فلان حِلْسُ بيته: إذا لم يبرح منه. ومنه حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: كُن حِلْسَ بيتك حتى تأتيكَ يدٌ خاطئة أو مَنِيَّةٌ قاضيَة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّ امرأةً تُوُفّي عنها زوجها؛ فاشتكت عينها فأرادوا أن يداووها، فسُئِلَ عن ذلك فقال: كانت إحداكُنَّ تمكث في شرِّ أحلاسِها في بيتِها إلى الحَوْل، فإذا كان الحَوَل فَمَرَّ كلبٌ رَمَتهُ بِبَعرة ثمَّ خَرجَت، أفلا أربعة أشهرٍ وعشرا. أي كانت في الجاهلية إذا أحَدَّت على زوجها اشتمَلَت بهذا الكِسَاءِ سنةً جرداء. وفي حديثه الآخر: أنَّه ذَكَرَ الفِتَنَ حتى ذَكَرَ فتنة الأحْلاس، فقال قائل: يا رسول الله وما فِتنة الأحْلاس؟ قال: هي هَرَبٌ وحَرَبٌ؛ ثم فتنة السَرَّاء دَخَنُها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعُمُ أنّه مني وليس منّي؛ إنّما أوليائي المتَّقون، ثم تصطَلِحُ على رجل كَوَرِكٍ على ضِلَعٍ، ثم فتنة الدُّهَيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلاّ لطَمْتَه. كأنَّ لها أحْلاساً تَغشَّيها الناس لِظُلمَتِها والْتشباسِها، أو هي ذات شرور ودَوَاهٍ راكِدَةٍ لا تُقلِعُ بل تِلْزَمُ لزومَ الأحْلاسِ، والسَّرّاءُ البطحاء. ومنه حديثه الآخَر: مَرَرْتُ على جَبْرَئيْلَ ليلةَ أُسرِيَ بي كالحِلْسِ من خَشيةِ الله. وأنشد ابن دريد: ولا تَغُرَّنَك أحقادٌ مُزَمَّلَةٌ ... قد يُضرَب الدَّبَرُ الدامي بأحْلاسِ وقال: هذا مَثَلُ يُضرب للرجل الذي يُظهر لك البِشرَ ويُضمِر غير ذلك. وفي حديث معاوية - رضي الله عنه -: أنَّه دخل عليه الضَّحّاك بن قيس - رضي الله عنه - فقال: تَطاوَلْتُ للضَحّاك حتى رَدَدْتُهُ ... إلى حَسَبٍ في قومِهِ مُتَقَاصِرِ فقال الضَّحّاك: قد عَلِمَ قومنا أنّا أحْلاس الخيل، فقال: صدقت؛ أنتم أحْلاسُها ونحن فرسانها. أرادَ: أنتم راضَتُها وساسَتُها فتلزمون ظهورَها أبَداً، ونحن أهل الفروسيّة. ويَحتَمِل أنْ يذهَبَ بالأحلاس إلى الأكسية؛ ويريد أنَّكم بمنزلتها في الضَّعَةِ والذِّلَّةِ، كما يقال للمُسْتَضعَف: برذَعَة ووَلِيَّة. وفي حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: أنه مَرَّ بالناس في معسكَرِهشم بالجُرْفِ، فجعل يَنْسُبُ القبائل حتى مرَّ ببني فَزَازَة، فقام له رجل منهم، فقال له أبو بكر - رضي الله عنه -: مرحباً بكم، قالوا: نحن يا خليفة رسول الله الله أحْلاس الخيل وقد قدناها معنا، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: بارك الله فيكم. وقال رؤبة بن يصِف الأسد: أشجَعُ خَوّاضُ غِيَاضٍ جَوّاسْ ... في نَمِرات لِبدُهُنَّ أحْلاسْ وقال ابن دريد: بنو حِلْسٍ بُطَيْنٌ من العرب، وهم من الأزد، ينزلون نهر الملك، وقوم ينزلون دُوْتبايا وماذَرْيَنْبُو من المُبارَكِ. وحكى أبو عُبَيد في حِلْس البعير: حِلْسٌ وحَلَسٌ؛ مثال شِبْهٍ وشَبَهٍ ومِثْلٍ ومَثَلٍ. وأُمُّ حِلْسٍ: كُنْيَةُ الأتَانِ. والحِلسُ - أيضاً -: الرابع من سِهام المَيسَر. وقال ابن فارس: الحَلِس: الرابع من القِدَاح - بفتح الحاء وكسر اللام -، قال: والذي سَمِعتُه في الغريب المَصَنَّف: حِلُسٌ - بكسر الحاء وسكون اللام -. وقال ابن عبّاد: رأيتُ حِلْساً من الناس: أي كثيراً. وقال ابن حبيب: في كِنانة بن خُزَيمَة: حِلْسُ بن نُفاثة بن عَدي بن الدّيل بن عبد مناة بن كِنانة. قال: وحِلْسٌ: وهم عِباد دخلوا في لَخْمٍ، وهو حِلْسُ بن عامر بن ربيعة بن تَدُوْلَ. ويقال: فلان ابنُ حِلسِها: كما يقال ابن جدَّتِها. قال: وفي كِنانَة - أيضاً -: حُلَيس بن يَزيد. وقال الزبير بن بكّار: حُلَيْسُ بن عَلقَمَة الحارثيُّ سيد الأحابيش، وهو الذي قال النبي - صلى الله عليه وسلّم - يوم الحديبية: هذا من قومٍ يُعَظِّمونَ البُدْنَ فابْعَثوها في وجهه. والحُلَيسيَّة: ماءة لبَني الحُلَيْسِ. وقال ابن دريد في قوله: يوم الحَليسِ بذي الفقاركأنّه كلب يضرب جماجم ورقاب يعني: الحُليس بن عُتيبة. وحَلِسْت البعير أحلِسَه حلساً - مثال ضَرَبْتَه أضرِبُهُ ضرباً -: إذا غَشَّيْتَه بِحِلْسٍ. والعرب تقول للرجل يُكرَه على عمل أو أمر: هو مَحلوسٌ على الدَّبَرِ: أي مُلْزُم هذا الأمر إلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ. وحَلَسَت السماء: إذا دام مطرها وهو غير وابِل.

حلبس

والحَلْسُ والحِلْسُ - بالفتح والكسر -: العهد والميثاق. وقال الأصمعي: الحَلْسُ: أن يأخُذ المُصَدِقُ النقد مكان الفريضة. وقال ابن عبّاد: المحلوس من الأحرَاج: كالمَهلوس؛ وهو القليل اللحم. والحَلساء من الشاءِ: التي شعر ظهرِها أسود ويختلِط به شعرَةٌ حمراء. قال: والحُلاساء من الإبل: التي قد حَلِسَت بالحَوضِ والمَرْتَعِ؛ من قولهم: حَلِسَ بي هذا الأمر. والحَلِسُ - مثال كَنِفٍ -: الشجاع، قال رؤبة يمدح الحارث بن سُلَيم الهُجَيمي: ذو صَولَةٍ تُرمى بك المَدَالِثُ ... إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ وهو الشجاع الذي لا يكاد يبرح. ويقال - أيضاً -: رجل حَلِس: للحريص، وكذلك: حِلْسَم بزيادة الميم - مثال سِلْغَدٍّ -؛ عن أبي عمرو، وأنشد: ليس بِقِصلٍ حَلِسٍ حِلْسَمُ ... عند البيوتِ راشنٍ مِقَمِ والأحلَس: الذي لونه بين السواد والحَمرة، وقال أبو قِلابة، ويُروى للمُعَطَّل الهَذلي يصف سيفاً: ليْنٌ حسامٌ لا يُليقُ ضَريبَةً ... في مَتْنِهِ دَخَنٌ وأثرٌ أحْلَسُ وقيل الأحلس: الذي في وسطه لون يُخالف سائر الألوان التي تكون في وسطه. والحَلَسُ أصله أن يكون موضع الحِلْسِ من البعير يخالف لون البعير؛ فيقال: أثرٌ أحْلَسُ. أي قد خالَفَ لون السيف. وقال أبو عمرو: أحْلَسُ: أي لاصِق به، من قولهم: حَلِسَ به إذا لَصِقَ به. وحَلِسَ بالمكان: إذا لزمه، وقال رؤبة يعاتب ابنه عبد الله: أقول يكفيني اعتداء المعتدي ... وأسدٌ إن شَدَّ لم يُعَرِّدِ كأنه في لِبَدٍ لِبَدِ ... من حَلِسٍ أتْمَرَ في تَزَبُّدِ والحَلاس - بالضم -: هو أبو الحُلاس بن طلحة بن أبي طَلْحة بن عبد العُزّي بن عثمان بن عبد الدار، قُتِلَ كافراً. وأم الحلاَّس: بنت خالد بن محمد بن عبد الله بن زهير بن أُمَيّة. وأم الحلاَّس: بنت بَعلى بن أُمَيّة بن أبي عبيدة بن سعد بن زيد بن صخر ابن سُوَيد بن اباس بن الحارث بن البكّاء بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مَنَاة بن تميم. وقال ابن السكِّيت: الحَوَالِس: لعبة الصبيان العرب؛ وهي أن يُبَيَّتَ خمسة أبيات في أرض سهلة؛ ويُجمَع في كلِّ بيت خمسة بَعَرات؛ وبينها خمسة أبيات ليس فيها شيء؛ ثم يُجَرُّ البعر إليها. وقال الغَنَوي: الحَوَالِس لعبة يلعب بها الصبيان مثل أربعة عشر، قال: والحالس خطٌ منها. قال عبد الله بن الزبير الأسَدِيّ: وأسلَمَني حِلْمي وبِتُّ كأنني ... أخو مَرِنٍ يُلْهيه ضَربُ الحَوالِسِ وأحْلَسْتُ البعير: ألْبَسْتُهُ الحِلْسَ. وأحْلَسْتُ فلاناً يميناً: إذا أمررتها عليه. وأحْلَسَتِ السماءُ: مطرت مطراً دقيقاً دائماً. والعرب تقول للرجل المُكرَه على الأمر: ما هو إلاّ مُحْلَسٌ على الدَّبَرِ: أي أُلْزِمَ هذا الأمر إلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ. وسيرٌ مُحْلِسٌ: لا يُفَتَّرُ عنه، قال: ومَهْمَهٍ ليس به مُعَرَّسُ ... وتحت أعلاقِ القتود عِرْمِسِ كأنَّها والسَّيرُ ناجٍ مُحْلِسُ ... أسْفَعُ مَوْشِي شواهُ أخْنَسُ وأرض مُحْلِسَة: إذا صار النبات عليها كالحِلسِ لها، ومكان مُحلِس. وقال أبو عمرو: الإحلاسُ: غَبن في البيع إذا غَبَنَه. وقال ابن عبّاد: المُحْلِسُ: المُفْلِسُ. واستَحْلَسَ النَّبْتُ: إذا غطى الأرض بكَثْرَتِه؛ مثل أحلَسَت، يقال: عشبٌ مُسْتَحْلِس. واسْتَحْلَسَ السَّنام: إذا رَكِبَتْه رَوادف الشحم ورَواكبه. واستَحلَسَ الخوف: إذا لم يفارقه الخوف ولم يأمَن. وفي حديث عامر بن شراحيل الشعبي: أنَه أُتي به الحجاج فقال: أَخَرَجْتَ عليَّ يا شعبي؟ فقال: أصلح الله الأمير؛ أجدَبَ بنا الجَنَابُ؛ وأحزن بنا المنزل؛ واستَحْلَسَنا الخوف؛ واكْتَحَلَنا السهر؛ فأصابتنا خَزْيَة لم تكن فيها بررة أتقياء ولا فَجَرة أقوياء، فقال: لله أبوك، ثم أرسَله. قولُه: اسْتَحْلَسْنا الخوفَ: أي صيّرنا كالحِلس الذي يُفْتَرَش. والمُستَحلِس: الذي يبيع الماء ولا يسقيه. واحْلَسَّ احلِساساً: صار أحْلَسَ؛ وهو الذي لونه بين السواد والحُمرة، وقد مضى ذكره. وتحَلَّسَ فلان لكذا: أي طاف له وحام به. وتَحَلَّس بالمكان: إذا أقام به. والتركيب يدل على الشيء يلزم الشيء. حلبس

حلفس

الحَلْبَسُ والحُلَبِس - كعُلَبِط - والحُلابِس - كعَلابِط -: الشجاع، ويقال: هو الملازم للشيء لا يفارقه، قال الكمِّيت يصف الثور وكِلاب الصيد: فلمّا دَنَت للكاذَتَين وأحْرَجَتْ ... به حَلِسا عند اللقاء حُلابِسا تَتَبَّعها بالطَّعن شَزْراً كأنَّما ... يُبَجِّسُّ رَوْقاه المزادَ اللَّبائسا اللَّبائِس: الشِّنان. وقال ابن فارس: الحَلْبَسُ والحُلابِس: منحوتان من حَلِسَ وحَبَسَ، فالحَلِسُ: الازم للشيء لا يفارقه كأنّه حَبَسَ نفسه على قِرْنِه وحَلِسَ به لا يفارقه. والحَلْبَسُ والحُلَبِسُ والحُلابِس - أيضاً - والحِلْبيس: الأسد. وحَلْبَس بن عمرو بن عَدي بن جُشَم بن عمرو بن غنم بن تغلب: شاعر. وحَلْبَس بن حاتم الطائي: أخو عَدِيَّ لأمِّه. وأبو حَلْبَس: عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وأبوه حَلْبَس: عن معاوية بن قُرَّة. وقال ابن عبّاد: ضأن حُلْبُوْس: كثيرة، وكذلك الإبل. والحَبَلْبَس: قيل هو الحَلْبَس فزادوا فيه باءً، وأنشد أبو عمرو لنبهان: سَيَعْلَمُ مَن ينوي بلائي أنَّني ... أرِيبُ بأكنافِ النَّضيضِ حَبَلْبَسُ وقال ابن الأعرابي: حَلْبَسَ فلان فلا حَساسِ منه: أي ذَهبَ. حلفس ابن عبّاد: الحِلَفْسُ - مِثال هِزَبْر -: التَّيّاز الكثير اللحم. وهو - أيضاً -: كثير الهَبْرِ والبَضْعِ. حمس الأحْمَس: المكان الصُّلب، وأمكنة حَمْس، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان: وكَم قطعنا من قِفافٍ حَمْسِ ... غُبْرِ الرِّعَان ورِمالٍ دُهْسِ والأحمَس: الشديد الصُّلب في الدين والقتال، وقد حَمِسَ - بالكسر - فهو حَمِس وأحْمَس؛ بَيَّن الحَمَسِ، وقوم حُمْس. وقال أبو الهيثم: الحُمْسُ: قريش ومَن وَلَدت قريش وكِنانة وجديلة قيس ومَن دانَ بدينهم في الجاهلية، سمُّوا حُمْساً لأنهم تحمسوا في دينهم: أي تشددوا، وكانوا لا يقفون بعرفة لأنها خارج الحرم، وكانوا لا يخرجون من الحرم كانوا يقفون فيه، ويقولون: نحن أهل الله لسنا كسائر الناس فلا نخرج من حرم الله، وكانوا لا يدخلون البيوت من أبوابها، ولا يستظِلُّون أيّام مِنىً، ولا يَسْلأون السَمْنَ ولا يلقطون الجَلَّة، حتى نزل قوله تعالى:) ثُمَّ أفيضوا من حَيْثُ أفاضَ الناسُ (فوقفوا بعرفة. وقال ابراهيم الحربي - رحمه الله -: سُمًّوا حُمْساً بالكعبة لأنها حمساء وحجرها أبيض يضرب إلى السواد. وقول ساعدة بن جؤية الهُذلي: يُدعَونَ حُمْساً ولم يَرْتَع لهم فَزَعٌ ... حتى رأوهم خلال السَّبيِ والنَّعَمِ أي لهم حُرمَة الحَمس، ويروى: " حِشْماً " وهو حيٌّ من جُذام. وقال جُبير بن مُطعَم - رضي الله عنه -: أضلَلْتُ بعيراً لي يوم عَرَفة؛ فإذا رسول الله؟ صلى الله عليه وسلّم - واقفاً بِعَرَفة مع الناس، فقلت: هذا من الحُمْسِ فماله خرج من الحرم. وإنَّما قال ذلك لأنّه لم يعلم بنزول هذه الآية. فأنكر وقوفه خارج الحرم. رسول الله: مبتدأ، وخبره: فإذا؛ كقولك: في الدار زيدٌ، وواقفاً: حال عمِلَ فيها ما في إذا من معنى الفعل. والأحمَس والحَمِس والحَميس: الشجاع، والحَمَاسَة: الشجاعة. وبنو أحمَس: بطن من ضُبَيعة، قال المتلمَّس: تكونُ نذيرٌ من ورائيَ جنةً ... وتنصُرَني منهم جُلَيُّ وأحْمَسُ نذير: هو نذير بن بُهثَة. وقال آخَر: فلا أمشي الضَّرَاءَ إذا أدَّراني ... ومثلي لَزَّ بالحَمْسِ الرَّبيسِ وقال رؤبة: إذا امر المَنكِبَ الرَّدوْسا ... ذا الركن والخيَّاطَةِ اللَّطوسا وكَلْكَلاً ذا بِركةٍ هَروسا ... لاقَيْنَ منه حَمِساً حَميسا ويقال: عامٌ أحمَس: أي شديد، وسنة حِمساء، وأصابتهم سنون أحامِس وحُمْس، وانَّما قالوا أحامِس لأنَّهم أرادوا تذكير الأعوام. وأمّا قول عمرو بن مَعدي كَرِب - رضي الله عنه - يُخاطِب العباس بن مِرداس رضي الله عنه: أعَبّاس لو كانت شياراً جيادُنا ... بتثليث ما ناصَيتَ بعدي الأحامسا فانَّه يعني قريشا. وأرَضُوْنَ أحامِسُ: أي جَدْبَة. ويقال: وقع فلان في هند الأحامِس: إذا وقع في الدّاهية أو مات، وأنشد ابن الأعرابي: فإنكم لستم بدار تُلُنَّة ... ولكنَّما أنتم بهندِ الأحامِسِ وحِماس بن ثامِل: شاعر.

حمرس

وذو حِماس: موضِع، قال القطامي: عفا من آل فاطمة الفرات ... فَشَطا ذي حِمَاسَ فحائلات وحَمَسَ اللحم: إذا قلاه. والحَميسَة: القَلِيَّة. والحَميس: التنّور، وقال ابن فارس: وقال آخرون هو بالشين مُعجَمة، وأيّ ذلك كان فهو صحيح، لأنه إن كان بالسين فهو من شدّة التِهاب نارِه، وإن كان بالشين فهو من أحْمَشْتُ النار والحرب. والحَميس: الشديد. وقال ابن دريد: الحَمَسَة - بالتحريك -: دابَّة من دواب البحر. والجمع: حَمَس. وقال قوم: هي السلحفاة. والعرب تقول عند الشيء تنكِره: حِمْساً، كقولهم: جَدعاً وعقراً. وقال أبو عمرو: الحَوْمَسيس: المهزول. وبنو حُمَيس - مصغراً -: بطن من العرب. والحُمسة - بالضم -: الحَرْمة، قال العجّاج: ولم يَهَبْنَ حُمسةً لأحمَسا ... ولا أخا عقدٍ ولا مُنَجِّسا أي لم يهبن لذي حُرمَةٍ حُرمَةً؛ أي ركبن رؤوسهن. والتنجيس: شيء كانت العرب تفعله كالعوذة تدفع بها العين. وحَمَسْتُ الرجل حَمْساً: إذا أغضَبْتُهُ. والحَمْس - أيضاً -: الصوت؛ وجَرْسُ الرجال، وأنشد أبو الدُّقَيشِ: كأنَّ صوتَ وَهْسِها تحت الدُجى ... حَمْسُ رجالٍ سَمِعوا صوتَ وَحَى وقال الزَجّاج: أحْمِسْتُه وحَمَّسْتُه تَحْميسا: أي أغضَبتُه؛ مثل حَمَسْتُه حَمْسا. والتَّحميس: أن يؤخذ شيء من دواء وغيره فيوضع على النار قليلاً. واحْتَمَسَ الدِّيكان واحْتَمَشا: إذا هاجا. وتَحَمَّسْتُ: تَحَرَّمْتُ؛ من الحُمسة وهي الحُرمَة؛ واسْتَغَثْتُ، قال عمرو بن أحمر الباهلي: لو بي تَحمَّسَتِ الرَّكابُ إذَنْ ... ما خانني حَسَبي ولا وَفْري واحْمَوْمَسَ: أي غَضِبَ، قال أبو النجم يصف الأسد: كأنَّ عينيه اذا ما احْمَوْمَسا ... كالجمرتين جِيلَتا لِتُقْبَسا جِيلَتا: حُرِّكَتا. والتركيب يدل على الشدَّة. حمرس الحُمَارِس: الشديد، وربّما وُصِفَ به الأسد، قال العجّاج يصف ثوراً: ذو نخوةٌ حُمارِسٌ عُرْضِيُّ ... ألَيسَ عن حَوْبائِهِ سَخِيُّ وقال ابن دريد: الحُمارِس والحُلابِس: من نعت الجريء المُقْدِم، ربّما وصف بهما الأسد. وأُم الحُمارِس البكريّة: معروفة. وقال أبو عمرو: الحُمارِس والرُّحامِس والرَّماحٍِ والقُداحِس: كل ذلك من نعت الشجاع الجريء. وقال ابن فارس: الحَمارِس منحوت من كلمتين: من حَمِسٍ ومَرِسٍ، فالحَمِسُ: الشديد، والمَرِسُ: المتمرِّس بالشيء. حمقس أبو عمرو: الحَمَاقِيس: الشدائد والدواهي. قال: والتَّحَمْقُس: التَّخَبُّث. حندس الحِنْدِس: الليل الشديد الظُّلمة، قال اسحاق بن خلف: لولا أُميمَةُ لم أجزع من العَدَمِ ... ولم أُقاسِ الذُجى في حِنْدِسِ الظُّلَمِ وقال ابن الأعرابي: الحِنْدِس: الظُّلمة، والجمع: الحَنَادِس، قال ذو الرُّمَّة: ورَملٍ كأوراك العَذارى قَطَعتُهُ ... إذا جَلَّلَتها المُظلِماتُ الحَنَادِسُ ويقال لِلَّيالي الثَّلاث اللاتي بعد الظُّلم: الحَنَادِس. وتَحَنْدَسَ الليل: أظْلَمَ، قال العجّاج يصف الليل: وَحْفاً خُدارِيّاً كأنَّ سُنْدُسا ... ظَلماءُ ثِنْيَيْهِ إذا تَحَنْدَسا وتَحَنْدَس الرجل: أي سقط وضعف. حندلس الأصمعي: ناقة حَنْدَلِس: ثقيلة المشي. وقال الليث: هي النجيبة الكريمة. وقال ابن دريد: ناقة حَنْدَلِس وقالوا خَنْدَلِس - بالحاء والخاء -: كثيرة اللحم مسترخية. حنفس الليث: يقال للبذيئة القليلة الحياء: حِنْفِس وحِفْنِس. وقال الأزهري: المعروف عندنا بهذا المعنى: عِنْفِص. وقال ابن عبّاد: الحِنْفِس والحِفْنِس: الصغير الخَلْق. حنس ابن الأعرابي: الحَنَس - بالتحريك -: لزوم وسط المعركة شَجاعَةً. قال: والحُنُسُ - بضمَّتَين -: الورعون. وقال شَمِرٌ: الحَوَنَّس - مثال عَمَلَّس - من الرجال: الذي لا يضيمه أحد، وإذا قام في مكان لا يُحَلْحِلُهُ أحد، وأنشد: يجري النّفيُ فوق أنفِ أفْطَسِ ... منه وعَيْنَيْ مُقرِفٍ حَوَنَّسِ حوس الأصمعي: يقال تَرَكتُ فلاناً يَحوسُ بَني فلانٍ: أي يتخلَّلَهُم ويطلب فيهم. وانَّه لَحَوَّاس عَوّاس: أي طَلاّبٌ باللَّيلِ.

حيس

والذئب يحوس الغنم: أي يتخلّلها ويفرِّقُها. وحَمَل فلان على القوم فَحَاسَهُم. وفي ذِكْر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّهم حاسُوا العدوَّ يوم أُحُدٍ ضرباً حتى أجهضوهم عن أثقالهم؛ وأنَّ رجلاً من المشركين جميع الأمة كان يحوز المسلمين ويقول: استَوْسِقُوا كما تَسْتَوْسِق جُرْب الغنم، فضربه أبو دُجانَة؟ رضي الله عنه - على حَبْلٍ عاتِقِه ضربةً بلغت وِركَه. وفي حديث عُمَرَ؟ رضي الله عنه -: أنَّه ذَكَرَ فلان شيئاً فقال له عمر - رضي الله عنه -: بل تَحوسُكَ فِتْنَةٌ. قال العَدَبَّسُ الأعرابي الكِنانيُّ: أي تخالط قلبك وتحثُّكَ على ركوبها، قال العجّاج: طاف الخيالان فهاجا سَقَما ... خيالُ تُكمى وخيالُ تُكْتَما مرّا بنا والليل قد تصرَّما ... بين نهارٍ وإذا ما أظلما باتا يحوسانِ وقد تجرَّما ... ليلُ التَّمامِ غير عِنْكٍ أدْهما بالخَيفِ من مكَّةَ ناسا نُوَّما ويَروى: " بالجِزْعِ من يَثْرِبَ ". وحاسُوا خلال الديارِ وجاسوا. والخُطوب الحوَّس: هي الأمور التي تنزل بالقوم وتَغشاهم وتتخلل ديارَهم، قال الحُطَيئَة يهجو أباه وأُمَّه وبني بجاد: رَهْطُ ابنِ جحشَ في الخُطُوبِ أذِلَةُ ... دُسْمُ الثيابِ قناتُهُم لم تُضرَسِ بالهَمْزِ من طولِ الثَّقافِ وجارُهُم ... يُعطى الظُّلامَةَ في الخُطُوبِ الحُوَّسِ وحاسَتِ المرأةُ ذيلها حَوساً: إذا سَحَبَتْهُ، وامرأة حَوساء الذيل، وأنشد شَمِرٌ: قد عَلِمَت صفراءُ حَوْساءُ الذَّيل والمُحْثَلُ بن الحَوْساء: شاعر. وقال ابن الأعرابي: الحَوْساء: الناقة الكثيرة الأكل، وابِلٌ حُوْسٌ. ويقال إبِلٌ حوسٌ: بطيئات التحرُّك من مرعاها. وقال ابن دريد: ناقة حوساء: شديدة النَّفْسِ. والأحوَس: الجريء الذي لا يهوله شيء، أنشد أبو زياد الكلابيُّ في نوادِرِهِ لجُنْدَب: ربّ ابنِ عمٍ لِسُليمى مُشْمَعِلُّ ... مستعجلٌ انَّ أخا القومِ العَجِلْ يُحِبُّهُ القوم وتَشْناه الإبِل ... في الشَّوْلِ وَشواشٍ وفي الحَيِّ رَفِلْ طبّاخِ ساعات الكَرى زادِ الكَسِل ... أحْوَسَ يومَ الرَوْعِ بالرُّمْحِ الخَطِلْ ويُروى: " أحْوَسَ في الظَّلْماءِ ". وقال العجّاج: وقد ترى بالدار يوماً أنَسا ... جَمَّ الدَّخِيْسِ بالثُّغُورِ أحْوَسا والأحوَس - أيضاً -: الذَّئب. والحَوْسُ في سَلخِ الإهَابِ: الكَشْطُ أوَّلاً فأوَّلاً. وإذا كَثُرَ يبيسُ النَّبتِ: فهو الحائِس. والحُواسة والحُوَيسَاء: القرابة، قال ابن عبّاد: يقال: لي في بني فلان حُوَاسَة: أي قرابة، وقيل: بِغيَةُ مُتَأنٍّ مُتَثَبَّتٍ. ويقال: وقعت بين القوم حُوَاسَة: أي طَلِبَة بِدَم أو غارة. قال: وحُواسَةُ القوم: مُجتَمعُهُم. والحُواسَة: الجماعة من الناس المختلِطة. والحُوَاسات: الإبلُ المُجْتَمِعَة؛ والكثيرات الأكل - أيضاً -، من الحَوْسِ وهو الأكل، قال الفرزدق: وكُوْمٍ تُنْعِمُ الأضيافَ عَيْناً ... وتُصبِحُ في مَبَارِكِها ثِقالا حُوَاساتِ العِشاءِ خُبَعْثِناتٍ ... إذا النكباءُ راوَحَتِ الشَّمالا وقال ابن الأعرابي: الإبِلُ الكثيرة يقال لها: حَوْسى - مثال سَكْرى -، وأنشد: تبدَّلَت بعد أنيسٍ رُغْبٍ ... وبَعْدَ حَوْسى جامِلٍ وسَرْبِ وتَحَوَّسْتُ له: أي توجَّعْتُ. والتَّحَوُّس: التشجُّع. والتَّحَوُّس - أيضاً -: الإقامة مع إرادَةِ السفر؛ وذلك إذا عَرَضَ له ما يشغلُه، قال المتلَمِّس: سِرْ قد أنى لك أيُّها المُتَحَوِّسُ ... فالدّارُ قد كادَت لِعَهدِكَ تَدْرُسُ وقال ابن السكِّيت: يقال للرجل إذا تَحَبَّسَ وأبطأ: ما زال يَتَحَوَّس. والتركيب يدل على مُخالطَة الشيء ووَطْئه. حيس الحَيْس: الخَلْط، ومنه سُمِّيَ الحَيْس، وهو تمر يُخْلَط بسَمْن وأقِطٍ ثم يعجن عجناٍ شديداً حتى يَنْدُرَ منه نَواه واحِدة واحِدة؛ ثم يُسَوَّى كالثَّريد وهي الوطيئة - أيضاً -؛ إلاّ أنَّ الحَيْسَ ربَّما جعل فيه السَّويق، فأما في الوَطيئَةِ فلا. يقال: حاسَ الحَيْسَ يَحِيْسُه حَيْساً، قال:

خبس

التمر والسَّمن معاً ثم الأقِطْ ... الحَيسُ إلاّ أنَّه لم يَخْتَلِطْ وقال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - أعتقَ صفيَّة وتزوَّجَها وجَعَلَ عِتْقَها صَدَاقَها وأوْلَمَ عليها بِحَيْسٍ. وقال الأصمعي: قال لي الرشيد: فُطِمْتُ على الحَيْسِ والمَوْزِ. وقال سيبويه والآمدي: قال هُنَيُّ بن أحمر. وقال ابن السِّيرافي: قال زرافة الباهلي. وقال أبو رِياش: قال هَمّام بن مُرَّة أخو جَسّاس بن مُرَّة. وقال الأصفهاني: قال ضمرة بن ضمرة. وقال ابن الأعرابي: انَّه قيل قبل الإسلام بخمس مائة عام. وقال ابن الكَلْبي في جمهرة النسب: قال الأحمر واسمه عمرو بن الحارث بن عبد مَناة بن كِنانة. وقال غيرهم: قال عمرو بن الغَوث بن طّيِّئٍ. قال الصَّغانيُّ مؤلف هذا الكتاب: الصحيح أنَّه لعمرو بن الغوث بن طيِّئ، وسبب هذا الشعر أنَّه بينما طّيِّئٌ، كان جالِساً مع ولده بالجَبَلَين إذ أقبَلَ الأسود بن عفَّان بن الضَّبور الحُدَيسيُّ فقال: من أدخَلَكُم بلادي؟ اخرجوا منها، فقال طيِّئٌ: البلادُ بِلادُنا. ثم تواعدا للقتال، فقال طيِّئٌ لجُندَبِ بن خارِجَة بن سعد بن فُطرَة بن طيِّئٍ؛ وأمُّهُ جَديلَة: قاتِلْ عن مَكْرُمَتِكَ، فأبَت أُمُّهُ أن يُقاتِل، فقال طيِّئٌ لعمرو بن الغوث بن طيِّئ: فَدونَكَ يا عمرو الرجُل فقاتِلْهُ، فأنشأ يقول، وهو أوَّل من قال الشعرَ في طيِّئٍ بعد طيِّئٍ: يا طيِّئ أخبرني فلَسْتَ بكاذِبٍ ... وأخوكَ صادِقُكَ الذي لا يكذِبُ أمِنَ القضيَّةِ أن إذا اسْتَغْنَيْتُمُ ... وأمنتم فأنا البعيدُ الأجنبُ وإذا الشدائدُ بالشدائِدِ مَرَّةً ... أحْجَرْنَكُم فأنا الحبيبُ الأقرَبُ عجَبٌ لتلكَ قضيَّةٌ وإقامتي ... فيكُم على تلك القضيَّةِ أعجَبُ ولكم معاً طِيْبُ المياهِ ورِعْيُها ... ولِيَ الثِّمَادُ ورِعْيُهُنَّ المُحْدِبُ هذا لَعَمْرُكُمُ الصَّغَارُ بعينِهِ ... لا أُمُّ لي إنْ كان ذاكَ ولا أبُ أإذا تكونُ كَريهَةٌ أُدعى لها ... وإذا يُحَاسُ الحَيْسُ يُدْعى جُنْدَبُ عَجَبٌ: رفعُ بالإبتداء، ولِتِلْكَ: خَبَرُه، وقَضِيَّةً: حال. وفي المثل: عادَ الحَيْسُ يُحاس: أي عاد الفاسِدُ يَفْسَد، ومعناه أن تقول لصاحبك: إنَّ هذا الأمرَحَيْسٌ؛ أي ليس بِمُحْكَمْ ولا جيِّد وهو رديءٌ، وأنشد شَمِرٌ: تَعِيْبِيْنَ أمراً ثم تأتين مثلهُ ... لقد حاس هذا الأمرُ عندَكِ حائسُ وأصل المثل: أنَّ امرأةً وجدت رجُلاُ على فُجُورٍ فعيَّرتهُ فُجُورَهُ، فلم تلبث أن وجدها الرجل على مثل ذلك. وقيل: انَّ رجلاً أُمِرَ بأمرٍ فلم يُحْكِمْهُ؛ فَذَمَّهُ آخر فجاءَ بِشَرٍ منه، فقال الآمِرُ: عادَ الحَيْسُ يُحَاسُ. وقال الفرّاء: يقال قد حِيْسَ حَيْسُهم: إذا دَنا هلاكهم. وقال ابن دريد: رجلٌ مَحْيُوْسٌ: إذا وَلَدَتْهُ الإماءُ من قِبَلِ أبيه وأُمِّه، أخرجه على الأصل، والوجه أن يكون مَحيساً - مثل مَخيط -. وفي حديث أهل البيت - رِضوان الله عليهم -: لا يُحِبُّنا اللُّكَعُ ولا المَحْيُوْسُ، كأنَّه مأخوذ من الحَيْسِ وهو الخَلْطُ. وقال ابن فارس: حِسْتُ الحَبْلَ أحِيْسُه حَيْساً: إذا فَتَلْتَه، لأنَّه إذا فَتَلَه تداخَلَتْ قواه وتَخالَطَتْ. والتَّركيب يدل على الخَلْطِ. خبس خَبَسَ الشيء بكفَّهِ خَبْساً: أخذه. وأسدُ خابِس وخَبوس وخَبّاس، قال أبو زبيد حرملة بن المنذر الطائي: فما أنا بالضعيفِ فتظلموني ... ولا حَظّي اللَّفَّاءُ ولا الخسيسُ ولكنّني ضُبارِمَةٌ جَموْحٌ ... على الأقرانِ مُجتَرئٌ خَبُوْسُ وقال هشام: الخَبوس: الظَّلوم، وخَبَسَهُ حقّه: أي ظلمه وغشمه. وقال أبو ذؤيب الهُذَلي؛ ويُروى لمالك بن خالد الخُناعي؛ في صفة أسد: صعب البديهةِ مَشْبوبٌ أظافِرَهُ ... مُواثِبٌ أهْرَت الشِّدقَينِ خَبّاسُ ويروى: " جَسّاس " و " نِبراس ". والخُباسة - بالضم - والخُباساء: الغَنيمة، وأنشد ابنُ دُريد: فلم أرَ مِثلها خُباسَةَ واحِدٍ ... ونَهْنَهْتُ نفسي بعدما كِدْتُ أفْعَلَه

خدرس

قال: كذا لُغَتُه " أفْعَلَه " بالنَّصبِ، وانتصابه عند البصْريِّين بإِضمار " أن ". وقال لبيد رضي الله عنه: خَبَاسات الفوارس كلَّ يومٍ ... إذا لم يُرجَ رِسْلٌ في السَّوامِ والخِبس - بالكسر -: أحد أظماء الإبل، مثل الخِمْس. وخُباس - بالضم -: فرسُ فقيم بن جرير بن دارِم، قال ذُكَين بن رجاء الفُقَيمي: بينَ الخُباسيَّاتِ والأوافِقِ ... وبينَ آلِ ساطِعٍ وناعِقِ واخْتَبَسْتُ الشيء: إذا أخَذْتَه مغالَبَة. والمُخْتَبِس: الأسد. واخْتَبَسَ مالَه: ذهب به. وما تَخَبَّستُ من شيء: أي ما اغتَنَمتُ، قال العجّاج: ضخم الخُباساتِ إذا تخبّسا ... غصْباً وإن لاقى الصِّعابَ عَتْرَسا والتركيب يدل على أخذ الشيء قهراً وغَلَبَة. خدرس الخَنْدَريس: الخَمْر، سمِّيَت بذلك لقِدَمِهَا، ووزنه فَنْعَليل، والنون زائدة، ومنه قيل: حنطةٌ خَنْدَريس لِقِدَمِها. وقال ابن دريد: الخَدْرَسَة: منها اشتقاق الخَنْدَريس، وليس بعربيٍ مَحضٍ، وقال أهل اللغة: الخَنْدَريس روميَّة مُعرَّبة. خدلس ابن دريد: ناقة حَنْدَلِس؛ قال: وقالوا خَنْدَلِس - بالحاء والخاء -: كثيرة اللحم مسترخية، ذكر ذلك في باب فَنْعَلِلْ، والنون زائدة. خرس الخَرْسُ والخِرْسُ - بالفتح والكسر -: الدَّنُّ، عربي صحيح، والجمع: خُرُوْس، وصانِعُه الخَرّاس، قال العجّاج: مُعَلِّقينَ في الكلابيب السُّفَرْ ... وخَرْسَهُ المُحْمَرُّ فيه ما اعتَصَر وقال النابغة الجعدي - رضي الله عنه - يصف الخمر ودَنَّها: رُدَّتْ إلى أكْلَفِ المناكِبِ مَرْ ... سُومٍ مَقيمٍ في الطين مُحتَدِم جَوْنٍ كجوزِ الحِمارِ جَرَّدَهُ ال ... خَرّاسُ لا ناقِسٍ ولا هَزِم والخُرْسُ - بالضم -: طعام الولادة، قال: كل الطعام تشتهي رَبيْعَهْ ... الخُرْسَ والإعذارَ والنَّقيعَه وأما طعام النُّفَسَاءِ نفسها فهو: الخُرسَة. وكان بعض الصالحين إذا دُعِيَ إلى طعامٍ قال: أفي عُرْسٍ أم خُرْسٍ أم إعذارٍ، فإن كان واحد من ذلك أجاب، وإلاّ لم يُجِب. وفي الحديث: وخُرْسَةُ مَرْيَمَ. وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ص م ت. والخَروس في قول أبي دُواد جاريَةْ بن الحجّاج الإياديّ: شَرُّكُم حاضِرٌ وخيرُكُم دَرْ ... رُ خَرُوْسٍ من الأرانِبِ بِكْرِ البِكْرُ: في أوَّلِ حَملها، ويقال: هي التي تُعمَل لها الخُرسَة. والخَروس - أيضاً -: القليلة الدَّرِّ. وقال ابن دريد: خَصَّ الأرانِبَ لأنها أقل ما تُحلَبْ لَبَنَاً. وخَرِسَ - بكسر الراء -: إذا شَرِبَ بالخَرْسِ. والخَرَسُ - بالتحريك -: مصدر الأخرَس، وقد خَرِسَ، والجمع: خُرس وخُراسان؛ كما قالوا سودان وبيضان. وقال ابن دريد: الخَرَسُ: انعقاد اللسان عن الكلام. ولبنٌ أخرَس: أي خاثِر لا صَوْتَ له في الإناء. وقال اللّيث: عَلَمٌ أخرَس: إذا لم يُسْمَع فيه صوت صدى، يعني الأعلام التي يُهتَدى بها. والأُخَيْرِس: سيف الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي - رضي الله عنه -، وفيه يقول: فما جَبُنَتْ خيلي بفَحْلَ ولا وَنَت ... ولا لُمْتُ يومَ الرَّوعِ وَقْعَ الأُخَيْرسِ وكتيبة خرساء: وهي التي لا يسمع لها صوتاً لوِقارِهِم في الحرب. وقال أبو عبيد: هي التي صَمَتَتْ من كَثْرَةِ الدّروع وليست لها قعاقع، وقال أبو النجم: إنَّ السيوفَ تُجيرَنا ونُجيرُها ... كلٌّ يُجيرُ بعِزَةٍ ووفاءِ لا يَنْثَنِيْنَ ولا تَفِرُّ بحَدِّها ... عن حدِّ كُلِّ كَتيبَةٍ خَرْساءِ وسحابَةُ خرساء: ليس فيها رعد ولا برق. والخَرْساء - أيضاً -: الدّاهية. وقال الأُمَويُّ: رجلٌ خَرِسٌ - بكسر الراء - وخَرِشٌ: وهو الذي لا ينام بالّليل. فأمّا قول أبي حِزام غالِب بن الحارث العُكْلي: لُوْسُهُ الطَّمْشُ إن أراد شماجا ... خَرِشَ الدَّمْسِ سَنْدَرِيّاً هَمُوْسا فالرِّواية فيه بالشين المُعجَمَة. وقال ابن عبّاد: الخُرْسى - مثال حُبْلى -: هي التي لا تِرْغُو من الإبل.

خربس

وخُرَاسان: بلاد مشهورة، والنّسْبَةُ إليها خُراساني وخُراسي وخُرسي وخُرْسَني وخُراسَني، ويجمع الخُرسِيُّ خُرْسِيْنَ - بتخفيف باء النّسْبَةِ -، كما قالوا في جمع الأشعريّ الأشعرُون؛ وفي جمع الأعجَمِيّ الأعجمون؛ وفي جمع البابليّ البابِلون، وأنشد اللّيث: لا تُكريَنَّ بَعدَها الخُرْسِيْنا وأخرَسَه الله، كما يقال: أعماه وأصَمَّه. ويقال: خرَّستُ على المرأةِ تَخْريسا: إذا أطعَمْتَ في ولادتها. وقد خُرِسَتْ هيَ: أي جُعِلَ لها الخُرْسُ، قال الأعلم الهُذَلي؛ ويُروى لِمَعْقِلِ بن خُوَيلِد الهُذَليّ: إذا النُّفَسَاءُ لم تُخَرَّس ببكرِها ... غُلاماً ولم يُسْكَت بِحِتْرٍ فَطيمُها ويُروى " " بِحكْرٍ ". وتخرَّسَت هيَ: إذا اتَخذَتْهُ لنفسها. ومنه المثل: تَخَرَّسي يا نفسُ فلا مُخَرِّسَةَ لكِ: أي اصنعي لنفسِكِ الخُرْسَةَ، قالَتْه امرأة وَلَدَت ولم يكن لها من يهتمُّ بشأنها، يُضرَب في اعتناء المرء بنفسه. والتركيب يدل على جنس من الآنِيَة، وعلى عدم النُّطق؛ وعلى الطعّام. خربس ابن دريد: أرضٌ خَرْبَسيس: صُلبَة، وعَرْبَسيس مثله. قال والخَرْبَسيس والخَرْبَصيص - بالسين والصاد -: من قولهم لا يملك خَربَسيساً وخَرْبَصيصاً: أي ما يملِكُ شيئاً. خرمس الإخْرِنْماسُ: السُّكوت، ويقال بالإدغام: اخْرَمَّسَ، وكذلك المضارع واسم الفاعل، قال: وما يبقى على الحَدَثانِ غُفْرٌ ... بشاهقة له أمٌّ رؤوم تبيت الليل حانيَةً عليه ... كما يَخْرَمِّسُ الإرْخُ الأطومُ الأطوم: الضَّمّام بين شفتيه. وقال الليث: اخْرَمَسَّ الرَّجُل: إذا ذَلَّ وخضعَ، قال العجّاج يصف عِزَّهم: تقاعَسَ العزُّ بنا فاقْعَنْسَسَا ... فَبَخَسَ الناسُ وأعْيا البُخَّسا ودَخْدَخَ العَدُوُّ حتّى اخْرَمَّسا ... ذُلاً وأعطى مِنْ حِماهُ المُكَّسا يريد: أنَّ هذا العدو الذي كان يمنع ويحمي قومه وأرضه صار ذليلاً بِعِزِّنا فأعطى المُكَّسَ منا ما ساموه وطلبوه منه وراموه. وقال ابن عبّاد: الخِرْمِس: اللّيل المُظْلِم. خسس الخَسُّ: هذا البَقلُ المعروف. وخَسَّ نصيبَه يَخُسُّه - بالضم -: إذا جعله خسيساً. والخسيس: الدَّنيء والحقير، قال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائي: فما أنا بالضّعيفِ فتظلموني ... ولا حَظِّي اللَّفاءُ ولا الخسيسُ ويقال خَسِسْتَ بعدي - بالكسر - خِسّة وخَساسة: إذا كان في نَفْسِهِ خَسيساً؛ عن الفرّاء. ويقال: رفَعْتُ من خسيسته: إذا فعلت به فعلاً تكون فيه رفعته. وخَسِيسَةُ الناقة: أسنانها دون الإثناء، يقال: جاوَزَت الناقة خَسيسَتَها: وذلك في السنة السادسة إذا ألقت ثَنِيَّتَها، وهي التي تجوز في الضَّحايا والهَدْيِ. والخُسَاسَة - بالضم -: عُلالَة الفَرَس، والقليل من المال أيضاً. والخُسُّ - بالضم -: اسم رجل، ومنه هند بنت الخُّس. وقال ابن دريد: الخُسُّ اسم رجل من إياد معروف، وهو أبو ابنة الخُسِّ. وفي نوادر ابن الأعرابي: يقال فيه خُسٌّ وخُصٌّ - بالسين والصاد -، وهو خُسُّ بن حابِس بن قُرَيط الإيادي. وقال أبو محمد الأسْوَد: لا يجوز فيه إلاّ الخُسُّ - بالسين -؛ فإنَّ الأسامي والأمثال لا تُضَاجَم إلاّ في حالِ الضرورة. قال: وابنةُ الخُسِّ: من العماليق، والإياديَّة: هي جُمعة بنت حابسٍ، وكانت فصيحةً أيضاً. وقال ابن دريد: العرب تسمِّي النجوم التي لا تَغْرُبُ نحو بناتِ نَعْشٍ والفَرْقَدَينِ والجدي والقُطب وما أشْبَهَ ذلك: الخُسّانَ. وقال ابن فارس: يقال: هذه الأمور خِسَاسٌ بينهم: أي دوَل. وقال ابن السكِّيت: يقال أخْسَسْتُ: إذا فعلْتُ فِعلاً خسيساً. وأخسَسْتُه: وجدته خسيساً. واسْتَخَسَّه: عدَّه خسيسا. وامرأةٌ مُسْتَخِسَّة ومُسْتَخَسَّة: قبيحة الوجه. وشيء مُسْتَخِس ومُسْتَخَسَّ: أي دون. وتَخَاسَّ القوم الشيء: أي تداولوه أو تبادروه. والتركيب يدل على حقارة الشيء؛ وعلى تداول الشيء. خفس أبو عمرو: الخَفْس - بالفتح -: الاستهزاء. والخَفْسُ - أيضاً -: الأكل القليل. وقال الليث: يقال للرجل: خَفَسْتَ يا هذا؛ وهو من سوء القول إذا قلت لصاحِبَك أقبح ما تقدر عليه.

خلس

وقال ابن عبّاد: خَفَسْتُ الرجل: صرعتُه؛ والبناء: هدمتُه. وقال أبو عمرو: الخَفيس: الشراب الكثير المِزاج. وأخفس الرجل: إذا قال أقبح ما يقدر عليه مثل خَفَسَ. وشراب مُخْفِس: سريع الإسكار. وأخْفِسْ: أي أقِلَّ الماء وأكثِرِ النبيذ. وقال الفرّاء: الشراب إذا أكثَرتَ ماءه قُلت: خَفَسْتُه وأخْفَسْتُه وخَفَّسْتُه تَخْفِيْساً. وقال ابن عبّاد: تَخَفَّسَ: أي انجَدَلَ، والتَّخَفُّس: الاضْطِجاع. وماء مُنْخَفِس: مُتَغيِّر. خلس الدِّينوري: الخَلْسُ - بالفتح -: الكلأ اليابس ينبت في أصلِه الرَّطِب فيختَلِط، مثل الخليس، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سَلَمَة بن عامِر بن هَرْمَة: كأنَّ ضِعافَ المَشْيِ من وَحْشِ بِينَةٍ ... تَتَبَّعُ أوراقَ العِضاةِ معَ الخَلْسِ وخَلَسْتُ الشيء: إذا سَلَبتَه، والاسم: الخُلْسَة - بالضم -، يقال: الفرصَةُ خَلْسَة. والخُلْسَةُ - أيضاً -: الاسم من قولهم: أخْلَسَ النباتُ: إذا اختلط رَطْبُه ويابِسُه، قال سُوَيد المراثِد: فتىً قبلٌ لم تُعْبِسِ السِّنُّ وجهَهُ ... سِوى خُلْسَةٍ في الرأسِ كالبَرْقِ في الدُّجى والخَلِيْس: الأشمط. والخَلِيْس: النبات الهائج. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه بعث رجلاً إلى الجِنِّ فقال: سِرْ ثلاثاً حتى إذا لم ترَ شمساً فاعلِفْ بعيراً أو أشْبِع نفساً؛ حتى تأتي فتياتٍ قعساً ورجالاً طُلْساً ونساءً خُلْساً. قوله: " خُلْساً " أي سُمْراً قد خالَطَ بياضهُنَّ سوادٌ، من قولهم: شَعَرٌ خليس، والجمع: خُلُس؛ مثل نذير ونُذُر، فخفَّفَ. والخِلاسيُّ: الولد بين أبوين أسود وأبيض؛ والديك بين دجاجتين هندية وفارسيَّة. وفي واحد الخُلُس ثلاثة أوجه: أن يكون فَعلاء تقديراً، وأن يكون خَليساً، وخِلاسيَّة على تقدير حذف الزائدتين كأنَّكَ جَمَعْتَ خِلاساً. والقياس خُلُس؛ نحو كِناز وكُنُز، فَخَفَّفَ. وإذا ضَرَبَ الفحل الناقة ولم يكن أُعِدَّ لها قيل لذلك الولد: الخُلْسُ. وخِلاس بن عمرو الهَجَري: من التابعين. وخِلاس بن يَحيى التَّميمي: من أتباع التابعين. وسِماك وبشير ابْنا سَعْد بن ثعلَبَة بن خَلاّس - بالفتح والتشديد - رضي الله عنهما: لهما صُحبة، وكذلك لعبد الله بن عُمَير بن حارِثَة بن ثَعْلَبَة بن خلاّس - رضي الله عنه -. وعبّاس بن خُلَيس - مصغراً -: من أتباع التابعين. وأخْلَسَ رأسه: إذا خالط سوادُهُ البياض. وأخْلَسَ النَّبات: إذا اختلط رَطبُه ويابِسُه. ومُخالِس: اسم حصان من خيل العرب معروف، قيل: هو لِبَني هلال، وقال أبو محمد الأعرابي: هو لِبَني عقيل، وقال أبو النَّدى: هو لِبَني فقيم، قال مُزاحِم العقيلي: يقودانِ جُرْداُ من بَناتِ مُخالِسٍ ... وأعوَجَ تُقْفى بالأجِلَّةِ والرِّسْلِ وقال الليث: الاختلاس أوحى من الخَلْس وأخَصُّ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: ليس على المُنْتَهَب ولا على المُختَلِسِ قَطْعٌ. وقال الخليل: من المصادر المُخْتَلَس والمُعْتَمَد، فالمُخْتَلَس ما كان على حَذو الفِعْلِ؛ نحوَ انصَرَفَ انصِرافاً ورَجَعَ رجوعاً، والمُعْتَمَد ما اعتَمَدْتَ عليه فَجَعَلْتَه اسماً للمصدر، نحو المَذْهَب والمَرْجِع وقولك أجَبْتَه جابَةً، وهو المُعتَمَد عليه، ولا يُعْرَف المُعْتَمَد إلاّ بالسماع. وتَخَلَّسْتُ الشيء: مثل اختَلَسْتُه. والتخالُسُ: التَّسالُب. وقال الليث: القِرنان يَتَخالَسَان. أيُّهُما يقدِر على قتل صاحِبِه. قال أبو ذُؤيب الهُذَليُّ يَصِف شُجاعَيْنِ: فَتَخالَسا نفسَيهِما بِنَوافِذٍ ... كنَوافِذِ العُبُطِ التي لا تُرْقَعُ وروى الأصمعيُّ: " كنوافِذِ العُطُبِ " أي القُطن. وقال الباهلي: أراد مَوْضِعَ الجَيبِ والكُمِّ؛ شَبَّهَ الطَّعْنَةَ بهما، أي جعل كل واحد منهما يَخْتَلِسُ نفس صاحِبِه، يطعنُ هذا هذا وهذا هذا. والتركيب يدل على الاختطاف والالتماع. خلبس الخُلابِس - مثال عُذافِر -: الكَذِب. والخُلابِس - أيضاً -: الحديث الرقيق، قال الكُمَيت يصف آثار الديار: بما قد أرى فيها أوانِسَ كالدمى ... وأشْهَدُ منهنَّ الحَديثَ الخُلابِسا

خلمس

ويروى: " أوانِسَ بُدَّنا "، وروى الأمويُّ: " الخَلابِسا " - بفتح الخاء - يريد الخَلابِيْس وهو الباطل. والخَلابِيْس - أيضاً -: المتفرِّقون. والخَلابِيْس: الأخلاط من كل وجه، قال حسّان بن ثابت رضي الله عنه: أمسى الخَلابِيْسَ قد عَزُّوا وقد كَثُرُوا ... وابن الفُرَيْعَة أمسى بَيْضَةَ البلدِ وقال الليث: الخَلابِيْس: الكَذِب. والخَلابِيْس: أن تَروي الإبل ثم تذهب ذهاباً شديداً حتى تُعَنِّي الراعي، يقول الرجل لصاحبه: أكفيكَ الإبلَ وخَلابِيْسَها. وقال ابن دريد: الخِلْبيس: واحد الخَلابِيْس. ودفع ذلك الأصمعي وقال: لا أعترِفُ للخَلابِيْس واحِداً، قال: والخَلابِيْس: الشيء الذي لا نظام له ولا يجري على استواء، قال المتلمِّس: إنَّ العِلافَ ومَنْ باللَّوْذِ مِنْ حَضَنٍ ... لمّا رأوْا أنَّه دينٌ خَلابِيْسُ شَدُّوا الجِمالَ بأكوارٍ على عَجَلٍ ... والظُّلمُ يُنكِرُهُ القوم المَكايِيْسُ وقال ابن عبّاد: أمر خَلابِيْس: أي ذو مكرٍ وخداع ليس بالمستقيم. قال والخَلابِيْس: اللِّئام والأنذال. وقال الليث: الخَلَنْبوس: حَجَرُ القدّاح. وخَلْبَسَهُ وخَلْبَسَ قَلْبَه: إذا فتنه وذهب به؛ كما يقال خَلَبَه، وليس يَبْعُدُ أن يكون هذا هو الأصل لأنَّ السين من حروف الزيادات. وقال ابن فارس: هو منحوت من كلمتين خَلَبَ وخَلَسَ. خلمس أبو عمرو: تقول: رَعَيْتُ خُلْموساً؛ وذاك أن ترعى أربع ليالٍ ثم تورِد غُدوَة أو عشيَّة؛ لا تتَّفِق على وِرْدٍ واحد فهي الخَلابِيْس. خمس الخَمْسة: عدد، يقال: خمسة رجال وخمسُ نسوة، والتذكير بالهاء. وجاء فلان خامِساً وخامِياً - أيضاً -، وأنشد ابن السكِّيت: كم للمنازِلِ من شهرٍ وأعوامِ ... بالمُنحنى بين أنهاءٍ وآجامِ مضى ثلاثُ سنينٍ منذُ حلَّ بها ... وعام حُلَّ وهذا التابع الخامي وثوبٌ مَخْموس: طولُه خَمسُ أذرُع، وكذلك الرُّمح وغيره، قال عَبيد بن الأبرص: هاتِيْكَ تَحمِلُني وأبيَضَ صارِماً ... ومُدَرَّباً في مارِنٍ مَخمُوسِ يعني رمحاً طولُ مارِنِهِ خَمْسُ أذرُع. وخَمَسْتُ القومَ أخْمُسُهُم - بالضم -: إذا أخذتُ منهم خُمْسَ أموالهم. وخَمَسْتُهُم أخْمِسُهُم - بالكسر -: إذا كنتُ خامِسَهم؛ أو كَمَّلْتَهُمْ خمسةً بنفسك. وحبلٌ مخموس: أي من خَمْسِ قُوىً. وتقول: عندي خمسة دراهم، الهاء مرفوعة. وإن شئتَ أدغَمْتَ، لأنَّ الهاء من خمسة تصير تاءً في الوصل فتُدغَمُ في الدّال. فإن أدخَلْتَ الألف واللام في الدراهم قُلْتَ: عندي خمسةُ الدَّراهِمِ - بضم الهاء - ولا يجوز الإدغام، لأنَّكَ قد أدغَمْتَ اللاّم في الدّال؛ فلا يجوز أن تُدغِمَ الهاء من خمسةِ وقد أدغَمْتَ ما بَعدها. قال الفرزدق يمدح آل المُهَلَّبِ: ما زال مُذْ عَقَدَت يداهُ إزارَه ... فَدَنا فأدرَكَ خمسة الأشبارِ يُدني خَوافِقَ من خَوافِقَ تلتقي ... في كُلِّ مُعتَبَطِ الغُبارِ مُثارِ وتقول في المؤنَّث: عندي خَمْسُ القدور، كما قال ذو الرُّمَّة: وهل يرجع التسليم أو يَكشِف العمى ... ثلاثَ الأثافي والرُّسُومُ البلاقِعُ وتقول: هذه الخمسة الدراهم، وإن شئت رفعت الدراهم وتُجريها مجرى النَّعْتِ، وكذلك إلى العشرة، وحكى الفرّاء عن الكِسائي أنَّهُ أنشده: فيمَ قَتَلْتُم رجُلاً تَعَمُّدا ... مُذْ سَنَةٌ وخَمِسون عددا ويروى: " علامَ قَتْلُ مُسلِمٍ تَعَبُّدا " و " تَعَبَّدا "، الأولى رواية أبي زيد، والثانية رواية أبي حاتم. فَكَسَرَ الميم من خَمٍسون؛ والكلام خَمْسون، كما قالوا خمسَ عَشِرَة؟ بكسر الشين -. وقال الفرّاء: رواهُ غَيْرُه " خَمَسون عدداً " - بفتح الميم -، بَنَاهُ على خَمْسَةٍ وخَمَسَات. ويوم الخَميس: جمعُهُ أخْمِساء وأخْمِسَة، قال رؤبة يصِف كِبَرَه: أحسِبُ يومَ الجَمْعَةِ الخَميسا

والخميس: الجيش؛ لأنّه خمس فرق: المقدَّمة والقلب والميمنة والميسرة والسّاقَة. ومنه ما رَوى أنس بن مالك؟ رضي الله عنه -: أن النبي؟ صلى الله عليه وسلّم - صَبَّح خيبر يوم الخميس بُكرَةً، فجاء وقد فَتَحوا الحِصْنَ وخرجوا منه معهم المَسَاحيُّ، فلمّا رأوه حالوا إلى الحصن وقالوا: محمد والخميس محمد والخميس، فقال النبي - صلى الله عليه وسلّم -: الله أكبر خَرِبَت خَيبر، إنّا إذا نَزَلْنا بِسَاحَةِ قومٍ فَسَاءَ صباح المُنْذَرين. قال: قد نضرِبُ الجيش الخميس الأزورا ... حتى نرى زَويرَه مُجَوَّرا الزَّوِيْر: الزعيم؛ فجعله صفة. والخميس؟ أيضاً -: الثوب الذي طوله خمس أذرع. ومنه حديث مُعاذ بن جبل - رضي الله عنه -: ائتوني بخميس أو لَبيس آخذه منكم في الصَّدَقة فانَّه أيسرُ عليكم وأنفع للمهاجرين بالمدينة. كأنَّه يَعني القصير من الثياب. وقال ابن عبّاد: يقال ما أدري أيُّ خميسِ الناسِ هو: أي أيُّ جماعةِ النّاسِ هو. وقد سَمَّوا خميساً. والخِمْس - بالكسر -: من إظماء الإبل: هو أن ترعى ثلاثةَ أيّامٍ وتَرِدَ اليوم الرابع، قال العجّاج يَصِفُ بعيراً: كأنّه من بعدِ طولِ العَفْسِ ... ورَمَلانِ الخِمْسِ بَعْدَ الخِمْسِ والسِّدْسِ أحياناً وفوق السِّدْسِ ... يُنْحَتُ من أقطارِهِ بفأسِ وهي إبلٌ خَوَامِس. وأما قول شبيب بن عَوَانة: عَقيلَةُ دَلاّهُ لِلَحْدِ ضَريحِهِ ... وأثوابُهُ يَحْمِلْنَ والخِمْسُ مائحُ فعقيلة والخِمْس: رجُلان. والخِمْس - أيضاً -: ضَرْبٌ من بُرُود اليمن، قال أبو عمرو: أوَّلُ من عُمِلَ له ملكُ من ملوك اليَمَن يقال له الخِمْس فنُسِبَ إليه، قال الأعشى يصف الأرض: يوماً تراها كَشِبه أرْدِيَة ال ... خِمْسِ ويوماً أدِيْمَها نَغِلا وفَلاةُ خِمْس: إذا انتاط ماؤها حتى يكون وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرَابع سِوى اليومَ الذي شَرِبتَ فيه وصَدَرْتَ فيه. ويقال: هُما في بُرْدَةِ أخْماسٍ: إذا تقاربا واجتمَعا واصطَلَحا، وأنْشَدَ ابنُ السكِّيت: صَيَّرَني جُودُ يديهِ ومَنْ ... أهْواهُ في بُرْدَةِ أخْماسِ كأنَّه اشترى له جارِية أو ساقَ مهرَ امرأتِهِ عنه. وقال ابن الأعرابي: يقال هما في بَرْدَةِ أخماسٍ: إذا كانا يفعلان فِعلاً واحِداً يشتبهان فيه كأنَّهُما في ثوبٍ واحِدٍ. وقولَهُم: فلان يضرِب أخماساً لأسداس: أي يسعى في المَكْرِ والخديعة، وأصله من إظماء الإبل، وذلك أنَّ الرجل إذا أراد سفراً بعيداً عَوَّدَ إبِلَهُ أن تشرَبَ خِمساً ثم سِدساً، حتى إذا أخذت في السير صَبَرَت عن الماء. وضَرَبَ: بمعنى بيَّنَ وأظهَرَ، كقوله عزَّ وجلَّ:) ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً (، والمعنى: أظهَرَ أخماساً لأجل أسداسٍ، أي رَقّى إبِلَهُ من الخِمْسِ إلى الِّدْسِ، يُضرَب لِمَن يُظهِر شيئاً ويريد غيره، وأنشد ثعلب: الله يعلمُ لولا أنَّني فَرِقٌ ... من الأمير لعاتَبْتُ ابن نِبراسِ في موعِدٍ قالَهُ لي ثُمَّ أخلَفَني ... غداً غداً ضَرْبُ أخماسٍ لأسداسِ وقال الكُمَيت: وعَطَّفَتِ الضِّبابَ أكُفُّ قومٍ ... على فُتْخِ الضفادعِ مُرْئمِينْا وذلك ضَرْبُ أخماسٍ أُريدَت ... لأسداسٍ عسى ألاّ تكونا وقيل في أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أيّامَ الحَكَمَيْنِ حين كان من أمرِه ما كان: لو كان للقوم رأيٌ يُعْصَمونَ بَهِ ... عند الأمور رَمَوْهُم بابنِ عَبّاسِ لكن رَمَوْهُم بِشَيخٍ من ذوي يَمَنِ ... لا يَضْرِبُ الأمْرَ أخماساً لأسْداسِ وقال سابق البربري: أذاكِرُ أنت عهد الحيِّ أم ناسِ ... وليس للصبرِ عند الحُبِّ من باسِ إذا أراد امرؤٌ هَجْراً جنى عِلَلاً ... وظلَّ يضرِبُ أخماساً لأسداسِ وقال الكُمَيْتُ يمدح مَسْلَمَة بن هِشام: ألَستُم أيْقَظَ الأقوامِ أفئدةً ... وأضْرَبَ الناس أخماساً لأعشارِ

خنبس

وغُلامٌ رُباعيّ وخُماسيّ: أي طوله أربعة أشبار وخمسة أشبار، ولا يقال سُداسيّ ولا سُباعيّ؛ لأنه إذا بلغ ستّة أشبار أو سبعة أشبار صار رجلاً. وقال إبراهيم الحربي - رحمه الله -: حدَّثَنا الحسن بن عبد العزيز عن الحارِث عن ابن وَهْب قال: أخْبَرَني ابنُ لهيعة عن خالِد: أنه سأل القاسم وسالِماً عن الرَّجل يشتري غلاماً تامّاً ويُسْلِفُهُ ثمنه فإذا حلَّ الأجَل قال خُذ منّي غُلامَين خَماسيَّينِ أو عِلْجاً أمْرَد، قال: لا بأس. والخُمْسُ والخُمُسُ: جزءٌ من خمسة، قال الله تعالى:) واعْلَمُوا أنَّ ما غَنِمْتُم من شيءٍ فأنَّ للهِ خُمُسَه (، وقرَأَ الخليل: " خُمْسَه " بإِسكان الميم. ويُقال: جاءوا خُماسَ ومَخْمَسَ؛ كما يقال ثلاث ومَثْلَث. وخَمَاساء - مثال بَراكاء -: موضِع. وأخْمَسَ القَوم: صاروا خَمْسَة. وأخْمَسَ الرجل: إذا وَرَدَت إبلُه خِمْساً. وقال رؤبة: سَمِعْتُ أبي يتعجَّب من قوله: يُثيرُ ويُذري تُرْبَها ويَهيلُهُ ... إثارَةَ نبّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ وخَمَّسْتُ الشيءَ تَخميساً: جعلتُهُ ذا خَمْسَةِ أركان. خنبس الخُنابِس: الكريه المنظر. ويقال للأسد: الخُنابِس، والجمع: الخَنَابِس - مثال جُوالِق وجَوَالِق -، قال طُرَيح بن إسماعيل الثقفي: غُبْسٌ خَنابِسُ كُلُّهُنَّ مُصَدَّرُ ... نَهْدُ الزِّبِنَّةِ كالعَريشِ شَتيْمُ وليلٌ خُنابِس: شديد الظُّلْمَة. والخُنابِس: القديم الشديد الثابت. وقال ابن فارس: أمّا قولهم للقديم خُنابِس فموضوع لا يُعرَف اشتقاقهُ، قال القطاميّ: وقالوا: عليك ابنَ الزَّبَيرِ فَلُذ بِهِ ... أبى اللهُ أن أخْزى وعِزّي خُنابِسُ والخُنابِسَة: اللّبوة التي استبان حَمْلُها. وقال زيد بن كَثوَة: الخُنابِس من الرجال: الضخم الذي تعلوه كَرْدَمَة، من رِجالٍ خُنابِسين، ويستعار للَّيث القوي، وانشدَ الأياديُّ: ليثٌ يخافُكَ خَوْفَهُ ... جَهْمٌ ضُبارِمَةٌ خُنابِسْ والخَنْبَس - بالفتح -: مثل الخُنابِس. ودُعْجة بن خَنْبَس بن ضيغم بن جَحشَنَة بن الرَّبيع بن زِياد بن سَلامة بن قيس بن تُوَيل، والربيع فارسٌ شاعِرٌ، وهو فارس العَرَادَة. وزِيادة بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن قُرَّة بن خِنْبَس - بالكسر -: شاعر. وهُدبَة بن خَشْرَم بن كُرْز بن أبي حيَة بن الأسْحَم بن عامِر بن ثعلبة بن قُرَّة بن خِنْبِس: الشاعر المشهور. وخَنْبَسَ: إذا قَسَمَ الغنيمة. وخَنْبَسَة الأسد: تَرَارَتُه؛ ويقال مِشيَتُه. خنس خَنَسَ عنه يَخْنُسُ ويَخْنِسُ - بالضم والكسر -: أي تاخَّرَ، خَنْساً وخُنُوساً. والخَنّاس: الشيطان، قال الزجّاج في قولِهِ تعالى:) فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ (: خُنُوْسُها أنَّها تغيب كما تَخْنُسُ الشياطين؛ يعني إذا ُّكِرَ اسم الله عزَّ وجَل. والخُنَّسُ: الكواكِبُ كُلُّها لأنّها تَخْنُسُ في المغيب؛ أو لأنها تختفي نهاراً، وقيلَ: هي الكواكب السيّارَة دون الثابتة. وقال الفرّاء في قوله تعالى:) فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ (: إنَّها النجوم الخمسة التي تَخْنِس في مَجْراها وتَرْجِع؛ وهي زحل والمشتري والمريخ والزُّهرَة وعُطارِد، لأنَّها تَخْنسُ في مجراها وتَكْنِس: أي تَسْتَتِرُ كما تستَتِرُ الظَّباء في كُنُسِها. ويقال: سُمِّيَت خُنَّساً لتأخُّرِها، لأنها الكواكب المُتَحَيَّرة التي ترجِع وتستقيم. وفي حديث كعب الأحبار: تَخْرُجُ عنقٌ من النّار فَتَخْنسُ بالجَبّارينَ في النّار. أي تَغيفُ بهم وتَجْتَذْبَهُم. ويقال: خَنَسْتُه: أي اخّضرتُه؛ خَنْساً، ومنه قول العلاء بن الحَضْرَميِّ واسمُ الحَضْرَميِّ عبد الله - رضي الله عنه - قَدِمَ على النَّبيّ - صلى الله عليه وسلّم - وأنشده: وإنْ دَحَسوا بالشَّرِّ فاعْفُ تِكِرُّما ... وإن خَنَسوا عنكَ الحديثَ فلا تَسَلْ وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: الشهر هكذا وهكذا وهكذا، ثمَّ قال: الشهرُ هكذا وهكذا وخَنَسَ إبْهامَه. أي قَبَضَها يُعْلِمُهُم أنَّ الشهرَ يكون تِسعاً وعشرين. وقال أبو عبيدة: فَرَسٌ خَنوسٌ: وهو الذي يَعْدِلُ وهو مستقيم في حُضرِه ذات اليمين وذات الشمال، وكذلك الأنثى بغير هاء.

خنعس

والخَنَسُ - بالتحريك -: تأخُرَ الأنفِ عن الوَجُهِ مع ارتفاع قليل في الأرنبَة. وقال ابن دريد: الخَنَسُ: ارتفاع أرْنَبَة الأنف وانحطاط القصبة، والرجل أخْنَسُ. والأخنس بن شِهاب بن شَريق ثُمامَةَ بن أرقم بن عَدي بن معاوية بن عمرو بن غنم بن تَغْلِب. والأخْنَس بن غياث بن عِصْمَة؛ أحّد بني صَعْب بن وهب بن جُلَيِّ بن أحْمَسَ ابن ضُبَيعَة بن ربيعة بن نزار. والأخْنَس بن العبّاس بن خُنَيس بن عبد العُزّى بن عائذ بن عُمَيس بن بلال بن تَيْمِ الله بن ثعلَبَة. والأخْنَس بن بعجة بن عَديِّ بن كعب بن عُلَيم بن جَناب الكَلْبي. شعراء. ولُقِّبَ الأخْنَس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة؛ لأنَّهُ خَنَسَ ببَني زُهرة يوم بدر، وكان حليفَهُم مُطاعاً فيهِم، فلم يَشْهَدْها منهم أحَدٌ. والأخْنَس: القُرَاد. والأخْنَس: الأسد. وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين السُّكَّري في قول أبي عامر بن أبي الأخْنَس الفَهْمِيِّ: أقائدَ هذا الجيش لسنا بِطُرْقَةٍ ... وليس علينا جِلْدُ أخنَسَ قَرْثَعِ قال أبو عمرو: القَرْثَع: الأسد؛ وَصَفَه بالخَنَس، يقول: لسنا نُهْزَةً ولكننا أشدّاء كالأُسدِ. وخَنساءُ بنت خِذاء بن خالد الأنصارية، وخنساء بني رئاب بن النُّعمان - رضي الله عنهما -: لهما صُحبة. وخنساء الشاعرة: هي أخت صخر ابْنا عمرو بن الشريد. والخنساء: فرس عميرة بن طارق اليَربوعي، وهو القائل فيها: كَرَرْتُ له الخنساءَ آثَرْتُهُ بها ... أوائلُه مِمّا عَلِمْت ويَعْلَمُ والخنساء: البقرة الوحشيَّة، صفة لها، قال لبيد رضي الله عنه: أفتلك أو وحشيةٌ مسبوعةٌ ... خذلَتْ وهادية الصّوارِ قِوامها خنساءُ ضيَّعت الفَرير فَلَم يَرِم ... عُرْضَ الشقائق طَوْفُها وبُغامُها وخُنْاس - بالضم -: من مخاليف اليمن. وخَناس في قوله: أخُناسُ قد هامَ الفؤادُ بِكُم ... وأصابَهُ تَبُلٌ من الحُبِّ هي خنساء بنت عمرو بن الشريد. وقال ضِرار بن الخطّاب: ألَّمَت خُناسُ وإلمامُها ... أحاديثُ نَفْسٍ وأسقامُها أراد امرأةً اسمها خنساء. ويَزيد ومَعقِل ابنا المُنذر بن سَرْح بن خُناس بن سنان بن عُبَيد بن عَدِيِّ وعبد الله بن النعمان بن بَلْدَمة بن خُناس، وأُُمَّ خُناس - رضي الله عنهم -: لهم صُحبة. وهَمّام بن خُناس المَرْوَزي: من التابعين. وخُنَيْسٌ - مُصغّراً - في الأعلام واسع. والبقر كلُّها خُنْس، قال المُرَّقِش الأصغر، واسمه عمرو بن حرملة، وهو عمُّ طَرَفَة بن العبد: تُزجي بها خُنْسُ النِّعاجِ سِخالَها ... جآذِرُها بالجَوِّ وَرْدٌ وأصبَحُ وقال ابن الأعرابي: الخُنْس: موضِع الظِّباء - أيضاً -، كما أنَّها الظِّباء أنفُسُها. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً خُنْسَ الأنفِ كأنَّ وجوهَهُم المَجَانُّ المُطْرَقَة. والخِنَّوْسُ - مثال عِجَّوْل -: من صفات الأسد. وأخْنَسْتُه: أي أخَّرْتُه، وهذا أكثر من خَنَسْتُه. وأخْنَسْتُه - أيضاً -: أي خَلَّفتُه. وقال الفَرّاء: أخْنَسْتُ عنه بعض حقِّه. قال الأزهري: أنشد أبو عُبَيد في أخْنَسَ وهي اللغة المعروفة: إذا ما القلاسي والعمائِمُ أُخْنِسَتْ ... ففيهِنَّ عن صُلْعِ الرجالِ حُسُوْرُ وقال أبو عمرو في قول الراعي: إذا بِتُّم بين الأُذَيّاتِ ليلَةً ... وأخْنَسْتُم من عالجٍ كُلَّ أجْرَعا فَسوموا بغاراتٍ فقد كان عاسِمٌ ... من الحيِّ مَرْأىً من عُلَيمٍ ومَسْمَعا ويُروى " إذا سرتُم بين الجبلين ليلةُ ". أي جُزتُم، وقال الأصمعي: أي خَلَّفْتُم. وانْخَنَسَ الرجل: أي تأخَّرَ وتخلَّف. وتَخَنَّسَ بهم: أي تَغَيَّبَ. والتركيب يدل على استِخفاءٍ وتَسَتُّرٍ. خنعس الخارْزَنجي: الخَنْعَسُ - مثال جَعْفَر -: الضَّبع، وقال بعضهم: هو الخَتْعَس - بالتاء -. خنفس الخُنْفَسَاء - بضم الخاء وفتح الفاء وبالمَدِّ - والخُنْفَسُ - بضم الخاء وفتح الفاء - والخِنْفِسُ - مثال خِنْدِف، وهي لغة أهل البصرة -، قال: والخِنْفِسُ الأسودُ من نَجْرِهِ ... مَوَدَّةُ العقربِ في السِرِّ

خوس

والخُنْفُسَة - مثال قُنْبُعة - والخُنْفَسَة - بضم الخاء وفتح الفاء -: هذه الدُّوَيْبَّة السوداء المُنْتِنَة، والأنثى خُنْفَسَاءَة، وقال الأصمعي: لا يقال خُنْفَسَاءَة بالهاء. وفي المَثَل: ألَجُّ من الخُنْفَسَاءِ، لأنها كلَّما دفَعتها عنك عادَت إليك. والخَنافِسُ: موضع قُرب الأنبار كان يقام بها سوق للعرب. ودَيْر الخَنافِس: غرْبيَّ دجلة على قُلَّةِ جبلٍ شامِخ، وفيه طِلِّسمٌ، وهو أنَّ في كل سنةٍ ثلاثة أيّام تَسْوَدُّ حيطانه وسقوفه وأرضه بالخنافِس الصغار، فإذا انقضت تلك الأيام لا توجد ثَمَّ واحِدة البَتَّة. ويوم الخَنْفَسِ: من أيام العَرَب. والخُنفَسَة: وقيل: الخُنَفِسَة مثال عُلَبِطَة من الإبِل: التي ترضى بأدنى مُرتَعٍ، عن أبي عمرو. والخُنافِس - مثال عُذافِر -: الأسد؛ كالخُنابِس. وقال أبو زيد: خَنْفَسَ الرجُلُ عن القومِ: إذا كَرِهَهُم وعَدَلَ عنهم. خوس خاسَ به يَخوسُ ويَخيسُ خَيْساً: غَدَرَ به. والخَوْس: الخيانة. ومِخْوَس - بكسر الميم - ومِشرَح وجَمَدٌ وأبْضَعَة: بنو مَعْدي كَرِب بن وَليعة بن شُرَحبيل بن معاويَة بن حُجرٍ القَرِدِ، وهم الملوك الأربعة الذين لعنهُم رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - ولعن أختَهُم العَمَرَّدَة، كان لكل واحدٍ منهم وادٍ يملكه بما فيه، وفدوا مع الأشعث فأسْلَموا، ثمَّ ارتَدّوا فَقُتِلوا يوم النُّجَير، قالَت نائِحَتُهُم: يا عينُ بَكِّي لي الملوك الأربعة ... مِخوَساً ومِشرَحاً وجَمَداً وأبْضَعَهْ وقال ابن فارس: خاسَتِ الجيفة: في أوَّلِ ما تُرْوِح، قال: وقال ابن قتيبة: خاس الشيء: إذا كَسَدَ حتى فَسَدَ، ثُمَّ حُمِلَ على هذا فقيل: خاسَ بعهدِهِ إذا أخْلَفَ وخان، وهذه كلمات يشترِكُ فيها الواو والياء وهما متقارِبَتان، وحَظُّ الياء فيها أكثر. والتَّخويس في الوِرْدِ: كالتَّخويص؛ وذلك أن يُرْسِلَ إلى الماء بعيراً بعيرا ولا يدعها تزدحم على الماء. والمُتَخَوِّس: الذي قد ظَهَرَ لحمُه وشحمُه من السِّمَنِ. والتركيب يدُلُّ على الفساد. خيس الخِيْسُ - بالكسر -: الشجر الملتف. وموضِعُ الأسَدِ: خِيْسٌ - أيضاً -؛ وهو الأجَمَة. وقال ابن دريد: قال بعضُهُم: لا يُسمَّى خِيْساً حتى تكون فيه حَلْفاء وقصب، قال جَرير: لا تفْخَرَنَّ على قومٍ عَرَفْتَ لهم ... نورَ الهُدى وعرين العزِّ ذي الخِيْسِ والجمع اخياس. والخِيسَة: الخِيْسُ، وجمعها خِيَس، وقال الرِّياشيّ: سألتُ الأصمعي عن الخيسَة فقال: الأجمَة. وأنشد الرِّياشي في الأخياس: لُحاهُم كأنَّها أخْيَاسُ والخَيْس: مصدر خاسَت الجيفَة: إذا أروَحَتْ، ومنه يقال: خاسَ البيعُ والطعام. وقال ابن دريد: خاسَ بالعهدِ يَخيسُ خَيَسَاناً؛ وقال غيره: خَيْساً: إذا نَكَثَ وغدر. وقال أبو رافع؟ رضي الله عنه -: بَعَثَتْني قريش إلى رسول الله؟ صلى الله عليه وسلّم -؛ فلمّا رأيتُه أُلْقِيَ في قلبي الإسلام؛ فقلت: والله لا أرجِعُ إليهِم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلّم -: إنّي لا أخيسُ بالعَهْدِ ولا أحبِسُ البُرُدَ؛ ولكن ارجِع؛ فإن كان في نفسِكَ الذي في نفسِكَ الآن فارجِع. وخاس الرجل: إذا لَزِمَ موضِعَه. ويقال: قَلَّ خَيْسُه - بالفتح - ما أظرَفَه: أي قَلَّ غَمُّه، وليست بالعالية. وقال ابن عبّاد: يقال خاسَ خَيْسُكَ: أي ضلَّ ضلالُكَ. ويقال قَلَّ خَيْسُه: أي خَيْرُه. وخَيْسُ - ويقال خِيْسُ -: من كُوَر الحَوف الغربي بمصر، يُنسَب إليها البقر الخَيْسِيَّة. والخِيْسُ - بالكسر -: من نواحي اليمامة. وقال الرِّياشيُّ: تدعو العرب بعضهم على بعض فتقول: أقَلَّ الله خِيْسَكَ - بالكسر -: أي لَبَنَكَ، قال: إلاّ أنَّ الأصمعي لم يَعْرِفه. وقال أبو سعيد: يقال قلَّ خِيسُ فلان: أي قلَّ خَطَأُه. ويقال: اقلِل من خِيْسِك: أي من كَذِبِك. وقال أبو عمرو: قلَّ خِيسُه؟ بالكسر -: أي دَرُّه. ويقال: إن فَعَلَ فلان كذا فإنَّه يُخاس أنفُه: أي يُرغَم أنفُه ويُذَل. ويقال: فلان في عيصٍ أخْيَس وعددٍ أخْيَس: أي هو كثير العدد، قال جَنْدَلُ بن المثنى الطُّهَويّ: وانَّ عِيْصي عِيْصُ عِزٍّ قد أذِنْتُ لهم ... ألَفُّ تحميهِ صَفَاةٌ عِرْمِسُ

دبس

وخاسَ عن الشيء: جَبُنَ، قال رؤبة: نجا فِراراً والفِرارُ خَيّاسُ وخَيّسَهُ تخييساً: أي ذلَّلَهُ، قال النابغة الذبياني: وخَيِّس الجِنَّ إني قد أذِنْتُ لهم ... يَبْنونَ تَدْمُرَ بالصِفاحِ والعَمَدِ والمُخَيِّس والمُخَيَّس: سجن بناه علي - رضي الله عنه -، وكان بنى قبل ذلك سجناً من قصب وسمّاه نافِعاً فَنَقَبَهُ اللصوص، فقال: ألا تراني كَيِّساً مُكَيَّساً ... بَنَيْتُ بعدَ نافِعٍ مُخَيّسا باباً حصيناً وأميناً كَيِّسا فمن كَسَرَ الياء فمعناه المُذَلِّل، ومن فتحها فمعناه موضع التذليل. وكلُّ سجنٍ مُخَيِّسٌ ومُخَيَّسٌ، قال شبيب بن عمرو بن كُرَيب: ولمّا أن رأيتَ ابنيَ شُمَيْطٍ ... بِسِكَّةِ طَيِّئٍ والبابُ دوني تجلَّلْتُ العصا وعَلِمْتُ أنّي ... رَهينٌ مُخَيّسٍ أن يَثْقَفُوني وقال: فلم يبقَ إلاّ داخِرٌ في مُخَيّسٍ ... ومُنْجَحِرٌ في غير أرضِكَ في جُحْرِ وأبو المُخَيِّسِ السَّكُونيُّ - بكسر الياء -: من التابعين، وكذلك مُخَيِّسُ بن ظَبْيان المِصْرِيُّ. ومُخَيِّسُ بن تميم: من أتباع التابعين، وقيل فيه: مِخْيَسٌ - مثال مِجْلَز -. وسنان بن المُخَيِّسُ: قاتِلُ سَهم بن بُردَة. والإبل المُخَيَّسَة: التي لم تُسْرَح ولكنَّها حُبِسَت للنَّحر أو القَسْم. والتركيب يدل على تذليل وتليين. دبس ابن دريد: الدِّبْسُ: عسل التمر؛ معروف، يقال: دِبْسٌ ودِبِسٌ، ويسمِّيه أهل المدينة؟ على ساكنيها السلام -: الصَّقْر. قال: وربَّما سُمِّيَ عسل النحل دِبِساً - بكسر الدال والباء -، قال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائيّ: في عارِضٍ من جِبالَ بَهْرائها ال ... أُولى مَرَيْنَ الحُرُوبَ عن دُرُسِ فَنُهزَةٌ مَنْ لَقُوا حَسْبَتُهُم ... أحلى وأشْهى من بارِدِ الدَّبِسِ وقال ابن الأعرابي: الدِّبس - بالكسر -: الجمع الكثير من الناس. والدَّبس - بالفتح -: الأسْوَد من كل شيء. وقال الليث: الدُّبُوس: خِلاص تَمر يُلقى في مَسْلإ السَّمن فيذوب فيه، وهو مَطيَبَة للسَّمْنِ. والأدْبَسُ من الخيل والطير: الذي لونه بين السواد والحُمْرَة، ولونه الدُّبْسَة - بالضم -. والدُّبْسِيُّ: طائر، وهو منسوب إلى طيرٍ دُبْسٍ؛ ويقال: إلى دِبْسِ التَّمرِ، لأنَّهم يُغَيِّرون في النَّسَب كالدُّهريُّ والسُّهْليِّ. وقال أبو حاتم في كتاب الطير. الدُّبْسِيُّ - والأنثى دُبْسِيَّة، والجمع: الدَّبَاسِيُّ -: يُقَرقِر ولَونُه الدُّكنَة، ولم يَزِد. وقال ابن الأعرابي: يُقال للسماء إذا أخالتْ للمَطَر: دُرِّي دُبَسُ - مثال زُفَرَ -. ودُباس - بالضم -: فرس جبّار بن قُرْط الكَلْبي، وهو القائل فيه: ألا أبلِغ أبا كَرِبٍ رسولا ... مُغَلْغَلَةً وليست بالمُزاحِ فإنّي لن يفارقني دُباسٌ ... ومُطَرِّدٌ أحَذُّ من الرِّماحِ يُراخيني إذا ما شِئتُ منهم ... ويُدْنيني إذا كَرِهوا جَنَاحي والدَّبُّوس - مثال تنّور -: واحِد الدبابيس أي المَقامِع، وأُراهُ مُعَرَّباً، قال لقيط بن زُرَارَة: لو سَمِعوا وَقْعَ الدبابيسِ ودَبُّوسيَّة: قرية من صُغْدِ سَمَرْ قَنْد. والدَّبْساء: فرس سابقة كانت لمجاشع بن مسعود - رضي الله عنه -. وقال ابن دريد: الدِّباساء - فِعالاء؛ يعني بكسر الفاء -: الإناث من الجراد، الواحدة دِباساءة، وأنشد: أقسمتُ لا أجعَلُ فيها حُنْظُبا ... إلاّ دِباساء تُوَفّي المِقْنَبا المِقْنَب: الكِساء ها هنُا الذي يُجمَع فيه الجراد. وأدْبَسَتِ الأرض: وذلك أوَّل ما يُرى فيها سَوَادَ النَّبْتِ. ودَبَّسْتُهُ تدبيسا: وارَيْتُه. وقال ابن الأعرابي في نوادِرِه: كان الرَّكَّاض يتحدث إلى حُبّى الفَقْعَسِيَّة، وكان يأتيها - أيضاً - عُروَة الدُّبَيْريّ يتحدَّثُ إليها، فَواطَأتْ رَكّاضاً على أن تأخذ حمار عُروَة فتبيعَهُ، فسقته من اللبن حتى تخثّر فنام، ثم أخذت حماره فوارَته ثمَّ باعَته، فبلغ عَروَة أنَّه واطَأها على ذلك فكانَ منه بعضُ الكلام، فقال الرَّكَّاضُ: فلا ذنبَ لي أنْ بِنْتُ زُهرَةَ دَبَّسَت ... بَعيرِكَ ألْوى يُشْبِهُ الحقَّ باطِلُه

دبحس

ودَبَّسْتُ خُفّي: لَدَّمْتُه. وقال ابن عبّاد: التَّدْبيس: التَّواري، لازِمٌ ومتعَدٍ. قال: قومٌ إذا رآهُ فَحْلٌ دَبَّسا وادْبَسَّ الفَرَسُ ادْبِساساً: صار أدْبَسَ. والتركيب يدل على عُصارة ولونٍ ليس بناصِعٍ. دبحس سيبَوَيه: الدُّبَّحْس - مثال شُمَّخرٍ -: الضخم. وقال غيره: الدُّبَّحْس: الأسد. دبخس قال ابن خالَوَيه في كتاب لَيْسَ: الدُّبَّخْسُ - بضم الدال وتشديد الباء وفتحِها -: من غريب أسماء الأسد. وقال في كتاب أسماء الأسد: الدُّبَّخْسُ: العظيم الخَلْقِ، يقال: رجل دُبَّخْس وأسد دُبَّخْس. دحس دَحَسْتُ بين القوم: أي أفْسَدْتُ، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان: ويَعْتَلُونَ مَنْ مَأى في الدَّحْسِ ... بالمَأْسِ يَرْقى فوقَ كُلِّ مَأسِ والدَّحس - أيضاً -: إدخال اليد بين جلد الشاة وصِفاقها للسَّلخ. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلَم -: أنَّه مَرَّ بغلام يسلَخ شاة فقال له: تَنَحَّ حتّى أُريكَ، فدَحَسَ بيدِه حتى توارت إلى الإبط، ثمَّ مضى فصلّى ولم يتوضَّأ. وفي حديث عطاءٍ: حَقٌّ على الناس أن يدحسوا الصفوف حتى لا يكون بينهم فُرَج. أراد: أن يَرُصُّوها ويَدُسُّوا أنفُسَهُم بين فُرَجِها، ويروى: " أن يَدْخَسُوا " بالخاء المعجمة؛ من الدَّخيس وهو اللحم المكتنز. وكل شيء ملأته فقد دَحَسْتَه. وداحِس: اسم فرس مشهور لقيس بن زهير بن جَذيمَة العَبْسي. ومنه حرب داحِس، وذلك أنَّ قيساً وحذيفة بن بدر الذبياني ثُمَّ الفَزارِيَّ تراهنا على خَطَرِ عشرين بعيراً؛ وجعل الغاية مائة غَلوة والمِضمار أربعين ليلة والمُجرى من ذات الإصاد، فأجرى قيس داحِساً والغبراء، وأجرى حذيفة الخطّارَ والحَنُفاء، فوضعت بنو فَزازة رَهْطُ حذيفة كميناً على الطريق فَرَدُّوا الغبراءَ ولَطَموها وكانَت سابقة، فهاجَت الحرب بين عبسٍ وذبيان أربعين سنة. وقال أبو عبيدة: كان داحِس لبَني ثعلبة بن يربوع فأغار عليهم قيس بن زَهُير فأخذه، قال بشير بن أُبَيٍّ العبسيّ: إنَّ الرباط النُّكدَ من آلِ داحِس ... أبَيْنَ فما يُفْلِحْنَ يومَ رِهانِ جَلَبْنَ بإذنِ اللهِ مقتل مالِكٍ ... وطَرَّحْنَ قيساً من وراء عُمانِ وقال لبيد رضي الله عنه: ولقد سَئَمتُ من الحياةِ وطولِها ... وسؤالِ هذا الناسِ كيفَ لَبيدُ وغَنيتُ سَبتاً قبلَ مجرى داحِسٍ ... لو كان للنفسِ اللَّجوجِ خُلُودُ وقال الأزهريّ: إنَّما سُمِّيَ داحِساً لأنَّ أُمَّهُ جَلْوى فرس قِرواش مَرَّت - قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: جَلْوى هذه هي جَلْوى الكبرى، وقِرواش هو قِرواش بن عوف من بني ثعلبة بن يربوع - بذي العُقّال فرسِ حَوْطِ بن أبي جابر، وكان ذو العُقال مع جاريتين من الحَيِّ، فلمّا رأى جَلْوى وَدى، فضحِكَ شبابٌ من الحيِّ، فاستحيت الجاريتان فأرسَلَتاهُ فنَزا على جَلْوى فوافقَ قبولها، فَعَرَفَ حَوْط صاحب ذي العُقّال بذلك حين رأى عين فرَسِه، وكان شرّيراً، فطّلّبّ من القوم ماءَ فَحْلِه، فلم يَزَلِ الخطبُ بينهم حتى عَظُمَ، فحينئذٍ قالوا له: دونَكَ ماءَ فرسِكَ، فسَطا عليها حَوْطٌ وجعل يده في ماءٍ وتُراب وأدخل يده في رحمها حتى ظنَّ أنّه أخرج الماءَ، واشتمَلَت الرحم على ما فيها، فَنَتَجَها قِرواشُ مُهراً فسَمِّيَ داحِساً من ذلك، وخرج كأنَّه ذو العُقّالِ أبوه. ويضرب به المثل فيُقال: أشأمُ من داحِس. والدَّحّاس والدُّحّاس: دوَيبة تغيب في التُّراب، والضمُّ أعلى، والجمع: الدَّحاحيس، وهي صفراء صافية لها رأسٌ مُشَعَّث، دقيقة، يَشُدُّها الصبيان في الفِخاخ لصيد العصافير. والدّاحِس: قَرحَة تَخرُج باليد، ويقال له: الدّاحوس أيضاً، وهو بثرة تظهر بين الظُّفُرِ واللحم فينقلع منها الظُّفُر، يقال: إصبَعٌ مَدْحوسَة. والدَّحس: المَلءُ من كل شيء، يقال: وَطْبٌ مَدْحوس وعُسٌ مَدْحوس. وبيتٌ مَدْحوس ودِحاس - بالكسر -: أي مملوء كثير الأهل. وقال ابن عبّاد: الدَّحْسُ: الزرع إذا امتلأَ حبُّه، يُقال: دَحَسَتِ السنبلة تَدْحَسُ، وقيل: إذا امتلأتْ أكِمَّتُه من الحَبِّ فهو الدَّحْسُ. وقال ابن الأعرابي: دَحَسَ بِرِجْلِه: مثل دَحَصَ.

دحمس

وقال أبو عمرو: الدَّيْحَسُ والدَّيْكِسُ: الكثير من كل شيء، وأنشد: تَرعى حَلِيّاً ونَصيّاً دَيْحَسا ودَحَسوا عنك الحديث: أي غَيَّبوه. والدَّحْسُ بالشَّرِّ: دَسُّه من حيث لا يُعلَم، قال العلاء بن الحَضْرَميِّ رضي الله عنه: وإنْ دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعْفُ تَكَرُّما ... وإن خَنَسوا عنك الحديث فلا تَسَلْ وأدْحَسَ السنبُلُ: إذا غَلُظَ؛ مثل دَحَسَ. والتركيب يدل على تخلل الشيء للشيء في خفاءٍ ورِفق. دحمس الدَّحْمَسُ: الأسود من كل شيء. وليل دَحْمَس ودِحْمِس ودَحْمُس - كجَعْفَر وزِبْرِج وبُرْقُع -: أي مظلم، وأنشد أبو عمرو: وادَّرِعي جلبابَ ليلٍ دُحْمُسِ ... أسْوَدَ داجٍ مثل لونِ السُّنْدَسِ وليلة دُحْمُسَة. وفي حديث حمزة بن عمرو الأسلمي - رضي الله عنه - أنَّه قال: أُنْفِرَ بنا في سَفَرٍ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - في ليلةٍ ظلماء دُحمُسَةٍ فأضاءت إصْبَعي حتى جمَعوا عليها ظُهُورَهُم. ورجل دَحْمَس ودُحامِس ودُحْمُسان ودُحْسُمان ودُحْمُساني ودُحْسُماني: آدم سمين غليظ. وقال ابن عبّاد: يقال للزِّقِّ الذي يُجْعَل فيه الخَلُّ: الدَّحْمَسُ. وقال غيرُه: الدُّحمُسان: الأحمق. والدُّحامِسُ: الشجاع. ويقال لثلاث ليالٍ اللاتي بعد الظُّلَمِ: حَنَادِسُ ودَحَامِسُ. وليالٍ دَحَامِسُ: مظلمة. دختنس: دَخْتَنوس - مثال عَضرَفوط -: بنت لقيط بن زُرارَة التَّميمي، ويقال: دَخْدَنوس - بالدال -، سمّاها أبوها باسم ابنَةِ كسرى، وأصل هذا الاسم فارسي وهو دُخْتَرِنُوش: أي بنت الهَنِيء، قُلِبَت الشين سيناً حينَ عُرِّبَت، وقُوِّمَ الاسم على وِزان العَرَبيّة، قال لقيط بن زُرارة: يا ليتَ شعري اليومَ دُخْتَرِنُوشُ ... إذا أتاها الخَبَرُ المَرموسُ أتَحْلِقُ القرونَ أم تَميسُ ... لا بَل تميسُ إنَّها عروسُ دخس الدَّخيس: اللحم المكتنز الكثير، قال النابغة الذبياني يَصِف ناقتَهُ: فَعَدِّ عَمّا ترى إذْ لا ارتِجاعَ لَهُ ... وانْمِ القُتُودَ على عَيْرَانَةٍ أُجُدِ مقذوفَةٍ بِدَخِيْسِ النَّحْضِ بازِلُها ... له صَريفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ والدَّخيس: فعيل بمعنى مفعول؛ كأنَّه دُخِسَ بعضُهُ في بعض أي أُدمِجَ، وكلُّ ذي سِمَنٍ دَخِيْس. والدَّخيس - أيضاً -: الحَوْشَبُ وهو موصِلُ الوَظيفِ في رَسْغِ الدّابُّةِ. وقال ابنُ شُمَيلٍ: الدَّخيس عُظَيم في جوف الحافِر كأنَّها ظِهارَةٌ له، قال العجّاج: مُسْتَبْطِناً مع الصَميمِ عَصَبا ... رأسَ الوظيفِ والدَّخيسِ المُكْرَبا والدَّخيس: لحم باطن الكف، قال الأزهري: هو من الإنسان والسِّباع، قال أبو زُبَيْد حرملة بن المنذر الطائي يصِف الأسد: بِسُمْرٍ كالمَعابِلِ في قُنُوبٍ ... تَقيها قِضَّةَ الأرضِ الدَّخيسُ والدَّخيسُ - أيضاً -: العددُ الجَمُّ، قال العجّاج: وقد ترى بالدارِ يوماً أنَسا ... جَمّض الدَّخيسِ بالثغورِ أحوَسا والدَّخيسُ من أنقاءِ الرَّمْلِ: الكثير. وفلان ذو دَخِيْس: إذا كان كثير متاع البيت. وكَلأٌ دَخِيْسٌ ودَيْخَسٌ ودَيْحَسٌ - بالخاء والحاء -، قال: فهو إذا ما تبتغي تَأنُّسا ... هَوْنٌ وما يُرجى إذا تَحَمَّسا يَرْعى حَلِيّاً ونَصِيّاً دَيْخَسا وقال ابن دريد: الدَّخَسُ - بالتحريك -: داءٌ يصيب الفرس في مُشاشِ حافِرِه من باطِنٍ، يقال: دَخِسَ - بالكسر - يَدْخَسُ دَخَساً. وعدَدٌ دِخاس - بالكسر - ونَعَمٌ دِخاس: أي كثير. ودِرْعٌ دِخاس: أي متقارِبَة الحَلَق. الدُّخَس - مثال صُرَد -: دابّة في البحر تُنجي الغريق تُمَكِّنُهُ من ظهرِها ليستعين على السباحة، وتُسمّى الدُّلفين، قال الطِّرماح: فكُن دُخَساً في البحرِ أو جُزْ وراءَهُ ... إلى الهِنْدِ إنْ لم تَلْقَ قحطانَ بالهِنْدِ وقال الليث: الدَّخس - بالفتح -: الإنسان التّارُّ المكتنِز غيرُ جِدِّ جَسيم. قال: والدَّخْسُ: الفَتِيُّ من الدِّبَبَةِ. والدَّخْسُ: اندساسُ شيءٍ تحت التراب كما تُدْخَسُ الأُثْفِيَّة الرماد، ولذلك يقال للأثافي دَواخِس، قال العجّاج يَصِفُ الأثافي:

دخمس

فاطَّرَقَت إلاّ ثلاثاً عُكَّفا ... دَوَاخِساً في الأرضِ إلاّ شَغَفا ومَحْبِساً من جامِلٍ ومِعْلَفا وتَدَخَسَّ: تدخَّلَ، قال العجّاج يصف القِفاف: عَلَوْتُها ولا أهابُ العُطَّسا ... إذا الظِّباءُ والمها تَدَخَّسا في ضالَةٍ وفي الألاءِ كُنَّسا والتركيب يدل على اكتناز واندساس شيء في تراب وغيره. دخمس ابن دريد: الدُّخامِسُ والدُّحامِسُ - بالخاء والحاء جميعاً -: الرجل الأسود الضخم. وقال الليث: الدَّخْمَسَة: الخِبُّ. وفلان يُدَخْمِسُ عليك: أي لا يَبَيِّن لك مِحْنَةَ ما يريد. وقال ابن الفَرَج: أمرٌ مُدَخْمَس ومُدَغْمَس ومُدَهْمَس ومُرَهْمَس ومُنَهْمَس: إذا كان مستوراً. وقال ابن فارس: الدَّخْمَسَة منحوتة من كلمتين من دَخَسَ ودَمَسَ. دخنس الأزهري: الدَّخْنَسُ - مثال جَعْفَر -: الشديد من الناس والإبل، وأنشد: وقَرَّبوا كُلَّ جَلالٍ دَخْنَسِ ... عَبْلِ القَرا جُنادِفٍ عَجَنَّسِ وقال ابن عبّاد: الدَّخْنَسُ: الكثير اللحم الشديد من الإبل. دربس الدِّرْباسُ والدِّرْناسُ والدِّرْواسُ: الأسد، قال رؤبة: والتُّرجُمانُ بن هُرَيْمٍ هَوّاسْ ... كأنَّه ليثُ عَرينٍ دِرْباسْ ويروى: دِرْواس. وقال ابن الأعرابي: الدِّرْباسُ: الكلب العقور، وأنشد: أعدَدْتُ دِرْواساً لِدِرْباسِ الحُمُتْ يعني كلباً ضَرِيِ بزِقاقِ السَّمْنِ يأكُلُها فأعدَّ له كلباً آخر يقال له دِرْواس. وقال ابن عبّاد: الدُّرابِسُ: الضخم الشديد من الإبل. وقال ابن فارس: تَدَرءبَسَ الرجل: إذا تَقَدَّمّ، قال: والدّال زائدة وإنما هو من الراء والباء والسين، يقال: ارْبَسَّ ارْبِسَاساً إذا ذهب في الأرضِ، وأنشَدَ ولم يَذْكُر قائله؛ وأنشَدَه إبراهيم الحَربي - رحمه الله - في غريب الحديث من تأليفِه لأبي الصُّفَيِّ: إذا القومُ قالوا: من فتىً لمُهِمَةٍ؟ ... تَدَرْبَسَ باقي الرِّيقِ فَخْمُ المناكِبِ دردس الدَّرْدَبيس: الداهية. والشيخ - أيضاً -، وأنشد الليث: أُمُّ عيالٍ قَحْمَةٌ نَعوسُ ... قد دَرْدَبَتْ والشيخُ دَرْدَبيسُ أي: والشيخ هِمٌّ هَرِمٌ. والدَّرْدَبيس: العجوز الفانية، قال: عُجَيِّزٌ لَطْعاءَ دَّرْدَبيسُ ... أحْسَنُ منها مَنْظَراً إبْليسُ أتَتْكَ في شَوْذَرِها تَميسُ والدَّرْدَبيس - أيضاً -: اسم خَرَزَةِ الحُبِّ. دردقس: الأصمعي: الدُّرْدَاقِسُ: عَظْمٌ يصل بين الرأس والعُنُق. وهو رومي أعْرَبَته العرب. قال ابن فارس: وما أبعد هذه من الصحَّة. درس دَرَسَ الرَّسمُ يَدْرُسُ - بالضم - دروساً: أي عَفا، قال لبيد رضي الله عنه: دَرَسَ المَنا بِمُتَالِع فإبانِ ... فَتَقَادَمَت بالحَبْسِ فالسُّوْبانِ ودَرَسَتْه الريح، يتعدَّى ولا يتعَدّى، قال رؤبة: فَحَيَّ عهداً قد عفا مَدْروسا ... محَا التَّمَحّي نِقْسَهُ المَنْقوسا كما رأيْتَ الوَرَقَ المَطْرُوسا وقال سَلامَة بن جندل السَّعدي: كُنّا نَحُلُّ إذا هَبَّت شآميةً ... بِكُلِّ وادٍ حَطيبِ الجوفِ مَجْدوبِ شيبِ المَبَارِكِ مَدْروسٍ مَدافِعُهُ ... هابي المَرَاغِ قليلِ الوَدْقِ مَوْظُوبِ ودَرَسْتُ الكتابَ أدرُسُهُ وأدرِسُهُ، وقرأ أبو حَيْوة:) وبما كنتم تَدْرِسون (- مثال تجلِسون، دَرْساً ودِراسَة، قال الله تعالى:) ودَرَسُوا ما فيه (. ودَرَسَتِ المرأة دَرْساً ودروساً: أي حاضَتْ، فهي دارِس - بلا هاء -، قال الأسود بن يَعْفَر النَّهْشَلي: اللاتِ كالبيضِ لَمّا تَعْدُ أنْ دَرَسَت ... صُفْرَ الأناملِ من قَرْعِ القواريرِ ويروى: من نَقْفِ. وأبو أدراس: فرج المرأة، قال ابن فارس: أُخِذَ من الحيض. ودَرَسَ المرأة: أي جامَعَها. ويقال فلان مدروس: إذا كان به شِبْهُ جنون. والدُّرْسَة - بالضم -: الرياضة، قال زهير بن أبي سُلْمى وابنُه كعب - رضي الله عنه - من قصيدةٍ اشتركا فيه: وفي الحِلْمِ إدهانٌ وفي العفوِ دُرْسَةٌ ... وفي الصَّدْقِ مَنْجاةٌ من الشَّرِّ فاصْدِقِ ويروى: دُربَة.

ودَرَسَ الحِنْطَةَ دَرْساً ودِراسا: أي داسَها، قال: هَلاّ اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بالرُّسْتاقْ ... سَمْراءَ مِمّا دَرَسَ ابنُ مِخْرَاقْ والدَّرْسُ: جَرَبٌ قليلٌ يبقى على البعير. وقيل دَرَسَ البعيرُ: إذا جَرِبَ جَرَبَاً شديداً فَقُطِرَ، قال العجّاج يصِفُ بعيراً وعَرَقَه: يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصفِرارَ الوَرْسِ ... من عَرَقِ النَّضْحِ عَصيمُ الدَرْسِ وقال أبو عمرو: هذا بعيرٌ دارِس: وهو الذي ذهبَ وَبَرُه ووَلّى جَرَبُه ولم يظهَر وَبَرُه، وأنشد للأخطل: ولقد تُباكِرُني على لذّاتِها ... صَهْباءُ عارِيَةُ القَذى خَرْطومُ صِرَفٌ معتَّقَةٌ كأنَّ دِنانَها ... جربى دَوارِسُ ما بِهِنَّ عَصيمُ هذه رواية أبي عمرو، ورواه غيره: من عاتِقٍ حَدِبَت عليه دِنانُهُ ... فكأنَّها جَربى بِهِنَّ عَصيمُ وليس فيه شاهِد. وقال جرير يهجو الفرزدق وقد أطْنَّ الفرزدق بالربابِ بنت الحُتاتِ؛ وزعموا أنّها أنْغَلَت منه: رَكِبَت رَبابُكُمُ بعيراً دارِساً ... في السوقِ أفْضَحَ راكبٍ وبعيرِ والدَّرْسُ: الطريق الخفيّ. ودَرَسْتُ الثوبَ أدْرُسُه دَرْساً: أي أخلَقْتُهُ، فهو دِرْسٌ ودَريس ومَدروس، قال أبو دواد جاريةُ بن الحجّاج الإياديّ: وأخٍ رَمَثْتُ دَرِيْسَهُ ... ونَصَحْتُهُ في الحَرْبِ نَصْحا وقال المُتَنَخِلُّ الهُذَليّ: قد حالَ دونَ دَريسَيْهِ مَؤَوِّبَةٌ ... مِسْعٌ لها بِعضاهِ الأرضِ تَهزيزُ وقَتَلَ رجل في مجلس النعمان جليسَهُ، فأمَرَ بقتله، فقال: أيَقْتُلُ المَلِكُ جارَهُ؟ قال: نعم إذا قتل جليسه وخَضَبَ دَريسَه. وجمع الدِّرْس: أدراس ودِرْسان - مثال قِنْوٍ وأقناءٍ وقِنوان -. وقد دَرَسَ الثوبُ أي أخْلَقَ؛ لازمٌ ومتعدٍّ. وحكى الأصمعيّ: بعيرُ لم يُدرَس: أي لَم يُركَب؛ من الدُّرْسَةِ وهي الرياضة، وقد ذُكِرَت. وإدريس النبيُّ - صلوات الله عليه - قيل سُمِّيَ إدريس لكثرة دراسته كتاب الله عز وجل، واسْمه أخْنُوخ. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا قول من يرمي الكلام على عواهنه ويقول ما خَيَّلَتْ، كما يقولون إبليس من أبْلَسَ من رحمة الله، وإدريس لا يُعرَف اشتقاقه، فإنَّ الاشتقاق لِما يكونُ عربياً، وإدريس ليس بِعَرَبيّ، ولهذا لا يَنصَرِف وفيه العَجْمَة والتعريف، ويقال في اسمه خَنُوْخُ أيضاً، وفي كتب النَّسَب: أحنوخ - بحاء مهملة مُحَقَّقَة -. وأبو إدريس: كُنيَةُ الذَكَر. ودَرْسُ البعير ودِرْسُه ودَرِيْسُه: ذَنَبُه. والمَدْرَسُ - بالفتح - والمَدْرَسَة: المكان الذي يُدْرَسُ فيه. والمِدَرَس - بالكسر -: الكِتاب. والمِدْراس: الموضع الذي يُقرأ فيه القرآن، وكذلك مِدْراس اليهود. والدِّرْواس: الكبير الرأس من الكلاب. والدِّرْواس - أيضاً -: اسم علمٍ لكلب، أنشد ابن الأعرابي: أعدَدْتُ دِرواساً لِدِرْباسِ الحُمُتْ والدِّرْواس - أيضاً -: الجمل الذَّلول الغليظ العُنُق، وقال الفرّاء: وهو العظيم من الإبل. والدِّرْواس: الشُّجاع. والدِّرْواس والدِّرْياس: الأسد، قال رؤبة: والتُّرجُمانُ بنُ هُرَيْمٍ هَوّاسْ ... كأنَّهُ ليثُ عَرينٍ دِّرْواس ويُروى: دِّرباس. وأدْرَسَ الكِتابَ: قَرَأه؛ مثل دَرَسَه، وقَرَأ أبو حَيْوَةَ:) وبما كنتم تُدْرِسون (. ودَرَّسَ الكِتابَ تدريساً، شُدِّدَ للمبالغة، ومنه مُدَرِّس المدرسة. ورجل مُدَرَّس: أي مُجَرَّب. والمُدارِس: الذي قارَفَ الذنوب وتَلَطَّخَ بها، قال لَبيد - رضي الله عنه - يتذكّر القِيامة: يومَ لا يُدْخِلُ المُدارِسَ في الرَّحْ ... مَةِ إلاّ بَراءةٌ واعْتِذارُ والمَدارَسَة: المَقارَأةُ، وقَرَأ ابنُ كثيرٍ وأبو عمرو: " وليَقولوا دارَسْتَ " أي قرأتَ على اليهود وقرأوا عليك، وقرأ الحسن البصريّ: " دارَسَت " - بفتح السين وسكون التاء - وفيه وجهان: أحدُهُما دارَسَتِ اليَهودُ محمداً - صلى الله عليه وسلّم -، والثاني دارَسَت الآياتُ سائرَ الكُتُبِ أي ما فيها وطاوَلَتها المُدّة حتى دَرَسَ كلُّ واحِدٍ منهما أي امَّحى وذَهَبَ أكثَرُه. وقَرأَ الأعمش: " دارَسَ " أي دارَسَ النبي - صلى الله عليه وسلّم - اليَهودَ.

درعس

وانْدَرَسَ الشيءُ: أي انطَمَسَ. والتركيب يدلُّ على خفاءٍ وخَفْضٍ وعَفاءِ. درعس ابن الأعرابي: بعير دِرعَوس: إذا كان حَسُنَ الخُلُق. درفس الدِّرَفْس - مثال حِبَجْرٍ - والدِّرْفاسُ: العظيم من الإبل، والناقة دِرَفْسَة، قال العجّاج: كم قد حَسَرْنا من عَلاةٍ عَنْسِ ... كَبْداءَ كالقوسِ وأُخرى جَلْسِ دِرَفْسَةٍ أو بازِلٍ دِرَفْسِ وقال ابن فارس: الدِّرَفْس والدِّرْفاس: الضخم من الرجال. وقال شَمِرٌ: الدِّرَفْس: العَلَمُ الكبير، قال عُبَيد الله بن قيس الرُّقَيّات يمدح عبد العزيز بن مروان: تُكِنُّه خِرْقَةُ الدِّرَفْسِ من الش ... مسِ كَلَيثٍ يُفَرِّجُ الأجَما وقال منظور بن حَبَّة: فَتَرَكَتْهُم أُسُدٌ كالأمسِ ... للحاجِلاتِ والذِّئابِ الطُّلْسِ وسَلَبَتْهُم خِرْقَةَ الدِّرَفْسِ وقال ابن عبّاد: الدِّرَفْس: الحرير. والدِّرْفاس: الأسد العظيم الرقبة. ودَرْفَسَ: إذا حمل العلم الكبير. ودَرْفَسَ: إذا رَكِبَ الدِّرَفْسَ من الإبل. درمس الدَّرَوْمَس - مثال فَدَوْكَس -: الحيَّة. وقال ابن دريد: دَرْمَسْتُ الشيء: إذا سَتَرْتَه. وقال ابن عبّاد: دَرْمَسَ الرجل: إذا سَكَتَ. درنس الليث: الدُّرَانِسُ: الضخم الشديد من الرجال ومن الإبل، قال: لو كنتُ أمْسَيْتُ طَليحاً ناعِساً ... لم تُلْفَ ذا راوِيَةٍ دُرَانِسا وقال ابن عَبّاد: الدِّرْناس: الأسد، قال أبو سهل الهَرَوي: إن جَعَلْتَهُ اسماً له تكون النون فيه أصلية، ويجوز أن يكون وصفاً له وتكون النون زائدة ويكون مأخوذاً من الدرس؛ من قولهم: طريقٌ مَدْروسٌ: إذا كَثُرَ أخذُ الناسِ فيه، فكان الأسَدَ وُصِفَ بذلك لتذليله وتَلْيينه إيّاها. درهس الدِّرْهَوْس - مثال فِرْدَوْس -: الشديد، قال رؤبة: لم تَرَ مُذْ جَدَّ اعتِراكُ الدَّوسِ ... في اليَعْرُبِيِّيْنَ ولا في قَيْسِ ولا جِمالات بَني حُمَيْسِ ... مِثْلَ قَدَامِيْسِ أبي الرُّبَيْسِ جَمَّعَ من مُبَارَكٍ دِرْهَوْسِ ... عَبْلِ الشَّوى خُنَابِسٍ خِنَّوْسِ ذا هامَةٍ وعُنُقٍ عِلْطَوْسِ العِلْطَوْسِ: الطويل. وقال ابن الأعرابي: الدَّراهِس - مثال عُذافِر -: الكثير اللحم من كَلِّ ذي لحم، وهو الشديد أيضاً. دسس أبو عُبَيد: إذا كان بالبعير شيء خفيف من الجَرَب قيلَ: به شيء من جَرَبٍ في مَسَاعِرِه، فحينئذٍ يُدَسُّ بالهِناء في مَسَاعِرِه - وهي مَشَافِرُه وآباطُه وأرفاغُ -، يقال منه: دُسَّ البعير فهو مدسوس، قال ذو الرُّمَّة: فَبَيَّنَّ بَرَّاقَ السَّرَاةِ كأنَّهُ ... قَرِيْعُ هِجَانٍ دُسَّ منه المَسَاعِرُ ومنه المثل: ليسَ الهِناءُ بالدَّسِّ. والمعنى: أنَّ البعير إذا جَرِبَ في مَسَاعِره لم يُقْتَصَر من هِنَائه على مواضِعِ الجَرَبِ، ولكن يُعَمُّ بالهناءِ جميعُ جِلْدِهِ، لئلاّ يتعدى الجَرَبَ موضِعَه. يُضْرَب للرجل يقتصر من قضاء حاجَةِ صاحِبِه على ما يتبَلّغ به ولا يُبالِغ فيها. وقال الليث: الدَّسُّ: دَسُّكَ شيئاً تحت شيء؛ وهو الإخفاء، وزاد غَيرُه: الدِّسِّيْسى. ومنه قوله تعالى:) أيُمْسِكُه على هُوْنٍ أمْ يَدُسُّه في التُّرابِ (، وكان أحَدُهم إذا وُلِدَ له أُنثى ضاقَ بها فلم يَدْرِ ما يَصْنَعُ؛ أيَدُسُّها تحت التُراب أم يَدْفِنُها أم يتهاوَن بها فيقبَلُها. وقال الأزهري: ذَكَّرَ فقال: " يَدُسُّه " وهي أُنثى لأنَّهُ رَدَّه على لفظِ " ما " في قوله تعالى:) يَتَوارى من القَوْمِ من سُوْءِ ما بُشِّرَ به (فَرَدَّه على اللفظ لا على المعنى. وقال الليث: الدَّسيس: من تَدُسُّه ليأتيك بالأخبار. وقال ابن الأعرابي: الدَّسيس: الصُّنَان الذي لا يقلَعُه الدواء. والدَّسيس: المشوي. قال: والدُّسُسُ - بضمُّتين -: الأصِنَّة الفائحة. والدَّسُسُ: المُراؤونَ بأعمالِهِم يدخلون مع القُرّاء وليسوا قُرّاءاً. وقال الليث: الدَّسّاسَة: حيَّة صمّاء تكون تحت التراب.

دعس

وقال أبو خَيْرَة: الدَّسّاسَة: شحمَةُ الأرض، وقال: هي العَنَمَة - أيضاً -، والعرب تَسُمّيها الحُلَكَ وبناتِ النَّقى، تغوصُ في الرملِ كما يغوص الحوت في الماء، وبها تُشَبَّهُ بَنانُ العذارى، وايّاها أراد ذو الرُّمَّ بقوله: خَراعِيْبُ أُمْلودٌ كأن بنانَها ... بَنَاتُ النَّقى تَخْفى مِراراً وتظهرُ وقال أبو عمرو: الدَّسّاس من الحيَّات: الذي لا يُدرى أي طَرَفيه رأسُه، وهو أخبث الحَيّات، يَنْدَسُّ في التراب فلا يظهَرُ في الشمس، وهو على لون قُلْبِ الذهب المُحَلّى. وقال شَمِرٌ: الدَّسّاسُ: حَيَّةٌ أحمَرُ وكأنَّه الدم، مُحَدَّدُ الطرفينِ لا يُدرى أيُّهُما رأسُه، غليظ الجِلد لا يأخُذُ فيه الضَّرْبُ، وليس بالضخم، غليظ، قال: وهو النَّكّاز. والدُّسَّة - بالضَّمِّ -: لعبة لصبيان الأعراب. وقال ثعلَب: سألتُ ابن الأعرابي عن قول الله تعالى:) وقد خابَ مَنْ دَسّاها (قال: معناه مَنْ دَسَّ نفسَه مع الصالحين وليس هو منهم، قال: وقال الفَرّاء: معناه خابَتْ نفسٌ دسَّاها الله، ويقال: قد خابَ من دَسّى نَفْسَه فأخْمَلَها بِتَرْكِ الصَّدَقة والطّاعة. قال: ونُرى - والله أعلم - أنَّ دَسّاها من دَسَّسْتُ؛ بُدِّلَت سيناتُها ياءً كما قالوا تَظَنَّيْتُ من الظَّنِّ، قال: ونُرى أنَّ دَسّاها دَسَّسَها، لأنَّ البخيلَ يُخفي منزله وماله، والسَّخيُّ يُبْرِزُ مَنزِلَهُ فيَنْزِلُ على الشَّرَفِ من الأرضِ لئلاّ يَسْتَتِرُ عن الضِّيْفانِ ومَنْ أرادَهُ، ولِكُلٍّ وَجْهٌ. ونحو ذلك قال الزَّجّاجُ. وانْدَسَّ الشيء: أي انْدَفَنَ. والتركيب يدل على دخولِ شيءٍ تحت خفاءٍ وسِرٍّ. دعس الدَّعْسُ: الأثر، يقال: رأيتُ طريقاً دَعْساً: أي كثير الآثار، قال الحارث بن حِلزَة اليَشْكُريُّ يَصِف آثارَ الدِّيارِ: وغيرُ آثارِ الجِيادِ بأعْ ... راضِ الجَمادِ وآيَةِ الدَّعْسِ والمِدعاس: الطريق الذي ليّنَتْهُ المارّة، قال رؤبة يَصِف الحَميرَ: في رَسْمِ آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعَقْ ... يَرِدْنَ تحتَ الليلِ سَيّاحَ الدَّسَق والمِدعاس - أيضاً -: فَرَسُ الأقرع بن حابِسٍ - رضي الله عنه -، قال الفرزدق: يُفَدّي عُلالاتِ العَبَاءَةِ إذْ دَنَا ... له فارِسُ المِدْعاسِ غَيْرَ المُغَمَّرِ والمِدْعاس من الرماح: الذي لا ينثني. والدَّعْس: الطَّعن، قال الشَّنْفَري: دَعسْتُ على غَطْشٍ وبَغْشٍ وصُحْبَتي ... سُعارٌ وإرْزِيْرٌ ووَجْرٌ وأفكَل ورجل مِدْعَس: طعّان، وأنشد ابنُ دُرَيد: لَتَجِدَنّي بالأميرِ بَرّا ... وبالقناة مِدْعَسا مِكَرّا إذا غُطَيْفُ السُّلَميُّ فَرّا والمِدْعَس - أيضاً -: الرمح الذي يُدعَس به. وطريقٌ مِدْعَس: دَعَسَه شِدَّة الوَطْءِ. والمَدْعَسُ - بالفتح -: المَطْمَع، وقد يُكنّى به عن الجِماع. ودَعَسْتُ الوِعاءَ: حَشَوْتُه. والدَّعْسُ: شِدَّة الوَطْءِ. والدَّعْسُ والدَّحْسُ في سلخِ الشّاةِ: أن يُدخِلَ اليَدَ بين البَدَنِ والإهاب. ورجُلٌ دَعُوسٌ وغَطوسٌ: أي مقدام في الغَمَراتِ والحُرُوب. وقال ابن عبّاد: الدِّعْس - بالكسر -: القُطن. وقال بعضهم: الدِّعْس: لُغَةٌ في الدِّعْص. والتَّدعيس: مبالغةُ الدَّعْس أي الطَّعن، قال امرؤ القيس: فَظَلَّ لِثيرانِ الصَّرِيْمِ غَماغِمٌ ... يُدَعِّسُها بالسَّمُهَرِيِّ المُعَلَّبِ والمُداعَسَة: المُطاعَنَة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم - أنَّه قال ليلة بدرٍ لِمَنْ كان معه: كيفَ تُقاتِلون؟ قال عاصِم حَمِيُّ الدَّبْرِ - رضي الله عنه -: إذا دنا القومُ حتى تنالُنا وتنالُهم الرِّماحُ كانت المُداعَسَة بالرِّماح حتى تَقَصَّفَ. وقال أبو عُبَيد: المُدَّعَس - على مُفْتَعَل -: مُخْتَبَز القوم في البادِيَة، وحيثُ تُوضَع المَلَّة ويُشْتَوى اللَّحم؛ وهو الحَشْوُ، قال أبو ذؤيْبٍ الهُذَليُّ يَرْثي نُشْبَةَ بن مُحَرِّث: ومُدَّعَسٍ فيه الأنِيْضُ اخْتَفَيْتَهُ ... بِجَرْداءَ يَنْتابُ الثَّميلَ حِمَارُها والتركيب يدل على دَفْعٍ وتأثير. دعبس ابن عبّاد: الدُّعْبُوس: الأحمق. دعفس

دعكس

أبو عمرو: الدِّعْفِس - مثال الدِّفْنِس - من الإبل: التي تنتظر حتى تشرب الإبل ثم تشرَب ما يبقى من سُؤرِها. دعكس الدَّعْكَسَة: لَعِبٌ للمجوس يسمُّونه الدَّسْتَبَنْدَ. وقال الليث: الدَّعْكَسَة لَعِبُ المجوس، يَدورونَ قد أخَذَ بعضُهم يَدَ بعضٍ كالرَّقصِ، يقال: دَعْكَسُوا وهم يُدَعْكِسون ويَتَدَعْكَسُون؛ بعضُهم على بعض، قال: طافُوا به مُعتَكِفِيْنَ نُكَّسا ... عَكْفَ المَجُوْسِ يَلْعَبُوْنَ الدَّعْكسَا دغس ابنُ الفَرَجِ: أمْرٌ مُدَغْمَس ومُدَخْمَس ومُدَهْمَس ومُرَهْمَس ومُنَهْمَس: إذا كان مستوراً. دفس ابن الأعرابي: أدْفَسَ الرجُل: إذا اسْوَدَّ وَجْهُه من غيرِ عِلَّة. دفطس ابن الأعرابي: دَفْطَسَ الرجل: إذا ضَيَّعَ مالَه، وذَكَرَه الأزهريّ بالذال المُعجَمة. دفنس الدِّفْنِسُ - بالكسر -: الحمقاء، قال الفِنْد الزِّمّانيُّ: وقد أختَلِسُ الضَّرْبَ ... ةَ لا يَدْمى لها نَصْلي كجَيْبِ الدِّنْنِسِ الوَرْها ... ءِ رِيْعَتْ وهي تَسْتَفْلي وقال ابن دريد: الدِّفْنِس: الرجل الدَّنيءُ الأحمق، قال: والفاء زائدة وإنَّما الأصل الدال والنون والسين. وقال غيره: الدِّفْنِس: المرأة الثقيلة. والدِّفْنَاسُ: الراعي الكسلان الذي ينام ويترك الإبل ترعى وحدها. وقال ابن الأعرابي: الدِّفْنَاسُ: البخيل، وأنشد المُفَضَّل لعاصِم بن عمر العبسي: إذا الدِّعْرِمُ الدِّفْنَاسُ صوّى لِقاحَه ... فإنَّ لنا ذوداً ضِخامَ المَحالبِ لَهُنَّ فِصالٌ لو تَكَلَّمْنَ لاشْتَكَت ... كُلَيْبَاً وقالتْ ليتَنا لابنِ غالبِ الدِّعرِم: الدَّميم القصير. وقال ابن عبّاد: المُدَفْنِس: الثقيل الذي لا يبرح. دقس ابن عبّاد: الدّقوس: الغُيُوب، يقال: ضَرَبَ الوَتِدَ حتى دَقَسَ في الأرض: أي مضى فيها. وجمل مَدْقَس: شديد دَفوع، وإبل مَدَاقِيس: وهي التي تدقُّ الحصى. ودَقَسْتُ البِئرَ: ملأتُها. ودَقَسْنا خَلْفَهُم: أي حَمَلْنا حَمْلَةً. وقال ابن دريد: الدَّقْسَة - بالفتح -: دُوَيْبَّة صغيرة، هكذا هي بخَطَّي الأرْزَني وأبي سَهْلٍ الهَرَويِّ مضبوطة بالفتح ضبطاً بيِّناً واضِحاً. وقال ابن فارس: الدُّقْسُ والدُّقْشُ - بالضمِّ فيهما -: دُوَيْبَّة. والدُّقْسَة: حَبٌ كالجاوَرْس، لغة يمانية. وفي النوادر: يقال ما أدري أين دَقَسَ وأينَ دُقِسَ به: أي أين ذَهَبَ وأينَ ذُهِبَ به. وقال الليث: يقال دَقَسَ في البلاد دُقُوساً: إذا أوغل فيها وتَغَيَّبَ. ودَقْيُوْس: اسم الملك الذي اتَّخَذَ على أصحاب الكهفِ مسجِداً. ودَقْيَانُوْس: اسم الملك الذي هَرَبوا منه. دقرس ابن عبّاد: الدَّقارِس: الثعالب. دقمس الدِّقَمْس والمِدَقْس: مَقلوبا الدِّمَقْس أي الأبْرِيْسَمْ. دكس الليث: دَكَسْتُ الشيءَ دَكْساً: إذا حَشَوْتَه. والدُّكاس - بالضم -: ما يَغْشى الإنسان من النُّعاس ويتَراكَب عليه؛ عن ابن الأعرابي وأنشد: كأنَّه من الكَرى الدُّكاسِ ... باتَ بِكأسيَ قَهْوَةٍ يُحَاسي وقال ابن عبّاد: دُكَاس الشَّحم والتَّمر: مُلْتَفُّهما. وحِنْطة دُكَاس: كثيرة. وقال الليث: الدَّوْكَس والدَّوْسَك: الأسد. وأنكرهما الأزهريّ. وقال ابن فارس: فإن كان صحيحاً فهو من البابِ لِجُرأتِه وغِشيَانِه الأهوال. والعرب تقول: نَعَمٌ دَوْكَسٌ وشاءٌ دَوْكَسٌ: أي كثيرة، قال: مَنِ اتَّقى الله فَلَمّا يَيْأسِ ... من عَكَرٍ دَثْرٍ وشاءٍ دَوْكَسِ وقال ابن عبّاد: لُمْعَةٌ دَوْكَسٌ ودَوْكَسَةٌ: أي مُلْتَفّة. والدَّكَسُ - بالتحريك -: تراكبُ الشيء بعضِه في بعض. وقال الليث: الدَّيْكَسَاء: قطعة عظيمة من النَّعَمِ والغَنَمِ. ونَعَمٌ دِيَكْسٌ: أي كثيرٌ. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هكذا هو بِخَط الأزهري بكسر الدال وفتح الياء وسكون الكاف، وفي غير تلك النُسْخة من التَّهذيب: دَيْكَس - مثال ضَيْغَم - ضبطاً. والدّاكِس: لغةٌ في الكادِس؛ وهو ما يُتَطَيَّر به من العُطاسِ والقَعِيْدِ ونَحْوِهما. وقال ابن عبّاد: رأيْتُ دَكِيْسَةً من النّاس: أي جماعة.

دلس

قال: وأدْكَسَتِ الأرض: وذلك في أوّلِ نَبْتِها. والمُتَداكِس: الكثير من كل شيء، وهو - أيضاً -: الشَّكِسُ من الرِجال. والتركيب يدل على غِشْيَانِ الشيءِ الشيءَ. دلس الدُّلْسَة - بالضم - والدَّلَسُ - بالتحريك -: الظُّلمَة، يقال: أتانا دَلَسَ الظَّلامِ ومَلَسَ الظَّلامِ ومَلثَ الظَّلامِ: أي عِندَ اختِلاطِه. والدَّلَسُ - أيضاً -: النَّبات الذي يورِق في آخر الصيف. والأدْلاس: من الرِّبَب وهي ضَرب من النَّبْتِ. وقال الفَرّاء: الأدْلاس: بَقايا البقل والنَّبت، واحِدُها دَلَسٌ، وأنشد: بَدَّلْنَنا من قَهْوَسٍ قِنْعاسا ... ذا صَهَواتٍ يَرْتَعُ الأدلاسا ويقال: ما لي في هذا الأمر ولْسٌ ولا دَلْسٌ: أي ما لي فيه خيانة ولا خَديعَة. والدَّوْلَسِي: الأمر الذي فيه تَدْليس، ومنه قول سعيد بن المُسَيَّب: رَحِمَ الله عمر؛ لو لم يَنْهَ عن المتعة لاتَّخذها الناس دَوْلَسِيّاً. أي ذريعةً وعِلَّةً مُدَلّسَةً للزنى، والمُراد مُتْعَة النِّكاح، كان الرجل يُشارِط المرأة بأجَلٍ مَعلوم علي شيء يُمَتِّعُها به يَسْتَحِلُّ بِهِ فَرْجَها ثُمَّ يُفارِقُها من غير تَزَّوُّجٍ ولا طلاق، وانَّما كان أُحِلَّ ذلك للمسلمين بمَكَّةَ ثلاثة أيّام حِيْنَ حجُّوا مع النبي - صلى الله عليه وسلَّم - ثُمَّ حُرِّمَ. فالمعنى: لو لم يَنْهَ عنها لكان أصحاب الرِّيَبِ يَتَّخِذونَها سَبَباً وسُلَّمَاً إلى الزِنا مُدَلِّسِيْنَ به على الناس. وأدْلَسْنا: أي وَقَعْنا بالنَّبات الذي يورِقُ في آخِر الصَّيف. وأدْلَسَتِ الأرضُ: إذا اخْضَرَّتْ بالدَّلَسِ. والتَّدْليس في البَيْعِ: كِتمان عَيب السِلُعَة عن المُشْتَري، يقال: دَلَّسَ لي سِلْعَةً سَوْء. ودَلَّسَ في البَيْع وفي كلِّ شيء: إذا لم يُبَيُّن عَيْبَه. قال الأزهري: ومن هذا أُخِذَ التَّدْليس في الإسناد: وهو أن يُحَدِّثَ به عن الشيخ الأكبر ولعلَّه قد رآه، وإنَّما سَمِعَه مِمَّن دُوْنَه مِمَّن سَمِعَه منه. وفَعَلَ ذلك جماعة من الثِّقات، حتى قال بعضهم: دَلَّسَ للنَاس أحاديثَه ... واللهُ لا يَقْبَل تَدْلِيْسا ويقال: دَلَّسَه فَتَدَلَّسَ، وتَدَلُّسُه ألاّ يُشْعَرَ به. وتَدَلَّسْتُ الطَّعام: إذا أخذتُ منه قليلاً قليلا. وقال ابن عبّاد: يقال تَدَلَّسَ المالُ دَلَساً: وهو لَحْسُ الشيء القليل في المَرْتَعِ. وادْلاسَّتِ الأرض: وذلك أن يصيب المالُ منها. وفلان لا يُدالِس ولا يُوالِس: أي لا يَظْلِم ولا يخون ولا يُؤارِب. والتركيب يدلُّ على سَتْرٍ وظُلْمَة. دلعس الأصمعي: الدَّلْعَسُ والدِّلَعْسُ والدِّلْعَوسُ والدِّلْعِيسُ والدِّلْعَاسُ والدُّلاعِسُ - مثال جَعُفَر وحِضَجْرٍ وفِرْدَوْسٍ وبِرْطِيْلٍ وعِرْفاصٍ وعُذَافِرٍ -: الضَّخمة من النوق مع استِرخاء. وجَمَلٌ دِّلْعَاسُ ودُّلاعِسُ: إذا كان ذلولاً. وقال الليث: الدِّلْعَوسُ: المرأة الجريئة على أمرِها العصِيَّة على أهلِها. قال: والدِّلْعَوسُ: الناقة النَّشزَة الجَريئةُ باللَّيْلِ الدّائبَة الدَّلْجَةِ. دلمس ابن دريد: دَلْمَسٌ - مثال جَعْفَر -: اسم. وقال ابن فارس: الدِّلْمِسُ - مثال زِبْرِج -: الدّاهيَة، قال: وهي مَنحوتة من كَلِمَتَين من دَلَسَ الظُّلمة ومِن دَمَسَ إذا أتى في الظُّلْمَة. وقال ابن عبّاد: هي الدُّلَمِسُ للداهية والدَّلامِس - مثال عُلَبِط وعُلابِطٍ -. وقال ابن دريد: الدُّلَمِسُ والدَّلامِسُ: الشديد الظُّلمة. وادْلَمَّسَ اللَّيلُ: إذا اشتدَت ظُلْمَتُه. دلهمس: الدَّلَهْمَس: الجريء الماضي. ويُسَمّى الأسد دَلَهْمَساً لقوَّتِه وجُرأتِه، وكذلك الشجاع، قال: كأنَّه ذو لِبَدٍ دَلَهْمَسُ ... بِساعِدَيهِ جَسِدٌ مُوَرَّسُ من الدِّماءِ مائعٌ ويُبَّسُ وأنشد هِشام: سَبَّحَ مِن حَجْرِ مِنىً لأربَعِ ... دَلَهْمَسُ الليل بَرودُ المَضْجَعِ وقال ابن فارس: هو منحوت من كلمتين مِن دلَسَ وهَمَسَ، فَدَلَسَ: أتى في الظلام، وهَمَسَ: كأنَّه غَمَسَ نفسه فيه وفي كلِّ ما يُريدُه؛ يقال: أسَدٌ هَمُوْسٌ. وقال ابن عبّاد: أمر دَلَهْمَس: إذا كان مُغَمَّضاً عليكَ ليس بِبَيِّن. والدَّلَهْمَس: الجَلْدُ الضخم.

دمس

وقال أبو عمرو: ليلٌ دَلَهْمَسٌ: شديد الظلمة. وظُلمة دَلَهْمَسَة: هائلة، قال الكُمَيْت: إليكَ في الحِنْدِسِ الدَّلَهْمَسَة الطْ ... طَامِسِ مِثل الكواكبِ الثُّقُبِ دمس دَمَسَ الظلام يَدْمُسُ ويَدْمِسُ دُمُوسا: إذا اشتدَّ، يقال: ليلٌ دامِس، قال ذو الرُّمَّة: ومُنْخَرِقِ السِّرْبالِ أشعَثَ يَرتَمي ... به الرَّحلُ فوقَ العَنْسِ والليلُ دامِسُ وليلٌ أُدموس: مثل دامِسٍ. وجاءنا بأُمُورٍ دُمْس ودُبْس ورُبْس: أي عِظام، كأنَّها جمع دامِس، مثال بازِل وبُزْل. وقال أبو زيد: دَمَسْتُه في الأرض دَمْساً: إذا دَفَنْتُهُ حيّاً كانَ أو مَيِّتَاً. وقال أبو عمرو: دَمَسْتُ الشيء: غَطَّيْتُه؛ دَمْساً. وقال أبو زيد: أتاني حيثُ وارى دَمْسٌ دَمْساً: وذلك حينَ يُظْلِمُ أوَّلُ الليلِ شيئاً، ومثله: أتاني حين تقول أأخوكَ أم الذِّئبُ. وقال أبو عمرو: دَمَسَ المَوضِعُ ودَسَمَ وسَمَدَ: إذا دَرَسَ. والدَّمَسُ - بالتحريك -: ما غُطِّيَ؛ من دَمْسِ الإهابِ وهو تَغْطِيَتُه لِيَمَّرِطَ شَعَرُه قبل أن يُلقى في الدِّبَاغ، وإهابٌ مَدموس وغَمُول، والجَمْعُ: دُمُسٌ وغُمُلٌ. وبالوجهين يُروى قول الكُمَيت يمدَحُُ مَسْلَمَة بن هِشام: لقد طالَ ما يا آلَ مروانَ أُلْتُم ... بلا دمسٍ أمرَ العُرَيْبِ ولا غَمَلْ والدَّيْماس والدِّيْماس: الكِنُّ. والدَّيْماس والدِّيْماس: الحَمّام، فإن فَتَحْتَ الدّال جَمَعْتَه على دَيامِيْسَ - مثل شَيْطان وشَياطينَ -، وإنْ كَسَرْتَها جَمَعْتَه على دَماميس - مثل قيراط وقَراريط -، وسُمِّيَ بذلك لظُلْمَتِه. وفي صِفَة المسيح - صلوات الله عليه -: إنّه سَبِط الشَّعَرِ كثيرُ خِيلان الوَجْه كأنّه خَرَجَ من ديْمَاسٍ: أي في نَضْرَتِهِ وكَثْرَةِ ماءِ وَجْهِه كأنَّه خَرَجَ من كِنٍّ، لأنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلّم - قال في وصفه: كأنّ رأسَهُ يقطِرُ ماءً. والدّيْماس: السَّرَب. وكان للحجّاج سجن سمّاه ديْماساً لظُلْمَتِه. وقال ابن عبّاد: الدَّمْسُ: الشخص. قال: ودَمَسْتُ بين القومِ ودَسَمْتُ: أي أصلَحْتُ. ودَمِسَت يَدُه: تلطَّخَت. والدّاموس: القُتْرَة؛ كالناموس. ودُوْمِيْس: ناحية بأرّان بينَ بَرْذَعَة ودَبِيْل. ودَمَسَ المرأة: جامَعَها. ودَمَسْتُ عليه الخَبَرَ: أي كَتَمْتُه. والدَّمِيْسُ: المُغَطّي. والدِّمَاس - بالكسر -: كُلُّ ما غَطّاكَ من شيء. وقال أبو عمرو: الدُّوْدمِس: الحيّة. وقال الليث: الدُّوْدمِس: ضَرْبٌ من الحَيّات مُحْرَنْفِش الغلاصيم يقال إنَّه يَنْفُخُ نَفْخاً فَيُحْرِق ما أصابَ، والجَمْعُ: الدُّوْدَمِسَات والدَّوامِيْسُ. وأدمَسَ الليل: مِثْلُ دَمَسَ. وتَدْميسُ الشيء: دَفْنُه؛ مثل دَمْسِه، قال: إذا ذُقْتَ فاها قُلْتَ عِلْقٌ مُدَمَّسٌ ... أُريدَ به قَيْلٌ فَغودِرَ في سَأبِ وقال أبو مالِكٍ: المُدَمَّس في هذا البيت: الذي عليه وَضَرُ العَسَل، وقال أبو زيد: هو المُغَطّى. وقال أبو مالِك: المُدَمَّسُ والمُدَنَّسُ بمعنى واحِدٍ. والتَدْميس: إخفاء الشيء. وانُدَمَسَ: دَخَلَ في الدّيْمَاسِ. والمُدَامَسَة: المُوَارَاةُ. وتَدَمَّسَت المَرْأةُ بكذا: أي تلطَّخَت به. والتركيب يدل على خفاء الشيء. دمحس ابن دريد: الدُّمَاحِس - مثال عُذَافِر -: السيِّئ الخُلُق. وقال الليث: الدُّماحِسُ الغليظ. وقال ابن خالَوَيه: الدُّمَاحِس: الأسد. وقال الليث: يقال للأسوَد من الرجال: الدُّمْحُسِيُّ. وقال ابنُ عبّاد: هو السمين الشديد. دمقس الدِّمَقْس والدِّقَمْس والمِدَقْس: الابريْسَم، وقيل: القَزُّ، قال امرؤ القيس: فَظَلَّ العذارى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِها ... وشَحْمٍ كهُدّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ وقيل: الدِّمَقْس: الدِّيباج، وقيل: الكَتّان. والدِّمْقَاس: لُغَةٌ فيه. وثوب مُدَمْقَس: منسوج بالدِّمَقْس، قال العجّاج: خَوْداً تَخالُ رَيْطَها المُدَمْقَسا ... ومَيْسَنانِيّاً لها مُمَيَّسا أُلْبِسَ دِعْصاً بينَ ظَهْرَيْ أو عَسا دمنس دُمَانِسُ: بلد من نواحي تَفْلِيْس. دنخس

دنس

ابن فارس: الدَّنْخَسُ - بالفتح -: الشديد اللحم الجسيم. دنس الدَّنَس: الوَسَخ. ودَنِسَ الثَّوبُ يَدْنَسُ دَنَساً ودَنَاسَةً؛ فهو دَنِس. وكذلك دَنِسَ عِرْضُ الرَّجُل وخُلُقُه، يُقال: هو دَنِسُ العِرْضِ والمرؤة. وقوم أدْناس ومَدَانيس، قال جرير: والتَّيْمُ أْلأمُ من يمشي وأْلأمُهُمْ ... أولادُ ذُهْلٍ بَنُو السُّودِ المَدانِيْسِ ودَنَّسَ ثَوْبَه وعِرْضَه تَدْنيسا: إذا فعل ما يُشِيْنُه، قال رؤبة يمدَح أبَانَ بن الوليد البَجَليَّ: باعَدَ عنكَ العَيْبَ والتَّدْنِيْسا ... ضَرْحُ الشِّمَاسِ الخُلُقَ الضَّبِيْسا دنفس ابن الأعرابي: الدِّنْفاس والدِّفْناس: الراعي الكسلان الذي ينام ويترك الإبل ترعى وحدها. وقال ابن الأعرابي: الدُّنَافِسُ: السَيِّئ الخُلُق. والدِّنْفِسُ: الحمقاء؛ كالدِّفْنِسِ. دنقس ابن فارس: دَنْقَسْتُ بين القوم ودَنْقَشْتُ - السين والشين -: أي أفسَدْتُ. وقال الليث: الدَّنْقَسَة: تطأْطُؤ الرأس ذُّلاً وخُضُوْعاً، وأنشد: إذا رآني من بَعيدٍ دَنْقَسا والدَّنْقَسَة: خَفْضُ البَصَر، قال: يُدَنْقِسُ الطَّرْفَ إذا ما نَظَرا وقال أبو عُبَيد: دَنْقَسَ الرجل: إذا نَظَرَ وكَسَرَ عَيْنَه، وقيل: انَّما هو دَنْفَشَ بالفاء والسين المُعجَمَة. دنكس دَنْكَسَ الرجل في بيتِه: إذا لم يَبْرُزْ لحاجةِ القوم؛ ويختَبِئُ فيه، وهو غَيْبٌ. دوس داسَ الشيء يَدوسُهُ: وَطِئَه برِجلِه. وداسَ جارِيَتَه: إذا جامَعَها وبالغَ في وَطْئها، قال: قامَت تُنادي عامِراً فأشْهَدا ... وكانَ قِدْماً ناخِباُ جَلَنْدَدا فَداسَها لَيْلَتَهُ حتى اغْتَدى وداس الطعام يَدوسُه دَوْساً ودِياساً ودِياسَة. وفي حديث أم زَرْع: ودائسٍ ومُنَقٍّ. قال هشام: الدائس: الأنْدَر؛ والمَنًقّي: الغِربال، وقال غيرُه: الدائِس: الذي يدوس الطعام؛ والمُنَقّي: الذي يُنَقّيهِ. وقد كُتِبَ الحديث بتمامِه في تركيب ز ر ن ب. وقَوْلُهم: أتَتْهُم دَوَائسُ الخيل وأتَتْهُم الخَيْلُ دَوائسَ: أي يَتْبَعُ بَعْضُها بعضاً. والمَدَاس: الذي يُلبَس في الرِّجْلِ. والمَداسة: موضع دَوْسِ الطعام. والمِدْوَس والمِدْواس - بالكسر -: ما يُداس به الطعام. والمِدْوَس - أيضاً -: مِصقَلَة الصَّيْقَل، قال أبو ذؤَيْب الهُذَلي يَصِفُ حماراً: وكأنَّما هوَ مِدْوَسٌ مُتَقَلِّبٌ ... بالكَفِّ إلاّ أنَّهُ هوَ أضْلَعُ يقال: دُسْتُ السيفَ: إذا صَقَلْتَه، قال أبو أُسامة معاوية بن زُهَيْر الجُشَميُّ حليفٌ لِبَني مَخْزومٍ يَصِفُ سَيْفاً: وأبيَضَ كالغَديرِ ثوى عليهِ ... قُيُونٌ بالمَداوِسِ نِصفَ شَهرٍ ودَوْس: أبو قبيلة، وهو دَوْس بن عُدْثان بن عبد الله بن زَهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد. والدَّوّاس - بالفتح والتشديد -: الأسد؛ لأنَّه يدوس أقرانه وفَرائِسَه. والدَّوّاس: الشجاع الذي يدوس أقرانه، وكلُّ قاهِرٍ دوّاس، قال رؤبة: والحرب فيها شُعَلٌ وأقباسُ ... تَجِلُّ أنْ يُذْكَرَ فيها الأنكاسْ إذْ بَلَغَ الجَهْدَ العِرَاكُ الدَّوّاسْ ودَوّاسَة الرَّجُل: أنفُه. وقال ابن الأعرابي: الدَّوْس - بالفتح -: الذُّلُّ. والدُّوْسُ - بالضم -: الصَّقَلَة. أبو زيد: يقال: فلانٌ دِيْسٌ من الدِّيَسَة: أي شجاع شديد يدوس كلَّ من نازَلَه، وأصله دِوْسٌ - على فِعْلٍ؛ بالكسر -؛ فقُلِبَت الواو ياء لكسرةِ ما قبلِها، كما قالوا رِيْحٌ وأصلها رِوْحٌ. والدُّوَاسَة والدَّويْسَة: الجماعة. وقال ابن عبّاد: الدِّيْسَة: الغابة المُلْتَبِدَة، والجمع دِيَس ودِيْس، والأصل الواو. وانْدِياس الطعام: مُطَاوِعُ دَوْسِه. والتركيب يدل على دَوْس الشيء. دهس ابن عبّاد: الدَّهْس: النَّبت الذي لم يَغلِب عليه لون الخُضرَة.

دهرس

والدَّهْس والدَّهَاس - مثال نَبْت ونَبَات -: المكان السهل اللَّيِّن لا يَبْلُغُ أن يكون رَمْلاً وليس هو بِتُراب ولا طين. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم - أنَّه أقبَلَ من الحُدَيْبِيّة فنَزَلَ دَهاساً من الأرضِ فقال: مَنْ يَكْلَؤها اللَّيلة؟ فقال بلال: أنا، ثم إنَّهم ناموا حتى طَلَعَتِ الشمس، فاستَيقَظَ ناسٌ فقالوا اهضِبوا. قال النابغة الجعدي رضي الله عنه: إذا ما الضَّجيجُ ثَنى جِيْدَها ... تَدَاعَتْ فكانت عليه لِباسا تَمِيلُ كَمَيْلِ نَقى رَمْلَةٍ ... كَسَتْهُ العَوَاصِفُ تُرْباً دَهَاسا وقال العجّاج يَصِفُ فَرَساً: عافي الرَّقاقِ مِنْهَبٌ مُوَاثِمُ ... وفي الدَّهَاسِ مِضْبَرٌ مُتائمُ تَرْفَضُّ عن أرْساعِهِ الجَراثِمُ يقال: رَمْلٌ أدْهَس بَيِّن الدَّهَسِ والدُّهْسَة، قال العجّاج: ومَهْمَهٍ يُمْسي قَطَاهُ نُسَّسا ... رَوابِعاً وبَعْدَ رِبْعٍ خُمَّسا وإن تَوَنّى رَكْضُهُ أو عَرَّسا ... أمسى من القابِلَتَيْنِ سُدَّسا مُوَاصِلٍ قُفّا ورَمْلاً أدْهَسا ورجُلٌ دَهَاس الخُلُق: أي سهل الخُلُقِ دَمِيْثُه. والدَّهَاسَة: سُهُولة الخُلُق، واشتقاقها من الدِّهَاسِ. ويقال: رِمالٌ دُهْسٌ، قال العجّاج: وكم قَطَعْنا من قِفافٍ حُمْسٍ ... غُبْرِ الرِّعَانِ ورِمالٍ دُهْسِ وامرأةٌ دَهَاسٌ: عظيمة العَجيزَة. وقال ابن عبّاد: داهِيَةٌ دَهْسَاءُ؛ كما يقال شَعْرَاءُ. وعنزٌ دَهْسَاء: وهي مثل الصَّدْءاءِ إلاّ أنَّها أقل حُمْرَة منها، قال المُعَلّى بن حَمّال العَبْديُّ؛ وأنشَدَ ذلك أبو عُبَيْدَة في كتاب المَثالِب لحَمّاد بن سَلَمَة: وجاءت خُلْعَةٌ دُهْسٌ صَفايا ... يَصُورُ عُنُوقَها أحْوى زَنِيْمُ يُفَرِّقُ بَيْنَها صَدَعٌ رَبَاعٍ ... له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَرِيْمُ ويُرْوى: يَصُوْعُ عُنُوْقَها. والدَّهُوْسُ: الأسَدُ. وقال ابن دريد: أدْهَسَ القوم: إذا سَلَكوا الدَّهْسَ. وقال ابن عبّاد: ادْهاسَّت الأرضُ: صارَت دَهْساء اللون. والتركيب يدل على لِيْنٍ في مَكانٍ. دهرس الدَّهَارِس: الدَّواهي، الواحدة: دَهْرَس. وأنشد الليث: وعَمِّيَ سَيّارٌ وسارَ بِنَصْرِهِ ... عَلِيٌ إلى صِفِّيْنَ يومَ الدَّهارِسِ وأشْبَعَ الكَسْرَةَ الشاعر فولَّدَ الياء؛ قال: حَنَّت إلى النَّخْلَةِ القُصْوى فَقُلْتُ لها: ... حِجْرٌ حَرامٌ ألا تِلْكَ الدَّهاريْسُ وناقةٌ ذاةُ دَهْرَسٍ: أي ذاةُ خِفَّةٍ ونَشَاطٍ، قال: ذاةُ أزابيَّ وذاةُ دَهْرَسِ دهمس ابنُ الفَرَجِ: أمْرٌ مُدَهْمَسٌ ومُدَغْمَسٌ ومُدَخْمَسٌ ومُرَهْمَسٌ ومُنَهْمَسٌ: أي مستورٌ. وقال الفرّاء: الرَّهْمَسَة والدَّهْمَسَة: السِّرَارُ. وقال ابن عبّاد: الدَّهْمَسَة: المُسَاوَرَة والبَطْش. ديس أهلُ العراق يُسَمُّونَ الثَّدْيَ: الدَّيْسَ، وليس من كلام العَرَبَ. ودِيْسَان: من قُرى هَرَاة. ذفطس ابن الأعرابي: ذَفْطَسَ الرجلُ: إذا ضَيَّعَ مالَه. هكذا ذَكَرَهُ الأزهري بالذال المُعْجَمَة، وفي نُسَخِ نوادر ابن الأعرابي: بالدّال المهملة، وأنشد: قد نامَ عنها جابِرٌ وذَفْطَسا ... يشكو عُرْوقَ خُصْيَتَيهِ والنَّسَا كأنَّ رِيْحَ فَسْوِهِ إذا فَسا ... تَخْرُجُ من فيهِ إذا تَنَفَّسا ذرطس الأزهريّ: أذْرِيْطُوْسُ: دواء رُومي فأُعْرِبَ. قال: بارِكْ له في شُرْبِ أذْرِيْطُوْسا وجَعَلَه رؤبةُ طُوْساً لحاجتِهِ في القافية، وسَيَجِيءُ ذِكْرُه - إن شاءَ الله تعالى - في تركيب ط وس. رأس الرَّأس: معروف. ورأس كل شيء: أعلاه، ويُجتَمَع في القِلَّة على أرْؤسٍ، قال العجّاج: وإن دَعَوْتَ من تميمٍ أرْؤسا ... والرَّأسَ من خُزَيْمَة العَرَنْدَسا وقيسَ عَيْلانَ ومَن تَقَيَّسا ... تقاعَسَ العِزُّ بنا فاقْعَنْسَسَا أراد بالأرؤسِ الرُّؤساء. ويُجمَع في الكَثرة على رؤوس. وقال الأصمعي: يقال للقوم إذا كَثَروا وعَزُّوا: هُم رَأْسٌ، قال عمرو بن كُلْثوم:

برأسٍ من بَني جُشَمَ بن بكر ... نَدُقُّ به السُّهُولة والحُزُوْنا وقيل: أراد بالرأس الرئيس؛ لأنَّه قال: نَدُقُّ به ولم يَقُل: بهم. ويقال: رأسٌ مِرْأسٌ: أي مِصَكٌ للرُّؤوس، قال العجّاج: ورُسُغاً فَعْماً وخُفّاً مِلْطَسا ... وعُنُقاً ورأساً مِرْأسا ورؤوس مَرَائس ورُؤَّسٌ - مثال رُكَّع -، قال منظور بن حَبَّة يَصِف عزَّه في قومه: وإن سَما نالَ النُّجومَ الطُّمَّسا ... مِمّا وَرِثنا مُنْقِذاً وفَقْعَسا والخالِدَيْنِ والرُّؤوسَ الرُّؤَّسا ... والعَوْفَتَيْنِ لم يكُنْ مُؤبَّسا وبيت رأس: اسمُ قرية بالشام من قُرى حَلَب، وكورة بالأُردُن؛ وهذه هي المُرادَة بِقَول حسّان بن ثابِت رضي الله عنه: كأنَّ خَبيئَةً من بيتِ رأسٍ ... يكونُ مِزاجُها عسلٌ وماءٌ على أنيابها أو طَعْمَ غَضٍّ ... من التُّفَّاحِ هَصَّرَه اجْتِناءُ وإنَّما نَصَبَ " مِزاجَها " على أنَّه خبر كانَ، فجَعَلَ الاسم نَكِرَة والخَبَرَ معرِفَة، وإنَّما جازَ ذلك من حيث كان اسم جِنْسٍ، ولو كان الخَبَرُ مَعْرِفَة مَحْضَة لَقَبُحَ. ورَأسَه رأساً: أصابَ رأسَه. ورَأسَ القوم رِئاسَة: صار رئيسَهُم. ورَأْسُ عَيْنٍ: مدينة من مدن الجزيرة، يقال: قَدِمَ فلان من رأس عَيْنٍ، والعامَّة تقول: رأسِ العَيْن. وقولهم: رُمِيَ فلانٌ منه في الرأيٍِ: أي أعرَضَ عنه ولم يَرْفَعْ به رَأساً واسْتَثْقَلَه، تقول: رُميتُ منكَ في الرأس - على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه -: أي ساءَ رّأيُكَ فيَّ حتى لا تَقْدِرَ أنْ تَنْظُرَ إليَّ. وتقول: أَعِد كَلامَكَ من رأسٍ، ولا تَقُل: من الرأسِ، والعامة تقوله. والإصابة من الرأس: كِناية عن التقبيل. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه كان يُصيبُ من الرأسِ وهو صائِم. ورَأسُ الإنسان: الجبل الذي بين أجياد الصَّغير وبين أبي قُبَيْسٍ. ورَأس الحِمار: مدينة قُربَ حَضْرَمَوت. ورَأس الأكحَل: قرية باليمن من نواحي ذَمَار. ورَأس ضأن: جبل ببلاد دَوْسٍ. ورَأس الكلب: ثَنِيَّة، وقريةٌ بقُوْمِسَ أيضاً. ورَأس كِيْفى: من ديار مُضَرَ بالجَزيرة. وذو الرأسَين: خُشَيْن بن لأْي بن عُصَيْم بن شَمْخ بن فَزَازَة بن ذُبيان بن بَغيض، ولم يكُن في فَزَازَة رجُلٌ أكثَرُ غزواً من ذي الرأسَين، قال ابنُ ذو الرأسَين: وأنا ابنُ ذي الرأسَينِ قد عَلِموا ... من خَيْرهمْ وأبُوهُ ذو العَضْبِ وذو الرأسَين - أيضاً -: أُمَيّة بن جُشَم بن كِنانة بن عمرو بن قين بن فَهْم بن عمرو بن قيس عَيْلان بن مُضَر بن نِزار بِن مَعَدِّ بن عدنان. وذو الرأس: جرير بن عَطِيَّة بن الخَطَفي - واسمه حُذَيفة - بن بدر بن سَلَمَة بن عَوف بن كُلَيب بن يَربوع بن حنظَلَة بن مالك بن زيد مَنَاة بن تميم. وقيل له: ذو الرأسِ لِجُمَّةٍ كانت له، وكان يقال له في حَدَاثَتِهِ: ذو اللِّمَّة. ورأس المال: أصلُ المال. وفي حديث عُمر - رضي الله عنه -: واجعلوا الرأس رأسَين. أي اشتَروا بثمن الواحِد من الحيوان اثنين حتى إذا مات أحدهما بَقِيَ الثاني، فإنَّكُم إذا غالَيْتُم بالواحِدِ فذلك تعريضٌ للمالِ مجمعاً للتَهلُكة، وهو عطف البيان والتَّفصيل على الإجمال. وقد كُتِبَ الحديث بتَمامِه في تركيب ل ث ث. ورئيس القوم: سَيِّدُهم ووالي أمورِهم، ويقال - أيضاً -: رَيِّسٌ - مثال قَيِّم - على الإدغام، قال يمدح محمد بن علي بن عبد الله بن عبّاس بن عبد المُطّلِب الهاشِميّ واليَ البصرة أيّام هارون الرشيد أنارَ الله بُرهانَه: يَلْقى الأمانَ على حِياضِ محمّدٍ ... ثَوْلاءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أطْلَسُ لا ذي تخافُ ولا لهذا جُرأةٌ ... تُهْدى الرَّعيّةُ ما استقامَ الرَّيِّسُ والأعضاء الرئيسة عند الأطبّاء أربعة: القلب والدِماغ والكَبِد والأُنثيان، ويقال للثلاثة المتقدِّمَة: رئيسة من حيث الشخص، على معنى أنَّ وجوده بدونها أو بدون واحِدٍ منها لا يُمكِن، والرابع رئيس من حيث النوع على معنى أنَّه إذا فاتَ فاتَ النوع، ومَنْ قال إنّ الأعضاء الرئيسة هي الأنف واللَّسان والذَّكَرُ فقد سَها. وشاةٌ رئيس: إذا أُصيبَ رأسُها، من غنم رَآسى؛ مثال حَبَاجى ورَماثى.

ورئيس بن سعيد بن كَثير بن عُفَيْر المِصري: مُحَدِّثٌ شاعِرٌ. والرِّئّيْسُ - مثال سِكِّيْتٍ -: الكثير التَّرَؤُّس، ويُنْشَدُ بيتُ أبي حِزامٍ غالب بن الحارِث العُكْليِّ: لا تُبِئْني وانَّني بكَ وغدٌ ... لا تُبِئْ بالمُرَأَّسِ الرِّئِّيْسا ويروى: بالمُؤرَّسِ الإرِّيْسا. والفَرَسُ المِرآسُ: الذي يَعَضُّ رؤوس الخيلِ إذا صارَت معه في المُجاراةِ، قال رؤبة: لو لم يُبَرِّزْهُ جَوادٌ مِرْآسْ ... لَسَقَطَتْ بالماضِغِيْنَ الأضْرَاسْ وقيل: المِرْآس: الذي يَرْأس؛ أي يكون رئيساً لها في تَقَدُّمِه وسَبْقِه. ويقال لبائع الرؤوس: رأَّسٌ، والعامة تقول: رَوّاس. والرَّؤوْس من الإبل: البعير الذي لم يبقَ له طِرْقٌ إلاّ في رأسِه. ونعجةٌ رأساء: أي سوداء الرأس والوجه وسائرها أبيض. والأرْأسُ والرُّؤاسِيُّ: العظيم الرأس، وشاة رأساء ولا يقال رُؤاسِي. ويقال: هو رائسُ الكِلابِ؛ قال ابن السكِّيت: أي هو في الكِلابِ بِمَنزِلَةِ الرئيس في القوم. ويقال: سحابة رائسَة: لِلَّتي تَفْدُمُ السَّحابَ، وهي الروائسُ، قال ذو الرُّمَّة يَصِفُ نوقاً دعاهُنَّ الفَحْلُ: فَيُقْبِلْنَ إرْباباً ويُعْرِضْنَ رَهْبَةً ... صُدُوْدَ العَذارى واجَهَتْها المَجَالِسُ خَناطِيْلَ يَسْتَقْرِيْنَ كلَّ قَرارَةٍ ... مَرَبٍّ نَفَتْ عنها الغُثَاءَ الرَّوائسُ وقال بعض الأعراب: انَّ السيل يرأسُ الغُثاءَ؛ وهو جَمْعُه إياه ثم احتمالُه، والأصَحُّ أنَّ الرَّوائسَ في الشِّعْرِ أعالي الأودِيَة؛ الواحِد: رائسٌ. والرّائسُ: جَبَلٌ في البَحْرِ بَحْرِ الشَّأْمِ، قال النعمان بن بن بشير الأنصاريّ رضي الله عنه: وأمْسَتْ ومن دُونها رائسٌ ... فأيّانَ من بَعْدُ تَنْتابُها ورائسٌ: بئر لبني فَزازة أيضاً. والرائس والمَرؤوس: الوالي والرعيَّة. وقال الفرّاء: رجُلٌ مَرْؤوس: الذي شَهوَتُه في رأسه وليس عنده شيء غير ذلك. وقولُهم: أنت على رئاس أمرِك: أي اوَّلِه، والعامة تقول: على رأسِ أمرِك. ورِئاس السيف: مَقْبِضُه، وقيل: قَبيعَتُه؛ وهذه أصَحُّ، قال تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِل: وليلَةٍ قد جَعَلْتُ الصُبْحَ مَوْعِدَها ... بصُدْرَةِ العَنْسِ حتى تَعْرِفَ السَّدَفا ثمَّ اضْطَغَنْتُ سِلاحي عند مَغْرِضِها ... ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيْفِ إذْ شَسَفا ويُقال: أقرِضني عشرةً برُؤوسِها: أي قرضاً لا رِبْحَ فيه إلاّ رأسُ المال. وبنو رُؤاسٍ - بالضم -: حَيٌّ من عامِر بن صَعْصَعَة، وهو رُؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامِر بن صَعْصَعَة بن مُعاوِيَة بن بكر بن هوازن بن منصور بن عِكْرِمَة بن خَصَفَة بن قيس عَيْلانَ. واسمُ رُؤاسٍ: الحارِث، منهم أبو دُوَاد الرُّؤاسِيُّ؛ واسمُه: يَزيد بن معاوية بن عمرو بن قيس بن عُبَيد بن رُؤاس؛ الشّاعِر. ورَأَّسْتُه تَرْئيساً: أي جَعَلْتُهُ رئيساً، قال: سأَلْتُ موسى القَيِّمَ المُرَأَّسا ... في الأرضِ خَمْسَ أذْرُعٍ فَنَكَّسا والمُرَأَّسُ: الأسد، وقال كُثَيِّر: مُدِلٌّ بِوادي ذي حِماسَ مُرَأَّسٌ ... بخَبْتِ العَرِيْنِ جائبُ العَيْنِ أشْهَلُ والمُرَئِّسُ من الإبل: البعير الذي لم يَبْقَ له طِرْقٌ إلاّ في رأسِه. والضَّبُّ رُبَّما رأسُ الأفعى ورُبَّما ذَنَّبَها: وذلك أنَّ الأفعى تأتي جُحْرَ الضَّبِّ فَتَحْرِشُه، فَيَخْرُجُ أحياناً بِرَأسِه مُسْتَقْبِلَها؛ فيُقال: خَرَجَ مُرَئِّساً. ورُبَّما احْتَرَشَه الرَّجُلُ فَيَجْعَلُ عوداً في فَمِ جُحْرِه فَيَحْسِبُه أفعى فَيَخرُجُ مُذَنِّباً أو مُرَئِّساً. وارتأسَني فلان وارتَكَسَني واعْتَكَسَني واعْتَرَسَني واكْتَأسَني: أي شَغَلَني، وأصْلُه أخذٌ بالرَّقَبَةِ وخَفْضُها إلى الأرض. وقيل في قول رؤبة: وابْنُ هُرَيْمٍ والرَّئيسُ مُرْتاسْ ... للمُصْعَبَاتِ والأُسُوْدِ فَرّاسْ أصلُه الهَمْز؛ وهو مُرْتَئس، فَتَرَكَ الهَمْزَ لِيَسْلَمَ له الرِّدْف وهو الألِف، ونَذكُرُ - إن شاء الله تعالى - القول الثاني في تركيب ر ي س. وارْتَأسَ وَتَرَأَّسَ: صارَ رئيساً. والمُرَائسُ من الإبل: مثل المُرَئِّس.

ربس

ورجَل مُرَائس خَلْفَ القوم في القتال: أي مُتَخَلِّفٌ عنهم. والتركيب يدل على تَجَمُّعٍ وارتِفاع. ربس رَبَسَ قِرْبَتَهُ رَبْساَ: إذا ملأها. وقال ابن دريد: أصْلُ الرَّبْسِ: الضَّرْبُ باليَدَين، يقال: رَبَسَهُ بِيَدَيه: إذا ضَرَبَهُ بهما. وداهِيَة رَبْساءَ: أي شديدة. ورَبْسى - مثال عَطْشى -: فَرَسٌ كانَ لبني العَنْبَر، قال المَرّار العَنْبَري: وَرِثْتُ عن رَبِّ الكُمَيْتِ مَنْصبا ... وَرِثْتُ رَبْسى ووَرِثْتُ دَوْأبا رِباطَ صِدْقٍ لم يَكُنْ مُؤْتَشَبا والرَّبِيْسُ: الشجاع، قال: ومِثلي لُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيْسِ وكِيْس رَبِيْسٌ ورَبِيزٌ: أي مُكْتَنِز أعْجَرُ، وكذلك العُنْقود؛ ومعناه انْهضام حَبِّه وتَدَاخُلُ بَعضِهِ في بَعض. وقال ابن دريد: الرَّبِيْس: المضروب أو المُصاب بمال أو غيرِه. والرَّبِيْس والرَّبْس والرِّبْس: الداهِيَة. ويقال: جاءَ بمالٍ رِبْسٍ: أي كثير، قالَه ابن الأعرابي. وقال أبو زيد: يقال جِئْتَ بأُمُورٍ رُبْسٍ - بالضم - ودُمْسٍ: أي عِظَامٍ؛ وهي الدواهي، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان: ويَفْصِلونَ اللَّبْسَ بَعْدَ اللَّبْسِ ... من الأُمُورِ الرُّبْسِ بَعْدَ الرُّبْسِ وقال ابن عبّاد: الرِّبْسَة من النساء: القبيحة الوَسِخَة. والرِّيْبَاس: نَبْتٌ شديد الحُمُوضة، وورَقُه عريض. والإرتِباس والإرتِباز: الاختلاط والإكتناز في اللحم وغيره. وقال ابن الأعرابي: ارْبَسَّ ارْبِسَاساً: إذا ذَهَبَ في الأرض. وارْبَسَّ امْرُهم وارْبَثَّ: أي ضَعُفَ حتى تفَرَّقوا. وقال ابن عبّاد: الارْبِسَاس: المُرَاغَمَة والتَّصَرُّف، وهو الاسْتِئْخار أيضاً. والتركيب يدل على الضَّرب باليدين، وقد شَذَّ عن هذا التركيب الارْبِساس والرِّيْبَاس. ربتس الرَّبْتَس بن عامِر بن حِصن بن خَرَشَة بن حَيَّة الطائي - رضي الله عنه -: وَفَدَ على النبي - صلى الله عليه وسلّم -. رجس الرَّجْس - بالفتح -: الصوت الشديد من الرعد ومن هدير البعير، يقال: رَجَسَتِ السماءُ تَرْجَسَ - بالضم -: إذا رَعَدَت وتَمَخَّضَت، وسَحَابٌ راجِس ورجّاس، قال العجّاج يَصِف المَنازِل: غَيَّرَها عَطْفُ السِّنِيْنَ أحْرُسا ... وكُلُّ رَجّاس يَسُوْقُ الرُّجَّسا وكذلك بعير رَجّاس ورَجُوْس ومِرْجَس - بكسر الميم - أيضاً، قال رؤبة: وإن لَقِيْتَ العُلجَ الرَّفُوْسا ... مُسْتَصْعِباً ذا صاهِلٍ شَمُوْسا هَدَرْتُ هَدْراً يُسْكِتُ الجُرُوْسا ... بَخْبَاخُهُ والباذِخَ الرَّجُوْسا وقال رؤبة - أيضاً - يَصِفُ الأسد: ليسَ له إلاّ الزئيرَ أحْرَاسْ ... كما يَرُجُّ الرَّعْدَ أحْوى رَجّاسْ والرَّجّاس - أيضاً -: البحر، سُمِّيَ بذلك لصَوتِ مَوْجِه أو لارْتِجاسِه واضطرابه، كما سُمِّيَ رَجَّافاً لرَجَفانِه. وقال ابن الأعرابي: يقال هذا راجِسٌ حَسَن: أي راعِدٌ حَسَن. ويقال: هم في مَرْجوسَةٍ من أمرهم ومَرْجوساءَ من أمْرِهم: أي في اختِلاطٍ والْتِباس. والمِرْجاس: حَجَرٌ يُشَدُّ في طَرَف حَبْل ثم يُدَلّى في البِئْر فَتُمْخَضُ الحَمْأةُ حتى تَثْورَ ثم يَسْتَقى ذلك الماءُ فَتُنَقّى البِئْرُ، قال: إذا رَأوْا كَرِيْهَةً يَرْمُوْنَ بيْ ... رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوِيْ وقال ابن الأعرابي: المِرْجاس والمِرْداس: حَجَرٌ يُلْقى في جوف البئر ليُعْلَمَ بصَوْتِه قَدْرُ قَعْرِ البِئر وعُمقِها أو لِيُعْلَمَ أفيها ماءٌ أم لا. والرّاجِسُ: الذي يَرْمي بالمِرجاسِ في البِئْر، قال: أدْلَيْتُ دَلْوي في صَرىً مُشَاوِسِ ... فَبَلَّغَتْني بَعْدَ رَجْسٍ الرّاجِسِ سَجْلاً عليهِ جِيَفُ الخَنَافِسِ والرِّجْس - بالكسر - والرَّجَس - بالتحريك - والرَّجِس - مثال كَتِف - القذِر، يقال: رِجْسٌ نِجْس ورجَس نَجَس ورَجِس نَجِس؛ إتْباعٌ. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا دَخَلَ الخَلاءَ: اللهُمَّ إني أعوذُ بِكَ من الرِِّجْسِ النِّجْسِ الخَبيثِ المُخْبِثِ الشيطان الرجيم، اللهم إني أعوذ بك من الخُبُثِ والخَبَائِث.

رحمس

وقوله تعالى:) رِجْسٌ أو فِسْقاً (، قال الأزهَري: الرِّجْسُ اسْمٌ لكلِّ ما اسْتُقذِرَ من العَمَل. ويقال: الرِّجس: المَأثَمُ، يقال: رَجِسَ الرجُلُ يَرْجَسُ - مثال سَمِعَ يَسْمَعُ؟ رَجَساً - بالتحريك - ورَجُسَ يَرْجُسُ - مثال كَرُمَ يكْرُمُ - رَجَاسَةً: إذا عَمِلَ عملاً قبيحاَ. وقال بعضهم في قول الله تعالى:) فَزادَتْهُم رِجْساً إلى رِجْسِهم (أي كُفْراً إلى كُفْرِهم. والرِّجْسُ: العملُ الذي يؤدي إلى العَذاب والعِقاب. وقيلَ في قَولِهِ تعالى:) ويَجْعَل الرِّجْسَ على الذين لا يَعْقِلون (: إنَّه العِقابُ والغَضَب، وهو مُضارِع لقولِهِ تعالى:) رِجْزاً من السَّمَاء (، ولعلَّهما لُغَتان، أُبْدِلَت السِّين زاياً، كما قالوا للأزْدِ: الأسْدُ. وقيل معناه اللعنةُ في الدُنيا والعذاب في الآخِرَة. وقال ابن عبّاد: رَجَسَه عن الأمر يَرْجُسُه ويَرْجِسُه: أي عاقَه. والنَّرْجِس: هذا المَشْمُوْم، وهو مُعَرَّب نَرْكِسُ، والنون فيه زائِدَة لأنَّه ليس في الكلام فَعْلِل، وفي الكلام نَفْعِل، ولو سَمَّيْتَ بهِ رَجُلاً لم تَصْرِفْه، لأنَّه مِثْل نَضْرِب، ولو كان في الأسماء شيء على مِثال فَعْلِلٍ لصَرَفْناه، كما صَرَفْنا نَهْشَلاً لأنَّ في الأسماءِ فَعْلَلاً مِثْل جَعْفَر. وقال أبو عُمَر: النِّرْجِسُ - بكسر النون - لغةٌ في فَتْحِها. وأرْجَسَ الرَّجُلُ: إذا قَدَّرَ الماء بالمِرْجاس، مِثْل رَجَسَ. وارْتَجَسَتِ السَّماءُ: إذا رَعَدَتْ. والارْتِجاس والارْتِجاج: الرَّجَفَان، ولَمّا وُلِدَ النبي - صلى الله عليه وسلّم - ارْتَجَسَ إيْوَانُ كِسْرى فَسَقَطَت منه أرْبَعَ عَشْرَةَ شُرْفَةً. وقد كُتِبَ الحديث بتمامِه في تركيب وب ذ. والتركيب يدل على اختلاط. رحمس أبو عمرو: الرُّحَامِس والحُمارِس والرُّماحِسُ والقُدَاحِسُ: كُلُّ ذلك من نَعْتِ الجريء الشُّجَاع. رخس عُتْبَة بن سعيد بن رَخْس: من رَواة الحديث. وقال ابن عبّاد: أرْخَسْتُ السِّعْرَ وأرخَصْتُه: بمعنىً واحِدٍ. ردس رَدَستُ القومَ أرْدُسُهم رَدْساً: إذا رَمَيْتَهُم بِحَجَر، قال: إذا أخوك لَواكَ الحَقَّ مُعْتَرِضاً ... فارْدُسْ أخاكً بعِبءٍ مِثْلِ عَتّابِ يعني: مثل بني عَتّابٍ. وقال الخليل: الرَّدْسُ دَكُّكَ حائطاً أو أرْضاً أو مَدَراً بشَيءٍ صُلْب عَريض يقال له المِرْدَس والمِرْدَاس، قال العجّاج: يُغَمِّدُ الأعداء جَوْزاً مِرْدَسا ... وهامَةً ومَنْكِباً مُفَرْدَسا وقال رؤبة: هناك مِرْدانا مِدَقٌ مِرْداسْ وقال ابن دريد: الرَّدْس: أن تضرِبَ حجراً بحَجَرٍ أو صخرة بصخرة حتى تَكسِرَها، تقول: رَدَسْتُ الحَجَرَ بالحَجَرِ أردِسُه وأردُسُه رَدْساء قال: ومنه اشتقاق اسم مِرْداس، وهو مِفعالٌ من ذلك. وعباس بن مرداس السُّلَمي - رضي الله عنه -: له صحبة، وكان من المؤلَّفة قلوبهم، وهو عباس بن مِرداس بن أبي عامِر بن جارية بن عبد بن عبس بن رِفاعة بن الحارث بن بُهْثة بن سُلَيم بن منصور بن عِكرِمة بن خَصَفة بن قيس عَيلان. والمِرداس - أيضاً -: الرَّأس، قال الطِرماح يَصِف ناقَتَه: نَزَت شُعَب النَّسَا منها الأعالي ... بِجانِب صَفْحِ مِطْحَرَةٍ زَبُوْنِ تَشُقُّ مُغَمّضاتِ اللَّيل عنها ... إذا اطَّرَقَتْ بِمِرْداسِ رَعُوْنِ أي بِرأسٍ تَرْدُسُ به: أي تدفع، والرَّعون: المتحرِّك. ورجل رِدِّيس: أي دفوع، وكذلك الرَّدُوْس، قال رؤبة: إذا أمَرَّ المَنْكِبَ الرَّدُوْسا ... ذا الرُّكْنِ والخَيّاطَةَ اللَّطُوْسا وكاهِلاً ذا بِرْكَةٍ هَرُوْسا ... لاقَيْنَ منه حَمِساً حَمِيْسا ويقال: ما أدري أينَ رَدَسَ به: أي أين ذَهَبَ به. والمُرَادَسَة: المُرَاماةُ. وقال ابن عبّاد: تَرَدَّسَ الشَّيء من مكانه وتَرَدّى: بمعنىً واحِد. والتركيب يدل على ضَرْبِ شيءٍ بشَيْء. رذس روذِس: جزيرة ببلاد الروم. وغَزَا معاوية - رضي الله عنه - قُبْرُسَ وروذِس. وروذِس مَقَابَلَة الإسكندرية على ليلةٍ منها. رسس أبو عُبَيد: الرَّسُّ: إبتداء الشيء، ومنه رَسُّ الحُمّى ورَسيسُها. قال عَبْدة بن الطَّبيب العَبْشَميّ:

فَخَامَرَ القَلْبَ من تَرْجيعِ ذِكْرَتِها ... رَسٌّ لطيفٌ ورَهْنُ منكِ مَكْبولُ رَسٌ كَرَسِّ أخي الحُمّى إذا غَبَرَتْ ... يوماً تَأوَّبَهُ منها عَقابِيلُ وهُما أوَّلُ مَسِّها، وقال رؤبة: وجُلِّ لَيْلٍ يُحْسَبُ السَّدُوْسا ... يَسْتَمِعُ السّاري به الجُرُوْسا هَمَاهِماً يُسْهِرْنَ أو رَسِيْسا وقال ذو الرمَّة: إذا غَيَّرَ النَّأيُ المُحِبِّينَ لم أجِدْ ... رَسِيْسَ الهَوى من ذِكْرِ مَيَّةَ يَبْرَحُ وأتانا رَسيسٌ من خَبَر، وهو الخَبَر الذي لم يَصِحَّ. وقال أبو عمرو: الرَّسِيْسُ: العاقِل الفَطِن. والرَّسيسُ: الشيء الثابت. والرَّسُّ: البئر المطويَّة بالحِجارة. والرَّسُ: اسم بئرٍ كانت لبَقِيّة من ثمود، قال الله تعالى:) وأصْحَابُ الرَّسِّ (رُوِيَ أنَّهم كَذَّبوا نبيَّهُم ورَسُّوْه في بِئرٍ: أي دَسُّوهْ فيها. والرَّسُّ: اسم وادٍ بِنَجْدٍ، وكذلك الرُّسَيْسُ - مصغَّراً -، قال زهير بن أبي سُلمى: بَكَرْنَ بُكُوراً واسْتَحَرْنَ بسُحْرَةٍ ... فَهُنُّ ووادي الرَّسِّ كاليَدِ للفَمِ وقال زهير أيضاً: لِمَن طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ منازِلُهْ ... عَفا الرَّسُّ منه فالرسيس فَعَاقِلُه ورَسَسْتُ رَسّاً: أي حَفَرْتُ بِئراً. والرَّسُّ: الإصلاح بين الناس، والإفساد أيضاً، وقد رَسَسْتُ بينهم، وهو من الأضداد، قال ابن فارِس: وأيَّ ذلك كان فإنَّه إثبات عداوة أو مودّة. وقال الليث: الرَّسُّ في القوافي: حركة الحرف الذي بعد ألِف التأسيس، نحوَ حَرَكَة عين فاعِلٍ في القافية كيفَ ما تحرَّكَت حَرَكَتُها جازَت وكانت رَسّاً للألف. وقال أيضاً: الرَّسُّ: صرف الجزء الذي بعدَ ألِف التأسيس. وقال الحُذّاق: هو فتحة قبل التّأسيس، وقد ذَكَرَها الخليل والأخفَش. وكان الجَرْميُّ يقول: لا حاجة إلى ذِكرِ الرَّسِّ، لأنَّ ما قبلَ الألِف لا يكون إلاّ مفتوحاً، وهذا قولٌ حَسَن، إذْ كانوا أوقَعوا التَّشْبيهَ على ما تَلْزَم إعادَتُه، فإذا فُقِدَ أخَلَّ، وهذه حركة لا يَجوزُ عندهم أنْ تكونَ غير الفتحة، فلا حاجَة إلى ذِكرِها فيما يَلْزَم. ورّسّسْتُ المَيِّتَ رَسّاً: قَبَرْتُه. ورَسَّ فلان خَبَرَ القوم: إذا لَقِيَهُم وتَعرَّفَ أمورهم. وفلانٌ يَرُسُّ الحديث في نَفْسِه: أي يُحَدِّث به نفْسَه. ومنه حديث إبراهيم بن يزيد النَّخَعِي أنَّه قال: إن كانت الليلة لَتطولُ عَلَيَّ حتى ألْقاهُم، وإن كُنتُ لأرُسُّه في نفسي؛ وأُحَدِّثُ به الخادِم. قوله " أُحَدِّثُ به الخادِمَ " أي اسُتَذكِر الحديثَ بذلك. وقال شَمِرُ: قيل أرُسُّه: أُثْبِتُه. وقال الفرّاء: أي أُرَدِّدُه وأُعاوِد ذِكْرَه؛ ولم يُرِد أبْتَدِئُه، يصِف تهالُكَه على العِلم وأنَّ ليلته تطول عليه لمفارَقَتِه أصحابَه؛ وتشاغُلَه بالفِكْرِ فيه، و " إنْ " هي المُخَفَّفَة من الثقيلة، واللام فاصِلَة بينها وبين النافية. وفي حديث العجّاج: أنّه دَخَلَ عليه النعمان بن زَرْعَة، فقال له: أمِنْ أهلِ الرَّسِّ والنَّسِّ والرَّهْمَسَة والبَرْجَمَة؛ أو من أهل النجوى والشكوى؛ أو من أهل المَحاشِد والمَخاطِب والمَراتِب؟ فقال: اصلَحَ الله الأمير؛ بل شَرٌّ من ذلك كله أجمَع، فقال: والله لو وَجَدْتَ إلى دَمِكَ فاكَرِشٍ لَشَرِبَتْ البطحاء مِنْكَ. هو مِنْ: رَسَّ بين القوم: إذا أفْسَدَ؛ لأنَّه إثْبات للعداوة، أو مِن: رَسَّ الحديثَ في نفسِه: إذا حدّثها به وأثْبَتَه فيها، أو مِنْ: رَسَّ فلان خَبَرَ القوم: إذا لَقِيَهُم وتعرَّفَ أمورَهُم؛ لأنَّه يُثْبِتْهُ بذلك في معرِفَتِه، وقيل: هو مِن قولِهِم: عِندي رَسٌ من خَبَرٍ: أي ذَرْوٌ منه؛ والمُراد: التعريض بالشَّتْم؛ لأنَّ المُعَرِّضَ بالقَول يأتي ببَعْضِه دونَ كُلِّه. والرَّسُّ والرَّزُّ: أخَوَانِ. وقال ابن الأعرابي: الرَّسَّة - بالفتح -: الساريَة المُحْكَمَة. والرُّسَّة - بالضم -: القَلَنْسُوَة، وأنشَدَ: أفلَحَ مَن كانت له ثِرْعامَه ... ورُسَّةٌ يُدْخِلُ فيها هامَهْ الثِّرْعامَة: المرأة. وقال ابن عبّاد: الأرْسُوْسَة: قَلَنْسُوَة توضَع على الهامَة. وقال غيرُه: الرُّسّى - مثال قولهم: شاةٌ رُبّى -: الهضبة.

رطس

وقال ابن الكَلْبيِّ في جَمْهَرَةِ نَسَب كِنانة: وَلَدَ عمرو بن الحارِث بن مالِك بن كِنانَة: الفاكِهَ والنَّوَّاحَ - واسْمُه نَصْر - والشُّرْخُمَ وعَبْساً؛ منهم عبد الرحمن بن الرُّماحِسِ بن الرُّسارِس بن السَّكران بن وافِد بن هاجِر بن عُرَيْنَة بن وائلَة بن الفاكِه بن عمرو. ويقال: هم يَتَرَاسُّوْنَ الخَبَر: أي يَتَسَارُّونَ. ورَسْرَسَ البعير: أي تمكَّن للنُّهوض. ويُرْوى قول حُمَيد بن ثَوْرٍ - رضي الله عنه - يَصِفُ بعيراً: ورَسْرَسَ في صُمِّ الحَصى ثَفِنَاتُهُ ... وَرَامَ بسَلمى أمْرَه ثم صَمَّما ويُروى: وحَصْحَصَ، وهذه الرواية أكثر وأشهَر، قال أبو عمرو: حَصْحَصَ: حَرَّكَ؛ وقيل: أثَّرَ. والمُرَاسَّة: المُفاتَحَة. وفي حديث سَلَمَة بن الأكوَع - رضي الله عنه - أنَّه قال: قَدِمْنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - الحُدَيْبِيَّةَ، فَقَعَد على جَبَاها فَسَقَيْنا واسْتَقَيْنا، ثم انَّ المُشْرِكِيْنَ راسُّوْنا الصُّلْحَ حتى مشى بعضُنا إلى بعضٍ، فاصْطَلَحْنا. والتركيب يدل على ثباتٍ. رطس ابن دريد: الرَّطس: الضَّرب بباطن الكف. وقال ابن عبّاد: أرْطَسَتْ عليهِ بالحِجارَة: تَطابَقَ بَعْضُها فوق بعض. رعس الرَّعْسُ: الارتعاش والانتفاض، قال: والمَشْرَفيُّ في الأكُفِّ الرُّعَّسِ ... بمَوْطِنٍ يُنْبِطُ فيه المُحْتَسي بالقَلَعِيّاتِ نِطافَ الأنفُسِ وقال أبو عمرو: الرَّعَسَان: تحريك الرأس من الكِبَرِ، وأنشد لِنَبْهان: أرادوا جَلائي يَوْمَ فَيْدَ وقَرَّبُوا ... لحىً ورُؤوساً للشَّهادَة تَرْعَسُ سَيَعْلَمُ مَنْ يَنْوي جَلائي أنَّني ... أرِيْبٌ بأكنافِ النُّضَيْضِ حَبَلْبَسُ وقال الفرّاء: رَعَسْتُ في المشْي أرْعَسُ: إذا مَشَيْتُ مَشْيَاً ضعيفاً من إعياءٍ أو غيرِه. والرَّعُوس: الذي يَرْجُفُ رأسُه من النُّعاس، قال رؤبة: عَلَوْتُ حينَ يُخْضِعُ الرَّعُوْسا ... أغْيَدُ يَسْقي مَوْتَهُ النَّعُوْسا من طُوْل تَسْهِيْدِ الكَرى كُؤُوْسا أرادَ بالأغْيَدِ النَّوْمَ؛ وذلك أنَّه يُلِيْنُ الأعناق حتى تَمِيْلَ. وناقةٌ رَعُوْسٌ أيضاً: وهي التي يرجِفُ رأسُها مِنَ الكِبَر، والتي تُحَرِّكُ رأسَها إذا عَدَت نشاطاً. وقال ابن عبّاد: ناقَةٌ رَعُوْسٌ: أي سَريعَة رَجْع اليَدَيْن والقوائِم. ورُمْحٌ رَعْوس ورَعّاس: إذا كان لَدْنَ المَهَزَّةِ عَرّاصاً شديدَ الاضطِرابِ. والرَّعِيْس: البعير الذي تُشَدُّ يَدُه إلى رِجْلِه، وقيل هو المُضْطَرِب في سَيْرِه. وقال ابن الأعرابي: المِرْعَسُ - بكسر الميم -: الرَّجُلُ الخَسيسُ القَشّاشُ، والقَشّاشُ الذي يَلتَقِطُ الطعامَ الذي لا خَيْرَ فيه من المزابِل. وقال ابن عبّاد: ناقَةٌ راعِسَة: أي نشيطة، قال الكُمَيْت يمدح مَسْلَمَة بن هِشام: أرى الناسَ قد مالَتْ إلأيكَ طُلاهُمُ ... ونَصُّوا إليكَ الواسِجاتِ الرَّواعِسا وأرْعَسَه: أي أرْعَشَه، قال العجّاج يَصِف سيفاً: يُذري بإِرْعاسِ يَمينِ المُؤتَلي ... خُضُمَّةَ الدّارِعِ هَذَّ المُخْتَلي سُوْقَ الحَصَادِ بغُرُوْبِ المِنْجَلِ ويُروى: بإِرعاش - بالشين المُعجَمَة -. والارْتِعاس: الارْتِعاش والارْتِعاد. والتركيب يدل على الضَّعْف. رغس الرَّغْسُ: النَّعْمَة، والجَمْع: أرْغاس، قال رؤبة يمدح أبانَ بن الوليد البَجَليّ: كالغيثِ يَحْيا في ثَرَاهُ البُؤّاسْ ... تَرَاه مَنْضُوراً عليه الأرْغاسْ البُؤّاس: الفقراء، جمع بائسٍ. والرَّغْسُ: الخير والنَماء والبَرَكة، يقال رؤبة يمدح أبانَ بن الوليد البَجَليّ أيضاً: دَعَوْتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوْسا ... دُعَاءَ مَنْ لا يَقْرَعُ النّاقُوْسا حتى أراني وَجْهَكَ المَرْغُوسا ويقال: هم في مَرْغوسَةٍ مِن أمرِهِم ومَرْجوسَةٍ مِن أمرِهِم ومَرْجوسَاءَ مِن أمرِهِم: أي في اختلاطٍ والتباس. وقال الليث: امرأةٌ مرغوسَة: أي وَلُوْدٌ. ورَجُلٌ مَرْغوس: كثير الخَيْر. ويقال: كانوا قليلاً فَرَغَسَهم الله: أي كَثَّرَهُم وأنماهُم، وكذلك هو في الحَسَب وغيرِه، قال العجّاج:

رفس

حتى احْتَضَرْنا بَعْدَ سَيْرٍ حَدْسِ ... إمامَ رَغْسٍ في نِصَابٍ رَغْسِ مَلَّكّهُ اللهُ بغَيْر نَحْسِ ... خَليفَةً ساسَ بغَيْرِ تَعْسِ وكذلك هو في النِّصَاب، وهو الأصل، ويُقال: رَغَسَهُ اللهُ مالاً: أي أكْثَرَ له فيه، قاله الأموي. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّ رجُلاً رَغَسَهُ اللهُ مالاً ووَلَداً؛ حتى ذَهَبَ عَصْرٌ وجاءَ عَصْرٌ، فلمّا حَضَرَتْهُ الوفاةُ قال: أي بَنِيَّ؛ أيَّ أبٍ كُنتُ لكم؟ قالوا: خَيْرَ أبٍ، قال: فَهَل أنْتُم مُطِيْعِيَّ. قالوا: نعم، قال: إذا مُتُّ فَحَرِّقُوني - ويُرْوى: فأحرِقوني - حتى تدعوني فحماً - ويروى: حتى إذا صِرْتُ حُمَمَةً - ثم اذْرُوْني في البَحْر - ويروى: ثم اذْرُوا نِصْفَه في البَرِّ ونِصْفَه في البَحْرِّ - لعلّي أضِلُّ اللهَ، فواللهِ لئنْ قَدَرَ اللهُ عَلَيَّ لَيُعَذِّبَنّي عَذاباً لا يُعَذِّبه أحداً من العالَمِين، فَفَعَلوا ذلك، فأمَرَ اللهُ البَرَّ فَجَمَعَ ما فيه وأمَرَ البَحْرَ فَجَمَعَ ما فيه، فقال: كُنْ، فكانَ، فقال: لِمَ فَعَلْتَ هذا؟ فقال: من خَشْيَتِكِ يا رَبِّ وأنْتَ أعْلَمُ، فَغَفَرَ اللهُ له. وقال ابن عبّاد: يقال: المُرْغِسُ الذي يُنَعِّمُ نَفْسَه. وعَيْشٌ مُرْغِسٌ ومُرْغَسٌ: أي واسِعٌ. ويقال: اسْتَرْغَسَ فلانٌ فلانا: أي اسْتَلانَه. والتركيب يدل على بركة ونماء. رفس ابن دريد: الرَّفسُ: رَفْسُ الدابَّة، يقال: رَفَسَ يَرْفِسُ ويَرْفُسُ رَفْساً: وهو الرَّكْضُ بِرِجْلِه، ودابّة رَفُوْس. وقال الليث: الرَّفْسَ: الصَّدْمَة بالرِّجْلِ في الصَّدْرِ. وقال ابنُ فارِس: الرِّفَاس: الإباض، وزادَ ابنُ عبّاد: الذي يُشَدُّ به رِجْلُ البعير باركاً إلى وِرْكَيهِ. وقال غيره: يجوز أن يُشْتَقَّ منه الفعل فيقال: رَفَسْتُه بالرِّفَاس كما يقال: أبَضْتُه بالإباض وعَقَلْتُه بالعِقال وعَكَسْتُه بالعِكاس وعَرَسْتُه بالعِراس وَرَكَسْتُه بالرِكاس وحجَزْتُه بالحِجاز وسَنَفْتُهُ بالسِناف وَكَعَمْتُه بالكِعام وحجَمْتُهُ بالحِجام وَسَفَرْتُهُ بالسِّفار وخَطَمْتُهُ بالخِطام وزَمَمْتُهُ بالزِمَام وكَمَمْتُهُ بالكِمام وخَشَشْتُهُ بالخِشاش وَعَرَنْتُهُ بالعِران وهَجَرْتُهُ بالهِجار وَرَفَقْتُهُ بالرِّفاق. وقال ابن دريد: يقولون عند البيع: بَرِئْتُ إلَيْكَ من الرُّفَاس أي من رَفس الدابَّة. رقس مَرْقَسٌ - مثال مَرْثَد -: شاعِر. ومَرْقَسٌ: لَقَبٌ. وقال الآمِدِيّ: مَرْقَسٌ - بفتح الميم والقاف والسين غير مُعجَمَة -: طائيٌّ، أَحَد بني معَن بن عَتُود، شاعِر، ثم أحَدُ بَني حُيَيِّ بن مَعْن، واسمه عبد الرحمن، القائل في أُرْجوزَةٍ: تَقَارَعَتْ مَعْنٌ قِراعاً صُلْبا ... قِرَاعَ قَوْمٍ يُحْسِنونَ الضَّرْبا تَرى لدى الرَّوْع الغُلامَ الشَّطْبا ... إذا أحَسَّ وَجَعاً أو كَرْبا دَنا فَما يَزْدادُ إلاّ قُرْبا ... تَمَرُّسَ الجَرْباءِ لاقَتْ جُرْبا فإن كانَ وزنُهُ مَفْعَلاً فهذا موضِعُ ذِكرِهِ، وإن كان فَعْلَلاً فتركيب م ر ق س. ركس الرَّكْسُ: رَدُّ الشيءِ مقلوباً. وقال الليث: الرَّكْس: قَلْبُ الشيءِ على رأسِهِ ورَدُّ أوَّلِه على آخِرِه. والرِّكْس - بالكسر -: الرِّجْس. ومنه حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - أنّه قال: أتى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلّم - الغائطَ، فأمَرَني أن آتيهِ بثلاثَةَ أحجارٍ، فَوَجَدْتُ حَجَرَين والْتَمَسْتُ الثالِثَ فلم أجِده، فأخَذْتُ رَوْثَةً فأتيتُه بها، فأخَذَ الحجَرَين وألقى الرَّوْثَةَ وقال: إنَّها رِكْس. سُمِّيَ رِكْساً لأنَّه رُكِسَ من حالٍ إلى حال، وهو فِعْلٌ بمعنى مَفْعول، كما أنَّ الرَّجِيْع من رَجَعْتُه. والرِّكْس - أيضاً -: الكثير من الناس. وقال الليث: الرّاكِس: الثور الذي يكون في وَسَطِ البَيْدَرِ حينَ يُدَاس؛ والثِّيران حَوَالَيهِ فهو يَرْتَكِس مَكَانَه، وإن كانت بَقَرَة فهي راكِسَة. وراكِس: وادٍ، قال النابغة الذبياني: وَعِيْدُ أبي قابوسَ في غيرِ كُنْهِهِ ... أتاني ودُوني راكِسٌ فالضَّوَاجِعُ وقال الكُمَيْت يمدح مَسْلَمَة بن هِشام:

رمحس

أرى النِّيلَ يَسقي أهْلَ مِصْرَ وجاوَزَتْ ... مواهِبُ كَفَّيْكَ الجَريْبَ فَرَاكِسا وقال العبّاس بن مِرداس - رضي الله عنه -: لأسْماءَ رَسْمٌ أصْبَحَ اليَوْمَ دارِسا ... وأقفَرَ إلاّ رَحْرَحانَ فَراكِسا والرَّكُوْسِيَّة: فِرقة بين النصارى والصّابئين. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم - أنّه أتاه عَدِيّ بن حاتِم - رضي الله عنه - فَعَرَضَ عليه الإسلامَ، فقال له عَدِي إنّي من دِيْنٍ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -: انَّكَ تأكُلُ المِرْباعَ وهو لا يَحِلُّ لك، إنك من أهلٍ دينٍ يقال لهم الرَّكْوسِيَّة. " من دِيْنٍ ": أي من أهلِ دين. وقال ابن عبّاد: الرِّكَاسُ: حَبْلٌ يُشَدُّ في خَطْم الجَمَل إلى رُسْغ يَدِه، فَيُضَيِّق عليه؛ فيبقى رأسُه مُعَلَّقَاً لِيَذِلَّ. قال: والرَّكّاسَة - وقيل: الرِّكَاسَة -: وهي ما أُدخِلَ في الأرض كأنَّه الآخِيَّة على الآري. وقوله تعالى:) واللهُ أرْكَسَهم (أي نَكَّسَهم ورَدَّهُم في كُفْرِهِم. وقال ابن الأعرابي: أرْكَسَتِ الجارِيَة: إذا طَلَعَ ثَدْيُها؛ فإذا اجتَمَعَ وضَخُمَ فقد نَهَدَ. وارْتَكَسَ فلان في أمر كان قد نَجا منه: أي انْتَكَسَ وَوَقَعَ. وارْتَكَسَ - أيضاً -: ازْدَحَمَ. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: يأتي على الناس زمان خَيْرُ المالِ فيه غَنَم تأكُلُ من الشَّجَرِ وتَرِدُ الماءَ، يأكُلُ صاحِبُها من لُحُومِها ويَشْرَبُ من ألبانِها ويَلْبَسُ من أصوافِها، والفِتَنْ تَرْتَكِسُ بينَ جَراثيم العَرَب. أي تَزْدَحِم. والتركيب يدل على قَلْبِ الشَيء على رأسِه ورَدّش أوَّلِه على آخِرِه. رمحس أبو عمرو: الرُّماحِسُ والرُّحامِسُ والحُمارِسُ والقُدَاحِسُ: كل ذلك نعت الشجاع والجريء. وقال ابن الأعرابي كذلك. ورُماحِسُ: من الأعلام، وهو الرُّماحِسُ بن عبد العُزّى بن الرُّماحِسُ بن الرُّسارِس، كان على شُرطة مَروان بن محمد. والرُّماحِسُ: الأسد. رمس رَمَسْتُ عليه الخَبَرَ أرْمُسُه - بالضم - رَمْساً: كَتَمْتُه، قال لقيط بن زُرارَة في ابْنَتِه دَخْتَنَوْس وقُتِلَ يَوْمَ جَبَلَة: يا لَيتَ شِعري عنكِ دَخْتَنَوْسُ ... إذا أتاكِ الخَبَرُ المَرْموسُ أتَحْلِقُ القرونَ أم تَميس ... لا بَل تَميسُ إنَّها عَروسُ فَجَزَّت قُرونها حينَ بَلَغَها مَهْلِكُ أبيها. وقال ابن دريد: الرَّمْس: مصدرُ رَمَسْتُه أرْمُسُه رَمْساً: إذا دَفَنْتَه، وبه سُمِّيَت الرياح رَوَامِس، لأنَّها تَرْمُسُ الآثارَ أي تَدفِنُها، ثم كَثُرَ ذلك في كلامِهِم؛ فسُمِّيَ القبرُ رَمْساً، والجمع أرماس ورُمُوْس. وروي أنَّ عُبَيد بن سارِيَة قَدِمَ على معاوية - رضي الله عنه، وكان عَبَيد قد عُمِّرَ ثلاثمائة سنة - فسألَهُ عن أشياء فقال: أعجَبُ ما رَأيتُه أنّي نَزَلتُ بحَيٍ من قُضاعَة، فَخَرَجوا بِجنازَةِ رَجُلٍ من عُذرة يقال له حُرَيث بن جَبَلَة، فَخَرَجْتُ معهم، حتى إذا وارَوه انْتَبَذْتُ جانِباً من القومِ وعَيْنَايَ تَذْرِفانِ، ثمَّ تَمَثَّلْتُ بأبيات شِعْرٍ كُنتُ رُوِّيْتُها قبل ذلك: يا قَلْبُ انَّكَ من أسْمَاءَ مَغْرورُ ... اذْكُرْ وهَل يَنْفَعَنْكَ اليومَ تَذكيرُ قد بُحْتَ بالحُبِّ ما تُخفيه من أحدٍ ... حتى جَرَت بكَ إطلاقاً مَحاضيرُ تَبغي أُمُوراً فما تَدري أعاجِلُها ... خَيْرٌ لنفسِكَ أمْ ما فيهِ تأخيرُ فاسْتَقْدِرِ اللهَ خَيراً وارْضَيَنَّ بهِ ... فَبينَما العُسْرُ إذا دارَت مَيَاسيرُ وبينما المَرْءُ في الأحياءِ مُغْتَبِطاً ... إذا هوَ الرَّمْسُ تَعْفُوهُ الأعاصيرُ يبكي الغَريبُ عليهِ ليسَ يَعْرِفُهُ ... وذو قَرابَتِهِ في الحَيِّ مَسرورُ حتى كأن لم يكن إلاّ تَذَكُّرُهُ ... والدَّهْرُ أيَّما حالٍ دَهارِيْرُ

رمنس

فقال رجل إلى جَنبي يَسْمَعُ ما أقول: يا عبد اللهِ من قائِلُ هذه الأبيات؟ قلتُ: والذي أحلِفُ بِهِ ما أدري؛ قد رُوِّيْتُها مُنذُ زمانٍ، قال: قائلها هذا الذي دَفَناه آنِفاً؛ وانَّ هذا ذو قرابَتِهِ أسَرّ النّاسَ بِمَوتِهِ وانَّكَ الغريبُ الذي وَصَفَ تبكي عليه. فَعَجِبْتُ لِما ذَكَرَ في شِعرِهِ والدي صارَ إليه من قولِه، كأنَّه كان يَنظُرُ إلى قَبْرِه، فقُلتُ: إنَّ البَلاءَ مُوَكَّلٌ بالمَنْطِقِ. وأنشَدَ المَرْزُبانيُّ الأبياتَ في رِواية أبي عُيَيْنَهَ المُهَلَّبي، ورَواها غيرُه لعُشٍ العُذْريِّ. والرَّمْسُ - أيضاً -: تُراب القَبْرِ، وهو في الأصل مَصدَر. والمَرمَس: موضع القبر، قال: خَفْضٍ مَرْمَسي أو في يَفَاعٍ ... تُصَوِّتُ هامَتي في رأْسِ قَبْري وقال ابن دريد: المَرْمَس: القبر بعينه، وأنشد: وخَليلي في مَرْمَسٍ مدفونُ وقال ابنُ شُمَيل: إذا كان القبر مدموماً مع الأرض فهو الرَّمْس، أي مُستَوياُ مع وجه الأرض، فإذا رُفِعَ عن وجه الأرض في السماء فلا يقال له رَمْس. وقال ابن دريد: الرياح الرَّوامِس والرّامِسات: دوافِن الآثار، يقال: رَمَسَتِ الرِّياح الآثار: إذا دَفَنَتها، قال ذو الرُّمَّة: ألَم تَسألِ اليومَ الرُّسُوم الدَّوارِس ... بِحُزْوى وهل تَدري القِفَارُ البَسابِس متى العَهْدُ مِمَّن حَلَّها أو كم انقضى ... من الدَّهرِ مُذْ جَرَّت عليها الرَّوامِس وقال النابغة الذبياني: كأنَّ مَجَرّ الرّامِساتِ ذُيُولُها ... عليهِ قَضِيمٌ نَمَّقَتْهُ الصَّوَانِع وقال ابن شُمَيل: الرَّوامِس: الطَّير التي تطيرُ بالليل، قال: وكلُّ دابَّةٍ تخرُجُ بالليل فهيَ رامِسٌ تَرْمُسُ الآثار كما يُرْمَسُ المَيِّت. وفي حديث الضّحّاك: ارمسوا قبري رَمْسا. والمعنى: النّضهي عن تشهيرِ قبرِه بالرَّفع والتَّسنيم. وقال ابن عبّاد: الرَّمس: الرمي. يقال: رَمَسْتُه بحجر إذا رَمَيتَه به. والتَّرْمُسُ: وادٍ لِبَني أُسَيِّد، قال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِيُّ: وكأنَّ أرْحُلَنا بِوَهْدٍ مُعْشِبِ ... بِمَنَا عُنَيْزَةَ من مَفِيْضِ التَّرْمُسِ والارتِماس: الاغتِماس، ومنه حديث عامِر بن شَرَاحيل الشَّعبِيّ: إذا ارْتَمَسَ الجُنُبُ في الماءِ أجْزَأهُ عن الغُسْل من الجَنَابَة. وعنه أيضاً: أنَّه كَرِهَ للصّائِم أن يَرْتَمِسَ. والتركيب يدل على تغطية وسَتْر. رمنس المنذر بن رومانِس: شاعِر من كَلْب بن وَبَرَة، ورومانِس أُمُّه وأُمُّ النعمان بن المنذر هما أخَوانِ لأُمٍ. روس ابن دريد: الرَّوْس: مَصدَر راسَ يروسُ رَوْساً: إذا مشى متبختِراً، وراسَ يَريسُ رَيْساً أيضاً. وبنو رائِس: بطنٌ من العرب. قال والرَّوْس: فِعلٌ مُمَاتُ يقال: راسَ السَّيل الغُثاءَ يَرُوسُه رَوْساً: إذا جَمَعَه واحْتَمَلَه. وقال ابن الأعرابي: راسَ يروسُ رَوْساً: إذا أكَلَ وجَوَّدَ. قال: والرَّوْسُ: الكل الكثير. وقال ابن عبّاد: انَّه لَرَوْسُ سَوْءٍ: أي رجُلُ سَوْءٍ. ورُوَيْس - مصغّراً، واسْمُه محمد بن المتوكِّل -: من القُرّاء، من رواة يعقوب بن اسحاق الحَضْرَميِّ. ورَوْس: أُمَّةٌ من الأُمَم، بِلادَهم مُتاخِمَة للصَّقالِبَة والتُّرْكِ. واسْتَراسَ: أي اسْتَطْعَمَ، قال أبو حِزام غالب بن الحارث العُكْلي: إتِّئاباً مِن ابنِ سِيْدٍ أُوَيْسٍ ... إذْ تَأرّى عَدوْفَنا مُسْتَرِيْسا رهس ابن دريد: الرَّهْس: الوطء الشديد؛ مِثل الوَهْسِ سَوَاء، يقال: رَهَسَه يَرْهَسُه رَهْساً، أخْبَرَ بِه أبو مالِك عن العرب. وقال ابن فارس: الرَّهْوَس - مثال جَرْوَل -: الأكول. وارْتَهَسَ الوادي: إذا امتلأَ ماءً. وارْتَهَس رِجْلا الدّابَّة وارْتَهَشَت إذا اصْتَكَّتا وضَرَبَ بعضُهما بعضاً. وارْتَهَسَ الجَرادُ: رَكِبَ بَعضُهُ بعضاً كَثْرَةً.

رهمس

وارْتَهَسَ القوم: إذا ازدَحَموا. ومنه حديث عُبادَة بن الصامت وأخيه عبد الله - رضي الله عنه -: يوشِكُ أن يكونَ خيرُ مالِ المسلم شاءً بين مَكَّةَ والمدينة، ترعى فوق رؤوس الظِّرَابِ، وتأكُلُ من وَرَقِ القِتادِ والبَشَام، يأكل أهلها من لُحمانِها، ويَشرَبون من ألبانِها، وجراثيم العرب تَرْتَهِسُ: أي هي كثيرة الزِّحام، ورأساً يَرْتَهِس: أي هو كثير الدَّوابِّ، قال: قد طَرَّقَتْ بِجَنِيْنٍ نِصْفُهُ فَرَسُ ... إنَّ الدَّواهِيَ في الآفاقِ تَرْتَهِسُ ويروى: " تَرْتَهِشُ " بالشين المُعْجَمَة. وتَرَهَّسَ: أي تَمَخَّضَ وتَحَرَّكَ، قال العجّاج: غَضْباً إذا دِماغُهُ تَرَهَّسا ... وحَكَّ أنْياباً وخُضْراً فُؤَّسا الغَضْبُ: الغليظ، ومنه يقال للرجل إذا جُدِّرَ جُدَرِيّاً كثيراً دَخَلَ بعضه في بعضٍ: أصبَحَ جِلْدُه غضبَةً واحِدَة، وفُؤَّسٌ: قُطَّعٌ - فُعَّلٌ؛ من الفأسِ -، وخُضْراً: يعني أضراسَه قد قَدُمَتْ واخْضَرَّتْ. وقال ابن عبّاد: تَرَهَّسَ القوم: أي اضْطَرَبوا. والتركيب يدل على الامْتِلاء والكَثْرَة وعلى الوَطْءِ. رهمس الرَّهْمَسَةُ والرَّهسَمَةُ والدَّهْمَسَةُ: السِّرَارُ. وأمر مُرَهْمَس: أي مستور لا يُفْصَح به كُلِّه، والحُجَّة من حديث الحجّاج ذُكِرَت في تركيب ر س س. وقال ابن عبّاد: الرَّهْمَسَةُ: التعريض بالشَّتْم. ريس ابن دريد: راسَ يَريسُ رَيْساً - وزاد غيرُه: رَيَسَاناً -: إذا مشى مُتَبَخْتِراً، مِثْل راسَ يروسُ رَوْساً، قال أبو زُبَسد حَرْمَلَة بن المُنذر الطّائيّ يصِف أسَداً: فَلَمّا أنْ رَآهُمْ قد تَوَافَوْا ... تَقَدّى وَسْطَ أرْحُلِهِمْ يَرِيْسُ ورَيْسُوْنُ: قرية من قرى الأُردُن. وقال ابن عبّاد: الرَّيْسُ: الضَّبْطُ للشَّيء والغَلَبَة له. وهو يَرِيْسُهم: أي يَعْتَلي عليهم. وذَكَرَ ابنُ فارِس رِئاسَ السَّيْفِ في هذا التَّرْكيب، وموضِع ذِكْرِه تركيب رَأس، وقد ذَكَرْتُه فيه. سبس سابُس - مثال كابُل -: من قُرى واسِط. ونَهَرُ سابُسَ مضاف إليها. سجس ابن الأعرابي: السَّجَسُ - بالتحريك -: مصدَرُ قولِهِم: سَجِسَ الماءُ - بكسر الجيم - يَسْجَسُ سَجَساً: إذا تغيَّرَ. وقال ابن السِّكِّيت: ماءٌ سَجِسٌ وسَجِيْسٌ: أي كَدِرٌ. ويقال: لا آتيكَ سَجيسَ الليالي وسَجِيسَ الأوْجَسِ وسَجِيْسَ الأوجُسِ - بفتح الجيم وضمِّها - وسَجِيْسَ عُجَيْسٍ: أي أبداً. وفي حديث المَوْلِدِ: ولا تَضُرُّوهُ في يَقَظَةٍ ولا مَنَامٍ سَجِيْسَ الليالي والأيّام. وسَجِيْسُها: آخِرُها، من السَّجِيْسِ للماء الكَدِرِ لأنَّه آخِرُ ما يَبْقى، وعُجَيْسٌ: تأكيد، وهو في معنى الآخِرِ أيضاً، من عَجْسِ الليل وهو آخِرُه، ويقال للمُتَأخِّرِ في القِتال: عاجِس ومُتَعَجِّس. قال الشَّنْفَري: هُنالك لا أرجو حَيَاةً تَسُرُّني ... سَجِيْسَ الليالي مُبْسَلاً بالجَرائرِ وقال آخَرُ: فأقْسَمْتُ لا آتي ابنَ ضَمْرَةَ طائعاً ... سَجِيْسَ عُجَيْسٍ ما أبَانَ لٍساني والسّاجِسِي: غَنَمٌ لِبَني تَغْلِب، قال رؤبة يصف غَيْثاً: كأنَّ ما لم يُلْقِهِ في المَحْدَرِ ... أحْزَامُ صُوْفِ السّاجِسِيِّ الأصْفَرِ ويقال: كَبْشٌ سّاجِسِيُّ: إذا كان أبيض الصٌّوف فَحيلاً كريماً، قال أبو النَّجْم يَصِفُ أسداً: كأنَّ كَبْشاً سّاجِسِيّاً أغْبَسا ... بينَ صَبِيَّيْ لَحْيِهِ مُجَرْفَسا ويُروى: " قِرْمِيليّاً أدْبَسا " ويروى: " مُكَرْدَسا ". وقيل السّاجِسِيّة: غنم الجزيرة لرَبيعَةِ الفَرَس، قال الحُطَيْئة: أتَبْكي أنْ يُسَاقَ الفَهْدُ فيكُمْ ... فَمَنْ يَبْكي لأهْلِ السّاجِسِيِّ وسجِسْتَان: بلد، وهو معرَّب سِيْسْتَان، قال عُبَيد الله بن قيس الرُّقَيّات: نَضَرَ اللهُ أعْظُماً دَفَنُوْها ... بِسجِسْتانَ طَلْحَةَ الطَّلَحَاتِ وسِجَاسُ - بالكسر -: بلد بين هَمَذانَ وأبْهَرَ. والتَّسْجِيْسُ: التَّكْدِيْرُ. سجلطس ابن دريد: ذَكَروا عن الأصمَعيِّ أنَّه قال: سألتُ عَجوزاً عندنا رُومِيَّةً عن نَمَطٍ فقلتُ: ما تُسَمُّوْنَ هذا؟ فقالت: سِجِلاّطُسْ. سدس

سرس

سُدْسُ الشيءِ وسُدَسُه: جزء من سِتَّة، وكذلك السَّدِيْسُ، كالعُشْرِ والعَشِيْر. ويقال: لا آتيكَ سَدْيْسَ عُجَيْسٍ: لغة في سَجِيْس عُجَيْسٍ. وشاةٌ سَدِيْسٌ: إذا أتَتْ عليها السنة السادسة. والسَّدِيْسُ - أيضاً -: ضَرْبٌ من المَكاكِيْكِ يُكَالُ به التمر. والسِّدْسُ - بالكسر - في أظْماء الابِلِ: أن تَنْقَطِعَ أرْبَعَةً وتَرِدَ الخامِسَ، قال العجّاج يَصِفُ بازِلاً: كأنَّه من طول جَذْعِ العَفْسِ ... ورَمَلانِ الخِمْسِ بَعْدَ الخِمْسِ والسِّدْسِ أحياناً وفوق السِّدْسِ ... يُنْحَتُ من أقطارِهِ بفَأْسِ والسَّدَسُ - بالتحريك -: السِّنُّ قبل البازِل، يَستَوي فيه المُذَكَّر والمؤنث، لأنَّ الإناث في الأسنان كُلِّها إلاّ السَّدَسَ والسَّدِيْسَ والبازِل. وجَمْع السَّدِيْسِ: سُدُس، مثال رَغيف ورُغُف. وجمع السَّدَسِ سُدْسٌ، مثال أسَد وأُسْد، قال منظور بن مِسْحاج: فَطافَ كما طافَ المُصَدِّقُ وَسْطَها ... يُخَيَّرُ منها في البَوازِلِ والسُّدْسِ واِزَارٌ سَدِيْسٌ وسُدَاسِيٌّ. وسَدُوْسُ - بالفتح -: أبو قبيلة. والسُّدُوْسُ - بالضم -: الطَّيْلَسَان الأخضَر، قال الأفْوَه الأوْدي: والليل كالَّأْماءِ مُسْتَشْعِرٌ ... من دونهِ لوناً كَلَونِ السُّدُوْسْ وكان الأصمعي يقول: السَّدُوْس - بالفتح -: الطَّيْلَسَانْ. وسُدُوْسٌ - بالضم -: اسم رجل، قال رؤبة: وجُلِّ لَيْلٍ يُحْسَبُ السّدُوْسا ... يَسْتَمِعُ السّاري به الجُرُوْسا قال الجَرْميُّ والمازنيُّ: غَلِطَ الأصمعيُّ، والصَّوَابُ على العَكْسِ؛ إلاّ الذي في طَيِّئٍ. وقال ابن الكَلْبيِّ: سَدُوْسُ التي في بني شَيْبان بالفَتح، وسُدُوْسُ التي في طَيِّئٍ بالضَّمِّ، وقال ابن حبيب: في تميم سَدُوْسُ بن دارِم بن مالِك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم، وفي ربيعة: سَدُوْس بن شَيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عُكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، كلاهما بفَتْح السين. قال: وفي طَيِّئٍ سُدُوْسُ بن أصمَع بن أُبَيِّ بن عُبَيد بن رَبيعَة بن نصر بن سعد بن نبهان، بالضم. ونزل امرؤ القيس بن حُجْر على خالد بن سَدُوْس ابن أصمع النبهاني فقال: إذا ما كُنْتَ مُفْتَخِراً فَفاخِر ... بِبَيْتٍ مِثلِ بَيتِ بَني سَدُوْسا ببَيتٍ تُبصِرُ الرُّؤساءَ فيهِ ... قِياماً لا تُنازَعُ أوْ جُلُوْسا وقال آخَر: فإن شاءَ رَبِّي كانَ أيْرُ أبيكُمُ ... طويلاً كأيْرِ الحارِثِ بن سَدُوْسِ وكان للحارث أحَدٌ وعشرون ذَكَراً. والسُّدُوْسُ - بالضم -: النِّيْلَنْجُ، قال امرؤ القيس يصِف الأُشُرَ: مَنَابِتُهُ مثلُ السُّدُوْسِ ولَوْنُهُ ... كشَوْكِ السَّيَالِ فهو عَذْبٌ يَفِيْضُ وسَدَسْتُ القومَ أسْدُسُهُم - بالضم -: إذا أخَذْتُ سُدُسَ أموالِهِم، وأسْدِسُهم - بالكسر -: إذا كنتُ لهم سادِساً، والمصدر فيهما: السَّدْسُ - بالفتح -. وأسْدَسَ الرَّجُلُ: إذا وَرَدَتْ إبِلُه سِدْساً. وأسْدَس البعيرُ: إذا ألْقى السِّنَّ بعد الرَّباعِيَة، قال ابن فارسٍ: وذلك في السنة الثامنة. والسِّتُّ: أصْلُه سِدْسٌ، وقد ذُكِرَ على اللفظ في تركيب س ت ت. والتركيب يدل على العدد، وقد شَذَّ عنه السَّدُوْس والسُّدُوْس وسَدُوْس وسُدُوْس. سرس السَّرِسُ والسَّرِيْس: الذي لا يأتي النساء، قال ذلك ابن الأعرابي، وأنشد: يا رُبَّ قَرْمٍ سَرِسٍ عَنَطْنَطِ ... ليس بِجُعْشُوْشٍ ولا بأذْوَطِ الجُعْشُوْشٍ: النحيف الضامر، وقال أبو عُبَيد: السَّرِيْسُ: العِنِّيْنُ، قال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائيّ: أفي حَقٍّ مُؤاساتي أخاكُم ... بِمالي ثم يَظْلِمُني السَّرِيْسُ وأنشد ابن دريد: في باب فَعْلَلِيْل: يا لَيتَهُ لم يُعْطَ هَلْبَسِيْسا ... وعاشَ أعْمى مُقْعَداً سَرِيْسا حتى يَضُمَّ الوارِثونَ الكِيْسا وقال الأصمعي: السَّرِيْسُ: الذي لا يولَد لَهُ، ويروى: " الشَّرِيْسُ " بالإعجام؛ وهو الظالِم المنيع السيّء الخُلُق.

سلس

وفَحْلٌ سَرِسٌ وسَرِيْسٌ بَيِّنُ السَّرَسِ: إذا كان لا يُلْقِح، وجمع السَّرِيْسِ: سُرَسَاء وسِرَاس - مثال كُبَراء وكِبار -. ويقال: السَّرِيْس: الضعيف. وقال أبو عمرو: السَّرِيْس: الكَيِّس الحافِظ لما في يَدَيْه. وقال ابن الأعرابي: سَرِسَ الرَّجُلُ - بالكسر -: إذا ساءَ خُلُقُه. وسَرِسَ: إذا عَقَلَ وحَزُمَ بعد جَهْلٍ. وسَرِسَ: إذا عُنِّنَ عن امرأتِهِ. وسَرُوْس - ويقال شَرُوْس -: بلدة من نواحي أفريقيَة أهْلُها إباضِيَّة. ومُصْحَف مُسَرَّس - بفتح الراء المُشَدَّدَة -: أي مُشَرَّز. سلس السَّلْس - بالفتح -: الخَيْط الذي يُنْظَم فيه الخَرَز الأبيض الذي تَلْبَسُه الإماءُ، قال عبد الله بن سُلَيم - وقيل: ابن سَلَمَة، وقيل: ابن سَلِيْمَة، والأوّل أصح - يَصِفُ فَرَساً: فتراهُ كالمَشْعُوْفِ أعلى مَرْقَبٍ ... كصَفائحٍ من حُبْلَةٍ وسُلُوْسِ وقال ابن عبّاد: السَّلْس: القرط من الحُليِّ، والجمع: سُلُوْس. وقال غيره: السَّلْس الشَّنْف، قال حميد بن ثور الهلالي - رضي الله عنه - يصف امرأةً: وبِعَيْنِها رَشأٌ تُراقِيُه ... مُتَكَفِّتُ الأحْشاءِ كالسَّلْسِ أي لطيف الأحشاءِ خَميصُها. وشيءٌ سَلِس: أي ليِّن. وفَرَسٌ سَلِس القِياد: أي مُنقاد، بينَ السَّلِسِ والسَّلاسَة. وفلان سَلِس البَوْل: إذا كان لا يَسْتَمْسِكُه. والسَّلِس: فرس كان لبني تغلب، وقال أبو النَّدى: كان لِمُهَلْهِلِ بن ربيعة التَّغْلِبيِّ، قال مهلهل للحارث بن عبّاد: ارْكَبْ نَعَامَةَ أنى راكِبُ السَّلِسِ والسُّلاسُ - بالضم -: ذَهابُ العَقل، والمَسْلوس: الذاهِبُ العقل، وقد سُلِسَ، قال رؤبة: ذاكَ وأشْفي الكَلِبَ المَسْلُوسا ... كَيّاً بوَسْمِ النّارِ أو تَخْيِيْسا بِمِخْنَقٍ لا يُرْسِلُ التَّنْفيسا ... بعد النُّزَا والمُتْرَفَ العِتْرِيسا حتى يُذِلَّ الأشْرَسَ الشَّريسا وقال ابن عبّاد: سَلِسَتِ النخلةُ تَسْلَسُ سَلَساً: إذا ذَهَبَ كرَبُها، فهي مِسْلاس، ويقال لما سَقَطَ منها: السَّلَسُ. قال: وسَلِسَت الخَشَبَة - أيضاً - سَلَساً: إذا نَخِرَت وبَلِيَت. وقال الدَّينوري: السَّلِسَة: عُشبة قريبة الشَّبَه بالنَّصِيِّ إلاّ أنَّ لها حَبّاً كَحَبِّ السُّلْتِ، وإذا جفَّت كان لها سَفاً يتطايَر إذا حُرِّكَت كالسِّهام، تَرْتَزُّ في العُيون والمناخِر، وكثيراً ما تُعْمي السّائمَةَ، ومنابِتُها السُّهُول. وأسْلَسَت النخلة فهيَ مُسْلِس - بغير هاء -: إذا تناثَرَ بُسْرُها. وأسْلَسَتِ الناقةُ فهي مُسْلِس أيضاً: أي أخدَجَتِ الولد قبل تمام الأيّام. وقال ابن عبّاد: التَّسْليس: التأليف لما ألَّفْتَ من الحَلْي سِوى الخَرَز. ويقال: سَلَّسَ لي بِحُقِّي. فأما قول المُعَطَّل الهُذَلي - ويُروى لأبي قِلابَة -: لم تُنْسِني حُبَّ القَتُولِ مَطَاردٌ ... وأفَلُّ يَخْتَضِمُ الفَقَارَ مُسَلَّسُ فأراد: مُسَلْسَلاً؛ فَقَلَبَ، أي: كأنَّ فيه مثل السلاسل من فِرِنْدِه ووَشْيِه. وقال أبو عمرو: مُسَلَّس: مُرَصَّع، والمَطَارِدُ: سِهامٌ يُشْبِه بعضها بعضاً. ويُروى: مُلَسْلَسُ، ويُروى: هل يُنْسِيا حُبَّ. والتركيب يدل على سهولة في الشيء. سلعس سَلَعُوْسُ - مثال طَرَسُوْس وقَرَبُوْس -: بلدة وراء طَرَسوس غزاها المأمون. سلمس سَلَمَاسُ - بالتحريك -: مدينة مشهورة بأذَرْبِيجان، على ثلاثة أيّام من تبريز. سنبس سِنْبِس: أبو حَيٍّ من طَيِّئٍ، وهو سِنْبِس بن معاوية بن جَرْوَل بن ثُعل بن عمرو بن الغَوْث بن طَيِّئٍ، قال زيد الخَيل الطّائي رضي الله عنه: ويَقْذِفُ حولي جمعُ أخزَمَ بالحصى ... وجَمْعُ سَلامانَ الحُماةُ وسِنْبِسُ وقال أبو عمر الزاهِد: السين في أول سِنْبِس زائدة. ورأت أمُّ سِنْبِس - وهي أُمَيمَة بنت عبد الله بن الدُّول بن حنيفة بن لُجَيم - في النَّوم قائلاً يقول لها: إذا وَلَدْتِ سِنْبِساً فأنْبِسي أي أسرعي. وقال ابن الأعرابي: السِّنْبِسُ: السريع، وسَنْبَسَ: أي أسرَعَ، وقال الأعشى يَصِفُ بقرة: فَصَيَّحَها القانِصُ السِّنْبِسِيُّ ... يُشْلي ضِرَاءً بإِيْسَادِها

سنس

ورواية أبي عمرو: فَصَبَّحَها لطُلوع الشروق ... ضِرّاءً تَسَامى بإِيْسَادِها وليس في هذه الرواية شاهِد. وسَنَبُوْسُ - مثال طَرَسُوْس -: موضع ببلاد الروم دونَ سَمَنْدُوْ. سنس محمد بن سُنَيْسٍ أبو الأصْبَغ الصُّوْريُّ: من أصحاب الحديث. سندس قوله تعالى:) من سُنْدُسٍ وإسْتَبْرَقٍ (السُّنْدُسُ: رقيق الدِّيباج، والستَبْرَق: غليظه. وقال الليث: السُّنْدُسُ: ضَرْبٌ من البُزْيُون يُتَّخَذ من المِرْعِزّي. قال يَزيد بن خَذّاق العَبْديُّ: ألا هل أتاها أنَّ شِكَّةَ حازِمٍ ... لَدَيَّ وأنّي قد صَنَعْتُ الشَّمُوْسا وداوَيْتُها حتى شَتَتْ حَبَشِيَّةً ... كأنَّ عليها سُنْدُساً وسُدُوْسا ولم يختلف أهل اللغة في أنَّهما معربان. سوس السُّوْسُ - بالضم -: الطبيعة، يقال: الفصاحة من سُوْسِهِ: أي من طَبْعِه. والسُّوْسُ: الأصل، يقال: فلان من سُوْسِ صِدْقٍ ومن تُوْسِ صِدْقٍ: أي من أصلِ صِدْقٍ، قال رؤبة يمدح أبانَ بن الوليد البَجَليّ: شَرَّفَ باني عَرْشِكَ التَّأْسيسا ... المَحْضَ مَجْداَ والكَريْمَ تُوْسا إذا المُلِمّاتُ اعْتَصَرْنَ السُّوْسا وقال الدِّينَوَري: السُّوْس، الواحِدة سوسَة، وهو هذا السوس المعروف الذي تُغَمّى به البُيُوتُ، ويَدْخُلُ عصيره في الدواء، وفي عُروقه حلاوة شديدة، وفي فروعه مرارة، وهو من الشَّجَر، وهو بأرض العرب كثير، قال: وسَألْتُ عنه أعْرابِيّاً فقال: نحن نُسَمِّيه المَتْكَ، وهو عندنا كثير، ويجعلون ورقة في النبيذ كما يُجْعَل الدّاذِيُّ فيَشْتَدّ. والسُّوْسُ: دودٌ في الصوف والطعام، والسّاسُ: لُغَةٌ فيه، يقال: ساسَ الطعام يَسَاسُ سَوْساً - بالفتح -، وزادَ ابن عبّاد: سَوِسَ، وزاد يونُس في كتاب اللغات: سِيْسَ. وسُوْسُ المرأة وقُوقُها: صَدْعُ فَرْجِها. والسُّوْسُ: من كُوَر الأهواز، وفيه قبر دانيال - صلوات الله عليه -. وقال ابن المقفَّع: أوَّلُ سورٍ وُضِعَ بعدَ الطُّوفان سورُ السُّوْسِ وتُسْتَرَ، قال: ولا يُدْرى مَنْ بَنى سُوْرَ السُّوْسِ وتُسْتَرَ. وقال ابن الكَلْبِيِّ: بَنَاها السُّوْسُ بن سام بن نوح. والسَّوس - أيضاً -: بلد بالمغرب، وهنالك السُّوسُ الأقصى، وبين السُّوسَيْنِ مَسِيْرَةُ شَهرَيْن. والسُّوْسُ: بلدة بما وراء النهر. وسُوْسَة: بلد بالمغرب. والسُّوْسَة: فرس النعمان بن المنذر، وهي التي أخذها الحَوْفَزان بن شَرِيْك لمّا أغارَ على هجائنِه. وسُوسِيَة: كورة بالأردن. وقال ابن شميل: السُّوَاس: داءٌ يأخذ الخيل في أعناقها فَيُيَبِّسُها. ومحمد بن مُسلِم بن سُسْ - كالأمر من السياسة -: من أصحاب الحديث. وسُسْتُ الرَّعِيَّة سِياسَة. وفلان مُجَرِّب قد ساسَ وسيسَ عليه: أي أمَرَ وأُمِرَ عليه. وقال أبو زيد: ساسَتِ الشاةُ تَسَاسُ سَوَساً: إذا كَثُرَ قَمْلُها. والسَّوَسُ - أيضاً -: مصدر الأسْوَسِ وهو داءٌ يكون في عَجَزِ الدّابّة من الوِرك والفخذِ يورِثُه ضَعْفَ الرِّجْلِ. وقال الليث: أبو ساسان: كُنْيَةُ كِسرى، قال: مَن جَعَلَه فَعْلانَ قال في تصغيرِه سُوَيسان. وفي حديث سَطيحٍ الكاهن: بعَثَكَ مَلِك بني ساسان، لارْتِجاس الايوان، وخُمُودِ النِّيران، ورؤيا المُْبَذَان. وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب وب ذ، وهو اسمٌ أعجَميُّ. وساسان الأكبَر: هو ابن بَهْمَنَ بن إسْفَنْديارَ المَلِك. وأمّا أبو الأكاسِرة: فهو ساسانُ الأصغر بن بابَك ابن مُهَرْمِش بن ساسان الأكبر. وأرْدَشِيْر بن بابَك بن ساسان الأصغر. وسَوَاسٌ - مثال سَحَابٍ -: جَبَلٌ، وقال ابن دريد: سَوَاسٌ: جَبَلٌ أو موضِع. وذاة السَّوَاسي: جَبَل لِبَني جَعْفَر. وقال الأصمعي: ذاةُ السُّوَاسي: شُعَبٌ يَصْبُبْنَ في يَنُوْفَ. وقال الليث: السَّوَاسُ: شجر، الواحدة: سَوَاسَة، وهو من أفضَل ما اتُّخِذَ منه زَنْدٌ يكون وارياً، وقَلَّ ما يَصْلِد، قال الطِّرِمّاح يصف الرَّماد وآثار الديار: وأخْرَجَ أُمُّهُ لِسَوَاسِ سَلْمى ... لِمَعْفُوْرِ الضَّنى ضَرِمِ الجَنينِ تَنَكَّدَ رَسْمُها إلاّ بقايا ... عَفا عنها جَدَا هَمِعٍ هَتُوْنِ

سهنس

الأخْرَجُ: الرَّماد؛ لأنَّ فيه بياضاً وسَواداً، وأُمُّه: زَنْدَتُه، وسَلْمى: أحد جَبَلَي طَيِّئٍ، والضَّنى: النار بمنزلة الوَلَدِ. وقال الدِّيْنَوَريُّ: قال أبو زياد: من العِضَاهِ السَّوَاسُ، شبيهٌ بالمَرْخ، له سِنَفَة مِثل سِنَفَةِ المَرْخ، وله شوك ولا ورق له، وهو يُقْتَدَح بِزَنْدِه. قال: وقد وَصَفْنا ذلك في باب الزِّناد، قال: ويَطول في السماء، ويُسْتَظَلُّ تَحتَه، وقد تأكل أطراف عيدانه الدقيقة الإبل والغنم. قال: وسَمِعْتُ أعرابياً يقول: السَّوَاسِي - يُريد: السَّوَاسَ -، فسألتُه عنه فقال: المَرْخُ والسَّوَاسُ والمَنْجُ، وهؤلاء الثلاثة متشابهة، وقال المَنْجُ: اللوز الصغار المُرُّ، قال: وسَمِعتُ من غيرِه: المِزْجَ؛ وهو الذي يُسَمّى بالفارسية: البَاذامَكْ، ولا وَرَقَ له، إنَّما نباتُه قضبان حُمُر في خُضْرَة البَقْلِ سُلُبٌ عارية تُتَّخَذُ منها السِّلافلُ، وهو من نبات القِفاف والجِبال. والسّاسُ: القادِح في السِّنِّ، قال العجّاج: تَجْلو بِعُودِ الإسْحِلِ المُقَصَّمِ ... غُرُوبَ لا ساسٍ ولا مُثَلَّمِ السّاس: الذي قد أُكِلَ، وأصْلُه سائس، مثال هَارٍ وهائرٍ وصافٍ وصائفٍ. وقال العجّاج أيضاً: صافي النُّحاسِ لم يُوَشَّعْ بالكَدَرْ ... ولم يُخالِط عُوْدَه ساسُ النَّخَرْ أي: أكْلُ النَّخر. وقال أبو زيد: أسَاسَتِ الشّاة: إذا كَثُرَ قَمْلُها، مِثْلُ ساسَتْ. وأساسْوه: أي سَوَّسُوْهُ. وأساسَ الطّعام: أي ساسَ، وكذلك سَوَّسَ، قال زُرارَة بن صَعْبِ بن دَهْرٍ يُخاطِب العامِرِيَّة: قد أطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيّا ... نُفَايَةً مُسَوِّساً حَجْرِيّا وسُوِّسَ الرجل أمور الناس - على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه -: إذا مُلِّكَ أمْرَهم، قال الحُطَيْئةُ يهجو أُمَّه: جَزاكِ الله شَرّاً من عَجوزٍ ... ولَقّاكِ العُقُوقَ من البَنينِ لقد سُوِّسْتِ أمْرَ بَنِيْكِ حتى ... تَرَكْتِهِم أدَقَّ من الطَّحِينِ ويروى: " سَوَّسْتِ " بفتحتين، وقال الفرّاء: سَوَّسْتِ خطأ. وقال أبو زيد: سَوَّسَ فُلانٌ لفُلانٍ أمْراً فَرَكِبَه، كما تقول: سَوَّلَ له وزَيَّنَ له. والتركيب يدل على فساد في شيء وعلى جِبِلَّةٍ وخَلِيْقَةٍ. سهنس الفرّاء: أفْعَلُ هذا سِهِنْسَاهُ وسِهِنْسَاهِ - بالرفع والخفض -: أي أفعلُه آخِرَ كل شيء، وقال ثعلب: لا يقال هذا إلاّ في المستقبَل، لا يقال: فَعَلْتُه سِهِنْسَاه، ولا فَعَلْتُه آثِرَ ذي أثيرٍ. سيس السِّيْسَاءُ: مُنْتَظَمُ فَقارِ الظَّهْر. وقال أبو عمرو: السِّيْسَاءُ من الفَرَسِ الحارِكُ؛ ومِنَ الحِمارِ: الظَّهْرُ، وهو فِعلاءٌ مُلْحَقٌ بسِرْداحٍ، وجمعُه: سَيَاسِيُّ. وقال الأصمعي: السِّيْسَاءُ: قُرْدُوْدَة الظَّهْر وهي ما ارتَفَعَ من ثَبَجِ الظَّهْر. قال الأخطل: لقد حَمَلْتَ قَيْسَ بن عَيْلانَ حَرْبُنا ... على يابِسِ السِّيسَاءِ مُحْدَوْدِبِ الظَّهْرِ وقال ابن السكِّيت: السِّيْسَاءة: المنقادة من الأرض المُسْتَدِقَّة. وقال ابن عبّاد: يُقال حَمَلَه على سِيْسَاءِ الحَقِّ: أي على حَدِّه. قال: وسَيِسَ الطَّعامُ وسَئسَ: مِثْلُ سَوِسَ وأساسَ وسَوَّسَ. وسِيْسِيَة - والعامة تقول: سِيْسُ -: بلدة بين أنطاكيَة وطَرَسُوْسَ. شأس شَئَسَ مكاننا وشَئَزَ: أي صَلْبَ وغَلُظَ، فهو شَئْسٌ وشَئْزٌ، وقد يُخَفَّفُ الهمز فيقال: شأْسٌ وشأْز، قال العجّاج: إنْ يَسْمَهِرُّوا لِضِراسِ الضَّرْسِ ... ويَنْزِلوا بالسَّهْلِ بعدَ الشأْسِ وقال أبو زبيد حرملة بن المنذر الطائي: شَأْسُ الهَبُوطِ زَنَاءُ الحامِيَيْنِ مَتى ... يَبْشَعْ بِوارِدَةٍ يَحْدُثْ لها فَزَعُ يَبْشَع: يَضِق، ويُروى: " يَنْشَغْ " أي يتضايق؛ كما يُنْشَغُ بالشيء إذا غَصَّ به. ويُجْمَع الشأسُ شَئيساً - مثال ضأنٍ وضَئينٍ -، قال رؤبة: بِمُسْنِفاتٍ تَخْبِطُ الشَّسِيْسا ... من الصوُّى والأخْشَبَ الشَّئيْسَا كأنّه جعلَ كلَّ طَرَفٍ من الأخْشَبِ شَأْساً فجَمَعَ لذلك.

شحس

وشأسٌ: أخو عَلْقَمَة بن عَبَدَة بن ناشِرَة بن قيس بن عُبَيد بن ربيعة بن مالِك بن زيد مَنَاة بن تَميم، وعَلْقَمَة هو القائل في شَأسٍ يُخاطِب الحَرثَ بن أبي شَمِرٍ: وفي كُلِّ حَيٍّ قد خَبَطْتَ بنِعْمَةٍ ... فَحُقَّ لِشأسٍ من نَدَاكَ ذَنُوْبُ فقال: نَعَم وأذْنِبَة، فأطْلَقَ عن شَأسٍ وكانَ قد حَبَسَه. وشأسُ بن نهار بن أسوَد بن حَريد بن حُيَيّ بن عِسَاسِ بن حيَيّ بن عوف بن سُوْدِ بن عُذْرَة بن مُنَبِّه بن نُكْرَة بن لُكَيْز بن أقصى بن عبد القيس بن أقصى بن دُعْميِّ بن جَديلَة، وشَأس هذا هو المُمَزَّق العَبْدِيّ الشاعِر. وشأس: طريق بين خَيبَر والمَدينة على ساكنيها السلام. شحس الدِّيْنَوَري: أخبرني بعض أعراب عُمان قال: الشَّحْس من شَجَرِ جِبالِنا، وهو مثل العُتَمِ ولكنه أطولَ منه، ولا تُتَّخَذُ منه القِسِيُّ لِصَلابَتِه فإنَّ الحَديدَ يَكِلُّ عنه، ولو صَنِعَتْ منه القِسِيُّ لم تُواتِ النَّزْعَ. شخس الشَّخْس: الاضطراب والاختلاف. وأمرٌ شَخِيْس: أي مُتَفَرِّق. ومَنْطِقٌ شَخِيس: متفاوِت. وقال الليث: الشَّخْسُ: فَتْحُ الحِمارِ فَمَه عند التثاؤب والكَرْفِ. وقال أبو سعيد: أشْخَسْتَ في المَنطِقِ وأشْخَصْتَ: أي تَجَهَّمْتَ. وأشْخَسْتُه - أيضاً -: اغْتَبْتُه. وتَشاخَسَتْ أسْنانُه: إذا اختَلَفَتْ ومالَ بَعْضُها وسقط بعض من الهَرَم. وأنشد ابن الأعرابي لأرْطاةَ بن سُهَيَّة: بِنا مثلُ صَدْعٍ إنْ يُعْطَ شاعِباً ... يَدَعْهُ وفيهِ عَيْبُهُ مُتَشاخِسُ أي: وإن أُصْلِحَ فهو مُتَمَايِل لا يَسْتَوي. وقال ابن السكِّيت: تَشَاخَسَ ما بينَ القَوم: أي فَسَدَ. وتَشَاخَسَ الحِمار: مِثْلُ شَخَسَ، قال الطِّرِمّاح يَذْكُرُ وَعِلاً: وشاخَسَ فاهُ الدَّهْرُ حتى كأنَّه ... مُنَمِّس ثيرانِ الكَريْصِ الضَّوَائنِ وقال ابن السكِّيت في قوله: " شاخَسَ فاه الدَّهْرُ ": يقول: خالَفَ بين أسْنانِهِ الكِبَر، فبعضها طويل وبعضها مُنْكَسِر، حتى كأنَّه كَرِيْصٌ مُنَمِّس؛ وهو المُتَغَيِّر المُصْفَر القديم. وقيل: الضَّوَائنُ: البيض، وقيل: التي عُمِلَت من الضأن. ويُقال للشَّعّاب: قد شاخَسْتَ: أي ما يَلْتَ صَدْعَ القَدَحِ فَبَقِيَ غَيْرَ مُلْتَئمِ. وقال ابن دريد: ضَرَبَ الرجلُ الرجلَ على رأسِهِ فتَشَاخَسَ قِحْفُه: إذا افْتَرَقَ فِرْقَتَيْن. وتشاخَسَ أمر القَوم: إذا افتَرَقَ وتَبايَن. والتركيب يدل على اعوجاج وزوال عن نهج الاستقامة. شرس رَجُلٌ أشْرَسُ وشَرِسٌ بَيِّنُ الشَّرَسِ والشَّرَاسَةِ: أي سَيِّئُ الخُلُقِ عَسِرٌ شَديدُ الخِلافِ، وأنشد الليث: فَظَلْتُ ولي نَفْسانِ نَفْسٌ شَرِيْسَةٌ ... ونَفْسٌ تَعَنّاها الفِراقُ جَزُوْعُ والأشْرَسُ: الجريء في القتال. والأشْرَسُ والشَّرِسُ: الأسد، سمِّيَ بذلك لسوءِ خُلُقِه، قال أبو زبَيْد حَرْمَلة بن المنذر الطائي يصف الأسد: جَهْمَ المُحَيّا عَبُوْساً ضَيْغَماً شَرِساً ... ما إنْ يَطُوْرُ حِماهُ غَيْرُ مَعْرُورِ وأشْرَسُ بن غاضِرَةَ - رضي الله عنه -: له صحبة. وأرضٌ شَرْساء وشَرَاسٍ - على فَعَالٍ - مثال شَنَاحٍ ورَبَاعٍ وحَزَابٍ وشَرَاسٌ - مثال سَراب وزَمان ومَكان -:غليظة. والشِّرَاسُ - بالكسر -: دِباقُ الأساكِفَةِ، ويكْتُبُونَه في كُتُبِ الطِّبِّ: إشْرَاسٌ. والشَّريس: الشَّراسَة. ومنه حديث عمر - رضي الله عنه - أنَّه قال لعمرو بن معدي كَرِب - رضي الله عنه -: ما قَولُك في عُلَة بن جَلدٍ؟ قال: أولئك فوارِسُ أعراضِنا وشِفاءُ أمراضِنا؛ أحَثُّنا طَلَباً وأقَلُّنا هَرَباً، قال: فَسَعْدُ العشيرَة؟ قال: أعظمُنا خَميساً وأكثرُنا رئيساً وأشدُّنا شَرِيساً، قال: فبنو الحَرثِ؟ قال: حَسَكَة مَسَكَة، قال: فَمُراد؟ قال: أولئك الأتقياء البَرَرَة والمَسَاعير الفَخَرَة؛ أكرمنا قراراً وأبعَدُنا آثاراً. وناقةُ ذات شَرِيس: أي شَرِسَة، قال: قد عَلِمَت عَمْرَةُ بالغَمِيْسِ ... أنَّ أبا المِسْوَرِ ذو شَرِيْسِ ولانَ شَرِيسُه: كقولِهِم لانَت عَريكَتُه. والشَّرْس: جَذْبُكَ الناقة بالزِّمام.

شسس

وقال ابن عبّاد: شَرَسْتُ الجِلْدَ والرّاحِلَة: إذا مَرَسْتُهما، وكذلك الرجل إذا أمَضَّكَ بالكلام. ولم يُشْرَسْ جَمَلُه: أي لم يُرَضْ ولم يُهَنْ. والشِّرْسُ - بالكسر -: عِضَاهُ الجبل، وهو ما صَغُرَ من شَجَر الشَّوْكِ، كالشُّبْرُم والحاجِ والشُّكَاعى والقَتَادِ، وأنشد ابن الأعرابي: واضِعَةٌ تأكُلُ كُلَّ شِرْسِ ومكان شَرْس - بالفتح -: أي غليظ، قال: إذا أُنيخَت بِمَكانٍ شَرْسِ وقال الدِّيْنَوَريّ: الشَّرَسُ - بالتحريك -: ما صَغُرَ من شَجَر الشَّوْكِ. قال: ومن أمثال العَرَب: عثرَ بأشْرَس الدَّهر: أي بالشِّدَّة. والشَّرْساء: السحابة الرقيقة البيضاء. وقال ابن الأعرابي: شَرِسَ - بالكسر -: إذا تَحَبَّبَ إلى الناس. وشَرِسَ: إذا دام على رعي الشِّرْسِ. وقال أبو عمرو: الشُّرْسُ - بالضم -: الجَرَبُ في مشافِرِ الأبِل، وإبلٌ مَشروسَة. وقال أبو زيد: الشَّراسَة: شِدَّة أكل الماشِيَة، يقال منه: شَرَسَتْ تَشْرُسُ شَرَاسَة، وانَّه لَشَرِس الأكل. والمُشَارَسَة والشِّرَاسُ: الشِّدَّة في معاملة الناس، يقال: ناقةٌ ذات شِراس. وقال ابن فارِس: تَشَارَسَ القَوْمُ: إذا تَعَادَوا. والتركيب يدل على خِلاف الخَير في جميع فُروعِه. شسس الليث: الشَّسُّ - بالفتح -: الأرض الصُّلْبَة التي كأنّها حَجَرٌ واحِد، والجمع: شِسَاسٌ وشُسُوْسٌ. قال المَرّار بن مُنقِذ: هل عَرَفْتَ الدارَ أم أنكَرْتَها ... بين تِبْرَاكٍ فَشَسَّيْ عَبَقُرْ وقال أبو عمر في فائت الجَمْهَرَة: الرواية: " فَشُسّى "، ومِيْزَانُه جُلّى. والأُولى رِوايَةُ المُفَضَّل بن مُحَمَّد الضَّبِّي. وقال أبو حِمَاسٍ: عَلَيَّ سَيْفي وترى لِباسي ... سابِغَةً من حِلَقٍ دِخَاسِ كالنَّهْي مَعْلُوّاً بذي الشِّسَاسِ ويُجْمَعُ - أيضاً - على شَسِيْسٍ - مثال ضأنٍ وضَئين -، قال رؤبة يَصِف الإبِل: بِمُسْنِفاتٍ تَخْبِطُ الشَّسِيْسا والشَّسُّ: الشَّثُّ للشجرة. وشَسَّ الشَّيء: إذا يَبِسَ، شُسُوْساً. ورجلٌ شاسٌ: أي ناحِلٌ. والتركيب يدل على اليُبْسِ الشديد. شطس الليث: الشَّطْسُ - بالفتح -: الدَّهاءُ والعِلْمُ به، وانَّه لَرَجُلٌ شُطَسِيٌّ، قال رؤبة: بِشُطَسِيٍّ يَفْهَمُ التَّفْهِيما ... ويَعْتَلي بالكَلِمِ التَّكْليما وقيل: الشُّطَسِيُّ: المُنْكَرُ المارِدُ من الرِجال. وكذلك: رجلٌ ذو أشطاس، قال: يا أيُّها السّائلُ عن نُحاسي ... عَنّي ولَمّا يَبْلغوا أشْطاسي وقال عرّام: شَطَسَ في الأرض: إذا دَخَلَ فيها إمّا راسِخاً وإمّا واغِلاً، وأنشَدَ أبو تُراب: تُشَبُّ لِعَيْنَيَّ رامِقٍ شَطَسَتْ بِهِ ... نَوىً غَرْبَةٌ وَصْلَ الأحِبَّةِ تَقْطَعُ والشُّطْسَة - بالضم -: الخِلاف، يُقال: أغْنِ عَنّي شُطْسَتَكَ وشُطْسَكَ. والشَّطُوْسُ: المُخالِف لِما أُمِرَ. وقال الأصمعي: الشَّطُوْسُ: الذّاهِبُ في ناحِيَةٍ، وهو المُخالِفُ؛ عن أبي عمرو، قال رؤبة: والخَصْمَ ذا الأُبَّهةِ الشَّطُوْسا ... كَدُّ العِدى أخْلَقَ مَرْ مَرِيْسا أي: يَكُدُّ أعدائي جَبَلاً أخْلَقَ لا يُؤثِّرُوْنَ فيه. شكس أبو عمرو: الشَّكْسُ - بالفتح -: قبل الهِلال بيَوْمٍ أو يَومَين؛ وهوَ المُحَاقُ، قال: أوْرَدَ مَعْنٌ وخُوَيْتٌ أمْسِ ... يَوْمَ الثَّلاثاءِ بِيَوْمٍ شَكْسِ ورَجُلٌ شَكْسٌ - وقال الفرّاء: شَكِسٌ؛ مثال كَتِف، وهو القِياس -: أي صَعْبُ الخُلُق، قال: شَكْسٌ عَبُوسٌ عَنْبَسٌ عَذَوَّرُ وقَوْمٌ شُكْسٌ - مِثال رَجُلٍ صَدْقٍ وقَوْمٍ صَدْقٍ -، وقد شَكُسَ - بالضم - شَكاسَة. والشَّكِسُ - أيضاً -: البخيل. وقال أبو الأسوَد الدُّؤليُّ ووَصَفَ رَجُلاً فقال: عليكُم فلاناً فانَّه ألْيَسُ أهْيَسُ، ألَدُّ مِلْحَسٌ، شَكِسٌ ضَبِسٌ، إنْ سُئلَ أرَزَ، وإنْ دُعِيَ انْتَهَز، ويروى: إنْ سُئلَ ارْتَزَّ، وإنْ أُعْطِيَ اهْتَزَّ. وقوله تعالى:) شُرَكاءُ مُتَشاكِسُون (أي مُخْتَلِفون عَسِرون لا يَتَّفِقون، وقال ابن دريد: تَشَاكَسَ القَوْمُ: إذا تَعاسَروا في بَيْعٍ أو شِرىً. وقال الأزهري: الليل والنهار يَتَشاكَسان: أي يختَلِفان.

شمس

وشاكَسَني: أي عاسَرَني. شمس الشَّمْسُ: تُجْمَع على شُمُوْسٍ، كأنَّهم جَعَلوا كلَّ ناحيَةٍ منها شَمْساً، كما قال ذو الرُّمَّة: بَرّاقَةُ الجِيْدِ واللَّبّاتُ واضِحَةٌ ... كأنَّها ظَبْيَةٌ أفْضى بها لَبَبُ قال مالِك الأشْتَر النَّخَعِيُّ: حَمِيَ الحَدِيْدُ عليهم فَكأنَّهُ ... وَمَضَانُ بَرْقٍ أو شعَاعُ شُمُوْسِ وتَصْغيرُها: شُمَيْسَة. وقد سَمَّت العربُ عَبْدَ شَمْسَ، ونَصَّ أبو عَلّيٍ في التذكِرَة على ترك الصَّرف في عبد شَمس للتعريف والتأنيث، وفَرَقَ بينه وبين دَعْدَ في التخيير بين الصَّرفِ وتَرْكِه. وأُضيفَ إلى الشمس من السَّيّارات التي كانوا يعبُدُونها، لا إلى صَنَمٍ اسْمُه شَمْسٌ؛ كعبد مناة وعبدِ يغوث وعبد العُزّى. ومن الأصنام صَنَمٌ اسْمُهُ شَمْس، وذكر ابنُ الكَلْبي: أنَّ أوَّلَ مّنء سُمِّيَ عَبْدَ شَمْس: سَبَأُ بن يَشْجُبَ بن يَعْرُب، وذَكَرَ: أنَّ شَمْسَاً صَنَمٌ قَديم، قال جرير: أنتَ ابْنُ مُعْتَلَجِ الأباطِحِ فافْتَخِر ... من عَبْدِ شَمْسَ بذِرْوَةٍ وصَمِيْمِ وما يَجِيءُ في الشِّعْرِ مَصْروفاً يُحْمَلُ على الضّرورة. وقال ابن الأنباري: تقول: قد أتَتْكَ عَبْدُ شَمْسٍ يا فَتى، فتؤنِّثُ الفِعْلَ، ولا تُجْري الشَّمْسَ للتأنيث والتعريف. والنِّسبة إلى عَبْدِ شَمْسٍ عَبْشَمِيٌّ، لأنَّ في النِّسْبَة إلى كلِّ اسْمٍ مُضافٍ ثلاثةُ مَذاهِب: إنْ شِئتَ نَسَبْتَ إلى الأولى منهما، كقولِكَ: عَبْدِيٌّ؛ إذا نَسَبْتَ إلى عَبدِ القيس، قال: وهم صَلَبوا العَبْدِيَّ في جِذُعِ نَخْلَةٍ ... فلا عَطَسَت شَيْبانُ إلاّ بأجْدَعا وإن شِئتَ نَسَبْتَ إلى الثاني إذا خِفْتَ اللّبْسَ فقُلْتَ: مُطَّلِبِيٌّ؛ إذا نَسَبْتَ إلى عبد المُطَّلِب. وإن شِئتَ أخَذتَ من الأوّل حرفين ومن الثاني حرفين؛ وَرَدَدْتَ الاسم إلى الرُّباعيِّ؛ ثُمَّ نَسَبْتَ إليه، فقُلْتَ: عَبْدَرِيٌّ وعَبْقَسِيٌّ وعَبْشَمِيٌّ؛ في النِّسْبَةِ إلى عبد الدار وعبد القيس وعبد شمس، قال عبد يَغوث بن وقّاص الحارثيُّ: وتَضْحَكُ منِّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّة ... كأن لم ترى قَبلي أسيراً يمانياً وأما عَبْشَمْس بن سعد بن زيد مَنَاة بن تميم فانًّ أبا عمرو بن العلاء يقول: أصْلُهُ عَبُّ شمس: أي حبُّ شمس؛ وهو ضوؤها؛ والعين مبدّلة من الحاء، كما قالوا في عَبِّقُرٍ وهو البَرَدُ، وقد تُخَفَّفُ، قال: إذا ما رَأت شَمْساً عَبُ الشَّمْسِ بادَرَتْ ... إلى رَمْلِها والجارِمِيُّ عَمِيْدُها ويروى: " شَمَّرَتْ "، ويروى: " والجُرْهُمِيُّ "، وقال ابن الأعرابي: اسمُه عِبءُ الشَّمسِ - بالهمزِ -، والعِبءُ: العِدْلُ، أي هو نَظيرها وعِدْلُها. وعَبْءَ الشمس - أيضاً -، كالعِدْلِ والعَدْلِ. وشمسُ: عين ماء. وعينُ شَمْسٍ: موضع. وبَنو الشَّمس: بطن من العرب. وأما قول تأبَّطَ شَرّاً: إنّي لَمٌهْدٍ من ثَنائي فقاصِدٌ ... به لابْنِ عَمِّ الصِّدْقِ شَمْسِ بن مالِك فانَّه يُروى بفتح الشين وضمها، فمَن ضمَّها قال انَّه عَلَمٌ لهذا الرَّجُلِ فقط، كحَجَرٍ في أنَّه عَلَمٌ لأبي أوس؛ وأبي سُلمى في أنَّه عَلَمٌ لأبي زهير؛ الشّاعرين، والأعلام لا مُضايَقَةَ فيها. وعُقاةُ بن شُمْسٍ، ومَعْوَلَة بن شُمْسٍ، وحُدّانُ بن شُمْسٍ، ونحوَ بن شُمْسٍ، ونَدَب بن شُمْسٍ. وقال ابن دريد: الشَّمْسَة - وقال غيره: الشَّمسُ -: ضَرْبٌ من المَشْطِ كانَ بعضُ نساء الجاهليَّة يَمْتَشِطْنَه. قال: فامْتَشَطْتِ النَّوْفَلِي ... اتِ وعُلِّيْتِ بِشَمْسِ وخَضَبْتِ الكَفَّ بالحِن ... اءِ والجِيْدَ بِوَرْسِ والشَّمْسُ: ضَربٌ من القلائِد. والشَّمْسَتان: مُوَيْهَتَانِ في جوف عريض، وهو قُنَّةٌ مُنْقَادَةٌ بطَرَفِ النِّيْرِ؛ نِيْرِ بَني غاضِرَةَ. وقال ابن الأعرابي والفرّاء: الشُّمَيْسَتانِ: جَنَّتانِ بازاءِ الفِرْدَوْسِ. وثابِت بن قيس بن شَمّاس - رضي الله عنه -: له صحبة.

شنس

وقال الليث: الشمّاس من رؤوس النَّصارى: الذي يَحْلِقُ وَسَطَ رأسِهِ لازِماً للبيعة. وهذا عَمَلُ عُدُوْلهم. وقال ابن دريد: فأما شَمّاسُ النَّصارى فليس بعربي مَحْضٍ، ويُجْمَعُ على شَمَامِسَة. والشَّمّاسِيَّة: محلة بدمشق، وموضع قريب من رصافة بغداد. وشَمَسَ يومُنا يَشْمُسُ ويَشْمِسُ - وزاد ابن دريد: شَمِسَ؛ بكسر الميم -: إذا كان ذا شَمْسٍ وأنشد: فلو كان فينا إذ لَحِقنا بُلالَة ... وفيهنَّ واليَوْمُ العَبُوْرِي شامِسُ وقال ذو الرمّة يَصِف الظُّعنَ: ألِفْنَ اللِّوى حتى إذا البَرْوَقُ ارتَمى ... به بارِحٌ راحٌ من الصَّيْفِ شامِسُ وأبْصَرْنً أنَّ القِنْعَ كانَت نِطافُهُ ... فَرَاشاً وأنَّ البَقْلَ ذاوٍ ويابِسُ تَحَمَّلْنَ من قاعِ القَرِيْنَةِ بَعْدَ ما ... تَصَيَّفْنَ حتى ما عن العِدِّ حابِسُ وشَمَسَ الفَرَسُ يَشْمُسُ شُمُوْساً وشِمَاساً فهو شامِس وشَمُوْس: أي مَنَعَ ظَهْرَه، وخَيْلُ شُمْسٌ وشُمُسٌ - مثال خُلْق وخُلُق -. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم - الذي رواه سَمُرَة بن جُنْدُب - رضي الله عنه -: مالي أراكُم رافِعي أيديكِم كأنَّها أذنابُ خيلٍ شُمْسٍ؛ اسْكنوا في الصلاة، ثمَّ خَرَجَ علينا فَرَآنا حِلَقاً فقال: مالي أراكَم عِزِيْنَ، ثُمَّ خَرَجَ علينا فقال: ألاَ تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ الملائكة عند ربها؟ قالوا: يا رسول الله وكيف تَصُفُّ الملائكة ربَّها؟ قال: يتمُّونَ الصفوف الأولى ويَتَراصُّونَ في الصَّفِّ. قال النابغة الذبياني: شُمْسٌ مَوَانِعُ كلِّ ليلةِ حُرَّةٍ ... يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيَارِ والشَّمُوْسُ: فَرَسُ الأسوَدِ بن شَرِيكٍ. والشَّمُوْس - أيضاً -: فَرَسُ يَزيد بن خَذّاقٍ العَبْديِّ، وهو القائل فيها: ألا هَلْ أتاها أنَّ شِكَّةَ حازمٍ ... لَدَيَّ وأنّي قد صَنَعْتُ الشَّمُوْسا وداوَيْتُها حتى شَتَتْ حَبَشِيَّةً ... كأنَّ عليها سُنْدُساً وسُدُوْسا والشَّمُوْسُ: فَرَسُ سُويد بن خَذّاقٍ العَبْديّ. والشَّمُوْسُ - أيضاً -: فَرَسُ عبد الله بن عامر القُرَشِّي، وهو القائل فيه: جرى الشَّمُوْسُ ناجِزاً بناجِزِ والشَّمُوْسُ: فَرَسُ شَبِيْب بن جَراد أحد بني الوحيد. والشَّمُوْسُ: هضبة معروفة، سُمِّيتْ بذلك لأنها صعبة المُرتقى. والشَّمُوْسُ: بنت أبي عامِر الرّاهب واسمه عبد عمرو بن صَيْفيٍّ، والشَّمُوْسُ: بنت عمرو بن حرام، والشَّمُوْسُ: بنت مالك بن قيس، والشَّمُوْسُ: بنت النعمان بن عامِر الأنصاريَّة. رضي الله عنهن، لهنَّ أربعهن صحبة. ورجُلٌ شَمُوْسٌ: صعب الخُلُق، ولا تَقُل شَمُوصٌ. وشَمَسَ لي فلان: إذا أبدى لك عداوةً. وشامِسْتان: من قرى بَلْخَ. وأشْمَسَ يومُنا: صار ذا شَمْسٍ. والتَّشْمِيْسُ: بَسْطُ الشيء في الشمس، يقال: شيء مُشَمَّس: أي عُمِلَ في الشمس. والمُشَمِّس: الذي يعبد الشمس. والمُتَشَمِّس من الرجال: الذي يمنع ما وراءَ ظهرِه، وهو الشديد القوة. والبخيل - أيضاً -: مُتَشَمِّسٌ، وهو الذي لا يُنال منه خير، يقال: أتَيْنا فلاناً نتعَرَّضُ لِمَعْروفِه فَتَشَمَّسَ علينا: أي بَخِلَ. وتَشَمَّسَ - أيضاً -: انْتَصَبَ للشمس، قال ذو الرمَّة: كأنَّ يَدَيْ حِرْبائها مُتَشَمِّساً ... يَدا مُذْنِبٍ يَسْتَغْفِرُ الله تائبِ والتركيب يدل على تلوُّنٍ وقِلَّةِ استقرار. شنس الأزهري: أشْناسُ: اسمٌ أعجمي. وقال غيره: اشْنَاسُ: موضع بساحل بحر فارِس. شوس الشَّوَس - بالتحريك -: النَّظَرُ بمؤخر العين تكبُّراً أو تَغَيُّظاً، والرجل أشْوَسُ من قومٍ شُوسٍ، قال الأشْتَرُ النَّخَعيُّ: خَيْلاً كأمثال السعالي شُزَّباً ... تَعْدو بِبِيضٍ في الكَريهَةِ شُوسِ وقال ذو الإصْبَع: آأنْ رَأيتَ بَني أبيكَ ... مُحَمِّجِيْنَ إلَيَّ شُوْسا وقال أبو زُبَيد حَرْمَلَة بن المنذر الطائي يصف أسَداً: خلا أنَّ العتَاقَ من المطايا ... أحَسْنَ بِهِ فَهُنَّ إليه شُوْسُ ومُرْوى: حَسِيْنَ به. وقال ابن دريد: الشَّوَس: أن يُصَغِّرَ عينَيه ويَضُمَّ أجْفانَه للنَّظَرِ.

ضبس

وقال الليث: شاسَ يَشاسُ: لغةٌ في شَوِسَ يَشْوَسُ. وقال ابن الأعرابي: الشَّوْسُ في السِّوَاكِ: مثل الشَّوْصِ. وذو شُوَيْسٍ - مُصَغّراً -: موضِع، قال بَشامة بن عمرو: وخُبِّرْتُ قومي ولم ألْقَهُمْ ... أجَدُّوا على ذي شُوَيْسٍ حُلُوْلا وقال أبو عمرو: يقال تَشَاوَسَ إليه: وهو أنْ يَنظُرَ إليه بمؤخِرِ عَيْنِه ويُمِيْلَ وَجْهَه في شِقِّ العَيْنِ التي يَنْظُر بها. وماء مَشَاوِس: إذا قَلَّ فلم تكد تراه من قِلَّتِه في الرَّكِيَّة؛ أو كان بَعيدَ الغَوْرِ، وأنشد: أدْلَيتُ دَلوي في صَرى مُشَاوِسِ ... فَبَلَّغَتْني بَعْدَ رَجْسِ الرّاجِسِ سَجْلاً عليه جِيَفُ الخَنَافِسِ الرَّجْسُ: تحريك الدَّلْوِ لتَمْتَلئ. والتركيب يدل على نَظَرٍ بتَغَيُّظٍ. ضبس ضَبِسَت نَفْسُه - بالكسر -: أي لَقِسَتْ وخَبُثَتْ. ورجل ضَبِسٌ وضَبيس: أي شَرِس عَسِر شَكِس. ومنه حديث عمر - رضي الله عنه - ودخل عليه ابن عباس - رضي الله عنهما - حين طُعِن فرآه مُغْتمّاً بمن يَسْتَخلِف بعده، فجعل ابن عباس - رضي الله عنهما - يَذكر له أصحابه، فذكر عثمان - رضي الله عنه -، فقال: انَّه كَلِفَ بأقارِبه، ويُروى: أخْشى حَفْدَه وأثَرَتَه، قال فَعَليُّ؟ فقال: ذاكَ رجلٌ فيه دعابة، قال: فطلحةُ؟ قال: لولا بأوٌ فيه، ويروى أنّه قال: الأكنع إنَّ فيه بأواً ونخوة، قال: فالزبير؟ قال: وَعْقَةٌ لَقِسٌ، ويروى: ضَرِسٌ ضَبِسٌ، أو قال: ضَمِسٌ. قال: فعبد الرحمن؟ قال: أوَّهْ ذَكَرْتَ رجُلاً صالحاً ولكنَّه ضعيف، وهذا الأمر لا يصلُح له إلا اللين من غير ضُعف والقوي من غير عنف، ويروى: لا يَصْلُح أن يليَ هذا الأمر إلاّ حَضيفُ العُقدَة؛ قليل الغِرَّة؛ الشديد في غير عنف؛ اللين في غير ضعف؛ الجواد في غير سَرَفٍ؛ البخيل في غير وَكَف. قال: فَسَعَد بن أبي وقّاص؟ قال: ذاكَ يكون في مِقْنَبٍ من مَقانِبِكم. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: والفَلُوُّ الضَّبيسُ. وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب وطء. والضِّبْسُ: الأحمق الضعيف البدن. وقال أبو عدنان: الضَّبِس - بكسر الباء، في لغة تَميم -: الخَبُّ، وفي لغةِ قيس الداهِيَة. وفلان ضِبْسُ شَرٍّ - بالكسر - وضَبيسُ شَرٍّ: أي صاحب شَرٍّ، وجمع الضِّبْسِ: أضْبَاس. وقال شَمِر: الضَّبيسُ: الثَّفيل البدن والروح. والضَّبيسُ: الحريص. والضَّبيسُ: القليل الفِطنة الذي لا يهتدي لشَيءٍ. والضَّبيسُ: الجبان. وضَّبيسٌ في قول أبي زُبَيْدٍ حرملة بن المنذر الطائي يصف الأسد: فثارَ الزّاجِرونَ وزادَ منهم ... تِقِرّاباً وصادَفَهُ ضَبيسُ بِنَصْلِ السَيفِ لبس له مِجَنٌّ ... فَصَدَّ ولم يُصادِفْهُ جَبيسُ وقال ابن الأعرابي: الضَّبْس: إلحاح الغريم على غريمه، يقال: ضَبَسَ عليه. والتركيب يدل على شيء مذموم غير محمود. ضرس الضَّرس: العض الشديد بالأضراس، يقال: ضَرَسْتُ السَّهْمَ أضْرِسهُ - بالكسر -: إذا عَجَمْتَه، قال دريد بن الصِّمَّة: وأصْفَرَ من قِداحِ النَّبع فَرْعٍ ... به عَلَمانِ من عَقْبٍ وضَرْسِ وضَرَسَهُم الزمان يَضْرِسُهم - أيضاً -: أي اشتدَّ عليهم. وناقةٌ ضَرُوس: سيئة الخُلُق تَعَضُّ حالِبَها. ومنه قولهم: هي بِجِنِّ ضِرَاسِها: أي بِحِدْثانِ نِتاجِها، وإذا كانت كذلك حامت عن ولدِها، قال بِشْر بن أبي خازِمٍ: عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّروسِ من المَلا ... بشَهباءَ لا يمشي الضَّرَاءَ رَقيبَتُها وقال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائي يصف الأسد: بِثِنْي القَرْيَتَيْنِ له عِيَالٌ ... بَنُوْهُ ومُلْمِعٌ نَصَفٌ ضَروسُ القريتان: الكوفة والبصرة. وبِئرٌ مَضروسَة وضَريس: أي مَطْوِيَّة بالحِجارة، وقد ضَرَسْتُها أضْرِسُها ضَرْساً. والضَّريس في قول عبد الله بن سُلَيم - وقيل: ابنِ سَلَمَة، وقيل: ابنِ سَليمة، والأوّل أصَحُّ -: ولقد غَدَوْتُ على القَنيصِ بشَيْظَمٍ ... كالجِذْعِ وَسْطَ الجنّةِ المَغروسِ مُتقارِب الثَّفِناتِ ضَيْقٍ زَوْرُهُ ... رَحْبِ اللّضبَانِ شَديدَ طَيِّ ضَرِيْسِ الفقار. والضَّريس: التمر والبُسْر والكعك.

ضغبس

وقال أبو زيد: الضَّرْسُ: أن يُفْقَرَ أنفُ البعير بمَرْوَةٍ ثُمَّ يوضع عليه وَتَرٌ أو قِدٌّ لُوِيَ على الجَرير يُذَلَّلُ به، فيقال: جَمَلٌ مَضْروسُ الجرير، وأنشد: تَبِعْتُكُم يا حَمْدَ حتى كأنَّني ... بِحُبِّكِ مَضْرُوْسُ الجَريرِ قَؤُوْدُ والضَّرْسُ: صَمْتُ يومٍ إلى الليل. وفي حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: أنَّه كَرِهَ الضَّرْسَ. والضَّرْسُ: الأرض التي نباتها هاهُنا وهاهُنا. والضِّرْسُ - بالكسر -: السِّن، وهو مُذَكَّرٌ ما دامَ له هذا الاسم، لأنَّ الأسنان كلَّها إناث إلاّ الأضْراس والأنياب، ورُبَّما جُمِعَ على ضُرُوْس، قال يصف قُرَاداً: وما ذَكَرَ فإن يَكْبَرْ فأُنثى ... شَديدُ الأزْمِ ليس له ضُرُوْسُ لأنّه إذا كان صغيراً كانَ قُراداً، فإذا كَبِرَ سُمِّيَ حَلَمَةً. والضِّرس - أيضاً -: أكَمَة خَشِنة. والضِّرس: المَطْرة القليلة، والجمع: ضُروس. قال الأصمعي: يُقال: وَقَعَت في الأرض ضُرُوسٍ من مَطَر: إذا وَقَعَتْ فيها قِطَعٌ متفرقة. والضُّرُوس: الحِجارة التي تُطوى بها البِئر، قال سالم بن دارَةَ الغَطَفانيّ: أمَا يَزَالُ قائلٌ أبِنْ أبِنْ ... دَلْوَكَ عن حَدِّ الضُّرُوْسِ واللَّبِنْ وقال ابن الأعرابي: الضَّرْسُ: كَفُّ عَيْنِ البُرْقُعِ. والضَّرْسُ: طول القيام في الصلاة. وضُراسٌ - بالضم -: جبل عند مُكَلإَّ عدن أبْيَنَ. وضِراس - بالكسر -: قرية من قرى جبال اليمن. وذو ضُرُوس: سيفُ ذي كَنْعَنٍ الحَمْيريِّ، مَدْبُوْرٌ فيه: أنا ذو ضُرُوسٍ، قاتلتُ عاداً وثمودَ، باسْتِ مَنْ كنتُ معه لم ينتصر. وضِرس العَير: سيف عَلْقَمَة بن ذي قَيْفان الحِمْيريّ، قال زيد بن مَرْبٍ الهَمْدانيّ حينَ قَتَلَ ذا فَيْفَانَ: ضَرَبْتُ بضرْسِ العَيْرِ مَفْرِقَ رأسِهِ ... فَخَرَّ ولم يَصْبِر بحَقِّكَ باطِلُه وحَرَّةٌ مَضْروسة: فيها حِجارة كأضراس الكلاب، عن أبي عُبَيد. ورجل أخْرَس أضْرَس: إتْبَاعٌ له. وضُرَيْسٌ - مصغَّراً -: من الأعلام. وقال المُفَضَّل: الضِّرْسُ: الشِّيْحُ والرِّمْثُ ونحوهما إذا أُكِلَتْ جُذُوْلُهما، وأنشد: رَعَت ضِرْساً بِصَحْراءِ التَّناهي ... فأضْحَتْ لا تُقِيْمُ على الجُدُوْبِ والضَّرَسُ - بالتحريك -: كَلالٌ في السِّنِّ من تناول شيءٍ حامِضٍ، وقد ضَرِسَتْ أسنانُه بالكَسْر. وقال أبو زيد: الضَّرِس: الذي يَغْضَب من الجوع. وقال اليَزِيْديّ: رَجُلٌ ضَرِس شَرِس: أي صعب الخُلُق، وقد مَرَّت الحُجَّة من حديث عمر - رضي الله عنه - على ذلك في تركيب ض ب س. وضَرِسَ بَنو فلان بالحَرْب: إذا لم يَنْتَهوا حتى يقاتِلوا. ويقال: أصبَحَ القَوْمُ ضَرَاسى: إذا أصبَحوا جِياعاً لا يأتيهِم شَيءٌ إلاّ أكَلوه من جوع، ومثل ضَرَاسى: قومٌ حَزَانى لجماعة الحزين، وواحِدُ الضَّرَاسى: ضَرِيْس. وقال ابن عبّاد: أضْرَسَه الحامِض: أرادَ: أكَلَّ أسنانه. وأضْرَسَه بالكلام: إذا رماه به حتى يُسْكِتَه، وكذلك إذا أقْلَقَه. ويقال: أضْرِسْنا من ضَرِيْسِكَ: أي التمر والبُسر والكعك. وضَرَّسَتْه الحروب تَضْريساً: أي جَرَّبَتْه وأحْكَمَته. وقال أبو عمرو: المُضَرَّس: الذي جرَّبَ الأمور. ويقال: رَيْطٌ مُضَرَّسٌ: لِضَرْبٍ من الوَشْيِ، قال ابن فارِس: كأنَّه سُمِّيَ بذلك لأنَّ فيه صُوَراً كأنَّها أضراس. وحَرَّة مُضَرَّسَة: فيها حِجارة كأضراس الكِلاب؛ مِثْلُ مَضْرُوْسَة، عن أبي عُبَيد. ومُضَرِّس بن رِبْعِيِّ بن لقيط بن خالِد بن نَضْلَة بن الأشتر بن جَحْوان بن فَقْعَسٍ الأسَديُّ: شاعِر. ومُضَرِّس بن سفيان بن خَفاجَة - رضي الله عنه -: له صحبة. والمُضَرِّس - أيضاً -: الأسد الذي يمضغ لَحْمَ فريسَتِه ولا يَبْتَلِعُه، وقد ضَرَّسَ فريسَتَه: إذا فعل بها ذلك. وتَضَارَسَ البناء: إذا لم يَسْتَوِ. وضارَسَ القوم: إذا تعادَوا أو تحَارَبوا. والتركيب يدل على قوّة وخُشونَة، وممّا شَذَّ عنه وقد يُمكن أنْ يُتَمَحَّلَ له قياس: الضِّرْس: المَطْرَة القَليلة. ضغبس

ضغس

الضَّغَابِيْسُ: صغار القِثّاء، الواحِد: ضُغْبُوْس، وفي الحديث: أنَّه أُهدِيَ إلى النبي - صلى الله عليه وسلّم - ضَغَابِيسَ فَقَبِلَها وقَبَّلَها وأكل منها. قال أبو عُبَيد: هي شِبه صغار القِثاء تُؤكَل، وهي الشَّعارير أيضاً. وقال ابن فارِس: السين فيها زائِدة، قال: والدليل على ذلك قولهم للذي يأكُلُها كثيراً: ضَغِب. وقال جار الله العَلاّمة الزمَخْشَري - رحمه الله - بعد ذِكرِه أنَّه قيل لِعَجوز: ما طَعامُكِ؟ فقالت: الحارُّ والقارُّ وما حُشَّت به النار؛ وإنْ ذكِرَتِ الضَّغَابِيْس فإني ضَغِبَة: ليس هذا بمُشْتَقٍ منه، لأن السين فيه غير مَزِيْدَة، وانَّما هو كَسَبِطٍ من سِبَطْرٍ ودَمِثٍ من دِمَثْرٍ، قال: ولا فَصْلَ بين حَرْفٍ لا يُزادُ أصْلاً وبين حرف وقع في موضع غير الزيادة وإنْ عُدَّ في جُمْلَةِ الزَّوائِد. وفي حديث آخَر: أنَّ صَفوان بن أُمَيَّة - رضي الله عنه - أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلّم - ضَغابيس وجَدَايَةً، وقال ابراهيم الحَرْبيُّ - رحمه الله -: بضَغابيسَ ولَبَإٍ ولَبَنٍ، والنبي - صلى الله عليه وسلّم - بأعلى الوادي، على يَدَيْ كلَدَةَ بن حَنْبَل - رضي الله عنه - قال: فَدَخَلْتُ عليه ولم أُسَلِّم ولم أسْتأذِنْ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلّم -: ارجِع فَقُل السَّلام عليكم أأدْخُل. وفي الحديث: لا بأسَ باجْتِناءِ الضَّغابيس في الحَرَمِ. وقال الليث: هي شبه العَرَاجِيْنِ تنبُتُ بالغَوْرِ في أُصُول الثُّمَام؛ طِوالٌ حُمْرٌ رَخْصَةٌ تُؤكَل. وقال الأصمعي: هو نَبْتٌ يَنْبُت في أُصول الثُّمَام يُشْبِه الهِلْيَوْنَ؛ يُسْلَقُ بالخلِّ والزَّيت ويُؤكَل. ويُقال لأغصان الثُّمَامِ والشَّوْكِ التي تؤكَل: ضَغَابِيْسُ، وللرجل الضعيف: ضُغْبُوْسٌ؛ على التَّشْبيه، قال جرير: قد جَرَّبَتْ عَرَكي في كُلِّ مُعْتَرَكٍ ... غُلْبُ الأُسُوْدِ فما بالُ الضَّغَابِيْسِ وقال رؤبة يذكُر العَفائفَ: وتَحْصِبُ اللاّعِنَة الجاسُوسا ... بعَشْرِ أيْدِيْهِنَّ والضُّغْبُوْسا حَصْبَ الغُوَاةِ العَوْمَجَ المَنْسُوْسا وقال الدِّيْنَوَري: أخْبَرَني بعض الأعراب قال: الضَّغَابيس ينبُتُ نباتَ الهِلْيَوْنِ سَواءً؛ وهو ضَعيف؛ فإذا جَفَّ حَتَتْهُ الرِّيْحُ فَطَيَّرَتْه، قال: والضَّغابيسُ حامِضَة. وقال أبو زياد: الضَّغابيس تَفَقَّعُ من تحت الأرض فَيَخْضَرُّ ما يَخرُجُ منها، وما في الأرض خيرٌ من ذلك، وهو أبيَض، يأكَلَه الناس أخْضَرَهُ وأبيَضَه، وانَّما تخرجُ ساقاً ساقاً، ليس لها ورق ولا شُعَب، وما في الأرض منها حُلْوٌ، وما خَرَجَ منها فإنَّه حامِضٌ. قال: ويقال: أرضٌ مُضْغِبَة: إذا كانت كثيرَةَ الضَّغابيس. والضُّغْبوس: وَلَد الثُّرْملةِ. وقال ابن عبّاد: الضُّغْبُوْسُ: البعير الذي ليس بِمُسِنٍّ ولا سَمِيْنٍ. ضغس ابن دريد: الضَّغْوَسُ - مثال جَرْوَل - الرجل النَّهِم الحريص. ضفس ابن دريد: الضَّفْسُ: مثل الضَّفْزِ سَواء، يقال: ضَفَسْتُ البَعِيْرَ وضَفَزْتُه: إذا جَمَعْتَ له ضِغْثاً من خَلىً فَلَقَّمْتَه ايّاه. ضمس ابن دريد: الضَّمْسُ: المَضْغُ؛ ولا يكون إلاّ خَفِيّاً، يقال: ضَمَسَه يَضْمِسُه - بالكسر - ضَمْساً. ضنبس رَجُلٌ ضِنْبِس - بالكسر -: أي ضعيف البَطش سريع الانكسار. ويقال الضِّنبِس: الرِّخْوُ اللئيم. ضنفس الليث: رَجُلٌ ضِنْفِسٌ: رِخْوٌ لئيم، مثل الضَّنْبِس. ضوس ابن الأعرابي: الضَّوْسُ: أكْلُ الطعام، والضَّوْزُ: لَوْكُ الشيء. ضهس ابن دريد: الضَّهْسُ: العضُّ بمُقَدَّمِ الفَمِ، يقال: ضَهَسَه يَضْهَسُه ضَهْساً. قال: وفي كلام بَعْضِهم: إذا دَعَوا على الرجل: لا تأكُل إلاّ ضاهِساً ولا تَشْرَبْ إلاّ قارِساً: دُعاءٌ عليه، يُريدونَ أنَّه لا يأكُل ما يَتَكَلَّف مَضْغَه؛ إنَّما يأكُل الشيء النَّزْرَ القليل من نبات الأرض، فهو يأكُلُه بمُقَدَّمِ فِيْه، والقارِس: البارِد؛ يريدونَ أنَّه لا يَشْرَب إلاّ الماءَ القَرَاحَ؛ لا لَبَنَ له.

ضيس

قال: ودُعاءٌ لهم - أيضاً -: شَرِبْتَ قارِساً وحَلَبْتَ جالِساً: يُدعى عليه أنْ يَشْرَبَ الماءَ البارِد والقَرَاحَ ويَحْلُبَ الغَنَمَ ويَعْدَمَ الإبِلَ. ضيس ابن عبّاد: أهل نجدٍ يقولون للنَبْتِ إذا أدبَرَ وأرادَ أن يَهيجَ: ضاسَ النَّبْتُ يَضيْسُ، وهو ضَيْسٌ وضَيِّسٌ. وقال الدِّيْنَوَريُّ عن الأعراب القُدُم: إذا أدبَرَ الرُّطْبُ قيل: آذَنَ؛ وهو أوَّل الهَيْجِ، وهو من كلام سُفلى مُضَرَ، قال الرّاعي: وحارَبَتِ الهَيْفُ الشَّمَالَ وآذَنَتْ ... مَذانِبُ منها اللَّدْنُ والمُتَصَوِّحُ قال: وأمّا أهْلُ نَجْدٍ فيقولون: ضاسَ يَضِيْسُ فهو ضائسٌ. طبرس الطِّبْرِسُ - بالكسر -: الكَذّاب، والباء بدل من الميم، وقد يُفْتَح، قال: وقد أتاني أنَّ عَبْداً طِبْرِسا ... يُوعِدُني ولو رآني عَرْطَسا أي تنحّى وذَلَّ عن المُنازَعَةِ. طبس ابن الأعرابي: الطَّبْسُ: الأسود من كل شيئٍ. والطِّبْس - بالكسر -: الذئب. وقال ابن جِنّي: بحر طَبِيْس: أي كثير الماء كالخِضْرِم. وقال الليث: الطَّبَسَانِ - بالتحريك - كورَتانِ بخُرَاسَان. قال عمرو بن أحمر الباهلي يخاطب الحارِثِيَّة: لو كُنتِ بالطَّبَسَيْنِ أو بِأُ لالَةٍ ... أو بَرْ بَعِيْصَ مَعَ الجَنَانِ الأسْوَدِ عَلقَتْ بناتُ اللَّيلِ حيثُ عَهِدْتَني ... حتى تُوافيَني إذا قُلتُ اهْجُدِ وقال أبو الحسن عليُّ بن محمد المدائني: أوَّلُ فُتُوح خُراسان الطَّبَسَان، وهما بابا خُراسان، فتَحَهُما عبد الله بن بُدَيل بن ورقاء في أيّام عثمان بن عفّان - رضي الله عنه -، قال مالك بن الرَّيْب المازني وهو بخُراسان مع سعيد بن عثمان بن عَفّان: دَعاني الهوى من أهْلِ أُوْدَ وصُحْبَتي ... بذي الطَّبَسَيْن فالتَفَتُّ وَرَائيا أُجيبُ الهَوى لمّا دَعاني بِزَفْرَةٍ ... تَقَنَّعْتُ منها أنْ أُلامَ رِدائيا وقال الليث: التَّطْبِيس: التَّطْيِيْن. وقال ابن فارس: الطاء والباء والسين ليس بشيئ، على أنَّهم يقولون: الطَّبَسَان كورتان، وهذا وشِبْهُه ممّا لا معنى لِذِكْرِه، لأنَّه إنْ ذُكِرَ ما أشْبَهَه كُلُّه حُمِلَ على كلام العرب ما ليس هو منه، قال: وكذلك قول مَن قال إنَّ التَّطْبِيس التَّطْيِيْنُ. طحس ابن دريد: الطَّحْسُ والطَّحْزُ يُكْنى بهما عن الجِماع، يقال: طَحَسَ وطَحَزَ طَحْساً وطَحْزاً، وأنكر الزهري الطَّحْسَ. طخس ابن السكِّيت: انَّه لَلَئيمُ الطِّخْسِ - بالكسر -: أي لئيم الأصل، وأنشد: إن امْرَأً أُخِّرَ من إصْرِنا ... ألأمُنا طِخْساً إذا يُنْسَبُ وقال ابن الأعرابي: يقال: فلان طِخْسُ شَرّ: إذا كان نهايةً في الشَّرِّ. طرس الطِّرْسُ - بالكسر -: الصَّحيفة، ويقال: هي التي مُحِيَت ثم كُتِبَت، وكذلك الطِّلْسُ، والجمع: أطْراسٌ وطُرُوس، قال رؤبة يصف الديار: كأنَّهُنَّ دارِساتٍ أطْلاسْ ... من صُحُفٍ أو بالياتٍ أطْرَاسْ وقال ابن دريد: قال قوم: الطِّرْسُ: الصحيفة بعينها، والطِّلْسُ: الذي قد مُحِيَ ثم كُتِبَ. وقال الليث: الطِّرْسُ: الكِتاب المَمْحو الذي يُسْتَطاع أن تُعادَ عليه الكِتابة. وقال غيره: الطَّرْسُ - بالفتح -: المَحْوُ، يقال: طَرَسَ يَطْرِسُ طَرْساً. والطَّرْسُ والطَّلْسُ والطَّمْسُ: أخوات، قال رؤبة: فَحَيِّ عَهْداً قد عَفا مَدْروسا ... كما رأيتَ الوَرَقَ المَطْرُوسا وقال ابن فارس: الطاء والراء والسين فيه كلام لعلَّه يكونُ صحيحاً وذَكَرَ الطِّرْسَ والتَّطَرُّسَ. وقال ابن عبّاد: طَرَّسَ فلان بابه تطريساً: إذا سَوَّدَه. وطَرَّسْتُ الكِتاب: إذا أعَدْتَ عليه الكتابةَ. وقال ابن الأعرابي: المُتَطَرِّس: المُتَأنِّق المُخْتار، قال المَرّار بن سَعيد الفَقْعَسيُّ يَصِفُ جاريَة: بيضاءَ مُطْعَمَةُ الملاحَةِ مِثْلُها ... لَهْوُ الجَليسِ ونِيْقَةُ المُتَطَرِّسِ وقال ابن فارِس: التَّطَرُّسُ: ألاّ يَطْعَمَ الإنسانُ ولا يشرَبُ إلاّ طَيِّباً. وقال ابن عبّاد: يقال هو يَتَطَرَّس عن كذا: أي يتكرَّم عنه، وهو يَتَطَرَّس عن فُلانة أنْ يَتَزَوَّجها: بأنّه يَرْفَعُ نَفْسَه عنها.

طربلس

طربلس طرابُلُس: مدينتان إحداهما بالشامِ والأخرى بالمغرِب. ومعنى طرابُلُس بالرُّوميَّة ثلاث مُدُن، ويقال: أطْرابُلُس. طردس المُفَضَّل: طَرْدَسَه وكَرْدَسَه: إذا أوْثَقَه. طرطبس الليث: الطَّرْطَبِيْسُ: الماء الكثير. قال: والطَّرْطَبِيْسُ والدَّرْدَبِيْسُ: العجوز المستَرْخِيَة. وناقة طَرْطَبِيْس: إذا كانت خَوّارَة الحَلَبِ. طرفس الطِّرْفِسَان والطِّرْفاسُ: القِطْعة من الرمل، وقيل: هو الذي صارَ إلى جَنْبِ الشجرة، قال تميم بن أُبَيِّ مُقْبِلٍ يَصِفُ ناقَتَه ونَفْسَه: أُنِيْخَتْ فَخَرَّتْ فَوْقَ عُوْجٍ ذَوَابِلٍ ... ووَسَّدْتُ رَأْسي طِرْفِسَاناً مُنَخَّلا وقال ابن فارِس: الطِّرْفِسَان الظُّلْمَة؛ قال: ويجوز أن تكون هذه الكلمةُ ممّا زِيْدَتْ فيه الرّاء كانَّها من طَمَسَ. وقال ابنُ شُمَيْل: الطِّرْفِساء: الظَّلْماء؛ ليس من الغَيم في شيء، ولا تكون ظَلْماء إلاّ بِغَيْم. وطَرْفَسَ الرجل: إذا حدَّدَ النظر، وقيل: إذا نظر وكسر عينَه. ويقال: السماء مُطَرْفِسَة ومُطَنْفِسَة: إذا اسْتَغْمَدَتْ في السَّحاب الكثير، وكذلك الإنسان إذا لَبِسَ الثياب الكثيرة: مُطَرْفِس ومُطَنْفِس. وقال ابن عبّاد: طَرْفَسَ الليل: إذا أظْلَمَ. وطَرْفَسَ المَوْرِدُ: إذا كَدَّرَتْه الوارِدَة، وماء مَطُرْفِس: كثير الوارِدَة. طرمس الطِّرْمِسَاءُ والطِّلْمِسَاءُ: الظُّلْمَة، قال ضابئُ بن الحرث: ولَيْلٍ يُواري نَجْمَهُ طِرْمِساؤهُ ... كَجُلِّ الشَّامي ذي الهِنَاءِ المُعَبَّدِ وقال أبو خَيْرَةَ: الطِّرْمِسَاءُ: الرقيق من السَّحاب. وقال ابن دريد: الطِّرْمِسَاءُ: تراكُم الظُّلْمَة، وهو الغُبار أيضاً. والطُّرْمُوُسُ: خُبْزُ المَلَّةِ. والطَّرْمَسَةُ: الانقباض والنُّكُوْص والهَرَب. وطَرْمَسَ الرَّجل: إذا قَطَّبَ وَجْهَه. وطَرْمَسَ الكِتاب: إذا محاه. واطْرَمَّسَ الليل: إذا أظْلَمَ. طسس الطَّسُّ والطَّسَّة والطِّسَّة - وهذه عن أبي عمرو -: لُغات في الطَّسْتِ، قال حُمَيْدٌ يَصِفُ الكِبَرَ والهَرَمَ: كأنَّ طَسّاً بينَ قُنْزُعاتِهِ ... مَرْتاً تَزِلُّ الكَفُّ عن صَفاتِهِ ذلك نَقْصُ المَرْءِ في حَيَاتِهِ ... وذاكَ يُدْنِيْهِ إلى وَفاتِهِ لا الرُّزْءُ من بَعِيره وشاتِهِ وقال آخر: حتى رَأتْني هامَتي كالطَّسِّ ... توقِدُها الشَّمْسُ ائْتِلاقَ التُّرْسِ والجمع: طُسُوْسُ وطِسَاسٌ وطَسِيْسٌ - ككَلِيْبٍ ومَعِيْزٍ وضَئينٍ - وطَسّاتٌ، قال رؤبة: هَماهِماً يُسْهِرْنَ أوْ رَسِيْسا ... فَرْعَ يَدِ اللَّعّابَةِ الطَّسِيْسا وقال الليث: الطَّسْتُ في الأصل طَسَّة، ولكنَّهم حَذَفوا تَثْقيل السين فَخَفَّفوا، وسَكَنَت وظهرَت التاء التي في موضع هاء التأنيث لسكون ما قبلها، وكذلك تظهر في كل موضع يسكُنُ ما قَبْلَها غير ألف الفتح. والجميع: الطِّسَاسُ. والطِّسَاسَةُ: حِرْفَةُ الطَّسّاسِ. ومن العرب من يُتِمُّ الطَّسَّةَ فيُثْقِل السين ويُظُهِر هاء التانيث. وامّا مَن قال إن التاء التي في الطَّسْتِ هي أصليّة فَيَنْتَقِضُ عليه من وجهَين: أحدُهما إنَّ الطاء مع التاء لا تَدخُلان في كلمةٍ واحِدَة أصليَّتَيْنِ في شيءٍ من كلام العرب، والوجه الآخر: أنَّ العرب لا تجمع الطَّسْتَ إلاّ بالطِّسَاسِ؛ ولا يُصَغِّرُونَها إلاّ طُسَيْسَة، ومَنْ قال في جمعها طَسَّات فهذه التاء هي هاء التأنيث؛ بمنزلة التاء التي في جماعات النِّساء؛ فإنَّه يَجُرُّها في موضع النصب. ومن جعل هاء هاتَين اللَّتَين في الابْنةِ والطَّسْتِ أصْلِيَّتَيْنِ فانَّه يَنصِبْهُما لأنَّهما تصيران كالحُروف الأصلية؛ مثل أقْوَاتٍ وأصْوَاتٍ ونحوِهما، ومَن نَصَبَ البَنات على أنَّه لَفْظُ فَعَالٍ انْتَقَضَ عليه مِثْلُ قَوْلِه: هَنَاتٍ وذَواتٍ. هذا آخِر كلام الليث. وقال الأزهري: تاء البنات عند جميع النَّحْويِّين غير أصلية، وهي مخفوضة في موضع النصب، قال الله تعالى:) أصْطَفى البَنَاتِ على البَنِيْنَ (أجمع القُرّاء على كسر التاء وهي في موضع النَصُب.

طعس

وقال أبو عُبَيدة عن أبي عُبَيدة: ومِمّا دَخَلَ في كلام العرب: الطَّسْتُ والتَّوْرُ والطّاجَنُ؛ وهي فارسيّة كلُّها. وقال غيره: أصْلُه طَشْتْ، فلمّا عَرَّبَه العَرَب قالوا: طَسٌّ. وقال الفرّاء: طَيِّئٌ تقول: طَسْتٌ؛ وغيرهم يقول: طَسٌّ، وهم الذين يقولون: لِصْتٌ للِّصِّ. وفي النوادر: ما أدري أينَ طَسَّ ولا أينَ دَسَّ ولا أينَ طَسَمَ ولا أينَ طَمَسَ ولا أينَ سَكَعَ: كُلُّه بمعنى أينَ ذَهَبَ. وقال ابن عبّاد: طَسَسْتُه في الماء أطُسُّه طَسّاً: أي غَطَسْتُه فيه. وطَسَّ فلانٌ فلاناً: إذا خَصَمَه وأبْلَمَه. وطعنَةٌ طاسَّةٌ: جائفَةُ الجَوفِ. والطَّسّان: العجاجُ حينَ يثور ويُواري كلَّ شيء. وطَسَّسَ في البِلاد: أي ذَهَبَ، مثل طَسَّ، قال: عَهْدي بأظْعَانِ الكَتُوْمِ تُمْلَسُ ... صِرْمٌ جِنَابيٌّ بها مُطَسِّسُ طعس ابن دريد: الطَّعْسُ: كلمة يُكْنى بها عن النِّكاح، قال: أحْسِبُ الخَليلَ قد ذكرها، ويُقْلَبَ فيقال: الطَّسْعُ، وربَّما قُلِبَت السين زاياً فقيل: الطَّعْزُ. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لم يَذْكُرْه الخليل في كِتابِه. طغمس الليث: الطُّغْمُوْسُ: المارِد من الشياطين والخبيث من القَطارِب؛ أي الغِيلانِ. وقال ابن دريد: الطَّغْمُوْس: الذي قد أعْيا خُبْثاً. طفرس ابن دريد: الطِّفْرِسُ - بالكسر -: اللَّين السهل. طفس الطَّفْسُ والطَّفْشُ: النِّكاح. شَمِرٌ: طَفَسَ وفَطَسَ يَطْفِسُ ويَفْطِسُ - بالكسر - طُفُوْساً وفُطُوْساً: إذا مات، يقال ذلك في الإنسان وغيره. وقال غيره: الطَّفَسُ - بالتحريك - والطَّفاسَة: قَذَرُ الإنسان إذا لم يتعهّد نَفْسَه، يقال: إنّه لَطَفِس. قال الأزهري: أُراهُ يَتْبَعُ النَّجِسَ فيقال: فلان نَجِسٌ طَفِسٌ أي قَذِر. وكذلك التَّطْفيس، قال رؤبة: ومُذْهَباً عِشْنا به حُرُوْسا ... لا يَعْتَري من طَبَعٍ تَطْفِيْسا يقول: لا يَعْتَري شَبابي تَطْفِيْسٌ. طلس الطَّلْسُ: المَحْوُ، وقد طَلَسْتُ الكِتابَ أطْلِسُه - بالكسر - طَلْساً. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه أمَرَ بِطَلْسِ الصُّوَرِ التي في الكعبة، وقال عَليٌّ - رضي الله عنه -: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - فقال: لا تَدَع قبراً مُشْرِفاً إلاّ سَوَّيتَه، ولا تِمثالاً إلاّ طَلَسْتَه. وفي حديث آخر إنَّ قول لا إله إلا الله يَطْلِسُ ما قبلَهُ من الذنوب. ويقال للصفيحة المَمْحُوَّة: طِلْسٌ وطِرْسٌ - بالكسر -. والوَسِخ من الثياب: طِلْسٌ أيضاً، والجمع أطلاس، وفي حديث عمر - رضي الله عنه - أنَّ عامِلَه فلاناً وَفَدَ عليه أشْعَثَ مُغْبَراً عليه أطلاس، وقال رؤبة يصف الديار: كأنَّهُنَّ ... دارِساتٍ أطْلاسْ من صُحُفٍ أو بالِياتِ أطْراسْ والطِّلْسُ: جلد فخذ البعير إذا تساقَطَ شعره. والطَّلاّسة - بالفتح والتشديد -: الخِرقَة التي يُمْسَح بها اللوح المكتوب ويُمحى بها. وقال ابن الأعرابي: الطَّلْسُ - بالفتح -: الطَّيْلَسان الأسوَد. والطِّلْس - بالكسر -: الذئب الأمعَط. د والأطلَس: الثوب الخَلَقُ. والطَّلْساء: الخِرْقَة الوَسِخَة، قال ذو الرمّضة يصف النار: فلمّا بَدَتْ كَفَّنْتُها وهي طِفْلَةٌ ... بِطَلْساءَ لم تَكْمُل ذِراعاً ولا شِبْرا ورجل أطلس الثياب، قال ذو الرُّمة يصف صائِداً: مُقَزَّعٌ أطْلَسُ الأطمارِ ليس له ... إلاّ الضِّرَاءَ وإلاّ صَيْدَها نَشَبُ وذِئْبٌ أطْلَس: وهو الذي في لونه غُبرَة إلى السواد، وكُلُّ ما كانَ على لونِهِ فهو أطلَس، قال: يَلْقى الأمانَ على حِياضِ محمدٍ ... ثَوْلاءُ مُخْرَفَةٌ وذِئْبٌ أطْلَسُ ورجل أطْلَس: إذا رُمِيَ بقبيح، فالَهُ شَمِر، وأنشد لأوس بن حجر: ولَسْتُ بأطلَسِ الثَّوْبَينِ يُصْبي ... حَلِيْلَتَهُ إذا هَجَعَ النِّيَامُ حَلِيْلَتُه: جارَتُه التي تُحَالّه في الحِلَّةِ. قال: والأطلس: الأسْوَد؛ كالحَبَشِيِّ ونَحْوِه، قال لبيد رضي الله عنه: ولقد دَخَلْتُ على خُمَيْرَ أرضَهُ ... مُتَّكَبَّراً في مُلْكِهِ كالأغلبِ

طلمس

فأجابني منه بطِرْسٍ ناطِقٍ ... وبكُلِّ أطْلَسَ جَوْبُهُ في المَنْكِبِ وأطْلَسُ: اسمُ كَلْبٍ، قال البَعيث واسمه خِداش بن بشر: فَصَبَّحَهُ عند الشروق غُدَيَّةً ... كِلابُ ابنِ عَمّارٍ عِطافٌ وأطْلَسُ ويقال للأسوَد الوَسِخ: أطْلَسُ، وفي الحديث: ورِجالاً طُلْساً. وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب خ ل س. وفي حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: أنَّه قَطَعَ يَدَ مُوَلَّدٍ أطْلَسَ سَرَقَ. قال ابن شُمَيْل: الأطلس: السّارِق؛ شُبِّهَ بالذئب. وقال ابن عبّاد: طُلِسَ به في السِجن: أي رُمِيَ به فيه. وطَلَسَ بَصَرُهُ: ذَهَبَ. ورجل طِلَّيْسٌ - مثال سكِّيت -: أي أعمى مَطموس العين. وطَلَسْتُ بالشيء على وَجْهِه: أي جئت به. وانا أطْلِسُ به كما سَمِعْتُه. وطَلَسَ بها: أي حَبَقَ. والطَّيْلَسَان - بفتح اللام -: واحِد الطَّيَالِسَة، والهاء في الجمع للعُجْمَة، لأنَّه فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، قال الأصمعي: أصلُه تالشَانْ. ويقال في الشَّتْم: يا ابنَ الطَّيْلَسان، يُراد أنَّكَ أعْجَمِيٌّ. والعامَّة تقول: الطَّيْلِسَان - بكسر اللام -، فلو رَخَّمْتَ هذا في النداء لم يَجُز، لأنَّه ليس في الكلام فَيْعِلٌ - بكسر العين - إلاّ مُعْتَلاً، مِثْلُ سَيِّدٍ ومَيِّتٍ. وقال الليث: الطَّيْلَسَان يُفْتًح ويُكْسَر، ولم أرَ فَيْعَلان مكسوراً غَيْرَه، وأكثر ما يَجِيءُ مفتوحاً؛ فَيْعَلاَنَ، أو مضموماً نحو الخيزران والحَيْسَمان، ولكن لما كانت الكَسرة والضمّة أُخْتَيْن اشْتَرَكَتا في مواضِعَ كثيرة دَخَلَتِ الضمّة مدخَل الكَسْرَة. وقال ابن دريد: الطَّيْلَسان معروف؛ بفتح اللّام وكسرها، والفتح أعلى، والجَمْع: طَيَالِسُ. وأنشد ابن فارِس في المقاييس: وليلٍ فيهِ يُحْسَبُ كُلُّ نَجْمٍ ... بَدا لَكَ من خَصَاصَةِ طَيْلَسَانِ وقال غيره: الطَّيْلَس: الطَّيْلَسان، قال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِيُّ: زارَ الخيالُ فهاجَني من مَهْجَعي ... رَجْعُ التحيَّةِ كالحديثِ المُهْلَسِ فَرَفَعْتُ رَأسي للخَيَالِ فما أرى ... غيرَ المَطِيِّ وظُلْمَةٍ كالطَّيْلَسِ وطَيْلَسَانُ: إقليم واسِع كثير البلدان من نواحي الدَّيْلَمِ أو الخَزَرِ. وقال ابن عبّاد: انْطَلَسَ أثَرُ الدّابَّةِ: أي خَفِيَ. والتركيب يدل على مَلاسَةٍ. طلمس ابن شُمَيل: الطِّلْمِسَاء - بالكسر -: الأرض التي ليس بها مَنَارٌ ولا عَلَمٌ، قال: لقد تَعَسَّفَت الفلاةَ الطِّلْمِسا ... يَسيرُ فيها القَوْمُ خِمْساً أمْلَسا وقال غيره: الطِّلْمِسَاءُ والطِّرْمِسَاءُ: الظُّلْمَة، وليلةٌ طِلْمِسَانَة: مُظْلِمَة. وأرض طِلْمِسَانَة: لا ماء بها. وطَلْمَسَ الرَّجُلُ وطَلْسَمَ: إذا قَطَّبَ وَجْهَه. طلهبس الطَّلَهْبَسُ: العَسْكَر الكثير. والطَّلَهْبَسُ - أيضاً -: ظُلْمَة الليل. طلنس الليث: إطْلِنْسَاء العَرَق: سيلانُه على الجسد كُلِّه، قال: إذا العَرَقُ اطْلَنْسى عليها وَجَدَتَهُ ... له رِيْحُ مِسْكٍ دِيْفَ في المِسْكِ عَنْبَرُ طمرس الطِّمْرِسُ - بالكسر -: والطُّمْرُوْسُ: الكذّاب. وقال الليث: الطِّمْرِسُ: اللئيم الدَّنيءُ. والطُّمْرُوْسُ: الخروف. والطُّمْرُوْسُ والطُّرْمُوْسُ: خُبْزُ المَلَّة. والطِّمْرِساء والطِّرْمِساء: الهَبْوَة بالنَّهار. والطَّمْرَسة: الانقباض والنُّكوص. طمس الطُّموس: الدُّروس والامِّحاء، وقد طَمَسَ الطريق يَطْمُسُ ويَطْمِسُ: وطَمَسْتُه طَمْساً، يتعدّى ولا يَتَعدّى. وقوله تعالى:) رَبَّنا اطْمِسْ على أمْوالهم (أي أهلَكَها، هذا قولُ ابنِ عَرَفَة، وقال غيرُه: غَيِّرْها، وجاء في التفسير أنَّه جعل سُكَّرَهم حِجارة. ويُقال: طَمَسَ الله بَصَرَه؛ وهو مَطموس البَصَر: إذا ذَهَبَ أثَرُ العَيْنِ من غير بَخْقٍ، ومنه حديث النبي - صلّى الله عليه وسلّم - في ذِكرِ الدّجّال: مَطْموس العَيْن، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ج خ ر. وقولُه تعالى:) ولو نَشَاءُ لَطَمَسْنا على أعْيُنِهم (أي أعمَيْناهُم. وقوله تعالى:) مِنْ قَبْلِ أنْ نَطْمِسَ وُجُوْهاً (أي نجعَلَ وُجوهَهُم كأقْفائهم.

طملس

والطَّمْسُ - أيضاً -: اسْتِئْصالُ أثر الشيء، ومنه قوله تعالى:) فإذا النُّجُوْمُ طُمِسَتْ (. وقال ابن دريد: الطَّمْسُ: نَظَرُكَ إلى الشيء من بعيد، يقال: طَمَسَ بعَيْنِه: إذا نَظَرَ نَظَراً بعيداً. قال: يَرْفَعُ للطَّمْسِ وَرَاءَ الطَّمْسِ وطَمَسَ الرجُلُ: إذا تباعَدَ. والطّامِس: البعيد، قال ذو الرُّمَّة: أقولُ لِعَجْلي بينَ يَمٍّ وداحِسٍ ... أجِدّي فقد أقْوَتْ عليك الأمالِسُ فلا تحْسِبي شَجّي بكِ البِيْدَ بعدَ ما ... تَلأْلأَ بالغَوْرِ النُّجُوْمُ الطَّوامِسُ وتَهْجِيْرَ قَذّافٍ بأجْرامِ نفسِهِ ... على الهَولِ لاحَتْهُ الهُمومُ الهَواجِسُ مُراعاتَكِ الآجالَ ما بَيْنَ شارعٍ ... إلى حيثُ حادَتْ من عَنَاقَ الأواعِسُ عَجْلى: ناقَتُه. وقيل: طُمُوسُ النُّجُوْمِ: ذَهابُ ضَوئها. وطَمِيس - ويقال: طَميسَة -: بلد من سهول طَبَرِستان. وقال ابن عبّاد: رجل طَميس: ذاهِب البَصَر. ورجل طامِس القلب: مَيِّتُهُ لا يَعي شَيئاً، وطُمُوْسُ القلب: فَسَادُه. والطَّمَاسَة: الحَزْرُ. يقال: طَمَسَ يَطْمِسُ؛ مثال جَلَسَ يَجْلِسُ. وانْطَمَسَ الشيء وتَطَمَّس: أي امَّحى ودَرَسَ. والتركيب يدل على محو الشيء ومَسْحِه. طملس رغيف طَمَلَّس - مثال عَمَلَّس -: أي جاف، قال ابن الأعرابي: قلتُ للعُقَيْليّ: هل أكَلْتَ شيئاً؟ فقال: قُرْصَتَين طَمَلَّسَيْن، وقال ابن فارِس: هو منحوت من كلمتين مِنْ طَلَسَ وطَسَمَ؛ وكِلاهما يدل على مَلاسَةٍ في الشيء. وقال ابن عبّاد: الطَّمْلَسَة: الدُّؤوبُ في السَّقْي، والتَّلَطُّفُ، والتَّدَسُّسُ في الشيء. وهي الغِلُّ أيضاً. وقيل: قُرْصٌ طَمَلَّسٌ: أي خفيف رقيق. طنس ابن الأعرابي: الطَّنَسُ - بالتحريك -: الظُّلمَة الشديدة، قال الأزهري: النون في مبدَّلَة من الميم، قال: وأصلُهُ الطَّمَسُ أو الطَّلَسُ. طنفس الطَّنْفَسَة والطِّنْفِسَة: واحِدَة الطَّنَافِسِ، قال ذو الرُّمَّة يصف سَفْراً: أناخوا فأغفوا عِنْدَ أيدي قَلائصٍ ... خِماصٍ عليها أرْحُلٌ وطَنافِسُ والطِّنْفِسُ: الرديء السَّمِج القبيح. وقال ابن الأعرابي: طَنْفَسَ: إذا ساءَ خُلُقُه بَعْدَ حُسْنٍ. ويقال: السماء مُطَنْفِسَة ومُطَرْفِسَة: إذا استَغْمَدَت في السَّحاب الكثير. وكذلك الإنسان إذا لَبِسَ الثياب الكثيرة: مُطَنْفِسٌ ومُطَرْفِسٌ. طوس ابن الأعرابي: الطَّوْس - بالفتح -: القَمَر. وقال أبو عمرو: طاسَ يطوسُ طَوْساً: إذا حَسُنَ وجهُه ونَضَرَ بعد عِلَّة. ويقال: طُسْتُ الشيءَ طَوْساً: إذا غَطَّيْتَه. وقال ابن دريد: طُسْتُ الشيءَ أطوسُهُ طَوْساً: إذا وَطِئْتَه وكَسَرْتَه. قال: وطَوَاس - بالفتح -: موضِع، زعموا. قال: وطَوَاس: اسم ليلة من ليالي المحَاق، وليس هوَ عن الأصمعي. وطُوْسُ - بالضم -: مدينة معروفة، بها قبر علي بن موسى الرِّضى وقَبْرُ هُارون الرشيد - قَدَّسَ الله أرواحهم. وطُوْسان: قرية من قُرى مَرو، تُنْسَبُ إليها جماعة من أهل العِلم. وقال ابن الأعرابي: الطُّوْسُ: دواءُ المَشْي. وقيل في قول رؤبة: لو كُنْتُ بَعْضَ الشّارِبِيْنَ الطُّوْسا ... ما كانَ إلاّ مثله مَسُوْسا إنّ الطُّوسَ - هاهُنا -: دواءٌ يُشْرَب للحِفْظِ، وقيل: أراد الآذَرِيْطُوْسَ - وهو من أعظم الأدوية - فاقتَصَرَ على بعض حروف الكَلِمَة. وقال آخَرُ: بارِك له في شُرْبِ أذْرِيْطُوْسا والطّاسُ: الإناءُ الذي يُشْرَبُ فيه. والطّاووس: هذا الطائر المعروف، ويُصَغَّر على طُوَيْس بعدَ حَذْفِ الزيادات.

طهس

وقولُهم: أشْأمُ من طُوَيْس: هوَ مخنَّث كان بالمدينة - على ساكنيها السلام - وكان يُسَمّى طاوُساً، فلمّا تَخَنَّثَ تَسَمّى بِطُوَيْس، وتكنّى بأبي عبد النعيم، وهو أول من غنّى في الإسلام بالمدينة ونقر بالدفِّ المُرَبَّع، وكانَ أخَذَ طريقة الغِناء عن سَبْيِ فارِس، وذلك أنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - كانَ صيَّرَ لهم في كلِّ شهر يومَين يَستَريحونَ فيها مِنَ المِهَن، فكان طُوَيْس يغشاهُم حتى فَهِمَ طَرائقهم، وكان مَؤُوْفاً خَليعاً يُضْحِكُ كُلَّ ثَكْلى حَرّى. فَمِن مَجَانَتِهِ أنَّه كان يقول: يا أهل المدينة؛ ما دُمْتُ بينَ أظْهُرِكُم فتَوَقَّعوا خروج الدجَّال والدّابَّة، وإنْ مُتُّ فأنتم آمنون، فتَدَبَّروا ما أقولُ، إنَّ أُمِّي كانت تمشي بينَ نِساء الأنصارِ بالنَّمائم، ثمَّ ولَدَتْني في الليلة التي مات فيها رسول الله؟ صلى الله عليه وسلّم -، وفَطَمَتْني في اليوم الذي ماتَ فيه أبو بَكِر؟ رضي الله عنه -، وبَلَغْتُ الحُلُمَ في اليوم الذي قُتِلَ فيه عُمَر - رضي الله عنه -، وتزوَّجْتُ يومَ قُتِلَ فيه عُثمان؟ رضي الله عنه -، وَوُلِدَ لي في اليوم الذي قُتِلَ فيه عَلِيٌّ - رضي الله عنه -، فَمَنْ مِثْلي!؟. وكانَ يُظْهِرُ للناس ما فيه من الآفة غيرَ مُحْتَشِمٍ منه، ويتحدَّثُ به، وقال فيه: إنّني عبدُ النعيمِ ... أنا طاوُسُ الجَحِيمِ وانا أشْأمُ مَنْ يَمْ ... شِي على ظهرِ الحَطِيْمِ أنا حاءٌ ثمَّ لامٌ ... ثمَّ قافٌ حَشْوَ مِيْمِ عَنى بقَولِه " حَشوَ مِيْم " الياءَ، يُريد: أنا حَلْقي. وقال المؤرِّجُ: الطّاووسُ في كلام أهل الشامِ: الجميل من الرجال، وانشَدَ: فَلَو كُنْتَ طاوُوْساً لَكُنْتَ مُمَلَّكاً ... رُعَيْنُ ولكِن أنْتَ لأْمٌ هَبَنْقَعُ الَّلأْمُ: اللئيم. قال: والطاووس في لُغَة أهل اليمن: الفِضَّة. والطّاووس: الأرض المُخْضَرّة التي عليها كُلُّ ضَرْبٍ من الوَرْدِ أيّامَ الرَّبيع. وأبو عبد الرحمن طاوُس بن كَيْسان اليماني الخَوْلاني الهَمْداني: من التابعين. والاختيار أن يُكْتَبَ طاوُس عَلَماً بواوٍ واحدة؛ كَداوُدَ. وطَوَاويس: قرية من أعمال بُخاراء. وقد جَمَعوا الطّاووس أطواساً على حَذْفِ الزوائد، قال رؤبة: كما اسْتَوى بَيْضُ النَّعام الأمْلاسْ ... مِثْلَ الدُّمى تَصويرْهُنَّ أطْوَاسْ والمُطَوَّس - بفتح الواو المُشَدَّدة -: الشيء الحَسَن، قال: أزمانَ ذاةُ الغَبْغَبِ المُطَوَّسِ ويقال: وَجْهٌ مُطَوَّسٌ، قال أبو صَخْرٍ الهُذَليُّ: إذ تَسْتَبي قَلبي بذي عُذْرٍ ... ضافٍ يَمُجُّ المِسْكَ كالكَرْمِ ومُطَوَّسٍ سَهْلٍ مَدامِعُهُ ... لا شاحِبٍ عارٍ ولا جَهْمِ ويقال: ما أدري أينَ طَوَّسَ: أي أينَ ذَهَبَ. وقال الأصمَعي: تَطَوَّسَت المَرأة: إذا تَزَيَّنَت. طهس أبو تراب: طَهَسَ في الأرض: إذا دَخَلَ فيها إمّا راسِخاً وإمّا واغِلاً. ويقال ما أدري أينَ طَهَسَ وأينَ طُهِسَ به: أي أينَ ذَهَبَ وأينَ ذُهِبَ بِه. طهلس قال الأزهري: الليث: الطِّهْلِيْس: العَسْكَرُ الكَثِيْفُ، وانشد: ....جَحْفَلاً طِهْلِيْسا قال الصغاني مؤلف هذا الكِتاب: اختَلَفَت نُسَخُ كِتابِ الليث في هذه الكلمة، ففي بعضها: الطِّلْهِيْسُ بتقديم اللام في اللغة وفي الشاهد، وفي بعضها: الطَّلَهْبَسُ - مثال شَمَرْدَل - بتقديم اللام أيضاً وبالباء الموَحَّدَةِ. طيس الليث: الطَّيْس: العدد الكثير، وأنشد: عَهِدْتُ قَومي كعَديدِ الطَّيْسِ ... قد ذَهَبَ القومُ الكِرامُ لَيْسِي أرادَ بقَولِه: " لَيْسِي " أي غَيْري. واخْتَلَفوا في الطَّيْسِ، فقال بعضهم: كُلُّ ما على وجه الأرض من التراب والقُمام، وقال بعضهم: هو خَلْقٌ كثير النسل نحو النمل والذباب والهَوَام، وقيل: دُقاق التراب، وقيل: البحر، وقيل: كَثْرَةُ كُلِّ شيءٍ من الرَّملِ والماء وغيرِهما. قال الأخطل في حرب تغلب وقيس: خَلَّوا لنا راذانَ والمَزَارِعا ... وبَلَداً بَعْدُ ضِنَاكاً واسِعا وحِنْطَةٌ طيْسا وكَرْماً يانِعا وقال آخر يَصِف الحَمير:

عبدس

فَصَبَّحْتُ مِن شُبْرُمَانَ مَنْهلاً ... أخْضَرَ طَيْساً زَغْرَبِيّا طَيْسَلا الطَّيْسَل: مثل الطَّيْس؛ واللام زائدة. وطَيْسانِيَّة: بلدة بالأندلس من أعمال إشبيلية. ويقال: طاسَ يَطِيْسُ طَيْساً: إذا كَثُرَ. عبدس عُبْدُوْس - مثال حُرْقُوْص -: من الأعلام، وبعضهم فَتَحَ العين وقال: وزنه فَعْلُوْس والسين زائدة، وهذا لا يَصِحُّ، وإنَّما ضُمَّ أوَّلُه لِعَوَزِ البناء على فَعْلُوْل، وصَعْفُوق نادِر، وخَرْنُوب مُسْتَرْذَل. عبس عَوْبَس - مثال كَوْثَر -: اسم ناقة غَزيرَة، قال مُزَرِّد واسمه يَزيد بن ضِرار: فَلمّا رَأيْنا ذاكَ لم يُغْنِ نَقْرَةً ... صَبَبْنا له ذا وَطْبِ عَوْبَسَ أجْمَعا ذو وَطْبِها: اللَّبَن. وعَبَسَ الرجل وَجْهَه يَعْبِسُه - بالكسر - عَبْساً وعُبُوْساً: إذا كَلَحَ، قال الله تعالى:) عَبَسَ وتَوَلّى (، وقال زيد الخَيل رضي الله عنه: ولَسْتُ بذي كُهْرُوْرَةٍ غَيْرَ أنَّني ... إذا طَلَعْتُ أُوْلى المُغِيرةِ أعْبِسُ وأنشد ابن دريد: يُحَيَّوْنَ بَسَّامِيْنَ طَوْراً وتارةً ... يُحَيَّوْنَ عَبّاسِيْنَ شُوْسَ الحَواجِب والعابِس: سيفُ عبد الرحمن بن سُلَيم الكَلْبي؛ قال ابن الكَلْبي، وفي شِعْرِ الفَرَزْدَق: عبد الرحيم، وقال يَمْدَحُه: إذا ما تردّى عابِساً فاضَ سَيْفُه ... دِماءً ويُعطي مالَهُ إنْ تَبَسَّما وعابِس بن ربيعة الغُطَيْفي، وعابِس الغِفَاريّ، وعابِس مَوْلى حُوَيْطِب بن عبد العُزّى - رضي الله عنهم -: لهم صُحبَة. والعابِس والعَبُوْسُ والعَبّاس: الأسَد، وُصِفَ بذلك لِكُلُوح وَجهِه، قال طُرَيْح بن إسماعيل يصف أسُوداً: حتّى بَرَزْنَ لنا وهُنَّ عَوَابِسٌ ... غُمٌ كأنَّ عُيُوْنَهُنَّ نُجومُ والعَبّاسِيَّة: قريةٌ من قُرى نَهَرِ المَلِكِ. ومن قُرى الخالِص أيضاً. وقوله تعالى:) يَوْماً عَبُوْساً (أي كريهاً تُعَبَّسُ منه الوجوه. وقال أبو تُراب: هو جِبْسٌ عِبْسٌ لِبْسٌ. والعَبَس - بالتحريك -: ما تَعَلَّقَ بأذناب الإبِل من أبوالِها وأبعارِها فَيَجِفُّ عليها، قال جرير يَهجو أم البَعيث: ترى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْناً تَسوْفُهُ ... لها مَسَكاً من غَيْرِ عاجٍ ولا ذَبْلٍ وقال أبو النجم: كأنَّ في أذنابِهِنَّ الشُّوَّلِ ... من عَبَسِ الصَّيْفِ قُرُوْنَ الإيَّلِ وقد عَبِسَ الوَسَخ في يد فُلان - بالكسر -: أي يَبِسَ. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه مرَّ هو وأصحابُه على ابِلٍ لِحَيٍّ يقال لهم بنو الملوَّح أو بَنو المُصْطَلِق قد عَبِسَت في أبوالها من السِّمَن، فَتَقَنَّعَ بثَوبِه ثمَّ مرَّ، لقول الله تعالى:) ولا تَمُدُّنَّ عَيْنَيْكَ إلى ما مَتَّعْنا به أزْواجاً منهم (الآية. ومنه حديث شُرَيْح: أنَّه كان يَرُدُّ من العَبَسِ. أي كان يرُدُّ العَبْدَ البَوّالَ في الفِراشِ؛ الذي اعْتيدَ منه ذلك حتى بانَ أثَرُهُ على بَدَنِه من كَثْرَتِه، وإنْ كان شيئاً يسيراً نادِراً لم يَرُدَّه. وعَلْقَمَة بن عَبَس: أحّد الستَّة الذين وَلُوا عثمان رضي الله عنه. وأبو نَجِيح عمرو بن عَبَس بن خالِد - رضي الله عنه -: له صحبة. وعَبْسٌ: أبو قبيلة من قَيْس، وهو عَبْسُ بن بَغِيْضِ بن رَيْثِ بن غَطَفان بن سَعْدِ بن قَيس عَيلان. وقال ابن دريد: العَبْس: ضَرْبٌ من النَّبْت، قال أبو حاتِم: يُسَمّى بالفارِسِيَّة: شابابَكْ، وقال مَرَّة: سِيْسَنْبَرَ، ولم يَذْكُر العَبْسَ الدِّيْنَوَرِيُّ. وعَبْس: جبل. وعَبْس: ماء بنجد في ديار بني أسد. وعَبْس: محلة بالكوفة، نُسِبَت إلى عَبْس بن بَغيض. والعَبْسِيّة: ماءة بالعُرَيمة بين جَبَلَي طَيِّئٍ. والعبّاسة: بُليدة على خمسة عشر فرسخاً من القاهرة، سُمِّيَت بِعَبّاسة بنتِ أحمد بن طولون. وعُبَيْس - مصغرّاً -: هو عُبَيْس بن بَيْهَس. وعُبَيْس بن ميمون: من أصحاب الحديث، وضَعَّفوا ابن ميمون. وعُبَيْس بن هشام الناشري: من شيوخ الشيعة. وعَبُّوس - مثال سَفُّود -: موضع، قال كُثَيِّر يصف الضُّعْنَ: طالعاتِ الغَميس مِنْ عَبُّوسٍ ... سالِكاتِ الخَوِيِّ مِن أملالِ

عبقس

ويُروى: عَبُّودٍ. وقال ابن دريد: عَبْوّسٌ - مثال جَرْوَل -: جمع كثير. ويقال: أعْبَسَت الإبل: أي صارت ذاتَ عَبَسٍ. وعَبَّسَ وَجْهَه: شُدِّدَ للمبالغة، ومنه قراءة زيد بن علي:) عَبَّسَ وتَوَلَّى (بتشديد الباء على إرادة أنَّه دام ذلك إلى انْصِرافِه؛ فكأنَّه تَكَرَّرَ. والتَّعَبُّس: التَّجَهُّم. والتركيب يدل على تَكَرُّهٍ للشَّيءِ. عبقس العَبْقَسِيُّون: منسوبون إلى عبد القيس، أُخِذَ حرفان من المُضاف وحرفان من المُضاف إليه ومُزِجَ أحَّد الطرفين بالآخر. وقال ابن دريد: العَبْقَس والعُبْقوس: دوَيْبَة، وكذلك العَبْقَص والعُبْقوص. قال: والعَبَنْقَص: السيء الخُلُق. وقال يعقوب: العَبَنْقَس والعقَنْبَس: الذي جدّتاه مِن قِبَل أبيه وأمه عجميتان. وقال الأزهري: العَبَنْقَس: الناعم الطويل من الرجال، وأنشد: سَوْفَ العَذَارى العارِمَ العَبَنْقَسَا وقال ابن عبّاد: العَبَاقِيْس: بقايا عُقَبِ الأشياء؛ كالعَقابيل. وقال غيرُه: يجوز أن تكون السين بدلاً من اللام. والعَبَنْقَسَاء: النشيط؛ فيما يقال. عتس إسماعيل بن الحسن بن علي بن عَتّاس - بالفتح والتشديد -: من أصحاب الحديث. عترس العَتْرَس - بالفتح - والعَتَرَّس - مثال عَذَوَّر -: الحادِر الخُلُق العظيم الجسيم العَبْل المفاصِل. والضخم المَحْزِم من الدَّوابِ أيضاً. ورجل عَتْرَس وعَتَرَّس - أيضاً -: ضابِط شديد. والعَتْرَس: الأسد. وقال أبو عمرو: يقال للديك العَتْرَس والعُتْرُسان. والعِتْريس: الجبّار الغضبان. وقال الليث: العِتريس من الغِيْلان: الذَّكَر. قال والعِتْريس: الداهية، وكذلك العَنْتَريس. والعَنْتَريس: الناقة الوثيقة، وقد يوصَف به الفَرَس، وأنشد الليث: كلّ طِرْفٍ مُوَثَّقٍ عَنْتَريس ... مُسْتَطيلِ الأقرابِ والبُلْعُومِ والنون زائدة، وهو من العَتْرَسة: وهي الأخذ بالشدّة والعنف والجفاء والغِلْظَة. وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: أنَّ عبد الله بن أبي عمّار قال: كُنْتُ في سَفَر فَسُرِقَت عَيْبَتي ومعنا رَجُل يُتَّهَم، فاسْتَعْدَيْتُ عليه عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - فقُلْتُ: لقد أرَدْتُ والله يا أمير المؤمنين أن آتي به مصفوداً، فقال: تاتيني به مصفوداً!! تُعَتْرِسُه، فَغَضِبَ ولم يَقْضِ له بِشَيءٍ. وقد صَحَّفَه بعض أصحاب الحديث فقال: أبِغَيْرِ بَيِّنَة. ويجوز أنْ يُقْضى بِزيادة التاء ويكونُ من العِرَاسِ: وهو ما يُوثَقُ به يد البعير إلى العُنُق. وقال ابن فارِس: التاء في العِتْريس للداهية زائِدة، وإنَّما هو من عَرِسَ بالشيء إذا لازَمَهُ. عجس العَجْسُ والعِجْسُ والعُجْسُ: مَقْبِضُ القوس، وكذلك المَعْجِسُ - مثال المَجْلِس -، قال أوس بن حَجَر يَصِفُ قوساً: كَتُومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دُوْنَ مِلْئها ... ولا عجْسُها عن موضع الكَفِّ أفْضَلا الكَتوم: القوس التي لا شَقَّ فيها ولا صَدْع. وقال مُهَلْهِل: أنْبَضُوا مَعْجِسَ القِسِيِّ وأبْرَقْ ... نا كما تُوْعِدُ الفُحولُ فُحولا والعَجْس: طائفة من وَسَطِ الليل، كأنَّه مأخوذ من عَجْسِ القَوْس، قال مَنظور بن حَبَّة: وفِتْيَةٍ نَبَّهْتُهُم بعَجْسِ ... وَهْناً وما نَبَّهْتُهُم لِبَأسِ إلاّ لِسَيْرٍ بالفلاةِ مَلْسِ ... على قِلاصٍ كَقِسِيِّ الفُرْسِ يقال: مَضى عَجْسٌ من الليل. وقال الليث: العَجْس: آخِر الليل، قال حُرَيْث بن عَنّاب: وأصحاب صِدْقٍ قد بَعَثْتُ بجَوْشَنٍ ... من الليل لولا حُبُّ ظمياء عَرَّسوا فقاموا يَجُرّونَ الثِّياب وخَلْفَهم ... من الليل عَجْسٌ كالنعامة أقْعَسُ ومَطَرٌ عَجُوْس: أي منهمر، قال رؤبة: أُسْقِيْنَ نَضّاخَ الصَّبا بَجِيسا ... أوْطَفَ يَهْدي مُسْبِلاً عَجُوْسا والعَجُوْس: السحاب الثقيل الذي لا يَبْرَح. وعَجَسَني عن حاجَتي يَعْجِسُني - بالكسر - عَجْساً: أي حَبَسَني. والعَجْس - أيضاً -: القَبْض. وعَجَسَت به الناقة: إذا تنَكّبَت به عن الطريق من نشاطها، قال ذو الرمّة: إذا قال حادِيْنا أيا عَجَسَتْ بِنا ... صُهَابِيَّةُ الأعْراف عُوْجُ السَّوَالِفِ

عجنس

والأعْجَسُ: الشديد العَجْس أي الوَسَط. والعَجَاساء: القِطْعَة الَظِيمة من الإبل، قال الراعي: ولإن بَرَكَتْ منها عَجَاسَاء جِلَّة ... بِمَحْنِيَةٍ أشْلى العِفَاسَ وبَرْوَعا والعَجَاسى، وانكرها أبو الهيثم، قال: وطاف بالحوض عَجاسى حُوْسُ والعَجَاساءُ - أيضاً -: الظُّلْمَة، وقال شَمِر: عَجاساءُ الليل: ظُلْمَتُه المُتَراكِمَة، وقال ابن دريد: العَجاساءُ: القِطْعَة العَظيمة من الليل، وقال أبو عمرو: الواحِدة عَجاساءُ والجَمعُ عَجاساءُ أيضاً؛ ولا يقال جَمَل عَجاسَاء، قال العجّاج يَصِف ليلة هادئة شديدة: إذا رَجَوْتَ أنْ تُضِيْء اسْوَدَّتِ ... دونَ قُدامى الصُّبْحِ فارْجَحَنَّتِ منها عَجَاساءُ إذا ما الْتَجَّتِ ... حَسِبْتُها ولم تُكَرَّ كُرَّتِ وعَجَاساءُ: رَمْلَة عظيمة بِعَيْنِها. وقال أبو عُبَيدة: يقال عَجَسَتْني عَجاساءُ الأمور عنكَ: أي مَنَعَتْني مَوانِعُها. وما مَنَعَكَ فهو العَجاساءُ. وقال ثعلب: العُجُوس: مَشْيُ العَجاساءِ من الإبل. والعَجُسُ: العَجُزُ، والأْعَجاس: الأعْجَازُ، قال رؤبة: وعُنُق تَمَّ وجَوْزٌ مِهْرَاسْ ... ومَنْكِبا عِزٍّ لنا وأعْجَاسْ والعُجْسَة - بالضم -: الساعة من الليل. وقال ابن عبّاد: العِجَّوْس - مثال عِلَّوْص -: العِجَّوْلُ. وفَحْلٌ عَجِيْس وعَجِيْزٌ: لا يُلْقِح. والعِجِّيْسي - مِثال خِطِّيْبي -: اسم مِشْيَةٍ بَطِيْئةٍ. وقال أبو بكر بن السرّاج: هي عَجِيْسَاءُ - مثال قَرِيْثاءَ -. ويقال: لا آتيك سَجِيْسَ عَجِيْسَ وسَجِيْسَ عَجِيْسٍ وسَجِيْسَ عُجَيْسٍ: أي أبداً، قال: فأقْسَمْتُ لا آتي ابْنَ ضَمْرَةَ طائعاً ... سَجِيْسَ عُجَيْسٍ ما أبانَ لساني وتعجَّسْتُ أمْرَ فلانٍ: إذا تَعَقَّبْتَهُ وتَتَبَّعْتَه. ويقال: تَعَجِّسْتُ الأرْضَ غُيُوْثٌ: إذا أصابها غَيْثٌ بعد غَيْثٍ. وتَعَجَّسَ الرجل: خَرَجَ بعُجْسَةٍ من الليل أي بسُحْرَةٍ، قال المَرّار بن سعيد الفَقْعَسِيُّ يَصِفُ رُفْقَتَه: وإذا هُمُ ارْتَحَلُوا بِلَيْلٍ حابِسٍ ... أُخْرى النُّجُوْمِ بِعُجْسَةِ المُتَعَجِّسِ المُتَعَجِّس: المُتَسَحِّر. وتَعَجَّسَ: تأخَّرَ. وقال شَمِر: تَعَجَّسَ فلان بالقوم: إذا حَبَسَهُم وأبْطَأ بهم. وتَعَجَّسه عِرْقُ سَوْءٍ وتَعَقَّلَه وتَثَقَّلَه: إذا قَصَّرَ به عن المكارم. وقال ابن دريد: تَعَجَّسْتُ الرجل: إذا أمَرَ أمراً فَغَيَّرْتَه عليه. ورَوى النَّضْرُ بن شُمَيل في حديث: يَتَعَجَّسُكُم عند أهل مكة. وقال: معناه يُضَعِّفُ رأيَكُم عندهم. والتركيب يدل على تأخير الشيء كالعَجُزِ في عِظَمٍ وتَجَمُّعٍ وغِلَظٍ. عجنس العَجَنَّس - مثال عَمَلَّس -: الجمل الضَّخم، قال عِلْقة التَّيْمِيُّ، وقال أبو زياد الكِلابي في نوادِرِه: قال سِرَاجُ بن قوّة الكِلابي: يَتْبَعْنَ ذا هَدَاهِدٍ عَجَنَّسا والجمع: عَجَانِس؛ بحذف الثقيلة لأنها زائدة. وقال ابن دريد: العَجَنَّسُ: البعير الصًّلب الشديد، وأنشَدَ: كَم قَد حَسَرْنا بازِلاً عَجَنَّسا وقال ابن عبّاد: الجَعَانِسُ: الجِعْلانُ، وهي مقلوبة من العَجَانِسِ. عدبس العَدَبَّس - مثال عَمَلَّس -: الشديد المُوَثَّقُ الخَلْقِ من الإبل وغيرِها، والجمع: العَدَابِسُ؛ كما قُلْنا في العَجَانِسِ، قال الكُمَيت يَصِف صائداً: حتى غدا وغدا له ذو بُرْدَةٍ ... شَثَنُ البنانِ عَدَبَّسُ الأوْصالِ وقال أبو عمرو: جملٌ عَدَبَّس: أي عظيم. وقد سَمَّوا جملاً كان مُدَاخَل الخَلْقِ ليس بالطويل: عَدَبَّساً. وقال ابن دريد: بَعيرٌ عَدَبَّسٌ: شَرِس الخُلُق. وقال ابن عبّاد: العَدَبَّس القصير الضخم الغليظ. وأبو العَدَبَّس منيع بن سُلَيْمان الأسَدي: من التابعين. والعَدَبَّس: الأعرابيّ الكِنانيّ. عدس أبو عمرو: عَدَسَ يَعْدِسُ - بالكسر -: أي خَدَمَ. وعَدَسَ في الأرضِ يَعْدِسُ - أيضاً - عَدْساً: أي ذَهَبَ، وزاد ابن عبّاد: عَدَساناً وعِدَاساً، وزاد غيرُه: عُدُوْساً. يقال عَدَسَت به المَنِيَّة: أي ذَهَبَت بِه، قال الكُمَيت يمدح مَسْلَمَة بن هِشام:

عدمس

إلى ابنِ أمير المؤمنين تَعَسَّفَتْ ... بنا العِيْسُ أجوازَ الفلاةِ البَسابِسا أُكَلِّفُها هَوْلَ الظّلامِ ولم أزَل ... أخا الليلِ مَعْدُوساً عَلَيَّ وعادِسا ويروى: " إلَيَّ "، أي يُسَارُ اليَّ بالليل. والعَدْسُ - أيضاً -: الحَدْسُ. والعَدْسُ: شِدَّة الوَطْء، والكَدْح أيضاً. ويقال للقوي على السُّرى: عَدُوْسُ السُّرى، وأنشد ابن دريد: عَدُوْسُ السُّرى لا يَقْبَلُ الكَرْمَ جِيْدُها قال: وعُدَس - مثال زُفَر -: اسم رجل. وقالوا: عُدُسُ - بضمَّتَين - أيضاً. وقال ابنُ حبيب في كتاب المُخْتَلِف من القبائل: في تَمِيْمٍ عُدُسُ بن زيد بن عبد الله بن دارِ - مضموم الدال -، وكل عُدَس في العرب غير هذا فهو مفتوح الدال. وقال ابن عبّاد: عَدَسْتُ المالَ عَدْساً: أي رَعَيْتُه، وهو يَعْدِسُ عليه: أي يرعى عليه. قال: والعَدُوْس: الجريئة. والعَدَس: حَبٌّ معروف، الواحدة: عَدَسَة. وقال محمد بن أبي سِدْرَة: دَخَلْتُ على عُمَر بن عبد العزيز - رحمه الله - وهو يلتوي من بطنه قال: عَدَسٌ أكَلْتُه أذِيْتُ منه، ثم قال: بطيءٌ بَطينٌ مُتَلَوِّث من الذنوب. وقال الليث: العَدَسَة بَثْرَةٌ تخرُجُ فَتَقْتُلُ؛ يقال هو مِن جِنس الطّاعون قَلَّ ما يُسْلَم منه، فيقال: عُدِسَ الرَّجُلُ فهو مَعْدوس، كما تقول: طُعِنَ فهو مَطْعون؛ من الطاعون. وقال أبو رافِع: رَمى الله أبا لَهَبٍ بالعَدَسَةِ. وكانت قريش تَتَّقي العَدَسَةَ وتخاف عَدْواها. وعَدَسْ: زَجْرٌ، قال ابن دريد: عَدَسْ زَجْرٌ من زَجْرِ البِغال خاصةً، قال يزيد بن عمرو بن مُفَرِّغٍ يُخَاطِب بَغْلَتَه: عَدَسْ ما لعَبّادٍ عليك إمارَةٌ ... نَجَوْتِ وهذا تَحْمِلِيْنَ طَلِيْقُ وكان الخليل يَزْعُمُ أنَّ عَدَساً رَجُلٌ كان عنيفاً بالبِغال أيّامَ سُلَيْمانَ - صلوات الله عليه -، فالبِغال إذا قيل لها عَدَسْ انزَعَجَت. وهذا ما لا تُعْرَف حقيقَتُه في اللُّغة، وربَّما سَمَّوا البَغْلَ عَدَسْ، قال: إذا حَمَلْتُ بِزَّتي على عَدَسْ ... على الذي بينَ الحِمارِ والفَرَسْ فما أُبالي مَنْ غَزا أو مَنْ جَلَسْ وعَدَسْتُه وعَدَسْتُ به: إذا قُلْتُ له عَدَسْ. وعَدَسَةُ: من أعلام النِساء. وفي طَيِّئٍ بَنو عَدَسَة، وكذلك في كَلْبٍ. وعبد الله وعبد الرحمن ابنا عُدَيْس بن عمرو البَلَوِيّانِ - رضي الله عنهما -: لهما صحبة، وعُدَيْس أبوهما مُصَغَّر. وقد سَمَّوا عَدّاساً - بالفتح والتَّشْديد -. عدمس الدِّيْنَوَريّ: العُدَامِسُ: ما كَثُرَ مِن يَبِيس الكَلإ بالمكانِ، يُقال: كَلأٌ عُدَامِسٌ. عربس الليث: العِرْبِسُ - بالكسر - والعَرْبَسِيْس: متن مُسْتَو، وأنشد للطرماح: تُرَاكِل عَرْبَسيسَ المَتْنِ مَرْتاً ... كظَهْرِ السَّيْحِ مُطَّرِدَ المُتُوْنِ قال: ومنهم مَن يقول عِرْبَسيس - بكسر العين - اعتباراً بالعِرْبِسِ، قال الأزهري: هذا وَهمٌ؛ لأنَّه ليس في كلامهم أمثال فِعْلَلِيلْ - بكسر الفاء - اسمٌ، وأما فَعْلَلِيْل فكثير نحو: مَرْمَسِيس ودَرْدَبِيس وخَمْجَرِير وما أشبَهَها، وقال ابن دريد في باب فَعْلَلِيْل: أرضٌ خَرْبَسِيس: صُلبَة؛ وعَرْبَسِيْس مِثلها. عردس العَرَنْدَس من الإبل: الشديد. وقال أبو عمرو: العَرَنْدَس الناقة الشديدة. وقال غيره: ناقة عَرَنْدَسَة، قال الكميت: أطْوي بِهِنَّ سُهُوْبَ الأرضِ مُنْدَلِثاً ... على عَرَنْدَسَةٍ للخَرْقِ مِسْبارِ ويُروى: " جَلَنْفَعَة "، وهذه هي الواية الصحيحة. وقال ابن فارس: العَرَنْدَس: السيل الكثير، قال: والعَرَنْدَس: الشديد؛ والنون والدال زائدتان؛ وأصلُهُ عُرُدٌّ وهو الشديد. والعَرَنْدَس: الأسد. وقال ابن عبّاد: العَرَادِيْس: مُجتَمَع كلِّ عَظْمَيْن من الإنسان وغيره. وعَرْدَسَه: صَرَعَه. عرس العَروس: نَعت يَسْتَوي فيه الرجل والمرأة ما داما في إعْراسِهما، قال رؤبة يذكر أيّام شبابِه: أحْدُوْ المُنى وأغْبِطُ العَرُوْسا أي كُنتُ أتْبَعُ المُنى وإذا قيل فلان عروس تمنَّيْتُ أن أكون عروساً. وجمع الرَّجل: عَرَس، وجمع المرأة: عَرَائس. وفي المثل: كادَ العَروسُ يكونُ مَلِكاً.

وفي مثلٍ آخر: لا مَخْبَأ لِعِطْرٍ بعدَ عَروس، ويُروى: لا عِطْرَ بعد عَروس. وأوّل من قال ذلك امرأة من عُذْرَة يقال لها أسماء بنت عبد الله، وكانَ لها زوج من بني عمِّها يقال له عَرُوْس، فمات عنها، فَتَزَوَّجَها رَجُلٌ من قومِها يقال له نوفَل، وكان أعسَرَ أبْخَرَ دَمِيْماً، فلمّا أرادَ أن يَظْعَنَ بها قالت له: لو أذِنْتَ لي رَثَيْتُ ابنَ عَمِّي وبكيتُ عِنْدَ رَمْسِه؟، قال: افْعَلي، فقالت: أبْكِيْكَ يا عَروْسَ الأعراس، يا ثَعْلَباً في أهلِهِ وأسداً عِنْدَ الباس، مع أشياء ليس يَعْلَمُها الناس. قال: وما تلك الأشياء؟ قالت: كانَ عن الهِمَّةِ غير نعّاس، ويُعْمِلُ السَّيفَ صَبيحاتِ الباس، ثم قالت: يا عَروْس: الأغَرَّ الأزْهَر، الطيِّب الخِيْمِ الكَريمِ المَحْضَر، مع أشياء لا تُذْكَر. قال: وما تلك الأشياء؟ قالت: كان عَيُوْفاً للخَنى والمُنْكَر، طيِّب النَّكْهَة غير أبْخَر، أيْسَرَ غيرَ أعْسَر. فَعَرَفَ الزوج أنَّها تُعَرِّضُ به، فَلمّا رَحَلَ بها قال: ضُمِّي إليكِ عِطْرَكِ؛ ونَظَرَ إلى قَشْوَةِ عِطْرِها مَطْروحة، فقالت: لا عِطْرَ بعدَ عَروْس. ويقال: إنَّ رجلاً تزوّجَ امرأة فَهُدِيَت إليه، فوجدها تَفِلَة، فقال لها: أينَ عِطْرُكِ؟ فقالت: خَبَأْتُه، فقال: لا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بَعْدَ عَروْسٍ. فذهبت مثلاً، يُضْرَب لِمَن لا يُدَّخَرُ عنه نَفِيْس. ومن العروسِ للمرأة قول أبي زُبَيد حرملة بن المنذر الطائي يصف أسداً: كأنَّ بِنَحْرِهِ وبِمَنْكَبَيْهِ ... عَبيراً باتَ تَعْبَؤُهُ عَرُوْسُ ووادي العَروس: من مُضَحَّيَاتِ حاجِّ العِراق، وثم ياتيهم أهل المدينة - على ساكنيها السلام - مُتَعَرِّضينَ لِمَعْروفِهِم. والعروس: من حصون النِّجاد باليمن. وباليمن - أيضاً -: حِصْنٌ يُعرَف بالعروسَين. والعِرْس - بالكسر -: امرأة الرجل، ولبؤة الأسد، قال امرؤ القيس يخاطِب امرأتَه بَسْباسَة: كَذَبْتِ لقد أُصْبي على المرءِ عِرْسَه ... وامنعُ عِرْسي أنْ يُزَنَّ بها الخالي والجمع: أعراسٌ، قال مالك بن خالد الخُناعي، ويُروى لأبي ذؤَيب الهُذَلي أيضاً: ليثٌ هِزَبْرٌ مَدِلٌ عندَ خِيْسَتِهِ ... بالرَّقْمَتَيْنِ له أجْرٍ وأعْرَاسُ وعِرْسُ المرأة: زوجُها، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان: أزهَرُ لم يُولَد بِنَجْمٍ نَحْسِ ... أنْجَبُ عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ أي: أكرمُ رجلٍ وامرأةٍ. وربَّما سُمِّيَ الذكر والأنثى عِرْسَيْن، قال عَلْقَمة بن عبدة يصف الظَّلِيْم: فطافَ طَوْفَيْنِ بالأُدْحِيِّ يَقْفُرُهُ ... كأنَّه حاذِرٌ للنَّخْسِ مَشْهُوْمُ حتى تَلافى وقَرْنُ الشَّمْسِ مُرْتَفِعٌ ... أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فيه البَيْضُ مَرْكُوْمُ وابن عِرْس: دُوَيبَة. وقال الليث: ابن عِرْسٍ دُوَيْبَة دون السِّنَّوْر، أشْتَرُ أصْلَمُ أسَكُّ، وربَّما وبناتُ مَخَاضٍ وبناتُ لَبونٍ " وبنات عِرْسٍ، هكذا يُجْمَع ذَكَراً كان أو أُنثى. وكذلك ابن آوى وابن مخاض وابن لبون وابن ماء، تقول: بنات آوى وبنات مخاض وبنات لبون " وبنات ماء " وحَكى الأخفَش: " بنات عرس وبنو عِرس و " بنات نعش وبنو نعش. والعِرْسِيُّ: ضَرْبٌ من الصِّبْغِ شُبِّهَ بِلَون ابنِ عِرس. وعَرَسَ عَنِّي: عَدَلَ. وعَرَسْتُ البعيرَ أعْرُسُه - بالضم - عَرْساً: أي شَدَدْتُ عُنُقَه إلى ذِراعِه وهو بارِك. واسمُ ذلك الحبل: العِراس - بالكسر -. والعَرْسُ - بالفتح -: حائط يُجْعَل بين حائِطَي البيت الشتوي لا يُبْلَغُ به أقصاه؛ ثمَّ يُسَقّف ليكونَ البيت أدفأ، وإنَّما يُفْعَلُ ذلك في البلاد البارِدَة. والعَرَس - بالتحريك -: الدَّهَشُ، وقد عَرِسَ الرَّجل - بالكسر - فهو عَرِس. وعَرِسَ به - أيضاً -: لَزِمَه. وعَرِسَ - أيضاً -: إذا بَطِرَ. وعَرِسَ عَلَيَّ ما عِنْدَ فلانٍ: أي امْتَنَعَ. والعَرِسُ - مثال كَتِفٍ -: الأسد الذي لَزِمَ مكاناً لا يُفَارِقُه؛ أو افتِراس الرجال، قال طُرَيح الثَقَفي يذكر الأُسُودَ التي قَتَلَها الوليد بن يزيد: عَرِسَتْ وأكْلَبَها الحِرَابُ فَما لَها ... عَمّا رَأتْ بِعُيُوْنِها تَعْتِيْمُ وقال ابن الأعرابي: العَرْسُ - بالفتح -: عمودٌ في وسط الفُسْطاطِ.

عرطس

والعَرْسُ - أيضاً -: الحَبْلُ. والعَرْسُ: الإقامَةُ في الفَرَح. والعَرْسُ والعُرْسُ: الفصيل الصغير، والجمع: الأعراس. قال: وقال أعرابيّ: بِكَمِ البلهاءُ وأعرَاسُها؟ أي أولادُها. والعَرّاسُ - بالفتح والتشديد -: بائع العِراسِ أي الحَبْلِ؛ وبائعُ الأعْراسِ أي الفُصْلانِ. والمِعْرَسُ - بكسر الميم -: السائق الحاذِق السِّيَاقِ، فإذا نَشِطَ القوم سارَ بهم فإذا كَسِلوا عَرَّسَ بهم. والمِعْرَسُ - أيضاً -: الكثير التزوُّج. والعُرَساء - مثال شُهَداء -: موضع. والعُرْسُ والعُرُسُ - مثال خُلْقٍ وخُلُقٍ -: طعام الوليمة، يُذَكَّر وَيُؤنَّث، قال: إنّا وَجَدْنا عُرُسَ الحَنّاطِ ... لئيمةً مَذمومَةَ الحُوّاطِ نُدْعى مع النَّسّاجِ والخَيَّاطِ ... وكُلِّ عِلْجٍ شَخِمِ الآباطِ وقال دُكَيْن وقد أتى عُرساً فَحُجِبَ فَرَجَزَ بهم فقيلَ: مَن أنتَ؟ فقال: دُكَيْن، فقال: تَجَمَّعَ الناسُ وقالوا عُرْسُ ... إذا قِصاعٌ كالأكُفِّ خَمْسُ زَلَحْلَحَاتٌ مُصْغَراتٌ مُلْسُ ... ودُعِيَت قَيْسٌ وجاءت عَبْسُ فَفُقِئَتْ عينٌ وفاضَتْ نَفْسُ ويروى: " اجْتَمَعَ الناس "، ويروى: " مائَراتٌ " بَدَل " زَلَحْلَحَاتٌ "، ولُغَةُ دُكَيْنٍ " فاضَتْ " بالضاد، ولغة غيره " فاظَت " بالظّاء. وجمعُ العُرسِ: أعراس وعُرُسات. والعِرِّيس والعِرِّيسَة: مأوى الأسَد، قال جَرير: إنِّي امْرؤٌ من نِزارَ في أرُوْمَتِهِم ... مُسْتَحْصِدٌ أجَمي فيهم وعِرِّيْسي وقال رؤبة: مِنْ أُسْدِ ذي الخَبْتَيْنِ أنْ تَحُوْسا ... أغْيالَها والأجَمَ العِرِّيْسا وقال أبو زُبَيد حرمَلة بن المنذر الطائي يصف أسداً: أبَنَّ عِرِّيْسَةً عُنّابُها أشِبٌ ... ودُوْنَ غابَتِها مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ وقال الطِّرِمّاح: يا طيِّئَ السَّهْلِ والأجبالِ موعِدُكُم ... كَمُبْتَغي الصَّيْدِ في عِرِّيْسَةِ الأسَدِ والليث مَن يَلْتَمِسُ صيداً بِعَقْوَتِهِ ... يُعْرَجُ بحَوْبائهِ من أحْرَزِ الجَسَدِ وذاة العرائس: موضع، قال غسّان بن ذُهَيل السَّلِيْطيّ: لَهانَ عليها ما يقولُ ابْنُ دَيْسَقٍ ... إذا ما رَعَتْ بينَ اللِّوى والعرائسِ وأعْرَسَه: لغة في عَرِسَه أي لَزِمَه. وقد أعْرَسَ فلان: أي اتَّخَذَ عُرْساً. وأعْرَسَ بأهلِه: أي بنى عليها، والعامة تقول عَرَّسَ، قال: يُعْرِسُ أبْكاراً بها وعُنَّسا ... أكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إذْ أعْرَسا والإعراس والتعريس: نزول القوم في السفر آخِر الليل يَقَعُوْنَ في وقعَةً للاستراحة ثمَّ يَرْتَحِلون، والإعراس أقلُّ اللغَتَيْن، والموضِعُ مُعْرَسٌ ومُعَرَّسٌ. وليلة التعريس: الليلة التي نامَ فيها النبي - صلى الله عليه وسلّم - وأصحابه - رضي الله عنهم - فما أيقَظَهم إلاّ حَرُّ الشّمسِ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه كانَ إذا عَرَّسَ بِلَيل توسَّدَ لَيْنَةً، وإذا عَرَّسَ عند الصُّبحِ نصَبَ ساعِدَه نَصْباً وعَمَدها إلى الأرض ووضع رأسه إلى كفِّه. اللَّيْنَة: المِسْوَرَة؛ سمِّيَتْ لِلِيْنِها؛ كأنَّها مُخَفَّفَةٌ من لَيِّنَةٍ. قال جرير: لَوْ قَدْ عَلَوْنَ سَماوِيّاً مَوَارِدُهُ ... من نَحْوِ دُوْمَةِ خَبْتٍ قَلَّ تَعْرِيسي وقال ذو الرمَّة: زارَ الخيالُ لِمَيٍّ هاجِعاً لَعِبَتْ ... به التَّنَائفُ والمَهْرِيَّةُ النُّجُبُ مُعَرِّساً في بَيَاضِ الصُّبْحِ وَقْعَتَهُ ... وسائرُ السَّيْرِ إلاّ ذاكَ مُنْجَذِبُ وقال لَبيد - رضي الله عنه - يصف رفيقَه: قَلَّ ما عَرَّسَ حتى هِجْتُهُ ... بالتَّباشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ والمُعَرِّس: بائع الأعراس وهي الفُصلان الصِغار. وبيت مُعَرَّس: عُمِلَ فيه العَرْسُ للشتاء، وقد مرَّ تفسيرُه. واعْتَرَسَ الفحل الناقة: إذا أكْرَهها على البُرُوْكِ. وقال الليث: اعْتَرَسوا عنه: إذا تَفَرَّقوا عنه. وأنكره الأزهري وقال: هذا حَرْفٌ مُنْكَر ولا أدري ما هو. وقال ابن عبّاد: تَعَرَّسَ لامْرَأتِه: تحبَّبَ إليها. والتركيب يدل على المُلازَمة. عرطس

عرفس

عَرْطَسَ الرجل وعَرْطَزَ: إذا تَنَحّى عن القوم وذَلَّ عن مُناوَأتِهم ومُنازَعَتِهم، قال: وقد أتاني أنَّ عَبْداً طِمْرِسا ... يُوْعِدُني ولو رَآني عَرْطَسا عرفس ابن الأعرابي: العِرْفاس: الناقة الصَّبوْر على السَّير. وقال ابن عبّاد: العِرفاس: الأسَد. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصَّوَابُ العِفْراس - بتقديم الفاء على الراء - وسيجيء إن شاء الله تعالى في موضِعِه. قال: والعَرْفَسِيْسُ: الضخم الشديد من الإبل والنساء. عركس عَرْكَسْتُ الشيء: إذا جَمَعْتَ بَعْضَه على بعض. وقال الخليل: عَرْكَسَ أصل بناء اعْرَنْكَسَ؛ وذلك إذا تراكم الشَّيء بعضه على بعض، وأنشد للعَجّاج: وأعْسِفُ الليل إذا الليل غَسا ... واعْرَنْكَسَتْ أهوالُهُ واعْرَنْكَسَا ويروى: " واعْلَنْكَسَتْ أهوالُهُ واعْلَنْكَسا ". وقال ابن فارس: هو منحوت من عَكَسَ وعَرَكَ، وذلك أنَّه شيء يَتَرَادُّ بعضه على بعض ويتراجع ويُعارِك بعضه بعضاً كأنَّه يَلْتَفُّ به. واعْرَنْكَسَ الشَّعر واعْلَنْكَسَ: إذا اشْتَدّ سوادُه. عرمس العِرْمِسُ - بالكسر -: الصخرة، وبه سُمِّيَت الناقة الصلبة عِرْمِساً. قال ابن فارِس: هذا مما زِيْدَت فيه الميم، والأصل عَرس، وقد شُبِّهَتْ بِعَرْسِ البناء، قال ذو الرُّمَّة: وقُلْتُ لأصحابي هُمُ الحَيُّ فارْفَعُوا ... تَدَارَكْ بنا الوَصْلَ النَّواجي العَرَامِسُ قال العباس بن مِرداس رضي الله عنه: يا أيها الرجل الذي تَهوِي بِهِ ... وَجْناءُ مُجْمَرَةُ المَناسِمِ عِرْمِسُ إمّا مَرَرْتَ على النَّبيِّ فَقُلْ لَهُ ... حَقّاً عليكَ إذا اطْمَأنَّ المَجْلِسُ يا خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطِيَّ ومَنْ مَشى ... فَوْقَ التُّرابِ إذا تُعَدُّ الأنْفُسُ وفي كتاب سِيْبَوَيْهِ: " إذْما "، وفي شِعْرِه: " إمّا ". وقال أبو عمرو: العَرَمَّسْ - مثال عَمَلَّس -: الماضي الظَّرِيْف، وانشد: وتُدْرِكُني من آلِ عَبْسٍ حَمِيَّةٌ ... بها يَدْفَعُ الضَّيْمَ الأبيُّ العَرَمَّسُ وعَرْمَسَ: إذا صَلُبَ بَدَنُه بعد اسْتِرْخاءٍ. عرنس الليث: العِرْناس: طائر كالحمامة لا تَشْعُرُ به حتى يطير من تحت قَدَمِكَ فَيُفْزِعَكَ، وانشد: لَسْتُ كَمَنْ يُفْزِعُهُ العِرْناسُ وقال ابن الأعرابي: العِرْناس أنف الجبل؛ كالقُرْناس. وعِرْناس المرأة: موضِعُ سَبَائخِ قُطْنِها. وقال ابن عبّاد: عَرَانِيْسُ السُّرُرِ مُعْروفة، لا أدري ما واحِدُها. عسس عَسَّ يَعُسُّ - بالضم - عَسّاً وعَسَساً: أي طافَ بالليل؛ وهو نَفْضُ الليل عن أهل الرِّيْبَة، فهو عاسٌّ وقومٌ عَسَسٌ، مثال خادِمٍ وخَدَمٍ وطالِبٍ وطَلَبٍ. وفي المَثَل: كَلْبٌّ عَسَّ خيرٌ من كَلْبٍ رَبَضَ، ويروى: خيرٌ من أسَدٍ انْدَسَّ. يُضْرَب في تفضيل الضعيف إذا تَصَرَّفَ في المَكْسَبِ على القَوِيِّ إذا تقاعَسَ. ويقال: إنَّ فيه لَعَسَساً: أي قِلَةُ خَير. وعَسَّ خَبَرُ فُلان: أي أبطأ. وقولُهم: جِئْ بالمالِ مِن عَسِّكَ وبَسِّكَ: لغةٌ في حَسِّكَ وبَسِّكَ. وقال أبو زيد: العَسُوْسُ: الناقة التي ترعى وحدها؛ مثل القَسُوْسِ. وقَدْ عَسَّتْ تَعُسُّ. والعَسُوْسُ - أيضاً -: الناقة التي لا تَدثرُّ حتى تَبَاعَدَ من الناس. والعَسُوْسُ - أيضاً -: الناقة التي تُعْتَسُّ أي تُرَازُ أبِها لَبَنٌ أمْ لا ويُمْسَحُ ضَرْعُها. والعَسُوْسُ من النساء: التي لا تُبالي أن تَدنو من الرِجال. والعَسُوْسُ: القليل الخير مِنَ الرجال. والعَسُوْسُ: الطالِبُ للصَّيْدِ، قال: بالمَوْتِ ما عَيَّرْتِ يا لَميسُ ... قد يَهلِكُ الأرْقَمُ والفاعوسُ والأسدُ المُذَرَّع النَّهوسُ ... والبطل المُسْتَسْلِم الحَؤوسُ واللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَسُوْسُ ... والفيلُ لا يَبْقى ولا الهِرْميسُ والعَسُوْس: الناقة التي إذا أُثيرَت طَوَّفَت ثمَّ دَرَّتْ. والعَسُوْس: الناقة التي تضجَر وتَسوء خُلُقُها عند الحَلَبِ. وقال ابن عبّاد: العَسُوْس القليلة الدَّرِّ، وقيل هي التي تَعْتَسُّ العِظامَ وتَرْتَمُّها.

عسطس

والعَسِيْس: الذئب الكثير الحركة. والعَسِيْس - أيضاً -: جَمْعُ عاسٍ؛ مثال حَجِيجٍ وحاجٍّ. والمَعَسُّ: المَطْلَبُ، قال الطِّرِمّاح: ومحبوسَةٌ في الحَيِّ ضامِنَةِ القِرى ... إذا الليلُ وافاها بأشْعَثَ ساغِبِ مُعَقَّرَةٍ لا يُنْكِرُ السَّيْفُ وَسْطَها ... إذا لم يكُن فيها مَعَسٌّ لِحالِبِ وعَسَسْتُ القوم أعُسُّهم: إذا أطْعَمْتَهم شيئاً قليلاً. وقال ابن الأعرابي: العُسُسُ - بضمّتين - التِّجارُ الحُرَصاء. والعُسُسُ - أيضاً -: الآنية الكِبار. والعُسُّ: القَدَحُ العظيم، والرِّفْدُ أكبرُ منه، قال: بَرَّحَ بالعَيْنَيْنِ خُطّابُ الكُثَبْ ... كُلُّ هِقَبٍّ منهم ضَخْمِ الحَقَبْ يقولُ إنّي خاطِبٌ وقد كَذَبْ ... وإنَّما يَخْطُبُ عُسّاً من حَلَبْ العينان: عَينا الإنسان، ومَن قال موضِعٌ بعَينِه فقد وَهِمَ. والجمع: عِسَاسٌ، قال النابغة الجعدي رضي الله عنه: وحَرْبٍ ضَروس بها ناخِسٌ ... مَرَيْتُ بِرُمْحي فَدَرَّتْ عِسَاسا وقال ابن دريد: بَنو عِسَاس بطنٌ من العَرَب. وقال أبو عمرو: يقال دَرَّتْ عسَاساً: أي كَرْهاً. والعُسُّ - أيضاً -: الذَّكَرُ، وانشَدَ أبو الوازِع: لاقَتْ غُلاماً قد تَشَظْى عُسُّهُ ... ما كانَ إلاّ مَسُّهُ فَدَسُّهُ والعَسّاس - بالفتح والتشديد - والعَسْعَسُ - بالفتح - والعَسْعَاسُ: الذئب، لأنّه يَعُسُّ بالليل أي يَطلُب. ويقال للقنافذ: العَسَاعِسُ، لكثرة ترددها بالليل. وعَسْعَسٌ: موضع بالبادية. وقال الخارْزَنْجي: عَسْعَسٌ: جبل طويل من وراء ضَرِيَّةَ على فَرْسَخٍ لبَني عامِر، قال بِشْرُ بن أبي خازِم: لِمَنْ دِمْنَةٌ عاديَّةٌ لم تؤنَّسِ ... بِسِقْطِ اللِّوى بينَ الكَثيبِ فَعَسْعَسِ وقال امرؤ القيس: تأوَّبَني دائي القديمُ فَغَلَّسا ... أُحاذِرُ أنْ يَرْتَدَّ دائي فأُنْكَسا ولم تَرِمِ الدّارُ الكَثيبَ فَعَسْعَساً ... كأنّي أُنادي أو أُكَلِّمُ أخْرَسا ورَوى الأصمَعي: ألِمّا على الرَّبْعِ القديمِ بِعَسْعَسا. وعَسْعَسُ بن سَلاَمَة: كان مشهوراً بالبصرة في صدر الإسلام، قال رُوَيْشِد الأسديّ: فِيْنا لَبيدٌ وأبو مُحَيّاهْ ... وعَسْعَسٌ نِعْمَ الفَتى تَبَيّاهْ أي: تَعْتَمِدُه. ودراةُ عَسْعَسٍ: غَرْبيَّ الحِمى، وقد ذَكَرْتُها في تركيب دور، وبَسَطْتُ في ذِكرِها الكلام، وذَكَرْتُ ما حَضَرَني من الشواهِد، ولله الحمد والمِنَّة. والعَسْعاسُ: السَّراب، قال رؤبة: وبَلَدٍ يجري عليه العَسْعاسْ ... من السَّرَابِ والقَتَامُ المَسْمَاسْ المَسْمَاس: الخفيف الرقيق. وعَسْعَسَ الذئبُ: أي طاف بالليل. ويقال - أيضاً -: عَسْعَسَ الليل: إذا أقبَلَ ظلامُه. وقوله تعالى:) واللَّيْلِ إذا عَسْعَسَ (، قال الفرّاء: اجتمَعَ المُفَسِّرون على أنَّ معنى) عَسْعَسَ (أدْبَرَ، وقال بعض أصحابنا: معناه أنَّه دَنا من أوَّلِه وأظلَمَ. وكذلك السحابُ إذا دَنا من الأرض، وقال الليث: من الأرضِ ليلاً؛ لا يُقال ذلك إلاّ بالليل إذا كان في ظُلْمَةٍ وبَرْقٍ، وانشد: عَسْعَسَ حتى لو نَشَاءُ إدَّنا ... كانَ لنا من نارِهِ مُقْتَبَسُ أرادَ: إذْ دَنا؛ فأدْغَمَ الذال في الدال، يعني سحاباً فيه برق وقد دَنا من الأرض. وقال ابن عَرَفَة: يقال عَسْعَسَ الليل: إذا أقبَلَ أو أدْبَرَ بظُلْمَتِه. وعَسْعَسَ فلان الأمر: إذا لَبَّسَه وعَمّاه. وعَسْعَسَه - أيضاً -: أي حَرَّكه. واعْتَسَّ بالليل: أي عَسَّ، ويُروى المَثَل الذي ذكرناه في اوّل هذا التركيب: كَلْبٌ اعْتَسَّ خيرٌ من كَلْبٍ رَبَضَ، قال الحُطَيْئَة: ويُمْسي الغُرابُ الأعورُ العَيْنِ واقِعاً ... مَعَ الذئبِ يَعْتَسّانِ ناري ومِفْأدي واعْتَسَّ - أيضاً -: أي اكْتَسَبَ. واعْتَسَّ الإبِلَ: إذا دَخَلَ وَسَطَها فَمَسَحَ ضُرُوْعَها لِتَدُرَّ. والتَّعَسْعُسُ: الشَّمُّ، قال: كَمَنْخِرِ الذِّئبِ إذا تَعَسْعَسا والتَعَسْعُس - أيضاً -: طَلَبُ الصَيد. والتركيب يدل على الدُّنُّوِّ من الشيء وطَلَبِه وعلى خِفَّة في الشيء. عسطس

عضرس

الليث: العَسَّطُوْس: شجرة تُشْبِه الخَيزَران - مشدَّدَة -، قال ذو الرمَّةِ يَصِف الحَميرَ وفَحْلَها: على أمْرِ مُنْقَدِّ العِفَاءِ كأنَّهُ ... عَصا عَسَّطُوْسٍ لِيْنُها واعْتِدالُها قال: ويقال عَسَّطُوْس شَجَر يكون بالجزيرة. قال ويُقال بَلِ العَسَّطُوْس رأسُ النَّصارى بالرُّومِيَّة. والذي يُروى في بَيْتِ ذي الرُّمَّة: " عَصاقَسِّ قُوْسٍ "، والقُوْس: المنارة التي فيها الراهِب، وقال الأصمعي: وأنا أُنْشِدُ: " عَصاقَسِّ دَيْرٍ "، وقال أبو عمرو: ليسَ شَيء أشَدَّ اسْتِواءً من عَصا القَسِّ؛ تكونُ مَلْساء مُسْتَوِية. عضرس ابنُ عبّاد: العَضْرَسُ - بالفتح -: حِمَارُ الوَحْشِ. والعَضْرَسُ: البَرْدُ. قال: وقال ابن الأعرابي: العَضْرَسُ: البَرَدُ، وقيل: هو الثَّلجُ، وفي المَثَل: أبرَدُ من العَضْرَسِ. وقيل الوَرَق الذي يُصْبِحُ عليه النَّدى. وقيل: هي " الخُضْرَة " اللاّزِقة بالحِجارة الناقِعَة في الماء. وقال الدِّيْنَوَريٌّ: العَضْرَسُ؛ الواحدة: عَضْرَسَة: وقال أبو زياد: العَضْرَسُ: عُشْبٌ أشْهَب الخُضْرَة يَحْتَمِل النَدى احْتِمالاً شديداً، وأنْشَدَ قولَ تميم بن أبي مٌقْبِل: والعَيْرُ يَنْفُخُ في المَكْنانِ قد كَتِنَتْ ... منه جَحافِلُهُ والعَضْرَسِ الثَّجِرِ كذا رَواه وقال: عَنى أنَّ هذا العَضْرَسَ نَبَتَ في الثِّنْجَارَةِ، والثِّنْجَارَةُ: نُقْرَةٌ في الأرض. ورَوى غيرُه: " الثُّجَرِ " جمع ثُجْرَة وهي القِطَعُ. وقال غيره: نَوْرُ العَضْرَسِ أحْمَرُ قانئُ الحُمْرَة، قال: والعَضْرَسُ لَوْنُه إلى السَواد، وأنشَدَ لِتَميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِل: على إثرِ شَحّاجٍ لطيفٌ مَصيرُهُ ... يَمُجُّ لُعَاعَ العَضْرَسِ الجَوْنِ ساعِلُه قال: وأبو زيادٍ أعْلَمُ بما قالَ، قال: وقد يجوز أن يكون ابنُ مُقْبِلٍ أرادَ بالجَوْنِ ظُلْمَةَ الرِّيِّ وادْهِيْمامَه. وقال أبو عمرو: العَضْرَسُ من الذَُكورِ، ولِحُمْرَةِ نَوْرِ العَضْرَسِ شُبِّهَت به عيون الكِلاب إذا احْمَرَّت من الجِدِّ في طَلَبِ الصيد، قال البَعيث واسْمه خِداشُ بن بشْرٍ: فصَبَّحَهُ عِنْدَ الشُّرُوقِ غُدَيَّةً ... كِلابُ ابنِ عمّارٍ عِطافٌ وأطْلَسُ مُحَرَّجَةٌ حُصٌّ كأنَّ عُيُوْنَها ... إذا أيَّهَ القَنّاص بالصَّيْدِ عَضْرَسُ ويُروى: " مُهَرَّتَةٌ " و " مُغَرَّثَةٌ ". وقال الدِّيْنَوَريُّ: زَعَمَ بعض الرواة أنَّ العَضْرَسَ من أجْناسِ الخِطْميِّ، ولم أجِد هذا القول معروفاً، قال: وقال بعض الرواة أيضاً: العَضْرَسُ من ذكور البَقْلِ؛ لونُه لونُ الحمقاء؛ فيه مُلْحَةٌ، وهو أشدُّ البَقْلِ كُلِّه رُطُوبَةً، وليس لها صَيُّوْرٌ، والصَّيُّورُ أن يبقى يابِسُه بَعْدَ رَطْبِه، وقال عمرو بن أحمر الباهليّ: يَظَلُّ بالعَضْرَسِ حِرباؤها ... كأنّه قَرْمٌ مُسَامِ أشِرْ وقال أبو عمرو: العَضْرَسُ في البيت: الظَّرِبُ الصَّغير. وقيل: العُضَارِس: العَضْرَسُ، قال: يا رَبَّ بيضاءَ مِنَ العَطامِس ... تَضْحَكُ عن ذي أُشُرٍ عُضَارِسِ والجمع: عَضَارِسُ - بالفتح - مثال: جُوَالِق وجَوَالِق. عطرس ابن عبّاد: عُطْروس في شِعْرِ الخَنْساء لم يُفَسَّر، في قولها: إذا يُخالِفُ طُهْرَ البِيْضِ عُطْرُوْسُ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لم أجِد للخنساء قصيدة ولا قِطْعَةً على قافية السين مضمومة من بحر البسيط مع كَثْرَة ما طالَعْتُ من نُسَخِ ديوان شِعرِها. عطس العَطْسُ والعُطاس: مصدَر قولِكَ عَطَسَ يَعْطُسُ ويَعْطِسُ، قال عَمَر بن الأشعَث بن لَجَإٍ: يَقْلِبُ من أبو الِهِنَّ الرَّأْسا ... قَلْبَ العِبَاديِّ أرادَ العَطْسا ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: إنَّ اللهَ يُحِبُ العُطاسَ ويكره التَثاؤب. ويقال: العَطْسَة عند الحديث تَصْديقه، قال الكُمَيْت يمدَح مَسْلَمَة بن هِشام: بَلَغْتَ مُنى الرّاجِيْنَ وازْدَدْتَ فَوْقَها ... وصَدَّقتَ بالفألِ الأُنوفَ العَوَاطِسا وربَّما قالوا: عَطَسَ الصُّبْحُ إذا انْفَلَقَ. وظبيٌ عاطِسٌ: وهو الذي يَسْتَقْبِلُكَ من أمامِك.

عطلس

وقال ابن دريد: كانت العرب تَتَشَأّمُ بالعُطَاسِ، وأنشد: وخَرْقٍ إذا وَجَّهْتَ فيه لِغَزْوَةٍ ... مَضَيْتَ ولم تَحْبِسْكَ عنه العَوَاطِسُ ويُروى: " الكَوَادِسُ ". وقال الليث: سُمِّيَ الصُّبْحُ عُطَاساً، قال امرؤ القيس: وقد أغْتَدي قبل العُطاسِ بِسابِحٍ ... أقَبَّ كيَعْفُوْرِ الفَلاةِ مُحَنَّبِ ويُروى: " قَبلَ الشُّرُوْقِ "، وهذه أكثَر. والعَطّاس: فَرَسُ يزيد بن عبد المَدَانِ الحارِثيِّ، وفيه يقول: وما شَعَروا بالجَمْعِ حتى تَبَيّنوا ... لدى شُعْبَةِ القَرْنَيْنِ رَبَّ المُزَنَّمِ يَبُوْعُ بِهِ العَطّاسُ رافِعَ أنْفِهِ ... له ذَمَرَاتٌ بالخَمِيْسِ العَرَمْرَمِ وقال الليث: المَعْطَس: الأنف، الميم والطاء مفتوحتان كالمَدْمَع والمَضْحَك، قال: هذه حَجَّة مَنْ يقول يَعْطُسُ، والمَعْطِسُ - مكسورة الطاء - حُجَّةُ من يقول يَعْطِسُ، لأنَّ مَفْعِلاً من الفِعْلِ المكسور العين، ومَفْعَلٌ من الفِعْلِ المَضموم العين. وَرَدَّ المُفَضَّلُ بن سَلَمَة على الليث: المَعْطَس - بفتح الطاء -. قال ذو الرُّمَّةِ: وألْمَحْنَ لَمْحاً عن خُدُوْدٍ أسِيْلَةٍ ... روَاءٍ خلا ما أنْ تَشِفَّ المَعَاطِسُ وقال ابن الأعرابي: العاطُوس دابَّة يُتَشأَّمُ بها. وقال أبو زيد: تقول العرب للرجل إذا مات: عَطَسَتْ به اللُّجَمُ. وقال ابن عبّاد: وبعضهم يقول غَطَسَتْ - مُعجَمَة -: أي ذَهَبَت به المَنِيَّة. وقال: واللُّجْمَة: كُلُّ ما تَطَيَّرَت به، قال: وإنّا أُناسٌ لا تَزالُ جَزُوْرُنا ... لها لُجَمٌ من المَنِيَّةِ عاطِسُ ويقال للموت: اللُّجَمُ العَطوس، قال رؤبة: قالتْ لِماضٍ لم يَزَلْ حَدُوْسا ... يَنْضُو السُّرى والسَّفَرَ الدَّعُوْسا ألا تَخافُ اللُّجَمَ العَطُوْسا الحَدُوْسُ: الذي يرمي بِنَفْسِهِ المَرامِي. ويقال: فلان عَطْسَةُ فلان: إذا أشْبَهَهُ في خَلْقِه وخُلُقِه. وقال ابن عبّاد: المُغَطَّس - يعني بفتح الطاء المشدَّدة -: الرّاغِمُ الأنفِ. عطلس ابن دريد: العَطَلَّس - مثال عَمَلَّس -: الطويل. عطمس العَيْطَموس من النساء: التّامة الخَلْقِ، وكذلك من الإبِل. وقال شَمِر: العَيْطَموس من النساء: الجميلة. وقال أبو عُبَيد: هي الحَسَنة الطَّويلة. والجمع العَطاميس، وقد جاء في ضرورة الشِّعْر عَطَامِسُ، قال: يا رُبَّ بَيْضاءَ من العَطامِسِ ... تَضْحَكُ عَنْ ذي أُشُرٍ عُضَارِسِ وكان يجب أن يقول عَطامِيْس، لأنّك لمّا حَذَفْتَ الياء من الواحدة بَقِيَت عَطَمُوْس - مثال قَرَبُوْس -، فَلَزِمَ التعويض، لأنَّ حرف اللِّيْنِ رابِعُهُ؛ كما لَزِمَ في التَّحْقير، ولم تَحْذِفِ الواو، لأنَّكَ لو حَذَفْتَها لاحْتَجْتَ - أيضاً - إلى أن تَحْذِفَ الياء في الجمع والتصغير، وإنّما تَحْذِفُ من الزِّيادَتَيْن ما إذا حَذَفْتَها اسْتَغنَيتَ عن حَذْف الأخْرى. وقال ابن الأعرابي: العَيْطَموس: الناقة الهَرِمَة. وقال الليث: العَيْطَموس: المرأة التّارَّة ذاةُ قَوَامٍ وألْوَاحٍ، ويقال ذلك لها في تلك الحال إذا كانت عاقِراً، ويقال العُطْمُوْس أيضاً. وقال ابن فارِس: كَلُّ ما زادَ في العَيْطَموس على العَين والياء والطاء فهو زائد، وأصله العَيْطاء وهي الطويلة العُنُق. عفرس العِفْرِس - بالكسر - والعِفْريس والعِفْراس والعُفْرُوس والعَفَرْنَس: الأسد الشَّديد، وما سِوى العين والفاء والراء فهو زيادة. والعَفَرْنَس من الإبل: الغليظ العُنُق. وعَفْرَسَه: إذا صَرَعَه وغَلَبَه. عفس العَفْسُ: الحَبْسُ، والابْتِذال أيضاً، قال العجّاج يَصِفُ بعيراً: كأنَّه من طولِ جَذْعِ العَفْسِ ... ورَمَلانِ الخِمْسِ بَعْدَ الخِمْسِ والسِّدسِ أحياناً وفوقَ السِّدْسِ ... يُنْحَتُ من أقْطارِهِ بفَأْسِ والعَفْس: شِدَّة سَوْق الإبِل، وأنشد: يَعْفِسُها السَّوَاقُ كُلَّ مَعْفَسِ والعَفْسُ: دَلْكُ الأديمِ باليَدِ. وثوبٌ مِعْفَسٌ: صَبورٌ على الدَّعْكِ. والعَفْسُ: الضَّربُ على العَجْزِ بالرِّجْلِ.

عفقس

وعَفَسْتُه: إذا جَذَبْتَه إلى الأرض فَضَغَطْتَه ضَغْطاً شديداً؛ عن ابن الأعرابي. قال: وقيل لأعرابيّ: إنَّكَ لا تُحْسِنُ أكلَ الرأسِ فقال: أما والله إنّي لأعْفِسُ أُذُنَيْه وأفُكُّ لَحْيَيْهِ وأسْحى خَدَّيْه وأرْمي بالمُخِّ إلى من هو أحوَجُ منّي إليه. قال ابن الأعرابي: الصاد والسين في هذا الحرف جائز. ويقال إنَّ المَعْفِسَ - مثال مَسْجِد -: المَفْصِلُ من المفاصِل، وفيه نَظَرٌ. والعِفاس وبَرْوَع: اسما ناقتين للراعي النُّمَيْريِّ الشاعر، وقال يذكُرُهما: وإن خَذَلَتْ منها عَجاساءُ جِلَّةٌ ... بِمَحْنِيَةٍ أشْلى العِفَاسَ وبَرْوَعا ويُروى: " إذا اسْتَأْخَرْتَ ". والعِيَفْس - مثال حِيَفْس -: القصير. وانْعَفَسَ في التُّراب: أي انُعَفَرَ. وتَعافَسَ القَوْمُ: إذا تَعالَجُوا في الصِّرَاعِ. والمُعَافَسَة: المُعالَجَة. وفي الحديث: أنَّ أبا بكر الصدِّيق لَقِيَ حنظلة بن الربيع الأُسَيْدي - رضي الله عنهما - فقال: كيف أنتَ يا حنظلة؟ قال: قلتُ نافقَ حنظلة. قال: سبحان الله ما تقول؟ قال: قلتُ نكون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - يُذَكِّرُنا بالنار والجنة كأنّا رأْيَ عين؛ فإذا خرجنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - وعافَسْنا الأزواجَ والأولادَ والضَيعاتِ نَسِينا كثيراً، قال أبو بكر - رضي الله عنه -: فَواللهِ إنّا لَنَلْقى مثل هذا، فانْطَلَقْتُ أنا وأبو بكرٍ - رضي الله عنه - حتى دخلنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - فقُلْتُ: نافَقَ حنظلة يا رسول اللهِ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -: وما ذاكَ؟، قُلْتُ: يا رسول الله نكونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنا بالنّارِ والجنّة كأنّا رَأْيَ عَيْنٍ، فإذا خرجنا من عِندكَ وعافَسْنا الأزواجَ والأولادَ والضَيعاتِ نَسِينا كثيراً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -: والذي نفسي بِيَدِه أنْ لو تَدومونَ على ما تكونون عندي وفي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُم الملائِكة على فُرُشِكُم وفي طُرُقِكم، ولكن يا حنظلة ساعةُ وساعةً ثلاثَ مَرّاتٍ. " رَأْيَ عَيْنٍ " منصوب بإِضمارِ نَرى. وفي حديث عليٍّ - رضي الله عنه - أنَّه قال: زَعَمَ ابنُ النابغة أنّي تِلْعابَة تِمْزاحَة أُعافِس وأُمارِس، هَيْهاتَ يمنَعَ من العِفَاسِ والمِرَاسِ خوفُ الموتِ وذِكْرُ البَعْثِ والحِساب، ومَن كان له قَلْبٌ ففي هذا عن هذا واعِظٌ وزاجِرٌ. هكذا ذَكَره أبو سُلَيمان الخَطّابيّ - رحمه الله - في غريب الحديث من تأليفه، وهو في نهج البلاغة على غير هذا، والمُعَوَّل على ما ذَكَرَه الخَطّابيّ. وقيل في قول جرير يهجو الراعي النُّمَيْريّ: فأولِع بالعِفَاسِ بَني نُمَيْرٍ ... كما أوْلَعْتَ بالدَّبَرِ الغُرَابا يدعو عليهم، أرادَ: بالفساد، ورواه عُمارَة: فأوْلِعْ بالفَسَاد، وقيل: أرادَ الناقة المُسَمّاة بالعِفَاسِ؛ بديل البيت الذي قَبْلَ هذا البيت، وهو: تَحِنُّ له العِفَاسُ إذا أفاقَتْ ... وتَعْرِفُهُ الفِصالُ إذا أهابا إفاقَتُها: دُرُوْرُها واجْتِماعُ دِرَّتِها بعد الحَلَبِ. وقال ابنُ فارِس: اعْتَفَسَ القومُ: أي اصْطَرَعوا. والتركيب يدل على مُمارَسَة ومُعالَجَة. عفقس العَفَنْقَسُ: العَسِر الأخلاق، وخُلُقٌ عَفَنْقَسٌ، قال العجّاج: إذا أراد خُلُقاً عَفَنْقَسا ... أقَرَّهُ النّاسُ وإنْ تَفَجَّسا وقال الكِسائيّ: رَجُلٌ عَفَنْقَس فَلَنْقَس: أي لئيم. ويُقال: ما أدري ما عَفْقَسَه وما عَقْفَسَه: أي ما الذي أساءَ خُلُقَه بعد ما كانَ حَسَنَ الخٌلٌقِ. عقبس اللِّحْيَاني: العَقَابِيْس: الشدائد من الأمور. وقال غيرُه: رماه الله بالعَقَابيس والعَقَابيل والعَبَاقيل: أي بالدواهي. وقال ابن عبّاد: العَقَنْبَس والعَبَنْقَس: السَّيِّئُ الخٌلٌق. عقرس ابن عبّاد: عَقْرَس - مثال جَعْفَر -: حيُّ باليَمَن. عقفس الليث: العَقَنْفَس والعَفَنْقَس - لغتان مثل الجَذْبِ والجَبْذِ -: وهو السَّيِّئُ الخُلُق المُتَطاوِل على الناس، يقال: ما أدري ما الذي عَقْفَسَه وعَفْقَسَه: أي ما الذي أساءَ خُلُقَه بعد ما كانَ حَسَنَ الخٌلٌقِ. عكبس

عكس

اللِّحيَاني: إبل عُكَابِس وعُكَبِس - مثال عُجَالِط وعُجَلِط -: أي كثيرة. وقال أبو حاتم: إذا قارَبَتِ الإبل الألفَ فهيَ عُكَابِس وعُكَبِس. وقال ابن عبّاد: تَعَكْبَسَ الشيء: إذا رَكِبَ بعضُه بعضاً. عكس العَكْسُ: أن تَشُدَّ حبلاً في خَطْمِ البعير إلى رُسْغِ يديه لِيَذِلَّ. وقال ابن دريد: عَكَسْتُ البعير عَكْساً: إذا عَقَلْتَ يديه بِحَبْلٍ ثُمَّ رَدَدْتَ الحَبْلَ من تَحْتِ بطنِه فَشَدَدْتَه بِحَقْوِه. ومنه قول الربيع بن خُثَيْم: اعْكسوا أنفُسَكُم عَكْسَ الخيلِ باللُّجُمِ. واسْم ذلك الحبل: عِكَاس بالكسر. والعَكْسُ: قَلْبُكَ الشيء نحوَ الكلام وغيرِه، يقال: عَكَسْتُ كلامي أعْكِسْهُ - بالكسر - عَكْساً: إذا قَلَبْتَه. وقيل: العَكْسُ رَدُّكَ آخِرَ الشيء إلى أوّلِه، ومنه عكس البَلِيَّةِ عِنْدَ القبر، لأنَّهم كانوا يَرْبطونها معكوسة الرأس إلى ما يلي كَلْكَلَها وبَطْنَها؛ ويقال إلى مُؤخَّرِها مِمّا يَلي ظَهْرَها؛ ويَتْرُكُونها على تلك الحال حتى تموت، قال جرير: إنّا إذاً معشَرٌ كَشَّتْ بِكارَتُهُم ... صُلْنا بأصْيَدَ سامٍ غَيْرَ مَعْكوسِ والعَكيس: لَبَنٌ يُصَبُّ على مَرَقٍ كائناً ما كان، تقول منه: عَكَسْتَ أعْكِسُ عَكْساً. والعَكِيْسُ - أيضاً - من اللَّبَنِ: الحليب تُصَبُّ عليه الإهالة فَيُشْرَبُ، قال الراعي يَرُدُّ على الحلال ويَذُمُّ أُمَّه: فَلَمّا سَقَيْناها العَكِيْسَ تَمَلأتْ ... مَذاخِرُها وازْدادَ رَشْحاً وَرِيْدُها ويُروى: " تمدَّحَتْ " و " تَمذَّحَتْ "، ومَذَاخِرُها: زوايا بطنها. وقال آخَر: جَفْؤكَ ذا قِدْرِكَ للضِّيْفانِ ... جَفْأً على الرُّغْفانِ في الجِفَانِ خَيْرٌ من العَكِيْسِ بالألْبانِ والعَكِيْسُ - أيضاً -: القضيب من الحَبَلَةِ يُعْكَسُ تحت الأرض إلى موضِعٍ آخر. والليلة العَكيسَة: الظَّلماء. والعَكيسَة: الكثير من الإبل. وعَكِسَ به: مثل عَسِكَ به. ويقال: دونَ ذلك الأمر عِكاس ومِكاس: وهو أن تاخُذَ بِناصِيَتِه ويأخُذَ بناصِيَتِك، وقيل: هو إتباع. وقال الليث: الرجل إذا مشى مَشْيَ الأفعى يقال: هو يَتَعَكَّس في مِشْيَتِه كأنَّه قد يَبِسَت عُرُوقُه، والسَّكران إذا مَشى كأنَّه يَتَعَكَّسْ في مِشْيَتِه. وانْعَكَسَ الشيء واعْتَكَسَ: بِمَعْنىً، قال: طافُوا بِهِ مُعْتَكِسِينَ نُكَّسا ... عَكْفَ المَجوسِ يَلْعَبونَ الدَّعْكَسا والتركيب يدل على جَمْعٍ وتَجَمُّع. عكمس إبِلٌ عُكَمِسٌ وعُكَامِسٌ وعُكَبِسٌ وعُكَابِسٌ: أي كثيرة. وقال أبو حاتم: إذا قارَبَتِ الإبِلُ الألْفَ فهي عُكَمِسٌ وعُكَامِسٌ وعُكَبِسٌ وعُكَابِسٌ. وقال ابن فارِس: ليلٌ عُكَامِسٌ: مُظْلِم، وأنشد: والليلُ ليلٌ مُظْلِمٌ عُكَامِسُ قال: وهذا منحوت من عَكَسَ وعَمَسَ؛ لأنَّ في عَمَسَ معنىً من معاني الإخفاء، والظُّلْمَة تُخْفي، يقال: عَمَسَ عليه الخَبَر. والعُكْموس والعُمْكوس والكُعسوم والكُسْعُوْم: الحِمار. وعَكْمَسَ الليل: إذا أظْلَمَ. علدس ابن دريد: العَلَنْدَس والعَرَنْدَس: الصُّلْبُ الشديد من الإبل، وناقة عَلَنْدَسة وعَرَنْدَسة. وقال هِشام: العَرَنْدَس؛ وقال أبو الطَّيِّب: العَلَنْدَس: الأسد الشديد. علس العَلَسُ - بالتحريك -: القُرَاد. والمُسَيَّب بن عَلَس بن مالك بن عمرو بن قُمامة بن عمرو بن يزيد بن ثَعْلَبَة بن عَدِيّ بن ربيعة بن مالك بن جُشَم بن بلال بن خُماعة بن جُلَيّ بن أحْمَس بن ضُبَيعَة بن ربيعة بن نِزار. ورجل عَلَسيّ: أي شديد، قال المَرّار بن سعيد الفَقْعَسِيّ: يسبرُ فيها القومُ خِمْساً أمْلَسا ... إذا رآها العَلَسِيّ أبْلَسا وعَلَّقَ القوم أدَاوى يُبَّسا

علطبس

والعَلَس - أيضاً -: ضَرْبٌ من الحِنْطَة تكون حبّتان في قِشْرٍ، وهو طعام أهل صنعاء. وقال الدِّيْنَوَريّ: العَلَس ضَرْبٌ من البُرِّ جَيِّدٌ غيرَ أنّه عَسِرُ الاسْتِنقاء؛ يَنْبُتُ بنواحي اليمن، قال: وزَعَموا أنّ العَلَسيَّ المَقِرُ وهي نبات الصَبُر، قال: وأخبرني بعض البحرانيين قال: له نورٌ حَسَنٌ مِثل نور السُّوْسَنِ: ونباته - أيضاً - نباتُ السُّوْسَنِ الأخضر إلاّ أنَّه أعظمَ ورقاً وأغْلَظُ، قال أبو وَجْزَة السَّعْدي ووَصَفَ الضُّعنَ وما زَيَّنَّ به الإبل من الرَّقْمِ: كأنّ النُّقْدَ والعَلَسِيّ أجْنى ... ونَعَّمَ نَبْتَهُ وادٍ مَطِيْرُ وقال ابن عبّاد: العَلَسيّ شجرة تَنْبُتُ عُرْجُوْناً كهيئة عُرْجُوْن النَّخل. وقال غيره: العَلَس: ضرب من النمل. وقال أبو عُبَيْدَة: العَلَسَة دُوَيْبَة شبيهَة بالنَّملة أو الحَلَمَة، وبها سُمِّيَ الرَّجُلُ عَلَساً، قال: عُمَارَةُ الوَهّابُ خيرٌ من عَلَسْ ... وزُرْعَةُ الفَسّاءُ شَرٌّ من أنَسْ وأنا خَيرٌ مِنْكَ يا قُنَبَ الفَرَسْ ووقَعَ في الجَمْهَرَة: ربيعَةُ الوَهّاب. وقال ابن الأعرابي: العَدَسُ يقال له العَلَسُ. وقال الليث: العَلِيْس: شِواءٌ سَمين. وقال غيره: هو الشِّوَاء مَعَ الجِلْدِ. وقال ابن دريد: شِوَاءٌ مَعْلوس: إذا أُكِلَ بالسَّمْنِ. وقال الليث: العَلْسُ: الشُّرْبُ، يقال: عَلَسَ يَعْلِسُ عَلْساً. قال: وقال أبو ليلى: العَلسُ: ما يُؤكل ويُشْرَب. وقال أبو صاعِد الكِلابيّ: يقال: ما ذاقَ عَلُوَساً ولا لَؤْوساً: أي شيئاً، وكذلك: ما عَلَسْنا عندهم عَلُوساً. وعَلُّوس - مثال تَنُّور -: من قلاع الأكراد. وقال ابن هانئ: ما أكَلْتُ اليومَ عُلاساً - بالضم -: أي طعاماً. وقد سَمّوا عُلَيْساً - مُصَغَّراً -. ويقال: ما عَلَّسُوا ضَيْفَهُم بشيءٍ تَعليساً: أي ما أطعموه. وعَلَّس داؤه - أيضاً -: أي اشْتَدَ وبَرَّحَ. وقال ابن السِّكِّيت: المُعَلَّس: الرجُّل المُجَرَّب. وقال ابن عبّاد: التَّعْليس: الصَّخَب والقالَة. قال: وناقة مُعَلَّسَة: أي مُذَكَّرَة. والتركيب يدل على شِدَّةٍ في شيءٍ. علطبس العَلْطَبيس: الأمْلَس البَرّاق، قال عُذَافِر: لَمّا رَأى شَيْبَ قَذالي عِيْسى ... وحاجِبي خَلِيْسا وهامَةً كالطَّسْتِ عَلْطَبِيسا ... لا يَجِدُ القَمْلُ بها تَعْرِيسا علطس ناقة عِلْطَوْس - مثال فِرْدَوْس -: وهي الخِيارُ الفارِهَة. والعِلْطَوْسُ أيضاً: الطويل. والعَلْطَسَة: عَدْوٌ في تَعَسُّفٍ. علطمس الليث: العَلْطَمِيْس من النوق: الشديدة الضخمة ذاةُ أقْطارٍ وسَنَامٍ مُشْرِفٍ. قال: والعَلْطَمِيْس: الهامَة الضخمة الصلعاء، وأنشد الرَّجَزَ الذي أنشدتُه آنفاً: وهامَةً كالطَّسْتِ عَلْطَمِيْسا بالميم. وقال رؤبة يصف نفسَه لأعدائه: يَرَيْنَ رَحْبَ الشَّجْرِ عَلْطَمِيْسا ... لا يَتَشَكّى النَّطْحَةَ الفَطُوْسا وقال ابن فارِس: العَلْطَمِيْس: الجارِيَة التّارَّة الحَسَنَة القوام، والأصل في هذا عَيْطَموس، واللام بدل من الياء والياء بدل من الواو، وكُلُّ ما زادَ على العَينِ والياء والطاء في هذا فهو زائِد، وأصْلُه العَيْطاء أي الطويلة. وانشد الليث في مُضَاعَفِ الحاءِ في تركيب د ح ح: أغَرَّكِ أنَّني رَجُلٌ قَصيرٌ ... دُحَيْدِحَةٌ وأنَّكِ عَلْطَمِيْسُ بالميم، أي مُمْتَلِئة شَبَاباً. والعَلْطَمِيْس والعَلْطَبِيْس: من صِفَةِ الكثير الأكْلِ الشديد البَلْع. علكس الليث: عَلْكَس: رجل من أهل اليَمَن. والمُعْلَنْكِسُ من اليَبِيْسِ: ما كَثُرَ واجْتَمَعَ. والمُعْلَنْكِسُ: المُتَراكِم من الرَّملِ أيضاً، وقال الكُمَيْت يصف ثوراً: فبادَرَ ليلَةَ لا مُقْمِرٍ ... نَحِيْرَةً شَهْرٍ لِشَهْرٍ سِرَارا إلى سَبِطات بمُعْلَنْكِسٍ ... من الرَّملِ أرْدَفَتِ الهارِهارا واعْلَنْكسَ الشَّعر: إذا اشتدَّ سوادُه، قال العجّاج: أزمانَ غَرّاءُ تَبُذُّ العُنَّسا ... بفاحِمٍ دُوْوِيَ حتى اعْلَنْكسَا وبَشَرٍ معَ البياضِ أمْلَسا

علهس

وقال الفرّاء: شَعْرٌ مُعْلَنْكِس ومُعْلَنْكِك: وهو الكثيف المجْتَمِع. وقال ابن فارِس: اللام بدل من الراء. واعْلَنْكسَ الشيء: إذا تردَّدَ. وقال غيره: المُعَلْكِس: المُعْلَنْكِس. علهس ابن عبّاد: عَلْهَسْتُ الشيء: مارَسْتُهُ بشِدَّةٍ. عمرس العَمَرَّس - مثال العَمَلَّس -: القوي الشديد من الرِجال. وقال ابن فارِس: هذا مِمّا زيدَت فيه العَيْن، وإنَّما هو من الشيء المَرِس وهو الشديد الفَتْلِ. وسَيْرٌ عَمَرَّس وعَمَرَّد: أي شديد. ووِرْدٌ عَمَرَّس: أي سريع. والعَمَرَّس من الجِبال: الشّامِخ الذي يَمْتَنِع أن يُصْعَدَ إليه. والعَمَرَّس: الشَّرِس الخُلُق القَوِيّ. قال: ويوم عَمَرَّس: شديد، وشَرٌ عَمَرَّسٌ: كذلك، قال حُمَيْد الأرقَط يَمْدَح الوليد بن عبد المَلِك: وإنْ يَهِج يَومٌ لِيُبْتَلى بِهِ ... عَمَرَّسٌ يَكْلَحُ عن أنْيابِهِ يُظِلُّ زَحْفَيْهِ ظِلالُ غابِهِ والعُمْرُوْس: الخروف، وقد جاء في الشعر في جمعه: العَمَارِس - بحذف الياء -، قال حميد بن ثور - رضي الله عنه -، ويُروى للصِّمَّة بن عبد الله القُشَيْري، وهو مَوْجود في دِيْوانَيْ أشْعارِهِما: أُولئك لَمْ يَدْرِيْنَ ما سَمَكُ القُرى ... ولا عُصُبٌ فيها رِئاتُ العَمَارِسِ وفي شِعر الصِّمَّة: بَصَلُ القُرى. وربَّما قيلَ للغُلام الحادِر: عُمْرُوْسٌ، عن أبي عمرو. ومحمد بن عُبَيد الله بن أحمد بن عُمْرُوْس المالِكي: من أصحاب الحديث. وأصحاب الحديث يفتَحون العين، وهو خَلْفٌ، لِعَوَزِ بِنَاءِ فَعْلُوْلٍ سِوى صَعْفُوق وهو نادِر. عمس الليث: العَمَاس - بالفتح -: الحرب الشديدة. والعَمَاس: الداهِيَة. وكُلُّ أمرٍ لا يُقام له ولا يُهْتَدى لوجهِه فهو: عَمَاس. ويوم عَمَاس من أيّام عُمُس وعُمْس، قال العجّاج: إنْ يَسْمَهِرُّوا لِضِراسِ الضَّرْسِ ... ويَنْزِلوا بالسَّهْلِ بعدَ الشَّأسِ مِنْ مَرِّ أيّامٍ مَضَيْنَ عُمْسِ وقد عَمُسَ يومُنا - بالضم - عَمَاسَةً وعُمُوْساً، وقال ابن دريد: عَمِسَ يومُنا - بالكسر - عَمْساً وعَمَساً - بالتحريك -، قال العجّاج - أيضاً - في الواحِدِ: إذْ لَقِحَ اليَوْمُ العَمَاسُ فاقْمَطَرّْ ... وخَطَرَتْ أيْدي الكُمَاةِ وخَطَرْ وليل عَمَاس: مُظلِم. وأسد عَمَاس: شديد، قال ذلك شَمِر، وأنشد لثابِت قُطْنة بن كعب بن جابِر العَتَكيّ: قُبَيِّلَتانِ كالحَذَفِ المُنَدّى ... أطافَ بِهِنَّ ذو لِبَدٍ عَمَاسُ وقال ابن السِّكِّيت: يقال أمْرٌ عَمَاس وعَمَوس: لا يُدْرَى من أينَ يُؤتى له. وعَمِيْسُ الحمائِم: وادٍ بين مَلَلٍ وفَرْشٍ، كان أحَدَ منازِل رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - إلى بَدْرٍ. والعَمِيْس: الأمر المُغَطّى. وعُمَيْس - مُصَغَّراً -: هو عُمَيْس بن مَعَدٍّ الخَثْعَمِيّ، أبو أسماء رضي الله عنها. والعَموس: الذي يَتَعَسّف الأشياء كالجاهِل. وقيلَ للأسَد: عَمُوْسٌ لأنّه يُوصَف بأخذ الفَرائس الجَهْلِ والغَلَبَة، قال أبو زُبَيد حرمَلَة بن المُنذر الطائي يصف أسداً: فباتُوا يُدْلِجونَ وباتَ يَسْري ... بَصيرٌ بالدُّجى هادٍ عَمُوْسُ إلى أن عَرَّسوا وأغَبَّ منهم ... قَريباً ما يُحَسُّ له حَسِيْسُ أغَبَّ: ظَهَرَ ساعةً وخَفِيَ أُخرى، ويقال أغَبَّ: نَزَلَ قريباً من الرَّكْبِ. ويُروى: غَمُوْس - بالغين مُعْجَمَة -، ويُروى: هَمُوْس. وعَمَسَ الكتاب: أي دَرَسَ. وعَمْوَاسُ - بسكون الميم -: كورة من فلسطين، وأصحاب الحديث يُحَرِّكون الميم، وإليها يُنْسَب الطاعون، ويُضاف فَيُقال: طاعون عَمْوَاس، وكان هذا الطاعون في خلافة عُمَر - رضي الله عنه - سنة ثماني عَشْرَةَ، ومات فيه جماعة من الصَّحابَة، ذَكَرْتُهُم في كتاب " دَرِّ السَّحابة في وَفِيّات الصحابة " من تأليفي. قال: رُبَّ خِرْقٍ مِثْلِ الهِلالِ وبَيْضا ... ءَ حَصَانٍ بالجِزْعِ من عَمْوَاس والعَمْس: أن تُرِيَ أنَّكَ لا تَعْرِفُ الأمرَ وأنتَ عارِفٌ به. ويقال: ما أدري أينَ دَقَسَ ولا أيْنَ عَمَسَ: أي أينَ ذَهَبَ.

عمكس

وفي النوادر: حَلَفَ فلان على العَمِيسَة والغَمِيسَة - وفي بعض النُّسَخ منها: على العَمِيسَيّة والغَمِيسَيّة -: أي على يمينِ غيرِ حَقٍّ. وعَمَسَ الشيء وأعْمَسَه: أي أخفاه. وأتانا بأُمَورٍ مُعَمِّسَاتٍ ومُعَمَّسَاتٍ - بكسر الميم المُشَدَّدة وبفتحِها -: أي مُظلِمَة مَلْوِيّة عن جِهَتِها. وتَعَامَسَ عن الشيء وتَعَامَشَ وتَعَاشى: إذا تَغَافَلَ عنه. وتَعَامَسَ فلان علَيَّ: أي تَعامى عَلَيَّ وتَرَكَني في شُبهَةٍ من أمرِه. وعامَسْتُ فلاناً: إذا ساتَرْتَه ولم تُجاهِرْهُ بالعَدَاوَة. وامرأة مُعامِسَة: تَتَسَتَّر في سَبِيْبَتِها ولا تَتَهَتَّك، قال الراعي يهجو الحلال بن عاصِمٍ وخَنْزَراً: إنَّ الحَلالَ وَخَنْزَراً وَلَدَتْهُما ... أمَةٌ مُعامِسَةٌ على الأطهارِ هذه رواية الأزهري، أي تأتي ما لا خَيْرَ فيه مُعَالِنَةً به، ورِواية غيرِه: " مُقَارِفَة "، وهذه الرِّواية أشهر، وقال ابنُ جَبَلَة: المُقارِفَة المُدانِيَة المُعَارِضَة من أن تُصِيْبَ الفاحِشَة، وهي التي تَلْقَحُ لغَيْرِ فَحْلِها. والمُعامَسَة: السِّرار. والتركيب يدل على شِدَّة في اشْتِباه والْتِواء في الأمر. عمكس العُمْكُوْسُ والعُكْمُوْسُ والكُسْعُوْمُ والكُعْسُوْمُ: الحِمار. عملس أبو عمرو: العَمَلَّس والعَمَرَّس: القويّ على السير السَّريع، قال عَدِيّ بن زيد بن مالِك بن عَدِيّ بن الرِّقاع العامِليّ، وليس لِمِلْحَةَ كما وَقَعَ في الحَمَاسَة: فَناموا قليلاً ثمَّ نَبَّهَ نَومَهُم ... دُعاءُ بَعيدِ الهَمِّ ماضٍ مُعَمَّمِ عَمَلَّسِ أسفْارٍ إذا اسْتَقْبَلَت لهُ ... سَمومٌ كَحَرِّ النّارِ لم يَتَلَثَّمِ ويروى: " عَمَرَّس "، وهذه الرواية أشهر وأكثر. والعَمَلَّس - أيضاً -: الذِّئب، وهو وصفٌ له لِسُرْعَتِهِ في إرخائِه، وقال الليث: العَمَلَّس: الذئب الخبيث، قال الشَّنْفَري الأزديّ: ولي دُونَكُم أهْلونَ سِيْدٌ عَمَلَّسٌ ... وأرْقَطُ زُهلوْلٌ وعَرْفاءُ جَيْئَلُ وقد يُشَبَّه كلب الصيد بالذِّئب في سُرعَتِهِ فَيُسَمّى عَمَلَّساً، قال الطرماح يصف صائداً يَكُفُّ كِلابَ الصيد: يُوَرِّعُ بالأمراسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ ... من المُطْعَماتِ الصَّيْدَ غيرِ الشواحِنِ الشواحِن: التي يُبْعِدْنَ في الطَّردِ ولا يَصِدْنَ شيئاً. ويقال: هو عَمَلَّس دُلُجَاتٍ. وقال ابن فارِس: هذا ممّا زيدَت فيه اللام، قال: ويمكن أن يكون منحوتاً من كلمتين؛ من عَمِلَ وعَمَسَ، يقول: هو عَمولٌ عَموسٌ، عَموس: أي يركب رأسه ويَمضي فيما يَعْمَلُه. وفي المَثَل: أبَرُّ من العَمَلَّسِ، وهو رجل كانَ برّاً بأُمِّهِ ويَحُجُّ بها على ظهرِهِ. وقال ابن عبّاد: العُمْلوسة: من نعت القوس الشديدة السريعة السهم. وقال ابن دريد: العَمْلَسَة: السُّرعَة. عمنس قال أبو المنذر: كانَ لِخَوْلانَ صَنَمٌ يقال له: عُمْيَانِسُ، وكانوا يقسِمون له من أنعامهم وحُرُوثِهِم. عنبس الليث: العَنْبَسُ: من أسماء الأسد، إذا نَعَتَّهُ قلت: عَنْبَسٌ وعُنابِسٌ. وإذا خَصَصْتَه باسْمٍ قُلْتَ: عَنْبَسَة - غير مُجْرىً -؛ كما تقول: أُسامَةُ وساعِدَة، ذكره الأزهَريّ والليث في الرُّباعيّ، وقال هشام: لا أدري اسمٌ هو أم صِفةٌ ولا أدري ما أصلُهُ، وقال أبو عُبَيد: هو من العُبُوْسِ، فَعَلى هذا النون زائدة ووزنُهُ فَنْعَلٌ. والعَنَابِسُ من قُرَيْش: أولادُ أُمَيَّة بن عبد شمس الأكبر؛ وهم سِنَّة: حَرْب وأبو حَرْب وسُفيان وأبو سُفيان وعمرو وأبو عمرو. وخالِد بن عَنْبَس بن ثعلَبَة البلويّ - رضي الله عنهما -: له ولأبيه عَنْبَسٍ صُحبَة. عنس العَنْسُ: الناقة الصُّلْبَة، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان: كم قد حَسَرنا من عَلاَةٍ عَنْسِ ... كَبْدَاءَ كالقَوْسِ وأُخرى جَلْسِ دِرَفْسَةٍ أو بازِلٍ دِرَفْسِ وقال عَبْدَة بن الطَّبيب العَبْشَمِيّ: بِجَسْرَةٍ كَعَلاةِ القَيْنِ دَوْسَرَةٍ ... فيها على الأيْنِ إرْقالٌ وتَبْغِيْلُ عَنْسٍ تَشيرُ بِقِنْوَانٍ إذا زُجِرَت ... من خَصْبَةٍ بَقِيَت فيها شَمَاليلُ

وعَنْس - أيضاً -: قبيلة من اليمن، وعَنْس: لقب، واسمه زيد بن مالِك بن أُدَد بن زيد بن يَشْجُب بن عَريب بن زيد بن كهلان بن سَبَأ بن يَشْجُب بن يَعْرُب ابن قحطان، منهم عَبْهَلَة العَنْسيّ الكَذّاب. ومِخْلاف عَنْس: من مخاليف اليَمَن، مضاف إلى عَنْس بن مالِك هذا. والعَنْس والعَنْز: العُقَاب. وعَنَسْتُ العودَ وعَنَشْتُه: أي عَطَفْتُه أو قَلَبْتُه. وعَنَسَت الجارية تَعْنَسُ وتَعْنِسُ عُنُوساً وعِنَاساً فهيَ عانِس: وذلك إذا طالَ مَكْثُها في منزِلِ أهلِها بعدَ إدْراكِها حتى خَرَجَت من عِدادِ الأبْكار، هذا ما لَم تتزوّج، فإن تَزَوّجَت مَرَّةً فلا يُقال لها عَنَسَتْ. وعَنِسَت - بالكسر -: لُغَةٌ في عَنَسَتْ بالفتح، قال الأعشى: ولَقَد أُرَجِّلُ لِمَّتي بِعَشِيَّةٍ ... للشَّرْبِ قَبْلَ سَنَابِكِ المُرْتادِ والبِيضِ قد عَنَسَتْ وطالَ جِرَاؤها ... ونَشَأْنَ في قِنٍّ وفي أذْوادِ ويروى: " سَبائِكُ المُرْتاد " أي دراهِمِ الذي يَشْتَري الخَمْرَ، ويروى: " في فَنَنٍ " أي في نِعْمَة، وأصلها أغصان الشَجَر، و " في قِنٍّ " أي في عَبيدٍ وخَدَم؛ وهذه رواية أبي عُبَيْدَة؛ و " في فَنَنٍ " رواية الأصمعي. وقال الكِسائي: العانِس: فَوْقَ المُعْصِر، والجَمْع: عَوانِس وعُنَّس وعَنْس - كبازِل وبَوازِل وبُزَّلٍ وبُزْل -، قال: يُعْرِس إبْكاراً بها وعُنَّسا ... أكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إذْ أعْرَسا وعُنُوْس أيضاً، كقاعِد وقُعود وجالِسٍ وجُلُوس وشاهِدٍ وشُهُود وساجِدٍ وسُجُود، قال رؤبة: وقد نَرى الأبْكارَ والعُنُوسا ... ذاكَ وأتْراباً بها أُنُوسا لا تُمْكِن الخَنّاعَةَ النّاموسا ... وتَحْصِبُ اللاعِنَةَ الجاسُوْسا الأُنُوْسُ: الأوانِس. وقال ذو الرُّمَّة يصف الإبل الطِّوال الأعناق: وَعِيْطاً كأسرابِ القَطا قد تَشَوَّفَت ... مَعَاصِيْرُها والعاتِقاتُ العَوَانِسُ أي: لا تَحْسَبي مُرَاعاتَكِ الآجالَ وَعِيْطاً. وقال المُرَقِّش الأكبَر يصف ناقَتَه: وتًصْبِحُ كالدَّوْدَاةِ ناطَ زِمامَها ... إلى شُعَبٍ فيها الجَواري العَوَانِسُ ويقال للرجل - أيضاً - عانِس، قال أبو قيس بن رِفاعَة: مِنّا الذي هوَ ما إنْ طُرَّ شارِبُهُ ... والعانِسونَ ومِنّا المُرْدُ والشِّيْبُ وقال أبو ذؤيبٍ الهُذَليّ: فانّي على ما كُنتَ تَعْلَمُ بَيْنَنا ... وليدَيْنِ حتى أنتَ أشْمَطُ عانِسُ وجملٌ عانِس: سمين تام الخَلْق، وناقة عانِسة: كذلك. والأعْنَس بن سلمان: شاعِر. وقال أبو عمرو: العِنَاسُ - بالكسر -: المِرآة، والجمع: عُنُسٌ. والعَنَسُ - بالتحريك -: النَّظَرُ في العِناسِ كُلَّ ساعة. وعُنَيِّس - كأنَّه تصغير عِنَاس -: اسم رملٍ معروف، وأنشد الأزهري للرّاعي: وأعْرَضَ رَمْلٌ من عُنَيِّسَ تَرْتَعي ... نِعَاجُ المَلا عُوْذاً به ومَتَالِيا ورواه ابن الأعرابي: " مِنْ يُتَيِّمَ " وقال: اليَتَائمُ بأسفَل الدَّهْنى مُنْقَطَعُهُ من الرَّمْلِ، ويروى: مِنْ عُتَيِّيْنَ. وأعْنَسَتْ الجارِيَة: مِثل عَنَسَتْ وعَنِسَتْ. وأعْنَسَ الشَّيْبُ وَجْهَه: إذا خالَطَه. وأعْنَسَتِ السِّنُ وَجْهَه: إذا غَيَّرَتْه، قال أبو ضَبٍّ الهُذَليُّ: كأنَّ حُوَيّاً والجَدِيَّةُ فَوْقَهُ ... حُسَامٌ صَقيلٌ قَصَّهُ الضِّرْبُ فانْحَنى فَتىً قُبُلاً لم يُعْنِسِ الشَّيْبُ رَأسَهُ ... سِوى خَيِّطٍ كالنُّورِ أشْرَق في الدُّجى قُبُلاً: مُسْتَقْبَلَ الشباب، وروى أبو عمرو: " قَبَلاً " أي مُقْبِلاً، وروى أيضاً: " خُيُطٍ " بضمّتَين، وأنشد الشعر أبو تمّام في الحَماسَة لِسُوَيْد الحارِثيّ. وقال أبو زيد: عَنَّسَتِ الجارِيَة تَعْنِيْساً: مِثل عَنَسَتْ وعَنِسَتْ وأعْنَسَتْ، وقال الأصمعي: لا يقال عَنَّسَتْ ولكن عُنِّسَتْ - على ما لَم يُسمّى فاعِلُه -، وعَنَّسَها أهْلُها. وكذلك عَنَّسَ الرَّجُل، قال أبو الغِطْريف يصف الخيل: فأنْكَحْنَ أبْكاراً وغادَرْنَ نِسْوَةً ... أيامى وقد يَحْظى بِهِنَّ المُعَنِّسُ هَنيئاً لأربابِ البُيُوتِ بُيُوتُهُم ... وللعَزَبِ المِسْكِينِ ما يَتَلَمَّسُ

عنفس

واعْنِيْناسُ ذَنَبِ الناقَة: وُفُوْرُ هُلْبِه وطُوْلُه، قال الطِّرْماح يصف الثَّوْر: يَمْسَحُ الأرضَ بِمُعْنَوْنِسٍ ... مِثْلِ مِيْلاةِ النِّيَاحِ القِيَامْ والتركيب يدل على قوّةٍ في شيءٍ وشِدَّةٍ. عنفس ابن عبّاد: العِنْفِسُ - بالكسر -: اللئيم القصير. عنقس أبن دريد: العَنْقَسُ - بالفتح -: الدّاهي الخبيث. عنكس ابن عبّاد: عَنْكَسَ: اسم نهر فيما يقال. عوس العَوْسُ والعَوَسَان: الطَّوَفان بالليل، يقال: عاسَ الذئبُ يَعوسُ: إذا طَلَبَ شيئاً يأكُلُه. وقال ابن الأعرابي: عاسَ على عِيَالِه يَعوسُ عَوْساً: إذا كَدَّ عليهم وكَدَحَ. وقال شَمِر: عاسَ عِيَالَه يَعُوسُهُم وعالَهُم يَعولُهُم وقاتَهُم يقُوتُهُم، وزاد غيرُه: مانَهُم يَمونُهُم: بمعنىً، وأنشد: خَلّى يَتَامى كانَ يُحْسِنُ عَوْسَهُم ... ويَقُوتُهُم في كُلِّ عامٍ جاحِدِ والعَوْسُ والعِيَاسَة: سياسَة المال، يقال: عاسَ مالَهُ: إذا أحْسَنَ القِيامَ عليه. وإنَّه لَعَائسُ مالٍ وسائسُ مالٍ: بمعنىً واحِدٍ. والعُوْسُ - بالضم -: ضَرْبٌ من الغَنَم، يقال: كَبْشٌ عُوْسِيٌ، قال: قد كادَ يَذْهَبُ بالدُنيا وأزَّتِها ... مَوَالِئٌ كَكِبَاشِ العُوْسِ سُحّاحِ قال ابن السِّيرافيّ: هَمَزَ الياءَ من مَوَالٍ لاسْتِقامَةِ البَيْتِ. وقال أبو عَبّيْدٍ عن القَنَانيّ: العَوَاساء - مثال ناقة بَرَاكاء -: الحامِلُ من الخَنافِسِ، وأنشد: بِكْراً عَوَاسَاءَ تَفَاسى مُقْرِباً وأنشد غيره: أقْسَمْتُ لا أصْطادُ إلاّ عُنْظُباً ... إلاّ عَوَاسَاءَ تَفَاسى مُقْرِباً ذاةَ إوانَيْنِ تُوَفِّي المِقْنَبا والعُوَاسَة - بالضم -: الشَّرْبَةُ من اللَّبَن وغيرِه. وقال ابن دريد: العَوَس - بالتحريك زَعَموا، يقال: رَجُلٌ أعْوَس وامْرأةٌ عَوْساء -: وهو دُخُول الشِّدْقَيْن حتى يكون فيهما كالهَزْمَتَيْن، وأكْثَرُ ما يكونُ ذلك عِنْدَ الضَّحِك. وقال ابن فارِس: ويقولونَ: الأعْوَس الصَّيْقَل. والأعْوَس: الوَصّاف للشيء. قال وكُلُّ هذا مِمّا لا يَكادُ القَلْب يَسْكُنُ إلى صِحَّتِه. عيس العَيْس: ماء الفَحْل، وأنشد المُفَضَّلُ لطَرَفَة بن العَبْد: سَأحْلُبُ عَيْساً سَمٍّ فأبْتَغي ... به جِيرتي حتى يُجَلُّوا لِيَ الخَمَرْ ورواه غير المفضَّلِ: " عَنْساً " بالنون " إنْ لم تُجَلُّوا ليَ الخَبَرْ "، وإنما يَتَهَدَّدُهم بشِعْرِه. وقال الخليل: العَيْس: عَسْبُ الفَحْل وهو ضِرَابُه يقال: عاسَ الفَحْلُ النّاقة يَعيسُها عَيْساً: إذا ضَرَبَها. والعِيْس - بالكسر -: الإبل البيض التي يُخالِطُ بياضَها شيء من الشُّقْرَة، واحِدُها: أعْيَسُ، والأُنثى: عَيْسَاء، قال ذو الرمَّة يصف ناقَتَه: والعِيْسُ من عاسِجٍ أوْ واسِج خَبَباً ... يُنْحَزْنَ من جانِبَيْها وهي تَنْسَلِبُ وقال آخَرُ: أقُولُ لِخارِبَيْ هَمْدانَ لَمّا ... أثارا صِرْمَةً حُمْراً وعِيْسا وقال جرير: عَلَّ الهَوى من بَعِيْدٍ أنْ يُقَرِّبَهُ ... أمُّ النُّجُومِ ومَرُّ القَوْمِ بالعِيْسِ أي بالبِيْضِ وهي كرائِمُ الإبِل. وعَيْساء: اسْم امْرَأة. والعَيْساء - أيضاً - الأنثى من الجَرَاد. وعِيْسى: اسمٌ عِبْرانيّ أو سُرْيانيّ، والجمع: العِيْسَوْن - بفتح السين -، ومَرَرْتُ بالعِيْسَيْن، ورأيتُ العِيْسَيْن. وأجازَ الكوفيُّونَ ضَمَّ السين قبل الواو وكسرها قبل الياء، ولم يُجِزْهُ البصرِيُّونَ وقالوا: لأنَّ الألِفَ لمّا سَقَطَت لاجْتِماع السّاكِنَيْن وَجَبَ أن تَبقى السين مَفتوحة على ما كانت عليه، سواء كانت الألف أصلية أو غير أصليّة. وكان الكِسَائيّ يُفَرِّق بينهما، ويَفْتَحُ في الأصليّة فيقول: مُعْطَوْن، ويَضُمُّ في غير الأصلية فيقول: عِيْسَوي ومُوْسَوي، تَقْلِبُ الياء واواً، كما قُلْتَ في مَرْمِيٍّ مَرْمَوِيٌّ، وإن شِئتَ حَذَفْتَ الياء فقُلْتَ: عِيْسيٌّ ومُوْسِيٌّ بكسر السين، كما قُلْتَ: مَرْمِيٌّ ومَلْهِيٌّ.

فردس

وقال الليث: العِيْسَةُ في أصل البناء: فُعْلَة، على قياس الصُّهْبَة والكُمْتَة، ولكن قَبُحَت الياء بعدَ الضمّة فَكُسِرَت العين على الياء. وكانت الكسرة أحَقَّ بالياء لأنَّها خُلِقَت من صِرْفِ الكَسْر. وأعْيَسَ الزَّرْعُ: إذا لم يكُن فيه رَطْبٌ. وتَعَيَّسَت الإبل: صارَتْ بَيَاضاً في سَوَادٍ، قال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِيّ: سَلِّ الهُمُوْمَ بكُلِّ مُعْطٍ رَأْسَهُ ... ناجٍ مُخَالِطِ صُهْبَةٍ بَتَعَيُّسِ هكذا الرواية، ورواه سِيْبَوَيْه: " مُعْطي رَأْسِهِ " بالإضافةِ، ويُكْرَهُ هذا وإن أُضيفَ إلى المَعْرِفَة، بدليل أنَّه وَصَفَه بِنَاجٍ. والتركيب يدل على لونٍ أبيَضَ وعلى عَسْبِ الفَحْلِ. فردس يُغَمِّدُ الأعداءَ جَوْزاً مِرْدَساً ... وهامَةً ومَنْكِباً مُفَرْدَسا وكَلْكَلاً ذا حامِيَاتٍ مِهْرَسا وقال أبو عمرو: مُفَرْدَساً: أي مَحْشُوّاً مُكْتَنِزا. ويقال للجُلَّة إذا حُشِيَتْ: قد فُرْدِسَتْ. والفَرْدَسَة: الصَّرْعُ القَبِيحُ، يقال: أخَذَه فَفَرْدَسَه: إذا ضَرَبَ به الأرْضَ. فرس الفَرَسُ: يَقَعُ على الذَكَرِ والأُنثى، ولا يقال للأُنثى فَرَسَة. وتصغير الفَرَسِ فُرَيس، وإنْ أرَدْتَ الأُنثى خاصّة لم تَقُل إلاّ فَريسَة بالهاء، عن أبي بكر بن السَّرّاج. وأحمد بن محمد بن فُرَيْس: من أصحاب الحديث. والجمع: أفْراس وأفْرس. وروى أبو ذر - رضي الله تعالى عنه - عن النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - أنّه قال: ليس من فَرَسٍ عربيٍ إلاّ يؤذَن له كُلَّ فجرٍ يَدْعو: اللهمَّ انَّكَ خَوَّلْتَني مِمَّن خَوَّلْتَني من بَني آدم فاجْعَلْني أحَبَّ مالِه وأهلِه إليه. وقال ابن فارِس: مَمكن أن يكون سمِّيَ الفَرَسُ فَرَساً لِرَكْلِه الأرض بقوائِمِهِ وقوّةِ وطئِهِ. وراكِبُهُ فارِسٌ، وهو مثل لابِنٍ وتامِرٍ، أي صاحِبُ فَرَسٍ. ويُجْمَع على فَوَارِس، وهو جمع شاذٌّ لا يُقاس عَلَيه، لأنَّ فواعِل إنَّما هيَ جمع فاعِلَة - مثال ضارِبَة وضَوَارِب -؛ أو جمع فاعِل إذا كان صفة للمؤنَّث؟ مثل حائِض وحَوائِض -؛ أو ما كان لِغَير الآدَمِييِّن - مثل جَمَلٍ بازِل وجِمالٍ بوازِل؛ وجَمَلٍ عاضِهٍ وجمالٍ عَواضِه؛ وحائطٍ وحَوائِط -، فأمّا مُذَكَّرُ ما يَعْقِل فلم يُجْمَع عليه إلاّ فَوارِس وهَوَالِك ونَواكِس وعَواطِس وكَوادِس ورَواهِب وقَوارِس وقَوابِس وخَوالِف. فأمّا فوارِس فلأنّه شيء لا يكونُ إلاّ في المؤنّث فلم يُخَفْ فيه اللّبْس. وأمّا هوالِك فانَّه جاء في المَثَل: هالِك في الهَوَالِك، فجرى على الأصل، لأنَّه قد يَجيء في الأمثال ما لا يَجِيءُ في غيرِها. وأما نواكِس فقد جاءت في ضرورة الشعر. وقد تُعَلَّل البواقي بما يُلائِمُها، ونذكر - إن شاء الله تعالى - كُلَّ لفظٍ منها ونتكَلّمُ عليه. وفي المَثَل: هُما كَفَرَسَي رِهانٍ. يُضْرَب لاثْنَين يَسْتَبِقانِ إلى غاية فَيَتَسَاوَيان، وهذا التشبيه يقع في الابتِداء، لأنَّ النهاية تَجَلّى عن سَبْقِ أحَدِهِما لا مَحالَة. وفي حديث الضَّحّاك في رَجُلٍ آلى من امرأتِهِ ثُمَّ طَلَّقَها فقال: هُما كَفَرَسَي رِهانٍ أيُّهُما سَبَقَ أُخِذَ به. وتفسيرُه: إنَّ العِدَّةَ - وهي ثلاث حِيَض - إن انقَضَت قَبْلَ انقضاء وقت ايلائه - وهو أربعة أشهر - فقد بانتْ منه المرأة بتلك التطليقة ولا شيء عليه من الإيلاء، لأنَّ الأربعة أشهر تنقضي وليست له بِزوجٍ، وإن مَضَت الأربعةُ أشهر وهي في العِدَّةِ بانَت منه بالإيلاء مع تلك التطليقة؛ فكانت اثْنَتَين. وفي مثَلٍ آخَر: أبْصَرُ من فَرَس يهماءَ في غَلَسٍ. وبالدَّهْناء جبال من الرمل تُسَمّى: الفَوارِس، قال ذو الرُّمَّة: إلى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أجْوَازَ مُشْرِفٍ ... شِمالاً وعن أيْمانِهِنَّ الفَوَارِسُ وقال ابن السكِّيت: إذا كان الرجل على ذي حافِر بِرْذَوْناً كانَ أو فرِساً أو بَغلاً أو حِماراً قُلْتُ: مَرَّ بنا فارسٌ على بَغْلٍ ومَرَّ بنا فارِسٌ على حِمَارٍ، قال: وإنّي امرؤٌ للخَيْلِ عِنْدي مَزِيَّةٌ ... على فارِسِ البِرْذَوْنِ أو فارِسِ البغلِ

وقال عُمارة بن عقيل بن بلال بن جرير: لا أقولُ لصاحِبِ البغلِ فارِسٌ ولكنّي أقولُ بَغّال، ولا أقولُ لصاحِبِ الحمارِ فارِسٌ ولكنّي أقولُ حَمّار. وربيعة بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان أخو مُضَرَ وأنمار يُقال له: ربيعةُ الفَرَسِ، وقد ذَكَرْتُ سَبَبَ إضافَتِه إلى الفَرَسِ في تركيب ح م ر. وفَرَسان - مِثال غَطَفَان -: جزيرة مأهولة من جَزَائِر بَحر اليَمَن. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: أرْسَيْتُ بها أيّاماً سَنَةَ خَمْسٍ وسِتِّمائة، وعندهم مَغَاصُ الدُّرِّ. وقال ابن دريد: فَرَسَانُ: لقب قرية من العَرَب، ليس بأبٍ ولا أمٍّ؛ نحو تَنُوخ، وهم أخلاط من العرب اصْطَلَحوا على هذا الاسم. وكُلُّهُم من بَني تَغْلِب. قال: وقال ابنُ الكَلْبي: كان عَبْدِيْد الفَرَسَاني أحّد رجال العرب المذكورين. والفارِس والفَروس والفَرّاس: الأسد، قال أبو ذؤيب الهُذَلي في رِوايةِ أبي نَصْرٍ، وفي رواية مَنْ سِوَاه: قال مالِك بن خالِد الخُناعيّ، وهو الصحيح: يا مَيّ إنَّ سِبَاعَ الأرضِ هالِكَةٌ ... والعُفْرُ والأُدْمُ والآرامُ والناسُ تاللهِ لا يُعْجِزُ الأيّامَ مُبْتَرِكٌ ... في حَوْمَةِ المَوْتِ رَزّامٌ وفَرّاسُ يقال: فَرَسَ الأسَدُ فريسَتَهُ يَفْرِسُها - بالكسر - فَرْساً: أي دَقَّ عُنُقَها، هذا أصلُ الفَرْسِ، ثمَّ كَثُرَ واسْتُعمِلَ حتى صُيِّرَ كُلُّ قَتْلٍ فَرْساً. وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: أنَّه نهى عن الفَرْسِ في الذبيحَة، أي عن كَسْرِ رَقَبَتِها قبلَ أن تَبْرُد. وفي حديثه الآخَر: أنَّه أمَرَ مُنادِياً أن لا تَنْخَعوا ولا تَفْرِسوا. وعن عُمَر بن عبد العزيز - رحمه الله -: أنَّه نهى عن الفَرْسِ والنَّخْعِ وأن يُسْتَعانَ على الذبيحة بغير حَدِيْدَتِها. والفَريسَة: فَعيلَة بمعنى مَفْعُولَة. والفَرِيْسُ: حلقة من خشب يقال لها بالفارسيّة: جَنْبَرْ أي الحَلَقَة المَعْطوفة التي تُشَدُّ في طَرَفِ الحَبْل، وأنشَدَ الأزْهَرِيّ: فلو كان الرِّشَاءُ مِئينَ باعاً ... لكانَ مَمَرُّ ذلك في الفَرِيْسِ وفَريس بن ثعلَبَة: من التابعين. والفَريس: القَتيل، والجَمْع: فَرْسى، كصَريع وصَرْعى. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه ذَكَرَ ياجُوجَ وماجُوجَ وإنَّ نبيَّ الله عيسى يُحْصَرُ وأصحابُه فَيَرْغَبُ إلى الله؛ فَيُرْسِلُ عليهم النَّغَفَ؛ فَيُصْبِحونَ فَرْسى كمَوْتِ نَفْسٍ واحِدَة، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ مَطَراً فَيَغْسِلُ الأرْضَ حتى يَتْرُكَها كالزَّلَفَة. وأبو فِراس وأبو فَرّاس: كنية الأسد، لِفَرْسِهِ فَريْسَتَه. وأبو فِراس ربيعة بن كعب الأسلمي - رضي الله عنه -: له صُحبَة. وأبو فِراس: كنية الفَرَزْدَق. وفِراس بن يَحْيى الهَمَداني: المُكَتِّب الكوفيّ، يَروي عن عامِر بن شراحيل الشَّعْبيّ. وقال ابن السكِّيت: فَرَسَ الذِّئبُ الشاةَ فَرْساً. وفارِس: الفَرْس - بالضم -. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: إذا مَشَت أُمَّتي المُطَيْطَاءَ وخَدَمَتْهُم فارِسُ والرُّومُ كانَ بَأْسُهم بينهم. وفارِس - أيضاً -: بِلاد الفُرْس. وقال ابن الأعرابي: الفَرْسَة: الحَدَبُ. وقال غيره: الفَرْسَة والفَرْصَة: ريحُ الحَدَبِ؛ كأنَّها تَفْرِسُ الظَّهْرَ أي تدُقُّه؛ وتَفْرصُه أي تَشُقُّه. وفي حديث قليلة بنت مخرَمة التَّميميَّة - رضي الله عنها -: كانَت قد أخَذَتْها الفَرْسَة. ذَكَرَها إبراهيم الحَرْبيّ - رحمه الله - بالسِّين؛ وذَكَرها أبو عُبَيد بالصاد وقال: العامّة تقولها بالسين؛ وأمّا المسموع عن العَرَب فبالصاد، وقد كُتِبَ الحديث بتمامِه في تركيب س ب ج. وفَرْسٌ: موضِع ببلاد هُذَيْل، وقيل: بَلَدٌ من بِلادِها، قال أبو بُثَيْنَة القرمي: فأعْلُوْهُم بِنَصْلِ السَّيْفِ ضَرْباً ... وقُلتُ لعلَّهم أصحاب فَرْسِ والفِرْس - بالكسر -: نَبْتٌ. قال الدِّيْنَوَري: ذَكَرَ بعض الرواة أنَّه ضرب من النَّبْتِ ولم تَبْلُغني له تَحْلِيَة. وقال الأزهري: اخْتَلَفَت الأعراب فيه؛ فقال أبو المَكارم: هو القَصْقَاص. وقال غيره: هو الحَبَن، وقيل: هو البَرْوَقُ. وقال ابن الأعرابي: الفَرَاسُ - بالفتح -: تمرٌ أسْوَد وليس بالسّهْرِيْزِ، وانشد:

فرطس

إذا أكلوا الفَرَاسَ رَأيْتَ شاماً ... على الأنْشالِ منهم والغُيُوْبِ الأنثال: التِّلال. والفِرَاسَة - بالكسر -: الاسم من التَفَرُّس، ومنها الحديث الذي يَرْفَعونَه إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - اتَّقوا فِراسَة المؤمن فإنَّه يَنْظُرُ بنور الله. ولا يَثْبُتُ، تقول منه: رَجُلٌ فارِسُ النَّظَر. ويقال: أفْرَسُ النّاسِ صاحِبَةُ موسى صلوات الله عليه. ورجُلٌ فارِسٌ على الخيل، بين الفَرَاسَة والفُرُوسيّة، وقد فَرُسَ - بالضم - يَفْرُسُ فُرُوْسَةً وفَرَاسَةً: إذا حَذَقَ أمرُ الخَيْل، وفي الحديث: عَلِّموا رِجالَكُم العَوْمَ والفَرَاسَةَ: يعني العِلمَ بركوب الخيل ورَكْضِها. وقال ابن الأعرابي: الفُرْسَة: الفَرْصَة. وفَرِسَ - بالكسر -: إذا دام على أكل الفَرَاس. وفَرِسَ: إذا دام على رعْي الفِرْسِ. والفِرْسِنُ للبعير: كالحافِر للبغل والفَرَس والحِمَار، والنون زائدة، وهي مؤنَّثَة، ووزنُها فِعْلِنٌ عن ابن السَّرّاج، ويأتي - إن شاء الله تعالى - ذِكرُها في حرف النون، وربَّما قيلَ: فِرْسِنُ شاةٍ على الاستِعارة، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: يا نساء المسلمات لا تَحْقِرَنَّ جارَةٌ لِجارَتِها ولو فِرْسِن شاة. وكذلك النون في الفِرْناسِ والفُرَانِسِ للأسَد الغَليظ الرَّقَبَة الفَرّاس لِفَرِيْسَتِه. وقال أبو عمر الزاهد: الفِرناس: الأسد الضاري. وقال ابن خالوَيْه في كتاب لَيْسَ: سُمِّيَ فِرْناساً لأنَّه رئيس السِّبَاع. قال ويقال لرئيس الدَّهاقين والقُرى: فِرْناسٌ، وجمع فِرْناس: فَرَانِسَة، وانشد لجرير: إنَّ الفرانِسَة الذينَ بأرْضِهِم ... لا يَسْألونَ عن النِّكاحِ مُهُورا وفِرْناس: رجل من بَني سَليط. وقال النَّضْرُ في كتاب الجود والكَرَم: الفِرْناس من الرجال. الشديد الشُّجاع، شُبِّهَ بالأسد، وانشد أبو زيد: أأنْ رأيْتَ أسَداً فُرانِسا ... والوَجْهَ كَرْهاً والجبينَ عابسا أبْغَضْتَ أنْ تَدْنو أو تُلابِسا وقال أبو عمرو: يقال: أفْرَسَ عن بَقِيَّةِ مال فُلان: إذا أخَذَه وتَرَكَ منه بقِيّة. وقال ابن السكِّيت: أفْرَسَ الراعي: أي فَرَسَ الذِّئْبُ شاةً من غَنَمِه. قال: وأفْرَسَ الرَّجل الأسَدَ حِمارَه: إذا تَرَكَه له لِيَفْتَرِسَهُ وينجوَ هو. ويقال: تَفَرَّسْتُ فيه خيراً. وهو يَتَفَرَّس: أي يَتَثَبَّتْ ويَنْظُر. وقال الأصمعي: فلان يَتَفَرَّس: إذا كان يُري الناسَ أنَّه فارِس. وافْتَرَسَ الأسد: اصْطادَ. وقال النَّضْرُ. لا يقال افتَرَسَ الذِّئبُ الشاةَ، ولكن يقال: أكَلَها. وقال معاوية - رضي الله عنه -: الدُّنيا لم تُرِد أبا بَكْرٍ - رضي الله عنه - ولم يُرِدْها، وأمّا نحنُ فافْتَرَسْناها افْتِراساً. وفَرْنَسَةُ المرأة: حُسْنُ تدبيرِها لأمور بيتِها. والتركيب يدل على وَطْءِ الشَّيْءِ ودقِّه. فرطس فُرْطوسَة الخنزير وفِرْطِيْسَتُه: أنفُه، وكذلك فُرْطوسَة الذِئب وفِرْطِيْسَتُه؛ عن أبي سعيد. وقال الأصمعي: الفِنْطيسَة والفِرْطيسَة: الأرنَبَة، يقال إنَّه لَمَنيع الفِنْطِيسَة والفِرْطِيْسَة: أي منيع الحَوْزَة حَمِيُّ الأنف. وقال ابن عبّاد: الفُرْطوسَة: قَضيب الخِنْزير. قال: والفَرَاطيس: الكَمَرُ الغِلاظُ. وقال ابن دريد: الفِرْطاس: العريض. وقال غيرُه: فَرْطَسَ الخِنْزير: إذا مَدَّ فُرْطوسَتَه. فسس أبو عمرو: الفَسْفَاس: الأحمق النِّهايَةُ في الحُمْق. وسيفٌ فَسْفَاس: كَهَام. وقال ابن عبّاد: الفَسْفَاس: من البُقُول، أخضر خبيث الريح، له زهرة بيضاء، يَنْبُتْ في مَسَائِل الماء. وقال ابن الأعرابي: الفَسِيْس: الرجل الضعيف العقل، والجمع: الفُسُسُ. وقال أبو عمرو: الفُسُسُ: الضَّعْفى في أبدانِهِم. وقال الليث: الفُسَيْفَسَاء: ألوان من الخَرَز يُؤلَّف بَعْضُها إلى بعض ثُمَّ يُرَكَّب في حيطان البيوت من داخِلٍ كأنَّه نقشٌ مُصَوّر، وأكثر مَنْ يَتَّخِذُه أهل الشَّامِ، وأنشد قوله: كَصَوْتِ اليَرَاعَةِ في الفِسْفِسِ فإنَّه أراد بيتاً مُصَوَّراً بالفُسَيْفِساء. قال الأزهري: الفُسَيْفِسَاء ليس بِعَرَبيٍّ. والفِسْفِسَة: لغة في الفِصْفِصَة أي الرَطِبَة.

فطرس

وقال الفرّاء: الفَسْفَسى: لعبة للأعراب. فطرس نهر فُطْرُس - بالضم -؛ ويقال: نهر أبي فُطْرُس: قرب الرَّمْلَة من أرض فِلَسْطين، مَخْرَجُهُ من عُيُون من الجبل المُتَّصِل بِنابلِس، به كانت وَقْعَة عبد الله بن علي بن عبد الله بن عبّاس بِبَني أُمَيَّة، قال أبو نؤاس الحسن بن هانئ: وأصْبَحْنَ قد فَوَّزْنَ عن نهرِ فُطْرُسٍ ... وهُنَّ عن البيتِ المُقَدَّسِ زُوْرُ فطس الفَطَسُ - بالتحريك -: تَطَأْمُنُ قصبة الأنف وانْتشارها، والرجل أفْطَس. وقال ابن دريد: الفَطَسُ في الأنف: انْفِراشُهُ في الوجه. وقال غيره: الاسم منه الفَطَسَة - بالتحريك -؛ كالقَطَعَة والصَّلَعَة والفَلَحَة والشَّتَرَة والجَدَعَة والقَلَفَة والكَشَفَة والعَفَلَة والخَرَمَة. والفَطْسُ - بالفتح -: حَبُّ الآس، الواحِدة: فَطْسَة. والفَطْسَة - أيضاً -: خَرَزَة من خَرَز الأعراب التي تَزْعُمُ النساء أنَّهُنَّ يُؤخِّذْنَ بها الرِّجال، يَقُلْنَ: أخَّذْتُه بالفَطْسَهْ ... بالثُّؤبا والعَطْسَه يَقْصْرنَ الثُّوباءَ مُراعاةً لوَزْنِ المَنْهوك. وقال ابن دريد: فَطَسَ الرجل يَفْطِسُ فُطُوْساً - مثال جَلَسَ يَجْلِسُ جُلُوْساً -: أي مات. والفِطِّيْس - مثال سِكِّيْت -: المِطْرَقَة العظيمة. وقال ابن دريد: فأمّا الفِطِّيْسُ فَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْض إمّا رُومِيّة وإمّا سُرْيَانِيّة، إلاّ أنَّهُم قالوا: فِطِّيْسَة الخِنْزير؛ يُريدونَ أنفَهُ وما والاه. وقال ثعلب: هي الشَّفَة من الإنسان، ومن ذوات الخُفِّ: المِشْفَرُ، ومن السِّباع: الخَطْمُ والخُرْطُوم، ومن الخنزير: الفِنْطِيْسَة؛ هكذا رواه بالنون على فِنْعِيْلَة، والنون زائدة. وقال ابن عبّاد: يقال فَطَسْتُه عن كذا: أي وَقَمْتُه، وكذلك إذا ضَرَبْتَه. وفَطَسْتُه بالكَلِمَة وبالخَبَر: إذا قُلْتَه في وجهه. قال: والفَطْسَة: جِلْدُ غيرِ الذَّكيِّ. وفَطسْتُ الحديدَ: عَرَّضْتُه. وظَلِلْتُ أُفَطِّسُهُ تَفْطِيْساً: مِثْلُ فَطَسْتُه بالكَلمَة وبالخَبَرِ. فعس ابن الأعرابي: الفاعوس: الحَيَّة، وأنشد: بالموتِ ما عَيَّرْتِ يا لَمِيْسُ ... قد يَهْلِكُ الأرقَم والفاعوسُ والأسدُ المُذَرَّع النَّهُوْسُ ... والبطلُ المُسْتَلْئمُ الحؤوْسُ واللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَسوسُ ... والفيلُ لا يَبقى ولا الهِرْمِيْسُ والفاعُوْسُ: الكَمَرُ. والفاعُوْسُ: الدّاهِيَة. والفاعُوْسُ: الوَعِلُ. والفاعُوْسُ: الكَرّازُ. وقال ابن عبّاد: والفاعُوْسُ من كل شيء من الدَّوابِّ: الفَدْمُ الثَّقيل المُسِنُّ، واسْمٌ يُسَمّى به أحّد المُلاعِبَيْنِ بالمُواغَدَةِ، وهي لُعبَةٌ لهم، يَجْتَمِعُ نَفَرٌ فَيُسَمَّوْنَ بأسماءٍ. والفاعُوْسة: الفَرْجُ، لأنّها تَتَفَعَّس أي تَتَفَرَّج، قال حُمَيد الأرْقَط: كأنَّما ذُرَّ عليها الخَرْدَلُ ... تَبِيْتُ فاعُوْسَتُها تَألَّلُ وقال ابن عبّاد: الفُعْسُ: الحَيّاتُ. فقس فَقَسَ يَفْقِسُ فُقُوْساً - مثال جَلَسَ يَجْلِسُ جُلُوْساً -: أي مات. وقال ابن دريد: الفَقْسُ من قولِهِم فَفَسْتُ البيضَةَ وفَقَصْتُها: إذا كَسَرْتَها - بالسين والصاد - ثمَّ أخْرَجْتَ ما فيها. قال: والفُقاس بالضم - وفي بعض نُسَخِ الجَمْهَرَة: القُفاس بتقديم القاف -: داء شبيه بالتشَنُّج بالمفاصِل. وقال ابن شُمَيْل: يُقال للعُود المُنْحَني في الفَخِّ الذي يَنْقَلِبُ على الطَّيْرِ فَيَفْسَخُ عُنُقَه ويَعْتَفِرْهُ: المِفْقاس، يقال: فَقَسَه الفَخُّ. وقال الليث: المِفقاس: عُوْدَانِ يُشَدُّ طَرَفاهُما بِخَيْطٍ كالذي في وسط الفخ. ثمَّ يُلوى أحَدُهما، ثمَّ يُجْعَلُ بينهما شيء يَشُدُّهما، ثمَّ يُوضَع فوقَهما الشَّرَكَة، فإذا أصابها شيءٌ فَقَسَتْ: أي وَثَبَت، ثمَّ أعْلَقَت الشرِكَة في الصَّيد. والفَقُّوس - مثال تَنُّور -: البِطِّيخ الشَّأْميّ الذي يقال له بالعِراق البِطِّيخ الرَّقيُّ؛ وباليمن الحَبْحَب، وتقول له الأعاجِم البِطيخ الهندي. وفاقُوْسُ: مدينة شرقي مصر. وفُقَيْس - مُصَغّراً -: من الأعلام.

فقعس

وقال ابن عبّاد: فَفَسَ فلان فُلاناً: جَذَبَه بِشَعْرِهِ سِفْلاً. وفَقَسْتُه عن أمْرِ كذا: أي وَقَمْتُه. وفَقَسَه: قَتَلَه. وهما يَتَفاقَسَانِ بِشُعُورِهما. وهذه الكلمات الأربع الصَّواب فيهِنَّ تقديم القاف على الفاء، وقد رواها الأزهريّ على الصِّحَّة. وحَكى عن اللِّحْيَاني: وانْفَقَسَ الفَخُّ على الطائِر: أي انْقَلَبَ عليه. فقعس فَقْعَسَ: أبو حَيٍّ من أسَد، وهو فَقْعَس بن طَريف بن عمرو بن قُعَيْن بن الحارث بن ثَعْلَبَة بن دُودَان بن أسد، قال حُرَيث بن عَنّاب النَّبْهَانيّ: تعالَوا أُفاخِرْكُم أأعْيا وفَقْعَسٌ ... إلى المَجْدِ أدْنى أمْ عَشيرَةُ حاتِمِ قال الأزهري: ولا أعرف اشْتِقاقَه، وأعْيا: هو أخو فَقْعَسٍ. قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: فَقْعَسٌ عَلَمٌ مُرْتَجَلٌ قِياسِيُّ. فلحس الفَلْحَس: الحريص، عن أبي عُبَيْدَة. والفَلْحَس: الكَلْبُ، سُمِّيَ بذلك لحِرصِه. وفي المَثَل: أسألُ من فَلْحَسٍ، وأعظَمُ في نَفْسِهِ من فَلْحَسٍ، وهو رجل من بَني شَيْبان كانَ سيِّداً عزيزاً يسألُ سَهْماً في الجيش وهو في بيتِه فَيُعطى لِعِزِّه، فإذا أُعْطِيَه سألَ لامْرأتِه، فإذا أُعْطِيَه سألَ لناقتِهِ أو لِبَعيرِه. وقال الجاحِظ: كانَ لفَلْحَسٍ ابنٌ يقال له زاهِر، مَرَّ به غَزِيٌّ من بني شَيْبان فاعْتَرَضَهُم وقال: إلى أين؟ قالوا: نُريدُ غَزوَ بني فُلان، قال: فاجْعَلوا لي سَهماً في الجيش، قالوا: قد فَعَلْنا، قال: ولامْرأتي، قالوا: لكَ ذلك، قال: ولِناقَتي، قالوا: أمّا ناقَتُكَ فَلا، قال: فإنّي جارٌ لكُلِّ مَن طَلَعَت عليه الشمس ومانِعُكُم منهم، فرَجَعوا خائِبين ولم يَغزوا عامَهُم ذلك. وقال أبو عُبَيد: الفَلْحَس في المَثَل: الذي يَتَحَيَّن طعام الناس، كما يُقال: جاءَ يَتَطَفّل. وفي ابنِ فَلْحَسٍ قيل: العصا من العُصَيَّةِ، أي لا يكون ابنُ فَلْحَسٍ إلاّ مِثْلَه. وقال الليث: الفَلْحَس: الحريص. وقال ابن الأعرابي: الفَلْحَس: الدُّبُّ المُسِنُّ. وقال الفرّاء: الفَلْحَسَة: المرأة الرَّسْحَاءُ الصَّغيرَة العَجِيْزَة. والفِلْحاس: القبيح السَمِج. ويقال: جاءَ يَتَفَلْحَس: أي يَتَطَفَّل. فلس الفَلْسُ: يُجْمَع في القِلَّةِ على أفْلُسٍ؛ وفي الكَثْرَة على فُلُوس. وفُلُوسُ السمك: ما على ظهرِهِ شبيهٌ بالفُلٌوس. والفَلاّس: بائع الفَلْس. والفَلْس - أيضاً -: خاتَم الجِزْيَة في الحَلْق. وقال ابن دريد: الفِلْس - بالكسر -: صَنَمٌ كانَ لِطَيِّئٍ في الجاهِلِيَّة، فَبَعَثَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلّم - عَلِيَّ بن أبي طالِب - رضي الله عنه - حتّى هَدَمَه وأخَذَ السّيفَينِ الذين كان الحارِث بن أبي شَمِرٍ أهداهما إليه، وهُما مِخْذَمٌ ورَسُوبٌ اللَّذان ذَكَرَهُما عَلْقَمَة بن عَبَدَة في قصيدَتِهِ: مُظاهِرُ سِرْبالَيْ حَدِيْدٍ عليهما ... عَقِيْلا سُيُوْفٍ مِخْذَمٌ ورَسُوْبُ وزاد ابن الكَلْبيّ: فَتَقَلَّدَ النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - أحَدَهُما، ثمَّ دَفَعَ إلى عَلِيّ - رضي الله عنه - سَيْفَه الذي كان يَتَقَلَّدُه. والفَلَس - بالتحريك -: من قولِهِم في حُبِّها فَلَسَ: أي لا نَيْلَ مَعَه؛ قالَه أبو عمرو، قال المُعَطَّل الهُذَليّ؛ ويروى لأبي قلابَة أيضاً: يا حُبَّ ما حُبُّ القَتُوْلِ وحُبُّها ... فَلَسٌ فلا يُنْصِبْكَ حُبٌّ مُفْلِسُ أي ليسَ في يديك منه شيء، من أفلَسَ الرجل: إذا لم يَبْقَ له مالٌ كأنَّما صارَت دراهِمُه فلوساً وزُيُوفاً، كما يقال: أخْبَثَ الرَّجُلُ إذا صارَ أصحابُه خُبَثاء، وأقْطَفَ إذا صارَت دابَّتُهُ قَطُوْفاً. ويجوز أن يُراد به أنَّه صار إلى حالٍ يقال فيها: ليس مَعَهُ فَلْسٌ، كما يقال أقْهَرَ الرَّجُل: إذا صارَ إلى حالٍ يُقْهَرُ عليها، وأذَلَّ: إذا صارَ على حالٍ يُذَلُّ فيها. وأفْلَسْتُ فلاناً: إذا طَلَبْتَه فأخْطأتَ مَوْضِعَه، فذلك الفَلَسُ، ومعنى البيت: أنَّه لا يكون في يَدَيْكَ منها إلاّ ما في يَدَيِ المُفْلِسِ. ومَفالِيْس: بلدة باليَمَن. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: قد وَرَدْتُها.

فلطس

ويقال: فَلَّسُه القاضي تَفْليسا: إذا حَكَمَ بإِفْلاسِه ونادى عليه أنَّه أفْلَسَ. وتَفْلِيس: بلد مشهور افْتَتَحَهُ المسلمون في خِلافة عُثمان - رضي الله عنه -، وبعضهم يكسر تاءها، فيكون على وزن فِعْلِيْل نحو بِرْطِيْل، وتُجعَل التاء حينَئِذٍ أصْلِيَّة، لأنَّ الكَلِمَة جُرْجِيَّة وإنْ وافَقَتْ وزانَ العربيَّة، ومَنْ فَتَحَ التاء جعلَ الكلمة عربيّة كالتَّنْعيم لِمَوْضِع بمكّة حرسها الله. وشيءٌ مُفَلَّسُ اللَّوْن: إذا كانَ على جِلْدِهِ لُمَعٌ كالفُلُوْسِ. فلطس ابن عبّاد: الفِلْطاس والفِلْطَوْس: الكَمَرة الغليظة. وكَمَرة فِلْطِيْس: كذلك. وقال أبو عمرو: الفِلْطاس والفِلْطَوْس: رأس الكَمَرة إذا كانَ عريضاً، وأنشد: يَخْبِطْنَ بالأيدي مَكاناً ذا غَدَرْ ... خَبْطَ المُغِيْباتِ فَلاطِيْسَ الكَمَرْ أي: خَبْطَ فَلاطِيْسِ الكَمَر المُغِيْباتِ. ويقال لخَطْم الخِنزير: فِلْطِيْسَة. وقال ابن دريد: تَفَلْطَسَ أنْفُ الإنسان: إذا اتَّسَعَ. فلقس أبو عُبَيد: الفَلَنْقَس: الذي أبوه مَوْلىً وأُمُّهُ عرَبيَّة، وأنشد: العَبْدُ والهَجِيْنُ والفَلَنْقَسُ ... ثلاثَةٌ فَأيَّهُمْ تَلَمَّسُ وقال أبو الغَوْث: الفَلَنْقَسُ: الذي أبوه مَوْلىً وأُمُّه مَوْلاةٌ، والهجين: الذي أبوه عتيق وامُّه مولاةٌ، والمُقْرِف: الذي أبوه مَوْلىً وليسَتْ أُمُّه كذلك. وقال أبو الهَيْثَم: الفَلَنْقَس: الذي أبواه عَرَبيّان وجَدَّتاهُ مِن قِبَلِ أبيه وأُمِّهِ أمَتَان، وهذا قول أبي زيد وقال: هو ابْنُ عَرَبِيَّيْنِ لأمَتَيْنِ. وقال الليث: الفَلَنْقَس: الذي أُمُّهُ عربيّة وأبوه ليس بِعَرَبيٍّ. وقال ابن دريد: رجُلٌ فَلْقَس وفَلَنْقَس: بخيل لئيم والسَّفِلَة من الناس الرَّديء. فنجلس: الأزهريّ: كَمَرَة فَنْجَلِيْسٌ: أي ضخمة. وقال ابن دريد: الفَنْجَلِيْس والفَنْطَلِيْس: الكَمَرَة العَظيمة. فندس ابن الأعرابي: فَنْدَسَ الرَّجُلُ - بالفاء -: إذا عَدا، وقَنْدَسَ - بالقاف -: إذا تابَ بَعْدَ مَعصِيَة. فنس ابن الأعرابي: الفَنَسُ - بالتحريك - الفَقْرُ المُدْقِع. وقال الأزهريّ: الأصلُ فيه الفَلَسُ فأُبْدِلَتْ اللام نوناً كما ترى مِنَ الإفلاس. فنطس الفِنْطِيْس: من أسماء الذَكَر. وفِنْطِيْسَةُ الذئب: خَطْمُه. ويقال: إنَّه لَمَنيع الفِنْطِيْسَة والفِرْطِيْسَة: أي منيع الحَوْزَة حَمِيُّ الأنف. وفِنْطِيْسَةُ الذِّئب: أنْفُه. وقال ابن دريد: يقال للرجل العريض الأنف: فِنْطِيْس. وقال ابن عبّاد: الفِنْطِيْس: اللئيم من قِبَلِ وِلادَتِهِ؛ وجمعه: فَنَاطِيْس. وهو من الأُنُوف: ما اتَّسَعَ مَنْخِرُه وانْبَطَحَت أرْنَبَتُه. وقال أبو عمرو: فِنْطاس السَّفينة: حوضُها الذي تَجْتَمِع فيه نُشَافَةُ مائها، هذا هو الأصْلُ، ثمَّ كَثُرَ حتى سَمَّوا السِّقايَة التي تُؤلَّفْ من الألواح وتُقَيَّر وتُحْمَل في السُّفُن البحرية للشِّفَاهِ: الفِنْطاس. وقال ابن الأعرابي: الفِنْطاس: القَدَح من خشب يكون ظاهِرُه مُنَقَّشاً بالصُّفْرَة والحُمْرَة والخُضْرَة يُقْسَم به الماء العَذْبُ بين أهل المَرْكَب. فنطلس ابن دريد: الفَنْطَليس والفَنْجَليس: الكَمَرة العَظيمة. وقال الأزهريّ: يقال كَمَرَة فَنْطَليس وفَنْجَليس: أي ضخمة. قال: وَسَمِعْتُ أعرابِيَّةً من بَني نُمَيْر فَصيحَة تُنْشِد ونَظَرَت إلى كوكَبَةِ الصُّبْحِ طالِعَةً: قد طَلَعَتْ حَمْراءُ فَنْطَليسُ ... ليسَ لِرَكْبٍ بَعْدَها تَعْرِيْسُ فوس فاس: مدينة من مُدُن المَغْرِب. وقد ذَكَرْتُها في تركيب ف أس. فهرس الليث: الفِهْرِس - بالكسر -: الكِتاب الذي تُجْمَع فيه الكُتُبُ، قال الأزهري: ليسَ بِعَرَبيٍّ مَحْضٍ ولكنَّه مُعَرَّب، وقال غيرُه: هو مُعَرّبُ فِهْرِسْتْ، وقد اشْتَقُّوا منه الفِعْلَ فقالوا: فَهْرَسَ الكُتُبَ. فهنس الفَهَنَّسُ - مثال عَمَلَّسٍ -: من الأعلام. قبرس الليث: القُبْرُسُ - بالضم -: من النَّحاس: أجْوَدَه.

قبس

وقُبْرُسُ - أيضاً -: جزيرة عظيمة في بحر الروم، يُنْسَبُ إليها الزّاجُ الجيِّد والكَتّانُ، وبها تُوُفِّيَت أُمُّ حَرَامٍ بنتُ مِلْحَانَ رضي الله عنها. قبس القَبَسُ - بالتحريك -: شعلة نار يَقْتَبِسها الإنسان أي يأخُذها من معظم النار، قال تعالى:) بِشِهَابٍ قَبَسٍ (، وكذلك المِقباس، يقال: قَبَسْتُ منه ناراً أقْبِسُها قَبْساً. وقَبَسْتُه ناراً: إذا جِئْتُهُ بها. وفي المَثَل: ما أنْتَ إلاّ كقابِسِ العَجْلان، قال صالح بن عبد القدُّوس: لا تَقْبِسَنَّ العِلْمَ إلاّ امْرَءً ... أعانَ باللُّبِّ على قَبْسِهِ وقابِس: مدينة بين طرابلس المَغرِب وسَفَاقُس، تُنْسَب إليها جماعة من أهل العلم والأدب. وقال ابن الأعرابي: القابوس: الرجل الجميل الوجه الحَسَن اللَّون. وأبو قابوس: كُنيَة النُّعمان بن المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن عَدِيّ اللَّخمي ملك العرب، وقابوس لا يَنْصَرِف للعُجمة والتعريف، وهو معرّب كاوُوْسَ، فأُعرِبَ فوافَقَ العَرَبيَّة، قال النابغة الذبياني: نُبِّئْتُ أنَّ أبا قابوسَ أوْعَدَني ... ولا قَرارَ على زأرٍ من الأسَدِ وقال أيضاً: وَعيدُ أبي قابوسَ في غيرِ كُنْهِهِ ... أتاني ودوني راكِسٌ فالضَواجِعُ في غير كُنْهِهِ: أي في غيرِ قَدرِهِ واسْتِحقاقِهِ. وصغَّرَه تصغير التَّرْخيم للضرورة فقال يهجو يزيد بن عمرو بن خُوَيْلِد، وخُوَيلِد هو الصَّعِق: فإن يَقْدِر عليكَ أبو قُبَيْسٍ ... تَحُطَّ بك المعيشَةُ في هَوَانِ فقال يَزيد - ويقال: قال الحارث بن سالِم الضِّبَابيّ - وهو مخزوم: إن يَقْدِر عَلَيَّ أبو قُبَيْسٍ ... تَجِدْني عِنْدَهُ حَسَنَ المكانِ وأبو قُبَيْسٍ: جبل بمكّة - حرسها الله تعالى -، قيل له أبو قُبَيْسٍ برجلٍ من مَذْحِجَ حَدّاد يُكنّى أبا قُبَيْسٍ، لأنّه أوَّل من بنى فيه، وكان قبل ذلك يُسَمّى الأمين لأنّ الركن كان مستودَعاً فيه. وأبو قُبَيْسٍ - أيضاً -: حِصْنٌ من أعمال حَلَب. ويزيد بن قُبَيْسٍ: شَاميّ. وميمونة بنت قُبَيْس بن ربيعة بن رِبْعان بن حُرْثان بن نصر بن عمرو بن ثَعْلَبَة بن كِنانة بن عمرو بن القَيْن: أمُّ عثمان بن سُلَيْمان بن أبي حَثْمَة بن حُذَيْفَة بن غانِم. وقِيْبَس - بكسر القاف وتقديم الياء المُثَنّاة على الباء المُوَحّدة -، قال الحافِظ عبد الغني بن سعيد: هو في نَسَب أبي محمد عبد الله بن قيس بن قِيْبَس بن أبي هِشام السَّهْمِ، قال: كان يكتب معنا الحديث. وقال ابن فارِس: القِبْس - بالكسر: الأصل، وهو القِنْس - بالنون - أيضاً. والقَبِيْس: الفحل السريع الإلقاح، وقد قَبِسَ الفحل - بالكسر - قَبَساً - بالتحريك - فهو قَبِسٌ وقَبِيْسٌ، ومنه المَثَل: لَقْوَةٌ صادَفَتْ قَبِيْساً، وقال ابن عبّاد قَبُسَ قَبَاسَة بهذا المعنى، وقال الأزهَريّ: من أمثالهم: أُمٌّ لَقْوَةٌ وأبٌ قَبِيْس، يُضْرَب للرَّجُلَين يجتَمِعان فَيَتَّفِقان، واللَّقْوَة: السَّريعة التَّلَقّي لماء الفَحْل، قال: حَمَلْتِ ثلاثَةً فَوَضَعْتِ تِمّاً ... فَأُمٌّ لَقْوَةٌ وأبٌ قَبِيْسُ وقال أبو عمرو: الأقْبَس: الذي تبدو حَشَفَتُه قبلَ أن يُخْتَنَ. وقال ابن دريد: قَنْبَسَ: اسمٌ، والنون زائِدَة. وأقْبَسَني: أي أعطاني قَبَساً. وأقْبَسْتُه: عَلَّمْتُه. وقال أبو عُبَيد: أقْبَسْتُ الرَّجُلَ ناراً: طَلَبْتُها له. واقْتَبَسَ: أخَذَ من مُعْظَم النار. واقْتَبَسَ العِلْمَ: كذلك. والتركيب يدل على صِفَة من صِفات النار ثمَّ يُسْتَعار. قدحس القُدَاحِس: الشُّجاع الجَريء. والقُدَاحِس: الأسَد. والقُدَاحِس: السَّيِّء الخُلُق، عن ابن دريد. قدس القُدْسُ والقُدُس - مثال خُلْقٍ وخُلُقٍ -: الطُّهْرُ؛ اسم ومَصْدَر، ومنه: حَظيرَة القُدس وروح القُدس. والقُدُس: جَبْرَئيل - صلوات الله عليه -، قال تعالى:) وأيَّدْناه بِرُوْحِ القُدُسِ (، وفي حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: إنَّ روحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوَعي أنَّ نفساً لن تموت حتى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَها؛ فاتَّقوا الله وأجمِلوا في الطَّلَب. وقيل له روح القُدس لأنّه خُلِقَ من طَهارةٍ، وقال حسّان بن ثابِت رضي الله عنه:

وجِبْرِيْلٌ رَسولُ اللهِ فينا ... وروحُ القُدْسِ ليسَ له كِفَاءُ وقُدْسٌ - بالتسكين -: جبل عظيم بأرض نجد، وأنشد أبو القاسِم الحَسَن بن بِشْرٍ الآمِديّ للبُغَيْتِ - بالباء المُوَحَّدَة والغَيْن المُعْجَمَة والتاء المُثَنّاة في آخِرِه -، وهو شاعِر فاتِك من جُهَيْنَة كثير الغارات: نحنُ وَقَعْنا في مُزَيْنَةَ وَقْعَةً ... غَداةَ الْتَقَيْنا بينَ غَيْقٍ فَعَيْهَما ونحنُ جَلَبْنا يومَ قَدْسِ أوَارَةٍ ... قَنابِلَ خَيْلٍ تَتْرُكُ الجَوَّ أقْتَما ونحنُ بموضُوعٍ حَمَيْنا ذِمارَنا ... بأسْيافنا والسَّبْيَ أنْ يُتَقَسَّما هكذا رواه الآمِديّ: " قُدْسِ أُوَارَةٍ " بتقديم الهمزة على الواو، وقال ابن دريد: قُدْسِ أُوَارَةَ جَبَلٌ معروف، وقال حسّان بن ثابِت - رضي الله عنه - يهجو مُزَيْنَةَ: رُبَّ خالَةٍ لكَ بين قُدْسٍ وآرَةٍ ... تحتَ البَشَامِ ورفْغُها لم يُغْسَلِ والقُدْسُ - أيضاً -: البَيْتُ المُقَدَّسُ. والقُدَاسُ - مثال العُطاس -: شيء يُعْمَل كالجُمان من الفِضَّة، قال يَصِف الدموع: كَنَظْمِ قُدَاسٍ سِلْكُهُ مُتَقَطِّعٌ والقُدَاس - أيضاً -: الحَجَرُ الذي يُنْصَب على مَصَبِّ الماء في الحوض. وقال ابن دريد: القُدَاسُ ويقال القُدّاسُ بالفتح والتشديد: حَجَرٌ يُطْرَح في حوض الإبِل يُقَدَّر عليه الماء فَيَقْسِمُوْنَه بينهم، يَصْنَعونَ به كما يَصْنَعونَ بالمَقْلَةِ في أسْفارِهِم، وهي الحَصَاةُ التي تُطْرَح في القَعْبِ يَتَصَافَنُوْنَ الماءَ عليها، يفعَلون ذلك عند ضِيْقِ الماء لِيَشْرَبَ كُلُّ إنْسانٍ بمِقْدارٍ، وأنشد أبو عمرو: لا رِيَّ حتى يَتَوارى قَدّاسْ ... ذاكَ الحُجَيْرُ بالإزاءِ الخَنّاسْ والحُسَيْن بن قُدَاس: من أصحاب الحديث. وقال ابن عبّاد: شَرَفٌ قُدَاسٌ: أي منيع ضخم. قال: والقُدُس - بضمَّتَين - وقيل القُدَسُ - مثال صُرَد -: قَدَحٌ نَحْو الغُمَرِ. وقال ابن دريد: القادِس: حجَر المُقْلَة كالقَدّاس. والقادِس: السفينة العظيمة، قال أُمَيَّة بن أبي عائِذٍ الهُذَليّ يَصِفُ ناقَة: وتهفو بِهَادَ لها مَيْلَعٍ ... كما اطَّرَدَ القادِسَ الأرْدَمُوْنا المَيْلَع: الذي يتحرَّك هكذا وهكذا، والأرْدَم: الملاّح الحاذِق. وقال إبراهيم بن عليِّ بن محمد بن سَلَمَة بن عامِر بن هَرْمَة يمدح عبد الواحِد بن سُلَيْمان: اليكَ كَلَّفْتُها الفَلاةَ بلا ... هادٍ ولكنْ تَؤُمُّ مُعْتَسِفَه كأنَّها قادِسٌ يُصَرِّفُهُ الن ... نُوْتيُّ تحتَ الأمواجِ عن حَشَفَهْ وقادِس: جزيرة غَرْبيَّ الأُنْدُلُس تُقارِب أعمال شَذُوْنَةَ. وقادِسُ - أيضاً -: قصبة من أعمال هَرَاةَ. والقادِسِيَّة: قرية على طريق الحاجِّ على مرحلة من الكوفَة. ويوم القادِسِيَّة: يوم كان بين المُسْلِمين وبين الفُرْس في خلافة عمر - رضي الله عنه - سَنَةَ سِتّ عشرةَ من الهِجْرَة، وأمير العَسْكَر يومَئذٍ سعد بن أبي وقّاص - رضي الله عنه -، وكان في القَصْرِ يَنْظُرُ إلى القِتالِ، فقال بعض المُسْلِمين: ألَمْ تَرَ أنَّ اللهَ أنْزَلَ نَصْرَهُ ... وسَعْدٌ ببابِ القادِسِيَّةِ مُعْصمُ وقيل: مَرَّ إبراهيم - صلوات الله عليه - بالقادِسِيَّة فوَجَدَ هُناكَ عَجوزاً، فَغَسَلَتْ رَأْسَه، فقال: قُدِّسْتِ من أرْضٍ، فَسُمِّيَت القادِسِيَّة، ودَعا لها أنْ تكونَ مَحَلَّةَ الحاجِّ. وكان يقال للقادِسِيَّة: قُدَاسُ، قال بِشر بن أبي ربيعة الخَثْعَميّ: وحَلَّت ببابِ القادِسِيَّةِ ناقَتي ... وسَعْدُ بنُ وَقّاصٍ عَلَيَّ أمِيْرُ تَذَكَّرْ هَدَاكَ اللهُ وَقْعَ سُيُوْفِنا ... بِبابِ قُدَيْسٍ والمَكَرُّ ضَرِيْرُ وقيل: جَعَلَها قُدَيْساً لضَرورةِ الشِّعر، كما جَعَلَها الكُمَيْت قادِساً حيث يقول: كأنّي على حُبِّي البُوَيْبَ وأهْلَهُ ... أرى بالقَرِيْنَيْنِ العُذَيْبَ وقادِسا والقادِسِيَّة - أيضاً -: قرية قرب سُرَّ مَنْ رَأى.

قدمس

وقال ابن دريد: القَدِيْسُ - زَعَموا -: الدُّرُّ، لغة يمانيّة قديمة، قال: وأنشد ابن الكَلْبيّ بيتاً لِمُرَتِّع بن معاوية أبي كِندة بن مُرَتِّعٍ، ولم يذكر ابن دريد البيت. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لم يَذْكُرِ ابن الكَلْبيّ في جمهرة النَسَب عندَ ذِكْرِهِ مُرَتِّعاً شيئاً مما قاله ابن دريد. والقُدُّوْسُ: من أسماء الله تعالى، وهو فُعُّوْلٌ، من القُدْس وهو الطَّهارة، ومعنى القُدُّوْسُ: الطّاهِر. وكان سِيبَوَيْه يقول: القُدُّوْسُ والسَّبُّوْحُ - بفتح أوائِلِهما -، وقال ثعلب: كُلُّ اسْمٍ على فَعُّوْلٍ فهو مفتوح الأوَّل؛ مثل سَفُّوْد وكَلُّوب وسَمُّور وشَبُّوط وتَنُّور؛ إلاّ السُّبُّوح والقُدُّوْس فإِنَّ الضمَّ فيهما أكثر وقد يُفْتَحانِ، قال: وكذلك الذُّرُّوْحُ بالضم وقد يُفْتَح. وقيل: القُدُّوْسُ: المُبَارَك. وقرأ زيد بن عَليِّ: " المَلِكُ القدُّوْسُ " بفتح القاف، وقال يعقوب: سَمِعْتُ أعرابيّاً عِنْدَ الكِسَائيّ يُكَنّى أبا الدُّنيا يقرَأُ " القَدُّوْسُ " بفتح القاف، وقال رؤبة: دَعَوْتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوْسُا ... دُعاءَ مَنْ لا يَقْرَعُ النّاقُوسا والقَدَسُ - بالتحريك -: السَّطْلُ بِلُغَة أهْلِ الحِجازِ، لأنَّه يُتَطَهَّرُ به. وقَدَسُ - أيضاً -: بلدة قُرْبَ حِمْصَ، من فُتُوحِ شُرَحْبِيْل بن حَسَنَةَ - رضي الله عنه -، وحَسَنَةُ أمُّه، وأبوه عبد الله بن المُطاع، وإليها تُضافُ بُحَيْرَةُ قَدَس. وفلان قَدُوْسٌ بالسَّيف: أي قَدُوْمٌ به. وقد سَمَّوا قَيْدَاساً - مثال طَيْثَار - ومِقْداساً. وقُدَيْسَة بنت الربيع: أُمُّ عبد الرحمن بن إبراهيم بن الزُّبَيْر بن سُهَيْل بن عبد الرحمن بن عَوْفٍ. والتَّقْديس: التَّطْهير. وقد قَدَّسَ اللهَ تعالى، قال العجّاج: أرْسَاهُ من عَهْدِ الجِبالِ فَرَسا ... خالِقُنا فَنَحْمَدُ المُقَدَّسا بِجَعْلِهِ فينا العَدِيْدَ الأنَسا وقوله تعالى:) ونُقَدِّسُ لكَ (قيل: معناه نُقَدِّسُكَ، واللام صِلَة. والأرض المُقَدَّسَة: أي المُطَهَّرَة. وبيتُ المُقَدَّسِ - يُخَفَّف ويُشَدَّد، كَمَجْلِسِ ومُطَهَّرٍ -. والمُقَدِّس في قول امرئ القيس، ويُروى لبِشْرِ بن أبي خازِمٍ، وهو موجود في دِيْوانيْ أشعارِهما: فأدْرَكْنَهُ يَأْخُذْنَ بالسّاقِ والنَّسَا ... كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِ وكان الرّاهِب إذا نَزَلَ من الصَّوْمَعَة يُريدُ بيت المَقْدِس تَمَسَّحَ به الصِّبْيَان حتى يُمَزِّقُوا ثَوْبَه، فَفي شِعْرِ امْرئ القَيْس: كما شَبْرَقَ، وفي شِعْرِ بِشْرِ: كما خَرَّقَ. وتَقَدَّسَ: أي تَطَهَّرَ. والتركيب يدل على الطُّهْرِ. قدمس أبو عُبَيْد: القُدْمُوْس: القديم، يقال: حَسَبٌ قُدْمُوْسٌ: أي قديم، وقال جرير: وابْنا نِزارٍ أحَلاّني بِمَنْزِلَةٍ ... في رأْسِ أرْعَنَ عادِيِّ القَدَامِيْسِ وقال العجّاج يصف عَسْكَراً كثيراً: عَنْ ذي قداميسَ لُهَامٍ لو دَسَرْ ... بِرُكْنِهِ أرْكانَ دَمْخٍ لا نْقَعَرْ وقال آخَر: نحنُ ضَرَبْنا العارِضَ القُدْمُوْسا ... ضَرْباً يُزِيْلُ الوَتَرَ المَخْموسا وقال ابن عبّاد: القُدْمُوْس: العظيم من الإبِل. والقُدْمُوْس: المَلِك الضَّخْم. والقُدْمُوْسَة: الصَّخرة العظيمة. قربس القَرَبُوْس للسَّرْجِ - بتحريك الراء -، ولا يُخَفَّفْ إلاّ في ضرورة الشِّعْر، لأنَّه ليس فَعْلُوْل بسُكون العَين من أبْنِيَتِهِم، وهما قَرَبُوْسانِ، والجمع: قَرابِيْس. وقال الليث: القَرَبُوْس حِنْوُ السَّرْجِ، وبعض أهل الشَّامِ يُثَقِّلُه وهو خَطَأٌ؛ ويَجْمَعُه قَربابِيْسَ وهو أشَدُّ خَطَأً. قردس الليث: قُرْدُوْس: أبو حَيٍّ من الأزْد. ويقال من قيس. وأبو عبد الله هشام بن حَسّان القُرْدُوْسِيُّ: من ثِقات أصحاب الحديث، من أتباع التابعين من أنْفُسِهم، ويقال مولاهم، وكانَ نازِلاً دَرْبَ القَرادِيْس بالبَصْرَة، وهو قُرْدُوْس بن الحارِث بن مالِك بن فَهْم بن غَنْم بن دَوْس. ويقال لتلك الخِطَّةِ: القُرْدُوْس.

قرس

وقال ابن دريد: قُرْدُوْس اسْم، وهو أبو بطن من العرب، منهم سعد بن نجدٍ الذي قَتَلَ قُتَيْبَة بن مُسْلِم. وقَرْدَسْتُ جِرْوَ الكَلْبِ: دَعَوْتُه. وحُكِيَ عن المُفَضَّلِ قَرْدَسَه وكَرْدَسَه: أي أوثَقَه. وقال ابن عبّاد: القَرْدَسَة: الشِّدَّة والصَّلابَة. قرس القَرْسُ: البَرْد الشديد، قال: مَطاعِينُ في الهَيْجى مَطاعِيْمُ في الوغى ... إذا اصْفَرَّ آفاقُ السَّماءِ من القَرْسِ كأنَّ قُرْقُوْفاً بماءٍ قَرْسِ وقال الليث: القَرْسُ: أكْثَفُ الصَّقيع وأبْرَدُه، قال العجّاج: يَنْضِحْنَنا بالقَرْسِ بَعْدَ القَرْسِ ... دُوْنَ ظِهارِ اللِّبْسِ بَعْدَ اللِّبْسِ وليلةٌ ذاةُ قَرْسٍ: أي بَرْدٍ. وقد قَرَسَ البَرْدُ يَقْرِسُ قَرْساً: أي اشْتَدَّ، وفي لغةٍ أخرى: قَرِسَ البَرْدُ - بالكسر - قَرَساً - بالتحريك -، قال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائي: وقد تَصَلَّيْتُ حَرَّ حَرْبِهم ... كما تَصَلّى المَقْرُوْرُ من قَرَسِ وقال ابن السكِّيت: القَرَسُ: الجامِدُ. ولم يَعرِفْه أبو الغَوْث. والبَرْدُ قارِسٌ وقَرِيْسٌ، ولا تَقُل قارِصٌ. وقَرَسَ الماءُ: أي جَمَدَ. ويومٌ قارِسٌ وليلَةٌ قارِسَةٌ. وأصبح الماءُ اليومَ قَرِيْساً وقارِساً: أي جامِداً. ومنه سمك قَرِيْس: وهو أنْ يُطْبَخ ثمَّ يُتَّخَذ له صِبَاغٌ فَيُتْرَك فيه حتى يَجْمُدَ. وقال ابن عبّاد: القَارِس والقَرِيْس: القديم. وقال أبو سعيد: آلُ قَرَاسٍ: أجْبُلٌ بارِدَة، وقال الأصمَعيّ: أجْبُلٌ بارِدَة أو جَبَلٌ بارِد، وآلُه: ما حَوْلَه من الأرض، أبو ذُؤيب الهُذَليّ: فَجَاءَ بِمِزْجٍ لم يَرَ النّاسُ قَبْلَهُ ... هو الضَّحْكُ إلاّ أنَّه عَمَلُ النَّحْلِ يَمَانِيّةٍ أحْيَا لها مَظَّ مَأْبِدٍ ... وآلَ قَراسٍ صَوْبُ أرْمِيَةٍ كُحْلِ ويروى: صَوْبُ أسْفِيَةٍ. وقال الأزهري: آلُ قَرَاسٍ: هِضاب بناحيَة السَّرَاةِ. والقِرْسُ - بالكسر -: القِرْقِس وهو صِغار البعوض. وقِراس بن سالِم الغَنَويّ - بكسر القاف -: شاعِر. وقال أبو زيد: القُرَاسِيَة - بالضم وتخفيف الياء -: الضخم الشديد من الإبل، والياء زائدة كما زِيْدَت في ثَمَانِيَة وَرَباعِيَة، قال: لَمّا تَضَمَّنْتُ الحَوَارِيّاتِ ... قَرَّبْتُ أجْمالاً قُرَاسِيَاتِ وقال الليث: تقولُ هذا جَمَلٌ قُرَاسِيَة، وهو من الفُحُول أعَمُّ، وليست القُرَاسِيَةُ نسْبَةً، وإنَّما هي على بِنَاءِ رَبَاعِيَة، وهذه ياءاتٌ تُزاد، كقولِكَ: هَدْراً وهَدَراناً، قال جرير: يَكْفي بَني سَعْدٍ إذا ما حارَبُوا ... عِزٌّ قُرَاسِيَةٌ وجَدٌّ مِدْفَعُ وقُوْرِس: كورة من نواحي حَلَب، وهي الآن خَراب. وأقْرَسَه البَرْد، وقَرَّسَهُ تَقْريْساً: أي بَرَّدَه. وكذلك قَرَّسْتُ الماءَ في الشَّنِّ: إذا بَرَّدْتَه، ومنه حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّ قَوماً مَرُّوا بِشَجَرَةٍ فَأَكَلوا منها فكأنَّما مَرَّت بهم رِيْحٌ فأخْمَدَتْهُم، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: قَرِّسُوا الماءَ في الشِّنَانِ وصُبُّوه عليهم فيما بَيْنَ الأذانَيْنِ. يَعْني أذانَ الفَجْرِ والإقامَةَ. والتركيب يدل على البَرْد، وقد شَذَّ عن هذا التركيب القُرَاسِيَة. قرطس أبو زَيد: القِرْطاس والقُرْطاس والقَرْطَس - بالفتح - والقِرْطَسُ - مثال هِبْلَع، عن ابنِ عَبّاد -: الذي يُكْتَبُ فيه، قال مِخَشٌّ العُقَيْليّ: كأنَّ بِحَيْثُ اسْتَوْدَعَ الدّارَ أهْلُها ... مَخَطَّ زَبُوْرٍ من دَوَاةٍ وقَرْطَسِ ورِوايَة أبي حاتِم: مَخَطَّ كِتَابٍ في زَبُوْرٍ وقَرْطَسِ. وقال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِيّ: عَفَتِ المَنازِلُ غَيْرَ مِثْلِ الأنْقُسِ ... بَعْدَ الزَّمانِ عَرَفْتُهُ بالقَرْطَسِ أي كالكِتاب القديم في القِرْطاس. وقَرْطَس - أيضاً -: من قُرى مِصر. وقال ابن الأعرابي: يقال للناقة إذا كانت فَتِيّة شابّة: هي القِرْطاس. والقِرْطاس: الجَمَلُ الآدَمُ. والقِرْطاس: الجارِيَة البيضاء المَديدَة القامَة. وقال الليث: كُلُّ أديمٍ يُنْصَبٌ للنِّضَالِ: فهو قِرْطاس.

قرقس

وقوله تعالى:) كِتاباً في قِرْطاسٍ (، قال أبنُ عَرَفَة: العَرَبُ تُسَمِّي الصَّحيفَة قِرْطاساً من أيِّ شَيء كانَتْ، وَقَرَأَ أبو مَعْدان الكُوفيّ:) في قُرْطاسٍ (بالضم. ودابَّة قِرْطاسِيَّة: إذا كانت بيضاء لا يُخالِط لونَها شِيَةٌ غيرُ البَياضِ، فإذا ضَرَبَ بَياضُها إلى الصُّفْرَة فهيَ نَرْجِسِيّة. ورَمى فَقَرْطَس: إذا أصابَ القِرْطاسَ. وهي رَمْيَة مُقَرْطِسَة. وقال ابنُ عبّاد: تَقَرْطَسَ: هَلَكَ. قرقس الليث: القَرْقُوْس: القاع الصُّلْبُ. وقال الفَرّاء: أرضٌ قَرَقُوس: مَلْساءُ مُسْتَوِيَة، وقاعٌ قَرَقُوْسٌ: كذلك. وقال ابنُ شُمَيْل: القَرَقُوْس القاعُ الأمْلَس الغليظ الأجْرَد الذي ليس عليه شيء، وربَّما نبعٌ فيه ماء، ولكنَّه مُحْتَرِق خبيث، إنَّما هو مِثْلُ قطعة من النّار، ويكون مرتفِعاً ومُطْمَئِنّاً. والقِرْقِس: الجِرْجِس، وأنشد يعقوب: فَلَيْتَ الأفاعِي يَعْضَضْنَنا ... مكانَ البَراغِيْثِ والقِرْقِسِ وقال ابن عبّاد: القِرْقِس: طين يُخْتَم به، فارِسِيٌّ مُعَرَّب، يقال له: الجِرْخِشْت. وقِرْقِيْسِيَاءُ وقِرْقِيْسِيَا - يُمَدُّ ويُقْصَر -: بَلَدٌ على نهر الخابور قُرْبَ رَحْبَةِ مالك بن طَوْق، سُمِّيَ بقِرْقِيْسِيَاءُ بن طَهْمُورثَ المَلِك. وقِرْقِسَان: بلد. وقال الفرّاء: يثال للجَدْيِ: قُرْقُوْس: إذا أُشْلِيَ. وقال أبو زيد: قَرْقَسْتُ بالكَلْبِ: إذا دَعَوْتَه فَقُلْتَ له قُرْقُوْس، وقال ابن دريد: القَرْقَسَة: دُعاؤكَ جِرْوَ الكَلْبِ. قرمس قَرْمَسُ - بالفتح -: بَلَد من أعمال مارِدَة بالأُندُلُس. وقِرْمِيْسِيْنُ - بالكسر -: بلد قريب من الدِّيْنَوَرِ، وهو مُعَرَّب كِرْمانْ شاهانْ. قرنس ابن الأعرابي: القُرْناس والقِرْناس - بالضم والكسر -: شِبهُ الأنف يَتَقَدّم من الجَبَل، قال مالِك بن خالِد الخُّناعي؛ ويُروى لأبي ذُؤَيْب الهُذَليّ أيضاً: في رأس شاهِقَةٍ أُنْبُوبُها خَصِرٌ ... دُوْنَ السَّماءِ له في الجوِّ قرْناس يُروى بالوَجْهَين، ويُروى: أشْرَافُها شَعَفٌ. قال: والقِرْناس - أيضاً -: عِرْناسُ المِغْزَلِ. والقَرَانيس: عَثَانِيْن السَّيْل وأوائلُه مع الغُثاء. وربَّما أصاب السَّيْلُ حَجَراً فَتَرَشَّشَ الماءُ فَسُمِّيَ القَرَانِس. والقُرْناس والقِرْناس والقِرْنِس من النُّوق: المُشْرِفَةُ الأقطار كأنَّها حَرْفُ جَبَلٍ. وسَقْفٌ مُقَرْنَس: عُمِلَ على هيئة السُّلَّم. وقَرْنَسَ البازي - فِعْلٌ له لازِم -: إذا كُرِّزَ وخِيْطَت عَيْناهُ أوَّلَ ما يُصَادً، هكذا يَرْوُوْنَه عن الليث، وغيره يقول: قُرْنِسَ - على ما لَم يُسَمَّ فاعِلُه -، والصّاد فيه لُغَة. وقَرْنَسَ الدِّيْك وقَرْنَص: إذا فَرَّ وقَنْزَعَ، وأبى ابن الأعرابيّ الصّادَ. قسس القَسُّ - بالفتح -: تَتَبُّع الشَّيْئِ وطَلَبُه، قال رؤبة: يُصْبِحْنَ عن قَسِّ الأذى غَوافِلا ... يَمْشِيْنَ هَوْناً خُرَّداً بَهَالِلا لا جَعْبَرِيّاتٍ ولا طَهَامِلا والقَسُّ: النَّميمَة، قال رؤبة: باعَدَ عَنْكَ العَيْبَ والتَّدْنِيسا ... ضَرْحُ الشِّمَاسِ الخُلُقَ الضَّبِيْسا فَحْشَاءَهُ والكَذِبَ المَنْدُوْسا ... والشَّرَّ ذا النَّمِيْمَةِ المَقْسُوْسا وقال الليث: القَسُّة - بلغة أهل السَّوَاد -: القرية الصغيرة. والقَسُّ والقِسِّيْسُ: رئيس النصارى في الدِّيْن والعِلْمِ، وجمع القَسّ: قُسُوْس، وجمع القِسِّيْس: قِسِّيْسُوْنَ وقَسَاوِسَة وقُسُوْس - أيضاً -، قال الله تعالى:) قِسِّيْسِيْنَ ورُهْبَاناً (. والقَسَاوِسَة على قول الفرّاء: جمعٌ مِثل مَهَالِبَة؛ فَكَثُرَت السِّيْنات فأبْدَلوا من إحداهُنَّ واواً، وأنشد لأُمَيَّةَ ابن أبي الصَّلْتِ الثَّقَفيّ: لو كانَ مُنْفَلِتٌ كانَت قَسَاوِسَةً ... يُحْيِيْهم اللهُ في أيْدِيْهم الزُّبُرُ وقَسَسْتُ القَوْمَ: آذَيْتُهم بالكلام القَبيح. وقال ابن دريد: قَسَسْتُ ما على العَظْمِ قَسّاً: إذا أكَلْتَ ما عليه من اللَّحْمِ وامْتَخَخْتَه. والقَسُّ - بالفتح -: صاحِب الإبل الذي لا يُفارِقُها.

وقال ابن السكِّيت: ناقَةٌ قَسُوْس: إذا ضَجَرَت وساءَ خٌلٌقٌها عند الحَلِب. والقَسُوْس - أيضاً -: التي ترعى وَحْدَها، وقد قَسَّتْ تَقُسُّ. وقال أبو عمرو: القَسُوْس: الناقة التي ولّى لَبَنُها. وقال أبو عُبَيدة: يقال ظَلَّ يَقُسُّ دابَّتَه: أي يَسُوْقُها. والقَسُّ - أيضاً -: الصَّقيع. وقَسَسْتُ الإبِلَ: أحْسَنْتُ رِعْيَتَها. وليلة قَسِّيَّة: بارِدَة. ودِرْهَم قَسِّيٌّ وقَسِيٌّ - بالتشديد والتخفيف -: أي رديءٌ. والقَسِّيُّ: ثوب يُحْمَل من مِصر يُخالِطُه الحرير، ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - عن لِبْسِ القَسِّيِّ. قال أبو عُبَيد: هو منسوب إلى بلاد يقال لها القَسُّ، قال: وقد رأيْتُها، ولم يَعْرِفْها الأصمَعيّ، قال: وأصحاب الحديث يقولونها بكسر القاف وأهل مِصر بالفتح. وقال شَمِر: قال بعضُهم هي القَزِّيُّ، أُبْدِلَتِ الزَّايُ سِيناً، قال ربيعة بن مَقْروم الضَّبِّيُّ يَصِف الظُّعن: جَعَلْنَ عَتيقَ أنْماطٍ خُدُوْراً ... وأظْهَرْنَ الكَوادِنَ والعُهُوْنا على الأحْداجِ واسْتَشْعَرْنَ رَيْطاً ... عِراقِيّاً وقَسِّيّاً مَصُوْنا ويروى: الكَرادِيَ. وقُسُّ بن ساعِدَة بن عمرو بن شَمِرٍ - وقيل: عمرو بن عمرو - بن عَدِيِّ بن مالِك بن أيْدَعَانَ بن النَّمِر بن وائلَة بن الطَّمَثَان بن عَوْذِ مَناةَ بن يَقْدُمَ بن أفْصى بن دُعْمِيِّ بن أياد: الخطيب الحكيم البَليغ الذي يُضْرَب به المَثَل في الفصاحة. ولمّا قَدِمَ وَفْدٌ إيادٍ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلّم - قال لهم: أيُّكُم يَعْرفُ قُسَّ بن ساعِدَة الإيادِيَّ؟ قالوا: كُلُّنا يَعْرفُه، قال: فما فَعَلَ؟ قالوا: ماتَ، قال: يَرْحَم الله قُسّاً؛ إنِّي لأرجو أن يأتي يومَ القِيامَة أُمَّةً وَحْدَه. ومن كلام قَسِّ بن ساعِدَة: أقْسَمَ قُسٌّ قَسَماً بَرّ إلاّ إثْمَ فيه: ما لِلّهِ على الأرضِ دينٌ هو أًحَبُّ إليه من دين قد أظلَّكم زَمَانُه وأدْرَكَكُم أوانُه، طُوْبى لِمَن أدْرَكَه واتَّبَعَه، ووَيْلٌ لِمَنْ أدْرَكَه فَفَارَقَه. ثُمَّ أنْشَأ يقول: في الذَاهِبِيْنَ الأوَّلِيْ ... نَ من القُرُونِ لنا بَصَائرْ لَمّا رَأيْتُ مَوارِداً ... لِلْمَوْتِ ليس لها مَصَادِرْ ورَأيْتُ قَوْمي نَحْوَها ... تَمْضي الأصاغِرُ والأكابِرْ لا يَرْجِعُ الماضي إلَ ... يَ ولا من الباقِيْنَ غابِرْ أيْقَنْتُ أنّي لا مَحَا ... لَةَ حَيْثُ صارَ القَوْمُ صائرْ وقُسُّ النّاطِف: موضِع قريب من الكوفة على شاطئ الفُرات، كانَت عِنْدَهُ وَقْعَة بين الفُرْسِ وبين المُسْلِمين في خلافة عمر - رضي الله عنه -. وقُسَيْس - مُصَغَّراً -: مَوضِع، قال امرؤ القيس: أجَادَ قُسَيْسَاً فالصُّهَاءَ فَمِسْطَحاً ... وجَوّاً ورَوّى نَخْلَ قَيْسٍ بن شَمَّرا وقُسَاس: جبل لِبَني أسد، قال أوْفى بن مَطَر المازِنيّ: ألا أبْلِغا خُلَّتي جابِراً ... بأنَّ خَلِيْلَكَ لم يُقْتَلِ تحاوَزْتَ جُمران عن ساعةٍ ... وقلتَ قُسَاسٌ من الحَرْمَلِ وقال شَمِر: القُسَاس: مَعْدِن الحديد بإِرْمِيْنِيَةَ. والقُسَاسِيّ من السُّيُوف: منسوب إليه، وأنشد: إنَّ القُسَاسِيَّ الذي يَعْصَى بِهِ ... يَخْتَضِمُ الدّارِعَ في أثْوَابِهِ وقَرَبٌ قَسْقَاسٌ: أي سريع لَيْسَت فيه وَتيرَة. والقَسْقَاس: الدليل الهادي، قال رؤبة: وضُمَّرٍ في لِيْنِهِنًّ أشْرَاسْ ... يَحْفِزُها اللَّيلُ وحادٍ قَسْقَاسْ والقَسْقَاس: شِدَّة البَرْد والجوع، قال أبو جُهَيْمَة الذُّهْليّ: أتانا به القَسْقَاسُ ليلاً ودُوْنَهُ ... جَرَاثيمُ رَمْلٍ بَيْنَهُنَّ قِفَافُ فأطْعَمْتُهُ حتى غَدا وكأنَّهُ ... أسيرٌ يُدَاني مَنْكِبَيْهِ كِتَافُ وقال أبو عمرو: رِشاءٌ قَسْقَاسٌ: أي جَيِّدٌ. وسَيف قَسْفَاس: إذا كان كَهاماً. والقَسْقَاس: نَبْتٌ، وقال الدِّيْنَوَريّ: ذَكَروا أنَّ القَسْقَاسَ بَقْلَةٌ تُشْبِهُ الكَرَفْسَ، قال: وكُنْتَ من دائكَ ذا أقلاسٍ ... فاسْتَقْيِأً بِثَمَرِ القَسْقَاسِ

قسطس

ولَيْل قَسْقَاس: مُظْلِم. وقال الأزهريّ: ليلة قَسْقَاس: إذا اشْتَدَّ السَّيْرُ فيها إلى الماء، وليس من الظُّلْمَةِ في شيءٍ. وقال أبو زيد: القَسْقَاسَة والنَسْنَاسَة: العَصا. وفي حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّ فاطِمَة بنت قيس - رضي الله عنها - أتَتْهُ تَسْتَأذِنْهُ وقد خَطَبَها أبو جَهْمٍ ومُعاوِيَة - رضي الله عنهما -، فقال: أمّا أبو جَهْم فأخافُ عليكِ قَسْقَاسَتَه العصا، وأمّا مُعاوِيَة فَرَجُلٌ أخْلَقُ من المالِ، قالتْ: فَتَزَوَّجْتُ أُسامَة بن زَيد - رضي الله عنه - بعد ذلك. قَسْقَاسَتَهُ: يعني تَحْريكَهُ إيّاها عند الضَّرْب. وكان يَنْبَغي أن يَقولَ: قَسْقَسَتَهُ العصا، وإنّما زِيْدَت الألف لئلاّ تتوالى الحَرَكات، ويُشْبِهُ أن تكونَ العَصا في الحَديثِ تَفْسِيراً للقَسْقاسَة، وفيه وَجْهٌ آخَرُ: وهو أنْ يُرَادَ به كَثْرَةُ الأسْفارِ، يقول: لا حَظَّ لكَ في صُحْبَتِهِ، لأنَّه يُكْثِرُ الظَّعنَ ويُقِلُّ المُقَامَ. والقَسْقَاسُ والقَسْقَسُ - وهو مَقْصُورٌ منه - والقُسَاقِسُ: الأسَدُ. وقال ابن الأعرابي: القُسُسُ - بضمَّتَين -: العُقَلاء. والقُسُس - أيضاً -: السّاقَةُ الحُذّاقُ. والقُسُوْسَة والقِسِّيْسِيَّةِ: مَصْدَر القَسِّ. وفي كتاب النبي - صلى الله عليه وسلّم - لِنَصارى أهْلِ نَجْران: لا يُغَيَّرُ واهِفٌ عن وُهْفِيَّتِه - ويُروى: وِهافَتِه، ويُروى: وافِهٌ عن وُفْهِيَّتِه - ولا قِسِّيْسٌ عن قِسِّيْسِيَّتِه. وقَسَاس - مثال أساس - بن أبي شَمِر بن مَعْدِي كَرِب: شاعِر. وقَسٍّسْتُ الإبِلَ تَقْسِيْساً: مثل قَسَسْتُها قَسّاً: إذا أحْسَنْتَ رِعْيَةَ الإبِلِ. والتَّقَسُّسْ: التَّتَبُّعْ. ويقال تَقَسَّسْتُ أصْواتُهُم باللَّيْل: أي تَسَمَّعْتُها. والقَسْقَسَة: دَلَجُ اللَّيْلِ الدّائبُ. وقَسْقَسْتُ بالكَلْبِ: إذا صِحْتُ بِهِ. وقَسْقَسْتُ العِظامَ: إذا أكَلْتَ ما عليها من اللحم وامْتَخَخْتَه، مثل قَسَسْتُ، لغة يمانيّة. وقَسْقَسَ الشَّيء: حَرَّكه. وقَسْقَسَ: أسْرَعَ، يقال: ما زالَ يُقَسْقِسُ اللَّيْلَةَ كُلّها: إذا أدْأبَ السَّيْرَ. والتركيب يدل على تَتَبُّع الشيء، وقد يشِذُّ عنه ما يُقارِبُه في اللَّفْظ. قسطس القِسْطَاس والقُسْطَاس: الميزان، وقَرَأَ الكوفيُّونَ غير أبي بكر:) بالقِسْطَاس (بالكسر، والباقونَ بالضَّمِّ، ويقال أيضاً: القِصْطَاس والقُصْطَاس بالصاد؛ لُغَةٌ. وقال الليث: هو أقْوَم المَوازين، قال: وبَعْضٌ يُفَسِّرُه الشّاهين، قال: واما القَرَسْطُون فهوَ القَبّانُ بِلُغَة أهْل الشَّام. وقيل: هو ميزان العَدْلِ أيَّ ميزانٍ كان من موازين الدَّراهِمِ وغَيْرِها، وقال ابنُ دريد: هو روميٌّ مُعَرَّب. قسطنس الليث: القُسْطَنَاس: صَلايَةُ الطِّيْبِ، وأنشد لامْرئ القَيْس وهو لِمُهَلْهِل لا لامْرئ القيس: كُرِّي الحُمَيّا فَعُلِّيْها سَرَاتَهُمُ ... كالقُسْطَنَاسِ عَلاها الوَرْسُ والجَسَدُ وقال سِيْبَوَيْهِ: القُسْطَنَاسُ شَجَرٌ وأصله قُسْطَنَسٌ فَمُدَّ بِألِف، كما مَدُّوا عَضْرَفُوطاً بالواو؛ والأصل عَضْرَفُطٌ. وقال ابن الأعرابي نَحْوَه. قطربس الليث: القَطْرَبُوْس: الشديدةُ الضرب من العقارِب. وأنشد أبو زَيد: فَقَرَّبوا لي قَطْرَبُوْساً ضارِباً ... عَقْرَبَةً تُناهِزُ العَقارِبا وقال المازنيّ: القَطْرَبُوْس الناقة السريعة، وقال ابن عبّاد: القَطْرَبُوْس الشديدة. قطرس ابن عبّاد: القَنْطَرِيْس: الفأْرَةُ، ولا أحُقُّه. وهو الناقة الشديدة الضخمة أيضاً. قعس القَعَسُ: خُروجُ الصَّدْرِ ودُخُول الظَّهْر، وهو ضِدُّ الحَدَب، يقال: رجُلٌ أقْعَسُ وقَعِسٌ. وفَرَسٌ أقْعَس: إذا اطْمَأنَّ صُلْبُه من صَهْوَتِه وارْتَفَعَت قَطَاتُه، ومن الإبل: الذي مالَ رأسُه وعُنُقُه نحوَ ظَهْرِه، ومنه قَوْلُهم: ابنُ خَمْسٍ عِشَاءُ خَلِفَاتٍ قُعْسٍ: أي مُكْثُ الهِلال لِخَمْسٍ خَلَوْنَ من الشَّهْرِ إلى أنْ يَغيبَ مُكْثُ هذه الحَوَامِلِ في عشائها. وليلٌ أقْعَس: كأنَّه لا يَبْرَح. ورجُلٌ أقْعَس: أي مَنيع.

والأقْعَس: جبل في ديار رَبيعَة بن عُقَيْل يُقال له ذو الهَضَبات. والأقْعَس: نَخْلُ وأرْضٌ لِبَني الأحنَف باليَمامَة. والأقْعَسَان: الأقْعَسُ وهُبَيْرَة ابنا ضَمْضَمٍ. وقال أبو عُبَيْدَة: الأقْعَسَان هُما الأقْعَسُ ومُقاعِس ابْنا ضَمْرَةَ بنِ ضَمْرَةَ من بني مُجَاشِع. وتصغير الأقْعَس: قُعَيْس؛ إذا صَغَّرْتًه تصغير التَّرْخيم، كَسُوَيْدٍ في تَصْغير الأسْوَدِ. وفي المَثَل: أهْوَنُ من قُعَيْسٍ على عَمَّتِهِ، قال بعضهم: أنَّه دَخَلَ رَجُلٌ من أهل الكوفة دَخَلَ على عَمّتِهِ، فأصابَهُم مَطَرٌ وقُرٌّ وكانَ بيتُها ضَيِّقاً، فأدْخَلَتْ كَلْبَها البَيتَ وأبْرَزَت قُعَيْساً إلى المَطَرِ، فماتَ من البَرْد. وقال الشَّرْقِيُّ ابن القُطَاميِّ: إنَّه قُعَيْس بن مُقاعِس بن عمرو، مِن بَني تَميم، مات أبوه فَحَمَلَتْهُ عَمَّتُهُ إلى صاحِبِ بُرٍّ فَرَهَنَتْه على صاعٍ من بُرٍّ، فَغَلِقَ رَهْنُه لأنَّها لم تَفُكَّه، فاسْتَعْبَدَه الحَنّاط فَخَرَجَ عَبْداً. وقال أبو حُضَيْر التَّمِيميّ: قُعَيْس كانَ غُلاماً يتيماً من بَني تَميم، وإنَّ عَمَّتَهُ اسْتَعارَت عَنزاً من امرأةٍ فَرَهَنَتْها قُعَيْساً، ثمَّ ذَبَحَت العَنْزَ وهَرَبَت، فَضُرِبَ المَثَلُ بِهِ في الهَوَان. وعزٌّ أقْعَس: أي ثابِت، قال العجّاج: وَجَدْتَنا أعَزَّ مَنْ تَنَفَّسَا ... عِنْدَ الحِفَاظِ حَسَباً ومقْيَسا في حَسَبٍ بَخٍّ وعِزٍّ أقْعَسا وعِزَّةٌ قَعْساء: ثابِتة، قال الحارِث بن حِلِّزَةَ اليَشْكُريّ: فَنَمَيْنَا على الشَّنَاءَةِ تَنْمِيْ ... نا جُدُوْدٌ وعِزَّةٌ قَعْساءُ ويُروى: " حُصُوْنٌ "، والخَيْلُ حُصُونُ العَرَبِ. والقَعْساء من النَّمْلِ: الرّافِعةُ صَدْرَها وذَنَبَها. والقَعْساء - أيضاً -: فَرَسُ مُعَاذٍ النهديِّ قتلته...... أخُوه طُفَيْل: فإِن يَكُ فارِسُ القَعْساءِ أمْسى ... مُعاذُ لا يَهُمُّ إلى البَراحِ فَلَيْتَكَ كُنْتَ تُبْصِرُ حينَ كَرَّتْ ... ذُكُورُ الخيل تَعْثًرُ في الرِِّماحِ والقَعْوَسْ - مثال جَرْوَل -: الشيخ الكبير. وقِعَاسٌ - بالكسر -: جبل من ذي الرُّقَيْبَة مُطِلٌّ على خَيْبَر، قال: وكأنَّما انْتَقَلَت بأسْفَلِ مُعْتِبٍ ... من ذي الرُّقَيْبَة أو قِعَاسَ وُعُولُ وعمرو بن قِعاس بن عبد يَغوث المُرادي: شاعِر. والقُعاس - بالضم -: داء يُصيب الغَنَم من كَثْرَةِ الأكْلِ؛ تموت منه، قال جرير يهجو جَخْدَب بن جَرْعَب التَّيْمِيَّ النَّسّابَةَ: كَسَتْكَ اباتَيْمٍ عَجوزٌ لئيمَةٌ ... رِداءً رَآهُ النّاسُ شَرَّ لِبَاسِ يُغالِبُ ما كانت تُغالِب أُمُّهُ ... إذا ما مَشى من جُشْأةٍ وقُعَاسِ وقَعْسان - مثال سَلْمان -: موضِع. والقَوْعَس - مثال قَوْنَس -: الغليظ العُنُق الشَّديد الظَّهْر من كُلِّ شَيءٍ. وقال ابن دريد: القَعْسُ - بالفتح -: التُراب المُنْتِن. قال: وقُعَيْسِيْس: اسم. وقال ابن عبّاد: القُعْسوس لقب للمرأة الدميمة. وقال غيره: الإقعاس: الغِنى والإكثار. وتَقَاعَسَ: أي تأخَّرَ. وفَرَسٌ مُتَقَاعِس: أي أقْعَس، والذي يتأخَّر ولم يَنْقَد لِقائدِه - أيضاً -، قال الكُمَيْت: فلم أكُ عِنْدَ مَحْمِلِها أزُوْحاً ... كما يَتَقاعَسُ الفَرَسُ الجَرُوْرُ وتَزوَّجَ الهُذْلُول بن كعب العَنْبَريّ امرَأَة من بني بَهْدَلَة، فَرَأَتْهُ ذاة يومٍ وهي في نِسْوَةٍ يَطْحَنُ للأضْيافِ، وكان مُمْلَكاً، فَضَرَبَت صَدْرَها وقالتْ: أهذا زوجي؟!، فَبَلَغَه فقال: تَقولُ وصَكَّتْ نًحْرَها بِيَمِنِها: ... أبَعْلِيَ هذا بالرَّحى المُتَقاعِسُ فقُلْتُ لها: لا تَعْجَلي وتَبَيَّني ... فَعَالي إذا الْتَفَّتْ عَلَيَّ الفَوَارِسُ واقَعَنْسَسَ: أي تأخَّرَ ورَجَعَ إلى خَلْفٍ، قال: بِئْسَ مقامُ الشَيْخِ أمْرِس أمْرِسِ ... بينَ حَوَامي خَشَبَاتٍ يُبَّسِ إما على قَعْوٍ وإمّا اقْعَنْسِسِ

قفس

وإنَّما لم يُدْغَم هذا لأنّه مُلْحَق باحْرَ نْجَمَ، يقول: إن اسْتَقى بِبَكرَةٍ وقع حَبْلُها في غير موضِعِه؛ فيقال له أمْرِسْ، وإن اسْتَقى بِغَيْرِ بَكْرَةٍ ومَتَحَ أوْجَعَه ظَهْرُه فيقال له: اقْعَنْسِسْ واجذِبِ الدَّلْوَ. والمُقْعَنْسِس: الشديد، وتصغيره مُقَيْعِس، وإن شئتَ عَوَّضْتَ من النون فقُلْتَ: مُقَيْعِيْس، وكان المُبَرَّد يختار في تصغيره حذف الميم والسِّين الأخيرة فيقول: قُعَيْس، والأوّل قَوْلُ سِيْبَوَيْه. وجمع المُقْعَنْسِس: مَقَاعِسُ - بفتح الميم - بعد حذف الزِّيادَتين النون والسين الأخيرة، وإنّما لم تُحْذَف الميم وإن كانت زائدة لأنها دخلت لمعنى اسم الفاعل، وأنْتَ في التعويض بالخِيَار، والتعويض أن تُدْخِلَ ياء ساكِنة بين الحرفَين اللَّذين بعد الألِفِ، تقول: مَقَاعِس؛ وإن شئتَ مقاعيس. وإنَّما يكون التعويض لازِماً إذا كانت الزيادة رابِعة؛ نحو قِنْديل وقَنَاديل، فَقِسَ على ذلك. ومُقَاعِس: أبو حَيٍّ من تَميم، وهو لَقَب، واسمه الحارِث بن عمرو بن كَعْب بن سعد بن زيد مناة بن تَميم. وقال أبو عُبَيْدَة: سُمِّيَ مُقَاعِساً يومَ الكُلابِ، لأنَّهم لمّا الْتَقَوا هم وبَنو الحارث بن كعب تَنادى أولئك: يا لَلْحارِث؛ وتَنادى هؤلاء: يالَلْحارِث، فاشْتَبَهَ الشِّعاران، فقالوا: يالَمُقاعِسٍ. وقال ابن الكَلْبيّ: سُمِّيَ مُقَاعِساً لأنَّه تَقَاعَسَ عن حِلْفٍ كان بينَ قومه. وتَقَعْوَسَ الشَّيخ: أي كَبِرَ. وتَقَعْوَسَ البيت: أي تَهَدَّمَ، وكذلك تَقَعْوَشَ بالشين المُعْجَمَة. والتركيب يدل على ثبات وقوّة، ويَتَوَسَّعون في ذلك على معنى الاستِعارة. قفس الليث: الأقفَس من الرجال: المُقْرِف ابنُ الأمَة. وأمَةٌ فقساء: وهي اللئيمة الرديئة، ولا تُنْعَتْ الحُرَّة به. وكذلك قَفَاس - مثال قَطَام -؛ قاله النَّضْر. وقال ابن عبّاد: الأقفَس: كُلُّ شَيءٍ طال وانحنى، كأنَّه مقلوب الأسْقَف. والفقَفْساء: المَعِدَة، وقيلَ البطن. وقَفَسَ الظَّبْيَ قَفقْساً: رَبَطَ يَدَيه ورِجْلَيه، والرَّجل: أخَذَ بِشَعْرِه. وقَفَسْتُ الشيءَ: أخذتُه أخْذَ انْتِزاعٍ وغَصْبٍ. وقَفَسَ الرَّجل قَفْساً وقُفُوساً وفَقَسَ فَقْساً وفُقُوساً: أي مات، وقيل: إذا مات فُجَاءةً. وقَفِسَ - بالكسر - قَفَساً: إذا عَظٌمَتْ رَوْثَةُ أنْفِه. وقال ابن دريد: القُفاس - وفي بعض نُسَخ الجَمْهَرة: الفُقَاس بتَقْديم الفاء على القاف -: داء شبيه بالتَشَنُّج في المَفَاصِل. وقال الليث: القُفْسُ - بالضم -: جِيْلٌ بِكَرْمان في جبالها كالأكراد، وأنشد: وكَم قَطَعْنا من عَدُوٍّ شُرْسِ ... زُطٍّ وأكْرادٍ وقُفْسِ قُفْسِ ويقال: تَرَكْتُهما يَتَقافَسَانِ بشُعُورِهما: أي يأخُذُ كُلُّ واحِدٍ منهما بشَعَرِ صاحِبِه. وتَقَفَّسَ: وَثَبَ. ققس ابن عبّاد: المُقَوْقِس: عظيم الهند. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لقد أبعَدَ والله في المَرمى والمَرام؛ وأمكَن من سواء الثُّغْرَةِ كُلَّ مُرْمٍ ومُرامٍ، والمُقَوْقِس: صاحب مصر والإسكندرية؟ رضي الله عنه -، واسمه جُريْج بن مِيْنى القِبْطيّ، معدود في الصحابة، ذَكَرَه ابن عبد البَرّ فيهم، أهدى إلى النبيّ؟ صلى الله عليه وسلّم - بَغْلَتَه الشَّهباء التي يقال لها دُلْدُلٌ، وهي أوَّل بَغْلَةٍ رُؤيَتْ في الإسلام، وحِمارَهُ الذي يقال له يَعْفور، وفَرَسَه الذي يقال له لِزاز. وبقيَت البَغْلَة إلى زمن معاوية؟ رضي الله عنه -، ونَفَقَتْ بِيَنْبُع، ونَفَقَ يَعْفور مُنْصَرَفَ النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - من حَجَّةِ الوداع، ولم يَبْلُغْني نُفُوق لِزاز. وأهدى له المُقَوْقِس - أيضاً - مارِيَة القِبْطِيّة وسِيْرين ومانور الخَصِيّ، فاتَّخَذَ رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - مارِيَة لِنَفْسِه، وهي أمُّ إبراهيم ابن النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -. ووهَبَ سيرين لحسّان بن ثابت - رضي الله عنه -، وهي أمُّ عبد الرحمن بن حسّان. وكان وصول هذه الهديّة في السنة السابعة من الهجرة بعد فتحِ خَيْبَر. وقال أبو عمرو: المُقَوْقِس: طائر مُطَوَّق طَوْقاً سَوَادٌ في بَيَاضٍ يُشْبِه الحَمَامَ. قلحس الليث: القِلْحاس - بالكسر -: السَّمج القبيح من الرِجال.

قلدس

قلدس ابن عبّاد: إقْليْدِس: اسم كتاب. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: فيهِ غَلَطان: أحدهما أنّه اسم جامِع الكتاب، والثاني أنّه أوْقْلِيْدِس بزيادةِ واوٍ. قلس القَلْس: حبل ضخم من لِيف أو خُوص أو غيرِهما؛ من قُلُوسِ سُفُن البحر. والقَلْسُ؟ أيضاً -: القَذْف، وقد قَلَسَ يَقْلِسُ - بالكسر - قَلْساً. وقال الخليل: القَلْسُ: ما خَرَجَ من الحَلْقِ مِلءَ الفَمِ أو دُونَه وليس بِقَيءٍ، فإن عادَ فهو القَيءْ. قال: وكُنْتَ من دائكَ ذا أقلاسٍ ... فاسْتَقْيِأً بِثَمَرِ القَسْقاسِ قال ذو الرُّمَّة: تَبَسَّمْنَ عن غرٍّ كأنَّ رُضَابَها ... نَدى الرَّمْلِ مَجَّتْهُ العِهادُ القَوالِسُ وقال عمر بن الأشعث بن لَجَإٍ يصف الغيث: يَمْعَسُ بالماءِ الجِواءَ مَعْسا ... وغَرَّقَ الصَّمّانَ ماءً قَلْسا وقَلَسَتِ الكأسُ: إذا قَذَفَت بالشَرابِ لِشِدَّة الامتلاء، قال أبو الجَرّاح في أبي الحَسَن الكِسائيّ: أبا حَسَنٍ ما زُرْتُكُم مَنْذُ سَنْبَةٍ ... من الدَّهْرِ إلاّ والزُجاجَةُ تَقْلِسُ كَريم إلى جَنبِ الخِوانِ وزَوْرُهُ ... يُحَيّى بِأهلاً مَرْحَباً ثمَّ يُجْلَسُ وبحرٌ قَلاّس: أي يَقْذِ ف بالزَّبَد. وقالِس: موضع أقْطَعَه النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - بَني الأحَبِّ من عُذْرَة. وقَلُوْس: قرية على عَشْرَةِ فراسِخَ من الرَّيِّ. والقُلَّيْسُ - مثال قُبَّيْط -: بِيعَة كانت بصَنْعاء للحَبَشَة، بَناها أبْرَهَة. وهَدَمَها حِمْيَر. والقَلْس: الشُّرْبُ الكثير من النبيذ. والقَلْس - أيضاً -: الغِناء الجَيِّد. والقَلْس: الرَّقْصُ في غناءٍ. وقال ابن دُرَيْدٍ: القَلِيْس: البخيل، وأنشَدَ للأفْوَه الأوْديِّ: والدَّهْرُ لا يَبْقى على صَرْفِهِ ... مُغْفِرَةٌ في حالِقٍ مَرْمَرِيْس من دونِها الطَّيْرُ ومن فَوْقِها ... هَفَاهِفُ الرِّيْحِ كَجَثِّ القَلِيْسْ الجَثُّ الشُّهْدَة التي لا نَخْلَ فيها. والقَلِيْسُ: غثيان النفس. والأنْقَليس: السَّمَك الجِرِّيْث، قال ابن الأعرابي: هو الأنْكَليس والأنْقَليس. وقال الليث: الأَنْقَلَيس - بفتح الألف واللام، ومنهم مَن يَكْسِر الألف واللام - قال: وهي سمكة على خِلْقَةِ حَيَّة. ومنه حديث عمّار بن ياسِر - رضي الله عنهما -: لا تاكلوا الصِّلَّوْرَ والأنْقَليس. الصِّلَّوْرُ: الجِرِّي. والقَلَنْسُوَة والقُلَنْسِيَة: بمعنىً، إذا فَتَحْتَ القاف ضَمَمْتَ السين، وإذا ضَمَمْتَ القافَ كَسَرْتَ السين وقلَبْتَ الواو ياءً، فإذا جَمَعْتَ أو صَغَّرْتَ فأنْتَ بالخِيَار، لأنَّ فيه زِيَادَتَين الواو والنُّوْنَ، إن شِئتَ حَذَفْت الواو فَقُلْتَ قَلانِس، وإن شِئتَ حَذَفْتَ النون فَقُلْتَ قَلاسٍ، وانَما حَذَفْتَ الواوَ لالتِقاء السّاكنين، وإن شِئْتَ عَوّضْتَ فيهمافقُلْتَ قَلانِيْس وقَلاسِيّ. وتقولُ في التصغير: قُلَيْنِسَة، وإن شِئتَ قُلْتَ قُلَيْسِيّة، ولكَ أن تُعَوِّضَ فيهما فتقول: قُلَيْنِيْسَة وقُلَيْسِيَّة - بتشديد الياء الأخيرة -. وإن جَمَعْتَ القَلَنْسُوَة بِحَذْفِ الهاء قُلْتَ: قَلَنْسٍ، قال: لا مَهل حتى تَلْحَقي بعَنْسِ ... أهلِ الرِّيَاطِ البِيْضِ والقَلَنْسِ وأصلُه: قَلَنْسُوٌ، إلاّ أنَّكَ رَفَضْتَ الواو لأنَّه ليس في الأسماء اسمٌ آخِرُه حَرْفُ عِلَّة وقَبْلَها ضَمَّة، فإذا أدّى إلى ذلك قياسٌ وَجَبَ أن يُرْفَضَ، ويُبَدّل من الضمَّة كسرة، فيصير آخِر الاسم ياءً مكسوراً ما قَبْلَها، وذلك يُوْجِب كَوْنَه بمنزِلة قاضٍ وغازٍ في التنوين. وكذلك القَوْل في أحْقٍ وأدْلٍ جَمْعَيْ حَقْوٍ ودَلْوٍ؛ وأشباهِ ذلِكَ، فَقِسْ عليه. وقَلَنْسُوَة: حِصْنٌ قُرْبَ قُرْبَ الرَّمْلَةِ من أرضِ فِلَسْطين. والتَّقْليس: الضَّرْب بالدُّفِّ والغِنَاء، قال: ضَرْبَ المُقَلِّسِ جَنْبَ الدّفِّ للعَجَم وقال الأموي: المُقَلِّس: الذي يلعب بينَ يَدَي الأمير إذا قَدِمَ المِصْرَ.

قلقس

وقال أبو الجرّاح: التَّقْليس: استِقبال الوُلاةِ عند قُدومِهِم بأصناف اللَّهْوِ. ومنه حديث عُمَر - رضي الله عنه -: أنَّه لمّا قَدِمَ الشّأمَ لَقِيَهُ المُقَلِّسون بالسيوف والرَّيْحان، قال الكُمَيْت يصف ثوراً طَعَنَ الكِلابَ فَتَبِعَه الذُّباب لما في قَرْنَيْه من الدَّم: ثُمَّ اسْتَمَرَّ يُغَنِّيْهِ الذُّبابُ كما ... غَنّى المُقَلِّسُ بِطْرِيْقاً بمِزْمارِ والتَّقليس - أيضاً -: أن يَضَعَ يَدَيه على صَدْرِه ويخْضَعَ كما تَفْعَل النَّصارى قَبْلَ أنْ تُكَفِّرَ أي تومِئَ بالسُّجود، وهو من القَلْسِ بمعنى القَيْءِ، كأنَّه حكى ِذلك هيئةَ القالِس في تَطَامُنِ عُنُقِهِ وإطراقِه. ومنه الحديث الآخر: لمّا رأوْهُ قَلَّسُوا له ثُمَّ كَفَّروا. ويقال: قَلْسَيْتُه فَتَقَلْسى وتَقَلْنَسَ وتَقَلَّسَ: أي لَبِسَ القَلَنْسُوَة. والتركيب يدل على رُمْيِ السَّحابةِ الندى من غيرِ مَطَرٍ؛ وعلى الضَّرْب ببَعْضِ المَلاهي. قلقس القُلْقَاس: أصلٌ يؤكَل مطبوخاً، ويُتَداوى به، ويَزيد في الباءَة. قلمس شَمِر: القَلَمَّس - مثال عَمَلَّس -: الكثيرة الماء من الرَّكايا، يقال: إنَّها لَقَلَمَّسَةُ الماءِ أي كثيرة الماء. وقال الفرّاء: القَلَمَّس: البحر. ورجُلٌ قَلَمَّسٌ: إذا كان كثير الخَيْر والعَطِيَّة. وقال الليث: القَلَمَّس: الرجل الداهِيَة البعيد الغَوْر. وكانَ القَلَمَّس الكِناني من نَسَأةِ الشُّهور على مَعَدٍّ، كان يَقِف في الجاهِلِيَّة عندَ جَمْرَةِ العَقَبَةِ فيقول: اللهم إنّي ناسِئُ الشُّهور وواضِعُها مَواضِعُها ولا أُعابُ ولا أُحابُ، اللهم إنّي قد أحْلَلْتُ أحَدَ الصَّفَرَيْن وحَرَّمْتُ صَفَراً المُؤخَّرَ، وكذلك في الرَّجَبَيْن؛ يعني رَجَباً وشَعْبان، ثُمَّ يقول: انفِروا على اسمِ الله. وذلك قول الله تعالى:) إنَّما النَّسِيءُ زِيادَةٌ في الكُفْر (الآية، فأبْطَلَ اللهُ ذلك النَّسِيءَ وحَكَمَ بأنَّه زِيادة في الكُفْر. وقال ابن دريد: القَلَمَّس: السَّيِّد العظيم. وبحرٌ قَلَمَّسٌ: زاخِرٌ، وأنشَدَ: تَثَعْلَبْتَ إذْ زَرْتَ ابنَ حَرْبٍ ورَهْطَه ... وفي أرضِنا أنتَ الهُمَامُ القَلَمَّسُ قلهبس ابن السِّكِّيت: القَلَهْبَسَة من حُمُر الوَحْش: المُسِنَّة، والذّكَر قَلَهْبَس. وقال ابن دريد: القَلَهْبَس: اسم حَشَفَةِ ذَكَر الإنسان، ويقال أيضاً: قَهْبَلِس. قال: ويقال للهامة المُدَوَّرة: هامة قَلَهْبَسَة. قلهمس ابن دريد: القَلَهْمَس: القصير المُجْتَمِعُ الخَلْقِ؛ زعموا. قمس القَمْس: الغَوْص، يقال: قَمَسَ في الماء يَقْمُسُ ويَقْمِسُ: أي غاصَ. وفي الحديث: تُضْحي أعلامُها قامِساً: أي مُنْغَمِسَة في التُّراب. وقد كُتِبَ الحديث بتمامِهِ في تركيب س ر د ح، قال العجّاج: قُهْباً تَرى أصْواءهُنَّ طُمَّسا ... بَوَادِياً مَرّاً ومَرّاً قُمَّسا وقَمَسَه في الماء - أيضاً -: أي غَمَسَه، لازِمٌ ومُتَعَدٍّ. وقَمَسَه - أيضاً -: أي غَلَبَه بالغَوص. وقَمَسَ الوَلَدُ في بَطْنِ أُمِّه: اضْطَرَبَ، قال رؤبة: وقامِسٍ في آلِهِ مُكَفَّنِ وقال ابن عبّاد: القَموس من الآبار: التي تَقْمِسُ فيها الدِلاء أي تغيب من كَثْرَةِ مائها، بَيِّنَةُ القِمَاسِ. قال: والقَمامِيس: البُحُور، واحِدُها: قِمِّيْس مثال سِكِّيْن. وقال ابن دريد: قَوْمَسُ البحرِ وقامُوْسُه: مُعظَم مائه، وقال أبو عُبَيْد: أبْعَدُ موضِع غَوْراً في البحر، ومنه حديث ابنِ عبّاس - رضي الله عنهما -: أنَّه سُئلَ عن المَدِّ والجَزْرِ فقال: مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بقامُوسِ البِحار؛ فإذا وَضَعَ قَدَمَه فاضَت وإذا رَفَعَها غاضَت. والقَوْمَس - مثال قَوْنَسٍ -: الأمير، بالنِّبْطِيَّة، عن ابنِ عبّاد. قال: والقَمَامِسَة: البَطارِقَة. وقال غيرُه: القَوامِس: الدَّواهي. قال: والقُمَّس: الرَّجُل الشَّريف، قال المُتَلَمِّس: وعَلِمْتُ أنّي قد بُلِيْتُ بِنِئْطِلٍ ... إذْ قِيْلَ كان من آلِ دَوفَنَ قُمِّسُ والقَمِيس: البحر. وقَوْمِسُ: من كُوَرِ دامغانَ. واقْليم القُوْمِسِ: بالأُنْدُلُسِ، من نواحي قَبْرَة.

قنبس

وقُوْمْسَة: من قُرى أصْفَهان. وقُومسَان: من نواحي هَمَذان. وأقْمَسْتُه في الماء: مِثْل قَمَسْتُه فيه. وقامَسْتُه: فاخَرْتُه بالقَّمْس. يقال: فُلان يُقامِس حُوْتاً: إذا ناظَرَ مَنْ هو أعْلَمُ منه. وانْقَمَسَ النُّجْم: أي انْحَطَّ في المُغْرِب، قال ذو الرُّمَّة يَذْكُر مَطَراً عِنْدَ سُقُوطِ الثُّريّا: أصابَ الأرْضَ مُنْقَمَسَ الثُّرَيّا ... بِسَاحيَةٍ وأتْبَعَها طِلالا وإنَّما خَصَّ الثُّرَيّا لأنَّ العَرَبَ تَزْعُمُ أنَّه ليس شَيْءٌ من الأنواء أغْزَرَ من نَوْءِ الثُّريّا. والتركيب يَدُلَّ على غَمْسِ شيءٍ في الماء. قنبس القَنْبَس: من أعلام النِّساء، إن جَعَلْتَ النّون أصلِيّة فهذا موضِع ذِكْرِهِ فيه، وإن كانت زائِدة - كما قال ابن دُرَيد - فَمَوْضِعُ ذِكْرِهِ تركيب ق ب س، وقد ذَكَرْتُه فيه. قندس ابن الأعرابي: قَنْدَسَ الرَّجُلُ: إذا تابَ بَعْدَ مَعْصِيَة. وقال أبو عمرو: قَنْدَسَ فلان في الأرض: إذا ذَهَبَ على وَجْهِه ضارِباً في الأرض، وأنْشَدَ: وقَنْدَسْتَ في الأرضِ العَرِيْضَةِ تَبْتَغي ... بها مَلَسى فكُنْتَ شَرَّ مُقَنْدِسِ هكذا أنشَدَه الأزهري، ورواه ابنُ السِّكِّيت في الألفاظ: مَكْسَباً، ومَلَسى تَصْحيفُ مَكْسَباً. قنس القَنْسُ - بالفتح، عن الليث - والقِنْسُ - بالكسر، عَمَّن سِوَاه -: الأصل، قال العجّاج يمدح عبد المَلِك بن مروان: مِن قِنْسِ مَجْدٍ فَوْقَ كُلِّ قِنْسِ ... في الباعِ إنْ باعُوا ويَوْمَ الحَبْسِ يَكْفُوْنَ أثقالَ ثأى المُسْتَأْسي وكُلُّ شَيْءٍ ثَبَتَ في شَيْءٍ: فهو قِنْسٌ له. وقال ابن عبّاد: القُنُوْسُ: جمع قِنْسِ الرَّأْسِ؛ وهو قَوْنَسُه. قال الأفْوَه الأوْدِيُّ: بلِّغ بَني أودٍ فقد أحْسَنوا ... أمْسِ بِضَرْبِ الهامِ تحت القُنُوسِ وأمّا قول جرير: قد نَكْتَسِي بِزَّةَ الجَّبّارِ نَجْنُبُه ... والبَيْضَ نَضْرِبْهُ فوقَ القَوَانِيْسِ فأنَّه أراد القَوْنَسَ وهو أعلى الهام. وأمّا قول رؤبة: ألا تخافُ الأسدَ النَّهوضا ... كأنَّ وَرْداً مُشْرَباً وُرُوسا كان لِحَيْدَيْ رَأسِهِ قُنُوسا فأنَّه يقول: كأنَّ ذلك الوَرْسَ صارَ لِجانِبَيْ رأسِه لِباساً، أي كأنَّما أُلْبِسَ رأسُه قُنُوساً كَقَوْنَس البَيْضَة. والقَوْنَس: أعلى بَيْضَة الحديد، قال حُسَيْل بن سُحَيْج الضَّبِّيّ: بِمُطَّرِدٍ لَدْنٍ صِحاحٍ كُعُوْبُه ... وذي رَوْنَقٍ عَضْبٍ يَقُدُّ القَوانِسا وأنشد أبو عُبَيد: نَعْلُو القَوانِسَ بالسُّيوفِ ونَعْتَزي ... والخَيْلُ مُشْعَرَةُ النُّحُوْرِ من الدَّمِ والقَوْنَس - أيضاً -: عَظْمٌ ناتئ بين أُذنَي الفَرَسِ، قال طَرَفَة بن العبد: إضْرِبَ عنك الهُمومَ طارِقَها ... ضَرْبَكَ بالسَّوْطِ قَوْنَسَ الفَرَسِ أرادَ: " إضْرِباً " فحذف النون. وقَوْنَسُ الطريق: جادَّتُه، عن ابنِ عبّاد. والقَنَسُ - بالتحريك -: الذي تُسَمِّيه الفُرْسُ الرّاسَنَ. وقال ابن الأعرابي: القَنَسُ: الطُّلَعَاءُ؛ وهي القيْءُ القليل. والقَوْنُوْسُ: القَوْنَسُ، ويروى رَجْزُ رؤبة الذي ذَكَرْتُه آنِفاً: كانَ لِحَيْدَيْ رَأْسِهِ قَوْنُوْسا فضمَّ النون وزادَ الواو. والقَيْنَس: الثور؛ عن ابن عبّاد، يقال: الأرض على مَتْن القَيْنَس. وقال ابن الأعرابي: قانِسَةُ الطَّيْر - بالسين -: لُغَةٌ في الصّاد. وأقْنَسَ: إذا ادَّعى إلى قِنْسٍ شَريفٍ؛ وهو خَسيسٌ. والتركيب يدل على ثبات الشَّيْءِ في الشَّيْءِ. قنطرس: الليث: ناقَةٌ قَنْطَرِيْس: وهي الشديدة الضَّخْمَة. وقال ابن عبّاد: القَنْطَرِيْس: الفأرَة، قال: ولا أحُقُّه. قنعس القِنعاس من الإبل: العظيم، قال جرير: وابنُ اللَّبونِ إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ ... لم يَسْتَطِع صَوْلَةَ البُزْلِ القَنَاعِيْسِ وقال الليث: رجل قِنْعاس: شديد منيع. وقال غيره: جَدٌّ قِنْعاس: أي عزيز منيع، قال رؤبة: ونحنُ إذ عَضَّ الحُرُوبُ الأعْماسْ ... يَأْبَى لنا قِبْصٌ وجَدٌّ قِنْعاس

قوس

ورجلٌ قُناعِس: أي عظيم الخَلْق، والجمع: قَنَاعِس - بالفتح -. وقال ابن عبّاد: القَنْعَسَة: شِدَّةُ العُنُقِ في قِصَرِها كالأحْدَبِ. قوس القَوْس: يُذَكَّر ويُؤنَّث، فمن أنَّثَ قال في تصغيرها: قُوَيْسَة، ومَن ذَكَّرَ قال: قُوَيْس. والغالِب التأنيث، لِقولِه - صلى الله عليه وسلّم -: مَنْ اتَّخَذَ قوساً عربيّة وجَفِيرَها نفَى الله عنه الفَقْرَ. والتأنيث هو الاختيار. وفي المَثَل: هو مِن خَيْرِ قُوَيْسٍ سَهْماً، وقال أبو الهيثم: يقال صارَ خَيْرُ قُوَيْسٍ سَهْماً، يَضْرَب مَثَلاً للّذي يُخالِفُكَ ثمَّ يَنْزِعُ عن ذلك ويعود لكَ إلى ما تُحِب. والجمع: قِسِيٌّ - بالكسر - وقُسِيٌّ - بالضَّم -، عن الفرّاء - وأقواس وقِيَاس، قال القُلاخُ بن حَزْن: وَوَتَّرَ الأساوِرُ القِيَاسا وقال رؤبة: نَدْفَ القِياسِ القُطُنَ المُوَشَّعا وقال النابغة الجعديّ رضي الله عنه: بِعِيْسٍ تَعَطَّفُ أعْناقُها ... كما عَطَّفَ الماسِخِيُّ القِيَاسا وقِسِيٌّ: في الأصل قُوُوْسٌ - على فُعُوْل -، إلاّ أنَّهم قَدَّموا اللامَ وصَيَّروها قَسُوّاً - على فُلُوْعٍ -، ثمَّ قَلَبوا الواوَ ياءً وكَسَروا القاف كما كَسَروا عَينَ عِصِيٍّ، فصارت قِسِيٌّ - على فِلِيْعٍ -، وكانت من ذوات الثلاثة فصارَت من ذوات الأربعة، وإذا نَسَبْتَ إليها قُلْتَ: قُسَوِيٌّ، لأنَّها فُعُوْلٌ، فَتَرُدُّها إلى الأصل. وربّما سَمّوا الذِّراع قَوْساً لأنَّه يُقَدَّر بها المَذْرُوْع. وقال أبو عُبَيد: جمع القَوْس قِيَاس، وهذا أقْيَسُ من قَوْلِ مَنْ يَقول قِسِيٌّ لأنَّ أصْلَها قَوْسٌ، فالواو منها قَبْلَ السين، وإنَّما حُوِّلَت الواوُ ياءً لِكَسْرَةِ ما قَبْلِها، فإذا قُلْتَ في جمع القَوْسِ: قِسِيٌّ؛ أخَّرْتَ الواوَ بعدَ السِّيْن. قال: فالقِيَاس جمع القَوْس أحسَن عِندي مِنَ القِسِيِّ، ولذلك قال الأصمعيّ: من القِيَاسِ الفَجّاءُ. وقوله تعالى:) فكانَ قاب قَوْسَيْنِ أوْ أدْنى (أي قَدَرَ قَوْسَيْنِ عَرَبِيَّتَيْنِ، يُراد بذلك قُرْبُ المَنْزِلَةِ، وقيل: أرادَ ذِراعَيْنِ. والقَوْس - أيضاً -: ما يَبْقى أسْفَلَ الجُلَّةِ من التَّمْر، يقال: ما بَقِيَ إلاّ قَوْسٌ في أسْفَلِها. ومنه قول عمرو بن مَعْدي كَرِب - رضي الله عنه - أنَّه قال لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أأبْرَامٌ بَنو المَغِيْرَة؟ قال: وما ذاكَ؟ قال: تَضَيَّفْتُ خالدَ بن الوليد - رضي الله عنه - فأتاني بِقَوسٍ وكَعْبٍ وثَوْرٍ، قال: إنَّ في ذلك لَشَبَعاً، قال: لي أو لكَ، قال: لي ولكَ، قال: حِلاًّ يا أمير المؤمنين فيما تقول: إنّي لأكُلُ الجَذَعَة من الإبِل أنْتَقيها عَظْماً عَظْماً، وأشْرَبُ التِّبْنَ من اللَّبَنِ رَثِيْئةً أوْ صَرِيْفاً. الثَّوْرُ: القِطْعة من الأقِطِ، والكَعْبُ: الكُتْلَة من السَّمْن. والقَوْسُ: برجٌ في السماء. وقَوْسُ السَّماء: التي يقال لها قوسُ قُزَح، وقد نُهِيَ أنْ يُقالَ ذلك، وإنَّما يُقال لها قَوْس الله أو النَّدْءةُ أو القُسْطانَة. والقُوَيْس: فَرَسُ سَلَمَة بن الخُرْشُبِ الأنماريّ، وهو القائلُ فيه: أُقِيمُ لهم صَدْرَ القُوَيْسِ وأتَّقي ... بِلَدْنٍ من المُرّانِ أسْمَرَ مِذْوَدِ وذو القَوْس: حاجِب بن زُرارَة بن عُدُس بن زَيد بن عبد الله بن دارِم بن مالِك ابن حنظَلَة بن مالِك بن زيد مَنَاةَ بن تَميم، وكانَ أتى كِسْرى في جَدَبٍ أصابَهم بدَعوَةِ النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -، فسَأَله أنْ يَأْذَنَ له ولِقومِهِ أنْ يصيروا في ناحِيَةٍ من نواحي بَلَدِه حتى يُحْيُوا، فقال له كِسرى: فمَن لي بأن تَفيَ، قال: أرْهَنُكَ قوسي، فَضَحِكَ مَنْ حَولَه، وقال كِسْرى: ما كان لِيُسْلِمَها أبَداً. فَقَبِلَها منه، وأذِنَ لهم أن يَدخُلوا الريفَ. ثمَّ أحيا النّاسَ بدعوة النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -، وقد ماتَ حاجِب، فارْتَحَلَ عُطارِد بن حاجِب إلى كِسرى يطلُبُ قوسَ أبيه، فَرَدَّها عليه، وكَسَاهُ حُلَّةً. فلمّا وَفَدَ عُطارِد - رضي الله عنه - إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلَّم - أهدى الحُلَّةَ إلَيه، فلم يَقْبَلْها، فَبَاعَها من رجُلٍ من اليهود بأرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ، فقال ابن الطَّيْفانيَّة:

وذو القَوْسِ منّا حاجِبٌ قد عَلِمْتُمُ ... كَفى مُضَرَ الحَمْراء إذْ هو واقِفُ وقال الفَرَزْدَق: وضَمْرَةُ والمُجَبِّرُ كان منهم ... وذُو القَوْسِ الذي رَكَزَ الحِرَابا وذُو القَوسِ: سِنان بن عامِر بن جابِر بن عُقَيْل بن سُمَيِّ بن مازِن بن فَزازة رَهَنَ قَوْسَه على ألفِ بعير في قَتْلِ الحارِث بن ظالِم النُّعمان الأكبر. وذو القَوْسَين: سيفُ حسّان بن حصن بن حُذَيفَة بن بَدر الفَزازي. وقال ابن فارس: حكى بعضهم أنَّ القوس السَّبْقَ، يقال: قاسَ بنو فلان بني فُلان: إذا سَبَقوهُم، وأنْشَدَ: لَعَمْري لقد قاسَ الجميعَ أبوكُمُ ... فلا تَقيسون الذي كانَ قائسا وقَوْسى - مثال فَوْضى -: موضِع ببلاد أزْدِ السَّرَاة. ويَومُ قَوْسى: من أيّامِهِم، قال أبو خِراش الهُذَليّ: فواللهِ لا أنْسى قَتيلاً رُزِئْتُهُ ... بِجانِبِ قَوْسى ما مَشَيْتُ على الأرضِ ويروى: " فأقْسَمْتُ ". والأقْوَس: المُنحَني الظهر، وقد قَوِسَ - بالكسر - يَقْوَسُ قَوَساً - بالتحريك -. والأقوَس من الرَّمل: المُشْرِف كالإطار، قال: أُثْني ثَناءً من بَعِيدِ المَحْدِسِ ... مَشْهُورَة تَجْتازُ جَوْزَ الأقْوَسِ أي يقَع وَسَطَ الرَّمْلِ. ويقال: زمان أقْوَسٌ وقَوْسٌ وقَوْسِيٌّ: أي صعب. ورَماه اللهُ بأحْبى أقْوَسَ: أي بِداهِيَةٍ، قال أبو محمّد الفَقْعَسيُّ: إنّي إذا وَجْهُ الشَّرِيْبِ نَكَّسا ... وكانَ يومُ الوِرْدِ أحْبى أقْوسَا أُوْصي بِأُوْلى إبِلي لتُحْبَسا ... حتّى تَطِيْبَ نَفْسُهُ ويَأْنَسا ويقال للرجل إذا كان مانِعاً ما وراءَ ظَهْرِه: أحوى أقْوَسُ. وبلدٌ أقْوَس: أي بعيد. ويومٌ أقْوَس: أي طويل. والمِقْوَس - بكسر الميم -: وِعاء القَوْس. والمِقْوَس - أيضاً -: حَبْلٌ تُصَفُّ عليه الخيلُ عند السِباق، قال أبو العِيال الهُذَليّ: إنَّ البَلاءَ لَدى المَقاوِسِ مُخْرِجٌ ... ما كانَ من غيبٍ ورَجْمِ ظُنُونِ والمِقْوَس - أيضاً -: المَوْضِع الذي تُجرى منه الخَيْل؛ كما هو الحَبْل الذي يُمَدُّ هناك، وقال ابن عبّاد: المِقْوَسُ: المَيْدان. وقام فُلان على مِقْوَس: أي على حِفَاظٍ. والأقواس من أضلاع البَعير: المُقَدِّماتُ. وقُسْتُ الشيء بغيره وعلى غيره؛ أقُوْسُه قَوْساً؛ وقِياساً، وأصلُهُ قِوَاسٌ، صارَت الواوُ ياءً لانْكِسارِ ما قَبْلَها: لغةٌ في قِسْتُهُ أقيسُهُ قَيْساً وقِياساً. وقُوْسٌ - بالضم -: من أوديَة الحِجاز، قال أبو صخرٍ الهُذَليّ يصف سَحاباً: فَجَرَّ على سِيْفِ العِرَاق فَفَرْشِهِ ... فأعْلامِ ذي قُوْسٍ بأدْهَمَ ساكبِ والقُوْس - أيضاً -: صومَعَة الراهِب، قال جرير: لا وَصْلَ إذْ صَرَفَتْ هِنْدٌ ولو وَقَفَتْ ... لاسْتَفْتَنَتْني وذا المِسْحَيْنِ في القُوْسِ وقال ذو الرُّمَّة يصف الحمُرَ: على أمْرِ مُنْقَدِّ العِفَاءِ كأنَّه ... عَصا قَسِّ قُوْسٍ لِيْنُها واعْتِدالُها والقُوْس - أيضاً -: بيت الصائِد. والقُوْس - أيضاً -: زَجْرُ الكَلْبِ، إذا خَسَأْتَه قُلْتَ: قُوْسْ قُوْسْ، وإذا دَعَوْتَهُ قُلْتَ: قُسْ قُسْ. وقاسانُ: بَلَدٌ ما وراء النهر، والغالِب على ألسِنَةِ الناس: كاسان. وقاسانُ - أيضاً -: من نواحي أصْفَهان. وتقول العَوَامُّ: أقَسْتُ الشَّيْئَ، والصَّواب: قِسْتُه. وقَوَّسَ الشَّيْخُ تَقْوِيْساً: أي انْحَنى، قال أبو محمد الفَقْعَسيّ: مُقَوِّساً قد ذَرِئَتْ مَجالِيْهْ وقال امرؤ القيس يصف النِّساء: أراهُنَّ لا يُحْبِبْنَ مَنْ قَلَّ مالُه ... ولا مَنْ رَأيْنَ الشَّيْبَ فيه وقَوَّسا وقال جرير: قد كُنْتِ خِدْناً لنا يا هِنْدُ فاعْتَبِري ... ماذا يَرِيْبُكِ من شَيْبي وتَقْويسي وكذلك استَقْوَسَ. وانْقاسَ الشَّيْءُ: من قُسْتُه وقِسْتُه جَميعاً. وكذلك قَوْلُهم: هو يَقْتلسُ الشَّيْءَ بغَيرِه: أي يَقيسُه به. ويَقْتاسُ بأبيه: أي يَسْلُكُ سَبيلَهُ ويَقْتَدي به. من اللَّغَتَيْنِ جَميعاً. وقال ابن السكِّيت: يقال رجل مُتَقَوِّس قَوْسَه: أي معه قَوْس. وتَقَوَّسَ ظهرُ الرجل: إذا انْحَنى.

قهبس

وحاجِبٌ مُتَقَوِّسٌ ومُسْتَقْوِسٌ: يُشَبَّه بالقَوْس، وكذلك النُّؤْيُ. وقال ابن عبّاد: المُقَاوِس: الذي يَرْسِلُ الخيل، وقيل: هو القَيّاس. والتركيب يدل على تقدير شيءٍ بِشَيءٍ، ثمَّ يُصَرَّفُ فَتُقْلَبُ واوُه ياءً. قهبس ابن عبّاد: القَهْبَسَة: الأتَانُ الغَليظَة. وقال غيرُه: هي القَهْمَسَةُ. قهبلس: القَهْبَلِس: الذَّكَرُ العظيم الغليظ. وقال ابن العرابي: القَهْبَلِس: القملة الصغيرة. قال أبو عمرو: القَهْبَلِس: توصَف به الكَمَرَة، وأنشد: كَمَرَةٌ قَهْبَاءُ قَهْبى قَهْبَلِسْ ... يَحْمِلُها راعي خَلِيّاتِ شُمُسْ وقال أبو تُراب: القَهْبَلِس: الأبيَض الذي تَعلوه كُدْرَة. وقال ابن عبّاد: القَهْبَلِيْس: العظيمة من النساء الضَّخمَة. قهس قَهْوَس - مثال جَرْوَل -: اسم فحل من الإبِل. وقال ابن دريد: قَهْوَس: اسم رجل. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هو أبو النُّعْمان التيميّ، وللنُعْمان بن قَهْوَس ذِكْرٌ في النَّقائِض، قالت دَخْتَنُوسُ بنت لَقِيْط بن زُرارَة للنَّعْمان تَهَكُّماً فَفَرَّ من عارِ هذا الشِّعْر حتى لَحِقَ بِعُمانَ فلا يَدْري وَلَدُه فيمَنْ هُم: فَرَّ ابنُ قَهْوَسٍ الشُّجَا ... عُ بِكَفِّهِ رُمْحٌ مِتَلُّ يَعْدُو به خاظي البَضِي ... ع كأنَّهُ سِمْعٌ أزَلُّ وقال أبو محمد الأسْوَد: إنَّ هذا الشِّعْرَ لِجَوّاس بن نُعَيْم الضَّبِّيِّ، قاله في " ضالَّة الأدِيب ". وقال الفرّاء: رجلٌ قَهْوَسٌ: أي ضخم. والقَهْوَس: الطويل أيضاً. قال: والألفاظ الثلاثة - يعني القَهْوَسَ والسَّهْوَقَ والسَّوْهَق -: بمعنىً واحِدٍ في الطُّولِ والضِّخَمِ، والكلمة واحِدة إلاّ أنَّها قُدِّمَتْ وأُخِّرَت، كما قالوا: عَقَابٌ عَقَنْباةٌ وبَعَنْقاةٌ وعَبَنْقاةٌ. وقال ابن عبّاد: القَهْوَسُ: التَّيْسُ الرَّمْليُّ الطويل والضخم القَرْنَيْن. والطويل من الرجال لأنَّه يَنْحَني ويَحْدَوْدِب، وقيل: سُمِّيَ به لأنّه يَتَقَهْوَس إذا جاءَ مُنْحَنِياً يَضْطَرِب. والتَّقَهْوُسُ - أيضاً - والقَهْوَسَة: السُّرْعَة. وقال ابن فارسٍ: هذا مُمْكِن أن تكونَ هاؤه زائدةً؛ كأنَّه يَتَقَوَّسُ. قيس قِسْتُ الشَّيءَ بالشَّيْءِ أقِيْسُه قَيْساً وقِياساً: أي قَدَّرْتُه على مثاله. وفي المَثَل: تَقِيْسُ الملائِكَة إلى الحدَّادين: وقد مضى أصْلُ المَثَل في تركيب ح د د. والمِقْدار: مِقْياس، وهو داخِل في التركيبَيْن الواوِيّ واليائيّ، قال جَرير: يَخْزى الوَشِيظ إذا قال الصَّمِيْمُ لهم: ... عُدُّوا الحَصى ثمِّ قِيْسُوا بالمَقايِيْسِ الوَشِيْظ: الأتباع والأحلاف. ويقال: بينهما قِيْسُ رُمْحٍ وقاسُ رُمْحٍ وقِيْبُ رُمْحٍ وقابُ رُمْحٍ وقِيْدُ رُمْحٍ وقادُ رُمْحٍ: أي قَدْرُ رُمْحٍ. وقَيْسُ عَيْلان: أبو قَبيلة، وقيسٌ لَقَبُه، واسْمه النّاسُ بن مُضَرَ بن نِزار، هكذا هو في بعض كُتِب اللُّغَة، وقال ابن الكَلْبيّ في جَمْهَرَةِ نَسَبِ قَيْسِ عَيْلان: وَلَدَ قَيْسُ عَيْلان وهو النّاسُ بن مُضَرَ، وإنَّما عَيْلان عَبْدُ مُضَرَ حَضَنَ النّاسَ فَغَلَبَ عليه ونُسِبَ إلَيْه. والقَيْسَان من طَيِّئٍ: قَيس بن عَتّاب بن أبي حارِثَة بن جُدَيِّ بن تَدُوْلَ ابن بُحْتُرِ بن عَتُوْدٍ، وقيس بن هَذَمَة بن عَتّاب بن أبي حارِثَة. وعَبْدُ القَيْس: أبو قَبيلَة من أسد، وهو عبد القَيْس بن أفْصى بن دُعْميِّ بن جَدِيْلَة بن أسد بن رَبيعَة. والقَيْس: التَبَخْتُر. والقَيْس: الشِّدَّة، قال: وأنْتَ على الأعداء قَيْسٌ ونَجْدَةٌ ... وللطّارِقِ العافي هِشَامٌ ونَوْفَلُ ويجوز أن يُرادَ بالألفاظ الثّلاثة أسامي الناس. والقَيْس: الجوع. والقَيْس: الذَّكَرُ.

كأس

وقال أبو العَبّاس: هوَ يَخْطو قَيْساً: أي يَجْعَل هذه الخُطْوَة بمِيزان هذه. ومنه حديث أبي الدَرْداء - رضي الله عنه -: خَيرُ نِسائكم التي تَدْخُلُ قَيْساً وتَخْرُجُ مَيْساً وتَمْلأُ بَيْتَها أقِطاً وحَيْسا، وشَرُّ نسائكم السَّلْفَعَةُ البَلْقَعَةُ التي تَسْمَعُ لأضْراسِها قَعْقَعَة ولا تزال جارَتُها مُفَزَّعَةً. أي تأتي بِخُطاها مُسْتَوِيَة لأنَاتها ولا تَعْجَلُ كالخَرْقاء، والسَّلْفَعَةُ: الجَرِيْئةُ، والبَلْقَعَةُ: الخالِيَةُ من الخَيْر. وجزيرَة قَيْس: في بحر عُمان، مَعروفة، وهي مُعَرَّبُ كِيْش. وقَيْس: كورة من كُوَر مِصْرَ، وهي الآن خَرابٌ. وامرؤ القَيْس: الملك الشاعر المشهور، قيل: معناه رجل الشدّة والبأس، واسمه سُلَيْمان؛ وامرؤ القيس لَقَب. وهو ابن جُحْر؛ بن الحارِث المَلِك، بن عمرو المَقْصور الذي اقْتَصَرَ على مُلْكِ أبيه؛ بن حُجْرٍ آكِلِ المُرَارِ، بن عمرو بن مُعاوِيَة بن الحارِث بن مُعاوِيَة بن الحارِث بن مُعاوِيَة بن ثَوْرِ بن مُرَتِّع - وهو عمرو - بن معاوِيَة بن ثور - وهو كِنْدَة - بن عُفَيْر بن عَدِيِّ بن الحارِث بن مُرَّة بن أُدَدٍ. وسألَ العبّاس ابن عبد المُطَّلِب عمر - رضي الله عنهما - عن الشُعَراء فقال: امرؤ القَيْس سابِقُهم، خَسَفَ لَهُم عَيْنَ الشِعْرِ، فافْتَقَرَ عن مَعانٍ عُوْرٍ أصَحَّ بَصَرٍ. وامرؤ القَيْس بن عابِس بن المُنذِر بن السِّمْط بن امرئ القَيْس بن عمرو بن مُعاوِيَة بن ثَوْرِ الكِنْديّ: جاهِليّ، وأدْرَكَ الإسلام، رضي الله عنه، وليس في الصَّحابة مَن اسمه امرؤ القَيْس غَيْرُه. وامرؤ القَيْس بن بَكر بن امرئ القَيْس بن الحارِث بن مُعاوِيَة بن الحارث بن معاوِيَة بن ثَوْرٍ الكِنْديّ: جاهِليّ، ولَقَبُه الذَائدُ. وامرؤ القَيْس بن عمرو بن الحارث بن معاوِيَة الأكبَر بن ثَوْر الكِنْديّ: جاهِليّ. وامرؤ القَيْس بن حُمام بن مالك بن عَبيدَة بن هُبَل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عَوْف بن عُذْرَة بن زيد بن رُفَيْدَة بن ثَوْر بن كَلْب بن وَبَرَة: جاهِليّ. وامرؤ القَيْس بن بحر الزُّهَيْريّ: من وَلَدِ زُهَيْر بن جَنَاب الكَلْبيّ. وامرؤ القَيْس بن ربيعة بن الحارِث بن زُهَير بن جُشَم بن بكر بن حُبَيْب بن عمرو بن غَنْم بن تَغْلب، وهو مُهَلْهِل الشاعِر المشهور، ويقال: اسْمُه عَدِيٌّ. وامرؤ القَيْس بن عَدِيّ الكَلْبيّ. وامرؤ القَيْس بن كُلاب بن رِزام العُقَيْليّ ثمَّ الخُوَيْلدِيُّ وهو خُوَيْلِد ابن عوف بن عامِر بن عُقَيْل. وامرؤ القَيْس بن مالِك الحِمْيَرِيّ. هؤلاء كُلُّهم شُعَراء. وقَيْسُوْنُ: مَوْضِع. ومِقْيَس بن صُبَابَة: قَتَلَه نُمَيْلَة بن عبد الله رَجُلٌ من قَوْمِه، قالت أُخْتُه تَرْثيه: لَعَمْري لقد أخْزى نُمَيْلَةَ رَهْطَهُ ... وفَجَّعَ أضْيافَ الشِّتاء بِمِقْيَسِ فللهِ عَيْنا مَنْ رأى مِثْلَ مِقْيَسٍ ... إذا النُّفَسَاءُ أصْبَحَتْ لم تُخَرَّسِ وتَقَيَّسَ الرَّجُل: إذا تَشَبَّهَ بِقَيْسِ عَيْلانَ؛ أو تَمَسَّكَ منهم بِسَبَبٍ: إمّا بحِلْفٍ وإمّا بجوارٍ أو وَلاءٍ، قال العجّاج: وإنْ دَعَوْتُ من تَمِيمٍ أرْؤسا ... والرَّأْسَ من خُزَيْمَةَ العَرَنْدَسا وقَيْسَ عَيْلانَ ومَنْ تَقَيَّسا ... تقاعَسَ العِزُّ بنا فاقْعَنْسَسا وقايَسْتُ بَيْنَ الأمْرَيْن. ويقال أيضاً: قايَسْتُ فلاناً: إذا جارَيْتَه في القِياس. وهو يَقْتَاسُ الشَّيْءَ بِغَيْرِه: أي يَقِيْسُهُ به. ويَقْتَاسُ بأبِيه: أي يَسْلُكُ سَبِيلَه ويَقْتَدي به. وانْقَاسَ: مُطاوِعُ قاسَ. وهاتان - أعْني اقْتاسَ وانْقاسَ - تَدْخُلان في التَّرْكِيْبَيْنِ الواوِيِّ واليائيِّ جَميعاً، وقد ذَكَرْتُهُما في ق وس. والتركيب يدل على تقدير شَيْئٍ بشيئٍ. كأس الكأسْ: الإناء الذي يُشْرَب فيه، وهي مؤنَّثة، قال الله تعالى:) بِكَأسٍ من مَعِيْنٍ بَيْضاءَ لَذَّةٍ (، وقال عمرو بن كُلْثُوم: وكَأسٍ قَدْ شَربْتُ بِبَعْلبكٍّ ... وأُخْرى في بِلاصَ وقاصِرِيْنا وقال أُمَيَّة بن أبي الصَّلْت: مَنْ لا يَمُتْ عَبْطةً هَرَماً ... للمَوْتِ كَأْسٌ والمَرْءُ ذائقُها

كبس

وقال ابن الأعرابي: لا تُسَمّى كأساً إلاّ وفيها الشَّراب. وقال ابن عبّاد: يقال: الكأسُ الشَّرابُ نَفْسُه. والجمع أكْؤُسٌ وكُؤوس وكَأْساتٌ وكِئآسٌ، قال الأخطل يصف نَديمَه: خَضِلِ الكِئآسِ إذا تَنَشّى لم تَكُنْ ... خُلْفاً مَوَاعِدُهُ كَبَرْقِ الخُلَّبِ وقال النابغة الجَعْديّ رضي الله عنه: شَهِدْتُهُم لا أُرَجّي الحَياةَ ... حتى يُسَاقُوا بِسُمٍّ كِئآسا وكَأْسُ: اسمُ ابنَةِ الكَلْحَبَة العُرَنيّ، وهو القائل: وقلتُ لِكأْسٍ ألْجِمِيْها فإِنَّما ... نَزَلْنا الكَثِيْبَ من زَرُوْدَ لِنَفْزَعا كبس كَبَسْتُ النَّهْرَ والبِئْرَ أكْبِسُهُما كَبْساً: أي طَمَمْتُهما بالتُراب. واسمُ ذلك التُراب: كِبْسٌ - بالكسر -. ومنه حديث عقيل بن أبي طالِب - رضي الله عنه -: أنَّ قُرَيْشاً قالتْ لأبي طالِب: إنَّ ابْنَ أخيكَ قد آذانا فانْهَهُ عنّا، فقال: يا عَقِيل انطَلِق فأتِني بمحمَّد، فانْطَلَقْتُ إليه فاسْتَخْرَجْتُه من كِبْسٍ، فَجَعَلَ يَتَّبعُ الفَيْءَ من شِدَّةِ الرَّمَضِ. أي من بيتٍ صغير، قيل له كِبْس لِخَفائه، من قولهم كَبَسَ الرَّجُلُ رأسَه في ثَوْبِه: إذا أخفاه وأدخَله فيه، أوْ مِنْ كَبَسَ: أي غارَ في أصْلِ الجَبَل، من قولهم: إنَّه لفي كِبْسِ غِنىً وفي كِرْسِ غِنىً: أي في أصْلِهِ، حَكى ذلك أبو زَيد، وقيل: الكِبْسُ: بيتٌ من طين. والكِبْسُ - أيضاً -: الرَّأْسُ الكبير. والأكْبَسُ: الفَرْجُ الناتئ. ورجل أكْبَس بَيِّنُ الكَبَس: وهو الذي أقْبَلَت هامَتُه وأدْبَرَت جَبْهَتُه. والكُبَاسُ - بالضم -: العظيم الرأس. والكُبَاسُ - أيضاً -: الذَّكَرُ، عن شَمِر، قال الطَّرِمّاح يهجو الفَرَزْدَق ويذكُر أخْتَهُ جِعْثِنَ: ولو كُنْتَ حُرّاً لم تَبِتْ لَيْلَةَ النَّقى ... وجِعْثِنُ تُهْبى بالكُبَاسِ وبالعَرْدِ وقيل: الكُبَاسُ الذَّكَرُ الضَّخم الرَّأس. وتُهبى: تُدَاس ويُثار منها الغُبار لِشِدَّةِ العَمَل بها. وقالوا - أيضاً -: فَيْشَة كُبَاسٌ. والكُبَاسُ - أيضاً -: الذي يَكْبِسُ رأسَهُ في ثِيابِهِ ويَنام. وفي بني يَرْبوع بن حَنْظَلَة: الكُبَاسُ بن جَعْفَر بن ثَعْلَبَة بن يَرْبوع. وأبو الحَسَن علي بن الحَسَن بن قُسَيْم بن كُبَاسٍ المِصْريّ: من أصحاب الحديث. والكِبَاسَة - بالكسر -: العِذْق، وهي من التَّمْر بمنزلة العُنْقود من العِنَب. وقال سَهْل بن حُنَيْف: أمَرَ رَسول الله - صلى الله عليه وسلّم - بالصَّدَقَة فجاءَ رَجُل بِكَبائِسَ من هذه السُّخَّلِ - يعني الشِّيْصَ -، فنزلت:) ولا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ منه تُنْفِقُونَ (. والكَبيس: ضَرْبٌ من التَّمْر. والكَبيس - أيضاً -: حَلْيٌ مُجَوَّف، قال عَلْقَمَة بن عَبَدَة: مَحَالٌ كأجْوازِ الجَرَادِ ولؤلؤٌ ... من القَلَقِيِّ والكَبيسِ المُلَوَّبِ مَحَالٌ: شَذْرُ ذَهَبٍ. والقَلَقِيُّ: ضَرْبٌ من الؤلؤ، وقيل: هو من القلائد المنظومة باللؤلؤ. والكبيس: حِلَقٌ تُصاغ مُجَوَّفَة ثمَّ تُحْشى طِيباً. والسَّنة الكَبيسَة: التي يُسْتَرَقُ منها يَوم، وذلك في كُلِّ أرْبَعِ سِنِيْن. وكُبَيْس - مُصَغّراً -: موضِع، قال الراعي يَصِف عانَةً: جَعَلْنَ حُبَيّاً باليَمِينِ ووَرَّكَتْ ... كُبَيْساً لِوِرْدِ من ضَئيدَةَ باكِرِ وكُبَيْسَة: عين في طرف بَرِّيَّة السَّماوَة، على أربَعَةِ أميال مِن هيت، منها تُسْلَكْ البَرِّيَّةُ. والكابوس: ما يَقَع على الإنسان باللَّيلِ، ويقال: هو مُقَدِّمَة الصَّرْع، ومنه قولهم: كَبَسُوا دارَ فلان. والكابوس - أيضاً -: يُكْنى به عن البُضْعِ، يقال كَبَسَها: إذا فَعَلَ بها مَرَّةً. والكَبْس - أيضاً -: ضَرْبٌ من زَجْرِ الضَّأْنِ، ثمَّ يُسَمّى الضَّأْنُ كَبْساً، كما يُسَمّى البَغْلُ عَدَساً بِزَجْرِه. والأرنَبَة الكابِسَة: هي المُقْبِلَة على الشَّفَةِ العُلْيا. والنّاصِيَة الكابِسَة: هي المُقْبِلَة على الجَبْهَة، يقال: جَبْهَةٌ كَبَسَتْها النّاصِيَة.

كدس

وكابِس بن ربيعة بن مالِك بن عَدِيِّ بن الأسْوَدِ بن جُشَمَ بن رَبيعة بن الحارِث ابن أسامة بن لُؤَي، وكان يُشَبَّه برسول الله - صلى الله عليه وسلّم -، فَوَجَّهَ إليه مُعاوِيَة - رضي الله عنه - إلى البصرة فأشْخَصَه، وذلك أنَّه كُتِبَ إليه: إنَّ الناسَ قد فُتِنوا بِرَجُلٍ يُشْبِه رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -، فلمّا رآه مُعاوِيَة - رضي الله عنه - قامَ فَقَبَّلَ بينَ عَيْنَيْه، وسألَه: مِمََّنْ أنتَ؟ فقال: من بَني سامَةَ بن لُوَيٍّ، فقال: كَيْفَ كُتِبَ إلَيَّ أنَّكَ من بَني ناجِيَة!؟ فقال: والله يا أمير المؤمنين ما وَلَدَتْني وإنَّ الناسَ لَيَنْسُبُونَنا إليها. فأقْطَعَه المَرْغابَ. وجاء فلان كابِساً: إذا جاءَ شادّاً. وقال الفرّاء: الجِبال الكُبَّس: هي الصِّلابُ الشِّدَادُ. وفلان عابِس كابِس: إتباعٌ له. والتَّكْبِيْس: الإطراق. وفي حديث وحَشِيٍّ مولى جُبَيْر بن مُطْعِم - رضي الله عنهما - أنَّه قال في قِصَّة مقتل حمزة - رضي الله عنه -: كُنْتُ أطْلُبُه يومَ أُحُدٍ، فَبَيْنا أنا ألْتَمِسُه إذْ طَلَعَ عَليُّ - رضي الله عنه -، فَطَلَعَ رجُل حَذِر مَرِس كثير الالتفات، فقلتُ: ما هذا صاحِبِي الذي ألْتَمِسُ، فرأيْتُ حمزة - رضي الله عنه - يَفْري الناسَ فَرْياً، فَكَمَنْتُ له إلى صخرة وهو مُكَبِّسٌ له كَتِيْتٌ، فاعْتَرَضَ له سِباع بن أُمِّ أنمار، فقال: هَلُمَّ إلَيَّ، فاحْتَمَلَه حتى إذا بَرَقَت قَدَماه رمى به فَبَرَكَ عليه، فَسَحَطَهُ سَحْطَ الشّاةِ، ثمَّ أقْبَلَ إلَيّ مُكَبِّساً حين رآني. وذَكَرَ مَقْتَلَه لَمّا وَطِئَ على جُرْفٍ فَزَلَّتْ قَدَمُه. وقيل المُكَبِّس: هو الذي يقتحم الناسَ فَيُكَبِّسُهم. والمُكَبِّس: فرس عُتَيْبَة بن الحارِث. والمُكَبِّس - أيضاً -: فَرَسُ عمرو بن صُحار بن الطَّماح. والتركيب يدل على شيئٍ يُعْلى بالشَّيءِ الرَّزين، ثم يُقاس على هذا ما يكون في معناه. كدس الكَدْس: إسراعُ المُثْقَلِ في السَّيْر، وقد كَدَسَتِ الخيلُ، قال: إنّا إذا الخَيْلُ عَدَت أكْداسا ... مِثْلَ الكِلابِ تَتَّقي الهَرَاسا وكَدَسَ يَكْدِسُ - بالكسر - كَدْساً وكُداساً: أي عَطَسَ، وهذا في البهائم، وقد يُسْتَعْمَلُ في الإنسان، ومنه الحديث: إذا بَصَقَ أحَدُكم في الصَّلاةِ فَلْيَبْصُق عن يَسَارِه أو تحت رِجْلِه، فإن غَلَبَتْهُ كَدْسَة أو سَعْلَة ففي ثَوْبِه. قال: الطَّيْرُ شَفْعٌ والمَطايا تَكْدِسُ ... إنّي بأنْ تَنْصُرَني لأُحْسِسُ يقول: هذه الإبل تَعْطِسُ بنَصْرِكَ إيّايَ، والطَّيرُ تَمُرُّ شَفْعاً؛ لأنه يُتَطَيَّرُ بالوِتْرِ منها، وقولُهُ: " لأُحْسِسُ " أي لأُحِسُّ، فأظْهَرَ التَّضْعِيفَ للضَّرورة، كما قال العجّاج: تَشْكو الوَجى من أظْلَلٍ وأظْلَلِ ... من طولِ إمْلالٍ وظَهْرٍ مُمْلَلِ والكادِس: ما يُتَطَيَّرُ به من الفأل والعُطاس ونحوهما. ومنه قيلَ للظَّبْيِ وغيرِه إذا نَزَلَ من الجَبَل: كادِسٌ، يُتَشَأَّمُ به كما يُتَشَأَّمُ بالبارِح. وقال الخليل: الكادِس: القعيد من الظِّبَاء؛ وهو الذي يَجيء من خَلْفِك، يُتَشَأَّمُ به. قال أبو ذؤيب الهُذَلي وكان خالد بن زُهير مَرِضَ مَرَضاً شديداً فَعَطَفَ عليه أبو ذؤيب لِرَحِمِه: ألا لَيْتَ شِعْري هل تَنَظَّرَ خالِدٌ ... عِيَادي على الهِجْرانِ أم هو يائس فَلَو أنَّني كُنْتُ السَّلِيْمَ لَعُدْتَني ... سَريعاً ولم تَحْبِسْكَ عَنّي الكوادِسُ والكُدْس - بالضم -: واحِدُ أكداس الطعام. وقال ابن عبّاد: الكُدّاس - بالضم والتشديد -: لُغَةٌ فيه. قال: والكُدَاسُ - بالتخفيف -: ما كُدِسَ من الثَّلْج. والكُداسَة: ما يُكْدَسْ بَعْضُه فوقَ بعض. وكَدَسَ به: أي صَرَعَه. وقال غيره: أخَذَهُ فَكَدَسَ به الأرض: أي ضَرَبَ. والكُنْدُس: دواءٌ مُعَطِّسٌ، من الكُدَاس وهو العُطاس، والنون زائدة، ووَقَعَ في بعض كُتُب اللُّغَة بالشين المُعْجَمَة، وهو تصحيف؛ بدَلالة الاشتقاق. وتَكَدَّسَ الفَرَسُ: إذا مَشَى كأنَّه مُثْقَل، قالت الخنساء: وخَيْلٍ تَكَدَّسُ مَشْيَ الوُعُوْ ... لِ نازَلْتَ بالسَّيْفِ أبْطالَها وقال عَبيد بن الأبرص:

كربس

أفي كُلِّ عامٍ لنا غَزْوَةٌ ... حَجُوْزٌ وقافِيَةٌ سائرَهْ وخَيْلٌ تَكَدَّسُ بالدّارِعِيْن ... كَمَشْيِ الوُعُولِ على الظّاهِرَهْ وقال ابن الأعرابي: التَكَدُّسُ: السُّرعة في المَشْيِ، ويقال: التَكَدُّسُ: أن يُحَرِّكَ مَنْكِبَيْه ويَنْصِبَ ما بَيْنَ ثَدْيَيْه إذا مَشى. وقال أبو عُبَيد: التَّكَدُّس: أن يُحَرِّكَ مَنْكِبَيْه وكأنَّه يَرْكَبُ رَأسَه، وكذلك الوعول إذا مَشَتْ. وقال ابن السِّكِّيت في قول المُتَلَمِّس: هَلُمَّ إلينا قد أُثِيْرَت زُرُوْعُها ... وعادَت عليها المَنْجَنُوْنُ تَكَدَّسُ يقال جاء فلان يَتَكَدَّس: وهي مِشْيَة الغِلاظ القِصار. وقال ابن فارِس: الكاف والدال والسين ليس بناءً يُشْبِه كلام العَرَب، ولعله يكون شيء يقارِب الإبْدال. كربس الكِرْباس: فارِسِيّ مُعَرّب، وفارِسِيَّتُه كَرْباس - بفتح أوَّلِه -. وانَّما غيّروا أوّلَه لِعَوَزِ بناء فَعْلال في غير المُضاعَف؛ سِوى خَزْعال وقَسْطال، وزاد ثَعْلَب: قَهْقار، وقد خالَفَه الناس وقالوا: هو قَهْقَر؛ ولو قال قائل: هو فَعْفَال - لتكرُّرِ القاف التي هي فاء الكَلِمَة - لكان صواباً. وقال الليث: يُنْسَبُ إليه بَيّاعُه فيُقال: كَرَابِيْسِيٌّ، كأنَّه شَبَّهَه بالأنماريّ والأنباريّ والأنصاريّ، وإلاّ فالصَّواب: كِرْباسِيّ؛ نِسْبَةٌ إلى الواحِد. وقال أبو الهيثم: الظِّرْبان دابَّة قصيرة القوائم يكون طول قَوائِمها قَدْرَ نِصْفِ إصْبَع، وهي عريضة يكون عَرْضُها شِبْراً وفِتْراً، وطولُها مِقْدار ذِراعٍ، وهي مُكَرْبَسَةُ الرأس: أي مُجْتَمِعَتُه. وقال ابن عبّاد: الكَرْبَسَةُ: مَشْيُ المُقَيَّدِ. كردس الكُرْدُوْسُ: قِطْعة عظيمة من الخَيْل، قال جرير: خَيْلي التي وَرَدَت نَجْرانَ ثمَّ ثَنَتْ ... يَوْمَ الكُلابِ بِوردٍ غَيْر مَحْبوس قد أفْعَمَتْ وادِيَيْ نَجْرانَ مُعْلِمَةً ... بالدّارِعِيْنَ وبالخَيْل الكَراديس والكَراديس: الفِرَقُ منها. وكَلُّ عَظْمَيْن الْتَقَيا في مَفْصِل فهو كُرْدوسٌ، نحو المَنْكِبَيْن والرُّكْبَتَيْن والوَرِكَيْن. وقال الليث: الكُرْدوس: فِقْرَة من فَقَارِ الكاهِلِ إذا عَظُمَتْ. قال: ويُقال: كُلُّ عَظْمٍ نَحْضَتْهُ فهو كُرْدُوْس، يقال لِكَسْرَي الفُخْذ: كُرْدُوسا الفَخِذِ؛ يعني رأس الفخذ. قال: وبعضهم يُسَمي الكِسْرَ الأعلى كُرْدوساً لِعِظَمِه قَطْ. وقال ابن فارِس: الكُرْدوس منحوت من كَلِمٍ ثلاث: من كَرَدَ وكَرَسَ وكَدَسَ، وكلَّها يدل على التَّجمُّع، والكَرْدُ: الطَّرْدُ، ثمَّ اشْتُقَّ من ذلك فَقيلَ لِكُلِّ عَظمٍ عَظُمَتْ نَحْضَتُه: كُرْدُوس. وفي صِفَة النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه كانَ ضخم الكَراديس. وقد ذُكِرَ الحديث بتمامِه في تركيب س ر ب. وقال ابن الكَلْبي: الكُرْدُوْسان: قيس ومُعاوِيَة ابْنا مالك بن حنظَلَة بن مالك بن زيد مَنَاة بن تميم، وهُما في بَنب فَقيم بن جَرير بن دارِم. ويقال: كَرْدَسَ القائدُ الخَيْلَ: أي جَعَلَها كُرْدوساً كُرْدوساً، أي كتيبة كتيبة. وقال أبو عمرو: الكَرْدَسَة: الوَثاق، يقال: كَرْدَسَه ولَبَجَ به الأرض، وأنشد: وحاجِبٌ كَرْدَسَهُ في الحَبْلِ ... مِنّا غُلامٌ كانَ غَيْرَ وَغْلِ حتى افْتَدَوْا منه بِمالٍ جِبْلِ يعني: حاجِب بن زُرارَة. وكُرْدِسَ الرَّجُل: جُمِعَتْ يَداه وَرِجْلاه. ورَجُلٌ مُكَرْدَس: مُلَزَّزُ الخَلْقِ، قال: دِحْوَنَّةُ مُكَرْدَسٌ بَلَنْدَحُ ... إذا يُرادُ شَدُّهُ يُكَرْمِحُ والكَرْدَسَة: مَشْيُ المُقَيَّد، قال امرؤ القيس يصف ثوراً: فَباتَ على خَدٍّ أحَمَّ ومَنْكِبِ ... وضجْعَتُهُ مِثلُ الأسير المُكَرْدَسِ أي: مِثْلُ ضِجْعَةِ الأسير. وقال ابن عبّاد: الكَرْدَسَة: مَشْيٌ في تقارُبِ خَطْوٍ. قال: وكَرْدَسْتُ الغَنَمَ: إذا سُقْتُها بِعُنْفٍ. والتَّكَرْدُس: الانْقِباض واجْتماع بعضِه إلى بعض، قال العجّاج يَصِفُ ثَوراً: فَبَاتَ مُنْتَصّاً وما تَكَرْدَسا كرس الكِرْس - بالكسر -: أبيات من الناس مُجْتَمِعة، والجمع: أكراس وأكارس وأكاريس.

كرفس

وقال ابن دريد: الأكارِس: الجماعات من الناس، لا واحِدَ لها مِن لَفْظِها، هكذا يقول الأصمعيّ. وقال أبو عمرو: واحِدُها كِرْسٌ؛ ثمَّ أكراسٌ؛ ثمَّ أكاريس. قال: والكِرْس: ما يُبْنى لِطِلْيانِ المِعْزى؛ مثل بَيْت الحمام، ويقال أكْرِسْها: أي أدْخِلْها في الكِرْس لِتَدْفَأ. ويقال للكِلْسِ الصّاروجِ المَعروف: كِرْسٌ، وليس بالجَيِّد. قال: والكِرْس: البَعْرُ والبَوْلُ المُتَلَبِّد بعضه على بعض، والجمع أكْراس. وقول رؤبة: يا صاحِ هاجَتْكَ الدِّيَارُ الأكْراسْ ... على هَوىً في النَّفْسِ منه وَسْواسْ كانَّه أراد الدَّيار الدّاثِرَة القديمة التي بها آثار الكِرْسِ. والكِرْسُ - أيضاً -: الأصْلُ، قال العجّاج يمدح الوليد بن عبد الملك بن مروان: قد عَلِمَ القُدُّوسُ مَوْلى القُدْسِ ... أنَّ أبا العَبّاسِ أوْلى نَفْسِ بِمَعْدِنِ المُلْكِ القديمِ الكِرْسِ ... فُروعِهِ وأصْلِهِ المُرَسِّي وقال الليث: الكِرْس: من أكراس القلائد والوشوح ونحوها، يقال: قِلادَة ذات كِرْسَيْن وذاةت أكْراسٍ ثلاثة: إذا ضَمَمْتَ بَعْضَها إلى بعضٍ. قال: أرقْتُ لِطَيْفٍ زارَني في المَجَاسِدِ ... وأكراسِ دُرٍّ فُصَّلَت بالفَرَائدِ وكِرْسٌ - أيضاً -: نخلٌ لِبَني عَدِيّ. والكَرَوَّس - مثال عَذَوَّر -: العظيم الرأس. وأبو الكَرَوَّس محمد بن عمرو بن تمّام الكَلْبي: من أصحاب الحديث. والكَرَوَّس: الأسد العظيم الرأس، عن هِشَام، وأنشد لأبي النَّجْم يُخاطِبُ العجّاج: إيّاكَ أنْ تَطْرِفَ أو تَعَسْعَسا ... أخْشى عليكَ الأسَدَ الكَرَوَّسا وقال أبو عمرو: الكَرَوَّس من الجِمال: العظيم الفَرَاسِنِ الغليظ القوائم الشَّدِيْدُها. وكَرْسي - مثال فَرْسي -: موضِع بين جَبَلَيْ سِنْجَار. والكُرْسِيُّ: واحِد الكراسي، وربّما قالوا: كِرْسِيّ - بكسر الكاف -. وقيل في قوله تعالى:) وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ والأرْضَ (أي وَسِعَ عِلْمُه، من قولِهم: كَرِسَ الرَّجُل - بالكسر -: إذا ازْدَحَمَ عِلْمُه على قَلْبِه؛ عن ابن الأعرابيّ. وقرأ طاوُس: وَسِعَ كِرْسِيُّه - بالكسر -، وهي لغة في جميع هذا الوزن نَحْوِ: سُخْرِيٍّ ودُرِّيٍّ. والكَرَاسِيّ: العُلَماء. وكُرْسِيّ: قرية من أعمال طَبَرِيَّة، يُقال إنَّ عيسى - صلوات الله عليه - جَمَعَ الحَوارِيِّينَ بها وأنْفَذَهُم منها إلى النواحي، وفيها موضِعُ كُرْسِيٍّ زَعَموا أنَّه - صلوات الله عليه - جَلَسَ عليه. والكُرّاسة: واحِدَة الكُرّاس والكَرارِيْس، قال الكُمَيْت: حتى كأنَّ عِراصَ الدّارِ أرْدِيَةٌ ... من التَّجاوِيْزِ أو كُرّاسُ أسْفارِ والكِرْياس: الكَنِيْفُ في أعلى السَّطح بقناةٍ في الأرض، وهو فعْيال، من الكِرْسِ: وهو المُتَطابِقُ من الأبوال والأبعار. ومنه حديث أبي أيُّوب الأنصاري - رضي الله عنه -: ما أدري ما أصْنَعُ بهذه الكَرايِيْسِ؛ وقد نهى رسولُ الله؟ صلى الله عليه وسلّم - أنْ تُسْتَقْبَلَ القِبْلَةُ بِبَوْلٍ أو غائطٍ. وهو في كتاب الليث: الكِرْياس؟ بالياء - في الثُّلاثيّ، والكِرْناس - بالنون - ذَكَرَه في الرُّباعيّ، فإنَّه قال: الكِرْناس والجمع الكَرانيس: إردَبّات تَنْصَب على رأس الكضنِيْف أو البالوعة. وأكْرَسَتِ الدّارُ: صارت ذاةَ كِرْسٍ، قال العجّاج: يا صاحٍ هل تَعْرِفُ رَسْماً مُكْرِساً ... قال: نَعَمْ أعْرِفُهُ وأبْلَسا والقِلادَة المُكْرَسَة والمُكَرَّسَة - بتشديد الراء المفتوحة -: أنْ يُنْظَمَ اللؤلؤ والخَرَز في خَيْط ثمَّ يُضَمّا بفُصُولٍ بِخَرزٍ كِبَارٍ. وكَرَّسْتُ البِناءَ تَكْرِيْساً: أي أسَّسْتُه. وقال ابن عبّاد: رجُلٌ مُكَرَّس: للتّارِّ القَصِيرِ الكَثيرِ اللَّحْمِ. والانْكِراس: الانْكِباب، وقد انْكَرَسَ في الشَّيْء: إذا دَخَلَ فيه مُنْكَبّاً، قال ذو الرُّمَّة يصف الثور: يَغْشى الكِناسَ بِرَوْقَيْهِ ويَهْدِمُهُ ... من هائلِ الرَّمْلِ مُنْقاضٌ ومُنْكَثِبُ إذا أرادَ انْكِرَاساً فيه عَنَّ له ... دُوْنَ الأرُوْمَةِ من أطْنابِها طُنُبُ والتركيب يدل على تَلَبُّد شَّيْءٍ فوقَ شَيْءٍ وتَجَمُّعُه. كرفس

كركس

الكَرَفْس: بَقْلَة معروفة، وقال الليث: كأنَّه دخيل. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هي مُعَرَّبَة، وهي بِلُغَة أهْل غَزْنَة: كَرَفْجْ سَمِعْتُها من أهْلِ غَزْنَة بها. وقال ابن عبّاد: الكُرْفُس والكُرْسُف: القُطن. وقال الليث: الكَرْفَسَة: مِشْيَة المُقَيَّد. وقال ابن عبّاد: الكَرْفَسَة: أن يُقَيِّدَ البَعير فَيُضَيَّقَ عليه. وقال غيرُه: تَكَرْفَسَ الرَّجُلُ: إذا دَخَلَ بَعْضُه في بَعْضٍ. كركس الكَرْكَسَة: ترديد الشيء. ويقال للّذي وَلَدَتْهُ الإماءُ: مُكَرْكَسٌ، كأنَّه المُرَدَّدُ في الهُجَناءِ. وقال ابن عبّاد: المُكَرْكَسُ: الذي أُمُّ أبيه وأُمُّ أُمِّه وأُمُّ أُمُّ أُمِّه وأُمُّ أُمُّ أبيه إمَاءٌ. وقال الليث: المُكَرْكَس: المُقَيَّد، وقد كَرْكَسَهُ غيرُه، وانشد: فَهَلْ يأْكُلاً مالي بَنُو نَخَعِيَّةٍ ... لها نَسَبٌ في حَضْرَمَوْتَ مُكَرْكَسُ وقال ابن عبّاد: تَكَرْكَسَ الشَّيْءُ: إذا تَدَحْرَجَ. قال: والتَّكَرْكُسُ: التَّلَوُّثُ فيما فيه الإنسان. وذَكَرَ ابنُ فارِسٍ المُكَرْكَسَ في تركيب ك ر س، وجَعَلَ الكافَ مُكَرَّرَةً، ويكون وَزْنُه عنده مُفَعْفَلاً. كرنس الليث: الكِرْناس والكِرْياس واحِدٌ، ذَكَرَ الكِرْناسَ - بالنون - في الرُّباعيّ؛ والكِرْياسَ - بالياء - في الثُّلاثيِّ. كسس ابن دريد: كَسَسْتُ الشَّيْءَ أُكُسُّهُ كَسّاً: إذا دَقَقْتَهُ دَقّاً شديداً. وكِسُّ - بالكسر -: بلد يقارب سمر قند، وقوم يقولونه بالفتح، وربَّما صَحَّفَه بعضهم فقال: كَشّ - بالشين المعجمة -، والصواب: الكّسر مع الإهمال. وأما التي هي بالفتح مع الإعجام: فهي قَرية على ثلاثة فَراسِخ من جُرْجَان على الجَبَل، وسَتُذْكِر - إن شاء الله تعالى - في مَوضِعها. والكَسِيْس: نبيذ التّمر، قال العبّاس بن مِرداس - رضي الله عنه - يُخاطِب سُفْيان بن عبد يغوث النَّصْرِيَّ: وإن تُسْقَ من أعنابِ وَجٍّ فإِنَّنا ... لنا العَيْنُ تَجْري من كَسِيْسٍ ومن خَمْرِ وقال ابن دريد: الكَسِيْس: لحم يُجَفَّفْ على الحِجارَة؛ فإذا يَبِسَ دُقَّ حتى يصيرَ كالسُوَيْق؛ يُتَزَوّد في الأسْفار، قال: وأحْسِبْهُ مَأْخوذاً من الكَسِّ. والكَسَسُ: صِغَرُ الأسنان ولُصُوقُها بسُنُوخها، وأنشد: فِدَاءٌ خالَتي لِبَني حِيَيٍّ ... خُصُوْصاً يَوْمَ كُسُّ القَوْمٍ رُوْقُ أي: طِوال الأسنان، أرادَ: كَلَحُوا من شِدَّةِ الكَرْبِ. وأنشد أيضاً: حين الأكَسُّ بهِ وقال ابن عبّاد: الكَسَسُ: قد يكون في الحافِرِ. قال: وكَسَسْتُ الخُبْزَ: إذا كَسَرْتَه. فهو كَسِيْسٌ ومَكْسُوْسٌ. وقال ابنُ شُمَيْل: الكَسَسُ: أن يكون الحَنَكُ الأعلى أقصر من الأسفل فتكون الثَّنْيَتَان العُلْيَيَان مع السُّفْلَيَيْن داخِل الفم، وقال: ليس من قِصَرِ الأسنان. وقال ابن فارِس: الكَسَسُ قِصَرُ الأسنان. وقال أبو مالِك: الكَسْكاسُ: الرَّجُل القصير الغَليظ، وأنشد: حَيثُ تَرى الحَفَيْتأْ الكَسْكاسا ... يَلْتَبِسُ المَوتَ به الْتِباسا والتَّكَسُّسْ: التَّكَلُّف. والكَسْكَسَة: الدَّقُّ الشديد، كالكَسِّ. والكَسْكَسَة - أيضاً -: إلحاقُهم بِكافِ المؤنَّثِ سيناً عِنْدَ الوَقْفِ، يقولون: أكْرَمْتُكِسُ ومَرَرْتُ بِكِسْ. وقال الأزهري: الكَسْكَسَة لغة من لغات العرب تقارب الكَشْكَشَة. وقال ابن عبّاد: الكَسْكَسَة لغة لِبَكر يُبْدِلون من الكافِ سيناً، كقولِهِم: في دارِسَ؛ يُريدون: في دارِكَ. والصواب أنَّ الكَسْكَسَة لِتميم؛ والكَشْكَشَة لِبَكْرٍ، والحُجَّة من حديث مُعاوِيَة - رضي الله عنه - مع رَجُلٍ من جَرْم؛ مَرَّت في تركيب ل خ خ. كعس الليث: الكَعْس - بالفتح -: عِظام السُّلامى، والجَميع: الكِعَاسُ. وهي - أيضاً -: عِظام البَرَاجِم في الأصابِع، وكذلك من الشّاءِ والبَقَر وغيرِها. قال: ومَثَلٌ للعامَّة: ما يُساوي كَعْساً، وهي العِظام التي تلتقي في مفاصِلِ اليَدَيْن والرِّجْلَيْن، وتلك العِظَامُ يُقال لها: السُّلامَيَاتُ. والكُعْسُوم: الحِمارُ؛ بالحِمْيَرِيَّة، والميم زائدة، وكذلك الكُسْعُوْمُ. كفس

كلس

ابن دريد: الكَفَس - بالتحريك - في بعض اللُّغات -: الحَنَفُ، يقال رجُلٌ أكْفَسُ. وقال غيره: الكِفاس: الدِّثَار. وكِفَاسُ الصَّبيِّ: قِمَاطُ مَعَاوِزِه. وانْكَفَسَ الرَّجُلُ: إذا تَلَوّى. كلس ابن دريد: الكِلْسُ: الصّارُوْج، قال عَدِيُّ بن زيد العِبَادي: شادَهُ مَرْمَراً وخَلَّلَهُ كِلْ ... ساً فَلِلطَّيْرِ في ذُراهُ وُكُورُ هكذا رواه الأصمعيّ: " وخَلَّلَه " بالخاء المُعْجَمَة، وَرَواه غيرُه " وجَلَّلَه " بالجيم، وكان الأصمعي يَضْحَكُ من هذا ويقول: متى رأوْا حِصْناً مُصَهْرَجَاً؟! وقال ليسَ " جَلَّلَه " - بالجيم - بِشَيْءٍ، إنَّما هو " خَلَّلَه " أي أدْخَلَ الصّارُوْجَ في خَلَلِ الحِجارة. ومنه الكُلْسَة في اللون، يقال: ذِئْبٌ أكْلَس. وقال ابن عبّاد: الكَلاّس: القطاعُ. والأنْكَلِيْس والأنْقَلِيْس: الجِرِّيْث. وقد سَبَقَ القول في ذلك مُشْبَعاً في تركيب ق ل س. وقال الأصمعي: كَلَّسَ فلان على فلان تَكْلِيساً: إذا حَمَلَ وجَدَّ، قال رجُل مِن قُضَاعَة: يا صاحِبَيَّ ارْتَحِلا ثمَّ امْلُسا ... أنْ تُحْبَسا لَدى الحُصَيْنِ مَحْبَسا أرى لَدى الأرْكانِ بَأْساً أبْأسا ... وبارِقاتٍ يَخْتَلِسْنَ الأنفسا إذا الفَتى حُكِّمَ يوماً كَلَّسا وكَلَّسَ فلان على قِرْنِه: إذا جَبُنَ وفَرَّ عنه. وصَوَّبَ هذا الأزهريّ ورجَّحَه على ما قاله الأصمعيّ. وقال الشَّيْبانيّ: التَكْلِيْسُ والتَّكَلُّسُ: الرِّيُّ، وأنشد: ذو صَوْلَةٍ يُصْبِحُ قد تَكَلَّسا وقال ابن عبّاد: المُتَكَلِّس: الشديد العَدْوِ. والتركيب يدل على امْتلاءٍ في الشَّيْءِ. كلمس الفرّاء: الكَلْمَسَة: الذَّهاب، يقال: كَلْمَسَ الرَّجُل وكَلْسَمَ: إذا ذَهَبَ. كلهس ابن عبّاد: كَلْهَسْتُ الشَّيْءَ: إذا فَرِقْتَه وخِفْتَه. والكَلْهَسَة: الدُّؤوب والإكباب على العَمَل. ورجلٌ مُكَلْهِس على عَمَلِه: أي جادٌّ فيه. والكَلْهَسَة: رُكوبُكَ صَدْرَكَ وخَفْضُكَ رَأْسَك وتَقْرِيْبُكَ بينَ مَنْكَبَيْكَ، ولا يكون ذلك إلا في المَشْي. وقال أبو عمرو: كَلْهَسَ: إذا واجَهَ القِتالَ وحَمَلَ على العَدُوِّ. كمس الأزهريّ: لم أجِد فيه من كلام العَرَب وصَريحِه شَيْئاً، فأمّا قَوْلُ الأطِبّاءِ في الكَيْمُوْساتِ إنَّها الطبائع الأربع فَلَيْسَت من لُغات العَرَب ولكنَّها يونانيَّة. قال الصغاني مؤلف هذا الكِتاب: الكَيْموس لفظ سُرْيانيّ ومعناه الخِلْطُ. والأكْمَس: الذي لا يكاد يُبْصِر. والكُمُوْسُ: العُبُوْسُ. وكامِسٌ وكامِسُة: مَوضِعان. كندس الكُنْدُسُ - بالضم -: دواء مُعَطِّس، مِن كَدَسَ: إذا عَطَسَ، وبالشين المُعجَمة تَصْحيف. كنس الكانِس: الظَّبْيُ يدخُل في كِنَاسِه وهو موضِعُه في الشَّجَر الذي يَكْتَنُّ فيه ويَسْتَتِر. وقد كَنَسَ الظَّبي: لأنَّه يكنُسُ الرَّمْلَ حتى يَصِل إلى بَرْدِ الثَّرى. وجمع الكِنَاس: كُنُسٌ وكُنْسٌ - مثال خُلُق وخُلْق -، قال الحارِث بن حِلّزة اليَشْكُري: حتى إذا الْتَفَعَ الظِّبَاءُ بأطْ ... رافِ الظِّلالِ وقِلْنَ في الكُنْسِ والكشناس: مَوْضع، قال أبو حيَّة النُّمَيْري: رَمَتْني وسِتْرُ الله بَيْني وبَيْنَها ... عَشِيَّةَ آرامِ الكِناسِ رَمِيْمُ وقال جرير: لِمَنْ الدِيارُ كأنَّها لم تُحْلَلِ ... بينَ الكِناسِ وبَيْنَ طَلْحِ الأعْزَلِ وفَسّر أبو عُبَيدة قوله تعالى:) الجَوارِ الكُنَّسِ (أي تَكْنِسُ في المَغيبِ كما تَكْنِسُ الظِّبَاءُ في الكُنُسِ. وجمع الكانِسِ: كُنُوْس - أيضاً -؛ كجالِسٍ وجُلُوْسٍ، قال رؤبة: ذو النَّبْلِ ما دامَ المَها كُنُوْسا ويُروى: ما كانَ المَها. وكَنَسْتُ البيتَ أكْنَسَه وأكْنِسُه - بالضم والكَسْر - كَنْساً. والمِكْنَسَةُ: ما يُكْنَس به. والكُناسَة: القُمامَة. والكُناسَة: موضِع بالكوفَة. وقد سَمَّوا كُناسَة. والكَنِيْسَة لليَهود.

كوس

والكَنِيْسَة: مَرْسى من مَرَاسي بَحْرِ اليَمَن مِمّا يَلي زَبِيْدَ للجائي من مكَّة حَرَسها الله تعالى. قال الصغاني مؤلف هذا الكِتاب: أرْسَيْتُ بها سَنَةَ خَمْسٍ وسِتَّمِئةٍ. والكَنِيْسَة: المرأة الحسناء، عن أبي عمرو. والكَنِيْسَة السوداء: بلد بِثَغْرِ المَصِيْصَة. وقال الأزهري: الفِرْسِنُ المَكْنُوْسَة: المَلْسَاءُ الباطِنِ، تُشَبِّهُها العَرَبُ بالمَرائي لِمَلاسَتِها، ويقال: فِرْسِنُ مَكْنُوْسَة: المَلْساء الجَرْداء الشَعَر. ومِكْناسة: بلد بالمَغْرِب. ومِكْناسةُ الزَّيْتون: بلد آخَر هُناك. وتَكَنَّسَ الظَّبْيُ: دَخَلَ كِنَاسَه. وكذلك تَكَنَّسَ الرَّجُل: إذا دَخَلَ الخَيْمَةَ. وتَكَنَّسَتِ المرأة: إذا دَخَلَتِ الهَوْدَجَ، قال لَبِيد - رضي الله عنه - يَصِفُ نِساءً في هَوَادِجِهِنَّ: شاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِينَ تَحَمَّلوا ... فَتَكَنَّسُوا قُطُناً تَصِرُّ خِيَامُها والتركيب يدل على سَفْرِ شَيْءٍ عن وَجْهِ شَيْءٍ وهو كَشْفُه وعلى اسْتِخْفاءٍ. كوس كاسَ البعيرُ يَكُوسُ كَوْساً: إذا مشى على ثلاثِ قوائِم وهو مُعَرْقَب، قالت عَمْرضة أُخْتُ العبّاس بن مِرْداس - رضي الله عنه - وأُمُّها الخنساءُ؛ تَرْثي أخاها وتَذْكُرُ أنَّه كانَ يُعَرْقِبُ الإبلَ: فَظَلَّتْ تَكُوْسُ على أكْرُعٍ ... ثَلاثٍ وكانَ لها أرْبَعُ يعني القائمة التي عَرْقَبَ، هي مُخَضَّبَةٌ بالدَّم. وقال الأعوَر النَّبْهانيُّ - واسمُه عَنّاب بالنُّون - يهجو جَريراً: فَقُلْتُ لها أُمَّي سَلِيْطاً بأرْضِها ... فَبِئْسَ مُنَاخُ النّازِلِيْنَ جَرِيْرُ ولو عِنْدَ غَسّانَ السَّلِيْطيِّ عَرَّسَت ... رَغا قَرَنٌ منها وكاسَ عَقِيْرُ وكاسَه يَكُوسُه كَوْساً: صَرَعَه. وقال ابن عبّاد: الكَوْس في الجِماع: الطَّعْن، وقد كاسَها. وقال الليث: والكَوْس في البَيْع: اتِّضَاعُ الثَّمَن، يقال: لا تَكُسْني يا فُلان في الثَّمن. وقيل: الكَوْس في البع: الوَكْس؛ مقلوبٌ منه. والكَوْسُ في السَّيْرِ: مثل التَّهْويد. وكاسَتِ الحَيَّة: إذا تَحَوَّتْ في مَكاسِها. وقال الليث: الكَوْسُ كَلِمَة كأنَّها نَبَطِيَّة، والعَرَب تَتَكَلَّم به، وذلك إذا أصابَ الناسَ خَبٌّ في البحرِ فخافوا الغَرَقَ، يقال: خافُوا الكَوْسَ. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا القول في الكَوْسِ رَجْمٌ بالغَيْب وحَدْسٌ من الكَلام والتَّكَلُّم على ما خَيَّلَت ورَمْيٌ به على عَوَاهِنِه، والصَّوابُ فيه: أنَّ الكَوْسَ نَيِّحَةُ الأزْيَبِ من الرِّياح، وسَفْرُ الهِنْدِ إذا أيمَنوا فَرِيْحُهُم الأزْيَبُ، وإذا رَجَعُوا أو احْتَجَزوا فالكَوْسُ. والكُوْسُ - بالضم -: الطَّبْلُ، فارِسِيّ مُعَرَّب، وهو تعريب " كُوْسْ " بِضَمَّةٍ غَيْرِ مُشْبَعَةٍ. وقال ابن دريد: ذَكَرَ الخليل أنَّ الكُوْسَ خَشَبَة مُثَلَّثَة تكونُ مع النَّجّارين يَقِيْسونَ بها تربيع الخَشَبِ، وهي كَلِمَة فارِسِيَّة. والكُوْسِيُّ من الخَيْل: القصير الدَّوَارِجِ. وكُوْسِيْن: قرية. ومَكْوَس - بالفتح -: اسم حمارٍ. وكاسان: بلد كبير بما وراء النَّهْرِ. وقال ابن عبّاد: لُمْعَةٌ كَوْساء: مُلْتَفَّة كثيرة، ولِماعٌ كُوْسٌ، وهي القِطْعَة من الأرض فيها شَجَر تَدَانَت أُصُولُها والْتَفَّت فُرُوعُها. وكذلك رِمال كُوْس: أي مُتَراكِمَة. وكَوْساء: موضِع. وأكاسَهُ: إذا صَرَعَهُ، مِثْل كاسَهُ. وأكاسَ البَعير: حَمَلَه على أن يَكُوْسَ بِعَرْقَبَتِه، قال أبو حِزام غالب بن الحارِث العُكْليّ: ومَعي صيغَةٌ وجَشّاءُ فيها ... شِرْعَةٌ حَشْرها حَرىً أن يُكِيسا صِيْغَةٌ: سِهَامٌ مُسْتَوِيَة عَمَلُ يَدٍ واحِدَةٍ، والحَشْرُ: المَحْشور أي المَبْرِيُّ.

كهمس

وكَوَّسْتُه على رأسِهِ تَكْوِيْساً: أي قَلَبْتُه. وقال الحجّاج: ما نَدِمْتُ على شَيْءٍ نَدَمي على ألاّ أكونَ قَتَلْتُ ابنَ عُمَرَ، فقال عبد الله بن عبد الله - قاله الأزهريّ، وقال أبو عُبَيد: هوَ سالِم بن عبد الله -: لو فَعَلْتَ ذلك لَكَوَّسَكَ الله في النّارِ رأسَكَ أسْفَلَكَ. وهذا هو الصَّحيح، ذَكَرَه في تَرْجَمَةِ سالمٍ. قَوْلُه: " رَأْسَكَ أسْفَلَكَ " نَحْوَ: " فاهُ إلى فِيَّ " في قَوْلهم: كَلَّمْتُه فاهُ إلى فِيَّ، في وُقُوعِه مَوْقِعَ الحالِ، ومعناه: لَكَوَّسَكَ جاعِلاً أعْلاكَ أسْفَلَكَ. وتَكَاوَسَ لَحمُ الغُلام: إذا تَرَاكَبَ. وفي حديث قَتَادَة: أنَّه ذَكَرَ أصحاب الأيْكَة فقال: كانُوا أصحابَ شَجَرٍ مُتَكاوِسٍ، أو مُتَكادِسٍ. والمُتَكادِس: مِن تَكَدَّسَتِ الخَيْلُ إذا تَرَاكَبَتْ. وعُشْبٌ مُتَكاوِس: إذا كَثُرَ وكَثُفَ. والمُتَكاوِسُ في العَروض: أن تتَوالى أربَعُ حَرَكاتٍ بِتَرَكُّبِ السَّبَبَيْنِ؛ مثل ضَرَبَني وسَمَكَة، ويُسَمّى الفاضِلَةَ - بالضاد المُعْجَمَة - والفاصِلَةَ الكُبْرى. واكْتاسَني فلانٌ عن حاجَتي: أي حَبَسَني. والتَّكَوُّس: التَّنَكُّس. والتركيب يدل على الصَرَعِ أو ما يُقارِبُه. كهمس كَهْمَسٌ: أبو حَيٍّ من العَرَبِ، قال أبو حُزَانَة الوليد بن حنيفة من بَني رَبيعَة بن حَنْظَلَة بن مالِك بن زَيد مَناةَ بن تَميم: وكُنّا حَسِبْناهُمْ فَوارِسَ كَهْمَسٍ ... حَيُوا بَعْدَما ماتُوا من الدَّهْرِ أعْصُرا وقال الليث: الكَهْمَس: الأسد. وقال ابن خالَوَيْه: الكَهْمَس: القبيح الوجه. وقال ابن عبّاد: ناقةٌ كَهْمَس: أي عليها مِثْلُها من سَنَامِها. وكَهْمَس الهِلاليُّ - رضي الله عنه -: له صحبة. قال: أسْلَمْتُ فأتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلّم - وأخْبَرْتُه بإِسلامي، فَمَكَثْتُ حَوْلاً وقد ضَمَرْتَ ونَحَلَ جِسْمي، فَخَفَّضَ فِيَّ البَصَرَ ثمَّ رَفَعَه، قلت: أما تَعْرِفُني؟ قال: ومَن أنتَ؟ قلتُ: أنا كَهْمَس الهِلاليّ، قال: فما بَلَغَ بِكَ ما أرى؟ قال: ما أفْطَرْتُ بَعْدَكَ نهراً ولا نِمْتُ ليلاً، قال: ومَنْ أمَرَكَ أن تُعَذِّبَ نَفْسَك؟ صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ ومن كَلِّ شَهْرٍ يوماً، قلتُ: زِدُني، قال صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ ومن كَلِّ شَهْرٍ يومين، قلتُ: زِدُني، قال: صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ ومن كَلِّ شَهْرٍ ثلاثَةَ أيّام. وكَهْمَس بن الحَسَنِ التَّمِيْمِيُّ البَصْريُّ: من أتباع التابعين. وقال ابن عبّاد: الكَهْمَسَة في المَشْيِ: كالحَفَدَانِ، وهو تَقارُبُ ما بَيْنَ الرِّجْلَيْن وحَثَيانُهما التُّرابَ. كيس الكَيْسُ: خِلاف الحُمْق، لأنَّه مُجْتَمَعُ الرَّأيِ والعَقْلِ. ومنه حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم: كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ حتى العَجْزُ والكَيْسُ، أو الكَيْسُ والعَجْزُ. ورَجُلٌ كَيِّسٌ: أي ظَريف، قال عَلِيٌّ رضي الله عنه: أما تراني كَيِّساً مُكَيَّسا ... بَنَيْتُ بَعْدَ نافِعٍ مُخَيّسا باباً مَنِيْعاً وأمِيْناً كَيِّسا وزيد بن الكَيِّسِ النَّمَرِيُّ النَّسّابَة. وجَمْعُ الكَيِّسِ: أكياسٌ وكَيْسى، قال رؤبة: وفي الغَواني طَمَعٌ وإيْأسْ ... وعِفَّةٌ في خَرَدٍ واسْتِئْناسْ من غيرِ أنْ يَخْدَعَهُنَّ الأكْيَاسْ وقال آخَر: فَكُن أكْيَسَ الكَيْسى إذا كُنْتَ فيهم ... وإنْ كُنْتَ في الحَمْقى فَكُنْ أنْتَ أحْمَقا والكَيِّسِ بن أبي الكَيِّسِ حَسَّان بن عبد الله اللَّخْمِيّ: من أصحاب الحديث. وكَيِّسَة بنت أبي بَكْرَة نُفيْع - رضي الله عنه -: من التابِعِيّاتِ. ومَصْدَرُه: الكِيَاسَة والكَيْس. وقال الأُمَويّ: الكَيْسُ: الجُوْدُ، وأنشد: وفي بَني أُمِّ الزُّبَيْرِ كَيْسُ على الطَّعامِ ما غَبَا غُبَيْسُ وقال ابن دريد: الكَيْس عِنْدَ قَوْمٍ: الطَّبُّ.

لبس

وقال ابن الأعرابيّ: الكَيْسُ: الجِماع. ومنه قول النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - لِجابِرَ بن عبد الله - رضي الله عنه -: أبِكْراً تَزَوَّجْتَ أمْ ثَيِّباً؟ قال بَلْ ثَيِّباً، قال: فَهَلاّ بِكْراً تُداعِبُها وتُداعِبُك؟ فقال: اسْتُشْهِدَ أبي وتَرَكَ بَناتٍ صِغاراً، فَكَرِهْتُ أن أتَزَوّجَ مِثْلَهُنَّ - أو قال كلاماً هذا معناه -، فقال: فإذا قَدِمْتَ فالكَيْسَ الكَيْسَ. أي جامِع امْرَأتَكَ طَلَبَاً للوَلَدِ، وقيل: أمَرَه بالتَّوَقِّي وإلاّ يَحْمِلَه الشَّبَقُ وطُولُ العُزْبَةِ على غِشْيانِها وهيَ حائِضٌ، وأوعَزَ إليه أنْ يُعْمِلَ كَيْسَه - أي عَقْلَه - في اسْتِبْرائها والفَحْصِ عن حالها. واسْتَشْهَدَ أبو العبّاس على أنَّ الكَيْسَ العَقْلُ بِقَوْلِ أبي المِنْهالِ بُقَيْلَةَ الأكْبَرِ الأشْجَعيّ: وإنَّما الشَّعْرُ لُبُّ المَرْءِ يَعْرِضُهُ ... على المَجَالِسِ إنْ كَيْساً وإنْ حُمُقا وإنَّ أصْدَقَ بَيْتٍ أنْتَ قائلُهُ ... بَيْتُ يقالُ إذا أنْشَدْتَهُ صَدَقا إلْبَسْ جَدِيْدَكَ إنّي لابِسٌ خَلَقي ... ولا جَدِيْدَ لِمَنْ لا يَلْبَسُ الخَلَقا ويقال: كِسْتُ الرَّجُلَ كَيْساً: إذا غَلَبْتَه بالكِيَاسَة. ومنه حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - أنَّه قال لجابِرٍ في الجمل الذي اشْتَراهُ منه - وكانَ قد أعْيا - بأرْبَعَةِ دَنانِيرَ: أتُرى إنَّما كِسْتُكَ لآِخُذَ جَمَلَكَ، لكَ الثَّمَنُ ولك الجَمَلُ؛ لكَ الثَّمَنُ ولك الجَمَلُ، ويُروى: خُذْ جَمَلَكَ ومالَكَ فهما لَك. أي: كُنتُ أكْيَسَ منك، وهو من باب فاعَلْتُه فَفَعَلْتُه، ويُروى: " إنَّما ما كَسْتُكَ " من المِكَاس. والكِيْسى: نعت المرأة الكَيِّسَة، وهو تأنيث الأكْيَس، وكذلك الكُوْسى، صارت الياءُ واواً لانْضِمامِ ما قَبْلَها، كَطُوبى من الطِّيْب؛ ومُوْسِرٍ ومُوْقِنٍ من اليَسَارِ واليَقِينِ. وقال ابن دريد: هذا الأكْيَسُ وهذه الكُوْسى وهُنَّ الكُوْسُ والكُوْسَيَاتُ للنِّساءِ خاصَّةً. وكَيْسَة بنت أبي كَثير: من المُحَدِّثاتِ. وعَليُّ بن كَيْسَةَ - ويقال ابنُ كِيْسَةَ بالكَسْر -: من رُوَاةِ القِراءةِ. وبعض العَرَب يُسَمِّي الغَدْرَ: كَيْسَانَ، قال النَّمِر بن تَوْلَبٍ رضي الله عنه: إذا ما دَعَوْا كَيْسانَ كانتْ كُهُولُهم ... إلى الغَدْرِ أدْنى من شَبابِهم المُرْدِ ويُروى: " أدْعى " و " أسْعى ". والكَيْسَانِيَّة: صِنف من الرَّوافِضِ أصحاب المُختار بن أبي عُبَيْد، يقال: إنَّ لَقَبَه كانَ كَيْسَانَ. وأبو بكر أيُّوب بن أبي تَميمَة السِّخْتِيَانيُّ، واسْمُ أبي تَمِيْمَة كَيْسَانُ، وأيُّوب من كِبار التابعين وثِقاتِهِم. وأُمُّ كَيْسَان: لَقَبٌ للرُّكْبَة، والضَّرْبِ على مُؤخَّرِ الرَّجُلِ بِظَهْرِ القَدَم. وعن المُبرَّدِ أنَّ المُهَلَّبَ بن أبي صُفْرَة دَعا بمعاوِيَة بن عمرو سّيِّد بَلْعَدَوِيَّةِ فَجَعَلَ يَرْكُبُه، فقال: أصْلَحَ اللهُ الأميرَ؛ أعْفِني من أُمِّ كَيْسَانَ. والكِيْسُ؟ بالكسر -: كِيْسُ الدَّراهِم، والجمعُ: أكْياسٌ وكِيَسَةٌ، سُمِّيَ به لأنَّه يَضُمُّ الشَّيء وَيَجْمَعُه، قال: وليسَ لي مُقْعِدٌ في البيتِ يُقْعِدُني ... ولا السَّوَامُ ولا من فِضَّةٍ كِيْسُ والكِيْسُ - أيضاً -: المَشِيْمَة، شُبِّهَتْ بالكِيْسِ الذي تُحْرَزُ فيه النَّفَقَة. وقال ابن عبّاد: لُعْبَةٌ للعَرَبِ يُسَمُّونَ فيها بأسْماءٍ يَقُولونَ: كِيْسٌ من كِسفَةٍ. وأكْيَسَ الرَّجُلُ وأكاسَ: إذا وُلِدَ له أولاد أكْيَاس، قال رافِع بن هُرَيْم: فلو كُنتُم لمُكْيِسَةٍ أكاسَت ... وكَيْسُ الأُمِّ يُعْرَفُ في البَنينا ولكنْ أُمُّكُمْ حَمُقَتْ فجئْتُم ... غِثَاثاً ما نَرى فيكم سَمينا وكَيَّسْتُه: جَعَلْتُهُ كَيِّساً، قال زَيْدُ الخَيلِ الطّائيُّ: أُقاتِلُ حتى لا أرى لي مُقاتَلاً ... وأنْجُو إذا لم يَنْجُ إلاّ المُكَيَّسُ والتَّكَيُّس: التَّظَرُّف. وكايَسْتُه فكِسْتُه: أي غالَبْتُه بالكَيْسِ فَغَلَبْتُه. وتَكَايَسَ: تَفَاعَلَ؛ من الكَيْسِ. والتركيب يدل على ضَمٍّ وجَمْعٍ. لبس

اللُّبْسُ - بالضم -: مصدر قولِكَ: لَبِسْتُ الثوبَ ألْبَسُه. ولَبِسْتُ امْرَأةً: أيْ تَمَتَّعْتُ بها زماناً. ولَبِسْتُ قَوماً: أي تَمَلِّيْتُ بهم دَهْراً. ولَبِسْتُ فُلانَةَ عُمُري: أي كانَت معي شبابي كُلَّه، قال النابغة الجعديّ رضي الله عنه: لَبِسْتُ أُناساً فأفْنَيْتُهُم ... وأفْنَيْتُ بَعْدَ أُناسٍ أُناسا ثَلاثَةَ أهْلِيْنَ أفْنَيْتُهُم ... وكانَ الإلهُ هو المُسْتَآسا وقال عمرو بن أحْمَرَ الباهِليّ: لَبِسْتُ أبي حتّى تَبَلَّيْتُ عُمْرَهُ ... وبَلَّيْتُ أعْمامي وبَلَّيْتُ خالِيا واللِّباس والمَلْبَس واللِّبْس - بالكسر -: ما يُلْبَس، قال العجّاج: يَنْضِحْنَنا بالقَرْسِ بَعْدَ القَرْسِ ... دُوْنَ ظِهَار اللِّبْسِ بَعْدَ اللِّبْسِ ولِبْسُ الكعبة - شرَّفَها الله تعالى -: ما عَلَيْها مِنَ الكِسْوَة. وكذلك لِبْسُ الهَوْدَجِ، قال حُمَيْد بن ثَوْر - رضي الله عنه - يَصِفُ الغَبِيْطَ: فَلَمّا كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنه مَسَحْنَهُ ... بأطْرافِ طَفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّما واللِّبْسَة: حالة من حالات اللُّبْسِ، ومنها حديث عُمَر - رضي الله عنه -: عليكم باللِّبْسَةِ المَعَدِّيَّة. وقال ابن عبّاد: اللِّبْسُ واللِّبْسَة: ضَرْبٌ من الثِّياب. قال: واللِّبْس: السِّمْحَاقُ؛ وهو الجُلَيْدَة الرَّقيقة التي تكون بين الجِلْدِ واللَّحْم. وقَولُهم لِلَّئيمِ: جِبْسٌ لِبْسٌ: إتْبَاعٌ. ولباسُ الرجُل: امْرأتُه، وزوجُها لِباسُها، قال الله تعالى:) هُنَّ لِباسٌ لكُم وأنْتُم لِباسٌ لَهُنَّ (أي بمنزلة اللِّباس، قال النابغة الجعديّ رضي الله عنه: إذا ما الضّجيجُ ثَنى جيدَها ... تَداعَتْ عليه فكانتْ لِباسا وقال مُجاهِدٌ: أي سَكَنَ. وقال ابن عَرَفَة: اللِّباس من المُلابَسَة أي الاخْتِلاط والاجتِماع. وروى أبو عمرو: " ثَنى عِطْفَه تَثَنَّتْ ". ولِباس التَّقوى: الحَيَاء، وقيل: الغليظ الخَشِن القصير، وقال السُّدِّيُّ: هو الإيمان، وقيل: هو ستر العَوْرَة، وهو لِباس المُتّقين. وقوله تعالى:) جَعَلَ لكم اللَّيْلَ لِباسا (أيْ يَسْتُرُ الناسَ بظُلْمَتِه، وكُلُّ شَيْءٍ سَتَرَهُ شَيْءٌ فهو لِباس. وقوله تعالى:) فأذاقَها اللهُ لِباسَ الجُوعِ والخَوْفِ (أي جاصُوا حتى أكَلوا الوَبَرَ بالدَّم وهو العِلْهِزُ، وبَلَغَ بهم الجوعُ الحالَ التي لا غايَةَ بعدَها، فَضُرِبَ اللِّباسُ لِما نالَهُم مَثَلاً؛ لاشْتِمالِهِ على لابِسِه. واللَّبُوْسُ: ما يُلْبَسُ، قال بَيْهَسٌ الفَزازيُّ: إلْبَسْ لكُلِّ حالَةٍ لَبُوْسَها ... إمّا نَعِيْمَها وإمّا بُوْسَها وقد ذُكِرَت القصّة بتمامها في تركيب ب ل د ح. وقوله تعالى:) وعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوْسٍ لكم (يعني الدِّرْعَ، سُمِّيَت لَبوساً لأنّها تُلْبَسُ، كما يقال للبَعير الذي يُرْكَبُ: رَكُوْب. وداهِيَة لَبْساء ورَبْساء: أي مُنْكَرَة. وثوب لَبيس: أي قد لُبِسَ فأُكْثِرَ لُبْسُه فأخْلَقَ. ومنه حديث مُعاذ بن جَبَل - رضي الله عنه - أنَّه كان يقول باليَمَن: ائْتُوني بِخَمِيسٍ أو لَبِيْسٍ آخُذْه منكم في الصّدَقَةِ؛ فإنَّه أيْسَرُ عليكم وأنفَعُ للمُهاجِرينَ بالمَدينَة. ويقال: ليسَ لِفلان لَبيس: أي مِثْل. ومُلاءةٌ لَبِيس - بغير هاء -. وقال الليث: اللَّبَسَة - بالتحريك -: بَقْلَة. قال الأزهري: لا أعْرِفُ اللَّبْسَةَ في البُقُول، ولم أسْمَعْها لغير الليث. وقال أبو زيد: يقال إنَّ في فلان لَمَلْبَساً - بالفتح -: أي ليسَ به كِبْرٌ. والمَلْبَس - أيضاً -: اللُّبْسُ، قال امرؤ القيس: ألا إنَّ بَعْدَ الفَقْرِ للمَرْءِ قِنْوَةً ... وبَعْدَ المَشيبِ طُوْلَ عُمْرٍ ومَلْبَسا

لحس

وفي المَثَل: أعْرَضَ ثَوْبُ المَلْبَس؛ والمِلْبَس؛ والمُلْبَس. قال الأعرابي: يُضْرَبُ لِمَن اتَّسَعَت قِرْفَتُه، أي كَثُرَ مَن يَتَّهِمُه، فيما قال، قال: والمَلْبَسُ ثَوْبُ اللَّبْسِ، والمِلْبَسُ: اللِّباسُ بِعَينِه، كما يقال: إزارٌ ومِئْزَرٌ ولِحَافُ ومِلْحَفٌ. ورُوِيَ عن الأصمعيّ في تفسير هذا المَثَل قال: يُقال للرَجُل: مِمَّنْ أنتَ؟ فيقول: من مُضَر أو مِن رَبيعَة أو مِنَ اليَمَن، أي عَمَمْتَ ولم تَخُصَّ. ومَنْ قال: ثَوْبُ المُلْبِس - بضم الميم - أرادَ: الذي يُلْبِسُكَ ويُجَلِّلُكَ. ويقال لَبَسْتُ عليه الأمْرَ - بالفتح - ألْبِسُه - بالكسر - لَبْساً: أي خَلَطْتُه، قال الله تعالى:) ولَلَبَسْنا عليه ما يَلْبِسُون (أي شَبَّهْنا عَلَيْهِم وأضْلَلْناههم كما ضَلُّوا. وقال ابنُ عَرَفَة في قَوْلِهِ تعالى:) ولا تَلْبِسُوا الحَقَّ بالباطلِ (أي لا تَخْلِطُوه به. وقوله تعالى:) أو يَلْبِسَكُم شِيَعاً (أي يَخْلِطَ أمْرَكم خَلْطَ اضْطِرابٍ لا خَلْطَ اتِّفاقٍ. وقوله جَلَّ ذِكْرُه:) ولم يَلْبِسوا إيْمانَهُم بظُلْمٍ (أي لم يَخْلِطوهُ بِشِرْكٍ. قال العجّاج: ويَفْصِلونَ اللَّبْسَ بَعْدَ اللَّبْسِ ... من الأُمُورِ الرُّبْسِ بَعْدَ الرُّبْسِ واللَّبْس - أيضاً -: اخْتِلاط الظلام. وفي الأمرِ لُبْسَة - بالضم -: أي شُبْهَةٌ وليسَ بِواضِح. وألْبَسَه الثوب. وألْبَسْتُ الشَّيْءَ: إذا غَطّيْتَه، يقال: ألْبَسَتِ السَّماءُ السَّحابَ: إذا غَطَّتْها، ويقال: الحَرَّة: الأرض التي ألْبَسَتْها حِجارةٌ سودٌ. وأمرٌ مُلْبِس: أي مُشْتَبِه. والتَّلْبيس: التَّخْليط، قال الأسْعَر الجُعْفيّ: وكَتيبَةٍ لَبَّسْتُها بكتِيْبَةٍ ... فيها السَّنَوَّرُ والمَغافِرُ والقَنا والتَّدْليس، شُدِّدَ للمبالغة. والعامّة تقول: هذا رَجُلٌ مُلَبِّسٌ، يريدونَ كثير اللِّباسِ أو كَثيرَ اللُّبْسِ، والصَّواب: لَبّاس. وتَلَبَّسَ بالأمرِ وبالثَّوْبِ، قال: تَلَبَّسَ حُبُّها بدَمي ولحمي ... تَلَبُّسَ عُصْبَةٍ بِفُرُوعِ ضالِ أي اخْتَلَطَ. وفي صفة أكْلِ رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - في حالِ صِغَرِه: فيَأْكُلُ فَما يَتَلَبَّسُ بِيَدِه طَعامٌ. أي لا يَلْزَقُ به لِنَظافَةِ أكْلِه. ويقال: الْتَبَسَ عَليهِ الأمر: أي اخْتَلَطَ واشْتَبَه. وفي حديث المَوْلِدِ والمَبْعَثِ: فجاءَ المَلَكُ فَشَقَّ عن قَلْبِه، قال: فَخِفْتُ أنْ يكُونَ قد الْتُبِسَ بي. أي خُوْلِطْتُ، من قَوْلِكَ: في رأيِه لَبْسٌ: أي اخْتِلاطٌ، ويقال للمَجْنونِ: مُخالَطٌ. ولابَسْتُ الأمْرَ: خالَطْتُه. ولابَسْتُ فُلاناً: عَرَفْتُ باطِنَه. والتركيب يدل على مخالَطَة ومُداخَلَة. لحس اللَّحْسُ والمَلْحَسُ: باللِّسان، يقال: لَحِسَ القَصْعَةَ - بالكسر - يَلْحَسُها. ومنه حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: مَنْ أكَلَ في قَصْعَةٍ فَلَحِسَها اسْتَغْفَرَتْ له القَصْعَةُ. وفي المَثَل: أسْرَعُ من لَحْسَةِ الكَلْبِ أنْفَه. ولَحِسْتُ الإناءَ لَحْسَةً ولُحْسَةً؛ عن يعقوب. وقولُهم: تَرَكْتُ فلاناً بِمَلاحِسِ البَقَر: أي بالمَوضِعِ التي تَلْحَسُ فيها بَقَرُ الوَحْشِ أولادَها، ويروى: بِمَلْحَسِ البَقَرِ أولادَها، والمَلْحَسُ: مَصْدَرٌ بمعنى اللَّحْسِ. والمَلاحِسُ: جمع مَلْحَس الذي هو مكان اللَّحْسِ، وتقديره: بِمَوْضِعِ مَلْحَسِ البَقَر. ولا يجوز أنْ يُجْعَلَ المَلْحَسُ اسْمَ مكانٍ، لأنَّه لا يَعْمَل حينَئذٍ النَّصْبَ في أولادِها. يُضْرَب لِمَن تُرِكَ بمكانٍ لا أنيسَ به، وهو مِثْلُ قَوْلِهِم: بِمَباحِثِ البَقَرِ: أي بالمكان القَفْرِ. واللاّحُوْسُ: المَشْؤوم. ورجُلٌ مِلْحَسٌ - بكسر الميم - أي يأخُذُ كَلَّ ما قَدَرَ عليه. والمِلْحَسُ: الحَريص. ومنه حديث أبي الأسْوَد الدُّؤليّ: عليكُم فلاناً فانَّه أهْيَسَ ألْيَسَ؛ ألدُّ مِلْحَسٌ، إن سُئِلَ أرَزَ، وإن دُعِيَ انْتَهَزَ. ويروى: إن سُئل ارْتَزَّ، وإن دُعِيَ اهْتَزَّ. الأهْيَس: الذي يدور. والمِلْحَسُ - أيضاً -: الشجاع. واللَّحاسَة: اللَّبُؤة، قال أبو زُبَيد حَرمَلة بن المنذر الطائي:

لدس

حتى إذا وازَنَ العِرْزالَ وانْتَبَهَت ... لَحّاسَةٌ أُمُّ أجْرٍ سِتَّةٍ شُدُنِ وسنةٌ لاحِسَةٌ، وسِنون لَواحِس: أي شِداد تلحَسُ كُلَّ شَيء. وقال الليث: اللَّحوس من الناسِ: الذي يتتَبَّع الحلاوَة كالذُّباب. واللَّحْس: أكلُ الدودِ الصوفَ؛ وأكْلُ الجَرادِ الخُضَرَ والشَّجَرَ ونحوَ ذلك. والملحوس من الأركاب: القليل اللحم. ورجل لَغْوَسْ لَحْوَسْ - بوَزْنِ جَرْوَلْ -: أكول حريص. وألْحَسَتِ الأرضُ: أي أنبَتَت أوَّلَ ما تُنْبِت البَقْلَ. ويقولون: ألحِسوا ماشِيَتَكُم: أي ارْعَوْها أدنى رَعْيٍ. وألْحَسَتِ الأرْضُ - أيضاً -: لَحِسَتِ الدوابُ نَبْتَها، وقد ألْحَسْنا اليومَ، كما يقال: أدْلَسْنا، وهو أن يُصِيْبَ شَيْئاً من نَبْتِ الأرض. والْتَحَسْتُ منه حَقّي: أي أخَذْتُ. والتركيب يدل على أخذِ شَيْءٍ باللِّسان. لدس اللَّدْسُ: الرَّمْيُ، يقال: لَدَسَه بِحَجَرٍ ورَدَسَه ولَطَسَه ونَدَسَه ورَدَاهُ: بمعنىً واحد. ولَدَسْتُه بِيَدي لَدْساً: ضَرَبْتُهُ بها. والمِلْدَس والمِلْطَس: حَجَرٌ ضَخْمٌ يُدَقُّ به النَّوى، وربَّما شُبِّهَ به الرَّجُل الشديد الوَطْءِ. وقال ابن دريد: ناقة لَدِيْس: كانَّها رُمِيَت باللَّحْم، وأنشَدَ: سَدِيْسٌ لَدِيْسٌ عَيْطَمُوسٌ شِمِلَّةٌ ... تُبارُ إليها المُحْصَناتُ النَّجائبُ قال: العَيْطَموس: التّامَّة الجَمال. وتُبارُ: تُعْرَضُ لِيُنْظَرَ إلى شَبَهِهَا منها؛ ويُنْظَرُ إلّيْهِنَّ وإلى سَيْرِهِنَّ بِسَيْرِ هذه الناقة ويُخْتَبَرْنَ بها وبِسَيْرِها. وأراد بالمُحَصَناتِ النَّجائبَ اللَّواتي أحْصَنَها إلاّ يَضرِبَها إلاّ فَحْلٌ كريم. وقال ابن عبّاد: اللَّدِيْس: السَّمين، وجمعه: ألْداس، فيكون مثل شَرِيفٍ وأشراف ويتيمٍ وأيْتام. وَلَدَسَ يَلْدُسُ لَدْساً: أي لَحِسَ. قال: واللَّدْسُ - بالكسر -: الخَوّار الفاتِر. وقال ابن الأعرابيِّ: ألْدَسَتِ الأرضُ إذا طَلَعَ فيها النيات، وقيل: إذا طَلَعَ أوَّلُ نباتِها، وقيل: ألْدَسَتِْ؛ لأنَّ المالَ يَلْدُسُ ذلك النبات أي يَلْحَسُه. ولَدَّسْتُ البَعيرَ تَلْديساً: إذا أنْعَلْتَ فِرْسِنَه. وكذلك الخُفُّ إذا أصْلَحْتَهُ بِرِقاعٍ، يقال: خُفٌّ مُلَدَّسٌ، كما يقال: ثَوْبٌ مُلَدُّم ومُرَدَّم ومُرَقَّع، قال: حَرْف عَلاة ذلة خُفِّ مِرْدَسِ ... دامي الأظَلِّ مُنْعَلٍ مُلَدَّسِ والتركيب يدل على لُصُوق شَيْءٍ بِشَيْءٍ حتى يأْخُذَ منه. لسس اللَّسُّ: الأكلُ، وقال ابن فارِس: اللَّسُّ: اللَّحْسُ، يقال: لَسَّتِ الدّابَّةُ الكَلأَ تَلُسُّه - بالضم - لَسّاً: إذا نَتَفَتْهُ بِمُقَدَّمِ فَمِها، قال زهير بن أبي سلمى: فَبَيْنا نُبَغّي الصَّيْدَ جاءَ غُلامُنا ... يَدِبُّ ويُخْفي شَخْصَهُ ويُضائلُهْ فقال: شِيَاهٌ راتِعاتٌ بِقَفْرَةٍ ... بمُسْتَأسِدِ القُرْيانِ حُوٍّ مَسائلُه ثلاثٌ كأقوَاسِ السَّرَاءِ وناشِطٌ قد اخضَرَّ من لَسِّ الغَمِيرِ جَحافِلُهْ وقال الدِّيْنَوَرِيُّ: اللُّسَاسُ - بالضَّمِّ - من البَقْل: ما اسْتَمْكَنَت منه الرّاعِيَة وهو صِغار، قال: واللَّسُّ أصْلُه الأخْذُ باللِّسان من قَبْلِ أنْ يطولَ البَقْلُ، وأنشَدَ - وهو لِزَيْد بن تُركي يصف إبِلاً وفَحْلَها -: يُوشِكُ أنْ يوجِسَ في الإيْجاسِ ... في باقِلِ الرِّمْثِ وفي اللُّسَاسِ منها هَدِيْمَ ضَبَعٍ هَوّاسِ الهَدَمَة: شِدَّة الضَّبَعَة. قال: واللُّسّان، أخْبَرَني بعض أعراب السَّرَاةِ قال: اللُّسّانُ: عُشْبَةٌ من الجَنْبَةِ، لها وَرَقٌ مُتَفَرِّشٌ أخْشَنُ كأنَّه المَسَاحِلُ كخُشُونَةِ لِسانِ الثَّور، يَسْمو من وَسَطِها قَضيبٌ كالذِّراعِ طولاً، في رأسِهِ نَوْرَةٌ كَحْلاءُ، وهي دَواءٌ من أوجاع اللِّسان؛ ألسِنَةِ النّاس وألسِنَةِ الإبل؛ من داءٍ يُسَمّى الحارِشَ، وهو بُثُورٌ تَظْهَرُ بالألسِنَة مِثْلِ حَبِّ الرُّمّان. ولَسْلَسى - مثال جَحْجَبى -: موضِع. ولَسِيْسٌ - مثال مَسِيْسٍ -: من حُصُون زُبَيد باليَمَن.

لطس

واللِّسْلاس - بالكسر -: السَّنام المُقَطَّعُ، عن ابنِ الأعرابيّ. وقال الأصمعيّ: هو اللِّسْلِسَة؛ وهي السَّنام المقطوع. وقال ابن الأعرابي: اللُّسُسُ - بضمَّتَين -: الجَمّالون الحُذّاق. قال الأزهري: والأصلُ النُّسُس، والنَّسُّ: السَّوْقُ، فقُلِبَت النونُ لاماً. وألَسَّتِ الأرْضُ: إذا طَلَعَ أوّل نباتِها. وما لَسْلَسْتُ طعاماً: أي ما أكَلْتُه. والمُلَسْلَس والمُسَلْسَل: واحِد. وثوبٌ مُلَسْلَسٌ ومُسَلْسَلٌ: إذا كان فيه وَشْيٌ مُخَطَّطٌ. والتركيب يدل على لَحْسِ الشَّيْءِ. لطس اللَّطْس: ضرب الشَّيء بالشَّيْء العَريض. ولَطَسَه بِحَجَرٍ: إذا رَماه به. ويقال: إنَّ اللَّطْسَ اللَّطْمُ. وقال ابن دريد: حَجَرٌ لَطّاس: إذا رُمِيَت به الحِجارَة فَكَسَرها. قال: واللَّطْسُ ضَرْبُكَ الحَجَرَ بِحَجَرٍ أو مِعْوَلٍ. والمِلْطاس والمِلْطَسُ: المِعْوَلُ الغليظ الذي تُكْسَر به الحِجارَة. وقال: سُمِّيَ حافِرُ الفَرَسِ إذا كانَ وَقاحاً: مِلْطَساً، ورُبَّما سُمِّيَ خُفُّ البعير بذلك أيضاً، قال الشّمّاخ: تَهوي على شَرَاجِعٍ عَلِيّاتْ ... مَلاطِسِ الأخْفَافِ أفتَلِيّاتْ وتُسْتَعار للخَيل، كما قال امرؤ القيس يصف فَرَساً: ويَخْدي على صُمٍّ صِلابٍ مَلاطِسٍ ... شَديداتِ عَقْدِ لَيِّناتِ مِتانِ ويُروى: " ويَرْدي "، ويروى: " لَيِّناتِ مَثَانِ " يعني مَثانيَ الرَّكْبَتَيْن والمِرْفَقَيْن. والمِلْطاس والمِلْطَس - أيضاً -: حَجَرٌ ضخم يُدَقُّ به النَّوى. وقال ابنُ شُمَيْل: المِلطاس ذو الخَلْفَيْن الذي له عنرة، قال: وعَنْزَتُه: حَدُّه الطَّويل. وقال ابن عبّاد: موجٌ مُتَلاطِسٌ: أي مُتَلاطِمٌ. وقال أبو عُبَيد في قول حاتِم: وشُفِيْتُ بالماءِ النَّمِيْرِ ولَمْ ... أتْرَكاُلاطِسُ حَمْأةَ الجَفْرِ أي: أتَلَطَّخُ بها. لعس في حديث الزُبير بن العوّام - رضي الله عنه -: أنَّه رأى فِتْيَةً لُعْساً فَسَألَ عنهم، فقيل: أمُّهم مُوْلاةٌ للحَرَقَةِ وأبوهم مَمْلوك، فاشْتَرى أباهم فأعْتَقَه؛ فَجَرَّ وَلاءهم. قال أبو عُبَيد: قال الأصمعي: اللُّعْسُ: الذي في شِفاهِهم سَوادٌ، وهو ممّا يُسْتَحْسَنُ. يقال: رجُلٌ ألْعَسُ وامْرأة لَعْسَاء، وقد لَعِسَ يَلْعَسُ لَعَساً، قال ذو الرُّمِّة يذكر مَيَّةَ: لَمْياءُ في شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ ... وفي اللِّثَاتِ وفي أنْيابِها شَنَبُ وفي هذا الحديث من الفِقْهِ: أنَّ المملوك إذا كانت عنده امْرأة حُرّة مَولاةٌ لِقَوْمٍ فَوَلَدَت له أولاداً؛ فَهُم مَوَالٍ لِمَوالي أُمِّهم؛ ما دام الأبُ مَملوكاً، فإذا عَتَقَ الأبُ جَرَّ الولاءَ، فكانَ ولاءَ وَلَدِه لِمَواليه. وقال الأزهري: لم يُرِد سَوَادَ الشَّفَةِ كما فَسَّرَه أبو عُبَيد، وإنَّما أراد سوادَ ألْوانِهم، يقال: جارِيَة لَعْساء: إذا كان في لونها أدْنى سَوَادٍ وشُرْبَةٌ من الحُمْرَة، وأنشد الأزهريّ للعجّاج: وبَشَرٍ مَعَ البَيَاضِ ألْعَسا فَجَعَلَ البَشَرَ ألْعَسَ؛ وجَعَلَ مَعَ البياضِ لِما فيه من شُرْبَةِ الحُمْرَةِ. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الرِّوايَة::أمْلَسا " فلم يَبْقَ له حُجَّةٌ في الرَّجَز. فإذا قيل: جارِيَة لعساء الشَّفَةِ فذلك على ما فَسَّره أبو عُبَيد. وربّما قالوا: نباتٌ ألْعَس؛ وذلك إذا كَثُرَ وكَثُفَ، لأنَّه حينَئِذٍ يَضْرِبُ إلى السَّواد. ويقال: لَعَسَني لَعْساً: أي عَضَّني. ويقال: ما ذُقْتُ لَعُوساً: أي شيئاً. وألْعَسُ: موضِع، قال امرؤ القيس: فلا تُنْكِروني إنَّني أنا جارُكُم ... عَشِيَّةَ حَلَّ الحَيُّ غَوْلاً فألْعَسا واللَّعْوَس واللَّغْوَس - على وزن جَرْوَل -: الخفيف في الأكل وغيرِه كأنَّه الشَّرِهُ الحَريصُ. ومنه قيلَ للذِّئب: لَعْوَس ولَغْوَس. ولِعْسَانُ - بالكسر - ولَعْسٌ: موضعان. وقال الليث: رجُلٌ مُتَلَعِّسٌ: أي شديدُ الأكْلِ. لغس الفرّاء: اللَّغْوَس واللَّعْوَس - بالغَين والعَين -: الذِّئب الحَريص الشَّرِه، قال ذو الرُّمَّة: وماءٍ هَتَكْتُ الدِّمْنَ عنه ولم تَرِدْ ... رَوَايا الفِرَاخَ والذِّئابُ اللَّغَاوِسُ

لفس

ويروى: هَتَكْتُ اللَّيْلَ. ولِصٌ لَغْوَسٌ: خَتُوْلٌ خَبيثٌ. وأمّا قول عمرو بن أحْمَرَ الباهِليّ يصف ثوراً وَحْشِياً: فغدا بِشِرَّتِهِ يَلُوحُ قَمِيْصُهُ ... بينَ الشَّقائقِ والفَضَاءِ الأجْرَدِ فَبَدَرْتُهُ عَيْناً ولَجَّ بِطَرْفِهِ ... عَنّي لُعَاعَةُ لَغْوَسٍ مُتَرَئِّدِ ويُروى: " مُتَرَبِّدِ ": فمعناه أنّي نظرتُ إليه وشَغَلَتْهُ عنّي لُعاعَةُ لَغْوَسٍ. قال الدِّيْنَوَريُّ: قيلَ في اللَّغْوَسِ: إنَّه عُشْبَة مِنَ المَرُعى، وقيل: بَل اللَّغْوَس الرَّقيق من النبات الخفيف. والمُتَرَئِّد: الذي يَهْتَزُّ من نَعْمَتِه. وقال ابن عبّاد: اللَّغْس: سرعة الأكل. قال: ويقال: لَغْوَسَة من خَبَر: إذا لم يَتَحَقَّق شَيْئٌ منه. وقال ابن السكِّيت: يقال طعام مُلَهْوَج ومُلَغْوَس؛ وهو الذي لم يُنْضَج. لفس يقال: رجل حِيَفْس لِيَفْس: أي شُجاع، ولِيَفْس: إتْبَاع. لقس لَقَسَهُ يَلْقُسُه ويَلْقِسُه لَقْساً - والكسر عن ابن عبّاد -: إذا عابَه. واللَّقِسُ: الذي يُلَقِّب النّاسَ ويَسْخَرُ منهم؛ قاله أبو زيد. ومنه حديث عمر؟ رضي الله عنه - في الخُلَفاء، وذُكْرَ له الزُبَير - رضي الله عنه - فقال: وعْقَةٌ لَقِسٌ. الوَعْقَةُ: الحريص الوَقّاع في الأُمور بِجَهْلٍ وضِيْقِ نَفْسٍ وسوءِ خُلُقٍ، وقد كُتِبَ الحديث بِتَمامِه في تركيب ض ب س. وقال أبو عمرو: اللَّقِسُ: الذي لا يَسْتَقيمُ على وجْهٍ. ويقال: لَقِسَتْ نَفْسُه إلى الشَّيْءِ: إذا نازَعَتْه إليه. ولَقِسَتْ نَفْسي من الشَّيء تَلْقَسُ لَقَساً - بالتَّحريك -: أََي غَثَتْ وخَبُثتْ. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا يَقُولَنَّ أحدكم خَبُثَتْ نَفسْي، ولكن ليَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسي. وإنَّما كَرِهَ لَفْظَ " خَبُثَت " لِقُبْحِه ولئِلاّ يَنْسُبَ المُسْلِمُ الخُبْثَ إلى نَفْسِه. وقال ابن عبّاد: اللاّقِس: الجَرِب، وهو اللَّقْسُ. وهو لَقِسٌ بِكَذا: أي فَطِنٌ به. واللِّقَاسَة: الاسم من المُلاقَسَة؛ وهي أنْ يُلَقِّبَ بَعْضُهم بَعْضاً. قال: والمُلاقِس: المُصابِر. قال الكُمَيْت يذكُرُ قَيْساً وخِنْدِفَ: وإن أدعُ في حَيَّيْ رَبيعَةَ تأتِني ... عَرَانينُ يُشْجِيْنَ الألَدَّ المُلاقِسا وتَلاقَسوا بالكلام: سَبَّ بَعْضُهم بعضاً. والتركيب يدل على نعتٍ غير مَرْضِيٍّ. لكس ابن عبّاد: هو شَكِس لَكِس: أي عَسِر قليل الانْقياد. لمس اللَّمْسُ: المَسُّ باليَدِ، وقد لَمَسَه يَلْمُسُه ويَلْمِسُه، ويكنّى به عن الجِماع، ومنه قراءة حمزة والكِسائي وخَلَفٍ:) أو لَمَسْتُم النِّسَاءَ (. واللَّمْس يكون باليَد، قال لَبيد - رضي الله عنه - يذكُرُ رفيقه الذي غَلَبه النُعاس وهو يُنَبَّه: يَلْمَسُ الأحْلاسَ في مَنْزِلِهِ ... بِيَدَيْهِ كاليَهودِيّ المُصَلّْ يَتَمارى في الذي قُلْتُ له ... ولقد يَسْمَعُ قَوْلي حَيَّهَلْ أي هو مائلٌ من النُّعاسِ في شِقٍّ، لأنَّ اليَّهودِيَّ كذا يُصَلّي في شِقٍّ. ودَخَلَ أبو يونُس عبد الله بن سالِم مَوْلى هُذَيل على المَهدِيّ فَمَدَحَه، فأمَرَ له بخمسةِ آلافِ دِرْهَم، فَفَرَّقَها وقال: لَمَسْتُ بكَفّي كَفَّهُ أبْتَغي الغِنى ... ولم أدْرِ أنَّ الجُوْدَ من كَفِّه يُعْدي فَلا أنا مِنْهُ ما أفادَ ذَوُو الغِنى ... أفَدْتُ، وأعْداني فأتْلَفْتُ ما عِنْدي فَبَعَثَهُما إلى المهدي فأعطاه بدل كلِّ دِرْهَمٍ ديناراً. احْتَجَّ ابنُ فارِسٍ على اللَّمْسِ بالبيت الأول في المُجْمَل، وقال في المقاييس: هذا الشِّعْرُ لا يُحْتَجُّ به. ثمَّ اتَّسَعَ فيه فأُوْقِعَ على غير اللَّمْسِ بالجارِحَةِ، يَدُلُّ على هذا قولُه تعالى:) فَلَمَسُوْهُ بأيْدِيْهم (خَصَّصَه باليَدِ لِئلاّ يَلْتَبِسَ بالوجه الآخَرِ. ومن الاتِّساع قوله تعالى:) وأنّا لَمَسْنا السَّمَاءَ (قال أبو عَليٍّ: أي عالجنا غَيْبَ السَّماءِ فَرُمْنا اسْتِراقَه لِنُلْقيه إلى الكَهَنَة، وليس من اللَّمْسِ بالجارِحَةِ في شَيْءٍ. وكذلك بيتُ الحَمَاسَة: أُلامُ على تَبَكِّيْهِ ... وألْمُسُهُ فَلا أجِدُهْ

لوس

وقال الليث: إكافٌ ملموسُ الأحْناءِ، وهو الذي قد أُمِرَّت عليه اليَدُ ونُحِتَ ما كانَ فيه من ارْتِفاعٍ وأوَدٍ. وفُلان لا يَمْنَع يَدَ لامِسٍ: أي لَيْسَت فيه مَنَعةٌ. وفلانة لا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ: إذا كانت تَزني وتَفْجر وتُزَنُّ بِلِيْنِ الجانِبِ. واللَّمَاسَة واللُّمَاسَة - بالفتح والضَّمِّ -: الحاجة المُقارِبَة؛ عن ابن الأعرابيّ. وقال ابن السكِّيت: اللَّموس: الدَّعِيُّ، وأنشد: لَسْنا كأقْوامٍ إذا أزَمَتْ ... فَرِحَ اللَّمُوْسُ بثابِتِ الفَقْرِ يقول: نَحْنُ وإنْ أزَمَتِ السَّنة أي عَضَّتْنا فلا يَطْمَعُ الدَّعِيُّ فينا أنْ نُزَوِّجَه وإنْ كانَ ذا مالٍ كَثيرٍ. وقال ابن عبّاد: اللَّموس: الناقة التي يُشَكُّ في سِمَنِها؛ وجمعُها لُمُس. ومن الرِجال: الذي في حَسَبِه قُضْأةٌ، وقيل: هو الدَّعِيُّ وقد سَبَقَ. واللَّمُوسَة: الطريق، لأنَّ الرَّجُلَ إذا ضَلَّ لَمَسَ؛ فإن وَجَدَ أثَرَ المُسافِرين عَلِمَ أنَّه على الطَّريق، فَعُوْلَة بمعنى مَفْعُولَةَ. واللَّميس: المرأة الليِّنَة المَلْمَس. ولَميس: من أعلام النِّساء. وقد سَمّضوا لَمّاساً - بالفتح والتشديد - ولُمَيْساً - مُصَغَّراً -. وكَوَاهُ لَمَاسِ - مثال قَطَامِ - بمعنى كَوَاهُ وَقَاعِ: أي أصاب موضِعَ دائه بالتَّلَمُّسِ فَوَقَعَت على داءِ الرَّجُل أو على ما كانَ يَكتُمُ. والالتِماس: الطَلَب. والتَّلَمُّس: التَّطَلُّب مَرَّةً بعدَ أُخرى. والمُتَلَمِّس الشاعِر: اسْمه جرير بن عبد المَسيح بن عبد الله بن زيد بن دَوْفَن بن حَرب بن وَهْب بن جُليِّ بن أحمَسَ بن ضُبَيْعَة بن ربيعة بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان، ولُقِّبَ المُتَلَمِّس بِقَولِه: وذاكَ أوانُ العِرْضُ حَيَّ ذُبابُهُ ... زَنابِيْرُهُ والأزْرَقُ المُتَلَمِّسُ ويُروى: " طَنَّ ذُبابُه "، والعِرْضُ: وادٍ باليمامة. وكَوَاه المُتَلَمِّسَةَ: وهي كَيَّة لَمَاسِ. والمُلامَسَة: المُمَاسَّة. والمُلامَسَة - أيضاً -: المُجامَعَةُ، ومنه قولُه تعالى:) أو لامَسْتُمُ النِّسَاءَ (وهي قِراءةُ غَيرِ حَمْزة والكِسائيّ وخَلَفٍ. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - عن المُلامَسَةِ، وهيَ أن يقولَ: إذا لَمَسْتَ ثَوْبَكَ أو لَمَسْتَ ثَوْبي فَقَد وَجَبَ البَيْعُ بِكَذا، وقيل: هي أن يَلْمُسَ المَتَاعَ من وراء الثَّوْب ولا يَنْظُرَ إلَيه، وهيَ من بُيُوعِ أهْلِ الجاهِليَّةِ، وفيها غَرَرٌ فلذلكَ نُهِيَ عنها. والتركيب يدل على تَطَلُّب شَيْءٍ وعلى مَسِيْسِه. لوس الليث: اللَّوْس: أن يَتَتَبَّعَ الإنسان الحَلاواتِ وغيرها فَيأْكُل، يُقال: لاسَ يَلوسُ لَوْساً. فهو لائسٌ ولَؤوسٌ ولَوّاسٌ، وجَمْعُ اللاّئسِ: لُوْسٌ، كبازِلٍ وبُزْلٍ وفارِهٍ وفُرْهٍ. واللَّوْس - أيضاً -: الذّوْق. وقال ابن دُرَيْد: اللَّوْسُ: مَصْدَرُ لُسْتُ الشَّيْءَ في فَمي ألُوْسُه لَوْساً: إذا أدَرْتَه بِلِسانِكَ في فيكَ. واللُّوس - بالضم -: الطَّعام، قال أبو حِزام غالبُ بن الحارِث العُكْليّ: لُوْسُهُ الطَّمْشُ إنْ أرادَ شَمَاجاً ... خَرِشَ الدَّمْسِ سَنْدَرِيّاً هَمُوْسا وقال ابن فارِس: اللُّوَاسَة - بالضم -: اللُّقْمَة، وقال غيره: هي أقَلُّ مِنَ اللُّقْمَة. ويقال: ما ذُقْتُ عَلُوْساً ولا لَؤوُساً ولا عَلاساً ولا لَوَاساً: أي ما ذُقْتُ ذَوَاقاً، قال رؤبة يصف البخيل: لو سَألَتْهُ أُخْتُه لَؤوْسا ... أو أُمُّهُ لم يَكْسُها دَرِيْسا وبَنو ضَبَّة يقولون: لُسْتُ ولُسْنا - بضم اللام - بمعنى الفتح، وبعضُهم يقولُ: لِسْتُ ولِسْنا - بكسرها -. وأبو لاسٍ الخُزاعيّ - رضي الله عنه -: له صحبة، واسْمُه محمد بن الأسْوَد بن خَلَفٍ. والتركيب يدل على شَيْءٍ من التَّطَعُّم. لهس اللَّهْسُ: لُغَةٌ في اللَّحْسِ؛ أو هَهَّةٌ. ولَهَسَ الصَّبيَّ ثَدْيَ أُمِّه: لَطَعَه ولم يَمْصَصْه. ويقال: ما لَكَ عِندي لُهْسَةٌ - بالضم - ولُحْسَةٌ: أي شَيْءٌ. وقال ابن عبّاد: اللَّواهِس: الخِفاف السِّرَاع. واللُّهاسة - بالضم -: القليل من الطَّعام.

ليس

واللَّهْسُ والمُلاهَسَة: المُزاحَمَة على الطَّعام من الحِرْصِ، قال أبو الغريب النَّصْرِيّ: مُلاهِسُ القومِ على الطَّعامِ ... وجائذٌ في قَرقَفِ المُدامِ شُرْبَ الهِجانِ الوُلَّهِ الهِيَامِ ويروى: " قَرْقَفِ النِّدَامِ ". الجائذُ: العَبّابُ في الشُّرْبِ. ويقال: فلان يُلاهِس بني فلان: إذا كان يَغْشى طَعَامَهُم. وقال ابن عبّاد: المُلاهَسَة: المُبادَرَة إلى الشَّيْءِ والازْدِحامُ عليه. والتركيب يدل على جِنْسٍ من الطَّعام. ليس لَيْسَ: كَلِمَةُ نَفْيٍ، وهيَ فعلٌ ماضٍ، وأصلها لَيِسَ - بكسر الياء - فسُكَّنَتْ اسْتِثقالاً، ولم تُقْلَب ألِفاً لأنَّها لا تَتَصَرَّف، من حيث اسْتُعْمِلَت بلفظ الماضي للحال، والذي يدُلُّ على أنَّها فعل وإن لم تَتَصَرّف تَصَرُّفَ الأفعال قولهم: لَسْتَ ولَسْتُما ولَسْتُم؛ نحو قولِكَ ضَرَبْتَ وضَرَبتُما وضَرَبْتُم. وجُعِلَت من عوامِل الأفعال نحوِ " كانَ " وأخواتِها وَحدَها دون أخَواتِها، تقول: ليسَ زيدٌ بِمُنْطَلِقٍ، قال الله تعالى:) ألَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَه (وقال جَلَّ وعَزَّ:) ألَيْسَ ذلك بقادِرٍ على أنْ يُحْيِيَ المَوْتى (، فالباء لِتَعْدِيَة الفِعْلِ وتأكيد النَّفْي. ولكَ ألاّ تُدْخِلْهَا، لأنَّ المُؤَكِّدَ يُسْتَغْنى عنه، ولأنَّ من الأفعال ما يَتَعَدّى مَرَّةً بحرفِ جَرٍ ومَرَّةً بغَيْرِ حَرْفِ جَرٍّ؛ نحو قَوْلِكَ: اشْتَقْتُكَ واشْتَقْتُ إلَيْكَ. ولا يجوز تقديم خَبَرِها عليها كما جازَ في أخَواتِها، تقولُ: مُحْسِناً كانَ زَيْدٌ، ولا يجوز أنْ تقولَ: مُحْسِناً ليسَ زَيْدٌ. وقد يُسْتَثْنى بها فيُقال: جاءَ القوم لَيْسَ زَيداً؛ كما تقول: إلاّ زَيْداً، تُضْمِرُ فيها اسْمَها وتَنْصِبُ خَبَرَها بها، كأنَّك قُلتَ: ليس الجائي زَيْداً، ولك أن تَقولَ: جاءَ القَوْمُ لَيْسَكَ ولَيْسِي، قال: عَهِدْتُ قَومي كعَدِيْدِ الطَّيْسِ ... قد ذَهَبَ القَوْمُ الكِرَامُ لَيْسِي إلاّ أنَّ المُضْمَرَ لَيْسَكَ ولَيْسِي، قال: لَيْتَ هذا الليلَ شَهْرٌ ... لا نَرى فيه عَرِيْبا لَيْسَ إيّايَ وإيّا ... كِ ولا نَخْشى رَقِيْبا ولم يَقُل: لَيْسَني ولَيْسَكِ، وهو جائِز. وبعض بَني ضَبَّة يقول: لِسْتُ - بكسر اللام -، وبعضهم يَضُمُّها فيقول: لُسْتُ. وقال الخليل: لَيْسَ: معناه لا أيْسَ، فَطُرِحَت الهَمْزَةُ، وأُلْزِقَت اللاّمُ الياء. قال: والدليل على ذلك قول العرب: ائْتِني به من حيثُ أيْسَ ولَيْسَ، والمعنى من حيث هُوَ ولا هُوَ. وقيل: معنى لا أيْسَ: أي لا وُجِدَ، وقيل: أيْس موجود ولا أيْس لا موجود، فَثَقُلَ عليهم فقالوا: لَيْسَ. وقال الكِسائيّ: ورُبَّما جاءت لَيْسَ بمعنى " لا " النَّسَقِيَّةِ، كقول لَبيد رضي الله عنه: وإذا جُوْزِيْتَ قَرْضاً فاجْزِهِ ... إنَّما يَجْزي الفَتى لَيْسَ الجَمَلْ وقال سِيْبَوَيْه: أرادَ لَيْسَ يَجْزي الجَمَلُ ولَيْسَ الجَمَلُ يَجْزي، قال: ورُبَّما جاءتْ لَيْسَ بمعنى " لا " التَّبْرِئةِ. ورجُلٌ ألْيَس: أي شُجاع، بَيِّنُ اللَّيَسِ - بالتحريك -، من قومٍ لِيْسٍ، قال العجّاج يصف ثَوْراً: ذو نَخْوَةٍ حُمَارِسٌ عُرْضِيٌّ ... ألْيَسُ عن حَوْبائهِ سَخِيُّ وقال الفرّاء: الألْيَس: البعير الذي يَحمِلُ ما حُمِّلَ. وقال الأصمعيّ: الألْيَس: الذي لا يَبْرَح مَنْزِلَه، قال رؤبة: ذو النَّبْلِ ما كانَ المَها كُنُوْسا ... يَرْمي ويَرْجُو المُمْكِناتِ اللِّيْسا ويُروى: " ما دامَ ". وقال آخَر: تَخَالُ نَدِيَّهُمْ مَرْضى حَيَاءً ... وتَلْقاهُمْ غَدَاةَ الرَّوْعِ لِيْسا وقال غيره: إبلٌ لِيْسٌ على الحَوْضِ: إذا قامَت عليه فَلَم تَبْرَحْهُ. وقيل هي البِطَاءُ. وقال بعض الأعراب: الألْيَسُ: الدَّيُّوثيُّ الذي لا يَغَار، ويُتَهَزَّأُ به فيُقال: هو ألْيَسُ بُورِكَ فيه. والألْيَس: الأسد، وُصِفَ بذلك لِشَجاعَتِهِ. والألْيَس: الحَسَنُ الخُلُقِ. وقال أبو زيد: اللَّيَسُ - بالتحريك -: الغَفْلَةُ. واللِّيَاس - بالكسر -: الرَّجُل الدَّيُّوْث الذي لا يَبْرَح مَوْضِعَه.

مأس

وتَلايَسَ الرَّجُلُ: إذا كان حَمْولاً حَسَنَ الخُلُقِ. وتَلايَسْتُ عن كذا: أي أغْمَضْتُ عنه. وقال أبو عمرو: المُلايِسُ: البَطِيءُ. مأس أبو عمرو: مأسَتِ النّاقَةُ حَفْلاً: إذا اشْتَدَّ حَفْلُها. ومَأسْتُ على فلان: أي غَضِبْتُ. ومأَسْتَ بين القوم مَأْساً: أي أفْسَدْتَ، قال الكُمَيْت يمدح مَسْلَمَة ابن هشام: أسَوْتَ دِماءً حاوَلَ القومُ سَفْكَها ... ولا يَعْدَمُ الآسُون في الغَيِّ مائسا وقال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان: ويَعْتَلُونَ مَنْ مَأى في الدَّحْسِ ... بالمَأسِ يَرْقى فَوقَ كلِّ مَأْسِ وقال اللحياني: المّائسُ والمَؤوُسُ والمِمْأسُ: النمّام. وفُسِّرَ المَؤُوْسُ في قول رؤبة: ما إنْ أُبالي مَأْسَكَ المَؤُوْسا بأنَّه مفعول. هكذا وَجَدْتُه في نُسْخَةٍ مقروءة من أراجيز رُؤبة على ابن دريد. وقال ابن عبّاد: المِمْأسُ: السَّريع. ومَأسْتُ الجِلْدَ: عَرَكْتُه. ومَأسَ الجُرْحُ: اتَّسَعَ. وكذلك مَئَسَ. متس الليث: المَتْس: لغة في المَطْسِ وهو الرَّمْيُ بالجَعْسِ. وقال ابن دريد: مَتَسَه يَمْتِسُه - بالكسر - مَتْساً: إذا أراغَه لِيَنْتَزِعَه من نبتٍ أو غيره، وليس بِثَبَتٍ. مجس المَجوسِيّة: نحلة، والمَجوسيّ منسوب إليها، والجميع: المَجوس. قال أبو علي النَّحوي: المَجوس واليهود إنَّما عُرِّفا على حَدِّ يَهودِيٍّ ويَهودٍ ومَجوسِيٍّ ومَجوسٍ، فجُمِعا على قياس شَعيرةٍ وشَعِيرٍ، ثمَّ عُرِّفَ الجَمْع بالألف واللام، ولولا ذلك لم يَجُزْ دخول الألف واللام عليهما لأنهما معرَّفَتان مؤنَّثَتان، فَجَرَتا في كلامِهم مَجرى القَبيلَتَيْن، ولم تُجْعَلا كالحَيَّيْنِ في باب الصَّرف. وأنْشَدَ لامرئ القيس صَدْرَ البَيت وللتَّوْءَمِ جَدِّ قَتَادة بن الحارِث اليَشْكُري عَجُزَه: أصاحَ تَرى بَريقاً هَبَّ وَهْناً ... كنارِ مَجُوْسَ تَسْتَعِرُ اسْتِعارا وقال الأزهري: هو مُعَرَّب مَنْج كُوْشْ، وكانَ رَجُلاً صغير الأُذُنَين كانَ أوَّلَ من دانَ بدين المجوس ودَعا الناسَ إلَيه، فَعَرَّبَتْهُ العَرَب. ومَجَّسَه: صَيَّرَه مجوسيّاً، وفي حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: فأبَواهُ يُهَوِّدانِه ويُنّصِّرانِه ويُمَجِّسانِه. وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ف ط ر. وتَمَجَّسَ: صارَ مَجُوْسِيّاً. محس الأزهريّ: المَحْسُ: دَلْكُ الجِلْدِ ودِبَاغُه، وأصْلُه المَعْس؛ فأُبْدِلَت العَيْنُ حاءً. وقال ابن الأعرابيّ: الأمْحَسُ: الدَّبّاغ الحاذِق. مدس ابنُ عبّاد: المَدْسُ: الدَّلْكُ، وقد مَدَسْتُ الأديمَ مَدْساً. مدقس أبو عُبَيْدَة: المِدَقْسُ: مَقلوب الدِّمَقْسِ. مرس المَرَسَة: الحَبْل، سُمِّيَت بذلك لِتَمَرُّس قواها بَعضها على بعض. والجمع: المَرَسُ، قال أبو زُبَيد حرملة بن المُنْذِر الطائيّ يَرْثي غُلامَه: إمّا تُقَارَن بكَ الرِِّماحُ فَلا ... أبْكيكَ إلاّ للدَّلْوِ والمَرَسِ أي اعْتَوَرَتْكَ فقورِنَتْ بها، ويُروى: " تَقَارَشَ " و " تُقَوَّم " و " تُقَرَّنْ ". وجمع المَرَسِ: أمْراس، قال امرؤ القيس: كأنَّ الثُرَيَّا عُلِّقَت في مَصَامِها ... بأمْرَاسَ كَتّانٍ إلى صُمِّ جَنْدَلِ والمَرَسُ - أيضاً -: مصدر قولِكَ مَرِسَتِ البكرة - بالكسر - مَرَساً، وهي بكرة مَرُوْس: إذا كان يَنْشَبُ حَبْلُها بينَها وبينَ القَعْوِ، قال: دُرْنا ودارَتْ بَكْرَةٌ نَخِيْسُ ... لا ضَيْقَةُ المَجْرى ولا مَرُوْسُ ويقال - أيضاً -: مَرِسَ الحَبْلُ: إذا وَقَعَ في أحَّد جانِبَي البكرة؛ يَمْرَسُ مَرْساً. وقال أبو زياد: مَرَسٌ - بفتح الراء - وقال الأصمعيّ بكسرِها: أرْضٌ، قال تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِل: واشْتَقَّتِ القُهْبَ ذاةَ الخُرْجِ من مَرسٍ ... شَقَّ المُقاسِمِ عنه مِدْرَعَ الرَّدَنِِ ويقال للقوم: هُم على مَرِسٍ واحِدٍ ومَرِنٍ واحِد - بكسر الراء -: وذلك إذا اسْتَوَت أخلاقُهم.

ورجل مَرِس: شديد العِلاج، بَيِّنُ المَرَسِ، ومنه حديث وَحْشيّ بن حَرْبٍ - رضي الله عنه -: فَطَلَعَ رجل حّذِر مَرِس كثر الالتِفات. وقد كُتِبَ الحديث بتمامِه في تركيب ك ب س. وقال أبو زيد: يقال للرجل اللئيم الذي لا يَنْظُر إلى وجهِ صاحِبِه ولا يُعْطي خَيْراً: إنَّه لَيَنْظُرُ إلى وَجْه أمْرَسَ أمْلَسَ، أي لا خَيرَ فيه ولا يَتَمَرَّس به أحَد، لأنَّه صُلْبٌ لا يُسْتَقَلُّ منه شَيْءٌ. ومَرَسْتُ التَّمْرَ ومَرَدْتُه في الماء: إذا أنْقَعْتَه ومَرَثْتَه بِيَدِكَ. ومَرَسَ الصَّبِيُّ إصْبَعَه يَمْرُسُها: لُغَةٌ في مَرَثَها؛ أو لُثْغَةٌ. وقال ابن السكِّيت: مَرَسْتُ يَدي بالمنديل: أي مَسَحْتُها. وفحل مَرّاس - بالفتح والتشديد -: أي ذو مِرَاسٍ شديد. وقال ابن الأعرابي: بينَنا وبينَ الماءِ ليلَةٌ مَرّاسَةٌ لا وَتيرَةَ فيها، وهي الدّائبَةُ البعيدة. والمَريس: الثَّريد. والتَّمر المَمْروس في الماء أو اللَّبَن أيضاً. والمَرْمَرِيْس: الدّاهِيَة، ووزنُه فَعْفَعِيْل - بتكرير الفاء والعين -، وذكره ابن دريد في باب فَعْلَلِيل. ويُقال: داهِيَة مَرْمَرِيس: أي شديدة. والمَرْمَرِيْس: الملس، قال الأفوَه: والدَّهْرُ لا يَبْقَى على صَرْفِهِ ... مُغْفِرَةٌ في حالِقٍ مَرْمَرِيْسْ وعنقُ مَرْمَرِيْس: أي طويل. والمَرْمَرِيْس: الصُّلْب، قال رؤبة: يَعْدِلُ عَنِّي الجَدِلَ الشَّخِيْسا ... والخَصْمَ ذا الأُبَّهَةِ الشَّطُوْسا كَدُّ العدى أخْلَقَ مَرْمَرِيْسا واشْتِقاق والمَرْمَرِيْس من المَرَاسَةِ وهي الشِّدَّة. وقال ابن عبّاد: والمَرْمَرِيْس من الأرض: التي لا يَنْبُتُ فيها شَيْء. وبنو مُرَيْس - مصغَّراً -: بُطَيْنٌ من العَرَب، عن ابن دريد. ومرِّيْسَة - بتشديد الراء -: قرية من قُرى صعيد مصر، يُنْسَب إليها بِشْرُ بن غِيَاثٍ المرِّيْسِيّ المُتَكَلِّم. وقال ابن عبّاد: المِرمِيْسُ: دابّة يقال لها الكِرْكَدن. وقال ابن السكِّيت: المارَسْتَان - بفتح الراء -: دارُ المَرْضى، وهو مُعَرَّب. وأمْرَسْتُ الحَبْلَ: إذا أعَدْتَه إلى مَجراه، قال: بِئْسَ مَقامُ الشَّيْخِ أمْرِسْ أمْرِسِ ... بينَ حَوَامي خَشَباتٍ يُبَّسِ إمّا على قَعْوٍ وإمّا اقْعَنْسِسِ وكذلك إذا أنْشَبْتَهُ بينَ البَكْرَةِ والقَعْوِ قُلْتَ: أمْرَسْتُه، قالَه يعقوب وأنشَدَ للكُمَيْت: سَتَأتيكُم بِمُتْرَعَةٍ ذُعَافاً ... حِبالُكُم التي لا تُمْرِسُوْنا أي لا تُنْشِبونَها إلى البَكْرَةِ والقَعْوِ والمُمَارَسَة: المُعالَجَة والمُزَاوَلَة. وقال ابن دُرَيْد: رَجُلٌ مُمَارِسٌ للأمُور: مُزاوِلٌ لها. قال: وبَنو مُمَارِس: بطن من العَرَب. وتَمَرَّسَ بالشَّيْء: أي احتَكَّ به، ومنه حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: إنَّ من اقْتِراب السّاعة أن يَتَمَرَّس الرَّجُل بِدِيْنِه كما يَتَمَرَّس البعير بالشجرة. قال ابن الأعرابي: التَّمَرُّس شِدَّة الالْتِواء، وقال القُتَبيُّ: هو أنْ يَتَلَعَّبَ بدِيْنِه ويعبَث به تَمَرُّسَ البَعيرِ؛ أي كما يَتَحَكَّك البعير بالشجرة، وقال غيره: تَمَرّسَ الرجل بِدِينِه هو أن يُمارِسَ الفِتَنَ ويُشَادَّها؛ ويخرُجَ على إمَامِه فَيُضِرَّ بدِينِه ولا يَنْفَعْهُ غُلُوُّه فيه، كما أنَّ الجَرِبَ من الإبِل إذا تَحَكَّكَ بالشَّجَرَة أدْماه ولم يُبْرِئْهُ من جَرَبِه. والمُتَمَرِّس بن عبد الرحمن الصُّحاريّ والمُتَمَرِّس بن فالِج بن نَهِيْك العُكْليّ: شاعِران. وامْتَرَسَ به: أي احْتَكَّ به، مِثْلُ تَمَرَّسَ به. ويقال: امْتَرَسَتِ الألْسُنُ: أي لاجَّتْ، قال أبو ذُؤَيب الهُذَليّ يصف صائداً وأنَّ حُمُرَ الوَحْشِ قَرُبَت منه بمنزلةِ من يَحْتَكُّ بالشَّيْء: فَنَكِرْنَهُ فَنَفَرْنَ وامْتَرَسَتْ بِه ... هَوْجاءُ هادِيَةٌ وهادٍ جُرْشُعُ وقال ابن دريد: تَمَارَسَ القومُ في الحَرْبِ: إذا تَضَارَبوا. وامَّرَسَ الحَبْلُ عن البكرة - على انْفَعَلَ -: إذا زالَ عن المَحَالَةِ فَرَدَدْتَه إليها، كذا قال، والصَّواب: فأمْرَسْتُه إذا زال. سَقَطَ من كتابه فأمْرَسْتُه.

مرقس

والتركيب يدل على مُضَامَّةِ شَيْءٍ لِشَيْءٍ بِشِدَّةٍ وقُوَّةٍ. مرقس ابن عبّاد في الرَّباعيّ: مَرْقَسِيّ: مَنسوب إلى حَيٍ من طَيِّئٍ يقال لهم: بَنو امرؤ القيس. وقال أبو القاسم الحَسَن بن بِشْرٍ الآمِدِيّ: مَرْقَسٌ - بفتح الميم والقاف، والسِّيْن غير مُعْجَمَة - طائيٌّ، أحَدُ بَني عَتُوْدٍ: شاعِر ثُمَّ أحَدُ بَني حِيَيّ بن مَعْنٍ، واسمه عبد الرحمن، ومَرْقَسٌ لَقَبٌ. قال الصَّغاني مؤلِّف هذا الكتاب: مَرْقَسٌ فَعْلَلٌ ولَيْسَ بِمَفْعَلٍ؛ لِعَوَزِ تركيب ر ق س. مسس مَسِسْتُ الشَّيْءَ - بالكسر - أمَسُّه مَسّاً ومَسِيْساً ومِسِّيْسى - مثال خِصِّيْصى -، هذه هي اللُّغَة الفصيحة، وحَكى أبو عُبَيْدَة: مَسَسْتُه - بالفتح - أمُسُّه - بالضم -. وربَّما قالوا: مِسْتُ الشَّيْءَ؛ يَحْذِفُونَ منه السين الأولى؛ ويُحَوِّلونَ كسرَتَها إلى الميم، ومنهم مَنْ لا يُحَوَّل ويَتْرُكُ المِيْمَ على حالِها مَفْتوحَة. وهو مثل قولِهِ تعالى:) فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُون (تُكْسَر الظاء وتُفْتضح، وأصْلُه ظَلِلْتُم، وهو من شَوَاذِّ التَّخفيف، قال أوس بن مَغْرَاءَ السَّعْديّ: مَسْنا السَّماءَ فَنِلْناها وطالَهُم ... حتى يَرَوا أُحُداً يَهْوي وثَهْلانا وكَلَّ مَنْ تَبِعَ الإسْلامَ تابِعُنا ... وكُلُّ مَن خالَفَ الإسْلامَ يَخْشانا وقوله تعالى:) الذي يَتَخَبَّطُه الشَّيْطانُ من المَسِّ (أي مِنَ الجُنُون، يقال: به مَسٌّ وألْسٌ ولَمَمُ، وقد مُسَّ فهو مَمْسُوْسٌ. وقوله تعالى:) ذُوقّوا مَسَّ سَقَرَ (، قال الأخْفَش: جَعَلَ المَسَّ يُذَاقُ، كما يُقال: كَيْفَ وَجَدْتَ طَعْم الضَّرْب؟، ويقال: وَجَدْتُ مَسَّ الحُمّى: أي أوَّلَ ما نالَني منها. وفي حديث أُمِّ زَرْع: زَوْجي المَسُّ مَسُّ أرْنَبٍ، والريح ريحُ زَرْنَبٍ، وقد كُتِبَ الحديث بتمَامِه في تركيب ز ر ن ب. وصَفَتْهُ بِلِيْنِ الجانِبِ وحُسْنِ الخُلُق. ويقال: بينَهُما رَحِمٌ ماسَّةٌ: أي قرابَة قَرِيبَة. وقد مَسَّتْ بِكَ رَحِمُ فلانٍ: إذا كانت بينَكُما قَرابَةٌ قريبَة. وحاجَةٌ ماسَّة: أي مُهِمَّة، وقد مَسَّت إليهِ الحاجة. والمَسُوْسُ من الماء: الذي بينَ العَذْبِ والمِلْحِ، قال ذو الإصْبَع العَدْوانيّ: لَو كُنْتَ ماءً كُنْتَ لا ... عَذْبَ المَذاقِ ولا مَسُوْسا وقال الليث: المَسُوس من المِياه: ما نالَتْه الأيدي، وأنْشَدَ قَوْلَ ذي الإصْبَع. وقال شَمِر: المَسُوس: الذي يَمَسُّ الغُلَّةَ فيشفيها. وقال ابن الأعرابي: المَسُوْس: كُلُّ ما شَفى الغَلِيْلَ؛ لأنَّه مَسَّ الغُلَّةَ، وأنشد: يا حَبَّذا رِيْقَتُك المَسُوْسُ والمَسُوْس - أيضاً -: الفاذْ زَهْرُ. ومَسُوْس: قرية من قرى مَرْوَ. والمَسْمَاس: الخفيف، يقال: قَتَامٌ مَسْمَاس، قال رؤبة: وبَلَدٍ يَجْري عَلَيْهِ العَسْعَاسْ ... من السَّرَابِ والقَتَامِ المَسْمَاسْ ومُسَّة - بالضم -: من أعلام النساء. وبُشرى بن مَسِيْس - بفتح الميم -: من أصحاب الحديث. وقَوْلُ العَرَب: لا مَسَاسِ - مثال قَطَامِ -: أي لا تَمَسّ، وقرأ أبو عمرو في الشَّوَاذِّ وأبو حَيْوَةَ:) أن تَقُوْلَ لا مَسَاسِ (، وقد يقال: مَسَاسِ في الأمر: كدَرَاكِ ونَزَالِ. وأمْسَسْتُه الشَّيْءَ فَمَسَّه. والمُمَاسَّة: كناية عن المُباضَعَة، وقَرَأَ حمزة والكِسائيّ وخَلَفٌ:) تُمَاسُّوْهُنَّ (. وقوله تعالى:) لا مِساسَ (بكسر الميم: أي لا أمَسُّ ولا أُمَسُّ. وكذلك التَّمَاسُّ، ومنه قوله تعالى:) مِنْ قَبْلِ أنْ يَتَماسّا (. والمَسْمَسَة والمِسْمَاس: اخْتِلاط الأمرِ والْتِباسُه، قال: إن كُنْتَ من أمْرِكَ في مِسْمَاسِ ... فاسْطُ على أُمِّكَ سَطْوَ الماسي والتركيب يدل على جَسِّ الشَّيْءِ باليد. مطس الليث: مَطَسَ العَذِرَةَ يَمْطِسُها مَطْساً: إذا رَماها بِمَرَّةٍ. وقال ابن دريد: المَطْس: الضَّرْبُ كاللَّطْم. معس

مغس

المَعْسُ والمَعْكُ: الدَّلْكُ، يقال: مَعَسْتُ المَنِيْئةَ في الدِّباغ: إذا دَلَكْتَها دَلْكاً شَدِيداً. وفي حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه مَرَّ بأسْماءَ بنتِ عُمَيْسٍ - رضي الله عنهما - وهي تَمْعَسُ إهاباً لها. وقال الأصمعي: بَعَثَتِ امْرأةٌ من العَرَبِ بِنتاً إلى جارَتِها فقالتْ: تقولُ لَكِ أُمِّي أعْطيني نَفْساً أو نَفْسَيْن أمْعَسُ به مَنِيْئتي؛ فإنِّي أفِدَةٌ: أي مُسْتَعْجِلَة، قال عمر بن الأشعث بن لَجَإٍ. حتى إذا ما الغَيْثُ قال رَجْساً ... يَمْعَسُ بالماءِ الجِوَاءَ مَعْسا وأنشد ابن الأعرابي في صفةِ فَحْلٍ: يُخْرِجُ بَيْنَ النّابِ والضُّروْسِ ... حَمْراءَ كالمَنِيْئةِ المَعُوسِ أرادَ شِقْشِقَةً حمراءَ شَبَّهَهَا بالمَنِيَّة المُحَرَّكَة في الدِّبَاغ. وربَّما كُنِيَ بالمَعْسِ عن الجِماع. وقال ابن دريد: المَعْسُ: الطَّعن بالرَّمْح، يقال: مَعَسَه مَعْساً. ورجُلٌ مَعّاسٌ في الحَرْب: مِقْدام. ومَعَسَه: أي أهانَه. وما في النّاقَةِ مَعْسٌ: أي لَبَنٌ. والامْتِعاسُ في قَوْلِه: وصاحِبٍ يَمْتَعِسُ امْتِعاسا ... كأنَّ في جالِ اسْتِهِ أحْلاسا أي يُمَكِّن اسْتَه من الأرض ويُحَرِّكُها عليها كما يُمْعَسُ الأدِيْمُ. والتركيب يدل على دَلْكِ شَيْءٍ. مغس المَغْسُ والمَعْسُ: الطَّعْن. اللِّحيانيّ: في بَطْنِه مَغْسٌ - بالفتح - ومَغَسٌ - بالتحريك -: أي التِواء، مثل المَغْصِ والمَغَصِ، وقد مُغِسَ - على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه - مَغْساً، ومَغِسَ - مثال سَمِعَ - مَغَساً بالتحريك. وقال ابن السكِّيت: يُقالُ إنّي لأجِدُ مَغْساً؛ ولا تَقُل مَغَساً - بالتحريك -. والمَغْسُ: الجَسُّ، قال رؤبة: والدَّيْنُ يُحْيي هاجِساً مَهْجُوْساً ... مَغْسَ الطبيبِ الطَّعْنَةَ المَغُوْسا أي الدَّيْن يُحْيي الهَمَّ المُهِمَّ أي يَهِيْجُه. مقحس أبو عمر الزّاهِد: تَمَقْحَسَتْ نَفْسي وتَمَقَّسَت: إذا غَثَتْ، وأنشد على هذه اللغة: نَفْسي تَمَقْحَسُ من سُمَانى الأقْبُرِ مقس مَقْسٌ: موضع عند القاهرة على النِّيل. ومَقَسْتُه في الماءِ مَقْساً: أي غَطَطْتُه فيه، مِثْل قَمَسْتُه. ومَقّاسٌ العائذي: شاعِر، واسمه مُسْهِر بن خُزَيْمَة بن لُوَي بن غالِب. وقيل له العائذيُّ لأنَّهم عائذَةُ قُرَيْش، وعائذَةُ أُمُّهم، وهي عائذَة بِنت الخِمْسِ بن قُحافَة. وقيل له مَقّاس لأنَّ رَجُلاً قال: هو يَمْقُسُ الشِّعْرَ كيفَ شاء: أي يَقُولُه، يقال: مَقَسَ من الأكْلِ ما شاء. وكُنْيَتُهُ أبو جِلْدَة. ومَقّاسٌ - أيضاً -: جبل بالخابور. ومَقِسَتْ نَفْسُه - بالكسر - ولَقِسَت -: أي غَثَتْ. ومَقَسْتُ القِرْبَةَ أمْقُسُها مَقْساً: أي مَلأْتُها. والمَقْس: الجَرْيُ. والمَقْسُ: الكَسْرُ. وقال ابن عبّاد: التَّمْقيس في الماء: الإكثارُ في الصَّبِّ. وانْمَقَسَتِ القِرْبَة: أي امْتَلأَت. والمُمَاقَسَة والمُقَامَسَة: المُغَاطَّة في الماء. وانَّكَ لَتُماقِسُ حُوْتاً ولَتُقامِسُ حُوتاً: أي تُمارِس الدّاهِيَة وتُكاوِح مَنْ لا قِبَلَ لَكَ به. وتَمَقَّسَت نَفْسُه: غَثَتْ. وقال أبو زيد: صادَ أعرابيٌّ هامَةً فأكَلَها، فقال: ما هذا؟ فَقِيْلَ: سُمَانى، فَغَثَتْ نَفْسُه فقال: نَفْسي تَمَقَّسُ من سُمَانى الأقْبُرِ ويروى: تَمَقْحَسُ. مكس مَكَسَ في البيع يَمْكِسُ - بالكسر - مَكْساً: إذا جَبى مالاً. وقال ابن دريد: المَكْسُ: دَراهِمُ كانت تؤخَذ من بائِعي السِّلَع في الأسواق في الجاهِلِيَّة، قال جابِر بن حَنُيٍّ التَّغْلبيّ: وفي كُلِّ أسواقِ العِراقِ اتَاوَةٌ ... وفي كُلِّ ما باعَ امرؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ وقال شَمِر: المَكْس: النَّقْص، ومنه قول النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: لا يَدخُلُ الجنَّة صاحِبُ مَكْسٍ. وقيل المُراد منه العَشّار؛ والمَكْس الظُّلْمُ. وقال ابن الأعرابيّ: المَكْسُ دِرْهَمٌ كان يأخُذُه المُصَدِّقُ بعد فَرَاغِهِ مِنَ الصَّدَقَة.

ملس

وقال ابن دريد: تَمَاكَسَ الرَّجُلانِ في البَيع: إذا تَشَاحّا. وماكَسَ: أي شاحَّ، ومنه حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - لجابِرٍ - رضي الله عنه -: أتُرى إنَّما ماكَسْتُكَ لآِخُذَ جَمَلَكَ. وقد ذُكِرَ الحديث بتَمامِه في تركيب ك ي س. ويقال: دونَ ذلك مِكَاسٌ وعِكاسٌ؛ وذلك أن يَأخُذَ كُلُّ واحِدٍ منهما بِناصِيَةِ صاحِبِه. والتركيب يدل على جَبْي مالٍ؛ وانْتِقاصٍ مِن الشَّيْئِ. ملس المَلْسُ: السَّوْقُ الشديد، ومنه حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: سِر ثَلاثاً مَلْساً. وقد كُتِبَ الحديث بتَمامِه في تركيب خ ل س. قال: عَهْدي بأظُعانِ الكَتُومِ تُمْلَسُ وقال أبو زيد: المَلوس مِن الإبِل: المِعْناق التي تراها أوَّلَ الإبِلِ في المَرْعى والمَوْرِد وكُلِّ مَسِيْرٍ. ويقال: أتَيْتُه مَلَسَ الظَّلام ومَلَثَ الظَّلامِ: أي حينَ اخْتَلَطَ الظَّلام، قال الأخْطَل: كَذَبَتْكَ عَيْنُك أمْ رَأيْتَ بِواسِطٍ ... مَلَسَ الظَّلامِ من الرَّبابِ خَيَالا وناقَةٌ مَلَسى - مثال جَفَلى -: أي تَمَلَّسُ وتَمضي لا يَعْلَقُ بها شَيْءٌ من سُرْعَتِها. ويقال - أيضاً - في البَيْع: مَلَسى لا عُهْدَةَ: أي قد انْمَلَسَ من الأمرِ لا لَهُ ولا عَلَيْه، يقال: أبيعُكَ المَلَسى لا عُهْدَةَ: أي تَتَمَلَّسُ وتَتَفَلَّتُ فلا تَرْجِعَ إلَيَّ. ومَلَسْتُ الكَبْشَ أمْلُسُه مَلْساً: إذا سَلَلْتَ خُصْيَيْهِ بعُروقِهِما، يقال: صَبِيٌّ مَمْلوسٌ. والمَلاسَة والمُلُوْسَة: ضِدَّ الخُشُونَة، وقد مَلَسَ ومَلُسَ. وقال ابن عبّاد: مَلَسَني الرَّجُلُ بِلِسانِه يَمْلُسُني. وشَيْئُ أمْلَسُ. وفي المَثَل: هانَ على الأمْلَسِ ما لاقى الدَّبِرُ. الأمْلَس: الصحيح الظَّهْر، والدَّبِر: الذي قد دَبِرَ ظَهْرُه، يَضْرَب في سوء اهْتِمامِ الرَّجُلِ بِشَأْنِ صاحِبِه. ويقال: خِمْسٌ أمْلَسُ: إذا كانَ مُتْعِباً شَديداً، قال: يَسِيْرُ فيها القَوْمُ خِمْساً أمْلَسا ويقال للخَمر: مَلْسَاءُ: إذا كانَتْ سَلِسَةً في الحَلْقِ، قال أبو النَّجْمِ يصف امْرَأةً: تَسْقي الأراكَ النَّضْرَ مِن زُلالِها ... بَرْدَ الفُراتِيَّةِ في قِلالِها بالقهوةِ المَلْسَاءِ مِن جِرْيالِها والمُلَيْسَاءُ: بين المَغْرِبِ والعَتَمَة. وقال ابن الأنباريّ: المُلَيْسَاء: نصف النهار، قال: وقال رَجُل من العَرَب لِرَجُلٍ: أكْرَهُ أنْ تَزُورَني في المُلَيْسَاء، قال: لِمَ؟ قال: لأنَّه يُفَوِّتْ الغَدَاءُ ولم يُهَيَّأِ العَشَاءُ. وقال أبو عمرو: المُلَيْسَاء: شهر صَفَر. وهو نِصْفُ النَّهارِ أيضاً. وقال الأصمعيّ: المُلَيْسَاء: شَهْرٌ بينَ الصَّفَرِيَّةِ والشِّتاءِ وهو وَقْتٌ تَنْقَطِعُ فيه المِيْرَة، وأنْشَد لزَيْد بن كَثْوَة: أفِيْنا تَسُوْمُ السّاهِرِيَّةَ بَعْدَما ... بَدا لكَ من شهرِ المُلَيْسَاء كَوْكَبُ يقول أتَعْرِضُ علينا الطِّيْبَ في هذا الوَقْتِ ولا مِيْرَةَ. وقال ابن عبّاد: المُلَيْسَاء - ويقال: المَلْسَاء - من الألبان: الحامِض الذي يُشَجُّ به المَحْضُ. والمُلَيْسَاء: الذي يكون في الطَّعام، بِوَزْنِ مُرَيْرَاء. قال: وباتَ فلانٌ لَيْلَةَ ابنِ أمْلَسَ: أي في لَيْلَةٍ شَديدَةٍ. وقَوْلُهم: أتَيْتُه مَلَسَ الظَّلامِ ومَلَثَ الظَّلامِ: أي حينَ اخْتَلَطَ الظَّلامُ. والإمْلِيْسُ - بالكسر - وزاد ابن عبّاد: الإمْلِيْسَةُ: واحِدُ الأمالِيْس وهيَ المَهَامِهُ ليسَ بها شَيْءٌ من النّبات، وحَذَفَ ذو الرُّمَّةِ ياءَ الأمالِيْس لِحاجَتِهِ فقال: أقولُ لِعَجْلى بَيْنَ بَمٍّ وداحِسٍ ... أجِدّي فقد أقْوَتْ عليك الأمالِسُ ويقال: رُمّان إمْلِيْسِيٌّ، كأنَّه مَنسوب إليه. وقال أبو زُبَيد وسَمّى الإمْلِيْسَ مَلِيْساً: فإيّاكُم وهذا العِرْقَ واسْموا ... لِمَوْماةٍ مَآخِذُها مَلِيْسُ ومُلَيْسٌ - مصغَّراً -: من الأعلام. والمَلاّسَة - بالفتح والتشديد -: التي تُسَوّى بها الأرْضُ. وقال الزَّجّاج: مَلَسَ اللَّيْلُ وأمْلَسَ: إذا أظْلَمَ. وقال ابن عبّاد: أمْلَسَتْ شاتُكَ: إذا سَقَطَ صُوْفُها.

ممس

ومَلَّسْتُ الشَّيْءَ تَمْلِيْسا: إذا لَيَّنْتَه. وامْلاسَّ الشَّيْء - مثال ادْهَامَّ - فَتَمَلَّسَ وامَّلَسَ وانْمَلَسَ من الأمْرِ - أيضاً -: إذا أفْلَتَ منه. وقال ابن دريد: امْتُلِسَ بَصَرُه: إذا اخْتُطِفَ. والتركيب يدل على تَجَرُّد في شَيْءٍ وألاّ يَعْلَقَ به شَيْئٌ. وأمّا مَلَسُ الظَّلامِ فَمِنْ بابِ الإبْدال وأصْلُه الثّاءُ. ممس الأزهريّ في قول عمرو بن أحْمَر الباهِليِّ يَصِف مَهَاةً: تُطَايِحُ الطَّلَّ عن أرْدافِها صُعُدا ... كَما تَطَايَحَ عن مامُوْسَةَ الشَّرَرُ قال: مامُوسَة: أراد بها النّار، وهي مَعْرِفَة عِنْدَه لا تَنْصَرِف، قال: ولم يُوجَد هذا الحَرْفُ في غَيْرِ شِعْرِ ابنِ أحْمَرَ، وكانَ فَصيحاً. هذه حِكايَة ما قالَه الأزْهَرِيّ في تركيب م س س. قال الصغّاني مؤلِّف هذا الكتاب: فإِنْ كانتْ غَيْرَ مَهْموزَة فمَوْضِعُ ذِكْرِها تركيب أم س، والذي في شِعْرِهِ: " عن أعطافِها " و " في الماموسَةِ ". وقيل: الماموسَةُ الفَلاَةُ، ويُروى: المابُوسَةِ. وقال ذو الرُّمَّةِ: أنْشَدَني الزِّياديُّ: عن ماسُوْسَةَ. وقال ابن عبّاد: المامُوسُ: النارُ، وقيلَ مَوْضِع النار. قال: والمامُوْسَة من النِّساء: الحَمقاء الخَرْقاء، ذَكَرَهُما في تركيب م س س أيضاً، والكَلامُ فيما قال ابنُ عبّاد كالكلام فيما قال الأزْهَريّ. منس ابن الأعرابيّ: المَنَسُ - بالتحريك -: النَّشاطُ. والمَنْسَةُ - بالفَتْح -: المَسَّةُ من كُلِّ شَيْءٍ. موس المَوْس: حَلْقُ الشَّعَرِ، وقيل: في صِحَّتِهِ نَظَرٌ، وقال ابنُ فارِس: لا أدري ما صِحَّتُه. وقال الليث: المَوْسُ: تأسِيْسُ المُوْسى التي يُحْلَقُ بها، قال: وبعضُهم يُنَوِّن مُوْسىً. قال الأزهري: جَعَلَ مُوْسى فُعْلى من المَوْس، والميم أصليّة على قولِه، ولا يَجوز تَنْوِينُه على هذا القَوْل. وقال ابن السكِّيت: يقال هذه مُوْسى جَديدة، وهي فُعلى عن الكسائيِّ، قال: الأُمَويّ: هو مُذَكَّرٌ لا غَيْرَ، يقال: هذا مُوسىً كما تَرى، وهو مُفْعَلٌ؛ مِنْ أوْسَيْتُ رأْسَه: إذا حَلَقْتَه بالمُوسى. قال يعقوب: وأنشَدَنا الفرّاء في تأنيث المُوْسى، وهو لِزيادٍ الأعْجَم يهجو خالِد بن عَتّاب بن وَرْقاء لمّا رَمى إليه خالِد بَدْرَةً من الدَّراهم وقال له مازِحاً: فإِن تَكُنِ المُوْسى جَرَتْ فَوْقَ بَظْرِها. وقال الليث: مُوْسى النَّبيُّ - صلوات الله عليه - يقال: اشتِقاقُه من الماء والشَّجَرِ، ف " مُوْ " ماءٌ؛ و " سا " شَجَرٌ؛ لحالِ التّابُوتِ والماءِ. وهو عِبْرَانيٌّ عُرِّبَ. وقال ابن فارِس: النّسْبَةُ إليه مُوْسِيٌّ، وذلك أنَّ الياءَ فيه زائدةٌ، كذا قال الكِسَائيّ. وقال ابن السكِّيت في كتاب التصغير: تَصْغيرُ مُوسى - اسمُ رجُل -: مُوَيْسى، كأنَّ مُوْسى فُعْلى، وإن شِئتَ قُلْتَ مُوَيْسِيْ - بكسر السين وإسْكان الياء غير مُنَوَّنَة -. وتقول في النَّكِرَة: هذا مُوَيْسِيْ ومُوَيْسٍ آخَرُ، فلم تصْرِفِ الأوَّلَ لأنّه أعْجَميٌّ مَعْرِفَةٌ. وَصَرَفْتَ الثانيَ لأنَّه نَكِرَة، وموسى في هذا التَّصْغير: مُفْعَلٌ. قال: فأمّا مُوْسى الحَدِيْدِ فَتُصَغِّرُها مُوَيْسِيةً فيمن قال: هذه مَوْسىً، ومُوَيْسٍ فيمن قال: هذه مُوْسى، قال: وهي تُذَكَّرُ وتُؤنَّثُ، وهي من الفِعْلِ مُفْعَلٌ والياءُ أصْلِيَّة. وقال غيره: رجُلٌ ماسٌ - مثال مالٍ -: وهو الذي لا يَنْفَعُ فيه العِتاب، وقيل: هو الخَفيف الطَيّاش. والمَاسُ: حَجَرٌ من الأحجار المُتَقَوِّمةِ، وهو مَعْدودٌ في الجَواهِر كالياقُوتِ والزَّبَرْجَدِ، والعامَّةُ تُسَمِّيه: الألمَاسَ. والعَبّاس بن أحمد بن أبي مَوّاس - بالفتح والتشديد - البغدادِيّ: صاحِبُ الخَطِّ المَليحِ الصَّحيح. ومُوَيْس - مُصَغّراً -: هو مُوَيْس بن عِمْران أحَدُ المُتَكَلِّمِين. وقال الليث: المَوْس: لُغة في المَسْيِ: وهو أنْ يُدْخِلَ الرّاعي يدَهُ في رَحِمِ النّاقة أو الرَّمَكَةِ يَمْسُطُ ماءَ الفَحْلِ من رَحِمِها. اسْتِلآماً للفَحْلِ وكَراهِيَةَ أنْ تحْمِلَ له. ميس المَيْس والمَيَسَانُ: التَّبَخْتُر، يقال: ماسَ يَمِيْسُ مَيْساً وميَساناً، قال لَقيط بن زُرارَة:

يا لَيْتَ شِعْري اليَومَ دَخْتَنوسُ ... إذا أتاها الخَبَرُ المَرْمَوْسُ أتحْلِقُ القُرُوْنَ أمْ تَمِيْسُ ... لا بَلْ تَمِيْسُ إنَّها عَرُوْسُ فهو مائِس ومَيُوس ومَيّاس، قال رؤبة يصف الغواني: مِثْلُ الدُّمى تَصْوِيرُهُنَّ أطْواسْ ... ومِرْفَلُ العَيْشِ رِفَلٌّ مَيّاسْ وقال رؤبة - أيضاً - يَذْكُرُ كِبَرَه وهَرَمَه: أحْدُوا المُنى وأغْبِطُ العَرُوْسا ... لا أسْتَحي القُرّاءَ أنْ أمِيْسا أحْسِبُ يَوْمَ الجُمْعَةِ الخَمِيْسا وفي حديث أبي الدَّرْداء - رضي الله عنه -: تَدْخُلُ قَيْساً وتَخْرُجُ مَيْساً. وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ق ي س. والجَمَلُ رُبَّما ماسَ بِهَوْدَجِهِ في مَشْيِهِ ميَسَاناً. وفي المَثَل: إنَّ الغَنِيَّ الطويلَ الذَّيْلِ مَيّاس. أي لا يَقْدرُ أن يَكْتُمَ الغِنى. ومَيّاس - أيضاً -: فَرَسٌ شَقيقِ بن جَزْءٍ أحَدِ بَني قُتَيْبَة قال فيه عمرو بن أحْمَر الباهليّ: مَنى لكَ أنْ تَلْقى ابنَ هِنْدٍ منِيةٌ ... وفارِسَ مَيّاسٍ إذا ما تَلَبَّبا مَنى: قَدَّرَ. والمَيّاس - أيضاً -: الأسَد الذي يختال في مِشْيَتِه، ويَتَبَخْتَر؛ لِقِلَّةِ اكْتِراثِه بِمَن يَلْقاه، قال أبو زُبَيْد حَرْمَلة بن المنذر الطّائيّ يصف الأسَد: فَلَمّا أنْ رَآهُم قد تَدانَوا ... تَقَرّى حَوْلَ أرْجُلِهم يَمِيْسُ وقال ابن الأعرابيّ: ماسَ يَمِيْسُ مَيْساً: إذا مَجَنَ، مِثْلُ مَسَأ يَمْسَأ مَسْأً. ومَاسَ اللهُ فيهم المَرَضَ يَمِيْسُه: أي كَثَّرَه فيهم. ومَيسون بنت بَحْدَل بن أُنَيْفٍ؛ من بَني حارِثَة بن جَنَابٍ؛ أُمُّ يَزِيْدَ بن مُعَاوِيَة: من التّابِعِيّات. والمَيْسون: الحَسَنْ القَدِّ الحَسَنُ الوَجْهِ من الغِلْمانِ. والزَّبّاءُ المَلِكَة: اسْمُها مَيْسُونُ. والمَيْسَان: من نجوم الجَوْزاء؛ عن ابن دُرَيْد. وقال أبو عمرو: المَيَاسِينُ: النجوم الزاهِرَة. ومَيْسان: كُوْرَة مَشْهورة بينَ البَصْرَة وواسِط، فُتِحَتُ في خِلافَةِ عُمَرَ - رضي الله عنه -، ووَلاّها النُّعمان بن عَدِيِّ بن نَضْلَةَ العَدَوِيَّ - رضي الله عنه -، ولم يُوَلَّ أحَداً من بَني عَدِيٍّ غيرَه وِلايَة قَطُّ، لِما كانَ يَعْلَمُ من صَلاحِه. وأرادَ النُّعمانُ امْرَأتَه على الخُروجِ إلى مَيْسانَ فأبَت عليه، فَكَتَبَ إلَيْها: ألا هَلْ أتى الحَسْناءَ أنَّ حَلِيْلَها ... بِمَيْسَانَ يُسْقى في زُجاجٍ وحَنْتَمِ إذا شِئْتَ غَنَّتْني دَهَاقِينُ قَرْيَةٍ ... وصَنّاجَةٌ تَجْذُو على حَرْفِ مَنْسِمِ فإن كُنْتُ نَدْماني فبالأكْبَرِ اسْقِني ... ولا تَسْقِني بالأصْغَرِ المُتَثَلِّمِ لَعَلَّ أمِيْرَ المؤْمنينَ يَسُوْؤُهُ ... تَنَادُمُنا في الجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ فَبَلَغَ ذلِكَ عُمَرَ - رضي الله عنه - فَكَتَبَ إلَيه: بسم الله الرحمن الرحيم، حم، تنزيل الكِتابِ من الله العَزيزِ العَلِيم، غافِرِ الذَّنْبِ وقابِلِ التَّوْبِ شَديدِ العِقابِ ذي الطَّوْلِ لا إلهَ إلاّ هو. أمّا بَعْدُ: فقد بَلَغَني قَوْلُكَ: لَعَلَّ أمِيْرَ المؤْمنينَ يَسُوْؤُهُ ... تَنَادُمُنا في الجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ وأيْمُ اللهِ لقد ساءني ذلك وقد عَزَلْتُكَ. فَلَمّا قَدِمَ عليه سألَه فقال: واللهِ ما كانَ مِن ذلك شَيْءٌ، وما كانَ إلاّ فَضْلُ شِعْرٍ وَجَدْتُهُ، وما شَرِبْتُها قَطُّ. فقال: أظُنُّ ذاكَ، ولكن لا تَعْمَلَ لي على عَمَلٍ أبَداً. والنّسْبَةُ إلى مَيْسانَ: مَيْسَانيٌّ؛ على الأصْلِ، ومَيْسَنانيٌّ؛ على التغيير. قال العجّاج: خَوْداً تَخَالُ رَيْطَها المُدَمْقَسا ... ومَيْسَنانيّاً لها مُمَيَّسا أُلْبِسَ دِعْصاً بَيْنَ ظَهْرَيْ أوْعَسا وقال ابن عبّاد: رَجُلٌ مَيْسَانٌ: أي مُتَبَخْتِر، وامْرَأةٌ مَيْسَانَةٌ، وقيل: مَيْسَانُ ومَيْسى. قال: ويقال لِلَيْلَةِ البَدْرِ: مَيْسانُ. ويقال لأحَدِ كَوْكَبيِ الهَقْعَةِ: مَيْسَانُ.

نبرس

وقال الدِّيْنَوَريّ: المَيْسُ: أخْبَرَني بَعْضُ أعْرابِ عُمَانَ - وعُمَانُ مَعْدِنُ المَيْسِ - فقال: شجر المَيْسِ عِظامٌ، شَبِيهٌ في نَبَاتِه ووَرَقِه بالغَرَبِ، وإذا كانَ شابّاً فهو أبْيَضْ الجَوْفِ، فإذا قَدُمَ اسْوَدَّ فَصَارَ كالآبَنُوْسِ، ويَغْلُظُ حتّى تُتَّخَذُ منه الموائِد الواسِعة، وتَتَّخَذ منه الرِّحالُ، قال العجّاج يصف الإبل: يَنْتُقْنَ بالقَوْمِ من التَّزَعُّلِ ... وهِزَّةِ المِرَاحِ والتَّخَيُّلِ مَيْسَ عُمَانَ ورِحالَ الإسْحِلِ وقال حُمَيْد بن ثَور الهِلاليّ - رضي الله عنه - يصف الإبل: صُهْبٌ إذا غَرِثَتْ فُضُولُ حِبالها ... شَبِعَتْ بَرَاذِعُها ومَيْسٌ أحْمَرُ فَوَصَفَهُ بالحُمْرَةِ لأنَّه لم يَسْوَدَّ بَعْدُ. قال: والمَيْس رِيفيٌّ وليس بِبَرِّيٍّ يُغْرَسُ غَرْساً. وفي حديث طَهْفَةَ بن أبي زُهَيْر النَّهْدِيّ - رضي الله عنه -: أتَيْناكَ يا رَسولَ اللهِ مِن غَوْري تِهَامَةَ بأكْوارِ المَيْسِ. وقد كُتِبَ الحديث بِتَمامِهِ في تركيب وطء. وقال ذو الرُّمَّة: كأنَّ أصْواتَ مِن إيغالِهِنَّ بِنا ... أواخِرِ المَيْسِ أصْواتُ الفَرارِيْجِ أي كأنَّ أصواتَ أواخِرِ المَيْسِ من ايغالِهِنَّ بنا أصوات الفَراريج. وقال الشمَّاخ: وشُعْبَتَا مَيْسٍ بَرَاها إسْكافْ وقال الدِّيْنَوَريّ: المَيْسُ - أيضاً -: ضَرْبٌ من الكُرُوم ينهض على ساقٍ بعض النهوض، ثمَّ يَتَفَرَّع. أخْبَرَني بذلك بعض أهلِ المَعْرِفة، ومَعْدِنُه أرْضُ سَرُوْجَ من أرض الجزيرة، قال: وأخْبَرَني أنَّه قد رآه بالطائِفِ، وإليه يُنْسَبُ الزَّبِيْبُ الذي يُسَمّى المَيْس، قال: وأخبَرَني أنَّ للمَيْسِ ثَمَرَةٌ في خِلْقَةِ الإجّاصَةِ الصَّغيرة. وقال ابن دريد: المَيّاس: الذِّئب؛ لأنَّه يَمِيْسُ أي يَتَحَرَّك. والتَّمْيِيْسُ: التَّذْيِيْلُ. وفُسِّرَ قولُ العَجّاج: ومَيْسَنانِيّاً لها مُمَيَّسا بالمُذَيَّلِ؛ أي له ذَيْلٌ. وتَمَيَّسَ: أي تَبَخْتَرَ؛ مِثْلُ ماسَ، قال: وإنّي لَمِنْ قُنْعَانِها حِيْنَ اعْتَزي ... وأمْشي بِهِ نحوَ الوَغى أتَمَيَّسُ والتَّركيبُ يَدُلُّ على المَيَلان. نبرس النِّبْرَاس: المِصْباح. ويقال للسِّنان: نِبْراس، قال مالك بن خُوَيْلِد الخُناعيّ - ويُروى لأبي ذُؤَيب الهُذَليّ في رِوايَة أبي نَصْر - يصف الأسد: صَعْبُ البَدِيهَةِ مَشْبُوْبٌ أظافِرُهُ ... مُواثِبٌ أهْرَتُ الشِّدْقَيْنِ نِبْراسُ ويُروى: " جسّاس "، أي كأنَّه سِنانٌ في حِدَّتِه ومَضائه. وقال تميم بن أُبَي بن مُقْبِلٍ: قَلْ لابْنَةِ الأخْطَلِ المَسْلوبِ مِئْزَرُها ... يومَ الفَوارِسِ لَمّا راثَ هادِيْها ولَسْتُ سائلَها إلاّ بِواحِدَةٍ ... ما رَدَّ؟ تَغْلِبُ عنها إذْ تُناديْها إذْ رَدَّها الخَيْلُ تَعْدو وهي خافِضَةٌ ... حَدَّ النَّبارِيْسِ مَطْروراً نَوَاحِيها وأمّا قول جرير: هَلْ دَعْوَةٌ من جِبالِ الثَّلْجِ مُسْمِعَةٌ ... أهْلَ الإيادِ وحَيّاً بالنَّبارِيْسِ فالنَّبارِيْسُ: شِبَاكٌ لِبَني كُلَيْبٍ؛ وهي الأبْآرُ المُتَقارِبة. نبس النَّبْسُ: التَّكَلُّم، يقال: نَبَسَ يَنْبِسُ - بالكسر -، وأكثَر ما يُسْتَعْمَل في النَّفْيِ، وأنشَدَ ابن دريد: وإذا تُشَدُّ بِرَحْلِها لا تَنْبِسُ وقال أبو عمرو: نَبَسَ الرَّجُلُ: إذا تَكَلَّمَ فأسْرَعَ، ذَكَرَه في الإثبات. ورجل أنْبَسُ الوَجْهِ: أي عابِسُه كَرِيْهُه، قال ابن فارِس: فيهِ نَظَر. وقال ابن الأعرابيّ: النُّبُسُ - بضمّتَين -: النّاطِقون. والنُّبُسُ - أيضاً -: المُسْرِعون. وقال أبو عُمَر الزاهِد: السِّيْن الأولى في " سِنْبِسٍ " زائدة، والأصل نَبَسَ: أي أسْرَعَ. وقال ابن عبّاد: النَّبْسُ: الحَرَكَة، والنابِس: المُتَحَرِّك.

نجس

وقال ابن دريد: ما سَمِعْتُ للقومِ نَبْساً ولا نُبْسَة - بالضم -. وفي حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أنّه قال: إنَّ أهل النارِ لَيَدْعونَ يا مالِكُ؛ فَيَدَعُهم ربّهم أربعين عاماً ثُمَّ يَرَدُّ عليهم: إنَّكم ماكِثونَ، فَيَدْعُونَ ربَّهُم مِثْلَ الدُّنيا فَيَرُدُّ عَلَيْهِم: اخسئوا فيها ولا تُكَلِّمونِ، فما يَنْبِسُونَ عندَ ذلك، ما هوَ إلاّ الزَّفير وإلاّ الشَّهيق. وعن مَروان بن أبي حَفْصَة أنَّه قال: أنْشَدْتُ السَّرِيَّ بن عبدِ الله فلم يَنْبِس رُؤبَة. نجس النَّجَسُ والنَّجِسُ والنَّجُسُ والنَّجْسُ والنِّجْسُ: ضدُّ الطاهِر، والنَّجاسَة: ضِد الطَّهارة، قال الله تعالى:) إنَّما المُشْرِكونَ نَجَسٌ (، وقُرِئَ) نَجْس (بِسكون الجيم مع فَتْحَة النون، وقرأَ الضَّحّاك:) نَجِسٌ (مثال كَتِفٍ، وقرأ الحَسَن بن عِمران ونُبَيْح وأبو واقِد والجَرّاح وابنُ قُطَيْب:) نِجْسٌ (مثال رِجْسٍ. وقال الفرّاء: إذا قالُوهُ مَعَ الرِّجْسِ أتْبَعوهُ إياه وقالوا: رِجْسٌ نِجْسٌ. وكان النبي - صلى الله عليه وسلّم - إذا دَخَلَ الخَلاءَ قال: اللهُمَّ إنّي أعوذُ بكَ من الرِجْسِ النِجْسِ الخَبيثِ المُخْبِثِ الشَّيْطان الرَّجيم. وقد نَجِسَ يَنْجَسُ - مثال سَمِعَ يَسْمَعُ - ونَجُسَ يَنْجُسُ - مثال كَرُمَ يَكْرُمُ -. وقال ابن الأعرابيّ: النُّجُسُ - بضمَّتَين -: المُعَقِّدُوْن. وداءٌ ناجِسٌ ونَجِيْسٌ: إذا كانَ لا يُبْرَأُ مِنه، قال: وداءٌ بِهِ أعيا الأطِبَّة ناجِسُ وقال ساعِدَة بن جُؤيَّة الهُذَليّ: إنَّ الشّبابَ رِداءٌ مَنْ يَزِنْ تَرَهُ ... يُكْسَى الجَمالَ ويُفْنِدْ غَيْرَ مُحْتَشِمِ والشَّيْبُ داءٌ نَجِيْسٌ لا شِفاءَ لهُ ... للمَرْءِ كانَ صَحِيحاً صائبَ القُحَمِ وإذا قُلْتَ: رَجُلٌ نَجِسٌ - بكسر الجيم - ثَنَّيْتَ وجَمَعْتَ، وإذا قُلْتَ: نَجَسٌ - بفَتحِها - لم تُثَنِّ ولم تَجْمَع وقُلْتَ: رَجُلٌ نَجَسٌ ورَجُلانِ نَجَسٌ ورِجالٌ نَجَسٌ وامرأةٌ نَجَسٌ ونِساءٌ نَجَسٌ. ويقال: أنْجَسَه ونَجَّسَه تَنْجِيْساً. ومنه حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: إنَّ الماءَ طَهورٌ لا يُنَجِّسُه شَيْءٌ إلاّ ما غَيَّرَ طَعْمَه أو لَوْنَه أو رِيْحَه. والتَّنْجِيْسُ: شَيْءٌ كانَتِ العَرَبُ تَفْعَلُه على الذي يُخَافُ عليهِ وَلُوْعُ الجِنِّ به؛ وهوَ القَذَرُ؛ نحوَ خِرْقَةِ الحائضِ وعِظامِ المَوْتى، وهذا من أفعال العَرَبِ، قال المُمَزَّقُ النُّكْرِيّ واسمُه شأسُ بن نَهار بن أسْوَدَ بن حَرِيْد بن حَيِيِّ بن عَوْف بن سُوْدِ بن عُذْرَة بن مُنَبِّه بن نُكْرَة بن لُكَيْز بن أفْصى بن عبد القيس: ولو أنَّ عِنْدي حازِيَيْنِ وراعِباً ... وعَلَّقَ أنْجاساً عَلَيَّ المُنَجِّسُ وقال العجّاج: ولم يَهَبْنَ حُمْسَةً لأِحْمَسا ... ولا أخا عَقْدٍ ولا مُنَجِّسا وقال آخَرُ: ولو كُنْتُ في غُمْدانَ أو في عَطالَةٍ ... وعَلَّقَ أنْجاساً عَلَيَّ يَهُوْدُ وقال الأزهريّ - ومن خَطِّه نَقَلْتُ -: قال حَسّان: وحازِيَةٍ مَلْبُوْبَةٍ ومُنجِّسٍ ... وطارِقَةٍ في طَرْقِها لم تَشَدَّدِ ولم أجِد البَيْتَ في شِعْرِ حَسّان بن ثابِت - رضي الله عنه -، فَلْيُطْلَب في شِعْر غَيرِه مِمَّن اسمُه حسّان. وقال ابن الأعرابيّ: ومِنْ العادات التَّمِيميَّة والجُلْبَة والمُنَجَّسَة. وقال ثعلَب: قلتُ لابنِ الأعرابيّ: لِمَ قِيْلَ لِلمُعَوَّذِ مُنَجِّسٌ وهو مأخوذ مِنْ النَّجاسَة؟ فقال: للعَرَبِ أفْعالٌ تُخالِفُ معانِيها ألفاظَها، يُقال: فُلان يَتَتَجَّسُ إذا فَعَلَ فِعْلاً تَحَرَّجَ به من النَّجَاسَة، كما يقال: يَتَاثَّمُ ويَتَحَرَّجُ ويَتَحَنَّثُ ويَتَحَوَّبُ إذا فَعَلَ فِعلاً يَخْرُجُ بِه من الإثم والحَرَجِ والحِنْثِ والحُوْبِ. ويقال: تَنَجَّسُ الثّوب: إذا أصابَتْهُ نَجاسَةٌ. والتركيب يدل على خِلافِ الطَّهارَة. نحس ابن عبّاد: النَّحْسُ: الأمر المُظْلِم. والنَّحْسَانِ: زُحَل والمِرِّيْخ، والسُّعْدَانِ: المُشْتَري والزُهْرَة.

نخس

ويقال ثلاثُ ليالٍ اللاّتي يقال لَهُنَّ الظُّلَمُ: النُّحسُ. ويقال: أيّامٌ نَحِيْسَةٌ، كما يقال: أيامٌ سَعِيْدَة. والنَّحْسُ: ضِدُّ السَّعْدِ، قال الله تعالى:) في يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (، وقَرَأَ الحَسَن البصريّ:) في يَوْمٍ نَحِسٍ (بالتَّنْوينِ وكسر الحاء، وعنه أيضاً: يَوْمٍ نَحِسٍ ويَوْمِ نَحِسٍ؛ على الصِّفَةِ والإضافَةِ والحاء مَكْسورة. وقَرَأَ قُرّاءُ الكوفة والشَّامِ ويَزِيْدُ:) في أيّامٍ نَحِسَاتٍ (بكسر الحاء؛ والباقونَ بسُكُونها. وقد نَحِسَ الشَّيْء - بالكسر - فهو نَحِسٌ أيضاً، قال: أبْلِغْ جُذاماً ولَخْماً أنَّ إخْوَتَهم ... طَيّاً وبَهْرَاءَ قَوْمٌ نَصْرُهُم نَحِسٌ ومنه قيل: أيّامٌ نَحِسات. ونَحُسَ - أيضاً - بالضَّمِّ، ومنه قراءة عبد الرّحمن بن أبي بَكْرَة: " منْ نارٍ ونَحُسَ " على أنَّه فِعْلٌ ماضٍ، أي نَحُسَ يَوْمُهم أو حالهُم. والعَرَب تُسَمِّي الرِّيْحَ البارِدَة إذا دَبَرَتْ: نَحْساً، قال عمرو بن أحْمَرَ الباهليّ: كأنَّ سُلافَةَ عُرِضَت لِنَحْسٍ ... تُحِيْلُ شَفِيْفها الزُّلالا وقال ابن دريد: النَّحْسُ: الغُبارُ في أقطار السَّماء إذا عَكَفَ الجَدْبُ عليها. ويقال: عامٌ ناحِسٌ ونَحِيْسٌ - زَعَموا -. ويقال: هاجَ النَّحْسُ: أي الغُبارُ، قال: إذا هاجَ نَحْسٌ ذو عَثَانِيْنَ والْتَقَتْ ... سَبَارِيْتُ أغْفَالٌ بها الآلُ يَمْصَحُ وقال ابن دريد: المَنَاحِسُ: المَشَائمُ. والنُّحَاسُ: القِطْرُ، عَرَبيٌ مَعروف. وقال ابن فارِس: النُّحاسُ: النّار، قال البَعِيْث: دَعُوا الناسَ إنّي سَوْفَ تَنْهى مَخافَتي ... شَياطِينَ يُرْمى بالنُّحاسِ رَجِيْمُها وقال أبو عُبَيْدَة: النُّحاسُ: ما سَقَطَ من شَرَارِ الصُّفْرِ أو الحَديد إذا ضُرِبَ بالمِطْرَقَةِ، قال النابغة الذُبْيَانيّ: كأنَّ شُوَاظَهُنَّ بِجانِبَيْهِ ... نُحَاسُ الصُّفْرِ تَضْربُهُ القُيُوْنُ وقوله تعالى:) يُرْسَلُ عليكما شُوَاظٌ من نارٍ ونُحَاسٌ (قال أبو عُبَيْدَة: النُّحاسُ - ها هُنا - الدخانُ الذي لا لَهَبَ فيه، قال النابغة الجَعْديّ رضي الله عنه: أضاءَت لنا النّارُ وَجْهاً أغَرْ ... رَ مُلْتَبِساً بالفُؤادِ الْتِباسا يُضِيء كَضَوْءِ سِرَاجِ السَّلِيْ ... طِ لم يَجْعَلِ اللهُ فيه نُحَاسا والنِّحاسُ - بالكسر - لُغَةٌ فيه، وقَرَأَ مُجَاهِد: من نارٍ ونِحاسٌ - بكسر النّون ورفع السين. والنُّحاسُ والنِّحاسُ - أيضاً -: الطَّبيعَة والأصْل، قال لَبيد رضي الله عنه: وكَم فينا إذا ما المَحْلُ أبْدى ... نحاسَ القَوْمِ من سَمْحٍ هَضُوْمِ وقال آخَر: يا أيُّها السائلُ عن نحاسي وقال ابن الأعرابيّ: النُّحاسُ: مَبْلَغُ أصْلِ الشَّيْءِ، يقال: فُلانٌ كريم النُّحاسُ والنِّحاسُ: أي كريم النّجَار. وقال أبو عمرو: نَحَسَتْهُ الإبِلُ: عَنَّتْهُ وأشْقَتْهُ. ونَحَسَه: جَفَاه. وقال ابن دريد: قَوْلُهم: تَنَحَّسَتِ النَّصارى عَرَبيٌّ معروف، لِتَرْكِهِم أكْلَ لَحْمِ الحَيْوان. وتَنَهَّسَ - في هذا - لَحْنُ العَوَامِّ. وقال ابن السكِّيت: تَنَحَّسْتُ الأخبارَ وعن الأخْبارِ: أي تَخَبَّرْتُ عنها؛ وتَتَبَّعْتُها بالاسْتِخْبَارِ، ويكون ذلك سِرّاً وعَلانِيَة. وتَنَحَّسَ الرَّجُلُ: إذا جاعَ. ومنه قَوْلُهم: تَنَحَّسَ لِشُرْبِ الدَّواءِ: إذا تَجَوَّعَ له. واسْتَنْحَسْتُ الأخْبارَ: مِثْلُ تَنَحَّسْتُها، وكذلك اسْتَنْحَسْتُ عن الأخْبَارِ. والتركيب يدل على ضِدِّ السَّعْدِ. نخس النَّخْسُ: تَغْرِيْزُكَ مُؤخَّرَ الدّابَّةِ أو جَنْبَها بِعُودٍ أو غَيْرِه، يقال: نَخَسْتُ الدابَّةَ أنْخُسُها وأنْخَسُها. ونَخَسَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلّم - جَمَلَ جابرٍ - رضي الله عنه - الذي كانَ قد أعْيا فَصَارَ لا يَمْلِكُ رَأسَه. وسُمِّيَ النَّخّاسُ لذلك، وفِعْلُه النِّخَاسَةُ - بالكسر -، وذلك لأنَّه يَنْخسُ الدابَّةَ لِتَنْشِطَ وتُسْرِع. وقال ابن دريد: النَّخّاسُ: بَيّاع الرّقيق؛ عَرَبيّ صَحيحٌ، والاسْمُ: النِّخَاسَةُ والنَّخَاسَةُ - بكسر النون وفَتْحِها -.

ندس

قال: ويُقال نَخَسَ بَنو فلان بفلانٍ: إذا طَرَدُوْهُ. ونَخَسُوا به بَعِيْرَه، وأنْشَدَ: النّاخِسِيْنَ بِمَرْوانَ بذي خُشُبٍ ... والدَّاخِلِيْنَ على عُثْمانَ في الدّارِ والناخِسُ: ضاغِطٌ يُصِيْبُ البَعيرَ في إبْطِه. ويقال: بَعيرٌ به ناخِسٌ: إذا احْتَكَّ إبْطُه بِزَوْرِه. والنّاخِسُ والضّاغِطُ قَرِيْبٌ بعضهُ من بَعْضٍ. والنّاخِسُ في البَعيرِ - أيْضاً -: جَرَبٌ يكون عِنْدَ ذَنَبِه، والبعير مَنْخُوْسٌ. ودائرَة النّاخِسِ: التي تكون تَحْتَ جاعِرَتَيِ الفَرَسِ إلى الفائلَيْنِ، وتُكْرَهُ. وقال أبو زَيْد: وَعِلٌ ناخِسٌ: إذا امْتَلأَ شَباباً. وهو وَعِلٌ ثُمَّ ناخِسٌ: إذا نَخَسَ قَرْناه ذَنَبَه من طُولهما، وقيل: هوَ النَّخُوْسُ، وإنَّما يكونُ ذلك في الذُّكُورِ، قال: يا رُبَّ شاةٍ فاردٍ نَخُوْسِ والنَّخِيْسُ: البَكْرَة التي يَتَّسِعُ ثَقْبُها الذي يَجْري فيه المِحْوَر مِمّا يَأْكُلُه المِحْوَر؛ فَيَعْمَدونَ إلى خُشَيْبَةٍ فَيَثْقُبُونَ وَسَطَها؛ ثُمَّ يُلْقِمونَها ذلك الثَّقْبَ المُتَّسِعَ. ويقال لِتِلْكَ الخُشَيْبَة: النِّخَاسُ - والنِّخَاسَةُ عن الليث - بكسر النون، والبَكرة نَخِيْس، قال: دُرْنا ودارَت بَكْرَةٌ نَخِيْسُ ... لا ضَيْقَةَ المَجْرى ولا مَرُوْسُ وقال بعضهم: سأَلْتُ أعْرابيّاً من بَني تَمِيْمٍ بِنَجْدٍ وهو يَسْتَقي وبَكْرَتُه نَخِيْس، فَوَضَعْتُ إصْبَعي على النِّخَاسِ فَقُلْتُ: ما هذا؟ - وأرَدْتُ أنْ أتَعَرَّفَ منه الحاءَ والخاءَ -، فقال: نِخَاسٌ بخاءٍ مُعْجَمَة، فَقُلْتُ: ألَيْسَ قد قال الشاعِرُ: وبَكْرَةٍ نِحَاسُها نُحَاسُ فقال: ما سَمِعْنا بهذا في آبائنا الأوَّلِيْنَ. تقول منه: نَخَسْتُ البَكْرَةَ أنْخَسُها نَخْساً. وقال أبو زيد: النَّخِيْسَةُ: لَبَنُ العَنْزِ والنَّعْجَةِ يُخْلَطُ بَيْنَهُما. وقال الليث: النَّخِيْسَة: الزُّبْدَة. وقال أبو عُمَر: النَّخِيْسَة: اللَّبَن الحامِضْ يُصَبُّ على اللَّبَنِ الحُلْو. والنَّخِيْس: موضِع البِطانِ. ونُخِسَ لَحْمُ الرّجُل: إذا قَلّ. ويقال لابنِ زِنْيَة: ابنُ نُخْسَة، قال الشّمّاخ: أنا الجِحَاشيّ شَمّاخٌ ولَيْسَ أبي ... بِنَخْسَةٍ لِدَعِيٍّ غَيرِ موجودِ وقال أبو سعيد: رأيْتُ غُدْراناً تَنَاخَسُ: وهو أن يُفْرِغَ بَعضُها في بَعْضٍ، كتَناخُسِ الغَنَمِ إذا أصابَها البَرْدُ فاسْتَدْفَأَ بَعْضُها بِبَعْضٍ. وفي حديثٍ: أنَّ قادِماً قَدِمَ عَلَيْهِ فَسَأَلَه عن خِصْبِ البِلادِ، فَحَدَّثَه: أنَّ سَحابَةً وَقَعَتْ فاخْضَرَّتْ لها الأرضُ؛ وفيها غُدُرٌ تَنَاخَسُ. قال شَمِر: أي يَصُبُّ بعضُها في بَعْضٍ، وقال غيره: كأنَّ الواحِدَ يَنْخَسُ الآخَرَ أي يَدْفَعُه. والتركيب يدل على نَزْكِ شَيْءٍ بِشَيْءٍ، وقد شَذَّتْ النَّخِيْسَةُ عن هذا التركيب. ندس النَّدْس: الطَعْن، يقال: نَدَسَه يَنْدُسُه - بالضم -: إذا طَعَنَه، ومنه حديث أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: أنَّه دَخَلَ المَسْجِدَ وهوَ يَنْدُسُ الأرضَ برِجْلِه. قال الكُمَيْت: ونَحْنُ صَبَحْنا أهْلَ نَجْرانَ غارَةً ... تَمِيْمَ بن مُرٍّ والرِّماحَ النَّوادِسا وقال جَرير: نَدَسْنا أبا مَنْدُوْسَةَ القَيْنَ بالقَنا ... ومارَ دَمٌ من جارِ بَيْبَةَ ناقِعُ وقال ابن الأعرابيّ: المَنْدُوْسَةُ: الخُنْفَسَاءُ. والنّدوس: الناقة التي تَرضَى بأدنى مَرْتَع. ونَدَسْتُ به الأرْضَ: إذا ضَرَبْتَهُ بها. ونَدَسْتُ الشَّيْءَ عن الطَريق: نَحَّيْتُه. وقال الفرّاء: رَجْلٌ نَدْسٌ - بالفتح - ونَدِسٌ ونَدُسٌ - مثال حَذِرٍ وحَذُرٍ -: أي فَهِمٍ. وقال الليث: النَّدُسُ: السَّريع الاسْتِماع للصَّوْت الخَفِيِّ. قال ذو الرُّمَّة يصف ثوراً: وقد تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ نَدسٌ ... بنَبْأةِ الصَّوْتِ ما في سَمْعِهِ كَذِبٌ ونَدَسْتُ عليه ظَنّي أنْدُسُه: وهو أن تَظُنَّ الظَّنَّ لم تَحُقَّه. والمِنْداس: المرأة الخفيفة. ونَدِسَ الرَجُلُ - بالكسر - يَنْدَسُ نَدَساً - بالتحريك -: أي صارَ نَدساً. والمُنادَسَة: المُطاعَنَة. والمُنادَسَة: المُنابَزَة.

نرجس

وقال أبو زَيد: تَنَدَّسْتُ الأخبارَ وعن الأخبارِ. إذا تَخَبَّرْتُ عنها من حَيْث لا يُعْلَمَ بِكَ، مِثْلُ تَنَطَّسْتُ وتَنَحَّسْتُ وتَحَدَّسْتُ. وتَنَدَّسَ ماءُ البِئْرِ: إذا فاضَ من جَوَانِبِها. وقال ابن عبّاد: التَّنَدُّسُ: أنْ تَصْرَعَ إنْساناً فَتَضَعَ يَدَهَ على فَمِه. والتَّنَادُسُ: التَّنَابُزُ بالألْقاب. والتركيب يدل على مِثْلِ النَّزْكِ والطَّعْنِ. نرجس النَّرْجِسُ: مذكورٌ في تركيب ر ج س. نرس نَرْسُ - بالفتح -: قَريَة مِن سَوَاد العِراق، تُنْسَبُ إلَيْها الثِياب النَّرْسِيَّة. وقال ابن دريد: النَّرْسُ لا أعْرِفُ لَهُ أصْلٌ في اللُّغَة، إلاّ إنَّ العَرَبَ قد سَمَّت نارِسَة، قال: ولم أسْمَع فيه شَيْئاً من عُلَمائِنا، ولا أحْسِبُه عَرَبيّاً مَحْضاً. وقال ابن فارِس: النون والراء لا تَأتَلِفانِ؛ وقد يكون بينَهما دَخيل. والنِّرْسِيَانُ: ضَرْبٌ من التَّمْر، وهو أجوَد ما يَكون بالكوفَة، وليسَ بِعَرَبيٍّ مَحْضٍ، وأهل العِراق يَضْرِبونَ الزُّبْدَ بالنِّرْسِيَانِ مَثَلاً لِمَا يُسْتَطَابُ، الواحِدَة: نِرْسِيَانَة. نسس النَّسُّ: السَّوْقُ، يقال: نَسَسْتَ النّاقَةَ أنُسُّها نَسّاً: أي زَجَرْتُها، ومنه: المِنَسَّة للعّصا. وفي حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه كانَ يَنُسُّ أصْحابَهُ؛ أي يَسُوْقُهُم، يَمْشِي خَلْفَهُم ويُقَدِّمُهم، وقد كُتِبَ الحديث بتَمامِه في تركيب س ر ب. وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: أنَّه كانَ يَنُسُّ الناسَ بالدِّرَّةِ بَعْدَ صلاةِ العِشَاء ويقول: انْصَرِفُوا إلى بُيُوتِكم. وفي حديث مجاهد: من أسماء مكَّة بكَّة، وهي أُمَّ رُحمٍ، وهي أمُّ القُرى، وهي كُوثى، وهي النّاسَّة - ويروى: الباسَّة -، لأنَّ من بغى فيها أو أحْدَثَ حَدَثاً أٌخْرِجَ عنها فكأنَّها ساقَتْه. قال رؤبة يصف العفائف: وتَحْصِبُ اللاّعِنَةُ الجاسوسا ... بعِشْرِ أيديهِنَّ والضُّغْبوسا حَصْبً الغُوَاةِ والعَوْمَجَ المَنْسوسا والنَّسُّ: اليُبْسُ، يقال: نَسَّ يَنُسُّ ويَنِسُّ نُسُوْساً ونَسَّاً: أي يَبِسَ. وقيل سُمِّيَت مكَّة ناسَّة لِقِلَّةِ الماء بها إذْ ذاك، قال أبو حِزامٍ غالبُ بن الحارِث العُكْليّ: نَسَّ آلي فَهَادَ هِنْداً نُسُوْساً ... واسْتَشَاطَ القَذَالُ مِنّي خَلِيْساً ويقال: جاءنا بخُبْزَةٍ ناسَّة، قال العجّاج: ومَهْمَهٍ يُمْسي قَطَاهُ نُسَّسَاً ... رَوابِعاً وبَعْدَ رِبْعٍ خُمَّسا ويروى: وبَلَدٍ. أي يابِسَةٍ من العَطَش. وقال ابن دريد: نَسَّتِ الجُمَّةُ: إذا تَشَعَّثَتْ. والنَّسِيْسَة: الإيكال بين الناس، قالَها ابن السكِّيت. والنَّسِيْسَة: البَلَلْ الذي يكون بِرأس العُوْدِ إذا أُوْقِدَ. والنَّسِيْسَة: الطبيعة. والنَّسِيْسُ: الجوعُ الشديدُ. وقال الليث: النَّسِيْسُ: غايَة جُهد الإنسان. والنَّسِيْسُ: بَقِيَّةُ الروح، قال أبو زُبَيْد حرملة بن المنذر الطائيّ يصف أسَداً شَبَّهَ نَفْسَه به: ولكِنّي ضُبَارِمَةٌ جَمُوْحٌ ... على العداءِ مُجْتَرِئٌ خَبُوْسُ إذا ضَمَّتْ يَداهُ إليه قِرْناً ... فقد أودى إذا بُلِغَ النَّسِيْسُ ويروى: " مَتى تَضْمُمْ "، وقيل المُراد من النَّسِيْسِ هاهُنا: الأخْذُ بالنَّفَسِ، ويقال: عِرْقانِ في اللَّحْمِ يَسْقِيانِ المُخَّ. ويقال: بُلِغَ من الرَّجُل نَسِيسُه ونَسِيسَتُه: إذا كادَ يموت. واخْتُلِفَ في معنى قولِ الكُمَيْت: ولكِنَّ مِنّي بِرَّ النَّسِيْسِ ... أحُوْطُ الحَرِيْمَ وأحمي الذِّمارا فقال الليث: أرادَ لا أزال بارّاً بهم ما بَقِيَ فِيَّ نَسِيْسٌ. وقال غيره: أراد بالنَّسِيْسِ الخَليقَة والطَبِيعَة. وقال الليث: النَّسُّ: لُزُومِ المَضَاءِ في كُلِّ أمْرٍ، ويقال: هو سُرعَة المَضَاءِ في كُلِّ أمرٍ، ويقال: هو سُرْعَة الذهاب ووُرود الماء خاصَّةً. وأنْشَدَ قول العجّاج الذي سَبَق: ومَهْمَهٍ يُمْسي قَطَاهُ نُسَّسَاً ويروى: وبَلَدٍ. والتَّنْسَاس: السَّيْر الشَّديد، قال الحُطَيْئَة يهجو الزَّبْرِقان بن بَدْرٍ:

نسطس

وقد مَدَحْتُكُمُ عَمْداً لأُِرْشِدَكُمْ ... كَيْما يَكونَ لكم مَدْحي وإمْرَاسي وقد نَظَرْتُكُم إيْنَاءَ عاشِيَةٍ ... للخِمْسِ طالَ بها حَوْزي وتَنْساسي ويروى: أعشاءَ صادِرةٍ. والنُّسُسُ - بضمَّتَيْن -: الأصول الرديئة. والنَّسْنَاس والنِّسْنَاس - بالفتح والكَسْر -: جِنسُ من الخَلْقِ يَثِبُ أحَدُهُم على رِجْلٍ واحِدَة. وفي الحديث: أنَّ حَيَّاً من عادٍ عَصَوا رَسُولَهُم، فَمَسَخَهُم الله نَسْنَاساً، لكُلِّ إنْسانٍ منهم يَدٌ ورِجْلٌ مِنْ شِقٍّ واحِد، يَنْقُزُونَ كما يَنْقُزُ الطائرُ، ويَرْعَوْنَ كما تَرْعى البَهائِمُ. ويقال: إنَّ أولئك انْقَرَضوا، والذينَ هُم على تِلْكَ الخِلْقَةِ لَيْسُوا من نَسْلِ أولئك، ولكنّهم خَلْقٌ على حِدَةٍ. وقال الجاحِظ: زَعَمَ بَعْضُهُم أنَّهم ثلاثَةُ أجناس: ناس ونسناس ونَسَانِس. وعن أبي سعيد الضرير: أنَّ النَسَانِس الإناثُ منهم، وأنشَدَ للكُمَيْت: فما النّاسُ إلاّ نَحْنُ أمْ ما فَعَالُهَم ... ولو جَمَعوا نَسْنَاسَهُم والنَّسَانِسا وقيل: النَّسَانِسُ: السِّفَلُ والأنذال، والنَّسَانِس أرفَعُ قَدراً من النَّسْناس. وقد يكون النَّسْنَاس واحِد النَّسَانِس. وفي حديث أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه -: ذَهَبَ الناس وبَقِيَ النَّسْناس. قال ابن الأعرابيّ: هُمْ ياجُوجُ وماجُوجُ. وقيل: خَلْقٌ على صُوْرَةِ النَّاسٍ، أشْبَهُوهم في شَيْءٍ، وليسوا من بَنِي آدَمَ، وقيل: بل هُم مِن بَني آدَم. والنَّسْنَاسُ فيما أنْشَدَ ابن الأعرابيّ: ولَيْلَةٍ ذاةِ جَهامٍ أطْبَاقْ ... سُوْدٍ نَواحِيها كأثْناءِ الطّاقْ قَطَعْتُها بذاةِ نَسْنَاسٍ باقْ صَبْرُها وجَهْدُها، يقال: ناقةٌ ذاةُ نَسْنَاسٍ: أي ذاةُ سيْرٍ باقٍ. وقال ابن عبّاد: قَرَبٌ نَسْنَاسٌ: سريعٌ. ويقال: قَطَعَ اللهُ نَسْنَاسَ فلانٍ: أي نَفَسَهُ وأثَرَه. ويقال للفَحْل إذا ضَرَبَ النّاقة على غَيْرِ ضَبَعَةٍ: قد أنَسَّها. وقال ابن شُمَيل: نَسَّسْتُ الصَبِيَّ تَنْسِيْساً: وهو أن تقولَ له: إسْ إسْ لِيَبُوْلَ أو يَتَغَوَّطْ. وقال أبو عمرو: نَسَّسَ البَهِيْمَةَ: مَشّاها. وجوعٌ نَسْنَاسٌ: شديدٌ. وقال ابن الأعرابيّ: النِّسْنَاس - بالكسر -: الجوع الشديد. وريحٌ نَسْنَاسَة وسَنْسَانَة: بارِدَة. ونَسْنَاس من دُخان: أي دُخان نار. ونَسْنَسَتْ الرِّيحُ وسَنْسَنَتْ: إذا هَبَّت هُبوباً بارِداً. والنَّسْنَسَة - أيضاً -: الضَّعْفُ، قال ابن دريد: وأحسِبُ أنَّ النَّسْناسَ من هذا. ونَسْنَسَ الطائِر: إذا أسْرَعَ في طَيَرانِه. وقال ابن عبّاد: نَسْنَسْتُ لِفُلانٍ دَسِيْسَ خَبَرٍ. وتَنَسَّسْتُ منه خَبَراً: أي تَنَسَّمْتُه. والتركيب يدل على نَوعٍ مِنَ السَوْق؛ وعلى قِلَّةٍ في الشَّيْءِ ويَخْتَصُّ به الماء. نسطس نِسْطَاسُ - بالكسر -: من العلام. وعُبَيْد بن نِسْطاس العامِريّ البَكّائيّ الكُوفيّ: من أصحاب الحديث. وهو العالِم بالطِّبِّ بالرومِيَّة. نطس ابن السكِّيْت: رجُلٌ نَطِسٌ ونَطُسٌ ونَطْسٌ - على التَّخْفيف -: أي عالِم، وقد نَطِسَ - بالكسر - يَنْطَسُ نَطَساً. والنَّطَاسِيّ والنِّطَاسِيّ - بفتح النون وكَسرِها، عن أبي عُبَيْد - والنِّطِّيْسُ - مثال سِكِّيْت -: المُتَطَبِّبُ، قال البَعِيْثُ يصف شَجَّةً: إذا قاسَها الآسي النّطاسِيّ أُرْعِشَتْ ... أنامِلُ آسِيْها وجاشَتْ هُزُومُها وقال رؤبة: وقد أكونُ مَرَّةً نِطِّيْساً ... بِخَبْءِ أدْواءِ الصِّبى نِقْرِيسا وقال ابن عبّاد: النَّطِسُ: الحريق. وقال غيره: النّاطِس: الجاسوس. وامْرأة نَطِسَة: إذا كانَت تَنَطَّسُ من الفُحْشِ وتَقَزَّزُ. وقال ابن الأعرابيّ: النُّطُسُ - بضمّتين -: المُتَقَزِّزون. والنُّطُسُ - أيضاً -: الأطباء الحُذّاق. والنَّطِسُ - مثال كَتِف -: المُتَقَزِّز المُتَقَذِّر؛ عن أبي عمرو، يقال: أراكَ لَطِساً من كذا، وهو نُطَسَة - مثال تُؤدَةٍ.

نعس

والتَّنَطُّس: التَّقَذُّر، ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: أنَّه خَرَجَ مِنَ الخلاء فَدَعا بِطعام، فقيل لَه: ألا تَتَوَضَّأُ؟ فقال: لولا التَّنَطُّسُ ما بالَيْتُ ألاّ أغْسِلَ يَدي. هو التَّأنُّق في الطَّهَارَة والتَّقَذُّر، يقال: تَنَطَّسَ فلان في الكلام: إذا تَأنَّقَ فيه، وإنَّه لَيَتَنَطَّسُ في اللِّبْسِ والطُّعْمَةِ: أي لا يَلْبَسُ إلاّ حَسَناً ولا يَطْعَمُ إلاّ نَظيفاً. وتَنَطَّسَ عن الأخْبارِ وتَنَدَّسَ عنها. تأنَّقَ في الاسْتِخْبارِ، قال العجّاج: وقد تَرى بالدّارِ يَوماً أنَسَا ... جَمَّ الدَّخِيْسِ بالثُّغُوْرِ أحْوَسا ولَهْوَةَ اللاّهي ولو تَنَطِّسا وكُلُّ من أدَقَّ النَّظَرَ في الأمور واسْتَقْصى عِلْمَها: فهو مُتَنَطِّسٌ. نعس النُّعاس: الوَسَنْ، قال الله تعالى:) أمَنَةً نُعَاساً (. وفي المَثَل: مَطْلٌ كَنُعَاسِ الكَلْبِ. إنَّه دائم مُتَّصِل وفيه قَرْمَطَة، ومن شَأْنِ الكَلْبِ أنْ يَفْتَحَ من عَيْنَيْهِ بِقَدْرِ ما يَكْفِيْهِ للحِرَاسَة، وذلك ساعَةً فَسَاعَةً، قال رؤبة: إنّي ورَبِّ مَشْرِقٍ وغَرْبٍ ... وحَرَمِ اللهِ وبَيْتِ الحَجْبِ بِحَيْثُ يَدْعو الطّائفُ المُلَبّي ... لاقَيْتُ أعْجَاباً عُجْبي لاقَيْتُ مَطْلاً كَنُعَاسِ الكَلْبِ ... وعِدَةً عُجْتُ عليها صَحْبي كالنَّحْلِ من ماءِ الرُّضَابِ العَذْبِ ... حتى خَشِيْتُ أنْ يكونَ رَبّي يَطْلُبُني من عَمَلي بِذَنْبِ أي لا يأساً ولا نجازاً. وقد نَعَسْتُ - بالفتح - أنْعُسُ - بالضم - نُعَاساً، قال النابغة الجّعدي رضي الله عنه: كأنَّ تَنَسُّمَها مَوْهِناً ... جَنى النَّحْلِ حِيْنَ تُحِسُّ النُّعَاسا ويروى: " سَنَا المِسْكِ "، والتَّنَسُّم: التَّنَفُس، سَنا المِسْكِ: أي كَمِثْلِ المِسْكِ. ونَعَسْتُ نَعْسَةً واحِدَةً، قال أبّاق الدُّبَيْريُّ: قد أخَذْتَني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ ... ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُّ وانا ناعِسٌ. قال ثعلَب: لا يُقال نَعْسَان. وقال الليث: وقد سَمِعْناهُم يقولونَ نَعْسان ونَعْسى، حَمَلوا ذلك على وَسْنان ووَسْنى، وقال ابن دريد: رَجُلٌ ناعِس ونَعْسَان ولَم يُفَرِّق. وقال الفرّاء: ولا أشْتَهِيْها يعني هذه اللُّغَة أي نَعْسَان. وناقَةٌ نَعوس: توصَف بالسَّمَاحَةِ بالدَّرِّ، لأنَّها إذا دَرَّتْ نَعَسَتْ، قال ارّاعي: نَعُوْسٌ إذا دَرَّتْ جَرُوْزٌ إذا غَدَتْ ... بُوَيْزِلٌ عامٍ أو سَدِيْسٌ كبازِلِ والنَّعُوس: عَلَمٌ لِناقَةٍ بِعَيْنِها - أيضاً -، قال: إنَّ النَّعوسَ بها داءٌ يُخامِرُها وقال ابن الأعرابيّ: النَّعْسُ: لِيْنُ الرَّأْيِ والجِسْمِ وضَعْفُهُمَا. وقال الأزْهَريّ: حَقيقَةُ النُّعَاسِ: السِّنَةُ من غَيْرِ نَوْمٍ، قال عَدِيُّ بن زَيْد بن مالِك بن عَدِيِّ بن الرِّقاع: وكأنَّها وَسْطَ النِّسَاءِ أعارَها ... عَيْنَيْهِ أحْوَرُ من جَآذِرِ جاسِمِ وَسْنَانُ أقْصَدَهُ النُّعَاسُ فَرَنَّقَتْ ... في عَيْنَيْهِ سِنَةٌ ولَيْسَ بنائمِ ونَعَسَتِ السُّوْقُ: أي كَسَدَتْ. وقال أبو عمرو: أنْعَسَ الرَّجُلُ: إذا جاءَ بِبَنِيْنَ كُسَالى. وتَنَاعَسَ: أي تَنَاوَمَ. والتركيب يدل على الوَسَنِ. نفس النَّفْسُ: الرُّوْحُ، يقال: خَرَجَتْ نَفْسُه، قال: نَجَا سالِمٌ والنَّفْسُ منه بِشِدْقِهِ ... ولم يَنْجُ إلاّ جَفْنَ سَيْفٍ ومِئْزَرا أي بِجِفْنِ سَيْفٍ وبِمِئْزَرِ. والنَّفْسُ - أيضاً -: الجَسَدُ، قال أوس بن حَجَر: نُبِّئْتُ أنَّ بَني سُحَيْمٍ أدْخَلُوا ... أبْيَاتَهم تامُوْرَ نَفْسِ المُنْذِرِ والتّامُور: الدّم. وأمّا قَوْلُهم: ثلاثَةُ أَنْفُسٍ فَيُذَكِّرُوْنَه، لأنَّهُم يُرِيْدونَ بِهِ الإنْسَانَ.

والنَّفْسُ: العَيْنُ، يقال: أصابَتُ فلان نَفْسٌ. ونَفَسْتُكَ بنَفْسٍ: أي أصَبْتُكَ بِعَيْنٍ. والنّافِس: العائنُ. وفي حديث محمّد بن سِيْرِين أنَّه قال: نُهِيَ عن الرُّقى إلاّ في ثَلاثٍ: النَّمْلَةِ والحُمَةِ والنَّفْسِ. ومنه حديث ابنِ عبّاس - رضي الله عنهما -: الكِلابُ مِنَ الجِنِّ، فإذا غَشِيَتْكُم عِنْدَ طَعامشكم فألْقُوا لَهُنَّ، فإنَّ لَهُنَّ أنْفُساً. ومنه قول النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - حِيْنَ مَسَحَ بَطْنَ رافِع - رضي الله عنه -: فألقى شَحْمَةً خَضْرَاءَ كانَ فيها أنْفُسُ سَبْعَةٍ. يَرِيْدُ عَيَوْنَهم. وقوله تعالى:) ظَنَّ المُؤْمِنُونَ والمُؤْمِناتُ بأنْفُسِهم خَيْراً (، قال ابنُ عَرَفَة: أي بأهْلِ الإيمان وأهْلِ شَرِيْعَتِهم. وقوله تعالى:) ما خَلْقُكُم ولا بَعْثُكُمُ إلاّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ (أي كَخَلْقِ نَفْسٍ واحِدَة، فَتُرِكَ ذِكْرُ الخَلْقِ وأُضِيْفَ إلى النَّفْسِ، وهذا كما قالَ النابِغة الذُبْيَاني: وقد خِفْتُ حتى ما تَزِيْدَ مَخافَتي ... على وَعِلٍ في ذي المَطَارَةِ عاقِلِ أي على مَخَافَةِ وَعِلٍ. والنَّفْسُ - أيضاً -: العِنْدُ، قال الله تعالى:) تَعْلَمُ ما في نَفْسي ولا أعْلَمُ ما في نَفْسِكَ (أي تَعْلَمُ ما عِندِي ولا أعْلَمُ ما عِنْدَك، وقال ابن الأنباريّ: أي تَعْلَمُ ما في نَفْسي ولا أعْلَمُ ما في غَيْبكَ، وقيل: تَعْلَمُ حَقيقَتي ولا أعْلَمُ حَقِيْقَتَك. ونَفْسُ الشيء: عَيْنُه، يُوَكَّدُ به، يقال: رأيْتَ فلان نَفْسَه وجاءني بِنَفْسِه. والنَّفْسُ - أيضاً -: دَبْغَةٍ مِمّا يُدْبَغُ به الأدِيْمُ من القَرَظ وغيرِه، يقال هَبْ لي نَفْساً من دِباغٍ. قال الأصمَعيّ: بَعَثَتِ امرأةٌ مِنَ العَرَبِ بِنْتاً لها إلى جارَتِها فقالَت: تقولُ لَكِ أُمِّي: أعْطِيْني نَفْساً أو نَفَسَيْنِ أمْعَسُ به مَنِيْئتي فإنّي أفِدَةٌ؛ أي مُسْتَعْجِلَةٌ؛ لا أتَفَرَّغُ لاتِّخاذِ الدِّباغِ من السُّرْعَةِ. وقال ابن الأعرابيّ: النَّفْسُ: العَظَمَة. والنَّفْسُ: الكِبْرُ. والنَّفْسُ: العِزَّة. والنَّفْسُ: الهِمَّة. والنَّفْسُ: الأنَفَة. والنّافِسُ: الخامِسُ من سِهَامِ المَيْسَر، ويقال: هو الرَّابِع. والنَّفَسُ - بالتحريك -: واحِدُ الأنْفاسِ، وفي حديث النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسَلَّم -: أجِدُ نَفَسَ رَبِّكُم من قِبَلِ اليَمَن. هو مُسْتَعار من نَفَسِ الهَوَاءِ الذي يَرُدُّه المُتَنَفِّسُ إلى جَوْفِهِ فَيُبَرِّد مِن حَرَارَتِه ويُعَدِّلُها، أو مِن نَفَسِ الرِّيح الذي يَتَنَسَّمُه فَيَسْتَرْوِح إليه ويُنَفِّسُ عنه، أو مِن نَفَسِ الرَوْضَةِ وهو طِيْبُ رَوائحِها الذي يَتَشَمَّمْه فَيَتَفَرَّج به، لِمَا أنْعَمَ به رَبُّ العِزَّة مِنَ التَّنْفيسِ والفَرَجِ وإزالَة الكُرْبَة. ومنه قولُه - صلى الله عليه وسلّم -: لا تَسُبُّوا الرِيْحَ فإنَّها من نَفَسِ الرحمن. يُريدُ بها أنَّها تُفَرِّجُ الكُرَبَ وتَنْشُرُ الغَيْثَ وتُنْشِئُ السَّحَابَ وتُذْهِبُ الجَدْبَ. وقولُه: " من قِبَلِ اليَمَنِ " أرادَ به ما تَيَسَّرَ له من أهل المَدينَة - على ساكِنيها السّلام - من النُّصْرَة والإيْواءِ، ونَفَّسَ اللهُ الكُرَبَ عن المؤمِنينَ بأهْلِها، وهم يَمَانُوْنَ. ويقال: أنتَ في نَفَسٍ من أمْرِكَ: أي في سَعَةٍ. واعْمَلْ وأنْتَ في نَفَسٍ من عُمُرِكَ: أي في فُسْحَةٍ قَبْلَ الهَرَمِ والمَرَضِ وَنَحوِهما. وقال الأزهَريّ: النَّفَسُ في هذَين الحَدِيْثَيْنِ: اسمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ المَصْدَر الحقيقيّ، من نَفَّسَ يُنَفِسُّ تَنْفِيْساً ونَفَساً، كما يقال: فَرَّجَ يُفَرِّجُ تَفْرِيْجاً وفَرَجاً، كأنَّه قال: أجِدُ تَنْفِيْسَ رَبِّكم من قِبَلِ اليَمَنِ، وكذلك قولُه - صلى اله عليه وسلّم -: فإنَّها من نَفَسِ الرَّحمن، أي من تَنْفِيْسِ الله بها عن المَكْرُوْبِيْنَ. وقَوْلُه: عَيْنَيَّ جُوْدا عَبْرَةً أنْفاسا أي ساعَةً بَعْدَ ساعَةٍ. وقال أبو زَيد: كَتَبْتُ كِتَاباً نَفَساً: أي طَويلاً.

والنَّفَسُ - أيضاً -: الجُرْعَةُ، يقال: اكْرَعْ في الإناءِ نَفَساً أو نَفَسَيْنِ ولا تَزِدْ عليه. والشُّرْبُ في ثَلاثَةِ أنْفاسٍ سُنَّة. ومثال نَفَسٍ وأنْفاسٍ: سَبَبٌ وأسْبابٌ، قال جَرير: تُعَلِّلُ وهي ساغِبَةُ بَنِيها ... بأنْفاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِ ويقال: شَرَابٌ غَيرُ ذي نَفَسٍ: إذا كانَ كَرِيْهَ الطّعْمِ آجِناً إذا ذاقَه ذائقٌ لم يَتَنَفَّسْ فيه، وإنَّما هي الشَّرْبَةُ الأولى قَدْرُ ما يُمْسِك رَمَقَه ثمَّ لا يَعُودُ له لأجُوْنَتِه، قال الراعي: وشَرْبَةٍ من شَرَابِ غَيرِ ذي نَفَسٍ ... في كَوْكَبٍ من نجومِ القَيْظِ وهّاجِ سَقَيْتَها صادِياً تَهْوِي مَسامِعَه ... قد ظَنَّ أنْ لَيْسَ من أصْحَابِهِ ناجِ ويُروى: " غَيرِ ذي قَنَعٍ " أي ذي كَثْرَةٍ؛ أي هِيَ أقَلُّ من أنْ تَشْرَبَ منها ثَمَّ تَتَنَفَّسَ. وقال ابن الأعرابيّ: شَرَابٌ ذو نَفَسٍ: أي فيه سَعَةٌ ورِيٌّ. وشَيْءٌ نَفِيْسٌ ومَنْفوسٌ: يُتَنَافَسُ فيه ويُرْغَبُ، قال جَرير: لو لم تُرِد قَتْلَنا جادَتْ بِمُطَّرَفٍ ... مِمّا يُخالِط حَبَّ القَلْبِ مَنْفُوْسِ المُطَّرَفُ: المُسْتَطْرَفُ. ولفلان نَفِيْس: أي مال كثير. وما يَسُرُّني بهذا الأمْرِ نَفِيْسٌ. وهذا أنْفَسُ مالي: أي أحَبُّه وأكْرَمُه عندي. ونَفِسَ به - بالكسر -: أي ضَنَّ به. ونَفِسْتُ عليه الشَّيْء نَفَاسَة: إذا لم تَرَهُ أهْلاً له. ونَفِسْتَ عَلَيَّ بِخَيْرٍ قَليل: أي حَسَدْتَ. وقال أبو بكر - رضي الله عنه - يومَ سَقِيْفَة بَني ساعِدَة: مِنّا الأُمَراءُ ومنكم الوُزَراءُ، والأمرُ بَيْنَنا وبَيْنَكُم كَقَدِّ الأُبْلُمَةِ، فقال الحُبَابُ بن المُنْذِر - رضي الله عنه -: أمَا واللهِ لا نَنْفَسُ أنْ يكونَ لكم هذا الأمْرُ، ولكنّا نَكْرَهُ أنْ يَلِيَنا بَعْدَكم قَوْمٌ قَتَلْنا آباءهم وأبْناءهم. قال أبو النَّجْمِ: يَرُوْحُ في سِرْبٍ إذا راحَ انْبَهَرْ ... لم يَنْفَسِ اللهُ عَلَيْهِنَّ الصُّوَرْ أي لم يَبْخَلْ عليهنَّ بتَحْسِيْنِ صُوَرِهِنَّ. يقال: نَفِسْتُ عليكَ الشَّيْء: إذا لم تَطِبْ نَفْسُكَ له به. ونَفِسْتُ به عن فلان: كقَوْلهم: بَخِلْتُ به عليك وعنه، ومنه قوله تعالى:) ومَنْ يَبْخَلْ فإنَّما يَبْخَلُ عن نَفْسِه (. ونَفُسَ الشَّيْءُ - بالضم - نَفَاسَةً: أي صارَ مَرْغُوباً فيه. والنِّفَاسُ: وِلادُ المَرْأةِ، قال أوْس بن حَجَرٍ: لنا صَرْخَةٌ ثُمَّ إسْكاتَةٌ ... كما طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ فإذا وَضَعَتْ فهي نُفَسَاءُ ونَفْسَاءُ - مثال حَسْنَاءَ - ونَفَسَاءُ - بالتحريك -. وجمع النُّفَسَاءِ: نِفَاسٌ - بالكسر -، وليس في الكلام فُعَلاَءُ يُجْمَعُ على فِعَالٍ غيرِ نُفَسَاءَ وعُشَرَاءَ، وتُجْمَعَانِ - أيضاً - نُفَسَاواتٍ وعُشَراواتٍ. وامْرَأَتانِ نُفَسَاوانِ؛ أبْدَلُوا من همزة التَّأنيثِ واواً. وقد نَفِسَت المَرْأَةُ؟ بالكسر -، ويقال أيضاً: نُفِسَت المرأة غُلاماً؟ على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه -، والوَلَدُ مَنْفُوْسٌ. وفي حديث النَّبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: ما مِن نَفْسٍ مَنْفُوْسَة إلاّ وقد كُتِبَ مكانُها من الجَنَّة والنّار. وفي حديث سعيد بن المُسَيَّب: لا يَرِثُ المَنْفوسَ حتى يَسْتَهِلُ صارِخاً. ومنه قولُهم: وَرِثَ فلان هذا قَبْلَ أنْ يُنْفَسَ فلان: أي قَبْلَ أن يُوْلَدَ. ونَفِسَت المَرْأةُ - بالكسر -: أي حاضَت، وقال أبو حاتِم: ويقال: نُفِسَت - على ما لَم يُسَمّ فاعِلُه -. ومنه حديث أُمُّ سَلَمَة - رضي الله عنها - أنَّها قالت: كُنتُ مع النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - في الفِرَاشِ، فَحِضْتُ فانْسَلَلْتُ، وأخْذْتُ ثِيابَ حِيْضَتي ثُمَّ رَجَعْتُ، فقال: أنَفِسْتٍ؟؛ أي أحِضْتِ؟. وفي حديثٍ آخَرَ: أنَّ أسْماء بِنْت عُمَيْس - رضي الله عنها - نَفِسَتْ بالشَّجَرة، فأمَرَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلّم - أبا بَكْرٍ - رضي الله عنه - أنْ يَأْمُرَها بأنْ تَغْتَسِلَ وتُهِلَّ. ونَفِيْسٌ: من الأعْلام. وقَصْرُ نَفِيْسٍ: على مِيْلَيْنِ من المّدينَة - على ساكنيها السلام -، يُنْسَبُ إلى نَفِيْسٍ بن محمد من مَوالي الأنْصَارِ. ولكَ في هذا الأمر نُفْسَةٌ - بالضم -: أي مُهْلَةٌ.

نقرس

ونَفُوْسَةُ: جِبال بالمَغْرِب بَعْدَ إفْرِيْقِيَة. وأنْفَسَني فلان في كذا: أي رَغَّبَني فيه. وأنْفَسَه كذا: أي أعْجَبَه بنَفْسِه ورَغَّبَه فيها. وفي حديث سعيد بن سالِم القَدّاح وذَكَرَ قِصَّة إسماعيل وما كانَ من إبراهيم - صلوات الله عليهما - في شأنِهِ حينَ تَرَكَه بِمَكَّةَ مع أُمِّه، وأنَّ جُرْهُمَ زَوَّجُوه لَمّا شَبَّ، وتَعَلّمَ العَرَبِيّة، وأنْفَسَهُم، ثمَّ إنَّ إبراهيم - صلوات الله عليه - جاءَ يُطالِع تَرْكَتَه. ومنه يقال: مالٌ مُنْفِسٌ ومُنْفَسٌ أيضاً، قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ رضي الله عنه: لا تَجْزَعي إنْ مُنْفِساً أهْلَكْتَهُ ... وإذا هَلَكْتُ فَعِنْدَ ذلكَ فاجْزَعي ويقال: ما يَسُرُّني بهذا الأمرِ مُنْفِسٌ: أي نَفِيْسٌ. ولفلانٍ مُنْفِس: أي مالٌ كثيرٌ. ونَفَّسْتُ فيه تَنْفِيْساً: أي رَفَّهْتُ، يقال: نَفَّسَ الهُ عنه كُرْبَتَه: أي فَرَّجَها، قال رؤبة: ذاكَ وأشْفي الكَلِبَ المَسْلُوْسا ... كَيّاً بِوَسْمِ النّارِ أو تَخْيِيْساً بِمِخْنَقِ لا يُرْسِلُ التَّنْفِيْسا وفي حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: مَنْ نَفَّسَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً من كُرَبِ الدُنْيا نَفَّسَ اللهُ عنه كُرْبَةً من كُرَبِ يوم القِيامَة. وتَنَفَّسَ الرَّجُل. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التَّنَفُّسِ في الإناء. وفي حديث آخَر إنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - كانَ يَتَنَفَّسُ في الإناءِ ثلاثاً. والحَديثانِ ثابِتان، والتَّنَفُّس له مَعْنَيَان: أحَدُهما أن يَشْرَبَ ويَتَنَفَّسَ في الإناء من غيرِ أن يُبِيْنَه عن فيه؛ وهو مَكروه؛ والتَّنَفُّس الآخَر أن يَشْرَب الماءَ وغيره مِنَ الإناء بثلاثَةِ أنْفاسٍ فَيُبِيْنَ فاهُ عن الإناءِ في كُلِّ نَفَسٍ. وتَنَفَّسَ الصُّبْحُ: إذا تَبَلَّجَ، قال الله تعالى:) والصُّبْحِ إذا تَنَفَسَّ (، قال العجّاج يَصِفُ ثوراً: حتى إذا ما صُبْحُهُ تَنَفَّسا ... غَدا يُباري خَرَصاً واسْتَأْنَسا وتَنَفَّسَتِ القَوْسُ: تَصَدَّعَت. ويقال للنَهارِ إذا زادَ: تَنَفَّسَ، وكذلك المَوجُ إذا نضخ الماءَ. وتَنَفَّسَتْ دِجْلَةُ: إذا زادَ ماؤها. ونافَسْتُ في شَيْءٍ: إذا رَغِبْتَ فيه على وَجْهِ المُباراةِ في الكَرَم. وتَنَافَسوا فيه: أي رَغِبوا فيه، ومنه قوله تعالى:) وفي ذلك فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنافِسُونَ (. والتركيب يدل على خُروج النَّسِيم كيفَ كانَ من ريحٍ أو غَيْرِها، وإلَيْهِ تَرْجِعُ فُرُوعُه. نقرس النِّقْرِس: داءٌ يأخُذُ في الأرجُلِ والمَفاصِل. والنِّقْرِس - أيضاً: الهَلاكُ والدّاهِيَة العَظيمَة، قال المُتَلَمِّسُ يُخاطِبْ طَرْفَة بن العَبْدِ: ألْقِ الصَّحِيْفَةَ لا أبا لكَ إنَّهُ ... يُخْشى عليكَ من الحِبَاءِ النِّقْرِسُ أي مِنَ الحِبَاءِ الذي كَتَبَ له به عمرو بن هِنْد. والنِّقْرِس - أيضاً -: الحاذِقُ. ودليل نِقْرِس ونِقْرِيْس: إذا كان هادِياً خِرِّيْتاً. وطَبيبٌ نِقْرِس ونِقْرِيْس - أيضاً -: إذا كانَ حاذِقاً نَظّاراً في الأُمورِ مُدَقِّقَاً فيها، قال رؤبة: وقد أكُونُ مَرَّةً نِطِّيْسا ... بِخَبْءِ أدْوَاءِ الصِّبى نِقْرِيْسا وقال الليث: النِّقْرِس: شيء يُتَّخَذ على صَنْعَةِ الوَرْدِ تَغْرِزُهُ المرأةُ في رَأْسِها، وأنشد: فَحُلِّيْتِ مِن خَزٍّ وقَزٍّ وقِرْمِزٍ ... ومِن صَنْعَةِ الدُّنْيا عليكِ النَّقَارِسُ القِرمِز: صِبْغٌ أرْمَنيٌّ أحْمَرُ يقال إنَّه من عُصَارَةِ دُوْدٍ يكونُ في آجامِهم. نقس النّاقوس: الذي تَضْرِب بِهِ النَّصارى لأوْقاتِ صَلَواتِهِم؛ وهو الخَشَبَة الكبيرة الطَوِيْلَة، والوَبيل: الخَشَبَة القصيرة، قال جَرير: لَمّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ أرَّقَني ... صَوْتُ الدَّجاجِ وقَرْعٌ بالنَّواقِيْسِ وقال آخَر: صَوْتُ النَّواقِيْسِ بالأسْحارِ هَيَّجَني ... بَلِ الدُّيُوْكُ التي قد هِجْنَ تَشْوِيْقي وقال المُتَلَمِّس: حَنَّتْ قَلُوْصي بها واللَّيْلُ مُطَّرِقٌ ... بَعْدَ الهُدُوءِ وشاقَتها النَّواقِيْسُ وقال رؤبة يمدح أبانَ بن الوليد البَجَليّ:

نكس

دَعَوْتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوسا ... دُعَاءَ مَنْ لا يَقْرَعُ النّاقوسا حتى أراني وَجْهَكَ المَرْغوسا والنَّقْس: ضَرْبُ النّاقوس، يقال: نَقَسَ بالوَبِيْلِ النّاقوسَ. وقال ابن أبي لَيلى: حَدَّثَنا أصحاب محمّد - صلى الله عليه وسَلَّم -: أنَّه كان الرَّجُل يَقوم فيقول: الصَّلاةَ؛ فَيُصَلِّي مَنْ كان مع النبيّ؟ صلى الله عليه وسلّم -؛ ولا يَسْمَع مَنْ لَم يَكُن مَعَه، قالوا: لو أقَمْنا رَجُلاً فَنادى؛ حتى نَقَسُوا أو كادوا يَنْقُسُونَ، فَأُرِيَ عبد الله بن زَيد - رضي الله عنه - الأذانَ. والنَّقْس - أيضاً -: مثل اللَّقْس؛ وهو أن يَعِيبَ القَوْمَ ويَسْخَرَ منهم ويُلَقِّبْهُم الألقابَ، يقال منه: نَقَسْتُ الرَّجُلَ: إذا لَقَّبْتَه، والاسم: النِّقَاسَةُ. وقال الليث: النَّاقِس: الشيء الحامِض، قال النابغة الجَعْدي - رضي الله عنه - يصف خَمْراً: رُدَّت إلى أكْلَفِ المَنَاكِبِ مَرْ ... سومٍ مُقِيْمٍ في الطِّيْنِ مُحْتَدِمِ جَوْنٍ كَجَوْزِ الحِمَارِ جَرَّدَهُ ال ... خَرّاسُ لا ناقِسٍ ولا هَزِمِ وقال الأصمعيّ النَّقْسُ والوَقْسُ: الجَرَبُ. والنِّقْسُ - بالكسر -: الذي يُكْتَب به، ويُجْمَع على أنْقُس وأنْقاس، قال المَرّار بن سعيد الفَقْعَسيّ: عَفَتِ المَنازِلُ غَيْرَ مِثْلِ الأنْقُسِ ... بَعْدَ الزَّمانِ عَرَفْتُهُ بالقَرْطَسِ وقال ابن دريد: النَّقْس الذي تُسَمِّيه العامّة المِدَادَ: عربيٌّ معروفٌ، وأنشد: مُجَاجَةُ نِقْسٍ في أدِيمٍ مُمَجْمَجِ وقال غيره: الأنْقَسُ: ابنُ الأمَةِ. ونَقَّسَ أدَوَاتَه تَنْقِيْساً: جعل فيها النِّقْسَ. والتركيب يدل على لَطْخِ شَيْءٍ بِشَيْءٍ غَيْرِ حَسَنٍ. نكس نَكَسْتُ الشَّيْءَ أنْكُسُه نَكْساً: قَلَبْتُه على رأسِه. وقوله تعالى:) ثُمَّ نُكِسُوا على رُؤوسِهم (، قال الفرّاء: أي رَجَعُوا عَمّا عَرَفُوا مِن الحُجَّة لإبْراهِيمَ - صلوات الله عليه -، وقال الأزهري: أي ضَلُّوا. وأنشد الليث في وَصْفِ الزِّقِّ: إذا نُكِسَتْ صارَ القَوائمُ تَحْتَها ... وإنْ نُصِبَتْ شالَتْ عليها القَوائمُ وقرَأ غَيرُ عاصِمٍ وحَمْزَةَ قوله تعالى:) ومَنْ نُعَمِّرْهُ نَنْكُسْه (- بفتح النون وتخفيف الكاف -، أي مَنْ أطَلْنا عُمُرَه نَكَسْنَا خَلْقَه، فَصَارَ بَعْدَ القوَّةِ الضَّعْفُ وبَعْدَ الشَّبابِ الهَرَمُ. وفي حديث عَليٍّ - رضي الله عنه -: إذا كانَ القَلْبُ لا يَعْرِفُ مَعروفاً ولا يُنْكِرُ مُنْكَراً نُكِسَ فَجُعِلَ أعلاه أسْفَلَه.

وفي حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -: أنّه قيل له: إنَّ فُلاناً يَقْرَأُ القُرآنَ مَنْكوساً، فقال: ذاكَ مَنْكوس القَلْب. قال أبو عُبَيد: يَتَأوَّلُه كثيراً من النَّاسِ أنَّه يَبْدأ من آخِرِ السَّورَة فَيَقْرَأها إلى أوَّلِها، وهذا شَيْءٌ ما أحْسِبُ أحَداً يُطِيْقُه، ولا كانَ هذا في زَمَنِ عبد الله ولا عَرَفَة. ولكن وَجْهُهُ عِنْدي أن يَبْدَأَ الرَّجُل من آخِر القُرآن من المُعَوِّذَتَيْنِ ثمَّ يَرْتَفِع إلى البَقَرة؛ كَنَحْوِ ما يَتَعَلّم الصِّبيانُ في الكُتّاب، لأنَّ السُّنَّة خِلافُ هذا، يُعْلَمُ ذلك بالحديث الذي يُحَدِّثُه عثمان؟ رضي الله عنه - عن النبي ّ - صلى الله عليه وسلّم - أنَّه كانَ إذا أُنْزِلَت عليه السورة أو الآيَة قال: ضَعوها في المَوْضِع الذي يُذْكَرُ فيه كذا كذا. ألا تَرى أنَّ التَّأْلِيْفَ الآنَ في هذا الحديث من رَسول الله؟ صلى الله عليه وسلّم -، ثمَّ كُتِبَت المَصَاحِفُ على هذا. ومِمّا يُبَيِّنُ ذلك لك أنَّه ضمَّ بَراءَةَ إلى الأنفالِ فجعلها بعدها وهي أطوَل، وإنَّما ذلك للتأليف، فكانَ أوَّلُ القُرآن فاتِحَةُ الكِتاب ثمَّ البقرة إلى آخِرِ القُرآن، فَكَيْفَ تُسَمّى فاتِحَتُه وقد جُعِلَت خاتِمَتَه. وقد رُوِيَ عن الحَسَن وابنِ سيرين من الكَرَاهَةِ فيما هوَ دون هذا: أنَّهما كانا يَقْرَئانِ القُرآنَ من أوَّلِهِ إلى آخِرِه ويَكْرَهانِ الأورادَ، وقال ابن سيرين: تأليف اللهِ خيرٌ من تَأليفِكم. وتأويل الأوراد أنَّهم كانوا أحْدَثوا أنْ جَعَلوا القُرآنَ أجزاءً؛ كُلُّ جُزْءٍ منها فيه سُوَرٌ مختَلِفَة من القُرآنِ على غَيْرِ التأليف، جَعَلوا السورة الطويلة مع أُخرى دونَها في الطول، ثمَّ يَزيدونَ كذلك حتى يَتِمَّ الجُزْء، ولا تكون فيه سورة مُنْقَطِعَة، ولكن يكون كُلُّها سُوَراً تامّة، فهذه الأوراد التي كَرِهَهَا الحَسَن ومحمد. والنَّكْسُ أكْثَرُ من هذا وأشَدُّ، وإنَّما جاءت الرُّخْصَة في تَعَلُّمِ الصَّبِيِّ والعَجَمِيِّ من المُفَصَّلِ لِصُعُوبَةِ السُّوَرِ الطِّوالِ عَلَيْهِما، فهذا عُذْرٌ، فأمّا مَن قد قَرَأَ القُرآنَ وحَفِظَه ثمَّ تَعَمَّدَ أنْ يَقْرَأَ من آخِرِه إلى أوَّلِه فهذا النَّكْسُ المَنْهِيُّ عنه، وإذا كَرْهْنا هذا فَنَحْنُ للنَّكْسِ من آخِرِ الصُّورة إلى أوَّلِها أشَدُّ كَرَاهَةً إن كانَ ذلك يكون. هذا كُلُّهُ كَلامُ أبي عُبَيْد رَحْمَةُ الله عليه. والوِلاد المَنْكوس: الذي تَخْرُجُ رِجْلاهُ قَبْلَ رأسِهِ، وهو اليَتْنُ. والمَنكوس من أشكال الرّمل: ثلاثَةُ أزواج مُتَوالِيَة يَتْلوها فَرْدٌ، وبعضهم يُسَمِّيْه الإنْكيس. والنُّكْسُ والنُّكَاسُ - بالضم فيهما -: عَوْدُ المَرَضِ بَعْدَ النَّقَهِ، قال أُمَيَّة بن أبي عائذٍ الهُذَليّ: خَيالٌ لِزَيْنَبَ قد هاجَ لي ... نُكَاساً مِنَ الحُبِّ بعدَ انْدِمالِ وقد نُكِسَ الرَّجُلُ نُكْساً فهو مَنْكوس. يقال: تَعْساً له ونُكْساً، وقد يُفْتَح هاهنا للازْدِواجِ. والناكِسُ: المُطَأْطِئُ رَأسَه، وجُمِعَ في الشَّعْرِ على نَواكِسَ، وهو شاذٌّ، قال الفَرَزْدَق يمدح يَزيد بن المُهَلَّب: وإذا الرِجالُ رَأوْا يَزِيْدَ رَأيْتَهم ... خُضُعَ الرِّقابِ نَواكِسَ الأبْصارِ ويروى: مُنَكِّسِي الأبْصارِ. ونَكَسَ كذا داءَ المَريْضِ بَعْدَ البُرْءِ: أي رَدَّهُ وأعادَهُ، قال ذو الرمَّةِ: إذا قُلْتُ أسْلو عَنْكِ يا مَيُّ لم يَزَل ... مَحَلٌّ لِدائي مِن دِيارِكِ ناكِسُ وقال ابن الأعرابيّ: النُّكُسُ - بضمتين -: المُدْرَهِمُّونَ من الشُيُوخِ بعْدَ الهَرَمِ. والنِّكْسُ - بالكسر -: السَّهْمُ الذي يَنْكَسِرُ فَوْقَهُ فَيَجْعَل أعلاه أسْفَلَه، قال الحُطَيْئَة يهجو الزّبْرَقان بن بَدر: قد ناضَلُوكَ فَسَلُّوا من كناسهم ... مَجْداً تَليداً ونَبْلاً غَيرَ أنْكاسِ وقال أبو عمرو: النِّكْسُ من القِسِيِّ: التي تُحَوِّلُ يَدُها رِجْلَها. وقال الأصمعيّ: هي المَنكوسَة من القِسِيِّ وهي عَيْب؛ وهو أن تكونَ رِجْلُ القَوْسِ رَأْسَ الغُصْنِ. والنِّكْسُ - أيضاً -: الضَّعيفُ.

نمس

وقال ابن دريد: النِّكْسُ: النَّصْلُ الذي يَنْكَسِر سِنْخُه فَتُجْعَلُ ظُبَتُه سِنْخاً فلا يَزَالُ ضَعيفاً، ثُمَّ كَثُرَ ذلك في كلامِهِم حتى سمُّوا كُلَّ ضَعيفٍ نِكْساً. قال: وقال قومٌ: النِّكْسُ اليَتْنُ، ولَيْسَ بثَبَتٍ. قال: والنِّكْسُ من القَوْمِ: المُقَصِّرُ عن غايَةِ النَّجْدَةِ والكَرَمِ، وأنْشَدَ إبراهيم الحَرْبيُّ رحمه الله: رَأْسُ قِوَامِ الدِّيْنِ وابْنُ رَأْسِ ... وخَضِلُ الكَفَّيْنِ غَيْرُ نِكْسِ والجمع: أنكاس، قال كَعْب بن زُهَيْرٍ - رضي الله عنه - يَمْدَحُ صَحَابَةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلّم، ورضي عنهم -: زالُوا فَما زالَ أنْكاسٌ ولا كُشُفُ ... عِنْدَ اللِّقاءِ ولا مِيْلٌ مَعَازِيْلُ ونَكَّسْتُه تَنْكيساً: مِثل نَكَسْتُه نَكْساً، والتَّشْديد للمُبالَغة. وقَرَأَ عاصِمٌ وحَمْزَة:) ومَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْه (بالتشديد. والمُنَكِّسُ من الخَيْل: الذي لا يَسمو برأسِه. وقال ابن فارِس: هو الذي إذا جَرى لا يَسْمو بِهادِيْه ولا بِرَأْسِه من ضَعْفِه. وقال الليث: إذا لَم يَلْحَقِ الفَرَسُ بالخَيل قيل: قد نَكَّسَ، وأنشد: إذا نَكَّسَ الكاذِبُ المِحْمَرُ وقال رؤبة: آمَرْتَ نَفْساً تَكْرُمُ النُّفُوسا ... لَيْسَت لِخَبٍّ يَرْهَبُ التَّفْلِيْسا ولا لِنِكْسٍ يَعْمُرُ التَّنْكِيْسا وانْتَكَسَ الرَّجُلُ: وَقَعَ على رأسِهِ، ومنه حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: تَعَسَ وانْتَكَسَ؛ وإذا شِيْكَ فلا انْتَقَشَ. وقد ذُكِرَ الحديث بتمامِهِ في تركيب ت ع س. والتركيب يدل على القَلْب. نمس نامُوْسُ الرَّجُل: صاحِبُ سِرِّه الذي يُطلعُه على باطِنِ أمْرِه ويَخُصُّه بما يَسْتُرُه عن غَيْرِه. وأهل الكِتاب يُسَمُّونَ جَبْرَئيلَ - صلوات الله عليه - النّامُوسُ الأكبَر. وفي الحديث: أنَّ وَرَقَة بن نَوْفَل قال لِخَديجَة - رضي الله عنها - لَمّا قَصّت عليه مُلاقاةَ جَبْرَئيلَ - صلوات الله عليه - رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - وغَطَّه إيّاه: لئنْ كانَ ما تَقولِيْنَ حَقّاً إنَّه لَيَأْتِيَه النّامُوْسُ الذي كانَ يأتي موسى - صلوات الله عليه -. وكان ابن عَم خَدِيْجَةَ - رضيَ الله عنها، وكانَ نَصْرانِيّاً وقد قَرَأَ الكُتُبَ. والنامُوْس - أيضاً -: الحاذِق. والنامُوْس: الذي يَلْطُفُ مَدْخَلُه، قالَه الأصمَعيّ، قال رؤبة: لا تُمْكِنُ الخَنّاعَةُ النّاموسا ... وتَحْصِبُ اللَّعّابَةَ الجاسُوسا بِعَشْرِ أيْديهِنَّ والضُّغْبُوسا ... حَصْبَ الغُواةِ العَوْمَجَ المَنْسُوسا والنامُوْس - أيضاً -: قَتْرَةُ الصائد، قال مُتَمِّمُ بن نُوَيْرَة اليَرْبُوعيّ رضي الله عنه: لاقى على جَنْبِ الشَّرِيْعَةِ لاطِئاً ... صَفْوَانَ في نامُوسِهِ يَتَطَلَّعُ ويُروى: كارِزاً. والنامُوْسَة: عِرِّيْسَةُ الأسَدِ، ومنه قول عمرو بن مَعْدي كَرِب - رضي الله عنه -: أسَدُ في ناموسَتِه. وقد كُتِبَ الحَديثُ بتَمامِه في تركيب ت م ر. والنامُوْس والنَمّاس: النَّمّام. والنامُوْس: الشَّرَك، لأنَّه يُوارى تحت الأرض. ونَمَسْتُ السِّرَّ أنْمِسُه - بالكسر - نَمْساً: كتَمتُه. والنامُوْس - أيضاً -: ما تَنَمَّسَ به الرِجال مِنَ الاحْتِيال. والنِّمْس - بالكسر -: دُوَيْبَة عَريضَة كأنَّها قِطْعَةُ قَديدٍ، تكون بأرْضِ مِصْرَ، تَقْتُلُ الثُّعْبانَ. والنَّمَسُ - بالتحريك -: فَسَاد السَّمْنِ، وقد نَمِسَ - بالكسر -: أي فَسَدَ. والأنْمَسُ: الأكْدَرُ، ومنه يقال للقَطا: نُمْسٌ - بالضم -؛ لِلَوْنِها، ورَوى أبو سعيد قولَ حَميد بن ثَور رضي الله عنه: كَنَعائِمِ الصَّحْراءِ في داوِيَّةٍ ... يَمْحَصْنَها كَنَواهِقِ النُّمْسِ بِضَمِّ النون، وفَسَّرَها بالقَطا، ورَواه غيرُه: بالنِّمْسِ - بالكسر - وقال: هو دُوَيْبَة كالدَّلَقِ؛ أسْوَدُ الجِلْدِ؛ يُشْبِهُ السَّمُّوْرَ. وقيل جَمْعُ النِّمْسِ - بالكسر -: نُمْسٌ بالضَّمِّ. وقال ابن الأعرابيّ: أنْمَسَ بَيْنَهُم: أي أرَشَّ، وأنشد: وما كُنْتُ ذا نَيْرَبٍ فيهم ... ولا مُنْمِساً بَيْنَهُم أنْمَلُ

نوس

أُؤرِّشُ بَيْنَهُمُ دائباً ... أدِبُّ وذو النُّمْلَةِ المُدْغِلُ ولكِنَّني رائبٌ صَدْعَهُم ... رَفُوْءٌ لِمَا بَيْنَهُمْ مُسْمِلُ قال شَمِر: نَمَلَ وأنْمَلَ: إذا نَمَّ. رَفُوْءٌ: مُصْلِحٌ. وقال يصف الرِّكَابَ: يَخْرُجْنَ مِنْ مُلْتَبِسٍ مُلَبَّسٍ ... تَنْمِيْسَ نامُوسِ القَطا المُنَمِّسِ يقول: يَخْرُجْنَ من بَلَدٍ مُشْتَبِهِ الأعلامِ يَشْتَبِهُ على مَنْ يَسْلُكُه كما يَشْتَبِهُ على القَطا أمرُ الشَّرَكِ الذي يُنْصَب له. والتَّنْمِيْس: التَّلْبيس. ونامَسْتُ الرَّجُلَ سارَرْتُه، قال الكُمَيْت: فأبْلِغ يَزِيْدَ إنْ عَرَضْتَ ومُنْذِراً ... وعَمَّهُما والمُسْتَسِرَّ المُنامِسا فَضُمُّوا لنا الحِيْتانَ والضَّبَّ إنَّما ... تَهِيْجَونَ أُسْدَ الغابَتَيْنِ النوابسا يَزيد: هو يَزيد بن خالد بن عبد الله، ومُنْذِر: هو مُنْذِر بن أسَدِ بن عبد الله، وعمُّهُما: هو إسماعيل بن عبد الله أخو خالِد، والمُسْتَسِرَّ المُنامِس: هو خالِد بن عبد الله. والمُنامِس: الدّاخِل في الناموس وهو قُتْرَة الصّائِد. وانَّمَسَ الرَّجُل: أي اسْتَتَرَ، وهو انْفَعَلَ. والتركيب يدل على سَترِ شَيْءٍ؛ وعلى لونٍ من الألوان؛ وعلى فَسادِ شَيْءٍ مِنَ الأشياء. نوس النَّوْسُ والنَّوَسان: تَذَبْذُب الشَّيْء، وقد ناسَ يَنوس. وذو نُوَاسٍ: من أذْواءِ اليَمَن، واسمه زُرْعَة بن حَسّان، وهو ذو مُعَاهِرٍ تُبَّعٌ، وسُمِّيَ ذا نُوَاسٍ لِذُؤابَةٍ كانتْ تَنوسُ على ظَهْرِه. وأبو نُوَاسٍ: الحَسَن بن هانئ الشاعِر المَعروف. وقال الدِّيْنَوَرِيّ: النُّوَاسِيّ: عِنَبٌ أبيَ عَظيم العناقيد مُدَحْرَج الحَبِّ كثير الماء حُلوٌ جَيِّد الزَّبِيْب، يَنْبُتُ بالسَّرَاةِ، وقد يَنْبُتُ بغَيْرِها. والنَّوَاسُ - بالفتح والتَّشْديد -: هو النَّوّاس بن سِمْعان - رضي الله عنه -، له صحبة. ورجُلٌ نَوّاس: إذا اضْطَرَبَ واسْتَرْخى. والنّاسُ: قد يكون مِنَ الإنْسِ ومِنَ الجِنِّ، وأصلُهُ أُناسٌ فَخُفِّفَ، ولم يَجْعَلوا الألِفَ واللام فيه عِوَضاً من الهمزة المَحذوفَة، لأنَّه لو كانَ كذلك لَمَا اجْتَمَعَ مَعَ المُعَوَّضِ منه في قَوْلِ ذي جَدَنٍ الحِمْيَرِيّ: إنَّ المَنَايا يَطَّلِعُ ... نَ على الأُناسِ الآمِنِيْنا فَيَدَعْنَهُم شَتّى وقد ... كانُوا جَمِيْعاً وافِرِيْنا والنّاسُ: اسمُ قَيْسِ عَيْلان، وهو النّاس بن مُضَر بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان. قال ابن الكَلْبيّ: عَيْلانُ عَبْدٌ لِمُضَرَ، فَحَضَنَ النّاسَ فَغَلَبَ عليه ونُسِبَ إلَيْه. وأصلُ النَّوْسِ: المَيَلان. ونُسْتُ الإبل: سُقْتُها. وقال ابن عبّاد: النَّوَاس: ما يَتَعَلّق من السَّقْفِ. وأناسَ الشَّيْء: حَرَّكَه، ومنه حديث أُمُّ زَرْعٍ: أنَاسَ من حُلِيٍّ أُذُنَيَّ. أرادَت أنَّه حَلّى أُذُنَيْها قِرَطَةً وشُنُوفاً تَنُوْسُ فيهما، وقد كُتِبَ الحَديثُ بِتَمامِه في تركيب ز ر ن ب. وقال ابن عَبّاد: نَوَّسَ بالمَكان: أقامَ به. والمُنَوِّسُ من التَّمْرِ: الذي يَسْوَدُّ طَرَفُه. والتركيب يدل على اضْطِرابٍ وتَذَبْذُبٍ. نهس نَهْسُ اللَّحْمِ: أخْذُه بمُقَدَّمِ الأسْنانِ ونَتْرُه، يقال: نَهَسْتُ اللَّحْمَ أنْهَسُه نَهْساً، قال أبو ذُؤيْبٍ الهُذَليُّ يصف ثَوْراً: يَنْهَسْنَهُ ويَذُوْدُهُنَّ ويَحْتَمي ... عَبْلُ الشَّوى بالطُّرَّتَيْنِ مُوَلَّعُ ويُروى: " يَنْهَشْنَهُ: بالشين المُعْجَمَة، والنَّهْشُ دونَ النَّهْسِ، وهو تَنَاوُلٌ بالفَم، والنَّهْشُ: تَناوُلٌ من بَعيدٍ كَنَهْشِ الحَيَّةِ، والنَّهْسُ - غيرَ مُعْجَمَة -: القَبْضُ على اللَّحْمِ ونَتْفِه. وقال أبو العبّاس: النَّهْسُ بأطْرافِ الأسْنانِ، والنَّهْشُ بالأسنانِ والأضْراس. قال: وسألتُ ابن الأعرابيّ عن صِفَةِ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه كان مَنْهُوْسُ القَدَمَيْن أو مَنْهوشَ القَدَمَيْنِ - بالسين والشين -: إذا كان مُفَرَّقَ القَدَمَيْنِ. وقال غيرُه: المَنْهوس: القَليل اللحم من الرِّجال.

نهمس

وقال ابن عبّاد: يقال أرضُنا كثير المَنَاهِسِ، والمَنْهَسُ: المَكانُ الذي يُنْهَسُ منه الشَّيْءُ أي يؤكَلُ. والمِنْهَسُ - بكسر الميم - والنَّهُوْسُ والنَّهّاسُ - بالفتح والتّشديد -: الأسَدُ. وقال ابن خالَوَيه: المِنْهَسُ: الأسَدُ الذي قَدَرَ على الشَّيْءِ نَهَسَهُ: أي عَضَّهُ، وأنْشَدَ: مُضَبَّرَ اللحيَيْنِ بَسْراً مِنْهَسا وقال رؤبة: ألاَ تَخَافُ الأسَدَ النَّهُوْسا والنَّهاس بن قَهْمٍ: من أصحاب الحديث، وأصْلُه من نَهْسِ اللَّحْمِ. ونَهَسَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلّم - من كَتِفٍ وصَلّى ولم يَتَوَضَّأْ. وروى صَفْوانَ بن أُمَيَّةَ - رضي الله عنه - عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسَلَّم - أنَّه قال: انْهَسُوا اللَّحْمَ نَهْساً فإنَّه أهْنَأُ وأمْرَأُ. وقال الفرّاء: في نَوَادِرِه: نَهِسَ - بالكسر - لُغَةٌ في نَهَسَ. ونَهَسَتْه الحَيَّة ونَهَشْته: أي لَدَغَتْه، قال: وذاةِ قَرْنَيْنِ طَحونِ الضِّرْسِ ... تَنْهَسُ لو تَمَكَّنْتُ من نَهْسِ تُدِيْرُ عَيْناً كشِهَابِ القَبْسِ وقال أبو حاتِمٍ: النُّهَسُ - مثال صُرَدٍ -: طائرٌ يُشْبِه الصُّرَدَ إلاّ أنَّه ليس بِمُلَمَّعٍ، يُدِيْمَ تَحْرِيْكَ ذَنَبِه، يَصْطاد العَصَافِير، والجَمْع: النِّهْسَانُ. ودَخَلَ زيد بن ثابِت - رضي الله عنه - على شُرَحْبِيْل بالأسْوَافِ وقد صادَ نُهَساً، فأَخَذَه من يَدِه وأرْسَلَه وقال: أمَا عَلِمْتَ أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وَسَلَّم - حَرَّمَ ما بَيْنَ لابَتَيْها. ومَعنى الحَديثَ: أنَّه كَرِهَ صَيْدَ المَدِيْنَةِ - على ساكِنيها السَّلام - وجَعَلَ حَرَمَها كحَرَمِ مَكّةَ حَرَسَها الله تعالى. والتركيب يدل على عَضَّةٍ على شَيْئٍ. نهمس أمْرٌ مُنَهْمَسٌ: أي مَسْتُورٌ، قاله شَبَابَةُ، وذَكَرَه ابنُ عَبّاد أيضاً. نيس نَيْسان: الشَهْرُ السّابِعُ من الشُّهُورِ بالرُّوْمِيَّة. هبرس ابن عبّاد: مَرَّ يَتَبَهْرَس: إذا مَرَّ يَتَبَخْتَرْ. هبس الهَبَسُ - فيما يقال -: الخِيْرِيُّ. هبلس ابن عبّاد: ما بِها هِبْلِسٌ ولا هِبْلِيْسٌ: أي أحَدٌ. هجبس أبو عمرو: الهَيْجَبُوْسُ: الرَّجُل الأهْوَج الجافي، وأنشد: أحَقٌّ ما يُبَلِّغُني ابن تُرْنى ... من الأقوامِ أهْوَجَ هَيْجَبُوْسُ هجرس أبو زيد: الهِجْرِس: القِردُ، وبَنو تَميم تَجْعَلُه الثَّعْلَب. وقال أُسَيْد لِعُيَيْنَة بن حِصْنٍ - رضي الله عنهما - وهو مادٌّ رِجْلَيْهِ بَيْنَ يَدَي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلّم -: يا عَيْنُ الهِجْرِسِ؛ أتَمِّدُّ رِجْلَيْكَ بينَ يَدَي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلّم -؟. وقيل هوَ وَلَدُ الثَّعْلَب، ويوصَفُ به اللَّئيم، قال الكُمَيْت يصف ناقَتَه: إذا ما الهَجَارِسُ غَنَّيْتَها ... يجاوبْنَ بالفَلَواتِ الوبارا قال الأصمعيّ: أخْطَأ، لأنَّ الوبارَ تكون في الجِبالِ لا في الفَلَواتِ، وإنَّما يُريدُ: أن الثَّعالِب إذا ضبحتْ في الفلاةِ تَسْمَعُها الوبارُ في الجِبالِ فَتَضَاغَبَت من فوقها لأنّها تَأْكُلُها. وأنشد أبو عُبَيْد: وهِجْرِس مَسْكَنُهُ الفَدافِدُ ويقال: الهِجْرِس: جميع ما تَعَسْعَسَ باللَّيْلِ؛ ما دونَ الثَّعْلَبِ وفَوْقَ اليَرْبُوعِ، قال: بِعَيْنَيْ قطاميٍّ نَمى فوق مرقَبٍ ... غَدا شَبِماً يَنْقَضُّ بَيْنَ الهَجَارِسِ وقال الليث: رَمَتني الأيَّامُ عن هَجَارِسِها: أي عن شَدائِدِها. وقال ابن عبّاد: الهَجَارِس: القِطْقِطُ الذي في البَردِ مِثْلُ الصَّقِيع. وهِجْرِس: من الأعلام. وفي المَثَل: أزْنى من هِجْرِس، قيل: هو الدُّبُّ؛ وقيل: القِرْدُ، وأغْلَمُ من هِجْرِسٍ. هجس الهاجِسُ: الخاطِرُ بالبال؛ وهو أنْ يُحَدِّثَ نَفْسَهُ ويَجِد في صَدْرِه مِثْلَ الوَسْوَاس، قال ذو الرُّمَّة: وتَهْجِيْرَ قَذّافٍ بأجْرامِ نَفْسِهِ ... على الهَوْلِ لاحَتْهُ الهُمُوْمُ الهَوَاجِسُ يقال منه: هَجَسَ في صَدْري شَيْءٌ يَهْجِسُ - بالكسر - هَجْساً.

هجنس

والهَجْسُ - أيضاً -: النَّبْأةُ يَسْمَعُها ولا يَفْهَمُها، قال طَرَفَة بن العَبْد يَصِفُ ناقَتَهُ: وصادِقَتا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّرى ... لِهَجْسٍ خَفيٍّ أو لِصَوْتٍ مُنَدَّدِ وقال الليث: الهَجْسُ: ما وَقَعَ في خَلَدِكَ، تقول: هَجَسَ في نَفْسي هَمٌّ وأمْرٌ، وأنشد: فَطَأْطَأَتِ النَّعَامَةُ من قَرِيْبٍ ... وقد وَقَّرْتُ هاجِسَها وهَجْسي النَّعَامَةُ: فَرَسُه. والهُجَيْسِيُّ - مثال نُمَيْرِيٍّ -: فَرَسٌ كانَ لِبَني تَغْلِب، وهو ابْن زادِ الرَّكْبِ. والهَجّاس - بالفتح والتشديد -: الأسَدُ المُتَسَمِّعُ، قال مالِك بن خالِد الخناعيّ؛ ويروى لأبي ذُؤيب الهُذَليِّ أيضاً يصف الأسَد: يَحْمي الصَّريْمَةَ أُحْدَان الرِّجالِ له ... صَيْدٌ ومُسْتَمِعٌ باللَّيْلِ هَجّاسُ الصَّرِيْمَة: موضِع، قال الأخفَش: معناه يحمي الصَّرِيْمَةَ مِن أُحْدانِ الرِّجالِ، وهَجّاس: يَهْجِس ويُفَكِّر في نَفْسِه، وقال أبو عمرو: هَجّاس: يَهْجِس لَيْلَتَهُ جَمْعاءَ في السَّيْر: أي يَسْهَرُها. وهَجَسَني عن كَذا: أي رَدَّني. ووَقَعوا في مَهْجُوْسٍ من الأمْرِ: أي في ارْتِباكٍ واخْتِلاطٍ وعماءٍ منه. وقال أبو زَيد: الهَجيسَة: الغَرِيْضُ مِنَ اللَّبَنِ في السِّقاءِ، ومِثلُه الخامِطُ والسّامِطُ، وهو أوّل ما يَتَغَيَّر. وقال الأزهَريّ: الذي عَرَفْتُه في هذا المعنى: الهَجِيْمَةُ وأظُنُّ الهَجِيْسَةَ تَصْحِيْفاً. والذي يَدُلُّ على صِحَّةِ قَوْلِ أبي زَيْد حديثُ عمر - رضي الله عنه -: أنَّ السّائبَ بن الأقْرَع بن جابِر الثَّقَفِيّ - رضي الله عنه - قال: حَضَرْتُ طَعامَهُ فَدَعا بلَحْمٍ غَليظٍ وخُبْزٍ مُتَهَجِّسٍ. أي فَطِيْرٍ لم يَخْتَمِرُ عَجِيْنُه، وأصْلُه مِنَ الهَجِيْسَةِ، ثمَّ اسْتُعْمِلَ في غَيْرِه. وانْهَجَسْتُ: أي ارْتَدَدْتُ. هجنس ابن عبّاد: الهِجَنْسُ - مثال هِزَبْرٍ -: الثَّقيلُ. هدبس الهَدَبَّسُ: البَبْرُ الذَّكَرُ، وقال ابن الأعرابيّ: هو وَلَدُ البَبْرِ، وأنشد المُبَرّدُ: ولَقَد رَأيْتُ هَدَبَّساً وفَزَازَةً ... والفِزْرُ يَتْبَعُ فِزْرَةً كالضَّيْوَنِ هدرس ابن عبّاد: الهَدَارِيْسُ والدَّهارِيْسُ والدَّراهِيْسُ: الدَّواهي. هدس الأزهريّ: الهَدَسُ - بالتحريك -: الآسُ. قال الصغاني مؤلف هذا الكِتاب: هذه لُغَةُ أهْلِ اليَمَنِ قاطبَةً. هرجس ابن فارِس: الهِرْجاس: الجَسِيْم. قال الصغاني مؤلف هذا الكِتاب: قد انْقَلَبَ عليه اللَّفْظُ، والصَّوابُ: الجِرْهاسُ، وقد ذَكَرْتُه في مَوْضِعِه، وقد ذَكَرَه ابن دريد والليث والأزهريّ على الصِّحَّةِ. هرس ابن دريد: الهَرْسُ: الأكل الشديد؛ والدَّقُّ الشديد، ومن هذا اشْتِقاقُ الهَرِيْسِ؛ وهوَ الهَرِيْسَة. والهَرّاس: مُتَّخِذُ الهَرِيْسَة وصانِعُها. والمِهْراس: الهاوُوْنُ؛ من هذا. والمِهْراس؟ أيضاً -: حَجَرٌ مَنْقورٌ يُتَوَضَّأُ منه. وفي حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَجاذَوْنَ مِهْراساً فقال: ما هذا؟ قالوا: حَجَرُ الأشِدّاء، فقال: ألا أُخْبِرُكُم بأشَدِّكُم؟: مَنْ مَلَكَ نَفْسَه عند الغَضَبِ. ويُروى: يَربَعونَ حَجَراً، ويُروى: يَرْتَبِعونَ حَجَراً، ويُروى: فقال: أتَحْسِبونَ الشِّدَّةَ في حَمْلِ الحِجَارةِ؟ إنَّما الشِّدَّةُ أنْ يَمْتَلئَ أحَدُكم غَيْظاً ثمَّ يَغْلِبَه. والمِهْراس: ماءٌ بأُحُدٍ. وروِيَ أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلّم؟ عَطِشَ يومَ أُحُد؛ فجاء عَلِيٌّ - رضي الله عنه - في دَرَقَتِه بماءٍ من المهْراسِ، فَعافَه وغَسَلَ به الدَّمَ عن وَجْهِه. قال سُدَيْف بن إسْماعِيل بن مَيْمون يَذْكُرُ حَمْزَة بن عبدِ المُطَّلِّب وكانَ دُفِنَ بالمِهْراسِ رض الله عنه: اذْكُرُوا مَصْرَعَ الحُسَيْنِ وزَيْدٍ ... وقَتيلاً بِجانِبِ المِهْراسِ

هركس

وروى أبو هُرَيْرَة - رضي الله عنه - أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - قال: إذا أرادَ أحَدُكُم الوضوء فَلْيُفْرِغ على يَدَيْه من إنائه ثَلاثاً، فقال له قَيْنٌ الأشْجَعيّ: فإذا أتَيْناكُم مِهْرَاسَكُم هذا كيفَ نَصْنَع؟. أرادَ بالمِهْراس: الحَجَر المَنْقور الذي لا يُقِلُّه الرِّجال. والمِهراس: مَوْضِعٌ باليَمامَة من منازِلِ الأعشى، وهو القائِلُ فيه: شاقَكَ من قَتَلَةَ أطْلالُها ... بالشَّطِّ فالوَتْرِ إلى حاجِرِ فَرُكِنَ مِهْرَاسٍ إلى مارِدٍ ... فَقَاعِ مَنْفُوْحَةَ ذي الحائِرِ وبَعيرٌ مِهْراسٌ: شديد الأكل، وإبل مَهَاريس، قال الحُطَيْئَة يَذْكُرُ إبِلَه: مَهَاريسُ يُرْوي رِسْلُها ضَيْفَ أهْلِها ... إذا النّارُ أبْدَت أوجُهَ الخَفِراتِ وجَوْزٌ مِهْراسٌ: شديدٌ قَوِيّ، قال رؤبة: وعُنُقٌ تَمَّ وجَوْزٌ مِهْرَاسْ ... ومَنْكِبا عِزٍّ لها وأعْجاسْ وقال ابن عبّاد: المِهْراس مِنَ الرِجال: الذي لا يَتَهَيَّبُه ليلٌ ولا سُرىً. وقال الليث: المَهَارِيْس من الإبِل: الجِسَامُ الثِّقَالُ، ومِن شِدَّةِ وَطْئِها نسَمِّيها مَهَارِيْس. والهُرَاسُ - مثال سُعَالٍ - والهَرّاسُ - بالفتح والتَّشْدِيد - والهَرِسُ - مثال كَتِفٍ -: الأسَد الشَّديد الكَسْرِ والأكْلِ، قال رؤبة أيضاً: والتُّرْجُمانُ بن هُرَيْم هَرّاسْ ... كأنَّه ليثُ عَرِيْنٍ دِرْواسْ أي يَكْسِر الأعداء ويَدُقُّهُم. وقال آخَرُ: شَديدُ السّاعِدَيْنِ أخا وْثابٍ ... شَديداً أسْرُهُ هَرِساً هَمُوْسا والمِهْرَسُ: المِدَقُّ والمِكْسَرُ، قال العجّاج: يُغَرِّزُ الأعْداءَ جَوْزاً مِرْدَسا ... وهامَةً ومَنْكِباً مُفَرْدَسا وكَلْكَلاً ذا حامِياتٍ مِهْرَسا والهَرْسُ - وقال ابن عبّاد: الهَرِسُ مثال كَتِف -: السِّنَّوْرُ. قال: وفي المَثَل: أزْنى مِنْ هَرِسٍ، وأغْلَمُ منه. والهَرَاسُ - مثال سَحَابٍ -: شجَر ذو شَوْك، الواحِدَة: هَرَسَة، قال النابغة الجعدي رضي الله عنه: وخَيْلٍ يُطَابِقْنَ بالدّارِعِيْنَ ... طِباقَ الكِلابِ يَطَأْنَ الهَرَاسا ويروى: وشُعْثٍ تطابقُ. وقال أبو عمرو: الهَرَاسُ: بَقْلٌ له ثَمَر مِثْلُ النَّبِقِ، وفيه شوكٌ كأنَّه أنياب. وبه سُمِّيَ الرَّجُل هَرَاسَة. وأبو إسحاق إبراهيم بن هَرَاسَة الشَّيْباني الكوفي: متروك الحَديث، تكَلَّم فيه أبو عُبَيْد وغيرُه. وقال غير أبي عمرو: الهَرَاسَة تُشْبِه القُطْبَة، وهي أكثر منه شَوكاً، وقالت الخنساء تَصِف الخيل: إذا زَجَروها في السَّريْحِ وطابَقَتْ ... طِباقَ الكِلابِ في الهَرَاسِ وصَرَّتِ والهَرَاسَةُ مُقَبَّبَةٌ، وعن الأعرابِ القُدُم: الهَرَاسَة كالقُطْبَةِ إلاّ أنَّها أصْغَرُ منها. وأرضُ هَرِسَة: إذا أنْبَتَتِ الهَرَاسَ، وقال النابغة الذُّبْيَانيّ: فَبِتُّ كأنَّ العائداتٍ فَرَشْنَني ... هَرَاساً به يُعلى فِراشي ويُقْشَبُ وقال ابن عبّاد: الهَرَاسُ: الخَشِن مِنَ الأماكِن. قال: وهَرَاسَة القوم: عِزُّهُم. وهَرِسَ الرَّجُل - بكسر الراء -: إذا اشْتَدَّ أكْلُه. وقال الجُمَحِيُّ: الهِرْسُ - بالكسر -: الثَّوْبُ الخَلَق، وهذا على معنى التَّشْبيه، كأنَّه قد هُرِسَ. والتركيب يدل على دَقٍّ وهزمٍ في الشَّيْءِ. هركس ابن عبّاد: الهَرَنْكَسُ: نعتُ لِكُلِّ جائحَةٍ تَسْتَأْصِلُ الشَّيْءَ وتُهْلِكُه. هرمس الهِرْماس والهِرْمِيْسُ والهُرَامِسُ: الأسَد الجَرِيءُ الشَّديد العادي على الناس، قال رؤبة يصف أسداً: ووَقْعُ نابَيْهِ مِخَدٌّ فَأّسْ ... يَغْدُو بأشْبَالٍ أبوها الهِرْماسْ وقال ابن فارِس: الميم فيه زائدة، وانَّما هُوَ من هَرَسَ، كأنَّه يُحَطِّم ما لِقيَ. والهِرْمَوْس - مثال فِرْدَوْس -: الصُّلْبُ الرأي الداهِيَة المُجَرِّب. وقال ابن الأعرابيّ: الهِرْماس: وَلَدُ النِّمْر. والهِرْمِيْس: الكَرْكَدَّن، وأنشد: بالمَوْتِ ما عَيَّرْتِ يا لَمِيْس ... قد يَهلكُ الأرْقَمُ والفاعوسُ والأسَدُ المُذَرَّع النَّهُوْسُ ... والبَطَلُ المُسْتَلْئِمُ الحَؤوسُ

هسس

واللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَسُوْسُ ... والفِيْلُ لا يَبْقى ولا الهِرْمِيْسُ وقال ابن عبّاد: الهُرَيْمِسَة: الأُنْثى من الحَيْقُطانِ. والهَرْمَسَة: العُبُوْس. وقال الفرّاء: هَرْمَسَةُ النّاسِ: كَلامُهُم وضَجِيجُهُم وصَخْبُهٌم. هسس ابن دريد: هَسَّ الشَّيْءَ: إذا فَتَّهُ وكَسَّرَهُ. والهَسِيْسُ: مِثل الفَتِيْتِ. والهَسِيْسُ: الكلام الخَفيّ. قال: وهَسَّ يَهِسُّ - بالكسر - هَسّاً: إذا حَدَّثَ نَفْسَهُ. وهُسْ - بالضم -: زَجْرٌ مِن زَجْرِ الغَنَمِ، ولا يُقال هِسْ - بالكسر -. وقال ابن عبّاد: إذا زَجَرْتَ الشّاةَ قُلْتَ: هِسْ هِسْ. وراعٍ هَسْهاس: إذا رَعى الغَنَمَ لَيْلَهُ كُلَّه. وقال ابن فارِس: هوَ مِن باب الإبدال، وأصْلُهُ قَسْقاس. وقَرَبٌ هَسْهَاسٌ: سريع. وقيل الهَسْهَاس: الذي لا يَنام اللَّيْلَ عَمَلاً. وقال ابن الأعرابيّ: الهَسْهَاس: القَصّاب. والهَسْهَسَة: تَسَلْسُل الماءِ. والمُهَسْهِسَة: الحاذِقَة بسوق الغَنَم. والهَسْهَسَةُ: صَوْتُ الدِّرْعِ والحُليِّ، وحَرَكَةُ الرَّجُلِ باللَّيْلِ ونَحْوِه، قال: وِللهِ فُرْسانٌ وخَيْلٌ مُغِيْرَةٌ ... لَهُنَّ بشُبّاكِ الحَديدِ هَسَاهِسُ وهَساهِسُ الجِنِّ: عَزِيْفُها. وهَسْهَسَ لَيْلَتَهُ كُلَّها: إذا أدْأبَ السَّيْرَ. وقال الليث: الهَسَاهِسُ: الكلام الخَفيُّ المُجَمْجَمُ وحَديثُ النَّفْسِ ووَسْوَسَتُها، قال: فَلَهُنَّ منه هَسَاهِسٌ وهُمُوْمُ والهَسْهَسَةُ: عامَّةٌ في كُلِّ شَيْءٍ له صَوْتٌ خَفِيٌّ كَهَساهِسِ الإبِلِ في سَيْرِها، قال: إذا عَلَوْنَ الظَّهْرَ ذا الصَّماصِمِ ... هَسَاهِساً كالهَدِّ بالجَماجِمِ وفي النَّوادِر: الهَسَاهِس: المَشْي، يقال: بِتْنا نُهَسْهِسُ حتى أصْبَحْنا. وقال أبو عمرو: التَّهَسْهُس: صوت حَرَكة الدِّرْع والحُليّ، وأنشد: لَبِسْنَ من حُرِّ الثِّيابِ مَلْبَسا ... ومُذْهَبِ الحَلْيِ إذا تَهَسْهَسا والتركيب يدل على أصْوات واخْتِلاطٍ. هطرس ابن عبّاد: التَّهَطْرُس: التَّمَايُلُ في المَشْيِ والتَّبَخْتُرُ فيه. هطس ابن دريد: الهَطْسُ: الكَسْرُ، يقال: هَطَسَهُ يَهْطِسُه هَطْساً: إذا كَسَرَه، وليسَ بثَبَتٍ. هطلس ابن عبّاد: الهَطَالِيْسُ: الخُلْقَانُ. وقال ابن دريد: الهَطَلَّسُ - مثال عَمَلَّسٍ - وزادَ غيرُه الهَطْلَسُ - مثال جَعْفَرٍ -: اللِّصُّ القاطِعُ يُهَطْلِسُ كُلَّ شَيْءٍ وَجَدَه؛ أي يَأْخُذُه. ويُوصَف به فيقال: هَطَلَّس وهَطْلَس، وهُمُ الهَطَالِسَة. والهَطَلَّس - أيضاً -: الذِئب. وقال ابن الأعرابي: تَهَطْلَسَ فلان مِن عِلَّتِه: إذا أفاقَ من مَرَضِه وأقْبَلَ. وقال ابن عبّاد: التَّهَطْلُسُ: طَلَبُ اللِّصِّ واحْتِيالُه. هقلس المُفَضَّلُ: الهَقَالِسُ والهَجَارِسُ: الثَّعالِبُ. وقال ابن عبّاد: الهَقَالِسُ: الذِّئاب التي في ألوانِها غُبْرَةٌ، واحِدُها: هِقْلِسٌ بالكسر. قال: والهِقْلِسُ - أيضاً -: السَّيِّءُِ الخُلُقِ. وقال غَيرُه: الذِّئبُ يقال له: الهَقَلَّسُ - مثال عَمَلَّسٍ -، قال الكُمَيْت يصف غَديراً: وتَسْمَعُ أصْوَاتَ الفَرَاعِلِ حَوْلَهُ ... تُعاوي ابنَ آوى والذِّئابَ الهَقَالِسا هكرس ابن عبّاد: الهَكارِسُ: الضَّفادِعُ. هكلس أبو عمرو: الهَكَلَّسُ - مثال عَمَلَّس -: الشَّديد. هلبس ابن عبّاد: لَيْسَ بها هَلْبَسْيْس وهِبْلِسٌ وهِبْلِيْسٌ: أي أحَدٌ يُسْتَأْنَسُ به، وهِلْبِسٌ - بالكسر - أيضاً. وما عَلَيْه هَلْبَسِيْسَة وهَلْبَسِيْسٌ: أي ثَوْبٌ. وما أصَبْتُ منه هَلْبَسِيْساً: أي شَيْئاً يَسِيْراً، قال رؤبة يصف بَخيلاً: يا لَيْتَهُ لم يُعْطَ هَلْبَسِيْسا ... وعاشَ أعْمى مُقْعَداً سَرِيْسا يُلْحى ويُبْقي مالَهُ المَحْبُوْسا ... حتى يَضُمَّ الوارِثُونَ الكِيْسا هلس ابن فارِس: الهَلْسُ: الخير الكثير. وقال ابن دريد: رَجُلٌ به هَلْسٌ وهُلاَسٌ: وهو السِّلُّ بِعَيْنِه، وهُلِسَ الرَّجُلُ هُلاسَاً، قال الفَضْلُ بن العَبّاس:

هلطس

إنَّ الذينَ تَبَايَعوا من هاشِمٍ ... نَكَأُوا قُرُوْحَكَ فاضْطَمَرْتَ هُلاَساً فهو مَهلوس، وقد هَلَسَه المَرَض يَهْلِسُه هَلْساً: إذا هَزَلَه. والهَوالِس: الخِفاف الأجْسَام، قال الكُمَيْت. غَدا وعَدا من آلِ هسرٍ مُكَلِّبٌ ... أبو ولْدَةٍ يشلي الضَّرَاءَ الدَّواخِسا ضَوَامِر أمْثال القِداحِ كأنَّما ... يُعالِجْنَ أدْواءَ السُّلالِ الهَوَالِسا وأصل الهَلْس: الدِّقَّة والضُّمُور. وامْرأةٌ مَهلوسَة: ذاتُ رَكَبٍ مَهْلوسٍ كأَنَّما جُفِلَ لَحْمُه جَفْلاً. وقال ابن الأعرابيّ: الهُلُسُ - بضمَّتَين -: النُّقَّهُ من الرِجال. والهُلُسُ - أيضاً -: الضَّعْفى وإنْ لَم يَكونوا نُقَّهاً. والإهْلاَسُ: ضَحِكٌ فيه فُتُوْرٌ، قال: تَضْحَكُ مِنّي ضَحِكاً إهْلاسا ويقال - أيضاً -: أهْلَسَ إليه: أي أسَرَّ إليهِ حَديثاً، ومنه قول المَرّار بن سعيد الفَقْعَسيّ: زارَ الخَيَالَ فَهاجَني من مَضْجَعي ... رَجْعُ التَّحِيَّةِ كالحَديثِ المُهْلَسِ المُهْلَسُ والمُحْنَجُ: الخَفيُّ. والتَّهْليس: الهُزَالُ، قال المَرّار أيضاً: قَرِدٍ تَرَبَّعَها رَبِيْعاً كُلَّهُ ... وشُهُوْرَ ذاكَ الصَّيْفِ غَيْرَ مُهَلَّسِ وفلانٌ مُهْتَلَسُ العَقْلِ: أي مَسْلُوْبُه. والمُهَالَسَة: المُسَارَّةُ. والتَّركيب يدل على إخْفاءِ شَيْءٍ مِن كلامٍ وغَيْرِه، وقد شَذَّ عن هذا التَّرْكِيب الهَلْسُ: الخَيْرُ الكَثِيْرُ. هلطس شَمِرٌ: الهِلْطَوْسُ - مثال فِرْدَوْس -: الخَفيُّ الشَّخْصِ مِنَ الذِّئابٍ وأنشد: قد تَتْرُكُ الذِّئْبَ شَديدَ العَوْلَةِ ... أطْلَسَ هِلْطَوْساً كَثِيرَ العَسَّةِ هلقس أبو عمرو: الهِلَّقْسُ والهِلَّكْسُ والهِلَّقْتُ: الشَّديد وهي مُلْحَقَةٌ بِجِرْدَحْلٍ، وأنشد: أنْصَبُ الأُذنَيْنِ في حَدِّ القَفا ... مائلُ الضَّبْعَيْنِ هِلَّقْسٌ حَنِقْ وقال ابن عبّاد: جُوْعٌ هِلَّقْسٌ: أي شديد. ورَجُلٌ هِلَّقْس: كثيرُ اللَّحْمِ. هلكس ابن عبّاد: الهِلَّكْس - مثال جِرْدَحْل -: الشديد مِنَ الإبل. وقال الليث: بَعِيْرٌ هِلَّقْسٌ وهِلَّكْسٌ: أي شَديدٌ، وأنشد: والبازِلَ الهِلَّكْسا وقال ابن دريد: الهِلَّكْس: الدَّنيءُ الأخْلاق، وقال غيره: الهِلْكِسُ مثال هِجْرِسٍ. همس الهَمْسُ: الصَّوْتُ الخَفِيّ، ومنه قوله تعالى:) فلا تَسْمَعُ إلاّ هَمْسا (أي: صَوْتاً خَفِيّاً من وَطْءِ أقْدامِهِم إلى المَحْشَرِ. وكُلُّ خَفيٍّ: هَمْسٌ. وقال صُهَيْب - رضي الله عنه -: إنَّ رَسول الله - صلى الله عليه وسلّم - كانَ إذا صلّى هَمَسَ بِشَيْءٍ لا نَفْهَمُه. وفي حديثِ لَيْلَةِ التَّعْرِيْسِ: قال أبو قَتَادَةَ - رضي الله عنه -: جَعَلَ بعضُنا يَهْمِسُ إلى بَعْضٍ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -: ما الذي تَهْمِسونَ به؟ قُلْنا: تَفْرِيْطُنا في صَلاتِنا، فقال: ليسَ في النَّوْمِ تَفْرِيط. وفي الحديث الآخَر: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - كانَ يَتَعَوَّذ من هَمْزِ الشَّيْطانِ ولَمْزِه وهَمْسِه. فالهَمْزُ: كلامُ من وَرَاءِ القَفا، واللَّمْز: مُوَاجَهَةٌ. والشَّيْطان يُوَسْوِسُ فَيَهْمِسُ بوَسْواسِه في صُدُورِ بَني آدَم، وهو قَوْلُه تعالى:) أعُوذُ بك من هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ، وأعُوذُ بكَ رَبِّ أنْ يَحْضُرونِ (أي مِن نَزَغاتِ الشَّيَاطِيْنِ الشّاغِلَةِ عن ذِكْرِ الله تعالى. وقال أبو الهَيْثَم: إذا أسَرَّ الكَلامَ وأخفاه: فذلك الهَمْسُ من الكلام. وهَمْسُ الأقْدَام: أخْفى ما يكون مِن صَوْتِ القَدَمِ. ويُقال: أخَذْتُه أخْذاً هَمْساً: أي شَديداً، ويقال: عَصْراً، ويقال: هَمَسَه: إذا عَصَرَه. والهَمُوْسُ والهَمّاسُ: الأسَد الشديد الوَطْء، قال رؤبة: لَيْثٌ يَدُقُّ الأسَدَ الهَمُوْسا ... والأقْهَبَيْنِ الفِيْلَ والجاموسا وقال رؤبة أيضاً: في نَمِرَاتٍ وِرْدُهُنَّ أحْلاسْ ... عادَتُهُ خَبْطٌ وعَضُّ هَمّاسْ

هملس

جَعَلَ زُبْرَتَه في ارْتِفاعِها كالحِلْسِ على كَتِفَيْهِ. وقيل: يُقال له هَمُوْسٌ وهَمّاسٌ لأنَّهُ إذا أخَذَ شَيْئاً عَصَرَه، يقال: هَمَسَ إذا عَصَرَ، قال العجّاج: لُيُوْثٌ هَيْجى لم تُرَمْ بأبْسِ ... ينفِيْنَ بالزَّأْرِ وأخْذٍ هَمْسِ عن باحَةِ البَطْحاءِ كُلَّ جَرْسِ وقيل: الهَمُوْسُ: الذي يَكْسِرُ فَرِيْسَتَه؛ مِنَ الهَمْسِ وهو الكَسْر. قال هِشام: الهَمُوْسُ: الذي يَسِيْرُ باللَّيْلِ، وأنشد لأبي زُبَيْد حَرْمَلَة بن المُنذِر الطائيّ: فَباتُوا يُدْلِجونَ وباتَ يَسْرِي ... بَصِيْرٌ بالدُّجى هادٍ هَمُوْسُ ويروى: " غَمُوْسُ ". وقال الأزهريّ: الهَمُوْسُ: من أسماء الأسَد؛ لأنّه يَهْمِس في الظُّلْمَةِ، ثمَّ جُعِلَ ذلك اسماً يُعْرَفُ به. وجَعَلَ الكُمَيْت النّاقَةَ هَمُوْساً فقال: فهذا لهذا واقْر هَمَّكَ لم أجِد ... قِرى الهَمِّ إلاّ الواخِدَاتِ العَرامِسا غُرَيْرِيَّةَ الأنْسابِ أو شَدْقميَّةً ... هَمُوْساً تٌباري اليَعْمَلاتِ الهَوامِسا يُرِيدُ لا تَمَسُّ الأرْضَ أخْفافُها إلاّ رَيْثَما تَرْفَعُها. وقال أبو السَّمَيْدَع: الهَمْسُ: قِلَّةُ الفُتُورِ باللَّيْلِ والنَّهارِ. وقال أبو عمرو: الهَمْسُ: السَّيْرُ باللَّيْلِ. وقال الليث: الهَمْسُ: حِسًّ الصَّوْتِ في الفَمِ مِمّا لا إشْرابَ له من صَوْتِ الصَّدْرِ ولا جَهَارَةَ في المَنْطِق، ولكنَّهُ كلامٌ مَهمُوْسُ. والحُرُوْفُ المَهْموسَة: عشرَةٌ، يَجْمَعُها قَوْلُكُ: حَثَّهُ شَخْصٌ فَسَكَتَ، وإنَّما سُمِّيَ الحَرفُ مَهموساً لأنَّه أُضْعِفَ الاعْتِمادُ في مَوْضِعِه حتى جرى مَعَهُ النَّفَسُ. ويقال: اهْمِسْ وصَهْ: أي امْشِ خَفِيّاً واسْكُتْ. ويقال: هَمْساً وصَهْ؛ وهَسّاً وصَهْ، وهذا سارِقٌ قالَ لِصاحِبِهِ: امْشِ خَفِيّاً واسْكُتْ. والهَمِيْس: صوتُ نَقْلِ أخْفَافِ الإبل، وذُكِرَ عن ابنِ عبّاس - رضي الله عنهما - أنَّه قال: وهُنَّ يَمْشِيْنَ بنا هَمِيْساً ... إنْ تَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيْسا وإذا مَضَغَ الرَّجُلُ مِنَ الطَّعامِ وفُوْهُ مُنْضَمٌّ قيل: هَمَسَ يَهْمِسُ هَمْساً، قاله أبو زَيد، وأنشد في نَوادِرِه: لقد رأيْتُ عَجَباً مُذْ أمْسا ... عَجائزاً مِثْلَ الأفاعي خَمْسا يَأْكُلْنَ ما في رَحْلِهنَّ هَمْسا ... لا تَرَكَ اللهُ لهنَّ ضِرْسا قيهم عَجُوزٌ لا تُسَاوي فَلْسَا ... لا تأكُلُ الزُّبْدَةَ إلاّ نَهْسا وروى غيرُ أبي زَيد: " مِثْلَ السَّعالي ". وقال أبو الهَيْثَم: الهَمْسُ: أكْلُ العَجوزِ الدَّرْداءِ. وهَمَسَه: أي مَضَغَه. وقال ابن عبّاد: الهَمْسُ: القَبْرُ. والمُهَامَسَة: المُسَارَّة، وكذلك التَّهامُسُ. والتَّركيب يدل على خَفاءِ صَوْتٍ وحِسٍّ. هملس الليث: رَجُلٌ هَمَلَّسٌ - مثال عَمَلَّسٍ -: قَوِيُّ السّاقَيْنِ شَديدُ المَشْيِ. هنبس الهَنْبَسَة: التَّهَنْبُسُ. وقال ابن دريد: يقال فلانٌ يَتَهَنْبَس: إذا كانَ يَتَحَسَّسْ عن أخْبارِ النّاسِ. هندس ابن الأعرابيّ: أسَدٌ هِنْدِسٌ - مثال خِنْدِفٍ -: أي جَرِيءٌ، قال جَنْدَلُ بن المُثَنّى الطُّهَويُّ: يأكُلُ أو يَحْسُو دَماً ويَلْحَسُ ... شِدْقَيْهِ هَوّاسٌ هِزَبْرٌ هِنْدِسُ ورجُلٌ هِنْدِسٌ: إذا كان جَيِّدَ الرَّأيِ مُجَرِّباً. وفلانٌ هِنْدَوْسُ هذا الأمْرِ، وهم هَنَادِسَةُ هذا الأمرِ: أي العُلَماءُ به. والمُهَنْدِس: الذي يُقَدِّر مَجاري القُنيِّ حَيْثُ تُحْفَرُ، وهو مُشْتَقٌّ مِن الهِنْدازِ، وهو فارِسيٌّ، فَصُيِّرَتِ الزّايُ سِيْناً، لأنَّه ليس في شَيْءٍ من كَلامِ العَرَبِ زايٌ بعدَ الدّالِ. قال الأزْهَريّ: أصْلُهُ آبْ أنْدازْ أي مُقَدِّرُ الماءِ، قال والعَرَب تُسَمِّيه القُنَاقِنَ. والاسم: الهَنْدَسَة. هوس أبو عُبَيْد: هُسْتُ الشَّيْءَ أهُوْسُه هَوْساً: أي دَقَقْتُهُ وكَسَرْتُهُ، وكذلك هِسْتُه أهِيْسُه هَيْساً، ووَهَسْتُه أهِسُه وَهْساً. والهَوّاس والهَوّاسَةُ - والهاء للمُبالَغَة -: الأسَد الهَصُوْرُ، قال الكُمَيْت:

هيس

هوَ الأضْبَطُ الهَوّاسُ فينا شَجَاعَةً ... وفيمن يُعادِيْهِ الهِجَفُّ المُثَقَّلُ وقال أبو سِدْرَة سُحَيْم بن الأعْرَف الهُجَيْميّ: تَحَسَّبَ هَوّاسٌ وأيْقَنَ أنَّني ... بها مُفْتَدٍ من واحِدٍ لا أُغامِرُهْ فَقُلْتُ له: فاها لفيك فإنَّه ... قَلُوْصٌ امْرئٍ قارِيكَ ما أنْتَ حاذِرُهْ وقال رؤبة: إنَّ لها هَوّاسَةً عِرَبْضا ... نَرْدي به ومِنْطَحاً مِهَضّا ويُروى: نَعلو به ومِخْبطاً. ورَجُلٌ هَوّاسَة: أي مُجَرِّبٌ شُجاعٌ. والهَوْسُ - أيضاً -: الطَّوَفانُ باللَّيْلِ. والهَوْسُ: شِدَّةُ الأكْلِ. ويقال: الهَوْسُ: المَشْيُ الذي يَعْتَمِد فيه صاحِبُه على الأرضِ اعْتِماداً شَديداً. وقيل: منه سُمِّيَ الأسَد هَوّاساً. والهَوْسُ: السَّوْقُ اللَّيِّن، يقال: هُسْتُ الإبلَ فَهَاسَتْ: أي تَرْعى وَتَسيرُ، وإنَّما شُبِّهَ هَوَسَانُ النَّاقَةِ بِهَوَسَانِ الأسَدِ لآنَّها تَمْشِي خُطْوَةً خُطْوَةً وهي تَرْعى، قال الكُمَيْت: فَضمُّوا لنا الحِيْتانَ والضَّبَّ إنَّما ... تهِيْجُوْنَ أُسْدَ الغابَتَيْنِ الهَوَايِسا وقال ابن دريد: يقال: هاسَ يَهُوسُ هَيْساً: وهو إفْسَادُكَ الشَّيْءَ، يُقال: هاسَ يَهُوسُ هَيْساً: وهو إفْسادُكَ الشَّيْءَ، يقال: هاسَ الذِّئْبُ في الغَنَمِ هَوْساً: إذا أفْسَدَ فيها. ويقال: هاسَ يَهُوْسُ: أي دارَ. وتقول العرب: النّاسُ هَوْسى والزّمانُ أهْوَس، قال ابن الأعرابي: مَعْناه: النّاسُ يأكُلُونَ طَيِّباتِ الزّمانِ والزّمانُ يَأكُلُهم بالمَوْتِ. والهَوِيْسُ: ما تُخفيه في صَدْرِكَ. والهَوِيْسُ: الفِكْرُ، قال رؤبة: إذا البخيلُ آمَرَ الخَنُوْسا ... شَيْطانَه وأكْثَرَ الهَوِيْسا في صَدْرِهِ وأكْتَنَ أنْ يَخِيْسا ... آمرتَ نَفْساً تَكْرُمُ النُّفُوسا والهَوَسُ: طرفٌ مِنَ الجُنُون. وقال الفرّاء: الهَوِسَة: النّاقة الضَّبِعَة؛ وهي التي تَتَرَدَّدُ فيها الضَّبَعَةُ. والهَوِسُ والهَوّاسُ: الفَحْلُ المُغْتَلِم، قال زَيد بن تُركيٍّ: يُوْشِكُ أنْ يُوْجِسَ في الإيجاسِ ... في باقِلِ الرَّمْثِ وفي اللُّسَاسِ فيها هَديمَ ضَبَعٍ هَوّاسِ والاسمُ منه: الهِوَاسُ - بالكسر -. ورجُلٌ مُهَوَّسٌ - بفتح الواو المُشَدَّدَة -: مِنَ الهَوَسِ، عن ابن عبّاد. والتَّركيب يدل على طَوَفانٍ ومَجِيءٍ وذَهابٍ في مِثْلِ الحَيْرَةِ. هيس ابن دريد: الهَيْسُ: أخْذُكَ الشَّيْءَ بكَثْرَةٍ، يقال: هاسَ يَهِيْسُ هَيْساً. قال: والهَيْسُ: الفَدّان؛ لغة يمانِيّة. وقال غيره: هو اسم أدَاةِ الفَدّانِ كُلِّها. وقال الأمَويُّ: الهَيْسُ: السَّيْرُ أيَّ ضَرْبٍ كانَ. وقال ابن دريد: كَلِمَةٌ للعَرَب يَقولونَ للرَّجُل: هِيْسِ هِيْسِ، عِنْدَ إمْكانِ الأمْرِ والإغْراءِ به، قال أبّاقٌ الدُّبَيْريّ: يا لَيْلَةً ما لَيْلَة العَرُوْسِ ... يا طَسْمُ ما لاقَيْتِ مِنْ جَدِيْسِ إحدى لَياليك فَهِيْسي هِيْسي ... لا تَذْهَبي اللَّيْلَةَ بالتَّعْرِيْسِ وهَيْسَانُ: من قُرى أصْفَهان. وفي صِفَةِ لُقمان بن عادٍ للنَّمْلِ: أقْبَلَتْ مَيْساً وأدْبَرَتْ هَيْساً، قال ابن الأعرابي: تَهِيْسُ الأرضَ: أي تَدُقُّها. وقال الليث: يقال في الغارة إذا اسْتُرْجِعَتْ قَرْيَةٌ أو قَبيلةٌ فاسْتُؤصِلتْ: هِيْسِ هِيْسِ؛ معناه لا بَقِيَ منهم أحَدٌ. وقال الأصمَعيّ: يقال حَمَلَ فلان على عَسْكَرِهم فَهاسَهُم وحاسَهُم: أي داسَهُم، يقال: هاسَ يَهِيْسُ ويَهُوْسُ. والأهْيَسُ: الشُّجاعُ. ومنه حديث أبي الأسْوَدِ الدُّؤليّ: لا تُعَرِّفُوا عليكم فلاناً ضَعِيْفٌ ما عَلِمْتُه، وعَرِّفُوا فلاناً فإنَّه الأهْيَسُ الألْيَسُ. قال أبو بكر: الأهْيَسُ معناه في كلامِ العَرَبِ: الذي يَهُوْسُ أي يَدُوْرُ، قال: والأصْل في الأهْيَسِ أهْوَسُ، فعدله إلى الياءِ ليُوَافِقَ لَفْظَ الألْيَسِ. وقال ابن عبّاد: الأهْيَسُ مِنَ الإبلِ: الجَرِيءُ الذي لا يَنْقَبِضُ عن شَيْءٍ. وجس الوَجْسُ: الصَّوْتُ الخَفيُّ.

ودس

والوَجْسُ - أيضاً -: أنْ يكونَ الرَّجُلُ مَعَ جارِيَتِهِ والأُخرى تَسْمَعُ حِسَّه، وهو الفَهْرُ أيضاً. والوَجْسُ: الفَزَعُ يقع في القلب أو السَّمع من صوتٍ وغيرِه. والوَجَسَان: فَزَعُ القلب. والأوْجَسُ: الدَّهْرُ، يقال: لا أفْعَلُهُ سَجِيْسَ الأوْجَسِ والأوْجُسِ - بفتح الجيم وضَمِّها -: أي أبَداً؛ عن ابن السِّكِّيت. وقال الأُمَويّ: يقال ما ذُقْتُ عِنْدَه أوْجَسَ: أي شَيْئاً من الطَّعام، وما في سِقَائه أوْجَسُ: أي قَطْرَةٌ. والواجِسُ: الهاجِسُ. وميجاسٌ: من الأعلام. وقوله تعالى:) فأوْجَسَ في نَفْسِه خِيْفَةً (أي أحَسَّ وأضْمَرَ في نَفْسِه خَوْفاً، وكذلك تَوَجَّسَ. والتَّوَجُّس - أيضاً -: التَسَمُّع إلى الصَوْتِ الخَفِيِّ، قال ذو الرمَّة يصف صائِداً: إذا تَوَجَّسَ رِكْزاً من سَنَابِكِها ... أو كانَ صاحِبَ أرْضٍ أو بِه المُوْمُ وقال ذو الرُّمَّة - أيضاً - يصف ثوراً: وقد تَوَجَّسَ ركزاً مُقْفِرٌ نَدُسٌ ... بِنَبْأةِ الصَّوْتِ ما في سَمْعِه كَذِبُ وتَوَجَّسْتُ الطَّعامَ: إذا تَذَوَّقْتُه قليلاً قليلاً، وكذلك تَوَجَّسْتُ الشَّرابَ. والتركيب يدل على إحْساسٍ بِشَيْءٍ وتَسَمُّعٍ له، ومِمّا شَذَّ عن هذا التركيب: لا أفْعَلُه سَجِيْسَ الأوْجَسِ والأوْجُسِ، وما ذُقْتُ عِنْدَه أوْجَسَ. ودس وَدَسَ عليهِ الشَّيْءَ وَدْساً: أي خَفِيَ. وأينَ وَدَسْتَ به: أي أينَ خَبَأْته. وما أدري أينَ وَدَسَ: أي أينَ ذَهَبَ. وقال ابن دريد: وَدَسَتِ الأرضُ تَدِسُ وَدْساً: إذا ظَهَرَ فيها النَّبْتُ ولم يَكْثُر. ووَدَسْتُ إلى فلان بكَلام: إذا طَرَحْتَ إليه كلاماً لم تَسْتَكْمِلْهُ. قال: والنَّبْتُ وادِسٌ، والأرضُ مَوْدوسَة. وقال ابن فارِس: الوَديس: النَّبات الجاف. وقال الليث: الوِدَاسُ من النَّبات: ما قد غَطّى وَجْهَ الأرض ولمّا تَتَشّعَب شُعَبُه بَعْدُ، إلاّ أنَّه في ذلك كثير مُلْتَف. والوَدْس: أوَّل نبات الأرض، يقال: ما أحْسَنَ وَدْسَها. وقال أبو زَيد: إذا أخْرَجَت الأرضُ نَباتَها قيلَ: أَوْدَسَت. وقال أبو زَيد: أوْدَسَتِ الأرضُ: إذا وَضَعَت الماشِيَة رُؤوسَها تَرْعى النَّبْتَ. وقال الأصمعيّ: وَدَّسَتِ الأرضُ تَوْدِيْساً، وهي أرضٌ مُوَدَّسَةٌ: أوَّلُ ما يَظْهَرُ نَباتُها، وأنْشَدَ للبَعِيْثِ: كأنَّ قَتُودي فوقَ جَأْب خَلاله ... بِيَنْبُوْته القُصْوى عَدَابٌ مُوَدِّسُ وقال ابن فارِس: وَدَّسَ عَلَيَّ الشَّيْءُ: أي خَفِيَ، وأيْنَ وَدَّسْتَ به: أي أيْنَ خَبَأته، مثلُ وَدَسْتَ به. وما أدري أيْنَ وَدَّسَ: أي أيْنَ ذَهَبَ. وقال الليث: التَوَدُّسُ: رَعْيُ الوِدَاسِ. ورتنس: وَرْتَنِيْس: بلدة من نواحي افْريقِيَةَ. ورس الوَرْسُ: يُزْرَع باليَمَنْ زَرْعاً، ولا يَمون بِغَيْر اليَمَن، ولا يكون منه شَيْءٌ بَرِّيّاً، ونَباتُه مثل نبات السِّمْسِم، فإذا جَفَّ عِنْدَ إدراكِهِ تَفَتَّقَتْ سَنِفَتُه وهي خَرائِطُه وأكِمَّتُه، فَتُنْفَضُ فَيَنْتَفِضُ منها الوَرْسُ، ويُزْرَعُ سَنَةً فَيَجْلِسُ عَشْرَ سِنين؛ أي يُقيم في الأرضِ يُنْبِت ويُثمِر. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم - أنَّه قال: لا يَلْبَسُ المُحْرِمُ القَمِيْصَ ولا العِمَامَةَ ولا البُرْنُسَ ولا السَّرَاوِيْلَ ولا ثَوْباً مَسَّهُ وَرْسٌ ولا زَعْفَرَان؛ ولا الخُفَّيْنِ إلاّ ألاّ يَجِدَ نَعْلَيْنِ فَلْيَقْطَعْهُما حتى يَكونا أسْفَلَ من الكَعْبَيْنِ. وقال العجّاج يصف جَمَلاً: يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ ... من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيْمُ الدَّرْسِ وقال الدِّيْنَوَريّ: للعَرْعَرِ وَرْسٌ، ولا يكون إلاّ في عَرْعَرَةٍ جَفَّتْ من ذاتِها، فَيوجدُ بَيْنَ لِحائها والصَّمِيْمِ وَرْسٌ، إذا فُرِكَ انْفَرَكَ، ولا خَيْرَ فيه، ولكن يُغَشُّ به الوَرْسُ. قال: وللرِّمْثِ وَرْسٌ، وذلك أنَّه إذا كان في آخِرِ الصَّيْفِ وانْتهى مُنَتَهاه اصْفَرَّ صُفْرَةً شَديدَةً حتى يَصْفَرُّ منه ما لابَسَهُ. ورِمْثٌ وَرِيْسٌ: أي ذو وَرَسٍ، قال عبد الله بن سَلَمَة - وقيل: سُلَيْمَة، وقيل: سُلَيْم - وهذا أصَح:

وسس

في مُرْبِلاتٍ رَوَّحَت صَفَرِيَّة ... بِنَواضِحٍ يقطرنَ غَيْرَ وَرِيْسِ ووَرْسُ: اسم عَنْزٍ كانت غَزيرَة. وجَمَلٌ وارِسٌ: شديد الحُمْرَة. وقال الليث: الوَرْسِيُّ من أقداح النُّضَارِ: من أجْوَدِها. وفي الحديث: أنَّ الحُسَيْنَ - رضي الله عنه - مرَّ بِدارٍ فاسْتَسْقى فَخَرَجَ إليهِ رَجُلٌ بِقَدَحٍ وَرْسِيٍّ مُفَضَّضْ فَشَرِبَ فيه. والوَرْسِيُّ مِنَ الحَمام: ضَرْبٌ يَضْرِبُ لَونُه إلى حُمْرَةٍ وصُفْرَةٍ. وقال ابن دريد: وَرِسَت الصَّخْرَةُ - بالكسر - في الماءِ: إذا رَكِبَها الطُّحْلُب حتى تَخْضَارَّ وتَمْلاسَّ، وأنشد لامْرئ القيس: وتَخْطو على صُمٍّ صِلاَبٍ كأنّها ... حِجَارَةُ غِيْلٍ وارِساتٌ بِطُحْلُبِ وإسْحاق بن إبراهيم بن أبي الوَرْسِ الغَزِّيُّ: من أصحاب الحديث. وأوْرَسَ الرِّمْثُ: إذا اصْفَرَّ وَرَقُه بعدَ الإدْراك؛ فَصَارَ عليه مثل المُلاءِ الصُّفْرِ، فهوَ وارِس، ولا يُقال مورِس، وهو من النَّوادِر. وقال الدِّيْنَوَري: لم يَقولوا وَرَسَ كما لم يَقولوا مُوْرِسٌ، وكأنَّ المُرَادَ بِوارِسٍ أنَّه ذو وَرْسٍ، كما قالوا تامِر في ذي التَّمْرِ، وإنَّما يُوْرِسُ إذا بَلَغَ نِهايَتَه قال: وقال الأصمعيّ: أبْقَلَ المَوْضِعُ فَهوَ باقِل، وأوْرَسَ الشَّجَرُ فَهوَ وارِس: إذا أوْرَقَ، ولم يُعْرَف غَيْرُهما، روى ذلك عنه الثِّقَة. وزَعَمَ بعضُ الرُّواةِ أنَّه يقال أوْرَسَ فهو مُوْرِسٌ، وهذا غيرُ مَعروف وإنَّما هو قِيَاسٌ. قال: وقال بعض الرُّواةِ الثِّقَلتِ: وَرَسَ فهوَ وارِس. قال أبو عَبَيْدَة: بَلَدٌ عاشِب؛ ولا يقولونَ إلاّ أعْشَبَ، فَيَقولونَ في النَّعْتِ على فَعَلَ وفي الفِعْلِ على أفْعَلَ، هكذا تَكَلَّمَتْ بِهِ العَرَبُ. وَوَرَّسْتُ الثَّوْبَ تَوْرِيْساً: صَبَغْته بالوَرْسِ. وسس الوَسُّ: العِوَضُ. والوَسْوَاسُ: اسم الشَّيْطان. والوَسْوَاس: هَمْسُ الصّائِدِ والكِلابِ، قال ذو الرّمة يصف ثَوراً: فَبَاتَ يَشْئزُه ثأْدٌ ويُسْهِرُهُ ... نَذَؤّبُ الرِّيْحِ والوَسْوَاسُ والهضَبُ والوَسْوَاس - أيضاً -: صَوتُ الحُليِّ، قال الأعشى: تَسْمَعُ للحَلْيِ وَسْوَاساً إذا انْصَرَفَتْ ... كما اسْتَعانَ بِرِيْحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ ووَسْوَاس: جَبَلٌ. وقال جار الله العلاّمَة الزَّمَخْشَرِيُّ - رحمه الله -: وَسْوَسٌ: من أوْدِيَةِ القَبَليَّةِ. والوَسْوَسَة والوَسْوَاسُ - بالكسر -: حديث النَّفْسِ، والوَسْوَاس - بالفتح -: الاسم؛ كالزِّلْزَالِ والزَّلْزال. يقال: وَسْوَسَ له ووَسْوَسَ إليه، قال الله تعالى:) فَوَسْوَسَ لهما الشَّيْطانُ (، وقال جَلَّ ذِكْرُه:) فَوَسْوَسَ إليه الشَّيْطانُ قال يا آدَم (، والعَرَب توصِلُ بهذه الحُرُوف كُلِّها الفِعْلَ. وقال أبو عُبَيْدَة: الوَسْوَسَة في التَّنْزيل ما يُلْقِيْهِ الشَّيْطان في القَلْب وفي حديث النَّفْسِ. قال رؤبة يصف الحُمُرَ الوارِدَة والصّائَدَ: حتى إذا ما كُنَّ في الحَوْمَ المَهَقْ ... وبَلَّ بَرْدُ الماءِ أعْضَادَ اللَّزَقْ وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصاً رَبَّ الفَلَقْ ... سِرّاً وقد أوَّنَ تأْوِيْنَ العُقُقْ الحومُ: الكَثيرُ، أي شَرِبْتَ حتى كأنَّ كُلَّ حِمارٍ منها أتانٌ حامِلٌ. والتركيب يدل على صوتٍ غيرِ رَفيع. وطس الأصمعيّ: الوَطْسُ: الضَّرْبُ الشديد بالخُفِّ، وقال أبو الغَوْث: هو بالخُفِّ وغَيْرِه. وأصل الوَطْس: الكَسْرُ، يقال: وَطَسَه يَطِسُه وَطْساً: إذا كَسَرَه، قال عَنتَرَة بن شدّاد العَبْسيّ: خَطّارَة غِبَّ السُّرى زَيّافَة ... تَطِسُ الإكامَ بوَقْعِ خُفٍّ مِيْثَمِ ويروى: " مَوّارة تَطِسُ ". والوَطيس: التّنور، ومنه قول النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - يومَ حُنَيْن لَمّا نَظَرَ إلى مُجْتَلَدِ القَوم: الآنَ حَمِيَ الوَطِيْس. أي اشْتَدَّت الحَرْبُ، قال الأفوَه الأودِيّ: أُدِّبْنَ بالصَّبْرِ إذا ضَرَّمَتْ ... نِيْرانَها الحَرْبُ اضْطِرامَ الوَطِيْسْ والوَطِيسَة: شِدَّة الأمر. وأوْطَاسٌ: وادٍ في دِيار هَوَازِن، قال بِشْر بن أبي خازِم:

وعس

قَطَعْنَاهُمُ فَبِاليَمَامَةِ فِرْقَةٌ ... وأُخْرى بأوْطاسٍ تَهِرُّ كَلِيْبُها والوطّاس: الراعي يَطِسُ عَلَيْها ويَعْدو. وقال ابن عبّاد: تَوَاطَسَ القَوْمُ على فلانٍ: إذا تَواطَحُوا عَلَيه. ومَوْجٌ مُتَوَاطِس: أي مُتَلاطِم. والتركيب يدل على وَطْءِ شَيْءٍ حتى يَنْهَزِم. وعس الوَعْسُ: شَجَرٌ تُعْمَلُ منه العِيْدان أي البَرَابِطُ، ولم يَذْكُرْهُ الدِّيْنَوَرَيُّ، وقال تَمِيْمُ بن أُبَيِّ بن مُقْبِل: سَقَتْني بِصَهْبَاءَ دِرْياقَةٍ ... مَتى ما تُلَيِّنُ عِظامي تَلِنْ رهاوِيَّةٍ مُتْرَعٍ دَنُّها ... تُرَجِّعُ في عُوْدِ وَعْسٍ مُرِنّْ في عُوْدِ وَعْسٍ: يعني البَرْبَط، وقيل: مِنْ عُوْدِ وَعْسٍ: أي مِمّا يَنْبُتُ في الوَعْسَاء، ويروى: " في عُسِّ وَعْسٍ " أي في قَدَحٍ من قَوَاريرَ، لأنَّ القَواريرَ تكون مِن وَعْسَاءِ الرَّمْل. ومُرِنٌّ: إذا نُقِرَ طَنَّ، وقيل: يُطْرِبَ صاحِبَهُ حتى يُرِنَّ أي يَتَغَنَّى. والوَعْسُ - أيضاً -: الأثَر. وقال ابن عبّاد: وَعَسْتُ المَكانَ: وَطِئْتُه. وقال ابن دريد: الوَعْسُ: الرَّمْل السَّهل الذي يَشُقُّ على الماشي المَشْيُ فيه. والوَعْسَاء: موضِع بينَ الثَّعْلَبِيّة والخُزَيْمِيّة على جادَّةِ الحاجِّ، وهي شَقائقُ رَمْلٍ مُتَّصِلَة. والوَعْسَاء - أيضاً -: رابِيَة من رَمل لَيِّنَة تُنْبِتُ أحْرارَ البُقُول، قال ذو الرُّمَّةِ: أيا ظَبْيَةَ الوَعْسَاءِ بَيْنَ جُلاجِلٍ ... وبَيْنَ النَّقى آأنْتِ أمْ أُمُّ سالِمِ والسَّهْلُ أوْعَسَ، قال العجّاج يصف امرأةً: ومَيْسَنانِيّاً لها مُمَيَّسا ... أُلْبِسَ دِعْصاً بَيْنَ ظَهْرَيْ أوْعَسا وأمْكِنَةٌ وُعْسٌ، قال العجّاج أيضاً: وصَحْصَحَانٍ قَذَفٍ كالتُّرْسِ ... وَعْرٍ نُسَامِيها بِسَيْرٍ وَهْسِ والوُعْسِ والطِّرَاد بَعْدَ الوُعْسِ وأواعِسُ - أيضاً -، قال ذو الرُّمَّة: مُرَاعاتَكِ الآجالَ ما بَيْنَ شارعٍ ... إلى حَيْثُ حادَتْ مِنْ عَنَاقَ الأواعِسُ وقيل: الأواعِسُ: ما تَنَكَّبَ عن الغِلَظِ؛ وهو اللَّيِّن من الرَّمْلِ، والمِيْعاسُ مِثْلُه. وقال أبو عمرو: المِيْعَاسُ: الأرضُ التي لَمْ تُوْطَأْ. وقال ابنُ بُزُرْج: المِيْعاسُ الطَّرِيْقُ. وذاة المَواعيس: موضِع، قال جرير: حَيِّ الهِدَمْلَةَ من ذاةِ المَواعِيْسِ ... فالحِنْوِ أصبَحَ قَفْراً غَيْرَ مَأْنُوسِ وقال ابن دريد: أوْعَسَ القومُ: إذل رَكبُوا الوَعْسَ. وواعَسْنا: أدْلَجْنا، ولا تَكونُ المُوَاعَسَة إلاّ باللَّيْل. والمُوَاعَسَة: ضرب من سَيْر الإبل؛ وهي أن تَمُدَّ عُنُقَها وتُوسِع خَطْوَها، وانشد ابنُ بُزُرْج: وأعَسْنَ مِيْعاساً وجُمْهُوْرَاتِ ... من الكَثِيْبِ متُعَرِّضاتِ وأنشد الليث: كم اجْتَبْنَ من لَيْلٍ اليكَ وواعَسَتْ ... بنا البِيْدَ أعْنَاقُ المَهَارى الشَّعاشِعُ والمُوَاعَسَة - أيضاً -: مُوَاطَأةُ الوَعْسِ، قال ذو الرُّمَّة: نَأتْ دارُ مَيٍّ أن تُزَارَ وزَوْرُها ... إلى صُحْبَتي باللَّيْلِ هادٍ مُوَاعِسُ والمُوَاعَسَة: المُباراة في السَيْر، وهيَ المُوَاضَخَةُ. والتركيب يدل على سُهُولَةٍ في شَيْءٍ. وقس يقال: وَقَسَهُ وَقْساً: أي قَرَفَه. وانَّ بالبَعيرِ لَوَقْساً: إذا قارَفَهُ شَيْءٌ من الجَرَبِ، فهو بَعيرٌ مَوْقُوسٌ. وقال ابن دريد: الوَقْسُ: انْتِشار الجَرَب في البَدَن قبْلَ أنْ يَسْتَحْكِم، قال العجّاج: وحاصِنٍ من حاصِناتِ مُلْسِ ... من الأذى ومن قِرافِ الوَقْسِ وفي المَثَل: الوَقْسُ يُعْدِي فَتَعَدَّ الوَقْسا ... مَنْ يَدْنُ للوَقْسِ يُلاقِ تَعْسا يُضْرَب في النَّهيِ عن مُصَاحَبَةِ قُرَناءِ السوء: والوَقْس: الفاحِشَة والذِّكْرُ لها. وقال ابن عبّاد: يقال أتانا أوقاسٌ مِن بَني فلان: أي جَماعَة وفِرقَة. وصارَ القَوْمُ أوْقَاساً: أي شِلاَلاً. وفي المَثَل: لا مَسَاسِ لا خَيْرَ في الأوْقَاسِ: وهم السُّقّاط والعَبِيْد. وقال ابن دريد: وَاقِسٌ: مَوْضِع؛ قال: وأحْسِبُه بنَجْدٍ.

وكس

والتَّوْقِيْس: الإجْراب، وإبل مُوَقَّسَة. وقال الأزهري: سَمِعْتُ أعْرابِيَّةً من بَني نُمَيْرٍ كانت اسْتُرْعِيَتْ إبلاً جُرْباً، فَلَمّا أراحَتْها سَأَلَت صاحِبَها فقالَت: إلى أينَ آوي هذه المُوَقَّسَة. آوَيْتُهُ - بالقصر - مِثل آوَيْتُهٌ بالمَدِّ. وكس الوَكْس: النُّقْصَان، يقال: وَكَسَ الشَّيْءُ يَكِسُ. والوَكْس - أيضاً -: النَّقْصُ، وقد وُكِسَ الرَّجُل في تِجارَتِهِ: أي نقصَ وخَسِرَ فيها. فوَكَسَ لازِم ومُتَعَدٍّ. وسُئلَ ابنُ مَسْعودٍ - رضي الله عنه - عن رَجُلٍ ماتَ عن امْرَأةٍ ولم يَدْخُلْ بها ولم يفرضْ لها الصّدَاق قال: إنَّ لها صداقاً كصداقِ نِسَائها لا وَكْس ولا شَطَط؛ وإنَّ لها المِيْراث، وعَلَيْها العِدَّة. ويقال: بَرَأتِ الشَّجَّةُ على وَكْسٍ: إذا بَقِيَ في جَوْفِها شَيْءٌ. وقال ابن دريد: الوَكْس: دُخُول القَمَر في نَجْمٍ يُكْرَهُ، وأنشد: هَيَّجَها قَبْلَ ليالي الوَكْسِ وقال أبو عمرو: الوَكْس: مَنْزِلُ القَمَرِ الذي يُكْسَفُ فيه. وقال ابن عبّاد: الوَكْس: أنْ يَقَعَ في أُمِّ الرَّأسِ دَمٌ أو عَظْمٌ فَثَجَّجَ. قال: ورجُلُ أوْكَس: أي خَسِيْس. وأُوكِسَ الرَّجُل - على ما لَم يُسَمَّ فاعِلُه -: أي خَسِرَ. وقال ابن عبّاد: أوْكَسَ مالُه: ذَهَبَ، جَعَلَه لازِماً. وقال أبو عمرو: التَّوْكيس: التَّوْبيخ. والتَّوْكِيْس: النَّقْص، قال رؤبة: وشانِئٍ أرْأمْتُهُ التَّوْكِيْسا ... صَلَمْتُهُ أو أجْدَعُ الفِنْطِيْسا أرْأمْتُه: ألْزَمْتُه. والفِنْطِيْسَةُ: الأرْنَبَةُ. والتركيب يدل على نُقْصَان وخُسْرَان. ولس الوَلُوْس: الناقة التي تَلِسُ في سَيْرِها وَلْساً ووَلَسَاناً. وقد وَلَسَتْ: إذا أعْنَقَتْ في سَيْرِها وأسْرَعَتْ. وما لي في هذا الأمْرِ وَلْسٌ ولا دَلْسٌ: أي ما لي فيه خِيانَةٌ ولا خَدِيْعَةٌ. ويقال للذِّئْبِ: وَلاّس؛ لأنَّه يَلِس في الدِّماء: أي يَلِغ فيها. ووَلَسْتُ الحَدِيْثَ وأوْلَسْتُ به ووَالَسْتُ به: أي عَرَّضْتُ به. وقال ابن شُمَيْل: المُوَالَسَة: الخِدَاع. ويقال: قد تَوَالَسُوا عليه: أي تَنَاصَروا في خِبٍّ وخَديعَةٍ. والمُوَالَسَة: شِبْه المُدَاهَنَة، يقال: فلان لا يُدالِس ولا يُوَالِس. والتركيب يدلُّ على ضَرْبٍ من السَّيْرِ؛ وعلى الخِيانَة. ومس ابن دريد: الوَمْس: احْتِكاك الشَّيْءِ بالشَّيْءِ حتى يَنْجَرِدَ، وأنشد: وقد جَرَّدَ الأكْتافَ وَمْسُ المَوَارِكِ قال: المَوَارِك جمع مَوْرِكَةٍ ومَوْرَكَةٍ؛ وهي جِلْدة تُعَلَّق بينَ يَدَي الرَّجُل يَتَوَرَّك عليها الراكِب إذا أعْيَا؛ توقّي غارِبَ البَعِير، انتهى كلامُ ابنِ دريد. قال الأزهريّ: لم أسْمَع الوَمْسَ لِغَيْرِه، والرِّوَايَة عندنا: مَوْرُ المَوارِك، انتهى كلام الأزهَريّ. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصَّواب ما قالَه الأزهريّ، والبيت لذي الرُّمَّة، وصَدْرُه: يَكادُ المِرَاحُ الغَرْبُ يَمْسِي عُرُوْضَها وذلك المَوْضِع لا يَمُوْرُ، وإنَّما المعنى مَوْرُها في المَواركِ، يعني الأكتاف، كأنَّه أرادَ: وقد جَرَّدَ الأكتافَ مَوْرُ الأكْتافِ في المَوَارِك، وأضْمَرَ الكْتافَ وأضَافَ، كقوله تعالى:) قال لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إلى نِعَاجِه (أي بِسُؤالِه نَعْجَتَكَ، والنَّعْجَةُ ليسَ لها سُؤال. والمُوْمِسَة: الفاجِرَة. وقال الليث: المُوْمِسَاتُ: الفَوَاجِرُ مُجَاهَرَةً. ذكرها في تركيب م وس. وقال ابن عبّاد: جَمْعُها مَوَامِيْسُ. وفي دُعَاءِ أُمِّ جُرَيْجٍ الرّاهِب: اللهُمَّ لا تُمِتْهُ حتى تُرِيَه وُجُوْهَ المُوْمِساتِ. وقد أوْمَسَتْ: أي أمْكَنَتْ من الوَمْسِ أي الاحْتِكاكِ. وقال ابن عبّاد: المُوَمَّسُ - بفتح الميم المُشَدَّدَة - من الإبل: العُرْضِيُّ الذي لم يُرَضْ بَعْدُ. وهس الليث: الوَهْسُ: شِدَّة السَّيْر والإسْراعُ فيه. قال العجّاج يَصِفُ القِفَافَ: وصَحْصَحَانٍ قَذَفٍ كالتُّرْسِ ... وَعْرٍ نُسَامِيها بِسَيْرٍ وَهْسِ والوَهْسُ - أيضاً -: السِّرُّ، قال رؤبة:

ويس

أمْسى الغَواني بَعْدَ وُدٍّ شُوْسا ... لَجْلَجْنَ دُوْني مَنْطِقاً مَوْهُوسا والوَهْسُ: التَّطَاوُلُ على العَشِيرةِ والاخْتيَالُ، قال حُمَيْد بن ثَوْرٍ رضي الله عنه: إنَّ امْرَأيْنِ من العَشِيرةِ أُولِعا ... بِتَنَقُّصِ الأعْراضِ والوَهْسِ والوَهْس - أيضاً -: النَّمِيمَة. والوَهْس: الدَّقُّ والكَسْر، قال طُرَيْح الثَّقَفي يصف أُسُوداً: بَطِرَتْ فأخْرَجَها الغُلُوُّ فأقْبَلَتْ ... تَهِسُ البِلادَ تَنالُ حَيْثُ تَرُومُ والوَهْس: الوَطْءُ. والوَهّاس: الأسَد الوَطّاء؛ شَبيهٌ بالهَوّاس، قال رؤبة: كأنَّهُ ليثُ عَرِيْنٍ دِرْوَاسْ ... بالعَثَّرَيْنِ ضَيْغَمِيٌّ وهّاسْ وقد سَمّوا وهّاساً. وقال ابن السكِّيت: الوَهِيْسَة: أن يُطْبَخَ الجَرَادُ ثمَّ يُجَفَّفْ ثمَّ يُدَقَّ فَيُقْمَحَ أو يُبْكَلَ أو يُخْلَط بدَسَمٍ. وقال شَمِر: يقال: مَرَّ يَتَوَهَّس الأرْضَ: أي يَغْمِزُها غَمْزاً شَديداً. وقال أبو عُبَيْد: التَّوَهُّس: مَشْيُ المُثْقَل. ويقال: تَوَهَّسُوا وتَوَاهَسُوا وواهَسُوا - بمعنىً -: أي سارُوا. والتركيب يدلُّ على الشِّدَّةِ في الأُمُورِ؛ وعلى السرار. ويس الليث: وَيْسٌ: كَلِمَة في مَوْضِع رأفَة واسْتِمْلاح؛ كقولِكَ للصَبيِّ وَيْحَه ووَيْسَه ما أمْلَحَه. وقال اليَزيديّ: الوَيْحُ والوَيْس بمنزِلَة الوَيْل في المعنى. وقال أبو تُراب: سَمِعْتُ أبا السَّمَيْدَع يقول في هذه الثلاثة: إنَّها بمعنىً واحِدٍ. وقال ابن السكِّيت: في كتاب الألفاظ: يُقال: وَيْسٌ له: أي فَقْرٌ له، قال: والوَيْسُ الفَقْرُ. وقال ابن الأعرابيّ: لَقِيَ فُلانْ وَيْساً: أي لَقِيَ ما يُرِيْدُ، وأنشد: عَضَّت سَجَاحِ شَبثاً وقَيْسا ... ولَقِيَتْ من النِّكاحِ وَيْسا وقال أبو حاتِمٍ: أمّا وَيْسَكَ فإنَّه لا يُقال إلاّ للصِبْيَان، وأمّا وَيْلَكَ فَكَلامٌ فيه غِلَظٌ، وأمّا وَيْحَكَ فَكَلامٌ بَيِّنٌ حَسَنٌ. يأس اليأْسُ واليَاسَةُ - وهذه عن ابنِ عبّاد -: القُنُوطُ، وهو ضدُّ الرَّجاء. وقال ابن فارِس: اليَأسُ قَطْع الأمَل، قال: ولَيْسَ في كلام العَرَب ياءٌ في صَدْرِ الكلام بعدها هَمْزَة إلاّ هذه، يقال: يَئسَ من الشَّيْءِ يَيْأسُ، وفيه لُغَةٌ أخرى: يَئَسَ يَيْئَسُ - بالكسر فيهما - وهي شاذّة. وقرأ الأعرَج ومُجاهِد:) لا تِيْأسُوا من رَوْحِ اللهِ (بكسر التاء، وقرأ ابن عبّاس - رضي الله عنهما -:) إنَّه لا يِيْأسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ (، وهذا على لُغَةِ تَميم وأسَد وقيس ورَبِيعَة؛ يكسِرون أوَّلَ المُسْتَقْبَل؛ إلاّ ما كانَ في أوَّلِه ياءٌ نَحْوَ يَعْلَمُ لاسْتِثْقالهم الكَسْرَةَ على الياء، وإنّما يَكْسِرونَ في يِيْأسُ ويِيْجَلُ لِتَقَوِّي إحدى اليائَيْن بالأُخرى. ورَجُلٌ يَؤُسٌ ويَؤوْسٌ؛ مثال حَذُرٍ وصَبُورٍ. وقال المَبَرّدُ: منهم مَنْ يَبْدِلُ في المُسْتَقْبَل من الياءِ الثانِيَة ألِفاً فيقول: يائسُ وياءَسُ. وقال الأصمعيّ: يقال يَئسَ يَيْئَسُ وحَسِبَ يَحْسِبُ ونَعِرَ يَنْعِرُ ويَبِسَ يَيْبِسُ - بالكسرِ فيهنَّ -. وقال أبو زيد: عُلْيَا مُضَرَ يقولون: يَحْسِبُ ويَنْعِمُ ويَيْئسُ - بالكسر - وسُفلاها بالفَتْح. وقال سِيْبَوَيه: هذا عِنْدَ أصْحابِنا إنَّما يَجِيءُ على لُغَتَيْن، يعني يَئسَ يَيْاَسٌ ويَأَسَ يَيْئَسُ، ثمَّ تُرَكَّبُ منهما لُغَةٌ، وأمّا وَمِقَ يَمِقُ ووَفِقَ يَفِقُ ووَرِمَ يَرِمُ ووَلِيَ يَلِي ووَثِقَ يَثِقُ ووَرِثَ يَرِثُ فلا يَجوز فيهنَّ إلاّ الكسر لُغَةٌ واحِدَةٌ. ويَئَسَ - أيضاً -: بمعنى عَلِمَ؛ في لُغَةِ النَّخَعِ، ومنه قوله تعالى:) أفَلَمْ يَيْأسِ الذينَ آمَنُوا (، وكان عليٌّ وابن عبّاس؟ رضي الله عنهم - ومُجاهِد وأبو جعفر والجَحْدَريُّ وابن كثير وابن عامِر يَقْرَأوْنَ: " أفَلَمْ يَتَبَيَّنِِ الذينَ آمَنُوا "، فَقِيْلَ لابْنِ عباسٍ - رضي الله عنهما -: إنَّها يَيْأس؛ فقال: أظُنُّ الكاتبَ كَتَبَها وهو ناعِسٌ. وقال سُحَيْم بن وَثيلٍ اليَرْبُوعيُّ الرياحيُّ: وقُلْتُ لهم بالشِّعْبِ إذْ يَيْسِرُوْنَني ... ألَمْ تَيْأَسُوا أني ابنُ فارِسِ زَهْدَمِ

يبس

ويروى: " إذْ يَأْسِرُوْنَني "، ويروى: " وقُلْتُ لأهلِ الشِّعْب ". وقال أبو محمد الأعرابي: زَهْدَم فَرَسُ بِشْر بن عمرو أخي عَوْف بن عمرو؛ وعَوف: جَدُّ سُحَيْم بن وَثِيْل، قال: ثمَّ رَجَعَ في ذلك أبو النَّدى وقال: " ألَمْ تَيْأَسوا أنّي ابنُ قاتِلِ زَهْدَم " قال: هو اسمُ رَجُلٍ. وقال الفرّاء في قوله تعالى:) أفَلَمْ يَيْأسِ الذينَ آمَنُوا (: أفَلَم يَعْلَم، قال: وهو في المعنى على تَفْسِيرِهم، لأنَّ الله تعالى قد أوْقَعَ إلى المؤمِنِيْن أنَّه لو شَاءَ لَهَدى النّاس جَميعاً؛ فقال: أفَلَمْ يَيْأسُوا عِلْماً، يقول: يُؤْيسُم العِلْمُ، فكانَ فيه العِلْمُ مُضْمَراً، كما تقولُ في الكلام: قد يَئسْتُ منكَ ألاّ تُفْلِحَ، كَأنَّكَ قُلْتَ: عَلِمْتُه عِلْماً. وقيل معناه أفَلَمْ يَيْأسِ الذينَ آمَنوا من ايمانِ مَنْ وَصَفَهم اللهُ بأنَّهم لا يُؤْمِنُونَ، لأنَّه قالَ:) ولو شاءَ اللهُ لَجَمَعَهُم على الهُدى (. وقوله تعالى:) كما يَئسَ الكُفّارُ من أصحابِ القُبُورِ (قال ابن عَرَفَة: معنى قَوْلِ مُجاهدٍ: كما يَئسَ الكُفّارُ في قُبُورِهِم من رحمة الله تعالى؛ لأنَّهم آمَنوا بَعْدَ المَوْتِ بالغَيْبِ فَلَمْ يَنْفَعْهم إيمانُهم حِيْنَئذٍ. وقال غَيْرُه: كما يَئَسُوا أنْ يُحْيوا ويُبْعَثوا. وفي صِفَةِ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: لا يَأْسَ من طُوْلٍ. معناه: أنَّ قَامَتَه لا تُؤْيِسُ من طُوْلِه، لأنَّه كانَ إلى الطُّوْلِ أقْرَبَ، قال: يَئسَ القِصَارُ فَلَسْنَ من نسْوانِها ... وحِماشُهُنَّ لها من الحُسّادِ يقول: يَئسْنَ من مُبَاراتِها في القوام. ورواه أبو بكر في كِتابِه: ولا يائسٌ من طُولٍ، قال: ومعناهُ لا مَيْؤوسٌ منه من أجْلِ طُوْلِه، أي لا يَيْأسُ مُطاوِلُه منه إفْراطِ طُولِه، فَيائسٌ بمعنى مَيْؤوسٍ، كماءٍ دافِقٍ بمعنى مَدْفُوقٍ. وقد كُتِبَ الحَديثُ بتَمامِه في تركيب ع ز ب. واليأْسُ: بن مُضَر بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان، وهو أوَّل من أصابَهُ داءُ السِّلِّ مِنَ العَرَبِ. واليَأْسُ: السِّلُّ، قال إبراهيم بن عَليِّ بن محمد بن سَلَمَة بن عامِر بن هَرْمَة: ألا تَجزيْنَني ونَجِيّ قَلْبي ... بِذِكْرِكِ خالياً ومَعَ الشُّهُودِ وقَوْلُ الكاشِحِينَ إذا رَأوْني ... أًصِيْبَ بِداءِ يَأْسٍ فهو مُوْدِ وأيْأسَتُه وآيَسْتُه: أي قَنَّطْتُه، قال طَرَفَة بن العَبْدِ يَذْكُرُ ابنَ عَمِّهِ مالِكاً: وأيْأسَني من كُلِّ خَيْرٍ طَلبْتُهُ ... كأنّا وَضَعْناهُ إلى رَمْسِ مُلْحَدِ وقال رؤبة: إذْ في الغَواني طَمَعٌ وايْئآسْ ... وعِفَّةٌ في خَرَدٍ واسْتِئْناسْ واتَّأس - على افْتَعَلَ - واسْتَيْأسَ: أي يَئسَ، قال الله تعالى:) فَلَمّا اسْتَيْأسُوا منه (. والتركيب يدل على قَطْعِ الرَّجاءِ؛ وعلى العِلْم. يبس اليُبْسُ - بالضم -: مصدر قَوْلِكَ: يَبِسَ الشَّيْءُ - بالكسر - يَيْبَسُ ويابَسُ، وفيه لُغَةٌ أُخرى: يَبِسَ يَيْبِسُ - بالكسر فيهما - وهو شاذُّ. واليَبْسُ: اليابِسُ، يقال حَطَبٌ يَبْسٌ - بالفتح -، قال ثعلب: كأنَّه خِلْقَةٌ، قال عَلْقَمَةُ ابن عَبَدَةَ: تَخَشْخَش أبْدانُ الحَدِيدِ عليهم ... كما خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصَادِ جَنُوْبُ وقال ابن السكِّيت: هو جمع يابِس؛ مثل راكِب ورَكْب. وقال أبو عُبَيْد في قَولِ ذي الرُّمَّة: ولم يَبْقَ بالخَلْصَاءِ مِمّا عَنَتْ به ... من الرُّطْبِ إلاّ يُبْسُها وهَجِيْرُها ويروى بالفتح، قال: وهُما لُغَتان. وقرأ الحَسَنُ البَصْريّ - رحمه الله -: " طَريقاً في البَحْرِ يَبْساً " بسكون الباء، وقَرَأَ الأعمَش: " يَبِساً " - بكسر الباء - وهي لُغَةٌ ثالِثَة.

يسس

والعَرَب تقول فيما أصْلُه اليُبُوسَة ولم يُعْهَدْ رَطباً قَطُّ: هذا شَيْءٌ يَبَسٌ - بفتح الباء -، فإن كانَ يُعْهَدُ رَطْباً ثمَّ يَبِسَ فَبِسُكونِها، يقال: هذا حَطَبٌ يَبْسٌ ومَوْضِعُ يَبْسٌ: أي كانا رَطِبَيْنِ ثمَّ يَبِسا. والطَّريق الذي ضَرَبَهُ الله تعالى لموسى - صلوات الله عليه - وأصْحابِهِ لم يَعُد طَريقاً قَطُّ لا رَطِباً ولا يَابِساً، إنَّما أظْهَرَهُ الله تعالى لهم حِيْنَئذٍ مَخلوقاً على ذلك؛ لتَعظيم الآيَة وإيْضَاحِها، وإسْكانُ الباءِ بالذَّهابِ إلى أنَّه وإنْ لم يكُن طَريقاً فإنَّه مَوْضِعٌ قد كانَ فيه ماءٌ فَيَبِسَ؛ فهوَ يَبْسٌ. وحَرَّكَ الباءَ العَجّاج للضَّرورة فقال: تَسْمَعُ للحَلْيِ إذا ما وَسْوَسا ... والْتَجَّ في أجْيادِها وأجْرَسا زَفْزَفَةَ الرِّيْحِ الحَصَادَ اليَبَسا ويقال: امْرَأةٌ يَبَسٌ - بالتحريك -: إذا كانت لا تُنِيْلُ خيراً، قال: إلى عجوزٍ شَنَّةِ الوَجْهِ يَبَسْ ... قَعْسَاءَ لا بارَكَ ربّي في القَعَسْ ويقال - أيضاً -: شاةٌ يَبَسٌ: إذا لم يكن بها لَبَنٌ، ويَبَسٌ - أيضاً - بالتَّسْكينِ؛ حَكاها أبو عُبَيْدَة. وقال ابن عبّاد: اليَبَسَة: التي لا لَبَنَ بها من الشّاء، والجَمع: اليَبَسَاتُ واليَبَاسُ والأيْبَاسُ. وثَدْيٌ أيْبَسٌ: أي يابِسٌ. والأيْبَسَان: ما لا لَحْمَ عليه من السّاقَيْن، والجمع: الأيابِس. وقال ابن دريد: الأيْبَسان: ما ظَهَرَ مِن عَظْمِي وَظِيْفَ الفَرَسِ وغَيْرِه. وقال أبو الهَيْثَم: الأيْبَس: هو العَظْم الذي يقال له الظُّنْبُوبُ؛ الذي إذا غَمَزْتَه من وَسَطِ ساقِكَ آلَمَكَ، قال: وهو اسْمٌ وليسَ بِنَعْتٍ، ولهذا جُمِعَ على أيابِس. وقال ابن عبّاد: الأيابِس: ما تُجَرَّبُ عليه السُّيُوفُ وتكون صُلْبَةً قال الراعي يَذْكُرُ أخيهِ حَبْتَراً: فَقُلْتُ لَه: ألْصِقْ بأيْبَسِ ساقِها ... فإِنْ يَجْبرِ العُرْقُوبُ لا يَرقَإِ النَّسا واليَبِيْسُ من النَّباتِ: ما يَبِسَ منه، يقال: يَبِسَ فهوَ يَبِيْس؛ مثال سَلِمَ فهو سَلِيْم. وقال الأصمعيّ: يقال: لِما يَبِسَ من أحرار البُقُول وذُكُوْرِها: اليَبِيْسُ والجَفِيْفُ والقَفِيْفَ والقَفُّ، فامّا يَبِيٍُْ البُهمى فهو العِرْبُ والصَّفَارُ. قال الأزهريّ: لا تقولُ العَرَبُ لِما يَبِسَ مِنَ الحَليِّ والصِّلِّيانِ والحَلَمَةِ يَبِيْسٌ، إنَّما اليَبِيْسُ ما يَبِسَ مِنَ العُشْبِ والبُقُولِ التي تَتَناثَرُ إذا يَبِسَتْ. وأنشد الأصمعيّ: كَشَّةُ أفْعى في يَبِيْسٍ قَفِّ وقال أبو عمرو: يَبِيْسُ الماءِ: العَرَقُ، قال بِشْر بن أبي خازِمٍ يصف حِجْراً: تَرها مِنْ يَبِيْسِ الماءِ شُهْباً ... مُخالِطَ دِرَّةٍ منها غِرَارُ الغِرَارُ: انْقِطاعُ الدِّرَّةِ، يقول: تُعْطي أحياناً وتَمْنَعُ أحياناً، وإنَّما قال: " شُهْباً " لأنَّ العَرَقَ يَجِفَّ عليها فَيَبْيَضُّ. وقال ابن الأعرابيّ: يَبَاسِ - مِثال قَطَام -: هي الفُنْدُوْرَةُ وهي السَّوْءةُ. ويقال للرَّجُل إذا سُكِّتَ: ايْبَسْ يا رَجُلُ: أي اسْكُتْ. ويبُوْسُ: مَوْضِعٌ من أرضِ شَنُوءةَ، قال عبد الله بن سَلِيْمَةَ - ويقال: سَلَمَة، ويقال: سُلَيْم، وهذا أصَحُّ - الغامِديُّ: لِمَنِ الدِّيارُ بتَوْلَعٍ فَيبُوْسِ ... فَبَيَاضِ رَيْطَةَ غَيْر ذاةِ أنِيْسِ واليابِس: سَيف حَكيم بن جَبَلَة العَبْديّ، وهو القائِل يَوْمَ الجَمَل وكانَ مع عَليٍّ رضي الله عنه: أضْرِبُهم باليابِسِ ... ضَرْبَ غُلامٍ عابِسِ مِنَ الحَياةِ يائسِ ... في الغُرُفات نافِسِ وأيْبَسَتِ الأرْضُ: يَبِسَ بَقْلُها، عن يعقوب. وأيْبَسَ القومُ - أيضاً -، من الأرْضِ اليَبْسِ، كما يقال: أجْرَزوا؛ من الأرْضِ الجُرُز. وأيْبَسَ الشَّيْءَ ويَبَّسَه تَيْبِيْساً: جَفَّفَه، قال جَرِيرٌ: فلا تُوْبِسُوا بَيْني وبَيْنَكُمُ الثَّرى ... فإِنَّ الذي بَيْني وبَيْنَكُمْ مُثْري وقال ابنُ السَّرّاج: اتَّبَسَ الشَّيْءُ - على افْتَعَلَ -: أي يَبِسَ، وأصْلُه ائْتَبَسَ فأُدْغِمَ، فهو مُتَّبِسٌ. والتَّركيبُ يَدُلُ على جَفَافٍ. يسس

ط

ابن الأعرابيّ: يَسَّ يَيِسُّ يَسّاً: إذا سارَ. إبط الإبَط: ما تحت الجناح، يذكرَ ويؤنَثُ، وحكى الفراء عن بعض الأعراب: فرفع السوط حتى برقت إبطه، وروى عبد الله بن مالك وهو عبد الله بن بحينة - وهي أمَه - رضى الله عنه: أن النبي " صلى الله عليه وسلم " كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه، وفي حديث آخر: كان إذا سجد جافى عضديه حتى يرى من خلفه عفرة إبطيه. والإبط - مثال إبل - لغق فيه، وأنشد الأصمعي يصف جملاً: كأنّ هراً في خواء إبطهَ ... ليس بمنُهكَ البَروَك فرشطه المنهك: المسترخي الذي يتفتح إذا برك. والجمع آباطَ، قال رَوبة: ناج يَعنيهنّ بالإبعاط ... والماء نضاح من الآباط وقال ذو الرمة: وحومانة ورقاء يجري سرابَها ... بمَسحة الآباط حدب ظَهورها أي: يرفع سرابها إبلا منسحة الآباط، ويروى:؟ بمسفوحة؟ وفسر ابن فارس الآباط في البيت بإباط الرمل. والإبط من الرمل: منقطعَ معظمه. والإبَط - أيضاً -: قرية من قرى اليمامة من ناحية الوشم لبني امرئ القيس. ويقال للشوم: إبَط الشمال. وذَو الإبط: لقب رجل من رجالات هذيل قال أبو جندب الهذلي لبني نفاثة: أين الفتى أسامةُ بنُ لُعط ... هلاً تقُومُ أنت أو ذُو الإبط لو أنّه ذو عزًّةً ومقًط ... لَمَنعَ الحيَرانَ بعضَ الهمط المقطٌُ: الضُربُ. والشدّةُ أيضاً. وأبطهُ اللهُ ووَبَطه وهبَطَه: بمعنى واحد. وإباط - بالكسر - في قول المنتخل الهذلى يصف ماء ورده: شَربتُ بجمّه وصَدَرتُ عنه ... وأبيَضُ صارِمُ ذَكَرَ إباطي وروى ابن حبيب: " بأبيض صارم ذكر " من قولهم: السف إباط تحت إبطي، وقال السكري: نسبه إلى إبطه؛ أراد: " إباطي " يعني نفسه ثم خفف. والتأبُطُ: الاضطباعُ؛ وهو أن يدخل رداء تحت إبطه الأيمن ثم يلقيه على عاتقه الأيسر. وكان أبو هريرة - رضي الله عنه - رديته التًأبط. وتَأبَط الشيء: أي جعله تحت إبطه، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة: جَثَمَتَ ضِبَابُ ضَغِينتي من صَدرِه ... بَين النّيَاط وحبلهِ الُمتَأبطِ وتَأبَّط شراً: شاعرُ، وأسمه ثابت بن جابر بن سفيان بن عدي بن كعب بن حرب بن تيم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ولقب تَأبَط شراً لأنه - زعموا - كان لا يفارقه السيف، وقال أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني: لقب بذلك لأن أمه رأته وقد وضع جفير سهامه تحت إبطه وأخذ القوس فقالت: تأبطت شراً، وقيل غير ذلك. قتلته هذيل، قال ابن الكلبي: قالت أختهُ ترثيه: نِعمَ الفتى غادرتُمُ بَرخوان ... بَثابِتِ بنِِ جابرِ بن سفيان وفي كتاب مقاتل الفرسان: قالت أمه ترثيه: نِعمَ الفتى غادرتُمُ بِرخَمان وفي أشعار هذيل: قالت أمه ترثيه وَيلُ أمّ طرف غادَرُوا برخمان ... بِثابِتِ بن جابِر بن سُفيان يُجدلُ القرنَ ويُرِوي الندمان ... ذُو ماقطٍ يحمِي ورَاءَ الإخوان وتقول: جاءنيِ تَأبطَ شراَ ومررت بتأبَط شراَ؛ تدعه على لفظه، لأنك لم تنقله من فعل إلى اسم وإنما سميت بالفعل مع الفاعل جميعاً رجلاً، فوجب أن تحكيه ولا تغيره، وكذلك كل جملة تسمي بها؛ مثل برق نحره؛ وشاب قرناها؛ وذرى حبا فأن أردت أن تثني أو تجمع قلت: جاءني ذوا تأبط شراً وذُوو تَأبط شراً، أو تقول: كلاهما وكلهم ونحو ذلك. والنسبة إليه تأبطي، تنسب إلى الصدر، ولا يجوز تصغيره ولا ترخيمه. وقال عمرو بن العاص لعمر - رضي الله عنهما - أنى والله ما تأبطتني الإماء ولا حملتني البغايا في غبرات الأمالي. أي لم يحضني ولم يتولين تربيتي، أراد: أنه ليس بابن أمةٍ. واستأبَطَ فلانّ: إذا حفر حفرة ضيق رأسها ووسع أسفلها، قال عطية بن عاصم: حَفرُ نامُوساً له مُستَابِطا ... ناحِيةّ ولا يحَلُ وسَطاً وقال ابن عباد: إئتبط: اطمأن واستوى. ونفسه موتبطة: أي خاثرةُ مثقلة. ؟؟ إجط ابن دُرَيدٍ: إجط: زجرُ من زَجرِالغنم. ؟؟ أرط الأرطي: قال الدينوري: الواحدة منها أوطاة، وبه سمي الرجل أرطاة وكني أبا أرطاة، وأرطاتان وأرطيات. وقال غيره: ألفه للإلحاق لا للتأنيث لأن الواحدة أرطاة، وأنشد:

أطط

لما رأى أن دَعَهَ ولا شِبَع ... مالَ إلى أرطاة جِقفٍ فاضطجع وفيه قال آخر: أنه أفعل؛ لأنه يقال: أديم مرطي، وهذا يذكر في المعتل إن شاء الله تعالى. فان جعلت ألفه أصلية نونته في المعرفة والنكرة جميعاً، وإن جعلتها للإلحاق نونته في النكرة دون المعرفة، قال أعرابي وقد مرض بالشام: ألا أيُّها المكاءُ مالك هاهُنا ... آلاءُ ولاَ أرطىّ فأينَ تبيضُ فأصعد إلى أرض المكاكي واجتنب قرى الشام لا تصبح وأنت مريض وحكى أبو زيد: أديم ما رَوط وبعير ما روط وأرطوي: إذا كان يأكُلُ الأرطى، وزاد ابن عباد: أرطاوي، وقال العجاج: في هيكل الضال وأرطى هيكل وقال الدينوري: يجمع الأرطي أراطي مثل العذاري، وأنشد لذي الرمة: ومثلُ الحمام الوُرق مما توقرت ... به من أراطي حبل حزوي أرينها ولم أجده في شعره. قال: ويجمع أيضاً: أراطي، قال يصف ثور وحش: فضاف أراطي فاجتافها ... له من ذوائبها كالحظر وقال العجاج يصف ثوراً أيضاً: ألجأه نفخُ الصباَ وأدمَسَا ... والطّلُ في خِسٍ أراطٍ أخَيسَا وقال العجاج أيضاً: ومِن ألاآتٍ إلى أرَاط ... وسبِط مجَزل الأوساط وليس المشطوران في طائيتي العجاج وروبة، والذي في طائية العجاج هو: ألجَأه رَعدُ من الأشراط ... وريقُ الليلِ إلى أراطِ وقال أبو النجم: أذاَكَ أم ذُو جددٍ مُولّع ... تَلُفّهُ إلى أرَاطٍ زَعزعُ قال: وأخبرني أعرابي من ربيعة قال: الغضا والأرطي متشابهان؛ إلا أن الغضا أعظمهما وللغضا خشب تسقف به البيوت. والأرطي ينبت عصيا من أصل واحد تطول قدر القامة، وورق الأرطى؟ أيضاً - هدب وله نور مثل نور الخلاف الذي يقال له البلخي غير أنه أصغر منه، والون واحد، ورائحته طيبه، ومنابته الرمل، ولذلك أكثر الشعراء من ذكر تعود بقر الوحش بالأرطى ونحوها من شجر الرمل واحتفار أصولها للكنوس فيها والتبرد بها من الحر والانكراس فيها من البرد والمطر دون شجر الجلد، والرمل احتفاره سهل. وعروق الأرطي حمر شديدةُ الحمرة، قال: وأخبرني رجل من بني أسدٍ أن هدب الأرطي حمر كأنه الرمان الأحمر، ولا شوك للأرطي، وله ثمرة مثل الأعراب، قال أبو النجم يصف حمرة ثمرها: يَحُت ُرَوْقَاها على تحْوِيرِها ... من ذابِلِ الأطى ومن غَضيرِها في مُونعٍ كالبُسرِ من تَثْميرْها وأرْطأةُ: ماءُ لِبَني الضَبَاب. والأُرَيْطُ - مُصَغَّراً -: مَوِضعُ، قال الأخْطَلُ: وتضجاوزَت خُشُب الأُريِط ودُوْنَه ... عَرَبُ تَرُدُّ ذَوي الهموم وُرْمُ وذُو أُرَاطٍ - بالضّمَّ -: مَوْضَعُ، قال جَساسُ ابن قُطيبٍ يصف إبلاً: فَلَوْ تَرَاهُن بذي أُرَاط ... وهُنَّ أمْثَالُ السرَى الأمْرَاطِ السُّرَى: جمع سِرْوةٍ وهي سهم، وقال رُوُبَةُ: شُبتْ لِعَيْني غَزِلٍ مَياطِ ... سَعْدِيةُ حَلتْ بِذي أُرَاطِ قال الأصمعي: أراد " أُراطى " وهو بلد ورَواه بعضهم بفتح الهمزة " أرَاطِ " ويوم ذي أرَاطى: من أيامهم، قال عمرو بن كُلثُوم التغلبي: ونَحنُ الحابِسُونبذي أُرَاطى ... تَسَف الجلَّةُ الخُوْْرُ الدَّرِينا وأُرِاطَةُ: ماء لبني عملية شَرقي سميرَاءَ. والأرِيطَ من الرجال: العاقِرُ، قال ابن فارس: الأصل فيه الهِطُ، يقال: نعجة هَرِطَة: وهي المهزولة التي لا ينتفع بلحمها غُثُوثْةً، والإنسان يَهُر " ُ في كلامه: إذا خَلَطَ، قال: ماذا تُرَجينَ من الأرِيِط ... حَزَنْبَلٍ يأتْيكِ بالبَطيِط لَيْسَ بِذي حَزْمٍ ولا سَفِيط وأرْطَة الليْث: حِصن من أعمال ريةَ بالأندلس. والأرِطُ - مِثَالُ كَتفٍ -: لَوْنُ كَلَونِ الأرْطى. وقال أبو الهيثم: أأرَطَتِ الأرض - على أفْعَلَت -: إذا أخرجت الأرْطى، قال: وأرْطت لَحْنُ لأن همزة الأرْطى أصلية. وقال: الدينوري وابن فارس: يقال: أرْطَتِ الأرض: أي أنبتت الأرْطي؛ فهي مُرْطَية. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: جعل الدينوري وابن فارس همزة الأرْطي زائدة، على هذا موضع ذكر الأرْطي عندهما باب الحروف اللينة. ؟؟ أطط الأطِيْطُ: جبل، قال امرؤ القيس: فَصَفا الأطِيْطِ فصاحتين فَعَاسم ... تمشِي النُّعَاج به مَعَ الآرامِ

أقط

والأطِيُط: صوت الرحل والإبِلِ من ثِقَلِ أحمالها، يقال: لا آتيك ما أطتِ الإبِلُ. وكذلك صوت الجَوْفِ من الخَوى، وانشد ابن الأعرابي: هل في دَجُوبِ الحُرِة المخْيطِ ... وذِيًلة تَشْفي من الأطِيطِ وحنين الجذع، قال الأغلب العجلي وكان يجيُّ في الموسم فيصعد في سرحةٍ قد عَرَفَنْي سَرحتي وأطّتِ وقد شَمطْت بعدها واشمطّتِ لغُربَة النّائي ودار شَطّتِ وقال أبو محمد الأعرابي والآمدي: الرَّجَزُ لراهبٍ المحاربي واسمه زهرة بن سرحان، وقيل له: الرَّاهِبُ؛ لأنه كان يأتي عكاظ فيقوم إلى سرحة فيرجز عندها ببني سُليم، فلا يزال ذلك دأبه حتى يصدر الناس عن عكاظ. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصحيح أنه للأغلب، والأرجوزة أربعة عشر مشطوراً، وذكره أيضا أبو عبد الله محمد بن سلام الجُمحي في الطبقات في ترجمة الأغلب. وروى أبو ذر؟ رضى الله عنه - عن النبي؟ صلى الله عليه وسلم - أنه قال: أنى أرى ما لا ترون واسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها تَنط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضح جبهته ساجداً لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجارون إلى الله، لوددت أني كنت شجرة تُعْضًد. وفي حديث أم زَرع: فجعلني في أهل صَهيل وأطِيطٍ: أي في أهل خيل وإبل، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ز ر ن ب. وقال أبو عبيدٍ: وقد يكون الأطِيْطُ غير صوت الإبل، واحتج بحديث عتبة بن غزوان - رضي الله عنه -: ليأتِيَن على باب الجنة وقت يكون فيه أطِيطُ، ويروى: كَظِيظُ: أي زِحَام. والمراد من الحديث الأول كثرة الملائكة وإن لم يكن ثم أطِيْطُ. وقالت امرأة - وقد ضربت يدها على عَضُد بِنْتٍ لها -: عَلَنداةُ يِئَطُ العَردُ فيها ... أطِيطَ الرّحل ذي الغَررِ الجَدَيدِ فجعل رجلُ يُديمُ النظر اليها فقالت: فَمالَك منها غَير أنّك ناكِح ... بِعَيْنيْك عَينَيها فهل ذاكَ نافعُ وامراة أطاطةُ: لفرجها أطيط. وأطَطُ: موضع بين الكوفة والبصرة خلف مدينة آزر أبي إبراهيم - صلوات الله عليه -، وقد مر الشاهد من حديث أنس بن سيرين في تركيب ف ض ض. وقد سموا أطيطاً - مصغراً - وإطاً - بالكسر -. وقال ابن الأعرابي: الأطًطُ - بالتحريك -: الطول، يقال رجلُ أطَط وأمْرأةُ طَطّاءُ. والأطُّ: الثمامُ. ويقال: أطّتْ له رحمي: أي رَقّتْ وتحركت ونسوعُ أطّطُ - مثال ركع -: أي مصوتة صرارة، قال روبةُ. يَنْتُقْنَ أقْتَادَ النُّسوعِ الأُطِّط وقال جساس بن قُطيب: وقُلُصٍ مُقْورّة الألْياطِ ... باتَتْ على مُلَحبٍ أطّاطِ وقول روبة يصف دلواً: من بَقَرٍ أوْ أدَمٍ له أطِيْطُ أي: من جلد بقر أو من أدم اه أطِيْطُ: أي صوت، وقال أخر يصف إبلاً امتلأت بطونها: يَطْحرْنَ ساعات إني الغبُوْق ... من كِظِّة الأَطّاطَة السّنُوْقِ يطْحرْنَ: يتنفس تنفساً شديداً كالأنين، والإني: وقت الشرب، والأطاطة: التي تسمع لها صوتاً. ولم يأتَطّ السير بعد: أي يطمئَنّ ويستقم. والتَّأطّطُ: تفعلُ؛ من أطّت له رحمي. والتركيب يدل على صوت الشيء إذا حنّ وأنقضَ. ؟؟ أقط الأقَط - مثال كيف - والاقُط - مثال إبل - والأقَطُ - بالتحريك - وهما عن الفراء، والإقطُ - بالكسر - وهذه في ضرورة الشعر، قال: رويدك حتى ينبت البقل والغضا. فيكثُر إقُط عندهم وحليب وتميم تخفف كل أسم على فعل أو فعل مثال أقطٍ وحذرِ قال ذلك أبو حاتم. والفصيح الأول، وروى أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه قال: كنا نخرج زكاة الفطر صاعاً من طعامِ أو صاعاً من شعير أو صاعاً من ثمرٍ أو صاعاً من أقطٍ أو صاعاً من زبيب. وأنشد الأصمعيُ: كأنّما لَحمْي من تَسَرطِهْ ... إياهُ في المكرهِ أو في منْشطهْ وعبطِهِ عرضي أوانَ معبطِهْ ... عبِيثَهُ من سمنْه وأقِطِه والأقْطَانُ: جمع الأقِطِ. وأقطَ طعامه يأقطُه - بالكسر - أقطاً: عملهُ بالأقط، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمه بن عامر بن هرمة: لَستُ بذي ثلَّةٍ مُونفًّةٍ ... آقُط ألبانها وأسلوَّها وأنشد الأصمعي: ويخَنُقُ العَجوُز أو تموْتا ... أو تخْرجَ المأَقُوطَ والملْتُوتا

بأط

والأحمق يقال له: المأقُوطُ، قال: يتَبَعها شمَردَلُ شُمطُوطُ ... لا ورَعُ جبْس ولا مأقرُطُ وأقَطْتُهمْ: أطعمتهم الأقط كلبنتهم أي أطعمتهم اللبن. والأقطَةُ: هنة دون القبة مما يلي الكرش، وقال الأرهري: سمعت العرب يسمونها اللأقطة، ولعل الأقطة لغةُ فيها. والمأقُط - بكسر القاف -: المضيق في الحرب، وقال أوس بن حجرٍ يرثي فضالة بن كلدة: نَجِيحُ مَليحُ أخُو مأقطٍ ... نِقَابُ يحدّثُ بالغائبِ مليْحُ: أي يسُتشفى برأيه، وسمي ماقطاً لأنهم يختلطون فيه. وقالت أم تأبط شراً ترثيه: ذُو ماّقطٍ يحمي وراء الإخوان وأصل الأقط: الخلطُ، قال: أتتكُمُ الجوفاءُ جوعى تطفح ... طفاحةَ القدر وحِنْاً تصطبحْ مأقُوطة عادت ذباح المذبح والتركيب يدل على الخلط والاختلاط. ؟؟ بأط أبو زيد: تباط الرجل - على تفعل -: إذا أمسى رخي البال غير مهموم صالحا، وقال ابن عباد: تباّط في ضجعته بمعناه. وتَبَأطُته: رغبت عنه، وقال أبو عمرو: التّبًَوطُ: الاضطجاعُ. ؟؟ بثط ابن دريد: في بعض اللغات: بثطت شفة الإنسان بثطاً: إذا ورمت، وليس بثبتِ. ؟؟ بذقط ابن عباد: البذقطة: أن يبدد الرجل المتاع أو الكلام. ؟؟ بربط اللَّيُث: البربطُ: معرب؛ لأنه ليس من كلام العرب، وهو أعجمي فأعربته العرب حين سمعت به، وقال غيره: أصله بالعجمية: بربط؟ بكر الراء وسكون الطاء -؛ سبه بصدر البط، و " بَرْ " بالفارسية: الصدر. وفي حديث علي بن الحسين زين العابدين - قدس الله روحه -: ما قدست أمة فيها البربُط. وبَربَطَانِيَةُ: مدينة كبيرة بالأندلس. وبرباط - بكسر الباء -: وادٍ بالأندلس. وقال ابن حبيب: في أسد بن خزيمة برباط بن بهد بن سعد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان والبِربِيِطيِاءُ: موضع ينسب غليه الوشي، قال تميم ابن أبي بن مقبل: خُزَامى وسعْدَانُ كأنّ رِياضَها ... مُهدْنَ بذي البِربِيطِياءُ الُهَدّبِ وقال أبو عمرو: البِربِيِطيِاءُ: النّباتُ. ؟؟ برثط في نوادر الأعراب: برثَطَ الرجل في قعوده ورَثَطَ: إذا ثبت في بيته ولزمه. وقال ابن عبادٍ: وقع في برثوطةٍ: أي مهلكة. ؟؟ برشط ابن دريد: بَشَطَ اللحم: إذا شر شره أي قطعه برفط. بَرَفْطى - مثال دَلَنْظى -: قرية من نهر الملك. ؟؟ برقط البرْقَطَةُ: خطوُ متقارِبُ. ويقال: برَقَطَ الرجل: إذا ولى متلفتاً. وقال ابن عبادٍ: البَرقَطَةُ: التفريق لما قل من الأشياء وكثر، وهي - أيضاً -: أن تبرُقط الكلام ها هنا وها هنا: أي تطرحه ولا تسدة؛ وهي كالتبلتُع، قال: والبَرْقطَةُ: القُعُودُ على الساقين بتفريج الركبتين. وتبرقَطَتِ الإبل: إذا اختلفت وجوهها في الرعي. وقال غيره: البرقَطَةُ: الصعود في الجبل، يقال: برقط في الجبل وبقط فيه: إذا صعد فيه. ؟؟ بسبط بَسَبَطُ: موضع، قال الشنفري: أُمشّي بأطراِف الحَماطِ وتَارةّ ... تُنَفضُ رجلي بسبطاً فَعَصَنصراَ ؟؟ بسرط بِسراَطُ: بلد التماسيح قرب دمياط. ؟؟ بسط بَسطُ الشيء: نشره. والمبْسط: المتسع، قال روبة - في رواية أبى - عمرو والأصمعي، وقال ابن الأعرابي: هو للعجاج، وكذلك حكم ما أذكره من هذه الأرجوزة وإن لم أذكر الاختلاف: وبلَدٍ يَغتَالُ خَطوَ المخْتطي ... بغائل الغَولِ عَرِيضِ المبْسطِ وقوله تعالى:) والله يقبض ويبسط (أي يمنع ويعطي وهو القابض الباسط، ومنه قوله تعالى:) يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر (أي يوسع، ويقال: بسط يده بالعطاء، ومنه قوله تعالى:) بل يداه مبسوطتان (يعني بالعطاء والرزق، وقال:) ولا تبسطها كل البسط يقول: لا تسرف. ويقال: بسط يده بالسطوة، ومنه قوله تعالى:) والملائكة باسطو أيديهم (أي مسلطون عليهم؛ كما يقال بسطت يده عليه: أي سلط عليه. وقوله عز وجل:) إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه (أي كالداعي الماء يومئ إليه فلا يجيبه. وقوله تعالى) وزاده بسطة في العلم والجسم (أي انبساطاً وتوسعاً في العلم وطولاً وتماماً في الجسم. والبسطة - بالضم - لغة فيها، وقرأ زيد بن علي - رحمهما الله -:) وزاده بسطة (- بالضم -. وبسط العذر: قبوله.

بصط

وبسطت من فلان: أي أزلت عنه الاحتشام. وقال ابن السكيت: يقال: فرش لي فراشاً لا يبسطني؛ وذلك إذا كان ضيقاً، وهذا فراش يبسطك: إذا كان واسعاً عريضاً. وبسطني الله على فلان: أي فضلني عليه وسرنا عقبة باسطة: أي بعيدة. وخمس باسط: أي بائص. وركيته قامة باسطة وقامة باسطة - مضافة غير مجراةٍ كأنهم جعلوها معرفة -: يعنى أنها قامة وبسطة: من أعمال جيان بالأندلس. والباسوط من الأقتاب: ضد المفروق، ويقال أيضاً قتب مبسوط. وبسيطَةُ - مصغرة -: أرض ببادية الشام. والبساطُ: ما يبسط، قال الله تعالى:) والله جعل لكم الأرض بساطا (. وقال الفراء: البساط والبساط - بالكسر والفتح -: الأرض الواسعة، يقال: مكان بساط وبسيُط، قال روبة: لنا الحصى وأوسع البساط وقيل في قول المتنخل الهذلي يصف حاله مع أضيافه: سأبدَوَّهُم بِمشْمَعةٍ وأثنْي ... بجهدي من طعَأم أو بساطِ إن البسَاط جمع بسيط: أي سعة وطول، ويروى: " من لحاف " فعلى هذه الرواية: البساط ما يبسط، قال العديل بن الفرخ وكان قد هجا الحجاج وهرب إلى قيصر: أخَوفُ بالحَجاجِ حتَى كأنَّما ... يحَركُ عَظمُ في الفؤادِ مهيُض ودُونَ يِدَ الحَجاجِ من أن تَنالَي ... بسَاطُ لأيدي النّاعجاتِ عَريُض مَهَامهُ أشبَاهُ كأنَّ سَراتها ... مُلاءُ بأيدي الغاسلات رِحيضُ وقال العجاج: وبَسطَهُ بسعة البساط والبساط: القدر العظيمة. وفلان بسيط الجسم والباع، كما يقال: رحب الباع ورحيب الباع. والبسيُطَ: البحر الثالث من بحور الشعر، ووزنه مستفعلن فاعلن ثماني مراتٍ. وقال الليث: البسيط: الرجل المنبسط اللسان، والمرأةَُ بسيطة. وقال ابن دريد: البسيطة: الأرض بعينها، يقال: ما على البسيطة مثل فلان. والبسيطة: اسم موضع، قال الأخطل يصف سحاباَ: وعلى البسيْطةِ فالشّقْيقِ بِريُقٍ ... فالّضوجِ بَيْن رُوَيةٍ وطِحَال وقال ابن عباد: البسيطُة - كالنشيطة - للرئيس، وهي الناقة معها ولدها فتكون هي وولدها في ربع الرئيس: وجمعها بسط. قال: وذهب فلان في بسيطة - مصغرة -: أي في الأرض، غير مصروفة. وبَسطَ الرجل - بالضم - بساطة: صار منبسط اللسان. قال: والمبُْسوطة من الرحال: التي يفرق بين الحنوين حتى يكون بيتهما قريب من ذراع. وناقَةُ بِسُط - بالكسر - وبسط - بالضم - أيضا عن الفراء وبسُط - بضمتين - عن الكسائي وقال: هي لغة بني أسد: وهي التي تخلى مع ولدها لا يمنع منها، وجمع البسط بساط وبساط؛ مثال ظئر وظؤار؛ وبئر وبئار؛ وأبساط - مثال ظئرٍ وأظأرٍ وبئرٍ وأبأر - وبساط - بالكسر، مثال شهد وشهاد وشعب وشعاب. وفي كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لوفد كلب: في الهمولة الراعية البساط الظوار في كل خمسين ناقة غير ذات عوارٍ، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ظ. أ.ر. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: حتى يتوب بالليل ولمسيء الليل حتى يتوب بالنهار. يقال: يده بسط إذا كان منفاقاً منبسط الباع، ومثله في الصفات روضةُ أنُفُ ومشيةُ سجُح؛ ثم يخفف فيقال بسط؟ كعنق وأذن -. جعل بسط اليد كناية عن الجود حتى قيل للملك الذي تطلق عطاياه بالأمر وبالإشارة مبسوط اليد وإن كان لم يعط منها شيئاً بيده ولا بسطها به البتة، والمعنى: أن الله جواد بالغفران للمسيء التائب. وناقَةُ بَسُوطُ - فعول بمعنى مفعولة -: أي مبسوطة ويد بسط - بالكسر -: أي مطلقة، كما يقال: يد طلق، وكذلك هو في قراءة ابن مسعود - رضى الله عنه - وطلحة بن مصرف:) بل يداه بسطان (. وقد أبسطت الناقة: أي تركت مع ولدها. والَّبسّطُ: التنَزّهُ، يقال خرج يتبسط أي يتنَزَهُ. وتَبَسَط في البلاد: أي سار فيها. والانبساط: مطاوع البسط، يقال: بسطته فانبسط. وابَتَسَط: أي بسط، يقال ابَتَسَط الكلب يديه: إذا افترشهما، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: اعتدلوا في السجود ولا يبتسط أحدكم ذراعيه ابتساط الكلب. والتركيب يدل على امتداد الشيء في عرض أو غير عرض. ؟؟ بصط ما ذُكر في تركيب ب. س. ط. يَجُوز فيه الصّادُ. ؟؟ بشط قد أولع أهل العراق بقولهم: ابْشُط وبَشَّط؛ يريدون: اعْجَل وعَجَّلْ، والعرب لا تعرف ذلك، وهو كلام مستردل مستهجن لا يوجد في شيء من كتب اللغة. ؟؟ بطط

بعثط

البَطَّ: من طَيْرِ الماء، قال أبو النجْمِ: كَثّبج البَط نَزا بالبَطَّ الواحِدَةُ: بَطَّةُ، ليست الهاء للتأنيث وإنما هي لواحدِ من جنس، يقال: هذه بَطَّةُ للذكر والأنثى جميعاً؛ مثل حَمَمةِ ودَجَاجَة. ويجمع البط بطاطاَ، قال رُوبةُ: فأصْبَحوا في وَرْطَةِ الأوْراطِ ... بِمَحبِس الخنزيرِ والبِطاطِ وقال العجاج يصف ثوارً طعن الكِلابَ: شَاكٍ يَشُك خَلَلَ الآباطِ ... شَك المَشَاوي نَقَدَ الخَماطِ أو نَطبَكَ السَّفُّودَ في البطاطِ وقال الليث: البَطةُ: الدَّبَّةُ بلغة أهل مكة حرسها الله تعالى. وقال غَيْرُه: نَهَرُ بَطَّ: نَهَر بالأهْوازِ، قال: لم أرَ كاليَومِ ولا مُذْ قَطَّ ... أطوَلَ من لَيلٍ بِنَهر بَطَّ " 8 - ب " وبَطَّةُ وبُطَّة - بفتح الباء وضمها -: من الأعلام. وبِطَّةُ - بالكسر -: من أرض الحبشة. وبَطَطْتُ القَرْحَةَ: شَققتُها، وكذلك الصَُرة. والبَطيطُ: العَجَبُ والكَذِبُ، قال الصَرة. والبطيط: العجب والكذب، قال الكميت: ألم تَتَعَجبّي وتَرَيْ بَطيْاَ ... من الِحقَبِ المُلَوّنَةِ الفُنُوْنا وأنْشَدَ ابنُ دريدِ: ألَما تَعْجَبي وتَرَيْ بَطِيْطا ... من الّلائيْنَ في الحِقَبِ الخَوَالي وقال آخَرُ: ماذا تُرَجّيْنَ من الأرِبْط ... حَزَنْبَل يأتِيْكَ بالبَطِيِط ليس بذي حَزْمِ ولا سفِيِطْ وقال اللّيُث: البَطْيطُ بلُغَوِ أهْل العراق: رَأسُ الخُفَ يُلْبًسُ، وقال أبو حِزامِ غالبُ بن الحارث العُكْلُي: بَلى زُوّداً تَفَشّغَ في العَواصي ... سَأفْطُس منه لا فَحْوى البَطِطِ ولا يقُال منه فَعَلَ. والبَطْبُط - أيضاً -: الدّاهِيةُ، قال: غَزَالةُ في مائتَيْ فارِس ... تُلاقي العِرَاقانِ منه البَطْيطا وقال ابنُ الأعرابي: البُطُطُ - بِضَمّتْين -: الحَمْقى. والبُطَيطَةُ والحُطَيطةُ؟ كَدُجَيّجَةِ - تَصْغِيرِ دَجَاجَةِ: السّرْفَة. وجِرْوّ بُطُائطَ: ضَخْم. ويقول صِبيْانُ الأعْراب في أحاجِيّهم: ما حُطَائطَ بطائط تميس تحت الحائط، يعنون الذرة. وقال ابن فارس: ما سوى البط " اللشق " والَبِطْيِط للعَجَب من الباء والطاء فَفَارِسيّ كُلْه. وقال غيره: نَهر بطاطيا: نهر يحمل من دجيلِ وقال ابن الأعرابي: أبط: إذا اشترى بطة الدهنِ. والتبطيط: الإعْياءُ. والبطبطة: غَوْضُ البط في الماء. والمبطبطة: الحجلة. وبطبط: أي ضعف رأيه. والبطبطة: صوت البط. وأرض متبطبطة: بعيدة. وتبطبط: اذاتجر في البط. والتركيب يدل على الشق. ؟؟ بعثط البُعْثُط والبُعْثُوْطُ: سُرّةُ الوادي. ويقال للعالم بالقصة: هو ابن بُعْثُطِها، كما يقُال: هو ابن بَجْدَتها. وقيل لمعاويةَ - رضي الله عنه - أخبرنا عن نفسك في قريش فقال: أنا ابن بُعْثُطِها؛ والله ما سُوْبقْتُ " إلا " سبقت ولا خضتُ برجل غمرة إلا قطعتها عرضا؛ أراد أنه من صميم قريش وواسطتها، وخوض الغمرة عرضا أمر شاق لا يقوى عليه إلا الكامل القوة، يقال: أن الأسد يفعل ذلك، والذي عليه العادة اتباع الحرية حتى يقع الخروج ببعد من موضع الدخول، وهذا تمثيل لإقْحامِهِ نفسه فيما يعجز عنه غيره وخَوْضِه في مُسْتَصْعباتِ الأمور وتفصيه منها ظافراً بمباغيه. وقال أبو زيد: يقال: غَطّ بُعْثُطَكَ: وهو أسته ومذاكيره. وأنشد الأصمعي: من أرفع الوادىء لا من بعثطه. ؟؟ بعط الفَرّاءُ: بعط الشاة: إذا ذبحها. والبعط والأبعاط: الغلو في الجهل والأمر القبيح، يقال منه: أبعط الرجل في كلامه، إذا لم يرسله على وجهه، ويقال: كان منه أبعاط وإراط. وأبعط في السوم: أي أبعد، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة: إنّي امْرُو أدَعُ الهوانَ بِدارِه ... كَرَماً وإنْ أسَمِ الَمَلّةَ أبْعِطِ وقال روبة: وقُلْتُ أقْوَالَ امْرِئٍ لم يُبْعِطِ ... أعْرِضْ عن النّاسِ ولا تَسَخّطِ ويروى: " ولا تَشَحّطِ " أي: ولا تبعد، وقال رؤبة أيضاً: ناج يعينهن بالإبعاط وقال جساس بن قطيب " 9 - أ ": تَعَرّضَتْ منه على إبْعَاِط ... تعرَرضَ الشّمُوسِ في الرباطِ

بقط

وقال العجاج يصف ثوراً: حتى رأى من خمر المحاط ... أكلب كالأقدح المراط فانصاح بين الكبن والأبعاط وقال ابن عباد: أبعطت من الأمر: إذا أبيته وهربت منه. قال: وأبعطه: أبعده. وقال ابن فارس: الطاء في " أبعط " مبدلة من الدال. ؟؟ بقط ابن دريد: الُعْقُوْطُ - زعموا -: القصير في بعض اللغات، وكذلك البعقط. وقال الليث: البعقوطة: دحروجة الجعل. ؟؟ بقط ابن دريد: بقط الرجل متاعه: إذا جمعه وحزمه ليرتحل. وقال ابن الأعرابي: البقط: التفرقة. وقال شمر: البقط: أن تعطني الجنان على الثلث والربع، ومنه حديث سعيد المسيب: لا يصلح بقط الجنان. وقال أبو معاذ النحوي: البقط - بالتحريك -: ما يسقط من الثمر إذا قطع يخطئه المخلب. قال: وبقط البيت: قماشه، قال مالك بن نويرة اليربوعي: رَأيْتُ تَميماً قد أضَاعَتْ أمُوْرَها ... فهم بَقَط في الأرْض فرثْ طوائفُ فأما بنو سَعْدٍ فبالخط دارهُم ... فبابان منهم مألف فالمزالف والُبْقطَةُ - بالضم -: الفرقة من الناس. والبقطة - أيضاً -: البقعة من بقاع الأرض، يقال: أمسينا في بقعة معشبة: أي في رقعة من كلا، وروى بعض الرواة " 9 - ب " حديث عائشة - رضي الله عنها -: فو الله ما اختلفوا في بقطة الأطار أبي بحظها، ويروى: أصاب ابي بابها. فقولها يقع على البقطة من الناس وعلى البقطة من الأرض. وقال ابن الأعرابي: البُقَاطُ - بالتّخفيف -: قَبَضةُ من الأقِطِ. والبُقَّاطُ - بالتشديد -: ثُفْلُ الهِبِيْدِ وِقشْرهُ، وقال: إذا لم يَنَلْ مِنْهُنَّ شَيئْاً فَقَصْره ... لَدَى حِفْشِهِ من الهَبِيِ جَرِيْمُ تَرى حَوْلَه البُقَّاطَ مُلْقىً كأنَّه ... غَرانِيقُ نَجْلٍ يَعْتَلْينَ جُثُوْمُ يصف القانصَ وكِلابه ومطْعَمَه من الهبِيْدِ إذا لم ينل صَيْداً. وقال أبو عمرو: بِقطَ في الجَبل تَبِقْيطاً: إذا صَعِدَ فيه، ومنه حديث عَليَّ - رضي الله عنه -: أنه حَمَلَ على عسكر المشركين فما زالوا يُبَقَطُونَ. أي يتعادون إلى الجبالِ. والتَبْقْيطُ - أيضاً -: الإسراع في المشي والكلام. وفي المثلِِ: بَقَّطيِه بِطبَّك: أي فريقه برفقك لا يفطن له، ويقال ذلك للرجل يؤمر بأحكام العمل بعمله ومعرفته وبأن يحتال بالأمر الذي يعيا به غيره مترفقا، وأصله: أن رجلاَ أتى عَشِيْقَتَه في بيتها فأخذه بَطْنُه فأحدث فقال لها: بَقَطِيِه بِطِنَّكِ؛ وكان الرجل أحمق. ويقال: أعطاني حَقي مُبَقَّطاً: أي مُفَرَّقاً. وبَقَطْته بكلام: بَكَته به. وتَبَقَّطْتُ الخَبَر وتَذَقَّطتٌه: أي أخذته قليلاً قليلا. ؟؟ بلط البَلاَطُ: الحِجَارةُ التي تفرش في الدار وغيرها، قال: هذا مَقَامي لكِ حتى تَنْضَحي ... ريّا وتَجتازي بَلاطَ الأْبطَحِ وقال تميم بن أبي بن مُقْبِل: في مُشْرِف لِيْطَ لَياطُ البَلاطِ به ... كانَت لِسَاسَتهِ تُهدى قَرابِينْا " 10 - أ " وقال رُوَُبَةُ: لنا الحَصَى وأوْسَعُ البَسَاطِ ... والحَسَبُ المُثْرِي من البَلاطِ والبَلاَطُ - أيضاً -: المُسْتَوَى من الأرض، قال رُبَّبَةُ أيضاً: لو أحْلَبَتْ حَلائبُ الفُسْطاطِ ... عليه ألْقَاهُنَّ بالبَلاَطِ وقال العجاج يصف ثواراً: فَبَاتَ وهو ثابتُ الربَاطِ ... بُمِنْحَنى الهائلِ والبَلاطِ وبَلاَطُ: قرية بغوطة دمشق. وبَلاَطُ عَوْسَجَةَ: حِصن بالأندلس والبَلاَطُ: موضع مبلط بالمدينة - على ساكنيها السلام - بين المسجد والسوق، ومنه حديث عثمان - رضي الله عنه -: أنه أتي بماء فتوضأ بالبَلاَط. والبَلاَطُ - أيضاً -: مدينة عتيقة بين مَرْعَشَ وإنْطاكِيَة. وقال ابن دريد: بَلَطتُ الحائط بَلْطاً: إذا عَمِلته بالبَلاَط. والبَلْطُ - أيضاً -: المخْرطُ وهو الحديدة التي يخرط بها الخارط، قال الدينوري: أنشدني أعرابي: فالبَلْطُ يَبري حُبَرَ الفَرْفارِ الحُبْرَة: السلعة تخرج في الشجرة أو العقدة فتقطع وتخرط منها الآنية فتكون موشاة حسنةً. والبُلْطَةُ - بالضم -: في قول امرئ القيس: نَزَلْتُ على عمرو بن دَرْمَاءَ بُلْطَةً ... فياكُرْمَ ما جَارٍ ويا حُسْنَ ما مَحَلْ

بلقط

قيل: هي البُرْهة والدهْرُ، قيل: " بُلْطَةً " أراد داره وأنها مُبَلَطةٌ مَفْرُشَةٌ " 10 - ب " بالحجارَة، وقبل: " بُلْطَةً " أي مُفْلِساً. وقال ابن الأعرابي: البُلُطُ - بضمتين -: الفَارَّوْنَ من العَسكَر. والبُلُطُ: المجَانُ؛ والمتَخَرمُونَ من الصوفية. والبَلَوْطُ: مَعْروفُ ويقال: انْقَطَعَ بَلُّوْطي: أي حركتي، وقبل: فُؤادي، وقيل: ظهري وأبْلَطَ دارَه: فَرشها بالبَلاَط؛ كبلطها، قال رُوُّبَةُ: يُفْضي إلى أبْلاَطِ جَوْفٍ مُبْلَطِ وقال الكسائي: أبْلَطَ الرجلُ وأبْلطَ - على ما لم يُسَمَّ فاعلهُ أيضاً -: أي افْتَقَرَ وذهَبَ مالُه، وأبو زَيْدٍ مِثْلُه، قال صَخْرُ - ويقال: صُخَيْر - بن عُميرٍ: تضهْزَأُ منّي أُخُتُ آلِ طَيْسلَهْ ... قال: أرَاهُ مُبْلطِاً لا شيءَ لَهْ وأبلَطني فُلانٌ: إذا ألَحَّ عليك في السؤال حتى يُبْرِمَ. وأبْلَطَ المَطرُ الأرض: إذا أصابَ بَلاطَها، وهو ألاّ ترى على متنها تراباً ولا غُباراً. وبَلَّط الرَّجُلُ تَبْليْطأَ: إذا أعيا في المشي؛ مِثْلُ بَلَّحَ. وبَلطتُ الحائطَ: مثل بَلَطتهُ بَلْطاً، عن ابن دريد، وأنْشَدَ الرَّياشِيَُ: مُبَلط بالرخَام أسفَلُهُ ... له مَحَارِيبُ بَينها العَمَدُ والتّبليْطُ - أيضاً -: التَّببِليْدُ. وقال الليث: التَّبِلْيطُ عِراقِيَّةٌ: وهو أن تَضْرِبَ فرع أُذُنِ إنسان بطرف سبابتك ضَرباً يوجعه، تقول: بَلطْتُ له، وبَلَّطْتُ أُذُنَه عِراقِيَّة مستعملة. وقال غيره: انْبَلَط: أي بَعُدَ. وبالَطَ الرجُلُ في أمره: إذا اجتهد فيه. وكذلك بالَطَ السّابحُ في سباحته: إذا اجتهد فيها. وبالطَنَاهُم: أي نازلناهم بالأرض. وتَبَالطُوا بالسيوف: إذا تجالدوا بها على أرجلهم، ولا يقال تَبالَطوا إذا كانوا رُكباناً. ؟؟ بلقط ابنُ دُرَيْدٍ: البُلْقُوْطُ - زَعَمُوا -: طائرّ " 11 - أ "، وليس بِثَبتٍ. والبُلْقُطُ واللبُلْقُوْطُ - أيضاً -: القَصِيْر. ؟؟ بلنط اللّيْثً: البَلَنْطُ: شَيء يُشْبِه الرّخَامَ: إلاّ أنّ الرّخَامَ أهَشُّى منه وألْيَنُ وأرْخى، قَوْل عمرو بن كُلْثُومٍ يَصفُ ساقَيِ امْرأةِ: وسارِيَتْي بَلَنْطِ أو رُخَام ... يَرِنُ خَشَاشُى حَلْيِهما رَنيْنا والرواية المشْهَوَرَةُ: " وسارَتَتْي بَلاَطٍ "؟؟ بنط الأزْهَرَي: هذا التّرْكيبُ مُهْمَلَ، فإذا فُصِلَ بين الباء والنوْن بِيَاءٍ كان مُسْتَعْمَلاً، يقول أهْلُ اليَمنِ للنّساج: البِيَنْطُ؛ وعلى وَزْنهِ: البِيَطْرُ، وقد مَرّ تَفْسيُره. هذا ما قاله الأزْهَرِيّ، وأنْشَدَ اللّيْثُ في كتاِبِه: نَسَجَتْ بها الزُّوَعُ الَّشتُوْن سَبَائبً ... لم يَطْوِها كَفُّ البِيَنْطِ المجْفِلِ الشُّتُوْنُ: الحائكُ. والزُّوَعُ: العَنْكَبُوت. ؟؟ بوط ابنُ الأعْرابيّ: بَاطَ الّرجُلُ بَوْطاً: إذا افْتَقَرَ بَعْدَ غِنّى أوْ ذَلّ بعد عِزٍ. وقال اللَّيْث: البُوْطَةُ: التي يُذُيْبُ فيها الصّاغَةُ ونَحْوُهم من الصنّاع. وبُوَاطُ - بالضّمّ -: جِبالُ جُهَيْنَه من ناحِيِة ذي خُشُبِ، وبينَ بُوَاطَ والمَدينةِ - على ساكنِيِهاْ السَّلامُ - ثلاثَةُ بُرُدٍ أو أكْثَرُ. وغَزْوَةَ: من غَزَواتِ رسولِ الله - صلى الله عليى وسلم - يَعْتَرِضُ عِيرْ قُرَيْشٍ، قال حَسّان بن ثابتٍ - رضي الله عنه -: اَمِنِ الدّارُ أقْفَرتْ بِبوُاطِ ... غَيْرَ سُفْعٍ رَوَاكِدٍ كالغَطَاطِ الغَطَاطُ: القَطَا. وبُوَيْطُ: قرْيةّ من قُرى مِصْرَ يُنْسَبُ إليها أبو يَعْقُوْبَ " 11 - ب " يوسُفُ بن يَحْيى البُوَيْطِيّ الفَقيه. بهط: البَهطّةُ: ضَرْبّ من الطّعَام؛ وهو أرُزَّ وماءَ، وهو مُعَربّ، وهو بالهْندِيّة: بَهَتا، ويُنْشَدُ: تَفَقَّأتْ شَحْماّ كما الإوَزّ ... من أكْلِها البَهَطّ بالأرُزَّ وقال اللّيْثُ: البَهطّ سِنْدِيّةً؛ وهو الأرُزّ يُطْبَخُ باللّبِن والسّمْنِ خاصّةً، واسْتَعْمَلَتْه العَرَبُ؛ تقول: بَهَطّةً طَيَبَة، قال: من أكْلِها الأرُزّ بالبَهَط ... هكذا أنْشَدَه اللّيْثُ. ؟؟ ثأط الثّأطَةُ: الحَمْأةُ، والجَمْهُ: ثَأطّ، وفي الَثَل:

ثبط

ثَأطَةُ مُدَّتْ بِماءٍ، يُضْرَبُ للرَّجُلِ يَشْتَدُّ مُوْقُه وحُمْقُه؛ لأنَّ الثَّأطَة إذا أصَابَها الماءُ ازْدادَتْ فَساداً ورُطُوبةً، وأنْشَدَ لتُبَّعٍ: فَرأى مَغغيْبَ الشَّمْسِ عند غُروِيها ... في عَيْنٍ ذي خُلُبٍ وثَأطٍ حَرْمَدِ ويُرْوى: عند مَأبِها. وقال ابن عَبّادٍ: الثُّؤاطُ: الزُّكامُ، وقد ثُئَط: أي زُكِمَ، والثَّأْطاءُ: الحَمْقاءُ، وتُوصَفُ بها الأمةُ. وثَئطَ اللَّحْمُ وثَعِطَ: أي أنْتَنَ. ؟؟ ثبط ابن دريد: ثَبَطْته عن الأمرِ ثَبْطاً: إذا رَبَّثْتَه. وفَرَس ثَبِطُ - مثالُ كَتِفٍ -: وهو الثقيل النَّزو، والجمع: ثِبَاط وأثْباطُ. وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: استأذنت سَوْدةُ - رضي الله عنها - رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ المزدلفةِ أن تدفع قَبْلَةُ قبله حَطْمَةِ الناس؛ وكانت امرأة ثَبِطَةً؛ فأذن لها. ورَجُلُ ثَبِطُ: لا يَبْرَحُ، وأنشد الأصمعي يصَف بعيراً: ليس بِمُنهَك البُرُكِ فِرشطِه ... ولا بمهْرجُ الهَجِيْرِ ثبِطِهْ المِهرَاجُ: الذي يهرج في الحَرَّ. والقِياس في فِعلها ثِبَط بكسر الباء. والثَّبِطُ من الرَّجال: الأحمق في علمه الضعيف الثقيل، وقوم ثَبِطُونَ. وقال ابن دريد: ثَبِطَتْ شَفةُ الإنسان ثَبْطاً وثَبَطاً: إذا ورمت، وليس بثبتِ، وفي بعض نُسَخِ الجَمْهَرةِ: بثَطَتْ؛ بتقديم الباء الموحدة على الثاء المثلثة، وقد ذكرته في موضعه لهذا. وأثْبَطَهُ المَرَضُ: إذا لم يَكَدْ يفارقهُ وثْبَّطْتُه عن الأمر تَثْبيِطاً: شَغلته عنه وربَثته وصَددًته وعوقَته، وقوله تعالى:) فَثَبّطَهُم (أي عوقهم. والتَّثبيِطُ: أن يحول بين الإنسان وبين ما يريده، يقال ثَبَّطتُه عن الشيء: إذا بَطَأتَ به عنه. وتَثَبَطَ: تَوٌقَفَ. ابن دريد: الثَّخْرِط: نًبْتٌ،.َعموا، وليس بِثَبَتٍ. ؟؟ ثربط ابنُ حَبِيْبَ: في قُضّاعَةَ ثرِبْاطّ، ويُقال، ثُرْبُطُ ابن حَبِيْبِ بن زَيْد بن حَيّ بن وائل بن جُشَمَ بن مالِك بن كَعْب بن القَيْنِ بن جَسْرٍ. ؟؟ ثرط ابنُ دُريدٍ: ثَرطْتُ الَّرجُلَ أثْرطُه ثَرْطاً: إذا زَرَيْتَ عليه وعِبْتَه؛ وليس بثَبتٍ. وقال غيُره: الثَّرْطُ مثلُ الثّلْطِ: لُغَة أو لُثْغَة. والثّرطُ أيضاً: شَيْءّ يَسْعْمِلُه الأساكِفَةُ، وهو بالفارِسيةّ سِرِيْشْ، ويُكْتَبُ في كُتُبِ الطَّبّ: إشْرَاسْ، ذَكَرَه النّصْضر بن شُمَيْلٍ ولم يَعْرِفْه أبو الغَوْث. وقال أبو عمرو: الثّرْطِئة - بالكَسْر: الرّجُلُ الثّقْيلُ، وقال غيُره: الأحْمقُ الضَّعيفُ، وقال ابنُ عبّادٍ: القَصيرُ الحادِرُ والهَمْزةُ زائدةً والثَّرَنْطي: الثَّقيل، وكذلك الثَّرْياطَةُ، يقُال: صارتِ الأرضُ ثرِيْاطةً ورَدَغَةً. ورَجُلً ثَرَنْطىً - مِثال دَلَنْظىً - ومُثْرَنْطٍ: أي ثَقْيلّ. وثَرطَ: إذا حَمُقَ حُمْقاً جَيَّداً. والبعَيرُ يُثرِيْطُ - بوزْنِ - بوَزْنِ يُهرِيْقُ: إذا ثَلَطَ مُتَدَارِكاً. ؟؟ ثرعط ابنُ دُرَيْدٍ: طِيْنَ ثُرْعُطَ " 12 - ب " وثُرُعْطَطَ: إذا كان رَقْيقاً، وبه سُمي الحَساءُ الرّقيقُ ثُرُعْطُطاً، وقال الأصمعيّ: الثرُعْطُطَةُ والثُرَعْطَطَةُ، وأنْشَدَ: فاسْتوْبل الأكْلةَ من ثُرُعْطُطِة ... والشّربْة الخَرسْاءَ من عُثَلِطِة يُقال للِّبِن إذا كان خاثرِاً لايُسْمعُ له صَوْتَ: أخْرَسُ. وزاد ابنُ عَبادٍ: الثّرَعْطِيْطَة. ؟؟ ثرمط الفَرّاءُ: الثّرْكُطَةُ - مثِالُ عُرْفُطةٍ - والثّرمِطَةُ - مثال عُلَبِطةٍ -: الطّيْنُ الرّقْيقُ. وقال ابنُ عَبَادٍ: نَعْجَة ثرِمطّ - بالكَسْر -: كَبيرةُ تُثرْمطً المْضغ وذلك أن تَسَمَع له صَوْتاً. وثرمطتِ الأرضُ: صارتُ ذات طينٍ رَقيقٍ. واثرَمّط الغَضب: شَخَص فانْتفخَ الرّجُلُ عند ظُهُوْرِه. وقال شَمرِ: اثْرَمطَ السقاءُ: إذا انْتفخَ، وانشْدَ ابنُ الأعرابيّ: تأكُلُ بِقْلَ الريِف حَتى تَحْبطا ... فبطنها كالوطبِ حيْنَ اثْرمّطا أو جائشِ المرْجَلِ حيْنَ غَطْغطا ؟؟ ثطط

ثعط

ابنُ دُرَيدٍ: رَجُلّ ثطّ بينُ الثطَاطَةِ والثُطُوْطَةِ من قَوْمٍ ثطاطٍ؛ والمصدَرُ: الثّطَطَ وهو خِفّةُ اللّحْةِ من العارِضَيْنِ، ولا يُقال: اثّط؛ وإن كانت العامةُ قد أوْلَعتْ به، قال أبو النّجْمِ: كَهاَمةِ الشّيْخِ اليماني الثّط وقال أبو حاتمٍ: قال أبو زَيدٍ مَرةً: أثّط، قال: قلت له: أتقولُ: أثطّ؟ فقال: قد سمعْتها. انتهى ما قاله ابنُ دُرَيْدٍ. وروى أبو رُهْمٍ كُلثومُ بن حصْينٍ الغفارِيّ - رضي الله عنه - قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غَزْوِةٍ تَبوكَ فسْتُ " 13 - أ " معه ذات ليلةٍ فقربتُ منه فجَعَل يَسْألُني عَمنْ تخلف من بني غفارِ فقال وهو يسألُني: ما فعل النفرُ الحمرُ الطواَلُ الثْطاطُ - ويروْى: النطانط - فحدّثته بتخلفهم، فقال: ما فعل النفر السوْدُ القصارُ الحعَادُ؟ فقلتُ: والله ما أعْرٍفُ هؤلاءِ فينا. ويقال: امرأةُ ثَطْةُ الحاجِبْينِ، قال: وما من هَوايَ ولا شِيْمَتي ... عَركْركَةً ذات لَحْمٍ زِيْم ولا ألَقى ثَطَةُ الحاجِبيْنَ ... مُحرفةُ الساقِ ظمْأى القدمْ مُحرفةُ الساقِ: مهزُوْلتهاُ. وقال اللّيُث: الثّطّاءُ: التي لا إسبَ لها. قال: والثطَاءُ: اسم دُوَيبةٍ تلسعُ لَسْعاً شَديداً، وقال غيره: هي العنكبوتُ. وقال اللّيْثُ: الثّطَاءُ: هي التي لا إسبَ لها. وقال االّيْثُ: الأثَط والثَّطُ: لُغَتَانِ، والثَّطُ: أصوب وأكثر، يقال: ثَطُّ يَثَطُّ، ومن قال: رجلٌ ثَطُّ قال: ثَطَّ يَثِطُ أو يَثٌط ثَطَاً وثُطُوطَةً. وقال ابن الأعرابي: الأثَطُّ: الرقيق الحاجبين، قال: والثُّطُطُ والزُّطُطُ: الكواسج. وقال أبو زيدٍ: رجلٌ ثَطُّ من قوم ثُطَّانٍ وثِطَطَةٍ، قال: ورجل ثَطُّ الحاجبين؛ لا يستغنى فيه عن ذكر الحاجبين، وكذلك رجل أطْراطُ الحاجبين وأمْرَطُ الحاجبين؛ لا يستغنى عن ذكرهما؛ والأنُمصُ الذي ليس له حاجبان، يستغنى في الأنَمِص عن ذكر الحاجبين. والثَّطُّ - أيضاً -: السًّلْحُ. ؟؟ ثعط الليْثُ: الثَّعِيطُ: دُقاق الرمل يسيل على وجه الأرض تنقله الريح. والثَّعَطُ - بالتحريك -: مصدر قولك ثَعِطَ اللحمُ: أي أنْتَنَ، وكذلك الماءُ، قال: ومَنْهَمل على غِشَاش وفَلَطْ ... شَرِبتُ منه بَيْنَ كُرُهٍ وثَعَطْ وقال آخر: يأكُلُ لَحْماً بائتا قد ثَعِطا ... أكْثَرَ منه الأكْلَ حتى خَرِطا ثَعِط به: أي غَصَّ به. والثَّعِطَة: البَيْضَةُ المَذِرَةُ. وقول إياس بن جندب الهذلي يخاطب ابن بجدة الفهمي: تُغَنّي نِسوَةً كَنَفَى غُضَارٍ ... كأنَّكَ بالنَّشِيد لهن رَامُ يُثَطن العَرَابَ فَهُنَّ سُوْدٌ ... إذا جالَسْنَهُ فُلْحٌ قِدَامُ كل ما عطفت عليه فهو رَأمُكَ؛ ويقال: أنت رَأمُ النساء: أي عطفن عليك، فترك الهمز للشعر. يُثعَّطنَ: يَرْضَحنَ ويدققن كما يرضح النوى. والعرابُ: ثَمر الخَزَمِ وهو شيء تتخذ منه السُّبَحُ ليس بأسوَدَ. وقِدَامٌ: هَرِماتٌ. ؟؟ ثلط ثَلَطْتُه ثَلْطاً: إذا رميته بالثَّلِطْ ولَطَخْتَه به. وقال الليث: الثَّلْطُ: سَلحُ الفيل ونحوه إذا كان رقيقاً، وأنشد لجريرِ يهجو البعيث: يا ثَلْطَ حامِضَةٍ تَرَوَحَ أهلُها ... عن ماسِطٍ وتَنَدَّتِ القُلاّما وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: فَثَلَطَتْ وبالَت. وكتب الحديث بتمامه في تركيب خ. ض.ر. وقال الأصمعي: ثَلَطَ البَعيرُ يَثْلِطُ ثَلْطاً: إذا ألقاه سهلاً رقيقاً، قال الأزهري: قلت: ويقال للإنسان أيضاً إذا رَقَّ نَجْوُه: هو يَثْلِطُ ثَلْطاً؛ وقد جاء في بعض الأخبار، لم يزد الأزهري على هذا. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا حديث علي - رضي الله عنه -؛ وسِيَاقُه: إن من كان قبلكم كانوا يَبْعرُوْنَ بَعْراً وأنتم تَثْلِطُونَ ثَلْطاً فأتبعوا الحجارة الماء. والَمْثَلُط: ذلك الموضع، وأنشد الأصمعي: واعْتَاصَ بابا قَيْئِه ومَثْلَطِهْ. ثلمط: ابن دريدٍ: طين ثَلْمَط وثُلْمُط: إذا كان رقيقاً. وثَلْمَطَ وثمطَلَ: إذا استرخى. ؟؟ ثمط ابن دريدٍ: الثُمط: الطينُ الرقيقُ أو العجينُ الرقيقُ إذا أفْرَطَ في الرقة. ثملط: ابن دريدٍ: الثملَطَةُ والثْمطَلَةُ: الاسترخاءُ. ؟؟ ثنط

جثط

ابن الأعرابي: الثَّنْطُ: الشَّقُ، ومنه حديث كعب الأحبار: أن الله لما مدَ الأرض مادت فَثَنَطَها بالجبالِ فصارت كالأوتاد لها ونَثَطَها بالإكامٍ فصارت كالمُثقِلاتِ لها. نَثَطَها: أثْقَلَها، وهما حرفان غريبانِ. ؟؟ جثط ابن عبادٍ: جَثَطَ بغائطه يَجْثطُ جَثْطاً: أي رمى به؛ وهو أن يخرجه رَطْباً منبسطاً. جثلط ابن عبادٍ: الجَيْثَلُوْطُ في قول جريرٍ: عدوا خضافِ إذا الفحول تُنُجّبَتْ ... والجَيْثَلُوْطَ ونَخْبَةً خَوّارا اسم مخترع للنساء؛ وهو شتم، وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري: لا أدري ما الجَيْثَاُوطُ ولا رأيتُ أبا عبد الله يعرفه قال: لا أدري من أي شيءٍ مشتقة. ؟؟ جحرط ابن السَّكَّيت: الجِحْرِطُ والجخْرِطُ: العجوزُ الهرِمَةُ، وأنْشَدَ: والدَّرْدَبِيْس الجحْرطُ الجَلَنْفَعَهْ ويروى: الجِخْرِط ". ؟؟ جخرط ابن فارس: الجِخْرِطُ - بالكسر -: العجوز الهَرِمَةُ. جرط: ابن عبادٍ: جَرِطَ: جَرِطَ الرجلُ جَرَطاً - بالتحريك -: إذا غص بالطعام، والجَرَطُ: الغُصَّةُ. ورجل جِرْوَاط: بمعنى الحِرْوَاضِ للطويلِ. ؟؟ جطط قُطْرُب وابن خَالَوَيْهِ: الجَلَنْبَطُ - مثالُ جَحنْفَلٍ - الأسد، وقال أبو سهل الهرَوِيُ: ذكره ابن خالَوَيْهِ وقُطْرُب في ذكر أسماء الأسد وصفاته ولم يذكرا تفسيره، قال: ولا أعلم أنا أيضاً تفسيره. ؟؟ جلحط قال ابن دريدٍ: قال سِيْبَويهِ في كتابه جِلْحِطَاءُ؛ بالحاء والطاء، فلا أدري ما أقول فيه، قال؟ أعني ابن دريدٍ -: جِلْحِظَاءُ أرض لا شجر بها، قال: وأنا من الحرف أوجَرُ؟ أي: أشفقُ - لأني سمعت عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي يقول: الجلْحِظَاءُ - بالحاء غير المعجمة والظاء المعجمة -؛ وقال: هكذا رأيت في كتاب عمي فخفت ألا يكون سمعه. جلحْط: " 14 - ب " ابنُ عَبّادٍ - في الخاء المُعْجَمَةِ والجيم -: الحِلْخِطَاءُ: أرضّ لا شجرَ بها. قال الصّغَانيّ مُؤلُف هذا الكتاب: وهكذا هو في الجَمْهَرة بخطّ ابي سَهْلٍ الهَروي وفي نُسخةٍ من الجَمْهرة بخطّ الأرْزَنيّ كما ذَكرْتُ في التركيب الذي هو قبل هذا الترْكيب. ؟؟ جلط جَلَطَ سَيْغه: أي اسْتَله. وقال ابنُ الأعرابيّ: جَلَطَ يَحْلُط: إذا كذبَ وجَلَطَ: حَلَف. وقال ابنُ عبادٍ: جَلَط " رَأسَه: أي حَلَقَه. واجْلْطِ عن جلْدَها: أي اكْشِطْهُ. والجلْيطَةُ من السيوفِ: الذي يندَلقُ من غِمْدِه. والجُلْطَة - بالضّمّ -: الحزْعَةُ الخاثرِةُ من الرّائبِ. وجلطَ البَعيرُ بِسَلْحِه: رَمى به. ونابُ جَلْطَاءُ: وهي الرخْوةُ الضّعيفَةُ والجلُوْطُ من النساء: البَعيدةُ من الحَياء. وامْجَلَطَ الَعيرُ: أي انْحَدَلَ. واجْتَلَطَ ما في الإناء: شَرِبَه. واجْتَلَطَ الشّيءَ من يِده: أي اخْتَلَسه. وقال ابنُ الأعرابيّ: المجَالَطةُ: المكَابَدَةُ. ؟؟ جلعط ابنُ عَبّادٍ: الجُلَعْطِيُْط من اللّبَنِ الرّائبِ ما ثَخُنَ منه. ؟؟ جلفط اللّيْث: الحِلْفَاطُ: الذي يَشُدّ دُرُوْزَ الّفُنِ الجُددِ بالخُيُوْط والخرَقِ ثَّم يُقَيُّرها، وقال ابنُ دُرَيْدِ: الجلْفاطُ: لُغَة شاَمِيّةُ. وزادَ ابنُ عَبّادٍ: الجِلنْفَاطُ: وهو الذي يُجَلْفطُ السّفُنَ وهو أن يُدْخِلَ بين المسَامِيْرِ والألْوَاحِ مُشاقَةَ الكتانِ ويمسحها بالزّفُتِ والقَارِ. وكَتَبَ مُعاوِيةُ إلى عُمر - رضَي الله عنهما - يسألُه أن له في غَزْوِ الَبحرْ، فكَتَبَ إليه: أنى لا أحملُ المْلمينَ على أعْوادٍ نجَرها النّجارُ وجَلْفَطَها الجلْفاطُ؛ يَحْمِلُهم عَدُوهمّ إلى عَدُوهم " 15 - أ ". أرادَ بالَعدُوّ: البَحْرَ أو النّواتّي لأنهم كانوا عُلُوْجاً يُعادُوْنَ المُسْلِمين؛ وأصْحَابُ الحديِث يقولون: جَلْفَظَها الحِلْفَاظُ؛ بالظّاء المُعْجَمِةِ؛ وهو بالطّاء المُهْمَلَةِ. ؟؟ حبط حَبِطَ عَمَلُه، وزادَ أبو زَيْدٍ: حَبَطَ - يفَتْح الباء - وقَرَأ أعْرابيّ: " فقد حَبَطَ عَمَلُه " حَبْطأً وحُبُوْطلً.

حشط

والحبُط - بالّتحريك -: أن تأكُلَ الماشِيةُ فَتُكثرِ حتّى تَنْتَفِخَ لذلك بُطُونْها ولا يَخْرجَ عنها ما فيها، وقال ابنُ السكيتِك هو أن تَنْتَفخَ بُطُوْنها عن أكلِ الذّرَقِ وهو الحَنْدقُوْقُ، يُقال: حَبِطَتِ الشّاةُ - بالكسْرِ -، ومنه حَديُث النبي - صلى الله عليه وسلم -: وان مماِ يُنْبِتُ الربيعُ ما يقَتُلُ حَبَطَاً أو يُلمّ، وقد كُتِبَ الحَديُث بتمامِه في ترْكيب خ ض ر، وقال الناّبِغَةُ الجَعْدِيّ - رَضيَ الله عنه - يَصفُ فَرَساً: فَليْقُ النّسا حَبُط الموْقفَينِ ... يَسْتَنّ كالصّدَعِ الأشْعَبِ الموْقُف: نُقرةُ الخاصِرِة، وأنْشَدَ الأصمعيّ: أقولُ لّما أنْ رَبَا من حَبَطْه ... مثرَ نطم ببوْله وضَرِطِهْ وحَبِطَ الجُرْحُ إذا بقيتْ له آثارّ بعد البرءِ، قال: والحبطُ: اللحْمُ الزّائدُ على النّدُوبِ. وقال العامِرِيُّ: الحَبُط: آثارُ السيَاطِ الوارِمَةُ التي لم تَشَقّقْ؛ فإنْ تَقَطّعَتُ ودميِتْ فهي العُلُوْبُ. ومن الحَبط، ويقاُل: الحبط؛ لأنه كان بنُ عَمْرو بن تَميمٍ: الحَبط، ويقاُل: الحبط؛ لأنه كان في سفرٍ فأصاَبه مثُلُ ذلك، وقال ابنُ الكلْبيّ: كان أكلّ طَعاماًً فأصَابَتْه منه هَيْضةُ، وقال ابنُ دُرَيدِ: كان أكلَ صَمْغاً فَحَبِط عنه وقال: الحارِثُ بن مالكِ بن عمرو ابن تَميم؛ ذَكَرَه في الرّباعيّ وزادَ في نَسبِه مالكا بين الحارث وعمرو. وولدُه هؤلاء الذين يسُمونَ الحَبَطاتِ من بني تَميم، والنسبةِ إليهم حَبطيّ - بفتْح الباء -؛ كالنسبِة إلى بني سلمةَ وبني " 15 - ب " شقرةَ، فتقول: سلَميّ وشقرِيّ - بفَتْح اللام والقاف -، وذلك لأنهم كرِهُوا كثرَة الكَسَراتِ فَفَتحواْ. ويقال: حَبِطَ دَمُ القتيِل يَحْبُط حبَطاً: إذا هَدَر. وحَبَطَ ماءُ البِئرِ حَبَطاً: إذا ذَهَبَ، قال: فَحَبِط الجفْرُ وما إن جَمّا والحبنْطي: القَصيرُ، يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ ولا يُهْمزُ، والنّوْنُ والألُف للإلْحاقِ بِسَفرْجَلٍ، يقال: رَجُلّ حَبَنْطىً - بالتنوْين - وحَبَنْطاةُ، فإن حَقّرْتَ فأنتَ بالخيار: إنْ شئتَ حَذَفْتَ النونَ وأبْدَلتَ من الألفِ ياءِ وقلتَ: حُبَيْطِ بكَسْرِ الطاء مُنَوّناً؛ لأن الألَف ليستْ للتأنيث فَتَفَتْحَ ما قَبْلها كما تفْتح في تصغير حبُلى وبشرى، وإن بقيْت النون وحذفت الألف قلت: حُبْيَط، وكذلك كل اسم فيه زيادَتانِ للإلحاقِ فاحذفْ أيّتُهما شئتَ. وانْ شئت لم تُعَوضْ، فإن عوضْتَ في الأوّل قُلتَ حُبَيِطّ؟ بتشديد الياءِ والطاءُ مكسورة - وقلت في الثاني حُبيْنيط، وكذلك القولُ في عَفرْني. وقال ابنُ عبّادٍ: الحبطةُ: بقيةُ الماءِ في الحوْض. قال الصغَانيّ مُؤلفُ هذا المتاب: هي الخبطةُ - بالخاء المعْجَمةِ بكسْرِها، وأجازَ ابنُ الأعرابيّ فَتْحَها - وستذكَرُ إن شاءَ الله تعالى في موْضعِها. ويقال للشيء الحقير الصغير: حَبَطْيطٌةٌ كَحَمَصِيصًةٍ. وأحْبَطَ الله عمله: أي أبْطَله. وقال أبو عمرو: الإحْبَاطُ: أن يذهب ماءُ الرِكَّيَّة فلا يعود كما كان. وقال أبو زيد: أحْبَطَ فُلان عن فلانِ: إذا تركه وأعرض عنه؛ يقال: قد تَعلقَ به ثم أحْبَطَ عنه. واحْبَنْطي الرجل: انْتَفَح بَطْنُه، ومنه حديث النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -: في السقْطِ يظل مُحْبَنْطِياً على باب الجنة، ويروى بالهمزِ وبغير الهمزِ والمحْبَوْبطُ: الجَهُولُ السريع الغضب والتركيب يدل على بطلان أو ألم. ؟؟ حشط ابن الأعرابي: الحَشْطُ: الكَشطُ حَطَّ الرَّحْلَ والسَّرْجَ والقَوسَ والوَرَقَ، وفي حديث النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -: أنه جلس إلى غُصنِ شجرة يابسة فقال بيده فَحَطَّ ورقها: أي حَثَّ. وحّطَّ - أيضاَ -: نَزَلَ. والمَحطُّ والمحّطَّةُ: المَنْزِلُ؛ كالمَنْزلِة والمكان والمَكانَةِ وحَطَّه: أي حَدَرَه، قال امرؤ القيس: مِكَرَّ مِفَر مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعَاً ... كَجلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ الَّيْلُ من عَلِ والحَطُوْطُ: الحَدُوْرُ. والحطُوْطُ - أيضاً -: النّجِيبّةُ السرّيعةُ، قال االنابغةُ الذّبيْانّي: فما وَجَدَتْ بمثْلك ذاتُ غَرْبٍ ... حَطُوطَ في الزّمامِ ولا لَجُونُ وجاريةُ مَحْطُوْطةُ المتْنَين: أي مَرْدُوْدةُ مُستوِيةُ، قال القُطاميّ:

بيضاءُ مَحْطُوْطةُُ المتْنَين بهْكنة ... رَيّا الرّوادِفِ لم تُمِغلْ بأوْلادِ وحُطّ البَعيرُ - على ما لم يسُم فاعلُه -: أي طَنيِ؛ وزادَ ابنُ عَبّادٍ: فَيُضْجعُ فَيمرّ وِتدً بين أضْلاعِه إمراراً لا يخَرق. وحط البَعيرُ حطَاطاً: إذا اعْتمدَ في زِمامِه، قال الشّماخُ: إذا ضُرِبتْ على العلاتِ حَطتْ ... إليك حِطَاطَ هادِيةٍ شَنُوْنِ وقولُ عمرو بنِ الأهْتمِ: ذَرِيْني وحُطّي في هوَايَ فاتَّني ... على الحسبِ الزّاكي الَّفيعِ شَفيقُ أي: اعْتَمِدي في هَوايَ ومْيلي، وقال الأعْشى: إني لَعَمرُ الذي حَطّتْ مناسُمها ... تَخْدي وسيقَاليه الباقِرُ الغُيُلُ اَئنْ منُيِتَ بنا عن غِبّ معْركَةٍ ... لا تُلْفِنا عن دِماءِ القوْمِ نَنَتَفلُ وقال ابنُ الأعْرابيّ: الأحَطّ: الأمْلُس المتْنَيْنِ. وقوله تعالى:) وقوْلوا حِطّة (قال ابنُ عَرِفَة: أي قُولوها حُطّ عنا ذُنوبنا؛ أمِرُوا أنْ يقولوا ذلك؛ لو قالُوها لحُطّتْ أوْزارُهم، وكان قد طوُطِئ لهم البابُ ليْدخُلوه سجّدا فبدّلوا قولً غير ذلك وقالوا: هطي سمهاثا: أي حِنْطَة حَمْراءَ، كذلك قال السّدي ومُجاهِد، وقال الزّجّاجُ: قُولوا ابنُ آبي عَبْلة وطاووسّ اليمَاني: " وقولوا حِطةَ " بالنْصب، وفيه وجْهان: أحدُهما - إعْمالُ الفعْلِ فيها وهو " قولوا " كأنه قال: وقولوا كلمة تَحُط عنكم أوْزاركُم، والثاني - أن تُنْصب على المصدَر بمعنى الدعاء والمسألِة: أي احطْطِ اللهم أوْزارَنا حِطّة؛ كما قال في سورة " 16 - ب " محمدٍ صلى الله عليه وسلم:) فَضرْب الرّقابِ (أي اضْرِبوا الرّقابَ ضَرْباً. وقال الأزْهَرِيّ: سَمْعتُ أن شَهْر رَمَضانَ في الإنْجِيْلْ أو بعض الكاُبِك يُسمى حَطّةَ لأنه يحُط من وِزِرِ صائِميه. ورَوَى أبو عُبَيْدَةَ - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - انه قال: من ابْتلاه الله ببلاءٍ في جَسدِه فهو له حِطّة، أي عنه ذُنُوبه كما يُحَط الحملُ عن الدّابةِ. والحِطانُ: التّيسُ. وعمرَانُ بن حِطَانَ: شاعر. وحطان بن عوف: الذي شبب الأخنس بن شهاب التغلبي بابنته فقال: لابنه حطان بن عوف منازل كما رقش العنوان في الرق كاتب وحِطّيْنُ - مَثَالُ سِجيِنْ -:قرَيْة بين أرْسُوْفَ وقَيسْارِيةَ بها قَبْرُ شُعَبْبٍ صَلَواتُ الله عليه. والحَطَاطُ - بالفَتْح -: شَبِيْه بالُبُثُورِ يكونُ حَوْلَ الحُوْقِ، وأنْشَدَ الأصمعَّي: قام إلى عَذْرَاءَ بالغُطَاطِ ... يْمشي بْمثلِ قائمِ الفُسطَاطِ بُمِكْفَهِرَّ اللّونِ ذي حَطَاطِ وقال رُوَبةُ: ما غَثَ عَرّاً دامِيَ الحَطَاطِ الواحِدةُ: حَطَاطَة، وربما كانت في الوَجْه، قال المُتَنَخلُ الهذَليّ: ووَحْهٍ قد رَأيْتُ أمَيْمَ صافٍ ... أسِيْلٍ غيرِجَهْمٍ ذي حَطَاطِ ويُقال للجارِيةِ الصّغيِرة: يا حَطَاطَةُ، وقال ابنُ دُريْدٍ: يقُال للشّيْءِ إذا اسْتَصْغَروه: حَطَاطةُ، فال أبو حاتمٍ: هو عَرَبيّ مُسْتَعْكلَ. والحَطَاطُ - أيضاً -: زُبْدُ اللّبِن. والحَطِيْطَةُ: ما يُحّط من الثّمن، يقُال: الحَطِيْطَةُ كَذا وكَذا. والكَعْبُ الحَطِيْطُ: الأدْرَمُ. وقال ابنُ الأعرابيّ: الحُطُطُ - بضَمّتْيِن -: الأبْدَانُ النّاعِمَةُ. والحُطُطُ - أيضاً -:مَرَاكِبُ السّفَلِ، وقال الأزْهَرِي: أظُنه مَرَاتِبِ الّفَلِ. ورَجُلَ حُطَائطَ - بالضّم -: أي صَغِيرّ قَصِير. وحُطَائِطُ بن يَعْفُرَ النّهْشّلي: أخُو الأسْوَدِ بنِ يَعْفُر. وقال ابن عَبّادٍك حِرّ حُطَائط بُطائط - إتْباعّ - أي ضَخْمّ. قال: وحُطَائطةّ بُرّة حَمْراءُ صَغيرة، قال الصّغانيّ مُؤلَف هذا الكتابِ: هكذا قال: بُرة والصوابُ: ذَرةٍ فانه تقول صِبْيانُ الأعْرَابِ " 17 - أ " في أحَاجِيهم: ما حُطَائط بطُائط تَمْيسُ تَحْتَ الحائط؟ يعْنْونَ الذّرّةَ. والحُطَيّطّةُ والبُطَيطةُ؟ مثِالا دُجَيجةٍ تَصْغِير دَجَاجَةٍ -: السّرْفَةُ. ويحْطُوط - مثالُ يَعْسُوبٍ -: وادٍ مَعْروفّ، قال العَبّاسُ بنُ تَيحَانَ البوْلانيّ: فلا أبالي يا أخا سَلَيْطِ ... ألاّ تَعَشَى جانِبيْ يَحْطُوْطِ

حطمط

والمحط - بالكسرْ -: الذي يوْشَمُ به، ويقالُ: هو الحَدِيْدَةُ التي تكون مع الخَرّازيْنَ يَنْقُشوْنَ به الأدْيَمَ، قال النِمرُ بن تَوْلَبٍ - رضي الله عنه - وذَكّر كِبَر سِنه: فُضُولّ أراها في أدِيمي بعْدَما ... يكونُ كَفافَ اللَّحمِ أو هو أجْمَلُ كأنّ مِحَطاً في يدَيْ حارِثّيةٍ ... صَناَعٍ عَلَتْ منيّ به الحِلْدَ من عَلُ وقيل: المحطّ: المصْقَلةُ وهو حَديْدةّ يُصْقَلُ بها الجلْدُ ليَلْينَ ويحْسُنَ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ: الحَطَنْطى: يُعَيُرةُ الرجلُ إذا نُسِبَ إلى الحَمقُ، ذَكَره مع حَبرْكيّ وقال ابنُ عَبّادٍ: رَجُلّ حَطَوطيّ: أي نَزِقُ والحِطَّيْطى: - من الحط - كالخصّيصى: وقال ابنُ دُرَيدٍ: يقاُل أتانا بِطعامٍ فَحَطَطْنا فيه حَطَاً وحَطّطْنا تْطيْطاً: أي أكَلْناه. وانْحطّ السعْرُ وغيرُه. خِلافُ ارْتَفَعَ، قال رُؤبةُ: وقد رَأى الرّاؤونَ في المحاطِ ... تَصَعَّدي في الحرْبِ وانْحِطاطي وقال آخرُ: رآها وكان دُوَيْنَ السّمَاءِ ... فانْحَط من حيث لم يَرْهَبِ وانْحَطّتِ الناقّةُ في سيرْها: أي أسْرَعَتْ واحْتَطّه: أي حَطّه، وأنْشَدَ الخارْزَنْحيّ: أيْقَنْتُ أن فارِساً مُحْتًطي وتقولُ: اسْتَحّطني فَلانّ من الثمنِ شَيْئاً: أي اسْتَنَقَصني. وقال ابنُ دُرَيْدٍك اَاحَطْحَطةُ: الُسرْعَةُ، يقالُ حَطْحَط في مَشْيه: إذا أسَرعَ، وكلُ شَيءٍ أخَذْتَ فيه من عَمَلٍ أو مَشْيٍ فأسْرَعْتَ فيه فقد حَطْحَطْتَ. وقال ابنُ عَبَادٍ: حَطَحَط: أي انْحَطّ. والترْكيبُْ يدُلُ على إنْزَاَلِ الشيْءِ من عُلْوٍ، وقدج شَذّ عنه الحَطَاطُ: البَثْرة. ؟؟ حطمط أبو عمرو: الحِطْمِطُ " 17 - ب ": الصّغيرُ من كلّ شَيْءٍ، يقال: صَبيّ حِطْمطّ، وأنْشَدَ: اذا هُنّي حِطْمطِ مثْلُ الوَزَغْ ... يُضْرَبُ منه رَاَسُهُحتى انْثلَغ ؟؟ حقط ابنُ دريد: الحَيْقُطَانُ - بفَتْح القافِ وضَمّها، والضّمّ أعْلى -: الدُرّاجُ، وقال ابنُ فارشٍ: لا أحْسبُ الحَيْقُطَانَ - وهو ذَكَرُ الدُرّاجِ - صحيحاً. قال: والحَقَطُ - بالتّحريك - زَعَموُا: خِفّةُ الجْسمِ وكَثْرةُ الحَرَكَةِ. وقد قبل للمرْةٍ لخَفيفةِ الجسْمِ النّزِقةِ: حَقْطةّ. وقال ابنُ عَبّادٍ: قال الخارْزَنْحي: قلت لأبي زِيادٍ: كَيْفَ تَزْجُرُ الفرَس؟ فقال: هِجِدْ وحِقِطّ، وأنْشَدَ: لماّ رأيتُ زَجْرَهم حِقْطِ ... أيْقَنْتُ أن فارِساً مُحْتَطَي أي: يَحُطني عن سْرجي وقال غيُره: الحِقِطانُ والحِقِطَانَةُ: القَصيُر. ؟؟ حلبط شَمرّ: يقُال: هذه الحَلبِطةُ. وهي المائةُ من الإبل إلى ما بَلَغتُ، وقال ابنُ عَبَادٍ: ضان حُبِطَة وعُلبطَة، وهي نَحْوُ المائةِ والمائتين. ؟؟ حلط ابنُ الأعرابي: الحَلْطُ: الغَضَبُ. والحاْطُ: القسمُ. والحَلْطُ: الإقامةُ. وقال أبو عُبَيْدةَ: الحَلطُ - بالتّحريك - الغَضبُ، وقد حَلَط حَلَطاً: أي غَضِبَ غَضَباً. وحَلَط - أيضا - في الأمْر: إذا أخذَ فيه بِسْرْعَةٍ. وقال ابنُ الأعْرابي: الحِلاطُ: الغَضَبُ الشّيدُ. والحُلُط - بضمّتّين -: أى المقَسِمُونَ على الشْيءِ. والحُلُط - أيضا -: المُقيْمُونَ بالمكان. والحُلُط - الغَضابي من الناس. وهم الهائمون في الصحَارى عْشقاً. وقال الأصمعيُ: أحْلَط الرّجُلُ في اليمنِ: إذا اجْتَهدَ، وأنْشَدَ لعمرو بن أحْمَرَ الباهليّ: وكنا وهُمْ كابْنَيْ سُبَاتٍ تَفَرَّقا ... سِوىً ثمَّ كانا مُنْجِداً وتَهاَمِيا فألْقى التّهلَمِيْ منهما بِلَطَاتهِ ... وأحْلَطَ هذا لا أرِتْمُ مَكانِيا وقال ابنُ دُرَيدٍ: أحْلَطَ الرّجُلُ في الأمْرِ: إذا جَدّ فيه. قال: وأحْلَطَ: إذا أخذَ قّضْيبَ الَبِعير فَجعَله في حَياَءِ الناّقةِ، قال الصّغَانُي مُؤلّف هذا الكتابِ: هذا تَحيفّ، والصّوَابُ: أخَلَط بالخاء مُعْجَمةّ. وقال اللّْيث: أحْلَطَ فُلان: إذا تُرِكَ بَحالِ مَهْلَكةٍ. والاحْتلاطُ: الغَضبُ والضّجَرُ، وقال اللّيثُ: احْتلطَ الرّجلُ؛ إذا غَضِبَ وخَلّط من الغَضَبِ، ومنه قولُ عَلْقَمة بن عُلاثة حين تَجاذبَ مالك بنُ حُنيّ وحارثة بنُ عبد العزيز العامِرِيانِ عنده وكَرِهَ تَفاَقُمَ الأمرِ بينهما:

حمط

أولا لعِي الاحْتِلاطُ وأسْوَأ القَوْلِ الافْرَاطُ، فَلْتَكُنْ منُازَعَتُكما في رَسَلِ ومُسانا تُكمت في مَهَلٍ. اسْتُعِيرتِ المُساناةُ في المُفاخَرَةِ كما اسْتُعْيرِتِ المُساجَلةُ فيها. والترْكيبُ يَدُلّ على الاجْتهِادِ في الشْيءِ بِغَلقٍ وضَجَرٍ. ؟؟ حمط الدّينْوَرِيُك من الشّجَرِ حَماطَ ومن العُشْبِ حَماطَ، فأمّا الحَاطُ من الشّجرِ فَشجَرُ التّيْنِ الجَبَلي، قال أبو زِيادٍ: هو شَبيهً بالتّيْنِ خَشَبُه وجَناَهُ وريِنُحه؛ إلاّ أن جَناه هو أصفرُ وأشدُ حُمْرةً من التّينْ، ومنَابتُه في أجوْافِ الجبَالِ، وقد يَستوَقَدُ بحَطبه ويتّخذُ خَشَبهُ لماَ ينْتَفعُ به النّاسُ يَنْنْون عليه البُيُوْتَ والخيِامَ. وأنْشَدَ غيرُ الدّينْوَرِيّ للمتُنخلِ الهذَليّ: وأبُواْ بالّسيوفِ بها فُلُول ... حَوَانٍ كالعِصً من الحَمَاط حَوَانٍ: مُنْحنَية، وقيل: سُوْدّ من الدّماء، ويُروْى: كالحنّي. ومن احْتاَجَ إلى زَنْدَةٍ اتّخَذ منه زَنْدَةً، وتأكُلُ منه الماشِية وَرَقَة رَطْباً ويابِساً، وليس من شَجَرةٍ أحَبَ إلى الحضياتِ من الحَماطِ، قال: ولما وصَفَ أبو زَيادٍ من ألف الحياتِ من الحمَاطِ، قيل؛ شَيْطانُ الحَماط،،فَجَرَى مثلا، قال: " 18 - ب ثُمتَ لا أدْري لَعَلى أُرْجَمْ ... بمثْلِ شَيطْانِ الحمَاط الأعْرَمْ الشيْطانُ: الحية، والأعْرمُ: الأرْقط، وكذلك الشاةُ العرْماءُ وقال آخرُ: ثُمت لا أدْري لَعَلي أقْذف ... بمثل شيطان الحماطِ الأعْراف الأعْرفُ: الذي له عُرف، وهو أيضاً الأقرنُ: الذي له من جلْدهِ شَبيه بالقرن ... وروى غير الدينوري: عنْجرد تحْلُف حين أحْلْفِ ... كَمِثْلِ شَيْطانِ الحمَاطِ أعْرفْ وقال حميد بن ثور - رضي الله عنه - في تشبيه الزمام بالحيةّ: فلماّ أتَتْهُ أنْشَبتْ في خَشاشِهِ ... زِماماً كثُعْبانِ الحماَطةِ مُحْكما قال: ومن أمثالِ العَرَب: ذئب الخمرِ وشيْطان الحماطةِ وأرْنَبُ الخلة وتَيسُ الريلِ وضبّ السحَاء وقُنْفذُ برقَةٍ قال: وأماّ الحماطُ من العُشبْ فإنّ أبا عمروٍ قال: يقُال لِيبسِ الأفانيْ: الحماطُ، وقال أبو نَصر: إذا يبستِ الحلمة فهي حَماطة. وقولُ أبى عمرو أعْرف. قال: وأخْبرني أعْرَابي من خَشنُالمس والصليان لين. والذي عليه العلماءُ ما قاله الأصمعي وأبو عمرو، ولا أعْلم أحَداً منهم وافق أبا نصرٍ على ما قاله؛ وأحْسبه سهواً، لأن الحلمة ليستْ من جنس الأفاني والصليان ولا من شبههما في شيءٍ. وقال غيرُ الدينوري: شَجرُ الحماط شجر الجميز. وقولهم: أصبتُ حماطة قلبه: أي حبة قلبه، وقال ابنُ دريدٍ: حماطة القلب: دمُ القلب وهو خالصه وصمْيِمهُ، قال: لَيتْ الغرابَ رَمى حَماطة قلْبِه ... عمرو بأسهمه التي لم تلْغب والحماطةُ - أيضاً -: حُرْقة وخُشُونة يجدُها الرّجُلُ في حَلْقه، حَكاها أبو عُبيدٍ وغيرهُ. والحماط - أيضاً -: تبْنُ الذّرِة. وقال الجرِميّ: حَماطان: موضه، وقال ابنُ دُريدٍ: أرّض، وقال غيرُهما: حَماطَانُ: من حبالِ الدّهْناءِ: وقال: يا دار سَلْمى في حَماطَانَ اسْلَمِي " 19 - أ " وَحَماطّ: موْضعَ، قال ذو الرمّة: فلماً لَقْنا بالُحدُوجِ وقد عَلتْ ... حَماطاً وحِرْباءُ الضّحى مُتشاوِسُ وقال أبو عمرو: الحمْطَةٌ: الكِنّ. وقال ابنُ دريدٍ: الحُمْطُوطُ - مِثالُ غُمْلُولٍ -: دُوْدَة رَقشاءُ تكون في الكلاٍ، قال المتُلمس: إني كَساني أبو قابُوْس مُرْفلو ... كأنها ظرْف أطلاءِ الحماطْيِط أطلاءً: صِغَار، وُيرْوى: " سِلْخُ أوْلادِ المخارِيط "، والمخارِيط: أوْلادُ الحباتِ. وقال أبو عمرو: هي الحَنطْيطُ - مثالُ حَمصيْص -، والجمعُ: حَماطِيْطُ، قال: كأنّما لَونها والصبْحُ منُقشعَ ... قبل الغَزَالةِ ألْوانُ الحماطْيِط وقال أبو سعيدٍ الضّريرُ: الحماطْيطُ - هاهنا -: جمعُ حَمطَيط وهي دُوْدَة تكون في البقلِ أيامَ الربيْعِ مُفَصلة بحمرةٍ، ويشبهُ بها تَفْصيلُ البنانِ بالحناءِ، شبهَ المتلمس وشي الحللِ بألوانِ الحماطْيط. وقال اللْيث: الحَمطَيْطُ: نَبْتَ، وجَمْعُه الحماَطْيُط.

حنبط

وقال ابنُ دريدٍ: الحمْطَاطُ: دُويبةّ تكون في العُشْبِ منَقُوْشة. وقال كَعْبُ الأحْبارِ: من أسماءِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في الكتبِ السالفةِ: محمدّ وأحمد والمتوّكُلُ والمخْتارُ وِحْياَطى - ومعناه عن ابنِ الأعْرابي: حامي الحرَمِ - وفاَرِقْلْيطي - أي: يفرقُ بين الحَق والباطلِ -. وحُميطُ: رَمْلةّ من الدهنْاءِ. وقال ابنُ دُرَيدٍ: الحمط: من قولهم حَمطتُ الشيءَ أحَمطهُ إذا قَشرتهَ، قال: وهذا فَعْلَ قد أمِيتْ. وقال أبو عمرو: يقالُ حَمطُوا على كَرِمْكُم: أي اجْعَلوا عليه شجَراً يُكنه من الشمْس. وقال يونسُ: العربُ تقولُ: إذا ضرَبْتَ فاوْجِعْ ولا تحمط فإن التحمْيطَ ليس بشيء، قال: والتّحْمِيطُ: التّصغِيِرُ؛ وهو أن يضُربَ الرّجُلُ فيقول: ما أوْجََعني ضَربةَ: " 19 - ب " أي لم يباُلغْ وقال ابنُ فارسٍ: الحاءُ والميمُ والطاءُ ليس أصْلاً ولا فضرْعاً ولا فيه لُغَة صحيحة إلا شيء من النبتِ أو الشّجرِ. حنبط ابنُ دريدٍ - في الرّباعي -: حنْبَط اسْمّ، وأحْسِبهُ من الحبِط؛ والنونُ زائدةً. ؟؟ حنط الحنطة: البرّ، والجمعُ: حِنطّ، وبائعُها: حَناطّ، والحناطةُ: حرِفته. والحْنطي في قولٍ الأعْلمَ الهذليّ: والحنِطيء الحنْطيّ يَمثجُ ... بالعَظْيمةِ والرّغائبْ قال أبو نَصْرٍ: هو المنُتَفجُ، وقال غيُره: هو الذي يأكُلُ الحنْطَةَ ويسْمنُ عليها، ويمثُجُ: يُطْعَمُ، والحنْطيءُ - بالَهمزِ -: القَصْيرُ. والحانُط: الكثير الحنطة. وأنه لحانط الصرة: أي عظيمهما، يعنون صرة الدراهم. وفلان حانط إلي: إذا كان مائلاً عليه ميل عداوة وشحناء. وحنط ونحط: إذا زفر، قال الزرفيان يصف صائداً: أنْحى على المِسْحًل حَشْراً مالطا ... فأنْفَذَ الضَبْنَ وَجَاَل ما خِطا وأنْجَدَلَ المِسٍْحَلُ يكْبُو حانِطا والحنوط: الادراك، يقال، حنط يحنط حنوطاً. والحانط: المدرك من الشجر والعشب، وأنشد الدينوري: والدندن البالي وخمط حلنط وقال ابن عباد: الحانط: ثمر الغضا، وأنشد شمر: تبدلن بعد الرقص في حانط الغضا ... أباناً وغلاناً به ينبت السدر وأهل اليمن يسمعون النبل الذي يرمى به: حنطاً. والأحنط: العظيم اللحية الكثها، قال: لم يخب إذ جاء سائله ليس مبطاناً ولا أحنط كث والحنوط والحناط - بالكسر -: كل ما يطيب به الميت، قال الليث الحنوط " 20 - أ ": طيب يخلط للميت خاصة، وقال ابن جريج: قلت لعطاء: أي الحناط أحب إليك؟ قال: الكافور، قلت: فأين يجعل منه؟ قال: في مرافقه، قلت وفي بطنه؟ قال: نعم، قلت: وفي مرجع رجليه وما بضه؟ قال: نعم، قلت: وفي رفغيه؟ قال: نعم، قلت: وفي عينه وأنفه وأذينه؟ قال: نعم، قلت: أياساً يجعل الكافور أم يبل بماءٍ؟ قال: لا بل يابساً، قلت: أتكره المسك حناطاً؟ قال: نعم. قال الأزهري: وهذا يدل على أن كل ما يطيب به الميت من ذريرة أو مسك أو عنبر أو كافور وغيره من قصب هندي أو صندل مدقوق فهو كله حنوط. وحنط الأديم: احمر. وقال ابن فارس: يقال: أحمر حانط كما يقال أسود حالك، قال: وهذا محمول على أن الحنطة يقال لها: الحمراء. وحنط الرمث وأحنط: ابيض ورقه، قال الطرماح يصف منزلة: ترى العين فيها من لدن متع الضحى ... إلى الليل بالغضيا وهن هكوع تقمع في أظلال محنطة الجنى ... صحاح المآقي ما بهن قموع هكوع: يسكن بعضها إلى بعض، تقمع: تطرد القمعة وهي الذباب، قموع: كهيئة البثر في العين. وأحنط - على ما لم يسم فاعله -: إذا مات، وأحنطه: من الحنوط، قال روبة: قد مات قبل الغسل والأحناط ... غيظا والقيناه في الاقماط أي: أسرناه وأوثقناه، وقال آخر: وخيل بني شيبان أحنطها الدم وأنشد ابن الأعرابي " 20 - ب ": لو أن كابية بن حرقوص بهم ... نزلت قلوصي حين أحنطها الدم أي: رملها ودماها. وكذلك حنطه تحنيطاً فتحنط هو، وفي قصة ثمود: أنهم لما استيقنوا بالعذاب تكفنوا بالأنطاع وتحنطوا بالصبر. وفي نوادر الأعراب: فلان مستحنط إلي ومستقدم إلي وناتل إلي ومستنتل إلي: إذا كان مائلاً عليه ميل عداوة. وقال الفراء في نوادره: استحنط الرجل: إذا اجترأ على الموت وهانت عليه نفسه.

حنقط

وقال ابن فارس: الحاء والنون والطاء ليس بذلك الأصل الذي يقاس منه أو عليه. ؟؟ حنقط ابن دريد: الحنقط - مثال خندف -: ضرب من الطير، ولا أحقه، ولكن يقال هو الدراج، وقال في الرباعي: حنقط: ضرب من الطير ويقال: هو الدراج، والجمع: حناقط، قال: وقد سمت العرب حنقطاً، وانشد: هل سَرّ حِنْقِطَ أنّ القَوْمَ سالَمُهمْ ... أبو شُرَيَح ولم يوجد لهخلف قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هكذا قال " حنقطاً " مصروفاً و " ابو شريح "، والرواية " أبو حريث " لا غير وهو يزيد بن القحادية؛ وحنقط امرأة يزيد، و " صالحهم " بدل " سالمهم "، ويسامح في هذا وحده، والبيت للأعشى. ؟؟ حوط الحائط: واحد الحيطان، صارت الواو في الحيطان ياء لانكسار ما قبلها. والحائط - أيضاً -: من نواحي اليمامة. وقد حاطه يحوطه حوطاً وحياطة: أي كلاه ورعاه. ومع فلان حيطه لك - ولا تقل عليك - أي تحنن " 21 - أ " وتعطف. والحمار يحوط عانته: أي يجمعها. وقال ابن الأعرابي: الحوط: خيط مفتول من لونين أحمر وأسود يقال له البريم تشده المرأة في وسطها لئلا تصيبها العين؛ فيه خرزات وهلال من فضة، يسمى ذلك الهلال الحوط ويسمى الخيط به. قال: وحط حط: إذا أمرته بان يحلي صبيه بالحوط. وحط وحط: إذا أمرته بصلة الرحم. وقال ابن دريد: حوط الحظائر: رجل من النمر بن قاسط وكانت له منزلة من المنذر الأكبر، وهو المنذر بن المنذر، وله حديث. وحوط بن عبد الله - رضى الله عنه: له صحبه، وكذلك حوط بن يزيد - رضى الله عنه -. وقرواش بن حوط الضبي: شاعر. وجنبة بن طارق بن عمرو بن حوط بن سلمى ابن هرمي بن رياح بن يربوع بن حنظلة: مؤذن سجاح. وحوط: قرية بحمص أو بجبلة من الشام. وقال ابن السكيت: تحوط: السنة الشديدة، قال أوس بن الحجر يرثي فضاله بن كلدة، ويروى لبشر أبى خازم، ومن رواهخ لأوس أكثر: والحافظ الناس في تحوط إذا ... لم يرسلوا تحت عائذ ربعا والحواطة - بالضم -: حظيرة تتخذ للطعام. وقال ابن عباد: الحوطة - بالضم -: هي اللعبة التي تسمى الدارة. وحويط - مصغراً -: من الأعلام. وقال ابن بزرج: يقولون للدراهم إذا نقضت في الفرائض أو غيرها: هلم حوطها - بكسر الحاء وفتح الواو -، قال: والحوط: ما تتم به الدراهم إذا نقصت. ويقال: حاطونا القصا: أي تباعدوا عناؤهم حولنا وما كنا بالبعد منهم لو أرادونا، قال بشر بن أبي خازم: فحاطونا القصا ولقد رأونا ... قريباً حيث يستمع السرار وتحيط - بالضم التاء -: السنة المجدبة، أي تحيط بأموال الناس، لغة في تحوط. وأحاط به علمه، وأحاط به علماً. وقوله تعالى:) والله مُحِيْط بالكافِرين (قال مجاهد: أي جامعهم يوم القيامة. وقوله تعالى:) إنّ رَبّك أحَاطَ بالنّاسِ (يعني أنهم في قبضته. وقوله عز وجل:) عَذَاّبَ يَوْم مُحِيطْ (من قولهم: أحاط به الأمر: إذا أخذه من جميع جوانبه فلم يكن منه " 21 - ب " مخلص. وقوله تعالى:) وأحَاطَتْ به خَطِيئُته (أي مات على شركه. نعوذ بالله من خاتمة السوء. وقوله تعالى:) أحَطْتُ بما لم تحط به (أي علمته من جميع جهاته. وأحاطت به الخيل. وقال أبو عمرو: حوطوا غلامكم: أي البسوه الحوط. واحتاطت به: أي أحدقت. واحتاط الرجل لنفسه: أخذ بالثقة. وحاوطت فلاناً: إذا داورته في أمر تريده منه ويأباه كأنك تحوطه ويحوطك، قال تميم بن أبي بن مقبل: وحاوطني حتى ثنيت عنانه ... على مدبر العلباء ريان كاهله والتركيب يدل على الإحاطة بالشيء على الشيء يحيط بالشيء حيط: في السنة المجدبة خمس لغات عن الفراء، وقد مر منها في تركيب ح وط ثنتان وهما تحوط وتحيط - بضم التاء -، وبقيت ثلاث وهن: تحيط - بفتح التاء -، وتحيط - بكسرها - ويحيط - بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها -. خبط البعير الأرض بيده يخبطها خبطاً: ضربها ومنه قليل: خبط عشواء وهي الناقة التي في بصرها ضعف؛ تخبط إذا مشت لا تتوقى شيئاً: قال زهير بن أبي سلمى: رأيت المنايا خبط عشواء من تصب ... تمته ومن تخطى يعمر فيهرم

وفي حديث علي - رضى الله عنه -: خباط عشوات، أي يخبط في ظلمات. وخابط العشوة: نحو واطئ العشوة وهو الذي يمشي في الليل بلا مصباح فيتحير ويضل؛ وربما تردى في بئر أو سقط على السبع. ويقال: هو يخبط في عمياء: إذا ركب أمراً فهاله. وفي حديث سعد - رضى الله عنه -: لا تخبطوا خبط الجمل ولا تمطوا بأمين " 22 - أ "، نهى أن تقدم الرجل عند القيام من السجود. وفي حديث مكحول: انه مر برجل نائم بعد العصر فدفعه برجله وقال: لقد عوفيت، لقد دفع عنك، إنها ساعة مخرجهم؛ وفيها ينتشرون؛ وفيها تكون الخبتة. قال شمر: كان مكحول في لسانه لكنه، وإنما أراد: الخبطة. وخبط الرجل: إذا طرح نفسه حيث كان لينام، قال: بشدخن بالليل الشجاع الخابطا وخبطت الشجرة خبطاً: إذا ضربتها بالعصا ليسقط ورقها، ومنه الحديث: أن تعضد أو تخبط، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ع ض د. والمخبط: العصا التي يخبط بها الورق، ومنه الحديث: أن امرأتين من هذيل كانت إحداهما حبلى فضربتها ضرتها بمخبط فأسقطت، فحكم النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه بغرة. وقال كثير: إذا ما رآني بارِزاً حالَ دونها ... بمخبطه يا حسن من أنت ضارب وقال آخر: لم تدر ما سا للحمير ولم ... تضرب بكف مخابط السلم وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: هل يضر الغبط؟ فقال: لا؛ إلا كما يضر العضاة الخبط. والمعنى: أن أضرار الغبط لا يبلغ ضرار الحسد، لأنه ليس فيه ما في الحسد من تمني زوال النعمة عن المحسود. ومثل ما يلحق عمل الغابط من الضرر الراجع إلى نقصان الثواب دون الإحباط بما يلحق العضاة من خبط ورقها الذي هو دون قطعها واستئصالها. وخَبَطْتُ الرَّجُلَ: إذا انعمت عليه من غير معرفةٍ، قال عَلْقَمَةُ بن عبيدة يمدح الحارث بن أبي شمر ويستعطفه لأخيه شأسٍ: وفي كلَّ حَيَّ قد خَبَطْتَ بِنعْمَةٍ ... فَحُقَّ لِشَأسٍ من نَدارك ذَنُوْبُ فقال الحارث: نضعَمْ وأذْنِنَبة، وكان أسَر شَأسَ بن عبيدة يوم عَيْنِ أُباغَ، فأطلق شأساً وسبعين أسيراً من بني تميم. وخَبَطَه أيضاً: سَأله، وهو مستعار من خبط الورق، قال زهير بن أبى سلمى يمدح هَرمَ بن سِنَانٍ: وليس مانِعٍ ذي قُربى ولا رَحِمٍ ... يموماً ولا مُعْدِماً من خابطٍ وَرَقا وقولهم: ما أدري أي خابِطِ لَيلٍ هو؟: أي الناس هو. وقال ابن شُميل: الخَبْطَةُ: الزكام، وقد خُبِطَ الرجل؟ على ما لم يُسَمَّ فاعله -، وقال الليثي: الخَبْطَةُ كالزُّكمِة تصيب في قُبل الشتاء. وقال ابن الأعرابي: الخَبْطَةُ والخِبْطَةُ: بقية الماء في الغدير والحوض والاناء. وقال أبو زيد: الخِبْطَةُ - بالكسر - القليل من اللَّبَن. قال: والخِبْطُ من الماء: الرَّفَضُ، وهو ما بين الثلث إلى النصف من السقاء والحوض والغدير والإناء. قال: وفي القِرْبَةِ خِبطَةٌ من ماءٍ، وهي مثل الجزْعَةِ ونحوها، ولم يعرف له فعلاً. ويقال أيضاً: كان ذلك بعد خِبْطَةٍ من اللَّيلِ: أي بعد صدرٍ منه. والخِبْطَةٌ أيضاً: القطعة من البيوت والناس، والجمع: خِبَطٌ وخَبَطَ بعيره خَبْطاً: وسمه بالخبَاط - بالكسر - والخِبَاطُ: سمة في الفخذ طويلة عرضاً؛ وهي لبني سعد، قال المنتخل الهذلي: مَعَابِلَ غير أرصافٍ ولكن ... كُسِيْنَ ظُهَارَ أسْوَدَ كالخِبَاطِ غير أرصاف: أي ليست بمشدودة بعقب وقال الليث: الخَبِطُ من الخيل والخبوطُ: الذي يَخْبِطُ بيديه أي يضرب بيديه. وقال ابن بُزُرجَ: يقال: عليه خَبْطَةٌ جميلة أي مسحة جميلة في هيئته وسحنته وقال الليث:: الخَبِيْطُ: حوض قد خَبَطَته الإبلُ حتى هدمته، ويقال: إنما سمي خَبِيْطاً لأنه خُبِطَ طينه بالأرجل عند بنائه، وأنشد: ونُؤي كأعْضَادِ ... الخَبِيْطِ المُهَدمِ وقال أبو مالك: هو الحَوْضُ الصغير. قال: والخَبيْطُ: لبن رائب أو مَخِيضٌ يصب عليه حليب من لبن ثم يضرب حتى يختلط، وأنشد: أو فَيْضَهُ من حازرٍ خَبِيطِ ... والخَبِيْطُ من الماء: مثل الصُلْصُلةِ. وقال ابن عباد: الخُبَّاطُ من السمك: أولاد الكَنْعَدِ الصغار. والخَبَطُ - بالتحريك -: موضع بأرض جهينة بالقَبِليَّةِ على خمسة أيام من المدينة - على ساكنيها السلام - بناحية الساحل.

خرط

والخَبَطُ - بالتحريك -: الورق المْخُبْوطُ، فعل بمعنى مفعول، كالهدم والنفض، وقال الدينوري: الخَبَطُ وَرَقُ الشجر ينفض بالمخَابِطِ، ثم يجفف ويطحن ويكون علفاً للإبل يخلط بدقيق أو غيره ويوخف بالماء ثم توجره الإبل، وسمي خَبَطاً لأنه يخبط بالعصا حتى ينتثر. وسرية الخَبَطِ: من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم - أميرها أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - إلى حيَّ من جهينة بالقلّبَليَّة مما يلي ساحل البحر. وبينها وبين المدينة خمس ليالٍ. فأصابهم في الطريق جوع شديد فأكلوا الخَبَطَ. فسموا جَيْسَ لخَبَط وسرية الخَبَطِ. وقال ابن عبادٍ: المخْبِطُ: المُطرِقُ. وقوله تعالى:) لا يقُوموُنَ إلا كما يقوم الذي يَتَخِبَّطُه الشيطان من المَسَّ (أي كما يقوم المجنون في حال جنونه إذا صُرع فسقط، وكل من ضربه البعير بيده فَصرَعه فقد خَبَطَه وتَخَبَّطَه، وقيل: يَتَخَبَّطُه أي يفسده. واخْتَبَطَني فلان: إذا جاءك يطلب معروفك من غير آصرةٍ، قال ابن فارس: الأصل فيه أن الساري إليه أو السائر لا بد من أن يَخْتَبِطَ الأرض؛ ثم اختصر الكلام فقيل للآتي طالباً جدوى: مُخْتَبِطُ، قال: ومُخْتَبِطٍلم يَلقْ من دُوننا كُفَىَ ... وذات رَضيْعٍ لم يُنِمها رضيعها الكُفى: جمع كُفْيَةٍ وهي القُوتُ. وقال لبيد - رضي الله عنه -: لِيَبك على النُّعْمان شَرب وقَيْيَنةٌ ... ومُخْتَبطات كالسَّعَالي أرامِلُ ويقال: اخْتَبَطَ البعيرُ: أي خَبَطَ، قال جَسّاسُ ابن قُطيبٍ يصف فحلاً " خَوّى قَليلاً غَيْر ما اخْتباطِ ... على مَثَاني عُسُبٍ سِبَاطِ والتركيب يدل على وَطءٍ وضَربٍ. ؟؟ خرط خرطتُ العود أخرطه وأخرطه خرطاً، والصانع: خراط، وحرفتهُ: الخراطة كالكتابة. وخرطتُ الورق: حتته، وهو أن تقبض على أعلاه ثم تمُر يدك عليه إلى أسفله، وفي المثل: دونه خرط القتاد، وسمع كليب جساساً يقول لخالته: ليُقتلن غدا فحل هو أعظم شأناً من ناقتك - وظنَّ أنه يتعرض لفحل كان يسمى عليان - فقال: دون عليان القتادة والخرطُ، قال: إنَّ دُوْنَ الذي هَمَمَتَ به ل ... مِثْلَ خَرطِ القَتَادِ في الظُّلُمَهْ وقال المرار بن منقذ الهلالي: ويَرى دُوْني فلا يسْطيْعُني ... خَرْط شَوكٍ من قَتَادٍ مُسْمهر وقال عمرو بن كلثوم: ومن دُونِ ذلك خَرًّط القَتَاد ... وضَرْبُ وطَعْنُ يِقُرُّ العُيُونا يضرب الأول لأمر دونه مانع؛ والثاني للأمر الشاق. وخرطه الدواء: أي أمشاه. وخَرَطَ الفرس: إذا اجتنب رسنه من يد ممسكه ومضى هائما، ومنه حديث علي؟ رضي الله عنه -: أنه أتاه قوم برجل فقالوا: إن هذا يؤمنا ونحن له كارهون، فقال له علي - رضي الله عنه -: انك لخروط أتومُ قوماً وهم لك كارهون. والاسم منه الخراط؛ وهو الجماح، ويقول بائع الفرس: برئت إليك من الخراط. والخراط أيضاً: الفجور، وامرأة خروط: أي فاجرة. وخرطت الحديد خرطاً: أي طولته كالعمود. ورجل مخروط اللحية ومخروط الوجه: أي فيهما طول من غير عرض. والخرُْط: النكاح، يقال: خرط جاريته. وخرطت الفحل في الشول: أي أرسلته فيها. وخرطت البازي: أي أرسلته من سيره. ويقال للرجل إذا أذن لعبده في إيذاء قوم: قد خرط عليهم عبده، شبه بالدابة يفسخ رسنه ويرسل مهملاً، ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: أنه رأى في ثوبه جنابة فقال: خرط علينا الاحتلام، قال ابن شميل: أي أرسل. ويقال: خرط العُنْقُوْد: إذا وضعه في فيه وأخرج عمُشوشه عارياً، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكلُ العنب خرطاً. وخرط بها: أي حبق. وحمار خارط: وهو الذي لا يستقر العلف في بطنه. وناقةُ خراطةُ: تخترط فتذهب على وجهها. وقال ابن عبادٍ: الخرط - بالكسر -: اليعقوب. والخرطة: الرجل الأحمق الشديد الحمق. وقال ابن دريد: الخرط: اللبن الذي يتعقد ويعلوه ماء أصفر. وناقة مخراط: إذا كان من عادتها أن تحلب خرطاً. والإخريط؛ ضرب من الحمض، الواحدة: إخريطة، وقال أبو زيادٍ: من الحمض: الإخريط؛ أصفر اللون دقيق العيدان وله أصول وخشب، وقال أبو نصر: من الحمض الإخريط، وهو ضخم وله أصول ويخرط من قضبانه فينخرط؛ ولذلك سمي إخريطاً، وهو حمض، قال الرماح:

بِحيْث يُكنُ إخْرِيطاً وسدْراً ... وحيْثُ عن التَّفَرُّق يلْتَقِنا وقال ابن عبادٍ: الخراطة: ماء قليل في المصران. وقال الليْثُ: الخراط - والواحدة خراطة -: شحمةُ بيضاء تمتصخ من أصل البردي، ويقال: هو الخراطي - مثال ذنابي - والخريطي. وقال الدينوري: خراط وخراطي؛ ذكر بعض الرواة أن الخراطة واحدة والجميع خراط وأنها شحمة بيضاء تمتصخ من أصل البردي، قال: ويقال لها أيضاً الخراطي والخريطي. وقال ابن دريدٍ: الخراط - مثال قلام - نبت يشبه البردي. قال: والمخاريط: الحيات التي سلخت جلودها، وقال غيره: المخراط: الحية التي من عادتها أن تسلخ جلدها في كل سنة، قال المتلمس: إنَّي كَساني أبو قابُوْس مُرْفَلَةَّ ... كأنَّها سلْخُ أولادِ المخَاريِط والخِرْطِيْطُ: فراشة منقوشة الجناحين، وأنشد الليث: عَجِبْتُ لخِرْطِيْطٍ ورَقْم جَنَاحِه ... ورُمَّة طِخْمِيلٍ ورَعْث الضَّغَادر قال: الطَّخْميلُ: الديك. والضغادر: الدجاج، الواحدة: ضغدرة، قال الأزْهري: لا أعرف شيئاً مما في هذا البيت. والخريطة وعاء من أدم وغيره يشرج على ما فيه، وقال الليث: الخريطة مثل الكيس مشرج من أدم أوخرقٍ، ويتخذ ما شبه به لكتب العمال فيبعث بها، ويتخذ مثل أيضاً فيجعل في رأس البلية وهي الناقة التي تحبس عند قبر الميت. وأخرطت الناقة فهي مخرط؟ بلا هاء -: إذا كان من عادتها أن يخرج لبنها متقطعاً كقطع الأوتار من داء يصيب ضرعها. وأخرطت الخريطة: أي أشْرجتها. وخرطه الدواء تخريطاً: أي أمشاه؛ مثل خرطه خرطاً. وانخرط الفرس في سيره: أي لج، قال العجاج يصف ثوراً. فَثَارَ يَرْمَدُّ من النَّشاطِ ... كالبَربريَّ لَجَّ في انْخرِاطِ ويروى: يرقد. وانخرط علينا فلان: إذا اندرأ بالقول السيئ والفعل. وانْخَرَط جِسْمُهُ: أي دقَّّ. واخْتَرَطَ سيفه: أي سله، منه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هذا اخترط على سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: الله؛ ثلاثاً، يعني: غورث بن الحارث واخترط العنقود: مثل خرطه. واخروط بهم السير: أي امتد، قال العجاج يصف جمله مسحولاً: كأنه إذ ضمه إمراري ... قرقور ساجٍ في دُجيلٍ جارِ مخروطاً جاء من الأطرارِ وقال أعشى باهلة: لا تأمن البازلُ الكوماءَ عدوتهَ ... ولا الأمونَ إذا ما أخروطَ السفرُ وكذلك قربٌ مُخروطٌ: أي ممتدٌ، قال رؤبةُ: ما كاد ليلُ القربِ المخروط ... بالعيس تمطوها فيافٍ تمتطي والمخروطةُ من النوقِ: السريعةُ. وقال الليثُ: اخْروطتِ اللحيةُ: أي امتدتْ. قال: ويقال للشركة إذا انقلبت على الصيد فاعتلتْ رجله: اخروطَتْ في رجلهِ. واخْرِواطُها: امتدادُ أنشوطتها. قال: واستخرط الرجلُ في البكاء: إذا اشتد بكاؤه ولج فيه. قال: وإذا أخذ الطائرُ الدهنَ من مدهنة بزِمكاه قيل: يتخرطُ تخرطاً وينضدُ تنضيداً. والتركيب يدل على مضي الشيء وانسلاله. خطط: الخط: واحدُ الخطوط. والخط: الكتابة، يقال: خطه فُلانٌ، قال امرؤ القيس: بلى ربُ يومٍ قد لهوْت وليلةٍ ... بانسةٍ كأنها خطُ تمثالِ وقال امرؤ القيس أيضاً: لمنْ طَلَلٌ أبصرْتُه فشجاني ... كخط الزبورِ في عسِيْبِ يمانِ والمَطُ - بالكسر -: عودٌ يُخَطُ به. والمخْطَاطُ: عُودٌ يسوى عليه الخطوطُ. والخَطُ: موضع باليمامة، وهو خطٌ هجرٍ، وقال الليثُ: الخَطُ ارض ينسب إليها الرماحُ: تقول: رماحٌ خطية، فإذا جعلت النسبة اسماً لازماً قلت: خِطَيةٌ ولم تذكر الرماح، كما قالوا ثيابٌ قبيطيةً: فاذا جعلوها اسماً قالوا: قُبطيةٌ بتغيير اللفظ: وامرأةٌ قبطيةٌ لا يقال الا هكذا، قال: ذَكَرْتُكِ والخطِيٌ يَخْطِرٌ بيننا ... وقد نَهِلَتْ منا المٌثَقَفَةٌ السمرٌ وقال عمرو بن كلثوم: بِسٌمْرٍ من قنا الخَطِيّ لَدْنٍ ... ذَوَابلَ أو بِبِيْضٍ يَخْتَلِيْنا وقال القٌحيفٌ العٌقيلي: وفي الصحيحينَ المٌوَلينَ غدْوَةً ... كواعبٌ من بكر تسامٌ وتُجْتَلى أخذنَ اغتِصاباً خٌطةً عَجْرَفيةً ... وأمهرنَ أرماحاً من الخط ذٌبلا

بخط ابن حبيب في شعر القٌحيف: " خٌطةً "، وفي نوادرِ أبى زيدٍ: " خِطبةً ". ويقال: خط عٌمان، وقال الأزهري: ذلك السيفُ كله يسمى الخط، ومن قرى الخط: القَطِيْفُ والعُقَيرُ وقَطَرُ. وقيل في قول امرئ القيس فإنْ تمنعوا منا المشقرَ والصفا ... فإنا وجدنا الخط جماً نخيلُها هو خط عبد القيس بالبحرين وهو كثيرُ النخيلِِ. وقال الليثُ: الخطوطُ من بقرِ الوحشِ: الذي يخطُ بأطرافِ ظُلُوْفه، وكذلك كل دابةٍ. وتقولُ: خط وجهه: أي اختط، وخططتُ بالسيف وجهه ووسطه، وتقول: يخطه بالسيف نصفين. والخَطُ: أن يخط الزاجر في الرملِ ويزجرَ، قال أبو حاتمٍ: قال أبو زيدٍ: يَخُط خطينِ في الأرض يسميهما ابني عيانٍ؛ إذا زجر قال: ابني عيان أسرعا البيان. قال: وحلبسٌ الخَطاطُ، وهو الذي أتاه الثوري وسأله فخبرهُ بكل ما عرف، وقال الثوري: سهل علي ذلك الحديث الذي يرويه أبو هريرة؟ رضي الله عنه - عن النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: كان نبي من الأنبياء يخط، كذا قاله الليث، قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: أما الحديث فَراويهْ معاويةُ بنُ الحكم السلميَ - رضي الله عنه -. وقال ابنُ عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى:) أو أثارةٍ من علم (إنه الخط الذي يخطه الحازيٍ، قال: وهو علم قد ترَكهَ الناسُ، قال: يأتي صاحبُ الحاجة إلى الحازي فيعْطه حلواناً فيقول له: اقعد حتى أخط لك، قال: وبين يدي الحازِي غلام له معهَ ميلّ، ثم يأتي إلى أرِض رِخوة فَيُخطّ الأستاذ خطوطاً كثيرة بالعجلة لئلاِ يلحقها العدد، ثم يرجع فيمحوا على مهلِ خًطَين، فإن بقي خطانِ فهما علامة النجح؛ وغلامةُ يقول للتفول: ابني عيان أسرعا البيان، وإن بقي خط واحد فهو عَلامةُ الخيبَة؛ والعرب تسميهُ الأشخَمَ وهو مشّؤومّ. ويقال: فلان يخط في الأرض: إذا فكر في أمره ودبر وقدره، قال ذو الرمةّ عشيةَّ مالي حْيِلُة غير أنَّني ... بِلَقْطِ الَحَصَى واللخَطُ في الدّارِ مُوْلَعُ أخُطُّ وأمْحُوْ الخَطّ ثُمَ أعِيْدُهُ ... بِكلإفَي والغْرِباَنُ في الدّارِ وُقّعُ وقال اللَّيْث: الخَطُ: ضرْبُ من البُضعِ يقال: خَط بها قُساحاً، والقسحُ: بقاءُ النعاظِ. والخَط: الطريق الخفيفُ في السهلِ. وخط في نومه خَطْيِطاً " 26 - ب ": أي غَطْ غَطْيِطاً ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه أوْترَ بِسْبعٍ أو تِسْعٍ ثم اضْطَجَعَ ونام حتى سُمعَ خَطَيطهُ؛ ويرْى: غَطْيَطْه: ويُروْى: فَخِيْخُه؛ ويُرْوى: ضَفْيرُه؛ وًيرْى: صَفيُره، وَعْنى الخَمْسَةِ واحد وهو نَخيرُ الناّئم. والخَطْيَطة: الأرْض التي لم تُمطر بين أرْضين ممَطورْتين، وأنشدَ أبو عبيدة: على قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطَائطا وذكر الليث هذا المعنى وقال: والخطْيَطةُ: أرْض يُصيبُ بعضها الأمطارُ، وبعضها لا يصيبها، وفي حَديث عبد الله بن عَمْروٍ - رضي الله عنهما -: أنه ذكر الأرضيْنَ السبع فوصفها فقال في صفة الخامسة: فيها حيات كسلاسلِ الرّملِ وكالخطائط بين الشّقائق. الخَطائط: الخطوط؛ جمع خَطيْطة. وقال ابن الأعرابي: الأخط: الدقيق المحاسن. وفلان ما يخط غباره: أي ما يشق. والخط؟ بالكسر، عن ابن دُرَيْدٍ - والخطة: الأرْض يختطها الرجلُ لنفْسِه، وهو أن يعلم عليها علامة بالخط ليعلم أنه قد احتازها لينيها داراً، ومنه خطِطط الكوفةِ والبصرةَ. والخطة - بالضم -: الحجةُ. والخطة - أيضاً -:الأمْرُ والقّصةُ، قال تأبط شرّا: خّطَّتا إما إساَرّ ومِنَّةُ ... وإما دَمّ والقَتْلُ بالحْرُ أجْدَرُ أراد: خُطّتانِ؛ فَحَذّف النّوْن اسْتِخْفافاً. ويقال: جاءَ وفي رَأسه خُطّة: إذا جاءَ وفي نفسه حاجة قد عَزمَ عليها، والعامّة تقولُ: خُطّبةُ، وفي حَديث النبيّ؟ صلى الله عليه وسلم - الذي تَرْويهُ قبله بنت مَخرمة التميمية؟ رضي الله عنها -: أيلامُ ابنُ هذه أن يفصلَ الخطة وينتصر من وراء الحجزة، أي انه إذا نزل به أمر ملتبس مشكلّ لا يهتدى له إنه لا يعياْ به ولكنه يفصلهُ حتى " 27 - أ " يبرُمه ويخرجَ منه، وقد كتب الحديثُ بتمامه في ترْكيب س ب ج. وقولهم: خطة نائيةْ: أي مقصدُ بعيد.

خلط

وقولهم: خذْ خُطّةَ: أي خُذْ خُطة الأنتصافِ؛ أي انْتَصف. وفي المثل: قَبح الله معزى خيرها خطة، قال الأصمعي: خُطة: اسمْ عنز؛ وكانت عنز سوءِ، قال: يا قوم منْ يحْلُبُ شاةً مَيتهْ ... قد حلُبِتْ خُطّة جَنْباً مُسْفَتهْ الميتة: السّاكِتةُ عند الحَلبَ. والجَنْبُ: جمعُ جنَبةٍ وهي العلُبة. والمُسْفَتةُ: المدْبُوغَةُ بالربَ. يضرْبُ لقومٍ أشرارٍ ينسبُ بَعضهمُ إلى أدْنى فَضيلةٍ. والخطة - أيضا -: من الخط، كالنقطة من النقطِ. وقال الفراء: الخطة: لعبة للأعراب. قال ومن لعبهم: تيس عماء خطخوط: ولم يفسرها. وقال أبو عمرو: الخط: موضع الحي. والخط - أيضاً -: الطريق. ويقال بالفتح. وبالوجهين يروى قول أبي صخر الهدلي: أتجزَعْ أن بانَتُ سوَاك وأعْرضتُ ... وقد صَدّ بعد اللْفٍ عنك الحباَبْبُ صدُودَ القٍلاَص الدْمِ في لَيْلةِ الدّجى ... عن الخطُ لم يَسْرُبْ لك الخّط سارِبُ وجبل الخط: من جبال مكة - حرَسها الله تعالى -. وهو أحَدْ الأخْشَيِنْ. وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: وسئل عن رجل جعل أمر امرأته بيدها فقالت فأنت طالق ثلاثاً: فقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: خط الله نوئها ألا طلقت نفسها ثلاثاً. أي جعله مخطئاً لها لا يصيبها مطره. ويروى: خطأ ويروى: خطى. والأول من الخطيطة وهي الأرض غير الممطورة. وأصل خطى: خطط: فقلبت الطاء الثالثة حرف لين: كقول العجاج: تَقَضُي البازي إذا البازي كسُر وكقولهم: التَّظني وما أملاه. " وخط الله نوءها " أضعف الروايات. وخططنا في الطعام: أكلنا منه قليلاً. ومخطط - بكسر الطاء المشددة - موضع. قال أمرؤ القيس: وقد عمر الروضات حول مخطط إلى اللج مرأى من سعاد ومسمعا وقال عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه -: ذهب بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى منزله فدعا بطعام قليل فجعلت أخطط ليشبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه أراد أنه يخط الطعام يري أنه يأكلُ وليس يأكلُ. وكساء مخطط: فيه خطوط. قال رؤية يصف منهلاً: باكَرتُه قبل الغطاط اللَّغط ... وقبل جُوْني القَطا المَخطَط وخطخطت الإبل في سيرها: تمايلت كلالاً. وخطخط ببوله: رمى بهم خالفاً كما يفعل الصبي واختط الغلام: أي نبت عذاره. واختط الرجل الخطة: اتخذها لنفسه وأعلم عليها علامة بالخط ليعلم أنه قد احتازها ليبنيها داراً. والتركيب يدل على أثر يمتد امتداداً. ؟؟ خلط خلطت الشيء بغيره أخلطه خلطاً. قال الله تعالى:) خلطوا عملا صالحا وأخر سيئاً (. والخليط: المخالط: كالنديم للمنادم والجلس للمجالس. وهو واحد وجمع. قال أبو أمية الفضل ابن عباس بن عتبة بن أبي لهب: إن الَخِليط أجدُّوا البْيَن فاْنَجرُدوا ... وأخْلفوك عد الأمر الذي وعدُوا وقال زهير بن أبي سلمى: بان الخليُط ولم يأوُوْا لمن تركُوا ... وزَوَّدُوْك اشْتياقاً أيَّةً سَلَكُوا وقال بشر بن أبي خازم: ألا بان الخَليُط ولم يُزاروا ... وقْلبُك في الظَّعائن مُستعارُ وقال الطرماح: بان الخليط بسحْرةٍ فَتَبَدَّدوا ... والدارُ تُسعف بالخليط وتُبْعدُ وقال جرير: إن الخليط أجدُّوا البيْن يَوَم غدوْا ... من دارَةِ الجأب إذ أحدا جُهُمْ زُمَرُ وقال جرير أيضاً في الخليط بمعنى الواحد: بان الخليُط ولو طُووْعتُ مابانا ... وقطَّعُوا من حبال الوصْلِ أقرانا. ويجمع الخليط على خلطاء وخلط. قال الله تعالى:) وأن كثيراً من الخلطاء (قال ابن عرفة: الخليط: من خالطك في متجر أو دين أو معاملة أو جوار. وقال الشافعي: - رحمه الله - في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ما كان من خليطين فأنهما يتراجعان بينهما بالسوية: الخليطان: الشريكان لم يقسما الماشية: وتراجعهما بالسوية أن يكونا خليطين في الإبل تجب فيها الغنم فتوجد الإبل. في يد أحدهما فَتؤخذُ منه صدقتهما فترجع على شَريكهِ بالسويةِ. وكذلك قال أبو عُبيدٍ في كتاَبِ الأموال. ونهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخَليِطْينِ من الأشربة: يَعْني أن يخُلط التمرُ والبسُر أو العنَبُ والزّبَيْبُ أو الزّبيَبُ والتمرُ أو العنَبُ والرّطبُ. وأما الخُلُطُ في جَمْعِ خَلْيط ففي قولِ وَعْلةَ الجرْميّ:

خمط

سائلُ مُجاوِرَ جَرْمٍ هل جَنْيتُ لهم ... حرَباً تفُرقُ بين الجيْرَةِ الخلطُ وإنما كثر ذلك في أشعارِهم لأنهم كانوا ينْتَجعُون أيام الكلاءِ فيه فيجتمع منهم قبائلُ شتى في مكانٍ واحدٍ فَتقَعُ بينهم ألفةُ. فإذا افترقُوا ورَجَعُوا إلى أوْطانهم ساءهم ذلك. والخَلْيطُ من العَلفَ: قتّ وتْينً. والخلطُ - بالكسر -: واحدُ أخلاطِ الطيبٍ. والخلْطُ - بالكسْر -: واحد أخلاطِ الطيبِ. والخلطُ أيضاً: السهمُ الذي يَنْبتُ عُودُه على عَوجٍ فلا يزالُ يتَعوّجُ وان قومَ. وفلان خلطّ ملطَ: أي مختلُط النسبِ. وامْرأةُ خلطّة: أي مختلطةُ بالناسّ. والخلْطةُ: العشرةُ. والخُلْطةُ - بالضم -: الشركةُ. ورجلّ مخلطّ - بكسر الميم -: يخاُلطُ الأمورَ. يقال: فُلانّ مخلط مزيلّ. كما قالوا هو راتق فاتقّ. قال أوس بن حجرَ: وإن قالَ " لي " ماذا تَرى يَسْتسيرني يجدَْني ابن عَمِ مخلطَ الأمْرِ مزيلاَ والمخْلاط: الكثير المخاَلطةِ للناس. قال رُؤبةِ: فَبِس عضَ الخَرِف المخلاُطِ ... والوغَل ذي النِميمة المغلاْطِ وقال ابن الأعرابي: خَلَطِ الثلاثةَ رَجُلُ - بالكسرْ - يَخْلطهم خَلْطاً: إذا خالطهمَ. ويقالُ للأحْقِ: إنه لخَطُ. وهو أخْلاطَ. والاسْمُ: الخلاَطَةُ. وأن فيه لخلاطة: أي حمقاً. والخلط أيضاً: الحسنُ الخلقِ.. وقال الليْثُ: رجلّ خَلطُ: أي مختلط بالناس متحبب. وامرأةُ خَلطةُ. والخلط أيضاً: الموْصُوْمُ النسبِ. وقولهم: وقعوا في الخليطي والخلْيطي - بتشديدِ اللام وتخفيفها -: أي اختلط عليهم أمرهم. قال الأزهري: أنشدَني أعرابي: وكنا خُليْطي في الجمال فأصْبحتْ ... جمالي توالى ولها من جمالكِ وقال ابن عباد: جاءنا خليطين من الناس وخُليطي وخليط وخليط: أي أخْلاط منهم. وخلاط: مدينة من مدن أرمينية. والعامة تقول: أخْلاط. وأخْلطَ الرجلُ بعيره: إذا جعلَ قَضيبه في حياءِ الناقة. وأخلك: أي اختلط. قال رُؤبة: والحافرُ الشر متى يستنبطِ ... ينزعْ ذَميما وجلاً أو يخلْطِ وقال ابن دريدٍ: أخلطَ الفرَسُ واختلطَ: إذا قَصر في جريه. والتخليط في الأمرْ: الإفَسادُ فيه. واختلط: امتَزج. وفي المثل: اختلط الحابلْ بالنابلِ. أي ناصبُ الحبالة بالرامي بالنْبلِ. وقيل: السدى باللحمة. يضرب في اشتباك الأمرّ وارتباكهِ. وفي مثل أخر: اختلط الخاثرِ بالزباد. الزباد - بالتخفيف - الزبد. وذلك إذا ارْتجن أي فَسد عند المخض. وقيل: هو اللبنُ الرقيقُ. ويروى: بالزبّاد ِ - بالتشديد - وهو عْشبُ إذا وقعَ في الرَائب تعسرَ تَخليصهْ منه. يضربُ في اختلاطِ الحقُ بالباطلِ. وفي مثلَ أخر اختلط الليلُ بالتراب. يضربُ في اسْتهام الأمرِ. وفي مثلٍ أخر: اختلط المرعي بالهملٍ. يضربُ لقومٍ يشكلُ عليهم أمرهم فلا يعتزمون فيه على رأيٍ. واختلط فلان: أي فسد عقله. وقال ابن شْميلٍ: جملُ مُخْتلطَ الشحمُ باللحمْ. والخلاط: المخالطة. قال رُؤية: لأبدّ من جبيهة الخلاطِ. الجبيهة: المصادمةُ. وقال الليث: الخلاط: مخالطة الذئب الغنم. قال: يضيم أهل الشاء في الخلاطِ قال: والخلاط: مخالطةُ الفحْلِ النّاقة إذا خالَط ثيلْه حياءها. قال: والخلاطُ: أن يخالطَ الرّجلُ في عقله. يقول: قد خوْلط خلاطاً. وفي حديثِ النبي صلى الله عليه وسلم: لا خلاط ولا وراط. وهو كقوله الأخر: لا يجمعُ بين متفرق ولا يفرق بين مجتمعٍ خَشية الصدقة. وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب س ي ب. وقال أبو عبيدٍ: تنازعَ العجاجُ وحميدّ الأرْقط في أرْجوزتين على الطاء. فقال حميد: الخلاط يلابا الشعثاء. فقال العجاج: الفجاج أوسع من ذلك يا ابن أخي. أي: لا تخلط أرْجوزتي بأرجوزتك. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: أرجوزة العجاج هي قوله: وبلْدةٍ بعيدةِ النياطِ ... مجهولةٍ تغتالُ خطو الخاطي وأرجوزة حميد الأرقط هي قوله: هاجت عليك الدارُ بالمطاطِ ... بينا للياحينِ فَديِ أرَاطِ وقال ابن فارسِ: استخلط البعير. وذلك أن يعيا بالقعود على الناقَةِ ولا يهتدي لذلك فيخلط له ويلطف له. والتركيب يدل على خلاف تنقية الشيء وتهذيبهِ وتخلْيْصه. ؟؟ خمط

خنط

الليث: الخمط: ضربّ من الأراكِ له حملُ يؤكل. وقال الزجاج: يقال لكل نبتٍ قد أخذ طعْما من مرارةٍ حتى لا يمكن أكله: خمط. قال الله تعالى:) ذَوَاتَيْ أُكُلِ خَمْطِ (قرأ أبو عمرو ويعقوب وأبو حاتم بالإضافة. والباقون على الصفة. قال الفَرّاءُ: الخَمْطُ: ثمر الأرَاك وهو البَرِيْرُ. قال ابن الأعرابي: الخَمْطُ: ثمر شجر يقال له فَسْوَةُ الضَّبع على صورة الخَشْخاش يتفرك ولا ينتفع به. وقال ابن دريد: الخَمْطُ: كل شجر لا شوك له. وقال الدنيوري: زعم بعض الرواة أن الخَمْطَ شجر يشبه السُدر وجمله كالتوت. وقال: وهو أيضا الحمل القليل من كل شجرة. والخَمْطُ والخَمْطَةُ من اللبن: الحامض. وجمع الخَمْطَة: خِمَاط. قال المنتخل الهذلي: مُشَعْشَعَةٍ كعَين الدْيكِ ليست ... إذا ذِيقَت من الخَلّ الخِمَاط وقال أبو عبيدة: إذا ذهب عن اللبن حلاوة الحلب ولم يتغير طعمه: فهو سامِطٌ. وإن أخذ شيئاً من الريح: فهو خامط وخَمِيطُ. فان أخذ شيئاً من طعمه: فهو ممَحل. فإن كان فيه طعم الحلاوة: فهو قُوْهَةٌ. وقال الليث: لبن خَمْطُ وهو الذي يجعل في سقاءٍ ثم يوضع في حشيش حتى يأخذ من ريحه فيكون خَمْطاً طيب الريح طيب الطعم. قال: والخَمْطَةُ: ريح نور الكرم وما أشبهه ممّا له ريح طيبة. وليست بالشديدة الذكاء طيباً. وخَمَطْتُ الشاة أخْمِطُها خَمْطاً: إذا نزعت جلدها وشويتها فهي خَمِيطُ. فان نزعت شعرها وشويتها فهي سَمِيطُ. وقال ابن دريد: خَمَطْتُ الجدي: إذا سَمَطْتَه فهو خَمِيطُ ومَخْمُوطُ. قال: وقال بعض أهل اللغة: الخَمِيطُ: المشوي بجلده. وقال ابن عباد: الخِمَاط: الغنم البيض. والخَمْطَةُ: الخمر التي قد أخذت ريح الأدراك كريح التفاح ولم تدرك بعد. ويقال: هي الحامظة. وقال ابن عبادي: خَمَطَ اللبن يَخْمُطُه ويَخْمِطُه خَمْطاً: إذا جعله في سِقاءٍ. وبحر خَمِطُ المواج: ملتطمها. قال سويد بن ابي كاهل اليشكري: ذو عُبابٍ زَبِد آذِيُهُ ... خَمِطُ التيارِ يَرْمي بالِقَعْ وتَخَمَّطَ الفَحْلُ: إذا هدر. قال ابن دريد: تَخَمَّطَ الفَحْلُ: إذا هدر للصيال أو إذا صال. وقال غيره: تَخَمَّطَ فُلان: إذا تغضب وتكبر. قال الكُميتُ. وقد كانَ زَيْناً للعِشيرة مِدْرَهاً ... إذا ما تَسَامتْ للتَّخَميِط صِيْدُها وقال الأصمعي: التَّخَمُّطُ: القهر والأخذُ بالغلبة، وأنشد لأوس بن حجر: إذا مُقْرَمٌ مِنّا ذَرا حّدُّ نابِه ... تَخَمَّطَ فينا نابُ آخَرَ مُقْرمٍ وتَخَمَّطَ البَحْرُ: إذا التَطَمَ. وقل الليث: رجل مُتَخَمطٌ: شديد الغضب له فورة وجلبة من شدة غضبه، وانشد: إذا تَخَمَّطَ جَبّارُ ثَنَوْهُ إلى ... ما يَشْتَهونَ ولا يُثْنَون إنْ خَمَطُوا. وقال رُؤبة: فقد كَفى تَخَمُّطَ الخَمّاط ... والبَغْيَ من تَعَيط العَيّاطِ وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة: ومَتَى أُلاقِ فحولَ قَومٍ مَرَّةً ... عند الشَّدائد أطغَ أو أتَخَمَّطِ وقال رُؤبة: يًصْلِقُ ناباه من التَّخَمط والتركيب يدل على الانجراد والملاسة وعلى التسلط والصيال. ؟؟ خنط الكِسائيُّ: الخَنَاطِيْطُ: جماعات متفرقة مثل عباديد، لا واحد لها من لفظها. وقل ابن دريد: خَنَطَه يَخْنِطُه خَنْطاً: إذا كربه. ؟؟ خوط الليث الخوط: الغصن الناّعمُ لسنةِ، وأنشدَ: سرَعرْعاً خُوطاً كغُصنٍ نابتِ وقال غيره: الجمعُ خيِطلَنُ، قال جرير: أقُبلْنَ من جنْبيّ خيطاّنُ وإضمْ ... على قلاصٍ مثلٍ خْيطانِ السّلمُ وقال الدينوريّ: كل قضيبٍ خوطّ، قال قَيسُ بن الخَطيمِ: حوراءُ جيداءُ يستَضاءُ بها ... كأنها خوطُ بأنه قَصفُ والخوط من الرجال: الجسم الحسن الخلقٍ. وابو خوطٍ - ويقال: قوطُ -: من قوى بلخْ. وقال ابن عبادٍ: الخوْطانَةُ الطوْيلةُ الخلقٍ من النساءٍ. وقال ابن الأعرابي: يقال خُطْ: إذا أمَرْتهَ أن يخْتلّ إنساْناً برِمحُهِ. وتخوطْتُ فُلاناً: إذا أتيتهَ الفينةَ بعد الفَينْةَ: أي الحيِنَْ بعد الحينْ. والتركيبُ يدلّ على تَشعْبٍ أغْصانٍ. ؟؟ خيط

دثط

الخَيْطُ: السلْكُ، وجمعهُ خَيوطةُ - مثال فحلٍ وفحولٍ وفحوُلةٍ -، قال الشّنفرى: وأطْوي على الخَمْصٍ الحوايا كما انطَوتْ ... خيوطْةُ مارىّ تغارُ وتُفْتلُ والمخيط والخياط: الأبرةُ، قال الله تعالى:) حتىَ يلج الجملُ في سَم الخياطِ (والخياطُ - أيضاً - الخيطُ، يقال: أعْطني خياطاً ونصَاحاً، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أدوا الخياطَ والمخيطَ. والخيطُ الأسَودُ: الفجر المسْتطيلُ: ويقال: سوادُ اللْيل. والخيطُ الأبيض: الفجرُ المعترضُ، قال أبو دوادٍ جاريةُ بن الحجاجِ الإياديّ: فلما أضاءتْ لنا سدفةُ ... ولاح من الصبحِ خيطُ أثارا غَدونا " به " كسوارِ الهوكِ ... مُضْطمراً حالباهُ اضطمارا وخيط الرقبة: نخاعها. ويقال: جاحشي فلان عن خيط رقته: أي دافع عن دَمه. وخيط باطلِ: الذي يقال له لعابُ الشمسْ ومخاط الشيطان، وكان مرْوان بن الحكم يلقب بذلك لأنه كان طويلاً قال عبد الرحمن بن الحكم: لحى الله قوماً ملكوا خيط باطلٍ ... على الناسِ يعطي منَ يشاءُ ويمنعُ وقال ابن عبادٍ: خيط باطل: الهواء، يقال: أرق من خيط باطلٍ، وأنشد ابن فارسٍ: غَدرتم بعمرو يا بني خيط باطلٍ ... ومثلكم بني البيوت على عمروٍ وقال ابن دريدٍ: الخيط والخيط - بالفتح والكسر -: القطيعُ من النعام. وزاد غيره: الخيطى - مثال حيرى -، والجمع: خيطان وكان الأصمعي يختار الكسر، قال لبيدّ - رضي اللهّ عنه - يذكرُ الدمنَ: تحمل أهلها إلاّ عراراً ... وعزفاً بعد أحياءٍ حلالِ وخيطاً من خواضبَ مؤلفات ... كان رئالها أرقُ الإفالِ ويروى: " ورقُ ". وأنشد ابن دريدٍ لم أخشى خيطاناً من النعامِ ونعامة خيطاء: بينة الخيط، وهو طول عنقها. وقد خطت الثوب خياطة فهو مخيوط ومخيط، وأنشد ابن دريدٍ: هل في دجوب الحرة المخيطِ ... وذيلة تشفي من الأطيط الوذيلةُ: القطعة من السنام شبهها بسبيكة الفضةِ، والأطيط: الجوعُ. فمن قال: مخيوط أخرجه على التمام، ومن قال: مخيط بناه على النقصِ لنقصانِ الياء في خطت، والياء في مخيط هي واو مفعول انقلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها: وإنما حرك ما قبلها لسكونها وسكون الواو بعد سقوط الياء، وإنما كسر ليعلم أن الساقط ياء. وناس يقولون إن الياء في مخيط هي الأصلية، والذي حذف واو مفعول ليعرف الواوي من اليائي. والقول هو الأول، لأن الواو مزيدة للبناء فلا ينبغي لها أن تحذف، والأصْلي أحق بالحذف لاجتماع السامنين أو علة توجب أن يحذف حرف، وكذلك القول في كل مفعولٍ من ذوات الثلاثةِ إذا كانت من بنات الياء؛ فإنه يجيء بالنقصان والتمام. فأما من بنات الواو فلم يجيء على التمام إلاّ حرفان: مسْك مدووْف وثوب مصوونّ، فإن هذين جاءا نادرين، وفي النحويين من يقس على ذلك فيقول: قول مقوولّ وفرس مقوود قياساً مطرداً. والخيط: جبلّ. وقال أبو عبيدِ: رجل خاط، من الخياطة. وخاط فلان إلى فلانٍ: إذا مر عليه مراً سريعا، ويقال: خط إليه خيطه: أي مر إليه مرة، قال رؤبة: فقل لذاك الشاعرِ الخياط ... وذي المراء المهر الضفاطِ رعتَ اتقاءَ العبرِ بالضراطِ وخاطت الحية: إذا انسابتْ على الأرضِ. ومخيط الحية: مزحفها، قال: وبينهما ملقى زمام كأنه ... مخيط شجاعٍ لآخرَ اللْيلِ ثائرِ والخيطة في كلام هذيلٍ: الوتدُ، قال أبو ذؤيبٍ الهذلي يصف مشتار العسلِ: تدلى عليها بين سبّ وخيطةٍ ... بجرداءَ مثلِ الوكفِ يكبو غرابهاُ وقال أبو عمرو: الخيطةُ: حبل لطيف يتخذ من السلب. وقال ابن حبيب الخيطة: دراعة يلبسها. وخيط فيه الشيب تخييطاً: إذا، قال بدر بن عامرٍ الهذلي: أقسْمتُ لاأنْس منيحة واحد ... حتى تخيط بالبياض قروني وقال ابن حبيب: إذا اتصل الشيب في الرأس فقد خيط رأسه الشيبُ. ويروى: تخيط: أي تتخيط. ويروى: توخط. وأراد بقوله: " واحد " أبا العيال الهذلي. والتركيب يدل على امتدادِ الشيءِ في دقةٍ ثم يحمل عليه فيقال في بعض ما يكون منتصباً. ؟؟ دثط ابن عبادٍ: دثطت القرحة: بططتها فأنفجرَ ما فيها؟؟ دفط

ذأط

العزيزي: دفط الطائر دفطاً: إذا سفدِ، وقال ابن عبادٍ: ذفط الطائر - بالذال معجمة -. وكلاهما تصحيف ذَقطَ بالذال المعجمة والقاف. ؟؟ ذأط اللْيث: الذّاط: الامتلاء، قال: وقد فدى أعناقَهُنّ المحض ... والذّاط حتى مالهنّ غرضُ وقد مرّ الرجزُ في تركيب غ رض على روايةٍ أخرى. وقال أبو زيدٍ: ذَأطة وذاته وذعَطه وذعته وزادَ الأزهرى: وذاطة بغير همز: إذا خنقه أشدَّ الخنقٍ حتى دلعَ لسانه قال أبو حزام غالبُ بن الحارث العكليّ: وتظييئيهمُ باللأظ مني ... وذاطيهم بشنتُرةٍ ذَؤوْط وقال ابن عبادٍ الذاط: الذبحُ. ذحلط ابن دريدٍ:: ذحلط الرجلُ: إذا خلط في كلامه. ؟؟ ذرط ابن عبادٍ: أرض ظرياطة وذرياطة وثرياطة: أي طينة واحدة. وقال أبو عمرو: الذرْطاةُ: أكل قبيحّ، وقد ذَرْطيتَ: إذا قبحْتَ أكله. ذرعمط ابن عبادٍ: الذرعْمط من الألبان: الخاثرُِ. وهو من الرجال: الشهوانُ إلى كل شيْ. ؟؟ ذرقط ابن عبادٍ: ذّرْقطتُ الكلام: لفظته. ؟؟ ذطط ابن الأعرابي: الأذطّ: المعوج الفك، قال الأزهري: كانه في الأصل أذوط؛ فقيل أذط. ؟؟ ذعط الذعط والسحط: الذبح الوحي. وقال الليثُ: الذعْط المنية، قال أبو سهم أسامةُ ابن الحارث بن حبيب الهذلي: إذا بلغوا مصرهم عوجلوا ... من الموت بالهيغِ الذّاعطِ وقال ابن دريدٍ: كان الخليلُ يقول: هو الهميعُ بالعين غير معجمة؛ وذكرَ أن الهاء والغينْ المعجمة والميم لم تجتمع في كلمة، وخالفه جميع أصحابنا، قال أبو حاتم: أحسبُ أن الهميغ مقلوب الميم من باء من قولهم: هبغ الرجلُ هبوغاً: إذا سبتِ للنوم فكأنه هبيغ؛ فقلبت الباء ميما لقربها منها. قال: وموت ذعْوط - مثال جرولٍ -: سريعً. وقال ابن عبادٍ: يقال: عَطشٍ حتى انْدعطَ وبكى حتّى انذْعطَ: أي كاد يموت. ذعمط الليث: الذعْمطة: اذبح الوحي؛ يقال: ذعْمطتُ الشاةَ، ذكرها في الرباعي، وجعلَ بعضهم الميم زائدةً. وقال غيرُه: الذّعْمطةُ من النساء: البذَيةّ. ذقط: ابن عبادٍ: إذا أرادَ أحد من أهلِ المدينةَ - على ساكنيها السلامُ - أن يزْرِي بِرجلُ قال له: إنكَ لذَفوطّ: أي ضَعيفّ، قال: وذَفطَ الطائرُ أنثاه: إذا سًفدها. قال الصغَانيّ مؤلفُهذا الكتاب: هذا تصحيف، والصوابُ: ذقطَ الطائرُ بالقاف. ؟؟ ذقط ابن دُرَيدٍ: ذقط الطائر: إذا سفدِ، وزادَ غيره: يذقطُ ذَقطاً، وقد يستعملُ في غير الطائر، وحكى سيبويه: ذُقطاً - بالضم -؛ ومثله بضعها بضعاً وقرعها قرعاً. وقال أبو عبيدٍ: ونمَ الذبابُ وذقط: بمعنىٍ واحدٍ وقال ابن الأعرابي: الذّاقطُ: ذُبابّ صغيرّ يدخلُ في عيون الناس؛ وجمعه: ذقطان - مثال صردٍ وصرْدانٍ - وقال الطائفيّ: الذي يكون في البيوت. وقال الخارزنجْيّ: ذقطَ التيسُ فهو ذقط: إذا سفدِ. ورجل ذُقطةُ وذقيطُ: أي خَبيث. ولحم مذْقوطّ: فيه ذّقَط الذّباب. والذّقطانُ والذّقطَ: الغضبانِ. وقال أبو ترابٍ عن بعض بني سليم: تَذقطتُ الشيء تذّقطاً وتَبقطته تَبَقطاً: إذا أخذْته قليلاً قليلا. ؟؟ ذمط في نَوادرِ الأعْراب: طعام ذّمطّ: أي لينّ سريعُ الانْحدارِ. وقال ابن عبادٍ: ذَمطة يذْمطة ذَمطاً: إذا ذَمجه. وفلان ذُمطةَ سرطةً - مثال تودةٍ -: يبلغُ كلّ شيء. ؟؟ ذوط الأذوط: الأحمق: والأذْوطَ: الصغيرُ الفكُ والذّقنٍ، وقيل: هو الذي يطولُ حنكه الأعلى ويقصرُ الأسفلُ. ومنه حدَيثُ أبي بكر - رضي الله عنه - حين منعتهْ العربَ الزكاة فقيلُ له: أقيلْ ذلك منهم فقال: لو منعوني جدياً أذْوَط - ويروى: لو منعوني عقالاً، ويروى: عناقاً - مما أدوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلهم عليه كما أقاتلهم على الصلاة. والذّوطفي البعير: قصرُ مشفرهِ من أسْفلهِ. وقال أبو العباسّ: الذّوَط - بالتحريك -: سُقاطُ الناس. وقال أبو عمرو: الذّوْطَةُ - وجمعها اذْواط -: عنْكبوت لها قوائم وذنبها مثلُ الحيةِ من العنبِ الأسودِ صفراءُ الظهر صغيرةُ الرأسِ تكع بذنبها فتجهد من وكعتهْ حتىّ يذْوَط، وذَوطةُ أن يخدر مَراتٍ. ومن كلامهمَ: يا ذَوْطَة ذُوْطيهِ. وقال أبو زَيدٍ: سمعت بعض مشَائخناِ يقول:

ذهط

يقال أضْوطِ الزيار على الفرس وأذْوِطه: أي أنْشبه في جحْفلتهِ. ؟؟ ذهط ابن دريدِ: ذَهوطْ - مثالُ جرولٍ -:موْضعّ. والذّهيوطُ - مثال عذْيوط -: موضع أيضاً، قال النابغة الذبيانيّ يمدحُ عمروَ بن هندٍ مضرط الحجارةَ: فداءّ ما تقلّ النعلُ منيّ ... إلى أعلى الذؤابةِ للهمامِ ومغزاه قبائلَ غائطاتٍ ... إلى الذّهبوطِ في لجبٍ لهامِ ؟؟ ربط ربطت الشيْ أربطه وأربطه رَبطاً - والضمّ عن الأخفش -: أي شدَدْته. والموضعُ: مربطّ ومربطّ - بكسر الباء وفتحها -، يقال: ليس له مرِبطُ عَنزٍ، قال الحرثُ بن عُبادٍ في فَرسهِ النعامةَ: قرباّ مربطَ النعامةِ مني لقحتْ حربُ وائلٍ عن حيالِ وفي المثل: اسْتكرمتَ فارْبطْ، ويروى: أكرمْتَ: أي وجدتَ فرساً كريماً فأمْسكْه، يضربُ في وجوبِ الاحْتفاظ، ويروى: فارْتبطْ. ويقال: ربط لذلك الأمرْ جاشاً: أي صبر نفسه وحبسها عليه، وهو رابط الجأش، قال لبيد رضي الله عنه يصفُ نفسه: رابطِ الجأش على فرجهمِ ... أعْطف الجونْ بمربوعٍ متلْ وقال عمرو بن أحمر الباهلي: ولن ترى مثلي ذا شيبةٍ ... أعْلم ما ينفعُ مماّ يضرّ أرْبطَ جأشاً عن ذرى قومهِ ... إذْ قلصتْ عما تواري الأزر وقوله تعالى:) لولا أن ربطنا على قلبها (. الربط على القلب: إلهام الله عز وجل وتسديده وتقويته، ومنه قوله تعالى:) وربطنا على قلوبهم إذ قاموا (أي ألهمناهم الصبر. والرابطُ والربيطُ: الرّاهب والزاهدُ والحكيمُ الذي ربط نفسه عن الدنيا، وفي بعض الحديث قال ربيط بني إسْرائيل: زَينُ الحكيم الصمتْ. ويقال: نعم الربيط هذا: لما برتبطُ من الخيلْ. والربيط - أيضاً -: لقبُ الغوثْ بن مر بن طابخة بن الياس بن مضرَ بن نزارِ بن معدَ بن عدنان. قال ابن الكلبي: وهو الربيطُ؛ وهو صوفة، كانت أمة نذرتْ - وكان لا يعيشُ لها ولد - لئن عاش هذا لتربطن برأسه صوفة ولتجعلنه ربيط الكعبة، ففعلت وجعلته خادماً للبيت حتى بلغ، ثم نزعته، فسمي الربيطْ. والربيط: البسرُ المودُوْن. وقال أبو عبيدٍ: إذا بلغ الثمر اليبس وضعَ في الحرارَ وصبّ عليه الماءُ، فذلك الربيط، فإن صب عليه الدبسُ فذلك المصقر. وقال ابن فارس: فأماّ قولهم للتمرْ: ربيطْ، فيقال انه الذي ييبسُ فيصبّ عليه الماءُ، قال: ولعل هذا من الدخيلْ، وقيل إنه بالدال: الربيدّ، وليس هو بأصْل. ورجل ربيط الجاش: أي شديدُ القلب كأنهّ يربط نفسه عن الفرار. ومربوط: من قرى الإسكندرية. ومرباطُ: بلدة على ساحل بحر الهندْ. ويقال: خلف فلان بالثغر جيشاً رابطةً. وببلدِ كذا رابطة من الخيلْ. والرباط: واحد الرباطاتِ المبنيةّ. والرباط: ما تشدّ به القربة والدابةُ وغيرهما، والجمع: ربطّ، قال الأخْطلُ يصف الأجنة في بطونِ الأتنِ: تموَتُ طَواراً وتَحْيا في أسِرتّها ... كما تَقلّبُ في الربِط المراويدُ وقطعَ الظبيُ رباطه: أي حبالتهَ. يقال: جاءَ فلان وقد قرض رباطه: إذا انصرفَ مجهوداً. والرباط: الخيل الخمس فما فوقها، قال بشيرُ ابن أبي بن جذيمة العبسيّ: وان الرباط النكدَ من آل داحسٍ ... أبينْ فما يفلحنْ يوم رهانِ ورواية ابن دريدٍ: " جرينْ فلم يفلْحنْ ". ويقال: لفلان رباط من الخيلْ؛ كما تقول: تلادّ؛ وهو أصلُ خيله. والرباط: المرابطةَ؛ وهي ملازمةَ ثغرٍ العدوّ. وقال القتبي: أن يربطَ هؤلاءٍ خيولهم ويربطَ هؤلاء خيولهم في ثغر، كل معد لصاحبه، فسمي المقام في الثغر رباطاً. وقوله تعالى:) وصابروا وربطوا (قال الأزهري: في قوله تعالى:) ورابطوا (قولانِ: أحدهما؟ أقيموا على جهادِ عدوكمَ بالحرب وارتباط الخيل -، والثاني ما قال رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم -: ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظارُ الصلاةِ بعد الصرة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط. جعل هذه الأعمال مثل مرابطةِ الخيل، وقال جرير يهجو الفرزدق: إذا آباؤنا وأبوك عدوا ... أبان المقرفات من العرَابِ فأوْرثك العلاة وأوْرثونا ... رِباطَ الخيلْ أفْنية القباِبِ وقال آخر:

رثط

قوْمّ رِباطُ الخيلِ وَسْط بيوتْهم ... وأسنةِ زرْقّ يخَلْنَ نجومْا وقال الليث: المرابطاتُ: جماعةُ الخيولِ الذين رَابطوا، قال: وفي الدّعاء: اللهمُ انصرْ جيوشَ المسُلمين وسراَياهم ومرابطاتهم: أي خَيْلَهم المرابطةَ قال: وفي بعض التفسير في قوله تعالى:) ورابطوا (: هو المُواظبة على الصلوات في موَاقتْتها. وتقول: فلان يرتبطُ كذا كذا رأساً من الخيلْ وقد ارتْبطَ فرساً: إذا اتخذَه للرباطّ. وحكى الشيباْنيّ: ماءّ مترابطِّ: أي دائمّ لاُ ينزَحُ. والتركيب يدلُّ على شدّ وثباتٍ. ؟؟ رثط في النوادر: رثط في قعودهِ: إذا ثبتَ في بيتهِ ولزِمهَ. وقال الخارزْننحي: رثطوطاً وأرثطَ، قال: والإثاطُ في القعدةَ: أن يقع كل شيءٍ من سفلتهِ بالأرْض، قال: والمرثط: المسْترْخي في قعودهِ وركُوبه. رسط: الأزهريّ: أهل الشامِ يسمونَ الخمرَ الرساّطون؛ وسائرُ العربِ لا يعْرفون ذلك، قال: وأراها روميةّ دخلت في كلام من جاورهمُ من أهلِ الشامّ. ؟؟ رطط ابن دريدٍ: ذكرَ عن أبي مالك أنه قال: اللرطراطُ: الماءُ الذي أسْأرتهْ الإبل في الحياض نحوُ الرجرْجِ؛ وهو الماءُ الذي يخيرُ، قال: ولم يعرِفهْ أصحابنا. وقال غيره: الرطيط: الجلبة والصياحُ. والرطيطُ: الأحْمق، والجمعُ: رطاطّ ورطائطُ،؟؟ قال: أرِطوا فقد أقْلَقتْم حلقاتكمْ ... عسى أن تفوزوا أن تكونوا رَطائطا يقول: اضطرب أمركمْ من بابِ الجدّ والعقلْ فَتحامقوا عسى أن تفوزوا. وقال ابن الأعرابي: يقال للرجل: رطْ: إذا أمرتهَ أن يتحامقَ معَ الحمقى. والرطّ: موضعّ بين رامهرمز وأرْجانَ؛ وهو بين الأهوازِ وفارسِ. وأرطّ: أي حمقَ. وأرَط في مقعدهِ: إذا ألح ولم يبرحْ. ويقال للذّي لا يأتي ما عنده إلا بالإبطاء: أرطّ فانكّ ذو رِطاطٍ. واسْترْططتُ فلاناً: أي اسْتِحْمقهَ. وقال ابن فارسٍ: في هذا التركيب نظرّ. ؟؟ رغط ابن دريدٍ: رغاطّ - بالضمّ - موْضعّ. ؟؟ رقط الرقط: النقطُ، قال رؤبة: كالحية المجتابِ بالأرْقاطِ والرقطةُ: سواد يشوبهْ نقط بياضِ. والأرْقطُ من الغنم: مثلُ الأبغثِ. وحميد الأرْقط: راجزّ، قال ابن الأعرابي: قيل له الأرْقط لآثارٍ كانت بوجههْ، وهو حميدُ بن مالكٍ أحد بني كعيبُ بن ربيعْة بن مالك بن زَيد مناةَ بن تميمٍ، وعاصرَ العجاجَ. والأرَقطُ: النمرُ، قال الشنفرى ولي دونكم أهلونْ سيدّ عملسّ وأرْقطُ زهلولّ وعرفاءُ جبالُ وعبدُ الله بن أريِقطَ الليثيّ: دَليلُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - زمنَ الهجر، وقال ابن دريدٍ: كان عبيد الله بن زياد أرقطّ شديدَ الرقطةّ فاحشَها، قال: والرقطاءُ: لقبُ الهيلاليةِ التي كانت فيها قصةُ المغيرة. ويقال: دجاجةّ رقطاءُ: أي مبرقشةّ. وثريدةّ رقطاءُ: من الزيتِ والسمنْ. وفي حديث حُذيفْة بن اليمان - رضي الله عنهما -: لتكونن فيكم أيتها الأمة أربع فتنٍ: الرقطاءُ والمظلمةُ وفلانة، يعنْي أنها لا تكون بالغةَ في الشرّ والابتلاء مبلغَ المظلمةِ. ورقيط - مصغراً -: من الأعْلام. وأرْقطتِ الشاةُ الِقْطاطاً: صارتْ رقطاءَ. وأرْقاطّ العرفجُ: إذا خرج ورقة وذلك قبل أن يدْبي. ويقال: ترقط ثوبهُ: إذا ترشش عليه مدادّ أو غيرهُ فصار فيه نقطّ. والتركيب يدل على اختلاطِ لونٍ بلونٍ. ؟؟ رمط ابن دريدٍ: الرمط: مصدرُ رمطتُ الرجلَ أرْمطه - بالكسر - رمطاً: إذا عبته أو طغت فيه. وقال الليث: الرمط: مجمع العرفط ونحوه من شجر العضاه كالغيضةِ، وقال الأزْهري: هو تصحيف؛ قال: والذي سمعه من العربَ يقال للحرجةِ الملتفة من السدرْ: عيص سدرٍ ورهط سدرٍ؟ بالهاء - قال: وأخبرني الإبادي عن شمرٍ عن ابن الأعرابي قال: يقال: فرش من عرفطٍ وأيكةَ من أثلٍ ورهط من عشرٍ وجفجفّ من رمثٍ، وهو بالهاء لا غير، ومن رواه بالميم فقد صحف. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: وتبع الليث على التصحيف ابن عبادٍ والعزيزيّ. ؟؟ روط ابن عبادٍ: الروط: مصدر راط يروْطُ وهو تعفقُ الوحشْيٍ بالأكمة. قال: والروطّ: الوادي وهو معربُ رودْ بالفارسيةّ. ورطْة: من أعمالْ سرقطةَ بالأنْدُلس. رهط: رهط الرجلِ: قومهُ وقبيلته، يقال: هم رهطه دنية.

ريط

والرهط: مادونَ العشرِة من الرجال لا تكونُ فيهم امرأة، قال الله تعالى:) وكان في المدينةِ تْسعَة رَهطٍ (فجمعَ ما ليس لهم واحد من لَفظهمِ مثلُ ذَودٍ، وقال بعضهم: الرهطُ عند العربِ: عدد يجمع من سَبعةٍ إلى عشرةٍ، قال ابن دريدٍ: وربما جاوز ذلك قليلً، وما دون السبعةِ الثلاثةِ النفرُ، وقد يحركُ فيقال: الرهط والجمع أرْهطَ، وأنشدَ الأصمعي: وفاضحٍ مفتضحٍ في أرْهُطهِ وكذلك أرْهاطّ، وأرأهطُ؛ كأنهّ جمعُ أرْهطٍ، وأراهيط، قال سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة: يُبؤس للحرب التي ... وضَعَتْ أراهط فاسْتراحوا وأنشد ابن دريد: أراهُط من بني عمرو بن جرمٍ ... لهم نَسَبُ إذا نُسبُوا كريم ورهْطُ ورهُوْطُ: موضعان، قال تأبط شراً: نَجَوتُ منها نَجائي من بَجْيلَةَ إذ ... ألْقَيْتُ لَيْلَة خبْتَ الرَّهْط أرواقي وقال أبو قلابة الهذلي: يادار أعرفُها وحشاً منازِلُها ... بين القوائم من رهطٍ فألْبانِ القوائم: موضع، وألبان: بلَدُ. وقال ابن دريد: الرَّهْط: إزارُ يتخذ من أدمٍ وتشقق جوانبه من أسافله ليمكن المشي فيه يلبسه الصبيان والحيض، قال أبو المثلم الخناعي الهذلي يخاطب عامر بن العجلان: متى ما أشأ غير زَهْوِ الملُوك ... أجعلْكَ رهطاً على حُيَّض ويجمع الرهط رِهاطاً - بالكسر - وقال ابن شميل: الرهاط: جلود تشقق سيوراً، واحدها رهط، وأنشد للمتنخل الهذلي: بضَربٍ في الجماجم ذي فُرُوْغٍ ... وطَعْنٍ مثل تَعْطيط الرَّهاط وكانوا في الجاهلية يطوف الرجال عراة والنساء في رهاط. وقال أبو الهيثم: الرَّهْطُ: عظم اللقم. ومرج راهطٍ: موضع بالشام شرقي غوطة دمشق كانت به وقعة بين قيس وتغلب، قال زفر بن الحارث الكلابي: لعَمري لقد أبْقَتْ وقِيعَةُ راهطٍ ... لَمرْوان صدْعاً بَيْنَنا مُتنائيا يعني مروان بن الحكم بن أبي العاص. وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر ابن هرمة يمدح عبد الواحد بن سليمان: أبوك غَداةَ المْرج أوْرثَكَ العُلى ... وخاضَ الوَغى إذْ سال بالموْتِ راهطهْ والرَّهْطى - مثال فرخى -:طائر. وذو مراهط: موضع، وأنشد الأزهري: كم خَلَّفتْ بِلَبْلها من حائط ... وذَعْذعَتْ أخْفافها من غائط منذُ قَطًعْنا بطن ذي مّرّاهِطِ ... يَقُوْدُها كُلُّ سنَامٍ عائط لم يدم دفاها من الضواغط والرهطة - مثال تودةٍ - والراهطاء: من جحرة اليربوع التي يخرج منها التراب. وقال ابن عباد: الرهط: العدو. ورجلُ تُرهُوط: كثير الأكل. ورُهاُط - بالضم -: موضع قرب مكة - حرسها الله تعالى -: ببلاد هذيل؛ وهو على ثلاث ليال من مكة لثقيف، وهو نجدي من بلاد بني هلال قال أبو ذؤيبٍ يصف الحمول: هَبَطْنَ بَطْن رُهاطٍ واعْتَصَبنْ كما ... يسْقي الجُذُوْع خلال الدُّوْر نضاحُ وقال أبو عمرو: الرهاط - بالكسر -: متاع البيت الطنافس والأنماط والوسائد والفرش والبسط. وقال الليثي: رهطة: ركايا بالهندِ معربةُ يستقى منها بالثيران. قال الصغانيّ مؤُلف هذا الكتاب: أماّ أرضُ الهندِ فأنا ابن بجدْتها وطلاعُ أنجدتهاِ وليستْ بها هذه الركايا، وانما الدوْلابُ يسمى بالهنديةّ: أرْهتْ، فسمعِ بعضُ السفرِ المستْعْربين المترددينَ إلى تلك البلاد يقولون: أرهتْ فقال: أرهطْ - بالطاء - فغيرهاّ، وليس في كلامهمِ طاءُ، ولا ينبئكَ مثلُ خَبيرٍ. قال: والترهْيطُ: عظمِ اللقمّ وشدِةُ الأكلُ والدهْورةُ، وأنشدَْ: يا أيها الأكِلُ ذو الترْهْيطِ وقال ابن عبادٍ: رهطَ الرّجلُ: إذا لزمِ ظهرَ المطيةِ فلم ينزلْ، وكذلك إذا لزمِ جوفْ منزِله فلم يخرجْ. ورجلّ مرهطُ الوَجْهِ: أي مهبجهُ. ويقال: نحنُ ذَوو ارْتهاطٍ: أي ذَووْ أرْهطٍ؛ أي مجتمعون، وقال أنس بن سيْرين: أفضتُ مع ابن عمر - رضي الله عنهما - من عرفات حتّى أتى جمعاً فأناخَ نَجيبتهْ فَجعلها قبلة فَصلى المغربَ والعشاءَ جميعاً؛ ثم رقدَ، فقلناْ لغلامهِ: إذا اسْتيقظَ فأيقْطناَ؛ فأيقظناَ ونحنُ ارْتهاطّ. والتركيبُ يدلّ على تجمعّ في النّاسِ وغيرِهم. ؟؟ ريط الرَّيطةُ: المُلاَءةُ إذا كانت واحدةً ولم تكن لفقْينِ، والجمعُ ريطّ، قال سلِمي بن ربيعة:

زأط

والبيضْ يرْفلنَ كالدمى في ... الريِطْ والمذهبِ المصونِ وعن النضرّ بن عبد الله أن قيسْ بن عبد الله وفّد على معاويةَ - رضي الله عنهما - فَكَساه رَيطةْ فَفَتق علمهاَ وارْتداها. وقال ابن السكُيت: قال بعضُ الأعْراب: كل ثَوْبٍ رقَيقٍ لّينٍ فهو رَيْطةّ. وريطة بنتُ الحارثِ بن جبيْلةَ - رضي الله عنهما -: لهما صُحبةُ. وقال لبيدّ رضي الله عنه: يرْوي قوامحَ مثلَ الصبْح صادِقةً ... أشباهَ جنّ عليها الريطُ والأزُرُ وقال امرؤ القيس: وقد أذْعَرُ الوحْشِ الرتاعَ بفقرةٍ ... وقد أجتْلي بيضْ الخدور الرّوائقا نواعمِ تجْلو عن متوُنٍ نقِيةٍ ... عبيراً وريطاً جاسداً وشقائقا وقال ابن دريدٍ: فأمّا قولهم " رائطةُ " في أسْماء النساء فَخطاً. قال الصغانيّ مؤلفُ هذا الكتاب: أجمعْ نقلةُ السيرِ ومنْ له معرْفة بأسامي الرّواة أنّ رائطة بنت سفْيانَ بن الحارثِ الخزاعيةِ ورائطةَ بنتَ عبد الله امرْأةَ عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - كلتاهما بالألف. وقد قالوا للريْطة الملاَءة: رائطةُ، وفي حديث عمرَ - رضي الله عنه -: أنه أتي برائطةٍ يتمندلُ بها بعد الطعام فكرههاَ، قال سُفْيانُ: يْعني بمنْديلٍ، قال: وأصحابُ العربيةِ يقولون: ريطةَ. وريطْة: موْضعّ من أرضِ شَنوءةَ، قال عبدُ الله بن سلْيمة الغامدِيّ. لمنِ الديارُ بتوْلعٍ فَيبوسِ ... فَبياض ريْطةَ غيرُ ذاةِ أنْسِ وتجمعُ الريْطة رياطاً أيضاً، قال المتنخلُ الهذلي: فإماّ تُعرِضنَّ أمَيْمَ عّنّي ... ويَنْزغْكِ الوُشاةُ اولو النّباطِ فَحُورٍ قد هَوتُ بهنَّ عيِْنٍ ... نَواعمِ في المرُوْطِ وفي الرّياطِ هوَْتُ بنّ إذ مَلقي مَليحّ ... وإذْ أنا في المخيْلةِ والشطَاطِ ورِياطّ: من الأعلام، قال: صُبَّعلى آل أبي رِياطِ ... ذُؤالةُ كالأقْدحُ المرِاطِ ؟؟ زأط ابنُ عَباَدٍ: الزّئاطُ: اللَّغطُ العالي. يقال: زَأطَ يزْأط زِئاطاً، وقد يتركُ همزه. وقيل: الجُلْجُلُ. ؟؟ زبط ابنُ الأعرابيّ: الزّبْطُ: صيلحُ البطةّ البطّة. وقال الفرّاءُ: هو الزّبيطُ، يقالُ: زَبطَ: البَّط يزْبِطُ زَبْطاً وزَبيِطْاً: إذا صَاحَ. والزّبطانةُ والسبطاَنةُ - بالتحرْيك -: مجرىّ طويلَّ مثقوبّ يرْمى فيه بالبنُدُقٍ وبالُحسْبانِ نفخاً. وقال الليْث: قناة جوفاْءُ مضرُوبةَ بالعقبِ يرْمى فيها بِسهامٍ صغارٍ تنفْخُ نفخاً فلا تكادُ تخْطى. ؟؟ زحلط ابن دريد: الزّحْلوط: الرّجلُ الخسِيْس من سفلةِ الناس. ؟؟ زخرط الفرّاءُ: الزَّخْرطُ - بالكسرْ - مخَاطُ النعْجوِ، قال: وكذلك مخاطُ الإبل. وقال ابن دريدٍ: الزَّخْرُوْط: الجملُ المسِنُ الهرِمُ، وناقةّ زخْرِطّ: هرمةُ. والزّخْرِيْطُ: ضربّ من النّبت. وقال ابن عبادٍ: الزّخرْيطْ - وبغير ياءٍ أيضاً - من الإبل والبقرَ والشاءِ: ما سالَ من أنوْفها. ؟؟ زخلط ابن عبادٍ: الزّخلْوطُ: الرجلُ الخسْيسُ؛ ذَكرهُ في الخاء المعْجمة. قال الصغانيّ مؤّلف هذا الكتاب: هذا تَصحيف. والصوابُ بالحاء المهملةَ كما ذَكرته عن ابن دريدٍ في موْضعهِ. ؟؟ زرط الأزهري: سرطَ اللقمة وزرِطها وزَردهاَ: إذا ابتلعها. والسراطُ والزّراطُ: الطريقُ، وقرأ حمزة بن حبيبٍ في روايةِ الفراء عنه وعن الكسائيّ في رواية عبد الله بن ذكوْان عنه وعن عاصمٍ في روية مجالد بن سعيدٍ عنه اهدْنا الزّراط المسْتَقيمَ؛ بالزّاي الخالصةِ الصافيةِ من غير إشمام. ؟؟ زطط الزّط: جيلّ من النّاسِ، الواحد زطيّ؛ مثل الزّنجِ والزنجيّ والرومّ والروميّ، قال أبو النجم: جاريةّ إحدى بنات الزّط ... ذاةُ جهازٍ مضْغطٍ ملطِ وقال ابن دريدٍ: الزّط: هذا الجيلْ وليس بعربيّ محْضٍ وقد تكلمتْ به العربَ، وأنشدَ: فَجتنا بحّييْ وائلٍ ويلّفها ... وجاءتْ تميّم زُطها والأساورِ

زلط

وقال الأزهري قال الليث: الزّط إعرابُ " جتّ " بالهنديةِ وهم جيل من أهْل الهندْ إليهم تنّسبُ الثيابُ الزّطية. قال الصغانّي مؤلف هذا الكتاب: أماّ الليث فلم يقلْ في كتابه هذا، وأماّ " جتْ " بالهنديةِ فَصحيحّ بفتْح الجيم وكذلك هو مضبوطاً في نسْخةٍ صحّحها الأزهري وعليها خطة بفتحْ الجيم، فعلى هذا إعْرابه " زَطّ " بفتح الزّاي. وقال ابن الأعرابي: الزّططُ والثطط - بضمتين -: الكوَاسجُ. وقال في موْضعٍ آخر: الأزّط: المسْتوي الوجهْ، والأذطّ: المْعوج الفكّ. وقال ابن عبادٍ: زطّ الذبابُ: أي صوتّ. ؟؟ زلط ابن عبادٍ: الزّلطُ: المشيُ السَّريعُ. زلنقط: ابن دريدٍ: الزّلنقطةُ؟ بضمتينّ وسكونُ النون وضمَّ القاف - المرأةُ القصيرة. وربماّ قيل ذلك لذكرِ الرّجلُ أيضاً. ؟؟ زنط ابن دريدٍ: الزّناطُ: الزّناط - بالكسرْ -: مثلُ الضغاطِ والرخاّمَ سوَاء، وتزانطَ القَوْمُ: إذا ازْدحموا. ؟؟ زوط ابن دريدٍ: زواطّ - بالضمّ -: موْضعَ. وزاوطي - وربماّ قيل: زاوطةُ - بلدةَ بين واسطِ والبصرة وأبو حَنْيفةَ النعمان بن ثابتِ بن زوْطلي الكوفيَ؛ رحمه الله. وقال أبو عمرو: زوطّوا ودبلوا: إذا عظموا اللقمَ وازْدَردوا. ؟؟ زهط الأزْهري: الزّهبوطَ: موْضعّ، ذكره الأزْهري في الزّاي مع الهاء وفي الذال، وفي كتاب سيبْوْيه بالذال؛ وهو الصّواب، وقد ذكرتهُ في فصلْ الذال من هذا الحرفْ مسْتشهداً عليه بقول النابغةِ الذّبياني. ؟؟ زيط الزّياطُ والهياط: أصوْات تزيطُ زَيطاْ، وهاطت تهيطْ هبْطاً مثله، قال المتنخلُ الهذلي يصف ماءً: كأن وغى الخموْش بجانبيهْ ... وغى رَكْبٍ أميمٍ أوْلي زَياطِ ويروْى: ذَويْ هياطِ. وزاط: أي صاحَ. وقال ابن عبادٍ: زَأطَ وزاطَ: بالهمز وتركْهِ. ؟؟ سبط شَعَر سَبَطٌ - بالتحّريك - وسبطِ - مثالُ كتفٍ - وسبْط - بالفتحْ -: أي مُسْترْسلّ غير جعدٍ لا حجنةَ فيه. وكان شَعرَ رُسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لا جعدْاً ولا سبطاً. وقد سبطِ شعرهُ - بالكسرْ - يسبطُ سبطاً الرّجلُ - بالضمُ - سبوْطاص وسبوطةّ وسباطةَ من قوْم سباطٍ، قال: هل يروْياً ذَوْدَك نزْعّ معدُ ... وساقيانِ سبطّ وجعدُ ؟؟ آخرُ قالت سلَيْمى: لا أحِبَّ الجعْديْنْ ... ولا السباطَ إنهم مناتيْنْ ورجلّ سبطْ الجسمِ وسبطِ الجسمِ - مثال فخذٍ وفخذٍ -: إذا كان حسن القدّ والاسْتواءِ، قال: فجاءَتْ به سبطْ العظام كأنَّما ... عمِامتهُ بين الرّجالِ لواءُ وسبطةُ بن المنذرِ السّلْيحيّ كان يلي جبايةَ بني سَلْيحٍ. والسبطُ - بالتحريكِ -: نَبْتّ، وقال أبو عبيدٍ: السبطُ: النصيّ مادامَ رطباً فإذا يبسَ فهو الحليّ، وقال الدّينوري: قال أبو زيادٍ: من الشجرٍ السبطُ ومنبتهُ الرّمالُ؛ سلُبّ طوالّ في السماءِ دقاق العيْدانِ تأكله الغنمّ والإبلُ ويحتشه الناسُ فَيبْيعونهَ على الطرقّ؛ وليس له زهرة ولاشوْكة؛ وله ورَقً دقاقِ على قدْرِ الكرّاث أولّ ما يخرجُ الكرّاثُ. وفي تصداقَ مناَبتهِ من الرّمْل قال ذو الرمةّ: برّاقةُ الحيدْ واللبّاتُ واضحةَ ... كأنها ظبيةً أفْضى بها لبَبُ بين النهارّ وبين اللّيلْ من عَقدٍ ... على جوانبه الأسْباطُ والهدَبُ والبسط - أيضاً -: مماّ إذا جفّ ابيضْ وأشبهَ الشّيْب؛ بمنزلة الثغام، ولذلك قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلَمة بن عامرِ بن هرْمةَ: رأتْ شمطاً تخصّبه المنايا ... شواةَ الرّأس كالسّبِط المحْيلِ قال: وزَعَم بعضُ الرواةِ أن أن العَربَ تقولُ: الصليانُ خبزُ الإبلِ والسبطُ، قال وأخْبرني أعرابيّ من عنزةَ قال: السبطُ نباتهُ نباتُ الدخنِ الكبارِ دونَ الذرِة وله حبَ كحبُ البزْرِ لا يخرجُ من أكمتهِ إلاّ بالدقُ، والناسُ يسْتخرجونهِ ويأكُلونهَ خبزا وطبْخاً. وقال غيره: أرضّ مسْبطة: كثيرةُ السبطِ. وقال اللْيثُ: السبطانةَ: قناةُ جوْفاءُ مضروْبةّ بالعقَبِ يرمىْ فيها بسهامٍ صغارٍ تنفخُ نفخاً فلا تكادُ تخطي. وسباطِ - مثالُ -: اسْمّ للحمّى، قال المتنّخلُ الهذليّ: أجزْتُ بقتيةٍ بيضْ خفافٍ ... كأنهمُ تملهمُ سباطِ

ويقال: سباطِ حمىً نافّض، يقال: سبِطَ - على ما لم يسُمّ فاعله -: إذا حُمّ، وذلك أنَّ الإنسان يسبط إذا أخذتهْ أي يتمددُ ويستْرْخي وسباطُ وشباطُ - بالسينّ والشين وبالضمّ فيهما -: اسْمُ شهرٍ من الشّهور بالرّوِميةْ، ذكر ذلك أبو عمر الزّاهد في يلاقوتهِ الجلْعَمِ وقال: يصْرَفُ ولا ممَطْبخةُ يصْرفُ. والبساطة: الكناسةُ، وروى المغيرةُ بن شعْبة: أن النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - أتى سباطة قومٍ فبالَ قائماً وتوضأ ومسحَ على ناصيته وخفيهْ، وإنما بالَ قائماً لجرحٍ كان بمأبضه. وهي الكناسة التي تطرحَ كلّ يومٍ بأفنيةِ البيوتِ فَتكثرُ: من: سبطَ عليه العطاءَ: إذا تابعه وأكثره. والسّاباطُ: سقْيفَةً بين حائطيْنِ تحتهْا طريقّ، والجمعُ: سوابيطُ وساباطاتّ، وفي المثلِ: أفارَغُ من حجام ساباطَ، قال الأصمعيُّ: هو ساباطُ كسْرى بالمدَائن: وهو بالعجميةَ بلاسْ أبادْ، قال: وبلاسُ اسْمُ رجلٍ، من الموتٍ ربهُ ... بساباطَ حتىّ مات وهو محزرَقُ ويروْى: " فأصْبحَ لم يمنعْه كيْدّ وحْيّةَ بساباط "، ويرْوى: " محرزق "، يذكر النعمانَ بن المنذرِ وكان أبروِيْز حبسهَ بساباط ثمّ ألقاه تحت أرجلِ الفيلةِ. وحَجّامُ ساباطَ: كان حجّاماً مُلازِماً ساباطَ المدائنِ؛ فإذا مّر به جندّ قد ضرب عليهم البعْثُ حجَمهم نَسيْئةً بِدانقٍ واحدٍ إلى وَقْتِ قُفوْلهم، وكان معَ ذلك يمرّ عليه الأسبوعُ والأسبوعانِ ولا يدْنو منه أحدّ، فَعْند ذلك كان يخرجُ أمّة فَيحْجمها ليريّ الناسَ أنه غيرُ فارغٍ ولئلاّ يقرعَ بالبطالةِ، فما زالّ ذلك دَأبه حتى أنزْفَ دمهاَ فماتتْ فجاءَةُ، فصارَ مثلاً، قال: مَطْبخهُ قفْرً وطباخهُ ... أفْرَغُ من حَجامِ ساباطِ وقيل: انه حجمَ كِسْرى أبرويزَ مرّةً في سَفرِه ولم يعدْ: لأنه أغْناه عن ذلم. وساباطُ: بليْدَة بما وراءَ النهرِ. والسبطْ: واحدُ الأسْباطِ، وهم وَلدُ الوَلدِ. والحسنُ والحسْينُ - رضيَ الله عنهما -: سِبْطا رَسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - وقال الأزهري: الأسْبّاطُ في بنيَ إسحاق: بمنزلة القبائل في بنيَ إسماعيل - صلواتُ الله عليهما -، يقال: سموْا بذلك ليفَصلَ بين أولادِهما. قال: ومعنىْ القبيلةِ معْنى الجماعةِ، يقال لكل جماعةٍ من أبٍ ولأمٍ: قبيلةّ، ويقال لكل جمع من آباءٍ شَتّى: قبيلّ وهو شجرةَ لها أغْصان كثيرةُ وأصْلُها واحدّ كأنّ الوالدَ بمنزلةِ الشّجرة والأولاد بمنزلة أغُصانهاِ. وفي حديث النبي: - صلى الله عليه وسلم -: حسيّنْ منيّ وأنا من حُسيْنٍ؛ أحبّ الله منْ أحب حسيْناً، حسينّ سبطّ من الأسْباط. قال أبو بكر: أي الأعْرابيّ عن الأعْرابيّ عن الأسْباطُ فقال: هم خاصةُ الأوْلاد. والأسْباطُ من بني إسرائيل كالقبائل من العرب. وقوله تعالى:) وقطعْناهم اثْنتيْ عشرةَ أسْباطاً أمماّ (فإنما أنث لأنه أرادَ اثنتي عشرةَ فرقةً، ثم أخْبر أنّ الفارق أسبْاطّ، وليس الأسباطُ بتفسْير ولكنه بدلّ من اثنتي عشرة، لأن التفسير لا يكونُ إلاّ واحداً منكوْراً كقولك: اثنا عشر درهماً ولا يجوز دراهم. وقال ابن دريدٍ: غلطَ العجاج أو روبة فقال: كأنه سبط من الأسباط ... أرادَ رجلاً، وهذا غلط. قال الصغاني مؤلفُ هذا الكتاب: لرؤبة أرْجوزة أولها: شُبَّتْ لعينيْ غزلٍ مياطِ ... سعْدية حلتْ بذي أرَاطِ وللعجّاج أرْجوزةّ أولها ... وبلْدةٍ بعيدةِ النياطِ مجْهولةٍ تغْتالُ خَطوَ الخاطي والمشَطورُ الذي شكّ ابن دريدٍ في قائلهِ من هذه الأرجوزة. ورجلّ سبطِ بالمعارْف: إذا كان سَهْلاً. وقال شمر: مطر سبطّ: أي متدارك سحّ، وسباطته: سعته وكثرتهُ، قال القطاميّ: صَافتْ تعمجُ أعْناق السيولِ به ... من باكرٍ سبطٍ أو رائحٍ يبلُ أرادَ بالسبطِ: المطرَ الواسعَ الكثيرَ. وإذا كان الرجلُ سْمعَ الكفينِ قيل: إنهَ لسبطُ الكفينِ. وسبْسَطيةُ: بلدّ من نواحي فلسطين من أعمالِ نابلس فيه قبرُ زكرياءَ ويحيى - صلوات الله عليهما - وأسْبطَ: أطَرقَ وسكنَ. وأسَبط في نوَمهِ: غَمّض وأسْبطَ عن الامْرِ: تغابي وقولهم: مالي أراك مَسْبطاً: أي مدلياً رأسكَ كالمهتمّ مستْرخيَ البدنِ.

سجلط

وأسْبطَ: أي امتْدّ وانْبسطَ من الضربْ، ومنه حدَيث عائشة - رضي الله عنها -: أنها كانت تضرّبُ اليَتيم يكون في حجرْهاِ حتىّ يسبِط: أي يمتدّ على وَجْه الأرضِ. يقال: دَخْلتُ على المريضِ فتركْتهُ مُسْبطاً: أي ملقى لا يتحركُ ولا يتكلُم، قال: قد لبِثَتْ من لذّضةِ الخلاَطِ ... قد أسْبطتْ وأيما إسباطِ يعْني امرأةً أتيتْ فلما ذاقَتِ العسْيلة مدتْ نفسها على الأرْض. والتسْبيطُ في النّاقةِ كالرحاَع. ويقالُ أيضاً: سبطتٍ النعْجةُ: إذا أسْقَطتْ. وقال أبو زَيدٍ: يقال للنّاقةِ إذا ألقتْ ولدها قبلَ أن يسْتَبيْنَ خلْقُه: قد سبطتْ، وكذلك قاله الأصمعي. والترْكيبُ يدلّ على امتْدادِ الشْيءِ. ؟؟ سجلط الليْث: السجلاطُ: الياسمينُ. وقال الدينوري: زعم بعض الرواة أن السجلاّطَ الياسمون. وقال أبو عمرو: يقال للكَساءِ الكحْليّ: سجلاطي. وقال ابن الأعرابيّ: خزّ سجلاطيّ: إذا كان كحْلّياً. وقال الفرّاء: السجلاّط: شيءَ من صوفٍ تلقْيه المرأةُ على هودْجها. وقال غيرهُ: هو ثياب كتاّنٍ موشيةً كأن وشيه خاتمّ، وهو زعموا بالرّومية. وأنشْدَ الأزهري لحمْ بن ثورٍ - رضي الله عنه -: تخيرْن إما أرْجواناً مهذّباً ... وإمّا سجلاّطَ العرِاقِ المختما وقال ابن دريدٍ: هو النمط يطرحُ علىالهودْج؛ وهو في بعض اللغات: الياسمونْ، قال: وذكروا عن الأصمعي أنه قال: هو فارسيً معربّ، وقال: سألتُ عَجوُزاً عندنا روْميّة عن نمطِ فقلتُ: ما تسمون هذا؟ فقالتْ سجلاّطسْ. وقال بعضهم: السّنْجلاطَ - بزيادةَ النونْ -: موضْعّ، ويقال: ضَرْبّ من الرّياحين، والضَّوْمران، وأنسْدَ: أحبّ الكرائنَ والضّوْمرانَ ... وشرْبَ العتيقةِ بالسنْجلاطِ ؟؟ سحط السْحطُ والشحْطُ والّذبْح الوحيّ السريعُ، والشاةُ سحيطّ ومسْحوطة، ومنه الحديث: فأخْرجَ لهم شاةً فَسحطوها، وقد كتب الحديثُ بتمامهِ في تركيبِ ع ز ب. والمسْحط: الحلْق والمذَبحُ، وأنشدَ الأصمعي: وساخطٍ من غير شيءٍ مسْخطهِ ... كنْتُ له مثل الشجى في مسْحطه وقال ابن دريدٍ: السْحط: الغصصُ، يقال: أكلَ طعاماً فَسحطه: أي أشرقه. قال الصغلني مؤلفُ هذا الكتاب: في هذا الكلام غَلطانِ: أحدهما - أنّ السحْط الإغَصْاصُ؛ ولو كان الغصصَ لما تعدىّ إلى مفعولٍ، والثاني - أنّ صوابهّ: " أي أغصه " لأنّ الشرق لا يسْتعملُ في الطعام. وقال وجدتُ القصيدة التي منها هذا البيتُ في ديوانيْ أشعارهما، ويروى للحْكمٍ الخضريّ أيضاً: كادَ اللعاعُ من الحوذانِ يسْحطها ... ورجْرجّ بين لحييهاْ خَناطيلُ وسحْطة: حصنّ في جبال صنعاءَ. وقال أبو عمرو: سْجاط - مثالُ قيفال: وادٍ وقال الأصمعي هو شيحاط - بالشين المعْجمة، قال: وشيحاطُ: قارةً أو قنة؛ وقال مرة: أرضّ. وبالوجهين يروْى قول تميم بن أبي بن مقيلِ: يا بنْت آلِ شهابٍ هلْ علْمت إذا ... أمْس المراضيعُ في أعناْقها خَضعُ أني أتمُ أيساري بذي أودٍ ... من فرْعِ سيْحاط ضاحي ليْطهِ قرعُ ذو أودٍ: القدحُ. والليْطُ: اللونُ، وقرعٌ: لا لحِاءَ عليه. وقال المفضلُ: المسحوطُ من الشرابِ كله: الممزوجُ. وسحطوا سخلهمُ: إذا أرسلوه مع أمه. وقال ابن دريدٍ: أهلُ اليمنِ يقولونَ: أنسَحَطَ الشيءُ من يدي: إذا أملس فسَقَطَ. ولغةٌ يمانيةٌ: أنسَحَطَ عن النحلةِ وغيرها: إذا تدلى عنها حتى ينزلَ إلى الأرض لا يمسكها بيده. ؟؟ سخط السُخْطُ - مثالُ خَلقِ وخُلُقٍ - والسخَطُ - بالتحريك - والمَسْخَطُ: خلافُ الرضى، تقول منه: سَخِطَ يَسْخَطُ: أي غضبَ، وأنشد الأصمعي: أعطيْتُ من ذي يَدِهِ بِسُخُطِهْ وقال رؤبة: بكل غضبانَ من التعيِط ... منفتحِ الشجرِ أبي المَسْخَطِ وقال ابن دريدٍ: المسخوطُ: المكروه. وأسخَطَهُ: أي أغضَبه، قال العجاجُ يصفُ ثوراً: ثمتَ كَر ساخِطَ الأسخاطِ وتَسَخّطَ:: تَغَضبَ. وتَسَخطَ الشيء: أي تكرههَ. وتَسَخطَ فُلانٌ عَطَاءَ فُلانٍ: إذا استقلته ولم يقع منه موقعاً. والتركيبُ يدلُ على خلافِ الرضى. ؟؟ سربط ابن عبادٍ: بِطيْخَةٌ مُسَرْبَطَةٌ: دقيقةٌ طويلةٌ قد سُرْبِطَتْ طُولاً. ؟؟ سرط

سَرِطتُ الشيء أسرطهُ - مثالُ بِلعتهُ أبلعهُ - أي بَلعتهُ، وفيه لُغةٌ أخرى وهي: سرَطتُه أسرُطُه - مثالُ كتبتهُ كتبُه -. والمسرطُ: الحلقُ، وأنشدَ الأصمعي: كأن غُصنَ سَامٍ أو عُرْفُطِة ... معُترضاً بِشوكِهِ في مسرطهِ وسيفٌ سُراطٌ وسُراطيٌ: قاطعٌ، وقيل: هو الذي يستَرطُ كل شيءٍ أي يلتهمهُ، قال المتنخلُ الهذلي يصفُ سيفاً: كَلونِ الملحِ ضربتهُ هبيرٌ ... يتُر العظمَ ساقطُ سُراطي والمعنى: سُراطيٌ، نسبه إلى السرطِ وخفف ياءه للقافية، وقال ابن حبيبَ: أراد سُراطيٌ يسترطُ كل شيءٍ يذهبُ سريعاً في اللحم. وفَرسٌ سُراطيُ الجريِ: كأنه يسترطُ الجري سَرطاً، وقيل: كأنه يسترطُ العدو أي يلتهمه. وفي المثلِ: الأخذُ سُريطى والقضاءُ ضُريطى، ويروى: الأخذُ سريط والقضاءُ ضُريطٌ حكاهما يعقوب ويروى: الأخذ سريطى والقضاءُ ضِريطى - بوزنِ خِصيصى -. ويروى: الأخذُ سُريطاءُ والقضاءُ ضُريطاءُ - بتخفيف الرائين وبالمد - ويروى: الأخذُ سرطانٌ - ويروى: سلجانٌ - والقضاءُ ليلنٌ أي يسترطُ ما يأخذُ من الدين فإذا تقاضاه صاحبهُ أضرطَ به. وفرسٌ سرطانٌ: أي يسترطُ الجري كالسراطي. والسرَطانُ: من دواب الماءِ. والسرطانُ: برجٌ في السماء. والسرطانُ: داءٌ في رسغِ الدابة يأخذُ فيه فييبسه حتى يقلبَ حافره. والسرطانُ: داءٌ يعتري الإنسان في حلقه: دموي: مثلُ الدبيلةِ. وقال الليث: السَّرَطْرَاطُ والسسَّرِطْراطُ - بفتح السين والراء وكسرهما -: هو الفالوذ. وقال الأزهري: أما بالكسر فهي لغة جيدة لها نظائر مثل حِلِبْلاب وسِجِلاطٍ، وأما بالفتح فلا أعرف له نظيراً. وقيل للفالُوذُ: سِرِطْراطُ، فكررت فيه الراء والطاء تبليغاَ في وصفه واستلذاذ آكله إياه إذا سَرِطَه وأساغَه في حلقه. ويقال للرجل إذا كان سريع الأكلِ: مِسرَطُ وسَرَّاطُ. والسَّرَاطُ والصُرَاطُ والزَّرَاطُ: الطريق، وقال الأزهري: قول الله عز وجل:) اهدِنا الصَّراطَ المستَقيم (كتب بالصاد وأصله السين، ومعناه ثبتنا على المنهاج الواضح، قال جرير يمدح هشام بن عبد الملك: أميرُ المؤمنينَ على سِرَاطٍ ... إذا اعْوَجَّ المواردُ مُسْتَقيمِ قال الفراء: إذا كان بعد السين طاء أو قاف أو غين أو خاء فان تلك السين تقلب صاداً، قال: ونَفَرٌ من بَعَنْبَرِ يصيرون السين إذا كانت مقدمة ثم جاءت طاء أو قاف أو غين أو خاء صاداً، وذلك أن الطاء حرف تضع فيه لسانك على حنكك فينطبق به الصوت فقلبت السين صاداً وصوتها صوت الطاء واستخفوها ليكون المخرج واحداً كما استخفوا الإدغام، فمن ذلك قولهم: السَّرَاطُ والصَّرَاط، قال وهي بالصاد لغةُ قريش الأدنين التي جاء بها الكتاب، قال: وعامَّةُ العرب تجعلها سيناً. وقال غيره: إنما قيل للطريق الواضح: سِرَاطٌ؛ لأنه كأنه يسترطُ المارَّةَ لكثرة سلوكهم لاحِبه، وقرأ رويس: اهدنا السَّرَاطَ؛ بالسين، وقال بعضهم: سُمي سِراطاً لأن الذاهب فيه يغيب غيبةَ الطعام المستَرط. وقال ابن دريد: السُّرَيْطاءُ: حَسَاء شبيه بالخزيرةِ أو نحوها. قال: والسَّرْطِيْطُ: العظيم اللَّقمِ. وقال ابن عباد: رجل سُرَطْرِطٌ وسُرَطَةُ - مثال تؤدةٍ - وسُرَطٌ مُرَطٌ: أي سريع الاستراط واستَرَطَه: أي ابتلعه، قال رُوبةُ: مَضْغي رُؤوسَ النّاس واستراطي. وفي المثل: لا تكن حلواً فتُسترَطَ ولا مُراً فتعفى، من قولهم: أعقبت الشيء: إذا أزلته من فيك لمرارته، كما يقال: أشكيت الرجل: إذا أزلته عما يشكوه. ويروى: " فَتُعْقِي " - بكسر القاف - من أعقى الشيء: إذا مرارته كأنه صار بحيث يعقى أي يكره، يقال: عقي يعقي: إذا كره، يضرب في الأمر بالتوسط. وكذلك التسرط، وأنشد الأصمعي: كأنَّما لَحْمَي من تَسَرُّطهْ ... إياه في المَكْره أو في مَنْشَطهْ وعبْطِه عِرضي أوان معْبَطهْ ... عَبِيْثَةُ من سَمْنه وأقِطِه المَعْبُط: العبط وهو شق الجلد، وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمه بن عامر بن هرمة: يَدْعو علي ولو هلَكتُ تَركْتُه ... جَزَرَ العَدُوَّ وأكْلَةَ المُتَسرطِ والتركيب يدل على غيبة في مر وذهاب. سرقسط:

سرمط

سَرَقُسطَةُ - بالتحريك -: بلدة من بلاد الأندلس تتصل أعمالها بأعمال تطيلة. وسرقسط - أيضاً -: بليد من نواحي خوارزم، عن العمراني الخوارزمي. ؟؟ سرمط اللَّيْثُ: السَّروْمَطُ: الطويل من الابل وأنشد: أعْيَسَ سَامٍ سَرْطم سَروْمَط وقال غيره: الطويل من كل شيء، قال لبيد - رضي الله عنه - يصف زق خمر اشتري جزافاً: ومُجْتزفٍ جَوْنٍ كأنَّ خِفَاءه ... قرا حَبَشي بالسَّروْمَط محقب قيل: السَّروْمطُ: جلْدُ ضائنة يجعل الزق فيه. وقال بعضهم: كل خفاء يلف فيه شيء فهو سرومط. وقال ابن دريد: السرمط والسرمطيط والسرامط والمسرمط: الطويل. قال: وتسرمط الشعر: إذا قل وخف. ؟؟ سطط ابن الأعرابي: الأسطُّ: الطويل الرجلين. قال: والسُطُط - بضمتين -: الظلمة. والسطط: الجائرون. ؟؟ سعط السُوْط: الدَّواءُ الذي يصبُ في الأنْفِ، ومنه حدَيثُ النبي - صلّى الله عليه وسلّم -: خَيْرُ ما تَداويتمُ به اللَّدُوْدُ والسعُوْطُ والحجامة والمشيّ. وكذلك السعاطُ. والمسْعُط - بالضّم -: الإناءُ الذي يجعلُ فيه السعُوْط، وهو أحدَ ما جاءَ بالضمّ مماّ يعتْملُ به: كالمنْخلِ والمدُقُ والمكْحلةِ والمدْهُنِ والمنصلِ للسَّيْف. وقال اللّيثُ: المسْعَط: الذي يجعلُ فيه السعُوْطَ، على مفعلٍ، لأنه أدَاةّ، والمسْعُط أصلُ بِنائه. والسَّيعْط: دُرِدْي الخمرِ، قال: وطواَلُ القُرونِ في مسْبكرّ ... أشْرِبتْ بالسعيِط والسيابِ وقال أبو عبيْدٍ: السّعْيط: الرّيحُ من الخمْرِ وغيرها من كلّ شيْءٍ. وقال ابن السكُيت: ويكون من الخردْلَ. والسّيعْط؟ أيضاً -: العرقُ. وقال الفرّاءُ: سعَاطُ المسْكِ - بالضمّ -: ريحهُ. والسعّاط - أيضاً -: السُوْط، قال روّبةُ: كأن بينّ العقْدِ والأقْراط ... سالفةً من جيدْ رِئْمٍ عاَطِ بعْدَ المنام طيبِ السّعاطِ ويرْوى: " السّعاط " و " الأسْعاَط ". وقال آخرُ: حَمْضية طيبة السعَاط وسعطتُ الرّجلّ سْعطاً وأسْعَطته النبي - صلّى الله عليه وسلّم -: عَلام تدْغرنَ أولادكن - ويرْوى: - عَلام تعَذينْ أولادكنّ بالدّغر -؛ علْيكن بهذا العودْ الهنديّ فإنّ فيه سْبعة أشفيةٍ: يسْعط من العذْرةِ ويلدّ من ذاةِ الجنْبِ. وكذلك وجرتهَ وأوْجرَتهْ ولخوته ولخيتهُ وألخييتهُ وأنشعْته. وقال الليثُ: يقال طعْنتهُ فأسْعَطته الرّمْحَ: أي طعْنته في أنْفه. قال: وتقولُ: أسْعطته سعطةّ واحدةً وإسْعَاطة واحدةً، قال العَجّاجُ: والخطمِ عند محْقنِ الأسْعَاطِ ويقال: أسْعَطته علمْاً: إذا بالغتَ في إفْهامهِ وتكريرِ ماتعلمه عليه. واسْتعط الرَّجلُ: جعلَ في أنْفه السعُوطْ. ؟؟ سفط السفطُ - بالتحريك -: واحد الأسْفاطِ. وقال ابن دريدٍ: السفط عَربيّ معْروف. أخْبرناَ أبو حاتمٍٍ عن الأصمعيّ أحْسبهُ عن يونس، وأخبرْنا يزيدُ ابن عمرو الغنوي عن رجاله قال: مرّ أعْرابيّ بالنبي - صلّى الله عليه وسلّم - وهو يدْفن فقال: ألاّ جعَلْتم رسول الله في سَفطٍ ... من الألوةِ أصْدَا ملْبساً ذَهبا وعن معْقل بن يسار المزُني - رضي الله عنه - انه قال: لما قتل النعمان بن عمرو بن مقرنٍ - رضي الله عنه - أرسْلُوا إلى أمّ ولده: هل عهدَ إليك النعمان؟ قالتْ: سفط فيه كتاب، فجاءتْ به ففتحوه فإذا فيه: فإنْ قيلَ النعمان ففلان. وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: فأصابوا سفطْين مملُوْئينِ جوهراً. وقد كتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيبِ ن ث د. قال: والسُفاطة - بالضمّ -: متاعُ البيتْ كالأثاثِ. قال: وفي بعض اللّغات يسمى القشرُ الذي على جلْدِ السّمكِ: سفطاً - بالتحريك -،وهو الجلْدُ الذي عليه الفلْوس. وسفطتُ السمكةَ أسْفطها سفْطاً: إذا قشرتْ ذلك عنها. وسفْط أبي جرجْي: قريةّ بصعيدِ مصْرَ. وسفط العرفاءِ: قريةّ غربي نيلِ مصرِ. وسفطْ القدوْرِ: قرية بأسفل مصرْ. والسفيطْ: السخي الطيبُ النفسِ، قال: ماذا ترُجين من الأرِيط ... حزنْبلٍ يأتيك بالبطْيطِ ليس بذي حزْمٍ ولا سفْيطِ وقد سفُط - بالضمّ - سفاطة. ونفسه سفْيطة بكذا.

سفنط

وقال ابن الأعرابي: يقال ما أسْفط نفسهْ عنكَ: أي ما أطيبها. قال: ومنه اشْتقاقُ الأسْفنّطِ، فالاسْفيطُ عنده عربيّ لا رُوْمي أعْربَ، وسيأتي بيانهُ - إنْ شاء الله تعالى - في الترُكيب الذي يلي هذا الترْكيبَ. وقال أبو عمرو: يقال سفط فلان حوضه تَسْفْيطاً: إذا شرفهّ وأصْلحه ولاطه، وأنشدَ: حتّى رأيتُ الحوَْض ذو قد سفُطا ... قفرْاً من الماء هَواءً أمرْطا أراد بالهواءِ: الفارغَ من الماء وقال ابن عبادٍ: رجلّ مسَفط الرّاس: أي يشبه رأسه السفَط. والأستفاطُ: الاشتفاف؛ وهو أن تاتي عليه شرباً. وقال ابن فارسٍ: السينُ والفاءُ والطاء ليس بشيءٍ، وما في بابه ما يعولُ عليه، وذكرَ السّفْيط وقال: ليس هذا بشيءٍ. ؟؟ سفنط الأصمعيّ: الإسفنط: ضربّ من الأشربةِ، وقيل: هي الخمرَ بالرومية، وقال غيره: بالفارسية، والقولُ ما قاله الأصمعي، والكلمةُ إذا لم تكن عربيةّ جعلت حروفها كلها أصْلاً، قال الأعشى يصف الريقَ: وكأنّ الخمرَ العتيق من الاسْ ... فنطْ ممزْوْجة بماءٍ زلالِ باكرَتها الأعرابُ في سنةِ النوْ ... مِ فتجْري خلالَ شوكْ السيالِ الأغْرابُ: جمعُ غربِ السنّ. وقد تفتح الفاءُ من الإسْفنط، وهو عند ابن الأعْرابي عربي؛ حيث جعلَ له اشْتقاقاً. وقيل: سمي بذلك لأنّ الأواني والدّنانَ أي تشربتْ أكثرها فبقيتَ صفوْتهاُ. ؟؟ سقط سقط الشيءُ من يدي سقوطاً ومسْقطاً - بفتحْ القاف -. وهذا الفعلُ مسقطةُ للإنسان من أعين الناس. والمسْقُط - أيضاً - عن الأصمعّي: مَسْقط الرأسِ أي حيثُ ولطُ. وغيرهُ يكسرِ القاف. ومسْقُطَ - أيضاً -: قريةَ على ساحلِ بحرِ فارسَ ممّا يلي برّ اليمنَ، وهو معربُ مشَكتْ. ومسْقطَ - أيضاً -: رستاَقّ بساحلِ بحرِ الخزرِ. ومسْقطَ الرَّمْلِ: في طرَيق البصرةَ بينهاَ وبينَ النباج. ويقالُ: أنا في مَسْقطِ النجمْ: أي حيثُ سقطَ. ومسْقطَ كل شيْءٍ: منقَطعه، وأنشدَ الأصمعيّ. ومنهلٍ من الفلا في أوْسَطهِ ... من ذا وها ذاك وذا في مسْقطهِ وقال الخليل: يقال سقطَ الولدُ من بطنِ أمه، ولا يقال: وقعَ. وسِقط في يديهْ: أي ندَم وتحيِر، وقال الله تعالى:) ولما سُقِطَ في أيديهم (، وقرأ طاووس:) ولما سَقَطَ (بفتحْ السّين كأنه أصمرَ الندمَ، وإنما قيل: " سقطَ " على ما لم يسمّ فاعلهُ؛ كما يقال رغبَ في فلانٍ، ولا يقال سقطتُ كما لا يقال رغبتُ، إنما يقال رغبُ في ّ، ولا سقط فلانّ في يدهِ بمعنى ندمِ، وهذا نظمَ لم يسمَعْ قبل القرآن ولا عرَفته العَرب. والأصلُ فيه نزوْلُ الشيءِ من أعلى إلى أسفل ووقوعهُ على الأرضْ، ثم اتسعَ فيه فقيلَ للخطأ من الكلام: سقطَ؛ لأنهم شبهوه بما لا يحتاجُ إليه فيسْقطَ، وذكرَ اليدَ لأنّ يحدث في القلبِ وأثرهُ يظهرُ في اليدِ؛ كقوله تعالى:) فأصْبح يقلب كفيهْ على ما أنْفقَ فيها (وكقولهْ عزّ وجلّ:) ويوم يعضّ الظالم على يديه (لأن اليد هي الجارحة العظمى فربماّ يسندّ إليها ما لم تباشرْه؛ كقولهِ تعالى:) ذلك بما قدمتْ يداكَ (. والسّاقطُ والسْاقطة: اللّئيم في حسبهَ ونفسهِ، وقومّ سقطى وسُقاّط وسِقاّط كنائمٍ ونَيامٍ. وسقطُ الرّمْلِ وسِقطهُ وسُقطهُ: منقطعهُ، قال امرؤ القيسْ: قفا نَبكْ من ذِكْرى حبيبٍ ومنزلِ ... بِسقطَ اللوى بين الدّخولِ فَحْوملِ وكذلك سقطَ الولدَ: للذّي يسْقطَ قبل تمامهِ؛ فيه ثلاثُ لغاتٍ، ومنه حديثُ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -: إنّ السّقطّ ليراغمُ ربه إنْ أدْخلَ أبويهِ النّارَ فَيجرهما بسررهِ حتىّ يدخلهاّ الجنةَ، أي يغاضبهُ. وفي حديثهِ الآخر: يظلَ السّقطْ محْبنطئاً على بابِ الجنة، يروى بالهمز وترْكه. وفي حديثه الآخر: يحشر مابين السقط إلى الشيخْ الفاني مردْا جرداً مكحّلْين أوْلي أفانينَ، وهي الخصلُ من الشعرَ. وكذلك سقطُ النّار: لما يسْقطَ منها عند القدْح، فيه ثلاثُ لغاتٍ، قال الفرّاءُ: سقطُ النّارِ يذكرّ ويؤنث، قال ذو الرّمة: وسقطٍ كعينِ الديكِ عاوَرْتُ صاحبي ... أباها وهيأنا لموْقعها وكرَ وسقطا الظلْيم: جناحاه، قال الرّاعي: حتّى إذا ما أضاءَ الصبْحُ وانْكشفتَ ... عنه نعامة ذي سقطينِ معْتكرِ ويروْى: منشمرِ. وقال آخر:

سقلط

عنس مذكرة كأنّ عفاءها ... سقطانِ من كنفي ظليمٍ جافلِ وسقطاْ اللّيال: رواقاه. وسقط السّحاب: حيثُ يرى طرفه كأنه ساقطَ على الأرضْ في ناحيةِ الأفقِ. وكذلك سقطَ الخباءِ. والسقّط - بالتحريك -: الخطأ في الكتابةِ والحسابِ، يقال: تكلمَ بكلامٍ فما سقطَ بحرفٍ. والسقطَ؟ أيضاً -: رديءُ المتاعَ. والسقاط والسقطيّ: بائعه، ومنه حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: أنه كان يغدو فلا يمر بسقاطِ ولا صاحبِ بيعةٍ إلاّ سَلّم عليه. البيعْة من البيعِ كالرّكبةِ والجلْسةِ من " الركوبو " الجلْوس: والسقاط - أيضاً -: السيفُ الذي يسْقطَ من وراءِ الضريبة يقطعها حتى يجوز إلى الأرضْ، قال المتنخلُ الهذلي يصف سيْفاً: كلْونِ الملْحِ ضرْبتهُ هبيرِ ... يبرّ العظمَ سقاط سراطي والسقطةُ: العثرة. والسقطة: الثلْج والجليدُ، قال: وليلةٍ يا ميّ ذاةِ طلّ ... ذاةِ سقطٍ وندىً مخضلّ طعمُ السرى فيها كطعمِ الخل والمرأةُ السقيْطة: الدنيئةُ. وقال ابن دريدٍ: سقاطة كل شيءٍ - بالضم -: رذالتهُ. وسقاطُ النخْلِ: ما سقطَ منه. وسقاطُ كلّ شيءٍ وسقاطتهُ: ما سقطَ منه. وقيل: السقاّط جمعُ سقاطةٍ، قال المتنخّلُ الهذليّ: إذا ما الحرْجفُ النكباءُ ترميْ ... بيوتَ الحيّ بالورقَ السقاطِ ويروْى: " السّقاطِ " بالكسرْ: جمع ساقطٍ. ويقال: سقطّ وسقاطّ كطويْلٍ وطوالٍ. وساقطةَ - ويقال: ساقطةَ النعل -: موْضعّ. وتقولُ العربَ: فلانّ ساقط ابنُ ماقطِ ابنِ لاقطٍ: تتسابّ بها، فالساَقطُ عبدْ الماقطِ والماقطَ عبدّ اللآقطِ واللآقطُ عبدّ معتقّ. وعن أنس - رضي الله عنه - أنّ النبي - صلّى الله عليه وسلّم - مرّ بتمرةٍ مسقْوطةٍ مثل قولهِ تعالى:) كان وعده مأتيّاً (. أي آتياً، وقيل: مسقوطة بمعنى النسب؛ أي ذاة سقوطٍ كجاريةٍ مغنوجةٍ أي ذاةِ غنجٍ؛ ولا يقال: غنَجْتها، ويمكن أن يكون من الإسقاط مثل أحمهّ الله فهو محمومّ. ويقال: أسْقطت الشيْءَ من يدي، وجوز الأخفش: أسْقط في يديهْ مكان سقط في يديه. وقال أبو عمرو: لا يقال أسقطَ بالألفِ على ما لم يسْم فاعله، وأحمدُ بن يحيى مثله. وأسقطت النّاقة وغيرها: إذا ألْقت ولدها. وأسْقط؛ في كلامه: من السقط يقال: ما أسقط حرْفاً؛ عن يعقوب، كما يقال: ما سقط بحرفٍ، قال: وهو كما تقول: دخلتُ به وأدْخلته وخرجْتُ به وأخْرجته وعلوت به وأعليته. وساقطه: أي أسْقطه، قال ضابيءُ بن الحارثِ البرجميّ: يساقطَ عنه روقةُ ضارياتهاِ ... سقاط حديدِ القيْنِ أخوْلَ أخْولا والسقاط: العثرةُ والزلة كالسقطة، قال سويدُ ابن أبى كاهلٍ اليشكريّ كيف يرجون سقاطي بعدْما ... لاحَ في الأسِ بياضّ وصلَعْ والسقاط في الفرس: اسْترخاءُ العدوٍ. وسقاط الحديث: أنْ يتحدثّ الواحدُ وينّصتَ الآخر فإذا سكت تحدث السّاكتُ، قال الفرزدق؛ إذا هنّ ساقطنَ الحديث كأنه ... جنى النحلِ أو أبكْارُ كرمٍ تُقطفّ وقرأ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -:) يُساقطْ عليكِ رطباً جنيا " وكذلك قرأ ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -، أي يساقط الله عليك، أي يسقطْ، وقرأ حفضّ: " تساقطْ " بالتاء، وقال ثعلبة بن صغير بن خزّاعي يصفُ ظليماً: يبري لرائحةٍ يساقطُ ريشها ... مرّ النجاءِ سقاط ليْف الآبرِ ويسقطه: أي طلب سقطه، قال جريرّ: ولقد تَسقّطني الوُشاةُ فصادفوا ... حصراً بسركِ يا أميمْ ضنيناْ وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرْمةَ: سَمعتْ بنا فأزالها عن حالها ... نَفثاتِ مكرِ الكاشحِ المتسقطِ ويروْى: " لفتاتِ ". وقال أبو المقدامِ السلَميّ: تسقطتَ الخيرَ: إذا أخذَته قليلاً شيئاً بعد شيءٍ. والإساقط: السقوطُ، قال الله تعالى:) تُساقطَ عليك رطباً جنياً (وقرأ حمادّ ونصيرّْ ويعقوبُ وسهلّ: " يساقط " بالياء المنقوطةِ باثْنتين من تحْتها، وكذلك التساقطَ، وقرأ حمزةُ:) تَساقطً عليك (بفتحِ التاء وتخفيفِ السيْن. والترْكيب يدلّ على الوقوعْ. ؟؟ سقلط سقلاطون: من نواحي الروْم تنسبُ إليها الثيابُ. والسقلاطُ: السجلاط، وقد ذكرَ.

سلط: السلْطان: الوالي، يذكر ويؤنث والتأنيثُ أغْلب، فمن أنثّ قال: قضتْ به عليك السلْطانُ وقد آمنتهْ السلْطانُ، من ذكر قال: سلْطانُ جائرّ. قال الفرّاء: من ذكره ذهبَ به إلى معنى الرجلّ ومن أنثه ذهبَ به إلى معنى الحجة. وقيل: من ذكره ذهب به إلى معنى الواحد ومن أنثه ذهب به إلى معنى الجمع. وقال محمد بن يزيد: ومعنى الجمعِ في ذلك أنه جمعُ سلَيطٍ مثال قفيزٍ وقفزانٍ وبعيرٍ وبعْرانٍ. قال الأزهري: ولم يقل هذا غيرهُ، وقد جمعَ على سلاطين مثال برهانٍ لأن مجراه مجرى المصدرَ، وقوله تعالى: " سلْطاناً مبيْنا " أي حجةّ، وقوله جلّ ذكره:) هلك عني سلْطانيه (أي حجتيه وقال اللْيث: من العربِ من ينصبُ ياء الإضافة كقولك: سلْطاني ظاهرّ؛ في الرفعٍ والنصبُ والجرّ على حالٍ واحدةٍ لأنه نصبّ بغير إعراب، ومن العرب من يقف على كل حرفٍ لزمه الفتحُ بغير إعرابٍ؛ إذا سكتوا عنه اعتمدوا على الهاءِ كقولك: جاء غلاميه وجلس ثمةْ؛ وأشباهُ ذلك كثيرةُ، لأنهم أرادوا بيانَ الصرفّ في الوقوفِ وكرهوا أن يمدوا فتَصْير ألفاً ولم يقدرِ اللسانُ أن يقف على الحركة وكانت الهاء ألين الحروف لأنها إنما هي من نفيس فوقفوا واعتمدوا عليها، فإذا وُصِلَت سقطت، ومنهم من يحذف الياء في الإضافة فيقول: " غلام " في الحالات كلها. ومنهم من يقول: " غُلاميْ " بسكون الياء. قال: والسلْطانُ قدرْة الملك من جعلَ ذلك له وإن لم يكن ملكاً؛ كقولك: قد جعلت لكُ سلْطاناً على أخذِ حقي من فلانٍ. وقال ابن دريدٍ: سلطانُ كلّ شيءٍ: حدتهُ وسطوْته، ومنه اشْتقاقُ السلْطان. وسلْطان الدمِ: تبيّغه. وسلْطان النّارِ: الْتهابها. قال: وللسلْطانِ في التنْزيلٍ موضع. وقال غيره: يقال للخلْيفة سلطانّ لأنه ذو السلْطان أي ذو الحجةِ، وقيل: لأنه به تقامُ الحججُ والحقوقُ، وكلّ سلْطانٍ في القرْانِ معناه الحجة النيرةُ. وقيل: اشتقاقهُ من السلْيطِ وهو دهنُ الزيتِ لإضاءته. وقوله تعالى: " لولا يأتون عليهم بسلْطانٍ بينٍ " أي هلاً يأتون على الآلهةِ التي اتخذوها بحجاجٍ واضحٍ. والسلْطانُ في قولِ أبى دهيلٍ الجمحيّ: حتىّ دفعْنا إلى ذي ميعْةٍ تئقٍ ... كالذئبِ فارقهُ السلْطان والروْحُ القوّةُ. ورجلّ سلْيط: أي فَصيْحّ حديدُ اللّسان. وامرْأةّ سلْيطة: أي صخابة. وقال ابن دريدٍ: السلْيط للذكرِ مدحّ وللأنْث ذَمّ، والمصدر: السلاطة والسلْوطة وقد سُلط - بالضمّ - وسلِط - بالكسرْ -. والسلْيط: الزيتُ عند عامة العرب، وعند أهلِ اليمن: دهن السمْسم، وقال ابن دريدٍ وابن فارسٍ في المقاييسْ: السلْيط بلغةِ أهلِ اليمن: الزيتُ؛ وبلغة من سواهم من العرب: دهن السمْمسم. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الأمرْ على خلافِ ما قاله ابن دريدٍ، فاني سمعتُ أهل مكةَ - حرسها الله تعالى - وأهلَ تهامة واليمن يسمون دهن السمْسمِ: السلْيطْ وقال ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - في صفةِ عليّ - رضي الله عنه -: وكأن عينيه سرَاجا سلْيَط. وقد كتبَ الحديث بتمامه في ترْكيب ح م ش. وقد يجيء في الشعرْ السلْيطَ والمرادُ به الزيتُ، قال امرؤ القيسْ: أصاحِ ترَى برْقاً أرِيكَ وميْضهُ ... كلَمْعِ اليدينْ في حبيّ مكللِ يضْيْءُ سناهُ أو مصابيحُ راهبٍ ... أمالَ السلْيطَ بالذبالِ المفتلِ وقال ابن حبيبَ: " أو مصابيحِ ". وروى الأصمعيّ: " كأنّ سناهُ في مصابيحْ راهبٍ " يريدُ: كأنّ مصابيحَ راهبٍ في سناهُ؛ فقلبَ. ومن أبياْتِ الكتابِ: قولُ الفرزدقِ يهجوُ عمرو بن عفرى الضبيّ؛ لأنّ عبد الله بن مسْلمٍ الباهلي خلعَ على الفرزدقَ وحملهَ على دابةٍ وأمرَ له بألف درهمٍ، فقال له عمروّ: ما تصنْع الفرزدق بهذا الذي أعْطيته؛ إنما يكفْيه ثلاثون درهماً يزنيْ بعشرةٍ ويأكل بعشرةٍ ويشربُ بعشرةٍ، فقال: ولكن ديافي أبوه وأمة ... بحورْان يعصرْنَ السلْيطَ أقاربه ديافُ: من قرى الشام؛ وقيل: من قرى الجزيرة، وقوله: يعصرْنَ السلْيط كقوْلهم أكلوْني البراغيثُ. وقال النابغةُ الجعْديّ رضي الله عنه: أضاءتْ لنا النّارُ وجهاً أغَرّ ... ملتبساً بالفؤاد التبِاسا يِضُيْءُ كضْوءِ سراجَ السَلْيطِ ... لم يجعْلِ الله فيه نحاسا وقال تميمُ بن أبي بن مقبلٍ:

سمرط

بِتناْ بديرةٍ يضْيءُ وجوْهنا ... دسمُ السلْيط على فَتيلِ ذبالِ ويرْوى: " دفوفها " يعْني دفوف الرمْلةٍ. وقال ابن عبادٍ: السلائطُ: الفرانيّ والجرادقُ الكبار، الواحدُ سلْيطة. وقال ابن دريدٍ: وقد سمتِ العربُ سلْيطاً وهو أبو بطنٍ منهم، وأنشدَ: لا تَحْسبني عن سلْيطٍ غافلاِ وأنشدَ غيره للأعورِ النبهانيّ - واسمه عتابّ - يهْجو جريراً: فقلتُ لها: أميّ سلْيطاً بأرْضها ... فَبئسَ مناخُ النّازلينَ جريرُ ولو عندْ غسان السليطّي عرست ... رَغا قَرَنٌ منها وكاسَ عقيرُ أراد: غَسان بن ذُهيلْ السلْيطيَ أخا سلْيطِ ومعْنٍ. وقال جرير: انّ سلْيطاً مثله سليطُ ... لولا بنو عمروْ وعمروّ عيِطُ قلتَ ديافيونَ أو نبيطُ أرّادَ: عمرو بن يربوْع وهم حلفاءُ بني سلْيط. وقال جريرّ أيضاً يهجوهمُ: جاءتْ سليطُ كالحميرِ تردِمُ ... فقلتُ: مهلاً ويحكمُ لا تقدمُ إني بأكْل الحائنين الذْمُ ... إن عُدّ لومّ فَسلْيط ألأمُ ما لكم أسْتّ في العلى ولا فم وقال ابن دريدٍ: امرأةُ سلطانة: إذا كانت طويلةَ اللّسانِ كثيرةَ الصخَبِ. وقال الجمحيّ: السلاطُ: النصالُ التي ليستْ لها عيورْة - والعَيرُ: النّاتئ في وسطها -، الواحد: سلّط - مثال كتفٍ - قال المتنخلُ الهذلي يصفُ المعابلَ: مأوْبِ الدّبرِ غامضةٍ وليستْ ... بمرهفةٍ النصالِ ولا سلاطِ وقال المتنخّل أيضاً في رواية الجمحيّ: غَدوْتُ على زَازئةٍ وخوفٍ ... وأخْش أن ألاقي ذا سلاطِ أي: على عجلةٍ، وقال ابن حَبيبَ: أي على غلطٍ من الأرْض، ويرْوى: " زيازيةٍ " بلا همْز. وحافرّ سلطّ: وقاحّ، قال الأعْش يمدحُ قيسَ بن معْديْ كرَب: هو الواهبُ المائةَ المصْطفاةَ ... كالنّخلِ طافَ بها المجتْرمْ يضمّ الغلامُ حشاهُ لها ... كما رعدَ الرّئحُ المهْتزمَ وكلّ كميْتٍ كجذْعِ الطريقِ ... يرْدي على سلطاَتٍ لثمْ الطريق من النخلِ فوق الجبارِ. وقيل: السلّطات: الحداد، وكل حديدٍ فهو سليطْ. ويقال للرّجلِ إذا كانَ حديداً: إنه لسلْيط، ومنه قولُ النّابغةِ الجعْديّ - رضي الله عنه - يصفُ فرَساً: مُدلاً على سَلطاتِ النسوْرِ ... شُمّ السّنابكِ لم تقلبِ ويرْوى: " مدلّ ". والسلْط: موضعّ بالشامِ، ويقال له السّنط بالنونْ. وقال ابن عبادٍ: السلْطة - بالكسرْ -: السهْمُ الدّقيق الطويلُ، وجمعها سلط وسلاطّ. قال: والسلطة: ثوب يجعل فيه الحشيشْ والتبنُ وهو مستطيلّ. ورجلُ مسلُوط اللّحية: أي خفيفُ العارضينَ. والساليط: أسْنانُ المفاتيح. وقال غيره: السلطليطْ: المسلطُ، وقيل: العظيمّ البطنِ. وسلطته على فلانٍ تسلْيطاً: أي جعَلتُ له عليه قوة وقهراً، قال رؤبةَ: أعْرِض عن الناس ولا تسخيطِ ... والناسُ يعتون على المسلّط أي على ذي السلْطانِ فأعْرض عنهم ولا تسخطْ عليهم، ويقال: سلطته فتسلْطَ. والترْكيبُ يدلُ على القوة والقهرِ والغلبةَ، وقدِ شّ عنه السليْط للدّهْن. ؟؟ سمرط ابن عبادٍ: رجلّ مسمرْطُ الرأس: طويلةُ. ؟؟ سمط سميساطُ: بلدة على شاطئ الفراتِ غربيةُ في طرفَ بلاد الرّوم؟؟ سمط السّمط: الخيط مادام فيه الخرزَ؛ والأ فهو سلّكّ، والجمعُ سموطّ، قال طرفةُ بن العبدْ: وفي الحيّ أحْوى ينفضُ المردْشادنّ ... مظاهرُ سمْطي لؤلؤٍ وزبرجدِ وقال ابن دريدٍ: السمطُ: واحدُ السموطُ وهي السيْور التي تعلق من السرْج. والسموْطُ: المعاليقُ من القلائدِ، قال: وصادْيتُ من ذي بهجةٍ ورقيتهُ ... عليه السموطُ عابسٍ متغضبِ وسموْطُ العمامةِ: ما أفضلَ منها على الصدْرِ والكتفْينِ. وقصيدةُ سمْطيةُ: وهي كما قال: وشيبةٍ كالقسمِ غير سوْدَ اللّممَ ... دَاويتها بالكتمِ زوْراً ويهناْنا وسمطت الجديْ اسمطهُ وأسمطه سْمطاً: إذا نظفته من الشعرَ بالماءِ الحارّ لتشويهُ؛ فهو سمْيط ومسمْوطُ. وعن أنسٍ - رضي الله عنه - أنه قال: ما أعْلمُ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلّم - أكلّ شاةً سميطاً ولا خُبزَ له مرققَ حتىّ لحق بالله.

سمعط

والسمّيط من النعالِ: الطاق الفردُ بلا رقعةٍ. ونعلّ سمط وأسماط: وهي التي ليستْ بمخصوفةٍ، عن ابي زَيدٍ، وأنشدَ: بيضُ السوَاعد أسماطّ نعالهمُ ... بكلّ ساحةِ قومٍ منهم أثر وسراويلُ أسماطّ: غير محشوةٍ، قال جساسُ بن قطيبٍ يصفُ حادياً: معتجراً بخلقٍ شمْطاطِ ... على سراويلَ له أسماطِ وقال ابن شميلْ: السمطُ: الثوبُ الذي ليستْ له بطانة؛ طيلسانّ أو ما كان من قطنٍ، ولا يقالُ: كساءّ سمط ولا ملحفة سمطّ؛ لأنها لا تبطنُ. وأبو يزيد شرُحبيلُ بن السمط بن الأسودِ الكندي؟ رضي الله عنه -: له صحبةُ، وأهلُ المغرب من أصحاب الحديث يقولون: ابن السمطِ؟ مثال كنفس - منهم أبو عليّ الغساني، والصوابُ فيه السمطُ بكسر السين. ومنه روبةُ يصف صائداً خَفيف اللّحْمِ نحيلَ الحسْم وردَتْ عليه الحمرُ: جاءت فلاقتْ عنده الضآبلا ... والخيس يطوي مستسراً باسلا سمطاً يربي ولدةَ زعَابلا والسميط: الآجرُ القائمُ بعضهُ فوق بعضٍ، قال أبو عبيدٍ: هو الذي يسمىّ بالفارسّةِ: البراسْتقَ. وقال الأصمعي: السّامطُ: اللبنُ إذا ذهبَ عنه حلاوةُ الحليبِ ولم يتغير طعْمه، والسينْ مبدلة من الخاء. وقد سمطَ اللبنَ يسمطُ سمموْطاً قال: وناقة سمط - بضمينِ، مثالث علطٍ - وأسماطّ أيضاً: لا وسمَ عليها. وقال الليثُ: السماط: معروفّ. وقال غيرهُ: السماطانِ من الناس والنخلَ: الجانبانِ، يقال: مش بين السماطينِ، ويقال: همَ على سماطٍ واحدٍ: أي على نظمٍ واحدٍ، قال روبة: في مصمعداتّ على السماطِ وسمطَ: حلفَ، يقال: سمطتَ على أمرٍ أنت فيه فاجرّ، وذلك إذا أوكد اليمن وأحْلطها. وقال ابن الأعرابيّ: السمطُ: الصمْتُ عن الفضول، يقال: سمط سمطاً وأسْمطَ وسمطّ تسمْيطاً: إذا سكتَ. وسمطت الرجل يميناً على حقي: أي استحلفته. وقال أبو عمرو: المسمط: المرسل، وأنشد لرؤبة: ينْضُو المطايا عنق المسمَّط ويقال: سرت يوماً مسمطاً: أي لا يعُوجني شيء. وقال الليُث: الشعر المسمط: الذي في شطر البيت أبيات مشطورة أو منهوكة، مقفاة ثم تجمعها قافية مخالفة لازمة في القصيدة حتى تنقضي، كقول امرئ القيس قصيدتين على ذلك البناء تسميان المسمطين وصدر قصيدة مصراعان في بيت ثم سائره ذو سموطٍ، قال: ومُستَلْئمٍ كَشَّفْتُ بالرُّمْح ذيْلهُ ... أقمتُ بعضبٍ ذي سفاسق ميلهُ فجَعْتُ به في مُلْتقى الحي خَيْلهُ ... تركْتُ عتاقَ الطَّيرِ تحجُل حوْلهُ كأنَّ على سرْباله نضخَ جرْيال ولم يذكر المسمطة الأخرى. هذا أخر كلام الليث، وقد روى الأزهري في كتابه على الوجه الذي ذكره الليث تقليداً. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: ليس هذا المسمط في شعر امرئ القيس بن حجر ولا في شعر من يقال له امرؤ القيس سواه. وقال المُبرَّدُ: من أمثال العرب السائرة: حكمك مسمطاً للرجل يجوز حكمه وهو على مذهب لك حكمك مسمطاً أي متمماً الا أنهم يحذفون منه لك. وقال ابن شميل: يقال للرجل: حكمك مسمطاً، قال: معناه مرسلاً يعني به جائزاً، قال: ويقال: سمط غريمه: أي أرسله. وسمطت الشيء: علقته على السموط. وتسمط تعلق. والتركيب يدل على ضم شيء إلى شيء وشدة به. ؟؟ سمعط اسْمَعَطَّ العجاج: إذا سطع. واسمعط الرجل واشمعط: إذا امتلاً غضباً واْسَمعَّط واشْمَعَطَّ الذكر: إذا اْتمهل ونعط. ؟؟ سمهط سُمْهُوْطُ: قرية كبيرة غربي نيل مصر على الشط. ؟؟ سنط السَّنُوْطُ والسَّنٌوطُّي والسُّنَاطُ والسَّنَاطُ: الكوسج الذي لا لحية له أصلاَ، وجمع السنوط: سنط وأسناط. وقال ابن الأعرابي: السنط - بضمتين -: الخفيفو العوارض ولم يبلغوا حال الكواسج، وفعله سنط - بالضم -. وقال الأصمعي: رجل مسنوط: إذا كانت لحيته قليلة في الذقن ولم يكن في العارضين شيء. والسُّنَاطُ - بالضم -: لقب شاعر من شعراء قرطبة، وأسمه الحسن بن حسان. وقال ابن عبادٍ: السنوط: دواء معروف. وسنُوْطى - مثال هيولى -: لقب عبيد من المحدثين، ويقال فيه: عبيد بن سنوطى. وقال غيره: السنط - وقيل: السلط -: موضع بالشام. وقال الدينوري: أهل مصْر يسّمونَ القَرظَ:

سوط

السنْطَ: يقال: الصنطُ أيضاً، وهو أجودُ حطيهم، ويدْيغوَنَ به أيضاً، وهو اسْمّ أعْجميّ. قال الصغاَني مؤلفَ هذا الكتاب: هو معربُ " جندْ " بالهنديةٍ. والسنْطةُ: قريتانِ من قرى مصرْ. والسَنط - بالكسرْ - المفضلُ بين الكف والساّعدِ. وقال ابن فارسٍ: السّين والنونُ والطاءُ ليس بشيءٍ إلاّ السناطّ وهو الذي لا لحيةْ له. ؟؟ سوط السوْطُ: الذي يضربُ به، والجمعُ أسوْطّ وسياطّ. وقولهُ تعالى:) فَصبّ عليهم ربكَ سوطْ عذَابٍ (أي نَصيبْ عذَابٍ، ويقال: شدّته، لأنَّ العذابَ قد يكونُ بالسوْط. وقال الفراءُ هذه كلمة تقولها العربُ لكل نوعٍ من العذاب تدخلُ فيه السوطَ جرى به المثلُ والكلامُ، ونرى أنَّ أن السوط من عذابهم الذي يعذبونْبه، فجرى لكلّ عذابٍ؛ إذ كان فيه عندَْهم غايةّ العذاب، فالسوْطَ: اسْمّ للعذابَ وإنْ لم يكن هناك ضربّ بسوطٍ، وقال المتنخلُ الهذليّ يصفُ موراً: كأنّ مزاحِفَ الحياَتٍ فيه ... قُبيلَ الصبْحِ أثارُ السّياطِ وقال رويةُ: إذا اسْتزَدْناهنّ بالسّياطِ ... في رهجٍ كشَققِ الرّياطِ وسُطته أسوْطهُ سوْطاً: إذا ضربتهَْ بالسوْط، قال يصفُ فَرساً: فَصوبتهُ كأنهّ صوبُْ غَبْيةٍ ... على الأمْعَزِ الضّاحي إذا سيطْ أحْضرا صوّبتهُ: أي دفعتهُ في العَدْوِ في صَببٍ من الأرض. وقال ابن دريدٍ: السوّطْ مصدرُ سطتَ الشيْءَ أسوْطه سوْطاً: إذا خَلطتَ شَيْئينِ في إناءٍ ثم ضَربتهماّ بيدكَ حتىّ يختلطا، وبه سميَ السوْطُ الذي يضرَبُ به لأنه يسوطُ اللّحْم بالدمّ، وأنشدّ غيرهُ لكعبِ بن زهيرٍ - رضي الله عنه -: لكنهاّ خَلةّ قد سيِطَ من دَمهاِ ... فَجْعّ ووَلْعّ وإخْلافّ وتَبْديلُ والمسْوطُ والمسِوْاطُ: الذي يخلطُ به. وروِي عن مجاهدٍ في تَفسير قولهْ تعالى:) أفَتتخِذونهَ وذريتهَ أولياءَ من دُوْني (قال: أولادُ إبليس خمسةّ: داسّمِ والأعْوَرُ ومسْوَطّ وبترّ وزَلْنبورُ، قال سُفْيانُ: داسْمّ والأعْورُ لا أدْري ما عملهما، وأما مسوْط فَصاحبُ الصخَبِ، وبترّ صاحبُ المصائبِ، وزَلنبورُ يفلاق بين الرّجلُ وأهلهِ ويبصرّ الرّجلُ عْيوبَ أهلهِ. وقال ابن عبادٍ: المسْوطُ من الخيلْ: الذي يدّخرُ فلا يعْطه إلاّ بالسوِطْ. وقال ابن السكّيت: يقال أموالهمْ سويْطةُ بينهم: أي مخْتلطةُ. وقال اللّيثُ: السويْطاءُ - قال ابن دريدٍ: السريطاءُ بالراء مثالُ المريطاء -: مرقةّ كثيرّ ماؤها وثمرتهاّ وهي ما يجعلُ فيها من بصلٍ وحمصِ وسائرٍ الحبوبِ. ودارِةُ الأسْواطِ: بظهرِ الأبرقِ بالمضْجع تناوحهاُ حمةُ، وهي برقةّ بيضاءُ ابني قيسْ بن كعبْ بن أبي بكرْ. والأسْواطُ: مناقعُ المياهِ. وقال ابن عبادٍ: ساطتْ نفسي تسوطُ سوطاناً إذا تقلصتْ. وما يتعاطيانِ سوْطاً واحداً: أي أمراً واحدً. وسوطْ الغدْيرِ: فَضلتهُ. وسوْطَ من ماءٍ: قد خبطَ وطرقَ، والجمعُ سياطّ. وإذا خلطَ إنسان في أمرْ قيل: سوطَ أمرهِ تسوْيْطاً، قال: فَسُطها ذَميمَ الرّأي غيرَ موُفقٍ ... فَلسْتَ على تسْويطها بمعانِ والتركيبْ يدلّ على مخالطةَ الشيْءِ الشيْءَ. سيط: سيوطُ - ويقال: أسْيوطُ -: قريةّ جليْلةُ من صعيدِ مصْرَ. وسياطّ المغنيّ: مغنِ مشهّورّ. فانْ جعْلته جمعَ سوطٍ فموضعُ ذكرهٍ الترْكيبُ الذي قَبْله. ؟؟ شبط الشبوطُ والشبوطُ: - كالقدّوْس -: والقُدّوسِ والسّبْوحِ والسّبُوح والذّروْحِ والذّرّوْحٍ ضرْبُ من السّمك، وزادَ اللّيثُ: دقيقُ الذنبِ عريْضُ الوسِط لينُ المسْ صغيرُ الرّأس كأنهّ البرْبطُ، وإنما يشبهُ البرْبطُ إذا كان ذا طوْلٍ ليس بِعَريْض بالشبوْطِ، الواحدةُ: شبوْطةّ. وقال أبو عمرَ في ياقوُتةِ الجلْعَمِ: شباطُ وسباطُ: اسمُ شَهْرٍ من الشهورْ بالرّوْميةُ، وقال: يصرفُ ولا يصرفُ. وشبيوْطُ - مثالُ كدْيونٍ -: حْصنّ من أعمالِ أبدَةَ بالأنْدلس. ؟؟ شحط الشَّحطُ والشُّحوُطُ: البعدُ، يقال: شحطَ شَحْطاً وشَحطاً وشُحوْطاً: إذا بعدَ، قال العجاّج: والشَّحْط قطاعّ رجاءَ منَ رَجاَ ... إلاّ احْتضارَ الحاجِ منْ تحوجا وقال حفصّ الأمويّ: أشحْطة ما يزالُ مفجوها ... يبدْي تباريحْ كنتَ تخْبوها

وقال أبو حزامٍ غالبُ بن الحارثِ العكلي على قودٍ تتقتقُ شطرَ طنءٍ شأى الاخْلامَ ماطِ ذي شُحُوْط وقال أبو زَبيدٍ حرملةُ بن المنذلرِ الطائي: منْ مبلغَ قومناْ النّائين إذ شحطْوا ... أنّ الفؤادَ إليهم شيقّ ولعُ وقال النابغةُ الذَبيانيّ: فكلّ قَرِينةٍ ومقرّ إلفٍ ... مفارِقهُ إلى الشحْطِ القرينُ وقال رؤبةُ: من صَوْنكَ العرْض بعيْدُ المشْحطِ وقال العجاجُ يصفُ كلاناً هربيْ من ثورٍ كرّ عليها: فَشٍمْنَ في الغبارُ كالأخْطاطِ ... يطلْبنْ شأوَ هاربٍ شحاّطِ وقال اللّيثْ: الشّحْطةُ: داءُ يأخذُ الإبلَ في صدُوْرِها لا تكاد تنْجو منه. ويقال لأثَرِ سحج يصيبُ جنْباً أو فخذاً أو نحو ذلك: أصابتهْ شحطةَ. وقال غيره: شحَطتُ البعيرَ في السوم حتى بلغْتُ به أقص نهاهُ في الثمنِ؛ أشحْطاً، ومنه حديثُ ربيعةَ أنهّ قال في الرّجلُ يعتقُ الشقصْ من العبدِ: إنه يكون على المعتقِ قيمةُ أنصباءِ شركائهُ يشحطُ الثمنُ ثم يعتقُ كله يريدُ: يبلغُ بقيمةِ العبدَ أقصْ الغايةِ. وقيل: معنىَ: " يشحطُ " يجمعُ، من شَحَطتُ الإناءَ وشمطته: إذا ملأته، عن الفرّاء. وقال ابن الأعرابيّ: شحطتهْ العقربُ: أي لدَغتهْ. وشحطَ الطائرُ: أي سقسقَ، وأنشدَ لرّجُلٍ جاهلّي من بني تميمٍ: وميلْدٍ بين مؤْماةٍ بمهلكةٍ ... جاوزتهُ بعلاةِ الخلقِ عليانِ كأنما الشحْط في أعلى حمائرهِ ... سبائبُ الريطِ من قزّ وكتانِ والشّاحطُ: بلدّ باليمن. وشوّاحط: حصْنّ بها مطلّ على السحوْلُ. وشوّاحط - أيضاً -: جبلّ قربَ السّوارِقيةِ كثيرُ النمورِ والأراوى وفيه أوْشالّ. ويومُ شواحطٍ: من أيام العرَبِ وشواحطّ في قولِ ساعدةَ بن العجلاْنِ يخاطبُ حصيبْاً: غَداة شوُاحطٍ فَنجوْت شدّاً ... وثوبكَ في عباِقيةٍ هريدُ بلَدّ. وعباقيةُ: شجرةّ، ويرْوى: " عماقيةَ ". وشواحَطة: قريةّ من أعمال صنْعاءَ وقال أبو عمرو وابن دريدٍ: الشحْطُ والشّحْطُ: الذّبْحُ ويقال: المشْحوطُ: اللبنُ الذي يصبُ عليه الماءُ، وأنشدَ أبو عمرو: متى يأتهِ ضيْفّ فليس بذائقٍ ... لّماجاً سوى المشْحُوطِ واللبنِّ الادْلِ والمشُحط - بالكسرْ -: عودّ يوضعُ عند القضْيبِ من قُضبانِ الكروِ يقيهِ من الأرض، عن الليثْ وقال الطاّئفي: الشحْطُ: عودّ يرفَع به الحبلة حتىّ تَستقلّ إلى العرَيشْ: وقال أبو الخطاب: شحَطتها: أي وضعْتُ إلى جنْبها خَشبة حتّى ترتفعَ إليها. وقال الليثُ: الشحْطَ: الاضْطرابُ في الدمِ. وقال غيرهُ: يقال جاءَ فلان سابقاً قد شحطَ الخيلَ: أي فاتهاَ. ويقال: شّحَطتْ نبو هاشمٍ العربَ: أي فأتوهم فضلاً وسبقوْهم. وشحطُ: أرضُ لطيءٍ، قال امرؤ القيس: فهلَ أنا ماشِ بين شحطَ وحيةٍ ... وهل أنا لاقٍ حيّ قيسِ بن شمّرا ويرْوى: " بين شوطٍ "، وقيسُ بن شمرّ: هو ابن عمّ جذيمةَ بن زهيرٍ وشْيحاطُ - وقيل: سيْحاط -: موْضعّ، والصوَابُ بالإعْجام والشّوْحطُ: ضرْبّ من شجرٍ الجبالِ. وقال اللّيث: الشوْحطُ: ضرْبّ من النبِع. وقال المبردُ: يقال إنّ النبعَ والشّوْحطَ والشريانَ شجرةَ واحدةّ ولكنهاّ تختلفُ أسماؤها بكرمِ منابتهاِ، فما كانَ في قلةِ الجبلِ فهو النبعُ؛ وما كان في سفْحهِ فهو الشريْانُ؛ وما كان في الحضيْض فهو الشّوْحطُ. وقال الأصمعيّ: من أشْجار الجبالِ الجبالِ النبْعُ والشّوْحط والتألبُ، قال أوْس بن حجرَ: وبانّ وظيّانّ ورنْفّ وشوْحطّ ... ألفّ أثيث ناعمّ متغَيلُ ويرْوى: " متعبلُ " أي قد سقطَ ورقه. وقال روبة: عوجاً كما اعْوَجتْ قياسُ الشوْحَطِ وقال الأعشى: وجيادًا كأنهاّ قُضبُ الشّوء ... حَطِ يحْملنَ شكةّ الأبطالِ وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامرِ بن هرْمةَ: ومكان محْتطبِ الإماءِ غيْمةً ... شدّتْ سماوَتها عصيّ الشوْحطَ وقال تميم بن أبي بن مقيلٍ يصفُ قوساً: وعاتقٍ شوْحطَ صمّ مقاطعهاُ ... مكسوةٍ من جيادٍ الوشيِ تلْوينا عارَضتهاُ بِعنودٍ غيرِ معتلثٍ ... يزينُ منه متوْناً حين يجرْينا والشّوحَطةُ من الخيلْ: الطوّيلةُ

شرط

والشّمْحطُ والشمْحاطُ والشمْحوُطُ: الطويلُ، والميمُ زائدةُ عند بعضهم. وسنعيدُ ذكرهَ - إنْ شاء الله تعالى - فيما بعدُ. وأشْحَطته: أبْعَدْتهُ وشحطهُ تشحْيطاً: ضرّجهَ بالدمّ، فَتشَحطّ هو: أي تضرجّ به واضْطرَبَ فيه. ويقال للوَلدِ إذا اضْطربَ في السلى: هو يتشحطَ فيه، قال النابغةُ الذبياني يصف الخيلَ: ويقذّفْنَ بالأفْلاءِ في كلّ منزلٍ ... تشّحطُ في أسْلائها كالوصائلِ الوصائل: البروْدُ الحمرُ فيها خطوطَ خُضرً؛ وهي أشبهُ في النّاس خاصةً. والتركيبُ يدلُ على البعدَ وعلى اختلاطٍ في شيءٍ واضْطرَابٍ. ؟؟ شرط الشرْطُ: معْروفّ، والجمعُ شروْطَ وفي المثلِ: الشرطُ أملكَ عليكَ أمْ لكَ، يضَربُ في حفظْض الشرطْ يجرى بين الإخوانِ. وشرُوطّ: جبلّ. وذو الشرطِ: عديّ بن جبلةَ بن سلامةَ بن عبد الله بن عُليمْ بن جناب بن هبلَ بن عبد الله بن كنانةَ ابن بكرْ بن عَوفْ بن عذرةَ بن زَيدِ اللأت بن رفيدةَ بن ثَورْ بن كلبْ بن وبرةَ بن تغلبَ الغلباءِ بن حلْوانَ ابن عمرانِ بن الحافِ بن قضاعَةَ، وقد رأسِ، وكانَ له شرَطّ في قومهُ ألاّ يُدفنَ ميتّ حتى يكون هو الذي يخطّ له موْضعَ قبرهِ، فقال طعْمةُ بن مدفعَ بن كنانة بن بحرْ بن حساّن بن عديَ بن جبلةَ في ذلك: عَشيةَ لا يرْجوُ امرؤ دَفْن أمهِ ... إذا هي ماتتَ أو يخطَ لها قبرَا وكان معاوية - رضي الله عنه - بعث رسولاً إلى بهدْلِ بن حسّان بن عديّ بن جبلةَ يخطبُ إليه ابْنته؛ فأخْطأَ الرّسولُ فذهبَ إلى بحدلَ بن أنيقٍ من بني حارِثة بن جنابٍ، فزَوّجه ابنته ميسْون فولدَتْ له يزيدْ، فقال الزهيرِيّ ألاّ بهْدلاّ كانوا أرادوا فضُللتْ ... إلى بحْدل نفسُ الرسولِ المضللِ فَشتاّنَ إن قايسْتَ بين ابن بحدلٍ ... وبين ابن ذي الشرْط الأغرّ المحجلِ وقد شرطَ عليه كذا يشرطَ ويشرطُ. وشرطا النهرِ: شطاّه. وشرطَ الحاجمُ يشرطُ ويشرطُ: إذا بزَغَ. والشرطَ؟ بالتحريك -: العلامةُ. وأشراطُ السّاعَةِ: عَلاماتها، قال الله تعالى:) فقد جاءَ أشراطها (أي علاماتها. والشرطُ - أيضاً -: رذالُ المالِ كالدبرِ والهزيلِ وقال أبو عبيْدٍ: أشراطُ المالِ: صغارُ الغنمِ وشرارهاُ، وفي حديث النبي - صلّى الله عليه وسلّم - أنه قال: ثلاث من فعلهنّ فقد طعم الأيمانَ: من عبد الله وحدهَ؛ وأعْطى زكاةَ مالهَ طيبةَ نفسه رافدةَ عليه كلّ عامٍ ولم يعطِ الهرمةَ ولا الدرنةَ ولا المريضةَ ولا الشرطَ اللّئيمةَ. اسْتعارَ الطعمْ لاشتماله عليه واسْتشعارِه له؛ أي الرّذيلةَ كالصغيرةِ والمسنةِ، قال جريرّ: ترَى شرطّ المعزى مهورَ نسائهمْ ... ومنْ شرطَ المعزىْ لهنّ مهورُ ويروى: " ومن قَزمِ المعزْى " وقال الكميتُ: وجدتَُ النّاس غيرَ ابنيْ نزارٍ ... ولم أذممهمُ شرطَاً ودوْنا والأشراطُ: الأرْذالُ، ويقال: الغنمّ أشراطُ المالِ. والأشراطُ - أيضاً -: الأشرافَ، قال يعقوب: وهذا الحرفُ من الأضدَادَ والشرطانِ: نجمانِ من الحمل؛ وهماقرْناه، والى جابنِ الشماليّ منهما كوكبّ صغيرّ، قالت الخنساءُ: ما رَوْضة خَضراءُ غَض نباُتها ... تَضمّنَ رياّ هالها الشرطانِ ومن العربَ من يعدهُ معهما فيقول: هذا المنزلُ ثلاثةُ كواكبَ ويسيهاَ الأشراطَ، قال العجاجُ: أذَاكَ أو موَلعّ موْشيّ ... جادله بالدبلِ الوسميَّ من باكرِ الأشراطِ أشراطيّ ... من الثرياّ أنقضّ أودَلويّ " و " قال رؤبةُ: لنا سرِاجا كلّ ليلٍ غاطِ ... وراجساتُ النّجمِْ والأشرَاطِ وقال الكمَيتُ: هاجتْ عليه من الأشرّاطِ نافجةُ ... بفلْتةٍ بين إظلاَمٍ وإسْفاَرِ وقال ذو الرمةّ: حواءُ قرْحاءُ أشراطيةّ وكفتْ ... فيها الذّهابُ وحفّتها البرَاعيمُ يعنى روضةً مطرتْ بنوءْالشرطينَ، وانما قال " قرْحاء " لأن في وسطها نورْاً أبيضَ وزهراً أبيضَ مأخوذّ من قرْحة الفرسَ، و " حوّاء " لخضرةِ نباتهاِ. وأما قولُ حسان بن ثابت - رضي الله عنه -: مع ندامى بيضَ الوُجوهِ كرّامٍ ... نبهوا بعدَ خَفقةِ الأشراطَ فيقال: إنما أرادَ بها الحرسَ وسفلةَ النّاس، الواحدُ: شرطَ؟ بالتحريك -، وأنشدَ الأصمعيّ:

شطط

من قزمِ العالمَ أو من شرطهْ والصّحيحُ: أنه أرادَ ما أرادَ الكميتُ وذو الرمةِ، وخفقتها: سقوْطها، وأنشدَ ابن الأعرابيّ: أشاريطُ ملْ أشاراطِ طيءٍ ... وكانَ أبوهمْ أشرطاً وابْنَ أشرطا وشرِط - بكسرْ الرّاء -: إذا وقعَ في أمرٍ عظيمٍ. والشروطُ: مسيلّ صغيرّ يجيءُ من قدْرِ عشرِ أذْرُعٍ وقال ابن دريدٍ: بنوُ شريْطٍ: بطنّ من العربَ. والشريطَ: ما يشرجُ به السريرُ؛ وهو خوْص مفتول، فأن كانَ من ليْفٍ فهو دسار، وقال مالك؟ رحمه الله -: لقد هممتُ أن أوْصي إذا متُ أنْ يشدّ كتافي بشريْطَ ثم ينطلقَ بي إلى ربيّ كما ينطلقُ بالعبدِ إلى سيّدهِ. وقال ابن الأعرابي: الشريطَ: العتيدةُ للنساءَ تضعُ المرأةُ فيها طيبهاَ وأدَاتها. وشريطَ: قرية من أعمالِ الجزيرة الخضراء بالأندلسُ. والشريطْ: العيبةُ أيضاً، قال عمرو بن معْدِيَ كرب - رضي الله عنه -: فَزينكِ في شريْطكِ أمّ بكْرٍ ... وسابغةَ وذو النونينِْ زَينيَ وقال أبو حزام غالبُ بن الحارثِ العكليُ: ومن ثهتتُ به الأرْطالُ حرْساً ... ألاّ ياعَسْب فاقعةِ الشرْيطَ ونهى رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - عن شريْطةِ الشْيطانِ وقال: لا تأكلوا الشريْطةَ فأنها ذَبيْحةَ الشيطانِ. وهي الشاةُ التي أثر في حلقها أثر يسْيرّ كشرْطَ المحاَجمِ من غير إفرءِ أوْداجٍ ولا إنهارِ دَمٍ، وكانَ هذا من فعلْ أهلِ الجاهليةِ يقطعونَ شيئاً يسْيراً من حلقها فتكونُ بذلك الشرْط ذكيةّ عندهم، وهي كالذّبيحْة والذكيةِ والنطْيحة وقيل: بيْحت الشرْيطة هي أنهم كانوا يشرطونهاْ من العلةِ فإذا ماتتَ قالوا قد ذَبحْناها. والشريْطة: الشرْطُ. ورجلّ شرْواطّ: أي طويلّ، قال جسّاسُ بن قطيبْ يصفُ القلصُ: يلحْنَ من ذي ذّنبٍ شرواطِ ... صاتِ الحدَاءِ شظفِ مخلاطِ وقال ابن عبادٍ: الشرواطُ: السرْيعُ من الإبل. " ذّنبُ ": صوْتهُ وجلَبته عليهنّ. والمشرطُ والمشراطُ: المبْضعُ. وقال ابن عبادٍ: المشاريطُ: أوائلُ كلّ شيْءٍ، الواحدُ: مشرَاطّ. وأخذْتُ للأمْرِ مشارِيْطهُ: أي أهبتهَ. والشُرطة - بالضمّ -: ما اشْترطتّ، يقال: خذْ شرْطتكَ. والشرطيّ والشرطةُ: واحدُ الشرطُ. وقال الأصمعيّ: سموا بذلك لأنهم جعلوا لأنفسهم علامةً يعرفونَ بها. وقال أبو عبيدْةَ: سمواُ شرطاً لأنهمّ أعدّوا. وفي حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: الشرّطُ كلابُ النّارِ ومن أمثال الموَلدينْ: لا تعلمِ الشرْطي التفَحص ولا الزطيّ التلّصص والشرْطةُ: أوّلُ طائفةٍ من الجيشْ تحْضرُ الوقعةَ. وفي حديث ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - وذكرَ قتال المسلمين الروْمَ وفتحَ قُسطنْطينيةَ فقال: يستمدِ المؤمنون بعضهم بعضاً فَيلتقونَ وتشرطُ شرطةّ للموتِ لا يرجعونَ إلاَّ غالبينْ، قال أبو العيالِ الهذليّ يرثي ابن عمهّ عبدَ بن زهرُةَ: ألاّ للهِ دركَ منْ ... فتىَ قومٍ إذا رهبوا وقالوا من فَتىً للثغْرِ ... يرقبناُ ويرتقبُ ولم يوْجدْ لشرْطتهمْ ... فتىً فيهم وقد ندبوُا فّكنتَ فَتاهُم فيها ... إذا تدْعى لها تَثبِ وأشرطَ من إبله وغَنمه: إذا أعدّ منها شيئاً للبيعْ. وأشرطَ فلانّ نفسه لأمْرِ كذا: أي أعْلمها له وأعَدّها. وأشرطَ الشجاعُ نفسهُ: أعْلمها للموتِ، قال أوسْ بن حجرَ: وأشترطَ فيها نفسهَ وهو معصمّ ... وألْقى بأسْبابٍ له وتوكلاّ قال الأصمعيّ: ومنه سميَ الشرطَ وأشتْرطَ عليه: أي شرَطَ. وتشرّطَ في عملهَ: تأنقَ. واسْتشرطَ المالُ: فَسد بعْدَ صلاحٍ. وشاَرطه: شرطَ كلّ واحدٍ منهما على صاحبهِ. والترْكيبُ يدلّ على علمٍ وعلامةٍ وما قاربَ من ذلك. ؟؟ شطط شطّتِ الدّارُ تشطُ وتشطّ شطاً وشّطوْطاً: بعدْتْ، قال: تَشطُ غداً دارُ جيرْاننا ... وللَدّارُ بعْدَ غَدٍ أبْعدُ وقال آخرُ: شطّ المزارُ بجدْوى وانتْهى الأمَلُِ ... فلا خيالّ ولا عَهْد ولا طللُ ويقال: شطَطت عليّ في السوم: أي أبعْدتَ.

شلط

وقال أبو عمرو: الشّطط: مجاوزةُ الحدَ والقدْرِ في كل شيءٍ. ومنه حديث ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - وسئلَ عن رجلٍ ماتَ عن امرأته ولم يدخلْ بها ولم يفرضْ لها الصدّاق قال: إنّ لها صدَاقاً كصداقِ نسائها لا وكسْ ولا شططَ وإنّ لها الميراثَ وعليها العدةَ. وقرأ الحسنُ البصْريّ وأبو رجاءٍ وقتادةُ وأبو حيوةَ واليماني وأبو البرهسْمِ وابن أبي عبلةَ: " ولا تشططْ " بفتح التاءِ وضمّ الطاء الأوْلى. ومنه حَديث تميمِ بن أوْسٍ الدّارِي - رضي الله عنه - حين كلمهُ رجلّ في كثرة العبادةَ؛ فقال تميمّ: أرَأيت إن كنت أنا مؤمناً قوياً وأنت مؤمنّ ضعيفّ أفَتحْماُ قوّتي على ضَعْفكَ فلا تَسْتطْيعَ فَتنبتّ؟ أو أرأيتْ إنْ كنتُ أنا مؤمنا ضّعْيفاً وأنت مؤمنّ قويّ أإنكَ لشاطيّ حتىّ أحْمل قوتكَ على ضعْفى فلا أسْتطيعَ فأنْبتّ، ولكنْ خذْ من نفسكَ لدْينكَ ومن دْينكَ لنفسكَ حتىّ يستْقيم بك الأمْرُ على عبادةٍ تُطْيقها، أي إنكَ لجائرّ عليّ حين تحملُ قوتك على ضعْفي. أتريْدُ أنْ تحملَ قوتكَ على ضَعْفي حتى أتكلف مثلَ عملكَ فهذا جوْرّ منك. يعْني للضعفٍ أنْ يتكلف مباراتهَ؛ فانّ ذلك يترُكه كالمنبتّ، ولكنْ عليه بالهوْينى ومبلغِ الطاّقةِ. وقال أبو زَيدٍ: شَطّني فلانّ يشطيّ شطاً وشطّوْطاً: إذا شقّ عليك وظلمكّ والشطَ: جانبٍ الوادي والنهرِ والبحرِ والسنامِ، وكلّ جانبٍ من السنامِ شطّ، وأنشدَ الليْثُ: ركوبْ البحْرِ شطاً بعْدَ شطّ وقال أبو النجْم: كأنّ تحتَ ثوبها المنعطَ ... إذا بدا منه الذي تغطي شطاً رميتَ فوقهَ بشطّ ... والجمعّ شطوطّ والشطوطَ - بالفتح - والشطوْطى - مثالُ خَجوْجى -: النّاقةُ الضخّمةُ السنامِ، والجمعُ: شطائطَ، قال: قد طلحته جلةَ شطائطُ وقال أبو حزامٍ غالبُ بن الحارث العُكلي: فلا تومرْ ممارَتي وبوّلي ... فليس يبوْءُ بخّسّ بالسوُطْ والشطّاطُ - بالفتحْ - والشّطةَ - بالكسرَ - البعْدُ. وفي الحدَيث: أنّ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - كان يتعوّذُ من وعْثاءِ السفرَ وكآبةِ الشطةِّ وسُوْءِ المنقّلبِ. وقال ابن دريدٍ: الشّطشاطُ - زَعَموا - طائرّ؛ وليس بِثَبتٍ والشّطاطُ والشّطاطُ: اعْتدالُ القامةِ، يقال: جاريةً شاطّةَ بينةُ الشطّاطِ والشطّاطِ، قال المتُنخلُ الهذَليّ: لهوْتُ بِهنّ إذ ملّقي ملْيحّ ... وإذْ أنا في المخْيلةِ والشطاّطِ وشَطّ: قرْيةّ باليمامةِ وشَطّ عثمانَ: موْضعّ بالبصرةَ، وهو عثمانُ بن أبى العاص الثّقفيّ - رضي الله عنه -. وأشطَ في القضيةَ: أي جاَرَ، قال الله تعالى:) ولا تشْططَ (. وأشطَ في السوْم: أي أبْعدَ، وهو أكثرُ منَ شطَ فيه، قال: ألا يا لقومٍ قد أشطّتْ عواذْلي ... ويزْعُمنَ أنْ أوْدى بحقيَ باطلي وأشطوّا في طلبي: أي أمْعَنوا. وشططّ تشَطْيطاً: بالغَ في الشّططِ، وقرأ قتادَةُ:) ولا تشططْ (بضمّ التاء وفتحْ الشّيْن وشاطهُ: غالبهَ في الاشتطاطِ، وقرأّ، وقرأَ زرّ بن حُبيشْ: " ولا تشاطِطْ " واشْتط: أي أبعدَ والتركيبُ يدلُ على البعَدِ وعلى الميلْ؟؟ شلط اللّيْث: أهلُ الجوْف يسموْنَ السّكينْ: الشلْطَ، وقال في ترْكيب ش ل ح: الشّلْحاَءُ السيفُ بلُغة أهلِ الشّحرِ والشلْطاءُ هي السّينُ، وتبِعه ابن عبادٍ، وأنكرَ ذلك الأزْهري قال: والشلْطةُ: السْهم الدقيقُ وجمعهاُ شلّطَ ؟؟ شمحط ابن دريدٍ: الشمْحطُ والشمْحاطُ والشمْحوطُ: الطويلُ. وذكرَ بعضهم أنّ الميمَ زائدةّ. ؟؟ شمشط شمشاطُ: بلدّ من بلادِ ربيعةَ قريبّ من ديارِ بكرٍ. شمط: الشمطَ: بياضُ الرأسِ يخالطُ سواده، والرجلُ أشمطُ، وقد شمطِ - بالكسرْ، وقومّ شمطّ وشْمطانّ؛ مثلُ أسودَ وسودٍ وسوْدانٍ وأبيضَ وبيضٍ وبيضانٍ وأعْمى وعميٍ وعمْيانٍ وأعْورَ وعوْرٍ وعوْران وأكْسحَ وكسْحٍ وكسْحانٍ وأصمّ وصُمّ وصماٍ. وقال اللّيثُ: الشمطُ في الرجلِ: شَيبْ اللّحْيةِ وفي المرأةِ شيبُ الرّأسِ، لا يقال للمرأةِ شيباءُ، ولكنُ شمْطاءُ، وأنشدَ غيرهُ لعمروَ بن كلُثومٍ: ولا شمْطاءُ، لم يترُكْ شقاها ... لها من تسَعةٍ إلاّ جنيناْ والشمْطاءُ: فَرس دريدٍ بن الصمةِ، وهو القائلُ فيها:

شمعط

تَعللت بالشمْطاء إذْ بانَ صاحبيِ ... وكلّ امرئ قد بانَ أوبانَ صاحبهُ وشمطتُ الشيءَ أشمطه شمْطاً: خَلطتهُ، وكان أبو عمرو بن العلاء يقول لأصحابه: أشمطوا، أي خُوْضوا مرةّ في غَريبٍ ومرةً في شعْرس. وكلَ خلْيطْينِ خلطتهما فقد شمطتهماَ فهماَ شميطَ. والشميطُ - أيضاً -: الصبْحُ، قال أبو حزامٍ غالبُ بن الحارثِ العكليّ: ألم تزادْ لاء نعاثِ الخليْطِ ... ليثعلَ بالغطاطِ أو الشّمْيطَ وسمي شميطْاً لاختلاطَ بياضهِ بباقي ظلامةَ الليلْ، قال الكميتُ: وأطلعَ منه اللياحُ الشمِيطُ ... خُدُوْداً كما سُلّتِ الأنْصلُ والشَميط من الألْبانِ: الذي لا يدْرى أحامضِّ هو أمْ حقيْنّ من طْيبهْ. وقال اللّيثُ: الشميْطَ من النبات: ما رأيتَ بعضهَ هائجاً وبعضهَ أخْضرَ. قال: وقد يقالُ لبعضْ الطيرِ إذا كان في ذَنبهِ سوادّ وبياضّ: إنه لشميطَ الذّنابي، قال طُفيلُ بن عوَفٍ الغنويّ يصفُ فرساً: كما انكشْفَتْ بلْقاءُ تحْمي فلَوّها ... شَمْيطُ الذنابي ذَاةُ لوْنٍ موْلعَ شَمْيطُ الذّنابي جوْفتْ وهي جوْنةّ ... بُنقبةِ دْيباج وريطٍ مقُطعِ قال ابن دريدٍ: قولهْ: " شمْيطُ الذّنابي " أي شعْلاءُ، والتجْويفَ: ابيضاضُ البطنِ حتىْ ينحْدرَ البياضُ في القوائم. وشُميطّ - مصغرّاً -: حصْنّ من أعمالِ سرقَسطةَ بالأندُلسُ. والشُّمَيطَ - أيضاً - ويقالُ: - الشَّمِيطَ -: نقاُ ببلادِ أبي عبد الله بن كلابٍ، قال أوْسُ بن حجرِ يصفُ القتلى: كأنهمُ بين الشمْطَ وصارةٍ ... وجرثمُ والصوْبانِ خُشبّ مصرّعُ وشميْط بن بشيرْ وشميطْ بن العجلان البصري: من أصحابِ الحديثِ. وأجرْيتُ طلقاً وشمْطوطاً: بمعنىّ. والشمْطوطُ: الطويلُ. والشماطيطْ: القطعِ المتفرقةُ، الواحدُ: شمْطيّط. يقال: ذَهبَ القوْمُ شماطيطَ وجاءتِ الخيلُ شماطيطْ: أي متفرقةَ إرْسالاً. الواحدُ شمطْوط. قال الأعْش: تباُري الزّجاجَ مغاَويرُها ... شمّاطيطْ في رهجٍ " كالدّخنَ " وصارَ الثوبُ شماطيْطَ: إذا تشققَ، الواحدُ: شمطاطّ، قال جساَسُ بن قطيبٍ يصفُ حادياً: معْتجراً بخلقٍ شمْطاطِ ... على سرَاويلَ له أسماَطِ وقال ابن دريدٍ: يقال: هذه قدرّ تسعُ شاةً بِشمْطها - بالفتحْ -: أي بتوايلها، وقال العكليّ: بِشمْطها - بالكسرْ -، قال ابن دريدٍ: ولم اسمعْ ذلك إلا منه، وهو ابن عبادٍ: شمطّ وشمطَ، وعند غيرهما: شماَطّ. وقال ابن الأعرابيّ: الشمْطانةُ - بالضمّ -: الرطبةُ التي يرطبْ جانبّ منها وسائرها يابسّ. وقال أبو عمرو: الشمطانُ: الرّطبّ المنصفُ. وشمطتُ الإناءَ: ملأتهُ. قال: وشمطت النخلةُ: إذا انْتثر بسرهاُ، تشمطُ. ويقالُ للشجرِ إذا انتثر ورقهُ أيضاً. وشامطّ: لقبُ احمد بن حيانّ القطيعيّ من أصحاب الحديث. واشمطّ الرّجلُ أشمطاطاً: إذا صارَ أشمطَ، قال الأغْلبُ: قد عرفتنيْ سرْحتي وأطّتِ ... وقد شمَطتُ بعدها واشمْطتِ وقال المتنخلُ الهذّلي: وما أنت الغداةَ وذكرُ سلّمى ... وأمْس الرأس منك إلى أشمْطاطِ وكذلك: اشمأطّ - مثالُ اطمأنّ -. والترْكيبُ يدلُ على الخلْطَ. ؟؟ شمعط أبو تُراب: اشمعَط القومُ في الطلبِ واشمعلوا: إذا بادّروا فيه وتفرقوا. واشمعطتِ الإبل واشمعَلتِ: انتشرتْ واشَمعطّ الرّجلُ واسمعطّ: إذا امتلأ غَضباً، ويقال ذلك في ذَكرِ الرجلُ أيضاً إذا أنعظَ. وقال ابن عبادٍ: اشمعطتِ الخيلُ: إذا ركضت تتبادرُ إلى شيءٍ تطلبهُ؟؟ شنط ابن عبادٍ: الشناطَ: المرأةُ الحسنةُ اللّحْمٍ واللوْنِ، والجمع: الشناَطاتُ والشنائطُ. وقال ابن الأعرابيّ: الشُّنُطَ - بضمّتينِ -: اللحْمانُ المنضجةُ. والمشنَّطُ - بفتحْ النونٍ المشددةِ -: الشواءُ؟؟ شوط

شيط

يقال: عداَ شوْطاً: أي طلقاً، ومنه حديثُ سليمانَ بن صردٍ - رضي الله عنه - أنه قال: أتيتُ علّياً - رضي الله عنه - حين فَرغَ من مرحىَ الجملِ، فلماّ رَآني قال: تزّحزحْتَ وتربصتَ وتنأنأتَ فكيف رأيتَ الله صنعَ؟ يا أميرَ المؤمنين إنّ الشوْطَ بطيْنّ وقد بقي من الأمور ما تعرفُ به صديْقكَ من عدُوّك، فلما قامَ قلتُ للحسنَ رضي الله عنه -: ما أغَنيتَ عني شيئاً. قال: هو يقول لكَ الآنَ هذا وقد قال لي يومَ التقى النّاسُ ومشَ بعضهم إلى بعضٍ: ما ظنكَ بامرئ جمعَ بين هذين الغارَينْ ما أرى بعدْ هذا خيراً والجمعُ أشواطّ، قال العجاّجُ: والضغّنِ من تتابعِ الأشواطِ وطافَ بالبيتِ سبعْةَ أشوَاطٍ. وقال ابن فارسٍ: كانَ بعضُ الفقهاءِ يكرْهُ أنْ يقالَ طافَ بالبيتِ أشواطاً وكان يقولُ: الشوْطُ باطل والطوافُ بالبيتِ من الباقيات الصاّلحات وقال اللّيث: الشوطْ جريُ مرةٍ إلى الغايةَ، والجمعُ أشوَاطّ، ويستعملُ أيضاً في غير ذلك، وأنشدَ: ونازح معتكرِ الأشواطِ يعني الريحْ. ومن الحجرِ إلى شوطْ واحدّ وقال ابن دريدٍ: يسمى ابن آوّى شوْط براحٍ. فأماّ قولهمُ: " آوِيْ " فَخَطأ. قال: ويقال أهذا الضوءْ الذي يدخلُ من الكواءَ إلى البيوتِ في الشّمْس: شوطُ باطلٍ، وليس بثبتٍ، وقد قالوا: خيطَ باطلٍ، وهو أصحّ الوجهينِ إنْ شاء الله. وقال ابن شمْيلٍ: الشوطُ: مكانّ بين شرفَينَ من الأرض يأخذُ فيه الماءُ والناس كأنهُ طريق طولهُ مقدارُ الدعوةِ ثم ينقطعُ، وجمعهُ الشياطُ، وأصْلهُ شواط قلبتُ الواوُ ياء لانكسارِ ما قبلها؛ كسوطٍ وسياطٍ. قال: ودُخوْله في الأرضِ أنه يواري البعيرَ وراكبهِ ولا يكونُ إلا في سهولِ الأرضُ ينبتُ نَبتاً حسناً. والشوْطُ - أيضاً -: حائطّ معروفّ عند أحُدٍ، ومن ثمّ انْخزلَ عبد الله بن أبي بن سلوْلَ يوم أحدٍ راجعاً، قال قيسُ بن الخطيمِ الأنصاريّ: وبالشوطْ من يثربِ أعيد ... سَتهلكُ في الخمرِ أثمانها وشوْطى: هضبةّ، قال تميمُ بن أبى بن مقيلٍ: ولو تألفُ موْشياً أكارعهُ ... من فدرِ شوْطى بأدْنى دلهاّ ألفاِ وشوْطانُ: موْضعّ، قال كثيرّ: وفي رَسمِ دارٍ بين شوطانَ قد خلتْ ... ومرّ لها عامانِ عينكّ تدْمعُ وشوْطُ - بالضمّ -: موْضعّ ببلاد طيٍْ، قال امرؤ القيسْ: فهلْ أنا ماشٍ بين شوْطَ وحيةٍ ... وهل أنا لاقٍ حيّ قيس بن شمرا ويرْوى: بين شحطَ وحيةَ. وشاّط: حصْنّ بالأندلس. وقال ابن الأعرابيّ: شوطّ الرّجلُ تشْويطاً: إذا طالَ سفرهُ. وقال الكلابيّ: شوْط القدْرَ وشيَطها: إذا أغلاها. وقال ابن عبادٍ: شوطتُ اللّحْمَ وشيطتهُ: أي أنضجتهُ وتشويْطُ الصقيعِ النبتَ: هو أن يحرْقهَ، وكذلك الدّواءُ تذره على الجرحْ. وتشوطتُ الفرسَ: إذا أدمتَ طرْدّه إلى أنْ يعييَ ويلْغبَ. والتركيبُ يدلُ على مضيّ في غير تثبتٍ ولا في حقٍ. ؟؟ شيط شاطَ يشيطْ: أي هلكَ، وأصْلهُ من شاطَ الزيتُ أو السّمْنُ: إذا نضجَ حتّى يحترَقَ؛ لأنهّ يْلكّ حينئذ، قال: أصْفرَ مثلَ الزّيتِ لمّا شاَطا وفي قصةِ يومِ موتهُ: أنّ زيدَ بنَ حارثةَ - رضي الله عنه - قاتلَ برايةِ رسولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم - حتّى شاطَ في رِماَح القومْ، قال الأعْشى: قد نخضبَ العيرَ من مكنونِ فائلهِ ... وقد يشيْطَ على أرْماحناِ البطلُ وروى أبو عمرو: " قد نطعنُ العيرَ في " وقولهم: شاطتِ الجزوْرُ: أي لم يبقَ منها نصيبْ إلاّ قٌسمَ، وشاطتِ الجزوْرُ: أي تنفقتْ. وشاطَ فلانّ الدّماءَ: أي خلَطها؛ كأنهّ سفكَ دمَ القاتلِ على دَمِ المقتول، قال المتلمسُ يخاطبُ الحارث بن قتادةَ بن التوْءمِ اليشكريّ: أحارِثُ إنا لو تشاطُ دماؤنا ... تزايلنَ حتّى ما يمسّ دَمّ دماَ وشاطتِ: بمعنى عجلَ. وشاطتِ القدرُ: إذا لصقَ بأسْفلهاِ الشيُْ المحْترقُ. والشياطُ: ريحُ قطنةٍ محترقةٍ. وشيْطى - مثالُ ضيزى -: من الأعْلام. وناقةَ مشياط، وهي التي يسرعُ فيها السمنُ، وإبل مشاييط. والشيّط - مثال سيدٍ، على فَيعلٍ -: فَرسُ خزَزِ بن لوْذانَ السدُوْسيّ الشاعرِ. والشيّطُ - أيضاً -: فَرسُ أنْيقِ بن جيلةَ الضبيّ.

صبط

والشيْطانُ: واحدُ الشياطينْ. واختلفواّ في اشتقاقهِ، فقال قومّ: إنه من شاطّ يشيطَ أي هلكَ؛ ووزنه فعلان؛ ويدلُّ على ذلكَ قراءةُ الحسنِ البصريّ والأعْمش وسعيدَ بن جبيرْ وأبي البرهسمِ وطاووسٍ:) وما نزلتَ به الشياطينَ ". قال قومّ: إنه من شطنَ أي بعدَ؛ ووزنهُ فيعالّ وسيذْكرُ؟ إنْ شاء الله تعالى - في حرفْ النونْ. وقال الأزهري: الشيطانِ؟ بتشديدَ الياء المكسورةَ -: قاعانِ بالصمانِ فيهما مساكات لماء السماءَ، قال النابغةُ الجعديّ - رضي الله عنه - يصفُ ناقةً: كأنها بعدما طال النجاءُ بها ... بالشيَطْاينِ مهاةَ سرْولتْ رملا ويروى: " سرُْبلتْ "، ويروى: " بعدما أفضى النّجاد بها ": أرادَ خطُوْطاً سوْداً تكونُ على قوائمِ بقرِ الوحشْ. ويقال للغبارِ السّاطعِ في السماّء: شَيطْيّ - مثالُ صيفيّ -، قال يصفُ الخيلَ: تعادي المرّاخي ضمرّاً في جنويهاْ ... وهنّ من الشيْطي عارٍ ولابسُ والإشاطةُ: الإهلاكُ. وأشاط الجزورْ فلان؛ وذلك أنهم إذا اقتسموْها وبقي بينهم سهمْ فيقالُ: من يشيطْ الجزورْ؟ أي من ينفقُ هذا السهْم؟، قال الكميتْ: نطعمِ الجبال اللهيدَ من الكومِ ... ولم ندْعُ من يشيطُ الجزوْرا وفي حديث عمر - رضي الله عنه - أنه خَطب فقال: إن أخوف ما أخاف عليكم أن يؤخذ الرّجلُ المسلم البريءُ، يقال: عاصٍ وليس بعاصٍ، فقال علي - رضي الله عنه -: وكيف ذاك ولما تشتدّ البلية وتظهرِ الحمية وتسبَ الذرية وتدقهمُ الفتن دقّ الرّحى بثفالها؟، فقال عمر؟ رضي الله عنه -: متى يكون ذلك يا عليّ؟، قال: إذا تفقهوا لغيرِ الدينْ وتعلمواُ لغير العملَ وطلبوا الدنيا بعملِ الآخرةَ. من أشاطَ الجزّارُ الجزُوْرَ إذا قطعها وقسمَ لحمها. ورويَ أن سفينةَ مولىْ رسولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم -، ورضي عنه أشاطَ دمَ جزُوْرٍ بجدلٍ فأكله، أي سفكه، وأرادَ بالجدلٍ عوْداً للذّبحِ، والوجهْ في تسْميته جذلاً أنه أخذَ من جدلِ شجرةِ، وهو أصلهاُ بعد ذهابِ رأسها. وأشاطَ القدرَ: أحرقهاَ. وأشاطَ بدمهِ: أي عرضه للقيلْ. وقال الكلابيّ: شوطَ القدرُ وشيطهاَ: إذا أغلاها. وقال آخرُ: شَيطتَ رأسَ الغنمِ وشوطتهُ: إذا أحرقتّ صوْفه لتنظفهُ ويقال: شيطَ فلانّ اللّحْمَ: إذا دخّنه ولم ينضجهْ، قال روَبةَ يصفُ ماءً وردَه: أجنّ كنيئ اللّحْمِ لم يشَيِط وقال الكمَيتُ يهجوُ بنيَ كرْزٍ: أرجوُ لكم أنْ تكونوا في إخائكُمُ ... كلْباً كوَرْهاءَ تقلي كلّ صفارِ لمّا أجابتْ صفيراً كانَ أتيها ... من قابسٍ شيطَ الوجعاءَ بالنّارِ وشيطَ فلان من الهبةَ وتشيطَ: أي نحلَ من كثرةِ الجماعَ وتشيطّ: احترقَ ايضلً، وأنشّدَ الأصمعيّ: بَعدْ انشواءِ الجلدِْ أو تَشيطهْ وغضبِ فلاّنَ واستشاطَ: أي احتدمَ كأنه التهبَ في غَضبهَ وقال الأصمعيّ: هو من قَوْلهمَ: ناقةَ مشياط وهي التي يسرعُ فيها السمنُ، ومنه حديثُ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -: إذا اسْتشاطَ السلْطانَ تسلط الشيْطانُ. وقيل في قوَلْ المتنخلّ الهذّليّ: كوَشْمِ المعْصمِ المغتالِ علتْ ... نواشرهُ بوِشمٍِ مسْتشاطِ أي: طَلبَ منه أن يسْتشْيطَ فاسْتشاطَ هذا الوشمُ أي ذهب فيه وتفشى وطارَ كلّ مطير وانتشرَ. ويقالُ: اسْتشاطَ العبيرُ: أي سمنَ واسْتشاطَ الحمامُ: إذا طارَ وهو نَشيطْ وقال ابن شُميلٍ: اسْتشاطَ فلان: إذا اسْتقتلَ، وأنشدَ: أشاطَ دماءَ المسْتَشيطينَ كلهمَ ... وغلّ رَؤوسُ ليقومْ منهم وسلْسلُوا وأما ما روىّ أنَ النبي صلّى الله عليه وسلّم مارُني ضاحكاً مسْتشَيْطاً، فَمعناه: ضاحكاً ضحكاً شديداً. والتركبيُ يدلُ على ذَهابِ الشيْءِ إماّ احتراقاً وإماّ غيرَ ذلك. ؟؟ صبط الخارْزَنجيّ: الصبطُ: الطّويلةُ من أدَاةِ الفدّانِ. ؟؟ صرط الصّراطُ والسراطُ والزّراطُ: الطريقُ، قال الله تعالى:) اهدْنا الصرَاطَ المستقيم (، وقال القعْقاعُ بن عطيةَ الباهليّ: أكرّ على الحروْرِيينَ مهريَ ... لأحْملهمَ على وضحِ الصرَاطِ

صعط

وأما صرِاطُ الآخرةَ فهو عند أهلِ السنةِ جسْرً ممدودَ على متنِ جهنمَ أحدّ من السيف وأدقّ من الشعر يمر عليه الخلائق فيجوزوه أهلُ الجنةِ على قدْرِ أعمالهم؛ يمرّ بعضهم كالبرقِ الخاطفِ وبعضهم كالريحِ المرسلةَ وبعضهم كجيادِ الخيلِ وبعضهمُ يشتدّ وبعضهم يمشي وبعضهم يزحفُ، وينادي منادٍ من بطنانِ العرشِ: غضوا أبصْاركمُ حتىّ تجوزْ فاطمةُ بنتُ محمدٍ؟ صلى الله عليه وسلّم -، وتقولُ النّارُ للمؤمن: جزْ يا مؤمنُ فقد أطفأَ نوْرك لهبي، وتزِل وتدْحض عند ذلك أقْدامُ أهل النّار. أجازتا الله تعالى على الصراطِ إجازته من أهلْ النّار. أجازنا الله تعالى على الصراطِ إجازتهَ من اصطفاه من أوْليائه، ورزقناَ شفاعةَ رسلهِ وأنْبيائه. وقال ابن عبادٍ: الصُرَاطُ - بالضمّ -: السْيفُ الطويلُ، وهو بالسْينِ أيضاً؟؟ صعط اللّحْيانيّ: الصعْوطُ والسعوطُ بمعنىّ واحدٍ. وقال غيرهُ: صعطته وسعْطته وأصْعطتهَ وأسْعَطتهَ بمعنىً واحدِ. ؟؟ صفنط ابن عبّاد: الإصْفنطَ والإسفَنطُ: الخمرَ؛ لغةّ روميةّ اسْتعملتهاَ العَربُ، وقد ذَكرَ الشاهدُ في فصل السينَ. ؟؟ صلط ابن عباد: صلّطة الله عليه: بمعنى السينَ. ؟؟ صمرط ابن عباد: رجلّ مصمْرطُ الرأسِ ومسمْرطُ الرأسِ: وهو إلى الطولِ. ؟؟ صوط الخارْزَنجيَ: الصوّطُ: صوتّ من ماءٍ؛ وهو ماضاقَ منقعهُ وقد انمدّ كالسّوْط. صيط: ابن عبادّ: الصياطُ: اللّغَطُ العالي المرتَفعُ. ؟؟ ضبط ضَبطُْ الشيء: حفْظهُ بالحزْم. ورجلّ ضابطَ: أي حازمّ. والضبْطُ: لزوْمُكَ الشيَءَ لا تفَارِقهُ، يقالُ ذلك في كلّ شيْءٍ. وقال ابن دريدٍ: ضبطَ الرّجلُ الشيْءَ يضْبطهُ ضَبْطاً: إذا أخذَه أخذَاَ شديداً. والرّجلُ الضاّبطَ: الشديدُ الأيدُ. وقال غيرهُ: جملّ ضابّطِ: كذلك، وقال أسامةُ الهذّليَ: وما أنا والسيّيرُ في متْلفٍ ... يبُرجُ بالذكرِ الضّابِط ويرْوى: " يعبرُ " أي يرْيه عبرَ عينهْ. وفي المثلِ: أضبطُ من أعمى وأضبط من ذَرةٍ، وذلك أنها تجرماّ هوُ على أضعاَفهاِ، وربماّ سقطاَ من مكان مرتفع فلا ترسلهُ. ويقال: أضْبطَ من عائشةَ بن عثمْ من بنيَ عبد شمْسَ بن سعدٍْ، وكانّ من حدَيثهُ إنهَ سقى إبلهَ يوماً وقد أنزلَ أخاه في الركيةّ للميحِ فازدحمت الإبل فهوتْ بكرةَ منها في البئرِ فأخذَ بذَنبها؛ وصاحَ به أخوه: يا أخي الموتَ، قال: ذاك إلى ذَنبَ البكرةَ؛ يريْدَ: أنه انقطعَ ذَنبهاُ وقعتْ، ثم اجتْذبها فأخرجها. هذه رواية حمزَةَ وأبي الندى. وقال المنذري: هو عابسةُ، من العبوسْ. ولم يذكرُ عائشةَ بن عثمٍ ابن الكلْبي في جمهرةَ نسبٍ عَبد شمسَ بن سعدِ ابن زيدِ مناةَ بن تميمٍ. وأرْضّ مضبوْطةَ: عمها المطرُ. والضّابطُ والأضْبطُ: الأسدُ، وإنما وصفَ بذلك لأنهُ يأخذَُ الفريسْةَ أخذَاً شديداً ويضْبطها فلا تكادُ تفلتُ منه. وقال الأصمعيّ: أخْبرنيَ من حضرَ جنازةَ رَوحِ بن حاتمٍ؛ وباكيتهَ تقولُ: أسدّ أضْبطَ يمشي ... بينَ طرْفاءَ وغيلِ لبسهُ من نَسجِ داود ... كضحْضاحِ المسْيلِ وقال الكمَيتُْ: هو الأضْبطُ الهواسُ فينا شجاَعةً ... وفيمنْ يعادْيهِ الهجفَ المثقلُ واللبؤةَ: ضبْطاءُ، قال الجميحُ - واسمهُ منقدّ - يصفَُ امرأتهَ: أما اذا حردَتْ حرْدي فمجرية ... ضبْطاءُ تمنعُ غيلاً غيرَ مقروْبِ ويروْى: " جرْداء ". وكذلك ناقةّ ضبْطاء، قال: عذُافرةَ ضَبْطاء تخْدي كأنها ... فَنيْقّ غدا السوّامَ السوّارحا وسُلَ النبّي - صلّى الله عليه وسلّم - عن الأضَبطَ فقال: الذي يعملُ بيسارهِ كما يعْملُ بيمينهِ. وقال ابن دريد: رَجلُ أضبطَ؛ ولا أعلمُ له فعْلاً يتصرفُ منه؛ وهو الذي يعْملُ بيدِيهَ جميعاً. وكان عمرُ - رضي الله عنه - أضبطَ وربيعةُ بن الأضبطَ الأشجعيّ: من الأشدّاء على الأسراء، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرْمةَ: هزمَ الولائدُ رأسهَ فكأنمّا ... يشْكو إسارَ ربيعةَ بن الأضَبطِ قال: والأضْبطُ بن كلاب. والأضْبطُ بن قريعْ بن عَوفْ بن كعب بن سعْد ابن زّيدِ مناة بن تميم، شاعرّ مشهورّ، ونبو تميمٍَ يزعمونُ أنهَ اولُ من رأسِ فيهم.

ضبعط

والضّبنْطى: القويَ، وبعضهم يجعلُ النونَ والألف زائدتينِ، وسنْعيدّ ذكرهُ إن شاء الله تعالى. والضبْطة والمسةُ والطريدْةُ: من لعبُ العرَب. وتضبّطتُ فلاناً: أي أخذتهُ على حبسٍ مني له وقهرٍ، ومنه حديث أنيسٍ رضي الله عنه: سافر ناس من الأنصار فأرْملوا؛ فمروا بحي من العربَ فسألوهم القرى فلم يقروْهمُ وسألوهم الشرى فلم يبيعُوهم؛ فأصابوا منهم وتضبطوُا. ويقال: تَضّبطتِ الضّانُ: أي أسْرعتْ في المرْاعى وقويتْ. وقال ابن الأعرابيّ: إذا تضَبطتِ المعْزى شبعتِ الإبلُ، وذلك أنّ الضاَنَ يقال لها الإبل الصغرى لأنها أكثر أكلاً من المعزى والمعزلى ألطفُ أحْناكاً وأحْسنُ إراغةً وأزْهد زهداً منها، فإذا شَبعتِ الضانُ فقد أحيّا النّاسُ لكثيرةِ العُشب. ؟؟ ضبعط ابن دريدٍ الضّبغطى والضّبغطى - بالعَيْن والغَيْن مقّصوْرتينِ -: كلمةُ يفرعُ بها الصبيانُ. ضبغط: ابن دريدٍ: الضّبعطى والضّبغطى مقصوريتنْ: كلمةّ يفرعُ بها الصبيانُ؛ يقولونَ: جاءكَ ضَبغطى ويا ضَبغطى خذُه، وأنشدَ: وزجهاُ زوَنزكّ زوّنزى ... يجزَعُ إنْ فزّعَ بالضّبغْطى وزادَ غيرهُ: والألفُ للإلْحاق. وقال ابو عمرو: ليس هو بشْيءٍ يعرفَ وكأنها كلمةّ تسْتعملُ في التخويفَ، قال: أشبهَ شيْءٍ هو بالحبرْكى ... يخْضفُ إنْ خوفَ بالضّبغطى والجمعُ ضباَغطُ. وقال ابن بزرْجَ: يقال: ما أعْطيتنيّ إلاّ الضّبغطى مرسلةً؛ فأنث؛ وقال: أي الباطلَ. ؟؟ ضبنط قال ابن دريدٍ في الرّباعيّ: الضّبنطى: القويّ الغليطّ. ؟ ضرط ابن دريدٍ: الضّرطُ معروفّ، يقال: ضرطَ يضرطُ ضرْطاً وضريْطا وضرّاطاً. ومن أمثالهمِ: أجْبنَ من المنزَوْفِ ضرطاً، قال: وله حديثّ. قال الصغاّني مؤلفّ هذا الكتاب: قالوا: كان من حديثهّ أنْ نسْوةَ من العربَ لم يكنّ لهنّ رجلُ فزّوجن إحداهنُ رجلاً كان ينامُ الصبْحة فإذا أتينه بصبوحٍ قلنَ: قمْ فاصْطبحْ، فيقول: لو نَبهتننيَ لعاديةٍ، فلّما رَأينْ ذلك قال بعضهنّ لبعضٍ: إنّ صاحبناَ لشجاعّ فتالْين حتى نجربهَ، فأتينهَ كما كنّ يأتينهْ فأيقظنهَ فقال: لولا لعاديةٍ نَبهتننيّ، فقلنَ: هذه نوَاصي الخيلْ، فَجعلَ يقول: الخيلُ الخيلُ ويضرطُ، حتّى ماتَ. وفيه قولّ آخر: قال أبو عبيدةَ: كانت دخَتنوْسُ بنتُ لقيطِ بن زُرارة تحت عمرو بن عمرو وكان شيْخا أبرْص، فوضعَ رأسه يوماً في حجرها وهي تهممّ في رأسه، إذ جحفَ عمروّ وسالَ لعلبهُ وهو بينّ انّائمِ والقظانِ فَسمعهاَ توففّ، فقال: ما قلتِ؟، فَحادتْ عن ذلك، فقال لها: أيسركِ أنْ أفارِقكِ؟، قالت، نعمَْ، فَطلقها، فنكحهاَ رجلُّ جميلّ جسْيذم من بني زُرارة - قال ابن حبيبَ: نكحهاَ عميرُ بن عمارةَ بن معبْدِ بن زُرارة -، ثمَ إنّ بكر بن وائلٍ أغَاروا على بني دارمٍ وكان زَوْجها نائماً ينخرُ، فَنبهتهُ وهي تظنّ أنَّ فيه خَيراً، فقالتَ: الغارةَ، فلم يزلِ الرّجلُ يحبقُ حتّى ماتَ، فَسميَ: المنزوفْ ضرطاً. وأخذتْ دختنوْس فأدْركهم الحيّ، فطلبَ عمرو بن عَمرً قتلَ منهم ثلاثةَ رَهطٍ وكان في السرعَانِ، فردوهاَ اليه، فَجعلها أمامهَ فقال: أي حليْليْكِ وجَدْتِ خَيرا ... الْعَظيمَ فَيشةً وأبْرا أم الذي يأتي العدُوَّ سيرْا ... فَردّها إلى أهلْها ويقال: إن رجَلُيْنِ من أعرب خرجا في فلاَةٍ فلاحتَ لهم شجرةّ فقال واحدّ منهما للرفَيقة: أي قوماً قد رصدُوْنا، فقال رفيَقهُ: إنما هي عشرةّ، فَظنه يقول: عشرةَ؛ فجعلَ يقول: وما غناءُ اثنيَنِ عن عشرةٍ وضرطَ حتّى نزفَ روحهُ. ويقال: زعمواُ أنه كانتْ تحتَ لجيمْ بن صعْبِ بن عليِ بن بكر بن وائلٍ امرأةَ من عنزةَ بن أسدَ بن ربيعةَ يقال لها: حذامِ بنتُ العتيكَ بن أسلم بن يذكرّ بن عنزةَ بن أسدَ بن ربيعةَ؛ فوَلدتْ له عجلَ ابن لجيمٍ والأوْقص بن لجيم. ثم تزوجّ بعد حذامِ صفيةَ بنت كاهل بن أسدَ بن خزيمةُ، فولدتْ له حنيفةَ بن لجيمْ، ثمّ انه وقعَ بين امرْأتيه تنازُعّ فقالَ لجيمّ: إذا قالتْ حذَامِ فصَدّقوها ... فإنّ القولَ ما قالتْ حذَامِ

ضرعمط

ويرْوى: " فأنَصتوها " أي: فأنَصتوا لها، فذَهبتْ مثلاً ثمَ إنّ عجلَ بن بلجيمٍ تزوجَ الماشريةَ بنت نهس بن بدْر بن بكرْ بن وائل وكانت قبله عند الأحْزنَ بن عوفٍ العبديّ فطلقها وهي نسءً لأشهرٍ، فقالت لعجلٍ: احفظ علي ولدي، قال: نعمَ، فلما ولدَتْ سّماه عجلّ سعْداً. وشبّ الغلامُ فخرجَ به عجلّ ليدفعه إلى الأحزنِ بن عَوف وينصرف، وأقبلَ حنيفةُ ابن لجيمٍ من سفر فتلقاه بنو أخته عجل فلم يرفيهم سعْداً، فسألهم عنه فقالوا: انطلق به عجلّ إلى أبيه ليدْفعه إليه، فسارَ في طلبه فوجودهَ راجعاً قد دفعه إلى أبيه، فقال: ما صنعتْ يا غشمةُ وهل للغلام أبّ غيرك؟ وجمع إليه بني أخيه وسار الأحزنِ ليأخذَ سعْداً فوجده مع أبيه ومولى له، فأقبلوا فخذله موْلاه بالتنحي عنه، فقال له الأحْزن: يا بنيّ الأحْزنُ: ابنك ابن بوحك الذب يشرب من صبوحك، فذهبت مثلاً، فضرب حنيفة الأحْزن فجذمه بالسيف؛ فحينئذٍ قيل له جذيمة، وضربَ الأحْزنُ حنيفهُ على رجله فحنفها فقيل له حنيفةُ؛ وكان اسمه أثالاً، فلما رأى مولى الأحْزنِ ما أصابِ الأحْزنَ وقع عليه الضراط فماتَ، فقال حنيفة: هذا هو المنزوْفَ ضرطاً، فذهبتْ مثلاً، وأخذ حنيفةُ سعْداً فرده إلى عجْلٍ. ويقال: إنّ المنزُوْف ضرطاً دابةً بين الكلبِ والذئب إذا صيحَ بها وقع عليها الضراط من الجبن وفي مثلٍ آخر: أوْدى العير إلاّ ضرطاً، يضربُ للدليلِ، ويضربُ للشيخ أيضاً؛ وهو منصوبْ على الاْستثناءِ من غير جنسٍ، ويضربُ لفسادِ الشيءِ حتى لا يبقى منه إلا مالا ينفعُ به؛ أي لم يبق من جلدهِ وقوته إلا هذا. وضرْطة الأصمّ: مثل في الندْرةِ، يقال: كانت كضرطةٍ الأصمّ اذا فعلَ فعْله لم يكن فعلها قبلها ولا بعدها مثلها. وقال ابن دريدٍ: رجلَ أضرطُ: خَفيفُ اللّحْيةِ قليلها. وأمرأة ضرْطاءُ: قليلة شعر الحاجبينَ، قال: وقال الأصمعي: هذا غلط، إنما هو رجلَ أطرط إذا كان قليلَ شعرِ الحاجبينْ والاسمُ: الطرطُ، وربما قيل ذلك للذي يقل هدْبُ أشفاره؛ الاّ أنْ الأغلبَ على الغطف. وقال أبو حاتم: هو أضرطُ لا غير. وروي عن ابن دريدٍ أيضاً أنه قال: لسْتُ أعرفُ: قولهم: رجلُ أضرطَ. قال: ونعجة ضريطةُ: أي ضخمةَ سمينةّ. وقولهم في المثل: الأخذَ سريطي والقضاءُ ضريطى؛ فسرَ وذكرتِ الوجوهُ التي يروْى بها في تركيبِ س ر ط. وقال ابن عبادٍ: إنه لضروْطّ ضرُوطّ: أي ضخمْ. وقال ابن دريدٍ: يقال تكلم فلان فأضرطَ به فلانّ: أي أنكرَ عليه قوله، ومنه قولُ عليّ - رضي الله عنه -: أنه دخلَ بيتْ المالِ فأضرَط به وقال: يا صفراءُ اصْفري ويا بيضاءُ ابيضّ غري غيري. أي اسْتخّفْ به وهو أنّ يحْكيّ بفْيهِ فعلْ الضّارطِ هزّءً وسخرِيةّ. ويقال: أضرَطه وضرّطه تضريْطاً: أي فعلَ به فعْلاً حصلَ منه ذلك وكانَ يقالً لعمرو بن هندٍ الملكِ: مضرّطَ الحجارةِ لشدّتهِ وصرامتهِ. وضرّطَ به: أي هزئ به، مثلُ أضرطَ به. ضرعمط ابن عبادٍ: الضرّعْمطُ من الألبانِ: الخائرُِ، وهو من الرّجالِ: الشهوْانُ إلى كلّ شيء. والذّرَعْمطُ مثلهَ. ضرغمط في نوادرِ الأعْرابَ: ضرْغاطةَ من طيْنٍ ووليْخةَ، وهل الوحَلُ. واضْرغطَ الرجلُ: إذا انْتفخَ غَضباً. وقال ابن عبادٍ: اضْرغطّ الرجلُ: إذا انثنى جلدْهُ على لحْهِ. وقال ابن دريدٍ: رجلُ مضرغطّ: ضخمّ لا غناءَ عنده، وأنشدَ: قد بعثوْني راعي الإوزّ ... لكل عبْدٍ مضرغّط كزّ ليس إذا جئتُ بمرْمهزِ مرْمهزّ: مسْتبشرّ. وقال غيرهُ: المضرغّطَ: الكثيرُ اللّحْم. ؟؟ ضرفط ابن عباَد: الضرْفاطةُ والضرَافطُِ: البطيْنَ من الرجالّ، وقوْمّ ضرافطةُ. والضرْفطيّ: الضخّمُ الكبيرُ. ولعبةّ لهم تسمىُ الضرّيفْطيةَ. وضرْفط: أوثْقتهَ وشدَدتهَ. والتضرّفطَ: أن تركبَ صاحبكَ وتخرج رجليك من تحت إبطيه ثم تجعلهما على عنقه. ؟؟ ضطط الأزهريُّ: الضَّطط - بالتحريك -: الوحل الشديد من الطين ويقال: وقعنا في ضطيطةٍ منكرةٍ أي في وحل وردغة. وقال ابن الأعرابي: الضطط - بضمتين -: الدّواهي؟؟ ضعط ابن عباد: ذعطه وضعطه: إذا ذبحه. ؟؟ ضغط

ضفرط

ضغطه يضغطه ضغطاً: إذا زحمه وغمزه إلى حائط أو إلى الأرض، ومنه ضغطة القبر، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو نجا أحد من ضغطة القبر - ويروى: من ضمة القبر - لنجا منها سعدُ. وقال القتبي في حديث شريحٍ: أنه كان لا يجيز الاضطهاد ولا الضغطة: الاضطهاد: الظلم والضغطة والعصرة من الغريم؛ وهما أن يمطل بما عليه ويلوي به ثم يقول لصاحب المال: أتدعُ لي كذا وتأخذ الباقي معجلاً، فيرضى بذلك ويصالحه على شيء يدعه له، فكان شريح لا يجيز ذلك ويلزمه جميع الشيء إذا رجع به صاحب الحق عليه ويقول له: بينتك أنه تركه لك وهو يقدر على أخذه. والضاغط: كالرقيب والأمين، يقال: أرسله ضاغطاً على فلان، سمي بذلك لتضييقه عليه وقبضه يده عن الأخذ، ومنه حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: أن عمر - رضي الله عنه - بعث به ساعياً على بني كلاب أو على سعد بن ذبيان: فقسم فيهم ولم يدع شيئاً، حتى جاء بجلسة الذي خرج به على رقبته، فقالت له امرأته: أين ما جئت به مما يأتي به العمال من عراضه أهلهم، فقال: كان معي ضاغط: أي أمين. ولم يكن معه أمين ولا شريك، وإنما أراد - والله أعلم - إرضاء المرأة بهذا القول، وجاء في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا يحل الكذب إلا في ثلاثةٍ: الحرب والإصلاح بين الناس وإرضاء أهله. وقيل: أراد بالضاغط الله تعالى المطلع على سرائر العباد وكفى به أميناً، وأوهم المرأة أنه كان مزموماً بأمينٍ، وهذا من معاريض الكلام. والضاغط في البعير: انفتاق من الإبط وكثرة من اللحم. وهو الضب أيضاً. وقال ابن دريد: بعير به ضاغط: إذا كان إبطه يصيب جنبه حتى يؤثر فيه أو يتدلى جلده. والمضاغط: واحدها مضغط؛ وهو أرض ذات أمسلة منخفضةٍ زعموا. قال: وضغاط؟ بالضم -: موضع. قال: والضغيط: بئر تحفر إلى جنبها بئر أخرى فيقل ماؤها، وقال قوم: بل الضغيط بئر تحفر بين بئرين مدفونتين، وقال الأصمعي: الضغيط بئر إلى جنبها بئر أخرى فتحما فيصير ماؤها منتناً فيسيل في ماء العذبة فيسده فلا يشربه أحد، وأنشد: يَشْربْنَ ماء الأجْنِ والَّضغِيِط ... ولا يَعَفْنَ كّدَرَ المَسِيْطِ وقال ابن عبادٍ: الضغيطة: مثل الضغيغة من النبت والبقل وهي من الطعام: مثل اللبيكة. والضغطة - بالضم -: الشدة والمشقة، يقال: اللهم ارفع عنا هذه الضغطة. وأخذت فلاناً ضغطةِ: إذا ضيقت عليه لتكرهه على الشيء. وقال ابن دريدٍ: تضاغط القوم: إذا ازدحموا. والمضاغطة: المزاحمة، وأنشد: إنَّ النَّدى حيُث ترى الضَّغَاطا ... والتَّرْكيبُ يَدُلُّ على مُزَاحمةٍ بشدةٍ. ؟؟ ضفرط الليث: ضفاريط الوجه: كسور بين الخد والأنف وعند اللحاظين، كل واحد منها ضفروط. وجمل ضفرط - بالكسر -: ضخم البطن رخو، وهي الضفْرطةُ؟؟ ضفط رجل ضَفيطّ بينُّ الضفاطةِ: أي ضعيفُ الرّأي والعقلِ، قال أبو حزَامٍ غالبُ بن الحارثِ العُكليّ تعادَتْ بالجنانِ على المزُجى ... ويخّفي الخبْءَ بالبدْءِ الضفيطِ يخْفي: يظهرُ، والبدءُ: الدّاهيةَ، وقد ضفطَ - بالضمّ -، وبلغَ عُمر - رضي الله عنه - أنّ رجلاً اسْتأذَنّ فقال: إني لأراهَ ضَفيْطاً، لأنه كان ينكر قولَ من قال: إذا قعدَ إليك رجلّ فلا تقُمْ حتىّ تستأذنهِ. وقال اللّيثُ: الضفِيطُ، العذْيوْطُ الذي يبدْي إذا جامعَ أهله. وعن ابن سيرين: أنه شهدَ نكاحاً فقال: أينَ ضَفَاطتكمُ، أرادَ الدفّ لأنه لعبّ ولهو فهو راجعّ إلى ما يحمقُ فيه صاحبهُ. وفي حديثّ عمر - رضي الله عنه -: أنهّ سمعَ رجلاً يتعوذّ من الفتنِ فقال: اللهم إني أعُوْذ يك من الضّفاطةِ، أتسألُ ربكّ ألاّ يرزقكّ أهْلاً ومالاً. ذَهبَ إلى قوله تعالى:) إنما أموالكم وأولادكمُ فتنة (وكرهَ التعوذَ منها

ضمرط

وفي حديث ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -: لو لم يطالبِ النّاسُ بدمٍ عثمانَ لرمواُ بالحجارة من السماء، فقيلَ له: اتقواُ هذا وأنتَ عاملَ لفلان، فقال: إنّ في ضفطات وهذه إحدْى ضفَطاني. الضّفطةُ للمرةِ كالمْقةِ، وجمعُ الضفْطِ ضَفْطى؛ كصريْع وصرْعى. وفي حديثِ عمرُ؟ رضي الله عنه -: أنّ أصحاب محمدٍ؟ صلّى الله عليه وساّم - تذَاكروا الوترْ، فقال أبو بكرٍ؟ رضي الله عنه -: أماّ أنا فأبْدا بالوتْرِ - وقال عمرُ - رضي الله عنه -: لكنيِ أوترُ حين ينامُ الضفْطى: همُ الحمْقى والنوْكى. والضّفْيطُ - أيضاً - من فحولٍ الإبلِ: السرِيسُ. والضّفْيط: السخيّ، وهو من الأضدَادِ. والضفّاطةُ - بالتشديد -: شبيهةّ بالدجاّلةِ؛ وهي الرفقةُ العظيمةُ. والضّفاطُ: الذي يكريُ الإبل من قريةِ إلى قريةٍ أخرى. وقال ابن الأعْرابيّ: الضفّاطُ: الجمالُ وروي: أنّ ضفاطة - ويرْوى: ضفّاطيْن - قدمواُ المدينةَْ. وقيل: الصّافطةُ: رُذالُ الناس، وكذلك الضّفاطُ، قال جسّاس بن قطيبْ: ليستْ به شماءلُ الضفاطِ وقال ابن شْميلٍ: الصّافطةُ: الأنباطُ كانوا يقدمون المدينةْ بالدرْمكِ والزيتِ وقال ابن المباركِ: الضفاطَ: الجالبُ من الأصلِ والمقاطُ: الحاملُ من قريةٍ إلى قريةٍ. وقيل: الضفّاطُ: الذي يكرْي من منزلٍ إلى منزلٍ أو من ماءٍ إلى ماء، قال: وما كنتُ ضَفّاطاً ولكنّ راكبا ... أناَخَ فأغْفى فوق ظَهْرِ سبيلِ ويرْوى: " ولكنّ طالباً " وقال ابن دريدٍ: يقال للعابّ الدّفَ والصنْجِ: الضفّاطةُ وقال اللّيثْ: الضفّاطُ: الذيقد ضفَط بسلْحِه. وقال غيرهُ: ضفط: أي شدّ. والضفّاطةُ: الإبل الحموْلةُ. وضفَط عليه فلم يزايلهَ: أي ركبهَ وقال ابن شميلٍ: الضفّطُ - مثالُ فلزٍ -: التّارُّ من الرّجالِ. وقال ابن عبادٍ: الصّافط: المسافرُ الذي لا يبعْدُ السفرَ. وتضافطَ عليه اللّحْمُ: أي اكتنزَ. والترْكيبُ يدلُ على الحقِ والجفاء، وقال ابن فارسٍ: وأحْسب أن البابَ كلهّ ممّا يعولُ عليه؟؟ ضمرط ابن الأعرابي: يقال لخطوطْ الجبيْنِ: الضمار يطْث، واحدها ضمروطّ، قال: والضمْروطُ في غيرِ هذا: موْضعّ يختبأ فيه. وقال ابن عبادٍ: الضمْروطَ: المضْيق. والمضمْرطُ الوجهِ: المتشنجه. وكضمْرِطُ العينْين؟؟ ضنط اللّيثُ: الضناطُ: الزّحامُ الكثير يزدحمونْ على بئرٍ أو نحْوِ ذلك، قال روبةُ: إنيّ لوَرّادّ على الضّناَطِ ... ما كان يرجوُ مائحُ السقاطِ جذْبي دلاءَ المجدِ وانتْشاطي ... مثلَيْنِ في كرينِ من مقاطَ وروى ابن عمرو: السقاَط: أي السفِلة من النّاس؛ الواحدُ: ساقطِ، وقال غيرهُ: الذي يرْجو سقاطي. والضنْطَ والضمْدُ: أنّ تتخذَ المرأةُ صديْقينِ، فهي ضنوّطَ وضمْودّ، قال ابو حزامٍ غالبُ بن الحارث العكليّ: فَيا قزَ لستْ أحْفلُ أنّ تفحّي ... نَديْدَ فَحْيحِ صهّصلقٍ ضنْوطَ القزةُ: حيةّ تثبُ على الرجال، والصهَصلقُ: الصخابةُ. وقال أبو عبيدةَ: الضنطْ: الضيْقُ، وضنطَ فلانّ من الشحْم ضنطاً، وأنشدَ أبو زيدٍ: أبو بناتٍ قد ضنطْنَ ضنَطا وقال ابن عبادٍ: الضنطَ: النشاطُ. والضنطُ: الشحْمُ. والضّنطَ: الصلفُ. ؟؟ ضوط يقال: في فمهَ ضَوَطّ - بالتحريك -: أي عَوجّ. والأضوطُ والأذْوَطُ: الصغيرُ الفكّ والدقنِ، وقيل: الذي يطولُ حنكه الأعلى ويقصرُ الأسفلُ. والأضْوطُ والأذْوّطُ - أيضاً -: الأحْمقُ. والضوِيطْةُ: العجينَ المسترْخي من كثرةِ الماءِ. وقال ابن السكيتِ: قال الكلابيّ: الضوِيْطةُ: الحماْةُ والطيْن يكون في أصلِ الحوْض. وقال أبو عمرو: الضرِيْطةُ: الأحْمقُ، وأنشدَ الأزْهري: أيردني ذاك الضوِيْطةُ عن هوى ... نفسي ويفعلُ غير فعلِ العاقلِ وأنشدَ ابن السكيت في الألفاظ لرياحٍ: عن هوى نفسي ويمنعني ويفعلُ ما يريدُ ثم قال أبو عمرو: عن هوى نفسي ويفعلُ ما يريدُ شبيْبُ وقال ابن الأنباري: إذا أتيت ب " بمنعني " أسْقطتَ " شبيب "؛ واذا أتَيتْ ب " شبيب " أسْقَطتَ " يمنعني "، قال: ورواية أبي عمرو أثْبتُ في العرُوْض. وقال أبو حمزةَ: يقال: أضوِطِ الزيارَ على الفرس: أي زَيرهْ به.

ضيط

وقال ابن عبادٍ: ضوطوا ماشيتهمَ: أي جمعوْها، وتضوّطوا هم. ؟؟ ضيط أبو زَيدٍ: ضاطَ الرجلُ في مشيتهِ، فهو يضيطْ ضيطاناً: إذا حرك منكبيهْ وجسده حين يمشي. وقال ابن عبادٍ: رجلّ ضياطّ: شديدّ. والضياط: الرجلُ الغلْيط، قال نقادةُ الأسدي: قاله ابن السْيرافي. وقال غيرهُ: قال رجلُ من بني شيبانَ، وقال أبو محمدٍ الأسودُ: هو لأبي سعرٍ منظوْر بن مرثدٍ الأسديّ، قال الصغانيّ مؤلف هذا الكتاب: ليس لأبي سعرٍ: حتّى تَرى البَجْباجةَ الضيّاط ... يمْسحُ لماَ حالفَ الاغْباطا بالحرْف من ساعدهِ المخاطا ؟؟ طرط رَجلّ أطرطُ الحاجبينَ وأمرطّ الحاجبينَْ: إذا لم يكنْ له حاجبانِ، قاله أبو زيدٍ، قال: ولا يستغْنَ عن ذكْرِ الحاجبينِ. وقال ابن الأعرابيّ: الطّارطُ: الخفيفُ الشعرِ. وقال بعضهمُ في الأطرطِ: الأضرطُ، ولم يعرفهُ ابو الغوْث. وقال ابن عبادٍ: الأطرطُ الرّقيقُ الحاجبينْ، يقال: طرطَ طرطاً، وأمْرأةَ طرْطاءُ العينْ: قليلةَ شفرِ العين. كذا قال: " شفرْ العينْ ":والصوابُ هدْب العينْ. ؟؟ طلط ابن الأعرابيّ: فلانّ أطلطُ: أي أدْهى والطلطئينُ والبرحينُ: الدّاهيةُ. ؟؟ طوط اللّيثُ: الحيةُ، قال يصفُ الزّمامَ: ما إنْ يزالُ لها شأوّ يقومهاُ ... مقوَمّ مثلُ طوْطِ الماءِ مجدوْلُ والطوطُ: القطنُ، قال المتلمسّ: محبوْكةّ حبِكتْ منها نمانمها ... من الدّمقسيّ أو من فاخرِ الطوط وقال رجلُ من جرمْ: صَفْراءَ رجلُ حْيكتْ نمانمهاُ ... من المدَمْقسِ أو من فاخرِ الطوطِ وقال أميةُ بن أبي الصلتْ: والطوط نزْرعهُ أغنّ نباتهُ ... فيه اللّباسُ لكلّ حوْكٍ يعْضدُ والأرْضَ معقلنا وكانت أمناّ ... فيها مفابرناُ وفيها نولدُ ويروىْ: " جراؤه فيه اللبُاس " أي: جوْزتهُ. وقال الدينوريّ: زعمَ بعضُ الرواةَ أنّ الطوطَ أيضاً: قطنُ البرْديّ. ورجلُ طوطْ وطاطُ وقوقُ وقاقً: أي طويلّ. وطاطّ: ذو وجْهينْ. وكذلك الطاطّ: للشديدِ الخصوْمةَ، وللجماِ الهائجِ الرّافع رأسه، قال ذوالرمةّ: فَربّ امرءٍ طاطٍ عن الحق طامحٍ ... بعْينيهِ ممّا عودتهُ أقارِبهُ ركبْتُ به عوْصاءَ ذاةَ كريهةٍ ... وزوْراءَ حتّى يعرفَ الضيمْ جانبهُ وللخفاشِ، وللرجلِ المسْتطيلِ على أصحابهِ، وللرجلِ القليلِ المرُوْءة. والطوطّ: طائر. وقال ابن الأعرابي: طوّط الرجلَ تطويْطاً: إذا أتي بالطاّطةِ من الغلْمان وهم الطوالُ. ؟؟ طيط طاط الفحلُ يطيطْ ويطاطُ طيوْطاً: أي هاجَ، فهو جمل طاطّ وطائط، وأنشدَ، الأصمعيّ: لوَ أنها لاقتْ غلاماً طائطا قال: هو الذي يطيطُ: أي يهدرُ في الإبل؛ فإذا سمعتِ الناقةُ صوتهْ ضبعتْ. وليس هذا عندهم بمحمود. والطيْطوى - على وزنِ نينوى لقريةَ يونسَ بن متى صلوات الله عليه -: ضربّ من الطيرُ معْروف، وقيل: هو ضرْبّ من القطا، وهو دخيْلّ في العربيةّ، قال بعض المحدْثين: أما والذي ارْس ثبيراً مكانهُ ... وأنْبتَ زَيتوناً على نَهرِْ نينوى لئنْ عابَ أقوامّ فعالي بقولهمَ ... لما زغْتُ عن قوليْ مدى فتْرِ طْيطوى قال الصغانيّ مؤلف هذا الكتاب: هكذا وجدتُ قولهَ: " مدى فترِ "، والصوابُ عندي: " قدى فترِ " أي مقدارَ فترِ، يقال: قيدُّ رمحٍ وقالُ رُمْحٍ وقدى رمْحٍ: أي مقدارُ رمْح. والطيْطان: الكرُاث، وقال الدينوريُّ: الواحدةُ طْيطانةُ؛ وهي الكرّاثةُ البرّية ومنابتهاِ الرملُ، قال بعضُ بنيَ فقَعيس: وإنّ بني معنٍ صباةَ إذا صبوا ... فُسَاة إذا الطيْانُ بالرملِ نوّرا. ؟؟ ظرط يقال: أرضّ ظرْياطةُ واحدةّ وذرْياطةُ واحدةّ وثرْياطةُ واحدةُ: أي طْينة واحدة. ؟؟ ظرمط الخارْزَنحبيّ: صارتِ الأرضُ متظرَمطةً: أي ردَغةَ. وتظرَمطَ الرّجلُ في الطينّ: وقعَ فيه. ؟؟ عبط عبطتُ النّاقة أعْبطها - بالكسر - عْبطاً: اذا ذَبحتْها وليستْ بها علةّ. وفي حديثِ عبد الملكِ بن عمرٍ: معْبوطةٍ نفسها، وقد كتبِ الحديثُ بتمامهِ في ترْكيب ع ش ر. وقال ابن الأعرابيّ: العبطّ: الغيبةُ.

والعَبطْ: حفرْ أرٍضْ لم تحفرَْ قبلُ، يقال: عبطَ الحمارُ الترابَ بحوَافرهِ: إذا أثارهَ، قال المرارُ بن منقذٍ العدويّ يصفُ حماراً: ظلّ في أعْلى يفاَعٍ جاذلاً ... يعْبِطُ الأرْضَ اعْتباطَ المحتفرْ ويروى: يقسمُ الأمرَ كقسمِ المؤتمرِ وعبط الثوبَ يعبطهَ عْبطاً ومعبْطاً: أي شقهّ، وأنَ الأصمعيّ: وعبْطهِ عرْضي أوَانَ معْبطهِ فهو معبوطَ وعبيطّ، وجمعُ العبيطِ: عبطّ، قال ابو ذُؤيب الهذَلي: فَتخاَلساَ نفسْيهما بنوَافذٍ ... كنوافذِ العبطِ التي لا ترُقعُ يعْني: كشقُ الجبوْبِ وأطرافِ الأكْمام والّّيول، لأنها لا ترُقعُ بعْدَ العْبط، وروى الأصمعي: " كنوافذِ العطبُ ". وعبطتِ الريحُ وجه الأرض: اذا قشرتهْ. وعبطنا عرقَ الفرسَ: أي أجرْيتاه حتّى عرقَ قال النّابغةُ الجعْدي - رضي الله عنه - يخاطبُ سوارَ بن أوْفى القشيرْيّ: مزَحْت وأطرافُ الكلاليبِ تلتقي ... وقد عبطَ الماءَ الحميمَ فأسْهلاَ والعبطُ: الكذبُ الصراحُ من غير عذرٍ. وما تَفلانّ عبطةَ: أي صحيحاً شاباّ، قال أميةُ بن أبى الصلْت: من لا يمتْ عبطةّ يمتْ هرماً ... للموتِ كأسّ فالمرءُ ذائقها يوْشكُ من فرّ من منتهِ ... في بعض غرّاتهِ يوافقهاُ والعبيطُ: الذي نحرُ من غير علةٍ، والجمعُ: عباطّ، قال المتنخلُ الهذّلي: أبيتْ على معاريَ فاخراتٍ ... بهنّ ملّوبّ كدمِ العباطِ ويرْوى: " معاصمَ ". وعبطتهُ الدّاهيةُ: أي نالتهْ، وزادَ الليثُ: من غيرِ اسْتحقاقٍ لذلك، قال حميدّ الأرْقطُ: بمنزْلٍ عفٍ ولم يخالطِ ... مدَ نساتِ الرّيبِ العوابطِ والعَوْبطُ - مثال جوهرٍ -: الدّاهيةِ. والرجلٌ يعْبط بنفسهِ في الحربَ عبْطاً: إذا ألقاها فيها غيرُ مكرهٍ. والعبيْطُ من الدّماء: الخالصُ الطرّيّ، وكذلكَ اللحْمُ العَبيْطُ: أي الطريُّ. وعبطتْ الضّرْعَ: أي أدْميتهَ، ومنه حديثُ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -: أنّ سوادةَ بن الربيع التميميّ - رضي الله عنه - قال: أتيتهُ بأميّ فأمر لها بشياهِ غنَمٍ وقال: مرُيْ بنْيكِ أنْ يقلموا أظفارهم أنْ يعْبطوا ضرُوْعَ الغنم ومري بنيكِ أنء يحسنوا غذاء رباعهم. قوله: أن يوْجعوا: أي مخافةَ أنْيوجعوا، والرباعُ: جمعُ ريعٍ، وأرادَ بإحسانِ غذائها: أنْ لا يستقصَ حلبَ أماتها إبقاءً عليها لئلاّ يخرجُ الدمُ من ضروعهاِ. وهو كحديثهِ الآخر: دعْ داعي اللبنَ. واعْتبطتُ النّاقةَ: ذبحتهاْ من غيرْ علةٍ؛ مثلُ عبطتها، وأصلهُ الشقّ، قال رؤبة: عليّ أنمارّ من اعْتباطي ... كالحيةِ المْجتاب بالأرْقاطِ واعْتبط: جرح، قال رؤبة أيضاً: أني امْروّ بمضرَ اعْتباطي ... عَراعرَ الأقوامِ واخْتباطي وكتبَ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - بين قريشْ والأنّصار كتاباً، وفي الكتاب: إنهم أمةّ واحدةَ دون النّاسِ، المهاَجرونَ من قريشٍ على رباعتهمِ يتعاقلونَ بينهم معاَقلهم الأوْلى ويفكونَ عانيهم بالمعروفِ والقسْطِ بين المؤمنين، وإنَ المؤمنين لا يتركون مفرجاً منهم أنّ يعينوهُ بالمعروفِ في فداءٍ أو عقلْ، وانَّ المؤمنين المتقينَ أيديهم على من بغى عليهم أو ابتغى دسيعةَ ظلمٍ، وإن سلم المؤمنين واحدّ؛ لا يسالمُ مؤمنّ دون مؤمنٍ في قتالٍ في سبيلِ الله إلاّ على سواءٍ وعدلٍ بينهم، وإنه لا يجيرُ مشركّ مالاً لقريشٍ ولا يعينها على مؤمن، وإنه من اعتبطَ مؤمناً قتلاً فإنهّ قودّ إلاّ أن يرض ولي المقتول بالفعل، وإنّ اليهودَ يتفقونْ مع المؤمنين ما داموا محاربين، وإنّ يهودَ بني عوفٍْ أنفسهم وأموالهم أمةّ من المؤمنين؛ لليهود دينهم وللمؤمنين دينهم إلاّ من ظلم أو أثمَ فإنه لا يوتغُ إلاّ نفسه وأهلْ بيته، وإن يهود الأوْسِ وموالهم وأنفسهم مع البرّ المحسنْ من أهل هذه الصحيفة، فإن البرّ دون الثم، فلا يكسبُ كاسبّ إلاّ على نفسهِ، وإنّ الله على أصدقِ ما في هذه الصيفة وأبرهُ، لا يحولُ التائب دونَ ظلم ظالمٍ ولا إثم أثمٍ، وإنه من خرجَ آمن ومن قعد آمن إلاّ من ظلم وأثمِ، وإن أولاهم بهذه الصحيفة البرّ المحسنُ. اسْتعارَ الاعْتباط وهو الذبوحُ بغير علة للقيلِ بغير جنايةٍ.

عثلط

والاعتباط - أيضاً -: حفر الأرض التي لم تحفر قبل؛ كالعبط، وقد مر الشاهد عليه من شعر المرار في أول هذا التركيب. واعتبط علي الكذب: أي اختلقه. والتركيب يدل على شدة تصيب من غير استحقاقٍ. ؟؟ عثلط الأصمعي: لبن عثلط وعجلط وعكلط: ثخين خاثر، وأبو مثله، وأنشد الأصمعي: فاْستَوْبل الأكْلَةَ من ثُرُعْطُطه ... والشَّرْبة الخْرساء من عُثَلطه وأنشد أبو عمرو: أخرس في مجزمه عثالط يقال للبن إذا كان خاثراً لا يسمع له صوت: أخرس. وهُنَّ قَصْر عَثُالطٍ وعُجالطٍ وعُكالطٍ. ؟؟ عجلط الأصمعي: لبن عجلط وعثلط وعكلط: أي ثخين خاثر، وأبو عمرو مثله، وأنشد: كَيْف رأيتَ كَثْأتي عُجلطٍ ... وكَثْأة الخامطِ من عُكلطه والأصل: عجالط وعثالط وعكالط. وأنشد أيضاً: ولو بغى أعطاه تيساً قافطا ... ولسقاه لبناً عُجالطا وقال الليث: العجالط: اللبن الخاثر الطيب وأنشد: إذا اصطبحتُ لبناً عجالطا ... من لَبنِ الضَّاْن فلستُ ساخطا ؟؟ عذط العذْيوْطُ: الذي يحدث عند الجماع، وقال ابن عباد: العذيوط والعذوط كلاهما: الذي إذا أتى أهله أبدى، قالت امرأةُ: إنَّي يُليْتُ بِعذْيوْطِ به بَخَرُ ... يكادُ يقْتُلُ من ناحاهُ إن كشرا والمرأةُ عذيوطة. وقال الليث: وأما العذط فمنه العذيوط، والجمع العذاييط والعذاويط؛ وإن شئت عذيوطون وقد عذيط الرجل. وقال المفضل بن سلمة في كتاب إخراج ما في كتاب العين من الغلط: لا يقال عذيط؛ ولا يشتق من العذيوط فعل؟ مثل الزملق - لأنه خلقة. ؟؟ عذفط العُذْفُوْطُ والعُضْفُوْطُ والعضْرفوطُ: بمعنى؛ الدُويبةٍ تسمى العسودة بيضاء ناعمة تشبه بها أصابع الجواري. ؟؟ عذلط ابن عباد: لبن عذلط وعذالط: بمعنى الثاء والجيم؛ أي ثخين. ؟؟ عرط الفراء: ناعقةُ عروط من نوق عرطٍ: تعرطُ الشجر حتى تذهب أسنانها. وقال ابن الأعرابي: عرط فلان عرض فلان: إذا اقترضه بالغيبة. وأصل العرط: الشق حتى يدمى. وقال اللَّحياني: العقرب يقال لها: أم العريط - مثال حذيم -. وقال ابن دريد: اعترط الرجل: إذا أبعد في الأرض. وقال ابن الأعرابي؛ اعتَرَط عرض فلان: إذا اقترضه بالغيبة؛ كعرط. ؟؟ عرفط العُرْفُطُ: شجر من العضاه، الواحدةُ: عرفطةُ. وعُرْفُطة بن الحبان بن جبيرة القرشي - رضي الله عنه -: له صحبة. وفي الحديث: جرست نحلهُ العرفط، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ج ر س. وفي حديث أبي وجزة السعدي: يأكلها صغار الإبل من وراء حقاق العرفط، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ق ل د. وقال شعبة: مالك بن عرفطة يروي عن عبد خير، وقال البخاري: هذا وهم والصواب: خالد بن علقمة الهمداني. وقال الدينوري: قال أبو زياد: من العضاه العرفط؛ وهو فرش على الأرض لا يذهب في السماء؛ وله ورقة عريضة وشوكة حديدة حجناءُ؛ وهو يلتحى لحاؤه وتصنع منه الأرشية التي يستقى بها؛ وللعوفط برمة بيضاء وقال غيره: يقال لبرمته: الفتلة؛ ولا يقال لغير برمته فتلة، وذلك أنها بيضاء كأن هيادبها القطن قال: وهي مثل زر القميص أو أشف، ويخرج في تلك البرمة علف طوال كأنها الباقلى تأكله الإبل والغنم، وهو خرج العيدان وليس له خشب ينتفع به فيما ينتفع من الخشب، وصمغه كثير وربما ألْثى من الصمغ، وإلثاؤه: أن يقطر الصمغ من عيدانه على الأرض حتى يصير تحت العرفط مثل الإرخاء العظام، قال الشماخ يصف إبلاً: إن تُّمس في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جماجُهُ ... من الأسالق عاري الشَّوْك مجْرودِ تُصْبح وقد ضمنَتْ ضرّاتُها غُرقاً ... من طيَّبِ الطَّعْم حُلْوٍ غير مجهود وأنشد الأصمعي: كأنَّ غُصْن سلمٍ أو عُرْفُطه ... مُعْترضاً بشوْكِهِ في مسْرطه وقال شمر: العُرْفُطُ: شجرة قصيرة متدانية الأغصان؛ ذاة شوك كثير، طولها في السماء كطول البعير باركاً؛ لها وريقة صغيرة؛ تنبت في الجبال، تعلقها الإبل - أي: تأكل بفيها أعراض غصنتها -، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة: أغضي ولو أنَّي أشاءُ كسوْتُهُ ... جرباً وكُنْتُ له كشوْك العُرْفُط وقال مسافر العبسي:

عرقط

عبْسيَّة لم ترْع طلْحاً مجُعما ... ولم تُواضع عُرْفُطاً وسلما لكن رعّيْنَ الحزْنَ حتى ادْلهما ... بقلاً تعَاشيْب ونوْراً توءما وقال ابن الأعرابي: أعْرنْفط الرجل: إذا انقبض. ؟؟ عرقط العُريقطان. وقال الليثُ: العُريقطةُ: دُويبة عريضة؛ ضرب من الجعل. ؟؟ عسط عيسطانُ - مثال طيلسان -: موضع بنجدٍ، قال ابن دريد: وقد جاء في الشعر الفصيح، وأنشد: وقد وَرَدَتَ من عيْسطان جُميمةً ... كماءِ السَّلى يزوي الوُجُوْه شرابها ؟؟ عسمط ابن دريد: عسمطت الشيء: إذا خلطته. ؟؟ عسلط ابن دريد: العسطلة والعسلطة: الكلام غير ذي نظام، يقال كلام معسلط، وهي لغة بعيدة. ؟؟ عشط ابن دريد: العشط: اجتذابك الشيء منتزعاً له؛ يقال: عشطته أعشطه عشطاً، قال: ومنه اشتقاق العشنّط؟ والنون زائدة - وهو الرجل الطويل، وكذلك العشنق. ؟؟ عشنط اللَّيْثُ في أول رباعي العين والشين: العشنَّطُ: الطويل من الرجال وعشنَّطُون وعشانط؛ ويقال: هو الشاب الظريف مع حسن جسم، وأنشد: إذا شئت أن تلْقى مُد لاً عَشَنَّطاً ... جسُوْراً إذا ما هاجهُ القومُ ينْشب وصفه بخلاف وسوء خلق، وقال الأصمعي: كذلك هو من الجمال، وأنشد: بُويْزلاً ذا كدْنةٍ مُعلَّطا ... من الجمال بازلاً عشَنَّطا وذكر ابن دريد العشنط في باب فعلل أيضاً. وقال ابن عباد: تعشنطت المرأة زوجها: إذا تعلقته لخصومة. ؟؟ عضرط الليثُ العْضرطُ: اللّئيمُ من الرجالّ. والعُضرُوْطُ: الذي يخْدُمكَ بطعامِ بطنهِ، وهمُ العضَاريطُ والعَضارطةِ، قال الأعشى: وكفىَ العضَاريْطُ الرّكابَ فبُددتّْ ... لأمرِ مؤملٍ فأجالهاَ أي: لّما صاروا إلى الغارة أمسْكَ الخدمُ الرّكابَ وركبَ الفرُسانُ فبَدتِ الخيلُ للغارةِ بأمرِ الممدْوح وهو قيسُ بن معدِيْ كربٍ. ويقال للأتباع: العضارِيطُ والعضارٍطةُ، الواحدُ عضرُطّ وعضرّوطّ. وقال الأصمعيّ: العضاريطّ: الأجراءُ؛ وكذلك العضارِطُ، وواحدُ العضارط: عضارِطّ؛ كجوالقٍ وجوالقٍ، قال: أذاكَ خَيْرّ أيهاّ العضاُرِط ... وأيهاّ اللعْمَظةُ العمارٍطُ وقال طفيلْض بن عوفْ الغنويّ في العضاريطِْ: وشدَّ العضارٍيطُْ الرحالَ وأسْلمتَ ... إلى كلّ مغوْارِ الضّحى متلببِ وقال طفيلّ أيضاً وراحلةٍ أوْصيتُ عُضْروطُ العْضرفوطِ ... ريها بها والذي تحْتي ليدفعَ وقال ابن عبادٍ: العضاريطُ: العرُوْقُ التي في الإبْطِ بين اللّحْمَتينْ. والعضروْطُ: مريءُ الحلقِ وهو رأس المعدةِ اللّزِق بالحلقوم أحمرُ مسْتطيلّ وجوفهُ أبيض. قال: والعضرطُ - بلغةِ هذيلٍ -: العجانُ، وهو العضارٍطيّ أيضاً. ورجلّ أهْلبُ عضرطّ: وهو الكثيرُ شعرٍ الجسدِ. ويقالُ: فلانّ أهلبُ العضرطّ أيضاً. وقيل: العضرُط: الإست، وقال ابن الأعرابيّ: هو العصْعصُ. عضرفط اللُيثُ: العضرفوطُ - والجمعُ العضارفُ وعضرفوُطاتّ -: وهو دويبةَ تسمىّ العسودّ بيضاءُ ناعمةّ تشبهُ بها أصابعُ الجوراي تكونُ في الرملَ، وبعض يقول: هو العضفوطْ، والجمعُ العضافيطُ في القوْلينِ جميعاً. قال: وقال بعضهمُ: العضرفوطُ: ذكرَ العظاءِ، قال ابو حزام غالبُ بن الحارث العكلي: فأصلَ قد تدخْدخَ لي ... وداختْ فَرَاضخةُ دؤوَخَ ويقال: هو من دوابّ الجنّ وركائبهم، وأنشدَ بعضهم: بعضهم: وكلّ المطايا قد رِكبناْ فلم نجدْ ... ألذّ وأشهى من وخّيدْ الثعالبِ ومن فأرةٍ مزْموْمةٍ شمرِيةٍّ ... وخود بردْفيهاَ أمامَ الرّكائبِ ومن عَضرَْفوطٍ حطّ بي من ثنَيةٍ ... يباُدرُ سرْباً من عظاءٍ قواربِ ؟؟ عضط ابن دريدٍ: العضْطُ: منه اشتقاقُ العْضيوْطِ - وقالوا: العذْيوْطُ بالذال -: وهو الذي يحدثُ إذا جامعَ، قال وصرّفه الخليلُ وقال: يقال عضطَ يعْضطُ عضْطاً - بالضّاد والذال جميعاً -، قال: ولم يصرّفه أحدّ من أصْحابنا غيرُه. ؟؟ عضفط الليْثُ: العضُفوطُ والعذّفوطُ: العضْرفوطَ. وقال ابن عبادٍ: العبضفوْط: العُضرْفوطُ. ؟؟ عطط

عظط

عطّ الثوبَ يعطه عطاً: أي شقه طوْلاً. وقال اللّيثُ: العطّ: شقّ الثوْبِ عرْضاً أو طولاً من غيرْ بينونةٍ، وأنشدَ: وإنْ لجوا حلفْتُ لهم بحلْفٍ ... كعطُ البرْدِ ليس بذي فتوْقِ وقال أبو زَبيدٍ حرملةُ بن المنذرٍ الطائيّ: من بني عامر لها شطرُ قلبي ... قسْمةَ مثلَ ما يعطّ الرّداءُ ويرْوى: " شقّ نفسي "، ويرْوى: " مثلَ ما يشقُ ". وقال الليثُ: روي عن المفضلَ انه قال: قرَأتُ في مصْحفٍ: فلما رأى قميصْه عطّ من دبرٍ. قال الصغانيّ مؤلف هذا الكتاب: لم أعْلم أحداً من أهلِ الشوا قرأ بها. وقال الشيبانيّ: المَعْطوطُ: المغلوبُ. والعطاطُ؟ بالفتح -: الشجاعَ والعطاطُ - أيضاً -: الأسدُ. وقال ابن السكيتّ: العطاطُ: الشجاعُ الجسيمُ الشدّيدُ والأسدَ الجسيْمُ الشديدُ، قال المتنخلُ الهذليّ: وذلكَ يقيلُ الفتيانَ شفعاً ... ويسْلبُ حلةَّ الليثِ العطاطِ ويرْوى: " الغطاطِ " بالغيْنِ المعْجمةِ؛ أي الذي ينعطّ في الشيءُ: أي يدْخلُ فيه. وقال أبي الأعرابي: الأعطُ: الطويل. والعُططّ - بضّمتينِ -: الملاَحفُ المقطعةُ. وقال ابن دريدٍ: العطعطُ - بضمّ العينْين جميعاُ -: العتودُ من الغنمَ. وقال ابن السكيتّ: العُطعطّ - بالضمّ -: الجدْيُ، وقيل: هو ولدُ الحمارِ الأهليّ، وقال ابنُ الأعرابيّ: هو العتعتُ. وقال أبو عمرو: عطّ فلانّ فلاناً إلى الأرض يعطهُ عطاُ: إذا صرعه. ورجل معْطوط ومعتوت: إذا غلبُ قولاً وفعلاً. وقيل: ألعتَ في القولْ والعط في الفعلْ. وعططه: أي شققهَ، شددَ للمبالغةَ، قال المتنخلُ الهذّلي: بضرْبٍ في الجماَجمِ ذي فرُوغٍ ... وطعْنٍ مثلِ تعطيْطِ الرّهاطِ والانْعطاطُ: الانْشقاق، قال أبو النجمْ: كأمّ تحتَ ثوْبهاِ المنعْطّ ... إذا بدا منه الذي تغطي شطاً رميتَ فوقه بشطّ وقال المتنخلُ الهذّليُ: وعاديةٍ وزعْتُ لها حفْيفّ ... حفَيفْ وزبدِ الأعْرافِ غاطِ تمدّ له حوالبُ مشعلاَت ... تَجللهُنّ أقمرُ ذو انْعطاطِ ويرْوى: " تمرّ بمزْبدٍ ". وقال أبو زيدٍ انْعطّ العوْدُ: إذا تثنىَ من غيرِ كسرٍ بينٍ. والتعَّططُ: التشققُ، قال لإبراهيمُ بن عليّ بن محمد بن سلمةَ بن عامرِ بن هرْمةَ: لبستَ معارِفهاُ البلى فَجدَيدهاُ ... خلقّ كثوْبِ الماتحِ المتعططِ وقال الليثُ: العطعطةُ: حكايةُ صوتِ المجانِ إذا قالوا: عيْطِ عْيطْ؛ وذلك إذا غلبواَ قوماً فقالوا هذا؛ فَيحكى قولهمُ فيقال يعُطعطونَ. وقال ابن دريدٍ: العطعطةُ: تتابعُ الأصْواتِ واختلاطهاُ في الحْربِ وغيرها. والتراكيبُ يدلُ على صوبٍ من الأصْوات. ؟؟ عظط الخارزْنجيّ: العظيوط: بمعنى العذّيوطْ. والعظيوْطةُ: اليربوْعُ الأنثى، قال الشرقيّ: إلى عظيوْطةٍ تهوي سريعاً ... بها ذَوطَ تريْعُ لفرْنباتِ ؟؟ عفط عّفطتِ العنزُ تعْفطُ عفطاً وعفْيطاً: حبقتْ. وعفطَ بها: أي ضرّطَ. والعفطّ والعفيطّ: نثيرُ الضأنِ؛ تَنثر بانوفها كمايَنْثرُ الحمارُ، وهي العَفطةُ. وقولهمْ: مالهُ عافطة ولا نافطة. قال أبو الدّقيش: العافطةُ النعْجةُ والنّافطةُ العنزُ لأنها تنفطُ بأنفهاِ، قال: وهذا كقوْلهم: ماله ثاغيةَ ولا راغيةّ؛ أي لا شاةً تثغو ولا ناقةّ ترْغو. وقيل: العافطةُ ألأمةُ والنّافطةُ الشاةُ، لأن الأمةُ تعْفطُ في كلامها كما يعْفطُ الرّجلُ العفاطيُّ. والعفاطيّ والعفطيّ - بالكسرْ فيهما - والعفاطُ - بالفتح والتشديد -: الألكنُ الذي لا يفصحُ، يقال: عفطّ في كلامهِ وعفتَ، وهو عفاطّ وعفاتُ. وقال أبو. الهيثم: العفْطُ: الضرِطُ بالشفتيْنِ؛ والنقطُ بالأنوف. والعافطةُ الكسائيًّ: الشاةُ تسْعلُ فَتسْمعُ صوتْاً من انفها فذلك النّفيطُ. وقال ابن فارسٍ: عفطَ بغنمهِ: إذا دعاهاَ. والترْكيبُ يدلُ على صويتٍ ثم يحملُ عليه. ؟؟ عفلط ابن دريدٍ: العفْطُ - مثالُ زبرْجٍ - والعفلطُ - مثالُ عملسٍ -: الأحمقُ، ذكرهماُ في بابينِْ. والعفْلطةُ: خلْطك الشيءْ، يقال: عفلْطتهُ بالترابَ. ؟؟ عفنط الليثُ: العفنط - مثالُ عملسٍ -: اللْئيمُ السيئ الخلقِ، قال: والعفنط - أيضاً -: هو الذي يسمى دابّةَ الأرض.

عقط

؟؟ عقط الخارْزَنجيّ: العقطُ في العمةِ مثلُ القعْطِ. ؟؟ عكلط ابن دريدٍ: يقال للبنِ الخاثرِ الغليظَ: هديدّ وعثلّطِ وعلبط وعجلّطِ وعكلّطِ وعكلّدِ. وقال الأصمعيّ: إذا خَثرَ اللبنَ جدّاً وتكبدَ فهو عكلطّ، وأنشدَ: كيفَ رأيْتَ كثاَتيْ عجلطهِ ... وكثاَةَ الخامطِ من عكلطهِ ؟؟ عبلط العلبطُ والعلابِطُ: الضخّمُ، وأنشدَ الأصمعيّ: بناعجٍ عبلٍ المطا عنطْنطهْ ... أحْزمَ جوشوْش القراَ علَبطهْ والعلبطُ والعلبطةُ والعلابِطُ: القطْيعُ من الغنمَ. وقال ابن عبادٍ: العُلبطةُ والعلابطةُ: نحوُ المائةِ والمائتين من الغنمَ، وأنشدَ أبو زَيْدٍ في نوَادِهِ: ما راعنيَ الاجناح هابطاِ ... على البيوتِ قوطهُ العلاُبطاِ ذاةَ فضوْلٍ تلْعطَ الملاعطاِ ... فيها ترَى العقر والعوَائطا جناحّ: اسْمُ راعٍ. وغلامّ علابط: عريضُ المنْكبينَ، قال الأغلبُ العجْليّ يصف شاباً جامعَ امرأةً: ألقى عليها كلْكلاً علابطا ويقال أيضاً: ألقى عليه علابطه وعلبطه: أي ثقلْ ونفسهَ. وقال ابن دريدٍ: لبن عُلبط: إذا خَثرِ. ؟؟ علسط ابن دريدٍ كلام معلسط: لا نظامَ له. ؟؟ علشط العزيزي: العلشطُ السيئ الخلقُ، قال الصغاني مؤلفّ هذا الكتاب: أنا واقف في صحته؛ بل بريءّ من عهدتهِ. ؟؟ علط العلاطانِ: صفقا العنقِ من الجانبيْنِ من كلّ شيْء: وقال حميدُ بن ثوءرٍ - رضي الله عنه -: وما هاجَ منيّ الشوقَ إلا حمامةَ ... دعتْ ساقَ حرّ في حمامٍ تزَنماْ من الورْقِ حماءُ العلاطْين باكرتْ ... عَسيبْ أشاءٍ مطلعَ الشْمسِ أسْحَما وعلاطاَ الحمامةِ: طوقهاُ " في صَفْحتيْ " " عنقهاِ " بسوادٍ. والعلاطُ - أيضاً - حبلُ في عنق البعيرَ. فلا والله نادى الحيّ ضيْفي ... هدُوءاً بالمساءةَ والعلاطِ أي: لا يوْصَمُ بشرّ. وأصْلُ العلاطَ: وسْمّ في عنقِ البعير. وقال ابن دريدٍ: العلطُ: ميسمُ في عرضُ خدُ البعير، والعبيرُ معلوط، والأسْمُ: العلاطُ، قال رؤية: فيهنّ وسْم لازمُ الألباطِ ... سفْعّ وتخْطيمْ معَ العلاطِ ويقول الرّجلُ للرجلُ: لأعْلطنكَ علطَ سوْءٍ ولأعْلطنكَ: أي لأسمنكَ وسمْاً يبقى عليك، قال أبو حزامٍ غالبُ بن الحارث العكْليّ: ولستْ بواذيء الأحْباءِ حوْباً ... ولا تنْداهمُ جسراُ علُوْطي وقال الليثُ: علاطَ الإبرة: خَيطهاُ، وعلاطُ الشْمسِ: الذي كأنه خيطُ إذا نظرتَ إليها. والحجاجُ بن علاطِ بن خالدِ بن نوَيرةَ بن حنثرِ بن هلال بن عَبدْ بن ظفرِ بن سْعد بن عمرْو بن بهْز بن امرئ القيس بن بهْثةَ بن سليمْ بن منصور بن عكرمةَ بن خَصفةَ بن قيسْ عيلانَ - رضي الله عنه -: له صُحْبةّ، هكذا نسبهَ ابن الكلبيّ. وفي الإكمال لابن ماكوْلا: ثوْيرةَ - بالثاء المثلثة -، ذكرَ ذلك في باب ثويرءةَ. وكنيتهُ أبو كلاب؛ وقيل: أبو محمد؛ وقيل: أبو عبد الله. قال تعالى:) فلما جنّ عليه الليلُ (وهو في وادٍ وحشٍ مخوفٍ قعدَ، فقال له أصحابه: يا أبا كلاب قمْ فاتخذْ لنفسكَ ولأصْحابكَ أماناً، فَجعل يطوفس حوءلهمَ ويكلؤهمَ ويقول: أعيذُ نفسي وأعيْذ صَحْبيٍ ... من كلّ جنيٍ بهذا النقبِ حتّى اؤوْبَ سالماً وركْبيْ فَسمعَ قائلاً يقول:) يا معشرَ الجنّ والإنس إن استَطعتمُ أن تنقذوا من أقطار السماواتِ والأرض فانْفذوا، لا تنفذَونَ إلاّ بسلطان (، فلماّ قدموا مكةّ - حرسها الله تعالى - أخبرّ بذلك في نادي قريشٍ، فقالوا: صبأتَ واللهِ يا أبا كلابٍ؛ أن هذا فيما يزعمُ محمدّ أنه أنزلَ إليه، فقال: والله لقد سمعتُ وسمعَ هؤلاءِ معي. ثمّ أسلمَ. وعلطَ بعيره يعلُطه ويعْلطه علْطاً: وسمهَ. وعلَط بشرّ: إذا ذكرهَ بسوءٍ. وبعير علطَ وناقةَ عُلُط - بضمّتينَ -: أي بغيرْ خطامِ، وقال الأحمرُ: بلا سمةٍ، قال أبو دوادٍ يزيدُ بن معاويةَ بن عمرو بن قيسْ بن عبيدْ بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة الرّؤاسيّ: وأعْرؤرتِ العلطُ العرْضيّ ترْكضهُ ... أمّ الفوارِس بالدّيدْاءِ والربعةَ وقال عمرو بن أحمرَ الباهليٍ: ومنحتها قوليْ على عرْضيةٍ ... عُلطٍ أداري ضغْنها بتوددِ

علفط

والجمعَ: أعلاط، قال رجلُ من بني مازنٍ، وقال ابن السيرافي: قال نقادهُ الأسدي، وقال ابو محمدٍ الأعرابي: قال منظور بن حبةّ، وليس لمنظورٍ: أوْرَتهَ قلائصاُ أعلاطا ... وقيل في قوْل أمية بن أبي الصْلت: وأعْلاطُ الكواكبِ مرسلاتّ ... كخيلّ القرءق غايتها النصابُ إنّ أعلاطَ الكواكبِ من النجومُ: المسماةُ المعرْوفةُ كأنها معلْوطةّ أي موسومةّ بالسمات، وقيل: أعلاْطُ الكواكب: هي الدّراريّ التي لا أسماءَ لها؛ من قولهمْ: ناقةّ علطَ. وصحّف الليثُ البيتْ وغيرهُ، وتبعهَ الأزهريّ، وأنشداه: " كجبلِ القرقْ " وقالا: القرقُ: الكتان، وإنما القلرقُ لعبه لهم يقال لها: السدّرُ، وهي بالفارسية: سه درهْ؛ ومعناءها؛ ثلاثُ شعاب. وقال ابن الأعرابي العلط: الطوالُ من النوقِ، والعلطَ؟ أيضاً -: القصارُ من الحميرِ. وقال ابن دريدٍ: العلطةُ - بالضمّ - والعلط - بالفتح -: سواد تخطه المرأةُ في وجههاِ تتزينُ به. وقال غيره: العُلْطَةُ: القِلادَة، قال حُبينةُ بن طريف الُكلي: جارِيةُ من شَعْبِ ذي رُعَيْنِ ... حَيّاكَةٌ تمشي بعُلطَتَينِ والجمع: عُلطَ، قال: لا تَنكِحي شَيْخاَ إذا بَال ضَرطْ ... آدَرَ أرْثى تَحتَ خُصْييه شَمَطْ أرْثى: كَثيرُ شَعَر الأذُنَيْنِ وقال أبو عمرو تقول هذا شاعر عالِطٌ وما أعلَطَه: أي ما أنكره. والاعْلِيْطُ: وِعاءُ ثَمر المرخ شبيه بقشر الباقلّى يشبه به أذن الفرس، وذكر بعض من صنف في اللغة أن الاعْلِيطَ ورق المرخ؛ وهو غير سديدٍ؛ لأن المرخ لا ورق له وعيدانه سلبة وهي قُبطان دقاق. قال الصغانمي مؤلف هذا الكتاب: أول ما رأيت المرخ سنة خمس وستمائة بقديد عند موضع خيمتي أم معبد - رضي الله عنها، واتخذت منه الزناد لما كان بلغني من قولهم: في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار، قال ربيعة بن جشم النمري، ويروى لامرئ القيس، وهو لربيعة يصف فرساً: لها أُذُن حَشْرَةٌ مَشْرَةُ ... كَإعْليِط مَرخٍ إذا ما صَفِر والمَعْلَطُ: موضع العِلاطِ أي الميسم، وأنشد الأصمعي: مُنْتَحَض صَفْحا ضَلِيفَي مَعْلَطِه ... يُحْسَبُ في كَأدائِهِ ومَهْبِطِهْ بمُسِتَوى البَسَاطِ من مُنْبِسطِه ... كأنَّ هرّاً في خَوَاءِ إبِطِهْ وأنشد أيضاً في هذه الأرجوزة: عَلَطْتُهُ على سَوَاءِ مَعْلَطِه ... وَخْطَةَ كَيَّ نَشْنَشَت في مَوْخِطِه والمَعْلُوْطُ - مثال معروف -: شاعر من بني سعد. وعَلَطَه بسهمٍ: أصابه به. وعَلَطَه بعيره تَعْلِيطاً نَزع عنقه العِلاَط. واعْلوط بعيره: إذا تعلق بعنقه وعلاه، وإنما لم تنقلب الواو ياءً في المصدر كما انقلبت في اعشيشابٍ لأنها مشددة. وذلك الموضع من عنقه: مُعْلَوَّط، وأنشد الأصمعي يصف بعيراً: بادي حُجُومٍ الدَّأيِ من مُعْلَوَّطِه واعْلَوَّطَني فلان: أي لزمني، قال الليث: الاعْلِوَّطُ: الأخْذُ والحبس، وأنشد: اعْلَوَّطا عَمْراً لِيُشْبيِاهُ ... عن كُلَّ خَيْرٍ ويُدَربِياهُ في كلَّ سُوْءٍ ويُكَر كِسَاهُ وقال الأزهري: الاعْلِوّاطُ: ركوب الرأس والتقحم على الأمور بغير روية، يقال: اعْلَوَّط رأسه. واعْلَوَّط الجمل الناقة: إذا تسداها ليضربها. وقال ابن عبادٍ: اعْلَوَّطتُ البعير: ركبته عُلُطاً بلا خطام. قال: واعْلَوَّطْتُه وتَعَلوَطْتُه: تعلقت به وضممته إليَّ وقال غيره: اعْتَتَلطَه واعْتَلَطَه به: إذا خاصمه وشاغبه. والتركيب يدل معظمه على إلصاق شيءٍ بشيءٍ أو تعليقه عليه. ؟؟ علفط ابن دريد: العَفْطَلَةُ: خلط الشيءِ بالشيءِ، يقال: عَفْطَلتُه بالتراب، وكذلك العَفْلَطَةُ. ؟؟ عمرط العُمْرُوْطُ: اللص، والجمع: العَمَارِيطُ والعَمَارِطَةُ. وقال ابن دريد: العُمْرُوْطُ: اللص الذي لا يلوح له شيءُ إلا أخذه. وقال الأصمعي: العُمْرُوْطُ: الذي لا شيء له. وقيل: العُمْروُط: الخبيث. والعَمَرَّطُ - مثال عَمَلَّس -: الخفيف من الفتيان. وقال الليث: العَمَرَّطُ: الجسور الشديد. وقال غيره: ذئب عَمَرَّطٌ: جسور شديد. وقال ابن فارس: أصل العَمَرَّطِ عَمَرَّدُ؛ والطاء مبدلة من الدال. والعَمَرَّطُ: الدّاهية.

عمط

وقال ابن عباد: العِمْرِطُ والعُمْرُطُ - كَزِبرِجٍ وبرقُع -: الطويل من الرجال. والعُمَارِطِي: فَرج المرأة العظيم. ولص مُعَمرِطٌ ومُتَعَمرِط: يأخذ كل ما وجد. ؟؟ عمط ابن دريد: عَمَطَ فلان عرض فلان: إذا عابه. قال: وقد قالوا: عَمِطَ نعمة الله مثل غمصها وغَمِطَها - بالعين والغين - وليس بثبت. واعْتَمَطَ فلان عرض فلان واعْتَبَطَه: إذا وقع فيه وثلبه وقصبه بما ليس فيه. ؟؟ علمط العَمَلَّط - مثال عَمَلَّسٍ -: الشديد القوي على السفر، وأنشد أبو عمرو في صفه بعير: قَرَّبَ مَنها كلَّ قَرمٍ مُشْرِط ... عَجَمْجَم ذي كِدْنَةٍ عملط المُشْرَطُ: المُيسر للعمل. وأنشد غيره: أمَا رَأيتَ الرَّجُلَ العَمَلَّطا ؟؟ عنبط ابن دريد: العُنْبُطُ والعُنْبُطَةُ - بالضم فيهما -: القصير الكثير اللحم. ؟؟ عنشط العَنْشَطُ: السيئ الخُلق، قال: أتاكَ من الفِتْيانِ أروَعُ ماجِدُ ... صَبُوْرُ على ما نالَه غيرُ عَنْشَطِ والعَنْشَطُ - أيضاً -: كالعَشَنَّط، وأنشد الأصمعي يصف جملاً: يُوْفي بِمُمتَد الجَدِيلِ عَنْشَطِهْ ... يَنْفُخُ في جَعْدِ اللُّغَامِ قَطَطِهْ وقال الفراءُ: امرأة عَنْشَطُ وعَنْشَطَةٌ: طَويلة. ؟؟ عنط الليث: العَنَطْنَطُ: اشتقاقه من عَنِطَ ولكنه أردف بحرفين في عجزه؛ ومعناه: الطويل، قال رؤبة: بِسَلِبٍ ذي سَلِباتٍ وُخَّطِ ... يّمْطو السُّرى بِعُنُقٍ عَنَطْنَطِ وأنشد الأصمعي: بناعِجٍ عَبْلِ المَطا عَنَطّنَطِه ... أحْزَمِ جُوُّشُوِشْ القَرا عُلَبِطِه وامرأة عَنَطْنَطَه: أي طويلة العنق مع حسن قوامها. ويقال: عَنَطُها طول قوامها وقوامها؛ لا يجعل مصدر ذلك الاّ العَنَطَ، ولو قيل: عَنَطْنَطَتُها طول عنقها لكان صوابها جائزا في الشعر، ولكنه يقبح في الكلام لطول الكلمة. وكذلك يوم عَصَبصَب بين العصابة؛ وفرس غَشَمشم بين الغشم؛ ويقال؛ بين الغَشَمْشَمَة. وقال أبو ليلى: يقال رجل عَنَطْنَطُ وامرأة عَنَطْنَطَةٌ. وفي الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أذن في المتعة عام الفتح، قال سبرة بن معبد الجهني - رضي الله عنه -: فانطلقت أنا وابن عم لي ومعي برد بُس منه؛ فلقينا فتاة مثل البكرة العَنَطْنَطَةِ؛ فجعل ابن عمي يقول لها: بردي أجود من برده، قالت: بُرد هذا غير مفنوخ؛ ثم قالت: برد كبردٍ. بس منه: أي نيل منه ونهك بالبلى. والمفنوخ: المَنُهوك؛ من فنخه وفنخه: إذا الله. وفرس عَنَطْنَطَةُ، قال: عَنَطْنَهْ تَعْدُو به عَنَطْنَطَه ... للماءِ تَحتَ البَطْنِ منها غَطْمَطَهْ وقال أبو بكر ابن السراج: العِنْطِيَانُ: أول الشباب، وهو فعليان - بكسر الفا - ء. وقال ابن الأعرابي: أعْنَطَ الرجل: إذا جاء بولدٍ عَنَطْنَطٍ، أي طويل. والتركيب يدل على طول جسمٍ. ؟؟ عنفط الليث: العَنْفَطُ: الدني اللئيم السيئ الخلق. والعَنْفَطَة: النثرة وهي بين الشاربين إلى الأنف، وقيل: النون زائدة. ؟؟ عوط الكسائي: اذا لم تحمل الناقة أول سنة يحمل عليها: فهي عائطٌ وحائلُ، قال أسامة الهذلي: وبالأدْمِ قد دمها نيّها ... وذاةِ المدارأةِ العائطِ ويروْى: " وذاةِ المداراةِ بالعائطِ " و " بالغائطِ ". وجمههاُ: عوُطّ وعيطُ وعوْططَ، كحوُلٍ وحوْللٍ، قال إبراهيم بن عليّ بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرْمةَ: ولقد رَأيتْ بها أوانِسَ كالدّمى ... ينْظُرنَ من حدَقِ الظّباءِ العيطِ وقال أبو حزامِ غالبُ بن الحارثِ العُكلّي: وِندكَ مفْشءٍ ريحْتُ منهُ ... نوّوْرٍ آض رِئدَ نووْرِ عُوْطِ فإنْ لم تحملِ السّنةَ المقبِلةَ أيضاً: فهي عائطُ عيطُ وعائطُ عوُطٍ وعوْططٍ وحائلُ حُولٍ وحوْللٍ، يقالُ منه: عاطتش النّاقةُ تعوطُ، قال: يرَعنْ إلى صوْتي إذا ما سَمعتهُ ... كما يرَْعوي عيْطَ إلى صوتِ أعْيسا وقال أبو عبيدٍ: بعضهم يجعلُ عوْططاً مصدراً ولا يجعلهُ جمْعاً وكذلك حُوْللّ. وقال الأصمعيّ: العُوْاطط - بضمتينّ -: لغةَ في العوْططِ فيمن جعلهُ مصداراً. وقال ابن دريدٍ: الأعْوطُ: اسْمّ.

عيط

وتعوّطتِ النّاقةُ واعتاْطتْ: إذا لم تحملْ سنواتٍ، ومنه حديثُ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -: أنه بعث مصدقاً فأتى بشاةٍ شافعٍ فلم يأخذْها وقال: أتتني بمعتاطٍ. الشافعُ: التي معها ولدها. وربما قالوا: اعتاط الأمرُ: إذا اعتاصّ. ؟؟ عيط العيطُ: طولُ العنق، يقال: جمل أعيط وناقةٍَعيْطاءُ، ويروى في حديث سبرةَ بن معبدٍ الجهني - رضي الله عنه - كأنها بكرةّ عيطاءُ. وقد كتبَ الحديث بتمامهِ في تركيب ع ن ط. وربما قالوا: قارةّ عيطاءُ: إذا اسْتطالتْ في السماء، قال أبو كبيرٍ الهذّليّ: وعلوتُ مرتبئاً على مرْهوبةٍ ... حصاءَ ليس رقيبهاْ في مثملِ عيطاءَ معنقةٍ يكونُ أنيسهاَ ... ورْقُ الحمامِ جميمهاُ لم يوُكلِ المثملّ: الخفضّ والدّعة. والقصْر الأعيطْ: المنيفُ، قال سوْيدُ بن أبي كاهلٍ اليشكريّ: مقعياً يرْدي صفاةً لم ترْمّ ... في ذرى أعيْطَ وعرِ المطلعَ ويرْوى: " يرميْ " وقال آخرُ: نحنُ ثقيف عزناَ منيعَ ... أعيطْ صعبُ المرْتقى رفيعُ والأعْيطُ: الجبلُ الطوياُ، قال رؤبة: إذا شمارِيخْ النيافِ الأعْيطِ ... عُممنَ بالاّلِ اعتماْمَ الأشمطِ والعْيطُ: خيارُ الإبل وأفْتاؤها ما بينَ الحلقةِ إلى الرباعيةِ. وعيْطِ - مبنيّاً على الكسرْ -: صوتُ الفتيانِ إذا تصايحواُ في اللعبِ. وقال الليث: عِيْطِ: كلمة ينادي بها الإنسان عند السكر؛ ويلهج بها عند الغلبة؛ ولا يفعله إلاّ النزق يقول: عِيْطِ عِيْطِ ورجل عَيّاطُ: أي صَيّاح. ويوم مَعْيَطٍ: مضاف إلى وادٍ لهم، قال ساعدة بن جوية الهذلي: هل اقْتَنى حّدَثانُ الدَّهرِ من أنَسٍ ... كانوا بِمَعْيَطَ لا وَخْشٍ ولا قَزَمِ وروى الجمحي: " هَلاّ اقتَنى ". ويقال: هو في مَعْيَطَةٍ: أي في مَنْعَةٍ. ويقال للإنسان إذا قال " عِيْط " عند السكر ولم يزد على واحدةٍ. عَيَّطَ تَعْيِيْطاً، وأن رجع قالوا: عَطْعَطَ. وعَيَّطَ فلان بفلان: إذا قال له عِيْطِ عِيْطِ. والتَّعَيَّطُ: الجلبة وصياح الأشرِ، قال رؤبة: فقد كَفى تَخَمُّطُ الخَمّاطِ ... والببَغْيَ من تَعَيِط العَيّاط حِلْمي وذَبَّ النّاسَ عن إسخاطي ... مَضْغي رُؤوسَ البُزْلِ واسْتِراطي وقيل: التَّعَيُّطُ في الرَّجز: الاختيال؛ وقيل: الغضب. وقال رؤبة أيضاً: بِكُلَّ غَضْبان من التَّعَيِط ... مُنْتَفجِ الشَّجْرِ أبيّ المَسْخَطِ وقال الليث: التَّعَعطُ: تنبع الشيء من حجر أو عود يخرج منه شبه ماء فيصمغ أو يسيل، وذفرى الجمل تَتَعَيطُ بالعرق، وأنشد الليث: تَعَيَّطُ ذِفْراها بِجَونٍ كأنهُ ... كُحَيلٌ جَرى من قُنْفُذِ الليثِ نابع والرواية: " تَفَيَّضُ " و " تُفَيَّضُ "، والبيت لجريرٍ. والقُنْفُذُ: الذَّفْرى؛ سميت به لاجتماعها. والتركيب يدل على ارتفاع؛ وعلى تنبع شيءٍ. ؟؟ غبط اللَّيث: الغَبْطُ: الجَّس باليد ليعرف هزالهُ من سمنه. وقال غيره: غبطتُ الكبش أغبطُه غبْطاً: إذا جسسْت أليته لتنظُر أبه طرق أم لا، قال الأخطل: إنَّي وأتيي ابن غَلاقٍ ليقريني ... كغابِطِ الكُلبِ يرجُو الطَّرق في الذَّنبِ وناقةُ غبوط: وهي التي لا يعرف طرقها حتى تُغبط. والغبط - أيضاً -: واحد الغبوط وهي القبضات التي إذا حصد البُر وضع قبضة، وفي الدعاء: اللهم غبطاً لا هبطاً: أي نسألك الغبطة ونعود بك أن نهبط عن حالنا. ذكره أبو عبيدٍ في أحاديث لا يعرف أصحابها. والغبطُ والغبطةُ: أن تتمنى مثل حال المغْبُوُط من غير أن تريد زوالها عنه؛ وليس بجسدٍ، تقول: غبطته بما أغبطُه؟ بالكسر - والحسد: أن تتمنى زوال ما هو فيه. وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: هل يضُرُّ الغبط؟، قال: لا إلا كما يضُر العضاه الخبُطُ. وروى إبراهيم الحربي؟ رحمه الله -: نعم كما يضُر. أراد؟ صلى الله عليه وسلم -: أن الغبط لا يضُر ضرر الحسد وأن مضرتَّه لصاحبه قدر مضرةُ خبط الورق على الشجر؛ لأن الورق إذا خبط استخلف، والغبط وإن كان فيه طرف من الحسد فهو دونه في الإثم، قال لبيد - رضى الله عنه - يرثى أخاه: كُلُّ بني حُرَّةٍ مصيْرُهُمُ ... قُلَّ وإن أكْثروا من العَدَد

غرنط

إن يُغْبطُوا يهبِطُوا وإن اِمرُؤا ... يوْماً يِصيْروا للهُلْك والنَّكدِ ويروى: " للنَّفَد " وهبط: لازم ومتعد. وقال ابن بزرج: غبط يغبطُ - مثال سمع يسمع -: لغة فيه. وقال ابن عباد: الغبطة - بالضم -: من سُيُور المزادة؛ سير مثل الشراك يجعل على أطراف الأديُميين ثم يخرزُ شديداً. وقال ابن دريد: سماء غبطى - مثال جمزى -: إذا أغبطت في السحاب يومين أو ثلاثة. والغبيُط: الرجل، وهو للنساء يشدُّ عليه الهودج، قال امرؤ القيس: تقولُ وقد مال الغبْيُط بنا معاً ... عقرْت بعيري يا امرأ القيس فانزل والجمعُ: غُبُط، وأنشد ابن فارس للحارث ابن وعلة: أم هل تركْتُ نساءَ الحيَّ ضاحيةً ... في باحةِ الدّار يستوْقدْن بالغُبُط وقول أبى الصلت الثقفي: يرْمُوْن عن عتَلَ كأنها غُبُطَّ ... بزَمْخرٍ يُعجلُ المرْميَّ إعجالا يعني بالغُبُط: خُشُب الرحال، وشبه القيسي الفارسية بها. وربما سَّموا الأرض المُطمئنَّة: غبيطاً، وأنشد ابن دريد: وكل غبيْطٍ بالُمغيْرة مُفْعم المغيرة: الخيل التي تغيرُ. والغبيطُ: أرض لبني يربوعٍ، وسميت بالغبيط لأن وسطها منخفض وطرفاها مرتفعان كهيئة الغبيط وهو الرحل اللطيف، قال امرؤ القيس: وألْقى بصحراء الغبيط بعاعهُ نزول اليماني ذي العياب المحمل ويوم الغبيط - ويقال يوم الغبيطين، وجعلهما أبو أحمد العسكري يومين وموضعين -: من أشهر أيام العرب، ويقال له: يوم غبيط المدرة، قال العوام بن شوذبٍ الشيباني: فإن يك في يوم الغَبيِط ملامةُ ... فيوْمُ العُظالى كان أخرى وألْوما وفي هذا اليوم أسر عتيبةّ بن الحارث بن شهاب بسطام بن قيس ففدى نفسه بأربعمائة ناقةِ، وقال جرير: فما شهدتْ يوْم الغبِيِط مُجاشعُ ... ولا نَقَلان الخيْل من قُلتيْ يُسْرِ وقال لبيد - رضي الله عنه -: فإن امرءاً يرجو الفلاحَ وقد رأى ... سواماً وحباً بالأفاقة جاهلُ غداةَ غدوا منها وآزر سريهمْ ... مواكبُ تحدى بالغبيط وجاهلُ وأغبطتُ الرحل على ظهر البعير: إذا أدمته ولم تحطه، قال حميد الأرقط يصف جملاً شدنياً: وانتسفَ الجالبَ من أندابه ... إغباطنا ألميس على أصلابه وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أغبطتْ عليه الحمى في مرضه الذي ماتَ فيه، ويروى: أغمطتْ - بالميم -؛ كقولهم: سبد رأسه وسمده، وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرمة يصفُ نفسه: ثبت إذا كان الخطيبُ كأنه ... شاكٍ يخافُ بكور وردٍ مغبط ويروى: " مغبط ". وقال النضرُ: سير مغبط ومغبط: أي دائم، وأنشد الاصمعي: في ظل أجاج المقبظ مغبطه وأغبطت السماءُ: دام مطرها. وقال الليث: فرس مغبطُ الكاثبة: إذا كانَ مرتفعَ المنسج؛ شبه بصنعة الغبيط، قال لبيد - رضى الله عنه -: ساهم الوجهِ شديد أسرة ... مغبطُ الحارك محبوكُ الكفل والاغتباط: افتعال من الغبطة، قال عش بن لبيدٍ العذري، ويروى لحريث بن جبلةَ العذري، ورواه المرزباني لجبلة العذري: وبينما في الأحياء مغتبطاً ... إذا هو الرمس تعفوهَ الأعاصير ويروى: " مغتبط " أي: هو مغتبط. وقال الأزهري: يجوز: هو مغتبط - بفتح الباء -، وقد اغتبطه، واغتبط فهو مغتبط. والاغتباط: التبجح بالحالة الحسنة. والتركيبُ يدل على دوام الشيء ولزومه؛ وعلى نوعٍ من جس الشيء؛ وعلى نوعٍ من الحسد. ؟؟ غرنط غرناطةُ: بلدة كبيرة من أعمال الأندلس، معنى غرناطة: الرمانة بلغةَ عجم الأندلس، وقال بعضهم: الصحيحَ أغرناطة والعامة تقول: غرناطة. ؟؟ غطط غطةُ في الماء يغطه: أي مقله وغوصه فيه. وقال أبو زيدٍ: غط البعيرُ يغِط - بالكسر - غطيطاً: أي هدرَ في الشقشقة، فإذا لم يكن في الشقشقة فهو هدير، والناقة تهدرُ ولا تهدر ولا تغط لأنه لا شقشقة لها. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: اللهم أعني على مضر؛ اللهم أجعل سنيهم كسني يوسف. فرموا بالسنة فجاءهُ مضري فقال: يا نبي الله والله ما يغط لنا بعير - ويروى: ما يخطر لنا جمل - وما يتزود لنا راعٍ. فدعا الله لهم، فما مضى ذلك اليوم حتى مطروا، ما مضتْ سابعة حتى أعطن الناس في العشب، قال امرؤ القيسي.

غطمط

يغط غطيط البكرْ شد خناقه ... ليقتلني والمرء ليس بقتال وغطيط النائم والمخنوق: نخيرهما. وروى ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نام حتى سمع غطيطة ثم صلى ولم توضأ. وقال يعلى ابن أمية - رضى الله عنه - لعمرَ - رضى الله عنه -: ليتني أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ينزلُ عليه، قال: فلما جاءه الوحي دعاه عمرو فجاء فأدخل رأسه؛ فإذا هو محمر وجهه يغط. والغطاط - بالفتح -: ضرب من القطا، وهي غبر الظهور والبطون والأبدان سود بطون الأجنحة طوال الأرجل والأعناق لطاف لا تجتمع أسراباً أكثرُ ما تكون ثلاثاً أو اثنتين، الواحدة: غطاطة. وقال أبو حاتم: بأخدعي الغطاطة مثل الرقمتين خطان أسود وأبيض وهي لطيفة فوق المكاء، وقال المنتخل الهذلي: وماءً قد وردتُ أميم طامٍ ... عليه موهناً زجل الغطاط ويروى: " على أرجائه زجلُ ". وقال أبو كبير الهذلي: لا يجفلون عن المضاف ولو رأوا ... أولى الوعاوع كالغطاط المقبل وقال نقاده الأسدي، ويروى لرجلٍ من بني مازنٍ: إلا الحمام الورق والغطاطا وقال حميد بن ثور - رضى الله عنه -: ومحوض صوتُ الغطاط بهِ ... راد الضحى كتراطن الفرس وقال رؤبة: أذل أعناقاً من الغطاط وقال أيضاً: باكرته قبل الغطاط اللغط والغطا - بالضم -: أول الصبح، قال رؤبة: فأيها الشاحجُ بالغطاط والطاغط والعطاعط: السخال الاناث؛ عن الليث، وأنكر الأزهري الغطاغط؟ بالغين المعجمة - الواحد: غطغط وعطعط - بالضم -. وقال ابن الأعرابي: الاغط: الغني. والغطغطة: حكاية صوتٍ يقاربُ صوتَ القطا. والمغطغطةُ: القدرُ الشديدة الغليان. واغتط الفحلُ الناقة: تنوخها. وإذا حاضرتَ الرجل فسبقته بعدما سبقك: فقد اغتططته. وتغطغط الماءُ: إذا اضطربَ موجه. وتغطغط الشيء: تبدد. والتركيبُ يدل على صوتٍ وعلى وقتٍ من الأوقات. ؟؟ غطمط الغطامط - بالضم -: صوت غليان القدر وموج البحر، وجعلَ بعضهم الميم زائدة، قال الكميتُ يذكرُ قثدور أبان بن الوليد البجليّ ويمدحه: كأنَّ الغُطامِطَ من غَلْيِها ... أراجِيْزُ أسْلَمَ يَهْجُو غفارا وقيل: وفدت غفار وأسلم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما صاروا في الطريق قالت غفارُ لأسلم: انزلوا بنا، فلما حطت أسلم رحلها مضت غفار ولم تنزل فسبوهم، فلما رأت ذلك أسلم ارتحلوا وجعلوا يرجزون بهجائهم. وقال أبن دريد في باب فعلليل وما جاء من المصادر على هذا البناء: غَطْمَطِيْطُ، يقال: سمعت غَطْمَطِيطَ الماء، أرادوا صوته، وأنشد: بَطِيءُ ضِفَنَّ إذا ما مَشَى ... سَمِعْتَ لآعْفَاجِهِ غَطْمَطيْطا وربما قالوا: بحر غَطْمَطِيطُ، قال: وبحر غَطَوْمَطُ وغُطامِطُ: سواء؛ وهو الكثير الماء. والمصدر: الغَطْمَطَةُ والغِطْمَاطُ، قال رؤبة: إذا تَلاقى الوَهطُ بالأوْهاطِ ... أرْوى بِثَرثارَينِ في الغِطْماطِ وقال رؤبة أيضا: سَالتَ نَواحِينا الى الأوْساطِ ... سَيْلاً كَسَيْل الزَّبِد الغِطْماطِ وقيل: الغِطْماطُ: الموج المتلاطم. والتَّغَطْمُطُ: صوت معه بحجُ وتَغَطْمَطَ عليه الموج. إذا اضطرب عليه حتى غَطّاه. والتَّغَطْمُطُ: غرغرة القدر؛ وهي صوت غَليانها. والتركيب يدل على صوت وعلى وقت من الأوقات. ؟؟ غلط غَلِطَ في الأمر يَغْلَطُ غَلَطاً. وقال الليث: الغَلَطُ: كل شيء يعابه الإنسان عن وجهه وأصابه صوابه من غير تعمد. وقال غيره: العرب تقول: غَلِطَ في منطقهِ وغلب في الحسابِ، وبعضهم يجعلهما لُغتينِ. والغَلُوْطَةُ والأغْلُوطَةُ: ما يستزلُ به العالمِ ويُغالطُ به ويُستسقطُ به، ونهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الغَلُوطات، ويروى: الأغْلُوطات. قال القُتبي: هي مِثلُ حديثِ عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أنذرتكمُ صِعابَ المنطقِ، يريدُ المسائلَ الدقاقَ الغوامضَ، وإنما نهى عنها لأنها غيرُ نافعةٍ في الدين ولا تَكادُ تكونُ إلا فيما لا يقعُ أبداً، ألا ترى قولَ عبدِ الله - رضي الله عنه - أيضاً: بحسبِ المؤمنِ من العلم أن يخشى الله.

غمط

وقال أبو عُبيدٍ أحمدُ بن محمد الهرويُ: الأصلُ فيها الأغْلُوطات، ثم تُركتِ الهمزةُ، كما نقول: جاءَ الأحمرُ؛ ثم تقول: جاء لَمرُ، قال: وقد غَلِطَ من قال هي جمعُ غَلُوطةٍ. وقال غيرهُ: يقال مسألةٌ غَلَوطةٌ كشاةٍ حلُوبٍ وناقةٍ ركوبٍ. وقيل: الصوابُ لُغْلُوْطات. والأغْلُوطَةُ: أفْعُوْلَةٌ؛ من الغَلَطِ؛ كالأحدوثةِ والأحموقَةِ. ورجلٌ مِغْلاطٌ: كثيرُ الغَلَطِ، قال رؤبة: فَبِئسَ عِض الخرِفِ المِغْلاطِ ... والوغلِ ذي النميمةِ المحلاطِ والتغلِيْطُ: أن تقولَ للرجلِ: غَلِطتَ. وغالَطَهُ: فاعلهُ؛ من الغَلَطِ. ؟؟ غمط الغَمْطُ: كالغَمْجِ؛ وهو جرعُ الماءِ بشدةٍ قاله الليث. وغَمَطَ النعمةَ يغمِطها؟ بالكسر - وغَمِطَها - بالكسر - يغمطها غمطاً فيهما: أي بطرها وحقرها. وغَمْطُ الناسِ: الاحتقارُ لهم والإزراءُ بهم، وفي الحديث: وغَمِطَ الناس، ويروى: وغَمَصَ، وقد كُتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيب غ م ص. وقال ابنُ دريدٍ: سماءٌ غَمَطَى وغَبَطى - مثالُ جَمَزى -: إذا أغمَطتْ في السحاب يومينِ أو ثلاثةً. والأغْمَاطُ والاغْباطُ: الملازمةُ، وفي الحديثِ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أغْمَطَتْ عليه الحُمى في مرضه الذي مات فيه؛ ويروى: أغْبَطَتْ، وقال ابراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرمةَ يصفُ نفسهَ: ثَبْتٌ إذا كانَ الخَطِيْبُ كأنهُ ... شاكٍ يَخافُ بكوزَ وردٍ مُغْمِطِ ويروى: " مُغْبِط ". وقال ابنُ عبادٍ: اغتمطتُ الرجُلَ: إذا حاضرتهَ فسبقته، بعدما سبقكَ، وكذلك في الكلام إذا قَهَرتهَ. وقال غيرهُ: اغْتَمَطْتُه بالكلامٍ واغْتَطَطَتهُ: إذا علوتهَ وقهرتهَ، ويكونُ بمعنى احتقرتهُ أيضاً. وقال أبو عمرو: الاغتماطُ: أن يخرجَ الشيءُ فلا يرى له عينٌ ولا أثرٌ، يقال: خرجتْ شاتُنا فاغتمِطتْ فما رأينا لها أثراً. ؟؟ غملط الليثُ: الغَمَلطُ: الطويلُ العُنُقِ، وهو الغمَلجُ، وأنشدَ: غُمْط غَماليِطْ غَمَلطات وإنشادُ ابن الأعرابي: غُمْج غَماليج غَمَلجات ؟؟ غوط غاطَ في الشيءِ يَغُوطُ ويِغيطُ غَوطاً وغَيطاً: دخلَ فيه، يقال: هذا رملٌ تغوطُ فيه الأقدامُ وتغيطُ. والغَوْطُ والغائطُ: المُطمأنُ من الأرض الواسعُ، وقال ابنُ دريدٍ: الغوطُ: أشدُ انخفاضاً من الغائطِ وأبعدُ، وفي قصة نوحٍ - صلواتُ الله عليه -: انسدت ينابيعُ الغَوطِ الأكبر وأبوابُ السماء. والجمع: غوط وأغواط وغيطان وغياط؛ صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها، قال المتنخل الهذلي: وخرقٍ تحسرُ الركبانُ فيهِ ... بعيدِ الجوف أغبر ذي غياط ويروى: " ذي غواط " و " ذي نياط ". وقال رؤبة: إفراغ نجاخينِ في الاغواط وقوله تعالى:) أو جاءَ أحَد منكم من الغائطِ (كان الرجلُ منهم إذا أراد أن يقضيَ الحاجة آتى الغائط فقضى حاجته؛ فقيل لكل من قضى حاجته: آتى الغائط، يكنى به عن العذرة. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم - أن آتاه حصينُ بنُ أوسٍ النهشلي - رضى الله عنه - فقال: يا رسول الله قلاْ لأهل الغائط يحسنوا مخالطتي، فسمت عليه ودعا له، يريد أهل الوادي الذي كان ينزلهِ. وفي حديثه الآخر: تنزلُ أمتي بغائطٍ يسمونه البصرة يكثر أهلها وتكون مصراً من أمصار المسلمين. وقال ابن الأعرابي: يقال غط غط: إذا أمرته أن يكون مع الجماعةِ إذا جاءتِ الفتنُ، وهم الغاطُ يقال: ما في الغاطِ مثلهُ: أي في الجماعة. والغاطُ - أيضاً - الغوط من الأرض. وقال أبو محمد الأعرابي: الغوطةُ: برث أبيضِ يسير فيه الراكبُ يومين لا يقطعه، به مياه كثيرة وغيطان وجبال: لبني أبي بكر بن كلاب. وقال غيره: الغوطةُ: بلد من بلاد طيئ لبني لآم قريب من جبال صبحُ لبني فزارة. وقال ابن شميلٍ: الغوطةُ: الوهدة في الأرض المطمئنة. والغوطةُ: غوطةُ دمشق، وهي إحدى جنان الدنيا الأربع، والثانية أبلة البصرة، والثالثة: شعبُ بوانَ، والرابعة: سغدُ سمرقند. قال عبد الله بن قيس الرقيات يمدحُ عبد العزيز بن مروان: أحللكَ الله والخليفةُ بال ... غوطةَ داراً بها بنو الحكم الحكمُ: هو ابن أبي العاص بن أمية. وقال عبيدُ الله - أيضاً - يذكرُ الملوكَ:

غيط

أقفرتْ منهمُ الفراديسُ فالغو ... طة ذاة الرى وذاةُ الظلال وغاط غوطاً: أي حفرَ، وبئر غويطة: بعيدةُ القعر، قال ذلك أبو عمرو. والغوطُ: الثريدُ. وغاطتِ الأنساعُ في دف الناقة: إذا تبينتْ آثارها فيه. وغاطَ الجبلُ في مخزمها: إذا غاب فيه. وقال الفراءُ: أغوط بئرك: أي أبعدْ قعرها. وقال ابن عبادٍ: غوط تغوطاً: أي لقم. وتغوط: أي أبدى. وانغطاط العودُ: إذا تثنى. وهما يتغاوطان في الماءِ: أي يتغامسانَ. والتركيبُ يدل على اطمئنان وغورٍ. ؟؟ غيط غاط في الشيء يغيط ويغوطُ: دخلَ فيه. وقال ابنُ الأعرابي: بينهما مهابطة وممايطة ومغايطة ومشايطة: أي كلام مختلف. ؟؟ فرثط ابن عباد: فرثط: استرخى في الأرض. ؟؟ فرشط فرشوط: قرية كبيرة غربي النيل من الصعيد. والفرشاطُ: الذي يفرشط، وكذلك الفرشطُ - بالكسر -، وأنشد الأصمعي يصفُ بعيراً: ليس بمنهك البروكِ فرشطه والفرطة: أن تفرجَ بين رجليك قاعدتاً أو قائماً وهي مثلُ الفرشحةِ، قال: تالله لولا شيخناُ عبادُ ... لكمرونا اليومْ أو لكادوا فرشطَ لما كرهَ الفرشاطُ ... بفيشةٍ كأنها ملطاط فجاءَ بالطاء معَ الدال، وهذا هو الإطفاءُ عند أبي زيدٍ، وهو المشهورُ عن العرب. وقال الفراءُ: الفرشطةُ: أن يلصقَ إليتيهِ بالأرض ويتوسد ساقيهِ. وقيل: هي بسطُ الرجلينِ والركوبُ من جانبٍ واحدٍ، وقال ابن دريدٍ: فرشطُ البعيرُ: إذا برك بروكاً مسترخياً فألصق أعضادهُ بالأرض. وفرشطتِ الناقةُ: إذا تفحجتْ للحلب؛ والجملُ: إذا تفحجَ للبلول. ؟؟ فرط فرطَ في الأمر يفرُط - بالضم -: أي قصر به وضيعهُ، فرطاً. وفرط عليه: أي عجلَ وعدا، ومنه قوله تعالى:) إننا نخافُ أن يفرطَ علينا (أي يبادرَ بعقوبتنا. وقال ابن عرفةَ: أي يعجل فيتقدم منه مكروه، وقال مجاهد: يبسط، وقال الضحاكُ يشط. وفرط مني إليه قول: أي سبق. وفرطتُ القوم أفراطهمُ: أي سبقتهمُ إلى الماء وتقدمتهمُ إليه لأهيئ الدلاء والأرشية: فأنا فارط وفرط، والمصدرُ: فرط وفروط. ومنه حديثُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنا فرطكمُ على الحوض، ويروى: أن فارط لكم. وفي حديثه الآخر حين سئلَ عم مدفن بن مظعون. وفي حديث آخر: يا عائشةُ من كان له فرطانِ من أمتي دخلَ آخر، قلت: ومن كانَ له فرط؟، قال: ومن كان له فرط. وفي حديث آخر: أنا النبيون فراط لقاصفين، أي: متقدمونَ في الشفاعة، وقيل: فراط إلى الحوض. والمرادُ بالقاصفينَ: منَ يتزاحمُ على أثارهم من الأمم الذين يدخلونَ الجنة. وقال القطامي: فاستعجلوناَ وكانوا من صحابتنا ... كما تعجل فراط لوارد وقال أبو ذؤيب الهذلي: وقد أرسلوا فراطهمْ فتاثلوا ... قليباً سفاها كالإماء القواعد مطأطأة لم ينبطوها وإنها ... ليرضى بها فراطها أم واحد وقد يذكرُ الفراطُ ويرادُ به الفراطُ. وقال بريدةُ بن الحصيب - رضى الله عنه -: كان رسول الله يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهمُ: السلامُ عليكم أهل لاحقونَ، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، نسأل الله لنا ولكم العافية. وفراطُ القطا: متقدماتها، قال رجل من بني مازنٍ، وقال ابن السيرافي: هو لنقاده الأسدي: ومنهل وردته التقاطا ... لم ألق إذا وردتهُ فراطاً إلا الحمام الورق والغطاطا وكان الحسنُ البصري إذا صلى على الصبي قال: اللهم أجعله لنا سلفاً وفرطاً وأجراً. وقد يجمعُ الفارطُ على فوارط، وهو نادر، كفارس وفوارس، قال ارفوه الاودي: كنا فوارطها الذين دعاَ ... داعي الصباحِ اليهمُ لا يفزعُ والفارطان: كوكبان متباينان أمام سرسر بنات نعش، ثقاله الليث، قال: وإنما شبها بالفراط الذي يسبق القوم لحفر القبر. وفرطَ - بالكسر الراءء -: إذا سبق؛ مثلُ فرطَ - بفتحها. والفراطُ والفراطةُ: الماء يكون شرعاً بين عدة أحياءٍ أيهم سبق اليه فهو له.

وفرطتُ في الحوض: أي ملأته. وعن سراقة - رضى الله عنه - قال: دخلتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: الرجلُ يفرطُ في حوضه فيردُ عليه الهملُ من الإبل، قال: لك في كل كبد حري أجر. وقال ابن عمرو فغي حوضه لغنمه فجاءَ رجلَ فأوردهاَ فنزتْ نازية فأخذ فأساً فقتله. والفرط - بسكون الراء -: الاسمُ من الإفراط، يقال: إياك والفراط في الأمر. وقواهم: لقيته في الفرط بعدَ الفرط: أي الحينَ بعد الحينْ. وأتيته فرط يومٍ أو يومينِ، قال لبيد - رضى الله عنه -: هَلَ النفسُ إلا متعةٌ مُستعارةٌ ... تُعارُ فتأتي ربها فَرْطَ أشْهُرِ وقال أبو عُبيدةٍ: لا يكونُ الفَرْطُ في أكثر من خَمسَ عشرةَ ليلةً. والفَرْطُ: موضِعٌ بتهامةَ قُربَ الحجاز، قال فاسِلُ بن غُزيةَ الجُربيُ: سَرَتْ من الفَرْطَ أو من نخلتينِ فلم ... يَنْشَبْ بها جانبا نَعمانَ فالنجدُ وقال عبدُ مَناف بن ربعٍ الهذليُ: فما لكُمُ والفرْطَ لا تقربُونهُ ... وقد خلْتُهُ أدنى مأبٍ لقافِلِ ويروى: " مَرَدّ ". وقال أبو عمرو: الفَرْطُ: طريقٌ. والفَرْطَةُ: المرةُ الواحدةُ من الخُروج والتقَدمُ. والفُرْطَةُ؟ بالضم - الاسمُ، ومنها حديثُ أم سلمةَ لِعائشةَ - رضي الله عنهما -: قد نَهاكِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الفُرْطَةِ في البلاد، وقد كُتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيب تمدح. وأمرٌ فُرُطٌ: أي مُجاوَزٌ فيه الحدُ، قال الله تعالى:) وكانَ أمرُهُ فُرُطا (، وقيل: نَدَماً، وقيل: سَرَفاً، وقيل: ضائعاً؛ يُقال: أمْرٌ فُرُطٌ. أي مُضيعٌ مُتهاونٌ به. والفُرُطُ والفُرْطُ ايضاَ: واحِدُ الأفْراطِ وهي آكامٌ شبيهاتٌ بالحبال، قال حسانُ بن ثابتٍ - رضي الله عنه -: ضاقَ عَنا الشعْبُ إذ نجْزَعُهُ ... ومِلأنا الفُرْطُ منهم والرجَلْ والجمعُ: أفْرُطٌ وأفرَاطٌ، وأنشد الأصمعيُ: والبُومُ يبكي شَجوةُ في أفرُطِهْ يُقال: البُوْمُ تَنُوحُ على الإفراط: عن أبي نصرٍ، وأنشدَ ابنُ دريدٍ: وصَاحَ من الأفْراطِ: بُوْمٌ جَوَاثِمُ وقد أنشدَ عَجُزَه ابن دريدٍ غير منسُوبٍ. وأنشدَ ابنُ الأعرابي في نوادرهِ لِوعلةَ الجرمي: سائلْ مُجَاوِرَ جَرْمٍ هل جَنَيْتُ لهم ... حرباً تُزيلُ بين الجيرةِ الخُلُطِ أم هلْ سَموتُ بجرارٍ له لَجَبٌ ... يَغشى مخارِمَ بين السهلِ والفُرُطِ وأفراطُ الصبحِ - أيضاً -: أوائلُ تباشيرهِ قال الليثُ، قال: والواحدُ منها فَرَطٌ، وأنشدَ لرؤبة: باكرتُهُ قبلَ الغَطَاطِ اللُغطِ ... وقبلَ جُوني القطا المخَططِ وقبلَ أفراطِ الصباحِ الفُرطِ قال: وأما قولُ ابنِ براقةَ الهمداني: إذا الليلُ أرخى واستقلتْ نُجُومهُ ... وصاحَ من الأفراطِ هامٌ جَوَاثِمُ فاختلفوا في هذا، فقال بعضهم: أرادَ به أفراطَ الصبح لأن الهامَ إذا أحس بالصباح صَرَخَ، وقال آخرونَ: الفَرَطُ: العَلَمُ المستقيمُ من أعلام الأرض التي يُهتدى بها. والفُرُطُ: الفَرَسُ السريعةُ التي تَتَفَرطُ الخيلَ: أي تتقدمها، قال لبيدٌ - رضي الله عنه -: ولَقَدْ حَمَيْتُ الحي تَحملُ شكتي ... فُرُطٌ وشاحي إذ غَدوتُ لِجامها وقال أبو زيادٍ: الفُرُطُ: طَرَفُ العارضِ: عارضِ اليمامةِ، وأنشدَ بيتَ وعلةَ الجرمي الذي ذَكرتهُ آنفاً. وقال ابنُ عبادٍ: رجلٌ فُرطيٌ: إذا كان صعباً لم يذل، وبعيرٌ فُرْطيٌ وفَرَطِيٌ: كذلك. والماءُ الفِراطُ: الذي يكونُ لمن سبقَ اليه من الأحياء. وقال أبو عمرو: فَرَطَتِ النخلةُ: إذا تُرِكَتْ فلم تُلْقَحْ حتى يعسُو طلعها، وأفرطتها أنا. وأفْرَطَتِ السحَابُ بالوسمي: عَجِلَتْ به. وأفْرَطَه: أي أعجله. وقولهُ تعالى: " وأنهم مُفْرَطون " قال مُجاهدِ: أي منسبون، وقيل: مترُوكون في النار، وقال الأزهريُ: الأصلُ فيه أنهم مُقدمون إلى النار مُعجلون اليها؛ يُقال: أفرطتهُ: أي قدمتهُ؛ وأفرطَتِ المرأةُ أولاداً: قدمتهم. وقرأ قُتيبةُ وأبو جعفرَ ونافعٌ: مُفْرِطون - بكسر الراء -: أي مُتجاوزون لما حُد لهم، يُقال: أفرطَ في الأمر: أي جاوزَ فيه الحدَ.

فسط

وروى زاذانُ عن علي - رضي الله عنه - أنهُ قال: مثلي فيكم كمثل عيسى - صلواتُ الله عليه - أحبته طائفةٌ فأفْرَطُوا في حبه فهلكوا وأبغَضته طائفةٌ فأفْرَطُوا في بُغْضِه فهلكوا. وقال الكسائيُ: يُقال: ما أفرَطْتُ من القوم أحداً: أي ما تركتُ. وقال الأعرابيُ: الإفراط: أن تبعثَ رسولاً خاصاً في حوائجك. وقال ابنُ دريدٍ: أفْراطَ الرجُلُ بيدِهِ إلى سيفهِ ليستَله. وأفرَطَ القِربةَ: ملأها حتى أسالَ الماءَ، قال كعبُ بن زهيرٍ - رضي الله عنه -: تنفي الرياحُ القذى عنه وأفرَطَهُ ... من صوبِ ساريةٍ بيضٌ يعالِيلُ ويروى: " تجلُو الرياحُ "، وروى الأصمعيُ: " من نَوءِ ساريةٍ ". وقال ساعدةُ بن جُويةَ الهُذليُ يصفُ مُشتارَ العَسَل: فأزَالَ ناصِحَها بأبيضَ مُفْرَطٍ ... من ماءِ الهابٍ بهن التألبُ ويروى: " عليه التألبُ ". وقال آخرُ: بَج المَزادِ مُفرطاً توكيرا وأنشدَ إبراهيم بن إسحاق الحربيُ - رحمه الله تعالى -: على جانبي حائرٍ مُفْرَطٍ ... بِبَرْثٍ تبَوأتُهُ معشِبِ وانشد ابنُ دريدٍ: يُرَجعُ بين خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ ... صَوَافٍ لم تُكدرها الدلاءُ قال: الخُزْمُ: غُدُرٌ يتخرمُ بعضها إلى بعض. والتفريطُ: التقصيرُ، قال الله تعالى:) يا حسرتا على ما فَرطتُ في جنْبِ الله (أي: في أمرِ الله. وفي حديثِ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ليسَ في النومِ تفريطٌ؛ إنما التفريطُ أن لا يُصلي حتى يدخلَ وقْتُ الأخرى. وفَرطتهُ: تركتهُ وتقدمتُه، قال ساعِدَةُ بن جُوية الهُذليُ يصفُ مُشتارَ العَسَل: مَعَهُ سِقاءٌ لا يُفرطُ حملهُ ... صُفْنٌ وأخراصٌ يَلُحنَ ومِسأبُ أي: لا يتركُ حملهَ ولا يُفارقُه. وقال أبو عمرو: فَرطْتُكَ في كذا وكذا: تركتكَ وقال غيرهُ: تقولُ: فَرطْتُ إليه رسولاً: إذا أرسلته إليه في خاصتكَ أو جعلته جرياً لك في خُصومةٍ؛ مِثلُ أفرطتُ. وفَرطْتُ الرجُلَ: أي مدحتهُ حتى أفرطتُ في مدحهِ؛ مثلُ قرظتهُ - بالقافِ والظاء المعجمة -. وقال الخليلُ: يُقال: فرطَ الله عنه ما يكرهُ: أي نحاه؛ وقل ما يستعملُ إلا في الشعر، قال المُرقشُ الأكبرُ واسمهُ عمرو بن سعدٍ: يا صاحبي تلبثا لا تعْجَلا ... إن الرحيلَ رهينُ ألا تعذلا فلعل بُطأ كما يُفرطُ سيئاً ... أو يسبقُ الإسراع سيباً مُقبلا ويروى: " ريثكما " " أو يسبقُ الإفراط ". وتَفَارَطَ: أي سبقَ وتسرعَ، قال النابغةُ الذبياني: وقفتُ بها القَلُوص على اكتئابٍ ... وذاكَ تَفَارُطُ الشوق المعني ويُروى: " لِفارطِ ". وتَفَرطَ الغزوُ وتَفَارطَ: أي تأخرَ وقتهُ فلم يلحقه من أراده، ومنه حديثُ كعب بن مالكٍ الأنصاري - رضي الله عنه - في تخلفهِ عن غزوةِ تبوك: فأصبحَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون معه ولم أقضِ من جهازي شيئاً؛ فقلتُ أتجهزُ بعده بيومٍ أو يومينِ ثم ألحقهم، فغدوتُ بعد أن فصلوا لأتجهزَ فرجعتُ ولم أقضِ شيئاً، فلم يزل بي حتى أسرعُوا وتَفَارطَ الغزوُ. وتَفارَطته الأمورُ والهمُومُ: أي لا تصيبهُ الهمومُ إلا في الفَرْط. والتفارطُ: التسابقُ، وقال بشرُ بن أبي خازم: يُنازعنَ الأعنةَ مُصغياتِ ... كما يتفارطُ الثمدَ الحمامُ وفارطهَ: أي ألفاهُ وصادفهَ. وفارطَهَ: سابقهَ. وتكلمَ فِراطاَ: أي سبقتْ منه كلمةٌ. وفلانٌ لا يُفترطُ إحسانهُ وبره: أي لا يفترصُ ولا يُخافُ فوتهُ. ويُقال: افترطَ فلانٌ فَرَطاً: إذا ماتَ له ولدٌ صغيرٌ قبل أن يبلغَ الحُلُمَ. والتركيب يدلُ على إزالةِ الشيءِ عن مكانهِ وتنحيته عنه. ؟؟ فسط الليثُ: الفَسِيْطُ: علاقةُ ما بين القمعِ إلى النواة، وهو الثفروقُ، الواحدةَ: فَشِيْطةٌ. والفَسِيْطُ - أيضاً -: قُلامةُ الظفر، قال أبو حزام غالبُ بن الحارثِ العُكليُ: ووذح ضنء من رُطتْ شِغاراً ... وما شُكِدتْ عليه من فَسيطِ وقال خيرُ بنُ رِباطٍ الأسديُ يصفُ الهلالَ: كأن ابن مُزنتها جانحاً ... فسيطٌ لدى الأفقِ من خنصِرِ وروى ابنُ دريدٍ: " كأن ابنَ ليلتها " وقال: يعني بذلك هِلالاً بدا في الجدبِ والسماءُ مُغبرةٌ فكأنه من وراء الغُبار قُلامَةُ ظُفُرِ خِنصِرٍ.

فشط

قال: والفَسْطُ: فِعْلٌ مماتٌ، ومنه اشتقاقُ الفَسِيْطِ. والفُسطاطُ: من الأبنيةِ؛ وهو السرادقُ، وفيه سِتُ لُغاتٍ: فُسْطَاطٌ وفُسْطتَاطٌ وفُساطٌ وكسرُ الفاءِ فيهن، قال العجاجُ يصفُ ثوراً: حتى جلا أعجازَ ليلٍ غاطِ ... عنه لَياحُ اللونِ كالفُسطاطِ من البياض مُد بالمِقاطِ وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه أتى على رجلٍ قد قُطعتْ يدهُ في سرقةٍ وهو في فُسْطاطٍ فقال: من آوى هذا المُصابَ؟ فقالوا: فاتكٌ أو خُريمُ بن فاتكٍ: فقال: اللهم بارك على آلِ فاتكٍ كما آوى هذا المُصابَ. وقال الليثُ: الفُسطاطُ: مُجتمعُ أهلِ الكورةِ، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: عليكم بالجماعةِ فإن يد الله على الفُسطاطِ. يريدُ المدينةَ التي فيها مجتمعُ الناس، وكل مدينةٍ فُسطاطٌ، والمعنى: أن الجماعةَ من أهلِ الإسلام في كنفِ الله، وواقيتهُ فوقهم، فأقيموا بين ظهرانيهم ولا تُفارقوهم. وهذا كحديثه الآخرِ: إن الله لم يرض بالوحدانية وما كان الله ليجمعَ أمتي على ضلالةٍ؛ بل يدُ الله عليهم، فمن تخلفّ عن صلاتناِ وطعنَ على أئمتناِ فقد خلعَ ربْقةَ الإسلام من عنقهِ، شرارُ أمتيَ بحجتّهِ. وسمى عمرو بن العاص - رضي الله عنه - المدينةَ التي بّناها: الفسطاط. وعن بعض ِ بني تميمِ: قال: قرأتُ في كتابِ رجلِ من قريشِ: هذا ما اشترَى فلانُ بن فلانِ من عجلانَ موْلى زيادِ: اشترىَ منه خمسمائةِ جريبٍْ حيالَ الفسْطاطِ، يريدُ البصرةَ. ومنه حديثُ الشعْبي: في العبدْ الآبقِ إذا أخذَ في الفسطُاط ففيه عشرةُ دارهمَ وإذا أخذَ خارجاً من الفسطاط ففيه أربعون. وقال رؤبة: لو أحْلبتْ حلائبُ الفسْطاطِ ... عليه ألْقاهنّ بالبلاطِ أي: حلائبُ المصْر. ؟؟ فشط ابن عبادٍ: انْفشطَ العودُ: أي انْفَضَخَ؛ ولا يكون إلاّ رَطباً. ؟؟ فطط ابن الأعْرابيّ: الأفطّ: الأفْطَس. وقال ابن عبادٍ: الفَطوْطي - مثالُ خَجوَجي -: الرّجلُ الأفزرُ الظهرِ. والفطافطِ: الأصوَاتُ عند الرّهْزِ والجماع. والفَطْفطةُ: السّلْحُ. وقال ابن الأعرابيّ: فَطفطَ: إذا لم يفهمْ كلامهُ. ؟؟ فلسط فلسْطين - ويقال: فلْسْطوْن -: بلْدةّ من كورِ الشامِ. والعربُ في إعرابها على مذَهبينَ: منهم من يقول فلَسْطين ويجْعلها بمنزلةِ ما لا ينصرفُ ويلزمها الياءَ في كل حالِ فيقول: هذه فلسْطين ورأيتُ فلسْطينَ ومررتُ بفلسطين، ومنهم من يجعلها بمنزلة الجمع ويجعلُ إعرابها في الحرف الذي قبل النونْ فيقول: هذه فلسطون ورأيتُ فلسطينِ ومررتُ بفلسطين، والنون في كل ذلك مفتوحة. وهي كلمة روْميةّ، قال عديّ بن زيد بن مالك بن عدي بن الرّقاع: فكأنَّي من ذِكْرِهمْ خالَطتْني ... من فلَسْطين جلْسُى خمْرٍ عقاَرُ عنّقتْ في القلالِ من بيتِ رأسٍ ... سَنواتٍ وما سبَتهاْ التجَارُ والنّسْبةُ إليها: فلسْطي، قال الأعْش: متى تُسقَ من أنْيابها بعد هجعةٍ ... من اللْيلِ شرْباً حين ماَلتْ طلاتهاُ تخَلْه فلسْطياً إذا ذَقتَ طعْمه ... على ربذَاتِ النيّ حُمْشٍ لثاتهاُ وروى أبو عبيدة: " تقلهُ فلسْطياً "، ويرْوى: " على نيراتِ الظلْمِ ". وقال إبراهيم بن عليّ بن محمد بن سلمةّ بن عامرِ بن هرْمةَ: كأس فلسْطيةّ معتقةُ ... شجّتْ بماءٍ من مزنةِ البلِ ؟؟ فلط فَلَطَ الرجل عن سيفه: دهش عنه. والفَلَطُ - بالتحريك -: الفُجاءَةُ، قال: ومنهل على غِشَاشٍ وفَلَطْ. شَربت منه بين كُرهٍ وثَغَطْ والأفْلَطُ: الأحرى. وأفْلَطَني الرجل: مثل أفلتني، وقال الخليل: أفْلَطَني: لغة تميمية قبيحة في أفلتني. وأفلَطَه أمر: أي فاجأهُ، قال المنتخل الهذلي يصف امرأة حمقاء: أفْلَطَها اللَّيلُ بِعِيْرٍ فَتَسْ ... عى ثَوْبهُا مُجْتَنِبُ المَعْدَلِ ويروى: " بعيراً "، ويروى: " مُخْتَلِفُ المَعْدَلِ ": أي فاجأها الليل بعير تحمل بعض ما تحب، أي بشرت بمجيء العِيْرِ فخرجت تسعى من الفرح فتعلق ثوبها بشجرة في ناحية الطريق فانشق. وقال الجمحي: أفْلَطَها: أفْلَتَها، أي أضل لها الليل بعيراً فهي تسعى في طلبه.

فلقط

والفِلاَطُ: المفاجاة - بِلُغَةِ هّذَيْلٍ -، يقال: لقيته فِلاطاً: أي مفاجأة، قال المنتخل الهذلي أيضاً: به أحْمي المُضَافَ إذا دَعاني ... ونَفْسي ساعَةَ الفَزَعِ الفِلاطِ وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة يمدح عبد الواحد بن سليمان: أبوك غضدَاةَ المَرْجِ أوْرَثَكَ العُلى ... وخاضَ الوَغى إذْ سالَ بالمَوتِ راهِطُهْ وكانَ امْرَأً خَوّاضَ كلَّ كَرِيهَةٍ ... ومرِدى حُرُوْبٍ يَوْمَ شَرّ يُفَالِطُه ويقال: تكلم فلان فلاناً فأحسن: إذا فاجأ بالكلام الحسن. وفي حديث عمرو بن عبد العزيز - رحمه الله -: أنه رفع إليه رجل قال لرجلٍ: إنك تبوكها - يعني امرأةً ذكرها - فأمر بضربه، فجعل الرجل يقول: أأُضرَب فِلاطاً؟. وروي من وجه آخر: أن ابن أبي خنيس الزبيري ساب قريشاً فقال له: علامَ تبوك يتيمتك في حجرك، فكتب سليمان بن عبد الملك إلى ابن حزم: أن البوك سفاد الحمار؛ فاضربه الحد، فلما قُدم ليضرب قال: إنا لله أأضرب فلاطاً؟ فقال ابن حزم - وكان لا يعرف الغريب -: لا تعجلوا عسى أن يكون في هذا حد آخر. وإنما قال ذلك لأنه لم يعلم أن الكلمة كانت قذفاً. وقال ابن دريد: افْتُلِطَ الرجل: إذا فوجئ بالأمر، لغة هذلية. وقال ابن فارس: الفاء واللام والطاء ليس بأصل؛ لأنه من باب الابدال، والأصل الراء. ؟؟ فلقط الفَلْقَطَةُ في الكلام والمشي: الاسراع. ؟؟ فوط الليث: الفُوَطُ: ثياب تجلب من السند، الواحدة فُوْطَةُ، وهي غلاظ قصار تكون مآزر. قال الأزهري: لم أسمع الفُوَطَ في شيء من كلام العرب ولا أدري أعربية هي أم هي من كلام العجم، غير أني رأيت بالكوفة أزراً مخططة تباع ويشتريها الجمالون والأعراب والخدم وسفل الناس فيأتزرون بها ويسمونها الفُوَطَ، والواحدة: فُوْطَةُ. انتهى كلام الأزهري. وقال ابن دريد: فأما الفُوَطُ التي تلبس الواحدة فُوْطَةُ - فليست بعربية. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الفُوْطَةُ: لغة سندية معربة، وهي تعريب بُوتَهْ - بضمة غير مشبعةٍ -. ؟؟ قبط ابن فارس: القبط: جمعكَ الشئ بيدكَ، يقال: قبطته أقبطه قبطاً. والقِبط - بالكسر -: أهل مصرَ، وهم بنكها، ورجل قبطي، وامرأة قبطية. ومارية القبطية: أم إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم، ورضي عنهما -. والقبطيةُ: ثياب بيض رقاق من كتانٍ تتخذُ بمصر، وقد تضم، لأنهم يغيرون كثيراً في النسبة، كما قالوا: سهلي ودهري. وقال الليث فلما ألزمتْ هذا الاسم غيروا اللفظ ليعرف، فالإنسان قبطي والثوب قبطي. ومنه حديث أسامةُ بن زيدٍ - رضى الله عنه - أنه قال: كساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوباً قبطياً أو ثياباً قبطية. وقال عبد الله بن عتيك - رضي الله عنه - وذكرَ قتلَ عبد الله بن عتيكٍ - رضى الله عنه - وذكر قتل عبد الله وقيل سلام بن أبي الحقيق: فوالله ما دلنا على الابياضه على الفراش في سوادَ الليلِ كأنه قبيطة، قال زهير بن أبي سلمى يذكرُ الحارث بن ورقاءَ الصيداوي: لتأتينك مني منطق قذعُ ... باقٍ كما دنس القبطية الودك والجمعُ: قباطي. والقبطي: فرشُ عبد المطلب بن عميرُ بن سويد بن حارثة. وقبطُ: ناحية كانتْ بسر من رأى تجمعُ أهل الفساد. والقباطُ والقبيط والقبيطى والقبيطاء، إذا خففتَ مددتْ وإذا شددتْ فصرتَ. وقبط وجهه تقبيطاً: مثلُ قطبه تقطيباً. والقنيط: يذكرُ فيما بعدُ إن شاء الله تعالى. قحط القحط: لجدبُ. يقال: قحطَ المطرُ بقحطُ قحوطاً: إذا احتبس. وقال أعرابي لعمرُ - رضى الله عنه -: قحدط السحابُ، وقال ابن دريدٍ: قحدطتِ الأرض وقحطتْ وقحطاً. وحكى الفراءُ: قحط - مثالُ سمعَ - وقحط - على ما لم يسم فاعله -. وسنة قحط وقحيط. وزمن قاحط، وأزمن قواحط. والفراء: قحط - مثالُ سمعَ - وقحطَ - على ما لم يسم فاعله -. وسنة قحط وقحيط. وزمن قاحط، وأزمن قواحط. ورجل قحطي: وهو الآكولُ الذي يبقي شيئاً من الطعام، وهذا من كلام الحاضرة، نسبوه إلى القحط لكثرةُ الأكلِ. وقحطانُ: أبو اليمن، وهو قحطان بن عابر بن شالحَ بن أرفخشد بن سام بن نوح - صلواتُ الله على نوح -. وقال ابن دريد: وقد نسبوا إليه قحطاني، وأقحاطي على غير القياس. وقولُ رؤبة:

قرط

دانتْ له والسخط للسخاط ... نزارهاُ ويامنُ الاقحاط أراد: بني قحطان. وقال ابن دريدٍ: القحطةُ: ضرب من النبتٍ؛ قال؛ وليس يثبت. وضرب قحيط: أي شديد. والقحط: الضربُ الشديد. وقال ابن عبادٍ: المقحطُ من الخيلِ: الذي لا يكادُ يعيي من الجري، وأنشد: يعاودُ الشد معناً مقحطاً وعام مقحط: ذو قحطٍ، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة: ودوادياً وأوارياً لم يعفها ... ما مر من مطرٍ وعامٍ مقحط وأقحط القومُ: أي أصابهم القحطُ. وأقحط الله الأرض: أصابها بالقحط. وأقحط الرجلُ: إذا خالط أهله ولم ينزلْ، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: من جامع فأقحط فلا غسل عليه. ومر النبي؟ صلى الله عليه وسلم - من جامع فأقحط فلا غُسْل عليه. ومرّ النبي؟ صلى الله عليه وسلم - على دار عتبان بن مالكٍ الأنصاري - رضى الله عنه - بقباء فناداه وهو مخالط أهله فأكسلَ واغتسل وآتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاخبره الخبر فقال: إذا أعجلتَ أو أقحطتَ فلا غسل عليك وعليك الوضوء. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا كان في أول الإسلام ثم نسخَ بقوله - صلى الله عليه وسلم -: إذا قعد بين شُعبها الأربع وألزق الختان بالختان فقد وجبَ الغسلُ. والتركيبُ يدلُ على احتباس الخير ثم يستعارُ. ؟؟ قرط القرطُ: الذي يعلقُ في شحمة الاذن، والجمعُ: أقراط وقروط وقروطة وقراط - مثال بردٍ وإبرادٍ وبرودٍ؛ وقلب وقلبةٍ ورمحٍ ورماحٍ -: قال رؤبة: كأن بين العقد والأقراط ... سالفة من جيدَ رئم عاط وقال المتنخلُ الهذلي يذكرُ قوساً: شنقتُ بها معابلَ مرهفاتٍ ... مسالات الأغرة كالقراط ويروى: " قرنتُ بها ". وعن عنبسة بن عبد الرحمن قال: حدثتني جدتي أنها دخلت على أم سلمة: - رضى الله عنها - فرأت في أذنيها قرطين وفي عنقها قلادةً. وفي المثل: خذه ولو بقرطي مارية: هي بنتُ ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية الكندي أم الحارث بن أبي أشمر الغساني، وهي أول عربية تقرطتُ وسارَ ذكرُ قرطيها في العرب، وكانا نفيسي القيمة؛ قيل: إنهما بأربعين ألف دينارٍ، وقيل: كانتْ فيهما درتان كبيض الحمام لم ير مثلهما. وقيل: هي امرأة من اليمن أهدتْ قرطيها إلى البيت. يضربُ في الترغيب في الشيء وإيجاب الحرض عليه، أي: لا يفوتنك على حالٍ وإن كنت تحتاج في أحرازه إلى بذلِ النفائس، قال ذو الرمة: والقرطُ في حرة الذفرى معلقةُ ... تباعدَ الحبلُ منه فهو يضطربُ وذو القرط: السكنُ بن معاوية بن أمية بن زيد بن قيس بن عامرة بن مرة بن مالك بن الاوس بن حارثة الاوسي الأنصاري، من الجعادرة. وذو القرطْ: - واسمه الوشاحُ - سيف خالد بن الوليد - رضى الله عنه -، وهو القائل فيه: وبذي القرطْ قد قتلتُ رجالاً ... من كهولُ طماطمٍ وعرابٍ والقرطُ: سيفُ عبد الله بن الحجاج الثعلبي، وهو القائل فيه: تقول والسيفُ في أضراسها نشب ... هذا لعمركُ موت غير طاعون فما ذمتُ أخي قرطاُ فابعطهُ ... وما نبا نبوة يوماً فيخزيني وقال الليث: القرطةُ: شية حسنة في ابلمغرى؛ وهي أن يكون للعنز أو للتبس زنمتان معلقتان من أذنيها، فهي قرطاءُ، والذكر أقراط، ويستحب في التيس لأنه يكون مناثاً، والفعلُ: قرط قرطاً. وقال ابن عبادٍ: قرطُ الصبي: زبيبه. وقال الدينوري: القرطُ: شبيه بالرطبة وهو أجل منها وأعظم ورقاً، وهي الذي يسمى بالفارسية: الشذر. والقريط - مصغراً - وساهم: فرسانٍ لكندة، قال سبيعُ بن الخطيمُ التيمي: أرباب نحلة والقريط وساهم ... إني هنالك إلف مألوف نحلة: فرس سبيع بن الخطيم. والقريط - أيضا - والحمالة: فرسان لبني سليم، قال العباس بن مرداس السلمي - رضي الله عنه - وأنشده له أبو محمد الأعرابي: بين الحمالة والقريط فقد ... أنجبت من أم ومن فحل وقال ابن دريد: القروط: بطون من العرب من بني كلابٍ لأنهم أخوة أسموهم: قرط: وقريط؛ ولم يزد. وقال ابن حبيب في جمهرة نسب قيس عيلانَ: القرطاءُ وهم قرط وقريط بنو عبد بن أبي بكر بن كلاب. وقال ابن دريد: القُرْطانُ لغة في القُرْطاطِ. والقِرْطاطِ: وهو للسرج بمنزلة الولية للرحل، وربما استعمل للرحل أيضاً، قال حميد الأرْقَطُ:

بأرْحَيَّ مائرِ المِلاَطِ ... ذي زُفْرَةٍ تَنْشُزُ بالقُرْطاطِ وقال الزَّفَيان: كأنَّما أقْتَادِيَ الأسامِطا ... والقِطْعَ والقَراطِطا ضَمَّنْتُهُنَّ أخْدَريّاً ناشِطا الأسمامِطُ: المعاليق وهي ما علقه من متاعهِ برحله. وفي حديث سليمان الفارسي - رضي الله عنه -: أنه دخل عليه في مَرَضه الذي مات فيه فنظروا فإذا إكافٌ وقُرْطاطٌ. وقال ابن دريد: القَرْطيَّةُ - بالفتح -: إبِلٌ تنسب إلى حَيّ من مهرة، وأنشد: أما تَرى القَرْطيَّ يَفْري نَتْقا النَّتْقُ: النَّفْضُ، وامرأة مِنْتاق: كثيرة الولدِ؛ من نَتْق الرحم. وقال يونس: القِرطيُّ - بالكسر -: الصرع على القَفا. والقِرَاطُ - بالكسر -: شعلةُ السّراج ما احترق من طرف الفتيلة. وقيل في قول المنتخل الهذلي يصف قوساً: شَنَفْتُ بها مَعَابِلَ مُرْهَفَاتٍ ... مُسَالاتِ الأغِرَّةِ والقِرَاطِ إن القِرَاطَ جمع قُرْطٍ، أي في الصفاء والحسن، أي تبرق نصالها كأنها قِرَطَةٌ في بريقها. وقال أبو عمرو: القِرَاطُ: المصابيح؛ وقيل: السُّرُجُ، الواحد قُرْطٌ. ويروى:؟ قَرَنْتُ بها؟. وقال ابن عباد: قِرَاطا النصل: طَرَفا غراريه. والقِيْراطُ: معروف، ووزنه يختلف باختلاف البلاد، فهو عند أهل مكة - حرسها الله تعالى - ربع سدس الدينار، وعند أهل العراق نصف عشر الدينار. وأصله قِرّاطٌ بالتشديد؛ لأن جمعه قضرارِيْطُ، فأبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء؛ على ما ذكرناه في دينار. وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قِيراطٌ ومن شهدها حتى تدفن فله قِيراطانِ، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين. رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -: فبلغ ذلك ابن عمر - رضي الله عنهما - فقال: لقد أكثر أبو هريرة، فبلغ ذلك عائشة - رضي الله عنها - فصدقت أبا هريرة، فقال: لقد فرطنا في قَرارِيطَ كثيرة. وقِيْرَاطٌ: أبو العلية من أتباع التابعين، يروي عن الحسن البصري ومجاهد. وأما قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما بعث الله نبياً ألا رَعى الغنم - ويروى: إلا راعي غنم -، قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا كنت أرعاها على قَرَارِيْطَ لأهل مكة. فالمراد بها قَرارِيطُ الحساب. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: قدمت بغداد سنة خمس عشرة وستمائة وهي أولى قدمةٍ قدمتها؛ فسألني بعض المحدثين عن معنى القَرارِيطِ في هذا الحديث، فأجبته بما ذكرت، فقال: سمعنا الحافظ الفلاني: أن القَرارِيْطَ اسم جيل أو موضع، فأنكرت ذلك كل الإنكار، وهو مصر على ما قال كل الإصرار. أعاذنا الله من الخطأ والخطل والتصحيف والزلل. والقِرْطِيْطُ: الداهية، وأنشد أبو عمرو: سَألناهُمُ أنْ يَرِفدونا فأجْبَلوا ... وجاءت بِقِرطِيطِ من الأمرِ زيْنَبُ وقال ابن دريد: يقال ما جاد لنا فلان بِقِرْطِيطٍ: أي ما جاد لنا بشيْ يشير، وصنعوا في هذا بيتاً وهو: فَما جادَتْ لنا سَلمى ... بِقِرْطِيطٍ ولا فُوْفَه الفُوْفَةُ: القشرة الرقيقة التي على النواة. هكذا قال ابن دريد في هذا التركيب، وقيل البيت بيت وهو: فأرْسَلتُ إلى سَلمى ... بأنَّ النَّفْسَ مَشْفُفَهْ ويروى: " بِرِنْجِيرٍ ولا فُوْفَهْ ". وقال الليث: القِرْطِيْطُ: لغة في القُرْطاطِ. والقاْرِيطُ - ويقال: القَرَارِيطُ -: حب الحمر وهو الثمر الهندي. وقَرَّطْت الجارية تَقْرِيطاً: ألبستها القُرْطَ، قال رجل لامرأته وقد سألته أن يحليها قُرْطَينِ: تَسْلاُ كلّ حرةٍ نحينِ ... وإنما سَلاتِ عكتينْ ثم تقولينَ أشرِ لي قرطينِ ... قرطكِ الله على العينينِ عقارباً سُواداً وأرقمين ... نسبتِ من دينِ بني قنينِ ومن حسابٍ بينهم وبيني وقرطَ فرسهَ: إذا طرح اللجامَ في رأسه. وقيل: التقريطُ: أن يجعلوا الأعنة وراءَ أذان الخيلِ عند طرح اللجم في رؤوسها، أخذ من تقريط المرأة. وفي حديث النعمان بن عمرو بن مقرنٍ - رضي الله عنه -: فلشب الرجالُ إلى أكمةِ جيولها فيقرطها أعنتها. وقد كتبَ الحديثُ بتمامه في تركيب رث ث. وقَرَط السراجَ: إذا نَزَعَ منه ما احترقَ ليضئَ. وقال ابنُ عبادٍ: قرطتُ إليه رسولاً: أعجلتهُ إليه.

قرفط

وقال غيرهُ: قرطه عليه: إذا أعطاهُ قليلاً قليلا. وقال ابنُ دريدٍ: قرط فلان فرسهَ العنانَ: فلهذه موضعانِ: ربما استعملوها في طرْح اللجام في رأس الفرسَ، وربما استعملوها للفارسِ إذا مد يدهَ بعنانه حتى يجعلها على قذالِ فرسهَ في الحضرِ. وقيل: تقريطُ الخيلِ جملهاُ على أشد الحضرْ، وذلك أنها إذا أشتدّ حضرهاُ امتد العنانُ على أذنها. ؟؟ قرفط ابنُ عبادٍ: القرفطةُ في المشي كالقرمطةِ. قال: والقرفطة - أيضاً -: ضربُ من البضعِ. وقال غيرهُ: اقرنفطتِ العنزُ: إذا جمعتْ بين قطريها عند السفادِ؛ لأن ذلك الموضعَ يوجعهاُ، قال قمام الأسدي لامرأته غمامة وكانتْ عنده ثمانين سنة: يا حبذاّ مُقْرَ نْفطكَ ... إذ أنا لا أفرطكْ فأحابته المرأةُ: يأحبذا ذباذبكْ ... إذ الشبابُ غالبكْ وقال ابنُ الأعرابي: اقْرَنْفَطَ: إذا انقيضَ واجتمعَ. وقال ابن عبادٍ: المقْرنفطُ: المستكبر من الغضبِ المنتفخُ. ؟؟ قرمط ابن دريدٍ: القرموطُ: والقرمودُ: ضربان م ثمر العضاه، كذا قال: العضاه، والصوابُ: الغضا. وقال الازهري: قرموطُ الغضا ثمرهُ الأحمرُ يحكي لونه نورُ الرمان أولَ ما يخرجُ. وقال أبو عمرو: القُرموطُ من ثمر الغضا كالرمانِ يشبه به الثديُ، وأنشد في صفةَ جاريةٍ نهدَ ثدياها: وينشزُ جيبَ الدرعِ عنها إذا مشتْ ... خميل كقرموطُ الغضاِ الخضلِ الندى قال: يعني ثدييها. وقال ابن الأعرابي: يقالُ لدحروجةِ الجعل: القرموطُ. وقال ابنُ عبادٍ: القرمطتان من ذي الجناحينِ: كالنخرتينِ من الدابة، قال: ورواه الجاحظُ: القرطمتانِ؛ على القلب. قال: والقرمطيط: المتقاربُ الخطوِ. وقال غيرهُ: القرمطي: واحدُ القرامطةِ. القرمطة في الخط: دقةّ الكتابةِ وتداني الحروف والسطور. والقرمطةُ في اللمشي: مقاربةُ الخطو. وقرمط البعيرُ: إذا قاربَ خطاه. ويقال: أقرمط الرجلُ: إذا غضبَ وتقيض، وأنشد الأزهري لزيدُ الخيلَ - رضى الله عنه -: أنشد أقرمطتْ يوماً من الفزع المطي كذا هو في التهذيب للأزهري في نسخةٍ قرنتْ عليه وتولى إصلاحها وضبطها وشكلها؛ المطي؛ بالميم والطاء المحققين، وأنشده بعض من صنف في اللغة أيضاً لزيد الخيل - رضى الله عنه -: تكتسبها في كل أطرافِ شدةٍ ... إذا أقرمطتْ يوماُ من الفزعَ الخصى والذي في شعره هو: وذاكَ عطاءُ في كل غارةٍ ... مشمرةٍ يوماً إذا قلص الخصى ؟؟ قسط القسطُ - بالكسر -: العدلُ، قال الله تعالى:) قلْ أمَر يأمرُ بالعدلِ والإحسان (، يقال: قسطِ يقسطَ - بالضم -: لغة، والضم قليل، وقرأ يحيى بن وثابٍ وإبراهيم النخعي:) وإنُ خفتمْ ألا تقسطوا (بضم السين. وقوله تعالى) ذلُكم أقسطُ عند الله (أي أقومُ واعدلُ. وقوله تعالى) ونَضعُ الموازينَ القسطَ (أي ذوات القسط: أي العدلَ. والقسطُ - أيضا - مكيال، وهو نصف صارع، ومنه الحديث: إن النساء من أسفه السفهاء إلا صاحبة القسط والسراج. كأنه أرادِ التي تخدمُ بعلها وتوضه وتقومُ على رأسه بالسراج، والقسطُ: الإناء الذي توضه فيه؛ وهو نصف صاعٍ. وقولُ النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: إن شاء لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفضُ القسطُ ويرفعهُ، حجابه النورُ، لو كشفَ طبقهُ أحرق سبحاتُ وجهه كل شئٍ أدركهُ بصرهُ، واضع يدهَ لمسيء الليل ليتوبَ بالنهار ولمسيء النهار ليتوب بالليل، حتى تطلعَ الشمسُ من مغربها. لا ينبغي له أن ينام: أي يستحيلُ عليه ذلك. القسطُ: القسمُ من الرزق والحصةُ والنصيبُ أي يبسطه لمن يشاء ويقدره. والطبقُ: كل غطاءٍ لازمٍ. السبحاتُ: جمعُ سبحةٍ فتح العينِ وتسكنها العجائز لأنهن يسبحنِ بهمَ، والمرادُ:

صفاتُ الله: - جل ثناؤه - التي يسبحهُ بها المسبحونَ من جلاله وعظمته وقدرته وكبريائه. وجهه: ذاته ونفسه. النورُ: الآيات البيناتُ التي نضبها أعلاماً لتشهدَ عليه وتطرقَ إلى معرفتهِ والاعتراف به، شبهتْ بالنور في آثارها وهدايتها، ولماَ كانَ الملوك أن تضربَ بينَ أيديهم حجبُ إذا رآها الراءون علموا أنها هي التي يحتجبون وراءها فاستدلوا على مكانهم بها قيل: حجابهُ النور؛ الذي يستدل به عليه كما يستدل بالحجاب على الملك المحتجب. ولو كشف طبقه: أي طبقُ هذا الحجاب وما يغطي منه وعُلم جلاله وعظمتهُ علماً جلياً غير استدلاليّ لما أطاقت النفوس ذلك ولهلك كل منْ أدركه بصرهُ: أي لما أطاقتُ النفوسُ ذلك ولهلكَ كل من إدراكه بصرهُ: أي علمه الجلي، فشبه بإدراك البصر لجلاله، واضع يده: من قولهم وضعَ يده عن فلانٍ، إذا كف عنه؛ يعني لا يعاجلُ المسيء بالعقوبةِ بل يمهله ليتوبَ. وقولُ امرئ القيس: نطعنهمُ سُلكىُ ومخلوجةً ... كركَ كرجلِ لامتينِ على نابلِ إذ هنّ أقساط كرجلِ الدبى ... أو كقطاً كاظمةَ الناهلِ ويروى: " كر كلامين "، ويروى: " فهن أرسال ". أقساطُ: أي قطع. وأرسال: أي أقطاع؛ واحدها رسل. وقاسط: أبو حي من العربَ، وهو قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة. والقسطُ - بالتحريك -: يبس في العنق، يقالُ: عنق قسطاءُ وأعناق قساط، قال رؤبة: حتى رضوا بالذل والايهاطِ ... وضربِ أعناقهم القساط ويروى: " القساط " جمع قاسطٍ وهو الجائرُ. والقسطُ - أيضا -: انتصاب في رجليَ الدابة وذلك عيب لأنه يستحب فيهما الانحناءُ والتوتير. يقال: فرس أقسط بينُ القسطَ. والأقسطُ من الإبل: هو الذي ف عصبَ قوائمه يبس خلقه. وقال أبو عمرو: قسطتْ عظامه قسوطاً: إذا يبستْ من الهزال، وأنشد: أعطاه عودا قاسطاً ... عظامهُ وهو ينحي أسفاً وينتخب والقسوطُ: الجورُ والعدولُ عن الحق، وقد قسط يقسطُ وقسوطاُ، قال الله تعالى:) وأما القاسطونَ فكانوا لجهنم حطبا (، ونمه قولُ عزةَ للحجاج، يا قسطُ يا عادلُ، ويروى: أنت قاسط عادل. نظرتْ إلى هذه الآية وإلى قوله تعالى:) وهُمْ بربهمَ يعدلون (، وقال القطامي: أليسوا بالأُلى قسطوا ... قديماُ على النعمان وابتدروا السطاعا والقسطُ: من عقاقيرِ البحرْ، وهو دوار خشي، في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن خيرَ ما تداويتمُ به الحجامةُ والقسطُ البحري. وأما قولُ غادية الدبيرية: أبدتْ نفياً زانهُ خمارها ... وقسطةً ما شانها غفارها فقيل: هي الساقُ، ورواه أبو محمدٍ الأعرابي: " وقضصةً ". وإسماعيل بن عبد الله قسطنطينين المعروفُ بالقسطُ، المكيُ، مولىَ بني مسيرة، قرأ على عبد الله بن كثير المكي. وقال ابن عمرو: القسطانُ: قوس قزح، وقد نهي أن يقال قوسُ قزحَ، ويقالُ لها: قوس الله والندءةُ والندءةُ. وقال أبو سعيدٍ: يقال لقوس الله: القسطاني: قال الطرماح: وأديرتْ خففّ دونها ... مثلُ قسطاني دجنِ الغمامْ وقسطانة: حصن بالأندلس. وقسطانةُ: قرية على مرحلة من الري على طريق ساوة. وقسطونُ: حصن من أعمال حلب. وقسنطينية: قلعةَ كبيرة حصينة من حدود إفريقية.

قشط

وقسطنطينية: ويقالُ قسطنطينية -: دار ملك الروم، وفتحها من أشراط قيام الساعة، وهو ما روى أبو هريرة - رضى الله عنه - عن النبي؟ صلى الله عليه وسلم - أنه قال: لا تقوم الساعة حتى تنزلُ الرومُ بالأعماق أو بدايقٍ فيخرجُ إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذٍ؛ فإذا تصافوا قالتِ الرومُ، خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهمُ، فيقول المسلمون: لا الله ولا نخلي بينكم وبين اخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً ويقتلُ ثلث هم أفضلُ الشهداء عند الله ويفتتحُ الثلث لا يفتنون أبداً. فيفتتحونَ قسطنطينية؛ فينما هم يقتسمونَ الغنائم قد علقوا سيوفهم بتالزيتون إذا صاحَ فيهم الشيطانُ إن المسيح قد خلفكم في أهاليكمُ، فيخرجونَ، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرجَ فبينما هم يعدون يسوون الصفوفَ إذا أقيمتِ الصلاةُ فينزلُ عيسى بن مريم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذابَ كما يذوبُ الملحُ في الماء، فلو تركه لانذابَ حتى يهلك، ولكنْ يقتلهُ الله بيده فيريهمْ دمهَ في حربته. وفي حديث معاوية - رضي الله عنه -: أنه لما بلغه خبر صاحب الروم أنه يريد أن يغزو بلاد الشام أيام فتنة صفين كَتَبَ إليه يحلف بالله لئن تممت على ما بلغني من عزمك لأصالحن صاحبي ولأكُونن مقدمته إليك فلا جعلن القسطنطينية البخراء حممةً سوداء ولأنتزعنك من الملك انتزاع الإصطفلينة ولأرُدنَّك إريسا من الأرارسة ترى الدوابل. وقال أبو عمر: القَسطَان والكسطان: الغُبار، وأنشد: أثَاب راعِيها فَثَارَتْ بِهَرَج ... تُثِيْرُ قَسطانَ غُبَارٍ ذي رَهَجْ وأقْسَطَ الرجل: أي عدل، قال الله تعالى:) وأقْسِطُوا إنَّ الله يُحِبُّ المُقْسِطِين (. والتَّقْسِيْطُ: التقتير، قال الطَّرِمّاحُ يرثي عدبس بن محمد بن نفر: كَفّاهُ كَفُّ لا يُرى سَيْبُها ... مُقَسَّطاً رَهْبةَ إعْدَامِها أي لا يُقَسَّطُه؛ أي لا يقدره؛ ولكن يعطي بغير تقدير. والاقتِسَاطُ: الاقِتَسام، وقال الليث: يقال تَقَسطُوا الشيء بينهم: أي اقْتَسَمُوا على القِسْطِ والعدل بينهم بالسوية. والتركيب يدل على معنيين متضادين، وقد شَذَّ عنه القُسْطُ للدَّواء. ؟؟ قشط القَشْطُ والكَشْطُ: واحد؛ كالقَحْطِ والكَحْطِ والقافور والكافور، وقرأ ابن مسعود؟ رضي الله عنه - وعامر بن شراحيل الشيعي وإبراهيم بن زيد النخعي:) وإذا السَّمَاءُ قُشِطَتْ (. وقال ابن السكيت: قَشَطَ فلان عن فرسه الجل وكشطَه: أي كَشَفه. وقَيْشَاطَةُ: مدينة بالأندلس من أعمال جيان ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن الوليد القيشاطي الأديب. وقال ابن عباد: القَشْطُ: الضرب بالعصا. وانْقَشَطَتِ السماء وتَقَشَّطَت: أي أجهت وأصحت. ؟؟ قطط قَطَطْتُ الشيء أقُطُّه - بالضم -: إذا قطعته عرضاً، ومنه قَطُّ القلم، وفي الحديث: كانت ضربات عليٍ - رضي الله عنه - أبكاراً؛ إذا اعتلى قد؛ وإذا اعترض قَطَّ. وقال الليث: القَطُّ الشيء الصلب كالحقةِ تُقَطُّ على حذو مستو كما يقط الإنسان قصبة على عظمٍ. قال: والمقطَّةُ: عظيم يكون مع الوراقين يقطون عليه أطراف الأقلام. وقال غيره: القطاطُ: الحقاق الذي يعمل الحقق؛ وهو الخراطُ. وقَّط السَّعْر يقطُّ؟ بالكسر - قطاً: إذا غلا، يقال: وردنا أرضاً قاطاً سعرها، قال أبو وجزة السَّعْديُّ: أشْكُو إلى الله العزيز الجبَارْ ... ثُمَّ إليك اليوْم بُعد المُسْتارْ وحاجة الحي وقَّط الأسعار وقال شمُر: قَّط السعر بمعنى غلا خطأ عندي وإنما هو بمعنى فتر. وقال الأزهري؛ وهم شمر فيها. وقال الفراء: سعْر مقطُوط، وقد قُط؛ على ما لم يُسمَّ فاعله، وقد قطه الله. وقال ابن الأعرابي: القاطُط: السْعر الغالي. وقط: معناها الزًّمان الماضي، يقال: ما رايتهُ قط: أي فيما مضى من الزمان، ولا يقال لا أراهُ قطُّ، وإنما يستعمل في المستقبل: عوض وعوضُ. وقال ابن فارس: أي أقطع الكلام فيه؛ هذا يقوله على جهة الإمكان.

الكسائُّي: كان أصلها قططُ، فلما سكن الحرف الأول للإدغام جعل الآخر متحركاً إلى إعرابه. ومنهم من يقول قطُّ يتبع الضمة الضمة مثل مدُّ يا هذا. ومنهم من يقول قُط مُخففَّة يجعلها أداةً ثم يبنيها على أصلها ويضم آخرها بالضمة التي في المشددة. ومنهم من يتبع الضمة الضمة في المخففة أيضاً فيقول قط كقولهم: لم أره مُذُ يومان، وهي قليلة. هذا إذا كانت بمعنى الدًّهر. فأما إذا كانت بمعنى حسب وهو الاكتفاء فهي مفتوحة ساكنة الطاء، تقول: رأيتهُ مرةً واحدةً فقط، فإذا أضفت قلت: قطك هذا الشيء: أي حسبك، وقطني وقطني وقط، قال: امْتلأ الحوُض وقال قطْني ... مهلاً رُويْداً قد ملأتَ بطْني وربما دَخَلتِ النونُ لِيسلمَ السكون الذي بني السكون عليه، وهذه النون لا تدخل الأسماء، وإنما تدخل الفعل الماضي إذا دخلته ياء المتكلم؛ كقولك: ضربني وكلمني، لتسلم الفتحة التي بني الفعل عليها ولتكون وقاية للفعل من الجر، وإنما أدخلوها في أسماء مخصوصة نحو: قطني وقدني وعني ولدني، لا يقاس عليها، فلو كانت النون من أصل الكلمة لقالوا: قَطْنُكَ، وهذا غير معلوم. وقال الليث: ومنهم من يقول: قَطْ: قَطْ عبد الله درهم؛ فينصبون بها، ومنهم من يدخل النون فيها وينصب فيقول: قَطْنَ عبد الله درهم فمن خفض قال إذا أضاف: قَطِيْ وقَدِي درهم. ومن نصب قال إذا أضاف: قَطْني وقَْني. زمنهم من يدخل النون إذا أضاف إلى المتكلم خفض بها أو نصب. والقِطُّ - بالكسر -: السَّنَّوْرُ. والجمع قِطَاطُ. قال: أكلت القطاط فأفنيتها ... فهلْ في الخنانيْص من مغْمرِ والقطُّ - أيضاً -: الكتاب والصك بالجائزة. وقوله تعالى:) عجل لنا قطنا (أي نصيبنا، وأصله الكتاب يكتب للإنسان فيه شيء يصل إليه. واشتقاقه من القط وهو القطع. وكذلك النصيب هو القطعة من الشيء كأنهم قالوا: عجل لنا نصيبنا من العذاب الذي تنذر نابه. وقال أبو عبيدة: القُط: الحساب. وفي حديث ابن عمر وزيد بن ثابت - رضي الله عنهم - أنهما كانا لا يريان ببيع القطوط إذا خرجت بأساً. هي الخطوط التي فيها الأرزاق يكتب بها إلى النواحي التي فيها حق السلطان. قال الأعشى يمدح المحلق وهو عبد العزى بن خثيم بن شداد: ولا الملكُ النُّعمان يوْم لقيُهُ ... بنعمته يُعْطي القُطوْط ويأفق ويروى " بأمَّته ". وقال أبو زيدٍ: القطقُط - بالكسر -: أصغرُ المطر. ثم الرذاذ فوق ذلك. ثم الطَّشُ فوق الرذاذ. ثم البغشُ فوق الطش. ثم الغبية فوق البغش. وكذلك الحلبة والشجذة والحفشة والحشكة مثل الغبية. وقال اللَّيْثُ: القطْقطُ: المطر المتحاتن المتتابع العظيم القطر، قال هلال بن رزينٍ: فَوَلَّتْ تَحْت قطقطها سراعاً ... تكْبُّهُمُ المُهنَّدةُ الذُّكُوْرُ وقال أبو سعيد: القطقط: الصغير القطر مثل الدمق، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة: ومُصوَّتٍ واللَّيْلُ يرْمي رحلهُ ... وسواد عمته بسارِي القطقطِ وقال بعضهم: القطقط: صغار البرد الذي يتوهم برداً أو مطراً. وقال ابن الأعرابي: الأقُّط: الذي سقطتْ أسنانُه. وقال الفراء: هو الذي انسحقت أسنانه حتى ظهرت درادرها. وقال النَّضْرُ: في بطنِ الفرس مقاطهُ: وهي طرفه في القص وطرفه في العانة. وقطاط - مثال حداد وبداد -: أي حسبي. قال عمرو بن معدي كرب - رضي الله عنه -: غدرْتُم غدْرَةً وغدرْتُ أخرى ... فلا إن بينْنا أبداً تعاط أطلْتُ فراقكُمْ عاماً فعاماً ... وديْنُ المذحجيَّ إلى فراط أطلتُ فراقكُمْ حتى إذا ما ... قتلْتُ سراتكُمْ كانتْ قَطاطِ وقال ابن دريد: القطقُوطُ: الصغير الجسم. وليس بثبتٍ. والقطقطانة: موضع قرب الكوفة من جهة البرية بالطف: به كان سجن النعمان بن المنذر. قال الكميتُ يمدح مسلمة بن هشام بن عبد الملك: تأبَّد من سلْمى حصُيْدُ إلى تُبل ... فذُوْ حُسُمٍ فالقُطقطانة فالرجل والقُطقُطُ: موضع.

قعرط

ورجل قط الشعر وقطط الشعر: بمعنى. وجعد قطط: أي شديد الجعودة. وقد قطط شعره - بالكسر -. وهو أحد ما جاء على الأصل بإظهار التضعيف. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لعاصم بن عدي - رضي الله عنه - في قصة الملاعنة: إن ولدته أحيمر مثل الينعة فهو لأبيه الذي انتفى منه. وإن تلده قطط الشعر أسود اللسان فهو لشريك بن السحماء. قال عاصم - رضي الله عنه -: فلما وقع أخذت بفقويه فاستقبلني لسانه أسود مثل الثمرة. وقيل: بفقويه غلط. والصواب بفقميه أي بحنكيه. الينع: ضرب من العقيق: الواحدة: ينعةُ. وفي حديثه الآخر: أنه قال: من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا: الجد بن قيس على أنا نبخلهُ فقال: وأي داءٍ أدوا من البخل!: بل سيدكم الجعد القطط عمرو بن الجموح. فقال بعض الأنصار: وسُوَّد عمرو بن الجمُوح لجُوده ... وحُق لعمرٍو ذي النَّدى أن يُسوَّدا إذا جاءهُ السُّوُّالُ أنْهب مالهُ ... وقال: خُذُوْهُ إنه عائدُ غدا وليس بِخَاطٍ خطوةً لدنيةٍ ... ولا باسطٍ يوماً إلى سوءةٍ يدا فلوْ كُنت يا جدُّ بن قيس على التي ... على مثْلها عمروُ لكُنْت المُسوُّدا الجعدُ: الكرمُ الجواد. وقد جاء القطط تأكيداً له. وهذه كنايةُ عن خُلوَّه من الهجنة وخلوصه عربياً. ومتى أثبت له أنه عربي تناوله المدح وردفه أن يكون كريماً جواداً. والقطائطُ: من قرى زنار ذمار باليمن. ويقال: جاءت الخيل قطاط: أي قطيعاً قطيْعاً، قال هميان بن قحافة: بالخيْل تْترى زيماً قطائطا ... ضرباً على الهام وطعناً واخطا وقال علقمة بن عبدة: نحْنُ جلبْنا من ضريَّة خيْلنا ... نكلَّفُها حدَّ الآكام قطائطا الرواية على الخرم. وهذا البيت أول القطعة. وواحد القَطائِط: قَطُوْطٌ: مثال جدود وجدائد. وقيل: قَطاَئِطَ: أي رعلاً وجماعات في تفرقة. وقال أبو زيد: القَطِيْطَةُ والقِطَاطُ - بالكسر -: أعلى حافة الكهف. وجمع القِطًاطِ: أقِطْةُ. وقال الليث: القِطَاطُ: حرف الجبل أو حرف من صخر كأنما قُطَّ قَطّا. والجمع: الأقِطّةُ. والقِطَاطُ - أيضاً -: المثال الذي يحذي عليه. والقِطَاطُ -: أيضاً -: الشديد جعودة الشعر. وقال المنتخل الهذلي: يُمّشي بَيْننا حانُوْتُ خَمْرٍ ... من الخُرسْ الصَّرَاصِرة القِطَاطِ الخُرسْ: العَجم، والصَّرَاصِرة: نَبط الشام. ومن نصب " حانوت " جعله اسماً للخمر. والقِطَاطُ: مدار حوافر الدابة، وقال رؤبة: فأيُها الحاذي على القِطَاطِ والقَطَاقِطُ: موضع، قال: ثَوَينا بالقَطاقِط ما ثَوَيْنَا ... وبالعِبْرَيْن حَولاً ما نَرِيْمُ وقال ابن عباد: رجل قَطَوْطُ - مثال حَزَؤرِ -: أي خفيف كميش. وقرب قَطْقَاطُ: أي سريع، قال جساس بن قطيب يصف فحلاً: يُصْبِحُ بَعْدَ الدْلَج القَطقَاطِ ... وهو مُدِلٌ حَسَنُ الآلْيَاطِ والقَطَوْطي: الذي يقارب خطوه. وقُطَيِقطُ: موضع، قال القطامي: أبَتِ الخُروجَ من العِراقِ ولَيْتَهَا ... رَفَعَتْ لنا بِقْطَيِقطٍ أظعانا وتَقْطِيْطُ الحقة: مبالغة في قَطّها. قال رؤبة: سَوّى مَسَاحِيِهنُ تَقْطِيْطَ الحُقَقْ ... تَفْلِيلُ ما قارَعْنَ من سُمْرِ الطُرَقْ أراد أن يقول: حوافرهن كأمثال المساحي. وقَطْقَطَتِ السماء: من القِطْقِطِ. وقال ابن عباد: المُقَطْقَطُ الرأس: المصنعه هكذا هو في كتابه محققاً بكسر النون المشددة، قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: والصواب عندي مصعنبه؛ بفتح النون وبعدها باء. وقال أبو زيد: تَقَطْقَطَتِ الدلو إلى البئر: أي انحدرت، قال ذو الرمة: وبَيْتٍ بِمَهْوَاة هَتَكْتُ سَمَاءَهُ ... إلى كَوْكَبٍ يَزْوِي له الوَجْهَ شارِبُهْ بِمَعْقُوَدةٍ في نِسْعِ رَحْلٍ تَقَطْقَطَتْ ... إلى الماءِ حتّى انْقَدَّ عنها طحالِبُهْ أي بيت العنكبوت، والكوكب: معظم الماء، وأراد بالمعقودة: سفرةً، تَقَطْقَطَتْ: مرت إلى الماء. والتَّقَطْقُطُ - أيضاً -: تقارب الخطو. وقال ابن عباد: يقال: جاء يَتَقَطْقَطُ: إذا جاء مُسرعاً. وتَقَطْقَطَ في البلاد: ذهب فيها. والتركيب يدل على قطع الشيء بسرعة عرضا. ؟؟ قعرط

قعط

أبو عمرو: القَعْرَطَةُ والقَعْوَطَةُ: تقويض البناء. ؟؟ قعط القَعْطُ: الشد والتضييق، يقال: قَعَطَ على غريمه يَقْعَطُ قَعْطاً، والقَعْطَةُ: المرة الواحدة، قال الأغلب العجلي. كَم ْبَعدَها من وَرْطَةٍ ووَرْطَتِ ... دافَعَهَا ذو العَرشِ بَعْدَ وَبْطتي مِنّي فَأَعْلى بَدَني وخُطَّتي ... ودافَعَ المَكْرُوْه بَعْدَ قَعْطَتِي والقَعْطُ - أيضا -: الجبن والضرع والغضب وشدة الصياح. والقَعْطُ - أيضاً -: الشّاءُ الكثيرة. وقال أبو عمرو: القاعِطُ: اليابس. وقعَطَ شعره من الحفوف: إذا يبسَ. وقال ابن السكيت: القَعْطُ: الطَّرْدُ، ورجل قَعّاطُ: شديد السوق. وكل مشدد: قَعّاطُ، قال رؤبة: والمُلْكُ في عادِينا القَعّاطِ قال: والقَعْطُ: الكشف. وقال أبو حاتم: يقال للأنثى من الحجلان: قُعَيْطَةٌ. وقال ابو العميثل: قَعِطَ - بالكسر -: إذا هان وذل. والقَهْطُ: شد العصابة والعمامة، والمِقْعِطَةُ: العمامة، وأنشد الليث: طُهَيَّةُ مَقْعُوْطٌ عليها العمائم وقال ابن عباد: القِعَاط: الخيار من كل شيءٍ. وأقْعَطَ: أي صاح؛ مثل قَعَطَ. وقال ابن السكيت: أقْعَطَ القوم عنه: أي انكشفوا. وقال ابو العميثل: أقْعَطْتُه: أي أهنته وأذللته. وهو يُقَعَّطُ الدواب تَقْعِيْطّا: إذا كان عجولا يسوقها سوقاً شديداً. وقال ابن عباد: قَعْطَ: صاح: مثل قَعَطَ وأقْعَطَ في القول: أفْحَشَ. وقعَّط على غريمه: إذا شدد عليه: مثل قعط بالتخفيف قال: بل قابٍض بنانُه مقُعَّطه ... أعطْيتُ من ذي يده بسُخُطه بل: بمعنى رُبْ. وقال أبو عمرو: المُقعطُ: الحمل إذا كان مرتفعَّا على الدابة. قال: والمتقعط الرأس: الشديد الجعُودة. والمتقعط في الدين: المتشدد فيه. والاقتعاطُ: العمامة على الرأس من غير إدارةٍ تحت الحنك. وروى أبو عبيدٍ القاسم بن سلام بلا إسنادٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بالتلحي ونهى عن الاقتعاط. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لم أظفر لهذا الحديث بإسناد ولا باسم من رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الصحابة - رضي الله عنهم - ولا باسم تابعي أرسله. وقال أبو عمرو: القعوطة: تقويُض البناء. وقال ابن عباد: قعوطت الريحُ البناء قوضته ودهورته. والتركيب يدل على شدُ شيء وعلى شدةٍ في شيء. ؟؟ قعمط القُعْمُوْطةُ والقُمْعُوْطة: دُحروْجةُ الجعل. وقال ابن عباد: القعموط: خرقة طويلة يُلف فيها الصبي. ؟؟ قفط القَفْطُ: جمع ما بين القطرين. ويقال: قفط الطائرُ أثناء يقفطها ويقفطُها قفطاً: أي سفدها. وقال أبو زيد: يقال: ذُقط الطائر: فأما القفط فإنما يكون لذوات الظلف. وقال ابن شميل: القفط: شدة لحاق الرجل المرأة: أي شدة احتفازه. قال أبو حزام غالب بن الحارث العكلي: أأثْلُبني وأنت عسيْفُ وغْدي ... لحاك الله من قحْرٍ قفُوطِ قال: والذَّقْطُ: غمْسُه فيها. قال: والمقط نحو الذْقْط. وقال ابن دريد: القيفط - مثال فيلق -: الكثير النكاح. قال: ورجُل قفطى - مثال جمزى: كثير النكاح. وقال اللَّيْثُ: رُقْيةُ للعقرب إذا لسعت قيل: شجه قرنيه ملحه بحرى قفطى. يقرأ عليها سبع مراتٍ وقُل هو الله أحد سبع مرات. قال: بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن هذه الرقية بعينها فلم ينه عنها وقال - صلى الله عليه وسلم -: الرقى عزائمُ أخذت على الهوام. وقفِط - بالكسر -: بلدةُ من الصعيد الأعلى من ديار مصر موقوفة على العلويين من أيام أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه -. وقال اللَّيْثُ: العنز إذا حرصت على الفحل فمدت موخرها إليه يقال: إقفاطت. قال: والتيس يقتفط اليها ويقتفطها: إذا ضم مؤخره إليها. وقد تقافطا: إذا تعاونا على ذلك. وقال ابن عبادٍ: المتُقفْطُ: المُتقاربُ المُستوْفزُ فوق الدابة. ؟؟ قفلط ابن عبادٍ: قفْلطُه من يدي: إذا اختطفه. ؟؟ قلط أبو عمرو: القيْليْطُ: الادر. وقال ابن عباد: القليط. الآدرةُ. قال: والقُلاطُ - بالضم - والقلط - بالتحريك - والقلوط - مثال جلوز وعجول -: من أولاد الجن. وقال الليث: القلوط - والله أعلم -: إنه من أولاد الجن والشياطين.

قلعط

قال: والقلطي - مثال عربي للمنسوب إلى العرب -: القصيرُ جداً. قال: والقلطُّي. وهو الغرغر. يقال في السنانير والكلاب. وأنشد: تقلَّبُ عيْني قطةٍ قلطيةٍ ... تكنَّفها ذُعْر وليس بها حُضْرُ وقال غيره: القلطي: الخبيث المارد من الرجال. وقال ابن الأعرابي: القلْطُ: الدُمامة. وقال غيره: هذا أقلط منه: أي أأيُس. وقال ابن دريد: رجل قلاط ونغاشُ: أي قصير. وقلاط - بالكسر -: قلعةُ في جبال تارم من نواحي الديلم بين قزوين وخلخال على قلعة جبلٍ. ؟؟ قلعط ابن دريد: القلعطة: منها اشتقاق رأس مقلعط: وهو أشد الجعودة. وقال الليث: اقلعط الشعر واقلعد: وهو الجعد الذي ر يكاد يطول: ولا يكون إلا مع صلابة الرأس. وأنشد: بأتْلَعَ مُقْلعط الرَّأس طاطا الطاطُ والطوطُ: الطويلُ. وقال ابن عباد: المُقْلعط: الهارب الحاذر الخائف النافرُ. ؟؟ قمط قمط الطائر أنْثاهُ يقْمُطها - بالضم - أي سفدها. وقمط الصَّبيَّ والشاة: شدهما. وقال اليَّيثُ: القمْطُ: شدُ كشدَّ الصَّبيَّ في المهد وفي غير مهد إذا ضُمَّت يداه إلى جسده وجنبيه ثم لُفَّ عليه القماطُ، وقد قمطتُ الصبي والشاة بالقماط. وقماط الصبي: الخرقة العريضة التي تلفُّ عليه إذا قمط. وقماطُ الشاة: حبلُ تُشدُّ به قوائمها عند الذبح. وقمط الأسير: إذا جمع بين يديه ورجليه بالقماط، والجمع: قمط، وجمع القمط: أقماط، قال رؤبة: قد مات قبل الغُسْل والاحْناط ... غيْظاً وألْقيْناه في الأقماط وفي حديث شريح: أنه قضى بالخص للذي يليه القُمُطُ: وهي الخص الذي يقمط بها: أي يوثق من ليف أو خوص، وكان قد احتكم إليه رجلان في خص ادعياه؛ فقضى به للذي تليه معاقد الخص دون من لا تليه. وقال الليَّثُ: يقال: وقعت على قماط فلان: إذا فطنْت بنوده. قال: والقماط - في بعض اللغات -: اللص. والقمط - بالكسر -: قماط الشاة والخص. وقال ابن عباد: قمطتُ الشيء: أي ذُقْتُه. وقمطت الإبل: أي قطرتها بعضها على بعٍض. وقمطها: أي جامعها. وقال ابن دريد: يقال: مر بنا حول قميط: مثل كريتٍ؛ سواء، أي تام، وأنشد: أقامت غزالة سُوق الجلاد ... لأهل العراقينْ حولاً قميطا ويروى: " عاماً "، وقال: غزالة امرأة من الحرورية دخلت الكوفة في ثلاثين نفساً وبالكوفة ثلاثون ألف مقاتل؛ فصلت الغداة وقرأت البقرة وآل عمران، وأنشد أيضاً لرجل من الخوارج: أسد علَّي وفي الحُرُوْب نعامةُ ... فتْخَاءُ تفْرقُ من صفير الصافرِ هلاّ بَرَزْتَ إلى غَزَالَةَ في الوَغى ... بل كان قلْبُك في جنَاحَي طائر غَشِيَتْ غَزَاَلَة خَيْلةُ بفَوارٍس ... تركتْ فوَارِسهُ كأمْس الدّابِرِ وقال أبو حزام غالب بن الحارث العكلي: ولا هُم حادجُون حّراَكَ إلاّ ... خلاَفَ مُحردمٍ واصٍ قميْط وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: فما زال يسألُه شهراَ قميطاً. والتركيب يدل على جمع وتجميع. ؟؟ قمعط القُمْعُوْطةُ والقُعْمُوطةُ والبُعْقُوطة: دُحْرُوْجة الجعل، عن الليث. قال: واقمعطَّ الرجل: إذا عظم أعلى بطنه وخمص أسفله. وقال ابن دريد: اقمعَّط: إذا تداخل بعضه في بعض. ؟؟ قنبط القُنَّبيْطُ: هذه الأرُوْة المعروفة. ؟؟ قنسط ابن الأعرابي: القُنْسطيطُ: شجرةُ معروفة. ؟؟ قنط القُنُوْطُ: اليأسُ. وقد قنط يقنط قنوطاً - مثال جلس يجلس جلوساً -، وكذلك قنط يقنط - مثال قعد يقعدُ -، وقرأ الأعمشُ وأبو عمرو والأشهبُ العُقيليُّ وعيس بن عمر وعبيدُ بن عميرٍ وزيد بن عليَّ وطاوُسُ:) قال ومن يقنُطُ (بضم النون، فهو قانُط، وفيه لغةُ ثالثة وهي: قنط يقنُط قنطاً - مثال فرح يفرح فرحاً - وقناطةً، فهو قنط، وقرأ ابن وثابٍ والأعمشُ ومبشَّر بن عبيٍد وطلحةُ والحسين عن أبي عمرو:) فلا تكن من القانطين (. وأما قنط يقنطُ - بالفتح فيهما - وقنط يقنط؟ بالكسر - فيهما فإنما هما على الجمع بين اللغتين، قاله الأخفشُ، واللغة الفصحى: قنط يقنط - مثال جلس يجلس -، وقرأ أبو رجاء العطاردي والأعْمشُ والدوري عن أبي عمرو:) من بعدما قنطوا (بكسر النون، وقرأ الخليل:) من بعدما قنطوا (بضم النون.

قوط

وقال ابن عبادٍ: بنو فلان يقنطون ماءهم عنا قنطاً: أي يمنعونه. قال: والقنْطُ: زبيبُ الصَّبي. َّ وقنَّطه تقْنيطاً: إذا أبأسهُ. والتركيب يدلُ على الياس. ؟؟ قوط القوْطُ: القطيع من الغنم، والجمع: الأقواط. وقال الليَّثُ: القوطُ: قطيع يسير من الغنم. وقال أبو زيد: القوط من الغنم: المائة، قال: ما راعني إلاّ جنَاحُ هابطا ... على البُيُوت قوطهُ العُلابطا وقال ابن عبادٍ: القواط: الذي يرعى قوطاً من الضان، قال رؤبة: من حارِث أوناعقٍ قوّاطِ قال: والقوْطةُ الجُلَّةُ الكبيرةُ وقال الليث: قوطةُ - بالضم -: موضع. وقال غيرهُ: قوطُ: قريةُ من قرى بلخ. وعبد الله بن محمد بن قُوطٍ: من أصحاب الحديث. ؟؟ كحط الأزهري: الكحْطُ لُغةُ في القحْط. وقال ابن عباد: كحط القطْرُ، وقحط، وعام كاحُط وقاحطُ. وقال غيره: كان ذلك في إكحاط الزمان وإقحاطه: أي في شدَّته وجدبه. ؟؟ كسط الأزهري: الكُسطُ لغةُ في القُسط. وقال أبو عمرو: الكسطان والقسطان: الغبارُ، وأنشد: أثاب راعيْها فثارَتْ بهرجْ ... تُثيْرُ كسطان غبارٍ ذي رهجْ ويروى: " قسطان ". ؟؟ كشط الليَّثُ: الكشْطُ: رفعك شيئاً عن شيء قد غطاه وغشاه من فوقه كما يكشط الجلد عن الجزور، وسمي الجلد كشاطاً بعدما يكشط، ثم ربما غطي عليها " به " فيقول القائل: ارفع عنها كشاطها لأنظر إلى لحمها، يقال هذا في الجزور خاصة، قال رؤبة يصف امرأةً: براقةُ البرْق ذي الكشاطِ أي: ذي الانكشاف. والكشطة - بالتحريك -: هم أرباب الجزور المكشوطة، وقال: انتهى أعرابي إلى قوم قد كشطوا جزوراً وقد غطوةُ بكشاطها، فقال: من الكشطة؟ وهو يريد أن يستوهبهم، فقال بعضهم: وعاء المرامي ومنابت القرن وأدنى الجزء من الصدقة؛ يعني: فيما يجزى من الصدقة، فقال الأعرابي: يا كنانة ويا أسد ويا بكرُ: أطعمُوا من لحم الجزور. وقوله تعالى:) وإذا السماء كشطتْ (أي قلعت كما يقلع السقف، يقال: كشطت الجلَّ عن ظهر الفرس وقشطتهُ: إذا كشفتْه. وقال ابن عرفة: تكْشطُ السَّماء كما يكشطُ الغطاء عن الشيء. ويقال: انْكشط روْعُهُ: أي ذهب، وانْكشط البرقُ: انْكشف. والتركيب يدلُ على تنحية الشيء وكشفه. ؟؟ كلط أبو عمروٍ: الكلطةُ: عدوُ الأقزل. وقال ابن الأعرابي: الكُلُطُ - بضمتين -: الرجالُ المُتَقلَّبُوْن فرحاً ومرحاً. وكَلَطَةُ: أحد أبناء الفرزدقِ. ؟؟ لأط أبو زيدٍ: لأطتُ فلاناً لأطا: إذا أمرته بأمر فالح عليه وتقاضاه فالح عليه. ويقال: لأطتُ الرجل لأطاً: إذا أتبعته بصرك فلم تصرفه عنه حتى يتوارى. وقال اللَّيثُ: اللأط: الإلحاح، تقول: قد لأط فلان في هذا الأمر لأطاً شديداً. وقال ابن عباد: مر فلان يلاطُ لأطاً: إذا مرَّ فارَّاً مستعجلاً لا يلتفت إلى شيء. ولأطت عليه: اشْتددتُ. ولأطني بالعَصَا: ضربني بها. ؟؟ لبط لبطْتُ به الأرض ولبجْتُ به: إذا ضربتَ به الأرض. ولُبط به - على ما لم يُسمَّ فاعلُه - ولُبج به: إذا سقط من قيام، وكذلك إذا صرع. وفي حديث النبي: - صلى الله عليه وسلم - أن عامر بن ربيعة رأى سهل بن حنيف - رضي الله عنهما - يغتسل فعانهُ، فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبَّاةٍ فلبط به حتى ما يعقل من شدة الوجع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أتتهمون أحداً، قالوا: نعم، وأخبروه بقوله، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يغسل له، ففعل فراح مع الركب. وصفةُ الغسل ما قاله الزهري قال: يؤتى الرجل العائن بقدح فيدخل كفه فيمضمض ثم يمجه في القدح ثم يغسل وجهه في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على كفه اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على كفه اليسرى ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفقه الأيمن ثم يدخل يده فيصب على مرفقه الأيسر ثم يدخل يده اليسرى فيصب على قدمه اليمنى ثم يدخل يده فيصب على قدمه اليسرى ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ثم يغسل داخلة إزاره ولا يوضع القدح بالأرض ثم يصب على رأس الرجل الذي أصيب بالعين من خلفه صبةً واحدةً.

لثط

وقال أبو عبيد: أما قوله: يغسل داخلة إزارة: فقد اختلف الناس في معناه، فكان بعضهم يذهب وهمه إلى المذاكير، وبعضهم إلى الأفخاذ والورك. قال: وليس هو عندي من هذا في شيء، إنما أراد بداخلة إزاره طرف إزاره الداخل الذي يلي جسده وهو يلي الجانب الأيمن من الرجل؛ لأن المؤتزر إنما يبدأ إذا ائتزر بجانبه الأيمن فذلك الطرف يباشر جسده فهو الذي يغسل. قال: ولا أعلمه إلاَ وقد جاء مفسراً في بعض الحديث. واللَّبطةُ: - بالتحريك - الاسم من الالتباط. وعدْو الأقزال: لبطة - أيضاً -. ولبطة بن الفرزدق: أخو كلطة وخبطة، وكنيتهُ أبو غالب المجاشعي، يروي عن أبيه، روى عنه سفيان بن عيينة. ومن اللَّبط: الصَّرع والثمريغ في التراب: حديث عائشة - رضي الله عنها -: أنها كانت تضرب اليتيم وتلبطه. ولَبَطيُطُ: بلد من أعمال الجزيرة الخضراء بالأندلس. والملْبْطَ - بكسرالميم -: موضع. ويوم الملبط: من أيامهم. وقال ابن عباد: اللَّبطة: الزكام، ورجل ملبُوط لُبط لبطاً: أي زكم. وقال غيره: تلبَّط: إذا اضطجع وتمرغ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في ماعز بم مالك الأسلمي - رضي الله عنه - بعدما رجم: إنه ليّتَلَبط في رياض الجنة. وسُئل - صلى الله عليه وسلم - عن الشهداء فوصفهم ثم قال: أولئك الذين يتلبطون في الغرف العلى من الجنة. وقال ابن عباد: التلُبْطُ: التوجهُ، يقال: تلبطت موضع كذا: أي توجهت، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة: ومتى تدعْ دار الهَواَن وأهلها ... تجِدِ البلادَ عريْضةَ المُتلبَّط أي: المذهب. وجاء يتّلَبُّط: أي يعْدُو، قال: ما زِلتُ أسعْى معُهم وألتبِطْ ... حتى إذا جنّ الظلامُ النختلطِ جاءُوا بِضيْحٍ هلْ رأيتَ الذّئب قطْ قال: والتبطَ الرّجلُ: احتالَ واجتهدَ. والتبطَ القومُ بفلانٍ: أطافوا به ولزموْهُ. وقال غيرهُ: التبطَ: إذا سعىَ، وفي حديثِ بعضهم: فألتبِطوا بجنْبيْ ناقتي. والتَبط: أي تحيرَ، قال عبد الله بن الزّبعرْى: كلّ بوْسٍ ونعْيمٍ زائلّ ... وبناتُ الدهرِ يلْعَبنْ بكلْ والعَطياتُ خساسّ بينهمْ ... وسواءّ قبرُ مثرٍ ومقلْ ذو مناَدْيْحَ وذو ملْتبطٍ ... ورِكابي حيثُ وجّهْتُ ذلُلْ هكذاَ أنشده الفرّاء: " خَساس " بالسّين وقال: خساسّ: قليلةّ، وقال الأصمعيّ: الرّواية: " خصاصّ " بالصاد؛ أرادَ: الاختصاصَ في العطاياَ؛ يحرْمُ هذا ويعْطى هذا ويستوْوْنَ في القبور. اسْتشهدَ ابن فارسٍ بالبيتِ الأخير على أنَ الالتباطَ التحيرُ. وليس منه في شيءٍ، وإنما الالتباطُ - ها هنا - بمعنى الاضطراب: أي الضرْبِ في الأرض. وقال ابن فارسٍ: التْبط: إذا جمعَ قوائمه، قال رؤبة: معْجي أمامَ الخيلِ والتباطي هو من قولهمِ للبعيرِ إذا مر يجهدُ العدْوَ: عدا اللبطة، وهذا مثلّ يريدُ انه لا يجاري أحداً إلا سبقهَ. والتركيبُ يدل على سقوطٍ وصروعٍ. ؟؟ لثط ابن الأعرابيّ: اللثط: ضربُ للطهرِ قليلاً. قال: والثطُ رميُ العاذر سهلاً. قال الأزهري: اللطث واللثط كلاهما: الضربُ الخفيفُ. ؟؟ لحط ابن الأعرابي: اللحطْ: الرشّ، يقال: لحط بابَ دارِه: إذا رشهُ بالماءِ، ومنه حديث عليّ - رضي الله عنه - أنه مر بقومٍ لحطوا باب دارهم. قال: واللحاط - أيضاً -: الزّبنُ. والتحطَ واحتلطَ: بمعنى؛ أي غَضبَ. ؟؟ لخط ابن بزرْجَ: الالتخاطَ: الاختلاطَ. ؟؟ لطط لطْ بالأمرِ يلط لطاً: لزمهَ. ولططتُ الشيْءَ: ألصقته. ولططتُ حقه: إذا جحدْتهَ، ومنه حديث يحي بن يعمرَ: أنّ امرأة خاصمتَ زوجها إليه فقال: أأن سألتكَ نمن شكرْها وشبرْكَ أنشأتَ تلطها وتضهلها، ويروى: تطلها: أي ثمطلها، وهذه رواية أبي حاتمٍ، والأوْلي عن غيرِ أبي حاتمِ. قال القتيي: فإن كان هذا هو المحْفوظ فهو من لططتُ في الخصوْمةِ. وقال ابن دريدٍ: لط عن حقَ فلانٍ: إذا جحده. قال: وكلّ شيءٍ سترْته: فقد لططتهَ، وأنشدَ: ولا تلطَ وراءَ النّارِ بالسترِ أي: لا تسترها. ووراء - هاهنا -: بمعنى قدُامَ. وأنشد غيرهُ للأعْش: ولقدْ ساءَها البياضُ فلطتْ ... بحجابٍ من دونناِ مصدوْفِ ويرْوى: " مصروْفِ ". وأنشد الليثُ:

لعط

كما لطّ بالأستارِ دونَ العرَائسِ وأنشدَ الأهرزي: وإذا أتاني سائلّ لم اعْتللْ ... لألطّ من دونِ السَوامِ حجابيَ ولطاط - مثالُ قطاط، على فعالِ -: من التطتِ المرأةّ: أي أسْترتْ. ولطتِ الناقة بذنبها لطاً: إذا ألصقته بحيائها وخلْفها عند العدوِ، ومنه قولُ أعْش بني الحرْمازِ واسمه عبد الله بن الأعوْار: أخلفتِ الوعْدَ ولطتْ بالذنبُ وقد كتبتِ القصة بتمامها في تركيبِ أش ب. وقال ابن دريدٍ: اللطّ: قلادة من حنظلٍ، والجمعُ: لطاطّ، وأنشدَ: جوارٍ يحتلْينَ اللطاطَ يزينهاُ ... شرائحُ أحْوافٍ من الأدَمِ الصرّف الأحواف: جمع حوف؛ وهو شبيهّ بالمئزرِ يتخذُ للصبيانِ من أدمٍ ويشق من أسافلهِ ليمكنَ المشيُ فيه، وهو الذي يسمى الرهْطَ تلبسهُ الحيضُ. قال فأما قولهم: لاطّ ملط: فهو مثلُ قولهم: خَبيث مخبث: أي له أصحاب خبثاءُ. والألط: الذي سقطت أسنانه وتآكلتْ وبقيتْ أصوْلها، يقال: رجل الط بين اللططِ. وقال أبو زيدٍ: يقال هذا لطاطُُ الجبلش، وثلاثةُ ألطةٍ - مثالُ زمامٍ وأزمةٍ - وهو طريق في عرْض الجبلِ. وترس ملطوط: المنكبّ على وجههْ، قال ساعدة بن جوية الهذلي: صبّ اللهيفُ لها السبوبَ بطغيةٍ ... تنبي العقابَ كما يلطَ الجنبُ واللططُ: - بالكسر -: العجوزُ؛ من اللططِ، وقد فسر، وقال ابن فارسٍ: لأنه ملازمةِ لمكانها لا تبرحُ. وقال الأصمعي: اللططُ: العجوز الكبيرةُ. وقال أبو عمرو: هي من النوقِ المسنة التي قد أكلتْ أسنانها. وقال الليثُ: اللطلطُ: الغليطُ من الأسنان. وانشد لجرير يهجوُ الأخْطلَ: تفترّ عن قردِ المنابتِ لطلطٍ ... مثْلِ العجانِ وضرْسهاُ كالحافرٍ قال: واللّطُلُط: النابُ الهرمةُ، وأنشدَ: والُحْكحُ اللط ذاةُ المختَبرْ وقول أبي النّجْمِ: جاريةِ إحدْى بناَتِ الزّطَ ... ذاةُ جهازٍ مضْغطٍ ملطِ أي: يضْيقُ ويلّط بالفَعْلِ فلا يخرْجُ. والملْطاطُ: رحى البْزرِ، وقيل: يدُ الرّحىَ،؟؟ قال: فَرشْطَ الماكرُهَ الفرَشْاطُ ... بِفَيْشةٍ كأنهاّ ملطاطُ وملْطاطُ البعَيرِ: حرْفّ في وسطِ رأسهِ. والملْطاطُ: حافةُ الوادي وشفيرُهُ، وساحلُ البَحْرِ، قال رؤبة: نَحْنُ جمَعْنا النّاسَ بالملْطاطِ ... فأصْبحواُ في ورَطةِ الأوْرَاطِ وفي حديث ابن مسعْودٍ - رضي الله عنه -: هذا الملطاطُ طريقُ بقيةِ المؤمنين هرّاباً من الدّجاّلِ. أرادَ: شاطئ الفراتِ، وقيل: ساحلَ البحْرِ. وقال الأصمعي: يقال لكلّ شفْير نَهرٍ أوْ وادٍ: ملطاط ولطاط. وقال غيره: طريق ملْطاط: أي منهجّ موْطوءّ، وهو من قولهم: لططته بالعصاَ وملطته: أي ضربتهُ بها، وكعناهُ: طريق لطّ كثيراً: أي ضَربتهْ السيارةَ ووطاتْه، كقولهمْ: طريق مئتاء: للذي أتي كثيراً. والملْطاطُ: حرفُ الجبلَ. والملْطاطُ والملْطاةُ والملْطى والملْطاءُ في الشجاجَ: التي تبلغُ الدماغَ، وقيل: هي السمحاقُ: أي التي بينهماْ وبين العظمِ القشرْةُ الرقيقةُ. والملْطاةُ: حرف الجبل. وقاتل الفراءُ: يقال لصوب جش الخبازِ: الملطاطُ، وهو المحورُ الذي يبسْط به الخبزُ. والملْطاط: المالجُ. ولطاطِ - مثال قطامِ -: السنةَ الساترةُ عن العطاءِ الحاجبةُ، قال المتنخلُ الهذليّ: وأعْطي غير منزوْرٍ تلادي ... إذا التطتْ لدى بخلٍ لطاطِ أي: حسرتَ ساترةَ عند بخلِ ذوي الجودْ. وقال ابن الأعرابيّ: ألط الغريمُ: إذا منعَ الحقّ؛ مثلُ: لطْ، قال: وفلان ملطّ؛ ولا يقال: لاطّ، وفي حديث النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -: لاتلْططْ في الزكاةِ، وقد كتب الحديث بتمامهِ في تركيبْ وط ا. وقال أبو سعيدٍ: إذا اختصمَ رجلانِ فكانَ لأحدهما رفيد يرفدهُ ويشدّ على يده فذلك المعين هو الملط، والخصمُ هو اللأط، وألطهُ: أي أعانه على أنْ يلْطُ بالحق أو حمله على ذلك. وقال ابن عبادٍ: ألط قبرهَ: إذا ألْرقه بالأرضِ. قال: وألتطتِ المرأةُ: اسْتتراتْ. وألتط بالمسْكِ: تلَطخَ به. وقال غيرهُ: التط الشيءَ: أي ستره؛ مثلُ الطهُ والتركيبُ يدلُ على مقارب وملازمةٍ وإلحاحٍ. ؟؟ لعط

لعمط

أبو زيدٍ: إنْ كان بعرض عنقِ الشاةِ سوادُ فهي لعْطاءُ، والاسم: اللعْطة - بالضم -. وهي أيضاً: سفعةُ الصقرِ في وجههِ. وقال ابن دريد: اللعطةُ: خُّط بسوادٍ أو صفرةٍ تخطه المرأة في خدها. وقال ابن عباد: اللَّعْط: سمة الشاة يخططون على صفح رقبتها، وهي ملعوطة. قال: ومرَّ فلان يلعط: أي يسرع. وقال ابن شميل: مر فلان لاعطاً: إذا مر معارضاً إلى حائطٍ أو جبلٍ، وذلك الموضع من الحائط أو الجبل يقال له: اللُّعط. وأسامة بن لعط: رجل من هذيل، قال أبو جندب الهذلي لبني نفاثة: أين الفتى أسامةُ بنُ لُعط ... هلاً تقُومُ أنْت أو ذو الأبْطِ ولَعَطهُ بحقَّه: اتَّقاهُ به. وقال ابن عباد: لعطه بسهم: حشاه به. قال: والملْعطُ: كل مكان يُلْعط أي يلْحسُ من المراعي. وقال الأزهري: الملاَعطُ: المراعي حول البيُوت، يقال: إبلُ فُلان تلعطُ الملاعط: أي ترعى قريباً من البيوت، وأنشد شمرُ: ما راعني إلا جناحُ هابطا ... على البُيُوتِ قوْطُه العُلابطا ذاةً فُضُوْلٍ تلْعطُ الملاعطا ... تخالُ سرحان العضاه الناشطا جعل " هابطاً " هاهنا واقعاً متعدياً. والخطوط التي الحبشُ في وجوهها تسمى الألْعاط، واحدها لعط - بالفتح -. واللَّعْطُ - أيضاً -: الكي في عرض العنُق ومنه الحديث: أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عاد البراء بن معرورٍ - رضي الله عنه - وأخذته الذبحة فأمر من لعطه بالنار. وقال ابن دريدٍ: لعوطُ - مثال جرول -: اسم. والتركيب يدلُ على لون من الألوان. ؟؟ لعمط ابن عبادٍ: اللَّعمِطُ - بالكسر - من النساء: البذيَّةُ. ؟؟ لغط اللَّغطُ: - بالتحريك -: الصَّوت والجلبة، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: ينشأ قوم يشهدُون قبل أن يستشهدوا؛ ولهم لغط في أسواقهم. وقال الكسائيُّ: اللغْط - بسكون الغين -: لُغةُ فيه، والجمعُ: الألْغاطُ، قال رؤبة: وعَرَبٍ عاتيْن أو أنبْاط ... زُرْناهُمُ بالجْش ذي الألغاط حتى رضُوا بالذُّلَّ والايْهاط وقال اللَّيثُ: اللَّغطُ: أصوات مُبْهمةُ لا تفُهم، تقول: سمعتُ لغَط القوم. والغطاطُ يلغطُ بصوته لغْطاً ولغيْطاً، قال رؤبة يصف ماءً: باكرتُهُ قبل الغَطاَط اللُّغَّط وقبل جونَّي القطا المخطَّط وقال الرَّاعي: مُلْسَ الحَصى باتَتْ تَوَجُّسُ فَوْقَهُ ... لَغَطَ القَطأ بالجَلْهَتَينِ نُزُولا ولُغَاطٌ - بالضم -: اسم جبل، وأنشد الليث: كأنَّ تَحْتَ الرَّحلِ والقُرْطَاطِ ... خِنْذِيْذَةً من كَنَفْي لُغَاطِ وأنشد للراعي: جَعَلْنَ أُرَيكاً باليَمينِ ورَمْلَهُ ... وزالَ لُغَاط بالشَّمالِ وحالِقُه قال: ولُغَاطٌ: اسم ماءٍ، وأنشد: لّما رَأتْ ماءَ لُغَاطٍ قد سَجِس ... تَذَكَّرَتْ شِرباً لها بالمُنْبَجِس وألغَطَ القوم: مثل لَغَطُوا، وأنشد السيرافي لنقادة الأسدي، وأنشده غيره لرجل من بني مازن، وقال أبو محمد الأعرابي: وهو لمنظور بن حبة وليس له: ومَنْهَلٍ وَرَدْتُهُ التِقَاطا ... لم ألقَ إذ وَرَدْتُهُ فُرّاطا إلاّ الحَمَامَ الوُرقْ والغَطاطا ... فَهُنَّ يُلْغِطنَ به إلغَاطا ؟؟ لقط لَقَطَ الشيء يَلْقُطُه لَقْطاً: أخذه من الأرض، قال أسامة الهذلي: ولا تَسْقُطَنَّ سُقُوْطَ النَّوَاةِ ... من كَفَّ مرتَضح لاقِطِ ومنه المثل: لكل ساقطة لاقِطَةٌ: أي لكل كلمة ندرت وسقطت من فم الناطق نفس تسمعها فتلقها فتذيعها، يضرب في حفظ اللسان، أي ربنا قيض لها من ينميها فيورط قائلها ولاقِطَةُ الحصى: قانصة الطير يجتمع فيها الحصى. وقال ابن الأعرابي: اللاّقِطُ: الرَّفّاء. وقولهم: هو ساقط ابن ماقط ابن لاقط، يتسابون بذلك، فالساقط عبد الماقط، والماقط عبد اللاّقط، واللاقط عبد معتق. واللُّقَاطَةُ: ما كان سَاقطاً مطروحا من الشيء التافه الذي لا قيمة له ومن شاء أخذه. وقال الليث: اللّقَاطُ: السنبل الذي تخطئه المناجل بلقطه الناس ويلتقطونه، واللَّقَاطُ: اسم ذلك الفعل كالحَصَادِ والحِصَاد. قال: ويقال: يا مَلْقًطان؛ يعني به الفسل الأحمق، والأنثى مَلْقَطَانَةٌ.

قال: إذا التقط الكلام لنميمة قلت إنه: لُقَّيْطى خليطى، حكاية لفعله. ولَقَطُ السنبل - بالتحريك - الذي يلتقطهالاناس، يقال: لَقَطْنا اليوم لَقَطاً كثيراً. واللَّقَطُ: ما التقط من الشيء، ومنه لَقَطُ المعدن: وهي قطع ذهب توجد فيه. وفي هذا المكان لَقَطٌ من المرتع: أي شيء منه قليل. والألْقَاطُ من الناس: الأخْلاط منهم، ويقال: القليل المتفرقون. وقال أبو مالكٍ: اللقَطَةُ - واللقَطُ للجمع -: وهي بقلةٌ تتبعها الدوابُ لطيبها فتأكلها، وربما انتتَفَها الرجلُ فناولها بعيره، وهي بُقُولٌ كثيرةٌ يجمعها اللقَطُ. وقال ابنُ عباد: اللقَطُ من النبت: بقلةٌ تنبتُ في الصيف، وقال: واللقطةُ كذلك. قال: واللقَطُ: ما انتثر من ورقِ الشجرَ في الأرض. وقال الليثُ: اللقْطَةُ - بالتسكين -: اسمُ إلسي تجدهُ مُلقىً فتأخذهُ، وكذلك المنبوذُ من الصبيان: لُقطةٌ. وأما اللقَطَةُ: فهو الرجُلُ اللقاطَةُ تباعُ اللقاطات يِلتقطها. وقال ابنُ دريدٍ: اللقطَةُ - يعني مِثالَ التودةِ التي تُسميها العامةُ اللقطةَ -: معروفةٌ؛ وهي ما التقطه الإنسان فاحتاجَ إلى تعريفهِ. وقال الأزهريُ: كلامُ العَرَبِ الفُصحاءِ على غير ما قالهُ الليثُ، روى أبو عبيد عن الأصمعي والأحمرَ: هي اللقطةُ والقُصعةُ والنفَقَةُ، مثَقلاتٌ كُلها وروي عن الفراء: اللقْطَة - بالتسكين -، وقولُ الأحمرِ والأصمعي أصوبُ. وقال ابن دريد: اللقِيطُ والملقُوطُ: المولودُ الذي ينبذُ فَيُلْقَطُ. وبنو لَقِيْطٍ: حيٌ من العرب. ولَقِيْطُ بن أرطاةَ السكوني، ولَقيْيطُ بن صبرةَ أبو رزين العُقيلي ويُقالُ له لَقيطُ بن عامرٍ أيضاً، ولَقيطُ بن عدي اللخمي - رضي الله عنهم -: لهم صُحبةٌ. وقال الفراءُ: ثوب لِقيطٌ: أي مرفوءٌ، تقول منه: القُطْ ثوبكَ. وبِئرٌ لَقيطٌ: إذا التقطتْ التقاطاً؛ أي وقعَ عليها بغتةً. وقال الليثُ: اللقيطةُ: الرجُلُ المهينُ الرذلُ، والمرأة كذلك. وبنو اللقيطةِ: سموا بذلك لأن أمهم - زعموا - التقطها حُذيفةُ بنُ بدر في جوارٍ قد أضرت بهن السنةُ؛ فضمها إليه، ثم أعجبتهُ فخطبها إلى أبيها وتزوجها وهي بنتُ عُصم بن مروان بن وهب. وأولُ أبياتِ الحماسةِ - وهو لقريط بن أنيفٍ العنبري -: لو كُنت من مازِنٍ لم تستبِح إبلي ... بنو اللقيطةِ من ذهلِ بن شيبانا وقعَ مُحرفا والروايةُ: " بنو الشقيقةِ " وهي بنتُ عباد بن زيد بن عمرو بن ذُهل بن شيبان. وكلُ شيءٍ لُقطَ حتى النوى فهو لقيطٌ، قال الأعشى يمدحُ قيس بن معدي كرب: مقَادُكَ بالخيلِ نحو العدُو ... وجذعانها كلقيطِ العجم الباء مُقحمةٌ، ويروى: " للخيلِ ". والمِلْقَاطُ: المنقاشُ. والمِلْقاطُ - أيضاً -: القلمُ، وقال شمرٌ: سمعتُ حِميريةً تقولُ لِكلمةٍ أعدتها عليها: قد لَقَطتها بالملقاطِ: أي كتبتها بالقلمَ. والمِلقَطُ: ما يُلقطُ به. وبنو مِلقطٍ: حيٌ من العربَ، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سَلَمَةَ بن عامر بن هرمةَ: كالدهمِ والنعمِ الهجانِ يحوزُها ... رَجُلانِ من نبهانَ أو من مِلقطِ وأنشد ابنُ دريد وهو لعلْقمةَ بن عبدةَ: أصبنَ الطريفَ والطريفَ بن مالكٍ ... وكان شِفاءً لو أصبنَ الملاقطا يريدُ: عمرو بن مِلْقَطٍ الطائي. وقال الأصمعيُ: يقال: أصبحتْ مراعينا مَلاقطَ من الجدب: إذا كانت يابسة لاكلأ فيها، أنشدَ: نُمسي وجلُ المُرتعى مَلاَقِطُ ... والدندتُ البالي وحَمْضٌ حانِطُ هكذا أنشده الأزهري. وفي كتابِ النبات للدينوري " وخَمْطٌ حانِطُ ". وقال ابن دريد المِلقطُ: ما يُلقَطُ فيه وانشد: قد تخذتْ سَلمى بقوِّ حائطا ... واستأجرتْ مُكرنِفاً ولاقطا وطارِداً يُطاردُ الوَطاوِطا وقال بعضهم: المَلاَقِيْطُ: العناكبُ جمعُ مِلقاطٍ. والتقطَ الشيء: مثل لَقَطَه. ووردتُ الماءَ التقاطاً: إذا هجمتَ عليه بغتةً.

لمط

والالتقاطُ: العثورُ على الشيءِ ومصادفتهُ من غير طلبٍ ولا احتساب ومنه حديث عُمر - رضي الله عنه - أن رجُلاً من بني تميم التقط شبكةً على ظهرِ جلالٍ بقلةِ الحزنِ فأتاهُ فقال: يا أمير المؤمنين اسقني شبكةً على ظهرِ جلالٍ بقلةِ الحزنِ فقال عُمرُ - رضي الله عنه -: ما تركتَ عليها من الشاربةِ؟ قال: كذا وكذا، قال الزبيرُ بن العوام؟ رضي الله عنه -: يا أخا تميمٍ تسألُ خير قليلاً فقال عُمرُ - رضي الله عنه -: مَهْ ما خيرٌ قليلٌ قربتانِ: قربةٌ من ماءٍ وقربةٌ من لبنٍ تُغاديانِ أهل البيتِ من مضر لا بل خيرٌ كثيرٌ قد أسقاكهُ الله. قال الصغانيُ مؤلفُ هذا الكتاب: الرجلُ التميمي هو أبو حبيبٍ - رضي الله عنه -، ولا يُعرفُ اسمهُ، وروى الحديث النضرُ بن شميلٍ عن الهرماسِ بن حبيب بن أبي مازنٍ، وقال ابنُ السيرافي: قال نُقادةُ الأسدي، وقال أبو محمد الأسودُ: قال منظورُ بن حبةَ؛ وليس لِمنظورٍ: ومنهلٍ وردتهُ التقاطا ... لم ألقَ إذ وردتهُ فُراطا الشبكةُ: ركابا تحفرُ في المكانِ الغليظِ؛ القامةَ والقامتين والثلاث؛ يحتبسُ فيها ماءُ السماء، سميت شبكةً لتجاورها وتشابكها، ولا يقال للواحدةِ منها شبكةٌ، وإنما هي اسم للجماع، وتُجمعُ الجملُ منها في مواضعَ شتى شباكاً. ويقال: تَلَقط فُلانٌ الثمر: أي التقطهُ من هاهنا وهاهنا. وقال أبو عبيدةَ: الملاقَطَةُ في سيرِ الفرسَ: أن يأخذ التقريبَ بقوائمه جميعاً. ويُقال: داري بلقاطِ دارِ فُلانٍ: أي بحذائها، والمُلاقطةُ، المحاذاةُ. والتركيبُ يدلُ على أخذِ شيءٍ من الأرض قد رأيته بغتةً ولم تردهُ؛ وقد يكونُ عن إرادةٍ وقصدٍ أيضاً. ؟؟ لمط ابنُ الأعرابي: اللمْطُ: الاضطرابُ. وقال غيرهُ: لمطةُ: أرضٌ لقبيلةٍ من البربرِ بأقصى المغربِ من البر الأعظم، يُقال للأرض وللقبيلةِ - جميعاً -: لمطَةُ، واليها تُنسبُ الدرقُ اللميطةُ، وقيل: أنهم يصطادون الوحش وينقعونَ جلودهَ في اللبنِ الحليبِ سنةً كاملةً ثم يتخذون منها الدرق فإذا ضُربت بالسيوف القاطعةِ نبت عنها. وقال الخارزنجيُ: يُقال لأمةٍ من الأممَ: لْمطٌ، من قول الراجز: لو كُنتُ من نوبةَ أو من لْمطِ وقال غيرهُ: اللمْطُ: الطعنُ. وقال أبو زيدٍ: التمط فُلانٌ بحقي: إذا ذهب به. ؟؟ لوط لُوطٌ النبي - صلوات الله عليه -: ينصرفُ مع العجمةِ والتعريف، وكذلك نُوح، وإنما ألزموهما الصرفَ لأن الاسم على ثلاثةِ أحرفِ أوسطه ساكنٌ وهو على غاية الخفةِ فقاومت خفتهُ أحد السببينِ وكذلك القياسُ في هندٍ، ودعدٍ، الا أنهم لم يلزموا الصرف في المؤنث؛ وخيروك فيه بين الصرفِ وتركه. ولاطَ الرجلُ يلوطُ: عملَ عَمَلَ قومَِ لُوطِ. وقال الكسائي: لاطَ الشيء بقلبي يلوطُ ويُليطُ لوطاً وليطاً، يقال: هو ألوطُ بقلبي وأليطُ، وأني لأجدُ له في قلبي لَوطاً ولَيطاً: أي الحب اللازِقَ بالقلب، ومنه حديثُ أبي بكر - رضي الله عنه - أنه قال: والله إن عمر لأحبُ الناسِ إلي؛ ثم قال كيف قُلتُ؟؛ قالت عائشةُ - رضي الله عنها -: قلت والله إن عمرَ لأحب الناس إلي، فقال: اللهم أعز؛ والوالدُ ألوطُ: أي ألصقُ بالقلبِ. ولُطْتُ الحوض بالطينِ لوطاً: أي ملطتهُ به وطينتهُ. وعن سُراقةَ بن مالكٍ - رضي الله عنه - أنه قال: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الضالةِ تغشى حياضي قد لُطتها لإبلي فهل لي من أجرٍ أن أسقيها؟ قال: في كل ذاةِ كبدٍ حرى، أجرٌ. وفي حديثِ ابن عباسٍ؟ رضي الله عنهما - أن رجُلاٌ قال له: إن في حجري يتيماً وإن له إبلاً في إبلي، فأنا أمنح من إبلي وأفقُر فما يحل لي من إبله؟ فقال: إن كنت نرُدُ نادتها وتهناُ جرباها وتلُوط حوضها فاشرب غير مضُر بنسل ولا ناهكٍ حلباً؛ أو في حلبٍ. وقال اللَّيث في هذا التركيب: اللاُط: الإلحاحُ؛ تقول: قد لاط فلان في هذا الأمر لاطاً شديداً، فإن صح ما قال اللَّيثُ فهو كالقال بمعنى القول والحاب بمعنى الحوب في المصدر. واللَّوطُ: الَّرداء، يقال: ليس لوطه. ويقال: اللَّوطُ: الَّربى. وقال أبو عمرو: اللَّوطُ من الرجال: الخفيفُ المتصرفُ. وقال ابن عباد: يقال: لاطهُ الله: أي لعنه الله، ذكر ذلك في هذا التركيب، وسنعيدُ ذكره - إن شاء الله تعالى - في تركيب ل ي ط.

لهط

ويقال: هذا الأمر لا يلتاُط بصفري: أي لا يلصق بقلبي، وقال ابن دريد: أي وهمي وخاطري، قال: وأصل هذه الألف واو كأنه كان يلتْوطُ. وقال اللَّيثُ: التاط فلان حوضاً: إذا لاطه لنفسه، قال: والالتياطُ أن يلتاط الإنسان ولداً ليس له فيدعيه، تقول: التاطهُ واستلاطُه، وأنشد: فهَل كُنتَ إلاَّ نُهبْةً استلاَطَهَا ... شقُّي من الأقْوام وغدُ ملحَّقُ وقال الأقراع بن حابٍس لعيينة بن حصن - رضي الله عنهما - في قتل محلم بن جثامة اللَّيثي - رضي الله عنه - رجلاً من أشجع في أول الإسلام قال: لا إله إلا الله؛ فلم يتناه عنه حتى قتله، فدعا عليه النبي؟ صلى الله عليه وسلم -، فلما مات دفنوه فلفظته الأرض؛ ثم دفنوه فلفظته، ثم دفنوه فلفظته، فألقوه بين صوحين، فأكلته السباعُ: لم استلطتم دم هذا الرجل؟ فقال: أقسم منا خمسون رجلاً أن صاحبنا قتل وهو مؤمن، فقال الأقرعُ: فسألكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تقبلوا الدية وتعفوا فلم تقبلوا؛ أقسم بالله لتقبلن ما دعاكم إليه أو لآتين بمائةٍ من بني تميم فيقسمون بالله لقد قتل صاحبكم وهو كافر، فقبلوا عند ذلك الدية. قوله: استلطتمُ: من لاط الشيء بالشيء: إذا لصق به؛ كأنهم لما استحقوا الدم وصار لهم ألصقوه بأنفسهم، وفي حديث علي بن الحسين - رضي الله عن الحسين -: المستلاط لا يرثُ ويدعى له ويدعى به. يعني الملصق بالرجل في النسب، يدعى له: أي يُطنى ويُنْسبُ فيقال ابن فلان. ولاوط: عَمِل عَمَل قوم لُوط؛ مثل لاط، وكذلك تلوط. والتركيب يدلُ على اللصوق. ؟؟ لهط ابن الأعرابي: لهط الشَّيْى بالماء: ضربه به. ولهطهُ بسهم: رماهُ به. قال: واللاًهطُ: الذي يرشُ باب داره وينظفُه. وقال أبو زيدٍ: اللَّهطُ: الضَّرب بالكف منشُورة، وزاد ابن عبادٍ: أينما كان من الجسد، يقال: لهطهُ يلهطه لهطاً. ويقال: لهط به الأرض: أي رمى به، ولعن الله أماَ لهطت به: أي رمت به. وفي النوادر: هلطةُ من خبر ولهطة من خبرٍ: الخبرُ تسمعه ولم يستحق ولم يكذب. ولهطتُ الثَّوب: خطتهُ. وقال الفراء: ألهُطت المرأة فرجها بالماء: أي ضربته به. ؟؟ ليط الكسائُّي: لاط الشَّيَّى بقلبي يليطُ ويلوطُ ليطاً ولوطاَ: أي لصق به. واللَّيطةُ: قشرةُ القصبة اللاَّزقة به، والجمع: لبطُ ولياطُ وألياطُ، وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال له رجل: بأي شيء أذكي إن لم أجد حديدي؟ قال: بليطةٍ فاليةٍ. الفالية: القاطعة الشاقَّةَّ. وكلُ شيءٍ كانت له صلابةٌ ومتانةٌ فالقطعةُ منه: لِيطةٌ، قال أوسُ بن حجرٍ: فملكَ بالليِطِ الذي دونَ قشرها ... كغرقيء بيضٍ كَنهُ القيضُ من علُ وقال المُتنخلُ الهُذلي يصفُ قوساً: وصفراءُ البُراريةِ غيرُ خِلْطٍ ... كوقفِ العاج عاتكةُ اللياطِ وقال رؤبة: فيهن وَسْمٌ لازمُ الألياطِ ... سفعٌ وتخطيمٌ مع العِلاطِ والليطُ - أيضاً -: اللونُ. واللياطُ: الربى، لأنه شيءٌ لِيط برأس المال. وكتبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتاباً لِثقيفٍ حين أسلموا، فيه: إن لهم ذمة الله؛ وإن واديهم حرامٌ عضاهُهُ وصيدهُ وظلمٌ فيه؛ وإن ما كان لهم من دينٍ إلى أجلٍ فبلغَ اجله فأنه لِياطٌ مُبرأ من الله؛ وإن ما كان لهم من دينٍ في رهنٍ وراء عُكاظ فأنه يقضى على رأسه ويُلاطُ بِعُكاظَ ولا يؤخرُ. اللياطُ حقه أن يكون من الياء، ولو كان من الواوِ لقيل لِواطٌ كما قيل قِوامٌ وجوارٌ، يعني ما كانوا يُربون في الجاهليةِ؛ فأبطلهُ - صلى الله عليه وسلم -؛ ورد الأمر إلى رأس المال، كقوله تعالى:) فَلَكُم رؤوسُ أموالكمُ (. والليطُ - أيضاً -: الجلدُ، والجمعُ: الألياطُ، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: في التيعةِ شاةٌ ولا مُقورةٌ الألياطِ ولا صِناعكٌ، وكتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيب ش ب ب. وقال جَساسُ بن قُطيبٍ: وقلصٍ مُقورةِ الألياطِ وقال رؤبة: فيهن وسمٌ لازمُ الألياطِ وقال أبو زيدٍ: ما يليطُ به النعيمُ: أي ما يليقُ. والولدُ أليطُ بالقلبِ وألوطُ: أي ألصقُ. واللياطُ: الكلسُ والجصُ. واللياطُ: السلحُ. وشيطانٌ ليطانٌ: إتباعٌ. ويُقال للأنسانِ اللينِ السيحةِ: إنه للينُ الليطِ.

مأط

وقال الليثُ ": لاطهُ الله: أي لعنه، ومنه قولُ عدي بن زيدٍ العبادي يصفُ الحيةَ ودخولَ إبليس جوفها: فلاطها الله إذ أغوت خليفتهُ ... طُولَ الليالي ولم يجعلْ لها أجلا أراد: أن الحيةَ لا تموتُ حتى تُقتلَ. والتلبيطُ: الالصاقُ، ومنه حديثُ عُمر - رضي الله عنه - أنه كان يُليطُ أولادَ الجاهليةِ بآبائهم؛ ويروى: بمن ادعاهُم في الأسلام، أي يلحقهم بهم، وأنشدَ الكسائي: رأيتُ رِجالاً ليطوا ولدةً بهم ... وما بينهم قُربى ولاهم له ولدَ والالتياطُ: مذكورٌ في تركيب ل وط؛ لِكونهِ ذا وجهين. ؟؟ مأط يقال: امْتَلأ حتى ما يجد مَئطاً - وقيل: مَيطاً -: أي مزيداً. ؟؟ مثط ابن دريد: المَثْطُ؛ مثل النَّثْطِ، وهو غَمزُك الشيء بيدك على الأرض، وليس إلا في لُغات مرغوب عنها. ؟؟ مجط ابن عباد: فلان مُمَّجِطُ الخَلقِ: أي مُسترخيه في طولِ؛ كالمُمَّغطِ. ؟؟ محط ابن دريد: المحْطُ شبيه بالمخْطِ. وقال الليث: المحْطُ: كما يَمْحَطُ البازي ريشه: أي يذهبه. وقال في هذا التركيب: المحَطُّ: خشبة يسطر بها الخرازون، قال النمر بن تولبٍ - رضي الله عنه -: كأنَّ مِحَطّاً في يَدَيْ حارِثيَّةٍ ... صَنَاعٍ عَلَتْ منَّي به الجِلْدَ من عَلُ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: ليس هذا التركيب موضع ذكر هذه اللغة فيه، وإنما موضع ذكرها فيه تركيب ح ط ط، لأنه مضاعف وأصله مِحْطَطُ والميم زائدة. وعامٌ ما حِطٌ: قليل الغيث. ومَحَّطْتُ الوتر تْمحِيْطاً: أن تُمِرَّ عليه الأصابع لتصلحه، وكذلك تْمحِيْطُ العقب: تخليصه وإصلاحهُ. وقال ابن دريد: أمْتَحَطَ سيفه وامْتَخَطَه: إذا انتزعه من جفنه، وكذلك يقال: أقبل فلان إلى الرمح مركوزا فامتضحَطَه وامْتَخَطَه. وقال ابن عباد: الامتِحاطُ من عدوِ الإبلِ كالربعةِ. وقال ابن شُميلٍ: المُمَاحَطَةُ: شدةُ سنانِ الجملِ الناقةَ إذا استناخها ليضربها، يقال: سانها وما حطها مِحاطاً شديداً حتى ضربَ بها الأرض. وقال بعضهم: مِحَاطُ الماءِ: فناؤه. ؟؟ مخط مَخَطَ يمخَطُه مَخْطاً: أي نزعهَ ومده. ومَخَطَ السهمُ: أي مَرَقَ. ومخط سيفهَ: أي سَله. وبردٌ مَخطٌ ووخطٌ: أي قصيرٌ. والمخْطُ: الرمادُ وما ألقي من جِعالِ القدر. ومَخَطَ به الجملُ: أسرعَ به. وسيرٌ مخطٌ ووخطٌ: أي شديدٌ سريعٌ. ومخطَ الفحلُ الناقةَ: ألح عليها في الضراب. ويقال: هذه الناقةُ إنما مخطها بنوُ فلانٍ: أي نتجت عندهم، وأصلُ ذلك أن الحوارَ إذا فارق الناقةَ مسحَ الناتجُ غرسه وما على أنفه من السابياء؛ فذلك المخطُ؛ ثم قيل للناتجِ: ماخِطٌ، وقال ذو الرمةِ: إذا الهمومُ حماكَ النومَ طارقها ... وحان من ضيفها همٌ وتسهيدُ فآنمِ القتودَ على عَيرانةٍ أجدٍ ... مَهريةٍ مخَطتها غرسها العيد ويروى: " عَيرانةٍ حرجٍ ". وقال ابن الأعرابي: المخْطُ: شبهُ الولدِ بأبيه. والمخَاطُ: ما سيلُ من الأنفِ، وقد مَخَطَه من أنفهِ: أي رمى به. ومُخَاطُ الشيطانِ: الذي يتراءى في عين الشمس للناظرِ في الهواءِ عند الهاجرة. وقال أبو عبيدةَ: المخاطةُ: تثمرُ ثمراَ حلواً لِزجاً يؤكلُ تسمية الفرسُ: السبستانَ. والسبِستَانُ: هو أطباء الكلبةِ، شبهتِ المخاطةُ بأطباءِ الكلبةِ، وهي بالفارسية: سَك بستان، وسك - بالفارسية -: الكلبُ، وبستان: الطبيُ. وبعضُ أهلِ اليمنِ يسميه: المخيَطَ - مثالُ سكيتٍ وزُميلٍ وجميزٍ وقُبيطٍ -. وقال الليثُ: رجلٌ مَخِطٌ: سيدٌ كريمٌ، وانشد لرؤبة: وإن أدواءَ الرجال المخطِ ... مكَانها من شامِتٍ وغُبطِ هكذا أنشده: " المخطِ " بالميم والخاء المعجمة، وأنما الرواية: " النحطِ " بالنون والحاء المهملةِ لا غيرُ، وهم الذين ينحِطون أي يزفرون من الحسد. وأمخطتُ السهمَ: أنفذتهُ. وقال ابن عبادٍ: التمخيطُ: أن يمسحَ من أنفِ السخلةِ والفصيلِ ما عليه. وامتخَطَ: أي استنثرَ. وامتخطَ سيفهَ: أي اخترطهَ. وربما قالوا: امتخط ما في يدهِ: أي نَزَعهَ واختلسهَ. وتَمخطَ: أي أستنثرَ؛ مثلُ امتخطَ. وأما قولهُ: قد رابنا من شيخنا تَمخطُه ... أصبح قد زايلهُ تخبطه

مرجط

فإن تمخطه: اضطربهُ في مشيهِ يسقطُ مرةً ويتحاملُ أخرى. والتركيبُ يدلُ على بروزِ الشيءِ من كنه. ؟؟ مرجط مَرْجِيْطَةُ: بلدةٌ من بلادِ المغرب. ؟؟ مرط المِرْطُ - بالكسر -: واحدُ المُرُوطِ؛ وهي أكسيةٌ من صوفٍ أو خز كان يؤتزر بها. وقال ابن عباد: هو لبوسٌ من أي جنسٍ كان، قال: ولا يسمى مِرطاً حتى يقطعَ. وفي حديثِ النبي؟ صلى الله عليه وسلم - أن نِساءَ المؤمنين كن يشهدن مع النبي صلى الله عليه وسلم الصبح ثم يرجعن متلفعاتٍ بمروطهن ما يعرفنَ من الغَلَسِ. وفي حديثٍ آخر: أن أبا بكرٍ؟ رضي الله عنه - استأذن على النبي " صلى الله عليه وسلم " وهو مُضطجعٌ على فراشهِ لابساً مِرطَ عائشةَ - رضي الله عنه - فأذن له. وقال الحكمُ الخضري: تَسَلهَمَ ثَوْباها ففي الدرعِ رأدَةٌ ... وفي المِرْطَ لفاوانِ رِدفُها عبلُ وقال امرؤ القيس: فقمتُ بها أمشي تجرُ وراءنا ... على إثرنا أذيالَ مِرطٍ مُرجلِ ويروى: " خرجتُ بها "، ويروى: " على أثرينا ذيلَ " و " نير ". وقال ذو الرمة: وفي المِرطِ مي توالي صريمةٍ ... وفي الطوقِ ظبيٌ واضحُ الجيدِ أحورُ وبين ملاثِ المِرِط والطوقِ نفنفٌ ... هضيمُ الحشى رادُ الوُشاحينِ أصفرُ ومَرَطَ الشعرَ يمرطهُ - بالضم -: أي نتفهَ. والمُرَاطةُ - بالضم -: ما سقط منه إذا سُرحَ قال رؤبة: وقد غَدَتْ شامِطَةُ الأشماطِ ... عشواءُ تنسي سرقَ المراطِ وقال أبو تراب: يقال مَرَطَ فُلانٌ فلاناً وهردةُ: إذا آذاه. وقال الليثُ: المروطُ: سرعةُ المشيِ والعدوِ، ويقال: الخيلُ يمرطنَ. وقال ابن عباد: فلانٌ يُمرطُ: أي يجمع ما يجدهُ. ومَرَطَ بسلحهِ: رمى به. ومَرَطَت الناقةُ: مثلُ مَلَطت بالولدَ. ورجلٌ أمرطُ بين المَرَطِ: وهو الذي قد خف عارضاه من الشعرِ. وقال ابن دريدٍ: رجلٌ أمرطُ: إذا لم يكن على جسدهِ شعرٌ، وامرأةٌ مَرطاءُ: لا شعرَ على ركبها وما يليه. وقال الأصمعيُ: الأمرطُ: الذي قد سقطَ شعرُ رأسه ولحيتهِ. والأمرطُ من السهام: الذي قد سقطتَ قُذَذُه، ويقال سهمٌ مُرُطٌ - بضمتينِ -: إذا لم يكن له قُذَذٌ، قال نافعٌ؛ ويقالُ نُويفعُ بن لِقيطٍ الأسدي: فَلَئن بليتُ فقد عَمرتُ كأنني ... غصنٌ تُفيئهُ الرياحُ رطيبُ وكذاك حَقّاَ مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ ... مَرُّ الزَّمانِ عليهِ والتَّقْلِيبُ حتى يَعُودَ من البلى وكأنَّه ... بالكَفَّ أفْوَقُ ناصِل مَعْصُوبُ مُرُطُ القِذاذِ فليس فيه مَصْنَعٌ ... لا الرَّيْشُ يَنْفَعهُ ولا التَّعْقيبُ ويجوز تسكين الراء فيكون جمع أمْرَطَ، وإنما صح أن يوصف به الواحد لما بعده من الجمع؛ كما قال: وإنَّ التي هامَ الفُؤادُ بِذِكرها ... رَقُود عن الفَحْشَاءِ خُرْسُ الجَبَائرِ وأسهم مِرَاط - مثال سٌلب وسِلاَبٍ -: قال المُنَتَخل الهذلي: وماءٍ قد وَرَدْتُ أُمَيمَ طامٍ ... على أرْجائه زَجَلُ الغَطَاطِ قَليلٍ وِرْدُهُ إلاّ سِباعاً ... يَخِطنَ المشْيَ كالنَّبل المِراطِ وقال غيره: صُبَّ على آلِ أبي رِبَاطِ ... ذُؤالَةٌ كالأَقْدُح المِرَاطِ يَهْفُو إذا قِيلَ له يَعَاطِ وإنشاد إبراهيم الحربي - رحمه الله -: حتّى رأى من خَمَرِ المحَاطِ ... ذا أكْلُبٍ كالأقْدُحِ الأمْرَاطِ وقال أبو المقدام جساس بن قُطيبٍ: وهُنَّ أمْثَالُ السَّرى الأمْرَاطِ ... يَخْرُجنَ من بُعْكُكَةِ الخِلاطِ السَّرى: جمع سِروةٍ وهي السَّهم؛ وكذلك السَّريةُ. وقال أبو عمرو: الأمْرَطُ: اللصّ؛ حكاه عنه ابو عبيدٍ. والمُرَيْطُ: موضع، قال حاتم: كأنَّ بِصَحْراءِ المُرَيط نَعامَةً ... تَبَادَرها جُنح الظَّلامِ نَعَائمُ وهاشم بن حَرملة بن الأشعر بن اياس بن مُرَيط: مشهور. وقال ابن دريد: سهم مَرِيْطُ ومّمْرُوط: إذا مُرِطت قُذَذُه. قال والمَرِيطان - بفتح الميم -: عرقان في الجسد. وقال ابو عبيد: المَرِيطُ: ما بين الثُّنَّةِ وأُمّ القِردان من باطن الرُّسغ.

مسط

والمَرَطى - مِثالُ جمزى -: ضربٌ من العدو، قال الأصمعي: هو فوق التقريبِ ودونَ الأهذابِ، قال طُفيلُ بن عوفٍ الغَنَويُ يصفُ فَرَساً سَلْهَبَةً: تَقْرِيبها المَرطى والجوزُ معتدلٌ ... كأنها سُبَدٌ بالماءِ مغسولُ وقال الفوهُ الأودي: علموا الطعنَ مًعداً في الكُلى ... وادراعَ اللامِ والطرفُ يحارُ وركوبَ الخيلِ تعدو المَرطى ... قد عَلاها نجدٌ فيه احمِرارُ وقال الليثُ: فرسٌ مَرَطى، وهو يعْدو به المَرَطى. والمُرَيْطَاءُ: ما بين السرةِ الى العانةِ، وقال الليثُ: ما بين الصدرِ إلى العانةِ من البطن، وقال ابن دريدٍ: هي جِلدةٌ رقيقةٌ بين العانةِ والسرة من باطنٍ. وقال عُمَرُ لأبي محذُورةَ - رضي الله عنهما، واسمُ أبي محذُورةَ: أوسٌ، وقيل: سمرةُ بن مِعيرٍ - ورفع صوتهَ: أما خشيِتَ أن تنشق مُرَيطاؤكَ؟. وسأل الفضلُ بن الربيع أبا عُبيدةَ والأحمرَ عن مد المريطاءِ وقصرها فقال أبو عبيدةَ: هي ممدودةٌ، وقال الأحمرُ: هي مقصورةٌ، فدخلَ الأصمعي فوافقَ أبا عبيدةَ واحتج على الأحمرِ حتى قَهرهَ. وقال ابن دريدٍ: أمرَطَتِ النخلةُ: إذا سَقَطَ بسرها غضباً؛ فهي ممُرِطٌ، فإن كان ذلك من عادتها فهي ممرَاطٌ. قال: وناقةٌ ممُرِطٌ وممِراطٌ: إذا كانت متقدمةً سريعةً في السير، وليس بثبتٍ. وقال غيرهُ: أمرطَ الشعرُ: أي حانَ له أن يُمرطَ. وأمرطتِ الناقةُ: أسرعتْ. ومَرَطَ الثوبَ تمريطاً: جعلهَ مِرطاً وهو تقصير كُميه. ومَرَط شَعَره: نتفه؛ مِثلُ مَرَطَه مَرَطاً. ومارَطه: مَرط شَعرهَ وخَدَشهَ. وامترطَ: أي اختلسَ. وامْتَرَطَ: جمعَ. وامرطَ شَعَرُه وتمرطَ: أي تساقطَ وتحاتّ. والتركيبُ يدلُ على تحاتً شيءٍ أوحته. ؟؟ مسط ابن السكيت: يقال للرجلِ إذا سطا على الفَرسَ وغيرها أي أدخل يده في ظبيتها فأنقى رحمها وأخرج ما فيها: قد مَسَطَها يمسَطها مسطاً. وإنما يفعلُ ذلك إذا نزا على الفرس الكريمة فحلٌ لثيمٌ. ويقال - أيضاً -: مسطتُ المعى: إذا خرطتَ ما فيه بأصابعكَ لتُخرجَ ما فيه. والماسط: ضرب من نبات الصنفِ إذا رعتهْ الإبلُ مسطَ بطونهاَ فخرطهاَ. وماسط - أيضا -: اسمُ مويةٍ ملحٍ لبني طهية، وكذلك كل ماءٍ ملحٍ يمسطُ البطونَ فهو ماسطَ، قال جرير يهجوُ البعيثَ: ياثلطَ حامضيةٍ تروحَ أهلهاَ ... عم ماسطٍ وتندتِ القلاما الحامضةُ: التي رعتٍ الحمضَ. وقال ابن دريدٍ: المسطُ: مصدرُ مسطتُ الثوبَ: إذا بللتهَ ثم خرطته بيدك لتخرجَ ماءه. وقال ابن فارس: المسطُ: أن تخرط ما في السقاء من لبنَ خائرَ بإصبعكَ ليخرجَ. والمسبطة: ما يخرجُ من رحم الناقة من القذى إذا مسطتْ. والمسيطة - أيضاً - والمسيط: الماء الكدرُ الذي يبقى في الحوض، قال: يشربنَ ماءَ الأجنِ والضغطِ ... ولا يعفنَ كدر المسطِ وقال أبو الغمرِ: يقال إذا سأل الوادي بسيلَ قليل فهو مسيطةٍ. وقال أبو عمرو: المسيطة الماء الذي يجري بين الحوض والبئر فينتنِ، وأنشدّ: ولا طختهُ حماةٍ مطائطُ ... يمدها من رجرجٍ مسائط وقال ابن شميل: كنتُ أمشي مع أعرابيٍ فقال: هذا المسيطُ؛ يعني الطين. وقال ابن الاعرابي: فحل مسيط: إذا لم يلقحُ. وقال ابن عباد: يقال: مسطوه مسيط: إذا لم يلقحْ. وقال ابن عباد: يقال مسطوه مسطاً: أي ضربوه بالسياط. والتركيب يدل على خرطْ شئ رطب على امتداده من تلقاء نفسه. والمشط: معروف، وفيه لغات: مشط ومشط - مثال خلقٍ وخلق - ومشط - مثال عتل؛ وهذا عن أبي الهيثم وأنشد: قد كنتُ أحسبني غنياً عنكمُ ... إن الغني عن المشط الاقرع والمِشط - بالكسر -؛ وأنكره ابن دريد، وجمع المشط: أمشاط ومشاط - مثال رمح وأرماحٍ ورماحٍ -، قال المنتخل الهذلي: وما أنت الغداة وذكرُ سلمى ... وأمسىَ الرأس منكَ إلى أشماط كأن على مفارقه نسيلاً ... من الكتانِ ينزع بالمشاط وقال جساسُ بن قطيب يصف الإبل: تنجو ولو من خلل الأمشاط وقابل ابن عباد: المشط من المناسج: ما ينسج به منصوباً. والمشطُ - أيضاً -: نبتَ صغير يقال له: مشطُ الذئب. والمشطُ: سلامياتُ ظهر القدم؛ على التشبيهْ. ومشط الكتف: العظمُ العريضُ.

مصط

ومشطتِ الماشطة المرأة تمشطها مشطاً: قال رؤبة: شبكَ من الآل كشيك المشط ... ولمة مشيطَ: أي ممشوطة. والمشطةُ: نوع من المشطِ كالجلسة والركبة. والمشاطة: ما سقط منه. وفي الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال حين سحر: جاءني ملكان فجلس ما وجع الرجل؟ وقال: مطبوب، قال: من طبة؟ قال: لبيدُ ومشاطةٍ وجف طلعة ذكر، قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان. ويقال: بعير ممشوط وأمشط: به سمةٍ المشطُ. والممشوط: الطويلُ الدقيقْ. وقال الفراءُ: المشطُ: الخلط، يقال: مشطَ بين الماء الدقيق. وقال الاصمعي: مشطتْ يده ومشظتْ - بالكسر فيهما - مشطاً ومشظاً - بالتحريك: وذلك أن يمس الشوك أو الجذع فيدخلَ منه في يدهُ شظية ونحوها؛ عن ابن دريد. والأمشط: موضع، قال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع: وظل بصحراء الأمشطِ يومهُ ... خميصاً يضاهي ضغنَ هادية الصهبِ ؟؟ مصط الخارزنجي: مصط الرجلُ ما في الرحم ومسطه: أي أخرجهُ لئلاً تعلق. ؟؟ مضط الكسائي: المُضْطُ: المُشْطُ، قال: يجعلون الشين ضاداً بين السين والضاد؛ ليست بضادٍ صحيحةٍ ولا شينٍ صحيحةٍ، وهي لُغةٌ في ربيعةَ واليمنِ؛ يقولون: اضتر لي: في معنى اشترِ لي لفظاً ومعنىً. ؟؟ مطط ابن دريدٍ: مط الشيء يمطهُ مَطَاً: إذا مده، ومنه قولهم: مَط الرجلُ حاجبيهِ وخده: إذا تكبر، وكذلك مَط أصابعه: إذا مدها وخاطبَ بها. والمَطِيْطَةُ: الماءُ الخاثرُ في أسفلِ الحوضِ، قال حُميدٌ الأرقطُ: في مُجْلِباتِ الفِتَنِ الخَوَابِط ... خَبْطَ النهالِ سَمَلَ المَطَائطِ وقال الليثُ: المَطَائطُ: مواضعُ حُفرِ قوائمِ الدواب في الأرض والرداغِ، وأنشد: فلم يبقَ إلا نُطْفَةٌ في مَطِيْطَةٍ ... من الأرضِ فاستقصينها بالجحافلِ وقال ابن الأعرابي: المُطُطُ - بضمتين -: الطوالُ من جميع الحيوانِ. ومُطَيْطةُ - مصغرةً - موضعٌ، قال عدي بن زيد بن مالكِ بن عدي بن الرقاع: وكان نخلاً في مُطَيْطَةَ نابتاً ... بالكِمْعِ بينَ قرارها وحجاها وقال ابنُ عباد: المطاطُ من ألبانِ الإبلِ الشديدُ الخثورةِ الحامضُ. والمُطَيْطَاءُ - مثالُ المريراءِ -: التبخترُ ومدٌ اليدينِ في المشي، وقال ابن دريدٍ: المطيطاءُ ممدودٌ غير مهموزٍ؛ هكذا يقولُ الأصمعي: وهي مشيةٌ باسترخاءٍ، قال ابن السيرافي؛ أراد أن الهمزةَ بعد الألفِ وهي غير أصليةٍ، وقال أبو سعيدٍ: كأنه يريدُ أن هذه الهمزة للتأنيثِ وليست بهمزةِ أصليةٍ. ومنه حديثُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: إذا مشت أمتي المُطيطاءَ وخدمتهم فارسُ والرومُ كان بأسهم بينهم. وهذه روايةُ أبي عبيدٍ، وروايةُ الليثِ في كتاب العين: سَلطَ الله شرارها على خيارها. والتمْطِيْطُ: الشتمُ. وتمَطّطَ: تمدد. وقال ابن دريدٍ: ثم قال أبو عبيدة في قولهِ عز وجل:) ثم ذهب إلى أهلهِ يتمطى (: إنه من هذا؛ أراد: أن أصله يتمططُ. وأنشد الأصمعي يصفُ منهلا: أخضرَ مثلَ ... سلِ من تمططِه وتمطط في الكلام: لونَ فيه. وقال ابن دريدٍ: مَطمطَ في كلامهِ: إذا مده وطولهَ. وقال ابن الأعرابي: مَطَمَطَ الرجلُ: إذا توتنى في خطه وكلامهِ. وتمطمَطَ الماءُ: إذا خثرُ. والتركيبُ يدلُ على مد الشيءِ. ؟؟ معط الليثُ: المعْطُ: مد الشيء. ومَعَطتُ الشعرَ من راس الشاةِ ونحوها: إذا مددته فنتفتهُ أجمعَ. وقال إبراهيم الحربيُ - رحمه الله -: حدثنا يوسف بن بهلولٍ قال: حدثنا ابن إدريس عن أبي إسحاق: أن وهرزَ أوتر قوسه ثم مَعَطَ فيها حتى إذا ملأها أرسلَ نشابتهَ فأصابت مسروق بن أبرهةَ. ومَعَطَتُ السيفَ: سَللتهُ من غمده. والمعَطُ: ضربُ من النكاح، يقال معطها: إذا نكحها. ومعطتَ الناقةُ بولدها: رمت به. ومَعَطَ بها: حبقَ. وأبو مُعيط: أبو عُقبةَ بن أبي مُعيط، اسمه أبانٌ. وقال ابنُ دريدٍ: مُعيطٌ: موضعٌ، هكذا هو بخط الأرزني في الجمهرةَ: بضم الميم مصغراً، وبخط ابي سهلِ الهروي في الجمهرة: معيط بفتح الميم وكسرِ العين، وأخشى أن يكونا تصحيفي: مَعْيطَ بفتح الميم وسكون العين. وأبو مُعطةَ: من كُنى الذئب. ورجلٌ أمعطُ بين المعطِ: وهو الذي لا شعر على جسده.

معلط

والذئبُ الأمعطُ: الذي قد تساقط شعرهُ. وقال الليثُ: يقال: معطَ الذئبُ؛ ولا يقال مَعِطَ شعرهُ. قال: ويقال ذئبٌ أمعطُ؛ تصفه بالخبثِ، وإنما أصلهُ على ما فسرناه، ولكنهم وصفوه بأنه أخبثُ من غيرهِ؛ لأن شعره يتمرط فيتأذى بالبعوض والذباب فيخرجُ على أذىً شديدٍ وجوعٍ فلا يكاد يسلمُ منه ما اعترض له. وتقولُ: لِصَ أمعطُ ولُصوصٌ مُعُطٌ: يشبهون بالذئابِ لخبثهم. ويستعملُ في غير الذئبِ واللص، وأنشد الأصمعي يصفُ القطا: وقبلَ مُشْتالِ الذُنابى أمْرَطِهْ ... أحص ما فوق.... أمْعَطِهْ وفي الحديث: أن عائشة - رضي الله عنها - قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو أخذت ذاة الذئبِ منا بذنبها، قال: إذن أدعها كأنها شاةٌ مَعَطاءُ. ويقال: أرضٌ مَعْطَاءُ: لا نباتَ فيها، وكذلك: رملٌ أمْعَطُ ورِمالٌ مُعْطٌ، قال الرماحُ بن أبرد وهو ابن ميادةَ: إلى الوَليدِ أبي العباسِ ما عَمِلتْ ... من دونهاِ المُعْطُ من بَيانَ والكُثُبُ أعمل " إذن " لكونها مبتدأة وكون الفعلِ مُستقبلاً. ومعنى " أدعها " أجعلها، كما استعمل التركُ بهذا المعنى، والكافُ مفعولٌ ثانٍ. وأمْعَطُ: اسمُ موضعِ، قال الراعي: يخرجنَ بالليلِ من نقْعِ له عُرُفٌ ... بقاعِ أمعطَ بين الحزنِ والصيرِ وقال ابن الأعرابي: المعَطاءُ: السوءةُ وماعِطٌ: من الأعلامَ. وامتعطَ سيفهَ: أي استله؛ مِثلُ مَعَطَه. وقال ابن دريدِ: مر فلانٌ برمحه مركوزاً فامتعطهَ. وقال غيرهُ: امتعطَ النهارُ وامتغطَ: أي أرتفعَ وامتعطَ شعرهُ وتمعطَ وامعطَ - على انفعلَ -: أي تمرطَ وتساقطَ، وفي الحديث: أن فتاةً اشتكت فتمعط شعرها فأرادوا أن يصلوه فلعن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الواصلة والمستوصلةَ. وقال الليثُ في صفةِ النبي - صلى الله عليه وسلم -: لم يكن بالطويلِ المعطِ، قال: وبعضهم يرويه بالغين، وكذلك ذكره إبراهيم الحربي - رحمه الله - بالعين المهملةِ، وقد ذُكر الحديث بتمامه في تركيبِ ص ب ب، ومعنى المُمعِطِ والمُمغِطِ: البائنُ الطولِ. ويقالُ - أيضاً -: أمعط الحبلُ وغيرهُ: أي انجرد. وأمعط وأمغط: إذا طال وامتد. والتركيبُ يدلُ على تجردِ الشيءِ وتجريدهِ. ؟؟ معلط ابن عباد: العَمَلّطُ: الشديدُ من الرجالِ والإبل، ويقال: مَعَلطٌ مقلوبٌ منه. وهو من الرجالِ: الخبيثُ الداهيةُ أيضاً. ؟؟ مغط الليثُ: المَغْطُ: مدكَ الشيءَ اللينَ نحو المصرانِ. وقال ابن دريدٍ: المغطُ: من قولهم مغطَ الرامي في قوسه يمغطُ مغطاً: إذا أغرق النزع فيها، وانشد: مَغْطاً يمدُ غَصَنَ اللآباطِ وأمغطَ الشيءُ وأمعطَ - على انفعل -: أي امتد وطال. وفي صفةِ النبي - صلى الله عليه وسلم -: لم يكن بالطويل المُمغطِ؛ ويروى: الممُعطِ؟ بالعينِ المهملةُ -، والإعجامُ أكثرُ، وقد كتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيبِ م ش ش. وأمغطَ الحبلُ وأمعطَ: أي امتد، وكل ممتدٍ: ممغطٌ وممعطٌ وممتغطٌ. وامتغَطَ سيفه وامتعطهَ: أي استله. وامتغطَ النهارُ وامتعطَ: أي ارتفع. والتمغطُ في عدوِ الفرس: أن يمد ضبعيةِ. وقال ابن دريدٍ: تمغطَ البعيرُ في سيره: إذا مد يديه مداً شديداً. وقال أبو عبيدةَ: فرسٌ مُتمغطٌ: وهو أن يمد ضبعيه حتى لا يجد مزيداً في جريه ويحتشي رجليه في بطنه حتى لا يجد مزيداً للإلحاقِ؛ ثم يكونُ ذلك منه في غير احتلاطٍ؛ يسبحُ بيديه ويضرحُ برجليهَ في اجتماعٍ. وقال مرةً: أن يمد قوائمه ويتمطى في جريه. والتركيبُ يدلُ على امتدادٍ وطولٍ. ؟؟ مقط الفراءُ: الماقطُ من البعيرِ: مثلُ الرازمِ، وقد مَقَطَ يَمُطُ مُقُوطاً: أي هُزل هُزالاً شديداً. والماقِطُ: الحازي الذي يتكهن ويطرقُ بالحصى. وتقول العرب: فلانٌ ساقطٌ ابن ماقطِ ابن لاقطِ. فالساقطُ عبد الماقِط: والماقِطُ عبدُ اللاقِطِ؛ والاقِطُ عبدٌ مشتريٍ. والماقِطُ - أيضاً -: الشديدُ. والمَقْطُ: الشدةُ. وقيل في قولِ أبي جُندبٍ الهذلي: أين الفتى أسامةُ بن لُعْطِ ... هلا تقومُ أنت أو ذو الإبطِ لو أنه ذو عِزةٍ ومقطِ ... لمنعَ الجيرانَ بعض الهمطِ إن المقطَ: الضربُ، يقالِ: مقطه بالسوط، وقيل: الشدة.

ملط

وقال ابن دريدٍ: رجلٌ ماقِطٌ ومَقاطٌ: وهو الذي يكري من منزلٍ إلى منزلٍ. ومَقَطَتُ الحبلَ أمقطه مقطاً: إذا شددت فتله، وبه سمي المِقاطُ وهو الحبلُ الشديدُ الفتلِ، وقيل: هو حبلٌ صغيرٌ يكادُ يقومُ من شدةِ إغارته. وفي حديثِ عُم ر - رضي الله عنه -: أنه قدمَ مكةَ فسأل من يعلمُ موضوعَ المقامَ؛ وكان السيلُ احتملهَ من مكانهِ، فقال المطلبُ بن أبي وداعةَ السهمي - رضي الله عنه -: أنا يا أمير المؤمنين قد كنتُ قدرتهُ وذرعتهُ بِمِقاطٍ عندي. وقال رؤبة: جذبي دِلاءَ المجدِ وانتشاطي ... مثلينِ في كرينِ من مِقَاطِ وقال أبو داودٍ جاريةُ بن الحجاج الايادي: مُدْمَجٍ كالمِقَاطِ يَختالُ نِسعاً ... زَهِماتِ الأكفالِ قُب البُطونِ وجمعُ المِقاطِ: مُقُطٌ - مثالُ كِتابٍ وكُتُبٍ -، قال الراعي: كأنها مُقُطٌ ظلتْ على قيمٍ ... من ثُكْدَ واغتَمَستْ في مائهِ الكدرِ وقال ابن دريدٍ: مِقَاطُ الفرس: مقودُه، ومِقاطُ الدلوِ: رشاؤها. قال؛ ويقال: رب ماقطٍ قد شَهِدهُ فلانٌ: أي معركةَ، والجمعُ: المَقاطُ. وقال الليثُ - أيضاً - في هذا التركيب: الماقِطُ: أضيقُ المواضع. في الحربِ وأشدها. قال الصغاني مؤلفُ هذا الكتاب؛ إيرادهما إياه في هذا التركيب سَهْو؛ " إذ هذا التركيبُ مختصٌ بما كانت ميمه أصليةً، وما ذكراه هو الماقِطُ بالهمز - كمجلس -، وقد مر في أق ط، والميمُ ليست بأصليةٍ ". ومَقَطَه بالأيمانِ: إذا حفله بها. وقال ابنُ عبادٍ: مقَطَه الشيء: أي جرمه. وقال الليث: المقطُ: ضربك بالكرةِ على الأرض ثم تأخذها، وقال الشماخُ: كأن أوبَ يديها حين ... أدركها أوبُ المراحِ وقد نادوا بترحالِ مقطُ الكُرينَ على مكنوسةٍ زَلَفٍ ... في ظهر حنانةِ النيرينِ مِعزالِ وقال المُسيبُ بن علي يصفُ ناقته: مرحت يداها بالنجاءٍ كأنما ... تكروُ بكفي ماقِطٍ في صاعِ ويروى: " لاعبٍ في قاعِ " و " في صاعِ ". ومَقَقْتُ صاحبي أمقُطُه مَقْطاً: إذا غِظْتَه وبلغتَ إليه في الغيظ؛ عن أبي زيدٍ. ومَقَطَتُ عُنُقه بالعصا: إذا ضربته بها حتى ينكسرَ عظمُ العُنُقِ والجلدُ صحيحٌ. وقال الليثُ: المقطُ: الضربُ بالحبيلِ الصغيرِ المُغارِ. وقال ابن عبادٍ: المَقِطُ - مثالُ كتفٍ -: الذي يُولدُ لستةِ أشهرٍ أو لسبعةِ أشهرٍ. قال: والمقطُ - بالضم -: خيطٌ يصطادُ به الطيورُ، وجمعهُ: الأمقاطُ. ومقطْتَه تمقيطاً: صرعتهُ. وقال غيره: امتقطَ فلانٌ عينينِ مثل جمرتينِ: أي استخرجهما. ؟؟ ملط رجلٌ أملطُ بين المَلَطِ، وهو مثلُ الأمرطِ، وكان الأحنفُ بن قيسٍ أملطَ، قال: طبيخُ نُحَازٍ أو طبِيخُ أميهةٍ ... دقيقُ العظامِ سيئ القشمِ أملطُ وقال ابو عبيدةَ: سهمٌ أملطُ: مثلُ أمرطَ. والمِلْطُ - بالكسر - الذي لا يعرفُ له نسبٌ، يقال: غلامٌ خلطٌ ملطٌ: وهو المختلطُ النسبِ. وقال الليثُ الملط: الذي لا يرفعُ له شيء إلا ألمأ عليه فذهب به سرقةً واستحلالاً، " والجميع؟: المُلُوْطُ والأمْلاَطُ، يقالُ: هذا مِلْطٌ، والفعلُ: مَلَطَ مُلُوطاً. والمِلاَطانِ: جانبا السنامِ مما يلي مقدمهَ. وقيل: المِلاَطُ: الجنبُ، قال العُجيرُ السلولي، ويروى للمخلبِ الهِلالي، وهو موجودٌ في أشعارهما: فبيناهُ يشري رَحلهُ قال قائلٌ ... لمن جَمَلٌ رخوُ المِلاطِ ذَلُولُ والقطعةُ لاميةٌ، ووقع في كتاب سيبويهِ: " نجيبُ "، وتبعهُ النحَاةُ على التحريف. وهي قطعةٌ غراءُ. وابنا مِلاَطٍ: عضداَ البعيرِ، قال رؤبة: أرمي إذا انشقتْ عَصَا الوَطوَاطِ ... برجمِ أجاي مقذفِ المِلاطِ وقال أبو عمرو: ابنا مِلاطيِ البعيرِ: كتفاهُ، قال القطرَان السعديُ: وجون أعانته الضُلُوعُ بزُفرِةٍ ... إلى مُلُطٍ بانت وبان خَصيلهُا يقول: بان مرفقاها " عن جنبها فليس بها حاز ولا ناكتٌ ". وقال آخرُ: كلا مِلاَطيهِ إذا تعطفا ... بانا فما راعى بزاع أجوفا والمِلاَطُ: الطينُ الذي يجعلُ بين سافيِ البناءِ يملطُ به الحائطُ، قال: والقلعَ والمِلاَطَ في أيدينا والمِلاطُ: الذي يملطُ الطينَ. والمليطُ: السخلُ. والمليطُ والمليصُ: الجنينُ قبل أن يشعرَ.

ميط

والملطى - مثالُ ذفرى - والمِطاءُ - مثالُ علباءٍ -: القشرُ الرقيقُ الذي بين عظمِ الرأس ولحمه. وقال الليثُ: الملطاءُ: الشجةُ التي يُقالُ لها السمحاقُ، يقالُ: شُج فلانٌ شجةً مِلطاءً. قال: وأرى أن أصلَ الملطاءِ: الملطاةُ. وروى شمرٌ عن ابن الأعرابي: أنه ذكر الشجاجَ، فلما ذكر الباضعةَ قال: ثم المُليطةُ: وهي التي تخرقُ اللحمَ حتى تدنو من العظمِ. وقولُ ابن الأعرابي يدلُ على أن الميمَ من الملطاء ليست بأصليةٍ. وقال أبو عبيدٍ: وهي التي جاء فيها الحديثُ: يقضى في الملطى بِدمها. وقال الأصمعيُ: بعتهُ الملسى والملطى: وهما البيعُ بلا عُهدةٍ والملطى - أيضاً، مثلُ المرطى -: من العدوِ. ويقالُ: مضى فلانٌ إلى موضع كذا، فيقال: جَعَله الله ملَطى: أي لا عهدةَ، أي لا رجعةَ. وما لَطَةُ: بلدٌ بالأندلسُ. ومَلَطْيَةُ - " بسكونِ " الطاءِ وتخفيفِ الياء -: بلدٌ من بلادِ الرومِ تُتاخمُ الشامَ، والعامةُ تقولُ: ملَطِيةُ - بفتح اللامِ وتشديدِ الياء -، وليس بشيءٍ. وقال أبو عمرو إبلٌ مَمَالِيطُ: قد سمنتْ وذهبتْ أوبارها، وناقةٌ مُمِلِطةٌ. وقال ابن فارس: ملطتُ الحائطَ بالملاطِ: إذا طينتهَ وسويته. ومَلَطةُ تمليطاً ومالطةُ: إذا قال هذا نصفَ بيتٍ وأتمهُ الآخر بيتاً، كما جرى بين امريء القيس وبين التوءمِ. قال ابو عمرو بن العلاء: كان امرؤ القيس معناً ضليلاً ينازعُ من قيل له أنه يقولُ الشعر، فنازع التوءمَ جد قتادة بن الحارثِ بن التوءم اليشكري، فقال: إن كنتُ شاعراً فملط أنصافَ ما أقولُ فأجزها، فقال: نعم، فقال امرؤ القيس مبتدئاً: معناً ضليلاً ينازعُ من قيل له إنه يقولُ الشعرَ، فنازعَ التوءمَ جد قتادةَ بن الحارثِ بن التوءمِ اليشكري، فقال: إن كُنتَ شاعراً فَملطْ أنصافَ ما أقولُ فأجزها، فقال: نعم، فقال امرؤ القيس مبتدئاً: أصاحَ ترى بُريقاً هب وهنا فقال التوءمُ: كَنارِ مجوس تستعرُ استعارا وقد كُتِبَتِ القطعةُ بتمامها في تركيبِ أض خ. وامتَلَطَ: اخْتَلَسَ. وتملطَ: أي تملسَ. والتركيبُ يدلُ على تسويةِ شيءٍ وتسطيحهِ. ؟؟ ميط ماَط في حكمه يميْطُ ميطاً: أي جَاَرَ، ومنه حديثُ أبى عُثمانَ النهدي أنه كان يكثرُ أن يقولَ: لو كان عُمَرُ - رضي الله عنه - ميزاناً ما كان فيه مَيْطُ شَعَرَةٍ. يُقال: ماطَ ومادَ ومالَ: بمعنى واحدٍ. وقال الكسائيُ: ماطَ علي في حكمهِ يميطُ. وفي حُكمهِ علي ميطٌ: أي جوزٌ. وقال أبو زيد مثل ذلك، قال حُميدٌ الأرقطُ يمدحُ الحجاجَ بن يوسفَ: مد عَجَاري عِنَانٍ شاحِطِ ... حتى شفى السيفُ قُسُوطَ القاسِطِ وضِعنَ ذي الضعنِ وميطَ المائطِ ... وعُرِكَ الرغمُ بأنفِ الساخِطِ وقال أيمنُ بن خُريمٍ: إن للفتنةِ ميطاً بيناً ... فَرُوَيْدَ المَيْطَ منها يعتدلْ وماطَ - أيضاً -: بعد وذهبَ. وقال جابرُ بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنه - لما تكلمَ أسعدُ بن زُرارةَ - رضي الله عنه - ليلةَ العقبةِ بكلامهِ المذكورِ عنه قال له أصحابهُ: مِطْ عنا يا أسعدُ فواللهِ لا نذرُ هذه البيعةَ ولا نستقيلها. مِطْ عنا: أي ابعد عنا. والمَيْطُ والمِيَاطُ: الدفعُ والزجرُ. وحكى ابو عبيدٍ: مِطْتُ عنه ومِطْتُ غيري، وأنكر الأصمعي: مِطْتُهُ، قال الأعشى: فَمِيْطي تُمِيْطي بِصُلْبِ الفُؤادِ ... وَصُوْلِ حِبَالٍ وكنادِها ويروى: " أميطي تُميطي ". وقولُ رؤبة: شُبتْ لِعيني غَزِلٍ مياطِ ... سَعديةٌ حلتْ بذي أراطِ أي ذاهبٍ يأخذها هنا وهاهُنا، وقال أيضاً: ووردَ مياطِ الذئابِ المُيطِ. وقال ابن فارسِ: الميطُ: الاختلاطُ؛ تفردَ به والميطُ: الشدةُ والقوةُ، قال رؤبة: ومَيْطُ عِزي أنكرُ الأمياطِ ويُروى: " وميطُ غربي ". ومَيْطُ: قريةٌ على ساحلِ بحرِ اليمنِ مما يلي أرض البرابرِ المتصلةَ بأرض الحبشةَ. ومِيْطَانُ: من جِبالِ المدينةِ - على ساكنيها السلامُ - وهو لُمزينةَ وسُليمٍ، قال معنُ بن أوس بن نصرٍ المزنيُ وكان طلقَ امرأته فندمَ: كأن لم يكنْ يا أم حقةَ قبلَ ذي ... يميطانَ مُصَطافٌ لنا ومرابعُ إذ الناسُ ناسٌ والبلادُ بغرةٍ ... وإذ نحنُ لم تدببْ إلينا الشبادعُ

نأط

وأمطتُ الشيءَ: نحيتهُ، ومنه حديثُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: أمطِ الأذى عن طريقِ المسلمين تكثرُ حَسناتكَ. وحكى أبو عُبيدٍ: أمَطْتُ: إذا نحيتَ؛ مثلُ مِطْتُ. ويقالُ: القومُ في هِياطٍ ومِياطٍ، وقد فُسر ذلك بالجبلةِ والصياح، وقيل: هُما قولهم: لا والله وبلى والله، وقيل: الهِياطُ: أشدُ السوقِ في الوردِ؛ والمِياطُ: أشدُ السوقِ في الصدرَ، وقال اللحيانيُ: الهِياطُ: الأقبالُ؛ والمِياطُ: الادبارُ، وقال الليثُ: الهِياطُ: المزاولةُ؛ والمِياطُ: الميلُ. وقال ابن عبادٍ: ميطَ بينهما تمييطاً: أي ميلَ. واستماطَ: ساعد، قال أبو حِزام غالبُ بن الحارثِ العكليُ: سَأثماً إن زناتَ إلي فارقي ... بِبِرطيلٍ قَتالك واستميطي وقال الفراءُ: تَمايطَ القومُ: أي تباعدوا وفسد ما بينهم. والتركيبُ يدلُ على دفعٍ ومدافعةٍ. ؟؟ نأط ابنُ عباد: يقال نَأطَ يْنِئطُ: بمعنى نَحَطَ. والنئِيْطُ: النْحِيْطُ. والتنَوطُ مَثلهُ. ؟؟ نبط نَبَطَ الماءُ ويَنْبِطُ نَبْطاً ونُبُوْطاً: نَبَعَ. وقال ابن دريدٍ: نبطتُ البئرَ: إذا استخرجتَ ماءها. ونَبْطٌ: وادٍ، قال ساعدهُ بن جويةَ الهذلي: أضر به ضاحِ فَنَبْطاً أسألهُ ... فَمرُ فأعلى جوزها فخصورها أضر بهِ: لِزق به ودنا منه، وضاحٍ: وادٍ، ونصبَ " نبطاً " ب " أسالهُ ". ونَبْطٌ: موضعٌ قريبٌ من حوراءَ التي بها معدنُ البِرامِ بناحيةِ المدينةِ - على ساكنيها السلامُ -. وإنْبِطُ - مثالُ إثْمدٍ: موضعٌ، قال ابن فسْوةَ - واسمهُ أديهمُ بن مِرداسٍ أخو عُتيبةَ بن مِرادس: فإن تمنعواُ منها حمِاكمْ فإنهُ ... مباحٌ لها ما بين إنبطَ فالكدرِ وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامرِ بن هرمةَ: لَمِنِ الديار بِحائلٍ فالاْنبطِ ... آياتها كوثاقِ المُستشرطِ وإنْبِطُ - أيضاً -: من قرى همذان. وإنْبِطَهُ - بزيادة الهاءِ -: موضعٌ. وفرسٌ أنبطُ بين النبطِ والنُبطةِ - بالضم -: وهي بياضٌ يكونُ تحت إبطِ الفرس وبطنهِ، قال ذو الرمة: كَلَوْنِ الحِصانِ الانبَطِ البطنِ قائماً ... تَمايلَ عنه الجُلُ واللونُ أشقرُ وشاةٌ نَبْطاءُ: بيضاءُ الشاكلةِ وقال ابن دريدٍ: النبطُ: جِيْلٌ معروفٌ، وهُمُ النبِيْطُ والأنْبَاطُ، قال رؤبة: وعربٍ عاتينَ أو أنبْاطِ ... زرناهمُ بالجيشِ ذي الألغاطِ وقال غيرهُ: النبَطُ والنبِيْطُ: قومٌ ينزلونَ بالبطائح بين العراقيينِ، والجمعُ: أنْبَاطٌ، يقال: رجُلٌ نبطيٌ ونَبَاطيٌ ونَبَاطٍ - مثالُ يمني ويماني ويمانٍ -، وحكى يعقوبُ: نُبَاطيٌ - أيضاً - بضم النونِ. وفي حديثِ ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -: نحنُ معاشر قُريشٍ حيٌ من النبطِ من أهلِ كوثى. أراد كُوثى العراقِ؛ وهي سُرةُ السوادِ، وبها ولدَ إبراهيم؟ صلواتُ الله عليه -، وقال الشعبي لِرجلٍ قال لآخرَ: يا نَبَطيُ: لأحد عليه؛ كُلُنا نَبَطٌ، ذهب إلى قول ابن عباس؟ رضي الله عنهما -، وسموا نبطَاً لأنهم يستنبطونَ المياهَ. وفي حديثِ عمرو بن معدي كرب " رضي الله عنه ": نَبَطيٌ في جِبْوَته، أي: كالنبطي في علمه بأمرِ الخراج وجبايته وعمارةِ الأرضين " حذقاً بها ومهارةٌ فيها "، وقد كتبَ الحديثُ بتمامه في تركيب ... وقال ابنُ دريدٍ: النبطُ: أولُ ما يظهرُ من ماءِ البئرِ إذا حفرتها. ورَجُلٌ لا ينَالُ له نَبَطٌ: إذا كان داهياً لا يدركُ غَورةُ، وأنشد؛ وهو لِكعبِ بن سعدٍ الغنوي: قريبٌ تراهُ لا ينالُ عدوهُ ... له نَبَطاً عند الهَوانِ قَطوبُ ويقال للركيةِ: هي نَبَطٌ؛ إذا أميهتْ. وفي حديثِ بعضهم: انه سُئلَ عن رجلٍ فقال: ذاك قريبُ الثرى بعيدُ النبطِ. أرادَ: انه داني الموعِدِ بَعيدُ النجْزِ. ويقول الساجعُ: إذا ... الأشراطُ....ووَعْسَاءُ النبيطِ مُصغراً - ويقالُ: التميطِ؛ بالميم -: رَمْلَةٌ معروفةٌ بالدهناء، وبالميم أكثر. والنبيطاءُ: جبلٌ بطريقِ مكةَ - حرسها الله تعالى - على ثلاثةِ أميالٍ من تُوزَ. والنبطاءُ: قريةٌ بالبحرينِ لبني مُحاربٍ من عبدِ القيس. وقال أبو زيادٍ: النبْطاءُ: هضبةٌ طويلةٌ عريضةٌ لبني نُميرٍ بالشريفِ من أرضِ نجدٍ. وقال ابن عباد: الأنباطُ: التأثيرُ.

نثط

وقال غيرهُ: أنبطَ الرجلُ: إذا أمهى إلى النبِطِ أي الماء. وأنبط - أيضاً -: استخرجَ النبطَ. وكلُ شيءٍ أظهرتهَ بعد خَفائه: فقد أنبطته واستعبطتهَ. وقوله تعالى:) لَعَلمهَ الذين يستنبطونهَ منهم (أي يستخرجونهَ. ويُقال: استنبطَ الفقيهُ: إذا استخرجَ الفقهَ الباطنَ بفهمهِ واجتهادهِ. وفي حديثِ النبي " صلى الله عليه وسلم ": الخيلُ ثلاثةٌ: رجلٌ ارتبطَ فَرَسَاً عُدةً في سبيلِ الله فإن علَفَه وروثه وأثره ومسحاً عنه وعاريته في ميزانه يوم القيامة. ورجلٌ ارتبط فرساً ليُغالق عليها أو يراهن عليها فإن علفه وروثه ومسحاً عنه وزرٌ في ميزانه يوم القيامة. ورجلٌ ارتبط فرساً لِيستنبطها - ويروى: لِيستنبطها - فهي له سترٌ من الفقر. ليستنبطها: استُعير لاستخراج النسلِ. وليستنبطها: أي يطلبُ ما في بطنها من النتاج. وفي كلامِ أيوبَ ابنِ القريةِ: أهل عمانَ عربٌ استنبطوا، وأهلُ البحرينِ نبيطٌ استعربوا. وأولو النباط في قولِ المتنخلِ الهُذلي: فإما تُعرضن أميمَ عني ... وينزغكِ الوشاةُ أولو النباطِ " هم " الذين يستنبطونَ الأخبار. والتنبيطُ: التشبهُ بالنبطِ، ومنه حديثُ عُمر - رضي الله عنه - أنه كتب إلى أهلِ حِمص: لا تنبطوا - ويروى: لا تَسْتنبِطوا - في المدائنِ؛ ولا تُعلموا أبكارَ أولادكم كتابَ النصارى؛ وتمعززوا؛ وكونوا عَرَباً خُشْناً. أي: لا تشبهوا بالأنباطِ في سُكنى المُدنِ والنزولِ بالأرياف أو في اتخاذِ العِقارِ واعتقادِ المزارعِ وكونوا مستعدين للغزوِ مستوفزين للجهادِ. ويقالُ - أيضاً -: تَنَبطَ: أي تنسب إلى النبِطِ. وقال ابن عباد: هو يَنْتَبِطُ الكلامَ: أي يستخرجهُ، قال رؤبة: يَكْفيكَ أثري القولَ وانتباطي ... عَوَارماً لم تُرمَ بالأسقاطِ والتركيبُ يدلُ على استخراجِ شيءٍ؟؟ نثط ابن دريدٍ: النثطُ: غَمزكَ الشيءَ بيدك على الأرض حتى يطمئن، وهو الصحيحُ. قال: وفي الحديث: كانت الأرضُ هفاً على الماءِ فنثطها الله بالجبالِ. أي أثبتها. وقال ابن الأعرابي: النثطُ: الأثقالُ، ومنه حديثُ كعبِ الأحبار: إن الله لما مد الأرض مادت فَثَنَطها بالجبالِ فصارت كالأوتادِ لها ونثطها بالكامِ فَصَارت كالمثقلاتِ لها. الكلمةُ الأولى بتقديمِ الثاءِ على النونِ؛ ومعناها: شقها، والثانيةُ بتقديم النونِ على الثاء: أي أثقلها. ونَثَطَ الشيءُ نُثُوْطاً: أي سَكَنَ. وقال الليثُ: النثْطُ: خروجُ الكمأةِ من الأرض؛ والنباتِ إذا صَدَعَ الأرضَ فَظَهَرَ. وقال غيرهُ: نَثطَهُ تَنْثِيَطاً: أي سَكنه. ؟؟ نحط النحِيْطُ: الزفيرُ، وقد نَحَطَ يَنْحِطُ - مثالُ ضَرَبَ يَضْرِبُ -، قال ابو حِزامٍ غالبُ بن الحارثِ العُكلي: فلا تَنْحِطْ على لُغَفَاءَ دَجْوا ... فليس مُفٍيئهم أمرُ النحِيْطِ وقال أسامةُ بن الحارثِ الهُذلي: من المُربعينِ ومن آزِلٍ ... اذا جنهُ الليلُ كالناحطِ وقال عويجٌ النهابيُ: نٍ تزلقُ الحِدثانُ عنهُ ... إذا أجراوهُ نحطوا أجابا أرادج بجونٍ جبلاٍ، والحدثانُ: الفُؤوسُ؛ الواحدةُ كانٌ؛ وهو جمعٌ على غير قياسٍ، وكذلك كِروانٌ في كروانٍ وورشانٌ في جمع ورشانٍ. وقال رؤبة: أدواءَ الرجالِ النحطِ ... مكانهاَ من شامتٍ وغُبطِ وقال أيضاً: وقد أداوي نحطةَ النحاطِ ... قصداً وأسقي السم ذا الحِماطِ ويروى: " ذا الحِماطِ ". وقال أيضاً في هذه أرجوزةِ وسارَ بغيُ الأنِفِ النحاطِ. والناحطُ - أيضاً -: الذي يسعلُ سُعالاً شديداً، وبه فُسرَ - أيضاً - قولُ أسامةَ الذي كرتهُ. وقال الليثُ: القصارُ ينحطُ إذا ضَرَبَ بثوبهِ على الحجر ليكونَ أروحَ له، قال النابغةُ الذبياني: وإن يِهِلك النعمانُ تُعْرَ مطيةٌ ... ويخبأُ في جوفِ العِيابِ قُطوعها وتنحط حصانٌ آخرَ الليلِ نحطةً ... تقضبُ منها أو تكادُ ضُلُوعها وقال الليثُ: النحطةُ: داءٌ يصيبُ الخيلَ والإبل في صدورها فلا تكادُ تسلمُ. والنحاطُ: الرجلُ المتكبرُ الذي يِنحطُ من الغيِظِ، انشدَ: مالكَ لا تنحطُ يا فلاحُ ... إن النحيطَ للسقاةِ راحُ ويروى: " فَلاَحَهْ " " راحَهْ ".

نخط

وقال ابن دريدٍ: يُسبُ الرجلُ إذا تكلم فيقالُ له: نَحَطَه الله، وهو النحاطُ والنحيطُ. قال: والنحطُ والنحاطُ: ترددُ البكاءِ في الصدر من غيرِ أن يظهرَ نحوُ بكاءِ الصبي إذا شرقَ. وقال النضرُ: ناقةٌ منخوطةٌ ومنحطةٌ؛ من النحطةِ. والتركيبُ يدلُ على حكايةِ صوتٍ. ؟؟ نخط نَخَطَه من أنفهِ نخطاً ومَخَطه مَخْطاً: رمى به، قال ذو الرمة: وأجمالُ مي إذ يقربنَ بعدما ... نخطنَ بذبانِ المصيفِ الأزارقِ ويروى: " وُخِطْنَ ": أي لُدِغنَ فيقطرُ الدمُ، وهذه هي الروايةُ الصحيحةُ المعُولُ عليها. وقال ابنُ عبادٍ: يقال: نَخَطَ بي ينخطُ نِخيطاً: إذا سمع بي وشتمني. ونَخَطَ علي ينخطُ: بذخَ علي. وقال ابن دريدٍ: يقالُ: ما أدري أي النخطِ هي: أي أي الناسِ هو. وزاد ابن عباد: أيُ النخطِ هو - بفتح النونِ -. ويُقالُ للسخدِ وهو الماءُ الذي في المشيمةِ: النخطُ. فإذا اصفر فهو الصفقُ والصفرُ والصفارُ. والنخطُ - أيضاً -: النخاعُ وهو الخيطُ الذي في القفا. وقال ابنُ الأعرابي: النخُطُ - بضمتينِ -: اللاعبون بالرماح شجاعةً وبطالةً. وقال الزهري في تركيبِ م خ ط رداً على الليث في إنشادهِ رجزَ رؤبة: وأن أدواءَ الرجالِ المخطِ ... مكانهاَ من شامِتٍ وغُبطِ رأيتُ في شعرِ رؤبة: وأن أدواءَ الرجالِ النخطِ بالنونِ، ولا أعرفُ " المخطَ " بالميم على تفسيرهِ، ثم قال: قال ابن الأعرابي: النخطُ: اللاعبونَ بالرماحِ شجاعةً؛ كأنه أراد الطعانين في الرجال. انتهى قولُ الأزهري. قال الصغانيُ مؤلفُ هذا الكتابِ: أما أرسلَ الكَلاَم على عَوانهِ وقال على ما خليتْ وعدل عن سواءِ الثغرةِ، والروايةُ: وأن أدواء الرجالِ النحطِ بالحاءِ المهملةِ لا غيرُ؛ من النحيطِ وهو الزفيرُ والزحيرُ من الحسدِ، وقوله حكايةً عن ابن الأعرابي: النخطُ: اللاعبونَ، الصوابُ: النخُطُ - بضمتينِ - كما ذكرتُ وكما ذكر هو أيضاً في هذا التركيب. وانتخَطَه من أنفهِ: رمى؛ مثلُ نَخَطَه، قال ابن فارسٍ: وكأن هذا من الأبدالِ؛ والأصلُ الميمُ. وقال ابن عباد: انتخَطَهُ: أشَبَههُ. ؟؟ نسط ابن دريدٍ: النسطُ - بالفتح -: شبيهٌ بالمسْطِ أو هو بعينهِ. وقال ابنُ الأعرابي: النُسُطُ - بضمتين -: الذين يستخرجونَ أولادَ النوقِ إذا تعسر وِلادها. وقال الزهري: النونُ فيه مبدلةٌ من الميم. وقال ابن عباد: النسطُ والمَسْطُ واحدٌ: وهو إذا بللتَ الثوبَ ثم حركتهَ بيدكَ لتخرجَ ماءه. ؟؟ نشط نَشِطَ الرجُلُ - بالكسر - ينْشَطُ نَشَاطاً - بالفتح - فهو ناشطٌ ونشيطٌ: أي طيبُ النفسِ للعملِ وغيرهِ. والمنشطُ: الكثيرُ النشاطِ، وانشد الأصمعي يصفُ بعيراً: مُنْسَرحٍ سَدْوَ اليدينِ منشطِهْ وقال رؤبة: يَنْضُو المطايا عَنقَ المُسَمِطِ ... برجِلٍ طالت وبوعٍ منشطِ والناشطُ: الثورُ الوحشي يخرجُ من أرضٍ إلى أرضٍ، قال ذو الرمة: أذاك أم نمشٌ بالوشيِ أكرُعُهُ ... مُسفعُ الخد غادٍ ناشِطٌ شببُ وقال الطرماحُ: أذاك أم ناشِطَ توسنه ... جاري رذاذٍ يستنُ منجرِدًه وقال الطِرماحُ أيضاً: واستطربت ظُعُنُهُمُ لما احزأل بهم ... آل الضحى ناشِطاً من داعباتِ دَدِ وقال أسامةُ الهُذلي: وإلا النعامَ وحَفانهُ ... وطغيا من اللهقِ الناشِطِ ويروى: " وطَغْياً " أي صوتاً. وقولهُ تعالى: " والناشِطاتِ نشْطاً " أي النجومِ تنشُطُ من برجٍ إلى برج كالثورِ الناشِطِ من أرضٍ إلى أرضٍ، وقال الفراءُ: هي الملائكةُ تنشُطُ نفس المؤمنِ بقبضها، وقال ابنُ دريدٍ: قال ابو عُبيدةَ: تنشِطُ من بلدٍ إلى بلدٍ، وقال ابنُ عرفةَ: هي الملائكةُ تنشُطُ أرواحَ المسلمين أي تحلها حلاً رفيقاً. ويقالُ: الهمومُ تنشطُ بصاحبها، قال هميانُ بن قُحافةَ السعديُ: أمستْ هُمومي تنشطُ المناشِطا ... الشأمَ بي طوراً وطوراً واسطا ونشَطَتْهُ الحيةُ تنشُطَهُ وتنشِطهْ نشطاً: أي عضتهْ بنابها. ونَشَطْتُ الدلوَ من البئر: نزعتها بغير بكرةٍ. وقال الأصمعي: يقال للناقةِ حسُن ما نشطتِ السيرَ: يعنى سدوُ يديها.

نطط

وقال أبو زيدٍ: نَِطْتُ الحبلَ أنشطهُ نشطاً: عَقَدته أنشوطةً، والأنشوطةُ: عقدةٌ يسهلُ انحلالها مثلُ عقدةُ التكةِ، يقالُ: ما عقالكَ بأنشوطةٍ: أي ما مودتك بواهيةٍ. وقال الليثُ: طريقُ ناشِطٌ: ينشِطُ من الطريق العظم يمنةً ويسرةً؛ كقولِ حُميدٍ الأرقطِ يصفُ الفُراتَ: قد الفلاةَ كالحصانِ الخارطِ ... معتسفاً للطرقِ النواشِطِ وكذلك النواشِطُ من المسائل. وقال الأصمعي: بئرٌ أنشاطٌ: أي قريبةُ القعرِ تخرجُ الدلوُ منها بجذبةٍ واحدةٍ. قال: وبئرٌ نُشوطٌ: وهي التي لا تخرجُ منها الدلوُ حتى تنشطَ كثيراً. والنشوطُ - أيضاً -: ضَربٌ من السمك، وليس بالشبوط. وقال الليث: النشُوطةُ: كلامٌ عراقيٌ وهو سَمَكٌ يمقرُ في ماءٍ وملحٍ. وقولهم: لا حتى يرجعَ نشيطٌ من مروَ؛ وهو اسمُ رجلٍ بنى لزيادٍ داراً بالبصرةَ فَهربَ إلى مروَ قبل إتمامها، فكان زيادٌ كلما قيل له تمم داركَ يقولُ: لا حتى يرجعَ نشيطٌ من مروَ، فلم يرجعْ وصار مثلاً. ونشِيْطٌ - أيضاً -: من التابعينَ، قال البُخاري: يروى عن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -. وقال الليث: النشيطةُ: ما يغنمهُ الغُزاةُ في الطريق قبل البلوغ إلى الموضع الذي قصدوه. وقال الليثُ: النشيِطةُ من الإبل: أن تؤخذَ فتستاقَ من غيرِ أن يعمدَ لها، قال عبد الله بن غنمةَ الضبي: لك المِرباعُ فيها والصفايا ... وحُكمكَ والنشِيْطةُ والفضولُ. " و " قال ابن الأعرابي: النُشُطُ - بضمتين -: ناقِضُو الحبالِ في وقتِ نكثها لتضفرَ ثانيةً. وقال الليث: أنشطتهُ بأنشوطةٍ وأنشوطتينِ ونُشُطٍ كثيرةٍ أي أو ثقتهُ بذلك الوثاقِ. وأنشطتهُ ونَشطتهُ " حللتهُ، وأنشد الأصمعي " يصفُ بعيراً: مُحتملٍ يَزْفِرُ....... وأنشطتُ البعيرَ. وأنشطتُ العِقالَ: إذا مددتَ أنشوطتهَ فانحاتْ ومنه الحديثُ أنه حين أخرجَ سِحْرُ النبي " صلى الله عليه وسلم " جعل علي - رضي الله عنه - يحله؛ فكلما حل عُُقدهً وجد خِفةً؛ فقام كأنما أنشطَ من عِقالٍ. وأنشطَ القومِ: إذا كانت دوابهمُ نشيطةً. وأنشطه الكلأ: أي سمنَ. ونشطهَ تنشيطاً: من النشاط. والتنشِيِطُ - أيضاً -: العقدُ. ونشطتُ الإبلَ: إذا كانت ممنوعةً من الرعيِ فأرسلتها ترعى. وقال أبو زيدٍ: رجلٌ منَشطٌ: إذا نَزَلَ عن دابتهِ من طولِ الركوب، ولا يقال ذلك للراجِلِ، قال فيها النجم: نَشطَها ذو لِمةٍ لم تُغْسَلِ ... صُلْبُ العصا جافٍ عن التغزلِ وكذلك رجلٌ منتشِطٌ. وانتشطتُ السمكةَ: قشرتها. وقال شمرٌ: انتَشَطَ المالُ الرعيَ: أي انتزعهَ بالاسنانِ كالاختلاسِ. وانتَشَطْتُ الحبلَ: أي مددتهُ حتى ينحل، قال رؤبةُ.: جذْبي دِلاءَ المجدِ وانتشاطي وتنشَطَ لأمرِ كذا: من النشاط. وتنشَط المفارةَ: جازها، من قولهم: ثورٌ ناشِطٌ، قال رؤبةُ: تَنَشطتْهُ كل مِغلاةِ الوهقْ وتنشطتِ الناقةُ في سيرها: وذلك إذا سدتْ. وقال ابنُ عباد: استَنْشْطَ الجِلْدُ: إذا انزوى واجتمعَ. والتركيبُ يدلُ على اهتزازٍ وحركةٍ. ؟؟ نطط ابنُ الأعرابي: النطُ: الشدُ. وقال ابنُ دريدٍ: نَطَطْتُ الشيءَ أنطهُ نَطاً: إذا مددتهَ، وكلُ مدَ نط - مِثلُ مَطٍ سواء. قال: وأرضٌ نَطِيطةٌ: أي بعيدةٌ. وقال الأصمعي: النطِيْطُ: الفرارُ. وقال: وقيل لِرجلٍ من العرب: ... تَ امرأتكَ؟ قال كنتُ منها على نَطِيْطٍ: أي على فِرارٍ ونَط وند: سواء. وقال أبو زيد: نَط في البلادِ يِنَط: إذا ذهبَ فيها. والأنَط: السفرُ البعيدُ. وعُقبةٌ نَطاءُ: أي بعيدةٌ. وقال الأصمعي: رجلٌ نَطاطٌ: أي مِهذارٌ كثيرُ الكلامِ، قال عمرو بن أحمر الباهلي: ولا تحسبني مستعداً لِنفرةٍ ... وإن كنتَ نَطَاطاً كثيرَ المجاهلِ وقال ابنُ الأعرابي: النطُطُ - بضمتينِ -: الأسفارُ البعيدةُ. والنطْنَاطُ: الطويلُ المديدُ القامةِ، ومنه حديثُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما فعل النفَرُ الحُمرُ الطوالُ النطَانِطُ. وقد كُتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيبِ ث ط ط. قال: ونَطْنَطَ الرجلُ: إذا باعَدَ سفرهَ. وقال ابنُ دريدٍ: نَطنَطتُ الشيءَ: مددتهُ؛ مِثلُ نَطَطتهُ. وتَنَطْنَطَ الشيءُ: إذا تباعدَ. ؟؟ نعط

نغط

الليثُ: ناعِطٌ: اسمُ جبلٍ، قال امرؤ القيس: هو المنزلُ الآلافَ من جو ناعطٍ ... بني أسدٍ حزناً من الأرض أوعَرَا قال: وناعطٌ: بَطن من همدانَ. قال الصغانيُ مؤلفُ هذا الكتابِ: ناعطٌ: لَقَبٌ، واسمهُ ربيعةُ بن مرثدِ بن جشمَ بن حاشِدِ بن جُشمَ بن خيرانَ بن نوفِ بن همدانَ - واسمُ همدانَ: أوسلةُ - بن مالك بن زيد بن كهلانَ. وقد سموا ربيعةَ باسمِ الجبلَ ناعطاً. وفي هذا الجبلَ حِصنٌ يُقال له ناعطٌ أيضاً؛ من حصونِ صنعاءَ؛ كان لِبعض الأذواءِ، قال لَبيدٌ - رضي الله عنه: وأفنى بَنَاتُ الدهرِ أربابَ ناعِطٍ ... بمُستمَعٍ دُون السماءِ ومنظرِ وقال أبو نواس يهجوُ نزاراً ويفتخرُ بقحطانَ: لستُ لدارِ عفتْ وغيرها ... ضربانِ من قطرها وحاصبها بل ونحنُ أربابُ ناعطٍ ولنا ... صنعاءُ والمسكُ في محاربهاِ وقال المبرد: ناعطُ: مخلاف من مخاليف اليمن. وقال ابنُ الأعرابي: النعطُ - بضمتين -: المسافرون سفراً بعيداً. والنعط: القاطع واللقمِ بنصفينِ فيأكلون نصفاً ويلقونَ النصف الآخر في الغضارةَ، واحدهم: ناعط، وهو السيئ الأدب في أكلهِ ومروءته وعطائه. وقد أنعط وانطع: إذا قطع لقمه. ؟؟ نغط ابن الأعرابي: النُغُطَ - بضمتين -: الطوال من الناس. ؟؟ نفط النفطُ والنفط: الدهنُ المعروف، والكسرُ أفصحُ. وقال ابن دريد النفط: عربي معروف - بكسر النون -: وفتحها خطأ عند الاصمعي، وأنشد الاصمعي: كأن بينْ إبطها والإبط ... ثوباً من الثوم ثوى في نِفْط وكف نفيطة ومنفوطة ونافطة: أصابتهاْ النَّفطة - بالفتح - والنِفطة - بالكسر - والنفطة - مثال كلمة -: أي الجدري أو البثرة أورق جلدها من العمل فصار فيها كالماء، فإذا كان الفعل لها فهي نافطة، واذا فعلَ بها فهي نفيطة ومنفوطة. ونفطتْ يده نفطاً - مثال فرحتْ فرحاً - ونفيطاً أيضاً: محلت، ومنه الحديث: فنفط فتراه منتبراً. وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ج ذ ر. ونفطت العنز - بالفتح - تنفط نفيطاً: إذا نثرت بأنفها؛ عن أبي الدقيش، يقال: ماله عافطة ولا نافطة: أي شئ. وقال ابن عباد: النافطةُ: هي التي تنفطُ ببولها أي تدفعهُ دفعاً دفعاً. قال ابن فارس: هي التي تنفط بأنفها. والقدر تنفطُ غضباً: أي ينفتُ نفتاً: إذا غلتْ وتبجستْ. وإن فلاناً لينفط غضباً: أي ينفتُ، قال أبو حزام غالب بن الحارث العكلي: ولا ناتي لماتي محدجيهم ... على ... " رتي من النفط نأتي: حسدي. ونفط الظبي نفيطاً: إذا صوتَ. وقال أبو عمرو: رغوة نافطة: ذاة نفاخاتٍ، وأنشد: وحلب فيه رغى نوافطُ والنفاطة - بالفتح والتشديد -: والموضع الذي يستخرجُ منه النفط. والنفاطة - أيضاً -: أداة تعمل من النحاس يرمي فيها بالنفط والنار. والنفاطةُ؟ أيضاً -: ضرب من السرجُ يستصبحُ بها. ونفطةُ مدينة بإفريقية، وأهلها شراة إباضية. وقال ابن عباد: نفطت استه: فقعت. قال: ورجل نفطة - مثال تودة -: أي يغضبُ سريعاً. وقال يونسُ: التنافيظ: أن تنتزع شعرَ الجلد ثم تلقيهُ في النار ثم يؤكل، وذلك في الجدب والسنة. وأنفط العملُ اليدَ: أظهر فيها النفطة. وقال الفراءُ في نوادره: أنفطتْ العنزُ ببولها، والناس يقولونَ: أنفطتْ. وقال ابن عباد: يقالُ إنه ليتنفط عليه غضباً: أي اشتد غضبه. والقدر تنافط: أي ترمي بالزبد. ؟؟ نقط النقطة: واحدةُ النقط والنقاط - كبرمة وبرامٍ -؛ عن أبي زيد. قال: وأرض بها نقاط من الكلأ: أي قطع متفرقة. وقال ابن الأعرابي: يقال ما بقي من أموالهم إلا النقطة: وهي قطعة من النخل وقطعة من زرع هاهنا وهاهنا. ونقطةُ: من الإعلام. ونقط الكتاب ينقطة نقطاً ونقطه تنقيطاً. ونقط ثوبه بالزعفران أو المداد. وقال ابن عباد: تنقطت الخبر: أخذته شيئاً بعد الشيء. والتركيبُ يدل على نكتة لطيفة. ؟؟ نمط النمط: ضرب من البسط، والجمعُ: أنماط - مثالُ سببٍ وأسبابٍ -. وهي الضفرطة. ؟؟ ضغط رجل ضفيط بين الضفاطة: أي ضعيف الرأي والعقل، قال ابو حزام غالبُ بن الحارث العكلي. تعادت بالجنان على المزجى ... ويخفي بالبدء الضفيط

يخفي: يظهرُ، والبدء: الداهية، وقد ضفط - بالضم -، وبلغ عمر - رضى الله عنه - أن رجلا استأذن فقال: إني لا أراه ضفيطاً، لأنه كان ينكر قول من قال: إذا قعد إليك رجل فلا تقم حتى تستأذنه. وقال الليثُ: الضفيط: العذيوط الذي يبدي إذا جامع أهله. وعن ابن سيرين: أنه شهد نكاحاً فقال: أين ضفاطتكم، أراد الدف لأنه لعب ولهو فهو راجع إلى ملا يحققُ فيه صاحبه. وفي حديث عمر - رضى الله عنه -: أنه سمع رجلا يتعوذ من الفتن فقال: اللهم إني أعوذ بك من الضفاطة، أتسأل ربك إلا يرزقك أهلا ومالا. ذهبَ إلى قوله تعالى:) إنما أموالُكم وأولادُكم فتنة (وكره التعوذ منها. وفي حديث ابن عباس - رضى الله عنهما -: لم يطلب الناس بدم عثمان لرموا بالحجارة من السماء، فقيل له: أتقولُ هذا وأنت عامل لفلان، فقال: إن في ضفطات وهذه إحدى ضفطاتي الضفطة للمرة كالحمقة، والجمع الضفط ضفطى؛ كصريعه وصرعى. وفي الحديث عمر؟ رضى الله عنه -: أن صاحب محمد؟ صلى الله عليه وسلم -: تذاكروا الوتر، فقال أبو بكر؟ برضى الله عنه -: أما أنا فأبدوا الوتر، وقال عمر - رضى الله عنه -: لكني أوتر حين ينام الضفى: همُ الحمقى والنوكى. والضفيط - أيضا - من فحول الإبل: السريس. والضفيط: السخي: وهو من الاضداد. والضَّفَّاطة - بالتشديد -: شبيهة بالدجاجة؛ وهي الرفقة العظيمة. والضفاط: الذي يكري الإبل من قرية إلى قرية أخرى. وقال ابن الأعرابي: الضفاط: الجمال وروي: أن ضفاطة - ويروي: ضفاطتين - قدموا المدينة. وقيل: الضفاطةُ: رذال الناس، وكذلك الضفاط، قال بن القطيب: ليست به شمائل الضفاط وقال ابن شميل: الضفاطة: الأنباط كانوا يقدمون المدينة بالدرمك والزيت وقال ابن المبارك: الضفاط: الجالب من الأصل والمقاط: الحاملُ من قريةُ إلى قرية. وقيل: الضفاط: الذي يكري من منزل إلى منزل أو من ماء إلى ماء، قال: وما كنت ضفاطاً ولكن راكباً. وذاةُ أنواطٍ: اسم شجرة كلان يُنَاطُ بها السلاح وتعبد من دون الله، ومنه الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ابْصَرَ في بعض أسفاره شجرة دَفْوَاءَ ذاةَ أنوَاطٍ. الدَّفْوَاءُ: العظيمة الطويلة الفروع والأغصان الجَثَلةُ الظليلةُ. سُمي المَنُوطُ بالنَّوِط وهو مصدر؛ ثم جمع - ومنه قولهم لِمزد الراكب الذي يَنُوطه: نَوطٌ والنَّوُطُ والنَّوْطَةُ: جُلة صغيرة فيها ثمر تعلق من البعير، وفي الحديث أنه أهْدي إلى النبي - صلى الله عليه ويلم - نَوْطُ من تَعْضوض هجر أهداه " له " وفد عبد القيس. " والنَّوْطُ ": العلاوة بين " العدْلَيِنِ "..... وأصله الجُلَّةُ....... إذا تلكأ في السير بصر..... والإلحاح على البعير، وأنشد ابن دريد: فَعَلَّق النَّوْطَ أبا مَحْبُوبِ ... إنَّ الغّضّا ليس بذي تَذنُوبِ وقال أبو عمر: النّوْطَةُ: البئر بين الجبلين. والنَّوْطَةُ: الحَوصَلةُ، قال النابغة الذبياني يصف القَطَاةَ: حَذّاءُ مُدْبِرَةً سَكّاءُ مُقْبلَةً ... للماءِ في النَّحْرِ منها نَوْطَةُ عَجَبُ والنَّوْطَةُ - أيضاً -: وَرَمٌ في نَحْرِ البعير وأرفاغه، وقال ابن دريد: النَّوْطَةُ: غُدَّةٌ تصيب البعير في بطنه فلا أن تقتله، يقال: نِيْطَ البعير: إذا أصابه ذلك. والنَّوْطَةُ - أيضاً - الحِقْدُ، قال عمرو بن أحمر الباهلي: وما عِلْمُنا ما نَوْطَةٌ مُسْتَكِنَّة ... ولا أيُّ ما قارَفتُ أسقى سِقائيا يقول: وما ادري أي ذنوبي فعل بي هذا. ويروى: " ولا أي من قارَفْتُ ". وقوله: أسقى سِقائيا: أي أوعى جوفي هذا الدّاء الذي أجده. والنَّوءطُ: ما بين العجز والمتن. والأنْوَاطُ: ما عُلق على البعير إذا أوقِرَ. وكل عُلق من شيءٍ فهو نَوْطُ. ويقال: نَوْطَةٌ من صلح، كما يقال: عِيصٌ من سِدرٍ وايكةٌ من أثلٍ وفرشٌ من عُرفُطٍ ووهط من عُشر وغال من سلم وسليل من سَمرٍ وقصيمة من غَضَاً ومن رمث وصريمة من غضا ومن سلم وحرجة من شجر. وقال ابن الأعرابي: النَّوْطُ: المكان فيه شجر في وسطه وطرفاه لا شجر فيهما؛ وهو مرتفع في السيل، يقال: أصابنا مطر وإنا لَبِنَوطةٍ. وقال ابن شُميل: النَّوْطَةُ ليست بواد ضخم ولا بتلعة؛ هي بين ذلك. والتَّنْوَاطُ: ما يتلعق من الهودج يزين به.

ويقال: فلان منَّي مَنَاطَ الثُريا: أي في البعد. وهذا الشيء مَنُوْطٌ بفلان. وقال الخليل: المَدّاتُ الثلاث مَنُوْطاتُ بالهمز، قال: ولذلك قابل بعضهم في افْعَلي وافْعَلا وافْعَلوا في الوقوف: افْعَلِىء وافْعَلا وافْعَلُوا، ولذلك يهمزون " لا " إذا وقفوا فيقولون: لا. ويقال: رجل مَنُطُ بالقوم: أي ليس منهم، وقيل: دَعِيُّ، قال حسان بن ثابت يهجو أبا سفيان - رضي الله عنهما -: وكْنت دَعِيّاً نشيْطَ في آلِ هاشمٍ ... كما نِيْطَ خَلْفَ الرّاكِبِ القَدَحُ الفَرْدُ والنَّيَاطُ: ما يعلق به الشيء، يقال: نُطْتُ القربة بِنياطها: أي علقتها من محمل ونحوه. ونِيَاطُ المفازة: بعد طريقها فكأنها نِيْطَتْ بمفازةٍ أخرى لا تكاد تنقطع، قال العجاج: وبَلْدَةٍ بَعِيْدِة النَّيَاطِ ... مجْهولةٍ تَغتال خَطْوَ الخاطي والنَّيَاطُ: كوكبان بينهما قلب العقرب. والنَّيَاط: عرق عُلق به القلب من الوترين فإذا قُطع مات صاحبه. ويقال للأرنب: المُقطعة النَّيِاط والمقطعة الأسحار والمقطعة السحور على التفاؤل؛ أي نِيَاطُها يقطع على هذا الاسم. في ال....... من يكسر الطاء؛ أي سرعتها وشدة عَدوها كأنها تُقطع نِياطَها، وقيل: تُقطع نِيَاطَ الكلاب من شدة عدوها. وكذلك النَّيْطُ، قال أبو سعيد: القياس: النَّوْطُ، لأنه من ناطَ يَنُوطُ، غير أن الياء تعاقب الواو في حروف كثيرة، ويجوز أن يقال أصله نَيطُّ؛ فخفف؛ كميت وهين ولين في ميتٍ وهين ولينٍ. ويقال: رُمي في نَيْطِه وطعن في جنازته: إذا مات، ومنه حديث عليّ - رضي الله عنه - أنه قال: لودَّ معاوية أنه ما بقى من بني هاشم نافخ ضرمةٍ الا طُعن في نَيْطِه. ويقال: رماه الله بالنَّيِط: أي بالموت. ونِيَاطُ القوس: مُعلقها. والنّاءطُ: عرق في الصلب ممتد بعالج المصفور بقطعه، قال العجاج يصف ثوراً طعن الكلاب: وبَجَّ كلَّ عِاندٍ نَعُورِ ... أجْوَفَ ذي فَوّارَةٍ ثَوورِ قَضْبَ الطبيب نائطَ المَصْفُوِر ؤالنّائطَةُ: الحَوصَلةُ. وقال ابن عباد النَّيَّطَةُ: " البعير يرسله مع ناسٍ يمتارون " ليحمل له عليه. وقال ابن الأعرابي: بئر نَيُطٌ - على فعيل -: إذا حفرت فأتي الماء من جانب منها فسال الى قعرها ولم تعن من قعرها بشيءٍ، وأنشد: لا تَسْتَقي دِلاؤها من نَيّطِ ... ولا بَعِيدٍ قَعرُها مُخْرَوط وقال أبو الهيثم: النَّيَّطُ: العين في البئر قبل أن تصل إلى القعر، ومنه حديث الحجاج: أنه أمر رجلاً له عضيدة أن يحفر بالشجي بئراً فحفرها؛ فقال: يا عُضيدة أأخسفت أم أوشلت؟ ويروى: أمْ أعلمت - فقال: لا واحد منهما ولكن نَيَّطاً بين المائين، قال: وما يبلغ ماؤها؟ قال: وردت عَلَيَّ رفقة فيها خمسة وعشرون بعيراً؛ فرويت الإبل ومن عليها، فقال الحجاج: الإبل حفرتها إن الإبل ضُمزٌ خُنُس ما جشمت. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: وسبب ذلك أن رفقةً ماتت من العطش بالشجي. فقال الحجاج: أني أظنهم قد دعوا الله حين بلغهم الجهد؛ فاحفروا في مكانهم الذي ماتوا فيه لعل الله يسقي الناس، فقال رجل من جلسائه: قد قال الشاعر: تَرَاءَتْ له بَيْنَ الَّلوى وعُنَيْزَةٍ ... وبَيْنَ الشَّجِي مّماِ أحالَ على الوادي ما تَراءت له إلا وهو على ماءٍ، فأمر الحجاج رجلاً له عُضيدة أن يحفر في الشَّجي بئراً؛ فحفرها؛ فلما أنْيَطَ حمل معه قربتين من مائها إلى الحجاج بواسطٍ، فلما طلع قال له: يا عضيدة لقد تخطيت بها ماء عذاباً أأخسفت. الحديث. وقال بعضهم: إن كان الحرف على ما روي " فهو من " ناطَه يَنُوْطُه: إذا " عَلَّقَه؛ أراد ": أن الماء وَ " سَط بين المائين ": كأنه معلق بينهما. وإن كانت الرواية لكن نَبَطاً؟ بالباء الموحدة - " فإنَّه " يقال " للرَّكِيَّة " إذا استخرج ماؤها. والتَّنضوُّطُ والتُّنَويطُ: طائر، قال الأصمعي، سمي بذلك لأنه يُدلي خيوطها من شجرةٍ ثم يفرخ فيها، الواحدة: تَنَوُّطَةٌ وتُنَوَّطَةٌ. وقال " حَمْزَةُ " في قولهم: أصنع من تَنَوطٍ: هو طائر يركب عشه تركيباً بين عودين من أعواد الشجر فينسجه كقارورة الدهن ضيق الفم واسع الداخل فيودعه بيضه فلا يوصل إليه حتى تدخل اليد فيه إلى المعصم. وقال أبو عمرو: أناطَتِ الإبل: أصابها وَرَمٌ في نحورها؛ مثل نِيْطَتْ.

نهط

وقال ابن عباد: نَوَّطْت القربة تَنْوِيْطاً: إذا أثقلتها لتدهنها. وانْتَاطَ المكان: بَعُدَ. وقال أبو عمرو: انْتَاطَ من قولهم: أني أريد أن أسْتَنِطَكَ ناقتي: إذا دفعها إليه ليمتار له " عليها، فيقول " الرجل: أنا أنْتَاطُها لك. والتركيب يدل على تعليق شيءٍ بشيء إذا علقته به، وقد شَذَّ عن هذا التركيب قولهم: بئر نَيُّطٌ. ؟؟ نهط ابن دريد: النَّهْطُ: الطَّعْنُ، يقال: نَهَطَه بالرمح: إذا طَعَنَهُ به. ؟؟ وأط ابن عباد: الوَأطَةُ: من لُجج الماء. وزُرت القوم ووأطْتُهم: بمعنى واحد. والوَأطُ: الهيج. والوَأطَةُ من الأرض: الموضع المرتفع منها. ؟؟ وبط الفرَّاء: ووَبَطَ ووَبِط ووَبُطَ - بالحركات الثلاث - وَبْطاً ووُبُطاً؛ والمستقبل يَبِطُ ويَوْبَطُ ويَوْبُطُ: أي ضعف. والوابِطُ: الجبان الضعيف، قال الكُميت يمدح أبان بن الوليد بن مالك: لِيَهنئكَ أن قد كَسَاك الوَليد ... سُراَدق مَجْدٍ عليك احِتجَارا تُرَاث فَوَارِسَ لا طالبِيْنَ ... وَغْماُ ولا وابِطِينَ انْتِصارا نصب " انتِصاراً " على المصدر؛ وإن شئت على التفسير. قال الكُميت أيضاً يمدح الحكم بن الصَّلت بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي؛ وكان على شرطة يوسف بن عمر بن محمد: ومن خِنْدِفَ استَثْقَبتَ ناراً تحُشُّها ... بِسَعْدِ بن زَيْدٍ غَيْرَ وابِطَةِ الأهْلِ يُريدُ: سعد بن زيد مناة بن تميم، وكانت أم الحكم من بني سعد. وقال آخر: أفَمنا لهم ثَمَّ سُوْقَ الضَّرَابِ ... فما غَمَزَ القَوْمُ القَومُ مِنّا وُبُوْطا ويقال: أردت حاجة فَوَبَطني عنها فلان: أي حسبني. ووَبَطْتُهُ: أي وَضَعتهُ، وفي دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم لا تَبِطني بعد إذ رَفعتَني، يقال: وَبَطتُ الرجل: إذا وضعت من قدره. والوِبَاطُ: الضَّعَفاء. وقال ابن دريد: وَبَطْتُ حَظَّ الرجل أبِطُهُ وَبْطاً: إذا أخسسْته أو وضعت من قدره. ورجل وابِط: إذا كان خسيساً. وقال غيره: وَبَطَ بالأرض: إذا لصق بها. وقال ابن عباد: أوبَطْتهُ: أثْخَنْتُه. والتركيب يدل على ضعفٍ. ؟؟ وخط وَخَطَه الشَّيْبُ: أي خالَطَه. وقال الليث: وُخِطَ فلان: أي شاب رأسه وهو مَوْخُوطٌ. وتقول: وَخَطَ في السير بِخَطُ: أي أسرع وكذلك وَخَطَ الظليم ونحوه ووخدَ: يراد بذلك سمعة الخَطو. ووَخْطُ النعال: خَفْقُها. ومنه حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه خرج فأخذ ناحية البقيع فاتبعناه؛ فلما سمع صوت نعالنا خلفه وقف ثم قال: امضوا؛ وهو يشير بيده حتى مضينا كلنا؛ ثم أقبل يمشي خلفنا فالتفتنا بمَ يا رسول الله صنعت ما صنعت، قال: أني سمعت وَخْطَ نعالكم خلفي فتخوفت أن يتداخلني شيء؛ فقدمتكم بين يدي ومشيت خلفكم، فلما بلغ البقيع وقف على قبرين فقال: هذا قبر فلان لقد ضرب ضربةً تقطعت منها أوصاله؛ ثم وقف على الآخر فقال مثل ذلك؛ ثم قال: أما " هذا فكان يمشي " بالنميمة وأما هذا فكان لا يتنزه عن شيءٍ من البول يصيبه. وفي حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أنه كان في جنازة فلما دفن الميت قال: ما أنتم ببارحين، حتى يسمع وَخْطَ نعالكم وذكر سؤال القبر وأن الميت إن كان من أهل الشك ضربه بمرصافةٍ كامطرقة لارتصافها واجتماعها والمرضافةُ من الرضف وهو الحجارة المحماة كأنه أراد مقمعة من نار. وقال الليث: وَخَطْتُه بالسيف: أي تناولته من بعيد، تقول منه: وُخِطَ يوخَطُ وَخْطاً. قال الأزثغهري: أسمع لغيج الليث الوَخْطِ أنه الضرب بالسيف؛ وأراه أنه أراد أنه يتناوله بذباب السيف طعناً لا ضرباً. ووَخَطَ: دَخَلَ، والمِيْخَطُ: الدّاخِلُ، وأنشد الأصمعي: مثسْتَلحِقٍ رَجْعَ التَّوالي مِيخَطِه والمَوْخِطُ " مِثْلُه ". وأنشد - أيضاً - في هذه الأرجوزة: وَخْطَةَ كَيّ نَشْنَشَت في مَوخِطِه والوَخْطُ: طعن يجوف ولا ينفذ، قال رؤبة: حتى رَضُوا بالذُّل والايْهَاطِ ... وضرْبِ أعناقِهم القُسَّاطِ بالبِيْض تَحْتَ الأَسَلِ الوَخّاطِ وقال أيضاً: بِسَلبٍ ذي سَلِباتٍ وُخَّطِ وقال العجاج يصف ثوراً:

ورط

ثُمتَ كَرَّ ساخِطَ الأسخَاطِ ... يَحُوْذُهنَّ رَهْبَةَ الخِلاَطِ بِوَلقِ طَعْنٍ كالحَرِيقِ الشّاطي ... وَخْطاً بِماضٍ في الكُلى وَخّاطِ وقال بعضهم: هو الطعن النافذ. وقال ابن دريد: فَرُّوج واخِطٌ: إذا جاوز حد الفراريج وصار في حد الديوك. ؟؟ ورط الوَرْطَةُ: الهلاك. ويقال للرجال إذا وقع في أمرٍ لا يقدر أن ينجو منه: قد وقع في وَرْطَةٍ، قال رؤبة: نَحنُ جَمَعنا النّاسَ بالمِلْطاطِ ... فأصبَحوا في وَرْطَةِ الأوْراطِ وقال أبو عبيد: أصل الوَرْطَةِ: أرض مُطمئنة لا طريق فيها. وقال الأصمعي: الوَرْطَةُ: أُهوية متصوبة تكون في الجبل يشق على من وقع بها الخروج منها، قال طُفيل بن عوف الغنوي يصف الإبل: تَهَاب الطَّريق السَّهْلَ تَحسبُ أنه ... وُعُوْر وِراطٌ وهو بَيداءُ بَلقعُ ؤالوَرْطَةُ: الوَحَل والردَغَةُ تقع فيها الغنم فلا تقدر على التخلص منها. وقال ابن عباد: الوَرْطةُ: البئر. وقال أبو عمرو: هي الهلكة كما سبق ذكرها، وأنشد: إن تَأت يَوماً مثلَ هذي الخُطّهْ ... تُلاقِ من ضضرْبِ نُميرٍ وَرْطه وجمع الوَرْطَةِ: وِرَاطٌ، قال المتنحل الهذلي: وأكْسُو الحُلَّةَ الشَّوكاءَ خِدْني ... وبعضُ الخَيرِ في حُزَنٍ وِرَاطِ ويروى: " وبعض القوم في حزنٍ " أي بعض الخير يخرج بعد " حُزُونَةٍ ". وأوْرَطَ الرجل: ألقَاه في الوَرْطَة. وأوْرَطَ إبِله في إبلٍ أخرى أو مكان لا ترى: غضيَّبها. وأوْرَطَ الجرير في عنق البعير: إذا جعل طرفه في حلقته ثم جذبه حتى يخنق البعير، قال: حتى تَرَاها في الجَرِيرِ المُوْرَطِ ... سُرْحَ القِيَاد سَمْحَةَ التْهَبِط وقال ابن الأعرابي: وَرَّطَ الإبل توررِيْطاً: أي سترها وغيبها، مثل أوْوَطَها. ووضرذَطَهُ: أوقَعضه في الوَرْطَة، مثل أورَطَه. وقال شمر: استورط فلان في الأمر: إذا ارتبك فيه فلم يسهل المخرج منه. وقال ابن عباد: استَوْرَطَ فلان في حبالتي: نشب فيها. قال: واسْتُورِطَ على فلان: إذا تحير في الكلام. وتَورَّطَ في الأمر: وقَعَ فيه، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة: عَجِِبَتْ غَداةَ لقيتُها فَتَبسمت ... من شاحِبٍ فَقَدَ المواليَ أشْمَطِ أسْوانَ قد نَقَضْت شَعُوْبُ جَدِيْلَهُ ... ورَمى الزَّمان به على مُتَوَّرط وقال شمر: تَوَرَّط فلان في الأمر: إذا ارتبك فيه فلم يسهل له المخرج منه؛ مثل اسْتَوْرَطَ فيه. وَتَرَّطَتِ الغنم: وقعت في الوَرطةِ؛ أي الوَثي. والمُوَارَطَةُ: أن يُوْرطَ إبله في إبلٍ أخرى أو في والشام والعراق وواسطاً ودبقاً وهجراً وقباءً؛ مكان لا تُرى يغيبها فيه. وفي كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا خِلاَطَ ولا وِرَاطَ، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب س ي ب. وقال أبو عبيدٍ: الوِرَاطُ: الخديعة والغش وهو أن يجمع بين متفرق أو يفرق بين مجتمع. قال ابن الأعرابي: هو أن يخبأها ويفرقها. والتركيب يدل على البلية والوقوع فيما لا مخلص منه. ؟؟ وسط الوَسَط من كل شيءٍ: أعدَلُه. وقوله تعالى:) وكذلك جَعَلْناكم أمَّةً وَسَطاً (أي عدلا خياراً. وواسِطَةُ الكُور: مقدمه، وكذلك واسطه. وعن يعلى بن مرة بن وهب أبى المرازم الثقفي - رضي الله عنه - وهو يعلى بن سيابة - وسيابة أمه - قال: أتت امرأة النبي - صلى الله عليه وسلم - بصبي فقالت: أصابه بلاء، قال: ناولينيه؛ فرفعتهايه؛ فجعله بينه وبين واسطة الرحل، ثم دعا له فَبَرَأ. وقال طرفه بن العبد يصف ناقته: وإن شِئتُ سامي واسِطَ الكُوْرِ رَأسُها ... وعامَت بِضَبْعَيها نَجَاءَ الخَفَيْدَدِ وقال أسامة الهذلي يصف متلفاً: تَصِيحُ جَنَادِبهُ رُكَّداً ... صِيَاح المَسَامِيرِ في الوَاسِطِ وواسطة القلادة: الجوهر الذي في وسطها، وهو أجودها. وواسِطُ: بلد سُمي بالقصر الذي بناه الحجاج بين الكوفة والبصرة، وهو مذكر مصروف، لأن أسماء البلدان الغالب عليها التأنيث وترك الصرف؛ ألا مِنىً والشام والعراق وواسطاً ودابقاً وفلجاً وهجراً

وقُبَاءً؛ فإنها تذكر وتصرف، ويجوز أن تريد بها البقعة أو البلدة فلا تصرفه، قال الفرزدق يرثي عمر بن عبد الله بن معمر: مِنْهنَّ أيام صِدقٍ قد بُليْتَ بها ... أيامُ واسِط والأيَام مِنْ هَجَرا هكذا أنشد بعض من صنف في اللغة شاهداً على ترك الصرف في هجر، والرواية: " أيام فارس " لا غير، والبيت من أبيات الكتاب، وأراد بلاء عمر وصبره، ويوم هجر يوم أبي فديكٍ الخارجي. وفي المثَل: تَغَافَل كأنك واسطي. قال المبرد: أصله أن الحجاج كان يتسخرهم في البناء فيربون وينامون وسط الغرباء في المسجد فيجيء الشرطي فيقول يا واسطي؛ فمن رفع رأسه أخذه وحمله؛ فلذلك كانوا يتغافلون. وقال أبو حاتم: فأما واسط هذا البلد المعروف فمذكر لأنهم أرادوا بلداً واسطاً؛ فهو مصروف على كل حال. قال ابن دريدٍ: وواسِطٌ: موضعٌ بنجدٍ. قال: وبالجزيرةِ - أيضاً - واسطٌ، وإياه عنى الأخطلُ بقولهِ: عَفَا واسِطٌ من آلِ رضوى فَنَبْتَلُ ... فَمجتَمَعُ الحُرينِ فالصبرُ أجملُ وواسطُ: قريةٌ من قرى اليمن قُربَ زبِيْدَ. وواسطٌ: الجبلُ الذي يقعدُ عندهَ المساكينُ إذا ذهبتَ إلى منىً: قال الحارِثُ بن مُضاضٍ الجُرهميُ يتشوقُ إلى مكةَ - حرسها الله تعالى - لما أجلاهُم عنها خُزاعةُ: كأن لم يكن بين الحَجُونِ إلى الصفاَ ... أنيسٌ ولم يسمُرْ بمكةَ سامرُ ولم يتربعْ واسِطاً وجنوبهُ ... إلى السر من وادي الأراكةِ حاضرُ وقال أبو عبيدةَ: مِجدلٌ: حِصنٌ لبني حنيفةَ يقال له واسِطٌ، وأنشدَ قولَ الأعشى: في مِجْدَلٍ شيدَ بُنيانهُ ... يزلُ عنه ظُفُرُ الطائرِ وواسِطٌ: جبلٌ لبني عامر، قال: أماً نسلمْ أو نَزُر أهلَ واسِطٍ ... وكيفَ بتسليمٍ وأنت حَرَامُ وواسطٌ - أيضاً -: من منازلِ بني قُشيرٍ. وواسطٌ: بين العُذيبةِ والصفراء، قال كُثير: أجدوا فأما آل عَزةَ غُدوةً ... فبانوا وأما واسِطٌ فَمقيمُ هكذا هو في شرحِ شعرِ كُثيرٍ. وروي أن عبد المجيد بن أبي روادٍ وقفَ بأحمدَ بن ميسرةَ على واسِطٍ في طريق منىً فقال: هذا واسطٌ الذي يقولُ فيه كُثيرُ عَزةَ: وأما واسِطٌ فمقيمُ. وقال ابنُ السكيتِ - أيضاً - في قولِ كُثيرٍ: فإذا غَشِيْتُ لها بِبُرقَةِ واسِطٍ ... فَلوى لُبينةَ منزلاً أبكاني واسِطٌ هذا: بينَ العُذيبةِ وبين الصفراءِ كما تقدمَ. وواسطُ الرقةِ: قريةٌ غربي الفُراتِ مقابلَةَ الرقةِ. وواسِطٌ: موضعٌ في بلادِ بني تميمٍ، قال ذو الرمة: بحيثُ استفاضَ القنعُ غربي واسِطٍ ... نِهاءً ومجتْ في الكَثيبِ الأباطحُ ويروى: " بحيثُ اسَتَراضَ ". وواسطُ: قريةٌ متوسطةٌ بين بَطْنِ مَرّ ووادي نخلةَ؛ ذاةُ نَخيلٍ. وواسِط: قريةٌ من قرى بَلْخَ، ينسبُ اليها بشيرُ بن ميمونٍ الواسطيُ من شُيُوخِ أبي رجاءٍ قُتيبةَ بن سعيد بن جميل بن طريفٍ البغلاني. وواسط: من قرى حلب قُربَ بِزاغةَ. وواسطِ: قريةٌ بالخابورِ قُربَ قِرْقيساءَ. وواسِطُ: بُليدةٌ بالأندلس من أعمالِ قبرةَ. وقال ابنُ الكلبي: كان بالقربِ من واسطِ الحجاجِ موضعٌ يسمى واسطَ القصبِ، وهو الذي بناه الحجاجُ أولاً قبل أن يبنيَ واسِطاً. وواسِطُ - أيضاً -: قريةٌ قُربَ مُطير اباذ. وواسِط: قرْيةٌ بنهرِ الملكِ. وواسطُ: قريةٌ شرقي دجلة الموصلِ. وواسِطُ - أيضاً -: من قرى دجيل. والواسِطُ: النابُ بلغةِ هذيلٍ. ووسطت القومَ آسِطهمُ وسطاً وسِطةً: أي توسطهمُ، قال: وقد وسَطْتُ مالكاً وحنظلا ... صُيابها والعددَ المجَلْجَلا أراد: وحنظلةَ، فلما وقفَ جعلَ الهاءَ ألفاً؛ لانه ليس بينهما إلا الهةُ وقد ذهبت عند الوقفِ؛ فأشبهتِ الألف، كما امرؤ القيسِ. وعمرو بن درماءَ الهمامَ إذا غدا ... بذي شُطبٍ عضبٍ كمشيةِ قسورا أراد: قَسورةَ، ولو جعلهَ اسماً محذوفاً منه الهاءُ لأجراه. وفُلانٌ وسيطٌ في قومهِ: إذا كان أوسطهمُ نسباً وأرفعهمُ محلاً، قال العرجيُ - واسمهُ عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمانَ بن عفانَ؛ رضي الله عن عثمان -: أضاعوني وأي فتىً أضاعوا ... ليومِ كريهةٍ وسدادِ ثغرِ وصبرٍ عِندَ معترك المنايا ... وقد شرعتْ أسِنتها بنحري

وطط

أجررُ في الجوامع كل يومٍ ... فيا للِه مظلمتي وصبري كأني لم أكنْ فيهم وسِيطاً ... ولم تَكُ نُسبتي في آلِ عمرو والوسيطُ: المتوسطُ بين القوم. والوسُوطُ: بيتٌ من بيوتِ الشعرِ أكبرُ من المظلةِ وأصغرُ من الخباءِ. ويقال: الوسوطُ من النوقِ: مثلُ الطفُوفِ تملأ الإناءَ. ويُقال: ناقةٌ وسُوطٌ وإبلٌ وسُوطٌ: هي التي تحملُ على رؤوسها وظهورها؛ صعابٌ لا تعقلُ ولا تُقيدُ. ووسطانُ - مثالُ حمدان -: موضعٌ، قال الأعلمُ الهُذليُ: بَذلتُ لهم بذي وسطانَ شدي ... غداتَئذٍ ولم أبذل قتالي أي: خرجتُ أعدوُ ولم أقاتلْ، ويروى: " بذي شوطانَ ". ودارةُ وسَطٍ: من داراتِ العَرَب. ووسَطٌ: جبلٌ على أربعةِ اميال من ضَريةَ، قال: دَعوتُ الله إذ شَقيتْ عِيالي ... لِيرزقني لدى وسَطٍ طعاما فأعطاني ضرِيةَ خيرَ أرضٍ ... ثمجُ الماءَ والحب التؤاما وقد تُسكنُ منه السينُ. ويقال: جلستُ وسْطَ القومِ - بالتسكين -؛ لأنه ظرفٌ. وجلستُ وسَطَ الدارِ؟ بالتحريك -؛ لأنه اسمٌ. وكلُ موضعٍ صلحَ فيه بين فهو وسْطٌ - بالتسكين -، وإن لم يصلحْ فيه بين فهو وسَطٌ - بالتحريك -. وقال ثعلبٌ: الفرقُ بين الوسطِ والوَسَطِ: أن ما كان يبينُ بين جزءٍ - مثلَ الحلقةِ من الناس والسبحة والعقدِ - فهو وسْطٌ بالتسكين، وما كان مُصمتاً لا يبينُ جزءٌ فهو وسَطٌ بالتحريك - مثل وَسَطِ الدارِ والراحةِ والبُقعةِ -، قال عنترةُ بن شدادٍ العبسيُ: ما راعني إلا حمولةُ أهلها ... وِسطَ الديارِ تَسَفُ حَب الخِمخمِ ويروى: " وسطَ الركاب ". وقد تُسكنُ السينُ من الوَسَطِ، وليس بجبيدٍ، وأنشد الكسائيُ في نوادره: فِدىً لِبني خلاوَةَ عَمر أمي ... لائنةٍ وقلتُ لهم فدايا عَشيةَ أقبلتْ من كل أوبٍ ... كِنانةُ عاقدينَ لهم لِوايا فقالوا: يا آلَ أشجعَ يومُ هيج ... فتوسطَ الدارِ ضَرباً واحتمايا والوسطى من الأصابع: معروفةٌ. والصلاةُ الوسطى في قوله تعالى:) حافظوا على الصلواتِ والصلاةِ الوُسطى (قيل: هي الفجرُ، وقيل: الظهرُ، وقيل: العصرُ، وقيل: المغربُ، وقيل: العِشاءُ. والصحيحُ أنه صلاة العصر، لقولِ النبي - صلى الله عليه وسلم - يومَ الأحزابِ لعُمرَ - رضي الله عنه -: شغلونا عن الصلاةِ الوُسطى صلاةِ العصرِ؛ مَلأ اللهُ بيوتهم وقبورهم ناراً. وقال ابنُ عباد: مُوسِطُ البيتِ: ما كان في وسَطهِ خاصةً. والتوسِيطُ: أن تجعل الشيء في الوسط وقرأ علي - رضي الله عنه - وعمرو بن ميمونٍ وقتادةُ وزيدُ بن علي وابن ابي ليلى وابنُ أبي عبلةَ وأبو حيوةَ وأبو إبراهيمِ:) فَوَسَّطنَ به جمعا (بالتشديد. والتوسيطُ - أيضاً -: قطعُ الشيءِ نصفينِ. والتوسطُ بين الناس: من الوَسَاطةِ. وتوسطَ: أخذَ الوَسَطَ بين الجيدِ والرديءِ، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرمةَ يصفُ سخاءة: واقذفْ بحبلكَ حيثُ نالَ بأخذِهِ ... من عُوذها وأعتم ولا تتوسطِ والتركيبُ يدلُ على العدلِ والنصفِ. ؟؟ وطط في حديثِ عطاءِ بن أبي رباحِ أنه قال: في الوطواطِ يصيبهُ المحرمُ ثُلثا درهمٍ. قال أبو عُبيدةٍ: الوَطواطُ - هاهُنا -: الخفاشُ، ويقالُ: إنه الخُطافُ، قال: وهذا أشبهُ القولينِ عندي بالصواب؛ لحديثِ عائشةَ - رضي الله عنها - أنها قالت: لما أحرقَ بيتُ المقدسِ كانت الأوزاغُ تنفخه بأفواهها وكانتِ الوطاوِطُ تُطفئهُ بأجنحتها. قال: فهذه هي الخطاطِيفُ. وقد يقال للرجلِ الضعيفِ الوَطواطُ، ولا أراهُ سُمي بذلك إلا تشبيهاً بالطائرِ، انشدَ غيرهُ في أن الوَطواطَ الرجلُ الضعيفُ قولَ رؤبةَ: أرمي إذا انشقت عَصَا الوَطواطِ ... بِرجمِ أجأى مِقْذفِ المِلاطِ وقول العجاج: وبلدةٍ بعيدةِ النياطِ ... مجهُولةٍ تغتالُ خطو الخاطي وبسطهُ بسعَةِ البَسَاطِ ... كأن صيرانَ المها الأخلاطِ بِرملها من عاطفٍ وعاطِ ... أخلاطُ أحبوشٍ من الأنباطِ عَلَوتُ حينَ هيبةِ الوَطواطِ وقولَ حُميدٍ الأرقَطِ يمدحُ الحجاجَ أشجعُ عِندَ الفزعِ الفِلاطِ ... حينَ تزلُ قدما الوَطواطِ وأما قولهم: أبصرُ في الليل من الوَطواط، فهو الخُفاشُ.

وعط

وقال اللحياني: يقال للرجلِ الصياحِ: وطواطٌ، قال: وزعموا أنه الذي يُقاربُ كلامه كأن صوتهَ صَوتُ الخَطاطيفِ. والمرأةُ: وطواطةٌ. والوَطُ: صريرُ المحملِ، وصوتُ الوَطواطِ. والوَطواطيُ: الضعيفُ، ويقال: الكثيرُ الكلام، قاله شَمرٌ. وقال ابنُ الأعرابي: الوُطُطُ - بضمتينِ - جمعُ الوَطاوِط. والوُطُطُ: الضعفى العُقُولِ والأبدان. والوَطْوَطَةُ: الضعفُ، وقد وَطْوَطُوا: أي ضعفوا؛ ويقال: كَثُرَ كلامهم، وأنشد شُمرٌ للفرزدق. إذا كرهَ الشعبُ الشقاقَ ووطواطَ ال ... ضعافُ وكانَ العِزُ أمرَ بزازِ وقال ابنُ عباد: تَوَطوُطُ الصبي: ضُغاؤه. ؟؟ وعط الخارزنجي: الوِعَاطُ - بالكسرِ -: الوردُ الأحمرُ؛ وقيل: الأصفرُ، وأنشد: في مجلسٍ زُينَ بالوعاطِ ؟؟ وقط وقطه: إذا ضربه حتى أثقلهَ، قال رؤبةُ: فيه الكذى وحقوة الأوقاطِ فهو وقيطٌ وموقوطٌ، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان إذا نزلَ عليه الوحي وُقِطَ في رأسهِ واربد وجههُ ووجد برداً في أسنانهِ. ويروى: وُقِظَ - بالظاءِ المُعجمة -، وهو كقولك: ضرب فلانٌ في رأسه وصدعَ في رأسه: تُسندُ الفعلَ إليه ثم تذكرُ مكانَ مباشرةِ الفعلِ وملاقاتهِ مُدخلاً عليه الحرف الذي هو للوعاءِ. وقيل: الوقيطُ: الذي طار نومهُ فأسى متكسراً ثقلاً، قال الأسودُ بن يعفرُ النهشليُ: حيانَ وكلنا بذكرة وائلٍ ... يبيتُ إذا نام الخلي وقيطا فدىً لك أمي يومَ تُضربٌ وائلاً ... وقد بل ثوبيه النجيعُ عبيطا حيانُ: أخو وائلٍ. وقيل: معنى الحديثِ: وضع رأسه. والوقِيْطُ والوَقْطُ: حفرةٌ في غلظٍ من الأرضِ أو جبلٍ يجتمعُ فيها ماءُ المطر، والجمعُ: وقاطٌ. وقال الليثُ ألوقْطُ: موضعٌ يستنقعُ فيه الماء تتخذُ منه حِياضٌ تمسكُ الماءَ إذا مر بها، فاسمُ ذلك الموضع أجمعَ: وَقْطٌ، وهو كالوجْذِ، الأ أن الوَقْطَ أوسعُ، والجميعُ: الوِقْطانُ والوجذانُ، قال رؤبةُ: وأخلفَ الوِقطانَ والمآجلا ... وكان لداغُ السفاَ مَعَابِلا وحرقَ الصيفُ إجاجاً شاعلا وقال الشماخُ يصفُ حمارَ وحشٍ: و ... زهُ الإضاءُ وكلُ وَقْطٍ وقفرٍ كان يدخرُ ادخارا ويجمعَ - أيضاً - على الوِقاطِ. قال: ولُغةٌ تميم في جمعهِ: الإقاطُ، يصيرونَ كل واوٍ تجيء في مثلِ هذا ألفاً. قال: والوقيطُ - على حذوِ فَعيلٍ - يرادُ به المفعولُ، ويقالُ الوَقيْط: المثقلُ ضرباً أو حُزناً. ويومُ الوَقيطِ - على فعيل بفتح الفاء عن أبي أحمد العسكري -: يوم قتل فيه الحكمُ بن خيثمةَ بن الحرثِ بن نهيكٍ النهشلي وأسر فيه عثجلُ بن المأمومِ - والمأمومُ بن شيبانَ -، قال: وعَثْجَلَ بالوَقيطِ قد اقتسرنا ... ومأمومَ العُلى أي اقتسارِ وقال السكري: الوقيطُ - تصغيرُ وقطٍ -: ماءٌ لبني مجاشِعٍ بأعلى بلادِ تميمٍ إلى بلادِ بني عامرٍ، قال: وليس لبني مجاشع بالباديةِ إلا زرودُ والوقيطُ، قال جريرٌ: فَلَيس بصابرٍ لَكُمُ وقيطٌ ... كما صبرتْ لسوءتكمْ زرودُ والوَقْطُ: سفادُ الديكِ أثناه. ووقَطَني اللبنُ. أثقلني ويقال: أصابتنا السماءُ فوقَطَ الصخرُ توقيطاً: أي صار فيه وقْطً كأنها وقعتَ به. وقال أبو عمروٍ: قد استوقَطَ مكانُ كذا مما دعسه الناسُ والدوابُ: أي صارَ فيه مُستنقعٌ. والتركيبُ يدلُ على وقعِ شيءٍ بشيءٍ. ؟؟ ومط ابنُ الأعرابي: الومْطةُ: الصرعةُ من التعب. ؟؟ وهط الوَهْطُ: الكسرُ، يقال: وهَطَه يهطهُ وهطاً. والوهَهْطُ - أيضاً -: الوِطْءُ. وقال ابنُ دريدٍ: وهطه بالرمحِ: إذا طعنه به. وقال الأصمعيُ: يُقال لما اطمأن من الأرض: وهطةٌ، وهي لُغةٌ في وهدةٍ، والجمعُ: وهطٌ ووهاطٌ، يُقال: وهطٌ من عشرٍ، كما يقال عِيصٌ من سدرٍ. وفي الحديث: على أن لهم فِراعها ووهاطها وعزازها، وقد كُتبَ الحديثُ بتمامه في تركيبِ دف أن قال الراعي: تبصرْ خليلي هل ترى من ظعائنٍ ... تجاوزنَ ملْحوباً فقلنَ متالعا جواعلَ أرماماً شِمالاً وتارةً ... يميناً فقطعنَ الوِهاطَ الدوافعا

هبط

والوَهْطُ: مالٌ كان لعمرو بن العاص - رضي الله عنه - بالطائفِ على ثلاثةِ أميالٍ من وج؛ وكان كرماً يعرشُ على ألفِ ألفِ خشبةٍ، شرى كل خشبةٍ درهمٌ. وقال ابنُ عبادٍ: الوهطُ: الهُزالُ. والوهطُ: الجماعةُ. والأوهاطُ: الخصوماتُ والصياحُ، قال رؤبةُ: إذا تلاقى الوَهْطُ بالأوْهاطِ ويروى: " ذُو الأوهاطِ ". أي: إذا اجتمعتْ جماعاتٌ للقتالِ فاختلطَ أهلُ هذه بهذه. ووهَطَ يهطُ: أي ضعفَ ووهنَ. وقال الليثُ: يقال: رمى طائراً فأوهطهَ وأوهَطَ جناحه؛ قال رؤبةُ: من نائلِ الله ومن لم يخلطِ ... بالحلمِ جهلاً يستكنْ أو يوهطِ وقال أيضاً في هذه الأرجوزةِ: وأنا في العز الذي لم يُوهَطِ ... يبأى على بغيِ العدو المُشططِ قيل: أراد المُشتط فخَفَفَ الطاءَ، فان صح هذا فالروايةُ: " المُشْتطِ " ولم يُروَ. وأنشدَ أبو عمرو: يمر أخفافاً يهطنَ الجندلا وقال أبو عُبيدٍ الايهاطُ: أن تصرعهَ صَرعةً لا يقومُ منها. وقال ابنُ فارسٍ: أوهطهَ: إذا ضَرَبهَ ولم يأتِ عليه. وقال عرامٌ السلميُ: أورطتُ الرجلُ وأوهطتهُ: إذا أوقعتهَ فيما يكرهُ. وقال غيرهُ: أوهطهَ: أثخَنهَ. وقال ابنُ عباد: توهطَ الفرسُ في الطينِ: غابَ فيه. وتَوَهطَ الفِراشَ: امتهدهَ. ؟؟ هبط هَبَطَ يَهبط هُبوطاً: نزلَ، ويهبطُ - بالضم - لُغةٌ. وقرأ الأعمشُ:) وإن منها لما يهبُطُ من خشيةِ الله (بضم الباء. قال لبيد - رضي الله عنه: - كلُ بني حُرةٍ مَِصيرُهُمُ ... قل وإن أكثروا من العددِ إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا ... يوماً يصيروا للهلكِ والكندِ وقال أسامةُ الهُذلي: من أينها بعد إبدانها ... ومن شحمِ أثباجها الهابِطِ الهابط: المنحطُ. وهَبَطَه يهبطه هبطاً: أي أنزلهَ، قال: ما راعني إلا جَناحٌ هابِطا ... على البيُوتِ قوطهُ العُلابطا فَهَبَطَ: لازِمٌ ومتعد: إلا أن مصدر اللازم: الهُبُوطُ، ومصدرَ المتعدي: الهبْطُ. وفي الحديث في الدعاء: اللهم غبطاً لا هبطاً. أي نسألك الغبطةَ ونعوذُ بك من أن نهبط من حالنا إلى حالِ سَفالٍ. وهَبَطَ ثمنُ السلعةِ: أي نقصَ، هبوطاً، وهبطهَ الله هبطاً. وقولهم: هبطَ المرضُ لحمهَ: أي هزلهَ، فهو هَبِيْطُ ومهبُوطٌ، قال عبيدُ بن الأبرصِ: وكأن أقتادي تضمنَ نسعها ... من وحشِ أورالٍ هبيطٌ مُفردُ قال الفراءُ: أرادَ بالهبيطِ ثوراً ضامراً. وقال ابن عباد: هبطهَ هبطاَ: ضربه. والهبْطةُ: ما اطمأن من الأرض. والهَبوطُ - بفتح الهاء -: الحدورُ. وهَبَطَ الرجلُ بلدَ كذا ومن بلد كذا، وهبطتهُ أنا، قال الله تعالى:) اهبطوا مصراً (، قال أبو النجم: فَهَبَطتْ والشمسُ لم تَرجلِ أي لم ترتفعْ. والهيباطُ: ملكٌ من ملوكِ الروم. وقولُ العباسِ بن عبدِ المطلبِ - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ثم هَبَطتَ البلادَ لا بَشَرٌ ... أنت ولا مُضغةٌ ولا عَلَقُ أراد: لما اهبطَ الله آدمَ - صلواتُ الله عليه - إلى الدنيا كُنتَ في صلبه غير بالغٍ هذه الأحوالَ. وقرأ أيوبُ السختياني: " هو خيرٌ اهبُطوا مِصراً " - بضم الباء -. وقال الفراءُ: الهبطُ: الذلُ، وأنشد قول لبيدٍ - رضي الله عنه - الذي أنشدته في أولِ هذا التركيب وهو: إن يغبطوا. وتهبطُ - بثلاثِ كسرات -: أرضٌ. وهو من أبنيةِ كتابِ سيبويه. وقال أبو حاتمٍ في كتابِ الطيرِ التهبطُ - التاءُ مكسورةٌ والباءُ مكسورةٌ مشددةٌ -:طائرٌ أغبرُ بعظمِ فروجِ يعلقُ رجليهِ ويصوبُ رأسه ثم يصوتُ بصوتٍ كأنه يقولُ: أنا أموتُ أنا أموتُ، شبهوا صوته بذا الكلام. وانهبط: انحط. والتركيبُ يدلُ على الانحدارِ. ؟؟ هرط هَرَطَ في عرضه يهرطُ هرطاً: أي طَعَنَ فيه وتنقصه. وقال الليثُ: الهَرطُ لُغةٌ في الهردِ، وكلاهُما: المَزْقُ. ويقالُ: بل الهرتُ في الشدقينِ، والهرطُ في الأشياء: المَزْقُ العنيفُ. قال: والإنسانُ يَهْرِتُ في كلامهِ: إذا سفسفَ وخلطَ. وقال ابنُ عبادٍ: الهرطُ: أكلك الطعامَ ولا تشبعُ.

هرمط

وقال ابن دريدٍ: ناقَةٌ هِرطٌ - بالكسر -: مُسنةٌ ماجةٌ، وهي التي يخرجُ الماءُ من فيها لكبرها إذا شربتْ، والجمعُ: أهرطُ وهُرُوطٌ. وقال غيرهُ: الهرطةُ: النجعةُ الكبيرةُ، والجمعُ: هِرْطٌ - مثالُ قريةٍ وقربٍ -. وقال الليثُ: نعجةٌ هِرطةٌ: وهي المهزولةُ التي لا ينتفعُ بلحمها غثوثةً. ويُقال لذلك اللحمِ: هَرْطٌ - بالفتح عن الفراء - وهِرْطٌ - بالكسر عن ابن الأعرابي - قال: وهو الذي يتفتتُ إذا طُبخَ. وقال ابنُ شُميلٍ: الهرطةُ من الرجال: الأحمقُ الجبانُ الضعيفُ. وقال ابنُ دريدٍ: الهَيْرَطُ - مثالُ صقيلِ -: الرخوُ. قال: وهَرْمَطَ فلانٌ عرض فلانِ: إذا وقعَ فيه، وسنعيدُ ذكره - إن شاء الله تعالى - في تركيب هـ ر م ط على ما ذكروه في الرباعي، والميمُ عندي زائدةٌ، لأنه يُقال: هَرَطَ عِرضه وهَرَدَهُ. وقال ابنُ الأعرابي: هَرِطَ الرجلُ - بالكسر -: إذا استرخى لحمه. وقال ابنُ عباد: الهرطُ: الكثيرُ من المالِ والناسِ، والجمعُ: هِرَطٌ. وتَهَارطَ الرجُلا " نِ: تَشَاتَما. والتركيبُ يدلُ على اختصامٍ وتشاتمِ. ؟؟ هرمط ابن دريدٍ والأزهري في الرباعي: هَرْمَطَ فلانٌ عِرْضَ فلانٍ: إذا وقعَ فيه. وقد ذكرتهُ في التركيبِ الذي قبلَ هذا التركيب. ؟؟ هطط ابنُ الأعرابي: الهُطُطُ - بضمتينِ -: الهلكي من الناسِ. والأهَط: الجملُ الكثيرُ المشيِ الصبورُ عليه، والناقةُ: هَطاءُ. وقال ابنُ عباد: الهُطَاهِطُ: الفَرَسُ، والهَطْهَطَةُ: صوتُها. وقال ابنُ دريدٍ: الهَطْهَطَةُ: هي السرعةُ في المشي أو ما أخذ فيه من عملٍ، زعموا. ؟؟ هقط الخارزنجي: يقال في زَجرِ الفرس: هِقِطْ. قال: والهَقَطُ - بالتحريك -: لُغةٌ يمانيةٌ. وقال ابنُ دريدٍ: الطهْقُ - لُغةٌ يمانيةٌ -: وهو سرعةُ المشيِ زعموا، والهقطُ أيضاً. قال: وأحسبُ أن قولهم للفرس إذا استعجلوه هِقَط من هذا، وانشد: لما سَمِعْتُ قولهمْ هِقَطُ ... أيقنتُ أن فارساً منحطُ ؟؟ هلط ابنُ الأعرابي: الهالِطُ: المسترخي البطنِ. والهالِطُ: الزرعُ الملتفُ. وفي النوادرِ: هَلْطةٌ من خبرٍ ولهطةٌ: أي الخبرُ الذي تسمعهُ ولم تُصدقه ولم تكذبهُ. ؟؟ هلمط ابن دريدٍ: هَلْمَطَ الشيء: إذا أخذه أو جمعهَ، وفي بعض نسخِ الجمهرةِ: هَلْمَطَ، والصوابُ عندي تقديمُ اللام على الميم. ؟؟ همط الهَمْطُ: الظلمُ والخبطُ، يقال: هَمَطَ الناس يهمطهم - بالكسر -: إذا ظلمهم حقهم. وفي حديث إبراهيم النخعي: انه قال: كان العمالُ يهمطون ثم يدعونَ فيجابون: أي كانوا مع ظلمهم وأخذهم الأموالَ من غير جهتها وحقها إذا دعوا إلى الطعام أجيبوا. وعنه - أيضاً - أنه سُئلَ عن العُمالِ ينهضونَ إلى القرى فيهمطونَ أهلها، فإذا رجِعوا إلى أهاليهم أهذوا لجيِرانهم ودعوهمُ إلى طعامِهم، فقال النخعي: لك المهنأ وعليهم الوزرُ. ومثلُه ترخيصُ ابنِ مسعودٍ - رضي الله عنه - في إجابةِ دعوةَ صاحبِ الربى إذا هو دَعَا وأكلِ طعامهِ، وقولهُ: لك المهنأُ وعليه الوزرُ. والهَمْطُ - أيضاً - الأخذُ بغيرِ تقديرٍ. ويقُال - أيضاً -: هَمَطَ: إذا لم يُبالِ ما قالَ وما أكلَ. وهَمَطَ المالَ واهْتَمَطَهُ: إذا أخذه من صاحبهِ على سبيلِ الغلبةِ والجور. واهتَمَطَ عِرضَ فلانٍ: إذا تنقَصَهُ وشَتَمَه. والتهَمُطُ: الغَشْمَرَةُ في الظلم والأخذُ بغير تثبتٍ. ؟؟ هملط ابنُ دريدٍ: هَمْلَطَ الشيءَ: إذا أخذخ أو جمعهَ. وفي بعض نسخِ الجمهرةِ: هَلْمَطَ، وقد تقدم. ؟؟ هنزط هِنْزِيْطُ - مثالُ قِنْديْل -: من الثغورِ الروميةِ. ؟؟ هوط ابنُ الأعرابي: يُقالُ للرجلِ: هُطْ هُطْ: إذا أمرته بالذهابِ والمجيءِ. والهائطُ: الذاهبُ. ؟؟ هيط الفراءُ: تَهايطَ القومُ: إذا اجتمعوا وأصلحوا أمرهم بينهم، وهو خِلافُ التمايُطِ. وقد ذكرتُ اختلافهم في معنى الهياطِ والمِياطِ في تركيبِ م ي ط. قال المُتنخلُ الهُذلي يصفُ ماءً: كأن وغى الخَموشِ بجانبيهِ ... وغى ركبٍ أميمَ ذوي هِياطِ ويروى: " زِيَاطِ "، ويُروى: " لَغى الخَمُوشِ ". ؟؟ يعط يَعَاطِ - مثالُ قَطَامِ -: زجرٌ للذئبِ، قال:

غ

صُب على آلِ أبي رِياطِ ... ذُؤالةٌ كالأقداحِ المِراطِ يهفو إذا قيل له: يَعَاطِ. وقد يُقالُ في زجرِ الإبل، قال ابو المِقدام جساسُ بن قُطيبٍ: وقُلُصٍ مُقورةِ الألياطِ ... باتتْ على مُلحبٍ أطاطِ تنجوُ إذا قُلتَ لها: يَعَاطِ وقال رؤبة: ناجٍ يُعنيهن بالابْعَاطِ ... والماءُ نَضاخٌ من الآباطِ إذا استزادوُهُن بالسياطِ ... في رَهَجٍ كشُقَقِ الرياطِ أربى وقد صاحُوا بها يَعَاطِ ... مَعْجي أمامَ الخيلِ والتباطي وقال السكريُ في قولِ المُتنخلُ في قولِ المتنخلُ الهُذلي: فهذا ثُم قد عَلمُوا مَكاني ... إذا قالَ الرقيبُ: ألا يَعَاطِ كان الرجُلُ إذا رأى جيشاً قال: يَعَاطِ، يُنذرُ أهلهُ. وقال ابنُ حبيبَ: هو كقولكَ عند القِتالِ: عاطِ عاطِ. وقال الجُمحي: يَعَاطِ: استغاثَةٌ وزجرٌ. وقال غيرهمُ: يَعَاطِ أي احملوا، ويعاطِ: إعراءٌ. وبعضُ العَرَبَ يقولُ: يِعَاط - بكسر الياء -؛ وهو قبيحٌ، لاستثقالِ الكسرةِ على أختِ الكسرة، فأنهُ ليس في كلام العَرَبَ اسم أولها ياءٌ مكسورةٌ، الا يسارٌ لليدِ وهلالُ بن يسافٍ. وقال ابنُ عباد: يُقالُ في زجرِ الابلِ: يا عَاطِ، وفي زَجْرِ الخيلِ إذا أُرسلتْ عند السباقِ: يَعَاطِ. وقال غيرهُ: يُعَاطِ - بضم الياء - لُغةٌ ثالثةٌ. وأيعَطْتُ بالذئبِ ويَعطْتُ به تيعيُطاً وياعَطتُ به: إذا قُلتَ له: يَعَاطِ. واللبابِ الفاخرِ. ولله الحمدُ والمنةُ. نجزَ على يدِ مؤلفه الملتجئ إلى حَرَمِ الله تعالى الحسنِ بن محمد " بن " الحسن الصغاني. كتبه وهو مُحصرٌ عن الإلمام ببيتِ الله الحرامِ وتعظيمِ المشاعرِ العظام، وهو يسألُ الله تعالى فكه وإطلاقهَ، وتيسيره..... وانطلاقه،..... الفراغُ منه لليلتين خَلَتا من جمادى الآخرةِ من شهور سنة....، والصلاةُ على سيدنا محمدٍ وآلهِ وأصحابه. أبغ عين أباغَ وإباغَ وأُبَاغَ - بالحركات الثلاثة -: عين أُضيفت إلى أُبَاغَ، والضم أشهر. ومنه يوم عين أُبَاغَ: يوم من أيام العرب قُتل فيه المنذر بن المنذر بن ماء الماء، وهي بين الكوفة والرقة، قالت امرأة من بني شيبان: بِعَيْنِ أبَاغَ قاسَمْنا المَنايا ... فَكانَ قَسِيْمُها خَيْرَ القَسِيْمِ وقال الأخطل يصف ناقة: أجَدَّتْ لِوِرْدٍ من أُبَاغَ وشَفَّها ... هَواجِرُ أيّام وَقَدْنَ لها شُهْبِ أرغ أرْغَيَانُ: ناحية من نواحي نيْسابور. ببغ البَبَّغَاءُ: هذا الطائر الأخضر المعروف. ولقب شاعر أيضاً، وهو أبو الفَرَج عبد الواحد بن نصر المخزومي، ولُقب بالببغاء لِلُثْغَةٍ في لسانه. بثغ الليث: البَثَغُ - بالتحريك -: ظهور الدم في الجد، لغة في البَثَغِ بالعين المهملة. بدغ بَدِغ بالعَذِرة يَبْدغ بَدَغاً - مثال تَعب يتعب تَعَباً -: إذا تلطَّخ بها. وقال الليث: البَدَغُ: التَّزَحُّف بالأسْتِ على الأرض، قال رؤبة: لَوْلا دَبُوْقاءُ اْتسْتِهِ لم يَبدغ ويورى: " لم يَبْطَغِ ". قال: دَبُوقاؤه: ما قذف به من جوفه، والدَّبُوقاء: الدَّبقُ. قال: ويقال: بَدِغ الرجل في خُرئه: إذا تلطخ به، ويدل قوله: " دَبُوْقاء اسْتِهِ " على هذا. يقول: لولا أنه سَلَح لم يَتَلطَّخ به. وقال غيره: ويقال أيضاً: بَدِغ بالشر: إذا تَلَطخ به. ويقال: بنو فلان بَدِغون: إذا كانوا سِمانا حسنة ألوانه. وقيس بن عاصم المِنْقَري - رضي الله عنه - كان يسمى بَدِغا في الجاهلية، لأنه غَدَر غدْرَة. وفي النسخ المقروءة المُصححة المضبوطة من الجمهرة: البِدْغ - بكر الباء وسكون الذال -. وقال أبو أسامة جُنادة بن محمد الأزدي البَدْغُ - بالفتح -: كَسْر الجوز واللوز. والبَدِغ - بِوَزن كَتِف -: المُتلَطِّخ بالعَذرة. والبِدْغ - بوزن ذِمر -: الذي يسْلح في ثيابه، وقد بَدَغ بَدَاغة فهو بِدْغ - مثال ذَمُر ذَمَارة فهو ذِمْر -. قال: وكذلك كل ما جاء على فِعْل - بكسر الفاء وإسكان العين - من النعوت. وقال ابن دريد: الأبْدَغ أحسِبُه موضِعاً. وقال ابن الأعرابي: أبْدَغ زيد عمراً وأبْطَغه: إذا أعانه على حمله لينهض به.

برزغ

وقال ابن فارس: الباء والدال والغين ليست فيه كلمة أصلية، لأن الدال في أحد أصولها مُبدلة من طاء وهو قولهم: بَدِغ الرجل: إذا تلطخ بالشر: وهو بِدْغ من الرجال، وهذا إنما هو في الأصل طاء. قال: وبقيَت كلمتان مشكوك فيهما: إحداهما قولهم: البَدَغُ: التزحف على الأرض، والأخرى قولهم: إن بني فلان لَبَدِغُون: إذا كانوا سِماناً حَسنة أحوالهم. والله أعلم بصحة ذلك. برزغ الليث: البُرْزُغُ: نشاط الشباب، قال رؤبة: هَيْهَاتَ رَيْعَانُ الشَّبابِ البُرْزُغِ قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: الرواية: بَعْدَ أفانِيْنِ الشَّبابِ البُرْزُغِ وقال غيره: شاب بُرْزُغٌ وبٌرْزُوْغٌ وبِرْزاغٌ: أي ممتلئ تام، وأنشد أبو عبيدة لرجل من بني سعد جاهلي: حَسْبُكِ بَعْضُ القَوْلِ لا تَمدَّهي ... غَرَّكِ بِرْزاغُ الشَّبابِ المُزْدَهي قوله: لا تمدَّهي: يريد لا تمدحي. برغ ابن الأعرابي: يقال: بَرِغ الرجل - بالكسر -: إذا تَنَعّم؛ كأنه مَقلوب رَبِغَ. وقال ابن دريد: البَرْغُ - بالفتح -: لُغة في المَرْغ وهو اللعاب. بزغ بَزَغَتِ الشم تَبْزُغُ بَزْغاً وبُزُوْغاً: إذا شرقت، قال الله تعالى:) فَلَمّا رَأى القَمَرَ بازِغاً (. وقيل: البُزُوغُ: ابتداء الطلوع. وبَزَغَ ناب البعير: طلع. والمِبْزَغُ: المِشرَط. وبَزَغَ الحاجم والبيطار: أي شرط، قال الأخطل: يُسَاقِطُها تَتْرى بِكُلَّ خَمِيْلةٍ ... كَبَزْغِ البِيَطْرِ الثَّقِف رَهْصَ الكَوادِنِ وقال ابن دريد: بَزِيْغ: اسم فَرس معروف. وبيزغُ: قرية بين دَيْرِ عاقول وجبل. وابْتَزَغَ الربيع: جاء أوله. والتركيب يدل على طلوع الشيء وظهوره. بستغ بَسْتِيْغُ: قرية من قرى نيسابور يُنسب إليها من أصحاب الحديث أبو سعد شبيب بن أحمد بن محمد بن خشْنام البَسْتيغي. بشغ ابن دريد: البَشْغُ والبَغْشُ: المطر الضعيف، يقال: بُشغَتِ الأرض وبُغشَتْ، وأصابَتنا بَشْغَة وبَغْشةٌ، وأبْشَغَ الله الأرض وأبْغَشَها. بطغ ابن السكيت وأبو عُبيد: بَطِغ بالعَذِرة وبَدِغ يَبْطَغُ ويَبْدَغُ: تَلَطَّخ بها، قال رؤبة: لَوْلا دَبُوْقاءُ اسْتِهِ لم يَبْطَغِ ويروى " لم يَبْدَغ ". وبَطِغ بالأرض: أي تَمَسّح بها وتَزَحّف. وقال ابن الأعرابي: أبْطَغَ زيد عمراً وأبدغَه: أي أعانه على حمله لينهض به. بغغ البُغْبُغُ - بالضم - عن ابن الأعرابي: البئر القريبة الرَّشاء، ويُصغَّر فيقال: البُغَيْبغ، قال: يا رُبَّ ماء لك بالأجْبالِ ... أجْبالِ سَلْمى الشَّمَّخِ الطَّوَالِ بُغَيْبِغٍ يُنْزَعُ بالعِقالِ ... طامٍ عليه وَرَقُ الهَدَالِ وأنشد ابن دريد: قد وَرَدَتْ بُغَيْبِغاً لا تُنْزَفُ ... كأنَّ من إثْبَاجِ بَحْرٍ تُغْرَفُ وقال الليث: البُغَيْبِغةُ: ضَيْعَةٌ بالمدينة؟ على ساكنيها السلام - كانت لآل جعفر ذي الجناحين؟ رضي الله عنه - وقال غيره: هي عين كثيرة النخل غزيرة الماء. وقال ابن الأعرابي: البُغَيْبغُ: تَيْس الظَّبَاء السمين. وإذا طَلَقاً بُغَيْبِغاً: إذا كان لا يُبعد فيه. وقال أبو عمرو: بغَّ الدم: إذا هاج. وقال أبو عمر الزاهد: البُغُّ؟ بالضم -: الجمل اصغير، والبُغّة: الناقة. وقال الليث: البَغْبَغَة: حكاية ضرب من الهدير، قال رؤبة: بِرَجسْ بَغْبَاغِ الهَدِيْر البَهْبَهِ قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: الرواية: بَخْباج الهدير، بالخاء لا غير. والمُبَغْبغُ: السريع العجِل. وقال ابن عبّاد: المُبَغْبغ: المخلّط. وبَغْبَغَهم الحيش: أي داسهم ووطئهم. والبَغْبَغة: الغَطيط في النوم. وقال غيره: قَرَب مُبَغْبغ. وقال أبو حاتم: مُبَغْبَغ: أي قريب، قال رُؤبة يَصف حماراً: يَشْتَقُّ بَعْدَ القَرَب المبَغْبغِ أي: يُبَغْبغُ ساعة ثم يشتق أخرى. بلغ بلغْتُ المكان بلوغاً: وصلْت إليه، وكذلك إذا شارفْت عليه، قال الله تعالى:) فإذا بَلَغْنَ أجَلَهُنَّ (أي قاربنه. وقوله تعالى:) إنَّ الله بالِغٌ أمْرَهْ (أي يبْلغ ما يريد. وقوله تعالى:) أيمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ (أي مُؤكَّدة. وبلغ الغلام: أدرك.

وبلغ في الجودة مَبلغاً. وثناء أبلغ: أي مُبالغ فيه، قال رؤبة يمدح المُسبِّح بن الحَوَارِي بن وزياد بن عمرو العَتَكي: بَلْ قُلْ لِعَبْدِ الله بَلِّغْ وابْلُغِ ... مُسَبِّحاً حُسْنَ الثَّنَاءِ الأبْلَغِ وشيء بالغ، أي جيد. وقال الشافعي؟ رحمه الله - في كتاب النَّكاح: جارية بالغ؛ بغير هاء وهو فصيح حُجة في اللغة. وقال الأزهري: سمعت فُصحاء العرب يقولون: جارية بالغ وامرأة عاشق ولحية ناصل، ولو قيل بالغة لم يكن خطأ، لأنه الأصل. ويقال: بُلِغَ فلان؟ على ما لم يُسمَّ فاعله - أي جُهِد، وأنشد أبو عُبيد: إنَّ الضَّبَابَ خَضَعَتْ رِقابُها ... للسَّيْفِ لمّا بُلِغَتْ أحِسَابُها أي: مجهودها، وأحسابها: شُجَاعتها وقوتها ومناقِبها. وقال ابن عبّاد: التَّبْلغة: الحبل الذي يوصل به الرِّشاء إلى الكَرَب، والجمْع: التَّبالغ. وقال الفَرّاء: أحمق بَلْغ وبَلْغَة وبِلْغٌ؟ بالفتح والكسر -: أي هو مع حماقته يبلغ ما يريد، ويقال: بِلْغٌ مِلْغٌ. قال: ويقال: اللهم سِمْع لا بِلْغ وسَمْع لا بَلْغٌ وسِمْعاً لا بِلْغاً وسَمْعاً لا بَلْغاً، ومعناه: نسمع به ولا يتم. وقال الكسائي: هذا إذا سمع الرجل خبراً لا يُعجبه. ويقال: أمر الله يلْغٌ: أي بالغ، قال الحارث بن حِلّزَةَ اليشكري: فَهَداهُمْ بالأسْوَدَيْنِ وأمْرُ ... اللهِ بَلْغٌ يَشْقى به الأشقياءُ والبَلاغة: الفَصَاحة، وقد بلُغ الرجل؟ بالضم -: أي صار بَلِيْغاً أي فصيحاً يُبَلّغ بِفصاحته ما في قلبه نهاية مُراده وضميره. والبَلاغُ: الكِفاية، قال: تَزَجَّ من دُنْياكَ بالبَلاغِ ... وباكِر المعدَةَ بالدِّباغِ بِكِسْرَةٍ جَيَّدَةِ المضاغِ ... بالمِلْحِ أوْ ما خَفَّ من صِبَاغِ والبَلاَغُ: الاسم من الإبْلاغ والتَّبْلِيْغ. وقوله تعالى:) هذا بَلاَغٌ للناس (: أي هذا القرآن ذو بَلاغٍ للناس: أي ذو بيان كاف. وقوله تعالى:) فَهَلْ على الرُّسُلِ إلا البَلاغُ المُبيْن (أي الإبلاغ. وقوله تعالى:) لم يَلْبَثُوا إلا ساعةً من نَهارٍ بَلاغٌ (أي ذلك بَلاغٌ. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: كل رافِعة رَفَعت علينا من البَلاغ فقد حَرَّمْتها أن تُعْضَد أو تُخَبَط إلا لعصفور قَتَب أو مَسَد مخالة أو عصا حديدة. يعني المدينة؟ على ساكِنيها السلام -، أراد: من المُبالغين في التبليغ، يروى بفتح الباء وكسرها فإن كان بالفتح فله وَجهان: أحدهما: أن البلاغ ما بلغ من الكتاب والسنة، والوجه الآخر: من ذوي البلاغ، أي الذين بلَّغُونا، أي من ذوي التبليغ، فأقام الاسم مُقامَ المصدر الحقيقي، كما تقول: أعطيتُ عطاءً. والبلاغات: كالوشايات. والبُلْغَة: ما يُتَبَلَّغُ به من العيش. والبالِغَاء: الأكارع في لُغة أهل المدينة؟ على ساكِنيها السلام -، قال أبو عُبيد: أصلها بالفارسية: بايْها. وخطيب بِلَغ؟ مثال عِنبٍ -: أي بَلِيْغ، كقولهم: أمر بِرَح أي مُبَرِّح، ولحم زيم ومكان سِوىً ودينفِيم. والبِلَغِيْن في قول عائشة لعلي؟ رضي الله عنهما - حين ظَفِر بها: بلغت منا البِلَغِيْن: أي الدّاهية. أرادت أن الحرب قد جَهَدتْها وبَلَغَتْ منها كل مبلغ. وفي إعرابها طريقان: أحدهما أن يُجرى الأعراب على النون ويُقَرَّ ما قبلها ياء، والثاني أن تُفتح النون أبداً ويُعْرب ما قبلها فيُقال: هذه البِلَغون ولقيت البِلَغِيْنَ وأعوْذ بالله من البِلَغِيْنَ. والإبْلاَغُ والتَّبْلِيْغُ: افيصال، قال أبو زُبيد حَرْملة بن المنذر الطائي: مَنْ مُبْلِغٌ قَوْمَنا النّائينَ إذْ شَحَطُوا ... أنَّ الفُؤادَ إليهمْ شَيِّقٌ وَلِعُ وقوله تعالى:) يا أيُّها الرَّسُولُ بَلِّغ ما أُنْزِلَ إليكَ من رَبِّكَ (وقوله؟ صلى الله عليه وسلم - بلَّغوا عنِّي ولو آية وحدَّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج. وبَلَّغَ بكذا: أي اكتفى به، قال: تَبَلَّغْ بأخْلاقِ الثِّيَابِ جَدِيْدَها ... وبالقَضمِ حتّى يُدْرِكَ الخضْمَ بالقَضْمِ وقال عُبيد الله بن عُتبة بن مسعود، ويورى لقيس بن ذريح، والقطعة التي منها هذانِ البيتان موجودة في أسعارهما: شَقَقْتِ القَلْبَ ثمَّ ذَرَأْتِ فيه ... هَوَالِ فَلِيْمَ فالتَأَمَ الفُطُوْرُ

بوغ

تَبَلَّغَ حيثُ لم يَبْلُغْ شَرَابٌ ... ولا حُزْنٌ ولم يَبْلُغْ سُرورُ ويروى: " صَدَعْتِ القَلْبَ ثمَّ ذَرَرْتِ ". أي تكلّف البلوغ حتى بلغ. وتبلّغت به العلة: أي اشتدت. وبالَغ فلان في أمري: أي لم يُقصر. والتركيب يدل على الوصول إلى الشيء. بوغ أبو عُبيد: البَوغاء: التربة الرخوة التي كأنها ذرِيرة. وفي حديث المولد: تَلَفُّهُ في الرِّيحِ بَوْغَاءُ الدِّمَنْ وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب وب ذ. وقال آخر: لَعَمْرُكَ لولا هاشمٌ ما تَعَفَّرَتْ ... بِبَغْدَانَ في بَوْغائها القَدَمانِ وقال الليث: البَوْغاء: التراب الهابي في الهواء. وطاشَة الناس وحَمْقاهم: هم البَوغاء، قال: والبَوْغاءُ: سَفِلَة الناس. وقال ابن عبّاد يقال بين القوم بَوْغَاء: أي اختلاط. وبَوْغاء الطّيْب: رائحته. وبُوْغ؟ بالضم - من قرى تِرْمِذ. وقال الفَرّاء: يقال إنك لَعَالِم ولا تُباغ؟ بالرفع - ولا تُبَاغانِ ولا تُباغونَ: أي لا يُقْرَن بك ما يَغْلِبُك. وتَبَوّغ الدم بصاحبه وتَبَيَّغَ فقتهل: أي غلبه، وتَبَوَّغَ الرجل بصاحبه: كذلك. والتركيب يدل على ثوران الشيء. بهغ ابن دريد: البُهُوْغُ: الهُبُوْغُ؛ وهما النوم، يقال: هابغٌ باهِغٌ. بيغ ابن عبّاد: البَيْغ ثوران الدم. وبَاغَ: هلك. وقال غيره: البَيّاغُ بن قيس: أحدُ فرسان العرب. وقال ابن عبّاد: بيَّغْت به: أي انقطَعت به، وبُيِّغَ به. وتَبَيَّغ عليه الأمر: اختلط. والتَّبَيُّغُ: كثرة اللبن. وتَبَيَّغ الدم وتَبَوَّغَ: إذا هاج وغَلَب. ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: عليكم بالحِجامة لا يَتَبيَّغْ بأحَدكم الدم فيقتله: أي لا يَتَهَيَّج، ويقال: أصله تَبَغى: من البَغي؛ فقَلَب، مثل جَذب وجَبَذ. وقول رُوَّبة: فاعْلَمْ ولَيْسَ الرَّأيُ بالتَّبَيُّغِ ... بأنَّ أقْوالَ العَنِيْفِ المِفْشَغِ خَلْطٌ كَخَلْطِ الكَذِبِ المُمَغْمَغِ ويُروى: " المُمَضَّغ ". تغغ ابن الأعرابي: أقبَلوا تِغٌ تِغٌ؛ وتِغاً تِغاً؛ وتِغٍ تِغٍ؛ وقِهٍ قِهٍ: إذا قَرْقَروا بالضحك. وقال الفرّاء: يقولون: سمعْت تغٍ تغٍ؛ يريدون: صوت الضحك. وقال الليث: وفي بعض روايات العُقيلي: فأقبلوا تِغٍ تِغٍ: يحكي الصوت المسموع من الضّاحِكِ، قال: والتَّغْتَغَةُ: حكاية صوت الحلي، وفي صوت الضحك: تَغْتَغَ يُتَغْتِغُ. وقال الزهري: قول الليث: التَّغْتَغَةُ حكاية صوت الضحك. وقال غيره: المُتَغْتِغُ: الذي إذا تكلم لم يكد يُسمع كلامه، قال رؤبة: للأرْضِ من جِنِّيَّةِ المُتَغْتِغِ ... وجْسٌ كتَحْدِيْثِ الهَلُوْكِ الهَيْنَغِ وقال ابن دريد: التَّغْتَغَةُ: رتَّة في اللسان وثِقَلٌ؛ يقال: تَغْتَغَ كلامه: إذا ردَّده ولم يُبينه. ثدغ شَمِرٌ هَمَغ رأسه وثَدَغَه وثَمَّغَه: إذا شَدَخه. وانهَمَغَت الرُّطبة وانْثَدَغَتْ وانْثَمَغَتْ: إذا انفَضَخَت. ثرغ ابن السكِّيت: ثُرُوْغُ الدَّلاء: ما بين العراقي؛ مثل فُرُوْغِها، الواحد: ثَرْغٌ وفَرْعٌ؟ بالفتح. وثَرِغُ الرجل: إذا اتسع مصب دَلوِه. ثغغ ابن عبّاد: رجل ثَغْثَغ وثَغْثاغُ الكلام: أي مُخلِّطُه. وقال الليث: الثَّغْثَغَة: عَضُّ الصبي قبل أن يشقَأ نابه ويَّغِر، قال رؤبة: وعَضَّ عَضَّ الأدْرَدِ المُثَغْثِغِ قال: والمُثَغْثِغُ: الذي يبُل رِيقه بِفيه ولا يؤثِّر فيما يَعَض لأنه لا أسنان له. وقال ابد دريد: الثَّغْثَغَة: الكلام الذي لا نظام له، يقال: ثَغْثَغَ كلامه: إذا خلَّط فيه، قال: ولا بِقِيْلِ الكَلِمِ المُثَغْثَغِ ويورى: " ولا بِقِيْلِ الكَذِبِ ". وقال غيره: الثَّغْثَغَةُ: فِعْل الرجل الذي إذا تكلم حرّك أسنانه في فيه واضطرب اضطراباً شديداً فلم يُبين كلامه. وقال ابن عبّاد: الثَّغْثَغَةُ: التفتيش. ثلغ

ثمغ

الليث: الثَّلْغُ: هَشْم الرأس، يقال: ثَلَغْتُ رأسه: إذا شدَخْته، ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم - في حديث أمر قريش: إن ربي أمرني أن آتيهم وأُبين لهم الذي جَبَلهم عليه، فقلت: يا رب إني إن آتيهم يُثْلَغْ رأسي كما تُثْلَغٌ العِتْرَة، ويروى: يُفْلَغ رأسي كما تُفْلَغُ العِتْرة. وقال رؤبة: والعَبْدُ عَبْدُ الخُلُقِ المُزَغْزَغِ ... كالفَقْعِ إنْ يُهْمَزْ بِوَطْءٍ يُثْلَغِ وقال ابن عبّاد: الأثْلَغيُّ: الذَّكَر. والمُثَلَّغُ من الرُّطب: ما سقط من النخلة فانشَدَخ. والمُثَلَّغ من الرطب أو التمر: الذي أصابه المطر فأسقطه ودقَّه، يقال: تَنَاثَرَت الثمار فَثُلِّغَت. والانْثِلاَغُ: الانْشدَاخُ. وقال ابن عبّاد: الانْثِلاغُ: إرْطابُ النخل. ثمغ الليث: الثَمغُ خَلْط البَياض بالشواد، يقال: ثَمَغَ رأضسه بالحِنّاء وبالخلوق يَثْمَغُه: إذا غَمَسه وأكثر. وقال أبو عمرو: ثَمُغْتُ الثوب: أي صَبَغته صَبغاً مُشبعاً، قال ضَمرة بن ضَمرة النَّهْشلي: ترَكْتُ بَني الغُزَيِّلِ غَيرَ فَخْرٍ ... كأنَّ لِحاهُمُ ثُمْغَتْ بِوَرْسِ ولا يكون الثمْغُ إلاّ من حُمرة أو صُفرة، وأنشد الأصمعي للعُلَيْكِم يذكر امرأته وقد رأت شيب رأسه ولحيته: ولِحْيَةً تُثْمَغُ في خَلُوْقِها ... كأنَّما غَذّى على فُرُوْقِها " ضَارٍ " يَمجُّ الدَّمَ من عُرُوْقِها ضار: أي عِرْق ضار. وثَمْغ: مال كان لِعُمر؟ رضي الله عنه - فجعله صدقة حَبيساً ووقفه. وقال الفَرّاء عن الكسائي: ثَمَغة الجبل؟ بالتحريك -: أعلاه قال الفَرّاء: والذي سمعته: نَمْغَةُ؟ بالنون -. وقال ابن عبّاد: الثمْغُ: البَلُّ، يقال: ثَمَغَ رأسه بالدُّهن. قال: والثِميْغغَةُ من الطعام: مارَق واختلط بالوَدَك. والثِميْغَة: أرض رطْبة. قال: والثِميْغَة: الشَّجة في لحم الرأس. وتركته مَثْمُوغاً: أي مُسْترخياً. وقال غيره: ثَمَغَ رأسه تَثْميغاً: إذا غَلّفة، قال رؤبة: قد عَجبت لبّاسة المُصَبَّغ. أن لاح شَيب الشَّمَطِ المُثَمَّغِ وانْثَمَغَت الرطبة: إذا انْفَضخَتْ حين تسقُط. وقال ابن عبّاد: المُنْثَمِغُ من القروح: المُبْتل. جلغ الخارْزَنْجيُّ: جَلَغَ بعضهم بعضاً بالسيف جَلْغاً: مثل هَبَروا. وناب جَلْغَاء: أي ذاهِبة الفم. والمجَالَغةُ: الضحك بالإنسان. وجالَغْتُه بالسيف: أي كافحْتُه به مُواجهة. دبغ الكِسائي: دَبَغَ فلان الاهابَ يَدْبُغُه ويَدْبَغُه ويَدْبِغُه دَبْغاً ودِبَاغاً ودِباغَةً. وسُئل النبي؟ صلى الله عليه وسلم - عن جلود المَيْتة فقال: دِباغُها طَهُورها، قال: تَزَجَّ من دُنْياكَ بالبَلاغِ ... وباكِرِ المِعْدَةَ بالدِّباغِ بِكِسْرَةٍ طَيِّبَةِ المَضاغِ ... بالمِلْحِ أو ما خَفَ من صِبَاغِ وقال رؤبة: أوْهى أدِيْماً حَلِماً لم يُدْبَغِ والدِّباغ؟ أيضاً -: ما يُدْبَغُ به، يقال: الجلد في الدِّباغ، وكذلك الدِّبْغُ والدِّبْغَةُ؟ بالكسر فيهما. والدِّباغَة: حِرفة الدِّبَاغِ. وقال ابن دريد المَسْكُ دَبِيْغٌ ومَدْبُوْغٌ، والدَّبّاغُ؟ فَعّال - من ذلك. وقال الزهري: المَدْبَغَة: الجلود التي جُعلت في الدّباغ، كأنه جعلها جَمْعاً، كالمَسْيَفَة والمَشيخة. والمَدْبَغَة: موضِع الدَّبْغ، قال: وقالوا مَدْبُغَةٌ أيضاً. قال: وقد سمت العرب دابِغاً، قال: وإنَّ امْرءً يَهْجُوْ الكِرامَ ولم يَنَلْ ... من النّاسِ إلاّ دابِغاً لَلَئيْمُ قال: وهو رجل معروف، وله حديث. والدَّبُوْغُ: المطر الذي يَدْبُغُ الأرض بمائه. وانْدَبَغَ الجلد: مُطاوِع دَبَغْتُه. دغغ الليث: الدَّغْدَغَةُ: في البُضْعِ وغيره. ولم يَزِد. وقال ابن دريد: الدَّغْدَغَةُ مستعملة، وأحسِبها عربية. وقال الأصمعي: يقال للمَغْمُوز في حسَبه أو في نسبه: مُدَغْدَغٌ. ويقال: دَغْدَغَه بكلمة: إذا طعن عليه، قال رؤبة: واحْذَرْ أقاوِيْلَ العُدَاةِ النُّزَّغِ ... عَلَيَّ إنيِّ لَسْتُ بالمُدَغْدَغِ ويروى: " بالمُزَغْزَغِ " والزَّغْزَغَة والدَّغْدَغَة سواء وقال أيضاً:

دفغ

والعَبْدُ عَبْدُ الخُلُقِ المُدَغْدَغِ ... كالفَقْع إنْ يُهْمَزْ بِوَطْءٍ يُثْلَغِ ويروى: " المُزَغْزَغِ ". دفغ ابن دريد الدَّفْغُ: تِبْنُ الذَّرَةِ ونُسَافَتها، وأنشد: دُوْنَكِ بَوْغاءَ رِياغِ الرَّفْعِ ... فاصْفِغِيْه فاكِ أيَّ صَفْغِ ذلكَ خَيْرٌ حُطَامِ الدَّفْغِ ... وأنْ تَرَيْ كَفَّكِ ذاةَ نَفْغِ تَشْفِيْنَها بالنَّفْثِ أوْ بالمَرْغِ الرَّفْغُ: أسفل الوادي، وصَفَغْتُ الشيء: إذا قَمِحْته، والنَّفع: التَّنَفُّط والمَرْغُ: اللعاب. دمرغ ابن دريد: الدُّمَرِغُ؟ مثال عُلِبطٍ -: الرجل الشديد الحُمرة. وقال ابن عبّاد: أبيضص دُمَّرغيّ: إذا كان يَقَقاً. دمغ الدِّمَاُ: واحد الأدْمِغَة، وقد دَمَغَه دَمْغاً: شَجَّه حتى بلغت الشَّجة الدِّماغَ، واسمها: الدّامِغَة، لأن الشَّجَاجَ عشر أولها القاشِرَة وهي الحَرْصة والحارِصَة أيضاً؛ ثم الباضِعَة؛ ثم الدّامِيَة ثم المتلاحِمة ثم الامِّة؛ ثم الدّامِغَة. وزاد أبو عُبيد: الدّامعة؟ بعين غير معجمة - قبل الدّامية. والدّامِغَة: طلعة من شَظيات القُلْب طويلة صُلْبة إن تركت أفسدت النَّخلة. وقال الأصمعي: يُقال للحديدة التي فوق مؤخرة الرَّحْلِ: الغاشية، وقيل: هي الدّامِغة، قال ذو الرَّمة: فَقُمْنا فَرُحْنا والدَّوامِغُ تَلْتَظي ... على العِيْس من شَمْسٍ بَطِيءٍ زَوالها ويقال فيها: الدّامِعَةُ؟ بالعين المُهملة - أيضاً، والاعْجَام أكثر. وقال ابن شُميل: الدَّوامِغ: على حاقِّ رُؤوس الأحناء من فوقها، الواحدة: دامِغَة، وربما كانت من خشب، وتُوّسَر بالقدِّ أسْراً شديداً، وهي الخَذَاريف، واحدها خُذرُوف، وقد دَمَغت المرأة حَوِيَّتَها تَدْمَغ دَمْغاً. وقال الأزهري: إذا كانت الدّامِغة من حديد كانت عَريضة تجْمع بين الحِنوَيْن وتُسمَر بِمسمارين، وأمّا الخَذاريف فإنها تُشد على رؤوس العَوارِض لئلا تتفكك. وقال ابن عبّاد: الدّامِغة خشبة معروضة بين عمودين يُعلّق عليه السِّقاء. وقال ابن دريد: الدَّمْغ: مصدر دَمَغْتُه أدْمَغُه وأدْمُغُهُ دَمْغاً: إذا ضربت دِماغَه. ودَمَغَتْه الشمس: إذا آلَمت دِماغه. ورجل دَمِيْغ ومَدْمُوْغ: إذا ضُرب على دِماغه. ودَمِيْغ الشيطان: نَبَزُ رجل من العرب معروف. وأم الدِّماغ: الجلْدة الرقيقة التي تشتمل على الدِّماغ. وقال ابن عبّاد: دَمَغهم بمُطْفيَّة الرَّضْف: أي ذَبح لهم شاة مَهزولة، ويقال: سمينة. والدّامُوغُ: الذي يَدْمَغُ ويهْشِم، وحجر دامُوْغَة؛ والهاء للمُبالغة، وأنشد الأصمعي لأبي حماس: تُقْذفُ بالأُثْفِيَّةِ اللَّطّاسِ ... والحَجَرِ الدّامُوْغَةِ الرَّدّسِ وقال أبو عمرو: يقال أحْوَجْتُه إلى كذا واحرجته وأدْغَمْتُه وأدْمَغْتُه واجْلَدْته وأزْأمْتُه: بمعنى واحد. وقال ابن عبّاد: دمَّغْتُ الثَّرِيدة بالدسم: إذا لبَّقْتها به. وأمّا المدَمَّغُ فكلام مُسترذَل مُستهجَن أُوْلِع به أهل العراق. دنغ ابن دريد: رجل دَنِغٌ من قوم دَنَغَةٍ: وهم سَفِلَةُ الناس ورُذَالُهم، قال: ويقال دَنِع؟ بالعين المهملة أيضاً -، وهو الوجه. دوغ ابن الفَرَج: سَمِعت سُليمان الكلابي يقول: دَاغَ القوم ودَاكوا: إذا عمَّهم المَرَض. والقوم في دَوْغَةٍ من المرض ودَوْكة: إذا عَمَّهم وآذاهم. وقال غيره: أصابتنا دَوغَة: أي بَرْد. وقال أبو سعيد: في فلان دَوْغَة ودَوْكة: أي حُمْق. وقال ابن عبّاد: دَاغَه الحَرُّ يَدُوْغُه دَوْغاً: أفسده، وهو صاحب دَوْغات: أي فَساد. قال: ودَاغَ الطعام: رَخُص. وداغَ القَوم بعضهم إلى بعض في القتال: أي استراحوا. وذكر الأطباء في كُتب الطب: الدُّوْغَ؟ بالضم -، وهو فارسي، وهو المخِيْضُ. وقولهم: احمق من دُغَةَ؛ يُذكَر؟ إن شاء الله تعالى - في تركيب د غ و. غغ أبو عمرو الشيباني: ذَغَّ جاريته: إذا جامعها. لغ ابن بُزُرْجَ: ذَلِغَت شَفَته؟ بالكسر - لذْلَغُ ذَلَغاً؟ بالتحريك - إذا انقَلَبَت، وهو الأذْلَغُ. ويقال للذَكر: أذْلَغُ واذْلَغِيّ ومِذْلَعٌ، وأنشد أبو عمرو:

ربغ

واكْتَشَفَتْ لِناشِئ دَمَكْمَكِ ... هن وارِمٍ أكْظَارُهُ عَضَنَّكِ تَقولُ دَلَّصْ ساعَةً لا بَلْ نِكِ ... فَدَاسَها بأذْلَغيٍّ بُكْبُكِ فَصَرَخَتْ قد جُزْتَ أقْصى المَسْلَكِ قال ابن السكيت في كتاب الفَرْق: البُكْبُكُ؟ بالضم -: النِّكاح، والأذْلَغيُّ: منسوب إلى بني أذْلَغَ؟ قوم من بني عامر - يُوصَفون بالنِّكاح. وقال ابن الكلبي: الأذْلَغُ: وهو عَوف بن ربيعة بن عُبادة، وأمُّه من ثُمالَة منهم كُرْز بن عامر بن الأذلَغْ قاتل حِصن بن حُذيفة يوم الحاجر. وقال الزهري: الذّكر يسمى أذْلَغَ: إذا اتمُهَلَّ فصارت ثُومته مثل الشَّفَة المُنقلِبة. ويقال: رجل أذْلَغُ: إذا كان غليظ الشفتين. قال: وقال رجل من العرب: كان كُثَيِّرٌ أذْيلِغَ لا ينال خِلْفَ الناقة لِقصره. وذَلَغَ جارِيته: إذا جامعها. وذَلَغتُ الطعام: أكلتُه. وقال ابن عبّاد: الذّالِغ: لقب الإنسان في سوء ضَحِكه. والذَّلْغُ: الكل لما لان. قال: وأمر ذالِع: أي ليس دونه شيء. وذلَغْتُ الطعام: سَغْسَغْتُه. والانْذِلاغُ والانْثِلاغُ: إرطَاب النخل. وقال غيره: الانْذِلاغُ: انْسِلاخُ ظهر البعير من الحِمْل. وأمر مُتَذَلِّع: مثل ذالِغٍ. ربغ أبو عمرو: رَبَغَ القوم في النعيم: إذا أقاموا فيه. وعيش رابِغ: أي ناعم. وربيع رابغ: أي مُخْصبٌ. وقال أبو سعيد: الرّابِغ الذي يُقيم على أمر ممكن له. ورابغ: واد بين الحرمين الشريفين؟ زادَهما الله شرفاً -. وقال ابن الأعرابي: الرَّبْغ: الرّيّ. وقال ابن دريد: الرَّبْغُ؟ بالفتح -: التُّراب المُدقَّق، مثل الرَّفغِ، سواء. والأرْبَغُ: موضع معروف. قال: والأرْبَغُ؟ أيضاً -: الكثير من كل شيء، والاسم: الرَّبَاغَة. واليَرْبَغ؟ مثال يَرْمَع -: موضِع معروف، قال رؤبة: فاعْسِفُ بِنَاجٍ كالرَّباعي المُشْتَغي ... بِصُلْبِ رَهْبي أوْ جِمَادِ اليَرْبَغِ المُشْتَغي: الذي قد همّ أن يُلقي رباعيته ذا شخَصَت ونَغَضت، وأراد البُزُول. وقال الصمعي: اليَرْبَغُ لا يُعرف. وقال ابن عبّاد: الرَّبَغ: سعة العيش. قال: وأخذْت الشيء بِرَبَغِه: أي بِجِد ثانه؛ أي قبل أن يَفوت. والرَّبغ من الرجال: الفاجر الماجن. وأرْبَغَ فلان إبِله: إذا تركها ترد الماء كيف شاءت من غير وقت، يقال: تُرِكت إبلُهم هَمَلاً مُرْبغاً. رثغ الليث: الرَّثَغُ؟ بالتحريك -: لغة في اللَّثَغ. ردغ الرَّدَغَة والرَّدْغَةُ - بالتحريك والتسكين -: الماء والطين والوحل الشديد، والجمع رَدْغُ ورَدَغٌ ورِدَاغ. وفي حديث حسّان بن عطية: من قفا مُؤمناً بما ليس فيه وقفَه الله في رَدْغَة الخبال حتى يَجيء بالمخرج منه. ردْغَة الخَبال: عُصارة أهل النار. وقال أبو زيد: هي الرَّدَغة، وقد جاء رَدْغَة، قال: وجاءَ في مثل من المُعاياة قالوا: ضَأن بذي تُنَاتِضَةٍ تَقطع ردْغَة في هذه وَحْدها ولا يُسكِّنونها في غيرها. ومكان رَدِغ: كثير الرَّدَغَةِ. وقال ابن الأعرابي: الرَّدِيعُ والرَّدِيغُ: الصَّرِيْع. وقال غيره: الرَّدِيْغُ: الأحمق. وقال أبو عمرو: المَرَادِغ: ما بين العُنق إلى الترقوة، واحدتها: مَرْدَغَةٌ. وفي حديث الشعبي: دَخلت على مُصْعَب لن الزُّبير فدَنوت منه حتى وقعت يدي على مَرَادِغِه. وقال النَّضْر: إذا سَمن البعير كانت له مَرَادِغ في بَطنه وعلى فروع كَتِفيه، وذلك أن الشحم يتراكب عليها كالأرانب الجُثوم، وإذا لم تكن سمينة فلا مَرْدَغَةَ هناك، يقال: إن ناقتك ذاة مَرَادِغ وإن جَمَلك ذو مَرَادِغ. وقال ابن الأعرابي: المَرْدَغَةُ: اللحمة التي بين وابِلَة الكَتيف وجناجن الصدر. قال: والمَرْدَغة: الروضة البَهِيّة. وقال ابن عبّاد: مَرَادِغ السَّنام: ما لَحِق بالمانَة من شحم. واْتَدَغ الرجل: إذا وقع في الرَّداغِ. والتركيب يدل على استرخاء واضطراب، وقد شذّ عن هذا التركيب المَرادِغ بوجُوهها. رزغ الرَّزَغَة؟ بالتحريك -: الوَحَل، والجَمْع رَزَغ، وفي حديث عبد الرحمن بن سَمُرَة؟ رضي الله عنه - أنه قال في يوم جمعة: ما خطب أميركم؟ فقال له عمار بن أبي عمار: أما جَمَّعْت؟ فقال: مَنَعناها هذا الرَّزَغ.

رصغ

والرَّزِغُ: المُرتَطِم. وأرْزَغَ المطر الأرض: إذا بلّها وبالغ ولم يُسِلْ، قال طَرَفة بن العبد يهجو عبد عمرو بن بِشر بن عمرو بن مَرْثَد: وأنْتَ على الأدْنى شَمَالٌ عَرِيَّةٌ ... شَآمِيَةٌ تَزْوي الوُجُوْهَ بَلِيْلُ وأنْتَ على الأقْصى صَبَاً غَيْرُ قَرَّةٍ ... تَذاءَبُ منها مُرْزِغٌ ومُسِيْلُ يقول: أنت للبُعَدَاء كالصَّبا تَسوق السحاب من كل وجه فيكون منها مطر مُرْزِغ ومطر مُسيْل؛ وهو الذي يُسيْل الودية والتَّلاَع، فمن رواه: تَذاءَب؟ بالفتح - جعله للمُرْزِغِ، ومنّ رَفَع جعله للصِّبا، ثمقال: منها مُرْزِغ ومنها مُسيل. وقال أبو زيد: أرْزَغَ فيَّ فلان: إذا أكثر من أذاك وأنت ساكِت. وأرْزَغَ في الرج: إذا احتقره واستضعفه، قال رؤبة: إذا البَلايا انْتَبْنَه لم يَصْدَغِ ... شَيْئاً وأعْطى الذُّلَّ كَفَّ المُرْزِغِ ويقال: احتَفر القوم حتى أرْزَغوا: أي حتى بَلَغوا الطين الرطب. وقال ابن عبّاد: أرْزَغَ الرجل: إذا جاءت بِنَدىً. وقال ابن عبّاد: أرْزَغَ في فلان: طَمِعَ فيه. وأرْزَغَ الماء: أي قلّ. واستَرْزَغه: استضعفَه. ورازَغْتُه: أي راوغْته وحاولته، يقال ذلك للذِّئب وغيره. والتركيب يدل على لَثَق وطين. رسغ: الرُّسْغُ والرُّسُغُ؟ كيُسر ويُسْر - واحد أرْساغِ الدواب وأرْسُغه: أي الموضع المُستدق بين الحافِر وموصِلِ الوظيف من اليد والرجل، قال العجَاج: في رُسُغٍ لا يَتَشَكّى الحَوْشَبا وقال أبو زُبيد حَرْملة بن المُنذر الطائي يَصف الأسد: كأنَّما يَتَفادى أهْلُ وُدِّهِمِ ... من ذي زَوائدَ في أرْساغِهِ فَدَعُ ويورى: " أمْرِهِم ". وقال رؤبة: مُسْتَفْرِغِ النَّعلِ شَدِيْدِ الأرْسُغِ وقال الليث: الرُّسْغُ: مَفْصِل ما بين الساعد والكف والساق والقدم؛ ومثل ذلك من كل دابة. وقال ابن دريد: الرُّسْغُ: موصِل الكفِّ في الذراع وموصِل القدم في الساق؛ ومن ذوات الحافِر: مَوْصِل وظيفي اليدين والرِّجلين في الحافِر؛ ومن الإبل: مَوْصِل الأوْظِفة في الأخْفَاف. ولرَّسَاغُ: حبل يُشد في رِسْغ البعير أو الحمار ثم يُشد إلى شجرة أو وتد فيمنعه الانبعاث في المشي. والرَّسَغُ؟ بالتحريك -: استِرْخاء في قوائم البعير؛ عن الأصمعي. وقال أبو مالك: عيْش رَسِيْغ: واسع. وطعام رَسِيْغ: كثير. وقال ابن دريد: رُسَاغ؟ بالضم -: موضِع. والتَّرْسِيْغُ: التَّوسِيع، يقال: إنه مُرَسَّغٌ عليه في العيش: أي مُوَسَّع عليه. وأصابنا مطر مُرَسَّغ: إذا ثرَّى الأرض حتى تَبْلُغ يد الحاجز عنه إلى رُسْغه. وقال ابن عبّاد: رأي مُرَسَّغ: أي غير مُحكم. ورَسَّغْت كلاماً: لَفَّقْت بينه. وراسَغَه: أخذ رُسْغة. وقال الليث: الرَّساغ: مُرَاسَغة الصَّرِّيعين في الصِّراع إذا أخذا أرْساغَهما. وقال ابن بُرُزْج: يقال: ارْتَسَغَ فلان على عِيَاله: إذا وسَّع عليهم النَّفقة، يقال: ارْتَسِغ على عِيالك ولا تُقَتِّر. رصغ الليث وابن دريد: الرُّصْغ: لغة في الرُّسْغ، وروى إبراهيم الحربي؟ رحمه الله - في غريب الحديث من تأليفه: حدَّثنا محمد بن ثعلبة بن سواء عن عمه عن همّام عن قتادة عن أنس؟ رضي الله عنه - قال: كان كُمُّ النبي؟ صلى الله عليه وسلم - إلى الرُّصْغ. ذكره في رصغ. وقال ابن دريد: الرَّصَاغ: لغة في الرَّسَاغِ للحبل. قال: ورُصَاغٌ: لغة في رُسَاغ في اسم موضِعٍ. رغغ ابن عبّاد: الرَّغِيْغَة: العيش الصالح. والرَّغِيْغَة؟ أيضاً -: حَسْو من الزبد. وقال غيره: الرَّغِيْغَة: لبن يُغْلى ويُذرُّ عليه دقيق؛ يُتَّخَذ للنُّفَسَاء، قال أوْس بن حجر: لقد عَلِمَتْ أسَدٌ أنَّنا ... لَهُمْ يَوْمَ نَصْرٍ لَنِعْمَ النُّصُرْ فكيف وَجَدْتُمْ وقد ذُقْتُمُ ... رَغِيْغَتَكُمْ بَيْنَ حُلْوٍ ومَرْ وإذا رَقَّقْتَ عَجِيْنَكَ فقد رَغَغْتَه رَغّاً. وقال الليث: الرَّغْرَغَةُ: من رَفَاغَةِ العيش والانْغِماس في الخير. والرَّغْرَغَةُ: أن تَرد الإبل كل يوم متى شاءت؛ وهي مِثل الرِّفْه، قال مُدْرِك بن لأْيٍ: رَغْرَغَةً رِفْهاً إذا وِرْدٌ حَضَرْ ... أذاكَ خَيْرٌ أمْ عَنَاءٌ وعَسَرْ

رفغ

هكذا أنشده الليث، والرِّواية: " إذا وِرد صَدَر "، ويُروى: " زَعْزَعَةً ". والرَّغْرَغَة والزَّعْزَعَة: أن تُسقة في اليوم مِراراً. قال ابن دريد: الرَّغْرَغَة أصحُّ من الزَعْزَعَة، قال: الرَّغْرَغَة ": ظِمءٌ من أظَماءِ الإبل وهي أن يسقيها يوماً بالغَداة ويوماً بالعَشي؛ فإذا سقاها في كل يوم إذا انتصف النهار فذلك الظَّمْءُ الظاّهرة. وقال ابن الأعرابي: المَغْمَغَة: أن تَرد الإبل الماء كُلّما شاءت، والرَّغْرَغَة: أن تَسقيها سقياً ليس بِتام ولا كافٍ. وقال ابن عبّاد: الرَّغْرَغَة: هي أن تَخْبا الشيء وتُخفيه. قال: والرَّغْرَغَة: أن تلزم الإبل الحَمْضَ وهي لا تُريده. وقيل: إذا أصابت حَول الماء من الحَمْضِ ثم شَرِبت فَتِلك الرَّغْرَغَة. والتركيب يدل على رفاهة ورفاغة ونَعْمَة. رفغ أبو مالك: الرَّفْغُ: الأم الوادي وشرّه تراباً. وجاء فلان بمال كَرَفغ التراب: أي في كثرته، قال أبو ذُؤيب الهُذلي يصف جملاً بُختياً: أتى قَرْيَةً كانتْ كَثِيراً طَعَامُها ... كَرَفْغِ التُّرَابِ كُلُّ شَيءٍ يَمْيُرها وقال الأخفش: الرَّفْغُ: الناحية. ويقال: تُراب رَفْغ وطعام رَفْغٌ وكِلْس رَفَغٌ: أي لين. وأصل الرَّفْغِ: اللين والسهولة. وقال ابن الأعرابي: هو في رَفْغٍ من قومه وفي رَفْغٍ من القرية: أي من ناحية منهم ومنها؛ وليس في وسط القوم ووسط القرية، والجمْع: أرْفُع؟ مثال فَلْسٍ وأفْلُسٍ -، قال رؤبة: لاجْتَبْتُ مَسْحُولاً جَدِيْبَ الأرْفُغِ أراد بالمسحول الطريق، شُبِّه بالسَّحْل وهو ثوب أبيض. وقال أبو زيد: الرَّفْغ: الأرض السهلة، وجَمْعه: رِفاغ؟ مثال حبْل وحبال -. والرَّفْغُ: السعة والخِصْب، يقال: رَفُغَ عَيْشُه؟ بالضم - رَفاغَة ورَفاغِيَةً - مثال رَفاهة وزرَفاهِيَة -: أي اتسع، فهو عيش رافِغ ورَفِيْغٌ: أي واسع طيب، وهو في رُفَغْنِيَة من العيش ورُفَهْنِيَة. والأرْفاغُ: المغابن من الآباط وأصول الفَخِذين، الواحد رَفْغٌ ورُفْغ، قال أبو خيرة: الضم لأحل الحجاز. وقال ابن دريد: الرَّفْغُ والرُّفْغُ أصل الفَخِذ، والجمْع: ارْفاغُ ورُفُوغ. قال: وكل موضع من الجسد يجتمع فيه الوسخ؛ فهو رُفْغ وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: أنه صلّى فأوهم في صلاته؛ فقيل: يا رسول الله كأنَّك أوهْمت في صلاتك؛ فقال: وكيف لا أوهم ورُفْغ أحدكم بين ظُفُره وأنْمَلِته. كأنه أراد: ووسَخ ظُفُره، فاختصر الكلام. ومما يُبين ذلك حديثه الآخر: واستبطأ الناس الوحي فقال: وكيف لا يحتبس الوحي وأنتم لا تُقَلِّمون أظفاركم ولا تُنَقَّون بَرَاجِمَكم. أراد أنكم لا تُقلِّمون أظفاركم ثم تحكُّون بها أرفاغَكُم فيعلق بها ما في الأرْفاغ. وفي حديث " عُمر "؟ رضي الله عنه -: إذا التقى الرُّفْغَانِ فقد وجب الغُسْل. يريد: إذا التقى ذلك من الرجل والمرأة؛ ولا يكون ذلك إلا بعد التقاء الخِتانَيْن. وإنما أنكر في الحديث الأول طول الأظفار وترك قصَّها حتى تطول. وقال الفرّاء في قوله؟ صلى الله عليه وسلم -: عَشر من السُّنة وذكر منها تقليم الأظفار ونَتْفَ الرُّفغين: أي نتف الإبط. وقال النَّضر: الرُّفْغ من المَرأة: ما حول فَرْجِها، قال: قد زَوَّجُوْني جَيْئلاً فيها خَدَبْ ... دَقِيْقَةَ الأرْفاغِ ضَخْماءَ الرَّكَبْ وقال ابن عبّاد: المَرْفُوْغَة من النساء: الصغيرة الهَنَةِ لا يصل إليها الرجل. والرَّفْغَاء: الدقيقة الفَخِذَيْن المَعِيْقَةُ الرُّفْغَيْنِ الصغير المتاع. والأرْقاغُ من الناس: سَفِلَتُهم. وقال ابن دريد: الأرْفَغُ: مَوْضِع. وقال غيره: تَرَفَّغَ الرجل المرأة: إذا قعد بين فَخِذَيْها ليَطأها. ويقال: تَرَفَّغ فلان فوق البعير: إذا خَشي أن يرمي به خلف رجليه عند ثِيْل البعير. والتركيب يدل على ضَعة ودناءة. رمغ ابن دريد: رُمَاغٌ؟ بالضم -: مَوضع. وقال ابن عبادٍ: رَمَغْتُ الشيء أرْمَغه: إذا عَرَكْتَه بيدك كالأديم ونحوه. ورمَّغْت كلاماً تَرْمِغاً: أي لَفَّقْتُه. ورمَّغْت رأسه بالدُّهن والطعام بالأُدم: روَّيتُهما. روغ راغ الرجل والثعلي وغيرهما يَروغ رَوْغاً وَوَغاناً: إذا مال وحاد عن الشيء.

فقال

والرَّوّاغ: الثعلب، يقال: هو أرْوَغ من تَعْلب، قال طَرَفَة بن العبد لعمرو بن هند يَلوم أصحابه في خِذْلانهم: كُلُّ خَلِيْلٍ كُنْتُ خالَلْتُهُ ... لا تَرَكَ اللهُ له واضِحَهْ كُلُّهُمُ أرْوَغُ من ثَعْلَبٍ ... ما أشْبَهَ اللَّيْلَةَ بالبارِحَهْ وقوله تعالى:) فَرَاغَ إلى أهْلِه (: أي مال إليهم من حيث لا يعلمون، وقال الفرّاء: أي رَجَع في حال إخفاء، قال: ولا يُقال ذلك إلاّ لمن يُخْفيه. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: أنه رأى حُذيفة؟ رضي الله عنه - فَراغ عنه؛ فقال " ألم أرك؟ فقال: إني كُنت جُنْباً. وقال مُعاوية لعَبد الله بن الزُبير؟ رضي الله عنهم -: إنّما أنت ثعلب رَوّاغ كُلّما خَرَجْت من جُحْر انجَحَرْتَ في جُحْرٍ. والرَّوّاغ بن عبد الملك بن قَيس من سُمَي التُّجِيْبي، ذكره ابن يونس في تاريخ مِصر ولم يَزِد. وسُليمان بن الرُّوّاغ الخُشَني وأحمد بن الرَّوَّاغ بن بُرد بن نَجِيح أبو الحسن المصري الأيْدَعاني: كِلاهما من أصحاب الحديث. وفي المثل: رُوْغي جَعَار وانظري أين المَفَرُّ. والاسم منه: الرَّوَاغ. وهذه رِوَاغةُ بني فلان ورِيَاغَة بني فلان: للموضع الذي يصطرِعون فيه، صارت الواو ياء لانكِسار ما قَبلها، وهذا القلب ليس بِضربة لازِب، فإنهم قالوا: الرَّواق والرَّواء وما أشبههما من غير قلب. وقال ابن عبّاد: يقال: فلان في الرَّياغ: أي في الخِصْب. ويقال: أخَذْتني بالرُّوَيْغة، من الرَّوْغ. قال: وأنا مُنذ اليوم أرُوْغ حاجة إلى فلان: أي أبْغِيها بُغاء وَشيكاً. وخير له رَوَاغاء: أي كثير. وقال غيره: أرَاغَ الرجل: أي طلب وأراد، يقال أرَغْت الصيد، وماذا تُرِيغ: أي ماذا تُريد، قال دارة أبو سالم: يُديْرونني عن سالم وأُرِيْغُهُ ... وجِلْدَةُ بين العَيْنِ والأنْفِ سالِمُ وتمثَّل به عبد الله بن عمر؟ رضي الله عنهما - في ابنه سالم. وقال عَبيد بن الأبرص يرُدّ على امرئ القيس قوله: وأفْلَتَهُنَّ عِلْبَاءٌ جَرِيْضاً ... ولو أدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ فقال أتُوْعِدُ أُسْرَتي وتَرَكْتَ حُجْراً ... يُرِيْغُ سَوَادَ عَيْنَيْهِ الغُرَابُ ولَوْ لاقَيْتَ عِلْبَاءَ بن جَحْشٍ ... رَضِيْتَ بأنْ يَبيْنَ لكَ الإيابُ ويقال: أريغوني إرَاغَتكم: أي اطْلُبوني طَلِبتكم، قال خالد بن جعفر بن كلاب في فَرسه حَذْفَه: أرِيْغُوْني إرَاغَتَكُمْ فإنِّي ... وحَذْفَةَ كالشَّجي تَحْتَ الوَرِيْدِ وقال ابن الأعرابي؛ رَوَّغَ فلان ثَرِدة بالدسم ومرَّغها وسغبلها ورولها: إذا روّاها دسماً، ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: إذا كفى أحدكم خادمه حرَّ طعامه فليُقعِده معه وإلاّ فَلْيُرَوِّغْ له لُقْمة. ويروى: إذا صنع لأحدكم خادِمه طعاماً فليُقْعِده معه فإن كان مَشْفُوهاً فليضع في يده منه أُكلة أو أُكلَتين. يوروى: فليأخذ لُقمة فليُرَوِّغها ثم ليُعطِها إيّاه. وارتاغ: أي طلب؛ بمعنى أرَاغ. والمُراوَغة: المُصارعة. وفلان يُرَاوِغ في الأمر. ورَوَاغَ القوم: إذا طلب بعضهم بعضاً، قال عَدي بن زيد العِبادي: وأنا النّاصِرُ الحَقِيْقَةَ إنْ أظْ ... لَمَ يَوْمٌ تَضِيْقُ فيه الصُّدُوْرُ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الرَّوَاغُ ولا يَنْ ... فَعُ إلاّ المُشَيَّعُ النَّحْرِيرُ ويروى: " إذْ أظْلَم " يعني: انه نصر النعمان حتى ملكه العرب. وتَرَاوَغ القوم: أي رَاوغ بعضهم بعضاً. وقال ابن دريد: تَرَوَّغَتِ الدّابة: إذا تَمَرَّغَت. والتركيب يدل على ميل وقِلّة استقرار. ريغ شَمِر: الرِّياغ؟ بالكسر - الرَّهَج والغُبار، قال: رؤبة: وإنْ أثارَتْ من رِيَاغٍ سَمْلَقا ... تُهوي حَوَامِيها مُدَقَّقا وإنْ أثارَتْ من رِيَاغٍ سَمْلَقا ... تُهوي حُوَامِيها به مُدَقَّقا وقيل: الرَّيَاغ: التراب، واراد: وإن أثارت رِياغاً من سَمْلَق فَقَلب. والرَّيَاغ؟ أيضاً -: النَّفَار. وثلاثَتُها تَدخُل لفي التركيبين يعني هذا التركيب والذي قبله. وقال النَّضْرُ: رَيَّغ فلان لُقْمة بالسّمن وروَّغها به: أي روّاها. وقال العُزَيزي: المُريَّغ: الشيء المُترَّب.

زبغ

وقال النَّضر: تريّغت رَيَّغ فلان لُقمة بالسمن وروَّغها به: أي روّاها. وقال العُزَيْزي: المُرَيَّغ: الشيء المتُرَّب. وقال النَّضْر: تَرَيَّغَت اللقمة بالسمن: أي تروَّت. زبغ ابن عبّاد: يقال خُذْه بِزَبِغَهِ؟ بالتحريك -: أي بجملته وحدثانه. زدغ ابن عبّاد: المِزْدَغَة: لغة في المِصْدَغَة وهي المَخَدَّة، يقال: تَزَدَّغْتُ بها. زَغغ ابن الأعرابي: الزَّغُّ؟ بالضم -: صُنَانُ الحَبَش. وقال غيره: يقال: كلَّمتُه بالزَّغْزُغِيَّة؟ بالضم -: وهي لغة لِبعض العجم. وقال ابن دريد: الزُّغْزُغ: ضَرب من الطير زَعموا، ولا أعرف ما صِحتُه. وقال ابن عبّاد: الزُّغْزُغ: القصير الصغير، قال: والزَّغازْغ: الأولاد الصغار؛ الواحد: زُغْزُغ. وقال ابن دريد: رجل زَغْزَغ؟ بالفتح -: أي خَفيف نَزِق. وقال ابن دريد: رجل زَغْزَغ؟ بالفتح -: أي خفيف نَزِق. وقال ابن عبّاد زَغْزَغ: مَوْضِع بالشام. والزَّغْزَغَة: ضَعْف الكلام. وزَغْزَغْتُ رأس السِّقاء: إذا رُمْت حلَّه. وزَغْزَغْتُ بالرجل: سَخِرْت منه. وقال غيره: المُزَغْزَغ: المَغموز في الحسب، قال رؤبة: واحْذَرْ أقاوِيْلَ العُدَاةِ النُّزَّغِ ... عَلَيَّ إنِّي لَسْتُ بالمُزْغْزَغِ ويروى: " المُدَغْدَغِ " وهما بمعنى، وقال أيضاً: فلا تَقِسْني بامَرئٍ مُسْتَوْلِغِ ... أحْمَقَ أو ساقِطَةٍ مُزَغْزَغِ وقال أيضاً: والعَبْدُ عَبْدُ الخُلُقِ المُزَغْزَغِ ويورى: " المُدَغْدَغِ ". وقال المُفَضَّلُ: الزَّغْزَغَة: ان تخبأ الشيء وتُخْفيه، وكذلك الزَّعْزَعة. وقال غيره: الزَّغْزَغِيَّةُ: الكَبُوْلاءُ. وقال ابن فارس: الزّاي والغين ليس بشيء. زلغ ابن عبّاد: زَلَغَتِ الشمس زُلُوْغاً: أي طَلعت؛ والنار ارتفعت. وقال الليث: تَزَلَّغَتْ رجلُه وتَزَلّعت: أي تَشقّقت، رواه الزهري عنه وقال: هذا تَصحيف والصواب بالعين المُهملة. قال الصَّغاني مؤلِف هذا الكتاب: لم أجد هذا التركيب في كتاب الليث وقال العُزَيْزي: ازدلَغ الجلد: إذا أصابته النار فاحترق. زوغ ابن دريدٍ: الزَّوْغُ مثل الزَّيْغِ، يقال: زَاغَ يَزُوْغُ زَوْغاً: وهو الميل عن القصْدِ، وزاغَ عن الطريق يَزُوْغُ ويَزيْغُ؛ والياء أفصَحُ. وزاغَ قلبه يَزُوغُه: أماله، جاء مُتعدياً؟ أيضاً -، وقرأ نافع في الشّواذ: ربنا لا تَزُغ قلوبنا بفتح التاء وضم الزاي. وقال اليَزيدي: يقال: زَاغَ في كل ما جرى في المنطق يَزُوْغ زَوَغاناً: أي جارَ، وزُغْتُ به. وقال ابن عبّاد: زاغَ النّاقة يَزُوْغُها زَوْغاً: جذبها بالزِّمام؛ من قول ذي الرُّمَّة: " ولا مَنْ زَاغَها بالخَزَائِم "، قال: والعين أعرف. قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: أما اللغة فبالعين المهملة لا غير، وأما ما ذكر لذي الرُّمة فلم أجده في ميميَّته التي أوّلها: خَلِيْلِيَّ عُوْجا النَّاعِجاتِ. فَسَلِّما ... على طَلَلٍ بَيْنَ النَّقي والأخَارِمِ زيغ الزَّيْغ: الميل، وقد زَاغَ يَزِيْغُ زَيْغاً وزَيَغَاناً وزَيْغُوْغَة. وزاغَ البصر: أي كل، قال الله تعالى:) ما زاغَ البَصَرُ وما طغى (. وقوله تعالى:) في قُلُوبهم زَيْغٌ (أي شك وجَوْز عن الحق، وقوم زاغَةٌ عن الشيء: أي زائغون، كالبَاعة للبائعين. وزاغَتِ الشمس: إذا مالت؛ وذلك إذا فاء الفَيءُ. والزّاغُ: غُراب صغير إلى البياض لا يأكل الحجِيَفَ، والجمع: زِيْغَان؛ مثال طاق وطِيقان. وقال الأزهري الزَّاغُ: هذا الطائر، وجَمْعه زِيْغان، لا أدري أعَربي هو أم مُعَرَّب. وازَاغَه عن الطريق: أي أماله عنه، ومنه قوله تعالى:) رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوْبَنا (وقوله عز وجل:) فَلَّما زَاغُوا أزَاغَ الله قُلُوْبَهم (. وقال أبو سعيد: زَيَّغْتُ فلاناً تَزْيِيْغاً: إذا أقمت زَيْغَه، قال: وهو مثل قولهم: تظلّم فلان من فلان إلى فلان فَظَلّمه تظليماً. والتَّزَايُغُ: التمايل. وقال أبو زيد: تَزَيَّغَتِ المرأة: إذا تَبَرّجت وتزينت. وقال ابن فارس: فأما قولهم: تَزيّغت المرأة فإنما هي من باب الإبدال؛ وهي نون أُبدلت غَيناً. والتركيب يدل على ميل الشيء. سبغ

سدغ

سَبَغَت النعمة تَسْبُغُ سُبُوْغاً: أي اتسعت. وقال الليث: كل شيء طال إلى الأرض فهو سابِغ، وناقة سابِغَة الضُّلوع، وعجيزة سابغة. ولِثَة سابِغَة: قبيحة، وألْيَة سابِغة أيضاً. ومطر سابِغٌ ونعمة سابِغَة، قال الله تعالى:) أنِ اعْمَلْ سابِغَاتٍ (، وقال عمرو بن معْدِي كَرِب؟ رضي الله عنه - لامرأة أبيه وكان تزوَّجها بعد أبيه قبل إسلامه في الجاهلية: فَزَيْنُكِ في شَرِيْطِكِ أُمَّ بَكْرٍ ... وسابِغَةٌ وذو النُّونَيْنِ زَيْني وقال أبو ذُؤيب الهُذلي: وعليهما مَسْرُوْدَتانِ قَضاهُما ... داودُ أوْ صَنَعُ السَّوَابِغِ تُبَّعُ وسَبَغَتْ قُصيرى الفَرس، قال عمرو بن أحمر الباهلي يصف فَرَساً: سَبَغَتْ قُصيْرَاهُ وأُسْنِدَ ظَهْرُهُ ... وإذا تَدَافَعَ خِلْتَهُ لم يُسْنَدِ وقال أبو عمرو: سَبَغْتُ لبغداد وسَبَغْتُ للكوفة: أي مِلْت إليهما سُبُوغاً، وبَلَغتُهما أيضاً. وهذا أسْبَغُ مه: أي أتَمُّ، وفي حديث عائشة؟ رضي الله عنها - دِرْعاً مُقلّصة فقالت: وِدَدْت أنَّ الدِّرع كانت أسْبَغَ مما هي. وقال الأصمعي: يقال بيضة لها سابغ: أي لها تَسَابِغُ. وفَحْل سابِغ: أي طويل الجُؤْدان، وضِده الكَمْش. والسَّبْغَة: السَّعَة والرَّفاهية. وقال ابن الأعرابي: رجل سُبُغٌ؟ بضمتين -: أي عليه دِرع سابِغَةٌ. وتَسْبِغَةُ البيضة: ما توصل به البيضة من حَلَق الدّرع فتسْتُرُ العُنق، لأن البيضة به تَسْبُغُ، ولولاه لكان بينها وبين جَيْب الدرع خلل وعَوْرة، وفيها لُغات: تَسْبِغَةٌ وتَسْبَغَةٌ؟ بكسر الباء وفتحها - وتَسْبِغٌ وتَسْيَغٌ؟ بغير هاء -، وأولادها فُصحاها، سُميت بمصدر سَبَّغَ، وهي رَفْرَف البيضة. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم - أنه أخذ الحربة لأُبَي بن خلَف فَزَجَله بها؛ فاتقع في ترقُوِته تحت تَسْبِغَةِ البيضة فوق الدِّرْع فلم يخرج كثير دم واحتقن في جَوْفه. وقال مُزرَّد: وتَسْبِغَةٌ في تَرْكَةٍ حِمْيَريَّةٍ ... دُلامِصَةٍ تَرْفَضُّ عنها الجَنَادِلُ وقال أبو وَجْزَة السعدي: وتَسْبِغَةٍ يَغْشى المَنَاكِبَ رَيْعُها ... لداودَ كانَتْ نَسْجُها لم يُهلْهَلِ وأسْبَغَ الله عليه النعمة: أي أتمها، قال الله تعالى:) وأسْبَغَ عليكُمْ نِعمه ظاهِرَةً وباطِنَةً (. وأسْبَاغُ الَضوء: إبْلاغُه مواضِعه وإيْفاء كل عُضو حقّه. ومنه قول النبي؟ صلى الله عليه وسلم - لأنس؟ رضي الله عنه -: أسْبِغْ وضوءك يُزَد في عُمرك. وسَبَّغَتِ الناقة تَسْبِيغاً؟ فهي مُسَبِّغ بغير هاء -: إذا كانت كلّما نَبَت على ولدها في بطنها الوَبر أجْهَضَتْه، وكذلك من الحوامل كلها. وقال أبو عُبيد عن الأصمعي: إذا ألقَت الناقة ولَدها وقد أشعر قيل: سَبَّغَت فهي مُسَبِّغ. وقال أبو عمرو: سَبَّطَتِ الإبل بأولادها وسَبَّغَت: إذا ألقتها. والتركيب يدل على تمام الشيء وكماله. سدغ السُّدْغُ: لغة في الصُّدْغِ، والصاد أكثر. سرغ ابن الأعرابي: سُرُوغُ الكَرْمِ: قُضْبانُه الرّطبة، الواحد: سَرْغٌ. قال: وسَرِغَ الرجل؟ بالكسر - إذا أكل القُطُوْفَ من العنب بأُصولها. وسَرْغٌ: موضِع في آخر الشام وأوّلِ الحِجاز بين المُغِيْثَة وتبوك من منازل حاجِّ الشام، وهناك لَقي عُمر؟ رضي الله عنه - أمَرَاء الأجناد على ثلاث عشرة مرحلة من المدينة؟ على ساكِنيها السلام -. وسَرْغى مَرْطى: قَرية بالجزيرة من ديار مُضر. سغغ سَغْسَغْتُ الشيء في التراب: دَسَسْتُه فيه، وقيل: وقيل: دَحْرَجْتُه فيه. وقال أبو عُبيد: عن أبي زيد: سَغْسَغْتُ الطعام: إذا أوسَعْته دَسماً، وفي الحديث: ثم سَغْسَغها، وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ص ع ن ب. وقال ابن الأعرابي: سَغْسَغَ رأسه وأمْرَغَه: إذا روّاه دُهْناً. وقال غيره: سَغْسَغْت رأسي: إذا وَضعت عليه الدّهن بكفِّك وعصَرْته لِيتشرَّب. وأصلُه: سَغَّغْتُه؟ بثلاث غَيْنات -، لاّ أنهم أبدلوا من الغَين الوسطى سيناً فَرْقاً بين فَعْلل وفعَّل، وإنما زادوا السين دون سائر الحروف لأن في الكلمة سيناً، وكذلك القول في جميع ما أشبهه من المُضعَّف مثل: لقلَق وقَلْقَل وعثعث وكعْكع.

سلغ

وقال ابن دريد: السَّغْسَغَة: الاضطراب، يقال منه: سَغْسَغْت الشيء: إذا حرّكته من موضعه كالوتد وما أشبهه، قال: وتَسَغْسَت ثَنيّته: إذا تحركت. وقال ابن فارس: ممكن أن يكون من باب الإبدال ومن الباب الذي قبله؛ يعني تركيب س ع ع. وقال غيره: التَّسَغْسُغُ: الدخول في الأرض، قال رؤبة: إليك أرْجُو من جَدَاكَ الأسْوَغِ ... إنْ لم يَعُقْني عائقُ التَّسَغْسُغِ في الأرضِ فارْقُبني وعَجْمَ المُضَّغِ أي: فارْقُب عجْم من يمضغونني عندك؛ أي يعيبني، أي انظُر لإليّ ولى الذين يمضغُونني عندك كيف حالي وحالهم. وقال ابن عبّاد: تَسَغْسغ إليه في الشجر حتى دخل إليه: أي تخلَّل. والتركيب يدل على دجِّ الشيء في الشيء باضطراب وحركة. سلغ الليث: سَلَغَت البقرة والشاة: إذا خرج ناباهما، يُقال: بَقرَة الشاة تَسْلَغ سُلُوغاً: إذا أسقطت السّن التي خَلْفَ السَّدِيس وصَلَغَت؛ فهي سالِغ وصالغ، وكذلك الثنى بغير هاء، وذلك في السنة السادسة. والسُّلُوْغُ في ذوات الأظلاف بمنزلة البُزُول في ذوات الخفاف، لأنهما أقصى أسنانهما، لأن ولد البقرة أول سنة عِجْل؛ ثم تَبيع؛ ثم جَذَع؛ ثم ثَنِي؛ ثم رَباع؛ ثم سَدِيس؛ ثم سالِغ سَنة والسالِغ سنتين إلى ما زاد. وولد الشاة أول سنة حَمَل أو جَدْي؛ ثم جَذَع؛ ثم ثني؛ ثم رباع؛ ثم سَديس؛ ثم سالِغ. وقال أبو عمرو: الأسْلَغ من اللحم: النِّيْءُ. وقال الفَرّاء: لحم أسْلَغ بيِّن السَّلَغ: وهو الذي يُطبخ فلا بنضج. وقال ابن الأعرابي: يقال رأيته كاذِباً ماتِعاً سلَغ مُنسلِخاً: كلّه الشديد الحُمرة. ويقال للأبرص: أسْلَغ وأسْلَع؟ بالغين والعين -. وأما قول رؤبة: فلا تَقِسْني بامْرِئٍ مُسْتَوْلِغِ ... أحْمَقَ أو ساقِطَةٍ مُزَغْزَغِ أسْلَغَ يُدْعى لِلَّئيمِ الأسْلَغِ فهو الأمر الشديد الحمرة حتى يتثشر، وهو عيب. وسَلَغ رأسه: لغة في ثَلَغَه. والأسْلغ: اللئيم أيضاً. وقال ابن فارس: السين واللام والغين ليس بأصل؛ وإنما هو من باب الإبدال. سمغ ابن دريد: السّامِغَان والصّامِغَانِ: جانبا الفم تحت طرفي الشارب من عن يمين وشمال. سوغ ساغَ الشراب يَسُوْغ سَوْغاً وسَوَاغاً: أي سهُل مَدخلُه في الحَلْق، قال الله تعالى) سائغاً للشّاربينَ (، قال: فَسَاغَ ليَ الشَّرَابُ وكُنْتُ قِدْماً ... أكادُ أَغَصُّ بالماءِ الحَمِيمِ قال تعلب: سألت ابن الأعرابي عن معنى الحميم في هذا البيت فقال: الحميم الماء البارد، قال ثعلب: فالحميم عند ابن الأعرابي من الأضداد. ويقال أيضاً: سُغْتُه أنا أسُوْغُه وسِغْتُه أسِيْغُه، يتعدى ولا يتعدى. والسِّوَاغُ؟ بالكسر - ما أسغْتَ به غُصَّتَك، يقال: الماء سِوَاغُ الغَصص، قال الكُمَيْت: وكانت سِواغاً أنْ جَئزْتُ بِغُصَّةٍ ... يَضِيْقُ بها ذَرْعاً سِواهُمْ طَبِيبُها يقول: كنت إن غَصِصْت بشيء أو هَمَّني شيء كانوا هم الذين يدفعونه؛ فقد أُتيت من قِبلهم. وقال ابن دريد: شراب أسْوَغ: أي سائغ. وقال أبو عمرو: ساغَتْ به الأرض: أي ساخَتْ. وساغَ له ما فعل: أي جاز له ذلك. ويقال: هذا سَوْغُ هذا وسَيْغُ هذا: للذي ولد بعده ولم يولد بينهما، يقال: هي أخته سَوْغُه وسَوْغَتُه أيضاً. وقال الفرّاء: هذا سَوْغَتُه وسَوْغُه للذّكر أيضاً. وقال ابن فارس: يقال هذا سَوْغ هذا: أي على صيغته، قال يجوز أن يكون من أنه يجري مجراه ويستمر استمراره؛ ويجوز أن تكون السين؛ ويجوز أن تكون السين مُبَدلة من صاد؛ كأنه صِيْغ صِيَاغَتَه. ويقال: هم أسْوَاغُه؛ للجميع. وقال ابن عبّاد: ساغَتِ الناقة: أي شَذّت. وأسَاغَ غُصَّتَه، يقال: أسِغْ لي غُصَّتي: أي أمهلني ولا تُعْجِلْني، قال الله تعالى:) يَتَجَرَّعُه ولا يَكادُ يُسِيْغُه (. وقال اللحياني: أسْوَغَ الرجل أخاه: إذا وُلِد معه، وقال ابن عبّاد: إذا وُلِد بعده. وقال ابن بُزُرْجَ: أساغَ فلان بفلان: إذا تم به أمره وبه كان قضاء حاجته، وذلك أنه يريد به عدة رجال وعدة دراهم؛ فيبقى واحد به يتم الأمر، فإذا أصابه قيل: أسَاغَ به، وإن كان أكثر من ذلك قيل: أسَاغُوا.

سيغ

وسَوَّغْتُه له تَسْوِيْغاً: أي جَوّته، وتَسْوِيْغاتُ السلاطين من هذا، وهي مُوَلَّدة. وقال ابن دريد: سَوَّغْتُ له كذا: أي أعطيته إياه. والتركيب يدل على سهولة الشيء في استمراره في الحلْق خاصة ثم يُحمل على ذلك. سيغ يقال: هذا سَيْغ هذا وسَوْغ هذا: للذي وُلد بعده ولم يُولد بينهما. وسِغْتُ الشراب سِيْغُه: لُغة في سُغْتُه أسُوْغُه. شتغ ابن دريد: شَتَغْت الشيء أشْتِغُه شَتْغاً: إذا وَطِئْتَه وذَلّلْته. والمشاتِغ: المهالك. وأشْتَغَه: أي أتْلَفه. شجغ العُزَيْزي: الشَّجْغُ: نقْل القوائم بُسرعة، وجَمل أشْجَغ: مُقدم. قال الصَغاني مُؤلف هذا الكتاب: هذا تَصحيف، والصواب بالعين المهملة، وقد ذكرته في موضعه. شرغ الشَّرْغ والشرغُ؟ بفتح الشين وكسرِها؛ والكسر أجود -: الضِّفْدِع الصغيرة، وهو في كتاب الليث بالزاي، قال في باب الغين والشين والزاي: الشِّزْغ؟ يُخفَّف ويُثقّل -: وهو الضِّفدِع الصغيرة، وقال فيه القائل: يا معشر الصِّبيان من يشتري الشّزْغانْ بنات الغِزلان. وقال: تَرى الشُّزَيْزِيغَ يَطْفُو فَوْقَ طاحِرَةٍ ... مُسْحَنْطِراً ناظِراً تَحْت الشَّنَاغِيْبِ وشَرْغ: من قُرى بُخاراء؛ يُنسب إليها جماعة من الفقهاء والمحدثين وهو تَعْرِيْب جَرخ. شرنغ ابن دريد: الشُّرْنُوغُ: الضفدع الصغيرة بِلُغَة أهل اليمن. شغغ ابن عبّاد: شغَّ البعير ببولِه شَغّاً: إذا فَرْقه. وقد شَغَّ القوم: تفرَّقوا. والشَّغْشَغَة: تحريك السنان في المَطْعُون. وقال ابن عبّاد: الشَّغْشَغَة بالرمح: الغَمْزُ به والطعن. وقال أبو عُبيدة: هي أن تُدخله وتُخرجه، وأنشد لِعَبد مَناف بن رِبْع الهُذلي: فالطَّعْنُ شَغْشَغة والضربُ هَيْقَعَة ... ضَرْبَ المُعَوَّل تحت الدِّيمة العَضَدا المُعوِّل: الذي يبني العالة وهي شِبه الظُّلَّة ليَستَتِر بها من المطر. والشَّغْشَغَةُ؟ أيضاً -: ضَرْب من الهدير. وقال الليث: الشَّغْشَغَة في الشُّرْب: التَّصرِيْد وهو التقليل، قال رؤبَة: لو كُنْتُ أسْطِيْعُكَ لم يُشَغْشَغِ ... شِرْبي وما المَشْغوْلُ مِثْلَ الأفْرَغِ أي: مِثل الفارِغ وقيل: لم يُكّدَّرْ؛ من شَغْشَغْت البِئر: إذا كَدَّرْتها. وقال ابن دريد: شَغْشَغْت أفناء: إذا ضَببْت فيه ماء أو غيره ولم تَملأه. وشَغْشَغَ المُلجِمُ اللِّجتمَ في فم الدابة فامْتنعت عليه فَرَدّده في فيها تأديباً، قال أبو كبير الهُذليَّ يصف فرساً: ذو غَيِّث بَثْرٍ يُبْذُّ قَذالُهُ ... غذْ كانَ شَغْشَغَةً سِوارَ المُلْجِم غيث: عدو بعد عدو، والسِّوار: المُساورة، والمعنى: يَغْلِب قَذاله سِوار المُلجم، ويروى: شَعْشَة، ويقال: شَغْشَغَة تَقَعْقُع وصوت في الحرْب، ومن روى: " إنْ كان " فَرفْعُ السوار أجود والنصب جائز. وقال ابن عبّاد: الشَّغْشَغة: العجلة. والتركيب يدل على القِلّة. شفدغ ابن دريد: الشُّفْدُغ؟ بالضم -: الضُّفْدِع الصعيرة. شلغ ابن دريد: شَلَغَ راسه وثلَغَه: إذا شَدَخَه وكسره. صبغ الصِّبْغُ والصِّبَغ؟ مثال شِبْغٍ وشِبَعٍ - والصِّبة: ما يُصْبَغ به. والصِّبْغ؟ أيضاً -: ما يُصْطَبغ به، ومنه قوله تعالى:) وصِبْغٍ للآكلين (، والجَمْعُ: صِبَاغُ، قال: تَزَجَّ من دُنْياكَ بالبَلاغِ ... وباكِرِ المِعْدَةَ بالدَّبَاغِ بكسْرَةٍ لَيَّنَةِ المَضاغِ ... بالمِلْحِ أوْ ما خَفَّ من صِبَاغِ ويقال: الصِّبْغ والصِّباغُ واحد؛ كدِبْغٍ ودِبَاغٍ ولِبْس ولِباس. وقال أبو زيد: يقال ما تركته بصبْغ الثمن: أي لم أتركه بثمنه الذي هو ثّمنْه ويقال: ما أخَذتُه بِصبْغِ الثمن: أي لم آخُذه بثمنه الذي هو ثمنه ولكن أخذْتُه بغلاء. ويقال للجارية أول ما يُتسرّى بها أو يُعْرَس بها: إنها لَحِديثة الصِّبْغِ. وصَبَغْت الثوب أصْبُغُه وأصْبَغه وأصْبِغه؟ والكسر عن الفرّاء - صَبْغاً وصِبْغاً - مثال عِنب؛ وهذا عن الأصمعي -، قال عُذَافِر الكِنديّ: وأصْبُغْ ثِيابي صِبَغاً تَحقِيقا ... من جَيِّد العُصْفُرِ لا تَشْرِيْقا التَّشْرِيْقُ: الصِّبْغُ الخفيف.

وقوله تعالى:) صِبْغَةَ الله (أي فِطْرَة الله، أي: قُلْ يا محمد بل نتَّبِع صِبْغَةَ الله؛ ردّاً على قوله: بل نتَّبع مِلّة إبراهيم ونتَّبع صِبغة الله، وقيل: اتَّبِعوا صِِبْغة الله. وإنما سُميت المِلّة صِبْغَة لأن النصارى امتنعوا من تطهير أولادهم بالماء الأصفر، من قولِهم: صَبَغَتِ الناقة مَشافِرها في الماء: إذا غَمَسَتْها فيه صَبْغاً وصَبَغَ يده في الماء كذلك، قال ذلك الأصمعي وأنشد: فَصَبَتْ مَشَافِراً كالأشْبَارْ ... تُرْبي على ما قُدَّ يَفْرِيْه الفَارْ مَسْكَ شَبُوبين لها بأصْبَارْ وقال أبو عمرو: الصِّبْغة: الدِّين، وقيل: صِبْغَة الله هي التي أمَرَ الله بها مُحمداً؟ صلى الله عليه وسلم - وهي الخِتانَة؛ اخْتَتَن إبراهيم؟ صلوات الله عليه - فهي الصِّبْغة، فجَرت الصِّبْغة على الخِتَانَة. وناقةٌ صابِغٌ؟ بلا هاء -: إذا امتلأ ضَرْعُها وحَسُن لونه، وقد صَبَغ ضَرْعُها صُبُوْغاً، وهي أجوَدها محْلَبة وأحَبُّها إلى الناس. وصَبَغَتْ عَضَلَة فلان: أي طالَت؛ تَصْبُغُ، وبالسين أيضاً. وصَبَغَتِ الإبل في الرّعي فهي صابِغَة؟ بالهاء -، قال جَنْدَل بن المثنى الطُّهَوي: داوَيْتُهُ بِرُجُعٍ أبْلاَءِ ... سَوَاهِماً ولَسْنَ بالأشْفَاءِ ذا اغْتَمَسْنَ مَلَث الظَّلْماءِ ... بالقَوْمِ لم يَصْبُغْنَ في عَشَاءِ ويروى: " لم يَصْبُون "، يقال: صَبَأ في الطعام وصَبَغ: إذا وَضَع فيه رأسه. ويقال: صَبَغُوني في عينك وصَبَغون عنك: أي أشاروا إليك بأني مَوْضِع لما قَصَدْتني به، من قَوْل العرب: صَبَغْت الرجل بعيني ويدي: أي أشَرْت إليه. قال الأزهري: هذا غَلَط؛ إذا أرادت العرب بإشارة أو غيرها قالوا: صَبَعْتُ؟ بالعين المُهْملة - قاله أبو زيد. وأصْبَغ: في الأعْلام واسِع. والأصْبَغ من الخيل: الذي ابْيَضَّتْ ناصِيَتُه أو أبيَيَّت أطراف ذنبه. والأصْبَغ من الخيل: الذي ابيَضّت ناصِيَتُه أو ابيَضّت أطراف ذنبه. والأصْبَغ من الطير: الذي ابيّض ذنَبُه. وقال ابن عبّاد: الأصبَغ أعظم السُّيول. والإنسان إذا ضُرِب فأحدث: فهو أصْبَغ. وأما قول رؤبَة: يُعْطِيْنَ من فَضْلِ الإله السْبَغِ ... سَيْباً ودُفّاعاً كَسَيْلِ الأصْبَغِ قال أبو إسْحاق: لا أدري ما سَيْل الأصْبغ. قال الصَّغَاني مُؤلف هذا الكتاب: الأصْبغ واد من أودية البحرين. والصَّبْغَاء من الشّاء: التي ابْيَض طَرَف ذنبها. والصَّبْغَاء: نبْت. وقال أبو زياد: من الشَّجر الصَّبغاء؛ وهي تَنْبت في الرمل؛ وهي شَبيهة بالضَّعَه؛ وهي من مساكن الظِّباء في القَيْظ يحتفرن في أصولها الكُنُس. وقال غيره من الأعراب: الصَّبْغَاء مثل التُمام؛ والضَّعَة أعظم ورقاً وأنْضر خُضرة. وقال أبو نصر: الصّبْغَاء: شجرة بيضاء الثمرة. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: أنه ذكر قوماً يُخرجون من النار ضبائرَ ضَبائر فيُطرحون على نهر من أنهار الجنة فينبتون كما تنْبت الحِبّة في حَمِيل السَّيْل، قال رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم -: هل رأيتم الصَّبْغاء. وقيل: الصَّبْغاء الطاقة من النَّبْت إذا طلعت كان ما يلي الشمس من أعاليها اخضر وما يلي الظل أبيض والصَّبّاغ: الذي يصْبُغ الثِّياب. والصِّباغة؟ بالكسر -: حِرفته. وفي حديث ابي هريرة؟ رضي الله عنه -: أنه رأى قوماً يتعادون فقال: ما لهم؟ قالوا: خرج الدَّجال؛ فقال: كذْبة كَذبها الصّبّاغون، ويروى: الصَّيّاغون، ويروى: الصَّوّاغون. وهم الذين يصبغون الحديث: أي يُلوِّنونه ويُغيِّرونه.

صدغ

وعن أبي هريرة؟ رضي الله عنه - أيضاً عن النبي؟ صلى الله عليه وسلم - أنه قال: اكْذب الناس أو من أكذَب الناس الصَّبّاغُون والصَّوّاغون. قال الخطابي: معنى هذا الكلام أن أهل هاتين الصِّناعتين تَكثُر منهم المواعيد في رد المتاع وصَرْب المواقيت فيه ورُبما وقع فيه الخُلْف فقيل على هذا إنهم من أكذب الناس، قال: وليس المعنى أن كل صائِغ وصَبّاغ كاذِب: ولكنه لمّا فَشا هذا الصَّنِيع من بعضهم أطلق على عامّتهم ذلك؛ إذ كان كل واحد منهم بِرصَد أن يُوجَد ذلك منه، قال: وقد قيل إن المراد به صِياغة الكلام وصِبْغَتُه وتلوينه بالباطل؛ كما يقال: فلان يَصُوغ الكلام ويُزَخرفه، ونحو ذلك من القول. والصُّبْغَة؟ بالضم -: البُسْرة التي قد نَضِج بعضُها، تقول: نَزَعْت من النخْلة صُبْغَة أو صُبغتين. وصَبِيغ بن عُسَيْل الذي كان يُعنِّت سؤالاته عن القرآن وغامِضات الكلام الناس، فأمر عمر؟ رضي الله عنه - بضربه ونفيه إلى البصرة وكتب إلى واليها ألاّ يُؤويه تأديباً. وصُبَيْغ؟ مُصغّراً -: ماء لبني مُنقذ بن أعيا من بني أسد بن خُزيمة. وصُبيْغاء: موضع قُرب طَلَح من الرمل. وأصْبَغ الله عليه النّعم: أي أتّمها، لغة في أسْبَغها. وأصْبَغَت النخلة فهي مُصْبغٌ: إذا ظهر في بُسْرها النُّضج. وأصْبَغت الناقة وصَبَّغَت تَصبِيغاً وسَبَغَتْ تَسْبِيغاً، والسين أكثر. وصَبَّغَت البُسْرَة: مثل ذَنَّبَت. وصَبَّغَت المرأة ثيابها؟ والتشديد للمُبالغة -، قال رؤبة: قد عَجِبَتْ لَبّاسَةُ المُصَبَّغِ ... أنْ لاحَ شَيْبُ الشَّمَطِ المُثَمَّغِ وهو أن تُلْقي ولدها من بطنها وقد أشعر. واصطبَغَ بالصبْغ: أي ائتَدم. وقال اللِّحياني: تَصَبَّغ فلان في الدين تَصَبُّغاً: من الصِّبْغة. والتركيب يدل على تلوين الشيء بلون ما. صدغ الصُّدْغُ: ما بين العين والأذن، ويسمى؟ أيضاً - الشعر الذي تدَلى على هذا الموضع: صُدْغاً، ويقال: صُدْغ مُعَقْرَب، والجمع: أصْدَاغٌ، قال: عاضَها الله غُلاَماً بَعْدَما ... شابَتِ الأصْدَاغُ والضِّرْسُ نَقِدْ وربما قالوا: السُّدْغُ؟ بالسين - قال قُطرب: أن قوماً من بني تميم يقال لهم بَلْعَنبر يقلبون السين صاداً عند أربعة أحرف: الطاء والقاف والغين والخاء؛ إذا كُنّ بعد السين؛ ولا تُبالي أثانية كانت أم ثالثة أو رابعة بعد أن يكنّ بعدها، يقولون: سِراط وصراط؛ وبَسْطة وبَصْطة؛ وسيقل وصيْقل؛ وسَرَقت وصَرَقْت؛ ومَسْغَبة ومَصْغَبَ؛ ومِسْدَغة ومِصْدَغَة، وسخّر لكم وصخّر لكم؛ والسَّخَب والصَّخَب. ويقال للمِخَدّة: المِصْدَغَة؛ لأنها تُوضَع تحت الصُّدّغ، وربما قالوا مِزْدَغة؟ بالزاي -، كما قالوا للصِّراط: زِرَاط. وحكى أبو عُبيد: صَدَغْت الرجل: إذا حاذيت بِصُدْغِك صُدْغَه في المشي. والصِّدَاغُ: سِمة في الصُّدغ. وقولهم: فلان ما يَصْدَغ نملة من ضَعْفِه: أي ما يقتُل. وقال الأصمعي: يقال ما صَدَغَك عن هذا الأمر: أي ما صَرَفك وردّك. وانَّبع فلان بعيره فما صَدَغَه: أي فما ثناه؛ وذلك إذا ندّ. وعن سَلَمة: اشتريت سِنَّواراً فلم يصْدَغْهُن، يعني الفأر؛ لأنه لَضعْفِه لا يقدر على شيء فكأنه مصروف عنه. والأصدَغان: عِرقان تحت الصُّدْغَين. وقال الأصمعي: هما يضربان من كل أحد في الدنيا أبداً ولا واحد لهما يُعرف؛ كما قالوا المِذْرَوَان. وقال ابن شُمَيْل: بعير مَصْدُوغٌ: إذا وُسِمَت بالصِّدَاغ. والصَّدِيْغ: هو الذي أتى له من وقت الولادة سبعة أيام؛ لأنه إنما يشتد صُدْغُه إلى هذه المُدة، ويجوز أن يكون فَعِيلا بمعنى مفعول؛ من صَدَغه عن الشيء: إذا صرفه؛ يقال: ما صَدَغَكَ عنه. ومنه حديث قتادة: كان أهل الجاهلية لا يورثون الصبي يجعلون الميراث لذوي الأسنان يقولون: ما شأن هذا الصَّدِيْغِ الذي لا يحترف ولا ينفع نجعل له نصيباً من الميراث، يقال منه: صَدُغ الرجل صَدَاغَة: أي ضَعُف: فهو صَدِيْغ. وقال ابن شُمَيل: إبل مُصَدَّغَة؟ بفتح الدال المًشددة -: إذا وُسِمت بالصِّدَاغِ. وقال ابن عبّاد: صادغْتُ الرجل: إذا داريته: قال: وهي المُعَارضة في المشي. والتركيب يدل على عضو من الأعضاء وعلى ضَعيف، وقد شذّ عن هذا التركيب صَدَغْتُه عن الشيء إذا صرفته عنه.

صغغ

صغغ ابن الأعرابي: صَغّ: إذا أكل أكلاً كثيراً. وصَغْصَغ الرجل شعره: إذا رجَّلَه. وصَغْصَغْت الثَّرِيدة: مثل سَغْسَغْتُها. صفغ أبو مالك: الصَّفْغُ؟ بالفتح -: القَمْح باليد: وأصْفَغَ غيره الشيء: أي أقمحه إياه، وأنشد لرجل من أهل اليمن يُخاطب أمة: دُوْنَكِ بَوْغاءَ رِيَاغِ الرَّفْغِ ... فأصْفِغِيْهِ فالكِ أيَّ صَفْغِ ذلك خَيْرٌ من حُطَامِ الدَّفْعِ ... وأنْ تَرَيْ كَفَّكِ ذاةَ نَفْغِ تَشْفِيْنَها بالنَّفْثِ أو بالمَرْغِ الرَّفْغُ: أسفل الوادي وألأم موضِع فيه. والدَّفْغُ: تِبْن الذُّرة ونُسافَتُها. والنَّفْغُ: التّنفُط. والمَرْغُ: اللعاب. صقغ ابن عبّاد: الصُّقْغُ لُغة في الصُّقْع، قال وروي: كأنَّها كُشْيَةُ ضَبٍّ في صُقُغْ قال: وأُنكِر أن يكون إكفاءً. صلغ الصُّلوغ في ذوات الأظلاف: مثل السُّلُوغ، يقال: صَلَغَتِ البقرة والشاة تَصْلَغُ صُلُوغاً؛ فهي صالِغ، وكِباش صُلُّغْ، قال رؤبة: والحَرْبُ شُهْبَاءُ الكِباش الصُّلَّغِ ويروى: " السُّلَّغِ ". وقال ابن فارس: الصَّالِغ من الضَّأن هي التي تم لها أربع سنين وهي في الخامسة. وقال أبو زيد: الشاة تَصْلَغُ في السنة السادسة. وقال الأصمعي: بل في السنة الخامسة: وليس بعد الصُّلُوغ سن. وقال ابن الأعرابي: سُلَّغ وصُلَّغ وسَوَالِغ وصَوَالِغ: وذلك لتمام خمس سنين. وقال ابن دريد: شاة صَالِغ وسَالِغ: وهي المُسنّ مثل المُشِبِّ من البقر. وقال ابن عبّاد: الصَّالِغ في الشَّاء كالقارح في الخيل. وقال الليث: الصَّلْغَة: السفينة الكبيرة. وقال أبو عمرو: الصَّلَغ؟ بالتحريك -: الهضبة الحمراء. والصَّلَغَة: الرباعية من الإبل السمينة أو السَّديس، وأنشد: فِدى ابنِ داود أبي وأُمِّي ... جَهَّزَ في رِسْلٍ أُلُوْفَ الطَّمّ كَتائباً كالصَّلْغِ الأحَمّ صمغ الصَّمْغُ: واحد صُمُوغ الأشجار، وأنواعه كثيرة، فأما الذي يقال له الصَّمغ العربي فصمغ الطَّلْح، والقطعة منه: صَمْغَةً. وفي المَثَل: تَرَكْتُه على مِثْل مَقْرِف الصَّمْغَة، وذلك إذا لم يترك له شيئاً؛ لأنها تُقتَلَع من شجرتها حتى لا تبقى عليها عُلْقَة، ويروى: على مِثْل مَقْلَع الصّضمغَة. والصَّامِغَان والصَّمَاغان والصِّمْغَان: جانبا الفم وهما ملتقى الشفتين مما يلي الشّدقين. وقال ابن الأعرابي: هما مجتمعا الرّيق في جانبي الشّفَّة وتُسمّيها العامة الصّوّارَين. وقال ابن دريد: الصّامِغان مثل السّامِغَين سواء. وفي الحديث: نَظَّفوا الصّماغَين فإنها مقعدا المَلَكَين، قال: قد شَانَ أبْنَاءَ بَني عَتَابِ ... نَتْفُ الصَّمَاغَين على الأبوابِ وقال تميم بن حَذْلَم: دعوهم وصَمْغَة الأرض وكلوا من كِسْرِكُم. صَمْغَة الأرض: هي ما ذاب من ذهبها وفضَّتها فكأنه صمغ سال من شجر. وقال ابن عبّاد: لقيت صَمْغَان وهو الذي يُصْمِغُ فوه وأذناه وعيناه وأنفه كما تُصْمِغُ الشجرة. والقَرْحَةُ: صَمْغَةٌ. وقال أبو زيد: إذا حُلبَت الناقة عند ولادها يوجد في أحاليل ضرعها شيء يابس يسمى الصِّمَغَ والصِّمَخَ، الواحدة: صِمَغَةٌ وصِمَخَةٌ، فإذا فُطر ذلك أفصح لبنها وأحلولى. وقال ابن عباد: يقولون لقيت اليوم أبا صِمْغَةَ، مثل صَمْغَانَ. وأصْمَغَتِ الشاة: إذا كان لبؤها طريا أول ما تُحلب، وشاة مُصْمِغَةٌ يلبئها. وأصْمَغَ شدقه: أي كثر بُصَاقُه. وأصْمَغَتِ الشجرة: إذا خرج منها الصَّمْغُ. وصَمَّغْتُ الحبر تَصْمِيْغاً: جعلت فيه الصَّمْغُ. واسْتَصْمَغْتُ الصاب: وهو ان تشرط شجرة ليخرج منه شيء مر فينعقد كالصبر. وقال ابن عباد: اسْتَصْمَغَ: صارت به الصَّمْغَةُ أي القرحة. صنغ هذا التركيب مهمل في كتب اللغة التي سميتها في صدر هذا الكتاب التي استخرجته منها، وإنما حملني على ذكره أني رأيت بخط ابن العصار السلمي الرقي؛ وهو أبو الحسن علي بن عبد الرحيم بن الحسن، وخطه في الصحة والإتقان حجة؛ وفي مَزَال المعضلات ومعاميها ومَضَال المشكلات ومواميها محجة، في رجز رؤبة: فلا تسمع للعيي الصُّنَّغِ ... يمارس الأعضالَ بالتَملُّغِ

صوغ

ولم يتعرض في الشرح لمعناه، وكذا في سائر نسخ موجدة ببغداد من أراجيز رؤبة. ورأيت في نسخة مقروءة على ابن دريد من أراجيزه برواية أبي حاتم وتأريخ الفراغ من نسخها ذو الحجة سنة سبع وستين ومائتين: فلا تسمع للعَنِيِّ الصُّبَّغِ بالنون في " للعَنيِّ " وبالباء الموحدة في " الصُّبَّغِ " ولم يتعرض لشرحه أيضا، وبإزائه في الحاشية: لم يعرفه أبو بكر أيضاً. ولاشك بأن اللفظ مصحف، فإنه لو خلا من التصحيف لفُسِّرَ، ولم يخطر ببالي الفحص عن هذا اللفظ إبان البابي ببلاد الهند وأوان ترددي إليها؛ فإن بها نُسخاً متقنة بهذا الديوان وبسائر دواوين العرب، فأما الآن فقد حيل بين العير والنَّزَوان ولاتَ حين أوان، والله تعالى المُستعان. حنت نوار ولات هنا حَنَّتِ ... وبد الذي كانت نوار أجنت وأما الذي عندي فإنه " الصَّيِّغُ " فَيْعِلٌ من صاغ يصوغ: وهو الكذاب الذي يَصُوغُ الكذب ويزخرفه ويُقَرِّطُ الزور ويُشَنِّفُه. ومنه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه رأى قوماً يتعادون فقال: مالهم؟ قالوا: خرج الدجال؛ فقال: كذبة كذبها الصَّوّاغُوْنَ. وأصل صَيِّغ: صَيْوغٌ؛ كَسَيِّدٍ وأصله سَيْوِدٌ من سَادَ يَسُودُ. وقد جاء على فيعل من الأجوف الواوي كلمات منها: الصَّيِّبُ من صابَ يَصُوْبُ؛ والصَّيِّتُ من صاتَ يَصُوْتُ - وكان العباس رضي الله عنه صَيِّتاً -؛ والسَّيِّدُ؛ والمَيِّتُ؛ والشَّيِّرُ والصَّيِّرُ من الشُّوْرَة - وهي الشّارَةُ والهَيْئة - ومن الصورة؛ والثَّيِّبُ؛ وقيل: إن القيل أصله قيل من القول لأن قوله نافذ على الناس؛ والنَّيِّرُ؛ والطَّيِّعُ؛ والسَّيِّغُ؛ والرَّيِّقُ؛ والشَّيِّقُ؛ والهَّيِّنُ، وأمثالها. صوغ صاغَ الماء يَصُوْغُ صَوْغاً: أي رسب في الأرض. وصَاغَ الأُدْمُ في الطعام: كذلك. وصَاغَ الشيء يَصُوْغُه صَوْغاً، ورجل صَوْاغُ وصائغُ وصَيّاغُ - بلغة أهل الحجاز -، وأصله صَيْوَاغُ؛ كَدَيّارٍ وأصله دَيْوَارُ، وعمله: الصِّيَاغَةُ؛ وأصلها: صِوَاغَةُ. وصاغَةُ الله صِيْغَةً حَسَنَةً: أي خلقه خِلْقَةً حسنة. وسِهام صِيْغَةٌ: أي من عمل رجل واحد، انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها، قال العجاج: وصِيْغَةً قد راشها وركبا ... وفارجاً من قَضْبِ ما تَقضَّبا وقال أبو حزام غالب بن الحارث العكلي: ومعي صَيْغَةٌ وجَشّاءُ فيها ... شِرعةٌ حَشْرُها حرى أن يكيسا وقال ابن عباد: فلان من صَيْغَةٍ كريمة: أي من أصل كريم. وهذا صَوْغُ هذا: إذا كان على قدره، وهما صَوْغانِ: أي سِيّانِ. وقال أبو عمرو: يقال: هذا صَوْغُ أخيه: إذا ولد في أثره، وصَوْغُه من فوقه وصَوْغُه من تحته؛ كل يقال. وهذا الماء صَوْغُ الإناء: أي قدره. وكل شيء كان قدر شيء فهو صَوْغُه. وقال ابن دريد: هما صَوْغانِ وسَوْغانِ: إذا كانا لِدَةً. وقال غيره: هو صَوْغُ أخيه طريده: ولد في أثره؛ مثل سَوْغِه. وقال ابن عباد: هي أختك صَوْغُكَ وصَوْغَتُكَ. قال: وصَاغَ له الشراب: لغة في ساغِ. وفلان يَصُوغُ الكذب: أي يختلقه، ومنه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه رأى قوما يتعادون فقال: ما لهم؟ قالوا: خرج الدجال، فقال: كذبة كذبها الصَّوّاغُونْ. وقال الفراء: الصَّيِّغَةُ - بكسر الياء المشددة -: الثَّرِيْدَةُ، وأصلها صَيْوِغَةٌ. والصَّيِّغُ: الكذاب المزخرف حديثه. وقرأ يحيى بن يعمر والعُطَاردي وابن عمير:) قالوا نَفْقِدُ صَوْغَ الملك (سموه بالمصدر؛ كما يقال: هذا درهم ضرب الأمير: أي مضروبه. وقرأ سعيد بن جبير وقتادة والحسن البصري:) صُوَاغَ الملك (كأنه مصدر صاغَ؛ نحو قولهم: به بوال؛ من بال، وبالدابة قوام؛ من قام. وانْصَاغَ الشيء: مطاوعُ صاغَه. والتركيب يدل على تهيئة شيء على مثال مستقيم. صيغ ابن شميل: صَيَّغَ فلان طعامه: أي أنقعه في الأُدم حق تَرَيَّغَ. وقد رَوَّغَه بالسمن ورَيَّغَه وصَيَّغَه بمعنى واحد. ضغغ أبو صاعد الكلابي: ضَغِيْغَةَ من بقل ومن عُشْبٍ: إذا كانت الروض ناضرة. وقال أبو عمرو: يقال: هي الرَّوْضَةُ والمَرْغَدَةُ والضَّغِيْغَةُ والمَرْعَةُ والمَغْمَغَةُ والحديقة.

ضمغ

وقال ابن الأعرابي: تركنا بني فلان في ضَغِيغَةٍ من الضَّغَائغِ: وهي العشب الكثير. وقال الفرّاء: إذا كان العجين رقيقاً: فهو الضَّغِيغَةُ والرَّغِيْغَةُ. والضَّغِيْغُ: الخصب. وقال ابن الأعرابي: أقمت عنده في ضَغِيْغِ دهره: أي قدر تمامه. وقال ابن عباد: الضَّغِيْغَةُ من الناس: جماعة يختلطون. وقال بعضهم: الضَّغِيْغَةُ: خبز الأرز المرقق. والضَّغَاغَةُ - مثال الغَضَاضَةِ -: الأحمق. وقال ابن عباد: أضَغَّتِ الأرض: ارتوى نباتها. وأضَغَّ القوم: أي صاروا في ضَغِيْغَةٍ؛ وهي من العيش: الناعم الغَضُّ. واضْطِغَاغُ الروضة: ارتواء نباتها. والضَّغْضَغَةُ: لوك الدرداء، يقال: ضَغْضَغَتِ العجوز: إذا لاكت شيئاً بين الحنكين ولاسنَّ لها. وقال ابن دريد: الضَّغْضَغَةُ: أن يتكلم الرجل فلا يبين كلامه. وقال غيره: الضَّغْضَغَةُ حكاية أكل الذئب اللحم. والضَّغْضَغةُ: زيادة في الكلام وكثرة. وقال ابن دريد: ضَغْضَغَ اللحم في فيه: إذا لم يحكم مضغه. وقال ابن فارس: الضاد والغين ليس بشيء ولا هو أصلا يُفرَّعُ منه أو يقاس عليه، وذكر أكل الذئب اللحم ولوك الرداء والأحمق والعجين الرقيق والخصب ثم قال: وليس هذا كله بشيء وإن ذكر. ضمغ ضَمَغْتُ الجلد: بللته إذا كان يابساً. وقال الخارزنجي: ضَمَغَ شدق البعير: إذا انشق، وأضْمَغَه السلم. وقال الليث: أضْمَغَ شدقه، قال: الأضْمَاغُ: أن يكثر بصاق شِدِقْه، وأنشد: وأضْمَغَ شدقه يبكي عليها ... يسيل على عوارضه البُصاقا وقال أبو عمرو: انْضَمَغَ: أي ابتل. طغغ ابن الأعرابي: الطَّغُّ والطُّغْيَا: الثور. طلغ الكلابي: الطَّلَغَانُ: أن يُعْيي فيعمل على الكلال. وإذا عجز الرجل، يقال: هو يَطْلَغُ المهنة. طمغ ابن عبّاد: الطَّمَغُ: الغَمَصُ في العين، يقال: طَمِغَتْ عينه تَطمَغ. ظربغ أبو عمرو: الظَّرْبَغَانَةُ: الحية. غوغ ابن دريد: الغَاغُ: الذي يسمى الحَبَقَ. وقال الليث: الغاغَةُ: نبات شبه الهِرْنَوَى. وقال أبو عبيدة: الجراد أول ما يكون سرة، فإذا تحرك فهو دَبَيً قبل أن ينبت جناحاه، ثم يكون غَوْغاءً. قال: وبه سمي الغَوْغاءُ من الناس. قال والغَوْغاءُ - أيضا -: شبه البعوض إلا أنه لا يعض ولا يؤذي لأنه ضعيف. وقال الأصمعي: إذا أحمر الجراد فانسلخ من الألوان كلها صار إلى الحمرة فهو الغَوْغاءُ. وقال أبو عباس: إذا سميت رجلا بِغَوْغاءَ فهو على وجهين: إن نويت به ميزان حمراء لم تصرفه، وإن نويت به ميزان قعقاع صَرَفْتَه. وسنعيد ذكره - إن شاء الله تعالى - لهذا التقسيم في باب الحروف اللينة. فتغ ابن دريد: الفَتْغُ - زعموا -: الوطء، يقال: فَتَغْتُ الشيء افْتَغُه فَتْغاً: إذا وطئته حتى ينشدخ، مثل الفَدْغِ أو نحوه. وقال غيره: تَفَتَّغَ الشيء تحت الضرس سريعاً، وهو كالبطيخ ونحوه. فثغ ابن عباد: فَثَغْتُ رأسه: مثل شدخته. فدغ الفَدْغُ: شَدْخُ الشيء المجوف، يقال: فَدَغْتُ رأسه أفْدَغُه فَدْغاً، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الله أمرني أن آتيهم فأبين لهم الذي جبلهم عليه، فقلت: يا رب إني إن آتِهم يُفْدَغْ رأسي كما تُفْدَغُ العترة. ويروى: " يُفْلَغْ " و " يُثْلَغْ ". وفي حديث ابن سيرين: أنه سُئل عن الذبيحة بالعود فقال: كل ما لم يُفْدَغْ. وفي حديث آخر في الذبح بالحجر: إن لم يَفْدَغِ الحلقوم فكل. أي: إن لم يُثَرِّده. والمِفْدَغُ: المِشْدَخُ، قال رؤبة: وذاق حنيات الدواهي اللدغ ... مني مَقَاذِيْفَ مدق مِفْدَغِ يقال: فَدَغَ الكماة في السمن. وقيل لأعرابي: كيف أكلك الثريد؟ فقال: أصْدَغُ بهاتين السبابة والوسطى وافْدَغُ بهذه يعني الإبهام. وفَدَغْتُ حب العنب ونحوه. وقال ابن عباد؛ الفَدَغُ؟ بالتحريك -: التواء في القدم. وقال غيره: هو كالفَدَعِ - بالعين المهملة -، والإهمال أكثر. والأفداغ: ماء عليه نخل في جبل قطن. وفَدَغْتُ الطعام: أي سَغْسَغْتُه. وكل شيء لان عن يبس فقد انْفَدَغَ. فرغ

فَرَغْتُ من الشغل أفْرُغُ فُرُوْغاً وفَرَاغاً، وفَرعَ يَفْرَغُ - مثال سَمعَ يَسْمَعُ - لغة فيه، وكذلك فَرغَ - بالكسر - يَفْرُغُ - بالضم - مركب من لغتين. وقال يونس في كتاب اللغات: فَرَغَ يَفْرَغُ - بالفتح فيهما - لغة أيضاً. وقرأ قتادة وسعيد بن جبير والأعرج وعُمارة الدّارعُ:) سَنَفْرَغُ لكم (بفتح الراء، على فَرِغَ يَفْرَغُ وفَرَغَ يَفْرَغُ، وقرأ أبو عمرو وعيسى بن عمر وأبو السمال: " سَنِفْرِغُ " بكسر النون وفتح الراء على لغة من يكسر أول المستقبل، وقرأ أبو عمرو أيضاً: " سَنِفْرغُ " بكسر الراء مع كسر النون، وزعم أن تميما تقول: نعلم. ورجل فَرِغٌ: أي فارغٌ، كَفَرِهٍ وفارِهٍ وفَكِهٍ وفاكِهٍ، ومنه قراءة أبي الهذيل:) وأصبح فؤاد أُمِّ موسى فَرِغاً (، وقرأ الخليل: فُرُغاً - بضمتين - بمعنى مُفَرَّغٍ، كذُلُلٍ بمعنى مُذَللٍ. وقوله تعالى:) وأصبح فؤاد أُمِّ موسى فارغاً (أي خاليا من الصبر، ومنه يقال: إناء فارغ، وقيل: خالياً من كل شيء إلا من ذكر موسى - صلوات الله عليه -، وقيل: فارغاً من الاهتمام به لأن الله تعالى وعدها أن يرده إليها بقوله عز وجل:) إنا رادوه إليك (. والفراغ في اللغة على وجهين: الفَرَاغُ من الشغل معروف، والآخر: القصد للشيء، والله تعالى لا يشغله شيء عن شيء، ومنه قيل في قوله تعالى:) سَنَفْرُغُ لكم (أي سنقصد. ويقال - أيضاً -: فَرَغَ إليه، قال جرير: ألاَنَ وقد فَرَغْتُ إلى نُمير ... فهذا حين كنت لهم عِقابا وقال جرير - أيضاً - يرد على البعيث ويهجو الفرزدق: ولما اتقى القين العراقي باستهِ ... فَرَغْتُ إلى القين المقيد في الحجل ويقال: فَرَغَ فُرُوْغاً: أي مات. والفَرْغُ: مخرج الماء من الدلو من بين العَرَاقي، ومنه سمي الفَرْغانِ؛ فَرْغُ الدلو المقدم وفَرْغُ الدلو المؤخر، وهما من منازل القمر، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي يصف الحَمير: وذكرها فيح نجم الفُرُوْغِ ... من صيهد الحر برد الشمال ويروى: " فأوْرَدَها "، ويروى: " من صَيْهَدِ الصيف ". وقال ابن قتيبة في كتاب الأنواء: غَلِطَ هذا الشاعر، لأن الفَرْغَ لا يكون في طلوعه ولا في سقوطه صيهد وهو شدة الحر. وقال أبو خراش الهذلي: وظل لنا يوم كأن أواره ... ذكا النار من فيح الفُرُوْغ طويل ويروى: " الفُرُوْغ " بالعين المهملة: أي من أعاليه، وإنما جمع الفُروغَ بما حول الفَرْغَيْنِ من الكواكب. وقال الجمحي: الجوزاء تسمى الفُرُوْغَ، وقال الكُميت: يا أرضنا هذا أوان تحيين ... كيف بغير العَتَكِيِّ تَرْوَيْنْ أم كيف إلا بنداه تَنْدَيْنْ ... قد طالما حُرِمْتِ نوء الفَرْغَيْنْ العتكي: هو مخلد بن يزيد بن المهلب. وكل واحد منهما كوكبان بين كل كوكبين قدر خمس أذرع في رأي العين. والفَرغُ - أيضا -: الإناء الذي فيه الصقر؛ وهو الدبس، وقال أعرابي: تبصروا الشَّيفان فإنه يصوك على شَعَفِةِ المصاد كانه قرشام على فَرْغِ صقر. الشَّيِّفانُ: الطليعة؛ وأصله شَيْوفانٌ، والمصاد: الجبل، والقِرشامُ: القُرادُ. وفَرْغُ القبة وفَرْغُ الحفر: بلدان لتميم. وفَرْغانَةُ: ناحية بالمشرق تشتمل على أربع مدن وقصبات كثيرة، فالمدن: أوشُ وأوزْجَنْدُ وكاسَانُ ومَرْغِبْنان، وليست فَرْغانَةُ بلدة بعينها. وفَرْغانَة - ويقال: فَرْغانُ -: من قرى فارس. وفَرْغانُ: بلد باليمن من مخلاف بني زبيد. وأبو الحسن احمد بن الفتح بن عبد الله بن فَرْغَانَ الموصلي: من أصحاب الحديث. والأفْرَاغُ: مواضع حول مكة - حرسها الله تعالى -. وأفْرَاغَةُ: مدينة بالأندلس. وفَرُغَتِ الضربة تَفْرُغُ - مثال كَرُمَتْ تَكْرُمُ -. أي اتسعت، فهي فَرِيْغَةٌ - بالهاء -، قال لبيد - رضي الله عنه -: وكل فَرِيْغَةٍ عجلى رموحٍ ... كان رشاشها لهب الضِّرَامِ والفَرِيغَةُ - أيضا -: المَزَادَةُ الكثيرة الأخذ للماء. والفَرِبْغُ: مستوى من الأرض كأنه طريق، وقيل له: فَرِيْغٌ كأنه قد أثر فيه لطول ما وطئ، قال أبو كبير الهذلي: فأجَزْتُهُ بأفل تحسب أثره ... نهجا أبان بذي فَرِيْغٍ مخرف شبه بياض الفرند بوضوح هذا الطريق، ويروى: " فأجَزْتَه " أي أجزت هذا المرثي ومعك سيف، وروى ابن حبيب: " مِجْرَفِ " أي يجرف كل شيء.

فشغ

وفرس فَرِيْغٌ وفِرَاغٌ: واسع المشي هملاج. والفِرَاغُ - بالكسر -: ناحية الدلو التي تصب الماء منه، قال: يسقي به ذاة فِرَاغٍ عثجلا وقال أبو عمرو: الفِرَاغُ: العِدُلُ من الأحمال بلغة طيئ. وقال ابن الأعرابي: كل إناء عند العرب فِرَاغٌ. وقال الأصمعي: الفِرَاغُ: حوض من أدم واسع ضخم، قال أبو النجم: تهدي بها كل نِيَافٍ عندل ... طاويةٍ جنبي فِرَاغ عَثْجَل ويقال: عنى بالفِرَاغُ ضرعها أنه قد جف ما فيه من اللبن فتغضن. وقال أبو زيد: الفِرَاغُ من النوق: الغزيرة الواسعة جراب الضرع. والفِرَاغُ: في قول امرئ القيس: ونحت له عن أزر تألبةٍ ... فلق فِرَاغِ معابل طُحْلِ القوس الواسعة جرح النصل نحتْ: تحرفتْ؛ أي: رمته عن قوس، وله: لامرئ القيس، وأزر: قوة وزيادة، وقيل: الفِرَاغُ النصال العريضة، وقيل: الفِرَاغُ: القوس البعيدة السهم، ويروى: " فِرَاغَ - بالنصب -؛ أي: نحت فِرَاغَ؛ والمعنى: كأن هذه المرأة رمته بسهم في قلبه. وقال ابن عباد: الفِرَاغُ: القدح الضخم الذي لا يطاق حمله، وجمعه: أفْرِغَةٌ. وفَرِغَ الماء - بالكسر -: أي انصب. والفَرَاغَةُ: الجزع، قال: يكاد من الفَراغَةِ يُسْتَطارُ والفِرْغُ - بالكسر - الفُرّاغُ، قال طليحة بن خويلد الأسدي في قتل ابن أخيه حبال بن سلمة بن خويلد: فما ظنكم بالقوم إذ تقتلونهم ... أليسوا وإن لم يُسلموا برجالِ فإن تكُ أذواد أُصِبْنَ ونسوة ... فلن تذهبوا فِرْغاً بقتل حبال ويقال: ذهب دمه فِرْغاً وفَرْغاً: أي هدرا لم يطلب به. والافْرَغُ: الفارغ، قال رؤبة: لو كنت أسطيعك لم يُشَغْشَغِ ... شربي وما المشغول مثل الأفْرَغِ والطعنة الفَرْغاءُ: ذاة الفَرْغِ وهو السعة. والأفْرَاغُ: الصب، وقوله تعالى:) ربنا أفْرِغْ علينا صبراً (أي اصبب؛ كما تفرغ الدلو: أي تصب. وحلقة مُفْرَغَةٌ: أي مصمتة الجوانب. ويروى قول رؤبة: بمدفق الغرب رحيب المَفْرَغِ بضم الميم وفتحها، فالضم بمعنى الإفْرَاغِ، والفتح بمعنى الموضع، وقال أبو وجزة السعدي: أفْرِغْ لجوف وردها أفراد ... عباهل عبهلها الذُّوّادُ وأفْرَغْتُ الدماء: أرقتها. وفَرَّغْتُه تَفْرِيْغاً: أي صببته. وتَفْرِيغُ الظروف: إخلاؤها. ويزيد بن ربيعة بن مُفَرِّغٍ الحميري الشاعر، وقيل له مُفَرِّغ لأنه راهن على أن يشرب عساً من لبن ففَرَّغَه شربا. وقال ابن الكلبي في نسب حمير: هو يزيد بن زياد بن ربيعة مُفَرِّغ، وكان حليفاً لآل خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، قال: وله اليوم عَقِبٌ بالبصرة. وقرأ الحسن البصري وأبو رجاءٍ والنخعي وعمران بن جرير:) حتى إذا فُرِّغَ عن قلوبهم (. والمُسْتفرِغَةُ من الإبل: الغزيرة. والإسْتِفْرَاغُ في اصطلاح الأطباء: تكلف القيىء. واسْتَفْرَغَ فلان مجهوده: إذا لم يبق من جهده وطاقته شيئاً. وفرس مُسْتَفْرغٌ: لا يدخر من حُضْرِه شيئاً. وافْتَرَغْتُ: أي صببت على نفسي. وافْتَرَغْتُ من المزادة لنفسي ماء: إذا اصطَبَبْتَه. وتَفَرَّغَ: تخلى من الشغل، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: تَفَرَّغوا من هموم الدنيا ما استطعتم. والتركيب يدل على خُلُو ذرعٍ. فشغ فَشَغَه: أي علاه حتى غَطّاه، قال عدي بن زيد العبادي يصف فرسا: له قُصِّةٌ فَشَغَتْ حاجبيه ... والعين تبصر ما في الظلم والناصية الفَشْغَاءُ والفاشِغَةُ: المنتشرة. وفَشَغَه بالسوط: أي علاه به. والفُشَاغُ: الرقعة من أدم يُرْقَعُ بها السقاء. والفُشَاغُ - مثال صُرَاخٍ - والفُشّاغُ - مثال مُكّاءٍ -: نبات يعلو الأشجار فيلتوي عليها فيفسدها. وقال الليث: الفَشْغَةُ: قطنة في جوف القصبة. والفَشْغَةُ - أيضاً -: ما تطاير من جوف الصَّوْصَلاة، والصَّوْصَلاةُ حشيش، وهو الصّاصُلى. قال: ورجل أفْشَغُ الثنية ناتئها. وأفْشَغُ الأسنان: متفرقها لسعة ما بينها. والأفْشَغُ: الذي ذهب قرناه كذا وكذا. ورجب مِفُشَغٌ - بكسر الميم -: الذي يواجه صاحبه بما يكره، وقيل: هو الذي يقدع الفرس ويقهره، قال رؤبة: بأن أقوال العنيف المِفْشَغِ ... خلطٌ كخلطِ الكذب المُمَغْمَغِ

فضغ

ويروى: " المُمَضَّغِ ". والمُمَغْمَغُ: المخلط. ويقال للرجل الميون القليل الخير: مُفْشِغٌ - بضم الميم -، وقد أفْشَغَ الرجل. وأفْشَغْتُ الرجل السوط: ضربته به. وفَشَّغَه النوم تَفْشِيْغاً: إذا علاه وغلبه؛ عن الأصمعي، قال أبو داود جارية بن الحجاج الايادي: فإذا غزال عاقد ... كالظبي فَشَّغَهُ المنام أي: كسله. وأنْفَشَغَ: ظهر وكثر. وتَفَشَّغَ فيه الشيب: أي كثر وأنتشر. وتَفَشَّغَ فيه الدم: أي غلبه ومشى في بدنه. والتَّفَشُّغُ: التَّفْخِيْذُ، وتَفَشَّغَ الرجل البيوت: دخل بينها. وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: أن وفد البصرة أتوه وقد تَفَشَّغوا؛ فقال: ما هذه الهيئة؟ فقالوا: تركنا الثياب في العياب وجئناك، قال: البسوا أميطوا الخيلاء. معنى تَفَشَّغُوا: لبسوا أخس ثيابهم ولم يتهيأوا، وقال جار الله العلامة الزمخشري - رحمه الله -: أنا لا آمن أن يكون مصحفا من تَقَشَّفُوا، والتَّقَشُّفُ: ألا يتعاهد الرجل نفسه؛ ومنه عام أقْشَفُ: وهو اليابس، قال: فإن صح ما رووه فلعل معناه: انهم لم يحتفلوا في الملابس وتثاقلوا عن ذلك لما عرفوا من خشونة عمر - رضي الله عنه - أطلق لهم أن يتجملوا باللباس على ألا يختالوا فيه. وفي حديث علي - رضي الله عنه - أنه قال له الأشتر: إن هذا الأمر قد تَفَشَّغَ: أي كثر وعلا وظهر. وفي حديث النجاشي - رضي الله عنه - أنه قال لقريش: هل تَفَشَّغَ فيكم الولد فإن ذلك من علامات الخير، قالوا: وما تَفَشُّغُ الولد؟ قال: هل يكون للرجل منكم عشرة من الولد ذكور؟ قالوا: نعم وأكثر من ذلك، قال: فهل ينطق فيكم الكرع؟ قالوا: وما الكرع؟ قال: الرجل الدنيء النفس والمكان، قالوا: لا ينطق في أمرنا إلا أهل بيوتنا وأهل رأينا، قال: إن أمركم - إذن - لمقبل، فإذا نطق فيكم الكرع وقل ولدكم أدبر جدكم. أي: هل كثر فيكم الولد؟ وقال أبو حسان مسلم الأحرد الأعرج: قلت لابن عباس؟ رضي الله عنهما -: ما هذه الفتيا التي قد تَفَشَّغَتْ: من طاف فقد حل؟ قال: سُنَّةُ نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وإن رغمتم. أي انتشرت، قال طفيل بن عوف الغنوي: وقد سمنت حتى كأن مخاضها ... تَفَشَّغَها ظلع وليست بظلعِ وتَفَشَّغَه الدَّيْنُ: أي ركبه وعلاه. وتَفَشَّغَ الجمل الناقة: كذلك. والمُفَاشَغَةُ: أن يُجَر ولد الناقة ويُنحَرَ وتُعْطَفَ على ولد آخر يجر إليها فيُلقى تحتها فترأمه، يقال: فاشَغَ بينهما، وقد فُوْشِغَ بها، قال الحارث بن حلزة: بطلا يجروه ولا يرثي له ... جر المُفَاشِغِ هم بالارامِ والفِشَاغُ: الشِّغَارُ. والتركيب يدل على الانتشار. فضغ ابن دريد: فَضَغْتُ العود أفْضَغُه فَضْغاً: إذا هشمته. ورجل مِفْضَغٌ: إذا كان يتشدق ويلحن؛ كأنه يَفْضَغُ الكلام. فغغ ابن عباد: فَغَّتْني الرائحة تَفُغُّني. والغَفَّةُ: تَضَوُّعُ الرائحة. فلغ ابن دريد: الفَلْغُ والثَّلْغُ واحد، يقال: فَلَغْتُ رأسه وثَلَغْتُه؛ سواء: إذا شدخته، وقد مر الشاهد من الحديث في تركيب ث ل غ. وتَفَلَّغَ: تهشم. فوغ شَمِرٌ: فَوْغَةُ الطيب وفَوْعَتُهُ: رائحته. قال: والفَوْغَةُ من الفاغِيَةِ، قال الأزهري: كأنها مقلوبة منها. وقال ابن عباد: فاغَتِ الرائحة تَفْوْغُ فَوْغاً. وقال ابن الأعرابي: الفائغَةُ: الرائحة المخشمة من الطيب وغيره. وقال غيره: الفَوَغُ - بالتحريك - الضخم في الفم، يقال: رجل أفْوغُ. وفاغُ: من قرى سمرقند. كرغ كَرَاغ - مثال سَحَابٍ -: نهر بهراة. لتغ ابن دريد: اللَّتْغُ: الضرب باليد - زعموا -. يقال: لَتَغَه بيده يَلْتَغُه لَتْغاً، قال: وليس بثبت. وقال غيره: اللَّتْغُ: مثل اللَّدْغْ. لثغ الليث: الَّلثَغُ والُّثْغَةُ: مصدرا الألْثَغِ؛ وهو الذي يتحول لسانه من السين إلى الثاء. وقال غيره: اللُّثْغَةُ في اللسان: أن يجعل الراء غينا أو لاما والسين ثاء، وافق الليث في المعنى الأخير. يقال: لَثِغَ يَلْثَغُ لَثَغاً. وقال ابن دريد: اللَّثَغُ: اختلال في اللسان وأكثر ما يقال في الراء إذا جُعلت ياء أوغينا. وقال أبو زيد: الألْثَغُ: الذي لا يتم رفع لسانه في الكلام وفيه ثقل.

لدغ

وفي نوادر الأعراب: ما أشد لُثْغَتَه وما أقبح لَثَغَتَه. فبالضم: ثقل اللسان؛ وبالتحريك: الفم. وقال محمد بن يزيد: اللُّثْغَةُ: أن يعدل بحرف إلى حرف. وقال غيره: لَثَغَ فلان لسان فلان: إذا صيره ألْثَغَ. لدغ لَدَغَتْه العقرب تَلْدَغُه وتَلْدَاغاً؛ فهو مَلْدُوْغٌ ولَدِيْغٌ، ومنه قول النبي - صلى الله عله وسلم -: لا يُلْدَغُ المؤمن من حجر مرتين. وقوم لَدْغى ولُدَغَاءُ. ويقال - أيضاً -: قوم لَدْغى ولُدَغَاءُ: وقاع في الناس. وقال ابن دريد: لَدَغَتْه الحية لَدْغاً. ولَدَغْتُ فلانا بكلمة: إذا نزغته بها، قال رؤبة: وذاق حيات الدواهي اللُّدَّغِ ... مني مقاذيف مدق مِفْدَغِ ورجل مِلْدَغٌ: إذا كان يفعل ذلك بالناس. وقال ابن عباد: اللُّدَّاغُ - بالضم والتشديد -: الشوك وطرفه المحدد. واللُّدّاغَةُ: القارصة من الرجال. لصغ ابن عباد: لَصغَ الجلد لُصُوْغاً: إذا يبس على العظم عجفاً. لغغ ابن دريد: اللَّغْلَغُ: طائر، قال: ويقال اللقلق: لطائر آخر. أراد: أن اللِّغْلَغَ غير اللقلق. وقال ابن الأعرابي: لَغْلَغَ ثريده: إذا رواه من الأدم ونحو ذلك. قال: ويقال: في كلامه لَغْلَغَةٌ ولَخْلَخَةٌ: أي عُجْمَة. لوغ ابن دريد: اللَّوْغُ: أن تدير الشيء في فمك م تلفظه، والفعل: لاغَهُ يَلُوْغُه. وقال ابن الأعرابي: لاغَ بَلُوْغُ لَوْغاً: إذا لزم الشيء. وقال ابن عباد: يقال: هو سائغ لائغٌ وسَيَّغٌ لَيَّغٌ. ليغ أبو عمرو: الألْيَغُ: الذي لا يبين الكلام. وقال الليث: الألْيَغُ: الذي يرجع لسانه إلى الياء. وقال ابن عباد: في المثل: دري بما هندك باليْغَاءُ. وقال ابن الأعرابي: رجل لِيَاغَةٌ - بالكسر - وألْيَغُ: أي أحمق. والَّليَغُ - بالتحريك -: الحُمق الجيد. وقال ابن عباد: لِغْتُ الشيء ألِيْغُه لَيْغاً: إذا راودته عنه. قال: وتَلَيَّغَ: أي تحمق. مرغ ابن دريد: الأمْرَغُ: موضع. والمَرْغُ: اللعاب، قال رجل من أهل اليمن يخاطب أمه: دونك بَوْغاءَ رِيَاغِ الرفغِ ... فأصفِغِيْهِ فاك أي صَفْغِ ذلك خير من حطام الدَّفْغِ ... وأن تري كفك ذاة نَفْغِ تَشْفِيْنَها بالنَّفْثِ أو بالمَرْغِ وتقول العرب: أحمق لا يجأى مَرْغَه: أي لا يحبس لعابه. وقال ابن عباد: مَرَغَ البعير يَمْرَغُ مَرْغاً: كأنه يرمي باللغام، وبكار مُرَّغٌ: يسيل لغامها، قال رؤبة: أعلو وعرضي ليس بالمُمَشَّغِ ... بالهدر تَكْشَاشَ البكار المُرَّغِ ويقال: المُرَّغُ: التي يسيل مَرْغُها، وليس له واحد. وقال أبو عمرو: المُرَّغُ: مُرَّغ في التراب. وقال ابن الأعرابي: المُرَّغُ: التي تَمرَّغُها الفحول. ومَرَغَتِ السائمة العشب تَمَرَغُه مَرْغاً. وقال ابن عباد: المَرْغُ: أكل العشب. وقال أبو عمرو: مَرَغَ العير في العشب: أقام فيه، وأنشد: إني رأيت العير في العشب مَرَغْ ... فجئت أمشي مستطارا في الرَّزَغْ وقال أبو عمرو: المَرْغَةُ: الروضة. وقال ابن الأعرابي: المَرْغُ الروضة الكثيرة النبات. والمَرَاغُ والمَرَاغَةُ: موضع تمرغ الدابة، قال أبو النجم يصف ناقة: يجفلها كل سنام مجْفَلِ ... لأُياً بلأي في المَرَاغِ المسهل والمَرْغُ: المصير الذي يجتمع فيه بعر الشاة. ومَرَاغَةُ: أشهر باد أذربيجان. والمَرَاغَةُ - أيضاً -: من بلاد بني يربوع، قال أبو البلاد الطهوي وكان خطب امرأة فَزُوِّجتْ من رجل من بني عمرو بن تميم فقتلها فهرب: ألا أيها الظبي الذي لي بارحاً ... جبوب الملابين المَرَاغَةِ والكدر سُقيت بعذب الماء هل أنت ذاكر ... لنا من سُلَيمى إذ نشدناك بالذكر والمَرَائغُ: كورة بصعيد مصر غربي النيل. وقال ابن دريد: بنو المَرَاغَةِ: بُطين من العرب.

مسغ

فأما قول الفرزدق لجرير: يا ابن المَرَاغَةِ؛ فإنما يُعَيَّرُه بني كليب لأنهم أصحاب حمير، وقال الغوري: لأن أُمه ولدت في مَرَاغَةِ الإبل. وقال ابن عباد: المَرَاغَةُ: الأتَان لا تمنع الفحولة وبذلك هجا الفرزدق جريرا، قال: وقيل هي مشربُ الناقة التي أرسلها جرير فجعل لها قسما من الماء ولأهل الماء قسما، قال الفرزدق يهجو جريراً: يا ابن المَرَاغَةِ أين خالك أنني ... خالي حُبَيْشٌ ذو الفعال الأفضل وقال بعضهم: المَرَاغَةُ: أم جرير لقبها به الأخطل حيث يقول: وابن المَرَاغَةِ حابس أعياره ... قذف الغريبة ما تذوق بلالا أراد أمة كانت مَرَاغَةً للرجال، ويروى: رمي الغريبة. وقال ابن عباد: فلانٌ مَرَاغَةُ مال: كما يقال إزاء مال. ورجل مَرّاغَةُ - بالفتح والتشديد -: أي يَتَمرَّغُ. وقال الليث: المَرْغُ: الإشباع بالدهن. وقال غيره: المِمْرَغةُ: المعى الأعور لأنه يُرمى به، وسُميَ أعور لأنه كالكيس لا منفذ له. والمارغ: الأحمق. وأما قول رؤبة: خالط أخلاق المجون الأمرغ فمعناه: خالط الأخلاق السيئة المنتنة فصار كالمُتَمَرَّغِ في السوءات. وقد مرغ عِرضُه - الكسر -. وشَعَرٌ مَرِغٌ - مثال كَتِفٍ -: ذو قبول للدهن، ورجل أمْرَغُ. وأمْرَغَ: أي سال لعابه. وأمْرَغَ العجين - لغة في أمْرَخَه -: أي أكثر ماءه حتى رق. وأمْرَغَ: إذا أكثر الكلام في غير صواب. ومَرَّغَ الدابة في التراب تَمرِيْغاً؛ فَتَمَرَّغَتْ. وتَمرَّغَ الإنسان: إذا تقلب وتلوى من وجع يجده؛ تشبيها بالدابة. وتَمَرَّغَ: إذا رش اللعاب من فيه، قال الكميت يعاتب قريشا: فلم أرْغُ مما كان بيني وبينها ... ولم أتَمَرَّغْ أن تجنى عصوبها قوله: " فلم أرْغُ " من رُغَاءِ البعير. وتَمَرَّغَ المال: إذا أطال الرعي كفي المَرْغ: أي الروضة. وتَمَرَّغْنا: أي تنزهنا. والمُتَمَرَّغُ: الذي يصنع نفسه بالأدهان والتزلق. وقال أبو عمرو: تَمَرَّغْتُ على فلان: أي تَلَبَّثْتُ وتمكنت. وقال ابن عباد: تَمَرَّغْتُ في الأمر: أي ترددت فيه. والتركيب يدل على سيلان شيء في شيء. مسغ ابن الأعرابي: أمْسَغَ الرجل: تنحى. مشغ المَشْغَ: ضرب من الأكل ليس بالتشديد كأكلك القثاء ونحوه. وقال أبو تراب: مَشَغَه مائة سوط ومَشَقَه: إذا ضربه. والمِشْغُ - بالكسر - والمِشْقُ: المَغْرَةُ. ومَسشَغْتُ عرض الرجل مَشْغاً: إذا عِبْتَه، عن ابن دريد. وقال ابن عباد: المَشْغَةُ: قطعة من ثوب أو كساءٍ خلق. وقال غيره: المَشْغَةُ: طين يجمع ويُغرَزُ فيه شوك ويترك حتى يجف ثم يضرب عليه الكتان حتى يتسرح. ومَشَّغَ الثوب تَمِشيْغاً: صبغه بالمغرة. ومَشَّغَه: عابه. ومَشَّغَ الشيء: كدره، قال رؤبة: أعلو وعرضي ليس بالمُمَشَّغِ ... بالهدر تكشاش البكار المُرَّغِ أي: ليس بالمكَدَّرِ الملطخ. مضغ مَضَغَ الطعام يَمْضَغُه مَضْغاً. والمَضَاغُ - بالفتح - ما يُمْضَغُ، يقال: ما عندنا مَضَاغٌ؛ وما ذُقْتُ مَضَاغاً. وهذه كسرة لينة المَضَاغِ، قال: تَزَجَّ من دنياك بالبلاغ ... وباكر المعدة بالدَّبَاغِ بكسرة طيبة المَضاغِ ... بالملح أو ماشئت من صَباغِ ويروى: " لَيَّنَة ". والمُضاغَةُ - بالضم -: ما مَضَغْتَ. والمُضَّاغَةُ - بالتشديد -: الأحمق. والمُضْغَةُ: قطعة لحم، قال الله تعالى:) فَخَلَقْنا العَلَقَةَ مُضْغَةً (، وقال زهير بن أبي سلمى: تُلَجلج مُضْغَة فيها أنيض ... أصلت فهي تحت الكشح داء وقلب الإنسان: مُضْغَةٌ من جسده، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن في الجسد لَمُضْغَةً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب. وقد تكون المُضْغَةُ من غير اللحم، يقال: أطيب مُضْغَةِ يأكلها الناس صيحانية مُصَلَّبَةٌ.

مغغ

وأما حديث عمر - رضي الله عنه -: وأتاه رجل فقال: إن ابن عمي شُجَّ مُوْضِحةً؛ فقال: أمن أهل القرى أم من أهل البادية؟ فقال: من أهل البادية، فقال عمر - رضي الله عنه -: إنا لا نتعاقل المُضَغَ بيننا. فالتَّعَاقُلُ - تفاعل - من العقل وهو الدية، ومي مالا يعتد به في أصحاب الدية: مُضَغاً؛ تقليلا وتصغيراً، ومُضَغُ الأمور: صغارها. وكان عمر - رضي الله عنه - يقول: أهل القرى لا يعقل المُوْضِحَةَ ويعقلها أهل البادية. وعن عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: ما دون المُوْضِحَةِ خدوش فيها صلح. وقال الشعبي: ما دون المُوْضِحَةِ فيه أجرة الطبيب. وقال الأصمعي: المَضائغُ: العقبات اللواتي على طرف السيتين، الواحدة: مَضِيْغَةٌ. وقال ابن دريد: المَضِيْغَةُ: لحمة تحت ناهض الفرس، قال: والناهض: لحم العضد. وقال ابن شميل: كل لحم على عظم: مَضِيْغَةٌ، والجمع مَضِيْغٌ، وقال غيره: مَضَائغُ. وقال الليث: كل لحمة يفصل بينها وبين غيرها عرقٌ: فهي مَضِيْغَةٌ. واللِّهْزِمَةُ: مَضِيْغَةٌ والعضلة: مَضِيْغَةٌ. وعقبة القواس المَمْضُوغَةُ مَضِيْغَةٌ. والماضِغَانِ: أصول اللحيين عند مَنْبِتِ الأضراس، ويقال: عِرقان في اللحيين. وقول رؤبة: إن لم يعقني عائق التَّسَغْسُغِ ... في الأرض فارقبني ومعجم المُضَّغِ معناه: أنظر إلي وإلى الذين يَمْضَغُوْنَ عندك كيف فعلى وفِعْلُهم. وقال ابن عباد: أمْضَغَ النخل: أي صار في وقت طيبه حتى يُمْضَغَ. وقال غيره: ما ضَغَه في القتال: أي جاده فيه. مغغ الليث: المَغْمَغَةُ: الاختلاط، وقال غيره: التخليط، قال رؤبة: ما منك خلط الخلق المُمَغْمَغ وقال - أيضا - في هذه الأرجوزة: خلطٌ كَخَلْطِ الكذب المُمَغْمَغِ ويروى: " الكاذب المُمَغْمِغِ ". وقال أبو عمرو: إذا روى الثريد دسما قيل: مَغْمَغَةَ. وقال ابن دريد: يقال: مَغْمَغَ الرجل اللحم: إذا مَضَغَه ولم يحكم مَضْغَه، وكذلك مَغْمَغَ كلامه: إذا لم يبينه؛ وقال غيره: هو مقلوب غَمْغَمَ. وقال غيره: مَغْمَغَ الكلب في الإناء: وَلَغَ. وقال ابن عباد: المَغْمَغةُ: العمل الضعيف. ومَغْمَغْتُ الثوب في الماء: مثل غَثْغَثْتُه. وتَمَغْمَغَ: نال شيئا من العشب. وتَمَغْمَغَ المال: إذا جرى فيه السمن. والتركيب يدل على الاختلاط. ملغ المِلْغُ - بالكسر -: النذل الأحمق الذي يتكلم بالفحش، يقال: بِلْغٌ مِلْغٌ، وقد يفرد المِلْغُ، قال رؤبة: والمِلْغُ يلكى بالكلام الأمْلَغِ فدل على أنه ليس بإتباع. وقال ابن دريد: رجل مِلْغٌ من قوم أمْلاغٍ: وهم الضعافُ الحمقى. وقال غيره: رجل مِلْغٌ بين المُلُوْغَةِ. وقال ابن عباد: رجل مالِغٌ: أي داعر، وقوم مُلاّغٌ. قال: وتَمَالَغْتُ بالإنسان: ضحكت به. ومالَغْتُه بالكلام: مازحته بالرفث. والتَملُّغُ: التحمق، قال رؤبة: يمارس الإعضال بالتَملُّغِ منغ مَنَغُ - بالتحريك -: من نواحي حلب، وكانت قديما: مَنَعَ - بالعين غير معجمة - فغير اسمها. ومَنُوغانُ: من مدن كرمان، وإذا عربوها قالوا: مَنُوجَان. موغ ابن دريد: ماغَتِ الهرة تَموْغ مُوَاغا - مثل ماءت تَموْءُ مُوَاءً -: إذا صَوَّتَتْ. نبغ نَبَغَ الشيء يَنْبَغُ ويَنْبِغُ ويَنْبُغُ: إذا ظهر. ونَبَغَ الرجل: إذا لم يكن في إرث الشعر ثم قال وأجاد، ومنه سمي النَّوابغُ من الشعراء؛ وهم: النّابِغَةُ الذبياني: واسمه زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذْبيان بن بغيظ بن ريث بن غظفان بن سعد بن قيس عيلان، وكنيته أبو تمامة وأبو أمامة، وقيل له النّابِغَة بقوله: وحلت في بني القين بن جسر ... فقد نَبَغَتْ لنا منها شؤون والنّابِغَةُ الجعدي - رضي الله عنه -: وهو أبو ليلى قيس بن عبد الله بن عُدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعَةَ بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خَصَفَةَ بن سعد بن قيس عيلان. وهو أشعر من النابغة الذبياني. وهجته ليلى الأخيلية فقالت: أنابغَ لم تَنْبُغْ ولم تكُ أولا ... وكنت صُنَيّاً بين صُدَّيْنِ مجهلا ويروى: " شُعَيْبا ".

نتغ

والنّابِغَةُ الحارثي: وهو نابِغَةُ بني الديان واسمه يزيد بن أبان بن عمرو بن حزن بن زياد بن الحارث بن مالك بن كعب بن الحارث بن كعب، وأجتمع النابغة هذا مع نبي الديان في زايد بن الحارث فهو يعرف بهم. والنّابِغَةُ الشيباني: واسمه عبد الله بن المخارق بن سُليم بن حَصِيرة بن قيس بن شيبان بن حمار بن حارثة بن عمرو بن أبي ربيعة بن شيبان بن ثعلبة. والنّابِغَةُ الغنوي: وهو ابن لأي بن مُطَمِّع بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن عوف بن كعب. والنّابِغَةُ: الرجل العظيم الشأن، والهاء في النابغة للمبالغة. وقال الفرّاء: النُّبَاغُ - بالضم - والنَّبْغُ: غبار الرحى؛ وهو ما تطاير من الدقيق إذا طُحن. ونَبَغَ الوعاء بالدقيق: إذا كان رقيقا فتطاير من خصاص ما رق منه. ونَبَغَ الماء ونَبَعَ: واحد. وفي حديث عائشة - رضي الله عنها -: وغاض نَبْغَ الردة. إي أذهبه ونَقَصَه. وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب م. ي. ح. ومَحَجَّةٌ نَبّاغَةٌ: يثور ترابها. والنَّبّاغَةُ: الإست. ونَبَغَ من فلان أمر كرهناه: أي بدا وظهر. ونَبَغَ من المُزْنِ قطرات من مطر. ونَبَغَ فلان في الدنيا: إذا اتسع. والنُّبَاغُ والنُّبّاغُ - بالضم فيهما وبالتخفيف والتشديد - والنُّبَاغَةُ والنُّبّاغَةُ: الهِبْرِيَةُ. والنُّبَاغَةُ: الطحين الذي يذر على العجين. وقال ابن دريد: تَنْبُغُ: موضع. ونَبَغَ رأسه نَبْغاً: إذا ثار ذلك منه. ونَبَغَتْ علينا منهم نَبّاغَةٌ: أي خرجت خوارج. ونَبَغَةُ الناس - بالتحريك -: وسطهم. والنَّبِيْغُ: أن تُنْفَضَ النخلة فيطير غرابها في وليع الإناث؛ وذلك تلقيح. وأنْبَغْتُ البلد: أكثرت الترداد إليه. وأنْبَغَ النّاخِلُ: أخرج الدقيق من خصاص المنخل. والتركيب يدل على بروز وظهور. نتغ ابن دريد: نَتَغْتُ الرجل أنْتِغُه وأنْتُغُه - مثال أضربه وأكتُبُه -: إذا عبته وذكرته بما ليس فيه. ورجل مِنْتَغٌ - بكسر الميم -: إذا كان فعالا لذلك. وقال الليث: أنْتَغَ: إذا ضحك ضحك المستهزئ خفيا، وأنشد: لما رأيت المُنْتِغِينَ أنْتَغُوا وقال ابن الأعرابي: الانْتَاغُ: أن يُخفي ضحكه ويُظهر بعضه، وأنشد: غَمَزَتْ بشيبي تربها فتعجبت ... وسمعت خلف قرامها إنْتاغَها وكذاك ما هي إن تراخى عمرها ... شبهت جعد غموقها أصْدَاغَها قال: الغَمْقُ: الشعر الطيب الرائحة، وقال الأزهري: كأنه نُدِّيَ بالدهن ورطل به حتى طاب. وقال ابن فارس: النون والتاء والغين ليس بشيء غير حكاية؛ وذكر الانْتَاغَ والنَّتْغَ. ندغ نَدَغَه يَنْدَغُه نَدْغاً: أي نَخَسَه بإصبعه. والنَّدْعُ: الطعن بالرمح؛ وبالكلام أيضا. والمِنْدَغُ - بكسر الميم -: الذي من عادته النَّدْغُ، قال رؤبة: وجس كتحديث الهلوك الهَيْنَغِ ... لذت أحاديث الغوي المِنْدَغِ والمِنْدَغَةُ والمِنْسَغَةُ: إضبارة من ذنب طائر ونحوه يَنْسَغُ بها الخباز الخبز. والنَّدْغُ - أيضا -: مثل اللدغ. والنَّدْغُ؟ بالفتح عن أبي عبيدة، وبالكسر عن أبي زيد -: السَّعْتَرُ البري، ومنه حديث الحجاج: أنه كتب إلى عامله بالطائف: أرسل إلي بعسلٍ أخضر في السقاء أبيض في الإناء من عسل النَّدْغِ والسحاء من حدب بني شبابة. وقال أبو عمرو: النَّدْغُ: شجرة خضراء لها ثمرة بيضاء، الواحدة: نَدْغَةٌ. وزعم الأطباء عسل السعتر أمتن العسل وأشد حرارة، قال أبو نؤاس يرثي خلفاً الأحمر: هاتيك أو عصماءُ في أعلى الشرف ... تظل في الطُّبّاقِ والنَّدْغِ الألف ويروى: " تَرُوْدُ ". وبنو شبابة قوم بالطائف. والنُّدْغَةُ - بالضم -: البياض في آخر الظفر. ونُدِغَ الصبي: دُغْدِغَ. وقال ابن عباد: نَدَغَه وأنْدَغَ به: أي ساءه. وقال أبو عمرو: يقال نَبِّغي عجينك: أي ذُري عليه الطحين. والانْتِداغُ: الضحك الخفي. والمُنَادَغَةُ: شبه المُغَازَلَةِ. والتركيب يدل على شبه الطعن والنخس. نزغ قوله تعالى:) وإما يَنْزَغَنَّكَ من الشيطان نَزْغٌ (النَّزْغُ والهمز: الوسوسة، يقول: إن نالك من الشيطان أدنى وسوسة، وقال اليزيدي: يَنْزَغَنَّكَ: يَسْتَخِفَّنَكَ. ويقال: نَزَغَ بيننا: أي أفسد.

نسغ

وقيل: النَّزْغُ: الإغراء، قال الله تعالى:) من بعد أن نَزَغَ الشيطان بيني وبين أخوتي (أي أغرى، وقيل: أفسد. ونَزَغَه بكلمة ونَسَغَهُ ونَدَغَه: أي طعن فيه. والنَّزْغُ: الغيبة، قال رؤبة: وأحذر أقاويل العُداة النُّزَّغِ ورجل مِنْزَغَةٌ ومِنْزَغٌ ونَزّاغٌ: يَنْزَغُ الناس؛ والهاء للمبالغة. والمِنْزَغَةُ: إضبارة من ذنب طائر ونحوه يَنْزَغُ بها الخباز الخبز. والتركيب دليل على إفساد بين أثنين. نسغ النَّسْغُ: مثل النَّخْسِ، يقال نَسَغَه بسوطٍ: أي نَخَسَه. وقال ابن فارس: يقال نَسَغْتُ دابتي لتثور. ونَسَغَه بكلمة: مثل نَزَغَه. ونَسَغَتِ الواشمة: إذا غَرَّزَتْ في اليد بالإبرة، وذلك أن الواشمة إذا وشمت يدها ضبرت عدة إبر فَنَسَغَتْ بها يدها ثم أسَفَّتْه النؤوْرَ فإذا برأ قلع ثرفه عن سواد قد رَصُنَ. والمِنْسَغَةُ: إضبارة من ذنب طائر ونحوه يَنْسَغُ بها الخباز الخبز. وقال أبو عمرو: النَّسِيْغُ: العرق. وقال الأموي: نَسَغَ في الأرض: إذا ذهب فيها. وقال ابن فارس: نَسَغْتُ اللبن بالماء: مَذَقْتُه. ونَسَغَ فلان من إبل فلان: إذا أخذ منها شيئا سلا. ونَسَغَتْ أسنانه: استَرْخَتْ أصولها. والنُّسْغُ - بالضم -: ماء يخرج من الشجرة إذا قطعت. وقال الأصمعي: يقال للفَسيلة إذا أخرجت قلبها: قد أنْسَغَتْ. قال: وإذا قُطِعَتِ الشجرة ثم نبتت قيل: قد أنْسَغَتْ. وقال ابن عباد: نَسَّغَ الرجل تَنْسِيْغاً: إذا أخرج سعفا فوق سعفٍ. وقال غيره: نَسَّغَتْ أسنانه: استرخت أصولها؛ مثل نَسَغَتْ. وانْتَسَغَتِ الإبل: إذا تفرقت في مراعيها وتباعدت، قال الأخطل: رجن بحيث تَنْتَسِغُ المطايا ... فلا بقاً يخفن ولا ذبابا وقال المرار بن سعيد الفقعسي: تنقلتِ الديار بها فحلت ... بحزة حيث يَنْتَسِغُ البعير ويقال انْتَسَغَ البعير: إذا ضرب بيده إلى كركرته من الذباب. والتركيب يدل على غرز شيء بشيء. نشغ النَّشْغُ: الشَّهِيْقُ حتى يكاد يبلغ به الغَشْيَ، وإنما يفعل ذلك الإنسان تشوقا لأبي صاحبه وأسفاً عليه، ومنه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - فَنَشَغَ، قال رؤبة: عرفت أني ناشِغٌ في النُّشِّغِ ... إليك أرجو من نداك الأسْنَغِ وقال الأصمعي: النَّشَغَاتُ عند الموت فَوْقات خفيات جدا، وفي حديث آخر: لا تعجلوا بتغطية وجه الميت حتى يَنْشَغَ أو يَتَنَشَّغَ، وفي حديث آخر: فإذا هو يَنْشَغُ: أي يمتص بفيه. وقال أبو تراب: نَشَغْتُ الصبي وجوراً ونَشَعْتُه: إذا أوجرته، وهو النَّشُوْغُ والنَّشُوْعُ، وقد نُشِغَ الصبي ونُشِعَ: إذا أُوجز، قال ذو الرمة: إذا مرئية ولدت غلاماً ... فألام مرضعٍ نُشِغَ المحارا والمِنْشَغَةُ والمِنْشَعَةُ: المُسْعُطُ، قال: سأنْشَغَهَ حتى يلين شَرِيْسُهُ ... بمنْشَغَةٍ فيها سِمامٌ وعَلْقَمُ وربما قالوا: نَشَغْتُه الكلام نَشْغاً ونَشَعتُه نَشْعاً - وهو على التشبيه - أي لقنته وعلمته. وقال الرفاء: النَّوَاشِغُ: مجاري الماء في الوادي، وأنشد للمرار بن سعيد الفقعسي: ولا متدارك والشمس طفلٌ ... ببعض نَواشِغِ الوادي حمولا وقال ابن فارس: هي أعالي الوادي، الواحد: ناشِغَةٌ. وقال أبو عمرو: نُشِغَ به ونُشِغَ به: أي اولع به فهو مَنْشُوْعٌ به. وقال ابن عباد: النَّشْغُ: أن تشرب الماء بيدك. وقول أبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي: شأس الهبوط زناء الحاميين متى ... يَنْشَغْ بواردة يحدث لها فَزَعُ يَنْشَغْ بواردةٍ: أي يصر فيه الناس فيتضايق الطريق بالواردة كما يُنْشَغُ بالشيء إذا غص به، ويروى: " يَبْشَعْ " بالياء الموحدة والعين المهملة، والمعنيان متقاربان. وقال ابن عباد: النُّشْغَةُ - بالضم -: الرمق. وقال غيره: النّاشِغُ: الذي يحيا بعد الجهد. والأنْشُوْغَةُ: الاستيج. ونَشَغَ الماء في الأرض: سأل. وقال ابن الأعرابي: نَشَغَه بالرمح: إذا طعنه به. قال: وانْشَغَ الرجل: إذا تنحى. قال: وانْتَشَغَ البعير: ضرب بخفه موضع لدغ الذباب، وأنشد للأخطل:

نفغ

تنقلت الديار بها فحلت ... بحزة حيث يَنْتَشِغُ البعير هكذا رواه الأزهري عن ابن الأعرابي. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصواب بالسين المهملة في اللغة وفي الشعر، وقد ذكرته في موضعه. والتركيب يدل على غرز شيء بشيء. نفغ النَّغَانِغُ: لحمات تكون في الحلق عند اللهازم الواحدة: نُغْنُغٌ. وقال الليث: النُّغْنُغُ موضع بين اللهاة وشوارب الحنجور، قال جرير: غمز ابن مرة يا فرزدق كينها ... غَمْزَ الطبيب نَغَانِغَ المعذور وقال ابن فارس: الزوائد التي في باطن الأذنين: نَغَانِغُ. ويقال: إن النُّغْنُغ الذي يكون فوق عنقِ البعير إذا أجتر تحرك. وقال ابن عباد: النُّغْنُغُ: من أسماء فرج النساء ذي الربلات. وقال غيره: النُّغْنُغُ: الأحمق الضعيف، والمرأة نُغْنُغَةٌ. ويقال: نُغْنِغَ الرجل - على ما لم يُسم فاعله -: إذا أصابه داء في نُغْنُغِه. نفغ ابن دريد: النَّفْغُ: تنفُّطُ اليدين من عمل، يقال: نَفَغَتْ يده تَنْفَغُ نَفْغاً ونُفُوْغاً: إذا تَنَفَّطَتْ ورقت من كد العمل - لغة يمانية - وجرى فيها الماء، وانشد أبو حاتم لرجل من أهل اليمن يخاطب أمة: دونك بَوْغاءَ رِيَاغِ الرَّفْغِ ... فأصْفِغِيْهِ فاك أي صَفْغِ خير من حطام الدَّفْغِ ... وأن تري كفكِ ذاة نَفْغِ تَشْفِيْنَها بالنَّفْثِ أو بالمرغ وتَنَفَّغَتْ يده: تَنَفَّطَتْ. نمغ الفراء: نَمَغَةُ الجبل - بالتحريك -: أعلاه. ونَمَغَةُ القوم: خيارهم ووسطهم. وقال ابن فارس: النَمغَةُ: ما تحرك من يافوخ الصبي أول ما يولد. وقال غيره: نَمَغَةُ من الناس والمال: تعني بذلك الكثرة. وقال الليث: التَّنْمِيْغُ: مجمجة بسوادٍ وحمرةٍ وبياضٍ، ورجل مُنَمَّغُ الخلق. والتركيب يدل على أعلى شيء. نهبغ ابن دريد: النُّهْبُوْغُ: طائر. وقال غيره: النُّهْبُوغ: من السفن البحرية الطويلة السريعة الجري، شبهوها بالطائر، ويقال لها: الدُّوْنِيْجُ أيضاً؛ وهو معرب دوني. وبغ ابن دريد: الأوْبَغُ: موضع. ووَبَغْتُ الرجل: إذا عبته أو طعنت عليه. وقال الليث: الوَبَغُ - بالتحريك -: داء يأخذ الإبل فترى فساده في اوبارها. وقال غيره: الوَبَغُ: هِبْرِيَةُ الرأس، ورجل وَبِغٌ. وقال ابن عباد: يقال وقع في وَبَغَةِ القوم: أي في وسطهم ومجتمعهم، ومجتمع كل شيء: وَبَغَتُه. والوَبّاغَةُ والوَبّاعَةُ: الإستُ، يقال: كذبتْ وَبّاغَتُكَ ووَبّاعَتًكَ. وتغ الوَتَغُ - بالتحريك -: الهلاك، يقال وَتِغَ يَوْتَغُ وَتَغاً: أي أثم وهلك. وقال الليث: الوَتَغُ: الإثم وقلة العقل في الكلام، قال: يا أُمنا لا تَغضبي إن شئتِ ... ولا تقولي وَتَغَاً إن فئتِ وقال أبو زيد: الوَتِغةُ من النساء: هي المضيعة لنفسها في فرجها، وقد وَتِغَتْ تَوْتَغُ وتَيْتَغُ وَتَغاً. وقال ابن عباد: الوَتَغُ: الملامة. وقال غيره: الوَتَغُ: الوجع وسوء القول وفرط الجهل. وأوْتَغَه الله: أي أهلكه، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: فإنه لا يُوْتِغُ إلا نفسه، أي لا يهلك، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ع ب ط. وفي حديثه الآخر - صلى الله عليه وسلم -: ما من أمير عشرةٍ إلا وهو يجيء يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه حتى يكون عمله هو الذي يطلقه أو يُوْتِغُه. وأوْتَغَه - أيضا -: أوجعه. وأوْتَغَ السلطان فلاناً: إذا حبسه أو ألقاه في بليةٍ. والتركيب يدل على إثم وبلية. وثغ وَثَغْتُ رأسه وَثْغاً: شدخته. وقال أبو عمرو: الوَثِيْغَةُ: الدرجة التي تتخذ للناقة. وقد وَثَغَ فلان ناقته يَثِغُها وَثْغاً: أي أتخذ لها وَثِيْغَةً. وقال ابن السكيت: يقال لما التف من العشب أيام الربيع: وَثِيْغَةٌ ووَثِيْخَةٌ ووَثِيْجَةٌ. وقال ابن عباد: ثريدة مَوْثُوْغَةٌ ووَثِيْغَةٌ: وهو أن يرد بعضها على بعض. ووَثِيْغَةٌ من المطر ووَثْغَةٌ: أي قليل منه. وزغ الوَزَغَةُ: دويبة، والجمع وَزَغَ وأوْزَاغٌ ووِزْغانٌ. وكان لعائشة - رضي الله عنها - عود تقتل به الوَزَغَ، قال: فلما تجاذبنا تَقَعْقَعَ ظهره ... كما تُنْقِضُ الوِزْغَانُ زُرْقاً عيونها

وشغ

والأوْزَاغُ: الرجال الضعاف. ويقال: بفلان وَزَغٌ: أي رعشة، وفي حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الحكم بن العاص حاكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين مر به النبي - صلى الله عليه وسلم - فجل الحكم يغمز به ويشير بإصبعه؛ فالتفت إليه فقال: اللهم أجعل به وَزَغاً، فأصابه مكانه وَزَغٌ لم يفارقه. قال ابن عباد: رجل وَزَغٌ: إذا كان حارضا فسلا. ووَزَغَتِ الناقة ببولها وأوْزَغَتْ به: إذا رمته دفعة دفعة. والحوامل من الإبل تُوْزِغُ بأبوالها، قال مالك بن زغبة الباهلي: وصرب كآذان الفراء فضوله ... وطعن كإيزاغ المخاض تبورها أي: تَبُورُها أنت؛ أي تختبرها. ويقال: الطعنة تُوْزِغُ بالدم: أي ترمي به. ويقال: وُزِّغَ الجبين تَوْزِيْغاً: إذا صور في البطن. وشغ شيء وَشْغٌ: أي وتح قليل. والوَشُوْغُ: ما يوجر في الفم. ووَشَغَ ببوله وَشْغاً: مثل وزغَ. وأوْشَغَ عطيته: أي أوتحها وأقلها، قال رؤبة: ليس كإيْشَاغِ القليل المُوْشَغِ وقال ابن الأعرابي: أوْشَغَتِ الناقة ببولها: مثل أوْزَغَتْ. وأوشَغْتُه: أوجرته. والتَّوشِيْغُ: تلطيخ الثوب بالدم حتى يصير عليه طرائق. وقال الليث: تَوشَّغَ فلان بالسوء: إذا تلطخ به، قال القُلاَخُ: إني امرؤ لم أتَوَشَّغْ بالكذب وقال ابن شميل: اسْتَوْشَغَ فلان: إذا استقى بدلوٍ واهيةٍ. ولغ وَلَغَ الكلب في الإناء يَلَغُ وُلُوْغاً ووَلْغاً ووَلَغَاناً: أي شرب ما فيه بأطراف لسانه، وقال ابن دريد: يالَغُ فيه: لغة، وانشد على هذه اللغة لعُبَيْد الله بن قيس الرقيات بصف شبلين: ما مر يوم إلا وعندهما ... لحم رجالٍ أو يالَغَانِ دما ويروى: يُوْلَغَانِ. وحكى اللحياني: وَلِغَ يَلِغُ - مثال وَرِثَ يَرِثُ - وقال غيره: وَلِغَ يَوْلَغُ - مثال وَجِلَ يَوْجَلُ -. وقال الفرّاء: وَلِغَ وُلْغاً - بالضم -. وحكى أبو زيد: وَلَغَ الكلب بشرابنا وفي شرابنا ومن شرابنا، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: إذا ولَغَ الكلب في إناء أحدكم فاغسلوه سبعا وعفروه الثامنة في التراب. ويقال: ليس شيء من الطيور يَلَغُ غير الذباب. وقال ابن عباد: ما وَلَغَ اليوم وَلُوْغاً: أي لم يطعم شيئاً. والمِيْلَغُ والمِيْلَغَةُ: الإناء الذي يَلَغُ فيه الكلب في الدم ويسقى فيه، وفي حديث علي - رضي الله عنه - فأعطاهم مِيْلَغَةَ الكلب، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب روع. ووَالِغٌ: جبل بين الأحساء واليمامة، قال: إذا قطعنا والِغاً والسَّبْسَبا ... ذكرت من رَبْعَةَ قيلا مرحبا وخبز بر عندها ومشربا ووالِغُوْنَ: وادٍ، وقال ابن عباد: جبيل بين الأحساء واليمامة، ولعله الذي ذكر جمع بما حوله، قال الأغلب العجلي: نحن منعنا جوف والِغِيْنا ... وقد تدلى عنبا وتينا والقول في إعرابه كالقول في إعراب نصيبين. والوَلْغَةُ - بالفتح -: الدلو الصغيرة، قال: شر الدلاء الوَلْغَةُ المُلاذِمَهْ ... والبكرات شرهن الصّائمة أي: هي لصغرها تحتاج أن يُلاذِمَها وتُلاذِمَه هي أيضا ولو كانت كبيرة لاستقى بها قدر ما يحتاج إليه بسرعة. والمُلاذِمَةُ: الملازمة. وأولَغَ الكلب: سقاه، ويروى قول عبيد الله بن قيس الرقيات يصف شبلين: ما مر يوم إلا وعندهما ... لحم رجالٍ أو يُوْلَغَانِ دَما ويروى: يالَغَانِ. ورجل مُسْتَوْلِغٌ: لا يبالي ذماً ولا عاراً. ومغ ابن الأعرابي: الوَمْغَةُ: الشعرة الطويلة. هبغ هَبَغَ يَهْبَغُ هُبُوْغاً: أي نام، وانشد الليث: هَبَغْنا بين أذرعهن حتى ... تَبَخْبَخَ حر ذي رمضاء حامِ هبنغ ابن دريد: الهَبَيْنَغُ - مثال هَمَيْسَعٍ -: الأحمق. هدغ ابن عباد: هَدَغْتُ الطعام: بمعنى فَدَغْتُه. والمُنْهَدِغُ: الحسو اللين من الطعام وكل شيء لأن عن يبس، فقد انْهَدَغَ. وفي النوادر: أنْهَدَغَتِ الرطبة: أي انْفَضَخَتْ. هدلغ ابن عباد: الهِدْلَوْغَةُ: الأحمق. هذلغ ابن عباد: الهُذْلُوْغُ: الغليظ الشفة. هرنغ الأزهري: الهُرْنُوْغُ شبه الطُرْثُوْتِ يؤكل. هفغ

هلغ

ابن دريد: هَفَغَ الرجل يَهْفَغُ هُفُوْغاً: إذا ضعف من جوع أو مرض. هلغ الليث: الهِلْيَاغُ: شيء من صغار السباع، وانشد: وهِلْيَاغُها فيها معاً والغَنَاجِلُ وقال الأزهري: لم أسمع الهِلْيَاغَ لغير الليث. والغَنَاجِلُ: جمع غُنْجُلٍ - بالضم -: وهو عناق الأرض. همغ الأصمعي: الهِمْيَغُ: الموت المعجل، وأنشد لأسامة بن الحارث بن جبيب الهُذلي: إذا بَلَغُوا مصرهم عُوْجِلُوا ... من الموت بالهِمْيَغِ الذّاعِطِ قال: وكان الخليل يقوله بالعين المهملة، وقد خالفه الناس. وقال شمر: هَمَغَ رأسه: شدخه. والهَيْمَغُ: شجرة ثمرها المَغْدُ. وانْهَمَغَتِ الرطبة وانْهَدَغَتْ: إذا انْشَدَخَتْ. وقال ابن عباد: قرحة مُنْهَمِغَةٌ: أي مُبْتَلَّةٌ. هنبغ الليث: الهُنْبُغُ - بالضم -: شدة الجوع. وقال أبو عمرو: جوع هُنْبُغٌ وهِنْبَاغٌ: أي شديد، قال رؤبة: كالفَقْعِ إن يهمز بوطءٍ يُثْلَغِ ... فَعَضَّ بالويل وجوع هُنْبُغِ وقيل: هُنْبُغٌ: لازق. والهُنْبُغُ - أيضاً -: التراب الذي يطير بأدنى شيء، قال رؤبة أيضاً: يشْتَقُّ بعد الطرد المُبَغْبِغِ ... وبعد إيْغَافِ العجاج الهُنْبُغِ المُبَغْبِغُ: القريب، ويشتق: يشتد فيه ويجد، والإيْغَافُ والايْجَافُ واحد. يريد: إنه يعدو فيقلب التراب بحافره. والهُنْبُغُ: الأسد. وقال ابن عباد: الهُنْبُغُ من النساء: الضعيفة البطش، والمرأة الحمقاء. وهَنْبَغَ العجاج: كثر وثار. وقال غيره: هَنْبَغَ: جاع. هنغ ابن دريد: الهَيْنَغُ: المرأة الضحّاكة، قال رؤبة: وجس كتحديث الهَلُوْكِ الهَيْنَغِ ... لذت أحاديث الغوي المندغ وكذلك الهانِغَةُ. وقيل الهَيْنَغُ: التي تظهر سرها لكل واحد، والمِنْدَغ: الذي لا يزال يَنْدَغُ بكلمة تكره: أي يَنْزَغُ ويَلْدَغُ. وقال أبو مالك: امرأة هَيْنَغٌ: فاجرة. وهانَغْتُ المرأة: غازلتها. هوغ ابن دريد: الهَوْغُ: الشيء الكثير، يقال: جاء فلان بالهَوْغِ: أي بالمال الكثير. هيغ ابن السكيت: يقال إنهم لفي الأهْيَغَيْنِ: أي في الخصب وحسن الحال، قال: وعام أهْيَغٌ: إذا كان مُخْصباً كثير العُشْبِ. ووقع فلان في الأهْيَغَيْنِ: أي في الأكل والشرب. وقال الفراء: الأهْيَغَانِ: الكل والنكاح. والأهْيَغُ: أرغد العيش. والأهْيَغُ - أيضا -: الماء الكثير، وهَيَّغَ المطر الأرض: جادها. وهَيَّفْتُ الثريدة: إذا أكثرت ودكها. أثف أبو عبيد: الأثفيَّة القدر، وذكر الليث فيها قولين: أحدهما أنَّها فُعُّولة، والثاني أنها أُفْعَّولة، فعلى أحد القولين ذكرناها في هذا التَّركيب، وسنعيد ذكرها، - إن شاء الله تعالى - في باب الحروف اللَّيِّنة لمكان الاختلاف في وزنها. والجمع الأثافُّي - مثال قماري - وقد تخفف، ويروى بالتَّثقيل والتَّخفيف قول زهير بن أبي سلمى: أثَافِي سُفْعاً في مُعَرسِ مِرْجَلٍ ... ونُؤْياً كحَوْضِ الجَرِّ لم يَتَثَلَّمِ ويروى: " كَحَوْضِ الجُدِّ "، ويروى: " كجِذْم الحَوْض ". وقال الأصمعيُّ: بقيت من فلان أُثْفِيَّة خشناء: أي بقي منهم عددٌ كثير. وقال الأصمعيُّ: من أمثالهم في رمي الرَّجل صاحبه بالمعضلات: رماه بثالثة الأثَافيِّ، ثالثةُ الأثافيِّ: القطعة من الجبل يجعل إلى جنبها اثنتان فتكون القطعة متَّصلة بالجبل، قال خفاف بن ندبة: وإنَّ قَصيْدَةً شَنعاءَ منِّي ... إذا حَضَرَتْ كَثالِثةِ الأثافي وقال أبو سعيد الضَّرير: معناه أنه رماه بالشَّرِّ كلِّه فجعله أُثْفيَّةٍ؛ حتى إذا رماه بالثَّالثة لم يترك منها غاية، قال علقمة بن عبدة وخفَّف ياء الأثافيِّ، بَلْ كُلُّ قَوْمٍ وإنْ عَزُّوا وإن كَثُروا ... عَرِيْفُهُم بأثافي الشَّرِّ مَرْجُوْمُ ألا تراه قد جمعها له. وقال الأزْهريُّ: ما كان من حَديْد سموه منصباً ولم يسموه أُثفيَّة. والآثف: التاع، وقد أثفه يأثفه - مثال كسره -: إذا تبعه. وقال أبو عمرو: أثفة يأُثُفُه ويأُثفُه: إذا طلبه. وأُثيفية: قرية لبني كليب بن يربوع بالوشم من أرض اليمامة، وأكثرها لأولاد جرير بن الخطفي الشاعر.

أدف

وذو أُثيفية: موضع بعقيق المدينة على ساكنيها كالأثافِّي، قال الرّاعي: دَعَوْنَ قُلُوْبَنا بأُثَيْفيَاتٍ ... فألْحَقَنا قَلائصُ يَغْتَليْنا ويروى: " يَعْتَليْنا " بالعين المهملة، فمعنى المعجمة: يبعدن في السَّير، ومعنى المهملة: يَعْلُوْن في السير. وقال أبو حاتمٍ: الأثافيُّ كواكب بحيال رأس القدر - أيضا -: كواكب مستديرة. وقال أبن عبادٍ: أثفْتُه أثْفاً: إذا طردته. قال: والآثفُ: الثّابت. والمؤثَّف - بفتح الثاء المشددة - القصير التارُّ الكثير الَّحم، وأنشد أبو عمرو: لَيْسَ من القُرِّ بمُسْتَكيْن ... مُؤثَّفٌ بلَحْمِهِ سَمِيْنِ وأثَّفت القدر - لغةٌ في ثفَّيتها -: إذا جعلتها على الأثافيِّ. وقال أبو زيد: تأثَّف الرَّجل المكان: إذا لم يبرحه. وتأثَّفُوه: أي تكنفوه، ومنه قول النابغة الذّبياني يعتذر إلى النعمان بن المنذر: لا تَقْذفَنّي بِرُكْنٍ لا كِفَاءَ لَهُ ... ولو تَأثَّفَكَ الأعداء بالرِّفد وقال الأزهري: قوله " تأثَّفك " ليس من الأثفيَّة في شيء، وإنَّما هو من قولك أثفت الرَّجل آثفه أثفاً: إذا تبعته، والآثف: التابع. حكى ذلك أبو عبيدٍ عن الكسائيِّ في باب النَّوادر. وقال أبو زيد: تأثَّفنا المكان: أي ألفناه فلم نبرحه، ومعنى قوله: " تَأثَّفَكَ الأعْدَاءُ " أي اتَّبَعُوْكَ وألحُّوا عليك ولم يبرحوا يغرونك. انتهى كلام الأزهري. والتركيب يدل على التجمع والثبات. قال النَّسّابُون وأصحاب الحديث: أسم مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم: أخيف - مصغراً -، جعلوا الهمزة أصلية أصالتها في أسيد وأميين. أدف ابن الأعرابي: الداف - بالضم -: الذَّكر، وفي الحديث: في الداف الدِّية كاملة. وأصله: وداف، و " كاملة " نصبُ على الحال، والعامل فيها ما في الظرف من معنى الفعل، والظَّرفُ مستقرٌّ. وقال غيره: الأداف: الأذُنُ. وأدْفيَّةُ: جبل لبني قشير. أذف ابن الأعرابيِّ: الأذاف: الذكر، لغة في الأداف غير معجمةٍ. وتأذف - بكسر الذال -: موضع على ثلاثة فراسخ من حلب بوادي بطنان، قال امرؤ القيس: ألا رُبَّ يَوْمٍ صالحٍ قد شَهِدْتُهُ ... بِتَأذفَ ذاةِ التَّلِّ من فَوقِ طَرْطَرا أرف الأرفة والأرْثة: الحدُّ، والجمع: أرف وأرث - كغرفة وغرف -، وهي معالم الحدود بين الأرضين، وفي حديث النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم -: إذا وقعت الأرف فلا شفعة، وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: أنَّه خرج إلى وادي القرى وخرج بالقسام فقسموها على عدد السِّهام وأعلموا أرفها وجعلوا السِّهام تجري، فكان لعثمان - رضي الله عنه - خطر؛ ولعبد الرَّحمن بن عوف؟ رضي الله عنه - خطر؛ ولفلان نصف خطر. الخطر: النصيب؛ ولا يستعمل إلا فيما له قد ومزية. وفي حديث عثمان - رضي الله عنه -: لا شفعة في بئر ولا فحل؛ والأرف تقطع كل شفعة. أراد بالفحل فحال النخل، وكان لا يرى الشفعة للجار ويقول: أيُُّ مالٍ اقتسم وبينت حدوده فلا شفعة فيه. والأرفة - أيضاً -: العقدة. والأرفة - مثال قمري -: اللبن الخالص، عن أبي الأعرابي. والأرفيُّ - أيضاً -: الماسحُ، والكلام في الأرفيُّ كالكلام في الأثفيَّة. وأُرف على الأرض تأريفاً: إذا جعلت لها حدود وقسمت، ومنه الحديث: أيُّ مالٍ اقتسم وأرف عليه فلا شفعة فيه. وأَّفت الحبل: عقدته. ويقال: فلان مؤارفي: أي متاخمي، أي حدُّي في السُّكنى والمكان. أزف أزف التَّرحُّلُ يأزف - مثال سمع يسمع - أزفاً وأزوفاً: أي دنا، وأنشد الليث للنابغة الذبيانَّي: أزِفَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أنَّ رِكابَنا ... لَمَا تَزُلْ برِحالِها وكَأنْ قَدِ ويروى: " أفد ". والآزفة: القيامة، وقوله تعالى:) أزِفَتِ الآزِفَةُ (أي قربت القيامة، وقيل لها الآزفة لأنها لا محالة آتية، وما كان آتياً وغن بعد وقته فهو قريب، ويجوز ان يكون ما مضى من عمر الدُّنيا أضعاف ما بقي فذلك أزوفها. وأزف الرَّجُلُ: أي عجل؛ فهو آزف؟ على فاعل - والآزف - أيضاً -: البرد، عن ابن عباد. والأزف: الضيق وسوء العيش، قال عديُّ بن زيد عديُّ بن مالك بن الرِّقاع: من كُلِّ بيضاءَ لم يَسْفَعْ عَوَارِضَها ... من المَعِيْشَةِ تَبرِيْحٌ ولا أزَفُ

أسف

وقال ابن عباد: أزف الجرح وأزف وأزف، ولم يذكر معناه، أي اندمل. ويقال: أزف: أي قلَّ. والمازف: العذرات والأقذار، الواحدة: مأزفة، وأنشد ابن فارس: كأن رداءيه إذا ما ارتداهما على جعل يغشي المآزف بالنخر قال: وذلك لا يكاد يكون إلاّ في مضيق. والأزفي - مثال صرعي -: السُّرعة والنشاط. وقال الشيباني: آزفني فلان - على افعلني -: أي أعجلني. والمتآزف: القصير؛ وهو المتداني، وقال أبو زيد: قلت لأعرابي: ما المحبنطيء؟ قال: المتكأكي؛ قلت: ما المتكأكيء؟ قال: المتآزف؛ قلت: ما المتآزف؟ قال: أنت أحمق؛ وتركني ومر. قالت زينب أخت يزيد أبن الطَّثريَّة: فَتىً قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لا مُتَآزِفٌ ... ولا رَهِلٌ لَبّاتُهُ وأبَاجِلُهْ وقال العُجَيْرُ السَّلُوْليُّ يرثي أبا الحجناء: فَتىً قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لا مُتآزِف ... ولا رَهِلٌ لَبَاتُهُ وأبا جِلُهْ ويروى: " وبَآدِلُه ". ومَكانٌ مُتآزف: أي ضيق. وخطو متآزف: أي متقارب. ورجلٌ متآزف: أي ضيق الصدر السيء الخلق. وقال ابن فارس: تآزف القوم: إذا تداني بعضهم من بعض. والتركيب يدل على الدُّنوِّ والمقاربة. أسف الأسف: شدَّة الحزن، يقال: أسف - بالكسر - يأسف أسفاً، قال الله تعالى:) غَضْبَانَ أسِفاً (أي شديد الغضب، ويقال: أسف عليه: أي غضب. وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن موت الفجاءة فقال: راحة للمؤمن وأخذة أسف للكافر. أي أخذة سخطٍ أو ساخط، وذلك لنَّ الغضبان لا يخلو من حزنٍ ولهفٍ، فقيل له: أسف وأسيف، ثم كثر حتى استعمل في موضع لا مجال للحزن فيه، وهذه الإضافة بمعنى " من "؛ كخاتم فضَّة، ألا ترى أنَّ اسم السَّخط يقع على أخذة وقوع اسم الفضة على خاتم، وتكون بمعنى اللام نحو: قول صدق ووعد حقٍ، ومنه حديث إبراهيم بن يزيد النخعي: إن كانوا ليرهبون أخذة كأخذة الأسف. " إن " هذه هي المخففة من الثقيلة؛ واللام للفرق بينها وبين " أنِ " النافية، والمعنى: انه كانوا يكرهون، أي أنَّ الشأن والحديث هذا. وقال الأعشي: أرى رَجُلاً منكم أسِيْفاً كأنَّما ... يَضُمُّ إلى كَشْحَيْهِ كَفّاً مُخَضَّبا أي: غضبان، ويروي: " كَشْحَيِه بالكَفِّ مثْقَبا ". وقال أبن السكيت: الأسيف: العبد، والجمع: الأْسفاء، قال الليث: لأنه مقهور محزون، وأنشد: كَثُُرَ الآناسُ فيما بَيْنَهُمْ ... من أسِيْفٍ يَبْتَغي الخَيْرَ وحُرْ والأسيْفَةُ: الأمة. وقال المبرد: يكون الجير ويكون الأسير. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلَّم - أنَّه بعث سرية فنهى عن قتل العسفاء، ويروى: الأسفاء والوصفاء، السيف: الشيخ الفاني. وفي حديث آخر: لا تقتلوا عسيفاً ولا أسيفاً. والأسيف - أيضاً - والأسُوْفُ: السريع الحزن الرقيق القلب، ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها -: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مرضه: مروا أبا بكر يصل بالناس، قالت: فقلت إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام لم يسمع من البكاء؛ فمر عمر فليصل بالناس، قالت: قلت لحفصة؟ رضي الله عنها -: قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس، ففعلت حفصة؟ رضي الله عنها -؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل للناس، فقالت حفصة لعائشة - رضي الله عنهما -: ما كنت لأصيب منك خيراً. والأسيف - أيضاً -: الذي لا يكاد يسمن. وأرض أسيفة: أي رقيقة لا تكاد تنبت شيئاً، وزاد ابن عباد: أسافة بالضم. وأسافة - بالفتح -: قبيلة، قال جندل بن المثنى الطهوي: تَحُفُّها أسَافَةٌٌ وجَمْعَر ... وخُلَّةٌٌ قِرْداُنُها تَنَشَّر جمعر - أيضاً -: قبيلة وقيل: أسافة: مصدر أسفت الأرض إذا قل نبتها؛ والجمعر: الحجارة المجموعة. وأسف: من قرى النهروان. وأسفي: بلد على ساحل البحر المحيط بأقصى المغرب بالعدوة. وأسفونا: قرية قرب معرة النعمان. وإساف ونائلة: صنمان كانا لقريش وضعهما عمرو بن لحي على الصفا والمروة، وكان يذبح عليهما تجاه الكعبة، وزعم بعضهم أنهما كانا من جرهم: إساف بن عمرو ونائلة بنت سهل، ففجرا في الكعبة فمسخا حجرين، ثم عبدتهما قريش، وآسفة: أي أغضبه، قال الله تعالى:) فَلَمْا آسَفُوْنا انْتَقَمْنا منهم (أي أغضبونا.

أشف

وقال الفراء: يوسف ويوسف ويوسف؛ ثلاث لغات، وحكى فيه الهمز أيضاً، وقرأ طلحة بن مصرف:) لقد كانَ في يُؤْسِفَ (بالهمز وكسر السين. وتأسف: أي تلهف، وقال أحمد بن جواس: كان أبن المبارك يتأسَّف على سفيان الثوري ويقول: لِمَ لم أطرح نفسي بين يدي سفيان؛ ما كنت أصنع بفلانٍ وفلانٍ. والتركيب يدل على الفوت والتلهف وما أشبههما. أشف للإكاف وهو فعلي، والجمع: الأشافي. أصف الليث: آصف: كاتب سليمان - صلوات الله عليه - الذي دعا الله تعالى باسمه الأعظم؛ فرأى سليمان - صلوات الله عليه - العرش مستقراً عنده. وقال أبو عمرو: الأصف: الكبر، وأما الذي ينبت في أصله مثل الخيار فهو اللصف. وقال الدينوري: زعم بعض الرواة أنها لغة في اللصف، واللصف: الكبر. افف أبن دريد: أف يؤف أفاً - وقالوا: يئف أيضاً -: إذا تأفف من كرب أو ضجر، قال: رجل أفاف: كثير التأفف. وأف: كلمة تكره، وفيها لغات: أف وأف وأف وأفاً واف وأف وأف - بالتخفيف -، وقرأ أبن عباس - رضي الله عنهما -:) فلا تَقُلْ لَهُما أُفَ (مفتوحة على تخفيف الثقيلة ك) رُبَ (، وقياسه التسكين بعد التخفيف؛ لأنه لا يجتمع ساكنان، لكنه ترك على حركته ليدل على أنه ثقيل خفف. وأف - بكسر الهمزة وفتح الفاء المشددة -، وبها قرأ عمرو بن عبيد. وافى - بالإمالة - وأفي - بالإضافة - وأف - بكسرتين - وأف - مثال طف -. ويقال: افاً له وآفة له: أي قذراً له، والتنوين التنكير. وآفة وتفة وأفاً وتفاً: على الإتباع. وآلاف: قلامة الظفر، وقيل: ما رفعته من الأرض من عود أو قصبة، وقيل: آلاف وسخ الظفر، وقال الأصمعي: آلاف وسخ الأذن والتف وسخ الأظفار، وقيل: معناه القلة والتف إتباع له. والأُفَّة: الجبان، ومنه حديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى أبي الدرداء - رضي الله عنه - والناس منهزمون كل وجه يوم أحد: نعم الفارس عويمر غير آفة. كأن أصله غير ذي آفة: أي غير متأفف عن القتال، و " غير " خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو غير ذي آفة، وقيل: غير جبان، وأصلها من الآفف وهو الضجر؛ قاله أبن الأعرابي، يريد: أنه غير ضجر ولا وكل في الحرب. وقيل: الأفف: الشيء القليل، ومعنى الآفة: المعدم المقل، وهو أيضاً: الرجل القدر، من آلاف. واليأفوف: الجبان. واليأفوف: المر من الطعام. واليأفوف: فرخ الدراج. والحديد القلب، وهو الفوف أيضاً. وقال أبو عمرو: اليأفوف: السريع، واليهفوف: الحديد القلب من الرجال. وقال الأصمعي: اليأفوف: العيي الخوار، قال الراعي: مُغَمَّرُ العَيْشَ يَأْفوْفٌ شَمائلُهُ ... نابي المَوَدَّةِ لا يُعْطي ولا يُسَلُ ويرى: " يَصِلُ "، مغمر العيش: أي لا يكاد يصيب من العيش غلا قليلاً، أخذ من الغمر، وقيل: المغمر: المغفل عن كل عيش. وقولهم: كان ذلك على أف ذاك وإفانه - بالكسر فيهما - وتئفته وأففه: أي حينه وأوانه، قال يزيد أبن الطثرية: على أف هِجْرَانٍ وساعَةِ خَلْوَةٍ ... من النّاسِ نَخْشى أعْيُناً أنْ تَطَلَّعا ويروى: " على إثْرِ هِجرَانٍ ". والتئفة: تفعلة. والأوفوفة: الذي لا يزال يقول لغيره: أف لك. وأفف تافيفاً وتأفف: أي قال أف. والعرب تقول: جعل بتأفف من ربح وجدها ويتأفف من الشدة تلم. وقال متمم بن نويرة - رضي الله عنه - حين سأله عمر - رضي الله عنه - عن أخيه مالك فقال: لقد كان يركب الجمل الثقال ويقتاد الفرس الجرور ويكتفل الرمح الخطل ويلبس الشملة الفلوت بين سطيحتين بضوجين في الليلة البليل ويصبح الحي ضاحكاً لا يتأنن ولا يتأفف. والتركيب يدل على تكره الشيء وعلى الوقت الحاضر. اكف أكاف الحمار ووكافة، والجمع: اكف ووكف، والأكاف والو كاف - بالضم - أيضاً، قال العجاج يشكو أبنه رؤية: حتّى إذا ما آضَ ذا أعْرافِ ... كالكَوْدَنِ المُوْكَفِ بالاكاف ويروى: " بالوكاف ". والأكاف: صانعه، وكذلك الوكاف. وأكفت الحمار وأوكفته تأكيفاً ووكفته توكيفاً: أي شددت عليه الأكاف والوكاف. وأكفت إكافاً: اتخذته، وكذلك وكفت. وقال أبن فارسٍ: الهمزة والكاف والفاء ليس أصلاً؛ لأنَّ الهمزة مبدلة من واو. الف

الألف: عدد، وهو مذكر؛ يقال: هذا ألف، بدليل قولهم: ثلاثة الآف؛ ولم يقولوا ثلاث الآف، ويقال: هذا ألف واحد؛ ولا يقال واحدة، وهذا ألف أقرع أي تام؛ ولا يقال قرعاء، وقال أبن السكيت: لو قلت هذه ألف بمعنى هذه الدراهم ألف نجاز. والجمع: ألوف وآلاف، قال الله تعالى:) وهم ألوف (. وألفة يألفه ألفا - مثال كسره يكسره كسراً - أي أعطاه إلفاً، قال: وكَرِيْمَةٍ من آلِ قَيْسَ ألَفْتُهُ ... حّتى تَبَذَّخَ فارْتَقَى الأعْلامِ أي: ورب كريمة، والهاء للمبالغة، ومعناه: فارتقى إلى الأعلام؛ فحذف " إلى " وهو يريده. والإلف - بالكسر -: الأليف، تقول: حَنَّ فلان إلى فلانٍ حنين الإلف إلى الإلف، وجمع الأليف: ألائف - مثال تبيع وتبائع وأفيل وأفائل -، قال ذو الرمَّة: فأصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من ألائفِهِ ... يَرْتادُ أحْلِيَةً أعْجَازُها شَذَبُ وفلان قد ألف هذا الموضع - بالكسر - يألفه إلفاً - بالكسر -، ومنه قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -:) لإِلْفِ قُرَيْشٍ إلْفِهِمْ (بغير ياء ولا ألف. ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: المؤمن آلف مألوف. وجمع الآلف: آلاف - مثال عامل وعمال -، قال العجاج يصفُ الدَّهر: يَخْتَرِمُ الإِلْفَ عن الأُلاّفِ وقال رُؤْبة يرد على أبيه: تاللهِ لو كُنْتُ مَعَ الأُلاّفش وقال ذو الرمَّة: مَتى تَظْعَني يامَيّ من دارِ جِيْرَةٍ ... لنا والهَوى بَرْحٌ على مَنْ يُغالِبُهْ أكُنْ مِثْلَ ذي الأُلاّفِ لُزَّتْ كراعُهُ ... إلى أخْتشها الأخرى ووَلى صَواحِبُهْ وجمع الآلفة: آلفات وأوالف، قال العجاج: ورَبِّ هذا البَلَدِ المُحَرَّمِ ... والقاطِناتِ البَيْتَ غَيْرِ الرُّيَّمِ أوَ الِفاً مَكَّةَ من وُرْقِ الحَمِ والمَأْلف: الموضع الذي يألفه الإنسان أو الإبل. وقال أبو زيد: المألف: الشجر المورق الذي يدنو إليه الصيد لإلفه إياه. والألفة - بالضمَّ -: الاسم من الائتلاف. والألف - مثال كتف -: الإلف أيضاً. والألف - فيما يقال -: الرَّجل العزب. وآلفت القوم: أي كملتهم ألفاً؛ وآلفوا هم أيضا، وكذلك آلفت الدراهم؛ وآلفت هي. وآلفت الرجل مكان كذا: أي جعلته يألفه، وآلفت الموضع أيضاً: ألفته، قال ذو الرمة: من المُؤْلِفاتِ الرَّمْلَ أدْمَاءُ حُرَّةٌ ... شُعَاعُ الضُّحى في مَتْنِها يَتَوَضَّحُ أي: من الإبِلِ التي ألِفَتِ الرَّمْلَ واتَّخَذَتْه مأْلَفاً. وقوله تعالى:) لإيْلافِ قُرَيْشٍ (الإيلاف: شبه الإجازة بالخفارة. والتَّأويل: أنَّ قريشاً كانوا سكان الحرم ولم يكن لهم زرع ولا ضرع، وكانوا يمتارون في الصيف والشتاء آمنين والناس يتخطفون من حولهم، فكانوا إذا عرض لهم عارض قالوا نحن أهل حرم الله فلا يتعرض لهم. وقيل: اللام في " لإيلافِ " لام التعجب؛ أي اعجبوا لإيلاف قريش، وقال بعضهم: معناها متصل بما بعد؛ المعنى؛ فليعد هو هؤلاء ربَّ هذا البيت لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف لامتيار، وقال بعضهم: هي موصولة بما قبلها؛ المعنى: فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش؛ أي أهلك الله أصحاب الفيل لكي تأمن قريش كعصف مأكول لإيلاف قريش؛ أي أهلك الله أصحاب الفيل لكي تأمن قريش فتؤلف رحلتهما، وقال أبن عرفة: هذا قول لا أحبه من وجهين: أحدهما أن بين السورتين " بسم الله الرحمن الرحيم " وذلك دليل على انقضاء السورة وافتتاح الأخرى، والآخر: أنَّ الإيلاف إنَّما هو العهود التي كانوا يأخذونها إذا خرجوا في التجارات فيأمنون بها، وقوله تعالى:) فَلْيَعْبُدوا رَبَّ هذا البَيْتِ الذي أطعمهم من جُوْعٍ وآمَنَهُم من خَوْفٍ (أي الذي دفع عنهم العدو وآمنهم من خوف؛ الذي كفاهم أخذ الإيلاف من الملوك وجعلهم يتصرفون في البلاد كيف شاءوا. وقال أبن الأعرابي: كان هاشم يؤلف إلى الشام؛ وعبد شمس إلى الحبشة؛ والمطلب إلى اليمين؛ ونوفل إلى فارس، وكان هؤلاء الأخوة يسمون المجيزين، وكان تجار قريش يختلفون إلى هذه المصار بحبال هؤلاء الأخوة فلا يتعرض لهم، فأما هاشم فانه أخذ حبلاً من ملك الروم، وإما عبد شمس فإنه أخذ حبلاً من النجاشي، وأما المطلب فانه أخذ حبلاً من أقبال حمير، وأما نوفل فأنه أخذ حبلاً من كسرى. قال أبو ذؤيب الهذلي يصف الخمر:

انف

تَوَصَّلُ بالرُّكبانِ حِيْناً ويُؤْلِفُ ال ... جِوَارَ ويُغْشِيْها الأمَانَ رِبابُها وآلَفَتِ الإبل: إذا جمعت بين شجر وماءٍ. والفت بين الشيئين تأليفاً، قال الله تعالى:) لَوْ أنْفَقْتَ ما في الأرضِ جَميعاً ما ألَّفْتَ بين قُلوبِهم ولكنَّ اللهَ ألَّفَ بينهم (. ويقال: ألف مؤلفة: أي مكملة. وألفت ألفاً: كتبتها، كما يقال: جيمت جيماً. وقوله تعالى:) وِالمُؤلَّفَةِ قُلوبُهم (هم قوم من سادات العرب أمر الله عز وجل نبيه - صلى الله عليه وسلم - بتألفهم، أي بمقاربتهم وإعطائهم من الصدقات ليرغبوا من وراءهم في الإسلام وهم: الأقرع بن حابس بن عقال المجاشعي الدارمي، وجبير بن مطعم بن عدي، والجد بن قيس، والحرث بن هشام المخزومي، وحكيم بن حزام الأسدي، وحكيم بن طليق بن سفيان، وحويطب بن عبد العزى العامري، وخالد بن أسيد بن أبي العيص، وخالد بن قيس، وزيد الخيل الطائي، وسعيد بن يربوع بن عنكثة، وسهيل بن عمرو بن عبد شمس العامري، وسهيل بن عمرو الجمحي، وصخر بن حرب بن أمية، وصفوان بن أمية الجمحي والعباس بن مرداس السلمي، وعبد الرحمن بن يربوع، والعلاء بن جارية الثقفي، وعلقمة بن علاثة العامري، وأبو السنابل عمرو بن بعكك، وعمرو بن مرداس السلمي، وعمير بن وهب الجمحي، وعيينة بن حصن الفزاري، وقيس بن عدي السهمي، وقيس بن مخرمة بن المطلب، ومالك بن عوف النصري، ومخرمة بن نوفل الزهري، ومعاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن الحارث بن عبد المطلب، والنضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة، وهشام بن عمرو أخو بني عامر بن لوي رضي الله عنهم أجمعين وتألف القوم وائتلفوا: أي اجتمعوا. وتألفت الرجل: إذا قاربته ووصلته حتى تستميله إليك. وآلفت الموضع مؤالفة: بمعنى الإيلاف. والتركيب يدل على انضمام الشيء إلى والأشياء. انف النف: معروف، والجمع آنف وأنوف وأناف، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تقم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار العين ذلف الآنف - ويروى: الأنوف -، وفي حديث عائشة - رضي الله عنها -: أن أبا بكر رضي الله عنه، أوصى أن يكفن في ثوبين كانا عليه وأن يجعل معهما ثوب آخر؛ فأرادت عائشة؟ رضي الله عنها - أن تبتاع له أثواباً جدداً؛ فقال عمر - رضي الله عنه -: لا يكفن غلا فيما أوصى به؛ فقالت عائشة - رضي الله عنها -: يا عمر؛ والله ما وضعت الخطم على آنفنا؛ فبكى عمر - رضي الله عنه - وقال: كفني أباك فيما شئت. كنت عن الولاية والملك بوضع الخطم، لأن البعير إذا ملك وضع عليه الخطام، والمعنى: ما ملكت علينا أمورنا بعد فتنهانا أن نصنع ما نريد فيها. وفي الحديث: لكل شيء أنفة وأنفة الصلاة التكبيرة الأولى. أي ابتداء وأول. وكأن التاء زيدت على أنف؛ كقولهم في الذنب: ذنبه، وقد جاء في أمثالهم: إذا أخذت بذنبة الضب أغضبته. ويقال: هو الفحل لا يقرع أنفه ولا يقدع، أي هو خاطب لا يرد، وقد مر الشاهد عليه من الحديث في تركيب ق د ع. ويقال: جعل أنفه في قفاه، أي أعرض عن الشيء، وفي حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: أن فلاناً دخل عليه فنال من عمر - رضي الله عنه - وقال: لو استخلفت فلاناً، فقال أبو بكر: رضي الله عنه: لو فعلت ذلك لجعلت أنفك في قفاك ولما أخذت من أهلك حقاً. جعل الأنف في القفا عبارة عن غاية الإعراض عن الشيء ولي الرأس عنه، لأن قصارى ذلك أن يقبل بأنفه على ما وراءه، فكأنه جعل أنفه في قفاه. ومنه قولهم للمنهزم: عيناه في قفاه؛ لنظره إلى ما وراءه دائباً فرقاً من الطلب. والمراد: لأفرطت في الإعراض عن الحق؛ أو: لجعلت ديدنك الإقبال بوجهك إلى من وراءك من أقاربك مختصاً لهم ببرك ومؤثراً إياهم على غيرهم. وأنف اللحية: طرفها: قال معقل بن خويلد الهذلي: تُخَاصِمُ قَوْماً لا تُلَقّى جَوَابَهُمْ ... وقد أخَذَتْ من أنفِ لِحْيَتكَ اليَدُ ويروى: " من جَنْبِ لِحْيِتَكَ " ورجل حمي الأنف: إذا كان أنفاً يأنف أن يضام، قال عامر بن فهيرة - رضي الله عنه - في مرضه وعادته عائشة - رضي الله عنها - وقالت له: كيف تجدك: لقد وَجَدْتُ المَوْتَ قبل ذَوْقِهِ ... والمَرْءُ يأتي حتْفُهُ من فَوْقِهِ كُلُّ امرئٍ مُجَاهِدٌ بِطَوْقِهِ ... كالثَّوْرِ يَحْمي أنْفَهُ بِروْقِهِ

وأنف كل شيء: أوله، ويقال: هذا أنف الشد: أي أول العدو. وأنف البرد: أشده، وقيل: أوله. وأنف المطر: أول ما أنبت، قال امرؤ القيس: قد غَدا يَحْمِلُني في انْفِهِ ... لاحِقُ الاطْلَيْنِ مَحْبُوكٌ مُمَرْ وهذا أنف عمل فلان: أي أول ما أخذ فيه. وأنف خف البعير: طرف منسمه. وقال أبن السكيت: أنف الجبل: نادر يشخص منه، قال: خُذا أنْفَ هَرْشى أوقَفاها فإنَّهُ ... كِلا جانَبِيْ هَرْشى لَهُنَّ طَريقُ وقال أبن فارس: أنف الأرض: ما أستقبل الشمس من الجلد والضواحي. وقال غيره: ما أطعمني إلا أنف الرَّغيف: أي كسرة منه. وأنف الناب: طرفه حين يطلع. والعرب تقول لسمي الأنف: الأنفان، قال مزاحم العقيلي: يَسُوْفُ بأنْفَيْهِ النِّقَاعَ كأنَّه ... عن الرَّوْضِ من النَّشَاطِ كَعِيْمُ ويقال: أفلان يتبع أنفه: إذا كان يتشمم الرائحة فيتبعها. وذو الأنف: هو النعمان بن عبد الله بن جابر بن وهب بن الأقيصر بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك بن نسر بن وهب الله من شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل - وهو خثعم - بن أنمار بن إراش بن عمر وبن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر، الخثعمي، قاد خيل خثعم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الطائف وكانوا مع ثقيف، وهو بيت خثعم. وقال أبن العرابي: النف: السيد. وانف: ثنية، قال أبو خراش الهذلي وقد نهشه حية: لقد أهْلَكْتِ حَيَّةَ بَطْنِ أنْفٍ ... على الأصْحاب ساقاً ذاة فقد ويروى: " بَطْنِ وادٍ ". وقال أيضاً: لقد أهْلَكْتِ حَيَّةَ بَطْنِ أنفٍ ... على الإخوان ساقاً ذاةَ فَضْلِ وأنف الناقة: لقب جعفر بن قريع بن عوف بن كعب، وكانوا يغضبون إذا قيل لهم: بنو أنف الناقة. وإنما لقب بذلك بذلك لأن قريعاً نحو جزوراً فقسمها بين نسائه، فبعثت جعفراً هذا أمة - وهي الشموس - من بني وائلٍ ثم من سعد هذيم فأتى أباه وقد قسم الجزور فلم يبق إلا رأسها وعنقها؛ فقال: شأنك بهذا؛ فأدخل يده في أنفها وجعل يجرها، فلقب أنف الناقة، فكانوا يغضبون من ذلك، فلما مدحهم الحطيئة بقوله: قَوْمٌ هُمُ الأنْفُ والأذْنابُ غيرُهُمُ ... ومَنْ يُسَوِّي بأنَفِ النّاقةِ الذَّنَبا صار الَّلقب مدحاً لهم. والنسبة إليهم أنفي. وقال أبن عباد: أضاع مطلب أنفه؛ قيل: فرج أمِّه. وأنفته أنفاً: ضربت انفه؛ آنفه وآنفه. ورجل أنافي - بالضم -: عظيم الأنف. وامرأة أنوف: تأنف مما لا خير فيه، والطيبة ريح النف أيضاً. وأنفه الماء: بلغ أنفه، وذلك إذا نزل في النهر. وروضة أنف - بضمتين -: - إذا لم يرعها أحد - وفي حديث أبي مسلم الخولاني أنه أتي معاوية - رضي الله عنه -: فقال: السلام عليك أيها الأجير؛ إنه ليس من أجير استرعي رعية إلا ومستأجره سائله عنها، فإن كان داوى مرضاها وجبر كسراها وهنا جرباها ورد أولاها على أخراه ووضعها في أنف من الكلأ وصفو من الماء؛ وفاه أجره. وكذلك كاس انف، قال لقيط بن زرارة: إنَّ الشَّوَاءَ والنَّشِيْلَ والرُّغُفُ ... والقَيْنَةَ الحَسْنَاءَ والكأس الأُنف وصِفْوَةَ القِدْرِ وتَعْجِيْلَ الكَتِفْ ... للطّاعِنينَ الخَيلَ والخَيْلُ قُطُفْ وأمر أنفف: مستأنف لم يسبق به قدر، ومنه حديث يحيى بن يعمر أنه قال لعبد الله لن عمر - رضي الله عنهما -: أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا أناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم وإنهم يزعمون أن لا قدر وإن الأمر أنف، فقال: إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني منهم بريء وانهم براءة مني. وقال أبن الأعرابي في قوله تعالى:) ماذا قال آنَفاً (أي مذ ساعة، وقال الزجاج: نزلت الآية في المنافقين كانوا يستمعون خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا خرجوا سألوا أصحابه - رضي الله عنهم - استهزاء وأعلاماً انهم لم يلتفتوا إلى ما قال فقالوا: ماذا قال آنفا؛ أي ماذا قال الساعة؛ أي في أول وقت يقرب منا. وأنفت الإبل أنفاً: إذا وطئت كلا أنفاً. وقال الطائي: أرض أنيقة النبت: إذا أسرعت النبات، وتلك أرض آنف بلاد الله. ويقال: آتيك من ذي أنف؛ كما تقول من ذي قبل: أي فيما يستقبل. وقال أبن عباد: الأنف: المشية الحسنة.

أوف

وقال الكسائي: آنفه الصبا - بالمد - ميعته وأوليته، قال كثير: عَذَرْتُكَ في سَلْمَى بآنِفَةِ الصِّبَا ... ومَيْعَتِهِ إذْ تَزْدهِيْكَ ظلالها وقال أبن عباد: جبل أنيف: ينبت قبل سائر البلاد. ورجل مئناف: أي سائر في أول النهار. وقال الأصمعي: رجل مئناف: يرعى ماله أنف الكلأ. وانف من الشيء - بالكسر - يأنف أنفاً وأنفة: أي استنكف، ويقال: ما رأيت آنف من فلان. وأنف البعير - أيضاً -: إذا اشتكى أنفه من البرة؛ فهو أنف - بالقصر -؛ عن أبن السكيت، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف إن قيد انقاد وإن أنيخ على صخرة استناخ. وقال أبو عبيده: كان الصل في هذا أن يقال مأنوف؛ لأنه مفعول به؛ كما قالوا مصدور للذي يشتكي صدره ومبطون للذي يشتكي بطنه، وجميع ما في الجسد على هذا، ولكن هذا الحرف جاء شاذاً عنهم. ويقال - أيضاً -: جمل آنف - بالمد -، والأول أصح وأفصح. وأنيف - مصغراً - من الصحابة - رضي الله عنهم -: ثلاثة: أنيف بن جشم؛ وأنيف بن ملة اليمامي؛ وأنيف بن واثلة - رضي الله عنهم -. وقريط بن أنيف: شاعر. وأنيف فرع: موضع، قال عبد الله بن سلمة - ويقال: أبن سليمة - العبدي يذكر جنوب بنت أبي وفاء: ولم أرَ مِثْلَها بأنَيْفِ فَرْعٍ ... عَلَيَّ إذَنْ مُذَرَّعَةٌ خَضِيْبُ أي بدنه. وقال أبن عباد: أنفت المرأة - بالكسر - تأنف: إذا حملت فلم تشته شيئاً. وأنفت الرجل: حملته على الأنفة. وأنفت الإبل: إذا تتبعت بها أنف المرعى. وقيل في قول ذي الرمة يصف إبلاً: رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيمَاً وبُسْرَةً ... وصَمْعاءَ حتّى آنَفَتْها نِصالُهَا أي أصاب شوك البهمي أنوف الإبل فأوجعها حين دخل أنوفها، وقيل: جعلتها تشتكي أنوفها، وقيل: تكرهها. ويقال: أنفته: أي جعلته يشتكي أنفه. وقال أبن عباد: انفه الماء: بلغ انفه؛ مثل أنفه - بالقصر -. قال: والمؤنف: الذي لم يرعه أحدٌ؛ مثل النف. وانف أمره: إذا أعجله. وأنفت مالي تأنيفاً: إذا رعيتها الكلأ النف، وقال أبن عباد: التأنيف: طلب الكلأ؛ وغنم مؤنفة، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة: لَسْتُ بذي ثَلَّةٍ مُؤنَّفَةٍ ... آقِطُ ألْبانَها وأسْلَؤها ونصل مؤنف: أي محدد؛ قد أنف تأنيفاً، وأنشد أبن فارس. بكُلِّ هَتُوْفٍ عَجْسُها رَضَوِيَّةٍ ... وسَهْمٍ كَسَيْفِ الحمْيريِّ المُؤنَّفِ وهو في العرقوب: تحديد غيره على الأنفة؛ كالمؤنف. والاستئناف والائتناف: الابتداء، يقال: استأنف العمل وائتنفه. والمؤتنف: الذي لم يؤكل منه شيء. وجارية مؤتنفة الشباب: مقتبلته. وقال أبن عباد: المتأنف من الأماكن: لم يؤكل قبله. ويقال للمرأة إذا حملت فاشتد وحمها وتشهت على أهلها الشيء بعد الشيء: إنها لتتأنف الشهوات. والتركيب يدل على أخذ الشيء من أولى وعلى أنف كل ذي أنف. أوف الآفة: عرض مفسد لما أصاب من شيء، وقيل: العاهة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، وىفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر، وآفة الظرف الصلف، وآفة الجود السرف، وآفة الدين الهوى. ويقال: إيف الزرع - على ما لم يسم فاعله -: أي أصابته ىفة؛ فهو مؤوف - مثال معوف -. وقال أبن بزرج: إيف الطعام فهو مئيف - مثال معيف -، قال: وعية فهو معيه ومعوه ومههوه. وقال الأزهري - قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: ومن خط الأزهري نقلت -: قال الليث إذا دخلت الآفة على قوم قيل: قد غفوا؛ ويقال في لغة: قد إيفوا، قال قلت: قول الليث " إفوا " الألف ممالة؛ بينها وبين الفاء ساكن يبينه اللفظ لا الخط، انتهى قول الأزهري. والذي في كتاب الليث: ويقال في لغة: قد أففوا - بفاءين محققتين والأولى منهما مشددة -، في عدة نسخ من كتابه، وفي نسخ في الأولى: قد أوفوا - بالواو بين الهمزة والفاء -. والجمع: آفات. تحف التحفة والتحفة - كالتهمة والتهمة والتخمة واتخمة -: وهي البر واللطف، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: تحفة المؤمن الموت، والجمع: التحف. وقال الليث: يقال أتحفته تحفة: أي طرفة الفاكهة.

ترف

وروى المقداد - رضي الله عنه - قال: أتينا النبي - صلى لله عليه وسلم - فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاث أعنز؛ فقال: احتلبوهن بيننا، فكنا نفعل، فأتاني الشيطان فقال: محمد - صلى الله عليه وسلم - يأتي الأنصار فيتحفونه، فشربت نصيبه. قال: والتحفة مبدلة من الواو، إلا أن هذه التاء تلزم في تصريف الفعل كله؛ الا في قولهم يتفعل؛ كقولهم يتوكف؛ فأنَّهم يقولون: يتوحف. ترف الترفة: النعمة. وقال ابن دريد: الترفة: الطعام الطيب أو الشيء الطريف يخص بها الرجل صاحبه. وقال غيره: الترفة: هنة ناتئه في وسط الشفة العليا خلقة. وقال الليث: رجل اترف؛ من الترفة ترفة الشفة، وقال ابن فارس: هي غلط، وإنما هي التفة. وقال غيره: ترف - بالكسر -: أي تنعم. وترف - بالتحريك -: موضع، وقيل: جبل لبني أسد، قال: أرَاحَني الرَّحْمنُ من قُبْل تَرَفْ ... أسْفَلُهُ جَدْبٌ وأعلاهُ قَرفْ وذو ترف - أيضاً -: موضع. وأترفته النعمة: أي أطغته. وقوله تعالى:) ما أُتْرِفُوا (أي نعموا. وقال أبن عرفة: المترف: المتروك يصنع ما يشاء لا يمنع منه، وإنما قيل للمتنعم مترف لأنه مطلق له لا يمنع من تنعمه. وقال قتادة في قوله تعالى:) أمَرْنا مُتْرَفيها (أي جبابرتها. وترفته النعمة تتريفاً: أي أبطرته. وتترف: أي تنعم. واستترف: تعترف وطغى. تفف أبن دريد: التف - زعموا -: ما يجتمع تحت الظفر من الوسخ، وقال غيره: التف: إتباع لأف وهو القلة، يقال: أف له وتف وآفة وتفة، وقال أبن عباد: جمع التف تففة. وال غيره: التفة: المرأة المحقورة. وقال أبن دريد: التفة: دويبة تشبه الفأرة، قال: ومن أمثالهم: استغنت التفة عن الرفة، قال: وقد قالوا التفة عن الرفه - بالتخفيف -، وقال الأصمعي: هذا غلط، التفة: دويه تشبه جرو الكلب، قال الأصمعي: وقد رأيتها، وأنكر أن تكون تشبه الفأرة. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذه الدابة من الجوارح الصائدة، وكانت عندي منها عدة دواب، وهي تكبر حتى تكون بقد الخروف، حسنة الصورة، ويقال لها: الغنجل وعناق الأرض، وهي بالفارسية؟ سِيَاهْ كُوْشْ؟ وبالتركية " قَرا قُلاغْ " وبالبربرية " نَبَهْ كُدُودْد "، وأكثر ما تجلب من البربرة وهي أحسنها وأحرصها على الصيد، وأول ما رأيت هذه الدابة في مقد شوه. والتففة: دودة صغيرة؛ وتؤثر في الجلد. وقال ابن عباد: التفاتف من الكلام: شبه المقطعات من الشعر. والتفتاف: الذي يلقط أحاديث النساء، والجمع: تفتافون وتفاتق. وأتيتك بتفان ذلك: أي بعدانه، وعلى تفانه: أي حينه. والتتفيف: من التف؛ كالتأفيف من الأف. والمتفتف: الذي يلقط أحاديث النساء كالتفتاف. تلف التلف: الهلاك، وقد تلف - بالكسر - يتلف تلفاً. والمتلف: المهلك والمفازة، وأنشد أبن فارس: أمِنْ حَذَرٍ آتي المَتَالِفَ سادِراً ... وأيَّةُ أرْضٍ لَيْسَ فيها مَتَالِفُ ويقال: ذهبت نفس فلان تلفاً وطلفاً: أي هدراً. وعن فروة بن مسيكٍ المرادي - رضي الله عنه - أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ أرضاً عندنا وهي أرض ريعنا وميرتنا وأنها وبيئة؛ فقال: دعها فان من القرف التلف. القرف: ملابسة الداء. وأتلف ماله: إذا أفناه إسرافاً، يقال: فلان مخلف متلف؛ ومخلاف متلاف. وقول الفرزدق: وأضْيَافٍ لَيْلٍ قد نَقَلْنا قِرَاهُمُ ... إليهم فأتْلَفْنا المَنايا وأتْلَفُوا هؤلاء غزي غزوهم؛ يقول: فجعلناهم تلفاً للمنايا وجعلونا كذلك، أي وقعنا بهم فقتلناهم، أي صادفنا المنايا متلفة وصادفوها ذلك، كما تقول: أتينا فلاناً فإبخلنا وأجبناه: أي صادفناه كذلك. والتركيب يدل على ذهاب الشيء. تنف التنوفة والتنوفية: المفازة؛ كما قالوا: دو ودوية، لأنها أرض مثلها. وقال المؤرخ: التنوفة: الرض الواسعة البعيدة ما بين الأطراف، وقال ابن شميل: هي التي لا ماء بها من الفلوات ولا أنيس وإن كانت معشبة، وقال أبو خيرة: هي البعيدة وفيها مجتمع كلأ ولكن لا يقدر على رعية لبعدها، قال عمرو بن أحمر الباهلي: كم دُوْن لَيْلى من تَنُوْفِيَّةٍ ... لَمّاعَةٍ تُنْذَرُ فيها النُّذُرْ والجمع: التنائف، قال ذو الرمة:

توف

أخا تَنَائفَ أغْفى عِنْدَ ساهِمَةٍ ... بِأخْلَقِ الدَّفِّ من تَصْديِرها جُلَبُ وقال ابن عباد: تنائف تنف: بعيدة الأطراف. وقال ابن فارس: تنوفى: ثنية مشرفة، ذكرها في هذا التركيب وجعلها فعولى، قال امرؤ القيس: كأنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بِلَبُوْنِهِ ... عُقَابُ تَنُوفى لا عُقَابُ القَوَاعِلِ القواعل: جبل دون تنفى. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: إن كنت التاء في تنوفى أصلية فموضع ذكرها هذا التركيب كما ذكرها أبن فارس؛ وهي في جبلي طيء، وإن كانت زائدة من ناف أي ارتفع - ويؤيد هذا الوجه رواية أبي عبيدة ينوفى بالياء المعجمة باثنين من تحتها - فموضع ذكرها تركيب ن وف. وروى أبن الكلبي؟ عُقَابُ تَنُوفٍ؟. ودثار: كان راعياً لا مرئ القيس، وهو دثار بن فقعس بن طريف الأسدي. توف في نوادير الأعراب: ما فيه توفة ولا تافة: أي عيب. وقا الخارزجي: في سيره توفة: أي إبطاء، وما تركت له توفة: أي حاجة. والتوفة: الغرة. وما فيه توفة: أي مزيد. وطلب علي توفة: أي عثرة. وإنه لذو توفات: أي كذب وخيانة وذنب. وتاف بصر الرجل: أي تاه. ثحف أبو عمرو: الثحف: لغة في الفحث، وكذلك الثحف - بالكسر -، والجمع: أثحاف، وهما: ذاة الطرائق من الكرش كأنها أطبقاق الفرث. ثطف أبن الأعرابي: الثطف: النعمة في الطعام والشراب والمنام. وقال أبن عباد: الثطف: الخصب والسعة. ثقف - بالضم - يثقف ثقافة وثقفاً: أي صار حاذقاً خفيفاً؛ فهو ثقف؛ كضخم فهو ضخم، وثقف. وفي الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بر مكثا في الغار ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر - رضي الله عنهما - وهو غلام شاب أمرد لقن ثقف؛ يدلج من عندهما فيصبح مع قريش كبائت، ويرعى عليهم عامر بن فهيرة - رضي الله عنه - منحه، فيبيتان في رسلها ورضيفها حتى ينعق بها بغلس، ويروى: وصرفها. قال: أوَ ما عَلِمْتَ غَداةَ تثوْعِدُني ... أنّي بِخِزْيِكَ عالِمٌ ثَقِفُ وقال الليث: رجل ثقف لقف وثقف لقف: أي راوٍ شاعر رامٍ، وزاد اللحيان: ثقيف لقيف. وقال أبن عباد: ثقف فهو ثقف وثقيف، قال: وقالوا ثقفف أيضاً ثقفاً فهو ثقف وثقف - مثال حذر وحذر وندس وندس -: إذا حذف وفطن. وثقيف: أبو قبيلة، واسمه: قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، قال أبو ذؤيب الهذلي: تُؤمِّلُ أنْ تُلاقيَ أُمَّ وَهْبٍ ... بِمَخْلضفَةٍ إذا اجْتَمَعَتْ ثَقِيفُ وخل ثقيف وثقيف - مثال سكين -: أي حامض جداً. وثقفته ثقفاً - مثال بلعته بلعاً -: أي صادفته، وقال الَّليث: أخذته، وقال أبن دريد: ظفرت به، وقال أبن فارس: أدركته، قال الله تعالى:) إنْ يَثْقَفُوكم (، وقال جل وعز:) واقْتُلوهم حَيْثُ ثَقِفْتُمُوْهم (، وقال جل ذكره:) فَأمّا تَثْقَفَنَّهم في الحَرْب (. وامرأة ثقاف - بالفتح -: أي فطنة، وقالت أم حكيم بنت عبد المطلب لما جاورت أم جميل بنت حرب: إني حصان فما أكلم، وثقاف فما أعلم، وكلتانا من بني العم؛ قريش بعد ذلك أعلم. والثقاف - بالكسر -: ما تسوى به الرماح، قال عمرو بن كلثوم: إذا عَضَّ الثِّقَافُ بها اشْمَأزَّتْ ... ووَلَّتْهُ عَشَوْزَنَةً زَبُوْنا وثقف بن عمرو بن شميط - ويقال: ثقاف رضي الله عنه -: له صحبة. والقثقاف: من أشكال الرمل؛ فرد وزوجان وفرد، وهو من قسمة زحل. ويقال: أثقفته - على ما لم يسم فاعله -: أي قيض لي، قال عمرو ذو الكلب: فإنْ أُثْقِفتُموني فاقْتُلُوني ... فَمَنْ أثْقَفْ فَسَوْفَ تَرَوْنَ بالي أُثقفتموني: ظفرتم بي، أي: إن قدر لكم أن تصادفوني، ويروى:؟ ومَنْ أُثْقَفْ؟ أي مَنْ أثقفه منكم. وثقفت الماح تثقيفاً: إذا سويتها، قال عمرو بن كلثوم: عَشَوْزَنَةً إذا انْقَلَبَتْ أرَنَّتْ ... تَشُجُّ قَفضا المُثَقِّفِ والجَبِيْنا والتركيب يدل على إقامة درء الشيء. جأف جأفه يجافه جافاً وجعفه يجعفه جعفاً: أي صرعه. وجأفه - أيضاً - وجأثه وجثه: أي ذعره وأفزعه، وقد جئف أشد الجأف. وقال أبو عبيد: رجل مجؤوف: أي جائع. وجأفت الشجرة وجعفتها: الصياح. وجأفه تجئيفاً: أي فزعه، قال العجاج يصف جملة ويشبهه بالثور الوحشي المفزع:

جحف

كانَّ تَحْتي ناشِطاً مثجَأَّفا ... مُذَرَّعاً بشوَشْيِهِ مُوَقَّفا جحف ابن دريد: جحف الشيء برجله: إذا رفسه بها حتى يرمي به. وقال ابن الأعرابي: جحفت لك: أي غرفت لك. والجحوف: الدلو التي تجحف الماء: أي تأخذه. والجحوف: الثريد يبقى في وسط الجفنة. وجحفت له من المال والمشروب جميعاً. وجحف: قشر. وجحف معه: مال. وجحف لنفسه: جمع. وأبو الجحاف - بالفتح والتشديد -: رؤبة بن أبي الشعثاء العجاج - واسمه عبد الله - بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كثيف بن عميرة بن حني بن ربيعة بن سعد ابن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم. والجحاف - أيضاً -: محلة بنيسابور. والجحفة: الغرفة من الطعام، وقال ابن الأعرابي: الجحفة ملء اليد، وجمعها: جحف، وتقول: بقيت من ماء البئر جحفة: أي غرفة. والجحفة: ميقات أهل الشأم. وقال ابن دريد: ذكر أبن الكلبي: أن العماليق أخرجوا بني عبيل وهم اخوة عاد من يثرب فنزلوا الجحفة. وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: وقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل المدينة ذا الحليفة؛ ولأهل الشام الجحفة؛ ولأهل نجد قرن المنازل؛ ولأهل اليمن يلملم، فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونهن فمهله من أهله، وكذاك وكذاك حتى أهل مكة يهلون منها. والجحفة - أيضاً -: القطعة من السمن. وجبل جحاف - بالكسر -: من جبال اليمن. وسيل جحاف - بالضم - وجراف: إذا جحف كل شيء وجرفه: أي قشره، قال امرؤ القيس: لها كَفَلٌ كصَفَاةِ المَسِيْلِ ... أبْرَزَ عنها جُحَافٌ مُضِرْ والجحاف - أيضاً -: الموت؛ عن أبي عمرو؛ ويقال: موت جحاف: أي يذهب بكل شيء، قال ذو الرمة: وكائنْ تَخَطَّتْ ناقَتي من مَفَازَةٍ ... وكم زَلَّ عنها من جحاف المقادير والجحاف - أيضا -: مشي البطن عن تخمة، والرجل مجحوف، قال: أرُفْقَةٌ تَشْكُو الجُحَافَ والقَبَصْ ... جُلُوْدُهم ألْيَنُ من مَسِّ القُمُصْ وقول الشاعر: ولا يَسْتَوي الجَحْفانِ جَحْفُ نَهِيْدَةٍ ... وجَحْفُ حَرُوْرِيٍِّ بأبيض صارم قال أبو عمر: يعني أكل الزبد بالتمر والضرب بالسيف. وأجحف به: أي ذهب به. وأجحف به أيضاً: أي قاربه ودنا منه، يقال: مر الشيء مضراً ومجحفاً: أي مقارباً؛ وأجحفت بالطريق: وهو أن تدنو من الطريق ولا تخالطه. والمجحفة: الداهية، لأنها تجحف بالقوم: أي تستأصلهم. واجتحف الثريد: حمله بالأصابع الثلاث. واجتحف: استلب، ومنه الحديث: فاجتحفها، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ش ق ح. واجتحفنا ماء البئر: أي نزحناه ونزفناه. والفتيان يتجاحفون الكرة بينهم بالصوالجة. والتجاحف - أيضاً - في القتال: تناول بعضهم بعضاً بالعصي والسيوف، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: خذوا العطاء ما كان عطاء، فإذا تجاحفت قريش على الملك وكان عن دين أحدكم فدعوه. " عن دِين أحَدِكُم ": أي مجاوزاً لدين أحدكم مباعداً له. والمجاحف: أن تصيب الدلو فم البئر؛ وربما تخرقت، قال: قد عَلِمَتْ دَلْوُ بَني مَنَافِ ... تَقْوِيمَ فَرْغَيْها عن الجِحَافِ وقال ابن فارسٍ: جاحف الذنب: إذا داناه. والجحاف: القتال، قال العجاج: وكانَ ما اهْتَضَّ الجِحَافُ بَهْرَجِا والتركيب يدل على الذهاب بالشيء مستوعباً وعلى الميل والعدول. جخف الجخف والجخيف: الغطيط في النوم، وفي حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: أنه نام وهو جالس حتى مع جخيفه ثم قام فصلى ولم يتوضأ. وقال أبو زيد: من أسماء النفس: الروح والخلد والجخيف، يقال: ضعه في جخفيك: أي في تامورك وروعك. وقال أبو عمرو: الجخيف: الجيش الكثير. والجخيف: أن يفتخر الرجل بأكثر مما عنده، قال عدي بن زيد العبادي: أرَاهُم بِحَمْدِ اللهِ بعدجَخِيْفِهِمْ ... غُرَابُهُمُ إذْ مَسَّهُ الفَتْرُ واقِعا تقول منه: جخف الرجل يجخف جخفاً وجخيفاً وكذلك جفخ؛ على القلب. والجخيف والجخف: الطيش مع الخفة. والجخيف: المتكبر، وبه جخاف. والجخيف: صوت بطن الإنسان. والجخيف: القصير، والجمع: جخف. والجخيفة والجخفة: المرأة القيرة القضيفة. والجخف: التهدد. جدف أبن دريد: الجدف: القطع.

جدف

وجدف الطائر يجدف - بالكسر - جدوفاً: إذا كان مقصوصاً فرأيته إذا طار كأنه يرد جناحيه إلى خلفه.. قال الأصمعي: ومنه سمي مجداف السفينة، وجناحا الطائر مدافاه. وقال أبن دريد: مجداف السفنة بالدال والذال زعموا. والدال أكثر. وقال غيره: رجل مجدوف الكمين: إذا كان قصير الكمين محذوفهما. وزق مجدوف: مقطوع الأكارع. وجدفت السماء بالثلج: رمت به. وجدف الطائر: أسرع. وجدف الرجل: ضرب باليد. ورجل مجدوف اليدين: أي بخيل، وكذلك إذا كان قصيرهما أو مقطوعهما. والجدف: تقطيع الصوت في الحداء، قال ذو الرمة يصف حماراً. إذا خافَ منها ضغنَ حَقْباءَ قِلْوةٍ ... حَدَاها بِصَلصَالٍ من الصَّوْتِ جادِفِ وقصر الخطو أيضاً، وظباء جوادف. والجدافاة والجدافى - مثال حبارى -: الغنيمة، قال: فكان لما جاءنا جدافاه. وجدف - بالتحريك -: موضع. والجدف: القبر، وهو إبدال الجدث. وقال الفراء: العرب تعقب بين الفاء والثاء في اللغة؛ فيقولون: جدف وجدث وأجداف وأجداث، قال رؤبة: لو كانَ أحْجَارِي مَعَ الأجْدَافِ ... تَعْدُوْ على جُرْثُوْمَتي العَوَافي والجدف - أيضاً -: ما لا يغطى من الشراب، وقيل: ما لا يوكى. وفي حديث عمر - رضي الله عنه - أنه سال المفقود الذي كانت الجن استهوته: ما كان طعامهم؟ فقال: الفول وما لم يذكر أسم الله عليه، قال: وما كان شرابهم؟ قال: الجدف. فسر قتادة الجدف بما لا يغطي وما لا يوكى. وقال غيره: هو نبات يكون باليمن لا يحتاج الذي يأكله أن يشرب عليه الماء. وقيل: هو ما رمي به عن الشراب من زبد أو قذى؛ من قولهم: رجل مجدوف الكمين - وقد فسر - ومن قولهم: جدفت السماء بالثلج إذا رمت به. والمجادف: السهام. ورجل أجدف: أي قصير، قال: مُحِبُّ لِصُغْراها بَصِيْرٌ بِنَسْلِها ... حَفُوْظٌ لأِخَراها حُنَيِّفُ أجْدَفُ ورواه إبراهيم الحربي - رحمه الله -؟ أُجَيْدِفُ أحْنَفُ؟. وشاة جدفاء: قطع من أذنها شيء. والجدفة: الجلبة والصوت في العدر. وأجدف - بضم الدال -؛ وقيل: أجدث؛ وقيل: أحدث - بالحاء -: موضع، وبالأوجه الثلاثة روي بيت المتنخل الهذلي: عَرَفْتُ بأجدُفٍ فَنِعَافِ عِرْقٍ ... عَلاماتٍ كَتَحْبْير النِّماطِ وقال الأصمعي: التجديف هو الكفر بالنعم، يقال: لا تجدفوا بأيام الله. وقال الأموي: هو استقلال ما آتاه الله. وقيل: هو أن يسأل القوم وهم بخير: كيف انتم؟ فيقولون: نحن بشر. وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل شر؟ قال: التجديف، قالوا: وما التجديف؟ قال: ان يقول الرجل: ليس لي ولي عندي. وقال كعب الأحبار: شر الحديث التجديف. وحقيقة التجديف نسبة النعمة إلى التقاصر. جدف جدف الشيء يجدفه - بالكسر - جدفاً: إذا قطعته، قال الأعشى يذكر قيس أبن معدي كرب: قاعِدَاً حَوْلَه النَّدامى فما يَن ... فَكُّ يُؤتى بِمُوْكَرٍ مَجْذُوفِ الموكر: الزق الملآن من الخمر، والمجدوف: المقطوع القوائم. ومجداف السفنة: معروف، قال المثقب العبدي: تَكادُ إنْ حُرِّكَ مِجْذافُها ... تَنْسَلُّ من مَثنَاتِها واليَدِ سئل أبو الغوث: ما مجذافها؟ قال: السوط؛ جعله كمالجذاف لها. وجذف الرجل في مشيته جذفاً وجذوفاً: إذا أسرع. وقال أبن دريد: جذف الطائر: إذا أسع، قال: وأكثر ما يكون ذلك إذا قص أحد الجناحين. والجف - أيضاً -: قصر الخطو. ويقال للمرأة إذا مشت مشية القصار: جذفت - وإنه لمجذوف اليد والقميص -: إذا كان قصياً. والاجذاف: قصر الخطو؛ كالجذف. وقال أبن عباد: أجذف وانجذف: أي أسرع. والدال المهملة في جميع هذا التركيب لغة. والتركيب يدل على الأسرع والقطع. جرف الجرف: الأخذ الكثير. وقد جرفت الشيء أجرفه - بالضم - جرفاً: أي ذهبت به كله. وجرفت الطين: كسحته، ومنه سميت المجرفة. والجارف: الموت العام. والطاعون الجارف كان في زمن أبن الزبير - رضي الله عنهما -، وقال الليث: الطاعون الجارف: الذي نزل بأهل العراق ذريعاً فسمي جارفاً. قال: والجارف: شؤم أو بلية تجترف مال القوم. وجرف السيل إسناد الوادي: أي قلعها. وقال أبن الأعرابي: الجرف: المال الكثير من الصامت والناطق.

جزف

والجرفة: سمة في الفخذ؛ عن أبي عبيد، وفي جمع الجسد؛ عن أبي زيد، وفي اللهزمة والفخذ؛ عن أبي عباد. يقال منها: بعير مجروف. ويل جراف - بالضم -: يذهب بكل شيء. ورجل جراف - أيضاً -: أكول يأتي على الطعام كله، قال جرير: وُضِعَ الخَزِيْرُ فقيل أيْنَ مُجَاشِعٌ ... فَشَحا جَحاَفِلَهُ جُرَافٌ هِبْلَعٌ ويقال لضرب من الكيل: جراف وجراف، قال: كَيْل عِدَاءٍ بالجرافِ القَنْقَلِ ... من صُبْرَةٍ مِثْلِ الكَثِيْب الأهْيَلِ العداء: الموالاة. وذو جراف: وادٍ يفرغ ماءه في السلي. ورجل جراف وجاروف: أي نكحه نشيط، قال جرير يذكر شبة بن عقال أبن شبة ويهجو الفرزدق: يا شَبَّ وَيْلَكَ ما لاقَتْ فَتضاتُكُمُ ... والمِنْقَريُّ جُرَافٌ غَيْرُ عِنِّينِ والجاروف: المشوؤم. والجاروف: النهم. وأم الجراف - بالفتح والتشديد -: الترس، والدلو أيضاً. وقال أبن عباد: الجرفة - بالكسر -: الحبل من الرمل. والجرف: باطن الشدق، وجمعه أجراف. وجرفة الخبز وجلفته: كسرته، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال: بيت يكنه وثوب يواري عورته وجرف الخبز والماء - ويروى: جلف -. ليست الشياء المذكورة بخصال، ولكن المراد إكنان بيت ومواراة ثوب وأكل جرف وشرب ماءٍ، فحذف ذلك؛ كقوله تعالى:) وسَلِ القَرْيَةَ (. وقال الدينوري: الجريف: يابس الأفاني. وقال أبن عباد: الجريف: جريف الحماط وهو يبيسه، ولونه مثل حب القطن إذا يبس، وعود جرف. وأرض جرفة: مختلفة، وقدح جرف. والجرفة - بالضم -: ماء باليمامة لبني عديٍ. وقال ابن فارس: الجرفة: أن تقطع من فخذ البعير جلدة وتجمع على فخذه. واجرف والجرف - مثال يسر ويسر -: ما تجرفته السيول وأكلته من الأرض، ومنه قوله تعالى:) على شَفَا جُرُفٍ هارٍ (، وقرأ بالتخفيف أبن عامر وحمزة وحماد ويحيى وخلف. وجمع المثقل: أجراف - مثال طنبٍ وأطناب -، وجمع المخفف: جرفة - مثال جحر وجحرةٍ -. والجرف - أيضاً -: موضع على ثلاثة أميال من المدينة - على ساكنيها السلام - بها كانت أموال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، ومنه حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: أنه مر بالناس في معسكرهم بالجرف فجعل ينسب القبائل حتى مر ببني فزارة؛ فقام له رجل منهم، فقال له أبو بكر؟ رضي الله عنه -: مرحباً بكم، قالوا: نحن يا خليفة رسول الله أحلاس الخيل وقد قدناها معنا، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: بارك الله فيكم. وقال أبو خيرة: الجرف: عرض الجبل الأملس. والجورف: الحمار. وسيل جورف: يجرف كل شيء. وبرذون جورف: سريع؛ يشبه بالسيل. والجورف: الظليم، قال كعب بن زهير - رضي الله عنه -: كأنَّ رَحْلي وقد لانَتْ عَرشيْكَتُها ... كَسَوْتُهُ جَوْرَفاً أقْرَابُهُ خَصِفا وقال أبن الأعرابي: هو الجورق - بالقاف - للظليم، ومن قاله بالفاء فقد صحف. والأجراف: موضع. وقال أبن الأعرابي: الجرف: الخصب والكلأ المتلف، وأجرف الرجل: إذا رعى إبله الجرف. وأجرف المكان: إذا أصابه سيل جراف. وجرفته السيول تجريفاً، قال بعض طيئ: فإنْتَكُنِ الحَوَادِثُ جَرَّفَتْني ... فلم أرَ هالِكاً كابْنَيْ زِيادِ وكذلك: تجرفته السيول. وقال أبن عباد: كبش متجرف: وهو الذي قد ذهبت عامة سمنه، وكذلك الإبل. وجاء فلان متجرفاً: إذا هزل واضطرب. وقال الريحاني: رجل مجارف ومحارف: وهو الذي لا يكسب خيراً ولا نمي ماله. والتركيب يدل على أخذ الشيء كله. جزف الجزاف والجزافة - بالضم فيهما - في البيع والشرى دخيل في كلامهم، وهو الحدس، وهو بالفارسية: كزاف. يقال: بيع جزاف وجزيف، قال صخر الغي الهذلي: فأقْبَلَ منهُ طِوَالُ الذُّرى ... كأنَّ عَلَيْهنَّ بَيْعاً جَزِيفا وقال العزيزي: المجزفة: شبكة يصاد بها السمك، قال: والجزاف: اصياد. وقال غيره: الجزوف من الحوامل: التي تتجاوز وقت ولادتها. وجزفة من النعم - بالكسر -: قطعة منه. والمجازف والجزاف - الكسر -: الأخذ بالحدس. وقال أبو عمرو: اجتزفت الشيء: إذا اشتريته جزافاً. وتجزفت في كذا: أي تنفذت فيه. جعف جعفت الرجل: صرعته. وجعفت الشجر: قلعتها. وسيل جاعف وجعاف وجاحف وجحاف: يقلع ما أتى عليه.

جفف

ويقال: ما عنده إلا جعف وجعب: أي القوت القليل الذي لا فضل فيه. وجعفي: أبو قبيلة، والنسبة إليه جعفي أيضاً. وقال لليث: جعف: حي من اليمن والنسبة إليهم جعفي. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا غلط، وهو جعفي بسعد العشيرة بن مالك بن أدد، قال لبيد - رضي الله عنه: قَبَائلُ من جُعْفيِّ بن سضعْدٍ كأنَّما ... سَقى جَمْعَهم سَمَّ الذَّعَافِ مُنِيْمُ منيم: مهلك. وقال أبن عباد: قال الباهلي: الجعفي في قوله: وبذ الرخاضيل جعفيها. هو الساقي، قال: والرخاضيل: أنبذه التمر. وأجعفته: صرعته؛ مثل جعفته، قال: إذا دَخَلَ النّاسُ الظِّلال فإنَّهُ ... على الحَوْضِ حتّى يَصْدُرَ النّاسُ مُجْعَفُ واجتعف الشجرة: اقتلعتها. والانجعاف: الانقلاع، ومنه الحديث: مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تفيئها الريح مرة هاهنا ومرة هاهنا؛ ومثل الكافر مثل الأزرة المجذية على الأرض حتى يكون انجعافها مرة، - ويروي: تميلها الريح مرة هكذا ومرة هكذا -. والتركيب يدل على قلع الشيء وصرعه. جفف الجف والجفة - بالفتح فيهما -: جماعة الناس، وكذلك الجفة - بالضم -؛ وهي قليلة، والجف. يقال: دعيت في جفة الناس، وجاء القوم جفة واحدة، ومنه حديث أبن عباس - رضي الله عنهما -: لا نفل في غنيمة حتى تقسم جفة كلها. أي جملة وجميعاً. وجف القوم أموال بني فلان جفاً: أي جمعوها وذهبوا بها. وقول النابغة الذبياني يخاطب عمرو بن هند الملك: مَنْ مُبْلِغٌ عمرو بنَ هندٍ آيَةً ... ومن النَّصِيْحَةِ كثرةُ الإنْذارِ لا أعْرفَنَّكَ عارِضاً لِرِماحِنا ... في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدَ الأمْرارِ ويروى: " مُعْرِضاً لِرِماحِنا "، ويروي: " وأردي "، وكان أبو عبيده يرويه: " في جُفِّ ثَعْلَبَ " قال: يريد ثعلبة بن عوف بن سعد بن ذبيان. والجف: وعاء الطلع، ومنه الحديث: أن سحر النبي - صلى اله عليه وسلم - جعل في جف طلعة ذكر. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ط ب ب. والجف - أيضاً -: الشن البالي يقتطع من نصفه فيجعل كالدلو، قال: رُبَّ عَجُوْزٍ رَأْسُها كالكِفَّهْ ... تَحْملُ جُفّاً مَعَها هِرْشَفَّهْ وربما كان الجف من أصل نخلة ينقر. وقال الليث: الجف: قيقاءة الطلع؛ وهو الغشاء الذي يكون مع الوليع، قال: وتَبْسِمُ عن نَيِّرٍ كالوَلِيْع ... شَقَّق عنه الرُّقاةُ الجُفوفا وسال أبو العلانية مسلم أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبيذ في الجف قال: أخبث وأخبث. والجفان: بكر وتميم. وفي حديث عثمان - رضي الله عنه - لما حوصر أشار عليه طلحة - رضي الله عنه - أن يلحق بجنده من أهل الشام فيمنعوه فقال: ما كنت لأدع المسلمين بين جفين يضرب بعضهم رقاب بعض. قيل الجفان - هاهنا -: إجماعتان، وقيل: أراد بين مثل جفين بكر وتميم في كثرة العدد. قال حميد الأرقط: ما فَتِئَتْ مُرّاقُ أهْلِ المِصْرَيْنْ ... سِقْطى عُمَانَ ولُصُوْصَ الجُفَّيْنْ وقال أبو ميمون العجلي: قُدْنا إلى الشَّأمِ جِيَادَ المصْرَيْنْ ... من قَيْسِ عَيْلانَ وخَيْلِ الجُفَّيْنْ وقال أبن عباد: الجف: الشيخ الكبير، والسد الذي تراه بينك وبين القبلة، وكل شيء خاو ليس في جوفه شيء نحو الجوزة والمغدة. ويقال: فلان جف مال: أي مصلحه. والإخشيذ محمد بن طغج بن جف: أمير مصر. والجفافة: ما ينتشر من الحشيش وألقت. وجفاف الطير: موضع، وقال السكري: جفاف الطير أرض لأسد وحنظلة واسعة فيها أماكن يكون فيها الطير، قال جرير: فلما أبْصَرَ النّارَ التي وَضَحَتْ له ... وَراء جُفَافِ الطَّيْرِ إلا تَمَارِيا وكان عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير يقول: " وَرَاءَ حِفَافِ الطَّيْرِ " بكَسر الحاء المهملة، قال: هذه أماكن تسمى الأحفة؛ فاختار منها مكاناً فسماه حفافاً. والجفاف: ما جف من الشيء الذي تجففه، تقول: اعزل جفافه عن رطبه. والجفيف: مايس من النبت، قال الأصمعي: يقال: الإبل فيما شاءت من جفيف وقفيف. وجففت يا ثوب تجف - مثال دببت تدب - جفافاً وجفوفاً، وتجف - مثال تعض أيضاً عن أبي زيد، وردها الكسائي -، وجففت تجف - مثال بششت تب -.

جلف

والجفجف: الأرض المرتفعة وليست بالغليظة، والريح الشديدة، والقاع المستدير الواسع، والوهدة من الأرض. قال العجاج: في مَهْمَهٍ يُنْبي مَطضاهُ العُسَّفا ... مَعْقِ المَطالي جَفْجَفاً فَجَفْجَفا وجَفَاجِفُ الرَّجل: هيئة ولباسه. وقال أبن عباد: الجفيف: المهذار. والتجفاف: من آلات الحرب. وجففت الفرس تجفيفاً: أي ألبسته التجفاف. وجففت الشيء: يبسته. وقال الليث: التجفاف: التجفيف. وتجفجف الثوب: إذا ابتل ثم جف وفيه ندى، فإن يبس كل اليبس قيل: قد جف، والأصل تجفف فأبدلوا مكان الفاء الوسطى فاء الفعل كما قالوا تبشبش؛ وأصله تبشش، قال رجل من كلب بن وبرة ثم من بني عليم يقال له هردان بن عمرو: فقامَ على قَوَائمَ لضيِّناتٍ ... قُبَيْلَ تَجَفْجُفِ الوَبضرِ الرَّطيبِ وتجفجف الطائر: انتفش. وأما قول تميم بن أبي مقبل: كَبَيْضَةِ أُدْحيٍ تَجَفْجَفَ فَوْقَها ... هِجَفُّ حَدَاهُ القَطْرُ واللَّيلُ كانِعُ فقيل: معناه تحرك فوقها وألبسها جناحيه. وقال أبن دريد: سمعت جفجفة الموكب: إذا سمعت حفيفهم في السير. وجفجف القوم: حبسهم. وجفجف: إذا رد بالعجلة مخافة الغارة. وجفجفت الشيء: إذا جمعته إليك. وقال أبن عبادٍ: اجتف ما في الإناء: أتى عليه. جلف الجلف: القشر، يقال: جلفت الطين عن رأس الدن أجلفه - بالضم -. والجالفة: الشجة التي تقشر مع اللحم. وطعنة جالفة: إذا لم تصل إلى الجوف، وهي خلاف الجائفة. والجالفة - أيضاً -: السنة التي تذهب بأموال الناس؛ من جلفت الشيء: إذا قلعته واستأصلته. ويقال: أصابتهم جليفة عظيمة: إذا اجتلفت أموالهم. والجليف والجلف - بالكسر -: الجافي، يقال: أعرابي جلف، وأصله من أجلاف الشاة وهي المسلوخة بلا رأس ولا قوائم ولا بطن، وقال أبو عبيدة: اصل الجلف: الدن الفارغ، قال عدي بن زيدٍ العبادي: بَيْتِ جُلوْفٍ بارِدٍ ظِلُّهُ ... فيه ظِبَاءٌ ودَوَاخِيْلُ خُوْصْ وقيل: الجلف: أسفل الدن إذا أنكسر. والمسلوخ إذا أخرج بطنه: جلف أيضاً. وقال أبو عمرو: الجلف: كل ظرف ووعء، وجمعه: جلوف. وقال الليث: الجلف: فحال النخل. والجلف - أيضاً - من الخبز: الغليظ اليابس. ويقال: إذا كان المال لا سمن له ولا ظهر ولا بطن يحمل قيل: هو كالجلف. والجلفة: القطعة من كل شيء، وفي حديث النبي - صلى اله عليه وسلم -: ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال: بيتيكنه وثوب يواري عورته وجلف الخبز والماء - ويروى: جرف الخبز - وقيل: الجلف: الخبز غير المأدوم الجشب، قال: القَفْرُ خُيْرٌ من مَبِيْتٍ بِتُّهُ ... بِجُنُوْبِ زَخَّةَ عِنْدَ آلِ مُعَارِكِ جاؤا بِجِاْفٍ من شَعِيْرٍ يابِسٍ ... بَيْني وبَينَ غُلامِهِمْ ذي الحارِكِ الحارك: الكاهل. وجلف الرجل: صار جلفاً، قال المرار بن سعيد الفقعسي: ولم أجْلَفْ ولم يُقْصِرْنَ عَنِّي ... ولكنْ قد أنى لي أنْ أرِيْعا أي لم أصر جلفاً، يقول: لم يكن تركي لهن من كبر ولم يقصرن عني زهداً؛ ولكن قد أنى لي أن أرجع إلى الحلم. وخبز مجلوف: وهو الذي أحرقه التنور فلزقت به وأما قو قيس بن الخطيم: كأنَّ لَبّاتِها تَبَدَّدَها ... هَزْلى جَرَادٍ أجْوافُهُ جُلُفُ فأنه شبه الحلي التي على لبتها بجراد لا رؤوس لها ولا قوائم، وقيل: الجلف جمع جليف وهو الذي قشر، وذهب أبن السكيت إلى المعنى الأول. وقال الليث: تقول جلفت ظفره عن إصبعه. قال: والجلف أحفى من الجرف وأشد استئصالاً. والجلفة: من السمات؛ كالجرفة. وجلفة القلم - بالكسر -: ما بين مبراه إلى سنته، يقال: أطل جلفة القلم. وقال أبن عباد: الجلفة من المعزى - بالتحريك -: التي لا شعر عليها إلا صغار لا خير فيها. وقال أبن الأعرابي: الجلافي من الدلاء: العظيمة الكبيرة، وأنشد: من سابغِ الجْلافِ ذي سَجْلٍ رَوِي ... وُكِّرَ تَوْكشيْرَ جُلاَفيِّ الدُّليْ وقال الدينوري: الجليف نبت شبيه بالزرع فيه غبرة يسمق؛ وله في رؤوسه سنفة كالبلوط مملوءة حباً كحب الأرزن؛ وهو مسمنة لمال؛ ومنابته السهول. وقال أبن الأعرابي: الجلاف - بالضم -: الططين. قال: وأجلف الرجل: إذا نحى عن رأس الخنبجة.

جلنف

والمجلف: الذي أخذ من جوانبه، قال الفرزدق: وعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَرْوانَ لم يَدَعْ ... من المالِ إلاّ مُسْحَتاً أو مُجَلَّفُ أي: أو ما هو مجلف. وقال أبو الغوث: المجلف: الذي بقيت منه بقية. والمجلف والمجرف أيضاً: الرجل الذي جلفته السنون: أي ذهبت بأمواله. ويقال: جلفت كحل: أي استأصلت السنة الأموال، قال تميم بن أبى بن مقبل يرثي عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: نَعَاءِ لِفَضْلِ العِلْمِ والحَزْمِ والتُّقى ... ومأْوى اليَتَامى الغُبْرِ عامُوا وأجْدَبُوا ومَلْجَأ مَهْرُوئينَ يُلْفى به الحَيَا ... إذا جَلَّفَتْ كَحْلُ هو الأمُّ والأبُ عاموا: أقرموا إلى اللبن. والاجتلاف: الاستئصال. وجاء متجلفاً: أي مهزولاً. والتركيب يدل على القطع وعلى القشر. جلنف طعام جلنفاة: وهو القفار الذي لا أدم فيه. جندف الليث: الجنادف: الجافي الجسيم من الناس والإبل، يقال: ناقة جنادف وأمة جنادفة، ولا توصف به الحرة. وقال غيره: رجل جنادف: أي غليظ قصير، قال الراعي يرد على خنزر بن أبي أرقم وهو أحد بني عم الراعي: جُنَادِفٌ لا حِقٌ بالرَّأْسِ مَنْكِبُهُ ... كأنَّهُ كُوْدَنٌ يُوْشى بِكُلاّبِ وقال أبن عباد: ناقة جنادفة: أي سمينة ظهيرة. وقيل: الجنادف: الذي إذا مشى حرك كتفيه، وهو من مشى القصار. جنف الجنف - بالتحريك - والجنوف: الميل والجور والعدول، ومنه قوله تعالى:) فَمَنْ خافَ من مُوَصٍّ جَنَفاً (، وقد جنف - بالكسر - قال عامر الخصفي: هُمُ المَوْلَى وإنْ جَنِفُوا علينا ... وإنا من لقَائِهِمُ لَزُوْزُ قال أبو عبيدة: المولى - هاهنا -: في موضع الموالي أي بني العم، كقوله تعالى:) ثُمَّ يُخْرِجُكُم طِفلاً (، وقال لبيد - رضي الله عنه -: إنِّي امْرُؤٌ مَنَعَتْ أرُوْمَةُ عامشرٍ ... ضَيْمي وقد جَنِفَتْ عَلَيَّ خُصُوْمُ والأجنف: المائل، قال جرير يهجو الفرزدق: تَعَضُّ الملوكَ الدّارِعينَ سُيُوْفُنا ... ودَفُّكَ من نَفّاخَةِ الكِيْر أجْنَفُ وخصم مجنف: أي مائل ورجل أجنف: أي منحني الظهر. وقال شمر: رجل جنافي - بالضم -: أي مختال فيه ميل، قال: ولم أسمعه إلا في رجز الغلب العجلي، وأنشد. فَبَصُرَتْ بِناشِئٍ فَتِيِّ ... غِرٍ جُنَافّيٍ جَميلِ الزِّيِّ وال أبو سعيد: يقال لج في جناف قبيح - بالكسر - وجناب قبيح: إذا لج في مجانبة أهله. وجنفى وجنفاء - بالتحريك ممدوداً ومقصوراً - وجنفى - مثال أربى - وجنفاء - مثال خيلاء -: ماء من مياه بني فزارة. وقال أبن شهاب: كانت بنو فزارة ممن قدم على أهل خيبر ليعينوهم؛ فراسلهم رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - وسألهم أن يخرجوا عنهم؛ ولهم من خيبر كذا وكذا؛ فأبوا، فلما فتح الله خيبر أتاه من كان هنالك من بني فزارة فقالوا: حظنا والذي وعدتنا، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: - حظكم - أو قال: لكم - ذو الرقيبة - وذو الرقيبة جبل مطل على خيبر، فقالوا: إذن نقاتلكم، فقال: موعدكم جنفاء، فلما سمعوا ذلك خرجوا هاربين. وقال زبان بن سيار الفزاري: رَحَلتُ إليكَ من جَنَفَاءَ حتّى ... أنَخْتُ فِنَاءَ بَيْتِكَ بالمَطالي وقال ضمرة بن ضمرة: كأنَّهمُ على جَنَفَاءَ خُشْبٌ ... مُصَرَّعَةٌ أُخَنِّعُها بِفأْسِ أي: اقطعها. وأجنف الرجل: أي جاء بالجنف، كما يقال: ألا أي أتى بما يلام عليه؛ وأخس أي أتى بخسيس، قال أبو كبير الهذلي. ولقد نُقِيْمُ إذا الخُصُوْمُ تَنَافَذُوا ... أحْلامَهم صَعَرَ الخَصِيْمِ المُجْنِفِ ويروى: " تناقدوا "، ويروى، " مجنف " بكسر الميم: أي مائلٍ جائر. وأجنفته: صادفته جنفاً في حكمه. وأجنف: مال؛ مثل جنف، ومنه حديث عروة بن الزبير: يرد من صدقة لجانف في مرضه ما يرد من وصية المجنف عند موته. والتجانف: التمايل، وقوله تعالى:) غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لاثْمٍ (أي غير مائل إلى حرام، قال الأعشي يمدح هوذة بن علي: تَجَانَفُ عن جُلِّ اليَمَامَةِ ناقَتي ... وما عَدَلَتْ من أهْلها بِسَوائكا.

جوف

أي: ما انحرفت تريد غير المكان الذي أنت به إلى غيرك؛ أي: لم تعدل بك أحداً. وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: أنه أفطر في رمضان وهو يرى أن الشمس قد غربت ثم نظر فإذا المس طالعة فقال: لا نققضيه، ما تجانفنا فيه لا ثم. والتركيب يدل على الميل والميل. جوف الجوف: المطمأن من الأرض. وجوف الإنسان: بطنه، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: استحيوا من الله حق الحياء، ثم قال: الاستحياء من الله ألا تنسوا المقابر والبلى وألا تنسوا الجوف وما وعى وألا تنسوا الرأس وما احتوى. والمعنى: الحث على الحلال من الرزق واستعمال هذه الجوارح فيما رضي الله استعمالها فيه. وقولهم: أخلى من جوف: هو أسم وادٍ في ارض عادٍ فيه ماء وشجر، حماه رجل يقال له حمار، وكان له بنون، فماتوا، فكفر كفراً عظيماً وقتل كل من مربه من المسلمين، فأقبلت نار من أسفل الجوف فأحرقته ومن فيه، وغاض ماؤه، فضربت العرب به المثل فقالوا: أكفر من حمار، ووادٍ كجوف الحمار؛ وكجوف العير، وأخرب من جوف حمار. والجوف - أيضاً -: موضع بناحية عمان. ودرب الجوف: موضع بالبصرة غليه ينسب أبو الشعثاء جابر بن زيد. وأهل الغور يسمون فساطيط عمالهم: الأجواف. والأجوفان: البطن والفرج. وشيء أجوف بين الجوف - بالتحريك -: أي واسع. والأجوف في اصطلاح التصريفيين: المعتل العين؛ أي حرف العلة ف جوفه أي وسطه؛ نحو قال وباع. والأجوف: من صفات الأسد العظيم الجوف، قال: أجوف جاف جاهل مصدر. ودلو جوفاء: واسعة. وشجرة جوفاء: ذات جوف. وقناة جوفاء: أي فارغة. والجوفاء: ماء لمعاوية وعوف أبني عامر بن ربيعة. وقال أبو عبيدة في تفسير قول غسان بن ذهيل: وقد كانَ في بَقْعَاءَ رِيُّ لِشَائكُم ... وتَلْعَةُ والجَوْفاءُ يَجْري غَدِيرْهُا هذه مياه وأماكن لبني سليط حوالي اليمامة. والجائفة: الطعنة التي تبلغ الجوف. وفي حديث حذيفة - رضي الله عنه -: لقد تركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن متوافرون؛ وما منا أحد لو فتش إلا فتش عن جائة أو منقلة إلا عمر وأبن عمر - رضي الله عنهما -. وجيان عارض اليمامة: عدة مواضع؛ يقال جائف كذا وجائف كذا. قال أبو عبيد: وقد تكون التي تخالط الجوف، والتي تنفذ أيضاً. وجفته بها؛ حكاه عن الكسائي. وتلعة جائفة: قعيرة، وتلاع جوائف. وجوائف النفس: ما تقعر من الجوف في مقار الروح، قال الفرزدق: ألَمْ يَكْفِني مَرْوانُ لَمّا أتَيْتُهُ ... زِياداً ورَدَّ النَّفْسَ بَيْنَ الجَوَائفِ ويروى: " نفاراً ورد النفس بين الشَّرَاسِفِ ". وقال أبو عبيدة: المجوف: الرحل العظيم الجوف، قال الأعشى يصف ناقته: هي الصّاحِبُ الأدْنَى وبَيْني وبَيْنَها ... مَجُوْفٌ عِلاَفِيُّ وقِطْعٌ ونُمْرُقُ يقول: هي الصاحب الذي يصحبني. والجواف والجوفي - بالضم فيهما -: ضرب من السمك، وأنشد أبو الغوث: إذا تَعَشَّوْا بَصَلاً وخَلاّ ... وكَنْعَداً وجُوْفِياً قد صَلاّ باتُوا يَسُلُّونَ الفُسَاءَ سَلا ... سَلَّ النَّبِيْطِ القَصَبَ المُبْتَلاّ ورواية أبن دريد: وجُوْفِيَاً مُحَسَّفاً قد صَلاّ وقال المؤرخ: الجوفان: أير الحمار، وكانت بنو فزارة تعير أكل الجوفان، قال سالم بن دارة: أطْعَمْتُمُ الضيف جُوْفاناً مُخَاتلةً ... فلا سَقَاكُمْ إلهي الخالقُ الباري وإنما خففه للضرورة. وشيء جوفي - أيضاً -: أي واسع الجوف، وهو من تغييرات النسب كالسهلي والدهري، قال العجاج يصف كناس ثور: فهو إذا ما اجْتَافَهُ جُوْفيُّ ... كالخُصِّ إذْ جَلَّلَهُ البارِيُّ وقد أجفته الطعنة: مثل جفته بها. وأجفت الباب: أي رددته، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: خمروا آنيتكم وأوكوا أسقيتكم وأجيفوا الأبواب وأطفئوا المصابيح واكتفوا صبيانكم فان للشياطين انتشاراً وخطفة. وشيء مجوف: فيه تجويف؛ أي شيء أجوف. والمجوف من الدواب: الذي يصعد البلق حتى يبلغ البطن؛ عن الأصمعي، ونشد لطفيل الغنوي: شَمِيْطُ الذُّنابى جُوِّفَتْ وهي جَوْنَةٌ ... بِنُقْبَةِ بِنُقْبَةِ دِيْباجٍ وريطٍ مُقَطَّعِ

جهف

والمجوف - أيضاً -: الذي لا قلب له، قال حسان بن ثابت - رضي الله عنه - يهجو أبا سفيان المغيرة بن الحرث بن عبد المطلب - رضي الله عنه -: ألا أبْلِغْ أبا سُفْيَانَ عَنّي ... فأنْتَ مُجَوَّفُ نَخِبٌ هَوَاءُ واجتافه: دخل جوفة، قال لبيد - رضي الله عنه - يصف مهاة: تَجْتافُ أصْلاً قالِصاً مُتَنَبِّذاً ... بِعُجُوْبِ أنْقَاءٍ يَمِيْلُ هَيَامُها وقال العجاج يصف كناس ثور: فهو إذا ما اجْتَافَهُ جُوْفيُّ ... كالخُصِّ إذْ جَلَّلَهُ البارِيُّ وكذلك تجوفه. وتجوفت الخوصة العرفج: وذلك قبل أن تخرج وهي في جوفه. واستجاف الشيء واستجوف: أي اتسع، قال ابو دوادٍ جارية بن الحجاج الأيادي يصف فرساً: وهي شَوْهاءُ كالجُوَالِقِ فُوْها ... مُسْتَجَافٌ يَظَلُّ فيه الشَّكِيْمُ واستجفت المكان: وجدته أجوف. والتركيب يدل على جو الشيء. جهف أبن فارس: جهافة - بالضم - أسم رجل. واجتهفت الشيء: أخذته أخذاً كثيرا. جيف الجيفة: جثة الميت وقد أراح، والجمع: جيف وأجياف. وذو الجيفة: موضع بين المدينة - على ساكنيها السلام - وبين تبوك. والجياف: ماء على يسار طريق الحاج من البصرة، قال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع: إلى ذي الجِيَافِ ما بِهِ اليَوْمَ نازِلٌ ... وما حُلَّ مُذْ سَبْتٌ طَويلٌ مُهَجِّرُ وقيل: هو بالحاء، وهو أصح، وسنذكره - إن شاء الله تعالى - في تركيب ح ي ف. والجياف: النباش، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا يدخل الجنة ديبوب ولا جياف. سمي جيافاً لأنه يكشف الثياب عن جيف الموتى. وقال أبن دريد: أصل الياء في الجيفة واو، وذكرها في تركيب ج وف. وجافت الجيفة وجيفت: إذا أنتنت. وقال أبن عباد: جيف فلان في كذا وجيف: وهو من الفزع. وجيفته: ضربته. وأجافت الجيفة: أي أنتنت وأروحت؛ مثل جافت وجيفت. حترف أبن الأعرابي: الحتروف: الكاد على عياله. حتف الحتف: الموت، يقال: مات فلان حتف أنفه: إذا مات على فراه من غير قتل ولا ضرب ولا غرق ولا حرق. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: من خرج مجاهداً في سبيل الله فإن أصابته جاتحة أو لسعته دابة فمات فهو شهيد، ومن مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله، ومن قتل قعصاً فقد اسوجب المآب. قال عبد الله بن عتيك - رضي الله عنه - وهو راوي الحديث: والله إنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قط قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يعني قوله: " حتف انفه ". وفي حديث عبيد بن عمير أنه قال في السمك: ما مات منها حتف أنفه فلا تأكله، يعني السمك الطافي. قال القطري: فإن أمُتْ حَتْفَ أنْفي لا أمُتْ كَمَداً ... على الطِّعَانِ وقَصْرُ العاجِزِ الكَمَدُ قال أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري: إنما خص الأنف لأنه أراد أن روحه تخرج من أنفه بتتابع نفسه لأن الميت على فراشه من غير قتل يتنفس حتى ينقضي رمقه، فخص الأنف بذلك لن من جهته ينقضي الرمق. وقال غيره: إنما قيل له ذلك لأن نفسه تخرج بتنفسه من فيه وأنفه، وغلب أحد الاسمين على الآخر لتجاورهما، وانتصب حتف أنفه على المصدر كأنه يل: موت أنفه، ولا يبنى من الحتف فعل. ويقال - أيضاً -: مات حتف فيه وحتف أنفيه، قال: إنَّما المَرْءُ رَهْنُ مَيْتٍ سَوِيٍّ ... حَتْفَ أنْفَيْهِ أو لِفِلقٍ طَحُونِ ويحتمل أن يكون المراد: منخريه، ويحتمل أن يكون المراد أنفه وفمه فغلب الأنف للتجاور. وفي حديث قيلة - رضي الله عنها -: فتمثل حريث - رضي الله عنه - فقال: كنت أنا وأنت كما قال: حتفها ضأن تحمل بأظلافها. وأصلة: أن رجلاً كان جائعاً بالبلد القفر فوجد شاة ولم يكن معه ما يذبحها به، فبحثت الشاة عن مديةٍ فذبحت بها، فضب مثلا لمن أعان على نفسه بسوء تدبيره. والجمع: حتوف، قال حنش بن مالك: فَنَفْسَكَ أحْرِزْ فإنَّ الحُتُوْفَ ... يَنبَأنَ بالمَرْءِ في كُلِّ وادِ وقال لبيد - رضي الله عنه - يصف بقرة: لِتَذُوْهُنَّ وأيْقَنَتْ إنْ لم تَذُدْ ... أنْ قد أحَمَّ مَعَ الحُتُوْفِ حِمَامُها وحية حتفة: نعت لها.

حثرف

وحتيف بن السجف - مصغراً -: هو حتيف بن السجف وأسم الحتيف: الربيع، وأسم السجف: عمرو بن عبد الحارث بن طرف بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة بن أد. ونسبة أبو اليقظان فقال: هو الحتيف بن السجف بن بشير بن أدهم بن صفوان بن صباح بن طريف بن عمرو، وهو شاعر فارس، قال حميل بن عبدة بن سلمة بن عرادة يفخر بفعال جده الحتيف - وأم سلمة بن عرادة سلامة بنت الحتيف -: حُتَيْفُ بن عمرو جَدُّنا كان رِفْعَةً ... لِضَبَّةَ أيّامٌ له ومَآثِرُ وقال أبن دريد في كتاب الاشتقاق: الحنتف بن السجف في بني ضبة، وهو وهم، لأن ذلك تميمي؛ والحتيف ضبي، ووافق ابن دريد أبن الكبي. وحتيف بن زيد بن جعونة النسابة: هو أحد بني المنذر بن جهمة ن عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم، له مع دغفل النسابة خبر. حثرف أبن دريد: الحثرفة: الخشونة والحمرة تكون في العين. وحثرفته عن موضعه: إذا زعزعته، وليس بثبت. وتحثرف الشيء من يدي: إذا بددته، ف بعض اللغات. حثف أبو عمرو: الحثف - مثال كتف - والحثف - بالكسر -: لغتان في الحفث والفحث. حجرف أبن دريد: الحجروف: دويبة طويلة القوائم أعظم من النملة. حجف يقال للترس إذا كان من جلود ليس فيه خشب ولا عقب: حجفة ودرقة، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه أتي بسارق سرق حجفة فقطعه، وفي حديث الآخر: أنه أعطى سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - حجف أو درقة؛ ثم قال: يا سلمة أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك؟ قلت: يا رسول الله لقيني عمي عامر أعزل فأعطيته أياها، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: إنك كالذي قال الأول: اللهم ابغني حبيباً هو أحب ألي من نفسي. قال سؤر الذئب: بَلْ جَوْزِ تَيْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ يريد: رُبَّ جوز تيهاء. ومن العرب من إذا سكت على الهاء جعلها تاء؛ وهو طيء؛ فقال: هذا طلحت وخبز الذرت. والجمع: الحجف، وأنشد أبن فارس: أيَمْنَعُنا القَوْمَ ماءَ الفُرَاتِ ... وفينا السُّيُوْفُ وفينا الحَجَفْ وقال الأغلب العجلي: يَحْمِلنَ آسادَ العَرِيْنِ في الحَجَفْ وقال أبو العميثل: الحجف: الصدور، الواحد: حجفة. وقاال بعضهم: الحجاف - بالضم -: ما يعتري من كثرة الأكل أو من شيء لا يلائم؛ فيأخذه البطن استطلاقاً، مثل الجحاف - بتقديم الجيم على الحاء -، ورجل محجوف ومحجوف، وأنشد الليث: بَلْ أيُّها الدّاريءُ كالمَنْكُوْفِ ... والمُشْتَكي من مَغْلَةِ المَحْجُوْفِ وقال أبن العرابي: المحجوف والمحجوف واحد؛ وهو الحجاف والجحاف، والمنكوف: الذي يشتكي نكفته وهي أصل اللهزمة. والحجيف والجخيف: صوت يخرج من الجوف. واحتجفته: استخلصته. واحتجفت الشيء: أي جزته. واحتجفت نفسي عن كذا: أي ظلفتها. والمحاجف: المقاتل صاحب الحجفة. وحاجفته: عارضته. وانحجف: أي تضرع. حذرف أبو حاتم: يقال ماله حذرفوت - مثال عنكبوت -: أي ماله قسيط، كما يقال ماله قلامة ظفر. وقال أبن دريد: زعم قوم أن قلامة الظفر حذرفوت، وليس بثبت. وقال أبن عباد: أم حذرف: الضبع. والمحذرف: الشيء المستوى؛ نحو الحافر والظلف. قال: وإناء محذرف: أي مملوء. حذف حذف الشيء: إسقاطه، يقال: حذفت من شعري ومن ذنب الدابة: أي أخذت. والحذافة: ما حذفته من الأديم وغيره. ويقال - أيضاً -: ما في رحله حذافة: أي شيء من الطعام. وقال يعقوب: يقال أكل الطعام فما ترك حذافة، واحتمل رحله فما ترك منه حذافة. وحذافة وحذيفة في العلام واسع. وحذفة: فرس خالد بن جعفر بن كلاب، وفيها يقول: أرِيْغُوني إراغَتَكُم فإنّي ... وحَذْفَةَ كالشَّجى تَحْتَ الوَرِيْدِ والمحذوف: الزق، قال الأعشى: قاعِداً حَوْلَه النَّدامى فما يَنْ ... فَكُّ يُؤْتى بمُوْكَرٍ مَحْذُوءفِ الموكر: الممتليء، ورواه أبن الأعرابي: " مجدوف " و " مجدوف " بالجيم وبالدال وبالذال. والمحذوف في العروض: ما سقط من آخره سبب خفيف، مثل قول امرئ القيس: دِيَارٌ لِهِرٍّ والرَّباب وفَرْتَنى ... لَيالِيَنا بالنَّعْفِ من بَدَلانِ فالضرب محذوف. وحذفته بالعصا: أي رميته بها.

حرجف

وهو بين كل حاذف وقاذف: فالحاذف بالعصا والقاذف بالحجر. وقال الليث: الحذف: الرمي عن جانب والضرب عن جانب. وتقول: حذفني فلان بجائزة: أي وصلني. والحذفة - مثال تؤدة -: القصيرة من النساء والنعاج. والحذف - بالتحريك -: طائر. وقال أبن دريد: الحذف: ضرب من البط صغار، وليس بعربي محض، وهو شبيه بحذف الغنم. والحذف: غنم سود صغار من غنم الحجاز، الواحدة: حذفة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: تراصوا في الصفوف لا تتخللكم الشياطين كأنها بنات حذف. وقال أبن شميل: هي غنم صغار لست لها أذناب ولا آذان يجاء بها من جرش وأنشد الليث: فأضْحَتِ الدّارُ قَفْراً لا أنِيْسَ بها ... إلاّ القِهَادُ مَعَ القَهْبِيِّ والحَذَفُ قال: والحذف من الغربان: الصغار السود؛ وهي الزيغان التي تؤكل. وحذف الحب: ورقه. وقال أبو عمرو في كتاب الحروف: تقول: هم على حذفاء أبيهم - مثل شركاء -، ولم يفسره. وقال أبن عباد: الحذافي: الجحش. وفي الحديث: أنه خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذاة يوم على صعدة يتبعها حذافي لها. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا تصحيف قبيح، والصواب في اللغة وفي الحديث: الحذافي - بالقاف -، وقد مر الحديث على الصحة في تركيب ص ع د. قال: وحذف بها وخذف: إذا خرجت منه ريح. قال: ويقال للأست: الحذافة. وقال النضر: الحذف: تداني الخطو، وحذف في مشيه حذفاً: أي حرك جنبه وعجزه. وقال: أذن حذفاء: كأنها قد حذفت. وحذف الشيء تحذيفاً: أي هيأة وصنعه، قال امرؤ القيس يصف فرساً: لها جَبْهَةٌ كَسَراةِ المِجَنِّ ... حَذَّفَهُ الصّانِعُ المُقْتَدِرْ حرجف الحرجف: الريح الباردة الشديدة الهبوب، قال الفرزدق: إذا احْمَرَّ آفاقُ السَّمَاءِ وهَتّكَتْ ... كُسُؤرَ بُيُوْتِ الحَيّ حَمْرَاءُ حَرْجَفُ حرشف الليث: الحرشف: فلوس السمكة. وحرشف السلاح: ما زين به السلاح. والحرشف: الرجالة. وفي قصة حنين: أن مالك بن عوف النصري - رضي الله عنه - قال لغلام له حاد البصر: ما ترى؟ فقال: أرى كتيبة حرشف كأنهم قد تشذروا للحملة، ثم قال له: ويلك صف لي، قال: قد جاء جيش لا يكت ولا ينكف. وقال الفرزدق: أُلُوْفٌ أُلُوْفٌ من رِجَالٍ ومن قَنَاً ... وخَيْلٍ كَرَيْعَانِ الجَرَادِ وحَرْشَفُ وقال أبنُ دريد: الحرشف: صغار الطير والنعام، وصغار كل شيء: حرشفه. وحرشف الدرع: حبكه. وقال أبن شميل: الحرشف: الكدس بلغة أهل اليمن، يقال: دسنا الحرشف. والحرشف: الجراد، قال امرؤ القيس: كأنَّهُمْ حَرْشَفٌ مَبْثُوْثٌ ... بالجَوِّ إذْ تَبْرُقُ النِّعَالُ قسيل: يريد الجراد، وقيل: هم الرجالة كما قيل في بيت الفرزدق. والحرشف - أيضاً -: الضعفاء والشيوخ. وقال الدينوري: الحرشف أخضر مثل الحرشاء غير أنه أخشن منها وأعرض؛ وله زهرة حمراء، وقال أبو نصر: الحرشف خشن له شوك، قال: وأحسبه الذي يسمى بالفارسية: الكنكر، قال: وقال بعض الرواة: هو من الجنبة ومنابته الغلظ. وقال ابن عباد: الحرشفة: الأرض الغليظة، وكذلك الحرشف. حرف حرف كل شيء: طرفه وشفيره وحده، ومنه حرف الجبل وهو أعلاه المحدد، وقال الفراء: جمع حرف الجبل حرف - مثال عنب -، قال: ومثله طل وطلل ولم يستمع غيرهما. والحرف: واحد حروف التهجي. وقوله تعالى:) ومن النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ على حَرْفٍ (أي وجه واحد؛ وهو أن يعبده على السراء دون الضراء، وقيل: على وشك، وقال أبن عرفة: أي على غير طمأنينة على أمره؛ أي لا يدخل في الدين دخول متمكن. وفي حديث أبن عباس - رضي الله عنهما - أن أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف. أي: على جنب. وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ. قال أبو عبيد: يعني سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، ولكن يقول: هذه اللغات السبع مفرقة في القرآن فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة أهل اليمن. ومما يبين ذلك قول أبن مسعود - رضي الله عنه -: إني قد سمعت القراءة فوجدتهم متقاربين فاقرءوا كما علمتم؛ إنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال وأقبل.

والحرف: الناقة الضامرة؛ تشبيهاً لها بحرف السيف، وكان الأصمعي يقول: الحرف: الناقة المهزولة، وقيل: الحرف الناقة العظيمة يشبهونها بحرف الجبل، قال ذو الرمة: جُمَالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّها ... وَظِيْفٌ أزَجُّ الخَطْوِ ظَمْآنُ سَهْوقُ وقال الأصمعي: يقال هو يحرف لعياله: أي يكسب من هاهنا وهاهنا؛ مثل يقرف. وحكى أبو عبيدة: حرفت الشيء عن وجهه حرفاً. وقال: مالي عن هذا الأمر محرف ومالي عنه مصرف - بمعنى واحد -: أي متنحى، ومنه قول أبي كبير الهذلي: أزُهَيْرَ هَلْ عن شَيْبَة من مَحْرِفِ ... أمْ لا خُلُوْدَ لِباذِلٍ مُتَكَلِّفِ ويروى: " من مَصْرِفِ ". والمحرف - أيضاً -: المحترف؛ أي الموضع الذي يحترف فيه الإنسان ويتقلب ويتصرف، ومنه قول أبي كبير أيضاً: أزُهَيْرَ إنَّ أخاً لنا ذا مِرَّةٍ ... جَلْدَ القُوى في كُلِّ ساعَةِ مَحْرِفِ فارَقْتُه يَوْماً بجانِبِ نَخْلةٍ ... سَبَقَ الحِمَامُ به زُهَيْرَ تَلَهُّفي وهو من قولهم: حرف حرفاً: أي كسب. والحرف في اصطلاح النجاة: ما دل على معنى في غيره؛ ومن ثم لم ينفعك من أسم أو فعل يصحبه؛ إلا في مواضع مخصوصة حذف فيها الفعل واقتصر على الحرف فجرى مجرى النائب؛ نحو قولك: نعم؛ وبلى؛ وأي؛ وإنه؛ ويا زيد؛ وقد في مثل قول النابغة الذبياني: أفِدَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أنَّ ركابَنا ... لمّا تَزُلْ بِرحالِها وكأنْ قَدِ أي: وكان قد زالت. ورستاق حرف: من نواحي الأنبار. والحرف: مسيل الماء. والحرف - بالضم -: حب الرشاد، ومنه يقال: شيء حريف - مثال سكين -: للذي يلذع اللسان بحرافته، وكذلك بصل حريف، ولا تقل حريف. والحرف - أيضاً -: الحرمان، وكذلك الحرفة - بالكسر -، وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: لحرفة أحدهم أشد علي من عليته. وقيل: الحرفة - بالكسر -: الطعمة وهي الصناعة التي منها يرتزق؛ لأنه منحرف إليها. والحرفة والحرف - بالضم فيهما -: من المحارف وهو المحدود، ومنها قولهم: حرفة الأدب. والمراد: لعدم حرفة أحدهم والاغتمام لذلك أشد علي من فقره. ومنه ما يروى عنه - رضي الله عنه -: إني لأرى الرجل فيعجبني فأقول هل له حرفة. فإن قالوا لا سقط من عيني. والصحيح أن يريد بالحرفة سرفهم في الإنفاق، وكل ما اشتغل به الإنسان وضري به من أي أمر كان فإن العرب يسمونه صنعة وحرفة، يقولون: صنعة فلان أن يفعل كذا وحرفة فلان أن يفعل كذا، يريدون: دأبه وديدنه. وفلان حريفي: أي معاملي. والمحراف: الميل الذي تقاس به الجراحات، قال القطامي يذكر جراحه: إذا الطُّبِيْبُ بمِحْرَافُيْهِ عالَجَها ... زادَتْ على النَّقْرِ أو تَحْرٍِيْكِها ضَجَما ويروى: " على النَّفْرِ " بالفاء وهو الورم، ويقال: خروج الدم. وحرفان - بالضم -: من الأعلام. وأحرفت ناقتي وأحرثتها: أي هزلتها. وقال أبو زيد: أحرف الرجل: إذ نمى ماله وصلح. ويقال: جاء فلان بالحلق والإحراف: إذا جاء بالمال الكثير. قال: أبن الأعرابي: أحرف الرجل: إذا كد على عياله. قال: وأحرف: إذا جازى على خير أو شر. وتحريف الكلم عن مواضعه: تغييره وتبديله، ومنه قوله تعالى:) ثُمَّ يُحَرِّقُوْنَه (. وقول أبى هريرة - رضي الله عنه -: آمنت بمحرف القولب. يعني بمزيغها ومزيلها، وقيل: بمحركها. وتحريف القلم: قطه محرفاً. وأحرورف: أي مال وعدل، قال العجاج يصف ثوراً يحفر كناساً: وإنْ أصابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا ... عنها ووَلاّها الظُّلُوْفَ الظُّلَّفا أي: إن أصاب موانع. وكذلك أنحرف، ومنه حديث أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا، قال أبو أيوب - رضي الله عنه -: فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض بنيت قبل القبلة؛ فننحرف ونستغفر الله. وكذلك تحرف، ومنه قوله تعالى:) إلاّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ (أي مستطرداً يريد الكرة.

حرقف

ويقال: لا تحارف أخاك بالسوء؛ أي لا تجازه بسوء صنيعه تقايسه وأحسن إن أساء واصفح عنه. وفي حديث أبن مسعود؟ رضي الله عنه: -: أنه دخل على مريض فرأى جبينه يعرق فقال: موت المؤمن بعرق الجبين تبقى عليه البقية من الذنوب فيحارب بها عند الموت - ويروى: فيكافأ بها -. والمحارفة: المقايسة، والمعنى: أن الشدة التي ترهقه حتى يعرق لها جبينه تقع كفاءة لما بقي عليه من الذنوب وجزاء؛ فتكون كفارة له، ومعنى عرق الجبين: شدة السياق. والمحارف: المحروم، قال: مُحَارَفٌ بالشّاءِ والأباعِرِ ... مُبَارَكٌ بالقَلَعيِّ الباتِرِ والتركيب يدل على حد الشيء وعلى العدول وعلى تقدير الشيء. حرقف الحرقفة: عظم الحجبة وهي رأس الورك، يقال للمريض إذا طالت ضجعته: دبرت حراقفه. وروى عبد الله بن المبارك عن سفيان عن أبي حيان عن أبيه قال: دخلت على سويد بن مثعبة فلولا أني سمعت امرأته تقول: أهلي فداؤك ما أطعمك وما أسقيك ما ظننت أن دون الثوب شيئاً، فذهبت أعزيه فقال: تراني إذ دبرت حرقفتي أو الحراقف ومالي ضجعة إلا على وجهي، والذي نفس سويد بيده ما يسرني أني نقصت منه قلامة ظف. وأنشد أبن الأعرابي: لَيْسُوا بِهِدِّيْنَ في الحُروبِ إذا تُعْ ... قَدُ فَوْقَ الحَرَاقِفِ النُّطُقُ والحرقوف: الدابة المهزولة. وقال أبن دريد: الحرقوف: دويبة من أحناش الأرض. قال: والحرنقفة - بضم الحاء -: القصيرة. وقال أبن عباد: حرقف الحمار الأتان: أخذ بحرقفها. حزقف أبن عباد: الحزنقفة: القصيرة، وليس بثبت. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصواب بالرا المهملة كما ذكرت عن أبن دريد. حسف حسفت التمر أحسفه حسفاً - مثال نسفته أنسفه نسفاً -: أي نقيته، ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: أن أسلم مولاه كان يأتيه بالصاع من التمر فيقول: يا أسلم حت عنه قشره، قال: فأحسفه؛ فيأكله. والحسافة - بالضم -: ما تناثر من التمر الفاسد. والحسافة - أيضاً -: الغيظ والعداوة، يقال: في صدره علي حسافة وحسيفة. وقال شمر: الحسافة والحشافة: الماء القليل، قال كثير: إذا النَّبْل في نَحْرِ الكُمَيْتِ كأنَّها ... شَوَارِعُ دَبْرٍ في حُسَافَةِ مثدْهُنِ والحسافة - أيضاً -: بقية الطعام. وحسافة الفضة: سالحتها. والحسف: الشوك. والحسف: جري السحاب. والحسفة: سحابة رقيقة. وبئر حسيف - كالسخيف -: أي التي تحفر في حجارة فلا ينقطع ماؤها كثرة. وقال أبو زيد: يقال: رجع فلان بحسفية نفسه: إذا رجع ولم يقض حاجة نفسه، وأنشد: إذا سُئُلوا المَعْرُوْفَ لم يَبْخَلُوا به ... ولم يَرْجِعوا طُلاّبَه بالحَسَائفِ والحَسِيْف والحسف: جرس الحيات، قال: أباتُوني بِشَرِّ مَبِيْتِ ضَيْفٍ ... بِهِ حَسْفُ الأفاعي والبُرُوْصِ وقال أبن عباد: الحسف والحساف: الحصد. وحسفت الغنم: سقتها. وحسفها في الجماع: وهو دون الفخذين. وحسف قلبه وحسك: أي أحن. وقال الفراء: حسف فلان - على ما لم يسم فاعله -: أي رذل وأسقط. وقال أبن عباد: أحسفت التمر: خلطته بحسافته. وحسف شاربه تحسيفاً: أي حلقه. والمتحسف من الناس: الذي لا يدع شيئاً إلا أكله. وتحسفت أوبار الإبل وتوسفت: إذا تمعطت وتطايرت، وفي حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: كان يصيبنا ظلف العيش بمكة؛ فلما أصابنا البلاء اعتزمنا لذلك؛ وكان مصعب - يعني أبن عمير رضي الله عنه - أنعم غلام بمكة؛ فجهد في الإسلام حتى لقد رأيت جلده يتحسف تحسف جلد الحية عنها. وانحسف الشيء: إذا تفتت في يدك. والتركيب يدل على شيء يتقشر عن شيء ويسقط. حشف الحشف: أردء التمر، ومنه الحديث الذي يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يثبت: تعشوا ولو بكف من حشف فإن ترك العشاء مهرمة. وفي المثل: أحشفاً وسوء كيلة، وانتصابه بإضمار الفعل؛ أي: أتمع التمر الرديء والكيل المطفف، يضرب في خلتي إساءة تجمعان على الرجل. وقال أمرؤ القيس يصف عقاباً: كأنَّ قُلُوْبَ الطَّيْرِ رَطْباً ويابساً ... لدى وَكْرِها العُنّابُ والحَشَفُ البالي والحشف - أيضاً - الضرع البالي، ويقال الحشف - بالكسر -، قال طرفة بن العبد يصف ناقته:

حصف

فَطَوْراً به خَلْفَ الزَّمِيْلِ وتارَةً ... على حَشفٍ كالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ وقال أبن دريد: حشف خلف الناقة: إذا ارتفع منها اللبن. والحشفة: ما فوق الختان، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: إذا التقى الختانان وتوارت الحشفة وجب الغسل. والحشفة: العجوز الكبيرة. والحشفة: الخمية اليابسة. والحشفة: قرحة تخرج بحلق الإنسان والبعير. وقال أبن دريد: الحشفة: صخرة رخوة حولها سهل من الأرض، وقيل: هي صخرة تنبت في البحر، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة يصف ناقة: كأنَّها قادِسٌ يُصَرِّفُها النْ ... نُوْتيُّ تَحْتَ الأمْوَاجِ عن حَشَفِهْ وفي حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -: خلق الله البيت قبل أن يخلق الأرض بألف عام؛ وكان البيت زبدة بيضاء حين كان العرش على الماء وكانت الأرض تحته كأنها حشفة، دحيت الأرض من تحتها. وجمع الحشفة: حشاف. والحشيف من الثياب: الخلق، قال صخر الغي الهذلي: أْتِيْحَ لها أْقَيْدِرُ ذُو حَشِيْفٍ ... إذا سامَتْ على المَلَقاتِ ساما وقال صخر أيضاً: تَرى عَدْوَهُ صَبْحَ إقوائهِ ... إذا رَفَعَ الأبِضَانِ الحَشِيْفا كَعَدْوِ أقَبَّ رَبَاعٍ تَرَى ... بفائلِهِ ونَسَاه نُسُوْفا وروى الأصمعي: " ويَعْدُو كَعَدْوِ كُدُرٍّ ترى ". وقال أمية بن أبي عائذ الهذلي ويروى لأبي ذؤيب الهذلي أيضاً: يُدْني الحَشِيْفَ عليها كي يُوَارِيَها ... ونَفْسَهُ وهو للأطْمارِ لَبّاسُ عليها: أي على القوس مخافة الندى، ويروي: " عليه " و " يواريه "، ويروى: " وقوسه ". أي يدني عليه الحشيف كي يواريه أي يواري نفسه. والحشف - بالفتح -: الخبز اليابس، قال مزرد: وما زَوَّدُوْني غَيْرَ حَشَّفَ مُرَمَّدٍ ... نَسوا الزَّيْتَ عنه فهو أغْبَرُ شاسِفُ ويروى: " غَيْرَ شِسْفٍ "، وهما بمعنى. وأحشفت النخلة: صار ما عليها حشفاً. وقال أبن درد: حشف الرجل عينه تحشيفاً: إذا ضم جفونه ونظر من خلل هدبها. ويقال لأذن الإنسان إذا يبست فتقبضت: قد استحشفت، وكذلك ونظر من الأنثى إذا تقلص وتقبض: قد استحشف. وتحشف: لبس الحشيف، وفي حديث عثمان - رضي الله عنه -: أنه قال له أبان بن سعيد بن العاص - رضي الله عنهما - حين بعثة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أسارى المسلمين: يا عم مالي أراك متحشفاً أسبل، فقال: هكذا إزرة صاحبنا. أمتقبضاً متقلص الثوب، وكان قد شمر ثوبه وقلصه. والتركيب يدل على رخاوة وضعف وخلوقة. حصف الحصف - بالتحريك -: الجرب اليابس، وقد حصف جلده - بالكسر - يحصف. والحصافة: استحكام العقل، وقد حصف - بالضم - فهو حصيف، وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: لا يصلح أن يلي هذا الأمر إلا حصيف العقدة. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ض ب س. وكتيبة محصوفة ومخصوفة: أي مجتمعة، وروي باللغتين قول الأعشى يمدح أبا الأشعث قيس بن معدي كرب: وإذا تَجِيْءُ كَتِيَبةٌ مَلْمُوْمَةٌ ... خَرْسَاءُ يَخْشى الذّائدُوْنَ نِهالَها تَأْوي طَوَائفُها إلى مَحْصُوْفَةٍ ... مَكْرُوْهَةٍ تَأْبَى الكُمَاةُ نِزَالَها ويروي: " إلى مُخْضَرَّة " أي اخضرت من صدإ الحديد، وطوائفها: نواحيها وفي النوادر: حصفته وأحصتفه: أقصيته. وإحصاف الأمر: إحكامه. وإحصاف الحبل: إحكام فتله. وأحصف الفرس والرجل: إذا مراً سريعاً، قال العجاج: ذارٍ وإنْ لاقى العَزَازَ أحْصَفا ... وإن تَلَقَى غَدَراً تَخَطْرَفا وفَرَسٌ مِحْصَف وحصاف. وأحصف الناسج الثوب: أجاده نساجة. ويقال: الإحصاف: أن يثير الحصباء في عدوه. وقال أبن السكيت: الإحصاف: مشي فيه تقارب خطو وهو مع ذلك سريع. وقال أبو عبيدة: الإحصاف في الخيل: أن يحذرف الفرس في الجري وليس فيه فضل، يقال: فرس محصف؛ والأنثى: محصفة، وذلك بلوغ أقصى الحضر. واستحصف الشيء: أي استحكم. واستحصف عليه الزمان: أي اشتد. وفرج مستحصف: أي ضيق، وقيل: يابس عند الغشيان، قال النابغة الذبياني يصف فرج امرأة: وإذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ في مُسْتَهْدِفٍ ... رابي المَجَسَّةِ بالعَبِيْرِ مُقَرْمَدِ

حضف

وإذا نَزَعْتَ نَزَعْتَ من مُسْتَحْصشفٍ ... نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَدِ حضف الحضف والحضب - بالكسر فيهما -: الحية، قال رويشد: كَفاكُم أدَانِيْنا ومِنّا وَرَاءنا ... كَبَاكِب لو سالتْ أتى سَيْلُها كَثْفا وهَدَّتْ جِبَالَ الصُّبْحِ هَدَّاً ولم يَدَعْ ... مدَقُّهُمُ أفْعَى تَدِبُّ ولا حِضْفا حطف الأزهري: الحنطف: الضخم البطن، والنون زائدة. حفف الحفوف: اليبس، من قولهم، حف رأسه يحف - بالكسر - حفوفاً: أي بعد عهده بالدهن. ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: أنه أرسل إلى أبي عبيدة - رضي الله عنه - رسولاً، فقال له حين رجع: كيف رأيت أبا عبيدة؟ فقال: رأيت بللاً من عيش، فقصر من رزقه ثم أرسل أليه وقال للرسول حين قدم: عليه: كيف رأيته؟ قال: رأيت حفوفاً، فقال: رحم الله أبا عبيدة بسطنا له فبسط وقبضنا فقبض. جعل البلل والحفوف عبارة عن الرخاء والشدة، لأن الخصب مع وجود الماء؛ والجدب مع فقده، يقال: حفت أرضنا: إذا يبس بقلها. وقال الليث: سويق حاف: أي غير ملتوت. وقال أعرابي: أتونا بعصيدة قد حفت فكأنها عقب فيها شقوق، وقال الكميت يصف وتدأ: وأشْعَثَ في الدّارِ ذا لِمَّةٍ ... يُطِيْلُ الحُفُوْفَ ولا يَقْمَلُ وقال رؤبة: تَنْدى إذا ما يَبِسَ الكُفُوْفُ ... لا حَصَرٌ فيها ولا حُفُوْفُ وقال اللحياني: إنه لحاف بين الحفوف: أي شديد العين؛ ومعناه: أنه يصيب الناس بعينه. وقال أبن الأعرابي: إذا ذهب سمع الرجل كله قيل: حف سمعه حفوفاً، قال: قالتْ سُلَيْمى إذْ رَأتْ حُفُوْفي ... مَعَ اضْطِرابِ اللَّحْمِ والشُّفُوْفِ أنشده الأزهري لرؤبة، وليس له. والحفيف والجفيف: اليابس من الكلأ. وحف الفرس حفيفاً: سمع عند ركضه صوت، وكذلك حفف جناح الطائر، قال رؤبة: وَلَّتْ حُبَاراهُمْ لها حَفِيْفُ وأنْشَدَ الأصمعيُّ يَصِف حفيف: هوي حجر المنجنيق: حتّى إذا ما كَلَّتِ الطُّرُوْفُ ... من دُوْنِهِ واللُّمَّحُ الشُّنُوْفُ أقْبَلَ يَهْوي وله حَفِيْفُ والفيف: حفيف السهم النافذ، وكذلك حفيف الشجر. والأفعى تحف حفيفاً: أي تفح فحيحاً، إلا أنَّ الحَفِيف من جلدها والفحيح من فيها، وهذا عن أبي خيرة. والحفة: كورة غربي حلب. وقال الأصمعي: الحفة: المنوال: وهو الخشبة التي يلف عليها الثوب، قال: والذي يقال له الحف هو المنسج، وقال أبو سعيد: الحفة: المنوال؛ ولا يقال له حف؛ وإنما الحف المنسج. والحفان: فراخ النعام، الواجد: حفانة، الذكر والأنثى فيه سواء، وقال أبو ذؤيب الهذلي: وزَفَّتِ الَّوْلُ من بَرْدِ العَشِيِّ كما ... زَفَّ النَّعَامُ إلى حَفّانِهِ الرُّوْحُ وقال أسامة الهذلي: وإلاّ النّعَامَ وحَفَّانَهُ ... وطغْيَا مِنَ اللَّه قش النّاشِطِ وروى أبو عمرو وأبو عبد الله: " وطَغْيَاً " بالتنوين: أي صوتاً، يقال: طغى يطغى طغياً، والطغيا: الصغير من بقر الوحش، وقال ثعلب: هو الطغيا - بالفتح -. والحفان - أيضاً -: الخدم. وإناء حفان: بلغ المكيل حفافيه، وحفافا الشيء: جانباه، قال طرفة بن العبد: كأنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفا ... حِفَافَيْهِ شُكّا في العَسِيْبِ بِمِسْرَدِ ويقال: جاء على حفافه: أي أثره. ويقال: بقي من شعره حفاف: وذلك إذا صلع فبقيت من شعره طرة حول رأسه، وكان عمر - رضي الله عنه - أصلع له حفاف، والجمع: أحفة، قال ذو الرمة يذكر الجفان: لَهُنَّ إذا صَبَّحْنَ منهم أحِفَّةٌ ... وحِيْنَ يَرَوْنَ اللَّيْلَ أقْبَلَ جائيا أحفة: أي قوم استداروا حولها. والحفاف - أيضاً -: مصدر قولهم: حفت المرأة وجهها من الشعر تحفه حفافاً وحفاً: إذا قشرته. وحف شاربه: إذا أحفاه، وكذلك حف رأسه.

حقف

وقال وهب بن منبه: لما أبتعت الله خليله إبراهيم - عليه السلام - ليبني البيت طلب الآس الأول الذي وضع أبو آدم في موضع الخيمة التي عزى الله تعالى بها آدم - عليه السلام - من خيام الجنة، حين وضعت له بمكة في موضع البيت، فلم يزل إبراهيم - عليه السلام - يحفر حتى وصل إلى القواعد التي أسس بنو أدم في زمانهم في موضع الخيمة، فلما وصل إليها أظل الله تعالى له مكان البيت بغمامة فكانت حفاف البيت الأول، ثم لم تزل راكدة على حفافه تظل إبراهيم - عليه السلام - وتهديه مكان القواعد حتى رفع إبراهيم - عليه السلام - القواعد قامة، ثم انكشطت الغمامة، فذلك قول الله عز وجل:) وإذْ بَوَّأْنا لإِبْراهِيمَ مَكانَ البَيْتِ (أي الغمامة التي ركدت على الحفاف ليهتدي بها إلى مكان القواعد، فلم يزل - والحمد لله - منذ يوم رفعه الله تعالى معموراً. وقوله تعالى:) وتَرى المَلائكَةَ حافِّيْنَ من حَوْلِ العَرْشِ (أي محدقين بأحفته أي بجوانبه. وقوله تعالى:) وحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ (أي جعلنا النخل مطيفة بأحفتهما. والحفف والحفوف: عيش سوء؛ عن الأصمعي، وقلة مال، يقال: ما رئي عليهم حفف ولا ضفف: أي أثر عوز، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يبع من طعام إلا على حفف، ويروى: على ضفف، ويروى: على شظف. لثلاثة في معنى ضيق المعيشة وقلتها وغلظتها. وجاء على حففه وحفه: أي أثره؛ مثل حفافه. وفلان على حفف أمر: أي على ناحية منه. وقال ابن عباد: الحفف من الرجال: القصير المقتدر الخلق. والمحفة - بالكسر -: مركب من مراكب النساء كالهودج؛ إلا أنها لا تقبب كما تقبب الهوادج. وحفة بالشيء يحفه كما يحف الهودج بالثياب، قال لبيد رضي الله عنه: من كُلِّ مَحْفُوفِ ُيظِلُّ عَصِيَّهُ ... زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرَامُها ويقال: الحفة: الكرامة التامة. وقال أبو عبيد: ومن أمثالهم في القصد في المدح: من حفنا أو رفنا فليقتصد؛ أي من طاف بنا واعتنى بأمرنا وأكرمنا وخدمنا وحاطنا وتعطف علينا. وقال أبو عبيد: أي من مدحنا فلا يغلون في ذلك ولكن ليتكلم بالحق منه. وفي مثل آخر: من حفنا أو رفنا فليترك. وقد كتب أصل المثل في تركيب. ويقال: ما له حاف ولا راف، وذهب من كان يحفه ويرفه. والحفاف: اللحم اللين أسفل اللهاة، يقال: يبس حفافه. وحفتهم الحاجة: إذا كانوا محاويج، وهم قوم محفوفون. وقلا أبن عباد: الحف سمكة بيضاء شاكة. قال: ويقال للديك والدجاجة إذا زجرتهما: حف حف. قال: والحفافة: حفافة التبن وألقت وهي بقيتهما. وأحففته: ذكرته بالقبيح. وأحففت رأسي: أي أبعدت عهده بالدهن. وأحففت الفرس: إذا حملته على أن يكون له حفيف وهو دوي جوفه. وحفف الرجل: جهد وقل ماله، من حفت الأرض: أي يبست، وفي حديث معاوية - رضي الله عنه -: أنه بلغه أن عبد الله بن جعفر - رضي الله عنهما - حفف وجهد من بذله وإعطائه؛ فكتب إليه يأمره بالقصد وينهاه عن السرف، وكتب إليه ببيتين من شعر الشماخ: لَمَالُ المَرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْني ... مَفَاقِرَهُ أعَزُّ من القُنُوْعِ يَسُدُّ به نَوَائبَ تَعْتَرِيْهِ ... من الأيامِ كالنَّهَلِ الشُّرُوْعِ وأحففت الثوب وحففته تحفيفاً: من الحف. وحففوا حوله: مثل حفوا، وكذلك احتفوا. وأحتفت المرأة وجهها من الشعر: مثل حفت. وأحتففت النبت: جزرته. وقال الليث: احتفت المرأة: إذا أمرت من تحف شعر وجهها تنقي بخيطين. وأغار فلان على بني فلان على بني فلان فاستحف أموالهم: أي أخذها بأسرها. وقال أبن دريد: الحفحفة: حفيف جناحي الطائر. ويقال: سمعت حفحفة الضبع وخفخفتها، أي صوتها. وقال ابن الأعرابي: حفحف: إذا ضاقت معيشته. والتركيب يدل على ضرب من الصوت؛ وعلى إلطافة الشيء بالشيء؛ وعلى شدة في العي. حقف الحقف: المعوج من الرمل، والجمع: أحقاف وحقاف وحقوف وحقفة، وقوله تعالى:) إذْ أنْذَرَ قَوْمَه بالأحْقافِ (قال أبن عرفة: قوم عاد كانت منازلهم في الرمال وهي الأحقاف، ويقال للرمل إذا عظم واستدار: حقف، وقال الأزهري: هي رمال مستطيلة بناحية الشحر. وقال الفراء: الحقف: المستطيل المشرف. وقال أبن الأعرابي: الحقف: أصل الرمل وأصل الجبل وأصل الحائط، قال امرؤ القيس:

حكف

فَلَمّا أجَزْنا ساحَةَ الحَيِّ وانْتَحَى ... بِنَا بَطْنَ خَبْتٍ ذي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ ويروى: " ذي قِفَافٍ "، ويروى: " بَطْنُ حِقْفٍ ذي رُكامٍ ". وأنشد الليث: مثل الفاعي أهتز بالحقوف قال: ويقال: الأحقاف جبل محيط بالدنيا من زبرجدة خضراء يلتهب يوم القيامة فيحشر الناس من كل أفق. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الجبل المحيط بالدنيا هو قاف لا الأحقاف. وقال أبن شميل: جمل أحقف: أي خميص. وقال أبن الأعرابي: الظبي الحاقف: هو الرابض ف حقف من الرمل أو يكون منطوياً كالحقف وقد انحنى وتثنى في نومه. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه م هو وأصحابه وهم محرمون بظبي حاقف في ظل شجرة فقال: يا فلان قف هاهنا حتى يمر الناس لا يربه أحد بشيء. هكذا رواه أبو عبيد، وقال إبراهيم الحربي - رحمه الله - في غريبه: بظبي حاقف فيه سهم فقال لأصحابه: دعوه حتى يجيء صاحبه. وقال أبن عباد: ظبي حاقف بين الحقوف. قال: والمحقف: الذي لا يأكل ولا يشرب، وكانه من مقلوب قفح. واحقوقف الرجل: إذا طال واعوج. واحقوقف ظهر البعير: كذلك: قال: قُوَيْرِح عامَيْنِ مُحْقَوْقِف ... قَلِيْل الاضاعَةِ للخُذَّلِ وكذلك احقوقف الهلال، قال العجاج: طَيَّ اللَّيالي زُلَفاً فَزُلَفا ... سَمَاوَةَ الهِلالِ حتّى احْقَوْقَفا والتركيب يدل على ميل الشيء وعوجه. حكف أبن الأعرابي: الحكوف: الاسترخاء في العمل. حلف: أي قسم؛ حلفاص وحلفاً - بكسر اللام - ومحلوفاً، وهو أحد المصادر التي جاءت على مفعول، ومحلوفة، قال الليث: تقول: محلوفة بالله ما قال ذلك، ينصبون على ضمير يحلف بالله محلوفة؛ أي قسماً، والمحلوفة: هي القسم، وقال أبن بزرج: لا ومحلوفائه لا أفعل: يريد ومحلوفة؛ فمده. وفي الحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: الحلف حنث أو ندم، وقال النابغة الذبياني: فإنْ كثنْتَ لاذا الضِّغْنِ عنِّي مُنَكِّلاً ... ولا حَلِفي على البَرَاءةِ نافِع ويروى: " عنّي مُكَذِّباً "، ويروى: " فإنْ كُنْتَ لا ذو الضِّغْنِ عنّي مُنَكَّلٌ ". وقال امرؤ القيس: حَلَفْتُ لها باللهِ حَلْفَةَ فاجِرٍ ... لَنَامُوا فما إنْ من حَدِيْثس ولا صَالِ والأحلوفة: أفعولة من الحلف. والحلف - بالكسر -: العهد يكون بين القوم، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا حلف في الإسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام غلا شدة. والأحلاف في قول زُهير بن أبى سلمى: تَدَارَكْتُما قد ثُلَّ عَرْشُها ... وذبْيَانَ قد زَلَّتْ بأقدامهِا النَّعْلُ هم أسد وغطفان، لأنهم تحالفوا على التناصر. والأحلاف - أيضاً -: قوم من ثقيف، فرقتان: بنو مالك والأحلاف. وقال أبن الأعرابي: الأحلاف في قرش خمس قبائل: عبد الدار وجمح وسهم ومخزوم وعدي بن كعب، سموا بذلك لأنه لما أرادت بنو عبد مناف أخذ ما في يدي بني عبد الدار من الحجابة والرفادة واللواء والسقاية وأبت بنو عبد الدار، عقد كل قوم على أمرهم حلفاً مؤكداً على ألا يتخاذلوا، فأخرجت عبد مناف جفنة مملوءة طيباً فوضعوها لأحلافهم في المسجد عند الكعبة، ثم غمس القوم أيديهم فيها وتعاقدوا؛ ثم مسحوا الكعبة بأيديهم توكيداً، فسمي حلف المطيبين. وروى عبد الرحمن بن عوف؟ رضي الله عنه - عن النبي؟ صلى الله عليه وسلم - أنه قال: شهدت غلاماً مع عمومتي حلف المطيبين. وفي حديث أبن عباس؟ رضي الله عنهما - أنه لقيه عبد الله بن صفوان أمية بن خلف في خلافة عمر؟ رضي الله عنه - فقال: كيف ترون ولاية هذا الأحلافي؟ قال: وجدنا ولاية صاحبه المطيبي خيراً من ولايته، أراد بالأحلافي عمر - رضي الله عنه - لأنه عدوي - ويروى: أنه لما صاحت الصائحة عليه قالت: وسيد الأحلاف، وهذه كالنسبة إلى الأبناء في قولهم: ابناوي -، والمطيبي هو أبو بكر - رضي الله عنه - لأنه تيمي. وذلك أنه روي أنه روي أن أم حكيم بنت عبد أبو بكر - رضي الله عنه - لأنه تيمي. وذلك أنه روي أن أم حكيم بنت عبد المطلب عمدت إلى جفنة فملأتها خلوقاً ووضعتها في الحجر وقالت: من تطيب بهذا فهو منا، فتطيب به عبد مناف وأسد وزهرة وتيم. والحليف: الذي يحالفك، كالعهيد للذي يعاهدك، قال أبو ذؤب الهذلي:

فَسَوْفَ تقولُ إن هشيْ لم تَجِدْني ... أخَانَ العَهْدَ أمْ أثمَ الحَلِيْفث وقال الكميت يمدح مخلد بن يزيد بن المهلب: تَلْقَى النَّدى ومَخْلَداً حَلِيْفَيْنْ ... كانا معاً في مَهْدِهِ رَضِيْعَيْنْ ويقال لبني أسد وطيء: الحليفان، ويقال - أيضاً - لفزارة وأسد: حليفان، لن جزاعة لما أجلت بني أسد عن الحرم خرجت فحالفت طيئاً ثم حالفت بني فزارة. ورجل حليف اللسان: إذا كان حديد اللسان فصيحاً، يقال: ما أحلف لسانه، ومنه حديث الحجاج: أنه أتي بيزيد بن المهلب يرسف في حديد؛ فأقبل يخطر بيده، فغاظ ذلك الحجاج فقال: جَمِيْلُ المُحَيّا بَخْتَرِيٌّ إذا مَشَى وقد ولى عنه، فالتفت إليه فقال: وفي الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْكبَيْنِ شِنَاقُ فقال الحجاج: قتله الله ما أمضى جَنَانَه وأحْلَفَ لسانه. والحليف في قول ساعدة بن جؤية الهذلي: حتّى إذا ما تَجَلّى لَيْلُها فَزِعَتْ ... من فارِسٍ وحَلِيْفِ الغَرْبِ مُلْتَئمِ قيل: هو سنلان حديد، وقيل: فرس نشيط ويروى: " ملتحم ". وقال أبن حبيب: حلف - بسكون اللام -: هو أبن أفتل، وهو خثعم بن أنمار. والحليف - مصغراً -: موضع بنجد. وقال أبن حبيب: كل شيءٍ في العرب خليف - بالخاء المعجمة - إلا في خثعم بن أنمار؛ حليف بن مازن بن جشم بن حارثة بن سعد بن عامر بن تيم الله أبن مبشر؛ فأنه بالحاء المهملة. وذو الحليفة: موضع على مقدار ستة أميال من المدينة - على ساكنيها السلام - مما يلي مكة - حرسها الله تعالى -، وهو ميقات أهل المدينة، وهو ماء من مياه بني جشم. وقال أبن عباس - رضي الله عنهما -: وقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل المدينة ذا الحليفة؛ ولأهل الشام الجحفة؛ ولأهل نجد قرن المنازل؛ ولأهل اليمن يلملم؛ فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونهن فمهله من أهله، وكذاك وكذلك حتى أهل مكة يهلون منها. وذو الحليفة: الذي في حديث رافع بن خديج - رضي الله عنه -: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بذي الحليفة من تهامة وأصبنا نهب غنم: فهو موضع بين حاذة وذاة عرق. والحليفات: موضع. ووادٍ حلافي: ينبت الحلفاء؛ والحلفاء نبت. الدينوري: قال أبو زياد: من الأغلاث الحلفاء؛ وقل ما ينبت إلا قريباً من ماء أو بطن وادٍ، وهي سلبة غليظة المس لا يكاد أحد يقبض عليها مخافة أن تقطع يده، وقد يأكل منها الغنم والإبل أكلاً قليلأً، وهي أحب شجرة إلى البقر، والواحدة منها: حلفاءه. وقال الأصمعي: حلفة - بكسر اللام -. وقال الأخفش وأبو زيد: حلفة - بفتح اللام -. وقيل: يقال حلفة وحلفاء وحلف - مثال قصبة وقصباء وقصب؛ وطرفة وطرفاء وطرف؛ وشجرة وشجراء وشجر -. وقال أبو عمرو: الحلفاء واحدة وجمع، قال: يَعْدُو بِمِثْلِ أُسُوْدِ رَقَّةَ والشَّرى ... خَرَجَت من البَرْدِيِّ والحَلْفَاءِ وقد تجمع على حلافي - على وزن بخاتي -، قال: وإذا كثرت الحلفاء بأرض قيل: أرض حلفة. وتصغير الحلفاء: حليفية. وقال أبن الأعرابي: الحلفاء: الأمة الصخابة. وأحلفت الحلفاء: أدركت. وأحلف الغلام: إذا جاوز رهاق الحلم. وقولهم: حضار والوزن محلفان؛ وهما نجمان يطلعان قبل سهيل؛ فيظن الناس بكل واحد منهما أنه سهيل؛ فيحلف واحد أنه سهيل ويحلف آخر أنه ليس به. ومنه قولهم: كميت محلفة، قال الكلحبة اليربوعي: كُمَيْتٌ غَيْرُ مُحْلِفَةٍ ولكنْ ... كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأدِيْمُ يقول: هي خالصة اللون لا يحلف عليها أنها ليست كذلك. وكل ما يشك فيه فيتحالف عليه فهو محلف. وحلفته تحليفاً واستحلفته: بمعنى. وحالفه النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار: أي آخى بينهم، لأنه قال: لا حلف في الإسلام؛ وقد ذكر. وحالف فلاناً بثه: أي لازمه. وتحالفوا: أي تعاهدوا. والتركيب يدل على الملازمة، وقد شذ عن هذا التركيب: لسان حليف والحلفاء. حتف: أبن السكي: الحتفان: الحنتف وأخوه سيف أبنا أوس بن حميري بن رياح بن يربوع. وفي النقائض: الحنتفان: الحنتف والحارث أبنا أوس بن سيف بن حميري، قال جرير: منهم عُتَيْبَةُ والمُحِلُّ وقَعْنَبٌ ... والحَنْتَفَانِ ومنهم الرِّدفانِ وقال جرير أيضاً:

حنجف

مَنْ مِثْلُ فارِسِ ذي الخِمَارِ وقَعْنَب ... والحَنْتَفَيْنِ لِلَيْلَةِ البلبالِ وأبو عبد الله الحنتف بن السجف بن سعد بن عوف بن زهير بن مالك بن ربيعة بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم: من التابعين، وليس بتصحيف حتيف بن السجف الشاعر. والحنتف: الجراد المنتف المنتقى للطبخ. وقال أبن الأعرابي: الحنتوف: الذي ينتف لحيته من هيجان المرار به. حنجف أبن الأعرابي: الحناجف: رؤوس الأوراك، واحدها: حنجف؟ بالفتح -، ويقال: حنجف - بالكسر -. قال: والحنجوف: رأس الضلع مما يلي الصلب. وروى الخراز عنه: الحناجف رؤوس الأضلاع؛ ولم نسمع لها بواحد، والقياس حنجفة، قال ذو الرمة: جُمَالِيَّةٍ لم يَبْقَ إلاّ سَرَاتُها ... وألْوَاحُ شُمٍّ مُشْرِفاتِ الحَنَاجِفِ ويروى: " إلاّ ضريرها " أي عتقها ونفسها وألواحها وعظامها. وقال أبن دريد: الحنجف والجنجفة: رأس الورك مما يلي الحجبة؛ وأنشد البيت. قال: والحنجوف: دويبة. حنف الحنف: الاعوجاج في الرجل؛ وهو أن تقبل إحدى إبهامي رجليه على الأخرى. وقال أبن الأعرابي: هو الذي يمشي على ظهر قدمه من شقها الذي يلي خنصرها. وقال الليث: الحنف: ميل في صدر القدم. والرجل أحنف والرجل حنفاء. والأحنف بن قيس بن معاوية: أبو بحر، والأحنف لقب، واسمه صخر، من العلماء الحلماء، أسلم على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يدركه، وهو معدود في أكابر التابعين، ولقب الأحنف لحنف كان به، قالت حاضنته وهي ترقصه: واللهِ لولا حَنَفٌ بِرِجْلِهِ ... ما كانَ في صِبْيَانِكُمْ كَمِثْلِهِ وقال الليث: السيوف الألحنفية تنسب غليه، لأنه أول من أمر باتخاذها والقياس أحنفي، قال: مُحِبٌّ لِصُغْراها بَصِيْرٌ بِنَسْلِها ... حَفُوْظ لأُ خْراها أجَيْدِفُ أحْنَفُ وقيل: الحنف الاستقامة؛ قاله أبن عرفة، قال: وإنما قيل للمائل الرجل أحنف تفاؤلاً بالاستقامة. والحنفاء: القوس. والحنفاء: الموسى. والحنفاء: أسم فرس حذيفة بن بدر الفزاري. والحنفاء: أسم ماءٍ لبني معاوية بن عامر بن ربيعة، قال الضحاك بن عقيل: ألا حَبَّذا الحَنْفَاءُ والحاضِرُ الذي ... به مَحْضَرٌ من أهْلِها ومُقَامُ وقال ابن الأعرابي: الحنفاء: شجرة. والحنفاء: الأمة المتلونة تكسل مرة وتنشط أخرى. والحنفاء: الحرباءة. والسلحفاة. والأطوم؛ وه سمكة في البحر كالملكة. والحنيف: الصحيح الميل إلى الإسلام الثابت عليه. وقال أبو عبيد: هو عند العرب من كان على دين إبراهيم؟ صلوات الله عليه -. وقال الأصمعي: كل من حج فهو حنيف، وهذا قول أبن عباس - رضي الله عنهما - والحسن الصري والسدي. وحسب حنيف: أي حديث إسلامي لا قديم له، قال المعيرة بن حبناء: وماذا غَيْرَ أنَّكَ في سِبَالٍ ... تُنَسِّجُها وذو حَسَبٍ حَنِيْفِ والحنيف: القصير. والحنيف: الحذاء. وحنيف: وادٍ. وأبو العباس حنيف بن أحمد الدينوري: شيخ أبن درستويه. وأبو موسى عيسى بن حنيف بن بهلول الق [ا؟ ل؟ 1] يرواني: عاصر الخطابي وروى عن ابن داسة. وقال الضَّحّاك والسُّدِّيُّ في قوله تعالى:) حُنَفَاءَ لشلّهِ غَيْرَ مُشْرِكِيْنَ به (قالا: حجاجاً. وفي حديث النبي - صلى اله عليه وسلم -: بعثت بالحنيفية السمحة السهلة. وقال ابن عباس - رضي الله عنهما: - سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الأديان أحب إليك؟ قال: الحنيفية السمحة، يعني شريعة إبراهيم؟ صلوات الله عليه - لأنه تحنف عن الأديان ومال إلى الحق. وقال عمر - رضي الله عنه -: حَمِدْتُ اللهَ حِيْنَ هَدى فُؤادي ... إلى الإسْلامِ والدِّيْنِ الحَنيفِ وحنيفة: أبو حي من العرب، وهو حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وحنيفة لقبه، وأسمه أثال، ولقب حنيفة بقول جذيمة وهو الأحوى بن عوف لقي أثالا فضربه فحنفه؛ فلقب حنيفة، وضربه أثال فجذمه فلقب جذيمة، فقال جذيمة: فإنْ تَكُ خِنصِري بنَتْ فإنّي ... بها حَنَّفْتُ حامِلَتَيْ أُثَالِ وأما محمد أبن الحنفية - رحمه الله - فالحنفية أمه، وهي خولة بنت جعفر بن قيس؛ من مسلمة؛ من بني حنيفة. وحنيف - مصغراً -: هو حنيف بن رئاب الأنصاري.

حوف

وسهل وعثمان أبنا حنيف - رضي الله عنهم -: لهم صحبة. وحنفه تحنيفاً: جعله أحنف، وقد مر الشاهد من شعر جذيمة. وتحنف الرجل: أي عمل الحنفية، وقيل: أختتن، وقيل: اعتزل عبادة الأصنام، قال جران العود: ولَمّا رَأيْنَ الصُّبْحَ بادَرْنَ ضَوْءهُ ... دَبِيْبَ قَطا البَطْحاءِ أو هُنَّ أقُطَفُ وأدءرَكْنَ أعْجَازاً من اللَّيْلِ بَعْدَ ما ... أقامَ الصَّلاةَ العابِد المُتَحَنِّفُ وتحنف فلان إلى الشيء: إذا مال إليه. والتركيب يدل على الميل. حوف الحوف: الرهط؛ وهو جلد يشق كهيئة الإزار تلبسه الحيض والصبيان، وقال شمر: الحوف إزار من أدم تلبسه الصبيان؛ والجمع: الأحواف، وقال أبن الأعرابي: الحوف - في لغة أهل الحجاز - الوثر؛ وهو نقبة من أدم تقد سيوراً عرض السير أربع أصابع تلبسه الجارية الصغيرة قبل إدراكها، ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها -: تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلي حوف؛ فما هو إلاّ أن تزوجني فألقي علي الحياء. قال: جارِيَةٌ ذاةُ حِرٍ كالنَّوْفِ ... مُلَمْلَمٍ تَسْتُرهُ بِحَوْفِ يالَيْتَني أشِيْمُ فيها عَوْفي وقال الليث: الحوف - بلغة أهل اجوف وأهل الشحر وبلغه غيرهم -: كالهودج وليس به ولا برحل تركب به المرأة على البعير. قال: والحوف القرية في بعض اللغات، والجمع: الأحواف. كذا هو في عدة نسخ من كتاب الليث: القرية - بفتح القاف وبالياء المثناة -، وفي التهذيب بخط الأزهري: القربة - بكسر القاف وبالباء الموحدة -، ولم يذكره أبن دريد وأبن فارس. والحوف: بلد بناحية عمان. والحوف: ناحية مقابلة بلبيس من أعمال مصر، ينسب إليها جماعة من أهل الحديث. وقال الليث: الحفان عرقان أخضران تحت اللسان، الواحد: حاف - بتخفيف الفاء -. وحافتا الوادي: جانباه، وكذلك حافتا كل شيء. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال للنساء: ليس لكن إن تحققن الطريق؛ عليكن بحافات الطريق. وفي حديث الآخر: بينما أنا أسير في الجنة غذ أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف؛ قلت: ما هذا يا جبرئيل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طينه - أو طيبه - مسك أذفر. شك هدبة بن خالد شيخ البخاري. وقال أحيحه بن الجلاح: إذا جُمَادى مَنَعَتْ قَطْرَها ... زَانَ جَنابي زَمَنٌ مُغْضِفُ مُعْرَورِفٌ أسْبَلَ جَبّارُهُ ... أسْوَدُ كالغابَةِ مُغْدَوْدِفُ يَزْخَرُ في أقْطارِهِ مُغْدِقٌ ... بحافَتَيْهِ الشُّوْعُ والغِرْيَفُ والجمع: حافات، قال زهير بن أبي سلمى: كما اسْتَغاثَ بماءٍ لا رِشاءَ له ... من الأباطِحِ في حافاتِهِ البُرَكُ وحافة: موضع، قال امرؤ القيس: ولو وافَقْتُهُنَّ على أسِيْسٍ ... وحافَةَ إذْ وَرَدْنَ بنا وُرُوْدا والحافة: من الدوائس في الكدس التي تكون في الطرف وهي أكثرها دوراناً. والحافة: الحاجة والشدة. والحوافة: ما يبقى من ورق ألقت على الأرض بعدما يحمل. والتجويف: تفعيل من الحافة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: سلط عليهم موت طاعون ذفيف يحوف القلوب - ويروى: يحرف -. والمعنى: يغيرها عن التوكل وينكبها إياه ويدعوها إلى الانتقال والهرب. وحوف الوسمي المكان: إذا استدار به. وتحوفت الشيء وتخوفته: تنقصته، قال عبد الله بن عجلان النهدي؛ ويوى لأبن مزاحم الثمالي: تَحَوَّفَ الرَّحْل منها تامِكاً قَرِداً ... كما تَحَوَّفَ عُوْدَ النَّبْعَةِ السَّفَنُ ويروى: " تَخَوَّفَ السَّيْرُ "، ويروى: " كما تَخَوَّفَ عُوْدَ ". حيف الحيف: الجور والظلم، قال الله تعالى:) أمْ يَخافُوْنَ أنْ يحِيْفَ اللهُ عليهم ورَسُوْلُه (. وقال أبن عباد: بلد أحيف: لم يصبها المطر، وأرض حيفاء. والحيف: حد الحجر، وجمعه: حيوف. والهام الذكر أيضاً. والحائف من الجبل: بمنزلة حافته، وجمعه: حيف. وقال الليث: جمع الحائف الجائر: حافة وحيف. والحيفة: خشبة على مثال نصف قصبة في ظهرها فرضة يبرى بها السهام والقسي؛ وهي الطريدة، سميت حيفة لأنها تحيف ما يزيد فيتنقصه. وحيفة الشيء - أيضاً -: ناحيته، والجمع: حيف - مثال فيقة وفيق -.

خترف

وقال أبو عمرو: يقال للخرقة التي يرقع بها ذيل القميص القدام: كيفة؛ وللتي يرقع بها الخلف: حيفة. ويمكن أن تكون الحيفة واوية انقلبت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. وذو الحياف: ماء على يسار طريق الحاج من البصرة، ويقال بالجيم، وبالحاء أصح، قال عدي بن زيد بن مالك لن عدي بن الرقاع: إلى ذي الحِيَافِ ما بِهِ اليَوْمَ نازِلٌ ... وما حُلَّ مُذْ سَبْتٌ طَوِيءلٌ مُهَجِّرُ وتحيفت الشيء: تنقصته من حيفه أي من نواحيه. والتركيب يدل على الميل. خترف ابن دريد: خترفت الشيء: إذا ضربته فقطعته، يقال: خترفة بالسيف: إذا قطع أعضاءه. أبن دريد: الختف - بالضم -: السذاب فيما زعموا، لغة يمانية. وقال الأزهري في تركيب خ ف ت: ثعلب عن أبن الأعرابي: الخفت - بضم الخاء وسكون الفاء -: السذاب؛ وهو الفيجل والفيجن. ولم يذكره الدينوري في كتاب النبات. خجف الأزهري: قال الليث: الخجف والخجيف: لغتان في الجحف والجخيف؛ وهما الخفة والطيش مع البر، يقال: لا يدع فلان خجيفته. والخجيفة: المرأة القضيفة، وهن الخجاف. ورجل خجيف: قضيف. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الذي ذكره الأزهري عن الليث هو في تركيب ج خ ف - الجيم قبل الخاء -، ولم يذكر الليث في هذا التركيب شيئاً، ولا ذكر اللغتين. خدف أبن دريد: الخدف: سرعة المشي وتقارب الخطو. وقال أبن الأعرابي: خدفت الشيء وخذفته: أي قطعته، ويقال: خدفت له خدفة من المال: أي قطعت له قطعة منه. وقال أبو عمرو: يقال لخرق القميص قبل أن تؤلف: الكسف والخدف، واحدتهما: كسفة وخدفة. وقال غيره: كنا في خدفة من الناس: أي جماعة. وخدفة من الليل: ساعة منه. قال: والخدف: سكان السفينة. وقال غيره: خدفت السماء بالثلج: رمت به. وفلان يخدف في الخصب خدفاً: إذا تنعم وتوسع. واختدف: أي اختلس. وقال أبن الأعرابي: اختدف الشيء: أي اختطفه. وقال غيره: أختدف الثوب: قطعه. والتركيب يدل على السرعة. خذرف: الخذروف: شيء يدوره الصبي بخيط في يديه فيسمع له دوي، قال أمرؤ القيس يصف فرساً دَرِيرٍ كحخُذْرُوْفِ الوَلِيْدِ أمَرَّهُ ... تَتَابُعُ كَفَّيْهِ بَخَيْطٍ مُوَصَّلِ وقال عمير بن الجعد بن القهد: وإذا أرى شخصاً أماي خِلْتُهُ ... رَجُلاً فَمِلتُ كَمَيْلَةِ الخُذْرُوْفِ وقال الليث: الخذروف: عويد أو قصبة مشقوقة يفرض في وسطه ثم يشد بخيط؛ فإذا مد دار وسمعت له حفيفاً؛ يلعب به الصبيان، ويسمى الخرارة، وبه يوصف الفرس لخفته وسرعته. قال: والخذروف: السريع في جريه. ويقال: تركت السيوف رأسه خذاريف: أي قطعاً كل قطعة مثل الخذروف. وقال أبن عباد: يقال للقطيع من الإبل المنقطع منها: خذروف. قال: والبرق اللامع في السحاب المنقطع منه: خذروف. وقال غيره: الخذروف: طين يعجن ويعمل شبيهاً بالسكر يلعب به الصبيان. وكل شيء منتشر من شيء فهو خذروف، قال ذو الرمة: سَعى وارْتَضَخْنَ المَرْوَ حتّى كأنَّه ... خَذارِيْفُ من قَيْضِ النَّعامِ التَّرَائكِ وقال أبن عباد: الخذاريف من الهودج: سقائف يربع بها الهودج. وقال الليث: الخذارف: نبات ربعي إذا أحس بالصصيف يبس، الواحدة خذارفة. وقال الأصمعي: الخذراف: ضرب من الحمض. والخذرفة: الإسراع، يقال: خذرفت الأتان: أي أسرعت ورمت بقوائمها، قال ذو الرمة: إذا واضَخَ التَّقْريْبَ واضَخْنَ مِثْلَهُ ... وإنْ سَحَّ سَحّاً خَذْرَفَتْ بالأكارِعِ المواضخة: أن تعدو ويعدو كأنهما يتباريان كما يتواضخ الساقيان. وقال بعضهم: الخذرفة: أن ترمي الإبل بأخفافها من الحصى إذا أسرعت. وخذرفة بالسيف: إذا قطع الإناء: ملأته. وقال بعضهم: الخذرفة: التحديد، قال تميم بن أبي بن مقبل يصف بقرة: تُذْري الخُزَامى بأظْلافٍ مُخَذْرَفَةٍَ ... وُقُوْعُهُنَّ إذا وَقَّعْنَ تَحْلِيْلُ خذف

خرف

الليث: الخذف: رميك بحصاة أو نواة أو نحوهما تأخذه بين سبابتيك تخذف به؛ أو تجعل مخذفة من خشب ترمي بها. ونهى رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - عن الخذف وقال: أنه لا يصاد به الصيد ولا ينكى به العدو ولكنه يكسر السن ويفقأ العين. قال امرؤ القيس - وقال أبو عبيدة: إنه لا بن فسوة واسمه عتيبة بن مرداس، وهو موجود في شعر أمرئ القيس - يصف ناقته: كأنَّ الحَصى من خَلْفِها وأمَامها ... إذا نَجَلتْه رِجْلُها خَذفُ أعْسَرَا والمِخذفة - أيضاً -: المقلاع. والمخذفة - أيضاً -: الأست. وقال أبن عباد: المخذف - وجمعه مخاذف -: عرى المقرن تقرن به الكنانة إلى الجعبة. وقال الليث: الخذوف: توصف به الدواب السريعة الخذفان وهو ضرب من سير الإبل. وقال الأصمعي: أتان خذوف: وهي التي تدنو سرتها من الأرض من السمن، والجمع: خذف، قال الراعي: نَفى بالعِراكِ حَوَاليَّها ... فَخَفَّتْ له خُذُف ضُمَّرُ وقيل: الخذوف: الأتان التي من سرعتها ترمي الحصى، قال النابغة الذبياني: أنَّ الرَّحْلَ شُدَّ به خَذُوْفٌ ... من الجَوْناتِ هادِيَةٌ عَنُوْنُ والتركيب يدل على الرمي. خرشف: الخرشفة والكرشفة والخرساف والكرشاف: الأرض الغليظة من الكذان؛ التي لا يستطاع أن يمشي فيها، إنما هي كالأضراس. وقال الزهري: بالبيضاء من بلاد جذيمة على سف الخط بلد يقال له: خرشاف؛ في رمال وعثة تحتها أحساء عذبة الماء؛ عليها نخيل بعل عروقه راسخة في تلك الأحساء. وقال أبن دريد: يقال سمعت خرشفة القوم: أي حركتهم. وقال غيره: الخرشفة والخرشفة: اختلاط الكلام. خرف خرفت الثمار أخرفها - بالضم - خرفاً ومخرفاً - بالفتح -: إذا جنيتها. وقال شمر: خرفت فلاناً أخرفه: إذا لقطت له التمر. قال: والمخرفة: سكة بين صفين من نخل يخترف المخترف من أيهما شاء، وعليها فسر قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: عائد المريض على مخرفة الجنة - ويروى: مخارف الجنة - حتى يرجع. وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: المخارف - واحدهما مخرف -: وهو جنى النخل، وأنما سمي مخرفاً لأنه يخترف منه: أي يجتنى، ومنه حديث أبي طلحة - رضي لله عنه - حين نزلت:) مَنْ ذا الذي يُقْرِضُ اللهَ قَرضاً حَسَناً (قال: إن لي مخرفاً وغني قد جعلته صدقة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اجعله في فقراء قومك. قال: قال الأصمعي: وأما قول عمر - رضي الله عنه -: تركتم على مثل مخرفة النعم فاتبعوا ولا ترتدعوا؛ فليس من هذا في شيء، أنما أراد بالمخرفة الطريق، أي تركتم على منهاج لا حب كالجادة التي كدتها النعم بأخفافها حتى وضحت واستبانت. وعن أبي قتادة؟ رضي الله عنه -: انه لما أعطاه رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - سلب القتيل قال: فبعته فابتعت به مخرفاً؛ فهو أول مال تأثلته في الإسلام. ومن المخرف والمخرفة للطريق فول أبي كبير الهذلي: فأجَزْتُه بأفَلَّ تَحْسبُ أثْرَهُ ... نَهْجاً أبَانَ بذي فَرِيْغٍ مَخْرَفِ ويروى: " أجزته " يعني هذا المرثي، يعني: أجزته ومعك سيف، ويروى: " مِجْرَفِ " - بكسر الميم وبالجيم - أي يجرف كل شيء. والمخرف - بكسر الميم -: زبيل صغير يخترف فيه من أطايب الرطب. والخروفة: النخلة يأخذها الرجل ليخرفها: أي يلقط رطبها. وقال الليث: الخروف: الحمل الذكر من أولاد الضأن، وأقل العدد أخرفة، والجميع: الخرفان، وأنما اشتقاقه من أنه يخرف من هاهنا وهاهنا أي يرتع. وقال أبن السكيت: إذا نتجت الفرس يقال لولدها: مهر وخروف؛ فلا يزال كذلك حتى يحول عليه الحول، وأنشد لرجل من بلحارث بن كعب: ومُسْتَنَّةٍ كاسْتِنانِ الخَرُوْفِ ... قد قَطَعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ يعني طعنة فار دمها باستنان. وخارف: أبو قبيلة من همدان، وأسم خارف: مالك بن عبد الله بن كثير، وفي الحديث: من مخلاف خارف ويام، وقد كتب الحديث بتمامه في تركب د فء. والخارف - أيضاً -: حافظ النخل، ومنه ما روى أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: أي الشجرة أبعد من الخارف؟ قالوا: فرعها، قال: فكذلك الصف الأول.

خرنف

والخرفة - بالضم -: المخترف والمجتنى، وفي الحديث: خرفة الصائم وتحفة البير، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ص م ت. وقيل: الخرفة: ما يجتني. وقال أبو زيد: الخرائف: النخل اللاتي تخرص. والخريف: أحد فصول السنة؛ الذي يخترف فيه الثمار. وقال الليث: الخريف ثلاثة أشهر بين آخر القيظ وأول الشتاء. وقال غيره: النسبة إلى الخريف: خرفي؟ بالتحريك - وخرفي - بالفتح -، وذلك على غير قياس، قال العجاج: جَرَّ السَّحَابُ فوقَهُ الخَرْفِيُّ ... ومُرْدِفاتُ المُزْنِ والصَّيْفِيُّ وقال الدينوري: الخرفي معرب، وأصله فارسي؛ من القطاني وهو الحب الذي يسمى الجلبان - اللام مشددة وربما خففت -، ولم أسمعها من الفصحاء إلا مشددة، وأسمه بالفارسية: الخلر والخربى. والخريف - أيضاً -: المطر في ذلك الوقت، وقد خرفنا: أي أصابنا مطر الخريف، وخرفت الأرض - على ما لم يسم فاعله -. والخريف: الرطب المجني؛ فعيل بمعنى مفعول. وقال أبو عمرو: الخريف: الساقية. والخريف: السنة والعام، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي رواه عنه أبو سعدي الخدري - رضي الله عنه -: من صام يوماً في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً. والخريفة: أن يحفر للنخلة في البطحاء - وهي مجرى السيل الذي فيه الحصى - حتى ينتهي إلى الكدية ثم يحشى رملاً وتوضع فيه النخلة. وخرافة: أسم رجل من عذرة استهوته الجن فكان يحدث بما رأى؛ فكذبوه وقالوا: حديث خرافة. وقال الليث: الخرافة: حديث مستملح كذب. وقال غيره: خرافة معرفة لا تدخله الألف واللام إلا أن تريد به الخرافات الموضوعة من حديث الليل. وروى إبراهيم الحربي - رحمه الله - في غريب الحديث من تألفيه: أن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حدثيني، قلت: ما أحدثك؟ حديث خرافة، قال: أما إنه قد كان. قال الحربي: والحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يدل على أنه أسم رجل استهوته الجن ثم رجع؛ فكان يحدث بأعاجيب رآها فيهم. والخرفة - أيضاً -: الخرفة. والخرف - بضمتين - في حديث الجارود العبدي - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله قد علمت ما يكفينا من الظهر؛ ذود نأتي عليهن في خرف فنستمع من ظهورهن، قال: ضالة المسلم حرق النار. يريد: في وقت خروجهم إلى الخريف. وقال الكسائي: وقت اختراف الثمار: الخراف والخراف - كالحصاد والحصاد -. والرف - بالتحريك -: فساد العقل، وقد خرف - بالكسر - يخرف فهو خرف، وقال عبد الله بن طاوسٍ: العالم لا يخرف، وقال أبو النجم: أتَيْتُ من عِنْد زِيَادٍ كالخَرِفْ ... تَخُطُّ رِجْلايَ بِخَطٍّ مُخْتَلشفْ وتَكْتُبَانِ في الطَّريقِ لامَ ألِفْ ورواه بعضهم: " تكتبان " بالكسرات؛ وهي لغة لبعضهم. وقال آخر. مِجْهَالُ رَأْدِ الضُّحى حتّى يُوَرِّعَها ... كما تُوَرِّعُ عن تَهْذائهِ الخَرِفا وخرف الرجل: إذا أولع بأكل الخرفة. وقال أبو عمرو: الخرف: الشيص من التمر. وأخرفه الدهر: أي أفسده. وقال الليث: أخرفته نخلة: أي جعلتها له خرفة يخترفها. وأخرف النخل: أي حان له أن يخرف، كقولك: أحصد الزرع. وأخرفت الشاة: ولدت في الخريف، قال: يَلْقى الأمَانَ على حِيَاضِ مُحَمَّدٍ ... ثَوْلاءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أطْلَسُ وقال الأموي: إذا كان نتاج الناقة ف مثل الوقت الذي حملت فيه من قابل قيل: قد أخرفت، فهي مخرف. وقال شمر: لا أعرف " أخرفت؟ بهذا المعنى إلا من الخريف تحمل الناقة فيه وتضع فيه. وأخرف القوم: دخلوا في الخريف. وقال أبن عباد: أخرفت الذرة: طالت جداً. قال: وخرفته أخاريف. وقال غيره: خرفني: أي نسبني إلى الخرف. ورجل مخارف: أي محارف؛ وهو المحدود المحروم. وخارفته: عاملته؛ من الخريف. واخترفت الثمار: اجتنيتها. والتركيب يدل على اجتناء الشيء وعلى الطريق، وقد شذ عن هذا التركيب الخرف؛ فساد اعقل. خرنف ناقة خرنف - بالكسر -: أي غزيرة، قال مزرد: تُمَشُّوْنَ بالأسْوَاقِ بُدّاً كأنَّكُم ... رَذَايا مُرِذّاتُ الضُّرُوعِ خَرَانِفُ وخرانف العضاه: ثمرها، الواحدة: خرنفة. وقال أبن عباد: الخرنوف: متاع المرأة. وقال العزيزي: الخرنف: القطن. والخرانف: الطويل.

خزرف

وفي النوادر: خرنفته بالسيف وكرنفته: أي ضربته بالسيف. خزرف أبن الأعرابي: الخزرافة: الذي لا يحسن القعود في المجلس. وقال أبن السكيت: الخزرافة: الكثير الكلام الخفيف، وقيل: هو الرخو، قال امرؤ القس: فَلَسْتُ بِخِزْرافَةٍ في القُعُوْدِ ... ولسْتُ بِطَيّاخَةٍ أخْدَبا الطياخة: الذي يقع في ألمر القبيح والسؤة؛ من قولهم: لا يزال يقع فلان في طيخة. وقال أبن عباد: مر يخزرف في مشيه: أي يخطر. خزف الليث: الخزف: الجر. وقال أبن دريد: الخزف معروف؛ وهو ما عمل من طين وشوي بالنار حتى يكون فخاراً، وأنشد ثعلب: بَني غُدَانَة ما إنْ أنْتُمُ ذَهَباً ... ولا صَرِيْفاً ولكنْ أْنتُمُ خَزَفُ وخزيفة: من الأعلام. قال: والخزف: الخطر باليد؛ لغة يمانية، يقال: مر فلان يخزف خزفاً: إذا فعل ذلك. خسف خسف المكان يخسف خسوفاً: ذهب في الأرض. وخسف اله به الأرض خسفاً: أي غيبة فيها، ومنه قوله تعالى:) فَخَسَفْنا به وبدارِه الأرْضَ (. وقرأ حفص ويعقوب وسهل قوله تعالى:) لَخَسَفَ بنا (الباقون:) لَخُسِفَ بنا (. وخسوف العين: ذهابها في الرأس. وخسوف القمر: كسوفه، وقال ثعلب: كسفت الشمس وخسف القمر؛ هذا أجود الكلام، وقال أو حاتم في الفرق بين الخسوف والكسوف: إذا ذهب بعضها فهو الكسوف؛ وإذا ذهب كلها فهو الخسوف. والخسف: النقصان، يقال: رضي فلان بالخسف: أي بالنقصية. وبات فلان الخسف: أي جائعاً، قال: بِتْنا على الخَسْفِ لا رِسْلٌ نُقَاتُ به ... حتّى جَعَلْنا حِبَالَ الرَّحْلِ فصلانا أي: لا قوت لنا حتى شددنا النوق بالحبال لتدر علينا فنتقوت لبنها. وخسف الركية: مخرج مائها، حكاه أبو زيد. والخاسف: المهزول. وقال أبن الأعرابي: يقال للغلام الخفيف: خاسف وخاشف. وشربنا على الخسف: أي شبنا على غير أكل. قال: والخسف: الحوز الذي يؤكل، وقال أبو عمرو: هو الخسف والخسف - بالفتح والضم - وهي لغة أهل الشحر. قال: والخسف - بضمتين -: النقه من الرجال، الواحد: خاسف. ودع الأمر بخسف: أي دعه كما هو. وخساف: برية بين بالس وحلب، وقال أبن دريد: خساف مفازة بين الحجاز والشام. وخسف: إذا خرج من المرض. وقال أبن عباد: يقال رايته خاسفاً: أي متغير اللون. وقال الليث: الخسف من السحاب: ما نشأ من قبل المغرب الأقصى عن يمين القبلة. قال: والخسف: أن يحملك الإنسان ما تكره، قال جثامة: وتلك التي رامَهَا خُطَّةٌ ... من الخَصْمِ تَسْتَجْهِلُ المحفِلا ويقال: سامه الخسف وسامه خسفاً وخسفاً - أيضاً بالضم -: أي أولاه ذلا؛ ويقال: كلف المشقة والذل. ومنه حديث علي - رضي الله عنه -: من ترك الجهاد ألبسه الله الذلة وسيم الخسف. قال القتبي: الخسف: أن تحبس الدابة على غير علف؛ ثم يستعار فيوضع موضع التذليل. وفي حديث عمر: أن العباس بن عبد المطلب - رض الله عنهما - سأله عن الشعراء فقال: امرؤ القيس سابقهم خسف لهم عين الشعر فافتقر عن معان عور أصح بصر. أي أنبطها وأغرزها؛ من قولهم: خسف البئر إذا حفرها في حجارة فنبعت بماء كثير؛ فلا ينقطع ماؤها كثرة، فهي خسيف ومخسوفة، قال: قد نُزِحَتْ إنْ لم تكُنْ خسِيْفا ... أوْ يَكُنِ البضحْرُ لها حُلِيْفا وقال صخر الغي الهذلي: له مائحٌ وله نازِعٌ ... يَجُشّانِ بالدَّلْوِ ماءً خَسِيْفا والجمع: أخسفه وخسف: قال أبو نواس يرثي خلفاً الأحمر: مَنْ لا يُعَدُّ العِلْمُ إلاّ ما عَرضفْ ... قَلَيْذَمٌ من العَيَالِيْمِ الخُسُفْ والخسيف من السحاب: ما نشأ من قبل العين حامل ماء كثيراً؛ كالخسف، والعين: عن يمين القبلة. وعَيْنٌ خَسِيْفٌ وخاسِفٌ بلا هاء: أي غائرة، وأنشد الفراء: من كُلِّ مُلْقي ذَقَنٍ جَحُوْفِ ... يُلحُّ عِنْدَ عَيْنها الخَسِيْفِ وناقة خسيف: غزيرة سريعة القطع في الشتاء، وقد خسفت خسفاً. ويقال: وقعوا في أخاسيف من الأرض: وهي اللَّينة. والخيسفان: النخلة التي يقل حملها ويتغير بسرها. وقال أبو عمرو: الخيسفان: الردي من التمر ويقال: حفر فلان فأخسف: أي وجد بئره خسيفاً، ومنه حديث الحجاج: أأخسفت أم أوشلت وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ن وط.

خشف

وأخسفت العين وانخسفت: أي عميت. وقرأ أبن مسعود - رضي الله عنه - والأعمش وطلحة بن مصرف وأبن قطيب وأبان بن تغلب وطاوس:) لَوْلا أنْ مَنَّ اللهُ علينا لانْخُسِفَ بنا (على ما لم يسم فاعله؛ كما يقال: انطلق بنا. والتركيب يدل على غموض وغؤور. خشف شمر: الخشفة والخشفة: الصوت والحركة، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: يا بلال: ما عملك فإني لا أراني أدخل الجنة فأسمع الخشفة فأنظر إلا رأيتك. يقال: خشف الإنسان يخشف - بالكسر - خشفاً، وخشف الثلج وذلك في شدة البرد فتسمع له خشفة، قال القطامي: إذا كَبَّدَ النَّجْمُ السَّمَاءَ بِشَتْوَةٍ ... على حِيْنَ هَرَّ الكَلْبُ والثَّلْجُ خاشِفُ إنما نصب " حين " لأنه جعل " على " فصلاً في الكلام وأضافه إلى جملة؛ فتركت الجملة على إعرابها، كما أنشد سيبويه لشاعر من همدان: على حِيْنَ ألهى النّاسَ جُلُّ أمُوْرِهِمْ ... فضنَدْلاً زُرَيْقُ المالَ نَدْلَ الثَّعَالِبِ ولأنه أضيف إلى ما لا يضاف إلى مثله وهو الفعل؛ فلم يوفر حظه من الإعراب. وخشفت رأسه بالحجر: أي فضخته. والخشاف: الخفاش؛ على القلب، وهو أفصح من الخفاش، ويقال: هو الخطاف. وطلق بن خشاف: من التابعين. وخشاف: غير منسوب، حدث عن أمه. وخشاف - بالتخفيف -: موضع، قال الأعشى: ظَبْيَةٌ من ظِبَاءِ بَطْنِ خُشَافٍ ... أُمُّ طفْلٍ بالجَوِّ غَيْرش رَبِيْبِ وخشف يخشف - بالضم - خشوفاً: ذهب في الأرض. ورجل مخشف - بكسر الميم -: جريء على السرى. وقال الليث: دليل مخشف: يخشف باليل، وأنشد: تَنَحَّ سُعَارَ الحَرْبِ لا تَصْطَلي بها ... فانَّ لها من القَبِيْليْنِ مِخْشَفا ومصدره الخشفان: وهو الجولان بالليل. وقال أبو عمرز: الخشف من أقبل: التي تسير بالليل، الواحدة: خاشف وخاشفة وخشوف وأنشد: باتَ يُبَاري وَرِشاتٍ كالقَطا ... عَجَمْجَمَاتٍ خُشَّفاً تَحْتَ السُّرى والخشاف - بالفتح ولتشديد - والخاشف والمخشف: من صفات الأسد. قال أبو سهل الهروي: أما الخشاف فهو الأسد الذي يقشر كل شيء يجده، وهو فعال من الخشف وهو القشر، قال: أغْضَفُ خَشّافٌ شَتِيْمٌ أزْهَرُ وأما الخاشف: فهو الأسد الذي يسرع عند افتراس الفريسة، والجمع: خواشف، قال ساعدة بن جؤية الهذلي: ومَشْرَبِ ثَغْرٍ للرِّجالِ كأنَّهمْ ... بِعَيْقاِتِهِ هَدْءً سِبَاعٌ خَوَاشِفُ يقال: مر يخشف: أي يسرع، وقال أبن حبيب: " خواشف ": سراع لمرهم صوت، وقال غيره: خواشف: أي تسير بالليل. وأما المخشف: فهو الجريء الذي يركب الليل. وأم خشاف: الداهية. وزمل بن عمروبن العتر بن خشاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام بن ضنة بن عبد كبير بن عذرة العذري - رضي الله عنه -: وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكتب له كتاباً، وعقد له لواء. وفاطمة بنت خشاف: من التابعيات. وقال الأصمعي: إذا جرب البعير أجمع قيل: هو أجرب أخشف. وقال الليث: الأخشف: الذي عمه الجرب فهو يمشي مشية الشنج، قال: وخشف يخشف خشفاً: إذا يبس جلده عليه من العر والجرب وفوق الجرب جلدة يابسة، قال الفرزدق: كِلانا به عَرُّ يُخَافُ قِرَافُهُ ... على النّاسِ مَطْليُّ المَسَاعِرش أخْشَفُ وقال أبن دريد: يسمي بعض أهل اليمن الخزف الخشف، وأحسبهم يخصون بذلك ما غلظ منه. والخشف: الذباب الأخضر، والجمع: أخشاف. والخشف: الذل، مثل الخسف - بالسين المهملة -. وخشف به وخفش به: إذا رمى به. ورجل خشوف: يخشف في الأمور: أي يدخل فيها، والذي لا يهاب بالليل كالمخشف. وقال الفراء: الأخاشف: العزاز الصلب من الرض، وأما الأخاسف - بالسين المهملة - فهي الأرض اللينة؛ وقد مرت في موضعها، يقال: وقع في أخاشف من الأرض. والخشف - بالتحريك - والخشيف: الثلج الخشن، وكذلك الجمد الرخو، وليس للخشيف فعل، يقال: أصبح الماء خشيفاً، وأنشد الليث: أنتَ إذا ما أنْحَدَرَ الخَشِيْفُ ... ثَلْجٌ وشَفّانٌ له شَفِيْفُ جَمُّ السَّحَابِ مِدْفَقُ غرُوْفُ ويقال: إن الخشيف يبيس الزعفران. وسيف خشيف: أي ماض. والمخشف - بالفتح -: اليخدان؛ عن الليث، ومعناه: موضع الجمد.

خصف

وقال أبن دريد: الخشف - بالكسر -: ولد الظبي، والأنثى: خشفة. وقال الأصمعي: أول ما يولد الظبي: طلى؛ ثم خشف. وظبية مخشف: لها خشف. وانخشف في الشيء: أي دخل فيه. ومخاشفة السهم: أن تصيب فتسمع له خشفة. وخاشف فلان في ذمته: إذا سارع إلى إخفارها. وكان سهم بن غالب من رؤوس الخوارج خرج بالبصرة عند الجسر؛ فآمنه عبد الله بن عامر، فكتب إلى معاوية؟ رضي الله عنه -: قد جعلت لهم ذمتك، فكتب إليه معاوية - رضي الله عنه -: لو كنت قتلته كانت ذمة خاشفت فيها، فلما قدم زياد صلبه على باب داره. أي سارعت إلى إخفارها، يقال: خاشف فلان في الشر، وخاشف الإبل ليلته: إذا سارها، يريد: لم يكن في قتلك إياه إلا أن يقال قد أخفر ذمته؛ يعني أن قتله كان الرأي. والتركيب يدل على الغموض والتستر وعلى الهشم والكسر. خصف الخصف: النعل ذاة الطراق، وكل طراق: خصفة. وخصفت النعل خصفاً: خرزتها، قال الله تعال:) وطَفِقا يَخْصفانِ عليهما من وَرَقِ الجَنَّةِ (أي يلزقان بعضه ببعض ليسترا به عوراتهما ويطبقان على أبدانهما ورق ورقة. وقول العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - يمدح النبي - صلى الله عليه وسلم -: من قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلالِ وفي ... مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ تُخْصَفُ الوَرَقُ معناه: حيث خصف آدم وحواء - صلوات الله عليهما - من ورق الجنة، يعني مستودعه من الجنة، وقد ذكرت القصة في تركيب ص ل ب. والمخصف: الإشفى، قال أبو كبير الذلي: حتّى انْتَهَيْتُ إلى فِراشِ عَزِيْزَةٍ ... سَوْداءَ رَوْثَةُ أنْفِها كالمِخْصَفِ ويروي: " انْتَمَيْتُ إلى فراشِ غَريْبَةٍ ". وخصفت الناقة تخصف خصافاً: إذا ألقت ولدها وقد بلغ الشهر التاسع، فهي خصوف، وقيل: الخصوف هي التي تنتج بعد الحول من مضربها بشهر؛ والجرور بشهرين. والخصفة - بالتحريك -: الجلة التي تعمل من الخوص للتمر، وجمعها: خصف وخصاف. وقال الليث: الخصف: ثياب غلاظ جداً. قال: وبلغنا أن تبعاً كسا البيت المسوح؛ فانتفض البيت ومزقه عن نفسه، ثم كساه الخصف فلم يقبله، ثم كساه الأنطاع فقبلها، قال: وهو أول من كسا البيت. قال الأزهري: هذا غلط، وليس الخصف من الثياب في شيء، أنما هي من الخوص لا غير، وهي سفائف تسف من سعف النخل فيسوى منها شقق تلبس بيوت العراب، وربما سويت جلالاً للتمر. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يصلي؛ فأقبل رجل في بصره سوء؛ فمر ببئر عليها خصفة؛ فوقع فيها، فضحك بعض من كان خلف النبي - صلى الله عليه وسلم، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ضحك أن يعيد الوضوء والصلاة. وخصفة - أيضاً -: أبو حي من العرب، وهو خصفة بن قيس عيلان. وخصفى - مثال بشكى -: موضع. والأخصف: الأبيض الخاصرتين من الخيل والغنم؛ وهو الذي ارتفع البلق من بطنه إلى جنبيه. والأخصف: لون كلون الرماد فيه سواد وبياض، قال العجاج: حتّى إذا ما لَيْلُه تَكَشَّفا ... من الصَّبَاحِ عن بَريْمٍ أخْصَفا وأخصف: موضع. وحبل أخصف وظليم أخصف: فيهما سواد وبياض. وكتيبة خصيف: أي ذاة لونين لون الحديد وغيره، ولم تدخلها الهاء لأنها مفعولة، أي خصفت من ورائها بخيل؛ أي أردفت، ولو كانت للون الحديد لقالوا خصيفة؛ لأنها بمعنى فاعلة. والخصيف - أيضاً -: النعل المخصوفة. والخصيف: الرماد، قال الطرماح: وخَصِيفٍ لدى مَنَاتِج ظِئْرَيْ ... نِ من المَرْخِ أتْامَتْ زُنُدُهْ والخصيف: اللبن الحليب يصب عليه الرائب، فغن جعل فيه التمر والسمن فهو العوبثاي، قال: إذا ما الخَصِيْفُ العَوْبَثَانيُّ ساءنا ... تَرَكْنَاهُ واخْتَرْنا السَّدِيْفَ المُسَرْهَدا والخصاف - بالفتح والتشديد - الذي يخصف النعال. والخصاف - أيضاً -: الكذاب. وخصاف - مثال قطام -: فرس أنثى كانت لمالك بن عمرو الغساني؛ وكان فيمن شهد يوم حليمة فأبلى بلاء حسناً، وجاءت حليمة تطيب رجال أبيها من مركن، فلما دنت من هذا قبلها، فشكت ذلك إلى أبيها فقال: هو أرجى رجل عندي فدعيه فإما أن يقتل وإما أن يبلي بلاء حسناً. ويسمى فارس خصاف. ويقال: أجرأ من فارس خصاف.

خصلف

وخصاف - بالكسر؛ مثال لحاف -: حصان كان لسمير بن ربيعة الباهلي، وكان يقال له؟ أيضاً -: فارس خصاف، ويقال فيه - أيضاً -: أجرأ من فارس خصاف. وخصاف - أيضاً -: حصان كان لحمل بن زيد بن عوف بن عامر بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. كان معه هذا الفرس؛ فطلبه المنذر بن امرئ القيس ليفتحله؛ فخصاه بين يديه لجرأته، فسمي خاصي خصاف، وقيل في المثل: أجرأ من خاصي خصاف. وسماء مخصوفة: ملساء خلقاء. ومخصوفة؟ أيضاً -: ذاة لونين فيها سواد وبياض. والخصفة - بالضم -: الخرزة. وقال الليث: أخصف: أي أسرع، قال: وهو بالحاء جائز أيضاً. قال الأزهري: الصواب بالحاء المهملة لا غير. وأخصف الورق عليه: مثل خصفه، ومنه قراءة ابن بريدة والزهري في إحدى الروايتين عنه:) وطَفِقا يُخْصِفانِ (. وقال غيره: المخصف: السيئ الخلق، وتخصيفه: اجتهاده في التكلف لما ليس عنده. وخصفه الشيب: إذا استوى هو والسواد. وقرأ الحسن البصري والزهري وأبن هرمز وعبد الله بن بريدة وعبد الله بن يزيد:) يُخَصِّفانِ عليهما (. وقال الليث: الاختصاف: أن يأخذ العريان على عورته ورقاً عرضاً أو شيئاً نحو ذلك، يقال: اختصف بكذا، وقرأ الحسن البصري والزهري والعرج وعبيد بن عمير:) وطَفِقا يَخِصِّفانِ عليهما (بكسر الخاء والصاد وتشديدها؛ على معنى يختصفان، ثم تدغم التاء في الصاد وتحرك الخاء بحركة الصاد. وروي عن الحسن أيضاً: يخصفان؟ بفتح الخاء -، وقرأ الأعرج وأبو عمرو: يخصفان - بسكون الخاء وكسر الصاد المشددة -. والتركيب يدل على اجتماع الشيء إلى الشيء، وقد شذ عن هذا التركيب خصفت الناقة. خصلف أبن عباد: نخيل مخصلف، وخصلفته: خفة حمله. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصواب فيما ذكر بالضاد المعجمة. خضف الأصمعي: خضف بها: أي ردم، وأنشد: إنّا وَجَدْنا خَلَفاً شَرَّ الخَلَفْ ... عَبْداً إذا ما ناءَ بالحِمْلِ خَضَفْ أغْلَقَ عَنّا بابَهُ ثُمَّ حَلَفْ ... لا يُدْخِلُ البَوّابُ إلا مَنْ عَرَفْ ويرورى: " بِئْسَ الخَلَفْ "، وروى أبو الهيثم: " إنَّ عُبَيْداً خَلَفٌ من الخَلَفْ ". وقال أبن دريد: خضف البعير وغيره يخضف خضفاً وخضافاً: إذا ضرط، وقال للأمة: يا خضاف، وهي معدولة. قال: وفارس خضاف - مثال حذام -: أحد فرسان العرب المشهورين، وله حديث، وخضاف: أسم فرسه. هكذا ذكر في هذا التركيب، ولم يذكرها في الصاد المهملة، قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا تصحيف، والصواب بالصاد المهملة كما ذكرت ذلك في موضعه وذكرت الحديث. والخضوف والخيضف: الضروط. وقال أبن فارس: الخضف - بالتحريك -: صغار البطيخ؛ وقيل: كباره. وقال الليث البطيخ أول ما يخرج يكون قعسراً صغيراً؛ ثم يكون خضفاً أكبر من ذلك؛ ثم يكون قحاً، والحدج يجمعه، ثم يكون بطيخاص أو طبيخاً - لغتان -. وقال أبن عباد: الأخضف: الحية. وقال العزيزي: خضف وفضخ: أي أكل. وقوله: نازَعْتُهم أُمَّ وهي مُخْضِفضةٌ ... لها حُمَيّا بها يُسْتَأصَلُ العَرَبُ أم ليلى: هي الخمر، والمخضفة: الخاثرة، والعرب: وجع المعدة قال الأزهري سميت مخضفة لأنها تزيل العقل فيضرط شاربها وهو لا يعقل. خضرف الليث: الخضرفة: هرم العجوز وفضول جلدها. وقال أبن السكيت: الخنضرف من النساء: الضخمة الكثيرة اللحم الكبير الثديين. خضلف الدينوري: زعم بعض الرواة أن الخضلاف: جر المقل؛ وهو الدوم؛ قال أسامة الهذلي يصف ناقة: تُنِزُّ بِرِجْلَيْها المُدِرَّ كأنَّهُ ... بِمُشْرِفَةِ الخِضْلافِ بادٍ وُقُوْلُها تنز: تدفع وتؤخر. وقال أبو عمرو: الخصلفة: خفة حمل النخيل، وانشد: إذا زُجِرَتْ ألْوَتْ بِضَافٍ سَبِيْبُهُ ... أثِيْثٍ كقِنْوَانش النَّخِيْلِ المُخَضْلِفِ قال الأزهري: جعل قلة حمل النخيل خضلفة؛ لأنه شبه بالمقل في قلة حمله. خطرف أبن عباد: الخطريف: السريع. والخطروف: السريع العنق، والجمل والوساع. وقال غيره: يجعل خطوين خطوة من وساعته. وقال أبن دريد: خطرف الرجل في مشيته: إذا خطر. قال: وخطره بالسيف: إذا ضربه.

خطف

وقال الليث: الخنطرف: العجوز الفنية، وقد خطرف جلدها: أي استرخى، يقال بالطاء والضاد، والطاء أكثر وأحسن. وذكر ابن عباد الخنظرف والمتخظرف بالظاء المعجمة. وخطرف: أسرع. وخطرف الجمل وتخطرف: جعل خطوتين خطوة من وساعته. ورجل متخطرف: واسع الخلق رحب الذراع. وتخطرف: أسرع في المشي، قال العجاج يصف ثوراً. وغن تلقى غدراً تخطرفا خطف الخطف: الاستلاب، وقد خطفه - بالكسر - يخطفه، قال الله تعالى:) إلاّ مَنْ خَطِفَ الخَطْفَةَ (، وخطف يخطف - مثال ضرب يضرب - فيه لغة، ومنه قراءة أبي رجاء ويحيى بن وثاب:) يَكادُ البَرْقُ يَخْطِفُ أبْصَارهم (بكسر الطاء، وحكاها الأخفش أيضاً، وهي قليلة رديئة لا تكاد تعرف. وخاطف ظله: طائر، قال أبن سلمة: هو طائر يقال له الرفراف إذا رأى ظله في الماء اقبل إليه ليخطفه، قال الكميت: ورَيْطةِ فِتْيَانٍ كخاطِفِ ظلِّهِ ... جَعَلْتُ لهم منها خِبَاءً مُمَدَّدا والخاطف: الذئب. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخطفة؛ وهي المرة من الخطف، سمي بها العضو الذي يختطفه السبع أو يقتطعه الإنسان من أعضاء البهيمة الحية، وهي ميتة لا تحل. واصل هذا أنه؟ صلى الله عليه وسلم - حين قدم المدينة - على ساكنيها السلام - رأى الناس يجبون أسنمة الإبل واليات الغنم فيأكلونها. وبرق خاطف: لنور الأبصار. والخطفى - مثال جمزى -: لقب حذيفة جد جرير الشاعر، وهو جرير بن عطيه بن حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر، لقب بقوله: يَرْفَعنَ باللَّيْلَ إذا ما أسْدَفا ... أعْنَاقَ جِنّانس وهاماً رُجَّفا وعَنَقاً باقي الرَّسِيْمِ خَطَفى وفي النقائظ: " خَيْطَفا " أي سريعاً. وقال الفرزدق: هَوَى الخَطَفى لَمِّا اخْتَطَفْتُ دِماغَهُ ... كما اخْتَطَفَ البازي الخَشَاشَ المُفَازِع المُفازع: الفزع. وقال أبن عباد: الخاطوف: شبه المنجل يشد بحباله الصيد يختطف به الظبي. وجمل خطيف: أي سرييع المر كأنه يخطف في مشيه عنقه؛ أي يجذب، وتلك السرعة هي الخطفى والخيطفى. والخطيفة: دقيق يذر على اللبن ثم يطبخ فيلعق ويختطف بالملاعق، وفي حديث انس - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان عند أم سليم - رضي الله عنها - وكان عندها شعير فجشته وجعلت له خطيفة، وفي حديث علي - رضي الله عنه -: وصفحة فيها خطيفة وملبنة. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب خ ر ج. والخطاف - بالضم والتشديد -: طائر. والخطاف - أيضاً -: حديدة حجناء تكون في جانبي البكرة فيها المحور، وكل حديدة حجناء: خطاف، قال النابغة الذبياني: خَطَاطِيْفُ حُجْنٌ في حِبَالٍ مَتِيْنَةٍ ... تَمُدُّ بها أيْدٍ إليكَ نَوَازِعُ أي خَطاطِيف أجر بها إليك. ومخالب السباع: خطاطيفها، قال ابو زبيد حرملة بن المنذر الطائي: إذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطَاطِيْفُ كَفِّهِ ... رَأى المَوْتَ بالعَيْنَيْنِ أسْوَدَ أحْمَرا وبعير مخطوف: وسم سمة الخطاف؛ أي وسم على هيئة خطاف البكرة. والخطاف: فرس كان لرجل يقال له ماعز؛ فر يوم القنع من بني شيبان، قال مطر بن شريك الشيباني: أفْلَتَنا يَعدُو به سابِحٌ ... يُلْهِبُ إلْهَابَ ضِرَامِ الحَرِيْقْ ومَرَّ خُطّافٌ على ماعِزٍ ... والقَوْمُ في عثْيَرِ نَقْعِ وسِيْقْ والخطاف - بالفتح -: فرس عمير بن الحمام السلمي؛ قال فيه زياد بن هرير التغلبي: تَرَكْنا فارِسَ الخَطّافِ يَزْقُو ... صَدَاهُ بَيْنَ أثْنَاءِ الفُرَاتِ تَولَّتْ عنه خَيْلُ بَني سُلَيْمٍ ... وقد زافَ الكُمَاةُ إلى الكُمَاةِ ورجل أخطف الحشا: أي ضامره، وكذلك مخطوف الحشا، قال ساعدة أبن جؤية الهذلي يصف وعلاً: مُوَكَّلٌ بِشُدُوْفِ الصَّوْمِ يَنْظُرُها ... من المَغَارِبِ مَخْطُوْفُ الحَشَازَرِم الشدوف: الشخوص، والصوم: شجر. وخطاف - مثال قطام - هضبة. وخطاف - أيضاً -: أسم كلبة. وما من مرض إلا وله خطف - بالضم -: أي يبرأ منه. وقال الليث: بعير مخطف البطن وحمار مخطف البطن: أي منطويه، قال ذو الرمة:

خظرف

أو مُخْطَفُ البَطْنِ لا حَتْهُ نُحَائصُهُ ... بالقُنَّتَيْنِ كِلا لِيْتَيْهِ مَكْدُوْمُ ورمى الرمية فأخطفها: أي أخطأها، قال القطامي: وانقَضَّ قد فاتَ العُيُوْنَ الطُّرفا ... إذا أصابَ صَيْدَهُ أو أخْطَفا وقرأ الحسن البصري وقتادة والأعرج وابن جبير:) إلاّ مَنْ خِطِّفَ الخَطْفَةَ (- بكسر الخاء وتشديد الطاء وخفضها -، وفيه وجهان: أحدهما: أن يكونوا كسروا الخاء لانكسار الطاء للمطابقة واتفاق الحركتين، والثاني: أن يريدوا اختطف؛ فيستثقل اجتماع التاء والطاء مبينة ومدغمة؛ فتحذف التاء، ثم يكره الالتباس في قولهم: " اخطف " بالأمر إذا قال: اخطف هذا يا رجل؛ فتحذف الألف لأنها ليست من نفس الكلمة؛ وتترك الكسرة التي كانت فيها في الخاء، لأنه لا يبتدأ بساكن ثم تتبع الطاء كسرة الخاء. واختطف لي من حديثه شيئاً ثم سكت: وهو الرجل يأخذ في الحديث ثم يبدو له شيء فيقطع حديثه. وتخطفه: أي اختطفه، قال امرؤ القيس يصف عقاباً. تَخَطَّفُ خِزّانَ الأُنَيْعِمِ بالضُّحى ... وقد جَحَرَتْ منها ثَعَالِبُ أوْ رالِ والتركيب يدل على استلاب في خفة. خظرف خظرف البعير في سيره: لغة في خذرف؛ إذا أسرع ووسع الخطو. وقال ابن عباد: جمل خظروف: يخظرف خطوه؛ أي يجعل خطوتين خطوة من وساعته. والخنظرف: العجوز الفانية المتشنجة الجلد، ولشد ما خظفت. ورجل متخظرف: واسع الخلق رحب الذراع. خفف الخف: واحد أخفاف البعير. وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا سبق غلا في خف أو حافر أو نصل، أراد: في ذي خف. وفي حديثه الأخر: تستن عليه بقوائمها وأخفافها، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ق ر ر. قال الراعي: لها أمْرُها حتّى إذا ما تَبَوَّأتْ ... بأخْفَافِها مَأوىً تَبَوَّأ مَضْجَعا والخف - أيضاً -: واحد الخفاف التي تلبس. والخف من الأرض: أغلظ من النعل. وإما قوله: يَحْمِلُ في سَحْقٍ من الخِفَافِ ... تَوَادِياً سُوِّيْنَ من خِلافِ فأنه يريد به كنفاً اتخذ من ساق خف. وقولهم: رجع بخفي حنين. قال أبو عبيد: اصله أن حنيناً كان إسكافاً من أهل الحيرة؛ فساومه أعرابي بخفين حتى أغضبه؛ فأراد غيظ العرابي، فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه فطرحه في الطريق؛ ثم ألقى الأخر في موضع آخر، فلما مر الأعرابي بأحدهما قال: ما أشبه هذا بخف حنين ولو كان معه الأخر لأخذته؛ ومضى فلما انتهى إلى الأخر ندم على تركه الول، وقد كمن له حنين، فلما مضى الأعرابي في طلب الأول عمد حنين إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا خفان، فقال له قومه: ماذا جئت به من سفرك؟ قال: جئتكم بخفي حنين، فذهبت مثلاً. يضرب عند الياس من الحاجة والرجوع بالخيبة. وقال ابن السكيت: حنين كان رجلاً شديداً أدعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمر أن فقال: يا عم أنا أبن أسد بن هاشم، فقال عبد المطلب: لا وثياب أبي هاشم ما أعرف شمائل هاشم فيك فارجع، فرجع فقيل: رجع حنين بخفيه. والخف - بالكسر -: الخفيف، قال امرؤ القيس: يَزلُّ الغُلامُ الخِفُّ عن صَهَواتِهِ ... ويُلْوي بأثْوابِ العَنِيْفِ المُثَقَّلِ ويقال - أيضاً -: خرج فلان في خف من أصحابه: أي في جماعة قليلة. وخفاف بن ندبة - وهي أمه -؛ وهو خفاف بن عمير بن الحارث بن الشريد، وخفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري - رضي الله عنهم -: لهما صحبة، وأبن ندبة له شعر، وهو أحد غربان العرب. ورجل خفاف وخفيف: بمعنى، كطوال وطويل، قال أبو النجم: وقد جَعَلْنا في وَضِيْنِ الأحبُلِ ... جَوْزَ خُفَافٍ قَلْبُهُ مُثَقَّلِ أي: قلبه خفيف وبدنه ثقيل. وخف الشيء يخف خفة: صار خفيفاً، ومنه قول عطاء بن أبى رباح: خفوا على الأرض. قال أبو عبيد: وجهه عندي أنه يريد ذلك في السجود، يقول: لا ترسل نفسك على الأرض إرسالاً فيؤثر في جبهتك أثر السجود. وخفان: مأسدة قرب الكوفة، وأنشدوا: شَرَنْبَثُ أطْرَافِ البَنَانِ ضُبَارِمٌ ... هَصْرٌ له في غِيْلِ خَفّانَ أشْبُلُ وأنشد الليث: تَحِنُّ إلى الدَّهْنى بخَفّانَ ناقَتي ... وأيْنَ الهَوَى من صَضوْتِها المُتَرَنِّمِ والخفان: الكبريت.

خلف

وقال الليث: الخفانة: النعامة السريعة. وكذلك أبن عباد. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا تصحيف، والصواب بالحاء المهملة. وخفت الأتن لعيرها: إذا أطاعته، قال الراعي: نَفَى بالعِرَاكِ حَوَالِيَّها ... فَخَفَّتْ له خُذُفٌ ضُمَّرُ وقال أبن دريد: خفت الضبع تخف خفاً - بالفتح -: إذا صاحت. وقال أبن عباد: خفوف - مثال سفود -: الضبع. وخف القوم: أي ارتحلوا مسرعين، قال الخطل: خَفَّ القطين فراحوا منك أو بكروا ... وأزعَجَتْهُمْ نَوىً في صَرْفِها غِيَرُ والخفيف: جنس من العروض مبني على " فاعلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلاتُنْ " ست مرات. وامرأة خفخافة: أي كأنَّ صوتها يخرج من منخريها. وقال المفضل: الخفوف: الطائر الذي يقال له الميساق؛ وهو الذي يصفق بجناحيه إذا طار. وضبعان خفاخف: كثير الصوت. وأخف الرجل: خفت حاله. وقال أبو زيد: أخف القوم: إذا كانت دوابهم خفافاً. وقول أبي الدرداء - رضي الله عنه -: إن بين أيدينا عقبة كؤوداً لا يقطعها إلا المخفف. هو من قولهم: أخف الرجل إذا خفت حاله ورقت، وكان قليل الثقل في سفره أو حضره. وعن مالك بن دينار: أنه وقع الحريق في دار كان فيها فاشتغل الناس بنقل المتعة، وأخذ مالك عصاه وجرابه ووثب؛ فجاوز الحريق وقال: فاز المخفون ورب الكعبة. ويقال: أقبل فلان مخفاً. وأخفه - أيضاً -: أزال حلمه وحمله على الخفة، ومنه قول عبد الملك بن مروان لبعض جلسائه: لا تغتابن عندي الرعية فانه لا يخفني. والتخفيف: ضد التثقيل، قال الله تعالى:) ذلكَ تَخْفيفٌ من رَبِّكُم ورَحْمَةٌ (. وتخفف: لبس الخف. وقول علي - رضي الله عنه -: يا رسول الله يزعم المنافقون انك استثقلني وتخففت مني. قالها حين استخلفه في أهله ولم يمض به إلى غزوة تبوك، فقال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى: أي طلبت الخفة بتخليفك إياي وتركك استصحابي. وقال أبن دريد: الخفخفة: صوت الضبع. وقال غيره: خفخفة الكلاب: أصواتها عند الكل. وقال أبن الأعرابي: خفخف: إذا حرك قميصه الجديد فسمعت له خفخفة أي صوت. والاستخفاف: ضد الاستثقال. وقوله تعالى:) ولا يَسْتَخِفَّنَّكَ الذين لا يُوْقِنون (أي لا يستفزنك ولا يستجهلنك، ومثله قوله:) فاسْتَخَفَّ قَوْمَه فأطاعُوه (أي حَمَلَهم على الخفة والجهل، يقال: استخفه عن رأيه: إذا حمله على الجهل وأزاله عما كان عليه من الصواب. واستخفه الطرب: إذا أزال حلمه وحمله على الخفة، ومنه قول أبن مسعود - رضي الله عنه -: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إني قتلت أبا جهل، فاستخفه الفرح وقال: أرنيه. وقوله تعالى:) تَسْتَخِفُّوْنَها يَوْمَ ظَعْنِكم (أي يخف عليكم حملها. والتخاف: ضد التثاقل، ومنه حديث مجاهد - وسأله حبيب بن أبي ثابت فقال: أني أخاف أن يؤثر السجود في جبهتي - فقال: إذا سجدت فتخاف: أي ضع جبهتك على الأرض وضعاً خفيفاً من غير اعتماد. قال أبو عبيد: وبعض الناس يقول: فتجاف، والمحفوظ عندي بالخاء. والتركيب يدل على شيء يخالف الثقل والرزانة. خلف خلف: نقيض قدام. والخلف: القرن بعد القرن، يقال: هؤلاء خلف سوء: لناس لا حقين بناس أكثر منهم، قال لبيد - رضي اله عنه -: ذَهَبَ الذينَ يُعَاشُ في أكْنافِهمْ ... وبََقِيْتُ في خَلْفٍ كَجِلْدِ الأجْرَبِ والخلف: القرن بعد القول، ومنه المثل: سكت ألفاً ونطق خلفاً. نصب " ألفا " على المصدر؛ أي سكت ألف سكتة ثم تكلم بخطأ. قال أبو يوسف: حدثني أبن الأعرابي قال: أبو يوسف: حدثني أبن الأعرابي قال: كان أعرابي مع قوم فحبق حبقة فتشور فأشار بإبهامه إلى أسته وقال: إنها خلف نطقت خلفاً. والخلف - أيضاً -:الاستقاء، قال الحطيئة: لِزُغْبٍ كأوْلادِ القَطا راثَ خَلْفُها ... على عاجِزَاتِ النَّهْضِ حُمْرٍ حَوَاصِلُهْ يعني: راث مخلفها، فوضع المصدر موضعه، وقوله: " حواصله " قال الكسائي: أراد: حواصل ما ذكرنا، وقال الفراء: الهاء ترجع إلى " الزُّغْبِ " دون " العاجِزَاتِ " التي فيها علامة الجمع، لأن كل جمع يبنى على صورة الواحد ساغ فيه توهم الواحد، كقوله: مِثْل الفِراخِ نُتِفَتْ حََوَاصِلُهْ

لأن الفراخ ليست فيه علامة الجمع، وهو على صورة الواحد؛ كالكتاب والحجاب، ويقال: الهاء ترجع إلى النهض وهو موضع في كتف البعير، فاستعار للقطا. والخلف - أيضاً -: أقصر أضلاع الجنب، والجمع: خلوف، قال طرفة أبن العبد يصف ناقته: وطَيُّ مَحَالٍ كالحَنِيِّ خُلُوْفُهُ ... وأجْرِنَةٌ لُزَّتْ بِدَأيٍ مُنَضَّدِ ويقال: وراء بيتك خلف جيد: وهو المربد. وفأس ذاة خلفين وذاة خلف، والجميع: الخلوف، وكذلك المنقار الذي يقطع به الخشب ونحوه. وقال أبن الأعرابي: الخلف: الظهر بعينه. وقال أبن عباد: يقال: للخلق من الوطاب خلف. وقال الفرازي: بعير مخلوف قد شق عن ثيله من خلفه إذا حقب. والخلف - بالتحريك -: من قولهم: هو خلف صدق من أبيه إذا قام مقامه، قال الأخفش: الخلف والخلف سواء، منهم من يحرك فيهما جميعاً، ومنهم من يسكن فيهما جميعاً إذا أضاف، ومنهم من يقول: خلف صدق - بالتحريك - ويسكن الآخر؛ يريد بذلك الفرق بينهما، قال: إنّا وَجَدْنا خَلَفاً من الخَلَفْ ... عَبْداً إذا ما ناءَ بالحِمْلِ خَضَفْ وقد سبقت الروايات في تركيب خ ض ف. وقال الليث: لا يجوز أن تقول من الأشرار خلف ولا من الأخيار خلف. وقال أبن عباد: خلفت الناقة - بالكسر - تخلف خلفاً: إذا حملت. وبعير أخلف بين الخلف: إذا كان مائلاً على شق، حكاه أبو عبيد. والخلف - أيضاً -: مصدر الخلف وهو الأعسر، قال أبو كبير الهذلي: زَقَبٍ يَظَلُّ الذِّئْبُ ظِلَّهُ ... من ضِيْقِ مَوْرِدِهِ اسْتِنانَ الخْلَفِ وقيل: الخلف: المخالف العسر الذي كأنه يمشي على أحد شقيه. وقيل: الأخلف: الأحول. وقال أبن عباد: الأخلف: الأحمق. والسيل. والحية الذكر. وإنه لأخلف وخلفف: أي قليل العقل، والمرأة: خلفاء وخلففة. وأم خلفف: الداهية العظمى. والخلف - بالضم -: الاسم من الإخلاف، وهو في المستقبل كالكذب في الماضي. وخليف بن عقبة؟ مصغراً -: من أتباع التابعين. والخلف - بالكسر -: حلمة ضرع الناقة، ولها خلفان قادمان وخلفان ىخران، والجميع: الخلاف. والخلف - أيضاً -: المختلف، قال: دَلْوايِ خِلْفانِ وساقِياهُما وقال أبو عبيد: الخلف: الاسم من الاستقاء. وقال الكسائي: يقال لكل شيئين اختلفا: هما خلفان وخلفتان. والخلف: اللجوج. والخلفة: الاسم من الاختلاف؛ أي التردد. ويقال - أيضاً -: هن يمشين خلفه: أي تذهب وتجئ هذه. وقوله تعالى:) وهو الذي جَعَلَ اللَّيْلَ والنَّهَارَ خِلَّفَةً (أي يجيء هذا في أثر هذا، وقال زهير بن أبي سلمى: بها العِيْنُ والآرام يَمْشِيْنَ خِلْفَةً ... واطَلاؤها يَنْهَضْنَ من كُلِّ مَجْثِمِ ويقال - أيضاً -: القوم خلفه وبنو فلان خلفة: أي نصف ذكور ونصف إناث. ويقال: أخذته خلفة: إذا اختلف إلى المتوضأ. ويقال: من أين خلفتكم؟ أي من أين تسقون. والخلفة: البقية، يقال: علينا خلفة من ثمار: أي بقية، وبقي في الحوض خلفة من ماءٍ. والخلفة: ما يعلق خلف الراكب، قال: كما عُلَّقَتْ خِلْفَةُ المَحْمِلِ والخلفة: نبت ينبت بعد النبات الذي يتهشم، قال ذو الرمة يصف ثوراً: تَقَيَّظَ الرَّمْلَ حتّى هَزَّ خِلْفَتَه ... تَرَوُّحُ البَرْدِ ما في عَيْشِه رَتَبُ وقال الرعي: يُقَلِّبُ عَيْنَي فَرْقَدٍ بِخَمِيْلَةٍ ... كَسَاها نصِيُّ الخِلْفَةِ المُتَرَوِّحُ وقال أيضاً: تَأوَّبُ جَنْبَيْ مَنْعِجٍ ومَقِيْلُها ... بِجَنْبِ قَرَوْرى خِلْفَةٌ ووَشِيْجُ ويروى: " حسبي منعج "، ويروى: " بحَزْمِ قَرَوْرى ". وقال أبو زياد: الخلفة تنبت من غير مطر لكن ببرد آخر الليل. وقال أبو عبيد: الخلفة: ما نبت في الصيف. وخلفة الشجر: ثمر يخرج بعد الثمر الكثير. والخلف - مثال كتف -: المخاض؛ وهي الحوامل من النوق، الواحدة: خليفة، قال: مالَكِ تَرْغِيْنَ ولا تَرْغو الخَلِفْ ... وتَضْجَريْنَ والمَطِيُّ مُعْتَرِفْ ورجل مخلاف: كثير الإخلاف.

والمخلاف - أيضاً -: لأهل اليمن، واحد المخاليف وهي كورها، ولكل مخلاف منها اسم يعرف به: كمخلاف أبين. ومخلاف لحج. ومخلاف السحول. ومخلاف اليحصبين. ومخلاف العود. ومخلاف رعين. ومخلاف جيشان. ومخلاف - رداغ وثاب. ومخلاف مارب. ومخلاف جبلان. ومخلاف ذمار. ومخلاف ألهان. ومخلاف مقرأ. ومخلاف حراز وهزون. ومخلاف حضور. ومخلاف مادن. ومخلاف أقيان. ومخلاف ذذي جرة وخولان. ومخلاف همدان. ومخلاف جهران. ومخلاف البون. ومخلاف صعدة. ومخلاف وادعة. ومخلاف خارف. ومخلاف يام. ومخلاف جنب. ومخلاف سنحان. ومخلاف زبيد. ومخلاف قيضان. ومخلاف بني شهاب. ومخلاف نهد. ومخلاف جعفي. ومخلاف بيحان. ومخلاف جعفر. ومخلاف عنه. ومخلاف شبوة. ومخلاف المعافر. وفي حديث معاذ - رضي الله عنه -: من تحول من خلاف إلى مخلاف فعشره وصدقته إلى مخلافه الأول إذا حال عليه الحول. أي يؤدي صدقته إلى عشيرته التي كان يؤدي إليها. ورجل خالفة: أي كثير الخلاف. وفي حديث أبن عمرو بن نفيل لما خالف دين قومه قال له الخطاب بن نفيل: غني لا حسبك خالفة بني عدي؛ هل ترى أحداً يصنع من قومك ما تصنع، قال: يا أيُّها الخالِفةُ اللَّجُوْجُ وقيل في قول أبي بكر - رضي اله عنه - وقد جاءه إعرابي فقال: أأنت خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لا، قال: فما أنت؟ قال: أنا الخالفة بعده. أراد تصغير شأن نفسه وتوضيعها، ولما كان سؤاله عن الصفة دون الذاة قال: فما أنت؛ ولم يقل فمن أنت. ويقال: ما أدري أي خالفة هو: أي أيّ الناس هو، غير مصروفة للتأنيث والتعريف، ألا ترى أنك فسرتها بالناس، وهذا قول الفراء. وقال غيره: ما أدري أي خالفة هو وأي خافية هو؟ مصروفتين - وأي الخوالف هو. وفلان خالفة أهل بيته وخالف أهل بيته أيضاً: إذا كان لا خير فيه ولا هو نجيب. وقال أبن اليزيدي: يقال: إنما انتم في خوالف من الأرض: أي في ارضين لا تنبت إلا في آخر الأرضين نباتاً. وقال في قوله تعالى:) مَعَ الخالفِيْن (الخالف: الذي يقعد بعدك. وقال أبن عرفة في قوله تعالى:) رَضُوا بانْ يكُونوا مَعَ الخَوالِفِ (أي مع النساء. والخالفة: الحمق، يقال: هو خالفة بين الخلافة - بالفتح - أي الحمق. وقال ابن عباد: الخالفة: الأمة الباقية بعد الأمة السالفة. والخالفة: عمود من أعمدة البيت، والجمع: الخوالف. والخليفى: الخلافة. وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: لو أطيق الأذان مع الخليفى لأذنت. كأنه أراد بالخليفى كثرة جهده في ضبط أمور الخلافة وتصريف أعنتها، فان هذا النوع من المصادر يدل على معنى الكثرة. والخليف: الطريق بين الجبلين، وقال السكري: الطريق وراء الجبل أو وراء الوادي، قال صخر الغي الهذلي: فَلَمّا جَزَمْتٌ به قِرْبَتي ... تَيِمَّمْتُ أطْرِقَةً أو خَلِيْفا ومنه قولهم: ذيخ الخليف، كما يقال: ذئب غضاً، قال كثير يصف ناقته: تُوَالي الزِّمامَ إذا ما وَنَتْ ... رَكائبُها واحْتُتُثِثْنَ اجحْتِثَاثا بذِفْرى كَكاهِلِ ذيْخِ الخَلِيْفِ ... أصَابَ فريْقَةَ لَيْلٍ فَعاثا ويروى: " ذيخ الرفيض " وهو قطعة من الجبل. وخليفا الناقة: إبطاها، قال كثير - أيضاً - يصف ناقته: كأنَّ خَلِيْفَيْ زورها ورحماهما ... بُنى مَكَوَيْنِ ثُلِّما بَعْدَ صَيْدَنِ المكا: جحر الثعلب والأرنب ونحوهما، والصيدن: الثعلب. وقال ابن عباد: ثوب خليف ومخلوف: إذا بلي وسطه فتخرج البالي منه ثم تلفقه. والخليف: المرأة إذا سدلت شعرها خلفها. وأتينا بلبن ناقتك يوم خليفها: أي بعد انقطاع لبئها، أي الحلبة التي بعد ذهاب اللبأ. وقال أبن الأعرابي: امرأة خليف: إذا كان عهدها بعد الولادة بيوم أو يومين. وقال غيره: يقال للناقة العائذ: خليف. وقال عمرو: الخليف: اللبن اللبأ؟ والخليف: شعب، قال عبد الله بن جعفر العامري: فضكَأنَّما قَتَلوا بجَارِ أخِيْهم ... وَسْطَ الملوكِ على الخَلِيْف غَزَالا وقال معقر بن أوس بن حمار البراقي: ونَحْنُ الأيمَنُوْنَ بَنُو نُمَيْرِ ... يَسِيْلُ بنا أمَامَهُمُ الخَلِيْفُ والخليفة: السلطان الأعظم، وقد يؤنث، وأنشد الفراء: أبُوْكَ وَلَدَتْهُ أُخْرى ... وأنْتَ خَليْفَةٌ ذاكَ الكَمالُ

وزاد أبن عباد: الخليف. والجمع: الخلاف، جاءوا به على الأصل - مثال كريمة وكرائم -، وقالوا أيضاً: خلفاء، من أجل أنه لا يقع إلا على مذكر وفيه الهاء، جمعوه على إسقاط الهاء فصار مثل ظريف وظرفاء، لأن فعلية بالهاء لا تجمع على فعلاء. وخليفة: جبل مشرف على أجياد الكبير. وخليفة بن عدي بن عمرو الأنصاري - رضي الله عنه -: له صحبة. ويقال: خلف فلان فلاناً يخلفه - بالضم - إذا كان خليفته. ويقال: خلفه في قومه خلافة، ومنه قوله عز وجل:) وقال مُوْسى لأخِيْهِ هارُوْنَ اخْلُفْني في قَوْمي (. وخلفته - أيضاً -: إذا جئت بعده. وخلف فم الصائم خلوفاً: أي تغيرت رائحته، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. وسئل علي - رضي الله عنه - عن القبلة للصائم فقال: ما أربك إلى خلوف فيها. وخلف اللبن والطعام: إذا تغير طعمه أو رائحته. وقال أبن السكيت: خلف فلان: أي فسد. وحي خلوف: أي غيب، قال أبو زبيد حرملة بن المنذر الطائي يرثي فروة أبن إياس بن قبيصة: أصْبَحَ البَيتُ بَيْتُ آلِ إياسٍ ... مُقْشَعِرّاً والحَيُّ حَيُّ خُلُوْفُ أي لم يبق منهم أحد. والخلوف - أيضاً -: الحضور المتخلفون، وهو من الأضداد. وخلف الله عليك: أي كان خليفة والدك أو من فقدته عليك من أخٍ أو عم. ولما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي سلمة - رضي الله عنه - قال: اللهم أغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وأفسح له في قبره ونور له فيه. وجلست خلف فلان: أي بعده، قال الله تعالى:) وإذاً لا يَلْبَثُونَ خَلْفَكَ إلاّ قَلِيْلا (وهي قراءة أبي جعفر ونافع وأبن كثير وأبي بكر، والباقون:) خِلافَكَ (، وقرأ رويس بالوجهين. وشجر الخلاف - بتخفيف اللام -: معروف، وتشديدها لحن العوام. وقال الدينوري: زعموا أنه سمي خلافاً لأن الماء جاء به سبياً فنبت مخالفاً لأصليه، وهو الصفصاف، قال: وأخبرني أعرابي قال: نحن نسميه السوجر، وهو شجر عظام، وأصنافه كثيرة؛ وكلها خوار، ولذلك قال الأسود: كأنَّكِ من خِلاَفٍ يُرى له ... رُوَاءٌ وتَأْتِيْهِ الخُؤوْرَةُ من عَلُ وموضعه: المخلفة. وأما قوله: يَحْمل في سَحْقٍ من الخفَافِ ... تَوَادِياً سُوِّيْنَ من خِلاَفِ فإنما يريد أنها من أشجار مختلفة؛ ولم يرد أنها من الشجرة التي يقال لها الخلاف، لأنها لا تكاد تكون بالبادية. وفرس به إشكال من خلاف: إذا كان في يده اليمنى ورجله اليسرى بياض. وخلفته: أخذته من خلفه. وخلف: صعد الجبل. وقال أبن عباد: رجل خليفة - مثال بطيخة -: مخالف ذو خلفة. ورجل خلفناه وخلفنة - مثال ربحلة -: أي كثير الخلاف. وقال غيره: يقال: في خلق فلان خلفنه: أي خلاف، والنون زائدة. والمخلفة: الطريق، يقال: عليك المخلفة الوسطى. وقول عمرو بن هميل الهذلي: وإنّا نَحْنُ أقْدَمُ منكَ عِزّاً ... إذا بُنِيَتْ بِمَخْلَفَةَ البُيُوْتُ هي مخلفة منى حيث ينزل الناس، يقال: هذه مخلفة بني فلان: أي منزلهم. والمخلف: بمنى - أيضاً - حيث يمرون. وقال أبن الأعرابي: يقال: أبيعك هذا العبد وابرأ إليك من خلفته: أي خلافه. وقلا أبن بزرج: خلفه العبد: أن يكون أحمق معتوهاً. وأنه لطيب الخلفة: أي لطيب آخر الطعم. ورجل خلفف - مثال فعدد -: أي أحمق، والمرأة خلففة - أيضاً - بغير هاء. وخلف بيته يخلفه: إذا جعل له خالفة. واخلف الوعد: من الخلف، قال الله تعالى:) أنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيْعَادَ (وأخلفه - أيضاً -: أي وجد موعده خلفاً، قال الأعشى: أثْوى وقَصَّرَ لَيلَةً لِيزَوَّدا ... فَمَضى وأخلَفَ من قُتَيْلَهَ مَوعِدا أي مضى وتركها، وبعضهم يرويه: " فَمَضَتْ " أي مضت الليلة. والمخلف من الإبل: الذي جاز البازل، الذكر والأنثى فيه سواء، يقال: مخلف عام ومخلف عامين، قال النابغة الجعدي - رضي الله عنه - يصف فرساً: فَعَرَفْنا هِزَّةً تَأخُذُهُ ... فَقَرَنّاهُ بِرَضْرَاضٍ رِفَلْ أيِّدِ الكاهِل جَلْدٍ بازِلٍ ... أخْلَفَ البازِلَ عاماً أو بَزَلْ

الرضراض: الكثير اللحم. وكان أبو زيد يقول: الناقة لا تكون بازلاً؛ ولكن إذا أتى عليها حول بعد البزول فهي بزول؛ إلى أن تنيب فتدعى عند ذلك بازلاً، والمخلفة من النوق: هي الراجع التي ظهر لهم أنها لقحت ثم لقحت ثم لم تكن كذلك، قال المرار بن منقذ: بازلٌ أو أخْلَفَتْ بازِلُها ... عاقِرٌ لم يُحْتَلَبْ منها فُطُر وقال الفراء: أخلف يده: إذا أراد سيفه فأخلف يده إلى الكنانة. وفي الحديث: أن رجلا أخلف السيف يوم بدر. وفي حديث عبد الله بن عتبة: جئت في المهاجرة فوجدت عمر - رضي الله عنه - يصلي فقمت عن يساره؛ فأخلفني عمر فجعلني عن يمينه؛ فجاء يرفأ فتأخرت فصليت خلفه. أي ردني إلى خلفه. وأخلف فوه: أي تغير؛ مثل خلف. واخلف النبت: أخرج الخلفة؛ وهي ورق يخرج بعد الورق الأول في الصيف، ومنه الحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: إذا أخلف كان لجيناً، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ب ي ش. وأخلفت الثوب: لغة في خلفته إذا اصلحته، قال الكميت يصف صائداً: يَمْشي بِهِنَّ خَفِيُّ الشَّخْصِ مُخْتَتِلٌ ... كالنَّصْلِ أخْلَفَ أهْداماً يأطْمَارَ أي أخلف موضع الخلقان خلقاناً. ويقال لمن ذهب له مال أو ولد أو شيء يستعاض: أخلف الله عليك؛ أي رد الله عليك مثل ما ذهب. وكان أهل الجاهلية يقولون: أخلفت النجوم: إذا أمحلت فلم يكن فيها مطر. وأخلف فلان لنفسه: إذا كان قد ذهب له شيء فجعل مكانه آخر. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أتي بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة فقال: من ترون نكسو هذه؟ فسكت القوم، قال: ائتوني بأم خالد، فأتي بها تحمل، فأخذ الخميصة بيده فالبسها وقال: أبلي وأخلفي؟ وفي رواية: ثم أبلي وأخلفي ثم أبلي وأخلفي -، وكان فيها علم أخضر أو أصفر فقال: يا أم خالد هذا سنا؛ يا أم خالد هذا سنا - ويروى: سنه، وهي كلمة حبشية، ومعناها: الحسن. وتقول العرب لمن لبس ثوباً جديداً: أبل وأخلف وأحمد الكاسي، وقال تميم بن أبي بن مقبل: ألَمْ أنَّ المالَ يَخْلُفُ نَسْلُه ... ويأتي عليه حَقُّ دَهْرٍ وباطِلُهْ فأخْلِفْ وأتْلِفْ إنَّما المالُ عارَةٌ ... وكُلْهُ مَعَ الدَّهْرِ الذي هو آكِلُهْ يقول: استفد خلف ما أتلفت. وقال الأصمعي: أخلفت عن البعير: وذلك إذا أصاب حقبه ثيله فيحقب: أي يحتبس بوله؛ فتحول الحقب فتجعله مما يلي خسيي البعير، ولا يقال ذلك في الناقة لأن بولها منحيائها ولا يبلغ الحقب الحياء. وأخلف - أيضاً -: استقى. وأخلف الطائر: خرج له ريش بعد ريشه الأول. وأخلف الغلام: إذا راهق الحلم. وأخلفه الدواء: أي أضعفه. والإخلاف: أن يعيد الفحل على الناقة إذا لم تلقح. وخلفوا أثقالهم تخليفاً: أي خلوه وراء ظهورهم، قال الله تعالى:) فَرِحَ المُخَلَّفُوْنَ (. وخلف بناقته: أي صر منها خلفاً واحداً؛ عن يعقوب. وخلف فلاناً واستخلف فلاناً: جعله خليفته، قال الله تعالى:) لَيَسْتَخْلِفَنَّهم في الأرْضِ كما اسْتَخلَفَ الذينَ من قَبْلهم (. واستخلف - أيضاً -: استقى؛ مثل أخلف، قال ذو الرمة يصف القطا: ومُسْتَخْلِفاتٍ من بلاد تَنُوْفَةٍ ... لِمُصْفَرَّةِ الأشْداقِ حُمْرِ الحَوَاصِلِ صَدَرْنَ بما أسْأرْتُ من ماءِ آجِنٍ ... صَرَىً ليس من أعْطانِهِ غَيْرُ حائلِ والخلاف: المخالفة. وقوله تعالى:) فَرحَ المُخَلَّفُونَ بِمقْعَدِهم خِلافَ رَسُولِ اللهِ (أي مخالفة رسول الله، ويقال: خلف رسول الله. وقولهم: هو يخالف إلى امرأة فلان: أي يأتيها إذا غاب عنها زوجها. ويروى قول أبي ذؤيب الهذلي: إذا لَسَعَتْه الدَّبْرُ لم يَرْجُ لَسْعَها ... وخالَفَها في بَيْتَ نُوبٍ عَوَامِلِ بالخاء المعجمة؛ أي جاء إلى عسلها وهي ترعى تسرح، وقال أبو عبيدة: خالفها إلى موضع آخر. وحالفها - بالحاء المهملة - أي لازمها. وتخلف: أي تأخر. والاختلاف: خلاف الاتفاق. وقال أبن دريد: قال أبو زيد: يقال: اختلف فلان صاحبه - والاسم الخلفة بالكسر -: وذلك أن ييباصره حتى إذا غاب جاء فدخل عليه؛ فتلك الخلفة. واختلف الرجل في المشي: إذا كان به إسهال. وقال ابن عباد: اختلفت فلاناً: كنت خليفته من بعده.

خنجف

والتركيب يدل على أن يجيء شيء يقوم مقامه؛ وعلى خلاف قدام؛ وعلى التغير. خنجف أبن عباد: الخنجف: الغزيرة من النوق. خندف أبن الأعرابي: الخندوف: الذي يتبخر في مشيته كبراً وبطراً. وقال ابن الكلبي: ولد اليأس بن مضر عمراً - وهو مدركه - وعامراً - وهو طابخة - وعميراً - وهو قمعة وأمهم خندف؛ وهي ليلى بنت حلوان بن عمران أبن الحاف بن قضاعة. وكان اليأس خرج في نجعة له فنفرت إبله من أرنب؛ فخرج إليها عمرو فأدركها فسمى مدركة، وخرج عامر فتصيد فطبخه فسمي طابخة، وانقمع عمير في الخباء فسمي قمعة، وخرجت أمهم ليلى فقال لها اليأس: أين تخندفين؟ فسميت خندف - قال: والخندفة: ضرب من المشي -. وقال غير أبن الكلبي: قالت خندف لزوجها: ما زلت أخندف أثركم، فقال لها: خندف. وقال أبو عمرو: الخندفة والنعثلة: أن يمشي الرجل مفاجاً ويقلب قدميه كانه يغرف بهما، وهو من التبختر. وظلم رجل أيام الزبير بن العوام - رضي الله عنه - فنادى: يا لخندف، فخرج الزبير - رضي الله عنه - ومعه سيف وهو يقول: خندف إليك أيها المخندف؛ والله لئن كنت مظلوماً لأنصرنك. قال الأزهري: إن صح هذا من فعل الزبير؟ رضي الله عنه - فإنه كان قبل نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التعزي بعزاء الجاهلية. وقلا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه: حتّى احْتَوى بَيْتُك المُهَيْمِنُ من ... خِنْدِفَ عَلْياءَ النُّطُقُ وقد ذكرت الأبيات والقصة في تركيب ص ل ب. خنف أبو عبيد: الخنيف: جنس من الكتان أردأ ما يكون منه، ومنه الحديث: أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله تخرقت عنا الخنف وأحرق بطوننا التمر. الخنف: جمع الخنيف، قال: عَلا كالخَنِيْفِ السَّحْقِ يَدْعًو به الصَّدى ... له قُلُبٌ عُفّى الحِياضِ أُجُوْنُ ويروى: " له قُلُبٌ عادية وصحون ". وقال أبو زبيد حرملة بن المنذر الطائي: وأبارِيْقُ شِبْهُ أعْنَاقِ طَيْرِ ال ... ماءِ قد جِيْبَ فَوْقَهُنَّ خَنِيْفُ وقال أبو عمرو: الخنيف: الطريق، والجمع: خنف، قال تميم بن أبي بن مقبل: ولاحِبٍ كَمَقَدِّ المَعْنِ وَعَّسَهُ ... أيدي المَرَاسِيْل في دَوْداتِهِ خُنُفا دوداته: آثاره؛ جعلها مثل آثار ملاعب الصبيان. وقال أبن عباد: حنيفا الناقة وخليفاها: إبطاها. قال: والخنيف: المرح والنشاط. وقال غيره: الخنيف: الناقة الغريزة. وقال الأصمعي: إذا سار البعير أو الناقة فقلب خف يده إلى وحشيه فذلك الخناف، يقال: جمل خنوف وناقة خنوف، وقد خنف يخنف خنافاً، والجمع: خنف. وقال أبو عمرو: الخنف: التي تخنف برؤوسها: أي تميلها إذا عدت، الواحد خانف وخنوف، قال أبن مقبل أيضاً: حتّى إذا احْتَمَلُوا كانَتْ حَقَائبهم ... طَيَّ السَّلُوقي والمَلْبُوءنَةَ الخُنُفا والخناف: لين في الأرساغ. وخنف البعير يخنف خنافاً: إذا لوى أنفه من الزمام، قال أبو وجزة: قد قُلْتُ والعيْسُ النّجَائبُ تَغْتَلي ... بالقَوءم عاصِفَةً خَوَانِفَ في البُرى ويروى: " تَوَاهَقُ في البرى "، وهذه هي الرواية الصحيحة. وقال الأعشى: وأذْرَتْ بِرِجْلَيْها النَّفِيَّ وأتْبَعَتْ ... يَداها خِنافاً لَيِّناً غَيْرَ أحْرَدا والخانف: الذي يشمخ بأنفه من الكبر. وقال أبن عباد: الخنوف: الغضب. وأبو مخنف لوط بن يحيى: رجل من نقلة السير. وخنيف - مثال صيقل -: وادٍ، قال الأخطل: بِبَطْنِ خَيْنَفَ من أُمِّ الوَلِيْدِ وقد ... تامَتْ فُؤادَكَ أو كانَتْ له خَبَلا وقال حاجز بن عوف الأزدي: وأعْرَضَتِ الجِبالُ السُّوْدُ دُوْني ... وخَيْنَفُ عن شمالي والبَهشيْمُ وقال الليث: تقول: صدر أخنف وظهر أخنف، وخنفه: انهضام أحد جانبيه. وجمل مخناف: وهو الذي لا يلقح من ضرابه كالعقيم من الرجال. والمخناف: الرجل الذي لا ينجب على يده ما يأبر من النخل وما يعالج من الزرع. وقال أبن دريد: خنفت الأترج وما أشبهه بالسكين: إذا قطعته به، والقطعة منه: خنفة؛ وقيل: خنفة، والأولى أكثر. ووقع في خنفة وخنعة: أي ما يستحا منه. وخنفت المرأة: إذا ضربت صدرها بيدها.

خوف

ويقول بائع الدابة: برئت إليك من الخناف: أي إمالة رأسه إلى فارسه في عدوه. والتركيب يدل على لين وميل. خوف خاف الرجل يخاف خوفاً وخيفاً وخيفة ومخافة، فهو خائف، وقوم خوف على الأصل؛ وخيف على اللفظ، ومنه قراءة أبن مسعود - رضي الله عنه -:) أنء يَدْخُلُوها إلاّ خُيَّفاً (. وقال الكسائي: ما كان من نبات الواو من ذوات الثلاثة فأنه يجمع على فعل، وفيه ثلاثة أوجه: يقال خائف وخيف وخيف وخوف، ونحو ذلك كذلك. وقوله تعالى:) خَوْفاً وطَمَعاً (أي اعْبُدُوْه خائفين عذابه وطامعين ثوابه. وقوله جل وعز:) يُرِيْكُم البَرْقَ خَوْفاً وطَمَعاً (قيل: خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم، وقيل: خوفاً لمن يخاف ضره لأنه ليس كل بلد وكل وقت ينفع المطر وطمعاً لمن ينتفع به. وربما قالوا رجل خاف: أي شديد الخوف، جاءوا به على فعل - مثال فرق وفزع -، كما قالوا رجل صات: أي شديد الصوت. وجمع الخيفة: خيف؛ وأصله خوف، كما أن أصل الخيفة خوفة، صارت الواو ياء لا نكسار ما قبلها، قال صخر الغي الهذلي: فلا تَقْعُدَنَّ على زَخَّةٍ ... وتُضْمِرُ في القَلْبِ وَجْداً وخِيْفا وروى أبن حبيب: " على زكة " أي على غم، ويروى: " غَيْظاً وخِيْفا "، وقيل: الخيف في البيت: مصدر وليس بجمع. والخافة: خريطة من أدم يشتار فيها العسل، قال أبو ذؤيب الهذلي: تَأبَّطَ خافَةً فيها مِسَابٌ ... فأضْحى يَقْتَري مَسَداً بشِيْقِ وقال السكري: الخافة: سفرة كالخريطة مصعدة قد رفع رأسها للعسل، قال: وقال أبو عبد الله: الخافة: جبة من أدم، ويروى: " فيها مساد "، قال: وحكي عن عمر - رضي الله عنه -: اليوم اجتمع الإسلام في خافته. وخواف: قصبة من أعمال نيسابور. وسمعت خواف القوم: أي ضجتهم. وخفته أخوفه: أي غلبته بالخوف. ويقال: هذا الطريق مخوف وهذا وجع مخيف، لأن الطريق لا يخيف وغنما يخيف فيه قاطع الطريق، والوجع المخيف: هو الذي إذا رأى صاحبه أحد أخافه وجعه. وروى أبو سهلة السائب بن خلاد الجهني - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من أخاف أهل المدينة أخافه الله. والمخيف: الأسد الذي يخيف من يراه أي يفزعه، قال طريح الثقفي: وُقْصٌ تُخِيْفُ ولا تَخَافُ ... هَزابِرٌ لِصُدُوْرِهنَّ حَطِيْمُ ويروى: " يخفن ولا يخفن "، ويروى: " نحيم " و " نهيم "، وحطيم: أي تحطم من الغيظ. والتخويف: الإخافة. وخوفته - أيضاً -: صيرته بحالٍ يخافه الناس، ومنه قوله تعالى:) إنَّما ذلكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أوْلياءه (أي يُخَوِّفُكم فلا تَخَافُوه. وتخوفت عليه الشيء: أي خفته. وتخوفة: أي تنقصه، ومنه قوله تعالى:) أوْ يَأخُذَهُم على تَخَوُّفٍ (، وقال الأزهري: معنى التنقص أن يتنقصهم في أبدانهم وأموالهم وثمارهم، وقال أبن فارس: إنه من باب الإبدال؛ وأصله النون، وأنشد: تَخَوَّفَ الرَّحْلُ منها تامِكاً قَرِداً ... كما تَخَوَّفَ عُوْدَ النَّبْعَةِ السَّفَنُ أنشد البيت الأزهري لابن مقبل، وليس له. ورواه بعضهم لذي الرمة، وليس له. وروى صاحب الأغاني في ترجمة حماد الراوية [أنه] لأبن مزاحم الثمالي. ويروى لعبد الله بن عجلان النهدي. والتركيب يدل على الذعر والفزع. خيف الليث: الخيفانة: الجرادة قبل أن يستوي جناحاها. وقال غيره: الخيفان: الجراد إذا صارت فيه خطوط مختلفة بياض وصفرة، الواحدة: خيفانة. وقال الأصمعي: الخيفانة - وجمعها: خيفان -: الجراد إذا انسلخ من لونه الأول الأسود والصفر وصار إلى الحمرة. وقال أبو حاتم: إذا بدت في لونه الأحمر صفرة وبقي بعض الحمرة: فهو الخيفان، قال: وقال بعض العرب: الخيفان الجراد المهازيل الحمر إلى التي من نتاج عام أول. وقال أبو خيرة: لا يكون أقل صبراً على الأرض منها إذا صارت خيفانة، ثم يشبه بها الفرس في خفتها وطمورها، قال امرؤ القيس: وأرْكَبُ في الرَّوْعِ خَيْفانَةً ... كَسَا وَجْهَها سَعَفٌ مُنْتَشِرٌ وقال ابن عباد: الخيفان: نبت ينبت في الجبال. ورأيت خيفاناً من الناس: أي كثرة. وقال غيره: الخيف: ما أنحدر من غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، ومنه سمي المسجد الذي بني بمنى مسجد الخيف، قال العجاج: بالخَيْفِ من مَكَّةَ ناساً نُوَّما

درعف

وقال أبو عمرو: الخيفة: السكين، وهي الرميض. وقال أبن عباد: الخيفة: موضع الأسد، ذكرها في هذا التركيب، فإن استقت من الخوف فموضع ذكرها تركيب خ وف. والخيف - أيضاً -: جلد الضرع، يقال: ناقة خيفاء بينة الخيف. وجمل أخيف: أي واسع الثيل، قال المعني: صَوّى لها ذا كِدْنةٍ جُلْذِيّا ... أخْيَفَ كانَتْ أمُّه صَفِيّا وفرس أخيف: إذا كانت إحدى عينيه زرقاء والأخرى سوداء، وكذلك هو من كل شيء، وقال أبن دريد: كحلاء بدل سوداء. قال: والأخياف: القوم من أب واحد وأمهات شتى، وقال قوم: بل الأخياف المختلوفين في أخلاقهم وأشكالهم، وأنشد: النّاسُ أخْيَافٌ وشَتّى في الشِّيَمْ ... وكُلُّهُمْ يَجْمَعُهُ بَيْتُ الأدَمْ قال: معنى قوله: " بيت الأدم " قال قوم: أديم الأرض يجمعهم، وقال آخرون: بيت الحذاء الذي فيه من كل جلد قطعة؛ أي هم مختلفون. وأخاف القوم: إذا أتوا خيف منى فنزلوه، وكذلك أخيفوا على الأصل. وقال أبن عباد: أخاف السيل القوم: إذا أنزلهم الخيف. وخيف فلان عن القتال: نكص. وخيف الرجل وخيم: أي نزل منزلا. وقال الليث: خيف هذا الأمر بينهم: أي وزع. وخيفت عمور اللثة بين الأسنان: أي تفرقت. وقول ربيعة بن مقروم الضبي: وبارِداً طَيِّباً عَذْباً مُقْبَّلُهُ ... مُخَيَّفاً نَبْتُه بالظَّلْمِ مَشْهُودا المخيف: مثل المخلل؛ أي قد خيف بالظلم. وتخيف فلان ألواناً: إذا تغير ألوانا، قال الكميت: وما تَخَيَّفَ ألْوَاناً مُفَنَّنَةً ... عن المَحَاسِنِ من أخْلاقِه الوُظُبِ وقال يونس: اختاف: أتى خيف منى، مثل امتنى: إذا أتى منى. والتركيب يدل على الاختلاف. درعف الفراء: ادرعفت افبل واذرعفت - بالدال وبالذال -: إذا مضت على وجوهها. وقال غيره: إذا أسرعت. وقال ابن عباد: ادرعف الرجل في التقال: إذا استنتل من الصف. قال: وناس مدرعفون: أي مقلصون في سيرهم. درف الخارزنجي: هذا من تحت درف فلان: أي كنفه وظله، وقيل: من ناحيته، إما في شر أو خيرٍ. درنف أبن عباد: الدرنوف: الجمل الضخم العظيم. دسف الليث: الدسفان - مثال عثمان -: شبه الرسول يطلب الشيء، وقيل: هو رسول سوء بين الرجل والمرأة، والجمع: دسافى - مثال حيارى -. ويقال: الدسفان - بالكسر - والجمع: دسافين، قال أمية بن أبي الصلت: هُمْ ساعَدُوه كما قالوا إلهُهُمُ ... وارْسَلُوه يُرِيْدُ الغَيْثَ دُسْفانا وقال أبن العرابي: الدسفة - بالضم -: القيادة؛ وهو الدسفان. وادسف الرجل: إذا صار معاشه من الدسفة. دغف أبن دريد: الدغف: الأخذ الكثير، يقال: دغف الشيء دغفاً. وقال أبن عباد: العرب تقول إذا حمقوا رجلاً: يا أبا دغفاء ولدها فقاراً: أي شيئاً لا رأس له ولا ذنب، والمعنى: كلفها ما لا تطيق ولا يكون. دفف الدَّفُّ - بالفتح -: الجنب، ودفا البعير: جنباه، ومنه المثل: أصبر من عود بدفيه الجلب. وقال الراعي: ما بالُ دَفِّكَ بالفِراشِ مَذِيْلا ... أقَذَىً بِعَيْنِكَ أمْ أرَدْتَ رَحيلا وقال كعب بن زهير - رضي الله عنه -، ويروى لأبيه زهير، وهو موجود في ديواني أشعارهما: له عُنُقٌ تُلْوي بما وُصِلَتْ به ... ودَفّانِ يَشْتَفّانِ كُلَّ ظِعانِ وكذلك الدفة - بالهاء -، قال: ووانِيَةٍ زَجَرْتُ على حَفَاها ... قَرِيْحِ الدَّفَّتَينِ من البِطَانِ ودفتا الطبل: اللتان على رأسه. ودفتا المصحف: ضمامتاه. ودف الشيء دفاً: أي نسفه واستأصله. وقال أبن شميل: دفوف الأرض: أسنادها. وقال أبو عبيد: الدف والدف - بالفتح والضم -: الذي يضرب به، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: فصل ما بين الحلال والحرام الصوت والدف في النكاح. وأراد بالصوت الإعلان. ودفادف الأرض: لأ إسنادها، الواحد: دفدفة.

دقف

والدفيف: الدبيب؛ وهو السير اللين، يقال: دفت علينا من بني فلان دافة، ومنه حديث عمر؟ رضي الله عنه - أنه قال لمالك بن أوس - رضي الله عنه -: يا مال إنه دفت علينا من قومك دافة؛ وقد أمرنا لهم برضخ فاقسمه بينهم. وعدى " دَفَّ " ب " على " على تأويل قدم وورد. ومنه حديث سالم: أنه كان يلي صدقة عمر - رضي الله عنه -، فإذا دفت دافة الأعراب وجهها أو عامتها فيهم وهي مسبلة. وفي حديث رقيقة بنت أبي صيفي: وطفق القوم بدفون حوله. وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ك ر ب. والدفة: الجيش يدفون نحو العدو؛ أي يدبون. وروي أن أعرابياً قال: يا رسول الله هل في الجنة إبل؟ قال: نعم إن فيها لنجائب تدفُّ بركبانها. ودفيف الطائر: مره فوق الأرض، عقاب دفوف: للتي تدنو من الأرض في طيرانها إذا انقضت، قال امرؤ القيس يصف فرساً ويشبهها العقاب: كأنّي بفَتْخاء الجَنَاحَيْنِ لَقْوَةٍ ... دَفُوْفٍ من العِقْبانِ طَأْطَأْتُ شِملالي ويروى: " شيمالي " أي شمالي. وفي الحديث: يؤكل ما دف ولا يؤكل ما صف. أي ما حرك جناحيه من الطير كالحمام ونحوه، دون ما صفهما كالنسور والصقور وحوها. وفي كلام بعضهم في التوحيد: ويسمع حركة الطير صافها ودافها. وقال أبن عباد: أدف الطائر: مثل دف. وقال غيره: أدفت عليه الأمور: إذا تتابعت. وسنام مدفف: إذا سقط على دفتي البعير. وداففت الرجل: إذا أجهزت عليه، ومنه حديث خالد بن الوليد - رضي الله عنه - أنه أسر من بني جذيمة يوم فتح مكة قوماً، فلما كان الليل نادى مناديه: من كان معه أسير فليدافه - ويروى: فليدافه؛ بالتخفيف، وبالذال المعجمة مع التثقيل -. ومعنى الثلاثة: فليجهز عليه. وفي حديث أبن مسعود - رضي الله عنه -: أنه داف أبا جهل يوم بدر، وقال رؤبة: ذاك الذي تزعمه دفافي وقال الأصمعي: يقال تداف القوم: إذا ركب بعضهم بعضاً. ويقال: خذ ما استدف لك: - أي ما أمكن وتسهل - مثل استطف، والدال مبدلة من الطاء. واستدف أمرهم: أي استتب واستقام. واستدف الرجل: إذا أستحد، ومنه قول خبيب بن عدي - رضي الله عنه - لا امرأة عقبة بن الحارث: أبغيني حديدة أستطيب بها؛ فأعطته موسى فاستدف بها. وقال أبن عباد: المستدف بمعنى المدفف. وقال أبن العرابي: دفدف: إذا سار سيراً ليناً. ودفدف - أيضاً -: إذا أسرع. والتركيب يدل على عرض في الشيء وعلى سرعة. دقف أبن الأعرابي: الدقف: هيجان الدقفانة وهو المخنث. وقال مرة: الدقوف: هيجان الخيعامة وهو المأبون. دلغف أبو عمرو: الادلغفاف: مجيء الرجل مستسراً ليسرق شيئاً، وأنشد للملقطي: قد ادْلَغَفَّتْ وهي لا تَراني ... إلى مَتاعي مِشْيَةَ السَّكْرانِ وبُغُضُها في القَلْب قد وَرَاني دلف دلف الشيخ يدلف - مثال صرف يصرف - دلفاً ودلفاً ودليفاً ودلفاناً: إذا مشى مشي المقيد وهو فوق الدبيب، يقال: شيخ دالف، قال لقيط افيادي: سَلاَمٌ في الصَّحِيْفَةِ من لَقِيْطٍ ... إلى مَن بالجَزِيرةِ من إيَادِ بأنَّ اللَّيْثَ آتِيْكُم دَلِيْفاً ... فلا تَحْبِسْكُمُ سوقُ النِِّقَادِ وقال رؤبة: للطَّيْرِ من رميِتِه دَلِيْفُ وقال آخر: كَعَهْدِكَ لا حَدُّ الشَّبَابِ يُضِلُّني ... ولا هَرِمٌ ممّا تَوَجَّهَ دالِفُ وقال طرفة بن العبد يصف نفسه: لا كَبيرٌ دالِفٌ من هَرَمٍ ارهَبُ ... اللَّيْلَ ولا أخْشى الظُفُرْ ودلفت الكتيبة في الحرب: أي تقدمت، يقال: دلفنا لهم. والدالف - أيضاً -: مثل الدالح وهو الذي يمشي بالحمل الثقيل ويقارب الخطو، والجمع: دلف، مثل راكع وركع، قال: وعلى القَيَاسِرِ في الخُدُوءرِ كَوَاعِبٌ ... رُجُح الرَّوادِفِ فالقَيَاسِرُ دُلَّفُ وكذلك: دلف - بضمتين - وأنشد ابن السكيت لقيس بن الخطيم: لَنَا مَعَ آحامِنا وحَوْزَتِنا ... بَيْنَ ذُراها مَخارِفٌ دُلُفُ قال: أراد بالمخارف نخلات يخترف منها، والدلف: التي تدلف بحملها أي تنهض به. وقال أبن عباد: بعير دلوف وإبل دلف. وقال الأزهري: ومن أسماء العرب: دلف - فعل من دلف - كأنه مصروف من دالف - مثل زفر وعمر -. والدلفين: دابة في البحر تنجي الغريق. وقال أبو عمرو: الدلف - بالكسر -: الشجاع.

هاتف

وقال أبن عباد: يقال: أدلفت له القول: أي أضخمت له. واندلف علي: انصب. والمندلف والمتدلف: السد الذي يمشي على هينته من غير إسراع في مشيه ويقارب خطوه لإدلاله وقلة فزعه، قال: ذو لِبَدٍ مُنْدَلِفٌ مُزَعْفَرُ ويقال: تدلف غليه: أي مشى ودنا. والتركيب يدل على تقدم في رفق. هاتف الدنف - بالتحريك -: المرض الملازم، يقال: رجل دنف وامرأة دنف وقوم دنف، يستوي فيه المذكر والمؤنث والتثنية والجمع، لأنك تخرجه على المصادر. فإن قلت: رجل دنف - بكسر النون - قلت امرأة دنفة؛ أنثت وثنيت وجمعت. وقال الفراء: يجوز أن يثنى الدنف ويجمع فيقال: أخواك دنفان وإخوتك أدناف، فإذا كسرت النون أنثت وجمعت لا محالة فقلت: امرأة دنفة وامرأتان دنفتان ونسوة دنفات. ودنف المريض: أي ثقل. وقول العجاج: والشَّمْسُ قد كادَتْ تكونُ دَنَفا ... أدْفَعُها بالرّاح كي تَزَحْلَفا أي اصْفَرَّتْ ودَنَتْ للمَغِيْبِ. ودنف المريض: مثل دنف، وأدنفه المرض، يتعدى ولا يتعدى. والتركيب يدل على مشارفة ذهاب الشيء. دوف الدوف الخلط والبل، يقال: دفت الدواء وغيره: أي بللته بماء أو بغيره، فهو مدوف ومدووف: أي مبلول؛ ويقال: مسحوق. وليس يأتي مفعول من ذوات الثلاثة من بناتع الواو بالتمام إلا حرفان مسك مدووف وثوب مصوون، فإن هذذين جاءا نادرين، والكلام مدوف ومصون، وذلك لثقل الضمة على الواو، والياء أقوى على احتمالها، فلهذا جاء ما كان من بنات الياء بالتمام والنقصان؛ نحو ثوب مخيط ومخيوط. وقال أبن عباد: الدوفان: الكابوس. دهف أبن دريد: الدهف: الأخف الكثير، يقال: دهفت الشيء أدهفه دهفاً: إذا أخذته أخذاً كثيراً. وقال غيره: جاءت داهفة من الناس وهادفة: أي غريب. وإبل داهفة: أي معيية من طول السير، قال أبو صخر الهذلي: فما قَدِمَتْ حتّى تَواتَرَ سَيْرُها ... وحتّى أُنِيْخَتْ وهي داهِفَةٌ دُبْرُ ديف ابن حبيب: دياف: من قرى الشام، وقيل: من قرى الجزيرة، وأهلها نبط الشأم، تنسب الإبل إليها والسيوف، وإذا عرضوا برجل أنه نبطي نسبوه إليها، قال الفرزدق: ولكنْ دِيضافيٌّ أبوه وأُمُّهُ ... بحَوْرانَ يَعصِرْنَ السَّلِيْطَ أقَارِبُهْ قوله: " يعصرن " على لغة من يقول: أكلوني البراغيث. وهذا يدل على أنها، بالشام، لأن حوران من رساتيق دمشق. وقال جرير: إنَّ سَلِيْطاً كاسْمشهِ سَلِيْطُ ... لولا بَنُو عمروِ وعمرٌو عِيْطُ قُلْتَ دِيَافِيُّوْنَ أو نَبِيْطُ أراد عمرو بن يربوع وهم حلفاء بني سليط. وقال امرؤ القيس: على ظَهْرِ عادِيٍّ يَحَارُ بِهِ القَطا ... إذا سافَهُ العَوْدُ الدِّيافيُّ جَرْجَرا وقال الأخطل: كأنَّ بَناتِ الماءِ في حَجَراتِهِ ... أبارِيْقُ أهْدَتْها دِيَافَ لِصَرْخَدا وزعم بعضهم: إن الياء في دياف منقلبة من الواو لانكسار ما قبلها. ذاف الذاف والذؤاف: سرعة الموت. والذئفان والذيفان - يهمز ولا يهمز - والذيفان - بالتحريك - والذوفان - بالضم، والثلاث الأواخر عن أبن دريد -: السم، وزاد أبن عباد: والذيفان - بسكون الياء مع فتح الذال -. قال والذافان: الموت. وانذأف: انقطع فؤاده. ذرعف اذرعفت الإبل وادرعفت - بالذال والدال جميعاً -: أي مضت على وجوهها، وقيل: أسرعت. واذرعف الرجل في القتال: أي استنتل من الصف. ذرف ذرف الدمع يذرف - بالكسر - ذرفاً وذرفاناً وذروفاً وتذرافاً: أي سال منها الدمع، قال أمرؤ القيس: وما ذَرَفَتْ عَيِْناكِ إلاّ لِتَضْرِبي ... بشسَهْمَيْكِ في أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ والمذارف: المدامع، الواحد: مذرف. وذرفت العين دمعها. والدمع: مذروف وذريف، قال رؤبة: ما هاجَ عَيناً دَمْعُها ذَرِيْفٌ ... من مَنْزِلاتٍ خَيْمُها وُقُوْفُ والذرفان: المشي الضعيف، قال رؤبة: وَرَدْتُ واللَّيْلُ له سُجُوْفٌ ... بِيَعْمَلاتٍ سَيرُها ذَرِيْفُ وذرفت دموعي تذريفاً وتذرفة: أي صببتها. وقال أبن الأعرابي: يقال: ذرفته الموت: أي أشرفت به عليه، وأنشد لنافع بن لقيط الفقعسي:

ذعف

أُعْطِيْكَ ذِمَّةَ والِدَيَّ كِلَيْهما ... لأذَرِّفَنْكَ المَوءتَ إنْ لم تَهْرُبِ وذرف على المائة وزرف عليها: أي زاد، ومنه حديث عليه - رضي الله عنه -: ذرفت على الخمسين. ذعف الليث: الذعاف: سم ساعة. وقال ابن دريد: الذعف والذعاف: السم. وقال غيره: حية ذعف اللعاب: أي سريعة القتل. وطعام مذعوف: جعل فيه الذعاف. وذعفت الرجل: سقيته الذعاف. وقال الكسائي: موت ذعاف وذؤاف: أي سريع، وأنشد قول تميم بن أبي بن مقبل: إذا المُلْوِياتُ بالمُسُوحِ لَقِيْنَها ... سضقَتْهُنَّ كاساً من ذُعَافٍ وجَوْزَلا هذه رواية أبي عبيدة: لم يسمع الجوزل إلا في شعر أبن مقبل. وأنشد الليث لدرة بنت أبى لهب - رضي الله عنها -: فيها ذُعَافُ المَوْتِ أبْرَدُهُ ... يَغْلي بهم وأحَرُّهُ يَجْري وأنشد لرزاح: وكُنّا نَمْنَعُ القْوَامَ طُرّأ ... ونّسْقِيْهِمْ ذُعَافاً لا كُمَيْتا قال: ويجمع الذعاف ذعفاً. وقال أبن عباد: وقد ذعف وذعف جميعاً: يعني من الموت الذعاف؛ أي الوحي. قال: والذعفان: الموت، وموت مذعف. وقال أبن دريد: أذعف الرجل الرجل: إذا قتله قتلاً سريعاً. وعدا حتى انذعف: أي أنبهر وانقطع فؤاده. ذعلف أبن عباد: ذعلفه: أي طوح به واهلكه. ذفف أن دريد: ذف على الجريح: إذا أجهز عليه، وقيل: بالدال؛ وهو الأصل. قال: والذف: السرعة في كل ما أخذ فيه، ذف في أمره. قال: وأحسب أن اشتقاق ذفافة من ذا. وقال غيره: الذفيف: وحي مجهز، ومنه الحديث: سلط عليهم موت طاعون ذفيف يحرف القلوب - ويروى: يحوف -. وقد ذف يذف - بالكسر -. وخفيف ذفيف، وخفيفة، ومنه حديث سهل بن أبي أمامة: دخلت على أنس - رضي الله عنه - فإذا هو يصلي صلاة خفيفة ذفيفة كانتا صلاة مسافر. وقال الأعشى: يَطُوفُ بها ساقس علينا مُتَوَّمٌ ... خَفيفٌ ذَفيفٌ ما يَزَالٌ مُفَدَّما وكذلك خُفَافٌ ذفاف. والذفاف - بالكسر -: السم القاتل. والذفاف - أيضاً -: الماء القليل، والجمع: ذفف واذفة، ومنه قول أبى ذؤيب الهذلي يذكر القبر: يقولونَ لَمّا جُشَّتِ البِئْرُ أوْرِدُوا ... وليس بها أدْنى ذِفَافٍ لِوَارِدِ يقول: ليس بمكان بئر يستقى منها؛ إنما هو قبر. وقال الأخفش: ما فيه ذفاف: أي ليس به متعلق يتعلق به. وقال أبن عباد: ما ذقت ذفافاً: أي شيئاً. وقال أبن العرابي: يقال: خذ ما دف لك ودف لك: أي خذ ما تيسر لك وتهيأ. وقال أبن عباد: ما ذقت ذفافاً وذفافاً: أي شيئاً. وقال أبن الأعرابي: يقال: خذ ما ذف لك ودف لك: أي خذ ما تيسر لك وتهيأ. وقال أبن عباد: يقال: ذفف جهاز راحلتك: أي خفف. وسهم مذفف: أي مقزع. وذفف على الجريح: أي أجهز عليه، ومنهه الحديث: أن أبن مسعود - رضي الله عنه - داف أبا جهل يوم بدر، ويروى: أقعص أبنا عفراء - رضي الله عنهما - أبا جهل وذفف عليه ابن مسعود - رضي الله عنه -: أي أحرضاه واجهز عليه. وكذلك ذاف عليه وذاف له وذافة، قال رؤبة: ذاكَ الذي تزْعُمُه ذِفافي ... رَمَيْتَ بي رَميْكَ بالخذَافِ وقال العجاج: لَمّا رَآني أْرْعِشَتْ أطْرافي ... وقد مَشَيْتُ مِشْيَةَ الدُّلاّفِ كانَ مَعَ الشَّيْبِ من الذِّفَافِ وقال أبن دريد ذفذف عليه: إذا أجهز عليه. وقال أبن الأعرابي: ذفذف: إذا تبختر، وفذفذ - على القلب -: إذا تقاصر ليختل وهو يثب. وقال أبن عباد: استذف أمرنا: أي تهيأ. والتركيب يدل على خفة وسرعة. ذلف الذلف - بالتحريك -: صغر الأنف. وقال أبن دريد: إذا كان النف صغيراً في دقة قيل: أنف أذلف، قال أبو النجم: للشُّمِّ عِنْدي بَهْجَةٌ ومَوَدَّةٌ ... وأُحِبُّ بَعْضَ مَلاحَةِ الذَّلْفاءِ وقد سموا بالذلفاء، قال: إنَّما الذَّلفاء، قال: إنَّما الذَّلفَاءٌ ياقُوتَةٌ ... أُخْرِجَتْ من كِيْسِ دِهْقانِ وقال الليث: الذلف: الغلظ والاستواء في طرف الأنف ليس بجد غليظ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين ذلف الأنف كان وجوههم المجان المطرقة. وضع جمع القلة موضع جمع الكثرة، ويروى: العيون والأنوف. ذوف

ذهف

أبن السكيت: ذاف يذوف ذوفاً: وهي مشية في تقارب وتفحج وانشد: وذافُوا كما كانُوا يَذُوْفُوْنَ من قَبْلُ وقال أبن دريد: الذوفان: السم. ذهف أبن عباد: إبل ذاهفة: أي معيية. ذيف الذيفان والذيفان - وهذه عن ابن عباد - السم القاتل. راف راف: اسم موضع، قال: وتَنْظُرُ من عَيْنَيْ لِيَاحٍ تَصَيَّفَتْ ... مَخَارِمَ من أجْوازِ أعْفَرَ أوْ رَأْفا ورجل رأف - أيضاً - ورؤف - على فعل، مثال ندس - ورؤف - مثال صبور -، وأنشد ابن الأنباري: فآمِنُوا بِنَبّيٍ لا أبا لَكُمُ ... ذي خاتَمٍ صاغَه الرَّحْمانُ مَخْتُوْمِ رَأْفٍ رَحِيْمٍ بِأهْلِ البِرِّ يَرْحَمُهُمْ ... مُقَرَّبٍ عِنْدَ ذي الكُرْسيِّ مَرْحُوْمِ وقال جَرِير يمدح هشام بن عبد الملك: ترى للمُسْلمِينَ عليكَ حَقّاً ... كفِعْلِ الوالِدِ الرَّؤُفِ الرَّحيمِ وقال كعب بن مالك الأنصاري: نُطِيْعُ نَبِيَّنا ونُطِيْعُ رَبّاً ... هو الرَّحْمان كانَ بنا رَؤوفا يقال: رؤفت بالرجل أرؤف رأفة ورآفة، قال الله تعالى:) رَأْفَةً ورَحْمْةً (، وقرأ الخليل:) ورَآفَةً (بالمَدِّ. ورَئفْت به رأفا فهو رئف، وزاد أبو زيد: رأف يرأف رأفاً. وقال أبن عباد: الرأف: من أسماء الخمر، وانشد غيره للقطامي: ورَأْفٍ سُلاَفٍ شَعْشَعَ التَّجْرُ مَزْجَها ... لِنْحْمى وما فينا عن الشرب صادف ويروى: " وراح "، وهذه الرواية أصح وأكثر. والتركيب يدل على الرقة والرحمة. رجف رجف: لازم ومتعد، يقال: رجف: إذا تحرك، ورجف: إذا حرك. وقال الليث: رجف الشيء يرجف رجفاً ورجفاناً - ورجوفاً؛ وهذا عن غير الليث -، كرجفان البعير تحت الرحل؛ وكما يرجف الشجر إذا رجفنه الريح؛ وكما ترجف السنان إذا نغضت أصولها؛ ونحو ذلك. تحركه كله رجف. ورجفت الأرض: إذا زلزلت، قال الله تعالى:) يَوْمَ تَرْجُفُ الأرْضُ والجِبالُ (. وقال الفراء في قوله تعالى:) يَوْمَ تَرْجُفُ الراجفة تتبعها الرادفة (: النفخة الولى، والرادفة: النفخة الثانية. وقال الليث: الرجفة في القرآن كل عذاب أخذ قوماً، فهو رجفة وصحية وصاعقة. ورجف القوم: إذا تهيئوا للحرب. قال: والرعد يرجف رجفاً ورجيفاً: وذلك تردد هدهدته في السحاب. وسحاب رجوف: يرجف الرعد، وقيل: يرجف من كثرة الماء، قال أبو صخر الهذلي: إلى عَمَرَيْنِ إلى غَيْقَةٍ ... فَيَلْيَلَ يَهْدي رِبَحْلاً رَجُوْفا ويروى: " يزجى ربحلاً زحوفا " أي يزحف قليلاً قليلاً ويتقدم إلى عمرين. وقال أبن دريد: رجف القلب: إذا اضطرب من فزع. والرجاف - بالفتح والتشديد -: البحر؛ سمي به لاضطرابه، قال عبد الله أبن الزبعرى، ويروى لمطرود بن كعب الخزاعي يبكي عبد المطلب وبني عبد مناف: المُطْعِمُوْنَ الشَّحْمَ كُلَّ عَشِيَّةٍ ... حتّى تَغِيْبَ الشَّمْس في الرَّجّافِ وقال شمر: الرجاف: يوم القيامة. وقال أبن عباد: الرجاف: الجسر على الفرات. والرجاف: ضرب من السير. قال: والرجاف: الحمى ذاة الرعدة. وقال ابن الأنباري: رجف الشيء: إذا تحرك، وأنشد: تَحَنّى العِظَامُ الرّاجِفَاتُ من البِلى ... فليس لِداءِ الرُّكْبَتَيْنِ طَبِيْبُ وأرجفت الناقة: إذا جاءت معيية مسترخية أذناها ترجف بهما. وقال الليث: أرجف القوم: إذا خاضوا في الأخبار السيئة من أمر الفتنة ونحوها، تقول: أرجفوا، قال الله تعالى:) والمُرْجفون في المدينة (. وأرجفوا في الشيء وبه إذا خاضوا فيه. والتركيب يدل على الاضطراب. رحف أبن الأعرابي: أرحف الرجل: إذا حدد سكينا أو غيره، يقال: أرحف شفرته حتى قعدت كإنها حربة. ومعنى قعدت: صارت: قال الزهري: كان الحاء مبدلة من الهاء، والأصل: أرهف. رخف الرخف والرخفة: الزبد الرقيق، قال جرير: نُقَارِعُهُمْ وتَسْأَلُ بِنْتُ تَيْمٍ ... أرَخْفٌ زُبْدُ أيْسَرَ أمْ نَهِيْدُ أي: أرقيق هو أم غليظ. والجمع: رخاف، وانشد الليث: تَضْرِبُ دِرّاتِها إذا شَكِرَتْ ... تَأْقِطُها والرِّخَافُ تَسْلَؤها والرخف - أيضاً -: ضرب من الصبغ. وصار الماء رخفة: أي طيناً رقيقاً.

ردف

ورخف العجين يرخف - مثال نصر ينصر - ورخف يرخف - مثال سمع يسمع - ورخف يرخف - مثال كرم يكرم -، ومصدر الأول رخف؛ ومصدر الثاني رخف - بالتحريك؛ ومصدر الثالث رخافة ورخوفة: إذا استرخى. وقال الفراء: الرخيفة والمريخة والوريخة والأنبخاني: العجين المسترخي. وقال أبن دريد: الرخفة - والجمع: رخاف -: حجارة خفاف رخوة كأنها جوف. وقيل: هذا غلط. وقال الأصمعي: هي اللخاف. وقال أبو عبيد: أرخفت العجين: إذا أكثرت ماءه حتى يسترخي والتركيب يدل على رخاوة ولين. ردف الردف - بالكسر -: المرتدف؛ وهو الذي يركب خلف الراكب. وكل ما تبع شيئاً فهو ردفه. وقال الليث: الردف: كوكب قريب من النسر الواقع. والردف - أيضاً -: الكفل. وأرداف النجوم: تواليها، قال ذو الرمة: وَرَدْتُ وأرْدافُ النُّجُوْمِ كأنَّها ... قَنَادِيْلُ فيِهنَّ المَصَابِيْحُ تَزْهَرُ ويروى: " وأرداف الثريا "، ويقال للجوزاء: ردف الثريا. وأرداف النجوم: أواخرها، وهي نجوم تطلع بعد نجوم. والدف في الشعر: حرف ساكن من حروف المد واللين يقع قبل حرف الروي ليس بينهما شيء، فإن كان ألفاً لم يجز معها غيرها؛ كقول جرير: أقِلِّي اللَّوْمَ عاذِلَ والعِتابا ... وقُوْلي إنْ أصبت: لقد أصابا وإن كان واواً جاز معها الياء؛ كقول علقمة بن عبدة: طحَا بِكَ قَلْبٌ في الحِسَانِ طَرُوْبُ ... بُعَيْدَ الشَّبَابِ عَصْرَ حانَ مَشِيْبُ ويقال: هذا أمر ليس له ردف وردف - بالتحريك -: أي لبست له تبعة. والردفان: الليل والنهار. وردف الملك: الذي يجلس عن يمينه، فإذا شرب الملك شرب الردف قبل الناس، وإذا غزا الملك قعد الردف في موضعه وكان خليفته على الناس حتى ينصرف، وغذا عادت كتيبة الملك أخذ الردف المرباع. والردفان في قول لبيد - رضي الله عنه - يصف السفينة: فالْتاَمَ طائقُها القَديُم فأصْبَحَتْ ... ما إنْ يُقَوِّمُ دَرْئها رِدْفانِ ملاحان يكونان على مؤخر السفينة، والطائق: ما يخرج من الجبل كالأنف، وأراد - هاهنا - كوثل السفينة. وأما قول جرير: منهم عُتَيْبَةُ والمُحِلُّ وقَعْنَبٌ ... والحَنْتَفَانِ ومنهم الرِّدْفانِ فأحد الردفين مالك بن نويرة؛ والردف الآخر من بني رياح بن يربوع. وقال أبو عبيدة: الردفان: قيس وعوف أبنا عتاب بن هرمي. والردف - أيضاً -: جبل. والردوف: جبال بين هجر واليمامة. والرديف: المرتدف؛ كالردف. والرديف - أيضاً -: نجم قريب من النسر الواقع؛ كالردف. والرديف: النجم الذي ينوء من المشرق إذا غاب رقيبه في المغرب. وقال أبو حاتم: الرديف: الذي يجىء بقدحه بعد فوز أحد الأيسار أو الاثنين منهم فيسألهم أن يدخلوا قدحه في قداحهم. وقال الليث في قول رؤبة: وراكِب المِقْدارِ والرَّدِيْفُ ... أفْنى خُلُوْفاً قَبْلَها خُلُوْفُ الرديف في قول أصحاب النجوم: النجم الناظر إلى النجم الطالع، فراكب المقدار هو الطالع؛ والرديف هو الناظر إليه. وقال ابن عباد: بهم ردفى: أي ولدت في الخريف والصيف في آخر ولاد الغنم. والرداف - بالكسر -: الموضع الذي يركبه الرديف. والردافة: فعل ردف الملك؛ كالخلافة، وكانت الردافة في الجاهلية لبني يربوع؛ لأنه لم يكن في العرب أحد أكثر غارة على ملوك الحيرة من بني يربوع، فصالحوهم على أن جعلوا لهم الردافة ويكفوا عن أهل العراق. وردفة - بالكسر -: أي تبعه؛ يقال: نزل بهم أمر فردف لهم آخر أعظم منه. وقوله تعالى:) قُلْ عَسى أنْ يكونَ رَدِفَ لكم (قال أبنُ عرفة: أي دنا لكم، وقال غيره: جاء بعدكم، وقيل: معناه ردفكم وهو الأكثر، وقال الفراء: دخلت اللام لأنه بمعنى [دنا] لكم، واللام صلة كقوله تعالى:) إن كُنْتُم للرُّؤْيا تعبرون (، وقرأ الأعرج:) رَدَفَ لَكُم (بفتح الدال. والرادفة في قوله تعالى:) تَتْبَعُها الرّادِفَةُ (: النفخة الثانية. والروادف: طرائق الشحم، الواحدة: رادفة. وفي الحديث: تدعونه انتم الروادف، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ن ج د. والردافى - مثال كسالى -: الحداة والأعوان، لأنه إذا أعيا أحدهم خلفه الآخر، قال بيد - رضي الله عنه -: عُذَافِرَةٍ تُقَمِّصُ بالرُّدَافى ... تَخَوَّفَها نُزُولي وارْتِحالي

رزف

والردافى: جمع رديف - كالفرادى في جمع فريد -، وقيل الردافى: الرديف، وبكليهما فسر قول الراعي: لَعَمرِي لقد أَرْحَلْتُها من مَطِيَّةٍ ... طَوِيْلِ الحِبَالِ بالغَبِيْطِ المُشَيَّدِ وخُوْدٍ من اللاّئي يُسَمَّعْنَ بالضُّحى ... قَرِيْضَ الرُّدَافى بالغِناءِ المُهَوِّدِ والردافى في قول الفرزدق يهجو جريراً وبني كليب: ولكِنَّهم يُكْهِدُوْنَ الحَمِيْرَ ... رُدَافى على العَجْبِ والقَرْدَدِ جمع رديف لا غير، ويكهدون: يتبعون. وأردفته معه: أي أركبته معه. وأردفه أمر: لغة في ردفه، مثال تبعه وأتبعه. وقوله تعالى:) من المَلائكَةِ مُرْدِفِين (قال الفراء: أي متتابعين، وقرأ أبو جعفر ونافع ويعقوب وسهل: مردفين - بفتح الدال -: أي سود بن اسلم بن الحافي بن قضاعة: إذا الجَوْزاءُ أرْدَفَتِ الثُّرَيّا ... ظَنَنْتُ بآلِ فاطِمَةَ الظُّنُونا ظَنَنْتُ بها وظَنُّ المَرْءِ حُوْبٌ ... وإنْ أوْفى وإنْ سَكَنَ الحَجُوْنا وحالَتْ دُوْنَ ذلكَ من هُمومي ... هُمُوْمٌ تُخْرِجُ الدّاءَ الدَّفِيْنا يعني: فاطمة بنت يذكر بن عنزة أحد القارظين. وقال الخليل: سمعت رجلاً بمكة يزعون أنه من القراء وهو يقرأ: مردفين - بضم الميم والراء وكسر الدال وتشديدها -، وعنه في هذا الوجه كسر الراء، فالأولى أصلها مرتدفين؛ لكن بعد الإدغام حركت الراء بحركة الميم، وفي الثانية حرك الراء الساكنة بالكسر، وعنه في هذا الوجه عن غيره فتح الراء كأنه حركة ألقيت عليها. وعن الجدري بسكون الراء وتشديد الدال جمعاً بين الساكنين. وأردفت النجوم: إذا توالت. ومرادفة الملوك: مفاعلة من الردافة، قال جرير: رَبَعْنَا ورادَفْنا المُلُوكَ فَظَلِّلُوا ... وشطابَ الأحالِيْلِ الثُّمَامَ المُنَزَّعا ومرادفة الجراد: ركوب الذكر الأنثى والثالث عليهما. ويقال: هذه دابة لا ترادف: أي لا تحمل رديفاً، وجوز الليث: لا تردف، وقال الأزهري: لا تردف مولد من كلام أهل الحضر. وارتدفه: أي ردفه. وقال الكسائي: الأرتداف: الاستدبار، يقال: أتينا فلاناً فارتدفناه: أي أخذناه من ورائه أخذاً. واستردفه: أي سأله أن يردفه. وترادفا وترافدا: أي تعاونا، قال الليث: الترادف كناية عن فعل قبيح. وقال غيره: في القوافي المترادف: وهو اجتماع ساكنين فيها. والترادف: التتابع. والأسماء المترادفه: أن تكون أسماء لشيء واحدٍ، وهي مولدة ومشتقة من تراكب الأشياء. والتركيب يدل على أتباع الشيء الشيء. رزف أبن الأعرابي: رزفت إليه وزرفت: إذا تقدمت؛ رزيفاً وزريفاً، وأنشد: تَضَحّى رُوَيْداً وتَمشي رَزِيْفا وقال أبو عبيد: رزفت الناقة: أسرعت. وقال أبن فارس: الرزف - بالتحريك -: الهزال، قال: وذكر فيه شعر ما أدري كيف صحته؛ وهو: أيا أبا النَّضْرِ تَحَمَّلْ عَجَفي ... إنْ لم تَحَمَّله فقد جارَزَفي وقال الأزهري: قال الليث: ناقة رزوف: طويلة الرجلين واسعة الخطو. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هو في كتاب الليث بتقديم الزاي على الراء. وقال ابن الأعرابي: زرف يزرف زروفاً ورزف يرزف رزيفاً: إذا دنا، قال: ومنه قول لبيد رضي الله عنه: بالغُرَاباتِ فَرَزّافاتِها ... فَبِخِنْزِيْرٍ فأطرافِ حُبَلْ أي: ما دنا منها، وقال غيره: رزافات بلد كذا: ما دنا منه. وقال أبن عباد: الرزيف: عجيج الجمل وهو صوته، وحد الإنسان. والرزيف: السرعة من فزع. وقال أبو عبيد: أرزفت الناقة: أخببتها في السير. وقال أبن الأعرابي: أرزف: إذا تقدم. وقال الأزهري: قال الليث: أرزف القوم: إذا أعجلوا في هزيمة ونحوها. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هو في كتاب الليث بتقديم الزاي على الراء. وقال أبن عباد: الإرزاف: السرعة من فزع كالرزيف. والإرزاف: الإرجاف. وأرزف به: أي أوضع به. والمرزف: المستوحش. والتركيب يدل على الإسراع وعلى الهزال. رسف الرسف والرسيف والرسفان: مشي المقيد، يقال: رسف يرسف ويرسف، وفي حديث صلح الحديبية: دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو - رضي الله عنه - يرسف في قيوده، وقال أبو صخر الهذلي يصف سحاباً:

رشف

وأقْبَلَ مَرَّ إلى مِجْدَلٍ ... سِيَاقَ المُقَيَّدِ يَمْشي رَسِيْفا والرسيف: مقاربة الخطو. وقال أبو نصر: يقال للبعير إذا قارب بين الخطى وأسرع افحارة وهي رفع القوائم ووضعها: رسف يرسف، فإذا زاد على ذلك فهو الرتكان ثم الحفد بعد ذلك. وأرسوف: مدينة على ساحل بحر الشام. وقال أبو زيد: أرسفت الإبل: إذا طردتها مقيدة. وقال أبن عباد: ارتسف الشيء ارتسفافاً: ارتفع، بوزن اكفهر. والتركيب يدل على مقاربة المشي. رشف الليث: الرشف - بالتحريك -: الماء القليل يبقى ف الحوض؛ وهو وجه الماء الذي ترشفه الإبل بأفواههما. قال: والرشيف: تناول الماء بالشفتين وهو فوق المص، وأنشد: سَقَيْنَ البَشَامَ المِسْكَ ثُمَّ رَشَفْنَه ... رَشِيْفَ الغُرَيْرِيّاتِ ماءِ الوَقائعِ وقال غيره: الرشف: المص، يقال منه: رشفه يرشفه، وزاد أبو عمرو: رشفته - بالكسر - أرشفه. وفي المثل: الرشف أنقع؛ أي إذا ترشفت الماء قليلاً قليلا كان أسكن للعطش. وقال أبن فارس: الرشف: استقصاء الشرب حتى لا يدع في الإناء شيئاً. والرشوف: المرأة الطيبة الفم. وقال ابن الأعرابي: الرشوف من النساء: اليابسة المكان. وقال الأصمعي: الرشوف: الناقة التي ترشف بمشرفها: أي تأكل. وقال أبن الأعرابي: أرشف الرجل ريق جاريته ورشفة ترشيفاً: أي مصه، مثل رشفه رشفاً. والترشف: التمصص. والارتشاف: الامتصاص. والتركيب يدل على تقصي شرب الشيء. رصف الرصفة - بالتحريك -: واحدة الرصفح وهي حجارة مرصوف بعضها إلى بعض في مسيل. وفي حديث زيادٍ أنه بلغه قول المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -: لحديث من عاقل أحب إلي من الشهد بماء رصفة فقال: أكذاك هو؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟! فلهو أحب إلي من رثيته فتئت بسلالة من ماء ثغب في يومٍ ذي وديقة ترمض فيه الآجال. وقال العجاج: من رَصَفٍ نازَعَ سَيْلاً رَصَفا ... حتّى تَناهى في صَهَارِيْجِ الصَّفا يقول: مزج هذا الشراب من ماء رصف نازع رصفاً آخر؛ لأنه أصفى وأرق، فحذف الماء وهو يريده فجعل مسيله من رصف إلى رصف منازعة منه إياه. والرصفة: واحدة الرصاف وهي العقب الذي يلوى فوق الرعظ. ومنه الحديث: ثم نظر في رصافة فلم ير شيئاً، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب س ب د. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه أهدى له يكسوم أبن أخي الأشرم سلاحاً فيه سهم لغب وقد ركبت معبلة في رعظه، فقوم فوقه وقال: هو مستحكم الرصاف وسماه قتر الغلاء. والرصف - بالتسكين -: المصدر منهما جميعاً، تقول: رصفت الحجارة في البناء أرصفها رصفاً: إذا ضممت بعضها إلى بعض، ورصفت السهم رصفاً: إذا شددت على رعظه عقبة، ومنه حديث النبي - صلى اله عليه وسلم - أنه مضغ وتراً في رمضان ورصف به وتر قوسه. وقال رجل من أهل المدينة - على ساكنيها السلا -: وأثْرَبيُّ سِنْخُهُ مَرءصُوْفُ وانشد الليث لامرئ القيس: رَمَتْني فأصَابَتْني ... بِنَبْلٍ غَير مَرْصُوفَهْ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لم أجده في شعر امرئ القيس بن حجر. وقال ابن عباد: المرصوف من النساء: الصغيرة الهنة لا يصل إليها الرجل، وقيل: هي الضيقة الفرج. والمرصافة: المطرقة؛ لنه يرصف بها المطروق أي يضم ويلزق. وفي حديث معاذ - رضي الله عنه -: ضربه بمرصافة، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب وخ ط. ويقال: هذا أمر لا يرصف بك: أي لا يليق بك. وتقول للقائم في الصلاة: رصف قدميه: أي ضم إحداهما إلى الأخرى. والرصوف: المرأة الضيقة الفرج. وعمل رصيف بين الرصافة: أي محكم، وقد رصف - بالضم -. وجواب رصيف: ولا يفارقه. وقال الليث: الرصافة والرصفة: عقبة تلوى على موضع الفوق من الوتر وعلى أصل نصل السهم. والرصافة: في عدة مواضع: رضافة الشام وهي رصافة هشام بن عبد الملك غربي الرقة. ورصافة الحجاز وهي عين فيها نز، قال أمية بن أبي عائذٍ الهذلي يصف حماراث وآتنه: يَؤُمُّ بها وانْتَحَتْ للنِّحاءِ ... عَيْنَ الرُّصَافَةِ ذاةَ النِّجَالِ ويروى: " عَيْنَ الضُّرافة ". ورصافة بغداد ورصافة البصرة. ورصافة واسط. ورصافة الكوفة. ورصافة نيسابور. ورصافة اليمن قرية من أعمال ذمار. ورصافة قرطبة من بلاد المغرب.

رضف

وقال أبن عباد: الرصاف: العصب من الفرس، الواحد: رصيف، وقيل: هي عظام الجنب لتراصفها. وهي أيضاً: كهيئة المراقي في عرض الجبل، وجمعه الرصف. قال: وفي ركبة الفرس رصفتان: وهما عظمان فيهما مستديران منقطعان عن العظام. وقال الجمحي: رصف - بضمتين - وقال غيره: رصف - بالتحريك -: موضع. وقال ابن الأعرابي: الرصفاء من النساء: الضيقة الملاقي؛ مثل الرصوف. وارصف الرجل: إذا مزج شرابه بماء الرصف وهو الذي ينحدر من الجبال على الصخر فيصفو. وتراصف القوم في الصف: أي قام بعضهم إلى لزق بعض. والمرتصف: السد؛ عن أبن خالويه. ورجل مرتصف الأسنان: وهو المتقارب بينها. والتراصف: التلاصق. والتركيب يدل على ضم الشيء إلى الشيء. رضف الرضف: الحجارة المحماة يوغر بها اللبن، قال المستوغر واسمه عمرو ابن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة: يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلاتِ منها ... نَشِيْشَ في اللَّيَنِ الوَغيْرِ الواحدة: رضفة. وفي المثل: خذ ما عليها. وهي إذا ألقيت في اللبن لزق بها منه شيء؛ فيقال: خذ ما عليها فأن تركك إياه لا ينفع، يضرب في اغتنام الشيء يؤخذ من البخيل وغن كان نزراً. والرصيف: اللبن يغلى بالرضفة. وفي الحديث: فيه أثر الرضيف، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ح ص ر. وشواء مرضوف: يشوى بالرضف. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هنداً بنت عتبة - رضي الله عنها! - لما أسلمت أرسلت إليه بجديين مرضوفين وقد. القد: جلد السخلة، أراد: ملء هذا لبناً. وشبه حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - تتابع الفتن وفظاعة شأنها بالرضف حيث قال وذكر الفتن: أتتكم الدهيماء ترمي بالنشف ثم التي تليها ترمي بالرضف، والذي نفسي بيده ما أعرف لي ولكم إلا أن نخرج منها كما دخلنا فيها. ضرب رميها بالحجارة مثلاً لما يصيب الناس من شرها، ثم قال: ليس الرأي إلا أن تنجلي عنا ونحن في عدم التباسا بالدنيا كما دخلنا فيها. والمرضافة: الرضف. وفي حديث معاذ - رضي الله عنه -: ضربه بمرضافة - ويروى بالصاد المهملة وهي المطرقة -، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب وخ ط. وقال أبو عبيدة: يقال: جاء بمطفئة الرضف، قال: وأصلها أنها داهية أنستنا التي قبلها فأطفأت حرها، وقال غيره: مطفئة الرضيف شحمة إذا أصابت الرضفة ذابت فأخمدته. والقول ما قال أبو عبيدة. وقول الكميت: ومَرْضُوْفَةٍ لم تُؤنِ في الطَّبْخِ طاهِياً ... عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حِيْنَ غَرْغَرا المرضوفة في البيت: الكرش تغسل وتنظف وتحمل في السفر، فإذا أرادوا أن يطبخوا وليست معهم قدر قطعوا اللحم والقوه في الكرس، ثم عمدوا إلى حجارة فأوقدوا عليها حتى تحمى ثم يلقونها في الكرش. وقول الكميت أيضاً: أجِيْبُوا رُقى الأسي النِّطَاسيِّ واحْذَروا ... مُطَفِّئةَ الرَّضْفِ التي لا شَوى لها هي الحية التي تمر على الرضف فيطفئ سمه نار الرضف. والرضفة: عظم منطبق على الركبة. وقال الليث: الرضف: عظام في الركبة كالأصابع المضمومة قد أخذ بعضها بعضاً، الواحد: رضفة، ومنهم من يثقل فيقول: رضفة. وقال النضر في كتاب الخيل: وأما رضف ركبتي الفرس فما بين الكراع والذراع؛ وهي أعظم صغار مجتمعه في رأس أعلى الذراع. وقال الليث: الرضفة: سمة تكوى بحجارة حيثما كانت ورضفات العرب أربع: شيبان وتغلب وبهراء وإياد. وقال أبن عباد: رضف بسلحه: رمى به. وقال ابن دريد: رضفة الوسادة: ثنيها. وقال الأزهري: ربما رضفت العرب الماء بالرضف للخيل. والتركيب يدل على إطبقا شيء على شيء. رعف أبن دريد: رعف الرجل يرعف ويرعف رعفاً، والاسم: الرعاف، والرعاف: الدم بعينه. وقال غيره: رعف؟ بالضم -؛ وهي لغة ضعيفة، ولم يعرف الأصمعي رعف ولا رعف. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: من قاء أو رعف في صلاته فلينصرف وليتوضأ. وأصل الرعف: التقدم؛ من قولهم: فرس راعف: إذا كان يتقدم الخيل، فكأن الرعاف دم سبق فتقدم، قال الأعشى: به يَرْعُفُ اللفَ إذْ أُرْسِلَتْ ... غَدَاةَ الصَّبَاحِ إذا النَّقْعُ ثارا

رغف

وقال ابن دريد: سميت الرماح رواعف لأنها تقدم للطعن، وغن قلت أمها سميت رواعف لأنها ترعف بالدم أي يقطر منها إذا طعن بها؛ كان عربياً جيداً إن شاء الله. وانشد أبو عبيد الهروي: يَرْعُفُ الألْفَ بالمُدَجّجِ ذي القَوْ ... نَسِ حتّى يَؤوبَ كالتِّمْثالِ والمراعف: الأنف وما حواليه، يقال للمرأة: لوثي على مراعفك. وفعل فلان ذاك على الرغم من مراعفه، وهي مثل مراغمه. وأنوف رواعف، قال هدبة: تَضَمَّخْنَ بالجاديِّ حتّى كأنَّما ال ... أُنُوْفُ إذا اسْتَعْرَضْتَهُنَّ رَوَاعِفُ والراعف: طرف الأرنبة. وأنف الجبل، وقال عمرو بن الأشعث بن لجأ: حتّى تَرى العُلْبَةَ في اسْتِوَائها ... يَرْعُفُ أعْلاها من امْتِلائها كالقُطُنِ المَنْدُوْفِ من غُثَائها وقال أبو عمرو: الرعيف: السحاب الذي يكون في مقدم السحابة. وقال الفراء: الرعافي: الرجل الكثير العطاء. وقال ابن العرابي: الرعوف: المطار الخفاف. ويقال: بينا نذكره رعف به الباب: أي دخل، وهو من التقدم، ومنه حديث أبى قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري - رضي الله عنه -: أنه كان في عرس وجارية تضرب بالدف وهو يقول لها: أرعفي؛ أي تقدمي. وقال أبو عبيد: راعوفة البئر وارعوفتها: صخرة تترك في أسفل البئر إذا احتفرت تكون هناك، فإذا أرادوا تنقية البئر جلس المنقي عليها. ويقال: هي حجر يكون على رأس البئر يقوم عليها المستقي. وفي الحديث: أن سحر النبي - صلى الله عيه وسلم - جعل في جف طلعة ودفن تحت راعوفة البئر، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب. وقال أبن دريد: أرعف فلان فلاناً: إذا أعجله، زعموا، وليس بثبت. وأرعف القربة: أي ملاها، وكذلك العلبة؛ حتى يرعف منها الماء أو ما جعل فيها. وقال ثعلب: استرعف الرجل: إذا استقطر الشحمة وأخذ صهارتها. وفرس مسترعف: أي متقدم سابق. وفي حديث جابر: - رضي الله عنه -: يأكلون من تلك الدابة ما شاءوا حتى ارتفعوا: أي تقدموا وسبقوا، يقول: قويت أبدانهم فركبوا أقدامهم. والتركيب يدل على سبق وتقدم. رغف ابن دريد: الرغف: جمعك العجين أو الطين تكتله بيدك، يقال: رغفته أرغفة رغفاً: إذا جمعته، ومنه اشتقاق الرغيف، وجمع الرغيف: أرغفة ورغف ورغف ورغفان وتراغيف - وهذه عن أبن عباد - قال لقيط بن زراة: إنَّ الشِّوَاءَ والنَّشِيْلَ والرُّغُفْ ... والقَيْنَةَ الحسْناءَ والكَأسَ الأنفْ وصِفوَةَ القِدْرِ وتَعْجِيْل الكَتِفْ ... للطّاعِنيْنَ الخَيْلَ والخَيْلُ قُطُفْ ورغفت البعير أرغفه رغفاً: إذا لقمته البزر والدقيق وما أشبه ذلك. وأرغف فلان والغف: إذا حدد نظره. وكذلك أرغف السد وإلغف: إذا نظر نظراً شديداً. وفي النوادر: أرغفت في السير وإلغفت. رفف أبن دريد: رف الرجل المرأة يرفها رفاً: إذا قبلها بأطراف شفتيه، وانشد: واللهِ لولا رَهْبَتي أباكِ ... وهَيْبَتي من بَعْدِهِ أخاكِ إذَنْ لَرَفَّتْ شَفَتَايَ فاكِ ... رَفَّ الظِّباءِ ثَمَرَ الأراكِ وسئل أبو هريرة - رضي الله عنه - عن القبلة للصائم فقال: غني لرف شفتيها وأنا صائم، أي أمص وأرتشف. ومنه حديث عبيدة السلماني: وقال له محمد بن سيرين: ما يوجب الجنابة؟ قال: الرَّفُّ والاستملاق. أراد بالاستملاق المجامعة. والرف؟ أيضاً -: الإكثار من الأكل، والمرف: المأكل، والرف: المأكل. وروى بعضهم في حديث أم زرع: زوجي عن أكل رف - مكان لف -، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب غ ث ث. والرف: مصدر رففت الرجل أرفه رفاً: إذا أحسنت إليه أو أسديت إليه يداً. وفي المثل: من حفنا أو رفنا فليترك، وفي مثل آخر: فليقتصد. وقال أبن دريد: الرف المستعمل في البيوت عربي معروف، وهو مأخوذ من رف الطائر، غير أن رف الطائر فعل ممات ألحق بالرباعي فقيل: رفرف إذا بسط جناحيه. والجمع: رفوف ورفاف. وفي حديث عائشة - رضي الله عنها -: لقد مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما في رفي إلا شطر شعير. وقال أبن عباس - رضي الله عنهما -: أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحج، فقالت امرأة لزوجها: أحجني، قال: ما عندي، قالت: بع تمر رفك. وقال كعب بن الأشرف: إن رفافي تقصف تمراً من عجوة يغيب فيها الضرس. ورف من ضأن: أي جماعة.

والرف: الإبل العظيمة، ومنه الحديث: بعد الرف والوقير، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ج وح. ورف لونه يرف - بالكسر - رفيفاً ورفاً: أي برق وتلألأ، وأنشد أبن دريد: في ظِلِّ أحوى الظِّلِّ رَفّافِ الوَرَقْ وفي حديث عبد الله بن زِمْل الجُهَنِّي - رضي الله عنه -: على مرجٍ لم تَرَ عيني مثله يرف رفيفاً، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ك ب ب. وما أحسن رفَّتَه: أي بَريقه. وقال اللحيانيُّ: يُقال للقطيع من البقر: الرَّفُّ. وحُكِيَ عن الكِسَائي: الرَّفَّةُ: الاختلاجةُ وأنْشَدَ: لم أدرِ ألاّ الظَّنَّ ظَنَّ الغائبِ ... أبِكِ أمْ بالغَيْثِ رَفَّ حاجبي والرَّفَّةُ: الأكلة المُحْكَمَةُ. ويقال لكل مشرفٍ: رَفٌّ وقال أبن عَبّاد: الرَّفُّ أن تأتي المرأة بيتها إذا كان مُشَمَّراً فتزيد في أسفله خِرقَةً من بيوت الشَّعَرِ والوبر، وجمعه: رُفُوْفٌ. قال: والرَّفِيْفُ: الخِصْبُ، والسُّوْسَنُ. والرَّفِيْفُ: الرَّوْشَنُ. وقال شَمر في حديث عقبة بن صوحان: رأيت عثمان - رضي الله عنه - نازلاً بالأبطحِ وإذا فسطاطٌ مضروبٌ وسيفٌ معلق في رفيف الفسطاط وليس عنده سَيَّافٌ ولا جِلْوَاز. رَفِيْفُه: سقفه. وقال في قول الأعشى: وصَحِبْنا من آل جَفْنَةَ أمْلا ... كاً كِراماً بالشَّأْمِ ذاةِ الرَّفِيْفِ أراد: البساتين التي تَرِفُّ بنضارتها واهتزازها، وقيل: ذاةُ الرَّفِيْفِ سفنٌ كان يُعْبِرُ عليها؛ وهي أنْ تُشَدَّ سفينتان أو ثلاث للمَلِكِ. وثوبٌ رَفيْفٌ: نَدٍ. وشجرة رَفِيْفَةٌ: إذا تندت، قال الأعشى يصف ثغر امرأةٍ: ومَهَاً تَرِفُّ غُرُوْبُهُ ... يشفي المُتَيَّمَ ذا الحَرارَهْ وقال أبو عمرو: الرِّفافَةُ التي تُجْعَلُ في أسفل البيضة. وقال ابن دريد: الرُّفَّةُ - بالضم -: حُطامُ التبن أو التبن بعينه. ومن أمثالهم: استغنت التُّفَّةُ عن الرُّفَةِ، وقالوا: التُّفَةُ عن الرُّفَةِ. والرَّفَفُ - بالتحريك -: الرِّقَّةُ، يقال: ثوب رَفِيْفٌ بَيِّنُ الرَّفَفِ. وقال غيره: الرَّفُّ: حظيرة الشاء. ورَفَّ قلبي إلى كذا: أي ارتاح. ورَفَّ فلانٌ بفلانِ: أي أكرمه. ورَفَّتِ الحُوار أُمه: أي رَضِعها. ورَفَّ له: سعى بما عز وهان من خدمةٍ؛ يَرُفُّ ويَرِفُّ، رُفُوْفاً، ورَفِيْفاً عن أبن عباد. ورَفَّ له: أي هشَّ له في تَخَلُّبٍ وخضوع. ورَفُّوا به: أي أحدقوا. والرُّفارِفُ: السريع. والرَّفْرَفُ: ثياب خضر تتخذ منها المحابس، الواحدة: رَفْرَفَةٌ، وبعضهم يجعله واحدا، قال الله تعالى:) مُتَّكِئْين على رَفْرَفٍ خُضْرٍ (، وقيل: الرَّفْرَفُ فضول المحابس، وقال أبو عبيدة: الرَّفْرَفُ: الفًرًشُ، وقيل: الرَّفْرَفُ كل ما فضل فثُنِي. وفي حديث أبن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال في قوله تعالى:) لَقَدْ رأى من آيات رَبِّه الكُبْرى (: رأى رَفْرَفاً أخضر سد الأفق؛ أي بساطاً. والرَّفْرَفُ - أيضا -: كِسْرُ الخِبَاء. ورَفْرَفُ الدرع: ما فضل من ذيلها وتدلى من جوانبها، قال العجّاج: واجتاب بيضاء دِلاصاً زَغَفا ... وبيضة مَسْرُوْدَةً ورَفْرَفا وأنشد أبو عمرو: وإنا لنَزّالُون تغشى نِعَالَنا ... سوابغُ من أصناف ريطٍ ورَفْرَفِ ورَفْرَفُ الأيكة: ما تهدل من أغصانها. ودارَةُ رَفْرَفٍ - قال ثعلبٌ: هذا القول غير أبن الأعرابي، قال: وقال أبن الأعرابي: دارَةُ رُفْرُفٍ بالضم -: في ديار بني نُمَيْرٍ، قال الراعي: رأى ما أرَتْهُ يوم دَارَةِ رَفْرَفٍ ... لتصرعه يوماً هُنَيْدَةُ مصرعا وذَاةُ رَفْرَفٍ: وادٍ لبني سُليمٍ. وقال اللَّيْث: الرَّفْرًفُ: ضرب من السمك. وقال الأصمعي في قول مَعْقِلٍ الهُذلي يصف أسداً ويرثي بالقِطْعَةِ التي منها هذا البيت أخاه عمراً؛ وتُروى القِطْعَةُ للمُعِطَّل الهُذَلي أيضا: له أيكةٌ لا يأمن الناسُ غيبها ... حَمى رَفْرَفاً منها سِبَاطاً وخروعا إن الرَّفْرَفَ شجر مسترسل ينبت باليمن. والرَّفْرَفُ - أيضاً -: الرَّفُّ تُجْعَلُ عليه طرائف البيت. والرَّفْرَاف: طائر؛ وهو خاطف ظله عن أبن سلمة، وربما سموا الظليم بذلك لأنه يُرَفْرِفُ بجناحيه ثم يعدو.

رقف

وأرَفت الدجاجة على بيضها: بسطت عليه جناحيها. وقال أبن عباد: الرَّفْرَفَةُ: الصوت. ورَفْرَفَ الظَّلِيمُ: إذا حرَّك جناحيه حول الشيء يريد أن يقع عليه. وقال أبن عباد: أرْتَفَّ: أي برق. والتركيب يدل على المَصِّ وما أشبهه؛ وعلى الحركة والبريق، وقد شذ عنه الرَّفُّ للقطيع من الإبل والشاء والبقر. رقف أبن الأعرابي: الرُّقُوْفُ: الرُّفُوْفُ، يقال: رأيته يُرْقَفُ من البرد: أي يُرْعَدُ. وقال الأزهري: تَرْقُفُ: أسم امرأة أو بلد، ومنه العباس أبن الوليد التَّرْقُفِيُّ. وقال الأزهري: القَرْقَفَةُ: الرِّعْدَةُ؛ مأخُوذة من الإرْقَافِ؛ كُرِّرت القاف في أولها، فعلى ما ذكر الأزهري وزنه عَفْعَلٌ وهذا الفصل موضع ذكره لا فصل القاف. وقال أبو مالك: أُرْقِفَ الرجل - على ما لم يُسَمَّ فاعله - وقف قُفُوْفاً: وهما القشعريرة. ركف شَمِرٌ: ارتكف الثلج: إذا وقع فثبت في الأرض. رنف أبو عبيد: الرَّنْفُ والرَّنَفُ: بَهْرَامَجُ البر، وقال غيره: الرَّنْفُ: من شجر الجبال. وفي مقتل تأبط شراً: أن الذي رماه لاذ منه بِرَنْفَةٍ؛ فلم يزل تأبط شراً يخذِمُها بالسيف حتى وصل إليه فقتله ثم مات من رميته، قال أوس بن حجر يذكر نبعة: تعلمها في غِيْلِها وهي حظوةٌ ... بوادٍ به نبع طوال وحثيل وبانٌ وظَيَّانٌ ورَنْفٌ وشَوحَطٌ ... ألفُّ أثْيِتٌ ناعِمٌ مُتَغَيّلُ أي صار غيلاً، ويُرْوَى: " مُتَعَبِّلُ " أي قد سقط ورقه. وهذه كلها من شجر الجبال. وقال الدِّيْنَوَرِيُّ: أخبرني أعرابي من أهل السَّرَاةِ قال: الرَّنْفُ هو هذا الشجر الذي يقال له الخِلاَفُ البَلْخِيُّ وهو بعينه. والرَّنْفُ: ما ينضم ورقه إلى قضبانه إذا جاء الليل وينتشر بالنهار. والرَّانِفَةُ: أسفل الألْيَة وطرفها الذي يلي الأرض من الإنسان إذا كان قائماً، وقيل: الرّانِفَةُ ما سأل من الألْيَةِ على الفخذين، وفي حديث عبد الملك بن مرْوان أنه قال له رجل: خرَجتْ بي قَرْحَةٌ؛ فقال: في أي موضع من جسدك؟ قال: بين الرّانِفَةِ والصفن، فأعجبه حُسْنُ ما كنَى، قال عنترة بن شداد يهجو عمارة بن زياد العبسي: مَتَا ما تلقني فَرْدَيْنِ ترجف ... رَوَانِفُ ألْيَتَيْكَ وتُسْتَطارا وقال أبو حاتم: رانِفَةُ الكبد: ما رَقَّ منها. وقال اللِّحْياني: رَوَانِفُ الأكمام رؤوسها. والرّانِفَةُ أيضاً: طرف غضروف الأذن، وألْيَةُ اليد، وجُلَيْدَةُ طرف الروثة. والرَّوَانِفُ: أكسيةٌ تُعَلَّق إلى شقاق بيوت الأعراب حتى تلحق بالأرض، الواحدة: رَانِفَةٌ. وقال أبن عباد: رَانِفُ كل شيء: ناحيته. والمِرْنَافُ: سيف الحَوْفَزَانِ بن شريك، وهو القائل فيه: إن يكن المِرْنَافُ قد فل حَدَّه ... جِلادِي به في المأزقِ المتلاحمِ تَوَارَثَه الآباء من قبل جُرْهم ... فأردفه قدّي شؤونَ الجمَاجِمِ وأرنفت الناقة بأذنيها: إذا أرْخَتْهُما من الإعياء، وفي الحديث: أنه كان إذا نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - الوحي وهو على القصواء تذرف عيناها وتُرْنِفُ بأذُنَيْها من ثقل الوحي. وقال أبن عبّاد: أرْنَفَ البعير: إذا سار فحرَّك رأسه فتقدمت جِلْدَةُ هامته. وجاءني الرجل مُرْنِفاً: أي مسرعاً. والتركيب يدل على ناحية من الشيء. روف أبن الأعرابي: الرَّوْفَةُ الرحمة. وقال ابن دريد: الرَّوْفُ مصدر رافَ يَرُوْفُ رَوْفاً لمن ترك الهمز، قال: وقال قوم: بل الرَّوْفُ من السكون وليس من قولهم: رَؤُفٌ رحيم؛ ذاك من الرَّأْفَةِ؟ مهموز -، إلا أنه في لغة من لم يَهْمِزْ: رَوْفٌ، وقرأ الحسن البصري والزُّهري:) لَرَوُفٌ (بالتليين، وظنه بعضهم أنهما قرآه بالواو؛ وهو وَهمٌ، لأن الكلمة مهموزة، والهمز المضموم إذا لُيِّنَ أشبه بالواو، وقرأ أبو جعفر: " لَرَوُوْفٌ " بتليين همزة مُشْبعةٍ. ورَافَ يَرَافُ - مثال نالَ يَنَالُ - لغة في رَأفَ يرْأفُ، ويُروَى قول القطامي: وراف سُلافٍ شعشع التَّجْرُ مزجها ... لِنُحمى وما فينا عن الشُّربِ صادفُ بالهمز وتركه، ويفسرونه بالخمر، والرواية الصحيحة: ورَاحٍ. رهف ابن دريد: الرُّهَافَةُ - بالضم -: موضع زعموا.

ريف

وقال غيره: رَهُفَ الشيء - بالضم - يَرْهُفُ رَهَافَة ورَهَفاً؛ فهو رَهِيْفٌ، ورَهَفْتُ السيف رَهْفاً: دققته؛ فهو رَهِيْفٌ ومَرْهُوْفٌ. وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - وذكر مجيء عامر بن الطفيل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: وكان عامر مَرْهُوْفَ البدن. أي مُرْهَفَه دقيقه. وأرْهَفْتُ سيفي: أي رقَّقتُ شفرتيه. وقال ابن دريد: فرس مُرْهَفٌ: خامص البطن متقارب الضلوع، وهو عيب. ريف الرِّيْفُ: أرض فيها زرع وخصب. وقال الليث: الرِّيْفُ الخصب والسعة في المأكل والمشرب. وقال غيره: الرِّيْفُ ما قارب الماء من أرض العرب. وقال غيره: الرِّيْفُ حيث تكون به الخضر والمياه والزروع. ورَافَ البدوي يَرِيْفُ: إذا أتى الرِّيْفَ، قال: جوابُ بيدٍ ألِفٌ عزُوْفُ ... لا يأكل البَقْلَ ولا يَرِيْفُ ولا يرى في بيته القَلِيْفُ ورَافَتِ الماشية: إذا رعت الريف. وذكر الأزهري: الرّاف الخمر؛ في هذا التركيب. وأرض رَيِّفَةٌ؟ بتشديد الياء - أي خصبة. وأرَافَتِ الأرض وأرْيَفَتْ: إذا أخصبت. وأرْيَفْنَا: أي صرنا إلى الريف. وتَرَيَّفْنا: أي حضرنا القرى ومعين الماء. وقال ابن عبّاد: رَايَفَ للظِّنَّةِ: أي قارَفَها وطَنَّفَ لها. والتركيب يدل على خصبٍ وخيرٍ. زأف ابن دريد: زَأفْتُ الرجل أزْأفه زَأْفاً: إذا أعجلته، وهو الزُّؤافُ. وقال الكِسَائي: موت زُؤافٌ وزُعَافٌ وزُؤامٌ: أي وحي، وكذلك السم. وأزْأفْتُ عليه: أي أجهزت عليه. وأزْأفَ فلاناً بطنه: أي أثقَلَه فلم يقدر أن يتحرك. زحف زَحَفَ إليه يَزْحَفُ زَحْفاً وزُحُوْفاً وزَحَفَاناً: مشى. والزَّحْفُ: الجيش يَزْحَفُوْنَ إلى العدو. وقوله تعالى:) إذا لَقِيْتُم الذين كفروا زَحْفاً (أي لقيتموهم زاحِفِيْنَ؛ وهو أن يَزْحَفُوا إليهم قليلاً قليلا. ويقال: زَحَفَ الدَّبى: إذا مضى قدماً. والزّاحِفُ: السهم الذي يقع دون الغرض ثم يَزْحَفُ إليه، والصبي يَزْحَفُ على الأرض قبل أن يمشي، والبعير إذا أعيا فجر فِرْسِنَه؛ يقال: هو يَزْحَفُ وهي ابل زواحف؛ الواحدة: زاحِفَةٌ، قال الفرزدق: مُسْتَقْبلين شمال الشَّأْم تضرِبُنا ... بحاصبٍ كنديف القطن منثورِ على عمائِمنا يُلقى وأرْحُلِنا ... على زَوَاحِفَ نُزْجيها مَحَاسِيرِ ومَزَاحِفُ السحاب: حيث وقع قطره وزحف إليه، قال أبو وجزَةَ: أخلى بلِيْنَةَ والرَّنْقَاءِ مرتعه ... يقرُو مَزَاحِفَ جَونِ ساقط الرَّبَبِ أراد: ساقط الرباب؛ فقصره. وكذلك مَزَاحِفُ القوم، قال ساعدة بن جؤية الهذلي: أنحى عليها شُرَاعِيّاً فغادرها ... لدى المَزَاحِفِ تلّى في نضوخِ دمِ والمُزَيْحِفَةُ: من قرى زَبِيْدَ. وزُحَيْفٌ - مصغراً -: جبل بين ضريَّةَ ومغيب الشمس وبجانبه بئر يقال لها بئر زُحَيْفٍ، قال: نحن صبحنا قبل من يُصَبِّحُ ... يوم زُحَيْفٍ والأعادي جُنَّحُ كتائباً فيها بُنُود تلمحُ والزَّحُوْفُ من النوق: التي تجر رجيلها إذا مشت. ونار الزَّحْفَتَيْنِ: نار الشِّيحِ والألاء، لأنه يُسرِعُ الاشتعال فيهما، وقيل لامرأة من العرب: ما لنا نراكُنَّ رُسحاً؟ قالت: أرسَحَتنا نار الزَّحْفَتَيْنِ، أي نار العَرفَج لأنها سريعة الالتهاب؛ فحين تلتهب تَتَنَجّى فإذا خمدت رجعت إليها. وقال ابن عبّاد: الزَّحَنْفَفَةُ من الرجال: الذي يكاد عُرْقُوْباه يصطكان، وهو - أيضاً - الذي يزْحَفُ على الأرض. ورجل زُحَفَةٌ زُحَلَةٌ؟ كتُؤَدةٍ -: لا يسيح في البلاد. وقد سموا زاحِفاً وزَحّافاً - بالفتح والتشديد -. وأزْحَفَ البعير: أعْيا فهو مُزْحِفٌ؛ وإذا كان ذلك عادته فهو مِزْحَافٌ، قال العجاج يصف الكلاب والثور: وأوغَفَتْ شوارعاً وأوغَفا ... مِيْلين ثم أزْحَفَتْ وأزْحَفا وفي الحديث: وأن راحلته أزْحَفَتْ من الإعياء: أي قامت منه، قال أبو زبيد حرملة بن المنذر الطائي يرثي عثمان - رضي الله عنه -: كأنهن بأيدي القوم في كَبدٍ ... طيرٌ تكشف عن جون مَزَاحِيْفِ وأزْحَفَ لنا بنو فلان: صاروا زَحفاً. وقال أبو الصقر: أزْحَفَ الرجل: إذا انتهى إلى غاية ما طلب وأراد.

زحقف

وقال ابن دريد: تَزَاحَفَ القوم في القتال: إذا تَدَانَوا. والزَّحَاف في الشِّعر: أن يسقط بين الحرفين حرف فَزَحَفَ أحدهما إلى الآخر، يقال: شِعرٌ مُزَاحَفٌ. وتَزَحَّفَ إليه: تمشّى، قال: لِمَن الظَّعائن سيرهن تَزَحُّفُ ... عوم السَّفِيْنِ إذا تقاعس يحذَفُ وكذلك أزْدَحَفَ. والتركيب يدل على الاندفاع والمضي قدماً. زحقف أبو زيدٍ: الزَّحَنْقَفُ - مثال جَحَنْفَلٍ -: الذي يَزْحَفُ على أسْتِه، والقياس من جهة الاشتقاق: الزَّحَنْفَفُ - بفاءين -، قال الأغلب: طلة شيخٍ أرسحٍ زَحَنْقَفِ ... له ثنايا مثلُ حَبِّ العُلَّفِ فبَصُرَتْ بناشئٍ مهفهفِ ... يبتَزُّها الأمرَ إذا لم تحلفِ وقوله: " أرْسَحٍ " يُقَوّي كونه بفاءين، وذكره الأزهري في الخماسي، ولو كان بفاءين لكان موضع ذكره الثلاثي. زحلف الأصمعي: الزُّحْلُوْفَةُ: آثار تزلج الصبيان من فوق التل إلى أسفله، وهي لغة أهل العالية، وتميم تقوله بالقاف، قال الكُمَيْتُ: ووصلهنَّ الصِّبى إن كنتَ فاعلهُ ... وفي مقام الصِّبى زُحْلُوْفَةٌ زَلَلُ يقول: مكان الصِّبى مَزِلَّةٌ بمنزلة الزُّحْلُوْفَةِ، وقال آخر: لِمَن زُحْلُوْفَةٌ زُلٌّ ... بها العينان تنهلُّ وقال أوس بن حجر: يُقَلِّبُ قَيْدُوداً كأن سراتها ... صفا مُدْهُنٍ قد زَلَّقَتْه الزَّحالِف المُدْهُنُ: نُقرَةٌ في الجبل يَستنقِعُ فيها الماء، قال مزاحم العُقيلي: بَشَاماً ونبعاً ثم مِلْقى سِبالِهِ ... ثِمادٌ وأوشالٌ حمتها الزَّحالِفُ والزَّحالِفُ: دواب صغار لها أرجل تُشبِهُ النمل. وقال ابن عباد: حُمرٌ زَحَالِفُ الصُّقْلِ: أي مُلْسُ مالبطون سِمانٌ. قال: والزُّحْلُوْفُ: الصفا الأملس يُشبَّهُ المَتْنُ السمين به، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإيادي: ومَتنانِ خظاتان ... كَزُحْلُوْفٍ من الهضب والزِّحْلِيْفُ: المَزْلَقَةُ. والزَّحْلَفَةُ: كالدحرجة والدفع، يقال: زَحْلَفْتُه فتَزَحْلَفَ، قال العجّاج: والشمسُ قد كادت تكون دنَفَا ... أدفعها بالراحِ كي تَزَحْلَفا والزَّحْلَفَةُ في الكلام: السرعة فيه. وزَحْلَفْتُ الإناء: مَلأتُه. وزَحْلَفْتُ له عشرة: أعطيتها إياه. وإزْحَلَفَّ وازْلَحَفَّ: إذا تنحى. زخرف الزُّخْرُفُ: الذهَبُ، قال الله تعالى:) أو يكون لكَ بيت من زُخْرُفٍ (، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه لم يدخُل الكعبة يوم الفتح حتى أمر بالزُّخْرُفِ فَمُحيَ وأمر بالأصنام فَكُسِرتْ. أراد النقوش والتصاوير التي زُيِّنَتْ بها الكعبة وكانت بالذهب. وقوله تعالى:) زُخْرُفَ القولِ غُرورا (أي زِيْنتَه وحُسْنَه بترقيشِ الكذب، ومنه قوله تعالى:) إذا أخذت الأرضُ زُخْرُفَها (أي تَزَينتْ بألوان نباتِها، والزُّخْرُفُ كمال حُسْنِ الشيء. وقال الليث: الزَّخارِفُ: ما يُزَخْرَفُ به السُّفُنُ. والزَّخارِفُ: دويبات تطير على الماء ذوات أربع مثل الذباب. وزَخارِفُ الماء: طَرَائقُه. وزَخْرَفْتُ الشيء: زَيَّنْتُه، قال العجاج: يا صاح ما هاج العيون الذُّرَّفا ... من طلل أمسى تخال المصحفا رُسُومه والمُذهَبَ المُزَخْرَفا وتَزَخْرَفَ الشيء: تَزَيَّنَ. زخف الخارْزَنْجِيُّ: الزَّخِيْفُ مثل الجَخِيْفِ: وهو الكِبْرُ والزَّهْوُ؛ والفخر أيضاً، وقال الأزهري: يقال زَخَفَ يَزْخَفُ: إذا فَخَرَ، ورجل مِزْخَفٌ: فخورٌ، قال المُعَطلُ الهُذليُّ يخاطب عامر بن سدوسٍ الخناعي: وأنت فتاهُم غير شكٍ زعمتَهُ ... كفى بكَ ذا بَأْوٍ بنفسك مِزْخَفا وقال ابن الأعرابي: التَّزْخِيْفُ أخذ الإنسان عن صاحبه بأصابعه البَشِيْذَقَ. وقال ابن عباد: التَّزْخِيْفُ في الكلام: الإكثار منه. والتَّزَخُّفُ: التَّحَسُّنُ والتَّزَيُّنُ. زدف ابن عباد: أزْدَفَ الليل: بمعنى أسْدَفَ. زرف ابن دريد: الزيادة في الشيء، يقال زَرَفَ الرجل في حديثه: إذا زاد فيه. وقال غيره: زَرَفَتِ الناقة: أسرعت، وكذلك زَرَفَتْ، فهي زَرُوْفٌ ورَزُوْفٌ. وقال الليث: ناقة زَرُوْفٌ: طويلة الرجلين واسعة الخطو.

زرقف

وقال ابن فارس: زَرَفَ إذا قَفَزَ. والمَزْرَفَةُ: من قرى بغداد. وقال ابن الأعرابي: زَرَفْتُ إليه ورَزَفْتُ إليه: أي تقدمت إليه. وزَرِفَ الجرح - بالكسر - زَرَفاً - بالتحريك - أي غَفَرَ وانتفضَ بعد البُرْء. والزَّرَافَةُ - بالفتح -: الجماعة من الناس، وكان القَنَاني يقولها بتشديد الفاء، قال قريط بن أُنَيْفٍ: قومٌ إذا الشرُّ أبدى ناجِذَيْهِ لهم ... طاروا إليه زَرَافاتٍ ووُحدانا وفي حديث الحجاج: إياي وهذه السُّقَفَاء والزَّرَافاتِ؛ فإني لا أأْخُذُ أحداً من الجالسين في زَرَافَةٍ إلا ضربت عنقه. وقال ابن دريد: الزُّرَافَةُ - بضم الزاي -: دابة، ولا أدري أعربية صحيحة أم لا؟ قال: وأكثر ظني أنها عربية؛ لأن أهل اليمن يعرفونها من ناحية الحبشة. وقال غيره: هي الزَّرَافَةُ والزُّرَافَةُ بالفتح والضم والفاء تُشدَّدُ وتُخَفَّفُ في الوجهين. ويقال لها بالفارسية: شُتُرْكاوْبِلَنْك: أي فيها مشابه من البعير والبقر والنمر. وقال أبو مالك: الزَّرّافات - بالفتح وتشديد الراء وتخفيف الفاء -: المَنَازِف الذي يُنْزَفُ بها الماء للزرع وما أشبه ذلك، وأنشد: من الشام زَرّافاتُها وقصورها وأزْرَفْتُ الناقةَ: حَثَثْتُها، قال: يُزْرِفُها الإغواء أي زَرْفِ وقال ابن الأعرابي: أزْرَفَ الرجل: إذا اشترى الزُّرَافَةَ. قال: وأزْرَفَ وأرْزَفَ: إذا تقدم. والتَّزْريْفُ: الزيادة في الحديث كالزَّرْفِ، وقال الأصمعي: كان يقال إن ابن الكلبي كان يُزَرِّفُ في الحديث: أي يزيد فيه. وإذا ذرع الررجل ثوباً فزاد قيل: زَرَّفْتَ وزَلَّفْتَ. وزَرَّفَ على الخَمسِينَ: إذا أربى عليها. وزَرَّفْتُ الرجل عن نفسي: أي نَحَّيْتُه. وخِمْسٌ مُزَرِّفٌ: أي متعب، قال مُلَيْحُ بن الحكم الهُذلي: فراحوا بريداً ثم أمسوا بِشلَّةٍ ... يسير بها للقوم خِمسٌ مُزَرِّفُ والتَّزْرِيْفُ - أيضاً -: التنفيذ. وانْزَرَفَتِ الريح: مضت؛ والقوم: ذهبوا مُنْتَجِعين. والإنْزِرَافُ: النفوذ. والتركيب يدل على سعيٍ وحركة. زرقف ابن دريد: الزَّرْقَفَةُ: السرعة، وقال غيره: ازْرَنْقَفَتِ الإبل وادْرَنْقَفَتْ: أي اسرعت. زعف زَعَفَه يَزْعَفْه زَعْفاً: أي قتله مكانه. وسم زُعافٌ وزُؤافٌ وذُعَافٌ: أي قاتلٌ، وكذلك موت زُعَافٌ. وقال ابن الأعرابي: الزُّعُوْفُ: المَهَالِك. وقال أبو عمرو: المِزْعافَةُ والمِزْعامَةُ: الحية. وقال ابن عباد: حِسيٌ مَزْعَفٌ: ليس بعذبٍ. وقال ابن فارس: زَعَفَ في حديثه: أي كَذَبَ. وقال الخَارْزَنْجِي: أزْعَفْتُ عليه: أجهزت عليه، وموتٌ مُزْعِفٌ: قاتل. وقال الأصمعي: سيفٌ مُزْعِفٌ: لا يُطني أي لا يُبقي. وقال الأزهري: كان عبد الله بن سَبْرَةَ أحد الفُتاك في الإسلام، وكان له سيفٌ سماه المُزْعِفَ، وفيه يقول: عَلَوتُ بالمُزْعِفٍ المأثورِ هامتهُ ... فما استجاب لداعِيْهِ وقد سَمِعا قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: قرأت في كتاب السيوف لأبن الكَلْبيِّ بخطِّ محمد بن العباس اليزيدي: المُرْعِف؛ وتحت الرّاء علامة نُقْطةٍ احترازا من الزاي. وقال الأصمعي: أزْعَفْتُه وازْدَعَفْتُه: إذا أقْعَصْته. زعنف الزِّعْنِفَةُ: - بالكسر -: القصير. والزِّعْنِفَةُ: طائفة من كل شيء، والجمع: زَعَانِفُ. وإذا رأيت جماعةً ليس أصلهم واحداً قلت: إنما هم زَعانِفُ، بمنزلة زَعانِفِ الأديم وهي في نواحيه حيث تُشَدُّ فيه الأوتاد إذا مدَّ في الدباغ. وفي حديث عمرو بن ميمون: إياكم وهذه الزَّعانِيْفَ مالذين رغبوا عن الناس وفارقوا الجماعة. وقال المبرد: الزَّعانِفُ أصلها أجنحة السمك، فقيل للأدعياء: زَعَانِفُ لأنهم التصقوا بالصميم كما التصقت تلك الأجنحة بعظم السمك، وأنشد لأوس بن حجر يصف حماراً: فما زال يفري البيد حتى كأنما ... قوائمه في جانبيه الزَّعانِفُ والياء في قول عمرو في الزَّعانِيْفِ إشباع كسرةٍ، وأكثر ما تجيء في الشِّعر. وقال ابن الأعرابي: الزَّعانِفُ ما تَخَرَّقَ من أسافل القميص يُشَبَّهُ به رذال الناس، وأنشد لمزاحم العقيلي: وطِيرِي بمِخْرَاقٍ أشمَّ كأنه ... سليمُ رِماحٍ لم تلده الزَّعانِفُ

زغرف

طِيرِي: أي اعلقي، والمِخْرَاقُ: الكريم لم تنله زَعَانِفُ النساء أي لم يتزوج لئيمة قط، سليم رِماحٍ: أي قد أصابته الرِّماح مثل سليم الحَيَّةِ. وزَعْنَفْتُ العروس وزَهْنَعْتُها: إذا زينتها. زغرف ابن عباد: بحرٌ زَغْرَفٌ: كثير الماء. وقال الأصمعي في قول مزاحم العقيلي: كصَعْدَةِ مُرّانٍ جرى تحت ظلها ... خليج أمدَّتْهُ البحار الزَّغارِفُ ويُروي " الزَّعارِفُ " مهملة، وروى أبو حاتم: " المَحَاذِفُ " وقال: لا أعرف الزَّغارِفَ ولا الزَّعارِف. زغف ابو عمرو: الزَّغْفُ: السحاب الذي قد هَرَاقَ ماءه وهو مجلل السماء. والزَّغْفَةُ والزَّغَفَةُ؟ تُسكَّنُ وتحرك -: الدرع اللينة، وقال الشيباني: الواسعة، وقال الليث: المحكمة، يقال، درع زَغْفٌ ودُرُوْعٌ زَغْفٌ، وقال ابن دريدٍ: وإن جُمِعَتْ على أزغافٍ وزُغُوْفٍ كان عربياً، إن شاء الله تعالى. وقال غيره: الجمع زَغْفٌ وزَغَفٌ، قال طريف بن تميم العنبري: تحتي الأغرُّ وفوق جِلدِي نثرة ... زَغْفٌ ترُدُّ السيف وهو مُثَلمُ وقال الربيع بن أبي الحُقيق. رُبَّ عَمٍّ لي لو أبصرته ... حَسَنِ المشية في الدرع الزَّغَفْ وقال ابن شُمَيْلٍ: الزَّغَفُ: الرقيقة الحسنة السلاسل. وقال الليث: رجل مِزْغَفٌ: وهو الجَزّاف المنْهُوْمُ الرغيب يَزْدَغِفُ كل شيء. والزَّغَفُ: دُقَاقُ الحطب. وقال الدينوري: الزَّغَفُ: أطراف الشجرالضعيفة؛ الواحدة: زَغَفَةٌ، قال: وقال لي بعض بني أسدٍ: يقال لأعالي الرِّمثِ الزَّغَفُ وذلك إذا عسا؛ قال: وحينئذ يُتَّخَذُ منه القِلي، قال: وقال بعض الرُّواة: الزَّغَفُ حطب العرفج من أعاليه وهو أخبثه وأردوه، وخشب العرفج ضِرَامٌ لا جمر له. وقال أبو زيد: زَغَفَ لنا مالاً كثيراً: أي غَرَفَ. وقال ابو مالك: رجل زَغّافٌ وقد زَغَفَ كلاماً كثيراً: إذا كان كثير الكلام. وقال ابو عبيدة: زَغَفَ لنا فلان في الحديث: إذا حدث فزاد فيه وكذب. وقال أبن السِّكِّيت: أظن اشتقاق الزَّغْفِ للدرع الواسعة الطويلة اللينة من هذا. وازْدَغَفَ: أي أخذ كثيراً. والتركيب يدل على سعة وفضل. زفف زَفَفْتُ العروس إلى زوجها أزفُّها: أي هديتها: زَفّاً وزِفافاً. وقال ابن دريد: يقال جئتك زَفَّةً أو زَفَّتَيْنِ - بالفتح -: أي مرة أو مرتين. ويقال: زَفِيْفُ الظَّليم ابتداء عدوه، يقال: زَفَّ الظليم يَزِفُّ - بالكسر - زَفيْفاً: أي أسرع، وكذلك زَفَّ القوم في مشيتهم، قال الله تعالى:) فأقْبَلُوا إليه يَزِفُّونَ (أي يُسرعون إلى إبراهيم - صلوات الله عليه -. وكذلك الزَّفُّ، وأنشد أبن دريد. فطالما سُقْنا المَطِي زَفْا ... ليلاً وانتِ تقرعين الدُّفّا وتخضبينَ معصماً وكَفّا ويقال للطائش الحِلْمِ: قد زَفَّ رَأْلُه. والريح تَزِفُّ: وهو هبوب ليس بالشديد ولكنه في ذلك ماضٍ. وقال الليث: زَفَّ الطائر في طيرانه زَفِيْفاً: إذا ترامى بنفسه، قال: وترى المُكّاءَ فيه ساقطاً ... لَثِقَ الريش إذا زَفَّ زقا وقوله: زَفِيْفَ الزُّبانى بالعجاج القواصف يصف هبوب الريح عند طلوع زُبانى العقربِ. ويقال للنعامة زَفُوْفٌ لسرعتها، قال الحارث بن حِلِّزَةَ اليشكري: بِزَفُوْفٍ كأنها هِقْلَةٌ أُم ... مُ رِءالٍ دَوِّيَّةٌ سَقْفَاءُ ويروى: " سَفْعَاءُ " أي سوداء، شبَّه ناقته بالنعامة. والزَّفُوْفُ - أيضاً -: فرسٌ كان للنعمان بن المنذر. والزَّفْزَفُ والزَّفْزَافُ: النعام الذي يُزَفْزِفُ في طيرانه، أي يُحَرِّكُ جناحيه ويعدو؛ وهو أول عدوها. وقال غيره: الزَّفْزَافَةُ: الريح التي تَسمَع لها صوتاً، قال مُزاحم العقيلي: صَبَاً وشمالاً نَيْرَجاً تعتَقِيْهما ... عَثانِيْنُ نوبات الجنوب الزَّفازِفِ وريح زَفْزَفٌ: سريعة، قال الأخطل: كأن ثياب البربري تطِيْرُها ... أعاصير ريحٍ زَفْزَفٍ زَفَيَانِ ويُروى: زَفْزَفَتْ. وقال ابن دريد: ريح زَفْزَفٌ وزَفْزَافٌ وزَفْزَافَةٌ: إذا كانت شديدة الهبوب دائمته. وقال أبن عباد: الزَّفْزَفُ والزَّفْزَافُ: الخفيف.

زقف

وقال غيره: الزُّفَّةُ - بالضم -: الزُّمْرَةُ، ومنها حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه صنع طعاماً في تزويج فاطمة - رضي الله عنها - وقال لبلالٍ - رضي الله عنه -: أدخلِ الناس عَلَيَّ زُفَّةً زُفَّةً. أي زُمْرَةً بعد زمرة. والمِزَفَّةُ: المِحَفَّة التي تُزَفُّ فيها العروس. وقال ابن عباد: الأزَفُّ والزِّفّانيُّ: السريع. وقال غيره: زَفَّ البرق: لمع. والزِّفُّ - بالكسر -: صغار ريش النعام والطائر. وقال ابن دريد: الزِّفُّ ريشٌ صِغار كالزغب تحت الريش الكثيف، قال: وقال بعض أهل اللغة: لا يكون الزِّفُّ إلا للنعام. وقال غيره: يقال هَيْقٌ أزَفُّ بَيِّنُ الزَّفَفِ: أي ذو زِفٍّ مُلتفٍّ. وأزْفَفْتُ العروس: مثل زَفَفْتُها. وأزَفَّ البعير: حمله على الزَّفِيْفِ. وقرأ الأعمش:) فأقْبَلُوا إليه يُزِفُّون (بضم الياء، ومعناه يجيئون على هيئة الزَّفِيْفِ بمنزلة المَزْفُوْفَةِ على هذه الحال. وقال الفرّاءُ: زَفَّ وأزَفَّ بمعنىً. وقال ابن عبّاد: أُزِفَّتِ العروس: مثل زُفَّتْ. وقال الليث: الزَّفْزَفَةُ تحريك الريح الحشيش وصوتها فيه، قال العجّاج: تَسْمَعُ للحلي إذا ما وَسْوَسا ... والتَجَّ في أجيادِها وأجْرَسا زَفْزَفَةَ الريح الحصاد اليَبَسا وقال ابن عباد: الزَّفْزَفَةُ شدة الجري. وقال غيره: الزَّفْزَفَةُ من سير الإبل: فوق الخَبَب، قال أمرؤ القيس: لَمّا ركبنا رَفَعْناهُنَّ زَفْزَفَةً ... حتى احتوينا سَوَاماً ثم أربابَهْ وقال ابن دريد: يقال سَمِعتُ زَفْزَفَةَ الموكب: إذا سمعت هَزِيْزَه. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: مالك يا أُمَّ السائبِ أو يا أُمَّ المُسَيَّبِ تُزَفْزَفِيْنَ؟ قالت: الحِمى لا بارك الله فيها، فقال: لا تسبي الحُمّى فإنها تُذهب خطايا بني آدم كما يُذْهِبُ الكِيْرُ خَبَثَ الحديد. أي تُرْعَدِيْنَ، وإن رُوِيَ " تَزَفْزَفِيْنَ " بفتح التاء فمعناه: ترتعدين. وقال ابن عباد: اسْتَزَفَّه السيل: اسْتَخَفَّه فذهب به. وازْدَفَفْتُ الحِمْلَ: احتملته. والتركيب يدل على خِفَّةٍ في كل شيء. زقف ابن عباد: الزَّقْفُ: التَّلَقُّفُ. وقال ابن دريد: الزُّقْفَةُ - بالضم -: من قولهم هذه زُقْفَتي أي لُقْفَتي التي التقفتها بيدي. وفي حديث عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - أنه قال: لمّا اصطفَّ الصَّفان كان الأشْتَرُ زُقْفَتي منهم، فائْتَخَذْنا، فوَقَعْنا إلى الأرض، فقلت: اقْتُلُوني ومالكا. أي أخذ كل واحدٍ منا صاحبه. ورُوِي أن الأشتر دخل على عائشة - رضي الله عنها - فقالت: يا أشْتَرُ أنت الذي أرَدْتَ قتل ابن أُختي؛ وكان قد ضرَبَه ضَرَبةً على رأسه، فقال: أعائش لولا أنني كُنتُ طاويا ... ثلاثا لألفيت لبن أختك هالكا غَدَاةَ يُنادي والرِّمَاحُ تنوشُهُ ... بآخر صوتٍ: اقتُلُوني ومالكا والازدِقافُ والتَّزَقُّفُ: التَّلَقُّفُ. وقال شَمِرٌ: يقال تَزَقَّفْتُ الكرة وتَلَقَّفْتُها بمعنى واحد، وهما أخذها باليد أو بالفم بين السماء والأرض. وعن معاوية - رضي الله عنه -: أنه لمّا بلغه أن عمر - رضي الله عنه - تولى الخلافة قال: لو بلغ هذا الأمر إلينا بني عبد منافٍ تَزَقَّفْنَاه تَزَقُّفَ الأُكْرَةِ. أي الكرة، والكرة أعْرَبُ، وقد جاءت الأُكْرَةُ في الشِّعر، قال: تبِيْتُ الفِرَاخُ بأكْنافِها ... كأن حواصِلَهُنَّ الأُكَرْ وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: يأخذ الله السماوات والأرض بيده يوم القيامة ثم يَتَزَقَّفُها تَزَقُّفَ الرُّمّانةِ. وقول مزاحم العقيلي: ويُضْرِبُ إضراب الشُّجَاعِ وعنده ... إذا ما التقى الزَّحْفَانِ خَطْفٌ مُزَاقِفُ زلحف ازْلَحَفَّ وازْحَلَفَّ وتَزَلْحَفَ وتَزَحْلَفَ: أي تَنحى. وفي حديث سعيد بن جبير: ما ازْلَحَفَّ ناكح الأمَةِ عن الزِّنى إلا قليلا، لأن الله تعالى يقول:) وأن تَصْبِروا خيرٌ لكم (. وزَلْحَفَه وزَحْلَفَه: أي نَحّاه. زلف ابن دريد: الزَّلَفُ - بالتحريك -: القُرْبَةُ.

وقال غيره: الزَّلَفَةُ - بالتحريك -: المَصْنَعََةُ المَمْتلئة، والجمع: زَلَفٌ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه ذكر ياجوج وماجوج وأن نبي الله عيسى - عليه السلام - يُحْصَر هو وأصحابه فيرغب إلى الله فيُرْسَلُ عليهم النَّغَفُ في رقابهم فيُصبِحون فرسى كموت نفسٍ واحدةٍ ثم يرسل الله مطراً فيغسل الأرض حتى يتركها كالزَّلَفَةِ. قال القُتبي: وقد فُسِّرَتِ الزَّلَفَةُ في الحديث أنها المحارة وهي الصدفة، قال: ولست أعرف هذا التفسير إلا أن يكون الغدير يُسمى محارةً؛ لأن الماء يَحُور إليه ويَجْتَمع فيه، فتكون بمنزلة تفسيرنا، وقال لَبيد - رضي الله عنه -: حتى تحيَّرَتِ الدِّبَارُ كأنها ... زَلَفٌ وأُلْقِيَ قِتبُها المَحْزومُ وقال ابن الأعرابي: الزَّلَفَةُ: وجه المرآة. وقال الكسائي: هي المِرآةُ؛ كذا تُسمِّيْها العرب، والجمع: زَلَفٌ، وأنشد: يقذف بالطَّلْحِ والقَتَادِ على ... مُتُونِ رَوْضٍ كأنها زَلَفُ وقال أبو حاتم: لم يدرِ الأصمعي ما الزَّلَفُ ولكن بلغني عن غيره أن الزَّلَفَ الأجاجِيْنُ الخضر. وكذا قال ابن دريد وقال: هكذا أخبرني أبو عثمان عن التَّوَّزيِّ عن أبي عبيدة، قال: وقد كنت قرأتُ عليه في رَجَز العماني: حتى إذا ماءُ الصَّهَارِيجِ نشفْ ... من بعدِ ما كانت مِلاءً كالزَّلَفْ وصار صلصال الغديرِ كالخَزَفْ قال: فسألته عن الزَّلَفِ فذكر ما ذكرته لكَ آنِفاً، وسألت أبا حاتمِ والرِّياشيَّ فلم يُجِيْبافيه بشيءٍ. وقال الليث: الزَّلَفَةُ: الصَّحْفَةُ، وجمعها زَلَفٌ. قال: والمَزْلَفَةُ: قرية تكون بين البَر وبلاد الريفِ، والجميع: المَزَالِفُ، وقال أُذَيْنَةُ العبدي: حججتُ من رأس هرٍ أو خارَكَ أو بعض هذه المَزَالِفِ فقلتُ لِعُمَرَ - رضي الله عنه -: من أين أعتَمِرُ؟ فقال: ائْتِ عَليّاً فسله، فسألته فقال: من حيث ابتدأت. ويُقال للمراقي: المَزَالِفُ، لأن الرّاقِيَ فيها تُزْلِفُه أي تُدْنِيْه مما يَرْتَقي إليه. والزُّلْفَةُ والزُّلْفى: القُرْبَةْ والمَنْزِلَةُ، قال الله تعالى:) فلما رأوْهُ زُلْفَةً (، وقوله تعالى:) وإن له عندنا لَزُلْفى (وهي اسم المصدر؛ كأنه قال ازدلافاً. وجمع الزُّلْفَةِ: زُلَفٌ. وقو العجاج: ناجٍ طَوَاهُ الأيْنُ مما وجَفَا ... طيَّ اللَّيالي زُلَفاً فَزُلَفا سَمَاوَةَ الهلال حتى احقَوْقَفا يقول: منزلةً بعد منزلةً ودرجة بعد درجة. وأنشد ابن دريد لابن جُرْمُوز: أتيتُ علياً برأسِ الزُّبَيْرِ ... وقد كنت أحسبُه زُلْفَهْ والزُّلْفَةُ - أيضاً -: الطائفة من أول الليل، والجمع: زُلَفٌ وزُلُفَاتٌ وزُلْفَاتٌ. وقوله تعالى:) وزُلَفاً من الليل (أي ساعةً بعد ساعةٍ يَقرُبُ بعضها من بعض، وعُني بالزُّلَفِ من الليل المغرب والعشاء. وزُلْفَةُ - أيضاً -: ماءةٌ شرقيَّ سَمِيراء، قال عبيد بن أيوب: لعمرُكَ إني أقْواعِ زُلْفةٍ ... على ما أرى خلف القفا لَوَقُوْرُ أرى صارماً في كفِّ أشْمَطَ ثائرٍ ... طوى سِرَّه في الصدر فهو ضميرُ وقال ابن عبّاد: الزُّلَفُ: الأجاجين الخضر كالزَّلَفِ وزُلَيْفَةُ - مصغرة -: بطن من العرب. وقال ابن دريد: الزَّلِيْفُ: المتقدم من موضع إلى موضع. وقال ابن فارس: عُقْبَةٌ زَلُوْفٌ: أي بعيدة. وأزْلَفَه: أي قرَّبه. وقوله تعالى:) وأزْلَفْنا ثم الآخرينَ (قال ابن عرفة: أي جمعناهم، قال: وأحسن من هذا: أدنَيْناهم؛ يعني إلى الغرق، قال: وكذلك قوله تعالى:) وأُزْلِفَتِ الجنَّةُ للمُتَّقين (أي أُدنِيَتْ. وزَلَّفْتُ الشيء تَزْلِيْفاً: أي أسلفت وقدمت، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: إذا أسلم العبد فَحَسُنَ إسلامه يُكَفَّرُ عنه كل سيئةٍ زَلَّفَها. وقال ابن دريد: فلانٌ يُزَلِّفُ في حديثه ويُزَرِّفُ: أي يزيد. وقال ابن عبّاد: فلان يُزَلِّفُ الناس: أي يُزْعِجُهم مَزْلَفَةً مَزْلَفَةً. وازْدَلَفَ القوم: أي تقدموا، وقيل: اقتربوا.

زنحف

وقال ابن دريد: المُزْدَلِفُ: رجل من فرسان العرب، قيل له المُزْدَلِفُ لأنه ألقى رمحه بين يديه في حربٍ كانت بينه وبين قومٍ ثم قال: ازْدَلِفُوا إلى رُمْحي، وله حديث. قال الصغانيُّ مؤلف هذا الكتاب: المُزْدَلِفُ هو أبو رَبيْعَةَ واسمه الخصيب وهذه الحرب هي حرب كُلَيْبٍ؛ وكان إذا رَكِبَ لم يُعْتَمَّ معه غيره. وقال ابن حبيب: في بني شيبان: المُزْدَلِفُ وهو عمرو بن أبي ربيعة بن ذُهْلِ بن شيبان؛ قيل له المُزْدَلِفُ لاقترابه إلى الأقران وإقدامه عليهم. وفي طيءٍ: المُزْدَلِفُ بن أبي عمرو بن معترِ بن بولان بن عمرو بنِ الغوث. والمُزْدَلِفَةُ: موضع بين عرفات ومنىً، قيل: سُمِّيَتْ بها لأنه يتقرب فيها. وقال الليث: سُمِّيَتْ بهذا الاسم لاقتراب الناس إلى منىً بعد الإفاضة من عرفاتٍ. ومن الازدلافِ بمعنى الاقتراب حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه أُتِيَ ببدنات خمسٍ أو ستٍّ فطفقنَ يَزْدلِفْنَ إليه بأيتهن يبدأ، قال عبد الله بن قرطٍ - رضي الله عنه -: فلما وَجَبَتْ لجنوبها تكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكلمة خفيةٍ لم أفهمها - أو قال: لم أفقهها - فسألتُ الذي يليه فقال: قال: من شاء فليقتطع. وفي حديثه الآخر - صلى الله عليه وسلم -: أنه كَتَبَ إلى مصعب بن عمير - رضي الله عنه - وهو بالمدينة: أنظر من اليوم الذي تُجَهِّزُ فيه اليهود لِسَبْتِهم فإذا زالت الشمس فصل إلى الله فيه بركعتين واخطب فيهما. ومنه حديث محمدِ بن عليٍ: مالك من عيشك إلا لَذَّةٌ تَزْدَلِفُ بك إلى حمامكَ. وتَزَلَّفَ القوم: أي تقدموا؛ مثل ازْدَلَفُوا. والتكريب يدل على اندفاعٍ وتقدمٍ في قُرْبِ إلى شيءِ. زنحف ابن عبّاد: الزَّنْحَفَةُ: من أسماء الدواهي، ولا أحُقُّه. زنف ابن عبّاد: زَنِفَ - بالكسر - زَنَفاً - بالتحريك -: أي غَضِبَ. وزَنَفٌ - أيضاً -: من الأعلام. وتَزَنَّفَ: تغضَّبَ. زوف ابن دريد: الزَّوْفُ زَوْفُ الحمامة إذا نشرت جناحيها وذنبها وسحبته على الأرض، وكذلك زَوْفُ الإنسان إذا مشى مُسْتَرْخِيَ الأعضاء؛ يقال: زافَ يَزُوْفُ زَوْفاً. وزَوْفٌ: أبو قبيلة، وهو زَوْفُ بن زاهر بن عامر بن عوبثان بن زاهر بن مراد، قال عمرو بن معدي كَرِب؟ رضي الله عنه - لِكَنّاز بن صُريمٍ: ابعثْ صريحَكَ في زَوْفٍ وفي جَمَلٍ ... من كل ذي وَفْضَةٍ كالتيسِ مِعْزَابِ وزُوْفى - مثال طُوْبى -: من الأدوية. وقال ابن عبّاد: موتٌ زُوَافٌ وزُؤافٌ: أي وَحِيٌّ. وقال الليث: الغلمان يَتَزَاوَفُونَ: وهو أن يجيء أحدهم إلى رُكْنِ الدُّكّان فيضع يده على حرفه ثم يَزُوْفُ زَوْفَةً فيستقل من موضعه ويدور حوالي ذلك الدُّكّان في الهواء حتى يعود إلى مكانه، وإنما يتعلمون بذلك الفروسية. وقال ابن فارس: الزاي والواو والفاء ليس بشيء إلا أنهم يقولون موت زُوَافٌ: أي وحيٌّ. زهرف ابن عبّاد: زَهْرَفْتُ السلعةَ والكلام وكل شيء: إذا نفذته عنك؛ وإذا زينته أيضاً. زهف الزَّهَفُ - بالتحريك -: الخِفَّةُ والنَّزَقُ، وقد زَهِفَ. وزَهَفَتِ الريح الشيء: أي استخفته. والزَّهّافُ: الكذابُ. والزّاهِفُ: الهالك، وقد زَهَفَ، قال: فلم أرَ يوماً كان أكثر زاهِفاً ... به طَعْنَةٌ قاضٍ معليه ألِيْلها والمِزْهَفُ: مِجْدَحُ السَّوِيْقِ. وقال بان عبّاد: الزُّهُوْفُ: الذُّلُّ. وقال الأزهري: زَهَفَ للموت: إذا دَنا له، قال أبو وَجْزَةَ: ومرضى من دَجَاجِ الرِّيْفِ حُمراً ... زَوَاهِفَ لا تَمُوْتُ ولا تطِيْرُ وحكى ابن الأعرابي: أزْهَفْتُ له حديثاً: أي أتَيْتُه بالكذب. وأزْهَفَتْه الدّابَّةُ: أي صرعته، قالت ميَّةُ بنت ضِرارٍ الضبية ترثي أخاها: وخِلْتَ وُعُوْلا أشارى بها ... وقد أزهَفَ الطَّعْنُ ابطالها وأُزْهِفَ الشيء: ذُهِبَ به، وأزْهَفَه فلانٌ: ذهب به وأهلكه. وأزْهَفَ فلان: أي ألقى شراً. وأزْهَفْتُ إليه الطعنة: أي أدنيتها. قال الأصمعي: أزْهَفْتُ عليه وأزْعَفْتُ عليه: أي أجهزت عليه، قال: فلما رأى بأنه قد دَنا لها ... وأزهفها بعض الذي كان يُزْهِفُ وقال ابن عبّاد: الإزهافُ: الاستقِدام. والمُزْهِفُ: المُغْري بالشر.

زهلف

وأزهَفَه بما طَلب: أسعفه به. وأزْهَفَ الخبر: زاد فيه وكذب. وقال غيره: الإزْهافُ: النميمة، والإسراع إلى الشر، والإعجاب بالشيء، والإفساد. وأزْهَفْتُ إليه حديثاً: أسندت إليه قولا ليس بحسن. وأزْهَفَ: خان. وأزْهَفَتْ فلانة إلى فلان: أعجبته. وازْدَهَفَه: أي استَخَفَّه. وفيه ازْدِهافٌ: أي استعجالٌ وتقحمٌ، قال رُؤبَةُ. قولك أقوالاً مع التحلافِ ... فيه ازْدِهافٌ أيَّما ازْدِهافِ نصب " أيَّما " على الحال. وقال آخر: يَهْوِيْنَ بالبيد إذا الليل ازْدَهَفْ أي دخل وتَقَحَّم. وازْدُهِفَ به: أي ذُهِبَ به، قالت أُمُّ حكيم بنت قارظِ بن خالد الكنانية لمّا قتل بُسْرُ بن ارطاة - رضي الله عنه! - ابنيها من عبيد الله بن عباس - رضي الله عنهما -، وقيل: هي عائشة بنت عبد المَدَان: ها مَن أحسَّ بُنَيَّيَّ اللذين هما ... سمعي ومخي فمخي اليوم مُزْدَهَفُ وازْدَهَفَه: ذهب به وأهلكه. وقال ابن عبّاد: ازْدَهَفَ: دنا. وازْدَهَفَ في قوله: تشَدَّدَ فيه ورفع صوته. وازْدَهَفَني بالقول: أي أضل قولي وأبطله. والإزْدِهافُ: الاحتمالُ والانحرَافُ. وازْدَهَفَ والعداوة: أي اكتسبها. وقال غيره: ازْدَهَفَ: أي تزيد في الكلام. وازْدَهَفَتْهُ دابَّتُه: أي صرعته. وازْدَهَفَه بما طلب: أي أسعفه به، مثل أزْهَفَه. والانزِهافُ: طَفْرُ الدابة من نفار أو ضربٍ. والتركيب يدل على ذهاب الشيء. زهلف ابن عباد: زَهْلَفْتُ الشيء: إذا نَفَّذْتَه وجوَّزْته. زيف زاف يَزِيْفُ زَيْفاً وزَيَفاناً: إذا تبختر في مشيته، قال عنترة بن شداد: يَنْبَاعُ من ذِفرى غضوبٍ جَسرَةٍ ... زَيَّافَةٍ مثل الفَتِيْقِ المُكْدَمِ وكذلك الحَمَام عند الحَمَامة إذا جر الذُّنابى ودفع مقدمته بمؤخره واستدار عليها. ويقال للأسد: الزّائف والزَّيّافُ: أي يتبختر في مشيته مثل البعير؛ والتشديد للمبالغة، قال عمرو بن معدي كَرِب؟ رضي الله عنه - يصف أسداً شبه نفسه به: يَزِيْفُ كما يَزِيْفُ الفَحْ ... لُ فوق شؤونه زَبَدُهْ ودرهم زائفٌ وزيفٌ. وقال اللحيانيُّ: زافَ الدرهم يَزِيْفُ وهو زَيْفٌ وزائفٌ. وقال ابن دريد: الزّائفُ: الرديء من الدراهم، فأما الزَّيْفُ فمن كلام العامة، قال مزرد: وقالوا أقيموا سُنَّةَ لأخيكم ... بني عبد غنم ليس عنها مُخالِفُ فكانت سراويلٌ وجردُ خميصةٍ ... وخمسُ مئىٍ منها قسيٌّ وزائف ويروى: " وسَحْقُ خَمِيْصةٍ ". وزافَتْ عليه دراهمه تَزِيْفُ زُيُوْفاً. ودراهم أزْيافٌ وزِيَافٌ: أي صارت مردودةً لغشٍ فيها. وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: مَنْ زافَتْ معليه دراهمه فليأتِ بها السوق وليَشْتَرِ بها سحق ثوبٍ ولا يحالف الناس عليها أنها جِيَادٌ. وقال اللحياني: زِفْتُ الدراهم: جعلتها زُيُوْفاً. وزِفْتُ الحائط: أي قفزته. فأما قول عدي بن زيد العبادي: تركوني لدى حديدٍ وأعْرا ... ض قصورٍ لزَيْفِهِنَّ مراقِ فيقال: إن الزَّيْفَ الطنف الذي يقي الحائط، وقيل: الزَّيْفُ الدرج من المَراقي. والأعراض: الأوساط، وقيل: الجَوَانب. يريد أنهم إذا مشوا فيها فكأنما يصعدون في درج ومراق، وإنما عنى السجن الذي كان حُبِسَ فيه. وقيل: الزَّيْفُ الشُّرَفُ الواحدة: زَيْفَةٌ. وزَيَّفْتُ الدراهم تَزْييفاً: مثل زِفْتُها. وتَزَيَّفَتِ المرأة: أي تزينت. سأف أبو زيد: سئفَتْ يده تسأف سأفاً - بالتحريك -: أي تشقَّقَتْ وتَشَعَّثَ ما حول الأظفار؛ مثل سَعِفَتْ. وقال أبو عبيدة: السَّأَفُ: شَعَرُ الذنب والهُلْب. وقال ابن عبّاد: السَّأَفُ: سعف النخل. وقال الليث: سَئفَتِ الليف، لأنه يِنْسَئفُ عن جوانب السعف فيصير كأنه ليف وليس به، وقد سَئفَتِ النخل. وقال ابو عبيدة: السّائفَةُ: ما استَرَقَّ من أسافل الرمل، والجمع: سوائف. سجف

سحف

ابن دريد: السَّجْفُ والسِّجْفُ - بفتح السين وكسرها -: سِتْران مقرونان بينهما فُرْجَةٌ، والجمع: سُجُوْفٌ وأسْجَافٌ، قال: وربما سُمِّيَ السّجْفُ سِجَافاً. وقال الليث: السِّجْفانِ: سترا باب الحجلة، وكل باب يُستَر بسترين مشقوق بينهما فكل شقٍ منهما سِجْفٌ، وكذلك سِجْفا الخباء. ويسمى خلف الباب سِجْفاً، قال النابغة الذبياني: خَلَّتْ سبيل أتِيٍ كان يحْبِسُهُ ... ورفَّعَتْهُ إلى السِّجْفَيْنِ بالنَّضَدِ هما مصراعا السِّتْرِ يكونان في مقدم البيت. وحَنْتَفُ بن السِّجْفِ رجلان ذكرتهما في تركيب ح ن ت ف. وسَجَفْتُ البيت: أرسلتُ عليه السِّجْفَ. وقال ابن عبّاد: السَّجَفُ - بالتحريك -: خَمَاصة البطن، يقال: في بطنه سَجَفٌ أي دِقة. والسُّجْفَةُ - بالضم -: ساعة من الليل كالسُّدْفَةِ، وأسْجَفَ الليل: مثل أسْدَفَ. وأسْجَفْتُ البيت وسَجَّفْتُه تَسْجِيْفاً: أرسلت عليه السِّجْفَ وسترته، مثل سَجَفْتُه، قال الفرزدق: إذا القُنْبُضَات السود طَوَّفْنَ بالضحى ... رقدنَ عليهن الحجال المسَجَّفُ نعت الحجال بنعت الذكر المفرد على تذكير اللفظ، قال الخليل: إنما ذَكَّروا هذه الجماعات التي جاءت نحو قول رؤْبَةَ: يُبْدِيْنَ أطرافاً لِطافاً عَنَمه ونحو قول الفرزدق: ليَجتَرَّ منكم إن رأى بارزاً له ... من الجيف الحسرى عليكم حظائره ويِروى: " من الجيف اللائي ". يصف قوماً أصابتهم سنة فهلكت نَعَمُهُم فَجيفهم حسرى موتى حواليهم، وحسرى: جماعة الحسير يعني المُعْيِيَ. وذكروا ذلك على تذكير اللفظ، لأن الجيف على لفظ العنب، وحجال على لفظ حمار، فكل جماعة يشبه لفظها لفظ الواحد فلك أن تنعتها بلفظ الواحد، كما تقول: جيشٌ مُقْبِلٌ ولم تقل مقبلون؛ لأن لفظ جيش لفظ واحد، كما تقول عَيْرٌ ونحوه. والتركيب يدل على إسبال شيء ساتر. سحف الليث: السَّحْفُ كَشْطُكَ الشَّعر عن الجلد حتى لا يبقى منه شيء، تقول: سَحَفْتُه سَحْفاً. وسَحَفَتِ الريح السحاب: كَشَطَته. والسَّحَائفُ: طرائق الشحم التي بين طرائق الطفاطف ونحو ذلك مما يُرى من شحمةٍ عريضةٍ مُلْزَقَةٍ بالجلد، والجمع: سَحَائف. وناقة سَحُوْفٌ: كثيرة السَّحَائفِ، وجمل سَحُوْفٌ: كذلك. وقال ابن السكيت: السَّحْفَةُ: الشحمة التي على الظهر المُلْتَزِقَةُ بالجلد فيما بين الكتفين إلى الوركين، قال: وقد سَحَفْتُ الشحم عن ظهر الشاة سَحْفاً: وذلك إذا قشرته من كثرته ثم شويتها، وما قشرته من الشحم فهو السَّحِيْفَةُ، إذا بلغ سمن الشاة هذا الحد قيل: شاةٌ سَحُوْفٌ وناقة سَحُوْفٌ كذلك. وقال ابن دريد: ناقة سَحُوْفٌ: طويلة الأخلاف، وناقة سَحُوْفٌ: ضيقة الأحاليل، وقيل: ناقة سَحُوْفٌ هي التي إذا مشت جرت فراسِنَها على الأرض. والسَّحُوْفُ من الغنم: لرقيقة صوف البطن. والسَّحِيْفَةُ: المطرة التي تجرف ما مرت به. وسمعت حفيف الرحى وسَحِيفَها: أي صوتها إذا طحنت. والسَّحِيْفُ: صوت الشُّخْبِ. وسَحَفَ رأسه: أي حلقه، قال زهير بن أبي سلمى: فأقسمت جهداً بالمنازل من مِنىً ... وما سُحِفَتْ فيه المقادِيْمُ والقمل والسُّحَافُ - بالضم -: السِّلُّ، ورجل مَسْحُوْفٌ: أي مسلول. وقال ابن شُميل: قال أبو أسلم ومرَّ بناقة فقال: هي والله لأسْحُوْفُ الأحاليل أي واسعتها، قال: فقال الخليل: هذا غريب. وقال أبو مالك: ناقة أُسْحُوْفُ الأحاليل: إذا كانت كثيرة اللبن كأنه يُسْمَعُ لصوت شُخْبِها سَحْفَةٌ؛ وهي سَحِيْفُها، وأنشد الأصمعي: حسِبْتَ سَحْفَ شُخْبِها وسَحْفَه ... أفعى وأفعى طافئاً بنَشْفَهْ النَّشْفَةُ: الحجارة المحرقة من حجارة الحَرَّة. ورواها سيبويه: إسْحَوْفٌ - مثال إدْرَوْنٍ -. وقال الدينوري: الأُسْحُفَانُ - بالضم -: نبت يمتد حبالاً على الأرض له ورق كورق الحنظل إلا أنه أرق، وله قرون أقصر من قرون اللوبياء؛ فيها حَبٌّ مدور أخضر لا يؤكل، ولا يرعى الأسْحُفَانَ شيء ولكن يتداوى به من النَّسَا. وقال الخليل: السَّيْحَفُ - مثال صَيْقَلٍ -: النصلُ العريض، والجمع: السَّيَاحِفُ، قال: سَيَاحِفُ في الشريان يأمل نفعها ... صحابي وأولي حدها مَن تَعَرَّما

سخف

وقال ابن دريد: رجل سَيْحَفٌ: طويل، وكذلك نصل سَيْحَفٌ، وقالوا: سِيَحْفٌ - مثال حِيَفْسٍ -. وقال غيره: سهم سَيْحَفٌ: طويل النصل، قال الشنفرى: لها وَفْضَةٌ فيها ثلاثون سَيْحَفاً ... إذا آنست أُولى العديِّ اقشعرت وقال أبو سعيد السِّيرافي: السَّيْحَفُ: العريض. وفلان سَيْحَفِيُّ اللسان: إذا كان لسناً، وسَيْحَفيُّ اللحية: إذا كان طويلها؛ وكذلك سَيْحَفَانِيُّها. ودلو سَحُوْفٌ: تجحف ما في البئر من الماء. وقال ابن الأعرابي: قال أعرابي: أتَونا بصحافٍ فيها لحام وسِحَافٌ، أي شحوم، واحدها: سَحْفٌ. وقال ابن عبّاد: التي يُقشر بها اللحم: مِسْحَفَةٌ. ومَسْحَفُ الحية: أثرها في الأرض. والسَّحْفَتَانِ: جانبا العَنْفَقَةِ، عن أبي سعيد، وحكى: هؤلاء قوم قد أحفوا شواربهم وسَحَفَات عَنَافِقِهم وشمَّروا ذيولهم وعظموا اللقم عند إخوانهم. ويقال للإبل: قد سَحَفَتْ ما شاءتْ: أي أكَلَتْ. وقال أبو نَصْر: سَحَفَ يَسْحَفُ سَحْفاً: أي أحرق. قال: وآنست غُلَيِّماً يقول لآخر: سَحَفْتُ النخلة حتى تركتها حوقاء، وذلك أنه كانت عليها الكرانيف فأشعل فيها النار فأحرقها عجزاً عن تجريدها. وقال ابن الأعرابي: أسْحَفَ الرجل: إذا باع السَّحْفَ أي الشحم. والتركيب يدل على نتيجة الشيء عن الشيء وكشفه. سخف أبو عمرو: السَّخْفُ: رقة العيش. وقال ابن دريد: السَّخْفُ: موضع. وقال غيره: سَخْفَةُ الجوع: رقته وهزاله، يقال: به سَخْفَةٌ من جوع. وفي حديث إسلام أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - أنه قال: دخلتُ بين الكعبة وأستارها فلبثت بها ثلاثين من بين يوم وليلة ومالي بها طعام إلا ماء زمزم؛ فسمنت حتى تكسرت عُكَنُ بطني وما وجدت على كبدي سَخْفَةَ جوع. وهي الخِفَّةُ التي تعتري الإنسان إذا جاع، من السُّخْفِ وهي الخِفَّةُ في العقل وغيره. وقد سَخُفَ الشيء - بالضم - سَخَافَةً؛ فهو سَخِيْفٌ. وثوبٌ سَخِيْفٌ: قليل الغزل. ورجل سَخِيْفٌ: إذا كان نزقاً خفيفاً، قال المغيرة بن حبناء يهجو أخاه صخراً: وأُمُّك حين تنسب أُمُّ صِدقٍ ... ولكن ابنها طبع سخيفُ وقال الليث: لا يكادون يقولون السُّخْف إلا في العقل خاصة، والسَّخَافَة عامة في كل شيء نحو السَّحاب والسِّقاءِ إذا تعين وبَلِيَ. وقال ابن شُمَيْلٍ: أرض مُسْخِفَةٌ: قليلة الكلأ. وساخَفْتُه: مثل حامَقْتُه. والتكريب يدل على الخِفَّةِ. سدف الأصمعي: السَّدْفَةُ والسُّدْفَةُ في لغة أهل نجد: الظُّلمة، وفي لغة غيرهم: الضوء، وهما من الأضداد، قال الأنصاري: بيضٌ جِعادٌ كأن أعينهم ... يكحلها في الملاحم السدَفُ يقول: سواد أعينهم في الملاحم باقٍ لأنهم أنجاد لا تبرق أعينهم من الفزع فيغيب سوادها. وكذلك السَّدَفُ بالتحريك. وقال أبو عبيد: بعضهم يجعل السُّدْفَةَ اختلاط الضوء والظلمة معاً، كوقت ما بين طلوع الفجر إلى الإسفار. والسَّدَفُ - أيضاً -: الصبح وإقباله، وأنشد لسعد القرقرة: نحن بغرس الوَدِيِّ أعلمنا ... منا بركض الجياد في السَّدَفِ وقال أبو عمرو في قول تميم بن أبي بن مقبل: وليلةٍ قد جعلت الصبح موعدها ... بصُدرةِ العَنْسِ حتى تعرف السَّدَفا إن السَّدَفَ الصُّبْحُ؛ أي أسير حتى الصبح. قال غيره: هو ضوء وظلمة. وقال ابن دريد: جئت بِسُدْفَةٍ: أي في بقية من الليل. والسُّدْفَةُ - أيضاً -: شبيهة بالسترة تكون على الباب تقيه المطر، وقالوا: هي السُّدَّةُ، قالت امرأة من قيس تهجو زوجها: لا يرتدي مَرَادِيَ الحرير ... ولا يرى بِسُدْفَةِ الأميرِ وقيل: السُّدْفَةُ: الباب. وسُدَيْفُ بن إسماعيل بن ميمون: شاعر. والسُّدُوْفُ: الشُّخُوصُ تراها من بعيد، والصحيح أنها بالشين المعجمة. وقال ابن عبّاد: النعجة من الضأن تسمى السَّدَفَ، وتدعى للحلب فيقال: سَدَفْ سَدَفْ. والسَّدَفْ: التي لها سواد كسواد الليل. والأسْدَفُ: الأسود.

سرف

والسِّدَافَةُ: الحجاب، وتوجيهها: كشفها، وفي حديث أم سَلَمَةَ أنها قالت لعائشة - رضي الله عنهما -: قد وجهت سِدَافَتَه. أي هتكت السِّتْرَ، أي أخذت وجهها؛ وقيل: أزلتها عن مكانها الذي أُمِرْتِ أن تلزميه وجعلتها أمامك، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ن د ح. والسَّدِيْفُ: شحم السّنَام، قال طرفة بن العبد: فَظَل الإماءُ يمتللنَ حُوارها ... ويُسعى علينا بالسَّدِيفِ المُسَرْهَدِ وقال آخر: إذا ما الخَصيفُ العوثبانيُّ ساءنا ... تركناه واخترنا السَّدِيْفَ المُسَرْهَدا وأسْدَفَ الليل: أي أظلم، قال العجاج: وأقطع الليل إذا ما أسْدَفا وقال أبو عمرو: أسْدَفَ الرجل وأزْدَفَ وأغْدَفَ: إذا نام. ويقال أسْدِفِ الستر: أي أرفعه حتى يضيء البيت، وأسْدِفْ لنا: أي أضئ. قال: وإذا كان رجل قائم بالباب قلت له: أسْدِفْ: أي تنح عن الباب حتى يضيء البيت. وفي لغة هوازن: أسْدِفُوا: أي أسْرِجوا؛ من السراج. وقد سموا مُسْدِفاً. وأسْدَفَ الرجل: أظلمت عيناه من جوعٍ أو كبرٍ. والتركيب يدل على إرسال شيء على شيء غطاء له. سرف السَّرَفْ: ضد القصد. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا ينتَهِبُ الرجل نهبة ذاة سَرَفٍ وهو مؤمن. أي ذاة شَرَفٍ، أي ذاة قدر كثير يُنكِر ذلك الناس ويتشرفون إليه ويستعظمونه، ويُروى بالشين المعجمة. والسَّرَفُ - أيضاً -: الإغفال والخطأ، وقد سَرِفْتُ الشيء - بالكسر -: إذا أغفلته وجهلته. وحكى الأصمعي عن بعض الأعراب وواعده أصحاب له من المسجد مكانا فأخلفهم؛ فقيل له في ذلك فقال: مررت بكم فَسَرِفْتُكُم: أي أغْفَلْتُكم، ومنه قول جرير: أعطوا هُنيدة يحدوها ثمانية ... ما في عطائهم مَنٌّ ولا سَرَفُ أي إغفال ولا خطأ، أي لا يخطئون موضع العطاء بأن يعطوه من لا يستحق ويحرموه المُسْتَحِقَّ. ورجل سَرِفُ الفؤاد: أي مُخْطِئ الفؤاد غافلُهُ، قال طرفة بن العبد: إن إمرءً سَرِفَ الفؤاد يرى ... عَسَلا بماء سَحَابَةٍ شتمي والسَّرَفُ - أيضاً -: الضراوة، ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها -: إن لِلَّحْمِ سَرَفاً كَسَرَفِ الخمر. والمعنى: أن مَن اعتاده ضري بأكله فأسرف فيه فعل المعاقر في ضراوته بالخمر وقلة صبره عنها. ووجه آخر: أن تريد بالسَّرَفِ الغَفلَةَ. ويجوز أن يكون من سَرِفَتِ المرأة صبيها إذا أفسدته بكثرة اللبن، تعني الفساد الحاصل من جهة غلظة القلب وقسوته والجرأة على المعصية والانبعاث للشهوة. وسَرِفُ - مثال كَتِفٍ -: موضع قريب من التنعيم، وتزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية - رضي الله عنها - بِسَرِفَ سنة سبعٍ من الهجرة في عمر القضاء، وبنى بها بِسَرِفَ، وكانت وفاتها - أيضا - بِسَرِفَ، ودفنت هنالك. قال خداش بن زهير: فإن سمعتم بجيشٍ سالك سرفاً ... أو بطن مرَّ فأخفوا الجرس واكتتموا وقال عبيد الله بن قيس الرُّقيات: سَرِفٌ منزل لسلمةَ فالظه ... ران منها منازل فالقصيمُ والسُّرْفَةُ: دويبة تتخذ لنفسها بيتا مربعا من دُقَاقِ العيدان تضم بعضها إلى بعض بلعابها على مثال الناوُوْسِ ثم تدخل فيه وتموت. وفي المثل: هو أصنع من سُرْفَةٍ. وقد سَرَفَتِ السُّرْفَةُ الشجرة تَسْرُفُها سَرْفاً: إذا أكلت ورقها؛ عن ابن السكيت. وسُرِفَتِ الشجرة فهي مَسْرُوْفَةٌ. وفي حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: ولم تُسْرَفْ، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ج ر د. وأرض سَرِفَةٌ: كثيرة السُّرْفَةِ. وقال ابن عبّاد: السًّرُفُ: شيء أبيض كأنه نسج دود القز. والسَّرُوْفُ: الشديد العظيم، يقال يوم سَرُوْفٌ: أي عظيم. وقال غيره: الأُسْرُفُ: الآنُكُ، فارسي معرب، وهو تعريب سُرُبْ. وذهب ماء الحوض سرفاً: إذا فاض من نواحيه. والسَّرِيْفُ: سطر من كَرْمٍ. واسرافيل: اسم أعجمي كأنه مضاف إلى إيل، قال الأخفش: ويقال في لغة: اسْرَافِيْنُ؛ كما قالوا جبرين واسماعين واسْرَائينُ.

سرعف

والإسراف في النفقة: التبذير، قال الله تعالى:) ولا تُسْرِفُوا (الإسراف: أكل ما لا يحل أكله، وقيل: هو مجاوزة القصد في الأكل مما أحله الله، وقال سفيان: الإسْرَافُ ما أُنْفِقَ في غير طاعة الله، وقال إياس بن معاوية: ما قُصِرَ به عن حق الله. وقوله تعالى:) مُسْرِفٌ مُرْتابٌ (أي كافرٌ شاك. ومُسْرِفٌ: لقب مسلم بن عقبة المُرِّيِّ صاحب وقعة الحرة؛ لأنه قد أسْرَفَ فيها، قال علي بن عبد الله بن العباس: هم منعوا ذِماري يوم جاءت ... كتائب مُسْرِفٍ وبنو اللَّكِيْعَه والتركيب يدل على تعدي الحد وعلى الإغفال للشيء. سرعف السُّرْعُوْفُ: كل شيء ناعم خفيف اللحم. والسُّرْعُوْفُ: الفرس الطويل، قال: قربتُ آرِيَّ كُمَيْتٍ سُرْعُوْفْ والسُّرْعُوْفَةُ: المرأة الناعمة الطويلة. والجرادة تسمى سُرْعُوْفَةً، ويُشَبه بها الفرس، قال أمرؤ القيس: وإن أقبلتْ قلتَ سُرْعُوْفَةٌ ... لها ذنبٌ خلفها مُسْبَطِرْ وقال النضر: السُّرْعُوْفَةُ: دابة تأكل الثياب. وقال ابن عبّاد: السُّرْعُوْفَةُ الحَسَنَة من الخيل، قيل: الطويلة. وسَرْعَفْتُ الصبي: أحسنت غذاءه، قال العجاج: سَرْعَفْتُهُ ما شِئْتَ من سِرْعافِ ويروى: سَرْهَفْتُهُ ما شِئْتَ من سِرْهافِ وتسَرْعَفَ الصبي: حَسِنَ غذاؤه وتربى، قال العجاج أيضاً: بجيد أدماء تَنُوْشُ العُلَّفا ... وقصبٍ لو سُرْعِفَتْ تَسَرْعَفا أي: لو نُعِّمَتْ تَنَعَّمَتْ. سرنف السُّرْنُوْفُ: الباسق. وقال ابن عبّاد: رجل سِرْنافٌ: طويل. سرهف السَّرْهَفَةُ: نعمة الغذاء، يقال: سَرْهَفْتُ الصبي وسَرْعَفْتُه: إذا أحْسنت غذاءه، قال العجاج: سَرْهَفْتُهُ ما شئت من سِرْهافِ ويُروى: سَرْعَفْتُهُ ما شِئْتَ من سِرْعافِ وأنشد أبو عمرو: إنك سَرْهَفْتِ غلاماً جَفْرا وكذلك الجارية، قال: قد سَرْهَفُوْها أيما سِرْهافِ سعف السَّعَفُ: ورق جريد النخل الذي يُسَفُّ منه الزُّبُلُ والجِلاَلُ والمَرَاوح وما أشبهها. وقال الليث: أكثر ما يقال له السعف إذا يبس، وإذا كانت السَّعَفَةُ رطبة فهي شَطْبَةٌ، ويقال: سَعَفَةٌ وسَعَفٌ وسَعَفَاتٌ. وفي حديث عمار بن ياسر - رضي الله عنهما -: لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سَعَفَاتِ هَجَرَ علمت أنا على الحق، وقال سعيد بن جبير: نخل الجنة كربها ذهب وسعفها كسوة أهل الجنة. قال: أني على العهد لستُ أنقُضُهُ ... ما اخضر في رأس نخلةٍ سَعَفُ وقال الأزهري: يقال للجريد نفسه سَعَفٌ أيضاً، والصحيح: أن الجريد الأغصان؛ والورق السَّعَفُ؛ والشوك السُّلاّءُ. وبالورق شبه أمرؤ القيس ناصية الفرس فقال: وأركب في الروع خَيْفانَةً ... كَسَا وَجهها سَعَفٌ منتشرْ وهذا يدل على أن السعف الورق. والسَّعَفُ - أيضاُ -: التشقُّقُ حول الأظفار والشُّقَاقُ، وقد سَعِفَتْ يده - بالكسر - وسَئفَتْ. قال ابن عباد: السُّعَافُ: شُقَاقٌ في أصل الظُّفُرِ. والسَّعَفُ - أيضاً - داء يأخذ في أفواه الإبل كالجرب تتمعط منه خراطيمها وشَعَر عيونها. وقال ابن الأعرابي: لا يُقال السَّعَفُ في الجِمالِ وإنما تختص به النُّوْقُ، وكذلك قال أبو زيد، وجوز ذلك بعضهم في الجِمالِ وهو قليل. ومثل السَّعَفِ: في الغنم الغرب. والأسْعَفُ من الخيل: الأبيضُ الناصية، فإذا ابيضت الناصية كلها فهو الأصْبَغُ. وقال: ابن الأعرابي: السُّعُوْفُ: جهاز العروس، الواحد: سَعَفٌ - بالتحريك -. قال: والسُّعُوْفُ: الأقداح الكبار. قال: وكل شيء جاد وبلغ من مملوك أو عِلْقٍ أو دارٍ ملكتها: فهو سَعَفٌ. وقال بعضهم: السُّعُوْفُ: أمتعة البيت كالتَّوْر والدَّلوِ والحبل ونحوها. ويقال للغلام: هذا سَعْفُ سوءٍ. وقال ابن عبّاد: السَّعْفُ: السلعةُ، يقال: بئس السَّعْفُ هذا أي بئست السلعة وبئس الخليط. والسُّعُوْفُ: طبائع الناس من الكرم وغيره. وقال أبو الهيثم: السَّعْفُ: الرجل النذل. وقال أبو عمرو: يقال للضرائب سُعُوْفٌ، قال: ولم أسمع لها بواحدٍ.

سفف

وقال الليث: السَّعْفَةُ: قروح تخرج على رأس الصبي وفي وجهه، يقال: صبي مَسْعُوْفٌ. قال أبو ليلى: يقال سُعِفَ الصبي: إذا ظهر ذلك به وأيوب بن سَعْفَةَ العجلي الشاعر. وقال أبن عبّاد: سَعَفْتُ الرجل بحلجته وأسْعَفُته بها: إذا قضيتها له. وأسْعَفَ الرجل بأهله: أي ألم بهم. وأسْعَفَ لك الصيد: أمكنك. وأسْعَفَتْ داره: دنت، وكل شيء دنا فقد أسعف، قال الراعي: فكائنْ ترى من مُسْعِفٍ بِمَنِيَّةٍ ... يُجنَّبُها أو معصم ليس ناجيا ويروى: " مُجْحِفٍ "، وهما بمعنى. وقال ابن شُميل: التَّسْعِيْفُ في المسكِ: أن يروح بأفاويه الطِّيْبِ ويخلط بالأدهان الطيبة، يقال: سَعِّفْ لي دُهْني. وقال الليث: المُسَاعَفَةُ: المساعدة والمُواتاة على الأمر في حُسْنِ مصافاةٍ ومعاونةٍ، وأنشد: إذ الناس ُناسٌ والزمان بغرةٍ ... وإذ أُمُّ عمار صديق مُسَاعِفُ وقال غيره: مكان مُسَاعِفٌ ومنزل مُسَاعِفٌ: أي قريب. والتركيب يدل على يبس شيء وتَشَعُّثِه وعلى مواتاة شيء. سفف ابن دريد: السَّفِيْفُ: نبْتٌ وقال أبو عمرو: السَّفِيْفُ: اسم من أسماء إبليس. وقال الليث: السَّفِيْفُ: المرور على وجه الأرض، يقال: سَفَّ الطائر على وجه الأرض. والسَّفِيْفُ: حزام الرَّحْلِ. وسَفِيْفَةٌ من خوضٍ: نسيجة منه، وقد سففت الخوص أسُفُّه - بالضم - سَفّاً: أي نسجته. والسُّفُّةُ - بالضم -: السَّفِيْفَةُ يجعل مقدارا للزبيل أو الجُلَّةِ. وكره إبراهيم بن يزيد النخعي أن يوصل الشَّعر وقال: لا بأس بالسُّفَّةِ. هي شيء من القرامل تصل بها المرأة شعرها من شعرٍ أو صوف. وسُفَّةٌ من السويق: قمحة منه وقُبضةٌ. وسَفِفْتُ الدواء - بالكسر -: إذا أخذته غير مَلْتُوْتٍ، وكذلك السويق. وكل دواءٍ يؤخذ غير معجون: فهو سَفُوْفٌ - بفتح السين -. وقال أبو زيد: سَفِفْتُ الماء أسفُّه: إذا أكثرت منه وأنت في ذلك لا تروى مثل سَفِتُّه. وقال أبو عمرو: السِّفُّ - بالكسر -: طلعة الفحّال. قال: والسِّفَّ والسُّفُّ: الحية التي تسمى الأرقم، قال معقل الهُذلي يرثي أخاه عمراً قتلته عضل؛ وقال أبو عمرو: بل رثاه المعطل: جَوَاداً إذا ما الناس قلَّ جوادهم ... وسفاً إذا ما صارخ الموت أفزعا وروى الأصمعي: " إذا ما صرح الموت أقرعا ". ويقال: هو الحية الذكر وقيل: السِّفُّ: الحية التي تطير في الهواء، قال: وحتى لو أن السِّفُّ ذا الريشِ عضني ... لما ضرَّني من فيه ناب ولا ثعرُ الثُّعْرُ: السم، ويقال: شجر السَّمِّ إذا قُطِر منه في العين مات صاحبه وجعاً. وقال ابن عبّاد: يقال جاع جوعاً سُفَاسفاً: أي شديداً. والسَّفْسَافُ: الرديء من كل شيء، والأمر الحقير. وسَفْسَاف التراب: ما تهبى منه. وسَفْسَافُ الدقيق عند النخل: هو ما يرتفع من غباره. وسَفْسَافُ الشِّعر: رديئه. وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سَفْسَافَها. أي مداقَّها ومذامَّها وملائمها، وأصله من سَفْسَافِ التراب، ثم قيل لكل وتحٍ رديء، قال لبيد - رضي الله عنه - لأبنه: وإذا دفنت أباك فأجْ ... عَلْ فوقه خشباً وطينا وصفائحاً صُماً رَوَا ... سيها يُسَدِّدْنَ الغُضونا ليقينَ وجه المرء سَفْ ... سافَ التراب ولن يقينا وقال ابن دريد: السَّفْسَفُ: ضرب من النَّبْتِ، لغة يمانية، وهو الذي يسميه أهل نجد: العَنْقَزَ، والعَنْقَزُ: المَرْزجُوش. وأسف الطائر: دنا من الأرض في طيرانه، قال: إن لم يجئ كالطائر المُسِفِّ ... إذن فلا آبت آلي كفّي وأسَفَّتِ السحابة: إذا دنت من الأرض، قال عبيد بن الأبرص يصف سحاباً، ويروى لأوس بن حجر: دانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأرض هيدَبُهُ ... يكاد يدفعه من قام بالراح وأنشد الليث: وسام جسيمات الأمور ولا تكن ... مُسِفّاً إلى ما دَقَّ منهن دانيا وقال ابن دريد: أسَفَّ الرجل: إذا طلب الأمور الدنيئة. وقال الليث: أسْفَفْتُ الجرح دواء وأسْفَفْتُ الوشم نَؤُوراً، قال لبيد رضي الله عنه: أو رجع واشِمَةٍ أُسِفَّ نؤورها ... كففاً تعرض فوقهن وشِامُها

سقف

وأُسِفَّ وجهه: أي تغير. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أُتي برجل فقيل: إن هذا سَرَقَ، فكأنما أُسِفَّ وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أي تغير وسهم وأكمَدَّ لونه حتى عاد كالبشرة المفعول بها الوشم. ومنه: أن رجلاً أتاه فقال: يا رسول الله إن لي جيراناً أصلُهُم ويقطعونني وأُحسِنُ إليهم ويسيئون إلي، فقال: إن كان كذلك فكأنك إنما تُسسِفُّهم المل: أي الرماد الحار. وقال ضابئ بن الحارث البرجمي: شديد سَوَادِ الحاجبين كأنما ... أُسِفَّ صلا نارٍ فقد عاد اكحلا وإسفاف النظر: شدته وحدته، ومنه حديث الشعبي: أنه كره أن يُسِفَّ الرجل النظر إلى أمه وأبنته وأخته. وهو من باب المجاز، كأنه جعل نظره في أخذه المنظور إليه لحدته بمنزلة السّافِّ لمنظره، ويَقْرُبُ منه قولهم - حكاه أبو زيد -: إنه لتعجمك عيني: أي كأني أعرفك. وقال ابن عبّاد: ما أسف منه بتافهٍ: أي ما ظَفِرَ منه بشيء. ومر مُسِفّاً: أي هرب من صاحبه ساعيا أشد السعي. وأَسَفَّ الفحل: صوَّب رأسه للعضيض. وأسْفَفْتُ الفرس اللجام: ألقيته في فيه. وأسْفَفْتُ الخوص: لغة في سَفَفْتُه؛ وهو إلصاقك بعضه ببعض. وقال ابن دريد: يقال أسْفَفْتُ الخوص لا غير. قال: وسَفْسَفَ عمله: إذا لم يبالغ في إحكامه. وقال غيره: يقال للئيم العَطِيَّة: مُسَفْسِفٌ. والمُسَفْسِفَةُ: الريح التي تثير السَّفْسَافَ. والسَّفْسَفَةُ: إنتخال الدقيق ونحوه، قال رؤبة: وإن مَسَاميحُ الرياح السفن ... سَفْسَفْنَ في أرجاء خاوٍ مُزْمِنِ كالطحن أو أذرت ذرى لم يُطحَنِ واسْتَفَّ الدواء: أي سَفَّه. وقال ابن عبّاد: يقال: لا تزال تَتَسَفْسَفُ في هذا الأمر: أي تهلكه. والتركيب يدل على انضمام الشيء إلى الشيء ودُنُوِّه منه: سقف السَّقْفُ للبيت: والجمع سُقُوْفٌ وسُقُفٌ، قرأ أبو جعفر:) سَقْفاً من فِضَّةٍ (بالفتح؛ والباقون:) سُقُفاً (بضمتين، وقال الأخفش: هو مثل رَهْنِ ورُهُنٍ، وقال الفراء: سُقُفٌ جمع سَقِيْفٍ كما يقال كَثِيْبٌ وكُثُبٌ، قال: وإن شئت جعلته جمع الجمع فقلت سَقْفٌ وسُقُوفٌ وسُقُفٌ. وسَقَفْتُ البيت أسْقُفٌه سَقْفاً. والسَّقْفُ - أيضا -: السماء، وهو مذكر، قال الله تعالى:) والسَّقْفُ المرفوع (. ولَحْيٌ سَقْفٌ: أي طويل مسترخٍ، قال: ترى له حين سما فاحْرَنْجَما ... لحين سَقْفَيْنِ وخطماً سلجَما وقال ابن فارس: السَّقَفُ - بالتحريك -: طولٌ في انحناءٍ، ورجل أسْقَفُ، قال ابن السكيت: ومنه اشتقاق أُسْقُفِّ النصارى. ونعامة سَقْفَاءُ: طويلة الرجلين مع اعوجاج فيهما، قال الحارث بن حِلزة اليشكري: بِزَفُوْفٍ كأنها هِقْلَةٌ أُمْ ... مُ رئالٍ دوية سَقْفَاءُ ويروى: " سَفْعَاءُ " أس سوداء. وظليم أسْقَفُ، قال بشر بن أبي خازم: يبري لها خِرب المُشَاشِ مُصَلَّمٌ ... صعل هِبِلٌّ ذو مناسم أسْقَفُ وقال أبو عمرو: سَقِفَ الأديم: إذا صار طراقتين، وطراقتاه: بشرته وأدمته. وقال غيره: أسْقُفُ - مثال أذرح -: موضع، قال الحطيئة: أرسم ديارٍ من هنيدة تعرفُ ... بأسْقُفَ من عِرفانها العين تذرف وقال عنترة بن شداد: فإن يكُ عِزّ في قُضَاعَة غائباً ... فإن لنا برَحْرحانَ وأسْقُفِ وسَقْفٌ وسُقْفٌ: موضعان، قال الشماخ: كأن الشباب كان روحه راكبٍ ... قضى وطراً من أهل سُقْفَ لغضورا والسَّقَائفُ: ألواح السفينة، الواحد: سَقِيْفَةٌ. والسَّقِيْفَةُ: كل خشبة عريضة كاللوح أو حجر عريض يُستَطاع أن يُسَقَّفَ به قُتْرَةٌ أو غيرها، قال أوس بن حجر يصف حمارا: فلاقى عليه من صباح مُدَمِّراً ... لنامُوسه من الصفيح سَقَائفُ والسَّقِيْفَةُ: الصُّفَّةُ، ومنها قيل: سَقِيْفَةُ بني ساعِدة. والسَّقَائفُ: عيدان المُجَبِّر كل جُبارة منها سَقِيْفَةُ، قال الفرزدق: وكنت كذي ساقٍ تهيض كسرها ... إذا انقطعت عنها سُيُوْرُ السَّقائفِ واضلاع البعير تسمى: سَقَائفَ، قال طرفة بن العبد: أُمِرَّتْ يداها فَتْلَ شَزْرٍ وأُجنحت ... لها عضداها في سَقِيْفٍ مُصَعَّدِ ويروى: " مُسَنَّدِ "

سكف

وقال ابن عبّاد: السَّقِيْفَةُ من رأس البعير: كالقبيلة؛ وهي سَقَائفُ الرأس. وأما قول الحجاج: إياي وهذه السُّقَفَاء والزَّرَافات فإني لا آخذ أحداً من الجالسين في زَرَافَةٍ إلا ضربت عنقه. فقيل: إن السُّقَفَاءَ تصحيف الشُّفَعَاءِ جمع شَفِيْعٍ؛ وكانوا يجتمعون إلى السلطان يَشْفَعُوْنَ في المريب، فنهاهم عن ذلك. والأُسْقُفُّ والأُسْقُفُ - بتشديد الفاء وتخفيفها -: أُسْقُفُ النصارى، لأنه يتخاشع، وهو رئيس من رؤسائهم في الدين، والجمع: الأساقِفَةُ. والسِّقِّيْفى: مصدر منه، كالخِلِّيفى من الخلافة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كتب لأهل نجران حين صالحهم: أن عليهم ألفي حُلَّةٍ في كل صَفَرٍ ألف حُلةٍ وفي كل رَجَبٍ ألف حُلَّةٍ، وما قضوا من ركاب أو خيل أو دروع أخذ منهم بحساب، وعلى نجران مثوى رُسُلي عشرين ليلة فما دونها، ولنجران وحاشيتها ذمة الله وذمة رسوله على ديارهم وأموالهم ومِلَّتِهم وثُلَّتِهم وبيعهم ورهابِنَتِهم وأساقفتهم وشاهدهم وغائبهم، وعلى ألا يغيروا أُسْقُفاً من سِقَّيْفاه؛ ولا واقفاً من وقِّيْفَاه؛ ولا راهباً من رهابِنَتِه، وعلى ألا يُحْشَروا ولا يُعْشَرُوا. وأُسْقُفَّةُ: رُسْتَاقٌ بالأندلس، ومدينتها: غافِقُ. وسُقَيْفٌ - مصغراً -: هو سُقَيْفُ بن بشرٍ العجلي؛ من أصحاب الحديث. وسُقِّفَ الرجل تِسْقِيْفاً: أي صُيِّرَ أُسْقُفّاً. وسَقَّفْتُ البيت: جعلت له سقفاً، مثل سَقَفْتُه - بالتخفيف -. ورجلٌ مُسَقَّفٌ: أي طويل، ومنه في حديث مقتل عثمان - رضي الله عنه - أنه جاء ابن أبي بكر - رضي الله عنهما - إليه فأخذ بلحيته؛ وأقبل رجل مُسَقَّفٌ بالسهام فأهوى بها إليه. وتَسَقَّفَ الرجل: صار أُسْقُفّاً. والتركيب يدل على ارتفاع في أطلال وانحناء. سكف الإسْكَاف: واحد الأساكِفَةِ، وفيه لغات: إسكاف وأُسْكُوْفٌ وأسْكَفٌ وسَكّافٌ وسَيْكَفٌ. قول الشماخ: وشُعْبتا ميسٍ براها إسْكَافْ إنما هو على التَّوَهُّم، كقول عمرو بن أحمر الباهلي: لم تدر ما نَسْجُ اليرندج قَبْلَهُ ... وقضابُ أعوَصَ دارسٍ متجدد ويروى: " ودِرَاسُ " " ومِرَاسُ ". وكقول أبي نُخُيْلَةَ السعدي: ولم تذق من البقول فُسْتُقاً وكقول زهير بن أبي سلمى: فتنتج لكم غِلمان أشْأمَ كلهم ... كأحمر عادٍ ثم تُرضِع فتفطم وقال: جائف القرع أصنع حسب أن القرع معمول. وقول من قال: كل صانع عند العرب إسْكَافٌ؛ غير معروف. وقال ابن الأعرابي: الإسكاف عند العرب كل صانع غير من يعمل الخِفَافَ، قال: فإذا أرادوا معنى الإسكاف في الحضر قالوا: هو الأسْكَفُ، وأنشد: وضع الأسْكَفُ فيه رُقَعاً ... مثل ما ضَمَّدَ جنبيه الطحل وقال شمر: رجل إسْكافٌ وأُسْكُوْفٌ: للخَفّافِ. وقال أبو عمرو الشيباني: الاسْكَافُ النجار، قال: وكل صانع بيده بحديدةٍ فهو أسْكَافٌ. وقال شمر: سمعت الفقعسي يقول: إنك لإسكافٌ بهذا الأمر: أي حاذق، وأنشد: حتى طويناها كطي الإسْكافْ وقال ابن عبّاد: الإسْكافُ في قول ابن مُقبِل: يمجها أصهب الإسْكافِ. يعني حُمرة الخمر. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا تصحيف في اللفظ وتحريف في المعنى، وسياق البيت: يَمُجُّها أكلف الإسكاب وافقه ... أيدي الهَبَانِيْقِ بالمثناة مَعْكُوْمُ أكلف: اسود، والإسْكابُ والإسْكابَةُ: عود يدور فيجعل في مكان يتخوف فيه الخرق من الزِّقِّ ثم يُشَدُّ حتى لا يخرج منه شيء. وقال الليث: الإسْكافُ حرفته السِّكَافَةُ، ولا فعل له. والأُسْكُفَّةُ: عتبة الباب التي يوطأ عليها، وفي الحديث: أن امرأةً جاءت عمر - رضي الله عنه - فقالت: إن زوجي خرج من أُسْكُفَّةِ الباب فلم أُحِسَّ له ذِكراً. وقال النضر: أُسْكَّفُة الباب: عتبتها التي توطأ، والسّاكِفُ: أعلاه الذي يدور فيه الصّائر، والصّائر: أسفل طرف الباب الذي يدور أعلاه. وقال ابن الأعرابي في قوله: حوراء في أُسْكُفِّ عينيها وَطَفْ أُسْكُفُّهما: منابت أهدابهما، وقال: يُحِيْلُ عيناً حالكاً أُسْكُفُّها وقال ابن عبّاد: يقال ما سَكِفْتُ باب فلان: أي ما تعَتَّبْتُ.

سلحف

وقال أبو سعيد: يقال لا أتَسَكَّفُ لك بيتاً؛ من الأُسْكُفَّةِ. سلحف السُّلَحْفَاةُ: واحدة السَّلاحِفِ، وفيها ستُّ لغاتٍ: السُّلَحْفَاةُ - بفتح اللام - والسُّلَحْفى والسُّلَحْفاء - بالقصر والمد، وهاتان عن ابن دريد - والسُّلْحَفاةُ؟ بسكون اللام وفتح الحاء - والسِّلَحْفَاةُ - بكسر السين وفتح اللام، وهاتان عن الفَرّاء وحكى الأخيرة عن تيم الرباب - والسُّلَحْفِيَةُ - مثال بُلَهْنِيَةٍ، وهذه عن الرؤاسي -. سلخف أبو تراب: السِّلَّخْفُ والشِّلَّخْفُ: المضطرب الخلق. سلعف ابن الفرج: السِّلَّعْفُ والسِّلَّغْفُ والشِّلَّغْفُ: المضطرب الخلق؛ حكى ذلك عن جماعة من أعراب قيسٍ. وزاد ابن عبّاد: السِّلَعْفُ - بالتخفيف -. وقال بعضهم: سَلْعَفْتُ الشيء: إذا ابتلعته. والصحيح بالغين المعجمة. وقال ابن عبّاد: المُسَلْعَفُ: الغليظ. وقال أبو عمرو: السِّلْعافُ - وقيل: السِّلْغافُ -: عود يحدد فينصب حول الشجرة للسباع يقتلونها به. سلغف ابن الفرج: السِّلَّغْفُ: المضطرب الخلق، حكى ذلك عن جماعة من أعراب قيس. وقال الليث: السَّلْغَفُ - مثال جَعْفَرٍ -: التّارُّ الحادر. وأنشد: بسلْغَفٍ دغْفَلٍ ينطح ال ... صَخْرَ برأسٍ مُزْ لَعِبِّ قال: ويقال بقرة سَلْغَفٌ. وقال ابن دريد: سَلْغَفْتُ الشيء: إذا ابتلعته. وقال أبو عمرو: السِّلْعافُ - وقيل: السِّلْغافُ -: عود يُحدَّد فيُنصِبُ حول الشجرة للسباع يقتلونها به. سلف سَلَفْتُ الأرض أسفلها - بالضم - سَلْفاً: إذا سويتها بالمِسْلَفَةِ وهي شيء تسوى به الأرض. وفي الحديث: أرض الجنة مَسْلُوْفَةٌ وحِصْلِبُها الصُّوَارُ وهواؤها السَّجْسَجُ. ذكر أبو عبيد هذا الحديث لعبيد بن عمير، وذكره الأزهري لمحمد ابن الحنفية؛ ولم أجده في أحاديثه، وذكره الخطابي والزمخشري لابن عباس - رضي الله عنهما -، وذكر الخطابي أنه أخذه من كتاب أبي عمر يعني اليواقِيْتَ. قال الأصمعي: هي المُسْتَوِيَةُ أو المُسَوّاةُ. وسَلَفَ يَسْلُفُ سَلَفاً - بالتحريك - مثال طَلَب يَطْلُبُ طَلَباً: أي مضى، قال الله تعالى:) فَلَهُ ما سَلَفَ (. والقوم السُّلاّفُ: المتقدمون. وسَلَفُ الرجل: آباؤه المتقدمون، والجمع: أسْلافٌ وسُلاّفٌ. والسَّلَفُ: نوع من البيوع يُعجَّل فيه الثمن وتُضبَطُ السلعة بالوصف إلى أجلٍ معلوم. وقال أبو عبيد الهروي: السَّلَفُ في المعاملات له معينان: أحدهما القرض الذي لا مُتْعَةَ فيه للمقرض؛ وعلى المقرض رده كما أخذه؛ والعرب تسميه سَلَفاً، والمعنى الثاني في السَّلَفِ السَّلَمُ؛ وهو اسم من أسْلَمْتُ. قال: وللسلف معنيان آخران: أحدهما كل عمل صالح قدمه العبد أو فَرَطٍ فَرَطَ له، والسَّلَفُ من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك. انتهى كلام أبي عبيد. وقال أبو عمرو: أرض سَلِفَةٌ: قليلة الشجر. وفي الحديث: عُبَابُ سالِفِها: أي من سَلَفَ من مذحج؛ أو ما سَلَفَ من غيرهم ومجدهم، يريد أنهم أهل سابقة وشرف، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب س ر د ح. والسَّلْفُ - بسكون اللام - الجِرَاب الضخم، وقيل: هو أديم لم يُحْكَم دبغه كأنه الذي أصاب أول الدباغ ولم يبلغ آخره. ومنه حديث عامر بن ربيعة - رضي الله عنه - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعثنا ومالنا طعام إلا السَّلْفُ من التمر فنقسمه قبضة قبضة حتى ننتهي إلى تمرة تمرة، فقال له عبد الله بن عامر: ما عسى أن تنفعكم تمرة تمرة؟، قال: لا تقل ذاك فوالله ما عدا أن فقدناها اختللناها. أي اختللنا إليها؛ فحذف الجار وأوصل الفعل، والمعنى: احتجنا إليها؛ من الخلة وهي الحاجة. والسُّلْفَةُ؟ بالضم - ما يتعجله الرجل من الطعام قبل الغداء كاللُّهْنَةِ. وقال الليث: تسمى غُرْلَةُ الصبي سُلْفَةً. والسُّلْفَةُ: جلد رقيق يجعل بطانة للخِفافِ، وربما كان أحمر وأصفر. وقال الأزهري: أخبرني المنذري عن الحَسَنِ المؤدب أنه أنشده بيت سعد القرقرة: نحن بغرسِ الوَدِيِّ أعلمنا ... منا بركضِ الجياد في السُّلَفِ وقال: السُّلَفُ: جمع السُّلْفَةِ من الأرض وهي الكُرْدَِةُ المسواة. وقد مرَّ البيت في تركيب س د ف. وقال أبو زيد: يقال جاء القوم سُلْفَةً سُلْفَةً: إذا جاء بعضهم في أثر بعض.

سنغف

والسُّلَفُ - مثال صُرَدٍ -: بطن من ذي الكلاع من حمير، وهو السُّلَفُ بن يَقطن. والسُّلَفُ أيضاً: من أولاد الحَجَل، والجمع: سِلْفَانٌ؛ مثال صُرَدٍ وصِرْدَانٍ. وقال أبو عمرو: لم نسمع سُلَفَةً للأنثى، ولو قيل سُلَفَةٌ كما قيل سُلَكَةٌ لواحدة السِّلْكِانِ لكان جيداً، قال: خَطِفنَهُ خطف القطامي السُّلَفْ وقال آخر: أُعالج سِلْفاناً صِغَاراً تخالهم ... إذا درجوا بُجْرَ الحواصل حُمَّرا وقال مُرة بن عبد الله الهذلي: كأن ثيابه سِلْفَانُ رُخمٍ ... حواصلهن أمثال الزِّقَاقِ وسُلاَفَةُ: اسم امرأة من بني سهم. والسُّلاَفُ والسُّلاَفَةُ من الخمر: أخلصها وأفضلها، وذلك إذا تحلب من العنب بلا عصر ولا مَرْثٍ، وكذلك من التمر والزبيب ما لم يعد عليه الماء بعد تَحَلُّب أوله، قال أمرؤ القيس: كأن مَكَاكي الجِوَاءِ غُدَيَّةً ... صبحن سُلاَفاً من رحيق مفلفلِ وسُلاّفُ العسكر: مقدمتهم. وسُوْلافُ: قرية غربي دجيل من أرض خوزستان كانت بها وقعة بين الأزارقة وأهل البصرة، قال عبيد الله بن قيس الرقيات: تبيت وأرض السُّوْسِ بيني وبينها ... وسُوْلافُ رُسْتَاقٌ حَمَتْهُ الأزارقهْ ومن شواهد العروض: لما التقوا بسُوْلافْ والسَّلُوْفُ: الناقة تكون في أوائل الإبل إذا وردت الماء. والسَّلُوْفُ من نصال السهام: ما طال، قال: شكَّ كُلاها بِسَلُوْفٍ سَنْدريْ والأمم السّالِفَة: الماضية أمام الغابرة، وتجمع سَوَالِفَ، قال: ولاقت مناياها القرون السَّوَالِفُ ... كذلك تلقاها القرون الخَوَالِفُ والسّالِفَةُ: ناحية مقدم العنق من لدن معلق القُرْطِ إلى قلت الترقوة، قال أوس بن حجر: نواعم ما يضحكن إلا تَبَسُّماً ... إلى اللهو قد مالت بِهِن السَّوَالِفُ وسالِفَةُ الفرس وغيره: هاديته؛ أي ما تقدم من عنقه. وسَلِفُ الرجل: زوج أخت امرأته، وكذلك سِلْفُه، مثال كَبِدٍ وكِبْدٍ. وبينهما أُسْلُوْفَةٌ: أي صهر. وسِلْفَةُ - بالكسر - وسِلَفَةُ - مثال عِنَبَةٍ -: من أعلام النساء. وأسْلَفْتُ في كذا: من السَّلَفِ. والمُسْلِفُ من النساء: التي بلغت خمساً وأربعين سنة ونحوها، وهو وصف خُصَّ به الإناث، قال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة: هاج فؤادي موقف ... ذكَّرَني ما أعرف ممشاي ذاة ليلةٍ ... والشوق مما يَشْعَفُ إلى ثلاثٍ كالدمى ... كواعب ومُسْلِفُ وأسْلَفْتْ الأرض: مثل سَلَفْتُها. وسَلَّفْتُ في الطعام تَسْليفاً: مثل أسْلَفْتُ، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ سَلَّفَ فَلْيُسَلِّفْ في كيل معلوم وزن معلوم. وسَلَّفْتُ الرجل: من السُّلْفَةِ أي اللُّهنة. وسَلَّفْتُ - أيضا -: أي قدمتُ. وقال ابن عباد: المُسَالِفُ للرجل في الأرض: المُسَايِرُ له فيها. وهو - أيضاً -: المساوي له في الأمر. قال: وبعير مُسَالِفٌ: أي متقدم. وتَسَلَّفْتُ منه كذا: أي اقترضت، ومن السَّلَفِ في الشيء أيضاً. والتركيب يدل على تقدم وسبق، وقد شذ عنه السَّلْفُ للجراب. سنغف ابن الفرج: سمعت زائدة البكري: السِّنَّغْفُ والشِّنَّغْفُ والهِلَّغْفُ - مثال جِرْدَحْلِ -: المضطرب الخلق. سنف أبو عمرو: السِّنْفُ - بالكسر -: ورقة المَرْخِ. وقال غيره: وعاء ثمر المَرْخِ. وقال الدينوري: كل شجرة تكون لها ثمرة حَبٍّ في خباء طويل إذا جفت انتثرت من خبائها ذاك وهو وعاؤها؛ وبقيت قشرته فذاك الخِبَاءُ؛ وتلك الخرائط والأوعية سِنْفٌ، الواحدة: سِنْفَةٌ، وقد يجمع سِنَفَةً. وذكر أبو زياد أنها مثل الباقلى إلا أنها أعرض عَرْضاً محدَّدةُ الطرف. قال: ومن ذلك قول تميم بن أبي مُقبل في تشبيه أُذُن الفرس بِسِنْفِ المَرْخَةِ: نرخي العِذَارَ وإن طالت قبائلُهُ ... عن حَشْرَةٍ مثل سِنْفِ المَرْخَةِ الصَّفِرِ ورواية أبي عمرو: " أُرْخي ". وقال أبو عمرو: السِّنْفُ مثل الكِمَام على فم البعير يكون في المَرْخَةِ كأنه ثمرة، وقال ابن مُقبل أيضاً: يُقَلْقِلُ عن فأس اللجام لسانه ... تَقَلْقُلَ سِنْفِ المَرْخِ في جعبة صِفْرِ

سوف

ويروى: " عُوْدِ المَرْخِ ". وإذا يبس سِنْفُ المرخة سقط حَبُّه وبقي في المَرْخَةِ قشره ذاك وهو سِنْفُه صِفْراً مما كان فيه. والسِّنْفُ - أيضاً -: الدوسر الذي يكون في الحنطة والشعير، وهو يعيبهما ويضع من أثمانهما. وقال ابن عباد: جاءني سِنْفٌ من الناس: أي جماعة. وقال أبو عمرو: هذا طعام سِنْفَانِ: أي جيد وردئ، وهو ضربان. والسِّنَافُ للبعير: بمنزلة اللَّبَبِ للدابة، قال هِمْيان بن قُحافة السعدي: عض السِّنَافُ أثرا بأنْهُضه وقال الأصمعي: السِّنَافُ حبل تشده من التصدير ثم تقدمه حتى تجعله وراء الكِرْكِرَةِ فيثبت التصدير في موضعه، قال: وإنما يفعل ذلك إذا خَمُصَ بطن البعير واضطرب تصديره. وقد سَنَفْتُ البعير أسْنُفُه وأسْنِفُه: إذا شددت عليه السِّنَافَ. والمِسْنَافُ: البعير الذي يؤخر الرَّحْلَ فيُجْعَلُ له سِنَافٌ، ويقال: هو الذي يقدم الرَّحْلَ. وقال ابن الأعرابي: السَّنْفُ - بالفتح -: العود المجرد من الورق. وقال أبو عمرو: السُّنُفُ - بضمتين -: ثياب توضع على أكتاف الإبل مثل الأشلة على مآخيرها، الواحد: سَنِيْفٌ. وقال ابن عبّاد: السَّنِيْفُ: حاشية البساط وهو خَمْلُه. وفرس سَنُوْفٌ: يؤخر السَّرْجَ. وأسْنَفْتُ البعير: إذا شددت عليه السِّنَافَ؛ مثل سَنَفْتُه، وأبى الأصمعي إلا أسْنَفْتُه. وقال الليث: قد صار الإسناف مثلا في رجلٍ دهش من الخوف فلم يدر أين يشد السِّنَافَ، يقال: قد عَيَّ فلانٌ بالإسناف، قال عمرو بن كلثوم: إذا ما عَيَّ بالإسناف حَيٌّ ... من الهول المشَبَّهِ أن يكونا نَصَبْا مثل رَهْوَةَ ذاة حدٍ ... محافظة وكنا المُسْنِفِسْنا ويروى: " السابقينا ". وقال ابن دريدٍ: يقال فرس مُسْنِفَةٌ: إذا كانت تتقدم الخيل في سيرها، فإذا سمعت في شِعر مُسْنِفَةٌ - بكسر النون - فإنما يعني فرساً، وإذا سمعت مُسْنَفَةً - بفتح النون - فإنما يعني الناقة. وقال لبشر بن أبي خازم يصف فرساً: بكل قِيَاد مُسْنِفَةٍ عَنُوْدٍ ... أضر بها المسالح والغِوَارُ وربما قالوا: أسْنَفُوا أمرهم أي أحكموه، وهو استعارة من هذا. وقال ابن عباد: بَكْرَةٌ مُسْنُفَةٌ: إذا عشرت وتورم ضرعها. وأسْنَفَتِ الريح: أشتد هبوبها وأثارت الغبار. وقال العُزيزي: أسْنَفَ البرق والسحاب: إذا رأيتهما قريبين. وأرض مُسْنِفَةٌ: مُجْدِبَةٌ. وناقة مُسْنِفَةٌ: عَجْفاءُ. وقال غيره: أسْنَفَ البعير: قدم عنقه للسير أو تقدم. ويروى قول كُثَير يمدح عبد العزيز بن مروان: ومُسْنِفَةٌ فضل الزِّمام إذا انتحى ... بِهِزَّةِ هاديها على السَّوْمِ بازلُ ويروى: " ومُسْنَفَةٌ " أي مشدودة بالسِّنَافِ، والسَّوْمُ: الذهاب، ويروى: " ومُشْنَفَةٌ " أي مُسْتَوْفِيَةٌ لمدها عنقها، أي حنت نحوك مُسْنَفَةٌ. والتركيب يدل على شد شيء أو تعليق شيء بشيء. سوف سُفْتُ الشيء أسُوْفُه سَوْفاً: إذا شَمِمْتَه. والمَسَافَةُ: البعد، وأصلها من الشَّمِّ، وكان الدليل إذا كان في فلاةٍ أخذ التراب فشمه ليعلم أعلى قصدٍ هو أم على جورٍ، ثم كثر استعمالهم هذه الكلمة حتى سموا البعد مسافة، والأصل ما ذكرت أنه الشم، قال ذو الرُّمة: سَافَتْ بِطَيِّبة العرنين مارِنُها ... بالمِسْكِ والعنبر الهندي مختضبِ وقال مزاحم العقيلي: يَسُوْفُ بأنْفَيْه النِّقَاعَ كأنه ... عن البقل من فرط النشاط كَعِيْمُ والسّائفَةُ: الرَّمْلَةُ الرقيقة: وقد ذكرت في تركيب س أف، قال ذو الرُّمَّةِ يصف فراخ النعامة: كأن أعناقها كُرّاثُ سائفَةٍ ... طارت لفائفه أو هَيْشَرٌ سُلُبُ وقال أيضاً: وهل يرجع التَّسْلِيْمَ ربع كأنه ... بِسَائفُه أو قفرٍ ظُهُورُ الأراقم وقال ابن الأنباري: السّائفَةُ من اللحم بمنزلة الحِذْيَةِ. وقال أبو عبيد: الأسواف: موضع بالمدينة - على ساكنيها السلام - ورأى زيد بن ثابت - رضي الله عنه - رجلاً قد اصطاد نُهَساً بالأسواف فأخذه من يده وأرسله. النُّهَسُ: طائر. وقال الدينوري: السَّوَافُ - بالفتح -: القِثّاء.

سهف

والسَّوَافُ: مرض المال وهلاكه، يقال: وقع في المال سَوَافٌ: أي موت. وقال ابن السكيت: سمعت هشاماً المكفوف يقول لأبي عمرو: إن الأصمعي يقول: السُّوَافُ بالضم ويقول: الأدواء كلها تجيء بالضم نحو النُّحاز وكالدُّكَاع والقُلاَبِ والخُمَالِ، فقال أبو عمرو: لا هو السَّوَافُ - بالفتح - وكذلك قال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير. ويقال: سَافَ المال يَسُوْفُ ويَسَافُ: أي هلك. والسّافُ: كل عرق من الحائط. وقال ابن عباد: السّافُ: سَفَا الريح، الواحدة: سَافَةٌ. والسّافَةُ: أرض بين الرمل والجَلَد، وكذلك السُّوْفَةُ، كأنها سافَتْهُا أي دنت منهما. قال: ويقال كم سِيْفَةُ هذه الأرض ومَسَافُها: أي مَسَافَتُها. والمَسَافُ: الأنف، لأنه يُسَافُ به. وسِيْفَ الرجل فهو مَسُوْفٌ: أي فزع. قال: والمَسُوْفُ: الهائج من الجِمال. والسَّيِّفَةُ: الطليعة: قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصواب الشَّيِّفُةُ - بالشين المعجمة -. وقال سيبويه: سَوْفَ كلمة تنفيس فيما لم يكن بعد، ألا ترى أنك تقول: سَوَّفْتُه: إذا قلت له مرة بعد مرة سَوْفَ أفعل، ولا يُفصَلُ بينها وبين الفعل لأنها بمنزلة السين في سيفعل. وسَفْ أفعل وسَوْ أفعل - لغتان - في سَوْفَ أفعل، وقال ابن جني: حَذفوا تارةً الواو وأخرى الفاء. وقال ابن دريد: سَوْفَ كلمة تُستعمل في التهديد والوعيد والوعد، فإذا شِئْتَ أن تجعلهما اسماً أدخلتها التنوين، وانشد: إن سَوْفاً وإن لَوّاً عَنَاء ويروى: إن لَوّاً وإن لَيْتا عَنَاه فنون إذ جعلهما اسمين. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الشِّعْرُ لأبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي، وسياقه: ليت شِعري وأين مني ليت ... إن لَيْتا وإن لَوّاً عَنَاءُ وليس في رواية من الروايات: " إن سَوْفاً ". ثم قال: وكذلك سبيل هذه الأحرف، قال: وذكر أصحاب الخليل عنه أنه قال لأبي الدُّقَيْشِ: هل لكَ في الرُّطب؟ قال: أسرع هلٍ وأوحاه، فجعله اسماً ونوَّنهُ، قال: والبصريون يدفعون هذا. ويقال: فلان يقتات السَّوْفَ: أي يعيش بالأماني. والفَيْلَسُوْفُ: وعناه باليونانية مُحِب الحكمة، وأصله فَيْلاسُوْفا، وفَيْلا: المحب، وسُوْفا: الحكمة، وهو مركب، وكذلك الفلسَفَةُ مركبة كالحَمْدَلَةِ والحَوْلَقَةِ والسَّبْحَلَةِ. وقال ابن الأعرابي: السَّوْفُ: الصبر. وأسَافَ الرجل: أي هلك ماله، يقال: أسَافَ حتى ما يشتكي السُّوَافَ، هذا إذا تعود الحوادث، قال حميد بن ثور رضي الله عنه: فما لهما من مُرْسلين لحاجةٍ ... أسَافا من المال البلاد وأعدما وقال أبو عبيد: أسَافَ الخارز: إذا أثْأى فانخرمت الخرزتان، قال الراعي: كأن العيون المرسلات عشية ... شَآبِيبَ دمع لم يجد متردداً مَزَائد خرقاءِ اليدين مُسِيْفَةٍ ... أخَبَّ بهم المُخْلِفان وأحفدا وقال ابن عبّاد: أسَافَ الرجل أو المرأة ولدهما: إذا مات عنهما، فالولد مُسَافٌ، والرجل مُسِيْفٌ، والمرأة مِسْيَافٌ. والتَّسْوِيْفُ: المَطْلُ. وحكى أبو زيد: سَوَّفْتُ الرجل أمري: إذا ملكته أمرك وحكمته فيه يصنع ما شاء. وقال ابن عباد: رَكِيَّةٌ مُسَوَّفَةٌ: أي يقال سَوْفَ يوجد فيها الماء، وقيل يُسَافُ ماؤها فيكره ويُعَافُ. قال: والمُسَوِّفُ من الرجال: الذي يصنع ما شاء لا يرده أحد. واسْتَافَ: أي اشْتَمَّ، قال رؤبة: إذا الدليل اسْتَافَ اخلاق الطُرُقْ والموضع: مُسْتَافٌ. وقال ابن عباد: ساوَفْتُ فلاناً: أي سارَرْتُه. وساوَفَها: ضاجعها والتركيب يدل على الشَّمِّ؛ وعلى داءٍ؛ وعلى التأخير والامتداد. سهف ابن دريد: السَّهَفُ - بالتحريك -: شدة العطش، يقال: سَهِفَ - بالكسر - يَسْهَفُ سَهَفاً فهو ساهِفٌ، ورجل مَسْهُوْفٌ: كثير الشراب للماء لا يكاد يروى، أصابه السُّهَافُ؛ مثل العُطَاشِ سواء. وقال الليث: السَّهْفُ - بالفتح -: تشحط القتيل في نزعه واضطرابه، قال ساعدة بن جؤية الهذلي: ماذا هنالك من أسْوَانَ مُكْتَئبٍ ... وساهِفٍ ثمل في صعدةٍ حِطَمِ

سيف

حِطَمٌ: جمع حِطْمَةٍ؛ مثال قِصْدَةٍ وقَصَدٍ، ويروى: " قِصَمِ "، والسّاهِفُ: الهالك: وقيل: العطشان. وقال الأصمعي: رجل ساهِفٌ: إذا نُزِفَ فأغمي عليه، ويقال: هو الذي أخذه العطش عند النزع عند خروج روحه. وقال ابن الأعرابي: طعام مَسْهَفَةٌ؛ ومَسْفَهَةٌ على القلب: إذا كان يسقي الماء كثيراً. ورجل ساهِفُ الوجه: أي متغيره، ويروى بيت أبي خِرَاش الهذلي: وإن قد بدا مني لما قد أصابني ... من الحزن أني ساهِفُ الوجه ذو هم ويروى: " ساهِمُ الوجه ". والسَّهْفُ: حرشف السمك خاصة. وقال ابن دريد: سَنْهَفٌ: اسم، والنون زائدة، وهو من السَّهَفِ وهو شدة العطش. وقال غيره: اسْتَهَفَ فلان فلاناً وازْدَهَفَه: أي استخفه. سيف السَّيْفُ: جمعه سُيُوْفٌ وأسْيُفٌ وأسْيَافٌ ومَسْيَفَةٌ - كمَشْيَخَةٍ -، قال: كأنهم أسْيُفٌ بيض يمانية ... عضبٌ مضاربها باقٍ بها الأثر وسافَهُ يَسِيْفُه: أي ضربه بالسيف، يقال سِفْتُه. ورجل سائفٌ: أي ذو سيفٍ، وسَيّافٌ: أي صاحب سيفٍ؛ والجمع: سَيّافَةٌ. وقال الليث: قوم سَيّافَةٌ حصونهم سُيُوفُهم. وقال ابن عباد: السَّيْفُ: سَمَكَةٌ كأنها السَّيْفُ. وفي الدار أسْيَافٌ من الناس: أي أحزاب. وسافَتْ يده تَسِيْفُ: بمعنى سَئفَتْ. قال: والمَسَايِفُ: السِّنُوْنَ والقحط. وقال الكسائي: رجل سَيْفَانٌ: أي طويل ممشوق ضامر البطن، وامرأة سَيْفَانَةٌ: وهي الشَّطْبَةُ كأنها نصل سَيْفٍ. وقال الخليل: لا يُوصَفُ الرجل بالسَّيْفَانِ. والسِّيْفُ: ساحل البحر. والسِّيْفُ: ما كان مُلتزقاً بأصول السَّعَفِ من جُلاَلِ اللِّيْفِ؛ وهو أردؤه وأخشنه، قال في صفة أذناب اللقاح: كأنما احتُثَّ على حُلاّبِها ... نخل جؤاثى نيل من أرطابها والسِّيْفُ واللِّيْفُ؛ على هُدّابها والسِّيْفُ في قول لبيد رضي الله عنه: ولقد يعلم صحبي كلُّهم ... بعدان السِّيْفِ صبري ونقل موضع، والعَدَان: السّاحل. وذكر الليث السّائفَةَ في هذا التركيب، وقد ذكرتها في س أف وفي س وف. وسِيْفَةٌ من كلأ وسائفَةٌ: أي قطعة. والسِّيْفُ الطويل: ساحل طويل جداً كأنه قُطِعَ بالسَّيْفِ؛ مسيرة مائة فرسخ، وهو ساحل بحر البربرة مما يلي مقدوشوه. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: وقد رأيته في شهر رمضان سَنة تسع وستمائة. والمُسِيْفُ: الذي عليه السيف. وقال ابن عباد: المُسِيْفُ: الشجاع الذي معه سَيْفٌ. وذكر ابن فارس: أسَافَ الخرز في هذا التركيب. وقال ابن الأعرابي: درهم مُسَيَّف ٌ - بفتح الياء المشددة -: إذا كانت جوانبه نقية من النقشِ. والمُسَايَفَةُ: المُجَالَدَةُ بالسُّيُوْفِ، وتَسَايَفُوا: تضاربوا بالسُّيُوْفِ، كذلك اسْتَافُوا، وقال الليث: اسْتِيْفَ القوم. والتركيب يدل على امتداد في شيء وطول. شأف الشَّأْفَةُ: قرحة تخرج في أسفل القدم فتكوى فتذهب. وفي المثل: اسْتَأصَلَ الله شَافَتَ، أي أذهبه الله كما تذهب تلك القرحة بالكي. وفي الحديث: خرجت بآدم - صلوات الله عليه - شَأْفَةٌ في رجله. وقال يعقوب: الشَّأْفَةُ تُقطع فتذهب. وفي حديث آخر: وقَطُعنا عنا شأْفَتَه، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ز هـ د. وفي شرح قول الكُميت. ولم نَفْتَأْ كذلك كل يومٍ ... لِشَأْفَةِ واغرٍ مُسْتَأصلينا الشَّأْفَةُ قَرَحة في القدم إذا قطعت مات صاحبها. وقال شمر: الشَّأْفَةُ: الأصل، واستْأصَلَ الله شَأْفَتَه: أي أصْلَه. تقول: شَئفَتْ رجله - بالكسر - شأفاً - بالتحريك -: إذا خرجت بها الشَّأْفَةُ، وكذلك شُئفَتْ رجله - على ما لم يسم فاعله - فهي مَشْؤوْفَةٌ. وشَئفْتُ فلاناً - بالكسر - شأْفاً وشَآفَةً؛ وكذلك شَئفْتُ له - وهذه عن أبي زيد -: إذا أبغضته، وأنشد ابن الأعرابي: فما لِشَآفَةٍ من غير شيء ... إذا ولى صديقك من طبيب قال: وشَئفْتُ الرجل: إذا خِفْتَ حين تراه أن تصبه بعينٍ أو تدل عليه من يكره. وقال الأزهري: قالوا شَئفَتْ أصابعه وسَئفَتْ - بالشين والسين -، وهو الشعث حول الأظفار والشُّقَاقُ. وقال أبو عبيد: شُئفَ فلان - على ما لم يسم فاعله - فهو مَشْؤوْفٌ؛ مثال زئد وجئث: إذا فزع وذُعِرَ.

شحذف

وقال بعضهم: شَأْفُ الجرح: فساده حتى لا يكاد يبرأ. والتركيب يدل على البغضة. شحذف الشُّحْذُوْفُ - وقيل: الشُّذْحُوفُ - من الجبل وغيره: المحدد. شحف ابن دريد: الشَّحْفُ - لغة يمانية -: وهو أن تقشر عن الشيء جلده. شخف الليث: الشِّخَافُ - بالكسر -: اللبن بالحِميريَّة. وقال أبو عمرو: الشَّخْفُ صوت اللبن عند الحلب، يقال: سمعت للدرة شَخْفاً، وأنشد: كأن صوت شُخْبِها ذي الشَّخْفِ ... كشيش أفعى في يبيسٍ قفِّ قال: وبه سُمي اللبن شِخَافاً. شدف الشَّدَفُ - بالتحريك -: الشخص، والجمع: شُدُوْفٌ. وقال ابن دريد: يقال رأيت شَدَفاً: أي شخصاً، قال ولا تنظرن إلى ما جاء به الليث عن الخليل في كتاب العين في باب السين فقال: سَدَفٌ في معنى شَدَفٍ؛ فإنما ذلك غلطٌ من الليث على الخليل، وأنشد غيره لساعدة بن جؤية الهذلي يصف وعلاً: موكل بِشُدُوْفِ الصوم ينظرها ... من المغارب مخطوفُ الحشى زَرِم الصَّوْمُ: شجر يشبه الناس قياماً، وكل ما واراك فهو مغرب. أي يخاف هذا الوعل أن يكون الصَّوْمُ ناساً. وقال ابن دريد: شَدَفْتُ الشيء أشْدِفُه - بالكسر - شَدْفاً: إذا قطعته شُدْفَةً شُدْفَةً أي قطعة قطعة. قال: وفرس أشْدَفُ: عظيم الشخص، وأنشد قول المَرّار بن منقذٍ يصف فرساً: شدِفٌ أشْدَفُ ما روعته ... فإذا طُؤطِئ طيار طِمِر وقال ابن عباد: الأشْدَفُ: الأعسر. والأشْدَفُ: الذي في خده شَدَفٌ أي ميل. والأشْدَفُ: المرح، وقد شَدِفَ، قال العجاج: بذاة لوثٍ أو بناجٍ أشْدَفا وقيل: الفرس الأشْدَفُ: البعير المعترض في سيره من النشاط، قال الطرماح: هل تُدْنِيَنَّك من أرجاع واسطٍ ... أو بات يعمله اليدين حضار شَدْفاءَ تصبح تَشْتَئي غِبَّ السُّرى ... فعل المضل صياره البَربارِ وقال الأصمعي: يقال للقِسِيِّ الفارسية: شُدْفٌ، واحدتها شَدْفاءُ، وهي العوجاء وهن العوج. وقال ابن عباد: قوس شَدْفاءُ: وهو تعطيفها في سِيَتَيْها. قال الزفيان: فالتقطت في القتر طِملا لائطا ... في كَفِّهِ شَدْفاءُ من شواحِطا واسهم أعدها أمارطا ويروى: " مَوَارِطا ". والشَّدِفُ: الطويل العظيم السريع الوثبة. وناقة شَدْفاء: في يدها اعوجاج، فربما التفقت يداها إذا سارت. وامرأة شَدْفاءُ: في خدها ميلٌ. والشَّدَفُ: الشرف. وقال الفرّاء: الشَّدَفُ والسَّدَفُ: الظلمة. وقال اللحياني والفرّاء: خرجنا بشُدْفَةٍ - بالضم - وسُدْفَةٍ؛ وتفتح صدورهما: وهما السواد الباقي. وقال أبو عبيدة: أشْدَفَ الليل وأسْدَفَ: إذا أرخى ستوره. وقال ابن عباد: قوس مُتَشَادِفَةٌ: أي مُتَعَطِّفَةُ. والتركيب يدل على ارتفاع في الشيء. شذحف الشُّذْحُوْفُ - وقيل: الشُّحْذُوْفُ - من الجبل وغيره: المحدد. شذف الفرّاء: يقال ما شَذَفْتُ منك شيئاً: أي ما أصبت، أشْذُفُ. شرحف ابن دريد: الشِّرْحافُ: العريض ظهر القدم، وبه سمي الرجل شِرْحافاً. وقال ابن عباد: الشِّرْحافُ: النصل العريض. وقال ابن الأعرابي: الشُّرْحُوْفُ: المستعد للحملة على العدو. وقال أبو عمرو: أشْرَحَفَّ الرجل لرجل: إذا تهيأ له محارباً، وكذلك الدابة للدابة، وأنشد: لما رأيت العبد مُشْرَحِفّا ... للشر لا يعطي الرجال النصفا أعْذَمْتُهُ عُضَاضَه والكفا والمُشْرَحِفُّ - أيضاً -: السريع الخفيف، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإيادي: ولقد غدوت بِمُشْرَحِفِّال ... شَّدِّ في فيه اللجام الشَّرَاسِيْفُ: مقاط الأضلاع وهي أطرافها التي تشرف على البطن، الواحد: شُرْسُوْفٌ. ويقال: الشُّرْسُوْفُ غضروف معلق بكل ضلع مثل غضروف الكتف. وقال ابن الأعرابي: الشُّرْسُوْفُ رأس الضلع مما يلي البطن. قال: والشُّرْسُوْفُ: البعير المقيد، والبعير الذي عُرْقِبَتْ إحدى رجليه، والأسير المكتوف. وقال ابن فارس: الشَّرَاسِيْفُ أوائل الشدة، يقال: أصابت الناس الشَّرَاسِيْفُ. وقال ابن عباد: الشَّرْسَفَةُ: سوء الخُلُقِ. وقال غيره: شَرْسَفَةُ بن خليف من بني مازن: فارس ميّارٍ.

شرعف

وقال الليث: شاة مُشَرْسَفَةٌ: إذا كان بجنبيها بياض قد غشي الشَّرَاسِيْفَ والشَّوَاكُلَ، وأنشد: شيخ إذا حُمِّلَ مكروهةً ... شد الشَّرَاسِيْفَ له والحزيم شرعف ابن دريد: الشُّرْعُوْفُ والشُّرْغُوْفُ: نبت أو ثمر نبت. وقال في باب فِعْلالٍ: الشِّرْعافُ والشُّرْعافُ: قشر طلعة الفُحّال من النخل، لغة أزديَّةٌ. شرغف ابن دريد: الشُّرْعُوْفُ والشُّرْغُوْفُ: نبت أو ثمر نبت. والشُّرْغُوْفُ: الضفدع الصغير. شرف الشَّرَفُ: العلو والمكان العالي، قال: آتي النَّديَّ فلا يُقَرَّبُ مجلسي ... وأقود للشَّرَفِ الرفيع حِماري يقول: أني خرفتُ فلا ينتفع برأيي وكبرت فلا أستطيع أن أركب من الأرض حماري إلا من مكان عالٍ. وقال ابن السكيت: الشَّرَفُ والمجد لا يكونان إلا بالآباء، والحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء. وقال ابن دريد: الشَّرَفُ علو الحسب. وشرف البعير: سَنَامهُ، قال: شَرَفٌ أجَبُّ وكاهل مجدول وعدا شَرَفاً أو شَرَفَيْنِ: أي شَوْطاً أو شَوْطينِ. وقال الفرّاء: الشَّرَفُ نحو ميل. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: الخيل لثلاثة: لرجل أجرٌ ولرجلٍ سترٌ وعلى رجلٍ وزر، فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرجٍ أو روضةٍ؛ فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات؛ ولو أنه انقطع طيلها فاسْتَنَّتْ شَرَفاً أو شَرَفَيْنِ كانت له آثارها وأرواثها حسنات؛ ولو أنها مرت بنهرٍ فشربت منه ولم يرد أن يسقيهاكان ذلك حسنات له؛ فهي لذلك الرجل أجر، ورجل ربطها تغنِّياً وتعفُّفاً ثم لم يَنْسَ حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك سِتر، ورجل ربطها فخراً ورياءٍ ونِوَاء لأهل الإسلام فهي على ذلك وِزْرٌ. قال أسامة الهذلي يصف حمارا: إذا ما اشتأى شَرَفاً قُبْلَهُ ... وواكظ أوْشَكَ منه اقترابا قُبْلَهُ: تجاهه. وقال العجاج يصف عيراً يطرد آتُنَه: وإن حداها شَرَفاً مُغَرِّبا ... رَفَّةَ عن انفاسها وما ربا والشَّرَفُ: الإشْفَاءُ على خطر من خيرٍ أو شرٍ، يقال في الخير هو على شَرَفٍ من قضاء حاجته، ويقال في الشَّرِّ: هو على شَرَفٍ من الهلاك. وقال ابن الأعرابي: الشَّرَفُ طين أحمر. ويقال للمَغْرَةِ: شَرَفٌ؛ وشَرْفٌ أيضاً. وقال الليث: الشَّرَفُ شجر له صِبْغٌ أحمر. وقيل: هو دار بَرْنِيَانْ. وقال ابن دريد: شَرَفُ الإنسان: أعلى جسمه. وشَرَفُ الروحاء: قريب من المدينة على ساكنيها السلام. وشَرَفٌ: جبل قرب جبل شُرَيْفٌ، وشُرَيْفٌ: أطول جبل في بلاد العرب. وقال ابن السكيت: الشَّرَفُ كَبِدُ نجد، وكان من منازل الملوك من بني آكل المُرار من كِنْدَةَ، وفي الشَّرَفِ حِمى ضرية، وضرية بئر، وفي الشَّرَفِ الرَّبَذَةُ وهي الحِمى الأيمن. والشَّرَفُ: من سواد إشبيلية. وشَرَفُ البياض: من بلاد خولان من جهة صَعْدَةَ. وشَرَفُ قِلْحَاحٍ: قلعة على جبل قِلْحاحٍ قرب زبيد. والشَّرَفُ الأعلى: جبل آخر هنالك. وشَرَفُ الأرطى: من منازل تميم. والشَّرَفُ: الشُّرَفاءُ. وقيل للأعمش: لِمَ لَمْ تستكثر من الشَّعْبِيِّ؟ فقال: كان يحتقرني، كنت آتية مع إبراهيم؛ فيُرَحِّب به؛ ويقول لي: اقعد ثم أيها العبد، ثم يقول: لا نرفع العبد فوق سُنَّتِه ... ما دام فينا بأرضنا شَرَفُ ورجل شَرِيفٌ من قوم شُرَفاءَ وأشْرَافٍ، وقد شَرُفَ - بالضم -؛ فهو شَرِيفٌ اليوم؛ وشارفٌ عن قليل؛ أي سيصير شَرِيفاً، ذكره الفرّاء. وسهم شارِفٌ: إذا وُصِفَ بالعتق والقدم، قال أوس بن حجر يصف صائداً. فيَسَّرَ سَهماً راشَهُ بمناكب ... ظُهَارٍ لؤامٍ فهو أعجف شارِفُ والشَّارِفُ: المسنة من النوق، والجمع: الشَّوَارِفُ والشُّرْفُ مثال بازِلٍ وبُزْلٍ وعائذٍ وعُوْذٍ، ويجوز للشاعر تحريك الراء، قال تميم بن أُبَيِّ بن مقبل: قد كنت راعي أبكارٍ مُنَعَّمَةٍ ... فاليوم أصبحت أرعى جِلةً شُرُفاً يقال: شَرَفَتِ الناقة وشَرُفَتْ.

وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أتتكم الشُّرْفُ الجُوْنُ، قالوا: يا رسول الله وما الشُّرْفُ الجون؟ قال: فئن كأمثال الليل المُظلِمِ. ويروى: الشُّرقُ الجُوْنُ، يريد فتناً طالعة من قبل المشرق. وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصدقاً فقال: لا تأخذ من حزرات أنْفُسِ الناس شيئاً؛ خذ الشّارِفَ والبكر وذا العيب. وفي حديث علي؟ رضي الله عنه -: أصبتُ شارِفاً من مغنم بدرٍ؛ وأعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شارِفاً؛ فأنَخْتُهما ببابِ رجل من الأنصار؛ وحمزة - رضي الله عنه - في البيت ومعه قَيْنَةٌ تُغَنِّيه: ألا يا حمز للشُّرْفِ النِّواءِ ... وهُنَّ مُعَقَّلاتٌ بالفِناءِ ضع السكين في اللبات منها ... وضَرِّجْهُنَّ حمزة بالدماء وعجِّلْ من أطايبها لشربٍ ... طعاما من قديرٍ أو شِوَاءِ فخرج إليهما فَجَبَّ؟ ويروى -: فاجتنب اسْنِمَتَهما وبقر خواصرهما وأخذ أكبادهما، فنظرت إلى منظر أفظعني، فانطلقت إلى رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - فخرج ومعه زيد بن حارثة؟ رضي الله عنه - حتى وقف عليه وتغَيَّظَ، فرفع رأسه إليه وقال: هل أنتم إلا عبيد آبائي، فرجع رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - يُقَهْقِرُ. والشّارفُ - أيضاً -: وعاء الخمر من خابيةٍ ونحوها. وفي حديث ابن عباس - رضي اله عنهما -: أمِرْنا أن نبني المَسَاجد جُمّاً والمدائن شُرْفاً. الجُمُّ: التي لا شُرَفَ لها. والشُّرْفُ: التي لها شُرَفٌ. والشّارُوْفُ: حَبْلٌ: وهو مولَّدٌ. والشّارُوْفُ: المِكْنَسَةُ، وهو معرب جاروب، وأصله جاي رُوبْ: أي كانس الموضع. وشَرَافِ - مثال قَطَامِ -: موضع، وقيل: ماءةٌ لبني أسدٍ. وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: ألا يكون بين شَرَافِ وأرض كذا وكذا جمّاءُ ولا ذاةُ قرنٍ، قيل: وكيف ذاك؟ قال: يكون الناس صلاماتٍ يضرب بعضهم رقاب بعض، وقال المُثَقِّبُ العبدي: مَرَرْنَ على شَرَافِ فذاة رجلٍ ... ونكبن الذَّرانح باليمين وبناؤه على الكسر هو قول الأصمعي، وأجراه غيره مجرى ما لا ينصرف من الأسماء، ويقال فيه شِرَافُ - بكسر الشين - غير مُجْرىً، فصار فيه ثلاث لغاتٍ. وهو بين واقصة والقَرْعاءِ، وقال الشَّمّاخُ: مرت بنفعي شَرَافٍ وهي عاصفة ... تخدي على يَسَرَاتٍ غير أعصال وشَرَفْتُه أشْرُفُه - بالضم -: أي غلبيته بالشَّرَفِ. وكعب بن الأشرف: من رؤساء اليهود. وقول بشير بن المعتمر. وطائرٌ أشرفُ ذو جُردةٍ ... وطائر ليس له وكر الأشْرَفُ من الطير: الخفاش؛ لأن لأذنيه حجماً ظاهراً؛ وهو متجرد من الزغب والريش، وهو طائر يلد ولا يبيض. والطائر الذي ليس له وكر: طائر يُخبرُ عنه البحريون أنه لا يسقط إلا ريثما يجعل لبيضه أُفْحُوْصاً من تراب ويغطي عليه ثم يطير في الهواء وبيضه يتفقس من نفسه عند انتهاء مدته، فإذا أطاق فرخه الطيران كان كأبويه في عادتهما. وفلان أشْرَفُ منه. ومَنْكِبٌ أشْرَفُ: أي عالٍ. وأُذُنٌ شَرْفَاءُ: أي طويلة. ومدينة شَرْفاءُ: ذاة شُرَفٍ. وشُرْفَةُ القصر - بالضم -: واحدة الشُّرَفِ. وفي حديث مولد النبي - صلى الله عليه وسلم -: ارتجس إيوان كسرى فسقطت منه أربع عشرة شُرْفَةً. وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب وب ذ. وشُرْفَةُ المال: خياره. ويقال: إني أعد إتيانكم شًرْفَةً وأرى ذلك شُرْفَةً: أي فضلا وشَرَفاً أتشرف به. وشُرُفاتُ الفرس: هاديه وقَطَاتُه. وإسحاق بن شرفى - مثال ضعفى -: من أصحاب الحديث. والشُّرَيْفُ - مصغراً -: ماء لبني نمير. وقال ابن السكيت: الشُّرَيْفُ وادٍ بنجدٍ، فما كان عن يمينه فهو الشَّرَفُ، وما كان عن يساره فهو الشُّرَيْفُ، قال طُفَيْلٌ الغنوي: تبيت كعقبان الشُّرَيْفِ رجاله ... إذا ما نَوَوْا إحداث أمرٍ معطبِ وقال أبو وجزة السعدي: إذا تربعت ما بين الشُّرَيْفِ إلى ... روضِ الفلاح أُوْلاتِ السَّرْحِ والعُبَبِ ويروى: " الشّريْقِ:. ويوم الشُّرَيْفِ: من أيامهم. وقال ابن دريد: أُذُنُ شُرَافِيَّةٌ وشُفَارِيَّةٌ: إذا كانت عالية طويلة عليها شَعَرٌ. وقال غيره: الشُّرَافيُّ: لون من الثياب أبيض.

وقال الأصمعي: الثوب الشُّرَافيُّ: الذي يُشترى مما شارَفَ أرض العجم من أرض العرب. وناقة شُرَافِيَّةٌ: ضخمة الأُذنين جسيمة. وأشْرَافُ الإنسان: أُذناه وأنفه، قال عدي بن زيد العبادي: كقصيرٍ إذ لم يجد غير أن جد ... دعَ أشْرافَهُ لِشُكْرٍ قصير والشِّرْيافُ: ورق الزرع إذا طال وكثر حتى يخاف فساده فيقطع. ومَشَارِفُ الأرض: أعاليها. والسيوف المَشْرَفِيَّةُ: منسوبةٌ إلى مَشَارِفِ الشأْم، قال أبو عبيدة: هي قرى من أرض العرب تدنو من الريف، يقال: سيف مَشْرَفيُّ ولا يقال مَشَارِفيٌّ، لأن الجمع لا ينسب إليه إذا كان على هذا الوزن، لا يقال مَهَالِبيٌّ ولا جَعَافريٌّ ولا عَبَاقريٌّ، وقال كُثيِّر يمدح عبد الملك ن مروان: أحاطتْ يداه بالخلافة بعدما ... أراد رجال آخرون اغتيالها فما تَرَكوها عنوة عن مَوَدَّةٍ ... ولكن بحد المَشْرَفيِّ استقالها وقال رؤبة: والحرب عَسراء اللقاح المُغْزي ... بالمَشْرَفِيّاتِ وطعنٍ وخز وشَرِفَ الرجل - بالكسر -: إذا دام على أكل السَّنَام. وأشْرَفْتُ المرْبَأَ: أي علوته، قال العجاج: ومربأ عالٍ لمن تَشَرَّفا ... أشْرَفْتُهُ بلا شَفاً أو بِشَفا وأشْرَفْتُ عليه: أي اطلعت عليه من فوق، وذلك الموضع: مُشْرَفٌ. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما جاءك من هذا المال وأن تغير مُشْرِفٍ له ولا سائل فخذه ومالا فلا تُتْبِعْه نفسك. أي وأنت غير طامع فيه ولا متطلع إليه. وأشْرَفَ المريض على الموت: أي أشْفى عليه. ويقال: ما يُشْرِفُ له شيء إلا أخذه. ومُشْرِفٌ: رمل بالدهناء، قال ذو الرُّمَّة: إلى ظُعُنٍ يقرضن أجوازَ مُشْرِفٍ ... شمالاً وعن أيمانهن الفوارس وقال أيضاً: رَعَتْ مُشْرِفاً فالأحبل العُفْرَ حوله ... إلى رِمْثِ حُزْوى في عَوَازِبَ أُبَّلِ والإشْرَافُ: الشَّفَقَةُ، قال: ومن مضر الحمراء إشْرَافُ أنفسٍ ... علينا وحيّاها إلينا تمضَّرا وشَرَّفْتُ القصر وغيره تشريفاً: إذا جعلت له شُرَفاً. وقال ابن الأعرابي في قوله: جمعتهما من أيْنُقٍ غِزار ... من اللوى شُرِّفْنَ بالصِّرَارِ ليس من الشَّرفِ، ولكن من التَّشْرِيفِ: وهو أن يكاد يقطع أخلافها بالصِّرارِ فيؤثر في الصِّرَارِ. وشَرَّفَ الله الكعبة: من الشَّرَفِ. ومُشَرَّفٌ: جبل، قال قيس بن عيزارة: فإنك لو عاليته في مُشَرَّفٍ ... من الصُّفْرِ أو من مُشْرِفاتِ التوائم قال أب عمرو: مُشَرَّف: جبل، والصُّفْرُ: السود. وقال غيره: أي في قصر ذي شُرَفٍ من الصُّفْرِ. وتَشَرَّفْتُ: من الشَّرَفِ. وتَشَرَّفْتُ المَرْبَأ: أي علوته، قال العجاج: ومربأٍ عالٍ لمن تَشَرَّفا وتُشُرِّفَ القوم: قُتِلَتْ أشْرافهم. واسْتَشْرَفَني حقي: أي ظلمني، قال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع: ولقد يخفض المجاور فيهم ... غير مُسْتَشْرَفٍ ولا مظلومِ واسْتَشْرَفْتُ الشيء: إذا رفعت بصرك إليه وبسطت كفك فوق حاجبك كالذي يستظل من الشمس، ومنه قول الحسين بن مطير: فيا عجبا مني ومن حُبِّ قاتلي ... كأني أجْزِيه المودة من قتلي ويا عجبا للناس يَسْتَشْرِفُونَني ... كأن لم يروا بعدي مُحِبّاً ولا قبلي وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: ستكون فتنٌ القاعد فيها خيرٌ من القائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خيرٌ من السّاعي؛ مَنْ تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْه؛ فمن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به. وفي الحديث: أمرنا أن نَسْتَشْرِفَ العين والأُذن. أي نتفقدهما ونتأملهما لئلا يكون فيهما نقص من عورٍ أو جدعٍ، وقيل: أن نطلبهما شَرِيفَتَيْنِ بالتمام والسلامة. وفي حديث أبي طلحة - رضي الله عنه -: إنه كان حَسَنَ الرمي فكان إذا رمى اسْتَشْرَفَه النبي - صلى الله عليه وسلم - لَيَنْظر إلى موقع نبله، قال: تطاللتُ فاسْتَشْرَفْتُهُ فرأيته ... فقلت له آأنتَ زيد الأرامل وشارَفْتُ الرجل: أي فاخرته أيُّنا أشْرَفُ. وشارَفْتُ الشيء: أي أشْرَفْتُ عليه. والاشْتِرَافُ: الانتصاب. وفرس مُشْتَرِفٌ: أي مُشْرِفُ الخَلْقِ، قال جرير:

شرنف

من كل مُشْتَرِفٍ وإن بعد المدى ... ضرم الرَّقاق مناقل الأجرَالِ وشَرْيَفْتُ الزرع: قطعت شِرْيافَه. والتركيب يدل على علو وارتفاع. شرنف الليث: الشِّرْنافُ: ورقُ الزرع إذا طال وكثر حتى يُخاف فساده فيُقطع، فيقال حينئذ: شَرْنَفْتُ الزرع، وهي كلمة يمانية، وشك الأزهري في الشِّرْنافِ وشَرْنَفْتُ أنهما بالياء أو بالنون؛ وجعلهما زائدتين. شرهف أبو تُرَابٍ: شَرْهَفَ في غذاء الصبي - مثل شَرْهَفَ -: إذا أحسن غذاءه. وغلام مُشْرَهِفٌّ: وهو الحاف الرأس الشَّعِثُ القَشِفُ. شسف ابن السكيت: الشّاسِفُ: اليابس من الضُّمْرِ والهُزَالِ؛ مثل الشّاسب. وقال الأصمعي: الشّاسِبُ: الضامر؛ والشّاسِفُ: أشد منه ضُمْراَ. وقد شَسَفَ يَشْسِفُ شُسُوْفاً وشَسَافَةً، والكسر أكثر. قال تميم بن أُبَيِّ بن مقبل: إذا اضطغنت سلاحي عند مغرضها ... ومرفق كرئاسِ السيف إذ شَسَفا وقال لبيد رضي الله عنه يصف ناقة: تتقي الريح بِدَفٍّ شاسِفٍ ... وضلوع تحت زَوْرٍ قد نَحَلْ وقال ابن فارس: لحم شَسِيْفٌ: كاد ييبس. وقال ابن الأعرابي: الشَّسِيْفُ: البُسْرُ المُشَقَّقُ. وقال أبو عمرو: شَسَفُوا البُسْرَ: إذا شَقَّقُوْه. والشّاسِفُ: القاحل. وسقاء شاسِفٌ وشَسِيْفٌ: أي يابس. وقال ابن عباد: الشِّسْفُ - بالكسر -: قرصُ يابس من خبز. والتركيب يدل على قحل ويبس. شطف الأصمعي: شَطَفَ وشَطَبَ: إذا ذهب وتباعد، وأنشد: أحان من جِيْرَتِنا خُفُوْفُ ... أن هتفت قُمْريَّةٌ هَتوفُ في الدار والحي بها وقوف ... وأقْلَقَتْهُم نية شَطُوْفُ أي بعيدة. ورمية شاطِفَةٌ وشاطِبَةٌ: إذا زلت عن المقتل. وأما قولهم: شَطَفْتُه بمعنى غسلته فلغة سَوَاديَّةٌ. شظف أبو عبيد: الشَّظَفُ: الضيق والشدة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه لم يشبع من خبز ولحم إلا على شَظَفٍ. ويروى: على ضَفَفٍ، قال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرِّقاع: ولقد لقيت من المعيشة لذة ... وأصبت من شَظَفِ الأمور شِدَادَها وكذلك الشَّظَافُ عن أبي زيد، قال الكُميت: وراجِ لينَ تغلب عن شَظَافٍ ... كَمُتَّدِنِ الصَّفا كَيْما يلينا والشَّظِيْفُ من الشجر: الذي لم يجد ريَّه فصلب من غير أن تذهب نُدُوَّتُه، قال رؤبَةُ: وانْعَاجَ عُودي كالشَّظِيْفِ الأخشنِ تقول منه: شَظُفَ - بالضم - شَظَافَةً؛ وشَظِفَ؟ بالكسر - أيضاً. وشَظَفْتُه عن الشيء شَظْفاً: منعته. والشَّظْفُ - أيضاً -: أن يُسَلَّ خُصْيَا الكبش سلاً. والشَّظْفُ - أيضاً -: شقة العصا؛ عن ابن الأعرابي، وأنشد: كبداء مثل الشَّظْفِ أو شر العِصِيْ قال: والشِّظْفَةُ - بالكسر -: ما احترق من الخبز. وقال غيره: الشِّظْفُ - بلا هاءٍ - يابس الخبز. وقال ابن عباد: الشِّظْفُ: عُوَيْدٌ كالوتد، وجمعه: شِظَفَةٌ. وأرض شَظِفَةٌ: إذا كانت خشناء. وبعير شَظِفُ الخِلاطِ: أي يخالط الإبل مخالطة شديدة. والشَّظِفُ - أيضاً -: السيئ الخُلُقِ. وشَظِفَ السهم: إذا دخل بين الجلد واللحم. والشَّظِفُ: الشديد القتال. والمِشْظَفُ من الناس: الذي يعرض بالكلام على غير القصد. والشِّظَافُ: البُعْدُ. والتركيب يدل على الشدة في العيش وغيره. شعف الشَّعَفَةُ - بالتحريك -: رأس الجبل، والجمع: شَعَفٌ وشُعُوْفٌ وشِعَافٌ وشَعَفَاتٌ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: خير الناس رجل ممسك بعينان فرسه في سبيل الله كلما سمع هَيْعَةً طار إليها أو رجل في شَعَفَةٍ في غُنَيْمَةٍ له حتى يأتيه الموت. قال ذو الرُّمَّة: بنائية الأخفاف من شَغَفِ الذَُرى ... نبال تواليها رِحَابٍ جيوبها ويروى: بمَسْفُوحَةِ الآباط عُرْيانه القرا. وأنشد الليث: وكعباً قد حميناهم فحلوا ... محل العُصم من شَعَفِ الجبال والشَّعَفُ - أيضاً -: أعلى السنام. وقال الليث: الشَّعَفُ كرؤوس الكمأة والأثافيِّ المُسْتَدِيرة في أعاليها، قال العجاج: فأطَّرَقَتْ إلا ثلاثاً عُكَّفاً ... دَوَاخِساً في الأرض إلا شَعَفا

شغف

وشَعَفَةُ القلب: رأسه عند معلق النياط، ولذلك يقال: شَعَفَنَي حُبُّ فلانٍ وشُعِفْتُ به وبحبه: أي غَشِيَ الحب القلب من فوقه. وقرأ الحسن البصري وقَتَادَةُ وأبو رجاء والشعبي وسعيد بن جبير وثابت البُنَانيُّ ومجاهد والزُّهريُّ والأعرج وابن كَثير وابن مُحَيْصِنٍ وعوف بن أبي جميلة ومحمد اليماني ويزيد بن قُطَيْبٍ:) قد شَعَفَها حُبّاً (قال أبو زيد: أي أمرضها وأذابها. وقرأ ثابت البُنَاني أيضاً:) قد شَعِفَها (بكسر العين بمعنى علقها حبا وعشقها. ورجلٌ صُهْبُ الشِّغَافِ: يراد بذلك شَعَر رأسه. وما على رأسه إلا شُعَيْفاتٌ: أي شُعيرات من الذؤابة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه ذكر في خطبته ياجوج وماجوج فقال: عِراضَ الوجوه صِغَارُ العيون صُهْبُ الشِّعَافِ ومن كل حدب ينسلون، ثم ذكر إهلاك الله إياهم فقال: والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسْمَنُ وتَشْكَرُ شكراً من لحومهم. وقال رجل: ضربني عمر - رضي الله عنه - فسقط البُرْنُسُ عن رأسي فأغاثني الله بشُعَيْفَتَيْنِ في رأسي. والشَّعْفَةُ: خصلة في أعلى الرأس. والمَشْعُوْفُ: الذي أُصيبت شَعَفَةُ قلبه؛ أي رأسه عند معلق النِّيَاطِ؛ بحب أو ذعر أو جنون. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في فتنة القبر: أما فتنة القبر فبي تُفتَنُون وعني تسألون، فإذا كان الرجل صالحاً أُجلس في قبره غير فزع ولا مَشْعُوْفٍ. وشَعَفْتُ البعير بالقطران: إذا اشْعَلْتَه به، قال أمرؤ القيس: ليقتلني وقد شَعَفْتُ فؤادها ... كما شَعَفَ المَهنُوْءةَ الرجل الطّالي ويروى: " قَطَرْتُ فؤادها كما قَطَرَ " وشَعْفَانِ: جبلان بالغور. وفي المثل: لكن بِشَعْفَيْنِ أنت جدود، وقد كتب سبب المثل في تركيب ج د د. وقال أبو زيد: الشَّعْفَةُ: المطرة الهينة، قال: ومثل للعرب: ما تنفع الشَّعْفَةُ في الوادي الرُّغُب، يُضرب مثلا للذي يعطيك قليلا لا يقع منك موقعا ولا يسد مسداً. وقال الليث: الشَّعَفُ داء يُصيب الناقة فيتمعط شَعَر عينيها، يقال: شَعِفَتْ وهي تَشْعَفُ؛ وناقة شَعْفَاءُ، ولا يقال جمل أشْعَفُ؛ إنما هو للإناث خاصة. وقال غيره: إنه بالسين المهملة. والشُّعَافُ - بالضم -: الجنون، والمَشْعُوْفُ: المجنون. وقال بعضهم: الشَّعَفُ: قشر شجر الغاف. وشَعفَ هذا اليَبِيْسُ: أي نبت فيه أخضر، والصحيح أنهما بالغين المعجمة. والتركيب يدل على أعالي الشيء ورأسه. شغف الشَّغَافُ: غلاف القلب، وشَغَفَه: أصاب شَغَافَه، ك " كَبَدَه " أصاب كبده. وقال الليث: الشَّغَافُ: مولج البلغم، وقوله تعالى:) قد شَغَفَها حُباً (أي أصاب حبه شَغَافها. وقيل الشَّغَافُ: سويداء القلب. وقرأ أبو الأشهب: " شَغِفَها حُباً " بكسر الغين، كقراءة ثابت البُناني: " شَعِفَها " بكسر العين المهملة. وقال أبو عبيد: الشَّغَافُ داء يأخذ تحت الشَّرَاسِيْفِ من الشق الأيمن، قال النابغة الذبياني: وقد حال هَمٌّ ذلك داخل ... دخول الشَّغَافِ تبتغيه الأصابع وكذلك شَغْفُ القلب وشَغَفُه؛ مثل شَغَافِه: عن أبي الهيثم. وقال الليث: شَغَفٌ: موضع بعُمَان يُنْبِتُ الغاف العظام، قال: حتى أناخ بذاة الغاف من شَغَفٍ ... وفي البلاد لهم وسعٌ ومضطرب وقال الدينوري: الشَّغَفُ نجب شجر الغاف. وقال ابن عباد: المَشْغُوْفُ: المجنون؛ كالمَشْعُوفِ. شفف أبو زيد: الشَّفُّ والشِّفُّ: الثوب الرقيق، ومن أبيات الكتاب: لَلُبْسُ عَباءة وتقرَّ عيني ... أحب إلي من لبس الشُّفُوْفِ وقال عدي بن زيدٍ العبادي: زانَهُنَّ الشُّفُوْفُ ينْضَحْنَ بالمس ... كِ وعيش مفانقٌ وحرير وقال الكسائي: شَفَّ الثوب يَشِفُّ - بالكسر - شُفُوْفاً وشَفِيفاً: إذا رق حتى حكى ما تحته، ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: لا تُلْبِسوا نساءكم الكتان أو القباطي فإنه إلا يَشِفَّ فإنه يصف. والمعنى: أن القَبَاطِيَّ ثياب رِقاق غير صفيفة النسج؛ فإذا لبستها المرأة لصقت بأردافها فوصفتها؛ فنهى عن لبسها؛ وأحَبَّ أن يُكْسَيْنَ الثخان الغِلاظَ.

شقف

والشَّفُّ والشِّفُّ - أيضا -: الربح والفضل. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شِف ما لم يُضمن؛ أي عن ربح. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: من صلى المكتوبة ولم يتم ركوعها ولا سجودها ثم يكثر التطوع فمثله مثل مالٍ لا شِفَّ له حتى يؤدي رأس المال. وشَفَّ الشيء يَشِفُّ شِفّاً - مثل حَمَلَ يَحْمِلُ حملاً -: أي زاد. وفي حديث الصَّرْفِ: فَشَفَّ الخلخالان نحواً من دانقٍ فَقَرضَه. أي زادا، وقال الحُطيئة: وهل يُخْلِدَنَّ ابني جُلالة مالُهم ... وحرصهم عند البياع على الشِّفِّ وقال ابن السكيت: الشِّفُّ - أيضاً -: النقصان، وهو من الأضداد، يقال: هذا درهم يَشِفُّ قليلاً: أي ينقص. وقال ابن عباد: شَفَّ الشيء يَشِفُّ: أي تحرك. وشَفَّ جسمه يّشِفُّ شُفُوْفاً: أي نَحَلَ. وشَفَّهُ الهم يَشُفُّه - بالضم -: أي هَزَله، قال العرجي: أني أمرؤٌ لَجَّ بي حبٌّ فأحرضني ... حتى بليت وحتى شَفَّني السقم ويروى: " أنا أمْرُؤٌ "، ويروى: " هاضني السَّقَمُ ". وفلان يجد في أسنانه شَفِيْفاً: أي برداً. وقيل: الشَّفِيْفُ: لذع البرد، قال صخر الغيِّ الهذلي: وماءٍ وردت على زورةٍ ... كمشي السَّبَنْتى يراح الشَّفِيْفا وقال ابن دريد: الشَّفِيْفُ: شدة حر الشمس. وقيل الشَّفِيْفُ: الريح الباردة فيها ندى؛ وقيل: مطر وبرد، قال: إذا ما الكلب ألْجأه الشَّفِيْفُ وقال أبو سعيد: فلان يجد في مقعدته شَفِيْفاً: أي وجعاً. والشَّفِيفُ والطَّفِيْفُ: القليل، وكذلك الشَّفَفُ. والشُّفَافَةُ - بالضم -: بقية الماء في الإناء. وقول ذي الرُّمة: شُفَافُ الشَّفا أو قسمة الشمس أزمعا ... رواحاً فمدا من نجاء مُناهِبِ ويروى: " مُهَاذِبِ "، أراد بقية النهار، ويروى: " ذُنَابى الشَّفا ". والشَّفَاشِفُ: شدة العطش. والشَّفْشَافُ: الريح الباردة. وثوب شَفْشَافٌ: إذا لم يحكم عمله. وهذه غَدَاةٌ ذاة شَفّانٍ: أي بردٍ وريح، قال عدي بن زيد العبادي: في كناس ظاهر يَسْتُرُهُ ... من عل الشَّفَّانَ هُدّابُ الفَنَنْ ويروى: " من عَرَا الشَّفّانِ ". وقال رؤبة: أنت إذا ما انحدر الخَشِيْفُ ... ثلج وشَفّانٌ له شَفِيْفُ وأشْفَفْتُ بعض ولدي على بعض: أي فضَّلتهم. واشْتَفَّ البعير الحِزَامَ كله: أي ملأَه واستوفاه، قال كعب بن زهير - رضي الله عنه -؛ ويروى لأبيه زهير، وهو موجود في ديواني أشعارهما؛ يصف بعيراً: له عنق تلوي بما وصلت به ... ودفَّانِ يَشتَفّانِ كل ظِعانِ وقيل: " يَشْتَنّان " أي يغولان النَّسْعَةَ ويغترقانها لعظم أجوافهما. ويقال: اشْتَفَّ ما في الإناء: أي شَرِبَه كله حتى الشُّفافَةَ. وفي حديث أُمِّ زرع: زوجي إن أكل لف وإن شرب اشْتَفَّ. وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ز ر ن ب. وكذلك تَشَاعفَّ، ومنه المثل: ليس الري عن التَّشَافِّ. أي ليس الري عن أن يَشْتَفَّ الإنسان ما في الإناء؛ بل قد يحصل بدون ذلك، يضرب في النهي عن استقصاء الأمر والتمادي فيه. وتَشَافَفْتُه: أي ذهبت بِشِفِّه أت فضله. والشَّفْشَفَةُ: الارتعاد والاختلاط. ويقال: شَفْشَفَ ببوله: إذا نضحه. ورجل مُشَفْشَفٌ: سخيف سيئ الخلق. وقول الفرزدق: موانع للأسرار إلا لأهلها ... ويُخْلَفْنَ ما ظن الغيور المُشَفْشَفُ قال سعدان: المُشَفْشَفُ: الذي كأن به رعدة واختلاطاً من شدة الغيرة والإشفارق على حُرَمِهِ. وقال أبو عمرو: الشَّفْشَفَةُ: تَشْوِيْطُ الصقيع نبت الأرض فيحرقه؛ أو الدواء يذر على الجرح. وقال ابن الأعرابي: شَفْشَفَ الحر أو البرد الشيء: إذا يبَّسَه، قال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع: وشَفْشَفَ حر القيظ كل بقيةٍ ... من النبت إلا سَيْكُرَاناً وحُلَّبا واسْتَشَفَّ الشيء: أي نظر ما وراءه. والتركيب يدل على قلة ورقة. شقف أبو عمرو: الشَّقْفُ: الخزف المكسر. وقال ابن عبّاد: الَّقْفُ الخزف. قال: ودرب الشَّقّافِينَ بمصر معروف، ودرب الشَّقّافِ أيضاً. شلخف أبو تراب: الشِّلَّخْفُ - مثال جِرْدَحْلٍ -: المضطرب الخَلْقِ. وزاد ابن عبّاد: والقدم الضخم. شلعف

شلغف

ابن الفرج: الشِّاَّعْفُ والسِّلَّعْفُ: المضطرب الخَلقِ. شلغف أبو تراب: الشِّلَّغْفُ والسِّلَّغْفُ والشِّلَّعْفُ والسِّلَّعْفُ: المضطرب الخَلقِ. شلف ابن عباد: الشَّلاّفَةُ: المرأة الزانية. شنحف ابن دريد: الشَّنْحَفُ؛ والجمع شَنَاحِفُ؛ وهو الطويل: بالحاء والخاءِ والخاءُ أعلى. وهو في كتاب ابن عباد: الشِّنَّحْفُ - مثال جِرْدَحْلٍ -. شنخف ابن دريد: رجل شِنَّخْفٌ ولم يقولوا شِنَّخْفٌ: وهو الطويل. ودخل إبراهيم بن متمم بن نويرة اليربوعي على عبد الملك ين مروان فسلم بجهورية فقال: إنك لَشِنَّخْفٌ، فقال: يا أمير المؤمنين إني من قوم شِنَّخْفِيْنَ، فقال: وأراك أحمر قَرْفاً، قال: الحُسْنُ أحمر يا أمير المؤمنين. القَرْفُ: الشديد الحمرة. وقال ابن عبّاد: الشِّنَّخْفُ: الضخم. والشِّنْخِيْفُ: الطُّوَال. وفي فلان شِنَّخْفَةٌ: أي كِبْرٌ. شندف أبو عبيد: فرس شُنْدُفٌ: أي مُشْرِفٌ، قال المرار بن منقذ: شُنْدُفٌ أشْدَفُ ما ورعته ... إذا طُؤطئ طيار طِمِر وقال ابن عباد: الشُّنْدُفُ من الخيل: المائل الخد. شنطف ابن عباد: الشُّنْظُوْفُ: فرع كل شيء. شنعف ابن دريد: الشِّنْعَافُ والشُّنْعُوْفُ: أعالي الجبال. وقال الأصمعي: الشَّنَاعِيْفُ رؤوس الجبال، الواحد: شِنْعَافٌ. وقال ابن عبّاد: الشِّنْعَافُ من الجبال: الشامخ. وقال الليث: الشِّنْعَابُ: الرجل الطويل الرخو العاجز، ويقال الشِّنْعَافُ، وأنشد: تزوجت شِنْعَافاً فآنَسْتُ مقرفاً ... إذا ابتدر الأقوام مجداً تقنَّعا وفي نسخة من كتابه: الشِّنْعَابُ: الطويل الشديد، والشِّنْعَافُ: الطويل الرخو العاجز. وقال ابن دريد: الشَّنْعَفَةُ: الطول. شنغف قال زائدة البكري: الشِّنَّغْفُ والسِّنَّغْفُ: المضطرب الخَلْقِِ. شنف الشَّنْفُ: القرط الأعلى، والجمع شُنُوفٌ - مثال بدرٍوبُدُورٍ -، ومنه حديث محمد بن سليم: كنت أختلف إلى الضَّحّاك وعليَّ شَنْفُ ذهب فلا ينهاني. وقال الليث: الشَّنْفُ معلاق في قُوْفِ الأذن، وكذلك ما جُعل منه في القلائد. وقال ابن دريد: الشَّنْفُ ما عُلِّقَ في أعلى الأذن، والجمع شُنُوْفٌ، فأما قول العامة شُنْفٌ فخطأ. وكل ما علق في أعلى الأذن فهو شَنْفٌ، وما عُلِّق في أسفلها فهو قرط، قال أبو كبير الهذلي: وبياضُ وجهك لم تحل أسراره ... مثل الوَذيلَةِ أو كشَنْفِ الأنضر ويروى: " مثل المَذِيَّةِ أو كنَشْفِ "، الوذيلة: سَبيكة أو مرآة فضة، والمَذِيَّةُ: المرآة. والشَّنْفُ إلى الشيء والشَّفْنُ إليه: النظر في اعتراض. وقيل: الشَّنْفُ النظر إلى الشيء كالمتعجب منه أو كالكاره له، قال الفرزدق يصف خيلا: يَشْنِفْنَ للنظر البعيدِ كأنما ... إرْنانها ببوائنِ الأشْطَانِ أي أصواتها وصهيلها، أي كأنها تصهل من آبأرٍ بوائن لسعة أجوافها، ويروى: " يصهلن للشَّبَحِ البعيد "، ورواية ابن الأعرابي: " يَشْتَفْنَ " من الاشْتِيافِ. وقال العجاج: أزمان غرّاء تروق الشُّنَّفا ... بجيد أدماء تَنُوْشُ العُلَّفا وقال تميم بن أُبَيِّ بن مقبل: وقربوا كل صِهْمِيْمٍ مَنَاكِبه ... إذا تداكأ منه دفعه شَنَفا وقال أبو زيد: من الشِّفَاهِ الشَّنْفَاءُ: وهي المنقلبة الشَّفَةِ العليا من أعلى، والأسم: الشَّنَفُ - بالتحريك -. والشَّنَفُ - أيضاً -: البُغْضُ والتنكر، وقد شَنِفْتُ له - بالكسر - أي أبغضته، حكاه ابن السكيت، وهو مثل شَئفْتُه - بالهمز -. والشَّنِفُ: المبغض. وفي الحديث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج فلقيه زيد بن عمرو؛ فحيا أحدهما الآخر؛ فقال: مالي أرى قومك قد شَنِفُوا لك؟ قال: أما والله إن ذلك لغير نائرةٍ كانت مني إليهم. وفي حديث إسلام أبي ذر - رضي الله عنه - أنه قال له أخوه أُنَيّس - رضي الله عنه -: لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم؛ والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون، فقلت: اكفني حتى أنظر، قال: نعم وكن من أهل مكة على حَذَرِ لأنهم قد شَنِفُوا له وتجهموا. قال: ولن ازال وإن جاملت محتسباً ... في غير نائرة ضَبّاً لها شَنِفا أي مُتَغَضِّباً.

شوف

ويقال: مالي أراك شانِفاً عني: أي معرضا. وقال أبو عمرو: ناقة مَشْنُوْفَةٌ: أي مَزْمُومَةٌ. ويقال: أنك لَشانِفٌ بأنفك عني: أي رافع. وقال ابن الأعرابي: شَنِفْتُ: أي فطنت، وأنشد: وتقول قد شَنِفَ العدو فقل لها ... ما للعدو لغيرنا لا يَشْنَفُ وقال الزَّجاج: أشْنَفْتُ الجارية: أي جعلت لها شَنْفاً. وقال غيره: شَنَّفْتُها تَشْنِيْفاً فَتَشَنَّفَتْ. شوف الشَّوْفُ: مصدر قولك شُفْتُ الشيء أشُوْفُه: أي جَلَوْتُه، ودينار مَشُوْفٌ: أي مجلو، قال عنترة بن شداد: ولقد شَرِبْتُ من المُدَامة بعدما ... ركد الهواجر بالمَشُوْفِ المعلم وقيل: إنه أراد بالمَشُوْفِ المعلم قدحاً صافياً منقشاً. وقال الطِّرمّاحُ يصف الظليم: والقيض أجنبه كأن حطامه ... فلق الحواجل شافَهُنَّ الموقد أجْنُبَه: أي في نواحيه، والحَوَاجِل: القوارير، والموقد: الذي يعمل القوارير. وشِيْفَتِ الجارية تُشَافُ: أي زُيِّنَتْ. والشَّوْفُ: المِجَرُّ؛ وهو الخشبة التي تسوى بها الأرض المحروثة. وقال العزيزي: الشِّيَافُ: أدوية للعين ونحوها، وهو من قولهم: شُفْتُ الشيء إذا جلوته، وأصله الواو. والمَشُوْفُ: الجَمَل المطلي بالقطران، يقال: شُفْ بعيرك أي أطله بالقطران. وقال أبو عمرو: المَشُوْفُ في قول لبيد رضي الله عنه: بخطيرةٍ توفي الجديل سَرِيْحةٍ ... مثل المَشُوْفِ هنأته بعصيم الجَمَل الهائج، ويروى: " المَسُوْفِ " بالسن المهملة يعني المَشْمُوْمَ؛ وإذا جرب البعير فطلي بالقطران شمته الإبل، وقيل المَشُوْفُ: المُزَيَّنُ بالعُهُونِ وغيرها، والخطيرة: التي تخطر بذنبها نشاطاً، والسَّرِيْحَةُ: السريعة السهلة السير، ويروى: " بِجُلالةٍ ". وقال ابن الأعرابي: الشَّيِّفَةُ والشَّيَّفانُ: الطَّلِيْعةُ الذي يَشْتَافُ لهم. وقال أعرابي: تبصروا الشَّيَّفانَ فأنه يصوك على شَعَفَةِ المصاد؛ أي يلزمها. وأشَافَ على الشيء وأشْفى: أي أشْرَفَ. وقال ابن عباد: أشَافَ: أي خاف. وشَيَّفْتُ الدواء: جعلته شِيَافاً. واشْتَافَ الرجل: أي تطاول ونظر. ويقال: اشْتَافَ البرق: أي شامهُ، قال العجاج: واشْتَافَ من نحو سهيل برقاً وأنشد ابن الأعرابي قول الفرزدق يصف خيلا نشيطة: يَشْتَفْنَ للنظر البعيد كأنما ... إرنانها ببوائن الأشْطَانِ بالتاء من الاشْتِيَافِ، وذكرت بقية الروايات في تركيب ش ن ف، أي: إذا رأت شخصا بعيدا طمحت إليه ثم صهلت. وقال ابن دريد: تَشَوَّفَتِ المرأة: إذا تزينت. وتَشَوَّفْتُ إلى الخبر: إذا تطلعت إليه، يقال: النساء يَتَشَوَّفْنَ من السطوح: أي ينظرن ويتطاولن. وتَشَوَّفَتِ الأوعال: علت معاقل الجبال فأشْرَفَتْ. وقال أبو زيد: اسْتَشَافَ الجرح: أي غلظ. والتركيب يدل على ظهور وبروز. شيف أبو حاتم في كتاب النخلة: الشِّيْفُ: الشوك الذي يكون بمؤخر عَسِيْبِ النخل. صحف الصَّحْفَةُ: كالقَصْعَةِ، والجمع صِحَافُ، قال الأعشى: والمكاكيك والصِّحَافَ من الفِ ... ضةِ والضّامرات تحت الرِّحَالِ وقال الكسائي: أعظم القصِاع الجفنَةُ؛ ثم القصعة تليها تُشْبِع العشرة؛ ثم الصَّحْفَة تُشْبع الخمسة؛ ثم المئكلة تُشبع الرجلين والثلاثة؛ ثم الصُّحَيْفَةُ تُشيع الرجل. والصَّحِيْفَةُ: الكتاب، والجمع: صُحُفٌ وصَحَائفُ. وقال الليث: الصُّحُفُ: جماعة الصَّحِيفَةِ، وهذا من النوادر أن تجمع فَعِيْلَةُ على فُعُلٍ؛ مثل صَحِيْفَةٍ وصُحُفٍ وسَفِينةٍ وسُفُنٍ، وكان قياسه صَحَائفَ وسَفَائنَ. وقول الله تعالى:) صُحُفِ إبراهيم وموسى (يعني الكتب التي أُنزلت عليهما - صلوات الله عليهما -. وصَحِيْفَةُ الوجه: بشرة جِلْدِه، قال: إذا بدا من وجهك الصَّحِيْفُ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الرَّجَزُ لرؤبة، والرواية: أضاء من سُنَّتِكَ الصَّحِيْفُ وقال غيره: جمع هذا على حذف الزائد فصار مثل رَغِيْفٍ ورُغًفٍ وقَضِيْبٍ وقُضُبٍ. قال: والصَّحِيْفُ: وجه الأرض، قال: بل مَهْمَهٍ منجرد الصَّحِيْفِ وقال الشيباني: الصِّحَافُ: مناقع صغار تتخذ للماء، والجماع: صُحُفٌ.

صخف

والذي يقرأ الصَّحِيْفَةَ ويُخطئ في القراءة: صَحَفِيٌّ - بالتحريك - وقول العامة صُحُفيٌّ - بضمتين -: لحن، والنسبة إلى الجمع نسبة إلى الواحد، لأن الغرض الدلالة على الجنس والواحد يكفي. وأما ما كان علماً كأنماري وكلابي ومَعَافِرِيٍّ ومَدَائنِيٍّ فإنه لا يرد، وكذا ما كان جارياً مجرى العلم كأنصاري وأعرابي. والمَصْحَفُ والمِصْحَفُ والمُصْحَفُ - بالحركات الثلاث - عن ثعلب قال: والفتح لغة صحيحة فصيحة. قال الفرّاء: قد اسْتثقلت العرب الضمة في حروف وكسروا ميمها وأصلها الضم؛ من ذلك مِصْحَفٌ ومِخْدَعٌ ومِطْرَفٌ ومِغْزَلٌ ومِسْجَدٌ، لأنها في المعنى مأخوذة من أُصْحِفَ أي جُمِعَتْ فيه الصُّحُفُ؛ وأُطرِفَ أي جعل في طرفيه علمان؛ وأُجْسد أُلصق بالجسد؛ وكذلك المُغْزَلُ إنما هو أُديْر وفُتِلَ. وقال أبو زيد: تميم تقول بكسر الميم وقيس تقول بضمها. والتَّصْحِيْفُ: الخطأ في الصَّحِيْفَةِ، يقولون: تَصَحَّفَ عليه لفظ كذا. والتركيب يدل على انبساط في الشيء وسعة. صخف ابن دريد: الصَّخْفُ: حفر الأرض بالمِصْخَفَةِ وهي المسحاة، لغة يمانية، والجمع: مَصَاخِفُ. صدف صَدَفُ الدرة: غشاؤها: الواحدة: صَدَفَةٌ، قالت أُم حكيم بنت قارظ بن خالد الكنانية لما قتل بُسْرُ بن أرطاة - رضي الله عنه! - أبنيها: ها مَن أحسَّ بُنَيَّيَّ اللذين هما ... كالدرتين تَشَظّى عنهما الصَّدَفُ ويجمع الصَّدَفُ أصْدَفاً. وصَدَفَةُ الأذن: محارتها. وقال الأصمعي: الصَّدَفُ: كل شيء مرتفع مثل الهدف، ومنه الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا مر بهدفٍ مائل أو صَدَفٍ مائل أسرع المشي. ومنه حديث مطرفٍ: من نام تحت صَدَفٍ مائل وهو ينوي التوكل فليرم نفسه من طَمَار وهو ينوي التوكل. والصَّدَفُ: موضع الوابلة من الكتف. ونوح بن عبد الله بن سيف البخاري: من أصحاب الحديث، ولقب أبيه عبد الله: صَدَفٌ. وصَدَفُ: قرية على خمسة فراسخ من القيروان. والصَّدَفُ: لحم ينبت في الشَّجَّةِ عند الجمجمة تشبه الغضاريف. والصَّدَفُ - أيضاً -: مصر الفرس الأصْدَفِ إذا كان متداني الفخذين متباعد الحافرين في التواء من الرسغين. وقال الأصمعي: الصَّدَفُ أن يميل خُفُّ البعير من اليد أو الرجل إلى الجانب الوحشي، قال: فإن مال إلى الإنسي فهو أقفد. والصَّدَفُ - أيضاً - والصُّدُف - بضمتين - والصُّدَفُ - مثال نُغَرٍ - والصَّدُفُ - مثال عَضُدٍ -: منقطع الجبل المرتفع. وقرأ أبو جعفر ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالأُوْلى قوله تعالى:) حتى إذا ساوى بين الصَّدَفَيْنِ (، وقرأ ابن كَثير وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب وسهل بالثانية، وقرأ قتادة والأعمش والخليل بالثالثة، وقرأ يعقوب بن الماجشون بالرابعة. والصُّدَفُ - مثال صُرَدٍ -: ضرب من السباع، وقيل: طائر. وصَدَفَ عني: أي أعرض، قال الله تعالى:) وصَدَفَ عنها، سنجزي الذين يَصْدِفُوْنَ (. ويقال: امرأة صَدُوْفٌ للتي تعرض وجهها عليك ثم تَصْدِفُ. وصَدُوْفُ أيضاً: من أعلام النساء، قال رؤبة: وقد ترى يوماً بها صَدُوْفُ ... كالشمس لاقى ضوءها النَّصِيْفُ وقال ابن عباد: الصَّدُوْفُ: الأبْخَرُ. وصادِفٌ: فرس الجشمي، قال أبو جرول الجشمي: يكلفني زيد ابن فارس صادِفٍ ... وزيد كنصل السيف عاري الأشاجع وصادِفٌ - أيضاً -: فرس عبد الله بن الحجاج الثعلبي. والصَّوَادِفُ: الإبل التي تأتي الإبل على الحوض فتقف عند إعجازها تنتظر انصراف الشّاربة لتدخل هي، قال: لا ريَّ حتى تنهل الرَّوادِفُ ... النّاظرات العقب الصَّوَادِفُ وصَدَفْتُه عن الشيء صَدْفاُ: صَرَفْتُه؛ فَصَدَفَ؛ لازم ومتعد، إلا أن مصدر اللازم الصَّدْفُ والصُّدُوفُ؛ ومصدر المتعدي الصَّدْفُ لا غير. وقال ابن دريد: الصَّدِفُ؟ بكسر الدّال - بطن من كندة يُنْسَبُون اليوم إلى حضرموت، فإذا نَسَبْتَ إليهم قلت صَدَفيٌّ؛ كراهة الكسرة قبل ياء النسب، وأنشد: شُدا عليَّ سُرَّتي لا تنعقف ... إذا مشيت مشية العود النطف يوم لهمدان ويوم للصَّدِفْ ... ولتميم مثلها أو تعترف قال: تَنْعَقِفُ وتَنْدَلِقُ: واحد أي تخرج، والنطف: الذي قد غُدَّ في بطنه.

صردف

وقال غيره: صَدِفُ بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير بمن سَبَأ. ينسب إلى صَدِفٍ كهذا جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - وغيرهم. وأصْدَفَني عنه كذا: أي أمالني؛ مثل صَدَفَني. وصادَفَ فلاناً: وجده ولقيه. وتَصَدَّفَ: عدل، قال العجاج يصف ثوراً: فانصاع مذعوراً وما تَصَدَّفا ... كالبرق يجتاز أميلا أعْرَفا والتركيب يدل على ميلٍ عن الشيء؛ وعلى عرض من الأعراض. صردف الصَّرْدَفُ: بلد شرقي الجند يُنسب إليه إسحاق بن يعقوب الصَّرْدَفُّي مؤلف كتاب الفرائض وقبره به. صرف الصَّرْفُ في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: المدينة حرمٌ ما بين عائر - ويُروى: عَيْرِ - إلى كذا من احدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين؛ لا يُقبل منه صرفٌ ولا عدلٌ، وذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يُقْبَلٌ منه صَرْفُ ولا عدلٌ ومن تولى قوماً بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ ولا عدلٌ: التوبة؛ وقيل: النافلة. وقال قومٌ: الصَّرْفُ: الوزن؛ والعدل: الكيل. وقال يونس: الصرف: الحيلة، قال الله تعالى:) فما تَستطيعون صَرْفاً ولا نصراً (. وقال غيره: أي ما يستطيعون أن يَصْرِفُوا عن أنفسهم العذاب ولا أن يَنْصُروا أنفسهم. وصَرْفُ الدهر: حَدَثانه ونوائبه. والصَّرْفانِ: الليل والنهار، وابن عبّاد كَسَرَ الصّاد. وقوله تعالى:) سَأصْرِفُ عن آياتي (أي أجعل جزاءهم الإضلال عن هداية آياتي. وفي حديث أبي إدريس الخولاني: من طلب صَرْفَ الحديث ليبتغي به إقبال وجوه الناس إليه لم يَرَحْ رائحة الجنة. هو أن يزيد فيه ويُحَسنه، من الصَّرْفِ في الدراهم وهو فضل الدرهم على الدرهم في القيمة. ويقال: فلان لا يعرف صَرْفَ الكلام: أي فضل بعضه على بعضٍ. ولهذا على هذا صرف: أي شِفٌّ وفضلٌ. وهو من: صَرَفَه يَصْرِفُه، لأنه إذا فُضِّلَ صُرِفَ عن أشكاله ونظائره. والصَّرْفَةُ: منزل من منازل القمر، وهو نجم واحد نير يتلو الزُّبْرَةَ؛ يقال إنه قلب الأسد، وسميت الصَّرْفَةَ لانصراف البرد وإقبال الحر بطلوعها، قال السّاجع، إذا طلعت الصَّرْفَة؛ بكرت الخُرْفَة؛ وكثرت الطّرْفَة؛ وهانت للضيف الكلفة، وقال أيضاً: إذا طَلَعَت الصَّرْفَة؛ احتال كل ذي حرفة. والصَّرْفَةُ - أيضاً -: خرزة من الخَرز الذي تذكر في الأُخَذِ. وقال ابن عبّاد: الصَّرْفَةُ: ناب الدهر الذي يفتر. وحلبت النّاقة صَرْفَةً: وهي أن تحلبها غدوة ثم تتركها إلى مثل وقتها من أمس. والصَّرْفَةُ من القِسِيِّ: التي فيها شامة سوداء لا تُصِيْبُ سِهامها إذا رميت. وصَرَفَ الله عنه الأذى. وكلبةٌ صارِفٌ: إذا اشتهت الفحل، وقد صَرَفَتْ تَصْرِفُ صُرُوْفاً وصِرَافاً. وصَرْفُ الكلمة: إجراؤها بالتنوين. وقال ابن عبّاد: صَرَفْتُ الشراب: إذا لم تمزجها، وشراب مَصْرُوْفٌ. وصَريْفُ البكرة: صوتها عند الاسْتِقاء، وقد صَرَفَتْ تَصْرِفُ - بالكسر -. وكذلك صَرِيْفُ الباب وصَرِيْفُ ناب البعير، قال النابغة الذبياني يصف ناقةً: مقذوفة بدخيسِ النَّحضِ بازلها ... له صَرِيْفٌ صَرِيْفَ القعو بالمسد يقال منه: ناقة صَرُوْفٌ. وقال ابن السكيت: الصَّرِيْفُ: الفضة، وأنشد: بني غُدَانَةَ ما إن أنتم ذهباً ... ولا صَرِيْفاً ولكن أنتم خَزَفُ والصَّرِيْفُ: اللبن ينصرف به عن الضرع حاراً إذا حُلِبَ، قال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: لكن غذاها اللبن الخريف ... المحض والقارص والصَّرِيْفُ وقد ذكر الرجز بتمامه والقصة في تركيب ق ر ص. والصَّرِيْفُ: موضع على عشرة أميال من النباج، وهو بلد لبني أُسَيِّد بن عمرو بن تميم، قال جرير: أجنَّ الهوى ما أنْسَ موقفاً ... عشية جرعاء الصَّرِيْفِ ومنظرا وقال الدينوري: زعم بعض الرواة أن الصَّرِيْفَ ما يبس من الشجر، وهو الذي يقال له بالفارسية: الخَذْخُوَشْ، وهو القفلة أيضاً.

وصَرِيْفُوْنَ: في سواد العراق في موضعين: أحدهما قرية كبيرة غناء شجراء قرب عكبراء وأوانى على ضفة نهر دجيل، وصَرِيْفًوْنَ - أيضاً - من قرى واسط. وأما قول الأعشى: وتجبى إليه السَّيْلَحُوْنَ ودونها ... صَرِيْفُوْنَ في أنهارها والخورنق فإنها هي الأولى التي ذكرتها، والخمر الصَّرِيْفِيَّةُ - أيضاً - منسوبة إليها، قال الأعشى أيضاً: تُعاطي الضجيع إذا أقبلت ... بُعَيْدَ الرقاد وعند الوسن صَرِيْفِيَّةً طيباً طعمها ... لها زبد بين كوبٍ ودَنْ وقيل: جعلها صَرِيْفِيَّةً لأنها أخذت من الدن ساعتئذٍ كاللبن الصَّرِيْفِ. وقال ابن الأعرابي: الصَّرَفانُ اسم للموت. وقال ابن عبّاد: الصَّرَفانُ: النحاس. والصَّرَفَانُ - بالتحريك -: الرصاص. والصَّرَفَانُ: جنس من التمر، قالت الزَّبّاء: ما للجمال مشيها وئيدا ... أجندلا يحملن أم حديدا أم صَرَفَاناً باردا شديدا ... أم الرجال جثماً قعودا وقال الدينوري: أخبرني بعض العرب قال: الصَّرَفَانَةُ تمرة حمراء نحو البرنية إلا أنها صُلْبَة الممضغة علكة، وهي أرزن التمر كله، يعدها ذوو العيالات وذوو العبيد والأجراء لجزاءتها وعظم موقعها، والناس يدخرونها. ومن أمثالهم: صَرَفَانَةٌ ربعية تُصْرَمُ بالصيف وتؤكل بالشتية. قال: وأخبرني النُّوْشَجَاني قال: الصَّرَفَانَةُ هي الصَّيْحَانِيَّةُ بالحجاز نخلتها كنخلتها، قال النجاشي: حسبتم قتال الأشعرين ومذحجٍ ... وكندة أكل الزُّبْدِ بالصَّرَفَانِ والصِّرْفُ - بالكسر -: صبغ أحمر تصبغ به شرك النعال، قال الكلْحَبَةُ: كميت غير مُحْلِفَةٍ ولكن ... كلون الصِّرْفُ عُلَّ به الأديم وقال عبدة بن الطبيب العبشمي: عَيْهَمَةُ ينتحي في الأرض منسمها ... كما انتحى في أديم الصَّرْفِ إزميلُ وشراب صِرْفٌ: أي بَحْتٌ غير ممزوج. والصَّيْرَفُ: المحتال في الأمور، قال أمية بن أبي عائذٍ الهذلي: قد كنت خرّاجاً ولوجاً صَيْرَفاً ... لم تلتحصني حَيْصَ بَيْصَ لَحَاصِ وكذلك الصَّيْرَفيُّ، قال سويد بن أبي كاهلٍ اليشكري: ولساناً صَيْرَفِيّاً صارماً ... كحسام السيف ما مَسَّ قطع والصَّيْرَفيُّ: الصَّرّافُ؛ من المُصَارَفَةِ؛ وقومٌ صَيَارِفَةٌ؛ والهاء للنسبة، وقد جاء فس الشعر: الصَّيَارِيْفُ، قال - وليس للفرزدق كما أنشده سيبويه -: تنفي يداها الحصى في كل هاجرة ... نفي الدارهيم تنقاد الصَّيَارِيْفِ لما احتاج إلى إتمام الوزن أشبع الحركة ضرورة حتى صارت حرفاً. وصَرَفْتُ الصبيان: أي قلبتهم. وصارِفٌ: من الأعلام. وقال الليث: الصَّرَفيُّ من النجائب؛ هو منسوب، ويقال: هو الصَّدَفيُّ. وقال ابن الأعرابي: أصْرَفَ الشاعر شِعره: إذا أقوى فيه، وقيل: الإصراف إقواءٌ بالنصب، ذكره المفضل بن محمد الضَّبِّي الكوفي، ولم يعرف البغداديون الإصراف، والخليل وأصحابه لا يجيزون الإقواء بالنصب، وقد جاء في أشعار العرب كقوله: أطعمت جابان حتى أستد مغْرِضُهُ ... وكاد يَنقَدُّ لولا أنه طافا فقل لجابان يتركنا لطيته ... نوم الضحى بعد نوم الليل إسرافُ وبعض الناس يزعم أن قول امرئ القيس: فخر لروقيه وأمضيت مقدماً ... طوال القرا والروق أخنَسَ ذيّالِ من الإقواء بالنصب؛ لأنه وصل الفعل إلى أخْنَسَ وقال الأزهري: تَصْرِيْفُ الآيات: تبيينها، وقوله تعالى:) وصَرَّفْنَا الآيات (أي بيناها. وصَرَّفْتُ الرجل في أمري تَصْرِيْفاً. وتَصْرِيْفُ الدراهم في البياعات كلها: إنفاقها. والتَّصْرِيْفُ: اشتقاق بعض الكلام من بعض. وتَصْرِيْفُ الرياح: تحويلها من حالٍ إلى حالٍ ومن وجه إلى وجه. وطلحة بن سنان بن مُصَرِّفٍ الإيامي: من أصحاب الحديث. والتَّصَرُّفُ: مطاوع التَّصْرِيْفِ، يقال: صَرَّفْتُه فَتَصَرَّفَ. وتَصْرِيْفُ الخمر: شربها صِرْفاً. واصْطَرَفَ: أي تصرف في طلب الكسب، قال العجاج: من غير لا عَصْفٍ ولا اصْطِرَافِ واسْتَصْرَفْتُ الله المكاره: أي سألته صَرْفَها عني. والانصراف: الانكفاء.

صعف

والاسم على ضربين: مُنْصَرِفٌ وغير مُنْصَرِفٍ. قال جار الله العلامة الزمخشيري - رحمه الله -: الاسم يمتنع من الصَّرْفِ متى اجتمع فيه اثنان من أسباب تسعة أو تكرر واحد؛ وهي العلمية، والتأنيث اللازم لفظاً أو معنى نحو سُعَادَ وطَلْحَةَ، ووزن الفعل الذي يغلبه في نحو أفْعَلَ فإنه فيه أكثر منه في الاسم أو يخصه في نحو ضُرِبَ إن سُمي به، والوصيفة في نحو أحمر، والعدل عن صيغة إلى أخرى في نحو عمر وثلاث، وأن يكون جمعاً ليس على زنته واحد كمَسَاجِدَ ومَصَابِيْحَ إلا ما اعتل آخره نحو جَوَارٍ فإنه في الرفع والجر كقاضٍ وفي النصب كضَوَارِبَ وحَضَاجِرُ وسَرَاوِيْلُ في التقدير؛ جمع حِضَجْرٍ وسِرْوَالَةٍ، والتركيب في نحو مَعْدِيْ كَرِبَ وبعلبك، والعجمة في الأعلام خاصة، والألف والنون المُضَارِعتان لألفي التأنيث في نحو عثمان وسكران إلا إذا اضطر الشاعر فَصَرفَ. وأما السبب الواحد فغير مانع أبداً، وما تعلق به الكوفيون في إجازة منعه في الشِّعْرِ ليس بثبتٍ، وما أحد سببيه أو أسبابه العلمية فحكمه حكم الصَّرْفِ عند التنكير كقولك رب سُعَادٍ وقَطَامٍ؛ لبقائه بلا سببٍ أو على سببٍ واحدٍ؛ إلا نحو أحمر فإن فيه خِلافاً بين الأخفش وصاحب الكتاب. وما فيه سببان من الثلاثي السّاكن الحشو كنوحٍ ولوطٍ مُنْصَرِفٌ في اللغة الفصيحة التي عليها التنزيل؛ لمقاومة السُّكُوْنِ أحد السببين، وقوم يجرونه على القياس فلا يصرفونه، وقد جمعهما الشاعر في قوله: لم تتلفعْ بفضل مئزرها ... دَعْدٌ ولم تُسْقِ دَعْدُ في العلب وأما ما فيه سبب زائد ك " مَاهَ " و " جُوْرَ " فإن فيهما ما في نوح مع زيادة التأنيث فلا مقال في امتناع صَرْفِه. والتكرر في نحو بُشْرى وصحراء ومساجد ومصابيح، نُزُّلَ البناء على حَرْفِ تأنيث لا يقع منفصلا بحالٍ؛ والزِّنَةُ التي لا واحد عليها؛ منزلة تأنيث ثانٍ وجمع ثانٍ. انتهى كلامه. والتركيب معظمه يدل على رجع الشيء، وقد شَذَّ عنه الصِّرْفُ للصبغ. صعف ابن دريد: الصَّعْفُ - والجمع: صِعَافٌ -: طائر صغير؛ زعموا. والصَّعْفُ - أيضاً -:شراب يتخذ من العسل. وقال أوب عبيد: الصَّعْفُ شراب لأهل اليمن؛ يشدخ العنب فيطرح حتى يغلي؛ فجُهّالُهُم لا يرونها خمراً. وقال ابن الأعرابي: الصَّعْفَانُ: المولع بشراب الصَّعْفِ. وقال غيره: الصَّعْفَةُ: الرعدة تأخذ الإنسان أو غيره من فزع أو بردٍ أو غيرهما، ودق صُعِفَ فهو مَصْعُوْفٌ: أي أُرْعِدَ. وقال ابن فارس: الصّاد والعين والفاء ليس بشيء، على أنهم يقولون: الصَّعْفُ شراب. صفف الصَّفُّ: واحد الصُّفُوْفِ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: سَوُّوا صُفُوفَكم فإن تسوية الصُّفُوْفِ من تمام الصلاة. وقوله تعالى:) ثم ائْتُوا صَفّاً (قال الأزهري: معناه ثم ائتوا الموضع الذي تجتمعون فيه لعيدكم وصلاتكم؛ بقال: أتيت الصَّفَّ أي المصلى، قال: ويجوز ثم ائتوا صَفّاً: أي مُصْطَفِّيْنَ ليكون أنظم لكم وأشد لهيبتكم. وقال ابن عرفة في قوله تعالى:) وعُرِضُوا على ربك صَفّاً (يجوز أن يكونوا كلهم صَفّاً واحداً، ويجوز أن يقال في مثل هذا صَفّاً يراد به الصُّفُوْف فيؤدي الواحد عن الجميع. وقوله تعالى:) والصّافّاتِ صَفّاً (هي الملائكة المُصْطَفُّونُ في السماء يسبحون، ومنه قوله تعالى:) وإنا لنحن الصّافُّونَ (وذلك أن لهم مراتب يقومون عليها صُفُوْفاً كما يَصْطَفُّ المصلون. وفي الحديث: يؤكل ما دَفَّ ولا يؤكل ما صَفَّ. أي يؤكل ما حرك جناحيه من الطير كالحمام ونحوه دون ما صَفَّهما كالنسور والصقور ونحوها. والمَصَفُّ: موضع الصَّفِّ في الحرب، والجمع: المَصَافُّ. والصَّفُّ: أن تُحْلَبَ الناقة في محلبين أو ثلاثة تَصُفّ بينها، وأنشد أبو زيد: ناقة شيخٍ للإلهِ راهب ... تصف في ثلاثة المَحالِبِ في اللهجمين والهن المُقَارِبِ وقال آخر: ترفد بعد الصَّفِّ في فرقان هي جمع فرقٍ. وناقة صَفُوْفٌ: للتي تَصُفُّ أقداحاً من لبنها إذا حُلِبَتْ؛ وذلك من كثرة لبنها كما تقول قرون وشفوع، قال: حلبانة ركْبانَةٍ صَفُوْفِ ... تخلط بين وبرٍ وصُوْفِ ويقال: الصّّفُوْفُ هي التي تَصُفُّ يديها عند الحلب.

صقف

وصَفَّتِ الإبل قوائمها فهي صافَّةٌ وصَوَافُّ، قال الله تعالى:) فاذكروا اسم الله عليها صَوَافَّ (أي مَصْفُوْفَةً، فواعل بمعنى مفاعل، وقيل: مُصْطَفَّةً. ويقال: صَفَفْتُ للسرج صُفَّةً. وقال ابن دريد: صَفَّ الطائر: إذا بَسَطَ جناحيه. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: يأتي القرآن يوم القيامة تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غَيَايَتان - أو: كأنهما ظُلتَّان - سوداوان بينهما شرقٌ أو كأنهما حِزقان من طيرٍ صَوَافّ. وصَفُّ: ضيعة بالمَعَرَّةِ. وقال ابن عباد: الصَّفَفُ الذي يلبسه الرجل تحت الدرع يوم الحرب. وقال غيره: الصَّفُّ دواءٌ تُبَيَّضُ به الأسنان. وصُفَّةُ الدّار والسرج: واحدة الصُّفَفِ. وقال الليث: عذاب يوم الصُّفَّةِ: كان قوم عصوا رسولهم فأرسل الله تعالى عليهم حراً وغماً غشيهم من فوقهم حتى هلكوا. قال الأزهري: الذي ذكر الله تعالى في كتابه عذاب يوم الظُّلةِ لا عذاب يوم الصُّفَّةِ. وعُذِّبَ قوم شعيب - صلوات الله عليه - به، ولا أدري ما عذاب يوم الصُّفَّةِ. وروى ابن مسعود - رضي الله عنه -: أن رجلاً من أهل الصُّفَّةِ مات فوجد في شَمْلَتِه ديناران؛ فقال النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: كَيَّتَانِ. أهل الصُّفَّةِ كانوا أضياف الإسلام وكانوا يبيتون في صُفَّةِ مسجد رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - وهي موضع مظَلَّلٌ من المسجد. وعشنا صُفَّةً من الدهر: أي زماناً. والصَّفِيْفُ: ما صُفَّ في الشمس حتى يجف. ومنه حديث الزبير - رضي الله عنه -: أنه كان يتزود صَفِيْفَ الوحش وهو محرم. ويقال لما يصف على الجمر لينشوي: صَفِيْفٌ أيضاً، قال أمرؤ القيس: فظل طهاة اللحم من بين منضجٍ ... صَفِيْفَ شِواءٍ أو قَدِيْرٍ معجلِ وصَفَفْتُ القوم: أقمتهم في الحرب وغيرها صَفّاً. والصَّفْصَفُ: المستوى من الأرض، قال الله تعالى:) فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفا (، قال العجاج: من حبل وعساء تناصي صَفْصَا وقال الشماخ: غَلبَاءُ رَقْبَاءُ عُلْكُوْمٌ مذكرةٌ ... لدَفِّها صَفْصَفٌ قدامه ميل وقال الليث: الصَّفْصَفَةُ دخيل في العربية؛ وهي الدويبة التي تسميها العجم السِّيْسْك. وقال ابن عباد: الصَّفْصَفُ حرف الجبل. والصَّفَاصِفُ: واد. والصَّفْصَافٌ: شجر الخلاف، الواحدة: صَفْصَافَةٌ. وفي حديث الحجاج أنه قال لطباخه: أعمل لي صَفْصَافَةً وأكثر فيجنها. الصَّفْصَافَةٌ لغة ثقفيةٌ - وزاد أبو عمرو: الصَّفْصَفَةُ -: وهي السِّكْبَاجَة؛ والفَيْجَنُ: السَّذَابُ. والصَّفْصَافُ: حصن معروف من ثغور المَصِيْصَةِ. وقال ابن دريد: الصُّفْصُفُ - بالضم -: العصفور؛ في بعض اللغات. وأصْفَفْتُ السرج: أي جعلت له صُفَّةً؛ لغة ضعيفة في صَفَفْتُه. والتَّصْفِيْفُ: مبالغة الصَّفِّ. وصافُّوهم في القتال. وفلان مُصَافِّي: أي صُفَّتُه بحذاء صُفَّتي. والتَّصَافُّ: التَّسَاطُرُ. واصطَفُّوا: أي قاموا صُفُوْفاً. وصَفْصَفَةُ العصفور: صوته. وصَفْصَفَ: إذا رعى الصَّفْصَافَ. وصَفْصَفَ: إذا سار وحده في الصَّفْصَفِ. والتركيب يدل على استواء في الشيء وتساوٍ بين شيئين في المقر. صقف ابن الأعرابي: الصُّقًوْفُ: المَظَالُّ، قال الأزهري: الأصل فيه السُّقُوْفُ. صلحف ابن عبّاد: قصْعَةٌ صِلَّحْفَةٌ: فُطَيْحَاء، ولامها شديدة. والصَّلَّحْفُ: متاع الدابة أو الرجل الذي بين قوائمه. صلف الصَّلْفَاءُ: الأرض الصلبة، والمكان أصْلَفُ. وقال ابن عبّاد: الصَّلْفَاءُ صَفَاةٌ قد استوت في الأرض، ويقال: صِلْفَاءةٌ - بوزن حِرْباءةٍ -. وقال الأصمعي: الأصْلَفُ والصَّلْفَاءُ: ما اشتد من الأرض وغلظ وصَلُبَ، والجمع الأصَالِفُ والصَّلافي، قال أوس بن حجر: وخَبَّ سَفَا قريانه وتوقدت ... عليه من الصَّمّانَتَيْنِ الأصالِفُ والصَّلِيْفُ: عرض العنق؛ وهما صَلِيْفانِ من الجانبين، قال جندل بن المثنى: ينحط من قنفذ ذِفراه الذَّفِرْ ... على صَلِيْفَيْ عنق لأْمِ الفِقَرْ وقال أبو زيد: الصَّلِيْفانِ رأسا الفقرةِ التي تلي الرأس من شقيهما. وقال الأصمعي: يقال أخذ بِصَلِيْفِه وبِصَلِيْفَتِه: أي بقفاه.

صنف

والصَّلِيْفانِ - أيضاً -: عودن يعترضان على الغَبِيْطِ تشد بهما المَحَامِلُ، قال ويَحْمِلُ بَزَّهُ في كل هَيْجىً ... أقَبُّ كأن هاديه الصَّلِيْفُ وقال ابن الأعرابي: الصَّلْفُ - بسكون اللام -: خوافي قلب النخلة، الواحدة: صَلْفَةٌ. والصَّلَفُ - بالتحريك -: قلة نزل الطعام. وإناء صَلِفٌ: إذا كان قليل الأخذ للماء. وسَحابٌ صَلِفٌ: قليل الماء كثير الرعد. وفي المثل: رُبَّ صَلَفٍ تحت الرّاعدة: يُضْرَبُ للرجل يتوعد ثم لا يقوم به. وقال أبو عبيد: من أمثالهم في الواجد وهو بخيل: رُبَّ صَلَفٍ تحت الرّاعدة: أي إن هذا مع كثرة ما عنده من المال مع المنع كالغمامة الكثيرة الرعد مع قلة مطرها. وقال ابن دريد: يُضْرَبُ مثلا للرجل يكثر الكلام والمدح لنفسه ولا خير عنده. وصَلِفَتِ المرأة تَصْلَفُ صَلَفاً: إذا لم تحظ عند زوجها وأبغضها، يقال: امرأة صَلِفَةٌ من نسوة صَلِفاتٍ وصَلائفَ، قال القطامي يذكر امرأة: لها روضة في القلب لم ترع مثلها ... فروك ولا المُسْتَعْبِرَاتُ الصَّلائفُ وفي الحديث: أن امرأة قالت: يا رسول الله لو أن المرأة لا تَصَنَّعُ لزوجها صَلِفَتْ عنده. وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: تنطلق إحداكن فتصانع بمالها عن ابنتها الحَظِيَةِ ولو صانعت عن ابنتها الصَّلِفَةِ كانت أحق، قال: وقد خُبِّرْتُ أنك تفركني ... وأصْلَفُكِ الغداةَ ولا أُبالي وقال أبو زيد: رجل صَلِفٌ من قوم صَلافى وصُلَفَاءَ وصَلِفِيْنَ. والصَّلَفُ في الرجل والمرأة: أن يتكلما بما يكرهه أصْحابهما ويمتدحا بما ليس عندهما. وقال الإفريقي: آفة الظَّرْفِ الصَّلَفُ. ويقال في المثل: من يبغ في الدين يَصْلَفْ: أي من ينكر في الدين على الناس وير له عليهم فضلا يقل خيره عندهم ولم يحظ منهم. يُضْرَبُ في الحثِّ على مخالطة الناس مع التمسك بالدين. وزعم الخليل أن الصَّلَفَ مجاورة قدر الظَّرْفِ والادعاء فوق ذلك تكبراً فهو رجل صَلِفٌ. والصَّلِفُ: الإناء الثقيل الثخين. وطعام صَلِفٌ: مسخ لا طعم له. والصّالِفُ: جبل كان يتخالف أهل الجاهلية عنده. وفي الحديث: أن ضميره - رضي الله عنه - جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: جئت أُحالفك، قال: حالف علياً، قال: فإني أحالف ما دام الصّالِفَانِ، قال: بل حالِفْ ما دام أحُدٌ مكانه فإنه خير. قال إبراهيم الحربي - رحمه الله -: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا بل حالِفْ ما دام أُحُدٌ مكانه، فإنه كَرِهَ أن يفعلوا في الإسلام من التَّحَابُفِ عند الصّالِفِ مثل فعلهم في الجاهلية فيساووهم، ولم يكره أن يُحَالِفَه ما دام أُحُدٌ مكانه إذ لم يوافق ذلك فعل الجاهلية. وقال ابن عبّاد: أصْلَفَ القوم: وقعوا في الصَّلْفاءِ. وقال ابن الأعرابي: المُصْلِفُ: الذي لا تحظى عنده امرأة، قال مدرك: غدت ناقتي من عند سعد كأنهمُطَلَّقَةٌ كانت حَلِيْلَةَ مُصْلِفِ قال: وأصْلَفَ: إذا قلَّ خيره. وأصْلَفَ: إذا ثَقُلَتْ روحه. وقال ابن عبّاد: أصْلَفْتُ الرجل: إذا أبغضته. وقال الشيباني: يُقال للمرأة: أصْلَفَ الله رُفْغَكِ: أي بَغَّضَكِ إلى زوجك. وتَصَلَّفَ: تَفَعَّلَ؛ من الصَّلَف. وتَصَلَّفَ البعير: إذا ملَّ من الخُلَّةِ ومال إلى الحمض. والتَّصَلُّفُ: التَّمَلُّقُ. والتركيب يدل على شدةٍ وكَزَازَةٍ. صنف الصِّنْفُ والصَّنْفُ: النوع والضرب، والجمع: أصناف وصُنُوْف. وعود صَنْفيٌّ - بالفتح -: منسوب، وهو من أردإ أجناسه، وبينه وبين الخشب فرق يسير. وصَنِفَةُ الثوب - بكسر النون - وصِنْفَه وصِنْفَتُه - بالكسر فيهما -: طُرَّتُه؛ وهي جانبه الذي لا هُدب له، ويقال: هي حاشية الثوب أي جانبٍ كان، والأولى من الثلاث هي الفصحى. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم - إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فِراشِه بداخلة إزاره؟ ويُروى: بِصَنِفَةِ إزاره - فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين.

صوف

وقال ابن دريد: صَنِفَةُ الثوب عند أهل اللغة: حاشيته؛ وعند غيرهم: ناحيته التي فيها الهدب. وقال النابغة الجعدي؟ رضي الله عنه - في الصِّنْفِ بمعنى الصَّنِفَةِ: على لاحِبٍ كَحَصِيْرِ الصَّنَاعِ ... سوى لها الصِّنْفَ إرمالها وقال ابن عبّاد: الأصْنَفُ من الظِّلْمَانِ: المتَقَشِّرُ السّاقين. وتَصْنِيْفُ الشيء: جعله أصنافا وتمييز بعضها من بعضٍ، قال عبيد الله بن قيس الرقيات: سَقْياً لحُلْوانَ ذي الكروم وما ... صَنَّفَ من تِيْنِهِ ومن عنبه وقيل: معنى " صَنَّفَ " أي نبت ورقه، يقال: صَنَّفَتِ الشجرة إذا طلع ورقها، ومن ذهب إلى أن التصنيف جعله أصنافاً فروايته " صُنِّفَ " على ما لم يسم فاعله؛ وهي رواية الفرّاء. والمُصَنِّفُ من الشجر: الذي فيه صِنْفانِ من يابس ورطبٍ. وقال ابن عبّاد: تَصَنَّفَتْ شَفَتُه: أي تقشرت. وتَصَنَّفَ النبت والأرطى: إذا تفطراً للإيراقِ. والتركيب يدل على الطائفة من الشيء؛ وعلى تمييز الأشياء بعضها من بعضٍ. صوف الصُّوْف للضأْنِ، والصُّوْفَةُ أخص منه. وفي المثل: خرقاء وجدت صُوْفاً، وأصله المرأة غير الصَّنَاع تُصيب صُوْفاً فلا تحذق غزله فتفسده، يضرب للأحمق يجد مالاً فيضيعه. وتسمى زَغَبَاتُ القفا: صُوْفَةَ القفا، يقال: أخذت بصُوْفِ رقبته وبُطوفِ رقبته وبطافِ رَقَبَتِه وبظُوْفِِ رَقَبِته وبظافِ رَقَبَتِه وبظافِ رَقَبَتِه وبقُوْفِ رَقَبَتِه وبقافِ رقبته. قال ابن الأعرابي: أي بجلد رقبته، وقال أبو السميدع: وذلك إذا تبعه وقد ظن أنه لن يدركه فلحقه أخذ برقبته أو لم يأخذ، وقال ابن دريد: بشَعَره المتدلي في نقرةِ قَفَاه، وقال الفرّاء: إذا أخذه بقفاه جمعاء، وقال أبو الغوث: إذا أخذه قهراً. ويقال - أيضاً -: أعطاه بصوفِ رقبته؛ كما يقال: أعطاه برمته، قال أبو عبيد: أي أعطاه مجاناً ولم يأخذ ثمناً. وصُوْفَةُ: أبو حيٍ من مضر، وهو الغوث بن مُرِّ بن أُدِّ بن طابخة بن اليأس بن مضر بن نزار كانوا يخدمون الكعبة ويجيزون الحاج في الجاهلية أي يفيضون بهم من عرفات، وكأن أحدهم يقوم فيقول: أجيزي صُوْفَةُ، فإذا أجازت قال: أجيزي خِنْدِفُ، فإذا أجازت أُذِنَ الناس كلهم في الإجازة. وقال ابن دريد: قال أصحاب النسب: صُوْفَةُ قبيلة، وقال أبو عبيدة: بل هم قوم من أفناء القبائل تجمعوا فتشبكوا كتشبك الصِّوْفَةِ. ويروون شاهداً على أن صُوْفَةَ يقال له صُوْفانُ قول أوس بن مغراء السعدي: ولا يريْمُوْنَ في التعريف موقفهم ... حتى يقال أجيزوا آل صُوْفانا والصواب في الرواية: " آل صَفْوَانا "، وآل صَفْوَانَ: قوم من بني سعد بن زيد مناة، وهكذا ذكر - أيضاً - أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب التّاج وقال: حتى يجوز القائم بذلك من آل صَفْوَانَ. وذو الصُّوْفَةِ: فرس؛ وهو أبو الخُزَزِ وأبو الأعوج. وكبش صافٌ: أي كثير الصُّوْفِ، وكذلك صُوْفانيٌّ عن الليث، ونعجة صُوْفانِيَّةٌ، يقال: صافَ الكبش يَصُوْفُ صَوْفاً وصُووفاً فهو صافٌ وصافٍ وأصْوَفُ وصائفٌ، وكذلك صَوِفَ الكبش؟ بالكسر - فهو كبشٌ صَوِفٌ بيِّنُ الصَّوَفِ، حكاه أبو عبيد عن الكسائي. وقال ابن الأعرابي: الصُّوْفانَةُ بقلة معروفة، وقال غيره: هي بقلة زغباء قصيرة، وقال الدينوري: الصُّوْفَانُ ذكر أبو نصر أنه من الأحرار ولم يحله. وصافَ السهم عن الهدف يَصُوْفُ ويَصِيْفُ: أي عدل عنه، ومنه قولهم: صافَ عني شرُّ فلانٍ. وقال ابن فارسٍ: صَافَ من باب الإبدال من ضَافَ. وأصَافَ الله عني شره. صيف الصَّيْفُ: واحد فصول السنة، وهو بعد الربيع وقبل القيظ، والجمع: أصْيَافٌ. والصَّيْفَةُ أخص منه كالشتوة، وقال الفرّاء: جمعها صِيَفٌ كبدرة وبدر. يقال: صّيْفٌ صائفٌ وهو توكيد له؛ كما يقال: ليل لائل وهَمَجٌ هامِجٌ. وقولهم: الصَّيْفَ ضيعت اللبن مفسر في تركيب ض ي ع. والصَّيْفُ: المطر الذي يجيء في الصيف، وشيء صيفي، قال سعد بن مالك بن ضُبَيْعَةَ، وقيل: معاوية بن قُشَيْر: إن بني صِبْيَةٌ صَيْفِيُّونْ ... أفلح من كان له رِبْيِعُّونْ

ضرف

وتمثل به سليمان بن عبد الملك عند موته، الرِّبْعِيُّونَ: الذين وُلِدُوا في حداثته من ربعية النتاج، وإنما ذلك لأنه لم يكن في أبناء مهائره من يقلده العهد بعده. وأكثم بن صَيْفيٍّ: من حكماء العرب. والصَّيْفُ - أيضاً -: المطر الذي يجيء في الصيف. ويوم صائفٌ وصافٌ: أي حارٌّ، وليلة صائفَةٌ. وصائفٌ: موضع، قال أوس بن حجر: تنكر بعدي من أُميمة صائفٌ ... فبركٌ فأعلى تولبٍ فالمخالفُ والصَّيِّفُ - مثال سَيِّدٍ - المطر الذي يقع بعد فصل الربيع؛ عن الليث، وهو الصَّيْفيُّ، قال أبو كبير الهذلي: ولقد وردت الماء لم يشرب به ... بين الربيع إلى شُهُورِ الصَّيِّفِ وقال النابغة الجعدي - رضي الله عنه -: تحرى عليها ربابُ السَّحَابِ ... شهرين من صَيِّفٍ مُخْصِبِ وقال النمر بن تَوْلَبٍ - رضي الله عنه -: سقتها رَوَاعِدُ من صَيِّفٍ ... وإن من ربيعٍ فلن يعدَما ويقال: هما لغتان صَيْفٌ وصَيِّفٌ - مثال هَيْنٍ ولَيْنٍ وهَيِّنٍ ولَيِّنٍ -، وقال جرير: بأهلي أهلُ الدّار إذا يَسكونها ... وجادكِ من دارٍ ربيع وصَيِّفُ وصائفَةُ القوم: ميرتهم في الصَّيْفِ. والصّائفَةُ: غزوة الروم؛ أنهم يغزون صَيْفاً لمكان البرد والثلج. وصافَ بالمكان: أقام به الصَّيْفَ. وصِيْفَتِ الأرضُ فهي مَصِيْفَةُ - مثال غيثت فهي مَغِيْثَةٌ - ومَصْيُوْفَةٌ أيضاً؛ وارض مِصْيَافٌ: إذا كثر بها مطر الصَّيْفِ. ورجل مِصْيَافٌ: لا يتزوج حتى يَشْمَطَ. وأرضٌ مِصْيَافٌ: مستأخرة البات. وناقة مِصْيَافٌ: معها ولدها. والمكان من الصَّيْفِ: مَصِيْفٌ. وصافَ السهم عن الهدف يَصِيْفُ صَيْفاً وصَيْفُوْفَةً: لغة في يَصُوْفُ صَوْفاً. والصَّيْفُ وصَيْفُوْنَ: من العلام. وأصَافَ الرجل: أي وُلِدَ له على الكبر. وأصافَ القوم: دخلوا في الصَّيْفِ. وأصاف الله عني شَرَّ فلانٍ: أي صَرَفَه وعَدَلَ به، وهذا داخل في التركيبين. وناقة مُصِيْفٌ ومُصِيْفَةٌ: معها ولدها؛ كالمِصْيَافِ. وصَيَّفَني هذا الشيء: أي كفاني لصَيْفَتي، قال: من يك ذا بَتٍّ فهذا بتي ... مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتِّ وتَصَيَّفَ: من الصَّيْفِ، كشتى من الشتاءِ. وكذلك اصْطَافَ، والموضع مُصْطَافٌ. وعاملته مُصَايَفَةً: من الصَّيْفِ، كالمُشَاهَرَةِ من الشهر والمُعَاوَمَةِ من العام. والتركيب يدل على زمانٍ؛ وعلى ميل وعدولٍ. ضرف الضُّرَافَةُ - بالضم -: موضع، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإياديُّ: فَرَوّى الضُّرَافَةَ من لعلعٍ ... يسح سِجَالاً ويُفري سِجَالا وقال الأصمعي: فلان في ضُرْفَةِ خير - بالضم - أي كَثْرَةٍ. وقال ابن العرابي: الضَّرِفُ - مثال كَتِفٍ -: شَجَرُ التين، ويقال لثمره: البَلَسُ، الواحدة: ضَرِفَةٌ. وقال الدينوري: الضَّرِفُ من شجر الجبال وإنه يُشْبِه الأثأبَ في وورقه؛ إلا أن سُوقه غبر مثل سُوقِ التين، وله جنىً أبيض مدور مُفَلْطَحٌ كتين الحَمَاطِ الصغار مر يُضْرِسُ، والناس يأكلونه وتأكُلُه الطير والقرود، الواحدة: ضَرِفَةٌ. ضعف الضَّعْفُ والضُّعْفُ: خْلافُ القوة، وقد ضَعُفَ وضَعَفَ - والفتح عن يونس - فهو ضَعِيْفٌ، وقومٌ ضِعَافٌ وضُعَفَاءُ وضَعَفَةٌ. وفرق بعضهم بين الضَّعْفِ والضُّعْفِ فقال: الضَّعْفُ - بالفتح - في العقل والرأي، والضُّعْفُ - بالضم - في الجسد. ورجل ضَعُوْفٌ: أي ضَعِيْفٌ، وكذلك ضَعُوْفٌ. وضَعِيْفَةُ: اسم امرأة، قال أمرؤ القيس: فأُسْقي به أُختي ضَعِيْفَةَ إذ نأت ... وإذ بَعُدَ المَزَارُ غير القرِيْضِ وقوله تعالى:) خَلَقَكُم من ضُعْفٍ (أي من مَنِيٍّ. وقوله تعالى:) وخُلِقَ الإنسان ضَعِيْفاً (أي يستميله هواه. وقال ابن عرفة: ذهب أبو عبيدة إلى أن الضِّعْفَيْنِ اثنان، قال: وهذا قول لا أحبه لأنه قال الله تعالى:) يُضَاعَفْ لها العذاب ضِعْفَيْنِ (، وقال في آيةٍ أخرى:) نؤتها أجرها مرتينِ (فأعلم أن لها من هذا حظين ومن هذا حظين.

ضفف

وقوله تعالى:) إذاً لأذقناك ضِعْفَ الحياة وضِعْفَ الممات (أي لو ركنْتَ إليهم فيما استدعوه منك لأذقناك ضِعْفَ عذاب الحياة وضِعْفَ عذاب الممات لأنك نبي يضُاعَفُ لكَ العذاب على غيرك، وليس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نقصٌ في هذا الخِطَابِ ولا وَعِيْدٌ، ولكن ذكره الله تعالى منَّتَه بالتثبيت بالنبوة. وقوله تعالى:) فأولئك لهم جزاءُ الضِّعْفِ بما عملوا (قال أبو بكر: أراد المُضَاعَفَةَ؛ فألزم الضِّعْفَ التوحيد، لأن المصادر ليس سبيلها التثنية والجمع، قال: والعرب تتكلم بالضِّعْفِ مثنى فيقولون: إن أعطيتني درهماً فلكَ ضِعْفُه؛ يريدون مِثْلَيْهِ، قال: وإفراده لا بأس به إلا أن التثنية أحسن. وقال أبو عبيدة: ضِعْفُ الشيء: مثله؛ وضِعْفاه: مثلاه، وقال في قوله تعالى:) يُضَاعَفْ لها العذاب ضِعْفَيْنِ (يجعل العذاب ثلاثة أعْذِبَةً، قال: ومجاز يُضَاعَفُ يجعل إلى الشيء شيئان حتى يصير ثلاثة. وقال الأزهري: الضِّعْفُ في كلام العرب: المثل إلى ما زاد؛ وليس بمقصورٍ على المثلين فيكون ما قال أبو عبيدة صواباً، بل جائز في كلام العرب أن تقول: هذا ضِعْفُه أي مِثلاه وثلاثة أمثاله، لأن الضِّعْفَ في الأصل زيادة غير محصورة، ألا ترى إلى قوله عز وجل:) فأولئك لهم جزاء الضِّعْفِ بما عملوا (لم يُرِدْ مثلا ولا مِثْلَيْنِ ولكنه أراد بالضِّعْفِ الأضْعَافَ، قال: وأولى الأشياء فيه أن يجعل عشرة أمثاله، لقوله تعالى:) من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها (الآية، فأقل الضِّعْفِ محصور وهو المِثْلُ، وأكثره غير محصور. وقولهم: وقع فلان في أضْعَافِ كتابه: يراد به توقيعه في أثناء السطور أو الحاشية. وقال أبو عمرو: رجل مَضْعُوْفٌ، على غير قياسٍ، والقياس مُضْعَفٌ، قال لبيد - رضي الله عنه -: وعالينَ مَضْعُوْفاً وفَرْداً سُمُوْطُهُ ... جُمَانٌ ومرجان يشك المَفاصِلا وقال ابن دريد: بقرة ضاعِفٌ: إذا كان في بطنها حَمْلٌ: قال: وليست باللغة العالية. وقال الليث: ضَعَفْتُ القوم فأنا أضْعَفُهُم ضَعْفَاً: إذا كثرتهم فصار لكَ ولأصحابك الضِّعْفُ عليهم. وقال ابن عبّاد: الضَّعَفُ - بالتحريك -: الثياب المُضَعَّفَةُ كالنَّفَضِ. وقال غيره: حِمير تُسمى المَكْفُوْفَ ضَعِيْفاً، وقيل في قوله تعالى:) لَنَراكَ فين ضَعِيْفاً (أي ضريراً. وأضْعَافُ الجسد: أعضاؤه. وأضْعَفَ الرجل: جعله ضَعِيْفاً. وأضْعَفَ الشيء: جعله ضعْفَيْنِ. وقال ابن عبّاد: رجل مُضْعِفٌ: إذا فَشَتْ ضَيْعَتُه وكثرت.. وأُضْعِفَ القوم: أي ضُوْغِفَ لهم. وأضْعَفَ الرجل: ضَعْفَتْ دابته، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في غزوة خيبر: من كان مُضْعِفاً أو مُصْعِباً فليرجع: أي ضَعيفَ البعير أو صَعْبَه. وقال عمر - رضي الله عنه -: المُضْعِفُ أمير على أصحابه: يعني في السفر لأنهم يسيرون بسيره. وضَعَّفَه تَضْعيفاً: أي عدة ضَعيفاً. وذكر الخليل أن التَّضْعيفَ أن يزاد على أصل الشيء فيجعل مثلين أو اكثر. وضَعَّفْتُ الرجل أو الحديث: نسبته إلى الضَّعْفِ. وقال ابن عبّاد: أرض مُضَعَّفَةٌ: أصابها مطر ضَعيفٌ. وقال الليث: يُسمى حُمْلان الكيمياء: التَّضْعِفَ. واسْتَضْعَفَه؛ عده ضَعيفاً، قال الله تعالى:) إلا المُسْتَضْعَفِين (. وكذلك تَضَعَّفَه. ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة؟ رضي الله عنه -: ألا أنبئكَ بأهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: كل ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ ذي طِمْرَيْن لا يُوْبَهُ له ل أقسم على الله لأبره. وفي حديث إسلام أبي ذرٍ - رضي الله عنه - أنه قال: فانطلقت فَتَضَعَّفْتُ رجلاً من أهل مكة فقلت: أين هذا الذي تدعونه الصابئ؟ فمال علي أهل الوادي بكل مَدَرَةٍ وعَظْمٍ وحجر. وضاعَفَه: أي أضْعَفَه؛ من الضِّعْفِ، قال الله تعالى:) فَيُضَاعِفَهُ له أضْعَافاً كثيرة (. والدرع المُضَاعَفَةُ: التي نُسِجَتْ حلقتين حلقتين. وتَضَاعَفَ الشيء: أي صار ضِعْفَ ما كان. والتركيب يدل على خِلافِ القوة وعلى أن يزاد على الشيء مثله. ضفف ابن السكيت: الضَّفَفُ: كثرة العيال.

ضوف

وفي الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يشبع من خبز ولحم إلا على ضَفَفٍ. قال مالك بن دينارٍ: سألت بدوياً عن الضَّفَفِ فقال: التناول مع الناس. وقال الخليل: هو كثرة الأيدي على الطعام. وقال أبو زيدٍ: هو الضيق والشدة، وابن الأعرابي مثله. ومنه ولهم: رجل ضَفُّ الحال. وقال الأصمعي: هو أن يكون المال قليلا ومن يأكله كثيراً. وقال ثعلب: الضَّفَفُ أن تكون الأكلة أكثر من مقدار الطعام، والخَفَفُ أن يكونوا بمقداره. وقال شَمِرٌ: الضَّفَفُ ما دون ملء المكيال ودون كل مملوء. وقو بشير بن النكث، ويورى لعمرو بن حميل، وقال الأصمعي: هو لبعض الأعراب: لا ضَفَفٌ يشغَلُهُ ولا ثَقَلْ أي لا يشغله عن نسكه وحجه عيال ولا مال. وقال الفرّاء: الضَّفَفُ الحاجة. ويقال أيضاً: لقيته على ضَفَفٍ: أي على عجلة. والضَّفَفُ: الضَّعْفُ، قال: وليس في رأيه وَهْيٌ ولا ضَفَفُ والضَّفَفُ - أيضاً -: ازدحام الناس على الماء. والضَّفَّةُ: الفعلة الواحدة منه. وقال الأصمعي: ماء مَضْفُوْفٌ: إذا كثر عليه الناس؛ مثل مَشْفُوْهٍ، قال: لا يستقي في النَّزَحِ المَضْفُوْفُ ... إلا مُدارات الغروب الجُوْفِ ويقال - أيضاً - فلان مَضْفُوْفٌ - مثل مَثْمُوْدٍ -: إذا نفذ ما عنده. وضَفَّ الناقة وضَبَّها: إذا حلبها بالكف كلها، قال الكميت: بِضَفِّ القوادم ذاةِ الفُضُوْلِ ... لا بالكِمَاشِ البِكَاءِ امتصارا وناقة ضَفُوْفٌ: كثيرة اللبن لا تُحْلب إلا بالكف كلها، قال: حَلْبَانَةٍ رَكْبَانَةٍ ضَفُوْفِ ... تخلط بين وبرٍ وصُوْفِ ويورى: " صَفْوْفِ " بالصاد المهملة. وضَفَّةُ النهر وضِفَّتُه: جانبه. وقال الأصمعي: دخلت في ضَفَّةِ القوم - بالفتح - وضَفْضَفَتِهم: أي جَماعتهم. وحكى ابن السكيت: ضَفِيْفَةٌ من بقلٍ، وقال غيره: ضَغِيْغَةٌ - بالغين -، وذلك إذا كانت الروضة ناضرة متخيلةً. وقال أبو سعيد: يقال فلانٌ من لَفِيْفِنا وضَفِيْفِنا: أي ممن نَلُفُّه بنا ونَضُفُّه إلينا إذا حزبتنا الأمور. والضَّفَافَةُ - بالتخفيف -: الذي لا عقل له. وقال الفرّاء: يقال للمصطلي إذا جمع أصابعه فقربها من النار: قد ضَفَّها يَضُفُّها ضَفّاً. وضَفَفْتُ الشيء: أي جمعته، وأنشد أبو مالك: فراح يحدوها على أكسائها ... يَضُفَّها ضَفّاً على اندِرائها أي يجمعها. وقال غيلان: ما زِلتُ بالعنف وفوق العنف ... حتى اشْفَتَرَّ الناس بعد الضَّفِّ أي تفرقوا بعد اجتماع. وشاة ضَفَّةُ الشُّخْبِ: أي واسعة الشُّخْب. وقال أبو مالك: الضُّفُّ - بالضم، والجميع ضِفَفَةٌ -: هُنَيَّة تُشْبِهُ القُراد إذا لسعت شري الجلد بعد لسعتها، وهي رمداء في لونها غبراء. قال: وقوم مُتَضَافُّوْنَ: أي متجمعون. وتَضَافَّ القوم: إذا كثروا واجتمعوا على الماء وغيره، وقيل: إذا خَفَّتْ أحوالهم. والتركيب يدل على الاجتماع؛ وعلى القلة والضَّعْفِ. ضوف المَضُوْفَةُ: الهَمُّ. ويقال: بي إليك مَضُوْفَةٌ: أي حاجة، قال أبو جُنْدب الهذلي: وكنت إذا جاري دعا لِمَضُوْفَةٍ ... أشَمِّرُ حتى ينصف السّاق مئزري ورواه أب سعيد: لِمَضِيْفَةٍ؛ ولِمُضِيْفَةٍ أيضاً. ضيف الضَّيْفُ يكون واحداً وجمعاً، قال الله تعالى:) إن هؤلاء ضَيْفي (، وقال جل ذكره:) ضَيْفِ لإبراهيم المُكْرَمِينَ (، وقد يجمع على الأضْيَافِ والضُّيُوْفِ والضِّيْفَانِ، قال رؤبة: فإن تُضئ نارك للعوافي ... لا يغشها جاري ولا أضْيَافي هذا التغابي عنك والتكافي ويروى: " والتَّشَافي ". وقال آخر: جفؤكَ ذا قُدْرِكَ للضِّيْفانِ ... جَفْأً على الرُّغْفَانِ في الجِفَانِ خير من العكيس بالألبان والمرأة ضَيْفٌ وضَيْفَةٌ، قال البعيث: لقى حملته أُمُهُ وهي ضَيْفَةٌ ... فجاءت بنزٍ للنزالة أرشما ويروى: " من نزالَةِ أرْشَما " أي من ماء عبد أرْشَمَ؛ أي به وشوم وخطوط. وقال أبو الهيثم: أراد بالضَّيْفَةِ هاهنا أنها حملته وهي حائض، يقال ضافَتِ المرأة تَضِيْفُ: إذا حاضت، لأنها مالت من الطهر إلى الحيض.

وضِفْتُه أضِيْفُه ضَيْفاً وضِيَافَةً: إذا نزلت عليه ضَيْفاً. وكذلك ضافَه الهم: أي نزل به، قال الراعي: أخليد إن أباك ضافَ وسَاده ... هَمّان باتا جنبةً ودخيلا والضَّيْفُ: فرس كان لبني تغلب من نسل الحرون، قال مقاتل بن حُني: مقابل للضَّيْفُ والحَرُوْنِ ... مَحضٌ وليس المَحْضُ كالهجين والضَّيْفُ: من أعلام الأناسي أيضاً. وأبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن ضَيْفُوْنَ الرصافي - من رصافة قرطبة -: روى عن أبي سعيد بن الأعرابي وغيره. والمَضِيْفَةُ - بفتح الميم - والمُضِيْفَةُ - بضمها -: الهم والحاجة، وينشد قول أبي جندب الهذلي: وكنت إذا جاري دعا لِمضِيْفَةٍ ... أشَمِّرُ حتى ينصف الساق مئزري بالوجهين، ويروى: " لِمَضُوْفَةٍ " وهي الرواية المشهورة، والباقيتان عن أبي سعيد. والضَّيْفَنُ: الذي يجئ مع الضَّيْفِ، والنون زائدة، ووزنه فعلن وليس بفَيْعَلٍ، قال: إذا جاء ضَيْفٌ جاء للضَّيْفِ ضَيْفَنٌ ... فأودى بما تُقْرى الضُّيُوْفُ الضَّيَافِنُ وضافَ السهم عن الهدف وصافَ: أي عَدل. وضافَتِ الشمس للغروب: مالت له. والضِّيْفُ - بالكسر -: الجَنْبُ. وأضَفْتُ الشيء إلى الشيء: أي أملته إليه، قال أمرؤ القيس: فلما دخلناه أضَفْنا ظهورنا ... إلى كل حاريٍ جديدٍ مُشَطَّبِ وأضَفْتُ من الأمر: أي أشْفَقْتُ وحذرتُ، قال النابغة الجعدي رضي الله عنه: أقامت ثلاثاً بين يوم وليلةٍ ... وكان النكيرُ أن تُضِيْفَ وتجأرا وإنما غلَّبَ التأنيث لأنه لم يذكر الأيام، يقال: أقمت عنده ثلاثة أيام، فإذا قالوا: أقمنا عنده ثلاثاً ما بين يومٍ وليلة غلَّبُوا التأنيث. وأضَفْتُه إلى كذا: أي ألجأته إليه، ومنه المُضَافُ في الحرب: وهو الذي أُحيط به، قال طرفة بن العبد: وكري إذا نادى المُضَافُ مُحَنَّباً ... كسيد الغضا نَبهته المتورد والمُضاف - أيضاً -: المُلْزَقُ بالقوم. وقال ابن عباد: أضَافَ الرجل: عدا وأسرع. والمُضِيْفُ: الفأر. وقال العُزيزي: أضاف على الشيء: أي أشرف عليه. وإضافَةُ الاسم إلى الاسم على ضربين: معنوية ولفظية. فالمعنوية ما أفاد تعريفاً كقولك: دارُ عمرو؛ أو تخصيصاً كقولك: غلامُ رجلٍ، ولا تخلو في الأمر العام من أن تكون بمعنى اللام كقولك مال زيد وأرضه وأبوه وابنه وسيده وعبده؛ أو بمعنى " مِنْ " كقولك: خاتم فضة وسوار ذهب وباب ساجٍ. واللفظية أن تُضَافَ الصفة إلى مفعولها في قولك: هو ضاربٌ زيد وراكب فرسٍ؛ بمعنى ضارب زيد وراكب فرساً، أو إلى فاعلها كقولك: زيد حسن الوجه ومعمور الدار؛ وهند جائلة الوشاح؛ بمعنى حسن وجهه ومعمورة داره وجائل وشاحها. ولا تفيد إلا تخفيفاً في اللفظ والمعنى كما هو قبل الإضافة. ولاستواء الحالين وُصِفَتِ النكرة بهذه الصفة مُضَافَةً كما وصفت بها مفصولة في قولك: مررت برجل حسن الوجه وبرجل ضارب أخيه. ولما كان الغرض من الإضافة التعريف والتخصيص لم يجز أن يضاف الشيء إلى نفسه؛ لأنه لا يعرف نفسه، فلو عرفها لما احتيج إلى الإضافة. وأضَفْتُه - أيضاً: من الضِّيَافَةِ. والمُضَافُ: الدعي المسند إلى قومٍ ليس منهم. والمُضَافَ - أيضاً -: المُلجأ؛ ومنه حديث عليٍ؟ رضي الله عنه - أن أبن الكواء وقيس بن عبادة؟ رضي اله عنه - جاءاه فقالا: أتيناك مُضَافَيْنِ مثقلين. أي مُلْجَأيْنِ، وقيل: خائفين. وضَيَّفْتُ الرجل تَضْيِيْفاً: من الضَيَافَةِ، كأضَفْتُه. وضَيَّفَتِ الشمس للغروب: مالت له؛ كَضَافَتْ، وكذلك تَضَيَّفَتْ، ومنه قول عقبة بن عامر؟ رضي الله عنه -: ثلاث ساعاتٍ كان رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - ينهانا أن نصلي فيها وأن نقبر فيها موتانا: إذا طَلعت الشمس حتى ترتفع وإذا تَضَيَّفَتْ للغروب ونصف النهار. وتَضَيَّفْتُه: مثل ضِفْتُه أي كنت ضَيْفَه، ومنه قول الفرزدق: وجدت الثرى فينا إذا يبس الثرى ... ومن هو يرجو فضله المُتَضَيِّفُ وقال الأصمعي: تَضَايَفَ الوادي: إذا تَضَايَقَ، قال: يتبعنَ عوداً يشتكي الأظلاّ ... إذا تَضَايَفْنَ عليه انسَلاّ أي إذا صِرنَ قريبا منه، والقاف فيه تصحيف. وقال ابن عباد: المُسسْتَضِيْفُ: المُسْتَغيْثُ.

طخرف

والتركيب يدل على ميل الشيء على الشيء. طخرف ابن عباد: الطِّخْرفُ والطِّخْرِفَةُ - بالكسر فيهما -: حساء رقيق دون العصيدة؛ ومن الزبد؛ ومن السَّحَاب أيضاً. طخف الطَّخَافُ والطَّخَاءُ والطَّهَاءُ: السَّحَابُ الرقيق. والطَّخْفُ: شيء من الهم يغشى القلب. وقال ابن دريد: يقال وجدت على قلبي طَخْفاً: أي غَمّاً. وقال الأصمعي: الطَّخْفُ: اللبن الحامض، وأنشد: لم تُعالج دمحقاً بائتاً ... شجَّ بالطَّخْفِ للذم الدَّعَاع الدَّمْحَقُ: اللبن البائت، واللَّذْمُ: اللَّعْقُ، والدَّعَاعُ: عيال الرجل. والطَّخِيْفَةُ واللَّخِيْفَةُ والوَخِيْفَةُ: الخَزِيْرَةُ. وقال ابن عبّاد: أتان طَخْفَاءُ: أي سوداء الأنف. وطِخْفَةُ - بالكسر -: جبل أحمر طويل حذاءه أبار ومنهل، قال الحارث بن وعلة الجرمي: خُدَاريَّةٌ صَقْعَاءُ ألثَقَ رِيشها ... بِطِخْفَةَ يوم ذو أهاضيب ماطر وقال الضبابي: إن الضِّبابَ كرمت أحْسَابُها ... وعلمت طِخْفَةُ من أربابها ومنه يوم طِخْفَةَ لبني يربوع على قابوس بن المنذر بن ماء السماء، ولذلك قال جرير: وقد جعلت يوماً بِطِخْفَةَ خَيْلُنا ... لآلِ أبي قابوسَ يوماً مذكرا وقال ابن عبّاد: اطَّخَفْتُ طَخِيْفَةً: أي اتخذتها. والتركيب يدل على شيء رقيق. طرخف ابن الأعرابي: الطِّرْخِفُ: مارق من الزبد وسال، وقال أبو حاتم مثله وقال: هو شر الزُّبد. طرف الطَّرْفُ: العين، ولا يجمع لأنه في الأصل مصدر فيكون واحداً ويكون جماعة، قال الله تعالى:) لا يرتد إليهم طَرْفُهم (. وقال ابن عبّاد: الطَّرْفُ اسم جامع للبصر لا يثنى ولا يجمع، وقيل: أطرافٌ، ويرد ذلك قوله تعالى:) فيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ (ولم يقل الأطْرَاف. وروى القتبي في حديث أم سلمة - رضي الله عنها -: وغَضُّ الأطرافِ. ورد عليه ذلك، والصواب: غضُّ الإطراقِ أي السكوت. وقوله تعالى:) أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طَرْفُكَ (قال الفرّاء: معناه قبل أن يأتيك الشيء من مد بصرك، وقيل: بمقدار ما تفتح عينك ثم تطرف، وقيل: بمقدار ما يبلغ البالغ إلى نهاية نظرك. والطَّرْفُ؟ أيضاً -: كوكبان يقدمان الجبهة؛ وهما عينا الأسد، ينزلهما القمر. والطَّرْفَةُ؟ أيضاً -: نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة وغيرها. وقال ابن عبّاد: الطَّرْفَةُ سمة لا أطْرَافَ لها إنما هي خطٌّ. والطَّرْفاءُ: شجر، الواحدة: طَرَفَةٌ - بالتحريك -، وبها سُمي طَرَفَةُ بن العبد. وقال سيبويه: الطَّرْفاءُ واحد وجمع. قال الدينوري: واحدة الطَّرْفاءِ طَرَفَةٌ وطَرْفاءةٌ، قال: وذكر بعض الرواة أن جمع الطَّرْفاءِ طَرَافٍ وفي الحلفاء حَلاَفِ، قال أبو النجم يصف سَيْلا: يُلقي ضِبَاعَ القُفِّ من حِقَائه ... في سَبَخِ العِرقِ وفي طَرْفائه ويروى: " يَنْفي "، الحِقَاءُ: جمع حَقْوٍ وهو المرتفع من النَّجَفَةِ. وطَرَفَةُ: من الشعراء. أشهرهم طَرَفَةُ بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضُبَيْعَة بن قيس بن ثعلبة - وهو الحصن - بن عُكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دُعْمي بن جَدِيَلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وطَرَفَةُ لقبه، واسمه عمرو، ولُقِّبَ طَرَفَةَ بقوله: لا تعجلا بالبكاء اليوم مُطَّرِفا ... ولا أميريكما بالدار إذ وقفا وطَرَفَةُ بن الآءة بن نَضْلَةَ الفَلَتان بن المنذر بن سلمى بن جندل بن نَهْشَل بن دارم. وطَرَفَةُ الخُزَميُّ: أحد بني خزيمة بن رواحة بن قُطَيعة بن عبس بن بغيض. وطَرَفَةُ: أحد بني عامر بن ربيعة. ويقال: امرأة مَطْروفَةٌ بالرجال: إذا طمحت عينها إليهم، قال الحُطَيْئة: وما كنت مثل الكاهلي وعِرسِه ... بغى الود من مَطْروفَةِ العين طامحِ وقال طَرَفَةُ بن العبد: إذا نحن قلنا أسمعينا انبرت لنا ... على رِسْلِها مَطْروفَةً لو تشدد وقيل: المعنى كأن عينها طُرِفَتْ فهي ساكنة. وقال أبو عمرو: فلان مَطْروفُ العين بفلانٍ: إذا كان لا ينظر إلا إليه. وأرض مَطْروفَةٌ: كثيرة الطَّرِيْفَةِ أي النَّصِيّ، وسيجيء ذكرها. ومَطْرُوْفٌ: من الأعلام.

وجاء فلان بطارِفَةِ عينٍ: إذا جاء بمالٍ كثير. والطَّوَارِفُ من الخِباء: ما رفعت من جوانبه للنظر إلى خارج. وطَرَفَه عنه: أي صَرَفَه، قالت جارية من جواري الأنصار: أنك والله لذو مَلةٍ ... يَطْرِفُكَ الأدنى عن الأبعد تقول: يَصْرِفُ بصرك عنه؛ أي تَسْتَطْرِفُ الجديد وتنسى القديم. وطَرَفَ بصره يَطْرِفُ طَرْفاً: إذا أطبق أحد جفنيه على الآخر، الواحدة من ذلك طَرْفَةٌ، يقال: أسرع من طَرْفَةِ عينٍ، ويقال: ما بقي منهم عين تَطْرِفُ؛ إذا ماتوا أو قتلوا. وطَرَفْتُ عينه: إذا أصبتها بشيءٍ فدمعت، وقد طُرِفَتْ عينه فهي مَطْروفَةٌ. وخطب زياد في خطبته: قد طَرَفَتْ أعينكم الدنيا وسدت مسامعكم الشَّهَوات؛ ألم تكن منكم نُهَاةٌ تمنع الغُوَاةَ عن دَلَجِ الليل وغارةِ النهار، وهذه البَرَازِقُ فلم يزل بهم ما ترون من قيامكم بأمرهم حتى انتهكوا الحريم ثم أطرقوا وراءكم في مكانس الريب. البَرَازِقُ: الجماعات. وقولهم: لا تراه الطَّوارِفُ: أي العيون. والسباع الطَّوارِفُ: التي تستلب الصيد، قال ذو الرمة يصف غزالاً: تنفي الطَّوارفَ عنه دعتصا بقرٍ ... ويافع من فرندادين مَلْمُوْمُ والطّارِفُ والطَّرِيْفُ من المال: المُسْتَحْدَثُ منه؛ وهما خلاف التالد والتليد، والاسم الطُّرْفَةُ - بالضم -، وقد طَرُفَ - بالضم - طَرَافَةً. وطَرِيْفُ بن تميم العنبري: شاعر. وأبو تميمة طَرِيْفُ بن مجالد الهجيمي - رضي الله عنه -: معدود في الصحابة - رضي الله عنهم -. والطَّرِيْفَةُ: من النصِيِّ إذا أبيض. وقال ابن السكيت: الطَّرِيْفَةُ من النَّصِيِّ والصِّلِّيانِ إذا اعتما ونمّا. وقال أبو زياد: الطَّرِيْفَةُ خير الكلأ إلا ما كان من العشب، قال: ومن الطَّريفةِ النَّصِيُّ والصِّليّانُ والعنكث والهَلْتى والسَّحَمُ والثَّغَامُ؛ فهذه الطَّرِيْفَةُ، قال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع في فاضل المرعى يصف ناقة: تأبدت حائلا في الشَّوْلِ وطَّرَدَتْ ... من الطَّرائف في أوطانها لمعا وجعل إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة نسبة البهمى طَريْفَةً فقال: بكل مَسِيْلَةٍ منه بساط ... مع البُهْمى الطَّرِيفةِ والجميم وطُرَيْفَةُ - مصغرة -: ماءةٌ بأسفل أرمام لبني جذيمة، قال المرار بن سعيد الفقعسي: وكنت حَسِبْتُ طيب تراب نجد ... وعيشا بالطُّرَيْفَةِ لن يزولا وطُرَيْفٌ - بغير هاءٍ -: موضع بالبحرين. وطِرْيَفٌ - مثال حذيم -: موضع باليمن. والطَّرائفُ: بلاد قريبة من أعلام صُبح وهي جبال متناوحة. والطِّرْفُ - بالكسر -: الكريم من النخيل، يقال: فرس طِرْفٌ من خيل طُرُوْفٍ وأطْرَافٍ. وقال أبو زيد: هو نعت للذكور خاصة، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإيادي: وقد أغدو بِطِرْفٍ هي ... كلٍ ذي ميعةٍ سَكْبِ وقال عبيد بن الأبرص: ولقد أذعر السَّرَابَ بِطِرْفٍ ... مثل شاة الإران غير مُذال أي أسير في القفر الذي ليس به غير السَّرابِ وكلما دنوت منه تباعد عني. وقيل: هو الكريم الأطرف من الآباء والأمهات. وقيل: بل هو المُسْتَطْرَفُ إلي ليس من نتاج صاحبه. والأنثى: طِرْفَةٌ، قال العجاج: وطِرْفَةٍ شُدَّتْ دخالا مُدرجا ... جرداء مسحاج تباري مسحجا وقال الليث: وقد يصفون بالطِّرْفِ والطِّرْفَةِ النجيب والنَّجِيْبَةَ على غير استعمال في الكلام، قال كعب بن مالك الأنصاري - رضي الله عنه -: نُخَبِّرهم بأنا قد جنبنا ... عتاق الخيل والنُّجُبَ الطُّرُوْفا والطِّرْفُ - أيضاً -: الكريم من الرجال، وجمعه أطْرَافٌ، قال ساعدة بن جؤية الهذلي: هو الطِّرْفُ لم يُحْشَشْ مطي بمثله ... ولا أنس مُسْتَوْبِدُ الدار خائف ويروى: " لم تُوْحِشْ مَطِيٌّ ". وقال ابن عبّاد: كل شيء من نبات الأرض في أكمامه فهو طِرْفٌ. والطَّرَفُ - بالتحريك -: الناحية من النواحي والطّائفة من الشيء، والجمع: أطْرافٌ. وقوله تعالى:) ليَقْطَعَ طَرَفاً من الذين كَفَروا (أي قطعة من جملة الكفرة، شبه من قتل منهم بَطَرفٍ يقطع من بدن الإنسان. وأطْرافُ الجسد: الرأس والبدن والرجلان. وقوله تعالى:) طَرَفَيِ النهار (أي الفجر والعصر.

وقوله تعالى:) أو لم يَروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطْرافِها (أي نواحيها ناحية ناحية، هذا على تفسير من جعل نقصها من أطرافها فتوح الأرضين. ومن جعل نقصها موت علمائها فهو من غير هذا. وأطْرافُ الأرض: أشْرَافُها وعلماؤها، الواحد: طَرَفٌ؛ ويقال: طِرْفٌ. وقال ابن عرفة: " من أطرافِها (أي نفتح ما حول مكة على النبي؟ صلى الله عليه وسلم، والمعنى: أو لم يروا أنا فتحنا على المسلمين من الأرض ما قد تبين لهم وضوح ما وعدنا النبي - صلى الله عليه وسلم -. وفلان كريم الطَّرَفَيْنِ: يراد بذلك نسب أبيه ونسب أمه، وأطْرافُه: أبواه وأخوته وأعمامه وكل قريب له محرم، قال عون بن عبد الله بن عتبة: وكيف بأطْرافي إذا ما شتمتني ... وما بعد شتم الوالدين صُلُوْحُ وقال ابن الأعرابي: قولهم لا يدري أي طَرَفَيْه أطول: طَرَفاه ذكره ولسانه، وقيل: طَرَفُ أبيه أو طَرَفُ أمه في الكرم. وحكى ابن السكيت عن أبي عبيدة: يقال لا يملك طَرَفَيْهِ: يعني فمه واسته؛ إذا شرب الدواء أو سكر. وأطْرافُ العذارى: ضرب من العنب. والطَّرَفُ: الكريم من الرجال؛ كالطِّرْفِ. والأسود ذو الطَّرَفَيْنِ: حية لها إبرتان إحداهما في أنفها والأخرى في ذنبها، يقال إنها تضرب بهما فلا تُطْني. ويقال لبني عدي بن حاتم: الطَّرَفاتُ، قتلوا بصفين، أسماؤهم: طَريْفٌ وطَرَفَةُ ومُطَرِّفٌ. والطَّرَفُ - أيضاً -: مصدر قولك طَرِفَتِ النّاقة - بالكسر -: إذا تَطَرَّفَتْ أي رعت أطراف المراعي ولم تختلط بالنوق. يقال: ناقة طَرِفَةٌ أي لا تثبت على مرعى واحد. ورجل طَرِفٌ: لا يثبت على امرأة ولا صاحبٍ. وقال قبيصة بن جابر الأسدي وذكر عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: ما رأيت أقطع طَرَفاً منه. أي لساناً، يريد أنه كان ذرب اللسان. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان إذا اشتكى أحد من أهله لو تزل البُرمة على النار حتى يأتي على أحد طَرَفَيْه. أراد بالطَّرَفَيْنِ البرء أو الموت لأنهما غايتا أمر العليل. وقال الواقدي: الطَّرَفُ موضع على ستة وثلاثين ميلا من المدينة على ساكنيها السلام. والطَّرِفُ - أيضاً -: نقيض القُعْدُدِ، قال الأعشى: أمرون ولا دون كل مُبارك ... طَرِفُوْنَ لا يرثون سهم القُعْدُدِ وقال أبو وجزة السعدي: زهر تكنفهم ذوائبُ مالك ... طَرِفُوْنَ لا يرثون سهم القُعْدُدِ أمرون ولادُوْنَ كل مباركٍ ... كالبدر ليلته بسعد الأسعد وقال ابن الأعرابي: الطَّرِفَةُ من الإبل: التي تَحَات مقدم فيها من الهرم. والطِّرَافُ: بيت من أدمٍ: قال طَرَفَةُ بن العبد: رأيت بني غبراءَ لا يُنْكروني ... ولا أهل ها ذاك الطِّرَافِ الممدد وقال ابن عبّاد: يقال توارثوا المجد طِرَافاً: أي عن شرفٍ. والطِّرَافُ - أيضاً -: ما يؤخذ من أطرافِ الزرع. وقال الأصمعي: المِطْرافُ: الناقة التي لا ترعى مرعى حتى تَسْتَطْرِفَ غيره. والمِطْرَفُ والمُطْرَفُ - بكسر الميم وضمها -: واحد المَطارِفِ؛ وهي أردية من خزٍّ مربعة لها أعلام. وقال الفرّاء: أصله الضم؛ لأنه في المعنى مأخوذ من أُطْرِفَ أي جعل في طَرَفَيْه العلمان، ولكنهم استثقلوا الضمة فكسروا الميم. وطَرّافٌ - بالفتح والتشديد -: من الأعلام. وأطْرَفَ البلد: أي كثرت طَرِيْفَتُه، وقد مرَّ ذكرها. وقال ابن عبّاد: أطْرَفَ: أي طابق بين جفنيه. وفعلت ذلك في مُطَرَّفِ الأيام - بفتح الراء المشددة -: أي في مُسْتَأْنَفِ الأيام. وطَرَّفَ فلان: إذا قاتل حول العسكر، لأنه يحمل على طَرَفٍ منه فيردهم إلى الجمهور، ومنه سمي الرجل مُطَرِّفاً. والمًطَرَّفُ من الخيل - بفتح الراء -: هو الأبيض الرأس والذنب وسائر جسده يخالف ذلك، وكذلك إذا كان أسود الرأس والذنب. ويقال للشاة التي أسود طرف ذنبها وسائرها أبيض: مُطَرَّفَةٌ. وطَرَّفَ البعير: ذهبت سِنُّه. وطَرَّفَ علي الإبل: رد على أطْرافَها. وقول ساعدة بن جؤية الهذلي يصف فرساً. مُطَرّفٍ وسط أولى الخيل معتكر ... كالفحل قَرْقَرَ وسط الهجمة القَطِمِ

طرهف

يروى بكسر الراء وبفتحها. ومعنى الكسر: الذي يرد أطراف الخيل والقوم، وإذا رددت أوائل الخيل قلت: طَرَّفْتُها. وروى الجمحي بفتحها: أي مردد في الكرم. وقال المفضل: التَّطْرِيْفُ أن يرد الرجل الرجل عن أخريات صاحبه، يقال: طَرِّفْ عنا هذا الفارس، قال متمم بن نويرة رضي الله عنه: وقد علمت أولى العشيرة أننا ... نُطَرِّفُ خلف المُوْفِضَاتِ السَّوَابِقا واختضبت المرأة تَطَارِيْفَ: أي أطْرافَ أصابعها، وقد طَرَّفَتْ بنانها. واطَّرَفْتُ الشيء - على افتعلت -: إذا اشتريته حديثاً، قال ذو الرمة: كأنني من هوى خَقاء مُطَّرَفٌ ... دامي الأظل بعيد السأو مهيوم واستطرفه: أي عدة طَرِيفاً. واسْتَطْرَفْتُ الشيء: أي اسْتَحْدَثْتُه. وقولهم فعلت ذلك في مُسْتَطْرَفِ الأيام: أي في مُسْتَأْنَفِها. وتَطَرَّفَتِ الناقة: أي رعت أطْرافَ المراعي ولم تختلط بالنوقِ. والتركيب يدل على حد الشيء وحرفه؛ وعلى حركة في بعض الأعضاء. طرهف المُطْرَهِفُّ: الحسن التام، قال: تُحِبُّ منا مُطْرَهِفّاً فوهدا ... عجزة شيخين غلاماً أمردا ويروى: غلاماً أسودا، ويروى: يسمى الأسودا. طعسف ابن دريد: الطَّعْسَفَةُ: لغة مرغوب عنها، يقال: مَرَّ يُطَعْسِفُ في الأرض: إذا مر يخبطها. طفف الطَّفِيْفُ: القليل. وقال ابن دريد: شيء طَفِيْفٌ: غير تام. وطَفُّ المكوك وطَفَفُه وطَفَافُه وطِفافُه - بالفتح والكسر -: ما ملأ أصباره. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: كلكم بنو آدم طَفَّ الصّاع لم تملؤوه، ليس لأحد على أحدٍ فضل إلا بالتقوى، ولا تسابوا فإنما السُّبَّةُ أن يكون الرجل فاحشاً بذياً. وهو أن يقرب أن يمتلئ فلا يفعل، والمعنى: كلكم في الانتساب إلى أب واحد بمنزلة، متساوو الأقدام في النقصان والتقاصر عن غاية التمام، وشبههم في نقصانهم بالمكيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال، ثم أعلم أن التفاضل ليس بالنسب ولكن بالتقوى، ونهى عن التساب والتعاير بضعة المنصب، ونبه على أن السُّبَّةَ إنما هي أن يتضع الرجل بفعل سَمِجٍ يرتكبه نحو الفُحْشِ والبذاء والجبن. والطَّفَافُ - بالفتح -: سَوَادُ الليل، قال: عقبان دجن بادرت طَفافا ... صيدا وقد عاينت الأسدفا وإناء طَفّانُ: إذا بلغ الكيل طِفافَه. والطُّفَافَةُ والطَّفَفَةُ: ما فوق المكيال. وقال ابن دريد: الطُّفافَةُ ما قصر عن ملء الإناء من شراب وغيره. والطَّفُّ: موضع بناحية الكوفة. وقال ابن دريد: الطَّفُّ ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق. وقال الأصمعي: إنما سمي طَفّاً لأنه دنا من الريف؛ من قولهم: أخذت من متاعي ما خف وطَفَّ: أي قرب مني، قال أبو دهبل الجمحي: ألا أن قتلى الطَّفِّ من آل هاشمٍ ... أذلت رقاب المسلمين فَذَلَّتِ وقال أيضاً: تبيت سُكارى من أمية نوَّماً ... وبالطَّفِّ قتلى ما ينام حميمها وقال غيره: طَفَفْتُ الناقة أطُفُّها: إذا شددت قوائمها كلها. وطَفَّ الشيء من الشيء: إذا دنا منه. وطَفَفْتُ الشيء بيدي أو رجلي: إذا رفعته. وقال ابن عبّاد: طافَّةُ البستان: ما حواليه، والجمع: طَوَافُّ. والطَّافَّةُ: ما بين الجبال والقيعان. وقال غيره: الطَّفُّ: الشاطئ. وقال الليث: طَفُّ الفرات: شاطئ الفرات. وطَفُّ الشيء: جانبه. والطَّفْطَفَةُ: الخاصرة، وكذلك الطِّفْطِفَةُ - بالكسر - عن أبي زيد. وقيل: كل لحم مضطرب طَفْطِفَةٌ. وقال ابن دريد: الطَّفْطَفَةُ: اللحم الرخص من مراق البطن، أي مارق منه، قال: معاود قتل الهاديات شِواؤه ... من الوحش قصرى رخصة وطَفاطِفُ وقال أب ذؤيب الهذلي: وأشعث ماله فضلات ثولٍ ... على أركان مهلكةٍ زَهُوقِ قليل لَحْمُهُ إلا بقايا ... طَفاطِفِ لحم منحوضٍ مشيقِ ويروى: ممحوصٍ. والطَّفْطَافُ: أطراف الشجر، قال الكميت يصف فراخ النعام: أوين إلى ملاطفةٍ خَضُوْدٍ ... لمأكله طَفْطافَ الرُّبُوْلِ أي: أوين إلى أمٍ ملاطفةٍ تكسر لهن أطراف الربول. وطَفْطافُ البحر: شاطئه، كالطَّفِّ. ومر يَطفُّ: أي يسرع. وفرس طَفّافٌ وطَفٌّ وخَفٌّ وذّفٌّ أخوات.

طلحف

ويقال: خذ ما طَفَّ لكَ وأطَفَّ لكَ: أي خذ ما ارتفع لك أمكن. وأطَفَّ على الشيء وأطل عليه: أي أشرف عليه. وأطْفَفْتُ الكيل: أبلغت المكيل طِفافَه. وقال ابن عبّاد: أطَفَّتِ الناقة: ألقت ولدها لغير تمام. وأطَفَّ للأمر: طَبِنَ له. وأطَفَّ عليه بحجر: تناوله به. وقال أبو زبد: أطَفَّ عليه: أي اشتمل عليه فذهب به. وأطَفَّ له: إذا أراد ختله، قال: أطَفَّ لها شَئن البنان جُنَادفَ والتَّطْفِيْفُ: نقص المكيال، قال الله تعالى:) ويْلٌ للمُطَفِّفِيْن (. وقال ابن عباد: طَفَّفَ الطائر: بسط جناحيه. طَفَّفَ به الفرس: وثب به. وقال ابن عمر - رضي الله عنهما -: سبق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخيل؛ فقال: كنت فارساً يومئذ فسبقت الناس حتى طَفَّفَ بي الفرس مسجد بني زريقٍ. أي: وثب بي حتى جازه، قال الجحاف بن حكيم: إذا ما تلقته الجراثيم لم يخم ... وطَفَّفَها وثباً إذا الجري أعقبا وفي حديث حذيفة - رضي الله عنه -: أنه استسقى دهقاناً فأتاه بقدحِ فضة فحذفه به ونكس الدِّهْقَانُ فَطَفَّفَه القدح. ويقال: خذ ما اسْتَطَفَّ لك: أي خذ ما ارتفع لك أمكن، قال علقمة بن عبدة: قد عُرِّيَتْ زمناً حتى اسْتَطَفَّ لها ... كتر كحافةِ كيرِ القين مَلْمُوْمُ والتركيب يدل على قلة الشيء، وقد شَذَّ عنه أطَفَّ فلان لفلان إذا طَبَنَ له أراد ختله. طلحف الليث: ضَرَبْتُه ضَرْباً طِلْحِفاً - مثال برطيل - وطِلَّحْفاً - مثال جردَحْلٍ -، وزاد غيره: وطِلَحْفَاً - مثال سِبَحْلٍ - وطَلَحْفىً - مثال حبركىً - وطِلْحَافاً، وهاتان عن أبن دريد: أي شديداً. وقال شمر: جوع طِلَحْفٌ وطِلَّحْفٌ: أس شديد، وأنشد: إذا أجتمع الجوع الطِّلَحْفُ وحبها ... على الرجل المَضْعُوْفِ كاد يموت طلخف ابن دريد: ضرب طِلَخْفٌ وطِلَّخْفٌ وطَلَخْفىً - كحِبَجْرٍ وجِرْدَحْلٍ وحَبَرْكىً - وطِلْخَافً: أي شديد، بالحاء والخاء، وجعل بعضهم اللام زائدة وهو ضعيف. طلف أبو عمرو: ذهب دمه طَلْفاً وطَلَفاً وظَلْفاً وظَلَفاً: أي هدراً، قال الأفوه الأوْدِيُّ: حتم الدَّهْرُ علينا أنه ... طَلَفٌ ما نال منا وجبار وقال ابن فارس: الطَّلَفُ: العطاء، والسَّلَفُ، ما يُقْتَضى. والطَّلَفُ: الهين: وهو من الهدر، وأنشد: وكل شيء من الدنيا نُصَابُ به ... ما عِشتَ فينا وإن جل الرزى طَلَفُ قال: وقولهم: إن الطَّلَفَ الفضل؛ ليس بشيءٍ؛ إلا أن يراد به الفاضل عن الشيء. والطَّلِيْفُ: الشيء المأخوذ. والطَّلِيْفُ - أيضاً - الهدر، قال رؤبة: كم من عدىً أموالهم طَلِيْفُ وقال ابن عبّاد: أكل ماله في طَلِيْفٍ: أي باطلٍ. وقال يونس: ذهب فلان بالمال طَلِيْفاً: أي بغير حقٍّ، كما يقال ظَلِيْفاً. والظَّلَفَانُ: أن يعيا فيعمل على الكلالِ، ويقال هو بالغين المعجمة، وصَوَّبَ هذا الأزهري. وفي نوادر الأعراب: أسْلَفْتُه كذا: أي أقرضته، وأطْلَفْتُه كذا: أي وهبته. وأطْلَفَه - أيضاً -: أي أهدره. وقال ابن عباد: أطْلَفَ: إذا بطل ثأر خصمه. وطَلَّفَ على كذا تَطْلِيْفاً: أي زاد. والتركيب يدل على إهانة الشيء وطرحه ثم يحمل عليه. طلنف ابن ريد: الطَّلَنْفى والطَّلَنْفَأُ: الكثير الكلام، يهمز ولا يهمز. وقال أبو زيد: جمل مُطْلَنْفِىءُ السنام: أي لاصقه. واطْلَنْفَأْتُ: إذا لزقت بالأرض. وقد ذكرت هذه اللغات في تركيب ط ل ف أ - أيضاً -. طنف الطَّنَفُ - بالتحريك - والطُّنُفُ - بضمتين -: الحيد من الجيل ورأس من رؤوسه، والجمع: أطْنافٌ، وطُنُوْفٌ، قال أبو ذؤيبٍ الهذلي: وما ضرب بيضاء يأوي مَلِيْكها ... إلى طُنُفٍ أعيا براقٍ ونازلِ وقيل في قول الأفوه الأودي: سُوْدٌ غَدَائرها بُلْجٌ محاجرها ... كأن أطْرافَها لما اجْتُلي الطُّنُفُ الطُّنُفُ: الجلود الحمر التي تكون على الأسفاط. والطَّنَفُ والطُّنُفُ - أيضاً -: إفْرِيز الحائط، وكذلك السَّقِيْفة تشرع فوق باب الدار. والطَّنَفُ والطُّنُفُ - أيضاً -: السُّيُوْرُ؛ عن أبي عبيد. والطَّنَفُ: نفس التهمة.

طوف

وحكى الشيباني: أن الطَّنِفَ - مثال كَتِفٍ -: الذي لا يأكل إلا قليلاً، وما أطْنَفَه: أي ما أزهده. ورجل طَنِفٌ: أي متهم. وأطْنَفَ: إذا علا الطُّنُفَ. والمُطْنِفُ: الذي له الطُّنُفُ، قال الشَّنْفرى: كأن حفيف النبل فوق عجيسها ... عوازب نحل أخطأ الغار مُطْنِفُ وطَنَّفَه تَطْنِيْفاً: إذا اتهمه. وطَنَّفَ جداره: إذا جعل فوقه شوكاً أو أغصان شجر لكي يصعب تسوره وتسلقه لمجاورة أطْرافِ العيدان رأسه. وقال ابن دريد: قولهم طَنَّفَ نفسه إلى كذا وكذا: إذا أدناها إلى الطمع. ويقال: ما تَطَنَّفَتْ نفسي إلى هذا: أي ما أشْفَتْ. وقال ابن عبّاد: هو يَتَطَنَّفُ الناس: أي يغشاهم. والتركيب يدل على دور شيء، وقد شذ عنه الطَّنِفُ الذي لا يأكل إلا قليلاً وما اطْنَفَه: أي ما أزهده. طوف طاف حول الكعبة يَطُوْفُ طَوْفاً وطَوَافاً وطَوَافاناً. والمَطَافُ: موضع الطَّوَافِ. ورجل طافٌ: أي كثير الطَّوَافِ. والطَّوْفُ: قرب يُنْفَخُ فيها ثم يُشَد بعضها إلى بعض فتُجعل كهيئة السطح يُركَب عليها في الماء ويُحمَل عليها، وهو الرمث، وربما كان من خشبٍ. والطَّوْفُ - أيضاً -: الغائط، تقول منه: طافَ يَطُوْفُ طَوْفاً: إذا ذهب إلى البراز ليتغوط. ومنه حديث رواه لقيط بن عامر وافد بني المُنْتَفِقِ - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو حديث طويل: ألا فتطلعون على حوض الرسول؛ لا يظمأ والله ناهله، فلعمر الله ما يبسط أحد منكم يده إلا وقع عليها قدح مطهرة من الطَّوْفِ والأذى. " مُطَهَّرَةٌ " تحمل على المعنى؛ لنه إذا وقع على يد كل واحد منهم قدح فهي أقداح كثيرة. والأذى: الحيض. وقيل: أنَّثَ القدح لأنه ذهب به إلى الشَّرْبَةِ، وكذلك أنَّثُوا الكأس لنهم ذهبوا به إلى الخمر. وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: لا يُصَلِّيَنَّ أحدكم وهو يدافع الطَّوْفَ والبول. والطّائف: العَسَسُ. والطّائفُ: بلاد ثَقِيْفٍ، قال أبو طالب بن عبد المطلب: منعنا أرضتا من كل حي ... كما امتنعت بطائفها ثَقِيْفُ وقال الزهري: إن الله نقل قرية من قرى الشام فوضعها بالطّائف لدعوة إبراهيم - صلوات الله عليه - قوله عز وجل:) وارزُقْ أهله من الثمراتِ (. وطائفُ القوي: ما بين السِّيَةِ والأبهر، وقيل: الطّائفان دون السِّيَتَيْنِ، وقيل: الطّائفُ قريب من عظم الذراع من كبدها، قال أبو كبيرٍ الهذلي: وعُراضَةَ السِّيَتَيْنِ توبع بريها ... تأوي طَوَائفُها لعجسٍ عَبْهَرِ والطّائفَةُ من الشيء: القطعة منه. وقوله عز وجل:) وليشهد عَذَابَهما طائفَةٌ من المؤمنين (قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: الطّائفَةُ: الواحد فمل فوقه، فمن أوقع الطّائفَةَ على الواحد يريد النفس الطّائفَةَ. وقال مجاهد: الطّائفَةُ: الرجل الواحد إلى الألف. وقال عَطَاءٌ: أقلها رجلان. وقال ابن عباد: الطّائفُ: الثور الذي يكون مما يلي طَرَفَ الكُدْسِ. وذو طَوّافٍ - بالفتح والتشديد -: هو ذو طَوّافٍ الحضرمي واسمه وائل. وقوله تعالى:) طَوّافُوْنَ عليكم (قال الفرّاء: إنما هم خدمكم، قال أبو الهيثم: الطَّوّافُ الخادم الذي يخدمك برفقٍ وعنايةٍ، وجمعه الطَّوّافُوْنَ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: الهِرَّةُ ليست بنجسة؛ إنما هي من الطَّوّافِينَ اوالطَّوّافاتِ، وكان يصغي لها الإناء فتشرب منه ثم يتوضأ به. جعلها بمنزلة المماليك، من قوله تعالى:) يَطُوْفُ عليهم وِلْدَانٌ (. ومنه قول إبراهيم النخعي: إنما الهِرَّةُ كبعض أهل البيت. وقال ابن دريد: الطَّوّافُوْنَ: الخَدَمُ. والطُوْفانُ: المطر الغالب والماء الغالب يغشى كل شيء، قال الله تعالى:) فأخذهم الطُّوْفانُ (. وقيل: هو الموت الذريع الجارف والقتل الذريع. وقيل: السيل المُغْرِقُ. وقيل: الطُّوْفانُ من كل شيء: ما كان كثيراً مُطِيْفاً بالجماعة. وقال الأخفش: الواحد في القياس: طُوْفانَةٌ، وانشد: غَيَّرَ الجِدَّةَ من آياتها ... خُرُقُ الريح وطُوْفانُ المَطَرْ وقال الخليل: قد شَبَّهَ العجاج ظلام الليل بذلك فقال: حتى إذا ما يومها تَصَبْصَا ... وغَمَّ طُوْفانً الظلام الأثأبا

طهف

ويقال: اخذه بِطُوْفِ رقبته وبطافِ رقبته وظُوْفِ رقبته وظافِ رقبته صُوْفِ رقبته وصافِ رقبته وقُوْفِ رقبته وقافِ رقبته: أي بجلد رقبته. وأطافَ به: أي ألم به وقارَبَه، قال بشر بن أبي خازم: أبو صِبْيَةٍ شُعْثٍ تُطِيْفُ بشخصه ... كوالح أمثال اليعاسيب ضُمَّرُ وطَوَّفَ تَطْوِيْفاً: أي أكثر التَّطْوَافَ، قال: أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثم آوي ... إلى بيتٍ قعيدتُهُ لكاع وتَطَوَّفَ: أي طاف. واطّافَ - على افتعل -: إذا ذهب إلى البراز ليتغوط، وقال ابن العرابي: إذا ألقى ما في جوفه، وأنشد: أطعَمْتُ جابان حتى استدَّ مغرضُهُ ... وكاد يَنْقَدُّ لولا أنه طافا جابان: جَمَلُه. واسْتَطَافَ: أي تَطَوَّفَ. والتركيب يدل على دوران الشيء على الشيء وأن يحف به؛ ثم يُحْمَلُ عليه. طهف الدينوري: الطَّهْفَةُ: أعالي الجنبة إذا كانت غَضَّةً غير متكاوسةٍ، قال: وأخبرني بعض الأعراب من ذوي المعرفة قال: الطَّهَفُ - بالتحريك -: عُشْبٌ ضعيف دقاق لا ورق له إلا ما لا يذكر؛ وه مرعى؛ وله ثمرة حمراء إذا اجتمعت في مكانٍ واحدٍ ظهرت حمرتها وإذا تفرقت خفيت. فأما الفرّاء فروي عنه الطَّهْفُ بإسكان الهاء، قال: هكذا سمعته من الثقات بالتخفيف، وأظنها لغتين، قال الفرّاء: وهو شيء يختبز به. وقال غير هؤلاء: الطَّهْفُ: مثل المرعى له سُبُوْلٌ وورَقٌ مثل ورقِ الدُّخنِ وحبة حمراء دقيقة جداً طويلة، قال: وكذلك أخبرني أعرابي من ربيعة وحرك الهاء وقال: له حب يؤكل في المجهدة ضاوي دقيق. وطَهْفَةُ بن أبي زهير النهدي - رضي الله عنه -: من الوافدين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال الفرّاء: زبدة طَهفَةٌ: إذا استرخت. والطَّهْفَةُ من الشيء: القطعة منه. والطَّهَافُ - مثال السَّحَاب -: المرتفع من السحاب. وقال الدينوري: يقال أطْهَفَ هذا الصِّلِّيان: أي نبت نباتاً حسناً ليس بالأثيث. وقال ابن عباد: يقال أطْهَفَ له طِهْفَةً من ماله: أي أعطاه منه قطعة. وأطْهَفَ في كلامه: خفف منه. وقال الفرّاء: أطْهَفَ السَّقَاءُ: استرخى. وقال ابن فارس: الطّاء ولاهاء والفاؤ ليس بشيء؛ وذكر الطَّهف والطُّهَافَةَ قال: كل ذلك كلام. طيف ابن دريد: الطَّيْفُ: الخيال الطّائف في المنام، يقال: طَيْفُ الخيال وطائف الخيال. وقال غيره: طَيْفُ الخيال: مجيئه في النوم، قال أمية بن أبي عائذٍ الهذلي: ألا يا لَقَوْمٍ لطيفِ الخيا ... ل أرقَ من نازحٍ ذي دلال تثول منه: طاف الخيال يَطِيْفُ طَيْفاً ومَطَافاً، قال تميم بن أبي بن مقبل: طافَ الخيال بنا ركباً يمانينا ... ودون ليلى عَوَادٍ لو تعدينا وقال كعب بن زهير رضي الله عنه: أنى ألمَّ بكَ الخيال يَطِيْفُ ... ومَطَافُهُ لك ذكرةٌ وشُعُوْفُ وطَيْفٌ من الشيطان وطائفٌ من الشيطان: بمعنى، كقولهم: لَمَمٌ من الشيطان. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وأبو حاتم قوله تعالى:) طَيْفٌ من الشيطان (والباقون: طائفٌ. وقال أبو العيال الهذلي: ومنحتني فَرَضِيت حين منحتني ... فإذا بها وأبيك طَيْفَ جنون وقال ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: الطَّيْفُ في الآية: الغضب. وقال المفضل: طافَ الخيال يَطُوْفُ طَوْفاً، وغنما قيل طَيْفُ الخيال لأن أصله طَيِّفٌ؛ مثل ميتٍ وميتٍ من مات يموت. وقال الأزهري: الطَّيْفُ في كلام العرب: الجنون، وقيل للغضب طَيْفٌ لأن عقل من غَضِبَ يعزب حتى يتصور في صورة المجنون الذي زال عقله. وبان الطَّيْفَانِ - والطَّيْفَانُ أمه -: وهو خالد بن علقمة بن مرثدٍ أحد بني مالك بن زيد بن عبد الله بن دارمِ، شاعر فارسٌ. وابن الطَّيْفَانِيَّةِ - والطَّيْفايَّةُ أمه -: وهو عمرو بن قبيصة أحد بني زيد بن عبد الله بن دارم. وأطاف وطَيَّفَ وتَطَيَّفَ بمعنى؛ عن ابن دريد. ظأف ابن عبّاد: جاء يَظْأَفُه ويَظُوْفُه: أي يطرده. ظرف الظَّرْفُ: الوعاء، والجمع الظُّرٌوْفُ، ومنه ظَرْفا المكان والزمان عند النحويين.

ظفف

والظَّرْفُ: الكياسة، وقد ظَرُفَ الرجل - بالضم - ظَرْفاً وظَرافَةً، فهو ظَرِيْفٌ، وقوم ظُرَفاءُ وظِرَافٌ وظَرِيْفُونَ؛ وقد قالوا ظُرُوْفٌ، كأنهم جمعوا ظَرْفاً بعد حذف الزوائد، وزعم الخليل أنه بمنزلة المذاكير لم تُكَسَّرْ على ذكر. وفي حديث عمر - رضي الله عنه - إذا كان اللص ظَرِيْفاً لم يُقْطَعْ: أي إذا كان بليغاً جيد الكلام احتج عن نفسه بما يسقط عنه الحد. هكذا قال ابن الأعرابي، وكان يقول: الظَّرْفُ في اللسان. وقال غيره: الظَّرْفُ حُسْنُ الوجه والهيئة. وقال الكسائي: الظَّرْفُ يكون في الوجه واللسان، وأهل اليمن يُسَمُّون الحاذق بالشيء ظَريفاً. وقال صاحب العين: الظَّرْفُ البَزَاعَةُ وذكاء القلب؛ ولا يُوْصَف به إلا الفتيان الأزوال والفتيات الزَّولات؟ والزَّوْلُ: الخفيف -. وفي حديث معاوية؟ رضي الله عنه - أنه قال: كيف ابن زيادٍ؟ قالوا: ظَرِيْفٌ على أنه يلحن، فقال: أو ليس ذاك أظْرَفَ له؟. قيل: إنما اسْتَظْرَفَه لن السَّلِيْقِيَّة وتجنب الإعراب مما يُسْتَمْلَحُ في البذلة من الكلام. وعن بعضهم: لا تستعملوا الإعراب في كلامكم إذا خاطبتم، ولا تخلوا منه كتبكم إذا كاتبتم. والظُّرَافُ - مثال رُعَافٍ -: الظَّرِيْفُ، كالطُّوَالِ للطويل. والظُّرّاف - بتشديد الرّاء -: أظْرَفُ من الظُّرَلفِ - بتخفيفها -، كالطُّوّالِ - بالتشديد -. ويقال: فلان نقي الظَّرْفِ: أي أمين غير خائن. ورأيت فلاناً بَظْرفِه: أي بنفسه. وأظْرَفَ المتاع: إذا جعل له ظَرْفاً. وأظْرَفَ: إذا ولد بنين ظُرَفاءَ. وتَظَرَّفَ: تكلف الظَّرْفَ. وقال ابن فارس في آخر هذا التركيب: وما احسب شيئاً من ذلك من كلام العرب. ظفف الكسائي: يقال ظَفَفْتُ قوائم البعير وغيره أظُفُّها ظَفّاً: إذا شددتها كلها وجمعتها. وقال ابن الأعرابي: الظَّفُّ: العيش النكد والغلاء الدائم. والظَّفَفُ الضَّفَفُ، والمَظْفُوْفُ: المَضْفُوْفُ. وقال ابن عبّاد: اسْتَظَفَّ آثار القوم: أي تتبعها. ظلف الظِّلْفُ: للبقرة والشّاة والظبي وما أشبهها، والجمع: ظُلُوْفٌ وأظْلافٌ، وقال الليث والزهري وابن فارسٍ: ألا أن عمرو بن معدي كرب - رضي الله عنه - قال اضطراراً: وخيلي تَطأكم بأظْلافِها قال الليث: أراد الحوافر واضطر إلى القافية؛ واعتمد على الأظْلافِ لأنها في القوائم. ويقال: ظُلُوْفٌ ظُلَّفٌ: أي شِدَادُ، وهو توكيد لها، فال العجاج: وإن أصاب عدواء احرورفا ... عنها وولاها الظُّلُوْفَ الظُّلَّفا وقال ابن السكيت: رميت الصيد فَظَلَفْتُه: أي أصبت ظِلْفَه. وقال ابن عبّاد: وجد فلانٌ ظِلْفَه: أي وجد ما كان يهوى ويحب. وفي المثل: وجدت الدابة ظِلْفَها. وجاءت الإبل على ظِلْفٍ واحدٍ. وقال الأموي: أرضٌ ظَلِفَةٌ بينة الظَّلَفِ: أي غليظة لا تؤدي أثراً. ومنه حديث عمر - رضي الله عنه - أنه مر على راعٍ فقال: يا راعي عليك الظَّلَفَ من الأرض لا تُرَمِّضْها فإنك راعٍ، وكل راعٍ مسؤول. أي لا تُصِبِ الغنم بالرمضاء وهي حر الشمس وإنه يشتد في الدَّهَاس والرمل. والظَّلَفُ - أيضاً -: الشِّدَّةُ في المعيشة. وقال سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: كان يصيبنا ظَلَفُ العيش بمكة، فلما أصابنا البلاء اعتزمنا لذلك، وكان مصعب بن عمير - رضي الله عنه - أنعم غلام بمكة؛ فجهد في الإسلام حتى لقد رأيت جلده يتحسف تَحَسُّفَ جلد الحية عنها. وعن عامر بن ربيعة؟ رضي الله عنه -: كان مصعب؟ رضي الله عنه - مترفاً يدَّهِنُ بالعبير ويُذَيِّلُ يُمْنَةَ اليمن ويمشي في الحضرمي، فلما هاجر أصابه ظَلَفٌ شديد، فكاد يهمد من الجوع. والظَّلِفَةُ - بكسر اللام -: واحدة ظَلِفاتِ الرَّحْل والقتب وهن الخشبات الأربع اللواتي يكن على جنبي البعير تصيب أطرافها السفلى الأرض إذا وضعت عليها. وفي الواسط ظَلِفَتانِ، وكذلك في المؤخرة، وهما ما سفل من الحِنْوَيْن، لأن ما علاهما مما يلي العراقي هما العضدان. وأما الخشبات المطولة على جنبي البعير فهي الأحناء. وفي حديث بلال - رضي الله عنه - أنه كان يؤذن على أُطُمٍ في دارِ حفصة - رضي الله عنها - يرقى على ظَلِفاتِ أقتاب مغرزة في الجدار. وتجمع الظَّلِفَةُ: الظَّلِفَ أيضاً، قال حميد الأرقط:

ظوف

وعض منها الظَّلِفُ الدَّئيّا ... عضَّ الخُرُصَ الخَطِّيّا ورجل ظَلِيْفٌ: أي سيئ الحال. ومكان ظَلِيْفٌ: أي خشن. وشر ظَلِيْفٌ: أي شديد، قال صخر الغي الهذلي: ولا أبغينك بعد النُّهى ... وبعد الكرامة شراً ظَلِيْفا وقال ابن دريد: كل شيء صعب عليك مطلبه فهو ظّلِيْفٌ. ورجل ظَلِفُ النفس وظَلِيْفُ النفس: أي نَزِهُها. والظَّلِيْفُ - أيضاً -: الشدة. وقال أبو زيد: يقال ذهب فلان بغلامي ظَلِيْفاً: أي بغير ثمن مجاناً، قال قيس بن مسعود: أيأكلها ابن وعلة في ظَلِيْفٍ ... ويأمن هيثم وابنا سنان وأخذه بِظَلِيْفِ رقبته: أي بأصلها. والظَّلِيْفُ: الذليل. وأخذ الشيء بظَلِيْفَتِه وظَلَفِه: إذا أخذه كله ولم يترك منه شيئاً. وقال أبو عمرو: ذهب دمه ظَلَفاً وظَلْفاً وطَلَفاً وطَلْفاً - بالطاء والظاء -: أي هدراً باطلاً. والأُظْلُوْفَةُ: أرض فيها حجارة حداد كان خِلْقَةَ تلك الأرض خِلْقَةُ جبل، والجمع: الأظالِيْفُ. وظَلَفَ نفسه عن الشيء يَظْلِفُها ظَلْفاً: أي منعها من أن تفعله أو تأتيه، قال: لقد أظْلِفُ النفسِ عن مطعم ... إذا ما تهافت ذِّبانُهُ وظَلَفْتُ أثري: إذا مشيت في الحزونة لئلا يتبين أثرك فيها، قال عوف بن الأحوص: ألم أظْلفْ عن الشُّعراءِ عرضي ... كما ظُلِفَ الوسيقة بالكراعِ يقول: ألم امنعهم أن يؤثروا فيه، والوسيقة: الطريدة، وقوله: " ظُلِفَ " أي أخذ بها في ظَلَفٍ من الأرض كيلا يقتص أثرها. والظَّلْفَاءُ: صَفَاةٌ قد استوت في الأرض ممدودة. والظَّلْفَةُ او الظَّلِفَةُ: سمة من سمات الإبل. والظُّلَيْفُ: موضع، قال عبيد بن أيوب العنبري: ألا ليت شعري هل تغير بدعنا ... عن العهد قارات الظُّلَيْفِ الفَوَاردُ وقال ابن عباد: مكان ظَلَفٌ وظَلِفٌ: أي مرتفع عن الماء والطين. وقال ابن الأعرابي: أظْلَفَ الرجل: إذا وقع في موضع صُلب. وظَلَّفَ على الخمسين وطَلَّفَ تَظْلِيْفاً: أي زاد. والتركيب يدل على أدنى قوةٍ وشدةٍ. ظوف يقال: أخذه بظُوْفُ رقبته وبظافِ رقبته: أي بجلد رقبته. وقال ابن عباد: تركته بظُوْفِ رقبته وبظُوْفِ قفاه: أي وحده. وجاء يَظْأفُه ويَظُوْفُه: أي يطرده. عترف رجل عِتْرِيْفٌ وعُتْرُوْفٌ: أي خبيث فاجر جريء ماضٍ، وقال ابن دريد: مُتَغَشْرِمٌ غاشم. وجَمَلٌ عِتْرِيْفٌ وعُتْرُوْفٌ: شديد، وناقة عِتْرِيْفَةٌ كذلك، قال تميم بن أُبَيِّ بن مقبل: من كل عِتْرِيْفَةٍ لم تعد أن بزلت ... لم يبغ درتها راعٍ ولا رُبَعُ وقال ابن عباد: العِتْرِيْفَةُ: القليلة اللبن والعزيزة النفس التي لا تبالي الزجر. والعُتْرُفانُ: الديك، ونبت عريض من نبات الربيع. والعَتْرَفَةُ: الشدة. والتَّعِتْرُفُ: التَّغَطْرُسُ. والتَّعَتْرُفُ - أيضا -: ضد التَّعَفْرُتِ، من العِفْرِيْتِ. عتف ابن الأعرابي: العُتُوْفُ: النَّتْفُ. وقال ابن دريد: مضى عِتْفٌ من الليل وعِدْفٌ - بالكسر -: أي قطعة منه. عجرف الليث: العَجْرَفِيَّةُ: جفوة في الكلام وخرق في العمل. ويكون الجمل عَجْرفيَّ المشي لسرعته. ورجل فيه عَجْرَفِيَّةٌ. قال: والعُجْرُوْفُ: دويبة ذاة قوائم طوال. ويقال - أيضا -: هو النمل الذي رفعته عن الأرض قوائمه. وعَجَارِيْفُ الدهر: حوادثه، قال قيس: لم تنسني أُمَّ عمار نوىً قذف ... ولا عَجَارِيْفُ دهر لا تُعَرِّيني أي لا تخليني. وقال ابن دريد: يقال رأيت عَجَارِفَ المطر: إذا أقبل بشدة. وقال العزيزي: العُجْرُوْفُ والعُجْرُوْفَةُ: العجوز، وانشد لعبد الصمد بن عنمة: فآب إلى عُجْرُوْفَةٍ باهِلَّيةٍ ... يخلُّ عليها بالعشي بجادها وقال ابن عباد: ناقة عُجْرُوْفٌ: خفيفة. وقال ابن دريد: العَجْرَفَةُ: الأقدام في هوجٍ. وجَمَلٌ فيه عَجْرَفَةٌ وتَعَجْرُفٌ: كأن فيه خرقا وقلة مبالاة وضباطة؛ قال امية اب أبي عائذ الهذلي يصف ناقته: ومن سيرها العنق المسبطر ... رو العَجْرَفِيَّةُ بعد الكلال ويقال: نوقٌ ذوات عَجَارِفَ: أي نشائط، قال ذو الرمة:

عجف

وصلنا بها الأخماس حتى تبدلت ... من الجهل أحلاما ذوات العَجَارِفِ وفلان يَتَعَجْرَفُ عليَّ: إذا كان يركبك بما تكره ولا يهاب شيئاً. وتَعَجْرَفَ فلان علينا: إذا تكبر. عجف الليث: العَجَفُ: ذهاب السِّمَنِ، والذكر أعْجَفُ، والأنثى عَجْفَاءُ، والجميع: عِجَافٌ من الذكران والإناث؛ والفعل عَجِفَ يَعْجَفُ عَجَفاً، وليس في كلام العرب أفعل يجمع على فِعَالٍ غير هذه الكلمة؛ رواية شاذة عن العرب، حملوها على لفظ سِمَانٍ فقالوا: سِمَانٌ وعِجَافٌ - على فِعَالٍ - وقال غيره: العرب قد تحمل الشيء على ضده، كما قالوا عدوه بناءً على صديقةٍ، وفَعُوْلٌ إذا كان بمعنى فاعلٍ لا تدخله الهاء، قال الله تعالى:) يأكُلُهُنَّ سبعٌ عِجَافٌ (. وفي حديث أم معبد - رضي الله عنها -: يَسُوْقُ أعنزاً عِجَافاً. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ع ز ب. وقال مرداس بن أُدَيَّةَ: وأن يعرين إن كُسِيَ الجواري ... فتنبو العين عن كرم عِجَافِ وقال الفرّاء: عَجُفَ المال - بالضم -: لغة في عَجِفَ - بالكسر -. ونصل أعْجَفُ: أي رقيق، ونصال عِجَافٌ، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي: تراح يداه لِمَحْشُوْرَةٍ ... خواظي القداح عِجَافِ النِّصَالِ وقال الليث: العِجَافُ: من أسماء التمر، وأنشد: نَعَافُ وإن كانت خِماصاً بطوننا ... لُبَابَ المُصفّى والعِجَافَ المجردا وقال ابن عبّاد: العِجَافُ: حب الحنظل، وأسم من أسماء الزمان. وأرَضُوْنَ عِجَافٌ: لم تمطر. والعَجْفَاءُ: الأرض التي لا خير فيها، قال: لقح العِجَافُ له بسابع سبعة ... وشَرِبْنَ بعد تحلُّؤٍ فروينا وأبو العَجْفاءِ: هرم بن نسيب السُّلميُّ من التابعين. وأبو العَجْفاءِ: عبد الله بن مسلم المكي من أتباع التابعين. وحكى الكسائي: شَفَتانِ عَجْفاوانِ: أي لطيفان. ويقال: عَجَفْتُ نفسي عن الطعام فأنا أعْجِفُها عَجْفاً وعُجُوْفاً: إذا حبست نفسك عنه وأنت تشتهيه لتؤثر جائعاً، ولا يكون العَجْفُ إلا على الجوع؛ وذلك أن يدع الطعام وهو يشتهيه حتى يشبع مؤاكله الذي يؤاكله. ويقال: عَجَفْتُ نفسي على المريض أعجِفُها عَجْفاً: إذا صبرت عليه فأقمت عليه ومرضته، قال: أني وإن عيَّرْتِني نحولي ... أو ازدريْتِ عظمي وطولي لأعْجِفُ النفس على خليلي ... اعرضُ بالود وبالتنويل وتقول: عَجَفْتُ نفسي على فلانٍ أعْجِفُها عَجْفاً: إذا احتملت عنه ولم تؤاخذه. وقال غيره: عَجَفْتُ الدابة أعْجُفُها واعْجِفُها عَجْفاً: إذا هزلتها. وسيف مَعْجُوْفٌ: إذا كان داثراً لم يصقل، قال كعب بن زهير رضي الله عنه: وكأن موضع رحلها من صُلْبِها ... سيفٌ تقادم عهده مَعْجُوفُ وبعير مَعْجُوْفٌ: أي أعْجَفُ. وقال ابن الأعرابي: العُجُوْفُ: ترك الطعام. وقال ابن دريد: بنو العُجَيْفِ: قبيلة من العرب. وعاجِفٌ: موضع في شق بني تميم مما يلي القبلة، قال تميم بن أُبِيِّ بن مقبل: ألا ليت ليلى بين أجماد عاجِفٍ ... وتِعْشَارَ أجلى في سريحٍ وأسْفَرا وأعْجَفَه: أي هزله، مثل عَجَفَه. وأعْجَفَ القوم: عَجِفَتْ مواشيهم. واعْجَفْتُ بنفسي على فلانٍ: إذا أقمت عليه وهو مريض، مثل عَجَفْتُ نفسي عليه. والتَّعْجِيْفُ: الكل دون الشبع. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان في مسير له فقال لسلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -: ألا تنزل فتقول من هناتك، فنزل يرتجز ويقول: لم يغذها مد ولا نَصِيْفْ ... ولا تُمَيْرَاتٌ ولا تَعْجِيْفْ لكن غذاها اللبن الخريف ... المحض والقارص والصَّرِيْفْ فلما سمعته الأنصار يذكر التميرات والرغيف علموا أنه يعرض بهم فاستنزلوا كعب بن مالك - رضي الله عنه -، فنزل يرتجز: لم يَغْذُها مدٌّ ولا نصيفْ ... ولا تميرات ولا تَعْجِيْفْ لكن غَذَاها حَنظلً نَقيفْ ... ومذقَةٌ كطرة الخَنِيْفْ تبيت بين الزرب والكَنِيْفْ ورواية القتبي: " ولا تميرات ولا رغيف "، والأولى رواية أبي عبيد، ويروى الرجز لعبد الله بن خطلٍ، وأوله: آنِسَةٌ بيضاءُ كالخشيفْ ... لم يغذها والتركيب يدل على الهزال وعلى حبس النفس وصبرها على الشيء أو عنه.

عجلف

عجلف قيل: إن اسم النملة المذكورة في القرآن: عَيْجَلُوْفُ، وقيل غير ذلك، والله أعلم. عدف ابن فارسٍ: العَدْفُ: النوال القليل، يقال: أصبنا من ماله عَدْفاً. وقال غيره: عَدَفَ يَعْدِفُ عَدْفاً: أي أكل، يقال: ما ذقت عَدُوْفاً ولا عَدُوْفَةً ولا عَدْفاً ولا عدَافاً: أي شيئاً. وقال أبو عمرو: كنت عند يزيد بن مزيد الشيباني فأنشدته بيت قيس بن زهير: ومُجَنَّباتٍ ما يذقن عذوفه ... يَقْذِفْنَ بالمهرات والأمهارِ ويورى: " عَذُوْفاً "، قال لي يزيد: صَحَّفْتَ يا أبا عمرو؛ إنما هي " عَدُوْفَةً " بالدال المهملة، قال: فقلت له لم أصحفْ أنا ولا أنت، تقول ربيعة هذا الحرف بالذال المعجمة، وسائر العرب بالدال المهملة. قال الصَّغَاني مؤلف هذا الكتاب: هكذا روي عن أبي عمرو نسبة البيت إلى قيس بن زهير، وإنما هو للربيع بن زياد العبسي. ويقال: باتت الدابة على غير عَدُوْفٍ: أي على غير عَلَفٍ، هذه لغة مضر. والعَدَفُ - بالتحريك -: القذى. والعِدْفَةُ - بالكسر -: ما بين العسرة إلى الخمسين من الرجال. وأعطاه عِدْفَةً من المال: أي قطعة منه. ومر عَدْفٌ من الليل: أي قطع منه. والعَدِفَةُ: كالصَّنِفَةِ من الثوب. وعِدْفَةُ كل شجرة وعَدَفَتُها - بالتحريك -: أصلها الذاهب في الأرض، والجمع: عِدَفٌ وعَدَفٌ، قال ذلك ابن الأعرابي، وانشد للطرماح يمدح يزيد بن المهلب: حَمّال أشناقِ ديات الثأى ... عن عدَفِ الأصل وجشّامها أراد بالعِدَفِ: الجماعات، يقول: إنه يحمل الحمالات والمغارم عن أقاصي الأصل فكيف عن معظمه، وخفض الجشام لقرب الجوار، والكناية للأشْناقِ. وقال ابن عباد: العِدْفَةُ: الصُّدْرَةُ. قال: والعَيْدَفُ: نحو العِدْفَةِ وهي القطعة من الشيء، قال: ولا أحُقُّه. وقال العزيزي: ما تَعَدَّفْتُ اليوم: أي ما ذقت قليلا فضلا عن كثير. والتركيب يدل على قلة أو يسير من كثير. عذف ابن دريد: العَدُوْفُ والعَذُوْفُ واحد: وهو ما يتقوته الإنسان والدابة. والعَدْفُ والعَذْفُ: الأكل، والإعجام لغة ربيعة. ويقال: ما ذقت عَذْفاً ولا عَذُوْفاً: أي شيئاً. وباتت الدابة على غير عَذُوْفٍ. وقال ابن الأعرابي: العُذُوْفُ: السكوت. وسم عُذَافٌ - مقلوب ذُعَافٍ -: أي قاتل. وقال ابن عبّاد: ما زلتُ عاذِفاً منذ اليوم: أي لم أذق شيئاً. عرجف ابن عباد: العُرْجُوْفُ: نحو العُرْجُوْمِ للشديدة الضخمة. عرصف العِرْصافُ: واحد عَرَاصِيْفِ الرحل، وهي أربعة أوتاد يجمعن بين رؤوس أحناء القبب في رأس كل حنوٍ وتدان مشدودان بعقب أو بجلود الإبل وفيه الظَّلِفاتُ. وقال الأصمعي: العَرَاصِيْفُ: الخشبتان اللتان تشدان بين واسط الرحل وآخرته يمينا وشمالا. وعِرْصَافُ الاكاف وعُصْفُوْرُه وعُرْصُوْفُه - أيضاً -: قطعة خشبة مشدودة بين الحنوين المقدمين. وقال ابن دريد: العِرْصافُ والعِرْفاصُ: خصلة من العَقَبِ والقِدِّ. وقال ابن عباد: عَرَاصِيْفُ سنام البعير: أطراف سَنَاسِنِ ظهره، واحدها عُرْصُوْفٌ. وعَرَاصِيْفُ الخرطوم: عظام تتثنى في الخيشوم. والعُرْصُوْفانِ: عودان قد أدخلا في دُجْرَيِ الفدان يتفرقان، والدُّجْرُ: الخشبة التي تشد عليها حديدة الفدان. وقال الأزهري: يقال للسوط إذا سوي من العقب: عِرْصَافٌ وعِرْفاصٌ. وقال الليث: العِرْصافُ: العقب المستطيل، واكثر ما يقال ذلك لعقب الجنبين والمتنين. وعَرْصَفْتُ الشيء: جذبته فشققته مستطيلا. عرف المَعْرفَةُ والعِرْفانُ: مصدرا عَرَفْتُه أعْرِفُه. وقولهم: ما أعْرفُ لأحد يصرعني: أي ما أعترف. وعَرَفْتُ الفرس أعْرِفُه عَرْفاً: أي جززت عُرْفَه. وعَرَفَه: أي جازاه. وقرأ الكسائي قوله تعالى:) عَرَفَ بعضه (بالتخفيف: أي جازى حفصة - رضي الله عنها - ببعض ما فعلت، وهذا كما تقول لمن يسيء أو يحسن: أنا أعْرِفُ لأهل الإحسان وأعْرِفُ لأهل الإساءة؛ أي لا يخفى علي ذلك ولا مقابلة بما يكون وفقاً له. والعَرْفُ: الريح؛ طيبة كانت أو منتنة، يقال: ما أطيب عَرْفَه.

وفي المثل: لا يعجز مسك السوء عن عَرْفِ السوء. يضرب للئيم الذي لا ينفك عن قبح فعله؛ شبه بالجلد الذي لم يصلح للدباغ فنبذ جانباً فأنتن. وقال ابن عبّاد: العَرْفُ نبات ليس بحمض ولا عِضَاه من الثمام. والعَرْفَةُ: قرحة تخرج في بياض الكف؛ عن ابن السكيت، يقال: عُرِفَ الرجل - على ما لم يسم فاعله -: أي خرجت به تلك القرحة. والمَعْرُوْفُ: ضد المنكر، قال الله تعالى:) وأمر بالمَعْروفِ (، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صنائع المَعْروفِ تقي مصارع السوء. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: أهل المَعْروفِ في الدنيا هم أهل المَعْروفِ في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة. أي من بذل مَعروفه في الدنيا أعطاه الله جزاء معروفه في دار الآخرة، وقيل: أراد من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود متشفعاً فيهم شفعة الله في الآخرة في أهل التوحيد فكان عند الله وجيهاً كما كان عند الناس وجيهاً. وقال ثعلب: سألت ابن الأعرابي عن معنى هذا الحديث فقال: روى الشعبي أن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: يأتي أصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة فيغفر لهم بمعروفهم فتبقى حسناتهم جامة فيعطونها لمن زادت سيئاتهم فتزيد حسناته فيغفر له ويدخل الجنة. ومَعْروفٌ: فرس الزبير بن العوام - رضي الله عنه -، قال يحيى بن عروة بن الزبير: أب لي آبي الخَسْفِ قد تعلمونه ... وصاحب مَعْرًوْفٍ سِمَامُ الكتائب أبي الخسف: هو خويلد بن أسد بن عبد العُزّى، وصاحب معروف: هو الزبير رضي الله عنه. ومَعْرُوْفٌ - أيضا -: فرس سلمة بن هند الغاضري. وأبو محفوظ معروف بن فيرزان الكرخي - قدس الله روحه -: قبره الترياق المجرب. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: عرضت لي حاجة أعيتني وحيرتني سنة وخمس عشرة وستمائة فأتيت قبره وذكرت له حاجتي كما تذكر للأحياء معتقدا أن أولياء الله لا يموتون ولكن ينقلون من دار إلى دار، وانصرفت، فقضيت الحاجة قبل أن أصل إلى مسكني. ويوم عَرَفَةَ: التاسع من ذي الحجة، وتقول: هذا يوم عَرَفَةَ - غير منون -، ولا تدخلها الألف واللام. وعَرَفاتٌ: الموضع الذي يقف الحاج به يوم عَرَفَةَ، قال الله تعالى:) فإذا أفَضْتُم من عَرَفَاتٍ (، وهي اسم في لفظ الجمع فلا تجمع. وقال الفرّاء: لا واحد لها بصحة، وقول الناس: نزلنا عَرَفَةَ شبيه بمُوَلَّدٍ وليس بعربي محض، وهي معرفة وغن كانت جمعا؛ لأن الأماكن لا تزول فصارت كالشيء الواحد وخالفت الزيدين، تقول: هؤلاء عَرَفاتٌ حسنة، تنصب النعت لأنه نكرة، وهي مَصْروفَةٌ. وقال الأخفش: غنما صُرِفَتْ لأن التاء بمنزلة الياء والواو في مسلمين ومسلمون لأنه تذكيره؛ وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمي به ترك على حاله كما يترك مسلمون إذا سمي به على حاله، وكذلك القول في أذرعات وعانات وعُرَيْتِنَاتٍ. والنسبة إلى عَرَفاتٍ: عَرَفيٌّ، وينسب إليها زَنْفَلُ بن شداد العَرَفيُّ من أباع التابعين، وكان يسكنها. وكقال ابن فارس: أما عَرَفاتٌ فقال قوم سميت بذلك لأن آدم وحواء - عليهما السلام - تعارفا بها، وقال آخرون: بل سميت بذلك لأن جبريل - عليه السلام - لما أعلم إبراهيم - صلوات الله عليه - مناسك الحج قال له: أعَرَفْتَ، وقيل: لأنها مكان مقدس معظم كأنه قد عُرِّفَ: أي طُيِّبَ. والعارِفُ والعَرُوْفُ: الصبور، يقال: أصيب فلان فوجد عارِفاً، وقول عنترة بن شداد العبسي: فصبرت عارِفَةً لذلك حرة ... ترسو إذا نفس الجبان تطلع يقول: حسبت نفساً عارِفَةً أي صابرة. وقال النابغة الذبياني: على عارِفاتٍ للطِّعَانِ عوابس ... بهن كلوم بين دامٍ وجالب أي: صابرات. والعارِفَةُ - أيضاً -: المَعْرُوْفُ، والجمع: عَوَارِفُ. والعَرّافُ: الكاهن، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: من أتى عَرّافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. والعَرّافُ - أيضاً -: الطبيب، قال عروة بن حزام العذري: وقلت لعَرّافِ اليمامة دواني ... فإنك إن أبرأتني لطبيب فما بي من سقم ولا طيفِ جِنَّةٍ ... ولكن عمي الحميري كذوب ويقال للقُنَاقِنِ: عَرّافٌ. وقد سموا عَرّافاً. وقال الليث: أمر مَعْروفٌ، وأنكره الأزهري. وقال ابن عباد: عَرَفَ أي استحذى.

وقال ابن الأعرابي: عَرِفَ - بالكسر -: إذا أكثر الطيب، وعَرِفَ: إذا ترك الطيب. والعُرْفُ - بالضم -: ضد النكر، يقال: أولاه عُرْفاً: أي معروفاً، قال الله تعالى:) وأمر بالعُرْفِ (، قال النابغة الذبياني يعتذر إلى النعمان: أبى الله إلا عدله ووفاءه ... فلا النكر مَعْروْفٌ ولا العُرْفُ ضائع والعُرْفُ - أيضاً -: الاسم من الاعتراف، ومنه قولهم: له ألفٌ عُرْفاً: أي اعْتِرافاً، وهو توكيد. والعُرْفُ: عُرْفُ الفرس، والجمع: أعْرَافٌ، قال أمرؤ القيس: نمشُّ بأعرافْ الجياد أكُفَّنا ... إذا نحن قمنا عن شواءٍ مُضَهَّبِ والعُرْفُ: موضع، قال الحُطَيْئة: أدار سُلَيْمى بالدَّوانِكِ فالعُرْفِ ... أقامت على الأرواح والديم الوُطْفِ وقوله تعالى:) والمُرْسَلاتِ عُرْفاً (يقال: هو مستعار من عُرْفِ الفرس؛ أي يتتابعون كعُرْفِ الفرس، ويقال: أرسلت بالعُرْفِ أي بالمَعْروف. والعُرْفُ والعُرُفُ والعُرْفَةُ - والجمع: العُرَفُ والأعْرافُ -: الرمل المرتفع، قال الكميت: أأبكاك بالعُرَفِ المنزل ... وما أنت والطَّلل المحول والعُرَفُ: مواضع يقال لواحدة منها: عُرْفَةُ صارة؛ ولأخرى: عُرْفَةُ القَنَانِ؛ ولأخرى: عُرْفَةَ ساقٍ. وساقٌ يقال له ساقُ الفروين، وفيه يقول الكميت أيضاً: رأيت بعُرْفَةَ الفروين ناراً ... تُشَبُّ ودوني الفلُّوجتان ويقال: العًرَفُ في بلاد سعد بن ثعلبة وهم رهط الكميت. والعُرْفَةُ: أرض بارزة مستطيلة تنبت. والعُرْفَةُ: الحد، والجمع: عُرَفٌ. ويقال: الأعراف في قوله تعالى:) ونادى أصحاب الأعْرَافِ (سور بين الجنة والنار. وقال ابن دريد: الأعْرَافُ ضربٌ من النخل، وأنشد: يغرس فيها الزّاذ والأعْرَافا ... والنّابجي مُسْدِفاً إسْدَافا وقال الأصمعي: العُرْفُ في كلام أهل البحرين: ضَرْبٌ من النخل. والعُرْفُ: من العلام. وذو العُرْفِ: ربيعة بن وائل ذي طوّافٍ الحضرمي، من ولده ربيعة بن عيدان بن ربيعة ذي الاعُرْفِ - رضي الله عنه - له صحبة، وقال ابن يونس: شَهِدَ فتح مصر. وعُرْفانُ: أبو المعلى بن عُرْفانَ الأسدي، والمُعَلّى من أتباع التابعين. والعُرُفّانُ - مثال جُرُبّانِ القميص -: دويبة صغيرة تكون في رمال عالج ورمال الدَّهْنَاءِ. وعِرِفّانُ - بكسرتين والفاء مشددة -: صاحب الراعي الذي يقول فيه: كفاني عِرِفّانُ الكرى وكفيته ... كُلُوءَ النجوم والنعاس معانقه فبات يريه عرسه وبناته ... وبتُّ أريه النجم أين مخافقه وقال ثعلب: العِرِفّانُ: الرجل إذا اعترف بالشيء ودل عليه، وهذا صفة، وذكر سيبويه أنه لا يَعْرِفُه وصفا، والذي يرويه " عُرُفّانٌ " بضمتين جعله منقولا عن اسم عين. وقال ابن دريد: عُرُفّانُ جبل؛ ويقال دويبة. والعَارفُ والعَريْفُ بمعنى، كالعالم والعليم، قال طريف بن تميم العنبري: أوَكلما ودرت عكاظ قبيلة ... بعثوا إلي عَرِيْفَهُمْ يتوسَّمُ والعَرِيْفُ: الذي يَعْرِفُ أصحابه، والجمع: العُرَفاءُ. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فأرجعوا حتى يرفع إلينا عُرَفاؤكم أمركم. وهو النقيب، وهو دون الرئيس. وعَرُفَ فلان - بالضم - عَرَافَةً - مثال خَطُبَ خَطَابَةً -: أي صار عَرِيْفاً. وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت: عَرَفَ فلان علينا سنين يَعْرُفُ عِرَافَةً - مثال كَتَبَ يَكْتُبُ كِتابَةً -. والعِرْفَةُ - بالكسر -: المَعْرِفَةُ. ويقال: ما عَرَفَ عِرْفي إلا بآخرةٍ: أي ما عَرَفَني إلا أخيراً. وقال ابن الأعرابي: العِرْفُ - بالكسر -: الصبر، وأنشد: قل لأبن قيسٍ أخي الرُّقَيّاتِ ... ما أحسن العِرْفَ في المصيبات وعَرَفَ: أي اعترف. والمَعْرَفَةُ - بفتح الراء -: موضع العُرْفِ من الفرس. وشيء أعْرَفُ: له عُرْفٌ، قال: عَنْجَرِدٌ تحلف حين أحْلِفُ ... كمثل شيطانِ الحَمَاطِ أعْرِفُ ويقال للضبع عًرْفاءُ؛ لكثرة شعر رقبتها، قال الشنفرى: ولي دونكم أهلون سيد عملس ... وأرقط زُهْلُوْلٌ وعَرْفاءُ جيئلُ وقال متمم بن نويرة رضي الله عنه. يا لهفَ من عَرْفَاءَ ذاة فليلةٍ ... جاءت إليَّ على ثلاثٍ تخمع

عزف

ويروى: بل لَهْفَ. ورجل عَرُوْفَةٌ بالأمور: أي عارفٌ بها، والهاء للمبالغة. وامرأة حسنة المَعَارِفِ: أي الوجه وما يظهر منها، واحدها: مَعْرَفٌ، قال الراعي: مُتَلَثِّمِيْنَ على مَعَارِفِنا ... نثني لهن حواشي العصب ويقال: فلان من المَعَارفِ: أي المَعْرُوفينَ، كأنه يراد: من ذوي المَعَارِفِ أي ذوي الوجوه. ويقال: حيا الله المَعَارِفَ: كما يقال: حيا الله الوجوه. وعِرْفانً - بالكسر -: مغنية مشهورة. وعُرَيْفٌ - مصغراً -: من الأعلام. وأعْرَفَ الفرس: طال عُرْفُه. والتَّعْريْفُ: الإعلام. والتَّعْرِيْفُ: ضد التنكير. وقوله تعالى:) عَرَّفَ بعضه (: أي عَرَّفَ حفصة - رضي الله عنها - بعض ذلك. وقوله تعالى:) عَرَّفَها لهم (: أي طَيَّبها لهم، قال: عَرُفْتَ كاتبٍ عَرَّفَتْهُ اللطائم ويقال: وصفها لهم في الدنيا فإذا دخلوا عَرَفُوا تلك الصفة، ويقال: جعلهم يَعْرِفُوْنَ فيها منازلهم إذا دخلوها كما كانوا يَعْرِفُوْنَ منازلهم في الدنيا. والتَّعْرِيْفُ: الوقوف بِعَرَفاتٍ، يقال عَرَّفَ الناس: إذا شهدوا عَرَفاتٍ. والمُعَرَّفُ: الموقف. واعْرَوْرَفَ: أي صار ذا عُرْفٍ. واعْرَوْرَفَ الرجل: أي تهيأ للشر. واعْرَوْرَفَ البحر: أي ارتفعت أمواجه. واعْرَوْرَفَ النخل: كثف والتف كأنه عُرْفُ الضبع، قال أحَيْحَةٌ بن الجلاح يصف عَطَنَ أبله. مُعْرَوْرِفٌ أسبل جباره ... بحافتيه الشُّوْعُ والغِرْيَفُ واعْرَوْرِفَ الدم: أي صار له زبد مثل العُرْفِ، قال أبو كبير الهذلي: مُسْتَنَّةٍ سنن الفّلُوِّ مُرِشَّةٍ ... تنفي التراب بقاحزٍ مُعْرَوْرِفِ واعْرَوْرَفَ الرجل الفرس: إذا علا على عُرْفِه. وقال ابن عبّاد: أعْرَوْرَفَ أي ارتفع على الأعْرَافِ. والاعْتِرافُ بالذنب: الإقرار به. واعْتَرَفْتُ القوم: إذا سألتهم عن خبر لِتَعْرِفَه، قال بشر بن أبي خازم في آخر حياته فقيل له وَصِّ فقال: أسائلهُ عميرة عن أبيهم ... خلال الركب تَعْتَرِفُ الركابا تُرَجِّي أن أؤوب لها بنهبٍ ... ولم تعلم بأن السَّهْمَ صابا وربما وضعوا اعْتَرَفَ موضع عَرَفَ كما وضعوا عَرَفَ موضع اعْتَرَفَ، قال أبو ذؤيب الهذلي يصف سحابا: مرته النُّعَامى فلم يَعْتَرِفْ ... خلاف النُّعَامى من الشأم ريحا أي لم يَعْرِفْ غير الجنوب لأنها أبَلُّ الرياح وأرطبها. وقال ابن الأعرابي: اعْتَرَفَ فلان: إذا ذل وانقاد؛ وانشد الفرّاء في نوادره: مالكِ ترغبين ولا ترغو الخلف ... وتجزعين والمطي يَعْتَرِفْ وفي كتاب يافع ويَفَعَةٍ: " وتَضْجَرِيْنَ والمطي مُعْتَرِفْ " أي مُعْتَرِفٌ بالعمل، وقيل: يصبر، وقال مُعْتَرِفٌ ويَعْتَرِفُ لأن المطي مذكر. وتَعَرَّفْتُ ما عند فلان: أي تَطلبت حتى عَرَفْتُ. وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس - رضي الله عنهما -: يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تَعَرَّفْ إلى الله في الرخاء يَعْرِفْكَ في الشدة، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئاً لم يرد الله أن يعطيكه لم يقدروا عليه أو يصرفوا عنك شيئاً أراد الله أن يصيبك به لم يقدروا على ذلك، فإذا سألت فأسال الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن النصر معه الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا. أي أطعه واحفظه يجازك. وتقول: ائتِ فلاناً فاسْتَعْرِفْ إليه حتى يَعْرِفَكَ. وقد تَعَارَفَ القوم: أي عَرَفَ بعضهم بعضاً، ومنه قوله تعالى:) وجعلناكم شُعُوباً وقبائل لِتَعَارَفُوا (. والتركيب يدل على تتابع الشيء متصلا بعضه ببعض وعلى السكون والطمأنينة. عزف عَزَفَتْ نفسي عن الشيء تَعْزُفُ وتَعْزِفُ عُزُوْفاً: أي زهدت فيه وانصرفت عنه. وقال ابن دريد: إذا ملته أو صدت عنه، قال الفرزدق: عَزَفْتَ بأعشاشٍ وما كدت تَعْزِفُ ... وأنكرت من حدراء ما كنت تَعْرِفُ وقال أبو ليلى: قوله " بأعْشَاشٍ " أي بكبرٍ؛ يقول: عَزَفْتَ بكبرك عمن كنت تحب، وقال غيره: أعْشَاشٌ: موضع. وقال آخر: إذا عَزَفَتْ نفسي عن الشيء لم تكد ... إليه بوجه آخر الدهر تقبلُ

عسف

ورجل عَزُوْفٌ عن الأمر: إذا أباه، وانشد الليث: ألم تعلمي أني عَزُوْفٌ عن الهوى ... إذا صاحبي في غير شيءٍ تَغَضَّبا والعَزْفُ والعَزِيْفُ: صوت الجن، وهو جرس يسمع في المفاوز بالليل. وسحاب عَزّافٌ: يسمع فيه عَزِيْفُ الرعد، قال جندل بن المثنى الطُّهَويُّ يدعو على رجل: لا تسقه صَيِّبِ عَزّافٍ جور ... ذي كرفىء وذي عِفَاءٍ منهمر ويروى: " جُوَرْ ". والعَزّافُ: رمل لبني سعد، وقيل: حبل من حبال الدهناء، وسمي عَزّافاً لأنهم يسمعون به عَزِيْفَ الجن، وهو يسرة طريق الكوفة من زرود. وقال السكري في تفسير قول جرير: بين المُخَيْصر فالعَزّافِ منزلة ... كالوحي من عهد موسى في القراطيس العَزّافُ: من المدينة على أثنى عشر ميلاً من المدينة. ويقال: أبرق العَزّافِ ماء لبني أسد يُجاءُ من حَوْمانة الدراج إليه؛ ومنه إلى بطن نخل، ثم الطَّرْف؛ ثم المدينة، قال: لمن الديار بأبرقِ العَزّافِ ... أضحت تجر بها الذيول سَوَافِ وقال: طوى أبرقَ العَزّافِ يرعد متنه ... حنين المتالي خلف ظهر المشايع وعَزْفُ الرياح: أصواتها. وقال ابن دريد: المَعَازِفُ: الملاهي، قال: وقال قوم من أهل اللغة: هي أسم يجمع العود والطنبور وما أشبههما. وقال آخرون: بل هي المَعازفُ التي استخرجها أهل اليمن. وقال الليث: يقولون للواحد عَزْفٌ وللجميع مَعَازِفُ؛ رواية عن العرب، قال: ويقال لضرب من الملاهي له أوتار كثيرة: مِعْزَفٌ ومِعْزَفَةٌ. ويروى في حديث أم زرع بدل قولها: إذا سمعن صوت المِزْهَرِ: صوت المَعَازِفِ. وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ز ر ن ب. وقال غيره: العازِفُ: اللاعب بها والمغني، وقد عَزَفَ عَزْفاً. وقال ابن الأعرابي: عَزَفَ الرجل يَعْزِفُ: إذا أقام في الأكل والشرب. وعازِفٌ: موضع، سمي عازفاً لأنه تعزف فيه الجن، قال ذو الرمة: وعيناءَ مبهاجٍ كأن إزارها ... على واضح الأعطاف من رمل عازِفِ والعَزْفَ - بالضم -: الحمام الطورانية، قال الشماخ: حتى استغاث بأحوى فوقه حبك ... تدعو هديلا به العُزْفُ العَزَاهِيْلُ ويروى: " بجَوْنٍ "، ويروى: " به الورق المثاكيل "، والعَزَاهِيْلُ: ذكور الحمام. وقال ابن عبّاد: عَزَفَ البعير: إذا نزت حنجرته عند الموت. وقال ابن الأعرابي: أعْزَفَ: سمع عَزِيْفَ الرمال. والتركيب يدل على الانصراف عن الشيء وعلى صوت من الأصوات. عسف العَسْفُ: الأخذ على غير الطريق. وقال ابن دريد: العَسْفُ أصله خبطك الطريق على غير هداية، قال ذو الرمة: قد أعْسِفُ النازح المجهول مَعْسِفُهُ ... في ظل أخضر يدعو هامه البوم ويورى: " في ظل أغْضَفَ ". ثم كثر حتى قيل عَسَفَ فلان فلاناً: إذا ظَلَمَهُ، وعَسَفَ السلطان. وروى معقل بن يسارٍ - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: رجلان من أمتي لا تبلغهما شفاعتي: إمام ظالم عَسُوْفٌ وآخر غالٍ في الدين مارق منه. وعَسَفَ البعير يَعْسِفُ عَسْفاً فهو عاسِفٌ، وناقة عاسف - بلا هاء -: إذا أشرفت على الموت، وبها عُسَافٌ. وقال الأصمعي: قلت لرجل من أهل البادية: ما العُسَلفُ؟ قال: حين ترجف حنجرته بالنفس عند الموت. وقال غيره: إذا كان مُغِدّا، قال عامر بن الطُّفيل في قرزل يوم الرقم: ونعم أخو الصعلوك أمس تركته ... بتضرع يكبو لليدين ويَعْسِفُ والعَسْفُ - أيضا -: القدح الضخم. والعَسْفُ: الاعْتِسَاسُ بالليل يبغي طَلِبَةً، قال: إذا أراد عَسْفَهُ تَعَسَّفا

عسقف

والعَسِيْفُ: الأجير. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن قتل العُسَفاء والوصفاء، ويروى: لا تقتلوا عَسْيفاً ولا أسِيْفاً. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قلم إليه رجل فقال: يا رسول الله نشدتك بالله ألا قضيت بينا بكتاب الله، فقام خصمه - وكان أفقه منه - فقال: صدق أقضْ بينا بكتاب الله وأذن لي، قال: قل: قال: إن أبني كان عَسِيْفاً على هذا فزنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة وخادم، ثم سألت رجالا من أهل العلم فأخبروني إن على ابني جلد مائةٍ وتغريب عام وعلى امرأةِ هذا الرجم، فقال: والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله: المائة الشاة والخادم رد عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، وعلى امرأة هذا الرجم، واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها. فاعترفت فرجمها. وعن حنظلة الكاتب - وهو حنظلة بن الربيع الأسيدي رضي الله عنه - قال: كنا في غزاة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى امرأة مقتولة فقال: هاه ما كانت هذه تقاتل، الحق خالدا فقل: لا تقتلن ذرية ولا عَسِيْفاً. أوقعت الذرية على النساء، كقولهم للمطر سماء. وأنشد الليث وابن فارس في المقاييس لأبي دواد جارية بن الحجاج الإيادي: كالعَسِيْفِ المربوع شل جِمالا ... ما له دون منزل من مبيت وكلاهما روى " المَرْبوع "، والرواية: كالعَسِيْفِ المرعوب شل قِلاصاً ... ماله دون منهل من مبات يصف ناقته، وقبله: لا توقّى الدَّهَاسَ من حدم اليو ... م ولا المنتصى من الخبرات المَبَاتُ: على لغة من يقول: بات يبات. وقيل: العَسِيْفُ العبد المستهان به، قال: أطعت النفس في الشَّهَواتِ حتى ... أعادتني عَسِيْفاً عبد عبدِ وعَسفْتُه: إذا استخدمته. والعَسِيْفُ لا يخلو من أن يكون فعيلا بمعنى فاعل، كعليم، أو بمعنى مفعول، كأسير. فهو على الأول من قولهم، هو يَعْسِفُ ضيعتهم: أي يرعاها ويكفيهم أمرها، يقال كم أعْسَفُ عليك: أي كم أعمل لكَ. وعلى الثاني من العَسْفِ، لأن مولاه يَعْسِفُه على ما يريد. وجمعه على فُعَلاءَ في الوجهين، نحو قولهم: علماء وإسراء. وعُسْفَانُ: موضع على مرحلتين من مكة - حرسها الله تعالى - لمن قصد المدينة - على ساكنيها السلام - قال عنترة بن شداد: كأنها حين صدت ما تُكلمنا ... ظبي بِعُسْفَانَ ساجي الطَّرْفِ مَطْرُوْفُ وقال ابن الأعرابي: أعْسَفَ الرجل: إذا أخذ بعيره العَسْفُ وهو نفس الموت. وأعْسَفَ: إذا لزم الشرب في العَسْفِ وهو القدح الكبير. وأعْسَفَ: إذا أخذ غلامه بعمل شديد. وأعْسَفَ: إذا سار بالليل خبط عشواء. وعَسَّفَ بعيره تَعْسِيْفاً: أتعبه. وانْعَسَفَ: أي انعطفَ، قال أبو وجزة السعدي: واستيقنت أن الصَّلِيْفَ مُنْعَسِفْ الصَّلِيْفُ: عرض العنق. واعْتَسَفْتُه: استخدمته، مثل عَسَفْتُه. واعْتَسَفَ عن الطريق وتَعَسَّفَ: أي عدل؛ مثل عَسَفَ، قال العرجي، وأنشد سيبويه لابن أبي ربيعة، وهو للعرجي: قلت إذ أقبلت وزهرٌ تهادى ... كنعاج الملا تَعَسَّفْنَ رملا عَطَفَ على الضمير في أقبلت من غير أن يوكده، ويروى: " كنعاج المها ". وتَعَسَّفَ فلان فلاناً: إذا ركبه بالظُّلم ولم ينصفه. وقال ابن فارس، العين والسين والفاء كليمات تتقارب ليست تدل على خير، إنما هي كالحيرة وقلة البصيرة. عسقف الليث: العَسْقَفَةُ: نقيض البكاء، يقال: بكى فلان وعَسْقَفَ فلان: أي جمدت عينه فلم يبكِ. وقال ابن عباد: العَسْقَفَةُ عي أن يريد البكاء فلا يقدر عليه. وقال العزيزي: عَسْقَفَ فلان في الخير: إذا هم به ولم يفعل. عشف ابن الأعرابي: العُشُوْفُ: الشجرة اليابسة. قال: والمُعْشِفُ: الذي عرض عليه ما لم يكن يأكل فلم يأكله. وقال ابن شُميل: إذا جيء بالبعير أول ما يجاء به لا يأكل القت ولا النوى يقال: إنه لَمُعْشِفٌ. ويقال: أكلت طعاما فأعْشَفْتُ عنه: أي مرضت عنه ولم يهنأني. وأني لأعْشِفُ هذا الطعام: أي أقذره وأكرهه. ووالله ما يُعْشَفُ لي المر القبيح: أي ما يعرف لي. ويقال: ركبت أمرا ما كان يُعْشَفُ لك: أي يعرف لك. عصف

عطف

الفرّاء: العَصْفُ: بقل الزرع. وعن الحسن البصري في قوله تعالى:) كَعَصْفٍ مأكول (أي كزرع قد أكل حبه وبقي تبنه. وقال غيره: يحتمل معنيين: أحدهما انه جعل أصحاب الفيل كورق أخذ ما كان فيه وبقي هو لا حب فيه، ويجوز أنه جعلهم كعَصْفٍ قد أكلته البهائم. وعَصَفْتُ الزرع: أي جززته قبل أن يدرك. والعُصَافَةُ: ما سقط من السنبل من التبن. والعَصِيْفَةُ: الروق المجتمع الذي فيه السنبل، قال علقمة بن عبدة: تسقي مذانب قد زالت عَصِيْفَتُها ... حَدُوْرُها من أتي الماء مطموم وعَصَفَتِ الريح تَعْصِفُ عَصْفاً وعُصُوْفاً: أي اشتدت، فهي عاصِفٌ وعاصِفةٌ وعَصُوْفٌ، قال الله تعالى:) فالعاصِفاتِ عَصْفا (. وقوله تعالى:) في يومٍ عاصِفٍ (أي تَعْصِفُ فيه الريح، وهو فاعل بمعنى مفعول فيه، مثل قولهم: ليل نائم، وهم ناصب. وقيل في معنى الآية: إن العُصُوْفَ للرياح؛ فجعله تابعاً لليوم على جهتين: أحدهما أن العُصُوْفَ وإن كان للريح فإن اليوم يوصف به لأن الريح تكون فيه فجاز أن يقال يوم عاصفٌ؛ كما يقال يوم حار ويوم بارد والحر والبرد فيهما، والوجه الآخر أن يقال: أراد في يوم عاصف الريح لأنها ذكرت في أول الكلمة؛ كما قال: إذا جاء يوم مُظْلِمُ الشمس كاسِفُ يريد: كاسف الشمس فحذف الشمس لأنه قدم ذكرها. والعَصْفُ - أيضا -: الكسب، قال العجاج: من غير لا عَصْفٍ ولا اصْطِرافِ وقال ابن عبّاد: عَصَفَ لعياله، وعَصَفَهم في معنى لهم أيضا. ونعامة عَصُوْفٌ: سريعة، وكذلك ناقة عصُوْفٌ وهي التي تَعْصِفُ براكبها فتمضي به. والحرب تَعْصِفُ بالقوم: أي تذهب بهم وتهلكهم. وقال ابن الأعرابي: العُصُوْفُ: الكدر. والعُصُوْف: الخمور. وقال ابن فارسٍ: يقال للخمر إذا فاحت: إن لها لَعَصْفَةً. وقال المفضل: إذا رمى الرجل غرضا فصاف نبله قيل له: إن سهمك لَعَاصِفٌ. قال: وكل مائل عاصِفُ، قال كثير: ومرت بليل وهي شدفاءُ عاصِفٌ ... بمنحرفِ الدوداةِ مر الخَفَيْدَدِ قال: والعَصْفَانُ: التَّبّانُ. وقال الليث: العَصْفُ: السرعة في كل شيء. وأعْصَفَ الزرع: خرج عَصْفُه، قال احيحة بن الجلاح: إذا جمادى منعت قطرها ... زان جنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ وفي لغة بني أسد: أعْصَفَت الريح فهي مُعْصِفٌ ومُعْصِفَةٌ. وأعْصَفَ الفرس: إذا مر مرا سريعاً؛ مثل أحْصَفَ. وأعْصَفَتِ الحرب بالقوم: أي هبت بهم وأهلكتهم، وهذه أصح من عَصَفَتْ بهم، قال الأعشى: وفيلق شهباءَ مَلْوْمَةٍ ... تُعْصِفُ بالدراع والحاسر وحكى أبو عبيدة: أعْصَفَ الرجل: أي هلك. وقال نضر؛ إعْصَافُ الإبل: استدارتها حول البئر حرصاً على الماء وهي تطحى التراب حوله وتثيره. واعْتَصَفَ: أي اكتسب. والتركيب يدل على خِفَّةٍ وسرعة. عطف عَطَفْتُ أعْطِفُ عَطْفاً: أي ملت. ومنه حديث العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال: شهدت النبي - صلى الله عليه وسلم - حُنينا، فلما أنهزم المسلمون قال: ناد يا أصحاب السَّمُرَةِ، فناديت، فوالله لكأن عكفتهم حين سمعوا صوتي عَطْفَةُ البقر على أولادها. والعَطْفَةُ: خرزة تؤخذ بها النساء الرجال. وعَطَفْتُ الوسادة: ثنيتها. وعَطَفْتُ عليه: أي أشْفَقْتُ، يقال: ما تثنيني عليك عاطفة من رحم ولا قرابة. وعَطَفَ عليه: أي حمل وكر. ويتوجه قول أبي وجزة السعدي: العاطِفُوْنَ تحين ما من عاطِفٍ ... والمُسْبِغُونَ يداً إذا ما أنعموا على العاطِفَةِ؛ وعلى الحملة. وظبية عاطِفٌ: تَعْطِفُ جيدها إذا ربضت. والعِطَافُ - بالكسر - والمِعْطَفُ: الرداء، قال تميم بن أُبَيَّ بن مقبل: شم العَرَانِيْنِ ينسيهم مَعَاطِفَهم ... ضرب القداح وتأريبٌ على الخطر ويروى: " شُمٌّ مَخَامِيصُ ". وقال الأصمعي: لم أسمع للمعَاطِفِ بواحد. ومنه سمي السيف عِطَافاً، قال: لا مال إلا العِطَافُ تؤْزِرُهُ ... أُمُّ ثلاثين وابنة الجبل وقال آخر: ولا مال لي إلا عِطَافٌ ومِدْرَعٌ ... لكم طَرَفٌ منه حديد ولي طَرَفْ يقول: مالي إلا السيف والدرع، ولكم من السيف الطَّرَفُ الحديد الذي أضربكم به ولي الطَّرَفُ الذي هو بيدي. وقال ابن عباد: عِطَاف من أسماء الكلاب.

عفف

والعَطُوْفُ: الكثير العَطْفِ والرحمة. والناقة العَطُوْفُ: التي تُعْطَفُ على البَوِّ فترأمه. والعَطُوْفُ والعاطُوْفُ: مصيدة سميت بذلك لانعطاف خشبتها. والعَطُوْفُ والعَطّافُ: في صفة قداح الميسر، وهو الذي يَعْطِفُ على القداح فيخرج فائزاً، قال صخر الغي الهذلي: فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ في جمهِ ... خِيَاضَ المدابر قدحاً عَطُوْفاً وقال القتبي: العَطُوْفُ: القدح الذي لا غرم له فيه ولا غنم؛ وهو أحد الأغفال الثلاثة من قداح الميسر، سمي عَطُوْفاً لأنه يكر في كل ربابة يُضرب بها، قال: وقوله: " قُدْحاً عَطُوْفاً " واحد في معنى جميع. وقال السكري: العَطُوْفُ: الذي يرد مرة بعد مرة أو الذي كرر مرة بعد مرة. والعَطّافُ في قول الشاعر: وأصفر عَطّافٍ إذا راح ربه ... غدا ابنا عيانٍ في الشواء المُضَهَّبِ قدح يَعْطِفُ عن مآخذ القِدَاح وينفرد. وعَطّافٌ - أيضاً - من الأعلام. والعَطّافُ: فرس عمرو بن معدي كرب - رضي الله عنه -. والرجل يَعْطِفُ الوسادة: أي يثنيها عَطْفاً إذا أرتفق بها، قال لبيد - رضي الله عنه -: ومَجُوْدٍ من صُبَابات الكرى ... عاطِفِ النمرق صدق المبتذل وقال أبو عمرو: من غريب شجر البر: العَطْفُ. وقال ابن شُميل: العَطَفَةُ: هي التي تتعلق الحَبَلَةُ بها من الشجر، وأنشد: تلبس حُبُّها بدمي ولحمي ... تلبي عَطْفَةٍ بفروع ضال قال: إنما هي عَطَفَةٌ فخففها ليستقيم له الشعر. وفي كتاب النبات للدينوري: العِطْفَةُ - بالكسر -، وقال: سميت عِطْفَةً لِتَعَطُّفِها على الشجر وتَلَوِّيها. وفي الحلبة العاطِفُ، وهو السادس. والعَطَفُ - بالتحريك -: طول الأشفار، ومنه حديث أم معبد - رضي الله عنها -: وفي أشفاره عَطَفٌ - ويروى: غَطَفٌ، ويروى: وطَفٌ -، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ع ز ب. وعُطَيْفٌ - مصغرا - من الأعلام. والقوي المَعْطُوْفَةُ: هي هذه العربية. وقال ابن دريد: قوسٌ مَعْطُوْفَةُ السِّيَةِ؛ وهي التي تتخذ للأهداف فَتُعْطَفُ سيتها عليها عَطْفاً شديدا. يعني القوس بالعربية. وعِطْفا الرجل - بالكسر -: جانباه من لدن رأسه إلى وركيه، وكذلك عِطْفا كل شيء: جانباه. وقال ابن الأعرابي: يقال: تنح عن عِطْفِ الطريق وعَطْفِه: أي قارعته. وقال ابن عباد: عِطْفُ القوس: سيتها. وقال ابن دريد: فلان ينظر في عِطْفَيْهِ: إذا كان معجبا بنفسه. وتَعَوَّجَ الفرس في عِطْفَيْهِ: إذا تثنى يمنة ويسرة. وجاء فلان ثاني عِطْفِه: إذا كان رخي البال. وقال غيره: يقال ثنى عني فلان عِطْفَه: إذا أعرض عنك. وقوله تعالى:) ثاني عِطْفِه (أي لاوياً عنقه؛ أي يتكبر ويعرض عن الإسلام. والعِطْفُ: الإبط أيضاً. وقال أبو زيد: امرأة عَطِيْفٌ: وهي التي لا كبر لها وهي اللينة المِطْوَاعُ. وعَطَّفْتُه ثوبي تَعْطِيْفاً: أي جعلته له عِطَافاً. وقسي مُعَطَّفَةٌ. ولقاح مُعَطَّفَةٌ، وربما عَطَفُوا عدة ذود على فصيل واحد واحتلبوا ألبانهن على ذلك ليدررن. وعَطَّفْتُ العيدان: شدد للكثرة. وانْعَطَفَ الشيء: انثنى. ومُنْعَطَفُ الوادي: منحاه. وتَعَاطَفُوا: عَطَفَ بعضهم على بعضٍ. وتَعَطَّفَ عليه: أي أشفق. وتَعَطَّفْتُ بالعِطَافِ: أي ارتديت، وفي دعاء النبي - صلى اله عليه وسلم -: سبحان من تَعَطَّفَ العز وقال به. والمراد وصف الله تعالى بالعز. وقال الليث: يقال للإنسان: يَتَعَاطَفُ في مشيته: إذا حرك رأسه. وقال غيره: هو بمنزلة يتهادى؛ وهو من التبختر. وقال ابن عبّاد: اعْتَطَفْتُ بالعِطَافِ: مثل تَعَطَّفْتُ به، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة: عُلِّقَها قلبه جُوَيْرِيَةً ... تلعب بين الولدان مُعْتَطِفَهْ ويروى: مُنْعَطِفَهْ. واسْتَعْطَفَه: سأله أن يَعْطِفَ عليه. والتركيب يدل على انثناء وعياج. عفف عَفَّ عن الحرام عَفّاً وعَفَافاً وعِفَّةً، وهو يَعِفُّ، فهو عَفٌّ وعَفِيْفٌ: أي كَفَّ، قال ذو الإصبع العدواني: عَفٌّ يؤوس إذا ما خفت من بلد ... هُوْناً فلست بوقاف على الهون والجمع: أعِفّاءُ. وامرأة عَفَّةٌ وعَفِيْفَةٌ من نسوة عَفَائفَ وعَفِيْفاتٍ.

عقف

وعطية بن عازب بن عُفَيْف - مثال نُمَيْرٍ - الكندي - رضي الله عنه -: له صُحْبَةٌ. وعُفَيِّفٌ - بتشديد الياء -: هو عُفَيِّفُ بن معدي كرب - رضي اله عنه -، له صحبة أيضاً. وعُفَيْفُ بن بجيد بن رؤاسٍ وهو الحارث بن كلاب، له أخ يقال له عُفَيِّفٌ، كذا قاله ابن ماكولي، وفي جمهرة النسب: أخوه عَفِيْفٌ - بفتح العين -. وقال ابن دريد: عَفَّ اللبن يَعِفُّ عَفّاً: إذا اجتمع في الضرع، والاسم منه العُفَافَةُ. وقال ابن عباد: عَفَّ اللبن في الضرع: بقي. وقال غيره: العُفَّةُ والعُفَافَةُ - بالضم فيهما -: بقية اللبن في الضرع بعدما امْتُكَّ أكثره، قال الأعشى يصف ظبية وغزالها: ما تعادى عنه النهار وما تع ... جُوْهُ إلا عُفَافَةٌ أو فُوَاقُ هذه رواية أبي عمرو، وروى الأصمعي: " ما تَجافى "، ويروى: " ولا تَعْجُوه " أي لا تَغْذُوْه، ومعناه: لم تبرح الظبية عن ولدها نهارها، ونصب النهار على الظَّرْفِ. وقولهم: جاء فلان على فلان ذلك - بكسر العين -: لغة في إفّان ذلك أي حينه وأوانه، وقال ابن فارس: إنه من باب الإبدال. وقال أبو عمرو: العِفَافُ: الدواء. وقال ابن الفرج: العُفَّةُ - بالضم -: العجوز. والعُفَّةُ - أيضاً -: سمكة جرداء بيضاء صغيرة إذا طُبخَت فهي كالأرز في طعمها. وعَفّانُ: من الأعلام، والكلام في صرفه كالكلام في حَسّان. وقال أبو عمرو: العَفْعَفُ: ثمر الطلح، وقال ابن دريد: العَفْعَفُ: ضرب من ثمر العِضَاهِ. وأعَفَّتِ الشّاةُ: من العُفَافَةِ. وأعَفَّه الله: من العِفَّةِ. وعَفَّفْتُه تَعْفِيْفاً: سقيته العُفَافَةَ. وتَعَفَّفَ الرجل: شرب العُفَافَةَ. وقالت امرأة لأبنتها: تجملي وتَعَفَّفي؛ أي ادهني بالجميل واشربي العُفَافَةَ. وتَعَفَّفَ: أي تكلف العفَّةَ، قال جرير: وقائلة ما للفرزدق لا يرى ... مع السن يستغني ولا يَتَعَفَّفُ ومن أبيات العروض: تَعَفَّفْ ولا تَبْتَئسْ ... فما يقض يأتيكا وتَعَافَّ يا هذا ناقتك: أي احلبها بعد الحلبة الأولى. واعْتَفَّتِ الإبل اليبيس واسْتَعَفَّتْ: أخذته بلسانها فوق التراب مُسْتَصْيِفَةً له. وقال أبو عمرو: يقال بأي شيء تَتَعافَّ: أي تتداوى. واسْتَعَفَّ عن المسألة: أي عَفَّ، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: اسْتَعْفِفْ عن السؤال ما استطعت. وقال ابن عباد: عَفْعَفَ: إذا أكل العَفْعَفَ. والتركيب يدل على الكف عن القبيح؛ وعلى قلة في شيء. عقف العَقْفُ: العَطْفُ، يقال: عَقَفْتُه أعْقِفُهُ عَقْفاً: أي عَطَفْتُه. وقال ابن فارس: يقال إن العَقْفَ الثعلب، وأنشد للأرقط: كأنه عَقْفٌ تولى يهرب ... من أكْلُبٍ يتبعهن أكْلُبُ وليس الرجز لأحد الحميدين. وقال الليث: يقال للفقير المحتاج: أعْقَفُ، قال يزيد بن معاوية: يا أيها الأعْقَفُ المزجي مطيته ... لا نعمة يبتغي عندي ولا نَشَبا وأعرابي أعْقَفُ: أي جافٍ. وقال ابن دريد: كل أعوج أعْقَفُ، قال العبدي: إذا أخذت في يميني ذا القفا ... وفي شمالي ذا نِصَابٍ أعْقَفا وجدتني للدارِعِيْنَ مِنْقَفا قال: قوله " ذا القَفا " يعني سيفاً شبه الصغدي، وقوله " ذا نِصَابٍ " يعني منجلاً. والأعْقَفُ: المنحني، وكلب أعْقَفُ. قال: والعَقْفَاءُ: من النبات. قال الأزهري: الذي أعْرِفُهُ في البقول: الفَقْعَاءُ؛ ولا أعرف العَقْفَاءَ. وقال الدينوري: أخبرني بعض أعراب اليمامة قال: العُقَيْفاءُ: نبت ورقها مثل ورق السَّذَابِ ولها زهرة حمراء وثمرة عَقْفَاءُ كأنها شِصٌّ فيها حَبٌّ وهي تقتل الشاء ولا تضر بالإبل. وقال غيره: العَقْفَاءُ حديدة قد لوي طَرَفُها وفيها انحناء. والعُقّافَةُ - بالتشديد -: خشبة في رأسها حُجْنَةٌ يمد بها الشيء كالمحجن. والعُقَافُ - بالخفيف -: داءٌ يأخذ الشاء في قوائمها حتى تعوج، ويقال: شاةٌ عاقِفٌ، ويقال: مَعْقُوْفَةٌ، ويقال: مَعْقُوْفَةُ الرجل. وربما اعترى ذلك كل الدواب. وقال الليث: عُقْفَانُ: حي من خُزاعة.

عكف

وقال أبو ضمضم النسابة البكري: للنمل جدان: فارز وعُقْفَانُ، فَفَارزٌ: جد السود، وعُقْفَانُ: جد الحمر. وقال إبراهيم الحربي - رحمه الله -: النمل ثلاثة أصناف: الذر والفارز والعُقَيْفانُ، فالعُقَيْفانُ: الطويل القوائم يكون في المقابر والخرابات، وأنشد: سُلَّطَ الذر فارز وعُقَيْفا ... ن فأجْلاهُمُ شَطُوْنِ قال: والذر: الذي يكون في البيوت يؤذي الناس، والفارز: المدور الأسود يكون في التمر. وعُقْفَانُ: موضع بالحجاز. وقال أبو حاتم: ومن ضروع البقر العَقُوْفُ: وهو الذي يخالف شُخْبُهُ عند الحلب. وانْعَقَفَ: انعَطَفَ. وتَعَقَّفَ: تَعَوَّجَ. والتركيب يدل على عَطْفِ شيء وحنيه. عكف عَكَفَه: أي حبسه ووقفه يَعْكفُه عَكْفاً، ومنه قوله تعالى:) والهَديَ مَعْكُوْفاً (، يقال: ما عَكَفَكَ عن هذا. وعَكَفَ على الشيء يَعْكُفُ ويَعْكِفُ عكُوْفاً: أي أقبل عليه مواظباً، وقرأ الكوفيون غير عاصم:) يَعْكِفُوْنَ على أصنام لهم (بكسر الكاف، " و " الباقون بضمها. وقوله تعالى:) لن نبرح عليه عاكِفِيْنَ (أي لن نزال عليه مقيمين. وكذلك قوله تعالى:) سواء العاكِفُ فيه والبادِ (. وقوم عُكُوْفٌ، قال أبو ذؤيب الهذلي يصف الأثافي: فهن عُكُوْفٌ كنوح الكريم ... قد شَفَّ أكبادهن الهَوِيُّ ويروى: " قد لاح أكبادَهُنَّ " أي غير. ويقال: فلان عاكِفٌ على فرج حرام. وعَكَفُوا حول الشيء: استداروا، قال العجاج: فهن يَعْكُفْنَ به إذا حجا ... بربض الأرطى وحِقْفٍ أعوجا عَكْفَ النَّبِيْطِ يلعبون الفَنْزَجا وعَكَفَتِ الطير على القتيل: كذلك، قال عمرو بن كلثوم: تركنا الطير عاكِفَةً عليه ... مقلدةً أعِيَّنَها صُفُوْنا ويروى: " عاطفَةً "، وروى أبو عبيدة: " تركنا خيله نَوْحا عليه ". ويقال: عَكَفَ الجوهر في النظم: إذا استدار فيه. وعَكّافُ بن وداعة الهلالي - رضي الله عنه -: له صحبة، وهو الذي قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا عَكّافُ ألك شاعَةٌ؟. الشّاعَةُ: الزوجة. وقال ابن عباد: العَكِفُ - مثال كَتِفٍ -: الجَعْدُ من الشعر. وقال ابن دريد: عُكَيْفٌ - مصغراً -: اسم. وعَكَفَ في المسجد: أي اعْتَكَفَ، قال الله تعالى:) ولا تُبَاشِرُوهُنَّ وانتم عاكِفُونَ في المساجد (. وعَكَفَ عَكْفاً: أي رعى. وعَكَفَ: أصلح. وعَكَفَ: تأخر. وشَعرٌ مَعْكُوْفٌ: أي ممشوط مضفور. الليث: قل ما يقولون عَكَفَ، وإن قيل كان صواباً. قال: ويقال للنظم إذا نضد فيه الجوهر: عُكِّفَ تَعْكِيْفاً، قال الأعشى: وكأن السُّمُوْطَ عَكَّفَها السِّلْ ... ك بِعِطْفَيْ غيداء أُمِّ غزال أي حبسها ولم يدعها تتفرق. وعُكِّفَ الشَّعَرُ: أي جعد. والتَّعَكُّفُ: التحبس. والاعْتِكافُ: الاحتباس في المسجد. والتركيب يدل على إقامة وحبس. علف العَلَفُ للدواب، والجمع: عُلُوْفَةٌ وأعْلافٌ وعِلافٌ - مثال جَبَلٍ وجِبَالٍ -. وعِلاَفُ بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قُضَاعَةَ، وعِلاَفٌ هذا هو ربان أبو جرم بن ربان، وهو أول من عمل الرِّحَالَ، وإليه تنسب الرِّحالُ العلافية. وصغر حميد بن ثور - رضي الله عنه - العِلافيَّ تصغير الترخيم حيث يقول: فَحَمِّلِ الهَمَّ كنازاً جلعدا ... ترى العُلَيْفيَّ عليه مُوْكَدا ويروى: " مُوْفِدا " أي مُشْرِفاً. وقال الليث: هو أعظم الرِّحالِ آخره وواسطاً، قال ذو الرمة: أحَمُّ عِلاَفيٌّ صارمٌ ... وأعْيَسُ مَهْرِي وأشعث ماجد يعني نفسه. وقال النابغة الذبياني: شعبٌ العِلافِيّاتِ بين فُرُوْجِهِم ... والمحصنات عوازب الأطهار وموضع العَلَفِ: مِعْلَفٌ. وقال ابن عبّاد: المِعْلَفُ: كواكب مستديرة متبددة؛ ويقال لها الخِبَاءُ أيضاً. وبائع العَلَفِ: عَلاّفٌ. وقال أبو عمرو: العِلْفُ - بالكسر -: الكثير الأكل. والعَلُوْفَةُ والعَلِيْفَةُ: الناقة أو الشاة تَعْلِفُها ولا ترسلها فترعى. وقال الليث: ويقولون عُلُوْفَةُ الدواب، كأنها جمع، وهي شبيهة بالمصدر، وبالجمع أحرى. وعَلَفْتُ الدابة أعْلِفُها عَلْفاً، وأنشد الفرّاء: عَلَفْتُها تبناً وماءً بارداً ... حتى شتت همّالةً عيناها

عنجف

وقال أبو عمرو: العَلْفُ: الشرب الكثير. والعُلْفُوْفُ: الجافي من الرجال المسن؛ عن يعقوب، قال عمير بن جعدة: أأميم هل تدرين أن رُبَ صاحبٍ ... فارقت يوم حُشَاشَ غير ضَعِيْفِ يسر إذا حُبَّ القُتارُ وأملحوا ... في القوم غير كُبُنَّةٍ عُلْفُوْفِ وقال الأزهري: شيخ عُلْفُوْفٌ: جاف كثير اللحم والشعر كبير السن، وأنشد لأبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه: مأوى اليتيم وماوى كل نَهْبَلَةٍ ... تأوي إلى نَهْبَلٍ كالنسر عُلْفُوْفِ وقال ابن عباد: ناقة عُلْفُوْفُ السنام: أي مُلَفَّفَةُ كأنها مُشْتَمِلةٌ بكساء. قال: والعُلْفُوْفُ من النساء: التي قد عجزت، ومن الخيل: الحصان الضخم. وقال الليث: شيخ عِلَّوْفٌ - مثال هِلَّوْفٍ -: كبير السن. والعُلَّفُ - مثال جبالٍ شُمَّخٍ -: ثمر الطلح؛ وهو مثل الباقلاء الغض يخرج فترعاه الإبل، قال العجاج: أزمان غرّاءُ تروق الشُّنَّفا ... بِجِيدِ أدماء تنوش العُلَّفا الواحدة: عُلَّفَةٌ. وعقيل بن عُلَّفَةَ المري: شاعر، وأبوه عُلَّفَةُ أدرك عمر - رضي الله عنه -. وقال ابن حبيب: في قيس عُلَّفَةُ بن الحارث بن معاوية بن صبار بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان. والمستورد بن عُلَّفَةَ الخارجي: قتل معقل بن قيس الرياحي وقتله مَعْقِلٌ، قتل كل واحد منهما صاحبه. وكان مَعْقِلٌ مع علي - رضي الله عنه -، وهو الذي قتل بني سامة وسباهم. وهلال بن عُلَّفَةَ التيمي: قاتل رستم بالقادسية. وقال الدينوري: العُلَّفَةُ كأنها هذه الخروبة العظيمة الشآمية إلا أنها أعْبَلُ؛ وفيها حبٌّ كالترمس أسمر، وترعاها السائمة ولا يأكلها الناس إلا المضطر، وما كان مثلها في كبرها من ثمر العِضَاهِ: فهو؟ أيضاً - عُلَّفٌ، وما كان أصغر منها مثل ثمر السلم والسمر والعُرْفُطِ: فهو الحُبْلَةُ. والعُلَّفُ طويل منبسط. وأعْلَفَ الطلح: خرج عُلَّفُه. وقال ابن عبّاد: عَلَّفَ الطلح تَعْلِيْفاً: إذا نبت عًلَّفُه، قال: وهذا نادر لأنه غنما يجيء لهذا المعنى أفعل. وقال الدينوري في ذكر الحُبْلَةِ: قال أبو عمرو: يقال قد أحبل وعَلَّفَ: إذا تناثر ورده وعَقَدَ. وقال الليث: الشاة المُعَلَّفَةُ: التي تسمن، وإنما ثقل لكثرة تعاهد صاحبها لها ومداومته عليها. وقال ابن عباد: المُعْتَلِفَةُ: القابلة، كلمة مستعارة. والدّابة تَعْتَلِفُ: إذا أكلت، وتَسْتَعْلِفُ: تطلب العَلَفَ بالحمحمة. عنجف أبو عمرو: العُنْجُوْفُ والعُنْجُفُ: اليابس هزالا. عنف الليث: العُنْفُ: ضد الرفق، تقول منه: عَنُفَ عليه - بالضم - وعَنُفَ به أيضاً. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العُنْفِ وما لا عطي على ما سوى ذلك. والعَنِيْفُ: الذي ليس له رفق بركوب الخيل، قال أمرؤ القيس يصف فرساً: يُزِلُّ الغلام الخِفَّ عن صهوته ... ويلوي بأثواب العَنِيْفِ المثقل وقول عَنِيْفٌ: شديد: قال أبو صخر الهذلي يعرض بتأبط شرا: فإن ابن تُرْنى إذا جئتكم ... أراه يدافع قولا عَنِيْفاً قال السكري: " تُرْنى " أمه. وقال الكسائي: يقال كان ذلك منا عُنْفَةً وعُنُفَةً: أي اعْتِنافاً يعني ائتِنافاً. وعُنْفُوَانُ الشيء: أوله، وقال الليث: أول بهجته، يقال: هو في عُنْفُوَانِ شبابه وعُنْفُوِّ شبابه - عن أبي عباد - وأنشد أبو ليلى: تلوم امرءً في عُنْفُوَانِ شبابه ... وتترك أشاع الضلال تحين ويروى: " وللترك أشياع الضلالة حين "، تحين: أي تهلك. وعُنْفُوَانُ النبات: أوله، قال: ماذا تقول نيبها تلمس ... وقد دعاها العُنْفُوانُ المُخلِسُ ويقال: هؤلاء يخرجون عُنْفُواناً عَنْفاً عَنْفاً: أي أولاً أولاً، وقال الأزهري: يجوز أن يكون الأصل فيه: أُنْفُوَاناً؛ من ائتَنَفْتُ الشيء واسْتَأْنَفْتُه، إذا اقتبلته؛ فقبلت الهمزة عيناً. وقال أبو عمرو: العَنَفَةُ - بالتحريك - الذي يضربه الماء فيدير الرحى. قال: والعَنَفَةُ - أيضاً -: ما بين خطي الزرع. وقال الليث: أعْنَفْتُه وعَنَّفْتُه تَعْيِنْفاً: من العُنْفِ.

عوف

وقال غيره: التَّعْنِيْفُ: التعيير واللوم. وقال غيره: اعْتَنَفْتُ الأمر: إذا أخذته بعُنْفٍ. واعْتَنَفْتُ الأرض: أي كرهتها. وهذه إبل مُعْتَنِفةٌ: إذا كانت في بلد لا يُوَافِقها، وأنشد ابن الأعرابي: إذا اعْتَنَفَتْني بلدة لم أكن بها ... نسياً ولم تسدد عليَّ المطالب يقال: أعْتَنَفَتْني البلاد واعْتَنَفْتُها. وبعض بني تميم يقول: اعْتَنَفْتُ الأمر بمعنى أئتَنَفْتُه. واعْتَنَفْا المراعي: أي رَعَيْنا أُنفها، وهذه عَنْعَنَةُ تميم. ومنه قول الشافعي - رحمه الله - أُبُّ للرجل إذا نعس في المجلس يوم الجمعة ووجد مجلسا غيره لا يتخطى فيه أحداً أن يتحول عنه ليحدث له بالقيام واعْتِنافِ المجلي ما يذعر عنه النوم. قال الزهري: جعل الاعْتِنَافَ التحول من مكان إلى مكان؛ وهو مثل الائْتِنَافِ. ويقال: اعْتَنَفْتُ الأمر: جهلته، قال: بأربعٍ لا يَعْتَنِفْنَ العَنَفا أي لا يجهلن شدة العدو. واعْتَنَفْتُ الأمر: أي أتيته ولم يكن لي به علم، قال أبو نخيلة السعدي يرثي ضرار بن الحارث العنبري: نَعَيْتَ امرءً زيناً إذا تُطْلَقُ الحُبى ... وإن أُطْلِقت لم تعْتَنِفْهُ الأصابع أي ليس ينكرها ولا هو غُمْرٌ. ويقال: اعْتَنَفْتُ الأمر: أي لم يكن لي به علم. وقال الباهلي: يقال أكلت طعاماً فاعْتَنَفْتُه: أي أنكرته. وطريق مُعْتَنفٌ: أي غير قاصد. والتركيب يدل على خلاف الرفق. عوف العَوفُ: الحال: يقال: نعم عَوْفُكَ: أي نعم بالك وشأنك. وقتال ابن دريد: يقال أصبح فلان بَعْوفِ سوءٍ وبِعَوْفِ خيرٍ: أي بحال سوءٍ وبحل خيرٍ، قال: وقال بعض أهل اللغة: لا يقال بعَوْفِ خير إنما يقال بعَوْفِ شر. ويقال للرجل صبيحة بنائه: نعم عَوْفُكَ؛ العَوْفُ: الذكر. وقال أبو عبيد: وكان بعض الناس يتأول العَوْفَ الفرج، فذكرته لأبي عمرو فأنكره. وقال الليث: العَوْفُ الضيف، ولا نعم عَزْفُكَ: أي ضيفك. وقيل: نعم عَوْفُكَ: أي جدك وحظك، وقيل: طيرك. والعَوْفانِ في سعد: عَوْفُ بن سعد وعَوْفُ بن كعب بن سعد. ويقال للجرادة: أم عَوْفٍ، قال حماد عجرد يعاني أبا عطاءٍ السندي محاجاةً: فما صَفراء تُكنى أم عَوْفٍ ... كأن رجيلتيها منجلان والجراد: أبو عَوْفٍ. وقولهم: لا حر بوادي عَوْفٍ. وقولهم: أوفى من عَوْف: هو عَوْفُ بن محلم بن ذهل بن شيبان، وذلك أن عمرو بن هند طلب منه مروان القَرَظِ - وقيل له مروان القَرَظِ لأنه كان يغزو اليمن وهي منابت القرظ - وكان قد أجاره، فمنعه عَوْفٌ وأبى أن يسلمه، فقال عمرو: لا حر بوادي عَوْفٍ، أي أنه يقهر من حل بواديه وكل من فيه كالعبيد له لطاعتهم إياه. وقال بعضهم: إنما قيل ذلك لأنه كان يقتل الأسارى. وقال أبو عبيد: كان المفضل يخبر أن المثل للمنذر بن ماء السماء قاله في عَوْفِ بن محلم، وذلك أن المنذر كان يطلب زهير بن أمية الشيباني بذحل، فمنعه عَوْفٌ، فعندها قال المنذر. وكان أبو عبيدة يقول: هو عَوْفُ بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. والعَوْفُ: طائر. والعَوْفُ: الديك. والعَوْفُ: صنم. وعَوْفٌ وتعار: جبلان، قال كثير: وماهبت الأرواح تجري وما ثوى ... بنجد مقيما عَوْفُها وتِعَارُها والعَوْفُ: حسن الرعية. والعَوْفُ: الأسد؛ لأنه يَتَعَوَّفُ بالليل فيطلب. وقال ابن الأعرابي: العَوْفُ: الكاد على عياله. والعَوْفُ: الذئب. والعَوْفٌ: ضرب من الشجر، وقال الدينوري: العَوْفُ نبات من نبات البر طيب الريح، وبه سمي الرجل عَوْفاً، قال النابغة الذبياني: فأنبت حواذاناً وعَوْفاً مُنَوّراً ... سأتبعه من خير ما قال قائل ويروى: " فَيُنْبِتُ "، ويروى: " سأهدي له من ". ويقال: قد عاف إذا لزم هذا الشجر. والعاف: السهل. وعُوَيْفُ القوافي: شاعر، وهو عُوَيْفُ بن عقبة بن معاوية بن حصن، وقيل: عُوَيْفُ بن معاوية بن عقبة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جؤية ابن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة، ولقب عُوَيْفَ القوافي بقوله: سأكذب من قد كان يزعم أنني ... إذا قلت قولاً لا أجيد القوافيا وقال شمر: عافَتِ الطير تَعُوْفُ عَوْفاً: إذا استدرت على شيء.

عيف

وعُوَافَةُ الأسد: ما يَتَعَوَّفُه بالليل فيأكله. وكل من ظفر بشيء فذلك الشيء عُوَافَتُه. وقال ابن دريد: بنو عُوَافَةَ بطن من بني سعد، وقال غيره: من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، منهم أبو المرقال عطاء بن أسيد العُوَافيُّ المَعْرُوفُ بالزفيان؛ راجز محسن. عيف عافَ الرجل الطعام أو الشراب يَعَافُه - وزاد الفراء: يعيفه - عِيَافاً: أي كرهه فلم يشربه. وفي حديث النبي - صلى الله عليه سلم -: أنه قيل له: أحرامٌ الضبُّ يا رسول الله؟ قال: لا ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجد نفسي تعافه. وقال انس بن مدرك الخثعمي: أني وقتلي سليكا ثم أعقله ... كالثور يضرب لما عافَتِ البقر وذلك أن البقر إذا امتنعت من الشروع في الماء لا تضرب أنها ذاة لبن، وإنما يضرب الثور لتفزع هي فتشرب. وعِفْتُ الطير أعِيْفُها عِيَافَةً: أي زجرتها؛ وهو أن تعتبر بأسمائها ومساقطها وأنوائها فتتسعد أو تتشام. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: الطيرة والعِيَافَةُ والطرق من الجبت. وذكر ابن سيرين شُرَيحا فقال: كان عائفاً وكان قائفاً. والعائف - أيضا -: المتكهن بالطير أو غيرها، قال الأعشى: ما تَعيْفُ اليوم في الطير الروح ... من غُرَاب البين أو تيس برحْ وعافَتِ الطير تَعِيْفُ عَيْفاً: إذا كانت تحوم على الماء أو على الجيف وتتردد ولا تمضى تريد الوقوع؛ فهي عائفَةٌ، قال أبو زبيد حرملة حرملة بن المنذر الطائي: كأنهن بأيدي القوم في كبد ... طير تَعِيْفُ على جون مَزَاحِيْفِ ويروى: " طير تكشف عن ". والاسم: العَيْفَةُ. والعَيُوْفُ من الإبل: الذي يشم الماء فيدعه وهو عطشان. وعَيُوْفُ: من أعلام النساء. وقال المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - لا تحرم العَيْفَةُ، قيل له: وما العَيْفَةُ؟ قال: المرأة تلد فيحصر لبنها في ثديها فترضعه جارتها المزة والمزتين. وقال أبو عبيد: لا نعرف العَيْفَةَ في الرضاع، ولكن نراها العُفَّةَ وهي بقية اللبن في الضرع بعدما يمتك أكثر ما فيه. وقال الأزهري: الذي صح عندي أنها العَيْفَةُ لا العُفَّةُ، ومعناها أن جارتها ترضعها المزة والمزتين لينفتح ما انسد من مخارج اللبن، سميت عَيْفَةً لأنها تَعَافُه: أي تقذره. والعَيَّفَانُ - مثال التَّيَّهانِ -: الذي من سوسه كراهية الشيء. والعِيْفَةُ - بالكسر -: الخيرة؛ مثل العِيْمَةِ. وقال شمر: العِيَافُ والطريدة: لعبتان لصبيان الأعراب، وقد ذكر الطرماح جواري شببن عن هذه اللعب فقال: قَضَتْ من عِيَافٍ والطرية حاجة ... فهن إلى لهو الحديث خضوعُ خُضُوْعٌ: دانيات. وقال ابن السكيت: أعَافَ القوم: إذا عافَتْ دوابهم الماء فلم تشربه. وقال ابن عباد: أعْتَافَ الرجل: إذا تزود زاداً للسفر. والتركيب يدل على كراهة. غترف الأحْمَرُ: التَّغَتْرُفُ والتَّغَطْرُفُ والغَتْرَفَةُ والغَطْرَفَةُ: التَّكَبُّرُ، وأَنْشَدَ: فإنَّك إنْ عادَيتَني غَضب الحصى عليك وذو الجَبُّوْرَةِ المُتَغَتْرِفُ ويُرْوى: المُتَغَطْرِفُ. غدف الغُدَافُ: غُرابُ القَيْظِ، والجَمْعُ: غِدْفانٌ. ورُبَّما سَمَّوا النَّسْرَ الكَثِيرَ الرِّيشِ غُدافاً، وكذلك الشَّعَرُ الطَّويلُ الأسْوَدُ والجَنَاحُ الأسْوَدُ، قال الكُمَيْتُ يَصِفُ الظَّليم وبيضه: يكسوهُ وحفاً غُدافاً من قطيفته ذاةِ الفُضول مع الإشفاق والحدب وغُدافٌ: من الأعلام. وقال رُؤْبَةُ: رُكِّبْتُ من جَنَاحِكَ الغُدافي ... من القُدَامى لا مِنَ الخَوَافِي وقال العَجّاجُ: بُدِّلَ بعد رِيْشِهِ الغُدَافي ... قَنَازِعاً من زَغَبٍ خِفَافِ وقال ابنُ دريد: الغادِفُ: المَلاّحُ، لُغَةٌ يَمانِيَةٌ. وقال غيرهُ: القَوْمُ في غَدَفٍ من عيشهم - بالتَّحريك -: أي في نَعْمَةٍ وخصب وسعة. والغدفُّ - مثالُ هجفٍّ -: الأسدُ. وقال ابنُ عبّاد: غَدَفَ له في العطاء: أي أكثر ووسَّع. وأغْدَفت المرأةُ قناعها: أي أرسلته على وجهها، قال عنترةُ لن شدّاد: إِنْ تُغْدِفي دوني القِنَاعَ فإنَّني ... طَبٌّ بأخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئمِ وأغْدَفَ اللَّيْلُ: إذا أرخى سُدوله.

غرضف

وأغْدَفَ الصَّياد الشبكة على الصيد: أسبلها عليه. ومنه حديث النبيِّ - صلى الله عليه وسلَّم - حين قيل له هذا عليٌّ وفاطمة قائمين بالسّدَّةِ: فأذِنَ لهما فدخلا فأدف عليهما خَمِيْصَةً سوداء. وفي حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -: لَنَفْسُ المُؤمن أشدُّ ارتكاضاً من الخطيئة من العصفور حين يُغْدَفُ به. وقال اللِّحْيَانيُّ: أغْدَفَ في خِتانِ الصَّبيِّ وأسْحَتَ: إذا اسْتَأْصَلَ، ويًقال: إذا تُغْدِفْ ولا تُسْحِتْ. وقال ابن عَبّاد: أغْدَفَ الرجلُ بالمرأة: إذا جامعها. واغْتَدَفَ فلانٌ من فلانٍ: إذا أخَذَ منه شيئاً كثيراً. واغْتَدَفْتُ الثَّوْبَ: قَطَعْتُه: والتَّرْكيبُ يدُلُّ على سَتْرٍ وتَغْطِيَةٍ. غرضف الغُرْضُوْفُ والغُضْرُوْفُ: كل عظم رَخْصٍ يُؤْكَلُ، والجمع: الغَرَاضِيْفُ والغَضاريفُ. ومارِنُ الأنف: غُرْضُوْفٌ، قال: كأنَّ طَعْمَ البَرَدِ المُنْهَمِّ ... تَحْتَ غَرَاضِيْفِ الأُنُوْفِ الشُّمِّ ونُغْضُ الكَتِفِ: غُرْضُوْفٌ، وكذلك رُؤوسُ اضْلاع ورَهابَةُ الصَّدْرِ وداخل قُوْفِ الأُذُنِ. والغُرْضُوْفانِ: الخَشَبَتانِ اللتان تُشَدّانِ يميناً وشمالاً بين واسط الرَّحلِ وآخرته. غرف الغَرْفُ: شجر يُدْبَغُ به الأديمُ، قال عَبْدَةُ بن الطَّبيب العَبْشَميُّ يصف ناقَةُ: وما يَزَالُ لها شَأْوٌ يُوَقِّرُهُ ... مُحَرَّفٌ من سُيُوْرِ الغَرْفِ مَجْدُوْلُ يُقال: سِقَاءٌ غَرْفيٌ ومَزَادَةٌ غَرْفِيَّةٌ: إذا دُبِغا بالغَرْفِ، قال ذو الرمَّةِ: وقال الدِّيْنَوَرِيُّ: الغَرَفُ - بالتَّحريك -، الواحِدة غَرَفَةٌ، قال أبو عمرو، هو الثُّمَامُ، وقال السُّكَّريُّ: الشَّثُّ والطُّبّاقُ والنَّشَمُ والعَفَارُ والعُتْم والصَّوم كُلُّه يُدعى الغَرَفَ، قال: وكذلك الحَبَجُ والشَّدَنُ والحَيَّهَلُ والهَيْشَرُ والضُّرْمُ، وأنْشَدَ لأبي خِرَاشٍ الهُذَليِّ: أمْسَى سُقَامٌ خَلاءً لا أَنِيْسَ به ... إلاّ الِّبَاعُ ومَرُّ الرِّيْحِ بالغَرَفِ سُقامُ: وادٍ. وغَرَفْتُ الشَّيْءَ: قَطَعْتُه. وقال الأصمعيُّ: يُقال: غَرَفْتُ ناصية الفرس: أي جَزَزْتُها. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - عن الغارِفَةُ. والغارِفَةُ معنيين: أحدهما أن تكون فاعلة بمعنى مَفْعُوْلَةَ كعِيشَةٍ راضيةٍ: وهي التي تقطعها المرأة وتُسَوِّيها مُطَرَّرَةً على وسط جبينها، والثاني أن تكون مصدراً بمعنى الغرف كاللاّغِيَةِ والثّاغِيَةِ. وناقَةٌ غارِفَةٌ: سريعة السير، وابلٌ غَوَارِفُ، وخَيْلٌ مَغارِفُ، كأنَّها تَغْرِفُ الجَرْيَ غَرْفاً. وفارسٌ مِغْرَفٌ، قال مُزَاحِمٌ العُقَيليُّ: جَوَادٌ إذا حَوْضُ النَّدى شَمَّرَتْ لَهُ ... بأيْدي اللَّهامِيْمِ الطِّوَالِ المَغَارِفُ ويُرْوى: " قَصِيْرٌ "، ويُرْوى: " صَعَّدَتْ له ". وغَرَفْتُ الجِلْدَ: دَبَغْتُه بالغَرْفِ. وغَرفْتُ الماء بيدي غَرْفاً، والغَرْفَةُ: المَرَّةُ الواحدةُ، والغُرْفَةُ - بالضَّمِّ: - اسمٌ للمَفْعُولِ منه؛ لأنَّك ما لم تَغْرِفْه لا تُسَمِّيْه غُرْفَةُ، وقرأ ابن كثير وأبو جعفر ونافع وأبو عمرو:) إلاّ مَنِ اغْتَرَفَ غَرْفَةً (. بالفَتْح، الباقُونَ بالضَّمِّ. وجَمْعُ المَضْمُوْمَةِ: غِرَافٌ كنُطْفَةٍ ونِطافٍ، وزعموا أنَّ ابنة الجُلْندي وَضعت قردتها على سلحفاة فانسابت في البحر فقالت: يا قوم نَزَافِ نَزَافِ لم يَبْقَ في البحر غير غِرَافٍ، وجعلت تَغْتَرِفُ من البحر بكفَّيْها وتصُبُّه على الساحل، ويُرْوى: غير قُدَافٍ وهو الجَفْنَةُ. والغِرَافُ - أيضاً - مِكْيالٌ ضخمٌ مثل الجِرَافِ، وهو القَنْقَلُ. والمِغْرَفةُ: ما يُغْرَفُ به. وغرِفَتِ الإبل - بالكَسْر - تَغْرَفُ غَرَفاً - بالتَّحريك -: إذا اشْتَكَتْ بُطونها من أكل الغَرْفِ. والغَرِيْفُ: الشَّجَرُ الكثير المُلْتَفُّ أي شجر كان، قال الأعشى: كَبَرْدِيَّةِ الغِيْلِ وَسْطَ الغَرِيْفِ ... إذا ما أتىالماءُ منها السَّرِيْرا ويُرْوى: " السَّدِيْرا "، وقيل: الغَرِيْفُ في هذا البيت: ماءٌ في الأجَمَةِ.

غسف

وقال الدِّيْنَوَرِيُّ: الغَرِيْفُ: القَصْباء والحَلْفاءُ، قال: وهو الغَيْضَةُ أيضاً، قال أبو كبيرٍ الهُذَليُّ: يأْوي إلى عُظْمِ الغَرِيْفِ ونَبْلُهُ ... كسَوَامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ وقال آخر: لَمّا رَأيْتُ أبا عمرو رَزَمْتُ لَهُ ... منِّي كما رَزَمَ العَيّارُ في الغُرُفِ والغَرِيْفُ: سَيْفُ زَيْد بن حارِثة الكلبيِّ، وفيه يقول: سَيْفي الغَرِيْفُ وفَوْقَ جِلْدي نَثْرَةٌ ... من صُنْعِ داوود لها أزْرارُ أنْفي به مَنْ رامَ منهم فُرْقَةً ... وبمِثْلِهِ قد تُدْرَكُ الأوْتارُ والغَرِيْفَةُ: جِلْدَةٌ من أدَمٍ نحوٌ من شِبْرٍ فارغةٌ في سفل قِرَابِ السيف تذبذبُ وتكون مُفَرَّضةً مُزيَّنةً، قال الطِّرِمّاحُ يصف مِشْفَرَ البعير: خَرِيْعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحي ... كأخْلاقِ الغَرِيْفَةِ ذا غُضُوْنِ جعلها خَلَقاً لِنُعُومَتِها. وبنو أسدٍ يُسَمُّون النَّعل: الغَرِيْفَةَ. والغِرْيَفُ - مِثال حِذْيَمٍ -: ضَرْبٌ من الشجر. وقال أبو نَصْرٍ: الغِرْيَفُ شجرٌ خَوّارٌ مثلُ الغَرَبِ. وزعم غيره: أنَّ الغِرْيَفَ البَرْدِيُّ، وأنْشَدَ قول حاتم في صفة نَخْلٍ: رِوَاءٌ يَسِيْلُ الماءُ تحت أصُوْلِهِ ... يَمِيْلُ به غَيْلٌ بأدْناهُ غِرْيَفُ وقال أُحَيْحَةُ بن الجُلاَحِ: يَزْخَرُ في حافاتِه مُغْدِقٌ ... بحافَتَيْهِ الشُّوْعُ والغِرْيَفُ والغِرْيَفُ - أيضاً -: جبلٌ لبني نُمَيْرٍ، قال الخَطَفى جَدُّ جَرِيرٍ: كَلَّفني قَلْبِيَ ما قد كَلَّفا ... هَوَازِنِيّاتٍ حَلَلْنَ غِرْيَفا وغِرْيَفَةُ: ماءةٌ عند غِرْيَفٍ في وادٍ يُقال له التَّسْرِيْرُ. وعَمُوْدُ غِرْيَفَةَ: أرض بالحِمى لِغَنيِّ بن أعصُرَ. والغُرْفَةُ: العُلِّيَّةُ، والجمعُ: غُرُفاتٌ وغٌرَفاتٌ وغُرْفاتٌ وغُرَفٌ. وقوْل لَبيدٍ رضي الله عنه: سَوّى فأغْلَقَ دُوْنَ غُرْفَةِ عَرْشِهِ ... سَبْعاً طِباقاً فَوْقَ فَرْعِ المَنْقَلِ يعني به السماءَ السابعة. والغُرْفَةُ - أيضاً -: الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ. والغُرْفَةُ: الحَبْل المعقود بأنْشُوْطَةٍ. وغَرَفْتُ البعير أغْرُقُه وأغْرِفُه: إذا ألقَيْت في رأسه غُرْفَةً وهي الحبل المعقود بأُنْشُوْطَةٍ. والغُرَافَةُ: ما اغْتَرَفْتَه بيَدِكَ كالغُرْفَةِ. وبِئْرٌ غَرُوْفٌ: يُغْتَرَفُ ماؤها باليد. وغَرْبٌ غَرُوْفٌ: كثيرُ الأخذ للماء. ونهرٌ غَرَّافٌ - بالفتح والتَّشديد -: كثيرُ الماء. والغَرّافُ - أيضاً - نهر كبير بين واسط والبصرة، وعليه كُوْرَةٌ كبيرة لها قُرىً كثيرةٌ. وقال أبو زيد: فَرسٌ غَرّافٌ: رَحِيبُ الشَّحْوَةِ كثيرُ الأخْذِ بقوائمه من الأرض. وغَرّافٌ - أيضاً -: فَرَسُ الَرَاءِ بن قَيْس بن عَتّاب بن هَرَميّ بن رِيَاحٍ اليَرْبُوعيِّ، وهو القائل فيه: فإنْ يَكُ غَرّافٌ تَبَدَّلَ فارِساً ... سِوايَ فقد بُدِّلْتُ منه سَمَيْدَعا قال أبو محمد الأعرابيُّ: سألتُ أبا النَّدى عن السَّمَيْدَعِ من هو؟ قال: كان جاراً للبَرَاءِ بن قيسِ وكانا في منزلٍ، فأغار عليهما ناسٌ من بكر بن وائل، فَحَمَلَ البَرَاءُ أهله وركب فرساً له يُقال له غَرّافٌ، فلا يلحق فارساً منهم إلاّ صَرَفه برُمحه، وأُخِذ السَّمَيْدَعُ؛ فناداه يا بَرَاءُ أنْشُدُلَ الجوار، وأعجب القوم الفَرَسُ فقالوا: لك جارُكَ وأنت آمن فأعطنا الفرس، فاستوثق منهم ودفع إليهم الفرس واستنفذ جارة، فلما رجع إلى أخوته عمرو والأسود لاماه على دفعه فرسه؛ فقال في ذلك قطعة منها هذا البيت. والانْغِرَافُ: الانْقِطاعُ، قال قيسُ بن الخَطيم: تَنَامُ عن كِبْرِ شَأْنِها فإذا ... قامَتْ رُوَيْداُ تَكادُ تَنْغَرِفُ رواه الأصمعيُّ بمكسر الكاف، ورواه أبو عمرو بضمِّها وفي روايته " لِشَيْءٍ " مكان " رُوَيْداً ". والاغْتِرَافُ من الماء: الغَرْفُ منه. غسف أبو عمرو: الغَسَفُ: الظُّلْمَةُ، وأغْسَفْنا: أي أظْلَمْنا. غضرف الغُضْرُوْفُ: الغُرْضوفُ، وقد فُسِّرَ في تركيب غ ر ض ف. غضف

غَضَفْتُ العُوْدَ: إذا كَسَرْتَه فلم تُنْعِمْ كَسْرَه. وغَضفَ الكلب أُذُنَه يَغْضٍفُها غَضْفاً: إذا أرْخاها وكَسَرها. والغَضَفُ - التَّحْريك -: اسْتِرْخاءٌ في الأُذُنِ، يُقال: كلبٌ أغْضَفُ وكِلابْ غُضْفٌ، قال ذو الرُّمَّةِ: غُضْفٌ مُهَرَّتَةُ الأشْدَاقِ ضارِيَةٌ ... مِثْلَ السَّرَاحِيْنِ في أعْنَاقِها العَذَبُ وروى أبو عمرو: " خُرْتٌ ". وسَهْمٌ أغْضَفُ: أي غَلِيظُ الرِّيش، وهو خِلافُ الأصمَعِ. وعَيْشٌ أغْضَفُ: أي ناعِمٌ. ولَيْلٌ أغْضَفُ: أي مُظِمٌ، قال ذو الرُّمَّةِ أيضاً: قد أعْسِفُ النّازِحَ المَجْهُوْلَ مَعْسِفُهُ ... في ظِلِّ أغْضَفَ يَدْعُو هامَهُ البُوْمُ ويُرْوى: " في ظِلِّ أخضر ". قال أبو سهلٍ الهَرَويُّ: وأمّا الأغضَفُ فهو الأسد المُتَثَنِّي الأُذُن وهو أخبثُ له، وقيل: الأغضَفُ: المُسْتَرْخي الأُذُنين، قال النّابغةُ الجَعْدِيُّ - رضي الله عنه - يَصِفُ أسداً: إذا ما رَأى قِرْناً مُدِلاَّ هَوى لَهُ ... جَرِيْئاً على الأقْرَانِ أغْضَفَ ضارِيا وقال طُرَيْحٌ الثَّقَفيُّ يَصِفُ أُسوداً: لِضَرَاغِمٍ غُضْفٍ تَزِرُّ عُيُوْنُها ... صِيْد الرُّؤوسِ نِزَالُهُنَّ ألِيْمُ وقال أبو عمرو الشَّيبانيُّ في قول أبي النَّجم: حتّى ضَغَا والعِرْضُ منه دامِ ... بين حِرَادِ الأغْضَفِ الضِّرْغامِ الغَضَفُ في الأُذُن: الْتِوَاءٌ إلى خَلْفِها. وقال - أيضاً - في قول أبي النَّجْمِ: ما يُدَّرى من لَيْثِ غابٍ أغْضَفا أيْ: أيُّ شيءيُخْتَلُ منه. والغاضِفُ: النّاعِمُ البال، ويُقال - أيضاً -: عيشٌ غاضِفٌ. وقال ابن الأعرابيِّ: الغاضِفُ من الكلاب: المُنْكَسِرُ أعلى أُذُنه إلى مُقدمه، والأغضَفُ: إلى خلْفِه. وقال ابن شُمَيْلٍ: الغَضَفُ - بالتَّحريك - في الأُسْدِ: اسْتِرْخاءُ أجفانها العُليا على أعينها؛ يكون ذلك من الغضب والكِبْرِ. وغَضَفَتِ الآتُنُ تَغْضِفُ - بالكسر -: إذا أخَذتِ الجَرْيَ أخذاً، قال أُمَيَّةُ بن أبي عائذ الهُذَليُّ: يَغُضُّ ويَغْضِفْنَ من رَيِّقٍ ... كَشُؤْبُوْبِ ذي بَرَدٍ وانْسِحالِ الانْسِحَالُ: الانْصِبَابُ. وقال الدِّيْنَوَريُّ: الغَضَفُ - بالتَّحريك -: نباتٌ يُشبِهُ نبات النَّخل سواء؛ له سعف كثير وشوكٌ وخوص من أصلب الخُوْصِ تُعْمَلُ منه الجِلالُ العظام فتقوم مقام الجوالق يُحملُ فيها المتاع في البرِّ والبحر. وقال اللَّيثُ: الغَضَفُ شجر بالهند كهيئة النَّخل سواء؛ من أسفله إلى أعلاه سعفٌ أخضرُ مُغَشّىً عليه؛ ونواه مُقَشَّرٌ بغير لِحَاءٍ. وقال ابن دريدٍ: الغَضَفَةُ - بالتَّحريك - زعَم قومٌ أنَّها القَطَاةُ؛ وقال آخرون: بل هي ضَرْبٌ من الطَّير. وقال غيره: الغَضَفَةُ: الأكَمَةُ. وغَضَفَ بها: مِثْلُ خَضَفَ بها. وأغضَفَ اللَّيلُ: أي أظلم واسودَّ، قال العجّاجُ: وانْغَضَفَتْ في مُرْجَحِنٍّ أغْضَفا ونخلٌ مُغْضِفٌ - بلا هاء -: إذا كَثُرَ سعفها وساء ثمرها. وفي حديث عُمر - رضي الله عنه أنَّه خطب فذكر الرِّبا فقال: إن منه أبواباً لا تَخْفى على أحدٍ، منها: السَّلَمُ في السِّنِّ؛ وأن تُباع الثَّمَرَةُ وهي مُغْضِفَةٌ لَمّا تَطِبْ؛ وأنْ يُباع الذّهب بالورق نساءً. قوله: في السِّنِّ أي في الحيوان، مُغْضِفَةٌ: أي قد اسْتَرْخَتْ ولَمّا تُدرك تمام الإدراك. ويقال للسَّماء أغضفت: إذا أخالت للمطر. وقال أبو عدنان: قالت لي الحَنْظَلِيَّةُ: أغْضَفَتِ النَّخْلَةُ: إذا أوْقَرَتْ. وعَطَنٌ مُغْضِفٌ: إذا كَثُرَ نَعَمُه، وأنشد على هذه اللُّغة قول أُحَيْحَةَ بن الجُلاَحِ: الجُلاَحِ: إذا جُمَادى مَنَعَتْ قَطْرَها ... زانَ جَنابي عَطَنٌ مُغْضِفُ وروى غيره: " مُعصِفُ " بالعَيْنِ والصّادِ المُهْمَلَتَيْنِ. والتَّغْضِيْفُ: التَّدْلِيَةُ. والتَّغَضُّفُ: التَّغَضُّنُ. وتَغَضَّفَ علينا الليلُ: ألْبَسَنا، قال الفَرَزْدَقُ: فَلَقْنا الحَصى عنه الذي فَوْقَ ظَهْرِهِ ... بأحْلامِ جُهّالٍ إذا ما تَغَضَّفُوا وتَغَضَّفَتْ عليه الدُّنيا: إذا كَثُرَ خَيرُها وأقبلتْ عليه. وتَغَضَّفَتِ الحيَّة: إذا تَاَوَّتْ، قال أبو كبير الهُذَليُّ:

غطرف

ولقد وَرَدْتُ الماءَ لم يَشْرَبْ بِهِ ... لَيْنَ الرَّبيعِ إلى شُهُوْرِ الصَّيِّفِ إلاّ عَوَاسِلُ كالمَرَاطِ مُعِيْدَةٌ ... باللَّيْلِ مَوْرِدَ أيِّمٍ مُتَغَضِّفِ ويُروى: " عَوَاسِر "، يعني الذِّئابَ التي تَعْسِلُ عَسَلاناً أو التي تَعْسِرُ بأذْنابها أي تَرفعُها، مُعِيْدَةٌ: أي مرَّة بعد مرَّةٍ، والمِرَاطُ: السِّهَامُ التي قد تَمَرَّطَ رِيْشُها. والتَّغَضُّفُ - أيضاً -: التَّغَضُّنُ. وتَغَضَّفَ عليه: أي مال وتَثَنّى وتَكَسَّرَ. ويُقال تَغَضَّفَتِ البِئْرُ: إذا تَهَدَّمَتْ أجوالُها. وانْغَضَفَ القَوْمُ في الغُبار: إذا دَخلوا فيه. ونزل فلانٌ البئْرِ فانْغَضَفَتْ عليه: أي انهَارَتْ عليه؛ مثلُ تَغَضَّفَتْ. والتَّركيب يدلُّ على استرخاءٍ وتهدُّمٍ وتغشٍّ. غطرف اللَّيثُ: الغِطْرِيْفُ: السَّيِّدُ الشَّريف، وأنْشَدَ: أنْتَ إذا ما حَصَّلَ التَّصْنِيْفُ ... قَيْساً فِعْلُها مَعْروفُ بِطْرِيْقُها والمَلِكُ الغِطْريْفُ والجَمْعُ: الغَطَارِِفَةُ. وقال ابنُ السكِّيت: الغِطْرِيْفُ والغِطْرَافُ: السَّخِيُّ السَّرِيُّ الشّابُّ. وقال ابنُ عبّاد: الغِطْرِيْفُ: فَرْخُ البازي. والذُّبابُ. والغُطْرُوْفُ: الحَسَن، وكذلك الغِطْرِيْفُ والغِطْرَوْفُ. قال: وعَنَقٌ غِطْرِيْفٌ: أي واسِعٌ. وقال أبو عمرو: الغِطْرَوْفُ: الشابُّ الظريف، قال نوفل بن هَمّام: وأبْيَضَ غِطْرَوْفٍ أشَمَّ كأنَّهُ ... على الجَهْدِ سَيْفٌ صُنْتَهُ بِصِيانِ وقال ابن الأعرابيِّ: التَّغَطْرُفُ: الكِبْرُ، وأنشَدَ: فإنَّكَ إنْ عادَيْتَني غَضِبَ الحَصى ... عليكَ وذو الجَبُّوْرَةِ المُتَغَطْرِفُ ويُرْوى: " المُتَغَتْرِفُ ". وأنْشَدَ اللَّيثُ: ومَنْ يكُونُوا قَوْمَهُ تَغَطْرَفا وقال الفرزدق: إذا ما احْتَبَتْ لي دارِمٌ عند غابَةٍ ... جَرَيْتُ إليها جَرْيَ مَنْ يَتَغَطْرَفُ أي يطلُبُ السُّودَدَ؛ من الغِطْرِيْفِ وهو السَّيِّدُ. وقال ابنُ عَبّاد: الغَطْرَفَةُ: الخُيَلاءُ والعَبَثُ. غطف الغَطَفُ والغَضَفُ: سَعةُ العيش، يُقال: عَيْشٌ أغْطَفُ وأغْضَفُ. والغَطَفُ في الأشُفَارِ: أن تَطُوْلَ ثمَّ تَنْثَنِيَ. وقال ابنُ دريدٍ: الغَطَفُ ضِدُّ الوَطَفِ وهو قِلَّةُ شَعَرِ الحاجب. وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ: وفي أشْفارِه غَطَفٌ، وقد كُتِبَ الحديثُ بتمامه في تَركيبِ ع ز ب. وغَطَفَانُ: حيٌّ من قَيْسٍ، وهو غَطَفانُ بن سَعْدِ بن قيس عَيْلانَ، قال: لو لم تَكُنْ غَطَفَانٌ لا ذُنُوْبَ لها ... إلَيَّ لامَتْ ذَوُوْ أحْسَابِها عُمَرا قال الأخْفَشُ: " لا " زائدَةٌ. وبنو غُطَيْفٍ: حَيٌّ من العرب، وقيل: قومٌ بالشَّأمِ. والغُطَيْفيُّ: فَرَسٌ كان لهم في الإسلام، قال الخُزَاعيُّ يُفْخَرُ بما صار إليه من نَسْلِه: أنْعَتُ طِرْفاً من خِيَارِ المِصْرَيْنْ ... من الغُطَيْفِيّاتِ في صَرِيْحَيْنْ وأُمُّ غُطَيْفٍ الهُذَليَّةُ - رضي الله عنهما -: لها صُحْبَةٌ. غظف قال أبو محمد الأعرابيُّ في كتاب الخيل من تأليفه: غَطِيْفٌ: فَرَسُ عبد العزيز بن حاتم الباهِليِّ، من نَسْلِ الحَرُوْنِ. غفف الغُفَّةُ: البُلْغَةُ من العيش، قال ثابتُ قُطْنَةَ - وهو ثابت بن كعب بن جابر الأزّديُّ - وأنشَده التَّنُوخيُّ في كتاب الفرج بعد الشِّدَّة لعُرْوَةَ بن أُذَيْنَةَ: لا خَيْرَ في طَمَعٍ يَدْني إلى طَبَعٍ ... وغُفَّةٌ من قِوَامِ العَيْشِ تَكْفِيْني وقال ابن الأعرابيِّ: من أسماء الفأر الغُفَّةُ. وقال ابن دريد: إنَّما سُمِّيت الفأرَةُ غُفَّةً لأنها قُوتُ السِّنَّوْرِ، وأنشد: يُدِيْرُ النَّهَارِ بجَشْرٍ لَهُ ... كما عالَجَ الغُفَّةَ الخَيْطَلُ النَّهار - ها هنا -: وَلَد الحُبَارى. وقال شَمِرٌ: الغُفَّةُ - كالخُلْسَةِ أيضاً -: وهي ما يتناوله البعير بِفِيْهِ على عجلةٍ منه. والغَفُّ - بالفتح - والقَفُّ: ما يَبِسَ من ورق الرُّطب.

غلدف

وقال ابن عَبّاد: يُقال: جاء على غِفّانِه: أي إبّانِه وحِيْنِه. قال الصَّغَانيُّ مُؤلِّف هذا الكتاب: الصَّواب " عِفّانِه " بالعين المُهملة، وهو مُبْدَلٌ من إفّانِه؛ وقد سَبَق. وقال الكِسائيُّ: اغْتَفَّتِ الدّابَّةُ: إذا أصَابَتْ غُفَّةً من الرَّبيع، وقيل: إذا سَمِن بعض السِّمَنِ. وقال أبو زيدٍ: اغْتَفَّ المال؛ قال: وهو الكَلأُ المُقاربُ والسِّمَنُ المُقاربُ، قال طُفَيْلٌ الغَنَويُّ: وكُنَّا إذا ما اغْتَفَّتِ الخَيْلُ غُفَّةً ... تَجَرَّدَ طَلاّبُ التِّراتِ مُطَلَّبُ بإضْمَارِ هُوَ: أي هو مُطَلَّبٌ، كما قال أبو محمد الفَقْعَسِيُّ: ومَنْهَلٍ فيه الغُرَابُ مَيْتُ ... كأنَّهُ من الأُجُوْنِ زَيْتُ ويُقال: اغْتَفَفْتُه: أي أعْطَيْتُه شيئاً يسيراً. غلدف ابنُ عَبّاد: المُغْلَنْدِفُ: الشَّديدُ الظُّلمة. غلطف ابنُ عَبّاد: المُغْلَنْدِفُ: الشديدُ الظُّلمة. غلف الغِلافُ: غِلافُ السيف والقارورةِ، والجَمْعُ: الغُلُفُ. وقُرِئ قوله تعالى:) وقالوا قُلُوْبُنا غُلُفٌ (بضَمَّتين: أي أوعية للعلم فما بالنا لا نفقه ما تقول، وهي قراءة ابن عباس - رضي الله عنهما - وسعيد بن حُبَيْر والحَسَن البصريِّ والأعْرَج وابن مُحَيْصِنٍ وعمرو بن عُبَيْدٍ والكلبيِّ وأحمد - عن أبي عمرو - وعيسى والفضل الرَّقاشيِّ وابن أبي إسحاق، وفي رواية أخرى عن ابن مُحَيْصِنٍ: " غُلَّفٌ " مثال رُكَّعٍ؛ ولعلَّه أراد به الجَمْعَ. وغَلَفْتُ القارورة غَلْفَاً: جَعَلْتُها في الغِلافِ. وقَلْبٌ أغْلَفُ: كأنما أُغْشِيَ غِلافاً فهو لا يعي، قال الله تعالى:) قُلُوْبُنا غُلْفٌ (أي كأنَّ عليها أغْطِيَةً مما تَدْعُونا إليه. ومنه حديثُ حُذَيْفةَ بن اليَمَان - رضي الله عنهما - القلوب أربعة: فقلبٌ أغْلَفُ فذاكَ قلبُ الكافر، وقلبٌ مَنْكُوْسٌ فذاك قلبٌ رجع إلى الكُفْرِ بعد الإيمان، وقلبٌ أجْرَدُ مثل السِّراج يَزْهَرُ فذاك قلبُ المُؤمن، وقَلبٌ مُصْفَحٌ اجتمع فيه النِّفَاقُ والإيمان؛ فمَثَلُ الإيمان فيه كمثل بَقْلَةٍ يَمُدُّها الماءُ العذْبُ؛ ومَثلُ النِّفاق فيه كمثل قَرْحَةٍ يَمُدُّها القَيْحُ والدَّمُ وهو لأيِّهما غَلَب. ورجل أغْلَفُ بَيِّنُ الغَلَفِ: أي أقْلَفُ، والغُلْفَةُ: القُلْفَةُ. وغُلْفَة: مَوْضِعٌ. وعَيْشٌ أغْلَفُ: واسِعٌ. وسَيْفٌ أغْلَفُ، وقَوْسٌ غَلْفَاءُ، وكذلك كُلُّ شَيءِ في غِلافٍ. وسَنَةٌ غَلْفاءُ: أي مُخْصِبَةٌ. وأوْس بن غَلْفَاءَ: شاعِرٌ. والغَلْفَاءُ - أيضاً -: لَقَبُ سَلَمَةَ عَمِّ امْرئ القيس بن حُجْرٍ، عن ابن دريدٍ. ومَعْدي كَرِب بن الحارث بن عمرو أخُو شُرَحْبِيْلَ بن الحارث: يُلَقَّبُ بالغَلْفاءِ؛ لأنَّه أوَّلُ من غَلَف بالمِسْكِ؛ زَعَمُوا. وقال شَمِرٌ: رأيْتُ أرْضاً غلْفَاء: إذا كانت لم تُرع قَبْلَنا ففيها كلُّ صغير وكبير من الكَلأ. وبَنُو غَلْفَانَ: بَطنٌ من العرب. وغَلْفَانُ: مَوْضِعٌ. والغَلْفُ: شجرٌ مثلُ الغَرْفِ. وقال اللَّيْثُ: أغْلَفْتُ القارُوْرَةَ وغَلَّفْتُها تَغْليفاً: من الغِلاف، وغَلَّفْتُ السَّرْجَ والرَّحْلَ، قال العَجّاجُ: يَكادُ يُرْمي القاتِرَ المُغَلَّفا ... منه أجَارِيُّ إذا تَغَيَّفا قال: وتقول غَلَّفْتُ لِحْيَتَه. وقال ابن دريد: فأما قول العامة: غَلَّفْتُه بالغالية؛ فَخَطَأٌ، إنما هو غَلَّيْتُه بالغالية وغَلَّلْتُه بها. وقال اللَّيثُ تَغَلَّفَ الرَّجل واغْتَلَفَ من الغالية. فهذا على قَوْلِ ابن دريد خطأٌ، غنَّما هما تَغَلّى وتَغَلَّلَ واغْتَلى واغْتَلَّ. وقال ابنُ الفَرَجِ: تَغَلَّفَ بالغالية إذا كان ظاهِراً، وتَغَلَّلَ بها إذا كان داخِلاٌ في أصول الشعر. والتَّركيب يدل على غشيان شيء بشيء. غنف اللَّيثُ: الغَيْنَفُ: عَيْلَمُ الماء في مَنْبَعِ الأبْأرِ والعيون، وبحر ذو غَيْنَفٍ، قال رُؤْبَةُ: أنا ابنُ أنْضَادٍ إليها أُرْزي ... أغْرِفُ من ذي غَيْنَفٍ وأُوْزي

غيف

الأنْضَادُ: الأشْرَافُ. وأُوْزي: أي أُفْضِلُ عليه: يُقال: آزَيْتُ صَنِيْعَ فلان: أي أضْعَفْتُ عليه؛ وقيل أُوْزي: أصُبُّ من إزَاءِ الحَوْضِ، وأنكر الأزْهَريُّ هذه الرِّواية وقال: أقْرَأنِيه الإيادِيُّ لِشَمِرٍ - يعني برواية شمِرٍ -: نَغْرِفُ من ذي غَيِّثٍ ونُؤْزي قال: بِئْرٌ ذاةُ غَيِّثٍ: أي لها ثائبُ من ماءٍ. وقال غيرُه: أغْرفُ من ذي حَدَبٍ ونُؤْزي ويُروى: " حَدَبٍ يُؤزّي "، والتَّأْزِيَةُ: التَّفْرِقَةُ. غيف غافَتِ الشجرةُ تَغِيْفُ غَيَفاناً: إذا مالت أغصانُها يميناً وشمالاً. والأغْيَفُ كالأغْيَد إلاّ أنَّه في غَير نُعاسٍ، قال العَجّاجُ يَصف ثوراً: في دِفْءِ أرْطاةٍ لها حَنِيُّ ... عُوْجٌ جَوَافٍ ولها عِصِيُّ وَهَدَبٌ أغْيَفُ غَيْفانيُّ ويُروى: " أهْدَبُ ". وقال ابن عَبّاد: عَيْشٌ أغْيَفُ: أي اعِمٌ؛ مثْلُ أغْيَفُ. والغَيْفُ: جماعةُ الطَّيْرِ. والغَيّافُ: الذي طالَتْ لِحْيَتُه وعَرُضَتْ من كل جانبٍ. والغَيَّفَانُ والغَيْفَانُ: المَرِحُ. وقال الدِّيْنَوَريُّ: الغافُ شجرٌ عِظامٌ تَنْبُتُ في الرَّمْلِ وتَعْظُمُ، وورق الغافِ أصغر من ورق التفاح وهو في خِلْقَتِه، وله ثمر حلو جداً، وثمره عُلَّفٌ كأنَّه قرون الباقِلّى، وخَشَبه أبيض، أخبرني بذلك بعض أعراب عُمَان وهناك معدنُ الغافِ، قال ذو الرُّمَّةِ: إلى ابْنِ أبي العاصي هِشَامٍ تَعَسَّفَتْ ... بنا العِيْسُ من حَيْثُ الْتَقى الغافُ والرَّمْلُ الواحدة غافةٌ. وذكر بعض العرب أنَّ الغاف هو شجر اليَنْبُوْتِ. وأغَفْتُ الشجرة: أمَلْتُها. وقال أبو عبيدة: غَيَّفَ: إذا فَرَّ وعَرَّدَ، يُقال: حَمَلَ في الحرب فَغَيَّفَ: أي جَبُنَ وكذَّب، قال القطاميُّ: وحَسِبْتُنا نَزَعُ الكَتِيبَةَ غُدْوَةً ... فَيُغَيِّفُوْنَ ونُوْجِعُ السَّرَعانا ويُروى: " ونَرْجِعُ ". وتَغَيَّفَ الفَرَسُ: إذا تعطَّفَ ومال في أحد جانبيه، قال العَجّاج: يَكادُ يُرْمي القاتِرَ المُغَلَّفا ... منه أجَارِيُّ إذا تَغَيَّفا وتَغَيَّفَتِ الشجرةُ: إذا مالت أغصانُها يمينا وشمالاً؛ مثل غافَتْ. والمُتَغَيِّفُ: فَرَسُ أبي فَيْدِ بن حَرْمَلٍ السَّدُوْسِيِّ. والتركي يدل على ميل وميل وعُدُوْلٍ عن الشيء. فلف اللَّيثُ: الفَوْلَفُ: الجِلالُ من الخُوْصِ. وفَوْلَفُ كُلِّ شيء: جِلالهُ وغِطاؤه ولباسه، وأنشد لِرُؤْبَةَ: وكانَ رَقْرَاقُ السَّرَابِ فَوْلَفا ذكره في تركيب ل ف ف. وقال في تركيب ول ف: الفَوْلَفُ: غطاءٌ تُغَطّى به الثِّيَابُ، قال العجاج: وكانَ رَقْرَاقُ السَّرَابِ فَوْلَفا قال الصَّغَانيُّ مؤلف هذا الكتاب: الرَّجَزُ للعجاج لا لِرُؤْبَةَ. وقال الأزهَريُّ: كلُّ شيء يُغطّي شيئاً فهو فَوْلَفٌ له. وقال ابن عَبّاد: الفَوْلَفُ: السَّرَابُ. فوف الفُوْفُ: البَيَاضُ الذي يكون في أظْفار الأحداثِ، والحَبَّةُ البيضاء في باطن النواة التي تَنْبُتُ منها النخلةُ. ويُقال: ما أغنى فلاٌ عني فُوْفاً: أي شيئاً، وأنشد ابن السكِّيت: باتَتْ تَبَيّا حَوْضَها عُكُوْفا ... مِثْلَ الصُّفُوْفِ لاقَتِ الصُّفُوْفا وأنْتِ لا تُغْنِيْنَ عنّي فُوْفا الواحدةُ: فُوْفَةٌ، قال: فأرْسَلْتُ إلى سَلْمى ... بأنَّ النَّفْسَ مَشْفُوْفَهْ فما جادَتْ لنا سَلْمى ... بِزِنْجِيْرٍ ولا فُوْفَهْ ويُقال: الفُوْفَةُ: القِشرَةُ التي على النَّوَاةِ. والفُوْفُ: قِطَعُ القطن. وبُرْدُ أفْوَافٍ - بالإضافة -: وهي جمعُ فُوْفٍ. وقال اللَّيثُ: الأفْوَافُ: من عَصْبِ اليمن. قال: والفَوْفُ: مصدر الفُوْفَةِ، يُقال: ما فافَ فلان بخير ولا زَنْجَرَ، وذلك أنْ تسأل الرجل شيئا فيقول بظُفُرِ إبْهامه على ظُفُرِ سبَابته: ولاذا، والزَّنْجَرَةُ: أن يأخُذ بطن الظُّفُرِ من طرَفِ الثَّنِيَّةِ. وبُرْدٌ مُفَوَّفٌ: رَقِيْقٌ. فيف الفَيْفُ: المكان المستوي. وقال اللّيثُ: الفَيْفُ: المَفَازَةُ لا ماء فيها؛ من الاسْتِواءِ والسَّعة، قال ذو الرُّمَّةِ:

قحف

والرَّكْبُ يَعْلُو بهم صُهْبٌ يَمانِيَةٌ ... فَيْفاً عليه لِذَيْلِِ الرِّيْحِ نِمْنِيْمُ والجَمْعُ: أفْيَافٌ وفُيُوْفٌ، قال رُؤْبَةُ: مَهْبِلُ أفَيَافٍ لها فَيُوْفُ المَهْبِلُ - بكسر الباء -: مَهْوَاةٌ بَيْنَ كل جبلين، يُقال: بيني وبينهم مَهْبِلٌ: أي بُعْدٌ. وقال المُؤرِّجُ: الفَيْفُ من الأرض: مُختلفُ الرِّياح. وفَيفُ الرِّيح: موضعٌ بالدَّهْنَاءِ، ومنه يوم فَيْفِ الرِّيح. وقال أبو هَفّانَ: هو بأعالي نَجْدٍ، وفُقِئتْ في هذا اليوم عينُ عامر بن الطُّفَيْلِ، وهو القائلُ: وقد عَلِمُوا أنّي أكُرُّ عليهمُ ... عَشِيَّةَ فَيْفِ الرِّيْحِ كَرَّ المُدَوَّرِ وقال آخَرُ: أخْبَرَ المُخْبِرُ عنكم أنَّكُمْ ... يَوْمَ فَيْفِ الرِّيْحِ أُبْتُمْ بالفَلَحْ وفَيْفٌ - من غير إضافةٍ -: من منازل مُزَيْنَةَ، قال معن بن أوس المُزَنيُّ: أعاذلَ مَنْ يَحْتَلُّ فَيْفاً وفَيَحَةً ... وثَوْراً ومَنْ يَحْمي الاكاحِلَ بَعْدَنا والفَيْفاءُ: الصحراء الملساء. وقال المُبَرَّدُ: ألِفُ فَيْفَاءَ زائدةٌ، وقد أُضيفت إلى عدة مواضع منها: فَيْفاءُ الخبار وهي بالعَقيق، وفَيْفاءُ رَشادٍ، قال كُثَيِّرٌ: وقد عَلِمَتْ تلك المَطِيَّةُ أنَّكمْ ... مَتى تَسْلُكُوا فَيْفا رَشَادٍ تُخَوِّذِ وفَيْفَاءُ غزالٍ: بمكَّة - حرسها الله تعالى - حيث ينزل الناس منها إلى الأبْطَحِ، قال كُثَيَّرٌ أيضاً: أُنادِيْكِ ما حَجَّ الحَجِيْجُ وكَبَّرَتْ ... بِفَيْفا غَزَالٍ رُفْقَةٌ وأهَلَّتِ وجَمْعُ الفَيْفاءِ: فَيَافٍ. قحف اللَّيث: القِحْفُ: العَظْمُ الذي فوق الدِّماغِ من الجُمْجُمة، والجميع: الأقْحَافُ والقُحُوْفُ والقِحَفَةُ، قال جَريرٌ: والأزْدُ قد جَعَلُوا المَنْتُوْفَ قائدَهمْ ... فَقَتَّلَتْهُمْ جُنُودُ الله وانْتُتِفُوا تَهْوي بذي القارِ أقْحَافاً جَمَاجِمُها ... كأنَّها الحَنْظَلُ الخُطْبانُ يُنْتَقَفُ المَنْتُوْفُ: سالم مولى بني قيس بن ثعلبة وكان صاحب أمر يزيد بن المُهلَّب في حربه. ولا يكُونُ القِحْفُ إلاّ مَكْسُوراُ. وقال الطِّرِمّاحُ: كأنَّ حُطَامَ قَيْضِ الصَّيْفِ فيهِ ... فَراشُ صَمِيْمِ أقْحافِ الشُّؤونِ وقال الأزهريُّ: القِحْفُ عند العرب الفِلْقَةُ من فَلِقَ القَصْعَةِ أو القدحِ إذا انْثَلَمَتْ، قال: ورأيت أهل النَّعم إذا جَرِبَتْ ابِلُهم يجعلون الخَضْخاضَ في قِحْفٍ ويطلون الأجْرَبَ بالهِناء الذي جعلوه فيه. ويُقال: هو أفْلسُ من ضارب قِحْفِ اسْته ولِحْفِ اسْتِه: وهو شقُّه. وفي المَثَلِ: رماه بأقْحَافِ رَأسِه: إذا أسْكَتَه بداهيةِ يُوردُها عليه، وقيل معناه: رماه بنفسه ونطحه عمّا يُحاوِلُه. والقَحْفُ: قَطْعُ القِحْفِ أو كَسْرُه، يُقال: رجلٌ مَقْحُوْفٌ: أي مَقْطُوعُ القِحْفِ، وأنشَدَ الليثُ: يَدَعْنَ هامَ الجُمْجُمِ المُقْحُوْفِ ... صُمَّ الصَّدى كالحَنْظَلِ المَنْقُوْفِ والقَاحِفُ: المطر - كالفاعِفِ - إذا جاء مُفاجَأةً فاقْتَحَفَ كل شيء. والقِحْفُ: إناء من خشب على مثال قِحْفِ الرَّأسِ كأنه نِصفُ قدح، يقال: ما له قِدٌّ ولا قِحْفٌ، فالقِدُّ قدح من جلدٍ، والقِحْفُ منم خشب. وقَحَفْتُ قَحْفَاُ: شَرِبْتُ جميع ما في الإناء. ويُقال: شَرِبْتُ في القِحْفِ. ولمّا بَلَغ امْرَأ القيس قتْلُ أبيه قال: اليوم قِحَافٌ وغداً نِقَافٌ؛ اليوم خمرٌ وغدا أمْرٌ. والمِقْحَفَةُ: المِذْراةُ يُقْحَفُ بها الحَبُّ أي يُذَرّى. والقُحَيْفُ بن خَمَيْر بن سُليْم النَّدى بن عبد الله بن عَوْف بن حَزْن بن معاويَة بن خَفَاجَة بن عمرو بن عُقَيْل: شاعرٌ. قال الصَّغَانيُّ مؤلِّفُ هذا الكتاب: رأيتُ بخطِّ محمد بن حَبيبَ في أوَّل ديوان شعر القُحَيْفِ: البَدِيّ - بالباء المُوَحَّدَةِ وتشديد الياء -. وقال ابنُ الأعرابيِّ: القُحُوْفُ: المَغارِفُ وسَيْلٌ قُحَافٌ وقُعَافٌ وجَحَافٌ وجُرَافٌ - بالضَّمِّ فيهنَّ -: يذهَبُ بكُلِّ شيء. وبنو قُحافَةَ: بطنٌ من خَثْعَمَ.

قدف

وأبو قُحافَةَ عُثمانُ بن عامِر بن عمرو بن كَعْب بن سعد ين تَيْم بن مُرَّةَ بن كَعب بن لُوَيٍّ: أبو أبي بكر الصِّدِّيْق - رضي الله عنهما -، أسلم يوم الفتح فاُتِيَ به وكأنَّ رأسه ثَغَامْةٌ فقال: غَيروا هذا بشيء واجْتَنِبُوا السواد. وقال ابن دريد: كل ما اقْتَحَفْتَ من شيء فهو قُحَافَةٌ. وقال أبو زيد: عَجَاجَةٌ قَحْفاءُ: وهي التي تَقْحَفُ الشَّيء: أي تذهب به. وأقْحَفَ: إذا جمع حِجارةً في بيته فوضع عليها متاعه. وقال ابن عَبّاد: مرَّ الشيء مُضِرّاً مُقْحِفاً: إذا مَرَّ مُقارِباً. واقْتَحَفَ الشَّيء: ذهب به. والتركيب يدل على شِدَّة في شيء وصلابةٍ. قدف ابنُ دُريدٍ: القَدْفُ - لغةٌ أزدِيَّةٌ -: الكَرَبُ الذي يسمى الرَّفُّوْجَ أو الجريد. قال: والقَذْفُ: الكَرَبُ إذا قُطِع الجريد عنه فَبقيَتْ له أطرافٌ طوال، لُغةٌ أزدِيَّةٌ. قال: والقُدَافُ: جَرَّةٌ من فَخّارٍ. وقال غيرُه: القُدّافُ: الجَفْنَةُ: وكانت جارية من العرب بنت بعض ملوكهم تُحَمَّقُ، يعني العُمَانيَّة بنت الجُلَنْدَاءِ، فأخذت غيْلَمة وهي السُّلحفاة فألبَسَتْها حُلَّيها، فانْسابت السلحفاة في البحر، فدعت جواريها وقالت: انْزِفْنَ، وجَعَلَتْ تقول: نَزَافِ نَزَافِ لم يبق في البحر غير قُدَافٍ. هذا كله كلام ابن دريد. وقال ابن الأعرابي: القَدْفُ: الصَّبُّ، والقَدْفُ: النَّزْحُ. قذرف القَذَارِيْفُ: العُيُوْبُ، الواحِدُ: قُذْرُوْفٌ، قال أبو حِزامٍ غالب بن الحارث العُكْليُّ: زِيْرَ زُوْرٍ عن القَذَارِيْفِ نُوْرٍ ... لا يُلاخِيْنَ إن لَصَوْنَ الغُسُوْسا نور: أي نَوَافِرَ. يُلاخِيْنَ: يُصَادِقْنَ. ويُقال: هو يَلْصُو إليه: إذا أحَبَّه. والغُسُوْسُ: الأدْنِئاءُ اللِّئامُ. قذف القَذْفُ بالحِجَارَةِ: الرَّمْيُ بها. يُقال: هم بين حاذِفٍ وقاذِفٍ: فالحاذِفُ بالعصا والقاذِفُ بالحجارة. وقوله تعالى:) قُلْ نَّ رَبّي يَقْذِفُ بالحَقِّ (قال ابنُ عَرَفَةَ: أي يُلْقي الحَقَّ في قلب من يشاء. وقوله عز وجل:) ويَقْذِفُوْنَ بالغَيْبِ من مَكَانٍ بَعِيدٍ (أي: يقولون ما لا يعلمون، وذلك أنهم كانوا يُرَجِّمُوْن الغيب في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ساحر وكاهن. وقوله تعالى:) بَلْ نَقْذِفُ بالحَقِّ على الباطِلِ (أي نأتي به. وقذف المحصنة قذفا: أي رماها. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هُنَّ؟ قال: الشِّرْكُ بالله والسِّحر وقَتْلُ النفس التي حرَّم الله إلاّ بالحق وأكل الرِّبا وأكل مال اليتيم والتولِّي يوم الزَّحف وقذف المُحصنات المؤمنات الغافلات. ومن القذف بمعنى الرَّمي قول النابغة الذبيانيِّ: مَقْذُوْفَةٍ بدَخِيْسَ النّحضِ بازلُها ... له صَرِيْفَ القَعْوِ بالمَسَدِ كأنها رُمِيَتْ به رمياً فاكْتَنَزَتْ منه. ونوى قذَفٌ: أي بعيدة، قال: وشَطَّ وَلْيُ النَّوى إنَّ النَّوى قَذَفٌ ... تَيّاحَةٌ غَرْبَةٌ بالدّارِ أحيانا ونِيَّةٌ قذف - بالتَّحريك - وفلاة قذف وقُذفٌ أيضاً - مثال صَدِفٍ وصُدُفٍ وطَنَفٍ وطُنُفٍ -: أي بعيدة، وكذلك منزلٌ قَذَفٌ وقَذِيْفٌ. وقال ابن عَبّاد: القَذِيْفُ: سَحَابةٌ تنشأُ من قِبَلِ العينِ. وقال غيره: القَذِيْفَةُ: شيء يُرْمى به، قال مُزَرِّدٌ: قذِيْفَةٌ شَيْطانٍ رَجِيْمٍ رَمى بها ... فَصارَتْ ضَوَاةً في لَهازِمِ ضِرْزِمِ وبلْدَةٌ قَذُوْفٌ: أي طَرُوْحٌ لِبُعْدِها. وقَذَفَ: أي قاءَ. ورَوْضُ القِذَافِ - بالكسر -: موضِعٌ؛ عن ابن دريد، قال: عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّوْبانِ أوَّمَهُ ... رَوْضُ القِذَافِ رَبيعاً أيَّ تَأوِيْمِ وقال ذو الرُّمَّةِ يَصِفُ حِماراً: جادَ الرَّبيعُ له رَوْضَ القِذَافِ إلى ... قَوَّيْنِ وانْعَدَلَتْ عنه الأصارِيْمُ

قرصف

وقال النَّضْرُ: القِذَافُ: ما قَبَضْتَ بيدِك مما يَمْلأُ الكفَّ فرميتَ به، قال: ويُقال نِعْمَ جُلْمُوْدُ القِذَافِ: ما قبضْتَ بيدك مما يَمْلأُ الكف فرميت به، قال: ويُقال نِعْمَ جُلْمُوْدُ القِذافِ هذا، قال: ولا يُقال للحجر نفسه نعم القِذافُ. وقال أبو خَيْرَةَ: القِذَافُ: ما أطَقْتَ حَمْلَه بيدك ورميته، قال رُؤْبَةُ يُخاطِبُ ابنه العجاج: وهو لأعْدائكَ ذو قِرَافِ ... قَذّافَةٌ بِحَجَرِ القِذَافِ والهاءُ للمبالغة، القِرَافُ: الجَرَبُ، يقول: أنا على أعدائك كالجَرَبِ. وقال أبو عمرو: ناقةٌ قِذافٌ وقَذُوْفٌ وقُذُفٌ: وهي التي تتقدّم من سرعتها وترمي بنفسها أمام الإبل في سيرها، قال الكُمَيْتُ يمدح أبان بن الوليد بن مالك بن أبي خُشَيْنَةَ البَجَليَّ: جَعَلْتُ القِذَافَ لِلَيْلِ التّّمَامِ ... إلى ابْنِ الوَليدِ أبَانٍ سِبَارا والمِقْذَفُ والمِقْذافُ: المِجْذَافُ. وقال ابن الأعارابيِّ: القَذَافُ: المِيْزانُ. والقَذّافُ: المَرْكَبُ. وقال الليث: القَذّافُ: المَنْجَنِيْقُ. وقال أبو خَيْرَةَ: القَذَافَةُ - والقَذّافُ جَمْعٌ -: لِلَّذي يُرمى به الشَّيءُ فيَبْعُد، قال: لَمّا أتاني الثَّقَفيُّ الفَتّانْ ... فَنَصبُوا قَذّافَةً لا بَلْ ثِنْتانْ ويُقال: كان بينهم قِذِّيْفى - مثال خِطِّيبى -: أي سِبابٌ ورَميٌ بالحجارة. والقُذْفَةُ - بالضَّمِّ -: الشُّرْفَةُ، والجمع قِذَافٌ؛ كبُرْمَةٍ وبِرَامٍ ونُقطة ونقاط ونكتة ونِكاتٍ وجُفْرةٍ وجِفارِ وبُرْقَةٍ وبِرَاقٍ ونُقْرَةٍ ونِقارٍ. وفي حديث ابن عمَر - رضي الله عنهما - أنه كان لا يصلي في مسجد فيه قِذَافٌ. وعن الأصمعيِّ: إنما هي قُذَفٌ، وإذا صَحَّت الرواية مع وجود النظير فقد انسدَّ باب الرَّد. وتُجْمَعُ - أيضاً - قُذَفٌ وقُذُفٌ وقُذُفاتٌ. وكذلك ما أشرف من رؤوس الجبال، قال امرؤ القيس يصِفُ شِعْباُ. نِيَاقاُ تَزِلُّ الطَّيْرُ عن قُذُفاتِهِ ... يَظَلُّ الضَّبَابُ فَوْقَهُ قد تَعَصَّرا نِيَافاً: أي مُنِيْفاُ، قال أبو عُبيد: وبها شُبِّهَتِ الشُّرَفُ. وقال أبو عمرو في قول تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِلٍ يَصِف وَعِلاً: عَوْدَاً أحَمَّ القَرا أُزْمُوْلَةً وَقِلاً ... على تُرَاثِ أبيهِ يَتْبَعُ القُذُفا القُذُفُ: القُحَمُ، واحِدَتُها: قُذْفَةٌ. وقال الأصمعيُّ: القُذُفُ: الموضع الذي زَلَّ عنه وهوى. وقُذُفا النَّهرِ: جانِبَاهُ، وكذلك قُذُفا الوادي، الواحِدُ: قُذُفٌ، قال النّابغةُ الجَعْديُّ - رضي الله عنه - يصفُ مَنهلاً: طَلِيْعَةِ قَوْمٍ أو خَمِيْسٍ عَرَمْرَمٍ ... كسَيْلِ الأتيِّ ضَمَّهُ القُذُفانِ وقال ابن عَبّاد: القَذَفُ والقُذُفُ: النّاحيةُ، والجَمْعُ: قَذَفاتٌ وقُذُفاتٌ. وقَربٌ قَذّافٌ: بمنزلة بَصْبَاصٍ. والمُقَذَّفُ: المُلَعَّنُ، قال زُهَيْرُ بن أبي سُلمى: لدى أسدٍ شاكي السِّلاح مُقَذَّفٍ ... له لِبَدٌ أظْفارُهُ لم تُقَلَّمِ وقيل: المُقَذَّفُ: الذي قد رُمِيَ باللَّحم رمياً فصار أغْلَبَ. والتَّقَاذُفُ: التَّرَامي، قال المُرَقِّشُ الأكبر: سَدِيْسٌ عَلَتْها كَبْرَةٌ أو بُوَيْزِلٌ ... جُمَالِيَّةٌ في مَشْيها كالتَّقاذُفِ وقال اللَّيثُ: فَرَسٌ مُتَقاذِفٌ: إذا كان سريع الرَّكضِ، وأنشد لجريرٍ يصف فَرَساً: مُتَقلذِفٍ تَئقٍ كأنَّ عِنانَهُ ... عَلِقٌ بأجْرَدَ من جُذُوْعِ اوَالِ والتَّرْكيبُ يدُلُّ على الرَّمي والطَّرح. قرصف ابن الأعرابي: القُرْصُوْفُ: القاطِعُ. والقِرْصافَةُ: الخُذْرُوْفُ. والقِرْصافَةُ: المرأة التي تتدحرجُ كأنها كرة، وكذلك الناقة. وأبو قِرْصافَةَ جَنْدَرَةُ بن خَيشَنَةَ الكِنانيُّ - رضي الله عنه -: له صُحْبَةٌ. وقال ابنُ عَبّاد: لُعْبةٌ لهم يُقال لها قاصَّةُ قِرْصَافَةَ. وقال ابنُ خالَوَيْهِ: المُقْرَنْصِفُ: الأسدُ. تَقَرْصَفَ: أسرع. قرضف ابن عَبّاد: القُرْضُوْفُ: عَصا الرّاعي. وقال ابن الأعرابيِّ: القُرْضُوْفُ: الكثير الأكلِ. قرطف القَرْطَفُ: القَطِيْفَةُ، قال الكُمَيْتُ يَمْدَحُ عبد الرحمن بن عَنْبَسَةَ بن سعيد بن العاص:

قرعف

ولم تَكُ مِمَّنْ تُوَلِّي الأمُوْرُ ... أعْجَازَها وهو مُسْتَثْقِلُ عليه المَنامَةُ ذاةُ الفُضُوْلِ ... من الوَهْنِ والقَرْطَفُ المُخْمَلُ الوَهْنُ: الضَّعْفُ. وقال مُعَقِّرُ بن أوس بن حِمارٍ البارِقيُّ: وذُبْيَانِيَّةٍ أوْصَتْ بَنِيْها ... بأنْ كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوْفُ أي عليكم بالقراطِفِ والقُرُوْفِ فاغْنَمُوها. والقَرْطَفُ - أيضاً -: بَقْلَةٌ، وقال الفَرّاءُ: هو ثَمَرَةُ الرِّمثِ كالسُّنْبُلَةِ البيضاء. قرعف ابن دريد: تَقَرْعَفَ الرجل واقْرَعَفَّ وتَقَرْفَعَ: كلُّه إذا تَقَبَّضَ. قرف كُلُّ قِشْرٍ: قِرْفٌ - بالكسر -، ومنه قِرْفُ الرُّمَانة. وقِرْفُ الخبز: الذي تَقَشَّر منه ويبقى في التَّنُّور. وقِرْفُ الأرض: ما يُقْتَلَعُ منها من البُقُوْلِ والعُرُوْقِ. ومنه حديثُ عُمر - رضي الله عنه - أنّ رجلا من أهل البادية جاءه فقال: متى تَحِلُّ لنا المَيْتَةُ؟ فقال: إذا وَجَدْتَ قِرْفَ الأرض فلا تَقْرَبْها، قال: فإني أجِدُ قِرْفَ الأرض وأجِدُ حَشَراتها، قال: كَفاك كفاك. والقِرْفَةُ: من الأوْدِيَةِ، ويُقال لها: قِرْفَةُ القَرَنْفُلِ. وقال ابن دريد ضَرْبٌ من افواهِ الطِّيْبِ. والقِرْفَةُ: المُخَاطُ اليابس في باطن الأنف. وفي حديث ابن الزُّبير - رضي الله عنهما - أنه قال: ما على أحَدِكم إذا أتى المسجد أن يُخْرِجَ قِرْفَةَ أنفه. وفلان قِرْفَتي: أي هو الذي أتَّهِمُه. وبنو فلانٍ قِرْفَتي: أي الذين عندهم أظُنُّ طَلِبَتي. ويُقال: سَلْ بني فلان عن ناقَتِك فإنَّهم قِرْفَةٌ: أي تَجِدُ خَبرها عندهم. وفي المَثَلِ: أعَزُّ - ويُرْوى: أمْنَعُ - من أمِّ قِرْفَةَ. قال الأصمعيُّ: هي امرأةٌ فَزَارِيَّةٌ كانت تحت مالك بن حُذيفة بن بدر، وكان يُعَلَّقُ في بيتها خمسون سيفا لخمسين رجُلا كُلُّهم لها مَحْرَمٌ. وأبو الدَّهْمَاءِ قِرْفَةُ بن بُهَيْسٍ. وقيل: بَيْهِس - ويُقال: قِرْفَةُ بن مالك بن سَهْمٍ: من التّابعين. وحبيبُ بن قِرْفَةَ العَوْذيُّ عَوَذُ بن غالب بن قُطَيْعَةَ بن عَبْسٍ: شاعر. والقَرْفُ - بالفتح -: وِعاءٌ من جلد يُدبغ بالقِرْفَةِ وهي قُشور الرُّمان ويُجعل فيه الخلْعُ وهو لحم يُطبخ بتوابل فيُفْرغُ فيه، قال مُعَقِّر بن أوس بن حشمارٍ البارقيُّ: وذُبْيَانِيَّةٍ أوْصَتْ بَنِيْها ... بأنْ كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوْفُ وقال الأصمعيُّ: قَرَفَ عليهم: بَغى عليهم. وقَرَفْتُ القَرْحَةَ أقْرِفُها قَرْفاً: إذا قَشَرْتَها، وذلك إذا يَبِسَتْ، وتَقَرَّفتْ: أي تَقَشَّرَتْ. وقَرَفْتُ الرجل: أي عِبْتُه. ويُقال: هو يُقْرَفُ بكذا: أي يُرمى به ويُتّهم. وقولهم: تركته على مثل مَقْرِفِ الصمغة: وهو موضع القَرْفِ أي القشر، ويروى: مثل مَقْلَعِ الصمغة، لأن الصمغة، لأن الصمغة إذا قُلعت لم يبق لها أثر. ومثله قولهم: تركته على مثل ليلة الصدر، لن الناس ينفرون من منى فلا يبقى منهم به أحد. وفلان يَقْرِفُ لعياله: أي يكسب. وفلان أحمر قَرْفٌ: أي شديد الحمرة. وفي الحديث: أراك أحمر قَرْفاً. وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ش ن خ ف. ويُقال - أيضاً -: أحمر كالقَرْفِ؛ عن اللِّحيانيِّ، وأنشد: أحْمَرُ كالقَرْفِ وأحْوى أدْعَجُ وقال أبو عمرو: القُرُوْفُ: الادمُ الحُمْرُ، والأقْرَفُ: الأحمر. وقال أبو سعيد: يُقال إنه لَقَرَفُ أن يفعل ذاك: مثل قَمَنٍ وخَلِيْقٍ. وقال الأزْهَريُّ: ومنه الحديث: هو قَرَفٌ أن يُبَارك له فيه. والقَرَفُ - أيضاً -: مُدَاناةُ المرض، يُقال: أخشى عليك القَرَفَ: وقد قَرِفَ - بالكسر -. وروي أن أبا عُمير فروة بن مُسيك بن الحارث بنسلمة المُرادي - رضي الله عنه - قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن أرضا عندنا وهي أرض رَيعنا وميرتنا وإنها وبئة، فقال: دعها فإن من القَرَفِ التلف. ويقال: هو قَرَفٌ من ثوبي وبعيري: للذي تتهمه. وقال ابن عَبّاد: القَرَفُ في المرض: النُّكْسُ. قال: والقَرَفُ: داء يأخذ البعير فيقتله؛ ويكون من شم بول الروى كالأبى. وأرض قَرَفٌ: أي مَحَمَّة. والقَرَافَةُ - بالفتح -: بطن من المعافر.

قرقف

والقَرَافَةُ - أيضاً: مقبرة أهل مصر، وبها قبر الإمام الشافعي - رحمه الله -. وقَرَافُ: قرية في جزيرة من جزائر بحر اليمن بحذاء الجار أهلها تجار. ورجل قُرَفَةٌ - مثال تُؤدَةٍ -: إذا كان مُكْتَسسباً. وقال ابن عَبّاد: رجل مَقْرُوفٌ: إذا كان مخروطا ضامرا لطيفا. ويقال: ما أبصرت عيني ولا أقْرَفَتْ يدي: أي ما دنت منه. وما أقْرَفْتُ لذاك: أي ما دانيته ولا خالطت أهله. وقال أبو عمرو: أقْرَفَ له: أي داناه. والمُقْرِفُ: الذي دانى الهُجْنَةَ من الفرس وغيره: الذي أمه عربية وأبوه ليس كذلك، لأن الإقراف إنما هو من قبل الفحل، والهجنة من قبل الأم. وقال الليث: أقْرَفَ فلان فلانا: وذلك إذا وقع فيه وذكره بسوء. وقول ذي الرمة: تُرِيْكَ سُنَّةَ وَجْهٍ غَيْرَ مُقْرِفَةٍ ... مَلْسَاءَ ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ يقول: هي كريمة الأصل لم يخالطها شيء من الهُجْنة. ويقال: أقْرَفْتَ بي وأظننت بي وأتهمت بي: أي عرضتني للقِرْفَةِ والظنة والتهمة. وقال أبو عمرو: أقْرَفَ آل فلان فلانا: وهو أن يأتيهم وهم مرضة فيصيبه ذلك فاقْتَرَفَ هو من مرضهم. واقْتَرَفَ: اكتسب. وقوله تعالى:) ومَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً (أي يكتسب. وقوله تعالى:) ولْيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْاَرِفُونَ (أي ليعملوا ما هم عاملون من الذنوب، يقال: اقْتَرَفَ ذنبا: أي أتاه وفعله. وبعير مُقْتَرَفٌ: وهو الذي اشتُري حديثاً. والمُقَارفَةُ: المُقَارَبَةُ، وكل شيء قاربته فقد قارَفْتَه. وما قارَفْتُ سوء: أي ما دانيته. وعن أنس - رضي الله عنه - أنه قال: شهدت دفن ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورسول الله جالس على القبر؛ فرأيت عينيه تدمعان، فقال: هل فيكم من احد لم يُقارِفِ الليلة؟ فقال أبو طليحة - رضي الله عنه -: أنا، قال: فإنزل في قبرها، قال ابن المبارك: قال فُلَيح: أراه يعني الذنب. وقال ابن فارس: قاَفَ امرأته: جامعها، لأن كل واحد منهما ليباس صاحبه. وتَقَرَّفَتِ القَرْحَةُ: أي تَقَشَّرت، قال عنترة بن شداد: عُلالَتُنا في كلِّ يَوْمِ كَرِيْهَةٍ ... بأسْيافِنا والقُلارْحُ لم يَتَقَرَّفِ والتركيب يدل على مخالطة الشيء والالتباس به وادِّراعه. قرقف القَرْقَفُ: الخَمر، وقال ابن الأعرابي: سُميِّت بذلك لأنها تُرْعِدُ شاربها، وأنكر ذلك عليه أبو عبيد، وقال السُّكري: القَرْقَفُ: التي يُرْعد عنها صاحبها من إدمانه إيّاها، وقال الليث: القَرْقَفُ: التي يُرعد عنها صاحبها من إدمانه إياها، وقال الليث: القَرْقَفُ: تُوصف به الخمر ويوصفُ به الماء البارد: قال الفرزدق في وصف الماء: ولا زادَ إلاّ فَضْلَتانِ سُلافَةٌ ... وأبْيَضُ من ماءِ الغَمَامَةِ قَرْقَفُ قال الأزهري: هذا وَهم، في البيت تأخير أُريد به التقديم، والمعنى: سُلافة قَرْقَفٌ وأبيض من ماء الغمامة. وقال ابن عبّاد: القُرْقُوْفُ: الخمر. وقال الليث: يسمى الدرهم قُرْقُوْفاً، قال الساجع: أبيض قُرْقُوفْ؛ لا شعر ولا صوف؛ بكل بلد يطوف. ويعني به الدرهم الأبيض. وقال غيره: القُرْقُفُ - بالضم -: طَير صغار كأنها الصَّعَاء. قال الأزهري: هو القُرْقُبُ - بالباء -. وقال الفَرّاء: من نادر كلامهم: القَرْقَفَنَّةُ: الكَمَرةُ. وفي حديث وهب بن مُنَبِّهٍ: أنه قال: إذا كان الرجل لا يُنكِر عمل السوء على أهله جاء طائر يُقال له القَرْقَفَنَّةُ. وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ق ن ذ ع. وقال ابن عبّاد: ديك قُرَاقِفٌ: شديد الصوت. وقَرْقَفَ: أرعد؛ عن ابن الأعرابيِّ. وقُرْقِفَ الصَّرِدُ: أي خَضِرَ حتى يُقَرْقِفَ ثناياه بعضها ببعض؛ أي يصدِمَ، قال: نِعْمَ ضَجِيْعُ الفَتى إذا بَرَدَ ال ... لَيْلُ سُحَيْراُ وقُرْقِفَ الصَّرِدُ ومنه حديث أم الدَّرْداءِ - رضي الله عنها - قالت: كان أبو الدَّرْداء - رضي الله عنه - يغتسل من الجنابة فيجيءُ وهو يُقَرْقَفُ فأضُمُّه بين فَخِذَيَّ وهي جُنب لم تَغْتَسل. وقال ابن عبّاد: القَرْقَفَةُ في هدير الحمام والفحل والضحك: الشدة. وتَقَرْقَفَ: أي ارْتَعَدَ. قشف الليث: القَشَفُ: قَذر الجلد، ورجل قَشِفٌ وقَشْفٌ - بالتحريك والتسكين -، وقد قَشِفَ قَشَفاً، وقَشُفَ قَشَافَةً.

قصف

وقال غيره: القَشَفُ: رثاثةُ الهيئة وسوء الحال وضيق العيش وإن كان مع ذلك يُطَهَّرُ نفسه بالماء والاغتسال، يُقال: أصابهم من العيش ضَففٌ وشظَفٌ وقَشَفٌ. وقال الفرّاءُ: عام أقشَفُ: أي يابس شديد. ورجل قَشِفٌ - أيضاً -: إذا لَوَّحَتْه الشمس أو الفَقْرُ فتغيَّرَ. وقال ابن عبّاد: القُشافُ - الواحدة قُشَافَةٌ -: حجر رقيق أي لون كان. والمُتَقَشِّفُ: الذي يتبلَّغ بالقوت وبالمُرَقَّعِ، وقيل: المُتَقَشِّفُ: الذي لا يُبالي ما تلطَّخ بجسده؛ وهو قول الليث. قصف القصفُ: الكسر، يقال: قَصَفَتِ الريح السفينة. وريح قاصِفٌ: شديدة. وقوله تعالى:) فَيُرْسِلَ عليكم قاصِفاً من الرِّيْح (أي رِيحا تقصِفُ الأشياء أي تكسرها كما تُقْصَفُ العيدان وغيرها. وفي حديث عائشة - رضي الله عنها -: ولا قَصَفُوا له قناة. و " قد " كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ب ذ ع ر. وقال عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما: - الرياح ثمان: أربع رحمة وأربع عذاب، فأما الرحمة فالنّاشِرات والذاريات والمرسلات والمُبشِّرات، وأما العذاب فالعاصف والقاصف - وهما في البحر - والصَّرصر والعقيمُ - وهما في البر -. وفي حديث علي - رضي الله عنه -: كنت كالجبل لا تُحرِّكه العواصف ولا تُزيله القواصِفُ، وقد ذُكِر الحديث بتمامه في تركيب ع ب ب. وقال ابن دريد: في دُعائهم: بعث الله عليه الرِّيح العاصف والرعد القاصف. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنا والنبيُّون فرّاطٌ لِقاصِفْينَ. القاصِفُونَ: الذين يزدحمون كأن بعضهم يقِصف بعضا لِفرْط الزحام بداراً إليها، ويقول: تتقدَّم الأمم إلى الجنة وهم على أثرهم، وقال ابن الأنباري: أي أنا والنبيون متقدمون في الشفاعة لقوم كثير متدافعين مزدحمين. وفي الحديث: أن رجلا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما شيَّبَك؟ قالا: هود وذواتُها قصفن عليَّ الأمم. يقول: ذُكِرَ فيهن هَلاك الأمم فاجتمع ذلك. ورعد قاصِف: شديد الصوت، يُقال: قَصَفَ الرعد وغيره قصِفاً. والقَصِيْفُ - أيضاً - هَشِيْم الشجر. والقَصِيفُ: صَرِيفُ الفحل. وقَصِفَ العود - بالكسر - يَقْصَفُ قَصَفاُ - بالتحريك - فهو قَصِفٌ: أي خَوَّارٌ. وقَصِفَ النَّبت يقصف قصفا فهو قَصِفٌ: إذا طال حتى انحنى من طوله، قال لبيد رضي الله عنه: حتّى تَزّيَّنَتِ الجِوَاءُ بفاخِرٍ ... قَصِفٍ كألْوانِ الرِّحالِ عَمِيْمِ وقال الليث: قَصِفَ الرمح: إذا انشقَّ عرضاً، وأنشد: سَيْفي جَرِيءٌّ وفَرْعي غيرُ مُؤتَشَبٍ ... وأسْمَرٌ غيرُ مَجْلُوْزٍ على قَصَفِ وقَصِفَ نابُه: إذا انكسر نِصْفُه. والأقْصَفُ: الذي انكسَرت ثَنِيَّتُه. قال: والأقْصَفُ: الشيء يَنْقَصِفُ نِصْفَيْنِ؛ فهو قَصِيْفٌ وقَصِفٌ. وقَصِفَتِ القناة قَصَفاً: إذا انكسرت ولم تَبِنْ. وقال ابن الأعرابي: رجل قَصِفُ البطن: وهو الذي إذا جاع فَتَر واسترخى ولم يتحمل الجوع. ورجل قَصِفٌ - أيضاً -: سريع الإنكسار عن النجدة. والقَصَفُ والقَصَفَةُ - بالتَّحريك فيهما -: هَدِيْرُ البعير وهو شدة رُغائه. وقال ابن الأعرابي: القُصُوفُ: الإقامة في الأكل والشرب. والقَصْفَةُ - بالسكون -: قطعة من رمل تَنْقَصِفُ من معظمه، والجمع: قَصْفٌ وقُصْفَانٌ - مثال تمرة وتمر وتُمران -. وقال ابن دريد: هي القِضَفَةُ - مثال عِنَبَة وبالضاد المُعْجَمَةِ -، وهو الصواب، ونذكرها - إن شاء الله تعالى - عَقِيب هذا التركيب. والقَصْفَةُ - أيضاً -: مَرْقاةُ الدرجة مثل القَصْمَةِ. وقَصْفَةُ القوم - أيضاً -: تدافعه وتراحمهم. وقال ابن دريد: فأما القَصْفُ من اللهو فلا أحسبه عربيا صحيحا. قال: وقد سمت العرب قِصَافاً؟ بالكسر -. وبنو قِصَافٍ: بطن منهم. وقال النَّضرُ: تسمى المرأة الضخمة: القِصَافَ. والقِصَافُ - أيضاً -: فرس كان لبني قُشيرٍ، وفيه يقول زياد بن الأشهب: أتاني بالقِصَافِ فقال خُذْهُ ... عَلانِيَةً فقد بَرِحَ الخَفَاءُ وانكر أبو الندى هذه الرواية وقال: الرِّواية: " أتاني بالفُطَيْرِ " وقال: البيتُ للرُّقاد.

قضف

والقَوْصَفُ: القَطِيْفَةُ. ومنه الحديث: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صَعْدَةٍ يتبعها حُذَاقيٌّ عليها قَوصَفٌ لم يبق منها إلاّ قرقرُها. الصَّعْدَةُ: الأتانُ، والحُذَاقيُّ: الجَحْشُ، والقَرْقَرُ: الظَّهْرُ. وقال ابن عبّاد: القَصَفَةُ: دِقَّةُ الأرطى، وقد أقْصَفَ الأرْطى. والتَّقَصُّفُ: التَّكَسُّرُ. والتَّقَصُّفُ: اللهو واللعب على الطعام والشراب. والتَّقَصُّفُ: الاجتماع. ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها - وذكرت أباها - رضي الله عنه - قالت في حديث طويل: ثم بدا لأبي بكر - رضي الله عنه - فابتنى مسجدا بفاء داره؛ وكان يصلي فيه فَيَتَقَصَّفُ عليه نِساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون إليه. وفي حديث سلمان - رضي الله عنه -: قال يهودي: أن بني قَيْلَةَ يَتَقاصَفُوْنَ على رجل بقُباءيزعم أنه نبي. أي من شدة ازدحامهم يكسر بعضهم بعضاً. وأبو تُقاصِفَ - بضم التاء -: رجل من خُناعَة ظلم قيس بن العجوة الهُذلي، فدعا عليه ابن العجوة فاستُجيبت دعوته، وقد ذُكرت القصة بتمامها في تركيب ع ود. والانْقِصَافُ: الاندفاع، يقال: انْقَصَفُوا عنه: إذا تركوه ومرُّوا. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفس محمد بيده لما يُهِمُّني من انقصافهم على باب الجنة أهم عندي من تمام شفاعتي. أي اندفاعهم، يعني أن استسعادهم بدخول الجنة وأن يتم لهم ذلك أهم عندي من إن أبلغ أنا منزلة الشافعين المُشفعين، لأن قبول شفاعته كرامة له وإنعام عليه، فوصولهم إلى مُبتغاهم آثر لديه من نيل هذه الكرامة لفَرْطِ شفقته على أمته. رزقنا الله شفاعته، وأتم له كرامته. والتركيب يدل على الكسر. قضف ابن دريد: القَضَفَةُ - بالتكريك -: القَطاةُ، أو ضرب من الطير في بعض اللغت؛ عن أبي مالك. قال: والقِضَفُ والقَضَفُ والقَضَافَةُ: من قولهم رجل قَضِيْفٌ بيِّن القِضَفِ والقَضَفِ والقَضَافَةِ: للنحيف من خلق لا من هُزال، والجمع: قِضَافٌ. قال: والقِضَفَةُ - والجمع قُضْفَانٌ -: وفي قطعة من الرمل تَنْقَضِفُ من معظمه أي تنكسر. والقَضَفَةُ - بالتحريك -: قطعة من الأرض تغلُظُ وتحدودب وتطول قليلا. وقال الليث: القَضَفَةُ: أكمة كأنها حجر واحد، والجميع: القَضَفُ والقِضَافُ، لا يخرج سيلها من بينها. وقال الأصمعي: القِضْفَانُ والقُضْفَانُ: أماكن مرتفعة من الحجارة والطين. وقال أبو خيرة: القَضَفُ: إكام صغار يسيل الماء بينها وهي في مُطمأن من الأرض وعلى جرفة الوادي، الواحدة قَضَفَةٌ، قال ذو الرُّمة: وقد خَنَّقَ الآلُ الشِّعَافَ وغَرَّقَتْ ... جَوَارِيْهِ جَذْعانَ القِضَافِ النَّوَابِكِ الجُذْعانُ: الصغار، ويروى: " البَرَانِكِ " وهي مثل القِِضَافِ. والقَضَفُ الحجارة الرقاق، قال عبد الله بن سَلَمَةَ - وقيل: سَلِيْمَةَ - الغامدي: دَرَأْتُ على أوَابِدَ ناجِيَاتٍ ... يَحُفُّ رِياضَها قَضَفٌ وَلُوْبُ والقَضَفُ: الدِّقَّة، قال قيس بن الخطيم: بَيْنَ شُكُوْلِ النِّسَاءِ خِلْقَتُها ... قَصْدٌ فلا جَبْلَةٌ ولا قَضَفُ والتركيب يدل على دقة ولطافة. قطف قَطَفْتُ العنب أقطِفُه قَطْفاً: جَنَبْته. والقِطْفُ - بالكسر -: العُنقود. وقال الليث: القِطْفُ اسم للثمار المَقْطُوْفَةِ. وقوله تعالى:) قُطُوْفُها دانِيَةٌ (أي ثمارها دانية من متناولها لا يمنعه بُعد ولا شوك. وفي الحديث: يجتمع النفر على القطف فيُشبعهم، وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ف ث ر. وقال الدينوري: القِطْفَةُ: من السُّطّاح؛ وهي بَقْلَةٌ رِبْعِيَّةٌ تسلنطح وتطول، ولها شوك كالحسك وجوفه أحمر، وورقها أغبر، وهذا عن الأعراب القدم. وقال غيرهم من الرواة: القِطْفُ يُشبه الحسك. والقولان متَّفقان. قال: والقَطَفُ - بالتحريك -: من شجر الجبل وهو مثل شجر الإجّاص في القدر؛ وورقته خضراء معرضة حمراء الأطراف خشناء، وخشبه صُلب متين تُتخذ منه الأصناق أي الحَلَقُ التي تُجعل في أطراف الأروية. أخبرني بذلك كله أعرابي، وأنشد: أمِرَّة اللّيف وأصْنَاق القَطَفْ وقَطَفٌ آخر: من احارا البقول، وهو الذي يسمى بالفارسية: السَّرْمَقَ.

قعف

والقَطَافُ والقِطَافُ: وقت القَطْفِ. وفي حديث الحجّاج: أنه خطب حين دخل العراق فقال في خطبته: إني أرى رؤوسا قد أيْنَعَتْ وحان قِطافها. والقِطَافُ: اسم من قَطَفَتِ الدابة تَقْطِفُ - بالكسر - قَطْفاً: إذا ضاق مشيُها، قال زهير بن أبي سُلمى يصِفُ ناقةً: بآرِزَةِ الفَقَارَةِ لم يَخُنْها ... قِطَافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاَءُ وقال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: خرجْت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض الغزوات، فبينا أنا على جملي أسير - وكان جملي فيه قِطَافٌ - فلحق بي فضرب عَجُز الجمل بسنوط؛ فانطلق أوسع جمل ركبته قط يواهق ناقته مواهقة. واشتاق القِطَافِ من القَطْفِ وهو القَطْعُ، لأن السير يجيءُ مُقطعاً غير مُطردٍ، والمُوَاهَقَةُ: المباراة في السير. ودابة قَطُوْفٌ: من القِطَافِ، قال رُؤْبَةُ: كأنَّهُنَّ في الدَّمِ السَّدِيْفُ ... أرَاكُ أيْكٍ مَشْيُها قَطُوْفُ والقَطُوْفُ: فرس جبار بن مالك بن حمار الشَّمْخيِّ، قال نَجَبَة بن ربيعة الفزاري: لم أنْسَ جَبّاراً ومَوْقِفَهُ الذي ... وَقَفَ القَطُوْفُ وكان نِعْمَ المَوْقِفُ ويقال: لأُلحقَنَّ قَطُوْفَها بالمِعْنَاقِ. ويقال: أقْطَفُ من ذرة، ومن حَلَمة، ومن أرنب. والقُطُوْفُ: الخدوش، الواحد: قَطْفٌ، قال يعقوب عن أبى عمرو، يقال: قَطَفَه يَقْطِفُه: أي خدشه، قال حاتم: سِلاحُكَ مَرْقيٌّ فلا أنتَ ضائرٌ ... عَدٌوّاً ولكنْ وَجْهَ مَوْلاكَ تقْطِفُ والقَطَفُ والقُطْفَةُ: الأثر. والقَطِيْفَةُ: دِثار مُخْمل، والجمع: قطائف وقُطُف، قال ذو الرُّمة يصف ظليما: هَجَنَّعٌ راحَ في سَوْداءَ مُخْمَلَةٍ ... من القَطائِف أعْلى ثَوْبِهِ الهُدُبُ والقَطِيْفَةُ: قرية دون ثنيَّة العقاب لمن طلب دمشق في طرف الربية من ناحية حمص. وأما القَطائف التي تؤكل فلا تعرفها العرب، وقيل لها ذلك لأن على وجهها مثل خَمْلِ القطائف. والقَطائفُ من التمر: صُهْبٌ مُنضمرة. والقَطِيْفُ: قرية بالبحرين. وقَطَافِ - مثال قَطَامِ -: الأمة. والقُطَافَةُ: ما يَسقط من العنب إذا قَطِفَ كالجُرَامة من التمر. وأقْطَفَ الكَرم: أي دنا قِطَافُه. وأقْطَفَ القوم: أي حان قِطَافُ كُرومهم. وأقْطَفَ الرجل: إذا كانت دابَّته قَطُوْفاً، قال ذو الرُّمَّة يصف جنديا: كأنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُطْطِفٍ عَجِلٍ ... إذا تَجَاوَبَ من بُرْدَيْهِ تَرْنِيْمُ وقَطَّفَ في الشيء: أثر فيه. والتَّقْطِيْفُ: مبالغة القَطْفِ وهو الخدش، وأنشد الأزهري: وهُنَّ إذا أبْصَرْنَهُ مُتَبَذَّلاُ ... خَمَشْنَ وُجُوْهاً حُرَّةً لم تُقَطَّفِ أي لم تُخدَّش. والتَّقْطِيْفُ - أيضاً -: مبالغة القَطْفِ وهو جَني الثمر، قال العجاج: كأنَّ ذا فَدّامَةٍ مُنَطَّفا ... قَطَّفَ من أعْنابِهِ ما قَطَّفا والمُقطَّفَةُ من الرجل: القِصار. والتركيب يدل على أخذ ثمرة من شجرها ثم يُستعار ذلك. قعف قَعَفْتُ النخلة: قَلَعْتُها من اصلها. والقَعْفُ: لغة في القَحْفِ وهو اشتفافك ما في الإناء أجمع. وقال الليث: القَعْفُ: شدة الوَطء واجتِرافُ التراب بالقوائم، وأنشد: يَقْعَفْنَ باعاً كَفَرَاشِ الغِضْرِمِ ... مَظْلُوْمَةً وضاحِياً لم يُظْلَمِ الغِضْرِمْ: المكان الكثير اللين اللزج. والقاعِفُ من المطر: الشديد يَقْعَفُ الحجارة أي يجرفها عن وجه الأرض. وقال ابن الأعرابي: القَعَفُ - بالتحريك -: السقوط في كل شيء، وقال في موضع آخر: القَعَفُ: سقوط الحائط. قال: والقَعَفُ: الجبال الصغار بعضها على بعض. وانْقَعَفَ الجُرُف: إذا انهار وانقَعر. وانْقَعَفَ الحائط: أي انقلع من اصله. وقال ابن دريد: انْقَعَفَ الشيء: إذا زال عن موضعه خارجاً، وأنشد: شُدّا عَلَيَّ سُرَّتي لا تُنْقَعِفْ ... إذا مَشَيْتُ مِشْيَةَ العَوْدِ النَّطِفْ ويُروى " شِكَّتي ". والاقْتِعَافُ: الاقتلاع. والاقْتِعَافُ - أيضاً: أخْذٌ رغيب، وأنشد الأصمعي: واقْتَعِفِ الجَلْمَةَ منها واقْتَثِثْ ... فإنَّما تَكْدَحُها لِمَنْ يَرِثْ يُقال: اخذ الشيء بجملته: أي كله.

قفف

والتَّقَعُّفُ: الانقِعَافُ. والتركيب يدُل على اجْتِرَافِ شيء وأخذه أجمع. قفف القَفُّ: يَبْيس أحرار البُقول وذُكُورها، وأنشد الليث: كأنَّ صَوْتَ خِلْفِها والخِلْفِ ... كَشَّةُ أفْعى في يَبِيْسٍ قَفِّ والقَفِيْفُ والجَفِيْفُ مثله، يقال: الإبل فيما شاءت من جَفِيْفٍ وقَفِيْفٍ؛ وأنشدالدِّيْنوريُّ: تَدُقُّ في القَفِّ وفي العَيْشُوْمِ ... أفاعِياً كَقِطَعِ الطَّخِيْمِ الطَّخِيْمُ: من الأطْخَمِ وهو اللحم يُيَبَّسُ فيسوَدُّ، والأطْخَمُ: مثلُ الأدْغم. وقال الأصمعي: قَفَّ العشب: إذا اشتد يُبْسُه. ويقال للثوب إذا جَفَّ بعد الغسل: قد قَفَّ قُفُوْفاً. وقَفَّ شعري: أي قام من الفَزَع. والقَفّافُ: الذي يَسْرِقُ الدراهم بين أصابعه، وقد قَفَّ يَقُفُّ - بالضم -. وفي حديث بعضهم وضرب مثلا فقال: ذهب قَفّافُ إلى صَيْرَفي بدراهم. وهو الذي يَسْرِقُ بمفِّه عند الانتقاد قال: فَقَفَّ بكَفِّهِ سَبْعِينَ منها ... من السُّوْدِ المُزَوَّقَةِ الصِّلابِ ويقال: أتَيْتُه على قَفّان ذاك وقافِيَته: أي على أثر ذاك. ومنه حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: أنه قال حُذيفة - رضي الله عنه -: أنك تستعينُ بالرجل الذي فيه - ويروى: بالرجل الفاجر - فقال: إني أستعمله لأستعين بقوته ثم أكون على قَفّانِه. يريد: ثم أكون على أثره ومن ورائه أتتبعُ أموره وأبحث عن أخباره؛ فكِفايته واضطرعه بالعمل ينفعني ولا تدعه مُراقبتي وكلاءة عيني أن يختان. وأنشد الأصمعي: وما قَلَّ عندي المالُ إلاّ سَتَرْتُهُ ... بِخِيْمٍ على قَفّانِ ذلكَ واسِعِ وقيل: هو من قولهم: فلان قَفّانٌ على فلان وقَبّان عليه: أي أمين عليه يتحفظ أمره ويحاسبه، كأنه شبَّه اطلاعه على مجاري أحواله بالأمين المنصوب عليه لإغنائه مغناه وسدِّه مسدَّه. وقال الأصمعي: قَفّانُ كل شيء: جماعه واستقصاء معرفته. وقال بعضهم: قَفّانُه إبّانُه، يقال: هذا حين ذاك وربّانُه وقَفّانُه وإبّانُه وأوَانه. وقال ابن شُمَيْلٍ: القُفَّةُ رِعْدَةٌ تأخذ من الحمى. والقُفُّ - بالضم - ما ارتفع من الأرض من مُتُوْنِها وصَلُبت حجارته، والجمع: قِفَافٌ وأقْفَافٌ، قال امرؤ القيس: فلمّا أجْزْنا ساحَةَ الحَيِّ وانْتَحى ... بنا بَطْنُ خَبْتٍ ذي قِفَافٍ عَقَنْقَلِ ويروى: " بَطْنُ حِقْفٍ ذي رُكام ". وقال شَمِرٌ: القُفُّ: ما ارتفع من الأرض وغَلُظ ولم يبلغ أن يكون جبلا. وقال ابن شُمَيْلٍ: القُفُّ حجارة غاصّ بعضها ببعض مُترادف بعضها إلى بعض حمرٌ لا يخالطها من اللين والسهولة شيء، وهو جبل غير أنه ليس بطويل في السماء؛ فيه إشراف على ما حوله، وما أشرف منه على الأرض حجارة؛ تحت تلك الحجارة - أيضاً - حجارة، قال: ولا تقلى قُفّاً إلاّ وفيه حجارة متعلقة عِظام مثل الإبل البُرُوك وأعظم وصغار، قال: ورُبَّ قُفٍّ حجارته فَنَادير أمثال البيوت، قال: ويكون في القُفِّ رياض وقِيعان؛ فالروضة حينئذ من القُفِّ الذي هي فيه ولو ذهبْت تَحْفْر فيها لَغلبَتْك كثرة حجارتها، وهي إذا رأيتها رأيتها طيناً وهي تُنبِتُ وتُعْشِب، وربما قَفَّفَ القُفَّ حجارته. قال رُؤْبَةُ: وقُفِّ أقْفَافٍ ورَمْلٍ بَحْوَنِ ... من رَمْلِ أرْنى ذي الرُّكامِ الأعْكَنِ ويروى: " يَرْنى " يريد أن يُعَظِّمه كقولهم: صِلُّ أصلالٍ. والقُفُّ: علمٌ لواد من أودية المدينة - على ساكِنيها السَّلامُ - قال زُهير بن أبي سُلمى: لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنَازِلُهْ ... عَفَا الرَّسُّ منها فالرُّسَيْسُ فَعاقِلُهْ فَقُفٌ فَصَاراتٌ فأكْنَافُ مَنْعِجٍ ... فشرقيُّ سلمى حَوْضُهُ فأجاوِلُهْ ثم أضاف إليها شيئا آخر وثنّاه فقال زهير أيضاً: كم للمَنازِلِ من عامٍ ومن زَمَنِ ... لآلِ أسْماءَ بالقُفَّيْنِ فالرُّكُنِ وقال ابن عبّاد: القُفُّ: خُرْتُ الفَأسِ، والقصير من الرجال. وجاءنا بقُفٍّ من الناس: إي بأخْلاطٍ وأوْباشٍ. قال: والقُفُّ: السُّدُّ من الغَيْم كأنه جبلُ. وقال غيره: القُفُّ ظهر الشيء. وناقَةٌ قُفِّيَّةٌ: تَرعى القُفَّ. والقُفُّ: من حبائل السِّباع.

قلطف

وقال الليث: القُفَّةُ: كهيئة القرْعةِ تُتَّخذ من خُوص، يقال: شيخ كالقُفَّة وعجوز كالقُفَّة. وزاد غيره: يُجْتنى فيها من النخل ويضع فيها النساء غَزْلَهُنَّ. وفي حديث أبي رجاء عِمران بن تيمٍ العُطارِديِّ: يأتونني فيحملونني كأنني قُفَّةٌ حتى يضعوني في مقام الإمام فأقرأ بهم الثلاثين والأربعين في ركعة. وقال الأصمعي: القُفَّةُ من الرجال: الصغير الجِزرم قد قف أي انضم بعضه إلى بعض حتى صار كأنه قُفَّةٌ. وقال ابن السكِّيت في قولهم كبر حتى صار كأنه قُفَّةٌ. وقال ابن السكيت في قولهم كَبِر حتى صار كأنه قُفَّةٌ: وهي الشجرة البالية اليابسة. وقال الأزهري: وجائز أن يُشبَّه الشيخ إذا اجتمع خلقُه بِقُفَّة الخوُص وهي كالقرعة تُجعل لها معاليق وتُعلَّق بها من رأس الرحل يضع الراكب فيها زاده وتكون مُقَوَّرة ضيِّقة الرَّأس، قال: رُبَّ عَجُوْزٍ رَأْسُها كالقُفَّهُ ... تَسْعى بِجُفٍّ معها هِرْشَفَّهْ وروى أبو عُبيد: " كالكِفَّهْ ". والقُفَّةُ: الفَأْرَةُ. والقُفَّةُ - أيضاً -: ما ارتفع من الأرض؛ كالقُفِّ. وقَفْقَفا البعير: لَحْياه. وأما قول عمرو بن أحمر الباهلي يصف ظَليماً: يَظَلُّ يَحُفُّهُنَّ بِقَفْقَفَيْهِ ... ويَلْحَفُهُنَّ هِفّافاً ثَخِيْنا ويروى: " هَفْهَافاً "، فإنه يريد أنه يَحُفُّ بيضه بجناحيه ويجعلهما له كاللحاف وهو رقيق مع ثِخَنِه. وأقَفَّتِ الدجاجة: إذا انقطع بيضها، هذا قول الأصمعي. وقال الكسائي: إذا جمَعَتْ بيضها. وقال أبو زيد: أقَفَّتْ عين المريض: إذا ذهب دمْعُها وارتفع سوادُها. وقَفْقَفَ الرجل: إذا ارتعد من البرد. والقَفْقَفَةُ: اضطراب الحَنِكْين واصطحاك الأسنان من البرد وغيره، وأنشد ابن دريد: نِعْمَ ضَجِيْعُ الفَتى إذا بَرَدَ ال ... لَيْلُ سُحَيراً وقَفْقَفَ الصَّرِدُ قال: وقَفْقَفَ النَّبْتُ وتَقَفْقَفَ: إذا يَبِسَ. وتَقَفْقَفَ الرجل من البرد: إذا ارْتَعَدَ، مثل قَفْقَفَ. والتركيب يدل على الجمع والتجمعُ والتَّقَبُّضِ. قلطف قِلْطِفُ بن صَعْتَرَةَالطائي: أحد حُكّام العرب وكُهّانِهم. قلعف اقْلَعَفَّ الجِلْدُ واقْفَعَلَّ: إذا انْزَوى. واقْلَعَفَّت أنامِلُه واقْفَعَلَّتُ: إذا تَشَنَّجَتْ من بَرْدٍ أو كِبَرٍ. وقال الليث: البَعيرُ يَقْلَعِفُّ إذا ضرب الناقة فانضم إليها؛ يَقْلَعِفُّ: يصير على عُرْقُوْبَيْهِ مُعتمدا عليهما وهو في ضِرَابه، وهذا لا يُقْلَب. قال: وإذا مددت الشيء ثم أرسلته فانضم قُلت: أقْلَعَفَّ. وقال ابن شُمَيْل: يقال للرّاكب إذا لم يكن على مركب وطِيء: مُتقَلْعِفٌ. قلف رجل أقْلَفُ بيِّن القلف: وهو الذي لم يُخْتَنْ. وفي حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: الأقْلَفُ لا تُؤكل ذبيحتُه. هذا على التَّنزيه لا على التحريم. والقُلْفَةُ - بالضم: - العُزْلة، قال: كأنَّها حِثْرِمَةُ ابْنِ غابِنِ ... قُلْفَةُ طِفْلٍ تَحْتَ مُوْسى خاتِنَ وقَلَفَها الخاتن قَلْفاً: قطعها. وتَزعم العرب أن الغلام إذا ولد في القَمراء فَسحت قُلْفَتُه كالمختون، قال امرؤ القيس لقَيْصر لما دخل معه الحمام: إنّي حَلَفْتُ يَمِيْناً غيرَ كاذِبَةٍ ... لأنْتَ أقْلَفُ إلاّ ما جَنى القَمَرُ ويروى: " أغْلَفُ ". وأنهم يقولون: إذا كان الصبي أجلعَ خَتَنَه القمر، والأجلَعُ: الذي لا تتوارى قُلْفَتُه. وعيش أقْلَفُ: رغَد. وقال ابن دريد: سيف أقْلَفُ: الذي في طرف ظُبَتِهِ تحزيز. وقال غيره: سنَة قَلْفَاءٌ: مَخْصِبةٌ. والقَلَفةُ - بالتحريك -: من الأقْلَفِ كالقطعة من الأقْطَعِ. وقال الَرّاءُ في نوادِرِه: القَلَفَةٌ: القُلْفَةُ. وقال غيره: القَلَفَتانِ: طَرَفا الشَّارِبين. والقِلْفُ - بالكسر -: الموضع الخشن. والقِلْفُ - أيضاً -: الدَّوْخَلَّةُ. والقِلْفُ: قشر شجر الكُنْدُر الذي يُدخن به. وقال الدِّينوريّ: ذكر الأعراب أن القِلْفة خضراء لها ثمرة صغيرة، وهي كالقُلقُلان، والمال حَرِيص عليها. وقَلَفْتُ الشجرة: أي نَحَّيْتُ عنها لحاءها. وقَلَفْتُ الدّنّ: فَضَضْتُ عنه طِيْنَه.

قلهف

وقَلَفْتُ السفينة: إذا خَرَزْتَ ألواحها بالليف وجعلت في خللها القار، والاسم القِلافَة. وفي حديث سعيد بن المسيب: إنه كان يَشرب العصير ما لم يَقلِفْ: أي ما لم يُزْبِدْ. وقال أبو مالك: القِلَّفُ - مثال قِنَّبٍ -: الغِرينم والتِّقْنُ إذا يَبِسَ. والقَلِيْفُ: جُلَّة التمر. وقال ابن عبّاد: صخرة قِلْيَفةٌ وناقة قِلْيَفٌ - بوزن حِميَر -: وهي الضَّخمةُ. وقال النّضر: القَلْفُ: الجِلال المملوءة، وكل جُلّة منها: قَلْفَةٌ، وهي المَقْلُوْفَةُ، وثلاث مَقْلُوْفات، وكل جُلَّة مَقْلُوْمَةٌ، وهي الجلال البحرانيَّة. وقال ابن عبّاد: قَلَّفْتُ الجَزُور تَقْلِيفا: عضَّيْتُها. وقال غيره: قَلَّفْتُ السفينة: مثل قَلَفْتُها. والتَّقْلِيْفُ: من كلام أهل حضر موت، وهو تَمر يُنزع نواه ويُكنز في قِرب وظروف من الخوص. واقْتَلَفْتُ من فلان أربع قَلَفَاتٍ وأربع مَقْلُوْفاتٍ: وهو أن تأتي الجُلَّةَ عند الرجل فتأخذها بقوله منه ولا تَكِيلها. والاقْتِلافُ - أيضاً -: اقْتِلاعُ الظفر من أصله، وأنشد الليث: يَقْتَلِفُ الأظْفارَ عن بَنانِهِ وقال العُزَيزيُّ: انْقَلَفَتْ سُرَّته: إذا تعجّزت، وأنشد: شُدُّوا علي سُرّتي لا تَنْقَلِفْ والتَّركيب يدل على كشط شيء عن شيء. قلهف في النوادر: شعر مُقْلَهِفٌّ: أي مُرتفع جافل. والقَلَهْنَفُ: المرتفع الجسم. قنصف الليث: القِنْصِف: طوط البردي نفسه. قنف أبو عمرو: القُنافي - بالضم - من الرجال: العَظيم. وقال ابن عبّاد: رجل قُنافٌ: ضخم اللحية، وقيل: الطويل الجسم الغَليظُه، وقِناف مثله. قال: والقُنَافُ: الفَيشلة الضخمة. وقال غيره: القُنَافُ: الرجل الكبير الأنف. وقَبِيصة بن هُلب - وهُلب لقب؛ واسمه يزيد - بن قُنافة الطائي: هو وأبوه هُلب من أصحاب الحديث. والأقْنَف: الأبيض القَفا من الخيل. والقَنَفُ - بالتحريك -: صِغَرُ الأذنين وغِلَظُهما، وزاد ابن دريد: ولُصُوقهما بالرأس. وقال أبو عمرو: القَنَفُ: البياض الذي جُردان الحمار. وقال الليث: الأذن القَنْفَاءُ أذن المِعْزى: إذا كانت غليظة كأنها نَعل مخصوفة؛ ومن الإنسان: إذا كانت لا أُطَر لها؛ والكَمَرَة القَنْفَاء. وكانت لَهْمام بن مرة ثلاث بنات فآلى ألاّ يُزوجهن أبداُ، فلما طالت بهن العُزُوبة قال إحداهن بيتا وأسمعته كأنها لا تعلم أنه يسمع ذلك، فقالت: أهَمّامُ بن مُرَّةَ أنَّ هَمّي ... لَفي اللاّئي تكُونُ مَعَ الرِّجالِ فأعطاها سيفا وقال: السيف يكون مع الرجال، فقالت التي تليها: ما صَنَعتِ شيئاً؛ ولكني أقول: أهَمّامُ بن مُرَّةَ أنَّ هَمّي ... لَفي قَنْفَاءَ مُشْرِفَةِ القَذَالِ فقال: وما قَنْفَاء تريدين مِعْزىً؟، فقالت الصغرى: ما صنعتما شيئاً؛ ولكني أقول: أهَمّامُ بن مُرَّةَ أنَّ هَمّي ... لَفي عَرْدٍ أسُدُّ به مَبالي فقال: أخزاكُن الله؛ وزوجهُن. وأنشد غير الليث. وأُمُّ مَثْوايَ تُذَرّي لِمَّتي ... وتَغْمِزُ القَنْفَاءَ ذاةَ الفَرْوَةِ وقال أبو عمرو: القَنِيْفُ والقَنِيْبُ: جماعات الناس. وقال ابن دريد: القَنِيْفُ والقَنِيْبُ: جماعات الناس. وقال ابن دريد: القَنِيْفُ اختلفوا فيه، فقال قوم: القَنِيْفُ السحاب، وقال آخرون: مرَّ قَنِيْفٌ من الليل: إذا مرَّ هَوِي منه؛ وليس بثَبتٍ. وقال ابن عبّاد: القَنِيْفُ: القليل الأكل. والقَنِفُ: الأزْعر القليل شعر الرأس. وقَنِفَ القاعُ قَنَفاً: إذا تشقَّق طينه. قال ابن الأعرابي: القِنَّفُ والقِلَّفُ - مثال قِنَّبٍ -: ما تطاير من طين السيل على وجه الأرض وتشقَّق. قال: وأقْنَفَ الرجل: إذا اسْتَرْخَتْ أذنه. وأقْنَفَ: إذا اجتمع له رأيه. وقال ابن عبّاد: أقْنَفَ: إذا صار ذا جيش كثير. وحَجَفَةٌ مُقَنَّفَةٌ - بتشديد النون المفتوحة -: أي مُوسعة. وقَنَّفْتُه بالسيف: أي قطعْتُه. وقال ابن الأعرابي: اسْتَقْنَفَ الرجل: إذا اجتمع له رأْيُه وأمره في معاشه؛ مثل أقْنَفَ. والتركيب يدل على تجمُّع شيء. قوف قُوْفُ الأذن - بالضم -: أعلاها؛ وقيل: مُستدار سمِّها.

قيف

وقولهم: أخذه بقُوْفِ رقبته وبِقُوْفَةِ وبقافِ رقبته: أي برقبته جمعاء. وقال الكسائي: هو أن يأخذ برقبته فيعصرها، قال: نَجَوْتَ بقُوْفِ نَفْسِكَ غيرَ أنّي ... إخَالُ بأنْ سَيَيْتَمُ أو تَئيْمُ أي نجوت بنفسك. وبيت قُوْفى - مثال طُوبى -: من قُرى دمشق. والقاف: من حروف المعجم. وقاف: جبل مُحيط بالأرض، قال الله تعالى:) ق والقُرْآنِ المَجِيْدِ (. والقائفُ: الذي يعرف الآثار، والمجع: القافَةُ، يقال: قُفْتُ أثره قَوْفاً: إذا اتَّبعْته؛ مثل قَفَوت أثره، قال الأسود بن يَعْفُر: كَذَبْتُ عليكَ لا تَزَالُ تَقُزْفُني ... كما قافَ آثارَ الوَسِيْقَةِ قائفُ فأغراه بنفسه؛ أي عليك بي. ويقال: هو أقْوَفُ الناس. واقْتَافَ أثره: مثل قافَهُ. وقال ابن شُميل: يقال فلان يَتَقَوَّفُ على مالي: أي يحجُر عليَّ فيه. وهو يَتَقَوَّفُني في المجلس: أي يأخذ عليَّ في كلامي ويقول قُل كذا وكذا. وقال ابن دريد: القاف والواو والفاء ليست أصلا؛ وإنما هي من باب أبدال. قيف ذو قَيْفانَ: علقمَةُ بن علسٍ ذي جَدَن بن الحارث بن زيد بن الغوث بن الأصغر بن سعد بن عوف بن عدي الحِميَري؛ ويقال: ذو قيفان بن مالك بن زُبيد بن وَلِيعة بن مُعيد بن سبأ الأصغر بن كعب بن زيد بن سهل، وهو مَلك البَوْنوالبَوْنُ مدينة لهَمْدان -، فقتله زيد بن مَرْب الهمْداني جدُّ سعيد بن قيس بن زيد، ومَلَك بعده مَرْثَد بن عَلس الذي أتاه أمرؤ القيس يستمده على بني أسد. وفي ذي قَيفان يقول عمرو بن معدي كرِب رضي الله عنه: وسَيْفٌ لابْنِ ذي قَيْفَانَ عِنْدي ... تَخَيَّرَه الفَتى من قَوْمِ عادِ كتف الكَتِفُ والكِتْفُ - مثال كَذِب وكِذْبٍ -، وهي مؤنثة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه سلم - أنه أُتي بكَتِفٍ مُؤرَّبة فأكلها وصلّى ولم يتوضَّأْ، قال: إنّي امْرُؤ بالزَّمانِ مُعْتَرِفُ ... عَلَّمَني كَيْفَ تُؤْكَلُ الكَتِفُ وذو الكَتِفِ: مروان سليمان بن يحيى بن أبي حَفْصة - واسمه يزيد - بن مروان بن الحَكَم، وأصلُهُم يهود من موالي السَّمَوْءل بن عادِياءَ، وهم يَدَّعون أنهم موالي عُثمان بن عفان - رضي الله عنه -، وإنّما أعْتَقَ مروان بن الحكم أبا حفصة يوم الدار، ويُقال إن عثمان - رضي الله عنه - اشتراه غُلاما من سَبْيَ اصطَخْرَ ووهبه لمروان بن الحكم، يُكَنّى أبا السِّمط، وكان يُلَقَّب ذا الكَتِفِ لبيت قاله. وجمْع الكَتِفِ: أكْتافٌ. وذو الأكتاف: سابور بن هُرمُز بن نرسي بن بهرَام. قال ابن قُتيبة: لما بلغ سابور ست عشرة سنة أمر أن يختاروا له ألف رجل من أهل النجدة ففعلوا، فأعطاهم الأرزَاق ثم سار بهم إلى نواحي العرب الذين يَعِيثون في أرضهم فقتل من قدر عليه ونزع أكتافهم، فلُقِّب ذا الأكتاف. والكَتّافُ: النّاظِر في الكَتِفِ. ورجل أكْتَفُ بيِّن الكَتَفِ: أي عَريض الكَتِفِ. والأكْتَفُ - أيضاً - من الخيل: الذي في أعالي غَرَاضِيْفِ كَتِفَيْه انْفِرَاجٌ. وقال الليث: المِكْتَافُ من الدّ؟ واب: الذي يَعْقِر السرج كِتفه. وقال ابن دريد: الكُتَافُ - بالضم -: وَجَعُ الكَتِفِ. والكَتَفُ: ظَلْعٌ يأخذ من وجعٍ في الكَتِفِ؛ عن ابن السِّكِّيت، جمل أكْتَفُ. والكُتْفَانُ: الجراد أول ما يَطير منه، الواحدة: كُتْفانَةٌ. ويقال: هو الجرادُ بعد الغَوْغاء، أولها السِّرو ثم الدَّبى ثم الغَوْغاء ثم الكُتْفانُ. وقال ابن دريد: إنّما سمي كُتْفاناً لأنه يتَكَتَّفُ في مشيه أي ينزو. وقال الأصمعي: واحد الكُتْفانِ من الدَّبى: كاتِفَةٌ. وقال الفرّاء في نوادره: كَتَفَ يَكْتِفُ كَتْفاَ - كضَرَبَ يَضْرِبُ ضَرْباً - وكَتِفَ يَكْتَفُ كَتَفاً - مثال تَعِبَ يَتْعَبُ تَعَباً -: إذا مشى مَشياً رُويداً. وكَتَفَتِ الخيل: إذا ارتفعت فروع أكْتافِها. والكَتْفُ: أن يُشَدَّ حِنوا الرَّحْلِ أحدهما على الآخر. وكَتَفْتُ الرجل: إذا شدَدْت يديه إلى خلف بالكِتَافِ وهو حبل. وقال ابن دريد: الكِتَافُ حبل يُشَدُّ به وظِيْفُ البعير إلى كَتِفَيْه. والكاتِفُ: الكارِه. وقال الليث: الكَتَفَانُ ضَرْب من الطيران كأنه يَضم جناحيه من خلف شيئاً. وقال ابن عبّاد: الكَتَفَانُ - أيضاً - من المشي: السرعة.

كثف

وكُتَيْفَةُ - مُصغرة -: من بلاد باهلة، قال امرؤ القيس: فكأنَّما بَدْرٌ وَصِيْلُ كُتَيْفَةٍ ... وكأنَّما من عاقِلٍ أرْمَامُ يقول: قطعتُ هذين الموضعين اللذين ذكر على بُعْد ما بينهما قطْعا سريعاً حتى كأن كل واحد مُتصل بصاحبه، وعاقل وأرمام: موضِعان مُتباعدان. وقال أيضاً: فأضْحى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ ... يَكُبُّ على الأذْقانِ دَوْحَ الكَنَهْبُلِ ويروى: " من كل فِيْقَةٍ " و " من كل تَلْعةٍ ". وقال ابن عبّاد: كَتَفْتُ الأمر: كَرِهْتُه. وقال شَمِرٌ: يقال للسيف الصَّفيح: كَتِيْفٌ، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإياديّ: نُبِّئْتُ أنَّ أخا رِياحٍ جاءني ... زَبِداً لِنابَيْهِ عَلَيَّ صَرِيْفُ فَوَدِدْتُ لو أنّي لَقِيْتُكَ خالِياً ... أمْشي بكَفّي صَعْدَةٌ وكَتِيْفُ أراد سَيفاً صَفِيْحاً سماه كُتِيْفاً. والكَتِيْفَةُ: ضبّة الباب وهي حديدة عَرِيْضَةٌ، قال الأعشى: بَيْنَما المَرْءُ كالرُّدَيْنيِّ ذي الجُبْ ... بَةِ سَوّاهُ مَصْلِحُ التَّثْقِيْفِ أو إنَاءِ النُّضَارِ لاحَمَهُ القَيْ ... نُ ودانى صُدُوْعَهُ بالكَتِيْفِ رَدَّهُ دَهْرُهُ المُضَلِّلُ حتّى ... عادَ من بَعْدِ مَشْيِهِ للدَّلِيْفِ يقال: إناء مَكْتُوْفٌ: أي مُضَبَّبٌ. والكَتِيْفَةُ - أيضاً -: السَّخِيْمَةُ والحِقد، قال القطاميّ: أخُوْكَ الذي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ ... وتَرْفَضُّ عند المُحْفظاتِ الكَتَائفُ وقال أبو عمرو: الكَتِيْفَةُ: الجماعة من الناس. وقال ابن دريد: الكَتِيْفَةُ اللحم صِغارا قلْت: كَتَّفْتُه تَكْتِيْفاً. وقال ابن دريد: كَتَّفَتِ الفَرَس: إذا مشت فحرّكت كَتِفَيْها. وتَكَتَّفَ الكُتْفَانُ في مشيه: إذا نَزَا. والتركيب يدل على عِرض في حديدة أو عَظمٍ، وقد شَذّ عن هذا التركيب الكُتْفانُ. كثف الكَثْفُ - بالفتح -: الجماعة، ومنه قول ابن عباس - رضي الله عنهما -: وأنا في كَثْفٍ. وقد كُتب الحديث بتمامِه في تركيب ح م ش. والكَثَافَةُ: الغِلَظُ، وقد كَثُفَ الشيء - بالضَّمِّ - فهو كَثِيْفٌ. وقال الليث: الكَثَافَةُ والالْتِفَافُ. والكَثِيْفُ: اسم كَثْرَتِه، يُوصفُ به العسكر والسّحابُ والماء. وأنشد لأُمَيَّة بن أبي الصَّلْتِ: وتَحْتَ كَثِيْفِ الماءِ في باطِنِ الثَّرى ... ملائِكَةٌ تَنْحَطُّ فيه وتَصْعَدُ ويروى: " كَنِيْفِ الماء ". وكَثِيْفٌ السُّلَمِي: من التابعين. وكُثَيْفٌ - مُصغَّراً -: هو مَوْءلَةُ بن كُثَيْفِ بن حمل بن خالد بن عمرو بن معاوية - وهو الضِّبابُ - بن كِلاب بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعَةَ - رضي الله عنه -، له صُحْبَةٌ. وقال ابن عبّاد: أكثف منك كذا: أي قَرُب وأمكن؛ مثل أكْثَبَ. وكَثَّفْتُ الشيء تَكْثِيْفاً: أي جعلْتُه كَثِيْفاً. واسْتَكْثَفَ الشيء: أي كَثُفَ. وقال ابن دريد: كل مُتراكِب مُتكاثِفٌ، ومنه تَكَاثَفَ السحاب: إذا تراكب وغلُظ. والتركيب يدل على تراكب شيء على شيء وتجمُّع. كحف ابن الأعرابيِّ: الكُحُوفُ: الأعضاءُ. كدف في نوادر الأعراب: يقال سَمعت كَدفَتَهم: وهي الصوت تسمعه من غير مُعاينة. وقال الخارْزنجيُّ: الكَدَفَةُ: صوت وقْع الأرجل، يقال: أكْدَفَتِ الدابة. كرسف الفَرّاء: الكُرْسُفُ والكُرْسُوْفُ: القطن، قال أبو النجم يصف فحلاً: كأنَّهُ وهو بِهِ كالأفْكَلِ ... مُبَرْقَعٌ في كُرْسُفٍ لم يُغْزَلِ شبَّه ما على لَحْيَيه ومشافِرِه من اللُّغام إذا هدر بالكُرْسُفِ. والكُرْسُفيّ: نوع من العسل. وكُرْسُفَّةُ - بتشديد الفاء -: موضع. وقال ابن عبّاد: الكِرْسافَةُ: كُدوْرةُ العين وظُلْمتُها. قال: والكَرْسَفَةُ: أن يُقطع عُرقُوبُ الدابة، وقيل: هي أن يُقيَّد البعير فيُضَيَّق عليه. وقال ابن دريد: تَكْرْسَفَ الرجل: إذا تداخل بعضه في بعض. كرشف أبو عمرو: الكَرْشَفَةُ والخَرْشَفَةُ والكِرْشِفَةُ والخِرْشِفَةُ والكِرْشافُ والخِرْشافُ: الأرض الغعَلِيْظَةُ، وأنشَدَ: هَيَّجَها من أجْلُب الكِرْشافِ ... ورُطُبٍ من كلأٍ مُجْتافِ

كرف

أسْمَرُ للوَغْدِ الضَّعيفِ نافِ ... جَرَاشِعٌ جَبَاجِبُ الأجْوَافِ حُمْرُ الذُّرى مُشْرِفَةُ الأنْوَافِ كرف كَرَفَ الحمار: إذا شمَّ بول الأتان ثم رفع رأسه وقلب جَحْفَلَتَه. وقال ابن دريد والليث: كَرَفَ يَكْرِفُ ويَكْرُفُ - لغتان -، وهو لكل دابةٍ، وربما قالوا كَرَفها: أي تشَمَّم بولها، وأنشد: مُشَاخِساً طَوْراً وطَوْراً كارِفا وقال ابن دريد: حمار مِكْرَافٌ. وكل ما شَمِمْتَه فقد كَرَفْتَه. وقال الزَّجاج: أكْرَفَ فيه: لُغة. وقال ابن عبّاد: اكْتَرفَتِ البيضة: فسَدت. والكِرْفِئُ وكَرْفَأ وتَكَرْفَأ ذُكِرت في تركيب ك ر فء؛ لاختلاف الناس في أصالة الهمز ووزيادته. كرنف الكِرْنافُ: أُصول الكَرب تبقى في جِذْع النخلة بعد قطع السَّعف؛ وما قُطع مع السَّعف فهو كَرَب، الواحدة كِرْنافَةٌ، والجمع كَرانِيْفُ، وقال ابن عبّاد: الكُرْنافَةُ - بالضم - لغة فيها. ويقال للرجل العظيم القدَمِ: كأن قدَمه كِرْنافَةٌ؛ أي كَرَبَةٌ. والكِرْنِيْفَةُ: الأنف الضخم. قال: والكُرْنُفَةُ - بالضم -: الضاوي من الإبل ومن الناس جميعا. قال: المُكَرْنِفُ: الأنف الضخم كالكِرْنِيْفَةِ. وكَرْنَفَه بالسيف: إذا قَطعه. وقال الليث: الكَرْنَفَةُ: الضّرْبُ، تقول: كَرْنَفْتُه بالعصا: إذا ضَرَبْته بها، وأنشد: لَمّا اْتَكَفْتُ له فَوَلّى مُدْبِراً ... كَرْنَفْتُه بِهِرَاوَةٍ عَجْرَاءِ والكَرْنَفَةُ: قَطْع الكَرَانِيْفِ. والمُكَرْنِفُ: الذي يلْقُط التمر من أصول كَرانِيْفِ النخل، قال: قد تَخِذَتْ لَيْلى بقَرْنٍ حائطا ... واسْتَأْجَرَتْ مُكَرْنِفاُ ولاقِطا وطارِداً يُطَارِدُ الوَطاوِطا كرهف الأصمعي: المُكْرَهِفُّ من السحاب: الذي يَغْلُظُ ويركب بعضه بعضا؛ مثل المُكْفَهِرِّ. وقال أبو عمرو: اكْرَهَفَّ الذَّكَرُ: إذا انتشر، وأنشد: قَنْفَاءُ فَيْشٍ مُكْرَهِفٍّ حُوْقُها وشَعَرٌ مُكْرَهِفٌّ: مُرتَفع جافِلٌ. كسف الكِسْفَةُ: القِطعة، يقال: أعطني كِسْفَةً من ثوبك، والجمع: كِسْفٌ وكِسَفٌ، ومنه قوله تعالى:) أوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كما زعمتَ علينا كِسْفاً (و " كِسَفاً "، قرأها هنا - بفتح السين - أبو جعفر ونافع وأبو بكر وابن ذكوان، وفي الروم - بالإسكان - أبو جعفر وابن ذكوان، وقرأ - بالفتح - إلاّ في الطور حفْصٌ. فمن قرأ مُثقَّلا جعله جمْع كِسْفَةٍ كَفِلْقَةٍ وفِلَقٍ وهي القطعة والجانب، ومن قرأ مُخفَّفا فهو على التوحيد، وجمْعه: أكْسَافٌ وكُسُوْفٌ، كأنه قال: تُسْقِطها طبقاً علينا، من كَسَفْتُ الشيء: إذا غَطَّيته. وقال أبو زيد: كَسَفْتُ الشيء أكْسِفُه كَسْفاً: إذا قطَعْته. والكَسْفُ: مصدر كَسَفْتُ عُرْقُوْبه: إذا عَرْقَبْته. وفي الحديث: أن صفوان كَسَفَ عُرْقُوب راحلة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أحرج. وأنشد الليث: ويَكْسِفُ عُرْقُوْبَ الجَوَادِ بمِخْذَمِ وكسَفت الشمس تَكْسِفُ كُسوفاً، وكَسَفها الله، يتعدى ولا يتعدى، قال جَرير يَرْثي عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: فالشَّمْسُ كاسِفَةٌ لَيْسَتْ بِطالِعَةٍ ... تَبْكي عليكَ نُجُوْمَ اللَّيْلِ والقَمَرا هكذا الرواية، أي أن الشمس كاسِفة تبكي عليك الدهر، النُّحاة يرْوُونه مُغيَّراً وهو: " الشمس طالِعةٌ ليست بِكاسِفة " أي ليست تَكْسِف ضوء النجوم مع طلوعها لِقلة ضوئها وبُكائها عليك. وكذلك كسَفَ القمرُ، إلاّ أن الأجَوَد فيه أن يقال خَسَف القمر. وكَسَفَتْ حال الرجال: إذا ساءت، ورجل كاسِف البال: أي سيئ الحال. وكاسِف الوجه: أي عابِس. وفي المَثل: أكَسْفاً وإمْسَاكاً: يُضربُ لمن يجمع بين العُبوس والإمساك. ويوم كاسِفٌ: عظيم الهول شديد الشر، قال: يا لَكَ يَوْماً كاسِفاً عَصَبْصَبَا وكَسَفَ الرجل: إذا نَكَسَ طَرْفه. الكَسْفُ في العَرُوْض: أن يكون آخر الجزء متحركاً فتُسقط الحرف رأساً، والشين المُعجَمة تصحِيفٌ، قاله جار الله العلاّمة الزمخشري - رحمه الله -. وكَسَفُ: قرية من نواحي الصُّغدِ. وكَسْفَةُ - بالفتح -: ماءةٌ لبني نعامة من بني أسد، وقيل: هي مُعجمَة.

كفف

وقال ابن عبّاد: الكِسْفُ: صاحب المنصورية. وقال غيره: كَسَّف بصره عن فلان تَكْسِيفاً: أي خفَّضه. وقال الليث: بعض الناس يقول: انْكَسَفَتِ الشمس، وهو الخطأ. قال الزهري: ليس ذلك بَخطأ؛ لما روى جابر - رضي الله عنه -: انْكَسَفَتِ الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والتركيب يدل على تغير في حال الشيء إلى ما لا يحب، وعلى قَطْع شيء من شيء. الكَشْفُ والكاشِفَةُ: الإظهار. والكاشِفَةُ: من المصادر التي جاءت على فاعِلَةَ كالعافية والكاذبة، قال الله تعالى:) ليسَ لها من دُوْنِ اللهِ كاشِفَةٌ (: أي كَشْفٌ وإظْهارٌ. وقال الليث: الكَشْفُ: رفْعُكَ شيئا عمّا يُواريه ويُغطِّيه. والكَشُوْفُ: النّاقة يضْرِبُها الفحل وهي حامل، وربما ضربها وقد عظُم بطنُها. وقال الأصمعي: فإنْ حَمَل عليها الفحل سنتين متواليتين فذلك الكِشَافُ، والناقة كَشُوفٌ، وقد كَشَفَتْ، قال زُهير بن أبي سُلمى: فَتَعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحى بِثِفالِها ... وتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمّ تُنْتَجْ فَتَفْطِمِ ويروى: " فَتُتْئمِ ". وقال اليث: الكِشَافُ: أن تَلْقح حين تُنتج، والكِشَافُ: أن يُحمل عليها في كل سنة وذلك أرد النِّتاج. والكَشَُ: انقلاب من قُصاص الناصية كأنها دائرة، وهي شُعيرات تنبتُ صُعداً، والرجل كشَفُ، وذلك الموضع كشفةٌ، قال الليث: يُتشَأمُ بها. والكَشَفُ في الخيل: التواء في عَسِيْبِ الذنب. والأكْشَفُ: الذي لا تُرْسَ معه في الحرب. والأكْشَفُ: الذي ينهزم في الحرب. وبِكِلى المعنيين فُسِّر قول كعب بن زهير رضي الله عنه. زالُوا فما زالَ أنْكاسٌ ولا كُشُفٌ ... عند اللِّقَاءِ ولا مِيْلٌ مَعَازِيْلُ وقال ابن الأعرابي: كَشِفَ القوم: إذا انهزموا، وأنشد: فما ذَمَّ جادِيْهِمْ ولا فالَ رَأْيُهم ... ولا كَشِفُوا إنْ أفْزَعَ السَّرْبَ صائحُ أي لم ينهزموا. وقال ابن عبّاد: الكْشَفُ: الذي لا بيضة على رأسه. وكُشَافٌ: موضِع من زابِ الموصل. وقال غيره: كَشَفَتْه الكَواشِفُ: أي فَضحتْه الفضائح. والجبهةُ الكَشْفاء: التي أدبَرت ناصيتها. وأكْشَفَ القوم: كَشَفَتْ إبلُهم. وقال الأصمعي: أكْشَفَ الرجل: إذا ضَحك فانقلبت شَفتُه حتى تبدو دَرادِرُه. وقال الزَّجّاج: أكْشَفَتِ النّاقة: إذا تابعت بين النِّتاجين. وقال ابن عبّاد: أكْشَفْتُ الناقة: جعلتُها كَشُوْفاً. والتَّكْشِيْفُ: مبالغة الكَشْفِ. وقال ابن دريد: كَشَّفْتُ فلاناً عن كذا وكذا: إذا أكْرَهْتُه على إظهاره. والتَّكَشُّفُ: الظهور. وتَكَشَّفَ البرق: إذا كلأ السماء. والانْكِشَافُ: مُطاوَعةُ الكَشْفِ. واسْتَكْشَفَ عن الشيء: سأل أن يُكْشَفَ له عنه. وكاشَفَه بالعداوة: باداه بها. ويقال: لو تَكاشَفْتُمْ ما تَدافنْتُم: أي لو انكشف عيب بعضكم لِبعضٍ. واكتَشَفَتِ المرأة لزوجها: إذا بالغت في التَّكَشُّفِ، قاله ابن الأعرابيِّ، وأنشد: وأكْشَفَتْ لنا شِيءٍ دَمَكْمَكِ ... عن وارِمٍ أكْظَارُهُ عَضَنَّكِ تقول: دَلِّصْ ساعَةً لا بَلْ نِكِ ... فَدَاسَها بأذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ واكتشف الكبش: نزا. والتركيب يدل على سرو عن الشيء كالثوب يُسْرى عن البدن. كفف الكَفُّ: واحدةُ الكُفِّ والكُفُوْفِ؛ والكُفِّ - بالضم - وهذه عن ابن عبّاد. وقال ابن دريد: كَفُّ الطائر أيضاً. وذو الكَفَّيْنِ: اسم صنم كان لِدَوس، وقال ابن الكلبي: ثم لمُنْهِب بن دَوْس، فلما أسلموا بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - الطُّفَيل بن عمرو الدَّوْسِيَّ فَحرَّقه، وهو الذي يقول: يا ذا الكَفَّيْنِ لَسْتُ من عُبّادِكا ... مِيْلادُنا أكْبَرُ من مِيْلادِكا أنا حَشَوْتُ النَّارَ في فُؤادِكا هكذا يروى، واستقامة الوزن أن تجعل " يا " خَزْماً فيبقة مفْعُولُنْ بدل مًُسْتَفعِلُنْ، أو تُخفَّف الفاء. وذو الكفَّين: سيف نهار بن جُلَف، قالت أُختُ نَهارٍ: اضْرِبْ بذِي الكَفَّيْنِ مُسْتَقْبِلاً ... واعْلَمْ بأنّي لكَ في المَأْتَمِ

وذو الكَفَّين: سيف عبد الله بن أصْرَمَ بن شُعَيْثَةَ، وكان وَفَدَ على كِسْرى فسلَّحه بسيفين يقال لهما: إسْطامٌ وذو الكفَّيْنِ، فَشَهد يزيد بن عبد الله حرْبَ الجمَلِ مع عائشة - رضي الله عنها - فجعل يضْرِب بالسيفين ويقول: أضْرِبُ في حافاتِهم بِسَيْفَيْنْ ... ضَرْباً بإسْطَامٍ وذي الكَفَّيْنْ سَيْفَيْ هِلاليٍّ كَريمِ الجَدَّيْنْ ... واري الزّنادِ وابنِ واري الزَّنْدَيْنْ وذو الكفِّ: سيف مالك بن أبي كعب الأنصاري. وتخاطر أبو الحسام ثابت بن المنذر بن حرام ومالك أيهما أقطع سيفا؛ فجعلا سُفُّوْداً في عُنُق جَزُوْرٍ، فنبا سيف ثابت وقطع سيف مالك، فقال مالك: لم يَنْبُ ذو الكَفِّ عن العِظَامِ ... وقد نَبا سَيْفُ أبي الحُسَامِ وذو الكَفِّ - أيضاً -: سَيْفُ خالد بن المهاجر بن خالد بن المُهاجر بن خالد بن الوليد، وقال حين قتل ابن أُثال وكان يُكنّى أبا الورد: سَلِ ابْنَ أُثَالٍ هل عَلَوْتُ قَذَالَهُ ... بذي الكَفِّ حتّى خَرَّ غَيْرَ مُوَسَّدِ ولو عَضَّ سَيْفي بابْنِ هِنْدٍ لَسَاغَ لي ... شَرابي ولم أحْفِلْ مَتى قامَ عُوَّدي وذو الكَفِّ الأشل: وهو عمرو بن عبد الله أخو بني سعد بن ضُبَيْعَةَ بن قيس بن ثعلبة الحصن بن عُكابة، من فُرسان بكر بن وائل، وكان أشَلَّ. وقال الدِّيْنوري: ذكر بعض الرواة إنّ الرّجْلة يقال لها الكَفّ. وقال غيره: كَفُّ الكلب: من الأدوية؛ وهو الذي يقال له راحة الكلب. والكَفُّ: النِّعمة، يقال: لله علينا كَفٌّ واقية وكَفٌّ سابغة. وقولهم: لقيتُه كفَّة كَفَّة: أي كِفاحاً؛ كأن كَفَّك مسَّت كَفَّه، وذلك إذا استقبلْتَه مُواجهةً، وهما اسمان جُعلا واحداً وبُنيا على الفتح مثل خمسة عشر. ويقال: لَقِيتُه كفَّةً لِكَفَّةٍ، على فَكِّ التركيب. وفي الحديث: أن أول من سلَّ سيفاً الزبير - رضي الله عنه - سمع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قُتل فخرج بيده السيف، فتلقّاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَفَّةَ كَفَّةَ، فدعا له بخير. وتقول: جاء الناس كافة: أي جاؤوا كلهم، ولا تدخُل هذه اللفظة الألِف واللاّم ولا تُثّنى ولا تُجمع ولا تُضاف، لا يُقال جاءت الكافَّة ولَقِيت كافَّةَ الناس وأما قول عَبْدِ الله بن رواحة الأنصاري رضي الله عنه: فَسِرْنا إليهم كافَةً في رِحَالِهمْ ... جَميعاً علينا البَيْضُ لا نَتَخَشَّعُ فإنما خفَّفها ضرورة لأنه لا يصلح الجمْع بين الساكنين، وكذلك قول الآخر: جَزَى اللهُ الرَّوَابَ جَزَاءَ سَوءٍ ... وألْبَسَهُنَّ من بَرَصٍ قَمِيْصا يُبَغِّضْنَ الصَّبِيَّ إلى أبِيْهِ ... وكانَ على مَسَرَّتِهِ حَرِيصا والرَّواب: جمْع رابَّةٍ. ويقال للبعير إذا كبِر فقصُرت أسنانه حتى تكاد تذهبُ: هو كافٌّ، والنّاقة كافٌّ - أيضاً - وكَفُوف، وقد كَفَّتِ النّاقة تَكُفُّ كُفُوفاً. وكَفَفْتُ الثوب: أي خِطتُ حاشيته، وهو الخياطة الثانية بعد المَلِّ. وقول امرئ القيس يصِفُ امرأةً: كأنَّ على لَبّاتِها جَمْرَ مُضْطَلٍ ... أصابَ غَضاً جَزْلاً وكُفَّ بأجْذَالِ أي جُعل حول الجمر أجذالٌ وهي أُصول الحطب العِظام. وكَفَفْتُ الإناء: مَلأْتُه مَلأً مُفْرِطاً. وقال رجل للحسن البصري: إنَّ بِرجلي شُقاقا، قال: أكْفُفْهُ بِخرْقَة. أي أعْصِبْهُ. وعيبةٌ مَكْفُوْفَةٌ: أي مُشْرَجَةٌ مشدودة. وفي كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في صُلْح الحُديبية حين صالح أهل مكة وكتب بينه وبينهم كتاباً، فكتب فيه: أن لا إغلال ولا إسلال وأن بينهم عيبة مكفوفة. مثَّل بها الذّمة المحفوظة التي لا تُنْكَثُ. وقال أبو سعيد: معناه أن يكون الشر مكفوفاً بينهم كما تُكَفُّ العِيابُ إذا أُشرِجَتْ على ما فيها من المتاع، كذلك الذُّحُول التي كانت بينهم قد اصطلحوا على ألاّ ينشروها بل يتكافُّونَ عنها كأنهم قد جعلوها في وعاء وأشرجوا عليها. والمَكْفوف: الضَّرير، والجمع: المَكافِيْفُ، وقد كُفَّ بصره، وكفَّ بصره أيضاً؛ عن ابن الأعرابيِّ. وكفُفْتُ الشيء عن الشيء فكفَّ، يتعدى ولا يتعدّى، والمصدر واحد. وقول الشاعر:

نَجْوْسُ عِمَارَةً ونَكُفُّ أُخْرى ... لنا حتّى يُجَاوْزَها دَلِيلُ يقول: نطَأُ قَبيلة ونتخلَّلُها ونكُف أخرى أي نأخذ في كُفَّتها - وهي ناحيتها - ثم ندعها ونحن نقدر عليها. والكَفُّ في زحافِ العَروض: إسقاط الحرف السابع إذا كان ساكنا، مثل إسقاط النون من فاعلاتُنْ فيصير فاعِلاتُ؛ ومن مفاعِيلُنْ فيصير مَفاعِيلُ. فبيْتُ الأول: لَنْ يَزَالَ قَوْمُنا مُخْصِبِيْنَ ... سالِمِيْنَ ما اتَّقَوْا واسْتَقَامُوا وبيت الثاني: دَعَاني إلى سُعَادٍ ... دَوَاعي هَوى سُعَادِ وكفافُ الشيء - بالفتح -: مِثلُه وقِيْسه. والكَفَاف - أيضاً - من الرِّزق والكَفَفُ - مقصور منه -: القوت، وهو ما كفَّ عن الناس: أي أغنى. وفي الحديث: اللهم اجعل رزْق آل محمد كَفَافاً. ويورى: قُوْتاً. وقول رُؤْبَة لأبيه العجّاج: فَلَيْتَ حَظّي من جَدَاكَ الضّافي ... والفَضْلِ أنْ تَتْرُكَني كَفَافِ هو من قولهم: دعني كَفَافِ: أي كُفَّ عنّي وأكُفُّ عنك أي ننجو رأساً بِرأس. ويَجِيءُ مُعْرَباً، ومنه حديث عطاء بن يسار قال: قلت للوليد بن عبد الملك: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: وَدِدْتُ أنّي سَلِمْتُ من الخلافة كَفَافاً لا عليَّ ولا لي، فقال: كَذَبْت، الخليفة يقول هذا، فقلت: أو كذِّبْتُ؛ فأفْلَتُّ منه بجريْعَةِ الذَّقَنِ. وكُفَّةُ القميص - بالضم -: ما استدار حول الذيل. وكان الأصمعي يقول: كل ما استطال فهو كُفَّة - بالضم - نحو كُفَّة الثوب وهي حاشيته؛ وكُفَّةِ الردمل؛ وكُفَّة الشيء وهي حَرْفُه، لأن الشيء إذا انتهى إلى ذلك كَفَّ عن الزيادة. وجمْع الكُفَّة كِفَافٌ. وكِفَافُ الشيء: حِتارُه. وكِفَافا السيف: غِراره. قال: وكل ما استدار فهو كِفَّةٌ - بالكسر -؛ نحو كِفَّةِ الميزان؛ وكِفَّةِ الصائد وهي حِبالتُه؛ وكِفَّة اللِّثة وهي ما انحدر منها. قال: ويقال - أيضاً - كَفَّةُ الميزان - بالفتح -، والجمْعُ كِفَفٌ. والكِففُ في الوشم: داراتٌ تكون فيه، قال لبيد رضي الله عنه: أو رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها ... كِفَفاً تَعَرَّضَ فوقَهُنَّ وِشامُها انتهى قول الأصمعي. وقال الفَرّاءُ: الكُفَّةُ - بالضم - من الشجر: مُنتهاه حيث ينتهي وينقطع. وكُفَّةُ الناس: أنك تعلو الفَلاة أو الخَطِيطة فإذا عايَنْتَ سوادها قُلْتَ: هاتيك كُفَّةُ الناس، وكُفَّتُهم: أدناهم إليك مكاناً. وكُفَّةُ الغيم: مِثْلُ طُرَّةِ الثوب، قال القَنانيُّ: ولو أشْرَفَتْ من كُفَّةِ السَّتْرِ عاطِلاً ... لَقُلْتَ غَزَالٌ ما عليه خَضَاضُ وقال ابن عبّاد: الكُفَّة مثل العَلاةِ وهي حجرٌ يُجعل حوله أخثاء وطين ثم يُطبخ فيه الأقطُ. وكُفَّةُ الليل: حيث يلتقي الليل والنهار إمّا في المشرق وإمّا في المغرب. وقال الفرّاءُ: استكَفَّ القوم حول الشيء: إذا أحاطوا به ينظرون إليه. ومنه الحديث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من الكعبة وقد اسْتَكفَّ له الناس فخطبهم. ومنه قول تميم بن أُبيِّ بن مُقْبِل: خَرُوْجٌ من الغُمّى إذا صُكَّ صَكَّةً ... بَدَا والعُيُوْنُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ واسْتَكَفَّتِ الحية: ترَحَّتْ. واسْتَكْفَفْتُ الشيء: استوضحْتُه؛ وهو أن تضع يدك على حاجِبك كالذي يستَظِلُّ من الشمس ينظر إلى الشيء هل يَراه. وقول حُميد بن ثور رضي الله عنه: ظَلِلْنَا إلى كَهْفٍ وظَلَّتْ رِكابُنا ... إلى مُسْتَكِفّاتٍ لَهُنَّ غُرُوْبُ قيل: المُسْتَكِفّاتُ: عيونُها؛ لأنها في كِففٍ؛ والكِففُ: النّقَرُ التي فيها العيون. وقيل: المُسْتِكفّاتُ: إبل مجتمعة؛ يقال: جُمَّةٌ مُجتمعة. لهُن غروب: أي دموعُهن تسيل مما لقين من التعب. واسْتَكَفَّ الشعر: إذا اجتمع. واسْتَكَفَّ بالصدقة: مدَّ يده بها، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: المُنْفِقُ على الخيل كالمُسْتَكِفِّ بالصَّدَقة.

كلف

واسْتَكَفَّ - أيضاً - وتَكَفَّفَ: بمعنىً؛ وهو أن يَمُدَّ كفَّه يسأل الناس، يقال: فلان يَتَكَفَّفُ الناس. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه عاد سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - فقال: يا رسول الله أأتصدَّق بجميع مالي؟ قال: لا، قال: فالشَّطْر؟ قال: لا، قال: فالثُّلُث؟ قال: الثُّلُثُ؛ والثُّلُثُ كثيرٌ أو كبير، أنك إن تذَرْ ورثَتَك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتَكفَّفُون الناس. وكَفْكَفْتُ الرجل: مثل كَفَفْتُه، ومنه قول أبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي: ألَمْ تَرَني سَكَّنْتُ لأْياً كِلابَكُمْ ... وكَفْكَفْتُ عنكم أكْلُبي وهي عُقَّرُ وتَكَفْكَفَ عن الشيء: أي كَفَّ. وقال الأزهري: تَكَفْكَفَ: أصله عندي من وَكَفَ يَكِفُ، وهذا كقولهم: لا تَعِظيني وتَعظْعَظي، وقالوا: خَضْخَضْتُ الشيء في الماء، واصله من خُضْتُ. وانْكَفُّوا عن الموضع: أي تركوه. والتركيب يدل على قَبْضٍ وانْقِباضٍ. كلف الكَلَفُ - بالتحريك - شيء يعلو الوجه كالسمسم. والكَلَفُ - أيضاً -: لون بن السواد والحمرة؛ وحمرته كَدرة تعلو الوجه والرجل الأكْلَفُ: الذي كَلِفَتْ حُمرته فلم تصف ويرى في أطراف شعره سواد إلى الاحتراق ما هو. وقال الأصمعي: إذا كان البعير شديد الحُمرة يخلط حُمرته سواد ليس بخالص: فهو الأكلفُ، قال العجّاج يصِف ثورا: فَباتَ يَنْفي في كِناسٍ أجْوَفا ... عن حَرْفِ خَيْشُوْمٍ وخَدٍّ أكْلَفا ويوصف به الأسد، قال الأعشى يصف فرساً: تَعْدُو بأكْلَفَ من أُسُوْدِ الرْ ... رَقَّتَيْنِ حَلِيْفِ زارَهْ والكَلْفَاءُ: الخمر؛ للونها. والكُلْفَةُ - بالضم -: لون الأكْلَفِ. واختلفوا في نسَبِ جِرَان العَوْد واسمه، فقيل: اسمه المستورد، وقيل: عامر بن الحارث بن كُلْفَةَ؛ وقيل: كُلْفَةَ بالفتح. وكُلْفى - مثال بُشرى -: رملةٌ بجنْب غَيْقةَ مُكلَّفة بالحجارة؛ أي بها كَلَفٌ للون الحجارة؛ وسائرها سهل ليس بذي حجارة. وقال ابن السكِّيت: كُلْفى بين الجار وودّان أسفل من الثنية وفوق الشقراء. وكُلافٌ: واد من أعمال المدينة - على ساكنيها السلام -، قال لبيد رضي الله عنه: عِشْتُ دَهْراً ولا يَدْوْمُ على الأيْ ... يَامِ إلاّ يَرَمْوَمٌ وتِعَارُ وكُلاَفٌ وضَلْفَعٌ وبَضِيْعٌ ... والذي فوقَ خُبَّةٍ تَيْمَارُ وقال تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِل: عَفَا من سُلَيْمى ذو كُلاَفٍ فَمَنْكِفُ ... مَبَادي الجَمِيْعِ القَيْظُ والمُتَصَيَّفُ وقال الدينوري: الكُلاَفيُّ: نوع من أنواع أعناب أرض العرب، وهو عِنب أبيض فيه خُضرة، إذا زُبِّبَ جاء زَبيبُه أدهم أكْلَفَ. والكَلُوْفُ: الأمر الشاقُّ. وكالِفُ: قلعة حَصينة على شط جَيحُون، وهم يُميلُون الكاف كإمالةِ كاف كافرٍ. وكَلِفْتُ بهذا الأمر كَلَفاً: أي أُوْلِعْتُ به. وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: كَلِفٌ بأقاربه. وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ض ب س. وكَلِفَ: أي جَشِم. ومنه المثل: كَلِفْتُ إليك عرق القِرْبَة، ويروى: جَشِمْتُ. وفي مثلٍ آخر: لا يَكْن حُبُّك كَلَفاً ولا بُغْضُك تلفاً. وأكْفَلَه غيره. والتَّكْلِيْفُ: الأمر بما يَشُقُّ على الإنسان، قال الله تعالى:) لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إلاّ وُسْعَها (. وكلَّفَه: جعله أكْلَفَ. وتَكَلَّفْتُ الشّيء: تَجَشَّمْتُه. والمُتَكَلِّفُ: العِرِّيْضُ لما لا يعنيه، قال الله تعالى:) وما أنا من المُتَكَلِّفِيْنَ (، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنا وأتْقياء أمتي بُرآءُ التَّكَلُّفِ. ويقال: حَملْتُ الشيء تَكْلِفَةً: إذا لم تُطْقْه إلاّ تَكَلُّفاً. وقول زهير بن أبي سُلمى: سَئمْتُ تَكالِيْفُ الحَياةِ ومَنْ يَعِشْ ... ثَمانِيْنَ حَولاً لا أبا لكَ يَسْأمِ يُحتمل أن يكون جمْع تَكْلِفةٍ فزاد الياء لحاجته، وأن يكون جمْعَ التَّكليف. واكْلاَفَّتِ الخابية - مثال احْمارَّتْ -: أي صارت كَلْفَاءَ. والتركيب يدل على إيْلاع بالشيء وتعلَّقٍ به. كنف يقال: هو في كَنَفِ الله: أي في حِرْزِه؛ يَكْنُفُه ويَرْعاهُ. والكَنَفُ - أيضاً -: الجانب، قال تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِل:

إذا تَأنَّسَ يَبْغِيْها بِحاجَتِه ... إنْ أيْأسَتْهُ وإنْ جَرَّتْ له كَنَفا وفُلان يعيش في كَنَفِ فلان: أي في ظِلِّه. وأكْنَافُ الشيء: نواحيه حيث يَنْضمُّ إليه، الواحد: كَنَف. وقدِم جِرير بن عبد الله - رضي الله عنه - على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أين بَلدك؟ قال: بأكْنَافِ بِيْشَةَ. وقال أبو عبيدة: الكَنَفَةُ: الكَنَفُ. وكَنَفا الطّائر: جناحاه، قال ثعلبة بن صُعير المازني يصف ناقته: وكأنَّ عَيْبَتَها وفضل فِتانِها ... فَنَنانِ من كَنَفَيْ ظَلِيْمٍ نافِرِ وقال آخر: عَنْسٌ مُذَكَّرَةٌ كأنَّ عِفاءها ... سِقْطَانِ من كَنَفَيْ ظَلِيْمٍ جافِلِ زقيل في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: يُدنى العبد من ربِّه حتى يضَع كنَفه عليه فيُقَرِّرُه بذنوبه ويقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم، حتى إذا قرَّره بنوبه قال: سترتُها عليك في الدنيا وأنا أغفِرُها لك اليوم. كَنَفُه: سِتْره. ومنه قول صفوان بن المُعطّل - رضي الله عنه -: ما كشَفْتُ كَنَفَ أنثى قط. وكَنَفى - مثال جَمَزى -: موضع كانت فيه وَقعةٌ، وأُسر فيها حاجب بن زُرارة. وقال أبو عمرو: الكَنَفُ: أن يُمْسِك بيديه على القفِيزِ، يقال: كَنَفَ الكَيّال يَكْنُفُ كَنفاً حسناً. وهو أن يجعل يديه على رأس القَفِيْزِ يُمسِك بهما الطعام، يقال: كِلْهُ ولا تَكْنُفْهُ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه توضّأ فادخل يده في الإناء فَكنَفَها فضرب بالماء وجهه. أي جمعها وجعلها كالكِنْفِ لأخْذِ الماء. وقال أبو عبيدة: ناقَةٌ كَنُوْفٌ: تبرُكُ في كَنَفةِ الإبل؛ مثل القذُوْرِ؛ إلاّ أنها لا تستبعدُ كما تستبعد القذُوْرُ. وقال هُشيمٌ: الكَنُوْفُ من الغنم: القاصِيةُ التي لا تَمشي مع الغنم. ومنه قول إبراهيم النَّخَعي: لا تُؤخذ في الصدقة كنوف، قال إبراهيم الحربيُّ - رحمه الله -: لا أدري لِم لا تؤخذ في الصدقة لاعتزالها عن الغنم التي يأخذ المصدق وإتعابها أيّاه، قال: وأظنه أراد أن يقول الكَشوف فقال الكَنُوْف، والكَشُوف: التي يضربُها الفحل هي حامل فنهى عن أخذها لأنها حامل، وإلاّ فلا أدري. وقال أبو زيد: شاةٌ كَنْفَاءُ: أي حدْباء. وكنَفْتُ الإبل أكنفها وأكنِفُها كَنْفاً: إذا علمتُ لها حظيرة تؤويها إليها. وكَنَفْتُ عن الشيء كَنفَاً: أي عدَلْتُ عنه، ومنه قول القُطاميِّ: فصَالُوا وصُلْنا واتَّقَوْنا بماكِرٍ ... لِيُعْلَمَ ما فينا عن البَيْعِ كانِفُ ويُقال: انهزم القوم فما كانت لهم كانِفَةٌ دون العسكَرِ: أي حاجز يحجزُ العدو عنهم. والكِنْفُ - بالكسر -: وعاء تكون فيه أداة الراعي. وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: أنه دعا عِياضَ بن غنْمِ بن زُهير الفِهري القرشي - رضي الله عنه - فالبَسه مِدْرَعَةَ صُوف ودفع إليه كِنف الراعي. وبتصغيره قال عمر - رضي الله عنه - لابن مسعود - رضي الله عنه -: كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلماً. وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: يرحم الله المهاجرات الأُوَلَ لمّا أنزل الله:) ولْيَضْرِبْنَ بخُمرهِنَّ على جُيُوْبِهِنَّ (شققْن أكنَف مُروطِهنَّ فاختمَرْن بها. أي أسترها. والكِنيْفُ في حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: أنه أشرف من كنيف وأسماء بنت عُميسٍ - رضي الله عنه - فكلَّمهم: السُّترة. والكَنِيْفُ: الساتر. ومنه قيل للكرياس الذي تُقضى فيه حاجة الإنسان: كَنِيْفٌ. والكَنِيْفُ - أيضاً -: التُّرْسُ. والكَنِيْفُ: حَظِيرة من شجر تُجعل للإبل، ومنه قول كعب بن مالك رضي الله عنه: تَبِيْتُ بَيْنَ الزَّرْبِ والكَنِيْف وقد كُتِبَ الرَّجَز بتمامه مع القصة في تركيب ع ج ف، قال الحارث بن حِلِّزة اليشكري: وإذا اللِّقَاحُ تَرَوَّحَتْ بِعَشِيَّةٍ ... رَتَكَ النَّعَامِ إلى كَنِيْفِ العَرْفَجِ والكَنِيْفُ: النخل يُقطع فينبت نحو الذراع، وتشبَّه اللحية السوداء بذلك فيقال: كانما لِحيته الكَنِيفُ. وكانِفٌ وكُنَيْفٌ - مُصغراً -: من الأعلام. وكَنَفْتُه أكْنُفُه - بالضم - كَنْفاً: أي صُنته وحَفظته، يقال: كَنَفه الله: أي حاطه. وأكْنَفْتُه: أي أعَنته. وقال ابن عبّاد: أكْنَفْتُ الرجل: مثل كَنَفْتُه.

كوف

وأبو مُكْنِفٍ: زيد الخيل بن مُهلهل بن يزيد بن مُنْهِب بن عبد رُضى بن مُخْتَلِس بن ثوب بن عديِّ بن كنانة بن مالك بن نابِل بن نبهان - واسم نبهان: أسْودانُ -، رضي الله عنه، له صًحبة، وسمّاه النبي - صلى الله عليه وسلم - زيد الخير. والتَّكْنِيْفُ بالشيء: الإحاطة به. وصِلاءٌ مُكَنَّفٌ: أي قد أُحيط به من جوانبه. وقال ابن عبّاد: لحية مُكَنَّفَةٌ: أي عظِيمة الأكَنَافِ، وأنّه لمُكَنَّفُ اللحية. واكتَنَفَ القوم: إذا اتخذوا كَنِيفاً لإبلهم. واكتَنَفوا فلانا وتَكَنَّفُوه: أي أحاطوا به، قال عروة بن الورد: سَقَوْني النِّسْيَ ثمَّ تَكَنَّفُوني ... عُدَاةَ اللهِ من كَذِبٍ وزُوْرِ أي مُسْكِراً أنساه العقل، ويقال لكل مُسْكِرٍ، نِسْيٌ، ويروى: الخمر. وبنو فلان يَتَكَنَّفونَ بني فلان: أي هم في ناحيتهم. وقا عبّاد: يقال تركت بني فلان يَتَكَّنفُوْنَ بالغِياث: وذلك أن تموت مواشيهم من الهُزَال فَيحظُروا بالتي ماتت حول الأحياء التي بَقيت فيستُرُونها من الشمال ويَكْنُفُونها. والمُكانَفَةُ: المُعاونة. والتركيب يدل على الستر. كوف الكُوْفَةُ - بالضم - الرَّملة الحمراءُ، قيل: بها سُميت الكُوفة، وقيل: سميت لاستدارتها، وقيل: لاجتماع الناس بها. ووردت رامةُ بنت الحُصَين بن منقذ بن الطَّمّاح الكوفة فاستوبَلَتْها، فقالت: ألا لَيْتَ شِعري هل أبِيْتَنَّ لَيْلَةً ... وبَيْني وبين الكُوفَةِ النَّهرَانِ فإن يُنْجِني منها الذي ساقَني لها ... فلابُدَّ من غِمْرٍ ومن شَآنِ وقال عبْدة بن الطيب العبسميُّ: إنَّ التي ضَرَبَتْ بَيْتاً مُهَاجِرةً ... بكُوفَةِ الجُنْدِ غالتْ وُدَها غُوْلُ إنما قيل كُوْفَةُ الجند: لما اختُطَّتْ فيها خِطط العرب أيام عمر - رضي الله عنه -، وتولى تخطيطها السائب بن الأقرَعِ الثَّقفي. وكوُْفَانُ - أيضاً -: اسم للكُوْفَةِ، قال أبو نواس: ذَهَبَتْ بنا كُوْفانُ مَذْهَبَها ... وعَدِمْتُ عن ظُرَفائها صَبْري ويروى: عن أوقاتها. وقال ألموي: يُقال: أنه لفي كُوْفانٍ: أي في عِزٍّ ومنعةٍ، وزاد ابن عبّاد فتح الكاف. والكُوْفانُ: الدَّغلُ من القصب والخشب. ويقال: تركتُهم في كُوْفانٍ: أي مرٍ مُستديرٍ. ويقال: الناس في كُوْفانٍ من امرهم وكَوْفانٍ وكَوَّفانٍ - بتشديد الواو -: أي في عَنَاءٍ ومَشَقَّةٍ ودوران، وأنشد الليث: فما أُضْحِي ولا أمْسَيْتُ إلاّ ... وإنّي مِنْكُمُ في كَوَّفانِ قال ابن عبّاد: رأيت كُوْفاناً وكَوْفاناً: وهما الرملة المستديرة. وظَلِلْنا في كَوْفانٍ: أي في عصْفٍ كَعصفِ الريح والشجرة. وكُوَيْفَةُ: موضع قريب من الكوفة، يقال لها: كُوَيْفَةُ ابن عُمر؛ مُضافة إلى عُبيد الله بن عمر بن الخطاب، وكان نَزَلها. وكُوْفى - مثال طُوْبى -: كدينة بباذْ غِيسَ من نواحي هَراةَ. ويقال: ليست عليه كَوْفَةٌ ولا تَوْفَةٌ - بالفتح -: أي عيْبٌ. وكاف الدِيْمَ يَكُوْفُه كَوْفاً: إذا كفَّ جوانبه. والكافُ: حرف من حروف المعجم، يُذكَّر ويؤنَّث، وكذلك سائر حروف الهِجاء، قال الرّاعي: أشَاقَتْكَ آياتٌ تَعَفَّتْ رُسُومُها ... كما بَيَّنَتْ كافٌ تَلُوْحُ ومِيْمُها والكاف حرف جر، وهي للتشبيه، وقد تقع موقع الاسم فيدخل عليها حرف الجر؛ كما قال امرؤ القيس يصف فرَساً: ورُحْنا بِكَابْنِ الماءِ يُجْنَبُ وَسْطَنا ... تَصَوَّبُ فيه العَينُ طَوْراً وتَرتقي وقال خِطامُ الريح المُجاشِعيُّ: وصالِيَاتٍ كَكَما يُؤثْفَيْنْ وقد تكون ضمير المخاطب المجرور والمنصوب؛ كقولك: غُلامُك وضَرَبَك؛ تُفتَح للمذكر وتُكسَر للمؤنث للفَرْقِ. وقد تكون للخطاب ولا موضع لها من الإعراب؛ كقولك: ذلك وتِلك وأولئك ورُوَيدك؛ لأنها ليست باسم ها هنا وإنما هي للخطاب فقط، تُفْتَح للمذكر وتُكسَرُ للمؤنث. وتُكافُ - بضم التاء -: قرية من قرى نَيْسابور. وتُكَافُ - أيضاً -: قرية من قرى جَوْزَجان. وكَوَّفْتُ كافاً حسنة: أي كَتبتُها. وكَوَّفْتُ الديم وكَيَّفْتُه: إذا قطعته. وتكوَّف الرمل: أي استدار، وكذلك القوم. وتكَوَّفَ الرجل: أي تشبَّه بأهل الكُوفة أو تَنَسَّب إليهم.

كهف

والتركيب يدل على استدارة في شيءٍ. كهف الكَهْفُ: كالبيت المنقور في الجبل، والجمْعُ: كُهُوفٌ. وقال الليث: الكَهْفُ كالمغار في الجبل إلاّ أنه واسع، فإذا صغُر فهو غارٌ. ويقال: فلان كَهْفُ أهل الرِّيَبِ: إذا كانوا يَلُوذُوْنَ به فيكون وزَراً ومَلجأً لهم، وانشد: وكُنْت لهم كَهْفاً حَصِيْناً وجُنَّةً ... يَؤولُ إليها كَهْلُها ووَلِيْدُها وأُكَيْهِفُ: موضِعٌ، قال أبو وَجْزَةَ السعدي: حتّى إذا طَوَيا واللَّيْلُ مُعْتَكِرٌ ... من ذي أُكَيْهِفَ جِزْعَ البانِ والأثَبِ أراد " الأثَأبَ " فترك الهمز. وقال ابن عبّاد: ناقةٌ ذاةُ كُهوف: وذلك من سمنها وكثرة لحمها. وقال ابن دريد: الكَهْفُ - زعموا -: السرعة في العَدْوِ والمشي، وهو فِعْلٌ مَمات، ومنه بِناء: كَنْهَفَ عَنّا. وقال مَرَّة: ومنه بنَاء كَنْهَفٍ وهو موضِعٌ، والنُّون زائدة. وذاةُ كَهْفٍ: موضِعٌ، قال بِشْر بن أبي خازم: يَسُوْمُوْنَ الصِّلاَحَ بذاةِ كَهْفٍ ... وما فيها لَهُمْ سَلَعٌ وقَارُ وقال عوف بن الأحوص: يَسُوْقُ صُرَيْمٌ شاءها من جلاجلٍ ... إلَيَّ ودُوْني ذاةُ كَهْفٍ وقُوْرُها والكَهْفَةُ: ماءَةٌ لبني أسد قريبة القعْر. وقال ابن دريد: تَكَهَّفَ الجبل: إذا صارت فيه كُهوف، وكذلك: تَكَهَّفَتِ البِئر وتَلَجَّفَتْ وتَلَقَّفَتْ: إذا أكل الماء أسفلها فسَمِعْتَ للماء في أسفلها اضطراباً. وتكهَّف واكْتَهَفَ: لزم الكَهْفَ. كيف كَيْفَ: اسم مُبهو غير متمكن، وغنما حُرِّك آخره لالتقاء الساكنين؛ وبُني على الفتح دون الكسر لمكان الياء. وهو للاستفهام عن الأحوال. وقد يقع بمعنى التعجُّب والتوبيخ كقوله تعالى:) كَيْفَ تَكْفُرونَ باللهِ (. ويكون حالا لا سُؤال معه كقولك: لأُكْرِمَنَّكَ كيْفَ كُنت؛ أي على أي حال كُنْتَ. ويكون بمعنى النفي كقول سُويد بن ابي كاهِل اليشكري: كَيْفَ يَرْجُوْنَ سِقَاطي بَعْدَما ... جَلَّلَ الرَّأْسَ مَشِيْبٌ وصَلَعْ وأما وقله تعالى:) فَكَيْفَ إذا جِئْنا من كلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ (فهو توكيد لما تقدّم من خبر وتحقيق لما بعده، على تأويل إنّ الله لا يَظِلم مثقال ذرَّة في الدنيا فكيف في الاخرة. وإذا ضمَمْت إليه " ما " صحَّ أن يُجازى به تقول: كيف ما تَفْعَلْ أفْعَلْ. وقال الفَرّاءُ: تقول: كيف لي بفلانٍ؟ فيقول: كل الكَيْفَ والكَيْفَ - بالجر والنصب -. وكِفْتُ الشيء كَيْفاً: قَطَعْتُه. والكِيْفَةُ - بالكسر -: القِطعة من الشيء. وقال أبو عمرو: يقال للخِرقَة التي يُرْقَع بها ذيل القميص القُدّامُ: كِيْفَةٌ، ولِلَّتي يُرْقَعُ بها الخَلْفُ: حِيْفَةٌ. وحِصْن كِيْفى - مثال ضِيْزى -: حِصن بين آمد وجزيرة ابن عمر. وقال اللِّحياني: كيَّفْتُ الأديم وكوَّفْتُه: إذا قطَّعتَه. وأما اشتقاق الفعل من كَيْفَ؛ كقولهم؛ كَيَّفْتُه فَتَكَيَّفَ؛ فقياس، واستعمال المتكلمين دون السماع من العرب. وقال ابن عبّاد: انْكافَ: أي انقَطع. وتَكَيَّفْتُ الشيء: تَنَقَّصْتُه. لأف ابن السكِّيت: يقال: فلان يَلأَفُ الطعام لأْفاً: إذا أكلَه أكلاً جيداً. لجف أبو عمرو: اللَّجْفُ: الضَّرب الشديد. وجنْبَتا الباب: لَجِيفَتاه. وقال أبو عُبيد: اللَّجيف من السهام: الذي نَصْلُه عريض، وشك أبو عُبيد في اللَّجيفِ. قال الأزهري: وحق له أن يشكَّ فيه، لأن الصواب النَّجيفُ: وهو من السِّهام العريض النصل، وجمْعه: نُجُف، قال أبو كبير الهُذَليُّ: نُجُفاً بَذَلْتُ له خَوَافيَ ناهِضٍ ... حَشْرِ القَوَادِمِ كاللِّفَاعِ الأطْحَلِ وقال أبو عمرو: واحدُ النُّجُف: نَجُوفٌ. وقال الليث: اللَّجْفُ: الحَفر في أصل الكِنَاسِ، والاسم: اللَّجَفُ. وقال أبو عبيدة: اللَّجَفُ: مثلُ البُعثُط وهو سُرَّة الوادي، ويقال: اللَّجَفُ حفْر في جانب البئر، قال عِذَار بن دُرَّة الطائي يصف جراحة: يَحُجُّ مَأْمُوْمَةً في قَعْرِها لَجَفٌ ... فاسْتُ الطَّبِيبِ قَذَاها كالمَغَارِيْدِ وأنشد ابن الأعرابي: دَلْوِيَ دَلْوٌ إنْ نَجَتْ من اللَّجَفْ ... وإنْ نَجا صاحِبُها من اللَّفَفْ

لحف

اللَّفَفُ: اضطراب الساعد من التواء عِرقٍ فيه. وجمْع اللَّجَفِ: ألْجَافٌ، قال: لو أنَّ سَلْمى وَرَدَتْ ذا ألْجَافْ ... لَقَصَّرَتْ ذَناذِنُ الثَّوْبِ الضّافْ وقال ابن شُميْل: ألْجافُ الرَّكيَّة: ما أكل الماء من نواحي أصلها، فإن لم يأكُلها الماء وكانت مُستوية الأسفل فليس لها لَجَفٌ. وقال الليث: اللَّجَفُ: مَلْجَأُ السَّيل: أي مَحْبِسه. قال: واللِّجَافُ: ما أشرف على الغار من صخرة أو غير ذلك ناتِئءٍ في الجبل، وربما جُعل ذلك فوق الباب. وقال غيره: اللِّجَافُ والنِّجَافُ: الأُسْكُفَّةُ. وقال ابن عبّاد: ألْجَفَ بي الرجل: إذا أضرَّ بك. والتَّلْجيفُ: إدخال الذّكر في جوانب الفَرْجِ. ولَجَّفْتُ البئر تَلْجِيْفاً: حفَرْتُ في جوانبها، قال العجّاج يصف ثوراً: إذا انْتَحى مُعْتَقِماً أو لَجَّفا ... وقد تَبَنّى من أرَاطٍ مِلْحَفا ولَجَّفَ المِكيال: وسَّعَه من أسفلِه. وقال الصمعي: تَلَجَّفَتِ البئر: أي انخسفَتْ، يقال: بئر فلان مُتَلَجِّفَة. وقال غيره: تَلَجَّفْتُ البئر: حفَرْتُ في جوانبها، جعله مُتعدياً. والتركيب يدل على هزم في شيء. لحف الليث: اللَّحْفُ: تَغْطِيَتُكَ الشيء باللِّحَافِ. وقال غيره: لَحَفْتُ الرجل ألْحَفُه لَحْفاً: إذا طرحْت عليه اللِّحَافَ أو غطيتَه بشيء، قال طرفةُ بن العبد: ثمَّ راحُوا عَبَقُ المِسْكِ بهمْ ... يَلْحَفُوْنَ الأرْضَ هُدّابَ الأُزُرْ ومن أفراس رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم -: اللَّحِيفُ، أهداه له ربيعة بن أبي البراء، فأثابه عليه فرائض من نَعَمِ بني كِلاب. قال ابو عُبيد الهروي: هو فَعِيْلٌ بمعنى فاعِلٍ كأنَّه كان يَلْحَفُ الأرض بذنبه. واللِّحَافُ والمِلْحَفَةُ والمِلْحَفُ: اللباس الذي فوق سائر اللباس من دِثار البَرْدِ ونحوه، والجمْعُ: اللُّحُفُ والمَلاحِفُ، قال العَجّاجُ يصف ثوراً: وقد تَبَنّى من أرَاطٍ مِلْحَفا وقالت عائشة؟ رضي الله عنها -: كان رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - لا يُصلّي في شُعَرِنا ولا في لُحُفِنا. معناه: مخافةَ أن يُصيبها شيء من دم الحيض، وإلاّ فقد رُخِّص في ذلك، وقد رُوي أنه كان يُصلِّي في كُرُوط نسائه، وكانت أكْسِيَة أثمان خمسة دراهم أو ستة. وامرأة الرجل: لِحَافُه. وقال ابن عبّاد: لُحْفَ في ماله لَحْفةً: أي ذهب منه شيء. قال: واللَّحْفُ واللَّحْسُ: واحِدٌ. ولِحْفُ الجبل؟ بالكسر -: أصْلُه. واللِّحْفُ: صُقع من نواحي العراق، سمي بذلك لأنه في لِحفِ جبال هَمذان ونِهاوند، وهو دونهما مما يلي العراق. ولِحْفٌ: واد بالحجاز عليه قريتان جبلة والستار. ويقال: هو أفْلَس من ضارِب لِحْفِ استِه؛ ومن ضارب قِحْف استِه: وهو شقُّ الاسْتِ، وإنما قيل ذلك لا يجد شيئاً يلبسه فتقع يده على شِعْب استه. وفلان حَسن اللِّحْفة: وهي الحالة التي يُتلَحَّف فيها. وألحَف السائل: أي ألَحَّ، قال الله تعالى:) لا يَسْأُلوْنَ النّاسَ إلْحَافا (. وقال الزَّجّاج: ألْحَفَ: شَمِل بالمَسْألة، ومنه اشتُقَّ اللِّحاف. وقيل: معناه ليس منهم سُؤال فيكون منهم إلحافٌ. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: من سأل وله أربعون درهما فقد سأل الناس إلحافا. ويقال: ليس للمُلْحِف مثل الرَّدِّ. وقال أبو عمرو: يقال ألْحَفْتَ بي وأغللْتَ بي: ذا أضرَّ به. وقال ابن عبّاد: ألحَفَ الرجل ظُفرَه: أي استأصَلَه. وقال غيره: ألْحَفَ الرجل: إذا مشى في لِحْفِ الجبل. وألْحَفَ؟ أيضاً - ولَحَّف تَلْحِيفا: إذا جرَّ أزاره على الأرض خُيَلاء وبطراً. ولاحَفْتُ الرجل: أي كانَفْتُه ولازَمْتُه. وكل شيء تغطَّيت به فقد التَحَفْتَ به. وقال محمد بن المُنْكَدِرِ: دخلت على جابر بن عبد الله؟ رضي الله عنه - وهو يُصلّي في ثوب مُلتحفاً به ورِداؤه موضوع، فلما انصرف قُلنا: يا أبا عبد الله تُصلّي ورِداؤك موضوع؟ قال: نَعَمْ أحببتُ أن يراني الجُهّال مثلُكم؛ رأيت النبي؟ صلى الله عليه وسلم - يُصلّي كذا. وتلَحَّفْت: اتَّخذت لنفسي لِحافاً. والتركيب يدل على الاشتمال والملازمة. لخف

لصف

الأصمعي: اللِّخَافُ: حجارة بيض رِقاقٌ، واحدَتُها: لَخْفَةٌ. وفيلا حديث زيد بن ثابت؟ رضي الله عنه - حين أمره أبو بكر؟ رضي الله عنه - أن يجمع القرآن قال: فجعلْت أتتبعه من الرِّقاع والعُسُب واللِّخاف. وقال ابن عبّاد: اللَّخْفَةُ: سِمَةٌ، ولَخَفَه بالمِيسَم: إذا أوسع وسْمَه. قال: واللَّخْفةُ: الأسْتُ. وقال غيره: اللَّخْفُ؟ مثل الرَّخْفِ -: وهو الزُّبد الرقيق. وقال أبو عبيد عن أبي عمرو: اللَّخْفُ: الضَّرب الشديد. وقال إبراهيم الحربيًُّ؟ رحمه الله - في تركيب ل ج ف -: اللَّجْفُ الضرب الشديد: وعزَاه إلى أبي عمرو أيضاً، وقد ذكَرْتُه هناك. وقال ابن فارس: لَخَفَه بالسيف: إذا ضربه ضربَةً رَغيْبَةً. وقال السُّلَمِيُّ: اللَّخِفَةُ والخَزِيْرَةُ: كُلَّها من أطْعِمَةِ الإعراب، وقريب منها السَّخِيْمَةُ. لصف الليث: اللَّصَفُ: لُغة في الأصَفِ، الواحدة: لَصَفَةٌ؛ وهي ثمرة حشيشة له عُصارةٌ يُصطبَغُ بها؛ يُمرِئُ الطعام. وقال أبو زياد: من الأغلاث اللَّصفُ، وهو الذي يُسَمِّيه أهل العراق الكَبَر، وهو يَعظُم شجره ويتسع، ومنبِتُه القِيعان وأسافل الجبال، وله شوْكة فيها حُجْنة أي تعقيفٌ، وله جَنىً يُسمى الشَّفَلَّح يخرج في زهر أبيض، فإذا صار جِراء على قدر الخشخاش الضِّخام احمرَّت أطرافُه؛ وذلك حين أنى وتشقَّق ونضِج فَيأكُلُ الناس ما نضج منه طيِّبا ما لم يقضَموا حبَّه، فإن قَضَمُوه وجدوا فيه حرارة شديدة، وقد تأكُل الإبل شجره أكلاً شديدا وتَرْجُن فيه. قال كعب بن زُهير؟ رضي الله عنه - يصف ظَلِيماً ونعامةً: ظَلاّ بأقْرِيَةِ النَّفّاخِ يَوْمَهُما ... يَحْتَفِرانِ أُصُوْلَ المَغْدِ واللَّصَفا وقال غيره: اللَّصَفُ: جنس من التمر، ولم يَعرفْه أبو الغَوثِ. ولَصِف جلده؟ بالكسر - لَصَفاً؟ بالتحريك -: إذا لَزِق ويبس. ولَصَفُ: اسم بِرْكَةٍ غربيَّ طريق مكة؟ حرَسَها الله تعالى - بين المُغِيْثَةِ والعقبةِ. واللاّصِفُ: اسم للإثمِد الذي يُكتَحَل به في بعض اللغاتِ. واللَّصْف: تسويَةُ الشيء؛ كالرَّصْفَ وقال ابن دُيد: اللَّصْفُ: من قولهم رأيته يلْصُفُ؟ بالضم -: أي يُبْرُقُ، ورأيت لَصِيفا: أي بَريقاً. وقال ابن عبّاس؟ رضي الله عنهما -: لما وفد عبد المُطلب لى سيف بن ذي يزن استأذنَ ومعه جِلَّة قريش فأذن لهم فإذا هو مُتَضمِّخٌ بالعبير يلصُفُ وبيصُ المِسْكِ من مَفْرِقِه. ولصَاف: اسم جَبَلٍ بناحية الشواجن من ديار ضبَّة، وفيه ثلاث لُغات: لصَاف؟ مثال قَطَامِ - ولَصافُ؟ يُعْرَب ويُجرى مُجرى ما لا يَنْصَرِف - ولِصَافُ؟ بكسر اللاّم غير مُجْرىً -، قال النابغة الذبياني: بِمُصْطَحِباتٍ من لَصَاف وثَبْرَةٍ ... يَزُرْنَ إلاَلاً سَيْرُهُنَّ تَدَافُعُ وقال أبو المُهَوِّشِ الأسدي: قد كُنْتُ أحْسِبُكُمْ أُسُوْدَ خَفِيَّةٍ ... فإذا لَصَافِ تَبِيْضُ فيه الحُمَّرُ والتركيب يدل على يُبْسٍ وبَريقٍ. لطف لَطُفَ الشيء؟ بالضم - يَلْطُفُ لُطْفاً ولَطافَةً: أي صَغُرَ ودقَّ، فهو لَطِيْفٌ. لَطَفَ؟ بالفتح - يَلْطُفُ لُطْفاً: أي رَفَق. واللَّطِيْفُ: من أسماء الله تعالى، هو الرَّفِيْقُ بعباده. وقال الزهري: جاريَةٌ الخَصْرِ: إذا كانت ضامِرة البطن. قال: واللَّطِيْفُ من الكلام: ما غَمُضَ معناه وخَفِي. يقال: لَطَفَ الله لك: أي أوصَل إليك مُرادَك برفقٍ. واللُّطْفُ من الله تعالى: التَّوْفيق والعِصمةُ، والاسم: اللَّطَفُ؟ بالتحريك -، قال كعب بن زُهير رضي الله عنه: ما شَرُّها بعدما ابَيَضَّتْ مَسَائحُها ... لا الوُدَّ أعْرِفُه منها ولا اللَّطَفا ويقال: جاءتنا لَطَفَةٌ من فلان: أي هدية. واللَّطْفانُ: المُلاطِفُ. وألْطَفَه بكذا: أي بَرّه به. وألْطَفَ الرجل البعير: أدخل قَضيبَه في الحياء؛ وذلك إذا لم يهتَد لموضِع الضِّراب. وقال أبو صاعد الكلابي: ألْطَفْتُ الشيء بجنبي واسْتَلْطَفْتُه: إذا ألصَقْتَه به، وهو ضِد جافيته عني؛ وأنشد: سَرَيْتُ بها مُسْتَلْطِفاً دُوْنَ رَيْطَتي ... ودُوْنَ رِدائي الجَرْدِ ذا شُطَبٍ عَضْبا

لعف

واستَلْطَفَ البعير: أي أدخل ثِيْلَه في الحياء بنفسه؛ مثل استخلَطَ واخلَطه غيره. والمُلاطَفَةُ: المُبارَّة. والتَّلَطف للأمر: الرِّفْقُ له. وقال ابن دريد: تَلاطف القوم: من اللُّطْفِ. والتركيب يدل على الرِّفْقِ؛ وعلى صِغر في الشيء. لعف ابن عبّاد: ألْعَفَ الأسد وألْغَفَ: إذا وَلَغَ الدم، وقيل: حَرِدَ وتهيّأ للمُساورة. وقال ابن دريد: تَلَعَّفَ السد والبعير وتَلَغَّفا؟ بالعين والغين -: إذا نظرا ثم أغْضيا ثم نظرا. لغف أبو عمرو: اللَّغِيْفُ: الذي يأكل مع اللصوص ويشرب ويحفظ ثيابهم ولا يسرق معهم، والجمْع: لُغَفَاءُ، يقال: في بني فلان لُغَفاءُ. وقال أبو الهيثم: اللَّغِيْفُ: خاصة الرجل، مأخوذ من اللَّغَفِ، يقال: لَغِفْتُ الأُدْمَ: إذا لَقْمِتَه، وأنشد: يَلْصَقُ باللِّيْنِ ويَلْغَفُ الأُدُمْ وقال ابن السكِّيت: يقال فلان لَغِيْفُ فلان وخُلْصَانُه ودُخْلُلُه وسَجيرُه، قال أبو حِزام غالب بن الحارث العُكْليُّ: فلا تَنْحِطْ على لُغَفَاءَ دَجُّوا ... فليس مُفِيْئَهُمْ أمَرُ النَّحِيْطِ دجُّوا: ذهبوا، والمر: الكَثْرَةُ. وقال ابن عبّاد: اللَّغْفُ واللَّغِيْفَةُ: العصِيْدة وكل شيء رِخْوٍ. واللُّغْفَةُ: اللُّقْمَةُ. قال: ولَغَف بعينه وألْغَفَ بها: إذا لَحظ بها لَحْظاً مُتتابعاً. قال: والإلْغَاف: الجَورُ وقُبْحُ المعاملة. والمُلْغِفَةُ: القوم يكونون لُصوصا لا حَمِيَّة لهم. وألغَفَني فلان لُغْفَة من شيء: كأنه أراد أطعمني. وقال غيره: ألْغَفْتُ السير: إذا أسرعْتَ. وألغَفَ الأسد وأرْعَفَ: إذا نظر نظراً شديداً، قال أبو النجم: كأنَّ عَيْنَيْهِ إذا ما لْغَفا ... بالقِرْنِ إذْ هَمَّ به وخَوَّفا وكذلك تَلَغَّفَ، وذلك إذا نظر ثم أغى ثم نظر. ولاغَفْتُ الرجل: إذا صادقْته. ولاغَفْتُ المرأة: إذا قبَّلْتَها. لفف لَفَفْتُ الشيء ألُفُّه لَفّاً. ولَفَّ الكتيبة بالأخرى: إذا خلط بينهما في الحرب، وأنشد ابن دريد: ولَكَمْ لَفَفْتُ كَتِيْبَةً بكَتِيْبَةٍ ... ولَكَمْ كَمِيٍّ قد تَرَكْتُ مُعَفَّرا ولفَّهُ حَقَّه: أي منعه. وفي حديث أم زرع: زوجي إن أكَلَ لفَّ. أي قمَش وخلَّط من كل شيء، وقد كُتِبَ الحديث " بتمامه " في تركيب ز ر ن ب. واللِّفَافَةُ: ما يُلَفُّ به على الرِّجل وغيرها، والجمْع: اللَّفائفُ. وجاؤا ومن لَفَّ لِفَّهُم: أي ومن عُدَّ فيهم وتأشَّب إليهم، قال الأعشى: وقد مَلأَتْ بَكْرٌ ومَنْ لَفَّ لِفَّها ... نُبَاكاً فَقَوّاً فالرَّجا فالنَّواعِصا وأنشد ابن دريد: سَيَكْفِيْكُمُ أوْداً ومَنْ لَفَّ لِفَّها ... فَوَارِسُ من جَرْمِ بن رَبّانَ كالأُسْدِ وأجاز أبو عمرو فتح اللاّم. وقال المُفَضّل الضبيُّ: اللِّفُّ الصِّنْفُ من الناس من خير أو شر. والألْفَافُ: الأشجار يَلْتَفُّ بعضها على بعض، ومنه قوله تعالى:) وجَنّاتٍ ألْفافا (واحدُها لِفٌّ؟ بالكسر -، ومنه قولهم: كنا لِفّاً: أي مجتمعين في موضع. وقال الليث: اللِّفُّ: ما لُفُّوا من ها هنا وها هنا كما يَلُفُّ الرجل شُهود زُوْر. قال: وحديقة لِفَّةٌ، ويقال لِفٌّ. واللِّفُّ: الحِزب والطائفة، ومنه الحديث: فكان عُمر وعثمان وابن عُمر لِفّاً. وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ن ص ب. واللَّفِيْفُ: ما اجتمع من الناس من قبائل شتّى، يقال: جاؤوا بِلِفِّهم ولَفيفِهم: أي واخلاطِهم. وقوله تعالى:) جِئْنا بكم لَفِيْفا (أي مجتمعين مختلطين من كل قبيلة. وطعام لَفِيْفٌ: إذا كان مَخلوطاً من جنسين فصاعداً. وباب من العربية يقال له: اللَّفِيْفُ؛ لاجتماع الحرفين المعتلين في ثُلاثِّيه، وهو نوعان: مَقْرون ومفْروق؛ فالمقرون ك " طوَى " و " روى " والمفروق ك " وَحى " و " وعى ". واللَّفِيْفَةُ: لحم المَتْنِ الذي تحت العقَبِ من البَعير. وقال الليث: المِلفّ؛ لِحاف يُلتفّ به. ورجل ألَفّ بيِّن اللَّفَفِ: أي عَييّ بطيءُ الكلام إذا تكلّم ملأ لِسانه فاه، فال الكَميْتُ: وِلايَةَ سِلَّغْدٍ ألَفَّ كأنَّهُ ... من الرَّهَقِ المَخْلُوطِ بالنُّوْكِ أثْوَلُ

والألفُّ؟ أيضاً -: الرجل الثَّقيل البَطِيءُ، قال زهير بن أبي سُلمى: مَتى تَسْدُدْ به لَهَوات ثَغْرٍ ... يُشَارُ إليه جانِبُهُ سَقِيْمُ مَخُوْفٍ بَأْسُهُ يَكْلاكَ منه ... قويٌّ لا ألَفُّ ولا سؤومُ وأنشد ابن دريد: رَأْيْتُكُما يا ابنَيْ عياذٍ عَدَوْتُما ... على مال ألوى لا سنيد ولا ألَفْ ولا مالَ لي إلاّ عطافٌ ومِدْرَعٌ ... لكم طَرَفٌ منه حَدِيْدٌ ولي طَرَفْ وامرأة لفّاء: ضخمة الفَخِذَيْنِ، وفَخِذانِ لَفّاوانِ، قال الحَكَم بن معمر الخضريُّ: تَسَاهَمَ ثَوْباها ففي الدِّرْعِ رادَةٌ ... وفي المِرْطِ لَفّاوانِ رِدْفُهُما عَبْلُ تَساهم: تقارع. وأنشد ابن فارس: عِرَاضُ القَطا مُلْتَفَّةٌ رَبَلاتُها ... وما اللُّفُّ أفْخاذاً بِتارِكَةٍ عَقْلا والألَفُّ: عِرقٌ يكون في وظِيف اليد بين العُجاية في باطن الوظيف، قال: يا رِيَّها إنْ لم تَخُنّي كَفّي ... أو يَنْقَطِعْ عِرْقٌ من الألَفِّ وقال ابن الأعرابيِّ: اللِّفَفُ: أن يلتوي عِرق في ساعد العامل فيُعطِّله عن العمل، وأنشد: الدَّلْوُ دَلْوي إنْ نَجَتْ من اللَّجَفْ ... وإنْ نَجا صاحِبُها من اللَّفَفْ وقال المُفَضل الضبِّي: اللُّفُّ؟ بالضم -: الشَّوَابِل من الجواري وهُنَّ السِّمان الطِّوال. وقال الأصمعي: الألَفُّ: الموضِع المُلتفُّ الكثير الأهل، قال ساعدة بن جُؤيَّةَ الهُذلي: ومَقامِهِنَّ إذا حُبِسْنَ بمَأْزِمٍ ... ضَيْقٍ ألَفَّ وصَدَّهُنَّ الخشَبُ وشجرة لَفّاءُ: أي مُلْتَفَّةُ الأغصان. وقال بعضهم في قوله تعالى:) وجَنّاتٍ ألْفافا (أنّها جمْع لُفٍّ وهو جمْع جَنة لفّاء، فهي جمْع الجمْعِ. ورجل ألَفُّ: مَقروْنُ الحاجبين. وقال أبو عمرو: اللَّفُوْفُ من الغنم: التي يذبحها صاحبها وكا يرى أنها لا تُنْقي فأصابها مُنقيَةً. ولَفْلَف؟ مثال نَفْنَفٍ -: موضع بين تيماء وجبليْ طيِّءٍ. وقال ابن دريد: رجل لَفْلَفٌ ولَفْلافٌ: إذا كان ضعيفاً. وقال الليث: ألَفَّ الرجل ثوبه كما يُلِفُّ الطائر رأسه: إذا جعله تحت جناحه، قال أمية بن أبي الصَّلْتِ يذكر الملائكة: ومنهم مَلِفٌّ في جَنَاحَيْهِ رَأْسَهُ ... يَكادُ لِذِكْى رَبِّهِ يَتَقصَّدُ من الخَوْفِ لا ذو سَأْمَةٍ من عِبَادَةٍ ... ولا هو من طُوْلِ التَّعَبُّدِ يُجْهَدُ وفي أرض بني فلان تَلافيفُ من عُشب: أي نبات مُلْتَفٌّ. والتَّلْفِيْفُ: مبالغة اللَّفِّ. والشيء المُلَفَّفُ في البِجَادِ: وطبُ اللبن؛ في قول أبي المُهَوِّش الأسدي: إذا ما ماتَ مَيْتٌ من تَمِيْمٍ ... فَسَرَّكَ أنْ يَعِيْشَ فَجِئْ بِزَادِ بِخُبْزٍ أو بِتَمْرٍ أو بِلَحْمٍ ... أو الشَّيْءِ المُلّفَّفِ في البِجادِ تَراهُ يُطَوِّفُ الآفاقَ حِرْصاً ... ليَأْكُلَ رَأسَ لُقْمانَ بنِ عادِ وفي حديث معاوية؟ رضي الله عنه - أنه مازح الأحنف بن قيس فما رُؤي مازحان أوْقَر منهما، قال له: يا أحنف ما الشيء المُلَفَّفُ في البِجادِ؟ فقال: هو السَّخِينة يا أمير المؤمنين. ذهب معاوية؟ رضي الله عنه - إلى قول أبي المُهَوِّشِ، والأحنف إلى السخينة التي كانت تُعيَّرها قريش؛ وهي شيء يُعمل من دقيق وسمن؛ لأنهم كانوا يُولعون بها حتى جَرت مجرى النَّبز لهم، وهي دون العصيدة في الرِّقة وفوق الحساء، وكانوا يأكُلونها في شدة الدهر وغلاء السعر وعَجَف المال، قال كعب بن مالك رضي الله عنه: زَعَمَتْ سَخِيْنَةُ أنْ سَتَغْلِبُ رَبَّها ... ولَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلاّبِ وقال آخر: يا شَدَّةً ما شَدَدْنا غَيْرَ كاذِبَةٍ ... على سَخِيْنَةَ لولا اللَّيْلُ والحَرَمُ وقال ابن الأعرابي: لَفْلَفَ الرجل: إذا استقصى الأكل. ولَفْلَفَ: إذا اضطرب ساعِده من التواءِ العِرْق. وتَلَفَّفَ في ثوبه والتَفَّ بثوبه. وفي حديث أم زرع: وإن رَقد التَفَّ. أي إذا نام الْتَفَّ ونام في ناحية ولم يُضاجِعني، وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ز ر ن ب.

لقف

وقالت امرأة لزوجها ذامّةً له: إنّ ضِجْعَتَك لانجِعاف، وإنّ شِمْلَتك لالتْفافٌ؛ وإنَّ شُرْبَك لاشتِفافٌ؛ وإنك لَتَشبع ليلة تُضافُ؛ وتأمن ليلة تُخافُ. والتِفَافُ النَّبْتِ: كَثْرَتُه. والتركيب يدل على لَفِّ شيء. لقف لَقِفْتُ الشيء؟ بالكسر - ألقَفُه لَقْفاً ولَقَفاناً: أي تناولتُه بسرعة، وقرأ ابن أبي عبلة:) تَلْقَفُ ما صَنَعُوا (بسُكون اللام ورفع الفاء على الاسْتِئْنافِ. وقال اللِّحْيَانيُّ: رجل ثَقْفٌ لَقْفٌ وثَقِفٌ لَقِفٌ وثَقِيْفٌ لَقِيْفٌ: أي خَفيف حاذق. والَّقَفُ؟ بالتحريك -: سقوط الحائط. وقد لقف الحوض لقفاً: أي تهوَّر من أسفله واتَّسع، وحوض لَقِفٌ ولَقِيْفٌ، قال أبو خِراش الهُذلي: كابي الرَّمادِ عَظِمْمُ القِدْرِ جَفْنَتُهُ ... عِنْدَ الشِّتَاءِ كحَوْضِ المُنْهِلِ اللَّقِفِ وقال أبو ذُؤيب الهُذلي: فلم يَرَ غَيْرَ عادِيَةٍ لِزَاماً ... كما يَتَفَجَّرُ الحَوْضُ اللَّقِيْفُ ويروى: " لِزام كما يتهدم ". وقيل: اللَّقيف: الذي لم يُحكم بناؤه وقد بُني بالمدر، وقيل: الذي يُحفر جانباه وهو مملوء فيحمل عليه الماء فيَفْجره. والعادية: القوم الذين يعْدون على ارجلِهم؛ أي فحمْلَتُهم لِزام كأنهم لَزِموه ولا يفارقون ما هم فيه. والألْقافُ: جَوانب البئر والخوض؛ مثل اللْجَافِ، الواحد: لَقَفٌ ولَجَفٌ. ولِقْفٌ؟ بالكسر -: ماء أبْآر كثيرة؛ عَذْب؛ ليس عليها مَزارع؛ ولا نخل فيها؛ لِغَلظ موضعها وخشونته، وهو بأعلى قوران واد من ناحية السَّوارقية. ولقَّفْتُه تَلْقِيْفا: أي أبلعْتُه. وقال أبو عُبيدة: التَّلْفيف: أن يَخْبط الفرس بيديه في استنانه لا يُقِلُّهما نحو بطنه. وقال ابن شُميل: يقال أنهم لَيلَقِّفون الطعام: أي يأكلونه، وأنشد: إذا ما دُعِيْتُمْ للطَّعَامِ فَلَقِّفُوا ... كما لَقَّفَتْ زُبٌّ شَآمِيَةٌ حُرْدُ والتَّلْقِيْفُ: شدة رفعها يدها كأنما تَمُدُّ مَدّاً، ويقال: تَلْقِيفها: ضرْبُها بأيديها لبّاتِها؛ يعني الجِمال في سيرها. وتَلَقَّفَ الشيء: أي ابتعله، قال الله تعالى:) تَلَقَّفْ ما صَنَعُوا (وقرأ ابن ذَكوان:) تَلَقَّفُ (برفع الفاء على الاستئناف. وقال ابن دريد: بعير مُتَلَقِّف: إذا كان يهوي بِخُفَّي يديه إلى وحشيِّه في سيره. وتلقَّفَ الحوض: إذا تَلَجَّفَ من أسافله. لكف العامة تقول: اللِّكَافُ للإكَافِ. ولَكْفُوْ: جنس من الزِّنْجِ. لوف الدِّينوري: اللُّوْفُ؟ بالضم -: نبات له ورقات خُضر رواء طوال جَعدَةٌ، فينبسط على وجه الأرض، وتخرج له قصبة من وسطها، وفي رأسها ثمرة، وله بصل شبيه ببصل العُنصُل، والناس يتداوَوْن به، والواحدة: لُوْفَةٌ، قال: وسمِعتُها من عرب الجزيرة، قال: واللُّوْف عندنا كثير، ونباته يبدأ في الربيع، ورأيت أكثر منابته ما قارب الجبال. وقال غيره: لُوْفُ: قرية. وقال ابن عبّاد: يقولون: لُفْتُ الطعام ألُوفُه لَوفاً: بمعنى الياء، واللّوْفُ: المَضْغُ. والدقيق الذي يُبسط على الخِوان لئلاّ يلتصق به العجينُ: اللُّوَافةُ. واللَّوْفُ من الكلام والمَضغِ: ما لا يُشْتَهى. والمال يَلُوفُ الكلأ: إذا ظلَّ يأكله يابسا. واللَّيِّف من الكلأ: اليابس، وأصله لَيْوِفٌ. وكَلأٌ مَلُوْفٌ: قد غسله المطر. وقال غيره: اللَّوّافُ: الذي يعمل الزَّلاليّ. لهف لَهِف؟ بالكسر - يَلْهَفُ لَهْفاً: أي حَزِن وتحسر، قال الزَّفَيانُ: يا ابْنَ أبي العاصي إليك لَهِفَتْ ... تَشْكُو إليكَ سَنَةً قد جَلَّفَتْ أمْوالَنا من أصْلِها وجَرَّفَتْ وقولهم: يا لَهْفَ فلان: كلمة يتحسَّر بها على ما فات، قال مُتمِّم بن نُوَيْرةَ رضي الله عنه: يا لَهْفَ من عَرْفاءَ ذاةِ فَلِيْلَةٍ ... جاءتْ إلَيَّ على ثَلاثٍ تَخْمَعُ ويروى: " بَل لَهْفَ ". وقال آخر: فَلَسْتُ بمُدْرِكٍ ما فاتَ منّي ... بلَهْفَ ولا بلَيْتَ ولا لَوَانّي أراد: لَهْفَاهُ؛ فحذف. وقال الفرّاء: يا لَهْفَى عليك ويا لَهْفَ عليك ويا لَهْفِ عليك ويا لَهْفاً عليك. مثل يا حسرة. ويا لَهْفَ أرضي وسمائي عليك. ويقال: يا لَهْفاهْ ويا لَهْفَتَاهْ ويا لَهْفَتِيَاهْ.

ليف

والمَلْهُوْفُ واللَّهِيْفُ واللَّهْفَانُ واللاّهِفُ: المظلوم المُضطر يستغيث ويتحسر. وامرأة لاهِفُ؟ بلا هاء -؛ وزاد ابن عبّاد: ولاهِفَةٌ ولَهْفى؛ ونِسوة لَهَافى ولِهَافٌ. ويقال: هو لَهِيفُ القلب ولاهِفُه ومَلْهُوفهُ: أي مُحترِقُه. وقال الليث: اللَّهُوفُ: الطويل، وقال ابن عبّاد: والغليظ أيضاً. قال: والإلْهَافُ: الحرصْ والشَّرَه. وقال الليث: فلا يُلَهِّف نفسه وأمه تَلْهِيْفاً: إذا قال: وانَفْسَاهْ واأُمَّيَاهْ والَهْفَاهْ والَهْفَتَاهْ والَهْفَتِياهْ. وقال شِمْر: يقال: لَهَّفَ فلان أمه واُمَّيْه. يريدون أبويه، قال النابغة الجعدي رضي الله عنه: أشْلى ولَهَّفَ أُمَّيْهِ وقد لَهِفَتْ ... أُمَّاهُ والأُمُّ مِمّا تُنْحَلُ الخَبَلا يريد: اباه وأُمّه. وتَلَهَّف على الشيء: تَحسَّر. وقال ابن عبّاد: الْتَهَفَ: الْتَهَبَ. والتركيب يدل على التَّحسُّر. ليف لِيْفُ النخل معروف، والقطعة: لِيْفَةٌ. وقال الفَرّاءُ: يقال للعظيم اللِّحية: لِيْفَانيٌّ. وقال ابن عبّاد: لِفْتُ الطعام ألِيْفُه لضيْفاً: إذا أكلته؛ لُغة في لُفْتُه ألُوْفُه لَوْفاً. وقال غيره: لَيَّفَتِ الفسيلة: غَلُظَتْ وكثر لِيفُها. " و " لَيَّفْتُ اللِّيْفَ تَلْيِيْفَاً: عمِلْتُه. نأف ابن الأعرابي: نَئفَ: إذا كَرِه. ونَئفْتُ من الطعام أنْأفُ نَأفاً: إذا أكلته. ونَئفَ في الشرب: أي ارتوى. وقال أبو عمرو: نَأفَ: إذا جدّ، وهو مِنْأفٌ. نتف نَتَفْتُ الشَّعَر أنْتِفُه نَتْفاً. والمنْتُوف: اسم رجل كان موْلىً لبني قيس بن ثعلبة استعمله يزيد بن المُهَلّب. وجمَل نَتِيْفٌ: نَتِف حتى يعمل فيه الهنَاء، قال صَخْر الغيِّ الهُذليُّ: فَذَاكَ السِّطَاعُ خِلافَ النِّجَاءِ ... تَحْسِبُه ذا طِلاءٍ نَتِيْفا السِّطَاع: جبل، ويُروى: " فزال السِّطاعُ " أي لمّا زال الماء عنه كأنه زال عن الماء. والنُّتافُ والنُّتَافَةُ: ما سقط من النَّتْفِ. والنُّتْفَةُ بالضم -: ما نتفْتَه بإصبعك من النَّبْت وغيره، والجمعُ: النُّتَفُ. ورجل نُتَفَةٌ؟ مثال تُؤدَةٍ -: الذي يَنْتِفُ من العلم شيئا ولا يستقصيه، وكان أبو عبيدة إذا ذُكر له الأصمعي يقول: ذاك رجل نُتَفَةٌ. والمِنْتَافُ: المِنتَاخُ. وقال الأزهري: سمِعْت العرب تقول: هذا جمل مِنْتاف: إذا كان غير وسَاع يُقاربُ خَطْوه إذا مشى، والبعير إذا كان كذلك كن غير وَطِيءٍ. وقال ابن عبّاد نَتَفَ في القوس: نَزَع فيها خَفِيفا. وغُراب نَتِفُ الجَناحِ: أي مُنْتَتِفُه، وتناتف الشَّعر وانْتَتَف، قال عَدِي بن زيد بن مالك بن عَدِي بن الرِّقاع: غَبْرَاءُ تَنْفُضُه حتّى يُصَاحِبَها ... من زِفِّهِ قَلِقُ الأرْصَافِ مُنْتَتِفُ والتركيب يدل على مَرْطِ شيء. نجف النَّجَفُ والنَّجَفَةُ؟ بالتحريك فيهما -: مكان لا يعلوه الماء مستطيل مُنقاد، والجمع: نِجَافٌ. وقال الليث: النَّجَفُ يكون في بَطن الوادي؛ شُبِّه بِنِجافِ الغَبِيْطِ؛ وهو جدار ليس بجِدّ عريض له طول مُنقاد من بين مُعْوَجٍّ ومستقيم؛ لا يعلوه الماء، وقد يكون في بطن الأرض. وقال بعضهم: النِّجَافُ أرض مستديرة مُشرفة على ما حولها، واحدَتُها: نَجَفَةٌ، قال امرؤُ القيس: أرى ناقَةَ المَرْءِ قد أصبحت ... على الأيْنِ ذاةَ هِبَابٍ نَوارا رَأت هَلَكاً بِنِجافِ الغَبِيْطِ ... فكادَتْ تَجُذُّ لذاك الهِجَارا وقال ابن دريد: النَّجَفَةُ مَوضع بين البصرة والبحرين. وقال غيره: النَّجَفُ: قشور الصِّلِّيان. وقال ابن الأعرابي: النَّجَفَةُ: المُسَنّاةُ، والنَّجَفُ: التل. وقال الأزهري: النَّجَفَةُ التي هي بظاهر الكُوفة: هي المُسنّاة تمنع ماء السيل أن يعلو منازل الكوفة ومقابرها، وأنشد غيره لإسحاق بن إبراهيم الموصلي: ما إنْ رَأى النّاسُ في سَهْلٍ وفي جَبَلٍ ... أصْفى هَوَاءً ولا أغْذى من النَّجَفِ وقد يقال لابْطِ الكَثيب: نَجَفَةُ الكَثيب؛ وهي الموضع الذي تُصَفِّقه الرياح فَتُنِّجفُه؛ يصير كأنه جُرُف مُنجرف، وهو الذي يُحفر في عَرْضه وهو غير مَضرُوح. وقال الفرّاء: نِجَافُ الإنسان: مِدْرَعتُه.

نحف

وقال الأصمعي: النِّجَافُ: العتَبَة؛ وهي أُسْكُفّة الباب. وقيل: النِّجَاف والدَّوّارة: الذي يستقبل الباب من أعلى الأُسْكُفّة. وقال الزهري: يقال لأنفِ الباب الرِّتاج؛ ولِدَرْوَندِه النِّجاف والنَّجْران؛ ولمَتَّرِسه القُنّاح. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر الرجل الذي يَدخل الجنة آخر الخَلْق قال: فيسأل ربّه فيقول: أي ربِّ قدِّمني إلى باب الجنة فاكون تحت نِجافِ الجنة. وقال الليث: نِجافُ التَّيْسِ: جِلد أو خِرقة تُشد بين بطنه والقضيب فلا يقدر على السِّفاد. ومنه المَثل: لا تَخُونك اليمانية ما أقام نِجافُها. ومنه يقال: تَيْسٌ مَنجُوْف. وسُوَيْدُ بن َنْجُوْف البصري: من التابعين. والمَنْجُوْفُ والنَّجِيْفُ من السِّهام: العريض النَّصل، يقال: نَجَفْتُ السَّهم أنْجُفُه نَجْفاً: إذا مَريته، وجمْع النَّجِيْفِ: نُجُفٌ، قال أبو كبير الهُذلي: ومَعَابِلاً صُلْعَ الظُّبَاتِ كأنَّها ... جَمْرٌ بِمَسْكَةٍ يُشَبُّ لمُصْطَلِ نُجُفاً بَذَلْتُ لها خَوَافِيَ ناهِضٍ ... حَشْرِ القَوَادِمِ كاللِّفَاعِ الأطْحَلِ وقال ابن عبّاد: النُّجُفُ: الأخلاق من الشَّنان والجلود. وغارٌ مَنْجُوْفٌ: أي مُوسَّع، قال أبو زُبيد حرْملةُ بن المُنذر الطائي يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه: إنْكانَ مَأْوى وُفُوْدِ النّاسِ راحَ بِهِ ... رَهْطٌ إلى جَدَثٍ كالغارِ مَنْجُوْفِ وقال ابن فارس: المَنْجُوْفُ: المُنقطع عن النِّكاح. وقال ابن عبّاد: المَنْجُوْفُ: الجَبان، ومن الآنية: الواسِع الشَّحْوة والجَوْفِ؛ يقال: قدح مَنْجُوْفٌ. وقال ابن الأعرابي: النَّجْفُ: الحلب الجيد حتى يُنفِضَ الضَّرْعُ، قال يصف ناقة غزيرة: تَصُفُّ أو تُرْمي على الصُّفُوْفْ ... إذا أتاها الحالِبُ النَّجُوْفْ وقال ابن عبّاد: نَجَفْتُ الشجرة من أصلها: قطعتُها. والنُّجْفَةُ؟ بالضم -: القليل من الشيء. وقال ابن الأعرابي: المِنْجَفُ والمِجْفَنُ: الزَّبيْل. قال: وانْجَفَ الرجل: علَّق النِّجَافَ على الشّاة. وقال غيره: نَجَّفَتِ الريح الكثيب تَنْجِيْفاً: جَرفَته. وقال ابن عبّاد: يقال نَجِّفْ لي نُجْفَةً من اللبن: أي اعْزِلْ لي قليلا منه. وقال غيره: كل شيء عرَّضته فقد نجَّفْته. وانْتِجافُ الشيء: استخراجه، يقال: انْتَجَفْتُ الغنم: إذا استخرَجْت أقصى ما في الضّرع من اللبن. وانْتَجَفَتِ الريح السَّحاب: إذا استفرَغَتْه، وكذلك اسْتَنْجَفَتْه. والتركيب يدل على تبَسُّط في شيء مكان أو غيره؛ وعلى استخراج شيء. نحف ابن دريد: النَّحَافَةُ: مصدر نَحِفَ؟ بالكسر - ينْحَفُ نحافةً؛ فهو مَنْحوفٌ ونحِيف، كذا قال مَنحوفٌ، قال: ورجل نَحيفٌ بيِّن النَّحَافَةِ من قوم نِحَافٍ؛ مثل سمين من قوم ِمان، وقد قالوا: نَحُفَ يَنْحُفُ؛ كما قالوا: كرُم يَكْرُمُ. والنَّحِيْفُ: القَضِيْفُ القليل اللحم خِلْقة لا هُزالاً، وأنشد الليث لسابق، وأنشده أبو تمام في الحماسة للعباس بن مرداس؟ رضي الله عنه -؛ وليس له، وقال أبو رياش: هو لِمُوِّد الحُكماء: تَرى الرَّجُلَ النَّحِيْفَ فَتَزْدَرِيْهِ ... وفي أثْوَابِهِ أسَدٌ مَزِيْرُ وهو الحازم، ويُروى: " مَرِيْرُ " وهو القوي القلب الشديد. وقال صخر العغيّ الهُذلي: وقِدْحٍ يَخُوْرُ خُوَارَ الغَزَالِ ... رَكَّبْتُ فيه نحيصاً نَحِيْفا نخف ابن دريد: النّخْفُ: من قولهم: نَخَفَتِ العنز تَنْخَفُ وتَنْخُفُ نَخْفاً: وهو النَّفْخُ، وقال قوم: هو شبيه بالعُطاس، وبه سُمي الرجل نَخْفاً. وقال ابن الأعرابي: النَّخِيْفُ: صوت الأنف إذا مُخِطَ. وقال غيره: النَّخْفُ: النفَسُ العالي؛ والنَّخيف: مثل الخَنين من الأنف. والنِّخَافُ؟ بالكسر -: الخُفُّ، والجمْع: أنْخِفَةٌ، وقال أعرابي: جاءنا فلان في نِخَافَيْنِ مُلَكَّمَين: أي في خُفَّيْنِ مُرَقَّعين. والنَّخْفَةُ: وهْدة في رأي الجبل. وقال ابن الأعرابي: أنْخَفَ الرجل: كَثُر صوت نَخِيْفِه. ندف

نزف

نَدْفُ القطن: ضربه بالمندف والمندفة أي الخشبة التي تكون بيد النَّداف يَطرق بها الوتر ليرِقَّ القطن، والفعل منه: نَدَف ينْدِفُ؟ بالكسر -، وحِرْفَتُه النِّدَافة، قال الأعشى: قاعِداً حَوْلَهُ النَّدامى فما يَنْ ... فَكُّ يُؤْتى بِمُوْكَرٍ مَحْذُوْفِ المُوْكَر: الزِّقُّ الملآنُ، والصَّدُوْحُ: القَيْنَةُ الرفيعة الصوت. وقال الأخطل يصف كلاب الصيد: فأرْسَلُوْهُنَّ يُذْرِيْنَ التُّرَابَ كما ... يُذْري سَبَائخَ قُطْنٍ نَدْفُ أوْتارِ وقال تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبل يصف ناقته: يُضْحي على خَطْمِها من فَرْطِها زَبَدٌ ... كأنَّ بالرَّأْسِ منها خُرْفُعاً نُدِفا الخُرْفُع: القطن، ويروى " خِرْفِعاً " بالكسر. والقطن مندوف ونديف، قال: يا لَيْتَ شِعْري عَنْكُمُ حَنِيْفا ... وقد جَدَعْنا منكُمُ الأُنُوْفا أتَحْمِلونَ بَعْدَنا السُّيُوْفا ... أمْ تَغْزِلُوْنَ الخُرْفُعَ المَنْدُوفا والدّابة تَنْدِف في سيرها نَدْفا ونَدفاناً: وهو سرعة رَجْعِ اليدين. والنَّدْفُ: شُرْب السِّباع الماء بألسنتها. والنَّدْفُ الضرب بالعود، والشاهد عليه بيت الأعشى الذي سبق. وقال الأصمعي: رجُل ندّاف: كثير الأكل، والنَّدْف: الأكل. والنُّدْفَةُ: القليل من اللبن. والنَّدْفُ في الحلب: أن تَفْطُر الضّرة بإصبعِك. ونَدَفَتِ السماء بمطر: مثل نَطفَتْ، ونَدَفَتْ بالثلج: رمتْ به. وقال الفرّاءُ: نَدَف الدابة وأندفها: ساقها سوقا عنيقا. ويقال: هو يَنْدِفُ الطعام: أي يأكله بيده. وقال ابن عبّاد: نْدَفْتُ الكلب: أوْلغْتُه. وقال ابن الأعرابيِّ: أنْدَفَ الرجل: إذا مال إلى النَّدْفِ وهو صوت العُود في حجر الكَرينة. والتَّنْديف: مُبالغة النَّدْف، قال الفرزدق: وأصْبَحَ مُبْيَضُّ الصَّقِيْعِ كأنَّهُ ... على سَرَواتِ النِّيْبِ قُطْنٌ مُنَدَّفُ والتركيب يدل على شِبْه النَّفشِ للشيء بآلةٍ. نزف نزَفْتُ البئر أنْزِفُه نَزْفاً: إذا نزحْتَه كله، ونَزَفَتْ هي؛ يتعدى ولا يتعدى، ونُزِفَتْ؟ أيضاً - على ما لم يُسمّ فاعله، ومنه الحديث في زمزم: لا تُنْزَفُ ولا تُذَم. ويقال؟ أيضاً - نُزِف الرجل: إذا ذهب عقلُه، ومنه قوله تعالى:) ولا يُنْزَفُونَ (أي لا يَسْكَرون. وقال أبو عُبيدة: نَزِفَتْ عَبْرَتُه؟ بكسر الزاي -: أي فَنِيَتْ. والنُّزْفَةُ؟ بالضم -: القليل من الماء والشراب، والجمْع: نُزَفٌ؟ مثال غرفة وغُرَف، قال العجّاج يَصف الخمر: فَشَنَّ في الإبْرِيْقِ منها نُزَفا ... من رَصَفٍ نازَعَ سَيْلاً رَصَفا وعُروق نُزَّف؟ مثال رُكَّع -: غير سائلة، قال العجّاج يصِف ثوراً: أعْيَنُ بَرْبَارٌ إذا تَعَسَّفا ... أجْوَازَها هَذَّ العُروقَ لنُّزَّفا والنُّزْفُ؟ بالضم -: الاسم من النَّزْفِ، قال: تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ وهي لاهِيَةٌ ... كأنَّما شَفَّ وجْهَها نُزُف أراد أنها رقيقة المحاسن حتى كأن دمها مَنزوف. وقال ابن دريد: نُزِفَ الرجل دمه يُنْزف نَزْفا: إذا سال حتى يُفْرِط، فهو مَنزوف ونَزِيف. قال: ومَثل من أمثالهم: أجْبَن من المَنزُوف ضَرِطاً. وهو رجل ضَرَطَ حتى مات فَزَعا. قال: وله حديث: قال الصَّغَانيُّ مؤلف هذا الكتاب: ذَكَرت حديثه في تركيب ض ر ط. قال: والمِنْزَفَةُ: دُلَيَّةٌ تُشد في رأس عود طويل؛ ويُنصب عود؛ ويُعرض ذلك العود الذي في طرفه الدَّلو على العود المنصوب، ويُسقى به الماء. وقال ابن عبّاد: المِنْزَافُ من المَعَزِ: التي يكون لها لَبن ثم ينقطِع. وقال غيره: بئر نَزُوْف: إذا نُزِفَت باليد. ويقال للرجل إذا عطِش حتى يبسَت عروقه وجف لسانه: مَنْزُوف ونزيف، قال جميل: فَلَثِمْتُ فاها آخِذاً بقُرُونِها ... شُرْبَ النَّزِيْفِ بِبَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِ والنّزِيْف؟ أيضاً -: المَحمُوم. وقال أبو عمرو: النَّزِيْفُ: السَّكران، قال امرؤ القيس: وإذْ هي تَمْشِي كمَشْيِ النَّزِيْفِ ... يَصْرَعُهُ بالكَثِيْبِ البُهُرْ وقال آخر: بَدّاءُ تَمْشِي مِشْيَةَ النَّزِيْفِ والنَّزِيْف: سيف عِكْرِمة بن أبي جهل؟ رضي الله عنه -، وفيه يقول:

نصف

وقَبْلَهُما أرْدى النَّزِيفُ سَمَيْدَعاً ... له في سَنَاءِ المَجْدِ بَيْتٌ ومَنْصِبُ ونُزِفَ الرجل في الخُصومة: إذا انقطعت حُجته. ونَزَافِ؟ مثال نَزَال -: أي انْزِفْ. ومنه قول ابنة الجُلَنْدى مَلِك عمان حين ألبْست السلحفاة حُلِيَّها فغاصَت في البحر: نَزَنافِ نَزَافِ لم يبق في البحر غير قُدافٍ، أي غيرُ غُرفة، أمَرَتْ بالنَّزْفِ. وأنْزَفَ القوم: إذا ذهب ماء بِئرِهم، وكذلك إذا ذهب ماء العين. وأنْزَفَ الرجل العَبْرة: أفناها بُكاء، قال العجّاج: وصَرَّحَ ابنُ مَعْمَرٍ لِمَنْ دَمَرْ ... وأنْزَفَ العَبْرَةَ مَنْ لاقى العِبَرْ وقال أيضاً: وقد أراني بالدِّيارِ مُتْرَفا ... أزْمَانَ لا أحسِبُ شَيْئاً مُنْزَفا وأنْزَفَ؟ أيضاً -: أي سَكِر. ومنه قِراءة الكُوفيين غير عاصم في الصَّافّات:) ولا هُمْ عَنْها يُنْزِفُوْنَ (، وقراءة الكوفيين في الواقعة:) ولا يُنْزِفُوْنَ (كذلك. قال الأُبَيْرِدُ اليربوعي: لَعمْري لَئنْ أنْزَفْتُمُ أوْ صَحَوْتُمُ ... لَبِئْسَ النَّدَامى كُنْتُمُ آلَ أبْجَرا وقال أبو عبيدة: قوم يجعلون المُنْزَفَ مثل المَنْزُوْفِ الذي قد نُزِفَ دمه. وقال الفرّاءُ: أنْزَفَ الرجل: إذا فَنِيَت خمْرُه، أي خَمْرُ أهل الجنة دائبَةٌ لا تَفْنى. وقال أبو زيد: نَزَّفَتِ المرأة تَنْزِيفاً: إذا رأت دما على حملِها، وذلك مما يزيد الولد صِغراً. والتركيب يدُل على نفاد شيء وانقطاعه. نصف أبو زيد: نَسَفْتُ البناء نَسْفا: قَلعْتُه، قال الله تعالى:) فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفا (أي يقلعها من أصولها، يقال: نَسَف البعير النَّبْتَ: إذا قلعه بفيه من الأرض بأصله. وقيل: نَسْف الجبال: دَكُّها وتذريَتُها، ومنه قوله تعالى:) وإذا الجِبَالُ نُسِفَتْ (أي ذُهِب بها كلِّها بسرعة. والمِنْسَفَةُ: آلة يُقْلَع بها البناء. والمِنْسَفُ: ما يُنْسَفُ به الطعام، ونَسْفُه: نَفْضُه، وهو شيء طويل منصوب الصَّدر أعلاه مُرتفع. ويقال: أتانا فلان كأنَّ لحيته مِنْسَفٌ، حكاه أبو نصر أحمد بن حاتم. ويقال لفم الحمار: مِنْسَفٌ، ويقال: مَنْسِفٌ، مثال مِنْسَرٍ ومَنْسِرٍ. وقوله تعالى:) ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ في اليَمِّ نَسْفا (أي لَنُذَرِّيَنَّه تَذْرِية. والنُّسَافَةُ: ما يسقط من المِنْسَفِ. وقال ابن فارس: النُّسَافَةُ: الرُّغْوَةُ، وغيره يقولها بالشَّيْن المُعجَمة. وبعير نَسُوْفٌ: يقتلع الكَلأَ من أصله بمُقَدَّمِ فيه، وابِل مَنَاسِيْفُ. ويقال للفرس: أنّه لَنَسُوْفُ السُّنْبُكِ: إذا أدناه من الأرض في عَدْوِه، وكذلك إذا أدْنى الفرس مِرْفَقَيْه من الحزام، وذلك إنما يكون لِتَقارُب مِرْفَقَيْه وهو محمود، قال بِشْر بن أبي خازِم يصِف فرساً: نَسُوْفٍ للحِزَامِ بِمِرْفَقَيْها ... يَسُدُّ خَوَاءَ طُبْيَيْها الغُبَارُ ألا ترى إلى قول النابغة الجعدي رضي الله عنه: في مِرْفَقَيهِ تَقَارُبٌ ولهُ ... بِرْكَةُ زَوْرٍ كَجَبْأةِ الخَزَمِ ويقال: بيننا عُقبة نَسُوفٌ: أي طويلة شاقة. وقال السُّكري في قول صَخْرِ الغيِّ الهُذلي: كَعَدْوِ أقَبَّ رَبَاعٍ تَرى ... بفائلِهِ ونَسَاهُ نُسُوْفا النُّسُوْفُ: آثار العضِّ، وقال مرَّة: النُّسُوْفُ: العِضَاضُ، يقال: نَسَفَ يَنْسُفُ؟ بالضم - نُسُوفا. كذا قال: نُسُوْفاً؛ والقياس: نَسْفاً. وقال ابن الأعرابي: يقال للرجل: إنه لكثير النَّسِيْفِ؛ وهو السِّرَارُ، والنَّسِيْفُ: السِّرُّ. وقال غيره: إناء نَسْفَانُ: إذا كان مَلآْنَ يَفيْضُ من امْتِلائه. ونَسَفَانُ؟ بالتحريك -: من مَخاليف اليمن على ثمانية فراسخ من ذمار. والنُّسّافُ؟ بالضم والتشديد -: طائر. وقال الليث: ضَرْب من الطير يُشيِه الخُطّاف يَنْسِفُ الشيء في الهواء يسمى: النَّسَاسِيْفَ، الواحد نُسّافٌ. ونَسَفُ؟ بالترحيك -: بلد، وهو تعريب نخشَب اصطلاحا. وقال الليث: النَّسْفَةُ من حجارو الحرَّة يكون نخِرا مُنْخرِبا ذا نَخَارِيبَ يُسْتَنْسَفُ به الوَسَخ عن الأقدام في الحمّامات. قال الصَّغاني مُؤلف هذا الكتاب: المعروف النَّشْفَةُ؟ بالشين المُعجَمة -.

نشف

وقال الليث: كلام نَسِيْفٌ: خَفي؛ هُذَلِية؛ أي لغة هُذَليَّة. والنَّسِيْف: أثر الجُلْبَة من الرَّكْض وأثر كدْمِ الحمار، قال المُمَزِّق العَبديّ: وقد تَخِذَتْ رِجْلي إلى جَنْبِ غَرْزِها ... نَسِيْفاً كأُفْحُوْصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ وقول أبي ذُؤيب الهُذلي: فألْفَى القَوْمَ قد شَرِبُوا فَضَمُّوا ... أمَامَ القَوْمِ مَنْطِقُهُمْ نَسِيْفُ قال الأصمعي: أي يَنْتَسفون الكلام انْتِسَافا لا يُتِمُّونه من الفرق يهمسون به رويدا فهو خفيٌّ لئلاّ يُنذر بهم لأنهم في أرض عدوّ؛ وضمُّوا إليهم دوابَّهم ورحالهم: وانْتَسَفْتُ الشَّيء: أي اقْتَلَعْتُه، قال حُميد الأرقط: وانْتَسَفَ الجالِبَ من أنْدَابِهِ ... إغْبَاطُنا المَيْسَ على أصْلابِهِ ويقال: هما يَتناسفان الكلام: أي يتسارّان؛ كأن هذا يَنسِف ما عند ذلك وذلك يَنْسِف ما عند هذا. والتركيب يدل على كشف شيء عن شيء أو اسْتِلابه منه. نشف الليث: النَّشْفُ: دخول الماء في الثوب والأرض وغير ذلك، يقال: نشِفَتِ الأرض الماء ونَشِفَ الماء في الأرض، كرهما سواء. وفي حديث طَهْفَةَ بن أبي زُهير النهدي؟ رضي الله عنه -: قد نَشِفَ المُدْهُنُ. وقد كُتِب الحديث بِتمامه في تركيب وطء. وفي حديث طَلْقِ بن علي؟ رضي الله عنه - أنه قال: وفَدْنا إلى رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - فدعا بوضوء فَتوضّأ وتمضمض ثم صبّه في أداوةٍ فقال: اكسروا بيعتكم وانضحوا مكانها واتخذوه مسجداً، قلنا: البلد بعيد والماء يَنشَفُ، قال فمدّوه من الماء فإنه لا يزيدُه إلاّ طِيباً. وأرض نَشِفة بيِّنة النّشفِ؟ بالتحريك -: إذا كانت تَنْشَف الماء. ونَشف الحوض ما فيه يَنْشُفُه؟ مثال كتبه يكتُبه -: لغة في نَشِفَه؟ مثال سَمِعه -. والحجر الذي تُدْلك به الرِّجل فيه أربع لغات: نَشْفَةٌ - كَرضْفَةٍ - ونَشَفَةٌ - كَنَجَفَةٍ - ونُشْفَةٌ - كنُطْفَةٍ؛ وهذه عن أبي عمرو؟ ونِشْفَةٌ - ككِسرة؛ وهذه عن الأموي -. وفي حديث ابن عباس؟ رضي الله عنهما -: أن عمّارا؟ رضي الله عنه - أتى النبي؟ صلى الله عليه وسلم - فرأى به صُفْرَة فقال: اغسِلْها، قال: فذهبْت فأخذتُ نَشْفَة لنا فدَلكْت بها عنّي تلك الصُّفْرة حتى ذهبت عني. وهي حجر أسود مُنَخْرِبٌ كأنه أُحرق بالنار، قال: أفْلَحَ مَنْ كانَتْ له هِرْشَفَّهْ ... ونَشْفَةٌ يَمْلأُ منها كَفَّهْ وفي حديث حُذيفة؟ رضي الله عنه -: أتتكم الدَّهيماء ترمي أن نخرج منها كما دَخلنا فيها. أي ليس الرَّأي إلاّ ن تنجلي عنّا ونحن في عدم التباسنا بالدنيا كما دخَلْنا فيها. وقال الليث: سُمِّيَت النَّشْفَةُ نَشْفَةً لانْتِشَافِها الوسَخ عن مواقعِه، وقيل: لِنَشْفِها الماء. وجمْع النَّشْفَةِ نَشْفٌ؟ كتمرة وتمر -، وجمْع النَّشَفَةِ نَشَفٌ؟ كثمرة وثمر -، وجمْع النَّشْفَةِ ونُشَفٌ ونِشَافٌ؟ كنُطْفَةٍ ونُطَفٍ ونِطافٍ -، وجمْع النِّشْفةِ ونِشْفٌ ونِشَفٌ؟ كِتبْنَةٍ وتِبْنٍ وكِسْرَةٍ وكِسَرٍ -. ويقال للناقة التي تدُر قبل نِتاجها ثم تذهب دِرَّتُها: نَشُوْف. والنَّشّافَةُ؟ بالفتح والتشديد -: منْدِيل يُتمَسّح به. وفي الحديث: كان لرسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - نَشّافَةٌ يَنْشَفُ بها غُسالة وجهه. أي منديل يمْسح به وضُوءه. وقال ابن فارس: النَّشَفُ في الحِياض: كالنَّزَح في الرَّكايا. والنُّشْفَةُ والنَّشَافَةُ الرُّغوة التي تعلو اللبن إذا حَلب. وقال اللَّحياني: هما ما أخذْته بالمِغْرَفة من القدر وهو حار فتَحسَّيتَه. وقال ابن عبّاد: يقولون لا يكون الفتى نشّافاً: وهو بمنزلة النَّشّال وهو الذي يأخذ حَرْف الجَرَقة فيغْمسُه في رأس القِدْرِ ويأكله دون أصحابه. قال: وناقةٌ مِنْشافٌ: وهي أن تراها حافلاً مرة ومرة ليس في ضرعِها لبن. قال: ونَشف المال: ذهب وهَلك. قال: وأنشَفَتِ الناقة: إذا ولدت ذكراً بعد أنثى. وقال غيره: يقول الصبي: أنْشِفْني: أي أعطني النُّشافة أشربْها. ويقال: نَشَّفْتُ الماء تَنْشيفا: أي أخذته بِخرْقة أو ثوب. ومنه حديث أبي أيوب الأنصاري؟ رضي الله عنه - أنه قال: انكسر حبّ لنا فقُمت أنا وأم أيوب بقطيفة ما لنا غيرها نُنَشِّف بها الماء تخوُّفا أن يقطُر على رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم -.

نصف

ويقال: أمْسَت إبلُكم تُنَشِّف وتُرَغِّي: أي لها نُشَافةٌ ورٌغْوَة. وتَنَشُّفَ الثوب العَرق: مثلُ نَشِفَه. وقال ابن السكِّيت: انتَشَفْتُ النُّشافة: إذا شربْتها. وقال اللحياني: انْتُشِفَ لونه وانْتُسِفَ؟ على ما لم يُسمَّ فاعلُه -: أي تغير. والتركيب يدل على وُلوج ندى في شيء يأخذه. د نصف ابن الأعرابي: النَّصف والنِّصْف والنُّصف: أحد شِقَّي الشيء، والجمْع أنصاف. والنِّصْف؟ أيضاً -: النَّصَفَة، وأنشد سيبويه للفرزدق: ولكِنَّ نِصْفاً لو سَبَبْتُ وسَبَّني ... بنو عَبْدِ شَمْسٍ من مَنَافٍ وهاشِمِ هكذا أنشده سيبويه، والذي في شعره: " لكن عَدْلا ". وإناء نصفان؟ بالفتح -: إذا بلغ الماء نِصْفَه، وقِرِبة نَصْفى. ونَصَفْتُ الشيء نَصْفاً: بلغت نِصْفَه، تقول: نَصَفْتُ القرآن، ونَصَفَ عُمره، ونَصَفَ الشَّيْبُ رسه، ونَصَفَ الإزار ساقه. قال أبو جُنْدب الهذلي: وكُنْتُ إذا جاري دَعا لِمَضُوْفَةٍ ... أُشَمِّرُ حتّى يَنْصُفَ السّاق مِئْزَري ونَصَفَ النهار: أي انتصف، قال المسيب بن علس يصِف غائصاً: نَصَفَ النَّهَارُ الماءُ غامِرُهُ ... وَرَفِيْقُهُ بالغَيْبِ لا يَدْري يعني: والماء غامِره، فحذف واو الحال. وقال يعقوب: نَصَفَهم يَنصُفُهم ويَنْصِفُهم نِصَافاً ونِصَافَةً؟ بالكسر فيهما -: أي خدمهم، قال لبيد؟ رضي الله عنه - يصِف ظُروف الخمْر: لها غَلَلٌ من رازِقيّ وكُرْسُفٍ ... بأيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُوْنَ المَقَاوِلا وقال ابن الأعرابي: المَنْصَفُ والمِنْصَفُ؟ بفتح الميم وكسرها -: الخادم، ووافقه الأصمعي على الكسر، ومنه حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: أنه ذكر داود؟ صلوات الله عليه - يوم فتنته فقال: دخل المحراب وأقعد مِنصفاً على الباب. والمؤنث مِنْصَفةٌ، والجمْع: مَناصِف، قال عمر بن عبْد الله بن أبي ربيعة: قد حَلَفَتْ لَيْلَةَ الصَّوْرَيْنِ جاهِدَةً ... وما على المرء إلاّ الصَّبْرُ مُجْتَهِدا لِتِرْبِها ولأُخْرى من مَنَاصِفِها ... لَقَدْ وَجَدْتُ به فوق الذي وَجَدا ومَنْصَفُ الطريق: نِصْفُه. ومَنْصَفٌ؟ أيضاً -: واد باليمامة. وقال ابن دريد: نَاصِفَةُ: مَوْضِعٌ، قال البَعيثُ: أهَاجَ عليكَ الشَّوْقَ أطْلالُ دِمْنَةٍ ... بِناصِفَةِ الجَوَّيْنِ أو جانِبِ الهَجْلِ والنّاصِفَة: مجرى الماء، والجَميع: النَّوَاصِفُ، قال طرفة بن العبد: كأنَّ حُدُوْجَ المالِكِيَّةِ غُدْوَةً ... خَلايا سَفِيْنٍ بالنَّواصِفِ من دَدِ وقال الأصمعي: النَّوَاصِفُ: رحاب. وقال ابن عبّاد: النّاصِفَةُ: صخرة تكون في مَنَاصِف أسناد الوادي. ونَصَفَهم يَنْصُفُهم؟ بالضم -: أي أخذ منهم النِّصْفَ، كما يقال: عَشَرهم يَعْشُرَهم إذا أخذ منهم العُشْرَ. وقال ابن عبّاد: نَصَفَ النخل نُصُوْفاً: إذا احمرّ بعض بُسْرِه وبعضه أخضرُ. والنَّصِيْفُ: النِّصْفُ، كالثَّلِيْثِ وغيره. ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: لا تَسُبُّوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مِلء الأرض ذهبا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نَصِيْفَه. ويُروى: " مَدَّ أحَدِهم " بالفتح: وهو الغاية؛ من قولهم: لا يُبْلغ مَدُّ فلان: أي لا يُلْحَق شَأوُه، قال سلمة بن الأكْوَع رضي الله عنه: لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيْفْ وقد ذُكر الرَّجَزُ بتمامه وسببه في تركيب ع ج ف. والنَّصِيْفُ؟ أيضاً -: الخِمَارُ. ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم - في صفة الحور العين: ولَنَصِيْفُ إحداهُن على رأسها خير من الدنيا وما فيها. وقال النابغة الذبياني: سَقَطَ النَّصِيْفُ ولم تُرِدْ إسْقاطَهُ ... فَتَناوَلَتْهُ واتَّقَتْنا باليَدِ وقال ابن عبّاد: بُرْد نَصِيْف: إذا كان على لونين. وقال ابن السكِّيت: النَّصَفُ؟ بالتحريك -: المرأة بين الحَدَثَة والمُسِنَّةِ، وتصغيرها نُصَيْفٌ بلا هاء، لأنها صِفة، ونِساء أنْصَاف، ورجل نَصَفٌ وقوم أنْصَافٌ ونَصَفُوْنَ، قال كعب بن زهير رضي الله عنه: لو أنَّها آذَنَتْ بِكْراً لَقُلْتُ لها: ... يا هَيْدَ مالَكِ أوْ لَوْ آذَنَتْ نَصَفا

نضف

أي لو أنَّها آذَنتني وهي نَصَفٌ ولكنها قد فَنِيَت. وقال عَدي بن زيد بن مالك بن عَدِي بن الرِّقاع: تَنَصَّلَتْها له من بَعْدِ ما قُذِفَتْ ... بالعُقْرِ قَذْفَةَ ظَنٍّ سَلْفَعٌ نَصَفُ والنَّصَفُ؟ أيضاً -: الخُدّام، الواحد: ناصِفٌ. والنَّصَفُ والنَّصَفَةُ: الاسم من الإنْصَافِ، والإنْصَافُ: العدل، يقال: أنْصَفَه من نفسه. وقال ابن عبّاد: جاء مُنْصِفاً: أي مُسْرعاً. وأنْصَفَ النهار: بلغ النِّصْفَ، مثل نَصَفَ. وقال ابن الأعرابي: أنْصَفْتُ الشيء: أخَذْت نِصْفَه، وأنْصَفَ: إذا سار نِصْفَ النّهار. وأنْصَفَ: إذا خدم سيده؛ مثل نَصَفَ. وأنْصَفَ النهار: مَضى نِصْفُه، مثل نَصَفَ. وتَنْصِيْفُ الشيء: جعله نِصْفَيْنِ. ونَصَّفْتُ الجارية: خَمَّرْتُها. والمُنَصَّفُ من الشراب: الذي طُبخ حتّى ذهب منه النِّصْف. والمُنَصِّفُ؟ بالكسر -: الذي نَصَّفَ رأسه بِعمامة. ونَصَّفَ النهار: بلغ نِصْفه؛ مثل نَصَفَ نُصُوْفاً. وانْتَصَفَ النَّهار: بَلغ نِصْفَه؛ مثْل نَصَف وأنْصَفَ. وانْتَصَفْتُ منه: استوفيت حقي من مَظْلِمَتي. ومُنْتَصَف كل شيء: وسَطُه، يقال: انْتَصَفَ الليل والنهار والشهر. وانْتَصَفَتِ الجارية: أي اختمرت. ورَمَيت الصيد فانتصف فيه سهمي: أي دخل فيه إلى النِّصْفِ. وتناصفوا: أي أنْصَفَ بعضهم بعضاً، ومنه قوله: مَنْ ذا رَسُوْلٌ ناصِحٌ فَمُبَلِّغٌ ... عَنّي عُلَيَّةَ غَيْرَ قِيْلِ الكاذِبِ أنّي غَرِضْتُ إلى تَناصُفِ وَجْهِها ... غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحَبِيْبِ الغائبِ يعني استواء المحاسِن، كأنَّ بعض أجزاء الوجه أنْصَفَ بعضاً في أخْذِ القِسْطِ من الجمال. وناصَفْته المال: أي قاسمته على النِّصْف. وتَنَصَّف: خدم، وتَنَصَّفَه: استخدمه، فتَنَصَّف لازِم ومُتعدٍّ، ويروى بيت حُرَقَة بِنت النعُّعمان: بَيْنا نَسُوْسُ النّاسَ والأمْرُ أمْرُنا ... إذا نَحْنُ فيهم سُوْقَةٌ نَتَنَصَّفُ بفتح النون وضمِّها، والبيت مخروم، فبالفتح أي نخدم، وبالضم أي نُستخدم. وقال الفرّاء: تَنَصَّفْناك بيننا: أي جعلناك بيننا. وتَنَصَّفَتِ المرأة: أي اختمرت؛ مثل انْتَصَفَتْ. وتَنَصَّفْتُ السلطان: إذا سألته أن يُنْصِفَكَ. وقال ابن عبّاد: تَنَصَّفَه الشيب: أي عممه. وتَنَصَّفْتُ منه: أخذت منه حقي كَملاً، مثل انْتَصَفْتُ؛ حتى صرت أنا وهو على النِّصْفِ سواء. وتَنَصَّفَه: إذا طلب ما عنده وخضع له. والتركيب يدُل على شطر الشيء؛ وعلى جنس من الحركة. نضف ابن الأعرابي: النَّضْفُ: إبداء الحُصاص. وقال غيره: رجل ناضِفٌ ومِنْضَفٌ وخاضِفٌ ومِخْضَفٌ: إذا كان ضَرّاطاً، قال: فأيْنَ مَوَالِيْنا المُرَجّى نَوَالُهُمْ ... وأيْنَ مَوَالِيْنا الضِّعَافُ المَنَاضِفُ وقال الفرّاء: نَضَفَ الفصيل ما في ضرع أمه يَنْضُفُ ويَنْضِفُ؟ مثال ينصُر ويكسر - نَضْفاً؟ بالفتح -، وقال غيره: نَضِفَ؟ بالكسر - نَضَفاً؟ بالتحريك -: إذا امْتكَّه وشرب جميع ما فيه. وقال ابن الأعرابي: مر بنا قوم نَضِفُونَ نجسون: بمعنى واحد. قال: والنَّضَفُ؟ بالتحريك -: الصَّعْتَرُ البري، وذكره الليث أيضاً ولم يذكر الدينوري، وقال الأزهري بعد ما ذكر قول الليث: وأنشد: ظَلاّ بأقْرِيَةِ النَّفّاخِ يَوْمَهُما ... يُنَبِّشانِ أُصُوْلَ المَغْد والنَّضَفا ثم قال: أراد يُنبِّشان أصول المغد وأصول النَّضَفِ، فلما حذف الأصول نصب النَّضَفَ. قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: لم يَذكر الليث البيت، والرواية " اللَّصَفا " أي الكبَر؛ و " يَحتفِران " بدل " يُنَبِّشان "، والبيت لكعب بن زهير رضي الله عنه. والنَّضَفَانُ: الخَبب. وقال أبو عمرو: النَّضْفُ: الخدمة؛ كالنَّصْفِ، كقولهم: ضاف السهم وصافَ. وأنْضَفَ: أي دام على أكل النَّضَفِ؛ أي الصَّعْتَر البري. وأنْضَفَه: أي ضَرَّطَه. وأنْضَفَتِ الناقة وأوْضَفَتْ: أي خبَّت. وأنْضَفْتُها؟ أيضاً -: أي أخْببْتُها. وانتصف الفصيل ما في ضرع أمه: إذا امْتَكَّه وشرب جميع ما فيه؛ مثل نَضفَه. نطف

النُّطفة: الماء الصافي؛ قليلاً كان أو كثيراً. فمن القليل نُطْفَةُ الإنسان. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: أنه كان في غزوة هَوَزِانَ فقال لأصحابه يوما: هل من وضوء؛ فجاء رجل بنُطْفَةٍ في ادَاوَةٍ فافتَضَّها، فامر بها رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - فصُبَّت في قدح، فتوضَّأنا كلنا ونحن أربع عئرة مئةً نُدغْفِقُها دَغْفَقَة. يريد الماء القليل. وقال أبو ذؤيب الهُذلي يصف عسلاً: فَشَرَّجَها من نُطْفَةٍ رَجَبِيَّةٍ ... سُلاسِلَةٍ من ماءِ لِصْبٍ سُلاسِلِ أي خَلَطها ومَزَجَها بماء سماء أصابهم في رَجَب. وشَرِب أعرابي شرْبَة من رَكِيَّة يقال لها شَفِيَّة فقال: والله إنها نُطْفَةٌ باردة عذبة. وقال الأزهري: قال ذو الرُّمَّة فجعل الخمر نُطْفَةً. وقال الأزهري: قال ذو الرُّمَّة فجعل الخمْر نُطْفَةً. تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ في نُطَفِ الخَمْرِ قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: الرِّواية: " في نُزَفِ الخمر "، والنُّزْفة: القِطعة من الماء، وصَدرُه: يُقَطَّعُ مَوْضُوْعَ الحديث ابْتِسَامُها وأما النابغة الجعدي؟ رضي الله عنه - فقد جعل الناّطِفَ الخمر في قوله: وباتَ فَرِيْقٌ يَنْضِحُوْنَ كأنَّما ... سُقُوا ناطِفاً من أذْرِعات مُفَلْفَلا وقيل: أراد شيئا نَطَفَ من الخمر: أي سال؛ أي ينضِحون الدم. ومن الكثير قوله؟ صلى الله عليه وسلم -: لا يزال الإسلام يزيد وأهله؛ ويَنْقص الشرك وأهله، حتى يسير الراكب بين النُّطْفَتين لا يخشى إلاّ جَوراً. يريد البحرين بحر المشرق وبحر المغرب، فأما بحر المشرق فإنه ينقطع عند البصرة، وأما بحر المغرب فمُقطعه عند القُلْزم. وقيل: أراد بالنُّطفتين ماء الفرات وماء البحر الذي يلي جُدَّة وما والاها، فكأنه أراد أن الرجل يسير في أرض العرب بين ماء الفرات وماء البحر لا يخاف في مسيره شيئا غير الضلال والجَور عن الطريق. وفي حديث آخر: إنا نقطع إليكم هذه النُّطفة: أي هذا البحر. قال مَعْقِلُ بن خويلد الهُذلي: فما العَمْرَانِ من رَجْلى عَدِيٍّ ... وما العَمْرانِ من رَجْلى فِئامِ وأنَّهما لَجَوّابا خُرُوْقٍ ... وشَرّابانِ بالنُّطَفِ الطَّوامي الرَّجْلى: الرَّجّالَةُ، ويروى: " رَجُلَيْ " فيهما. والجَمْع: نُطَفٌ ونِطافٌ، وفرق بعضهم فجَمَع نُطفة الرجل نُطَفاً؛ ونُطْفَةَ الماء نِطافاً، وشعر معقل حجة عليه. ونَطَفَان الماء ونَطْفُه: سَيلانه. وقال الليث: ليلة نَطُوْفٌ: تمطر حتى الصباح. والنّاطِفُ: القبيطي؛ لأنه يَنْطُفُ قبل استضرابه، يقال: نَطَفَ الماء يَنْطُفُ ويَنْطِفُ نَطْفاً ونَطَفاناً وتَنْطافاً ونِطافَةً، قال: ألَمْ يَأْتِها أنَّ الدُّمُوْعَ نِطَافَةٌ ... لِعَيْنٍ يُوَافي في المَنامِ حَبِيْبُها والنَّطفُ: غَفْر الجُرح. وفلان يُنْطَفُ بسوء: أي يُلَطَّخ به. وفلان يُنْطَفُ بفجور: أي يُقْذَفُ به. والنَّطْفُ: الصَّبُّ. ونَصْلٌ نَطّاف: لَطيف العَيْرِ. وقال الفرّاء: النَّطَفُ والوَحَر: العيب. وقال ابن الأعرابي: يقال مر بنا قوم نَطِفُوْنَ وحِرُوْنَ نجسون: أي كُفار. وقال الليث: النَّطَفُ: التَّلَطُّخ بالعيب، قال الكُميت: فَدَعْ ما ليس منكَ ولَسْتَ منه ... هُما رِدْفَيْنِ من نَطَفٍ قَرِيْبُ هما: يريد الصِّبى والشيب، أي هما في هذه الحجال من نَطَفٍ قريب. والنَّطَفُ: الدَّبرة تُصيب البعير في كاهله أو سنامه فتصل إلى جوفه فتقتله، فيقول: ما أقربهما تمن هلاكِ الإنسان إذا ارتَدَفاه، قال: كَوْسَ الهبَلِّ النَّطِفِ المَحْجُوْرِ وأنشد ابن دريد: شُدّا عَلَيَّ سُرَّتي لا تَنْقَعِفْ ... إذا مشَيتُ مشْيَةَ العَوْد النَّطِفْ ويروى " شِكتي ". وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرْمَة يمدح عبد الواحد بن سليمان ويخاطب ناقته: أهْوَنُ شَيءٍ عَلَيَّ أنْ تَقَعي ... مَقْلُوْبَةً عند بابِهِ نَطِفَهْ وقال الصمعي: النَّطِفُ: الذي أشْرَفَتْ شَجَّتُه على الدماغ. وقال أبو زيد: النَّطِفُ: الرجل المُرِيبُ، يقال: هم أهل الرِّيب والنَّطَفِ. ونَطِفَ الشيء: فسد. ونَطِفَ الرجل: أي بَشِمَ.

نظف

والنَّطَفَةُ؟ بالتحريك -: القُرْطُ، والجمْعُ: نَطَفٌ، قال الأعشى يَصِف الخمر: يَسْعى بها ذو زُجاجاتٍ له نَطَفٌ ... مُقَلِّصٌ أسْفَلَ السِّرْبالِ مُعْتَمِلُ وهو نَطَفٌ لهذا الأمر: أي صاحبه. وقال الليث: النَّطَفُ: اللؤلؤ، الواحدة: نَطَفَةٌ؛ وهي الصّافِيَةُ الماء. وقال ابن عبّاد: المَنَاطِفُ: المالع. ونَطَفَ لي كذا: أي طلع عَليَّ. وقولهم: لو كان عنده كنزُ النَّطِفِ؟ بكسر الطاء - ما عدا: هو اسم رجل من بني يربوع كان فقيراً فأغار على مالٍ بعث به بأذان إلى كسرى من اليمن، فأعطى منه يوما حتى غابت الشمس، فضَرَبت به العرب المثل. ونَطِفَ الرجل: إذا اتُّهِم برِيْبة، وأنْطَفَه غيره. والتنظيف: التَّقْريط، يقال: وصيفة مُنَطَّفَةٌ: أي مُقَرَّطة، وقال العجّاج: كأنَّ ذا فَدّامَةٍ مُنَطَّفا ... قَطَّفَ من أعْنَابِهِ ما قَطَّفا وتنظَّفِت المرأة: أتقرَّطتْ، قال حّان بن ثابت رضي الله عنه: وَلَقَدْ شَرِبْتُ الخَمْرَ في حانُوْتِها ... صَهْبَاءَ صافِيَةً كطَعْمِ الفُلْفُلِ يَسْعى عَلَيَّ بكَأْسِها مُتَنَظِّفٌ ... فَيَعُلُّني منها ولو لم أنْهَلِ ويروى: " مُتَنَطِّقٌ " أي عليه منطقة، يقول: يسقينيها على كل حال عَطِشْت أو لم أعطَشْ. ويقال: ما تَنَطَّفْتُ به. أي ما تَلَطّخْت. وتَنَطَّفْت الخبر: أي تَطلَّعْته. والتَّنَطُّف: مثل التَّقَزُّزِ. والتركيب يدل على جن من الحُلي؛ وعلى نُدُوَّةٍ وبَلَل، ثم يُستعار ويُتوسَّع فيه. نظف النَّظافة: النَّقاوة، يقال: نَظُف؟ بالضم - ينْظُف نظافة؛ فهو نظِيفٌ. وقال الأزهري: يقال للأشنان وما أشبهه: نظيف؛ لأنه يُنَظِّف اليد والثوب من غَمَرِ اللحم والمَرق ودنس الوَدَك، وكذلك ما أشبه ذلك. وقال ابن الأنباري في قولهم: فلان نظيف السراويل: معناه أنه عفيف الفرْجِ. ونَظَّفْتُ الشيء تنظيفا: أي نقَّيته؛ فتنظَّف. والتَّنَظُّفُ عند العرب: شِبه التَّنَطُّس والتَّقزز وطلب النظافة من رائحة غمر أو نفي زُهُومة وما أشبهها. ويقال: استَنْظفَ الوالي ما عليه من الخَراجِ: أي استوفى، ولا يُستعمل التنظيف في هذا المعنى. نعف النَّعْفُ: ما انحدر من حُزُوْنَة الجبل وارتفع عن منحدر الوادي، فما بينهما نَعْفٌ وسرو وخَيْفٌ، وليس النَّعْفُ بالغليظ، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإيادي: وآثارِ يَلُحْنَ على رَكِيٍّ ... بِنَعْفِ مُلَيْحَة فالمُسْتَرَادِ وقال ذو الرُّمّة يمدح بلال بن أبي بُرْدة: إلى ابْنِ العامِرِيِّ إلى بلالٍ ... قَطَعْتُ بنَعْفِ مَعْقُلَةَ العِدالا وقال العجّاج: بالخَوْعِ بَيْنَ عُفْرَةِ المُجَزَّلِ ... والنَّعْفِ عند الإسْحِمانِ الأطْوَلِ ويروى: " وبين حَزْمِ الإسْحِمانِ ". ويقال: أنفق ماله على النَّعفِ والطُّلول: أي على الغناء الذي يُذْكر فيه النَّعْفُ والطُّلول. وقال تَمِيم بن أُبَيِّ مُقبل يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه: فَنَعْفُ وَدَاعٍ فالصِّفَاحُ فَمَكَّةٌ ... فليس بها إلاّ دِمَاءٌ ومَحْرَبُ وقال الأحوص: وما تَرَكَتْ أيّام نَعْفِ سُوَيْقَةٍ ... لقَلْبِكَ من سَلْماكَ صَبْراً ولا عَزْما وقال ابن الأعرابي: نَعْف الرّملة: مُقدَّمهاوما استرق منها، وجمْع النَّعْفِ: نِعافٌ، قال المُتَنَخِّل الهذلي: عَرَفْتَ باجْدُثٍ مَطَرٍ وبَرْقا ... وظُلْمَةَ اللَّيْلِ نِعَافاً والنُّعَّفا وقال الأصمعي: يقال نِعافٌ نُعَّفٌ، كما يقال: قِفَافٌ قُفَّفٌ وبَطاح بُطَّح وأعْوامٌ عُوَّمٌ، قال العجاج: وكانَ رَقْرَاقُ السَّرَابِ فَوْلَفا ... لِلْبِيْدِ واعْرَوْرى النِّعَافَ النُّعَّفا وقال ابن الأعرابي: النَّعْفَةُ في النَّعْلِ: السير الذي يضرب ظهر القدم من قِبل وحشيِّها. والنَّعَفَةُ؟ بالتحريك -: العقدة الفاسدة في اللحم.

نغف

والنَّعَفَةُ؟ أيضاً -: الجلدة التي تُعلّق على آخرة الرّحل، حكاها أبو عُبيد: وهي العَذبة والذُّؤابَة أيضاً. وقال عطاء بن السائب: رأيت الأسود بن يزيد قد تلفّّف في قطيفةٍ له ثم عقد هُدْبة القطيفة بنَعَفَةِ الرَّحلِ وهو مُحرِم. وقال أبو سعيد: النَّعَفَةُ: الفضلَة من غِشاء الرَّحل تُسيِّر أطرافها سُيوراُ فهي تَخْفِق على آخرة الرَّحْل. قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرْمة: ما أنْسَ لا أنْسَ يَوْمَ ذي بَقَرٍ ... إذْ تَتَّقِيْنا بالكَفِّ مُنْصَرِفَهْ كما اشْرَأبَّتْ على وِفازَتِها ... أدْماءُ تَخْشى الرُّماةَ مُشْتَرِفَهْ ما ذَبَّبَتْ ناقَةٌ براكِبِها ... يَوْماً فُضُوْلَ الأنْسَاعِ والنَّعَفَهْ وقال ابن عبّاد: النَّعَفَةُ: رَعَثة الديك. وأذُن نَعِفة ونَعُوْف: مُستَرْخية. وفي النوادر: أخَذت ناعِفَة القُنَّةِ وراعِفَتَها وطارِفَتَها ورِعَافَها وقائدَتَها: كل هذا مُنقادُها. وقال ابن عبّاد: مَنَاعِفُ الجبل: شمَارِيخُه. وقال اللحياني: يقال ضعيف نَعِيْفٌ: إتْباع له. وأنْعَفَ: جلس على نَعْفِ الجبل. والمُنَاعَفَةُ: المعارضة من الرَّجلين في طريقين يريد أحدهما سبق الآهر، وناعَفْتُ الطريق: عارَضْته. وانْتَعَفْتُ الشيء: تركته إلى غيره. وقال الليث: الرجل يَنْتَعِفُ: إذا ارتقى نَعْفاً. وقال غيره: الانْتِعافُ: وضوح الشخص وظهوره، يقال: من أين انْتَعَفَ الرّاكِب: أيمن أين ظهر ووضَح. والمُنْتَعَفُ: الحد بين الحَزْن والسهل، قال البَعيثُ: وعِيْسٍ كقَلْقالِ القِدَاحِ زَجَرْتُها ... بمُنْتَعَفٍ بين الأجارِدِ والسَّهْلِ ويورى: " بمُعْتَسَفٍ بَيْنَ الجالد ". وأذن مُنْتَعِفَة: مُسترخية؛ مثل نَعِفَةٍ ونَعُوْفٍ. والتركيب يدل على ارتفاع في شيء. نغف النَّغَفُ؟ بالتحريك -: الدود الذي يكون في أُنوف الإبل والغنم، عن الأصمعي، والواحدة نَغَفَة. وقال الليث: النُّعْف: دود عُقْف يَنسلخ عن الخنافس ونحوها. وقال أبو عُبيد: وهو؟ أيضاً -: الدود الأبيض الذي يكون في النّوى إذا انْقِعَ، وما سِوى ذلك من الدود فليس بِنَغفٍ. وروى النّوّاس بن سِمعان؟ رضي الله عنه -: أن النبي صلى الله عليه وسلم - ذكر ياجوج وماجوج وأن نبي الله عيسى يُحْصر هو وأصحابه فيرغب إلى الله فيُرسل عليهم النَّغَفَ في رقابهم فيُصبحون فرسى كموت نفس واحدة، ثم يرسل الله مطرا فيغسل الأرض حتى يتركها كالزَّلَفة. وقال الليث: نَعِفَ البعير؟ بالكسر -: كَثُر نَغَفُه. وقال ابن دريد: النَّغَفُ: ما يُخرجه الإنسان من أنفه من مُخاط يابس. ومن ذلك قالوا للمُستحقر: يا نَغَفَة. وقال الليث: في عَظْمي الوجنتين لكل رأس نَغَفَتان؛ يقال: من تحريكهما يكون العُطاس، وأنكر ذلك الأزهري وقال: هما النَّكَفَتانِ. نفف المُؤرِّجُ: نَفِفْتُ السَّوِيْق وسَفِفْتُه، وهو النَّفِيْفُ والسَّفِيْفُ، وأنشد لرجل من أزد شَنوءة: وكان نَصِيْري مَعْشراً فَطَحا بهمْ ... نَفِيْفُ السَّوِيْقِ والبُطُوْنُ النَّوَاتِقُ قال: وإذا عظُم البطن وارتفع المَعِد قيل لصاحبه: ناتِقٌ. وقال ابن عبّاد: نَفَّ الأرض: بَذَرها. والنَّفِّي: أسم ما يُغَرْبَل عليه السويق، والجمْع نَفَافيُّ. وقال النَّضر: النَّفِّيَّةُ: سُفرة تُتّخذ من خُوْص مُدوّرة. وقال أبو تُراب: هي النَّفِّيَّة والنَّثِّيَّة. وعن زيد بن أسلم أبي أسامة مولى عمر؟ رضي الله عنه - قال: أرسلني أبي إلى ابن عُمر؟ رضي الله عنهما - وكان لنا غنم، فأردنا نفِّيَّتين نُجَفِّف عليهما الأقِط، فكتب إلى قَيِّمه بخيبر: اجعل له نفِّيَّتين عريضتين طويلتين. ويقال فيها؟ أيضاً -: النُّفيَة؟ مثال نُهْيَةٍ -، والجمْع نُفىً؟ كنُهىً -. والنَّفْنَفُ والنَّفْنَافُ: الهواء، وكل مهوىً بين جبلين فهو نَفْنَف ونَفْنَاف، قال الفرزدق: على ثَوْرةٍ حتّى كأنَّ عَزِيْزَها ... تَرَامى به من بَيْنِ نِيْقَيْنِ نَفْنَفُ وقال العجاج: تُرْمي المُرَدّى نَفْنَفاً فنَفْنفا وقال ابن شُميل: نَفَانِفُ الكبد: نواحيها، ونفَانِفُ الدار: نواحيها أيضاً. قال: وصُقْع الجبل الذي كأنه جدار مبني مُستو: نَفْنَف.

نقف

قال: والرَّكيّة من شَفتها إلى قعرها: نَفْنَفٌ. قال: والنَّفْنَفُ؟ أيضاً -: أسناد الجبل التي تعلوها منها وتهبط منها فتلك نَفَانِفُ، ولا تُنبت النَّفانِفُ شيئا لأنها خَشنة غليظة بعيدة من الأرض. وقال ابن الأعرابي: النَّفْنَفُ: ما بين أعلى الحائط إلى أسفل وبين السماء والأرض، قال ذو الرّمة: وظَلَّ للأعْيَسِ المُزْجي نَواهِضَهُ ... في نَفْنَفِ اللُّوْحِ تَصْوِيْبٌ وتَصْعِيْدُ وأعلى البئر إلى أسفل وما بين أعلى الجبل وأسفله، قال ذو الرُّمة أيضاً: تَرى قُرْطَها في واضِحِ اللِّيْتِ مُشْرِفاً ... على هَلَكٍ في نَفْنَفٍ يَتَرَجَّحُ والهَلَكُ: مثل النَّفْنَفِ، ضربه مثلا يقول: قُرْطُها على هَلكٍ، أراد أنها طويلة العُنُق. ونَفْنَفٌ: موضِع، قاله ابن دريد، وأنشد لجميل: عَفَا بَرَدٌ أُمِّعَمْرو وفَنَفْنَفُ وقال الليث: النَّفْنَفُ: المَفَازة، وأنشد: إذا عَلَوْنا نَفْنَفاً فَنَفْنَفا نقف النّقْفُ: كسر الهامة عن الدماغ. ونَقَفْتُ الحنظل: أي شققته عن الهبيد، قال امرؤ القيس: كأنّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا ... لدى سَمُرَاتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنْظَلِ والحَنْظَلُ نَقِيْفٌ ومَنْقُوْف، قال كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه: لكنْ غَذَاها حَنْظَلٌ نَقِيْفُ وقد كُتب الرَّجز بتمامه والقِصة في تركيب ع ج ف. وقال القُتَبي: جاني الحنظلة ينقُفُها بظُفره، فإن صوَّتَت عَلِم أنها مُدركة فاجتناها، وإن لم تُصوِّت عَليم أنها لم تُدْرِك بعد فتركها. والظليم ينْقُفُ الحَنْظَل فيستخرج هبيده. وقال الليث: رجل نَقّاف؟ بالفتح والتشديد -: صاحب تدبير للأمر ونظر في الأشياء، ويقال: نِقَافٌ؟ بالكسر -. وقال ابن عبّاد: النَّقَافُ السائل المُبْرِم، وهو مأخوذ من نَقَفْتُ ما في القارورة: إذا استخرجت ما فيها. والفِعْلُ منه: نَقَفَهُ فهو ناقفٌ: إذا سله. وقال العُزيزي: رجل نَقّافٌ وامرأة نَقّافة: إذا كانا حريصين على السؤال، وأنشد: إذا جاءَ نَقّافٌ يَسُوْقُ عِيَالَهُ ... طَويلُ العَصَا نَكَّبْتُهُ عن شِياهِيا قال: والنَّقّافُ؟ أيضاً -: اللص الذي ينْتَقِف ما يقدر عليه. والمِنْقَاف: مِنْقَار الطائر. والمِنْقَافُ: نوع من الوَدْع. وقال الليث: المِنْقَاف: عظْم دُويبة تكون في البحر، وهو الذي يُصقَل به الصّحُف، له مَشَقّ في وسطه. ويقال: نَحَت النَّجار العود فترك فيه مَنْقَفا: إذا لم يُنْعِم نحته ولم يُسوِّه وبقّى شيئا فيه يحتاج إلى التسوية، قال: كِلْنا عَلَيْهِنَّ بِمُدٍّ أجْوَفا ... لم يَدَعِ النَّقّافُ فِيْهِ مَنْقَفا إلاّ انْتَقى من جَوْفِهِ ولَجَّفا والمَنْقُوْفُ: الرجل الخفيف الأخدعين القليل اللحم. وقال ابن دريد: جِذع نَقِيْفٌ ومَنْقُوْفٌ: إذا نُقِب أي أكلته الأرضة. وقال ابن فارس: جمل مَنْقُوْفٌ: خفيف الأخدعين. قال: والمَنْقُوْفُ: الرجل الدقيق القليل اللحم. وقال العُزيري: رجل مَنْقُوْفُ الوجه: أي ضامر الوجه. والمَنُقُوْفُ: المبْزول من الشراب؛ يقال: نَقَفْتُه نَقْفاً: أي بَزَلْته، وقيل: الممزوج، وبكليهما فُسِّر قول لبيد رضي الله عنه: لَذِيْذاً ومَنْقُوْفاً بصافي مَخِيْلَةٍ ... من النّاصِعِ المُخْتُوْمِ من خَمْرِ بابِلا وقال ابن عبّاد: ناقة مَنْقُوفَة: ضعيفة الأخدعين رقيقتهما. قال: وإذا أصبح الرجل مُصفر الوجه قيل: أصبح مَنُقُوْفاً. وعينان مَنْقُوْفَتَان: أي مُحمرّتان. قال: والنَّقْفَةُ في رأس الجبل: وُهيْدة. وقال العُزيزي: الأُنْقُوْفَةُ: ما تنزِعه المرأة من مِغْزَلِها إذا بلغت المقدار. وقال أبو عمرو: يقال للرجلين جاءا في نِقَافٍ واحد ونِقابٍ واحدٍ إذا جاءا في مكان واحد. وقال أبو سعيد: معناه جاءا مُتساويين لا يتقدم أحدهما الآخر، قال: وأصله الفَرخان من بيضة واحدة. وقال ابن عبّاد: رجل مُنقَّف العِظام: أي باديها. وانْتَقَفْتُ الشيء: استخرجته.

نكف

وقال الليث: المُنَاقَفَةُ: هي المُضاربة بالسيوف على الرؤوس، ومنه قول امرئ القيس حين أُخْبر وهو يشرب بقتل أبيه: اليوم يوم قِحَافٍ وغذا يوم نِقَلفٍ، اليوم خمر، وغداً أمر. والتركيب يدل على استخراج شيء عن شيء بإيلام. نكف ابن دريد: نَكِفَ الرجل عن الأمر؟ بالكسر - يَنْكَفُ نَكَفاُ؟ بالتريك -: إذا أنِفَ منه، فهو ناكِفٌ. قال: وَيَنْكَف: موضع. قال: ويَنْكَفُ: اسم ملك من ملوك حِمْيَر. وقال ابن الكلبي في نسب حِمْيَر: فمن ذي أصبح: أبرهة بن الصباح بن لَهِيعة بن شيبة الحمد بن مرثَد الخير بن ينكفَ بن ينِف بن معدي كَرب بن مضحى؟ وهو عبد الله - بن عمرو بن ذي أصبح. وقال الفرّاء: نَكَفْتُ؟ بالفتح -: لُغة في نَكِفْتُ؟ بالكسر -. وذاةُ نَكِيْفٍ: موضِع. ويوم نَكِيْفٍ: من أيامهم، كانت فيه وقعة بين قريش وبني كِنانة، وهو من ناحية يلَمْلَم، فهومَت قريش عبد المطلب، قال ابن شُعلة الفِهري: فللهِ عَيْنا مَنْ رَأى من عِصَابَةٍ ... غَوَتْ غَيَّ بَكْرٍ يَوْمَ ذاةِ نَكِيْفِ أناخُوا إلى أبْياتِنا ونِسائنا ... فكانوا لنا ضَيْفاً لِشَرِّ مِضيْفِ ونَكَفْتُ الغيث أنكُفُه؟ بالضم - نَكْفاً: إذا أقطعته، وذلك إذا انقطع عنك، وهذا غيث لا يُنْكف، ورأينا غيثا ما نَكَفه أحد سار يوماً ولا يومين: أي ما أقطعه. وفلان بحر لا يُنكَفُ: أي لا يُنْزَح. ونَكَفْتُ الدمع أنْكُفُه؟ أيضاً -: إذا نحَّيتَه عن خدِّك بإصبَعِك. ونَكَفْتُ أثره نَكْفاً: وذلك إذا علا ظَلَفاً من الأرض لا يؤدي أثراً فاعترضْته في مكان سهلٍ. ونَكَفْتُ عن الشيء: عَدَلْت، مثل كَنَفْتُ. وجاءنا جيش لا يُنْكَفُ: أي لا يُبلَغ آخره ولا يُقْطَع. وفي الحديث: قد جاء جيش لا يُكَتُّ ولا يُنْكَفُ. لا يُكّتُّ: أي لا يُحصى، وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ح ر ش ف. والنَّكَفُ؟ بالتحريك - جمْعُ نَكَفَةٍ: وهي غُدة صغيرة في أصل اللحي بين الرّأدِ وشحْمة الأذن، وأنشد ابن الأعرابي: فَطَوَّحَتْ بِبَضْعَةٍ والَطْنُ خِفّْ ... فَقَذَفَتْها فأبَتْ لا تَنْقَذِفْ فَحَرَّفَتْها فَتَلَقّاها النَّكَفْ وقال أبو الغوث: النَّكفَتان: اللهْزِمتان. والنُّكاف؟ بالضم -: ورم يكون في نَكَفَتي البعير، قال: وهو داء يأخذها في حُلُوقها فيقتلها قتلاً ذريعاً، والبعير مَنكوف، والناقة مَنْكوفة. وأنْكَفْتُه: نزَّهتُه عمّا يُستنكف منه. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم - أنه سُئل عن قول سبحان الله فقال: إنْكافُ الله من كل سوء. أي تنزيهه وتقديسه عن الأنداد والأضداد. وقال ابن السكِّيت: نَكَّفَتِ الإبل تَنْكيفاً: إذا ظهرت نَكَفَاتُها، فهي مُنَكِّفَة. وأنْتَكَفْتُ الغيث: أقطعْتُه، وذلك إذا انقطع عنك، مثل نَكَفْتُه. وأنْتَكَفْتُ أثره: مثل نَكَفْتُه. وقال ابن فارس: الانْتِكافُ: الخروج من أمر إلى أمر أو أرض إلى أرض: تقول: ضرب هذا فانْتَكَفَ فضرب هذا. وقال أبو عمرو: انْتَكَفْتُ له فَضَرَبْته: أي مِلْت عليه، وأنشد: لمّا انْتَكَفْتُ له فَوَلّى مُدْبِراً ... كَرْنَفْتُهُ بِهِرَاوَةٍ عَجْرَاءِ والانْتِكَافُ: الانْتِكاثُ والانْتِقاضُ: قال أبو النجم: ما بالُ قَلْبٍ راجَعَ انْتِكافا ... بَعْدَ التَّعَزّي اللَّهْوَ والإيجافا وتناكَفَ الرجُلان الكلام: إذا تعاوَرَاه. والاسْتِنْكاف: الاسْتِكبار. وقال الزَّجّاج في قوله تعالى:) لَنْ يَسْتَنْكِفَ المَسِيْحُ أنْ يكونَ عَبْداً للهِ (أي ليس يستنكف الذي تزعمون أنه إله أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون لأنه أكثر من البشر. قال الزَّجّاج؛ قال ومعنى لن يستنكف: لن يأنف، وقيل: لن ينْقَبض ولن يمتنع عن عبودة الله. والتركيب يدل على قطع شيء وتنحيته، وعلى عضو من الأعضاء، ثم يُقاس عليه. نوف ابن الأعرابي: النَّوْفُ: السنام العالي، والجمْع: أنواف، قال: جارِيَةٌ ذاةُ حِرٍ كالنَّوْفِ ... مُلَمْلَمٍ تَسْتُرُهُ بِحَوْفِ يا لَيْتَني أشِيْمُ فيها عَوْفي قال: النَّوْفُ: بُظارَة المرأة. وقال ابن دريد: ربما ُمي ما تقطعه الخافِضة من الجارية نَوْفاً؛ زعموا.

نهف

وقال الأزهري: قرأتُ في كتاب نُسِب إلى المُؤرِّج غير مسموع لا أدري ما صحّته: النَّوْف: المصُّ من الثَّدي. والنَّوْفُ: الصوت، يقال: نافَتِ الضَّبُعةُ تَنُوْفُ نَوْفاً. ونَوْفُ بن فَضالة البِكالي: من التابعين. وقال ابن دريد: بنو نوْف: بطن من العرب، أحسِبه من همدان. ونافَ البعير ينُوفُ نَوفاً: إذا طال وارتفع. ويَنُوْفى، وقيل: تَنُوْفى وتَنُوْف: هضبة في جبلي طضيِّءٍ، وبالوجوه الثلاثة يروى قول امرئ القيس: كأنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بِلَبُوْنِهِ ... عُقَابُ تَنُوفى لا عُقَابُ القَوَاعِلِ والقَوَاعِلُ: موضِع في جبلي طِّيءٍ، ودِثار: اسم راعي امرئ القيس. وعبد مَناف: أبو هاشم وعبد شمس والمطلب وتُمَاضر وقلابة. ومَناف: صنم، والنِّسبة إلى عبد مناف: مَنَافيّ، والقياس: عبدي، إلاّ أنهم عدلوا عن القياس لإزالة اللَّبْس. ومَنُوْفُ: من قرى مِصْر القديمة. وجمل نِيَاف وناقَة نِيَاف: أي طويل وطويلة في ارتفاع، والصل نِوافٌ، قال السَّرندي التيمي: أفْرِغْ لأمْثالِ مَعاً إلاَفِ ... يَتْبَعْنَ وَخْيَ عَيْهَلٍ نِيَافِ وكذلك جبل نِيَاف، قال امرؤ القيس: وكُنْتُ إذا ما خِفْتُ يَوماً ظُلامَةً ... فإنَّ لها شِعْباً بِبُلْطَة زَيْمَرا نِيَافاً تَزِلُّ الطَّيْرُ عن قُذُفاتِهِ ... يَظَلُّ الضَّبَابُ فوقَهُ تَعَصَّرا وقال بعضهم: جمل نَيّاف؟ على فَيْعالٍ -، وأصله نَيْوَافٌ، قال: يَتْبَعْنَ نَيّافَ الضُّحى عُرَاهِلا العُرَاهِلُ: التام الخلْقِ. والنَّيِّفُ: الزيادة يُخفف ويُثقّل، وأصله نَيْوِف. يقال: عشرة ونَيِّف، ومائة ونَيِّف، وكل ما زاد على العقد فهو نَيِّف حتى يبلغ العقد الثاني. وقال الأصمعي: النَّيِّفُ: الفَضل، يقال: ضَعِ النَّيِّفَ في موضعه، وأنشد ابن فارس: وَرَدْتُ بِرَابِيَةٍ رَأسُها ... على كُلٍّ رابِيَةٍ نَيِّفُ وقال الأزهري: لغة رديئة: عشرون ونَيْف؟ مُخفَّفاً -. وقال أبو العباس: الذي حصَّلناه من أقاويل حُذّاق البصريين والكوفيين أنّ النَّيِّفَ من واحدة إلى ثلاث، قال: والبِضْعُ من أربع إلى تسع. ويقال: نافَ وأنافَ: إذا اشرف. وقال اللحياني: يقال لكل مُشرف على غيره: إنّه لَمُنِيْفٌ، وقد أنافَ، وأنشد لَطَرفَة بن العبد يصِف إبلاً: وأنافَتْ بِهَوادٍ تُلُعٍ ... كجُذُوْعٍ شُذِّبَتْ عنها القُشُرْ والمُنِيْفُ: جبل، قال صخر الغي الهذلي يصف سحاباً: فَلَمّا رأى العَمْقَ قُدّامَهُ ... ولمّا رَأى عَمَراً والمُنِيْفا أسَالَ من اللَّيْلِ أشْجَانَهُ ... كأنَّ ظَوَاهِره كُنَّ جُوْفا ويروى: " عَمْقَ "، وعمر: جبل يصب في مسيل مكة حرسها الله تعالى. والمُنِيْفُ؟ أيضاً -: حِصن في جبل صَبِر من أعمال تَعِزَّ باليمن. والمُنِيْفُ؟ أيضاً -: حِصن من أعمال لَحْج قُرب عدن أبْيَن. والمُنِيْفَةُ: ماءة: لتَمِيْم على فَلْج بين نجد واليمامة، قال: أقُوْلُ لصاحِبي والعِيْسُ تَهْوي ... بِنا بَيْنَ المُنِيْفَةٍ فالضِّمَارِ تَمَتَّعْ من شَمِيْمِ عَرَارِ نَجْدٍ ... فما بَعْدَ العَشِيَةِ من عَرَارِ وأنافَتِ الدراهم على المائة: أي زادت. ونَيَّفَ فلان على الستين ونحوها: إذا زاد عليها. وبعضهم أفرد تركيب ن ي ف عن تركيب ن وف، والصحيح أن كل ذلك واوِيٌّ. وذلك يدل على الارتفاع والزيادة. نهف ابن الأعرابي: النَّهْفُ: التَّحَيُّرُ. وثف ابن دريد: وَثَفَ القِدر يَثفُها، وأوْثَفَها يُوْثِفُها؛ ووَثَّفَها يُوْثِّفُها: إذا جعل لها أثافيَّ، مثل ثَفَّيْتُها. وجف وجَفَ الشيء: أي اضطرب، قال الله تعالى:) قُلُوبٌ يَوْمَئذٍ واجِفَة (قال الزَّجّاج: أي شديدة الاضطراب، فهو يَجِف وَجْفاً ووَجِيْفاً ووُجُوْفاً. والوَجْفُ والوَجِيْفُ: ضَرب من سير الخيل والإبل، قال العجّاج: ناجٍ طَوَاهُ الأيْنُ مِمّا وَجَفا ... طَيَّ اللَّيالي زُلَفاً فَزُلَفا سَمَاوَةَ الهِلالِ حتّى احْقَوْقَفا وأوجَفَها صاحبها، ومنه قوله تعالى:) فما أوْجَفْتُمْ عليه من خَيْلٍ ولا رِكَابٍ (أي ما أعمَلْتُم.

وحف

وقال الأزهري: اسْتَوْجَف الحب فُؤاد: إذا ذهب به، وأنشد لأبي نُخَيلة: ولَكِنَّ هذا القَلْبَ قَلْبٌ مُضَلَّلٌ ... هَفا هَفْوَةً فاسْتَوْجَفَتْهُ المَقادِرُ وهو في شعر أبي نُخيلة " فاسْتَوْخَفَتْه " بالخاء المُعجمة؛ وقال في شرح البيت: اسْتَوْخَفَتْه: ذهبت به؛ واسْتَوْخَفَ الدهر ماله. هذا آخر ما في شرح البيت. والتركيب يدل على اضطراب شيء. وحف الليث: الوَحْفُ: الشَّعَر الكثير الأسود، ومن النَّبات: الرَّيان. تقول: وَحُفَ؟ بالضم - يَوْحُفُ وَحافَةً ووُحُوفَةً، قال ذو الرُّمة يَصف نبتاً: وَحْفٌ كأنَّ النَّدى والشَّمْسُ ماتِعَةٌ ... إذا تَوَقَّدَ في أفْنانِهِ التُّوْمُ والوَحْفُ؟ أيضاً -: الجناح الكثير الريش. ويقال؟ أيضاً -: شعَر وَحَفٌ؟ بالتحريك -. والوَحْفَاءُ: أرض فيها حجارة سود وليست بِحرَّة؛ عن الفرّاء. والجمْع الوَحَافى. وقال غيره: الوَحْفَاء: الحمراء من الأرض. وقال أبو عمرو: المَوْحفُ: الذي ليس له ذَرىً. والوُحَيْفُ؟ مُصغراً -: فَرَس عُقيل بن الطُّفيل، قال جبّار بن سَلمى بن مالك بن جعفر بن كِلاب: يَدْعُو عُقَيْلاً وقد مَرَّ الوُحَيْفُ بِهِ ... على طُوَالَةَ يَمْري الرَّكْضَ بالعَقِبِ ووَحْفَةُ: فرس عُلاثَة بن جُلاسِ بن مُخرِّبَةَ التميمي، وهو القائل فيها: ما زِلْتُ أرْمِيْهِمْ بوَحْفَةَ ناصِباً ... لهم صَدْرَها وحَدَّ أزْرَقَ مِنْجَلِ وقال ابن عبّاد: الوَحْفَة: الصخرة السوداء، والجمْع: وِحاف. ووِحَاف القَهْر: مَوضِع، قال لبيد رضي الله عنه: فَصُوَايِقٌ إنْ أيْمَنَتْ فَمَظِنَّةٌ ... منها وِحَافُ القَهْرِ أو طِلْخَامها والوَحْف: فرس عامر بن الطُّفيل، وهو القائل فيه يوم الرَّقم: وتَحْتي الوَحْفُ والجِلْوَاظُ سَيْفي ... فكيْفَ يَمَلُّ من لَوْمي المُلِيْمُ ووَحفَ الرجل وَحْفاً: إذا ضرب بنفسه الأرض، وكذلك البعير ومَواحِفُ الإبل: مَبَارِكها، وناقة مِيْحَافٌ: لا تُفارِق مبركها. وقال النَّضْر: وَحَفَ: دَنا. والواحِف: الغَرْب تنقطع منه وذمتان ويتعلق بوذمتين. وواحِف؟ أيضاً -: موضِع، قال ثعلبة بن عمرو العبْقَسي: لمَنْ دِمَنٌ كأنَهُنَّ صَحَائفُ ... قِفَارٌ خَلا منها الكَثِيْبُ فَوَاحِفُ وواحِفَانِ: موضع آخر، قال ذو الرُّمة يصف حماراً رعى هذين الموضعين: عَنَاقَ فأعْلى واحِفَيْنِ كأنَّهُ ... من البَغْيِ للأشْبَاحِ سِلْمٌ مُصَالِحُ أي رعى عَناق. وقال أوس بن حجر: فَبَطْنُ السُّلَيِّ فالسِّخَالُ تَعَذَّرَتْ ... فَمَعْقُلَةٌ إلى مَطَارِ فَوَاحِفُ تعذّرت: تغيرت، والعاذِر الأثر. والوَحِيْف: موضع كانت تُلقى به الجِيَف بمكة حرسها الله تعالى. وقال ابن الأعرابي: وَحَفَ فلان إلى " فلان " إذا قصده ونزل به، وأنشد: لا يَتَّقي اللهَ في ضَيْفٍ إذا وَحَفا وَوَحَفَ وَحْفاً وأوْحَفَ: أسرع. وقال ابن عبّاد: مُناخ مُوْحِف: إذا أوْحَفَ البارك وعاداه. وقال غيره: وَحَّفَ تَوْحِيْفاً: إذا أسرع، مثل وَحَفَ وأوْحَفَ. والمُوَحَّفُ: البعير المهزول، قال العجّاج: جَوْنٍ تَرى فيه الجِبَالَ خُشَّفا ... كما رَأيْتَ الشّارِفَ المُوَحَّفا وقال أبو عمرو: التَّوْحِيْف: الضرب بالعصا. والتَّوْحيْف: ضرْب البعير بنفسه الأرض. وقال ابن عبّاد: التَّوْحِيْف: توفير العضو من الجَزُور. والتركيب يدل على سواد في شيء. وخف وخَفْتُ الخِطْمِيَّ وَخْفاً: أي ضربتُه حتى تلوَّج. والمِيْخَف: الإناء يُوخَف فيه، والمُدْهُن ايضاً. والوضخِيْف والوَخِيْفَة: ما أوْخَفْتَه منه. وقال الأزهري: الوَخِيْفَة: من طعام الأعراب أقِط مطحون يُذر على ماء ثم يُصب عليه السمن ويَضرب بعضه ببعض؛ ثم يؤكل. وقال أبو عمرو: الوَخِيْفَة: التمر يُلقى على الزُّبد فيُؤكل، والوَخِيْفَة شَبِيهة بالتَنافِيظ. وقال ابن عبّاد: الوَخِيْفة: الخَزِيرة؛ واللبن أيضاً. وصار الماء وَخِيْفة: إذا غلب الطين على الماء. وقال العُزيزي: الوَخِيْفَة: بَتُّ الحائك، لغة يمانية. وقال ابن دريد: وَخَفْتُ السّوِيق: مثل وَخَفْتُ الخِطْمي.

ودف

وقال الفرّاء: وَخِفَ الخِطْميُّ؟ بالكسر -: تتَلَزَّج. وقال غيره: وَخَفْتُه: ذكرته بقبيح أو لطَخْتُه بدنس يبقى عليه أثره. والوَخْفَةُ: شبيهة بالخريطة من أدَمٍ. وأوْخَفْتُه: مثل وَخَفْتُه. ويقال للأحمق: أنه لَمُوْخِف أو يُوْخِف زِبْلَه كما يُوْخَف الخِطْميّ. ويقال له العجّان؟ أيضاً - وهو من كِنايتهم. وأوْخَفَ وأوْحَفَ وأوْجَفَ: أسرع. واتَّخَفَتْ رِجلي: أي زَلّت، والأصل: اوتَخَفَتْ. ودف وَدَفَ الشحم: إذا ذاب وسال. ووَدَفَ الإناء: إذا قَطَر. والوَدْفَةُ والوَدِيْفَةُ: الروضة الخضراء من نَبت، يقال: أصبحت الأرض وَدْفَة واحدة: إذا اخضرّت كلها وأصَبَت. وقال أبو صاعد: يقال: وَدِيْفة من بَقلٍ ومن عُشب؛ وضَغِيْغَة من بَقْل ومن عُشب: إذا كانت الروضة ناضِرة مُتَخَيِّلة. ويقال: حَلُّوا في وَدِيْفة مُنْكَرَة وفي غَذِيمة منكرة. وقال ابن عبّاد: الوَدَفة؟ بالتحريك -: النَّصي والصِّلّيان. وقال ابن الأعرابي: الوَدَفة والوَذَفَة والوَذَرة: بُظَارَة المرأة. والوُدَافُ والوَُاف؟ بالدال والذال -: أصل تسميتهم الذكر أُدَافاً لما يَدِف منه: أي يقطر من المني والمَذي والبول، مثل وُقِّتَت وأُقِّتَت، وقلب الواو المضمومة همزة قياس مُطَّرِد. ووَدَفْت له العطاء: أي أقْلَلْته. وقال الليث: استوْدَفت لبناً في الإناء ونحوه: إذا فتحت رأسه فأشرفت عليه. وقال غيره: اسْتَوْدَفْت الشَّحمة: أي استقَطْتُها. وقال ابن عبّاد: اسْتَوْدَفْت الخبر: إذا بحثْتَ عنه. واسْتيْدَاف المرأة: هو أن تجمع ماء الرجل في رحمها. واستودف النبت: أطال. وهو يَتَوَدّضفُ الأخبار ويتوكَّفها. وقال العزيزي: تَوَدَّفَتِ الأوعال فوق الحبل: كأنها أشْرَفت عليه. وذف في حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: أنه نزل بأم معبد؟ رضي الله عنهما - وَذْفَان مخرجه إلى المدينة. أي حِدْثان مَخرجِه وسرعان مَخْرَجِه. وقال ابن الأعرابي: الوَذَفَة: بُظارَة المرأة. ووذَفَ: أي سال؛ مثل وَدََ. ويقال: مرّ يُوَذِّف تَوْذِيْفاً ويتوَذّف: إذا مرّ يُارب الخطو ويُحرك منكبيه ويتبخر. ومنه الحديث: أن ابن عمر؟ رضي الله عنهما - مر بعبد الله بن الزُّبير؟ رضي الله عنهما - مر بعبد الله بن الزبير؟ رضي الله عنهما - مَصْلوبا فوقف فقال: السلام عليك أبا خُبيب، السلام عليك أبا خُبيب، السلام عليك أبا خُبيب، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله إن كنت ما عَلمت صوّاماً قوّاماً وصُوْلاً للرحم، أما والله لأمة أنت شرُّها لأمة سوء. ثم نفذَ عبد الله بن عُمر؟ رضي الله عنهما -، فبلغ الحجّاج موقف عبد الله وقوله، فأرسل إليه فأُنزل عن جذْعه، فألقي في قبور اليهود، ثم أرسل إلى أُمه أسماء بنت أبي بكر؟ رضي الله عنهما - فأبَتْ أن تأتيه، فأعاد إليها الرسول: لتأتِنَّني أو لأبعثَنَّ إليك من يَسحبُك بقرونِك، فأبَت وقالت: والله لا آتيك حتى تَبْعَث إليَّ من يسحَبُني بقروني، فقال: أروني سِبْتِيَّتَيَّ، فأخذ نعليه، ثم انطلق يتوذّف حتى دخل عليها، فقال: كيف رأيتني صنعت بعدو الله؟!، قالت رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك، بلغني أنك تقول له: يا ابن ذاة النَّطاقين، أنا والله ذاةُ النِّطاقين: أما أحدهما فكُنتُ أرفع فيه طعام رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - وطعام أبي بكر؟ رضي الله عنه - من الدواب؛ وأما الآخر فنِطاق المرأة الذي لا ستغني عنه، أما إن رسول الله؟ صلى الله وعليه وسلم - حدّثنا أن في ثقيف كذّاباً ومُبيراً: أما الكذّب فرأيناه وأما المُبير فلا أخالك إلاّ إيّاه. فقام عنها ولم يُرجِعها. وكان أبو عبيدة يقول: التَّوّذُّف: الإسراع، لقول بشر بن أبي خازم: يُعْطي النَّجَائبَ بالرَّحَالِ كأنَّها ... بَقَرٌ الصَّرائمِ بالرَّحالِ تَوَذَّفُ وقال ابن عبّاد: المتُوَذِّقة من النساء: هي المُتوزمِرة يعني تحريكها ألواحها في المَشي. ورف الفَرّاء: ظِلٌّ وارِف: أي واسع، وقد ورَفَ يَرِفُ وَرْفاً ووَرِيْفاً ووُرُوْفاً: أي اتَّسع، وأنشد ابن الأعرابي:

وزف

وأحْوى كأيْمِ الضّالِ أطْرَقَ بَعْدَما ... حَبَا تَحْتَ فَيْنانٍ من الظِّلِّ وارِفِ وورَفَ النَّبْت: إذا اهتَزّ، فهو وارِف: أي ناَضِر رَفّاف شديد الخُضْرة. وقال ابن فارس: يُقال لما رقَّ من نواحي الكبد: الوَرْف. ويقال: إنّ الرُّفة التِّبن مُخففة، والنّاِص واو من أوّلها. وفي المثل: هو أغنى من التُّفَةِ عن الرُّفة. في إحدى الروايات. وقال ابن عبّاد: الرِّفَة؟ بوزْن العِدة - النّاضر من النَّبت، يقال: رِفَة تَرِف. وقال ابن الأعرابي: أوْرَفَ الظِّلّ ووَرَّف تَوْرِيْفاً: إذا طال وامتد؛ مثل وَرَفَ وَرْفاً. وقال غيره: وَرَّفْتُ الشيء: مَصِصْتُه، والأرض: قسمْتها؛ مثل أرَّفْتُها. والتركيب يدل على رِقَّة ونَضْرَة. وزف وزَفَ يَزِف وَزِيْفاً: أي أسْرع، ومنه قِراءة أبي حَيوَةَ:) فأقْبَلُوا إليه يَزِفُونَ (بتخفيف الفاء. وقال ابن دريد: وَزَفْتُه أزِفه وَزْفاً: إذا استعجلتَه؟ لُغة يمانية -، فعلى هذا وَزَف لازم ومُعتدٍّ. والتَّوَازُف: المُناهَدة في النَّفقات، يقال: تَوَازَفوا بينهم، قال المُرَقِّش الأكبر: عِظَامُ الجِفَانِ بالعَشِيَّةِ والضُّحى ... مَشَايِيْطُ للأبْدَانِ غَيْرِ التَّوَازِفِ ويروى: " التَّوَارِفِ " من التُّرْفَةِ والدَّعَةِ، أي ليسوا كذلك، ليسوا أصحاب لزوم للبيوت ولا دَعة، هم في إغارة وطلب ثأر وكفِّ نازلة وخدمة ضيف. وسف الليث: الوَسْفُ: تَشقُّقٌ يبدو في فَخِذ البعير وعجزه أول ما يبدو عند السِّمن والاكْتِناز؛ ثم يَعُمُّ في جسده فيتَوسَّف جِلْدُه، ورُبَّما توسَّف من داء أو قُوباءٍ. والتّوسِيف: التَّقشير؛ عن الفرّاء. وتمرة موسَّفة: أي مُقشَّرة. والتَّوَسُّف: التقشُّر. وقال ابن السكِّيت يقال للقَرْح والجُدري إذا يبس وتقشَّر وللجرَب؟ أيضاً - في الإبل إذا قَفَل: قد توسّف جلده وتقَشْقَش جلده وتقشّر جلده، كلّه بمعنى، قال الأسود بن يَعْف النَّهشلي: وكُنْتَ إذا ما قُرِّبَ الزّادُ مُوْلَعاً ... بكُلِّ كُمَيْتٍ جَلْدَةٍ لم تَوَسَّفِ وقال ابن فارس: يقال تَوَسَّفَتِ الإبل: إذا أخصبت وسمِنت وسقط وبرها الأول ونبت الجديد. وصف وَصَفْتُ الشيء وَصْفاً وصِفَةً، والهاء عِوضٌ من الواو. وقوله تعالى:) سَيَجْزيهم وصْفَهم (أي جَزاء وَصفهم الذي هو كَذب. وقوله تعالى:) واللهُ المُسْتَعانُ على ما تَصِفُوْنَ (أي تكذبون. وفي حديث عمر؟ رضي الله عنه -: لا تُلْبِسوا نِساءكم الكَتّان أو القَبَاطيَّ فإنه إلاّ يشِفَّ فإنّه صِف. أي يصِفها الثوب الرقيق كما يصِف الرجل سِلعته. والصِّفة: كالعلم والجهل والسَّواد والبياض. وأمّا النحويون فليس يريدون بالضفة هذا، لأن الصفة عندهم هي النعت؛ والنّعت هو اسم الفاعل أو المَفْعُوْل نحو ضارب ومَضروب أو ما يرجِع إليهما من طريق المعنى نحو مِثل وشِبه وما يجري مَجرى ذلك، تقول: رأيت أخاك الظّريف، فالأخ هو الموصوف والظَّرِيف هو الصفة، فلها قالوا: لا يجوز أن يُضاف الشيء إلى صفته كما لا يجوز أن يُضاف إلى نفسه، لأن الصّفة هي الموصوف عندهم، ألا ترى أن الظريف هو الأخ. وقول الشَّمّاخ يصف ناقة: إذا ما ادْلَجَتْ وَصَفَتْ يَدَاها ... لها الإدْلاجَ لَيْلَة لا هُجُوْعِ يريد: أجادَتِ السير، وقيل: معناه إذا أدْلَجَت سارت الليل كُلَّه فذلك وصفُها يديها. وقال ابن دريد: رجل وصّاف: عارِف بالوصف. قال: والوصّاف: رجل من سادات العرب، سُمي الوصّاف لحديث له. وقال غيره: اسمه مالك ب عامر، ومن ولده عُبيد الله بن الوليد الوصّافي. وقال ابن عبّاد: وصَف المُهْر: إذا توجَّه لشيء من حُسن السِّيرة.

وضف

والوَصِيف: الخادِم؛ غُلاما كان أو جارية. ومنه قول النبي؟ صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر؟ رضي الله عنه -: كيف تصْنَع إذا مات الناس حتى يكون البيت بالوصيف. قال شَمْر: يقول: يكثُر الموت حتى يصير موضِع قبرِ بعبد من كثرة الموت، مثل الموتان الذي وقع بالبصرة. يقال: وَصُف الغلام؟ بالضم -: إذا بلغ الخدمة؛ وصافةً، والجمْع: الوُصفاء. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم - أنه بعث سرية فنهى عن قتل العُسَفاء والوصفاء. وقال ثعلب: ربما قالوا للجارية وصيفة، والجمْع: الوصَائف. والإيصَافُ: الوَصَافة، يقال: جارية بيِّنَة الإيصافِ كما يقال بيِّنة الوَصَافة. وتواصفوا الشيء: من الوَصْف. واتَّصف الشيء: أي صار موصوفاً، قال طرَفةُ بن العبد: إنّي كَفانيَ من أمْرٍ هَمَمْتُ بِهِ ... جارٌ كَجارِ الحُذَاقيِّ الذي اتَّصَفا أي صار موصوفاً بحسن الجوار. واسْتَوْصَفْتُ الطبيب لدائي: إذا سألته أن يصف لك ما تتعالج به. ونهى رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - عن بيع المواصَفَة. قال القُتَبيُّ: هو أن يبِيع ما ليس عنده ثم يَبتَاعه فَيدفَعه إلى المُشتري، قيل له ذلك لأنه باعَه بالصّفة من غير نَظرٍ ولا حيازة مِلْك. والتركيب يدل على تحلية الشيء. وضف الخارْزَنجي: الإيْضَافُ: الإيْجَافُ في الرَّكْضِ. وقال أبو تُراب: يقال أوضَعَتِ الناقة وأوْضَفَتْ: إذا خبَّت، وأوضَفْتُها أنا فَوَضَفَت: مثل أوضَعَتُها فَوَضَعَتْ. وطف ابن عبّاد: يقال: عليه وَطْفَة من الشَّعر. وقال غيره: الوَطَفُ؟ بالتحريك - كثرة شَعر الحاجبين والأشفار وإرخاؤهما، يقال: رجل أوْطَف بيِّن الوَطَفِ وفي صفة النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: في أشفَارِه وَطَفٌ. وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ع ز ب. وسُحابَةٌ وَطْفاءُ: إذا كانت مُسترخية الجوانب لكثرة مائها، قال امرؤ القيس: دِيْمَةٌ هَطلاءُ فيها وَطَفٌ ... طَبَقُ الأرْضِ تَحَرّى وتَدُرّْ وقال ابن فارس: الوَطَف في المطر: اهماره. وقال أبو زيد: الوَطْفاءُ: الدِّيمة السَّحُّ الحَثِيْثَة طال مطرها او قصُر. وفيها وَطَفٌ: إذا تدلَّت ذُيُولُها، وكذلك ظلامٌ أوطَف. وعيش أوْطَف: أي رَخِيٌّ. والتركيب يدل على طول شيء ورَخاوته. والوَظِيْفُ: مُستَدقُّ الذراع والساق من الخيل والإبل وغير ذلك، قال طَرَفة بن العبد يصِفُ ناقة: تُبَاري عِتَاقاً ناجِياتٍ وأتْبَعَتْ ... وظِيْفاً وَظِيْفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ والجَمْع: أوْظِفَة، ثم وُظُف؟ بضمَّتين -. وجاءت الإبل على وَظِيْف واحد: إذا تبِع بعضها بعضاً. ووظَفْتُ البعير: قصَّرت قيده. ووظفتُه: أصبت وظِيفه. وقال الأصمعي: يُستَحَبّ من الفرس أن تعْرضَ أو ظِفَة رِجليه وتحْدَبأوظِفَةُ يديه. وقال أبو عمرو: الوظيف من الرجال: الذي يَقوى على المشي في الحَزن. والوظيفة: ما يُقدَّر للإنسان في كل يوم من طعام أو رزق، والجمع: وظائف ووُظف، وأنشد الليث: أبْقَتْ لنا وَقَعلتُ الدَّهْرِ مَكْرُمَة ... ما هَبَّتِ الرِّيْحُ والدُّنْيا لها وُظُفُ وقال ابن عبّاد: الوظيفة: العهد والشرط. وقال ابن العرابيّ: يقال: مرّ يظِفُهم وَظفاً: أي يتبعهم. والتَّوْظِيْفُ: تعيين الوظيفة. ويقال: إذا ذبحت الذبيحة فاستوظِف قطع الحُلقوم والمئ والوَدَجيْن: أي استوعب ذلك كله. وقال ابن عبّاد: المُواظَفة: مثل الموافقة والمؤازرة. وواظَفْت فلاناً إلى القاضي: إذا لازمته عنده. والتركيب يدل على تقدير شيء. وعف ابن دريد: الوَعْفُ؟ والجمْع: وِعَافٌ -: وهي مواضِع فيها غِلَظ. وقالوا: مستنقعات ماء في مواضع فيها غِلَظ. وقال ابن الأعرابي: الوعُوف والعُوُوْفُ والوُغُوْفُ؟ بالغين المُعجَمة -: ضَعْف البصر. وغف ابن دريد: الوَغْفُ: قطعة أدَم أوكِسا تُشد على بطن العَتُود أو بطنِ التَّيْس لئلاّ يشرب بَوله أو ينْزو. وقال ابن الأعرابي: الوَغْفُ والوغُوْفُ: ضَعْف البصر، قال ابن سعد المعنيُّ: بِعَيْنِكَ وَغْفٌ إذْ رَأيْتَ ابْنَ مَرْثَدٍ ... يُقَسْبِرُها بفُرْقُمٍ يَتَزَيَّدُ ووغَفَ يغِفُ وَغْفاً: إذا أسرع وعَدا.

وقف

وقال أبو عمرو: أوْغَفَتِ المرأة: إذا ارتهزَت عند الجِماعِ تحت الرجل، وأنشد: لَمّا دَجاها بِمِتَلّ كالصَّقْبْ ... وأوْغَفَتْ لذاكَ ايْغَافَ الكَلْبْ قالت: لقد أصْبَحْتَ قَرْماً ذا طَبّ ... بما يُدِيْمُ الحُبَّ منه في القَلْبْ وأوْغَفَ: عدا وأسرع؛ مثل وَغَفَ، قال العجّاج يذكر الكلاب والثور: وأوْغَفَتْ شَوَارِعاً وأوْغَفا ... مِيْلَيْنِ ثُمَّ أزْحَفَتْ وأزْحَفا وقال ابن الأعرابي: أوْغَفَ: إذا سار سيرا مُتعبا. وأوْغَفَ: إذا عَمِش. وأوْغَفَ: أكل من الطعام ما يَكفيه. وقال ابن عبّاد: الإيغاف: أنْ يُدلي الكلب لِسانه من شدة الحر. وأوغَفْتُ الخِطمي وأوخفْتُه: بمعنى. وقف الوَقْفُ: سِوار من عاج، قال الكُميت يصِف ثوراً: ثُمَّ اسْتَمَرَّ كَوَقْفِ العاجِ مُنْكَفِتاً ... يَرْمي به احَدَبَ اللَّمّاعَةَ الحَدَبُ ووقفت الدابة تقف وقوفاً، وكذلك الإنسان، قال امرؤ القيس: قِفا نَبْكِ من ذِكْرى حَبيبٍ ومَنْزِلِ ... بِسِقْطِ اللِّوى بين الدَّخُوْلِ فَحَوْمَلِ ووقفْتها أنا وقفاً يتعدى ولا يتعدى، قال الله تعالى:) وقِفُوْهم أنَّهم مَسْؤلُوْنَ (، وقال ذو الرُّمة: وَقَفْتُ على رَبْعٍ لِمَيَّةَ ناقَتي ... فما زِلْتُ أبْكي عِندَهُ وأُخاطِبُهْ والحديث الموقوف: خِلاف المرفوع. ووقَفْته على ذنبه: أي أطلعته عليه. ووقَفْت الدار على المساكين وَقْفاً. والموقِف: الموضِع الذي تَقِف فيه حيث كان. وموقفا الفر: الهزمتان في كَشْحَيْه. وقيل: الموقفان نُقرَتا الخاصِرة على رأس الكُلية، قال النابغة الجَعدي؟ رضي الله عنه - يصِف فرساً: فَلِيْقُ النَّسَى حَبِطُ المُوْقِفَيْنِ ... يَسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأشْعَبِ وقال أيضاً: شَدِيْدُ قِلاتِ المَوْقِفَيْنِ كأنهما ... نَهى نَفَساً أوْ قَدْ أرادَ لِيَزْفِرا نهى: أي حبس نفسه، أي ردّه. ويقال للمرأة: أنّها لَحَسنة الموقِفَين؛ وهما الوَجه والقدَم؛ عن يعقوب. ويقال: موقِفا المرأة: عيناها ويداها وما لا بُدّ لها من إظهاره. والموقِفُ: مَحلّة بالبصرة. وقال أبو عمرو: الموَقفان: عِرْقانِ مُكتَنِفا القُحْقُح إذا تشنّجا لم يَقُم الإنسان وإذا قُطِعا مات. وواقِف: بطن من الأنصار. وقال ابن الكلبي في جمهرة نسب الأوس: إنّ اسم واقِف مالك بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس. والواقِفُ؟ أيضاً -: خادم البِيعة؛ لأنه وَقَف نفْسه على خَدْمتها. والوِقِّيْفى؟ مثال خِصَّيْصى -: الخِدمة. وفي حديث عمر؟ رضي الله عنه -: لا يُغير عن وِقِّيْفاه. ووقْف: موضِع في بلاد بني عامر، قال لبيد رضي الله عنه: لِهِنْدٍ بأعْلى ذي الأغَرِّ رُسُوْمُ ... إلى أُحُدٍ كأنَّهُنَّ وُشُوْمُ فَوَقْفٍ فَسُلِّيٍّ فأكْنَافِ ضَلْفَعٍ ... تَرَبَّعَ فيه تارَةً وتُقِيْمُ والوقْف: من قُرى الخالص شرقي بغداد. والوَقْفُ؟ أيضاً -: بُلَيْدة من أعمال الحِلّة المزيديّة. وقال الليث: الوَقْفُ: وَقْفُ التُّرس من حديد أو قرن يستدير بحافته، وكذلك ما أشبهه. وقال الأزهري: في حديث الحسن البصري: أنّ المُؤمن وقّاف مُتأنٍّ وليس كحاطِب ليل: ويُقال للمُحْجِم عن القتال: وَقّاف جبَان وأنشد: فَتىً غير وَقّافٍ وليس بِزُمَّلِ وقال دريد: بن الصِّمَّةِ: فإنْ يَكُ عَبْدُ اللهِ خَلّى مَكانَهُ ... فما كانَ وَقّافاً ولا طائشَ اليَدِ والوَقّافُ العقيلي: شاعر. وقال ابن عبّاد: يُقال لكل عقبٍ لُفّ على القوس: وقْفَة، وعلى الكلية العليا: وَقْفَتانِ. ووقَفَ القِدْرَ: أي أدامها وسكّنها. والمِيْقَفُ والمِيْقَافُ: ما أدَمْت به غليان القِدر وسَكَّنْتَه. وقال اللحياني: المِيْقَفُ والمِيْقَافُ: العود الذي يُحرك به القِدر ويُسكَّن به غليانها، وهو المِدْوامُ. والوَقِيْفَةُ: الوَعِل تُلْجِئه الكلاب إلى ضخرة فلا يمكنه أن ينزل حتى يُصاد. وأنشد ابن السكِّيت في كتاب معاني الشِّعر من تأليفه: فلا تَحْسِبَنّي شَحْمَةً من وَقِيْفَةٍ ... تَسَرَّطُها ممَا تَصِيْدُكَ سَلْفَعُ وأنشده ابن دريد وابن فارس: " مُطْرَّدَةٍ مِمّا "، سَلْفَعُ: اسم كلْبة.

وكف

وأوْقَفْتُ وَقْفاً للمساكين؟ بالألف -، لغة رديئة، وليس في الكلام أوْقَفْتُ إلاّ حرف واحد، يقال: أوْقَفْتُ عن الأمر الذي كنت فيه: أي أقلعت، قال الطِّرمّاح: فَتَطَرَّبْتُ للهَوى ثُمَّ أوْقَفْ ... تُ رِضىً بالتُّقى وذو البِرِّ راضِ وحكى أبو عمرو: كلَّمْتُهم ثم أوْقَفْتُ: أي سكتُّ. وكل شيء تُمْسك عنه تقول فيه: أوْقَفْتُ. وحكى أبو عُبيد في المُصَنّف عن الأصمعي واليزيدي أنهما ذكرا عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: لو مررتُ برجل واقف فقلت: ما أوقفَكَ ها هنا؟ لرأيته حَسَناً. وحكى ابن السكِّيت عن الكِسائيِّ: ما أوقَفَك ها هنا وأي شيء أوقَفَك ها هنا؟ أي أيُّ شيء صيَّرك إلى الوقُوف. ووقَّفْتُ المرأة تَوْقِيْفاً: إذا جَعَلْت في يديها الوَقْفَ. ووقَّفَتِ المرأة يديها بالحِنّاء: إذا نقَّطَتْهما. وقال اللحياني: حمار مُوَقَّف: للذي كُوِيَتْ ذراعاه كَيّاً مستديرا، وأنشد: كَوَيْنا خَشْرَماً في الرَّأْسِ عَشْراً ... ووَقّفْنا هُدَيْبَةَ إذْ أتانا والمُوَقَّفُ في شِعر الشَّماخ: وما أرْوى وإنْ كَرُمَتْ علينا ... بأدْنى من مُوَقَّفَةٍ حَرُوْنِ أُرْوِيَّةٌ في يديها حُمْرة تُخالِف لون سائر جسدها. ويقال؟ أيضاً -: ثور مُوَقَّفٌ، قال العجّاج: كأنَّ تَحْتي ناشِطاً مُجَأَّفا ... مُذَرَّعاً بِوَشْيِهِ مُوَقَّفا وفرَس مُوَقَّفٌ: إذا أصاب الأوظِفة منه بياض في موضع الوَقْفِ ولم يعدُها إلى أسفل ولا فوق؛ فذلك التَّوْقِيفُ. وقال بعضهم: فرس مُوقَّفٌ: أي أبْرَش أعلى الأُذُنين كأنّهما منقُوشتان ببياض ولون سائره ما كان. وقال ابن شُميل: التوقيف: أن يُوَقِّفَ الرجل على طائفَيْ قوسَه بمضائغ من عَقَب قد جعلهُنَّ في غِراء من دماء الظِّباء فَيَجِئنَ سواداً، ثم يُعلّى على الغِراء بصدأ أطراف النَّبْلِ فَيجيءُ أسود لازِقاً لا ينقطع أبداً. ووقَّفْتُ التُّرس: جعلت له وَقفاً، وقد ذُكِر معناه. والتَّوْقِيْفُ: مُبالغة الوقُوْفِ، يقال: وَقَّفَ الجيش، وقيل: معناه وَقَفَ واحد بعد واحدٍ، قال جميل بن معمَر العُذري: تَرى النّاسَ ما سِرْنا يَسِيرُوْنَ حَوْلنا ... وإنْ نَحْنُ أوْبَأْنا إلى النّاسِ وقَّفُوا ويُروى: " أوْمَأْنا "؛ والمعنى واحدٌ، فأخذ البيت منه الفرزدَق وقال: أنا أحَقّ بهذا البيت منك؛ متى كان المُلكُ في عُذرة؟ إنما هذا لِمُضَرَ. وتوْقِيْفُ النّاس في الحجِّ: الوُقُوْفُ بالمَواقِفِ والتَّوقِيْفُ: كالنَّصِّ. وقال أبو زيد: وَقَّفْتُ الحديث توْقِفاً وبيَّنْتُه وتَبْييناً؛ وهما واحد. وقال ابن عبّاد: وقَّفْتُ فلاناً: إذا قَطَعْت منه مَوضع الوقْف. قال: ورجل مُوَقَّف مُوَقَّح: أي مُجَرَّب قد أصابته البلايا. والمُوَقَّفُ من القِداحِ: الذي يُفَاضُ به في المسير، وتَوْقِيفُه: سِمة تُجْعلُ عليه. وقال غيره: وَقَّفَ السَّرْج: أصلحه وجعله واقياً لا يعْقِر. والتَّوَقُّف في الشيء: كالتَّلَوُّم. وقال ابن دريد: توَقَّفْتُ على هذا الأمر: إذا تَلَبَّثْتَ عليه. قال: والوِقَافُ: مصدر المُوَاقَفَةِ في حرب أو خَصوْمة. وتَوَاقَفَ الفريقان في القتال. وواقَفْته على كذا. واسْتَوقَفْتُه: سألْتُه الوقُوْفَ، ويقال: أنّ امرَأ القيس أول مَنِ استوقف الرَّكبَ على رسْم الدّار بقوله: قِفا نَبْكِ. والتركيب يدل على تمَكُّث في شيء. وكف الوَكْفُ: النِّطَعُ، قال أبو ذُؤيب الهُذليّ: تَدَلّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ ... بجَرْداءَ مِثْلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرَابُها " و " وَكَفَ البيت يَكِف وَكْفاً ووَكِيْفاً وتَوْكافاً: أي قطر، قال العجّاج: وانْحَلَبَتْ عَيْناهُ من فَرْطِ السى ... وَكِيْفَ غَرْبَيْ دالِجٍ تَبَجَّسَا وناقة وَكُوْفٌ: أي غزيرة. ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: أن رجلا جاءه فقال: أخبرني بعمل يُدْخِلُني الجَنّة قال: المِنْحَةُ الوكُوْفُ والفَيْءُ على ذي الرَّحِم. وقال الليث: الوَكَفُ؟ بالتحريك -: وَمَفُ البيت؛ مثل الجناح يكون على الكَنِيْفِ.

ولف

وقول النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: خِيار الشهداء عند الله أصحاب الوَكَفِ قيل: يا رسول الله ومن أصحاب الوَكَفِ؟ قال: قوم تَكَفَّأ عليهم مَرَاكِبُهم في البحر. قال شَمِر: الوَكَفُ قد جاء مفسّراً في الحديث والمعنى: أنَّ مراكبهم قد اجْتَنَحَت عليهم وتَكَفَّأَتْ فصارت فوقهم مثل أوْكافِ البيوت. والوَكَفُ؟ أيضاً -: العَيب والإثم، وقد وَكِفَ؟ بالكسر - وَكَفاً. ومنه الحديث: البَخِيل في غير وَكَفٍ. وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ض ب س. قال مالك بن العَجلان الخَزرجي؟ وهو من أبيات الكِتاب - ويُروى لشُرَيح بن عمران القُضاعيِّ، ورواه أبو زكريا التَبْريزيّ لعمرو بن امْرِئ القيس الخزرجي، ورواه سيبويه لرجل من الأنصار، وهو لمالك: الحافِظُو عَوْرَةِ العَشِيْرَةِ لا يَأْ ... تِيْهمُ من وَرائنا وَكَفُ أي هُمُ الحافِظُو عَوْرَةِ العَشِيْرَةِ. والوَكَفُ في قَول العجاج يصِف ثوراً: غَدا يُباتري خَرِصاً واسْتَأْنَفا ... يَعْلُو دَكادِيْكَ ويَعْلُو وَكَفاً سَفْحُ الجبل. والوكَفُ؟ أيضاً -: الميل والجَوْر، يُقال: إنّي لأَخشى وَكَفَ فلان: أي جوْرَه. وإذا انْحَدَرْت من الصَّمان وقعْت في الوَكَفِ: وهو مُنحَدَرُكَ إذا خَلَّفْتَ الصَّمان. وقال ابن فارس: الوَكَفُ: الفَرَق، كذا في نُسَخ المُجْمَل والمَقاييس، وذكر إبراهيم الحَربيّ؟ رحمه الله - في غريب الحديث من تأليفه في هذا التركيب: الوَكَفُ: العَرَق؟ بعين مُحقَّقة -، وأنْشد: رَأْيت مُلوكَ النّاسِ عاكِفَةً بهمْ ... على وَكَفٍ من حُبِّ نَقْدِ الدَّراهِمِ وقال ابن دريد: ليس في هذا الأمر وَكْفٌ ولا وَكَفٌ: أي فَساد وضَعْف. ووَكَفَ عن الأمر: قصَّر ونَقَصَ. ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: لَيَخْرُجنَّ ناس من قبورهم في صورة القردة بما داهَنوا أهل المعاصي ثمَّ وَكَفوا عن عَمَلهم وهم يستطيعونَ. والوَكْفُ - بسُكُونِ الكاف -: النِّطَعُ. والوِكَافُ والوُكافُ: لُغتان في الإكافِ والأُكافِ. وقال ابن عَبّاد: أوْكَفْتُه: أوقعتُه في الإثم. وأوْكَفَ البيت: لغة في وَكَفَ. ويقال: أوْكَفْتُ البغل وآكَفْتُه ووَكَّفْتُه تَوْكِيْفاً وأكَّفْتُه تَأكِيْفاً: إذا وضعْت عليه الوِكافَ. واسْتَوْكَفَ: أي اسْتَقطَر. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه توَضَّأ فاستوكف ثلاثاً. والمعنى: أنه اصطَبّه على يديه ثلاث مرّات فغسلهما قبل إدخالِهما الإناء. وأنشد الأزهري لحُمَيد بن ثور - رضي الله عنه - يَصف الخَمْر. إذا اسْتُوْكِفَتْ باتَ الغَوِيُّ يَشَمُّها ... كما جََّ أحشَاءَ السَّقِيْمِ طَبِيْبُ وواكَفْتُ الرجلَ في الحرب وغيرها: إذا واجهته وعارضته، قال ذو الرُّمة: مَتا ما يُوَاكِفْهُ ابنُ أنْثَى رَمَتْ بهِ ... مَعَ الجَيْشِ يَبْغِيْها المَغَانِمَ تَثْكَلِ ويُروى: " مَتا ما يُواجِهْها " أي مَتَا ما يُواجِه هذه الفَرَس ابن أُنثى أي رجل. ويقال: هو يَتَوَكَّف عِيالَه وَحَشمه: أي يتعهَّدهم وينظر في أمورهم. ويقال: توَكَّفَ الخبر وتوقَّعه وتسقَّطه: إذا انتظر وَكْفَ، ويدُلّ على أنه منه ما رواه الأصمعي من قولهم: استقْطَر الخبر واستوْدَفه. ومنه حديث عُبيد بن عُمير: أهل القبور يتوكَّفون الأخبار؛ فإذا مات الميت ألوه ما فعل فلان وما فعل فلان. وقال أبو عمرو: التَّوَكُّفُ: التعرُّض، يقال: مازلتُ أتَوَكَّفُ له: أي أتعرَّض له حتى لقيْتُه، قال: سَرى مُتَوَكِّفاً عن آلِ سُعْدى ... ولو أسْرى بلَيْلٍ قاطِنِيْنا وقال ابن عَبّاد: تَوَاكَفَ القوم: أي انْحَرَفوا. ولف بَرْقٌ وَلِيْفٌ: أي مَتتابِع، قال صَخْر الغَيِّ الهُذلي: لِشَمّاءَ بَعْدَ شَتَاتِ النَّوى ... وقد بِتُّ أخْيَلْتُ بَرْقاً وَلِيْفا أي اثنين اثنين مرّتين مرتين برقين برقين، وأخْيَلْتُ: رأيت المَخِيلة. وقال الأصمعي: وَلَفَ البَرق يَلِف وَلِيْفاً. والوَليْفُ والوِلافُ: ضَرْبٌ من العَدْو؛ وهو أن تقع القوائم معاً، وكذلك أن يجيء القوم معاً، قال الكميت: ووَلّى بإجْرِيّا وِلافٍ كأنَّهُ ... على الشَّرَفِ الأقْصى يُسَاطُ ويُكْلَبُ أي مُؤتَلِفَةٍ.

وهف

وقال ابن الأعرابي: الوِلافُ في قَول رُؤبَة: ويَوْم رَكْضِ الغارَةِ الوِلافِ ... بازي جِبَالٍ كَلِبُ الخُطّافِ الإعتزاء والاتصال. والتركيب يدل على التتابع. وهف وَهَفَ النَّبَات يَهِفُ وَهْفاً ووَهِيْفاً: أي أورق واهتزَّ؛ مثل وَرَفَ يَرِفُ وَرْفاً ووَرِيْفاً. والواهِفُ والوافِهُ: سادن الكنسية وقيِّمُها التي فيه صليبهم، وعمله الوِهَافَة والوُهْفِيَّة والوِفَاهَةُ والوُفْهِيَّة. ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: لا يُغَيَّر واهِفٌ عن وُهْفِيَّتِه ولا قِسِّيْس عن قِسِّيْسيَّتِه. ويروى: وافِهٌ عن وُفْهِيَّتِه. وفي حديث عائشة وذكرت أباها - رضي الله عنهما -: قُبِض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنه راضٍ قد طوَّقه وَهْفَ الأمانة - ويروى: الإمامة -. أي القيام بها، من واهِفِ النَّصارى. وأصله من وَهَفَ يَهِفُ: إذا دَنَا، ووَهَفَ ووَحَفَ: أخوان، يقال: خُذ ما وَهَفَ لك ووَحَفَ لك: أي دنا وأمْكَنَ، وذلك أنّ القيِّمَ بالشيء دانٍ منه أبداً لازِم له لا يُرَخِّص لنَفْه في التَّجَافي عنه. ويَجوز أن يكون من وَهفَ النَّبْتُ إذا أوْرَق واهتزَّ لأنه حينئذ يظهر صلاحه؛ فشُبِّه به ما يَظْهَرُ من صَلاح الشيء بقَيِّمِه والمُعتنى بشأنه. وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب م ي ح. وقال الأزهري: معناه: قلَّدَه القيام بشرف الدين بعده، كأنها عَنَتْ أمْره إياه بأن يُصلِّي بالناس في مرضه، ويقال: وَهْفٌ وهَفْوٌ؛ وهما الميل من حقٍّ إلى باطل وضَعْفٍ، قال: وكِلا القولين مَدح لأبي بكر - رضي الله عنه -: أحدهما القيام بالأمر؛ والآخر رَدُّ الضَّعْفِ إلى قُوَّة الحقّ. وقال قتادة في قوله تعالى:) يَأْخُذُوْنَ عَرَضَ هذا الأدْنى ويقولُونَ سيُغْفَرُ لنا (نَبَذوا الإسلام وراء ظهورهم وتمنوا على الله الأماني كلّما وَهَفَ لهم شيء من الدنيا أكلوه ولا يُبالون حلالاً كان أو حَراماً: أي بدا لهم وعَرَض، يقال وَهَف لي كذا وَهْفاً: أي طَفَّ لي. ومنه حديثه أيضاً: كانوا إذا وَهَفَ لهم شيء من الدنيا أخذوه؛ وإلاّ لم يتقطّعوا عليها حسرةً. وكذلك أوْهَفَ، يقال: ما يُوْهِفُ له شيء إلاّ أخَذَه: أي ما يرتفع. هتف الهَتْفُ والهُتَافُ - بالضم - الصوت؛ ويقال: الصوت الشديد، يقال: هَتَفَ به يَهْتِفُ - بالكسر -. وهَتَفَتِ الحمامة: أي صوَّتَت، قال جميل: أأنْ هَتَفَتْ وَرْقاءُ ظَلْتَ سَفاهَةً ... تُبَكِّي على جُمْلٍ لِوَرْقاءَ تَهْتِفُ وسَمعت هاتِفاً يَهْتِفُ: إذا كنت تسمع الصوت ولا تُبصر أحداً. وقال أبو زيد: هَتَفْتُ به: مَدَحْتُه. ويقال: فُلانَةُ يُهْتَفُ بها: أي تُذْكَر بالجمال. وقوس هَتّافَةٌ وهَتُوْفٌ وهَتَفى - مِثال جَمَزى -: أي ذاة صوت تَهْتِفُ بالوَتَر، قال أميَّة بن أبي عائذ الهُذَلي: على عَجْسِ هَتّافَةِ المِذْرَوَيْنِ ... زَوْراءَ مُضْجَعَةٍ في الشِّمَالِ وقال الشَّنْفَرى يَصِف قوساً: هَتُوْفٌ من المُلْسِ المُتُونِ يَزِيْنُها ... رَصائع قد نِيْطَتْ عليها ومِحْمَلُ وقال أبو النجم يصف صائداً: أنْحى شِمالاً هَمَزى نَضُوْحا ... وهَتَفى مُعْطِيَةً طَرُوحا هجف الليث: الهِجَفُّ: الظليم المُسنُّ، وأنشد: هِجَفٌّ كأنَّ به أوْلَقاً ... إذا حاوَلَ الشَّدَّ من حَمْلَتِهْ كَمِثْلِ الخِباءِ وَهى طُنْبُهُ ... فَطَارَتْ رَعابِيْلَ من قُلَّتِهْ وقال ابن فارس: أظنّه من الباب الذي زِيْدَت فيه الهاء وأُبدلت زايه جِيما، وهو من الزِّفِّ وهو ريشه. وقال غيره: الهِجَفُّ من النَّعام والناس: الجافي الثَّقيل، قال الكُميت: هو الأضْبَطُ الهَوّاسُ فينا شَجَاعَةً ... وفِيْمَنْ يُعادِيْهِ الهِجَفُّ المُثّقَّلُ وقال أبو عمخرو: الهِجَفُّ: الرَّغِيْبُ الجَوْفِ، يقال منه: هَجِفَ - بالكر - يَهْجَفُ هَجَفاً - بالتحريك -: إذا جاع؛ وزاد ابن بُزُرْجَ: واْتَرْخى بطنه. وقال أبو سعيد: العَجِفَة والهَجِفَة واحِد: وهو من الهُزال، قال كعب بن زُهير - رضي الله عنه -: ونِقْنِقاً خاضِباً في رَأْسِهِ صَعَلٌ ... مُصَعْلَكاً مُغْرَباً أطْرَافُه هَجِفا وقال ابن عَبّاد: الهَجْفان: العطشان.

هجنف

قال: وهَجِفَتْ أرضنا: تَنَاثر ما فيها. والهَجَفْجَفُ: الرَّغِيْبُ البطن، قال: قد عَلِمَ القَوْمُ بَنُو طَرِيْفْ ... أنَّكَ شَيْخٌ صَلِفٌ ضَعِيْفْ هَجَفْجَفٌ لِضِرْسِهِ حَفِيْفْ والهَجْفَةُ: الناحية النديَّة، قال: سارُوا جَميعاً حِذَارَ الكَهْلِ فاكْتَنَعُوا ... بينَ الإيَادِ وبين الهَجْفَةِ الغَدِقَهْ هجنف الهَدَفُ: كل شيء مرتفع من بناء أو كثيب رمل أو جبل، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنّه كان إذا مرَّ بهدف مائل أو صدف مائل أسرع المَشي. ومنه سُمِّي الغرض هدَفاً، وبه شُبِّه الرجل العظيم، قال أبو ذُؤيبٍ الهُذلي: إذا الهَدَفُ المِعْزَابُ صَوَّبَ رَأْسَهُ ... وأعْجَبَهُ ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْلِ وقال السُّكري: الهَدف من الرجال: الثقيل النوم الوَخْم الذي لا خير فيه. وقال ابن عبّاد: تدعى النعجة للحلب فيقال: هَدَفْ هدفْ. وفي النوادر: هل هدَفَ إليكم هادِفٌ أو هَبَشَ هابشٌ؟: يَسْتخبره هل حدث ببلده أحد سوى من كان به. ويقال: جاءت هادِفةٌ من ناس وداهِفَةٌ: أي جماعة. والهِدْفَة: القِطْعة من الناس والبيوت، مثل الخِبْطة، يُقيمون في مواضعهم. وقال ابن عبّاد: هَدَفوا إلى موضع كذا: دخلوا إليه. وهَدَفَ للخمسين: قارَبها. وهَدَفَ يَهْدِفُ: كَسِلَ وضَعُفَ. وقال غيره: الهِدْفُ - بالكسر -: الجَسيْم. وأهْدَفَ على التل: أشْرَف عليه. وامرأة مُهْدِفَة: أي لَحِيْمَة. وأهْدَفَ إليه: لَجأ. وقال شَمِر: الإهْدَافُ: الدُّنوُّ من الشيء والاستقبال له والانْتِصاب، يُقال: أهْدَفَ القومُ: إذا قَرُبُوا. وأهْدَفَ له الشيء: إذا اعْرَض واسْتَدَفَّ، كالهَدَفِ للرّامي. ومنه قول عبد الرحمن بن أبي بكر - رضي الله عنه -: لقد أهْدَفْتَ لي يوم بدر فَصِفْتُ عنك، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: لكنك لو أهْدَفْتَ لي لم أصِف عنك. ومنه حديث الزّبير: أنه اجتمع هو وعمرو بن العاص - رضي الله عنهما - في الحِجر، فقال الزُّبير: أما والله لقد كُنت أهْدَفْت لي يوم بدر لكني استبقيتُك لمثل هذا اليوم، نفقال عمرو: وأنت والله نلقد كُنت أهدفْت لي وما يَرني أن لي مثل ذلك بفَرَّتي منك. وقال بعضهم: لمّا أهْدَفَتْ لي الكُوفة نزلت ولمّا أهْدَفَتْ لهم تَفرقوا. وكَفَلٌ مُهْدِفٌ: إذا صار كالهَدَفِ في عِظَمه وعِرضه، وأنشد ابن السكِّيت: لها جَمِيْشٌ مُهْدِفٌ مُشْرِفٌ ... مِثْلُ سَنَامِ الرُّبَعِ الكاعِرِ واستَهْدَفَ: أي انتصب، قال جُبَيْهاء الأشجعي: وحتّى سَمِعْنا خَشْفَ بيضاءَ جَعْدَةٍ ... على قَدَمَيْ مُسْتَهْدِفٍ مُتقاصِرِ وقال النابغة الذبياني يصف الرّكب: وإذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ في مُسْتَهْدِفٍ ... رابي المَجَسَّةِ بالعَبِيرِ مُقَرْمَدِ وشيء مُستهْدِف: أي عَرِيض. والتركيب يدل على انتِصاب وارتفاع.. هذرف ابن عبّاد: إبل هَذَارِيف: أي سِرَاع، جمْع هُذْرُوْفٍ. والهَذْرَفَةُ: السّرْعَة. هذف أبو عمرو: الهَذّافُ: السريع، وقد هَذَفَ يَهْذِفُ هُذُوْفاً: إذا أسْرَع، وسائق هَذّاف: أي جادٌّ، وأنشد: يُبْطِرُ ذَرْعَ السّائقِ الهَذّافِ ... بِعَنَقٍ من فَوْرِهِ زَرّافِ وفَرَس هَذِف: أي سريع. وجاء مُهْذِفاً ومُهْذِباً: أي سريعاً. هرجف ابن عبّاد: الهِرْجَفُّ: الرجل الخَوّار. هرشف الهِرْشَفَّةُ: قطعة خِرْقَة أو كِسَاء يُنَشَّفُ بها ماء المطر من الأرض ثم تُعْصَر في الجُفِّ، وذلك في قلة الماء، قال: أفْلَحَ مَنْ كانَتْ له هِرْشَفَّهْ ... ونَشْفَةٌ يَمْلأُ منها كَفَّهْ وقال آخر: كُلُّ عَجُوْز رَأْسُها كالكِفَّهْ ... تَحْمِلُ جُفَّاً مَعَها هِرْشَفَّهْ وقال أبو عُبيد: بعضهم يقول: الهِرْشَفَّةُ من نَعت العجوز وهي الكبيرة. وقال الليث: يقال لصُوْفَةِ الدَّواة إذا يَبِسَتْ: هِرْشَفَّة، وقد هَرْشَفَتْ واهْرَشَّفَتْ. وقال أبو خَيْرَة: التَّهَرْشُف: التَّحَسِّي قليلاً قليلاً، والأصل التَّرَشُّف، فزِيدَت الهاء. وكذلك الشَّهْرَبَة للحُوَيْضِ حول أسفل النخلة، والأصل فيها الشَّرَبة، فزيدت الهاء. هرصف

هرف

ابن عبّاد: هِرْصِيْفٌ: اسم من أسماء الرِّجال. هرف الليث: الهَرْفُ: شِبْه الهَذيان من الإعجاب بالشيء، تقول: ففلان يَهْرِف بفلان نَهاره كلّه. وفي الحديث: أنّ رُفْقَةً جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم يَهْرِفُوْنَ بصاحب لهم ويقولون: يا رسول الله ما رأينا مثل فلان ما ِرنا إلاّ كان في قراءة ولا نزَلنا إلاّ كان في صِلاة. ومنه المثل: لا تَهْرِفُ بما لا تَعْرِف. ويقال لبعض الباع: يَهْرِف، لكثرة صوته. وقال ابن الأعرابي: الهَرْفُ: مَدح الرجل على غير خِبْرة. وقال غيره: أهْرَفَ الرجل وأحْرَفَ: إذا نمى ماله. وقال بعضهم: أهْرَفَتِ النّخلة: أي عجَّلَتْ أتاءها. وقال أبو حاتم في كتاب النخلة: هَرَّفَتْ تَهْرِيْفاً. قال: ويقال رأيت قوْماً يُهَرِّفُونَ في الصّلاة: أي يُعَجِّلون. وقال ابن فارس: ما أُرى هذه الكلمة صحيحة. هرنف ابن عبّاد: المَرأة المُهَرْنِفَة: الضعيفة في صوتها وبُكائها. قال: وهَرْنَفَ الرجل: وهو ضَحِك في ضَعْف. هزرف ابن دريد: ظَلِيْم هُزْرُوْف وهُزارِفٌ - وزاد ابن عبّاد -: هِزْرَوْف؛ مِثال بِرْذَوْن -: وهو السريع الخفيف. وقال الأصمعي: هَزْرَفَ في عَدْوِه: أي أسرع. وقال أبو عمرو: الهِزْرِفَةُ - بالكسر - والهِزْرَوْفَةُ - مثال بِرْذَوْنَة -: النّاب الكبيرة والعجوز. هزف ابن دريد: هَزَفَتْه الريح - في بعض اللغات -: إذا اسْتَخَفَّتْه. والهِزَفُّ والهِجَفُّ من الظّلمان: الريع الخفيف، وهي لُغة ربيعة. وقيل: هو الجافي. وقيل: هو الطويل الرِّيش. ويقال: النّافِر. هطف ابن السكِّيت: باتت السماء تَهْطِف هَطْفاً: أي تَمْطُرُ. قال: والهَطِفُ - مثل كَتِفٍ -: المطر الغزير، قال عَدِي بن زيد بن مالك بن عَدِي بن الرِّقاع: مُجْرَنْثِماً لعداهُ باتَ يَضْرِبُهُ ... منه الرُّضابُ ومنه المُسْبِلُ الهَطِفُ وبنو الهَطِفِ - مثال كَتِف -: حي من العرب من كنانة. وقيل: من بني أد؛ وكانوا أول من نَحَت هذه الجِفان وكانوا حُلفاء في كِنانة، قال أبو خَراشٍ الهُذليّ يرثي دُبيَّة السُّلَمي: لو كانَ حَيّاً لَغاداهُمْ بِمُتْرَعَةٍ ... فيها الرَّواوِيْقُ من شِيْزى بَني الهَطِفِ وقال ابن عبّاد: هَطَفَ الرّاعي يَهْطِفُ هَطْفاً: إذا احتلَبَ فتسْمَع هَطْفَ الحليب وحَفيْفَه. والهُطَيْفُ - مَصَغّراً -: حِصن باليمن في جبل واقِرَة. هفف ابن دريد: هَفَّتِ الريح تَهِفُّ هَفّاً وهَفِيْفاً: إذا سَمِعت صوت هُبوبها. وسحابة هِفٌّ - بالكر -: لا ماء فيها. وكذلك شُهْدَة هِفٌّ: لا عل فيها، وأنشد: لا رَعْىَ إلاّ في يَبِيْسٍ قَفِّ ... تَحْتَ سَمَاحِيْقَ وجِلْبٍ هِفِّ والهِفُّ - أيضاً -: الزرعُ يُؤخّر حَصادُه فيَنتثِر حَبّه. والهِفُّ - أيضاً -: الدَّعامِيْصُ الكبار؛ عن المُبَرَّد، جمْع هِفّة. وفي الحديث: كان بعض العُبّاد يُفْطر كلّ ليلة على هِفّة يَشْويْها. والهِفُّ - أيضاً - والهَفُّ: سمك صِغار. وقال ابن عبّاد: الهِفُّ: الخفيف من الرجال. وقال الليث: موضِع من البَطِيحَة كثير القَصْباء فيه مُخْتَرق للسُّفُن يُسمى: زُقاقَ الهَفَّةِ. وحمار هَفّافٌ: أي طيّاش. ومنه حديث الحسن البصري: أنه ذكر الحجّاج فقال: ما كان إلاّ حِماراً هَفّافاً. والظِّلُّ الهَفّاف: غير ظليل، وقيل: الساكن، وقيل: البارد. وجناح هَفّافٌ: خفيف الطيران، قال عمرو بن أحمر الباهليّ يصِف بيْضَ النَّعام: يَظَلُّ يَحُفَّهُنَّ بِقَفْقَفَيْهِ ... ويَلْحَفُهُنَّ هَفّافاً ثَخِيْنا أي يُلْبِسُهن جَناحاً، وجعله ثَخينا لتراكب الريش عليه. وقميص هَفّاف: أي رقيق شفاف، والهَفّافُ: البرّاق، ورجل هَفّافُ القميص. وقول ذي الرُّمّة: وأبْيَضَ هَفّافِ القَمِيْصِ أخْذْتُهُ ... " فجِئْتُ بِهِ للقَوْمِ مُعْتَصِباً َضمرا " " يعني الفُؤاد؛ أي الجِلْدة التي على الفُؤاد ". والرِّيح الهُفّافَة: السّاكِنة الطَّيِّبة.

هقف

وفي حديث علي - رضي الله عنه - أنه قال في قوله تعالى:) أنْ يَأتِيَكُمُ التّابُوْتُ فيه سَكِيْنَةٌ من رَبِّكم (قال: لها وجْه كَوْجه الإنسان؛ ثم هي بعد ريح هَفّافَةٌ. أي سريعة المرِّ في هبوبها. والهَفِيْفُ: سرعة السير، قال ذو الرُّمة: إذا ما نَعَسْنا نَعْسَةً قُلْتُ غَنِّنا ... بخَرْقاءَ وارْفَعْ من هَفِيْفِ الرَّواحِلِ ورجل هَفْهَافٌ: ضامر البطن. وقميص هَفْهَافٌ: كَهَفّافٍ. وريش هَفْهَافٌ: غير كثيف. والهَفْهَافُ: العطشان. واليَهْفُوْفُ واليَأْفُوْفُ: الجَبان، ويقال: الحديد القلْب؛ والقفز من الأرض. وجارية مُهَفَّفَة ومُهَفْهَفَة: خَمِيْصَة البطن الدقيقة الخَصِر، قال امرؤ القيس: مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفَاضَة ... تَرَائبُها مَصْقُوْلَةٌ كالسَّجَنْجَلِ وقال ابن الأعرابي: هَفْهَفَ الرجل: إذا مكَشَقَ بدنه فصار كأنه غصن يميد ملاحة. وقول عمرو بن احمر الباهلي يصف امرأة: كَبَيْضَةِ أُدْحيٍّ بوَعْسِ خَمِيْلَةٍ ... يُهَفْهِفُها رَأْلٌ بجُؤْشُوْشِهِ صَعْلُ أي يُحركها ويدفعها ليُفْرج عن الرَّأْل. وقال ابن عبّاد: الاهتِفاف: بريق السراب؛ والدَوي في المسامع. والتركيب يدل على خِفّة وسرعة في سير وصوت. هقف ابن عبّاد: الهَقَفُ؟ بالتحريك -: قِلة شهوة الطعام. هكف ابن دريد: الهَكْفُ؟ زعموا -: السرعة في العَدو والمَشي، ومنه بناء هَنْكَفٍ: وهو موضع، والنون زائدة. وقال مَرّة: الكَهْف زعموا. هلغف ابن الفَرَجِ: سمعت زائدة: الهِلَّغْفُ؟ مثال جِرْدَحْلٍ -: المُضطرب الخَلْقِ. هلف الهِلَّوْفُ: العظيم الجافي، قال قيس بن عاصم المِنْقَريُّ؟ رضي الله عنه - يرد على امرأته منْفوسة بنت زيد الفوارس بن حُصين بن ضرار الضَّبيِّ قولها: أشْبِهْ أبي أو أشْبِهاً أباكا ... أمّا أبيفلن تَنالَ ذاكا تَقْصُرُ عن تَنَالَهُ يَداكا أرادت: أن تناله. فقال قيس: أشْبِهْ أبا أبيكَ أو أشْبِهْ عَمَلْ ... ولا تَكُونَنَّ كهِلَّوْفٍ وَكَلْ يُصْبِحُ في مَضْجَعِهِ قد انْجَدَلْ ... وارْقَ إلى الخَيْراتِ زَنْأً في الجَبَلْ وقال ابن الأعرابي: الثقيل البطيء الذي لا غناء عنده. وقال الأموي: الهِلَّوْف: الرجل الكبير الهَرِم. وقال الليث: الهِلَّوْف: الكَذُوب من الرجال. والهِلَّوفُ: اللِّحية الضخمة. وقال ابن دريد: الهَلَفُ: فعلمُمات، ومنه اشتِقاق رجل هِلَّوْف: وهو الكثير الشَّعَرِ الجافي. ولِحية هِلَّوْفَة: كثيرة الشعر، وأنشد غيره: هِلَّوْفَةٌ كأنَّها جُوَالِقُ ... نَكْدَاءُ لا باركَ فيها الخالِقُ لها فُضُوْلٌ ولها بَنَائقُ وقال ابن فارس: الهِلَّوْفُ: الجمل الكبير؛ واليوم الذي يستُر غَمامه شمسه. وقال ابن عبّاد: الهِلَّوْفَة: العجوز. ورجل هُلْفُوفٌ: كثير شعَرِ الرَّأس واللحية. والتركيب يدل على كِبر وضِخَمٍ. هلقف ابن عبّاد: الهِلَّقْفُ؟ مثال جِرْدَحْلٍ -: الفَدْم الضّخمُ. هنف الإهْنَافُ: ضحك فيه فُتُور كضحك المُسَتهزِئِ. وقال الأصمعي: أهْنَفَ الصَّبي: وهو مِثل الإجْهَاشِ وهو التَّهَيُّؤُ للبُكاء. وقال غيره: الإهْنَافُ والتَّهْنِيْفُ: الإسراع، يقال: أقْبَلَ مُهْنِفاً ومُهَنِّفاً. والتَّهَانُف: ضَحك فيه فُتور كضحك المُسْتَهْزِئ؛ مثل الإهْنَاف، قال الكُمَيْت: مُهَفْهَفَةُ الكَشْحَيْنِ بَيْضاءُ كاعِبٌ ... تَهَانَفُ للجُهّالِ منهم وتَلْعَبُ وأنشد الليث: إذا هُنَّ فَصَّلْنَ الحَديثَ لأهْلِهِ ... حَدِيثَ الرَّنا فَصَّلْنَهُ بالتَّهانُفِ قال أبو ليلى: الرَّنا ها هنا: اللَّهو. وكذلك المُهانَفَةُ والهِنَافُ، وأنشد: نَغُضُّ الجُفُوْنَ على رِسْلِها ... بِحُسْنِ الهِنَافِ وخَوْنِ النَظَرْ وهذا نَعت في ضَحك النساء لا يُوصف به الرِّجال. وقال الأصمعي: المُهَانَفَةُ: المُلاعَبَةُ. هوف الهُوْفُ؟ بالضم -: الريح الحارة، وقال ابن دريد: البارِدَة، قالت أمّ تأبَّطَ شراً تُؤبِّنُه: وابْنَاه ليس بِعُلْفُوْفْ؛ تَلُفَّهُ هُوْفْ؛ حَشى من صُوْف.

هيف

والهُوْفُ؟ أيضاً -: الرجل الأحمق. وقال ابن دُريد: رجل هُوْفٌ: إذا كان جباناً لا خير فيه. وقال ابن عبّاد: الهُوْف: نحو سِحَاءِ البَيْض. والتركيب يدل على الخِفَّة. هيف الهَيْفُ: الريح الحارة تأتي من قِبل اليمن؛ وهي النَّكْباء التي تجري بين الجنوب والدَّبُور من تحت مجرى سُهيل، قال ذو الرُّمّة: وصَوَّحَ البَقْلَ نَأّجٌ تَجِيءُ بِهِ ... هَيْفٌ يَمانِيَةٌ في مَرِّها نَكَبُ وفي المثل: ذهبت هَيْفٌ لأدْيانِها. وإنما جمَع الأديان لأن الهَيْفَ اسم جِنْس، وجاء باللاّم على مَعنى إلى؛ أي رَجعت إلى عاداتها. وقال أبو عُبد: الهَيْفُ السَّموم وقولهم: لأديانها؛ أي لعادَتِها، وعادَتُها أن تُجَفِّفَ كل شيء وتُيَبِّسه. يُضرب عند تَفَرق كل إنسان لشأنه، وقيل: يُضرب لكل من لزم عادته ولم يُفارِقها. والهافَةُ من النُّوْقِ: التي تعطش سريعاً، وهي من الياء، وكذلك المِهْيَافُ. وقال الليث: المِهْيَاف: الذي قد هافَتْ إبِلُه، قال عمرو: إذا المِهْيَافُ ذو الإبِلِ اجْتَواها ... وأعْرَضَ مِشْيَةَ الجَمَلِ المُغِدِّ وقال الأصمعي: رجل مُهْيَافٌ: سريع العطش، قال الشَّنْفَرى: ولَسْتُ بِمِهْيَافٍ يُعَشّي سَوَامَهُ ... مُجَدَّعَةً سُقْبانُهاوهيَ بُهَّلُ وقال ابن عبّاد: المِهْيَافُ من افبل: المِعْنَاقُ. ورجل هَيْفانُ: أي عطشان. والهَيَفُ؟ بالتحريك -: ضُمْرُ البطن والخصِرة، وقد هَيِفَ هَيَفاً. وهافَ يَهافُ هَيْفاً: لغة في هَيِفَ هَيَفا؛ وهي لغة تميم. وامرأة هَيْفَاءُ، وفرس هَيْفَاءُ، وقوم وخيل هِيَفٌ. وقال ابن عبّاد: يقال للعبد إذا ابق: هافَ يَهاف؛ أي يستقبل الرِّيح، وكذلك الإبل، وهي إبل هائِفَة. وقال غيره: أهَافَ القوم: أي عَطِشَت إبلُهم، قال: وقد أهَافُوا زَعَمُوا وأنْزَعُوا وتَهَيَّفَ الرجل: من الهَيْفِ، كما يقال تَشَتّى: من الشتاء. واهْتَافَ: أي عَطِش. والتركيب يدل على حرارة وعطش؛ ثم يُستعار ذلك. يسف ابن السكِّيت: اليَسَفُ: ذُباب، وأنشد لعَدِي بن زيد بن مالك بن عَدِيِّ بن الرِّقاع يَمدح مُرَيَّ بن ربيعة بن مسعود الكلبي: حتّى أتَيْتُ مُرَيّاً وهو مُنْكَرِسٌ ... كاللَّيْثِ يَضْرِبُهُ في الغابَةِ اليَسَفُّ ويروى: " السَّعَفُ " وهما بمعنى، قال: ولم نَسمع بهذين إلاّ في هذا الشعر، قال: ولعلّهما يكونان لُغة لهؤلاء القوم.

§1/1